ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[12 Nov 2010, 06:42 م]ـ
أخي الفاضل الأستاذ عصام
مناقشة جميلة. ولكن ارجو أن تكون أكثر اقناعاً ودقة. فكلامك يقرأه كثير من المتخصصين.
لقد قلت في مشاركة سابقه في قوله تعالى (قال بل لبثت مئة عام) وفندت أن استخدام كلمة عام هنا لأن السنوات مرّت بسرعة ولم يشعر بطولها. ثم اتجهت الى نص قرآني آخر وقلت حول قوله تعالى (ولبثوا في كهفهم ثلاث مئة سنين) أن استخدام السنين هنا لأنهم كانوا رقود. ولا أدري ماذا قصدت بذلك رغم أن العزير حينما أفاق قال: لبثت يوماً أو بعض يوم. وأصحاب الكهف أيضاً رغم أنهم رقود قالوا أيضاً أنهم لبثوا يوماً أو بعض يوم. فكلاهما ظن أنه لبث فترة وجيزة بغض النظر للذي حصل معهم موت أو رقود أو حتى نوم. فالمهم أن السنين مرّت بحقة مرّ السحاب البارق السريع. فما رأيك؟؟؟
أما بالنسبة لتفنيدك لعمر الإنسان قبل الأربعين بأنه كله مشقة. فهذا أيضاً دليل قاصر لأن أجمل مافي حياة الأنسان مرحلة طفولته ولعبه واستمتاعه. وقد قمت أنت بشطبها واعتبارها من المنكدات. وهذا لا يوافقك عليه أحد. فما أجمل الطفولة وبرائتها ولعبها وضحكها وجمالها وسحرها البديع. وما أجمل أن يعيش الإنسان بلا التزامات وبلا كد اوعمل اوشغل أو ارتباط أو مشاكل أو هموم. ولا يكون ذلك إلا في مرحلة الطفولة التي شطبتها لتستحلب وتستجلب معنىً ربما يأتي اليك من غير هذا العناء ومن غير اعتداء على أجمل ما في حياة الإنسان. أرجو أن تحاول إيجاده وأنا معك دون أن نأتي على أجمل ما في حياتنا من سنين وأعوام وحجج. وبارك الله بعمرك أخي الحبيب.
يا أخي تيسير بارك الله فيك
العزير كان ميتاً طيلة مائة عام (أماته الله) .. أما فتية الكهف فكانوا أحياء حاضرين (رقود). وما يستوي الأحياء ولا الأموات!! فكيف نغض النظر عن هذا الفارق الجوهري؟؟
أما الحياة بلا التزامات فهي حياة البهائم، ولا تكون حياة الإنسان المكرم في الإسلام كذلك.
وقد أوردت لك نصوصاً شرعيةً تذكر أن الإنسان قبل بلوغه الأشد مبتلى كادح، فكيف تعترض على النص الشرعي الذي حكم أن الإنسان في دار بلاء منذ صرخة استهلاله، لا يجوز في حقه العبث واللهو والاسترخاء؟
ايت بنص على ما ذكرتَه:
لأن أجمل مافي حياة الأنسان مرحلة طفولته ولعبه واستمتاعه وقد قمت أنت بشطبها واعتبارها من المنكدات. وهذا لا يوافقك عليه أحد. فما أجمل الطفولة وبرائتها ولعبها وضحكها وجمالها وسحرها البديع. وما أجمل أن يعيش الإنسان بلا التزامات وبلا كد اوعمل اوشغل أو ارتباط أو مشاكل أو هموم. ولا يكون ذلك إلا في مرحلة الطفولة التي شطبتها لتستحلب وتستجلب معنىً ربما يأتي اليك من غير هذا العناء ومن غير اعتداء على أجمل ما في حياة الإنسان.
وهل تستمر الطفولة حتى الأربعين؟؟ وهل اعتديت على طفل قط سائر يومي هذا؟
ولم أجد عناء في إجراء النصوص على حقيقتها .. ولا زالت الطفولة في نظري جميلة رغم شقاوتها ورهقها وتمردها وبراءتها وصخبها وطيشها ..
وللإخوة المتخصصين أن يبدوا آراءهم إذا كان الكلام مخالفاً للحقيقة.
وقد يكون السكوت علامة رضىً .. قد يكون ...
وشكراً لك
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[12 Nov 2010, 08:14 م]ـ
انت ممتاز أخي الاستاذ. ولا تزعل وابتسم قبل الدخول وبعده:
وانا أيضاً لم اقل أن الأربعين الأولى في الحياة كلها طفولة ولكن هل تنكر أن أول 18 سنة منها كذلك؟؟؟ بل وفي هذه الأحيان لميوعة الشباب تستمر الطفولة عندهم الى الثلاثين عاماً. نحن نتكلم عن الشقاء المادي وليس الابتلاء الإنساني الذي أفهمه أنا وأنت. انسى موضوع المسلم وأنه يجب أن يكون مبتلىً في دينه. نحن نحاكم النص الآن على الأساس الإنساني لا الإيماني. فهل حياة الكفار في بلادهم حياة شقاء وجحيم؟؟؟ على الأقل مرحلة الطفولة منها؟؟
نعود الى النص: (حتى إذا بلغ أربعين سنة) على حساب إفهامك لنا يجب أن تكون كلها جحيم ولم أرك تستثني طفولة منها ولا غيره ثم بعد ذلك تقول انك لست من المعتدين؟؟. وهل يشترط أن تنطق بها وقد استيقنها قلبك؟؟
اما بالنسبة للموت أو الرقاد. فنعم هناك تشابه بينهما بل وتشابه بين النوم وبينهما. ولا أظن ان قول الله تعالى غائب عن ذهنك 0 الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها) ولا أظن أيضاً أن قول النبي عليه الصلاة والسلام يفوت أمثالك من أهل العلم (النوم أخو الموت) وتحياتي لك أخي الحبيب.
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[12 Nov 2010, 08:34 م]ـ
نقاشكم رائع جداً، وأتمنى من الفاضل: عصام المجريسي أن يجعل هذا النقاش نواة لبحث يطبعه فيما بعد.
ـ[حمامة الإسلام]ــــــــ[13 Nov 2010, 03:31 م]ـ
جزاكم الله خيراً بحث قيّم جداً استفدت منه ومن نقاشكم أيضاً أساتذتنا الكرام،
عندي سؤال:
ولا بد لانطباق السنة على العدد الذي تميزه أن يكون الفاعل الذي كانت السنة ظرفاً له حاضراً لظرفها حضوراً ما، معانياً فيها شدة ما.
فإذا تخلف شيء من هذه القيود الثلاثة (العدد / الحضور / الشدة) فهو عام؛ لأن العام أعم من السنة، فلا يشترط له ما يشترط للسنة من تلك القيود.
هل لكم أن تعطونا مثالاً يوضح معنى الحضور والشدة؟
وما المقصود بالفاعل الذي كانت السنة ظرفاً له؟
سامحونا ربما كان سؤالي غريباً! لكني ما زلت مبتدئة .. وفي بداية رحلة طلب العلم
ومنكم نتعلم ونستفيد
جزاكم الله خيراً ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[13 Nov 2010, 04:55 م]ـ
أخي أبا أنس
لم أقل بأن ما قبل بلوغ الأشد جحيم ونكد كما تفضلت. ولكن الأشدّ له من اسمه نصيب، ففيه شدة ما، والشدة هي من أظهر معاني لفظ (السنة) كما تعلم من كلام العرب. يقولون: أسنت ومسنت يعني لقي شدة. وقال تعالى: (ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين)، وقال عليه السلام داعياً على مضر: " اللهم اجعلها عليهم سنيناً كسنين يوسف "؛ فكيف نشطب الشدة والبأس من تصورنا للفظة السنة؟ ألا ترى أن العرب هم من استعمل لفظ السَّنَة للجدب والقحط.
وميوعة الشباب لا تحتاج إلى نقاش هنا.
وقول النبيء (النوم أخو الموت) مثبت للفرق الفارق، فلم يقل (النوم هو الموت) الذي يفهم منه التسوية بين الحالين من كل وجه. ونحن كلامنا في الفروق وليس في الجوامع .. فلا تلزمنا بحيدتك واستطرادك.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[13 Nov 2010, 04:58 م]ـ
جزاكم الله خيراً بحث قيّم جداً استفدت منه ومن نقاشكم أيضاً أساتذتنا الكرام،
عندي سؤال:
هل لكم أن تعطونا مثالاً يوضح معنى الحضور والشدة؟
وما المقصود بالفاعل الذي كانت السنة ظرفاً له؟
سامحونا ربما كان سؤالي غريباً! لكني ما زلت مبتدئة .. وفي بداية رحلة طلب العلم
ومنكم نتعلم ونستفيد
جزاكم الله خيراً ..
الأخت حمامة الإسلام بارك الله فيك
فيما سلف بعض إجابة على أسئلتك.
والبقية:
بالاستقراء ذكر القرآن " السنة "، وهي الظرف الزمني، في حال نوم الفاعل أو المفعول وحضوره فضلا عن حال اليقظة، وذكر " العام "، وهو ظرف زمني أيضاً، في حال موت الفاعل أو المفعول وغيابه أو الجهل به.
وهاك هذا الشرح للفرق بين حال الموت والغياب وحال اليقظة والحضور في الآيات من البقرة ومن الكهف، لعل الحكمة تتضح:
الفروق بين أهل الكهف وكلبهم الأحياء في ظرف السنين المذكورة، والعزير وحماره الميتَيْن في ظرف المائة عام:
ألم تر أن أهل الكهف كانوا حاضرين حضوراً ما زائداً كل الزيادة عن أمر العزير الميت كل الموت، وكذلك حماره.
في العزير قال: (فأماته الله مائة عام ثم بعثه) فطويت تلك الأعوام طياً تاماً من غير تفصيل في كيفية مرورها كأنها لم تكن؛ أي أننا لا نستطيع أن نصور تفاصيل أمر العزير حال موته أو غيابه في ظرف المائة سنة، هل تحلل أم بقي كما بقي طعامه وشرابه لم يتسنه.
فالإجمال ظاهر جداً في القصة وفي تحديد المائة عام.
أما في قصة فتية الكهف فالأمر مختلف جداً، فقد قص الله علينا كيفية مر تلك السنين الطوال عليهم، كأننا نراقبهم وهم أحياء يتنفسون، في مشهد من مشاهد رقودهم في كل يوم، وفيها:
1) حركة الشمس وهي تطل عليهم كل يوم (وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ... )
2) موقعهم من الكهف (وهم في فجوة منه)
3) هيئتهم المقاربة لحال اليقظة وهم رقود (وتحسبهم أيقاظاً وهم رقود)
4) تقلبهم تقلب الأحياء (ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال)
5) حياة الكلب راقداً (وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد)
6) مرآهم المرعب (لو اطلعت عليهم لوليت منهم فراراً ولملئت منهم رعباً)
وهذه الأمور تنقل لنا حياتهم ماثلة كأننا معهم في كل لحظة وفي كل يوم وفي كل شهر وفي كل سنة من السنين التسع والثلاثمائة.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[13 Nov 2010, 05:48 م]ـ
وقول النبيء (النوم أخو الموت) مثبت للفرق الفارق، فلم يقل (النوم هو الموت) الذي يفهم منه التسوية بين الحالين من كل وجه. ونحن كلامنا في الفروق وليس في الجوامع .. فلا تلزمنا بحيدتك واستطرادك.
أخي الحبيب ومن قال لك أنني أريد التسوية بين حالة الموت وحالة النوم أو الرقود من جميع الأوجه؟؟؟ أنا لم ادعي قول ذلك. ولكنني أوؤكد لك أن هناك تشابه في مضي الوقت وطيّه بسرعة فائقة في حالة الموت كما حالة الرقود. بدليل أن أهل الكهف ظنوا ظن اليقين أنهم لم يلبثوا إلا يوماً أو بعض وكذلك العزير ظن نفس الشيء وهذا هو الذي يهمني من كل تلك المقارنة. فهل تماريني في هذه الجزئية بالذات؟؟؟.فإن وافقتني فقد بطل ما وصلت اليه من أن السنة تطلق على الشدة وأنها ملازمة لها في كل الوجوه والأحوال. وهذا ما أخالفك عليه فقط. فأنا أتفق معك بالمعنى العام للسنة ولكن من ميزات اللغة العربية استيعاب أكثر من معنى للفظ واحد. وهذا الذي يجب أن تبحث عنه من خلال وضع جميع الألفاظ القرآنية للسنة والعام ومقارنة وجه الشبه بينهما. إذا فعلنا ذلك فلربما نصل الى نتيجة مرضية تنفع الباحثين وتوصلهم الى جدول ماء قراح. ارجو أن تكون قد فهمت عليّ الآن أستاذي الحبيب .. أما قولك استاذنا الغالي: (فلا تلزمنا بحيدتك واستطرادك) فأظن أنك تعجلت بها قليلاً. وخاصة أنك غفلت عن الشق الثاني من إجابتي في قوله تعالى: (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها). فظاهر الآية يشير الى ثمة تشابه حقيقي لا مجازي بين الموت والنوم. وهذا معلوم عند صبية الكتاتيب. ناهيك عن فطاحل أهل التفسير وشيوخهم. بل أزيدك من القصيدة بيتاً بأن الوفاة أحياناً تعني النوم بعينه. (إني متوفيك ورافعك اليّ) والوفاة تعني الموت في الآية السابقة. فهناك ترابط وثيق بين الموت والوفاة والنوم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[13 Nov 2010, 10:57 م]ـ
الأخت حمامة الإسلام بارك الله فيك
فيما سلف بعض إجابة على أسئلتك.
والبقية:
بالاستقراء ذكر القرآن " السنة "، وهي الظرف الزمني، في حال نوم الفاعل أو المفعول وحضوره فضلا عن حال اليقظة، وذكر " العام "، وهو ظرف زمني أيضاً، في حال موت الفاعل أو المفعول وغيابه أو الجهل به.
وهاك هذا الشرح للفرق بين حال الموت والغياب وحال اليقظة والحضور في الآيات من البقرة ومن الكهف، لعل الحكمة تتضح:
الفروق بين أهل الكهف وكلبهم الأحياء في ظرف السنين المذكورة، والعزير وحماره الميتَيْن في ظرف المائة عام:
ألم تر أن أهل الكهف كانوا حاضرين حضوراً ما زائداً كل الزيادة عن أمر العزير الميت كل الموت، وكذلك حماره.
في العزير قال: (فأماته الله مائة عام ثم بعثه) فطويت تلك الأعوام طياً تاماً من غير تفصيل في كيفية مرورها كأنها لم تكن؛ أي أننا لا نستطيع أن نصور تفاصيل أمر العزير حال موته أو غيابه في ظرف المائة سنة، هل تحلل أم بقي كما بقي طعامه وشرابه لم يتسنه.
فالإجمال ظاهر جداً في القصة وفي تحديد المائة عام.
أما في قصة فتية الكهف فالأمر مختلف جداً، فقد قص الله علينا كيفية مر تلك السنين الطوال عليهم، كأننا نراقبهم وهم أحياء يتنفسون، في مشهد من مشاهد رقودهم في كل يوم، وفيها:
1) حركة الشمس وهي تطل عليهم كل يوم (وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ... )
2) موقعهم من الكهف (وهم في فجوة منه)
3) هيئتهم المقاربة لحال اليقظة وهم رقود (وتحسبهم أيقاظاً وهم رقود)
4) تقلبهم تقلب الأحياء (ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال)
5) حياة الكلب راقداً (وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد)
6) مرآهم المرعب (لو اطلعت عليهم لوليت منهم فراراً ولملئت منهم رعباً)
وهذه الأمور تنقل لنا حياتهم ماثلة كأننا معهم في كل لحظة وفي كل يوم وفي كل شهر وفي كل سنة من السنين التسع والثلاثمائة.
يا أخي والله كلامك جميل وواقعي. لو أنك فقط بينت وجه التشابه الوحيد والذي هو يهمنا من ذلك كله: وهو أن طي الأيام والسنين لم يكن حدثاً مميزاً للعزير وحماره فقط بل كان أيضاً لأصحاب الكهف وكلبهم رغم رقودهم والذي هو أخو للموت أو الوفاة. مالك يا رجل ألم تستوضح بعد هذه الجزئية من النقاش وهي التي نبحث عنها؟؟؟ انظر أخي الحبيب وكلك نظر:
في قصة العزير:
(أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِي هََذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ)
في قصة أصحاب الكهف:
وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ
أرأيت أين هو التشابه الذي أبحث عنه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
وماذا يفيدني في البحث الذي نبحثه غير هذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
نفهم مما سبق أن طي الأيام والشهور والسنين كانت للعزير وأصحاب الكهف وحيواناتهم البهيمة على حد سواء. أفي ذلك مراء؟؟؟؟
ونتحصّل من ذلك كله على فائدة: أن الشدة والعنت والكد لا يمكن أن تحصل للميت ولا للذي في حالة رقود.
الم يقل الله تعالى (قالوا من بعثنا من مرقدنا) ماذا يعني الرقاد هنا إن لم يكن الموت؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
سأجيبك أنا عليها
الكفار يعذبون في قبورهم والذي يكون راقداً والسنوات تطوى بحقه لا يمكن أن يعذب لانتفاء صفة الرقود عنه. فكيف توفق بين الرقود الذي لا عذاب فيه وبين الكفار الذين يُعذبون في قبورهم؟؟؟؟؟.
أجاب أهل العلم عن ذلك وهذه مسألة أخرى فيها فائدة جليلة. وهي أن آخر أربعين سنة قبل البعث يرفع الله تعالى عنهم العذاب فيكونون عند البعث في سلام فانتفت عنهم حالة العذاب.
ولكنك تلاحظ بما لا يدع للشك موضعاً أنهم أخذوا صفة الرقود رغم أنهم أصلاً أموات؟؟؟ ألا يدل ذلك على تداخل صفة الرقود مع صفة الموت تداخلاً وثيقاً لا نكارة فيه ولا استهجان فعد هداك الله عن قولك (فلا تلزمنا بحيدتك واستطرادك). والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[14 Nov 2010, 01:24 ص]ـ
يا أخي والله كلامك جميل وواقعي. لو أنك فقط بينت وجه التشابه الوحيد والذي هو يهمنا من ذلك كله: وهو أن طي الأيام والسنين لم يكن حدثاً مميزاً للعزير وحماره فقط بل كان أيضاً لأصحاب الكهف وكلبهم رغم رقودهم والذي هو أخو للموت أو الوفاة. مالك يا رجل ألم تستوضح بعد هذه الجزئية من النقاش وهي التي نبحث عنها؟؟؟ انظر أخي الحبيب وكلك نظر:
في قصة العزير:
(أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِي هََذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ)
في قصة أصحاب الكهف:
وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ
أرأيت أين هو التشابه الذي أبحث عنه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
وماذا يفيدني في البحث الذي نبحثه غير هذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
نفهم مما سبق أن طي الأيام والشهور والسنين كانت للعزير وأصحاب الكهف وحيواناتهم البهيمة على حد سواء. أفي ذلك مراء؟؟؟؟
ونتحصّل من ذلك كله على فائدة: أن الشدة والعنت والكد لا يمكن أن تحصل للميت ولا للذي في حالة رقود.
الم يقل الله تعالى (قالوا من بعثنا من مرقدنا) ماذا يعني الرقاد هنا إن لم يكن الموت؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
سأجيبك أنا عليها
الكفار يعذبون في قبورهم والذي يكون راقداً والسنوات تطوى بحقه لا يمكن أن يعذب لانتفاء صفة الرقود عنه. فكيف توفق بين الرقود الذي لا عذاب فيه وبين الكفار الذين يُعذبون في قبورهم؟؟؟؟؟.
أجاب أهل العلم عن ذلك وهذه مسألة أخرى فيها فائدة جليلة. وهي أن آخر أربعين سنة قبل البعث يرفع الله تعالى عنهم العذاب فيكونون عند البعث في سلام فانتفت عنهم حالة العذاب.
ولكنك تلاحظ بما لا يدع للشك موضعاً أنهم أخذوا صفة الرقود رغم أنهم أصلاً أموات؟؟؟ ألا يدل ذلك على تداخل صفة الرقود مع صفة الموت تداخلاً وثيقاً لا نكارة فيه ولا استهجان فعد هداك الله عن قولك (فلا تلزمنا بحيدتك واستطرادك). والله تعالى أعلم.
أستغفر الله من قولي بحيدتكم
أستغفر الله ثم استغفر اللهَ!
أخي أبا أنس حفظه الله
البحث لا يبحث عن التشابه بقدر ما يبحث عن الفروق .. وهذا ما رأيت - معتذراً - أنه حيدة عن الموضوع.
وإذا كنت مصراً على أن نتناول التشابه فلا بأس إذا كان سيفضي إلى معالجة الفروق.
إذا كان قوله تعالى (لبثنا يوماً أو بعض يوم) هو دليل اعتراضك على صحة التفرقة بين الشدة في حال النوم وحال الموت = فلا حجة فيه؛ وذلك لأسباب:
1. أنه صادر من ظنٍّ مخالف للواقع، فهم قالوا ظناً: (يوماً أو بعض يوم)، وهو يقيناً: (مائة عام) أو (ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعاً) .. فلماذا نعول على ما يخالف الواقع؟ وإن الظن لا يغني من الحق شيئاً .. وحجة هذا الظن عندهم أن مقدار نومة الإنسان في العادة الجارية لا تتجاوز هذا القدر، وهذا منهم قياس مفارق للواقع. وهم معذورون في قولهم مرفوع عنهم التكليف فضلا عن الإحصاء لما لبثوا.
2. أنه قول يصدر عن كل من لم يُحْصِ المدّة بدقّة أيا كان السبب، فكل الناس أحياء وأمواتاً سيقولون يوم القيامة: لبثنا يوماً أو بعض يوم، قال تعالى (قال: كم لبثتم في الأرض عدد سنين؟ قالوا: لبثنا يوماً أو بعض يوم، فاسأل العادين. قال: إن لبثتم إلا قليلاً، لو أنكم كنتم تعلمون) .. وإنما سجل الله عليهم الخطأ (إن لبثتم إلا قليلاً، لو أنكم كنتم تعلمون) لأنهم في حالة أهلية كاملة يؤاخذون بها، فلو كانوا في حالة موت أو نوم لما حاسبهم جل وعلا، لأنهم في حالة يرفع عنهم فيها القلم، ولكنهم كانوا أحياء، ومع ذلك قالوا توهماً ونسياناً أو غفلة: لبثنا يوماً أو بعض يوم .. فما وجه الاعتراض بتشابه ظنّيّ على الفروق المذكورة؟.
3. أن الله لم يعتبر هذا القول بدليل تصحيحه في قصة عزير والرد عليه بقوله: (قال: بل لبثت مائة عام)، وفي قصة أهل الكهف ردوا على أنفسهم بقولهم: (قالوا: ربكم أعلم بما لبثتم ... ) وأخبر الله عنهم (ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازداوا تسعاً).
4. أنك أغفلت الفارق التفصيلي الذي جعله الله بين الحالتين: حالة نوم أهل الكهف التي تكتسي بكل مظاهر الحياة، وحالة موت عزير ودابته؛ فطيّ السنين ظاهر جداً في قصة عزير (أماته الله ثم بعثه) الذي فارقت روحه جسده طيلة مائة عام ثم أعادها الله إليه. أما في قصة أهل الكهف فلا (كما أسلفت في المشاركة رقم 27)، لقد بقيت الروح ساكنة في أجسادهم التي تتقلب بإذن ربها محافظة على الكيان المركب من جسد وروح كل تلك القرون! فأين التشابه بين الفناء وهدأته والبقاء وشدّته؟؟؟.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[14 Nov 2010, 05:47 ص]ـ
فأين التشابه بين الفناء وهدأته والبقاء وشدّته؟؟؟.
.
وهل البقاء حال النوم العميق وآذانهم مضروبٌ عليها، فيه شدة؟؟؟؟ وأي شدة هذه التي تأتيهم وهم رقود آمنين ومن أي نوع؟؟؟؟؟؟
(وضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا.) لا تقل لي شدة الإنتظار وقد تساووا في ذلك مع العزير فكلاهما قال مدة ظنية ليست حقيقية. وذلك بسبب طي الزمن بحقهم جميعاً.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[14 Nov 2010, 05:51 ص]ـ
على العموم أخي الحبيب سأخرج لك زبد ذلك كله في جلسة قادمة فأنا ذاهب لصلاة الفجر. أليس الصبح بقريب عندكم؟؟؟
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[14 Nov 2010, 08:13 ص]ـ
على العموم أخي الحبيب سأخرج لك زبد ذلك كله في جلسة قادمة فأنا ذاهب لصلاة الفجر. أليس الصبح بقريب عندكم؟؟؟
سأكون أول الشاكرين لك إن شاء الله.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[14 Nov 2010, 12:48 م]ـ
سأكون أول الشاكرين لك إن شاء الله.
أعدك إن شاء الله في هذه الليلة فأنا مشغول طيلة النهار والأمر يحتاج الى بعض الوقت.رغم أني شرعت به والحمد لله. وستجد ما يرضيك وتقر به عينك.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[14 Nov 2010, 10:15 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول اللهصل1 وبعد
أولاً وقبل أن أبدأ ومن أجل أن لا يطلع علينا أحدهم فيسالني: هل اطلعت على هذا الموضوع في كتب التفسير؟؟ وهل قرأت ما قاله الأولون عنه؟؟ فأقول نعم اطلعت عليه منذ البداية. وقد قالوا جميعاً ونقلوا عن بعضهم أن السنة (غالباً) وضع تحت غالباً خطاً أنها غالباً ما تطلق على الشدة. والعام على الرخاء. إلا أن أحداً من الأولين وخاصة أهل التفسير لم يتمعن في هذه القضية اكثر من ذلك. لأنها قضية ليست بتلك الأهمية العالية رغم فوائدها المستبطة.
ثانياً: وقبل أن أجيب على ما سأقوله الآن اطلعت قبل ذلك على مشاركة أخينا وحبيبنا الفاضل فضيلة الدكتور عبد الرحمن الشهري حول نقله عن كتاب يتكلم عن أدب الحوار. وقد سيرت قلمي قبل كل شيء لأكون وقافاً على الحق إن شاء الله.
طبعاً الأخ عصام أستاذ فاضل وقد انبرى هو وحده في الذود عن السنة وأخويها العام والحول. وبذل كل جهد ليوصل فكرة رائعة في هيكلها وجوهرها تثبت أن هذه المسميات لها اختلافات عند أهل اللغة وفي القرآن أيضاً حري بطالب العلم أن يتعرف عليها. وقد كان ورائه ويتبعه بذلك مئات القارئين الذين تابعوا الموضوع باهتمام بالغ. بالإضافة الى ما كان يتبعه من تشجيع وشكر على كل تقديم كان يضيفه مشكوراً.
والعنوان الذي عدله بعض الأخوة في الإشراف وسّع البحث ليخرج من مفاهيم محددة في ألفاظ القرآن الى رأي اللغة وما اوسعه من باب لنخلص بنتيجة مرضية لله أولاً وللحق والأخوة طلبة العلم ثانياً.
يتبع
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[14 Nov 2010, 10:30 م]ـ
أما الآن فسوف أتفق مع أخي عصام على أن السنة يقصد بها الشدة والجدب في معظم الاحايين. وبذلك فقد وافقته على ما ذهب اليه مبدئياً ودفعة واحدة بدون أقساط. ولكن في ذلك تفصيل وليس على اطلاقه لأن الأولين لم يقولوا ذلك بالكلية ولكنهم أجمعوا على انه مصطلح يقصد به الجدب والشدة غالباً.
ومن اجل أن أبين الموضع بطريقة دقيقة حتى نستفيد من ذلك الجهد كله. فإنني سوف أطلعكم على ما قاله اهل اللغة بالتفصيل والدقة حول مصطلح السنة والعام:
قال صاحب المصباح المنير: عن أحمد بن يحيى قال: السنة من أي يوم عددته إلى مثله و (العَامُ) لا يكون إلا شتاء و صيفا. وهذه النقطة أظن أن أهل التفسير قد غفلوا عنها أو لم يتطرقوا اليها والله أعلم.
وفي التهذيب أيضا (العَامُ) حول يأتي على شتوة و صيفة و على هذا (فَالعَامُ) أخص من السنة فكلّ عام سنة و ليس كلّ سنة عاما و إذا عددت من يوم إلى مثله فهو سنة وقد يكون فيه نصف الصيف و نصف الشتاء و (العَامُ) لا يكون إلا صيفا وشتاء متواليين و تقدم في (أَوَّلَ) قولهم (عَامٌ أَوَّلُ) وعاملته (مُعَاوَمةً) من (العَامِ) كما يقال مشاهرة من الشهر ومياومة من اليوم و ملايلة من الليلة قال السّهيليّ في الرَّوْض:: والسَّنَةُ أَطْوَل من العامِ والعامُ يُطْلَق على الشّهورِ العربيَّةِ بخِلافِ السَّنَة
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو علي الفارسي: السنة على معنيين: أحدهما: يراد بها ـ الحول والعام ـ والآخر يراد بها ـ الجدب ـ وهو خلاف الخصب فمما أريد به الجدب قوله صلى الله عليه وسلّم: "اللهم اجعلها عليهم سنيناً كسنين يوسف" وقول عمر رضي الله عنه: إنا لا نقع في عام السنة، فلما كانت السنة يعني بها الجدب، اشتقوا منها كما يشتق من الجدب. ويقال: أسنتوا، كما يقال أجدبوا. قال الشاعر:
ورجال مكة مسنتون عجاف
أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا على عتبة بن أبي وقاص يوم أحد حين كسر رباعيته، وأدمى وجهه، فقال: «اللهم لا تحل عليه الحول حتى يموت كافرا، فما حال عليه الحول (1) حتى مات كافرا إلى النار»
__________
(1) الحول: العام أو السنة
قال النيسابوري: {ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين} أي بسني القحط. فالسنة من الأسماء الغالبة غلبت على القحط كالدابة والنجم، وقد يراد بها في غير هذا الموضع الحول والعام. قال أبو زيد والفراء: بعض العرب يقول هذه سنين ورأيت سنيناً فيعرب النون ومنه قول الشاعر:
دعاني من نجد فإن سنينه ... لعبن بنا شيباً وشيبننا مرداً.
والسنون من الجموع المصححة الشاذة.
وفي كتاب اللطائف في اللغة:
أسماء السنة كثيرة ومنها: الحقبة الحقب الخريف العجوز العام الحجة.
وفي المحيط في اللغة: الحَوْلُ: سَنَةٌ بأسْرِها، حالَ الحَوْلُ يَحُوْلُ حَوْلاً وحُؤُوْلاً. وأحَالَ الشَّيْءُ: أتى عليه حَوْلٌ،
نتبين من كل ما سبق اختلاف أهل اللغة في معنى السنة وإضافة معاني اليها غير القحط والشدة. وانها أحياناً تتفق مع مصطلح العام وأحياناً أخر تبتعد عنه قليلاً. بالإضافة الى اختلاف المعنى العام الدقيق في مصطلح السنة والعام بما لا يستغني عنه الباحث في هذا الأمر. والذي لولا مخاضنا فيه لما عرفنا حقاً الفرق الدقيق بين هذه المصطلحات المتشابه التي تخفى على كثير من الخلق. والفضل يعود بعد الله تعالى الى الأخ الفاضل الأستاذ عصام الذي أتحفنا بما عنده أولاً واستثارنا بما فيه الكفاية لنخرج بعض الخبء من أهل العلم لتعم الفائدة على الجميع.
بارك الله في الجميع واشكر كل من اهتم وتابع. والحمد لله رب العالمين.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[15 Nov 2010, 12:09 م]ـ
أخي الفاضل تيسير
إنما كان البحث في أول أمره (من أول مشاركة) محاولة للكشف عن الفروق بين الكلمات في الاستعمال القرآني .. ولا زال.
والاستعمال القرآني استعمال دقيق لا مكان فيه للأغلبية التي تنقلها في الاستعمال العربي لهذه الألفاظ والمتناقضة أحياناً.
ولا أمنع من تناول استعمال العرب لهما في هذا البحث، وقد استحسنت تغيير الإخوة للعنوان، ليتسع البحث والنظر، ولكن بشرط أن لا يخلط بينهما.
ولا سيما أن القرآن يقصد إلى التفريق بينهما قصداً ظاهراً بالمخالفة بين اللفظين في السياق الواحد، كشأنه في كل المترادفات، كما لا يخفى.
مثال ذلك قوله تعالى (فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً).
وقوله: (قال: تزرعون سبع سنين دأباً ... ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد ... ثم يأتي من بعد ذلك عام ... ).
وأحسب أنه صار معلوماً للباحثين في السياق القرآني أن للقرآن نهجاً فريداً دقيقاً في استعمال الألفاظ المترادفة والمخالفة بينها، نتدارسه ونستفيد منه ونقدره قدره، ونحاكم لغة العرب إليه، لا العكس.
والحقيقة أني أشكرك لأنك حفزتني وأثرتني للنظر والتدبر والتدقيق، وأني حفزتك وأثرتك كما ذكرتَ: "بما فيه الكفاية لنخرج بعض الخبء من أهل العلم لتعم الفائدة على الجميع".
ـ[عبدالرحمن النور]ــــــــ[19 Nov 2010, 09:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وعلى آله أجمعين، وبعد:-
فإن الفرق بين السنة والعام والحول يتمثل في تعريف هذه المسميات وما ترتبط به:-
السنة هي مدة زمنية ترتبط "بفعل/حركة" الشمس، أي دورة الشمس الزمنية الكاملة.
العام هو مدة زمنية ترتبط "بفعل/حركة" القمر، أي دورة القمر الزمنية الكاملة.
الحول هو مدة زمنية ترتبط "بفعل/حركة" الإنسان، أي دورة " حال/فعل " الإنسان الزمنية الكاملة.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه هي القاعدة العامة في تعريف هذه المسميات؛ أي أن السنة هي السنة الشمسية، والعام هو العام القمري والحول هو الدورة الزمنية (بالأعوام) التي تبدأ بحال الإنسان وتنتهي بذلك الحال مثل حال من يرضع طفلا. وسأركز على الفرق بين السنة والعام لأن الفرق دقيق ومهم.
سميت السنة الشمسية بالسنة لأن أشهرها (متكررة وثابتة) حسب الفصول المناخية الأربعة المعروفة؛ مثلا, الشهر الثامن من السنة الشمسية (ما يسمى بشهر أغسطس) على سبيل المثال يوافق شدة الصيف في كل سنة، وهكذا كل شهر يتكرر وقوعه بشكل ثابت في كل سنة فيما يوافقه من فصل مناخي؛ وهذا هو التكرار الثابت الذي ذكرت.
وسمي العام عاما لأن شهور العام "تعم" جميع فصول السنة المناخية، فمثلا شهر رمضان تجده في تاريخ ما يوافق فصل الصيف وفي تاريخ آخر يوافق فصل الشتاء، ومرة الربيع ومرة الخريف وهكذا.
وكلا السنة والعام فيهما 12 شهرا
وفرق آخر هو في المدة الزمنية محسوبة بالأيام، كما يعرف الجميع؛ فالمدة الزمنية للسنة هي 365 يوما تقريبا، والمدة الزمنية للعام هي 354 يوما تقريبا؛ واليوم هو الوحدة الزمنية التي تشترك فيها "السنة" و "العام"؛لأن حركة الشمس وحركة القمر يتعاقبان في حركة الليل والنهار وهما ما يكون اليوم المعروف للناس.
يقول الله تبارك وتعالى في سورة الكهف:" ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا"، فهذه السنين أخذت دلالتها من (فعل/حركة) الشمس، وهذا المدلول يرتبط بما قبله من آيات في نفس السورة حيث يقول الله عز وجل:"وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال"،ولأن الله جعل (فعل/حركة) الشمس دليلا على مدة بقائهم؛ فناسب أن يذكر السنين بدلا من العام.
وحسب هذه القاعدة العامة، أيضا، فإن ذكر" السنة" في القرآن الكريم يرد عند حساب الزمن (المطلق) لأن السنة يحددها حركة الشمس (الكونية) بكميات مضبوطة ودقيقة لا مجال للخطأ فيها (لأنه ليس لرؤية الناس دور في تحديد بدء الشهر).
وحسب هذه القاعدة فإن ذكر "العام" يرد في العبادات؛ لأن العبادات ترتبط برؤية الإنسان لهلال الشهر (وحركة القمر تبدأ حين يكون هلالا)، يقول الله تبارك وتعالى:" يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج"، وهي رؤية قد يحدث لبس لدى الناس في إدراكها والرسول الكريم يقول:"صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته؛ فإن غم عليكم فأكملوا عدة الشهر ثلاثين يوما.
والآن ما هي الحكمة من ذكر الله تعالى للسنة والعام في آية واحدة في قصة نوح وهي قوله تعالى: "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا"؟
عدد أيام السنة هي 365 يوما تقريبا، وعدد أيام "العام" هو 354 يوما تقريبا، ومن يريد عمر نوح بحساب دقيق عليه أن يحسب عدد أيام السنة (وهي أيام شمسية) فيكون عدد أيام ألف سنة كما يلي:-
1000×365=365000 يوم
عدد أيام العام 354 يوما تقريبا (وهي أيام قمرية)؛فتكون خمسون عام كما يلي:
50×354=17700 يوما
إذا عمر نوح بالأيام هو
365000 - 17700= 347300 يوما
ولو كانت الخمسون (شمسية)، فتكون خمسون سنة كما يلي:
50×365=18250 يوم
ويكون عمر نوح هو
365000 - 18250 =346750 يوم
والفرق بين الحسابين هو 550 يوم وهو فرق كبير وهنا يظهر فائدة معرفة الدلالات اللغوية والكونية للمفردات القرآنية، والله تعالى أعلم.
أما قصة صاحب القرية فقد ذكر الله مائة عام حتى نعرف أنها مائة عام حسب حركة القمر فنعلم عدد الأيام على وجه الدقة فتكون المدة بالأيام هي
100×345=354000 يوما
وفي سورة يوسف قال: (تزرعون سبع سنين دأباً ... ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد ... ثم يأتي من بعد ذلك عام)، والزراعة ترتبط بالأحوال المناخية الثابتة على مدى السنة (الشمسية) ولذلك ناسب استخدام لفظ سنين. والغوث الذي يأتي الناس ليس له وقت معلوم محدد مثل تحديد شهور (السنة)؛بل قد يأتي في أية شهر من شهور العام؛ ولذلك ناسب أن يقول ثم يأتي من بعد ذلك عام إلى آخر الآية. والله تعالى أعلم.
لماذا يربط العرب بين القحط ولفظ "السنة"؟
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا أمطر الناس في عام ولم يمطروا في العام التالي؛ فإن العرب لا تسمى هذا العام (الذي لم يمطروا فيه) سنة؛ لأنه قد يأتي المطر في العام الثالث المقبل؛ أما إذا تكرر الجدب والقحط لسنوات متتاليات بشكل ثابت (وهنا تظهر دلالة التكرار الثابت) للقحط فإن هذه المدة من القحط تسمى "سنين" لدلالة التكرار الثابت للقحط؛ يقول تعالى: (ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين)؛ وكما هو معروف ي اللغة فإن الأفعال التي فيها تكرار وثبات تسمى "سنة" ومن ذلك سنة النبي صلى الله عليه وسلم لأنها أفعال وأقوال متكررة ثابتة. والله تعالى أعلم. وصلى الله على نبيه محمد.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[19 Nov 2010, 11:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وعلى آله أجمعين، وبعد:-
فإن الفرق بين السنة والعام والحول يتمثل في تعريف هذه المسميات وما ترتبط به:-
السنة هي مدة زمنية ترتبط "بفعل/حركة" الشمس، أي دورة الشمس الزمنية الكاملة.
العام هو مدة زمنية ترتبط "بفعل/حركة" القمر، أي دورة القمر الزمنية الكاملة.
الحول هو مدة زمنية ترتبط "بفعل/حركة" الإنسان، أي دورة " حال/فعل " الإنسان الزمنية الكاملة.
هذه هي القاعدة العامة في تعريف هذه المسميات؛ أي أن السنة هي السنة الشمسية، والعام هو العام القمري والحول هو الدورة الزمنية (بالأعوام) التي تبدأ بحال الإنسان وتنتهي بذلك الحال مثل حال من يرضع طفلا. وسأركز على الفرق بين السنة والعام لأن الفرق دقيق ومهم.
.................................................
.................................................
أخي الفاضل عبد الرحمن النور
ما تفضلت بذكره جديد كل الجِدّة منفك تمام الانفكاك عما تقدم ذكره في هذا البحث ..
وللقارئ الكريم أن يحكم أي الجهتين أقرب إلى الحق وأقوم أدلة.
وأود التنبيه والاستشكال على بعض ما أوردته من تعريفات فارقة بين هذه العبارات الثلاث بما يأتي:
= قال تعالى: (فلبثت سنين في أهل مدين) .. ومعلوم من الآية التي في السورة نفسها أن تلك السنين كانت حججاً ( ... على أن تأجرني ثماني حجج فإن أتممت عشراً فمن عندك) .. والحجج جمع حجة، ولا تكون الحجة إلا في شهري قمري .. فكيف توجه لنا إطلاق السنين على دورات القمر؛ بخلاف ما أوردته: أن السنين لا تكون مرتبطة إلا بحركة الشمس.
= وقال تعالى: (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب) .. فقد رتّب الله حكمة تعلم السنين والحساب بعد حركة الشمس والقمر معاً، فكيف تخرّج ذلك، على ما قدمت من أن السنين وحدها مختصة بالشمس وحدها، لا تعلق لها بالقمر.
= وقال تعالى: (فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً) .. استثنى الله تعالى الأعوام من السنين، فعلي قولك يكون الاستثناء بإخراج الوحدات القمرية (خمسين عاماً) من الوحدات الشمسية (ألف سنة)!! وهذا حساب لا نظير له، ولا طائل تحته.
= وقلت:
الحول هو مدة زمنية ترتبط "بفعل/حركة" الإنسان، أي دورة " حال/فعل " الإنسان الزمنية الكاملة.
وهو كلام غير مفهوم، ولا دلالة فيه على التفرقة، لأن (السنة / العام / الحول / الحجة) كلها أجمع: وحدات لقياس الفعل أو قياس الحركة.
= وقلت:
فإن الأفعال التي فيها تكرار وثبات تسمى "سنة" ومن ذلك سنة النبي صلى الله عليه وسلم لأنها أفعال وأقوال متكررة ثابتة
والسَّنة (بمعنى الوحدة الزمنية) تختلف لفظاً واشتقاقاً ومعنى عن السُّنَّة (بمعنى الطريقة).
والله الموفق.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[20 Nov 2010, 07:02 ص]ـ
ب
السنة هي مدة زمنية ترتبط "بفعل/حركة" الشمس، أي دورة الشمس الزمنية الكاملة.
العام هو مدة زمنية ترتبط "بفعل/حركة" القمر، أي دورة القمر الزمنية الكاملة.
الحول هو مدة زمنية ترتبط "بفعل/حركة" الإنسان، أي دورة " حال/فعل " الإنسان الزمنية الكاملة.
أخي الفاضل:
خذها مني كلمة واعتبرها قاعدة:
أي ذكر للسنة أو العام أو الحول في القرآن الكريم لا تكون حساباته ودلالاته إلا للحساب القمري الذي هو أصل الحساب والعد وأصل الإحتكام الفقهي والشرعي في القرآن. فعندما يقول القرآن: شهرين متتابعين فهذا يعني شهرين قمريين وهذا طبعاً لا بد له أن يتبع السنة القمرية لا الشمسية. وبارك الله بك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حمامة الإسلام]ــــــــ[20 Nov 2010, 11:55 م]ـ
الأخت حمامة الإسلام بارك الله فيك
فيما سلف بعض إجابة على أسئلتك.
والبقية:
بالاستقراء ذكر القرآن " السنة "، وهي الظرف الزمني، في حال نوم الفاعل أو المفعول وحضوره فضلا عن حال اليقظة، وذكر " العام "، وهو ظرف زمني أيضاً، في حال موت الفاعل أو المفعول وغيابه أو الجهل به.
وهاك هذا الشرح للفرق بين حال الموت والغياب وحال اليقظة والحضور في الآيات من البقرة ومن الكهف، لعل الحكمة تتضح:
الفروق بين أهل الكهف وكلبهم الأحياء في ظرف السنين المذكورة، والعزير وحماره الميتَيْن في ظرف المائة عام:
ألم تر أن أهل الكهف كانوا حاضرين حضوراً ما زائداً كل الزيادة عن أمر العزير الميت كل الموت، وكذلك حماره.
في العزير قال: (فأماته الله مائة عام ثم بعثه) فطويت تلك الأعوام طياً تاماً من غير تفصيل في كيفية مرورها كأنها لم تكن؛ أي أننا لا نستطيع أن نصور تفاصيل أمر العزير حال موته أو غيابه في ظرف المائة سنة، هل تحلل أم بقي كما بقي طعامه وشرابه لم يتسنه.
فالإجمال ظاهر جداً في القصة وفي تحديد المائة عام.
أما في قصة فتية الكهف فالأمر مختلف جداً، فقد قص الله علينا كيفية مر تلك السنين الطوال عليهم، كأننا نراقبهم وهم أحياء يتنفسون، في مشهد من مشاهد رقودهم في كل يوم، وفيها:
1) حركة الشمس وهي تطل عليهم كل يوم (وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ... )
2) موقعهم من الكهف (وهم في فجوة منه)
3) هيئتهم المقاربة لحال اليقظة وهم رقود (وتحسبهم أيقاظاً وهم رقود)
4) تقلبهم تقلب الأحياء (ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال)
5) حياة الكلب راقداً (وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد)
6) مرآهم المرعب (لو اطلعت عليهم لوليت منهم فراراً ولملئت منهم رعباً)
وهذه الأمور تنقل لنا حياتهم ماثلة كأننا معهم في كل لحظة وفي كل يوم وفي كل شهر وفي كل سنة من السنين التسع والثلاثمائة.
جزاكم الله كل خير ..
فهمت الفرق والمقصود ..
نفع الله بكم(/)
بين العقوبة والابتلاء
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[05 Dec 2009, 11:54 م]ـ
الإخوة الأفاضل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا شك أن ما حل بالمسلمين في جدة يوم التروية مصيبة زهقت فيها الأرواح وتلفت الأموال ولا نقول إلا ما يرضي الرب: إنا لله وإنا إليه راجعون.
وما يصيب المسلم دائر بين العقوبة والابتلاء، وهذا ما تشير إليه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة.
يقول الحق تبارك وتعالى:
(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)) سورة البقرة
(لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا) سورة النساء (123)
(وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) سورة الشورى (30)
وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ"
والذي أود أن أطرحه على الإخوة الفضلاء بخصوص هذه المسألة هو:
أن بعض الناس يستثقل أن تربط هذه المصيبة بالذنوب ويقول:
هؤلاء أناس موحدون يصلون ويصومون ويفعلون الخير وربما كان كثير منهم صائما يوم التروية فلماذا تقولون إن ما أصابهم بسبب ذنوبهم؟
وبعضهم يقول: إن القول إن هذه المصيبة بسبب الذنوب إنما هو نوع من الشماتة وأيضا هو قول على الله بلا علم فما أدراكم أن هذا بسب الذنوب؟ لماذا لا يكون مجرد ابتلاء من الله تعالى لهولاء الناس؟
وسؤالي أيها الفضلاء الكرام:
هل يمكن التفريق بين ما هو عقوبة وبين ما هو ابتلاء؟
أم هما أمران متداخلان؟
أرجو من الإخوة الفضلاء أن لا يبخلوا علينا بما يفتح الله عليهم في هذا الباب.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[د. نورة]ــــــــ[06 Dec 2009, 01:22 ص]ـ
بسم الله والحمد لله
أقول مستعينة بالله،،،
إنه يجمل على المؤمن عند نزول المصائب أن يهونها على من حلت به ويذكره بالتسلح بالصبر والاحتساب ويؤخر قليلا تأنيبه وهذا ما ترشدنا إليه الآية الكريم "
(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)) سورة البقرة
وذلك من عدة وجوه
أولا: إن الآية قد خوطب بها صحابة رسول الله عليهم رضوان الله، في أحد الأقوال ونحن نعلم مدى تقواهم وعدالتهم فقد رضي الله عنهم بمعنى أنهم أصيبوا بالبلاء أيضا على ما هم عليه من الصلاح والتقوى.
ثانيا: قد أخبر الله سابقا انه سيصيب أمة محمد من البلاء في أنفسهم وأموالهم و غيره مما ورد ذكره في الآية، لأجل أن يوطنوا أنفسهم على الصبر ليكون ذلك أبعد لهم من الجزع.
ثالثا: أنه أعطيت هذه الأمة عند المصيبة شيئا لم يعطه الأنبياء السابقين قال تعالى" وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة." قال سعيد بن جبير: لقد أعطيت هذه الأمة عند المصيبة شيئا لم يعطه الأنبياء قبلهم " الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون .. " ولو أعطيها الأنبياء لأعطيها يعقوب إذ يقول" يا أسفي على يوسف"
رابعا: وصفهم إن صبروا واسترجعوا فإن لهم صلوات من ربهم ورحمة واؤلئك هم المهتدون."اؤلئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واؤلئك هم المهتدون".
هذا اجتهادي مستعينة بماجاء في تفسير الآية فإن أخطأت فمني وإن أصبت فهو فضل من الله
وقد جاء بياني هذا تعقيبا على القول"أن بعض الناس يستثقل أن تربط هذه المصيبة بالذنوب ويقول:
هؤلاء أناس موحدون يصلون ويصومون ويفعلون الخير وربما كان كثير منهم صائما يوم التروية فلماذا تقولون إن ما أصابهم بسبب ذنوبهم؟
وبعضهم يقول: إن القول إن هذه المصيبة بسبب الذنوب إنما هو نوع من الشماتة وأيضا هو قول على الله بلا علم فما أدراكم أن هذا بسب الذنوب؟ لماذا لا يكون مجرد ابتلاء من الله تعالى لهولاء الناس(/)
ليالٍ مع أخلاق المفسرين .. في كتاب طبقات المفسرين للداودي ... (2)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[06 Dec 2009, 12:43 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد ..
فلا يزال هذا الجانب الأخلاقي في حياة السلف رحمهم الله تعالى بحاجة إلى بيان وتوضيح، والأخلاق الكريمة الفاضلة هي السمة العامة في ذلك الجيل الفاضل، بل ذكرها بعض العلماء ضمن كتب العقيدة للتأكيد عليها كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " ويدعون إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه و سلم: (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقاً) ويندبون إلى أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك ويأمرون ببر الوالدين وصلة الأرحام وحسن الجوار والإحسان إلى اليتامى والمساكين وابن السبيل والرفق بالمملوك وينهون عن الفخر والخيلاء والبغي والاستطالة على الخلق بحق أو بغير حق ويأمرون بمعالي الأخلاق وينهون عن سفسافها". [الواسطية: 32].
وقد سبق أن طرحت موضوعاً بعنوان:
ليلة مع كتاب طبقات المفسرين للسيوطي أسرار وعجائب ونكت ... ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=2879) ثم تبعه موضوع آخر في نفس الاتجاه بعنوان:
ليالٍ مع أخلاق المفسرين .. في كتاب طبقات المفسرين للداودي ... (1) ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=13332)
وهذه هي الحلقة الثانية لهذا الموضوع، أسأل الله تعالى أن يرزقنا جميعاً حسن الاتباع، وأن يجمع لنا العلم والعمل، إنه جواد كريم، والآن ننتقل إلى تلك الصور الجميلة لأخلاقهم رحمهم الله تعالى:
1 - الهيبة والجد، مع العبادة والزهد:
قال في ترجمة والد إمام الحرمين عبد الله بن يوسف (ت:483هـ):
(وكان لفرط الديانة مهيباً، لا يجري بين يديه إلا الجدُّ، والكلام إما في علمٍ، أو زهدٍ، وتحريض على التحصيل).
وقال في ترجمة عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان تقي الدين أبي عمرو السهرزودي الشافعي (ت: 643 هـ):
(وأجهد نفسه في الطاعة والعبادة، وكان وافر الجلالة، حسن البزّة، كثير الهيبة، موقراً عند السلاطين والأمراء).
2 - المهارة في التعليم:
وقال في والد إمام الحرمين عبد الله بن يوسف (ت:483هـ): (وكان ماهراً في إلقاء الدروس).
3 - الورع:
وقال في نفس الترجمة:
(ومن ورعه: أنه ما كان يستند في داره المملوكة له إلى الجدار المشترك بينه وبين جيرانه، ولا يدقُّ فيه وتداً، وإنه كان يحتاط في أداء الزكاة، حتى كان يؤدي في سنة واحدة مرتين، حذراً من نسيان النية، أو دَفْعها إلى غير مستحق).
4 - الدعاء في القنوت بالعلم:
وقال في نفس الترجمة:
(قال: سمعت إمام الحرمين يقول: كان والدي يقول في دعاء قنوت الصبح: لا تَعُقْنا عن العلم بعائق، ولا تمنعنا عنه بمانع).
5 - التواضع وعدم التكلف مع الذكاء الشديد:
قال في ترجمة أبي شامة عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم (ت: 665هـ):
(وكان مع فرط ذكائه، وكثرة علمه، متواضعاً مطرحاً للتكلف، حليماً).
6 - وعظ العلماء:
أورد في ترجمة الإمام ابن الجوزي (ت: 597هـ):
(ومن بدائع كلامه: عقارب المنايا تلسع، وخدران الأمل يمنع، من قنع طاب عيشه، ومن طمع طال طيشه.
وقال في وعظه: يا أمير المؤمنين! إن تكلمتُ خفتُ منك، وإن سكتُ خفتُ عليك، فأنا أقدم خوفي عليك على خوفي منك. قول الناصح: اتق الله. خير من قول القائل: أنتم أهل بيت مغفور لكم.
وقال: يفتخر فرعون مصر بنهر ما أجراه، ما أجراه).
7 - ولا تنس نصيبك من الدنيا:
وقال في نفس الترجمة:
(وكان يراعي حفظ صحته، وتلطيف مزاجه، وما يفيد عقله قوةً، وذهنه حدة ... ولباسه أفضل لباس، الأبيض الناعم الطيب. وله ذهن وقاد، وجواب حاضر).
8 - الخوف من الكلام في الناس:
قال في ترجمة الإمام عبد الرحمن بن أبي حاتم (ت: 327 هـ):
( ... سمعتُ يحيى بن معين يقول: إنا لنطعن على أقوام لعلهم قد حطُّوا رحالهم في الجنة من مائتي سنة.
قال ابن مهرويه: فدخلتُ على ابن أبي حاتم وهو يقرأ على الناس كتاب الجرح والتعديل، فحدثته بها، فبكى وارتعدت يداه حتى سقط الكتاب، وجعل يستعيدني الحكاية، ويبكي).
9 - العبادة وقراءة القرآن في الصلاة:
قال في ترجمة عبد الرحمن بن محمد الرازي (ت: 732 هـ):
(يُتْبَعُ)
(/)
(عفيفاً ديناً، حج مرات، وأقام بمكة أشهراً، وكان مواظباً على قراءة جزئين من القرآن في الصلاة كل ليلة).
10 – الخاتمة الحسنة:
قال في نفس ترجمة:
(وأخبر بعض أقاربه ـ وكان يخدمه في مرضه الذي توفي فيه ـ قال: آخر ما سمعتُ منه عند موته، أن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله " ثم مات).
وقال في ترجمة علي بن المسلم السلمي (ت: 533 هـ):
(مات ساجداً في صلاة الفجر).
11 - كثرة الذكر:
قال في ترجمة عبد الرحمن بن محمد المظفر البوشنجي (ت: 467 هـ):
(ويحكى أنه كان لا تسكن شفتاه من ذكر الله عز وجل، وأنَّ مزيناً جاء ليقصَّ شاربه، فقال له: أيها الإمام يجب أن تسكِّنَ شفتيك، فقال: قل للزمان حتى يَسْكُنْ).
وقال في ترجمة عبد الرحيم بن أبي القاسم أبي نصر القشيري (ت: 514 هـ):
(ومن العجائب أنه اعتقل لسانه في آخر عمره عن الكلام إلا عن الذكر، فكان يتكلم بآي القرآن).
12 - الكرم:
قال في ترجمة عبد العزيز بن عبد السلام سلطان العلماء (ت: 660 هـ):
(وحكي أنه ركب يوماً بغلة، وعليه قميص وهو معتم على طرطور لباد، فتعرض له فقير يسأله شيئاً، فقطع نصف العمامة من على رأسه ودفعها إليه، وسار، فقصده آخر فدفع إليه النصف الآخر).
13 - المراجعة:
وقال في نفس الترجمة:
(قال: مضت لي ثلاثون سنة، لا أنام كل ليلة إلا بعد أن أُمِرَّ أبواب الشريعة على خاطري).
14 - الرجوع إلى الحق:
وقال في نفس الترجمة:
(وأفتى مرة بفتيا، ثم ظهر له أنه أخطأ، فنادى في مصر والقاهرة على نفسه: من أفتى له فلانٌ بكذا فلا يعمل به فإنه خطأ).
وقال في ترجمة علي بن عبد الكافي السبكي (ت: 756 هـ):
(في غاية الإنصاف والرجوع إلى الحق في المباحث، ولو على لسان آحاد المستفيدين منه).
15 - الأمانة العلمية:
وقال في ترجمة عبد الكريم بن محمد أبي القاسم الرافعي القزويني (ت: 623 هـ):
(شديد الاحتراز في المنقولات، فلا يطلق نقلاً عن أحد غالباً إلا إذا رآه في كلامه).
16 - الهيبة العلمية:
وقال في ترجمة عبد الملك بن سراج (ت: 489 هـ):
(وكان وقور المجلس لا يجسر أحدٌ على الكلام به لمهابته وعلو مكانته).
17 - العبادة والعفة:
وقال في ترجمة عبيد الله بن إبراهيم النسائي التفتازاني (ت: حدود 550 هـ):
(كان إماماً مفنِّناً مفسراً محدثاً واعظاً، مشتغلاً بالعبادة، يتولى الحرث والحصاد بنفسه، ويأكل من كدِّه).
18 - المزاح:
قال في ترجمة الحافظ عثمان بن أبي شيبة (ت: 239هـ):
(وكان مزَّاحاً حتى فيما يتصحف من القرآن).
19 – طول الطلب:
قال في ترجمة عكرمة (ت: 104هـ) تلميذ ابن عباس:
(قال عكرمة: طلبت العلم أربعين سنة، وكان ابن عباس يضع الكبل في رجلي على تعليم القرآن والسنن).
20 – التأمل العلمي:
وقال في نفس الترجمة:
(قال عكرمة: إني لأخرج إلى السوق فأسمع الرجل يتكلم بالكلمة فَيُفْتَتَح لي خمسون باباً من العلم).
21 - تدريب الطلاب على التعليم:
قال في ترجمة علي بن إبراهيم بن نجا المعروف بابن نجية (ت: 599هـ):
(حفظني خالي مجلس وعظ، وعمري يومئذ عشر سنين، ثم نصب لي كرسياً في داره، وأحضر لي جماعته، وقال: تكلم، فتكلمتُ، فبكى!. قال: وكان ذلك المجلس يذكره بنصه وهو ابن تسعين).
22 - العبادة ثم العبادة:
قال في ترجمة علي بن إسماعيل القونوي (ت: 729هـ):
(أقام ثلاثين سنة يصلي الصبح جماعة، ثم يقرأ إلى الظهر، ثم يصليها، ويأكل شيئاً في بيته، ثم يذهب إلى عيادة المريض أو تهنئة أو نحو ذلك، ثم يرجع وقت حضور الخانقاه الصلاحية ويشتغل بالذكر إلى آخر النهار).
23 – طول الملازمة:
وقال في ترجمة علي محمد بن عبد الصمد علم الدين السخاوي (ت: 643 هـ):
(قال الشهاب أبو شامة شيخ وقته: توفي شيخنا عَلَمُ الدين علامة زمانه ... وصحبته من شعبان سنة 614 هـ ومات وهو عني راضٍ في ثاني عشر جمادى الآخرة، سنة 643 هـ).
والله تعالى أعلم،،
السبت 18/ 12 / 1430هـ
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[06 Dec 2009, 04:06 ص]ـ
ما أجمل العيش مع الرعيل الأول! ولو كان ذلك للحظات فإنه يسعد النفس ويدفعها نحو
الاقتداء بهم ويذكرها بتقصيرها.
أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع
جزاكم الله كل خير، وليتكم تكرمونا بمزيد من هذه الفوائد.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[06 Dec 2009, 07:12 ص]ـ
شكر الله لك دكتور فهد:
ملاحظة يسيرة:
وقال: يفتخر فرعون مصر بنهر ما أجراه، ما أجراه).
لعل ضبطها: وقال: يفتخر فرعون مصر بنهر ما أجراه، ما أجرأه.
فتكون الكلمة الأولى من الجريان والكلمة الثانية من الجرأة.
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[06 Dec 2009, 09:32 ص]ـ
جزاك الله خيرا أبا مبارك هذه الخلاصات الماتعة والأخلاق النافعة
إنها بحق أخلاق أهل القرآن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[06 Dec 2009, 05:45 م]ـ
التذكير بهذا الجانب (الأخلاق) من المقاصد المهمة ..
فأحسن الله إليك ..
واستظهار كتب التراجم هو من أحسن ما يخدم هذا الجانب، كما يخدم بالمقابل الكتب نفسها وذلك بتقريبها واستخراج فوائدها مع حسن العرض والترتيب.
ـ[مها]ــــــــ[07 Dec 2009, 02:58 ص]ـ
شكر الله لك ما أوردت من أخلاق، فهي المقصد والغاية، كما الفضيل بن عياض: (إنما يراد من العلم العمل).
لكن أشكل علي (ماتحته خط)
(ومن ورعه: أنه ما كان يستند في داره المملوكة له إلى الجدار المشترك بينه وبين جيرانه، ولا يدقُّ فيه وتداً، وإنه كان يحتاط في أداء الزكاة، حتى كان يؤدي في سنة واحدة مرتين، حذراً من نسيان النية، أو دَفْعها إلى غير مستحق).
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[15 Dec 2009, 08:17 م]ـ
ما أجمل العيش مع الرعيل الأول! ولو كان ذلك للحظات فإنه يسعد النفس ويدفعها نحو
الاقتداء بهم ويذكرها بتقصيرها.
أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع
جزاكم الله كل خير، وليتكم تكرمونا بمزيد من هذه الفوائد.
نعم أحسنت جزاك الله خيراً، وأبشر بإذن الله تعالى بالمزيد ...
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[15 Dec 2009, 08:41 م]ـ
أحسنت أبا مبارك على هذه النقولات .. وقد قيل: انتقاء الرجل قطعة من عقله ..
وبخصوص ما ذكره د. أحمد البريدي، فما ذكره صحيح وواضح،لكن ألا يمكن أن يكون عدم الهمز من باب التخفيف، وكم في قراءة ورش من ذلك؟(/)
موسوعة كتب تفسير القرآن
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[06 Dec 2009, 05:17 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على النبي المجتبى. وبعد:
موقع تقريباً جميع كتب التفسير ستجدها في هذا الموقع, بل ترجمة معاني القرآن , والقراءات العشر , وإن واجهك إشكالاً نحويًا في آية فستجد بغيتك هنا جزى الله خيراً من أنشاؤه.
بالنسبة للتفسير
تقوم بكتابة رقم الآية واسم السورة ثم تختار كتاب التفسير أو الأفضل جميع كتب التفسير
وبضغطة زر ستجد جميع كلام أهل التفاسير بين يديك
فالحمد لله الذي يسر لنا الخير.
http://www.mosshaf.com/web/home.html
وهذا مثال
http://www.mosshaf.com/web/tafseer.php?msg=1
ومضة
" قال الفضيل بن عياض - رحمه الله -: إني لأستقبل الليل من أوله فيهولني طوله فأفتتح القرآن فأُصبح وما قضيت نهمتي (أي ما شبعت من القرآن والصلاة) "
منقول للفائدة.
ـ[أبو سلمان أنورصالح]ــــــــ[06 Dec 2009, 09:55 ص]ـ
جزاكم الله خير على هذا العمل العظيم والله يجعله في ميزان حسناتكم / أبو سلمان
ـ[الورشان]ــــــــ[06 Dec 2009, 05:11 م]ـ
بارك الله فيك وجعله الله في ميزان حسناتكم
ـ[هبة المنان]ــــــــ[06 Dec 2009, 10:21 م]ـ
أحسن الله إليكم أختي فجر ونفع بكم(/)
اكْسُ ألفاظَك
ـ[محمد بن إبراهيم الحمد]ــــــــ[07 Dec 2009, 05:04 م]ـ
اكْسُ ألفاظَك
جاء في كتاب فتح المغيث للسخاوي -رحمه الله- 1/ 371 ما نصه: "روينا عن المزني قال: سمعني الشافعي يوماً وأنا أقول: فلان كذاب.
فقال: يا أبا إبراهيم! اكْسُ ألفاظَك أَحْسَنَها، لا تقل: فلان كذاب، ولكن قل: حديثه ليس بشيء".
ففي هذا الخبر يرشد الإمامُ الحَبْر الشافعيُّ -رحمه الله- إلى مسألة في الذوق في الكلام، ويلفت الأنظار إلى أن يُلْبِس الإنسانُ ألفاظَه أحسنَ الألبسة، فيصوغَها بأسلوب رائع يجعلها خفيفةً على السمع، سهلة النفوذ إلى القلب؛ فقد يكون المعنى المراد إيصاله واحداً، ويكون ما بين تعبير وتعبير كما بين ذات الرَّجْع وذات الصدع.
فقد تكون المعاني حاضرةً في نفس المتكلم؛ فإذا عرضها في أسلوب بَاهِتٍ أو مُنَفِّرٍ لم تَلْقَ القبول، بخلاف ما إذا عرضها في أسلوب بارع؛ فإنها حينئذٍ تقع مَوْقع الإعجاب، حتى لكأنها معانٍ جديدةٌ لم يسبق للسامع لها سابقُ علمٍ بها.
ومن كان كذلك حاز المكانةَ العَلِيَّةَ، وصار له المحلُ الأرفعُ في القلوب.
جاء في كتب السير أن زبيدةَ لامت زوجها الرشيد على حُبِّه المأمونَ دون ولدها الأمين؛ فقال لها: الآن أريك عذري، فدعا ولدها الأمين _وكانت عند الرشيد مساويك_ فقال له: يا محمد ما هذه؟ فقال: مساويك.
ودعا المأمون، وقال له: ما هذه يا عبدالله؟ فقال: ضد محاسنك يا أمير المؤمنين.
فقالت زبيدة: الآن بان لي عُذرك!
وتعني بذلك أنها عرفتُ سبب تفضيل الرشيد للمأمون على الأمين، وأن سبب ذلك ما كان عليه المأمون من ذوق، وحسن تلطف، وجمال عبارة، على حين أن الأمين لم يكن كذلك.
ثم إن نفراً من الناس يستهويهم رونق الألفاظ أكثر من حكمة معانيها، فلا ينبغي أن يُسْتخفَّ بهؤلاء، وأن يُتركوا لعصبة المضلين يَعْرِضُون عليهم الآراءَ المنحدرةَ في شقاء.
ومما يدخل في هذا القبيل نزاهةُ اللسانِ، وذلك بتجنيبه الفحشَ، والبذاءةَ، وساقط القول.
فعن ابن مسعود-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان، ولا الفاحش البذيء".
قال النووي -رحمه الله-: "ومما ينهى عنه الفحش، وبذاءةُ اللسان، والأحاديث الصحيحة فيه كثيرة ومعروفة.
ومعناه: التعبير عن الأمور المستقبحة بعبارة صريحة، وإن كانت صحيحة، والمتكلم بها صادقاً.
وينبغي أن يُستعمل في ذلك الكناياتُ، ويعبرَ عنها بعبارة جميلة يفهم بها الغرض.
وبهذا جاء القرآن العزيز، والسنن الصحيحة المكرمة.
قال _تعالى_: [أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ] البقرة:187.
وقال _تعالى_: [وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ] النساء:21.
وقال _تعالى_: [وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ] البقرة:237.
والآيات، والأحاديث الصحيحة في ذلك كثيرة.
قال العلماء: فينبغي أن يُستعمل في هذا وما أشبهه من العبارات التي يُستحيا من ذكرها بصريح اسمها _ الكناياتُ المُفْهِمةُ؛ فيكنِّيَ عن جماع المرأة بالإفضاء، والدخول، والمعاشرة، والوقاع، ونحوها".
وقال النووي -رحمه الله-: "وكذلك يكنِّي عن البول والتغوط بقضاء الحاجة، والذهاب إلى الخلاء، ولا يصرح بالخراءة، والبول، ونحوهما.
وكذلك ذكر العيوب، كالبرص، والبَخَر، والصنان، وغيرها يُعبَّر عنها بعبارات جميلة يفهم منها الغرض.
ويلحق بما ذكر من الأمثلة سواه".
قال القاسمي -رحمه الله-: "إياك، وما يستقبح من الكلام؛ فإنه ينفِّر عنك الكرام، ويؤثِّب عليك اللئام" ا_هـ.
ومما يَدْخُل في ذلك ما كان مستنكر الظاهر، وإن كان معناه سليماً بعد تدقيق النظر فيه.
قال الماوردي -رحمه الله-: "وما يجري مجرى فحش القول، وهُجرْه، ولزوم تنكبِّه_ ما كان شنيع البديهة، ومستنكر الظاهر، وإن كان عقبَ التأمل سليماً، وبعد الكشف، والرَّوية مستقيماً".
ومما تجدر الإشارة إليه أنه لا ينبغي التصريح بالعبارات المستكرهة صراحة مالم تدع الحاجة _كما مر_.
أما إذا دعت الحاجة إلى ذلك فلا بأس به، بل هو المتعيِّن؛ فإن تحصيل الإفهام في هذا أولى من مراعاة الأدب.
ومما يحسن التنبيه عليه في هذا الصدد أنه لا يكفي أن تكون المعلومة صحيحةً، وأن يكون قائلها صادقاً صريحاً.
بل لابد _مع ذلك_ أن تكون عبارته لطيفةً، خفيفةَ الوقع على القلوب؛ فليس من شرط الصراحةِ الصفاقةُ، ولا من شرط اللطافةِ النفاقُ؛ فقد يكون المرء صريحاً لطيفاً في حدود اللباقة واللياقة بعيداً عن الإسفاف، والنفاق، والصفاقة _كما في وصية الإمام الشافعي الآنفة لتلميذه المزني_.
ولهذا كانت عبارات الإمام البخاري في الجرح والتعديل على درجة عالية من الأدب، وسمو العبارة مع أن كتابه أصح كتاب بعد كتاب الله _عز وجل_.
فلقد كانت عباراته مضرب المثل في السمو والأدب، كقوله في المجروح: فيه نظر، تركوه، سكتوا عنه، ونحو ذلك.
وبهذا يتبين لنا أهميةُ جمال العبارة، وذوقِها، وخَطأُ مَنْ يتوهم أنه إذا كان صريحاً فلا بأس عليه أن يُلبِس عباراته أيَّ ثوب شاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[11 Dec 2009, 12:06 م]ـ
جزاكم الله خيرا استمتعنا بحديثكم، وعهدنا بكم أن تقدمو لنا الفوائد الجمة.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[11 Dec 2009, 05:18 م]ـ
جزى الله الشيخ محمد الحمد خيراً على هذا المقال الرائع كما هي عادته وفقه الله.
وخير من كل ما سبق في الاستدلال على أهمية اختيار الألفاظ الحسنة قول الرب جل وعلا: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا} [الإسراء: 53].
فتأمل هذا الإرشاد الرباني الكريم، وانظر ملياً في حسن نظمه وبيانه، وروعة أسلوبه وألفاظه!!.
وهذا نقل نادر لإمام مصلح، وداعية سلفي، ذكر فيه كلاما نفيسا، يجدر بكل اطلع عليه أن يقف عنده، ويتدبّره. وهو منقول من كتابه التفسير الموسوم بـ: مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير
((وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن) (الإسراء:53.).
اللسان أداة البيان، وترجمان القلب والوجدان، و الكلام به يتعارف الناس و يتقاربون، وبه يتحاجون ويتفاصلون، ولولاه لما ظهرت ثمرات العقول والمدارك، ولما تلاحقت الأفكار والمشاعر، و لما تزايدت العلوم و المعارف، و لما ترقى الإنسان في درجات أنواع الكمالات، و لما امتاز على بقية الحيوانات.
فهو رابطة أفراد النوع الإنساني وعشائره وأممه، و بريد عقله و واسطة تفاهمه.
فإذا حسن قويت روابط الألفة، وتمكّنت أسباب المحبة، وامتد رواق السلام بين الأفراد و العشائر و الأمم، وتقاربت العقول والقلوب بالتفاهم، وتشابكت الأيدي على التعاون والتوازر، و جنى العَالَمُ من وراء ذلك تقرر الأمن واطرد العمران.
وإذا قبح كان الحال على ضدّ ذلك.
فالكلام السيئ قاطع لأواصر الأخوة، باعث على البغضاء و النفرة، يبعد بين العقول فتحرم الاسترشاد والاستمداد و التعاون، وبين القلوب فتفقد عواطف المحبة وحنان الرحمة، و هما أشرف ما تتحلى به القلوب، وإذا بطلت الرحمة و المحبة بطلت الألفة و التعاون، و حلت القساوة و العداوة، وتبعهما التخاصم والتقاتل، ومن ذلك كلّ الشرّ لأبناء البشر.
فالمحصل للناس سعادتهم وسلامتهم، والمبعد لهم عن شقاوتهم وهلاكهم هو القول الحسن، ولهذا أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يرشد العباد إلى قول التي أحسن فقال تعالى: (و قل لعبادي يقولوا التي هي أحسن).
والعباد المأمورون هنا هم المؤمنون، لوجهين:
الأول: أنهم أضيفوا إليه، و هذه إضافة شرف لا تكون إلا للمؤمنين به.
الثاني: أن الذين يخاطبون بهذا الإرشاد و يكون منهم الامتثال إنما هم من حصلوا على أصل الإيمان.
والتي هي أحسن: هي الكلمة الطيبة، والمقالة التي هي أحسن من غيرها، فيعم ذلك ما يكون من الكلام في التخاطب العادي بين الناس حتى ينادي بعضهم بعضا بأحبّ الأسماء إليه، و ما يكون من البيان العلمي فيختار أسهل العبارات وأقربها للفهم، حتى لا يحدث الناس بما لا يفهمون فيكون عليهم حديثه فتنة وبلاء، وما يكون من الكلام في مقام التنازع والخصام فيقتصر على ما يوصله إلى حقه في حدود الموضع المتنازع فيه، دون إذاية لخصمه، و لا تعرض لشأن من شؤونه الخاصة به، و ما يكون من باب إقامة الحجة و عرض الأدلّة، فيسوقها بأجلى عبارة و أوقعها في النفس، خالية من السّبّ و القدح، ومن الغمز و التعريض، و من أدنى تلميح إلى شيئ قبيح.
و هذا يطالب به المؤمنون سواء كان ذلك فيما بينهم أو بينهم وبين غيرهم.
وقد جاء في (الصحيح) أنّ رهطا من اليهود دخلوا على النبي صلى الله عليه وسلّم فقالوا:السام عليكم ن ففهمتها عائشة -رضي الله عنها -، فقالت: وعليكم السام واللعنة ... فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: مهلا يا عائشة! إن الله يحب الرفق في الأمر كلّه ... ).فقالت: ألم تسمع ما قالوا؟ فقال: (قد قلت: وعليكم.).
فكان الرد عليهم بمثل قولهم بأسلوب العطف على كلامهم و هو قوله: (وعليكم) أحسن من الرد عليهم باللعنة.فقال صلى الله عليه وسلم القولة التي هي أحسن، و هذا هو أدب الإسلام للمسلمين من جميع الناس.
وأفاد قوله تعالى: (أحسن) بصيغة اسم التفضيل، أن علينا أن نتخير في العبارات الحسنة فننتقي أحسنها في جميع ما تقدم من أنواع مواقع الكلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
فحاصل هذا التأديب الرباني هو اجتناب الكلام السيئ جملة، والاقتصار على الحسن، وانتقاء واختيار الأحسن من بين ذلك الحسن.
و هذا يستلزم استعمال العقل والروية عند كلّ كلمة تقال ولو كلمة واحدة، فربّ كلمة واحدة أوقدت حربا، وأهلكت شعبا، أو شعوبا، و ربّ كلمة واحدة أنزلت أمنا، وأنقذت أمة أو أمما.
وقد بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم مكانة الكلمة الواحدة من الأثر في قوله: (الكلمة الطيبة صدقة .. ) البخاري، (واتقوا النار و لو بكلمة طيّبة) البخاري.
و هذا الأدب الإسلامي -وهو التروي عند القول، واجتناب السيئ، واختيار الأحسن-ضروري لسعادة العباد و هنائهم.
و ما كثرت الخلافات، وتشعبت الخصومات، وتنافرت المشارب، و تباعدت المذاهب، حتى صار المسلم عدوّ المسلم،والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (المسلم أخو المسلم) البخاري ومسلم، إلا بتركهم هذا الأدب، وتركهم للتروّي عند القول،و التعمّد للسيئ بل للأسوء في بعض الأحيان.
(إن الشيطان ينزغ بينهم إنّ الشيطان كان للإنسان عدوّاً مبينا).
نزغ الشيطان: وسوسته ليهيج الشر والفساد.
و عداوته باعتقاده البغض، وسعيه في جلب الشر والضر.
وإبانته لعداوته بإعلانه لها كما علمنا القرآن.
وهو يلقي للإنسان كلمة الشر والسوء، و يهيج غضبه ليقوله، ويهيج السامع ليقول مثلها، وهكذا حتى يشتدّ المراء، ويقع الشر والفساد.
و لون آخر من نزغه، وهو أنه يحسن للمرء قول الكلمة التي يكون فيها احتمال سوء، و يلح عليه في قولها، ويبالغ في تحسين الوجه السالم منه، وفي تهوين أمر وجهها القبيح -حتى يقولها، فإذا قالها أعاد لسامعه بالنزغ يطمس عنه الوجه السالم منها، ويكبر له الوجه القبيح، ولا يزال به يثير نخوته، و يهيج غضبه، حتى يثور، فيقع الشر و الفساد بينه و بين صاحبه.
فحذر الله تعالى عباده من كيده حتى يحترسوا منه إذا تكلموا وإذا سمعوا، فيتباعدون عما فيه احتمال السوء فضلا عن صريحه، ويحملون الكلام على وجهه الحسن عند احتماله له، و يتجاوزون عن سيئه الصريح ما أمكن التجاوز.
(ربكم أعلم بكم إن يشأ يُعذبكم و ما أرسلناك عليهم وكيلا).
أقوى الأحوال مظنة لكلمة السوء هي حال المناظرة و المجادلة، وأقرب ما تكون إلى ذلك إذا كان الجدال في أمر الدين والعقيدة.
فما أكثر ما يضلل بعضٌ بعضا أو يفسقه أو يكفره فيكون ذلك سببا لزيادة شقة الخلاف اتساعا، وتمسك كلٍّ برأيه و نفوره من قول خصمه، دع ما يكون عن ذلك من البغض و الشر.
فذكّر الله تعالى عباده بأنه هو العالم ببواطن خلقه و سرائرهم و عواقب أمرهم، فيرحم من يشاء بحكمته وعدله، فلا يقطع لأحد أنه من أهل النار لجهل العاقبة، سواء كان من أهل الكفر،أو من أهل الفسق، أو من أهل الابتداع، كما لا يقطع لأحد بالجنة كذلك، إلا من جاء نصّ بهم.
فلا يقال للكافر عند دعوته أو مجادلته أنك من أهل النار،ولكن تذكر الأدلة على بطلان الكفر و سوء عاقبته.
و لا يقال للمبتدع: يا ضال، وإنما تبين البدعة و قبحها.
ولا يقال لمرتكب الكبيرة: يا فاسق، ولكن يبين قبح تلك الكبيرة و ضررها و عظم إثمها.
فتقبح الرذائل في نفسها، وتجتنب أشخاص مرتكبيها، إذْ رُبَّ شخص هو اليوم من أهل الكفر و الضلال تكون عاقبته إلى الخير والكمال،و ربّ شخص هو اليوم من أهل الإيمان ينقلب-والعياذ بالله-على عقبه في هاوية الوبال.
و خاطب الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم -أنه لم يرسله وكيلا على الخلق، حفيظا عليهم، كفيلا بأعمالهم.
فما عليه إلا تبليغ الدعوة ونصرة الحق بالحق، و الهداية والدلالة إلى دين الله وصراطه المستقيم.
خاطبه بهذا ليؤكد لخلقه ما أمرهم به من قول التي هي أحسن للموافق و المخالف، فلا يحملنهم بغض الكفر و المعصية على السوء في القول لأهلهما، فإنما عليهم تبليغ الحق كما بلغه نبيهم صلى الله عليه و سلم، ولن يكون أحد أحرص منه على تبليغه، فحسبهم أن يكونوا على سنته وهديه.
أحيانا الله عليهما، وأماتنا عليهما، و حشرنا في زمرة أهلهما، آمين.)
انتهى كلامه رحمه الله، واسكننا وإياه الفردوس الأعلى.
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[11 Dec 2009, 10:16 م]ـ
مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير، لم يذكر الشيخ مؤلفه لشهرته، ولكن لعل بعض قراء هذا الملتقى لا يعرفه، وهو الشيخ عبد الحميد بن باديس [1889 - 1940] رحمه الله رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين
وكتابه أعيد طبعه قريبا باعتناء الشيخ أبي عبد الرحمن محمود الجزائري وطبعه في دار الرشيد_الجزائر في مجلدين، وهذا الكلام الذي نقله الشيخ في المجلد الأول ص286 - 293.
وبارك الله فيكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Dec 2009, 10:21 م]ـ
وفقكم الله جميعاً لكل خير، وما أحوجنا إلى هذه الأخلاق الرفيعة والالتزام بها.
اللهم وفقنا لأحسن الأخلاق يا رب العالمين.(/)
محاضرة للدكتور عبد الرحمن الشهري (كيف يتعامل الطالب مع القرآن الكريم)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[08 Dec 2009, 05:41 م]ـ
ضمن فعاليات أسبوع القرآن والسنة
يسر عمادة شؤون الطلاب بجامعة الملك سعود
بالتعاون مع لجان النشاط بكلية التربية دعوتكم لحضور محاضرة:
كيف يتعامل الطالب مع القرآن الكريم
لفضيلة الدكتور عبد الرحمن بن معاضة الشهري
وذلك يوم الاثنين 27/ 12 / 1430هـ
بعد صلاة العشاء في قاعة 26 ب ببهو جامعة الملك سعود بالرياض
http://www.ksu.edu.sa/sites/KSUArabic/Deanships/StudentsDeanships/DocLib2/ كيف-يتعامل-الطالب--الاخير. jpg رابط صورة إعلان المحاضرة ( http://www.ksu.edu.sa/sites/KSUArabic/Deanships/StudentsDeanships/Pages/howToQuran.aspx)
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[08 Dec 2009, 06:21 م]ـ
نشكرك د. فهد الوهبي على نقلك للخبر
كما نشكر شيخنا د. عبدالرحمن على حرصه لنشر العلم
21/ 12/1430هـ
ـ[الورشان]ــــــــ[09 Dec 2009, 12:10 ص]ـ
بارك الله فيك اخوي فهد الوهبي وجعل مايقدمه الشيخ في ميزان حسناته و ياحبذا من يقوم من الاخوان بتسجيلها وافادتنا بها على الموقع لكي يستفيد منها الجميع
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Dec 2009, 07:19 ص]ـ
بارك الله فيكم يا أبا مبارك للتذكير بهذه المحاضرة، وأسأل الله التوفيق للجميع.
يسعدني أي مقترح مناسب للتقديم في هذه المحاضرة التي سيحضرها الشباب.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[11 Dec 2009, 01:16 ص]ـ
أسأل الله تعالى أن يشرح صدرك يا دكتور عبد الرحمن وأن يجري على لسانك الحكمة وفصل الخطاب.
وأقترح ـ وأنت سيد العارفين ـ أن تفرد عنوانا يحكي: خطورة الاجتراء على القرآن وتفسيره بغير علم " مبينا أن السلف كانوا يتهيبون من ذلك كسيدنا أبي بكر وعمر وابن عباس وغيرهم ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ
وعين الأمر سرى إلى الخلف الصالح في عصرنا الحاضر:
فالشعراوي مثلا وصف تفسيره بـ " الخواطر" تهيبا من القرآن والولوج فيه رغم توافر آليات التفسير لديه، كذا سيد قطب عندما لم يطلق على تفسيره إلا مجرد الاستظلال تحت شجرة القرآن الكريم المورقة من خلال " في ظلال القرآن"
فكرة ثانية تُرسي من خلالها احترام العلماء وخاصة المفسرين مع بيان أن أبعاض المثقفين ومن لا يلوون على شيء قد يصفون من لا يروق لفكرهم الضيق بأوصاف تأباها الكرامة والتأمل الصحيح كمن يقول على الظلال:" الضلال" ونحو ذلك.
والله الموفق
أرجو أن تروقك هذه الفكرة كتمهيد مدخلي مهم لكيفية التعامل مع القرآن الكريم.
والله الموفق والمستعان.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[11 Dec 2009, 02:52 م]ـ
بارك الله فيكم يا أبا مبارك للتذكير بهذه المحاضرة، وأسأل الله التوفيق للجميع.
يسعدني أي مقترح مناسب للتقديم في هذه المحاضرة التي سيحضرها الشباب.
حبذا ـ أيها الموفق ـ أن تتعرض إلى مسألة من أهم المسائل في التعامل مع القرآن خاصة بعد هذا الطوفان الفكري الذي عصف بأذهان الشباب: وهي قدسية النص القرآني، وضرورة احترامه + احترام آراء الأئمة الذي أفنوا أعمارهم في خدمة هذا الكتاب العظيم، ذلك أن كثيراً من أصحاب اللوثات الفكرية يرسل رسائل صريحة وغير صريحة في التهوين من شأن النص القرآني حينما يقول: النص مقدس لكن الأفهام غير مقدسة ولا معصومة، وهي كلمة حق أريد بها باطل! فيبقى الشاب حينها بلا أئمة، ويبدأ هو في الاجتهاد ولمّا يخطو شبراً واحداً في العلم، بل قد لا يحفظ جزء واحداً من القرآن.
وبالمناسبة، فهذه الجريمة العظيمة ـ جريمة تهوين وقع الوحي في القلوب ـ سرت إلى السنة كما هو معلوم، والهدف واحد .. وليت شعري: كيف ستتحقق الديانة والعبودية في نفس شاب لا يعظم نصوص الوحي، ولا يحترم أئمة الدين الذين أفنوا أعمارهم في خدمة الكتاب والسنة؟!
هذه لفتة، وأنا متأكد أن الدكتور عبدالرحمن عنده ما يشفي ويكفي ـ بإذن الله ـ لتوضيح خطورة هذا المسلك الذي مآله إلى الانسلاخ من الدين في الحقيقة!!
واعرف شباباً كانوا من الخيار، فولجوا هذه المسالك، فأصبحوا حيارى، بحجة الاستقلال الفكري، ورفض الوصاية ... الخ، بل اقترب بعضهم اقترب من مهيع الإلحاد، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!!
ـ[أبو سلمان العنزي]ــــــــ[11 Dec 2009, 04:20 م]ـ
بارك الله فيك وفي علمك شيخنا الكريم
نتمنى أن تكون هذه المحاضرة مسجلة
ويتم تزويدنا منها بنسخة نقية حتى يتسنى لنا نشرها في موقع نداء الإسلام
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Dec 2009, 08:30 م]ـ
أشكر الأستاذ الدكتور عبدالفتاح خضر حفظه الله، والدكتور عمر المقبل حفظه الله على ما تفضلا به من أفكار وتوجيهات وسأتعرض لها بإذن الله وأرجو أن أوفق لبيانها بشكل مقبول.
وفقكم الله لكل خير ونفع بعلمكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[12 Dec 2009, 03:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الشهري ـ حفظه الله ـ.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. أما بعد، فإني أحمد الله إليكم أن وفقكم للقيام بهذا العمل العلمي والتربوي، مقدرا فيكم تواضعكم الجم، واتجاهكم إلى إخوانكم في ملتقى التفسير للتشاور حول هذا الموضوع الهام و الطريف.
أخي الفاضل اسمحوا لي بأن أقترح عليكم تنبيه طلابنا الأعزاء إلى أن تعاملنا مع القرآن الكريم هو عبادة تتم على المستويات الثلاث التالية:
1 - تلاوة القرآن الكريم.
2 - فهم القرآن و تدبره.
3 - تطبيق ما علمناه من القرآن الكريم.
وذلك حتى نصل إلى منبع العلم والمعارف: التقوى. يقول سبحانه:
" وَ?تَّقُواْ ?للَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ ?للَّهُ وَ?للَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ".
وقد أصل علماؤنا قاعدة مستمدة من فعل صحابة رسول الله، حيث كانوا لا يغادرون آية حتى يفقهوا معناها و يعملوا بمقتضاها،
إنه علم الموهبة:
" من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم ".
كما ينبغي أن نبين لطلابنا الأعزاء أن القرآن كلام الله تعالى فهو الحقيقة المطلقة، يقاس عليه و لا يقاس على غيره.
ضرورة اعتماد المنهج الاستنباطي، بحيث نستمد معتقداتنا، وأخلاقنا، من القرآن الكريم، ونؤسس مواقفنا عليه.
ينبغي التعامل مع القرآن الكريم بالإيمان والتصديق، والإخلاص والإنابة، وقياس ما علمناه من حقائق قرآنية على ما تعذر علينا إدراكه نتيجة قصورنا البشري علميا و تكنولوجيا:
" سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي ?لآفَاقِ وَفِي? أَنفُسِهِمْ حَتَّى? يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ ?لْحَقُّ
أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى? كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ "
سورة فصلت، الآية 53.
استمداد العون من الله ليوفقنا لفقه القرآن الكريم والعمل بمقتضاه.
نبين لطلابنا أن القصص القرآني هو حقائق تاريخية، القصد منها العظة والاعتبار. و يستفاد من ذلك أن الراشد من اتعظ بغيره، لا من يخوض تجارب محفوفة بالمخاطر، غير محمودة العواقب.
القرآن كل متكامل لا يمكن فهم إحدى جزئياته إلا في إطاره الكلي.
احترام تراثنا الإسلامي عامة، والتفسيري خاصة،
والعمل على مدارسته ونخله.
تبليغ رسالة القرآن للآخرين عن طريق التخلق بأخلاق القرآن الكريم، والدعوة العملية المباشرة بأن يكونوا قناديل تنير دروب السالكين إلى الله تعالى. وتخرج الناس من الظلمات إلى النور.
وتشجيعا لهم على السير في درب علم التفسير، حبذا لو بينتم لهم أن شروط المفسر التي ذكرها علماء التفسير هي تمثل الصورة المثلى التي يتعين أن يكون عليها الإنسان ليصبح مؤهلا للخوض في التفسير،
و من ثم فإن تفاضلنا في الأهلية هو بمقدار ما حصلنا من العلوم التي اشترطوها، حتى لا تصبح هذه الشروط شروط تعجيز، فينفر شبابنا من التفسير بدعوى أنه يعز في زماننا من تتحقق فيه شروط المفسر.
علما أننا اليوم في حاجة ملحة إلى فهم هذا التراث التفسيري الذي أنتجه ذلكم الرهط المبارك من المفسرين، لنكون مؤهلين للإضافة العلمية للمجال التفسيري.
وفقكم الله لما يحبه و يرضاه، وسداد أعمالكم، و جعل النجاح رديفكم.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Dec 2009, 06:05 م]ـ
نقبل الله منكم وجزاكم خيراً، وقد أفدتُ من مقترحاتكم وتوجيهاتكم كثيراً جزاكم الله خيراً.
كما افدتُ من كتابين قيمين جزى الله مؤلفيهما خيراً:
1 - كيف نتعامل مع القرآن؟ حوار مع الشيخ محمد الغزالي للأستاذ عمر عبيد حسنة.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64b27a4f6b8579.jpg
2- كيف نتعامل مع القرآن للدكتور يوف القرضاوي.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64b27a4f65b9e9.jpg
وأسأل الله أن ينفع بهذا وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[15 Dec 2009, 07:19 م]ـ
بقي ـ يا أبا عبدالله ـ تنزيل المحاضرة لنتأكد هل استفدت من اقتراحاتنا أم لا؟:)
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[15 Dec 2009, 08:54 م]ـ
المحاضرة يا شيخنا؟!!
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Dec 2009, 11:23 ص]ـ
بقي ـ يا أبا عبدالله ـ تنزيل المحاضرة لنتأكد هل استفدت من اقتراحاتنا أم لا؟:)
لقد طلبت من المنظمين ذلك وأرجو أن يزودوني بنسخة صوتية أرفعها هنا بإذن الله.
ـ[محمدالسعيدي]ــــــــ[16 Dec 2009, 12:24 م]ـ
ياليت –يا دكتور عبد الرحمن- أن الإخوة المرتبين للمحاضرة يدعون بعض القنوات الفضائية "المحترمة" كقناة "دليل" أو "صفا" لتسجيل المحاضرة وبثها ولو مسجلة لتعم الفائدة العالم وليس من يحضر في جامعة الملك سعود فقط، دمت موفقا يا شيخ عبد الرحمن ...(/)
صدر حديثا العدد الخامس لمجلة البحوث والدراسات القرآنية من مجمع الملك فهدلطباعة المصحف
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[08 Dec 2009, 06:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر عن إدارة الشؤون العلمية في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف حديثاً العدد الخامس من مجلة "البحوث والدراسات القرآنية".
واشتمل العدد على مجموعة من المقالات العلمية الرصينة، حيث تحدث معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على المجلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ في كلمة لمعاليه داخل العدد عن إنجازات المجمع العلمية داعيا الباحثين بتزويد هيئة تحرير المجلة بمقالاتهم القيمة.
وأشار الأمين العام لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف رئيس التحرير الدكتور محمد سالم في كلمة له داخل هذا العدد إلى أن المجلة نافذة مفتوحة للباحثين لعرض معاني القرآن الكريم وتوضيح علومه ومقاصده.
ويأتي بعد ذلك المقال الأول للدكتور أحمد بن علي السديس: "التنبيهات الزكية على محاذير في أداء الحروف الحلقية، دراسة تحليلية في كتب المتقدمين" وهو ما يتعيَّن الأخذ به لتسلم ذوات هذه الأحرف وصفاتها من اللحن والتغيير.
أما المقال الثاني في المجلة، فهو "المستعاذ منه في ضوء القرآن الكريم، دراسة موضوعية" للدكتور محمد بن زيلعي الهندي، وتحدث فيه عن المستعاذ منه المتعلق بشرور النفس وشرور الخلق عامة.
ثم يأتي المقال الثالث وكان عنوانه: "تنبيهات عقدية على تفسير هداية الرحمن باللغة الملايوية"، وهو من إعداد الدكتور محمود بن عبد الرحمن قدح، وقد عرَّف بمؤلف التفسير، وأشار إلى التنبيهات العقدية التي رآها على الكتاب.
ثم يأتي المقال الرابع المطول وهو "مفردة يعقوب من تأليف أبي القاسم عبد الرحمن بن عتيق الصقلي المعروف بابن الفحام، دراسة وتحقيق الدكتور عمار أمين الددو، ولهذه المفردة قيمة علمية كبيرة اشتملت على قراءة يعقوب بن إسحاق الحضرمي المتوفى سنة 205هـ، ضمَّنها مؤلِّفها ذِكْر الخلاف بين ثلاثة من رواة يعقوب هم: روح ورويس والوليد بن حسان، متخذاً من رواية قالون عن نافع أساساً له.
وبعد ذلك تأتي أخبار المجمع التي ترصد أنشطة المجمع العلمية وإنجازاته.
أما القسم الإنجليزي في المجلة، فقد تضمن:
1ـ مقالاً للدكتور مظفر إقبال بعنوان "القرآن والاستشراق وموسوعة القرآن".
2ـ مقالاً ثانياً للدكتور حسين عبد الرؤوف بعنوان: "حول ثنائية المحكم والمتشابه".
وتعكف هيئة تحرير المجلة على إعداد العدد السادس وذلك لخدمة البحث العلمي الأصيل في القرآن الكريم وعلومه وترجمات معانيه.
21/ 12/1430هـ
ـ[ابوالحارث]ــــــــ[11 Dec 2009, 06:59 ص]ـ
اثابك الله اين اجد المجلة، حيث اني بثت عنها في التدمرية فلم اجدها(/)
العلاقة بين {المال والبنون زينة الحياة الدنيا} و {إنما أموالكم وأولادكم فتنة}
ـ[مُتَّبِعَة]ــــــــ[08 Dec 2009, 09:50 م]ـ
شيوخنا الأفاضل ..
قال تعالى {إنما أموالكم وأولادكم فتنةٌ واللهُ عندهُ أجرٌ عظيمٌ} [التغابن: 15]، وقال تعالى: {المالُ والبنونَ زينةُ الحياةِ الدنيا والباقياتُ الصالحاتُ خيرٌ عندَ ربكَ ثوابًا وخيرٌ أمَلا} [الكهف: 46]
هل من الممكن أن يقال أن الآية الثانية علةُ وسببُ الأولى؛ فالأموال والأولاد إغرام للقلب لأنهما زينة الحياة الدنيا؟
أرجو توجيه هذا الفهم تخطئةً أو تصويبًا.
ـ[عبدالكريم عزيز]ــــــــ[09 Dec 2009, 04:54 م]ـ
الأخت الفاضلة: متبعة:
(الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً) الكهف46
فالمال والبنون: جمال خاص بالحياة الدنيا. والأعمال الصالحات التي تبقى للآخرة خير ثوابا للإنسان وخير ما يأمله عند الله.
ومن خلال الجمع بين المال والبنين والباقيات الصالحات نستنتج ما يلي:
المال والبنون يعتبر زينة خاصة بالدنيا إلا أننا نستطيع أن نجعل منه عملا صالح باقيا يكون ثوابا نأمله عند الله.
وذلك يتأتى عن طريق العمل الصالح في المال والبنين، وهذا يؤكده القرآن والسنة
يقول تعالى في سورة القصص الآية 77: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ)
وهذا الكلام موجه في الأصل كما هو معلوم لقارون المعروف بكنوزه الكثيرة.
فالإنسان بتوفيق من الله يستطيع أن يبتغي في أمواله الدار الآخرة وذلك بالإيمان والعمل الصالح باستعمال أمواله في جميع مجالات الطاعة.
كما أن السنة المطهرة بينت لنا ذلك من خلال أحاديث متعددة منها على سبيل المثال:
قال صلى الله عليه وآله وسلم: يقول ابن آدم: مالي مالي، وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت
الراوي: عبدالله بن الشخير المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 8132
خلاصة الدرجة: صحيح
فالباقي من المال هو ما تصدق به الإنسان.
أما عن البنين: فيقول تعالى في سورة هود الآية 46: (قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ)
فالبنون قد يكونون عملا صالحا حينما ينشؤون تنشئة إسلامية وذلك ما يؤكده الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية. أو علم ينتفع به. أو ولد صالح يدعو له
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1631
خلاصة الدرجة: صحيح
مما سبق يتبين لنا أن بواسطة المال والبنين نستطيع أن نبتغي الأعمال الباقيات الصالحات التي تكون توابا نأمله عند الله.
بينما الآية التالية:
(إنما أموالكم وأولادكم فتنةٌ واللهُ عندهُ أجرٌ عظيمٌ) التغابن 15
يقول الإمام الطبري في تأويل هذه الآية: * ما أموالكم أيها الناس وأولادكم إلا فتنة، يعني بلاء عليكم في الدنيا. والله عنده ثواب لكم عظيم، إذا أنتم خالفتم أولادكم وأزواجكم في طاعة الله ربكم، وأطعتم الله عزّ وجلّ، وأدّيتم حقّ الله في أموالكم، والأجر العظيم الذي عند الله الجنة *.
فالمال والبنون قد يكون فتنة وبلاء للإنسان المؤمن إذا أصبح عائقا له في طريق الطاعة، وهذا ما يؤكده القرآن الكريم في الآية 34 من سورة التوبة: (قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)
إذن فالعلاقة بين الآية المذكورة سابقا والآية اللاحقة هي علاقة تكامل: فالمال والبنون زينة في الحياة الدنيا وعلى الإنسان المؤمن أن يشكر الله على هذه النعم ويتخذها عونا للعمل الدائم وهو ثواب الله المذخر للآخرة، بينما إذا انغمس في هذه اللذات ونسي الآخرة فستصبح بلاء ونقمة عليه وسببا في خروجه عن طاعة ربه.
والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Dec 2009, 11:25 ص]ـ
شيوخنا الأفاضل ..
قال تعالى {إنما أموالكم وأولادكم فتنةٌ واللهُ عندهُ أجرٌ عظيمٌ} [التغابن: 15]، وقال تعالى: {المالُ والبنونَ زينةُ الحياةِ الدنيا والباقياتُ الصالحاتُ خيرٌ عندَ ربكَ ثوابًا وخيرٌ أمَلا} [الكهف:46].
هل من الممكن أن يقال أن الآية الثانية علةُ وسببُ الأولى؛ فالأموال والأولاد إغرام للقلب لأنهما زينة الحياة الدنيا؟
أرجو توجيه هذا الفهم تخطئةً أو تصويبًا.
فهمك صحيح أختي الكريمة، فكونهما زينة هو باب فتنة وابتلاء من الله لخلقه. ويؤيده قوله تعالى: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14))
إضافة لما تفضل به الأستاذ عبدالكريم في تعقيبه وجوابه جزاه الله خيراً.
نعوذ بالله من الفتن ظاهرها وباطنها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[26 Dec 2009, 11:47 م]ـ
الأخوة الكرام،
زيادة إيضاح، وحتى لا يُظن أن الفتنة هنا تحمل المعنى السلبي، نُذكِّر بقوله تعالى:"وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ"، فالشر إذا نزل فهو امتحان، والخير إذا حل هو أيضاً امتحان.
ـ[مُتَّبِعَة]ــــــــ[30 Dec 2009, 09:56 م]ـ
أحسن الله إليكم جميعًا وجزاكم الله خيرا شيوخنا الأفاضل.
ـ[د. أنورإبراهيم]ــــــــ[30 Dec 2009, 10:35 م]ـ
أقول والله أعلم:
مما يقوى هذا المعنى ويزيده جلاء أن سورة الكهف مكية وسورة التغابن مدنية
وجزاكم الله خيرا
ـ[مُتَّبِعَة]ــــــــ[02 Jan 2010, 12:06 ص]ـ
شكر الله مزيدكم وجزاكم الله خيرا.(/)
صيغ الاستغفار في القرآن الكريم.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[09 Dec 2009, 01:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
صيغ الاستغفار في القرآن.
معنى الاستغفار
1 - قال أنس بن مالك ?: الاستغفار: سؤال المغفرة ().
2 - وقال ابن عباس ?: الاستغفار: إظهار العبودية لله، والشكر لما أولاه ().
3 - قال القرطبي (المتوفى: 671هـ): الاستغفار: طلب الغفران لأجل الذنوب ().
4 - قال أبو حيان (المتوفي: 745هـ): الاستغفار: طلب الغفران من الله باللسان مع التوبة بالقلب ().
5 - قال الراغب الأصبهاني (المتوفي: 565هـ): الاستغفار طلب المغفرة بالمقال والفعال ().
6 - قال ابن عطية (المتوفي: 546هـ): الاستغفار: طلب المغفرة من الله تعالى ().
* * *
الاستغفار في القرآن
عند دراسة صيغة (استفعل) في القرآن الكريم والنظر في معانيها مررتُ بكلمة (استغفر) وقد وجدتها بصيغ متعددة، مرة بصيغة الماضي (استغفَر) وأخرى بصيغة الأمر (استَغفِرْ) وثالثة بصيغة المضارع (يستغفرون) ورابعة بإسنادها إلى واو الجماعة (استغفِروا)، وخامسة بإسنادها إلى ياء المخاطبة (استغفري). وإليك الآيات التي وردت فيها.
أولاً: الآيات التي وردت بصيغة الماضي (استغفَر):
استغفر فعل ماض مبني على الفتح، والآيات التي وردت بهذه الصيغة هي:
1 - ?وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّابًا رَحِيمًا? ().
2 - ?فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ? ().
3 - ?سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ? ().
ثانيًا: الآيات التي وردت بصيغة (استغفر):
استغفر فعل أمر مبني على السكون، والآيات التي وردت بهذه الصيغة هي:
1 - ?قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ? ().
2 - ?فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ? ().
3 - ?فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ? ().
4 - ?فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ? ().
5 - ?سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ? ().
6 - ?فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللهَ? ().
7 - ?فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ? ().
8 - ?وَاسْتَغْفِرِ اللهَ إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا? ().
9 - ?اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً? ().
ثالثًا: الآيات التي وردت بصيغة (استغفروا):
استغفروا فعل أمر مسند إلى واو الجماعة، والآيات التي وردت بهذه الصيغة هي:
1 - ?ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ? ().
2 - ?وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى? ().
3 - ?وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ? ().
4 - ?وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ? ().
5 - ?فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّابًا رَحِيمًا? ().
6 - ?وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ? ().
7 - ?ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا * فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا * مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ للهِ وَقَارًا * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا? ().
(يُتْبَعُ)
(/)
8 - ?وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ? ().
آيتان وردتا بصيغة (استغفروه):
استغفروه فعل أمر مسند إلى واو الجماعة ومعه فاعله ومفعوله، والآيات التي وردت بهذه الصيغة، هي:
- ?هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ? ().
- ?فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ? ().
رابعًا: الآية التي وردت بصيغة (استغفره):
استغفره فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت والهاء مفعول به، والآية التي وردت بهذه الصيغة هي:
?فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا? ().
خامسًا: الآية التي وردت بصيغة (استغفري):
استغفري: فعل أمر مبني على حذف النون ومسند إلى ياء المخاطبة والياء ضمير متصل في محل رفع فاعل، والآية التي وردت بهذه الصيغة هي:
?يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ? ().
سادسًا: الآية التي وردت بصيغة (لأستغفِرنَّ):
استغفرن: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد، والآية التي وردت بهذه الصيغة هي:
?إِلا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ? ().
سابعًا: آيتان وردتا بصيغة (أستغفرُ):
أستغفر: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره، والآيتان اللتان وردتا بهذه الصيغة هما:
1 - ?قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ? ().
2 - ?قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا? ().
ثامنًا: الآيات التي وردت بصيغة (تستغفرون):
تستغفرون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون مسند إلى واو الجماعة.
1 - ?لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ? ().
2 - ?وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ? ().
3 - ?يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا? ().
4 - ?وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الأَرْضِ? ().
5 - ?وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ? ().
6 - ?أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ? ().
تاسعًا: آيتان وردتا بصيغة (يستغفروا):
يستغفروا: فعل مضارع منصوب مسند إلى واو الجماعة، والآيتان اللتان وردتا بهذه الصيغة هما:
1 - ?مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ? ().
2 - ?وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ? ().
عاشرًا: آيات وردت بصيغة (تستغفر):
تستغفر: فعل مضارع مجزوم بالسكون، والآيات التي وردت بهذه الصيغة هي:
1 - ?اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ? ().
2 - ?إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ? ().
3 - ?سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ? ().
4 - ?وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُورًا رَحِيمًا? ().
5 - ?وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ? ().
منقول / صيغ الاستغفار في القرآن والسنة، د. عبدالله العمير.
http://www.ktibat.com/showsubject- صيغ_الإستغفار_في_القرآن_والسنة-23. html(/)
الدرر اللوامع في أجوبة شيخنا عبد الله بن مانع (3)
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[09 Dec 2009, 01:52 م]ـ
الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد
فهذا هو الجزء الثالث من مسائلي على شيخنا عبد الله بن مانع الروقي حفظه الله , ولعلي أرتب
موعدا لإدراج باقي المسائل وسيكون هذا في كل شهرين بإذن الله ما لم يعرض عارض.
وأرجو من الأخوة المشرفين بارك الله في جهودهم ونفع بهم أن لا يدمجوا هذا الجزء بسابقيه للإستفادة , وسأضع رابط الجزئين السابقين بإذن الله في نهاية المسائل.
أسأل الله لي ولكم علما نافعا وعملا خالصا متقبلا.
هل يقال في آيات القرآن أنها نظم كقول بعضهم ما أحسن نظمه؟
لا بأس , وهذا بعض ما فيه من إعجاز.
هل يقال قال الله تعالى على لسان فلان من خلقه في القرآن؟
في صحيح مسلم من حديث أبي موسى يرفعه وفيه " ... فإن الله قال على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم سمع الله لمن حمده ".
كيف الجمع بين سجود الشمس كل يوم تحت العرش وما يلاحظ من دورانها على مدار اليوم؟
لا يقاس عالم الغيب على عالم الشهادة وكلام الله ورسوله حق ولازمه الصحيح حق.
قول من يقول بأن خالد بن سفيان * من الأنبياء هل له أصل؟
خالد بن سنان لا سفيان , ولم يثبت خبره.
هل ما يطرق الآن بإسم الإعجاز العددي في القرآن له أصل؟ وما حكمه؟
إن صح فهو من إحكام الله لكتابه , ولا بأس به فهو ينفع ويثبت الله به من يشاء من عباده.
حديث " خلق الله آدم على صورته " وفي بعض الأحاديث " على صورة الرحمن " هل يصح؟
رواية " صورة الرحمن " لا تثبت فيها علل عدة , ولو صحت لا يلزم المشابهه , فالله ليس كمثله شيء.
كيف يجمع بين حديث الإثنا عشر خليفة الذي في مسلم وبين ما مر به التاريخ من تجاوز هذا العدد؟
المراد: إن لهم صفة خاصة من إقامة العدل وإجتماع الكلمة ونصر السنة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
هل يجب الترتيب في الوضوء وكذلك الموالاة؟
يجب الترتيب في الوضوء والموالاة.
ما المقدار الذي يدرك به المصلي مع الجماعة فضل وأجر صلاة الجماعة؟
ركعة فصاعدا.
ما مدة الترخص للمسافر برخص السفر؟ وهل تجب عليه صلاة الجمعة والجماعة ما دام على كذلك؟
ما لم يجمع إقامة فهو مسافر له الترخص برخص السفر ولا تجب عليه الجمعة ولا الجماعة بل تستحبان منه.
لو صلى مسافر خلف مقيم وأدرك الصلاة كاملة أو جزء منها كالتشهد الأخير فهل يترخص برخصة المسافر أو يأخذ بالأصل والإتمام؟
من أدرك شيئا من صلاة المقيم وهو مسافر أتم صلاة مقيم على الراجح.
لو أن مسافر جمع في صلاته جمع تقديم ووصل إلى بلده قبل دخول وقت الفرض الثاني أو بعده فهل يعيد صلاته جماعة أم تسقط عنه؟
لا صلاة عليه , فقد سقط عنه الفرض.
من أطعم عائلة مكونة من خمسة أشخاص مرتين بقصد إسقاط كفارة اليمين فهل تسقطها؟
تسقط إن لم يجد عشرة.
ما المقصود بقول بعض أهل العلم: قول الجمهور , قول عامة العلماء , قول أهل التحقيق , محل إجماع , محل إتفاق , قول الأصحاب؟
هذا معروف في محله , وبحسب إطلاقه والمراد به مختلف بحسب الألفاظ السابقة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما الضابط في قبول رواية من أشتهر بالتدليس من الأئمة كأبي إسحاق السبيعي والأعمش والثوري إذا حدث بصيغة محتملة؟
الأصل قبول أخبارهم وهذا صنيع الأئمة الأوائل ما لم يُعلم أنهم دلسوه , وفي قولك أشتهر بالتدليس وذكر هؤلاء نطر.
إذا كان أهل الحديث يقبلون التفرد والغرابة في أصل السند ولا يقبلونها فيما بعد ذلك , فهل يقاس عليه ما تفرد به ابن خزيمة أو الدارقطني أو البيهقي عن أصحاب الكتب الستة فيرد ولو كان السند صحيحا بحكم تفردهم عن أصحاب الكتب الستة وتفردهم غير مقبول لأنه في آخر السند؟
السؤال غير واضح , وإذا صح السند في الكتب المذكورة وقامت الأدلة على أن الخبر محفوظ فهو مقبول.
هل يصح ما نسب للنسائي وكذلك الحاكم من حملهم على معاوية رضي الله عنه؟
من السهل الوقوف على ذلك من عدمه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما يكون بين الرجل وزوجته من كلام زوجي يستحي أن يطلع عليه غيرهم هل يأثم به؟
لا يأثم , وقد سأل رجل ابن سيرين عن هذا ولماذا هو فاحش؟ فقال للسائل: أفحشته اللذة.
مشاهدة النساء لبعض المشايخ في التلفاز سواء في المحاضرات أو الفتاوى , هل يعد من النظر المحرم؟
في المسألة خلاف معروف , وتحديد النظر في وجه الرجل إذا خيف فتنة فهو محرم , وبلا فتنة قيل بالمنع وقيل بالجواز لاسيما إذا دعت الحاجة.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
وعلى هذا الرابط تجد الجزء الأول والثاني من المسائل.
http://www.ahlalhdeeth.com/~ahl/vb/s...d.php?p=920485
أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد.
دمتم بعافية أخوكم / موسى الغنامي.
ــــــــــــــــ
* سبق قلم مني والأصل ما ذكره شيخنا سدده الله.(/)
المسافات الزمنية المطوية في قصة إبراهيم عليه السلام
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Dec 2009, 12:14 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد قص الله تبارك وتعالى علينا من خبر خليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام في مواضع متفرقة من كتابه الكريم والمتأمل في تلك المواضع يرى أن هناك مسافات زمنية قد طويت في حياة الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
في سورة الأنبياء يقول تبارك وتعالى:
(قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ) سورة الأنبياء (60)
الفَتى والفَتَاةُ: الشاب والشّابَّةُ، فَتِيَ يَفْتى. وفَعَلَ ذاكَ في فَتَائِه - مَمْدُوْد -. وجَمْعُه فِتْيَة وفِتْيَان وفُتُو وفَتَيَاتٌ وأفْتَاءٌ وفَتْيَاء. وفُتْيٌ: جَمْعُ الفَتى. (المحيط في اللغة)
(ف ت ي): (الْفَتَى) مِنْ النَّاسِ الشَّابُّ الْقَوِيُّ الْحَدَثُ وَالْجَمْعُ فِتْيَةٌ وَفِتْيَانٌ. (المغرب).
ثم في نفس السورة وفي نفس السياق يخبرنا الله تعالى أنه نجاه إلى الأرض المباركة ووهب له إسحاق ويعقوب:
(وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ (72))
وفي سورة الصافات:
(قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (97) فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ (98) وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99) رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101))
ولا شك أن البشرى جاءت متأخرة جداً عن هذا الحدث، قال تعالى:
(وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ (51) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ (52) قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (53) قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (54) قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ (55)) سورة الحجر
وفي سورة هود:
(وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) قَالَتْ يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (73)
من خلال هذه الآيات نرى أن هناك مسافة زمنية قد تصل الستين عاما أو أكثر، الله أعلم كيف عاشها الخليل وأين عاشها.
وإذا تقرر هذا نعلم أن الأحداث الكبيرة في حياة الخليل عليه السلام بعد أن أنجاه الله من النار كانت في سن متأخرة:
إسكان إسماعيل وأمه في وادي مكة، الأمر بذبح ابنه، بناء البيت، الأذان في الناس بالحج.
هذه أبرز الأحداث في حياة إبراهيم والتي قصها القرآن.
ثم أختم بقول الله تعالى:
(إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) سورة آل عمران (68)
فهل كان لإبراهيم عليه السلام أتباع غير ذريته؟
أطرح هذا السؤال من أجل استجلاء الحلقات المفقودة ـ إذا صح التعبير ـ في حياة الخليل عليه الصلاة والسلام.
أرجو من الإخوة الأفاضل المشاركة
وجزاكم الله خيرا ووفقنا جميعا لفهم كتابه
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[10 Dec 2009, 01:28 ص]ـ
الأخ الكريم حجازي حفظه الله،
1. حادثة تحطيم الأصنام كانت في أور في العراق، وكان إبراهيم عليه السلام شاباً فتيا. وبعد الحادثة هاجر عليه السلام إلى فلسطين. وأقام فيها. وقد ورد أنه زار مصر مع زوجته سارة. وفي هذه الحقبة لم يشر القرآن الكريم إلى أي نوع من المعارضة لدعوة إبراهيم عليه السلام، مما يوحي بنجاحه وتأثيره الإيجابي.
2. المشهور الذي لا يمكن الجزم به أن إسماعيل أكبر من إسحق بـ 13 سنة، والإشارة إلى الشيخوخة كان في قصة ميلاد إسحاق.
3. تنقّل إبراهيم عليه السلام بين فلسطين ومكة، وعندما كبر إسماعيل عليه السلام كانت قصة الفداء ثم بناء الكعبة.
4. توفي عليه السلام في فلسطين ودفن في مدينة الخليل وقبره معروف المكان، أي المغارة التي دفن فيها من غير تعيين لقبره متميزاً عن باقي القبور في المغارة.
5. مرحلة وجوده عليه السلام في فلسطين غامضة. ويبدو أن فلسطين كانت الأرض الأنسب لنشر الدعوة لتوسطها وكثافة القوافل التي تمر بها. وقد لاحظ شيخي أن الدين البرهمي يزعم أن الآلهة براهما زوجته اسمها ساراي. وتنص التوراة المزعومة أن سارة كان اسمها ساراي قبل أن تصبح سارة. وهي تنص على أن إبراهيم كان اسمه أبرام قبل أن يصبح أبراهام، والتي هي: (آب راب هام) أي أب كبير للجمهور. وهذا يشير إلى انتشار دعوته بين الأمم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[11 Dec 2009, 01:06 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد قص الله تبارك وتعالى علينا من خبر خليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام في مواضع متفرقة من كتابه الكريم والمتأمل في تلك المواضع يرى أن هناك مسافات زمنية قد طويت في حياة الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
في سورة الأنبياء يقول تبارك وتعالى:
(قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ) سورة الأنبياء (60)
الفَتى والفَتَاةُ: الشاب والشّابَّةُ،
ثم في نفس السورة وفي نفس السياق يخبرنا الله تعالى أنه نجاه إلى الأرض المباركة ووهب له إسحاق ويعقوب:
(وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ (72))
وفي سورة الصافات:
(قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (97) فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ (98) وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99) رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101))
ولا شك أن البشرى جاءت متأخرة جداً عن هذا الحدث، قال تعالى:
(وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ (51) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ (52) قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (53) قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (54) قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ (55)) سورة الحجر
من خلال هذه الآيات نرى أن هناك مسافة زمنية قد تصل الستين عاما أو أكثر، الله أعلم كيف عاشها الخليل وأين عاشها.
.
اضافة الى ما ذكره الأخ البيراوى أقول:
يمكن أن نلتمس فى أقوال المؤرخين ما يلقى مزيدا من الأضواء على الفجوات الزمنية فى سيرة خليل الرحمن عليه السلام
فالمؤرخ اليهودى القديم يوسيفوس يذكر فى تاريخه أن ابراهيم عليه السلام قد ترك بلاد الكلدانيين وهو فى الخامسة والسبعين من العمر ليذهب الى كنعان بناءا على أمر الله له بذلك (وهو يوافق ما جاء فى سفر التكوين بالتوراة)
أما المؤرخ (نيقولا الدمشقى) فيذكر فى الكتاب الرابع من تاريخه أن ابراميس (ابراهيم باليونانية) قدم أولا الى دمشق من أرض بابل وأنه قضى فيها زمانا قبل أن يهجرها الى أرض كنعان
أما المؤرخ (أبو الفرج ابن العبرى) والذى كان من أعرف الناس بسيرة الخليل عليه السلام نظرا لصلته الوثيقة بالأقوام الذين تناقلوها فيما بين النهرين وما حولها فانه يضيف أنه عليه السلام بعد أن حطم هيكل الأصنام فى أرض الكلدانيين فر هاربا وعمره ستون سنة مع ابن أخيه لوط عليه السلام الى مدينة حاران، وأنه أقام فيها لمدة أربع عشرة سنة، ثم أمره الله بالهجرة الى كنعان
وبالمقابلة بين أقوال المؤرخين الثلاثة السابق ذكرهم يتضح لنا من مجمل أقوالهم أن ابراهيم عليه السلام قد ترك موطنه الأصلى وفر هاربا الى مدينة حاران وهو بعمر الستين، ثم منها الى أرض كنعان وهو فى الخامسة والسبعين، وهذا ليس بعمر فتى يناهز العشرين كما نفهم من القرآن، فأين كان ابراهيم عليه السلام طوال أربعة عقود ما بين سن العشرين الى سن الستين؟!!
تلك هى الفجوة الكبرى والحقيقية فى سيرته فيما أرى والتى سكت عنها المؤرخون، ولكن بقليل من التدبر يمكن استنباط أنه بعد أن أنجاه الله تعالى من كيد قومه له فانه لم يذهب مباشرة الى أرض كنعان (فلسطين) أو حتى الى مدينة حاران وانما الى مكان نائى عن قومه وان لم يخرج عن حدود نفس البقعة الجغرافية (العراق القديم)، ويؤيد ذلك فى نظرى ما يلى:
أولا: أن العادة قد جرت بأن الذى يفر هاربا من قومه فانه يلجأ أول ما يلجأ الى الأماكن المغمورة غير المطروقة حتى لا يسهل على أحد الامساك به أو التعرف عليه، وذلك حتى تهدأ الأمور وينسى الناس خطبه، بخلاف ما اذا قرر على الفور الخروج من البلاد الذى قد يعرضه لخطر التعرف عليه والامساك به قبل أن يبلغ مأمنه ويغادر البلاد بأسرها، وكون هذا المكان مغمورا ونائيا عن مواطن الحضارة والعمران قد يفسر لنا سبب جهل المؤرخين بهذه الفترة من سيرته عليه السلام
ثانيا: جاء فى القرآن ما يؤيد أنه عليه السلام كان يفكر فى اعتزال قومه وهجرتهم هجرة محدودة، وذلك فى قوله لأبيه:
" واعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربى عسى ألا أكون بدعاء ربى شقيا "
ثالثا (وهو الأهم فى المسألة): من المعلوم أن القرآن الكريم فى سرده للقصص يختصر الزمان اختصارا كبيرا فى كثير من الأحيان ليأتى على ذكر الأحداث الهامة الجديرة بالذكر تاركا التفاصيل الصغيرة وغير الهامة حتى وان استغرقت عشرات السنين كالتى استغرقتها حادثة اعتزال ابراهيم لقومه، وانظر كذلك على سبيل المثال كيف انتقل القرآن فى سرده لقصة موسى عليه السلام من مشهد ارجاعه الى أمه رضيعا الى مشهد بلوغه فتوة الشباب، وذلك فى الآيتين 13 و 14 من سورة القصص، وانظر كذلك كيف طوى عشر سنين من قصته فى الآيتين 28 و 29 من نفس السورة، وغير هذا وذاك نجد الكثير من الشواهد والأمثلة على هذا الاختصار للزمن والأحداث
من هذا المنطلق أجد أنه لا يوجد تعارض بين ما ذكره المؤرخون من جهة وبين ما جاء فى القرآن من أنه عليه السلام قد هاجر الى الأرض المباركة (فلسطين) بعد أن أنجاه الله من كيد قومه له
هذا والله عز وجل أعلى وأعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Dec 2009, 03:05 م]ـ
أبا عمرو البيراوي
العليمى المصرى
شكرا الله لكما مداخلتكما
وأقول:
هل هاجر إبراهيم إلى الأرض المباركة في سن الشباب؟
هناك أمران يمكن أن تعطينا إشارة إلى أنه هاجر في سن الشباب:
الأول: لوط صحبه في الهجرة، ولوط قد عاش في القرية التي أمطرت مطر السوء دهراً حتى أصبح ينسب إليهم ثم أرسل فيهم.
الثاني: إبراهيم كما جاء في السنة تعرض لمحنة هو وزوجه سارة مع جبار من الجبابرة وقيل إنه كان على مصر ولا شك أن سارة كانت في ذلك الزمن شابة وإلا لما طمع فيها ذلك الجبار.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[11 Dec 2009, 04:49 م]ـ
وأقول:
هل هاجر إبراهيم إلى الأرض المباركة في سن الشباب؟
هناك أمران يمكن أن تعطينا إشارة إلى أنه هاجر في سن الشباب:
الأول: لوط صحبه في الهجرة، ولوط قد عاش في القرية التي أمطرت مطر السوء دهراً حتى أصبح ينسب إليهم ثم أرسل فيهم.
الثاني: إبراهيم كما جاء في السنة تعرض لمحنة هو وزوجه سارة مع جبار من الجبابرة وقيل إنه كان على مصر ولا شك أن سارة كانت في ذلك الزمن شابة وإلا لما طمع فيها ذلك الجبار.
أخى الكريم،
هجرة لوط مع ابراهيم عليهما الصلاة والسلام لا تصلح دليلا على أنه هاجر فى سن الشباب، فلا تنس أخى الكريم أن ابراهيم هو عم لوط وأن فارق السن بينهما ليس بقليل
فلو قلنا انهما هاجرا معا حين كان ابراهيم فتى صغيرا لكان معنى هذا أن لوطا كان فى سن الطفولة حينذاك، وهذا ما تكذبه كل الشواهد والوقائع التاريخية، هذا أولا
ثانيا: طمع الفرعون المصرى فى سارة عليها السلام لا يعنى كذلك أنها كانت شابة صغيرة حين نزولها مصر، ذلك أن من النساء من تحتفظ بحسنها ونضارتها حتى سن متقدمة قد تصل الى الشيخوخة فى بعض الأحيان، وأنا شخصيا أعرف بعض الحالات المماثلة
ولا تنس كذلك أخى الكريم أن سارة عليها السلام كانت كما قيل من أجمل نساء عصرها على الاطلاق، ويقول المثل الشعبى عندنا فى مصر: " الورد وان ذبل تبقى رائحته فيه "
ثالثا: أنا لا أوافق التوراة الموجودة بين أيدينا اليوم فى تقديراتها الجزافية لأعمار الأنبياء، وأرى أنها تبالغ فيها كثيرا، وأرى أن أنسب سن لحادثة هجرة ابراهيم عليه الصلاة والسلام الى فلسطين يوافق عامه الأربعين وعلى أقصى تقدير، ويقول الاصحاح الحادى عشر من سفر التكوين أن ابراهيم لما تزوج سارة كانت تصغره فى السن بعشر سنوات وأنه عندما خرج ابراهيم بها من حاران كان عمرها 65 ولكنها كانت لا تزال محتفظة بجمالها رغما عن ذلك وتوجد اشارة صريحة الى جمال سارة وحسنها الفائق فى الاصحاح 12 من سفر التكوين بالتوراة فى الأعداد 11 و 12 من هذا الاصحاح
رابعا: ليتك أخى الكريم تراجع ما كتبته فى مداخلتى السابقة عن أسلوب القرآن الكريم فى سرده للقصص واختصاره للأحداث والأزمنة التى لا تضيف جديدا ولا تعد جوهرية فى هيكل القصة
ولكم منى التحية والسلام
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[11 Dec 2009, 11:25 م]ـ
الأخ الكريم العليمي حفظه الله،
1. قد يكون العم أصغر سناً من ابن أخيه، فمن أين لك أخي أن العم يجب أن يكون أكبر من ابن أخيه بسنوات كثيرة؟!
2. رواية التوراة المزعومة لا يُطمئن إليها، ولكن يمكن أحياناً أن نستأنس بها.
3. الأرجح أن الاعتزال كان في مرحلة الفتوة (وليس الصغر كما جاء في مداخلتك). وكان هذا الاعتزال هجرته عليه السلام إلى الأرض المباركة؛ انظر قوله تعالى: "فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا"، ثم انظر قوله تعالى:" قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ، وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ، وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ". مع ملاحظة أن مرحلة الاعتزال والتي هي الهجرة طالت وتنوّعت.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[12 Dec 2009, 03:41 م]ـ
الأخ الكريم البيراوى، حفظه الله
تقول: قد يكون ... ، وهذا صحيح، ولكنه يمثل حالات استثنائية من القاعدة العريضة المتعارف عليها بوجه عام
أما بوجه خاص فان هذا الفرض الذى افترضته لا يمكن أن ينطبق على حالة ابراهيم ولوط عليهما السلام
فلماذا؟
لأن من المعروف أن ابراهيم عليه السلام كان يعول ابن أخيه اليتيم لوط، وأنه كان يأخذه معه فى حله وترحاله أينما ذهب وأينما حل
وأنت اذا طالعت التوراة الحالية لوجدت هذا باديا فيها بصورة جلية للغاية، ولوجدت أن لوطا قد انتقل مع عمه ابراهيم الى حاران، ثم انتقل معه الى كنعان، ثم صحبه الى مصر، ثم عاد معه مرة أخرى الى كنعان
وفى كل هذه الأسفار والتنقلات كانت التوراة تذكر اسماء كل المسافرين مع ابراهيم فكانت تذكر ابراهيم وتذكر معه امرأته سارة وغيرهما، أما حين تذكر لوطا فكانت تذكره بمفرده ودون أى ذكر لأمرأة أو ذرية تخصه هو تحديدا، مما يشى بأنه كان أحدث سنا من عمه ابراهيم وبفارق غير قليل
فاذا أضفت الى ذلك أن سارة زوج ابراهيم هى عمة لوط بحسب ما تقوله التوراة لظهرت لك قرينة أخرى على هذا الفارق فى السن ما بين ابراهيم ولوط عليهما السلام
ثم اننى لا أعول كثيرا على التوراة الحالية، وأعلم أنها قد شابها التحريف، ولكن هذا لا يمنع - كما قلت أنت - من الاستئناس بها
وأخيرا فاننى لم أقل أن ابراهيم عليه السلام قد اعتزل قومه فى الصغر، بل قلت فى سن الفتوة، وذكرت سن العشرين، ويمكنك مراجعة مداخلتى الأولى فى الموضوع
وتقبل سلامى وتحياتى
ملحوظة: كنت قد راسلتك على الخاص مرتين، لكن يبدو أنك لم تنتبه لصندوق الرسائل، فأرجو مراجعته، والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Dec 2009, 04:34 م]ـ
الأخ الفاضل العليمى المصرى
سواء كان لوط أصغر من إبراهيم أو في سنه أو أكبر منه فإنه لا يغير في المسألة فإبراهيم خرج من العراق وهو فتى وبقية الأحداث المهمة في حياته كانت في سن متأخرة.
ولوط عليه السلام حين تقرر هلاك قومه كان رجلا كبيرا والدليل أن زوجه كانت عجوزا
وكان له بنات.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[12 Dec 2009, 09:55 م]ـ
الأخ الفاضل العليمى المصرى
سواء كان لوط أصغر من إبراهيم أو في سنه أو أكبر منه فإنه لا يغير في المسألة فإبراهيم خرج من العراق وهو فتى ..
بل تتغير المسألة برمتها أخى الكريم
لأنك اذا سلمت معى بأن ابراهيم عليه الصلاة والسلام كان يكبر ابن أخيه لوط بعشر سنين فقط لكان من المستحيل القول بأن ابراهيم خرج من العراق وهو فتى كما تقول
واليك الدليل:
يقول تعالى عن ابراهيم عليه السلام:
" فآمن له لوط وقال انى مهاجر الى ربى انه هو العزيز الحكيم "
ومنها نفهم أن لوطا حين قرر الخروج من العراق مع عمه ابراهيم كان يبلغ مبلغ الرجال، وهناك حديث شريف يفيد أنه فى هذا الوقت تحديدا كان لوط متزوجا وأنه هاجر بأهله، يقول الحديث:
قال النبى صلى الله عليه وسلم (تعليقا على هجرة عثمان بن عفان بزوجه رقية رضى الله عنهما الى بلاد الحبشة): " ان عثمان أول مهاجر بأهله بعد لوط "
فهذا يعنى أنه وقت هجرة لوط قد كان متزوجا، فاذا قدرنا أنه كان يناهز الثلاثين من عمره مثلا لكان ابراهيم عليه السلام وقت هجرته من العراق يناهز الأربعين وفقا للأفتراض السابق، وهذا ليس سن فتى!!
وهكذا ترى أخى الحبيب أن الأمر ليس سيان كما كنت تظن، أو أنه لا يؤثر فى المسألة كما قلت
والذى أراه أن ابراهيم عليه السلام قد اعتزل قومه فترة طويلة قبل أن يهجرهم نهائيا الى فلسطين بأمر من الله تعالى، وأن هذه الفترة قد طوى القرآن تفاصيلها مكتفيا بالاشارة السريعة اليها
ودائما نقول:
والله أعلى وأعلم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Dec 2009, 11:46 م]ـ
بل تتغير المسألة برمتها أخى الكريم
لأنك اذا سلمت معى بأن ابراهيم عليه الصلاة والسلام كان يكبر ابن أخيه لوط بعشر سنين فقط لكان من المستحيل القول بأن ابراهيم خرج من العراق وهو فتى كما تقول
واليك الدليل:
يقول تعالى عن ابراهيم عليه السلام:
" فآمن له لوط وقال انى مهاجر الى ربى انه هو العزيز الحكيم "
ومنها نفهم أن لوطا حين قرر الخروج من العراق مع عمه ابراهيم كان يبلغ مبلغ الرجال، وهناك حديث شريف يفيد أنه فى هذا الوقت تحديدا كان لوط متزوجا وأنه هاجر بأهله، يقول الحديث:
قال النبى صلى الله عليه وسلم (تعليقا على هجرة عثمان بن عفان بزوجه رقية رضى الله عنهما الى بلاد الحبشة): " ان عثمان أول مهاجر بأهله بعد لوط "
فهذا يعنى أنه وقت هجرة لوط قد كان متزوجا، فاذا قدرنا أنه كان يناهز الثلاثين من عمره مثلا لكان ابراهيم عليه السلام وقت هجرته من العراق يناهز الأربعين وفقا للأفتراض السابق، وهذا ليس سن فتى!!
وهكذا ترى أخى الحبيب أن الأمر ليس سيان كما كنت تظن، أو أنه لا يؤثر فى المسألة كما قلت
والذى أراه أن ابراهيم عليه السلام قد اعتزل قومه فترة طويلة قبل أن يهجرهم نهائيا الى فلسطين بأمر من الله تعالى، وأن هذه الفترة قد طوى القرآن تفاصيلها مكتفيا بالاشارة السريعة اليها
ودائما نقول:
والله أعلى وأعلم
ليس هناك دليل أخي الفاضل على أن إبراهيم كان يكبر لوط بعشر سنين ولو سلمنا فهذا لا يغير من الأمر شيء فممكن أن يكبره بعشر سنين وهو لا يزال فتى.
وإذا كان المقصود في الحديث الذي أوردته هجرة لوط من العراق فماذا عن إبراهيم؟
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[13 Dec 2009, 07:57 م]ـ
ليس هناك دليل أخي الفاضل على أن إبراهيم كان يكبر لوط بعشر سنين ولو سلمنا فهذا لا يغير من الأمر شيء فممكن أن يكبره بعشر سنين وهو لا يزال فتى
أخى الفاضل حجازى الهوى
لم أتوقع منك مثل هذا الرد الذى صدمنى حقا!!
فبعد أن قدمت لك أكثر من دليل أجدك تجحدها جميعا بقولك: ليس هناك دليل؟!
لقد عهدتك مفكرا موضوعيا منصفا، فما لك لم تنصفنى؟!
أما ما زادنى عجبا فهو قولك: ولو سلمنا بهذا. . . الى آخره
فلا أظنك تعنى أن من يناهز الأربعين يصح أن نطلق عليه: فتى!!
على أية حال لقد طرحت وجهة نظرى فى المسألة، وأنا لا ألزمك بها، ويبقى الود موصولا بيننا، كما يبقى العلم اليقين بحقيقة الأمر عند علام الغيوب سبحانه وتعالى فانما نحن جميعا مجتهدون، فان أصبنا فمنه تعالى، وان كانت الأخرى فمن أنفسنا والشيطان، والله ورسوله منه براء، والموفق هو الله
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 Dec 2009, 09:52 م]ـ
حفظك الله ورعاك أخي العليمى وأنت ورأيك على العين والرأس
ولكن العلم قناعات أخانا الحبيب فلا تحزن ولا يضيق صدرك
والمسألة سهلة ولله الحمد
والموضوع برمته كله إنما هو محاولة للفهم
وفقك الله ورعاك ولا تحزن مرة أخرى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[14 Dec 2009, 05:30 م]ـ
حفظك الله ورعاك أخي العليمى وأنت ورأيك على العين والرأس
ولكن العلم قناعات أخانا الحبيب فلا تحزن ولا يضيق صدرك
والمسألة سهلة ولله الحمد
والموضوع برمته كله إنما هو محاولة للفهم
وفقك الله ورعاك ولا تحزن مرة أخرى
لا عليك أخى الحبيب
عفا الله عنك
مع العلم بأنى لا يحزننى النقد حين يكون موضوعيا وعلميا ويصب فى الموضوع ذاته، أى حين يناقش أدلتى ويفحصها ممحصا لها، فيقارع الحجة بالحجة وهذا ما كنا نعهده فيكم دوما، أما هذه المرة فيبدو أن الشوطة قلشت منكم وأخطأت المرمى (بسمة)
وهأنا أمزح معك لتعرف أنى غير حزين ولا ضائق الصدر
بارك الله فيكم وفى أمثالكم، وأدام الله الود بيننا(/)
مشروع شرح الكتب العلمية الخاصة بالدراسات القرآنية
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[10 Dec 2009, 12:34 م]ـ
http://www.al-wed.com/pic-vb/517.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/733.gif
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ... أما بعد:
كلنا نعرف أن هذا العصر شهد ثوره في الاتصالات والعلاقات، وقفزه لم تشهدها البشرية من قبل في نقل الأفكار والمعلومات واختصار الزمان والمكان بحيث أصبح العالم وكأنه قرية صغيره ... ولذلك فإنني أطرح في الملتقى هذا المشروع لتعم الفائدة على الجميع وهو " شرح الكتب العلمية الخاصة بالدراسات القرآنية ".
&&&&&&&&
فكرة المشروع
1 / فتح منتدى فرعي بحيث يكون عنوانه " شرح الكتب الخاصة بالدراسات القرآنية ".
2 / أن يتولى مجموعة من المشائخ الموجودين في الملتقى بشرح كل واحد منهم كتاب وتفتح صفحة لكل شرح كتاب.
3 / فتح كذلك صفحة أخرى لكل شرح كتاب بحيث تكون للأسئلة التي تدور حول كل كتاب والإجابة عليها من قبل الشيخ الذي قام بشرح الكتاب.
4 / أن يكون الشرح للكتب أسبوعيا أو شهريا لمن يكون وقته ضيقا.
&&&&&&&&
الهدف من المشروع
1 / التقرب إلى الله سبحانه وتعالى بهذا العمل.
2 / استفادة عدد كبير من طلاب وطالبات العلم، وكذلك الشيخ الذي يقوم بشرح الكتاب.
3 / الاهتمام بالكتب الخاصة بالدراسات القرآنية، والتعريف بها.
4 / استغلال هذه التقنية الحديثة _ الإنترنت _.
5 / احتكاك طلبة العلم الجدد من المشائخ.
6 / تنشيط ملتقى أهل التفسير وإثراؤه بما فيه النفع الكبير.
7 / التسهيل لمن يقوم بشرح الكتاب بحيث يستطيع شرح الكتاب وهو في مكتبته الخاصة.
8 / إمكانية طباعة شرح الكتاب بعد الإنتهاء من الشرح لتعم الإستفادة أكثر.
&&&&&&&&
ختاما:
هذا بعض مالدي ... وعذرا على الإطالة، سائلة المولى عزوجل أن يوفقنا وإياكم لكل خير، فما كان من خير وصواب فمن الله وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
&&&&&&&&
ومضة
(من تمام خشوع العبد لله عز وجل وتواضعه؛ أنه إذا ذل لربه بالركوع والسجود في صلاته , وصف ربه حينئذ بصفات العز والكبرياء والعظمة والعلو , فكأنه يقول: الذل والتواضع وصفي , والعلو والعظمة والكبرياء وصفك) ابن رجب.
http://www.al-wed.com/pic-vb/733.gif
ـ[أحمد النقيب]ــــــــ[11 Dec 2009, 05:22 م]ـ
مشروع مميز آمل أن نراه على صفحات هذا الموقع المبارك
ـ[محمد ليث]ــــــــ[11 Dec 2009, 05:51 م]ـ
أفكار نيرة ممتازة
بانتظار التطبيق
بارك الله فيك أختي الكريمة
ـ[البهيجي]ــــــــ[11 Dec 2009, 06:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ..... الفكرة جيدة جدا ... خاصة اذاأ ضفنا لها اجراء امتحان شفهي للراغبين به عن طريق الأتصال المباشر .... وكذلك فان الفكرة بحاجة لنقاش ...
وجزى الله تعالى صاحبة الفكرة خيرا
البهيجي
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[11 Dec 2009, 07:50 م]ـ
مشروع ممتاز، وعرض متميز، ولعله يكون بإذن الله تعالى مع توسع أعمال مركز تفسير للدراسات القرآنية ...
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Dec 2009, 09:26 م]ـ
أشكر الأخت الكريمة فجر الأمة على مقترحاتها القيمة وأسأل الله أن ينفع بها الأمة وأن يبارك في جهودها.
هذا مقترح جيد، ولو أحن إدارة هذا المشروع فسيكون له ثمار يانعة بإذن الله.
مقترحات لإنجاح المشروع:
1 - أن تتولى الأخت فجر الأمة إدارة المشروع ومتابعته وتنسيق ما يتعلق به، وتستعين بمن تراه في ذلك، وأرجو أن نتعاون معها جميعاً في ذلك.
2 - وضع جدول أولي بالكتب والمتون المقترح شرحها وقيمتها العلمية.
3 - بالنسبة للمتون العلمية فيمكن أن نسمي ما يدور حولها شرحاً، وأما الكتب المطولات فيمكن أن يقوم الشيخ بعرضها عرضاً يمر فيه على أهم ما في الكتاب والتنبيه على قيمته العلمية، واستقبال الأسئلة حوله، وهذا يفتح باب المشاركة لعدد أوسع من المشايخ. ويمكن أن نوسع الدائرة بطلب العرض للرسائل العلمية أيضاً لو رأيتم مستقبلاً.
4 - جمع كل الشروح السابقة للمتون القرآنية الموجودة على الإنترنت وفي المكتبات الصوتية على الإنترنت، وتشكيل فريق لعمل ذلك، ويمكن للأخت فجر الأمة النظر فيمن يصلح لهذا الفريق. بحيث يكون لدينا في القسم المقترح للمشروع أرشيف لكل الكتب القرآنية المشروحة أو التي تم التعليق عليها من قبل طلبة العلم صوتياً، ويمكن الاستفادة من موقع (البث الإسلامي) ومواقع المشايخ الخاصة في ذلك. ثم الاستفادة من ذلك كله في تزويد (المكتبة الصوتية للدراسات القرآنية) التي أسميناها (كلية القرآن الكريم الصوتية) ضمن مشروع البوابة الإلكترونية للتفسير التي سيتم تدشينها قريباً كتطوير لعملنا بإذن الله.
هذه بعض الأفكار قبل أن تذهب، والبقية تأتي بإذن الله، واسأل الله أن يوفقكم جميعاً لكل خير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[12 Dec 2009, 12:12 م]ـ
مشروع رائع، ونأمل أن لا يُركز على الكتب والمتون التي شرحت مرارا.
ـ[أبو فهد]ــــــــ[15 Dec 2009, 01:15 ص]ـ
أعتقد ان هذه الفكرة من الافكار التي سنجني ثمارها ان شاء الله وهذه بعض الافكار لإنجاح المشروع ايضا:
1 - بما ان المشرف قد اقترح تكوين فريق العمل فاقترح تكوين صفحة مثبتة للتسجيل ضمن فريق العمل وتوضيح مهامه لكي ينبري من يرى من نفسه اهلا لكي يشارك في الفريق
2 - وضع كتب مقترحة يقترحها المشايخ الموجودون في هذا المنتدى وسواء يقوم الشيخ بنفسه بالشرح أو يقترح من يشرحها من قبل الموجودين
3 - هناك بعض المطولات (كتفسير ابن كثير) ,اقترح ايجاد صفحة لها يجاب فيها عن الاسئلة المتعلقة بهذه المطولات.
وجزى الله كاتب الفكرة والمعين على اتمامها خيرا
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[22 Dec 2009, 11:26 م]ـ
&&&&&&&&
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المجتبى .... وبعد:
سبق وأن طرحت موضوع " مشروع شرح الكتب العلمية الخاصة بالدراسات القرآنية "
على هذا الرابط
مشروع شرح الكتب العلمية الخاصة بالدراسات القرآنية ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=18136)
وبعد الاستشارة فقد تم توضيح الفكرة فيما يلي:
1 / فتح منتدى فرعي بحيث يكون عنوانه " " شرح الكتب الخاصة بالدراسات القرآنية ". .
2 / أن يتولى مجموعة من المشائخ بشرح كل واحد منهم كتاب بحيث يكون الشرح صوتيا _ عن طريق الغرف الصوتية _ أو تسجيلها ومن ثم تنزيلها في المنتدى.
3 / أن يتم وضع تسجيل الشرح في المنتدى بحيث يفتح لكل درس عنوان خاص.
4 / أن يتم تفريغ الدروس، على أن يتم مراجعتها من قبل من ألقاها من المشائخ.
5 / أن يتم وضع قسم خاص في المنتدى خاص بالتفريغ بحيث يتم وضع التفريغ فيه بعد المراجعة.
6 / إمكانية طباعة التفريغ بعد المراجعة ليتم الاستفادة أكثر.
&&&&&&&&
الهدف من المشروع
تم عرضه في الموضوع السابق
&&&&&&&&
فنأمل من الجميع لإنجاح هذا المشروع:
1 / اقتراح الكتب المراد شرحها.
2 / كذلك اقتراح المشائخ الذين يتولون شرح هذه الكتب.
&&&&&&&&
ومضة
مراتب صوم عاشوراء ثلاث: أكملها أن يصام قبله يوم وبعده يوم، ويلي ذلك أن يصام التاسع والعاشر، وعليه أكثر الأحاديث، ويلي ذلك إفراد العاشر وحده بالصوم. (ابن القيم)
[ align=center]
&&&&&&&&
ـ[الأبية]ــــــــ[04 Feb 2010, 04:27 م]ـ
جزاك الله خيرا.
فنأمل من الجميع لإنجاح هذا المشروع:
1 / اقتراح الكتب المراد شرحها.
2 / كذلك اقتراح المشائخ الذين يتولون شرح هذه الكتب.
نتمنى أن يكون ذلك في أقرب وقت.
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[04 Feb 2010, 07:49 م]ـ
بوركتم إخوتي وجزاكم الله خير الجزاء وحقاً إنه لمشروع رائد
وأقترح كمقدمة البدء بكتاب ((مقدمة في التفسير))
لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
بتحقيق الدكتور عدنان زرزور
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[05 Feb 2010, 11:54 م]ـ
عفواً إخواني وعذراً للسقط من اسم الكتاب
مقدمة في أصول التفسير
ـ[خلوصي]ــــــــ[03 Apr 2010, 10:17 ص]ـ
< p> بارك الله فيكم جميعاً ..
</ p> <p> لكن!؟
</ p> <p> أليس الانصراف إلى هذه السهلة ال" البسيطة " أولى: http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=14343
</p> <p></p> <p>http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=14343
فإن قيل يمكن الجمع ... قلت يمكن و لكن لم يظهر الاهتمام أصلاً بمثل تلك كما ظهر هنا!؟
</ p> <p> فيا أيها المشايخ و الإخوة الفضلاء:
</ p> <p><DIV align=center><FONT size=5> سامحوني .. و لكن و الله البيت من اللبنات .. و الجبال من ال
ـ[خلوصي]ــــــــ[03 Apr 2010, 10:25 ص]ـ
و كما تداعى الجمع المبارك هنا إلى التدارس ..
فلنتداع كذلك هنالك إلى التجالس ..
و بيننا الزمان يحكم أيها كان أنفع!؟! و أكثر حاجة! بسمة.
ها أنذا بينكم .. و قد استحسن كثير من الفضلاء مواضيعي و لله الحمد .. و لكن!؟
و لكنني و الله لي أشهر طويلة و أنا منقطع عن الحلقة البيتية و حتى غيرها من الإيمانيات .. ! بل إن الانقطاع في البيت دليل انقطاع كذلك في غيره .. و العكس صحيح ..
و قد تثاقلت اليوم مع أهلي لجلسة لم تدم ربع ساعة! و أشعر ضعف همة و إيمان!
فتأملوا في تناقضات حالي!؟!(/)
سؤال عن قوله (ألم تر الى الذين نهوا عن النجوى .. الاية) من المقصود بهم؟
ـ[أبو فهد]ــــــــ[10 Dec 2009, 05:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
هذه مسألة أشكلت علي أسوقها إلى هذا الملتقى لعلي ألقى بها القول الحق في المسألة.
والمسألة هي باختصار ,من هم المعنيون بقوله (ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى) سورة المجادلة, وقوله (وإذا جاؤك حيوك بما لم يحيك به الله) مع العلم أن الاصل اتحاد رجوع الضمائر؟
وقد ساق ابن كثير حديثا صحيحا صريحا في سبب النزول عن عائشة أنهم اليهود وورد عن ابن عابس انها في المنافقين, لكن لما بحث المسألة وجدت من يقول أنهم المنافقون؟ وهذا هو الإشكال الأول الذي أطلب من أهل التخصص في هذا الملتقي بيان ذلك مشكورين مأجورين.
ثم الإشكال الثاني: وهو ناتج عن الأول إذا قيل المقصود بالآية المنافقون فكيف الجواب على حديث عائشة الصريح الصحيح.
وإذا قيل أنهم اليهود فكيف الجواب عن قول بن عباس أنهم المنافقون وعلى قول من قال ان اليهود تم اجلاءهم من المدينة قبل نزول السورة وغير ذلك كما سيأتي؟
وها أنا أسوق قول الدكتور خالد المزيني الذي أشكل على في رده للحديث الصحيح الصريح بدون دليل.
ساق صاحب المحرر في أسباب النزول هذا الحديث: عن عائشة قالت: دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يهود فقالوا: السام عليك يا أبا القاسم. فقالت عائشة: وعليكم السام واللعنة قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عائشة، إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش". قلت: ألا تسمعهم يقولون: السام عليك؟ فقال رسول الله: "أو ما سمعت أقول وعليكم؟ ". فأنزل الله: {وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ}
لكن صاحب المحرر عدل عن هذا الحديث الصحيح الصريح في سبب النزول فقال:
الراجح ان هذه الاية نزلت في المنافقين والحجة في ذلك:
•أن آخر قبائل اليهود نقضا للعهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هم بنو قريظة بعد غزوة الاحزاب وكان ذلك في سنة خمس من الهجرة وسورة المجادلة نزلت سنة متأخرة فكيف يخاطب بها اليهود.
•أن سياق الآيات يميل إلى المنافقين من وجهين:
الأول: أن النبي ما كان ينهى اليهود عن أحوالهم كما قال ابن عاشور
الثاني أن الله خاطب المنافقين في بعض الايات بنفس الاسلوب كما قال (إن المنافقن يخادعون الله وهو خادعهم) .. حتى قال:وبناء على ذلك يرد سؤالان:
الأول: ما الجواب على حديث عائشة: فأنز الله (وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله)
الجواب ان عائشة لما سمعت التحية طنت أن الاية نزلت فيهم ,وليس الامر كذلك فالاية في النجوى والنهي عنها أكثر منه عن التحية ,بل الكلام عن التحية محدود جدا ,فلماذا الاعراض عن البسوط وينصب الحديث عن المحدود أليس هذا خلاف المعهود؟
الثاني: اذا قيل لاية في المنافقين فما المراد بقوله (وإذا جاؤك حيوك بما لم يحيك به الله) ,
الجواب:كما قال ابن عاشور (انهم كانوا يقولون: أنعم صباحا لأنهم لا يحبون أن يتركوا عادات الجاهلية)
–والكلام للدكتور خالد المزيني-:أما قلو ابن عاشور فلو ذكر معه دليل لسلمنا أما مع عدم الدليل فلا.
لكن .... حتى ذكر ما خلاصته:أن الذي يتفق مع منهجهم أنهم يبطنون الكفر والمناجاة بالاثم وإذا جاؤوا الرسول حيوه بما لم يحيه الله به ,
النتيجة: ان الاحاديث ليست سببا في النزول لمخالفتها السياق القراني من عدة وجوه.
فما القول الصحيح في قوله (ألم تر الى الذين نهوا عن النجوى ... ) وفي الضمير في قوله (وإذا جاءوك حيوك .. ) والاصل أن المقصود واحد لأن الاصل عدم تشتيت الضمائر؟
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[10 Dec 2009, 08:50 م]ـ
ليس عندي وقت لبحث الموضوع بحثا تحقيق، ولكن الظاهر من الكلام الذي نقلت أنه لا بأس بحمل الآيتين على اليهود والمنافقين معا، ولا إشكال في ذلك وهو الذي يجمع القولين، وينتظم معه السياق والحديث المذكور.
فالظاهر عندي أن الآيتين تشملان اليهود والمنافقين.
والله تعالى أعلم.(/)
طلب / عن عقائد المفسرين.
ـ[عبدالله العمري]ــــــــ[11 Dec 2009, 02:06 ص]ـ
فضيلة الشيخ / عبد الرحمن الشهري
أسأل الله أن ينفع بكم وبعلمكم،
لو تكرمتم علينا بذكر معتقد المفسرين _ أو أشهرهم _ لما تعلمون لذلك من أهمية _ ولو ذكرتموهم بشكل مختصر _.
وخاصة من كان منهم على مذهب أهل السنة في الاعتقاد.
آمل أن يجد طلبي لديكم مكاناً.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Dec 2009, 09:51 م]ـ
حياكم الله أخي الكريم عارف الصاعد وأسأل الله أن يوفقك لكل خير.
ويسعدني تلبية طلبكم، وسوف تجد بإذن الله في حلقات برنامج (أهل التفسير) ( http://www.ahlaltafsir.com/) حديثاً حول ذلك.
فقد ذكرتُ باختصار معتقد المفسر الذي يظهر من خلال تفسيره.
ويمكنك مراجعة:
1 - المفسرون بين التأويل والإثبات للمغراوي.
2 - الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة وهي من سلسلة إصدارات الحكمة بإشراف وليد الحسين، وشاركه في إعدادها عدد من الباحثين.
وهي تعتني بالحديث عن عقائد المترجمين.
وفقك الله لكل خير.
ـ[عبدالله العمري]ــــــــ[12 Dec 2009, 10:52 م]ـ
شكر الله لك شيخنا ونفع الله بكم.(/)
لقاء علمي مع الدكتور جمال أبو حسان
ـ[محمد كالو]ــــــــ[11 Dec 2009, 07:54 ص]ـ
http://www.bayan-alquran.net/forums/images/leqaa.JPG
إعلان عن لقاء علمي مع:
فضيلة الدكتور جمال محمود أبو حسّان
أستاذ التفسير المشارك في جامعة العلوم الإسلامية العالمية في الأردن.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Dec 2009, 09:31 م]ـ
وفقكم الله وتقبل منكم، وأسأل الله لأخي أبي محمد د. جمال أبو حسان التوفيق والسداد، وهو جدير بالتقدير والاحترام وهو صاحب غيرة على تطوير الدراسات القرآنية ولديه الكثير من الأفكار والطموحات أرجو أن نستمتع بقراءة ما يسفر عنه هذا اللقاء العلمي المبارك بإذن الله.
س1: ما خبر جامعة العلوم الإسلامية العالمية في الأردن؟ وهل هي فقط في الأردن؟ وهل يمكن الالتحاق بها؟ وما الشروط؟
س2: هل فكرتم في خطة للارتقاء بالدراسات القرآنية في جامعات فلسطين لمعرفتي بعنايتكم بذلك، ومحاولة التغلب على قسوة ظروف الاحتلال في تجاوز عقبات ضعف التحصيل العلمي، حيث تصلني الكثير من الرسائل والطلبات بالمساعدة في خطط البحوث في الدراسات العليا من فلسطين وألمس كثرة الشكوى من الوضع العلمي في الأقسام. أرجو أن اسمع رأيك، وهل يمكننا جميعاً تقديم شيء لأحبابنا ينفعهم في التخفيف من هذه الصعوبات.
س3: ألاحظ عناية بعض الباحثين في الأردن وفلسطين بـ (الإعجاز العددي). فهل تعزو ذلك لأسباب معينة؟ سواء كانت أسباباً إيجابية أم سلبية؟ وليتك تضيف لنا أيضاً رأي الدكتور فضل عباس ولستُ أدري هل طرح عليه هذا السؤال في اللقاء معه أم لا.
ولو استجد لنا سؤال أضفناه إن شاء الله.
ـ[محمد كالو]ــــــــ[13 Dec 2009, 07:14 ص]ـ
الدكتور عبد الرحمن الشهري وفقكم الله وسدد خطاكم
لقد وضعت هنا في مشاركتي الأولى رابط (ملتقى البيان لتفسير القرآن)، وأن هذا اللقاء سيتم هناك مع فضيلة الدكتور جمال أبو حسان، لكنني رأيت أنكم قد حذفتم الرابط، وكأنني قد تسببت لكم بشيء من المضايقة والإزعاج، فإن كان الأمر كذلك فأنا آسف وأعتذر، ومافعلت ذلك إلا إيماناً مني بأننا جميعاً نقوم بخدمة كتاب الله عز وجل أينما كنا.
لذا أرى أن يحذف الموضوع من جذوره.
وشكراً.
ـ[محمد كالو]ــــــــ[15 Dec 2009, 11:40 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حينما تهتم وتعتذر آسفاً ظناً منك بأنك مخطئ ويتجاهلك الآخرون ولا يشعرون بك
فهل هي كمكالمة لم يرد عليها في جوالك؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Dec 2009, 12:03 م]ـ
حياك الله يا دكتور محمود ومعذرة فلم أتنبه لعتبك الذي كتبته. وأنا لم أحذف لك رابطاً في موضوعك الأول، ولا أظن أحد الزملاء يفعل ذلك. فأنت لم تضعه قطعاً ويمكنك وضعه الآن. وكلنا نعمل في ميدان واحد ونسأل الله الإخلاص والتوفيق.
ـ[محمد كالو]ــــــــ[15 Dec 2009, 12:29 م]ـ
أشكركم شكراً جزيلاً دكتور عبد الرحمن واسمي محمد وليس محمود
الرابط وضعته وتأكدت من وجوده بعد وضع الإعلان ربما أحد الإخوة المشرفين قام بحذفه، لا تثريب عليه، الآن سأضع الرابط مرة أخرى إن شاء الله.
*************
اللقاء مع الأستاذ الدكتور جمال محمود أبو حسان الموقر
ملتقى البيان لتفسير القرآن
يمكن للإخوة الكرام أن يلقوا عليه أسئلتهم من هـ ن ـــــــــــا ( http://www.bayan-alquran.net/forums/showthread.php?p=13127#post13127)
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[15 Dec 2009, 02:12 م]ـ
الشكر للأخ الفاضل الكريم محمد كالو على إتاحة هذه الفرصة وهي خطوة كريمة والشكر كذلك للأخ الفاضل الكريم عبد الرحمن الشهري على مبادرته بالاستجابة وطرح مجموعة من الأسئلة تبين لي من خلالها أن الرابط الذي أشار إليه الأخ محمد لم يكن موجودا ولذا طرح الأسئلة هنا وأرغب من الأخ محمد التفضل بنقل الأسئلة إلى ملتقى البيان ليعم النفع باللقاء.
ـ[محمد كالو]ــــــــ[16 Dec 2009, 05:06 ص]ـ
أستاذي الكريم الدكتور أحمد شكري يحفظكم الله ويرعاكم، ولكم امتناني وشكري، لقد اشتقت إلى زيارتكم الكريمة.
وبناء على طلبكم سأنقل أسئلة الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله من هنا إلى هناك (ملتقى البيان لتفسير القرآن) وذلك تعميماً للفائدة.(/)
هدف سورة النساء - عرض باوربوينت
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[11 Dec 2009, 05:20 م]ـ
هدف سورة النساء على غرار ما تقدم في سورتي البقرة وآل عمران نسأل الله تعالى لكم ولنا الفائدة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Dec 2009, 09:29 م]ـ
عرض رائع جداً للسورة بارك الله فيكم ونفع بكم، وسنستفيد منه كثيراً في الحديث عن سورة النساء في برنامج بينات الذي سنبدأ تسجيله بإذن الله يوم الإثنين القادم 27/ 12/1430هـ وسنبدأ بالحديث عن سورة النساء بإذن الله.
أسأل الله أن يتقبل منكم هذه الأعمال المباركة وكل من ساهم في هذا العرض.
ما أجمل استخدام التقنية في خدمة القرآن الكريم ...
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[11 Dec 2009, 10:09 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[فيوض]ــــــــ[14 Dec 2009, 08:40 ص]ـ
جميل جدا بارك الله فيك أختي الكريمة ..
لكن هل تفسير الظلال ناقش كل السور بهذه الطريقة لعلي أنتفع به في التحفيظ؟
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[14 Dec 2009, 09:57 ص]ـ
عمل رائع جدا
ليته عمل باقي السور من الظلال بنفس الطريقة
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[15 Dec 2009, 08:53 ص]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً على تعقيباتكم وإن شاء الله نستكمل هذا العمل مع باقي سور القرآن الكريم وقد سبق ووضعنا ملف سورة البقرة وآل عمران أيضاً بنفس الطريقة.
ـ[هبة المنان]ــــــــ[15 Dec 2009, 09:50 م]ـ
أكرر سؤالي إليكم أختي سمر
أحسن الله إليكم، وبارك فيكم
هل تعتمدون على تفسير معين لعمل هذه الهيكلة للأهداف لأني أريد الأستفادة منها وكذلك بعض أخوات لي في العلم الشرعي؟؟
أجزل الله لكم المثوبة ...
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[21 Dec 2009, 10:11 ص]ـ
أختي الفاضلة هبة المنان أرسلت سؤالك للأخت يسرا بارك الله فيها وكان هذا جوابها:
بالنسبة للعروض فاعتمادى الأساسى على كتاب فى ظلال القرآن لسيد قطب رحمه الله لما فيه من نظرة شمولية للسورة وأهدافها ومحاورها إلى جانب التفسير البيانى وهو ما يساعد كثيرا في تثبيت الحفظ مع ذكره أيضاً لأسباب النزول وملابسات البيئة المحيطة وقت نزول الآيات (وذلك فى جميع سور القرآن الكريم).
وأحيانا ما أجد في غيره الإفادة أيضاً من بعض المقالات أو الدروس التى تفيدنى في تصميم الباوربوينت - ومنها خواطر قرآنية للدكتور عمرو خالد الذى أعتبره فى بعض السور ملخص جيد ومنظم لما جاء فى الظلال - فآخذ منها الأفضل والأيسر والأوضح لإيصال السورة كاملة وأهدافها بشكل مختصر يشجّع كل من يراها لقراءة السورة وتدبرها أو حتى حفظها.
وفى النهاية إنما هى اجتهادات منى لنشر حب التدبر والعلم بكتاب الله العزيز فى وقت صعب على الناس الجلوس والقراءة حتى فى كتاب الله!!
أسأل الله العلى العظيم ألا أكون قصّرت فيه وأسأله تعالى أن يوفقنى لما هو أكبر وأنفع، وما كان من خطأ فمن نفسى وما كان من خير فهو بتوفيق من الله وفضل.
جزاك الله عنى كل خير ونفع بك الإسلام والمسلمين
أختك فى الله: يسرا
ـ[معلمة]ــــــــ[02 May 2010, 05:35 م]ـ
جزاكما الله خيراً وأحسن إليكما. جهد مشكور وعمل نافع.
ـ[عبير ال جعال]ــــــــ[02 May 2010, 06:52 م]ـ
شكر الله لكم الأجر والمثوبة نعم ماأجمل استخدام التقنية في القرأن هل يسمح لي بنشر هذا العمل في منتديات أخرى للفائدة(/)
مدائن صالح ليست ديار قوم صالح عليه السلام
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[12 Dec 2009, 07:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أرسل إلي الأخ الحبيب عبدالله بن علي بن فائع العسيري رسالة ضمنها بحثاً له عن إشكال أورده بعض المؤرخين والكتاب حول مدائن صالح الموجودة الآن قريباً من مدينة العلا شمال المدينة النبوية، وهذا نص رسالته:
(جرى في سالف الأيام المناقشة في وصف أبواب بنيان ديار ثمود الموجودة في طريق العلا عندنا شمال المدينة، حيث إنها لا تزيد عن أبواب ديارنا، وقد عرف عنهم ما قد عرف من ضخامة الأجسام، وهذا ما استشكله ابن خلدون، وتابعه جمع من أهل العلم على هذا الأشكال، وأجابوا عنه بأجوبة لا تخلو من التعقب والنظر، ومن هؤلاء العلامة المحدث / محمد عبدالرزاق حمزة في تذييله على كتاب < القائد إلى تصحيح العقائد > للعلامة المعلمي <255> حيث يقول:
(جاء في الحديث أن الله خلق آدم طوله ستون ذراعا، فما زال الخلق - أي من بنيه - يتناقض حتى صاروا إلى ما هم عليه الآن. استشكله ابن خلدون، ونقل إشكاله الحافظ ابن حجر في فتح الباري بأن ديار ثمود في الحجر لا تزيد أبوابها عن أبواب ديارنا وهم من القدم على ما يظهر أن يكونوا في نصف الطريق بيننا وبين آدم فكان على هذا يجب أن تطول أبدانهم عنا بنحو ثلاثين ذراعا، ولعل أهل الحفريات عثروا على عظام وجماجم قديمة جدا ولا يزيد طولها عن طول الناس اليوم، وقد سمعت حل الإشكال من الشيخ عبيد الله السندي رحمه الله أن الطول المذكور في عالم المثال لا في عالم الأجسام والمشاهدة. فالله أعلم)
وتعقبه العلامة ناصر الدين الألباني فقال معلقا على هذا الموضع:
(قلت: هذا التأويل أشبه بتأويلات المتكلمين والمتصوفة، وإني متعجب جدا من حكاية فضيلة الشيخ إياه وإقراره له، واستشكال ابن خلدون إنما يصح على ما استظهره أن ثمود في نصف الطريق بيننا وبين آدم، وهذا رجم بالغيب، إذ لم يأت به نص عن المعصوم، ولا ثبت مثله حتى الآن من الآثار المكتشفة، بل لعلها قد دلت على خلاف ما استظهره، فيبقى الحديث من الأمور الغيبية التي يجب الإيمان بها دون أي استشكال) انتهى كلام الشيخ رحمه الله.
قلت: [عبدالله بن فايع العسيري] قد ظفرت بنص في هذه المسألة يكتب بماء العين إذ به يتجلى حقيقة الأمر وهو ما نقله الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي في توضيح المشتبه {8/ 97} عن البرزالي أنه قال:
(ومدائن صالح التي بالقرب من العلا في طريق الحاج من الشام بلد إسلامي، وصالح المنسوبة إليه من بني العباس بن عبدالمطلب، وفيها قبور عليها نصائب تاريخها بعد الثلاثمائة) انتهى
فهذا النص يفيد بأن الموضع المعروف الآن في بلدة العلا ليس حجر ثمود، وإنما هي أبنية حدثت في زمن الإسلام، وأن صالحاً المنسوبة إليه هذه المدائن ليس نبي الله عليه السلام، بل هو رجل من ذرية العباس بن عبدالمطلب، بدليل أن هناك قبور يرجع تأريخ نصائبها إلى ما بعد عام الثلاثمائة هجرية. فالذي يظهر أن هذه المدائن كانت بقرب حجر ثمود، فلما فنيت وزالت أطلال الحجر ظن الناس أنها هذه المدائن.
ويرجع هذا عندي إلى أسباب منها:
أنها لما طالت المدة على الناس ونُسي العلم في شأنها وكان بنيان هذه المدائن بهذه العظمة والبهاء مع قرب موضعها من الحجر سببا لحصول هذا الغلط والوهم، وعلى أثره انبنى الإشكال الذي أورده ابن خلدون ومن جاء بعده من أهل العلم، ولا يقال إنه لا يعقل أن يتتابع أهل العلم عصورا مديدة على هذا الغلط دون أن يعرفو حقيقة الأمر، إذ من عرف حال الناس الخاصة والعامة منهم في إهمال الأحوال والشؤون التاريخية فيما هو أهم من هذه المسألة لا يستكبر خفاء حقيقة الأمر كل هذه المدة، فإنها قد تخفى عليهم أحداث وأمور قريبة العهد منهم، وما ذلك إلا ما شكاه الموفق أبوالحسن ابن أبي بكر الخزرجي في مقدمة تأريخ اليمن، قال ما نصه: (حداني على جمعه - أي تأريخه هذا - ما رأيت من إهمال الناس لفن التأريخ مع شدة احتياجهم إليه وتعويلهم في كثير من الأمور عليه .. الخ)؛ فإذا كان إهمال الناس لأمور وأحوال هي من شأن عصرهم فمن باب أولى أن يكون التفريط فيما بعد زمانه وتوار عن الأنظار مكانه، والحال في هذا يصدق فيه ما قال بعضهم:
(يُتْبَعُ)
(/)
فلو تسأل الأيام ما اسمي ما درت O وأين مكاني ما عرفن مكانيا
ولم يقف الأمر عند حد الإهمال فقط، بل تفاقم الأمر ببعض الخواص ومن أكابر أهل العلم في زمانه بأن يتطرق للتنقيص للتأريخ وأهله، وكان هذا سببا لقيام الحافظ السخاوي بتأليف كتابه / الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التأريخ.
وليس هذا مني تزيدا في الكلام، ولكن بيانا للأسباب التي أدت للغلط في الحقائق التأريخية حتى من قبل أهل العلم الذين لم يعنوا بهذا الفن، فإما يرفضه بعضهم بالكلية، أو يأخذونه على هناته ويقبلون كل ما جاء فيه من غير تحرير لماينقلون، وهذا لا يقل عن سابقه في حيدته عن السبيل السوية، وقد عقد العلامة المؤرخ ابن خلدون فصلا جليلا في مقدمته الشهيرة، اسماه:
< فضل علم التأريخ وتحقيق مذاهبه والإلماع لما يعرض للمؤرخين من المغالط وذكر شيء من أسبابها > قال فيه < 9 >:
{وحتى تتم فائدة الاقتداء في ذلك لمن يرومه - أي فن التأريخ - في أحوال الدين والدنيا فهو محتاج إلى مآخذ متعددة ومعارف متنوعة وحسن نظر وتثبت يفضيان بصاحبهما إلى الحق وينكبان به عن المزلات و المغالط لأن الأخبار إذا اعتمد فيها على مجرد النقل ولم تحكم أصول العادة و قواعد السياسة وطبيعة العمران والأحوال في الاجتماع الإنساني، ولا قيس الغائب منها بالشاهد والحاضر بالذاهب فربما لم يؤمن فيها من العثور ومزلة القدم والحيد عن جادة الصدق، وكثيرا ما وقع للمؤرخين والمفسرين وأئمة النقل من المغالط في الحكايات والوقائع لاعتمادهم فيها على مجرد النقل غثا أوسمينا ... الخ).
وهذا ما حدا بالعلامة / محمد بن سليمان آل بسام أن يكتب ترجمة خاصة في شيخه / عبدالرحمن السعدي في تحقيقه لكتاب الشيخ السعدي التعليق وكشف النقاب على نظم قواعد الإعراب، حيث قال في مقدمة هذه الترجمة:
(فقد اطلعت على تراجم لشيخنا عبدالرحمن بن ناصربن عبدالله آل سعدي، فوجدت فيها بعض الأخطاء في أمور أتيقنها ولا شك فيها، وأمور أخرى يترجح عندي مخالفتها للواقع، فأحببت أن أضع له ترجمة موجزة، متحريا فيها الواقع) فانظروا كيف وقع الإختلاف بين أهل العلم في ترجمة رجل هم تلاميذ له وحصلت المعاينة له فكيف الحال مع من غبر.
وهذه دار الأرقم بن أبي الأرقم وشهرتها حصلت في الإسلام بحيث كان النبي صلى عليه وسلم يختبأ فيها هو وأصحابه، يقول العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ في مجموع فتاواه ورسائله (1/ 158) بعد أن نقل النقول عن أهل العلم في موضعها: {وهذا كله على تسليم كون الدار المعروفة اليوم بدار الأرقم هي دار الأرقم في الواقع، وفي النفس من ذلك شيء، لأمرين: وذكر الأمرين رحمه الله}.
ومثل ذلك ما اشتهر في قبور الأنبياء في بعض البلدان، وقد تسمع أن قبور بعضهم في عدة بلدان كما هو الحال في قبر نبي الله أيوب عليه السلام فتجده في اليمن وتجده في عمان وتجده في الشام، وحقيقة الحال ما قاله العلامة محدث المدينة / حماد الأنصاري رحمه الله كما في المجموع في ترجمته {1/ 320}:
(ومن الجدير بالذكر أن علماء السلف أجمعوا على أنه لا يعرف قبر نبي بعينه إلا قبر نبينا عليه الصلاة والسلام كما ذكر ذلك شيخ الإسلام في قاعدة التوسل والوسيلة وكتاب الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان).
فلا شك أن ما نقله ابن ناصر الدين عن البرزالي في شأن مدائن صالح يعتبر نقلاً عزيزاً يحل إشكالا طالما أشكل على الأكابر.
وفي الحقيقة أن من تأمل الشكل المعماري لهذه المدائن وجد أنها تأخذ من نمط العمران العباسي ونظائرها في العراق كثير، فإنهم قد جلبوا أمهر البنائين ووقع في دولتهم من الحضارة مالم يسبقوا إليه، ولا شك أن كمال الصنائع إنما يحصل بكمال الحضارة وكثرتها بكثرة الطالب لها، والسر في حصول هذه المباني العظيمة، ما قاله ابن خلدون في مقدمته في فصل صناعة البناء < 409 >:
(يُتْبَعُ)
(/)
{وقد يعرف صاحب هذه الصناعة - أي صناعة البناء - أشياء من الهندسة مثل تسوية الحيطان بالوزن وإجراء المياه بأخذ الأرتفاع، وأمثال ذلك فيحتاج إلى البصر بشيء من مسائله وكذلك في جر الأثقال بالهندام؛ فإن الأجرام العظيمة إذا شيدت بالحجارة الكبيرة يعجز قدر الفعلة عن رفعها إلى مكانها من الحائط فيتحيل لذلك بمضاعفة قوة الحبل بإدخاله في المعالق من أثقاب مقدرة على نسب هندسية تصير الثقيل عند معاناة الرفع خفيفا فيتم المراد من ذلك بغير كلفة، وهذا إنما يتم بأصول هندسية معروفة متداولة بين البشر، وبمثلها كان بناء الهياكل الماثلة لهذا العهد التي يحسب أنها من بناء الجاهلية، وأن أبدانهم كانت على نسبتها في العظم الجسماني وليس كذلك وإنما تم لهم ذلك بالحيل الهندسية كما ذكرناه؛ فتفهم ذلك، والله يخلق ما يشاء سبحانه} انتهى كلامه والله الموفق.) انتهت رسالة الأخ عبدالله زاده الله علماً وتوفيقاً.
قال أبومجاهدالعبيدي: ولما قرأت الرسالة السابقة رجعت إلى كتاب "معجم الأمكنة الوارد ذكرها في القرآن الكريم للأستاذ سعد بن جنيدل، فوجدته قد ذكر في تعريفه بـ"الحجر" كلاماً قريباً مما قرره صاحب الرسالة السابقة - مع أن كاتبها لم يطلع على شيئ من ذلك قبل بحثه لهذه المسألة كما أفادني-.
جاء في الكتاب المذكور: (وقد كتب حمد الجاسر بحثاً بعنوان: "ليس الحجر مدائن صالح" قال فيه: يطلق الناس الآن اسم مدائن صالح على الوادي الواقع شمال مدينة العلا، المعروف باسم "الحجر" - بكسر الحاء المهملة واسكان الجيم وبالراء - ذي الآثار التي تناولها الباحثون بالدراسات الوافية.
والواقع أن إطلاق ذلك الاسم على هذا الوادي خطأ وقع فيه الناس منذ عهد قديم، وتوضيح ذلك:
أ- أن الحجر هو الوادي الذي ورد ذكره في القرآن الكريم، وورد النهي عن الشرب ما مائه سوى بئر الناقة التي كانت معروفة إلى عهد قريب، لأن هذا الوادي كانت منازل قوم غضب الله عليهم فأهلكهم قبل ظهور الاسلام بعصور مجهولة.
وهذا الوادي لا يزال معروفاً باسم "الحجر" عند سكان جهاته، وعند غيرهم، لا خلاف في ذلك.
ب- وفي جنوب مدينة العلا بنحو 55 كيلاً آثار عمران قديم، من أسس بناء ومجاري مياه وآثار زراعة، يطلق على موضعها الآن اسم غريب هو "المابيات" جمع مابيه - بالميم المفتوحة بعدها ألف فباء موحدة مكسورة فهاء- وهذا الاسم حادث، فقد كان الموضع في القرن السابع الهجري وما قرب منه يعرف باسم مدينة صالح، ثم مدائن صالح.
وله قبل ذلك اسم آخر، أرجح أن "الرحبة" الوارد في كثير من كتب الرحلات ومعجمات الأمكنة، فنسي اسم الرحبة، واسم مدينة صالح - أو مدائن صالح - وعرف باسم وادي العطاس على ما جاء في رحلة ابن بطوطة، الذي مر بهذا الموضع في عشر الثلاثين من القرن الثامن، مع أن الوادي كان معروفاً باسم وادي الديدان، الذي نجد له في الكتب الأعجمية وما عرب منها صوراً غريبة "ددان" و "دادان" و"ديدان".
ج- وادي الديدان الذي تقع فيه مدينة صالح التي عرفت باسم "مدائن صالح" ليس متصلاً من حيث الجوار بوادي الحجر الذي قرر العلماء أخيراً عدم سكناه، بل يفصل بينهما مسافة من الأرض تقارب خمسين كيلاً، بل تزيد.
د- أما كيف نشأ الخطأ؛ فهو أن الحجر كان من منازل قوم النبي صالح عليه السلام، فكذبوه فأهلكهم الله، ونجا صالح والذين آمنوا معه، وقد ذكر الله خبرهم في سور من القرآن الكريم، ومنها سورة الحجر؛ ففي الآية الحادية والثمانين منها: {وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ (80) وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (81) وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ (82) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ (83)} [الحجر: 80 - 83].
وقد بقيت آثار القوم في البيوت المنحوتة في الجبال، وفي الآبار المحفورة في الوادي، وفي غيرها؛ فكان المسافرون الذين يذهبون من الحجاز إلى الشام أو من يمرون بهذه الجهات يشاهدون تلك الآثار، ويتناقلون أخبارهم من الكتب أو من الرواة، وكثير من رواة الأخبار ومدونيها لا يلتزمون الدقة وتحري الصواب فيما ينقلون أو يكتبون، فوقع الخلط بين الآثار الواقعة شمال مدينة العلا في وادي الحجر، وهي آثار سابقة، وبين الآثار الواقعة جنوب مدينة العلا، وهي مما حدث في صدر الإسلام. وساعد على وقع الخلط أن الموضع الأخير جنوب العلا كان يعرف بمدينة صالح، وهو رجل مسلم من بني العباس، ومدينته هذه كانت قائمة إلى القرن الرابع الهجري، وأن الموضع الأول الذي هو الحجر الواقع شمال العلا عرف سكانه بقوم صالح، وعرفت إحدى آباره ببئر ناقة صالح، وعرف موضع بأحد جباله بمسجد صالح - أي المكان الذي كان يتعبد فيه -. ومن هنا أطلق على الحجر خطأ اسم ("مدائن صالح" ... إلخ). انتهى
قلت: وقد وقع في هذا اللبس متأخروا المفسرين، حيث يعرفون "الحجر" بمدائن صالح" كما فعل ابن عاشور وغيره.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[12 Dec 2009, 08:33 م]ـ
فائدة جيدة ننتظر من الأخوة المتخصصين والمهتمين مناقشتها تأييداً أو نفياً , وبثبوت هذه المعلومة ترفع الحرج عن كثير ممن يرغب زيارة هذه المعالم والاطلاع عليها.
ـ[الغزالي]ــــــــ[12 Dec 2009, 09:41 م]ـ
لا خلاف بين المؤرخين - فيما أعلم - في أن " صالح " الموجود في التسمية الحادثة " مدائن صالح "أنه من زمن الدولة العباسية، لكن الخلاف هل الحجر (1) (وهو الاسم القرآني) الموجود اليوم شمال العلا بـ 22 كم يرجع لقوم ثمود أو للأنباط؟
وممن نفى نسبتها د. عبدالرحمن الأنصاري عالم الآثار السعودي
وعلى القول بأنها حجر ثمود، فما حكم المكث بها؟ تكلم عنها الحافظ في الفتح عقب حديث ابن عمر في الصحيح.
وصنف فيها فقيه قطر الشيخ عبدالله زيد آل محمود رسالته " حجر ثمود وليس حجراً محجوراً" والفتوى عندنا على خلاف ذلك، لذلك تمنع السلطات المختصة الزائرين من الأكل والشرب في الحجر (لذا تتحايل الجهات السياحية بإحضار طعام وشراب معهم) مع تقييد وقت الزيارة من الساعة 8 صباحاً إلى غروب الشمس ومنع حمل السلاح وتسجيل الاسم عند الدخول (3)
وقد بحثت هذه المسألة لكنني لم أجد جواباً يشفي غليلي، لأن وصف مساكن ثمود في القرآن لا تختص بمساكن الجبال، والموجود اليوم جبال منحوتة بعض أبوابها ملتصقة بالأرض وبعضها مرتفعة، وفوق كل باب نحت طائر (نسر أو غيره) اقتلع رأسه (2) مع كتابة كلام تحت اسم الطائر (4)، وبداخل كل باب بالمشاهدة قبور بعضها على الأرض وبعضها داخل جدار،
____
(1) أهل العلا اليوم يسمونها مدائن صالح باسمها المشهور، ويسمون منطقة المزارع بعدها منطقة الحجر، وكان الأولى أن تسمى المدائن باسم الحجر كما جاء في القرآن إن كانت كذلك.
(2) قيل أن أهل العلا كان يجعلون رؤوسها شارة للرمي، وقيل اقتلعته بعض الجهات الرسمية، وبعد انضمام الآثار إلى منظمة اليونسكو فقد حددت شروطاً منها عدم تغيير الأرض لذا منعت سفلتة أرض الحجر، وكذا عدم بناء برج جوال بجانبها حفاظاً على الآثار كما هي.
(3) هذا يختص بمنطقة الحجر، أما المنطقة الإسلامية في الحجر كسكة الحديد وآثار الدولة العثمانية فهي مشبوكة بسياج ولا يسمح بزيارتها كما رأيتها مع الاتفاق أنها لا تدخل ضمن منطقة الحجر.
(4) قيل هو اسم الملك المدفون في القصر.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 Dec 2009, 11:29 ص]ـ
لا خلاف بين المؤرخين - فيما أعلم - في أن " صالح " الموجود في التسمية الحادثة " مدائن صالح "أنه من زمن الدولة العباسية
جزاك الله خيرا على هذه الإفادة.
ولعلك توثق هذا الإجماع الذي ذكرته.
ـ[الغزالي]ــــــــ[14 Dec 2009, 11:58 ص]ـ
حكيت ما وجدته من بحثي القاصر، ولا يعني قول " بلا خلاف - فيما أعلمه - " هذا إجماعاً فنفي العلم ليس علماً بالعدم كما هو مقرر، والخلاف موجود. وقد قيل أن التسمية هذه حادثة قيل 400 سنة وقيل أقدم من ذلك، والفرضيات في مساكن الثموديين كثيرة فمنهم من يقول أنهم سكنوا مساكن الأنباط في الحجر مع عدم وجود أي آثار ثمودية فيها سواء من المقابر أو المنحوتات ومنهم من يقول غير ذلك.
طالع للإفادة:
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20080304/Con20080304177488.htm
http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&issueno=10146&article=381797&state=true
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[14 Dec 2009, 05:37 م]ـ
فيما يلى اسوق شهادة لواحد من أكبر المتخصصين فى تاريخ العرب قبل الاسلام وفى آثار ونقوش الجزيرة العربية
ذاك هو الأستاذ الدكتور (خليل يحيي نامى) والذى اكتشف بنفسه ثم ترجم ونشر عشرات النقوش العربية القديمة التى تعود الى الى ممالك العرب الأولين
وفى كتابه (العرب قبل الاسلام: تاريخهم - لغاتهم - آلهتهم) نجده يتحدث عن تاريخ ثمود مع بيان مفصل عن مجموعات نقوشهم المنشورة ومكتشفيها، ويفصل القول فى خصائص لغتهم ويعرض النقوش والكتابات الصفوية ثم النقوش اللحيانية مقارنا بينهما فى درجة قربهما من الفصحى
وقد وصف الأستاذ الدكتور شوقى ضيف يرحمه الله هذا الكتاب فى تقديمه له بأنه " عمل علمى فذ " وبأنه ثمرة عشرات السنين من العمل العلمى المتواصل
ويهمنا مما ذكره هذه الفقرة المتصلة بموضوعنا:
" وجدت أغلب الكتابات الثمودية فى الحجر (مدائن صالح)، وكانت ثمود المذكورة فى القرآن تسكن فى تلك الناحية (سورة الأعراف، الآيات 71 - 79، سورة هود 61 - 68، سورة الحجر 80 - 84، سورة الشعراء 141 - 158)
ونعرف من هذه الآيات أن سيدنا صالحا هو النبى المرسل الى ثمود أهل الحجر، لذلك سميت باسم مدائن صالح "
هذا ما قاله أحد كبار المتخصصين فى النقوش العربية القديمة وفى تاريخ الممالك العربية القديمة
ومن الواضح أنه يعزو الاسم (مدائن صالح) الى النبى صالح نفسه عليه السلام، ومن هنا يصير من الخطأ القول بأنه يوجد اجماع على غير ذلك
هذا، والله عز وجل هو أعلى وأعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[16 Dec 2009, 05:28 م]ـ
حكيت ما وجدته من بحثي القاصر، ولا يعني قول " بلا خلاف - فيما أعلمه - " هذا إجماعاً فنفي العلم ليس علماً بالعدم كما هو مقرر، والخلاف موجود. [/ url]
وصلتني رسالة فيها تعليق على قولك هذا، وقد تضمنت تحريراً يتعلق بالإجماع، وثبوته، وما العبارات التي تدل على ثبوت الإجماع، وما العبارات التي لا تدل على ذلك، وهذا نصها بعد تعديل يسير:
(أنا معك يا أخي الغزالي أن عدم العلم بالمخالف لا يصح به دعوى الإجماع الذي يراد به إحصاء جميع أقوال الناس التي لا يحصيها إلا رب العالمين، وهذا الإجماع الذي كان ينفيه الإمام أحمد وغيره من العلماء بقولهم: < من ادعى الإجماع فقد كذب > أما الإجماع الذي هو بمعنى عدم العلم بالنزاع في المسألة فهذا هو المقصود بإجماعات أهل العلم في مسائل العلم، فلا يصح نفيك بأنه لا يفيد الإجماع، وإلا للزم منه عدم انعقاد إجماع في مسألة ما، وهذا الذي قرره شيخ الإسلا في مجموع الفتاوى {19/ 271} بقوله:
(فإن عدم العلم ليس علما بالعدم لا سيما في أقوال علماء أمة محمد صلى الله عليه وسلم التي لا يحصيها إلا رب العالمين، ولهذا قال أحمد وغيره من العلماء: من ادعى الإجماع فقد كذب، وهذه دعوى المريسي والأصم، ولكن يقول: لا أعلم نزاعا، والذين كانوا يذكرون الإجماع كالشافعي وأبي ثور وغيرهما يفسرون مرادهم: بأنا لا نعلم نزاعا، ويقولون: هذا هو الإجماع الذي ندعيه) انتهى كلامه رحمه الله.
فتبين بهذا خطأ قولك: أن قول بلا خلاف فيما أعلمه لا تفيد حكاية الإجماع من قائلها على المعنى السائد للإجماع بين أهل العلم.
ثانيا: قولك: فنفي العلم ليس علما بالعدم كما هو مقرر. فهذه قاعدة مشهورة والخطأ في كلامك ليس في القاعدة وإنما في الإستشهاد بها، فأنت لم تنفي علما وأنما ادعيت علما وذلك بقولك: فيما أعلمه. وهناك فرق بين أن يقول الإنسان: لا أعلم. وبين أن يقول: فيما أعلم، فالأولى: جهل ونفي للعلم، والثانية: علم وإثبات. ولذا فالإستصحاب عند الإصوليين: العلم بعدم الدليل. يقابله الجهل الذي هو: عدم العلم بالدليل. وتأمل العبارتين تجد الفارق بينهما. فطلبي لك بأن توثق حكايتك بعدم الخلاف في المسألة إنما هو من مطالب هذه الإفادة، ولم ألزمك بشيء ليس من لازم كلامك.
وهنا أبين مع الأسف أن كثيرا من أهل العلم فضلا عن طلاب العلم لا يفهمون قاعدة:
< عدم العلم ليس علما بالعدم > فإنا عندما نقول: عدم العلم ليس علما بالعدم، إنما نقوله عندما يأتينا أحد بنفي ويأتينا غيره بإثبات فنقدم المثبت على النافي لأنه ناقل عن الأصل ومعه زيادة علم.
أما أن جاءنا نص بالنفي ولم يأتنا ما يعارضه فحينئذ لا يسعنا أن نقول: عدم العلم ليس نقلا للعدم، بل عدم العلم في هذه الحالة يعد علما بالعدم، ومثال ما سبق أن قررنه في هذه المسألة حديث عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم ما بال قائما قط، ومن حدثكم أنه كان يبول قائما فلا تصدقوه) وحديث حذيفة: (أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى سباطة قوم فبال قائما) ففي هذه الحال نقول: إن كلام عائشة عدم علم وليس علما بالعدم. وحديث حذيفة علم بالعدم الذي نفت عائشة العلم به، ولو لم يرد حديث حذيفة فهل نستطيع أن نقول: يحتمل أن النبي كان يبول قائما ولم تعلم عائشة بذلك؟
نعم هذا احتمال عقلي قائم، ولكنه كالعدم لأنه لم ينقل، فلا نثبت شيء بهذا الاحتمال.
ولو جوزنا استعمال مثل هذا الاحتمال لأسقطنا الشريعة جملة وتفصيلا؛ لأنه لا يبقى نص إلا ويحتمل أنه نسخ ولم يبلغنا الناسخ، أو يحتمل أنه قيد أو خصص ولم يبلغنا المقيد أو المخصص، أو يحتمل أنه عارضه ما هو أقوى منه ولم يبلغنا، فهذه احتمالات واردة عقلا فقط، ولكنها ساقطة لا اعتبار لها شرعا باتفاق أهل العلم.
ثالثا: قولك - بعدما قلت: (بلا خلاف فيما أعلمه) -: (والخلاف موجود.) وهذه العبارة أتت على ما تعلمه بالنقض، فكيف تقول بلا خلاف فيما أعلمه ثم تقول: والخلاف موجود. فتأمل الإنسان كلامه قبل يخرج منه يجنبه الملامة.
أسأل الله التوفيق لي ولك، وكل منا يكمل صاحبه، والعلم ينفع الرجل ما دام يستنصح إخوانه فيه. والله الموفق.)
(يُتْبَعُ)
(/)
تتمة: وهذا رابط مفيد في تحرير المراد بـ: نفي الخلاف" والفرق بينه وبين الإجماع:
http://www.islammessage.com/articles.aspx?cid=1&acid=140&aid=854
ـ[الغزالي]ــــــــ[17 Dec 2009, 01:04 ص]ـ
أشكر للأخ صاحب التعليق تصحيحه وإفادته، وليس عندي رد عليها لأني أوافقه عليها فجزاه الله خيرا.
وجملة (بلا خلاف فيما أعلمه) متعلقة بالمؤرخين، وأما خلاف من سواهم من أهل العلوم الأخرى فهو المراد بـ (والخلاف موجود).
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Dec 2009, 07:55 ص]ـ
معلومات قيمة بارك الله فيكم جميعاً، وأشكر أخي أبا مجاهد لنقله البحث وأشكر الباحث الكريم الأستاذ عبدالله بن علي بن فائع العسيري على هذه الإفادات القيمة.
كما أشكر المعقبين على تعقيباتهم المفيدة.
ولمزيد من الإفادة في هذا الموضوع فإن للصديق العزيز الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالرحمن الذييب وكيل كلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود عنايةً وتخصصاً بالآثار في شمال السعودية ولا سيما مناطق الحجر ومدائن صالح والجوف وحائل وما حولها. ومن بحوثه المنشورة في ذلك:
- نقوش ثمودية من المملكة العربية السعودية, الرياض: مكتبة الملك فهد الوطنية (1999م).
- نقوش قارا الثمودية بمنطقة الجوف: المملكة العربية السعودية, الرياض, مؤسسة عبدالرحمن السديري, الخيرية (2000م).
- دراسة لنقوش ثمودية من جُبة حائل: المملكة العربية السعودية, الرياض: مكتبة الملك فهد الوطنية, (2000م).
- مدخل إلى قواعد النقوش النبطية, الرياض: مطبعة الخالد. (2001م).
- نقوش ثمودية من سكاكا (قاع فريحة, والطوير, القدير): المملكة العربية السعودية, الرياض: مكتبة الملك فهد الوطنية. (2002م).
- نقوش ثمودية جديدة في الجوف, المملكة العربية السعودية, الرياض: مكتبة الملك فهد الوطنية
(2003م).
- الكتابة في الشرق الأدنى القديم من الرمز إلى الأبجدية، بيروت: الدار العربية للموسوعات 1428هـ/2008م.
كما له ترجمة لبعض الأبحاث والكتب الإنجليزية المتخصصة في الآثار منها:
- مقدمة كتاب نقوش المقابر النبطية في مدائن صالح: جامعة اكسفورد: جامعة مانشيستر, بريطانيا: (1993م) , ص ص: 5 - 55.
ويمكن الاطلاع على معظم هذه الأبحاث في موقعه الشخصي على بوابة الجامعة هنا ( http://faculty.ksu.edu.sa/stheeb/Documents/Forms/AllItems.aspx) .
وقد بعثت له برابط الموضوع للإفادة والتعليق.
ـ[صالح صواب]ــــــــ[18 Dec 2009, 05:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
تحدثت مع أحد الإخوة الأساتذة في علم الآثار عن هذا الموضوع، وطلبت منه أن يبدي رأيه حول هذا الموضوع، وبعد نقاش معه أفاد بما يلي:
أن هذه الآثار هي آثار قوم صالح عليه السلام، واستدل على ذلك بأدلة منها:
1 – أن هناك كتابات على هذه الآثار بخط قديم تدل على أنه قبل الإسلام، فواضح أنها قبل الإسلام.
2 – أنه ليس هناك ما يثبت أن هذا النحت في الفترة العباسية كما هو مذكور.
3 – ما استدل به بعض الباحثين بأن ارتفاع مدخل تلك المدائن لا يتناسب مع طول الأمم السابقة لأنهم كانوا أطول منا .. الخ، أشار بأن مومياء "رمسيس الثاني" على سبيل المثال، وغيره من المتقدمين في العصور ما قبل الإسلام أطوالهم قريبة من طولنا إلى حد متقارب ...
هذا ما سمعته منه على عجالة ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[21 Dec 2009, 05:02 م]ـ
رد أحد الإخوة في ملتقى أهل الحديث بهذا الرد:
هذا التحليل كله خطأ من أوله لأخره!
لم يكن اسم العلا مشهوراً في بداية التاريخ الإسلامي، وحينما مرّ بها الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء ذهابه إلى غزوة تبوك في سنة 9هـ صلى في موضع العلا اليوم، في موضع منها يسمى قُرْح: بالضم ثم بالسكون؛ هو سوق وادي القرى
قال السمهودي في وفاء الوفا المسجد الثالث عشر بالحجر، وذكر ابن زبالة بدله العلا، وكلاهما بوادي القرى، الرابع عشر: بالصعيد صعيد قُرْح، الخامس عشر: بوادي القرى، وقال الحافظ عبد الغني في مسجد الصعيد: وهو اليوم مسجد وادي القرى)
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ياقوت في معجم البلدان حينما تحدث عن قُرْح: و هو سوق وادي القرى، وفي حديث أبي الشموس البلوي رضي الله عنه: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد الذي في صعيد قُرْح، فعلّمْنا مُصَلاّه بعظم وأحجار، فهو في المسجد الذي يصلي فيه أهل وادي القرى.
وقال المقدسي في ذكر قُرْح: (… والجامع في الأزقة في محرابه عظم …)
قلت: ولا يزال يعرف المسجد الجامع في مدينة العلا القديمة بمسجد العظام؛ وهو الظاهر في الصورة.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=72545&d=1260814731
قال الحافظ ابن حجر في الصحابة:
أَخبرنا أَبو الفرج الثقفي بإسناده عن ابن أَبي عاصم قال: حدثنا بكر بن عبد الوهاب أَبو محمد العثماني، حدثنا زياد بن نصر، عن سليم بن مطير، عن أَبيه، عن أَبي الشموس البلوي قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، فوَجَدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نزلنا على بئر ثمود، فَعَجَنا واستقينا، فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أَن نُهَرق الماءَ، وأَن نطرَح العجين وننفِرَ، وكنت حَسَيتُ حسيةَ لي، فقلت: يا رسول الله، ألقمُها راحلتي? قال: " ألقمها إيهاها ". فهرقنا الماءَ، وطرحنا العجين، وتفَرنا حتى نزلنا على بئر صالح عليه السلام. أخرجه الثلاثة.
قلت: وأما الرحبة: لا تزال معروفة؛ موضع من ناحية خيبر وهي من ديار بني رشيد وعنزة اليوم؛ وبجوارها برمة: موضع معروف قرب الأبرق وهي لعنزة وامرائها بطن الخريقات منهم.
فأرسل إلي الأخ عبدالله بن علي العسيري هذا الرد:
(الأخ مصعب الجهني رأيت تعليقك على دراسة العلامة / حمد الجاسر في شأن وادي الديدان الواقع جنوب بلدة العلا وعلاقته بوادي الحجر، وتخطئتك لكامل دراسته حول هذا الموضوع، مصدرا تعليقك بقولك: هذا التحليل كله خطأ من أوله لأخره. والحقيقة أن تعليقك كذلك لا يخلو من التعقب، وبيان ذلك:
أولا: حديث الشيخ كان عن الوادي الواقع جنوب العلا بنحو 55 كيلا، وأظهرت من تعليقك أن الشيخ لا يقول بدخول العلا ضمن وادي القرى الذي يدخل من ضمنه الحجر، وهذا غلط على الشيخ وتلبيس لميراثه، فهذا الشيخ يقول في هامش تحقيقه لكتاب المغانم المطابة في معالم طابة للفيروز آبادي، ما نصه: {المفهوم من كلام المتقدمين أن وادي القرى هو العلا والحجر وما بقربهما} ولكان لما كان من منهج الشيخ فيما يؤلفه عن صفة الإرض المشاهدة المباشرة، ولا يكون مكتفيا بما يستخرجه من بطون الكتب كما صنعت أنت، وجد أن موضع الحجر والموضع المشار إليه جنوب العلا لا ينظمهما وادي واحد، فكانت النتيجة التي ذكر في تحليله، والحقيقة أن الشيخ رحمه الله أصاب في عدم ألحقه لوادي الديدان الواقع جنوب بلدة العلا بوادي الحجر،وأيده بقوله: أن هذا الوادي ليس متصلا من حيث الجوار بوادي الحجر الذي قرر العلماء أخيرا عدم سكناه. بل أفادنا قوله:
< بل يفصل بينهما مسافة من الأرض تقارب خمسين كيلا، بل تزيد > بأنه قد وقف عليها بنفسه، فهذا هو الواقع وعين اليقين الذي أعطته المشاهدة، وكما قيل: لا يسأل بأين مع رأي العين، ومهما كانت الوثائق التي وقفت عليها فإنها لا تقبل مع الواقع الذي يخالفها خاصة إذا كانت من معالم الطبيعة الثابتة كالجبال والوديان، والشيخ رحمه الله قد وقف على ما هو أقدم مما وقفت عليه من المصادر، ولكن الشأن كما قال الإمام الأستاذ / محمد عبده كما في أعماله الكاملة {2/ 417} في مقال له عن كتب المغازي:
(وعلى أي حال فلا يستغني مطالع التاريخ عن قوة حاكمة يميز بها بين ما ينطبق على الواقع وما ينبو عنه).
فالحال كما قال علامة الجزيرة ومؤرخها، ومن خالف فإنما يصدق في حاله قول من قال:
أيها المنكح الثريا سهيلا O
عمرك الله كيف يلتقيان O
هي شامية إذا ما استهلت O
وسهيل إذا استهل يماني O
ثم لا يكفي الإنسان النقل من الأسفار فإنه يقع فيها أحيان الإجمال والإبهام، ولبس الأمر على المتأخرين خاصة فيما لم يعاينوه، ورحم الله شمس الدين أبا العريف المالكي حين قال:
من لم يشافه عالما بأصوله O
فيقينه في المشكلات ظنون O
الكتب تذكرة لمن هو عارفO
وصوابها بمحالها معجون O
من أنكر الأشياء دون تثبت O
وتيقن فمعاند مفتون O
(يُتْبَعُ)
(/)
وأنا أعتقد أن وادي الديدان من مناصي وادي القرى ويصب فيه، ولسبب قربه منه واتصاله به في مرحلة من مراحله مع شهرة وادي القرى وكونه الوادي الأم في تلك الناحية وقعت النسبة إليه، هذا ما يخص وادي الديدان. أما وادي الحجر فإنه كذلك لا يقع ضمن وادي القرى كما حقق ذلك الأستاذ / تركي القهيدان في بحث له بعنوان:< الحجر ليست من وادي القرى > نشر في جريدة الرياض بتاريخ 17/ 12/1425 هجرية العدد: <13367> وذكر أنه أعتمد في دراسته هذه على مشاهداته الشخصية على أرض الواقع مع استفادته من المصادر والمراجع. نقل فيه عن جمع من الإئمة ما يفيد بأن الحجر شيء ووادي القرى شيء وأنهما ليسا بشيء واحد، ومنه قول ابن منظور في لسان العرب عن الحجر: ديار ثمود ناحية الشام عند وادي القرى.
وكذا قول ابن خلدون: وأما ثمود .. فكانت ديارهم بالحجر ووادي القرى بين الحجاز والشام. وكذا تفريق أبي عبدالله السكوني بقوله: وادي القرى والحجر والجناب منازل قضاعة. وكذا ياقوت في معجمه عند كلامه عن الأثالث فقال: الأثالث بلفظ الجمع جبال في ديار ثمود بالحجر قرب وادي القرى. وهذا يتناقض مع قوله في (1/ 98) الحجر: اسم ديارثمود بوادي القرى} وكذا فرق الإدريسي ت /558 في نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، حينما وصف الطريق من دمشق إلى مدينة يثرب.
قلت أنا عبدالله بن فايع: وهذا الكتاب هو الذي تحدثت عنه دائرة المعارف الفرنسية بقولها: (إن مصنف الإدريسي هو أوفى كتاب جغرافي تركه لنا العرب، وإن ما يحتويه من تحديد للمسافات والوصف الدقيق يجعله أعظم وثيقه علمية جغرافية) وكذا البلادي في كتابه معجم معالم الحجاز عندما وصف مدائن صالح بأن: {واديها المذكور في القرآن يصب في وادي القرى من الشمال} وغير ذلك من النقول التي دلل بها على ما يقول، والحقيقة أنه بحث قيم يشكر عليه أفاد فيه غاية الإفادة.
ثانيا: ما نقلته عن السمهودي في وفاء الوفا مدللا به على كون العلا في وادي القرى وهذا سبق مناقشته، ولكن لي وقفت مع ما نقلته، وهو قول السمهودي: المسجد الثالث عشر بالحجر، وذكر ابن زبالة بدله العلا وكلاهما بوادي القرى .. الخ فأقول:
المتأخرون كما سبق تكون بضاعتهم مزجاة، وقليل من يسلم منهم، وما ذكره ابن زباله من أمر المسجد الذي بالعلا، ونقل له السمهودي رواية في شأن هذا المسجد {3/ 1031} فقال: ولأن في رواية أخرى لابن زبالة: {صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد الذي بصعيد قرح من الوادي، فعلمنا مصلاه بأحجار وعظم، فهو المسجد الذي يجتمع فيه أهل الوادي} فأن كان عمدة موضع هذا المسجد هي هذه الرواية فليست بشيء فإن الراوي هو محمد بن الحسن بن زبالة الذي كذبه أهل العلم قاطبة كما في ترجمته من تهذيب الكمال للحافظ جمال الدين المزي، ولخص كلامهم الحافظ في التقريب بقوله: < كذبوه >.
ولم ترد هذه الرواية في حديث أبي الشموس البلوي إلا من طريقه. فكيف الإعتماد عليها في إثباتك لهذا المسجد بقولك: ولا يزال يعرف المسجد بمسجد العظام. فلعله لم يحدث إلا قريبا من زمن ابن زبالة الذي عرفت حاله ومكانته من العدالة، وأبوالشموس بريئا من عهدة هذا المسجد، فحري بكل باحث أن يكون كما قال الأستاذ / أكرم ضياء العمري في كتابه < مناهج البحث وتحقيق التراث > 236:
(إن نقد النص من أصعب المراحل التي يمر بها الباحث، وهي التي تحتاج إلى التركيز الكثير للنظر والتأمل في النص وإعمال قواعد النقد المختلفة في توثيقه قبل الإستناد عليه أو الإستنباط منه، وفي الدراسات الإسلامية والتأريخية لا يبنى الكلام إلا على أساس من النصوص، إذ لا تأريخ حيث لا توجد الوثائق) ويقول العلامة حسن المشاط في إنارة الدجى في مغازي خير الورى {1/ 70}: ثم أعلم أن أهل السير لا يتقيدون بالصحيح من الأخبار .. ومن أجل ذلك قال العلامة العراقي في ألفيته في المغازي والسير:
وليعلم الطالب أن السيرا O
تجمع ما صح وما قد أنكرا O
وقال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى {27/ 479} عن هؤلاء الإخباريين:
(يُتْبَعُ)
(/)
(فإن كثيرا مما يسندونه عن كذاب أو مجهول، وأما ما يرسلونه فظلمات بعضها فوق بعض) وحديث أبي الشموس على ضعفه لم ترد هذه الرواية المنكرة فيه، فقد علق البخاري له بصيغة التمريض مقرون بغيره في جامعه في كتاب: أحاديث الأنبياء، باب: قول الله تعالى: < وإلى ثمود أخاهم صالحا > فقال: ويروى عن سبرة بن معبد وأبي الشموس: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بإلقاء الطعام. ولما ساق الحافظ ابن حجر في الإصابة ترجمته نقل عن البغوي قوله:
{وليس لأبي الشموس غير هذا الحديث وفي إسناده ضعف} وكذا لما ساق ابن الأثير ترجمته بسنده في أسد الغابة ذكر في حديثه أجمع الروايات عند من خرجها وهم من أشار إليهم بقوله: أخرجه الثلاثة، ويقصد بهم كما قال في مقدمة كتابه: وأن قلت أخرجه الثلاثة فأعني ابن منده وأبا نعيم وأبا عمربن عبدالبر.
فلم يذكر ما جاء في رواية ابن زبالة، ولذلك أشار السمهودي بقوله: المسجد الثالث عشر: بالحجر، وذكر ابن زبالة بدله العلاء، إشعارا بتفرده.
ولا يقال إن المقدسي وأمثاله من المتأخرين قد ذكر ذلك، فلا تغني متابعتهم عن الرواية شيئا، فإنهم متابعون لابن زباله، ونعني بالتفرد أنه لم يتابعه أحد من المتقدمين على ما ذكر.
وانبه هنا إلى خطأ قولك: قال الحافظ ابن حجر في الصحابة. وصوابه: ابن الأثير في أسد الغابة.
ثالثا: قولك: وأما الرحبة لا تزال معروفة موضع من ناحية خيبر .. الخ فهذا كلام صحيح جزاك الله خيرا على التنبيه عليه، وأن ما وقع للشيخ الجاسر فهو معدود من التقدير المغلوط، والمثبت لها مقدم على من يدعي أنه كان اسم موضع تغير، والأصل عدم الزوال والإنتقال، وزيادة في التوثيق فقد ذكر الأستاذ / عمر رضا كحالة في معجم قبائل العرب {1/ 105} مساكن بلي بن عمرو، قال: تقع مساكنها بين المدينة ووادي القرى، من منقطع دار جهينة .. إلى أن قال ومن ديار بلي: ... الجزال، والرحبة، والسقيا .. الخ. وفي الكتاب المئوي (2/ 144) الذي هو بإشراف وزارة النقل قال في الفصل الأول: وقفة مع الماضي - الموصلات والاتصالات عبر العصور:
وخلال العصر العباسي أزدهرت مدن طريق الحج الشامي ومحطاته وبخاصة الواقعة في منطقة وادي القرى، مثل: العلا وقرح والرحبة والسقيا، وقد سجلت المسوحات الأثرية وجود برك مياه وبقايا قنوات في مواقع هذه المدن). فإن قيل لعل هذا الأسم قد تكرر في عدة مواقع، فالجواب: أن أصحاب البلدانيات لم يذكروا في تلك الجهة إلا موضع واحدا، قال صفي الدين البغدادي في مراصد الإطلاع {2/ 608}: الرحبة: ناحية بين المدينة والشام من وادي القرى.
والله الموفق.) انتهى رد الأخ عبدالله العسيري
ـ[د. حسين بن علي الحربي]ــــــــ[21 Dec 2009, 08:54 م]ـ
مشكور أبا مجاهد على هذه النقول لهذا البحث القيم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[22 Dec 2009, 10:47 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله:
وبعد:
تعقيبا على قول عبد الله فايع العسيري في رسالته إلى الأخ الفاضل أبي مجاهد:
"جرى في سالف الأيام المناقشة في وصف أبواب بنيان ديار ثمود الموجودة في طريق العلا عندنا شمال المدينة، حيث إنها لا تزيد عن أبواب ديارنا، وقد عرف عنهم ما قد عرف من ضخامة الأجسام، وهذا ما استشكله ابن خلدون، وتابعه جمع من أهل العلم على هذا الأشكال، وأجابوا عنه بأجوبة لا تخلو من التعقب والنظر، ومن هؤلاء العلامة المحدث / محمد عبدالرزاق حمزة في تذييله على كتاب < القائد إلى تصحيح العقائد > للعلامة المعلمي <255> حيث يقول:
(جاء في الحديث أن الله خلق آدم طوله ستون ذراعا، فما زال الخلق - أي من بنيه - يتناقض حتى صاروا إلى ما هم عليه الآن. استشكله ابن خلدون، ونقل إشكاله الحافظ ابن حجر في فتح الباري بأن ديار ثمود في الحجر لا تزيد أبوابها عن أبواب ديارنا وهم من القدم على ما يظهر أن يكونوا في نصف الطريق بيننا وبين آدم فكان على هذا يجب أن تطول أبدانهم عنا بنحو ثلاثين ذراعا، ولعل أهل الحفريات عثروا على عظام وجماجم قديمة جدا ولا يزيد طولها عن طول الناس اليوم، وقد سمعت حل الإشكال من الشيخ عبيد الله السندي رحمه الله أن الطول المذكور في عالم المثال لا في عالم الأجسام والمشاهدة. فالله أعلم "
أقول أنا"حجازي الهوى":
(يُتْبَعُ)
(/)
روى البخاري رحمه الله عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا ثُمَّ قَالَ اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ مِنْ الْمَلَائِكَةِ فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ فَقَالُوا السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ فَلَمْ يَزَلْ الْخَلْقُ يَنْقُصُ حَتَّى الْآنَ.
قال بن حجر في شرحه للحديث:
قَوْلُهُ: (فَلَمْ يَزَلْ الْخَلْقُ يَنْقُص حَتَّى الْآن)
"أَيْ أَنَّ كُلّ قَرْن يَكُون نَشَأْته فِي الطُّول أَقْصَر مِنْ الْقَرْن الَّذِي قَبْله، فَانْتَهَى تَنَاقُص الطُّول إِلَى هَذِهِ الْأُمَّة وَاسْتَقَرَّ الْأَمْر عَلَى ذَلِكَ. وَقَالَ اِبْن التِّين قَوْله " فَلَمْ يَزَلْ الْخَلْق يَنْقُص " أَيْ كَمَا يَزِيد الشَّخْص شَيْئًا فَشَيْئًا، وَلَا يَتَبَيَّن ذَلِكَ فِيمَا بَيْن السَّاعَتَيْنِ وَلَا الْيَوْمَيْنِ حَتَّى إِذَا كَثُرَتْ الْأَيَّام تَبَيَّنَ، فَكَذَلِكَ هَذَا الْحُكْم فِي النَّقْص، وَيَشْكُل عَلَى هَذَا مَا يُوجَد الْآن مِنْ آثَار الْأُمَم السَّالِفَة كَدِيَارِ ثَمُود فَإِنَّ مَسَاكِنهمْ تَدُلّ عَلَى أَنَّ قَامَاتهمْ لَمْ تَكُنْ مُفْرِطَة الطُّول عَلَى حَسَب مَا يَقْتَضِيه التَّرْتِيب السَّابِق، وَلَا شَكَّ أَنَّ عَهْدهمْ قَدِيم، وَأَنَّ الزَّمَان الَّذِي بَيْنهمْ وَبَيْن آدَم دُون الزَّمَان الَّذِي بَيْنهمْ وَبَيْن أَوَّل هَذِهِ الْأُمَّة، وَلَمْ يَظْهَر لِي إِلَى الْآن مَا يُزِيل هَذَا الْإِشْكَال"
أقول:
لا يلزم من نقصان الخلق أن يكون كل قرن في الطول أقصر من الذي قبله كما قال بن حجر فعاد قوم هود عليه السلام تميزوا عن قوم نوح بطول قامتهم وهم سابقون لهم كما هو ظاهر القرآن:
(أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) سورة الأعراف (69)
قال الطبري رحمه الله في تفسيره:
"وزادكم في الخلق بسطة"، زاد في أجسامكم طولا وعِظَمًا على أجسام قوم نوح، وفي قواكم على قواهم، نعمة منه بذلك عليكم، فاذكروا نعمه وفضله الذي فضلكم به عليهم في أجسامكم وقُوَاكم، واشكروا الله على ذلك بإخلاص العبادة له، وترك الإشراك به، وهجر الأوثان والأنداد."
ومن المعلوم أن بين نوح عليه السلام وآدم عشرة قرون كما جاء في الأثر عن بن عباس رضي الله عنهما.
ومن المعلوم أيضا أن مدة دعوة نوح عليه السلام كانت تسعة قرون ونصف القرن " ألف سنة إلا خمسين عاما" كما هو نص القرآن. والله أعلم كم عاش بعد الطوفان.
ثم إن ذرية ممن حمل الله مع نوح تكاثروا وأصبحوا أمما،منهم عاد قوم هود والله أعلم كم كان بينهم وبين الطوفان، والله أعلم كم عاشوا حتى هلكوا بالعذاب.
ثم كانت ثمود قوم صالح عليه السلام من بعد عاد ولكن هذه البعدية لا يلزم منها المباشرة، وقد قص الله علينا في القرآن أن بين قوم نوح وعاد وثمود قرونا كثيرة كما هو في سورة الفرقان:
(وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آَيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (37) وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا (38))
وهنا أقول:
هذه القرون المتطاولة بين آدم وثمود والتي لا يعلمها الله لا يستبعد أن تكون أطوال الخلق قد تناقصت خلالها حتى وصلت في عهد ثمود إلى قريب مما نعهده اليوم، ولو نظرنا اليوم إلى أطوال البشر لرأينا أن بعض الأمم يفوق بعضها في الطول وهم في عصر واحد.
إذا ما استشكله بن حجر رحمه الله وغيره لا يعد إشكالاً عند التدقيق في الأمر.
وأما بخصوص البيوت المنحوتة في الصخر في منطقة العلا فأقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
روى البخاري: عَنْ نَافِعٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَخْبَرَهُ أَنَّ النَّاسَ نَزَلُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْضَ ثَمُودَ الْحِجْرَ فَاسْتَقَوْا مِنْ بِئْرِهَا وَاعْتَجَنُوا بِهِ فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُهَرِيقُوا مَا اسْتَقَوْا مِنْ بِئْرِهَا وَأَنْ يَعْلِفُوا الْإِبِلَ الْعَجِينَ وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَسْتَقُوا مِنْ الْبِئْرِ الَّتِي كَانَتْ تَرِدُهَا النَّاقَةُ.
ونفهم من هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قد نزا الحجر.
ونفهم أن المكان الذي نزل فيه هو الحجر أرض ثمود.
وفي الحديث الآخر في البخاري: عَنْ سَالِمٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ لَمَّا مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحِجْرِ قَالَ لَا تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ أَنْ يُصِيبَكُمْ مَا أَصَابَهُمْ إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ ثُمَّ قَنَّعَ رَأْسَهُ وَأَسْرَعَ السَّيْرَ حَتَّى أَجَازَ الْوَادِيَ.
وربما يفهم من حديث سالم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينزل الحجر وهو معارض لحديث نافع وكلا الحديثين مروي عن بن عمر رضي الله عنهما.
قال بن حجر في الفتح:
"وَسَيَأْتِي أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَنْزِل فِيهِ أَلْبَتَّة.
وقال في موضع آخر:
"قَوْله: (بَاب نُزُول النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحِجْر)
بِكَسْرِ الْمُهْمَلَة وَسُكُون الْجِيم، وَهِيَ مَنَازِل ثَمُود. زَعَمَ بَعْضهمْ أَنَّهُ مَرَّ بِهِ وَلَمْ يَنْزِل، وَيَرُدّهُ التَّصْرِيح فِي حَدِيث اِبْن عُمَر بِأَنَّهُ " لَمَّا نَزَلَ الْحِجْر أَمَرَهُمْ أَنْ لَا يَشْرَبُوا "
وهذا الأشكال ترفعه الراويات عند أحمد رحمه الله تعالى:
قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الصمد، حدثنا صَخْر بن جُوَيرية، عن نافع، عن ابن عمر قال: لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس على تبوك، نزل بهم الحجر عند بيوت ثمود، فاستسقى الناس من الآبار التي كانت تشرب منها ثمود، فعجنوا منها ونصبوا منها القدور. فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم فأهرقوا القدور، وعلفوا العجينَ الإبلَ، ثم ارتحل بهم حتى نزل بهم على البئر التي كانت تشرب منها الناقة، ونهاهم أن يدخلوا على القوم الذين عذبوا وقال: "إني أخشى أن يصيبكم مثل ما أصابهم، فلا تدخلوا عليهم"
الذي أفهمه من هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قد نزل في الحجر في مكان ثم ارتحل عنه وحرم ماءه ونزل في مكان آخر الذي هو مكان بئر الناقة واستقى منها.
الأمر الآخر أنه صلى الله عليه وسلم نهى أصحابه عن الدخول على القوم الذين عذبوا، والذي أفهمه من عبارة هذا النهي هو أن المكان الذي نهى عن الدخول فيه هو غير المكان الذي نزل فيه، وسياق الحديث يجعلني أفهم من قوله في حديث البخاري " لَا تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ" أي لا تدخلوا بيوتهم وليس في الحجر بيوت يمكن نسبتها إلى ثمود غير تلك البيوت المنحوته في الصخر التي زعم بعض الباحثين أنها مقابر أو أنها من الزمن العباسي، ويقوي قولي هذا ما جاء في القرآن:
(وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا) سورة الأعراف من الآية (74)
(وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ) سورة الشعراء (149)
(وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آَمِنِينَ) سورة الحجر (82)
وقال تبارك وتعالى:
(فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51) فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (52))
وهذه إشارة إلى شيء محسوس، وليس هناك إلا تلك البيوت المنحوتة في الصخر التي يطلق الناس اليوم عليها مدائن صالح.
قال بن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره في سورة الأعراف:
"وكانت ثمود بعد عاد، ومساكنهم مشهورة فيما بين الحجاز والشام إلى وادي القرى وما حوله، وقد مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قراهم ومساكنهم، وهو ذاهب إلى تبوك سنة تسع."
وما جاء في رسالة الأخ العسيري ومانفله أبو مجاهد في مشاركته عن كتاب: "معجم الأمكنة الوارد ذكرها في القرآن الكريم للأستاذ سعد بن جنيدل"
ملخصها أن التسمية:"مدائن صالح" نقلت عن الموضع الأصلي الذي أطلقت جنوب العلا إلى موضع آخر وهو موضع الحجر أرض ثمود شمال العلا.
أما ما ذكره الأخ الغزالي بقوله:
لا خلاف بين المؤرخين - فيما أعلم - في أن " صالح " الموجود في التسمية الحادثة " مدائن صالح "أنه من زمن الدولة العباسية، لكن الخلاف هل الحجر (وهو الاسم القرآني) الموجود اليوم شمال العلا بـ 22 كم يرجع لقوم ثمود أو للأنباط؟
أقول:
إن هذا الإشكال ناتج عن الدراسات الاستشراقية التي تهدف إلى تكذيب القرآن وبخاصة ما يتعلق بالقصص القرآني عن عاد وثمود، ومع الأسف يبدو أن بعض دارسي الآثار من المسلمين قد ساروا وراء الدراسات الاستشراقية دون التنبه إلى ما ترمي إليه هذه الدراسات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[27 Dec 2009, 08:50 م]ـ
هيئة كبار العلماء
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمد، وآله وصحبه. وبعد:
اطلعت هيئة كبار العلماء على المعاملة المتعلقة بموضوع دراسة حكم إحياء أرض ديار ثمود الواردة إلى فضيلة رئيس إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد رفق خطاب المقام السامي رقم (5576) وتاريخ 26/ 3/1392هـ المحالة إلى الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بخصوص رغبة جلالة الملك _حفظه الله- بأن تقوم هيئة كبار العلماء بدارسة
(حكم إحياء أرض ديار ثمود)، وموافاة جلالته بما يتقرر.
جرى عرض ذلك على مجلس هيئة كبار العلماء في دورتها الثانية المنعقدة في أول شهر شعبان حتى 13 منه عام 1392هـ.
كما استعرض المجلس ما أعدته اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في الموضوع، وبعد دراسة مجلس الهيئة لذلك، ولما أعد فيه من بحث، وبعد تداول الرأي قرر ما يلي:
أولاً: الاتفاق على أنه لا يجوز إحياء أراضي ديار ثمود؛ للأحاديث الصحيحة الدالة على النهي، ولعدم ورود أدلة تدفعها.
ثانياً: نظراً لعدم وجود تحديد واضح للمحظور إحياؤه من غيره رأى المجلس تأجيل البت في تحديد الممنوع إحياؤه حتى يقدم له بحث مستوفى من قبل اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بعد تطبيق ذلك على واقع الأرض بواسطة أهل الخبرة في تلك الجهات، وبالاشتراك مع بعض الفنيين لرسم ذلك ثم يجري بعد ذلك دراسته في دورة قادمة؛ ليتم البت في تحديد الممنوع إحياؤه من غيره.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
هيئة كبار العلماء
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمد وعلى آله وصحبه، وبعد:
فبناء على برقية سمو نائب وزير الداخلية رقم (13879) وتاريخ 11/ 4/1394هـ الصادر بعد صدور قرار هيئة كبار العلماء بتحريم إحياء ديار ثمود الصادر في دورتها الثالثة برقم (9) في شهر ربيع الآخر عام 1393هـ، الموجهة لرئيس إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد بشأن الاستفسار عما يجب اتخاذه في ثمار ديار ثمود ومنتجاتها التي تم نضجها وحصادها قبل إبلاغهم بالمنع، وهل تلحق المواشي والدواجن بالثمار؟
وبناء على إدراج هذا الموضوع ضمن جدول أعمال الدورة الخامسة لهيئة كبار العلماء – عرض الموضوع في هذه الدورة المنعقدة في مدينة الطائف فيما بين 5/ 8/1394هـ و22/ 8/1394هـ.
وبعد دراسة الموضوع وتداول الرأي قرر المجلس بالأكثرية ما يلي:
أولاً: لا يشتمل الحكم بتحريم إحياء ديار ثمود وسكناها وتحريم مياهها- ما نشأ فيها أو جلب إليها من المواشي والدواجن، وإن تغذى بما فيها من مزارع ونبات وشرب من مياهها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه أن يعلفوا ركائبهم العجين الذي عجنوه بماء آبار ثمود، ولو كان ذلك يوجب تحريم ركائبهم عليهم ما أمرهم صلى الله عليه وسلم أن يعلفوها ذلك العجين.
ثانياً: لا يلزم من تحريم مياهها وإحياء أرضها تحريم ثمارها؛ لأن أعيان المياه والتربة قد استحالت لأعيان أخرى هي الثمار والزروع، والاستحالة تقتضي تغيير الخواص والأحكام ونظير ذلك طهارة ما سمد من الأشجار والزروع بالنجاسات، وحل ثمارها بسبب الاستحالة، ونظيره أيضاً طهارة ما تخلل بنفسه من الخمر وحل الائتدام به وبيعه وشرائه، وغيرها من أنواع الانتفاع بعد أن كان خمراً محرماً شربها وبيعها وشراؤها، وذلك بسبب الاستحالة.
وأيضاً للزراع فيها كسب وتسبب يوجب ملك الثمار والزروع، ومال المسلم معصوم كدمه وعرضه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه".
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
هيئة كبار العلماء
رئيس الدورة الخامسة
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
عبد الرزاق عفيفي
عبد الله خياط
عبد الله بن حميد
عبد العزيز بن صالح
عبد المجيد حسن
محمد الحركان
سليمان بن عبيد
إبراهيم بن محمد آل الشيخ
صالح بن غصون
راشد بن خنين
عبد الله بن غديان
محمد بن جبير
صالح اللحيدان
عبد الله بن منيع
[مخالف وله وجهة نظر مرفقة]
وجهة نظر في حكم ثمار ديار ثمود
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، وبعد:
(يُتْبَعُ)
(/)
ففي [صحيح البخاري] سنده إلى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- لما نزل الحجر في غزوة تبوك أمرهم ألا يشربوا من بئرها، ولا يستقوا منها، فقالوا: قد عجنا منها، واستقينا، فأمرهم، أن يطرحوا ذلك العجين، ويهريقوا ذلك الماء، وفيه بسنده إلى ابن عمر، أن الناس نزلوا مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أرض ثمود الحجر، واستقوا من بئرها، واعتجنوا به، فأمرهم رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أن يهريقوا ما استقوا من بئرها وأن يعلفوا الإبل العجين، وأمرهم أن يستقوا من البئر التي كانت تردها الناقة.
إن المتأمل في علة المنع من الاستقاء من هذه الآبار سيخرج بأحد أمرين: إما لنجاسة الماء، أو لوصف لازم له يوجب تحريمه، وجمهور أهل العلم متفقون على القول بطهارة مياه تلك الآبار؛ لما روى أبو سعيد الخدري –رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- سئل: أنتوضأ من بئر بضاعة؟ - وهي بئر يلقى فيها الحيض والنتن ولحوم الكلاب –فقال النبي –صلى الله عليه وسلم-: "الماء طهور لا ينجسه شيء" رواه أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه.
قال الإمام أحمد رحمه الله: حديث بئر بضاعة صحيح. فتعين القول بأن علة المنع من ذلك وصف قائم فيه لازم له يوجب تحريمه.
وإلى نحو ذلك أشار القرطبي –رحمه الله- في تفسير سورة الحجر فقال: أمر النبي –صلى الله عليه وسلم- بهرق ما استقوا من بئر ثمود وإلقاء ما عجن وخبز به؛ لأنه ماء سخط فلم يجز الانتفاع به؛ فراراً من سخط الله، وقال: ((أعلفوه الإبل)) قال مالك: إن ما لا يجوز استعماله من الطعام والشراب يجوز أن تعلفه الإبل والبهائم، إذ لا تكليف عليها. ا هـ.
وفي [الإقناع وشرحه] ما نصه: ولا يباح ماء آبار ديار ثمود غير بئر الناقة .. إلى أن قال: فظاهره، أي: ظاهر القول بتحريم ماء غير بئر الناقة من ديار ثمود لا تصح الطهارة، أي: الوضوء والغسل به؛ لتحريم استعماله؛ كماء مغصوب، أو ماء ثمنه المعين حرام في البيع، فلا يصح الوضوء بذلك، ولا الغسل به؛ لحديث: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" .. إلى أن قال: ولا يستعمله؛ لأنه ممنوع شرعاً فهو كالمعدوم حساً. ا هـ.
وحيث اتجه القول إلى أن علة المنع: اشتماله على وصف لازم له، وهو كونه ماء سخط، فإن الثمار الناتجة من مزارع وبساتين تلك الديار المسقاة بتلك الآبار شبيهة بالطحين المعجون بماء هذه الآبار، إن لم تكن أولى منها. ذلك أن العجين بمائها مركب من أمرين: مباح، هو: الطحين، ومحرم، هو: الماء، أما الثمار فمحتواها لا يخرج عن تربة تلك الديار ومياه آبارها، والقول باستحالة حرمة هذه المياه حينما تحولت إلى ثمار قياساً على النجاسة غير صحيح –فيما أرى- قياس مع الفارق، فإن الشيء المتنجس يزول بغسله، أو باستحالته، أما التحريم فلا يزول إلا بزوال الوصف الموجب له، كاستحالة الخمر إلى خل، فإن الوصف الموجب لتحريمها الإسكار، وباستحالتها إلى خل زال ذلك الوصف، فصارت حلالاً. وتحريم مياه هذه الآبار –لكونها مياه سخط أو لأي وصف آخر- موجب للتحريم، والوصف الموجب لتحريم مياه آبار ديار ثمود وصف ملازم لها، سواء اختلطت بغيرها –كالعجين- أو شكلت مع غيرها أجساماً أخرى كالثمار.
يدل على أن الحرمة لا تزول عن الشيء المحرم- وإن انتقل من حال إلى حال إلا بزوال الوصف الموجب لها- ما روى الجماعة عن جابر بن عبد الله، أنه سمع رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن الله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام" فقيل: يا رسول الله، أرأيت شحوم الميتة، فإنه يطلى بها السفن، ويدهن بها الجلود، ويستصبح بها الناس؟ فقال: "لا، هو حرام"، ثم قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "إن الله لما حرم شحومها جملوه، ثم باعوه فأكلوا ثمنه"، وما روى ابن عباس –رضي الله عنهما- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "لعن الله اليهود، حرمت عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا ثمنها، وإن الله إذا حرم على قوم أكل شيء حرم عليهم ثمنه" رواه أحمد وأبو داود.
فإن حرمة الشحوم على اليهود انسحبت على أثمان أدهانها، ولم تنفعهم حيلتهم لاستباحتها، بل بقي التحريم قائماً، فاستحقوا بذلك لعنة الله لاستباحته.
كما يدل على ذلك ما ثبت عنه –صلى الله عليه وسلم- من أنه ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغير، يمد يديه إلى السماء، يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب له. فذكر أن من أسباب رد الدعاء وعدم الاستجابة –أكل الحرام، وشربه، والتغذية به، مع أن أعيان هذه الأشياء المحرمة تستحيل إلى مواد أخرى بعد أكلها أو شربها، ومع ذلك لم تكن استحالتها مانعة من ملازمة الحرمة لها، ومن كون ملازمة الحرمة لها سبباً في ردّ الدعاء ومنع الاستجابة؛ لأن الوصف الموجب لحرمتها ملازم لها.
لذلك كله فإني أرى أن لثمار مزارع وبساتين ديار ثمود حكم الطحين المعجون بمائها، وهو إطعامه الدواب.
وبالله التوفيق، وصلى الله على محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
الطائف في 20/ 8/1394هـ عضو هيئة كبار العلماء
عبد الله بن سليمان بن منيع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[21 Feb 2010, 12:28 ص]ـ
معلومات قيمة بارك الله فيكم جميعاً، وأشكر أخي أبا مجاهد لنقله البحث وأشكر الباحث الكريم الأستاذ عبدالله بن علي بن فائع العسيري على هذه الإفادات القيمة.
كما أشكر المعقبين على تعقيباتهم المفيدة.
ولمزيد من الإفادة في هذا الموضوع فإن للصديق العزيز الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالرحمن الذييب وكيل كلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود عنايةً وتخصصاً بالآثار في شمال السعودية ولا سيما مناطق الحجر ومدائن صالح والجوف وحائل وما حولها. ومن بحوثه المنشورة في ذلك:
- نقوش ثمودية من المملكة العربية السعودية, الرياض: مكتبة الملك فهد الوطنية (1999م).
- نقوش قارا الثمودية بمنطقة الجوف: المملكة العربية السعودية, الرياض, مؤسسة عبدالرحمن السديري, الخيرية (2000م).
- دراسة لنقوش ثمودية من جُبة حائل: المملكة العربية السعودية, الرياض: مكتبة الملك فهد الوطنية, (2000م).
- مدخل إلى قواعد النقوش النبطية, الرياض: مطبعة الخالد. (2001م).
- نقوش ثمودية من سكاكا (قاع فريحة, والطوير, القدير): المملكة العربية السعودية, الرياض: مكتبة الملك فهد الوطنية. (2002م).
- نقوش ثمودية جديدة في الجوف, المملكة العربية السعودية, الرياض: مكتبة الملك فهد الوطنية
(2003م).
- الكتابة في الشرق الأدنى القديم من الرمز إلى الأبجدية، بيروت: الدار العربية للموسوعات 1428هـ/2008م.
كما له ترجمة لبعض الأبحاث والكتب الإنجليزية المتخصصة في الآثار منها:
- مقدمة كتاب نقوش المقابر النبطية في مدائن صالح: جامعة اكسفورد: جامعة مانشيستر, بريطانيا: (1993م) , ص ص: 5 - 55.
ويمكن الاطلاع على معظم هذه الأبحاث في موقعه الشخصي على بوابة الجامعة هنا ( http://faculty.ksu.edu.sa/stheeb/Documents/Forms/AllItems.aspx) .
وقد بعثت له برابط الموضوع للإفادة والتعليق.
هل رد عليك بإفادة أو تعليق؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Feb 2010, 01:38 م]ـ
ذكرته بذلك اليوم مرة أخرى لعله يجد وقتا للرد.
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[06 Jun 2010, 05:39 م]ـ
موضوع ثري بالفوائد وبما هو متعقب!
قادني البحث في النت عليه، وما كتبه أبو سعد الغامدي حسن جداً، وكذلك الجهني، وعلى ما تعقب به تعقبات لا أذكرها لكن أشير إلى بعضها فقصارى ما انتقد به وقف على أطلال ومجاري وديان قد عهد اندراس آثارها وطروء التغيرات عليها من نحو تحولها وتوسعها وضيقها في مدة مثلها فمثل هذا الوقوف لا يعارض به النقل، والفائدة التي أشار إليها الأخ صالح صواب إن ثبتت لها قيمتها، ونزول بعض العباسيين وإحياؤهم أرضاً درست آثارها ونسبتها لهم مع تقدم غيرهم في سكناها ممكن لا يبطل سبق غيرهم ... وثمود كانت مملكة لها شأنها في وقتها لا يبعد أن تمتد ديارهم وآثارهم في شمال العلا وجنوبها، هذا وثمة تعقبات أخرى على ما قيل في الإجماع أعلاه وما مثل به وقضايا جانبية كأن هذا ليس بموضعها ... المقصود المثبت أقرب لدلالات النصوص في نظري، ومجال تعقبات هذا الذي أشرت إليه خصب كمجال تعقبات ما سطر ابتداء!
والغرض تذكير مشرفنا الشيخ عبدالرحمن بمشاركة د. سليمان الذيب.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Jun 2010, 07:10 م]ـ
والغرض تذكير مشرفنا الشيخ عبدالرحمن بمشاركة د. سليمان الذيب.
حياك الله أخي العزيز وحيا الجميع.
أخي الدكتور سليمان الذييب وكيل كلية الآثار بجامعة الملك سعود، وأعباؤه المتتالية تحول بينه وبين الكتابة الهادئة التي يريدها فيما يبدو لي، ونحن نقبل منه الإشارة الدالة، وسأذكره الآن بذلك لعله ينشط له.(/)
سؤال عن آيه
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[13 Dec 2009, 01:39 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود سؤالكم حفظكم الله عن لماذا ضمت الضاد في قوله تعالى (ورضوا عنه) لأنه وردني سؤال في ذلك
ـ[محمد منقذ]ــــــــ[13 Dec 2009, 02:07 م]ـ
الفعل الماضي إذا كان آخره واو أو ياء، وأسند إلى واو الجماعة، فإن الواو والياء تحذفان، ويضم ما قبلهما.
مثال الواو: (سَرُوَ) يقال فيها إذا أسندت إلى واو الجماعة: (سَرُوا) بحذف الواو.
و (رَضِيَ) يقال فيها إذا أسندت إلى واو الجماعة: (رَضُوا) بحذف الياء، وضم ما قبلها.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[14 Dec 2009, 01:32 م]ـ
الفعل الماضي إذا كان آخره واو أو ياء، وأسند إلى واو الجماعة، فإن الواو والياء تحذفان، ويضم ما قبلهما.
مثال الواو: (سَرُوَ) يقال فيها إذا أسندت إلى واو الجماعة: (سَرُوا) بحذف الواو.
و (رَضِيَ) يقال فيها إذا أسندت إلى واو الجماعة: (رَضُوا) بحذف الياء، وضم ما قبلها.
قلت:
آمل من الأستاذ محمد منقذ مراجعة تعليقه هذا؛ فإنه بحاجة إلى التصحيح.
ـ[محمد منقذ]ــــــــ[14 Dec 2009, 08:51 م]ـ
هلا بينتم؟ فمن أمثالكم نستفيد
ـ[محمد منقذ]ــــــــ[15 Dec 2009, 06:56 ص]ـ
هلا بينتم؟ فمن أمثالكم نستفيد
لم تبينوا لي شيئاً أستاذنا الفاضل؟ لعلكم بخير
(واواً أو ياءً)(/)
هل تفسير الشهرستاني المطبوع صحيح النسبة لمؤلفه
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[13 Dec 2009, 11:59 م]ـ
الإخوة الأفاضل، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، وبعد:
فقد وقع بين يدي تفسير للشهرستاني صاحب كتاب نهاية الإقدام والملل والنحل وغيرهما.
وهذا التفسير مطبوع في مجلدين في إيران باسم: مفاتيح الأسرار ومصابيح الأبرار.
إلا أنني قد ارتبت من نسبة هذا التفسير له، لعدة أمور، منها: كلامه حول مسألة الإمامة، إذ يغلب على الظن أن مؤلفه رافضي صرف.
آمل إفادتكم أيها الأفاضل حول هذا التفسير وما يتعلق به.
ـ[أمل السويلم]ــــــــ[14 Dec 2009, 08:10 م]ـ
للباحث الدكتور محمد بن ناصر بن صالح السحيباني كتاب جيد وأصله رسالة علمية لقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية و موضوع الرسالة (منهج الشهرستاني في كتابه الملل والنحل) وقد نوقشت عام 1413 هـ، والكتاب من إصدارات دار الوطن. تكلم الدكتور في المبحث الثالث من الباب الأول عن مذهب وعقيدة الشهرستاني وفي المبحث الرابع عن اتهامه بالميل إلى الفلاسفة وإلى الباطنية وقد خصص مبحثا عن كتاب مفاتيح الأسرار ضمنه توثيق نسبة الكتاب للمؤلف ومااحتواه من آراء ومسائل باطنية ومدى تأثره بالرافضة، وحقق تلك التهمة ورد عليها وبيّنها، فالكتاب قيم و مفيد جدا.
تجده هنا منهج الشهرستاني في كتابه الملل والنحل ( http://www.3lsooot.com/book/save.php?id=6925)
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[17 Dec 2009, 02:27 ص]ـ
جزاك الله خيرا ً ونفع الله بك، وجعل ما قمت به في موازين حسناتك أيتها الفاضلة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Dec 2009, 01:57 م]ـ
وفقكم الله.
انظر هذا الموضوع:
طبع تفسير الشهرستاني (ت: 548) صاحب كتاب الملل والنحل ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=92942&posted=1#post92942)(/)
تقرير عن كتاب الثمرات اليانعة للفقيه يوسف الثلائي الزيدي
ـ[عبدالله الحجي]ــــــــ[14 Dec 2009, 01:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تقرير عن كتاب الثمرات اليانعة
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64b265dcf3a420.jpg
أولاً: معلومات عن الكتاب:
اسمه: الثمرات اليانعة والأحكام الواضحة القاطعة.
مؤلفه: القاضي يوسف بن أحمد بن عثمان (الشهير بالفقيه يوسف) توفي عام 832هـ باليمن.
طبعته: طبعته وزارة العدل بالجمهورية اليمنية الطبعة الأولى عام 1423هـ بتنفيذ مكتبة التراث الإسلامي بصعده، تحقيق عبد الله الحوثي وآخرون.
وصفه: يقع الكتاب في خمسة مجلدات متوسطة الحجم.
ثانياً: محتوى الكتاب:
المقدمة
الفصل الأول: في أصول التفسير
المجمل والمبين
الظاهر والمؤول
العام والخاص
المطلق والمقيد
المفرد والمشترك
المحكم والمتشابه
الأمر والنهي
الناسخ والمنسوخ
الفصل الثاني: التفسير
قوله تعالى"الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة"
قوله تعالى"إن الذين كفروا سواء عليهم ءأنذرتهم"
قوله تعالى" ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر"
وهكذا حتى نهاية الكتاب، وليس له خاتمة.
ثالثاً: أبرز محاسن الكتاب:
1 - التنظيم: فالكتاب مرتب جداً، يذكر مؤلفه الآية ثم يقول ومن ثمراتها: الحكم الأول ..... ، ويرتب الأقوال ويذكر القائلين بها من السابقين واللاحقين وأدلتهم.
2 - في الكتاب ترجيحات لمؤلفه للأقوال الفقهية واختيارات تدل على علمه وسعة فهمه.
3 - يلخص بعض الأحكام حين يطول الكلام فيه فيعود في آخر الحكم ليقول: وملخص هذا الحكم هو: ...
4 - في الكتاب أبيات منتقاه في مواضعها ومُلَح وقصص وطرائف واستطراد حسن في اللغة وشرح الغريب.
5 - يكاد يستوعب الأقوال في بعض الآيات وخاصة الأجزاء الأولى من الكتاب. انظر السجود لآدم وليعقوب وأحكام السجود لغير الله وتوجيه الآية وفق ذلك ج 1 ص 117.
6 - يذكر أسباب النزول ويهتم بها لما لها من الأثر في معرفة الحكم الشرعي.
7 - يتوسع في الاستنباط من الآية ويسرد كل مسألة يمكن أن يستدل بالآية عليها، ففي الجزء الأول مثلاً ص 130 وعند قوله تعالى " ولا تشتروا بآياتي ثمناً قليلاً .. " ذكر الحكم الأول من الآية وهو تحريم الرشوة ثم أتبعه بما يمكن أن يفهم من دلالة الآية فذكر:
1 - الأجرة على تعليم القرآن.
2 - تأجير المصاحف.
3 - أرباح المغصوب.
4 - ما استهلك بالطحن والخبز ...... وذكر مسائل أخرى أيضاً مما يدل على توسعه في دلالة الآية، وحينما يبحث هذه المسائل الفرعية يذكر الأقوال والقائلين بها وأدلتهم كما لو كانت المسألة الأصلية.
رابعاً: مما لاحظته على الكتاب:
1 - ذكر الأحاديث الواهية وعدم تعقبها، وهي وإن كانت في مناهج بعض المفسرين إلا أنها تزداد خطورة حينما تمس شخص النبي صلى الله عليه وسلم فعند قوله تعالى:" وإذ تقول للذي أنعم الله عليه .. "ذكر الحديث الواهي الذي تناقله بعض المفسرين ولا إسناد لها إلا من قول الكلبي ولا يخفى حاله، وهو أنه صلى الله عليه وسلم نظر إليها فأعجبته فقال سبحان الله مقلب القلوب ... وهو معارض لعقيدتنا في النبي صلى الله عليه وسلم ومنافٍ لتعزيره وتوقيره، ومعارض لقواعد الحديث، ومعارض للعقل، وليس هذا محل تفصيل ذلك.
فائدة: صنف في تخريج أحاديث الكتاب عبد الله بن محيي الدين محمد اليماني الزيدي المعروف بالعراسي المتوفى في حدود سنة 1080هـ ثمانين وألف. كتاب الفتوحات الإلهية تخريج ما في الثمرات اليانعة من الأحاديث النبوية.
2 - تأثير المقرر السابق على المؤلف وهو مذهبه الزيدي الشيعي في اختيار بعض الأقوال ورواية بعض الآثار، فقد روى بعض الآثار التي لا يخطمها إسناد ولا يزمها إحالة عن محبة آل البيت – وفي الصحيح غنية عنها- كالأثر الغريب الذي ذكره عند قوله تعالى" إلا المودة في القربى" وأوله:"من مات على حب آل البيت مات شهيداً ومن منات على حب آل البيت مات ........ في سياق طويل لا يعرف له سند ولم يذكر مفسروا الأمة، بل إن علامات الوضع بادية عليه.
وللإنصاف فإنه كثيراً لا يحمله النتماء للتعصب في اختيار أقوال موغلة في الغلو بل كان يتعقبها، فقد تعقب قول من قال: لا يدخل النار من ولد فاطمة أحد، وقال: من زعم ذلك فقد أخطأ.
بل كان يتعقب أقوال الإمامية بالرد فعند قوله تعالى " لا ينال عهدي الظالمين" قال: احتج الرافضة بالآية على أن الإمامة لا يستحقها من ظلم مرة، ورام الطعن في إمامة أبي بكر وعمر، وهذا لا يصح لأن العهد إن حمل على النبوة فلا حجة، وإن حمل على الإمامة فمن تاب من الظّلم لا يوصف بأنّه ظالم، ولم يمنعه - تعالى - من نيل العهد إلا حال كونه ظالمًا"
3 - تأثير المذهب المعتزلي وكتب المعتزلة على الكتاب فأكثر مراجعه وموارده تهذيب الحاكم الجشمي والسفينة له والكشاف للزمخشري، وأقوال القاضي عبد الجبار.
4 - الإطالة في أول الأجزاء على خلاف الأخيرة وهو محمول على كثرة الأحكام في الأجزاء الأولى لأنها مدنية بخلاف الأخرى، لكنه في الأول لا يلتزم بآيات الأحكام بل يفسر أحيانا ما ليس منها، ولم يفعل ذلك في الآخر، فالتسعة أجزاء الأخيرة هي في المجلد الخامس الأخير، وأربعة أجزاء لما بقي.
وللفائدة: فهناك رسالة ماجستير في منهجه في التفسير للباحث مجلي حسين أحمد مجلي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Apr 2010, 12:44 م]ـ
بارك الله فيكم أخي عبدالله ونفع بعلمكم.
ـ[إبراهيم الحميدان]ــــــــ[21 Nov 2010, 12:16 ص]ـ
ذكر الشيخ الدكتور / محمد بن صالح المديفر ... حفظه الله
في رسالته العلمية الموسومة بـ ((تفاسير الزيدية - عرض ودراسة - ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=23307) )) 1412 هـ
رأيه في كتاب: (الثمرات اليانعة والأحكام الواضحة) لـ يوسف بن أحمد الثلاّئي (ت832هـ) قائلاً:
"الثمرات اليانعة للثلاّئي أضخم تفسير لآيات الأحكام عند الزيدية، وقد اشتمل على أقوال الفقهاء الأربعة بالإضافة إلى أقوال أئمة المذهب الزيدي، وقد وجد من علماء الزيدية كل اهتمام ورعاية تمثل ذلك في إنجازين كبيرين:
الإنجاز الأول: ما قام به النَّجري (ت877هـ) عندما اختصر الثمرات فيسّره وسهل الرجوع إليه في كتابه شافي العليل شرح خمسمائة آية من التنزيل.
الإنجاز الثاني: ما قام به عبدالله بن محي الدين العراسي عندما خرج الأحاديث التي أوردها الثلاّئي في الثمرات في كتاب سماه: الفتوحات الإلهية في تخريج ما في الثمرات من الأحاديث النبوية، والمكتبة القرآنية تخلو من تفسير زيدي مطول لآيات الأحكام، والأحكام الفقهية لدى علماء الزيدية وفقهائها موافقة في كثير من تفريعاتها لأقوال المذاهب الأربعة، فحتى نثري المكتبة القرآنية بهذا النوع من التراث فإني أرى إخراج كتاب الثمرات، والعناية بتحقيقه تحقيقاً علمياً يعتمد على دراسة النصوص وتمحيص الأقوال، وتحقيق القول الحق في الآراء والاجتهادات التي ضمّنها الثلاّئي كتابه الثمرات، وإن مما يقوي الداعي إلى إخراج الكتاب أن شافي العليل للنَّجري المختصر من الثمرات قد حقق كاملاً وطبع جزء منه".
ـ[جمال هاجر]ــــــــ[21 Nov 2010, 12:56 ص]ـ
تم تحقيق ونشر الكتاب من قبل وزارة العدل اليمنية، وقام وزير العدل السابق أحمد عقبات بنشره وتعميمه على القضاة في المحاكم اليمنية؛ لأنه -بحسب قول الوزير في المقدمة -يفيد القضاة في الأحكام الشرعية، والكتاب طبع على حسب وزارة العدل، ولولا أني بعيد عن مكان وجود الكتب لأعطيتكم تقريرا كاملاً عن الكتاب وعن الكاتب بالتفصيل، بل ومنهجه في الكتاب وعقيدته ومذهبه؛ إذ كل ذلك ظاهر عند قراءتك للكتاب، وممن تكلم عن الكتاب الدكتور علي حسان في رسالته التي نال بها شهادة العالمية الدكتوراه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية (التفسير والمفسرون في اليمن) عرض ودراسة، بإشراف الشيخ الأستاذ الدكتور/ محمد بن عبد الرحمن الشايع حفظه الله ورعاه.(/)
لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Dec 2009, 08:32 م]ـ
قال الله تبارك وتعالى:
(لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آَبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6) لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (7)) سورة يس
قال الطبري رحمه الله تعالى:
وقوله (لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) يقول تعالى ذكره: لقد وجب العقاب على أكثرهم، لأن الله قد حتم عليهم في أم الكتاب أنهم لا يؤمنون بالله، ولا يصدقون رسوله.
وقال بن كثير رحمه الله تعالى:
قوله: {لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ}: قال ابن جرير: لقد وجب العذاب على أكثرهم بأن [الله قد] (3) حتم عليهم في أم الكتاب أنهم لا يؤمنون، {فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ} بالله، ولا يصدقون رسله.
وقال بن الجوزي رحمه الله تعالى:
قوله تعالى: {على أكثرهم} يعني أهل مكة، وهذه إِشارة إِلى إِرادة الله تعالى السابقة لكفرهم {فهم لا يؤمنون} لِمَا سبق من القَدَر بذلك.
وقال الشنقيطي رحمه الله تعالى:
وقوله تعالة في هذه الآية الكريمة: {لَقَدْ حَقَّ القول على أَكْثَرِهِمْ} يدلّ على أن أكثر الناس من أهل جهنم، كما دلّت على ذلك آيات كثيرة كقوله تعالى: {ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يُؤْمِنُونَ} [هود: 17] و [الرعد: 1] و [غافر: 59]، {وَمَآ أَكْثَرُ الناس وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} [يوسف: 103]، {وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الأولين} [الصافات: 71]، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّؤْمِنِينَ}.
وقال بن عاشور رحمه الله تعالى:
هذا تفصيل لحال القوم الذين أُرسل محمد صلى الله عليه وسلم لينذرهم، فهم قسمان: قسم لم تنفع فيهم النذارة، وقسم اتبعوا الذكر وخافوا الله فانتفعوا بالنذارة. وبيَّن أن أكثر القوم حقت عليهم كلمة العذاب، أي عَلِم الله أنهم لا يؤمنون بما جَبَل عليه عقولهم من النفور عن الخير، فحقق في علمه وكَتب أنهم لا يؤمنون، فالفاء لتفريع انتفاء إيمان أكثرهم على القول الذي حق على أكثرهم.
هذه بعض أقوال المفسرين في الآية
وقد كان عندي إشكال في الضمير في قوله " أكثرهم " في قوله تبارك تعالى:
(لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ) سورة يس (7)
وكنت أظن أن الضمير يعود على قريش خاصة وهذا ولد عندي إشكالاً حيث إنه قد تقرر عندي أن أكثر قريش قد آمنوا بالرسول صلى الله عليه وسلم وكنت أتمنى أن أجد في كتب التفسير ما يرفع هذا الإشكال ولكني لم أجد ما يرفعه وإن كنت لم استقص البحث في المسألة.
ثم ظهر لي وأنا أكتب هذا الموضوع ما يمكن أن يكون رافعا للإشكال وهو أن المراد بالقوم في قوله تعالى:
(لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آَبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6)
هو كل البشرية بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم والدليل على ذلك قول الله تعالى:
(قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آَلِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ) سورة الأنعام (19)
فهل يتكرم السادة الأفاضل المشاركة بما يفتح الله عليهم حيال هذا الموضوع؟
وفق الله الجميع لما فيه الخير.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[15 Dec 2009, 06:23 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
قال ابن كثير:
"وقوله تعالى: {لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ} يعني بهم: العرب؛ فإنه ما أتاهم من نذير من قبله. وذكرهم وحدهم لا ينفي مَنْ عداهم [كما زعمه بعض النصارى]، كما أن ذكر بعض الأفراد لا ينفي العموم. وقد تقدم ذكر الآيات والأحاديث المتواترة في عموم بعثته، صلوات الله وسلامه عليه، عند قوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} [الأعراف: 158].
قوله: {لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ}: قال ابن جرير: لقد وجب العذاب على أكثرهم بأن [الله قد] حتم عليهم في أم الكتاب أنهم لا يؤمنون، {فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ} بالله، ولا يصدقون رسله."أهـ
فيظهر من تحقيق ابن كثير من خلال النص العلمي المنقول آنفا أن المقصود العرب، وهذا كما قال لا ينفي أن رسولنا الكريم بعث للناس كافة، فالحديث هنا عن العرب أجداد قريش، وقصصهم مبثوثة بين طيات المصحف الكريم، وبعد هذه الآيات الكريمة من سورة يس سيذكر لنا رب العزة قصة من ذلك.
هذا والله أعلم وأحكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[17 Dec 2009, 12:45 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخانا الكريم أبا الأشبال
وننتظر بقية الإخوة عسى أن يفيدونا لأنه لا يزال عندي إشكال في الآية والسبب أن آية الأنعام يفهم منها أن المخاطب مباشرة بهذا القرآن هم كفار قريش:
"وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ"
فهل قوله في سورة "يس" "لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ" مقتصر على قريش أو هو متعدي إلى كل من بلغه هذا القرآن وعليه فلا يكون هناك إشكال في الآية؟
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[17 Dec 2009, 05:57 م]ـ
في تفسير الطبري ان المشار اليهم هم الكفار الذين لا يؤمنون بالنبي وأوضح ذلك في قوله:
"الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {وَسَوَاء عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتهمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} يَقُول تَعَالَى ذِكْره: وَسَوَاء يَا مُحَمَّد عَلَى هَؤُلَاءِ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمْ الْقَوْل , أَيْ الْأَمْرَيْنِ كَانَ مِنْك إِلَيْهِمْ الْإِنْذَار , أَوْ تَرْك الْإِنْذَار , فَإِنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ , لِأَنَّ اللَّه قَدْ حَكَمَ عَلَيْهِمْ بِذَلِكَ."
فهم كبراء قريش الذين كذبوا النبي ممن القوا في قليب بدر بعد ذلك.
وهم الذين قال عنهم الله عز وجل في سورة البقرة:"إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7) " [البقرة/6 - 7]
وذكر ابن ابي حاتم في تفسيره فقال:
91 - حدثنا عصام بن رواد بن الجراح، ثنا آدم، ثنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، قال: «آيتان في قادة الأحزاب (إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون) قال: هم الذين ذكرهم الله في هذه الآية: (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار)» تفسير ابن أبي حاتم - (ج 1 / ص 157)
14484 - حدثنا أبي، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: قوله: «(إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون (1)) وقوله: (ولو شاء الله لجمعهم على الهدى (2)) وقوله: (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام، ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا (3)) وقوله: (ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله (4)) قوله: (ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها (5)) وقوله: (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا (6)) وقوله: (جعلنا في أعناقهم أغلالا (7)) وقوله: (من أغفلنا قلبه عن ذكرنا (8)) وقوله: (إنك لا تسمع الموتى (9)) وقوله: (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء (10)) ونحو هذا من القرآن فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحرص أن يؤمن جميع الناس ويتبعوه على الهدى، فأخبره الله أنه لا يؤمن إلا من سبق له من الله السعادة في الذكر الأول ولا يضل إلا من سبق له من الله الشقاء في الذكر الأول»
تفسير ابن أبي حاتم - (ج 48 / ص 47)
وقد أورد رواية ابن ابي حاتم ابن كثير في تفسير الاية من سورة البقرة.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[17 Dec 2009, 06:52 م]ـ
في تفسير الطبري ان المشار اليهم هم الكفار الذين لا يؤمنون بالنبي وأوضح ذلك في قوله:
"الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {وَسَوَاء عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتهمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} يَقُول تَعَالَى ذِكْره: وَسَوَاء يَا مُحَمَّد عَلَى هَؤُلَاءِ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمْ الْقَوْل , أَيْ الْأَمْرَيْنِ كَانَ مِنْك إِلَيْهِمْ الْإِنْذَار , أَوْ تَرْك الْإِنْذَار , فَإِنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ , لِأَنَّ اللَّه قَدْ حَكَمَ عَلَيْهِمْ بِذَلِكَ."
فهم كبراء قريش الذين كذبوا النبي ممن القوا في قليب بدر بعد ذلك.
.
الأخ الفاضل مجدي
بارك الله فيك
إذا كان المقصود هم كبراء قريش الذين كذبوا النبي صلى الله عليه وسلم وألقوا في قليب بدرفكيف يكون أولئك هم أكثر قريش وعددهم لم يتجاوز السبعين رجلا؟
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[18 Dec 2009, 12:08 ص]ـ
الأخ الفاضل مجدي
(يُتْبَعُ)
(/)
بارك الله فيك
إذا كان المقصود هم كبراء قريش الذين كذبوا النبي صلى الله عليه وسلم وألقوا في قليب بدرفكيف يكون أولئك هم أكثر قريش وعددهم لم يتجاوز السبعين رجلا؟
من القي بالقليب هم جزء من المكذبين الذين هم أكثر كبراء مكة. وفيهم قال حسان بن ثابت رضي الله عنه:
وخبر بالذي لا عيب فيه //// بصدق غير إخبار الكذوب ///
بما صنع المليك غداة بدر /// لنا في المشركين من النصيب //
غداة كأن جمعهم حراء ////بدت أركانه جنح الغروب ////
فلاقيناهم منا بجمع ////كأسد الغاب مردان وشيب ////
أمام محمد قد وازروه //// على الأعداء في لفح الحروب ///
بأيديهم صوارم مرهفات /// وكل مجرب خاطي الكعوب ///
بنو الأوس الغطارف وازرتها /// بنو النجار في الدين الصليب ///
فغادرنا أبا جهل صريعا /// وعتبة قد تركنا بالجبوب ///
وشيبة قد تركنا في رجال /// ذوي حسب إذا نسبوا حسيب//
يناديهم رسول الله لما ///قذفناهم كباكب في القليب ///
ألم تجدوا كلامي كان حقا //// وأمر الله يأخذ بالقلوب؟ ///
فما نطقوا، ولو نطقوا لقالوا: /// صدقت وكنت ذا رأي مصيب////
وقد ذكر ابن مسعود رضي الله عنه ذلك:"أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي عِنْدَ الْبَيْتِ وَأَبُو جَهْلٍ وَأَصْحَابٌ لَهُ جُلُوسٌ إِذْ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْض أَيُّكُمْ يَجِيءُ بِسَلَى جَزُورِ بَنِي فُلَانٍ فَيَضَعُهُ عَلَى ظَهْرِ مُحَمَّدٍ إِذَا سَجَدَ فَانْبَعَثَ أَشْقَى الْقَوْمِ فَجَاءَ بِهِ فَنَظَرَ حَتَّى سَجَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضَعَهُ عَلَى ظَهْرِهِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ وَأَنَا أَنْظُرُ لَا أُغْنِي شَيْئًا لَوْ كَانَ لِي مَنَعَةٌ قَالَ فَجَعَلُوا يَضْحَكُونَ وَيُحِيلُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاجِدٌ لَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ حَتَّى جَاءَتْهُ فَاطِمَةُ فَطَرَحَتْ عَنْ ظَهْرِهِ فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَشَقَّ عَلَيْهِمْ إِذْ دَعَا عَلَيْهِمْ قَالَ وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الدَّعْوَةَ فِي ذَلِكَ الْبَلَدِ مُسْتَجَابَةٌ ثُمَّ سَمَّى اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِأَبِي جَهْلٍ وَعَلَيْكَ بِعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ وَأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ وَعَدَّ السَّابِعَ فَلَمْ يَحْفَظْ قَالَ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ رَأَيْتُ الَّذِينَ عَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَرْعَى فِي الْقَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ" صحيح البخاري - (ج 1 / ص 400)
وقد أخبرنا ربنا عن هؤلاء انهم لا يؤمنوا وحتم موت اناس بأعيانهم على الكفر أثناء حياتهم. فمنهم
ابو جهل: نزلت فيه:"ناصية كاذبة خاطئة"
ابو لهب:نزلت فيه وزوجته سورة المسد"سيصلى نارا "
الوليد بن المغيرة:نزلت فيه "سأصليه سقر"
وأبي أو أمية نزلت في أحدهما "يا ليتني لم أتخذ فلانا خليلا"
فلذلك يكون هؤلاء وغيرهم هم الذين سواء عليهم النذير أو عدمه وقد سبق في علم الله أنهم لا يؤمنون.وكان النبي يرغب في هدايتهم لكون الناس تبعا لكبرائهم حتى أعرض النبي عن ابن ام مكتوم ونزلت "عبس وتولى"
وذلك أن النبي عليه الصلاة والسلام كان مشفقا على قومه مع ما كان يمسه من أذاهم له. وقد ذكر الله ذلك في العديد من آياته ذلك فقال:
" أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ" [فاطر/8]
"وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35) " [الأنعام/35] وغيرها من الآيات.
قال ابن كثير:
يقول تعالى: إنا جعلنا هؤلاء المحتوم عليهم بالشقاء نسبتهم إلى الوصول إلى الهدى كنسبة من جُعل في عنقه غل، فجَمَع يديه مع عنقه تحت ذقنه، فارتفع رأسُه، فصار مقمَحا. تفسير ابن كثير - (ج 6 / ص 563)
قال الشوكاني رحمه الله:
في قوله: {لَقَدْ حَقَّ القول على أَكْثَرِهِمْ} هي: الموطئة للقسم، أي: والله لقد حقّ القول على أكثرهم، ومعنى {حقّ}: ثبت، ووجب القول: أي: العذاب على أكثرهم: أي: أكثر أهل مكة، أو أكثر الكفار على الإطلاق، أو أكثر كفار العرب، وهم من مات على الكفر، وأصرّ عليه طول حياته، فيتفرّع قوله: {فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} على ما قبله بهذا الاعتبار، أي: لأن الله سبحانه قد علم منهم الإصرار على ما هم فيه من الكفر، والموت عليه، وقيل: المراد بالقول المذكور هنا: هو قوله سبحانه: {فالحق والحق أَقُولُ لأَمْلاَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ} [ص: 84 85].فتح القدير - (ج 6 / ص 151)
والله تعالى أعلم.(/)
سؤال
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[14 Dec 2009, 10:37 م]ـ
السلام عليكم ايها الاخوة الاكارم
هل كتب احد رسالة علمية (ماجستير او دكتوراه) حول منهج الصاوي في التفسير
ـ[أبو فهد]ــــــــ[15 Dec 2009, 12:31 ص]ـ
هناك رسالة للشيخ بكر ابو زيد بعنوان التحذير من مختصرات الصابوني قي التفسير أعلم انها ليست رسالة ماجستير لكن قد تفيد.
[تعليق: لا صلة لهذا الجواب بالسؤال!!] تعليق: الإشراف
ـ[محمد منقذ]ــــــــ[15 Dec 2009, 06:45 ص]ـ
السلام عليكم
في رسالة (حاشية الجمالين على الجلالين للملا علي القاري) -وهي رسالة ماجستير- فصل عقد للمقارنة بين حواشي الجلالين الثلاثة: (الجمالين، والجمل، والصاوي).
إن كنتم تحتاجون لهذا الفصل فإني أستطيع أن أخاطب أصحاب الرسالة وأرسل لكم هذا الفصل بعد إذنهم
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[15 Dec 2009, 09:36 ص]ـ
ليس على الكريم شرط
ـ[محمد منقذ]ــــــــ[15 Dec 2009, 08:55 م]ـ
أرسلتها إلى بريدكم
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[17 Dec 2009, 01:18 ص]ـ
حذف التعليق من قبل الإشراف، ونرجو من أحبتنا ومشايخنا الكرام أن يكون نصحهم وتوجيههم الخاص عبر البريد الخاص، وأن يُكتفى هنا بالتعليق على الموضوع، لا على كاتبه.
أبومجاهد
ـ[أبو المهند]ــــــــ[17 Dec 2009, 01:44 ص]ـ
السلام عليكم ايها الاخوة الاكارم
هل كتب احد رسالة علمية (ماجستير او دكتوراه) حول منهج الصاوي في التفسير
وعليكم السلام يا دكتور جمال
وأحب إخباركم ـ حفظكم الله ـ أن هذا الموضوع بعينه تم نقاشه من خلال أطروحة لنيل درجة الدكتوراه في كلية أصول الدين بالقاهرة منذ عام 1995 تقريبا وكانت رسالة فوق الوصف إتقانا وجودة والله الموفق.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[17 Dec 2009, 10:11 ص]ـ
شكر الله لكل من تكرم مشكورا بالجواب وكل التحية للاخوة وخصوصا الدكتور خضر اكرمه الله على تلك المعلومة القيمة
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[18 Dec 2009, 11:16 م]ـ
حذف التعليق من قبل الإشراف، ونرجو من أحبتنا ومشايخنا الكرام أن يكون نصحهم وتوجيههم الخاص عبر البريد الخاص، وأن يُكتفى هنا بالتعليق على الموضوع، لا على كاتبه.
أبومجاهد
توجيهكم مطاع(/)
من أسرار الفواصل القرآنية
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[15 Dec 2009, 11:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الأصمعي: كنت أقرأ: ((وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللهِ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ))
وكان بجانبي أعرابي فقال: كلام مَن هذا؟؟
فقلت: كلام الله
قال: أعِد
فأعدت؛ فقال: ليس هذا كلام الله
فانتبهتُ فقرأت: ((وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ))
فقال: أصبت
فقلت: أتقرأ القرآن؟؟
قال: لا
قلت: فمن أين علمت؟؟
فقال: يا هذا، عزَّ فحكم فقطع، ولو غفر ورحم لما قطع)) انتهى
قلت: هذا صحيح، وهو يدخل فى مناسبة الفواصل القرآنية للسياق ويلحق بمباحث الاعجاز البيانى للقرآن الكريم
ولكن مما وجدته مشكلا فى هذا الصدد قوله تعالى على لسان المسيح عليه السلام:
" ان تعذبهم فانهم عبادك، وان تغفر لهم فانك أنت العزيز الحكيم " المائدة 118 "
حيث نجد القياس هنا مخالفا للقياس الذى أورده الأصمعى
فالقياس هنا: عز فحكم فغفر!!
فهل نجد لدى الأخوة الكرام تعليلا مقبولا لهذا القياس الذى خالف القياس السابق؟
علما بأننى طالعت العديد من التعليلات ولكنى وجدتها لا تشفى غليلا، ويتصل بهذا الأمر سؤال آخر ربما يتوقف عليه حل الاشكال السابق، وذلك هو: هل هذا القول من المسيح عليه السلام فى الآخرة قطعا؟ أم أن هذا غير مقطوع به؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 Dec 2009, 11:38 م]ـ
[ align=center]
ولكن مما وجدته مشكلا فى هذا الصدد قوله تعالى على لسان المسيح عليه السلام:
" ان تعذبهم فانهم عبادك، وان تغفر لهم فانك أنت العزيز الحكيم " المائدة 118 "
حيث نجد القياس هنا مخالفا للقياس الذى أورده الأصمعى
فالقياس هنا: عز فحكم فغفر!!
فهل نجد لدى الأخوة الكرام تعليلا مقبولا لهذا القياس الذى خالف القياس السابق؟
علما بأننى طالعت العديد من التعليلات ولكنى وجدتها لا تشفى غليلا، ويتصل بهذا الأمر سؤال آخر ربما يتوقف عليه حل الاشكال السابق، وذلك هو: هل هذا القول من المسيح عليه السلام فى الآخرة قطعا؟ أم أن هذا غير مقطوع به؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخانا الفاضل العليمي
بارك الله فيك على هذه المشاركة المفيدة والمهمة
ولكن المسألة ليس فيها إشكال إطلاقا
والسبب أن المسيح عليه السلام قد تقرر عنده حكم من يأتي مشركا يوم القيامة وذكره الله على لسانه في قوله تعالى:
(لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ ُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) سورة المائدة (72)
والمسيح عليه السلام قد هدى إلى الوصف اللائق بذلك المقام في ذلك اليوم المهول فلو شاء الله أن يغفر لهم فلا غالب له وإذا فعل فهو الحكيم في أفعاله، فله المشيئة المطلقة التي لا يقيدها شيء.
تستطيع أن تقول إنه مقام التأدب مع الله تعالي.
أما قولك القياس: عز فحكم فغفر.
فلا يصح القياس هنا لأنه لم يحكم ولم يغفر وإنما هو كان مقام ارجاع الأمر إلى صاحب الأمر.
هذا والله أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[16 Dec 2009, 05:56 ص]ـ
أخى الكريم حجازى الهوى
شكر الله لك مداخلتك
كلامك قيم ومنطقى ولا غبار عليه
ولكن هناك فكرة لا زالت تتبلور فى فكرى، وربما عدت لبيانها لاحقا
جزاك الله خيرا
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[17 Dec 2009, 01:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أخي الحبيب الذي أراه في هذه الآية الكريمة أن سيدنا عيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام فوّض أمر الغفران لله سبحانه وتعالى. لكنّ الذي يقرّبه إلى نفسه عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام هو أن يعذّب الله تعالى من كفر وأشرك بالله سبحانه وتعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالآية تحوي دعاء عليهم بالعذاب لشركهم بالله سبحانه وتعالى، وهذا ما تدل عليه الآيات السابقة لهذه الآية الكريمة، وهذا ما يقتضيه السياق.
والله سبحانه وتعالى أعلم، وهو من وراء القصد
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[17 Dec 2009, 04:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أخي الحبيب الذي أراه في هذه الآية الكريمة أن سيدنا عيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام فوّض أمر الغفران لله سبحانه وتعالى. لكنّ الذي يقرّبه إلى نفسه عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام هو أن يعذّب الله تعالى من كفر وأشرك بالله سبحانه وتعالى.
فالآية تحوي دعاء عليهم بالعذاب لشركهم بالله سبحانه وتعالى، وهذا ما تدل عليه الآيات السابقة لهذه الآية الكريمة، وهذا ما يقتضيه السياق.
والله سبحانه وتعالى أعلم، وهو من وراء القصد
شكر الله لك مداخلتك أخى الحبيب الدكتور حسن
وبالفعل ما تفضلت بذكره هو أحد الوجوه المعتبرة فى تفسير تلك الفاصلة الفريدة
والعجيب فى الأمر أن هناك وجوها أخرى قد قيلت فى توجيهها وتفسيرها ونجدها تقف من رأيكم المذكور على طرف النقيض تماما!!
فمن تلك الوجوه المناقضة لما ذكرتموه ما قال به بعض العلماء من أن هذا القول من المسيح عليه السلام انما يقال فى مقام شفاعته فى قومه يوم القيامة وأنه يتوسل فى ذلك بلفظ (عبادك) بدلا من (عبيدك) وبالأسمين الكريمين (العزيز الحكيم)، وبيان ذلك الوجه ومناقشته يحتاجان الى بسط وتفصيل وقد أعرض له ان شاء الله فى مداخلة مستقلة بعد أن استقصى بقية الآراء التى قد يبديها أخوة آخرون فى هذه المسألة
وما أريد قوله بايجاز أن الآراء قد تنوعت واختلفت فى فهم هذه الآية الكريمة أشد التنوع والاختلاف ما بين القول بأنها دعاء عليهم بالعذاب - كما قلتم - والقول بأنها دعاء لهم بالصفح والمغفرة!!
واذا كان لابد لى من اختيار بين القولين فاننى أجد نفسى أميل معكم الى ترجيح القول الأول على القول الثانى
ولكنى أرى فى المسألة جانبا آخر يتعلق بالعقيدة ويصحح المفاهيم النصرانية المغالية فى طبيعة المسيح والتى يدين بها النصارى، فهذا الجانب العقدى هو ما لم أجد أحدا قد تعرض له بدرجة كافية مسلطا عليه الأضواء الكاشفة، وسوف أعرض لهذا فيما بعد ان شاء الله
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[17 Dec 2009, 05:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الأصمعي: كنت أقرأ: ((وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللهِ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ))
وكان بجانبي أعرابي فقال: كلام مَن هذا؟؟
فقلت: كلام الله
قال: أعِد
فأعدت؛ فقال: ليس هذا كلام الله
فانتبهتُ فقرأت: ((وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ))
فقال: أصبت
فقلت: أتقرأ القرآن؟؟
قال: لا
قلت: فمن أين علمت؟؟
فقال: يا هذا، عزَّ فحكم فقطع، ولو غفر ورحم لما قطع)) انتهى
قلت: هذا صحيح، وهو يدخل فى مناسبة الفواصل القرآنية للسياق ويلحق بمباحث الاعجاز البيانى للقرآن الكريم
ولكن مما وجدته مشكلا فى هذا الصدد قوله تعالى على لسان المسيح عليه السلام:
" ان تعذبهم فانهم عبادك، وان تغفر لهم فانك أنت العزيز الحكيم " المائدة 118 "
حيث نجد القياس هنا مخالفا للقياس الذى أورده الأصمعى
فالقياس هنا: عز فحكم فغفر!!
فهل نجد لدى الأخوة الكرام تعليلا مقبولا لهذا القياس الذى خالف القياس السابق؟
علما بأننى طالعت العديد من التعليلات ولكنى وجدتها لا تشفى غليلا، ويتصل بهذا الأمر سؤال آخر ربما يتوقف عليه حل الاشكال السابق، وذلك هو: هل هذا القول من المسيح عليه السلام فى الآخرة قطعا؟ أم أن هذا غير مقطوع به؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الاية الاولى ذكر الحكم وهو قطع اليد فكان الحكم فيه حكمة الخالق عز وجل. وإنما قال الأعرابي لو رحمه لما قطع.لي لو رحمه في فعله لعفى عنه. ولكن لحكمته قطع يده ليزجر غيره ويرتدع.فالحكمة هنا بالقطع لا بالعفو.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا علاقة لكلامه انه لو رحم لما جاز ان تكون العزيز الحكيم.فانت توهمت ان العزيز الحكيم لا تكون الا مع الشدة. وهذا ليس صحيحا.فلا وجه للقياس والله اعلم.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[18 Dec 2009, 09:45 م]ـ
. . . ولا علاقة لكلامه انه لو رحم لما جاز ان تكون العزيز الحكيم.فانت توهمت ان العزيز الحكيم لا تكون الا مع الشدة. وهذا ليس صحيحا.فلا وجه للقياس والله اعلم.
الأخ الفاضل أبو عيشة
شكر الله لك مداخلتك، ولكنى لم أتوهم شيئا مما قلته أخى الكريم، وأنت اذا طالعت أقوال المفسرين فى الآية 118 من سورة المائدة لوجدت أكثرهم قد وجد موضع الفاصلة مشكلا بالفعل، واليك نماذج من بعض أقوالهم:
جاء فى تفسير الكشاف للزمخشرى:
" فإن قلت: المغفرة لا تكون للكفار فكيف قال: (وإن تغفر لهم)؟ قلت: ما قال إنك تغفر لهم، ولكنه بنى الكلام على: إن غفرت، فقال: إن عذبتهم عدلت، لأنهم أحقاء بالعذاب، وإن غفرت لهم مع كفرهم لم تعدم في المغفرة وجه حكمة لأن المغفرة حسنة لكل مجرم في المعقول، بل متى كان الجرم أعظم جرماً كان العفو عنه أحسن "
وجاء فى تفسير الطبرسى (مجمع البيان):
" وإنما لم يقل فإنك أنت الغفور الرحيم لأن الكلام لم يخرج مخرج السؤال ولو قال ذلك لأوهم الدعاء لهم بالمغفرة. على أن قوله: {العزيز الحكيم} أبلغ في المعنى وذلك أن المغفرة قد تكون حكمة وقد لا تكون والوصف بالعزيز الحكيم يشتمل على معنى الغفران والرحمة إذا كانا صوابين ويزيد عليهما باستيفاء معان كثيرة لأن العزيز هو المنيع القادر الذي لا يضام والقاهر الذي لا يرام وهذا المعنى لا يفهم من الغفور الرحيم والحكيم هو الذي يضع الأشياء مواضعها ولا يفعل إلاّ الحسن الجميل فالمغفرة والرحمة إن اقتضتهما الحكمة دخلتا فيه وزاد معنى هذا اللفظ عليهما من حيث اقتضى وصفه بالحكمة في سائر أفعاله "
وجاء فى تفسير الفخر الرازى:
" الوجه الرابع: انا ذكرنا أن من الناس من قال: إن قول الله تعالى لعيسى:
{أَءنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ ?تَّخِذُونِى وَأُمّىَ إِلَـ?هَيْنِ مِن دُونِ ?للَّهِ}
انما كان عند رفعه إلى السماء لا في يوم القيامة، وعلى هذا القول فالجواب سهل لأن قوله {إِن تُعَذّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ} يعني إن توفيتهم على هذا الكفر وعذبتهم فإنهم عبادك فلك ذاك، وان أخرجتهم بتوفيقك من ظلمة الكفر إلى نور الايمان، وغفرت لهم ما سلف منهم فلك أيضاً ذاك، وعلى هذا التقدير فلا إشكال
ثم يقول: " المسألة الثالثة: روى الواحدي رحمه الله أن في مصحف عبد الله [وإن تغفر لهم فإنك أنت الغفور الرحيم سمعت شيخي ووالدي رحمه الله يقول {?لعَزِيزُ ?لحَكِيمُ} ه?هنا أولى من الغفور الرحيم، لأن كونه غفوراً رحيماً يشبه الحالة الموجبة للمغفرة والرحمة لكل محتاج، وأما العزة والحكمة فهما لا يوجبان المغفرة، فإن كونه عزيزاً يقتضي أنه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، وأنه لا اعتراض عليه لأحد فإذا كان عزيزاً متعالياً عن جميع جهات الاستحقاق، ثم حكم بالمغفرة كان الكرم ه?هنا أتم مما إذا كان كونه غفوراً رحيماً يوجب المغفرة والرحمة، فكانت عبارته رحمه الله أن يقول: عز عن الكل. ثم حكم بالرحمة فكان هذا أكمل. وقال قوم آخرون: إنه لو قال: فإنك أنت الغفور الرحيم، أشعر ذلك بكونه شفيعاً لهم، فلما قال: {فَإِنَّكَ أَنتَ ?لْعَزِيزُ ?لْحَكِيمُ} دل ذلك على أن غرضه تفويض الأمر بالكلية إلى الله تعالى، وترك التعرض لهذا الباب من جميع الوجوه "
وجاء فى تفسيرالقرطبى: " وقال: {فَإِنَّكَ أَنتَ ?لْعَزِيزُ ?لْحَكِيمُ} ولم يقل: فإنك أنت الغفور الرحيم على ما تقتضيه القصة من التسليم لأمره، والتفويض لحكمه. ولو قال: فإنك أنت الغفور الرحيم لأوهم الدعاء بالمغفرة لمن مات على شِرْكه وذلك مستحيل؛ فالتقدير إن تبقِهم على كفرهم حتى يموتوا وتعذّبهم فإنهم عبادك، وإن تَهدهم إلى توحيدك وطاعتك فتغفر لهم فإنك أنت العزيز الذي لا يمتنع عليك ما تريده؛ الحكيم فيما تفعله؛ تضل من تشاء وتهدي من تشاء. وقد قرأ جماعة: «فإنك أنت الغفور الرحيم» وليست من المصحف. ذكره القاضي عِياض في كتاب (الشّفا). "»
وجاء فى تفسير الشوكانى:
(إِن تُعَذّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ) تصنع بهم ما شئت وتحكم فيهم بما تريد {وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ ?لْعَزِيزُ ?لْحَكِيمُ} أي القادر على ذلك الحكيم في أفعاله، قيل: قاله على وجه الاستعطاف كما يستعطف السيد لعبده. ولهذا لم يقل إن تعذبهم فإنهم عصوك؛ وقيل: قاله على وجه التسليم لأمر الله والانقياد له، ولهذا عدل عن الغفور الرحيم إلى العزيز الحكيم. . . وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس {إِن تُعَذّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ} يقول: عبيدك قد استوجبوا العذاب بمقالتهم {وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ} أي من تركت منهم ومدّ في عمره حتى أهبط من السماء إلى الأرض لقتل الدجال، فزالوا عن مقالتهم ووحدوك (فَإِنَّكَ أَنتَ ?لْعَزِيزُ ?لْحَكِيمُ)
وقوله: {إن تعذّبهم فإنّهم عبادك وإن تغفر لهم فإنّك أنت العزيز الحكيم} فوّض أمرهم إلى الله فهو أعلم بما يجازيهم به لأنّ المقام مقام إمساك عن إبداء رغبة لشدّة هول ذلك اليوم، وغاية ما عرّض به عيسى أنه جوّز المغفرة لهم رحمة منه بهم، وقوله: {فإنّك أنت العزيز الحكيم} ذكر العزيز كناية عن كونه يغفر عن مقدرة، وذكر الحكيم لمناسبته للتفويض، أي المحكِم للأمور العالم بما يليق بهم "
وهكذا ترى أخى الكريم أن الآية لم تخلو من بعض الاشكالات لدى العديد من المفسرين، وأن الأفهام قد تفاوتت فى ادراك مغزاها، وللحديث بقية ان شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نور الماضي]ــــــــ[18 Dec 2009, 09:52 م]ـ
جاء فى تفسير الكشاف للزمخشرى:
" فإن قلت: المغفرة لا تكون للكفار فكيف قال: (وإن تغفر لهم)؟ قلت: ما قال إنك تغفر لهم، ولكنه بنى الكلام على: إن غفرت، فقال: إن عذبتهم عدلت، لأنهم أحقاء بالعذاب، وإن غفرت لهم مع كفرهم لم تعدم في المغفرة وجه حكمة لأن المغفرة حسنة لكل مجرم في المعقول، بل متى كان الجرم أعظم جرماً كان العفو عنه أحسن "
أسأله تعالى أن ينفع بما قدمتم ولايحرمنا من علمكم
بوركتم
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[19 Dec 2009, 08:55 م]ـ
أسأله تعالى أن ينفع بما قدمتم ولايحرمنا من علمكم
بوركتم
اللهم آمين
أشكرك أخى نور، بارك الله فيك
وأرجو أن تتابع معنا بقية العرض
فلا يزال هناك الكثير الذى لم يقال بعد
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[19 Dec 2009, 09:02 م]ـ
والعجيب فى الأمر أن هناك وجوها أخرى قد قيلت فى توجيهها وتفسيرها ونجدها تقف من رأيكم المذكور على طرف النقيض تماما!!
فمن تلك الوجوه المناقضة لما ذكرتموه ما قال به بعض العلماء من أن هذا القول من المسيح عليه السلام انما يقال فى مقام شفاعته فى قومه يوم القيامة وأنه يتوسل فى ذلك بلفظ (عبادك) بدلا من (عبيدك) وبالأسمين الكريمين (العزيز الحكيم)، وبيان ذلك الوجه ومناقشته يحتاجان الى بسط وتفصيل وقد أعرض له ان شاء الله فى مداخلة مستقلة بعد أن استقصى بقية الآراء التى قد يبديها أخوة آخرون فى هذه المسألة
هأنا ذا أفى بوعدى وأعود لاستعراض هذا الرأى الذى ألمحت اليه وبيان تفاصيله
لقد تبنى هذا الرأى العديد من المفسرين، ومداخلتى السابقة احتوت نماذج لبعض منهم، ولكنى وجدت أفضل صياغة وأجلى بيان لهذا الرأى هو ما ورد فى كتاب (من اعجاز القرآن فى أعجمى القرآن) للمفكر والباحث الاسلامى الكبير (رؤوف أبو سعدة)، يقول فى الجزء الثانى من كتابه (ص 296):
((قال المسيح عليه السلام فى القرآن يتشفع عند الله عز وجل للذين بدلوا بعده:
" ان تعذبهم فانهم عبادك، وان تغفر لهم فانك أنت العزيز الحكيم "
لن تستطيع - مهما حاولت - أن تقول أبلغ من هذا القول الذى قاله المسيح فى القرآن، لم يقل: انهم (عبيدك)، فأنت وما شئت فيمن خلقت، ولكنه قال (عبادك)، وكأنه يومىء الى أنهم وان خاضوا فى جلال ذاتك فانهم يريدون وجهك، افتتنوا بى حتى سفهوا، فارتفعوا بى عن ذليل مقامى منك الى عزيز مقامك، وأنت القاهر فوق عبادك، ان تغفر لهم فأنت عليها قادر
فماذا كان جواب العزيز الحكيم؟
قال يمتدح صدق المسيح فى الذى قاله، ويتكتم على الخلق أجمع بماذا هو مجيبه:
" قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم، لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا، رضى الله عنهم ورضوا عنه، ذلك الفوز العظيم " (المائدة 119)
أى هذا لك يا عيسى ولمن صدق بك على الأصل الذى قلت لهم، و ذر القضاء لصاحب الملك: " لله ملك السموات والأرض وما فيهن، وهو على كل شىء قدير " (المائدة 120)
ألا هل بعد هذا بلاغ؟))
انتظر رأيكم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[19 Dec 2009, 09:47 م]ـ
هأنا ذا أفى بوعدى وأعود لاستعراض هذا الرأى الذى ألمحت اليه وبيان تفاصيله
لقد تبنى هذا الرأى العديد من المفسرين، ومداخلتى السابقة احتوت نماذج لبعض منهم، ولكنى وجدت أفضل صياغة وأجلى بيان لهذا الرأى هو ما ورد فى كتاب (من اعجاز القرآن فى أعجمى القرآن) للمفكر والباحث الاسلامى الكبير (رؤوف أبو سعدة)، يقول فى الجزء الثانى من كتابه (ص 296):
((قال المسيح عليه السلام فى القرآن يتشفع عند الله عز وجل للذين بدلوا بعده:
" ان تعذبهم فانهم عبادك، وان تغفر لهم فانك أنت العزيز الحكيم "
لن تستطيع - مهما حاولت - أن تقول أبلغ من هذا القول الذى قاله المسيح فى القرآن، لم يقل: انهم (عبيدك)، فأنت وما شئت فيمن خلقت، ولكنه قال (عبادك)، وكأنه يومىء الى أنهم وان خاضوا فى جلال ذاتك فانهم يريدون وجهك، افتتنوا بى حتى سفهوا، فارتفعوا بى عن ذليل مقامى منك الى عزيز مقامك،
أخي الفاضل العليمى
حفظك الله ورعاك
ثم أقول:
ما قاله المفكر الذي نقلت عنه في تعليل فعل الغالين في عيسى عليه السلام وأمه أقول: إنه تعليل عليل.
إن إرادة وجه الله لا توصل إلا إلى الحق.
إن إرادة وجه الله تدفع العبد إلى اتباع الأدلة الموصلة إلى الحق أما أولئك الغالين إنما تبعوا الباطل والشهوات فهم اعتقدوا أولا ثم استدلوا لمعتقدهم الباطل لأنه يحقق لهم شهواتهم وأهوائهم ولهذا استحقوا اللعن على لسان داود وعيسى بن مريم:
(لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79)) سور المائدة
والمقام الذي يقول فيه المسيح عليه السلام ما قص الله علينا ليس مقام شفاعة كما ذكر المؤلف وإنما هو مقام تقرير وإظهار للحق وإظهار عدل الله المطلق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[20 Dec 2009, 05:00 م]ـ
أخي الفاضل العليمى
حفظك الله ورعاك
ثم أقول:
ما قاله المفكر الذي نقلت عنه في تعليل فعل الغالين في عيسى عليه السلام وأمه أقول: إنه تعليل عليل.
إن إرادة وجه الله لا توصل إلا إلى الحق. . . . والمقام الذي يقول فيه المسيح عليه السلام ما قص الله علينا ليس مقام شفاعة كما ذكر المؤلف وإنما هو مقام تقرير وإظهار للحق وإظهار عدل الله المطلق.
أوافقك تمام الموافقة أخى الكريم على أن المقام ليس مقام شفاعة، ولو كان كذلك لعدل عن (العزيز الحكيم) الى (الغفور الرحيم) لأنه الأنسب لمقام الشفاعة، وبالطبع فانه لن يغيب عن فطنتكم أن عرضى لهذا الرأى لا يعنى أننى أؤيده و أتبناه، وقد أعربت عن معارضتى له فى ردى على مداخلة أخينا الحبيب الدكتور حسن، وانما كان عرضى له للدلالة على وجود اشكال، وعلى تنوع واختلاف الأفهام فى ادراك مغزى الآية بوجه عام، وفاصلتها بوجه خاص
أما عن رأيى الخاص فهو أنى أرى الاشكال الحقيقى فى الآية الكريمة يتمثل فى أن المسيح عليه السلام قد وضع عقاب الله الحتمى على الشرك به موضع الاحتمال وجعلها قضية شرطية بقوله: " وان تغفر لهم. . . "
اذ كيف يحتمل الأمر أن يوضع موضع الفرض و الاحتمال مع أنه من المقرر أن: ليس بعد الكفر ذنب؟!!
ومن المقرر فى عقيدتنا - بل فى العقائد كلها على اختلاف الملل - أن قضاء الله فى المشركين به سبحانه وتعالى هو:
" ان الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء "
فهل المسيح عليه السلام لا يعرف ذلك؟!
بالطبع لا، حاشا له وكلا، ويستحيل عقلا وشرعا أن نظن به ذلك!!
فكيف اذن جعل الغفران لهم احتمالا قائما بقوله: " وان تغفر لهم. . . "؟!
أليس قوله هذا يعنى امكانية الغفران لهم وكونه غير مستحيل الوقوع؟!
و يبدو لى أن ذلك هو ما شجع البعض على حمل قول المسيح هذا على محمل الشفاعة
هذا هو - أخى الحبيب - موضع الاشكال الحقيقى فيما أرى
وقد هدانى الله عز وجل الى حل مقنع له، أقوله بعد أن أستطلع رأيكم، وآراء من قد يكون لديه تعليل مقبول لتلك المسألة من الأخوة الأفاضل
ولكن مبدئيا: هل توافقنى على وجه الاشكال الذى ذكرته؟
والسؤال موجه للجميع، بارك الله فيكم
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[20 Dec 2009, 08:55 م]ـ
لبيان أن موضع الفاصلة هنا يعد مشكلا أسوق هذا الكلام الذى اقتبسته من تفسير " روح المعانى " للامام الآلوسى:
((ثم إن للعلماء في بيان سر ذكر ذينك الاسمين الجليلين (العزيز الحكيم) في الآية كلاماً طويلاً حيث أشكل وجه مناسبتهما لسياق ما قرنا به حتى حكي عن بعض القراء أنه غيرهما لسخافة عقله فكان يقرأ (فإنك أنت الغفور الرحيم) إلى أن حبس وضرب سبع درر، ووقع لبعض الطاعنين في القرآن من الملاحدة أن المناسب ما وقع في مصحف ابن مسعود (فإنك أنت العزيز الغفور) كما نقل ذلك ابن الأنباري، وقد علمت أحد توجيهاتهم لذلك.
وقيل: إن ذكرهما من باب الاحتراس لأن ترك عقاب الجاني قد يكون لعجز في القدرة أو لإهمال ينافي الحكمة فدفع توهم ذلك بذكرهما. وفي «أمالي العز بن عبد السلام» أن العزيز معناه هنا الذي لا نظير له، والمعنى وإن تغفر لهم فإنك أنت الذي لا نظير لك في غفرانك وسعة رحمتك، وأنت أولى من رحم وأجدر من غفر وستر الحكيم الذي لا يفعل شيئاً إلا في مستحقه وهم مستحقون ذلك لفضلك وضعفهم، وهذا ظاهر في أن في الآية تعريضاً بطلب المغفرة ولا أظنك تقول به.))
ولبيان أن الاشكال الحقيقى هو ما ذهبت اليه وأبنت عنه فى مداخلتى السابقة أسوق هذا الكلام الذى اقتبسته من " التفسير الوسيط " لفضيلة الدكتور سيد طنطاوى شيخ الأزهر الشريف:
((وقد قال بعض المفسرين هنا: كيف جاز لعيسى أن يقول: {وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ} والله - تعالى - لا يغفر أن يشرك به؟
وقد أجاب عن ذلك الإِمام القرطبى بقوله: قول عيسى {وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ} قاله على وجه الاستعطاف لهم، والرأفة بهم، كما يستعطف السيد لعبده، ولهذا لم يقل: فإنهم عصوك. وقيل قاله على وجه التسليم لأمره، والاستجارة من عذابه، وهو يعلم أنه لا يغفر لكافر وقيل. الهاء والميم فى {إِن تُعَذِّبْهُمْ} لمن مات منهم على الكفر. والهاء والميم فى قوله: {وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ} لمن تاب منهم قبل الموت. وهذا وجه حسن ".
أقول: هذا الوجه الثالث الذى ذكره القرطبى قد اكتفى به بعض المفسرين فقال: قوله: {إِن تُعَذِّبْهُمْ} أى: من أقام على الكفر منهم {فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ} وأنت مالكهم تتصرف فيهم كيف شئت لا اعتراض عليك {وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ} أى: لمن آمن منهم {فَإِنَّكَ أَنتَ ?لْعَزِيزُ} الغالب على أمره {?لْحَكِيمُ} فى صنعه.
ومع وجاهة هذا الوجه فإننا نرى أن الآية الكريمة حكاية للتفويض المطلق الذى فوضه عيسى إلى ربه - سبحانه - فى شأن قومه ولهذا قال ابن كثير:
هذا الكلام يتضمن رد المشيئة إلى الله - تعالى - فإنه الفعال لما يشاء الذى لا يسأل عما يفعل وهم يسألون))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[21 Dec 2009, 12:23 ص]ـ
أخي الكريم العليمى
أنا لا أرى في الآية إشكالاً على الإطلاق منذ البداية، إلا إذا كنا نريد أن يكون كلام الله وفق أفهامنا وتصورتنا.
إن ما قاله عيسى عليه السلام هو اللائق بذلك المقام وذلك الموقف المهول الذي يسأل الله فيه الرسل ومن أرسلوا إليهم:
(فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (6) فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ (7) وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (8) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَظْلِمُونَ (9)) سورة الأعراف
في ذلك اليوم الذي يضع الله فيه موازين القسط:
(وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ) سورة الأنبياء (47)
في ذلك اليوم يسأل الله المرسل إليهم:
(وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (62) قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ (63) وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ (64) وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ (65) فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَسَاءَلُونَ (66)) سورة القصص
وفي ذلك اليوم يسأل الله الرسل:
(يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) سورة المائدة (109)
ويخص الله عيسى عليه الصلاة والسلام بالذكر هنا فيقول:
(إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ) سورة المائدة (110)
ليبكت الله الذين تولوا كبر إضلال البشرية بأعظم فرية عرفها التأريخ وهي فرية تأليه المسيح بن مريم عليه السلام.
وهذا التبكيت سيحدث مرتين:
الأولى: في هذه الحياة الدنيا حين ينزل المسيح عليه السلام فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ولا يقبل إلا الإسلام.
والثانية: يوم يقوم الأشهاد يوم يقول الله تعالى:
(يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ)
فيجيب عيسى عليه السلام بما يليق بالله تعالى وبالمقام في ذلك اليوم من تنزيه الله تعالى والثناء عليه ثم يذكر براءته التي قد علمها الله تعالى ثم يفوض الأمر إليه تبارك وتعالى:
( .... قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118)) سورة المائدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
نعم عبارة المسيح عليه السلام مع التفويض تنضح بالإشفاق والوجل ولكنها هي اللائقة بالمقام.
وقريب من عبارة المسيح عليه السلام عبارة الخليل عليه السلام في قول الله تعالى:
(رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) سورة إبراهيم (36)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[21 Dec 2009, 04:41 م]ـ
أخي الكريم العليمى
أنا لا أرى في الآية إشكالاً على الإطلاق منذ البداية، إلا إذا كنا نريد أن يكون كلام الله وفق أفهامنا وتصورتنا. . . . . نعم عبارة المسيح عليه السلام مع التفويض تنضح بالإشفاق والوجل ولكنها هي اللائقة بالمقام
لا يا أخى الكريم، بالطبع لا نريد أن يكون كلام الله وفق أفهامنا وتصوراتنا، حاشا لله، وانما نحن نحاول جميعا الاجتهاد فى فهم وتدبر كتاب الله العزيز والوقوف على مراد الله من كلامه تعالى، فان أصبنا فلنا أجران، وان أخطأنا فلنا أجر
وأن يجد أحدنا اشكال ما - بوجه عام - فى فهم كلام الله ومراده ويحاول حله وازالته لا يعنى بحال أنه يريد فهم كلام الله على هواه، وأنتم فى غنى عن تعريفكم بذلك، فانكم من أهل العلم والفضل، ولكنها قد تكون من سهوات العارفين، وجل من لا يسهو
كما اننى - أخى الكريم - لم أختلق هذا الاشكال اختلاقا، وانما وجدته كذلك فى الكثير من كتب التفسير، وقد عرضت نماذج عديدة منها فى مداخلاتى السابقة، فالاشكال موجود أخى الحبيب من قديم وليس وليد اليوم فحسب
و أراك أخى قد اقتربت من وجود اشكال بقولك:
نعم عبارة المسيح عليه السلام مع التفويض تنضح بالإشفاق والوجل ولكنها هي اللائقة بالمقام
فهذا الوجل والاشفاق الذى بدا لك هو ما رأى فيه البعض شفاعة من المسيح فى قومه الذين غلوا فى شأنه هو وأمه الطاهرة البتول عليهما السلام
وهنا ينبثق الاشكال الحقيقى: وكيف يشفع للمشركين؟!
كيف يفعل هذا وهو القائل: " انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار، وما للظالمين من أنصار " (المائدة - 72)
ولم أجد أحدا من القائلين بالشفاعة قد حاول حل هذا الاشكال بجدية، اللهم الا المفكر الاسلامى (رؤوف أبو سعدة) الذى عرضت رأيه فى مداخلة سابقة ولكن دون أن أعرض لمحاولته حل هذا الاشكال الأخير، وهى المحاولة التى وجدته قد ذكرها فى موضع آخر غير الموضع المذكور من قبل (واذا أحببت عرضتها لك)، وقد ضربت صفحا عن ذكرها فيما سبق من مداخلات لأنى أرى مثلكم أن المقام الذى قال فيه المسيح هذا الكلام ليس مقام شفاعة، وانما أرى فيه رأيا آخر يشهد لاعجاز القرآن الكريم ولم يسبق لأحد - فيما أعلم - أن قال به، ولم أجده فى عشرات كتب التفسير التى رجعت اليها
يكفى هذا الآن، وللحديث بقية ان شاء الله
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[21 Dec 2009, 07:59 م]ـ
و أراك أخى قد اقتربت من وجود اشكال بقولك:
نعم عبارة المسيح عليه السلام مع التفويض تنضح بالإشفاق والوجل ولكنها هي اللائقة بالمقام
فهذا الوجل والاشفاق الذى بدا لك هو ما رأى فيه البعض شفاعة من المسيح فى قومه الذين غلوا فى شأنه هو وأمه الطاهرة البتول عليهما السلام
وهنا ينبثق الاشكال الحقيقى: وكيف يشفع للمشركين؟!
انظر أخي الكريم كيف تأتي الإشكالات
نفترض إشكالاً غير موجود ثم نبحث عن حل الإشكال.
إذا كنت ترى أن القول بأن المقام مقام شفاعة قول غير صحيح أوضعيف فلماذا تجعله إشكالا ثم تبحث عن الحل؟
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[21 Dec 2009, 08:23 م]ـ
إذا كنت ترى أن القول بأن المقام مقام شفاعة قول غير صحيح أوضعيف فلماذا تجعله إشكالا ثم تبحث عن الحل؟
بعيدا عن مسألة الشفاعة بأكملها ـ هذا هو الاشكال الحقيقى:
من " التفسير الوسيط " لفضيلة الدكتور سيد طنطاوى شيخ الأزهر الشريف:
((وقد قال بعض المفسرين هنا: كيف جاز لعيسى أن يقول: {وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ} والله - تعالى - لا يغفر أن يشرك به؟
وهذا أيضا:
أما عن رأيى الخاص فهو أنى أرى الاشكال الحقيقى فى الآية الكريمة يتمثل فى أن المسيح عليه السلام قد وضع عقاب الله الحتمى على الشرك به موضع الاحتمال وجعلها قضية شرطية بقوله: " وان تغفر لهم. . . "
(يُتْبَعُ)
(/)
اذ كيف يحتمل الأمر أن يوضع موضع الفرض و الاحتمال مع أنه من المقرر أن قضاء الله فى المشركين به سبحانه وتعالى هو:
" ان الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء "
فهل المسيح عليه السلام لا يعرف ذلك؟!
بالطبع لا، حاشا له وكلا، ويستحيل عقلا وشرعا أن نظن به ذلك!!
فكيف اذن جعل الغفران لهم احتمالا قائما بقوله: " وان تغفر لهم. . . "؟!
أليس قوله هذا يعنى امكانية الغفران لهم وكونه غير مستحيل الوقوع؟!
كل هذا وغيره قد ذكرته فى مداخلاتى السابقة أخى الكريم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[21 Dec 2009, 08:46 م]ـ
أما عن رأيى الخاص فهو أنى أرى الاشكال الحقيقى فى الآية الكريمة يتمثل فى أن المسيح عليه السلام قد وضع عقاب الله الحتمى على الشرك به موضع الاحتمال وجعلها قضية شرطية بقوله: " وان تغفر لهم. . . "
اذ كيف يحتمل الأمر أن يوضع موضع الفرض و الاحتمال مع أنه من المقرر أن قضاء الله فى المشركين به سبحانه وتعالى هو:
" ان الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء "
فهل المسيح عليه السلام لا يعرف ذلك؟!
بالطبع لا، حاشا له وكلا، ويستحيل عقلا وشرعا أن نظن به ذلك!!
فكيف اذن جعل الغفران لهم احتمالا قائما بقوله: " وان تغفر لهم. . . "؟!
أليس قوله هذا يعنى امكانية الغفران لهم وكونه غير مستحيل الوقوع؟!
[/ align]
أما سؤالك كيف فقد أجبتك في مداخلة سابقة وقلت:
والمسيح عليه السلام قد هدى إلى الوصف اللائق بذلك المقام في ذلك اليوم المهول فلو شاء الله أن يغفر لهم فلا غالب له وإذا فعل فهو الحكيم في أفعاله، فله المشيئة المطلقة التي لا يقيدها شيء.
تستطيع أن تقول إنه مقام التأدب مع الله تعالى.
أما سؤالك عن إمكانية الغفران واستحالته فأقول:
إن نظرت إلى الأمر من خلال مشيئة الله المطلقة فتستطيع أن تقول إنها ممكنة.
وإن نظرت إلى الأمر من خلال ما أخبر الله به عن نفسه:
(مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) سورة ق (29)
فالمغفرة مستحيلة
وواجبنا الوقوف عند ما أخبرنا الله به عن نفسه
ونسأله العافية وأن نكون ممن قد كتب لهم الحسنى
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[21 Dec 2009, 09:13 م]ـ
ونسأله العافية وأن نكون ممن قد كتب لهم الحسنى
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد
اللهم آمين، آمين
وعلى نبينا محمد أفضل الصلاة وأتم التسليم
لم يبق الآن الا أن أعرض لما فتح به العليم الخبير على العبد الفقير
موعدنا غدا بمشيئة الله تعالى
وبارك فيك أخى حجازى
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[22 Dec 2009, 08:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى:
(واذ قال الله يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118)) سورة المائدة
كان القرآن الكريم حريصا غاية الحرص على تسجيل ذلك المشهد الأخروى الذى يسأل فيه الله تبارك وتعالى المسيح عليه السلام عما قاله لقومه وما أوصاهم به
وحين نعلم دواعى هذا الحرص وموجباته فسيبدو لنا شاهدا جديدا على اعجاز القرآن العظيم واستحالة أن يصدر عن انسان أمى لا علم له بأسرار اللاهوت النصرانى ولا بتفاصيل كتب النصارى المقدسة وفى مقدمتها الأناجيل وأعمال الرسل، أو ما يسمى اختصارا بالعهد الجديد
لقد كان القرآن الكريم حريصا على تسجيل هذا المشهد بوجه خاص من أجل تفنيد ودحض العقائد الباطلة التى يدين بها النصارى فيما يسمى عندهم بالدينونة ويسمى عندنا بالحساب
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن المقرر فى عقيدتنا أن يوم القيامة هو يوم الحساب وهو يوم الفصل الذى ينال فيه كل انسان جزاءه على ما اقترف من أعمال فى الحياة الدنيا
ومن المقرر عندنا كذلك أن الذى يفصل بين العباد ويحكم بينهم ويثيب ويعاقب هو الله عز وجل بلا منازع ولا شريك
أما اذا طالعنا اللاهوت النصرانى فسوف نجد أن الأمر فيه بخلاف ذلك تماما، حيث نجد أن (يسوع المسيح) والذى هو المسيح عيسى عندنا هو الذى يدين الناس يوم القيامة، وهو الذى يحكم عليهم اما بالعذاب واما بالمغفرة، وهما الأمران اللذان ذكرتهما الآية الكريمة:
" ان تعذبهم. . وان تغفر لهم. . " فالآية قد خصت هذين الأمرين تحديدا بالذكر
هذا التخصيص الذى جاء على لسان المسيح نفسه على وجه التحديد انما جاء هكذا لتفنيد مزاعم القوم فيه من كونه هو الديان من دون الله، وهى المزاعم التى وردت فى انجيل يوحنا، وفيما يلى مقتطفات منه مع تعليقات عليها لواحد من أكبر علماء اللاهوت النصرانى وهو الأب (متى المسكين) فى كتابه الضخم (شرح انجيل القديس يوحنا - الجزء الأول)، حيث جاء فى صفحة 352 منه ما يلى:
((يوحنا 5: 22: " لأن الآب لا يدين أحدا، بل قد أعطى كل الدينونة للابن "
التعليق: الذى يقيم الموتى (الابن) له أن يحاسبهم، هذه حتمية الامتياز الذى أعطى للابن، اذن فالذى يقيم من الموت هو الذى يغفر الخطايا، والذى يغفر يدين، لأن الذى يحيى يميت أيضا!!
أما قول المسيح أنه قد أعطى ((كل)) الدينونة، فمعناه أنه قد تولى الحكم هنا وهناك، على الأرض وفى السماء))
وفى صفحة 353 يقول:
((اذ أعطى الله الابن سلطانا لكى يشفى ويحيى ويقيم من الموت، تحتم أن يعطيه أيضا سلطانا لكى يدين، لأن غفران الخطايا هو الجزء الأعظم من سلطان القاضى أو الديان))
وفى صفحة 363 يقول:
((يوحنا 5: 27: " وأعطاه سلطانا أن يدين أيضا لأنه ابن الانسان "
التعليق: هنا امتياز الدينونة أخذه المسيح باعتباره " ابن الانسان " حسب القراءة اليونانية الصحيحة بدون التعريف ب " ال " حتى لا يفيد شخص المسيح بل الجنس، أى أنه يدين كانسان!
وهذا المعنى يحمل منتهى العدالة الالهية اذ جعل الديان الذى يقضى لبنى الانسان هو " ابن الانسان " أى من جنس من يقضى لهم))
وفى صفحة 367 يقول:
((ويعود القديس بولس الرسول يؤكد حتمية وقوفنا أمام الديان (المسيح) بقوله:
" لأنه لا بد أننا جميعا نظهر أمام كرسى المسيح لينال كل واحد ما كان بالجسد بحسب ما صنع خيرا كان أم شرا " (2 كو 5: 10)
بطرس الرسول أيضا يشترك فى هذا التأكيد عينه بقوله:
" الذين سوف يعطون حسابا للذى هو على استعداد أن يدين الأحياء والأموات " (1 بط 4: 5)
ويحدد بولس الرسول هذا اليوم الذى للدينونة بيوم ظهور المسيح هكذا:
" أنا أناشدك اذا أمام الله والرب يسوع المسيح العتيد أن يدين الأحياء والأموات عند ظهوره وملكوته " (2 تى 4: 1)
كما استقر الايمان الأول فى الكنيسة بأن المسيح ك " رب " هو الذى سيضطلع بالدينونة، وذلك من فم المسيح نفسه:
" وأوصانا أن نكرز للشعب ونشهد بأن هذا هو المعين من الله ديانا للأحياء والأموات " (أع 10: 41 - 42)))
اكتفى بهذا القدر الآن، وقد يكون لى عودة ان شاء الله تعالى لبيان المزيد حول هذا الأمر، والسلام عليكم
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[23 Dec 2009, 04:23 م]ـ
علمنا مما سبق أن الآيات الكريمة التى سجلت حوار الله تعالى مع المسيح فى ختام سورة المائدة كان من أهدافها ومراميها نفى عقيدة النصارى فى المسيح بوصفه ديانا للناس يوم القيامة وارجاع الأمر كله لله عز وجل بوصفه هو جل وعلا ملك يوم الدين بلا منازع
والجدير بالذكر أن تلك الآيات يبدو فيها المسيح عليه الصلاة والسلام وكأنه يقف موقف المساءلة والتحقيق، وهما الأمران اللذان يخص النصارى بهما المسيح نفسه!! فهو عندهم الذى يسأل وهو الذى يحقق و يدين وليس العكس
ولكن ماذا عن اشكال اجازة المسيح المغفرة لهم؟؟
وكيف يستقيم ذلك مع علمه التام عليه السلام بأن من يشرك بالله مأواه النار كما ورد على لسانه الشريف فى نفس السورة (الآية 72):
" وقال المسيح يا بنى اسرائيل اعبدوا الله ربى وربكم، انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار "
(يُتْبَعُ)
(/)
فكيف نوفق بين الأمرين؟!
لقد حاول بعض الباحثين حل هذا الاشكال بأن فرقوا بين أهل الكتاب - ويدخل فيهم النصارى - والمشركين فقالوا أن نداء القرآن للنصارى فى القرآن هو (يا أهل الكتاب) وأنه لم يصفهم صراحة بكونهم مشركين، ومن هنا تجوز المغفرة لهم على اعتبار أنهم لم يشركوا مع الله آلهة أخرى، هذا ما ارتأه بعض الباحثين، وفيما يلى نص كلام أحدهم أسوقه لكم لابداء الرأى فيه، مع التنويه بأنى أقف منه موقف المحايد فلا اؤيده ولا أنفيه، بل أفوض العلم فيه الى الله عز وجل
يقول الأستاذ رؤوف أبو سعدة فى كتابه (من اعجاز القرآن) الجزء الثانى صفحة 334 ما يلى:
((وربما قيل لك أن النصرانى أيضا مشرك، لأنه يعدد آلهته، فيقول ثلاثة.
وهذا صحيح فى ظاهره، غير صحيح فى جوهره، لأن المشرك يعبد آلهة متفرقة (أرباب متفرقون كما وصفهم يوسف عليه السلام) ومتضادة الارادة ومتعاكسة الفعل، يغيظ هذا بذاك، ويستعين على هذا بذاك، ويسترضى هذا بقربان لذاك
أما " الثالوث " عند النصرانى فهو وحيد الارادة، وحيد الفعل:
المسيح عنده يصنع مشيئة " أبيه " الذى فى السموات
والروح القدس جبريل لا يتكلم من عنده وانما يتكلم بما يسمع من الآب (الله)
والصلاة عند النصرانى صلاة للآب، لا لعيسى ولا لجبريل:
" أبانا الذى فى السموات، ليتقدس اسمك، ليأت ملكوتك، لتكن مشيئتك كما فى السماء فكذلك على الأرض! "
والتقرب بالابن تقرب الى الآب
و " موهبة " الروح القدس نعمة من الآب
وخلق السموات والأرض وما بينهما خلق الآب
والملكوت ملكوت الآب
فهل بقى لعيسى وجبريل شىء وقد فنيا أخيرا فى ذات الآب الذى انبثقا منه ليعودا اليه؟!
فليس ثم - ان تمعنت - جحود لذات الله أو انكار
فالله الذى يعبده النصرانى هو اله ابراهيم واسحق ويعقوب والأسباط والنبيين من قبل ومن بعد
فماذا فعل اللاهوت فى مجامعه مجمعا بعد مجمع؟
أدمج عيسى وجبريل فى ذات الله عز وجل، فلم يعد لهما خارج ذات الله وجود، فاحتفظ بمقولة التوحيد فى وجه المنكرين عليه، أو هكذا ظن، ثم أخرج من ذات الله عز وجل عيسى وجبريل يعملان الأعمال فى زى نبى وملك كريم
أفليس الأنبياء رسل الله؟ وأليس الملائكة جند الله؟
فما حاجة الله الى التزيى بزى عيسى وجبريل؟!!
أسئلة لا تجد لها جوابا عند النصرانى المؤمن الذى لا التواء فيه، بل هو يحترز كل الاحتراز من مناقشتها بعقله الذى لا يحتمل كل هذا الخلط والتخليط: انه فحسب يعبد الآب الذى فى السموات، ويحب المسيح، ويعظم الروح القدس، على القرب من الله عز وجل قربا يعلو على فهم البشر، ويترك التفصيل والتقعيد لأصحاب هذا اللاهوت
هنا تجد فى الله رجاء للنصرانى المؤمن الذى لا التواء فيه - لا لأصحاب هذا اللاهوت - ان هو نزه ذات الله عز وجل عما لا يليق بجلاله، وأصم أذنيه وقلبه عن سفسطة أصحاب اللاهوت، والله يهدى من يشاء بقرآن وبغير قرآن، وهو أعلم بالمهتدين)) انتهى الاقتباس من المرجع المذكور
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[23 Dec 2009, 08:40 م]ـ
ولكن ماذا عن اشكال اجازة المسيح المغفرة لهم؟؟
وكيف يستقيم ذلك مع علمه التام عليه السلام بأن من يشرك بالله مأواه النار كما ورد على لسانه الشريف فى نفس السورة (الآية 72):
" وقال المسيح يا بنى اسرائيل اعبدوا الله ربى وربكم، انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار "
فكيف نوفق بين الأمرين؟!
أخانا العليمى حفظك الله
لماذا الاصرار على أن في الآية اشكالا؟
إنه مقام التفويض، تفويض الأمر إلى الله تعالى.
المسيح لم يشفع وإنما كان يجيب على السؤال.
وأذكرك أن نوحا عليه السلام عندما قال:
" إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ" سورة هود من الآية (45)
قال الله له:
(قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ) سور هود (46)
وأما ما نقلته عن أبي سعدة:
وربما قيل لك أن النصرانى أيضا مشرك، لأنه يعدد آلهته، فيقول ثلاثة.
وهذا صحيح فى ظاهره، غير صحيح فى جوهره، لأن المشرك يعبد آلهة متفرقة (أرباب متفرقون كما وصفهم يوسف عليه السلام) ومتضادة الارادة ومتعاكسة الفعل، يغيظ هذا بذاك، ويستعين على هذا بذاك، ويسترضى هذا بقربان لذاك
أما " الثالوث " عند النصرانى فهو وحيد الارادة، وحيد الفعل:
المسيح عنده يصنع مشيئة " أبيه " الذى فى السموات
والروح القدس جبريل لا يتكلم من عنده وانما يتكلم بما يسمع من الآب (الله)
أقول هذا كلام ساقط لأن الله كفر هؤلاء الذين يقولون بإلهية المسيح والذين يقولون بالتثليث وسماهم مشركين وتوعدهم بالعذاب الأليم:
(لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ ُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72) لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73)) سورة المائدة
والمثلث مشرك بالله وإن زعم أن الثلاثة واحد، فالحكم لا يتعلق بزعمهم وإنما الحكم معلق بالحقيقة:
فالله غير المسيح وغير روح القدس وكل واحد يختلف عن الآخر.
وما دام أن أبا سعدة قال عن ما ذكره من عقيدة النصارى:
"خلط وتخليط"
فكيف تريد أن تحل به اشكالا؟
يا أخانا العليمى أرح نفسك وأرحنا معك فليس في الآية اشكال.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[25 Dec 2009, 05:31 م]ـ
أخانا العليمى حفظك الله
لماذا الاصرار على أن في الآية اشكالا؟.
هذا سؤال أعتقد أنى قد أجبت عنه من قبل غير ذات مرة (بدءا من المداخلة السابعة)، أجبت عنه مرات عديدة، وكان آخرها حين قلت:
كما اننى - أخى الكريم - لم أختلق هذا الاشكال اختلاقا، وانما وجدته كذلك فى الكثير من كتب التفسير، وقد عرضت نماذج عديدة منها فى مداخلاتى السابقة، فالاشكال موجود أخى الحبيب من قديم وليس وليد اليوم فحسب
ثم تقول أخى الكريم:
إنه مقام التفويض، تفويض الأمر إلى الله تعالى.
حسنا، لا بأس، ولكن من العجيب أن كثيرا ممن قالوا بالتفويض قد أثاروا نفس هذا الاشكال أيضا!!
المسيح لم يشفع وانما كان يجيب على السؤال
أجل، المسيح لم يشفع، وأنا لم أنازع فى هذا، بل أعلنت صراحة رفضى لمسألة الشفاعة جملة وتفصيلا، ولكن هذا لم يمنع نفس الاشكال من أن يظل قائما
وأما ما نقلته عن أبي سعدة:
أقول هذا كلام ساقط لأن الله كفر هؤلاء الذين يقولون بإلهية المسيح والذين يقولون بالتثليث وسماهم مشركين وتوعدهم بالعذاب الأليم
أما أن الله عز وجل قد كفر (بتضعيف الفاء) من ذكرتهم فهذا حق، وأما أنه سماهم مشركين ففى هذا نظر وتوقف واحتراز
فانك اذا جلت ببصرك فى القرآن كله فلن تجد اسم المفعول للجمع المذكر (مشركون أو مشركين) أو المؤنث (مشركات) أو حتى للمفرد (مشرك أو مشركة) قد أطلقه القرآن الكريم - ولو لمرة واحدة - على من يدين بالنصرانية، وهذا ملحظ هام لا ينتبه اليه كثير من الناس، ذلك أن بين الكفر والشرك فرق ملحوظ، وقد أفاض أهل العلم فى بيان ذلك الفرق، وذكروا أدلة كثيرة على الفرق بينهما، والكلام فى هذا شرحه يطول، وربما احتاج الى فتح موضوع مستقل لبيانه ومناقشته، ولست مستعدا لذاك الآن، ولكنى اكتفى فى عجالة سريعة بتذكيركم ببعض الآيات الكريمات التى فرقت بينهما، ثم بحكم الشرع الحنيف فى الأكل من ذبائح أهل الكتاب وفى نكاح نسائهم من دون المشركين جميعا
فأما عن الآيات فمنها قوله تعالى فى مطلع سورة البينة:
" لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة "
فهاهنا نجد مغايرة بين أهل الكتاب من جهة وبين المشركين من جهة أخرى، وهى مغايرة دل عليها حرف الواو الفاصل بينهما على أصح الأقوال
ومنها كذلك قوله تعالى فى الآية 105 من سورة البقرة:
" ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم "
وأما عن تمييز الشرع الحنيف بين أهل الكتاب والمشركين فمن المعلوم أنه قد أحل لنا الأكل من ذبائح أهل الكتاب، كما أحل لنا النكاح من نسائهم، فى حين حرم علينا الأمرين كليهما مع المشركين والمشركات، وقد ورد هذا أيضا بنص القرآن ذاته (انظر الآية الخامسة من سورة المائدة، وقارنها بالآية 221 من البقرة)
ومن هنا فان قولك عن النصارى أن الحق جل وعلا قد (سماهم مشركين) ليس بصحيح على اطلاقه أخى الكريم، أو على أقل تقدير ليس موضع اجماع من العلماء، بل فيه خلاف مشهور، وأجد نفسى تميل الى مذهب الامامين أبى حنيفة النعمان وابن حزم فى هذه المسألة، فانهما ممن فرقوا بين المشركين وأهل الكتاب
ومما يقوى هذا ويعززه جدا - فيما أرى - الآية التى نحن بصددها الآن: " وان تغفر لهم فانك أنت العزيز الحكيم "
فما كان المسيح عليه السلام ليجيز لهم المغفرة وهو عالم بأنهم مشركون شركا أكبر، وعالم كذلك بأن المشركين مأواهم النار كما قال هو بنفسه فى الآية 72 من نفس السورة
أقول هذا ثم أختمه بقولى: والله أعلم وأحكم
والمثلث مشرك بالله وإن زعم أن الثلاثة واحد
ينطبق على هذا الكلام ما سبق أن ذكرته توا، حيث لم ترد لفظة (مشرك) فى القرآن كله مرادا بها النصرانى بوجه خاص
وما دام أن أبا سعدة قال عن ما ذكره من عقيدة النصارى: " خلط وتخليط " فكيف تريد أن تحل به اشكالا؟ "
أبو سعدة - يرحمه الله ويطيب ثراه - ما كان يعنى بقوله ذاك الا أصحاب اللاهوت تحديدا وحصرا، ولم يكن يعنى به العوام من النصارى
يا أخانا العليمى أرح نفسك وأرحنا معك فليس في الآية اشكال
لا تعليق لى على هذه الجملة بعد بيانى السابق فى مطلع هذه المداخلة
(يُتْبَعُ)
(/)
وفى الختام أشكرك أخى حجازى على مبادرتك بالرد وتفاعلك مع الموضوع، فجزاك الله خيرا، ولا حرمنا الله منك ولا من تعليقاتك المفيدة
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[25 Dec 2009, 11:59 م]ـ
أخي الكريم العليمى
سلام الله عليك ورحمته وبركاته
قال الله تبارك وتعالى:
(لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ ُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72)
هذه الآية صريحة في شرك أهل الكتاب ولو لم يكن قولهم: "إن الله هو المسيح ابن مريم" شركاً لما أعقبه بقوله " وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ ُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ".
يقول الطاهر بن عاشور:
"وفي حكايته تعريض بأنّ قولهم ذلك قد أوقعهم في الشرك وإن كانوا يظنّون أنّهم اجتنبوه حذراً من الوقوع فيما حذّر منه المسيح، لأنّ الّذين قالوا: إنّ الله هو المسيح. أرادوا الاتّحاد بالله وأنّه هو هُو. وهذا قول اليعاقبة كما تقدّم آنفاً، وفي سورة النّساء. وذلك شرك لا محالة، بل هو أشدّ، لأنّهم أشركوا مع الله غيره ومزجوه به فوقعوا في الشّرك وإن راموا تجنّب تعدّد الآلهة، فقد أبطل الله قولهم بشهادة كلام من نسبوا إليه الإلهية إبطالاً تامّاً." التحرير والتنوير
وقال تبارك وتعالى:
(لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (73)
وأما هذه الآية فإنه إذا لم يُفهم من قول" إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ" الشرك، فما أدري أي عبارة يمكن أن نفهم منها معنى الشرك؟
ثم ما معنى رد الله عليهم بقوله:" وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ" إلا إبطال شركهم.
ثم إذا لم يكن لك فيما سبق مقنع على أن أهل الكتاب مشركون فدعك منه وخذ قول الله تعالى الصريح في شركهم:
(اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) سورة التوبة (31)
يقول الطبري رحمه الله تعالى في تفسيره:
"وأما قوله: (وما أمروا إلا ليعبدوا إلهًا واحدًا)، فإنه يعني به: وما أمر هؤلاء اليهود والنصارى الذين اتخذوا الأحبارَ والرهبان والمسيحَ أربابًا، إلا أن يعبدوا معبودًا واحدًا، وأن يطيعوا إلا ربًّا واحدًا دون أرباب شتَّى، وهو الله الذي له عبادة كل شيء، وطاعةُ كل خلق، المستحقُّ على جميع خلقه الدينونة له بالوحدانية والربوبية = "لا إله إلا هو"، يقول تعالى ذكره: لا تنبغي الألوهية إلا للواحد الذي أمر الخلقُ بعبادته، ولزمت جميع العباد طاعته = (سبحانه عما يشركون)، يقول: تنزيهًا وتطهيرًا لله عما يُشرك في طاعته وربوبيته، القائلون: (عزير ابن الله)، والقائلون: (المسيح ابن الله)، المتخذون أحبارهم أربابًا من دون الله."
أما ما ذكرت أن هناك فرقا بين الكفر والشرك فلا أنازعك فيه في الجملة.
وأما قول الله تعالى:
(لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ) سورة البينة (1)
(مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) سورة البقرة (105)
فوصفهم بأنهم أهل كتاب لا ينفي عنهم الشرك.
وكذلك تخصيصهم ببعض الأحكام كحل نسائهم وذبائحهم لا ينفي عنهم وصف الشرك.
وأما قولك أخانا الكريم:
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما يقوى هذا ويعززه جدا - فيما أرى - الآية التى نحن بصددها الآن: " وان تغفر لهم فانك أنت العزيز الحكيم "
فما كان المسيح عليه السلام ليجيز لهم المغفرة وهو عالم بأنهم مشركون شركا أكبر، وعالم كذلك بأن المشركين مأواهم النار كما قال هو بنفسه فى الآية 72 من نفس السورة
أقول هذا ثم أختمه بقولى: والله أعلم وأحكم.
فأقول كما قلت سابقا: إن المسيح لم يجز لهم المغفرة ولا يفهم ذلك من كلامه وإنما هو مقام التفويض التام، ومثله تفويض جميع المرسلين في قول الله تعالى:
(يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) سورة المائدة (109)
يقول بن عاشور رحمه الله تعالى:
"ويحمل قول الرسل: {لا علم لنا} على معنى لا علم لنا بما يضمرون حين أجابوا فأنت أعلم به منّا. أو هو تأدّب مع الله تعالى لأنّ ما عدا ذلك ممّا أجابت به الأمم يعلمه رسلهم؛ فلا بدّ من تأويل نفي الرسل العلم عن أنفسهم وتفويضهم إلى علم الله تعالى بهذا المعنى. فأجمع الرسل في الجواب على تفويض العلم إلى الله، أي أنّ علمك سبحانك أعلى من كلّ علم وشهادتك أعدل من كلّ شهادة، فكان جواب الرسل متضمّناً أموراً: أحدها: الشهادة على الكافرين من أممهم بأنّ ما عاملهم الله به هو الحقّ. الثاني: تسفيه أولئك الكافرين في إنكارهم الذي لا يجديهم. الثالث: تذكير أممهم بما عاملوا به رسلهم لأنّ في قولهم: {إنّك أنت علاّم الغيوب}، تعميماً للتذكير بكلّ ما صدر من أممهم من تكذيب وأذى وعناد. ويقال لمن يَسأل عن شيء لا أزيدك علماً بذلك، أو أنت تعرف ما جرى. وإيراد الضمير المنفصل بعد الضمير المتّصل لزيادة تقرير الخبر وتأكيده."
ثم أختم بهذه الآية وأظنها ستزيل عنك كل لبس في أمر القوم ومن ذلك اللبس الحاصل عندك في فهم قول عيسى عليه السلام في سورة المائدة.
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ) سورة البينة (6)
هذا والله أعلم وأحكم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[28 Dec 2009, 11:06 م]ـ
أهل الكتاب ليسوا سواء
أخى الكريم حجازى الهوى
سلام الله عليك ورحمته وبركاته
ثم أما بعد، أراك قد أطلقت الحكم وعممته ليشمل كل أهل الكتاب فى كل العصور والأزمنة وفى كافة البقاع والأمكنة
فهل هذا هو حقا موقف القرآن منهم؟ هل يعتبرهم جميعا مشركين وبلا أدنى تمييز أو استثناء؟
والجواب الصحيح: ان أهل الكتاب وبنص القرآن ذاته: (ليسوا سواء)، فان منهم المؤمن ومنهم الكافر، قال تعالى:
(لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ)
وقال كذلك: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}، أي أن منهم من يؤمن بالله واليوم الآخر، وليسوا جميعا من الكافرين
كما قال تعالى: {وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ}
وقد أشرت فى مداخلة سابقة الى أن نصوص الكتاب والسنة قد دلت على وجود فرق بين أهل الكتاب وغيرهم من الكفار في بعض الأحكام والتى منها: حل ذبائحهم، وحل نسائهم العفيفات، وذلك بخلاف سائر طوائف الكفار من المجوس وعبدة الأوثان وغيرهم، فلا تحل ذبائحهم، ولا نسائهم للمسلمين، وهذا متفق عليه بين العلماء، ومن ذلك أن الجزية لا تؤخذ إلا من اليهود، والنصارى، والمجوس على قول أكثر أهل العلم
وقد قال الامام ابن حزم- رحمه الله - فى (مراتب الإجماع): " اتفقوا علي تسمية اليهود والنصاري كفارا، واختلفوا في تسميتهم مشركين، واتفقوا أن من عداهم من أهل الحرب يسمون مشركين "
وقال شيخ الاسلام ابن تيمية- رحمه الله - فى (مجموع الفتاوي):
(الشرك المطلق في القرآن لا يدخل فيه أهل الكتاب , وإنما يدخلون في الشرك المقيد)
(يُتْبَعُ)
(/)
كما أن القرآن حين جمع طوائف الموحّدين معا جعل منهم النصارى فقال تعالى:
" إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون "، فقوله تعالى: " عند ربهم " يفيد أن لهم جميعا رب واحد يدينون له بالعبادة
وكذلك قال تعالى:
«ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا»
فهنا نجد أن القرآن الكريم قد ساوى بين كنائس النصارى ومساجد المسلمين من حيث أن فى كليهما معا يذكر اسم الله كثيرا، بخلاف معابد الوثنيين
وكذلك قال تعالى: " لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا. ولتجدَنَّ أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى، ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون "
فهنا كذلك نجد أن القرآن الكريم قد فصل - و بوضوح تام - اليهود والمشركين عن النصارى واصفا اياهم بأنهم أقرب الناس - على الاطلاق - مودة للمسلمين
وخلاصة القول أنهم ليسوا سواء، وأن من الخطأ - بل من الظلم الفادح لهم - تعميم الحكم عليهم ووضعهم جميعا فى سلة واحدة أو فى مربع واحد
هذا هو أخى الكريم القول الصحيح فيهم لأنه يوافق ما دلت عليه آيات القرآن الكريم والتى ذكرت لك بعضا منها فحسب لا كلها
أما الآيات التى ذكرتها أنت فى مداخلتك السابقة للتدليل على شركهم جميعا بالله جل وعلا فان من الخطأ فهم تلك الآيات على أنها أحكام عامة ومطلقة أو تفسيرها بمعزل عن سياقها التاريخى وملابساتها الزمنية المحددة والمعروفة تاريخيا والتى يطلق عليها الفقهاء أحيانا (علم أسباب النزول) وان كان ما أعنيه هو أمر أعم وأشمل من أسباب النزول، لأنه يتعلق بتاريخ الملل والمذاهب والنحل والفرق، و تطورها التاريخى وتوزيعها الجغرافى، وسوف أتعرض لبيان ذلك الأمر بشىء من التفصيل فى مداخلة قادمة ان شاء الله
والله هو الهادى الى سواء السبيل
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[28 Dec 2009, 11:18 م]ـ
- 2 -
وقبل الشروع فى بيان ما وعدتك به أخى حجازى فانه يمكن أن أقول لك بأسلوب آخر:
ان ما بينى وبينك من اختلاف فى الرأى بصدد الموقف من أهل الكتاب انما هو اختلاف يعكس أو يماثل اختلاف مشاهير الفقهاء فى نفس المسألة
ذلك أن ما ذهبت أنت اليه أخى الكريم هو نفس ما ذهب اليه من قبل الأمام الشافعى يرحمه الله
بينما ما ذهبت أنا اليه يمثل رأى الامام أبى حنيفة النعمان يرحمه الله
ففى الأمر متسع لكلينا معا
ولله در القائل: " اختلاف الفقهاء رحمة "
وعليه يكون الفصل فى هذا الأمر غير مقطوع به بالاعتماد على ظاهر النص وحده، وانما يجب معه الاجتهاد، لأن النصوص ذاتها تحتمل الاجتهاد وتسمح به من حيث كثرتها وتنوعها، فأنت قد قدمت نصوصا لتدلل بها على صواب رأيك
وكذلك فعلت أنا بالمثل مقدما نصوصا أخرى غير التى قدمتها أنت لأدعم بها رأيى
وقد يبدو للوهلة الأولى أنه يوجد تعارض حاد ما بين مجموعتى النصوص هنا وهناك، ولكن فى الامكان التوفيق بينهما، وذلك من خلال الاجتهاد وتوسيع دائرة البحث والتحقيق
وهذا ما انشغلت به طيلة الأيام الثلاثة الماضية، وقد انتهيت الى صياغة نظرية شاملة توفق بين كافة النصوص المتعلقة بأهل الكتاب وموقف القرآن منهم، وهى نظرية أحسب أنها سترفع اللبس الكبير المحيط بتلك المسألة
ولسوف أعرضها فى مداخلة قادمة - اليوم أو غدا - باذن الله وسأنتظر بعد ذلك رأيكم فيها
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[29 Dec 2009, 12:35 ص]ـ
أخانا الفاضل العليمى
تقول:
"أهل الكتاب ليسوا سواء"
وأنا معك
أهل الكتاب ليسوا سواء.
وتقول:
"أخى الكريم حجازى الهوى
سلام الله عليك ورحمته وبركاته
ثم أما بعد، أراك قد أطلقت الحكم وعممته ليشمل كل أهل الكتاب فى كل العصور والأزمنة وفى كافة البقاع والأمكنة"
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم أخي الكريم الحكم يشمل الذين كفروا من أهل الكتاب وهذا محل النقاش
وتقول:
"فهل هذا هو حقا موقف القرآن منهم؟ هل يعتبرهم جميعا مشركين وبلا أدنى تمييز أو استثناء؟ "
موقف القرآن من الذين كفروا من أهل الكتاب واحد فكلهم مشركون.
وتقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
"والجواب الصحيح: ان أهل الكتاب وبنص القرآن ذاته: (ليسوا سواء)، فان منهم المؤمن ومنهم الكافر، قال تعالى:
(لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ)
وقال كذلك: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}، أي أن منهم من يؤمن بالله واليوم الآخر، وليسوا جميعا من الكافرين
كما قال تعالى: {وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} "
يا أخانا الكريم المؤمنون منهم ليسوا داخلين في موضوع النقاش فالمؤمنون منهم موحدون.
فلماذا تدخلهم في الموضوع وهو عن الذين كفروا من أهل الكتاب؟
وتقول:
"وقد أشرت فى مداخلة سابقة الى أن نصوص الكتاب والسنة قد دلت على وجود فرق بين أهل الكتاب وغيرهم من الكفار في بعض الأحكام والتى منها: حل ذبائحهم، وحل نسائهم العفيفات، وذلك بخلاف سائر طوائف الكفار من المجوس وعبدة الأوثان وغيرهم، فلا تحل ذبائحهم، ولا نسائهم للمسلمين، وهذا متفق عليه بين العلماء، ومن ذلك أن الجزية لا تؤخذ إلا من اليهود، والنصارى، والمجوس على قول أكثر أهل العلم"
وقد أجبتك وأعيد:
إن تخصيصهم ببعض الأحكام لا ينفي عنهم وصف الشرك.
وتقول:
"وقد قال الامام ابن حزم- رحمه الله - فى (مراتب الإجماع): " اتفقوا علي تسمية اليهود والنصاري كفارا، واختلفوا في تسميتهم مشركين، واتفقوا أن من عداهم من أهل الحرب يسمون مشركين "
وقال شيخ الاسلام ابن تيمية- رحمه الله - فى (مجموع الفتاوي):
(الشرك المطلق في القرآن لا يدخل فيه أهل الكتاب , وإنما يدخلون في الشرك المقيد) "
وقد ذكرت لك الأدلة الصريحة على شركهم.
وأما قول شيخ الإسلام فإنما أورده في سياق الرد على من يرد ما خصهم الله به من أحكام والشيخ رحمه الله تعالى لا ينفي عنهم الشرك وإنما قال إن أصل ديانتهم التوحيد وهم خرجوا عن هذا الأصل وهذا نص كلامه:
"وَإِنَّمَا يَدْخُلُونَ فِي الشِّرْكِ الْمُقَيَّدِ قَالَ تَعَالَى: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ} فَجَعَلَ الْمُشْرِكِينَ قِسْمًا غَيْرَ أَهْلِ الْكِتَابِ وَقَالَ تَعَالَى: {إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} فَجَعَلَهُمْ قِسْمَا غَيْرَهُمْ. فَأَمَّا دُخُولُهُمْ فِي الْمُقَيَّدِ فَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إلَّا لِيَعْبُدُوا إلَهًا وَاحِدًا لَا إلَهَ إلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} فَوَصَفَهُمْ بِأَنَّهُمْ مُشْرِكُونَ. وَسَبَبُ هَذَا أَنَّ أَصْلَ دِينِهِمْ الَّذِي أَنْزَلَ اللَّهُ بِهِ الْكُتُبَ وَأَرْسَلَ بِهِ الرُّسُلَ لَيْسَ فِيهِ شِرْكٌ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إلَّا نُوحِي إلَيْهِ أَنَّهُ لَا إلَهَ إلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} وَقَالَ تَعَالَى: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ} وَقَالَ: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} وَلَكِنَّهُمْ بَدَّلُوا وَغَيَّرُوا فَابْتَدَعُوا مِنْ الشِّرْكِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ اللَّهُ سُلْطَانًا فَصَارَ فِيهِمْ شِرْكٌ بِاعْتِبَارِ مَا ابْتَدَعُوا؛ لَا بِاعْتِبَارِ أَصْلِ الدِّينِ."
مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج 9 / ص 240) ترقيم الشاملة غير موافق للمطبوع.
وتقول:
"كما أن القرآن حين جمع طوائف الموحّدين معا جعل منهم النصارى فقال تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
" إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون "، فقوله تعالى: " عند ربهم " يفيد أن لهم جميعا رب واحد يدينون له بالعبادة"
هذه الآية يا أخانا الكريم تتكلم عمن:
"من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا"
ومن قال إن الله هو المسيح بن مريم وإن الله ثالث ثلاثة أو إن المسيح بن الله
فهو قطعا ليس بموحد ولا يدخل تحت عموم هذه الآية.
وتقول:
"وكذلك قال تعالى:
«ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا»
فهنا نجد أن القرآن الكريم قد ساوى بين كنائس النصارى ومساجد المسلمين من حيث أن فى كليهما معا يذكر اسم الله كثيرا، بخلاف معابد الوثنيين"
لقد جانبك الصواب أخي الكريم
فليس هنا مساواة إطلاقا
فذكرهم لله في صوامعهم وبيعهم وصلواتهم لا ينفي عنهم الشرك مادامو ينسبون لله الولد أو يقولون إنه المسيح بن مريم أو إنه ثالث ثلاثة.
وتقول:
"وكذلك قال تعالى: " لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا. ولتجدَنَّ أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى، ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون "
فهنا كذلك نجد أن القرآن الكريم قد فصل - و بوضوح تام - اليهود والمشركين عن النصارى واصفا اياهم بأنهم أقرب الناس - على الاطلاق - مودة للمسلمين"
وهنا مرة أخرى جانبك الصواب أخي الكريم
وإنما ذكرهم هنا بوصفهم الخاص الذي يميزهم عن بقية المشركين ولم ينف عنهم الشرك.
وتقول:
"وخلاصة القول أنهم ليسوا سواء، وأن من الخطأ - بل من الظلم الفادح لهم - تعميم الحكم عليهم ووضعهم جميعا فى سلة واحدة أو فى مربع واحد
هذا هو أخى الكريم القول الصحيح فيهم لأنه يوافق ما دلت عليه آيات القرآن الكريم والتى ذكرت لك بعضا منها فحسب لا كلها"
ومرة أخرى أقول لك إن أهل الكتاب كما قال الله: ليسوا سواء.
فالمؤمنون منهم ليسوا داخلين فيما نحن فيه يا أخانا الكريم.
فلماذا تدخلهم؟
وتقول:
"أما الآيات التى ذكرتها أنت فى مداخلتك السابقة للتدليل على شركهم جميعا بالله جل وعلا فان من الخطأ فهم تلك الآيات على أنها أحكام عامة ومطلقة أو تفسيرها بمعزل عن سياقها التاريخى وملابساتها الزمنية المحددة والمعروفة تاريخيا والتى يطلق عليها الفقهاء أحيانا (علم أسباب النزول) وان كان ما أعنيه هو أمر أعم وأشمل من أسباب النزول، لأنه يتعلق بتاريخ الملل والمذاهب والنحل والفرق، و تطورها التاريخى وتوزيعها الجغرافى، وسوف أتعرض لبيان ذلك الأمر بشىء من التفصيل فى مداخلة قادمة ان شاء الله"
أما كلامك هذا فأرجوا أن تعيد النظر فيه
فالمسألة واضحة ومباشرة ولا تحتاج إلى كبير عناء لفهمها
والله هو الهادى الى سواء السبيل
وجزاك الله خيرا
وألهمني وإياك الصواب
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[01 Jan 2010, 06:21 م]ـ
يا أخانا الكريم المؤمنون منهم ليسوا داخلين في موضوع النقاش فالمؤمنون منهم موحدون.
فلماذا تدخلهم في الموضوع وهو عن الذين كفروا من أهل الكتاب؟
عفوا أخى الحبيب، فأنا لم أدخلهم، بل أنت الذى أدخلتهم!!
انظر الى عنوان مداخلتك التى سبقت مداخلتك الأخيرة ماذا يقول:
أهل الكتاب مشركون
هكذا على وجه الاطلاق والتعميم
ثم انظر الى عنوان مداخلتك الأخيرة كيف تغير الى:
الذين كفروا من أهل الكتاب مشركون
فأصبح مخصصا بعد اطلاق وتعميم
وقد أجبتك على حسب دلالة العنوان الأصلى (الأول) فلماذا تؤاخذنى على التعميم وأنت الذى بدأت به؟!
عفا الله عنك
ثم لقد سبق وأن وافقتنى فى مداخلة سابقة على أنه يوجد فرق بين الكفر والشرك، وذلك فى قولك:
أما ما ذكرت أن هناك فرقا بين الكفر والشرك فلا أنازعك فيه في الجملةفان كنت توافقنى على ذلك، فلماذا تقول الآن:
موقف القرآن من الذين كفروا من أهل الكتاب واحد فكلهم مشركون
بل الذين كفروا يعدوا كافرين بحسب الدلالة اللغوية المحضة لألفاظ اللغة ومفرداتها
أما أن ننسب الى الألفاظ معانى تضيق عنها ولا تتسع لها دون قرينة تدل عليها فهذا شىء أظنك لا توافق عليه، سيما وأنك أخى الكريم - وكما حدست واستنبطت من أسلوبك - من رجال اللغة والبلاغة، ولعل حدسى يكون صائبا
كنت أقول: ان الذين كفروا يعدوا كفارا دون تزيد فى المعنى، ولكن هذا ليس كل شىء، بل يجب أن نبحث: كفارا بماذا؟
فالكفر له متعلقات متعددة، وليس من اللازم والحتمى أن يكون كفرا بالله سبحانه، بل قد يكون كفرا بالنبوة والرسالة، أو بالوحى، أى قد يتعلق بشخص النبى والاقرار بنبوته، أو بالقرآن بوصفه وحيا من الله عز وجل، وقد يكون كفرا بأنعم الله تعالى
والقصد أن لفظ (الكفر) يحتمل معانى عديدة ولا يقتصر بالضرورة على معنى جحود الله وانكاره، أو الشرك به سبحانه
ولكن هذا لا ينفى أن بعضا من أهل الكتاب قد كفروا بالله تعالى فعلا، هذا البعض قد أشارت اليه آيات بعينها مثل تلك التى أوردتها سورة المائدة
ومع هذا أقول: ينبغى الاحتراز والتدقيق فى فهم تلك الآيات، وفى المداخلة القادمة باذن الله سوف أعرض لتنبيهات تعين على فهمها على الوجه الصحيح وتزيل مواضع الالتباس فى فهم كثير من الناس لها
(يتبع)
أرجو من أخى الموقر أن يصبر على الرد ريثما انتهى من ردودى
مع وافر الشكر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[01 Jan 2010, 06:29 م]ـ
ومن قال إن الله هو المسيح بن مريم وإن الله ثالث ثلاثة أو إن المسيح بن الله
فهو قطعا ليس بموحد ولا يدخل تحت عموم هذه الآية
هذ صحيح ولا خلاف عليه
ولكن من المهم جدا أن نحدد:
من هم الذين قالوا ذلك على وجه التعيين والحصر؟ وما الذى كانوا يعنونه بكل قول على حدة وعلى وجه الدقة؟ وهل الذين قالوا به هم كل النصارى أبا عن جد وفى كل عصر وحين؟ أم انهم كانوا ينتمون الى طائفة محدودة يعرفها التاريخ وقد اندثرت ولم يعد لها وجود؟ ثم هل ظل هذا القول أو ذاك باقيا الى يومنا هذا ولم يطرأ عليه تغيير؟ أم أنه قد اندثر ولم يعد يعتنقه أحد؟
كل هذه الأسئلة وغيرها لم تمحص بالدرجة الكافية من قبل المفسرين، والسبب هو عدم احاطة أكثرهم بالعقائد النصرانية على وجه التفصيل، ناهيك عن المذاهب العديدة المتشعبة منها بطول التاريخ
وليكن فى كريم علمك أخى الفاضل أنه لا يوجد بين النصارى اليوم من يقول بأن الله هو المسيح بن مريم على وجه الحصر والتحديد، أى من يحصر الألوهية فى شخص المسيح تحديدا
بل ان النصارى يعدون من يقول بهذا مهرطقا وزنديقا، أى يعتبرونه كافرا مثلما اعتبره القرآن تماما
وكذلك يعتبرون أن القول بأن الله هو واحد من ثلاثة آلهة منفصلة من الهرطقات المخرجة من الملة عندهم، فالله عندهم واحد فى خاتمة المطاف وان آمنوا بالثالوث، وعقيدتهم اليوم ليس منها أن الله يعد واحد من ثلاثة أنداد متناظرين ومنفصلين، سبحانه وتعالى عما يصفون، فهم يتبرأون من هذا القول ويكفرون (بتضعيف الفاء) قائله، وحقيقة الأمر هى أن كل تلك الأقاويل - كما يكشف لنا تاريخ الملل والمذاهب - انما كانت تدين بها طوائف محدودة من النصارى زمن البعثة النبوية الشريفة فى الجزيرة العربية تحديدا ولم يعد لها وجود الآن
فمن المهم للغاية معرفة معنى القول المنسوب الى البعض منهم ومعرفة متى قيل قبل أن ندمغهم كلهم بالشرك دون أى استثناء
وهذا ينطبق على مقولة (المسيح ابن الله) التى فهمها أكثر المفسرين على أنها لا تعنى الا البنوة الطبيعية البيولوجية كتلك التى بين الوالد وما ولد، فظنوا بالتالى أن النصارى كافة يقولون بهذا، بينما الحق أن هذا القول منسوب الى طائفة شاذة من النصارى كانت موجودة عصر نزول القرآن وهى الطائفة التى كفرها القرآن فى حينه، بينما النصارى اليوم هم أول من يكفرون القائل بهذا ويعتبرونه مهرطقا
ومن بليغ البيان القرآنى المعجز، ومن بالغ احترازه واحتراسه أنه حين ذكر هذه العقيدة الباطلة الشاذة القائلة بأن (المسيح ابن الله) بنوة طبيعية (بيولوجية) وحقيقية لا مجازية فانه قد قرنها فى الذكر بعقيدة أخرى مماثلة لها تماما فى الشذوذ والمحدودية، تلك هى قول بعض المتهودين الجهلاء (عزير ابن الله)، فهذا أيضا قول شاذ لم يصدر الا عن طائفة مغمورة ومحدودة جدا من اليهود أو بالأحرى المتهودين من عرب الجزيرة و الذين لم يكونوا يهودا بحكم الأصل والعرق، ويدلك على شذوذه ومحدوديته أنك تجد اليهود جميعا يستنكرون بشدة صدور هذا القول عنهم ويتبرأون منه تماما، بل انهم يتعجبون من نسبة القرآن هذا القول اليهم جهلا منهم بتلك الطائفة المغمورة فى التاريخ، فهذا الاقتران الجامع بين كلا القولين عن المسيح وعزير معا يعد قرينة قوية على شذوذهما معا وقلة القائلين بهما
ونحن اليوم أصبحنا نعلم على وجه التحديد من هم الذين قالوا بذلك بعد أن كان هذا الأمر مجهولا للمفسرين، وقد كنت أنوى بيان ذلك بشىء من التفصيل لولا مداخلتك الأخيرة أخى الكريم التى اقتضت منى أن أرد على ما جاء فيها
وقبل أن أنتهى من هذه النقطة يجدر بى أن أقول بكل وضوح وبما لا يدع أدنى لبس:
ان مجمل كلامى السابق من بدئه الى منتهاه لا يعنى بحال ولا يجب أن يفهم منه أن عقائد النصارى المعاصرين قد سلمت من البطلان، بل يشوبها الباطل بلا ريب فى بعض التفاصيل الهامة، ولكنى أقصد فحسب أن ما ذكره القرآن عن بعضهم لا ينسحب على جميعهم، وأن من الخطأ تعميم الحكم عليهم أجمعين قبل البحث والتحقيق
(يتبع)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[01 Jan 2010, 06:35 م]ـ
لقد جانبك الصواب أخي الكريم
فليس هنا مساواة إطلاقا
فذكرهم لله في صوامعهم وبيعهم وصلواتهم لا ينفي عنهم الشرك
عفوا أخى الكريم، بل ربما يكون غيرى قد جانبه الصواب هنا
فان من يذكر اسم الله تعالى ذكرا كثيرا (كما تقول الآية) لا يقال عنه: انه مشرك!!
كما أن هذا الفهم يتعارض تماما مع روح الآية ومعناها المباشر، فالآية تتحدث عن معالم التوحيد لا الشرك (انظر فيها تفسير ابن عاشور مثلا)
وأخيرا فان هذا الفهم يجرد بيوت الصلاة أو دور العبادة المذكورة فى الآية من أى ميزة لها على هياكل الوثنيين ومعابدهم
فأى ميزة سوف تبقى لها اذا كنا سنصف من فيها بأنهم مشركون أيضا؟!
ولو لم يكن لها أى امتياز يذكر فلماذا اذن يخصها القرآن بالذكر ويوجب حمايتها وصيانتها والذود عنها؟!
فهل يعلم أخى الكريم أن بعض مذاهب الشرع الاسلامى الحنيف قد حرمت هدم كنائس النصارى بموجب هذه الآية الكريمة من سورة الحج؟
فهل شرعنا الحنيف يحافظ على دور العبادة الخاصة بالمشركين (حسب وصفك لهم) أو أنه يوفر لهم حق ممارسة الطقوس الكفرية والوثنية؟!
أعتقد أن الصواب لم يجانبنى أنا فى هذه كما قلت، وليس أحب اليى من أن تصوبنى لو كنت مخطئا فعلا
وغفر الله لى ولك
(يتبع)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[01 Jan 2010, 06:39 م]ـ
وهنا مرة أخرى جانبك الصواب أخي الكريم
وإنما ذكرهم هنا بوصفهم الخاص الذي يميزهم عن بقية المشركين ولم ينف عنهم الشرك
لا أعتقد أن الصواب قد جانبنى هنا أيضا
وذلك لأن القرآن الكريم كان واضحا وصريحا فى بيان أن موقف المشركين من المسلمين هو: أشد العداء لهم
فهذا هو الموقف الذى يجمع المشركين كافة تجاه المسلمين
فاذا ذكر القرآن عن طائفة أخرى أن موقفهم من المسلمين هو على الضد والنقيض تماما من موقف المشركين، فهل نقول عن هؤلاء أيضا أنهم كذلك مشركون مع أن الموقفين يقفان على طرفى نقيض؟!!
أنى نقول بذلك فى قوم بعد قول الله عز وجل فيهم الذى أنصفهم وميزهم عن المشركين؟ فهل بعد قول الله قول؟
ثم ماذا تقول أخى فى أمر النبى صلى الله عليه وسلم للمسلمين فى بدء الدعوة بأن يهاجروا الى أرض الحبشة النصرانية لتكون لهم ملاذا آمنا من بطش المشركين بهم؟ وقد أكرم نجاشى الحبشة النصرانى وفادتهم، ورفض تسليمهم الى وفد قريش، بل ورفض الهدايا و الرشوة التى عرضتها عليه قريش، وكان بحق نعم المجير لهم
فهل النجاشى وقومه النصارى لا يختلفون بنظرك عن المشركين الذين كانوا يضطهدون المسلمين ويسومونهم سوء العذاب؟!
وهل يستوى المستجير به مع المستجير منه؟!
بالطبع لا، فكيف اذن يستوى أشد الناس عداءا مع أقربهم مودة ويكونوا جميعا سواء فى الشرك
بل كيف يكون المشرك الذى يعدد آلهته هو الأقرب مودة للموحد بالله؟!
وعليه لا أرى أن الصواب قد جانبنى فى هذه أيضا
غفر الله لى ولك
(يتبع)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[01 Jan 2010, 06:41 م]ـ
إن تخصيصهم ببعض الأحكام لا ينفي عنهم وصف الشرك
هذا القول قد يصح لو كانت تلك الأحكام متعلقة بأمور يسيرة
ولكننا نجد منها حكما يتعلق برابطة تعد من أقوى الروابط الاجتماعية على الاطلاق
تلك هى رابطة المصاهرة و الزواج
وأحسبك تدرى معنى أن يرتبط المسلم برباط المصاهرة مع عائلة نصرانية، وأن يكون له ذرية من نسائهم، ثم أن يكون أخوال أولاده وخالاتهم نصارى
انه أمر غير يسير أخى الكريم، وانما له أبعاد ودلالات كبيرة
ثم كيف تبرر تخصيص أهل الكتاب بتلك الأحكام المميزة لهم من دون المشركين جميعا والذين نهى الشرع بشدة عن معاملتهم نفس المعاملة؟
ألا يعنى هذا أن أهل الكتاب فى جملتهم وعمومهم ليسوا والمشركين سواء؟
فلا يكفى أخى الكريم أن نقول بأن لهم أحكام خاصة دون أن نفكر فى مبررات ذلك التخصيص وأسبابه
(يتبع)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[01 Jan 2010, 06:44 م]ـ
أما كلامك هذا فأرجوا أن تعيد النظر فيه
فالمسألة واضحة ومباشرة ولا تحتاج إلى كبير عناء لفهمها
فى حقيقة الأمر لقد تعجبت من قولك هذا أخى الكريم
فلا أعرف كيف أعيد النظر فى قول أنا لم أقله بعد؟!
كنت أرجو أن تصبر قليلا على أخيك حتى يعرض رأيه عرضا مفصلا، وحتى تنظر أدلته ومبلغها من الصحة
ولكنك - عفا الله عنك - قد تعجلت اصدار الحكم
وفى الختام أرجو أن يتسع صدر أخى الحبيب لكلامى الذى لم أبتغ به الا التوضيح والبيان لا الجدال والمراء، والله على ما أقول شهيد
ويبقى الود والاحترام والتقدير فيما بيننا مع اختلاف وجهات النظر، كما أرجوه أن يتريث فى الرد ولا يتعجله قبل أن يتأمل كلامى كله من جميع أطرافه
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد
" سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا اله الا أنت، نستغفرك ونتوب اليك "
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[02 Jan 2010, 12:11 ص]ـ
أخانا الفاضل لقد طال النقاش في المسألة
ووقتي لا يسعف للرد على ما أجبت به رعاك الله
ولكن أعدك بالجواب متى سنحت الفرصة إن شاء الله تعالى
وأذكرك مرة أخرى بقول الله تعالى:
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ) سورة البينة (6)
فقد سوى الله بينهم في المصير والوصف
وأظن أن هذا كافٍ لحسم الإشكال
والله أعلى وأعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[02 Jan 2010, 03:53 م]ـ
أخانا الفاضل لقد طال النقاش في المسألة
ووقتي لا يسعف للرد على ما أجبت به رعاك الله
اتفق معك أن النقاش قد طال فى هذه الجزئية
وأرى أن الموضوع قد خرج عن مساره المرسوم وأخذ يتشعب ويستطرد
ومن هنا أرى أن نكتفى بهذا القدر ونفوض مواضع الاختلاف الى أحكم الحاكمين جل وعلا، فاليه هو سبحانه المرجع والحكم والفصل بين عباده فيما كانوا فيه يختلفون
وكلمة حق ليس فيها أدنى مجاملة:
لقد سعدت حقا بالحوار معك أخى الحبيب حجازى، وأشكر لك تجاوبك وسعة صدرك
وفقك الله الى ما يحب ويرضى، وأجزل لك الأجر والثواب
وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[02 Jan 2010, 04:18 م]ـ
وكلمة حق ليس فيها أدنى مجاملة:
لقد سعدت حقا بالحوار معك أخى الحبيب حجازى، وأشكر لك تجاوبك وسعة صدرك
وفقك الله الى ما يحب ويرضى، وأجزل لك الأجر والثواب
وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته
وأنا كذالك وأقول:
شكر الله لك ووفقك إلى ما يحب ويرضى وأجزل لك الأجر والثواب
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
هبوا يا أهل العلم فالأمر جد .. للعلامة البراك حفظه الله.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[15 Dec 2009, 11:35 م]ـ
هبوا يا أهل العلم فالأمر جد
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فمن أصول أهل السنةِ الإيمانُ بالشرع والقدر جميعًا، فيؤمنون بأن كل ما يجري في هذا الوجود فبمشيئة الله وقدرته وحكمته، فلا خروج لشيء عن تقديره وتدبيره؛ فإنه خالق كل شيء، وهو على كل شيء قدير.
ومن ذلك أفعال العباد: طاعاتهم ومعاصيهم، هي كذلك واقعة بقدرته تعالى ومشيئته، والله تعالى خالق العباد وخالق قدرتهم وأفعالهم.
كما يؤمن أهل السنة بأنه تعالى أمر عباده ونهاهم على ألسنة رسله، فما أمر به؛ فهو يحبه ويرضاه، وما نهى عنه؛ فإنه يسخطه ويبغضه، فهو تعالى يحب المتقين والمقسطين والتوابين والمتطهرين، ولا يحب الفساد، ولا يرضى لعباده الكفر، ولا يرضى عن القوم الفاسقين، ويرضى عن المؤمنين والشاكرين.
وأوجب سبحانه على عباده الأمر بما أمر به ومحبته، والنهي عما نهى عنه وكراهته، وهذا أحد أصول الدين: (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر).
والمعروف: كل ما أمر الله به ورسوله، والمنكر: كل ما نهى الله عنه ورسوله، وعلى هذا الأصلِ قيامُ الدين وظهوره.
وأكمل الأمم قياما بهذا الواجب هذه الأمة ونبيها محمد صلى الله عليه وسلم، كما وصِف بذلك في الكتب السابقة، قال تعالى: {يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ} [الأعراف: 157]، وقال تعالى في أمته صلى الله عليه وسلم: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ} [آل عمران:110].
وأولى الناس قياما بهذا الواجب هم العلماء بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الهدى ودين الحق، فهم العالمون بما أمر الله به ورسوله، وما نهى الله عنه ورسوله، ولذلك كانوا أقدر الأمة على بيان الحق للناس علمًا وعملاً مما تضمنه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
والقيام بذلك فرض عليهم؛ لأن به تبليغ العلم، وإظهار الدين، وإقامة الحجة على المخالفين؛ لذلك كان من أنواع الجهاد كما قال صلى الله عليه وسلم في الخالفين المخالفين: «فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل». رواه مسلم.
وعلماء الشريعة هم الحماة لميراث محمد صلى الله عليه وسلم، كما روي في الحديث: «يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين».
وقال الإمام أحمد في أول كتابه «الرد على الجهمية والزنادقة»: «الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم، يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى؛ فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضال تائه قد هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس، وأقبح أثر الناس عليهم».
وكلما غلب الجهل بدين الله، وظهرت البدع والمنكرات =كان القيام بواجب البيان والأمر والنهي على العلماء أعظم، لشدة الضرورة إلى ذلك.
وفي عصرنا هذا قد أعرض كثير من المسلمين عن دينهم: عن تعلمه والعمل به، وأقبلوا على علوم الدنيا، وأعظم أسباب ذلك: الإعجاب بحضارة الكفار، وتلقي ما تقذف به وسائل الإعلام المختلفة من الشبهات والشهوات، والدعوات إلى أنواع من البدع والمنكرات؛ بل إلى الكفر والإلحاد، فاشتدت الضرورة إلى الجهاد بالكلمة، إعذارًا وإنذارًا، ونصحًا لعباد الله، وأداءً لما فرض الله من الدعوة والبيان، وإظهارًا لدين الله، وإقامةً للحجة على المعاندين.
فإلى من آتاه الله حظًا من ميراث النبوة أتوجه بهذا الخطاب، مذكرًا لهم بما يجب عليهم من القيام لله: دعوةً إلى الإسلام، وبيانًا لشرائعه وحدوده، وكشفًا للشبهات، وهدايةً إلى صراط الله: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [الشورى:52].
فمُروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر، ورغِّبوا في الفضائل والمستحبات، ونفروا من المحرمات والمكروهات بألسنتكم وأقلامكم، ولا تشغلنَّكم شؤون الحياة العلمية والعملية، ومشاغلها العادية عن القيام بهذا الواجب الذي تحملتموه بما آتاكم الله من علم وقدرة، فقد صار القيام به فرضًا على الأعيان؛ إذ لم تحصل الكفاية في ذلك لتقصير المقصرين، وإعراض المعرضين، فهبوا يا أهل العلم لخوض ساحة الجهاد العلمي، كلٌ بحسب ما آتاه الله من أسباب ذلك ووسائله، في مختلف المجالات، ومع كل الطبقات، من ولاة الأمر، وعامة الناس، نصحا لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم؛ فإنه الدين، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة ... » الحديثَ.
ولا يخفى ما جاء في النصوص من الترغيب في الدعوة إلى الله، والنصح لعباده، ففي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا».
وفي الصحيح أن جريراً رضي الله عنه قال: «بايعت رسول الله صلى الله عليه و سلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم».
وقال صلى الله عليه وسلم: «إن الله يرضى لكم ثلاثًا ـ وذكر منها ـ وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم».
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
أملاه
عبدالرحمن بن ناصر البراك
28/ 12/1430هـ
http://albrrak.net/index.php?option=...=view&id=16258
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Dec 2009, 11:29 ص]ـ
أحسن الله إلى الشيخ الجليل عبدالرحمن البراك ونفع بعلمه، وتقبل منه فقد نصح فأحسن النصح، وجزاك الله خيراً على نقلها لنا يا أبا عبدالله.
وما أحوجنا إلى القيام بهذا الواجب على وجهه الذي يليق بديننا ورسالتنا، والتواصي بذلك فيما بيننا فإنها أمانة عظيمةٌ وشرفٌ عظيم في آن. (وإِنَّهُ لذكرٌ لك ولقومكَ وسوف تُسألون)(/)
دورة مفهوم وتأصيل الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[16 Dec 2009, 05:28 ص]ـ
http://www.masjidhbh.com//userfiles/image/IMAGE%202009/1520.jpg
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[02 Jul 2010, 11:39 م]ـ
شكر الله لك الإعلان عن هذه الدورة
ما أخبار ملفات الدورة؟ وهل يمكن التكرم برفعها على الملتقى أو موافاتنا بتلخيص سريع لأهم محاورها؟(/)
تبيان تستضيف الأستاذ الدكتور / أحمد الخراط في لقاء علمي
ـ[تبيان]ــــــــ[16 Dec 2009, 03:06 م]ـ
يسر الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه (تبيان) دعوتكم لحضور اللقاء العلمي الثاني، بعنوان:
(تحقيق النصوص: علم وفن).
لفضيلة الأستاذ الدكتور / أحمد بن محمد الخراط، المستشار بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، ووكيل مركز الدراسات القرآنية بالمجمع.
يوم الثلاثاء: 5 من شهر الله المحرم سنة 1431هـ.
بعد صلاة المغرب مباشرة.
بالقاعة الكبرى بكلية أصول الدين بالرياض.
وبالنسبة للأخوات فسينقل اللقاء لهن في مركز الطالبات بالملز.
وسينقل اللقاء إن شاء الله على الانترنت.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[17 Dec 2009, 12:16 ص]ـ
لقاء مبارك أسأل الله أن ينفع به، صاحبه علم من أعلام العربية وواحد من كبار المحققين المتبحرين المدققين. واختيار الجمعية العلمية اختيار أصاب المحز وهي مشكورة عليه.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Dec 2009, 06:20 ص]ـ
بارك الله فيكم.
وأقترح مخاطبة المحاضر الكريم وفقه الله بطلب التركيز في اللقاء على تحقيق كتب التفسير وعلوم القرآن خصوصاً، ويكون لتجربة الدكتور أحمد الخراط في تحقيق كتاب (الدر المصون) للسمين الحلبي، والمشاركة في تحقيق (الإتقان في علوم القرآن) للسيوطي جزء كبير من الوقت حتى لا يذهب الوقت في الحديث عن التحقيق بصفة عامة.
أسأل الله أن يتقبل منكم.
ـ[عيسى الدريبي]ــــــــ[17 Dec 2009, 01:33 م]ـ
ماتفضلت بالاشارة إليه أخي أبا عبد الله في البال
وشكر الله لك هذه الاشارة اللطيفة،
ولايخفى على طلبة العلم أن الاستاذ الدكتورأحمد الخراط علم من أعلام التحقيق في عصرنا، وإخراجه لهذا السفر العظيم (الدر المصون) أحد الشواهد على ذلك.
وسوف نوافيكم بالسيرة الذاتية للدكتور على ملتقانا المبارك
ولذا أدعو إخواني الباحثين والباحثات الى مشاركتنا في هذه الندوة العلمية المتخصصة
التي ستكون إحدى سلاسل حلقات البحث العلمي التي ستعنى بها جمعيتكم (تبيان)
ـ[تبيان]ــــــــ[18 Dec 2009, 09:12 م]ـ
السيرة الذاتية لضيف اللقاء
أ. د. أحمد محمد الخراط
- من مواليد مدينة حلب – سوريا
- حصل على درجة البكالوريوس من قسم اللغة العربية، في كلية الآداب بجامعة حلب، ثم حصل على درجة الدبلوم في التربية في جامعة دمشق،
فالماجستير عام 1393 هـ، فالدكتوراه في النحو والصرف عام 1397 هـ من جامعة القاهرة.
- عمل في جامعة الإمام محمد بن سعود أستاذاً للنحو والصرف من عام 1397 إلى عام 1421 هـ، بفرع الجامعة في القصيم والمدينة المنورة.
- حصل على درجة أستاذ عام 1408 هـ.
- يعمل حالياً مستشاراً في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف بالمدينة المنورة، ووكيلاً لمركز الدراسات القرآنية في المجمع، ومشرفاً على الباحثين في المركز.
- حصل على جائزة دولة بروناي التي ينظمها معهد أكسفورد.
- من مؤلفاته:
*تحقيق الدر المصون للسمين الحلبي (11 مجلداً)
*رصف المباني للمالقي
*النهاية في غريب الحديث لابن الأثير (10 مجلدات) وهو قيد الطبع
*الإتقان للسيوطي (7 مجلدات) بالاشتراك
*لطائف الإشارات للقسطلاني (بالاشتراك) 11 مجلداً (قيد الطبع)
*معجم مفردات الإعلال والإبدال
*جهود سيبويه في التفسير
*المجتبى من مشكل إعراب القرآن (4 مجلدات)
*الإعجاز البياني في ضوء القراءات القرآنية
*جهود ابن مضاء لتهذيب النحو بين الهدم والبناء
*منهج ابن الأثير الجزري في كتابه النهاية
*الهمزة في الإملاء العربي .. المشكلة والحل
* منهج البغدادي في تحقيق النصوص اللغوية
ـ[عيسى الدريبي]ــــــــ[20 Dec 2009, 07:04 ص]ـ
الاخوة والاخوات الافاضل رواد الملتقى
تفضل أخي الدكتور عبدالرحمن، بطرح اقتراح للافادة من لقاء الدكتور الخراط الثلاثاء القادم، ونحن نأمل من الاخوة التكرم بطرح مايرونه من أفكار أو محاور، أو أسئلة حول موضوع التحقيق عموما أو تحقيق كتب التفسير وعلوم القران لاثراء اللقاء،
ـ[محب القراءات]ــــــــ[20 Dec 2009, 02:28 م]ـ
بارك الله في جهودكم.
وقد ذكرتم أن اللقاء سيبث على الانترنت فهل هو سيبث من موقع الجمعية أم من موقع آخر؟ حبذا لو سجل حتى يستفاد منه أكثر.
وآمل من الدكتور وفقه الله أن يذكر أبرز الملاحظات على التحقيق المعاصر لكتب القراءات وعلوم القرآن كالرسم وغيرها , وماهي الطريقة المثلى في تحقيق هذه الكتب؟
ـ[مها]ــــــــ[21 Dec 2009, 12:17 ص]ـ
شكر الله سعيكم، ونفع بكم وبضيفكم.
آمل الإجابة على هذي السؤالين: ما هي التفاسير التي يراها أ. د. أحمد الخراط حظيت بالتحقيق الأمثل؛ لتكون نموذجا يقتفي المحققون أثرها؟
وفي المقابل تفاسير أخرى يراها خرجت في تحقيقات ضعيفة، وتحتاج لإعادة التحقيق بحيث تطرح كمشاريع تقسم بين طلاب الدراسات العليا؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تبيان]ــــــــ[21 Dec 2009, 05:06 م]ـ
نشكر الأخوة تفاعلهم وستكون أسئلتهم محل الاهتمام.
رابط النقل عن طريق موقع البث الإسلامي
http://www.liveislam.net/browsesubject.php?sid=&id=12374&action=listen
ـ[فداء]ــــــــ[21 Dec 2009, 07:24 م]ـ
جزاكم الله خيرًا.
بالنسبة لتحقيق "الدر المصون" هل هو مطبوع؟ وأين أجده؟
ـ[مها]ــــــــ[21 Dec 2009, 08:10 م]ـ
جزاكم الله خيرًا.
بالنسبة لتحقيق "الدر المصون" هل هو مطبوع؟ وأين أجده؟
نعم. طبعته دار القلم، ويباع في مكتبة التدمرية بالرياض وغيرها، ويمكن تحميله من هنا المكتبة الوقفية ( http://waqfeya.net/book.php?bid=1194)
ـ[محب القراءات]ــــــــ[22 Dec 2009, 06:36 م]ـ
نشكر الأخوة تفاعلهم وستكون أسئلتهم محل الاهتمام.
رابط النقل عن طريق موقع البث الإسلامي
http://www.liveislam.net/browsesubject.php?sid=&id=12374&action=listen
استمع الآن إلى المحاضرة
الساعة 6.00 بتوقيت مكة المكرمة
ـ[محب القراءات]ــــــــ[22 Dec 2009, 07:30 م]ـ
استمعت إلى جزء من المحاضرة بالبث المباشر عن طريق موقع البث الإسلامي , وهي محاضرة قيمة ومهمة لكل من يعمل في تحقيق الكتب , وخبرة الشيخ الخراط في هذا المجال كبيرة ومفيدة , وآمل أن يقوم أحد بتفريغ المحاضرة كاملة أو تلخيص أهم ماجاء فيها.
وإليكم بعض ما جاء في المحاضرة في نقاط مختصرة من تلخيصي:
- تحدث الدكتور عن عبث بعض المحققين وبعض دور النشر بكتب التراث الإسلامي , وذكر مثالا على ذلك (دار الكتب العلمية ببيروت)
واقترح على جامعة الإمام أن تسجل رسالة دكتوراه بعنوان: دار الكتب العلمية وعملها في تشويه التراث.
- ثم تحدث عن مدارس التحقيق.
- ثم عن مراحل التحقيق
وأولها اختيار مخطوط مناسب ذي قيمة علمية , ثم يبحث عن أماكن وجوده ويبذل جهدا في هذا , ولا يعتمد على ما يكتب في فهارس المخطوطات فقد يكون فيها الخطأ.
ولا يعتمد الباحث كذلك على ما قد يكتب على غلاف المخطوط فقد يكون من عبث النساخ , سواء في عنوان المخطوط أو اسم المؤلف أو تاريخ النسخ.
وعليه ألا ينخدع بجمال خط النسخة فقد يكون فيها سقط أو تحريف.
- ثم تحدث عن منهج التحقيق , وأن هناك طريقتان:
1. النسخة الأم.
2. طريقة التلفيق.
وبدأ في التفصيل ثم توقفت المحاضرة لأداء صلاة العشاء في الرياض , وسيكمل الشيخ المحاضرة بعد العشاء.
وسأتوقف أنا الآن عن الكتابة لأداء صلاة العشاء في المدينة النبوية.
ولعلي أدرك شيئا مما تبقى من هذه المحاضرة القيمة بعد أداء الصلاة.
ـ[الردادي]ــــــــ[23 Dec 2009, 09:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد.
فقد تشرفتُ بحضور اللقاء العلمي المبارك الذي نظمته الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه "تبيان"، والذي استضافت فيه فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الخراط للحديث عن: "تحقيق النصوص، علم وفن"، وسأُورِد فيما يلي ملخصاً مجملاً لما نثره فضيلة الدكتور من مكنوز درره ولآلئه لأبنائه طلاب الدراسات العليا في الدراسات القرآنية.
فقد بدأ الدكتور حديثه بالإشارة إلى أن "تحقيق النصوص" علم مستقل بذاته، واعترض على ما قاله بعض المحققين المتأخرين من أن المستشرقين قد حققوا التراث الإسلامي تحقيقاً علمياً صحيحاً، وبيَّن أنه ينتقد من يقول بهذا القول كصلاح الدين المنجد وعبد السلام هارون وغيرهما، ويظهر لي أن الدكتور يتشدد كثيراً ويقف ملياً عند تحقيق المستشرقين لكتب التراث الإسلامي.
ثم أشار الدكتور إلى أن الذين يطبعون الكتب الإسلامية بينهم اختلاف في تحديد ماهية العمل الذي قاموا به، فبعضهم يسميه "تحقيق" والبعض "تعليق" وآخرون "شرح وتحقيق" وبعضهم "حققه وقابله بأصوله" وبعضهم "علق عليه وضبطه وفهرسه"، ثم أدلى الدكتور بدلوه في هذه المصطلحات ووجَّه بأنها جميعها لا تخرج عن المصطلح الشامل لها وهو "التحقيق".
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم انتقل الدكتور للحديث عن السرقات العلمية، وظهرت غيرة الدكتور الشديدة على التراث الإسلامي مما اعتراه من عبث العابثين، ولم يكتفِ بذلك بل صرَّح باسم الدار التي تولت كِبْرَ نشر هذه السرقات وهي "دار الكتب العلمية بيروت" من خلال اسمين اثنين: عادل أحمد عبد الجواد وعلي محمد معوض، واقترح الدكتور أن تُكتب رسالة دكتوراة يبحث صاحبها في موضوع: "دار الكتب العلمية وعملها في تشويه التراث".
ثم تحدَّث الدكتور عن مدارس التحقيق، وبيَّن أنها تنقسم إلى ثلاثة أقسام، وهي كالآتي:
1] مدرسة التفصيل المنتشر، وهي التي ينتهج فيها المحقق منهج التفصيل الزائد عن القدر الملائم في مثله، وأن الكتاب الأصلي ربما يكون صغير الحجم، لكنه مع الحواشي والتعليقات الزائدة عن القدر الملائم يصبح الكتاب كبيراً، وهو في حقيقته ليس كذلك.
2] مدرسة الاختصار، وهي التي يلتزم فيها المحقق بإقامة النص وإثباته، مع التعليق الموجز - جداً - على ما يلزم التعليق عليه.
3] مدرسة التوسط بين التفصيل والإيجاز، وهي التي ينتهج فيها المحقق منهج الاعتدال في التحقيق، فيكون وسطاً بين المدرسة الأولى والثانية، وهذه المدرسة هي التي يختارها الدكتور الخراط، وهي التي يوصي بالتحقيق وفق منهجها وكيفية التعامل مع النصوص من خلالها.
ثم انتقل الدكتور للحديث عن مراحل تحقيق النصوص، وهي على النحو الآتي:
1) مرحلة ما قبل الشروع في التحقيق.
2) مرحلة جمع نُسَخِ المخطوط.
3) مرحلة فحص النُّسَخِ.
4) مرحلة البدء في التحقيق.
((1)) فأما المرحلة الأولى، وهي "مرحلة ما قبل الشروع في التحقيق"، فقد أشار الدكتور إلى أن الباحث إذا بدأ في البحث عن مخطوط يقوم بتحقيقه فعليه أن يقف على أهمية المخطوط الذي يرغب بتحقيقه، وهل سيقدم جديداً في المكتبة الإسلامية؟ وهل مؤلف المخطوط له قدم راسخة وثابتة في هذا الفن؟ وهل سبق أن حُقِّقَ هذا الكتاب تحقيقاً علمياً؟
((2)) ثم تأتي المرحلة الثانية، وهي "مرحلة جمع نُسَخِ المخطوط"، حيث وجَّه الدكتور إلى ضرورة أن يخصص الباحث مذكرة مستقلة لتدوين أماكن وجود نُسَخِ المخطوط حول العالم، وبيَّن أن حصول الباحث على أكبر قدر ممكن من النُّسَخِ الخطية للكتاب المراد تحقيقه يعد أمراً مهماً غاية الأهمية، وهو من مصلحة الباحث، ويزيد من القيمة العلمية للتحقيق.
ونوَّه على أن الباحث يلزمه أن يحرص أشد الحرص على الوصول إلى النُّسَخِ الخطية للكتاب المراد تحقيقه بأي ثمن وبأي وسيلة، وأن هذا يجب أن يكون شغله الشاغل وهمه الذي يؤرقه حتى يتمكن من إتمامه.
((3)) ثم تأتي المرحلة الثالثة، وهي "مرحلة فحص النُّسَخِ"، وقد أسهب الدكتور كثيراً عند حديثه عن هذه المرحلة، وألمح إلى أن المخطوطات مجهولة العنوان أو مجهولة المؤلف تحتوي في الغالب على كنوز عظيمة ونفائس لا تقدر بثمن، وذلك أن الصفحة الأولى من المخطوط ربما تُنزع أو تَسقط فلا يهتدي المفهرس إلى عنوان المخطوط، خصوصاً وأن مفهرسي المخطوطات - والحديث للدكتور - أكثرهم وأغلبهم جهلة غير مختصين في العلوم الشرعية، ولذلك فإنه نبَّه على أن الباحث يلزمه ألا يغتر ويُخدع بما قد يجده من عنوان على صفحة الغلاف فيما يتعلق بعنوان المخطوط أو اسم مؤلفه، بل هذا أمر يكثر فيه عبث المفهرسين، ولذلك وجَّه بأن المخطوط الذي ليس للباحث جزم في عنوانه أو اسم مؤلفه فإن ابتعاده عنه أفضل وأسلم.
كما حذَّر الدكتور من التسليم المطلق والإذعان التام بتاريخ النَّسْخِ المدوَّن على المخطوط، لأن بعض الناسخين ينسخ المخطوط كاملاً بما في ذلك تاريخ نسخه.
وحذَّر كذلك من أن يغتر الباحث بجمال الخط في المخطوط ووضوح عبارته وحسن ترتيبه، فربما كان ذلك المخطوط آية في التصحيفات والأخطاء.
كما حذَّر من أن يُخدع الباحث بآثار الأرضة والطمس والخرم الموجودة على المخطوط فيظن أن المخطوط قديم، فهذا أمر ليس على إطلاقه، فقد يكون المخطوط متأخراً وعليه هذه الآثار لسوء العناية به، وقد يكون متقدماً من القرن الرابع أو الخامس لكنه وجد عناية واهتماماً فبقي على حاله كما هو دون تَغَيُّر.
وأشار إلى أن بعض المخطوطات ربما تكون الأوراق فيها مبعثرة، وأَرجَعَ ذلك إلى سوء صنيع المفهرسين غير المختصين بعلوم القرآن والعلوم الإسلامية عموماً.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما بيَّن أن نُسَخَ المخطوط المنسوخة من الأصل الموجود فالأصل يغني عنها، فقد يجد الباحث أربع نُسَخٍ لمخطوط ما، ثم يتفاجئ أن إحدى هذه النُّسَخ هي الأصل، وكافة النُّسَخ الأخرى منسوخة منها بأخطائها وتصحيفاتها، فأشار الدكتور في هذه الحالة إلى أن الاكتفاء بالنسخة الأصل المنسوخ منها يغني عن باقي النُّسَخِ الأخرى.
ثم أشار الدكتور إلى وجود بعض المزايا التي تمتاز بها بعض النُّسَخ، كأن تكون النسخة بخط المؤلف، أو بخط أحد تلاميذه، أو قرأها المؤلف، أو عليها سماعه أو إجازته، أو كتبها أحد العلماء، أو قرأها أحد العلماء، وغير هذا من المزايا التي تزيد من القيمة العلمية للنسخة.
ومن استمع إلى ما تحدَّث به الدكتور عن النُّسَخ الخطية يجد أنه يحترق غيرةً وألماً على تراثنا المكنوز، مما أصابه من عبث النُّساخ الذين يعبثون بالكتب، ومن مفهرسي المخطوطات الذين يعبثون بنسبة الكتب دون أدنى اهتمام إلا من رحم الله.
((4)) ثم تأتي المرحلة الرابعة، وهي "مرحلة البدء في التحقيق"، وأسهب الدكتور كثيراً في الحديث عن هذه المرحلة نظراً لأهميتها وتأثيرها المباشر في القيمة العلمية للتحقيق.
وبيَّن الدكتور أن مناهج التحقيق لا تخلو من طريقتين:
الطريقة الأولى: وِفق منهج النسخة الأم، وهو أن يختار الباحث إحدى نُسَخ مخطوطه فيجعلها الأصل أو الأم، ثم يقابل عليها باقي النسخ الأخرى؛ على ضوء ما سيبينه حديث الدكتور في طيات النقاط الآتية إن شاء الله.
الطريقة الثانية: وِفق منهج التلفيق بين النُّسَخ، وهو أن يُلَفِّقَ - أو يُوَفِّقَ - الباحث بين نُسَخ المخطوط دون أن يعتمد إحدى النُّسَخ أصلاً يعتمد عليه.
وتكرَّم الدكتور بتفصيل الحديث عما يتعلق بهاتين الطريقتين بصورة واسعة جداً، وسأحاول فيما يلي ذكر أبرز النقاط التي تحدث عنها فيما يتعلق بمرحلة البدء في التحقيق.
فبيَّن الدكتور أن لاختيار النسخة الأم معايير وضوابط، منها قِدَم النسخة، وذلك بمعرفة تاريخ نسخها أو وجود سماع للمؤلف أو لأحد تلاميذه عليها ونحو ذلك، ومنها أن تكون مكتوبة بخط المؤلف أو أحد تلاميذه، أو بخط عالِمٍ من العلماء، أو تكون عليها تعليقات للمؤلف أو أحد العلماء، أو تكون خالية من التصحيف والسقط، ونحو ذلك من المزايا التي تمتاز بها النُّسَخ بعضا عن بعض.
ونوَّه الدكتور بأن النسخة التي تمتاز بشيء من هذه المزايا ليست معصومة عن أن تتضمن خطأً أو سهواً أو وهماً، بل لربما كان السهو أو الوهم من المؤلف أو العالِم الذي كتبها ونحو ذلك.
وأشار الدكتور إلى أن نص الكتاب المحقق "نص مقدس" لا يجوز لأحد أن يُبدِّل فيه أو يُعدِّل، والمحقق مُلزَمٌ بأن يكتب النص كما أراده مؤلف الكتاب، ثم له أن يعلق عليه في الحواشي بما يريد.
وأشار الدكتور إلى أن عمل الباحث من خلال "منهج النسخة الأم" يقتضي أن يُثبت الأصل في متن الكتاب، ويشير إلى اختلافات النُّسَخ الأخرى في الحاشية، مع تأكيده على أن الاختلافات المقصودة هي الاختلافات التي لها محل من النظر، أما الاختلافات السطحية التي لا يترتب عليها فائدة علمية فيرى الدكتور ألا طائل من إثقال حواشي الكتاب بها، ومثَّل الدكتور لهذه الاختلافات السطحية بكلمة: [تعالى] في بعض النسخ، وفي بعضها الآخر: [سبحانه وتعالى]، ونحو ذلك من الاختلافات التي تكون غالباً من النُّسَّاخ.
كما نبَّه الدكتور على أن المحقق مطالَب بأن يُدوِّن كل الاختلافات الواردة في النُّسَخ الأخرى عن النسخة الأم، ثم يقوم بعد فراغه من حصر الاختلافات بإثبات الاختلافات المهمة والجوهرية ويغض الطرف عمَّا سوى ذلك.
وأشار إلى أن عمل الباحث من خلال "منهج التلفيق بين النُّسَخ" يقتضي أن ينظر المحقق في النُّسَخ التي بين يديه، ثم يختار الصواب فيضعه في المتن، ويشير إلى اختلافات النُّسَخ الأخرى في الحاشية، مع تأكيده مجدداً على أن الاختلافات التي تستحق الذكر هي التي لها محل من النظر.
وحثَّ الدكتور على التخفيف من [المعقوفتين] في المتن، وذلك لمن ينتهج منهج التلفيق بين النُّسَخ، بل يرى الدكتور أن [المعقوفتين] يجب أن تكون فقط عند من ينتهج منهج النسخة الأم، وأما عند التلفيق بين النُّسَخ فلا داعي للإكثار من [المعقوفتين] طالما أن المحقق لم يعتمد نسخة يعتمد عليها اعتماداً كلياً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونبَّه الدكتور إلى أن بعض المحققين قد يجد أخطاءً في كل نسخة فينتهج منهج التلفيق بين النُّسَخ، ولربما كانت إحدى النُّسَخ تستحق أن تكون النسخة الأم بسبب قلة أخطائها وتصحيفاتها، ولا يتبين المحقق هذا الأمر إلا إذا قرأ جميع النُّسَخ الخطية قراءة فاحصة دقيقة متأنية.
ثم تطرق الدكتور إلى وجود الأخطاء في ضبط النص في النُّسَخ الخطية، حيث أكد على أن الباحث يلزمه أن يثبت الصواب في المتن، ولو خالف كل النُّسَخ، ثم يشير إلى ذلك في الحاشية.
كما أكد الدكتور على أن الطالب يجب عليه أن يقرأ النسخة الخطية كاملة من أولها إلى آخرها عدة مرات حتى يتعرف عن قرب على منهج الناسخ في الكتابة، فيقف على كيفية كتابته للواو مثلاً او للياء أو حروف الجر ونحو ذلك، ولا سبيل له لمعرفة منهج الناسخ في الكتابة إلا من خلال تكرار القراءة للنسخة الخطية.
كما أشار إلى ضرورة عودة الباحث إلى بعض كتب المؤلف الأخرى ليقف من خلالها على ما يفيده في تحقيقه للكتاب المراد تحقيقه، فربما تُطمَس عبارة في النسخة الخطية ثم يجدها الباحث منقولة بنصها في كتاب آخر للمؤلف أو لغيره من المؤلفين الذين استفادوا من كتابه.
وتحدَّث الدكتور عن وجود نسخة فريدة وحيدة لكتاب من الكتاب، وأشار إلى أنه لا يحبذ لطلاب الدراسات العليا أن يأخذوا مثل هذه الكتب لرسائل الماجستير أو الدكتوراة إلا في أضيق الحدود، لصعوبة التعامل معها إذا احتوت على طمس أو خرم ونحو ذلك، ووَصَفَها الدكتور بأنها "غدَّارة"، تهدد الباحث وتخوفه ويظل منها في حذرٍ إلى أن ينتهي منها.
وأشار الدكتور إلى نقطة لها صلة بالنسخة اليتيمة، وهي أن النصوص المنقولة من النسخة اليتيمة في الكتب الأخرى، أو النصوص المنقولة في النسخة اليتيمة من الكتب الأخرى، فإن هذه النصوص بمثابة نسخة ثانية للنسخة اليتيمة.
وألمح الدكتور إلى أن المحقق يلزمه في المقام الأول أن يكون عمله في التحقيق منصبٌ على نقطتين مهمتين:
النقطة الأولى: الوصول إلى أقرب نص يريده المؤلف، دون تعديل أو تحسين أو تدخل من الباحث، فهذا الكتاب للمؤلف وليس للمحقق، والمؤلف يتبنى أفكاراً وآراءً يجب أن تبقى كما هي، ويمكن للباحث أن يعلق عليها بما شاء في الحواشي.
ويؤكد الدكتور على أن الأخطاء التي يدرك الباحث يقيناً أنها من الناسخ فإنه يكتبها بالوجه الصحيح دون أن يشير إلى الخطأ فيها، لأنها كثيرة جدا في المخطوطات، وهي من النُّسَّاخ وليس من المؤلفين.
النقطة الثانية: خدمة النص تحقيقاً وتعليقاً وشرحاً وإيضاحاً وتبييناً بحسب ما يقتضيه منهج المحقق الذي التزم به.
وتحدَّث الدكتور هنا عن استعانة بعض الباحثين ببعض المراكز أو بعض الأشخاص لنَسْخِ المخطوط بحيث يصل إلى الباحث مكتوباً بالكمبيوتر ولا داعي لأن يرجع الباحث إلى النُسَخِ الخطية، ووَصَفَ الدكتور هذه الاستعانة بأنها "خيانة"، وأن الذي لا يجد وقتاً كافياً لنَسْخِ المخطوط فلا داعي له لأن يستمر في الدارسات العليا، ومن رغب بالدراسات العليا فلابد أن يكون أهلاً للثقة والأمانة، بعيداً عن دفع المال مقابل ألا يشغل نفسه ويتعبها بالنظر في النُّسَخ الخطية والمقابلة بينها.
ثم أشار الدكتور إلى أن بعض المؤلفين يجعل عدة نُسَخٍ لكتابه، وربما كان بين النُّسَخ سنوات طويلة، فلا يعني وجود اختلافات بين نسختين مع أنهما بخط المؤلف أو عليها سماعه بأن لدى المؤلف تناقض أو اضطراب ونحو ذلك، بل يلزم الباحث أن يتأكد من أن الاختلافات هل هي من المؤلف بسبب تعدد النُّسَخ؟ أم أنها اختلافات من النساخ؟ ولا سبيل للباحث للتأكد من هذا الأمر إلا بإمعان النظر في كتب المؤلف خصوصاً وكتب الفن على وجه العموم.
كما أشار إلى أن النص القرآني إذا جاء في طيات كتاب من كتب علوم القرآن، فإن المحقق ينظر في سياق الكتاب، فإن كان الحديث عن موضوع من الموضوعات العامة ثم جاء الاستشهاد بالنص القرآني دون أن يكون لذلك أدنى صلة بالقراءات فإن المحقق يلزمه - والرأي للدكتور - أن يكتب النص القرآني بالرواية المشتهرة في زماننا وهي رواية حفص، وضرب لذلك مثالاً بكتاب فيه حديث عن النسخ في القرآن، فإن استشهد المؤلف بقوله تعالى (ما ننسخ من آية و ننسأها) بقراءة أبي عمرو مثلاً؛ فإن المحقق يكتبها برواية حفص نظراً لأنها مشتهرة في زماننا، ولأن المقصود
(يُتْبَعُ)
(/)
من استشهاد المؤلف هو النص القرآني وليس ذِكْر الاختلافات بين القراء، بينما لو كان ذِكْرُ المؤلف لقراءة غير قراءة حفص لغرض الحديث عن القراءات فلا شك أن المحقق عليه أن يُثبِت ما كتبه المؤلف دون تدخل.
ويوصي الدكتور بألا يهرب المحقق من ضبط النص، خصوصاً "المُشكِل من النص" الذي لا يتين مراد المؤلف منه إلا بضبطه، ونبَّه في الوقت ذاته من إضاعة الوقت بضبط ما لا طائل من ضبطه، كمن يضبط حروف الجر ونحوها.
كما شدَّد الدكتور على أن المحقق ملزَمٌ بضبط الأعلام، وعليه العودة إلى الكتب التي استفاضت بضبط أسماء الأعلام حتى يستفيد في ضبط الأعلام الوارد ذكرهم في الكتاب المراد تحقيقه.
ونبَّه على أن ترجمة كل عَلَمٍ تكون من الكتاب الخاص بالترجمة لأمثاله، فيترجم للصحابي من كتب تراجم الصحابة، وللقارئ من كتب تراجم القراء، وللنحوي من كتب طبقات النحاة، ونحو ذلك.
وأشار الدكتور إلى ضرورة الابتعاد في التراجم عن العبارات العامة التي تشمل المترجَم له وغيرَه، كمن يصف إماماً بأنه "تقيٌ ورعٌ" أو أنه "من أكابر العلماء"، فهذا أوصاف تشمل كل علمائنا من السلف الصالح، وإنما المحقق يلزمه أن يترجم للأعلام بما يُقدِّم لقارئ الكتاب تصوراً موجَزاً عن هذا العلم من حيث أبرز شيوخه وأبرز تلاميذه وأبرز معالم نشاته ونحو ذلك.
كما حثَّ الدكتور على أن يرجع المحقق للكتب المتقدمة لتوثيق نصوص الكتاب المنقولة، خصوصاً التي لم يُشر المؤلف إلى نقله إياها من كتب المتقدمين، وضرب لذلك مثالاً ببعض ما نقله السيوطي من الزركشي ولم يُشر إليه.
وذكر أن توثيق الأبيات يكون من الكتب المتقدمة، وكذلك الشواهد والآثار والأقوال، وحذَّر كل الحذر من توثيق مثل هذه النصوص من الكتب المتأخرة.
ولم يجد الدكتور حرجاً في رجوع المحقق إلى الموسوعات الالكترونية من أجل الوصول إلى توثيق صحيح للنص، لكن شدَّد على ألا يكتفي المحقق بذلك، بل يستأنس بهذه الموسوعات في الوصول إلى المصدر الصحيح لتوثيق هذه النصوص.
ونبَّه كذلك على أن المحقق إذا أحال إلى أكثر من مرجع في حاشية واحدة؛ فإنه يرتب الكتب بحسب وفيات أصحابها، حتى يتسلسل النقل تاريخيا عند المحقق ثم عند قارئ الكتاب.
ولم يغفل الدكتور عن التطرق إلى ما يفعله بعض المحققين من إثقال الحوشي بتواريخ الطبعات والدور الناشرة وعدد المجلدات ونحو ذلك، بل يرى الدكتور أن على المحقق أن يقتصر على عنوان الكتاب واسم مؤلفه، ثم للمحقق - والحديث للدكتور - أن يكتب عن معلومات الطبعة ما يريد من خلال قائمة المصادر والمراجع في آخر البحث.
وأشار الدكتور إلى ضرورة أن يتوازن المحقق في عمله، فعليه أن يضبط الكل، ويحقق الكل، وذكر بأنه لا يُقبل من المحقق أن يحقق صفحات ويترك أخرى، أو يُسهب في ترجمة مثلاً ويختصر اختصارا شديداً في أخرى، بل التوازن مطلوب لإخراج العمل بصورة مثالية.
كما أشار إلى أن الكتاب إذا حُقِّقَ من قبل فعلى المحقق أن ينبه على أخطاء من سبقه إن كانت تدعو الحاجة لها، ولا داعي للإطالة الشديدة في ذلك وفرد العضلات وإظهار التعالم.
كما نبَّه على ألا يطيل المحقق في ترجمة من أُشبع بحثاً وترجمة من المؤلفين، كالسيوطي وغيره، ونبَّه في الوقت ذاته على أن يكتب المحقق ترجمة وافية لمن لم يسبق أن كُتِبت له ترجمة وافية من المؤلفين.
وتحدَّث الدكتور عن الطبعات، وشدَّد على أن يحرص الباحث والمحقق على معرفة الطبعات الجيدة لكل كتاب، خصوصاً وأن المكتبة الإسلامية قد أُثقِلت بكمٍ وافر من الكتب التي تفتقر لأدنى جهد علمي في التحقيق، وألمح إلى ضرورة أن يستشير الباحث والمحقق أستاذه ومشرفه، ومن له معرفة بالطبعات من العلماء والمتخصصين، حتى يكون توثيقه ونقله مستنداً إلى طبعة علمية صحيحة، بعيدة عن الطبعات التجارية.
وكانت هذه آخر نقطة تحدث عنها الدكتور الخراط جزاه الله خيراً، ثم تفضَّل بعد ذلك بالإجابة على مداخلات وأسئلة بعض الحضور.
من وصايا الدكتور الخراط لأبنائه الباحثين:
* ردَّد الدكتور الخراط أكثر من مرة عبارة: "هم رجال وأنت رجل" في إشارة منه إلى أن النُّساخ - وربما المؤلفين - ليسوا معصومين عن الوقوع في الوهم أو الخطأ.
* حذر الدكتور الخراط من أن يكون الباحث حجراً صلداً لا يلين ولا يتزحزح عن مواقفه، بل وجَّه بأن يكون مَرِناً، فيضع الاحتمالات الواردة ثم يُرجِّح.
* يوصي الدكتور الخرّاط بأن يتواصل الباحث مع أهل العلم، فيستشيرهم ويأخذ بآرائهم، ولا يلزمه ذلك أن يعتبر أقوالهم خالية من الخطأ، بل هي قابلة للأخذ والرد.
* حذَّر الدكتور الخراط من "شهوة التفاصيل في التعليق"، وذكر أن هذا أمر موجود لدى الباحثين، لكنه لا يصح منهم، وعليهم بالتوازن دون إفراط أو تفريط.
هذا ما يسَّر الله لي تدوينه مما نثره الدكتور أحمد الخراط من درر ولآلئ استفدتُ منها غاية الاستفادة ..
وأعتذر عما لم أتمكن من الإحاطة به مما ذكره الدكتور، والمجال مفتوح للتعديل على ما أخطأتُ فيه ..
محبكم، الردادي ..
الأربعاء، 6/ 1 / 1431هـ ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب القراءات]ــــــــ[25 Dec 2009, 09:27 ص]ـ
أحسنت يا أبا عمر وجزاك الله خيرا على هذا التلخيص الرائع لهذه المحاضرة القيمة.
وأقول: هكذا فليكن الحضور والاستفادة ونشر الفوائد لمثل هذه اللقاءات العلمية , فشكر الله لك يا أبا عمر ووفقك وأعانك في تحقيقك لبحث الماجستير , الذي آمل أن نراه قريبا إن شاء الله.
وقد استمعت للمحاضرة مباشرة أثناء بثها على الانترنت , وأرسلت عدة أسئلة عرض منها سؤالان.
ومن أراد الاستماع للمحاضرة كاملة فيمكنه تحميلها من موقع البث الإسلامي على هذا الرابط:
تحقيق النصوص .. علم وفن .. للدكتور / أحمد الخراط ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=71414)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[25 Dec 2009, 03:00 م]ـ
.
نفع الله بك يا أبا عمر ووفقك لما يحبه ويرضاه، فقد أحسنت أحسن الله إليك.(/)
تقدير المسؤولية
ـ[محمد بن إبراهيم الحمد]ــــــــ[16 Dec 2009, 05:15 م]ـ
تقدير المسؤولية
أعرف شخصاً يعمل في إدارة التوجيه في إحدى القطاعات التعليمية منذ فترة طويلة، وكان مثال الجد والإخلاص والمثابرة، وتقدير المسؤولية.
وكان زملاؤه يعرفون ذلك عنه جيداً، ولما قرب وقت تقاعده عن العمل تابعه أحد أقرانه المقربين إليه؛ ليرى كيف تَسِيْر وتيرةُ عمله في آخر أيامه، فتابعه في آخر شهر فلم يَرَ شيئاً تَغَيَّرَ من همته، ونشاطه، وتَدَفُّعِه، وحرصه على عمله.
فقال: لعل ذلك النشاط يخبو في آخر أسبوع، فلم ير تغيراً في الأسبوع الأخير، فتابعه في آخر يوم، وقال: لا بد أنه سيخرج قبل نهاية الدوام، أو أنه سيسند بعضَ أعمالِه إلى أحد زملائه، فلم يكن شيء من ذلك، بل إنه لم يخرج من عمله إلا بعد آخر ثانية من وقت العمل؛ حيث خرج مرفوع الرأس، موفور الكرامة، سعيداً بأمانته، مستبشراً بصفاء قلبه، وطيب مطعمه، فصار بذلك قدوة لزملائه، وكل من سمع بأمره.
وأعرف رجلاً تولى عمادة إحدى الكليات في جامعة من الجامعات فترة وجيزة من الزمن، فارتقى بالعمل، وصعَد به إلى مراتب عالية من المجادة، ثم ترك العمل.
والغريب في الأمر أنه كان متفانياً في عمله، مستغرقاً فيه حتى آخر لحظة، حتى إن بعضَ مَنْ هُمْ تحت إدارته شكَّوا في كونه سيترك عمله.
ولا ريب أن هذه النماذجَ وأمثالَها مفاخرُ تُرفع بهم الرؤوسُ، ويكون لهم الأثر البالغ في النفع، والتطوير؛ فيا لسعادة أولئك المخلصين، ويا لعظم أجورهم، وتسلسل نفع أعمالهم.
فأين أولئك من أناس لاهمَّ لواحدهم إلا مصلحته الخاصة؛ فتراه لا ينتمي إلى العمل الذي يقوم به، ولا يشعر تجاهه بالإخلاص، والصدق، والحرص على الارتقاء بالعمل.
وإذا شعر بأن فترة عمله ستنتهي قَلَّ إنتاجه، وصار على مبدأ المثل العامي الدارج: "إذا كنت رائحاً فأكثر من الفضائح".
فإذا ودَّع هريرة أطاق وداعها، وإذا فارق العمل فارقه بذكريات أليمة، وسمعة سيئة، وربما أمانات مضيعة، وعند الله تجتمع الخصوم.
ولعل هذا يفسر لنا تقدمَ العمل، وتطورَه في ميدان، وتأخرَه، وتخلفَه في ميدان آخر، وسِرَّ رُقِيِّه إذا تولى زمامَ أمره شخصٌ، وانحطاطَه إذا تولاه آخر.
وكم نحن بحاجة إلى ثقافة عامة تقود إلى تقدير المسؤولية، ومحبة العمل، والإخلاص فيه، والحرص على الرقي به.
وكم نحن بحاجة _كذلك_ إلى محاربةِ البطالةِ، والفسادِ، والمبالغةِ في حبِّ الذات، وقلةِ الاهتمام بالمصالح العامة.
ـ[هبة المنان]ــــــــ[16 Dec 2009, 08:56 م]ـ
أحسن الله إليكم شيخنا وبارك فيكم ورزقنا النفع
ـ[أبو المهند]ــــــــ[16 Dec 2009, 11:57 م]ـ
تقدير المسؤولية
أعرف شخصاً يعمل في إدارة التوجيه في إحدى القطاعات التعليمية منذ فترة طويلة، وكان مثال الجد والإخلاص والمثابرة، وتقدير المسؤولية.
وكان زملاؤه يعرفون ذلك عنه جيداً، ولما قرب وقت تقاعده عن العمل تابعه أحد أقرانه المقربين إليه؛ ليرى كيف تَسِيْر وتيرةُ عمله في آخر أيامه، فتابعه في آخر شهر فلم يَرَ شيئاً تَغَيَّرَ من همته، ونشاطه، وتَدَفُّعِه، وحرصه على عمله.
فقال: لعل ذلك النشاط يخبو في آخر أسبوع، فلم ير تغيراً في الأسبوع الأخير، فتابعه في آخر يوم، وقال: لا بد أنه سيخرج قبل نهاية الدوام، أو أنه سيسند بعضَ أعمالِه إلى أحد زملائه، فلم يكن شيء من ذلك، بل إنه لم يخرج من عمله إلا بعد آخر ثانية من وقت العمل؛ حيث خرج مرفوع الرأس، موفور الكرامة، سعيداً بأمانته، مستبشراً بصفاء قلبه، وطيب مطعمه، فصار بذلك قدوة لزملائه، وكل من سمع بأمره.
وأعرف رجلاً تولى عمادة إحدى الكليات في جامعة من الجامعات فترة وجيزة من الزمن، فارتقى بالعمل، وصعَد به إلى مراتب عالية من المجادة، ثم ترك العمل.
والغريب في الأمر أنه كان متفانياً في عمله، مستغرقاً فيه حتى آخر لحظة، حتى إن بعضَ مَنْ هُمْ تحت إدارته شكَّوا في كونه سيترك عمله.
ولا ريب أن هذه النماذجَ وأمثالَها مفاخرُ تُرفع بهم الرؤوسُ، ويكون لهم الأثر البالغ في النفع، والتطوير؛ فيا لسعادة أولئك المخلصين، ويا لعظم أجورهم، وتسلسل نفع أعمالهم.
فأين أولئك من أناس لاهمَّ لواحدهم إلا مصلحته الخاصة؛ فتراه لا ينتمي إلى العمل الذي يقوم به، ولا يشعر تجاهه بالإخلاص، والصدق، والحرص على الارتقاء بالعمل.
وإذا شعر بأن فترة عمله ستنتهي قَلَّ إنتاجه، وصار على مبدأ المثل العامي الدارج: "إذا كنت رائحاً فأكثر من الفضائح".
فإذا ودَّع هريرة أطاق وداعها، وإذا فارق العمل فارقه بذكريات أليمة، وسمعة سيئة، وربما أمانات مضيعة، وعند الله تجتمع الخصوم.
ولعل هذا يفسر لنا تقدمَ العمل، وتطورَه في ميدان، وتأخرَه، وتخلفَه في ميدان آخر، وسِرَّ رُقِيِّه إذا تولى زمامَ أمره شخصٌ، وانحطاطَه إذا تولاه آخر.
وكم نحن بحاجة إلى ثقافة عامة تقود إلى تقدير المسؤولية، ومحبة العمل، والإخلاص فيه، والحرص على الرقي به.
وكم نحن بحاجة _كذلك_ إلى محاربةِ البطالةِ، والفسادِ، والمبالغةِ في حبِّ الذات، وقلةِ الاهتمام بالمصالح العامة.
صدقت وسلم قلمك وما كتبت وأقول:
إن من الناس من يعمل مستشعرا قوله تعالى: { .... إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} فلا يهمنه البشر في العير ولا في النفير ولكن ينام ويقوم وفي باله هذا السؤال:" كيف أتفكر من أجل السمو بعملي والرقي بإخواني وبلدي؟
ومن الناس من يراقب البشر ولا يعمل إلا من أجلهم فهذا لا قيمة له وعندما يعيش يعيش لنفسه وعندما يغادر لا يذكره الدهر إلا في الأذلين ـ والعياذ بالله.
لكن عندنا في عالمنا العربي تسنم المصالح ـ في معظم الأحوال ـ من خلال الولاء والانتماء لا من خلال الخبرة والبراعة والتفوق وهذه هي النكسة وتلك هي الوكسة.
والموفق من وفقه الله تعالى(/)
بشرى للمهتمين بالقراءات
ـ[الشريفة فاطمة]ــــــــ[17 Dec 2009, 03:13 ص]ـ
اصدرت دار القراءات بالمانيا مصحفين شريفين برواية الامامين البزي وقنبل عن ابن كثير المكي
لاول مرة في التاريخ يطبع المصحف بهاتين الروايتين وقد اشرف على عملية الضبط والرسم العلامة الدكتور التهامي الراجي الهاشمي وراجعتها ادارة البحوث والتاليف والترجمة بمجمع البحوث الاسلامية بالازهر الشريف برئاسة الدكتور المعصراوي شيخ عموم المقارئ المصرية فاجاز لهما للتداول وهما موجودان حاليا بمكتبة الالفية الثالثة بالرباط
شارع محمد الخامس رقم 285 امام مقر البرلمان
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Dec 2009, 06:22 ص]ـ
بُشرى طيبة بشرك الله بكل خير أختي الكريمة.
ـ[معاذ الطالب]ــــــــ[17 Dec 2009, 04:10 م]ـ
السلام عليكم
مشكورة يا أخت فاطمة
أنا عندي تعليقات كثيرة على المصاحف المتداولة في المغرب الآن، سواء التي طبعت في الخارج أو في الداخل، ومؤخرا كادت إحدى المؤسسات الرسمية بالمغرب أن تقدم على كارثة كعادتها ... !!؟؟ لولا عناية الله ولطفه حيث استخرج أحد العلماء في المراجعة الأخيرة للمصحف حوالي 1000 خطأ .. !!
المهم أن:
مثل هذه الأعمال في أمس الحاجة إلى العمل الجماعي.
ما دخلت التجارة في شيء من هذا الميدان إلا أفسدته.
والله المستعان.(/)
نظم قواعد الترجيح عند المفسرين
ـ[محمد العواضي]ــــــــ[17 Dec 2009, 05:39 م]ـ
هذه منظومة لآخي الشقيق (نظم قواعد الترجيح عند المفسرين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم:
أما بعد:-
فقد اطلعت على الأبيات التي نظمها الأخ الأستاذ عبد الله عبده العواضي والتي اشتملت على قواعد التفسير ولاشك أن نظم العلوم مما يسهّل الحفظ على طلاب العلم وقد لمست في هذه الأبيات إبداعاً في النظم وشمولاً للقواعد المذكورة, مما دلّ على أن الأخ عبد الله يتمتع بقدرة على نظم الشعر وأنا أرجو الله عز وجل له المزيد من التفوق في هذا الجانب وغيره من جوانب الخير كما أرجو أن ينفع الله سبحانه بجهده هذا, مع وصيتي لطلاب العلم أن يستفيدوا من هذه المنظومة حفظا وفهما وتطبيقا, والله ولي التوفيق
أ. د.عبد الوهاب بن لطف الديلمي
ـ[محمد العواضي]ــــــــ[17 Dec 2009, 05:41 م]ـ
عقود الجوهر الثمين
نظم قواعد الترجيح عند المفسرين
نظمها / عبدالله عبده العواضي
قال الفقير طالب المراضي = من ربه ابن عَبدهِ العواضي
الحمد لله الذي قد انزلا = كتابه مباركا مفصلا
على النبي أحمد خير الورى = وخير متق وخير من قرا
صلى عليه ربنا وسلما = وصانه وزانه وكرما
أعطاه ربي أية القرآن = معجزة على مدى الازمان
منزَّلا بأفصح اللسان = وأوضح البيان والبرهان
فبهر العقول في أسلوبهِ = وحسن ما يشع من محجوبهِ
وهديه ونظمه البديعِ = وفصله ولفظه الرفيعِ
والناس ليسوا مستوي الأفهام = كالخلق حالهم على الأيام
فاختلفت في فسره الآراء = منها هدى وبعضها أهواء
واحتملت ألفاظه معاني = مختلفات حسب المباني
فاشتبه الصحيح بالسقيم = واختلط الكريم بالعقيم
وقُبِلتْ بعض الأمور وقتا = وهْي تخالف الصواب حتى
ألفيت من بدائع التحرير = قواعد الترجيح في التفسير
مؤلَّف الشيخ حسينِ الحربي = جزاه ربي بمزيد القرب
قد لخص الصواب في قواعد = منثورة مصحوبة الشواهد
فاستحسنت عندي وباستخاره = نظمتها لتحفظ العباره
والله أرجو العون والرشادا = والحق والإخلاص والسدادا
فهاكها مجلوة المعالم = بهية مضيئة المباسم
قواعد الترجيح المتعلقة بالنص القرآني
مدخل
والنسخ في القرآن ليس يُقبَل
إلا بتصريح صحيح يُنقَل
أو انتفا لحكمها الأصيل
وامتنع الجمع مع المزيل ()
وتحتها خمس من القواعدِ
في تاليين عدُّها وأنشدِ
النقل والتخصيص والإضمار
والإشتراك والمجاز ساروا
مغلبينها على النسخ لدى
تعارض مع فردها يوماً بدا
قواعد الترجيح المتعلقة بالقراءات ورسم المصحف
ولا يجوز الرد للقراءةِ
مع الثبوت عندهم كالآيةِ
والاتحاد غالب الخلاف في
معنى القرائتين فافهم واعرف
وقدِّمنْ معاني التواتر
على التي شذت لدى التنافر
هذا إذا لم يمكن الحمل على
تواترٍ مؤلِّف ما انفصلا
واختر من الإعراب والتفسير
في لجة التباين الكثير
ما وافق الرسم الذي أقاما
عثمان عندما غدا إماما
قواعد الترجيح المتعلقة بالسياق القرآني
ورجحوا أن يدخل الكلام
في سابق أو لاحق ولاموا
إخراجه إلا ببرهان أتى
إلى العدول عنهما إن ثبتا
لاتعدلن عن ظاهر القرآن
الى سواه دونما برهان
وحمل قول ربنا تعالى
على الطريق الغالب استعمالا
في الذكر أولى أوجه التفسير
عند النزاع في اصطفا الخطير
قواعد الترجيح المتعلقة بالسنة والآثار والقرائن
قواعد الترجيح المتعلقة بالسنة
متى وجدنا خبر الصحاح
قد نص في التفسير والإيضاح
لآية فلا نحيد عنهُ
إلى سواه والبيان منهُ
وإن يوافقِ الحديث قولا
من بين الاقوال يعدّ الأولى
ورُدَّ في التفسير ما قد خالفا
قول الكتاب والحديث المقتفى
كذا الذي قد باين الإجماعا
فاردده مطلقاً تر انتفاعا
وفي أمور الغيب إن دل الخبرْ
من الكتاب والحديث المعتبرْ
ففسِّرنْ بما يجيئ فيهما
ولا تَمِلْ عند البيان عنهما
قواعد الترجيح المتعلقة بالآثار
وقدمنْ من أوجه التفسير
كل اختيار عالم بصير
متى يوافقْ سبب صريحُ
مقاله وذلك الصحيحُ
ثبوت تاريخ النزول للسور
أو آية منها يعد معتبر
مرجحاً لكل وجه وافقهْ
من أوجه التفسير لا ما فارقهْ
والفهم والتفسير عمن قد سلفْ
مقدم على تفاسير الخلفْ
كذلك التفسير عن جمهورهم
على الذي يشذ من مأثورهم
قواعد الترجيح المتعلقة بالقرائن
والقول إن قرائن السياق
تكنْ له رُجِّحَ باتفاق
وقدمنْه إن أتت آيات
(يُتْبَعُ)
(/)
تعضده إذ هنَّ مُوضِحات
وكل قولٍ عظّم النبوه
ولم يَهض من مرسل علَّوه
فهو الحريُّ في بيان الآيةِ
من كل قول لم يَلِقْ بالقدوةِ
وأي قول طاعن في العصمةِ
يرد رداً باتفاق الأمةِ
قواعد الترجيح المتعلقة بلغة العرب
قواعد الترجيح المتعلقة باستعمال العرب للألفاظ والمباني
واحكم برد كل قول قد أتى
من التفاسير لديهمُ متى
لم يأخذ الفسر من الدلالةِ
أو السياق من مباني الآيةِ
وليس كل ما أتى في اللغةِ
يصح تفسيراً لكل جملةِ
وحمل قول الله فيه يجب
على الذي تعرف منه العرب
دون الضعيف أو شذوذ وجدا
أو منكر عن الثقات وردا ()
وأربع تُحيتَ هذي القاعده
أتت لما قد جاء فيها عاضده
أو منكر عن الثقات وردا ()
فالقول إن دل على الإضمار
أو زائد فأولٌ وجاري
بين اشتراك أو مجاز قدما
- عند اختلافهم- مجاز منهما
والحكم أيضاً للمجاز عندما
يرى مع الإضمار فاعلمنْها
أو اختلاف مَعَهُ تقدير
رُجِّحَ من بينهما الأخير
وفرضوا حمل نصوص الشرع
على الحقيقة لأصل الوضع
وتحتها التخصيص سابق على
قصد المجاز هكذا تحصلا
واللُغويّة من الحقائق
تغلبها حقيقة الشرع النقي
عند الخلاف دونما دليل
لواحد يكون في التأويل
وقدِّمنْ على التي قد أخرت
قبلُ التي للعرف عنهم نُسِبت
وذاك حين ينتفي البرهان
معيِّناً إِحداهما والشاْن
إن لم يصحْ حملٌ على الشرعيه
لصارف أو كونها منفيه
ورجحنَّ القول باستقلال
على ذوي التقدير لاكتمال
إلا إذا دل دليل بيِّنُ
فالحذف لكن يعرف المعيَّنُ
بعلم جملة من القواعد
موصلة إلى المقال الراشد
فكل حذف في الكتاب يظهر
أولى به من كل ما يقدر
وإن خفيْ فغرض الآيات
وسبل الشرع تُرى الجهات
والحمل للقليل من مقدر
أولى من المقدر المستكثر
والقول بالترتيب والتقويم
أولى من التأخير والتقديم
لا تحمل الآي على القلب إذا
صحت بدون القلب يوماً مأخذا
والقول بالتأسيس قول أولى
ممن رأى التوكيد حقاً قولاً
وحملها على تباين يفي
أرجح عندهم من الترادف
والقول بالتأصيل غالب على
قول الزيادة لأصل اعتلى
وقدم الحمل على الإفراد
مع اشتراك كان باطراد
وتحت هذي أربع يؤخر
فيها اشتراك في زمانِ يُذكر
تواطؤ والنقل تخصيص كذا
إضمارهم عند انفراد كان ذا
والقول إن أيَّده اشتقاق
أو التصاريف له استحقاق
وأوجبوا حمل نصوص الشرع
على عموم واحكمنْ بالمنع
إن جاءه التخصيص ينفي حكمهُ
فعند ذاك أبطلنْ ما عمّهُ
والاعتبار بعموم اللفظ
لا بخصوص سبب بذا اقض
واحمل على الإطلاق لفظ المُنْزَلِ
إلى ورود قيد ذا المسترسل
والأصل في الأمر الوجوب ثم في
نهي حرامٌ إن خلا من صارف
قواعد الترجيح المتعلقة بمرجع الضمير
متى يجز حمل الضمير المستتر
على سوى الشأن بذاك فاعتبر
ولا نصير مُعْمِلين الشاْنا
إلا لعجز عن سواه كانا
إعادة الضمير للذي ذُكِر
أولى من العود لمقدور شُعِر
ومثله لما الحديث عنهُ
أولى من البعيد فاحفظنْهُ
وفي اتحاد مرجع الضمائر
رجِّحْ على اعتماد قول ناشر
عند الخلاف لكن الإلزام
بها لدى الوفاق لا يُقام
ورده لأقربٍ مما ذُكِر
أصلٌ عدا إن جاء أصل لم يُقِر
هذا إذا لم تأْتها منازِعه ()
فإن أتت فُصِلت المنازَعه
بعلْم عدّة من الفوائد
ضابطة تنازع القواعد
ذكرها مصنف الكتاب
ممهداً قبل ولوج الباب
قواعد الترجيح المتعلقة بالاعراب
واختر من الإعراب كل لائق
من الوجوه بالكتاب السامق
موافقاً ادلة الشرع الجلي
من كل وجه جانب العرف العلي
وأوجبوا الحمل على القويِّ
وواضح من أوجه النحويِّ
دون الضعيف والغريب النادر
والشاذ عند معظم المشاهر
الخاتمة
والحمد لله الذي تفضلا
بعونه في البدء ثم أجزلا
عطاءه حتى وصلت الخاتمه
فسائلاً بالنظم حسن الخاتمه
ثم الصلاة والسلام دائما
على الذي للرسل جاء خاتما
محمد والآل والصحب الأولى
قد شُرِّفوا بين الورى ومن تلا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Dec 2009, 06:00 م]ـ
بارك الله فيك وفي أخيك يا شيخ محمد.
وليتك ضبطتها بالشكل جيداً، ثم نسقتها على هيئة الشعر باستخدام خاصية تنسيق الشعر في الملتقى لتريح القارئ، وقد صنعتُ ذلك في أولها لتنسج على منواله. وترفقها أيضاً في ملف وورد كذلك.
بارك الله فيك ونفع بكما.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Dec 2009, 06:23 م]ـ
ملحوظة أخرى أخي الشيخ محمد ليتك تبلغها للناظم وفقه الله، وهي أن يقوم بنظم عناوين الأبواب:
فمثلاً (قواعد الترجيح المتعلقة بالنص القرآني) ينظمها مثلً:
قواعد الترجيح للمعاني = منها الذي يرجع للقرآنِ
ثم يبدأ بذكر القواعد المتعلقة بالنص القرآني.
وهكذا، لأن الحافظ يريد أن يكتفي بحفظ النظم دون الحفظ للنثر في العناوين. وفقكم الله.
ـ[محمد منقذ]ــــــــ[18 Dec 2009, 09:45 ص]ـ
لأن الحافظ يريد أن يكتفي بحفظ النظم دون الحفظ للنثر في العناوين. وفقكم الله.
السلام عليكم
من خلال علاقتي بالمتون العلمية؛ أظن أنه من المفيد حفظ العناوين النثرية؛ لأنها تعين على استرجاع المعلومة عند الحاجة إليها. أمرٌ حَصَّلته بالخبرة ولم أجد من نصَّ عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد منقذ]ــــــــ[18 Dec 2009, 11:17 ص]ـ
وليتك ضبطتها بالشكل جيداً، ثم نسقتها على هيئة الشعر
هذا النص مضبوطاً منسقاً، أرجو من الإخوة مراجعته وإبلاغي بالأخطاء التي حصلت مني حال الضبط؛ لأني ضبطت النظم كاملاً في ساعة واحدة تقريباً، وليس عندي الوقت الكافي لمراجعة ما فعلته، مع العلم بأني أشك في بعض المواضع وليس عندي وقت اليوم للرجوع إلى المصادر للتأكد من فعلي. وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Dec 2009, 10:40 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي الكريم محمد منقذ على هذا الضبط والتنسيق وأسأل الله لك التوفيق.
أما فكرة حفظ المنثور وسط المنظوم فأخالفك فيها عن خبرة طويلة وتجربة، ولستُ أدعو لاستبعاد العناوين النثرية، وإنما أدعو لعدم الاكتفاء بها في النظم وأن يقوم الناظم بنظم مضمونها ليستقل النظم بالدلالة أثناء الاستشهاد، ولو احتاج الأمر إلى التمثيل مثلتُ من عدد من المنظومات في علوم القرآن وفي غيرها. وهي وجهة نظر على كل حال تختلف من شخص لآخر. جزاكم الله خيراً.
ـ[محمد العواضي]ــــــــ[19 Dec 2009, 10:45 ص]ـ
السلام عليكم شيخنا عبد الرحمن الشهري وجميع الاخوة في الله
بالنسبة لطلب الشيخ التنسيق فأعتذر لأن عندي سفرا الى منطقة قد لا يوجد فيها أنترنت
وقد أتأخر فيها ولو كان عندي أنترنت في بيتي لما ترددت في تلبية طلب الشيخ ولكن أنا الآن اكتب من مقهى فيه من الفساد ماالله به عليم
وبالنسبة للعناوين فسأعرضها على أخي
ـ[د. حسين بن علي الحربي]ــــــــ[19 Dec 2009, 05:36 م]ـ
االسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، فأقدم شكري للأخ محمد العواضي وأخيه الناظم على هذا النظم الماتع، وأسأل الله أن يكتب له القبول، والشكر موصول لكل من شارك في تكميل وتحسين النظم بضبط أو تنسيق أو فكرة.
ـ[أحمد بن محمد إبراهيم]ــــــــ[19 Dec 2009, 07:09 م]ـ
هذا النص مضبوطاً منسقاً، أرجو من الإخوة مراجعته وإبلاغي بالأخطاء التي حصلت مني حال الضبط؛ لأني ضبطت النظم كاملاً في ساعة واحدة تقريباً، وليس عندي الوقت الكافي لمراجعة ما فعلته، مع العلم بأني أشك في بعض المواضع وليس عندي وقت اليوم للرجوع إلى المصادر للتأكد من فعلي. وجزاكم الله خيرا
جزاكم الله خيرًا ..
هذه الأبيات يظهر لي أن فيها سبق كيبورد -ابتسامة-
46 - مرجحا لكل وجه وافقه ... من أوجه التفسيرَ لا ما فارقه
52 - فهو الحري في بيان الآية ... مَن كل قول لم يلق بالقدوة
54 - واحكم برد كل قول قد أتْى ... من التفاسير لديهم متى
82 - وقدمَ الحملَ على الإفراد ... مع اشتراك كان باطراد(/)
من شرف أهل التخصص: عمق الاتصال التاريخي!
ـ[رائد الكحلان]ــــــــ[18 Dec 2009, 08:14 ص]ـ
مما يتميز به أهل التفسير: ارتباط متأخرهم بمتقدمهم أكثر من أهل أي فن آخر من حيث وضوح المصطلحات بين المتأخر والمتقدم وبقائها عبر القرون إلى حد ما, وهذا ما يتعذر في الفنون الأخرى في الجملة ..
هكذا فهمت من كلام الشيخ محمد الفاضل بن عاشور في "التفسير ورجاله" إذ يقول:
(الذي ينظر نظر المقارنة بين تفسير الطبري والتفاسير التي جاءت بعده: من ابن عطية والزمخشري إلى الفخر الرازي والبيضاوي إلى الذين ساروا على خطاهم، واغترفوا من بحارهم: من ابن عرفة إلى أبي السعود، أو الذين تحرروا عن اتباعهم، متوخين الابتكار في الأسلوب، والاستقلال في الفهم من ابن تيمية وابن القيم، إلى محمد عبده ورشيد رضا، ليجد من وحدة الأساليب وتقارب الطرائق على مر تلك الألف سنة وزيادة بين الطبري والذين جاءوا من بعده، ما لا يوجد في أي من الفنون، بين أوضاع القرن الثالث وأوضاع القرون المتعاقبة من السادس إلى الرابع عشر، فلو أخذنا كتاباً من كتب النحو في القرن الثالث، مثل كتب المبرد وثعلب أو من كتب الفقه في القرن الثالث أيضاً، مثل كتب الخصاف وابن المواز وابن سريج، وقارناها إلى كتاب من الكتب المتداولة في النحو أو الفقه مما ألف في القرن السابع مثل كتب ابن مالك أو كتب النسفي وابن الحاجب والنووي بل ما ألف بعد ذلك من مثل كتب الصبان والحصكفي والدردير، لأنتجت تلك المقارنة: أن بين الكتابين القديم والحديث اختلافاً في الطريقة واللغة والبيان، يتنكر به كل منهما لصاحبه، وبخلاف ذلك نجد عندما نقارن بين تفسير الطبري وواحد من التفاسير المتداولة التي ذكرناها تقارباً يتضح به ما بين هذا وذاك من نسب قريب).
ـ[خلوصي]ــــــــ[18 Dec 2009, 10:07 م]ـ
جزاكم الله خيرا
إلا تفسير " رسائل النور "!؟!
فهو فريد فرادة الزمان .... آخر الزمان!
لذا لم يكن د. محسن عبدالحميد مخطئا إذ يقول ما معناه إن بديع الزمان هو مجدد هذا القرن و إلى قيام الساعة ... لأسباب تتعلق بمعالجة الرسائل لمشاكل آخر الزمان!!
و التفاصيل في مظانها!
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Dec 2009, 10:13 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي الكريم رائد الكحلان على هذه الفائدة القيمة، وهي ظاهرة حقاً في فن التفسير لكتاب الله لارتباطها كلها بالقرآن الكريم.
وأما ثناء الأخ الكريم خلوصي على (رسائل النور) للنورسي رحمه الله فهو يشوقني لقراءتها، حيث إنها عندي ولم أنشط بعدُ لقراءتها بشكل مركز منذ شراءها.
ـ[رائد الكحلان]ــــــــ[20 Dec 2009, 09:33 ص]ـ
أشكر لكل من الأخ خلوصي وفضيلة شيخنا المشرف العام المرور والتعليق ..
وإن كنت ألمس في كلام ونقل أخي خلوصي شيئاً من المبالغة في رسائل النور!
ـ[خلوصي]ــــــــ[20 Dec 2009, 04:49 م]ـ
وأما ثناء الأخ الكريم خلوصي على (رسائل النور) للنورسي رحمه الله فهو يشوقني لقراءتها، حيث إنها عندي ولم أنشط بعدُ لقراءتها بشكل مركز منذ شراءها.
هذه هديتي لكم سيدي:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=18217
ـ[خلوصي]ــــــــ[20 Dec 2009, 04:56 م]ـ
أشكر لكل من الأخ خلوصي وفضيلة شيخنا المشرف العام المرور والتعليق ..
وإن كنت ألمس في كلام ونقل أخي خلوصي شيئاً من المبالغة في رسائل النور!
اخي المبارك أ. رائد:
يحق لكم القول بذلك حتى يتيسر لكم الاطلاع على ما اطلعت عليه .. !
و عندها فعلى الأقل ستعذرني في اندفاعي .. و العذر عندها يكفيني:
قليل منك يكفيني --- و لكن قليلك لا يقال له قليل
ملاحظة:
يجوز في بعض الهدايا اقتسامها من غير أن تنقص .... تحياتي الحارة لكم بالبسمات الشامية!
ـ[رائد الكحلان]ــــــــ[20 Dec 2009, 04:58 م]ـ
شكر الله لكم حضرة الأخ الكريم خلوصي, وهديتك مقبولة.
ـ[عبدالكريم عزيز]ــــــــ[21 Dec 2009, 01:03 ص]ـ
كل العلوم الإنسانية هي من فكر الإنسان، هذا الفكر الذي يتطور عبر الزمان من جيل إلى جيل. وقد تحدث القطيعة العلمية بين فكر سالف وفكر لاحق.
لكن علم تفسير القرآن الكريم سيبقى مرتبطا بكتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وبسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم النموذج البشري الأمثل، والمحاط بجيل من الناس الذين عاشوا الإسلام بتفاصيله الدقيقة في حياتهم وهو يبنى لبنة لبنة حتى شاع في جميع الأصقاع والأوطان.
لذلك فعلم التفسير اكتسب خاصية فريدة، وهي الالتصاق بالمنبع والدوران حوله مهما تجدد الفكر واكتسب آليات التأويل على اختلاف أنواعها وأشكالها عبر العصور. لأن الرعيل الأول الذي شاهد الوحي بشقيه، وكان في قلب عملية البناء أصبح طرفا ضروريا ودعامة أساسية لفهم مراد الله من الكتاب العزيز. فكلما بعد الزمن عن عصر النزول إلا وكانت الحاجة ملحة للارتباط بهذا التراث المجيد.
إلا أننا وفي عصرنا الحاضر وتحت لواء القراءات الجديدة نجد مفكرين تصدوا للكتابة في هذا العلم مدعين الاستقلالية التامة عن التراث حاملين لواء الحداثة الفكرية، فخاضوا في تفسير كتاب الله بدون أية ضوابط مما جعل إنتاجهم عبارة عن فكر استشراقي عربي مأجور لا روح فيه، يخدم مصالح الاستعمار وأعداء الأمة الإسلامية في كل مكان.(/)
وقفة مع بداية العام الثامن لملتقى أهل التفسير (1424 - 1431هـ)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Dec 2009, 12:10 م]ـ
ملتقى أهل التفسير يدخل عامه الثامن في خدمتكم
* * *
اليوم الجمعة هو غرة عام 1431هـ، وقد تذكرت به يوم 1/ 1/1424هـ الذي انطلق فيه ملتقى أهل التفسير على الانترنت، فيكون بهذا قد أكمل سبع سنوات، ودخل في العام الثامن، وهو عمر قصير في عمر الزمن، لكنه مبارك مع القرآن وخدمته. (1)
وقد كنتُ أتمنى أن ندشن مع هذا اليوم التطوير الكامل للبوابة الإلكترونية للتفسير والتي نعمل عليها منذ مدة في مركز تفسير، ولكن لم ييسر الله الإنتهاء منها بعدُ، وأرجو ألا يطول انتظاركم لها بإذن الله.
وأحب بهذه المناسبة العزيزة على نفوسنا جميعاً أن أشكر الله سبحانه وتعالى الذي هيأ لنا هذا المشروع العلمي لمدارسة القرآن الكريم وعلومه مع إخوة فضلاء وأخوات فضليات من شتى بقاع العالم، في جو من العلم والأدب والتعاون، كما أشكر كل الباحثين والباحثات المشاركين في الملتقى الذين شاركوا في إنجاحه بمشاركاتهم وتعقيباتهم وأخبارهم وبحوثهم ونقاشاتهم فجزاهم الله عنا خيراً، وقد انتفعنا بهذا النقاش والحوار العلمي كثيراً، فكم من مسألة علمية استفدناها من هذا الملتقى، وكم من إخوة فضلاء من الباحثين والباحثات المتخصصين في القرآن وعلومه عرفناهم وعرفنا جهودهم العلمية من خلاله. وملتقى أهل التفسير قيمته تزداد بزيادة عدد أمثالكم من الأعضاء الجادين، ونحن نرحب بكل الأعضاء الراغبين في الانضمام للملتقى في مطلع هذا العام ونرجو أن يكونوا على مستوى الطموح الذي نطمح إليه، وقد أتحنا فرصة التسجيل بهذه المناسبة فحياهم الله.
وأحب بهذه المناسبة أن نجدد العهد على الاستمرار في خدمة كتاب الله جميعاً بروحٍ صادقة وثَّابة، وقلوب مخلصة للارتقاء بهذه العلوم وتطويرها، وتجديد المحبة فيما بيننا، وليسامح بعضنا بعضاً إن كان وقع شيئ من التجاوز في أثناء النقاشات من نُبوِّ عبارةٍ، أو زلة لسان، والمرء بطبيعته ما دام يناقش ويحاور لا يكاد يسلم من شيء من ذلك نسأل الله أن يغفر لنا جميعاً، وأن لا يجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا.
كما أدعو بهذه المناسبة إلى الارتقاء بأساليبنا في الكتابة، والبحث عن طرقِ ذلك من الحرص على انتقاء أجود العبارات، وأفخم التراكيب، والاستفادة في ذلك من كتب أهل البلاغة والبيان، فإن الكتابة في الملتقى من أجود الطرق للارتقاء بأساليب الكتابة والبيان، فالذي يكتب هنا يقرأ له صفوة من الباحثين، ولو أحيينا في الملتقى سنة النقد الأدبي واللغوي لما يكتبه بعضنا لكان في ذلك كثير.
كما أدعو الباحثين والباحثات على نشر فوائدهم وبحوثهم العلمية وكل ما يرونه نافعاً ومفيداً للجميع في باب البحث والدراسة في الدراسات القرآنية، فإن من بركة العلم نشره والجود به على طالبيه.
أرجو أن يشهد عام 1431هـ تطوراً كبيراً للملتقى في جميع جوانبه، ونحن نعكف منذ مدة على وضع لائحة منظمة للإشراف على هذه البوابة الإلكترونية بعد تطويرها لنواكب الحاجة الملحة للباحثين والباحثات حول العالم في علوم القرآن، وأدعوكم جميعاً إلى مد يد العون لنا في إدارة الملتقى في جوانب العلم ودعم الملتقى بما تقدرون عليه مادياً أو معنوياً بقدر الاستطاعة، فإن ذات اليد قد قصرت بنا عن كثير من الطموحات وتنفيذ كثير من المشروعات نسأل الله أن ييسر لنا كريماً يعيننا على إنجازها.
اللهم وفقنا جميعاً لخدمة كتابه، واجعله شاهداً لنا بالوفاء بحقه.
مدينة الرياض
الجمعة 1 محرم 1431هـ
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) بدء شبكة التفسير والدراسات القرآنية ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=1420)
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[18 Dec 2009, 12:29 م]ـ
الحبيب الأخ فضيلة الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله ورعاه
بمناسبة العام الجديد، وعام مر على عمر ملتقانا الحبيب وأتم السبع سنوات.
اسأل الله تعالى لسعادتكم دوام الرقي والقبول والتوفيق.
سدد الله خطاكم على طريق الحق.
توجب شكركم وشكر جميع الافاضل المشرفين بهذا الملتقى الرائد.
جزاكم الله خيرا عنا
محبكم
أيمن صالح شعبان
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[18 Dec 2009, 01:56 م]ـ
نسأل الله عز وجل ان يبارك في هذا الملتقى الطيب والقائمين عليه، وان يجعل هذا العام عام خير وعطاء على المسلمين، وارجو من القائمين على المركز ان يطلقوا مسابقة الكتاب العلمي في الدراسات القرآنية في مطلع كل عام هجري جديد يتبنى مركز تفسير نشر الكتاب الفائز في هذه المسابقة وجزاكم الله عن المسلمين كل خير
ـ[ابوهبة الله]ــــــــ[18 Dec 2009, 03:41 م]ـ
جزا الله القائمين على هذا الملتقى , وبارك لكم في جهودكم , وإلى الأمام دوماً في خدمة القرآن وعلومه.
وغفرالله لنا ولكم , ولوالدينا , وختم الله عامنا بالإيمان , وحفنا برعايته ... وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ... وكل عام وأنتم وملتقانا بخير وازدهار.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[18 Dec 2009, 04:04 م]ـ
لعل سبعنا إن شاء الله سبع خصب السابقة واللاحقة.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[18 Dec 2009, 05:36 م]ـ
شكر الله لكم يا دكتور / عبد الرحمن وجزاكم خير الجزاء على هذا الصرح العلمي الرائع الذي جمع المتخصصين في القرآن وعلومه من شتى بقاع العالم , وكان سببا للإخوة والمحبة والتعارف والتواصل العلمي وخدمة الدراسات القرآنية , ولا أظن متخصصا من المعاصرين في القرآن الكريم وعلومه إلا ويعرف هذا الملتقى أو يسمع به أو يستفيد منه أو يشارك فيه.
ونحن نغبطكم على ما فتح الله به عليكم حين فكرتم في هذا الملتقى المبارك , وجهودكم المستمرة فيه واضحة للجميع وحرصكم على تطوره ونجاحه لا ينكرها أحد , نسال الله أن يجزيكم وجميع المشرفين عليه خير الجزاء ويجعله في ميزان حسناتكم جميعا.
ونحن معكم يا ابا عبد الله بما نستطيع , فلهذا الملتقى فضل علينا جميعا , وبالنسبة لي فهو جزء مهم في حياتي , وهو صفحتي الرئيسية التي غالبا ما أنظر فيها بشكل شبه يومي إلا إذا حالت ظروف دون ذلك , وقد استفدت منه كثيرا في تخصصي ولله الحمد ومع ذلك فنحن مقصرون جدا في حق هذا الملتقى , ومازلنا نتطلع لمزيد من البذل له , نسأل الله أن يبارك في أوقاتنا وأعمالنا.
وآمل أن ييسر الله إتمام تطوير البوابة اللاكترونية قريبا
كتبه أبوأسامة في 1/ 1 / 1431هـ
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[18 Dec 2009, 05:53 م]ـ
كلمة شكر ووفاء لا بد أن تقال في هذه المناسبة العزيزة أولاً لله عز وجل الذي يسر لكم بناء هذا الصرح القرآني القيم فهذا فضل منه عليكم وعلينا أجمعين.
والشكر موصول لمشرفنا الفاضل الدكتور عبد الرحمن ولكل من ساهم معه في نشر هذا الملتقى من علماء أفاضل وإخوة وأخوات كتب الله تعالى لكم جميعاً أجزل المثوبة إنه جواد كريم.
أقولها بكل صدق أن هذا الملتقى هو أفضل المواقع على شبكة الانترنت لما يحتويه من علم غزير ومن انسجام بين المشرفين والأعضاء والزوار وحسن أدب وطيب خلق وهذا ما جعله يتبوأ الصدارة بين المواقع، هذا وإن كان رأيي الشخصي بالملتقى إلا أنني واثقة أنه لسان حال جميع الأعضاء والزوار.
لذا مع بداية العام الثامن لهذا الملتقى المبارك أتقدم لكم جميعاً بخالص التهنئة وصادق الدعوات بالتوفيق والسداد خدمة لكتاب الله العزيز وعقبى لمئات الأعوام إن شاء الله تعالى.
وفي الختام أرجو من الجميع إخلاص النية وحسن الظن بالآخرين وعدم الوقوع في براثن الحوارات غير الهادفة أو الجدال الذي لا يليق بأهل القرآن. كما أرجو من الجميع أن يتسامحوا فيما بينهم فقد يقع أحدنا في الخطأ من سوء نية أو إتهام باطل لغيره في الملتقى فهذه دعوة للتسامح والتصافي لنكمل معاً هذا الطريق الذي أسأل الله تعالى أن يوصلنا جميعاً إلى مغفرة الله تعالى ورضوانه وإلى الفردوس الأعلى جمعنا الله جميعاً في زمرة أهل القرآن وزمرة المتحابين فيه اللهم آمين.
ـ[هبة المنان]ــــــــ[18 Dec 2009, 08:13 م]ـ
الحمد لله الذي منّ علينا بمثل هذه الملتقيات المباركة، ونسأل الله أن تكون هذه السنة بداية للدروس في الغرف الصوتية مع مشائخنا الأجلاء- حفظهم الله - وكذلك مدارسة
لتفسير الطبري - رحمه الله - حتى ننتفع، وخاصة أننا في حاجة ماسة لمثل هذه الدورات ..
سددكم الله ونفع بكم
ـ[نعيمان]ــــــــ[18 Dec 2009, 08:41 م]ـ
ملتقى أهل التفسير يدخل عامه الثامن في خدمتكم
* * *
اليوم الجمعة هو غرة عام 1431هـ، وقد تذكرت به يوم 1/ 1/1424هـ الذي انطلق فيه ملتقى أهل التفسير على الانترنت، فيكون بهذا قد أكمل سبع سنوات، ودخل في العام الثامن، وهو عمر قصير في عمر الزمن، لكنه مبارك مع القرآن وخدمته. (1)
...............................
أرجو أن يشهد عام 1431هـ تطوراً كبيراً للملتقى في جميع جوانبه، ونحن نعكف منذ مدة على وضع لائحة منظمة للإشراف على هذه البوابة الإلكترونية بعد تطويرها لنواكب الحاجة الملحة للباحثين والباحثات حول العالم في علوم القرآن، وأدعوكم جميعاً إلى مد يد العون لنا في إدارة الملتقى في جوانب العلم ودعم الملتقى بما تقدرون عليه مادياً أو معنوياً بقدر الاستطاعة، فإن ذات اليد قد قصرت بنا عن كثير من الطموحات وتنفيذ كثير من المشروعات نسأل الله أن ييسر لنا كريماً يعيننا على إنجازها.
اللهم وفقنا جميعاً لخدمة كتابه، واجعله شاهداً لنا بالوفاء بحقه.
مدينة الرياض
الجمعة 1 محرم 1431هـ
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) بدء شبكة التفسير والدراسات القرآنية ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=1420)
الحمد لله الّذي بنعمته تتمّ الصّالحات. ووفّق الجميع لما يحبّه ويرضاه من الطّاعات.
وحقّق الله الآمال .. وبذل المخلصون لتحقيقها ما يستطيعون من جهود وأموال ...
لو وُضِعَت جدوى اقتصاديّة محدّدة للمشاريع التي يَرِدُ ذكرها هنا؛ فيكون خيراً وأتمّ؛ ليطلع عليها من يستطيع أن يبذل ما ملّكه الغنيّ عزّ وجلّ من نِعَم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[18 Dec 2009, 10:14 م]ـ
الحمد لله الذي وفق الأخ الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري وإخوانه الأكارم لتأسيس هذا الملتقى المبارك، وأدعو الله تعالى أن يحقق على أيديهم ما ينفع الباحثين في مجال الدراسات القرآنية دائماً، وأتقدم بالتهنئة لمن أسهم في تأسيس الملتقى وكل الإخوة والأخوات رواد الملتقى بالعام الهجري الجديد، وبدخول الملتقى عامه الثامن، وأود أن أسجل شكري وامتناني لما قدمه الملتقى لي ولغيري من خدمات علمية متميزة، والله ولي التوفيق.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[18 Dec 2009, 11:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم، وسدد خطاكم لكل خير، أسأل الله تعالى أن يكون هذا الملتقى جامعا ومؤلفا لقلوب المسلمين، وجاء لأي خلاف أوسبب في التفرقة.
ـ[وائل صنبع]ــــــــ[18 Dec 2009, 11:15 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،،
الحمد لله الذي بفضله تتم الصالحات وبجوده وكرمه تنشر الطاعات وبفضله وجزيل عطائه يتعلق ذوو الحاجات تبسط الأيادي ويسئل السائلون فنسئله للعمل تماما ودواما وعلى الدوام صواباً وثواباً وعلى الحق والهدى ثباتاً وللعلم وفهمه سلما ًوازدياداً وبعد:
الشيخ الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري والجنود الأخفياء (إن وجدو) في بقاء ونجاح وتألق هذه الشبكة بل الجامعة العلمية العظيمة هنيئاً لكم بل لنا بكم وشكر الله سعيكم عملتم وسعدنا واجتهدتم وانتقدنا وجهلنا فحلمتم ومنكم استفدنا فلا حرمكم الله أجر هذا السعي الكبير لتعليم ونشر العلم.
شيخنا الغالي وأنا أقرأ عنوان مقالتك تذكرت الخليفة المثمن - كما يقال عنه - حيث خفيت على الكثير عثراته وبقي في أذهان الجميع نصره للإسلام بعمورية، فأسئل الله أن ينشر لكم ولمنتدانا ذكره ويصلح في الخفاء عيبه ويرفعنا وإياكم والمشاركين بالقرآن العظيم الذي رفع مكانه وأيد سلطانه وبين برهانه.
وقبل الختام اسمح لي بهذا الاقتراح البسيط لهذا المنتدى الرفيع وهو:
ندوة علمية شهرية أو نصف شهرية بالصوت والصورة يخصص لها غرفة أو ماشابهها وتكون ذات موضوع محدد ومعلن وضيوف كذلك سواء من الأفاضل أعضاء المنتدى أو ممن يمكن استضافته بحيث يكون الحوار بالصوت والصورة ويتاح للأعضاء المتابعة والمداخلة والسؤال.
لا حرمكم الله الأجر وشكر لكم وأثابكم والسلام.
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[19 Dec 2009, 09:02 ص]ـ
أسأل الله تعالى أن يبارك في هذا الملتقى المبارك، وأن يجعله في خدمة الإسلام والمسلمين، وشكر الله للمشرفين عليه سعيهم، وجعل ذلك في موازين حسناتهم، وأخص منهم الدكتور عبد الرحمن الشهري - بارك الله له في وقته وعلمه وولده وأهله وماله -
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[19 Dec 2009, 12:56 م]ـ
الحمد لله الّذي بنعمته تتمّ الصّالحات. ووفّق الجميع لما يحبّه ويرضاه
نشارككم مشاعركم ونرجو أن نصل بهذا الصرح العلمي إلى ما تصبون إليه
والأمل أن نسهم في بعض ما تصبون إليه .. وهو ما نأمل تمام إنجازه في غضون الشهر المقبل - إن شاء الله تعالى- لنقدمه لرواد الملتقى الكرام.
ـ[سلمان الخوير]ــــــــ[22 Dec 2009, 10:44 م]ـ
بارك الله في جهود الإخوة في إدارة الموقع ونفع بها أهل القرآن عموماً
شكراً من القلب على ما تقدمون من خدمات طيبة ونافعة لخدمة القرآن وأهله في كل مكان
تهنئة لنا جميعاً باستمرار هذا الملتقى المبارك والذي أسأل الله أن ينفع به الإسلام والمسلمين
الثلاثاء 6/ 1/1431هـ
سلمان الخوير - حائل
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[23 Dec 2009, 12:17 ص]ـ
جزى الله القائمين على هذا الملتقى المبارك خير الجزاء وجعل ما يقدمونه خالصا لوجهه الكريم.
وأسأل الله تعالى أن يوفقهم وكل مريد للخير لما يحبه ويرضاه.
ـ[عمرو عبده]ــــــــ[23 Dec 2009, 01:13 م]ـ
اسال الله لكم في موقعكم هذا الفلاح وهذا يبقي لكم عندالله خير من الدنيا ومافيها وجزاكم اللهم عنا وعن امة الاسلام والمسلمين خير الجزاء
ـ[عبدالعزيز الجهني]ــــــــ[23 Dec 2009, 11:57 م]ـ
أخي المبارك الدكتور عبدالرحمن , هنيئا لك هذا الجهد الطيب المبارك جعله الله في ميزان حسناتك ونفعك به يوم لا ينفع مال ولا بنون, ولا شك في أن كل محب لك يغبطك على هذا الملتقى العلمي الذي يقل نظيره في شبكات المعلومات وهذا فضل من الله اصطفاك به ولعله بإذن الله بسبب صدقك وإخلاصك وحبك الخير للناس وبذل وقتك لنشر العلم وخدمة أهله, نحسبك كذلك ولا نزكي على الله أحدا , فاحمد المولى واشكره وبالشكر تدوم النعم, وسر على دربك وواصل عطاءك وانثر من علمك وفوائدك فالجميع يتابع وإن لم يداخل وليتسع صدرك لإخوانك ممن تقاعسوا في المشاركة والتمس لهم العذر فالعذر عند كرام القوم مقبول. أسأل الله لك وللملتقى وأعضائه التوفيق والسداد والهداية إلى سبل الرشاد والفوز في يوم المعاد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مرهف]ــــــــ[25 Dec 2009, 06:58 ص]ـ
أسأل الله تعالى أن يمد في عمر ونفع الملتقى وأن يكون سببا في زيادة المعرفة لنا جميعاً وأن يكون حجة لنا عند الله تعالى، وأن يجزي ربنا سبحانه عنا خيرا مؤسسيه والمشرفين عليه والكاتبين فيه الذين يرجون وجه الله تعالى بإخلاص.
ـ[عمرو عبده]ــــــــ[25 Dec 2009, 04:10 م]ـ
عام سعيد وعمر مديد ومخافة من الله الي يوم الوعيد
ـ[خلوصي]ــــــــ[25 Dec 2009, 07:28 م]ـ
أقولها بكل صدق أن هذا الملتقى هو أفضل المواقع على شبكة الانترنت
لما يحتويه من علم غزير
ومن انسجام بين المشرفين والأعضاء والزوار
وحسن أدب وطيب خلق
وهذا ما جعله يتبوأ الصدارة بين المواقع، هذا وإن كان رأيي الشخصي بالملتقى إلا أنني واثقة أنه لسان حال جميع الأعضاء والزوار.
.............
وفي الختام أرجو من الجميع إخلاص النية وحسن الظن بالآخرين
وعدم الوقوع في براثن الحوارات غير الهادفة أو الجدال الذي لا يليق بأهل القرآن.
كما أرجو من الجميع أن يتسامحوا فيما بينهم فقد يقع أحدنا في الخطأ من سوء نية أو إتهام باطل لغيره في الملتقى فهذه دعوة للتسامح والتصافي لنكمل معاً هذا الطريق الذي أسأل الله تعالى أن يوصلنا جميعاً إلى مغفرة الله تعالى ورضوانه وإلى الفردوس الأعلى جمعنا الله جميعاً في زمرة أهل القرآن وزمرة المتحابين فيه اللهم آمين.
I apologise to wright in English ... but my keyboard is broken!!
really it is right ... and I am very happy to be here
thanks very much to all of you esp. dr.shihry
your student : kholosi
ـ[خلوصي]ــــــــ[25 Dec 2009, 07:55 م]ـ
ملتقى أهل التفسير يدخل عامه الثامن في خدمتكم
* * *
وأحب بهذه المناسبة العزيزة على نفوسنا جميعاً أن أشكر الله سبحانه وتعالى الذي هيأ لنا هذا المشروع العلمي لمدارسة القرآن الكريم وعلومه مع إخوة فضلاء وأخوات فضليات من شتى بقاع العالم، في جو من العلم والأدب والتعاون،
....
....
وأحب بهذه المناسبة أن نجدد العهد على الاستمرار في خدمة كتاب الله جميعاً بروحٍ صادقة وثَّابة، وقلوب مخلصة للارتقاء بهذه العلوم وتطويرها، وتجديد المحبة فيما بيننا،
لكان ليش يا شيخنا ما شجّعتو هادا الموضوع الفريد " بسمة ":
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=16873
وليسامح بعضنا بعضاً إن كان وقع شيئ من التجاوز في أثناء النقاشات من نُبوِّ عبارةٍ، أو زلة لسان، والمرء بطبيعته ما دام يناقش ويحاور لا يكاد يسلم من شيء من ذلك نسأل الله أن يغفر لنا جميعاً، وأن لا يجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا.
آمين ... و مع أنني في منتديات أخرى أنشأت موضوعا للتسامح يرجع إليه كل من أحس بإساءته لأحد ليستسمح ... أو كل من يريد أن يكون على مذهب أبي ضمضم ليسامح ... إلا أنني هنا لم أستشعر الحاجة لذلك و لله الحمد!
كما أدعو بهذه المناسبة إلى الارتقاء بأساليبنا في الكتابة، والبحث عن طرقِ ذلك من الحرص على انتقاء أجود العبارات، وأفخم التراكيب، والاستفادة في ذلك من كتب أهل البلاغة والبيان، فإن الكتابة في الملتقى من أجود الطرق للارتقاء بأساليب الكتابة والبيان، فالذي يكتب هنا يقرأ له صفوة من الباحثين، ولو أحيينا في الملتقى سنة النقد الأدبي واللغوي لما يكتبه بعضنا لكان في ذلك كثير.
و لهذه الرغبة أسارع هنا إكراما لشيخنا بوضع موضوع على غرار هذا الموضوع:
http://muntada.islamtoday.net/t51444.html
هنا:
http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) بدء شبكة التفسير والدراسات القرآنية ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=1420)
بارك الله بكم جميعا و حفظكم المولى
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[28 Dec 2009, 02:21 م]ـ
أقدم التهنئة لجميع الأفاضل والفاضلات في هذا الملتقى المميز، وأرجو أن نحافظ على رقيه وتقدمه وتقديم الأفضل من خلاله، وأن يبقى منارة شامخة من منارات الخير والعطاء.
ـ[معلمة القرآن]ــــــــ[09 Jan 2010, 02:57 م]ـ
ملتقى مبارك ..
أذكى فينا الهمم ..
وكان عوناً لنا -بعد الله- على طلب العلم مع مزية القرار في البيت ..
فجمعنا - ولله الحمد- بين الحسنيين ..
أعانكم الله .. وسددكم .. وجعله نجاحاً مستمراً .. وفوزاً أبدياً ..
اللهم آمين
ـ[أبو ضمام]ــــــــ[12 Jan 2010, 07:11 م]ـ
جزاكم الله خيرا
استفدنا من هذا الملتقى الكثير
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Jan 2010, 01:25 م]ـ
شكر الله لكم جميعاً، وتقبل دعاءكم، وجعلنا من عباده المخلصين في خدمة كتابه الكريم، وأعدكم أيها الأحباب أن تروا في هذا العام 1431هـ من التطوير في هذه البوابة الإلكترونية ما يسركم ويسرُّ كلَّ متصل بسبب بعلوم كتاب الله الكريم.
وإنِّني لواثقٌ أنه يمكننا أن نحقق معاً الكثيرَ من الطموحات بالتعاون فيما بيننا.
وقد حال دون تحقيقنا لكثير من المشروعات فيما سبق ما يحول بين المرء وأمانيه الجسام من حادث الدهر وعوادي أيامه، ولا نعفي أنفسنا من التقصير وضعف التدبير.
ولقد خشيتُ أن يستبدَّ اليأسُ بقلوبِ كثيرٍ من مُحبِّي هذا الملتقى لكثرةِ المماطلةِ في إنجاز تطويرهِ وترقيتهِ على نحوٍ يستحقُّه المنتفعون به في كل مكان، ويتشرَّفُ أهله بالعمل في ميدانه، والتحلِّي في الناس بِحليتِهِ، ولا يَعجزُ عنه القائمون عليه لو بذلوا حق البذل وصبروا، والله مع الصابرين.
وعسى أن تغفروا لنا - رعاكم الله - ما وقع من التقصير، وتلتمسوا العذر لنا في ذلك، فأنتم بالغفران والصفح جديرون.
اللهمَّ جَنِّبنا الشُّبهةَ، واعصمنا من الحَيرة، واجعل بيننا وبين المعرفة نَسَباً، وبين الصِّدق سبباً، وحَبِّبْ إلينا التثبُّتَ، وزيِّن في أعيننا الإنصافَ، وأَذِقْنا حلاوةَ التقوى، وأشعرْ قلوبَنا عِزَّ الحقِّ، وأودعَ صُدورَنا بَرْدَ اليقين، واطردْ عنَّا ذُلَّ اليأسِ، وعرِّفنا ما في الباطلِ من الذلِّةِ، وما في الجهلِ من القِلَّةِ، وبارك لنا في أعمارِنا وأوقاتنا، واعزِم لنا على الرُّشدِ، وأتنا مِن لدنكَ رحمةً يا رب العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[20 Apr 2010, 09:21 ص]ـ
لله ما أجمل هذا الدعاء و أوعاه!
اللهمَّ جَنِّبنا الشُّبهةَ، واعصمنا من الحَيرة، واجعل بيننا وبين المعرفة نَسَباً، وبين الصِّدق سبباً، وحَبِّبْ إلينا التثبُّتَ، وزيِّن في أعيننا الإنصافَ، وأَذِقْنا حلاوةَ التقوى، وأشعرْ قلوبَنا عِزَّ الحقِّ، وأودعَ صُدورَنا بَرْدَ اليقين، واطردْ عنَّا ذُلَّ اليأسِ، وعرِّفنا ما في الباطلِ من الذلِّةِ، وما في الجهلِ من القِلَّةِ، وبارك لنا في أعمارِنا وأوقاتنا، واعزِم لنا على الرُّشدِ، وأتنا مِن لدنكَ رحمةً يا رب العالمين.
فقولوا بالله عليكم:
آمين آمين آمين.(/)
البيان الحجاجي في إعجاز القرآن الكريم "سورة الأنبياء نموذجاً" لد. عبد الحليم بن عيسى
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Dec 2009, 04:09 م]ـ
1 ـ تقديم:
القرآن الكريم هو رسالة موّجهة للبشرية جمعاء، جاء ليُسطِّر للفرد علاقته مع خالقه ونفسه وغيره من بني البشر وما بُسط في الطبيعة ككلّ، وذلك بتشريع الأحكام، وتوضيح المقاصد، وتبيين طرق المعاملات، وغير ذلك. ولعلّ أهم سمة تطبعه هي "الإعجاز"، وقد انشغل العلماء بالكشف عن مظاهر هذا الإعجاز، فقدّموا الكثير من الآراء والطروحات التي تبيِّن وتكشف عن آلياته. فمنهم من ربطه بإحاطته الكليّة التي شملت مختلف الظواهر الكونيّة، ومنهم من جعله على صلة بقدرته الدقيقة والراشدة في بسط الأحكام الشرعيّة وتنظيم العلاقات البشرية، ومنهم من ردّه إلى سمة "البيان" بوجه عام. وقد تنوّعت البحوث التي تكشف عن تجلِّيات البيان في القرآن الكريم، ويرتدّ هذا التنوّع إلى آليات الطرح التي انتهجها كلّ باحث في الكشف عن ذلك.
وبحثنا يتناول آلية من آليات البيان في الإعجاز القرآني، تتعلّق بـ "الحجاج"؛ فالقرآن خطاب حِجاجي، موجّه في أساسه للتأثير على آراء المخاطب وسلوكاته، واستمالة العقول، وتوجيه النفوس. ولذلك وظَّف الكثير من الأساليب الحِجاجيّة التي تؤمِّن له هذه الغايات.
2 ـ مفهوم البيان وأنماطه:
جاء في اللسان "البيان ما بُيِّن به الشيء من الدلالة وغيرها. وبان الشيء بياناً؛ اتّضح فهو بيِّن .. وأبنته أنا؛ أي أوضحته .. وقالوا بان الشيء واستبان وتبيَّن، وأبان وبيّن بمعنى واحد. ومنه قوله تعالى: (آياتٍ مبيِّناتِ (بكسر الياء وتشديدها بمعنى "مبيِّنات"، ومن قرأ "مبيَّنات" بفتح الياء فالمعنى أنّ الله بيّنها ... والتبيين الإيضاح" (1). فالبيان هو الإيضاح عن المقصود، ولكنّه يتمّ ببلاغة ودقّة، وهذا ما نلاحظه في الحديث الشريف الذي رواه ابن عباس عن النبي ـ (ـ أنّه "قال: [إنّ من البيان لسحراً، وإنّ من الشعر لحكماً]؛ "فالبيان إظهار المقصود بأبلغ لفظ، وهو من الفهم وذكاء القلب مع اللَّسن، وأصله الكشف والظهور" (2). فالبيان إظهار المعنى بدقّة وذكاء، حتّى يقع في العقول، وتميل له النفوس.
وقد وردت لفظة "بيان" في القرآن الكريم في آيات كثيرة؛ منها قوله تعالى: (هَذَا بَيَانٌ للنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ للمُتَّقِين ((3)؛ أي إيضاح وطريق هدى لكلِّ مُتَّق. وقول تعالى: (فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فاتَّبِعْ قُرآنَهُ. ثُمَّ إنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ((4)؛ أي إظهار أحكامه ومقاصده ككل.
فالقرآن الكريم كلّه "بيان" لما يجب أن يكون عليه الإنسان في علاقاته مع خالقه والمحيط الذي يعيش فيه. وكانت اللغة السبيل إلى هذا البيان لذلك قال تعالى: (بِلِسَانٍ عَرَبي مُبِين ((5)، فمن سمات لغة القرآن الكريم والعقيدة الإسلامي ككلّ "البيان والإيضاح"، ولذلك قال الرماني: "القرآنْ كلّه في نهاية حسن البيان" (6).
وقد اهتم الدارسون بتوضيح هذا "البيان" الذي طُبِعت به لغتنا العربية، فنثروا الكثير من الأفكار التي توضح مفاهيمه وأنماطه وطرقه وغير ذلك، وولّد هذا الاهتمام علماً مخصوصاً هو "علم البيان". وكان أوّل مصنَّف يبحث في قضاياه كتاب "البيان والتبيين"، للجاحظ (ت 255 هـ) الذي لم يعط ـ على ما يبدو ـ لمفهوم آخر من الأهمية في هذا المصنّف ما أعطاه لمفهوم البيان (7).
والبيان لدى الجاحظ "اسم جامع لكلّ شيء كشف لك قناع المعنى، وهتك الحجاب دون الضمير حتى يفضي السامع إلى حقيقته ... لأنّ مدار الأمر والغاية التي يجري إليها القائل والسامع إنّما هو الفهم والإفهام، فبأي شيء بلغت الإفهام وأوضحت عن المعنى، فذلك هو البيان في ذلك الوضع" (8). فالبيان مرتبط بالدلالة الظاهرة عن المعنى الخفي؛ فكل دلالة واضحة على المعنى المقصود عنده "بيان"؛ لأنّ الغاية هي الفهم والإفهام.
ويرى الجاحظ أنّ وجوه البيان ترتدّ إلى خمسة أمور هي "اللفظ والإشارة والعقد والخط والنصبة" (9)، وهي مقولات توضِّح أشكال البيان لدى الإنسان في هذا الكون.
(يُتْبَعُ)
(/)
وذكر الرماني أنّ البيان "هو الإحضار لما يُظْهَر به تميّزُ الشيء من غيره في الإدراك" (10)؛ فالبيان مرتبط بإظهار ما يمكن أن يتميّز به الشيء عن غيره. وأوضح أنّه على أربعة أقسام؛ كلام وحال وإشارة وعلامة، وربط الكلام المبين بالقول الواضح المفهم. كما ذكر أنَّ البيان في كلامه يكون عن طريق كيفيات معيّنة، فـ "لا يخلو من أن يكون باسم أو صفة أو تأليف من غير اسم بمعنى أو صفة ... ودلالة الأسماء والصفات متناهية، فأمّا دلالة التأليف فليس لها نهاية، ولهذا صحّ التحدِّي فيها بالمعارضة لتظهر المعجزة" (11). فالقرآن الكريم كلام مبين، تحدَّى به الله سبحانه وتعالى البشر في بيانه التأليفي، ولذلك وُصِف بالبيان في أعلى مراتبه.
وقد بيَّن هذه القضية أكثر الرماني حينما قرّر أنّ "حسن البيان في الكلام على مراتب، فأعلاها مرتبة ما جمع أسباب الحسن في العبارة من تعديل النظم حتى يحسن في السمع، ويسهل على اللسان، وتتقبّله النفس تقبّل البَرَد، وحتّى يأتي على مقدار الحاجة فيما هو حقّه من المرتبة" (12). فأدنى تأمّل لهذا التوضيح يقودنا إلى التأكيد على أنّ حسن البيان في الكلام مرتهن بمجموعة من الأسس وهي:
ـ الإجادة في تأليف العبارة والدقّة في نظم علاقات ألفاظها.
ـ التأثير في المتلقِّي؛ أي ما طربت له الأذن وانساقت له الأسماع.
ـ السهولة واليسر في المنطَق؛ أي ما نطقت به الألسنة نطقاً سهلاً واضحاً لا عيَّ فيه.
ـ استمالة عقول الآخرين؛ أي ما كان له وقع الأنفس، فاشتاقت له وهامت به.
ـ موافقته للحاجة المعبَّر عنها؛ أي ما جاء وافقاً للغاية التي لأجلها وُصف بهذه الصفة.
فالبيان مرتبط بخصوصيات تضبطه؛ أي خرق لها يؤدّي إلى ضياع هذه المزيّة. ولما كان القرآن الكريم قد توافرت فيه هذه المميزات وُصِف بأنّه في نهاية حسن البيان عن الحاجات. ومن صوّر ذلك قوله تعالى: (إنَّ المُتَّقينَ في مَقَامِ أَمينِ ((13)، فهذا من أحسن الوعد والوعيد. وقال تعالى: (وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ العِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ. قُلْ يُحْيِيهَا الذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُو بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ((14)، فهذا البيان ـ كما يرى الرماني ـ أبلغ ما يكون من الحِجاج (15). فحسن البيان ووجهه ارتبط بالحِجاج في هذه الآية، ولكن قبل الكشف عن طبيعة البيان الحِجاجي وتداعياته من الضروري أن نعطي لمحة عامّة حول الحِجاج في الاستعمال اللغوي.
3 ـ حول مفهوم الحِجاج في الدرس اللغوي:
يعتبر البحث في "الحِجاج" من نتائج التحوُّل العميق الذي اكتنف الدرس البلاغي الحديث، وكان من إفرازاته أن تخلّت البلاغة عن نزعتها المعياريّة في فرض القواعد، لتهتم برصد الوقائع فقط. وقد كان من أهم أسبابه التغيّر الجذري الذي مسَّ البحوث اللسانيّة بوجه عام.
لقد كشف تجدّد الاهتمام بالدرس البلاغي في العصر الحديث عن طروحات علميّة مغايرة، أدّى إلى ظهور بلاغة جديدة. ويذكر "إيفانوكس" أنّ النجاح الحالي لها "قد اعتمد على العلاقة اللازمة بين البلاغة ودراسة وسائل الإقناع في مجتمع يتّجه يوماً بعد يوم نحو علوم التحريض والدعاية، فسيادة وسائل الإعلام في ثقافتنا تجعل من الخطابة بوصفها ممارسة إبداعيّة للإقناع، ومن البلاغة بوصفها تقنية ملائمة للإقناع أيضاً، نقطتي إحالة لابدّ منهما في لحظة سيستعيد فيها الشعب المستهلك السيادة على القديم ...
وعلى أيّة حال فإنّنا نعيش لحظة استراتيجيّة الإقناع والتركيز على أدوات الحضور" (16). وقد أضحى "الحِجاج في رحاب هذا التحوّل مطلباً أساسياً في كلِّ عمليّة اتّصالية تستدعي الإفهام والإقناع. وانطلاقاً من الدور البالغ الذي أصبحت نظريّة الحِجاج تلعبه، أو من المفروض أن تلعبه، جعل "بريلمان Perelman" يعتبر أنّ البلاغة مطابقة لنظريّة الحِجاج؛ فقد حصر الأولى في الأخيرة (17).
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي اللغة "حاججته أحاجُّه حجاجاً ومحاجَّة من حجَجْتُه بالحجج التي أدليت بها. والحجَّة البرهان، وقيل الحجّة ما دُوفع به الخصم. وقال الأزهري: الحجّة الوجه الذي يكون الظفر عند الخصومة، وجمع الحجّة حجج وحِجاج. وحاجّه محاجَّه وحِجاجاً نازعة الحجّة. وحجَّة يحجُّه حجّاً غلبه على حجَّتِه، وفي الحديث "فحجَّ آدم موسى"؛ أي غلبه بالحجَّة واحتجَّ بالشيء اتَّخذه حجَّة، قال الأزهري: إنّما سُمِّيت حجّة لأنَّها تُحَجّ؛ أي تقصد، لأنّ القصد لها وإليها" (18). وقال الجرجاني: "الحجّة ما دُلَّ به على صحّة الدعوى، وقيل الحجّة والدليل واحد" (19). فأساس الحِجاج الارتكاز على دليل معيّن قصد إثبات قضية من القضايا، وبالتالي بناء موقف ما.
ولعلّ أهم شيء تتأسّس عليه دلالة "الحِجاج" هو وجود اختلاف بين المرسل للرسالة اللغويّة والمتلقِّي لها، ومحاولة الأوّل إقناع الثاني بوجهة نظره، بتقديم الحجّة والدليل على ذلك. فالحِجاج انتهاج طريقة معيّنة في الاتِّصال، غايته استمالة عقول الآخرين والتأثير فيهم، وبالتالي إقناعهم بمقصد معيّن.
وهذا المفهوم هو الجوهر الذي ركّزت عليه الخطابة الجدية؛ إذ "تُطلق لفظة حِجاج ومحاججة Argumintation عند بيرلمان وتيتيكاه على العلم وموضوعه، ومؤدّاها درس تقنيات الخطاب التي تؤدِّي بالذهن إلى التسليم بما يعرض عليه من أطروحات، أو أن تزيد في درجة التسليم. وربّما كانت وظيفته محاولة جعل العقل يذعن لما يُطرح عليه من أفكار، أو يزيد في درجة ذلك الإذعان إلى درجة تبعث على العمل المطلوب .. وعلى صعيد آخر يمكن القول بأنّ الحِجاج في ارتباطه بالمتلقِّي يؤدِّي إلى حصول عمل ما أو الإعداد له، ومن ثم سيكون فحص الخطابات الحجاجيّة المختلفة بحثاً في صميم الأفعال الكلامية وأغراضها السياقيّة، وعلاقة الترابط بين الأقوال، والتي تنتمي إلى البنية اللغويّة الحِجاجيّة" (20)، فوظيفة الحِجاج ترتدّ إلى طرح الحجج التي تضمن النفاذيّة للخطاب اللغوي، وبالتالي حصول الاقتناع الفعلي بالقضية المطروحة. وهذا يعني توظيف الآليات التي تجتاز الاعتقاد الأوّلي نحو التغيير، وبناء الموقف المغاير.
وإذا كان الحِجاج يرتبط في أساسه بما تستدعيه أساليب إجراء اللغة، فإنّه من الضروري أن نشير إلى أنّ هذا الأمر لا يتوقَّف عند هذا الحدِّ؛ بل يأخذ بعين الاعتبار ما تقتضيه نوعيّة الخطاب من جهة، ومستلزمات المتلقي من جهة أخرى. فالغاية التي يتأسَّس عليها هي مجابهة العقول وإقناعها بالطرح المقدَّم، ولذا "فليس الحِجاج في النهاية سوى دراسة لطبيعة العقول، ثم اختيار أحسن السبل لمحاورتها، والإصغاء إليها ثم محاولة حيازة انسجامها الإيجابي والتحامها مع الطرح المقدّم. فإذا لم توضع هذه الأمور النفسيّة والاجتماعيّة في الحسبان فإنّ الحِجاج يكون بلا غاية وبلا تأثير" (21). لندرك أنّ نظرية الحِجاج تتجاذبها جوانب مختلفة، لا تتعلّق باللغة فحسب؛ بل ترتبط أيضاً بالجانب النفسي والاجتماعي والثقافي، وغيره من المستلزمات التي تؤطّر وتسهم في إنتاج الخطاب اللغوي الحجاجي.
4 ـ حول البيان الحِجاجي في الاستعمال اللغوي:
بعد تقديم مفهومي "البيان" و"الحِجاج" في الدرس اللغوي نستطيع الآن أن نعرِّف البيان الحِجاجي ونقول إنَّه الكشف والإيضاح عن المعنى المقصود بتوظيف الحجّة التي تتمكَّن من النفوس والعقول معاً. والهدف ههنا ليس الفهم والإفهام فحسب؛ بل إنّ الأمر يتعلَّق بالتأثير والإقناع بالطرح المقدَّم؛ لأنّ مجال الحِجاج كما ذكرنا من قبل هو شبه الحقيقي أو المحتمل أو المشكوك فيه، فهو قائم على طروحات مقبولة، إلاّ أنّ البعض منها يبقى مبنياً على الاحتمال. ومنه يتجلَّى الفرق بين الحِجاج والبرهان باعتبار أنّ هذا الأخير مجاله البديهي لدى الناس؛ فهو ينطلق من اتِّساقات صحيحة وبديهيّة، أمّا الحِجاج فيرتبط بما هو متعدِّد الدلالة؛ أي الجدير بالظنِّ المعقول والمقبول.
(يُتْبَعُ)
(/)
بيّنا أنّ البيان قد يكون في اللفظ أو المعنى أو التأليف، غير أنّ طبيعة هذا الأخير تستدعي ضرورة رصد العلاقات التركيبيّة وفق ما يقتضيه النظام اللغوي من جهة، وما يمليه السيّاق المحدّد الذي ترد فيه من جهة أخرى. وقد عبّر لغويّونا القدامى عن ذلك بمقولة دقيقة وهي "لكلِّ مقام مقال ولكلِّ كلمة مع صاحبتها مقام"، فأضحى البيان في تأليف الكلام ضمن هذا الطرح مرتهناً بمقتضى الحال، فـ "إذا كان مقتضى الحال إطلاق الحكم فحسن الكلام تحليه بشيء من ذلك، بحسب المقتضى ضعفاً وقوّة، وإن كان مقتضى الحال طي ذكر المسند إليه فحسن الكلام تركه، وإن كان المقتضى إثباته على وجه من الوجوه المذكورة، فحسن الكلام وروده على الاعتبار المناسب، وكذا إذا كان المتقضى ترك المسند فحسن الكلام وروده عارياً عن ذكره، وإن كان المقتضى إثباته مخصصاً بشيء من التخصيصات، فحسن الكلام نظمه على الوجوه المناسبة من الاعتبارات المقدّم ذكرها، وكذا إن كان المقتضي عند انتظام الجملة مع أخرى فصلها أو وصلها والإيجاز معها أو الإطناب، أعني طيّها عن البين ولا طيّها، فسن الكلام تأليفه مطابقاً لذلك" (22).
يتَّضح في رحاب هذا التوضيح أنّ الصياغة اللغويّة ترتبط بالسياقات التي ترد فيها، وذلك بذكرنا عناصر معينة أو حذفها، ويكون لها أهميّة بالغة في الإبلاغ، كما نلاحظ أنّ طبيعة التأليف إيجازاً أو إطناباً أو تجريداً أو تأكيداً تتأثّر بحسب المقام الذي ترد فيه. فمستويات التعبير تتنوّع بتنوّع الأحوال والمقامات، يقول السكاكي: "لا يخفى عليك أنّ مقامات الكلام متفاوتة؛ فمقام التشكّر يباين مقام الشكاية، ومقام الترغيب يباين مقام الترهيب، ومقام الجدّ في جميع ذلك يباين مقام الهزل، وكذا مقام الكلام ابتداء يغاير مقام الكلام بناء على الاستخبار أو الإنكار ... " (23). فلو ركّزنا على هذا القول فإنّنا سندرك أنّ أشكال الاستعمال اللغوي في مختلف العلاقات الاتّصالية تتنوَّع بحسب مقتضيات الاتِّصال اللغوي، ولو تأمَّلنا أكثر العبارة الأخيرة واستحضرنا مقولة الحجاج الذي يتأسّس على الإنكار أو الشكّ فإنّنا نلاحظ أنّ البيان الحِجاجي يرتبط في أساسه بمستلزمات خاصة تستدعي التركيز عليها من أجل تحقيق التصديق والإقناع بالطرح المقدّم.
وذكر أرسطو أنّ هناك ثلاثة أنواع من التصديقات التي قد يلجأ إليها المتكلِّم من أجل الإقناع، يقول: "فأمّا التصديقات التي نحتال لها بالكلام فإنّها أنواع ثلاثة؛ فمنها ما يكون بكيفية المتكلّم وسمته، ومنها ما يكون بتهيئة للسامع واستدراجه نحو الأمر، ومنها ما يكون بالكلام نفسه قبل التثبيت" (24). لنرى أنّ الحجاج في الاستعمال اللغوي يرتهن بمجموعة من المعطيات؛ منها ما يرتبط بالمتكلِّم، ومنها ما يتعلَّق بالمتلقِّي، ومنها ما يبقى على صلة بالرسالة اللغويّة نفسها.
فممّا يخصّ المتكلِّم فإنّه يجب عليه التحكّم في الموضوع الذي يقدِّمه، وأن يوفِّيه حقّه مما تستدعيه الصياغة اللغويّة. وفي رحاب هذا التصوّر حذّر "بيرلمان" من خطأي الإفراط والتفريط، أو المبالغة أو الإهمال فيما يخص المسائل موضع النقاش والتحليل؛ أي "على المتكلِّم تقديم تصوّره في المساحة الملائمة له، ثم منحه القدر المناسب من الحجج التي لا يشكل إيرادها لدعم الموضوع مفارقة أو نشازاً؛ لأنّ تهويل الموضوع ومنحه مساحة أكبر من حجمه، ثم التوسّل بعد ذلك بجلّ الأطر المعرفيّة السائدة في بيئة معيّنة من أجل دعمه وإثباته هو أمر باعث على السخرية ومؤدٍّ لتهافت الحِجاج. وبالمقابل فإنّ عرض الفرضيات والتحليلات في الهامش أو أي الظلّ، وعدم الانتباه إلى أهميّتها في مقام الإلقاء هو بدوره دليل على عدم خبرة المتكلّم وتشوّش أفكاره، وهي كلّها أمور يدركها جلّ المعنيين بالخطاب، كما تدركها بوجه أفضل الأطراف المعارضة للخطاب؛ بل قد تعمد هذه الأطراف إلى التقاط تلك الهفوات وتوظيفها وإثرائها بما ترى أن المقام يستدعيه" (25).
أما فيما يتعلّق بالمخاطب؛ أي متلقِّي الرسالة الإبلاغيّة ذات الحكم المعيّن فإنّه يستدعي مراعاته في الحِجاج. وقد أشار لغويُّونا إلى أنّ المخاطبين الذين يُلقى إليهم الخبر يصنّفون إلى ثلاث أصناف:
1. مخاطب خالي الذهن.
2. مخاطب شاكّ متردّد.
3. مخاطب جاحد منكر (26).
(يُتْبَعُ)
(/)
والبيان الحِجاجي في إطار هذا التوضيح يرتبط بالصنفين الأخيرين، باعتبار أنّ الكلام معهما يستدعي توظيف تقنيات الحِجاج التي تدفع الشكّ أو الجحود أو التردّد لدى المتلقين.
أمّا فيما يخص البيان الحجاجي المرتبط بالرسالة اللغويّة فيتعلّق بالآليات اللغويّة التي قد يوظِّفها المخاطب في الكلام من أجل تحقيق الغاية من الحكم المبسوط فيه تصديقاً أو تكذيباً، إنكاراً أو إقراراً، أو غير ذلك. وقد وضَّح ذلك السكاكي أكثر في باب "الإسناد الخبري" حيث قال: "أما الاعتبار الراجع إلى الحكم في التركيب من حيث هو حكم من غير التعرض لكونه لغويّاً أو عقليّاً فإنّ ذلك وظيفة بيانيّة، فككون التركيب تارة غير مكرر ومجرّداً من لام الابتداء وإن المشبّهة والقسم ولامه ونوني التوكيد كنحو "عرفت عرفت"، و"لزيد عارف"، و"إنّ زيداً عارف"، و"إنّ زيداً لعارف" و"والله لقد عرفت أو لأعرفنّ" في الإثبات وفي النفي كون التركيب غير مكرر ومقصوراً على كلمة النفي مرّة، كنحو "ليس زيد منطلقاً"، وغير مقصور على كلمة النفي كنحو "ليس زيد بمنطلق"، و"ما إن يقوم زيد"، و"والله ما زيد قائماً"، فهذه ترجع إلى نفس الإسناد الخبري" (27).
وضمن هذا التوضيح نشير إلى أنّ الحكم المبسوط في الاستعمال اللغوي يرتبط تجريداً أو تأكيداً بحسب ما تقتضيه الأصناف الثلاثة التي أشرنا إليها من قبل، وطالما أنّ البيان الحِجاجي يستدعي "التأثير"، والذي يعتبر اللغة من المنظور الحديث فعلاً وحِجاجاً، وليست نقلاً للمعلومات وإخباراً عنها (28)، فإنّه من الضروري توظيف الآليات اللغويّة التي تحقّق ذلك، وهو الجوهر الذي تبحث فيه "نظريّة الحِجاج اللغويّة".
وقد يكون من المفيد في إطار هذا التوضيح استلهام نموذج "ديكرو O.Dicrot"، وبالخصوص ورد في كتاب "السلميّات الحجاجيّة"، والذي استعرض فيه مبادئ نظريّة الحِجاج اللغويّة ومنطلقاتها، كما قدّم فيه قواعد السلّم الحجاجي. و"ينبغي الإشارة في هذا الإطار إلى أنّ الظواهر الحِجاجيّة اللغويّة التي تم التركيز عليها، واسترعت اهتمام "ديكرو Dicrot" هي الروابط الحجاجيّة النحويّة؛ مثل الواو، الفاء، ثم، والروابط التداوليّة الحجاجيّة؛ نحو بل، لكن، حتى، لاسيّما، فمثلاً إذا كان الواو داخل نصّ ما يحقِّق الانسجام النحوي، فإن "لكن" يحقِّق الانسجام التداولي والحِجاجي. كما أنّ الدليل الذي يرد بعد "لكن" يكون أقوى من الدليل الذي يرد قبلها، وتكون له الغلبة بحيث يتمكّن من توجيه القول بمجمله" (29). فلعلّ أهم شيء يمكن ملاحظته من هذا التوضيح هو ارتهان الحِجاج اللغوي بروابط حجاجيّة في التركيب اللغوي، تسهم في ضبط العلاقات التي يمكن ملاحظاتها بين الحجّة والنتيجة.
وقد ذكر "ديكرو Dicrot" أيضاً أنّ قواعد السلم الحِجاجي تنبنى على مفهوم السلّم الحجاجي وقوانينه. و"تعريف "السلّم" بأنّه مجموعة غير فارغة من الأقوال مزوّدة بعلاقة ترتيبيّة ومستوفيّة للشرطين التاليين:
ـ أنّ كلّ قول يقع في مرتبة ما من السلّم يلزم عنه ما يقع تحته، بحيث تلزم عن القول الموجود في الطرف الأعلى جميع الأقوال الأخرى.
ـ وأنّ كل قول في السلّم كان دليلاً على مدلول معيّن كان ما يعلوه مرتبة دليلاً أقوى" (30). وضمن هذا الطرح نلاحظ أنّ قواعد السلّم الحجاجي تهدف في أساسها إلى تأكيد نتيجة معيّنة، تسبقها معطيات أو بالأحرى مقدَّمات، تسهم بطريقة مضبوطة في التقديم في تحقيق القضّية المطروحة أو دحضها.
5 ـ البيان الحجاجي في القرآن الكريم:
قبل المضي في تناول البيان الحجاجي في القرآن الكريم من الضروري أن نرتكز على المعطيات الأساسيّة التي يتأسّس عليها الخطاب القرآني، والتي جعلته خطاباً حِجاجيّاً بدرجة أولى؛ لأنّه كما قلنا جاء ليبسط للعالمين عقيدة عالميّة، تقتضي بتوظيف الآليات الحجاجيّة التي تحتوي العقل الإنساني وتقنعه، وهذه المعطيات هي:
أ ـ الخطاب القرآني يسعى إلى "الإقناع"، وفي رحاب هذا الطرح فإنّه يأخذ بعين الاعتبار في كلّ القضايا المعطاة كلّ ما يمكن أن يعتقده المتلقِّي منذ البداية. ولذا فإنّه إذا ما حاولنا الغوص في آيات القرآن الكريم وآلياته التعبيريّة وأساليبه البلاغيّة وطروحاته المنطقيّة من قياس وبرهان وتمثيل فإنّنا نبحث في آليات الإقناع المنتهجة فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ب ـ القرآن الكريم هو خطاب موجَّه إلى مخاطب كوني؛ أي أنَّه لا يتوسّل متلقِّياً معيّناً في زمان أو مكان مخصوصين؛ وإنما هو خطاب موجّه إلى البشريّة جمعاء، فهو غير مقيّد بزمان أو مكان، قال تعالى: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَميعاً الذِي له مُلْكُ السَّماوَاتِ والأرضِ ((31)، فالرسول ـ (ـ بُعث إلى كافة الناس.
ولذا فالقرآن الكريم يسعى إلى جعل العقيدة المبسوطة فيه إلى ديّانة عامّة غير مقيَّدة، وهنا نشير إلى أنّ "المخاطب المتخيّل هو دائماً بالنسبة لمن يحاجج عبارة عن بنية ممنهجة نوعاً ما؛ أي أنّه يؤطِّر القول ويجعله ملائماً لظروفه الواردة فيها، والمتكلَّم البارع هو الذي يستحوذ حذقاً وطواعيّة على مدارك المعنيين بخطابه أو بنصِّه طيلة فترة الاستماع في حالة الإلقاء، أو النظر التحليلي حالة القراءة" (32). والقرآن الكريم في إطار هذا الطرح استطاع أن يؤثِّر على النفوس، ويستميل العقول من أجل التدبِّر في آياته ومعجزاته من أجل الاقتناع بمقاصده.
جـ. كونية الخطاب القرآني جعلته يقوم على توظيف أساليب متنوعة في التبليغ، لا تتأسّس على الفهم والإفهام فحسب؛ بل تقوم أيضاً على التأثير واستمالة الآخرين، واستنفارهم بغية استنهاض ملكتهم وجعلهم ينخرطون في الحركة الفكرية الموجودة في الخطاب القرآني. وهذا ما يجعل النص القرآني يفترض في طرحه للقضايا الدينية وجود متلقٍّ فعلي أو مفترض، يستدعي مجاجته وإقناعه. فالقرآن الكريم قد استحضر في إنجازه كل الاعتراضات التي يمكن أن تدور في خلد المتلقِّي الفعلي أو المفترض، ولهذا بسط كلّ ما يأخذ بذلك.
6 ـ نماذج الأنبياء من السور المكيّة الأوائل التي نزلت على محمد صلى الله عليه وسلم.
فهي تشاركهنّ في أنّها تركز على الموضوعات المتَّصلة بالعقيدة ووحدانية الخالق عزّ وجلّ. ولكن ما يميَّز هذه السورة أنّها أبرزت كلمة التوحيد التي نزل بها القرآن الكريم كما أوردها دعاتها من الأنبياء والمرسلين السابقين، فقد نزلت لتثبِّت عقيدة التوحيد بالحجج والأدلّة، وكلّها تتّصل بعظمة الله تبارك وتعالى وقدرته.
وقد بيَّنا من قبل أنّ الغاية التي يقوم عليها الحجاج هي تحقيق الاقتناع بالرأي أو بالدعوى المقدَّمة، بالاعتماد على الحجّة والدليل على ذلك. ويجب أن نشير في رحاب هذا التوضيح إلى أنّ الدعوى التي تأسّست عليها سورة الأنبياء هي أنّ النبي (بشر، وهذا ما ذُكِر في غير مرّة من هذه السورة؛ منها قوله تعالى: (هَلْ هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُم ((33)، وقوله عزّ وجلّ: (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إلاَّ رِجَالاً يُوحَى إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ. وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً لاَ يَأْكُلُونَ الطَعامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ ((34)، وقوله جلّ جلاله: (وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الخُلْدَ أَفَأِنْ مِتَّ فَهُمُ الخَالِدُونَ ((35). وقد جاء الرسول (كباقي أنبياء المرسلين ليثبِّت عقيدة التوحيد، قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسولٍ إِلاَّ يُوحَى إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ إِلاَهَ إلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ ((36). والغاية ههنا جعل الناس أمّة واحدة، تعبد خالقها الواحد الأحد، قال تعالى: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمُ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ((37).
أمّا دعوى المشركين فقد قامت على تكذيب الرسول (وآيات الذكر الحكيم، قال تعالى: (بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلْ اِفْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآَيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ ((38)، ليتجلّى من خلال هذه الآية اضطرابهم وحيرتهم وعدم ثبوتهم على حجّة معيّنة. وهذا ما جعل الله تعالى يدعوهم في هذه السورة إلى أن يأتوا بدليلهم قال تعالى: (قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعي وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ الحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُون ((39).
وقد وُظِّف في سورة الأنبياء من الحِجاج ما يخدم الدعوى الأولى (أ)؛ دعوى التوحيد، ومنه ما يتعلّق بالدعوى الثانية (ب)؛ دعوى الشرك. وقبل تقديم نماذج عن ذلك يجب أن نتناول البناء العام للسورة، حيث بُنيت على الشكل الآتي:
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ من الآية الأولى إلى الآية السابعة والأربعين، طرح لآيات القرآن الكريم الذي نزل على سيِّد البشريّة محمد ـ (ـ وتأكيد على عظمة الله تعالى ووحدانيته.
ـ من الآية السادسة والثلاثين إلى الآية الواحدة والتسعين عرض للأنبياء والمرسلين الذين شرَّفهم الله سبحانه وتعالى بتبليغ الناس وحملهم على كلمة التوحيد، بدءاً بخاتمهم سيِّدنا محمد ـ (ـ ثم ذكر الله سبحانه وتعالى من سبقه إلى هذه الدعوى؛ أمثال موسى وهارون وإبراهيم ونوح وداود وسليمان عليهم السلام وغيرهم، ليبيِّن الله عزّ وجلّ ههنا أنّ الرسل الذين سبقوا النبي (قد اُسْتهزِئَ بهم أيضاً وهم يدعون إلى عبادة الرحمن، كما استهزأَ الكفار بمحمد ـ (، قال تعالى: (وَلَقَدْ اُسْتُهْزِئَ بِرُسِلٍ مِنً قَبْلبِكَ فَحَاقَ بِالذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤون ((40).
ولعلّ أهم سمة لاحظناها من خلال عرض أحداث الأنبياء والمرسلين في هذه السورة هو حاجتهم إلى الخالق ربّ العالمين، وعناية الله عزّ وجلّ بهم، ومدِّهم بمعجزات وسمات معيّنة. ومما يدّل على ذلك أنّ هذه الآيات اُسْتُهِلَّت بـ "آيتنا"؛ وهي من المفاعلة، أي جئنا وأعطينا.
ـ من الآية الثانية والتسعين إلى الأخير عودة إلى كلمة التوحيد، مع بيان أنّ الخطاب موجّه للنّاس كافّة، والتأكيد على يوم القيامة؛ يوم الحساب والعقاب، وأنّ النبي محمد (جاء رحمة للعالمين، يدعو إلى ما فيه الخير للناس أجمعين.
ومن خلال بيان الهيكل العام للسورة نلاحظ ذلك الانسجام والتناسق بين مقاطعها؛ فالمقطع الأوّل كان حول موضوع "التوحيد"، ليأتي المقطع الثاني عرضاً للأنبياء والمرسلين الذين دعوا إليها، لينتهي الأمر في المقطع الثالث إليها، حيث جاء النبي (ليهدي النّاس كافّة إلى عبادة الخالق عزّ وجلّ.
ونستطيع الآن أن نقدِّم نماذج عن البيان الحِجاجي في هذه السورة، ولنركِّز على الخصوص على ما يلي:
أ ـ البيان الحجاجي بالاستفهام:
الاستفهام هو طلب المعرفة حول شيء معيّن، وله دور كبير في العمليّة الحجاجيّة، "نظراً لما يعمله من جلب القارئ أو المستمع في عمليّة الاستدلال، بحيث إنّه يشركه بحكم قوّة الاستفهام وخصائصه، فهو أسلوب إنشائي. وهذه الأمور أيضاً هي من سمات الاستفهام البلاغي في القرآن الكريم بحيث إنّه يخدم مقاصد الخطاب ويلعب دوراً أساسيّاً في الإقناع بالحجة" (41). فللاستفهام بنية حجاجيّة تقوم على طرح القضية المخصوصة، ثمّ تقديم ما يشرحها ويعلّلها. وقد وُظِّف في سورة الأنبياء في واحد وعشرين موضعاً، معظمه تمَّ بالأداة "الهمزة"، قد نمثِّل لهذا الصنف بالاستفهام الذي ورد في قصّة سيِّدنا إبراهيم (، والذي يدور في جوهره حول القضّية الأساسيّة التي تتمحور حولها السورة؛ وهي قضية "التوحيد"؛ فهي تقتضي البيان وقرع الحجّة على ذلك. نوضِّح ذلك أكثر من خلال ما يلي:
ـ قال تعالى: (إِذْ قَالَ لأَبيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَمَاثِيلُ التي أَنْتُمْ لَهَا عَابِدِينَ ((42)؟ فالمفروض ههنا أن تأتي الإجابة عن هذا السؤال بما يؤثِّر على النفوس وتطمئنُّ له العقول، لكّنها كانت غير ذلك، قال تعالى: (قَالُوا وَجَدْنَا آباءَنَا لَهَا عَابِدينَ ((43)؛ إذ نلاحظ غياب العقل في هذه الحجة، فعبادة الأصنام لديهم كانت مجرّد تقليد للآباء والأجداد؛ و"ما أقبح التقليد والقول المتقبّل بغير برهان، وما أعظم كيد الشيطان للمقلّدين حين استدرجهم إلى أن قلّدوا آباءهم في عبادة التماثيل" (44). ولذلك ردّ عليهم إبراهيم (هذه فقال: (لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وآبَاؤُكُمْ في ضَلاَلٍ مُبِينْ ((45)، ولكنّ قوم إبراهيم (لم يكترثوا بهذا الردِّ؛ بل راحوا يمزجون هذا الموقف بالجدّ والهزل فقالوا: (أَجِئْتَنَا بِالحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللاَّعِبينَ ((46)؟ لتأتي الإجابة بعدها مقترنة بـ "بل"، وهي من الروابط الحجاجيّة التداوليّة التي تفيد الإضراب الإبطالي؛ أي نفي الحكم السابق عليها وإثبات ما بعدها. لذلك قدّم إبراهيم (بعدها الحجّة الدامغة التي تبطل دعواهم، باعتبار أنّه قد "بادرهم أوّلاً بالقول المنبِّه على دلالة العقل، فلم ينتفعوا بالقول فانتقل إلى القول الدالِّ على الفعل الذي مآله إلى الدلالة التامّة على عدم الفائدة في عبارة ما يتسلّط عليه بالكسر والتقطيع ... " (47). ولهذا
(يُتْبَعُ)
(/)
ورد على لسانه في قوله تعالى: (قَالَ رَبُّكُمْ رَبُّ السَمَوَاتِ والأَرْضِ الذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ((48).
ولكي يبطل دعواهم أكثر عمد إبراهيم (إلى محاججتهم بطريقة علمية أكثر إثارة لهم؛ إذ قام بتكسير الأصنام بكاملها، وترك كبيرها شاهداً على ضلالهم، لذلك قالوا: (أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ ((49)؟ فأجاب إبراهيم (بما سيكون دليله الأقوى عليهم، فقال بالاعتماد دائماً على رابط حجاجي تداولي وهو الأداة "بل": (بَلْ فَعَلَهُ كَبيرُهُمْ هَذَا فاسْأَلوهُ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُون ((50). يقول الزمخشري: "هذا من معاريض الكلام ولطائف هذا النوع، لا يتغلغل فيها إلاَّ أذهان الراضّة من علماء المعاني، والقول فيه أن قصد إبراهيم صلوات الله عليه لم يكن إلى أن نسيب الفعل الصادر عنه إلى الصنم، وإنّما قصد تقريره لنفسه وإثباته لها على أسلوب تعريفي يبلِّغ فيه غرضه من إلزامهم الحجّة وتكبيتهم. وهذا كما لو قال لك صاحبك وقد كتبت كتاباً بخط رشيق وأنت شهير بحسن الخط أأنت كتبت هذا؟ وصاحبك أمِّيٌ لا يحسن الخط ولا يقدر إلاَّ على خرمشة فاسدة، فقلت له بل كتبته أنت، كأنّ قصدك بهذا الجواب تقريره لك مع الاستهزاء به، لا نفيه عنك وإثباته للأمي أو المخرمش" (51).
فإبراهيم (من خلال الآية المذكورة يدعو قومه في استهزاء وسخريّة إلى سؤال آلهتهم عمن فعل بهم هذا، لكّنهم يجيبون بما هو تأكيد وإقرار للحجّة التي قدّمها إبراهيم (فقالوا: (لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاَءِ يَنْطِقُونَ ((52). ليتساءل إبراهيم (في حضرتهم كيف أنّهم يعبدون ما لا ينفعهم أو يضرّهم، ويدعوهم في الوقت نفسه إلى التعقّل، قال تعالى: (قَالَ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ مَا لاَ يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً وَلاَ يَضُرُّكُمُ. أُفٍّ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ((53).
ولكن نجد قومه يتجاوزون هذه الحجج ويتعنتون ويعاقبون إبراهيم (بأشدِّ العقوبات، بإلقائه في النَّار، لتظهر بعد ذلك قدرة الله تعالى التي هي آية أخرى على عظمته وقوّته. ولكنّ قومه بقوا على كفرهم متعنِّتين.
ومعظم الأساليب الاستفهاميّة التي وَظِّفت في سورة الأنبياء كانت عبارة عن استفهام إنكاري وتوبيخي؛ أي إنكار فعل المخاطبين وتوبيخهم على موقفهم المتناقض مع الحقيقة المتداولة لديهم، ومع العقل، نوضِّح ذلك أكثر من خلال النماذج الآتية:
ـ قال تعالى: (أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ ((54)؟
ـ قال تعالى: (مَا آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤمنُون ((55)؟
ـ قال تعالى: (لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابَاً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُون ((56)؟
ـ قال تعالى: (أَوَلَمْ يَرَ الذينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رِتْقَاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنِ المَاءِ كُلَّ شَيءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمَنُونَ ((57)؟
ـ قال عزّ وجلّ: (وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَر مَنْ قَبْلِكَ الخُلْدَ أَفَأِنْ مِتَّ فَهُمُ الخَالدُونَ ((58)؟
ـ قال جلّ شأنه: (أَفَلاَ يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِ الأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمْ الغَالِبُونَ ((59)؟
ـ قال تعالى: (وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ له مُنْكِرُون ((60)؟
فكل آية من هذه الآيات تمثِّل بنية حِجاجّية لقضيّة معيّنة، فالآية الأولى حجّة على هؤلاء الذين يتّهمون محمد (بالسِّحر، ولكّنهم يأتونه ويستمعون إليه! والنتيجة التي يمكن استنباطها من خلال هذه الحجّة هي أنّهم يعلمون أنّ القرآن الكريم ليس سحراً، وأنّ الرسول (أبعد الناس عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
أمّا الآية الثانية فقد جاءت في سياق طلب المشركين لمعجزة، مثلما أُوتي به المرسلون السابقون من المعجزات. وهو بيان حجاجي يُصوِّر فيه الله سبحانه وتعالى عناد المشركين وكفرهم، حتى ولو أعطاهم عزّ وجلّ ما يقترحون لن يؤمنوا، والحجّة تتعلّق بالأمم السابقة التي مُنحت ما أرادت ولكّنها لم تؤمن. والنتيجة ههنا أنّه حتّى ولو أُعطي الكفّار ما أرادوا فإنّهم لن يؤمنوا، ولكن من رحمته عزّ وجلّ "أنّه منع عنهم ما اقترحوا من معجزات حتّى لا يُهلكهم كما أهلك الأمم المكذّبة قبلهم، ولو أرادوا الإيمان لاكتفوا بالمعجزات التي أيّد بها رسول الله (ابتداءً، وأوضحها دلالة القرآن الكريم" (61). فالبنية الحجاجيّة ارتبطت ههنا بالتمثيل بالأمم السابقة التي كان لها ما أرادت من المعجزات ولكّنها لم تؤمن فهلكت.
والآية الثالثة عبارة عن استفهام إنكاري توبيخي أيضاً، يدعو الله عزّ وجلّ من خلاله الكفّار إلى التعقّل والتأمّل في موقفهم المعارض للنبي (؛ أي أنّ هذا الكتاب فيه شرفكم وصيتكم، أو موعظتكم، أو فيه مكارم الأخلاق التي كنتم تطلبون بها الثناء، أو حسن الذكر كحسن الجوار والوفاء بالعهد وصدق الحديث وأداء الأمانة والسَّخاء وما أشبه ذلك (62)، ثمّ قال تعالى: (أَفَلاَ تَعْقِلُون (، وهي دعوة صريحة إلى إعادة النظر والتدبّر أكثر.
ب ـ البيان الحجاجي بالحصر:
اُعتُمدت البنية الحجاجية القائمة على الحصر في سورة الأنبياء، نوضِّح ذلك من خلال الآيات التي تُؤكّد على القضيّة الجوهرية التي قام عليها القرآن الكريم بعامّة، وهذه السورة بخاصّة، وهي قضيّة التوحيد، منها قوله جلّ شأنه: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إلاَّ يُوحَى إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ إلاَهَ إلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ ((63)، وقوله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ إِنَّمَا إِلاَهُكُمُ إِلاَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ((64)؟
فالحصر ضمن هذا البيان الحجاجي يؤكِّد أنّ كلّ الرسالات الإلهيّة وكل الأنبياء والمرسلين بُعثوا ليدعوا إلى عبادة الله تعالى الواحد الأحد.
ج ـ البيان الحجاجي بالشرط:
يقوم الشرط في العربية على أمرين الشرط وجوابه، وقد تكرّر كثيراً في سورة الأنبياء، ومن ذلك:
ـ قال تعالى: (لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لاَتَّخَذْنَاهُ مِنْ لََدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلينَ ((65).
ـ قال جلّ شأنه: (لَوْ كَانَ فيهِمَا آلَهةٌ إلاَّ اللهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللهِ رَبِّ العَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ((66).
ـ قال تبارك وتعالى: (وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالمِينَ ((67).
ـ قال تعالى: (فَمَنْ يَعْمَلُ مِنَ الصَّالحَاتِ وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلاَ كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإنَّا له كّاتِبُونَ ((68)
ـ قال جلّ شأنه: (لَوْ كَانَ هَؤُلاَءِ آَلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيها خَالِدُونَ ((69).
فكل آية من هذه الآيات تُمثِّل بنية حِجاجيّة مبنية على قضية وما يمكن أن ينتج عنها، تمثِّل في أساسها حجّة بليغة. فالآية الأولى تطرح الحجّة على الكافرين وهي أنّ الله تعالى مُنَزَّه عن اللعب والهزل واللهو؛ لأنَّه لو أراد أن يتَّخذ ذلك لاتَّخذه، لكّنه سارع إلى نفي ذلك، فقال جلّ جلاله: (إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ (؛ أي "ما كُنَّا فاعلين"، لأنّ "إن" ههنا تفيد الإنْكار (70).
أما الآية الثانية فتمثِّل الدليل العقلي على وحدانية الله تعالى، قال الرماني: "وهذا أبلغ ما يكون في الحجاج، وهو الأصل الذي عليه الاعتماد في صحّة التوحيد؛ لأنّه لو كان إلاه أخر لبطل الخلق بالتمانع بوجودهما دون أفعالهما" (71). فلو قُدِّر إلهان فإما أن يتَّفقا أو يختلفا، فإن اتَّفقا على الشيء المعيّن فهو مقدور لهما، ومراد لهما، فيلزم وقوعه بهما وهو محال. وإن اختلفا فإما أن يقع المرادان أو لا يقع واحد منهما؛ أو يقع أحدهما دون الآخر والكلّ محال. فاتَّضح من كلّ أنّ الفساد لازم على كل التقديرات (72). فلو تعدّدت الآلهة لما وقع الاتِّفاق؛ بل سيعمّ الفساد، وهذا ما أثبته الله تعالى في القرآن الكريم، قال جلّ شأنه: (مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلاَهٍ إِذاً لَذَهَبَ كلُّ إِلاَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ
(يُتْبَعُ)
(/)
سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُون ((73)، وقال أيضاً: (قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آَلِهَةٌ كَمَا تَقُولُونَ إِذَاً لاَبْتَغَوْا إِلَى ذِي العَرْشِ سَبِيلاً. سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً ((74)، فالله سبحانه وتعالى منزّه عمّا يقولون، فهو الواحد الأحد المنزّه عن الشريك والولد.
خاتمة:
بعد هذا العرض نلاحظ أنّ أهمّ شيء يقوم عليه البيان الحجاجي هو تقديم الطروحات التي تدعو العقول إلى التدبّر الموضوعي والواعي في القضايا المقدّمة، بغية بناء الرأي المعقول. فهو يمثِّل قوّة تدفع المخاطب إلى التفكير والتأمّل من أجل الحصول على الإقرار بحقيقة معيّنة، يتم ذلك بوساطة أدلّة مخصوصة.
كما اتَّضح من خلال النماذج التي بسطناها حول البيان الحجاجي في سورة الأنبياء أنّ هذه الأخيرة تقوم على موضوع أساسي وجوهري يتعلّق بـ "التوحيد" الذي بُعث من أجله كلّ الأنبياء والمرسلين السابقين. وقد جاء النبي محمد (ليكون خاتمهم، يدعو الناس إلى عبادة الله تعالى ليتّحدوا أمّة واحدة تعبد الواحد الأحد. لذلك ظلّت أنماط البنى الحجاجيّة في آياتها مرتبطة بهذه القضيّة.
المصادر والمراجع المعتمدة:
* القرآن الكريم، برواية ورش لقراءة الإمام نافع.
ـ البحر المحيط، أبو حيان، بيروت، دار الفكر، طبعة جديدة بعناية الشيخ زهير جعيد، 1992.
ـ البيان والتبيين، الجاحظ، تحقيق عبد السلام هارون، ط 3/ 1968.
ـ التعريفات، الجرجاني، تحقيق إبراهيم الأبياري، دار الريان للتراث (د، ت).
ـ تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، قدّم له عبد القادر الأرناؤوط، دمشق، دار الفيحاء، والرياض، دار السلام، ط1/ 1994.
ـ التفسير الكبير، الفخر الرازي، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط 3 (د. ت).
ـ الخطابة، أرسطو، تحقيق عبد الرحمن بدوي، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، 1959 ـ في بلاغة الخطاب الإقناعي، محمد العمري، الدار البيضاء، أفريقيا الشرق، ط 2/ 2002.
ـ الكشّاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، الزمخشري، بيروت، دار الفكر، 1979.
ـ كلمة التوحيد وأمّة التوحيد في سورة الأنبياء، عبد الحميد محمد طهماز، دمشق، دار القلم، وبيروت، الدار الشامية، ط 1/ 1994.
ـ لسان العرب، ابن منظور، بيروت، دار صادر، ط 1 (د. ت).
ـ المحكم والمحيط الأعظم، ابن سيدة، تحقيق عبد الحميد هنداوي، بيروت دار الكتب العلمية، ط 1/ 2000.
ـ مفتاح العلوم، السكاكي، مصر، مكتبة مصطفى البابي وأولاده، ط 2 (د. ت).
ـ نظريّة اللغة الأدبيّة، إيفانوكس، ترجمة حامد أبو حمد، القاهرة، مكتبة غريب، ط 1 1988.
ـ النظريات اللسانيّة والبلاغيّة والأدبيّة عند الجاحظ من خلال البيان والتبيين، محمد الصغير البناني، الجزائر، ديوان المطبوعات الجامعية، 1983.
ـ النكت في إعجاز القرآن، الرماني، ضمن ثلاث رسائل في إعجاز القرآن، تحقيق محمد خلف الله ومحمد زغلول سلام، مصر، دار المعارف، ط 2/ 1968.
المقالات:
ـ البنية الحجاجيّة في القرآن الكريم، سورة النمل نموذجاً، الحواس مسعودي، مجلة اللغة والأدب، الجزائر، معهد اللغة العربية وآدابها، العدد 12 ديسمبر 1997.
ـ حول مفهوم الحجاج في الفلسفة، مقاربة فلسفيّة لسانيّة ديداكتكيّة، رويض محمد،
www.fikrwanakd.aljabriabed.n26-04rueyd.htm
ـ مفهوم الحجاج عند بيرلمان وتطوره في البلاغة المعاصرة، محمد سالم ولد سالم ولد محمد الأمين، عالم الفكر، م 28، ع 3، يناير ـ مارس، 2000.
ـ نظرية الحجاج، نعمان بوقرّة، مجلة الموقف الأدبي، دمشق اتحاد الكتاب العرب، العدد 407، آذار 2005.
الحواشي:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ابن منظور، المجلد الثاني، مادة (بين).
(2) السابق، مادة (بين).
(3) آل عمران (138).
(4) القيامة (18 ـ 19).
(5) الشعراء (195).
(6) النكت في إعجاز القرآن، ص 107.
(7) النظريات اللسانية والبلاغية والأدبية عند الجاحظ من خلال البيان والتبيين، محمد الصغير البناني، ص 179.
(8) البيان والتبيين، 1/ 75 ـ 76.
(9) السابق، 1/ 76.
(10) النكت في إعجاز القرآن، ص 106.
(11) السابق، ص 107.
(12) السابق، ص 107.
(13) الدخان (51).
(14) يس (79).
(15) النكت في إعجاز القرآن، ص 107.
(16) نظريّة اللغة الأدبيّة، تر: حامد أبو حمد، ص 177.
(يُتْبَعُ)
(/)
(17) مفهوم الحجاج عند بيرلمان وتطوره في البلاغة المعاصرة، محمد سالم ولد سالم ولد محمد الأمين، مجلة عالم الفكر، ص 57.
(18) المحكم والمحيط الأعظم، ابن سيدة، المجلد الثاني، مادة (حجج).
(19) التعريفات، ص 482.
(20) نظرية الحجاج نعمان بوقرّة، مجلة الموقف الأدبي، دمشق، اتحاد الكتاب العرب، العدد 407، آذار 2005. www.awu-dam. org.
(21) مفهوم الحجاج عند بيرلمان وتطوره في البلاغة المعاصرة، محمد سالم ولد محمد الأمين، مجلة عالم الفكر، ص 68.
(22) مفتاح العلوم، السكاكي، ص 73.
(23) السابق، ص 95.
(24) الخطابة، أرسطو: تح: عبد الرحمن بدوي، ص 9.
(25) مفهوم الحجاج عند بيرلمان وتطور في البلاغة المعاصرة، محمد سالم ولد محمد الأمين، ص 81.
(26) في بلاغة الخطاب الإقناعي، محمد العمري، ص 35.
(27) مفتاح العلوم، ص 64.
(28) حول مفهوم الحجاج في الفلسفة، مقاربة فلسفيّة لسانيّة ديداكتكيّة، رويض محمد، مجلة فكر ونقد، المغرب، العدد 26، www.fikrwanakd.aljabriabed.n26-04rueyd.htm
(29) السابق.
(30) السابق.
(31) الأعراف (158).
(32) مفهوم الحجاج عند بريلمان وتطوّره في البلاغة المعاصرة، محمد سالم ولد محمد الأمين، ص 68 ـ 69.
(33) الأنبياء (3).
(34) الأنبياء (7 ـ 8).
(35) الأنبياء (34).
(36) الأنبياء (25).
(37) الأنبياء (92).
(38) الأنبياء (5).
(39) الأنبياء (24).
(40) الأنبياء (41).
(41) البنية الحجاجية في القرآن الكريم، سورة النمل نموذجاً، الحواس مسعودي، مجلة اللغة والأدب، معهد اللغة العربية وآدابها، العدد 12 ديسمبر 197، ص 341 ـ 342.
(42) الأنبياء (52).
(43) الأنبياء (53).
(44) الكشاف، الزمخشري، 2/ 575.
(45) الأنبياء (54).
(46) الأنبياء (55).
(47) البحر المحيط في التعبير، أبو حيان، 7/ 444.
(48) الأنبياء (56).
(49) الأنبياء (62).
(50) الأنبياء (63).
(51) الكشّاف، 2/ 577.
(52) الأنبياء (65).
(53) الأنبياء (66 ـ 67).
(54) الأنبياء (56).
(55) الأنبياء (6).
(56) الأنبياء (10).
(57) الأنبياء (30).
(58) الأنبياء (34).
(59) الأنبياء (44).
(60) الأنبياء (50).
(61) كلمة التوحيد وأمّة التوحيد في سورة الأنبياء، عبد الحميد محمد طهماز، ص 17
/ (62) الكشاف، الزمخشري، 2/، والبحر المحيط 7/ 412.
(63) الأنبياء (25).
(64) الأنبياء (108).
(65) الأنبياء (17).
(66) الأنبياء (22).
(67) الأنبياء (46).
(68) الأنبياء (94).
(69) الأنبياء (99).
(70) تفسير ابن كثير، 3/ 236.
(71) النكت في إعجاز القرآن، ص 109.
(72) تفسير الفخر الرازي، 5/ 182.
(73) المؤمنون (91).
(74) الإسراء (42 ـ 43).
المصدر:
مجلة التراث العربي-مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب-دمشق العدد 102 السنة السادسة والعشرون - نيسان 2006 - ربيع الثاني 1427(/)
هدية تساق إليكم من إيوان المحدثين .. بمناسبة العـ8ـام للملتقى
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[18 Dec 2009, 06:03 م]ـ
الحمد لله، وبعد:
فإن بلوغ الملتقى عامَه الثامن له دلالاته عند كل محب لهذا الملتقى ..
ولما كان العبدُ الفقيرُ من الضيوف على هذا الملتقى والراغبين في الإفادة منه ـ إذ للتخصص ضريبته ـ فقد أحببت أن أتحف أخي العزيز، وصديقي الفاضل د. عبدالرحمن الشهري، وبقية الإخوة الكرام بهذه الهدية المتواضعة، التي من إيوان أصحابنا أهل الحديث ـ نضر الله وجوههم ووجوهكم ـ.
وهذه الفائدة المتواضعة ليس لي فيها من دور إلا دور الناقل، "وإن الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة ... "، وهي مَسْردٌ لكتب التفسير التي ساقها الخطيب البغدادي في تراجم كتابه الكبير "تاريخ بغداد"، وأزعم أن بعضها قد يكون جديداً على بعض الإخوة.
والعمدة في نقلي على الفهرس الذي وضعه محققه د. بشار عواد ـ أثابه الله ـ.
وسأذكرها مرتبة كما وردت في الفهرس، مع ذكر موضع واحد من مواضع ذكره، وفق الطبعة التي حققها الدكتور بشار، ونشرتها دار الغرب.
1 ـ تفسير إبراهيم بن الحسين 11/ 593.
2 ـ تفسير أبي جعفر بن فرح (أحمد بن فرح بن جبريل) 6/ 103.
3 ـ تفسير أحمد بن حنبل 11/ 13.
4 ـ تفسير إسحاق بن راهويه 9/ 343.
5 ـ تفسير إسماعيل بن أبي زياد 7/ 53.
6 ـ تفسير جعفر بن محمد بن الحسن الزعفراني 8/ 77.
7 ـ تفسير حسين المروزي 9/ 30.
8 ـ تفسير روح بن عبادة 4/ 695.
9 ـ تفسير سُنَيد بن داود 4/ 335.
10 ـ تفسير شجاع بن مخلد الفلاس 10/ 348.
11 ـ تفسير عبدالله بن سعيد بن أبي سعيد الأشج 5/ 533.
12 ـ تفسير عبدالله بن سليمان بن الأشعث 11/ 136.
13 ـ تفسير عبدالله الدارمي (الإمام المشهور) 11/ 209.
14 ـ تفسير عبدالله بن أبي شيبة 11/ 260.
15 ـ تفسير عبدالغني بن سعيد (إمام مصر في زمانه) 14/ 84.
16 ـ تفسير عبدالملك بن عبدالعزيز بن جريج 9/ 142.
17 ـ تفسير عبيدالله بن عبيدالرحمن ـ كلاهما بالتصغير ـ الأشجعي 7/ 144.
18 ـ تفسير عثمان بن أبي شيبة 13/ 162.
19 ـ تفسير عمرو بن عبدالله بن أبي إسحاق السبيعي 10/ 386.
20 ـ تفسير مجاهد 15/ 674.
21 ـ تفسير الطبري 2/ 550.
22 ـ تفسير محمد بن الحسين السلمي 3/ 43.
23 ـ تفسير محمد بن خازم (أبي معاوية الضرير صاحب الأعمش) 5/ 435.
24 ـ تفسير الكلبي 4/ 468.
25 ـ تفسير معمر بن راشد 3/ 59.
26 ـ تفسير مقاتل بن حيان 12/ 447.
27 ـ تفسير مقاتل بن سليمان 8/ 15.
28 ـ تفسير ورقاء بن عمر اليشكري 11/ 591.
29 ـ تفسير يزيد بن حيان الخراساني 16/ 486.
30 ـ التفسير الكبير لأبي حفص بن شاهين (عمر بن أحمد بن عثمان) 13/ 135.
أخوكم/ عمر المقبل
1/ 1/1431هـ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Dec 2009, 10:18 ص]ـ
شكرَ الله لكم هذه الهديةَ، ونعمَ الإيوانُ إيوانُ أهلِ الحديث.
والذي يظهر أن غالب هذه التفاسير روايات في التفسير، وليست تأليفاً كتفسير الطبري مثلاً. ولستُ أدري هل هناك تتبع لمخطوطات هذه التفاسير ومظان وجودها، فإنك تجد نظائر لمثل هذه التفاسير في فهرس الكتب في (سير أعلام النبلاء) و (تاريخ الإسلام) للذهبي.
ـ[حاتم ظهران]ــــــــ[19 Dec 2009, 12:39 م]ـ
جزاكم الله خير وسددكم
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[19 Dec 2009, 01:08 م]ـ
والذي يظهر أن غالب هذه التفاسير روايات في التفسير، وليست تأليفاً كتفسير الطبري مثلاً.
هذا هو الظاهر .. لكن الشأن في كثرة هذه المرويات وقلتها، ثم في جلالة مصنف هذا التفسير.
والسؤال الذي أطرحه مستفيداً: منذ متى بدأ التصنيف في التفسير على طريقة ابن جرير؟ (سجع غير مقصود)!
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Apr 2010, 12:43 م]ـ
بداية التصنيف في التفسير على طريقة ابن جرير يصعب تحديدها بدقة لكثرة المفقود من التفاسير، لكن هناك نماذج طُبِعَتْ ممن سبق ابن جرير مثل:
- تفسير مقاتل بن سليمان المتوفى سنة 150هـ.
- تفسير يحيى بن سلام البصري المتوفى سنة 200هـ.
وهذه التفاسير وإن لم تكن مشابهة لتفسير الطبري تماماً إلا أنها تعتبر حلقات ممهدة له وخاصة تفسير يحيى بن سلام. وقد أطال محمد الفاضل بن عاشور في بيان هذا الجانب. وأكثر الباحثين على أن تفسير ابن جرير الطبري يعتبر مرحلة انتقالية في التأليف في التفسير لما تميز به من النقد للأقوال والترجيح والتعليل والاحتجاج وغير ذلك مما يميز عقلية الإمام ابن جرير الطبري في جميع مؤلفاته رحمه الله وغفر له.
وقد كتبت كتابات متفرقة في تاريخ التفسير، تمثل بمجموعها ثروة علمية نقدية قيمة ينتفع بها الباحثون، وإن كانت في حاجة إلى جمع مميزاتها في مصنف واحد يؤرخ للتفسير حتى اليوم، يراعى فيه الاستيعاب والدقة في الكلام عن الشخصيات والمناهج.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[10 Aug 2010, 04:11 ص]ـ
لعل من التفاسير المفقودة المقاربة لطريقة ابن جرير تفسير الحسين بن الفضل البجلي (ت:282هـ) وهو إمام مفسر محدث، له أقوال مأثورة في كتب الاعتقاد، وله اختيارات في التفسير تدل على قدره في العلم والفهم، وقد أكثر الثعلبي من النقل عنه (لكن أحياناً يتصحف اسمه في المطبوع إلى "الحسن")، وقد جُمعت أقواله في رسالة علمية.
وهو متقدم على ابن جرير.(/)
لأول مرة للتحميل: تفسير: رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز للإمام الرسعني الحنبلي
ـ[مرهف]ــــــــ[18 Dec 2009, 07:25 م]ـ
ستجد التفاصيل عن الكتاب وما يتعلق به في هذا الرابط، وجزى الله من قام على إخراجه وتهيئته للتحميل خيرا:
http://www.pdfbooks.net/vb/showthread.php?t=28905(/)
نبذة قصيرة من حياة المفسر يوسف الأصم الكردي (رحمه الله)
ـ[فاروق الكردي]ــــــــ[18 Dec 2009, 11:59 م]ـ
اسمه ونسبه:
هو يوسف بن خضر بن أبي بكر بن إبراهيم بن يحيى الصُهْراني الكردي، وقد لقِّب بـ (الأصم) واشتهر به، وسبب تلقيبه به أنّه كان مستغرقا يوما في المطالعة في ظلّ شجرة على مقربة من الطريق، فمرّ به جيش كبير فتلوثت ثيابُه بالطين من نقع خيولهم ولم يشعرْ بهم.
ولادته:
ولد في قرية من ناحية (آلان) التابعة لقضاء (سردشت)، التابعة لكردستان إيران الحالية.
كان يوسفُ الأصمّ عالماً كبيراً ومحققاً بارعاً، خدَمَ القرآنَ الكريمَ ولغتَه، وقد شهِدَ العلماءُ بفضلِه وعلمِه وأثنوا عليه، و قد كانَ عالما كبيرا فذّاً، شارَكَ في أكثر العلوم تحقيقاً وتأليفاً، واشتهرتْ حواشيه وتعليقاتُه فملأَتْ بطونَ الكتب، ففي كثير من المخطوطات العلميّة الموجودة في منطقة كردستان في مختلف العلوم الإسلامية تطلع على حواشٍ وتعليقات مختومة بكلمة (يوسف الأصمّ) أو (الأصمّ)، كما أنّ بلوغه درجة الإفتاء دليلٌ واضحٌ على مدى تفقّهه واطلاعه على الأدلّة الشرعية، إذْ لا يُفتي إلاّ مَن أوتيَ علماً كثيراً وشَهِدَ له العلماء بذلك، حتّى تكونَ فتاواه مقبولة لدى أهل العلم، وكان له مؤلَّف (منقول الأكراد) في الفتاوى.
وفاته:
ذكر المحبّي: أنّه توفي بعد الألف بقليل. ووافقه في ذلك كلٌّ من محمد القزلجي ومحمد أمين زكي والشيخ عبدالكريم المدرس والصويركي.
وذكر إسماعيل باشا البغدادي أنّه توفي في حدود (1002) للهجرة، ووافَقَه عمر رضا كحّالة.
وقال الشيخ عبدالكريم المدرس (رحمه الله) (مفتي العرق سابقا): إنّه توفي بعد الألف بقليل في قرية (برِسوِ) على نهر الزاب الصغير قريبا من ناحية (سردشت)، ويسمى النهر هناك نهر (كَلوِ)، ودفن في مقبرتها.
بعض آثاره:
• حاشية على حاشية (عصام الدين) على الفوائد الضيائية.
• حاشية على حاشية (القرباغي)، على شرح (حسام الكاتي): وهي حواشٍ وتعليقات في علم المنطق.
• منقول التفاسير: وهو تفسير قيم فسر فيه كامل القرآن، وقد حقق قسم كبير منه لنيل درجات الماجستير والدكتوراه في الجامعات العراقية، ولم يبق الا اليسير منه.
• رسالة في الأمر الدائر: وهي رسالة في بيان أسباب منع الصرف.
•دلائل المسائل:
وهي كتاب في الفقه، ذكره المؤلف في مقدمة تفسيره (منقول التفاسير).
هذه الآثار كلها مخطوطة موجودة بعضها في مكتبة الأوقاف المركزية في السليمانية، والدار الوطني للمخطوطات.(/)
اشكال في فهم آية (فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى)
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[19 Dec 2009, 01:56 ص]ـ
قوله تعالى: (فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى)
هل الذكرى يُنهى عنها إن لم تكن نافعة للمستمع لها؟ أم يؤمر بها حتى تقوم عليه الحجة؟ وكيف لي أن أعرف ماإذا كانت له نافعة أو لا ألسنا مأمورين بهداية الدلالة وهداية التوفيق بيد الله تعالى؟
هذا الذي أشكل علي ّ بعد قراءتي لتفسير الآية من:
قال السعدي: ({فَذَكِّرْ} بشرع الله وآياته {إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى} أي: ما دامت الذكرى مقبولة، والموعظة مسموعة، سواء حصل من الذكرى جميع المقصود أو بعضه.
ومفهوم الآية أنه إن لم تنفع الذكرى، بأن كان التذكير يزيد في الشر، أو ينقص من الخير، لم تكن الذكرى مأمورًا بها، بل منهيًا عنها، فالذكرى ينقسم الناس فيها قسمين: منتفعون وغير منتفعين.
)
وقال الدكتور مساعد الطيار في تفسيره لجزء عم:
قوله تعالى: {فذكر إن نفعت الذكرى}: هذا بيان لمهمة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي تذكر الناس كافة، فمن آمن كانت هذه الذكرى نافعة له، وهو المعني بقوله: {سيذكر من يخشى}، وإن لم يتذكر كانت حجة عليه، وهو المعني بقوله تعالى: {ويتجنبها الأشقى}
إلى هنا الكلام واضح بالنسبة لي ..
لكن أشكل علي ّ ماأورده الدكتور في الهامش حين ذكر كلام الحسن البصري:
(مقصود الآية أنها حجة على الكافر وتذكرة للمؤمن، كما قال الحسن البصري، وهذا يدل على أن التذكير واجب في كل حال، وأنها نافعة في كل حال، ولا يصح أن يكون لهذا الشرط مقابل؛ أي: وإن لم تنفع فلا تذكر، إذ لا وجه لتقييد التذكير بما إذا كانت الذكرى نافعة؛ لأنه لا سبيل إلى تعرف مواقع نفع الذكرى.
الدعوة عامة، وما يعلمه الله من أحوال الناس في قبول الهدى أو عدمه أمر استأثر الله بعلمه، فأبو جهل مدعو للإيمان، والله يعلم أنه لا يؤمن، لكن الله لم يخص بالدعوة من يرجى إيمانه دون غيرهم، والواقع يكشف المقدور.
وعلى هذا فقوله: {فذكر إن نفعت الذكرى} أمر بتذكير كل أحد، فإن انتفع كانت تذكرة تامة نافعة، وإلا حصل أصل التذكير الذي تقوم به الحجة والله أعلم. (انظر: دقائق التفسر:5: 75 - 84).
فأرجو من مشايخنا الفاضلاء توضيح ماأشكل علي ّ وجزاكم الله خيرًا وبارك لكم فيما علمكم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[19 Dec 2009, 07:13 ص]ـ
قوله تعالى: (فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى)
هل الذكرى يُنهى عنها إن لم تكن نافعة للمستمع لها؟ أم يؤمر بها حتى تقوم عليه الحجة؟ وكيف لي أن أعرف ماإذا كانت له نافعة أو لا ألسنا مأمورين بهداية الدلالة وهداية التوفيق بيد الله تعالى؟
هذا الذي أشكل علي ّ بعد قراءتي لتفسير الآية من:
.
ليس مفهوم المخالفة وراد هنا وإنما هو أسلوب عربي يستخدم ليحقق أكثر من غرض.
وقد بينها الرازي في تفسيرها مفاتيح الغيب فقال:
"وههنا سؤالات:
السؤال الأول: أنه عليه السلام كان مبعوثاً إلى الكل فيجب عليه أن يذكرهم سواء نفعتهم الذكرى أو لم تنفعهم، فما المراد من تعليقه على الشرط في قوله: {إِن نَّفَعَتِ الذكرى}؟
الجواب: أن المعلق بأن على الشيء لا يلزم أن يكون عدماً عند عدم ذلك الشيء، ويدل عليه آيات منها هذه الآية ومنها قوله: {وَلاَ تُكْرِهُواْ فتياتكم عَلَى البغاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً} [النور: 33] ومنها قوله: {واشكروا للَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [البقرة: 172] ومنها قوله: {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصلاة إِنْ خِفْتُمْ} [النساء: 101] فإن القصر جائز وإن لم يوجد الخوف، ومنها قوله: {وَلَمْ تَجِدُواْ كَاتِبًا فرهان} [البقرة: 283] والرهن جائز مع الكتابة، ومنها قوله: {فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ الله} [البقرة: 230] والمراجعة جائزة بدون هذا الظن، إذا عرفت هذا فنقول ذكروا لذكر هذا الشرط فوائد:
إحداها: أن من باشر فعلاً لغرض فلا شك أن الصورة التي علم فيها إفضاء تلك الوسيلة إلى ذلك الغرض، كان إلى ذلك الفعل أوجب من الصورة التي علم فيها عدم ذلك الإفضاء، فلذلك قال: {إِن نَّفَعَتِ الذكرى}.
وثانيها: أنه تعالى ذكر أشرف الحالتين، ونبه على الأخرى كقوله: {سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الحر} [النحل: 81] والتقدير: {فَذَكّرْ إِن نَّفَعَتِ الذكرى} أو لم تنفع.
وثالثها: أن المراد منه البعث على الانتفاع بالذكرى، كما يقول المرء لغيره إذا بين له الحق: قد أوضحت لك إن كنت تعقل فيكون مراده البعث على القبول والانتفاع به.
ورابعها: أن هذا يجري مجرى تنبيه الرسول صلى الله عليه وسلم أنه لا تنفعهم الذكرى كما يقال للرجل: ادع فلاناً إن أجابك، والمعنى وما أراه يجيبك.
وخامسها: أنه عليه السلام دعاهم إلى الله كثيراً، وكلما كانت دعوته أكثر كان عتوهم أكثر، وكان عليه السلام يحترق حسرة على ذلك فقيل له: {وَمَا أَنتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكّرْ بالقرءان مَن يَخَافُ وَعِيدِ} [ق: 45] إذ التذكير العام واجب في أول الأمر فأما التكرير فلعله إنما يجب عند رجاء حصول المقصود فلهذا المعنى قيده بهذا الشرط."
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[19 Dec 2009, 08:17 ص]ـ
بيّن الإمام الشنقيطي رحمه الله في كتابه دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب هذه الآية، ذكر الإشكال الذي ورد في هذه المشاركة، وفيما يلي نص كلامه:
(وَالَّذِي يَظْهَرُ لِمُقَيِّدِ هَذِهِ الْحُرُوفِ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ، هُوَ بَقَاءُ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ عَلَى ظَاهِرِهَا، وَأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ أَنْ يُكَرِّرَ لِذِكْرِي تَكْرِيرًا تَقُومُ بِهِ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ مَأْمُورٌ بِالتَّذْكِيرِ عِنْدَ ظَنِّ الْفَائِدَةِ، أَمَّا إِذَا عَلِمَ الْفَائِدَةَ فَلَا يُؤْمَرُ بِشَيْءٍ هُوَ عَالِمٌ أَنَّهُ لَا فَائِدَةَ فِيهِ، لِأَنَّ الْعَاقِلَ لَا يَسْعَى إِلَى مَا لَا فَائِدَةَ فِيهِ.
وَقَدْ قَالَ الشَّاعِرُ:
لِمَا نَافِعٌ يَسْعَى اللَّبِيبُ فَلَا تَكُنْ ... لِشَيْءٍ بَعِيدٍ نَفْعُهُ الدَّهْرَ سَاعِيًا
وَهَذَا ظَاهِرٌ وَلَكِنَّ الْخَفَاءَ فِي تَحْقِيقِ الْمَنَاطِ، وَإِيضَاحُهُ أَنْ يُقَالَ: بِأَيِّ وَجْهٍ يُتَيَقَّنُ عَدَمُ إِفَادَةِ الذِّكْرَى، حَتَّى يُبَاحَ تَرْكُهَا.
وَبَيَانُ ذَلِكَ أَنَّهُ تَارَةً يَعْلَمُهُ بِإِعْلَامِ اللَّهِ بِهِ، كَمَا وَقَعَ فِي أَبِي لَهَبٍ، حَيْثُ قَالَ تَعَالَى فِيهِ: سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ وَامْرَأَتُهُ الْآيَةَ.
فَأَبُو لَهَبٍ هَذَا وَامْرَأَتُهُ لَا تَنْفَعُ فِيهِمَا الذِّكْرَى، لِأَنَّ الْقُرْءَانِ نَزَلَ بِأَنَّهُمَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ بَعْدَ تَكْرَارِ التَّذْكِيرِ لَهُمَا تَكْرَارًا تَقُومُ عَلَيْهِمَا بِهِ الْحُجَّةُ، فَلَا يَلْزَمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ عِلْمِهِ بِذَلِكَ أَنْ يُذَكِّرَهُمَا بِشَيْءٍ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ: فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى.
وَتَارَةً يَعْلَمُ ذَلِكَ بِقَرِينَةِ الْحَالِ، بِحَيْثُ يُبْلِغُ عَلَى أَكْمَلِ وَجْهٍ، وَيَأْتِي بِالْمُعْجِزَاتِ الْوَاضِحَةِ، فَيَعْلَمُ أَنَّ بَعْضَ الْأَشْخَاصِ عَالِمٌ بِصِحَّةِ نُبُوَّتِهِ، وَأَنَّهُ مُصِرٌّ عَلَى الْكُفْرِ عِنَادًا وَلَجَاجًا، فَمِثْلُ هَذَا لَا يَجِبُ تَكْرِيرُ الذِّكْرَى لَهُ دَائِمًا، بَعْدَ أَنْ تُكَرَّرَ عَلَيْهِ تَكْرِيرًا تَلْزَمُهُ بِهِ الْحُجَّةُ.
وَحَاصِلُ إِيضَاحِ هَذَا الْجَوَابِ أَنَّ الذِّكْرَى تَشْتَمِلُ عَلَى ثَلَاثِ حِكَمٍ:
الْأُولَى: خُرُوجُ فَاعِلِهَا مِنْ عُهْدَةِ الْأَمْرِ بِهَا.
الثَّانِيَةُ: رَجَاءُ النَّفْعِ لِمَنْ يُوعَظُ بِهَا، وَبَيَّنَ اللَّهُ تَعَالَى هَاتَيْنِ الْحِكْمَتَيْنِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ، وَبَيَّنَ الْأَوْلَى مِنْهُمَا بِقَوْلِهِ تَعَالَى: فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى: إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ، وَنَحْوِهَا مِنَ الْآيَاتِ. وَبَيَّنَ الثَّانِيَةَ بِقَوْلِهِ: وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ.
الثَّالِثَةُ: إِقَامَةُ الْحُجَّةِ عَلَى الْخَلْقِ، وَبَيَّنَهَا تَعَالَى بِقَوْلِهِ: رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَبِقَوْلِهِ: وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا الْآيَةَ، فَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَرَّرَ الذِّكْرَى حَصَلَتِ الْحِكْمَةُ الْأُولَى وَالثَّالِثَةُ، فَإِنْ كَانَ فِي الثَّانِيَةِ طَمَعٌ اسْتَمَرَّ عَلَى التَّذْكِيرِ وَإِلَّا لَمْ يُكَلَّفْ بِالدَّوَامِ، وَالْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى.
وَإِنَّمَا اخْتَرْنَا بَقَاءَ الْآيَةِ عَلَى ظَاهِرِهَا مَعَ أَنَّ أَكْثَرَ الْمُفَسِّرِينَ عَلَى صَرْفِهَا عَنْ ظَاهِرِهَا الْمُتَبَادِرِ مِنْهَا، وَأَنَّ مَعْنَاهَا: فَذَكِّرْ مُطْلَقًا إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى، وَإِنْ لَمْ تَنْفَعْ، لِأَنَّنَا نَرَى أَنَّهُ لَا يَجُوزُ صَرْفُ كِتَابِ اللَّهِ عَنْ ظَوَاهِرِهِ الْمُتَبَادِرَةِ مِنْهُ؟ إِلَّا لِدَلِيلٍ يَجِبُ الرُّجُوعُ لَهُ، وَإِلَى بَقَاءِ هَذِهِ الْآيَةِ عَلَى ظَاهِرِهَا.
جَنَحَ ابْنُ كَثِيرٍ حَيْثُ قَالَ فِي تَفْسِيرِهَا: أَيْ ذَكِّرْ حَيْثُ تَنْفَعُ التَّذْكِرَةُ، وَمِنْ هُنَا يُؤْخَذُ الْأَدَبُ فِي نَشْرِ الْعِلْمِ، فَلَا يَضَعُهُ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ، كَمَا قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا أَنْتَ بِمُحَدِّثٍ قَوْمًا حَدِيثًا لَا تُبَلِّغُهُ عُقُولَهُمْ، إِلَّا كَانَ فِتْنَةً لِبَعْضِهِمْ، وَقَالَ: حَدَّثَ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ، أَتُرِيدُونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ.)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[19 Dec 2009, 10:46 ص]ـ
لا إشكال في الآية بإذن الله! وليس ثمة حاجة إلى التكلف لصرف الشرط أو إلغاءه! ولقد أجاد الإمام الألوسي عند تناوله الآية فقال:
"وتقييد التذكير بنفع الذكرى لما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد ذكر وبالغ فيه فلم يدع في القوس منزعاً وسلك فيه كل طريق فلم يترك مضيفاً ولا مهيعاً حرصاً على الايمان وتوحيد الملك الديان وما كان يزيد ذلك بعض الناس إلا كفراً وعناداً وتمرداً وفساداً فأمر صلى الله عليه وسلم تخفيفاً عليه حيث كاد الحرص على ايمانهم يوجه سهام التلف إليه كما قال تعالى {فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً} [الكهف: 6] بأن يخص التذكير بمواد النفع في الجملة بأن يكون من يذكره كلاً أو بعضاً ممن يرجى منه التذكر ولا يتعب نفسه الكريمة في تذكير من لا يورثه التذكير إلا عتوا ونفوراً وفساداً وغروراً من المطبوع على قلوبهم كما في قوله تعالى: {فَذَكّرْ بالقرءان مَن يَخَافُ وَعِيدِ} [ق: 45] وقوله سبحانه: {فَأَعْرَضَ عن مَّن تولى عَن ذِكْرِنَا} [النجم: 29] وعلمه صلى الله عليه وسلم بمن طبع على قلبه بإعلام الله تعالى إياه عليه الصلاة والسلام به فهو صلى الله عليه وسلم بعد التبليغ وإلزام الحجة لا يجب عليه تكرير التذكير على من علم أنه مطبوع على قلبه فالشرط على هذا على حقيقته" اهـ
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[24 Dec 2009, 01:06 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعًا ...
ونفعكم بما علمكم ... وزادكم من واسع فضله ....
(مامعنى قوله: (فلم يترك مضيفاً ولا مهيعاً)) ـ أقصد المعنى اللغوي ـ؟؟
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[24 Dec 2009, 03:31 ص]ـ
[ B][size=5]
( مامعنى قوله: (فلم يترك مضيفاً ولا مهيعاً)) ـ أقصد المعنى اللغوي ـ؟؟
بحثت في لسان العرب ففهمت من قول بن منظور:
( ...... لشيءُ يَهِيع هِياعاً اتَّسَعَ وانْتَشَر وطريق مَهْيَعٌ واضِحٌ واسِعٌ بَيِّنٌ وجَمْعُه مَهايِعُ .... )
أن مهيعًا: أي واضحًا وواسعًا.
أرجو أن يكون فهمي صحيحًا .. أردت فقط أن أفهم كلام الإمام وأسأل عن ما لم أفهمه من المعنى ...
جزاكم الله جميعًا خيرًا.(/)
سؤال
ـ[فاروق الكردي]ــــــــ[19 Dec 2009, 11:57 ص]ـ
قال تعالى: (واتقوا يوما لاتجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولاهم ينصرون).البقرة: 48
فقوله يقبل، جاء مذكرا مع أن نائب الفاعل (شفاعة) مؤنث، فما هو التوجيه الصحيح العلمي لهذه المسألة، أجيبوني جزاكم الله خيرا.
ـ[محمد منقذ]ــــــــ[19 Dec 2009, 09:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا كان الفاعل مؤنثاً غير حقيقي جاز تأنيث الفعل وتذكيره. وهنا نائب الفاعل غير حقيقي التأنيث.
مع العلم بأني لم أرجع إلى كتب التفسير.(/)
أريد من فضلكم تفسير الاية 11 من سورة النساء
ـ[محمد عيسي]ــــــــ[19 Dec 2009, 03:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معكم اخوكم في الله محمد عيسي
طالب علم بمعهد اعداد الدعاة
توقفت عند الاية "11" من سورة النساء وهي الخاصة بالمواريث
فلو امكن المساعدة في تفسيرها وتوضيحها بارك الله فيكم
وفي طلب لو امكن انها تكون بطريقة ميسرة
وجزاكم الله خيرا مقدما
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[19 Dec 2009, 08:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معكم اخوكم في الله محمد عيسي
طالب علم بمعهد اعداد الدعاة
توقفت عند الاية "11" من سورة النساء وهي الخاصة بالمواريث
فلو امكن المساعدة في تفسيرها وتوضيحها بارك الله فيكم
وفي طلب لو امكن انها تكون بطريقة ميسرة
وجزاكم الله خيرا مقدما
(يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا) سورة النساء (11)
هذه الآية الكريمة أحدى ثلاث آيات هن العمدة في علم المواريث أو علم قسمة التركات.
يقول تبارك وتعالى:
" يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ" أي: يأمركم بما هو نافع لكم ولهم، ومضمون الوصية ما ذكر بعدها وهو:
"لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ" من ما تتركونه بعد موتكم من أموال أو حقوق يعطى الذكر ضعف نصيب الأنثى، فلو ترك الميت ابن وبنت فيقسم المال ثلاثة أسهم: سهمان للابن وسهم للبنت.
"فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ" أي: الوارثات اثنتين فما فوق فعطين ثلثي المال أو الحق المورث، وعبر بقوله" فَوْقَ اثْنَتَيْنِ" ليعلم أن حكم الثنتين وما زاد على الثنتين واحد.
" وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ" أي: إن كان الميت ترك بعده بنتا واحدة فتعطى نصف الميراث.
"وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ" أي: إذا كان المتوفى قد ترك أبوين: " أم وأب" أو "جد وجده"، وله ولد: أي: بن أو بنت أو بن ابن أو بنت ابن" واحد أو واحده أو أكثر، فإن كل واحد من الأبوين يعطى السدس من الأرث.
"فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ " أي: إذا لم يكن للميت ولد: ابن أو ابن ابن أو بنت أو بنت ابن، وترك أمه وأبيه فإن الأم تعطى الثلث والأب يعطى الباقي.
"فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ" أي: لم يترك الميت ولد ولكنه ترك أب وأم وإخوة أشقاء أو لأب أثنين فأكثر ذكور أو إناث أو ذكور وإناث فإن الأم تعطى السدس والباقي للأب.
"مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ" أي: تلك القسمة تكون بعد أن تخرج الوصية التي أوصى به البيت إن كان قد أوصى، وللمسلم أن يوصي بثلث ماله فأقل، وبعد قضاء الدين إذا كان الميت مات وعليه دين فإنه يسد دينه أولا ولو استغرق التركة كلها.
"آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا" وهذا تنبيه من الله تعالى لعباده أن ينظروا إلى هذا القسمة على أنها قسمة العليم الحكيم فلا تخضعوها لأهوائكم وإلى ظنكم الخاطئ فتعطون شخصا وتحرمون آخر.
"فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ " أي: هذه القسمة فريضة من الله وليس لأحد أن يتصرف فيها على غير وفق ما فرض، فالله فرضها بعلمه وحكمته ولهذا ختم الآية بقوله:
"إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا"
ـ[محمد عيسي]ــــــــ[20 Dec 2009, 04:46 ص]ـ
الله يحفظك اخي الغالي الكريم الاخ" حجازي"
والله شرح رائع ومبسط مفيش ابسط من كده
بارك الله في حضرتك وشاكر للامثلة
رزقك الله تعالي الجنة
ـ[محمد عيسي]ــــــــ[20 Dec 2009, 04:48 ص]ـ
الله يحفظك اخي الغالي الكريم الاخ" حجازي"
والله شرح رائع ومبسط مفيش ابسط من كده
بارك الله في حضرتك وشاكر للامثلة
رزقك الله تعالي الجنة
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[20 Dec 2009, 05:22 ص]ـ
الله يحفظك اخي الغالي الكريم الاخ" حجازي"
والله شرح رائع ومبسط مفيش ابسط من كده
بارك الله في حضرتك وشاكر للامثلة
رزقك الله تعالي الجنة
اللهم آمين
وحفظك الله وبارك فيك ورزقك الجنة
وليعذرني الإخوة عن الأخطاء الإملائية والنحوية حيث لم أقم بمراجعة النص وتصحيحه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالكريم عزيز]ــــــــ[20 Dec 2009, 12:56 م]ـ
(يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا) سورة النساء11
الآية تنقسم ألى قسمين هما:
1 - نصيب الأولاد:
يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ
2 - نصيب الأبوين:
وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ
3 - توضيح:
مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا
القسم الأول: نصيب الأولاد (الولد يطلق على الذكر والأنثى)
أ - إن كان الورثة ذكورا وإناثا: ذكرا واحدا مع أنثى واحدة أو إناث، أو أنثى واحدة مع ذكر أو ذكور، فتقسم التركة للذكر مثل حظ الأنثيين.
ب - إن كان الورثة إناثا: بنتين فما فوق، فلهن ثلثا التركة
ت - إن كانت الوارثة بنتا واحدة فقط، لها نصف التركة
ث - إن كان الوارث ذكرا واحدا فقط (وهذا لم يذكر في الآية)، فيرث بالتعصيب.
القسم الثاني: نصيب الأبوين:
أ - نصيب الأب والأم: إن ترك الهالك ذرية، فللأب السدس وللأم السدس.
ب- إن لم يترك ذرية فللأم الثلث، وفي هذه الحالة سيكون الأب عاصبا
ج- إن لم يترك الهالك ذرية ولكن ترك إخوة أشقاء أو إخوة لأب اثنين فأكثر، فللأم السدس، وفي هذه الحالة سيكون الأب عاصبا
توضيح:
- هذه القسمة تكون بعد إخراج الدين والوصية
- إن ترك لنا الله التصرف في تقسيم الوصية فلا نستطيع أن نعدل بين الورثة الآباء والأبناء.
- الله هو الذي تكفل بهذا التوزيع لأنه العليم بأحوالنا والحكيم في توزيعه حيث وضع كل نصيب في المكان الذي يستحقه.
والله أعلم
ـ[محمد عيسي]ــــــــ[20 Dec 2009, 02:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اخي الغالي الكريم" عبد الكريم"
علي الشرح الطيب الوافي
رزقك الله تعالي الجنة والمغفرة(/)
صدور أول طبعة محققة لتفسير ابن جزي
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[19 Dec 2009, 04:36 م]ـ
صدر عن دار الضياء للنشر والتوزيع متاب التسهيل لعوم التنزيل لابن جزي الكلبي (ت: 741)، بتحقيق الأستاذ الدكتور محمد بن سيدي محمد مولاي، في ثلاث مجلدات.
وكان المحقق الفاضل قد أخرج مقدمة ابن جزي مفردة قبل ذلك، وهاهو يكتمل تحقيق هذا السفر العظيم، ولا نزال بانتظار التحقيقات الأخرى الموعود بها.
وإنني لفرح بخروج هذا الكتاب بتحقيق علمي جيد يرقى بهذا الكتاب إلى مصافِّ كتب التفسير المحققة التي يستطيع الباحث الاطمئنان إلى صحة قراءة المحقق لها.
غير أني أبثُّ بعض ملحوظات على عجل:
الأولى: إن المحقق حفظه الله لم يفصل منهجه في التحقيق، إذ لم يبين طريقته في التحقيق، هل كانت بتلفيق النصِّ من بين المخطوطات، أو كان اعتمد واحدةً أصلاً ثم عدَّل عليها ما يراه صوابًا من المخطوطات الأخرى؟!
الثانية: ومما ذكرته في الملحوظة السابقة يظهر عدم عناية المحقق بالفروق بين النسخ إذ لم يذكر في الحواشي شيئًا منها، وهذا يشير إلى أن المحقق عمد إلى ما يراه النص الصحيح بأحد الطريقتين اللتين ذكرتهما.
ولا يخفى على الباحثين ما لبعض الفروق من أهمية، إذ قد يخطئ المحقق في اختيار لفظة مختلفة بين المخطوطات، ثم يشير إلى الفروق، فيرى غيره أن ما ذكره في الحاشية أولى.
وهذا الأسلوب يجعل القارئ يشارك المحقق بجزء من عمله.
الثالثة: لم يقف المحقق عند مشكلات عرضت لمن قرأ أو ذكر منهج ابن جزي، ومن المشكلات في المقدمة ـ على سبيل المثال ـ:
في (ج: 1، ص: 65) قرأ المحقق (وقد صنف الناس في أحكام القرآن تصانيف كثيرة، ومن أحسن تصانيف المشارقة فيها: تأليف إسماعيل القاضي، وأبي الحسن الكيا).
ولم يعلق كيف قرأ (الكيا)، مع أنها في المخطوطات تشبه (كباه)، وهي كذا في المطبوع، بل لعل إشكال قراءتها قديمة، فابن فرحون في (تبصرة الحكام) يقول: (قال: ((قَالَ تَعَالَى: {تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ} [البقرة: 273] قَالَ ابْنُ الْفَرَسِ، قَالَ أَبُو الْحَسَنِ كَبَاهْ لَمَّا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ} دَلَّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالسِّيمَا، حَالٌ يَظْهَرُ عَلَى الشَّخْصِ، حَتَّى إذَا رَأَيْنَا مَيِّتًا فِي دَارِ الْإِسْلَامِ وَعَلَيْهِ زُنَّارٌ وَهُوَ غَيْرُ مَخْتُونٍ، فَإِنَّهُ لَا يُدْفَنُ فِي مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ وَلَا يُصَلَّى عَلَيْهِ وَيُقَدَّمُ ذَلِكَ عَلَى حُكْمِ الدَّارِ فِي قَوْلِ أَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ، وَيَقُومُ ذَلِكَ مَقَامَ الْبَيِّنَةِ وَمِثْلُهُ قَوْله تَعَالَى: {وَلِتَعْرِفْنَهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ} [محمد: 30] وَوَرَدَ فِي الصَّحِيحِ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ حُنَيْنٍ: ((مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا لَهُ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ فَلَهُ سَلَبُهُ)).
وهذا والذي في المطبوع من كتاب أحكام القرآن لابن الفرس (قال ابن الحسن)، ولم يذكر (كباه).
وهذا الذي نقله ابن فرحون عن ابن الفرس موجود بنصه في كتاب أحكام القرآن (1: 230) لألكيا الهراسي (ت: 504)، وهذا يدل على صحة قراءة (كباه) بأنها (كيا)، كما ذكر ذلك الزبيري في كتابه (ابن جزي ومنهجه في التفسير: 708).
والأمر يحتاج إلى تحقيق، ثم إلى تدوين الوصول إلى قراءة هذا العلم الذي كُتِب بهذه الصورة.
الرابعة: لو أتمَّ المحقق عمله الفني بترويسة علوية يذكر فيها السورة ورقم الآية ليسهل على الباحث الوصول إلى الآية أو السورة التي يريد بحثها.
وأخير: الحمد لله الذي أخرج هذا السفر بهذا التحقيق الجديد، وأسأل الله لمؤلفه ومحققه وكل من أعان في خروجه أن يجزيهم الجزاء الأوفى، وأن يبارك لهم في دنياهم وأخراهم.
ـ[وليد الزامل]ــــــــ[19 Dec 2009, 08:47 م]ـ
والله انها لبشرى!
سبحان الله، قبل ايام سألت عن افضل طبعاته، فأوصاني الشيخ عبدالرحمن بالتريث ريثما تصدر الطبعة الجديدة
وهاهي تخرج الآن ولله الحمد
لكن اين تباع هذه النسخة؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Dec 2009, 09:05 م]ـ
بارك الله فيك يا ابا عبدالملك على عرض الطبعة الجديدة، وليتك فصَّلتَ قليلاً ولو بقدر ما تُذبحُ دجاجة ويُنتفُ ريشُها!
أخي وليد: الكتاب فيما يبدو يوزع في وزارة الأوقاف الكويتية، فاطلبه هناك تجده إن شاء الله. وليس عندي نسخة منه بعدُ وسأسعى للحصول عليها، ولو قدرت على نسختين لي ولك فعلتُ بإذن الله.
ـ[مها]ــــــــ[19 Dec 2009, 09:14 م]ـ
بشرك الله بالخيرات، ووفقنا جميعا للباقيات الصالحات.
وكان المحقق الفاضل قد أخرج مقدمة ابن جزي مفردة قبل ذلك، وهاهو يكتمل تحقيق هذا السفر العظيم، ولا نزال بانتظار التحقيقات الأخرى الموعود بها.
هل ضمت المقدمة مع هذه الطبعة؟
وهل هذه الطبعة خيار جيد لمن لم يقتن التفسير بعد، أم أتمهل بما أن هناك تحقيقات أخرى ستصدر؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو يوسف الثبيتي]ــــــــ[19 Dec 2009, 11:34 م]ـ
والله انها لبشرى ..
وسأحرص على اقتنائها إن تيسر لي!!
وإلاّ ننتظر الطبعات الأخرى ..
وذلك لأني أقرأ مع بعض الإخوة في الكتاب, وكثيراً ماُتشكل بعض الكلمات المحتملة في طبعاتنا الرديئة!!!
وقد كنت أنوي التصدق بطبعتي القديمة , ولكن لا أدري هل يجوز ذلك؟ (لكثرة الأخطاء فيها)!!
وقد ذكر أحد المحققين قبل أكثر من سنة أنه اتفق مع دار ابن حزم على طبعه في ثلاثة مجلدات , فهل تفيدنا شيخنا الكريم عنها؟ أو يفيدنا من عنده علم عنها.
ـ[التواقة]ــــــــ[20 Dec 2009, 10:24 م]ـ
هل ننتظر أم نشتري هذه الطبعة؟
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[20 Dec 2009, 10:35 م]ـ
هناك قراءة صوتية لهذا الكتاب النافع على هذا الرابط -استفدته من تنبيه بعض الإخوة في هذا المنتدى عليه-:
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=lecview&sid=949&read=0&lg=636
والله الموفق
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[21 Dec 2009, 09:41 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=117886
ـ[أبو عبدالرحمن الكرساوي]ــــــــ[23 Dec 2009, 01:44 م]ـ
السلام عليكم أحبائي ماأخبار تحقيق الشيخ سامي الجهني لتفسير ابن جزي هل انتهى منه أفيدوني مأجورين
ـ[معاذ محمد عبدالله]ــــــــ[26 Dec 2009, 12:49 م]ـ
الكتاب ستوزعه قطر وليس الكويت كما قال لي البائع في الدار
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Dec 2009, 04:53 م]ـ
وصلني على بريدي من الأخ سعود العثمان حفظه الله، وهو باحث له عناية بالأمر هذه المعلومات المفيدة جزاه الله خيراً:
* الكتاب طبع في ثلاثة مجلدات، وصدر عن دار الضياء في الكويت.
* قامت الأمانة العامة للأوقاف في الكويت بالإيعاز من الأمين العام للأوقاف (الدكتور محمد عبدالغفار) بشراء عدد خمسمائة نسخة من الكتاب بهدف التوزيع.
* قامت الأمانة العامة بتوزيع عدد (15) نسخة لإدارة التعليم الديني في الكويت.
هذا وستقوم الدار بإعادة نشره وذلك لنفاد كمية الطبعة الأولى حسبما أفادني القائم على دار الضياء، مع بعض الإضافات.(/)
فن الاستشهاد بالقرآن الكريم عند ابن هشام (761هـ)
ـ[محمد خليل الزروق]ــــــــ[19 Dec 2009, 06:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه والمتبعين لهم بإحسان.
ما زالت مذ عرفت النحو معنيًّا بكتب ابن هشام، حريصاً عليها، كَلِفاً بها، ترغّبني فيها أشياء لم أكن أتبيّنها على التفصيل أول الأمر، ثم عرفتها، وتبيّنت أن أظهرها شيئان: التفنّن في النظام، والعناية بالاستشهاد بالقرآن الكريم.
أما الأول فحقه أن تُفرد له كلمة تشرح معالمه وطرائقه، وأما الآخِر فأنواع، أشرح منها في هذه الكلمة نوعاً واحداً، هو التفنّن في إيراد الشواهد القرآنية.
فقد كان ابن هشام - رحمه الله - كثير الاستشهاد بالقرآن الكريم إكثاراً مُعْجِباً، لا يكاد يترك الشاهد القرآني إلى غيره من الأمثلة الموضوعة من زيد وعمرو والضرب والإكرام ونحوها. ولا شك أن هذا يثبّت المسألة بشاهدها في الذهن، ويصدّق القاعدة ويؤكدها، ويرغّب في دراسة النحو وتذوقه، خاصة عند المشتغلين بعلوم القرآن، ويزيد المعرفة بمعاني القرآن وإعرابه.
(1) تفريع
وهذه الكلمة لشرح افتنانه في سَوْق الشواهد القرآنية، بإيرادها على وجوه من الخصوصية والتناسق الفني يتجاوز الاستشهاد المألوف إلى شيء آخر، هو ما سميته: فن الاستشهاد.
ومن هذا الفن أن يستشهد لأكثر من فرع من المسألة بموضع واحد من القرآن، أو بأكثر من موضع بينها اتصال.
• فرعان في موضع:
فالنوع الأول - وهو أن يأتي بالشاهد فيه أكثر من فرع من المسألة التي يتكلم عليها - قسمان: ما فيه فرعان، وما فيه فروع.
وما فيه فرعان قسمان: قسم يكون في أكثر من كلمة في الموضع، وقسم يكون في كلمة واحدة.
- فما فيه فرعان في أكثر من كلمة من الموضع له أمثلة كثيرة، منها:
1 - اجتماع (إن) الشرطية و (إن) النافية في قوله - تعالى -: (ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده).
2 - واجتماع لحاق (ما) الكافة بـ (إنّ) المكسورة ولحاقها بـ (أنّ) المفتوحة في قوله - تعالى -: (قل: إنما يوحى إليّ أنما إلهكم إله واحد)، وفيه أيضاً أن الأولى لقصر الصفة على الموصوف، والآخرة لقصر الموصوف على الصفة.
3 - واجتماع (إذا) الفجائية و (إذا) الظرفية في قوله - تعالى -: (ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون)، وقوله: (فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون).
4 - واجتماع مجيء (في) للظرفية المكانية ومجيئها للظرفية الزمانية في قوله - تعالى -: (غُلبت الروم في أدنى الأرض، وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين).
5 - واجتماع مجيء كاف الخطاب في محل نصب ومجيئها في محل جر في قوله - تعالى -: (ما ودَّعك ربك)، وكذا ياء المتكلم في قوله تعالى: (ربي أكرمني).
6 - واجتماع إسكان لام الأمر بعد الفاء وإسكانها بعد الواو في قوله - تعالى -: (فلْيستجيبوا لي ولْيؤمنوا بي).
7 - واجتماع زيادة (مِنْ) في المنصوب وزيادتها في المرفوع في قوله - تعالى -: (ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله).
8 - واجتماع العطف على السابق والعطف على اللاحق في قوله - تعالى -: (ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم)، ومثله: (وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط)، فهذا على الترتيب، ثم عطف بعكس الترتيب فقال: (وعيسى وأيوب).
9 - واجتماع حذف المبتدأ وحذف الخبر في قوله - تعالى -: (سلام، قوم منكرون)؛ أي: سلام عليكم، أنتم قوم منكرون.
10 - واجتماع الاعتراض بين القسم وجوابه، والاعتراض بين الموصوف وصفته في قوله - تعالى -: (فلا أقسم بمواقع النجوم، وإنه لقسم - لو تعلمون - عظيم، إنه لقرآن كريم).
11 - واجتماع تعلق الظرف بالفعل وتعلقه بما فيه معنى الفعل في قوله - تعالى -: (أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم).
12 - واجتماع مجيء الجار والمجرور صلة ومجيء الظرف كذلك في قوله - تعالى -: (وله مَنْ في السموات والأرض ومَنْ عنده لا يستكبرون).
13 - واجتماع حذف عامل الفاعل وحذف عامل نائب الفاعل وجوباً في قوله - تعالى -: (إذا السماء انشقت، وأذنت لربها وحُقّت، وإذا الأرض مُدَّت).
(يُتْبَعُ)
(/)
14 - واجتماع الماضي والمضارع من (زال) التامة في قوله - تعالى -: (إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا، ولئن زالتا).
15 - واجتماع الفاصل الملفوظ والفاصل المقدر بين الفعل ونون التوكيد في قوله - تعالى -: (لتُبْلوُنَّ في أموالكم وأنفسكم ولتسمعُنّ).
16 - واجتماع زيادة (مِنْ) مع النكرة المنفية وزيادتها مع النكرة المستفهم عنها في قوله - تعالى -: (ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت، فارجع البصر هل ترى من فطور؟).
17 - واجتماع مجيء (أولو) بالواو للرفع، ومجيئها بالياء للنصب في قوله - تعالى -: (ولا يَأتَلِ أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى).
18 - واجتماع ذكر الضمير الرابط للصلة وحذفه وهو في موضع جر في قوله - تعالى -: (يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون).
19 - واجتماع مجيء (عند) للقرب المعنوي ومجيئها للقرب الحسي في قوله - تعالى -: (قال الذي عنده علم من الكتاب: أنا آتيك به قبل أن يرتدّ إليك طرفك، فلما رآه مستقرّاً عنده).
20 - واجتماع تمام (أصبح) وتمام (أمسى) في قوله - تعالى -: (فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون).
21 - واجتماع اتحاد الفاعل واختلافه في المفعول له وعاملِه في قوله - تعالى -: (لِتركبوها وزينة)؛ ولهذا جُرّ ما تخلف فيه شرط الاتحاد باللام.
22 - واجتماع الفصل بالضمير المنفصل وبـ (لا) في العطف على الضمير المتصل المرفوع المحل في قوله - تعالى -: (ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم).
23 - واجتماع مجيء (رأى) للرجحان ومجيئها لليقين في قوله - تعالى -: (إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً).
24 - واجتماع جرّ الحرف للظاهر وجره للمضمر في قوله تعالى: (ومنك ومن نوح، وعليها وعلى الفلك تحملون)، (قل: الله ينجيكم منها ومن كل كرب)، (فقال لها وللأرض).
25 - واجتماع الطلب والنفي قبل فاء السببية التي يُنصب بعدها المضارع في قوله - تعالى -: (ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه، ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء، فتطردهم، فتكون من الظالمين)؛ لأن (فتطردهم) جواب النفي، وهو: (ما عليك) وما عطف عليه، و (فتكون) جواب النهي، وهو: (ولا تطرد)، ويجوز أن يكون: فتكون - معطوفاً على (فتطردهم).
26 - واجتماع التذكير والتأنيث في العدد في قوله - تعالى -: (سخّرها عليهم سبع ليالٍ وثمانية أيام).
27 - ومن أطرف ذلك اجتماع فرعين، ثم فرعين على فرع، وذلك اجتماع مجيء الهاء في موضع نصب ومجيئها في موضع جر، ثم مجيئها في موضع جر بالحرف، وفي موضع جر بالإضافة، وذلك في قوله تعالى: (قال له صاحبه وهو يحاوره).
- وما فيه فرعان في كلمة واحدة من أمثلته:
1 - اجتماع التأخر والفرعية في العامل - وهما سبب زيادة لام التقوية - في قوله - تعالى -: (وكُنَّا لحكمهم شاهدين).
2 - واجتماع الإنشائية والجمود في جواب الشرط في قوله تعالى: (إن تبدوا الصدقات فنِعمَّا هي)، (ومن يكن الشيطان له قريناً فساء قريناً).
3 - واجتماع انتفاء الاتحاد في الفاعل وانتفاء الاتحاد في الزمن في المفعول له وعاملِه في قوله تعالى: (أقم الصلاة لدلوك الشمس).
4 - واجتماع الاسمية والطلبية في جملة جواب الشرط ـ ولذا ارتبطت بالفاء ـ في قوله تعالى: (وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده؟).
• فروع في موضع:
ويترقّى في الافتنان فيأتي بالشاهد فيه ثلاثة فروع للمسألة، من ذلك:
1 - أن (إذْ) تلزم الإضافة إلى جملة اسمية، أو فعلية فعلها ماضٍ، أو فعلية فعلها مضارع لفظاً ماضٍ معنى، واجتمعت الثلاث في قوله - تعالى -: (إلاّ تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه: لا تحزن؛ إن الله معنا).
2 - وأن الضمير (نا) مشترك بين مواضع الرفع والنصب والجر، واجتمع استعماله فيهن في قوله تعالى: (ربنا إننا سمعنا). ويصلح هذا شاهداً أيضاً لاتصاله بالكلم الثلاث، واستشهد ابن هشام لاتصال ياء المتكلم بالكلم الثلاث بقوله - تعالى -: (إنني هداني ربي).
• فرعان على قراءتين:
ويكون الفرعان في موضع واحد، ولكنهما على قراءتين. وهو قسمان: واقع في قراءة عشرية، وواقع في قراءة شاذة.
(يُتْبَعُ)
(/)
- فالواقع في قراءة عشرية من أمثلته:
1 - اجتماع ذكر الضمير الرابط لجملة الصلة وحذفه في قوله - تعالى -: (وما عملته أيديهم)، وفيها ما تشتهيه الأنفس، وقرئ: (وما عملت أيديهم)، (وفيها ما تشتهي الأنفس).
2 - واجتماع فتح همزة (إن) وكسرها في قوله - تعالى -: (إنّا كُنَّا من قبل ندعوه أنه هو البر الرحيم)؛ وذلك لوقوعها موقع العلة، فالفتح على تقدير الحرف، والكسر على الاستئناف.
3 - واجتماع فتحها وكسرها في قوله - تعالى -: (إن لك ألاّ تجوع فيها ولا تعرى، وإنك لا تظمأ فيها ولا تضحى)، المراد الآخرة؛ وذلك لوقوعها بعد واو مسبوقة بمفرد صالح للعطف عليه، فالكسر على الاستئناف أو العطف على جملة (إن) السابقة، والفتح على العطف على: (ألاّ تجوع).
4 - واجتماع النصب والاتباع في المستثنى في كلام تام غير موجب والاستثناء متصل في قوله - تعالى -: (ما فعلوه إلا قليلٌ منهم)، (ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك).
5 - واجتماع تقدير (أنْ) مخففةً وتقديرها ناصبة - وذلك لسبق الظن - في قوله - تعالى -: (وحسبوا ألا تكون فتنة)، قرئ برفع (تكون) وبنصبه.
6 - واجتماع النصب والجر بالإضافة في الاسم التالي للوصف العامل في قوله - تعالى-: (إن الله بالغ أمره)، (هل هُنّ كاشفات ضره؟).
- وأما الواقع في قراءة شاذة فأمثلته:
1 - اجتماع التعدية بالباء والتعدية بالهمزة في قوله - تعالى -: (ذهب الله بنورهم)، وقرئ: (أذهب الله نورهم).
2 - اجتماع النصب بـ (إذاً) وإهمالها؛ وذلك لوقوعها بعد واو أو فاء، في قوله تعالى: (وإذاً لا يلبثون)، (فإذاً لا يؤتون)، وقرئ بالنصب: (وإذاً لا يلبثوا)، (فإذاً لا يؤتوا).
3 - واجتماع الرفع والنصب في قوله - تعالى -: (جنات عدن يدخلونها)، وهي مسألة الاشتغال.
• فروع على قراءات:
ويكون في الموضع الواحد قراءات تصلح شاهداً لفروع من المسألة، من ذلك:
1 - اجتماع إعراب (قبل) و (بعد) منوّنين، وغير منوّنين، وبنائهما على الضم، في قوله تعالى: (لله الأمر من قبل ومن بعد)، فقد قرئ بكل ذلك.
2 - واجتماع الرفع على الاستئناف، والجزم بالعطف، والنصب بـ (أنْ) مضمرة، في المضارع المقرون بالفاء أو الواو بعد انقضاء جملتي الشرط والجواب ـ في قوله تعالى: (وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر)، وقوله: (من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم)، وقرئ بكل ذلك.
• فرعان في سورة:
ويجمع ابن هشام شاهدين لفرعين من مسألة، والشاهدان في سورة واحدة، ومن ذلك:
1 - اجتماع مجيء اللام في جواب (لو) المثبت وتركها في سورة الواقعة، في قوله - تعالى -: (لو نشاء لجعلناه حطاماً)، لو نشاء جعلناه أجاجاً.
2 - واجتماع مثال ظرف المكان ومثال ظرف الزمان في أول سورة يوسف، في قوله - تعالى -: (أو اطرحوه أرضاً)، (وجاؤوا أباهم عشاءً).
3 - واجتماع مثال (أهلون) بالواو ومثالها بالياء في سورة الفتح، في قوله - تعالى -: (شغلتنا أموالنا وأهلونا)، (إلى أهليهم أبداً).
• فرعان في المتشابه:
ومن الاستشهاد المعجب الرائق أن يكون الفرعان في موضعين متشابهين من القرآن، ومن أمثلته:
1 - تسويغ الابتداء بالنكرة بالعطف، بأن يكون أحد المتعاطفين يجوز الابتداء به، فشاهد ما فيه المعطوف يجوز الابتداء به: (طاعة وقول معروف)، وشاهد ما فيه المعطوف عليه يجوز الابتداء به: (قول معروف ومغفرة خير).
2 - وجواز ذكر (أن) الناصبة للمضارع بعد اللام وحذفها، فشاهد الحذف: (وأُمِرْنا لنُسْلم لرب العالمين)، وشاهد الذكر: (وأُمِرْتُ لأن أكون أول المسلمين).
3 - وتثنية الحال وجمعها لمتعدد إذا اتحد اللفظ، فشاهد التثنية: (وسخر لكم الشمس والقمر دائبين) وشاهد الجمع: (وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخراتٍ بأمره).
4 - وإضافة (إذ) إلى الجمل، فشاهد الاسمية: (واذكروا إذ أنتم قليل)، وشاهد الفعلية: (واذكروا إذ كنتم قليلاً).
5 - وتأنيث العدد وتذكيره، فشاهد التأنيث: (آيتُك ألاَّ تُكلّم الناس ثلاثةأيام)، وشاهد التذكير: (آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليالٍ سويّاً).
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - وجواز المخالفة في البدل في التعريف والتنكير، فشاهد الموافقة: (اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين)، وشاهد المخالفة: (إلى صراط مستقيم صراط الله).
7 - وتعدِّي بعض الأفعال إلى اثنين بنفسه، وإلى أحدهما بالحرف، فشاهد التعدي إلى اثنين بنفسه: (زوّجناكها)، وشاهد التعدي إلى أحدهما بالحرف: (وزوجناهم بحور عين).
8 - وتمييز المائة والألف بمفرد مجرور، فشاهد المائة: (بل لبثتَ مائة عام)، وشاهد الألف: (فلبث فيهم ألف سنة).
9 - وجمع الْخُلة بمعنى الصداقة على خِلال، فشاهد المفرد: (يومٌ لا بيع فيه ولا خلة)، وشاهد الجمع: (يومٌ لا بيع فيه ولا خلال).
10 - ومجيء (لولا) و (لوما) للتحضيض فيختصان بالفعلية، نحو: (لولا أُنزل علينا الملائكة)، (لوما تأتينا بالملائكة).
11 - واختصاص (إذا) بالفعلية، ويكون الفعل ظاهراً، نحو: (فإذا انشقت السماء)، ومضمراً، نحو: (إذا السماء انشقت).
12 - وفصل الضمير إذا لم يتأتَّ اتصاله، وذلك بتقدمه على عامله، نحو: (إياك نعبد)، أو مجيئه بعد (إلا)، نحو: (أَمَر ألا تعبدوا إلا إياه).
13 - وتخلّف شرط القلبية في المفعول له في قوله - تعالى -: (ولا تقتلوا أولادكم من إملاق)، ولذلك جُرَّ بالحرف، وحصوله في: (ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق)، ولذلك نُصب.
14 - وترجح النصب في المشتغَل عنه لإيهام الرفع أن الفعل صفة، نحو: (إنَّا كلَّ شيء خلقناه بقدر)، ووجوب الرفع إذا كان الفعل صفة، نحو: (وكلُّ شيء فعلوه في الزبر).
15 - ومجيء الشرط والجواب مضارعين، نحو: (وإن تعودوا نعد)، وماضيين، نحو: (وإن عُدتم عُدْنا).
16 - ومن طريف هذا الضرب أنه جاء به في مسألة بلاغية، وذلك اختلافهم في حذف أداة التشبيه أيكون تشبيهاً أم استعارة؟ وهو نوعان: أن يكون المشبه به خبراً لمذكور، نحو: (والذين كذبوا بآياتنا صمٌّ وبكم)، وأن يكون خبراً لمحذوف، نحو: (صمّ بكم).
• فروع في المشابه:
ويكون في المتشابه شواهد لعدة من الفروع، ومثاله في كلامه على جواب (لما)، إذ يكون جوابها فعلاً ماضياً، وشاهده: (فلمّا نجّاكم إلى البرّ أعرضتم)، وجملة اسمية مقرونة بـ (إذا) الفجائية، وشاهده: (فلمّا نجّاهم إلى البرّ إذا هم يشركون)، أو مقرونة بالفاء، وشاهده: (فلمّا نجّاهم إلى البرّ فمنهم مقتصد)، وفعلاً مضارعاً، وشاهده: (فلمّا ذهب عن إبراهيم الرَّوْعُ وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط). والأخيرة لا تشبه سابقاتها.
• فرعان في كلمة:
ويأتي بفرعين ويستشهد لهما بكلمة واحدة في موضعين، ومن أمثلته:
1 - جَرُّ الممنوع من الصرف بالفتحة، نحو: (فحيّوا بأحسنَ منها)، ما لم يُضف، نحو: (في أحسنِ تقويم).
2 - وإضافة المصدر إلى الفاعل بغير ذكر المفعول، نحو: (ربَّنا وتقبّل دعاءِ)، وإضافته إلى المفعول بغير ذكر الفاعل، نحو: (لا يسأمُ الإنسان من دعاء الخير).
• فروع في كلمة:
ويأتي بفروع ويستشهد لهنّ بكلمة واحدة في مواضع، ومن أمثلته:
1 - أنّ في المنادى المضاف إلى الياء لغاتٍ، منها: حذف الياء والاكتفاء بالكسرة، نحو: (يا عبادِ فاتّقون)، وثبوت الياء ساكنة، نحو: (يا عبادي لا خوف عليكم)، وثبوتها مفتوحة، نحو: (يا عباديَ الذين أسرفوا).
2 - وأن الفعل يُوحَّد مع تثنية الفاعل وجمعه كما يُوحَّد مع إفراده، نحو: (قال رجلان)، (وقال الظالمون)، وقال نسوة).
• فرعان في مادة:
ويستشهد لفرعين بمادة واحدة في موضعين، ومن أمثلته:
1 ـ أن فعل الشرط لا يُقرن بحرف النفي إلا (لم)، نحو: (وإن لم تفعل فما بلّغت رسالاته)، و (لا)، نحو: (إلاّ تفعلوه تكن فتنة في الأرض).
2 ـ وأن النون تُبْدَل ميماً إذا لقيتها الباء في كلمة، نحو: (انبعث)، أو كلمتين، نحو: (من بعثنا).
• فروع في مادة:
ويستشهد لفروع بمادة واحدة في مواضع، ومن أمثلته: أنه يُذْكَر في باب (أعطى) المفعولان، نحو: (إنا أعطيناك الكوثر)، ويحذفان، نحو: (فأما من أعطى)، ويُحذف الآخِر منهما، نحو: (ولسوف يعطيك ربك)، ويُحذف الأول، نحو: (حتى يُعطوا الجزية).
• فرعان على احتمال:
(يُتْبَعُ)
(/)
ويكون فرعان في موضع واحد، ولكن ذلك على وجه الاحتمال، ومن أمثلته:
1 - جواز كينونة الهمزة للاستفهام وللنداء في قراءة التخفيف في قوله - تعالى -: (أَمَنْ هو قانتٌ آناء الليل).
2 - وجواز إرادة الاستفهام الحقيقي والتقرير في قوله - تعالى -: (أأنت فعلت هذا؟).
3 - وجواز أن تكون (ما) موصولة ومصدرية في قوله - تعالى -: (إنَّ ما صنعوا كيدُ ساحر)، بتقدير: إن الذي صنعوه، أو: إنَّ صُنْعهم.
4 - وجواز أن تكون (حتى) للغاية وللعلة في قوله - تعالى -: (فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله).
5 - وجواز أن تكون (أم) متصلة ومنقطعة في قوله - تعالى -: (قل: أتخذتم عند الله عهداً فلن يخلفَ الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون؟).
• فروع على احتمال:
ويكون في الموضع الواحد فروع على وجه الاحتمال، ومن أمثلته:
1 - جواز أن تكون (كان) ناقصة وتامة وزائدة في قوله - تعالى -: (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب)، وقوله: (فانظر كيف كان عاقبة مكرهم).
2 - وجواز أن يكون (مُنْزَلاً) من قوله - تعالى -: (ربِّ، أنزلني مُنْزَلاً مباركاً) مصدراً واسم زمان واسم مكان؛ من أجل أن صيغة اسم المفعول تصلح لذلك.
• فروع باتفاق الفواصل:
ويأتي لفروع بشواهد تتفق في الفاصلة، نحو استشهاده في إعراب أسماء الاستفهام والشرط - لوقوعها على زمان بقوله - تعالى -: (أيّان يُبعثون؟)، ولوقوعها على مكان بقوله: (فأين تذهبون؟)، ولوقوعها على حدث بقوله: (أيَّ منقلب ينقلبون؟).
(2) تمثيل
وما سميته التفريع ذاك فن على حدة، وهذا فن آخر من استشهاد ابن هشام بالآي القرآنية، أسمّيه التمثيل، وهو أن يأتي بالموضع الواحد فيه أكثر من مثال للمسألة.
• مثالان في موضع:
فيأتي بالموضع فيه مثالان، وهذا النوع قسمان: قسم يكون فيه المثالان متلاصقين، وقسم يكون فيه المثالان متباعدين.
- فمما فيه المثالان متلاصقان:
1 - كسر همزة (إن) بعد عامل عُلِّق باللام، نحو: (والله يعلم إنك لرسوله، والله يشهد إن المنافقين لكاذبون).
2 - وكينونة (أل) موصولاً بدخولها على مشتق، نحو: (إن المصّدّقين والمصّدّقات)، (والسقف المرفوع، والبحر المسجور).
3 - وحذف العائد المنصوب، نحو: (ويعلم ما تُسِرُّون وما تُعلنون).
4 - ومجيء (مِنْ) لبيان الجنس، نحو: (مِنْ أساور مِن ذهب).
5 - وعطف الفعل على الفعل، نحو: (وإن تؤمنوا وتتّقوا يؤتكم أجوركم ولا يسألْكم أموالكم).
6 - وحذف المفعولين في باب (ظن) اقتصاراً، نحو: (والله يعلم وأنتم لا تعلمون).
7 - ونصب باب (أعلم) لثلاثة مفاعيل، نحو: (إذ يُريكهم الله في منامك قليلاً ولو أراكهم كثيراً).
8 - وتقدّم المفعول جوازاً، نحو: (فريقاً كذبوا وفريقاً يقتلون).
9 - ونيابة المفعول به عن الفاعل، نحو: (وغيض الماء وقضي الأمر).
10 - وإضافة المصدر إلى الفاعل، نحو: (وَأَخْذِهم الرِّبا وقد نُهوا عنه وأكلهم أموالَ الناس بالباطل).
11 - ومجيء الباء بمعنى (مع)، نحو: (وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به).
12 - وترك حذف العائد مرفوع الموضع بالابتداء إذا لم تطل الصلة، نحو: (أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير؟).
13 - ومجيء (كان) بمعنى (صار)، نحو: (فكانت هباءً منبثّاً، وكنتم أزواجاً ثلاثة).
14 - ومجيء اسم المكان من غير الثلاثي، نحو: (ربِّ، أدخلني مُدْخَلَ صدق وأخرجني مُخْرَجَ صدق).
15 - وتذكير (السبيل)، نحو: (وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلاً، وإن يروا سبيل الغيِّ يتخذوه سبيلاً).
16 - ومجيء (أل) للعهد الذكري، نحو: (فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دُرِّيّ).
17 - ونصب المضارع بـ (أنْ) مضمرة بعد لام الجحود، نحو: (ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب، وما كان الله ليُطلعكم على الغيب).
18 - واقتران جواب الشرط بالفاء لأنه ماضي المعنى، نحو: (إن كان قميصه قُدَّ من قُبُل فصدقت وهو من الكاذبين، وإن كان قميصه قُدَّ من دُبُر فكذبت وهو من الصادقين).
19 - وتعدّي (أنبأ) إلى أحد المفعولين بالباء، نحو: (أنبئهم بأسمائهم، فلمّا أنبأهم بأسمائهم).
(يُتْبَعُ)
(/)
20 - وإعمال (أفعل) في التمييز، نحو: (أنا أكثر منك مالاً وأعزّ نفراً).
21 - ومجيء (أفعل) من غير الثلاثي، نحو: (ذلكم أقسط عند الله وأقوم للشهادة)؛ فهما من (أقسط) و (أقام).
22 - وحذف المبتدأ جوازاً بعد فاء الجواب، نحو: (من عمل صالحاً فلنفسه، ومن أساء فعليها).
23 - وحذف المضاف، نحو: (فاسأل القرية التي كنا فيها، والعير التي أقبلنا فيها)، أي: أهل القرية، وأهل العير.
24 - وتعدّي الفعل بصيغة (أفعل)، نحو: (ربَّنا أمتّنا اثنتين وأحييتنا اثنتين).
25 ـ ودخول لام الابتداء على ضمير الفصل بعد (إنَّ)، نحو: (وإنّا لنحن الصافّون، وإنّا لنحن المسبّحون).
ومعلوم أنه في هذا الضرب لا يتلو الآية كلها في الغالب، ولكن يتلو أولها ويقول: الآية، اعتماداً على حفظ الحافظ.
- ومما فيه المثالان متباعدان:
1 - خلوُّ (إذا) من معنى الشرط، نحو: (وإذا ما غضبوا هم يغفرون)، (والذين إذا أصابهم البغيّ هم ينتصرون)، بدليل ترك الفاء.
2 - وتسويغ الابتداء بالنكرة بالوصف، نحو: (ولأَمَةٌ مؤمنة خير من مشركة)، (ولَعَبْدٌ مؤمن خير من مشرك).
3 - وحذف المبتدأ في جواب الاستفهام، نحو: (ما أصحاب اليمين؟ في سدر مخضود)، (ما أصحاب الشمال؟ في سموم وحميم).
• أمثلة في موضع:
ويأتي بأمثلة في موضع واحد، وهذا أيضاً يكون على تلاصق، وعلى تباعد. فأمثلة المتلاصق منه - وهو أدعى لأن يترك تلاوة تتمة الآية للطول -:
1 - ياء المخاطبة متصلة بالأمر، نحو: (فكلي واشربي وقرِّي عيناً).
2 - وحذف المبتدأ بعد القول، نحو: (سيقولون: ثلاثة رابعهم كلبهم، ويقولون: خمسة سادسهم كلبهم، ويقولون: سبعة وثامنهم كلبهم).
3 - وتعدية الفعل بصيغة (أفعل)، نحو: (والله أنبتكم من الأرض نباتاً، ثم يُعيدكم فيها ويُخرجكم إخراجاً).
4 - وحذف عائد الصفة، نحو: (واتقوا يوماً لا تجزي نفس عن نفس شيئاً، ولا يُقبل منها شفاعة، ولا يُؤخذ منها عدل، ولا هم يُنصرون). ومثلها الآية الأخرى في السورة نفسها.
5 - وتقدير جملة القسم قبل (لأفعلن)، نحو: (لأعذّبنه عذاباً شديداً، أو لأذبحنّه، أو لَيَأْتِيَنِّي بسلطان مبين)، وقبل (لئن)، نحو: (لئن أُخرجوا لا يخرجون معهم، ولئن قوتلوا لا ينصرونهم، ولئن نصروهم ليولُنّ الأدبار).
6 - ومن أطرف تعدد الأمثلة في الموضع الواحد استشهاده في الجملة الحالية بقوله - تعالى -: (ما يأتيهم من ذِكْر من ربهم مُحْدَث إلا استمعوه وهم يلعبون، لاهيةً قلوبهم)، فـ (استمعوه) حال من مفعول (يأتيهم) أو من فاعله، وقرئ في الشاذ: (مُحْدَثاً)، فهو حال من الذِّكْر؛ لأنه مختص بصفته، ولسَبْق النفي. (وهم يلعبون ? حال من فاعل (استمعوه)، و (لاهية) حال من فاعل (يلعبون)، أو من فاعل (استمعوه). وتَرَك عامداً للوضوح، أو ساهياً: (اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون).
- ومثال المتباعد من ذلك استشهاده لنون النسوة بقوله - تعالى - في سورة البقرة: (والمطلقات يتربصن)، (والوالدات يرضعن)، (إلا أن يعفون).
• تمثيل باتفاق الفواصل:
ويستشهد لمسألة بشواهد تتفق في الفاصلة، ومن ذلك:
1 - استشهاده لخروج الهمزة عن الاستفهام الحقيقي إلى الإنكار التوبيخي بقوله - تعالى -: (أتعبدون ما تنحتون؟)، (أغير الله تدعون؟)، (أإفكاً آلهةً دون الله تريدون؟).
2 - واستشهاده لقطع (كل) عن الإضافة والمقدّر جمع بقوله - تعالى -: (كلٌّ له قانتون)، (كلٌّ في فلك يسبحون)، (وكلٌّ آتُوه داخرين)، (وكلٌّ كانوا ظالمين).
3 - ويأتي بالشواهد على ما يشبه الفاصلة، نحو استشهاده لمجيء الفاء للعطف والسببية معاً بقوله - تعالى -: (فوكزه موسى فقضى عليه)، (فتلقّى آدم من ربه كلمات فتاب عليه).
(3) تنويع
وهذا ضرب آخر من طريقته في الاستشهاد أُسمّيه: التنويع، وهو أن يستشهد بآي من القرآن للمسألة بأنواع من الشواهد على سبيل التبرّع، ولو لم يذكر تلك الأنواع ما كان في الاستشهاد تقصير أو نقص، وهو في الغالب لا ينبّه عليها، ولكنك بالتأمل تتفطن إليها.
• نوعان:
فيأتي بشاهدين لنوعين، ومن أمثلته:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - استشهاده لتقديم المفعول وجوباً إذا كان له الصدر بقوله - تعالى -: (فأيَّ آيات الله تنكرون؟)، (أيّاً ما تدعوا)، فأتى بشاهد لاسم الاستفهام، وشاهد لاسم الشرط.
2 - واستشهاده لمعنى الظرفية في (مِنْ) بقوله - تعالى -: (ماذا خلقوا من الأرض؟)، (إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة)، فأتى بشاهد للظرفية المكانية، وشاهد للظرفية الزمانية.
3 - واستشهاده لمعنى الظرفية في الباء بقوله - تعالى -: (وما كنت بجانب الغربي)، (نجيناهم بسَحَر)، فأتى بشاهد للظرفية المكانية، وشاهد للظرفية الزمانية.
4 - واستشهاده لمعنى الظرفية في الإضافة بقوله - تعالى -: (بل مكر الليل)، (يا صاحبي السجن)، فأتى بشاهد للزمان، وشاهد للمكان.
5 - واستشهاده لعطف الفعل على الفعل بقوله - تعالى -: (لنحيي به بلدة ميتاً ونُسْقيه)، (وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم ولا يسألكم أموالكم)، فأتى بشاهد للمنصوب، وشاهد للمجزوم.
6 - واستشهاده لحذف ألف المقصور وبقاء الفتحة إذا جُمع سالماً بقوله - تعالى -: (وأنتم الأعلَوْن)، (وإنهم عندنا لمن المصطفَيْن)، فأتى بشاهد لجمعه مع الواو، وشاهد لجمعه مع الياء.
7 - واستشهاده للتعليق في باب (ظن) من أجل الاستفهام بقوله - تعالى -: (لنعلم أيُّ الحزبين أحصى)، (وسيعلم الذين ظلموا أيَّ مُنقلب ينقلبون)، فأتى بشاهد للاستفهام بالعُمْدة، وشاهدة للاستفهام بالفضلة.
8 - واستشهاده لـ (مَن) الاستفهامية بقوله - تعالى -: (مَن بَعَثَنا مِن مرقدنا؟)، (فمن ربكما؟ يا موسى)، فأتى بشاهد للتي بعدها فعل، وشاهد للتي بعدها اسم.
9 - واستشهاده للجملة المضاف إليها بقوله - تعالى -: (هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم)، (يوم هم بارزون)، فأتى بشاهد للفعلية، وشاهد للاسمية.
10 - واستشهاده لخبر (أن) المخففة إذا كان جملة فعلية دعائية بقوله - تعالى -: (أن بورك من في النار)، (والخامسة أن غَضِب اللهُ عليها) فيمن قرأ بالتخفيف، فأتى بشاهد للدعاء بالخير، وشاهد للدعاء بالشر.
• أنواع:
ويأتي بشواهد لأكثر من نوعين، ومن أمثلته:
1 - استشهاده لدخول لام الابتداء بعد (إنّ) المكسورة على الخبر بقوله - تعالى -: (إن ربي لسميع الدعاء)، (إن ربك ليعلم)، (وإنك لعلى خلق عظيم، (وإنا لنحن نحيي ونميت)، فأتى بشواهد للخبر مفرداً، وجملة اسمية، وجملة فعلية، وشبه جملة.
2 - واستشهاده لحذف حرف النداء بقوله - تعالى -: (يوسفُ، أعرِضْ عن هذا)، (سنفرغ لكم، أيُّها الثقلان)، (أَنْ أدُّوا إليّ، عبادَ الله)، فأتى بشاهد لنداء العلم، وشاهد لنداء (أيّ)، وهما مبنيّان على الضم، وشاهد لنداء المضاف، وهو منصوب.
3 - واستشهاده للفعل الذي يلي (إن) المخففة إذا كان مضارعاً ناسخاً بقوله - تعالى -: (وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك)، (وإن نظنك لمن الكاذبين)، وإذا كان ماضياً ناسخاً بقوله - تعالى -: (وإن كانت لكبيرة)، (إن كدت لتُرْدِينِ)، (وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين)، فأتى بشاهد من باب (كاد)، وشاهد من باب (ظن)، في المضارع، وشاهد من باب (كان)، وشاهد من باب (كاد)، وشاهد من باب (ظن)، في الماضي.
4 - واستشهاده لإعمال (ما) عمل (ليس) بقوله - تعالى -: (ما هن أمهاتهم)، (وما منكم من أحد عنه حاجزين)، (ما هذا بشراً)، وقال: " ولم يقع في القرآن إعمال (ما) صريحاً في غير هذه المواضع الثلاثة "، ونبّه على أنها تعمل في معرفتين أو نكرتين أو مختلفين، وكل شاهد لنوع.
5 - واستشهاده لكسر همزة (إنّ) بعد القول بقوله - تعالى -: (قال: إنّي عبدالله)، (ومن يقل منهم: إنّي إله من دونه فذلك نجزيه جهنم)، (قل: إن ربي يقذف بالحق)، فأتى بشواهد لفعل القول ماضياً ومضارعاً وأمراً.
6 - واستشهاده للمفعول المطلق المؤكد لعامله بقوله - تعالى -: (وكلّم الله موسى تكليماً)، (ويسلّموا تسليماً)، (صلّوا عليه وسلّموا تسليماً)، فأتى بشواهد للعامل ماضياً ومضارعاً وأمراً، وكل ذلك بصيغة التفعيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
7 - واستشهاده لظرف الزمان مبهماً ومختصّاً بقوله - تعالى -: (سيروا فيها ليالي وأياماً)، (النار يعرضون عليها غدوّاً وعشيّاً)، (وسبّحوه بكرة وأصيلاً)، فأتى بشواهد للعامل ماضياً ومضارعاً وأمراً، والشواهد كما ترى متشابهة في عطف ظرف على آخر.
8 - واستشهاده لألفاظ العقود في تمييز العدد بقوله - تعالى -: (وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتمَّ ميقات ربه أربعين ليلة)، (فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً)، (فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً)، (ذَرْعُها سبعون ذراعا ً)، (فاجلدوهم ثمانين جلدة)، (إنّ هذا أخي له تسع وتسعون نعجة)، فأتى بشواهد للعقود من ثلاثين إلى تسعين. وإنما ترك قوله - تعالى -: (إن يكن منكم عشرون صابرون) لأنه لم يُصرَّح فيه بالتمييز.
9 - واستشهاده لما يتعدّى بنفسه من الأفعال كأفعال الحواس بقوله - تعالى -: (يوم يرون الملائكة)، (يوم يسمعون الصيحة)، (لا يذوقون فيها الموت)، (أو لامستم النساء)، فأتى بشواهد للحواس الخمس.
10 - واستشهاده لاشتراط أن يكون ما قبل ضمير الفصل مبتدأ في الحال أو في الأصل بقوله تعالى: (أولئك هم المفلحون)، (وإنا لنحن الصافّون)، (كنت أنت الرقيب عليهم)، (تجدوه عند الله هو خيراً)، (إن ترني أنا أقل منك مالاً وولداً)، فأتى بشواهد من باب المبتدأ، ومن باب (كان)، ومن باب (إن)، ومن باب (ظن)، وأتى بالضمير أيضاً للمتكلم وللمخاطب وللغائب.
11 - واستشهاده لكسر همزة (إن) في العلة بقوله - تعالى -: (ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم؛ إنه كان حوباً كبيراً)، (وصلِّ عليهم؛ إن صلواتك سكن لهم)، (إنا كنا من قبل ندعوه؛ إنه هو البَرّ الرحيم)، في قراءة من كسر الهمزة في الأخيرة، فأتى بشواهد للعلة للنهي، وللأمر، وللخبر.
12 - واستشهاده للجملة المضاف إليها اسم الزمان، سواء أكان ظرفاً أم اسماً، بقوله - تعالى -: (والسلام عليّ يوم ولدت)، (وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب)، ? لينذر يوم التلاق، يوم هم بارزون)، (هذا يوم لا ينطقون)، قال: " ألا ترى أن اليوم ظرف في الأولى، ومفعول ثانٍ في الثانية، وبدل منه في الثالثة، وخبر في الرابعة؟ (بلى، أرى!) ويمكن في الثالثة أن يكون ظرفاً لـ (يخفى) من قوله - تعالى -: (لا يخفى على الله منهم شيء) ".
• تنويع باتفاق الفواصل:
ويزيد في التفنّن بأنواع متفقة في الفواصل أو ما يشبهها، فمن ذلك:
1 - استشهاده لتأخر أدوات الاستفهام عن حروف العطف بخلاف الهمزة - بقوله - تعالى -: (وكيف تكفرون؟)، (فأين تذهبون؟)، (فأنّى تؤفكون؟)، (فهل يُهلَك إلا القوم الفاسقون؟)، (فأي الفريقين؟)، (فما لكم في المنافقين فئتين؟)، فأتى بشواهد لست أدوات، ولو اقتصر على بعضها لكان كافياً. وانظر كيف قرن شاهدي المثنى، واقتصر على: (فأي الفريقين؟) قبل تمام الجملة ليتم له الاتفاق.
2 - واستشهاده للجملة التابعة لمفرد نعتاً له بقوله - تعالى -: (من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه)، (واتقوا يوماً تُرجعون فيه)، (ربنا، إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه)، فأتى بشاهد لها وهي في محل رفع، وشاهد لها وهي في محل نصب، وشاهد لها وهي في محل جر، مع الاتفاق في الأواخر، وترك ما يتعلق بالشاهد الثاني، فإن تمامه: (يوماً تُرجعون فيه إلى الله)؛ ليتم الاتفاق أيضاً.
(4) تنظير وترجيح وتوضيح
هذه أبواب من فن ابن هشام في الاستشهاد بالقرآن الكريم، كنت على أن أشرح طرائقه فيها، وأكثر من أمثلتها وألوانها، ثم رأيت أن ذلك مبثوث في طول كتاب المغني، حتى إنه قال في مقدمته: " وقد تجنّبت هذين الأمرين (يعني: إيراد ما لا يتعلق بالإعراب وإعراب الواضحات)، وأتيت مكانها بما يتبصّر به الناظر، ويتمرّن به الخاطر، من إيراد النظائر القرآنية، والشواهد الشعرية، وبعض ما اتفق في المجالس النحوية ". وتجد ذلك وافراً في الجهة السابعة من الباب الخامس في ذكر الجهات التي يدخل الاعتراض على المعرب من جهتها، وهي أن يحمل كلاماً على شيء ويشهد استعمال آخر في نظير ذلك الموضع بخلافه، والجهة الثامنة، وهي أن يحمل على شيء وفي ذلك الموضع ما يدفعه، وفي الفصل
(يُتْبَعُ)
(/)
الطويل الذي عقده للحذف؛ إذ كان يستدل على المحذوف وكيفية تقديره بالنظائر.
ولكني أذكر بعض ما أستحسنه من هذه الضروب، وبعض ما وجدته في غير المغني منها. فمن ذلك:
1 - فصل عقده للتدريب في (ما)، وذكر فيه قوله - تعالى -: (ما أغنى عنه ماله وما كسب)، وأن (ما) الأولى تحتمل النافية والاستفهامية، و (ما) الآخرة موصول اسمي أو حرفي، وقوله - تعالى -: (وما يغني عنه ماله إذا تردّى)، (ما أغنى عني ماليه)، و (ما) فيهما تحتمل الاستفهامية والنافية، ورجّح النفي بقوله - تعالى -: (فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم)؛ لأنه متعين فيه. فذكر النظائر المتشابهة، ورجّح بأحدها.
2 - وقولهم: " جاء زيد ركضاً " يحتمل المصدرية والحالية، ورجّح الحالية بقوله - تعالى -: (ائتيا طوعاً أو كرهاً، قالتا: أتينا طائعين)، فمجيء (طائعين) وهو حال، في موضع (طوعاً أو كرهاً) يدل على أنهما حالان.
3 - وقوله - تعالى -: (فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا) في الأعراف، يحتمل أن يكون الأصل: بما كذبوه، وبما كذبوا به، ويرجح الآخِر منهما التصريح به في سورة يونس.
4 - وتنبيهه على أنه قد يحتمل الموضع أكثر من وجه، ويوجد ما يرجح كلاًّ منها، كقوله - تعالى -: (فاجعل بيننا وبينك موعداً لا نخلفه)، فالموعد محتمل للمصدر، ويشهد له: (لا نخلفه نحن ولا أنت)، وللزمان، ويشهد له: (قال: موعدكم يوم الزينة)، وللمكان، ويشهد له: (مكاناً سوى)، وإذا أعرب (مكاناً) بدلاً من (موعداً) لا ظرفاً لـ (نخلفه) - تعيّن للمكان.
5 - وقوله - تعالى -: (إلا أن يعفون) الواو فيه لام الكلمة، والنون ضمير النسوة، والفعل مبني، وأما: الرجال يعفون - فالواو ضمير المذكّرين، والنون علامة الرفع، وهي تحذف في النصب، نحو: (وأن تعفوا أقرب للتقوى)، فوضّح بما في الموضع نفسه، وباللفظ نفسه.
6 - ومجيء (أخرى) بمعنى (آخرة)، نحو: (وقالت أولاهم لأخراهم)، فإذا كانت كذلك جمعت على (أُخَر) مصروفاً، واستدل لمجيئها كذلك بقوله - تعالى -: (وأنّ عليه النشأة الأخرى)، وقوله: (ثُم الله ينشئ النشأة الآخرة)، فاستدل بنظيرين متشابهين عاقبت فيهما الكلمة ما هو بمعناها.
7 - وكسر همزة (إن) من أجل اللام بعدها، نحو: (والله يعلم إنك لرسوله، والله يشهد إن المنافقين لكاذبون)، ووضح هذا بأنها فتحت مع هذين الفعلين عند فَقْد اللام، نحو قوله - تعالى -: (علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم)، وقوله: (شهد الله أنه لا إله إلا هو).
• النظير في الوهم والخطأ:
ويأتي بالنظائر في أوهام العلماء في الإعراب وغيره:
1 - فوهَّم الزمخشريَّ في تجويز الحال من الفاعل ومن المفعول في قوله - تعالى -: (ادخلوا في السلم كافة)؛ لأن (كافة) مختص بمن يعقل؛ أي لا يكون إلا حالاً من الفاعل، قال ابن هشام: " ووَهْمُه في قوله - تعالى -: (وما أرسلناك إلا كافة للناس)، إذ قدر (كافة) نعتاً لمصدر محذوف؛ أي: إرسالة كافة - أشدّ؛ لأنه أضاف إلى استعماله فيما لا يعقل إخراجَه عما التُزم فيه من الحالية. ووهمه في خطبة المفصل إذ قال: محيط بكافة الأبواب - أشدّ وأشدّ؛ لإخراجه إياه عن النصب البتة ". فذكر وهم الزمخشري في النظائر على وجه التدرّج، كما ترى.
2 - ونبّه على خطأ الرازي في تلاوة قوله - تعالى -: (لا تتخذوا بطانة من دونكم)، فإن الرازي سأل: ما الحكمة في تقديم (من دونكم) على (بطانة)؟ وأجاب، وليست التلاوة كما ذكر. قال ابن هشام: " ونظير هذا أن أبا حيان فسّر في سورة الأنبياء كلمة (زُبُراً) بعد قوله - تعالى -: (وتَقَطَّعوا أمرهم بينهم)، وإنما هي في سورة المؤمنون، وترك تفسيرها هناك، وتبعه على هذا السهو رجلان لَخَّصا من تفسيره إعراباً ". فذكر خطأ الرازي في تلاوة آية ونظّره بخطأ أبي حيان في تلاوة آية أخرى، ومتابعة السمين والسفاقسي له.
• التورية:
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن عجيب استشهاده أنه يورِّي بمعنى الآية في الردّ على من يردّ عليه، قال: " في كتاب المصاحف لابن الأنباري أن بعض الزنادقة تمسّك بقوله - تعالى -: (وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة) - في الطعن على بعض الصحابة (يريد أن يجعل (منهم) للتبعيض)، والحق أن (مِنْ) فيها للتبيين لا للتبعيض؛ أي: الذين آمنوا هم هؤلاء. ومثله: (الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم)، وكلهم محسن ومتّقٍ، (وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسّنّ الذين كفروا منهم عذاب أليم)، فالمقول فيهم ذلك كلهم كفار ". وهو يورِّي بالآية الأخيرة عن التأنيب والتحذير لمن ذكر أنه يطعن على بعض الصحابة، رضي الله عنهم.
• مخالفة طريقته:
على أن ابن هشام قد يخالف طريقته هذه التي شرحتها في الاستشهاد بالقرآن الكريم، فيترك من الآي الأقرب والأنسب إلى غيره. ووجدت من ذلك:
1 - استشهاده للمفعول له المستوفي للشروط بقوله - تعالى -: (يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حَذَرَ الموت)، ولِمَا فقد شرط المصدرية بقوله - تعالى -: (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً)، وهو هنا الضمير، ولذا جُرَّ باللام. وترك في آية البقرة: (من الصواعق).
2 - واستشهاده لتعدية (نبّأ وأنبأ) إلى أحد المفعولين بالحرف بآي منها: (أنبئهم بأسمائهم، فلما أنبأهم بأسمائهم)، (نبِّئوني بعلم)، ولتعديتهما إلى المفعولين بغير حرف بقوله تعالى: (من أنبأك هذا؟) في سورة التحريم. وترك في السورة نفسها التعدية بالحرف، وذلك قوله: (فلما نبّأت به)، (فلما نبّأها به).
3 - واستشهاده لوجوب تأخر الخبر إذا اقترن بـ (إلا) معنى بقوله - تعالى -: (إنما أنت نذير)، ولوجوب تأخره إذا اقترن بـ (إلا) لفظاً بقوله - تعالى -: (وما محمد إلا رسول). وترك: (إن أنت إلا نذير)، وهي شبه الآية الأولى.
4 - واستشهاده لاستعمال (حَسْب) استعمال الأسماء بقوله - تعالى -: (حَسْبُهم جهنم)، (فإن حَسْبَك الله)، فأتى به مبتدأ واسماً لـ (إن)، وترك: (حَسْبُك الله ? قريباً من موضع الأنفال المذكور.
خاتمة بتنبيهين
أحدهما: أني لا أزعم أن هذه المواضع كلها وشبهها مما استخرجه ابن هشام ولم يُسبق إليه، فلا أشك في أنه أخذ بعضها عمن سلف، ولكنّ الذي أنسبه إليه عنايته بهذا الفنّ، وتتبعه له، وحرصه عليه، واتخاذه طريقةً ومنهجاً في التأليف لا يكاد يتركه.
الآخِر: أني إنّما وَفَرْتُ الأمثلة لهذا المنهج وكثّرتها للإغراء بالانتفاع بها في تعليم العربية، وبمتابعة ابن هشام في هذا الفن، فيُنتحى نَحْوُه، ويُحتذى حَذْوُه، ويُقاس على حاضر ما ذُكِرَ غائبُه؛ إذ كان القرآن العظيم لا تنقضي عجائبه.
والله أعلم
لم أتمكن من إيراد الحواشي، والبحث بحواشيه في منتدى الألوكة، وهذا بيان
المصادر والطبعات
- الإعراب عن قواعد الإعراب، تحقيق د. علي فودة نيل، جامعة الرياض، 1401 هـ = 1981م.
- أوضح المسالك، إلى ألفية ابن مالك، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة التجارية، القاهرة، 1967م.
- تخليص الشواهد، وتلخيص الفوائد، تحقيق د. عباس مصطفى الصالحي، دار الكتاب العربي، بيروت، 1406 هـ = 1986م.
- شرح بانت سعاد، لابن هشام، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة، 1345هـ.
- شرح شذور الذهب، في معرفة كلام العرب،تحقيق محمد محيي الدين عبدالحميد، المكتبة التجارية، القاهرة، 1953م.
- شرح قطر الندى، وبلّ الصدى، تحقيق محمد محيي الدين عبدالحميد، المكتبة التجارية، القاهرة، ط 11، 1383 هـ = 1963م.
- شرح اللمحة البدرية، في علم العربية، تحقيق د. صلاح رواي، القاهرة، ط 2، 1984 ـ 1985م.
- مغني اللبيب، عن كتب الأعاريب، تحقيق مازن المبارك ومحمد علي حمد الله، دار الفكر، بيروت، ط 3، 1972م.
- نُزْهَة الطَّرْف، في علم الصرف، تحقيق د. أحمد عبد المجيد هريدي، مكتبة الزهراء، القاهرة، 1410 هـ = 1990م.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[19 Dec 2009, 09:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل الأستاذ محمد خليل الزَّرُّوق ـ حفظه الله ـ.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
لقد اطلعت على بحثكم القيم، و إني إذ أشكر لفضيلتكم حرصكم على الشاهد القرآني، و تدقيقكم في القضايا المنهجية المتصلة بالقرآن الكريم و النحو العربي، لأعتبر ما تقومون به تعميقا و تأصيلا للبحث في التفسير اللغوي للقرآن الكريم.
وفقكم الله لكل خير.
و جزاكم الله خيرا.
وتفضلوا أخي الكريم بقبول تحياتي و تقديري لشخصكم الكريم.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد خليل الزروق]ــــــــ[21 Dec 2009, 09:18 م]ـ
شكرا لك - أخي الأستاذ الكريم أحمد الضاوي - على اطلاعك وثنائك ودعائك، والله يحفظك، وينفع بك.(/)
احتجاجات المناوئين للخطاب الشرعي .. مناقشة علمية لإبراهيم السكران
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Dec 2009, 09:23 م]ـ
هذه دراسة جيدة للباحث الفاضل إبراهيم السكران وفقه الله أرجو أن تنتفعوا بها. وهي منشورة في موقع مجلة العصر ..
تقديم ..
طوال السنوات السابقة كنت أسمع وأقرأ حزمة من "المقولات النقدية" التي توجه ضد الخطاب الشرعي، وعادة ما تبدأ هذه الجمل بعبارة (مشكلة الإسلاميين أنهم ... الخ) أو (مشكلة المشايخ أنهم .. الخ)، وتارة أخرى ألاحظ أن العبارة تبدأ بلغة أكثر انتماءً مثل (مشكلتنا أننا .. الخ).
والذي لفت انتباهي طوال هذه الفترة في هذه المقولات النقدية أن الفكرة تقريباً متشابهة بين هؤلاء النقاد الذين ينتقدون، بل وفي كثير من الأحيان تجد العبارة ذاتها متشابهة، فأسمع وأقرأ ذات المفردة في الحوارات التي تدور في المجالس العامة، وفي المقابلات الإعلامية التي تُجرى مع بعض المنتسبين للثقافة، وفي المنتديات الفكرية الإلكترونية، بل وكثيراً ما أتلقى رسائل على البريد الإلكتروني من بعض الأصدقاء تتضمن الفكرة ذاتها وبالعبارات ذاتها!
هذا التشابه الهائل في تلك الأفكار والعبارات النقدية التي تُشهر في وجه الخطاب الشرعي كان بالنسبة لي سراً غامضاً، حتى أنني وأنا أسمع وأقرأ وألاحظ سعة هذا القدر المشترك بينهم، أقول في نفسي يا ترى هل تَمَاثُل المخرجات يعكس وحدة المصدر؟ أي أن هذا التناسخ التوأمي في الأفكار والعبارات هل يمكن أن يدل على أن المصدر "شخص واحد" وهم ينقلون عنه جميعاً؟!
البقية في المرفقات في ملف Word ..
المصدر: العصر ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&contentid=11236) .
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[19 Dec 2009, 09:58 م]ـ
نعم إنهم يتفقون في وحدة المصدر منذ البداية
يقول الحق تبارك وتعالى
(كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (52) أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (53)) سورة الذاريات
ويقول تبارك وتعالى:
(وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آَيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) سورة البقرة (118)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[20 Dec 2009, 07:28 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل عبد الرحمن
في الحقيقة أقول إنها دراسة متميزة وكما يقولون: وضعت النقاط على الحروف.
وأتمنى لو تحولت هذه الدراسة إلى حلقات تلفزيونية لعل الله تعالى أن يكف بها بعض هذا الهراء الذي يتلقفه العامة وأنصاف المتعلمين وخاصة أن الأبواب مفتوحة لترديده وتكريره على أذن السامع وبصره في المقابلات التلفزيونيه والمقالات اليومية على صفحات الجرائد ومواقع الشبكة المعلوماتية.
نريد أن تصل مثل هذه الدراسة إلى أسماع العامة من خلال البرامج الحوارية التي تستقطب مختلف المستويات كبرنامج الشاهد في قناة دليل.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[12 Jan 2010, 10:12 م]ـ
مراجعات لورقة 'احتجاجات المناوئين للخطاب الشرعي' 1/ 2 ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&ContentId=11272)
مراجعات لورقة 'احتجاجات المناوئين للخطاب الشرعي' 2/ 2 ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&ContentId=11273)(/)
مراتب الدلالة القرآنية على العلوم المستنبطة منه
ـ[مرهف]ــــــــ[20 Dec 2009, 06:05 م]ـ
مراتب الدلالة القرآنية على العلوم المستنبطة منه
د. مرهف عبد الجبار سقا
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
إن القرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين، ومبنى البيان القرآني يعتمد على فهم لسان العرب وتصرفاتهم وأساليبهم في الكلام، وإن الألفاظ القرآنية هي موضوع التفسير والإعجاز العلمي قي القرآن الكريم، وهي المتن الذي يحمل المعاني، ولذلك لا يجوز لباحث - أي كان - أن يخوض محيط علوم القرآن الكريم مالم يكن عالماً بتصريف الدلالة والخوض فيها، يقول الزركشي: (وليس لغير العالم بحقائق اللغة ومفهوماتها تفسير شيء من الكتاب العزيز، ولا يكفي في حقه تعلم اليسير، فقد يكون اللفظ مشتركاً وهو يعلم أحد المعنيين .. ).
والحقيقة إن الأخطاء التي يتمسك بها المعارضون لهذا الاتجاه من التفسير والإعجاز القرآني تأتي من جهة عدم دراية الكاتبين فيه باللغة والمعاني والبيان، ويتعاملون مع النص القرآني بسذاجة وظاهرية لا تتفق مع أصول البحث العلمي، فنجدهم يستدلون بآية عامة على قضية خاصة ويقصرون ويحصرون العموم في دلالة الآية على خصوصية القضية التي يتكلمون عنها وينفون غيرها من المعاني بجرأة عجيبة هذا إن سلم لهم الاستدلال، وقد يكون بعضهم قد اشترط على نفسه في مقدمة بحثه الانضباط بدلالة اللغة ومفهومها ويشدد في ذلك ثم يخالف شرطه هذا وقد يصل بعضهم إلى درجة الافتراء على الآية كما نقل ابن عطية في تفسيره عن الحسن البصري رحمه الله: (أهلكتهم العجمة، يقرأ أحدهم الآية فيعي بوجوهها حتى يفتري على الله فيها).
ولذلك ينبغي على المشتغل بأبحاث التفسير والإعجاز العلمي أن يجد على نفسه في تمكين أصول الاستنباط واللغة وأنواع البيان، وأن ينتبه بحذر إلى أنواع الدلالة في الآية على القضية التي يتحدث بها، لأن دلالة القرآن على مختلف العلوم متنقلة من أعم إلى عام وهكذا حتى نصل إلى مسألة بخصوصها وهي على أقسام:
1 - دلالة مفتوحة: وهي الدلالة التي تشمل كل الموجودات والمخلوقات من بدء الخليقة إلى يوم القيامة، وهي من باب أعم العمومات، وذلك كقوله تعالى: ((إنا كل شيء خلقناه بقدر)) [القمر:49]، فتأمل هذه الآية فستجد أن نظام الحياة بدقائقها، ونظام الكون بتفاصيله وما فيه، كل ذلك يدخل في دلالة الآية، وكل ما اكتشف وما سيكتشف عن نظام الكون وما فيه من أنواع المخلوقات من بدء الخليقة إلى قيام الساعة فإنه داخل في دلالة الآية المفتوحة.
2 - دلالة أعم العام: كالدلالة التي تعم الكون كله، كما في قوله تعالى: ((ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة)) [لقمان:11]، فما في السماوات والأرض أعم من عموم النجوم والكواكب والجبال ونحو ذلك من المسخرات في ضمن السماء، والنعم المسبوغة ظاهرة وباطنة أعم من عموم نعمة الزروع والثمار واللباس والأمن ونحو ذلك.
3 - دلالة عامة: وهي الدلالة على ما يصلح دخوله في وصف الآية من أفرادها، وذلك كعموم ما ترجع به السماء من الأبخرة والغازات وغير ذلك في قوله تعالى: ((والسماء ذات الرجع)) [الطارق:11]، فكل ما يدخل في وصف السماء بكونها ذات رجع مع اعتبار دلالة السماء في سياقها يدخل في تفسيرها كرجع المطر ويدخل في ذلك الأبخرة والغازات المرتجعة، وعموم أنواع التسخير في قوله تعالى: ((وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار)) [إبراهيم:33]، وعموم ما يخرج من بطون النحل مما ينطبق عليه الأوصاف المذكورة في قوله تعالى: ((يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه)) [النحل:69].
4 - دلالة خاصة على القضية العلمية المتكلم عنها في الآية، سواء كانت هذه الدلالة في الآية من ظاهر النص، أم من إشارة النص أم من مفهوم الخطاب أو من فحواه، أي: بإحدى أنواع الدلالة المعتبرة عند الأصوليين عموماً في الاستنباط، ومثال ذلك الكلام على تولد في قوله تعالى: ((وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبناً خالصاً سائغا للشاربين)) [النحل:66]، وكالكلام على أطوار خلق الإنسان في الآيات القرآنية ابتداء من التراب إلى ولادته، ونحو ذلك في القرآن. والله أعلم
نشر في مجلة الحقيقة العدد 12(/)
سؤال عن كتاب (الإيجاز والبيان في علوم القرآن) لفضيلة الشيخ / محمد الصادق القمحاوي
ـ[عبدالله العمري]ــــــــ[20 Dec 2009, 06:30 م]ـ
فضيلة الشيخ عبد الرحمن الشهري
نفع الله بعلمكم .. آمين
ما تقييمكم لكتاب: " الإيجاز والبيان في علوم القرآن " لفضيلة الشيخ / محمد الصادق القمحاوي.
وهل هنالك طبعة لائقة به، حيث أن لديّ طبعة دار العقيدة.(/)
اللمسات البيانية في سورة يس
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[20 Dec 2009, 10:57 م]ـ
هذا ملف يجمع اللمسات البيانية في سورة يس كلها بعد أن استكمل الدكتور فاضل السامرائي وقفاته مع آيات السورة على مدى أكثر من 24 حلقة.(/)
الجمعية تتواجد في الفيس بوك واليوتيوب وتنشئ مجموعة بريدية في جوجل
ـ[عبد الحي محمد]ــــــــ[21 Dec 2009, 10:00 ص]ـ
دشّن فضيلة رئيس الجمعية الشيخ سعد بن محمد آل فريان، صفحة الجمعية (أهل القرآن) في موقع الفيس بوك ( facebook.com ) للتواصل مع أفراد المجتمع، وصفحة الجمعية في موقع اليوتيوب ( youteube.com ) وتحوي مقاطع تعريفية عن الجمعية وأنشطتها، والمجموعة البريدية (أهل القرآن) ضمن مجموعات جوجل ( groups.google.com ) بحضور فضيلة نائب رئيس الجمعية الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله الهذلول، والأمين العام للجمعية الشيخ إبراهيم بن حمد الهدلق.
وقدم مدير تنمية الموارد في الجمعية الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن المهيدب تعريفا بهذه المواقع، وأهمية تواجد الجمعية فيها، وكل عمل خيري وإسلامي يوضح رسالة الإسلام المباركة، وأكد أن الهدف من إنشاء هذه المواقع هو تعريف المجتمع بالجمعية وأنشطتها، والتواصل الفعّال مع المجتمع، بالإضافة إلى أن هذه المواقع قد تساهم في توفير الدعم للجمعية، وتيسر على المحسنين طرق إيصال تبرعاتهم ودعمهم دون أي عناء؛ حيث توضح هذه المواقع حسابات الجمعية المصرفية.
ودعا المهيدب كافة أفراد المجتمع إلى زيارة هذه الصفحات، والانضمام إلى عضوية مجموعة (أهل القرآن) ضمن مجموعات ( google ) للتعرف على أنشطة الجمعية ومشاريعها أولا بأول، والتواصل مع منسوبي الجمعية.
المصدر
http://www.qk.org.sa/nawah.php?tid=26446
ـ[خلوصي]ــــــــ[21 Dec 2009, 02:32 م]ـ
أخي الفاضل
شكرا جزيلا لك
كيف الانضمام إلى عضوية مجموعة (أهل القرآن) ضمن مجموعات ( google ) ؟
ـ[مها]ــــــــ[21 Dec 2009, 03:12 م]ـ
كيف الانضمام إلى عضوية مجموعة (أهل القرآن) ضمن مجموعات ( google ) ؟
يمكنك ذلك من خلال هذا الرابط مجموعة أهل القرآن ( http://groups.google.com.sa/group/quranfrqk?lnk=srg&hl=ar)، وبعد الدخول ستجد في يسار الصفحة انضم إلى هذه المجموعة ( https://www.google.com/accounts/ServiceLogin?passive=true&service=groups2&continue=http%3A%2F%2Fgroups.google.com.sa%2Fgroup %2Fquranfrqk%2Fsubscribe%3Fhl%3Dar&cd=SA&hl=ar)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[21 Dec 2009, 05:06 م]ـ
الأخت الفاضلة، هذا بحث كنتُ قد كتبتُه في التحذير من مخاطر الموقع فيس بوك، فأرجو أن تتفضلي بمطالعته وأن تطلعي عليه الشيخ والإخوة الكرام القائمين على الجمعية للأهمية، بارك الله فيكم ..
البحث بعنوان "القول المسبوك في حقيقة الموقع فيس بوك"
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=59072&d=1218968927
ـ[خلوصي]ــــــــ[21 Dec 2009, 10:20 م]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا(/)
سرقة علمية: إحدى دور النشر تسرق تحقيق كتاب مختصر التبيين!!!
ـ[نواف الحارثي]ــــــــ[22 Dec 2009, 12:34 ص]ـ
ذكر لي الأخ العزيز علي الغامدي بأن الدكتور أحمد شرشال تبين له سرقة تحقيقه لكتاب "مختصر التبيين ".فقلت له: ليكتب مقالا، وسأنشره في منتدى التفسير، وهاهو كما وصلني بدون تصرف منى سوى العنوان الخارجي:
(تجريد مختصر التبيين من محاسنه وزينته
إنه لمن المؤسف والمحزن جدا أن نرى أعمال السطو والسرقات تطالُ الأعمال العملية ورسائل الدكتوراه، فقد بلغت السفاهة ببعض الناس أنهم يسرقون الأعمال العلمية، وينسبونها إلى أنفسهم ثم يطبعونها ويكتبون عليها عبارة:"حقوق الطبع محفوظة" مع وضوح هذه السرقة، التي لاتخفى على أحد.
إن كتاب "مختصر التبيين لهجاء التنزيل " لإمام القراء أبي داود سليمان بن نجاح، وهو موضوع ٌ لرسالة الدكتوراه، ويقع في خمس مجلدات، بتحقيق ودراسة أحمد بن أحمد شرشال، ولأهمية هذا الكتاب، وجدّية هذا البحث –والفضل لله- قام مجمع الملك لطباعة المصحف الشريف بالتعاون مع مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات بالرياض بطباعة هذا الكتاب بعد تحكيمه وتقويمه؛ لأنه مصدرا مهما في بيان الرسم العثماني وعمدة للباحثين، ومقررا دراسيا في بعض الجامعات.
إلا أن الذي حدث مالم يكن في الحسبان فقد سطت عليه وسرقته دار الصحابة بـ"طنطا" في مصر، وطبعته في مجلدين، وحذفت منه المقدمة والهوامش كلها، واستبدلوها بهوامش أخرى، وجردوا الكتاب من جميع محاسنه وزينته، حتى لا تُكشف هذه السرقة وهذا السطو، وكتبوا على غلاف الكتاب "تحقيق الشيخ جمال الدين محمد شرف " وكتب صاحب دار النشر عبارة:"حقوق الطبع محفوظة" وهي مسروقة!!
التعليق:
إن هذا اعتداء آثم على الجهود العلمية التي يبذلها أصحاب الرسائل، وسطو على حقوق المحقق الحقيقي، وتزوير مكشوف، وإهدار لقيمة الكتاب بتجريده من أصول التحقيق، واستخفاف بمن قاموا مشكورين على نشر الكتاب وتقويمه، شكر الله عملهم. والله أعلم).
أحمد بن أحمد شرشال 25/ 12/1430هـ
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[22 Dec 2009, 12:54 ص]ـ
شكر الله لك يا شيخ نواف هذا البيان، ونحن نأسف أشد الأسف أن تقع هذه السرقات العلمية من بعض الدور التي تنشر العلم الشرعي!!، فأين حسن القصد وابتغاء الأجر!، وكم قرأت في المنتديات مقالات كتبتها وأخرى كتبها بعض الفضلاء في هذا المنتدى، وجدتها منشورة بلا إحالة ولا إشارة لهذا الملتقى العلمي ولا لصاحب المقال، والموضوع بحاجة إلى تتبع وإشهار حتى تقف مثل هذه الظاهرة المؤلمة للباحثين .. والله سبحانه هو المعين ...
ـ[محب القراءات]ــــــــ[22 Dec 2009, 02:29 ص]ـ
والموضوع بحاجة إلى تتبع وإشهار حتى تقف مثل هذه الظاهرة المؤلمة للباحثين .. والله سبحانه هو المعين ...
آن الأوان للتشهير بدار الصحابة بطنطا فقد عبثت في كتب العلم وخاصة القراءات عبثا واضحا , وأساءت لها كثيرا , فحفظا لهذا العلم الشريف وصيانة له من أيدي العابثين ينبغي التحذير من مطبوعاتهم , والتشهير بأخطائها الفادحة.
ملاحظة: سبق أن نشر هذا الموضوع هنا في الملتقى في قسم: الكتب والبحوث والمخطوطات , على هذا الرابط:
سرقة علمية تولى كبرها دار نشر بطنطا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=18177)
فليت أحد المشرفين الكرام يضم المشاركتين.
ـ[مصطفى محمد صالح]ــــــــ[26 Aug 2010, 09:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، وبه أستعين.
لقد يسر الله لي الحصول على هذا الكتاب الجيد، بعد جهد جهيد، وانتظار كثير، بواسطة بعض الحجاج إلى بيت الله الحرام، وفرحت به فرحا كبيرا، ومن قبل كنت أشتغل عليه مخطوطا على نسخ عديدة بالخزانة الملكية بالرباط بالمغرب، وقد ساءني كثيرا كثيرا كثيرا أن هذا الكتاب وغيره من كتب مجمع الملك الفهد لطباعة المصحف تعرض عندنا في معرض الدار البيضاء بالمغرب، وإذا سألت عن ثمنها، يقولون: هي للعرض فقط، وللحصول عليها لابد من مراسلة المجمع. هي عقبات في طريق البحث العلمي، أسأل الله العلي العظيم أن يذللها للباحثين. ولا زلت أوصي كل من توجه إلى البيت الحرام ومنذ سنتين أن يشتري لي "كتاب أصول الضبط وكيفيته على جهة الاختصار" لمؤلف الكتاب السابق نفسه، وللمحقق نفسه، لكن دون أمل، واكتفيت بالاطلاع عليه مخطوطا أيضا بالخزانة الحسنية.
الذي أريد قوله من هذه المقدمة الطويلة والمحزنة والمؤلمة لباحث مثلي أن ضعف نشر كتب مجمع الملك فهد لطباعة المصحف في بقاع العالم، وجعل القيود على المبيعات، والطلب المتزايد على مثل هذه الأنواع من الكتب، يخلي السبيل فسيحا وبدون رقيب للمطابع التجارية، تعبث بالمخطوطات والمطبوعات دون محاسبة من أحد.
فلا يمكن للباحث كلما صدر كتاب جديد من الكتب يشد الرحال لذلك البلد لشراء ذلك الكتاب، فهذا غير ممكن.
فأرجو الله العلي القدير أن يبصرنا بمكامن الداء، ويسخر الحق سبحانه وتعالى لنا علماء ربانيين يصفون لنا الدواء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد عبد السلام العمادي]ــــــــ[26 Aug 2010, 11:26 م]ـ
أشارك الأخ الكريم مصطفى محمد صالح الرأي فيما كتب حتى إننا في قطر لا نستطيع الحصول على مطبوعات الجامعات السعودية إلا في معرض الكتاب وفي كثير من الأحيان لا يأتون بالمطبوعات الجديدة.
إن مطبوعات الجامعات السعودية بها كنوز تظل للأسف حبيسة المخازن بعد أن يباع منها عدة نسخ وترسل أخرى للتبادل مع الجامعات ويحرم طلاب العلم منها.
ـ[أبو زيد الشيباني]ــــــــ[26 Aug 2010, 11:47 م]ـ
أستعيذ بالله من هؤلاء، وأقول حسبي الله ونعم الوكيل، فكم سرقوا وكم آذوا!
أشارككما الرأي في ضعف نشر مثل هذه الكتب هو من الأسباب الداعية لنشره ثانيا، ولكن مع ذلك لايحق ولا يجوز أن يمسخ العمل ويقدم بصورة كهذه.
وإن أرادت دارٌما النشر فلتتعب وتبحث عن مخطوط وتعطي القوس باريها ثم تنشر .... أما شغل بقالات وأماكن تصوير فلا، وأعتذر عن الجملة الأخيرة.
بالنسبة ل أصول الضبط وكيفيته على جهة الاختصار: لعل الأخ المساهم يجعله من هداياه الرمضانية!(/)
الثلاثاء أصول التفسير دراسة تطبيقية على جزء عم من تفسير ابن عطية لشيخنا مساعد
ـ[نواف الحارثي]ــــــــ[22 Dec 2009, 12:46 ص]ـ
سيقام الدرس الثاني لشيخنا الشيخ الدكتور مساعد الطيار والذي هو بعنوان:
أصول التفسير دراسة تطبيقية على جزء عم من تفسير ابن عطية الأندلسي، وسيقام الدرس بعد صلاة مغرب الثلاثاء 5/ 1/1431هـ بقاعة مجمع إمام الدعوة بحي العوالي بمكة المكرمة،،،
نحث الإخوة على الحضور والاستفادة من الدرس
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[22 Dec 2009, 08:32 م]ـ
جزاك الله خيرا
للتو علمت بهذه الدروس فهل تم تسجيل الدرس الأول؟
وهل من بث مباشر؟
نفع الله بكم
ـ[أبو تيمية محمد بن علي خرب]ــــــــ[22 Dec 2009, 11:22 م]ـ
بحمد الله ومنه أدركنا الدرس الأول لما كنت في مكة المكرمة أما الدرس الثاني فكنا نطمع أن نتابع الدرس عن طريق موقع البث الإسلامي المباشر لكن للأسف الشديد لم يتم بث الدرس على الموقع فقد فاتنا علم كثير من علم شيخنا حفظه الله تعالى ولعلنا نظفر بالدرس مسجلا في الموقع أو مكتوبا فهل من أخ كريم يتحفنا بالمادة العلمية مسجلة مسموعة أو مكتوبة وإنا له لشاكرون ولفعله ذاكرون وسلام لشيخنا ولأخيه الشيخ عبد الرحمن الشهري حفظهما الله تعالى.
ـ[نواف الحارثي]ــــــــ[23 Dec 2009, 01:25 ص]ـ
أبشركم بأن دروس شيخنا الشيخ الدكتور مساعد الطيار بمكة يتم تسجيلها من قبل تسجيلات الإمام البخاري بشارع المنصور، وقد تم تسجيل الدرس السابق ..
أما درس اليوم-الثلاثاء فقد سجله أحد الإخوة وستأخذه التسجيلات منه لإخراجه في شريط ...
وقد كلمت الإخوة منسقي الدرس بنقله على البث المباشر لكن لم يتحقق في الدرسين الماضيين، ولعله يتم التأكيد عليهم بنقله في الدروس القادمة بإذن الله ...
وقد كتبت تعليقات الشيخ على درس هذا الأسبوع ... الملاحظ أن الحضور كان قليلا في هذا الدرس لعدم الإعلان عن الدرس لأسباب ..... !!(/)
حتى الشِّسْع
ـ[محمد بن إبراهيم الحمد]ــــــــ[22 Dec 2009, 05:22 م]ـ
حتى الشِّسْع
كثير من الناس لا يلجؤون إلى الله، ولا يتضرعون إليه إلا إذا نزلت بهم عظائم الأمور وشدائدها من نحو المصائب الكبيرة كفقد الأحبة، وخسارة الأموال الطائلة، أو نزول الأمراض المستعصية، وما جرى مجرى هذه الأمور.
أما ما عدا ذلك فلا يخطر ببالهم الدعاء، والتضرع إلى الله؛ لظنهم أنها أمور يسيرة لا تستدعي الانقطاع إلى الله.
ولا ريب أن ذلك خطأ يجدر بالمسلم تجنبه؛ إذ اللائق به أن يعلِّق رجاءه بربه، وأن يسأله كل صغيرة وكبيرة من أمره؛ فَتَكَدُّر الوالدين على الولد، وسوء خلق الزوجة، ونفور الأولاد، وجفاء الأصحاب، وتكاسل مَنْ يعمل تحت يد الإنسان، وتَعكُّس بعض الأمور عليه، ونحو ذلك مما شاكله وجرى مجراه _ كل ذلك من البلاء الذي يحتاج إلى دعاء وإنابة.
ويرشد إلى ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "سلوا الله كل شيء حتى الشِّسع؛ فإن الله _عز وجل_ لو لم ييسره لم يتيسر" (1).
والشسع: هو أحد سيور النعل، وهو الذي يُدْخل بين الأصبعين، ويدخل طرفه في الثقب الذي في صدر النعل.
فقوله -صلى الله عليه وسلم-: "حتى الشسع": إشارة إلى أن ما فوقه أولى وأولى، وأن الإنسان لا غنى له عن ربه _جل وعلا_.
والمقصود من ذلك أنَّ على العبد أن يتوجه إلى ربه في جميع حوائجه؛ فالله _عز وجل_ يحب أن يُسألَ، ويُرْغَبَ إليه في الحوائج، ويُلَحَّ في سؤاله ودعائه، بل إنه _تبارك وتعالى_ يغضب على من لا يسأله، ويستدعي من عباده سؤاله، وهو قادر على إعطاء خلقه سُؤْلَهم من غير أن ينقص من ملكه شيء؛ فلا يحسن بالعبد _والحالة هذه_ أن يدع الدعاء في دقيق أمره وجليله.
وقد جاء في أثر إسرائيلي أن موسى _عليه السلام_ قال: "يا ربِّ إنه لَتَعْرِضُ لي الحاجةُ من الدنيا؛ فأستحيي أن أسألك إياها يارب".
فقال الله _تعالى_: "يا موسى: سلني حتى مِلْحَ عجينتك، وعلف شاتك".
وكان بعض السلف _كما يقول ابن رجب_ يسأل الله في صلاته كل حوائجه، حتى ملح عجينته، وعلف شاته.
ولقد أحسن الشيخ المَكُّوْدي -رحمه الله- إذ يقول:
إذا عرضت لي في زماني حاجة ... وقد أشكلت فيها عليَّ المقاصدُ
وقفت بباب الله وقفةَ ضارعٍ ... وقلت إلهي إنني لك قاصدُ
ولست تراني واقفاً عند بابِ مَنْ ... يقول فتاه: سيديْ اليوم راقدُ
فإذا اعتاد الإنسان دعاء ربه، وسؤاله كلَّ شأن من شؤونه _ كان حريَّاً بالإجابة، جديراً بالعزة والكرامة.
*******************
(1) أخرجه الترمذي 2924، وابن السني في عمل اليوم والليلة (356)، وضعفه الألباني في الضعيفة (1362).
ولكن الحديث صحيح موقوفاً من قول عائشة موقوفاً عليها _رضي الله عنها_.
انظر مسند أبي يعلى (4560)، وعمل اليوم والليلة (357).
قال الهيثمي في الحديث: "رجاله رجال الصحيح غير محمد بن عبيدالله وهو ثقة" انظر المجمع 10/ 150.
ـ[هبة المنان]ــــــــ[23 Dec 2009, 01:31 م]ـ
أحسن الله إليكم، ونفع بكم ...(/)
رأفة الأنبياء ودعاء سيدنا نوح صلى الله عليه وسلم
ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[23 Dec 2009, 08:16 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين، واُصلّي وأُسلّمُ على مَن بُعِثَ رحمةً للعالمين، وعلى آلهِ وصحبه
أجمعين، ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدِّين، أما بعد:
فهذه خواطر حول دعاء سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام؛ كتبْتُها هنا لأستخرجَ دررَ
شيوخي وإخواني الفضلاء في هذا الملتقى المبارك، فأقول وبالله التوفيق:
من المعلوم أنّ الأنبياء عليهم الصلاةُ والسلام أكثر الخلقِ رحمةً ورأفةً على أقوامهم،
والمتتبع لسير الأنبياء في القرآن يرى من ذلك العجاب ... ، فانظر إلى سيّدنا نوح عليه الصلاة والسلام كيف دعا قومَه ألفَ سنةٍ إلاّ خمسين عاماً؛
فضربَ أروعَ الأمثلة على استقامة الداعي، وعدم يأسهِ، ولم يدعُ على قومهِ طيلة هذه الفترة الطويلة.
وقد ذكر المفسرون آثاراً كثيرة حول الأذى الذي تعرّض له سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام. وقد تأمّلتُ كثيراً قولَ نوح عليه الصلاة والسلام:
(ربِّ لا تَذَرْ على الأرضِ منَ الكافرينَ ديّاراً)، فإنه لم يدعُ عليهم إلا بعدما أخبره المولى جلّ وعلا أن بابَ الهداية قد أغلِقَ على من تبقّى من قومه: (وأوُحِيَ إلى نوحٍ أنّهُ لن يُؤمِنَ من قومِكَ إلا من قد آمَنَ فلا تبتئسْ بما كانوا يفعلون)، هنا دعا سيّدنا نوح عليه الصلاةُ والسلام؛ وذكر السببَ في قوله: (إنَّكَ إن تَذَرْهُم يُضِلّوا عبادَك ولا يَلِدُوا إلاّ فاجراً كفّاراً)، فذكر سببين اثنين؛
الأول: الخوف على المؤمنين الصالحين من هؤلاء الكافرين.
الثاني: أنّ في بقائهم زيادة عدد المعذّبين في النار.
فدعاؤه ليس مبنياً على الغضب والانتقام -كما قاله بعض المفسرين-، وهذا من عجائب سيرهم عليهم الصلاة والسلام، فانظر إلى صبرهم وتحملهم، وما يحملونه في قلوبهم من العواطف.
فاللهم ارزقنا رحمةَ في قلوبنا؛ تقودنا إلى الحزن والشفقة على أنفسنا وإخواننا وعبادك الغافلين، واجعلنا دعاةً إليك وإلى سنة رسولك على نهج الأنبياء عليه أفضل الصلاة والتسليم.
وأسأل الله تعالى أن يوفق جميع شيوخي وإخواني لما يُحبّ ويرضى.(/)
إعجاز الترتيب القرآني في اللفظ (نزّلنا)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[23 Dec 2009, 10:32 م]ـ
إعجاز الترتيب القرآني في اللفظ (نزّلنا)
عدد سور القرآن 114 سورة , وعدد آياته 6236 (حسب العدّ الكوفي) , وقد نزل في 23 سنة. .ما علاقة هذه الأعداد بورود اللفظ (نزّلنا) في القرآن الكريم.
ورد اللفظ (نزّلنا) في القرآن عشر مرات.
المرة الأولى في الآية رقم 23 سورة البقرة , وهي قوله تعالى:
(وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صدقين) البقرة: 23
والمرة العاشرة والأخيرة في الآية رقم 23 سورة الإنسان , وهي قوله تعالى:
(إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا) الإنسان: 23
الملاحظات:
1 - الإشارة إلى العدد 23 (عدد سنوات البعثة) واضحة في موقعي الآيتين (البداية والنهاية).
هل جاءت هاتان الآيتان في موقع الترتيب 23 مصادفة؟
وهل جاء العدد 23 في وسط العدد 6236 مصادفة؟
وكيف نفهم مجي مجموع أرقام ترتيب سور القرآن (6555) عددا من مضاعفات الرقم 23 (285 × 23)؟
2 - تتألف الآية رقم 23 سورة الإنسان من 6 كلمات:
إذا أحصينا أعداد الآيات ابتداء من هذه الآية وحتى نهاية المصحف , سنجد أن عددها هو 623.
(لنكتب العددين ونتأمل جيدا: 6 ... 623).
هل يبدو هذا العدد المحدد من الآيات , عشوائيا؟
3 - عدد الآيات المحصورة بين الآيتين 23 البقرة و 23 الإنسان هو 5583.
يتألف العدد 5583 من العددين 83 و 55 ومجموعهما 138.
هذا العدد (138) عبارة عن: 23 × 6.
إذا عدنا إلى الآية رقم 23 سورة البقرة نلاحظ أن اللفظ (نزلنا) هو الكلمة رقم 6 في الآية.
وهكذا نلاحظ العدد: 6 .. 23 .. 6.
ماذا يعني هذا الترتيب؟
4 - وبناء عليه , فالآيتان 23 البقرة , و23 الإنسان , تقسمان العدد 6236 إلى عددين:
الأول: 5583 مجموع الآيات المحصورة بين الآيتين 23 البقرة و23 الإنسان.
الثاني: 653 مجموع أعداد الآيات ابتداء من البسملة وانتهاء بالآية 23 البقرة , ومجموع الآيات ابتداء بالآية 23 الإنسان وحتى نهاية المصحف.
الملاحظة هنا: الفرق بين العددين هو 4930. (5583 – 653 = 4930).
العدد 4930 يساوي 10 × 493.
ما وجه الإعجاز العددي هنا؟
العجيب أن عدد الآيات التي ذكر فيها اللفظ (نزلنا) هو 10 , ومجموع أرقام ترتيبها في المصحف هو 493. (انظر الجدول رقم)
5 - يتألف العدد 5583 من العددين 83 و 55 , وقلنا أن مجموعهما عدد من مضاعفات الرقم 23 (138 = 6 × 23).
من لطائف الترتيب القرآني , إذا بحثنا عن السورتين اللتين جاءتا في موقعي الترتيب 83 و 55 , سنجد أن السورة رقم 83 (سورة المطففين) في ترتيب المصحف جاءت مؤلفة من 36 آية , وأن السورة رقم 55 (سورة الرحمن) جاءت مؤلفة من 78 آية. وبذلك يكون مجموع عددي الآيات في السورتين 114. وهذا هو أيضا عدد سور القرآن الكريم.(/)
فن الاحتراز أو الاحتراس في القرآن
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[24 Dec 2009, 12:38 ص]ـ
الحمد لله
والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد
وبعد:
فإن الذي دفعني لكتابة هذه المشاركة هو أني كنت مع بعض طلبة العلم نقرأ في تفسير الشيخ بن سعدي رحمه الله في تفسير سورة الحديد فوقفنا عند قوله رحمه الله: "احترز تعالى من هذا بقوله: {وَكُلا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} أي: الذين أسلموا وقاتلوا وأنفقوا من قبل الفتح وبعده، كلهم وعده الله الجنة"
حيث استغرب أحد الجالسين قوله رحمه الله " احترز تعالى" فقال هل تصح هذه العبارة؟ هل الله يحترز من أحد؟
فقلت: ليس الأمر كما تبادر إلى ذهنك، وإنما أراد الشيخ أن يخبرنا لماذا أتى الله بهذه الجملة، ما الفائدة منها.
والقرآن الكريم جاء على أساليب العرب في التخاطب، وهذا أسلوب بلاغي يعرف بفن الاحتراس يأتي به المتكلم لدفع بعض ما قد يتوهمه السامع من الكلام وهو ليس مقصودا للمتكلم.
يقول الجرجاني:
"الاحتراس
هو أن يأتي في كلام يوهم خلاف المقصود بما يدفعه، أي يؤتى بشيء يدفع ذلك الإيهام، نحو قوله تعالى: " فسوف يأتي الله بقومٍ يحبهم ويحبونه أذلةٍ على المؤمنين أعزةٍ على الكافرين ". فإنه تعالى لو اقتصر على وصفهم ب " أذلةٍ على المؤمنين " لتوهم أن ذلك لضعفهم، وهذا خلاف المقصود، فأتى على سبيل التكميل بقوله: " أعزةٍ على الكافرين ". التعريفات للجرجاني
وهذه بعض المواضع من كتاب الله التي ورد فيها هذا الفن البلاغي:
"نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ" سورة البقرة من الآية
لما كانت أنى تحتمل معنيين: معنى كيف، ومعنى أين، احترس الباري سبحانه بقوله: حرثكم؛ لأن الموضع المكروه ليس بحرث، والحرث موضع الزرع. ذكره الجبائي في تفسيره.
( .. وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا) سورة النساء من الآية (23)
والاحتراس في قوله: اللاتي دخلتم بهن احترز من اللاتي لم يدخل بهن، وفي وربائبكم اللاتي في حجوركم احترس من اللاتي ليست في الحجور. وفي قوله: والمحصنات من النساء إذا المحصنات قد يراد بها الأنفس المحصنات، فيدخل تحتها الرجال، فاحترز بقوله: من النساء. تفسير البحر المحيط
(أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) سورة النحل (21)
"وحيث كان بعضُ الأموات مما يعتريه الحياة سابقاً أو لاحقاً كأجساد الحيوان والنطفِ متى يُنشِئها الله تعالى حيواناً احتُرز عن ذلك فقيل: {غَيْرُ أَحْيَاء} أي لا يعتريها الحياة أصلاً فهي أمواتٌ على الإطلاق" تفسير أبي السعود
(لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) سورة آل عمران (92)
"ولما كان الإنفاق على أي: وجه كان مثابا عليه العبد، سواء كان قليلا أو كثيرا، محبوبا للنفس أم لا وكان قوله {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} مما يوهم أن إنفاق غير هذا المقيد غير نافع، احترز تعالى عن هذا الوهم بقوله {وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم} فلا يضيق عليكم، بل يثيبكم عليه على حسب نياتكم ونفعه." تفسير السعدي
(لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (95) دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) سورة النساء (96)
"وتأمل حسن هذا الانتقال من حالة إلى أعلى منها فإنه نفى التسوية أولا بين المجاهد وغيره ثم صرَّح بتفضيل المجاهد على القاعد بدرجة ثم انتقل إلى تفضيله بالمغفرة والرحمة والدرجات
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا الانتقال من حالة إلى أعلى منها عند التفضيل والمدح أو النزول من حالة إلى ما دونها عند القدح والذم - أحسن لفظا وأوقع في النفس
وكذلك إذا فضَّل تعالى شيئا على شيء وكل منهما له فضل احترز بذكر الفضل الجامع للأمرين لئلا يتوهم أحد ذم المفضل عليه." تفسير السعدي
(وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) سورة الحج (78)
"ولما كان قوله: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ} ربما توهم متوهم أن هذا من باب تكليف ما لا يطاق، أو تكليف ما يشق، احترز منه بقوله: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} أي: مشقة وعسر، بل يسره غاية التيسير، وسهله بغاية السهولة، فأولا ما أمر وألزم إلا بما هو سهل على النفوس، لا يثقلها ولا يؤودها، ثم إذا عرض بعض الأسباب الموجبة للتخفيف، خفف ما أمر به، إما بإسقاطه، أو إسقاط بعضه. ويؤخذ من هذه الآية، قاعدة شرعية وهي أن " المشقة تجلب التيسير " و " الضرورات تبيح المحظورات " فيدخل في ذلك من الأحكام الفرعية، شيء كثير معروف في كتب الأحكام."
تفسير السعدي
(وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15) يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)) سورة لقمان
"وهذه الوصايا، التي وصى بها لقمان لابنه، تجمع أمهات الحكم، وتستلزم ما لم يذكر منها، وكل وصية يقرن بها ما يدعو إلى فعلها، إن كانت أمرا، وإلى تركها إن كانت نهيا.
وهذا يدل على ما ذكرنا في تفسير الحكمة، أنها العلم بالأحكام، وحِكَمِها ومناسباتها، فأمره بأصل الدين، وهو التوحيد، ونهاه عن الشرك، وبيَّن له الموجب لتركه، وأمره ببر الوالدين، وبين له السبب الموجب لبرهما، وأمره بشكره وشكرهما، ثم احترز بأن محل برهما وامتثال أوامرهما، ما لم يأمرا بمعصية، ومع ذلك فلا يعقهما، بل يحسن إليهما، وإن كان لا يطيعهما إذا جاهداه على الشرك. وأمره بمراقبة اللّه، وخوَّفه القدوم عليه، وأنه لا يغادر صغيرة ولا كبيرة من الخير والشر، إلا أتى بها." تفسير السعدي
(وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) سورة الحديد (10)
(يُتْبَعُ)
(/)
"ولما كان التفضيل بين الأمور قد يتوهم منه نقص وقدح في المفضول، احترز تعالى من هذا بقوله: {وَكُلا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} أي: الذين أسلموا وقاتلوا وأنفقوا من قبل الفتح وبعده، كلهم وعده الله الجنة، وهذا يدل على فضل الصحابة [كلهم]، رضي الله عنهم، حيث شهد الله لهم بالإيمان، ووعدهم الجنة." تفسير السعدي
(وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) سورة آل عمران (78)
"ولما كان الكذب قد يطلق على ما لم يتعمد، بل وقع خطأ احترز عنه بقوله: {وهم يعلمون *} أي أنه كذب، لا يشكون فيه." نظم الدرر للبقاعي
(لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) سورة التوبة (91)
"ولما كان ربما كان أحد من المنافقين بهذ الصفة احترز عنه بقوله: {إذا نصحوا} أي في تخلفهم وجميع أحوالهم." نظم الدرر للبقاعي
(وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا) سورة مريم (48)
"ثم دعا لنفسه بما نبههم به على خيبة مسعاهم فقال غير جازم بإجابة دعوته وقبول عبادته إجلالاً لربه وهضماً لنفسه: {عسى ألاّ أكون} أي كوناً ثابتاً كأنه احترز بذلك عما لا بد للأولياء منه في الدنيا من البلاء." نظم الدرر للبقاعي
(وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ) سورة الأحقاف (12)
"ولما كان الكتاب قد تقوم الأدلة على مصادقته لكتب الله ويكون بغير لسان المكذب به فيكون في التكذيب أقل ملامة، احترز عن ذلك بقوله: {لساناً} أي أشير إلى هذا المصدق القريب منكم زماناً ومكاناً وفهماً حال كونه {عربياً} في أعلى طبقات اللسان العربي مع كونه أسهل الكتب تناولاً وأبعدها عن التكليف، ليس هو بحيث يمنعه علوه بفخامة الألفاظ وجلالة المعاني وعلو النظم ورصافة السبك ووجازة العبارة، وظهور المهاني ودقة الإشارة مع سهولة الفهم وقرب المتناول بعد بعد المغزى." نظم الدرر للبقاعي
(وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ) سورة الواقعة (21)
ولما كان في لحم الطير مما يرغب عنه، احترز عنه بقوله: {مما يشتهون *} أي غاية الشهوة بحيث يجدون لآخره من اللذة ما لأوله. نظم الدرر للبقاعي
(ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى) الأعلى (13)
"ولما كان من يدخل النار فلا تؤثر في موته قد يكون ذلك إكراماً له من باب خرق العوائد، احترز عنه بقوله: {ولا يحيى *} أي حياة تنفعه لأنه ما تزكى فلا صدق ولا صلى." نظم الدرر للبقاعي
"ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ" سورة النحل من الآية: 75
"فإن قلت: لم قال عبداً مملوكاً لا يقدر على شيء، وكل عبد هو مملوك وهو غير قادر على التصرف؟ قلت: إنما ذكر المملوك ليتميز من الحر لأن اسم العبد يقع عليهما جميعاً لأنهما من عباد الله، وقوله: لا يقدر على شيء احترز به عن المملوك المكاتب والمأذون له في التصرف، لأنهما يقدران على التصرف." تفسير الخازن.
(وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا) سورة النساء من الآية (23)
وقوله تعالى: {الذين من أصلابكم} احترز به من زوجة المتبنِّي فلا تحرم حليلته، كقضية زيد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. البحر المديد
(إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ) سور ة المنافقون (1)
(يُتْبَعُ)
(/)
"وجملة {والله يعلم إنك لرسوله} معترضة بين الجملتين المتعاطفتين وهذا الاعتراض لدفع إيهام من يسمع جملة {والله يشهد إن المنافقين لكاذبون} أنه تكذيب لجملة {إنك لرسول الله} فإن المسلمين كانوا يومئذٍ محفوفين بفئام من المنافقين مبثوثين بينهم هجّيراهم فتنة المسلمين فكان المقام مقتضياً دفع الإِيهام وهذا من الاحتراس." التحرير والتنوير.
وختاماً:
أسأل الله تعالى أن ينفع بها.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
حجازي الهوى 7/ 1/1431 هـ
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[24 Dec 2009, 08:28 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
ورد في تفسير السعدي:
" (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) سورة آل عمران (92)
"ولما كان الإنفاق على أي: وجه كان مثابا عليه العبد، سواء كان قليلا أو كثيرا، محبوبا للنفس أم لا وكان قوله {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} مما يوهم أن إنفاق غير هذا المقيد غير نافع، احترز تعالى عن هذا الوهم بقوله {وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم} فلا يضيق عليكم، بل يثيبكم عليه على حسب نياتكم ونفعه." تفسير السعدي "
قد يحب الإنسان أمرا محرما فهل ينال البر بإنفاقه.
لذا فمسألة الاحتراز مسألة تحتاج إلى بحث، من حيث قضية القرآن حمال أو جه، وقضية احتياج القرآن لمبينه " السنة، وقضية الأيات المحكمات والآيات المتشابهات.
أخرج أحمد في كتاب الزهد عن عبد الله، حدثني أبي، حدثنا إسماعيل، حدثنا أيوب عن أبي قلابة قال: قال أبو الدرداء رحمه الله: إنك لا تفقه كل الفقه حتى ترى للقرآن وجوها .. "
وأخرجه ابن المبارك في الزهد.، وغيرهم.
قال الأستاذ الدكتور راتب النابلسي:
" فاقرأ القرآن، وكلما وقفت على أمرٍ دقق، أين أنا من هذا الأمر؟ هل أنا مطبقٌ له؟ فهذا أمر، "فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم "، أصلح نفسك وحدها، وأصلح ما بينك وبين الآخرين، وأنت طرفٌ، وأصلح بين اثنين، وهذا من صفات المؤمن، والقرآن كما قال سيدنا علي: حمَّال أوجه، أيْ له أوجه كثيرة." أهـ
وهنا نرى أن الأوجه عضتها نصوص من السنة.، والله أعلم.
فهل من باحث متخصص يقوم بمناقشة المسألة ببحث متقن؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[24 Dec 2009, 11:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
ورد في تفسير السعدي:
" (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) سورة آل عمران (92)
"ولما كان الإنفاق على أي: وجه كان مثابا عليه العبد، سواء كان قليلا أو كثيرا، محبوبا للنفس أم لا وكان قوله {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} مما يوهم أن إنفاق غير هذا المقيد غير نافع، احترز تعالى عن هذا الوهم بقوله {وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم} فلا يضيق عليكم، بل يثيبكم عليه على حسب نياتكم ونفعه." تفسير السعدي "
قد يحب الإنسان أمرا محرما فهل ينال البر بإنفاقه.
لذا فمسألة الاحتراز مسألة تحتاج إلى بحث، من حيث قضية القرآن حمال أو جه، وقضية احتياج القرآن لمبينه " السنة، وقضية الأيات المحكمات والآيات المتشابهات.
الأخ الفاضل أبا الأشبال
شكرا الله لك مداخلتك
ثم إن الإنفاق من الحلال الطيب متقرر عند المسلم بنص آخر من القرآن:
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) سورة البقرة (168)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) سورة البقرة (172)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآَخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) سورة البقرة (267)
وروى مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ
{يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}
وَقَالَ
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ}
ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ."
إذا المتقرر عند المسلم هو أن الإنفاق من الحرام ليس من البر وعنده لا يصح ماذكرت من أنه قد يفهم من الآية أن الإنفاق من المحرم قد يكون مقبولا.
ونخلص إلى أن ما ذكره الشيخ رحمه الله صحيح ولا غبار عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Dec 2009, 12:11 ص]ـ
أخي الكريم حجازي الهوى
بارك الله فيكم على هذه الفوائد القيمة، وهذا الموضوع اللطيف من الموضوعات الجديرة بالعناية حقاً. جزاك الله خيراً.
وأذكر أن خليل بن أيبك الصفدي صنَّف في ذلك كتاباً خاصاً، تتبع فيه أمثلته من القرآن وكلام العرب.
ـ[يوسف العليوي]ــــــــ[26 Dec 2009, 12:45 ص]ـ
في قسم البلاغة والنقد بجامعة الإمام رسالة علمية بعنوان (أسلوب الاحتراس في القرآن الكريم: صوره وبلاغته) للباحثة جواهر بنت راشد الرشود، نالت بها درجة (الماجستير) بمرتبة الشرف الأولى في عام 1429هـ، وكان المشرف: الشيخ د. عبد المحسن العسكر، والمناقشان: د. صالح بن محمد الزهراني و د. عويض بن حمود العطوي.
وفي كلية التربية بجامعة الملك سعود رسالة علمية بعنوان (الاحتراس في القرآن الكريم: دراسة نظرية تحليلية) للباحثة حنان بنت قاسم العنزي، مسجلة رسالة (دكتوراه) في عام 1427هـ، بمسار التفسير، ولا أدري إن كانت نوقشت، أو أنها لم تنته، ولعل أخانا الفاضل الشيخ د. عبد الرحمن الشهري يفيدنا بذلك.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[26 Dec 2009, 12:48 ص]ـ
أخي الكريم حجازي الهوى
بارك الله فيكم على هذه الفوائد القيمة، وهذا الموضوع اللطيف من الموضوعات الجديرة بالعناية حقاً. جزاك الله خيراً.
وأذكر أن خليل بن أيبك الصفدي صنَّف في ذلك كتاباً خاصاً، تتبع فيه أمثلته من القرآن وكلام العرب.
جزاكم الله خيرا على مداخلتكم شيخنا الفاضل عبد الرحمن
الذي دفعني للكتابة في هذا الموضوع هو ما ذكرت سابقا وممن تعرض لهذا صاحب كتاب إعراب القرآن وبيانه محيي الدين درويش حيث إنه يذكر الصور البلاغية في كل آية ولا أظن هذا يخفى على علمكم الكريم.
وهناك رسالة ماجستير عنوانها: أسلوب الاحتراس في القرآن الكريم صوره وبلاغته، وهذه بعض المعلومات عن الرسالة وصاحبتها منقول عن موقع صوت العربية:
• اسم الباحث
جواهر بنت راشد الرشود
• الجنسية
سعودية
• القسم العلمي
كلية اللغة العربية - جامعة الإمام - قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي
• عنوان الرسالة
أسلوب الاحتراس في القرآن الكريم – صوره وبلاغته
• درجتها
ماجستير
• التخصص
• تاريخ التسجيل
14/ 10 /1427هـ
• اسم المشرف
د. عبد المحسن بن عبد العزيز العسكر
• تاريخ المناقشة
14/ 1 /1429هـ
• لجنة المناقشة
د. صالح بن محمد الزهراني / د. عويض بن حمود العطوي
• النتيجة
ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[26 Dec 2009, 12:11 م]ـ
(أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) سورة البقرة (133)
احترس بقوله: " إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ" لأن في أباء يعقوب عليه السلام من لا يجب اتباع ملته. إعراب القرآن محي الدين درويش
(لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذىً وَإِنْ يُقاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ) سورة آل عمران (111)
"وقوله {ثم لا ينصرون} احتراس أي يولوكم الأدبار تولية منهزمين لا تولية متحرّفين لقتال أو متحيّزين إلى فئة، أو متأمّلين في الأمر. وفي العدول عن جعله معطوفاً على جملة الجواب إلى جعله معطوفاً على جملتي الشرط وجزائه معاً، إشارة إلى أنّ هذا ديدنهم وهجيراهم. لو قاتلوكم، وكذلك في قتالهم غيركم." التحرير والتنوير
(لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) سورة الأنعام (103)
احتراس بقوله" وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ" حتى لا يفهم أنه لا وجود له.
(وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) سورة هود (44)
قوله" وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ"
(يُتْبَعُ)
(/)
"وهذا دعاء أوجبه الاحتراس ممن يظن أن الغرق لشموله الأرض ربما أودى بمن لا يستحق العذاب فدعا على الهالكين ووصفهم بالظلم ليعلم أن الهلاك إنما شمل من يستحق العذاب دون سواهم احتراسا من هذا الاحتمال."
" اعراب القرآن محي الدين درويش
"أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا" سور الرعد من الآية 17
"فقوله:" بقدرها " في موضع الحال من أودية، وذكره لأنه من مواضع العبرة، وهو أن كانت أخاديد الأودية على قَدْر ما تحتمله من السيول بحيث لا تفيض عليها وهو غالب أحوال الأودية. وهذا الحال مقصود في التمثيل لأنه حال انصراف الماء لنفععٍ لا ضرّ معه، لأنّ من السيول جواحف تجرف الزرع والبيوت والأنعام " التحرير والتنوير
" وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ." سورة الرعد من الآية 22
"فقد انتفى بقوله ابتغاء وجه ربهم أن يكون صبرهم ناشئا عن حب الجاه والشهرة أو ليقال ما أصبره وأحمله للنوازل وأوقره عند الزلازل لئلا يشمت به الأعداء كقول أبي ذؤيب:
و تجلدي للشامتين أريهم،،،،،،،، أني لريب الدهر لا أتزعزع
و لا اعتقادا منهم بأن الأمر مقدور ولا مفر منه ولا طائل من الهلع ولا مرد للفائت ولا دافع لقضاء اللّه كقوله:
ما إن جزعت ولا هلع .... ت ولا يرد بكاي زندا" إعراب القرآن وبيانه محي الدين درويش
(فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31)) سورة الحجر
"الاستثناء في قوله تعالى: «فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس» فإن هذا الاستثناء لو لم يتقدم لفظه هذا الاحتراس من قوله كلهم أجمعون لا حتمل- كما أشرنا في الاعراب- أن يكون في الملائكة من لم يسجد فيتأسى به إبليس ولا يكون منفردا بهذه الكبيرة لاحتمال أن تكون آلة التعريف للعهد لا للجنس فلما كان هذا الاشكال يتوجه على الكلام إذا اقتصر فيه على ما دون التوكيد وجب الإتيان بالتوكيد ليعلم أن آلة التعريف للجنس فيرتفع هذا الإشكال بهذا " إعراب القرآن وبيانه
(قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ) سورة النحل (26)
"في قوله تعالى «فخر عليهم السقف من فوقهم» فإن لقائل أن يقول: السقف لا يكون إلا من فوق فما معنى ذكر من فوقهم والجواب انه احتراس من احتمال أن السقف قد يكون أرضا بالنسبة لغيرهم، فإن كثيرا من السقوف يكون أرضا لقوم وسقفا لقوم آخرين فرفع اللّه تعالى هذا الاحتمال بجملتين وهما قوله «عليهم» وقوله «خر» لأنها لا تستعمل إلا فيما يهبط أو يسقط من العلو إلى السفل." إعراب القرآن.
(قَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) سورة النحل (51)
"الاحتراس:
و ذلك في قوله تعالى «و قال اللّه لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد» والمعروف انه لا يجمع بين العدد والمعدود إلا فيما وراء الواحد والاثنين فيقولون عندي رجال ثلاثة ونساء ثلاث لأن المعدود عار عن الدلالة على العدد الخاص فلو لم تشفعه بصفته لما فهمت العدد المراد وأما رجل وامرأة ورجلان وامرأتان فمعدودان فيهما دلالة على العدد فلا حاجة إلى أن يقال: رجل واحد وامرأة واحدة ورجلان اثنان وامرأتان اثنتان أما في الآية فالاسم الحامل لمعنى الافراد والتثنية وهو إله وإلهان دال على شيئين على الجنسية والعدد المخصوص فإذا أريد الدلالة على أن المراد الذي يساق إليه الحديث هو العدد كان لا بد من أن يشفع بما يؤكده ألا ترى أنك لو قلت إله ولم تؤكده بواحد لم يحسن وخيل إليك أنك تثبت الإلهية لا الوحدانية فكان لا بد من الاحتراس وهذا من روائع البلاغة التي تتقطع دونها الأعناق." إعراب القرآن
(وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آَيَةً أُخْرَى) سورة طه (22)
(يُتْبَعُ)
(/)
و في قوله «تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ» فن الاحتراس وقد تقدم ذكره والسوء الرداءة والقبح في كل شي ء فكني به عن البرص كما كنى عن العورة بالسوءة وكان جذيمة بن الوضاح أبرص فكنوا عنه بالأبرش لأن البرص أبغض شي ء الى العرب وبهم عنه نفرة عنبسة فكان جديرا أن يكنى عنه ولا أحسن ولا ألطف من كنايات القرآن كما يأتي ولو أنه لم يذكر من غير سوء لتوهم أن البياض قد ازداد حتى صار برصا فأتى بقوله من غير سوء دفعا لذلك التوهم. إعراب القرآن
(وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآَتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آَتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ) سورة النور (33)
الاحتراس: في قوله تعالى «إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً» فقد أقحم هذا الاعتراض ليبشع ذلك عند المخاطب ويحذره من الوقوع فيه ولكي يتيقظ أنه كان ينبغي له أن يأنف من هذه الرذيلة وإن لم يكن زاجر شرعي، ووجه التبشيع عليه أن مضمون الآية النداء عليه بأن أمته خير منه لأنها آثرت التحصّن عن الفاحشة وهو يأبي إلا إكراهها، ولأبي السعود قول جميل في هذا الصدد: «و قوله تعالى إن أردن تحصنا ليس لتخصيص النهي بصورة إرادتهن التعفف عن الزنا وإخراج ما عداها من حكمه كما إذا كان الإكراه بسبب كراهتهنّ الزنا لخصوص الزاني أو لخصوص الزمان أو لخصوص المكان أو لغير ذلك من الأمور المصحّحة للاكراه في الجملة بل للمحافظة على عادتهم المستمرة حيث كانوا يكرهوههنّ على البغاء وهن يردن التعفف عنه مع وفور شهوتهن الآمرة بالفجور وقصورهن في معرفة الأمور الداعية الى المحاسن الزاجرة عن تعاطي القبائح».
(إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) سورة النمل (91)
"الاحتراس:
في قوله تعالى «و له كل شي ء» احتراس بديع وقد تقدم ذكر هذا الفن وأنه يؤتى به دفعا لتوهم يتوجه على الكلام، فقد أضاف سبحانه اسمه الى مكة تشريفا لها وذكرا لتحريمها، ولما أضاف اسمه الى البلدة والمخصوصة بهذا التشريف أتبع ذلك اضافة كل شي ء سواها الى ملكه قطعا لتوهم اختصاص ملكه بالبلدة المشار إليها وتنبيها على أن الاضافة الأولى إنما قصد بها التشريف لا لأنها ملك اللّه تعالى خاصة." إعراب القرآن
(وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) سورة القصص (46)
"و في هذه الآية نفسها فن الاحتراس وقد تقدم ذكره كثيرا، ولعل الاحتراس الذي وقع في هذه الآية أعجب احتراس وقع في القرآن فالخطاب كما قلنا موجه الى الرسول صلى اللّه عليه وسلم، ولما نفى تبارك وتعالى عن رسوله الكريم كونه بالمكان الذي قضى لكليمه موسى الأمر عرّف المكان بالجانب الغربي ولم يصفه باليمين كما قال في الإخبار عن موسى عليه السلام: «و ناديناه من جانب الطور الأيمن» أدبا منه سبحانه مع نبيه أن ينفي عنه كونه في الجانب الأيمن ووصف سبحانه الجانب هاهنا باليمين إذ أخبر أنه نادى منه كليمه موسى تشريفا له." إعراب القرآن
(وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا) سورة الأحزاب (25)
"في قوله «ورد الذين كفروا بغيظهم ... » الآية فن المناسبة وقد تقدم الإلماع الى هذا الفن وأنه ضربان: مناسبة في المعاني ومناسبة في الألفاظ، وما ورد في هذه الآية من الضرب الأول لأن الكلام لو اقتصر فيه على دون الفاصلة لأوهم ذلك بعض الضعفاء أن هذا الإخبار موافق لاعتقاد الكفار في أن الريح التي حدثت كانت سببا في رجوعهم خائبين وكفى المؤمنين قتالهم، والريح إنما حدث اتفاقا كما تحدث في بعض وقائعهم وقتال بعضهم لبعض وظنوا أن ذلك لم يكن من عند اللّه فوقع الاحتراس بمجي ء الفاصلة التي أخبر فيها سبحانه أنه قوي عزيز قادر بقوته على كل شي ء ممتنع وأن حزبه هو الغالب وأنه لقدرته يجعل النصر للمؤمنين أفانين متنوعة ليزيدهم إيمانا وتثبيتا فهو ينصرهم." إعراب القرآن
(لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ) سورة الواقعة (44)
" في قوله «لا بارد ولا كريم» فن الاحتراس وقد تقدم تعريفه، وهنا لمّا قال وظل من يحموم أوهم أن الظل ربما جلب لهم شيئا من الراحة بعد التعب فنفي عنه صفتي الظل يريد أنه ظل ولكن لا كسائر الظلال التي تنشر البرد والروح وتجلب النفع لمن يأوي إليه ويتفيأ تحته ليمحق ما في مدلول الظل من الاسترواح إليه فقوله لا بارد ولا كريم صفتان للظل لا لقوله من يحموم، وهنا يرد اعتراض بأن الفاء تفيد الترتيب مع التعقيب، ونقول نصّ الرضي على أنه غير واجب مع أنه هنا يفضي إلى عدم توازن الفاصلتين وجعلهما نعتين ليحموم لا يلائم" إعراب القرآن محي الدين درويش
وختاما أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياكم من أهل الجنة الذين قال فيهم:
(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ (41) وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ (42) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (44)) سورة المرسلات
محبكم في الله
حجازي الهوى
9/ 1/1431 هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Dec 2009, 01:16 م]ـ
وفي كلية التربية بجامعة الملك سعود رسالة علمية بعنوان (الاحتراس في القرآن الكريم: دراسة نظرية تحليلية) للباحثة حنان بنت قاسم العنزي، مسجلة رسالة (دكتوراه) في عام 1427هـ، بمسار التفسير، ولا أدري إن كانت نوقشت، أو أنها لم تنته، ولعل أخانا الفاضل الشيخ د. عبد الرحمن الشهري يفيدنا بذلك.
انتهت الطالبة من بحثها، ومشرفها الأستاذ الدكتور زيد عمر عبدالله وفقه الله. وهي في طور تشكيل لجنة لمناقشتها بإذن الله.
ـ[يوسف العليوي]ــــــــ[26 Dec 2009, 01:30 م]ـ
شكر الله لك أخانا الكريم على هذه المعلومة
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[13 Sep 2010, 11:51 ص]ـ
جزاك الله خيراً ...
وفعلاً هذه قاعدة جليلة قرأتها منذ زمن للسعدي وطبقتها في كلامي وفي حكمي حيث أنها تساعد على الإنصاف.
فإن قدحت برنامج أو محاضرة أو مقالة أو غير ذلك وكان فيها خير ذكرت الخير أيضاً لئلا يعتقد قارئ أني أذمها من ساسها لراسها:)(/)
من مظاهر الإعجاز العددي في العدد 6236 (الجزء 1)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[24 Dec 2009, 09:52 ص]ـ
من مظاهر الإعجاز العددي في العدد 6236
(36 و 62)
يتألف العدد 6236من العددين 36 و62 , والفرق بينهما هو 26 (62 – 36 = 26). هذه الملاحظة في العدد 6236 , هي من خصائص العدد. ومما لا شك فيه أن العدد 6236 موجود قبل نزول القرآن على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
نزل القرآن مفرقا في 23 سنة , واكتمل نزول القرآن , وجمع , وتناقلته الأجيال , إلى أن وصلنا اليوم , عدد سوره 114 , وعدد آياته 6236.
السؤال الذي نود طرحه الآن:
بما أن عدد آيات القرآن هو 6236 آية , فهل روعيت العلاقات العددية المجردة الملاحظة في العدد 6236 في ترتيب سوره وآياته؟
لنتأمل الظواهر التالية في ترتيب سور القرآن:
1 – الأرقام في العدد 6236
يتألف العدد 6236 من أربعة أرقام.
إن حاصل ضرب 6 × 3 × 2 × 6 = 216 , أي 6 × 36.
2 - العدد 62 عدد آيات سورة النجم:
يتألف العدد 6236 من العددين 36 و 62.
إذا بحثنا في سور القرآن عن سورة مؤلفة من 62 آية (الجزء الثاني من العدد 6236) سنجد أنها سورة النجم، السورة رقم 53. والسؤال الذي نودّ طرحه هنا: لقد زعمنا أن العدد 6236 يتألف من العددين 36 و 62 , فهل لمجيء إحدى سور القرآن مؤلفة من 62 آية علاقة بالعدد 36؟
إذا بحثنا عن سور القرآن التي عدد الآيات في كل منها 62 آية فأكثر , سنجد أن عددها هو 36 سورة لا غير.
3 - وبذلك فسور القرآن الكريم – باعتبار العدد 62 - :
36 سورة عدد الآيات في كل منها 62 آية فأكثر.
78 سورة عدد الآيات في كل منها أقل من 62 آية.
الملاحظة هنا:
سورة المطففين هي السورة الوحيدة المؤلفة من 36 آية , وقد جاءت في موقع الترتيب 83 , وبذلك يكون مجموع العددين 119.
من بين سور القرآن سورتان مؤلفة كل منهما من 78 آية , هما: سورة الحج , السورة رقم 22 , وسورة الرحمن السورة رقم 55. وبذلك يكون مجموع الأعداد الدالة على ترتيبهما وآياتهما 233. (78 + 22 + 78 + 55)
العجيب أن الفرق بين العددين 119 و 233 هو 114.
4 - الأعداد 26و36و62 , مواقع ترتيب:
قلنا أن العدد 6236 يتألف من العددين 36 و 62 , والفرق بينهما 26.
ماذا نجد في ترتيب المصحف إذا بحثنا عن سور القرآن التي جاءت في مواقع الترتيب 26 و 36 و 62؟ (لاحظ أن العدد 26 هو الرابط بين العددين 36 و 62).
السورة رقم 26 هي سورة الشعراء وقد جاءت مؤلفة من 227 آية.
السورة رقم 36 هي سورة (يس) وقد جاءت مؤلفة من 83 آية.
نلاحظ أن مجموع عددي الآيات في السورتين هو 310 , وهذا العدد من مضاعفات الرقم 62 , وأن حاصل طرحهما هو 144 , وهذا العدد من مضاعفات الرقم 36.
5 - العددان 26 و 62 موقعا ترتيب:
السورة رقم 26 هي سورة الشعراء وقد جاءت مؤلفة من 227 آية.
السورة رقم 62 هي سورة الجمعة وقد جاءت مؤلفة من 11 آية.
نلاحظ أن الفرق بين عددي الآيات في السورتين هو 216 , أي 6 × 36.
(كما أن العدد 216 هو عبارة عن: 6×3×2×6)
6 - العددان 36 و 62 موقعا ترتيب:
السورة رقم 36 هي سورة (يس) وقد جاءت مؤلفة من 83 آية.
السورة رقم 62 هي سورة الجمعة , وقد جاءت مؤلفة من 11 آية.
نلاحظ أن الفرق بين عددي الآيات في السورتين هو 72 , أي 2 × 36.
............. الجزء 2
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[24 Dec 2009, 05:48 م]ـ
من فضلك
انظر الجزء الثاني ..(/)
طبع تفسير الشهرستاني (ت: 548) صاحب كتاب الملل والنحل
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[24 Dec 2009, 01:49 م]ـ
بين يدي كتاب (مفاتيح الأسرار ومصابيح الأنوار) لمحمد بن عبد الكريم الشهريتاني (ت: 548)، تحقيق وتعليق محمد علي آذرشب / أستاذ جامعة طهران.
والكتاب مطبوع بطهران.
والشهرستاني لم يُعرف عنه أنه ألَّف تفسيرًا، وقد اجتهد المحقق في إيراد نقولات تشير إلى وجود تفسير له كتبه في أواخر عمره، مما يدعو إلى عدم معرفته عند معاصرين الذين ترجموا له.
وقد ذكر البيهقي في كتابه (تتمة صون الحكمة: 140) أن الشهرستاني ((يأول الآيات على قوانين الشريعة والحمة وغيرها)).
وهذا الذي ذكره البيهقي موجود في كتاب مفاتيح الأسرار.
والكتاب فيه آراء على مذهب الرافضة، ولعل هذا يشير إلى كون محمد باقر المجلسي (ت: 1111) ينقل عنه في كتابه المشهور (بحار الأنوار).
وقد ذكره كذلك الزنجاني (ت: 1360) في كتابه (تاريخ القرآن؛ 45)، وعنه نقل المستشرق جفري في مقدمته لكتاب (المصاحف لأبي داوود:3).
وقد ذكره بروكلمان في تاريخ الأدب العربي:1: 762) (1).
والكتاب بحاجة إلى مزيد بحث لتأكيد نسبته للشهرستاني.
ملحوظة: المطبوع حتى الآن ـ حسب ما وصلني ـ جزآن يشتملان على الفاتحة والبقرة فقط.
ــــــــــــــــــــــ
(1) ينظر مقدمة المحقق محمد علي آذرشب (م34 ـ م36).
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Dec 2009, 01:56 م]ـ
بارك الله فيكم يا دكتور مساعد.
طرح الأخ محمد الباهلي قبل أيام هذا السؤال:
هل تفسير الشهرستاني المطبوع صحيح النسبة لمؤلفه؟ ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=18170)
ـ[فهر راشد الأزهري]ــــــــ[27 Sep 2010, 08:02 م]ـ
هل من جديد؟
هل صحت النسبة؟(/)
من مظاهر الإعجاز العددي في العدد 6236 (الجزء الثاني)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[24 Dec 2009, 05:51 م]ـ
7 - العدد 36 , رقم ترتيبٍ , وعدد آياتٍ:
من الطبيعي أن يستخدم العدد 36 رقم ترتيب لإحدى سور القرآن , ولكنه استخدم أيضا للدلالة على عدد الآيات في إحدى سوره.
لنتأمل كيف تمّ استخدام العدد 36:
سورة (يس) هي السورة رقم 36 في ترتيب المصحف , وقد جاءت مؤلفة من 83 آية.
العجيب أن السورة رقم 83 (سورة المطففين) قد جاءت مؤلفة من 36 آية.
8 – العدد 36 , بين نصفي القرآن:
سورة (يس) هي السورة رقم 36 في ترتيب المصحف (أي في النصف الأول من القرآن , وهي السور من 1 - 57) , وقد جاءت مؤلفة من 83 آية.
هل روعيت هذه العلاقة في السورة رقم 36 في النصف الثاني من القرآن؟
السورة رقم 36 في النصف الثاني من القرآن (السور 58 – 114) هي سورة الضحى , وقد جاءت مؤلفة من 11 آية.
نلاحظ أن الفرق بين عددي الآيات في السورتين هو 72 , أي 2 × 36.
(83 – 11 = 72).
9 - معكوس العددين 36 و 62 هو: 63 و 26.
هل روعيت هذه العلاقة في ترتيب سور القرآن الكريم؟
الجواب نعم , لنتأمل:
السورة رقم 63 (عكس العدد 36) في ترتيب المصحف هي سورة المنافقون , وقد جاءت مؤلفة من 11 آية.
السورة رقم 26 (عكس العدد 62) هي سورة الشعراء , وقد جاءت مؤلفة من 227 آية. نلاحظ أن الفرق بين عددي الآيات في السورتين هو 216 , أي 6 × 36.
ماذا تعني مراعاة الترتيب القرآني لهذه العلاقة؟
أي مصادفات وأي اجتهادات وأي اصطلاحات؟
10 - نصف العدد 36 هو 18 , ونصف العدد 62 هو 31.
وهل روعيت هذه العلاقة في ترتيب سور القرآن الكريم؟
الجواب: نعم.لنتأمل:
السورة رقم 18 في ترتيب المصحف هي سورة الكهف , وقد جاءت مؤلفة من 110 آيات.
السورة رقم 31 في ترتيب المصحف هي سورة لقمان , وقد جاءت مؤلفة من 34 آية.
نلاحظ أن مجموع عددي الآيات في السورتين هو 144 أي 4 × 36.
11 - معكوس العددين 18 و31 هو: 81 و13.
وهذه أيضا.
السورة رقم 81 (عكس العدد 18) هي سورة التكوير وقد جاءت مؤلفة من 29 آية.
السورة رقم 13 (عكس العدد 31) هي سورة الرعد وقد جاءت مؤلفة من 43 آية.
نلاحظ أن مجموع عددي الآيات في السورتين هو 72 أي 2 × 36.
12 – العدد 36 ومضاعفاته أرقام ترتيب:
بما أن عدد سور القرآن 114 , فلا بد أن يكون من بين سور القرآن سورا رقم ترتيبها 36 أو مضاعفاته.هل لتلك السور علاقة بعدد سور القرآن؟
سور القرآن التي أرقام ترتيبها 36 أو مضاعفاته ثلاث سور هي:
سورة (يس) السورة رقم 36 وعدد آياتها 83.
سورة الجن , السورة رقم 72 وعدد آياتها 28.
سورة الكوثر , السورة رقم 108 , وعدد آياتها 3.
نلاحظ أن مجموع أعداد الآيات في السور الثلاث هو 114 , وهذا هو عدد سور القرآن الكريم.
..... الجزء الثالث
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[26 Dec 2009, 10:20 م]ـ
أعتذر إليك يا موضوعي الحبيب، لقد أنزلوك في غير مكانك.، وما باليد حيلة.
أخوك الثالث يبلغك تحياته ويعتذر عن الانضمام اليك.
ـ[نعيمان]ــــــــ[26 Dec 2009, 11:18 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الحبيب الأستاذ المكثار المتضلّع عبد الله جلغوم، وبارك فيك، وفي جهودك الكبيرة الّتي تبذلها.
واحمد الله عزّ وجلّ على ما آتاك، ولا تأس على قلّة المعلّقين، وانظر إلى عدد المارّين، ولا تَقِسْهُم بنفسك، فالعلم الذي فتح الله به عليك لم يعطه إلا نفراً يسيراً من النّاس؛ وهو رزق مسوق مبارك -كما أرجو وأحسب-.
فإن كنت - حبيبنا- تكتب ليُعَقّبَ عليك فلا تكتب، وإن كنت تكتب لله وفي الله فلا تتوقّف أبداً؛ بل اكتب واكتب واكتب؛ فإنّ اكتشافاتك تسرّ النّاظرين إليها ممّن تثير فيه الإعجاب، ويزداد به الإيمان على عظمة هذا الكتاب المغدق المثمر؛ الذي لا شيء فيه إلا يدلّ على صدقه وعلوّه على غيره.
أنا أعلم أنّ المرء إذا اكتشف شيئاً جديداً أبهره يريد أن يُبهر الآخرين به؛ ويتمنّى من سويداء قلبه أن يكون التّعقيب والتّعليق على قدر المكتَشَف؛ ولكن هيهات حتّى يأذن الله: وما أكثر النّاس ولو حرصت بمعلّقين.
ويكفيك أنّك تعيش في القرآن - وما أعظمه عيشاً- تستخرج منه ما لم يسبقك إليه أحد. ودع القبول عند النّاس لله عزّ وجل، فإنّه إن أراد شيئاً أمضاه، ولو بعد حين؛ وليعلمنّ النّاس نبأ هذا ولو بعد حين، وإن لم يرده سبحانه طواه وأخفاه.
فكن حريصاً -يرحمك الله - على ما يريده الله، ولا تكن -أبداً - حريصاً على مالا يريد قبوله - الآن - الله جلّ في علاه.
ولا تستحثّنّ أحداً على التّعقيب، فلكلّ أمر ترتيب، يا من يقعّد في الإعجاز العدديّ لعظمة التّرتيب.
فتح الله عليك أستاذنا الكبير فتوح العارفين، وصبّ عليك الرّزق الشّامل -رزق العلم والإيمان والتّقوى والجهد والوقت والصّحّة والمال- صبّاً.
اللهمّ هوّن على أخينا عبد الله ما يجد، واملأ قلبه يقيناً بما وفّقته له، وأسعد قلبه، وأقرّ عينه، وأكثر في موضوعاته من تعقيبات المحبّين لك، والمخبتين إليك، والسّاجدين بين يديك.
اللهمّ آمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نور الماضي]ــــــــ[26 Dec 2009, 11:18 م]ـ
موضوع رائع ومفيد بارك الله فيك وزادك علما
ومعك حق الموضوع في غير مكانه أرجو نقله للمكان المناسب
ـ[نعيمان]ــــــــ[26 Dec 2009, 11:43 م]ـ
(أعتذر إليك يا موضوعي الحبيب، لقد أنزلوك في غير مكانك.، وما باليد حيلة.
أخوك الثالث يبلغك تحياته ويعتذر عن الانضمام اليك.) جلغوم
(موضوع رائع ومفيد بارك الله فيك وزادك علما
ومعك حق الموضوع في غير مكانه أرجو نقله للمكان المناسب) نور الماضي
يقصد الأستاذ عبد الله جلغوم يا أخي نور الماضي: أنّ موضوعه الّذي قسّمه إلى أجزاء لم يحظ بالاهتمام اللازم؛ ولهذا فإنّه يعتذر بحسرة وألم لعدم رغبته في إنزال الأجزاء الباقية الّتي فرح باكتشافها، وأراد أن يثلج صدور الأعضاء الأحبّة بها.
ـ[نور الماضي]ــــــــ[27 Dec 2009, 12:40 ص]ـ
شكرا لك أخ نعيمان على توضيحك
وأقول لأخي عبدالله قبل حزنك وقبل اعتذارك لموضوعك
تم نسخ ولصق الموضوع في أربعة منتديات وكل منتدى فيه من الردود ما لا يقل عن خمسة وإن أردت أرسل لك أسماءها على الخاص.
لا تتوقف عن كتابة كل جديد بل انظر لعدد المشاهدين للموضوع ولو أن كلا منهم قال لواحد فقط سيكون علم يُنتفع به ليوم القيامة ولا ينقطع عملك به بإذن الله.
وسيأتي اليوم الذي يقدَّم فيه العلماء ويكتب العلم بماء الذهب.
فاكتب وانشر وإنا لكتاباتك وعلمك لمتابعون ولنا الشرف
ـ[حسان بوبشيش]ــــــــ[27 Dec 2009, 12:31 م]ـ
اكتشافك شيخنا عبد الله في غاية الروعة
واني اعجب لشيء واحد وهو انك تكتشف اشياء تخضع لقانون معين -مهم جدا في هذا الكون- دون ان تكون لك معرفة مسبقة به.
عندما اقرأ اكتشافاتك واقارنها بما لدي -القانون- لا أجد اي صعوبة في فهمها واتعجب كيف وصلت الى اكتشافه دون معرفة القانون ثم اسأل نفسي واقول ماذا سيكتشف لو عرف القانون؟
على كل حال ستكون ان شاء الله اول من سأطلعه على هذا الاكتشاف والذي كلفني عمر هذا المنتدى من الوقت وتأكد أنه يصعب على الكثير أن يناقشك في صحته.
وسعيا مني لازالة ما بقلبك من حسرة سأرسل لك الموضوع عبر بريدك الالكتروني رغم انني لم انهي بعد تنظيمه ولم أقرر بعد نشره.
شيخنا عبد الله سنتحدث عن التفاصيل لاحقا ...
ـ[نعيمان]ــــــــ[27 Dec 2009, 01:39 م]ـ
صدق من قال: أوّل الغيث قطر ثمّ ينهمر.
وهو من أبيات شعر لابن النّبيه؛ قد غيّرت في اثنين من ألفاظها لتتسق مع ما أردتّ إيصاله:
ليس الّذي نلتموه كلّ حظكم = الله أكبر والهنديّة البترُ
لله في علمكم سرّ سيظهره = وأوّل الغيث قطر ثم ينهمرُ
زدتم بحبّ سمير المؤمنين عليّ = كذا البحور إذا زادت بها الغُدُرُ
ابن النّبيه، ديوان ابن النبيه، 1/ 153.
والألفاظ الّتي غيّرتها: علمكم = ملككم. أمير المؤمنين = سمير المؤمنين.
وهاهو أخونا الأستاذ حسّان بوبشيش -يحفظه الله- يبدأ تباشير الفجر ببحث مثمّن؛ أي عمره ثماني حجج مباركة؛ فإنّ أتمّه عشراً فمن بركات هذا العلم، ونفحات منزّله سبحانه.
ونحن بانتظار نشره؛ لنزداد يقيناً على يقين، ويزداد الكاتبون الجادّون في علم الإعجاز العدديّ عدداً، ويزدان بهم العلماء والباحثون وفداً ورفداً.
وأنتم أستاذ عبد الله -ما شاء الله عنكم- تنثال على رأسكم الأرقام انثيالاً بلا توقّف، تتزاحم أيّها تسبق الأخرى. وقد لا أبالغ إن قلت إنّكم ترون ذلك حتّى في مناماتكم، فمن يعايش شيئاً يره مناماً ويقظة.
فهل هذا دافع لتواصل اكتشافاتك أم لتتوقّف عن الكتابة؟!
حتّى وإن أصررت على التّوقّف عن الكتابة هنا، فلا تتوقّف أبداً عمّا يفتح الله به عليك سبحانه في أيّ مكان، فإنّي أعلم عن بعض علمكم مالا يعلمه كثير من النّاس؛ وهذا يجرّئني على طلبي الملحّ.
ولا تدري لعلّ الله يحدث بعد ذلك أمراً.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[29 Dec 2009, 12:28 م]ـ
الأخوة الأفاضل
د. نعيمان
حسن بوبشيش
نور الماضي
أشكرلكم مداخلاتكم الرقيقة،إنني مدين لكم بما أحسست به من الفرح وانا أقرأها.
وها هو موضوع العدد 6236 يستعد للانطلاق عائداإلى رأس الصفحة، قريبا من قصيدة ذات الخمار الأسود لاخينا أبي الخير،فلعله يستمتع بقراءتها أيضا.(/)
منهج سيد قطب في العقيدة (مقتبس من رسالة علمية)
ـ[صالح صواب]ــــــــ[24 Dec 2009, 10:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قبل بضعة أشهر تم مناقشة رسالة الدكتوراه، التي تقدم بها الطالب/ ماجد شباله، والمدرس (المحاضر) بجامعة إب، إلى قسم الدراسات الإسلامية بجامعة صنعاء، وأشرف على الرسالة أ. د. حسن الأهدل، مشرفا رئيسا، وصالح صواب، مشرفا مشاركا.
وقد كانت لجنة المناقشة مكونة من الأستاذ المشرف، والأستاذ الدكتور/ عبدالوهاب الديلمي، والأستاذ الدكتور/ خليل الكبيسي.
وقد كانت الرسالة قيمة، وبلغت 1236 صفحة ..
ونظرا لأهمية هذا الموضوع، فقد أحببت طرح بعض معالم الرسالة، بمقتطفات من المقدمة والخاتمة، علما أن الرسالة – حاليا – تحت الطبع، وسوف تصدر بإذن الله تعالى في كتاب ..
ومما ورد في المقدمة من منهج البحث التي اتخذه الطالب، حيث سار على المنهج الآتي (أنقل بعضها):
1 - جمع مؤلفات (سيد قطب) - رحمه الله - وقد استطعت بتوفيق الله الحصول على جميع كتبه المطبوعة.
2 - قراءة جميع كتبه قراءة فاحصة.
3 - حصر المسائل المتعلقة بالعقيدة التي اشتملت عليها كتبه.
4 - تقسيم وتصنيف المسائل على أبواب العقيدة ومباحثها وفق ما رسمه السلف في كتبهم ومؤلفاتهم.
5 - جمع كلام سيد المتفرق عن كل مسألة من مواضعه المختلفة، للتوصل إلى معرفة منهجه في تلك المسألة.
6 - حرصت على نقل كلامه بالنص في كل مسألة، ليقف القارئ على عباراته بدون تصرف فيها، ما لم تدع الحاجة إلى نقل كلامه بالمعنى، من أجل تلخيصه إذا كان طويلاً بحيث يصعب نقله بالنص، وما لم تدع الحاجة إلى سوق كلامه المفرق مساقاً واحداً لإعطاء القارئ صورة متكاملة عن رأي سيد في المسألة إذا كان بعض كلامه يكمل بعضا , وإذا تكرر كلامه على مسألة في أكثر من موضع وكان متقارباً نقلته من أحدها وأحلت على الأخرى.
7 - أصدر كل مسألة من مسائل البحث بالنصوص الشرعية المتعلقة بها ثم أنقل كلام سيد قطب- رحمة الله - وأبيِّن في نهاية كل مسألة ما إذا كان رأيه موافقاً لرأي أهل السنة والجماعة أو مخالفاً له.
8 - قد أكرر كلام سيد قطب في أكثر من موضع وذلك لاشتماله أحياناً على أكثر من مسألة من مسائل العقيدة.
أما الخاتمة فقد أورد فيها الباحث عددا من النتائج أنقل هنا بعضها، كما أوردها الباحث نصا، حيث قال ضمن الخاتمة:
1 - فيما يتعلق بمنهجه في تقرير العقيدة:
أ- كان سيد قطب موافقاً لما عليه أهل السنة في الاعتماد على مصادر تلقي تقرير العقيدة، والمتمثلة في الكتاب والسنة والفطرة والعقل، ومخالفته لمنهج الفلاسفة وعلماء الكلام في تقرير العقيدة، حيث بين مخالفتهم لمنهج القرآن في هذا الباب ونقد ما عندهم من أخطاء في هذا الباب، مع وقوعه في خطأ فيما يتعلق بالأخذ بحديث الآحاد في العقيدة،
ب- فيما يتعلق بموقفه من العقل وفطرية المعرفة يقرر ما عليه أهل السنة وينتقد المخالفين، وكذا فيما يتعلق بقضية تطور العقيدة ومقارنة الأديان، حيث يرى سيد بطلان نظرية تطور العقيدة وبطلان منهج علماء مقارنة الأديان الغربيين ومن تأثر بهم في هذا الباب ومخالفتهم لنمهج القرآن الكريم.
2 - اهتم سيد قطب – رحمه الله – كثيراً ببيان أهمية العقيدة الإسلامية و خصائصها ومميزاتها، وتقرير منهج القرآن في عرضها والدعوة إليها،كما حذر كثيراً من وسائل الأعداء في محاربتها وصرف الناس عنها،
3 - فيما يتعلق بموقف سيد قطب – رحمه الله – من المخالفين عقدياً نجد أنه:
أ - يقرر ما جاء في القرآن والسنة حول الموقف من أهل الكتاب والمشركين والوثنيين والملاحدة عموماً والمتمثل في اعتقاد كفرهم ووجوب بغضهم والتميز عنهم، كما عمل على فضح أهدافهم ومخططاتهم ضد الإسلام وحذر من المذاهب والنظريات الإلحادية والمادية كالشيوعية والوجودية والداروينية والعلمانية والقومية وغيرها، وبين فسادها وضلالها.
ب - المخالفون لمنهج السلف من المتكلمين والفلاسفة والصوفية وأهل الأهواء "العصرانيين" وغيرهم،بيَّن سيد قطب المأخذ عليهم، ونقد ما عندهم من أخطاء في باب العقيدة.
4 - فيما يتعلق بمنهجه في باب مسائل الإيمان:
(يُتْبَعُ)
(/)
أ - يقرر سيد قطب ما عليه أهل السنة والجماعة من تعريف الإيمان لغةً واصطلاحاً، وعلاقته بالعمل، وكذا العلاقة بين الإيمان والإسلام، وزيادة الإيمان ونقصانه، وكذا حكم مرتكب الكبيرة.
ب - فيما يتعلق بقضية التكفير وما ثار حولها من جدل تبيَّن لنا من خلال جمع النصوص المتعلقة بهذه القضية أن سيد قطب يفرق بين الحكم على الأنظمة والأوضاع وبين الحكم على الأفراد، وأن الذين اعتمدوا على بعض النصوص دون بعضها الآخر، أو على فقرات مجتزأة من سياقها، أو اغفلوا الضوابط التي ذكرت في سياق بعض النصوص فهموا كلامه على غير ما أراد.
5 - فيما يتعلق بمنهجه في باب التوحيد:
أ - يوافق سيد قطب ما عليه أهل السنة والجماعة في حقيقة التوحيد وشموله للألوهية والربوبية والأسماء والصفات، وإن كان له رأي في بيان معنى الألوهية والربوبية غير ما عليه السلف لكنه خلاف لفظي.
ب - في باب توحيد الربوبية يقرر سيد منهج القرآن في الاستدلال على الربوبية وينتقد المناهج المخالفة في تقرير وجود الله ووحدانيته.
كما انتقد نظرية قِدم العالم، وكذا وحدة الوجود والحلول والإتحاد، فيما يتعلق بالقدر يقرر ما عليه أهل السنة في مسائل القدر عموماً ويخالف ما عند المتكلمين والفلاسفة.
ج- في باب توحيد الأسماء والصفات: يثبت الأسماء الحسنى بمعانيها التي دلت عليها.
ويثبت الصفات الإلهية إجمالاً ويرد على النفاة والمؤولين وإن وقع في بعض الأحيان في التأويل باعترافه نفسه وتراجعه عن التأويل.
أما موقفه من الصفات تفصيلاً فقد كان في الغالب موافقاً لما عليه أهل السنة والجماعة إلا في قضايا قليلة محدده كما سبق.
د- في باب توحيد الألوهية اهتم سيد قطب كثيراً ببيان منهج القرآن الكريم في تقرير توحيد الألوهية حيث بيَّن أن للألوهية ثلاثة مجالات:
(أ) مجال الاعتقاد وهو: معنى لا إله إلا الله.
(ب) مجال العبادة والشعائر.
(ج) مجال الحاكمية والتشريع.
6 - في باب نواقض التوحيد والإيمان ذكر سيد –رحمه الله- النواقض المتمثلة بالشرك وأنواعه , والكفر وأنواعه , والنفاق وهو في ذلك يقرر ما جاء في القرآن الكريم والسنة الشريفة، مع اهتمامه كثيراً ببيان شرك الحاكمية وما تفرع عنه باعتباره أبرز أنواع الكفر في هذا العصر، وعنه ينتج ما سواه.
7 - فيما يتعلق بمنهجه في باب الملائكة والجن والشياطين يقرر ما عليه السلف من وجودهم وصفاتهم وأعمالهم ويرد على المخالفين في هذا الباب.
8 - فيما يتعلق بالأنبياء والرسل يقرر أيضاً ما عليه السلف في هذا الباب من حقيقة النبوة وصفات الأنبياء ووظائفهم وعصمتهم وغير ذلك , ويرد على المخالفين في هذا الباب , وما يتعلق بكلام سيد حول موسى ? في بعض كتبه السابقة نجد أن له كلاماً مختلفاً في كتبه الإسلامية الأخيرة فيه تعظيم لموسى ? مما يدل على أن كلامه في التصوير الفني كان في مرحلة لها حكمها.
9 - فيما يتعلق بنبوة محمد ? يقرر سيد أهمية بعثته ? وحاجة العالم إليها وأثرها على البشرية، وكذا دلائل نبوته وصفاته وخصائصه ومعجزاته وبيناته , حيث يرى أن معجزة النبي ? هي القرآن الكريم وما سواه من الخوارق فإنما كان إكراماً أو تثبيتاً له، ولم يكن خارقة على سبيل التحدي بها.
10 - فيما يتعلق بالصحابة – رضوان الله عليهم – تحدث سيد قطب عن عظمة جيل الصحابة، وبين مميزات هذا الجيل الفريد وخصائصه والواجب نحوهم , أما كلامه حول بعض الصحابة فقد تبَّين لنا أنه كان قبل التزامه أو في بداية تحوله نحو الإسلام، وأنه عدل ما جاء في كتابه" العدالة الاجتماعية" في الطبعة المنقحة قبل موته بسنتين, بالإضافة إلى أن في كتبه الأخيرة ما ينقضه.
11 - فيما يتعلق بالخلافة يقرر سيد قطب أهمية الخلافة الصالحة ويستعرض خصائص نظام الحكم في الإسلام، وكذا مكانة الحاكم المسلم وحقوقه وواجباته، ونظام الشورى وما يتعلق به، ونظرته للأنظمة المعاصرة ووسائل التغيير،حيث يقرر أهمية بناء القاعدة الإسلامية في المجتمع كأساس للتغيير.
12 - فيما يتعلق بالمعاد واليوم الآخر يبين سيد قطب – رحمه الله - أهمية اليوم الآخر وأثره في الحياة، كما تناول مقدمات اليوم الآخر من التوبة والموت وحياة البرزخ وأشراط الساعة وكذا أحداث القيامة وما فيها حتى الاستقرار في الجنة أو النار , وله بعض الآراء التي خالف فيها القول الراجح عند أهل السنة والجماعة في هذا الباب مثل: رأيه في خروج يأجوج ومأجوج , والميزان.
والخلاصة: نستطيع القول بأن سيد قطب – رحمه الله – كان إجمالاً في باب العقيدة موافقاً لما عند أهل السنة والجماعة مخالفاً للفرق المخالفة لهم، وأن الأخطاء التي وقع فيها سيد قطب في باب العقيدة تتمثل في الآتي:
أ- إما قضايا علمية خلافية كالموقف من حديث الآحاد , وقضية سحر النبي ?.
ب- أخطاء في كتبه الأدبية السابقة لالتزامه، أو في الكتب التي ألفها في بداية تحوله نحو الفكر الإسلامي وقبل تعمقه في الدراسات الإسلامية، في الطبعات المنقحة منها وكذا كتبه المتأخرة ما يخالفها أو ينقضها.
ج- إما كلام موهم أدبي حول بعض القضايا استنتج بعضهم منه أن سيد قطب يقرر خلاف ما عليه أهل السنة والجماعة، ولكن يوجد له كلام آخرأكثر وضوحاً حول تلك القضايا، من أمثلة ذلك: القول بخلق القرآن , ووحدة الوجود , وتأويل الصفات ونحوها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[26 Dec 2009, 12:09 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بجهودكم
ونعلم أنه سيغص بهذه الرسالة البعض ويشرق بها البعض الآخر
وأرجو أن نرى الرسالة قريبا في الأسواق
وجزاكم الله خيرا مرة أخرى وذب عن وجوهكم النار
ـ[محمدالسعيدي]ــــــــ[29 Dec 2009, 03:42 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء شيخنا الفاضل الدكتور صالح ...
لعل الصيد كما يقولون = (الموضوعية) في جوف هذه الرسالة-إن شاء الله-
من يكتب عن الأستاذ سيد قطب-رحمه الله- بحاجة إلى تجرد من هوى البغض القالي وهوى الحب الغالي ...
وكلٌ يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب الروضة الشريفة=النبي صلى الله عليه وسلم
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[29 Dec 2009, 01:53 م]ـ
الحمد لله فالإسلام أشمل من أن تظن فرقةٌ ما من الفرق أنها خير من يمثله. لكنّ أبين الناس ضلالا هو من اعتقد أن الاتصال بالملأ الأعلى جائز لغير الأنبياء وهؤلاء هم الفرس وعبيدهم الذين حجزوا مقعدا في الملأ الأعلى لكائن متخيل أسموه صاحب الزمان وزوّروا له نسبا في آل علي ليحققوا هدفين. أولهما نوع من الوحي والنبوة لكل "علمائهم" عبر لقاء هذا الكائن المتخيل متى شاءوا أنْ يكذبوا وقد ردّ عليهم القرآن بـ"ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي لي ولم يوح إليه شيء". والثاني أنهم يثأرون للفرس من العرب ولذلك اتهموا من أسقط دولة الفرس وهو الإمام الثاني عمر بن الخطاب بأنه ليس إماما بل زعموا أن النبي قد أوصى بالإمامة لسواه، ثم لم يكتفوا بذلك بل اتهموه بأنه قد رفس السيدة فاطمة بنت النبي فأسقطها جنينا حتى إنهم يغنون اليوم في فضائياتهم قول أحد عبيد الفرس
لولا سقوط جنين فاطمة لما * أودى لها في كربلاء جنين
والحق أن ضلع الزهراء هو إيوان كسرى فلولا سقوط إيوان كسرى لما كره الفرس عمر بن الخطاب ولما افترضوا أن في آل محمد رجلا مفترض الطاعة مما لا يعرفه أحد من آل البيت كما ثبت في الحوار التاريخي بين أول من فتق القول بالإمامة (كما قال بن النديم) وهو شيطان الطاق وبين زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب حيث سأله الإمام زيد " بلغني أنك تزعم أن في آل محمد رجلا مفترض الطاعة!!!
قال نعم وكان أبوك علي بن الحسين [زين العابدين] أحدهم!
فقال زيد بن علي وكيف وقد كان يؤتى باللقمة وهي حارة فيبردها ثم يلقمنيها. أتراه كان يخاف عليّ من حرّ اللقمة ولا يخاف عليّ من حرّ النار!!!!!؟
قال فقلت له:"خشي أن يُخبرك فتكذب فلا يُشفع فيك"!
وبهذا المنطق المتهاوي أو بالأحرى انعدام المنطق صار الفارسي في إيران يظن أنه موال على حين أن زين بن السجاد ناصبي!!! [أصبحوا اليوم بعد سقوط بغداد يطلقون ناصبي على كل من لا يصدق بهذه الأكاذيب].
فالتحليل التاريخي قد أثبت أن نظرية الإمامة هي الرفض الفارسي للحكم العربي وأن الولاية وهي أن توالي الحسين الهاشمي القرشي العربي عبر صاحب الزمان وهو فكرة فارسية إنما هو دين جديد كل الجدة مستقل كل الاستقلال عن دين العرب، فلاغرو أن يقوموا ببرمجة أبنائهم على كره الأمة ويزعموا أن الأمة هم أحفاد بني أمية على أن التاريخ قد أثبت أن الأمة بقياة الزهر من آل محمد من بني العباس قد ثأروا وأأفرطوا في الثأر من بني أمية. فظاهرة دين الفرس لم تحصل في التاريخ أن تعبد أسرة من العرب وأن تلعن شعبها وأمتها؟
فالتصنيف الحق للفرق الإسلامية الذي يستفيد من شمولية النظرة هو أن الذين يسمون أنفسهم مسلمين اليوم فرقتان كبريان فرقة حصرت الاتصال بالملأ الأعلى على الأنبياء وخاتمهم وأفضلهم محمد بن عبدالله، وهؤلاء هم (أهل السنة، المعتزلة، الزيدية، الإباضية) والفرقة الثانية مستقلة عن الأمة وقد استقلت بزعمها أن الاتصال بالملأ الأعلى يكون لغير الأنبياء كما زعم الفرس عبر اختراعهم لكائن متخيل في الملأ الأعلى أسموه صاحب الزمان أو قائم آل محمد وكما زعم القاديانية أن صاحبهم ميرزا غلام أحمد هو نبي تلقى الوحي من الله!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ولنترك جانبا كل الفرق المستقلة عن الأمة ونهتم بأتباع مذهب الأمة وهؤلاء بينهم خلافات عبر التاريخ سيحلها بإذن الله التوسع في المعرفة والتحليل اللغوي وعلوم اللسانيات وآليات المعرفة التي جاءت بها أكبر ثورة اتصال في التاريخ التي شهدها العقد الأخير من القرن العشرين الميلادي، (حيث جاء الانترنت والموبايل والفضائيات في عصر واحد). وما سيزداد وعي المسلم في حسن فهمه لعلوم العقائد ما نزال بانتظاره وسبب تأخره نفور أرباب العلوم الشرعية أو جلهم من العلوم العقلية والرياضية وظنهم أن في مروياتهم ما يغني عنها. ولو كان أبو محمد بن بن حزم حيا لقرع بعضا وولام بعضا على هذا الظن الفائل والحسبان الباطل. فالعلوم العقلية الرياضية التحليلية هي السلاح الذي به يفهم المسلم الجانب العلمي في الرواية والجانب الذاتي وبه يستطيع فهم أعدائه وألاعيبهم وبه يدافع عن دينه وكيانه. بل به ينجو من ظنونه وأوهامه فيميز بين ما هو ثابت مجمع عليه وما هو ظني ودرجة أرجحيته.
ويشهد الله أني حين أرى أبناء مذهب الأمة يكرهون بعضهم أو يرفضون أن يتعاونوا على التعلم وإدراك أسباب الاختلاف على تؤدة وأناة أحسّ بألم يعتصرني. وأنا أبرأ إلى الله تعالى من كل من ينتهك حجاب الأخلاق فيرمي المسلمين بالحجارة والإقذاع في اللفظ مما يصدّ النفوس عن قبول بعضها ومما يفت في عضد الأمة ويقوي أعداءها والمنحرفين عن نهجها.
فلا يرتاب عاقل في أن مصدر العقيدة الرئيس هو القرآن الكريم.
ولفتة بسيطة في علم الإحصاء تقربنا من الفهم الصواب لمسائل العقيدة
فما الأمور التي شدد عليها القرآن وضرب عليها الأمثال ووبخ عليها من أعرض عنها؟
إنها وحدانية الله والإيمان باليوم الآخر.
فكل من قدم الدنيا على الآخرة في سلوكه فهو مختل العقيدة وإن زعم أنه موحد أو ألف كتبا أو شُدت إليه الرحال.
وكل من خاف الناس أكثر من خوفه من الله تعالى فهو مختل العقيدة وإن زعم أنه وأنه ..
فالعقيدة الحق هي ما كان عليه النبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام، وليس من جاء بعدهم من متعاطي العلم والقاعدين في بيوتهم ولو مجدوا سنة رسول الله أو آل بيته الكرام أو قسّموا وصنفوا وألّفوا إلا مجتهدون في الاتباع يصيبون ويقصرون. والسلف الحق هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس علماء الحديث والقراءات واللغة والمغازي والسير وغيرهم. وبعض الناس يعدّ كل من جاء قبل تمام المئة الثالثة سلفاً. وهذا إن كان يعني السلف اللغوي فكل من سلفك فهو سلف لك حتى أجدادك الأدنين فلا بأس. وإن كان يعني مفهوما يكتسب روحا دينيا بأن يقوم ويفهم معنى القرن على أنه مئة سنة فهذا من باب فهم النص بمفهوم متأخّر. فالقرن هو الطبقة من الناس أو ما نسميه اليوم (الجيل) [وإن كان معنى الجيل لغةً هو الأمة فالروم جيل من الناس والعرب جيل من الناس]. وقد فهم المحدث أحمد بن حنبل معنى القرن بدلالته اللغوية فقال"وأفضل الناس بعد الأنبياء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم القرن الذي بعث فيهم" وعلى هذا يكون الزبير قرن وعروة بن الزبير قرن وهشام بن عروة قرن. ويكون معنى خيركم قرني ثم الذين يلونهم الصحابة وأبناءهم وأحفاهم. وما يحاول بعضهم أن يحتكر أسماء كبيرة كمفهوم أهل السنة والجماعة وهم تيار اتفق على مجموعة أمور تاريخية أو مفهوم السلف ليضمنه من يظن أنهم خير من يمثل الإسلام وهم محدثو القرن الثالث أو كل من مجّد ونافح عن مفاهيم عامة (أهل سنة، سنة، حديث، صفات، القرآن غير مخلوق، كل من رأى أو سمع النبي وأسلم ومات على الإسلام فهو صحابي، والسكوت عن خلافات الصحابة واحترابهم .. ) فهذا نوع من التعصب لمفاهيم حصلت في التاريخ داخل المجتمع المسلم. وهذا النوع من الفهم وإن أسعد كثيرين من أهل الكروش والعروش فإنه ليس الدين الذي جاء به القرآن القائم على تقديم الآخرة على الدنيا في كل سلوك، وعلى الخوف من الله تعالى وحده وعلى الإنفاق في سبيل الله ونصرة الدين بالنفس والمال والولد والمكانة. وما أرى الشيطان إلا قد وجد مزلقا في أمة الإسلام حيث حوّل بعضهم الدين من سلوك وطريقة في العيش إلى جمع معلومات عما كان عليه سلف الأمة وقعود أمام الكتب والحواسيب وجبن وخور عن نصرة الإسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
فليت شعري أي دين وأي عقيدة صحيحة ترضى أن يبني حاكم مصر جدارا يمنع المرابطين في غزة من الغذاء والدواء ويضطرهم أن يرضخوا لشروط اليهود أو يموتوا جوعاً؟
وهب أن حاكم مصر قد قدم دنياه على آخرته فما عذر من صموا آذاننا بـ"العقيدةالصحيحة" أن يجبنوا ويتخاذلوا عن قولة حق يرضى لها الله تعالى ورسوله والمسلمون؟
فأي دين وأي عقيدة لساكت عن من ينصر ليهود على المسلمين؟ وقد استبانت سبيل المجرمين؟
فيا خطباء الحرمين ومساجد المسلمين يا من اعتليتم منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ادعوا المسلمين وحثوهم أن يطالبوا حكامهم بنصرة المسلمين في غزة واستنكروا أن يبني حاكم مصر جدار العار على جبين كل مسلم مما لا يمحوه التاريخ
ولا يغسله إلا حميم جهنم.
لقد ألجأتموهم يا "أهل السنة" [أو زعمتم أنكم أهلها] إلى أن يقبلوا مساعدات الفرس من مبغضي الصحابة والزاعمين أن للزمان صاحبا غير الله تعالى!!!
إن أصحاب العقيدة الصحيحة هم "الذين قال لهم الناسُ إن الناسَ قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم إنما ذلكم الشيطانُ يُخوِّف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين".
إن أصحاب العقيدة الصحيحة هم من هجروا في محبة داعيهم إلى الله الأوطان والأوطار ولم يعاودوها بعد وداعها.
وإذا كان سيد قطب قد دعا المسلمين إلى الانتباه إلى ثوابت العقيدة في القرآن وقد فعل فجزاه الله خيرا ونسأل الله أن يغفر له ما قد يكون قارفه وأن يأجره بحسن اجتهاده وقد قتل مظلوما فنسأل الله تعالى أن يتقبله في الشهداء.
ونحن في ملتقى أهل التفسير أولى الناس أن ندافع عن كل من كتب في التفسير وأن نلتمس في رحاب علم الدلالة الرحب الآفاق القرائن والإمكانات لتزكية كل مسلم ناطق بالشهادتين وأن نسلك أخطاءه إن ثبتت في ضمن الاجتهاد المأجور غير المأزور.
ونشكر الطالب ومشرفيه والأخ الدكتور صالح واللجنة المناقشة وكل من خدم هذا الدين ولو بقيراط. وبالله نعتصم ونسأله العصمة مما يصم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[29 Dec 2009, 02:36 م]ـ
كلام جميل يا دكتور عبد الرحمن
لكنه غريب في زمن اختلطت فيه المفاهيم
وتشبع الكثير بما لم يعط
وكثرة ثياب الزور
والله المستعان
وله الأمر من قبل ومن بعد
ـ[أيمن صابر]ــــــــ[01 Jan 2010, 12:15 ص]ـ
جزاك الله خيراً على هذا الموضوع القيم، لكني وجدت كتاباً بعنوان: "المورد الزلال في التنبيه على أخطاء تفسير الظلال" لعبدالله بن محمد الدويش ... ما رأي المشايخ الفضلاء فيه؟ حيث بين الأخطاء في 181 موضعاً.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 Jan 2010, 01:18 م]ـ
جزاك الله خيراً على هذا الموضوع القيم، لكني وجدت كتاباً بعنوان: "المورد الزلال في التنبيه على أخطاء تفسير الظلال" لعبدالله بن محمد الدويش ... ما رأي المشايخ الفضلاء فيه؟ حيث بين الأخطاء في 181 موضعاً.
سبق مناقشة هذا الموضوع
وسيد رحمه الله ليس بمعصوم
وما من عالم من علاماء الإسلام إلا ووجد في كلامه المقبول والمردود
حتى صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم أجمعين
ولكن سيد رحمه الله تعالى علق أعداء الإسلام جسده على المشنقة ولكنه بقي بفكره وعلمه ومؤلفاته وأثره في الناس جبلا أشما هامته فوق السحاب يحتقر أعداءه أنفسهم كلما نظروا إلى قمته.
ولذلك دفعهم الحقد على الإسلام إلى النيل منه ليستنزلوه من علياءه وتشويه صورته فسخروا الأقلام افتراء وزورا وكذبا على سيد رحمه الله تعالى ومع الأسف لقد تبعهم في هذه الحملة الظالمة على سيد كثير من الحاقدين والحاسدين والمغفلين والطيبين الذين لم يفطنوا لسر الحملة على سيد رحمه الله تعالى.
ومع هذا بقي سيد رحمه الله جبلا أشما وسيبقى كذلك والسر:
أنه نصر الله فنصره ورفع كلمة لاإله إلا الله فرفعه.
أما أعداءه ومبغضيه فباءوا بالذل والعار وذهبوا إلى مزبلة التاريخ
"وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ"
ـ[عصام العويد]ــــــــ[01 Jan 2010, 03:33 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
جزى الله الباحث د. ماجد شباله كل خير على جهده، وما ذكره ظاهر لمن أنصف إلا في مسالة التكفير، يعرف ذلك كل محب لسيد لا يريد من الناس ان يتبعوه فيما زل فيه في هذا الباب، فكتبه المتأخره ــ رحمه الله ــ طافحة بتكفير المجتمعات المسلمة، يقول د. يوسف القرضاوي وهو من هو في محبته وإجلاله لسيد قطب عن بعض كتبه (ينضح بفكرة تكفير المجتمع).
وهذه لقاء تلفزيوني مع د. القرضاوي يتحدث فيه عن سيد رحمه الله:
لا شك أن الشهيد سيد قطب ـ رحمه الله ـ كان رجلاً قرآنيًا، وكان له مع القرآن وقفات قبل تفسير الظلال، وله كتابان معروفان في هذا الأمر: "التصوير الفني في القرآن"، و"مشاهد القيامة في القرآن" ومن يقرأ هذين الكتابين يعرف أن سيد قطب أديب، وناقد، كما أن له شعرا معروفا، إذ كان يعتبر من الشعراء الوجدانيين، حتى ضمه الدكتور محمد مندور إلى جماعة أبوللو، وله كتاب متميز في أصول النقد الأدبي .. كل هذا جعله حين يقبل على الوقوف مع القرآن في الظلال، يقبل عليه وهو مزود بسلاح ليس موجودًا عند غيره، وظهر هذا في تأثير الظلال الأدبي والنفسي والبياني، على من يقرأه.
لكن كل عمل بشري لابد أن توجد فيه هنة من الهناة، والذي يؤخذ على هذا التفسير، رغم ما فيه من فوائد، وأنا ممن ينتفعوا بهذا التفسير ويرجع له ما بين الحين والحين، أن الشهيد سيد قطب كتب معظمه وهو في السجن، وحين كان الشيوعيون، والماركسيون، والعلمانيون، واللادينيون، متربعين على عرش وزارة الإعلام، ووزارة الثقافة والإرشاد في ذلك الوقت،
وهذه الأشياء أثرت في الموقف الفكري لسيد قطب، لذلك تجد الكتاب ينضح بفكرة تكفير المجتمع، وأنا أسف أن أقول هذا، لولا أن الأمانة اقتضتني أن أقوله، وأنا ذكرت هذا في مذكراتي "ابن القرية والكتاب"، واضطررت أن أذكر هذا برغم والله حبي وإعزازي وتقديري وإعظامي لسيد قطب ولموقفه حين قدم رقبته فداءً لدعوته ولم يتزحزح ولم يتململ ولم يتملق ولم يغير موقفه أبدًا.
هذا موقف بطولة، انتهى به إلى موقف الشهادة في سبيل الله، ولكن الحق أحق أن يتبع ولا مجاملة في الحق،
فمن يقرأ الظلال عليه أن يحترس من هذا النوع من الفكر، فقد يؤثر على الإنسان تأثيرًا مباشرًا، وقد ينضح عليه نضحًا غير مباشر، وكل واحد يؤخذ من كلامه ويترك إلا محمد صلى الله عليه وسلم.
** لكن فضيلة الشيخ أليس كل التفاسير لها وعليها، يعني مثلاً القرطبي أليس له وعليه في "أحكام القرآن".
نعم هناك أخطاء جزئية لكل مفسر،
ولكن الخطأ في الظلال هو في الاتجاه حيث إنه محمل بفكرة كلية حول المسلمين الحاليين وأنهم كفار لا مسلمين.
** حتى في الطبعات التي نقحت فيما بعد؟
الطبعات التي نقحت فيما بعد هي التي تحمل هذا ... .
والنقول من كتب سيد قطب في هذا كثيرة جدا.
أسأل الله أن يجزيه خير الجزاء على ما قدم، وأن يغفر لنا وله الزلل ‘ وأن يرقنا العدل في القول والفعل.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[01 Jan 2010, 03:36 م]ـ
بقلم: د. محمد عبد الرحمن
هذه السطور ليست دفاعًا عن الشهيد سيد قطب- نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدًا-، وإنما توضيح وتأكيد حقائق نعلمها جيدًا يجب أن نذكرها ولا نسكت عنها.
إننا نتساءل: لماذا هذه الهجمة الشديدة على الشهيد وكتاباته؟ وهي تهدأ لفترة ثم لا تلبث أن تنشط وينضم لها كل حين بعض الكتاب أو الأفراد ممن يتحركون في مجال الدعوة الإسلامية، وهم لم يظهروا نصف هذا الغضب على المشروع الصهيوني والمؤامرات والقيم الغربية التي تستهدف أمتنا.
ولمصلحة مَن يتم ذلك؟ ولماذا تلتقي هذه المواقف مع مواقف أعداء الإسلام من صهاينة وأمريكان؟ ولماذا في هذا الوقت الذي نحتاج فيه إلى إيقاظ الأمة وحشدها لمقاومة ومواجهة العدوان عليها؟
ويا ليت الحملة كانت تستهدف النقد الموضوعي، وأن تطرح النقاط والمواضيع التي تكلَّم فيها الشهيد، وتعرض التصور الصحيح المستند للأدلة الشرعية في تلك الأمور، لكنها استخدمت الأسلوب الإعلامي، وإطلاق الأحكام وإلصاق الصفات بكتابات الشهيد دون تمحيص علمي.
ينبغي على مَن يحكم على كتابات الشهيد سيد قطب أن يستخدم الأسلوب العلمي المحايد، وأن يتجرد من أي انحياز نفسي يكون متأثرًا بموقفه من التيار الذي ينتمي إليه، أو متحاملاً على شخصه وذاته، أو شاعرًا بالغيرة منه.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن أي كاتب إذا أردنا أن نحكم على آرائه أو نستوضحها لا يكتفي بمجرد قراءتنا وفهمنا لبعض ما كتب وإنما يكون هذا من خلال أسلوب علمي محدد يحقق مبدأ "التثبت والتبين".
1. إما أن يكون بمناقشته فيما كتب واستيضاح ما يقصد.
2. وإذا كان غير موجود، فننظر إلى سلوكه وآرائه العملية، لنفهم في ضوئها مقاصده ومعتقداته.
3. وكذلك أن ننظر في كلماته كلها ولا نجتزأ منها سطورًا.
4. وإذا كان الكاتب قد سطَّر آراء ثم رجع عنها بعد ذلك وأعلن عدم رضائه، فلا ينبغي أن نحاسبه عليها بعد ذلك، مثلما فعل الشهيد عندما أعلن عن عدم رضائه عن كتابه "العدالة الاجتماعية في الإسلام" وأن به بعض الأخطاء وسيحاول إعادة كتابته، وكان هذا الكتاب في بداية توجهه الإسلامي وقبل التزامه بجماعة الإخوان المسلمين.
5. كذلك علينا ألا نحاسبه فيما فهمه بعض الناس عندما طالعوا كتاباته وإنما ماذا كان يقصد وما هو فهمه؟
إن الشهيد سيد قطب- رحمه الله- من مواليد (9/ 10/ 1906م) أي يسبق مولد الإمام الشهيد حسن البنا بأيام قليلة (أقل من شهر)، وكان رحمه الله أديبًا بليغًا، وناقدًا أدبيًّا متميزًا شهد له بذلك مَن عاصروه، وقد تميَّز في عصرٍ كثُر فيه الفطاحل من الأدباء والشعراء.
وقد التزم بجماعة الإخوان المسلمين أواخر عام 1951 واستشهد يوم الإثنين 29/ 8/1966 قبل بزوغ الفجر (صدر الحكم عليه 21/ 8/1966م)، ونفذ بعد أسبوع أي قارب على الخمسةَ عشر عامًا داخل صفوف الإخوان، قضى منها داخل السجون أكثر من أحد عشر عامًا وتولى بعد عام 1951 مسئولية قسم نشر الدعوة، وهو أحد أهم أقسام الجماعة التي تتعامل مع المجتمع.
فهل كان الشهيد يكفر الناس حكامًا ومحكومين؟ وهل كان يصف هذه المجتمعات بالجاهلية، أي بالكفر والخروج عن الدين؟ وهل كان ينتهج منهج العنف والانعزال؟ إننا إذا طبقنا المنهج العلمي في الدراسة والتقييم لوصلنا إلى نتيجة قطعية بالنفي لهذه الاتهامات.
لقد كان الخطأ في حقيقته عند هؤلاء الذين أرادوا أن يفهموا فهمًا معينًا ويحملوا باقي كلامه على هذا الفهم رغم أن حياته العملية وأقواله وكتاباته ومَن عاشوا بالقرب منه تقطع بابتعاده عن هذه المفاهيم.
أو نجد البعض يقفون عند بعض الألفاظ ذات الدلالة الأدبية ويجردونها عن سياقها ولا ينظرون إلى أن الكاتب كان أديبًا ولا يقصد المعنى الذي ذهبوا إليه مطلقًا.
ولا يعنينا هنا أن فلانًا من العلماء أو المشاهير أصدر هذه الأحكام والصفات على ما كتبه الشهيد، فالبحث العلمي يقوم على الأدلة والبراهين وعلى القواعد العلمية للتثبت والحكم، وبالنسبة لما سطَّره الشهيد من كتاباتٍ فإن طبيعته الأدبية وبلاغته كانت ملازمة له.
وهو نفسه عندما كتب الظلال، قال في مقدمته أنه لا يكتب تفسيرًا للقرآن، فهذا له قواعده وأسلوبه، ولكن خواطر ومعانٍ يستشعرها عند معايشته وتلاوته لآيات الذكر الحكيم.
ومن المعروف عن الشهيد أنه كان رجّاعًا، إذا راجعه أحد وناقشه، وكان يعرض ما يكتب قبل طباعته على الكثير من إخوانه ويستمع إلى نصائحهم.
ولكي نفهم ما كتب، نرى أنه لم يخرج عما كتبه من كان قبله من علماء الإسلام في الأمة، فهذه كتابات ابن القيم وابن تيمية وغيرها كان فيها لفظ الجاهلية والحملة الشديدة عمن انحرفوا عن أحكام الإسلام.
كان مقصده بكلمات الجاهلية: القيم والمفاهيم، وليس الأشخاص أو الناس في المجتمع، لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر- رضي الله عنه- عندما أخطأ مرةً "إنك امرؤٌ فيك جاهلية".
وما ذكره هو من لفظ الحاكمية وضحه في أماكن أخرى، حيث يقصد بها تأكيد المرجعية لشرع الله وضرورة تطبيقه، وما ذكره عن انتساب الناس للإسلام بحكم شهادة الميلاد هو كلام عام ذكره غيره من العلماء الذين سبقوه ولم يتهمهم أحد بادعاء التكفير.
كان رحمه الله يستخدم الكلمات البليغة الأدبية لتوضيح رأيه وللدفاع عن الإسلام، ولم يكن بصدد إصدار أحكام، فهذه لها أصول ولها أهلها من علماء الشريعة، ولم يدع هو ذلك في يومٍ من الأيام.
وحول حديثه عن الجهاد، لم يخرج عن قول علماء الأمة عن شرح نوعي الجهاد: "جهاد الدفع" و"جهاد الطلب" أي الغزو في سبيل الله ولم يدع أنه سيتكلم عن الأحكام الفقهية والشروط الشرعية المتعقلة بذلك وإنما كان يتحدث عن المبدأ والمفهوم.
المناخ والمرحلة التي واجهها الشهيد
(يُتْبَعُ)
(/)
كان رحمه الله في مرحلةٍ من تاريخ الأمة تواجه فيها ضغوطًا كبيرةً وهجومًا حادًّا شديدًا حول القيم الإسلامية- وخاصةً في مجال المرأة- مع غيابٍ لتطبيق الشريعة الإسلامية، وزحف للقيم الغربية على المجتمعات الإسلامية، مما أثَّر على التصورات والمفاهيم، وكانت قيم الإسلام في المجتمع تتعرض وقتها للسخرية والاستهزاء من وسائل الإعلام ومن بعض التيارات المختلفة.
فكان يرد على كل ذلك وهو يركز على البناء النفسي لكي يحدث التوازن فيه، ويرسخ فيه الثبات على هذه القيم الإسلامية مهما كان الواقع من حوله، ولهذا كان حديثه القوي عن الاستعلاء والعزلة الشعورية وعن جاهلية القيم والمفاهيم المنحرفة عن منهج الله، ولم يقصد أن يتكلم عن قضية التكفير وأحكامها الشرعية.
كان كما وصفه المستشار طارق البشري، كالمدفعية الثقيلة التي ترد على تلك الهجمة من خندق الدفاع والثبات.
كان رحمه الله يواجه محاولة تمييع القيم والمفاهيم الإسلامية واستدراج الناس إلى مسميات مضمونها فارغ من قيم الإسلام أو حتى تعارضه فكان يريد أن ينبَّه الأمة لكي تفطن إلى ذلك ولا تنخدع ولا تضفي الشرعية الإسلامية على مثل تلك الأطروحات.
توضيح بعض كلماته وآرائه
نشير هنا إلى نماذج من بعض آرائه وكتاباته التي إذا وضعناها بجوار الكتابات الأخرى يتضح لنا حقيقة ما يقصد:
أ) ففي كتاب "معالم" الذي اشتهر بأن فيه تلك الرؤية التكفيرية الانعزالية نجده في آخر صفحات الكتاب يتكلم عن الجاهلية والتعامل معها: "ليس لنا أن نجاري الجاهلية في شيء من تصوراتها، ولا في شيء من أوضاعها ولا في شيء من تقاليدها مهما يشتد ضغطها علينا، إن وظيفتنا الأولى هي إحلال التصورات الإسلامية والتقاليد الإسلامية في مكان هذه الجاهلية.
إن ضغط التصورات الاجتماعية السائدة، والتقاليد الاجتماعية الشائعة ضغط ساحق عنيف .. لا بد أن نثبت أولاً، ولا بد أن نستعلي ثانيًا، ولا بد أن نرى الجاهلية حقيقة الدرك الذي هي فيه بالقياس إلى الآفاق العليا المشرقة للحياة الإسلامية التي نريدها.
ولن يكون هذا بأن نجاري الجاهلية في بعض الخطوات، كما أنه لن يكون بأن نقاطعها الآن وننزوي عنها وننعزل، كلا .. إنما هي المخالطة مع التميز، والأخذ والعطاء مع الترفع، والصدع بالحق في مودة والاستعلاء بالإيمان في تواضع .. " (كتاب معالم في الطريق صـ 176)
ب) ومن أقواله التي نقلت عنه:
"إن مهمتنا ليست إصدار الأحكام على الناس ولكن مهمتنا تعريفهم بحقيقة لا إله إلا الله؛ لأن الناس لا يعرفون مقتضاها الحقيقي وهو التحاكم إلى شريعة الله" (من كتاب أعلام الحركة الإسلامية لعبد الله العقيل صـ 652).
جـ) كان الشهيد يرفض فرض الإسلام من أعلى على الناس، أو يستخدم العنف والقوة داخل المجتمع، وإنما السبيل للالتزام بالإسلام وإقامة الحكم الإسلامي، هو إيقاظ القلوب وتفهيم الناس وبناء القناعات الصحيحة لديهم.
فيقول رحمه الله .. "ولا بد إذن أن تبدأ الحركات الإسلامية من القاعدة، وهي إحياء مدلول العقيدة الإسلامية في القلوب والعقول، وتربية مَن يقبل هذه الدعوة وهذه المفهومات الصحيحة تربية إسلامية صحيحة .. وعدم محاولة فرض النظام الإسلامي عن طريق الاستيلاء على الحكم قبل أن تكون القاعدة المسلمة في المجتمعات هي التي تطلب النظام الإسلامي لأنها عرفته على حقيقته وتريد أن تحكم به .. " (جريدة المسلمون، من مقالة بعنوان لماذا أعدموني؟ ذكرت كلمات وكتابات له).
د) وها هو الشهيد يصف المجموعة التي تولى تربيتها عام 65، عندما تم اعتقاله تمهيدًا لإعدامه: "لقد اتفقنا على مبدأ عدم استخدام القوة لقلب نظام الحكم وفرض النظام الإسلامي من أعلى؛ لأن المطالبة بإقامة النظام الإسلامي وتحكيم شريعة الإسلام ليست هي نقطة البدء، وإنما هي نقل المجتمعات ذاتها إلى المفهومات الإسلامية الصحيحة، وتكوين قاعدة إن لم تشمل المجتمع كله، فعلى الأقل تشمل عناصر وقطاعات تملك التوجيه والتأثير في اتجاه المجتمع كله إلى الرغبة والعمل في إقامة النظام الإسلامي". (كتاب شبهات حول الفكر الإسلامي المعاصر- المستشار سالم البهنساوى صـ 237، وكتاب العبقري العملاق سيد قطب صـ83 للأستاذ إبراهيم منير).
(يُتْبَعُ)
(/)
هـ) وعندما سُئل في التحقيق- وكانت إجاباته من منطلق أنها شهادة للتاريخ؛ حيث كان متأكدًا أنه سيصدر عليه الحكم بالإعدام، سأله المحقق: هل ترى أن هناك فرقًا بين المسلم المنتمى لجماعة الإخوان وغير المنتمى لتلك الجماعة؟
كانت إجابته المدونة في الأوراق:
"الذي يميز الإخوان أن لهم برنامجًا محددًا في تحقيق الإسلام فيكونون مقدمين في نظري على مَن ليس لهم برنامج محدد .. "
ثم سأله المحقق:
س: فلم التمييز بين أفراد هذه الجماعة وبين المسلمين قاطبةً وهم جميعًا أصحاب عقيدة وأهداف وبرنامج؟
أجاب: التمييز- في رأيي- ليس تمييز شخص على شخص، ولكن فقط باعتبار أن الجماعة ذات برنامج، وأن كل فردٍ مرتبط بهذا البرنامج لتحقيق الإسلام عمليًّا، وهذا هو وجه التمييز في رأيي".
فلم يكن رحمه الله حتى آخر يوم في حياته يعتقد أو يظن أن المسلمين أصبحوا داخلين في نطاق الكفر بل يثبت لهم الإسلام.
وأيضًا يتضح أن الشهيد لم يذهب مطلقًا في رؤيته أن ينتقي مجموعة من الأفراد ينعزل بهم عن المجتمع بحجة أنه جاهلي ليقوم بتربيتهم ثم القفز بهم على السلطة، فها هو يقرر بوضوح أن الطريق هو تربية أفراد المجتمع وتفهيمهم وإقناعهم القيم والتصورات الإسلامية وكيفية الالتزام الصحيح بها، وأن يشمل ذلك جيلاً بأكمله، فإن لم يكن المجتمع كله فعلى الأقل نسبة كبيرة فيه تصبح هي الغالبية وتملك التأثير فيه.
وقد كانت رؤيته لمجموعة الشباب في 65، أنهم خطوة على الطريق ضمن البداية التي يجب أن تستمر وتتسع لتشمل جيلاً بأكمله.
س) وفي تعريفه الجاهلية، وكما ذكر بالمعالم: "المجتمع الجاهلي: هو المجتمع الذي لا يُطبق فيه الإسلام ولا تحكمه عقيدته وتصوراته، وقيمه وموازينه وسلوكه ونظامه وشرائعه .. "في ظلال القرآن جـ 2 صـ37.
وفي موضع آخر يحدد قصده منها: "إنها تعلن العلمانية كمنهج في التشريع، وحتى الحياة كلها، وبعضها وضع القوانين من عند نفسه تخالف شرع الله، وقال عنها: هذا شرع الله" إ. هـ.
فهو هنا يشير إلى حكم عام وليس حكمًا على أشخاص أو مجتمع معين، كما أنه يقصد بكلامه من يقول للناس أن هذا شرع الله، وهو متأكد أنه ليس كذلك بل من عند نفسه.
وما ذهب إليه الشهيد هنا، يتطابق مع ما قرره علماء المسلمين.
ص) ويظهر بوضوح أن أقوال الشهيد سيد قطب، عن الجاهلية، وعن الكفر لا تعني الأفراد، بل تتعلق بجاهلية السلوك والمناهج والقيم والتصورات، وبكفر التشريعات والأحكام المناقضة للإسلام. بل إنه في المسألة إثبات الإسلام يرى أن النطق باللسان بالشهادتين كافٍ لذلك.
يقول في الظلال في تفسير آية ?وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا? (النساء: الآية94): "يكتفى الإسلام هنا النطق بكلمة اللسان، فلا دليلَ يناقضها. "إ. هـ أي أنه يقول بإسلام مَن نطق بالشهادتين دون انتظار لامتحانه.
كما أنه في حديثه أحيانًا يتكلم عن جاهلية العقائد، وفي موضعٍ آخر عن جاهلية السلوك، وهناك فرق كبير بينهما.
ومن أقواله: "أنه فيما يختص بالفرد يكون الاحتكام إلى عقيدته وخلقه، وفيما يختص بالأمة الاحتكام إلى نظام حياتها كلها" إ. هـ.
والشهيد يقر ويعترف بإسلامية الأفراد في داخل مجتمعاتنا، أما الأنظمة التي توجه حياة الناس والعادات والسلوكيات والمفاهيم والأخلاق في المجتمع، فهي محل كلامه، وهي التي وردت النصوص الشرعية بوصفها بالجاهلية وبالنفاق وبنفي الإيمان الكامل أحيانًا عنها. "كتاب العبقري العملاق سيد قطب صـ 78 للأستاذ إبراهيم منير".
ع) كان يرفض فكرة تجزئة القبول بالاحتكام للإسلام في جزئية، ورفضهم الاحتكام إليه في أجزاء أخرى من قضايا المجتمع، وهناك فرق فقهى واضح بين رفض مبدأ القبول بالاحتكام إليه وبين الضعف في التنفيذ مع وجود القبول والرضى.
كان رحمه الله ينادى بالرؤية الشمولية، ومن أقواله في ذلك: "والذين يصرخون اليوم طالبين منع المرأة من الانتخاب باسم الإسلام أو منعها من العمل باسم الاسلام، أو إطالة أكمامها وذيلها باسم الإسلام، ليسمحوا لي مع تقديري لبواعثهم النبيلة أن أقول لهم: إنهم يحيلون الإسلام هزأةً وسخريةً؛ لأنهم يحصرون المشكلة كلها في مثل هذه الجزئيات.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن طاقتهم كلها يجب أن تنصرف إلى تطبيق النظام الإسلامي والشريعة الإسلامية بأن يسيطر على نظام المجتمع وقوانين الدولة، وللتربية الإسلامية بأن تسيطر على المدرسة والبيت والحياة، يجب أن يأخذوا الإسلام جملةً وأن يدعوه يؤدي عمله في الحياة جملةً، فهذا هو الأليق لكرامة الإسلام، وكرامة دعاة الإسلام" (راجع كتاب العبقري العملاق صـ 67، للأستاذ إبراهيم منير).
ل) لقد كان الشهيد يواجه مؤامرات شديدة للقضاء على التصور والفهم الإسلامي الصحيح، فكان عليه أن يواجه ذلك وأن يكشف زيغه مهما تستر في شعارات:
" .. ومن ثم استداروا في التجارب الجديدة يستفيدون من تجربة أتاتورك: ألا يرفعوا على التجارب الرائدة راية الإلحاد، وإنما يرفعون عليها راية الإسلام، كي لا تصطدم الفطرة كما صدمتها تجربة أتاتورك ثم يجعلون تحت هذه الراية ما يريدون من المستنقعات والقاذورات والانحلال الخلقي، ومن أجهزة التدمير للخامة البشرية بجملتها في الرقعة الإسلامية. "إ. هـ. الظلال جـ2 صـ211 عن الآية 49 من سورة الأنعام.
فهو هنا يتحدث عن نموذج به الإلحاد والانحراف الكامل عن الإسلام ويزعمون فيه أن هذا هو الإسلام، لهذا لا بد أن نفهم عباراته القوية من خلال هذه الرؤية التي أشار إليه ولا نعمم هذا على كل صور الخلل والضعف أو نستنتج مفهومًا لم يقصده أو يذهب إليه.
م) ومن كلماته التي وردت في مقالاته وكتبه وهو يتحدث عن الخضوع للاستعمار، وغفلة الحكام والسياسيين:
" .. ولكن من الحق ألا نصم الشعوب العربية بهذه الوصمة، إن هذه الشعوب لأذكى وأشد حميةً من أن ترضى لنفسها بالهوان، ولكنها تلك الحفنة من ساسة الجيل الماضي في مصر وبعض البلاد العربية تلك الحفنة الرخوة المسنة الضعيفة المتهالكة، المهدورة الأعصاب لا تقدر على الكفاح، ولا تدع الشعوب تكافح؛ لأن أنانيتها الآثرة تمسكها عن الانسحاب من الميدان وتركه للقادرين". (صـ155 من كتاب العبقرى العملاق).
ويقول أيضًا: " .. لو كان مقدرًا لهذا العالم الإسلامي أن يمون لمات في خلال فترة الاسترخاء والإعياء، وفي إبَّان فتوة الاستعمار وقوته، ولكنه لم يمت بل انتفض حيًّا كالمارد الجبار، يحطم أغلاله وينقض أثقاله ويتحدى الاستعمار الذي شاخ .. " إ. هـ. (في ظلال القرآن جـ2 صـ940).
ويقول: " .. وإن يوم الخلاص لقريب وإن الفجر ليبعث خيوطه، وإن النور يتشقق به الأفق، ولن ينام هذا العالم الإسلامي بعد صحوته ولن يموت هذا العالم الإسلامي بعد بعثه، ولن تموت العقيدة الحية التي قادته في كفاحه" إ. هـ (في ظلال القرآن جـ2 صـ940) فهل هذا كلام مَن يكفر الشعوب أم من يحرص عليها ويضع أمله فيها، ويعرف مواطن الضعف والقوة.
ن) ومن كلماته عندما تحدث عن الزكاة في واقع الأمة:
"وقد بهتت صورة الزكاة في حسِّنا وحسِّ الأجيال التعيسة من الأمة الإسلامية التي لم تشهد نظام الإسلام مطبقًا في عالم الواقع ولم تشهد هذا النظام يقوم على أساس التصور الإيماني والتربية الإيمانية" إ. هـ (الظلال سورة البقرة الآية 177)
فالأستاذ سيد وصف الأمة اليوم بالأمة الإسلامية رغم أنه يراها أمة تعيسة ولم تطبق أحكام الإسلام في واقعها، فلم ينف عنها إسلامها.
ط) أشاع البعض لسوء فهمه أن الشهيد يدعو إلى مقاطعة واعتزال المساجد الحكومية لأنها مساجد جاهلية .. وهذا خطأ والذي يرجع لكتاباته يجد حديثًا لا يؤدي لهذا فهو في تفسيره للآيات التي تحدثت عن نبي الله موسى (عليه السلام) وما لاقاه بني إسرائيل من تعذيب ومطاردة لجأوا فيها إلى اتخاذ بيوتهم قبلةً، فيقول في وصف هذه الحالة: " .. وقد يجد المسلمون أنفسهم ذات يوم مطاردين في المجتمع الجاهلي وقد عمَّت الفتنة وتجبّر الطاغوت وفسد الناس، وانتنت البيئة، وهنا يرشدهم الله إلى أمور، منها اعتزال معابد الجاهلية "إ. هـ.
فلم يقل رحمه الله أن المساجد الموجودة حاليًّا بالمجتمع هي معابد جاهلية، وأن المسلمين يواجهون فتنةً ومطاردةً مثل التي واجهها بني إسرائيل على يد فرعون، فلماذا يلجأ البعض إلى الاستنتاج الخاطئ وإلى التعميم الذي ليس عليه دليل إلا تفسيرًا واحدًا أن هذا هو رأيهم وقناعتهم الداخلية، وأي عبارات بعد ذلك ستكون الشماعة التي يتسترون وراءها، سواء قالها الشهيد أم قالها غيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
ظ) كتب في مقال له بجريدة الإخوان المسلمين عن الدعوة والأمة الإسلامية عام 1953م:
" .. لقد صحت الأمة الإسلامية بعد طول سبات، ولو كانت إلى فناء وموت ما استيقظت من سبات، ولقد صحت بعد نوم طويل، فليس من سنة الحياة أن تنام من جديد، لقد صحت لتحيا وصحت لتنمو وصحت لتنتفض عنها الأوشاب والأخلاط، وإذا كانت الأمة الإسلامية ما تزال تتعثر، وما تزال تكبو وما تزال تضطرب فتلك هي اختلاجة الحياة الجديدة، لا سكرات الموت ولا صراعات الداء. تلك هي علائم الصحو واليقظة بعد نوم طويل وهمود، والمستقبل لها، والدلائل كلها تشير إلى هذا المستقبل". إ. هـ (صـ 58 من كتاب العبقري العملاق).
شهادات مَن عاشوا معه والتقوا به
الشهادات التي وردت كانت من هؤلاء الأساتذة الكرام الذين عايشوه ولم تكن فردية بل تواترت عبر العديد من الأفراد، ولكن نذكر فقط أسماء من سمعنا منهم مباشرة):
أ) لقد حدثت مناقشات وأسئلة له من كثير من إخوانه عندما أشاع البعض أنه يكفر المجتمع ويصفه بالجاهلية.
حدث هذا ممن كانوا معه في قفص المحكمة أثناء التحقيقات، وفيمن التقى به داخل مستشفى السجن، بل إن قيادة الإخوان كلفت الأستاذ عمر التلمسانى عندما كان سيلتقى به لسؤاله المباشر عن ذلك وعاد وهو يحمل إجابة واضحة منه، بنفي الشهيد أنه يكفر أحدًا أو يقصد بجاهلية المجتمع تكفير الناس (شهادة أ. جمعة أمين).
ب) إن كتاباته قبل طباعتها كان يقرأها كبار الإخوان ومنهم الأستاذ الهضيبي وأقروا ما فيها ولم يجدوا فيها ما فهمه البعض واتهمه به (شهادة أ. جمعة أمين ود. محمود عزت).
جـ) لقد تواترت عشرات الشهادات ممن عاصروه وسألوه مباشرةً، فأكد رأيه الواضح وأنه لا يكفر أحدًا، بل وصف مَن فهموا ذلك- أي ما فهموه من تكفير المجتمعات- أنهم لم يفهموا وأساءوا الاستخدام فقال: لقد حُملت كتبي وآرائي على حمارٍ أعرج .. " (شهادة د. محمد بديع، ود. محمود عزت).
هـ) شهادة الداعية زينب الغزالي، عندما سألته مباشرةً عام 1964م عندما زارها في منزلها عن إشاعة أنه يكفر الناس لأنهم لم يفهموا الإسلام، فاستغرب هذا القول، وبيَّن أن فهمهم هذا خاطئ لما كتبه، وأنه سيوضح هذا ويرد عليه في الجزء الثاني من "المعالم". (حوار مجلة المجتمع الكويتية 1982م، صـ 85 كتاب العبقري العملاق).
والأستاذ الهضيبي كان رأيه في مسألة التكفير واضحًا حاسمًا وقد فصل الإخوان الذين انتهجوا هذا الفكر ورفض بقاءهم في الجماعة ولم يتهاون في ذلك قط.
فهذا دليلٌ واضحٌ أن الشهيد كان موقفه واضحًا من مسألة التكفير، وأن مَن اعتنقوا ذلك بحجة ما فهموه من آراء، هم الذين أساءوا الفهم، وأن أصل الفكرة كانت عندهم مسبقًا وكان ذلك في ظروفٍ يتعرضون فيها للسجن والتعذيب.
و) وكان فضيلة الأستاذ الهضيبي يعتز دائمًا بسيد قطب، وكان يذكر أنه شهيد الإخوان (شهادة أ. مهدي عاكف وأ. جمعة أمين).
فقد قرأ غيرهم من آلاف الإخوان .. هذه الكتابات ولم يفهموا منها هذا الفهم، في حين أن عدد الآخرين الذين أشاعوا ذلك على أصابع اليد من الإخوان .. وبالمثل نذكر، وما ذنب الإمام علي وابنيه الحسن والحسين سيدَي شباب أهل الجنة (رضي الله عنهم) في نشأة المذاهب المنحرفة والتي نسبت نفسها إليهم بعد ذلك).
ش) أرسل بعض الإخوان في سجن طره الأخ عبد الرءوف أبو الوفا عندما تناقل بعض الأفراد موضوع التكفير، يخبره بذلك ويستوضحه، فانزعج الأستاذ سيد لهذا الكلام ورد عليه:
" .. إننا لم نكفر الناس، وهذا نقل مشوه، إنما نحن نقول إنهم صاروا من ناحية الجهل بحقيقة العقيدة، وعدم تصور مدلولها الصحيح والبعد عن الحياة الإسلامية إلى حال تشبه حال المجتمعات في الجاهلية، وإنه من أجل هذا لا تكون نقطة البدء في الحركة هي قضية إقامة النظام الإسلامي، ولكن تكون إعادة زرع العقيدة والتربية الأخلاقية الإسلامية، فالمسألة تتعلق بمنهج الحركة الإسلامية أكثر مما تتعلق بالحكم على الناس" إ. هـ. (من كتاب لماذا أعدموني؟ وهو عبارة عن تجميع لإفادات الأستاذ سيد عند التحقيق معه قبل الحكم بإعدامه، ومعها بعض الشهادات من إخوانه).
(يُتْبَعُ)
(/)
ص) وعندما نقل الأستاذ عبد العزيز عطية والأستاذ عمر التلمساني إلى مستشفى طره، وهما من أعضاء مكتب الإرشاد وقتها، التقيا بالشهيد للاستفسار عما يشيعه البعض عنه، فنفى ذلك وشرح لهما ما يقصده فاستراحا لذلك وأقراه عليه وأبلغا الإخوان بذلك. (صـ79 من كتاب العبقري العملاق للأستاذ إبراهيم منير).
ض) شهادة أ. عمر التلمساني في كتابه ذكريات لا مذكرات:
" .. وما أراد الشهيد الأستاذ سيد قطب في يومٍ من الأيام أن يكفِّر مسلمًا"، " .. إن كثرة ترداده "للمتجتمع الجاهلي" لم يقصد بها تكفير المجتمع، ولكن تشديد النكير على الظلمة والطغاة والمستغلين والمشككين، وهو أسلوب تعرفه اللغة العربية .. ".
"والذين يعرفون الشهيد سيد قطب ودماثة خلقه وجمّ أدبه، وتواضعه ورقة مشاعره، يعرفون أنه لا يكفر أحدًا .. "
" .. هذا موجز مقتضب للمبادئ التي قام عليها كتاب معالم في الطريق وقد كان لي شرف الاطلاع عليه قبل طبعه ونحن في مستشفى ليمان طرة" إ. هـ (وراجع أيضًا كتاب العبقري العملاق).
ط) شهادة الأستاذ سيد نزيلي (من قيادات الإخوان في 65):
"أنه- يقصد الشهيد سيد قطب- لم يتهم عامة المسلمين بالكفر، وكان يصلي خلف الإمام العادي، وكان يأكل ذبائح المسلمين، ويؤثر عنه في سجنه أن سُئل: "هل أنت تُكفِّر عامة المسلمين؟ " فقال: كيف أكفر عامة المسلمين وهم يشهدون أن لا إله إلا الله، وحب الدين متغلغل في وجدانهم وقلوبهم .. "، ثم نادى على سجينٍ من أرباب الإجرام والمعروفين بالشراسة وسوء الخلق، وقال له: يا فلان إذا قابلك رجل ولعن دينك ماذا يكون موقفك؟ فقال هذا السجين: أقتله، فاستشهد سيد قطب بذلك في أن للإسلام قدسيةً واحترامًا في نفوس حتى الذين يُخيل إلينا أنهم أبعد ما يكونون عن الإسلام بأعمالهم .. " أ. هـ.
ويقول أيضًا الأستاذ سيد نزيلي: " .. نحن الجيل الذي تربَّى على فكر سيد قطب لم نلحظ هذه الدعاوى التي تتهمه بالتكفير، وهو لم يطلب منا ذلك في الكتابات التي كان يرسل بها إلينا ويربينا عليها نحن جيل 65، نحن كنا نعيش بإسلامنا بين أهلينا ومجتمعنا ولم يخطر على بالنا أننا متميزون بأي شيء عن غيرنا من المسلمين".
ويقول: "وسيد قطب لم تكن كتاباته لانعزال هذه الفئة، بل كان يطلب من الشباب أن يندمجوا مع المجتمع حتى يغيروا هذا المجتمع". إ. هـ.
" .. وقد انتهيت بعد لقائي بإخواني واستجلاء حقائق الأمور إلى: أننا لم نكفر مسلمًا ولم نعلم من الأستاذ سيد قطب أنه يأمرنا بالتكفير أو الانعزال عن المجتمع أو المفاصلة الشعورية التي يفهمها البعض خطأ بمعنى الانعزال". إ. هـ (صـ78، 88، 89 من كتاب البعقري العملاق).
ظ) شهادة العالم الجليل الشيخ محمد عبد الله الخطيب، حيث ذكر أنه زار الأستاذ سيدًا في الفترة القصيرة التي خرج فيها من السجن عام 1964م، وأنه زاره في بيته يوم جمعة، فوجده عائدًا من صلاة الجمعة مصليًا وراء إمام المسجد، وحكى لي أحد الإخوان أنه رأى الأستاذ سيدًا يصلى خلف أحد المسجونين الجنائيين في فترة محبسه". اهـ.
فهل يعقل أن الأستاذ يحكم بالكفر على عموم الأفراد والمجتمعات ثم يصلى وراءهم؟ (صـ 94 من كتاب العبقري العملاق).
ك) شهادة الأستاذ إبراهيم منير، والأستاذ أحمد كنزي (من شعبة عابدين بالقاهرة)؛ حيث إنهما وهما في السجن عام 1963م وصل إليهم من بعض الإخوان أن الأستاذ سيد يقوم بوضع كتاب عليه اتفاق من الجماعة هو (معالم في الطريق) وأن على الإخوان جميعًا خارج السجون قراءته .. وعندما اشتد المرض على الشهيد سيد قطب تم نقله إلى مستشفى قصر العيني، فتحايلنا على زيارته كل يوم جمعة- أسبوعيًّا تقريبًا- لنسمع منه ونستفسر، ولم نسمع منه على الإطلاق أنه يعنى بالجاهلية تكفير الناس، ولم نسمع منه قولاً بكفر الحكام، ولم نسمع منه أن العزلة الشعورية عن الناس تعني مقاطعتهم والعيش في الكهوف والجبال وتجنب العمل في وظائف المجتمع، ولكنه كان يركز على إحياء معانى الإيمان في قلوب الأمة، ويعنى بالجاهلية جاهلية السلوك وليست جاهلية الاعتقاد .. وهذه شهادة بما علمت ألقى بها الله عز وجل: أنى لم أسمع منه خلاف ما قلت. اهـ. (صـ7 كتاب العبقري العملاق للأستاذ إبراهيم منير)
ويقول أيضًا الأستاذ إبراهيم منير:
(يُتْبَعُ)
(/)
"صرح الشهيد أكثر من مرة وفي أكثر من موضع أن من رغب في معرفة .. إننا دعوة مهمتها بيان الحقائق للناس لا إصدار الأحكام عليهم". (صـ 81 العبقري العملاق).
ع) بل إن شقيقه الأستاذ محمد قطب يؤكد أنه سمعه أكثر من مرة يقول: " .. نحن لا نتعرض لقضية الحكم على الناس، فضلاً عن كوننا دعوة ولسنا دولة، دعوة مهمتها بيان الحقائق للناس لا إصدار الأحكام عليهم". (صـ80 كتاب العبقري العملاق)
ل) أشاعوا عنه أنه يدعو إلى المرحلية في الأخذ بالأحكام الشرعية، وأننا في المرحلة المكية، فنأخذ حكمها الشرعي من حيث وجوب الهجرة وعدم إلزامية الأحكام التي وردت بعد ذلك .. إلخ وهذا لم يذهب إليه الشهيد من قريب أو بعيد، فهو لم يكن يتكلم عن المرحلية في الأحكام الشرعية، وعندما سُئل: هل نحن في المجتمع المكي أم المجتمع المدني؟ أجاب: "نحن في سنة كذا وقد كمل الإسلام ولن ينقص. اهـ.
وأما حديثه عن المرحلية فكان متعلقًا بالحركة الجهادية ووسائل الدعوة. (من شهادة أ. صبرى عرفة أحد قيادات 65)
سلوكه العملي مع المجتمع
قد تواترت عشرات الشهادات من الإخوان الذين عايشوه ومن غيرهم بشأن سلوكه العملي مع المجتمع الذي ادعى البعض أنه يكفره .. كان الشهيد يعيش مع الناس بصدر رحب وسماحة فائقة ومودة وحب يشع من كلماته وقلبه.
في السجن كان هذا أسلوبه، حيث مع ضغوطه وطول سنواته يسقط أي قناع أو تمثيل.
تؤكد الشهادات على أسلوبه مع المساجين الجنائيين وكيف كانوا يلجئون إليه في حل مشاكلهم، حتى إن مأمور السجن الذي كان فيه كان يلجأ إليه في ذلك أو يحيلهم عليه. (شهادة أ. طلعت الشناوي)
وحتى مع سجَّانيه الذين آذوه كان رقيقًا مهذبًا معهم، فهذا يطلب منه المساعدة المالية، وذاك يسأله النصيحة.
وحتى مع الذين اقتادوه لتنفيذ حكم الإعدام لم يؤثر عنه كلمة نابية لأحد منهم، أو معاملة فظة، أو مقاطعة واستعلاء عليهم، بل قابلهم بابتسامة هادئة ونفس مطمئنة.
كان رحمه الله يصلي الصلوات والجمعة في مسجد السجن خلف الشيخ الأزهري المعين من قبل الحكومة، ولا يجد غضاضة في ذلك، وكان الشيخ يدعو للحاكم بالبقاء (شهادة د. محمد بديع– راجع كتاب العبقري العملاق للأستاذ إبراهيم منير).
فكيف يستقيم هذا مع ادعاء أنه يكفر؟
يحكي أحد الإخوان أنه زاره في بيته عام 1964م، فوجد عنده زوج وزوجة، وكانت الزوجة تلبس لباسًا عاديًّا ليس مطابقًا للحجاب، وكان يصلح بينهما ويساعد في حل مشكلتهما حتى لا يحدث طلاق.
وعندما سأله أحد الإخوان عن فتاة يتزوجها لم يقل له لا تتزوج من هذا المجتمع الجاهلي.
وعندما تكلم معه بعض الإخوان عن التوتر الطائفي في صعيد مصر (والشهيد من مواليد إحدى قرى محافظة أسيوط) بين المسلمين والمسيحيين كان رحمه الله رافضًا لهذا التوتر، داعيًا ومؤكدًا لوجوب حسن العلاقة معهم، رافضًا لأي إيذاء لهم. (من شهادة د. محمد بديع).
ولم يقتصر وفاء مشاعر الشهيد ورقتها على صلته بالبشر، بل تعداه إلى علاقته بكل ما حوله حتى الحيوانات، فلقد ألف نزلاء ليمان طره قطًّا أعور تتقزز الأبدان لرؤيته، كان يأوي بالقرب من الأستاذ سيد قطب، يخصص له قسمًا من طعامه، وكان يقول: "ليس من الوفاء أن نجافيه ونضيعه في هَرَمه بعد طول صحبته لنا". (صـ55 العبقري العملاق).
فهذه الشهادات واضحة تمامًا في تأكيد رفضه للانعزال أو الإحساس بالكبر واحتقار الآخرين مهما كان فسادهم.
صموده وثباته على دعوته
ومما تميز به رحمه الله الثبات الشديد على دعوته، والوفاء ببيعته، فقد تعرض لصنوف التعذيب والضغط ومحاولات الاستدراج والإغواء فرفض كل ذلك.
لقد عُرض عليه أكثر من مرة وهو في السجن أن يكتب ورقة اعتذار لجمال عبد الناصر ليتم الإفراج عنه، فرفض ذلك، واستخدموا أخته للضغط عليه بعد صدور حكم الإعدام لكي يفعل ذلك مقابل حياته، فرفض، بل وعند تنفيذ الحكم عُرض عليه ذلك فأبى، واعتبر رحمه الله أن تضحيته بنفسه هذه أصغر وأقل مما يجب عليه تجاه دعوته.
عُرض عليه في عام 1964م بعد الإفراج الصحي- نتيجة وساطة الرئيس العراقي عبد السلام عارف- أن يعمل في العراق مستشارًا لوزارة التربية، فرفض مفضلاً البقاء في مصر حاملاً للدعوة وهو يعرف ما سيناله أو ما سيتعرض له.
(يُتْبَعُ)
(/)
ذهبوا إليه لكي يكتب مقالات في إحدى الصحف الرسمية مقابل المال، وبحجة الرد على الشيوعيين، فرفض أن يستخدم من قبلهم لتحقيق أهداف لهم. (راجع كتاب العبقري العملاق للأستاذ إبراهيم منير)
وبعد قيام الثورة عام 1952م حاولوا استمالته تارة بالإغراء وتارة بالتهديد لينحاز إليهم ضد قيادة الإخوان، فرفض ذلك بوضوح، ضاربًا المثل في الثبات والالتزام بالدعوة، رغم أن بعض الإخوان ممن كانوا أسبق منه استدرجوا وسقطوا في هذه الزحلوقة.
كان قد بلغ به التعذيب إلى حد لم يعد قادرًا معه على النهوض، فكانوا يحملونه إلى المحكمة العسكرية التي تنظر في قضيته، وقد كشف عن صدره وظهره أمام المحكمة فظهر آثار الضرب الشديد بالسياط، ونزفت رئتيه الكثير من الدماء، وربطوه في كرسي لمدة 4 أيام دون طعام ودون السماح له بالنوم حتى يكون في المحكمة فاقدًا للتركيز، وقتلوا ابن أخته نفيسة قطب- وهو رفعت بكر- أمامه وهم يعذبونه. (راجع كتاب العبقري العملاق صـ 44).
رغم مرضه الشديد في السجن وما حدث له من تعذيب حتى أوشك على الموت كان الشهيد يقول لإخوانه: "إذا حورب الدين فليس لأحد رخصة، وإذا حوربت الشريعة فلا يجوز لأحد أن يترخص، ثم العلماء أيضًا لا يجوز لهم أن يترخصوا بحال من الأحوال". (صـ 30 كتاب العبقري العملاق).
رجاه بعض إخوانه في السجن ألا يطبع كتاب المعالم حفاظًا على حياته حيث سيتربص به الشيوعيون، فرفض بإباء قائلاً: لا بد أن يتم البلاغ وقد سأله إخوانه: لماذا كنت صريحًا كل الصراحة في المحكمة التي تملك عنقك؟ فقال: لأن التورية لا تجوز في العقيدة، ولأنه ليس للقائد أن يأخذ الرخص". (صـ5 كتاب العبقري العملاق).
عندما كان في زيارة للأردن عام 1953 طلب أن يتصل بالقاهرة وذلك لشوقه لسماع صوت الوالد المرشد، كما قال هو.
وقبل إعدامه بيوم أوصى أخته حميدة قطب في الزيارة: "إن رأيت الوالد المرشد فبلغيه عني السلام وقولي له: لقد تحمل سيد أقصى ما يستطيع حتى لا يصل فضيلتك أدنى سوء". اهـ.
حيث كان الجلادون يشتدون في تعذيبه ليتكلم بأى شيء يدين الأستاذ الهضيبى. (صـ 55 من كتاب العبقري العملاق).
عرض عليه مجلس قيادة الثورة منصب وزير المعارف، ولكنه اعتذر، ورجوه أن يتولى منصب المدير العام للإذاعة فاعتذر ..
ساوموه على أقل من مجرد الاعتذار، ولو بالمداهنة، بكتابة ولو برقية تهنئة لعبد الناصر في أية مناسبة من المناسبات الكثيرة، فرفض في إباء وشمم. (ص 33 من كتاب العبقري العملاق).
بعد خروجه من السجن طالبته الضرائب بمبلغ أربعين ألف جنيه كضرائب مستحقة نظير كتبه، ثم بعدها ذهب إليه أحد كبار رجال المباحث وعرض عليه العمل كوكيل وزارة مع إعفائه من الضرائب المستحقة عليه، فاعتذر له عن عدم قبول ذلك.
وعرضوا عليه إنشاء مجلة إسلامية يتولى رئاسة تحريرها تابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي التي كان يرأسها في حينها أنور السادات، وكانوا يقصدون جره للعمل ومشاركته فيه والعمل تحت رايتهم، فرفض كل ذلك لأنه كان يعرف مقصدهم ويقرأ ما وراء السطور. (راجع كتاب العبقري العملاق، صـ33).
عندما علمت أخواته البنات بأن فضيلة المرشد كلفه بقيادة مجموعة الشباب عام 1964م، أشفقوا عليه من الاعتقال مجددًا وهو في مثل حالته الصحية، فرجاه بعضهن أن يعتذر للأستاذ المرشد، فكان رده حاسمًا لهن: "لم أكن لأراجع الأستاذ المرشد في تكليف كلفنى إياه .. ". (صـ36 من كتاب العبقري العملاق).
وعندما أرسلوا أخته لتطالبه بالاعتذار نظير منع تنفيذ حكم الإعدام، كان رده عليها وعلى غيرها: عن أي شيء أعتذر؟ عن العمل مع الله؟ وقال للضابط الذى رجاه ذلك أيضًا:
"إن أصبع السبابة الذي يشهد لله بالوحدانية في الصلاة ليرفض أن يكتب حرفًا يقر به حكم طاغية".
" لماذا استرحم؟ إن سجنت بحق فأنا أقبل حكم الحق، وإن سجنت بباطل فأنا أكبر من أن أسترحم الباطل". (صـ41 العبقري العملاق).
انتمى الأستاذ سيد لدعوة الإخوان المسلمين سنة 1951م، وكان يعبر عن هذا بأعمق تعبير قائلاً: "ولدت سنة 1951م". (صـ14 كتاب العبقري العملاق).
نقرأ كلماته في محاضر التحقيق في 1965، فنجد النفسية القوية، والهدوء الواثق، وكيف يحوّل صفحات التحقيق إلى توضيح لدعوته وتوجيه للأمة ولمن يعملون للإسلام، ويواجه الحكم عليه بابتسامة هادئة وبشهادة في سبيل الله تمنى أن ينالها.
(يُتْبَعُ)
(/)
كان الشهيد رحمه الله شديد الالتزام بمنهج الإخوان، منبهرًا بالإمام الشهيد، رغم أنه لم يلتق به، وكتب فيه مقالة عن عبقرية البناء، وكان شديد الاعتزاز والاحترام لقيادة الإخوان متمثلة في مرشدهم الأستاذ الهضيبى يخاطبه ويذكره دائمًا بالأستاذ الوالد.
وقد استأذنه في توليه قيادة وتربية مجموعة الشباب عام 1965م، وغياب هذه المعلومة عن بعض الإخوان- وقد أكدها فضيلة الأستاذ الهضيبي نفسه وغيره من الثقات من الإخوان- جعلت هذا البعض يظن غير ذلك.
وقبل أن يساق الشهيد لتنفيذ حكم الإعدام فيه- وقد فهم ذلك- طرق باب أحد الزنازين وأبلغ الأخ فيها أن يبلغ الأستاذ الوالد أنه على العهد باق، وأنه يجدد بيعته، وأنه لم يكفر أحدًا، وكان هذا الأخ هو الأستاذ مأمون الهضيبي. (راجع كتاب العبقري العملاق- وشهادة أ. جمعة أمين).
كان يقول لإخوانه داخل السجن: لقد اختط الإمام الشهيد حسن البنا نهرًا واسعًا وطريقًا واضحة للحركة والدعوة الإسلامية، وعلى كل من يأتى بعده أن يصُبَّ في ذلك النهر وأن يدعمه، لا أن يشتق أو يختط له مسارًا آخر. (شهادة أ. طلعت الشناوي- وقد التقى بالشهيد وحاوره داخل السجن).
رؤيته بالنسبة للإصلاح الجزئي
على المستوى الفردي كان رحمه الله يقوم بذلك من حل للمشاكل وإعانة للآخرين في المجتمع بل ويشجع على ذلك.
أما بالنسبة للجماعة فكان يرى ألا تشغل نفسها بتقديم برامج الإصلاح للمجتمع وتفاصيلها في رؤية الإسلام أو ننشغل بالرد على من يسأل عن رأي الإسلام وكيف يحل هذه المشاكل؛ لأنهم من وجهة نظره يسألون ليس للتطبيق وإنما للمجادلة، وحتى لا تُضَيِّع الجماعة وقتها؛ لأن الأولوية عندها في تفهيم الناس وتربيتهم على أصل العقيدة؛ ولأن المجتمع غير جاهز لتطبيق ما سيعرض عليه، وكان هذا الفهم عنده متأثرًا بأن أغلب الجماعة داخل السجن لسنوات طويلة، ولا منفذ لديها بالمجتمع الذي تحاول فيه الدولة إقصاؤهم عنه.
وتعتبر هذه النقطة الفرعية في كلمات الشهيد هي التي اختلف فيها مع منهج الإمام البنا، ولو تغيرت الظروف التي أحاطت به أو راجعه أحد فيها لذهب إلى غير ذلك؛ حيث أن دعوة الإخوان تجمع بين رؤية الإصلاح الكلي الشامل وبين منهجية الإصلاح الجزئي، وأنه رغم أن الحكومة لا تستجيب لمطالب الإصلاح وبرامجه المقدمة من الجماعة؛ إلا أنها ستواصل ذلك توضيحًا للإسلام وإبلاغًا للدعوة وإقامة للحجة وتفاعلاً مع الأحداث والمواقف.
وأما بشأن ترقيع المجتمع الجاهلي بما فيه من أفكار وقيم جاهلية منحرفة عن قيم الإسلام، فهذا كان الشهيد سيد قطب يرفضه بوضوح، وكان يقصد بهذا أن نأتي إلى القيم المنحرفة عن الإسلام فنضيف إليها جزئية من قيم الإسلام، ثم نقبل بها بعد هذا الترقيع كحلٍّ وسط؛ لكي نَلْتَقِي معها في منتصف الطريق، وما ذهب إليه الشهيد بهذا المعنى هو من بديهيات الإسلام.
وما حدث من لبس عند البعض في هذا الشأن كان بخصوص كلمة "المجتمع" وعدم التبيُّن في أنه هل يقصد بها الناس وأحوالهم أم القيم والأفكار والمبادئ؟
ولم يمنع الشهيد الاستفادة الفعلية من شتى العلوم والحكمة من أية جهة؛ ما دامت ستوظَّف لصالح الأمة وتصطبغ بصبغتها الإسلامية وتكون داعمةً لها.
شهادات لبعض العلماء (وهي نماذج كعينة فقط)
1) من أقوال الأستاذ حسن الهضيبي عن الشهيد سيد قطب عندما انضم إلى الإخوان: "إن سيد قطب هو الأمل المرتجى لهذه الدعوة إن شاء الله". (صـ149 كتاب العبقري العملاق).
2) شهادة عبد الله بن جبرين عن حسن البنَّا وسيد قطب (في 26/ 2/1417هـ): "إن سيد قطب وحسن البنَّا من علماء المسلمين ومن أهل الدعوة، وقد نفع الله بهما، وهدى بدعوتهما خلقًا كثيرًا، ولهما جهود لا تنكر؛ ولأجل ذلك شفع الشيخ عبد العزيز بن باز في سيد قطب عندما قُرّر عليه القتل، وتلطف في الشفاعة، فلم يَقْبَلْ شفاعته الرئيس جمال عليه من الله ما يستحقه .. ولما قُتل كلٌّ منهما أطلق على كل واحد أنه شهيد؛ لأنه قُتل ظلمًا. وشهد بذلك الخاص والعام، ونُشر ذلك في الصحف والكتب بدون إنكار، ثم تلقى العلماء كتبهما ونفع الله فيها". (صـ 115 كتاب العبقري العملاق).
(يُتْبَعُ)
(/)
3) ردَّ فضيلة العالم المحقق بكر أبو زيد على الاتهامات (أو الافتراءات) التي ساقها الشيخ ربيع بن هادي المدخلي بادعائه أن الأستاذ سيد قطب يذهب إلى فكرة وحدة الوجود، وينادي بخلق القرآن، ويرى أن للبشر حقًّا في التشريع مع الله، وهي اتهامات لا أصل لها.
ففب الظلال في تفسير سورة البقرة آية 116، 117، يقول الأستاذ سيد: "ومن هنا تنتفي من التفكير الإسلامي الصحيح فكرة وحدة الوجود". اهـ. وفي كتابه مقومات التصور الإسلامي ردًّا شافيًا على القائلين بوحدة الوجود.
ويقول فضيلة العالم بكر أبو زيد في شهادته عندما طالع كتب الأستاذ سيد: "فوجدت في كتبه خيرًا كثيرًا، وإيمانًا مشرقًا، وحقًّا أبلجَ، وتشريحًا فاضحًا لمخططات الأعداء للإسلام". اهـ.
4) نذكر هنا ما قاله الشيخ الألباني في حق الأستاذ سيد قطب: "إن كتابات قطب عليها نور وعلم، ويكفي أنه قتله أعداء الإسلام". اهـ.
أما بعد:
هل الدفاع عن العلماء المجاهدين وإنزالهم منازلهم أمر منكر خارج عن الدين أو هو من هدي الإسلام وأدبه؟
وأين هي مظاهر التقديس المزعومة؟ لو سألت أحدًا من الإخوان: أين قبر الإمام الشهيد أو الشهيد سيد قطب؟ لما أجابك غالبيتهم، وكم منهم يزوروه؟ لما وجدت إجابة من أحد، وأين هذه العصمة ونحن نقول: كل إنسان يؤخذ من كلامه ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وأين هذه الموالد والطقوس التي يقيمونها في ذكراهم أو حتى الهتاف بأسمائهم مثلما يفعل غيرهم؟
أما إذا دافع الإخوان عن علماء الإسلام وشهدائهم، وإذا ذكّروا الناس بمواقف الدعوة والتضحية وبكلمات الخير والنور، أيكون ذلك تقديسًا منهم أم إنه التحامل والافتراء؟
وقد يسأل البعض: هل نحن بحاجة إلى مثل كتابات الشهيد سيد قطب في هذه المرحلة الآن؟ الإجابة القاطعة تكون بنعم؛ حيث ما زالت الأمة تواجه حملة شرسة ضد قيم الإسلام، وتواجه محاولات من قوى عالمية للسيطرة عليها واحتوائها، وفي ظل عولمة الإعلام ووصوله بكل الأفكار والشبهات إلى الجميع تقريبًا يصبح التحصين ضدها والقوة في الدفاع عن قيم وأحكام الإسلام والتميز بها أمرًا لازمًا، وهو ما تقدمه كتابات الشهيد وغيره من العلماء المجاهدين، وبالتالي يجب الاستفادة من كتابات الشهيد في ظل الضوابط التي أشرنا إليها.
بشأن توليه القيادة وتوجيه مجموعة 65
هل كان قيامه رحمه الله بالإشراف على تربية وتنظيم وتوجيه شباب الدعوة في 1965م يعتبر خطأً حركيًّا وخارجًا عن سياسة الجماعة، أو سبب ضرر لها وانتكاسة؟
إن من يقول هذا الكلام لم يفهم دعوة الإخوان، ولم يعرف قواعد الإسلام ومبادئه، فمقياس الخطأ والصواب أو الضرر والفائدة لا يكون بالهوى الشخصي، وإنما بالرجوع لأحكام الشرع ومبادئ الدعوة إلى الله.
إن العمل والدعوة للإسلام في مناخ مناوئ له فريضة لازمة، وسيكون له تضحيات كالقابض على الجمر، وإن هذا هو واجب الدعاة وورثة الأنبياء مهما لاقوا من أذى.
فما قام به الشهيد ومن معه من شباب هو أداءٌ لواجب الدعوة وللأهداف التي آمنوا بها وبايعوا عليها.
إن قبوله قيادة الشباب في هذه الفترة وهو حديث الخروج من السجن يعاني من سوء الحالة الصحية وضيق المورد المالي، وذلك كي يربيهم على الإسلام، ويبعد بهم عن طريق العنف والانتقام، وقد أفادوا جميعًا بذلك، كان هذا يمثل قمة الثبات والتضحية وكسرًا لحاجز الخوف.
كما أن حركتهم هذه، وإن لم تشمل جميع الإخوان، حيث كانت في بدايتها؛ إلا أنها كانت في إطار المؤسسية، وتحت علم قيادة الجماعة وموافقتها، وما شهادة بعض أفراد الجماعة بعكس ذلك، إما لعدم علمه أو لخلطه في الأمر بين منع القيادة أية تجمعات للشباب تنتهج منهج العنف أو تسعى لرفع السلاح، وبين تأييدها للقيام بالتربية وحمل الدعوة.
كما أن قيام هذه الفئة المؤمنة وإقدامها على الحركة بالدعوة والتجميع والتربية وأمامهم مناخ السجون والاعتقالات والتعذيب من نظام طاغٍ لا يعرف قانونًا؛ كان في ذاته يشكل انتصارًا معنويًّا للإيمان والعقيدة التي ارتفعت وتسامت فوق كل ذلك، وتجاوزت الخوف مما سيحدث لها من بطش.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما أن هذه الحركة المباركة لشباب 65 كانت ردًّا عمليًّا على بطش النظام، وأنه لم يستطع أن يُخضع الجماعة أو يُرعب أبناءها أو يوقف مسار دعوتها، وكانت صوتًا معارضًا قويًّا لهذا النظام في حين سكت الجميع وخضعوا له مما أحرق كبد النظام غيظًا، فكان بحق مفخرة في تاريخ دعوة الإخوان المسلمين، ونذكر عندما ذهب أحد الإخوان للأستاذ الهضيبي وقتها يشتكي من حركة هؤلاء الشباب بالدعوة والتجمع قال له: أو ليس قعودك عن الدعوة والعمل لها إضرارًا لها؟ (من شهادة الدكتور محمد بديع)
خاتمة:
نعيد الإشارة إلى أن دعوة الإخوان ومنهجها وكذلك الشهيد سيد قطب وعطاءه وفكره، ليست بحاجة إلى رد أو دفاع، ولكنها تذكرة ووقفة مع معاني الحق، ونحن لا نرفع أحدًا إلى مرتبة القداسة، وكل إنسان يؤخذ من كلامه ويترك إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم، وميزان الأمر هو أحكام الشرع وقواعده.
لم يقصد الأستاذ سيد قطب بكتاباته أن يقدم مشروعًا مستقلاً أو موازيًا، وإنما كان ملتزمًا بالمشروع الإسلامي والمنهج الدعوي الذي أرسى معالمه الإمام البنا، فقد ركز بأسلوبه على بعض المحاور خاصة في مجال تميز القيم والمفاهيم الإسلامية في مواجهة القيم الغربية؛ مما كان يناسب الظروف الضاغطة التي أحاطت بالدعوة في تلك الفترة وما زالت، فكان كما قال يصب بجهده وفكره في دعم هذا المشروع.
لم يكن الشهيد صاحب رؤية خاصة به أو تيار فكري مخالف لمنهج الإمام الشهيد العملي والفكري، بل كان ملتزمًا حريصًا على ذلك الانتماء وتلك البيعة، وبالتالي فإن نسبة مجموعة من الأفكار والأطروحات تدور حول التكفير والانعزال والتشدد والعنف إليه أمر مخالف للحقيقة مجانب للصواب، واعتداء على فكر الشهيد رحمه الله والذي لم يكن ليرضى به حيًّا أو ميتًا، وإن ظهور لفظ "القطبيين" كان ضمن الحملة ضد التيار الإسلامي لتشويه صورته، ووراءه دوافع أمنية تحاول أن تزرع الخلل في صفوف الدعوة.
لقد شَهِدَتْ كتابت الشهيد انتشارًا واسعًا وتأثر بها كثير من أفراد التيار الإسلامي وحركاته وحركات المقاومة ضد الاستعمار.
لهذا كان أعداء الإسلام حريصين أن يحدثوا الهزيمة النفسية وترسيخ قيمهم الغربية داخل الشخصية المسلمة؛ ليتمكنوا من السيطرة عليها من داخلها، ثم السيطرة على أرض الواقع وميدان المعركة.
لقد وجدوا أن كتابات الشهيد تتميز بالرفض الشديد لهذه القيم التي يحملها المشروع الغربي والمفاصلة الكاملة معها، كما أن محاولتهم للقضاء على الإسلام المقاوم الذي يتصدى لهيمنتهم شملت أن يضربوا جذور هذا الفكر وأن يضربوا معنى الجهاد، ويغيروا مدلوله لتضعف المقاومة وتخضع الشعوب لسلطانهم وسيطرتهم، إننا جميعًا يوم القيامة سنقف بين يدى الله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور؛ لتظهر الحقائق ويحاسب كلُّ فرد على موقفه وكلماته وعمله.
والله يهدي إلى سواء السبيل
منقول من موقع اخوان أون لاين
ـ[يسري خضر]ــــــــ[01 Jan 2010, 03:39 م]ـ
بقلم: د/ جابر قميحة
كمدخل لمضمون هذا المقال أُذكّر الناقد (وأقصد الناقد بمفهومه الواسع في مجال العلوم الإنسانية من أدب وسياسة واقتصاد وعقائد وتاريخ .. إلخ) أقول أُذَكِّره بعدد من القواعد المنهجية التي يجب أن يأخذ نفسه بها، ومن أهمها:
1 ـ التجرد من الهوى، وتناول الموضوع بعقلانية موضوعية بريئة من الحب والمجاملة والحقد والكراهية.
2 ـ أن يكون حكمه على الشخصية أو الإنتاج بريئًا من التعميم انطلاقًا من شريحة أو جزء من العمل.
3 ـ الاعتماد على المصادر الأصلية دون اعتماد على "المراجع الوسيطة"، كأن يكتب الناقد "وأنقل لكم ما كتبه الدكتور فلان من أن طه حسين كتب في كتابه في الشعر الجاهلي كذا ... وكذا". بل عليه أن يأخذ النص من كتاب طه حسين نفسه.
4 ـ النظر إلى النص والحكم عليه كجزء من أعمال المنقود، فلا يُعزل النص عن بقية إنتاج المفكر، وإلا لكان من حق الناقد أن يحكم على "أبي نواس" بأنه "شاعر الزهد والتوبة" اعتمادًا على قرابة عشرين قصيدة له محورها الزهد في الحياة والتوبة إلى الله. مع أن هذه القصائد لا تعد شيئًا- كمًّا وكيفًا- إذا قيست بقصائده في التهتكيات والخمريات، والشذوذيات.
5 ـ عدم إغفال طبيعة العصر الاجتماعية والسياسية والعلمية وبصماته على المنقود.
(يُتْبَعُ)
(/)
6 ـ عدم الانبهار بآراء الكبار والمشاهير واعتبار ما يقولونه حقائق لا تنقض، وهذا ما يسميه فرانسيس بيكون "أوهام المسرح"، وقد عرفها بأنها تلك التي انتقلت إلينا من الفلاسفة والمفكرين، أي تلك الأفكار التي نتلقاها دون تمحيص. ولذلك فإن (بيكون) اقترح علينا أن نتحلى بالعقل النقدي أكثر من النقلي كي نؤسس لمعرفة سليمة.
وهو منظور إسلامي قبل ميلاد بيكون بقرون، ونجد ذلك في عشرات من الآيات القرآنية، ومنها قوله تعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ للهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8) ? (المائدة).
ومن قبيل الإنصاف أُذكر القارئ بأن سيد قطب ترك عشرات من الكتب في الإسلاميات والأدب والنقد والشعر، وكَتَبَت عنه عشرات من الأطروحات الجامعية (ماجستير ودكتوراه) غير أن الذي دفعني إلى ذكر هذه القواعد المنهجية المعروفة أن كثيرين يَلِغون بأقلامهم في شخصية سيد قطب رحمه الله، اعتمادًا على كتابه "معالم في الطريق"، معزولاً عن بقية أعطياته الفكرية الأخرى، وعلى نحوٍ فيه من التطرف والإسراف والشطط والتهويل الكثير والكثير.
وسيد قطب رحمه الله لقي ربه مظلومًا، فقد واجهه الحكام الظالمون باتهامات لا أساس لها من الصحة، وليس هذا هو موضوع مقالنا، ولكني أتحدث عن بعض الظلم الذي امتد إليه بعد مماته. ومن ذلك:
أنه بعد إعدامه رحمه الله عملت الأقلام عملها، ولا أقصد الأقلام المريضة التي تكتب في الصحف الصفراء الكالحة، ولكني أقصد ما شاهدته من كتب مطبوعة طباعة فاخرة في بعض البلاد العربية وتباع بأسعار رمزية، وكلها مطاعن في الإخوان ودعوتهم وقادتهم، ونال سيد قطب منها الحديث الأوفى: "فهو باطني يدعو إلي عقيدة "الحلول" ووحدة الوجود, وهو يناصر دعوة عبد الله بن سبأ اليهودي, وأنه عاش طيلة حياته رقيق الدين, مستهينًا بالعقيدة. وأنه .. وأنه ...
ولو صحت هذه الافتراءات التي كتبها "علماء" (!!!) طوال اللحى لكان سيد قطب زنديقًا مارقًا من الملة والعياذ بالله.
وظلم باللسان ..
وفي هذا المقام أذكر واقعة تتلخص في أن أحد العلماء المصريين زار الكويت سنة 1974م, وهو معروف عنه في كتاباته بانتصاره للتراث العربي وحملاته على التغريب, وأنا أشهد له بذلك.
ومعروف أن "الديوانيات" لازمة من لوازم المجتمع الكويتي .. والديوانية قاعة واسعة تُفتح مساء كل خميس, ويحضرها من يشاء, وهم غالبًا من أهل الأدب والعلم وذوي الوجاهة في المجتمع, ويناقَش فيها موضوع أو موضوعات متعددة .. بصورة عفوية. والكلام ذو شجون.
ورحب صاحب الديوانية بالعالم الضيف، ونقل إليّ أكثر من واحد تفاصيل ما حدث: كان "العالم" هو المتحدث الرئيسي .. بل المتحدث الوحيد, وبدأ بداية سيئة بالهجوم الشديد على الإخوان ومرشدهم حسن البنا، ووصفهم |"بالعمالة", وقدم الدليل "الحاسم جدًّا" على هذه الإدانة بأن جماعة الإخوان نشأت في منطقة الإسماعيلية؛ حيث يهيمن المستعمرون الإنجليز ويسيطرون على كل الأجهزة في الإسماعيلية ومنطقة قناة السويس.
فلما اعترض أحد الطلاب الجامعيين بقوله: هذا شأن كل الدعوات تنشأ في مناطق صعبة وبلاد عديمة الإيمان .. شأنها شأن مكة .. نهره الأستاذ الكبير بحدَّة .. وصرخ في وجهه: أتشبه حسن البنا برسول الله صلى الله عليه وسلم؟! يا "أخينا أنت" .. يوم ما تِعْرَف إزاي تتطهر من النجاسة .. "ابقى" تعال جادل أسيادك. وانسحب الطالب من الديوانية ومعه عدد من الحاضرين وهم يشعرون بالأسى والحزن.
وجاء الدور على سيد قطب
ولما سأله أحدهم عن رأيه في ظلال القرآن امتقع وجهه, وانطلق يجرّح "سيد قطب" بألفاظ لا تصدر من مسلم يملك الحد الأدنى من الذوق والأدب؛ مما يدفعنا إلى إغفالها, وكان أكثر ما قاله اعتدالاً هو: الإخوان دول "دَوْشُونَا" بما يسمى "في ظلال القرآن", وأنا أتحدى أي واحد يريني أين "التفسير" في كتاب قطب هذا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
واستأنف "الأستاذ الكبير" منظومته الخسيسة في تجريح الشهيد سيد وكل ما كتب, وخصوصًا "في ظلال القرآن"، ولم يعلق صاحب الديوانية على أية كلمة مما قاله "الضيف الأستاذ", تأدُّبًا منه وكرمًا. وأخذ الحاضرون يغادرون الديوانية .. واحدًا واحدًا, ولم يبق مع الضيف إلا خمسة هم المضيف ورجال الأسرة.
قال واحد ممن نقل إلينا الواقعة المؤسفة: قطعًا الرجل لم يقرأ في ظلال القرآن ولو قرأه لغيّر رأيه.
قلت: بل قرأه قراءة جيدة, وفهمه فهمًا دقيقًا, ورأى ما فيه من تفوق سيد قطب وعبقريته, ولكن الحسد أكل قلبه, وطمس عقله، فالرجل لا يملك سماحة العالم ونبله وسعة صدره, ولم يرزقه الله سعة أفق الداعية وأسلوبه الواعي المتزن, ومن هنا جاء إخفاقه ذريعًا في تكوين "جماعة إسلامية" يضرب بها الإخوان ويوقف بها مسيرتهم.
ولكني أقول: "شكرًا" للرجل "الأستاذ جدًّا"؛ إذ فتح بحقده على دعوة الإخوان وعلى سيد قطب وما كتب عيون الناس وعقولهم وقلوبهم, وخصوصًا "ظلال القرآن" وذلك من حيث لا يقصد. وهذا ما نسميه "الإيحاء العكسي" أي الإيحاء الذي يأتي بنتيجة عكس ما حرص عليه هذا "الأستاذ جدًّا".
وفي النقد: ممنوع سيد قطب
ولا أقصد بهذه الكلمة السيد جابر عصفور الذي كتب في الأهرام مقالات عن النقاد في القرن العشرين لم يشر فيها- مجرد إشارة- لسيد قطب. إنما أقصد واقعة خلاصتها أن وزارة التربية والتعليم المصرية قررت سنة 1965م كتابًا باسم "فصول مختارة من النقد" على الصف الثاني من معاهد المعلمين القسم الخاص (سنتين بعد الثانوية العامة) والكتاب يضم أكثر من عشرة فصول من النقد لأساتذة مختلفين، وفي الكتاب فصل لسيد قطب عنوانه "القيم الشعورية في العمل الأدبي"، وهو مستل من كتابه (النقد الأدبي أصوله ومناهجه) ولم يلتفت أي طالب لوجود هذا الفصل في الكتاب؛ لأنه لم يكن ضمن ستة فصول اختيرت من الكتاب مقررًا. وصدر أمر رياسي بجمع الكتاب من الطلاب, وإعادته لهم بعد نزع هذا الفصل وحرقه، ولم يُحضر الكتاب إلا قرابة نصف الطلاب, وتم تشكيل لجنة في كل معهد لحرق الفصل المنزوع, مع أنه أدبي نقدي بحت, وأعيدت الكتب إلي أصحابها الذين لا يزيدون على النصف, واعتقد الطلاب أن في الفصل المنزوع ما هو مهم خطير, فقرأه واستوعبه من لم يُحضروا كتبهم, وتمكن الآخرون من قراءته كذلك, بل إن بعض المكتبات طبعت الفصل في كتيبّ صغير عنوانه "النقد المرفوض" بقلم سيد قطب, ووُزع هذا الكتيب على أوسع نطاق، ولو "سكت" المسئولون العباقرة في وزارة التربية والتعليم ما التفت إلى هذا الفصل أحد. والفصل- كما أشرت- لم يكن مقررًا مع أنه كان ضمن فصول الكتاب.
إنها محارق أقيمت لدعوة الإخوان وكتبهم وخصوصًا كتب سيد قطب. وهي تنضح بالكذب والتجريح لسيد قطب والإخوان. وكذبوا .. وهم بمحارقهم لا يحرقون إلا أنفسهم المخروبة, ومنطقهم الهش المنتفش .. أما الإخوان ودعوتهم فخرجوا من هذه المحارق كالذهب الإبريز, وهم بحمد الله في تزايد ممتد, وقوة مطردة, ونشكر "الحاقدين الحارقين المحروقين", ومرة أخرى حققت هذه الدعاوى والادعاءات الكاذبة عكس ما تغيّاه أصحابها, وأصبح لدعوة الإخوان وسيد قطب وجود وكيان في هذه البلاد, ومنها- بل أهمها- ما لم يعرف الأحزاب من قبل.
وأذكّر القراء بالبيتين الخالدين:
وإذا أراد الله نشر فضيلة ... طُويت أتاح لها لسان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت ... ما كان يعرف طِيبُ عَرْف العُود
وأدعو من يتصدى للكتابة عن سيد قطب أن يراجع القواعد المنهجية التي ذكرتها في المدخل؛ فسيد قطب رحمه الله عاش مفكرًا موسوعي الثقافة غزير العطاء في الفكر الإسلامي والأدب والنقد والتاريخ والتفسير، كما أنه شاعر مطبوع.
ولنا عودة لاستيفاء حديثنا عن سيد قطب رحمه الله.
ـ[صالح صواب]ــــــــ[01 Jan 2010, 11:22 م]ـ
جزى الله الباحث د. ماجد شباله كل خير على جهده، وما ذكره ظاهر لمن أنصف إلا في مسالة التكفير، يعرف ذلك كل محب لسيد لا يريد من الناس ان يتبعوه فيما زل فيه في هذا الباب، فكتبه المتأخره ــ رحمه الله ــ طافحة بتكفير المجتمعات المسلمة،.
أنقل هنا بعض النصوص من رسالة الباحث كما وردت:
الفرع الثاني: حقيقة نسبة تكفير المسلمين إلى سيد قطب
ينطلق القائلون بأن سيد قطب يكفر المسلمين عموماً بدون ضوابط من منطلقات هي:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاً: النصوص التي يصف فيها سيد المجتمعات الإسلامية بالجاهلية والردة، أو ينفي عنها صفة الإسلام.
ثانيا: أقوال تنسب فكرة التكفير إلى كتابات سيد، سواءً أقوال جماعات التكفير التي اتخذت من بعض الألفاظ والنصوص عند سيد متكئاً لها، أو بعض الشخصيات التي نسبت التكفير إلى كتابات سيد.
ويمكن بيان حقيقة الأمرين فيما يلي:
أولاً: أما النصوص التي يستند إليها القائلون بأن سيد قطب يكفر المسلمين بدون ضوابط، فقد تبين لنا من خلال استعراض النصوص السابقة وعددها خمسة عشر نصاً، والوقفات التي تلت كل نص ما يأتي:
1 - أن كلام سيد كان منصباً في أغلبها على وصف واقع المسلمين الأليم المتمثل في الجهل بحقيقة " لا إله إلا الله " وهي حقيقة يجدها كل من قرأ بتجرد، ويؤكد هذه الحقيقة أيضاً كل من عرفه وعاصره ومنهم أخوه محمد قطب حيث يقول: " إن كتابات سيد قطب قد تركزت حول موضوع معين، هو بيان المعنى الحقيقي لـ " لا إله إلا الله " شعوراً منه بأن كثيراً من الناس لا يدركون هذا المعنى على حقيقته، وبيان المواصفات الحقيقية للإيمان كما وردت في الكتاب والسنة، شعوراً منه بأن كثيراً من هذه المواصفات قد أهمل أو غفل عنه الناس، ولكنه مع ذلك حرص حرصاً شديداً على أن يبين أن كلامه هذا ليس مقصوداً به إصدار أحكام على الناس، وإنما المقصود به تعريفهم بما غفلوا عنه من هذه الحقيقة، ليتبينوا لأنفسهم: إن كانوا مستقيمين على طريق الله كما ينبغي، أم أنهم بعيدون عن هذا الطريق، فينبغي عليهم أن يعودوا إليه.
ولقد سمعته بنفسي أكثر من مرة يقول: " نحن دعاة ولسنا قضاة " إن مهمتنا ليست إصدار الأحكام على الناس، ولكن مهمتنا تعريفهم بحقيقة لا إله إلا الله، لأن الناس لا يعرفون مقتضاها الحقيقي، وهو التحاكم إلى شريعة الله.
كما سمعته أكثر من مرة يقول: " إن الحكم على الناس يستلزم وجود قرينة قاطعة لا تقبل الشك وهذا أمر ليس في أيدينا، ولذلك فنحن لا نتعرض لقضية الحكم على الناس، فضلاً عن كوننا دعوة ولسنا دولة، دعوة مهمتها بيان الحقائق للناس، لا إصدار الأحكام عليهم ".
وذكرت زينب الغزالي أيضاً بعد حوارٍ لها مع سيد، استغرابه من فهم البعض لكلامه على أنه تكفير للأفراد بأعيانهم، وأن هذا فهم خاطئ سيوضحه في الجزء الثاني من المعالم، وأن كلامه كان لبيان حقيقة أن المجتمعات ابتعدت عن الإسلام إلى درجة جعلتها تفقد هذه الصفة.
وقد جاء في محاضر التحقيق عن سيد قوله: " وقد قلت له –– إننا لم نكفر الناس، وهذا نقل مشوه، إنما نحن نقول: إنهم صاروا من ناحية الجهل بحقيقة العقيدة وعدم تصور مدلولها الصحيح والبعد عن الحياة الإسلامية، إلى حالٍ تشبه حال المجتمعات الجاهلية، وإنه من أجل هذا، لا تكون نقطة البدء في الحركة هي قضية إقامة النظام الإسلامي، ولكن تكون: إعادة زرع العقيدة والتربية الأخلاقية الإسلامية، فالمسألة تتعلق بمنهج الحركة الإسلامية أكثر مما تتعلق بالحكم على الناس".
2 - في بعض النصوص: كان الحديث عن تكفير من فعل بعض الأعمال الكفرية على سبيل العموم استناداً إلى النص القرآني الذي يتحدث عن الموضوع، كما في حديث سيد عن تكفير مستحل الربا وكذا الحاكم بغير ما أنزل الله، والمحكوم بغير ما أنزل الله إذا كان مريداً راضياً بذلك رافضاً لحكم الله، حيث يجد القارئ في كلام سيد ضوابط عند إطلاقه لفظ الكفر والشرك تبين مراده، كما سبق.
3 - بالنسبة لتكفير أعيان الناس وأفرادهم في المجتمع المسلم، فالظاهر من النصوص السابقة أن سيداً – رحمه الله- قيد ذلك بأمور منها:
أ - بلوغ الحجة للمعين وفهمها: حيث يقول: " فكل من بلغه هذا القرآن من الناس، بلغة يفهمها ويحصل منها محتواه، فقد قامت عليه الحجة به،وبلغه الإنذار، وحق عليه العذاب إن كذب بعد البلاغ ".
ب- إرادة الكفر والرضا به وعدم الإكراه: حيث يقول: " وحين ننظر إلى وجه الأرض اليوم – في ضوء التقريرات الحاسمة – فإننا نرى الجاهلية والشرك – ولا شيء غير الجاهلية والشرك – إلا من عصم الله، فأنكر على الأرباب الأرضية ما تدعيه من خصائص الألوهية، ولم يقبل منها شرعاً ولا حكماً ... إلا في حدود الإكراه ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول أيضاً: " على أنه بالرجوع إلى أصل القضية، وهي أن الحاكمية وحق تعبيد الناس وتشريع الشرائع لهم، هي أولى خصائص الألوهية، التي لا يدعيها لنفسه مؤمن ولا يقره عليها مؤمن بالله كذلك، وأن الذي يدعي حق الحاكمية، وحق تعبيد الناس لما يشرعه لهم من عند نفسه، إنما يدعي حق الألوهية، وأن الذي يقره على هذا الادعاء أو يحتكم إلى ما يشرعه للناس من عند نفسه – إلا مكرهاً، كارهاً، منكراً باليد أو اللسان أو القلب – فإنما يقره على ادعاء صفة الألوهية، وأن من يرفض تحكيم شريعة الله في كل شؤون الحياة، إنما يرفض الاعتراف بألوهية الله سبحانه ولو في جانب من جوانب هذا الكون، وهو حياة البشرية - وأنه من يقره على هذا الرفض فإنما يشترك معه في رفض ألوهية الله سبحانه في هذا الجانب – وأن الذي يرفض ألوهية الله لا يمكن أن يقال عنه إنه مسلم لله – مما يزعم ذلك بلسانه – طالما أن هذا الزعم مصحوب بفعل يناقض مدلوله، وهو إرادة التحاكم إلى الطاغوت وعدم التحاكم إلى شريعة الله، ومن باب أولى الحكم بالطاغوت، وعدم الحكم بما أنزل الله ... وأن الحكم بما أنزل الله لا يتحقق إلا بالحكم بنص شريعة الله، والرجوع فيما يختلف فيه مما ليس فيه نص إلى الله والرسول لا إلا أي مصدر آخر سواه .. ".
والمتأمل في النص يجد: أن سيداً وضع قيوداً وضوابط للحكم بكفر الشخص منها:
1 - الرضاء والإقرار بالكفر.
2 - إرادة التحاكم إلى غير الله.
3 - رفض حكم الله.
4 - وقبول حكم غير الله من غير إكراه، وأنه يستثنى الكاره والمكره، والمنكر بيده أو بلسانه أو بقلبه من هذا الحكم، وهو ما عليه أهل السنة والجماعة من اعتبار مسألة الرضا وانعدام الإكراه سبباً في التكفير لمن فعل مكفراً.
وقد سبق معنا أن سيد - رحمه الله – يفرق بين تكفير المجتمع بصفته الجماعية كنظام ومؤسسات وقوانين وشرائع، وبين أفراد هذا المجتمع، حيث يرى أن الفرد المسلم يحكم له بالإسلام إذا نطق بالشهادتين ولم يعمل ما يناقضها، والحكم على الفرد بناءً على عقيدته وعمله.
ثانيا: شهادة بعض الأفراد على سيد بتكفير المسلمين:
باستقراء ما كُتب حول سيد نجد أن بعضهم ينسب إليه تكفير عموم المسلمين وأعيانهم بدون ضوابط، مستدلاً بأقوالٍ لأفراد على أنها شهادات على سيد تثبت ما نسب إليه، وأصحاب هذا الأقوال مشارب شتى:
1 - إما كتاب من التيار العلماني أو الاشتراكي الذي يحمل العداء لكل ما هو إسلامي.
2 - وإما جماعات التكفير والهجرة بناء على فهمهم لنصوص من كلام سيد قطب.
3 - وإما بعض رموز وأفراد حركة الإخوان المسلمين، أو بعض المندسين فيها.
4 - وإما بعض المنتمين إلى التيار السلفي.
وكلام هؤلاء كلهم في شهاداتهم على سيد بالتكفير ليس فيها نص واحد يدل على أن أحداً منهم سمع سيداً - رحمه الله – يقول " إن أفراد المسلمين اليوم كفاراً بالتعيين "، وإنما جميعهم ينسبون هذا الأمر إلى سيد بناءً على فهمهم للنصوص التي سبق ذكرها، والتي يطلق فيها سيد وصف الجاهلية على المجتمعات الإسلامية أو ينفي صفة الإسلام عنها أو عن بعض الأفراد، كما سبق بيانه من خلال استعراض تلك النصوص.
وفَهْمُ هؤلاء ليس حجة كافية لإثبات التهمة، بل إن المتأمل في كلامهم جميعاً يجد أن وراء ذلك:
- إما العداء الديني كما هو حال العلمانيين 0
- أو الخلاف التنظيمي أو الفكري مع سيد كما هو حال بعض من تكلم فيه من الإخوان أو السلفيين.
- أو عدم فهم مقصود كلامه وضوابطه لعدم جمعه للنصوص المتفرقة، أو غير ذلك من الأسباب.
وإذا كان هؤلاء يستندون إلى شهادة بعض الأفراد في نسبة التكفير لسيد بناءً على فهمهم لعباراته، فإن هناك أيضاً عدداً من العلماء المعاصرين له نفوا هذا التهمة استناداً إلى صريح كلامه لا إلى مفهوم كلامه ومنهم:
1 - أخوه الشيخ محمد قطب – حيث يقول عن سيد: " ولقد سمعته بنفسي أكثر من مرة يقول: نحن دعاة ولسنا قضاة، إن مهمتنا ليست إصدار الأحكام على الناس، ولكن مهمتنا تعريفهم بحقيقة لا إله إلا الله، لأن الناس لا يعرفون مقتضاها الحقيقي وهو التحاكم إلى شريعة الله ".
(يُتْبَعُ)
(/)
كما سمعته أكثر من مرة يقول: " إن الحكم على الناس يستلزم وجود قرنية قاطعة لا تقبل الشك وهذا أمر ليس في أيدينا، لذلك نحن لا نتعرض لقضية الحكم على الناس فضلاً عن كوننا دعوة ولسنا دولة، دعوة مهمتها بيان الحقائق للناس، لا إصدار الأحكام عليهم".
2 - الحاجة زينب الغزالي – رحمها الله -: " سئلت هل كان فكر سيد هو تكفير المجتمع – أي أفراده – قالت: " هذا وهمٌ توهمه بعض تلاميذ سيد، لقد جلست معه عندما سمعت بتلك الشائعة، وقلت له: إن منزلتي عند السيدات المسلمات تجعلهم يحترمنني احتراماً عظيماً، ولكنهم مستعدون أن ينسفوا كل هذا الاحترام، إذا علموا أنني أقول عنهم أو عن أحد من أقاربهم: إنهم كفار، واستغرب نفسه هذا القول، وتبين أن هذا فهم خاطئ لما كتبه، وبين أنه سيوضح هذا في الجزء الثاني من المعالم. إن سيداً لم يكن يكفر الأفراد، بل كان يرى أن المجتمعات ابتعدت عن الإسلام إلى درجة جعلتها تفقد هذه الصفة ".
3 - المرشد العام الثالث للإخوان المسلمين – عمر التلمساني - رحمه الله – حيث يقول: " وتمتاز مؤلفاته – أي سيد- بالنقمة على الظلم في كل مظاهره، والحرص على رفع المعاناة عن كل الطبقات وما أراد الشهيد الأستاذ سيد قطب في يوم من الأيام أن يكفر مسلماً، .. وكثرة ترداده " للمجتمع الجاهلي " لم يقصد بها تكفير المجتمع، ولكن تشديد النكير على الظلمة والطغاة والمستغلين ... وهو أسلوب تعرفه اللغة العربية، والذين يعرفون الشهيد سيد قطب، ودماثة خلقه، وحجم أدبه، وتواضعه ورقة مشاعره يعرفون أنه لا يكفر أحداً.
3 - الأستاذ / عبد العليم خفاجي، حيث يقول:" لم يستطع فريق من الشباب أن يروا صلة بين طاعة قلوب هذه الوحوش الضارية وبين صحة انتسابها إلى الإسلام في إنسانيته المشرقة بالنور، فجرت من بعضهم أحكام تصف هؤلاء الظلمة من الحكام بالكفر، هم والمشاركين والساكتين عن الحق من مجموع هذه الأمة، واخذوا يسيئون فهم ما ورد في كتب الشهيد سيد قطب لتدعيم موقفهم، وحملنا الأخ إبراهيم الطناني المرحل إلى سجن طرة للعلاج رسائل للأستاذ سيد قطب بتفاصيل تفكير وسلوك هؤلاء الأخوة فأرسل منكرا عليهم ذلك قائلا: إنهم قد فهموني خطأ، وفي مرة ثانية قال غاضباً: لقد وضعت حملي على حمارٍ أعرج ".
4 - الدكتور عمر الأشقر، حيث يقول: " ولم يتفق الإخوان على أن سيداً كان يصرح في لقاءاته وجلساته وأحاديثه بتكفير المجتمع، ولكن كثيراً من كتاباته قد يُستنتج منها تكفير المجتمعات والأفراد، وتلك الاستنتاجات أمر طبيعي لتفاوت الأفهام أحياناً، ولتعمق المؤلف في معنى معين للتأكيد على فكرة ما ... كما أن سيدا نفى هذا الرأي عن نفسه أثناء التحقيق .. ".
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 Jan 2010, 11:27 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء دكتور يسري على هذ النقل الطيب المبارك
وقد تسألت وأنا أقرأ ما كتبه الدكتور محمد عبد الرحمن عن سر استغراقي في القراءة عن سيد وعدم الشعور بالملل مع طول المقال، وهذا هو حالي دائما حين أقرأ لسيد رحمه الله وفجاءة تطالعني هذه العبارة في المقال نقله الكاتب عن الشيخ الألباني رحمه الله تعالى:
"نذكر هنا ما قاله الشيخ الألباني في حق الأستاذ سيد قطب: "إن كتابات قطب عليها نور وعلم، ويكفي أنه قتله أعداء الإسلام". اهـ."
فقلت: نعم هذا هو السر، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[02 Jan 2010, 12:54 ص]ـ
رحم الله سيد قطب ....
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[02 Jan 2010, 06:53 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم.
نرجو أن يوجد الكتاب قريبا في الأسواق أو الشبكة.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[04 Jan 2010, 02:30 ص]ـ
وجزاك الله خيرا يا أخ حجازي
ـ[منصور العمراني]ــــــــ[05 Jan 2010, 02:10 ص]ـ
أشكر الأخ عبد الرحمن الصالح على مقاله الذي تناول فيه تلك الفرقة الرافضية التي أساءت الأدب مع ربها ونبيها و مع ذلك الجيل العظيم الذي رضي الله عنهم بنص كتابه حيث قال: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه)) [التوبة: 100] فهولاء الرافضة أخطر على هذه الأمة من اليهود والنصارى، بل إنهم يشككون في أمر هذا الدين من خلال الطعن في أقدس مصادره التشريعية وهو القرآن الكريم.
منصور العمراني
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[07 May 2010, 06:13 م]ـ
بقلم: د. محمد عبد الرحمن
هذه السطور ليست دفاعًا عن الشهيد سيد قطب- نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدًا-، وإنما توضيح وتأكيد حقائق نعلمها جيدًا يجب أن نذكرها ولا نسكت عنها.
إننا نتساءل: لماذا هذه الهجمة الشديدة على الشهيد وكتاباته؟ وهي تهدأ لفترة ثم لا تلبث أن تنشط وينضم لها كل حين بعض الكتاب أو الأفراد ممن يتحركون في مجال الدعوة الإسلامية، وهم لم يظهروا نصف هذا الغضب على المشروع الصهيوني والمؤامرات والقيم الغربية التي تستهدف أمتنا.
إن مما أصبح شائعا على كل لسان قولهم فلان شهيد على كل من يعتقد أنه مات بسب من الأسباب التي جاء الشرع بإثبات الشهادة لمن مات بأحدها , ولذا أردت التنبيه على هذه القضية وهي أنه لا يطلق على شخص لفظ الشهادة على سبيل الجزم إلا فيمن ورد فيه نص شرعي فيحكم له بالشهادة ولذا سأحاول جاهدا نقل كلام العلماء في المسالة وبالله التوفيق وأسأله الإعانة.
بوب الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه (باب لا يقال فلان شهيد)
قال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((الله أعلم بمن يجاهد في سبيله والله أعلم بمن يكلم في سبيله))
وذكر هذا الحديث: ((عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْتَقَى هُوَ وَالْمُشْرِكُونَ فَاقْتَتَلُوا فَلَمَّا مَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى عَسْكَرِهِ وَمَالَ الآخَرُونَ إِلَى عَسْكَرِهِمْ وَفِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ لاَ يَدَعُ لَهُمْ شَاذَّةً، وَلاَ فَاذَّةً إِلاَّ اتَّبَعَهَا يَضْرِبُهَا بِسَيْفِهِ فَقَالَ مَا أَجْزَأَ مِنَّا الْيَوْمَ أَحَدٌ كَمَا أَجْزَأَ فُلاَنٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَا إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ أَنَا صَاحِبُهُ قَالَ فَخَرَجَ مَعَهُ كُلَّمَا وَقَفَ وَقَفَ مَعَهُ، وَإِذَا أَسْرَعَ أَسْرَعَ مَعَهُ قَالَ فَجُرِحَ الرَّجُلُ جُرْحًا شَدِيدًا فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ فَوَضَعَ نَصْلَ سَيْفِهِ بِالأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ ثمَّ تَحَامَلَ عَلَى سَيْفِهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَخَرَجَ الرَّجُلُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ قَالَ وَمَا ذَاكَ قَالَ الرَّجُلُ الَّذِي ذَكَرْتَ آنِفًا أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَأَعْظَمَ النَّاسُ ذَلِكَ فَقُلْتُ أَنَا لَكُمْ بِه فَخَرَجْتُ فِي طَلَبِهِ ثُمَّ جُرِحَ جُرْحًا شَدِيدًا فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ فَوَضَعَ نَصْلَ سَيْفِهِ فِي الأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَيْهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ذَلِكَ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهْوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهْوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ)).
يقول الحافظ بن حجر في الفتح:" أي على سبيل القطع بذلك ... " وقال رحمه الله تعالى:" قوله: (قال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم الله أعلم بمن يجاهد في سبيله والله أعلم بمن يكلم في سبيله) أي يجرح وهذا طرف من حديث تقدم في أوئل الجهاد من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة باللفظ الأول ومن طريق الأعرج عنه باللفظ الثاني ووجه أخذ الترجمة منه يظهر من حديث أبي موسى الماضي " من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله " ولا يطلع على ذلك إلا بالوحي فمن ثبت أنه في سبيل الله أعطي حكم الشهادة فقوله " والله أعلم. بمن يكلم في سبيله " أي فلا يعلم ذلك إلا من أعلمه الله فلا ينبغي إطلاق كون كل مقتول في الجهاد أنه في سبيل الله "اهـ.
وجاء في موطأ الإمام مالك رحمه الله تعالى من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "والذي نفسي بيده لا يكلم أحد في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دما اللون لون دم والريح ريح مسك".
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول بن عبد البر رحمه الله في التمهيد:" وفي قوله عليه السلام "والله أعلم بمن يكلم في سبيله" دليل على أن ليس كل من خرج في الغزو تكون هذه حاله حتى تصح نيته ويعلم الله من قلبه أنه خرج يريد وجهه ومرضاته لا رياء ولا سمعة ولا مباهاة ولا فخرا. اهـ
ويقول الإمام النووي رحمه الله تعالى في شرح مسلم:" قوله صلى الله عليه وسلم: (والله أعلم بمن يكلم في سبيله) هذا تنبيه على الإخلاص في الغزو، وأن الثواب المذكور فيه إنما هو لمن أخلص فيه، وقاتل لتكون كلمة الله هي العليا، قالوا: وهذا الفضل، وإن كان ظاهره أنه في قتال الكفار، فيدخل فيه من خرج في سبيل الله في قتال البغاة، وقطاع الطريق، وفي إقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحو ذلك. والله أعلم "
ويقول الباجي رحمه الله في المنتقى شرح الموطأ:" ثم قال صلى الله عليه وسلم: والله أعلم بمن يكلم في سبيله على معنى أن هذا الحكم ليس على الظاهر أن من كان يقاتل في حيز المسلمين أنه ممن يقاتل في سبيله ويكلم في سبيله لأنه قد يكون في حيز المسلمين ويقاتل حمية ويقاتل ليرى مكانه ويقاتل للمغنم ولا يكون لأحد من هؤلاء هذه الفضيلة حتى يقاتل في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا فتكلم على هذا الوجه فحينئذ يكون ممن يجيء يوم القيامة وجرحه يثغب دما يريد والله أعلم أن لون ذلك الدم لون الدم وريحه ريح المسك وهذا دليل على فضيلته وعلو درجته وما له عند الله من الثواب الجزيل " اهـ
فتأمل قوله (معنى أن الحكم ليس على الظاهر) فدل على أن الحقيقة حقيقة الشهادة لا يعلمها إلا الله وإنما نحن نقول يرجى له الله الشهادة إن شاء الله تعالى وذلك أن الحكم بالشهادة على شخص وكون مات شهيدا هذا حكم له بالجنة والحكم بالجنة يحتاج إلى دليل وهذا يؤيده ما في كلام الحافظ بن حجر السابق حيث قال رحمه الله تعالى:" " ولا يطلع على ذلك إلا بالوحي فمن ثبت أنه في سبيل الله أعطي حكم الشهادة فقوله " والله أعلم. بمن يكلم في سبيله " أي فلا يعلم ذلك إلا من أعلمه الله فلا ينبغي إطلاق كون كل مقتول في الجهاد أنه في سبيل الله ".
ويقول الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله في شرحه على الطحاوية في إجابة على سؤال طرح عليه:" فإذاً الشهادة للمُعَيَّنِ بالجنة ممنوعة، وكذلك بما يَدُلُّ على أنه يُشهَدُ له بالجنة، مثل هذه الأسباب ونحوها.
من ذلك الشهادة له بأنه شهيد وقد جاء في صحيح البخاري بحث هذه المسألة، وبَوَّبَ عليها هل يقال فلان شهيد؟ وذكَرْ أثر عمر (إنكم تقولون لمن مات في معارككم فلانٌ شهيد فلانٌ شهيد، والله أعلم بمن يُكْلَمُ في سبيله، والله أعلم بمن يقتل في سبيله) ,لأنه هل كان يُقَاتِلُ يريد أن تكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى؟
هذا أمر غيبي فلذلك لا تجوز الشهادة لمعين؛ لكن نرجوا له، من مات في أرض المعركة نرجوا له الشهادة، نقول نرجوا له أن يكون شهيداً وهذا تبع للأصل أننا نرجو للمحسن ونخاف على المسيء.
نسأل الله سبحانه لنا جميعاً أن يغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وأن يجزل لنا الأجر على قليل عملنا، وأن يغفر لنا كثرة الذنب والخطايا فإنه سبحانه
جوادٌ كريم، اللهم فأجب واغفر جماً إنك على كل شيء قدير." اهـ.
::::::::::::
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في إجابة على سؤال وجه إليه رحمه الله تجد في مجموع فتاويه ورسائله:" سئل فضيلة الشيخ: عن حكم قول: فلان شهيد؟.
فأجاب بقوله: الجواب على ذلك أن الشهادة لأحد بأنه شهيد تكون على وجهين:
أحدهما: أن تقيد بوصف مثل أن يقال: كل من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن قتل دون ماله فهو شهيد، ومن مات بالطاعون فهو شهيد، ونحو ذلك، فهذا جائز كما جاءت به النصوص، لأنك تشهد بما أخبر به رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ونعني بقولنا:ـ جائز ـ أنه غير ممنوع وإن كانت الشهادة بذلك واجبة تصديقاً لخبر رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثاني: أن تقيد الشهادة بشخص معين مثل أن تقول لشخص بعينه: إنه شهيد، فهذا لا يجوز إلا لمن شهد له النبي، صلى الله عليه وسلم، أو اتفقت الأمة على الشهادة له بذلك وقد ترجم البخاري - رحمه الله - لهذا بقوله: "باب لا يقال: فلان شهيد" قال في الفتح 90/ 6: "أي على سبيل القطع بذلك إلا إن كان بالوحي وكأنه أشار إلى حديث عمر أنه خطب فقال: تقولون في مغازيكم: فلان شهيد، ومات فلان شهيداً ولعله قد يكون قد أوقر راحلته، ألا لا تقولوا ذلكم ولكن قولوا كما قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: من مات في سبيل الله، أو قُتل فهو شهيد وهو حديث حسن أخرجه أحمد وسعيد بن منصور وغيرهما من طريق محمد بن سيرين عن أبي العجفاء عن عمر" ا. هـ. كلامه.
ولأن الشهادة بالشيء لا تكون إلا عن علم به، وشرط كون الإنسان شهيداً أن يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا وهي نية باطنة لا سبيل إلى العلم بها، ولهذا قال النبي، صلى الله عليه وسلم، مشيراً إلى ذلك: "مثل المجاهد في سبيل الله والله أعلم بمن يجاهد في سبيله". وقال: "والذي نفسي بيده لا يكلم أحد في سبيل الله، والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة وكلمه يثعب دماً اللون لون الدم، والريح ريح المسك".
رواهما البخاري من حديث أبي هريرة، ولكن من كان ظاهره الصلاح فإننا نرجو له ذلك، ولا نشهد له به ولا نسيء به الظن. والرجاء مرتبة بين المرتبتين، ولكننا نعامله في الدنيا بأحكام الشهداء فإذا كان مقتولاً في الجهاد في سبيل الله دفن بدمه في ثيابه من غير صلاة عليه، وإن كان من الشهداء الآخرين فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه.
ولأننا لو شهدنا لأحد بعينه أنه شهيد لزم من تلك الشهادة أن نشهد له بالجنة وهذا خلاف ما كان عليه أهل السنة فإنهم لا يشهدون بالجنة إلا لمن شهد له النبي، صلى الله عليه وسلم، بالوصف أو بالشخص، وذهب آخرون منهم إلى جواز الشهادة بذلك لمن اتفقت الأمة على الثناء عليه وإلى هذا ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ.
وبهذا تبين أنه لا يجوز أن نشهد لشخص بعينه أنه شهيد إلا بنص أو اتفاق، لكن من كان ظاهره الصلاح فإننا نرجو له ذلك كما سبق، وهذا كاف في منقبته، وعلمه عند خالقه ـ سبحانه وتعالى"اهـ
وفي الأخير أذكر كلمة للشيخ العثيمين رحمه الله تعالى حيث قال:" وهذا خلاف لما عليه الناس اليوم حيث رخصوا هذه الشهادة وجعلوا كل من قتل حتى ولو كان مقتولاً في عصبية جاهلية يسمونه شهيداً " وصدق رحم الله تعالى وفي الأخير هذا ما أردت نقله من كلام العلماء في هذه المسألة وأسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى.
وأظن أن كلام الشيخ ابن عثيمين يزيل الإشكال عما يرد إلى الذهن من فهم الأحاديث التي تشهد بالشهادة على العموم , لا على سبيل الخصوص.
وهذا جزء بسيط من المسألة التي تطول كثيرا , ولكن فيه الكفاية فلسنا بحاجة إلى الإطالة ...
وفي الختام أحب أن أوجه كلمة إلى كل أخ وأخت , أن ينتبهوا إلى إطلاق الأحكام الشرعية قبل أن يعرفوا رأي الشرع فيها ...
منقول للفائدة
. http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=18554&highlight=%CE%E6%C7%D8%D1+%E3%E4%CA%DE%C7%C9
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[08 May 2010, 12:22 ص]ـ
محل النهي عن القول: (فلانٌ شهيد) أو (الشهيد فلان): القطع له بالشهادة؛ كما قال ابن حجر و غيره
أما جوازه: فمن حيث الظاهر (ظاهر حال استشهاده)، إذا كان داخلاً في صنفٍ من أصناف الشهداء، الذين وَرَدَ بيانُهم في الشرع؛ فعن أبى هريرة قال جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال يا رسول الله: أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالى؟ قال: «فلا تعطه مالك». قال: أرأيت إن قاتلنى؟ قال: «قاتله». قال: أرأيت إن قتلنى؟ قال: «فأنت شهيد». قال: أرأيت إن قتلته؟ قال «هو فى النار». رواه مسلم.
و هذا الحكم بالشهادة ليس خاصاً بذلك الرجل وحده، بل هو عام في كل مَن هذا حاله؛ فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو - رضى الله عنهما - قَالَ سَمِعْتُ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ». رواه البخاري.
و عليه، فيجوز إطلاق الوصف بالشهادة على كل أفراد الشهداء - المنصوص عليهم في الشرع - على سبيل الظاهر من حال استشهادهم، لا على سبيل القطع بنياتهم و مآلهم؛ قال صاحب " عمدة القاري شرح صحيح البخاري " في شرحه حديث (باب لا يقول فلان شهيد):
مطابقته للترجمة من حيث إن الصحابة لما شهدوا برجحان هذا الرجل في أمر الجهاد كانوا يقولون إنه شهيد لو قتل، ثم لما ظهر منه أنه لم يقاتل لله وأنه قتل نفسه علم أنه لا يطلق على كل مقتول في الجهاد أنه شهيد قطعاً؛ لاحتمال أن يكون مثل هذا، وإن كان يعطي له حكم الشهداء في الأحكام الظاهرة. اهـ
و بهذا يمكن الجمع بين الأحاديث، و إلاَّ فكيف تُجرَى أحكام الشهداء على الأفراد المُعَيَّنين - ممن يدخلون في أصناف الشهداء في الشرع - إذا قيل بعدم جواز وصفهم بالشهداء؟
و نحسب أن مقتل الشهيد سيد قطب - رحمه الله - كان بسبب دعوته و عمله لتكوين الجماعة و الأمة المسلمة المتمسكة بدين الله، عقيدةً و شريعة؛ أخرج الإمام مسلم - بسنده - عن أبى هريرة قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «ما تعدون الشهيد فيكم». قالوا يا رسول الله من قتل فى سبيل الله فهو شهيد قال «إن شهداء أمتى إذا لقليل». قالوا فمن هم يا رسول الله قال «من قتل فى سبيل الله فهو شهيد ومن مات فى سبيل الله فهو شهيد ومن مات فى الطاعون فهو شهيد ومن مات فى البطن فهو شهيد». قال ابن مقسم أشهد على أبيك فى هذا الحديث أنه قال «والغريق شهيد». اهـ
صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[08 May 2010, 12:31 ص]ـ
إذن فاجزم لسيد بأنه الآن في روضة من رياض الجنة كما جزمت له بالشهادة؟ لقد فرق العلماء رحمهم الله بين العموم والتعيين فمن مات دون دينه أو عرضه أو ماله فهو شهيد عموما ولكن فلان بعينه هذا شهيد , فلا فرق بين الجزم بالشهادة والجزم بالجنة فهل سيد من أهل الجنة وهل هو في روضة من رياض الجنة الآن؟
هل من جواب منصف؟
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[08 May 2010, 12:47 ص]ـ
إن مما أصبح شائعا على كل لسان قولهم فلان شهيد على كل من يعتقد أنه مات بسب من الأسباب التي جاء الشرع بإثبات الشهادة لمن مات بأحدها , ولذا أردت التنبيه على هذه القضية وهي أنه لا يطلق على شخص لفظ الشهادة على سبيل الجزم إلا فيمن ورد فيه نص شرعي فيحكم له بالشهادة ولذا سأحاول جاهدا نقل كلام العلماء في المسالة وبالله التوفيق وأسأله الإعانة.
بوب الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه (باب لا يقال فلان شهيد)
قال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((الله أعلم بمن يجاهد في سبيله والله أعلم بمن يكلم في سبيله))
وذكر هذا الحديث: ((عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْتَقَى هُوَ وَالْمُشْرِكُونَ فَاقْتَتَلُوا فَلَمَّا مَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى عَسْكَرِهِ وَمَالَ الآخَرُونَ إِلَى عَسْكَرِهِمْ وَفِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ لاَ يَدَعُ لَهُمْ شَاذَّةً، وَلاَ فَاذَّةً إِلاَّ اتَّبَعَهَا يَضْرِبُهَا بِسَيْفِهِ فَقَالَ مَا أَجْزَأَ مِنَّا الْيَوْمَ أَحَدٌ كَمَا أَجْزَأَ فُلاَنٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَا إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ أَنَا صَاحِبُهُ قَالَ فَخَرَجَ مَعَهُ كُلَّمَا وَقَفَ وَقَفَ مَعَهُ، وَإِذَا أَسْرَعَ أَسْرَعَ مَعَهُ قَالَ فَجُرِحَ الرَّجُلُ جُرْحًا شَدِيدًا فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ فَوَضَعَ نَصْلَ سَيْفِهِ بِالأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ ثمَّ تَحَامَلَ عَلَى سَيْفِهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَخَرَجَ الرَّجُلُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ قَالَ وَمَا ذَاكَ قَالَ الرَّجُلُ الَّذِي ذَكَرْتَ آنِفًا أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَأَعْظَمَ النَّاسُ ذَلِكَ فَقُلْتُ أَنَا لَكُمْ بِه فَخَرَجْتُ فِي طَلَبِهِ ثُمَّ جُرِحَ جُرْحًا شَدِيدًا فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ فَوَضَعَ نَصْلَ سَيْفِهِ فِي الأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَيْهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ذَلِكَ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهْوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهْوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ)).
يقول الحافظ بن حجر في الفتح:" أي على سبيل القطع بذلك ... "
بَوَّب الإمام البخاري:
(باب لا يقال فلانٌ شهيد)
قال الحافظ ابن حجر في شرحه:
" أي على سبيل القطع ".
وهذا هو محل النهي.
و هو ظاهر
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[08 May 2010, 04:34 ص]ـ
سبحان الله فلماذا تقطعون لسيد بالشهادة حتى يقول المتعصبون له (الشهيد) بدلا من اسمه فصيروها علما عليه؟
وهذا بعض ما قيل فيه رحمه الله:
يَا شَهِيدًا رَفَعَ اللَّهُ بِهِ ***** جَبْهَةَ الْحَقِّ عَلَى طُولِ المَدَى
سَوْفَ تَبْقَى فِي الْحَنَايَا عَلَمًا ***** حَادِيًا لِلرَّكْبِ رَمْزًا لِلْفِدَى
مَا نَسِينَا أَنْتَ قَدْ عَلَّمْتَنَا ***** بَسْمَةَ الْمُؤْمِنِ فِي وَجْهِ الرَّدّى
غَالَكَ الْحِقْدُ بِلَيْلٍ حَالِكٍ ***** كُنْتَ فِيهِ الْبَدْرَ يَهْدِي لِلْهُدَى
نَسِيَ الْفُجَّارُ فِي نَشْوَتِهِمْ ***** أَنَّ نُورَ الْحَقِّ لَا لَنْ يُخْمَدَا
ثم أين الجواب عن السؤال السابق؟ لماذا الحيدة في الجواب؟
ـ[الجعفري]ــــــــ[08 May 2010, 05:31 ص]ـ
موضوع جميل ومفيد ..
لا يسلم من الخطأ مخلوق ..
والمعصوم من عصمه الله ..
أرجو فقط أن لا نخرج عن الموضوع .. ِ
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[08 May 2010, 06:08 ص]ـ
سبحان الله فلماذا تقطعون لسيد بالشهادة حتى يقول المتعصبون له (الشهيد) بدلا من اسمه فصيروها علما عليه؟
وهذا بعض ما قيل فيه رحمه الله:
يَا شَهِيدًا رَفَعَ اللَّهُ بِهِ ***** جَبْهَةَ الْحَقِّ عَلَى طُولِ المَدَى
سَوْفَ تَبْقَى فِي الْحَنَايَا عَلَمًا ***** حَادِيًا لِلرَّكْبِ رَمْزًا لِلْفِدَى
مَا نَسِينَا أَنْتَ قَدْ عَلَّمْتَنَا ***** بَسْمَةَ الْمُؤْمِنِ فِي وَجْهِ الرَّدّى
غَالَكَ الْحِقْدُ بِلَيْلٍ حَالِكٍ ***** كُنْتَ فِيهِ الْبَدْرَ يَهْدِي لِلْهُدَى
نَسِيَ الْفُجَّارُ فِي نَشْوَتِهِمْ ***** أَنَّ نُورَ الْحَقِّ لَا لَنْ يُخْمَدَا
ثم أين الجواب عن السؤال السابق؟ لماذا الحيدة في الجواب؟
أخي محمد الشعباني
أرجو ألا تخرج الموضوع عن مساره ...
كما أرجو ألا تجعل من هذه المسألة المعروفة قضية كبرى؛ فهي مسألة فرعية يعرفها صغار طلبة العلم، والذين يطلقون "شهيد" لا أظن أن أحداً منهم يريد الجزم له بالجنة، وإنما المراد الإخبار بأن الطغاة قد قتلوه وهو يدافع عن الحق ويقرر الحق ويعلن بكلمة التوحيد.
أرجوك أخي توقف عن المداخلات التي يشم منها عدم الرضا بأي شيئ فيه دفاع عن سيد قطب رحمه الله وكتَبَه في عداد الشهداء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[08 May 2010, 09:21 ص]ـ
سَلِمَتْ يداك - أخي د. محمد القحطاني - و طابَ ممشاكَ في الخير و الصلاح
و جزاكم الله خيراً على هذا البيان
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[08 May 2010, 09:57 ص]ـ
هل قائل هذا الشعر لم يقطع لسيد بالشهادة؟
ما زلت بانتظار الأجوبة المنصفة جزاكم الله خيرا؟ وأضيف سؤالا ثالثا ورابعا وخامسا ألا وهو: من شهد لسيد بالشهادة لماذا يغضب ممن لم يشهد له بذلك؟ وهل الغضب من أخطاء سيد في كتبه في الصحابة وغيرهم غضب مذموم يلام من صرح به؟ هل الغضب لسيد جائز والغضب للصحابة حرام؟
الجواب على هذه الأسئلة هو من صلب الموضوع وليس خارجا عنه في نظري على الأقل ولي رأيي كما للإخوة الأفاضل رأيهم , رحم الله المنصفين والقائلين قولة الحق في الرضا والسخط.
ـ[مالك حسين]ــــــــ[12 May 2010, 10:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه بعض الأقوال صدرت من سيد قطب -رحمه الله- فما جواب الإخوة الفضلاء عنها.
أم أنَّ الجواب جاهز؛ بأنَّها أقوال مبتورة، ومفصولة عن سباقها ولحاقها؟
1 - ولا بُدَّ للإسلام أن يحكم؛ لأنه العقيدة الوحيدة الإيجابية الإنشائية التي تصوغ من المسيحية والشيوعية معاً مزيجاً كاملاً يتضمن أهدافهما جميعاً ويزيد عليهما التوازن والتناسق والاعتدال.
((معركة الإسلام والرأسمالية)): (ص61)
2 - والمجتمع الهندوكي بدوره يكاد يكون مجتمعاً مقفلاً كالمجتمع اليهودي؛ لأن تقسيم البرهمية للطبقات في هذا المجتمع وعزلها كل طبقة عن الأخرى عزلاً كاملاً، بحيث لا يمكن اجتياز الفواصل الحديدية بين هذا الطبقات ... لا يسمح لغير الهنود أن يعتنقوا الديانة الهندوكية ولا يسمح بفكرة الأخوة العالمية، التي تهيء لقيام مجتمع عالمي مفتوح للجميع.
((نحو مجتمع إسلامي)): (ص132)
3 - إن النظام الاجتماعي الإسلامي هو النظام الوحيد في العالم اليوم هو الذي يقوم على أساس فكرة العالمية بمعناه الصحيح لأنه النظام الوحيد الذي يسمح بأن تعيش في ظله جميع الأجناس وجميع اللغات وجميع العقائد في سلام ... وذلك إلى جانب تحقيق العدالة المطلقة بين الأجناس وجميع اللغات وجميع العقائد ... إننا ندعو إلى نظام تستطيع جميع العقائد الدينية أن تعيش في ظله بحرية وعلى قدم المساواة ويتحتم فيه على الدولة وعلى جماعة المسلمين القيام بحماية حرية العقيدة وحرية العبادة للجميع، وأن يلجأ غير المسلمين في أحوالهم الشخصية إلى ديانتهم كذلك، وأن يكون لجميع المواطنين فيه حقوق وتبعات متساوية بدون تمييز ... وأن يرتكز هذا كله على عقيدة في الضمير لا على مجرد التشريعات والنصوص التي لا تكفي وحدها للتنفيذ السليم إننا ندعو إلى نظام يملك جميع أجناس العالم من سود وبيض وحمر وصفر أن تعيش في ظله بحرية وعلى قدم المساواة بلا تفريق بين العناصر والألوان واللغات، لأن الآصرة الإنسانية تجمعهم بلا تمييز عنصري ولا محاباة فيه.
((دراسات إسلامية)): (ص80 - 81)
4 - وكانت (يعني رسالة الإسلام) ثورة على طاغوت التعصب الديني، وذلك منذ إعلان حرية الاعتقاد في صورتها الكبرى: {لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها}. {ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين}. لقد تحطم طاغوت التعصب الديني، لتحل محله السماحة المطلقة، بل لتصبح حماية حرية العقيدة وحرية العبادة واجباً مفروضاً على المسلم لأصحاب الديانات الأخرى في الوطن الإسلامي. وحينما شرع القتال في الإسلام وعرض القرآن حكمة القتال قال: {أُذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير، الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً} [الحج:39 - 40].
والصوامع: معابد الرهبان، والبيع: كنائس النصارى، والصلوات: معابد اليهود، والمساجد: مصليات المسلمين. قدم الصوامع والبيع والصلوات في النص على المساجد توكيداً لدفع العدوان وتوفير الحماية لها.
((دراسات إسلامية)): (ص13 - 14)
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - أئذا فرضت الدولة اليوم ضريبة للتعليم، جعلت حصيلتها خاصة بالأغراض التعليمية البحتة من بناء للدور وأداء للأجور وإنفاق على أدوات الطلاب وكتبهم وغذائهم كذلك .. قيل: إن هذا النظام للتسول والشحاذة، يهين كرامة المعلمين والطلاب، لأن هذه الأموال مأخوذة من أموال الأثرياء، منفقة في شؤون الفقراء. أئذا سنّت الدولة قانوناً يجبي 5, 2% من كل ثروة كثرت أو قلت لتكوين الجيش وتسليحه، وجعلت هذه الضريبة وقفاً على هذا الباب من أبواب النفقات العامة، قيل: إن الجيش يتسول، وإن كرامته تستذل لأن الدولة أخذت نفقته من أموال الأثرياء والثري والفقير في أدائها سواء.
إن الزكاة ضريبة كهذه الضرائب تجبيها الدولة، ثم تنفقها في وجوه معينة، تجبيها كلاًّ، ثم تنفقها أجزاء .. وليست إحساناً فردياً يخرج بعينه من يد ليعطى بعينه إلى يد.
((معركة الإسلام والرأسمالية)): (ص32)
6 - ولكن هذا ليس كل حقوق الإسلام في المال، إن هذا الذي يجري حين يكون المجتمع متوازناً لا اضطراب فيه ولا اختلال، وعندما لا تكون هناك حاجات استثنائية للمجتمع لمواجهة الطواريء الداخلية أو الخارجية، فأما حين تتغير الأحوال وتبرز الحاجات، فحق المجتمع مطلق في المال، وحق الملكية الفردية لا يقف في وجه هذا الحق العام. والإسلام يعطي هذه السلطات للدولة –ممثلة في المجتمع- لا لمواجهة الحاجات العاجلة فحسب، بل لدفع الأضرار المتوقعة، وحماية المجتمع من الاعتداء الخارجي، كحمايته من التخلخل الداخلي سواء في منح هذا الحق للدولة لتتصرف في الملكيات الفردية بلا حدود ولا قيود إلا حدود الحاجات الاجتماعية والصالح العام.
في يد الدولة أن تفرض أولاً ضرائب خاصة غير الضرائب العامة –كما تشاء-، فتخصص ضريبة للجيش، وضريبة للتعليم وضريبة للمستشفيات وضريبة للضمان الاجتماعي ... ، وضريبة لكل وجه طاريء من أوجه الإنفاق لم يحسب حسابه في المصروفات العامة أو تعجز الميزانية العادية عن الإنفاق عليه عند الاقتضاء.
وفي يد الدولة أن تنزع الملكيات وأن تأخذ من الثروات –بنسب معينة- كل ما تجده ضرورياً لتعديل أوضاع المجتمع أو لمواجهة نفقات إضافية ضرورية لحماية المجتمع من الآفات آفات الجهل، وآفات المرض وآفات الحرمان وآفات الترف، وآفات الأحقاد بين الأفراد والجماعات وسائر ما تتعرض له المجتمعات من آفات.
بل في يد الدولة أن تنزع الملكيات والثروات جميعاً وتعيد توزيعها على أساس جديد ولو كانت هذه الملكيات قد قامت على الأسس التي يعترف بها الإسلام ونمت بالوسائل التي يبررها لأن دفع الضرر عن المجتمع كله أو اتقاء الأضرار المتوقعة لهذا المجتمع أولى بالرعاية من حقوق الأفراد.
فنظرية الإسلام في التكافل الاجتماعي لا تجعل هناك تعارضاً بين حقوق الفرد وحقوق المجتمع وكل ضرر يصيب المجتمع يعده الإسلام ضرراً يقع على كل أفراده ويحتم على الدولة أن تقي هؤلاء الأفراد من أنفسهم عند الاقتضاء.
((معركة الإسلام والرأسمالية)): (43 - 44)
7 - والإسلام عدو التبطل الناشيء عن تكدس الثراء، فلا جزاء إلا على الجهد ولا أجر إلا على العمل فأما القاعدون الذين لا يعملون، فثراؤهم حرام وأموالهم حرام وعلى الدولة أن تنتفع بذلك الثراء لحساب المجتمع، ولا تدعه لذلك المتبطل الكسلان.
((معركة الإسلام والرأسمالية)): (ص52)
8 - وكثيراً ما ذهبت إلى هذه الكنائس واستمعت إلى الوعاظ في الكنيسة وإلى الموسيقى والتراتيل والأدعية، وكثيراً ما استمعت إلى إذاعة الآباء في محطات الإذاعة في الأعياد المسيحية .. دائماً يحاول الآباء أن يعقدوا الصلة بين قلب الفرد وبين الله، ولكن واحداً منهم لم أسمعه يقول كيف يمكن أن يكون مسيحياً في واقع الحياة اليومية، ذلك أن المسيحية إنما هي مجرد دعوة للتطهير الروحي، ولم تتضمن تشريعاً للحياة الواقعة بل تركت ذلك لقيصر. وكان من أثر هذا في العالم المسيحي أن أصبحت المسيحية في جانب والحياة الواقعة في جانب، وعلى توالي الأزمان أصبحت المسيحية محصورة داخل الكنيسة والحياة من حولها أبعد ما تكون عن روحها السمحة المتطهرة، فلما نشطت الكنيسة في السنوات الأخيرة للاتصال بالمجتمع من جديد لم يكن همها أن ترفع الناس إليها بل كانت طريقها أن تهبط هي إلى الناس ...
((معركة الإسلام والرأسمالية)): (ص56 - 57)
9 - إن معاوية وزميله عمراً لم يغلبا عليّاً لأنهما أعرف منه بدخائل النفوس وأخبر منه بالتصرف النافع في الظرف المناسب ولكن لأنهما طليقان في استخدام كل سلاح، وهو مقيد بأخلاقه في اختيار وسائل الصراع، وحين يركن معاوية وزميله! إلى الكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم لا يملك عليّ أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل فلا عجب ينجحان ويفشل وإنه لفشل أشرف من كل نجاح.
((كتب وشخصيات)): (ص242)
10 - وأخيراً ثارت الثائرة على عثمان واختلط فيها الحق بالباطل والخير بالشر، ولكن؛ لا بُدَّ لمن ينظر إلى الأمور بروح الإسلام أن يقرر أن كل الثورة في عمومها كانت أقرب إلى روح الإسلام من موقف عثمان، أو بالأدق من موقف مروان ومن ورائه بنو أمية.
((العدالة الإجتماعية)): (ص189=ط5)، (ص160 - 161=ط12)
11 - ونحن نميل إلى اعتبار خلافة عليّ رضي الله عنه امتداداً طبيعياً لخلافة الشيخين قبله، وأن عهد عثمان كان فجوة بينهما، لذلك؛ نتابع الحديث عن عليّ.
((العدالة الإجتماعية)): (ص206=ط5)، (ص172=ط12)
12 - حكم المشايخ والدراويش
هناك آخرون يتصورون أن حكم الإسلام معناه حكم المشايخ والدراويش!
من أين جاءوا بهذا التصور؟ من الثقافة السطحية الناقصة، ومن ملابسات الواقع في هذا الجيل…فأما الإسلام الحقيقي الصحيح، فلا يعرف هذا الوضع لا في أصوله النظرية، ولا في واقعه التأريخي حتى تلك الأزياء الخاصة للمشايخ، والدراويش…إنها ليست شيئاً في الدين، فليس هناك زي إسلامي وزي غير إسلامي، والإسلام لم يعين للناس لباساً، فاللباس مسألة إقليمية ومجرد عادة تأريخية…
((معركة الإسلام والرأسمالية)): (ص69 - 70)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 May 2010, 12:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه بعض الأقوال صدرت من سيد قطب -رحمه الله- فما جواب الإخوة الفضلاء عنها.
أم أنَّ الجواب جاهز؛ بأنَّها أقوال مبتورة، ومفصولة عن سباقها ولحاقها؟
1 - ولا بُدَّ للإسلام أن يحكم؛ لأنه العقيدة الوحيدة الإيجابية الإنشائية التي تصوغ من المسيحية والشيوعية معاً مزيجاً كاملاً يتضمن أهدافهما جميعاً ويزيد عليهما التوازن والتناسق والاعتدال.
((معركة الإسلام والرأسمالية)): (ص61)
أيها الأفاضل كلامي هذا لمن يريد أن يفهم مع اعتذاري المسبق لمن يزعجه كلامي.
الذي أفهم من كلام سيد:
أنه يقول إذا كان في المسيحية المحرفة والشيوعية الوضعية جوانب صالحة لصيانة الحياة البشرية فإن الإسلام قد اشتمل عليها وقدمها للبشرية في قالب متوازن ومتناسق ومعتدل.
هذا الذي أفهمه من كلام سيد الذي تكلم عن النصرانية المحرفة وبين عوارها عقديا وأخلاقيا، وكذلك الشيوعية الوضعية التي تنبأ بسقوطها وكان الأمر كما قال.
هذا جواب هذه النقطة.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 May 2010, 12:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه بعض الأقوال صدرت من سيد قطب -رحمه الله- فما جواب الإخوة الفضلاء عنها.
أم أنَّ الجواب جاهز؛ بأنَّها أقوال مبتورة، ومفصولة عن سباقها ولحاقها؟
2 - والمجتمع الهندوكي بدوره يكاد يكون مجتمعاً مقفلاً كالمجتمع اليهودي؛ لأن تقسيم البرهمية للطبقات في هذا المجتمع وعزلها كل طبقة عن الأخرى عزلاً كاملاً، بحيث لا يمكن اجتياز الفواصل الحديدية بين هذا الطبقات ... لا يسمح لغير الهنود أن يعتنقوا الديانة الهندوكية ولا يسمح بفكرة الأخوة العالمية، التي تهيء لقيام مجتمع عالمي مفتوح للجميع.
((نحو مجتمع إسلامي)): (ص132)
أكرر هذا الكلام من يريد أن يفهم مع اعتذاري المسبق لمن يزعجه كلامي.
الذي أفهمه من كلام سيد رحمه الله تعالى:
أن أي نحلة غير الإسلام بما فيها الهندوكية لا تستطيع أن تقيم أمة عالمية واحدة تنتظم جميع الأعراق واللهجات والعادات بحيث يتمتع الجميع بالأخوة الإيمانية أو الإنسانية، وهذا لا يكون إلا تحت ظلال الإسلام، فالمؤمن بعقيدته وشريعته الإسلامية لا يصدر منه إلا الخير وصلاح البشرية، وغير المسلم في ظل الإسلام مكفول الحقوق بحيث لا يكره على معتقده ولكن في نفس الوقت لا يسمح له بالسلوكيات التي لا تتفق مع الفطرة والعقل ومن ثم يلحق الضرر من خلاله الآخرين.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 May 2010, 01:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه بعض الأقوال صدرت من سيد قطب -رحمه الله- فما جواب الإخوة الفضلاء عنها.
أم أنَّ الجواب جاهز؛ بأنَّها أقوال مبتورة، ومفصولة عن سباقها ولحاقها؟
3 - إن النظام الاجتماعي الإسلامي هو النظام الوحيد في العالم اليوم هو الذي يقوم على أساس فكرة العالمية بمعناه الصحيح لأنه النظام الوحيد الذي يسمح بأن تعيش في ظله جميع الأجناس وجميع اللغات وجميع العقائد في سلام ... وذلك إلى جانب تحقيق العدالة المطلقة بين الأجناس وجميع اللغات وجميع العقائد ... إننا ندعو إلى نظام تستطيع جميع العقائد الدينية أن تعيش في ظله بحرية وعلى قدم المساواة ويتحتم فيه على الدولة وعلى جماعة المسلمين القيام بحماية حرية العقيدة وحرية العبادة للجميع، وأن يلجأ غير المسلمين في أحوالهم الشخصية إلى ديانتهم كذلك، وأن يكون لجميع المواطنين فيه حقوق وتبعات متساوية بدون تمييز ... وأن يرتكز هذا كله على عقيدة في الضمير لا على مجرد التشريعات والنصوص التي لا تكفي وحدها للتنفيذ السليم إننا ندعو إلى نظام يملك جميع أجناس العالم من سود وبيض وحمر وصفر أن تعيش في ظله بحرية وعلى قدم المساواة بلا تفريق بين العناصر والألوان واللغات، لأن الآصرة الإنسانية تجمعهم بلا تمييز عنصري ولا محاباة فيه.
((دراسات إسلامية)): (ص80 - 81)
وهذا جوابه فيه:
وقد كفلت الدولة الإسلامية في أزهى عصورها حرية العقيدة فلم تكره أحدا على تغيير عقيدته " يهودي، نصراني، مجوسي"، ولم تعرف البشرية نظاما يملك الناس دون تمييز بين العنصر واللون واللغة إلا شريعة الإسلام.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 May 2010, 01:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه بعض الأقوال صدرت من سيد قطب -رحمه الله- فما جواب الإخوة الفضلاء عنها.
أم أنَّ الجواب جاهز؛ بأنَّها أقوال مبتورة، ومفصولة عن سباقها ولحاقها؟
4 - وكانت (يعني رسالة الإسلام) ثورة على طاغوت التعصب الديني، وذلك منذ إعلان حرية الاعتقاد في صورتها الكبرى: {لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها}. {ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين}. لقد تحطم طاغوت التعصب الديني، لتحل محله السماحة المطلقة، بل لتصبح حماية حرية العقيدة وحرية العبادة واجباً مفروضاً على المسلم لأصحاب الديانات الأخرى في الوطن الإسلامي. وحينما شرع القتال في الإسلام وعرض القرآن حكمة القتال قال: {أُذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير، الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً} [الحج:39 - 40].
والصوامع: معابد الرهبان، والبيع: كنائس النصارى، والصلوات: معابد اليهود، والمساجد: مصليات المسلمين. قدم الصوامع والبيع والصلوات في النص على المساجد توكيداً لدفع العدوان وتوفير الحماية لها.
((دراسات إسلامية)): (ص13 - 14)
لقد حفظ الإسلام حق اليهود والنصارى في ممارسة عبادتهم في صوامعهم وأديرتهم وكنائسهم ولم يجبر أحدا على تغيير دينه وجعل لهم ذمة المسلمين ما وفوا بعهودهم ومواثيقهم.
فماذا تنكر من هذا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 May 2010, 01:17 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه بعض الأقوال صدرت من سيد قطب -رحمه الله- فما جواب الإخوة الفضلاء عنها.
أم أنَّ الجواب جاهز؛ بأنَّها أقوال مبتورة، ومفصولة عن سباقها ولحاقها؟
5 - أئذا فرضت الدولة اليوم ضريبة للتعليم، جعلت حصيلتها خاصة بالأغراض التعليمية البحتة من بناء للدور وأداء للأجور وإنفاق على أدوات الطلاب وكتبهم وغذائهم كذلك .. قيل: إن هذا النظام للتسول والشحاذة، يهين كرامة المعلمين والطلاب، لأن هذه الأموال مأخوذة من أموال الأثرياء، منفقة في شؤون الفقراء. أئذا سنّت الدولة قانوناً يجبي 5, 2% من كل ثروة كثرت أو قلت لتكوين الجيش وتسليحه، وجعلت هذه الضريبة وقفاً على هذا الباب من أبواب النفقات العامة، قيل: إن الجيش يتسول، وإن كرامته تستذل لأن الدولة أخذت نفقته من أموال الأثرياء والثري والفقير في أدائها سواء.
إن الزكاة ضريبة كهذه الضرائب تجبيها الدولة، ثم تنفقها في وجوه معينة، تجبيها كلاًّ، ثم تنفقها أجزاء .. وليست إحساناً فردياً يخرج بعينه من يد ليعطى بعينه إلى يد.
((معركة الإسلام والرأسمالية)): (ص32)
إنه استفهام يلزم به الخصوم فإذا كانوا لا يرون في الضريبة غضاضة فمن باب أولى أن لايروا في الزكاة غضاضة التي شرعها الله تكافلا بين أفراد المجتمع المسلم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 May 2010, 10:34 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه بعض الأقوال صدرت من سيد قطب -رحمه الله- فما جواب الإخوة الفضلاء عنها.
أم أنَّ الجواب جاهز؛ بأنَّها أقوال مبتورة، ومفصولة عن سباقها ولحاقها؟
6 - ولكن هذا ليس كل حقوق الإسلام في المال، إن هذا الذي يجري حين يكون المجتمع متوازناً لا اضطراب فيه ولا اختلال، وعندما لا تكون هناك حاجات استثنائية للمجتمع لمواجهة الطواريء الداخلية أو الخارجية، فأما حين تتغير الأحوال وتبرز الحاجات، فحق المجتمع مطلق في المال، وحق الملكية الفردية لا يقف في وجه هذا الحق العام. والإسلام يعطي هذه السلطات للدولة –ممثلة في المجتمع- لا لمواجهة الحاجات العاجلة فحسب، بل لدفع الأضرار المتوقعة، وحماية المجتمع من الاعتداء الخارجي، كحمايته من التخلخل الداخلي سواء في منح هذا الحق للدولة لتتصرف في الملكيات الفردية بلا حدود ولا قيود إلا حدود الحاجات الاجتماعية والصالح العام.
في يد الدولة أن تفرض أولاً ضرائب خاصة غير الضرائب العامة –كما تشاء-، فتخصص ضريبة للجيش، وضريبة للتعليم وضريبة للمستشفيات وضريبة للضمان الاجتماعي ... ، وضريبة لكل وجه طاريء من أوجه الإنفاق لم يحسب حسابه في المصروفات العامة أو تعجز الميزانية العادية عن الإنفاق عليه عند الاقتضاء.
وفي يد الدولة أن تنزع الملكيات وأن تأخذ من الثروات –بنسب معينة- كل ما تجده ضرورياً لتعديل أوضاع المجتمع أو لمواجهة نفقات إضافية ضرورية لحماية المجتمع من الآفات آفات الجهل، وآفات المرض وآفات الحرمان وآفات الترف، وآفات الأحقاد بين الأفراد والجماعات وسائر ما تتعرض له المجتمعات من آفات.
بل في يد الدولة أن تنزع الملكيات والثروات جميعاً وتعيد توزيعها على أساس جديد ولو كانت هذه الملكيات قد قامت على الأسس التي يعترف بها الإسلام ونمت بالوسائل التي يبررها لأن دفع الضرر عن المجتمع كله أو اتقاء الأضرار المتوقعة لهذا المجتمع أولى بالرعاية من حقوق الأفراد.
فنظرية الإسلام في التكافل الاجتماعي لا تجعل هناك تعارضاً بين حقوق الفرد وحقوق المجتمع وكل ضرر يصيب المجتمع يعده الإسلام ضرراً يقع على كل أفراده ويحتم على الدولة أن تقي هؤلاء الأفراد من أنفسهم عند الاقتضاء.
((معركة الإسلام والرأسمالية)): (43 - 44)
رأي فقهي مجمل واجتهاد محل نظر وقد تختلف فيه الأراء، فقد يصح كله أو بعضه بحسب الأحوال.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 May 2010, 10:40 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه بعض الأقوال صدرت من سيد قطب -رحمه الله- فما جواب الإخوة الفضلاء عنها.
أم أنَّ الجواب جاهز؛ بأنَّها أقوال مبتورة، ومفصولة عن سباقها ولحاقها؟
7 - والإسلام عدو التبطل الناشيء عن تكدس الثراء، فلا جزاء إلا على الجهد ولا أجر إلا على العمل فأما القاعدون الذين لا يعملون، فثراؤهم حرام وأموالهم حرام وعلى الدولة أن تنتفع بذلك الثراء لحساب المجتمع، ولا تدعه لذلك المتبطل الكسلان.
((معركة الإسلام والرأسمالية)): (ص52)
كلام صحيح، فالإسلام عدو للتبطل لأنه دين العمل ودين الكسب المشروع، ومع هذا يبقى الكلام مجمل ومحل نظر فقد يصح في حالة ولا يصح في أخرى.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 May 2010, 10:46 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذه بعض الأقوال صدرت من سيد قطب -رحمه الله- فما جواب الإخوة الفضلاء عنها.
أم أنَّ الجواب جاهز؛ بأنَّها أقوال مبتورة، ومفصولة عن سباقها ولحاقها؟
8 - وكثيراً ما ذهبت إلى هذه الكنائس واستمعت إلى الوعاظ في الكنيسة وإلى الموسيقى والتراتيل والأدعية، وكثيراً ما استمعت إلى إذاعة الآباء في محطات الإذاعة في الأعياد المسيحية .. دائماً يحاول الآباء أن يعقدوا الصلة بين قلب الفرد وبين الله، ولكن واحداً منهم لم أسمعه يقول كيف يمكن أن يكون مسيحياً في واقع الحياة اليومية، ذلك أن المسيحية إنما هي مجرد دعوة للتطهير الروحي، ولم تتضمن تشريعاً للحياة الواقعة بل تركت ذلك لقيصر. وكان من أثر هذا في العالم المسيحي أن أصبحت المسيحية في جانب والحياة الواقعة في جانب، وعلى توالي الأزمان أصبحت المسيحية محصورة داخل الكنيسة والحياة من حولها أبعد ما تكون عن روحها السمحة المتطهرة، فلما نشطت الكنيسة في السنوات الأخيرة للاتصال بالمجتمع من جديد لم يكن همها أن ترفع الناس إليها بل كانت طريقها أن تهبط هي إلى الناس ...
((معركة الإسلام والرأسمالية)): (ص56 - 57)
9
كلام صحيح ولا غبار عليه، وهو تصوير دقيق لواقع المسيحية المحرفة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 May 2010, 11:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه بعض الأقوال صدرت من سيد قطب -رحمه الله- فما جواب الإخوة الفضلاء عنها.
أم أنَّ الجواب جاهز؛ بأنَّها أقوال مبتورة، ومفصولة عن سباقها ولحاقها؟
9 - إن معاوية وزميله عمراً لم يغلبا عليّاً لأنهما أعرف منه بدخائل النفوس وأخبر منه بالتصرف النافع في الظرف المناسب ولكن لأنهما طليقان في استخدام كل سلاح، وهو مقيد بأخلاقه في اختيار وسائل الصراع، وحين يركن معاوية وزميله! إلى الكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم لا يملك عليّ أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل فلا عجب ينجحان ويفشل وإنه لفشل أشرف من كل نجاح.
((كتب وشخصيات)): (ص242)
10 - وأخيراً ثارت الثائرة على عثمان واختلط فيها الحق بالباطل والخير بالشر، ولكن؛ لا بُدَّ لمن ينظر إلى الأمور بروح الإسلام أن يقرر أن كل الثورة في عمومها كانت أقرب إلى روح الإسلام من موقف عثمان، أو بالأدق من موقف مروان ومن ورائه بنو أمية.
((العدالة الإجتماعية)): (ص189=ط5)، (ص160 - 161=ط12)
11 - ونحن نميل إلى اعتبار خلافة عليّ رضي الله عنه امتداداً طبيعياً لخلافة الشيخين قبله، وأن عهد عثمان كان فجوة بينهما، لذلك؛ نتابع الحديث عن عليّ.
((العدالة الإجتماعية)): (ص206=ط5)، (ص172=ط12)
كلام ما كان يجب أن يقال، وإن كان فيه بعض جوانب الصحة، ولكن لكل جواد كبوة.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 May 2010, 11:22 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه بعض الأقوال صدرت من سيد قطب -رحمه الله- فما جواب الإخوة الفضلاء عنها.
أم أنَّ الجواب جاهز؛ بأنَّها أقوال مبتورة، ومفصولة عن سباقها ولحاقها؟
12 - حكم المشايخ والدراويش
هناك آخرون يتصورون أن حكم الإسلام معناه حكم المشايخ والدراويش!
من أين جاءوا بهذا التصور؟ من الثقافة السطحية الناقصة، ومن ملابسات الواقع في هذا الجيل…فأما الإسلام الحقيقي الصحيح، فلا يعرف هذا الوضع لا في أصوله النظرية، ولا في واقعه التأريخي حتى تلك الأزياء الخاصة للمشايخ، والدراويش…إنها ليست شيئاً في الدين، فليس هناك زي إسلامي وزي غير إسلامي، والإسلام لم يعين للناس لباساً، فاللباس مسألة إقليمية ومجرد عادة تأريخية…
((معركة الإسلام والرأسمالية)): (ص69 - 70)
كلام صحيح لا غبار عليه، ومن يقول إن الإسلام عين زيا معيناً فليأت بالدليل، والإسلام يقبل أي زي مالم يشتمل على محرم كالحرير والإسبال أو يكون شعارا دينيا لطائفة أو أخرى.
أرجو أن أكون قد أجبت على أسئلة الأخ الفاضل مالك حسين.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[21 Jul 2010, 05:57 ص]ـ
ابتداء ليس بيننا وبين سيد قرابة فنحبه، ولا عداوة فنبغضه
وإنما نوالي ونعادي في الله أو هكذا نزعم، لكن بالدليل العلمي
الذي يليق بمشايخ ودكاترة من أمثالكم، وليسمح لي محبو سيد قطب بتعليقات سريعة
*1 - كلام الألباني .. يتلخص في ثلاث نقاط:
أ- الأخ - غفر الله له، وأنا أعرفه شخصيا، وقد عاتبته على ذلك - لما لقي الشيخ رح1 لم يحسن الدخول عليه
ولم تكن بداية الحوار مبشرة ولا مشجعة؛ فالشيخ لا يحب اللف والدوران- أو ما يعبر عنه بالحيدة - فنتج عن هذا سوء ظن الشيخ بالسائل؛ فتدرج موقف الشيخ مراحل: قال له: 1 - لا تحد، وإذا كان أبوطلحة لا يحسن "مابيعرف يتفاهم مع سلفي متلو، فكيف بالآخرين هلي هنه خصوم الدعوة"؟ ثم قال: 2 - "الظاهر إنك اليوم مش ناوي تجاوب ولا على سؤال"
ثم أخيرا 3 - صرخ الألباني: "خلصني منو بقى" وهذا الأثر النفسي السيء الذي تركه السائل - حتما ولا شك - سيترك اثره في حكم الشيخ؛ ولذا لا يقضي القاضي وهو غضبان.
ب- الشيخ قال مرة: بعض كلام سيد قطب، كأنه من وحي السماء" وأترك لكم التعليق على كلمة الشيخ، وهل تسوغ؟
جـ - لم يعرض السائل على الشيخ أهم مسألة، وهي نقد الأنبياء، وشتم الصحابة .. ولو أن الألباني عرف أن سيد يقول
"موسى عصبي مندفع المزاج" وسليمان "حريص على أن يبهرالمرأة شأن أي رجل" وأن معاوية وعمرا منافقان (كافران)
وأن خلافة عثمان (فجوة) وأن من قتلوه كانوا أقرب إلى روح الإسلام .. فأقسم بالله: لتغير موقف الشيخ.
ولن يقل عن قول ابن بازرح1 "الاستهزاء بالأنبياء .. ردة مستقلة"
2 - سيد قطب عاد ورجع عن قوله، فيرد المتشابه إلى المحكم:
قد عرفنا الإساءة ولم نعرف الاعتذار، فبينوا لنا - رحمكم الله - أين رجع سيد قطب عن قوله؟
وإلا فلا يجوز لكم الرجم بالغيب، اعتمادا على تقديم حسن الظن.
وزعمتم أنه تبرأ من (العدالة الاجتماعية) فأين هذا؟
وقد سمعت الشيخ د. عبدالرحمن دمشقية يقول: لا أحسن الظن بمن أساء الظن بالصحابة .. ترى: أيبقى هذا رايه مع سيد قطب أم يتغير؟ فيبدو أنه حالة خاصة.
3 - ما كتبه وقاله كان في فترة الضلال:
أرجو أن تستمعوا إلى شريط الشيخ د. محمد رسلان، ففيه البيان الشافي، ومن أبى إلا اتباع الهوى بعد البيان فهو وشأنه
أما التلبيس على المسلمين، فلا يجوز في دين الله
لقد بين الشيخ رسلان أن من بين منتقدي سيد محمد شاكر رحمه الله وذكر التاريخ، فإذا هو يلي تاريخ الهداية لا يسبقها
فمن كان يعرف الشيخ رسلان فلينصحه فالدين النصيحة، وإلا فلنعترف أن كلامه صواب حق لا مرية فيه
4 - قتل على أيدي الظلمة:
طبعا هذي أضعف حجة، ولا تكفي لإدخاله الإسلام فضلا عن تسميته العبثية بالشهيد
وأما الذي يقطع له بالجنة - ولو كان أعظم أهل الأرض إرجاء- فما مسوغ تسميته بالشهيد
إلا التلبيس على المسلمين؟ فمن جهل فمعذور بجهله، أما من علم فوالله إنه لمسؤول
هذا صدام حسين قتل على أيدي أخبث أهل الأرض، وأشدهم كفرا (الرافضة)
فهل من مجيز تسميته بالشهيد؟ على أن صدام جاهل ولم يكن عالما أو شيخا - كما يحلو للبعض تلقيبه- كسيد قطب
ومع ذلك فهل من قاض له بالجنة؟ مالكم كيف تحكمون؟
أذكر أن أستاذا قال لنا - في الجامعة - لعل آخر مرة صليت فيها قبل أربعين سنة. وقد توفاه الله، فأنا مذ ذاك أتردد في الترحم عليه
فالأمر دين، وفي أحسن الأحوال الإرجائية عندي أقول: آخر لقاء بيننا كان قبل سنين، فلعله تغير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Jul 2010, 10:31 ص]ـ
لم أشأ التدخل في هذا الموضوع من قبل، وإن كنتُ قد علمتُ بخبر هذه الرسالة منذ أخبرني بها أخي الدكتور صالح صواب - حفظه الله - في منزلي قبل مناقشتها، ووعدني بنشر ما تفضل به وفقه الله.
وكرهتُ ما فعله الأخ محمد الشعباني من خروجه عن النقاش بالحديث عن القطع بالشهادة لفلان أو عدم جوازها، وهي مسألة يكررها بمناسبة وبغير مناسبة.
وحتى لا يخرج الموضوع عن سياقه بعد أن تمَّ الحوار حول ما توصل إليه الأخ ماجد شباله في بحثه فسأغلق الموضوع حفاظاً على وقتكم.(/)
نص لقاء الدكتور مساعد الطيار مع (مجلة بصائر) كاملاً.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Dec 2009, 06:34 م]ـ
سبق فيما أذكر الإشارة إلى اللقاء الذي أجرته مجلة بصائر مع فضيلة الشيخ الدكتور مساعد بن سليمان الطيار حفظه الله، ولكن لم يتم إرفاق اللقاء بنصه، ولم يقرأه إلا من حصل على نسخة من عدد المجلة.
وقد أرفقت لكم اللقاء كاملاً للاطلاع عليه، والتلعيق على ما ورد فيه من آراء قيمة طرحها الدكتور جزاه الله خيراً.
لتحميل العدد
لقاء د. مساعد الطيار مع مجلة (بصائر) ( http://www.tafsir.net/vb/User_Uploads/6/musaaed.rar)
الجمعة 8/ 1/1431هـ
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[26 Dec 2009, 03:13 ص]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا، وبارك الله في شيخنا الدكتور مساعد، ونفع بعلمه، ووفقه للحق وسدده. وهذا نص الحوار نسخته:
من هو الشيخ الدكتور مساعد الطيار؟ وما هي علاقته بعلم التفسير باختصار؟
مساعد بن سليمان بن ناصر الطيار، درست في الرياض من الابتدائي إلى الجامعة، وواصلت الدراسات العليا في قسم القرآن وعلومه من كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود.
وقد بدأت عنايتي بعلم التفسير من أيام الثانوية، وكنت أجمع ما أقف عليه من كتب التفسير قدر استطاعتي المالية. وكنت أعنى بالنكت والمسائل المشكلة - حسب ثقافتي آنذاك - واللطائف الغريبة. وقد استمعت إلى بعض دروس التفسير المسجلة للشيخ محمد الأمين الشنقيطي، وكذا للشيخ محمد متولي الشعراوي، ثم تنامت العناية بالتفسير شيئا فشيئا، وأسأل الله المزيد من فضله.
حدِّثنا عن كتبك باختصار؟ وما الجديد منها؟ وهل تبشر القراء بكتب تحت الإنشاء أو تحت الطبع؟
أول تأليف لي كان بدأته في نهاية عام 1412، وهو كتاب (فصول في أصول التفسير)، وقد طُبع عام 1413، وقد لقي قبولا من المعتنين بالتفسير، وصار يُدرَّس في عدد من الكليات وفي بعض الدورات العلمية. وقد كتبته أثناء كتابتي لرسالة الماجستير (وقوف القرآن وأثرها في التفسير)، ولم يكن لي خبرة كافية بتحبير الكلام، ولا بتوضيح ما يحتاج إلى توضيح، فجاء الكتاب على نمط وقع فيه قصور في التعبير، وتكرار في بعض المواطن، وعدم تحرير لبعض المسائل، ولو قُدّر لي أن أعيده لاختلف عن شكله الموجود عليه اليوم، وقد طُلب مني ذلك كثيرا، لكني أحجمت عن ذلك واخترت أن يبقى الكتاب كما هو، ولعلي أخرج طبعة أخرى يكون فيها تعليقات وتنبيهات على بعض المسائل التي تحرّرت عندي ورجعت عما هو في هذا الكتاب، وإن يسر الله لي التأليف في (أصول التفسير) فسأكتب فيه كتابين؛ متنٌ في أصول التفسير، وكتاب آخر أشرح فيه مسائل هذا العلم.
ثم ألفت بعد ذلك كتاب (تفسير جزء عم)، وكنت قد زورت أن يكون اسمه (التفسير المحرر)، لكني عدلت عن هذه التسمية لأني خشيت ألا أكمل التفسير على هذا المنوال.
وجعلت هذا الكتاب على قسمين؛ متن في أعلى الصفحة، وفي أسفلها الحاشية، وقد حرصت على تحرير التفسير وبيان كيفية التعامل مع تفسير السلف في عباراتهم واختلافاتهم، وكيفية الترجيح بين أقوالهم؛ اعتماداً على قواعد الترجيح التي استفدت معظمها من تفسير ابن جرير الطبري (ت 310)؛ لذا صار في الكتاب أمثلة تطبيقية على كثير من المسائل التي ذكرتها في كتابي (فصول في أصول التفسير).
ثم طبعت رسالتي في الدكتوراه (التفسير اللغوي للقرآن الكريم)، وكانت مرحلة الدكتوراه - بحمد الله - مرحلة تأسيسية استفدت منها بقراءة كتب ما كنت أتوقع أن أقرأها - يوما ما - كاملة؛ كجمهرة اللغة لابن دريد، وتهذيب اللغة للأزهري، وغيرهما كثير.
ثم ألفت كتابي (أنواع التصنيف المتعلقة بتفسير القرآن الكريم)، وقصدت فيه أنواع العلوم التي لها علاقة بعلم التفسير دون غيره من علوم القرآن، وذكرت فيه بعض كتب كل نوع منها، وبعض ملاحظاتي عليها، ومع تنبيهات وفوائد متنوعة في هذا الموضوع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم ألفت بعده كتاب (مفهوم التفسير والتأويل والاستنباط والتدبر والمفسر)، وقد حرصت فيه على بيان هذه المصطلحات، وقد أفاد منه بعض الدارسين في الدراسات العليا، كالشيخ فهد الوهبي الذي درس موضوع الاستنباط من القرآن الكريم وفتّق مسائله. ولو أعدت كتابته مرة أخرى لاستدركت ما وقع من قصور في تحديد بعض المصطلحات؛ كالملاحظة التي ذكرها الشيخ فهد الوهبي في تعريف الاستنباط الذي ذكرت، وكذا تلك الحدة التي وجدها في نقد الشيخين - رحمهما الله - محمد عبد العظيم الزرقاني، ومحمد حسين الذهبي، وكان سبب ذلك ما وقع منهما في نقد التفسير المأثور إلى حدٍّ - في نظري - جعل قيمته أقل وأضعف من تفسيرات المتأخرين، وإني لأسأل الله أن يغفر لي ولهم، وأن يرزقنا سلامة القلب ومحبة الصالحين.
وظهر بعده كتاب (مقالات في علوم القرآن وأصول التفسير)، وكان أخي الشيخ سامي جاد الله المشرف العلمي بدار المحدث قد أشرف عليه منذ جمعه إلى طبعه، وقد أفادني هذا الجمع، واستفاد منه الباحثون، ولله الحمد.
ثم كتبت كتاب (المحرر في علوم القرآن)، وقد كتبته لمعهد الإمام الشاطبي بجدة، وكان على حسب المفردات المقترحة لهذه المادة، وقد حرصت على إثارة عقل القارئ لبعض المسائل، والتنبيه على ما يحتاج إلى بحث وتحرير، وإن كان هذا الأسلوب قد واجه انتقادا من بعض الباحثين وأعضاء هيئة التدريس، غير أني لا أزال مقتنعا بهذه الفكرة، وأراها تستثير قارئ الكتاب للبحث والتنقيب.
ومما يتميز به هذا الكتاب تقريب (التعريف بالمصحف) الذي يكون في آخره - للقارئ، والتنبيه على جهود علماء المسلمين في هذا المجال، وقد كان من آخرها ما قام به مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة النبوية.
ثم خرج كتاب (شرح مقدمة في أصول التفسير) لابن تيمية (ت 728)، وهو أول شرح متكامل لهذه المقدمة النفيسة، وقد حرصت فيها على بيان المسائل المتعلقة بالتفسير وأصوله، وحرصت على التمثيل للأفكار التي ذكرها شيخ الإسلام رحمه الله تعالى.
وفي الطريق ثلاثة كتب:
- (وقوف القرآن وأثرها في التفسير)، وستصدر قريبا - إن شاء الله - من مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
- ومقالتي في الإعجاز العلمي، وستصدر تحت عنوان (الإعجاز العلمي إلى أين؟).
- وكتاب في شرح مقدمة التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي الكلبي (ت 741).
وأسأل الله من فضله المزيد.
ما نصيحتك لمن يريد دراسة علوم القرآن؟ وكيف يبدأ؟
مشكلة علوم القرآن أنها لم تأخذ صورتها التي نراها عليها اليوم إلا متأخرا، وأرى أن بداية الاجتهاد في الجمع الكلي لأنواع علوم القرآن كانت على يد الزركشي (ت 794)، وكانت الفكرة التي انطلق منها أنه لم يجد لأنواع علوم القرآن مؤلفا كما هو الحال في أنواع علوم الحديث، فابتدأ بتصنيف كتابه هذا من خلال هذه الفكرة.
ولهذا، لا يوجد - إلى اليوم - متن يمكن أن يُعتمد في علوم القرآن، فضلا عما يعتور هذا الفن (علوم القرآن) من مشكلات في الأنواع المندرجة تحته يطول المقام بذكرها، لكن على سبيل الإشارة أذكر ما وقع من انتقاد لكتب علوم القرآن من أنها ذكرت مباحث من علم (أصول الفقه) وجعلتها من علوم القرآن، وهذا الانتقاد له وجه وحظ من النظر، لكن لمن أدخلها في (علوم القرآن) حظ من النظر أيضا، وقد أبنت عن شيء من ذلك خلال بعض دروسي، خصوصا درس عشاء السبت الذي ألقيه في جامع الراجحي بمدينة الرياض، حيث ابتدأت التعليق على كتاب (الإتقان في علوم القرآن) للسيوطي (ت 911)، وذكرت مثل هذه الانتقادات وبينت ما أراه صوابا في هذه المسألة.
وبعد، فإني أنصح من يريد الاطلاع على أنواع علوم القرآن بأن يقرأ كتاب الشيخ الدكتور حازم حيدر (علوم القرآن بين البرهان والإتقان)، فإنه سيستفيد من هذا الكتاب معرفة أنواع علوم القرآن عند هذين العَلَمَين؛ ما اتفقوا في ذكره، وما زاد أحدهما على الآخر، مع ما في ملاحظات الدكتور حازم وتنبيهاته العلمية من فوائد جمة.
وبهذا الاطلاع يكون عنده رصد لمادة كتب علوم القرآن، وتكون عنده أصول هذا العلم، وإن لم يوجد متن يجمعها، فإذا قرأ هذا الكتاب يمكنه أن يترقى في القراءة في كتب علوم القرآن المتقدمة والمعاصرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن أهم ما أنصح به طالب العلم - عموما - الحرص على التطبيقات، فإذا قرأ - مثلا - نوعا من أنواع علوم القرآن (كأمثال القرآن)، فإنه يجتهد في تطبيق مسائله على الآيات، فيأخذها من خلال سورة، أو من خلال جزء، فإذا عمل في كل نوع يمكن التطبيق عليه مثلَ ذلك صار عنده رسوخ في المادة النظرية وفي المادة التطبيقية.
هل في علوم القرآن تخصصات؟ أم أنه تخصص واحد؟ هذا إذا استثنينا علم القراءات. وما هي هذه التخصصات؟
هناك علم التفسير، وهو ميدان واسع، وإن كنت أرى أنه لا يلزم أن نقول: إنها تخصصات، وإنما هي أنواع؛ قد تجتمع تحت نوع عام، وقد ينفرد بعضها فلا يمكن إدراجه ضمن نوع عام من هذه الأنواع. وعندي أن فقه هذا السؤال يفيد دارس علوم القرآن ومدرّسَه، وأنت أشرت في سؤالك إلى هذا، فأقول:
إنه يمكن أن تُدرس الأنواع المتعلقة بأحوال نزول القرآن تحت مسمى عام، وهو (نزول القرآن)، ويدخل تحت ذلك عدد من الأنواع التي فصّلها العلماء ككيفية نزوله، ونزوله بلغات العرب، ونزوله بالأحرف السبعة، وأسباب نزوله، ومكية ومدنية، وغير ذلك مما له علاقة بالنزول.
كما يمكن أن تدرس الأنواع المتعلقة بأدائه تحت مسمى (علم الأداء)، ويدخل في ذلك ما يتعلق بقراءاته واختلاف أدائها، وكذا تجويده.
ويمكن أن تُدرج أنواع العلوم المتعلقة بالتفسير تحت مسمى (علوم التفسير)، وهكذا يمكن أن تجتمع هذه الأنواع المتكاثرة تحت مسميات عامة ذات دلالة على ارتباطها بنوع من أنواع علوم القرآن، وأفضل من طبَّق هذه الفكرة البلقيني (ت 824) في كتابه (مواقع العلوم من مواقع النجوم).
ويمكن أن تدرج مجموعة من أنواع علوم القرآن تحت ما يسميه بعض الأصوليين بعوارض الألفاظ، ويدخل فيها أنواع؛ كالناسخ والمنسوخ، والمتشابه، وكذا ما يسمونه بدلالات الألفاظ كالعام والخاص والمطلق والمقيد والمجمل والمبين. ولو عُمل بأنواع علوم القرآن مثل هذا لأفادت الطالب، ولأعانته على سبر هذه الأنواع، وعلى ضبط دراستها.
هل يشترط لطالب علم التفسير حفظ القرآن كاملا؟
لا يشترط، لكن لا شك في أن حافظ القرآن يكون أكثر إبداعا في التفسير من غير الحافظ، كما أن المتقن للحفظ الذي يستطيع أن يستظهر محفوظه بسرعة سيكون إبداعه في الدرس والتأليف أكثر، واستمع إلى مثل الشيخ الإمام محمد الأمين الشنقيطي (ت 1393) لتنظر حقيقة ما ذكرت لك.
أما إذا كان مقام الطالب مقام البحث، فإنه سيمكنه الاستعانة بالبرامج وغيرها ويستفيد منها في تحضيره وكتابته.
هل لا بد من قراءة جميع كتب الأمهات في التفسير لمن يريد أن يتخصص في هذا الفن؟
من خلال تجربتي في هذا العلم، وتنوع ممارساتي فيه، استقر الأمر عندي على أن طالب هذا العلم يلزمه أن يقرأ أصول التفسير، ثم يجتهد في تطبيق ما درسه في هذا العلم، فإذا استطاع أن يصل إلى معرفة طريق تحرير التفسير، والخلوص من الاختلافات الواردة في التفسير إلى الرأي الصواب؛ سواء أكان بجمع الأقوال أم كان بترجيح أحدها، فإنه يمكنه بعد ذلك أن يقرأ في الأمهات.
ولا يلزم من أراد أن يفسر القرآن القراءة في جميع الأمهات، لكني أرى أن يلتزم كتابا أو كتابين يكونان مصدرا رئيسا يصدر عنهما وينهل منهما، ويضيف لهما مما يجد هنا وهناك.
أما إن كان متخصصا - كما في سؤالكم - فإنه يحسن به أن يكثر من القراءة والبحث والتنقيب في عدد من الأمهات ليكون فهمه للآية أوسع، وبيانه أوضح، وهذا ظاهر بالممارسة.
وبمناسبة سؤالك، فإني أذكر أهم كتب التفسير التي يحسن بطالب العلم غير المتخصص أن يقتنيها، وتكون في مكتبته:
1 - جامع البيان في تأويل آي القرآن، لإمام المفسرين محمد بن جرير الطبري (ت 310).
2 - المحرر الوجيز، لعبد الحق بن عطية الأندلسي (ت 542).
3 - الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي (ت 671).
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - البحر المحيظ، لأبي حيان الأندلسي (ت 745)، فإن لم يكن فكتاب تلميذه السمين الحلبي (ت 756) المسمى (الدر المصون في علوم الكتاب المكنون)، وهو كتاب منظم، ومن أنفس الكتب التي اعتنت بإعراب القرآن، وإن لم يوجد فكتاب الألوسي (ت 1270) المسمى (روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني)، ويتميز باستفادته من أبي حيان، ومن بعض حواشي كشاف الزمخشري (ت 538)، وحواشي تفسير البيضاوي (ت 685)، إلا أن فيه شائبة، وهي التفسير الصوفي الباطني الذي يختم به مقاطع تفسيره، أسأل الله أن يغفر لنا وله.
5 - تفسير القرآن العظيم، لابن كثير الدمشقي (ت 774).
6 - نظم الدرر في تناسب الآي والسور، للبقاعي (ت 885).
7 - حاشية شيخ زاده (ت 951) على البيضاوي (ت 685)، وهي من أنفس الحواشي على هذا التفسير، وإن لم يجدها فيمكنه الاعتماد على تفسير أبي السعود (ت 982) (إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم)، وهو كتاب نفيس جدا، فإن لم يكن فحاشية الشهاب الخفاجي (ت 1069) المسماة (عناية القاضي وكفاية الراضي على تفسير البيضاوي).
8 - تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، لابن سعدي (ت 1376).
9 - التحرير والتنوير، للطاهر بن عاشور (ت 1393).
أيُّ الاسمين تفضل: (علوم القرآن) أم (علم التفسير؟ ولماذا؟
أشرت في جواب سابق عن الفرق بين العلمين، فعلم التفسير جزء من علوم القرآن، إذ ليس كل أنواع علوم القرآن مما يحتاج إليه المفسر لبيان كلام الله، كعلم عد الآي، فهو من علوم القرآن وليس من علوم التفسير؛ لأنه لا يتوقف معرفة معنى الآية على معرفته أو جهله، فخرج بذلك عن أن يكون من علوم التفسير، وإذا كان الحال كذلك، فلا وجه للمفاضلة.
(القرآن حمّال أوجه) .. تعليقك؟
هذه العبارة صحيحة بلا ريب، لكنها قد تستخدم في غرض باطل، فتكون كما يقال (كلمة حق أريد بها باطل)، وقد وردت هذه العبارة عن بعض السلف، كما في الأثر الوارد عن الصحابي أبي الدرداء، قال: (وإنك لا تفقه كل الفقه حتى ترى للقرآن وجوها)، ومراده - والله أعلم - الوجوه المتغايرة الصحيحة التي تحتملها الآية. وإذا كانت الوجوه كذلك، فإنها صحيحة، وعلى هذا جرى تفسير السلف تنظيرا وتطبيقا، ولولا ضيق المقام لذكرت بعض الأمثلة في هذا الموضوع، لكن يمكن الرجوع إلى أول كتاب (السنة) للإمام محمد بن نصر المروزي، فقد ذكر نصا فيه عدد من أقوال السلف في هذا المقام.
أما الوجوه الضعيفة جدا، أو الوجوه الباطلة التي يذكرها غلاة الرافضة والباطنية، وكذا ما نراه اليوم من تفسيرات شاذة مخالفة لدين الإسلام أو لاتفاق الأئمة والعلماء المعتبرين - فإنه لا يصح الاستدلال بهذه المقالة كما ذكرت لك أنها قد يستخدمها أصحاب التأويل الباطل.
ومعرفة الوجوه الصحيحة من الضعيف، والوجوه المنكرة الشاذة إنما يكون بدراسة أصول التفسير وضبطها، والله الموفق.
ذم العلماءُ التفسيرَ بالرأي، ومع ذلك نرى أن أحد أقسام التفسير التي يذكرها العلماء: التفسير بالرأي، والتفسير بالأثر. كيف يكون ذلك؟
لم يقع خلاف بين العلماء في ذم الرأي، لكن مرادهم به (الرأي المذموم)، وهو الذي يكون عن جهل أو هوى، وهذا النوع من الرأي حرام باتفاق العلماء، ومما يدل على تحريمه قوله تعالى (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) [الأعراف: 33].
أما إذا قال العالم برأيه إما بعلم يقيني وإما بعلم من باب غلبة ظن فإنه جائز، وهو الرأي المحمود.
وبهذا، فإذا رأيت عالما يذم الرأي، فإنه يريد الرأي المذموم، وإذا رأيته يجيز الرأي فاعلم أنه الرأي المحمود.
يتهم البعضُ المتخصصين في علم التفسير بأنهم بعيدون عن حياة الناس العامة، ولم يقربوا القرآن للناس ولحياتهم العامة! كما أنهم بعيدون عن الحياة الفكرية وخصوصا الدراسات الفكرية المتعلقة بالقرآن الكريم؟
نعم، هذا الاتهام له حظ من واقع المتخصصين، أود أن أقول: إن المراد بالمتخصصين (أعضاء هيئة التدريس) والدارسون في مراحل الدراسات العليا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهؤلاء تقع على عواتقهم أمانة كبيرة في السبيلين اللذين ذكرتهما، وفيهما - كما قلت في سؤالك - ضعف ملحوظ جدا.
وإذا نظرت إلى بعض المتخصصين في مجالس الأقسام تراه يطالب الدارسين بالجديد وهو من أبعد الناس عن ذلك، بل إذا جاءت دراسات جادة وجديدة تناقش شيئا من الخلل الموجود في الدراسات والأطروحات المعارضة - رأيته أول المنتقدين.
بل إني سمعت عن بعضهم يقول في خطة أكاديمية قُدمت: لا نريد أن نفتح الباب لأعدائنا في هذا الموضوع!، وقد تعجبت كثيرا من ذلك، إذ الباب مكسور، والأعداء قد ولغوا فيه، وقدموا فيه الدراسات المشككة. وأرى أن هذا القائل قال بذلك لنقص علمه بما يُطرح في ساحة الدراسات القرآنية، وبما يطرحه المخالفون في هذا المجال، بل أكاد أجزم أنه لم يقرأ كتابا من كتب هؤلاء المخالفين ليرى هل بقي في الباب شي يمكن تقويمه ليوصده من جديد!
إن هذا واقعنا، وأرجو أن لا ننزعج من نقده وتقويمه وتسديده، والسير به إلى الطريق الأمثل، والسبيل الأقوم. ودليل ذلك أنك لو عملت كشافا لرسائلنا وبحوثنا العلمية، لظهر لك مدى عنايتنا بهذين البابين اللذين ذكرتهما.
وأما ما يتعلق بتقريب كتاب الله للعامة، فإن هذا فيه تقصير كبير، مع أن عضو هيئة التدريس يقوم بتدريس مواد الكلية، فلماذا لا يقوم بتدريس كتاب الله للعامة؟!
وأحب أن أنبه على أمر متعلق بلفظ (المتخصصين)، فأقول: إننا نربط تعليم القرآن وتفسيره بالمتخصصين فقط، لكن لما كان أولئك قد سلكوا هذا السبيل، فإن العتب عليهم أخص، وإلا فكل من كان له عناية بالقرآن من المسلمين، فإنه مطالب بما يطالب به المتخصص.
ذكر زميلكم الدكتور عبد الرحمن الشهري في لقائنا معه في (بصائر): أن سبب بُعد أهل التفسير عن الحياة الفكرية المتعلقة بالقرآن وعدم تصديهم للشبهات المثارة - هو ازدراؤهم وعدم معرفتهم للعلوم والمناهج الجديدة كالبنيوية والألسنية وغيها. فما رأيكم؟
الحكم على الشيء فرع عن تصوره، وإذا كان المتخصصون لا يعرفون هذه الدراسات فأنّى لهم أن يصدوا شبهات هؤلاء القوم؟! لذا فإنني أتمنى أن ينبري بعض المتخصصين لمعرفة أصول هؤلاء القوم وأقوالهم، ثم يمكنهم التصدي لهذه الدراسات التي تخلط الحق بالباطل فتلبسه به، بل تحرف كلام الله عن مواضعه.
هل أنت راض عن مستوى المتخصصين في الدراسات القرآنية؟ وهل باستطاعة المتخصصين والأقسام القرآنية تقديم المفيد الجديد في هذا الجانب؟
حسب ما قدمت من إجابات فإن الجواب البديهي: لست راضيا!
ولا يزال ميدان الدراسات القرآنية ثريا، ويمكن تقديم الجديد والمفيد، فكتاب الله تعالى حر لا يدرك مداه، فأنى للدراسات أن تأتي على كل ما يتعلق به؟!
ولكن من أراد أن يثوِّر القرآن فعليه بالقراءة والتأمل وبابتكار الموضوعات، وبالاجتهاد في البعد عن الموضوعات الرتيبة التي كثُر طرقها.
وأحب أن أعلق على كلمة (الجديد)، فإنها كلمة فيها ضبابية، وقد يستخدمها بعض أعضاء هيئة التدريس في رد بعض الموضوعات، وإن كان واقع البحث المقدم فيه جديد؛ ذلك أن معيار الجديد يختلف من شخص لآخر. والمهم في البحث الإبداع وجودة التحرير، وهما بمثابة الجديد لا محالة.
لو قال باحث: سأبحث المعرّب في القرآن، لقال بعضهم: هذا بحث لا جديد فيه، وواقع البحث العلمي المعاصر يدل أنه فيه جديد.
وقد ظهرت نظريات معاصرة مبنية على أقوال أسلافنا، وفيها من الإبداع الغريب ما فيها، فلو درسها الباحث من خلال هذه النظريات الجديدة لظهر جديد هذا الموضوع، لكن الحكم المُسبق على الموضوعات - الذي سببه قلة الاطلاع في بعض الأحيان - سبب في رد مثل هذا الموضوع.
ولو استُبدل الجديد بالتحرير والإبداع الذي يظهره الباحث في بحثه لكان أولى من اشتراط الجديد الذي لا يثبت لكثير من البحوث التي تُقبل لاعتبارات مختلفة، لكن إذا أضيف إلى ما ذكرته أن يكون الموضوع فيه جِدة، فهذا فضل فوق الفضل، والله يرزق من يشاء بغير حساب.
وعلى شوق ننتظر (الحلقة الثانية) من هذا الحوار العلمي الماتع.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[26 Dec 2009, 02:46 م]ـ
بارك في الناقل والمجيب والسائل، وأثاب الله الشيخ المدقق أبا عبدالملك، ونفع به، وزادنا وإياه من فضله.(/)
تأملت لفظ (تزاور) في سورة الكهف مع لفظ"زورتها"
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[25 Dec 2009, 07:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من المتخصصين إفادتي حول معلومات في موضوعي
لما تأملت حديث عمر رضي الله عنه قوله عن كلمة أعدها سيقولها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم:"كنت قد زورتها"
وقارنتها بلفظ القرآن (تزاور) وحرصت على تأمل (زرتم) أيضا في القرآن
ظننت أن مراد عمر رضي الله عنه مررتها زيارة كتحضير المادة المزمع إلقاؤها وكتبت في ذلك ملخصا قصيرا في أقل من صفحة
وغلبت الظن أن الشمس كانت تزاور بمعنى تمر زيارة
وعليه غلبت أن (تقرضهم) بالضاد ليست القظم بالأسنان بالظاء بل من التريث عليهم
لأن السورة في خبر المفسدين الذين يعبثون في التقويم السنوي ويلفقون الأساطير التاريخية بدليل الحوار بين الفتية (كم لبثتم) إلى أن قالوا (ربكم أعلم بما لبثتم) وجاء الخبر أن التقويم الفاسد احتسب لهم (ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا)
ويقويه خبر خروج الدجال أن في أيامه يوما كسنة، ولا ينفي ذلك أن يكثر الدجالون وتكثر عبثياتهم والحاضر من اختلاف التقاويم الوثنية مع الهجرية شاهد بين
أرجو الإفادة حول هذه المعاني
أعلم كتبت ما لم أسبق له في تحرير معنى قصة فتية الكهف ولكني ما ضننت به بل أظهرته للنظر سيما لا أعلم من فسر السورة بخبر ثابت من حديث أو تفسير صحابي(/)
حق الجواب .. يا أهل التفسير
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[25 Dec 2009, 10:44 م]ـ
روى البخاري في الأدب المفرد عن ابن عباس رضي الله عنه قال:
(إني لأرى لجواب الكتاب حقاً كردِّ السلام).
حسنه الألباني في صحيح الأدب المفرد (850) 1/ 431.
فالسؤال العام في الملتقى يتعين الجواب عليه ممن تقع بجوابه الكفاية .. أيّاً من كان , وجماعة المتخصصين أولى بذاك الفضل , وذوي الإشراف منهم خاصة الخاصة.
أمَّا السؤال الخاص لمسؤول بعينه فيتعين عليه الجواب كحق السلام , سواء في موضوع عامٍّ يراه الجميع أو في الرسائل الخاصة وهو أكثرها.
فأعطوا السائل حقَّه يا أهل التفسير , وأنفق ممَّا رزقك الله ترى خَلَفاً , ولا تُبطئ فيُبطِئ الله عنك , وما ضاقت طريق بصديق , وكم لك من سبيل إذا حال دون حاجة السائل مُحِيل ..
من رد السلام , وطيب الكلام ,
وجميل الثناء , وصالح الدعاء ,
وإحالة على مليء , واستشارة مؤتمن ,
ومواساة أو تسلية أو تَوَجُّع تأسو بها وتسلو.
وإني بحمد الله ما أعرضتُ عن كتاب خَصَّني به مخلوق , وما تركت جواباً قط حيثُ تعيَّن , ولا أزكي ذات علل , بل أُظهر نعمةً , وأدُلُّ من تردد فلا يستوحش.
وعذري لكل من تأخرت عن جوابه يوماً ما أنشده الزبير بن بكار لمن استبطأ كتابته إليه:
ما غَيَّرَ النَّأيُ رَداً كنتَ تعهدُه ... ولا تبدلتُ بعد الذِّكرِ نِسيانَا
ولا حَمِدتُ إخاءاً من أخي ثِقَةٍ ... إلا جعلتُكَ فوقَ الحمدِ عُنوانَا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Dec 2009, 12:06 ص]ـ
أما إنك قد قلتَ حقاً، ولكن لو غيركَ قالها يا أبا بَيان. فأنتَ لا تزورُنا إِلا لِماماً، ولا تكتبُ إلا تَحِلَّة الإشرافْ! ولكنني ألتمس لك العذر بانشغالك ببحثك أعانك الله على إنجازه وإتمامه.
وهي دعوة صادقة لكلِّ من يملك جواب السؤال، فليكن شعاره قول طرفة بن العبد:
إذا القَومُ قالوا: مَنْ فتى؟ خِلتُ أَنَّني = عُنيتُ فلم أَكْسَلْ ولم أتَبَلَّدِ
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[27 Feb 2010, 07:34 ص]ـ
روى البخاري في الأدب المفرد عن ابن عباس رضي الله عنه قال:
(إني لأرى لجواب الكتاب حقاً كردِّ السلام).
حسنه الألباني في صحيح الأدب المفرد (850) 1/ 431.
فالسؤال العام في الملتقى يتعين الجواب عليه ممن تقع بجوابه الكفاية .. أيّاً من كان , وجماعة المتخصصين أولى بذاك الفضل , وذوي الإشراف منهم خاصة الخاصة.
أمَّا السؤال الخاص لمسؤول بعينه فيتعين عليه الجواب كحق السلام , سواء في موضوع عامٍّ يراه الجميع أو في الرسائل الخاصة وهو أكثرها.
فأعطوا السائل حقَّه يا أهل التفسير , وأنفق ممَّا رزقك الله ترى خَلَفاً , ولا تُبطئ فيُبطِئ الله عنك , وما ضاقت طريق بصديق , وكم لك من سبيل إذا حال دون حاجة السائل مُحِيل ..
من رد السلام , وطيب الكلام ,
وجميل الثناء , وصالح الدعاء ,
وإحالة على مليء , واستشارة مؤتمن ,
ومواساة أو تسلية أو تَوَجُّع تأسو بها وتسلو.
وإني بحمد الله ما أعرضتُ عن كتاب خَصَّني به مخلوق , وما تركت جواباً قط حيثُ تعيَّن , ولا أزكي ذات علل , بل أُظهر نعمةً , وأدُلُّ من تردد فلا يستوحش.
وعذري لكل من تأخرت عن جوابه يوماً ما أنشده الزبير بن بكار لمن استبطأ كتابته إليه:
ما غَيَّرَ النَّأيُ رَداً كنتَ تعهدُه ... ولا تبدلتُ بعد الذِّكرِ نِسيانَا
ولا حَمِدتُ إخاءاً من أخي ثِقَةٍ ... إلا جعلتُكَ فوقَ الحمدِ عُنوانَا
شيخنا الفاضل نايف الزهراني؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بما ان المسالة التي اطلقها ابي حسان في موضوع؛
الإغراق في السلفية، ومحاربة العقل والتجديد (مناظرة علميَّة)
لم تنته ولم تحسم، وتلك الاجوبة التي تفضلت بتقديمها اثارت اسئلة اخرى اكثر منها اجوبة، كما ان الموضوع بحاجة ماسة الى كثير من الاغناء والبحث، لذلك اتقد م واستجيب لدعوتك؛ بحق الجواب كرد السلام،
في النفس الكثير من الاسئلة، والتعقيبات، والردود، والاشارة الى ثغرات وردت كثيرا في حوارك مع الاخ ابي حسان، لم اجد بدا و بدلا من طرحها في المنتدى، لا ارتجي في طرحها غير طلب الحقيقة والادلال عليها،
(يُتْبَعُ)
(/)
هنا اورد مثالا ونريد ان تطبق القواعد - التي سبق ان قعّدتها او ارتضيتها - على هذا الاثر (الحديث) في حوارك لابي حسان في موضوع الاغراق في السلفية،
ساكتفي الان بسؤالين؛
الاول:
الاثر:
5022 ـ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ اِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا اَبُو عَوَانَةَ، عَنْ اَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ كَانَ عُمَرُ يُدْخِلُنِي مَعَ اَشْيَاخِ بَدْرٍ، فَكَاَنَّ بَعْضَهُمْ وَجَدَ فِي نَفْسِهِ فَقَالَ لِمَ تُدْخِلُ هَذَا مَعَنَا وَلَنَا اَبْنَاءٌ مِثْلُهُ فَقَالَ عُمَرُ اِنَّهُ مِنْ حَيْثُ عَلِمْتُمْ. فَدَعَا ذَاتَ يَوْمٍ ـ فَاَدْخَلَهُ مَعَهُمْ ـ فَمَا رُئِيتُ اَنَّهُ دَعَانِي يَوْمَئِذٍ اِلاَّ لِيُرِيَهُمْ. قَالَ مَا تَقُولُونَ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {اِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} فَقَالَ بَعْضُهُمْ اُمِرْنَا نَحْمَدُ اللَّهَ وَنَسْتَغْفِرُهُ، اِذَا نُصِرْنَا وَفُتِحَ عَلَيْنَا. وَسَكَتَ بَعْضُهُمْ فَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا فَقَالَ لِي اَكَذَاكَ تَقُولُ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ لاَ. قَالَ فَمَا تَقُولُ قُلْتُ هُوَ اَجَلُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اَعْلَمَهُ لَهُ، قَالَ {اِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} وَذَلِكَ عَلاَمَةُ اَجَلِكَ {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ اِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}. فَقَالَ عُمَرُ مَا اَعْلَمُ مِنْهَا اِلاَّ مَا تَقُولُ.
رواه البخاري،
وتعليقا على قولك لابي حسان (المداخلة 148):
وأبو حسان يقول لنا: لا , لم يكن ذلك؛ فلا الصحابة يعرفون جميع معاني القرآن على الصواب , ولا النبي صلى الله عليه وسلم بيّن لهم جميع معانيه.
فأيهما نُصَدِّق؟
السؤال:
هل فهم ابن عباس رضي الله عنه مراد الله من السورة بما لم يفهمه الصحابة رضوان الله عليهم، وهل يعد هذا الفهم تفسيرا؟
لاشك ان كان الامر كما قال ابن عباس ان احاط رسول الله بتلك الاشارة في قول الله (اي اجله عليه الصلاة والسلام) والسؤال؛هل لم يخبر رسول الله عليه الصلاة والسلام الصحابة - جميعهم او بعضا منهم - بما اشارت اليه الاية من الخبر وبما يتفق وفهم ابن عباس، ام انه لم يكتمه، ام تركها لفطنتهم؟
هل جواب ابن عباس هو دراية من طريق رسول الله؟ ام هو اجتهاد وفطنة،
ثانيا،
ادلاء الصحابة اشياخ بدر قبل جواب ابن عباس؛ ماهو؟
هل هو اجماع؟
ام هل هو قولين لاثالث لهما؟
وسكوت بعضهم، ماذا يعد من الاقوال هل هو موافقة للاخرين ام هو اعتراض، ام عدم دراية؟
ثانيا بعد استنطاق عمررضي الله عنه لابن عباس وجواب ابن عباس:
هل جواب ابن عباس هو خبر عن رسول الله ام هو اجتهاد و فطنة ام هو امر غيبي وخاص بابن عباس؟
وبعد جواب ابن عباس، هل اصبح الامر اجماع، ام غير ذلك بسبب سكوت جميع الصحابة وعدم تعليقهم، وهل تستطيع الجزم بخلو الموقف من استنكار الصحابة لمثل هذا الاجتهاد؟
وهل قول ابن عباس هو الفصل فلا قول بعده واُغلق باب التفسير والاجتهاد في الامر الى يوم القيامة، هل لايوجد احتمالات اخرى غير قول ابن عباس وغير قول الصحابة اشياخ بدرلمضمون السورة؟، اي الصحابة الاخرين غير اشياخ بدر ممن لم يحضر ذلك المجلس؟
وعدم اجابة الصحابة بالقول الذي قال به ابن عباس، هل فاتهم العلم به ام فاتتهم الفطنة؟ ام عدم دراية؟ ام هل هو خطأ؟ او نسيان، ام عدم وصول التفسير اليهم؟
هل ان رسول الله اخبرهم ام لم يخبرهم ام فسرها؟ او لم يفسرها؟ او لم يبينها لهم؟، وان الامر عائد للفطنة التي ادرك ابن عباس بها مضمون السورة، ولم يدركها باقي الصحابة، واذا كان الامر عائد للفطنة وليس لاملاء الرسول بهذا الشان، الا يشكل موقف عمر مع ابن عباس ازراءا بباقي الصحابة في انهم لايعلمون شيئا وادرك الصغير مالم يدركه شيوخ وثلة من الكبار والذي هم اكثر تلقي من الرسول واقدم؟ ثم لماذا لم يعلم الصحابة بمقدار علم ابن عباس وفاتتهم تلك المقدرة الاستثنائية عند ابن عباس التي خصه الله بها بسبب دعاء الرسول له؟
الا تجد في جواب ابن عباس جواز الاجتهاد بما لم يخبر به الرسول عليه الصلاة والسلام؟ ام ان ذلك موقوف على الصحابة دون غيرهم؟ وما الدليل؟
اكتفي بهذا القدر،
(يُتْبَعُ)
(/)
السؤال الثاني:
اوردت في مداخلتك رقم (148):
رابعاً: الأدلة المتعلقة ببيان الرسول صلى الله عليه وسلم لجميع القرآن ومعرفة جيل الصحابة لجميع معاني القرآن:
1 - قوله تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزّل إليهم} أي: القرآن. وغاية إنزال الذكر على النبي صلى الله عليه وسلم البيان , فمن الله الإنزال وعلى الرسول البيان , وإذا لم يبينه الرسول صلى الله عليه وسلم فمن يبينه؟! وهذا يشمل بيان جميع القرآن , وبيان بعضه , وبيان ألفاظه , وبيان معانيه , وهل تُعرف معاني الألفاظ الشرعية أو الإسلامية إلا ببيان النبي صلى الله عليه وسلم القولي والفعلي؟
اوردت الاستشهاد بالاية:
{بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} النحل44
وفيها سؤال:
اولا؛ من هم الناس في الاية؟ هل هم الذين امنوا ام غيرهم؟
وماهو مفهوم " تبين " و" البيان " في هذه الاية وفي غيرها؟ هل هو " التفسير " او " التفصيل " او " الاستنباط " او " التاويل " او " التفهيم " او" التعليم " او شرح الغامض من المفاهيم او الارشاد الى بيان مراد الله من ذلك، ام هو غير ذلك؟ ام هو جميع ذلك؟
ثانيا؛ وقعت " لتبين للناس " بين انزالين، هما؛ الاول؛ " انزلنا اليك "، والثاني هو؛ " ما نزل اليهم "،
هنالك احتمالان:
الاول؛، انزلنا اليك = مانزل اليهم،
أي ان الانزالين هما واحد، وبالنتيجة الرسول يبين للناس مانزل اليه، أي انزلنا اليك الذكر لتبين للناس الذكر، اوانزلنا الى الناس لتبين مانزل الى الناس،
والثاني؛ المغايرة، أي ان؛ انزلنا اليك، غير؛ ما نزل اليهم، وبالتالي فان؛ " انزلنا اليك " تبين " مانزل اليهم "؟
ام هنالك احتمالات اخرى؟؟؟
وهل يوجد اقوال للصحابة في تلك الاحتمالات؟
وجزيت خيرا،
والسلام عليكم
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[27 Feb 2010, 08:11 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي نايف.والجواب كما قيل زكاة العلم.
أخي الكريم أمجد الراوي. لو راجعت مداخلتك لوجدت أنك تقول: سؤالين فقط. ولكنك وضعت في كل سؤال أسئلة متعددة.
ولعل الأخ نايف لم يقصد المناظرة بقدر ما قصد ما يكتب من أسئلة وقلما يجيب عليها المتخصصون.
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ
كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُدْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ إِنَّ لَنَا أَبْنَاءً مِثْلَهُ فَقَالَ إِنَّهُ مِنْ حَيْثُ تَعْلَمُ فَسَأَلَ عُمَرُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ
{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}
فَقَالَ أَجَلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْلَمَهُ إِيَّاهُ قَالَ مَا أَعْلَمُ مِنْهَا إِلَّا مَا تَعْلَمُ
صحيح البخاري - (ج 11 / ص 456)
قول عمر رضي الله عنه يدل على علما بما أجاب ابن عباس.
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذِهِ الْكَلِمَاتُ الَّتِي أَرَاكَ أَحْدَثْتَهَا تَقُولُهَا قَالَ جُعِلَتْ لِي عَلَامَةٌ فِي أُمَّتِي إِذَا رَأَيْتُهَا قُلْتُهَا
{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}
إِلَى آخِرِ السُّورَةِ صحيح مسلم - (ج 3 / ص 32)
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[27 Feb 2010, 09:08 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي نايف.والجواب كما قيل زكاة العلم.
أخي الكريم أمجد الراوي. لو راجعت مداخلتك لوجدت أنك تقول: سؤالين فقط. ولكنك وضعت في كل سؤال أسئلة متعددة.
ولعل الأخ نايف لم يقصد المناظرة بقدر ما قصد ما يكتب من أسئلة وقلما يجيب عليها المتخصصون.
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ
كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُدْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ إِنَّ لَنَا أَبْنَاءً مِثْلَهُ فَقَالَ إِنَّهُ مِنْ حَيْثُ تَعْلَمُ فَسَأَلَ عُمَرُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ
{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}
فَقَالَ أَجَلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْلَمَهُ إِيَّاهُ قَالَ مَا أَعْلَمُ مِنْهَا إِلَّا مَا تَعْلَمُ
صحيح البخاري - (ج 11 / ص 456)
قول عمر رضي الله عنه يدل على علما بما أجاب ابن عباس.
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذِهِ الْكَلِمَاتُ الَّتِي أَرَاكَ أَحْدَثْتَهَا تَقُولُهَا قَالَ جُعِلَتْ لِي عَلَامَةٌ فِي أُمَّتِي إِذَا رَأَيْتُهَا قُلْتُهَا
{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}
إِلَى آخِرِ السُّورَةِ صحيح مسلم - (ج 3 / ص 32)
اخي الكريم،
وجزاك الله خيرا على عناء الرد،
وحقا هما سؤالان لا اكثر في مجموع جميع الاسئلة، ولكني استبق الجواب بسؤال على جواب افتراضي، او هو التدقيق والحفر الاعمق،
وننتظر قول شيخنا الزهراني اطال الله عمره،
لم يفتني علم هذه الاحاديث التي نقلتها، ولكن فاتني دلالتها، وتعلقها بموضوع الاجماع والاغراق في السلفية، وعن هذا اسأل، ولذا فان سؤالي يحمل في مضمونه نقاشا لردود ابي بيان على ابي حسان،
وفقنا الله جميعا لما يحب ويرضى من القول والعمل،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[27 Feb 2010, 11:45 ص]ـ
أمجد الراوي , مجدي أبو عيشة
جزاكما الله خيراً , وشكر لكما
وتساؤلاتك أخي أمجد طيبة مفيدة , أسأل الله أن يرزقني وإياك العلم النافع , والعمل الصالح.
لكني أقترح عليك حفظ نسخة منها لإدراجها في موضوع الحوار هناك؛ ليتصل الكلام ببعضه , فحتى لو أجبتك هنا لا حتجنا إلى نقله هناك بعد ذلك , ناهيك عن التوسع الذي يمكن أن يتفرع عن الجواب , وربما خطر ببال أحد القراء ما خطر ببالك , فلا نحرمهم فائدة سؤالك بعزله هنا.
وغلق الموضوع هناك مؤقت كما تعلم , حتى تتم التعقيبات ثم تضيف ما لديك رعاك الله.(/)
ماذا يقصد ابن قتيبة من هذا القول؟
ـ[يوسف العليوي]ــــــــ[26 Dec 2009, 12:30 ص]ـ
قال ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن: ((قد جمعنا الله بحسن اختيار السلف لنا على مصحف هو آخر العرض، وليس لنا أن نعدوه، كما كان لهم أن يفسروه، وليس لنا أن نفسره)).
وهذا الكلام من ابن قتيبة فيه تعظيم لقدر الصحابة والتابعين رضي الله عنهم.
ماذا يقصد ابن قتيبة من قوله: ((وليس لنا أن نفسره))؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Dec 2009, 01:05 ص]ـ
ليتك ذكرت لنا رقم الصفحة لنراجعه في الكتاب يا أبا عبدالله.
والذي يظهر لي في توجيه هذا الكلام من ابن قتيبة ابتداءً أنه يقصد بما يحق للصحابة أن يفسروه دون من بعدهم ما تعلق بما شهدوه من أسباب النزول المؤثرة في فهم المعنى، حيث إنهم هم وحدهم المصدر في نقل تلك الوقائع التي لا يتضح المعنى إلا بمعرفتها. دون ما يشتركون فيه مع غيرهم في معرفته كما يتعلق فهمه باللغة مثلاً فابن قتيبة نفسه قد فسر القرآن اعتماداً على معرفته بلغة العرب وأساليب كلامها في كتابه هذا وفي كتابه الآخر (غريب القرآن) ولم يقتصر على تفسير السلف رضي الله عنهم.
ـ[يوسف العليوي]ــــــــ[26 Dec 2009, 01:33 م]ـ
ليتك ذكرت لنا رقم الصفحة لنراجعه في الكتاب يا أبا عبدالله.
أشكر لك أخي مداخلتك، وموضع القول هو:
تأويل مشكل القرآن (نشرة السيد أحمد صقر): ص42
بارك الله في جهودكم ونفع بكم
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[26 Dec 2009, 02:26 م]ـ
كلام ابن قتيبة رحمه الله، تفسيره على ما قاله الدكتور، عبد الرحمن الشهري حفظه الله.
وقوله: (كما كان لهم أن يفسروه، وليس لنا أن نفسره).
هو من باب التقديم والتأخير، إذ أصل الكلام، وليس لنا أن نفسره كما كان لهم أن يفسروه.
وهو إلحاق من ابن قتيبة التفسير بالقراءة، وأن بابهما واحد، فكما أن القراءة سنة متبعة، فكذلك الشأن في معاني القرآن، لا يسوغ فيها مخالفة ما اتفقوا عليه من المعاني، في باب التفسير. كما لا يسوغ مخالفة ما أجمعوا عليه من المباني. في باب القراءة.
والله أعلم.
ـ[فجر جديد]ــــــــ[26 Dec 2009, 06:41 م]ـ
أفهم من كلام ابن قتيبة أن الصحابة قد جاز لهم القراءة على الأحرف السبعة، بخلاف من بعدهم، بسبب جمع القرآن على حرف واحد، وإلغاء ما سواه، وللصحابة أن يفسروا القرآن بناء على تلك الأحرف التي يعرفونها ويجزمون بقرآنيتها، ولا يحق لغيرهم أن يفسر القرآن على تلك الأحرف لأنها ألغيت ولا سبيل للجزم بأنها قرآن، والله تعالى أعلم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Dec 2009, 10:03 ص]ـ
الاطلاع على سياق الكلام يزيد الأمر وضوحاً.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64b3700f406bfa.jpg
تعليقاً على كلام الأخ/ أو الأخت (فجر جديد):
الفكرة التي أشرتم إليها لطيفة حقاً وهي جديرة بالتأمل. ولكنَّ هذا ينبني على المقصود بالأحرف السبعة والقول الراجح فيه أولاً، وهذا أمرٌ لم يتحرر بعدُ القول الراجح فيه الخالي من الاعتراضات.
وإنما يصح هذا الفهم لكلام ابن قتيبة لو كان ابن قتيبة يُرجِّح أنَّ الأحرفَ السبعة هي الألفاظ المختلفة والمعنى واحد كما ذهب إليه الطبري وأنه قد اقتصر منها على أحدها في جمع عثمان وألغي البقية كما ذهب إلى ذلك الإمام الطبري. ولكنَّ ابن قتيبة يرى أنَّ الأحرف السبعة هي وجوهُ الاختلاف بين القراءات بتفاصيله التي ذكرها. وهي موجودة في المصحف الذي بين أيدي الناس اليوم.
ولعل إعادة النظر والتأمل في كلام ابن قتيبة تكشف معنى لم نفطن له بعدُ.
ـ[سعد الودعاني]ــــــــ[30 Dec 2009, 06:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أود أن أشكر أولاً إدارة الملتقى على منحي عضوية هذا الملتقى المبارك، أسأل الله عز وجل أن يبارك لهم في علمهم وعمرهم، وأن يجعلنا عند حسن ظنهم. وبعد
لي حول ما ذُكرعن ابن قتيبة وقفتان:
الوقفة الأولى: اتفق مع الشيخين الكريمين الفاضلين د عبدالرحمن الشهري وعدنان أجانة حول توجيه كلام ابن قتيبة، وأضيف:
(يُتْبَعُ)
(/)
أن المتتبع لكلام ابن قتيبة عند تفسيره لآيات القرآن الكريم يظهر له جليا أنه موقر للسلف الصالح، لا يعدل بهم أحدا، ويرى أنهم أصح الناس فهوما وعلوما، وأن قولهم في الكتاب والسنة هو الحق الذي يجب المصير إليه، وتتضح عناية ابن قتيبة بتفسير السلف من خلال أمور كثيرة؛ منها:
1 - يعد ابن قتيبة من أوائل الأئمة الذين اعتنوا بتفسير السلف، و أكثر من النقل عنهم، يقول د مساعد الطيار: " ولا أعرف أحداً من اللغويين سبقه إلى فعل ذلك "، وقد نص ابن قتيبة في مقدمة مصنفاته ك" تأويل مشكل القرآن " و " تفسير غريب القرآن " على اعتماده فيها على تفسير السلف، والمطلع على هذه المصنفات يجد مصداق ذلك.
2 - من مظاهر عناية ابن قتيبة بتفسير السلف أنه كان في كثير من الآيات يقتصر على تفسيرهم ولا يجاوزه إلى غيره، حتى تجده في بعض الآيات يقول: " قد تكلم المفسرون في هذه الآية بما فيه مَقْنَع وغناء عن أن يوضح بغير لفظهم ".
3 - تبين لي أن الإمام ابن قتيبة عندما يطلق لفظ " المفسرين " فإنه يريد به مفسري السلف، وهذا لا شك يدل على عظيم عنايته واحتفائه بتفسيرهم، وأظهر الأدلة على أنه يقصد السلف بوصف المفسرين أنه يمايز دائماً بين المفسرين من أهل اللغة وبين المفسرين من السلف، فيطلق على الأولين " أهل اللغة " أو يذكرهم بأسمائهم، ويقصر وصف المفسرين على السلف.
4 - يلمح القارىء لتفسير ابن قتيبة مظهراً آخر من مظاهر عنايته بتفسير السلف، وهو: التقليل من قيمة المنقول عن غيرالسلف، والتوقف عن بعض التفسير لكونه لم ينقل عنهم، والشواهد كثيرة على هذا.
الوقفة الثانية: لا أتفق مع فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن حفظه الله فيما ذكره من أن ابن قتيبة يرى أن الأحرف السبعة هي وجوه الاختلاف السبعة بين القراءات، وذلك أن الأوجه السبعة التي ذكرها ابن قتيبة لا تعد قولاً في معنى الأحرف السبعة، فإن ابن قتيبة عنون لها فقال: " وجوه الخلاف في القراءات " ولم يقل الأحرف، وهناك فرق بين القراءات والأحرف، ومن الخطأ تفسير الأحرف بالقراءات.
والإمام ابن قتيبة أراد بهذا بيان أوجه اختلاف القراءات ‘ ثم أوضح بعد ذلك أنواع اختلاف القراءات، يريد بذلك الرد على الزنادقة والملاحدة الذين طعنوا في القرآن الكريم من جهة اختلاف القراءات فيه.
أما رأي ابن قتيبة في معنى الأحرف السبعة؛ فقد أفصح عنه بقوله:
" وقد غلط في تأويل هذا الحديث - حديث الأحرف السبعة - قوم ‘ فقالو: السبعة الأحرف: وعد ووعيد وحلال وحرام ومواعظ وأمثال واحتجاج. وقال آخرون: هي سبع لغات في الكلمة، وقال قوم: حلال وحرام وأمر ونهي وخبر ما كان قبل وخبر ما هو كائن بعد وأمثال.
وليس شيء من هذه المذاهب لهذا الحديث بتأويل.
وإنما تأويله: نزل على سبعة أوجه من اللغات متفرقة في القرآن، يدلك على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فاقرءوا كيف شئتم ".
ثم احتج بحادثة عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم رضي الله عنهما.
وهذا يجلي حقيقة اختياره في معنى الأحرف السبعة. أما عَدّ كثير من الباحثين ما ذكره ابن قتيبة من وجوه الاختلاف السبعة في القراءات قولأً له في معنى الأحرف السبعة فله أسباب - لعلي آتي عليها إن شاء الله تعالى في مشاركة قادمة، فقد أثقلت كثيرأ في مشاركتي الأولى - وجيهة.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[31 Dec 2009, 01:46 ص]ـ
كلام ابن قتيبة رحمه الله تعالى ظاهر المعنى، ولا يخلو من حالين:
أولهما: أن يكون على القراءة، وهو ظاهر اللفظ الذي نقله الشيخ عبد الرحمن حفظه الله تعالى وأوضحه وتابعه عليه الشيخ عدنان ..
ثانيهما: أن يكون معناه أنه ليس لنا أن نفسر كلام الله تعالى، وعلى هذا فهو مردود بإجماع علماء الأمة في كل عصر على تفسيره، والتعبير عن معانيه، والجمع بين ما ظاهره التعارض منه، ونحو ذلك من أوجه التفسير.
والله تعالى أعلم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[31 Dec 2009, 05:05 م]ـ
الوقفة الثانية: لا أتفق مع فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن حفظه الله فيما ذكره من أن ابن قتيبة يرى أن الأحرف السبعة هي وجوه الاختلاف السبعة بين القراءات، وذلك أن الأوجه السبعة التي ذكرها ابن قتيبة لا تعد قولاً في معنى الأحرف السبعة، فإن ابن قتيبة عنون لها فقال: " وجوه الخلاف في القراءات " ولم يقل الأحرف، وهناك فرق بين القراءات والأحرف، ومن الخطأ تفسير الأحرف بالقراءات.
والإمام ابن قتيبة أراد بهذا بيان أوجه اختلاف القراءات ‘ ثم أوضح بعد ذلك أنواع اختلاف القراءات، يريد بذلك الرد على الزنادقة والملاحدة الذين طعنوا في القرآن الكريم من جهة اختلاف القراءات فيه.
أما رأي ابن قتيبة في معنى الأحرف السبعة؛ فقد أفصح عنه بقوله:
" وقد غلط في تأويل هذا الحديث - حديث الأحرف السبعة - قوم ‘ فقالو: السبعة الأحرف: وعد ووعيد وحلال وحرام ومواعظ وأمثال واحتجاج. وقال آخرون: هي سبع لغات في الكلمة، وقال قوم: حلال وحرام وأمر ونهي وخبر ما كان قبل وخبر ما هو كائن بعد وأمثال.
وليس شيء من هذه المذاهب لهذا الحديث بتأويل.
وإنما تأويله: نزل على سبعة أوجه من اللغات متفرقة في القرآن، يدلك على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فاقرءوا كيف شئتم ".
ثم احتج بحادثة عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم رضي الله عنهما.
وهذا يجلي حقيقة اختياره في معنى الأحرف السبعة. أما عَدّ كثير من الباحثين ما ذكره ابن قتيبة من وجوه الاختلاف السبعة في القراءات قولأً له في معنى الأحرف السبعة فله أسباب - لعلي آتي عليها إن شاء الله تعالى في مشاركة قادمة، فقد أثقلت كثيرأ في مشاركتي الأولى - وجيهة.
بارك الله فيكم أخي العزيز ونفع بعلمكم، وأشكرك على هذا التصحيح والتصويب جزاك الله خيراً، وفي انتظار بقية إفادتك.(/)
ما المصادر المهمة في الترجيح بين أقوال المفسرين؟
ـ[ .. سرى .. ]ــــــــ[26 Dec 2009, 02:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما المصادر المهمة والطريقة المثلى في ترجيح أقوال المفسرين في الآية الواحدة، بحيث تكون مختصرة لأني أعمل على تحقيق مخطوط في التفسير!
وجزى الله خيرا كل من أفاد.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Dec 2009, 07:46 ص]ـ
هذا الموضوع أثير كثيراً في الملتقى ويمكن البحث بعبارة (قواعد الترجيح عند المفسرين) وستظهر لك الكثير من النتائج إن شاء الله. ومنها
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=35753
www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=91025
www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=909
ـ[ .. سرى .. ]ــــــــ[27 Dec 2009, 10:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا ..
لكن ما المصادر التي ترونها مرجعا في ترجيح أقوال أئمة التفسير؟
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[27 Dec 2009, 11:14 م]ـ
تحتاج في الجمع إلى:
1 - جامع البيان , للطبري.
2 - تفسير ابن أبي حاتم.
3 - الدر المنثور , للسيوطي.
وتحتاج في الترجيح إلى:
1 - جامع البيان , للطبري.
2 - المحرر الوجيز , لابن عطية.
3 - تفسير ابن كثير.
4 - التحرير والتنوير , لابن عاشور.
5 - أضواء البيان , للشنقيطي.
ـ[ .. سرى .. ]ــــــــ[28 Dec 2009, 01:09 ص]ـ
شكر الله لكم وفتح عليكم.
ـ[د. حسين بن علي الحربي]ــــــــ[28 Dec 2009, 10:26 ص]ـ
في تصوري أنك ما دمت تعمل على مخطوط في التفسير فأنت بحاجة ماسة لأمرين:
أحدهما: استيعاب وفهم قواعد وأوجه الترجيح لكي تستطيع الإفادة منها في الوصول إلى أرجح الأقوال.
والآخر: معرفة كتب التفسير المحررة أو الأكثر تحريراً، لكي تفيد من ترجيحهم بين الأقوال المختلفة، وليس ثمة كتاب يتصف بأن كل ما فيه راجح.]
ـ[ .. سرى .. ]ــــــــ[28 Dec 2009, 07:01 م]ـ
في تصوري أنك ما دمت تعمل على مخطوط في التفسير فأنت بحاجة ماسة لأمرين:
أحدهما: استيعاب وفهم قواعد وأوجه الترجيح لكي تستطيع الإفادة منها في الوصول إلى أرجح الأقوال.
والآخر: معرفة كتب التفسير المحررة أو الأكثر تحريراً، لكي تفيد من ترجيحهم بين الأقوال المختلفة، وليس ثمة كتاب يتصف بأن كل ما فيه راجح.]
سرني مروركم فضيلة الشيخ وشكر الله لكم إفادتكم ..
وبحكم خبرتكم في هذا الفن، فما الكتب التي تشيرون بها؟(/)
مسألتان أتمنى الإجابة عليهما ,, بارك الله في جهودكم
ـ[حاتم ظهران]ــــــــ[27 Dec 2009, 01:10 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في جهودكم وجعلها خالصة لوجهه الكريم
أود من المشائخ الفضلاء وممن لديه علم الإجابة على مسألتين سأوردهما لكم فضلا لا أمراً
المسألة الأولى:
في مطلع سورة المجادلة قال الله تعالى: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما}
لماذا قال في الأولى ((تجادلك)) وفي الثانية ((تحاوركما)) ولم يقل "" تجادلكما "" بدلا من "" تحاوركما ""
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المسألة الثانية:
في سورة التغابن قال الله تبارك وتعالى: {وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّه غَفُور رَحِيم}
لماذا قال "تعفوا" و "تصفحوا" و "تغفروا "
ولم يكتفِ بذكر مثلا ((تعفوا)) أو ((تغفروا))
وهل هي بمعنى واحد أم بينهما اختلاف
أرجو الإجابة عليها ولكم وافر الدعاء
.................................
جزاكم الله خيرا وأشكر المشرف العام على الموقع شيخنا الكريم الدكتور عبدالرحمن الشهري والشكر موصول للجميع على كل ما يبذلونه في خدمة كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
ـ[نور الماضي]ــــــــ[27 Dec 2009, 01:14 ص]ـ
جزاك الله خيرا على السؤال وأسأل الله أن ينفع به وأن نكون وإياك والجميع من الذين يسألون أهل الذكر إن كانوا لا يعلمون!
وبانتظار الإجابة معك.
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[27 Dec 2009, 03:02 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لعل السؤال في سورة المجادلة يتعلق بمصدر الكلام؛ فإنها هي التي تجادل في زوجها، وهو صلى الله عليه وسلم أوتي مهارة الكلام والتوجيه فانتقل بحالها من كونها تجادل إلى المحاورة للرسول صلى الله عليه وسلم.
ويقويه حديث عائشة رضي الله عنها أنها وصفت علمها بالموضوع ولكن أخبرت أنها لم تسمع الحوار والله أعلم
وأما ما في سورة التغابن وسائر الفرق بين العفو والمغفرة فإن العفو هو الترك ابتداء، والمغفرة الإعفاء من العقوبات مع بقاء المؤاخذة التي جاء الأمر بالتوبة من أصل الذنب والتحلل منه إن تعلق بحقوق الناس
يقويه الآية: (قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ليجزي قوما بما كانوا يكسبون) فإن الله ندب المؤمنين لأن يغفروا للذين لا يرجون أيام الله مع بقاء مؤاخذة الذين لا يرجون أيام الله وهو أسلوب تحضيض للمؤمنين بترك عقوباتهم فإن وعيدهم من الله أبلغ ووعد من الله بأن ما عند الله خير من إبقاء العقوبات العاجلة على الكافرين في موضوع الآية بالذات وليس دائما والله أعلم
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[27 Dec 2009, 11:56 م]ـ
حياكم الله جميعاً
جواب الأولى:
منها الجدال ومن النبي صلى الله عليه وسلم الحوار.
جواب الثانية:
هناك فروق بين العفو والصفح والمغفرة تجدها في هذه المراجع بإذن الله:
- الفروق اللغوية , لأبي هلال العسكري.
- المفردات , للراغب الأصفهاني.
- مدارج السالكين , لابن القيم.
ـ[حاتم ظهران]ــــــــ[27 Dec 2009, 11:59 م]ـ
نور الماضي
أهلا بك أخي الكريم
حياكم الله وبياكم
آمين يااارب
ـ[حاتم ظهران]ــــــــ[28 Dec 2009, 12:00 ص]ـ
طالبة علم التفسير
رفع الله قدركم وبارك فيكم وفي ما كتبتم ووضحتم
ـ[حاتم ظهران]ــــــــ[28 Dec 2009, 12:01 ص]ـ
الشيخ نايف الزهراني
جزاك الله الجنة ونعيمها
حفظكم الله وسددكم لكل خير
سأرجع لها ان شاء الله
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[28 Dec 2009, 01:30 ص]ـ
وجزاكم الله الخير ووفقكم
ـ[حاتم ظهران]ــــــــ[29 Dec 2009, 10:47 م]ـ
الله يحفظكم جميعا(/)
متشابهات داخل سورة البقرة
ـ[يسرا السعيد]ــــــــ[27 Dec 2009, 04:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتى وأخواتى في الله فى هذا المنتدى المبارك إليكم بعض الملفات التى قمت بإعدادها والتى أسأل الله أن تكون عوناً لكل من يحفظ كتاب الله عز وجل على التثبيت والمراجعة وهى عبارة عن تجميع للآيات متشابهة الألفاظ داخل كل سورة من سور القرآن الكريم على حدة فى ملف خاص بها. أرجو أن تجدوا فيها النفع والفائدة، وأرجو إعلامى وتوجيهى إن وجد فيها أى خطأ أو نقص. جزاكم الله عنى و عن المسلمين كل خير
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[27 Dec 2009, 04:25 م]ـ
أهلاً بك أختي الفاضلة يسرا في هذا الملتقى المبارك الذي سبقك إليه إسمك وجهدك في تجميع ملفات اللمسات البيانية فجزاك الله تعالى عنا كل خير ونفع بك وجعل عملك هذا في ميزان حسناتك اللهم آمين.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Dec 2009, 04:36 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله.
أولاً: أرحب بالأخت يسرا في ملتقى أهل التفسير وأسأل الله أن ينفع بها وبعلمها.
وثانياً: أشكرك على جهودك المميزة في ترتيب ملفات اللمسات البيانية التي نقلتها لنا شريكتك في المشروع الأخت سمر جزاها الله خيراً، وقد انتفع بها خلائق لا يحصون في هذا الملتقى وفي غيره ولله الحمد.
وهي تعتبر مثالاً يحتذى للأفكار العلمية السهلة التي يعم نفعها، ويمكن القيام بها من خلال الحاسوب، ويحتاجها الكثيرون. وقد استفدت شخصياً منها في مناسبات كثيرة، ورايتُ من قبول الناس لها وثناءهم عليها ما يشجع على الاستمرار والبذل فجزاكم الله خيراً.
وثالثاً: أشكرك على فكرة جمع المتشابهات هذه فهي فكرة طريفة وفوائدها تظهر في التذكر للمحفوظ وفي التأمل في المعاني والتفسير، واستنباط الدلالات البلاغية للمفردات والتراكيب أيضاً وغير ذلك.
أسأل الله أن يكتب لكم أجر هذه الأعمال وبِرَّها، وأن يتقبل منكم.
ـ[نور الدرب]ــــــــ[27 Dec 2009, 04:39 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[يسرا السعيد]ــــــــ[28 Dec 2009, 01:00 م]ـ
جزاكم الله جميعاً عنى كل خير وشكر خاص لأختى الغالية سمر الأرناؤوط التى ساعدتنى منذ البداية على نشر ملفاتى وشجعتنى وعرفتنى بهذا الملتقى المبارك جعل الله كل هذا في ميزان حسناتها وجمعنى بها فى الفردوس الأعلى. اللهم آمين.
أستاذنا الفاضل د. عبد الرحمن بارك الله فيك وجزاك خيراً على مرورك الكريم وترحيبك وتشجيعك المستمر والذي كان بعد عون الله تعالى وفضله من أهم أسباب استمرارى فى العمل على هذه الملفات وغيرها لما رأيت من انتشارها وكثرة قرائها والاستفادة منها ولله الحمد والتى أسأل الله تعالى أن يتقبلها خالصة لوجهه الكريم وأن ينفع بها المسلمين ويزيدهم قرباً إلى كتابه العزيز.
نفع الله بكم وبارك فيكم وجزاكم والقائمين على هذا الملتقى النافع بما هو أهل له سبحانه.
ـ[طالبة القرآن وعلومه]ــــــــ[28 Dec 2009, 06:05 م]ـ
جزاكِ الله خيرا أختي يسرا وسدد خطاكِ
ـ[هبة المنان]ــــــــ[29 Dec 2009, 08:44 م]ـ
أحسن الله إليكم أختي يسرا وزادك علما ونفعك به ...(/)
ما رأيكم في هذه الرسالة؟؟!
ـ[سالم بن عمر]ــــــــ[27 Dec 2009, 06:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي لا أدري أتتني هذه الرسالة على بريدي الخاص، وبصراحة استنكرت ما ذكر فيها، حيث انها احتوت على حوار بين رجل ومرأة باآيات من القرآن الكريم
لا أدري ما رأي مشايخنا الكرام في هذه الرسالة؟!
وجزاكم الله خيرا
مرت امرأة فائقة الجمال برجل فقير بل معدم، فنظر إليها وقلبه ينفطر شغفا بجمالها
ثم تقدم منها ودار بينهما الحوار الآتي:
الرجل: ' وزيّناها للناظرين '
المرأة: ' وحفظناها من كل شيطان رجيم '
الرجل: 'بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون '
المرأة: ' واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب '
الرجل: ' نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا '
المرأة: ' لن تنالوا البرّ حتى تنفقوا '
الرجل: 'وإن كان ذو عسرة '
المرأة: ' حتى يغنيهم الله من فضله '
الرجل: و ' الذين لا يجدون ما ينفقون '
المرأة: ' أولئك عنها مبعدون '
عندها احمر وجه الرجل غيظا وقال: ' ألا لعنة الله على نساء الأرض أجمعين!! '
فأجابته المرأة:
' للذكر مثل حظ الأنثيين '
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[27 Dec 2009, 08:11 م]ـ
هذا لعب وكذب يجب أن ينزه عنه كلام الله تبارك وتعالى
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[28 Dec 2009, 08:33 ص]ـ
{قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ} [التوبة: 65]
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Dec 2009, 08:56 ص]ـ
أخي سالم بن عمر وفقك الله لكل خير.
الرسالة التي عرضتها طلباً للجواب هي في غاية السوء وسوء الأدب والاستهزاء بالقرآن الكريم، وقد يكون غرض من كتبها حسناً، وربما أنه قرأ قصة المرأة التي يصفونها بأنها تتكلم بالقرآن، وهي إن صحت لا تقل في سوء الأدب عن صاحب هذه الرسالة. فاستخدام الآيات بهذه الطريقة لا يجوز بالإجماع، ولم يقل أحد بجوازه. وحديث العلماء عن مسألة حكم الاقتباس من القرآن ليست منه هذه الصورة مطلقاً.
ـ[سالم بن عمر]ــــــــ[28 Dec 2009, 07:04 م]ـ
أحسن الله إليكم مشائخنا الكرام وجزاكم الله خيرا
وفتح الله عليك د. عبدالرحمن الشهري على ما تفضلت به من بيان ونفع بك الأمة والإسلام والمسلمين.
ـ[الخطيب]ــــــــ[15 Apr 2010, 10:32 م]ـ
"الاقتباس من القرآن الكريم" من كتاب مفاتيح التفسير 1/ 155
الاقتباس:
الاقتباس في اللغة: هو طلب القبس , وهو الشعلة من النار , ويستعار لطلب العلم , قال الجوهري في الصحاح: اقتبست منه علما: أي استفدته0
واصطلاحا: هو تضمين الشعر أو النثر بعض القرآن، لا على أنه منه، ويخرج بهذا القيد الأخير ما إذا قيل قبل الكلام المقتبس: قال الله تعالى ونحوه لأنه ليس باقتباس بل هو استشهاد مع إحالة إلى مصدر الاستشهاد.
*ويخلط كثيرون بينه وبين التضمين – الذي هو نوع من البديع – (انظر: التضمين) والواقع أن هناك فرقا بينه وبين التضمين، فالاقتباس هو أخذ كلمات أو عبارات قرآنية معالتغيير فيها، أما التضمين فهو أخذ كلمات أو آيات بنصها دون التغيير فيها ويشتركان في عدم الإحالة إلى المصدر. وممن جعلوا الاقتباس والتضمين شيئا واحدا صاحب كتاب "الفوائد المشوق "حيث قال: الاقتباس ويسمى "التضمين "هو أن يأخذ المتكلم كلاما من كلام غيره يدرجه في لفظه لتأكيد المعنى الذي أتى به فإن كان كلاما كثيرا أو بيتا من الشعر فهو تضمين وإن كان كلاما قليلا أو نصف بيت فهو "إيداع "وعلى هذا الحد ليس في القرآن منه شيء إلا ما أودع فيه من حكايات أقوال المخلوقين مثل ما حكاه القرآن الكريم عن قول الملائكة: {قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} (البقرة:30) ومثل حكاية أقوال المنافقين واليهود والنصارى ونحو ذلك.
*و يتنوع الاقتباس إلى نوعين: أحدهما: ما لم ينقل فيه المقتبَس (بفتح الباء) عن معناه الأصلي , ومنه قول الشاعر:
قد كان ما خفت أن يكونا إنا إلى الله راجعونا
وهذا من الاقتباس الذي فيه تغيير يسير , لأن الآية {وإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} (البقرة: 156).
والثاني: ما نقل فيه المقتبس عن معناه الأصلي كقول ابن الرومي:
لئن أخطأت في مدحك ما أخطأت في منعي
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد أنزلت حاجاتي "بواد غير ذي زرع"
فقوله "بواد غير ذي زرع "اقتباس من القرآن الكريم (من سورة إبراهيم:37) وهو في القرآن الكريم معني به "مكة المكرمة"إذ لا ماء فيها ولا نبات , فنقله الشاعر عن هذا المعنى الحقيقي إلى معنى مجازي هو: "لا نفع فيه ولا خير ".
* حكم الاقتباس فى ضوء ما يراه علماء الشرع:
إذا أردنا أن نقف على الحكم الشرعى فى قضية الاقتباس فإنه يجب علينا أولا أن نفرق بين حالتين للاقتباس الأولى أن يكون فى الشعر، والأخرى أن يكون فى النثر وإليك البيان:
أولا- الاقتباس فى الشعر
يرى بعض الفقهاء أن الاقتباس فى الشعر غير جائز أصلا لأنه يجب أن ينزه القرآن عن الشعر مطلقا وإن حسن الغرض وشرف المقصد إذ كيف يجوز ذلك فى ضوء نفى وصف الشعر عن القرآن الكريم بمقتضى آيات القرآن الكريم والتى منها قوله تعالى: "وما هو بقول شاعر "وقوله تعالى: "وما علمناه الشعر وما ينبغى له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين "وإذا كان بعض الفقهاء قد تحفظوا على الاقتباس من القرآن الكريم فى الشعر وإن كان فى مقامات شريفة، فإنهم قد أجمعوا على منع ذلك إذا كان الكلام غير لائق بالقرآن الكريم، وأما فى الأغراض اللائقة، فمنعه بعض المالكية وأجازه غيرهم، وخص بعض المجيزين أن يكون ذلك فى مقام الوعظ والثناء وفى النثر دون الشعر0 وقد وقع الاقتباس الجيد في الشعر أيضا من شعراء لا يشك فى حميتهم الدينية فلم ينكر عليهم، إلا من بعض المالكية.
ومن الاقتباس غير اللائق في الشعر قول القائل:
أوحى إلى عشاقه طرفه هيهات هيهات لما توعدون
وردفه ينطق من خلفه لمثل هذا فليعمل العاملون
وقال آخر:
قسما بشمس جبينه وضحاها ونهار مبسمه إذا جلاها
وبنار خديه المشعشع نورها وبليل صدغيه إذا يغشاها
لقد ادعيت دعاويا في حبه صدقت وأفلح من بذا زكاها
فنفوس عذالي عليه وعذري قد ألهمت بفجورها تقواها
فالعذر أسعدها مقيم دليله والعذل منبعث له أشقاها
وقد أثيرت قضية الاقتباس من القرآن الكريم فى الأعمال الأدبية والشعر حديثا بسبب عملين قد أثارا ضجة إعلامية وسخطا لدى الغيورين على القرآن
العمل الأول: تلك القصيدة التى نظمها الشاعر الفلسطينى محمود درويش وهي جزء من ديوانه "ورد أقل "الصادر عن دار توبقال المغربية عام 1986م. ولحنها أحد المطربين – هو المطرب اللبناني مارسيل خليفة - ليتغنى بها ومن فقراتها التى جاءت فيها:
"ماذا صنعت لهم يا أبي؟
الفراشات حطت على كتفيَّ،
ومالت عليّ السنابل،
والطير حطت على راحتي،
فماذا فعلت أنا يا أبي؟ ".
والشاعر يضع هذا المقطع بين مقطعين يذكر في أولهما عدوان إخوة يوسف عليه وفي الثاني يقول:
"همو أوقعوني في الجب،
واتهمو الذئب،
والذئب أرحم من إخوتي ..
أبتِ هل جنيت على أحد
عندما قلت إني: رأيت أحد عشر كوكبًا،
والشمس والقمر
رأيتهم لي ساجدين؟ ".
وهذا الجزء الأخير "إنى رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لى ساجدين "هو جزء من الآية (4) من سورة يوسف 0
العمل الثانى: تلك القصيدة التى لحنها مطرب كويتى وتغنى بها – هو المطرب عبد الله الرويشد - وقد أثارت بلبلة عما قريب حيث جاء فيها:
الحمد لله رب العالمين
وإياك نعبد وإياك نستعين إياك
وحينما أثيرت هاتان القضيتان وكان ذلك فى وقتين مختلفين برز نفس السؤال عن حكم الاقتباس من القرآن الكريم فى الشعر، ولذا آثرت الإشارة إلى هذه القضية بإسهاب لأهميتها.
ثانيا- الاقتباس فى النثر
الاقتباس فى النثر لاشئ فيه إذا حسن الغرض وشرف المقصد وقد وقع فى كلام النبى صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم من ذلك الكثير، وقد برز ذلك فى رسائله صلى الله عليه وسلم إلى كسرى الفرس وهرقل الروم وغيرهما، ففى رسالته إلى كسرى التى أرسلها مع عبد الله بن حذافة جاء فيها: بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم الفرس سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله وأدعوك بدعاية الله فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة "لأنذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين "وهو اقتباس من قوله تعالى: "لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَياًّوَيَحِقَّ القَوْلُ عَلَى الكَافِرِينَ" (يس:70) وفى رسالته إلى هرقل الروم جاء: بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين وإن توليت فإنما عليك إثم الأريسين أي الفلاحين ويأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا أشهدوا بأنا مسلمون وهو اقتباس من قوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَاوَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَوَلاَنُشْرِكَ بِهِ شَيْئاًوَلاَيَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (آل عمران: 64)
وختاما وبعد هذا العرض يتضح لنا أن الاقتباس هو مباح بضوابط، أقلها ألا يكون فى الأعمال الماجنة التى لا ترعى لله حقا، فلعنة الله والملائكة والناس أجمعين على قوم لا يقيمون للدين شأنا {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ} (الشعراء:227)(/)
في رياض التفسير
ـ[محمد الغامدي]ــــــــ[27 Dec 2009, 08:30 م]ـ
تفاسير السلف المعول عليها: خمسة
1 - تفسير السعدي
2 - تفسير البغوي
3 - تفسير بن كثير
4 - تفسير الشنقيطي
5 - تفسير الطبري
ومن أراد أن يضيف الشوكاني لا بأس لأن معتقده معتقد السلف في الجملة
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[27 Dec 2009, 09:00 م]ـ
تفاسير السلف المعول عليها: خمسة
1 - تفسير السعدي
2 - تفسير البغوي
3 - تفسير بن كثير
4 - تفسير الشنقيطي
5 - تفسير الطبري
ومن أراد أن يضيف الشوكاني لا بأس لأن معتقده معتقد السلف في الجملة
حكم يحتاج إلى دليل يا محمد
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[27 Dec 2009, 09:18 م]ـ
ماذا تقصد بالسلف؟
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[27 Dec 2009, 11:30 م]ـ
حياك الله أخي محمد بين إخوانك في الملتقى , ونسأل الله لنا ولك الفائدة والقبول.
ونحن في الملتقى نتجنب إلقاء الأحكام هكذا بلا تدقيق وتحرير , ولو قيلت هذه الفائدة في غير محضر أهل التفسير لكان فيها أخذ ورد , فكيف لو قيلت في هذا الملتقى؟
ويظهر لي أنها فائدة عابرة سمعتها أو اجتهدت فيها , ولكن دون تحقيقها أمور:
1 - ما المراد بتفاسير السلف؟
2 - ما المراد بالمعول عليها؟ وفي ماذا يعول عليها؟
3 - على أي أساس كان الاختيار؟
4 - على أي أساس كان الترتيب؟
5 - ما قيمة هذه المعلومة في علم التفسير؟
6 - ما رأيك لو أضفنا (تفسير يحيى بن سلام , وتفسير الواحدي , وتفسير ابن أبي زمنين , وتفسير أبي المظفر السمعاني , وتفسير ابن تيمية وابن القيم , وجامع البيان للإيجي , وتفسير القاسمي وابن باديس وابن عثيمين .. ) فهل يصح إدخالها في هذه القائمة؟
وفقك الله ورعاك.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[28 Dec 2009, 06:49 ص]ـ
لا تحزن يا محمد
لهذا الاستقبال الحافل مع ثاني مشاركاتك
فالجميع هنا يتعلم
ـ[محمد الغامدي]ــــــــ[29 Dec 2009, 12:06 ص]ـ
سامحوني أحبتي صحيح أنا أطلقت الحكم بغير دليل ولا تدقيق ولكن سوف أبين لكم كل مالدي في هذا الطرح فأقول جوابا على سؤال شيخي أبو بيان وكلكم هنا مشايخي لأني أتوقع أني أصغر سنا منكم فأقول وبالله التوفيق
في الحقيقة المراد بالسلف الصحابة والتابعين وأنا أقصد هنا أي اللذين ساروا على نهج الصحابة والتابعين
أما بالنسبة للمعول عليها أي بمعنى عيال عليه مثلا بن كثير يأخذ من الطبري فالطبري هو الذي ينفق عليهم ولكن هذه التفاسير اللتي ذكرتها هي معتمدة عند طلاب العلم وأنا أخطأت عندما قلت تفسير السعدي معول عليه وهو في الحقيقة ليس بالمعول عليه وكنت أقصد أن تفسير السعدي لابد الرجوع إليه لأن فيه من الفقهيات ماالله به عليم
طبعا هذه التفاسير هي في ضوء العقيدة السليمة إلا أن يكون سبق قلم والله أعلم
هناك تفاسير للسلف مثل بن تيمية وتلميذه بن القيم لكن عبارة عن تجميع من كتبهم
ـ[محمد الغامدي]ــــــــ[29 Dec 2009, 12:16 ص]ـ
أقصد بتجميع من كتبهم أي بمعنى أن بن القيم صحيح أنه فسر آيات متفرقة في كتبه فقام أحد المشايخ بجمع هذه التفاسير اللتي فسرها بن القيم وطبعها
ـ[محمد الغامدي]ــــــــ[29 Dec 2009, 12:24 ص]ـ
أرجو منكم أن تفيدوني بتفاسير لا بد تقرأ من أولها إلى آخرها أي بمعنى تجرد مع إدمان النظر فيها
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[29 Dec 2009, 10:24 م]ـ
سؤال صعب.(/)
التفسير الكامل .. لشيخ الإسلام ابن تيمية
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[27 Dec 2009, 11:15 م]ـ
صدر عن دار الفكر , بيروت الطبعة الأولى من كتاب:
(التفسير الكامل) لشيخ الإسلام ابن تيمية , جمع ودراسة وتحقيق وتخريج: أبو سعيد عمر بن غرامه العمروي.
وتاريخ الطبعة 1423 - 2002.
في تسعة مجلدات كبيرة (تتفاوت من 560 - إلى 540 صفحة).
وقد أطلعني عليه أحد الإخوة فتصفحت منه المجلد الأول والثاني عَجِلاً , ولاحظت عليه ما يأتي:
أولاً: لا ترى في مقدمة الكتاب أثراً لمنهجية علمية أو خبرة عملية في الجمع والتوثيق , إذ لم يذكر الجامع شيئاً عن تفاسير ابن تيمية المطبوعة والمجموعة قبله.
ثانياً: يظهر جلياً أسلوب الخلط في مصادر الجمع حيث سرد أسماء ومواضع مخطوطات لكتب ابن تيمية اطلع عليها وجمع منها هذا التفسير! وليس منها إلا مطبوعٌ فيما أعلم.
ثالثاً: لم يعز أيَّ نقل إلى مصدره وإنما سرد ما رآه تفسيراً عن ابن تيمية بلا ذكر للمراجع.
رابعاً: قَصْدُ التكثُّر وتضخيم الكتاب واضح بلا خفاء؛ ومن عجائبه أنه لمّا جمع كلام ابن تيمية في أصول التفسير في المجلد الأول ذكر مقدمة ابن تيمية في أصول التفسير كاملةً في أوّل المجلد من صـ 3 إلى صـ 28.
ثم توكل على الله وأعادها كاملة كما هي في آخر المجلد نفسه من صـ 483 إلى صـ 524!.
خامساً: التصحيف كثير.
وما عدا ذلك من الملاحظات يحتاج إلى قراءة أطول ومقارنة بكتب ابن تيمية. نسأل الله هدايته وتوفيقه.
ـ[خلوصي]ــــــــ[29 Dec 2009, 06:55 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
سورة التوبة الآية 31
ـ[الريس عبد الرحمن]ــــــــ[28 Dec 2009, 12:06 ص]ـ
إخوتى الاعزاء السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أنا ضيف جديد عليكم و هذا أول موضوع لي في هذا الملتقى المبارك و أنا أريد أن أطرح بعض المواضيع حول ما يدور في ذهني من معنى لبعض الآيات أبحث عن هذا المعنى في التفاسير المشهورة و المعروفة لي كرجل عامي من المسملين فلا أجد أحدا ذكر هذا المعنى و أود من الفضلاء أمثالكم توجيهي حول ما أطرحه من تساؤل حول هذه الآيات و لعلي في هذا الموضوع أذكر معنى طرأ على ذهني في الآية المعنونة لهذا الموضوع و هي قوله تعالى (اتخذوا احبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله و المسيح ابن مريم 000) الآية فلماذا فصل ذكر المسيح عن الاحبار و الرهبان بمعنى ان الآية لم تكن اتخذوا احبارهم و رهبانهم و المسيح ابن مريم
فالمعنى الذي جال في خاطري هو أن الآية رقم 34 فسرت هذا الاشكال فهل توافقوني على هذا المعنى؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[28 Dec 2009, 06:42 ص]ـ
إخوتى الاعزاء السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أنا ضيف جديد عليكم و هذا أول موضوع لي في هذا الملتقى المبارك و أنا أريد أن أطرح بعض المواضيع حول ما يدور في ذهني من معنى لبعض الآيات أبحث عن هذا المعنى في التفاسير المشهورة و المعروفة لي كرجل عامي من المسملين فلا أجد أحدا ذكر هذا المعنى و أود من الفضلاء أمثالكم توجيهي حول ما أطرحه من تساؤل حول هذه الآيات و لعلي في هذا الموضوع أذكر معنى طرأ على ذهني في الآية المعنونة لهذا الموضوع و هي قوله تعالى (اتخذوا احبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله و المسيح ابن مريم 000) الآية فلماذا فصل ذكر المسيح عن الاحبار و الرهبان بمعنى ان الآية لم تكن اتخذوا احبارهم و رهبانهم و المسيح ابن مريم
فالمعنى الذي جال في خاطري هو أن الآية رقم 34 فسرت هذا الاشكال فهل توافقوني على هذا المعنى؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وحياك الله وبياك
نعم ما ذكرت من سبب الفصل وجيه
لأن السبب الذي بني عليه الحكم مختلف، فهم لما أعطوا لأحبارهم ورهبانهم حق التحليل والتحريم أنزلوهم بمنزلة الرب الذي له وحده حق التحريم والتحليل ومن هنا فتح الباب لكثير من الأحبار والرهبان لأكل أموال الناس بالباطل.
بينما الأمر في حق المسيح عليه السلام مختلف فهو منزه عن فعل الأحبار والرهبان فلم يكن ليحل ما حرم الله ولا ليحرم ما أحل الله وإنما هم غلوا فيه وعبدوه من دون الله لزعمهم الباطل أنه هو الله أو بن الله أو ثالث ثلاثة،تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.(/)
الإعجاز التشريعي في تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم
ـ[علي شهوان]ــــــــ[28 Dec 2009, 01:25 ص]ـ
الإعجاز التشريعي في تعدُّد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم
علي شهوان
عضو لجنة الإعجاز القرآني في جمعية المحافظة على القرآن الكريم
نَصَّ القرآن العظيم على جواز أن يجمع المسلم بين أربع زوجات في وقت واحد، وأقرَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أن يُبقي على زوجاته -علماً أن عددهنَّ أكثر من أربع- دون جريان حُكْم الإبقاء على أربع زوجات عليه صلى الله عليه وسلم. فرأى المستشرقون -خصوصاً- وباقي أعداء الإسلام -عموماً- ما يظنونه مدخلاً لهم في الطَّعْن بالرسالة والرسول صلى الله عليه وسلم من خلال نظام تعدد الزوجات في الإسلام -عموماً-، وجمعه صلى الله عليه وسلم بين أكثر من أربع زوجات -خصوصاً-.
ويمكن إجمال الردِّ على هذه الشبهة من خلال النقاط التالية:
أولاً: لم يكن فعل النبي صلى الله عليه وسلم بدعاً من أفعال الأنبياء، فقد بيَّن القرآن العظيم أن تَزَوُّج النبي صلى الله عليه وسلم النساء لا يتعارض مع نبوته. قال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً} [الرعد:38]، فمن الأنبياء من جمع بين أكثر من زوجة (1).
ثانياً: بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم في بيئة تعرف التعدد؛ بل لم يكن لديهم حدٌّ مُعَيَّنٌ من العدد يقفون عنده، واستمر الأمر بهم على هذا الحال إلى أن نزل القرآن بتحديد الجمع بين أربع زوجات فقط، وكان ذلك في السنة الثامنة للهجرة (2)، أي بعد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم من جميع زوجاته، فكانت آخرهن ميمونة رضي الله عنها، التي تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في عُمْرَة القضاء سنة سبعٍ من الهجرة.
وقد أسلم غيلان بن سلمة الثقفي وتحته عشر نسوة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "اختر منهن أربعاً" (3). وقال قيس بن الحارث الأسدي: أَسْلَمْتُ وعندي ثماني نسوة، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: "اختر منهن أربعاً" (4).
إذاً لم يكن جَمْع النبي صلى الله عليه وسلم بين أكثر من أربع زوجات خَدْشاً لنبوته ولا لمجتمعه.
"ومن هنا يظهر لنا أن الخصوصية للنبي صلى الله عليه وسلم كانت بإبقائه على زوجاته؛ لا بإباحة التعدد له بأكثر من أربع زوجات" (5).
ثالثاً: جعل القرآن العظيم الإباحة عند أتباع الرسول صلى الله عليه وسلم إباحة عدد بينما النبي صلى الله عليه وسلم ليس له العدد، وإنما المعدود. والفرق بين العدد والمعدود: أن المعدود إنما أبيح للرسول صلى الله عليه وسلم بذاته، بحيث لو ماتت واحدة من زوجاته صلى الله عليه وسلم لا يأتي بواحدة مكانها، بينما تابِعُ الرسول صلى الله عليه وسلم إن ماتت واحدة من زوجاته أو طلَّقها يأتي بأخرى مكانها.
ما دام قد أبيح له المعدود صلى الله عليه وسلم، فإن تلك بخصوصيته كما قال تعالى: {لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ} [الأحزاب:52].
وهذا الحُكْم ليس لتابع من أتباع النبي صلى الله عليه وسلم، إذ يمكن أن يدور عند تابع النبي صلى الله عليه وسلم العدد أربعة، فقد يتزوج أربعة ثم يطلقهن، ثم يتزوج غيرهن، بينما النبي صلى الله عليه وسلم لا يستطيع أن يتزوج غير زوجاته الموجودات ولا بواحدة؛ حتى لو مُتْن جميعاً (6).
رابعاً: قد يكون في إبقاء النبي صلى الله عليه وسلم لزوجاته جميعاً خصوصية لهنَّ أيضاً؛ لأن القرآن العظيم حرَّم على المسلمين نكاح زوجات النبي صلى الله عليه وسلم من بعده، وجعلهن أمهات المؤمنين، فإذا افترضنا أن النبي صلى الله عليه وسلم أبقى على أربع زوجات، وسرَّح الأخريات، فحينها لا يجوز لأي مسلم أن يتزوجهنَّ لأنهن أمهاتهم؛ فيحصل بذلك إضرار بهنَّ لمنعهن الزواج من غيره صلى الله عليه وسلم.
ومن جهة أخرى: إذا أُمِر من كان عنده أكثر من أربع زوجات أن يمسك على أربعٍ منهن ويفارق الباقي، فإن من فارقها تجد في المسلمين من يساوي أو يفضل زوجها فتنكحه، لكن كيف يمكن أن تحظى امرأة من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم بمثل هذه المنقبة عند غيره؟! أنها زوجة نبيٍّ!!
(يُتْبَعُ)
(/)
خامساً: بالنسبة لمن زعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم رجلٌ غارق في حُبِّ النساء، وأنه مطواع لِسَوْقِ غرائزه له، أقول لهم: تزوج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة وهو ابن خمسٍ وعشرين سنة، وكانت ثيباً في الأربعين من عمرها، ولم يَعْرِف رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء قبلها أبداً، ولم يَمَسَّ لحمه لحم امرأة لا تحل له، فبقي مع خديجة رضي الله عنها خمساً وعشرين سنة، دون أن يتزوج عليها قبل نبوته -وهو من أجلِّ قريش نسباً ومكانة- ولا بعدها، فلو كان شهوانيّاً لما أنفق شبابه على امرأة تزيد عنه في العمر هذه المدة الطويلة دون أن يتزوج غيرها، ولا شيء يمنعه من ذلك.
ثم يتزوج من سودة بنت زمعة رضي الله عنها، تلك المرأة الثَّيِّب التي لم تَشْتَهِر بصباها وجمالها، إلى أن تزوج عائشة رضي الله عنها وهي الزوجة البِكْر الوحيدة من بين زوجاته صلى الله عليه وسلم، تزوجها وقد دخل في السنة الثالثة والخمسين من عمره، ثم بعدها بنى بباقي زوجاته رضي الله عنهن، ولكل زواج حكاية عجيبة وهدف نبيل.
أين يكون اتباع الشهوة والجري وراءها في زوجات تزوجهن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه السِّنِّ المتأخرة، ومن نساء ثيبات إلا واحدة، ولم يعرف عنهن في غالبهن جمال وشباب؟! ويظهر ذلك من خلال أحاديث وروايات فيها إشارات لما قلته؛ ليس من الأدب ذكرها في معرض الكلام هنا!
أين يكون اتباع الشهوة والجري وراءها في شخص جمع بين هذا العدد من النسوة -اللاتي عرفنا من حالهن- قبل لحاقه بربه بثماني سنين، جمع فيها بين جهد الدعوة والجهاد وتنظيم أمور الدولة والعبادة و .. ؟! لا أدري أين تكون الشهوة بين هذا الكَمِّ الكبير من المسؤوليات والأعباء!
أين يكون اتباع الشهوة والجري وراءها في حياة من إذا نام أَثَّرَ الحَصِير في جنبه؟! ويعيش وزوجاته في بيوت لا توقد فيها النار شهرين، لا يجد أهلها طعاماً غير التمر والماء، ويأتي ضيف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيذهب النبي العظيم صلى الله عليه وسلم إلى بيوت نسائه فلا يجد ما يطعم به ضيفه؛ فَيُحَوِّلُهُ إلى أحد أصحابه (7)!
قال العقاد: "لقد أقام زوجات النبي صلى الله عليه وسلم في بيت لا يجدن فيه من الرَّغَد ما يجده الزوجات في بيوت الكثيرين من الرجال، مسلمين كانوا أو مشركين. وعلى هذا الشرف الذي لا يدانيه عند المرأة المسلمة شرف الملكات أو الأميرات، شَقَّت عليهن شدَّة العيش في بيت لا يُصِبْن فيه من الطعام والزينة فوق الكفاف، والقناعة بأيسر اليسير، فاتفقن على مفاتحته في الأمر، واجتمعن يسألنه المزيد من النفقة، وهي موفورة لديه لو شاء أن يزيد في حصته من الفيء، فلا يعترضه أحد ولا يحاسبه عليه.
إلا أن الرجل المُحَكََّم في الأنفس والأموال -سيد الجزيرة العربية- لم يستطع أن يزيدهن على نصيبه ونصيبهن من الطعام والزينة، فأمهلهن شهراً وخيَّرهن بعده أن يفارقنه، ولهن منه حق المرأة المفارقة من المتاع والحسنى، أو يَقْبَلْنَ ما قَبِلَه لنفسه معهن من ذلك العيش الكفاف.
ومن وقف على أسباب التنزيل، وليس بينها ما هو أشهر في كتب التفسير من أسباب نزول هذه الآيات من سورة الأحزاب: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً. وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الله وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ الله أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً} (8) [الأحزاب: 28 - 29]، تبيّن له أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يلتفت إلى الشهوة؛ فضلاً عن الجري وراءها.
وأَقول للمبشرين المحترفين ولعاً بالتفتيش عن خفايا السيرة النبوية: خليق أن يُطَّلَع على تفاصيل هذا الحادث بحذافيره؛ لأنه ورد في القرآن الكريم خاصّاً بالمسألة التي يتكالب المبشرون المحترفون على استقصاء أخبارها، وإحصاء شواردها، وهي مسألة الزواج وتعدد الزوجات" (9).
(يُتْبَعُ)
(/)
سادساً: لم يكن زواجه صلى الله عليه وسلم من زوجاته واختياره لهن لأجل الشهوة ولو مرة واحدة، فالذي يتتبع كيف تزوجهن صلى الله عليه وسلم ولماذا تزوجهن يرى فعلاً أن الشهوة ليست الدافع وراء زواجه منهن، وإنما كانت صلة الرحم ورفع المهانة هي الباعث الأكبر في نفسه الشريفة على التفكير في الزواج بهن، ومعظمهن كنَّ أرامل فقدن الأزواج أو الأولياء.
وباختصار سأطوِّف مع حِكَم وأسباب زواجه صلى الله عليه وسلم من أمهات المؤمنين:
تزوج النبي صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعة بعد موت خديجة رضي الله عنها، فبعد أن مات زوج سودة، لم تقدر أن ترجع إلى أهلها الكفار، وقد فرّت بدينها من قبل خوفاً منهم أن يعيدوها إلى الشرك، ولم يكن من يكفلها، فكفلها النبي صلى الله عليه وسلم بأن تزوجها.
ثم بعد شهر عقد على عائشة رضي الله عنها، والحكمة في ذلك كالحكمة في التزوج من حفصة رضي الله عنها، وهي إكرام صاحبيه -أبي بكر وعمر رضي الله عنهما- بمصاهرته لهما.
وأما التزوج بزينب بنت جحش فالحكمة فيه تعلو كل حكمة، وهي إبطال تلك البدع في الجاهلية التي كانت لاحقة ببدعة التبني كتحريم التزوج بزوجة المتبنى بعده.
وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم بجويرية بنت الحارث -سيد بني المصطلق- فقد كان المسلمون أسروا من قومها مئتي بيت بالنساء والذراري، فأراد صلى الله عليه وسلم أن يعتق المسلمون هؤلاء الأسرى، فتزوج بسيدتهم؛ فقال الصحابة عليهم الرضوان: أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينبغي أسرهم وأعتقوهم؛ فأسلم بنو المصطلق لذلك أجمعون.
وقبل ذلك تزوج صلى الله عليه وسلم بزينب بنت خزيمة بعد أن قُتل زوجها عبدالله بن جحش، وذلك لفضلها وعطفها على المساكين، فكان زواجه صلى الله عليه وسلم مكافأة لها، وهذه ماتت في حياته.
وتزوج بعدها أم سلمة رضي الله عنها، وكان زوجها قبل النبي صلى الله عليه وسلم عبدالله أبو سلمة -ابن عمة النبي صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة-، ترك لها أيتاماً صغاراً، فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم واحتضن أولادها.
وأما زواجه بأم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنهما فكان مواساة لها بعد تَنَصُّر زوجها أثناء هجرتها في الحبشة، وهو أيضاً من باب التقريب بين قومها -خصوصاً أبوها- وبين الإسلام.
وتظهر حكمة زواجه من صفية بنت حيي بن أخطب سيد بني النضير من قول الصحابة رضي الله عنهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنها سيدة بني قريظة والنضير لا تصلح إلا لك، فاستحسن رأيهم وأبى أن تذل هذه السيدة؛ بأن تكون أسيرة عند من تراه دونها؛ فأعتقها وتزوجها.
وكانت ميمونة بنت الحارث آخر أزواجه صلى الله عليه وسلم، والذي زوجها منه هو عمه العباس، وهي خالة عبدالله بن عباس وخالد بن الوليد، ولعل الحكمة في تزوجه ? بها تَشَعُّب قرابتها في بني هاشم وبني مخزوم.
فلو كان عليه السلام أراد بتعدد الزواج ما يراه الملوك والأمراء من التمتع بالحلال فقط لاختار حسان الأبكار على أولئك الثيبات المكتهلات، كما قال لمن اختار ثيباً: "هلاّ بكراً تلاعبها وتلاعبك" والحديث في "الصحيحين" قاله صلى الله عليه وسلم لجابر بن عبدالله (10).
سابعاً: كان لتزوجه صلى الله عليه وسلم منهن رضي الله عنهن هدف آخر عظيم؛ وهو تبليغ الدعوة، لا سيما أنه النبي الخاتم، خصوصاً في الأمور التي تتعلق بأحكام النساء ويتحرج من ذكرها الرجال.
"وزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم خير معاون على تبليغ الرسالة باعتبارهنَّ المصدر الأساسي في الوقوف على خصائص بيت النبوة وأسراره الداخلية والتشريعية، ومعرفة دقائق الأحكام، وخاصة فيما يتعلق بأحكام النساء، مما هو مناط التشريع، حيث لا يصلح أحد غيرهن في الوقوف على ما يريده الرسول صلى الله عليه وسلم دون حياء، أو تردد من الإفضاء به، لما يرافقه من الحساسية التي يتورع الرجل أن يتباسط فيها مع النساء الغريبات عنه، ومن هنا كانت زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم مشاعل حكمة ورسل دعوة" (11).
وبعد أن تبين الرشد من الغي، لا يسع المسلم إلا أن يفخر بدينه وبنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، الذي قال الله عنه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو الله وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ الله كَثِيراً} [الأحزاب:21].
(يُتْبَعُ)
(/)
"إن المبشرين لم يكشفوا من مسألة الزواج في السيرة النبوية مقتلاً يصيب محمداً، أو يصيب دعوته من ورائه، ولكنهم كشفوا منها حُجَّة لا حُجَّة مثلها في الدلالة على صدق دعوته، وإيمانه برسالته، وإخلاصه لها في سرِّه، كإخلاصه لها في علانيته، ولولا أنهم يعوّلون على جهل المستمعين لهم لاجتهدوا في السكوت عن مسألة الزواج خاصة أشد من اجتهادهم في التشهير بها واللغط فيها.
وقصارى القول في الخصوصية النبوية أنها لم تكن (امتيازاً) من امتياز القوة المسيطرة لتسخير المرأة في مرضاة خيلاء الرجل، وحبِّه للمتعة الجسدية، ولكنها كانت آية أخرى من معدن الأحكام القرآنية فيما تسفر عنه من عطف على المرأة وحياطة لها من مواقع الجَوْر والإذلال" (12).
الهوامش:
1. الغريب أن المستشرقين من أهل الكتاب خصوصاً يعيبون على النبي صلى الله عليه وسلم أنه تزوج النساء وجمع بين هذا العدد منهن، وهم يروون أن سليمان عليه السلام كان عنده ثلاثمئة امرأة مهيرة -لها مهر- وسبعمئة سرية، ولداود عليه السلام مئة امرأة، وهم من أنبياء بني إسرائيل. ينظر: تفسير الرازي (20/ 69).
2. ذكر المفسرون أن سورة النساء مدنية، وأنها نزلت في السنة الثامنة من الهجرة. ينظر: في ظلال القرآن (1/ 554).
3. رواه الترمذي في كتاب النكاح، باب (ما جَاءَ فِي الرَّجُلِ يُسْلِمُ وَعِنْدَهُ عَشْرُ نِسْوَة)، رقم (1128)، وابن ماجه في كتاب النكاح، باب (الرجل يسلم وعنده أكثر من أربع نسوة)، رقم (1953)، وابن حبان في "صحيحه"، رقم (4230).
4. رواه أبو داود في كتاب الطلاق، باب (في مَنْ أَسْلَمَ وَعِنْدَهُ نِسَاءٌ أَكْثَرُ مِنْ أَرْبَعٍ أَوْ أُخْتَان)، رقم (1914)، وابن ماجه في كتاب النكاح، باب (الرَّجُلِ يُسْلِمُ وَعِنْدَهُ أَكْثَرُ مِنْ أَرْبَعِ نِسْوَةٍ)، رقم (1952)، وصححه الألباني. ينظر: صحيح سنن أبي داود.
5. عبد الرحمن الصابوني، أحكام الزواج في الفقه الإسلامي وما عليه العمل في دولة الإمارات العربية المتحدة، ص186.
6. للاستزادة حول هذه النقطة ينظر: الشعراوي، دروس في بناء الأسرة المسلمة، ص17 - 26.
7. كل ما قلته ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم في كتب الصحاح، وهناك أحاديث أخرى ثابتة تدل على تقلَّله ? من شهوات الدنيا، يمكن الرجوع إليها في كتب السنة والسيرة والزهد.
8. للوقوف على تفصيل سبب نزول الآية ينظر: تفسير أبي السعود (5/ 222)، وابن عجيبة، البحر المديد في تفسير القرآن المجيد (6/ 22).
9. عباس محمود العقاد، المرأة في القرآن، ص131 - 132.
10. ينظر: محمد رشيد رضا، تفسير المنار (4/ 305 - 308).
11. أبو ليلى، الزواج وبناء الأسرة، ص232.
12. العقاد، المرأة في القرآن، ص135.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Dec 2009, 01:45 م]ـ
مرحباً بالأخ العزيز الدكتور علي شهوان بين إخوانه في ملتقى أهل التفسير، وأسال الله أن ينفع به وبعلمه. وسنترقب بشوق لمقالاتكم العلمية الثريَّة.
ومضة ..
ألا ترى يا دكتور علي أن إطلاق وصف الإعجاز بقولكم: (الإعجاز التشريعي في تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم) فيه نوع من التجوز في استخدام مصطلح الإعجاز. ولو قيل: الحكمة في تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم) لكان أدق، وكان في ذلك إبقاء لمصطلح الإعجاز في دائرته التي خصصه بها من كتب في إعجازالقرآن من المحررين، حيث أكثر الباحثون المعاصرون من استخدام مصطلح (الإعجاز) حتى (ساحَ) معناه ودخل في كل شيء.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[28 Dec 2009, 08:31 م]ـ
الإعجاز في حياة النبي صلى الله عليه وسلم:
* يقوم الليل حتى تتفطر قدماه.
* يبلغ الوحي
* يدعو إلى الله
* يربي أصحابه ويعلمهم
* يقضي بين الناس
* يدير شؤون الأمة ويتابع ما يدور من أحداث
* يجاهد في سبيل الله
* يتمثل الأحكام في حياته اليوميه: يوم الناس في الصلاة،ويعود المريض، ويتبع الجنازة، ويصلح بين الناس،و يسعى في قضاء الحوائج ............
*يقوم بواجبه نحو زوجاته
فمن مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
من يقدر على ما كان يقدر عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
ـ[فجر جديد]ــــــــ[28 Dec 2009, 08:48 م]ـ
أنا مع الدكتور عبد الرحمن، في أن ما تفضل به الأخ علي، لا يعتبر من الإعجاز، وخصوصاً أن الإعجاز يقترن بالتحدي، فأين التحدي في تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم؟
الأمر لا يحتاج إلى تحدي، بل هو محرّم على غير نبينا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[28 Dec 2009, 11:42 م]ـ
مرحباً بالأخ العزيز الدكتور علي شهوان بين إخوانه في ملتقى أهل التفسير، وأسال الله أن ينفع به وبعلمه. وسنترقب بشوق لمقالاتكم العلمية الثريَّة.
ومضة ..
ألا ترى يا دكتور علي أن إطلاق وصف الإعجاز بقولكم: (الإعجاز التشريعي في تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم) فيه نوع من التجوز في استخدام مصطلح الإعجاز. ولو قيل: الحكمة في تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم) لكان أدق، وكان في ذلك إبقاء لمصطلح الإعجاز في دائرته التي خصصه بها من كتب في إعجازالقرآن من المحررين، حيث أكثر الباحثون المعاصرون من استخدام مصطلح (الإعجاز) حتى ساح معناه ودخل في كل شيء.
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أرحب بكم أخي الحبيب الدكتور علي شهوان في هذا الملتقى وإن كنت أعد نفسي ضيفا على أهله
وأثني على ما أضافه الأخ الحبيب الدكتور عبد الرحمن الشهري في أمر الإعجاز، ذلك أن المعنى الظاهر للإعجاز هو إيقاع الغير في العجز، وتعريف المعجزة وأركانها لا يخفى على حضراتكم، وأقل ما يقال فيها أنها أمر خارق للعادة ....
وزواج النبي صلى الله عليه وسلم لا تتحقق فيه أركان المعجزة وشروطها، فالأولى أن يوصف المقال بما أشار به الدكتور عبد الرحمن.
وبارك الله فيكم وسدد على طريق الخير خطاكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[29 Dec 2009, 01:15 ص]ـ
بعد التأمل والنظر
أقف إلى جانب الدكتور علي شهوان
وأقول إنه يمكن أن نقول إن هناك إعجازا تشريعيا في تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم.
فلم يسبق في تاريخ البشرية أن عرفت أحكام تنظم حياة الأسرة من خلال القدوة إلا ما حدث في بيت النبوة.
وتأملوا لو أن هذه الأحكام قد جاءت في نصوص قرآنية غير مرتبطة بأحداث واقعية كالتي حدثت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم هل سيكون لها نفس الأثر؟
وتأملوا قول الله تعالى:
(وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا) سورة الأحزاب (34)
وتاملوا الفاصلة بالذات.
يقول الطاهر بن عاشور رحمه الله تعالى:
"لما ضمِن الله لهن العظمة أمرهن بالتحلي بأسبابها والتملّي من آثارها والتزود من علم الشريعة بدراسة القرآن ليجمع ذلك اهتداءَهن في أنفسهن ازدياداً في الكمال والعلم، وإرشادَهن الأمة إلى ما فيه صلاح لها من علم النبي صلى الله عليه وسلم
وفعل {اذْكُرن} يجوز أن يكون من الذُّكر بضم الذال وهو التذكّر، وهذه كلمة جامعة تشمل المعنى الصريح منه، وهو أن لا ينسَيْن ما جاء في القرآن ولا يغفلن عن العمل به، ويشمل المعنى الكنائي وهو أن يراد مراعاة العمل بما يتلى في بيوتهن مما ينزل فيها وما يقرأه النبي صلى الله عليه وسلم فيها، وما يبيّن فيها من الدين، ويشمل معنى كنائياً ثانياً وهو تذكر تلك النعمة العظيمة أَن كانت بيوتهن موقع تلاوة القرآن.
ويجوز أن يكون من الذِّكر بكسر الذال، وهو إجراء الكلام على اللسان، أي بلّغْنَه للناس بأن يقرأن القرآن ويبلغن أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته. وفيه كناية عن العمل به. والتلاوة: القراءة، أي إعادة كلام مكتوب أو محفوظ، أي ما يتلوه الرسول صلى الله عليه وسلم و {من آيات الله والحكمة} بيان لما يتلى فكل ذلك متلوّ، وذلك القرآن، وقد بين المتلو بشيئين: هما آيات الله، والحكمة، فآيات الله يعم القرآن كلَّه، لأنه معجز عن معارضته فكان آية على أنه من عند الله.
وعطف {والحكمة} عطف خاص على عام وهو ما كان من القرآن مواعظ وأحكاماً شرعية، قال تعالى بعد ذكر الأحكام التي في سورة الإِسراء (39) {ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة} أي ما يتلى في بيوتهن عند نزوله، أو بقراءة النبي ودراستهن القرآن، ليتجدد ما علِمْنه ويلمع لهن من أنواره ما هو مكنون لا ينضُب معينه، وليكُنّ مشاركاتتٍ في تبليغ القرآن وتواتره، ولم يزل أصحاب رسول الله والتابعون بعدهم يرجعون إلى أمهات المؤمنين في كثير من أحكام النساء ومن أحكام الرجل مع أهله، كما في قوله تعالى: {اذكرني عند ربك} [يوسف: 42]، أي بلغ خبر سجني وبقائي فيه.
وموقع مادة الذكر هنا موقع شريف لتحملها هذه المحامل ما لا يتحمله غيرها إلا بإطناب. قال ابن العربي: إن الله تعالى أمر نبيئه عليه الصلاة والسّلام بتبليغ ما أنزل إليه فكان إذا قرأ على واحد أو ما اتفق سقط عنه الفرض، وكان على من تبعه أن يبلغه إلى غيره ولا يلزمه أن يذكره لجميع الصحابة.
وقد تكرر ذكر الحكمة في القرآن في مواضع كثيرة، وبيّنّاه في سورة البقرة.
وتقدم قريباً اختلاف القراء في كسر باء (بيوت) أو ضمها.
وجملة {إن الله كان لطيفاً خبيراً} تعليل للأمر وتذييل للجمل السابقة.
والتعليل صالح لمحامل الأمرِ كلها لأن اللطف يقتضي إسداء النفع بكيفية لا تشقّ على المُسدَى إليه.
وفيما وُجّه إلى نساء النبي صلى الله عليه وسلم من الأمر والنهي ما هو صلاح لهن وإجراء للخير بواسطتهن، وكذلك في تيسيره إياهن لمعاشرة الرسول عليه الصلاة والسلام وجعلهن أهل بيوته، وفي إعدادهن لسماع القرآن وفهمه، ومشاهدة الهدي النبوي، كل ذلك لطف لهن هو الباعث على ما وجهه إليهن من الخطاب ليتلقّيْن الخبرَ ويبلغنه، ولأن الخبير، أي العليم إذا أراد أن يُذهب عنهن الرجس ويطهرهن حصل مراده تاماً لا خلل ولا غفلة.فمعنى الجملة أنه تعالى موصوف باللطف والعلم كما دلّ عليه فعل {كان} فيشمل عمومُ لطفِه وعلمِه لطفَه بهن وعلمَه بما فيه نفعهن."
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[29 Dec 2009, 02:34 ص]ـ
بارك الله فيكم
(يُتْبَعُ)
(/)
أتفق مع الدكتور عبد الرحمن في ملاحظته .. وأنا لما قرأت عنوان الموضوع هممت أن أدخل عليه لأضع هذا التعقيب.
أقول وبالله التوفيق،
إن إدخال مفهوم الإعجاز في التشريع فيه نظر. ذلك أن الإقرار بعلم الله تعالى وسعة حكمته أمر مبني على الإيمان به أولا، سبحانه وتعالى، والإيمان برسالة محمد صلى الله عليه وسلم! والحكمة من الشرائع الربانية قد تظهر للناس وقد لا تظهر، واستخراجها محل اجتهاد وظن كما لا يخفى، فكيف يقال إن تشريع الإسلام بتحليل كذا أو بتحريم كذا فيه إعجاز إذ الحكمة - كما نظن نحن اجتهادا - من ذلك التشريع هي كذا وكذا؟
ليس هذا بما يقال له إعجاز على وفق المفهوم الصحيح للإعجاز الذي تقوم به الحجة الرسالية ..
ولعل الأقرب أن يقال إن الإعجاز بتشريع الله تعالى يمكن أن يقع بتحدي الكفار بأن يأتوا فيه بنقيصة أو بمأخذ معتبر عقلا أو بالدليل التجريبي، فهذا وجه صحيح من وجوه التحدي التي يمكن أن يقال إن فيها إعجازا لهم! إذ الخطأ والنقص يدخل في تشريع البشر ولكنه ممتنع على الله تعالى .. ولكن يشكل على هذا التوجيه للإعجاز أن أكثر أحكام الإسلام اجتهادية وقع فيها الخلاف .. والنص مبرأ من سوء فهم الناظر فيه، ومن اختلاف الأفهام عليه .. فإن أردنا الاحتجاج بإعجاز التشريع، فلعله ينبغي أن يُتنبه إلى ضرورة أن يُشترط على من نتحداه بهذا ألا يأتينا بقول واحد في مسألة فيها عدة أقوال، ويقول لقد تبين فيها النقص والضرر بالدليل (مثلا)! فاجتهادات البشر قابلة للإصابة والخطأ، ولكن إجماع الأمة معصوم، فلا يمكن أن يثبت بطلان سائر ما اجتمع للأمة من أقوال في مسألة من المسائل! وهذا وجه للتحدي بالتشريع معتبر كذلك، والله أعلم.
وعليه فكيف يقال إن في زواج النبي عليه السلام من أكثر من امرأة إعجازا، وقد كان تعدد الزوجات هو الأصل في الجاهلية، وكان كل أحد يفعله؟
فإن قيل إن الإعجاز في تشريع حد أقصى لعدد الزوجات، قلنا فأين البرهان الدامغ على أن من تزوج خمسة نسوة - مثلا - يتعرض لضرر أو لشر - مما يقبل القياس الإمبريقي أو الإثبات العقلي النظري - لا يتعرض لمثله من وقف عند حد الأربعة الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم؟ هذا لا يمكن إثباته! ثم إن محمدا عليه السلام كان مجاوزا لهذا الحد الذي شرع لبقية البشر، فما الضابط وما العلة؟ هنا محل اجتهاد يصيب فيه من يصيب ويخطئ من يخطئ، ولا يمكن جعله وجها من وجوه الإعجاز، والله أعلم.
كل هذا على التسليم بأن الإعجاز - بمعنى الإعجاز - يصح أن يوصف به ما لم يرد النص الصريح على تحدي الكفار به! وأنا لا أرى ذلك!
بل الصواب أن يقال إنها من دلائل صدق النبوة، إذ لو لم يكن هذا الشرع من عند رب العالمين حقا، لوجدتم فيه كذا وكذا ..
وهذا التوسع في إطلاق مصطلح الإعجاز في الحقيقة قد ضر الدعوة - في نظري - ضررا بالغا، إذ لما انضاف إلى دائرة ما نصفه نحن بالإعجاز أمور ظنية كثيرة، ونظريات وافتراضات وكذا، وأصبح عشرات من الأبحاث التي تدعي الإعجاز في الكتاب والسنة معرضة لأن تسقط وتنسف بقيام نظريات أخرى واكتشافات أخرى تبطل ما تمسك به أصحابها، أصبح المخاطبون بهذا الإعجاز معرضون للتشكيك والتشنيع علينا ورد مفهوم الإعجاز عندنا بمجمله! وقد رأيت بعض النصارى يقولون إن المسلمين يحسنون لي أعناق القرءان ليدخلوا فيه أي شيء يريدونه، ووالله ما كذبوا، إذ هذا حال كثير من تلك الأبحاث بكل أسف، والله المستعان.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[29 Dec 2009, 06:24 ص]ـ
وهذا التوسع في إطلاق مصطلح الإعجاز في الحقيقة قد ضر الدعوة - في نظري - ضررا بالغا، إذ لما انضاف إلى دائرة ما نصفه نحن بالإعجاز أمور ظنية كثيرة، ونظريات وافتراضات وكذا، وأصبح عشرات من الأبحاث التي تدعي الإعجاز في الكتاب والسنة معرضة لأن تسقط وتنسف بقيام نظريات أخرى واكتشافات أخرى تبطل ما تمسك به أصحابها، أصبح المخاطبون بهذا الإعجاز معرضون للتشكيك والتشنيع علينا ورد مفهوم الإعجاز عندنا بمجمله! وقد رأيت بعض النصارى يقولون إن المسلمين يحسنون لي أعناق القرءان ليدخلوا فيه أي شيء يريدونه، ووالله ما كذبوا، إذ هذا حال كثير من تلك الأبحاث بكل أسف، والله المستعان.
بارك الله فيك
أنا أقول استشهادك بكلام بعض النصارى في غير محله
وأنت تقول: ووالله ما كذبوا. وأنا أقول: والله ما صدقوا.
وأنا أوافقك ليس كل من تكلم في باب الاعجاز أصاب الحقيقة ولكنها اجتهادات كبقية اجتهادات المفسرين فلو جاز أن نرد كلام كل من تكلم في الإعجاز لأن البعض أخطأ فيه فإنه يجوز أن نرد كل التفسير لأن البعض أخطأ فيه.
وأرى أن الأجدى لمن ينتقد القول في الإعجاز أن يكف عن التنظير ويتناول الأبحاث التي يرى أن الصواب جانبها وليبين ذلك الناس وبهذا يقطع الطريق على من يحاول أن يطنع في الإسلام من هذا الجانب ويرد عليه مثل ما يرد على الطاعنين في القرآن من خلال التفسيرات المجانبة للصواب بالتفسير الحق.
والتشريع وجه من وجوه إعجاز القرآن ولا يرد عليه ما ذكرت من اختلاف الاجتهادات فالمتفق عليه كافٍ في ظهور الجانب الإعجازي.
وجوانب الإعجاز في القرآن من دلائل النبوة بل هو أعظمها فالتفريق بين دلائل النبوة والإعجاز غير دقيق من وجهة نظري.
ووجه الإعجاز في تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ليس في العدد وإنما هو في الأهداف التي تحققت من وراء هذا التعديد، ولو أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد تحقيق تلك الأهداف من خلال التعديد بمعزل عن توجيهات الوحي لما تحقق له ذلك لأن ذلك فوق الطاقة البشرية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[29 Dec 2009, 09:08 ص]ـ
وأنا أوافقك ليس كل من تكلم في باب الاعجاز أصاب الحقيقة ولكنها اجتهادات كبقية اجتهادات المفسرين فلو جاز أن نرد كلام كل من تكلم في الإعجاز لأن البعض أخطأ فيه فإنه يجوز أن نرد كل التفسير لأن البعض أخطأ فيه.
أحسن الله إليك، قياسك اجتهادات الباحثين في الإعجاز على اجتهادات المفسرين قياس مع الفارق، فالمفسرون لم يخرجوا بأبحاث يربطون فيها بين نظريات العلوم الدنيوية وكلام رب العالمين على وجه التحدي! ونعم صحيح من المفسرين من يخطئ في اجتهاده، ولكنه لم يخرج يتحدى الكفار باجتهاده ذاك!
المشكلة يا أخي الكريم في تحدي الكفار بما لم يرد النص على التحدي به من القرءان أو السنة .. فهذا فضلا عن كونه تأليا على الشارع - إذ هو سبحانه لم يُنزل في الوحي هذا الكلام الذي تأولوه على هذا التأويل ليتحدى به أحدا (وفرق بين التحدي الذي هو معنى الإعجاز، وبين إضافة دليل جديد على صدق النبوة) - فإنه كذلك من المجازفة، ومن تعريض القرءان والسنة للعبث والتكذيب!
الاعتراض على استعمال لفظة إعجاز Miracle في أبحاث القوم اعتراض وجيه من هذه الجهة .. إذ صاحب النظرية مجتهد فيها قد يصيب وقد يخطئ، والذي يتأول النص القرءاني ليوافق تلك النظرية مجتهد في ذلك أيضا، فهو ظن فوق ظن ..
ولو أنه خرج ليقول: لو صحت هذه النظرية وصح قبول هذا النص لهذا التفسير تفريعا على وجه من الوجوه الصحيحة التي لا تخرج على فهم السالفين له، فهذا من الأدلة على صدق الوحي إذ تكلم النص في مادة تلك النظرية ولم يخالفها، ومعلوم أن النبي تكلم بهذا الكلام قبل أربعة عشر قرنا، فلو كان من رأسه وليس من عند الخالق جل وعلا لتعرض للوقوع في الخطأ! فهذا مما يضاف إلى أدلة صدق النبوة من هذا الوجه.
فبمثل هذا الكلام يبين المتكلم أن هذا تفسيره الظني للنص، وهو يحتمل الصواب والخطأ، وأن النظرية تلك قد يثبت بطلانها في أي وقت، فيسقط حينئذ اجتهاده ذاك في إدخالها في التفسير ويسقط الاستدلال بها على صدق النبوة - وسقوط دليل مما استدل به بعض الناس اجتهادا على دعوى من الدعاوى التي لها مئات بل آلاف من الأدلة، لا يثبت به بطلان تلك الدعوى عند أحد من العقلاء. فنسلم بذلك من الاتهام بلي أعناق النصوص ويتضح للجميع مورد احتمال الخطأ في الكلام بما لا يضر الدعوة ولا يضر كتاب الله.
أما عندما يخرج يقول: "سأثبت لكم إعجاز القرءان، فتأملوا في هذا النص كيف أن صاحبه كان يعلم بهذا المعنى الذي تكلم به فلان في نظريته ولم يكن يعلمه أحد قبل أربعة عشر قرنا! فأتحداكم أن تأتوا بنص مثله من كتب الأولين فيه مثل تلك الموافقة! "
هذا يجازف مجازفة كبيرة، ويتحدى في غير محل التحدي! إذ هو يجزم - ولابد - أولا بأن النبي عليه السلام قد علمه ربه بهذا النص هذا المعنى وأن هذا هو مراده منه لا غير .. ويجزم ثانيا بأن أحدا من العلماء بالفلك وغيره في ذلك الزمان لم يكن قد توصل لمثل هذا الاكتشاف (وهذا في كثير من الأحيان يكون عرضة للأخذ والرد، إذ قد تثبت الاكتشافات الأركيولوجية خلافه).
والكلام فيه مجازفة أخرى إذ لازم التحدي أنك تقول: إيتوني بكتاب سماوي آخر مما ينسب إلى رب العالمين أو إلى كاتب من كتب البشر، جاء فيه كلام لم يعرف بالحس والمشاهدة إلا حديثا بالمكتشفات العلمية!
فعلى هذا المعنى، يدعي الباحث أنه لا يوجد في الأرض كتاب مما يقدسه أصحاب الملل الأخرى وافق بعض المكتشفات الحديثة، وهذا غير صحيح! بل عند النصارى مباحث مشابهة يردون بها على الملاحدة، يستخرجون بها نصوص موافقة لأمور لم تعرف إلا حديثا، ويمكنك مطالعة هذا الرابط لترى بعض ما عندهم من هذا:
http://www.livingwaters.com/witnessingtool/scienceconfirmsthebible.shtml
ونحن نقول: ليس هذا دليلا على صدق رسالتكم ولا كتابكم، لأن الكتاب ثابت فيه بما لا يقبل النفي وقوع التعارض والتناقض وأصول ملتكم فاسدة عقلا بما يغني عن بيانه!
فحتى لو صح أن شيئا من تلك النصوص التي عندكم قد وافق العلم الحديث بعضها، فإنه قد يكون سبب ذلك كون النص من بقايا الحق الذي كان عندكم وضيعتموه، وقد تكون تلك الموافقة من محض المصادفة ولا تدل على شيء!!
فإن كان هذا ما نرد به على دعوى النصارى صدق كتابهم بمثل هذه الأمور، فبمثله يرد على الباحثين عندنا إذ يريدون الإعجاز بها على المعنى الذي تقدم!
ولعل التحدي بأمثال هذه الموافقات يحتاج إلى نظرة أشمل من نظرة إخواننا الباحثين ..
فأقول إنه يمكن إعجاز الكفار بتلك الموافقات - على المعنى الصحيح للإعجاز - بأن يطالَبوا بالإتيان بآية واحدة خالف فيها المكتشف العلمي الحديث نصا واحدا من نصوص القرءان! يعني يتحدوا بإثبات وجود المخالفة، لا بمجرد وقوع آحاد الموافقات!!
فهذا يكون حينئذ تفريعا على تحدي الله تعالى لهم بأن يأتوا بمثله، إذ ليس في الأرض كتاب واحد فيما عدا القرءان كُتب قبل ألف وأربعمئة سنة، وورد فيه كل هذا الكلام عن خلق المساوات والأرض وعن غير ذلك من آيات الكون، وليس فيه خطأ واحد ولا مخالفة واحدة لما توصل العلم الحديث لإثباته من الحقائق،
أما سائر الكتب الأخرى المنسوبة إلى الرب الخالق جل وعلا عند أهل الملل القديمة فحدث بما فيها من المخالفة ولا حرج!
هذا وجه صحيح للتحدي والإعجاز أقول به وأدعو إخواننا الباحثين في الإعجاز العلمي لاعتباره ..(/)
المناسبة في سورة النور
ـ[بنت شادية]ــــــــ[28 Dec 2009, 11:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أعضاء ملتقى أهل التفسير ...
هذه أول مشاركة لي في هذا الصرح العلمي البديع , ولقد أعجبت بالطرح الراقي والنقاش المهذب في مواضيعه , وأحببت أن أستفيد منكم في بعض الإستفسارات التي تطرأ علي بين الحين والآخر , ومنها ذكر المناسبة في حادثة الإفك التي في سورة النور وبين الآيات التي قبلها والآيات التي بعدها , لأنني بحثت عنها ولم أجد كلام شافي في هذا الموضوع ولم أستطع إستنباط هذه المناسبات بما أنني حديثة عهد في مجال تفسير القرآن الكريم وعلم المناسبات.
أتمنى منكم مساعدتي في هذا الموضوع , بالشرح الوافي لهذه المناسبات الهامة خصوصاً في حادثة الإفك.
جزيتم خيراً ....
ـ[فاروق الكردي]ــــــــ[28 Dec 2009, 11:43 ص]ـ
أرى المناسبة واضحة، فالله جل وعلا ذكر حد من يقذف محصنا قبل القصة بقوله: (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ... )، ثم يذكر حكم اللعان بين الزوجين- وهو نوع من القذف- بقوله: (والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء .... )، ثم يذكر القصة التي فيها تبرئة أم المؤمنين عائشة، وأرى أن هذه الأحكام نزلت تبعا لهذا الحادث، كي لا يجرؤ أحد على قذف من لايحبه.(/)
استفسار للدكتور مساعد الطيار
ـ[بنت شادية]ــــــــ[28 Dec 2009, 12:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمته الله وبركاته ..
د. مساعد الطيار
لدي استفسار في كتاب " المحرر في علوم القرآن " الذي من إعداد سعادتكم , الطبعة الأولى 1428هـ - 2006م , دار ابن الجوزي.
حول ما استدل به من ذهب إلى أن الترتيب بالإجتهاد في موضوع ترتيب السور في الفصل الرابع ص 206 , وهو ما رواه يزيد الفارسي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " قلت لعثمان رضي الله عنه ما حملكم أن عمدتم إلى براءة وهي من المئين وإلى الأنفال وهي من المثاني , فقرنتم بينها , ولم تجعلوا بينها سطراً فيه بسم الله الرحمن الرحيم , ووضعتموها في السبع الطوال ما حملكم على ذلك؟ فقال عثمان رضي الله عنه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مما ينزل عليه من السور التي يذكرها فيها كذا وكذا , فإذا أنزلت عليه الآيات يقول: ضعوا هذه الآيات في موضع كذا وكذا , فإذا نزلت عليه السورة يقول ضعوا هذه في موضع كذا وكذا , وكانت الأنفال أول ما أنزل عليه بالمدينة , وكانت براءة من آخر القرآن نزولاً , وكانت قصتها تشبه قصتها فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين أمرها , فظننت أنها منها , من أجل ذلك قرنت بينهما , ولم أجعل بينهما سطراً فيه بسم الله الرحمن الرحيم , ووضعتها في السبع الطوال " أخرجه أحمد (57:1) وأبو داود برقم (786) والترمذي برقم (3086).
واستفساري: لماذا جيء بهذا الحديث هنا , مع أن هذا الحديث الذي رواه ابن عباس رضي الله عنه الأصح أن نعتبره من الأدلة على أن ترتيب السور والآيات بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم وليس بالإجتهاد كما هو موجود , وهذا الرأي أنقله عن أستاذتي في دراسة مادة علوم القرآن , والشاهد في الحديث: "فإذا أنزلت عليه الآيات يقول: ضعوا هذه الآيات في موضع كذا وكذا ...... ".
جزيت خيراً ..
ـ[عصام العويد]ــــــــ[29 Dec 2009, 03:02 ص]ـ
عذرا لكن أحببت الإفادة فقط:
هذه هو موطن الاستدلال: " فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين أمرها , فظننت أنها منها , من أجل ذلك قرنت بينهما "
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[29 Dec 2009, 06:38 ص]ـ
اعتراض الأخت في محله فالأثر دليل على أن ترتيب السور كان المرجع فيه هو النبي صلى الله عليه وسلم:
"فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين أمرها"
دليل على أن البقية قد تبين موضعها بأمر النبي صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[30 Dec 2009, 05:20 م]ـ
ملحوظة جيدة، لكن لو نظرت إلى ترابط الكلام منذ البداية لبان لك الموضوع:
أولاً: ذكرت أن بعضهم يجعل المذاهب ثلاثة، والثالث منها: من يرى أن بعضه توقيفي وبعضه اجتهادي.
وهذا يؤول إلى القول الثاني، وهو أن الترتيب كان باجتهاد الصحابة.
ولأجل هذا دمجت احتجاجهم، والحديث احتج به من يرى أن بعضه اجتهادي وبعضه توقيفي.
ثانيًا: قد علقت عليه بعد ذلك:
((ويلاحظ أن أصحاب هذا القول لا يخالفون في أنَّ بعض الترتيب الموجود كان بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم بدلالة الأحاديث الدالة على ذلك، لكنهم يرون أنَّ شيئًا منه كان بالاجتهاد، على خلاف في هذا المقدار، فبعضهم يرى أنه مرتب كله إلا الأنفال والتوبة، وبعضهم يستثني المئين، وهذا ما جعل الزركشي (ت: 794) يذهب إلى إن الخلاف بين الفريقين لفظيٌّ، فقال: ((والخلاف يرجع إلى اللفظ؛ لأن القائل بالثاني يقول: إنه رمز إليهم بذلك لعلمهم بأسباب نزوله ومواقع كلماته، ولهذا قال مالك: إنما ألَّفوا القرآن على ما كانوا يسمعونه من النبي صلى الله عليه وسلم؛ مع قوله بأن ترتيب السور باجتهاد منهم، فآل الخلاف إلى أنه هل هو بتوقيف قولي أو بمجرد استناد فعلي، وبحيث بقي لهم فيه مجال للنظر؟)) (1).
وإذا كانوا لا يخالفون في أن شيئًا منه كان مرتبًا حسب ترتيب النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه يمكن أن يُستدل باتفاقهم على وجود الترتيب في بعض السور بأنه أصل دالٌّ على ترتيب البقية، وأنه من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما ما استدلوا به فأقواها دليل حديث ابن عباس في سؤاله عثمان رضي الله عنه، وهذا الأثر؛ لو صحَّ، فإنه لا يعدو أن يكون الكلام فيهما فقط، كما ذكره السيوطي (ت: 911) عن بعض العلماء في هذه المسألة، قال: ((وقال البيهقي في المدخل: كان القرآن على عهد النبي مرتبًا سوره وآياته على هذا الترتيب إلا الأنفال وبراءة لحديث عثمان السابق ومال ابن عطية إلى أن كثيرًا من السور كان قد عُلِمَ ترتيبها في حياته كالسبع الطوال والحواميم والمفصل، وإن ما سوى ذلك يمكن أن يكون قد فوض الأمر فيه إلى الأمة بعده.
وقال أبو جعفر بن الزبير الآثار تشهد بأكثر مما نص عليه ابن عطية، ويبقى منها قليل يمكن أن يجري فيه الخلاف ... )) (2).
ولعله يتضح بهذا أنه يمكن الاستدلال بهذا الحديث في القرآن كله إلا سورة الأنفال وبراءة، كما هو نصه، والله أعلم.
.............
(1) البرهان في علوم القرآن، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم 2: 257.
(2) الإتقان للسيوطي، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم 1: 177.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أيمن صابر]ــــــــ[31 Dec 2009, 11:50 م]ـ
جزاك الله خيراً على هذا السؤال الجيد.
ـ[بنت شادية]ــــــــ[07 Jan 2010, 10:58 ص]ـ
أستاذ. مساعد الطيار حفظك الله
شكراً جزيلاً على الرد بخصوص استفساري.
جزاك الله خيراً ...(/)
ثالث ثلاثة: عرض كتاب (تفسير الفقهاء وتكذيب السفهاء) لعبد الصمد الغزنوي
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[28 Dec 2009, 01:45 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين , أمَّا بعد:
فهذا حديث موجز عن كتاب (تفسير الفقهاء وتكذيب السفهاء) للإمام الحنفي عبد الصمد الغزنوي , وبه يتم الكلام عن التفاسير الثلاثة المتداخلة حقيقةً وادعاءً , وهي:
1 - تفسير أبي بكر الحداد اليمني (ت:800) , واسمه: (كشف التنزيل في تحقيق المباحث والتأويل). وقد سبق التعريف به (هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2979) ) .
2- تفسير الطبراني (ت:360) , والمطبوع باسم: (التفسير الكبير). وقد سبق التعريف به وبيان أنه إحدى نسخ تفسير الحداد السابق (هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=11566) و هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=16530) ) .
3- تفسير الغزنوي (ت: في حدود 500) , واسمه (تفسير الفقهاء وتكذيب السفهاء). وهذا هو التعريف به , وعامة ما سأكتبه عنه استفدته من أخي الكريم الشيخ أبو إسحاق نبيل السندي وفقه الله , وقد أهداني نسخةً كاملة من هذا التفسير , سأنزلها لكم حالما يأذن بإذن الله.
---
اسم التفسير: (تفسير الفقهاء وتكذيب السفهاء).
مؤلفه: أبو الفتح عبد الصمد بن محمود بن يونس الغزنوي الحنفي.
وفاته: انتهى من تفسيره سنة (487) وقد نص على هذا آخر تفسيره حيث قال: (وقد انتهى الفراغ من هذا الكتاب بعون الله ومَنِّه في شهر الله الأصم رجب عظَّم الله حرمته , من شهور سنة سبع وثمانين وأربع مايه , والحمد لله وحده حقَّ حمده).
ومن ثَمَّ تترجح وفاة مؤلفه في حدود الخمسمائة للهجرة , والله أعلم. فيكون في طبقة الثعلبي والماوردي والواحدي وأبي المظفر السمعاني والبغوي وربما الزمخشري وابن عطية ونحوهم.
وكنت قد تابعت الأستاذ إبراهيم باجس عبد الكريم في بحثه الذي نشره في مجلة المخطوطات والنوادر في المجلد الثاني من العدد الأول بتاريخ محرم - جمادى الآخرة عام 1418 هـ , حيث حدد وفاة عبد الصمد الغزنوي بـ (723هـ) , وهو خطأ كما تبين الآن , والحمد لله على هذه الفائدة , وأحب من كل من اطلع عليها هنا أن يصحح ما لديه على ضوءها.
عدد نسخ المخطوط: له نسخة كاملة في تركيا هي التي وقع عليها التحقيق في جامعة أم القرى , والنسخة كاملة واضحة حسنة الخط , وسأرفق نموذجاً منها.
كما وقف أحد محققي التفسير على نسخة أخرى في اليمن لكنها ناقصة , وثمَّة أخرى في إيران لم يُطَّلع عليها بحسب ما أفادني أخي نبيل.
وأخيراً نُسبت له نسخة في باريس , تبين بعد ذلك أنها المنسوبة للطبراني والتي هي في حقيقتها للحداد اليمني.
عدد لوحاته في النسخة الكاملة: (646) لوحاً تقريباً.
عدد الرسائل المسجلة في تحقيقه في جامعة أم القرى: يتوزع هذا المخطوط على (18) رسالة وقد بدء فيه مجموعة من الطلبة والطالبات لمرحلة الماجستير.
ما نوقش منها: نوقش منها قبل الأمس: السبت الموافق 9/ 1 / 1430 رسالة الأخ محمود الشنقيطي في أواسط الكتاب , ولعله يتكرم بعرضها لنا.
وبعد: فهذه المعلومات الأولية لهذا التفسير , وكلنا في شوق لما وعد أبو إسحاق من إتمام الحديث عن منهج مؤلفه , وأهم مصادره , ووجه التداخل بينه وبين التفاسير السابقة.
وجزاه الله خيراً على ما قدم وأفاد , وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
صباح الاثنين 11/ 1 / 143 هـ.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Dec 2009, 01:51 م]ـ
فائدة طيبةٌ، لا عدمنا فوائدك يا أبا قيس. بارك الله فيك وفي صاحبك أبي إسحاق السِّندي.
ـ[ .. سرى .. ]ــــــــ[29 Dec 2009, 02:14 ص]ـ
نسأل الله أن يكون في إخراج هذا الكتاب خدمة للتراث وللمكتبة الإسلامية.
ـ[يحيى بن عبدربه الزهراني]ــــــــ[29 Dec 2009, 09:46 ص]ـ
بارك الله فيك أخي أبا قيس , وحبذا لو جمع ما كتبت - في هذا الموضوع - في مكان واحد (على رابط واحد) , رزقنا الله وإياك وعامة المسلمين علما نافعا وعمللا صالحاً.
ـ[أبو إسحاق، نبيل السندي]ــــــــ[30 Dec 2009, 08:08 ص]ـ
بارك الله فيك شيخي أبا بيان على فتح هذا الموضوع الذي طالما التبس أمره على كثير من الإخوة ...
وسأحاول إن شاء الله خلال الأيام القادمة أن ألقي الضوء على تفسير الغزنوي، ومنهجه، وعلاقته بتفسير الحداد ... وذلك حسب ما ظهر لي من خلال عملي منذ العام الماضي - ولمّا أنته - في تحقيق جزء منه، وذلك ضمن مشروع تحقيقه بجامعة أم القرى ...
ولا يفوتني هنا أن أشكر الأخت الفاضلة أم صالح الزايدي التي أتت بالمخطوط مصوّرا وقدّمت به إلى الجامعة للتحقيق (من البداية إلى الآية 103 من سورة البقرة) ... فلها الفضل بعد الله سبحانه في أن تعرّفتُ على هذا التفسير واشتغلت به ...
أسأل الله تعالى أن ييسر لي، ويبارك لي في وقتي حتى أفي بما وعدت ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أنورإبراهيم]ــــــــ[30 Dec 2009, 07:15 م]ـ
بارك الله فيك أبا بيان
وننتظر منك المزيد لإفادة الباحثين الجادين من طلبة العلم.
ليتنا نهتم بالبحث عن دررنا المفقودة وتحقيقها وإخراجها فى ثوب قشيب
ـ[أبو إسحاق، نبيل السندي]ــــــــ[04 Jan 2010, 11:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
آن الأوان أن أشرع فيما كلّفني به شيخي أبو بيان ... وسيكون كلامي عن التفسيرفي نُبَذ وإشارات متناثرة غير مرتّبة ... وإن شاء الله إذا أنجزت قسم الدراسة بعد أن أنتهي من تحقيق النص سأتحفكم بنسخة منها ...
أولا: نسخ الكتاب:
راجعنا الفهرس الشامل الصادر عن مؤسسة آل البيت فوجدنا أن ثمّ نسختين أخريين - غير نسختنا - في تركيا، وقد أُحضرتْ بعض النماذج من إحداهما ولم أرها بعد ...
ثانيا: منهج المؤلف:
* سأبدأ من تسمية المصنف لكتابه حيث سمّاه: "تفسير الفقهاء ... "، والاسم صادق على مسمّاه فإنه يبسط القول في آيات الأحكام أكثر من غيرها ...
* الذي لاحظت عليه من خلال سورة آل عمران - وليس فيها من آيات الأحكام إلا القليل - أنه ينقل جل الفوائد والاستباطات الفقهية من (أحكام القرآن) للجصاص، ولكن من غير عزو. مثال ذلك قوله عند تفسير قوله تعالى: (إذ قالت امرأة عمران ... )، قال:
" وفي الآية دليلُ جواز تعليق النذر بالخطر والأوقات المستقبلة، وصحّةِ النذر مع الجهالة، لأن امرأة عمران كانت لا تدري ما في بطنها: ذكرًا أو أنثى؛ ودليلٌ أنّ للأم ضربا من الولاية في تسمية الولد وتأديبه وتعليمه ".
قلت: هو بنحوه عند الجصاص في أحكام القرآن 18/ 2.
* لعل الشيخ نايف يتكرم برفع نماذج من تفسيره لأمهات آيات الأحكام كقوله تعالى (وأتموا الحج والعمرة لله) الآية، ليتبين للإخوة منهجه في تفسير آيات الأحكام ومصادره فيه ...
يتبع ...
ـ[أبو إسحاق، نبيل السندي]ــــــــ[08 Jan 2010, 07:03 ص]ـ
اليوم أتحدث عن الجزء الثاني من اسم الكتاب: " ... وتكذيب السفهاء"
لم يُفصح المصنف عن مقصوده بهذه التسمية في المقدمة ...
وقد وجدتُ ما يصدق عليه بأنه رد على السفهاء وتكذيب لهم ... لكنه في مواضع قليلة جدا ...
فمن ذلك قوله في تفسير قوله تعالى: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون)، قال:
"وجميع هذا الذي ذكرناه في هذه الآية دليلٌ أنَّ الشهداءَ أحياءٌ في الحال، لا أن معناه: أنهم سيَحْيَون ويُبعَثُون في الآخرة ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم في الفَضْلِ من المؤمنين، لأن في هذا التأويلِ الأخيرِ إبطالُ تخصيصِ الشهداءِ وحملُ ظاهرِ اللفظِ على المجاز دون الحقيقة ".
قلت: صاحب هذا التأويل الفاسد هو أبو القاسم البلخي المعتزلي (ت 329 هـ)، كما ذكر الرازي في تفسيره مفاتيح الغيب.
يتبع ...
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[22 Jun 2010, 08:25 م]ـ
في الدراسة المرفقة تمام الحديث عن الغزنوي المفسر , ومنهجه في تفسيره , وقيمة الكتاب العلمية , وأثره فيمن بعده , والمؤاخذات عليه , ونسخه المخطوطة , وغير ذلك من الفوائد القيّمة التي توصل إليها أخونا الباحث أبو إسحاق وفقه الله.
http://www.mediafire.com/?yti3em2mwd2
http://www.mediafire.com/?xm2wtulnzz0
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[06 Jul 2010, 06:29 م]ـ
في الدراسة المرفقة تمام الحديث عن الغزنوي المفسر , ومنهجه في تفسيره , وقيمة الكتاب العلمية , وأثره فيمن بعده , والمؤاخذات عليه , ونسخه المخطوطة , وغير ذلك من الفوائد القيّمة التي توصل إليها أخونا الباحث أبو إسحاق وفقه الله.
http://www.mediafire.com/?yti3em2mwd2
http://www.mediafire.com/?xm2wtulnzz0
اختصارا للرابطين أعلاه
هنا الرابطين مباشرة
الرابط الأول ( http://download359.mediafire.com/jh3fxcxfs1vg/yti3em2mwd2/%CF%D1%C7%D3%C9+%CA%DD%D3%ED%D1+%C7%E1%DB%D2%E4%E6 %ED+%E6%E3%C4%E1%DD%E5.rar)
الرابط الثاني ( http://download102.mediafire.com/2adhxxxdmxgg/xm2wtulnzz0/%CF%D1%C7%D3%C9+%CA%DD%D3%ED%D1+%C7%E1%DB%D2%E4%E6 %ED+%E6%E3%C4%E1%DD%E5.pdf)(/)
سؤال عن اصول التفسير
ـ[حورية الجنة]ــــــــ[28 Dec 2009, 02:17 م]ـ
السلام عليكم
هل صحيح ان اول من اشار الى علم اصول التفسير هو الامام الشافعي في الرسالة، ام ان هناك من سبقه الى هذا، واين اشاراته بالتحديد الى علم اصول التفسير بحثت في الكتاب فلم اجد، وشكرا لكل من يقدم المساعدة.
ـ[محمد منقذ]ــــــــ[28 Dec 2009, 11:48 م]ـ
وعليكم السلام
قال صاحب مراقي السعود في أصول الفقه
أول من ألفه في الكتبِ ... محمد بن شافع المطلبِ
والمقصود بالضمير في (ألفه) علم أصول الفقه، ولا شك أن هناك مسائل كثيرة مشتركة بين أصول الفقه وأصول التفسير، بل نستطيع أن نقول: إن علم أصول الفقه بِرُمَّتِه داخل ضمن أصول التفسير. مع مراعاة خلاف علمائنا ومشايخنا في تحديد معنى مصطلح (أصول التفسير).
من هذه الناحية تكون هذه المقولة صواباً -والله أعلم-، مع العلم بأنه لم يمر علي من قبل أن الشافعي هو أول من أشار إلى علم أصول التفسير.(/)
من قسّم القرآن إلى ثلاثين جزءا، ولماذا؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[29 Dec 2009, 12:11 م]ـ
سؤال ...
الأخوة الأفاضل:
من قسّم القرآن إلى ثلاثين جزءا؟ ما الأسس التي استُند إليها في هذا التقسيم؟ ومتى ظهر هذا التقسيم؟ هل كان معروفا زمن الصحابة؟
لماذا ثلاثون , وليس واحدا وثلاثين أو ثلاثا وثلاثين مثلا؟
وأخيرا لو أخذنا الصفحة الثانية مثلا في المصحف الحالي المتداول، فهل هي مماثلة لصفحة قديمة من مخطوطات المصحف؟
بعد الإجابة على هذه الأسئلة، لنا حديث زاخر بالمفاجآت ..
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[29 Dec 2009, 12:59 م]ـ
تقسيم المصحف إلى أجزاء وأحزاب
السؤال: على أي أساس تم تقسيم المصحف لأجزاء وأحزاب؟ ولماذا يكون ربع الحزب صغيرا، وآخر كبيرا؟
الجواب:
الحمد لله
أولا:
تقسيم المصاحف إلى أجزاء وأحزاب وأرباع تقسيم اصطلاحي اجتهادي، ولذلك يختلف الناس في تقسيماتهم، كل بحسب ما يناسبه ويختاره، وبحسب ما يراه الأنفع والأقرب، إلا أن التحزيب المشهور عن الصحابة رضوان الله عليهم هو ما يرويه أوس بن حذيفة قال: (سَأَلْتُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ يُحَزِّبُونَ الْقُرْآنَ؟ قَالُوا: ثَلَاثٌ، وَخَمْسٌ، وَسَبْعٌ، وَتِسْعٌ، وَإِحْدَى عَشْرَةَ، وَثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَحِزْبُ الْمُفَصَّلِ وَحْدَهُ) رواه أبو داود (1393).
والمعنى: ثلاث سور: وهي بعد الفاتحة: البقرة، وآل عمران، والنساء.
ثم خمس سور، وهي: المائدة، والأنعام، والأعراف، والأنفال، والتوبة.
ثم سبع سور، وهي: يونس، وهود، ويوسف، والرعد، وإبراهيم، والحجر، والنحل.
ثم تسع سور، وهي: سورة الإسراء، والكهف، ومريم، وطه، والأنبياء، والحج، والمؤمنون، والنور، والفرقان.
ثم إحدى عشرة سورة، وهي: الشعراء، والنمل، والقصص، والعنكبوت، والروم، ولقمان، والسجدة، والأحزاب، وسبأ، وفاطر، ويس.
ثم ثلاث عشرة سورة، وهي: الصافات، وص، والزمر، وحَواميِم السَّبع، ومحمد، والفتح، والحجرات.
ثم الباقي، وهو: من سورة ق إلى الناس.
قال الزرقاني في "مناهل العرفان في علوم القرآن" (1/ 283)، تحت عنوان " تجزئة القرآن ":
" كانت المصاحف العثمانية مجردة من التجزئة التي نذكرها، كما كانت مجردة من النقط والشكل. ولما امتد الزمان بالناس جعلوا يتفننون في المصاحف وتجزئتها عدة تجزئات مختلفة الاعتبارات:
فمنهم من قسَّم القرآن ثلاثين قسما، وأطلقوا على كل قسم منها اسم الجزء، بحيث لا يخطر بالبال عند الإطلاق غيره، حتى إذا قال قائل: قرأت جزءا من القرآن، تبادر إلى الذهن أنه قرأ جزءا من الثلاثين جزءا التي قسموا المصحف إليها.
ومن الناس من قسموا الجزء إلى حزبين، ومن قسموا الحزب إلى أربعة أجزاء، سموا كل واحد منها ربعا.
ومن الناس من وضعوا كلمة " خمس " عند نهاية كل خمس آيات من السورة، وكلمة " عشر " عند نهاية كل عشر آيات منها، فإذا انقضت خمس أخرى بعد العشر أعادوا كلمة خمس، فإذا صارت هذه الخمس عشرا أعادوا كلمة عشر، وهكذا دواليك إلى آخر السورة.
وبعضهم يكتب في موضع الأخماس رأس الخاء بدلا من كلمة خمس، ويكتب في موضع الأعشار رأس العين بدلا من كلمة عشر.
وبعض الناس يرمز إلى رؤوس الآي برقم عددها من السورة، أو من غير رقم.
وبعضهم يكتب فواتح للسور كعنوان ينوه فيه باسم السورة وما فيها من الآيات المكية والمدنية، إلى غير ذلك.
وللعلماء في ذلك كلام طويل بين الجواز بكراهة، والجواز بلا كراهة، ولكن الخطب سهل على كل حال ما دام الغرض هو التيسير والتسهيل، وما دام الأمر بعيدا عن اللبس والتزيد والدخيل، وعلى الله قصد السبيل " انتهى.
ثانيا:
أما التحزيب الموجود اليوم في المصاحف فليس هناك جزم بأول من وضعه واختاره، ولكن الذي ينقله بعض أهل العلم أن واضعه هو الحجاج بن يوسف الثقفي المتوفى سنة (110هـ)، وأن مناط التقسيم فيه كان على عدد الحروف.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – كما في "مجموع الفتاوى" (13/ 409) -:
(يُتْبَعُ)
(/)
" قد علم أن أول ما جُزِّئَ القرآن بالحروف تجزئةَ ثمانية وعشرين، وثلاثين، وستين، هذه التي تكون رؤوس الأجزاء والأحزاب في أثناء السورة، وأثناء القصة ونحو ذلك، كان في زمن الحجاج وما بعده، وروي أن الحجاج أمر بذلك، ومن العراق فشا ذلك، ولم يكن أهل المدينة يعرفون ذلك.
وإذا كانت التجزئة بالحروف محدثة من عهد الحجاج بالعراق، فمعلوم أن الصحابة قبل ذلك على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبعده كان لهم تحزيب آخر؛ فإنهم كانوا يقدرون تارة بالآيات فيقولون: خمسون آية، ستون آية، وتارة بالسور، لكن تسبيعه بالآيات (يعني تقسيم القرآن إلى سبعة أقسام بالآيات) لم يروه أحد، ولا ذكره أحد، فتعين التحزيب بالسور " انتهى.
وقال ابن تيمية رحمه الله أيضاً - كما في "مجموع الفتاوى" (13/ 410 - 416):
" وهذا الذي كان عليه الصحابة هو الأحسن؛ لوجوه:
أحدها: أن هذه التحزيبات المحدثة تتضمن دائمًا الوقوف على بعض الكلام المتصل بما بعده، حتى يتضمن الوقف على المعطوف دون المعطوف عليه، فيحصل القارئ في اليوم الثاني مبتدئًا بمعطوف، كقوله تعالى: (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ) النساء/24، وقوله: (وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ) الأحزاب/31، وأمثال ذلك.
الثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت عادته الغالبة وعادة أصحابه أن يقرأ في الصلاة بسورة كـ " ق " ونحوها، وأما القراءة بأواخر السور وأوساطها، فلم يكن غالبًا عليهم؛ ولهذا يتورع في كراهة ذلك، وفيه النزاع المشهور في مذهب أحمد وغيره، ومن أعدل الأقوال قول من قال: يكره اعتياد ذلك دون فعله أحيانًا؛ لئلا يخرج عما مضت به السنة، وعادة السلف من الصحابة والتابعين.
وإذا كان كذلك فمعلوم أن هذا التحزيب والتجزئة فيه مخالفة السنة أعظم مما في قراءة آخر السورة ووسطها في الصلاة.
وبكل حال فلا ريب أن التجزئة والتحزيب الموافق لما كان هو الغالب على تلاوتهم أحسن.
والمقصود أن التحزيب بالسورة التامة أولى من التحزيب بالتجزئة.
الثالث: أن التجزئة المحدثة لا سبيل فيها إلى التسوية بين حروف الأجزاء؛ وذلك لأن الحروف في النطق تخالف الحروف في الخط في الزيادة والنقصان، يزيد كل منهما على الآخر من وجه دون وجه، وتختلف الحروف من وجه.
وإذا كان تحزيبه بالحروف إنما هو تقريب لا تحديد، كان ذلك من جنس تجزئته بالسور هو أيضًا تقريب؛ فإن بعض الأسباع قد يكون أكثر من بعض في الحروف، وفي ذلك من المصلحة العظيمة بقراءة الكلام المتصل بعضه ببعض، والافتتاح بما فتح اللّه به السورة، والاختتام بما ختم به، وتكميل المقصود من كل سورة ما ليس في ذلك التحزيب " انتهى باختصار.
وسئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء:
هل يجوز تحزيب القرآن - يعني عند تلاوته -؛ لما في ذلك من تغيير لأقواله تعالى، ومنه الزيادة والنقصان، وهذا ما شهدناه في بعض مناطق المغرب العربي، هل يجوز ذلك؟
فأجابوا:
"لا نعلم شيئا يدل على التحزيب المثبت على هوامش المصاحف التي بيد الناس اليوم، والوارد عن الصحابة رضي الله عنهم في ذلك ما رواه أوس بن حذيفة قال: (سألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف يحزبون القرآن؟ فقالوا: ثلاث، وخمس، وسبع، وتسع، وإحدى عشرة، وثلات عشرة، وحزب المفصل وحده) " انتهى.
"فتاوى اللجنة الدائمة" (4/ 30).
والحاصل أن تحزيب المصاحف المثبت اليوم يعتمد عدد الأحرف، وهو خلاف التحزيب الأفضل الذي سلكه الصحابة رضوان الله عليهم تبعا للسور، والأمر في هذا سهل.
والله أعلم.
منقول عن موقع الإسلام: سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/ar/ref/109885
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[29 Dec 2009, 02:00 م]ـ
بارك الله بك، وجزاك كل خير.
إذن هذه التقسيمات لم تكن معروفة زمن الصحابة وتعود إلى زمن الحجاج.
وقد يكون واضعها شخص او مجموعة (لجنة) بطلب من الحجاج.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[29 Dec 2009, 02:10 م]ـ
بارك الله بك، وجزاك كل خير.
إذن هذه التقسيمات لم تكن معروفة زمن الصحابة وتعود إلى زمن الحجاج.
وقد يكون واضعها شخص او مجموعة (لجنة) بطلب من الحجاج.
وفيك بارك وجزاك الله خيرا
وننتظر رأيك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[29 Dec 2009, 03:18 م]ـ
كيف تعرف رقم الصفحة التي يبدأ بها أي جزء في المصحف؟
لو سألك سائل ما رقم الصفحة التي يبدأ بها الجزء الخامس في المصحف، فأجبته على الفور ودون إبطاء: رقم الصفحة هو 82. سيصاب بالدهشة. وكلما كرر السؤال عن جزء آخر وأجبته بسرعة سيندهش أكثر حينما يتأكد من إجاباتك في المصحف ويجدها كلها صحيحة.
لنوضح ذلك بعدد من الأمثلة:
مثال: الجزء الخامس
(5 – 1) × 20 =80
80 + 2 = 82 رقم الصفحة التي يبدأ بها الجزء الخامس.
ما الذي فعلناه؟ لقد أنقصنا واحدا من رقم الجزء الذي هو 5. ثم ضربنا الناتج الذي هو 4 في 20 وقمنا بزيادة 2: الناتج 82.
وهكذا مع الباقي.
الجزء السادس:
(6 – 1) × 20 =100
100 + 2 = 102 رقم الصفحة التي يبدأ بها الجزء السادس.
الجزء السابع:
(7 – 1) × 20 =120
120 + 2 = 122 رقم الصفحة التي يبدأ بها الجزء السابع.
الجزء الثامن:
(8 – 1) × 20 =140
140 + 2 = 142 رقم الصفحة التي يبدأ بها الجزء الثامن.
الجزء التاسع:
(9 – 1) × 20 =160
160 + 2 = 162 رقم الصفحة التي يبدأ بها الجزء التاسع.
الجزء الثلاثون:
(30 – 1) × 20 =580
580 + 2 = 582 رقم الصفحة التي يبدأ بها الجزء الثلاثون.
ما السر في هذا الحساب؟
ألا يدل على ذكاء واضعيه؟
لقد روعي في قسمة القرآن إلى ثلاثين جزءا (سواء أكان ذلك من قبل فرد أم لجنة) أن يكون عدد صفحات كل جزء عشرين (20) صفحة. وبذلك يسهل تحديد رقم بداية أي جزء بكل سهولة دون حاجة إلى ورقة وقلم.
فمثلا: أين يبدأ الجزء العاشر؟
بما أن كل جزء محدد بعشرين صفحة، فعدد صفحات الأجزاء التسعة السابقة هو 180، وبزيادة 2 يصبح العدد 182 وهذا هو رقم الصفحة التي يبدأ عندها الجزء العاشر.
والآن:
أليس واضحا أن القدماء قد استخدموا العدد والحساب في تجزئة القرآن؟ وأنهم قد وضعوا لذلك قاعدة مطردة، وقد أخذناها عنهم والتزمنا بها؟
من لديه أدنى شك، ففي وسعه أن يتأكد من كل ما قلناه في المصحف.
ويظل السؤال أيضا: لماذا 20؟ وماذا بعد؟
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[29 Dec 2009, 03:36 م]ـ
الأخ الكريم عبد الله حفظه الله،
أرجو أن تتريث في المسألة، لأن هذا لا ينطبق على كل الطبعات، مما يعني أنّ الطبعة التي حرصت أن تنتهي كل صفحة برأس آية هي التي ينطبق عليها هذا القانون الرياضي. مما يجعلنا نتساءل إن كان من فعل ذلك فعله وفق القانون الرياضي. فلا بد إذن من التحقق من ذلك عن طريق اللجنة المشرفة على طباعة مصحف المدينة.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[30 Dec 2009, 11:10 م]ـ
رد على رسالة:
وصلتني رسالة من الجندي المجهول هذا نصها:
نصيحة لوجه الله تعالى:
كفَّ عن هذا الهراء
حتى أرقام الصفحات صارت معجزة؟؟؟؟!!!
وحتى لا يتبادر إلى ذهن احد ما فهمه هذا (المتخفي) أذكّر بما قلته سابقا، لقد قلت:
ما السر في هذا الحساب؟
ألا يدل على ذكاء واضعيه؟
لقد روعي في قسمة القرآن إلى ثلاثين جزءا (سواء أكان ذلك من قبل فرد أم لجنة) أن يكون عدد صفحات كل جزء عشرين (20) صفحة. وبذلك يسهل تحديد رقم بداية أي جزء بكل سهولة دون حاجة إلى ورقة وقلم.
لقد ذكرت أن واضع هذا الحساب هو إما فرد وإما لجنة ووصفتهم بالذكاء، ولم أقل أن هذا من معجزات القرآن ..
والآن إلى مزيد من الصراحة:
لقد قمت بمراجعة تقسيم القرآن إلى ثلاثين جزءا، وأحصيت عدد آيات كل جزء، وعدد كلماته، وعدد حروفه .. وانتهيت من كل ذلك إلى أن تقسيم القرآن إلى ثلاثين جزءا لا يخضع إلى أي تنظيم منطقي أو عقلي واضح.كما أن المعيار الذي اعتمد عليه ليس عدد الآيات ولا عدد الكلمات ولا عدد الحروف.
قمت بعد ذلك بقسمة عدد صفحات القرآن البالغة 604 صفحات باعتماد نسخة مصحف المدينة النبوية إلى ثلاثين جزءا، عدد صفحات كل جزء عشرون صفحة .. وقمت بالإحصاءات السابقة ووصلت إلى نتائج قريبة من النتائج السابقة، وبناء عليه،
فالتفسير الذي أراه في قسمة القرآن إلى ثلاثين جزءا:
هناك نسخة أصلية هي الأولى – وهي المدونة زمن الحجاج – مؤلفة من ستمائة صفحة (وقد تزيد قليلا) وهي التي اعتمد عليها في تقسيم القرآن إلى ثلاثين جزءا باعتبار عدد الصفحات.
600 ÷ 20 = 30 جزءا.
والله أعلم
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[31 Dec 2009, 08:20 م]ـ
هذه أول مشاركة لي أرجو أن تكون فاتحة خير لي ولكل الأخوة
عزيزي الأخ عبد الله جلغوم
كلام الأخ أبو عمرو البيراوي واضح أن المعادلة الرياضية تخص نسخة المدينة لأنهم قصدوا أن تنتهي كل صفحة بآية وهذا ملاحظ. وهذا يقتضي أنه تم تصغير وتكبير للحروف والكلمات حتى يصلوا إلى المراد.
أما تقسيم المصحف إلى ثلاثين جزءاً فالذي يبدو لي أن أساس ذلك القول الذي يقول إن الذي يقرأ القرآن في شهر لا يكون هاجراً للقرآن. أو من أجل الورد اليومي لكل شهر. وحجم الأجزاء تقريبي ومن هنا ليس هناك تقسيم حدي يمكن أن يستند إلى قانون.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[03 Jan 2010, 11:10 ص]ـ
هذه أول مشاركة لي أرجو أن تكون فاتحة خير لي ولكل الأخوة
عزيزي الأخ عبد الله جلغوم
كلام الأخ أبو عمرو البيراوي واضح أن المعادلة الرياضية تخص نسخة المدينة لأنهم قصدوا أن تنتهي كل صفحة بآية وهذا ملاحظ. وهذا يقتضي أنه تم تصغير وتكبير للحروف والكلمات حتى يصلوا إلى المراد.
أما تقسيم المصحف إلى ثلاثين جزءاً فالذي يبدو لي أن أساس ذلك القول الذي يقول إن الذي يقرأ القرآن في شهر لا يكون هاجراً للقرآن. أو من أجل الورد اليومي لكل شهر. وحجم الأجزاء تقريبي ومن هنا ليس هناك تقسيم حدي يمكن أن يستند إلى قانون.
عدد الصفحات هو معيار التجزئة:إن علينا التفريق بين مسألتين:
الأولى: فكرة العدد 30، ومن المرجح أن يكون أساسها عدد أيام الشهر.وهناك احتمال أن يكون للآية (عليها تسعة عشر) اعتبار في هذه التجزئة، فرقم ترتيب الآية في سورة المدثر هو 30؛ والذي يجعلني أخمن هذا الاعتبار، أنه يترتب على تحديد الجزء بعشرين صفحة أن يكون عدد الصفحات المحصورة بين كل جزأين هو 19)
الثانية: فكرة الكمّ الذي يحتويه كل جزء (أي تحديد عدد الآيات أو الكلمات في الجزء الواحد).
فلو افترضنا انه قد تمّ الاتفاق على قسمة القرآن إلى ثلاثين جزءا، فالسؤال سيكون كيف نحدد هذه الأجزاء؟ أين يبدأ كل منها وأين ينتهي؟ ما المعيار الذي سنعتمده لتحقيق أكبر قدر من التوازن؟
سيكون لدينا أربعة احتمالات:
باعتبار عدد الآيات، باعتبار عدد الكلمات، باعتبار عدد الحروف، باعتبار عدد الصفحات وهي المساحة المطلوبة لكتابة كل جزء.
ومن الواضح أن الاحتمالات الثلاثة الأولى لا تصلح لتحقيق التوازن في عملية القسمة؛
بسبب التفاوت الواضح والكبير جدا بين أعداد الكلمات والحروف في آيات القرآن.فلو افترضنا قسمة العدد 6236 عدد آيات القرآن على 30 جزءا،فإن ناتج القسمة سيكون 208 آيات لكل جزء، وبما أن الآيات متفاوتة في طولها، فالجزء الأول – بهذا الاعتبار – سيأخذ مساحة من صفحات المصحف أضعاف ما سيأخذه العدد نفسه من الآيات في الجزء الثلاثين.
ولو تأملنا القسمة الحالية المعتبرة في المصحف لوجدنا أن عدد الآيات في الجزء الأول هو 148، بينما عددها في الجزء الثلاثين هو 564.
كما أن مجموع الحروف في الجزء الأول هو 10699 بينما هو في الجزء الثلاثين 9714.
وبذلك، فالمعيار الوحيد الذي يحقق اكبر قدر من التوازن هو عدد الصفحات، وهذا هو ما تمّ اعتباره في تقسيم القرآن إلى ثلاثين جزءا.
ومما يؤكد ذلك أنه لا يوجد أي تعليل منطقي لبداية أي جزء بهذه الآية وانتهائه بتلك الآية.
وكمثال على ذلك يبدأ الجزء الأول بالآية رقم 1 (البسملة) وينتهي بالآية 141 البقرة.لماذا 141؟ وليس 140 أو 142؟ ..
ويبدأ الجزء الثاني بالآية 142 البقرة وينتهي بالآية 252 (111 آية). لماذا هنا؟
إذا تأملنا عددي الكلمات في الجزأين نلاحظ أن المساحة المطلوبة لكتابة كل منهما يمكن أن تكون واحدة. وهي المساحة نفسها المطلوبة لكتابة 564 آية في جزء آخر، عدد الآيات في الجزء الثلاثين.(/)
متشابهات داخل سورة آل عمران
ـ[يسرا السعيد]ــــــــ[29 Dec 2009, 01:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كما تقدم في سورة البقرة فإن هذا الملف يحتوى الآيات متشابهة الألفاظ داخل سورة آل عمران والتى يختلط بعضها على الحفاظ. أسأل الله تعالى أن تجدوا فيها النفع والفائدة والعون على تثبيت الحفظ.
ـ[طالبة القرآن وعلومه]ــــــــ[29 Dec 2009, 08:54 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[الورشان]ــــــــ[30 Dec 2009, 01:09 م]ـ
بارك الله فيك(/)
لما كان هذا في القصص القرآني ... ؟
ـ[فيوض]ــــــــ[29 Dec 2009, 03:26 م]ـ
فرق بين قصصنا وقصص القرآن حيث أنه قص ما ختم فيها بالنصر ومالم يختم بالنصر كأصحاب الأخدود وغيرهم!!
بينما نحن في دروسنا او محاضراتنا أو عند حديثنا للمبتلى أو المهموم نذكر أو بالأحرى نكتفي بذكر القصص التي ختمت بفرج ونصر بعكس القرآن!!
لما لا نتبع أسلوب القرآن؟؟ ما المانع في ذلك .. !!
خصوصآ أننا نزرع بهم بهذا الأسلوب أنتظار العاجلة والحرص عليها .. !!
أرجو التعليق من الأخوة ..
ـ[د. أنورإبراهيم]ــــــــ[30 Dec 2009, 07:40 م]ـ
فرق بين قصصنا وقصص القرآن حيث أنه قص ما ختم فيها بالنصر ومالم يختم بالنصر كأصحاب الأخدود وغيرهم!!
بينما نحن في دروسنا او محاضراتنا أو عند حديثنا للمبتلى أو المهموم نذكر أو بالأحرى نكتفي بذكر القصص التي ختمت بفرج ونصر بعكس القرآن!!
لما لا نتبع أسلوب القرآن؟؟ ما المانع في ذلك .. !!
خصوصآ أننا نزرع بهم بهذا الأسلوب أنتظار العاجلة والحرص عليها .. !!
أرجو التعليق من الأخوة ..
كثبرة هى الامور الحياتية التى خالفنا فيها منهج القرآن
نتفق على هذا.
لكن عندما أتعامل مع مريض أو من أصابه كرب ينبغى تقديم البشارة والفرج
وكذا فى أوقات الحرب والقتال نأخذ بالاسباب ونأمل النصر والظفر ونطمع فيه
وفى ذات الوقت نوقن أن الامر بيد الله تعالى
أرى أن الدروس العلمية تختلف عن المواقف الحياتية
أو بالأحرى خطاب المكلوم ليس كخطاب المسرور
فليست النائحة كالثكلى
ـ[فيوض]ــــــــ[30 Dec 2009, 07:46 م]ـ
د. أنور إبراهيم منصور
جزاكم الله خيرآ ..
لكن أليس أنزل القرآن في أوقات عصيبة مرت على الصحابة فكانت بها الرسالة
وكان به الحديث ..
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[30 Dec 2009, 11:43 م]ـ
فرق بين قصصنا وقصص القرآن حيث أنه قص ما ختم فيها بالنصر ومالم يختم بالنصر كأصحاب الأخدود وغيرهم!!
بينما نحن في دروسنا او محاضراتنا أو عند حديثنا للمبتلى أو المهموم نذكر أو بالأحرى نكتفي بذكر القصص التي ختمت بفرج ونصر بعكس القرآن!!
لما لا نتبع أسلوب القرآن؟؟ ما المانع في ذلك .. !!
خصوصآ أننا نزرع بهم بهذا الأسلوب أنتظار العاجلة والحرص عليها .. !!
أرجو التعليق من الأخوة ..
الأصل هو بعث الأمل في النفوس وحسن الظن بالله تعالى مع توقع عدم حصول المحبب إلى النفوس، وأقول المحبب وليس النصر بحسب طبيعة الإنسان في معزل عن الإيمان، لأن المحبب عند أهل الإيمان قد لا يكون الثواب العاجل:
(بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17)) سورة الأعلى
إن الثبات على المبدأ والتمسك بالحق ولو أدى ذلك إلى إتلاف النفوس هو انتصار لا يعدله شيء كما حدث مع أصحاب الأخدود وكما حدث مع سحرة فرعون إذ واجهوا تهديدات فرعون بذلك الموقف الإيماني المنتصر على علو فرعون وطغيانه:
(قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72) إِنَّا آَمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (73)) سورة طه
والقرآن الكريم لا شك أنه قد حث المؤمنين على تهيئة النفس على دفع الثمن الأقل مقابل الحصول على الثمن الأعلى، قال تبارك وتعالى:
(أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) سورة البقرة (214)
ودرس أحد لا يزال ماثلاً بين أيدينا:
(يُتْبَعُ)
(/)
(وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142) وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (143)) سورة آل عمران
وتربية النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه مستقاة من القرآن حيث حثهم على الصبر ووعدهم بالنصر وقد يكون في الدنيا وقد يكون في الآخرة وقد يكون فيهما معاً.
بايعه الأنصار على بذل المال والنفس وسألوه: ما لنا؟ قال: لكم الجنة.
وجاء السابقون من المهاجرين فقالوا:
أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا أَلَا تَدْعُو لَنَا؟ فَقَالَ: قَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ يُؤْخَذُ الرَّجُلُ فَيُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهَا فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُجْعَلُ نِصْفَيْنِ وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ وَعَظْمِهِ فَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَاللَّهِ لَيَتِمَّنَّ هَذَا الْأَمْرُ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ.
وهنا نلاحظ كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم يحث على الصبر وفي نفس الوقت يبعث الأمل في النفوس.
وهذا أمر قد استقر في نفوس أهل الإيمان وهو نتاج التوجيهات القرآنية:
(قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (51) قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ (52)) سورة التوبة
فلاشك في أن الأصل هو أن يعمل للمؤمن للآخرة وهذا الذي يجب أن يتربى عليه المؤمن:
(مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (18) وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا (19) كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (20) انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا (21)) سورة الإسراء
والنصر حاصل لأهل الإيمان في جميع الأحوال وإن فاتت الدنيا وحصل فيها ما حصل من البلاء:
(إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) سورة غافر (51)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[31 Dec 2009, 01:30 ص]ـ
إن المؤمن إذا دخل في أي معركة وهو مخلص لله تعالى فهو منتصر لا محالة؛ لأنه قد ينتصر بالتمكين له في الأرض، وقد ينتصر بالشهادة في سبيل الله تعالى، وربما كان النصر باستشهاده والتمكين للمؤمنين من بعده، وكل أوجه النصر هذه ثابتة ..
ولذلك فإن تنبيهك في محله، فيجب أن يبين للجميع حقيقة النصر، وما أحوج الأمة في هذا الزمن لفقه مسألة النصر، ومدارسة معانيه.
ـ[مجاهدالشهري]ــــــــ[07 Jan 2010, 09:37 ص]ـ
قال تعالى {ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهارخالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزاً عظيما}
جاء في التفسير الميسر:
(وكان ذلك الجزاء عند الله نجاة من كل غم، وظفراً بكل مطلوب)(/)
القصص القرآني بين الوحي الإلهي والانحراف البشرى
ـ[د. أنورإبراهيم]ــــــــ[30 Dec 2009, 03:14 ص]ـ
القصص القرآني بين الوحي الإلهي والانحراف البشرى
الدكتور: أنور إبراهيم منصور
الأستاذ المساعد بجامعة الطائف
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:
فإن القرآن الكريم بحره عميق، وفهمه دقيق، تفاوتت فى فهمه الأذهان، وتسابقت في إدراك دقائقه وعجائبه العقول والأبصار.
قرع الله به آذان أهل اللسان فكان وقعه أقوى من السنان، وتحداهم به فى عبارات صارخة ولهجة واجزة عن محاكاته فى معانيه، أو المجيء بمثل مبانيه، فما فعلوا رغم تمرسهم فى البيان، وتملكهم ناصية الفصاحة والكلام، واستمر العجز والضعف عن مصاولته رغم تراخى الزمن وتقدمه، وكأنما الناس أمام وجوه إعجازه منذ نزوله إلى اليوم إنسان واحد!
ومنذ نزول القرآن على قلب النبى صلى الله عليه وسلم والمسلمون عاكفون عليه قراءة وتدبراً، ودراسة وتأملاً، لا يفارق قلوبهم، ولا يغيب عن حاضر حياتهم حتى وقفوا على آياته آية آية، وعدوا كلماته كلمة كلمة، وأحصوا حروفه حرفاً حرفاً، وبحثوا فى وجوه إعجازه حتى أعياهم إحصاؤها، فأقروا بعجزهم عن دركها والوصول إلى جميع مكنونها فانتهوا إلى أن وجوه إعجازه لا نهاية لها.
ومن جملة وجوه الإعجاز القرآني التي خاض العلماء في بيانها: ما اشتملت عليه آياته من حديث صادق عن الأمم البائدة والقرون السالفة.
تناول هذا الجانب ـ القصة القرآنية ـ فئات كثيرة من العلماء منهم المفسرون وعلماء التاريخ، بالإيجاز تارة وبالإطناب أخرى، اقتصر بعضهم على الخبر الصحيح، وتوسع آخرون فنقلوا ما صح وما لم يصح، وخاضوا فى أمور لا طائل من وراء ذكرها اللهم إلا تسويد الصحائف وتشتيت الأذهان.
على حين لبس بعضهم ثوب الدفاع عن القرآن وارتفع صوته بحجة الإصلاح ودفع عادية الأعداء، فراح يحلل قصص القرآن على غرار القصص الأدبي فإذ به ينزلق فى متاهات وظلمات ..
وقد استخرت الله تعالى فى إعداد دراسة علمية تكشف أوجه الانحراف البشرى فى قصص القرآن وخصصت هذه الحلقة للحديث عن التعريف بمفردات العنوان فأقول وبالله التوفيق:
القصة فى اللغة والاصطلاح:
تدور مادة (قص) في المعاجم اللغوية حول: الشأن، والأمر، والتتبع، والخبر، والجملة من الكلام، والبيان .. وغير ذلك.
قال ابن منظور: يقال في رأْسه قِصّةٌ يعني الجملة من الكلام.
والقاصّ الذي يأْتي بالقِصّة من فَصِّها ويقال قَصَصْت الشيء إِذا تتبّعْت أَثره شيئاً بعد شيء ومنه قوله تعالى " وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ " أَي اتّبِعي أَثَرَه.
ويجوز بالسين قسَسْت قَسّاً.
والقِصّة: الخبر. وهو القَصَصُ، وقصّ عليّ خبَره يقُصُّه قَصّاً وقَصَصاً أَوْرَدَه.
والقَصَصُ الخبرُ المَقْصوص بالفتح وضع موضع المصدر حتى صار أَغْلَبَ عليه.
والقِصَص بكسر القاف جمع القِصّة التي تكتب.
والقَصُّ البيان، والقَصَصُ بالفتح الاسم والقاصُّ الذي يأْتي بالقِصّة على وجهها كأَنه يَتَتَبّع معانيَها وأَلفاظَها.
والقصة: الشأن والأمر. يقال: ما قصتك؟ أي ما شأنك.
وقص أثره قصاً وقصصاً تتبعه، والخبر: أعلمه " فَارْتَدَّا عَلَى آَثَارِهِمَا قَصَصًا " أي رجعا من الطريق الذي سلكاه يقصان الأثر، نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ نبين لك أحسن البيان.
قال الراغب: القصص: الأخبار المتتبعة. قال تعالى " إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ " " لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ "، " وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ "، " نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ "، فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ "، إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ "، " فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ".
والأقصوصة: القصة الصغيرة، والجمع أقاصيص.
ومن خلال الاشتقاق اللغوي للكلمة نرى أنها تدور حول الكشف عن آثار ماضية نسيها الناس أو تغافلوا عنها وإعادة عرضها من جديد للتذكير بها لتكون لهم عبرة وآية.
(يُتْبَعُ)
(/)
والمراد من القصص القرآني: إخباره عن أحوال الأمم الماضية والأنبياء السابقين والحوادث والكائنات الواقعة فيما مضى من الزمن
وبناء على هذا التعريف: يشترط أن تكون قصة غابرة في الماضي، ونزل القرآن متحدثا عنها، أما المناسبات الحاضرة فى زمن النبوة فلا تسمى قصصا، وذلك كالغزوات التي تحدث عنها القرآن والحوادث التي وقعت فى هذا الزمن كحديث الإفك والظهار وما شابه هذه الأمور بحجة أن هذه الأحداث عايشها من شهدوا الوحي والتنزيل فلا تعد بالنسبة لهم قصصا.
قال ابن عاشور: القصة: الخبر عن حادثة غائبة عن المخبر.فليس ما في القرآن من ذكر الأحوال الحاضرة فى زمن نزوله قصصاً، مثل ذكر وقائع المسلمين مع عدوهم
هذا بخلاف بعض العلماء فقد عدوا هذه الأحوال من أنواع القصص القرآني باعتبار أن الأجيال التي جاءت بعد عصر الصحابة لم يشاهدوها، فهي بالنسبة لهم ولمن جاء بعدهم إلى يوم القيامة قصصا.
وجوه الكلمة فى القرآن:
قال الدامغانى: تفسير القصص على ستة أوجه: التسمية – القراءة – البيان – الطلب – أخبر – ينزل.
فوجه منها: القصص: التسمية. قوله تعالى فى سورة النساء " وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ " يعنى سميناهم لك مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ مثلها فى حم المؤمن " مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ " يعنى سميناهم لك.
والوجه الثاني: القصص: القراءة. قوله سبحانه فى سورة الأعراف " فَاقْصُصِ الْقَصَصَ " أى فاقرأ، مثلها فيها: " يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي " يعنى يقرءون ويتلون.
والوجه الثالث: يقص يعنى يبين. قوله تعالى فى سورة النمل " إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَقُصُّ " يعنى: يبين " عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ " مثلها " وَكُلًّا نَقُصُّ " أى: نبين " عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ " ونحوه.
والوجه الرابع: قصصنا أى طلبنا الأثر، قوله سبحانه فى سورة الكهف " فَارْتَدَّا عَلَى آَثَارِهِمَا قَصَصًا " " يعنى: يقصان الأثر ويطلبان الموضع الذى انسرب فيه الحوت، مثلها فى سورة القصص "وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ "
والوجه الخامس: قص أى: أخبر. قوله تعالى فى سورة القصص " فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ " يعنى أخبره بخبره، كقوله تعالى فى سورة يوسف عليه السلام " لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ " يعنى لا تخبرهم، وكقوله تعالى فيها " لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ " يعنى فى أخبارهم " عِبْرَةٌ "
والوجه السادس: يقص أى ينزل عليك. كقوله تعالى قى سورة طه " كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ " أى ننزل عليك "مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ " يعنى بالأنباء: الأخبار " وَقَدْ آَتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا ".
ألفاظ متداخلة
هناك بعض الكلمات تداخلت في معانيها مع معنى قص، ونظراً لهذا التقارب اشتط بعض الباحثين فوصف القصص القرآني بالأسطورة، لذا رأيت من المناسب فى هذا المقام أن ألقى الضوء عليها هنا حتى لا يضل فيها من لا يعرفها. ومن هذه الكلمات:
الأسطورة: تشترك كلمة الأسطورة مع القصة في أن كلا منهما يدور حول أحداث وروايات غابرة.
لكن من خلال المدلول اللغوى نقف على أن المراد بالأساطير الأخبار الكاذبة كالخرافات والأوهام وهى بهذا المدلول لا يمكن تسمية القصص القرآني بها.
فقد نصت كتب اللغة على أن الأَساطيرُ تعنى الأباطيل، الواحد أُسْطورَةٌ، بالضم.
ففى اللسان: والأَساطِيرُ أَحاديثُ لا نظام لها، يقال سَطَّرَ فلانٌ علينا يُسَطّرُ إِذا جاء بأَحاديث تشبه الباطل يقال هو يُسَطِّرُ ما لا أَصل له أَي يؤلف
وكان العرب يطلقونه على ما يتسامر الناس به من القصص والأخبار على اختلاف أحوالها من صدق وكذب، ولا يميِّزون بين التواريخ والقصص والخرافات فجميع ذلك مرمي بالكذب والمبالغة.
قال صاحب الظلال: والأساطير واحدتها أسطورة. وهي الحكاية المتلبسة - غالباً - بالتصورات الخرافية عن الآلهة، وعن أقاصيص القدامى وبطولاتهم الخارقة، وعن الأحداث التي يلعب فيها الخيال والخرافة دوراً كبيراً.
وقد وردت الكلمة فى آيات عديدة من القرآن:
(يُتْبَعُ)
(/)
وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ
وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ
لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآَبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ
وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا
وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آَمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ
إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ
فقولهم: {إن هذا إلاّ أساطير الأولين}. يحتمل أنّهم أرادوا نسبة أخبار القرآن إلى الكذب على ما تعارفوه من اعتقادهم في الأساطير. ويحتمل أنهم أرادوا أنّ القرآن لا يخرج عن كونه مجموع قصص وأساطير، يعنون أنّه لا يستحقّ أن يكون من عند الله لأنهم لقصور أفهامهم أو لتجاهلهم يعرضون عن الاعتبار المقصود من تلك القصص ويأخذونها بمنزلة الخرافات التي يتسامر الناس بها لتقصير الوقت
النبأ والخبر:
قال الراغب: النبأ: خبر ذو فائدة عظيمة يحصل به علم أو غلبة ظن، ولا يقال للخبر في الأصل نبأ حتى يتضمن هذه الأشياء الثلاثة.
وحق الخبر الذي يقال فيه نبأ أن يتعرى عن الكذب كالتواتر، وخبر الله تعالى، وخبر النبي عليه الصلاة والسلام، ولتضمن النبأ معنى الخبر يقال: أنبأته بكذا كقولك: أخبرته بكذا، ولتضمنه معنى العلم قيل: أنبأته كذا، كقولك: أعلمته كذا.
قال الله تعالى: {قل هو نبأ عظيم * أنتم عنه معرضون}، وقال: {عم يتساءلون * عن النبأ العظيم}، {ألم يأتكم نبأ الذين كفروا من قبل فذاقوا وبال أمرهم}، وقال: {تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك} وقال: {تلك القرى نقص عليك من أنبائها}، وقال: {ذلك من أنباء القرى نقصه عليك}، وقوله: {إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا} فتنبيه أنه إذا كان الخبر شيئا عظيما له قدر فحقه أن يتوقف فيه، وإن علم وغلب صحته على الظن حتى يعاد النظر فيه، ويتبين فضل تبين.
ونبأته أبلغ من أنبأته، {فلننبئن الذين كفروا}، {ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر} ويدل على ذلك قوله: {فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير} ولم يقل: أنبأني، بل عدل إلى (نبأ) الذي هو أبلغ تنبيها على تحقيقه وكونه من قبل الله. وكذا قوله: {قد نبأنا الله من أخباركم}، {فينبئكم بما كنتم تعملون}.
ومنه نعلم الفرق بين النبأ والخبر أن: النبأ لا يكون إلا للأخبار بما لا يعلمه المخبر ويجوز أن يكون المخبر بما يعلمه وبما لا يعلمه، ولهذا يقال تخبرني عن نفسي ولا يقال تنبئني عن نفسي، وكذلك تقول تخبرني عما عندي ولا تقول تنبئني عما عندي، وفي القرآن " فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون " وإنما استهزءوا به لأنهم لم يعلموا حقيقته ولو علموا ذلك لتوقوه يعني العذاب وقال تعالى " ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ "
والأنباء عن الشيء أيضا قد يكون بغير حمل النبأ عنه تقول هذا الأمر ينبئ بكذا ولا تقول يخبر بكذا لان الأخبار لا يكون إلا بحمل الخبر.
وقد استعمل القرآن الكريم الخبر والنبأ بمعنى التحدث عن الماضي، وإن كان قد فرق بينهما في المجال الذي استعملا فيه جريا على ما قام عليه نظمه من دقة وإحكام وإعجاز.
فاستعمل النبأ والأنباء فى الإخبار عن الأحداث البعيدة زمانا أو مكاناً، على حين أنه استعمل الخبر والإخبار فى الكشف عن الوقائع القريبة العهد بالوقوع، أو التي لا تزال مشاهدها قائمة ماثلة للعيان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ففى النبأ والأنباء يقول الله تعالى فى أصحاب الكهف: نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ، ويقول سبحانه فى شأن الأمم الماضية وما وقع فيها من مثلات " ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ "، ويقول سبحانه فيما يقص على نبيه من قصص الأولين " تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا "
وفى الخبر والأخبار يقول سبحانه مخاطبا المؤمنين " وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ، ويقول جل شأنه فيما يكون من أحداث يوم القيامة " يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا " والتحديث بالأخبار إنما يكون فى هذا الوقت الذى تقوم فيه الساعة.
الحكاية:
حكَيْت فلاناً وحاكَيْتُه فَعلْتُ مثل فِعْله أَو قُلْتُ مثل قَوْله سواءً لم أُجاوزه وحكيت عنه الحديث، والمحاكاة المشابهة تقول فلان يَحْكي الشمسَ حُسناً ويُحاكِيها بمعنًى.
وإنما سميت الحكاية قصصاً لأن الذي يقص الحديث يذكر تلك القصة شيئاً فشيئاً كما يقال تلا القرآن إذا قرأه لأنه يتلو أي يتبع ما حفظ منه آية بعد آية.
قال الجرجاني: الحكاية: عبارة عن نقل كلمة من موضع إلى موضع آخر بلا تغيير حركة ولا تبديل صيغة، وقيل: الحكاية: إتيان اللفظ على ما كان عليه من قبل.
وقيل: استعمال الكلمة بنقلها من المكان الأول إلى المكان الآخر، مع استبقاء حالها الأولى وصورتها.
وبناء على هذا التعريف لا يصح أن نطلق لفظ الحكاية على قصص القرآن.
لأن الحكاية يلاحظ فيها المحاكاة والوقوف على ما جرى فقط.أما القصص فإنه ينقلك بنفسك وعقلك ووجدانك إلى هذا الزمان الغابر لتعيش فيه فتأخذ العبرة والعظة
الوحي
الوحى في اللغة: الإشارة، والكتابة، والإلهام، والكلام الخفي، وكل ما ألقيته إلى غيرك. وأصله: الإشارة السريعة وقيل أصله في اللغة إعلامٌ في خفاء
والقول الجامع فى معنى الوحى اللغوى: أنه الإعلام الخفى السريع الخاص بمن يوجه إليه بحيث يخفى على غيره، ومنه الإلهام الغريزى كالوحى الى النحل، وإلهام الخواطر بما يلقيه الله فى روع الإنسان السليم الفطرة الطاهر الروح كالوحي إلى أم موسى، ومنه ضده وهو وسوسة الشيطان " وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ "، " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا "، ووحى الله تعالى إلى أنبيائه قد روعى فيه المعنيان الأصليان لهذه المادة، وهما الخفاء والسرعة.
وأمَّا تعريف الوحي في الاصطلاح الشرعي، فله عدة تعريفات دائرة بين الإطالة والإيجاز:
قال ابن حجر: هو الإعلام بالشرع، وقد يطلق الوحي ويراد به اسم المفعول منه، أي الموحى، وهو كلام الله المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم.
وعرفه الأستاذ الإمام بقوله: وقد عرفوه شرعاً: بأنه إعلام الله تعالى لنبي من أنبيائه بحكم شرعي ونحوه. أمَّا نحن فنعرفه على شرطنا بأنه عرفان يجده الشخص من نفسه مع اليقين بأنه من قبل الله بواسطة أو بغير واسطة، والأول بصوت يتمثل لسمعه أو بغير صوت، ويفرق بينه وبين الإلهام بأن الإلهام وجدان تستيقنه النفس وتنساق إلى ما يطلب من غير شعور منها من أين أتى، وهو أشبه بوجدان الجوع والعطش والحزن والسرور.
وقريب من هذا تعريف الشيخ الزرقانى إذ دار حول هذا المعنى بقوله: الوحي معناه في الشرع أن يُعلم الله تعالى من اصطفاه من عباده كلّ ما أراد إطلاعه إليه من ألوان الهداية والعلم، ولكن بطريقة سرية خفية غير معتادة للبشر
مفهوم التحريف:
تدور كلمة التحريف فى معاجم اللغة حول التغيير والعدول بالكلمة عن معناها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ففى اللسان:حَرَفَ عن الشيء يَحْرِفُ حَرْفاً وانْحَرَفَ وتَحَرَّفَ واحْرَوْرَفَ عَدَلَ .. وإذا مالَ الإنسانُ عن شيء يقال تَحَرَّف وانحرف واحرورف .. وقَلمٌ مُحَرَّفٌ عُدِلَ بأَحد حَرفَيْه عن الآخر ... وتَحْرِيفُ الكَلِم عن مواضِعِه تغييره والتحريف في القرآن والكلمة: تغيير الحرفِ عن معناه والكلمة عن معناها وهي قريبة الشبه كما كانت اليهود تُغَيِّرُ مَعانَي التوراة بالأَشباه فوصَفَهم اللّه بفعلهم فقال تعالى" يُحَرِّفُون الكَلِمَ عن مواضعه " ..
والانحراف: الميل عن القصد.
وفى الاصطلاح: التحريف يراد به تغيير لفظ الكلمة أو الميل بها عن معناها إلى معنى آخر، وهو يتطابق مع المعنى اللغوى: تغيير الشيء عن موضعه. وللتحريف معان أخرى عند المحدثين والقراء
وقد وقع فى القصص القرآني تحريف من ناحية المعاني وسيأتي تفاصيله فى هذا البحث، ومن ناحية الشكل.
ومن أمثلة الانحراف فى عرض القصص القرآنى من ناحية الشكل والعرض:
أن بعض الدارسين يعمد إلى القصة القرآنية ليتلمس كل ما يقرره النقد المعاصر من عناصر القصة الفنية، فيجتهد كل الاجتهاد ليوضح الأحداث والأشخاص والحوار والمناجاة فى جميع ما يعرض له من نص قرآني ينحو منحى القصة فى التعبير، بل قد يصل به التفنن التقليدى إلى أن يكتب بعض آيات القرآن الكريم على نحو ما نشهد فى كتابة التمثيليات المعاصرة معتقدا أنه يبرز نمطا من الحوار القرآنى على النحو المألوف لكل قارئ للقصة.
قال الدكتور البيومى:وأضرب المثل هنا بأستاذ كريم ـ أحترمه وأجله ـ وقد راق له أن يكتب النص القرآنى كما يلى:
إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ:
مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ
قَالُوا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ
قَالَ:
لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ
قَالُوا:
أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ
قَالَ:
بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ
غير نصوص أخرى ساقها هذا المساق!
إذن فمصدر الخطر على بعض الدارسين للقصة القرآنية هو شغفهم بالتطبيق المنهجي الذي لا يستقر على نهج راسخ، ومحاولة إخضاع الأثر المعجز لما يعرفون من مقياس رجراج، مع أن المسألة هنا ذات وضوح لا يتحمل التكرار، مسألة انفراد القرآن بطابعه الأسلوبي انفرادا ينادى بعلوه عن كل مقياس
وإلى الملتقى فى الحلقة القادمة عن مناهج القصص القرآني
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[30 Dec 2009, 06:30 ص]ـ
الدكتور الفاضل أنور إبراهيم
مرحبا بك وبمشاركتك الأولى وجزاك الله خيرا
ولكن لا أرى أن العنوان:
"القصص القرآني بين الوحي الإلهي والانحراف البشرى"
يتطابق مع المضمون.
ـ[د. أنورإبراهيم]ــــــــ[30 Dec 2009, 11:25 ص]ـ
الأخ الكريم حجازى الهوى
يسعدنى مطالعتك للمادة العلمية وجزاك الله خيرا على تعليقك
لكن أخى المبارك لو دققت النظر لرأيت أن ما كتب عن الموضوع عبارة عن تمهيد لابد منه لفهم مصطلحات العنوان
وشكر الله لكم(/)
على قارعة التدبر
ـ[إيمان]ــــــــ[30 Dec 2009, 04:05 م]ـ
على قارعة التدبر
ابراهيم السكران
1 - مناصحة ذاتية:
الله الله يا نفسُ بتدبر القرآن ..
الله الله أن يكون لكِ ورد يومي من التدبر لايفوتك مهما كانت الأعباء ..
يانفسُ ألا ترين كثيراً من الصالحين وكيف يتحدثون عما يرونه من فرق مبهر في حياتهم، وفرقاً عظيماً في فهمهم وصحة نظرهم واستقرار تفكيرهم ببركة هذا القرآن ..
ألا ترين كثيراً من الصالحين كيف يبثون شجواهم عما يجدونه في أنفسهم بعد تلاوة القرآن .. يتحدثون عن شئ يحسون به كأنما يلمسونه من قوة الإرادة في فعل الخيرات والتأبي على المعاصي .. وراحة النفس في صراعات المناهج والأفكار واحترابات التيارات ..
بل تأملي يانفسُ كيف تشرّف النبي ذاته بالقرآن!
تأملي يانفسُ كيف كانت حال النبي قبل القرآن، وحال النبي بعد القرآن، كما قال تعالى (وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ماكنت تدري مالكتاب ولا الإيمان) وقوله تعالى (بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين) ..
فانظر بالله عليك كيف تأثرت حال النبي بعد إنزال القرآن عليه، بل انظر ما هو أعجب من ذلك وهو حال النبي بعد الرسالة إذا راجع ودارس القرآن مع جبريل كيف يكون أجود بالخير من الريح المرسلة كما في البخاري، هذا وهو رسول الله الذي كمل يقينه وإيمانه، ومع ذلك يتأثر بالقرآن فيزداد نشاطه في الخير، فكيف بنفوسنا الضعيفة المحتاجة إلى دوام العلاقة مع هذا القرآن ..
بل انظر كيف جعل خاصية الرسول تلاوة هذا القرآن فقال (رسول من الله يتلوا صحفاً مطهرة).
وانظر إلى ذلك التصوير الشجي لحال أهل الإيمان في ليلهم كيف يسهرون مع القرآن (أمةٌ قائمة يتلون آيات الله آناء الليل)
أترى أن الله جل وعلا ينوع ويعدد التوجيهات لتعميق العلاقة مع القرآن عبثاًَ؟
فتارةً يحثنا صراحة على التدبر (أفلا يتدبرون القرآن) .. وتارةً يحثنا على الإنصات إليه (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتو) .. وتارةً يأمرنا بالتفنن في الأداء الصوتي الذي يخلب الألباب لتقترب من معاني هذا القرآن (ورتل القرآن ترتيلا) .. وتارةً يأمرنا بالتهيئة النفسية قبل قراءته بالاستعاذة من الشيطان لكي تصفو نفوسنا لاستقبال مضامينه (وإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) .. وتارةً يغرس في نفوسنا استبشاع البعد عن القرآن (وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا) .. وتارات أخرى ينبهنا على فضله، وتيسيره للذكر فهل من مدكر، وعظيم المنة به، الخ الخ كل ذلك ليرسخ علاقتنا بالقرآن ..
أيا نفسُ .. هل ترين ذلك كله كان اتفاقاً ومصادفة لا تحمل وراءها الدلالات الخطيرة؟!
2 - مع القلوب الصخرية:
الحديث عن قسوة القلب حديث ذو شجون، ومن رزايا هذا الزمن أن صرنا لا نستحي من المناصحة عن قسوة القلب بينما قلوبنا كالحجارة أو أشد قسوة .. لكن دعنا يا أخي ندردش دردشة المحبوسين يتشاجون لبعضهم كيف يهربون من معتقلات خطاياهم ..
يا أخي والله لقد قرأت كثيراً كثيراً في كتب الرقائق والايمانيات والمواعظ، وجربت كثيراً من الوسائل التي ذكروها، وأصدقك القول أنني رأيتها محدودة الجدوى، لا أنكر أن فيها فائدة، لكن ليست الفائدة الفعلية التي كنت أتوقعها، ووجدت العلاج الحقيقي الفعال الناجع المذهل في دواء واحد فقط، دواء واحد لاغير، وكلما استعملته رأيت الشفاء في نفسي، وكلما ابتعدت عنه عادت لي أسقامي، هذا العلاج هو بكل اختصار (تدبر القرآن).
دع عنك كلما يذكره صيادلة الإيمان، ودع عنك كل عقاقير الرقائق التي يصفونها، واستعمل (تدبر القرآن) وسترى في نفسك وإيمانك وقوتك على الطاعات وتأبيك على المعاصي وراحة نفسك في صراعات المناهج والأفكار شيئاً لا ينقضي منه العجب.
كل تقصير يقع فيه الانسان، سواء كان تقصيرا علميا بالتأويل والتحريف للشريعة، أو كان تقصيراً سلوكياً بالرضوخ لدواعي الشهوة، فإنه فرع عن قسوة القلب.
وهل تعلم كيف تحدث قسوة القلب؟
قسوة القلب ناشئة عن البعد عن الوحي، ألا ترى الله تعالى يقول (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ)
(يُتْبَعُ)
(/)
أرأيت يا أخي؟ إنه طول الأمد .. !
لما طال بهم الأمد قست قلوبهم .. ولو جددوا العهد مع الوحي لحيت قلوبهم ..
فإذا قسا القلب تجرأ الانسان على الميل بالشريعة مع هواه .. وإذا قسا القلب تهاون الانسان في الطاعات واستثقلها .. واذا قسا القلب عظمت الدنيا في عين المرء فأقبل عليها وأهمل حمل رسالة الاسلام للناس .. وإذا قسا القلب ضعفت الغيرة والحمية لدين الله ..
ومالعلاج إذاً؟
العلاج لما يحيك في هذه الصدور هو مداواتها بتدبر القرآن .. بالله عليك تأمل في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ)
هكذا تقدم الآية المعنى بكل وضوح "وشفاء لما في الصدور" ..
ولكن مالذي في الصدور؟!
في الصدور شهوات تتشوف .. وفي الصدور شبهات تنبح .. وفي الصدور حجبٌ غليظة .. وفي الصدور طبقات مطمورة من الرين (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى? قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) ..
وهذه الدوامات التي في الصدور دواؤها كما قال الله (قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ) ..
فإذا شفيت الصدور وجدت خفة نفس في الطاعات .. وإذا شفيت الصدور انقادت للنصوص بكل سلاسة ونفرت من التأويل والتحريف .. وإذا شفيت الصدور تعلقت بالآخرة واستهانت بحطام الدنيا .. وإذا شفيت الصدور امتلأت بحمل هم إظهار الهدى ودين الحق على الدين كله ..
وأعجب من ذلك أنه إذا شفيت الصدور استقزمت الأهداف الصغيرة .. تلك الاهداف التي تستعظمها النفوس الوضيعة .. الولع بالشهرة .. وحب الظهور .. وشغف الرياسة والجاه في عيون الناس .. وشهوة غلبة الأقران ..
النفوس التي شفاها هذا القرآن .. ترى كل ذلك حطام إعلامي ظاهره لذيذ فإذا جرب الانسان بعضه اكتشف سخافته .. وأنه لايستحق لحظة من العناء فضلاً عن اللهاث سنوات .. فضلاً عن تقبل أن يقوم المرء بتحريف الوحي ليقال فلان الوسطي الراقي الوطني التنموي الحضاري النهضوي التقدمي الخ الخ من عصائب الأهواء التي تعشي العيون عن رؤية الحقائق ..
هل تظن يا أخي أن تحريف معاني الشريعة لا صلة له بقسوة القلب؟! أفلا تقرأ معي يا أخي قوله تعالى (وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ)
على أية حال .. دعنا نعيد قراءة آية الشفاء (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ)
يا ألله .. هل قال الله "شفاء لما في الصدور" .. نعم إنه شفاء لما في الصدور .. هكذا بكل وضوح ..
هذا القرآن يا أخي له سحر عجيب في إحياء القلب وتحريك النفوس وعمارتها بالشوق لباريها جل وعلا .. وسر ذلك أن هذا القرآن له سطوة خفية مذهلة في صناعة الاخبات والخضوع في النفس البشرية كما يقول تعالى (وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ)
فإذا أخبتت النفوس .. وانفعلت بالتأثر الإيماني .. انحلت قيود الجوارح .. ولهج اللسان بالذكر .. وخفقت الأطراف بالركوع والسجود والسعي لدين الله .. كما يصور الحق تبارك وتعالى ذلك بقوله (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى? ذِكْرِ اللَّهِ)
لاحظ كيف تقشعر .. ثم تلين .. إنها الرهبة التي تليها الاستجابة .. وذلك هو سحر القرآن ..
3 - وبدأ الانحراف يسبل إزاره:
أولاً وقبل كل شئ .. أسأل الله أن يثبتنا وإياك على دينه.
حالات الانحراف عن التدين كثرت هذه الأيام .. وبينها تفاوت كبير .. فبعضهم مشكلته (علمية) بسبب رهبة عقول ثقافية كبيرة انهزم أمامها .. وبعضهم مشكلته (سلوكية) بسبب ضعفه أمام لذائذ اللهو والترفيه .. وإن كان الأمر دوماً يكون مركباً من هوى وشبهة لكنه يكون أغلب لأحدهما بحسب الحال.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأنا إلى هذه الساعة على كثرة ما تعاملت مع هذه الحالات لا أعرف علاجاً أنفع من (تدبر القرآن) فإن القرآن يجمع نوعي العلاج (الإيماني والعلمي) وهذا لايكاد يوجد في غير القرآن، فالقرآن له سر عجيب في صناعة الإخبات في النفس البشرية (وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم) وإذا تهيأ المحل بالإيمان لان لقبول الحق والإذعان له كما قال تعالى (الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله).
وفي القرآن من بيان العلم والحق في مثل هذه القضايا المنهجية ما لايوجد في غيره، ومفتاح الهداية مقارنة هدي القرآن بسلوكيات التيارات الفكرية.
أعني أنه إذا رأى متدبر القرآن تفريق القرآن بين المعترف بتقصيره حيث جعله قريباً من العفو (وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم) وبين تغطية وتبرير التقصير بحيل التأويل الذي جعله الله سببا للمسخ (ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين) ومجرد المعصية بالصيد في اليوم المحرم لاتستحق المسخ فقد جرى من بني اسرائيل ما هو أكثر من ذلك ولم يمسخهم الله، ولكن الاحتيال على النص بالتأويل ضاعف شناعتها عند الله جل وعلا.
وإذا رأى متدبر القرآن –أيضاً- تعظيم القرآن لمرجعية الصحابة في فهم الاسلام، وربطه فهم الإسلام بتجربة بشرية، كقوله تعالى (فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به)، وقوله تعالى (والذين اتبعوهم باحسان)، وقوله تعالى (اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم) وقوله تعالى (وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين)، وقوله تعالى (أفتطمعون أن يؤمنوا لكم)، وقوله تعالى (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) ففي مثل هذه الآيات البينات يكشف تعالى أن الوحي ليس نصاً مفتوحاً، بل هو مرتبط بالاهتداء بتجربة بشرية سابقة، فيأمرنا صريحا أن نؤمن كما آمن الصحابة، وأن نتبع الصحابة بإحسان، ويأمرنا بكل وضوح أن نرد الأمر إلى أولي العلم الذين يستنبطونه، وهذا كله يبين أن الإسلام ليس فكرة مجردة يذهب الناس في تفسيرها كل مذهب .. ويتاح الفهم لكل شخص كما يميل .. بل هناك تجربة بشرية حاكمة للتفسيرات.
وإذا رأى متدبر القرآن –أيضاً- بيان القرآن لتفاهة الدنيا، وكثرة ماضرب الله لذلك من الأمثال كنهيه نبيه عن الالتفات إلى الدنيا (لاتمدن عينيك إلى مامتعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه). (يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها .. ).
وإذا رأى متدبر القرآن –أيضاً- مافي القرآن من بيان الله لحقارة الكافر وانحطاطه حيث جعله القرآن في مرتبة الأنعام والدواب والحمير والكلاب والنجاسة والرجس والجهل واللاعقل والعمى والصمم والبَكم والضلال والحيرة الخ الخ من الأوصاف القرآنية المذهلة التي تملأ قلب قارئ القرآن بأقصى مايمكن من معاني ومردافات المهانة والحقارة، كقوله تعالى (والذين كفروا يأكلون ويتمتعون كما تأكل الأنعام) وقوله (إن شر الدواب عند الله الذين كفروا) وقوله (كذلك يجعل الرجس على الذين لايؤمنون) وأمثالها كثير.
وإذا رأى متدبر القرآن –أيضاً- ما في القرآن من عناية شديدة بالتحفظ في العلاقة بين الجنسين، كوضع السواتر بين الجنسين كما في قوله (وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب) وحثه المؤمنات على الجلوس في البيت (وقرن في بيوتكن) ونهيه عن تلطف المرأة في العبارة (فلا تخضعن بالقول) ونهيه عن أي حركة ينبني عليها إحساس الرجل بشئ من زينة المرأة (ولايضربن بأرجلهن ليعلم مايخفين من زينتهن) ونحو ذلك.
وإذا رأى متدبر القرآن –أيضاً- عظمة تصوير القرآن للعبودية كتصويره المؤمنين في ذكرهم لله على كل الأحوال (الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم) وحينما أراد أن يصف الصحابة بأخص صفاتهم قال (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً .. ) وكيف وصف الله ليلهم الذي يذهب أغلبه في الصلاة (إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصف وثلثه وطائفة من الذين معك).
(يُتْبَعُ)
(/)
والمراد أنه إذا رأى متدبر القرآن هدي القرآن في هذه القضايا وأمثالها، ثم قارنها بأحوال التيارات الفكرية المعاصرة، ورأى ما في كلام هؤلاء من تأويلات للنصوص لتوافق الذوق الغربي، والإزراء باتباع السلف في فهم الإسلام، وملأ القلوب بحب الدنيا، ولهج بتعظيم الكفار، وتكسير للحواجز بين الجنسين، وتهتك عبادي ظاهر، الخ إذا قارن بين القرآن وبين أحوال هؤلاء انفتح له باب معرفة الحق.
4 - من مفاتيح التدبر:
الحقيقة أنني رأيت كثيراً من المتخصصين في التفسير كتبوا رسائل رائعة في التدبر، ووسائله، ولست متعمقاً في هذا الموضوع للأسف، لكن دعونا ندردش في الموضوع دردشة المقصرين يتذاكرون كيف يخرجون من شؤم تقصيرهم.
وجهة نظري أنه أولاً:
وقبل كل شئ يجب على الانسان أن يتضرع إلى الله ويدعوه ويلح عليه أن يجعله من أهل القرآن، وأن يفتح عليه في فهم كتابه، والعمل به، وأن يجعله ممن قال عنهم (يتلونه حق تلاوته)، فإن الإنسان لا يفتح عليه في العبودية بمجرد الجهود الشخصية والتخطيط للانجاز، وإنما فتوحات العبودية من بركات اللجأ إلى الله، وكل أبواب الخير من العلم والديانة إنما هي من باب الاستعانة ولذلك أعقب الله العبادة في سورة الفاتحة التي هي أعظم سورة في القرآن والتي أمرنا الله أن نكررها عشرات المرات يومياً (وهذا يعني أن مضامينها موضوعة بعناية وليست اتفاقاً) في هذه السورة العظيمة أعقب الله العبادة بالاستعانة، فالاستعانة بوابة العبادة.
وثانياً:
يجب وضع ورد يومي للتدبر كما كان الصحابة لهم أوراد وكان جمهورهم يحزبه على سبعة ايام كما تعرف، وأن لا يُغلب الانسان على ورده من التدبر مهما كانت الظروف، والورد اليومي من القرآن كما سمعت أحد الصالحين يقول: في اليوم الأول كالجبل وفي الثاني كنصف الجبل وفي الثالث كلا جبل وفي اليوم الرابع مثل الغذاء الذي تتألم لفقده.
وثالثاً:
أن يكون الأصل هن التدبر الشخصي، والتفسير معين، لا العكس كما يفعل البعض، وخصوصاً لمن لديهم خلفية شرعية عامة تؤهلهم لفهم جماهير الآيات، والقرآن كما قسمه ابن عباس أربع مراتب (التفسير على أربعة أوجه: تفسير لايعذر أحد بجهالته، وتفسير تعرفه العرب من كلامها وتفسير تعرفه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله) .. فأنت إذا استحضرت تقسيم ابن عباس العبقري عرفت أنه ليس كل القرآن يحتاج لتفسير.
فيقرأ الانسان في المصاحف المهمشة بالتفاسير، وأجودها وأدقها (كما علمت من كثير من المتخصصين في التفسير) هو التفسير الميسر الصادر عن مجمع الملك فهد، فقد توافر على تصميمه كوكبة محترفة من المتخصصين في التفسير، وهو زبدة رائعة لكتب التفسير، فإذا أشكلت اللفظة أو المعنى الاجمالي راجع الهامش، لكنه يحاول هو أن يستكشف الدلالات العظيمة في هذا القرآن العظيم، فإذا لم يكن متأكدا من سلامة استنباطه راجع كتب التفسير الموسعة.
وهذا الإمام العلامة أضخم مرجعية فقهية سنية معاصرة ابن عثيمين رحمه الله حي سئل عن طريقة طلب العلم وأولى العلوم بالعناية والاهتمام قال:
(نقول: ابدأ بالتفسير قبل كل شيء، لكن هذا لا يعني ألا تقرأ غيره، لكن ركز أولاً على علم التفسير .. ، فعليك بالتفسير، احرص عليه ما استطعت، وطريقة ذلك: أن تفكر أنت أولاً في معنى الآية، قبل أن تراجع الكتب، فإذا تقرر عندك شيء فارجع إلى الكتب، وذلك لأجل أن تمرن نفسك على معرفة معاني كتاب الله بنفسك، ثم إن الإنسان قد يفتح الله عليه من المعاني ما لا يجده في كتب التفسير، خصوصاً إذا ترعرع في العلم وبلغ مرتبة فيه فإنه قد يفتح له من خزائن هذا القرآن الكريم ما لم يجده في غيره) [الباب المفتوح، ل86]
فانظر إلى هذا الفقيه الامام كيف يوصي طلابه بأن يقرأو الآيات ويستنبطوا منها ثم يراجعوا كتب التفسير، بل وكان يطبق ذلك عملياً فيعطيهم آيات ويطلب منهم أن يسهرو في الاستنباط منها ويأتون بها غدا (انظر قصصاً طريفة ذكرها حول هذا الموضوع الأخ مازن الغامدي رحمه الله في قصته مع الشيخ، وهي أهم سيرة ذاتية كتبت عن الداخل الشرعي السعودي).
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم بعد ذلك يقرأ الانسان في مطولات التفسير قراءة مستقلة، وأعذبها وألذها تفسير الإمام فقيه الأخلاق والفروع ابن سعدي عليه رحمة الله، ومع ذلك فلا بد للانسان أن يطالع آثار السلف في تفاسير الأثر حتى لايصادم فهمهم دون وعي، وإذا سئل ابن عثيمين عن التفاسير فإنه كان يذكر ثلاثة دوماً ويمدحها ويثني عليها (ابن كثير، السعدي، الجلالين) فالشيخ كان يحب الدقة اللغوية للجلالين رحمه الله.
ورابعاً من أجمل الأمور أن يضع الإنسان لأهل بيته برنامجا في التفسير فيقرأون ويتبارون في الاستنباط ثم يراجعون التفسيرات المختصرة، والأصل في ذلك قوله تعالى (واذكرن مايتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة) فالنبي كان يتلو على نسائه القرآن. وهذا له أثر لا يتصوره الكثيرون في تحبيب الأهل في القرآن والاقبال على الاستنباط منه، بل وستجد أهلك يصبحون دائمي التساؤل حول بعض استنباطاتهم للقرآن وهدايات آياته، وأهم من ذلك كله ستجد في أهلك قوة على الطاعة ونظرة مختلفة للدنيا وزخرفها، فهذا القرآن عجيب عجيب في تصحيح المفاهيم وتزكية النظرات والتصورات.
وخامسا:
لا أعلم درساً شرعيا في كل علوم الاسلام أسسه النبي صلى الله عليه وسلم وأصّله نظريا بنفسه إلا تدارس القرآن، فكل دروس الشريعة نوع من الاجتهاد في تنظيم العلم إلا تدارس القرآن فهو منصوص كما قال النبي في مسلم (ما اجتمع قوم فى بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده) هذا هو أعظم الدروس الشرعية التي يحبها الله، ولذلك ما أجمل أن يضع الاخوان لبعضهم برنامجا أسبوعيا يحضّر كل منهم من تفسير معين ثم يتدارسون معانيه، هذا البرنامج دينامو إيماني ومنهجي في غاية التأثير.
والطرق كثيرة، والموضوع متشعب، والمتخصصون أبدعوا فيه، والمقصر يخجل من مناصحة الآخرين، ولكنه التذاكر والباحث في موضوع والله لم نقدره قدره بعد وماعرفنا اثره.
ولقد تأملت سيرة الصحابة في سير أعلام النبلاء وبعض طبقات ابن سعد وبعض حلية أبي نعيم فهالني والله ما رأيت من اقبالهم وتكثيف جهودهم في القرآن. وعلمت حينها مالذي منح أولئك تلك المزية، بل انظر في أبي العباس ابن تيمية الذي كتب في التفسير رسائل كثيرة، كتفسير آيات أشكلت، وتفسير سورة الاخلاص، وجمع مطولات في تفسير السلف نسقاً على الآيات (أكثرها مفقود) وجلس سنة يفسر سورة نوح، ومع ذلك حين اعتقل المرة الأخيرة في قلعة دمشق وسحبت منه الكتب والاقلام اقبل على القرآن وقال (قد فتح الله علي في هذه المرة من معاني القرآن ومن أصول العلم بأشياء كان كثير من العلماء يتمنونها وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن) هذا ابو العباس يندم على تضييع أكثر أوقاته في غير معاني القرآن، برغم أنه من أئمة التفسير أصلاً! فماذا نقول نحن المقصرين مع كتاب الله.
اللهم اجعلنا من أهل القرآن، اللهم اجعل القرآن أنيسنا في ليلنا ونهارنا، اللهم شفع سورة تبارك فينا في قبورنا، اللهم اجعل البقرة وآل عمران غيايتان تحاجان لنا يوم القيامة، اللهم أحبنا بحبنا لسورة قل هو الله أحد، اللهم آمين، اللهم آمين ..
اخوكم/ ابوعمر
محرم 1431هـ(/)
قال تعالى (كذبت ثمود بطغواها)
ـ[الريس عبد الرحمن]ــــــــ[30 Dec 2009, 11:32 م]ـ
إخوتى الاعزاء السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أكثر سورة أقسم الله سبحانه و تعالى فيها بإقسامات عديدة هي في سورة الشمس وكان جواب القسم يدور على تزكية هذه النفس أوتدنيسها ولكن تساؤلي هو لماذا المولى سبحانه و تعالى خص بالذكر قوم ثمود من بين الاقوام السابقة علما بأن تكذيبهم لإنبيائهم و عدم الايمان بالله و اليوم الاخر هو السبب الرئيس لنزول العذاب بهم؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[31 Dec 2009, 12:23 ص]ـ
إخوتى الاعزاء السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أكثر سورة أقسم الله سبحانه و تعالى فيها بإقسامات عديدة هي في سورة الشمس وكان جواب القسم يدور على تزكية هذه النفس أوتدنيسها ولكن تساؤلي هو لماذا المولى سبحانه و تعالى خص بالذكر قوم ثمود من بين الاقوام السابقة علما بأن تكذيبهم لإنبيائهم و عدم الايمان بالله و اليوم الاخر هو السبب الرئيس لنزول العذاب بهم؟
إن تزكية النفس لا تكون إلا بالإيمان.
فالإيمان رأس كل فضيلة والدافع إلى كل خلق كريم وتأمل قول الله تعالى:
(لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) سورة البقرة (177)
والشرك والكفر رأس كل رذيلة والدافع إلى كل خلق ذميم، وتأمل قول الله تعالى:
(أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)) سورة الماعون
وتزكية النفس لا تكون إلا عن طريق الإيمان بالرسل واتباع ما جاءوا به من عند الله من أسباب تزكية النفس.
وسورة الشمس كانت دعوة لكفار قريش إلى الإيمان بالله ورسوله صلى الله واتباع ما جاء به لتزكو نفوسهم من كل دنس، ثم أعقب ذلك بذكر ثمود ليحذرهم بذلك من عاقبة تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم وأن ما حل بثمود ليس منهم ببعيد إذا ما اختاروا طريقهم وسلكوا مسلكهم.
وربما خص ثمود بالذكر لقرب آثارهم منهم وقوعها على طريق تجارتهم وتواتر أخبارهم في الأجيال السابقة لهم حتى وصلت إليهم.
والله أعلى وأعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد
ـ[الريس عبد الرحمن]ــــــــ[31 Dec 2009, 12:50 ص]ـ
أخي حجازي الهوى مداخلتك رائعة و مفيدة و استنباطك للسبب في العلاقة بين تزكية النفس وذكر قوم ثمود في هذه السورة بأنه مرورهم بإثارهم ليس بالقوى لأن كفار قريش كذلك كانوايمرون بقرى سدوم لقوله تعالى (و إنكم لتمرون عليهم مصبحين - وبالليل أفلا تعقلون) و هي على ظني أبلغ في العضة
لذلك نأمل من الإعزاء الإدلاء بدلوهم لعل الله سبحانه وتعالى ينفعنا و يفتح علينا بالفهم كما قال سيدنا علي رضي الله (أو فهما يؤتيه الله عبدا من عباده) أو كما قال رضي الله عنه
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[31 Dec 2009, 01:18 ص]ـ
لا تتضح علاقة معنوية بين صدر السورة وباقيها، وأمثال هذا كثير في القرآن الكريم وهو ما يسمى بالانتقال من معنى إلى آخر، ومن قصة إلى أخرى ..
ولهذا السبب وغيره ضعف الأصوليون دلالة الاقتران؛ لأن الله تعالى قد يذكر أشياء مجتمعة في سياق الكلام، ولا علاقة بينها في الحكم، أو المعنى، واستدلوا على ذلك بأدلة كثيرة.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[31 Dec 2009, 05:43 ص]ـ
أخي حجازي الهوى مداخلتك رائعة و مفيدة و استنباطك للسبب في العلاقة بين تزكية النفس وذكر قوم ثمود في هذه السورة بأنه مرورهم بإثارهم ليس بالقوى لأن كفار قريش كذلك كانوايمرون بقرى سدوم لقوله تعالى (و إنكم لتمرون عليهم مصبحين - وبالليل أفلا تعقلون) و هي على ظني أبلغ في العضة
لذلك نأمل من الإعزاء الإدلاء بدلوهم لعل الله سبحانه وتعالى ينفعنا و يفتح علينا بالفهم كما قال سيدنا علي رضي الله (أو فهما يؤتيه الله عبدا من عباده) أو كما قال رضي الله عنه
أخانا الكريم
لم أقل إن العلاقة بين تزكية النفس وذكر قوم ثمود في السورة هو مرور قريش بآثارهم.
وإنما قلت إن تزكية النفس لا تكون إلا بالتطهر من الشرك والكفر أولاً ثم التزكية بالإيمان واتباع الرسل وهي دعوة كانت موجهة إلى قريش لترك ما هم عليه من الشرك والكفر والإيمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم وإذا هم لم يفعلوا فليحذروا أن يحل بهم ما حل بأسلافهم من المكذبين وخص ثمود بالذكر لما سبق وأن ذكرت لك ولربما بسبب أن هناك مشابهة في الطغيان بين من تولى كبر التكذيب من قريش ومن تولاه في ثمود، ولهذا جاء التحذير من نفس المصير، ولقد أمر الله نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم أن ينذرهم صراحة بمثل عذاب قوم ثمود في قوله تعالى:
(فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (13) إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (14)) سورة فصلت
إذاً العلاقة هي التكذيب بما جاءت به الرسل وأظن الأمر واضح وليس فيه اشكال.
وفقك الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[31 Dec 2009, 07:10 ص]ـ
لا تتضح علاقة معنوية بين صدر السورة وباقيها، وأمثال هذا كثير في القرآن الكريم وهو ما يسمى بالانتقال من معنى إلى آخر، ومن قصة إلى أخرى ..
ولهذا السبب وغيره ضعف الأصوليون دلالة الاقتران؛ لأن الله تعالى قد يذكر أشياء مجتمعة في سياق الكلام، ولا علاقة بينها في الحكم، أو المعنى، واستدلوا على ذلك بأدلة كثيرة.
والله تعالى أعلم.
أخانا الكريم إبراهيم
العلاقة بين صدر السورة وقصة ثمود واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، وليس للموضوع علاقة بدلالة الاقتران.
ثمود دعاها طغيانها إلى تكذيب نبي الله صالح وعقر الناقة بل محاولة قتل نبي الله صالح كما قص الله علينا ذلك في موضع آخر من القرآن حيث قال:
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ (45) قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (46) قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ (47) وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (48) قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (49) وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (50) فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51) فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (52)) سورة النمل
ولقد حاول الطغاة من كفار قريش ما حاوله الطغاة من قوم صالح:
(وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) سورة الأنفال (30)
إن تكذيب الرسل والاعراض عما جاءت به من أسباب تزكية النفوس هو بعينه تدسية النفس وجرها إلى طريق الخيبة الهلاك.
ـ[الريس عبد الرحمن]ــــــــ[31 Dec 2009, 02:38 م]ـ
استاذنا العزيز حجازى الهوى
لعلنا لم نوصل إليك تساؤلنا بشكل واضح لقد قلت في كلامي أن سورة الشمس ذكرت إقسامات عديدة أقسم بها المولى جل وعلا على تزكية النفس ثم ذكر بعد جواب القسم ذكر ثمود لماذا لم يقل سبحانه (كذبت عاد بطغواها أو كذبت لوط بطغواها أو كذبت مدين بطغواها) لماذا ذكر ثمود بالذات أما تعليلاتك التي ذكرتها فتنطبق على معظم الاقوام السابقة التي أهلكها الله سبحانه و تعالى من الكفر و الطغيان ومحاولة قتل الانبياء لكن أتوقع أن ذكر هؤلاءالقوم هو وجود شيء في أنفسهم ذكر قوله تعالى (فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى000) فانظر هنا يا أخي الى كلمة فاستحبوا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[31 Dec 2009, 04:50 م]ـ
قال البقاعي محاولاً التماس جواب ما سألتم عنه أخي عبدالرحمن:
وخصهم لأن آيتهم مع أنها كانت أوضح الآيات في نفسها هي أدلها على الساعة، وقريش وسائر العرب عارفون بهم لما يرون من آثارهم، ويتناقلون من أخبارهم (نظم الدرر للبقاعي).
ويمكن أن يقال أيضاً: إن الحديث هنا عن تزكية النفس وفجورها كما ذكر أخي حجازي الهوى أعلاه، وصنيع ثمود قوم صالح واضح الدلالة على الفجور، مع شهرتهم ومعرفة العرب بقصتهم، فكان ذكرهم أقرب من ذكر غيرهم من الأمم المكذبة والله أعلم. وقد كنتُ أتحدث في رمضان عن هذه المناسبة وظهر لي حينها وجه أدق من هذا ولكن لم أسجله حينها، ولم أتذكره الآن، و أرجو أن يوفقني الله لتذكره وذكره هنا أو يذكره أحد الزملاء هنا، وتدبر الآيات يهدي للمناسبة إن شاء الله.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[31 Dec 2009, 05:01 م]ـ
اخي الكريم: حجازي الهوى.
ما قال لك الأخ الريس واضح، والسؤال المطروح هو لماذا خص الله تعالى ذكر ثمود د\ون غيرهم من الأمم؟
وبماذا تميزوا - فيما يخص تزكية النفس - عن بقية الأمم حتى يكون لذكرهم هنا مدلول خاص؟
هذا هو ما فهمت من تساؤل الأخ.
وأقرب الأجوبة عليه حتى الأن هو ما ذكر الأخ نفسه.
فإن كانت هناك مناسبة فهي في قوله تعالى: "فاستحبوا العمى على الهدى" وإلا فلا ميزة أخرى يتميزون بها.
ولا ضرورة من أن تكون هناك علاقة بين صدر السورة وباقيها، وإلا فما العلاقة في أمثالها في القرآن الكريم وهو كثير.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[31 Dec 2009, 05:11 م]ـ
إضافة إلى كلام الأخوة الكرام نضيف توضيحاً:
1. "وقد خاب من دساها": وثمود هي مثال تاريخي واضح لمن خاب لأنه دساها.
2. ما ذكر من مظاهر كونية هي في غاية الوضوح في حس البشر. وعندما نأخذ قوم نوح وعاد ولوط ومدين وثمود نجد أن ما بقي من آثار قوم صالح (ثمود) هو الأوضح في الحس لكل من مر بالقرب من الحِجر. أما عاد فلا تكاد تجد لها بقايا إلا ما تم اكتشافه حديثاً وجزئياً في رمال الأحقاف. أما بقايا قوم لوط فهي مدفونة تحت التراب. أما مدين فلا نجد لها أثراً.
3. أقرب مساكن وبقايا هذه الأمم بالنسبة لمكة جغرافياً هي الحجر (ثمود).
4. "ناقة الله وسقياها": هناك أمور لها حرمة يُمنع الاعتداء عليها. وفي مكة هناك الحرم الذي يمنع الاعتداء على حرمته وحرمة من يحج إليه أو يعتمر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[31 Dec 2009, 07:51 م]ـ
مما قيل في توجيه الآية قول صاحب التحرير والتنوير:
وهذه الجملة يعني [قد أفلح من زكيها وقد خاب من دسيها]
توطئة لجملة (كذبت ثمود بطغواها). فإن ما أصاب ثمودا كان من خيبتهم لأنهم دسوا أنفسهم بالطغوى. اهـ
وعلى هذا تكون المناسبة بينة، ويكون الحديث في الأصل مساقا لذكر عاقبة قوم ثمود، وجاءت آية التزكية موطئة للقصة، فآية التزكية كالعنوان الذي يلخص القصة، ويذكر مغزاها.
والله أعلم.
ـ[محب البشير]ــــــــ[31 Dec 2009, 07:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذه أول مشاركة لي معكم في هذا المنتدى المبارك أسأل الله أن ينفعنا به
و مشاركتي حول قصة ثمود في سورة الشمس و ما امتازت به في باب-التزكية و التدسية- حتى خصت بالذكر:
إن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر من اعظم أسباب التزكية كما أن اتباع السفهاء من أعظم أسباب التدسية
انظر معي:
قال تعالى: (وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون) هؤلاء سفهاء كان الأولى أن ينصحوهم
فلما سكتواعنهم و لم ينهوهم و آثروهم على نبي الله صالح قال تعالى (وأما ثمود فهديناهم) بإرسال صالح (فاستحبوا العمى) اتباع الرهط (على الهدى) باتباع السفهاء ظهر أنهم ما زكوا أنفسهم
وبهذا قد يتضح بعض المراد و الله اعلم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[31 Dec 2009, 08:24 م]ـ
اخي الكريم: حجازي الهوى.
ما قال لك الأخ الريس واضح، والسؤال المطروح هو لماذا خص الله تعالى ذكر ثمود د\ون غيرهم من الأمم؟
وبماذا تميزوا - فيما يخص تزكية النفس - عن بقية الأمم حتى يكون لذكرهم هنا مدلول خاص؟
هذا هو ما فهمت من تساؤل الأخ.
وأقرب الأجوبة عليه حتى الأن هو ما ذكر الأخ نفسه.
فإن كانت هناك مناسبة فهي في قوله تعالى: "فاستحبوا العمى على الهدى" وإلا فلا ميزة أخرى يتميزون بها.
ولا ضرورة من أن تكون هناك علاقة بين صدر السورة وباقيها، وإلا فما العلاقة في أمثالها في القرآن الكريم وهو كثير.
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله
اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما.
والله يا أخانا الكريم إبراهيم قد فهمت السؤال منذ البداية وأنا أعرضت عن الجواب المباشر لأن الجواب عليه ليس هو الذي يجب أن نبحث عنه في السورة.
ثم إن هذا السؤال: لماذا؟ يمكن طرحه في كل موضع مماثل ولن نصل إلى إجابة شافية لأن الله تعالى لم يتعبدنا بمعرفة لماذا ذكر هؤلاء دون أولئك.
ولكن لا مانع من أن نلتمس الحكمة.
ولكن السؤال الذي إجابته واضحة هو في العلاقة بين مقدمة السورة ونهايتها وهذا الذي يجب أن نعنى به.
وهو أن الله بعث الرسل بتوحيد الله تعالى ونبذ الشرك وهذه هي طريق تزكية النفوس، والنفوس المشركة لا يمكن أن تتزكى ما دامت على شركها وقد قرن الله بين الشرك وعدم التزكية في قوله تعالى:
(قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (6) الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (7)) سورة فصلت
وسورة الشمس جاءت في سياق الدعوة إلى الإيمان والتحذير من الشرك، وربط الفلاح بالتزكية وربط الخيبة بالتدسية ثم أعطت مثالاً على أولئك الذين اختاروا تدسية نفوسهم وهم قوم ثمود وهو مثال كافٍ للاتعاظ والعبرة.
وكل ما أجبتُ به سابقا يصب في هذا المعنى، فقلتُ:
إن تزكية النفس لا تكون إلا بالإيمان.
فالإيمان رأس كل فضيلة والدافع إلى كل خلق كريم وتأمل قول الله تعالى:
(لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)
(يُتْبَعُ)
(/)
سورة البقرة (177)
والشرك والكفر رأس كل رذيلة والدافع إلى كل خلق ذميم، وتأمل قول الله تعالى:
(أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)) سورة الماعون
وتزكية النفس لا تكون إلا عن طريق الإيمان بالرسل واتباع ما جاءوا به من عند الله من أسباب تزكية النفس.
وسورة الشمس كانت دعوة لكفار قريش إلى الإيمان بالله ورسوله صلى الله واتباع ما جاء به لتزكو نفوسهم من كل دنس، ثم أعقب ذلك بذكر ثمود ليحذرهم بذلك من عاقبة تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم وأن ما حل بثمود ليس منهم ببعيد إذا ما اختاروا طريقهم وسلكوا مسلكهم.
وأما عن تخصيص قوم ثمود بالذكر فقلتُ:
وربما خص ثمود بالذكر لقرب آثارهم منهم وقوعها على طريق تجارتهم وتواتر أخبارهم في الأجيال السابقة لهم حتى وصلت إليهم.
ثم إن الأخ الريس قولني ما لم أقل فأجبته:
أخانا الكريم
لم أقل إن العلاقة بين تزكية النفس وذكر قوم ثمود في السورة هو مرور قريش بآثارهم.
وإنما قلت إن تزكية النفس لا تكون إلا بالتطهر من الشرك والكفر أولاً ثم التزكية بالإيمان واتباع الرسل وهي دعوة كانت موجهة إلى قريش لترك ما هم عليه من الشرك والكفر والإيمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم وإذا هم لم يفعلوا فليحذروا أن يحل بهم ما حل بأسلافهم من المكذبين وخص ثمود بالذكر لما سبق وأن ذكرت لك ولربما بسبب أن هناك مشابهة في الطغيان بين من تولى كبر التكذيب من قريش ومن تولاه في ثمود، ولهذا جاء التحذير من نفس المصير، ولقد أمر الله نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم أن ينذرهم صراحة بمثل عذاب قوم ثمود في قوله تعالى:
(فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (13) إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (14)) سورة فصلت
إذاً العلاقة هي التكذيب بما جاءت به الرسل وأظن الأمر واضح وليس فيه اشكال.
ثم رددت على الأخ الفاضل إبراهيم الحسني دعواه أنه لا علاقة بين مقدمة السورة ونهايتها وهو أمر استغربه منه فقلتُ:
أخانا الكريم إبراهيم
العلاقة بين صدر السورة وقصة ثمود واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، وليس للموضوع علاقة بدلالة الاقتران.
ثمود دعاها طغيانها إلى تكذيب نبي الله صالح وعقر الناقة بل محاولة قتل نبي الله صالح كما قص الله علينا ذلك في موضع آخر من القرآن حيث قال:
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ (45) قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (46) قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ (47) وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (48) قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (49) وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (50) فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51) فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (52)) سورة النمل
ولقد حاول الطغاة من كفار قريش ما حاوله الطغاة من قوم صالح:
(وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) سورة الأنفال (30)
إن تكذيب الرسل والإعراض عما جاءت به من أسباب تزكية النفوس هو بعينه تدسية النفس وجرها إلى طريق الخيبة الهلاك.
وأما قول الأخ إبراهيم:
فإن كانت هناك مناسبة فهي في قوله تعالى: "فاستحبوا العمى على الهدى" وإلا فلا ميزة أخرى يتميزون بها.
وأنا أقول هذا أمر مشترك بين كل الأمم الكافرة فمن كذب بالآخرة ورضي بالحياة الدنيا فقد استحب العمى على الهدى والآيات الدالة على ذلك كثيرة، ومنها قوله تعالى:
(الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1) اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (2) الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآَخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (3)) سورة إبراهيم
فالسورة ولله الحمد ليس فيها إشكال وهي واضحة المعنى ومباشرة في دلالتها.
هذا والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الريس عبد الرحمن]ــــــــ[01 Jan 2010, 01:13 ص]ـ
إخوتى الاعزاء جزاكم الله خيرا على ما أدليتم به من أراء و استنباطات مفيدة جميعها ولعل ما قاله أخي حجازي في آخر مداخلة له وهو قوله (وسورة الشمس جاءت في سياق الدعوة إلى الإيمان والتحذير من الشرك، وربط الفلاح بالتزكية وربط الخيبة بالتدسية ثم أعطت مثالاً على أولئك الذين اختاروا تدسية نفوسهم وهم قوم ثمود وهو مثال كافٍ للاتعاظ والعبرة.) هو تقريبا المعنى المجمل و المراد من السورة نسأل الله ان ينفنعا به لكن تلمس الحكمة في فهم معاني كتاب الله سبحانه و تعالى شيء جميل
و لكن نتظر من شيخنا (المشرف العام) أن يوافينا بما وعدنا به حين يذكره
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[02 Jan 2010, 11:28 م]ـ
ذكرها الله عزوجل كنموذج للخائب الذي دسى نفسه! والتدسية هي إدخال الشيء في الشيء! وأشهر استعمال لها مع التراب: يدسه في التراب! فثمود هداهم الله عزوجل فاستحبوا العمى على الهدى, فبدلا من أن يزكوا أنفسهم ويرتقوا بها دسوها إلى أسفل سافلين! ورضوا بكفرهم عندما انبعث أشقاهم.
قيل أن هذا الأشقى شخص يسمى قدار بن سالف, ولكن هذا لا يقدم أو يؤخر! فالملاحظ أن المفسرين لم يقولوا لنا ما سبب كونها أشقاهم؟ أما نحن فنرى أن سبب شقاوته أنه هو الذي أشقى قومه, فلقد هداهم الله –بدأت الدعوة تؤثر فيهم وتؤتي ثمارها وكان من الممكن أن يستجيبوا لسيدنا صالح- فانتفض هذا الأشقى وأسرع ليحارب الدعوة, ويثبت الناس على دين آبائهم, فاستحبوا العمى على الهدى, فشقوا وأصبح هو أشقاهم. لذلك كانوا من الخائبين!
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Jan 2010, 10:05 م]ـ
المناسبة بين القسم بالشمس وبين ذكر ثمود في السورة أن الشمس هي آية النهار وقد قال الله تعالى:
(وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا) سورة الإسراء (12)
وآية ثمود وصفها الله تعالى بنفس الوصف وفي نفس السورة فقال تعالى:
(وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا) سورة الإسراء (59)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[13 Jan 2010, 12:51 ص]ـ
المناسبة بين القسم بالشمس وبين ذكر ثمود في السورة أن الشمس هي آية النهار وقد قال الله تعالى:
(وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا) سورة الإسراء (12)
وآية ثمود وصفها الله تعالى بنفس الوصف وفي نفس السورة فقال تعالى:
(وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا) سورة الإسراء (59)
لمحة موفقة منك أخى حجازى
بارك الله فيك
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[13 Jan 2010, 01:59 ص]ـ
ليس الإبصار هنا كالإبصار هناك.
فآية: "وجعلنا آية النهار مبصرة" أي مضيئة؛ كما فسرتها آيات أخر.
وآية "الناقة مبصرة" أي آية حري بهم أن يبصروا بها الحق واضحا لا لبس فيه.
ملخص من كلام بعض المفسرين.
والله تعالى أعلم.(/)
دورة بعنوان مقاصد السور الأحد 17 - 1 للشيخ د. محمد الربيعة
ـ[معهد ابن الجزري]ــــــــ[31 Dec 2009, 11:14 ص]ـ
يعلن معهد الإمام ابن الجزري لتأهيل معلمي القرآن الكريم عن إقامة الدورة
القرآنية التطبيقية الخامسة وذلك يوم الأحد الموافق 17/ 1/1431 الموافق 3/ 1/2010
الدورة يقدمها الشيخ الدكتور / محمد بن عبدالله الربيعة
الأستاذ المساعد بقسم القرآن الكريم وعلومه بجامعة القصيم
وهي بعنوان (مقاصد سورة القرآن الكريم)
لمدة أربع ساعة تبدأ من 5:45 إلى 9:45
للتسجيل الاتصال على شؤون الطلاب رقم 3650959 تحويلة 103
علماً أن أوقات العمل في المعهد من بعد صلاة العصر إلى أذان صلاة العشاء لجميع الأيام باستثناء (الخميس والجمعة)
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/74434b3c5ceb48e91.jpg
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[31 Dec 2009, 04:57 م]ـ
أسأل الله للصديق العزيز الدكتور محمد الربيعة التوفيق والسداد في هذه المحاضرات، ولعلكم تقومون في المعهد بتوثيقها ونشرها جزاكم الله خيراً.(/)
سؤال في تفسير آية قتل الخطأ
ـ[أبو باسم]ــــــــ[31 Dec 2009, 02:27 م]ـ
في آية قتل الخطأ في سورة النساء في حق المؤمن قال (فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله) وفي حق المعاهد والذمي قدّم الدية على تحرير الرقبة فقال (فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة) وأكيد أن ذلك لحكمة , أرجو إفادتي وفقكم الله.
ـ[المنصور]ــــــــ[31 Dec 2009, 03:25 م]ـ
أخر الدية عند ذكر المؤمن لقوله بعدها (إلا أن يصدقوا). وأخر ذكر تحرير الرقبة عند ذكر الذميين والمعاهدين حتى يكون قوله تعالى (فمن لم يجد) راجعا للرقبة فقط وليس للدية معها. كما أنه لم يذكر الصدقة في حق الذميين والمعاهدين لأن في ذلك إذلالا للمؤمن في تعامله مع هؤلاء فلم يذكر الصدقة منهم مع أنها تصح لو تنازلوا، ولكنها لاتسمى صدقة في حقهم. بينما لا توجد هذه الذلة بين المؤمنين فشأن المؤمنين بعضهم مع بعض هو التراحم وتذلل بعضهم مع بعض (أذلة على المؤمنين).
والله تعالى أعلم. وأستغفر الله العظيم.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[31 Dec 2009, 04:32 م]ـ
الأخوة الكرام،
حتى لا يحصل الالتباس نقول:
1. هذا نص الآية 92 من سورة النساء:"وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا":
واضح في سياق الآية الكريمة أن الكلام عن القتيل المؤمن. أما ما ورد عند البعض من أن القتيل المعاهد غير المؤمن تجب فيه الكفارة فضعيف لا يؤخذ به وإن قاله فقيه مجتهد. فهو في رأينا من شذوذ الفقهاء.
2. عندما يكون القتيل المؤمن من قوم بيننا وبينهم ميثاق فتجب الدية، والكفارة لأنه مؤمن. وتقديم الدية فيه إشارة إلى المسارعة بدفع الدية حتى لا يبدو الأمر نقضاً للميثاق.
3. إذا كان القتيل المؤمن من قوم عدو لنا فتجب الكفارة لكونه مؤمناً، ولا تجب الدية لأن العداوة تمنع ذلك.(/)
أفيدوني مأجورين
ـ[محمد الغامدي]ــــــــ[01 Jan 2010, 02:19 م]ـ
تفسير بن عطية المحرر الوجيز مطبوع في كم مجلد؟
وماهي عقيدته وأيهما أفضل تفسيره أم تفسير الشوكاني؟
ـ[محمد منقذ]ــــــــ[01 Jan 2010, 03:24 م]ـ
قال ابن تيمية: (تفسير ابن عطية وأمثاله أتبع للسنة والجماعة، وأسلم من البدعة من تفسير الزمخشري، ولو ذكر كلام السلف الموجود في التفاسير المأثورة عنهم على وجهه لكان أحسن وأجمل، فإنه كثيراً ما ينقل من تفسير محمد بن جرير الطبري، وهو من أجل التفاسير -أي الطبري- وأعظمها قدراً، ثم إنه يدع ما نقله ابن جرير عن السلف لا يحكيه بحال، ويذكر ما يزعم أنه قول المحققين، وإنما يعني بهم طائفة من أهل الكلام الذين قرروا أصولهم بطرق من جنس ما قررت به المعتزلة أصولهم، وإن كانوا أقرب إلى السنة من المعتزلة، لكن ينبغي أن يعطى كل ذي حق حقه، ويعرف أن هذا من جملة التفسير على المذهب).
وقال عنه أيضاً: (وتفسير ابن عطية خير من تفسير الزمخشري، وأصح نقلاً وبحثاً، وأبعد عن البدع، وإن اشتمل على بعضها، بل هو خيرٌ منه بكثير، بل لعله أرجح هذه التفاسير، لكن تفسير ابن جرير أصح من هذه كلها). وكان قد سئل عن تفسير الزمخشري والقرطبي والبغوي. وتفسير الشوكاني كثيرٌ مما فيه مأخوذ من تفسير القرطبي.
والمحرر الوجيز مطبوع في خمسة مجلدات.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[02 Jan 2010, 11:22 ص]ـ
تفسير ابن عطية (المحرر الوجيز) - طبعة قطر - نسخة منسقة
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=31207
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية كتاب الكتروني رائع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=183736
وهلا وغلا
وعلى الرحب والسعة
ـ[محمد الغامدي]ــــــــ[02 Jan 2010, 05:34 م]ـ
جزاكم الله خير ورفع الله من قدركم(/)
ارجوا مساعدتي
ـ[صدى الحرمان]ــــــــ[01 Jan 2010, 03:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني اخواتي
اعضاء الملتقى الطيب
اسأل الله ان يرزقنا وإياكم العلم النافع
وشكر الله سعيكم, وحرصكم
اطلب منكم مساعدتي في كتابة بحث عن فضل الصحابه ع طريقة التفسير الموضوعي
ليس لدي متسع من الوقت,,نهاية الاسبوع هو اخر وقت للتسليم.
وعليه 15 درجه من اعمال السنه, وانا اخر سنه لي ,ولا اعرف طريقة الكتابه فيه
ولا المراجع, وليس لدي وقت انا اخرج للتطبيق الميداني
فارجوا ممن كان عنده وقت ,,او يستطيع مساعدتي,,ان لا يبخل علي
بارك الله في جهودكم,, وعلمكم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Jan 2010, 04:14 م]ـ
يمكن الاستفادة من كتاب الشيخ عثمان الخميس (حقبة من التاريخ)
http://www.waqfeya.com/search.php
حيث جمع فيه الآيات التي تدل على عدالة الصحابة، وأورد القضايا التي تحتاجينها في بحثك.
وفكرة التفسير الموضوعي يمكنك تعلمها من خلال قراءة خطوات الكتابة في التفسير الموضوعي من الموضوعات التالية:
www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5038
www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5494
www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=9404
www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5808
والبحث ربما لا يتجاوز 15 صفحة، فسوف تتمكنين من كتابته وتستفيدين معرفة جديدة في فكرة التفسير الموضوعي ومنهجيته على وجه الإيجاز.
وأنصحك بشراء كتاب (مباحث في التفسير الموضوعي) للدكتور مصطفى مسلم، فهو متوفر في المكتبات ويبين لك الخطوات بسهولة.
ـ[صدى الحرمان]ــــــــ[01 Jan 2010, 09:46 م]ـ
اسأل الله الكريم الرحيم,,
ان لايحرمك الاجر,,
وان يجعل لك من كل همافرجا,, ومن كل ضيق مخرجا
الف شكر لك,,جعلها الله في موازيين حسناتك
ـ[صدى الحرمان]ــــــــ[01 Jan 2010, 09:54 م]ـ
اسأل الله الكريم الرحيم,,
ان لايحرمك الاجر,,
وان يجعل لك من كل همافرجا,, ومن كل ضيق مخرجا
الف شكر لك,,جعلها الله في موازيين حسناتك(/)
كيف أميز بين الجامد والمشتق في القرآن الكريم .. ؟
ـ[لطيفة]ــــــــ[01 Jan 2010, 03:23 م]ـ
ثمة أسماء في القرآن الكريم أحار أهي جامدة أم مشتقة، منها:
يوم ـ عربي ـ رسول ـ صديق ـ طفل ـ أخرى ـ فلك ـ دبر
ملة ـ قِبلة ـ مسكين ـ إمام ـ قدم ـ أعمى ـ بصير ـ نفس
فكيف أميز هذه الأسماء وما هو على شاكلتها .. ؟
فأنا في حاجة قصوى لمعرفة ذلك ..
ولكم خاالص الشكر
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 Mar 2010, 11:57 م]ـ
كلمة (مشتق) لها معنى عند النحويين، ولها معنى عند علماء الاشتقاق.
فالمشتق عند النحويين هو ما أخذ من مصدره للدلالة على معنى وصاحبه كاسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة.
وأما المشتق في علم الاشتقاق فهو أعم من ذلك؛ قال في المراقي:
والاشتقاق ردك اللفظ إلى ...... لفظ وأطلق في الذي تأصلا
فعلى التعريف الثاني تكون كل هذه الألفاظ مشتقة، وعلى تعريف النحويين فبعضها مشتق وبعضها جامد.
والمشتق منها:
رسول ـ صديق ـ أخرى - مسكين ـ إمام ـ أعمى ـ بصير
والباقي جوامد، ولكن بعض الجوامد قد يؤول بالمشتق؛ كالمنسوب.
والله أعلم.
ـ[بوعلام]ــــــــ[23 Apr 2010, 08:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - هل هناك طبعة لكتاب -الفتوحات الالهية على تفسير الجلالين- وبارك الله فيكم جميعا
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[23 Apr 2010, 10:08 م]ـ
أولاً:من المسلمات أنه في أحيان كثيرة تكون العلاقة بين الدال والمدلول علاقة اعتباطية لا تعلل، وهذه سمة من سمات اللغة.
فلا علاقة بين شجرة ومدلولها، ولا علاقة بين قطة مثلا ومدلولها، فالعلاقة بينهما اعتباطية.ومع ذلك فأنا أقول أن الله تعالى علّم آدم الاسماء كلها وقد كان لكل اسم مرادفه في المعنى فمعنى آدم من أدم لأنه خلق من أديم الارض أي وجهها ومعنى حواء من حياة لانها خُلقت من حيّ وهو آدم عليه السلام الذي خلقت منه وهكذا وبعد مرور العصور والدهور خفي علينا بعض أصول الاسماء وبقي كثير منها له مدلول يتقمصه ومنها ما خفي علينا مدلوله لإختلاف العصور وتطور اللغة ومفاهيمها من جيل الى جيل. ولكن الاصل أن كل أسم ملاصق في أصله لمعناه.
ومع ذلك فإن كثير من الاسماء لها تعليل رغم اعتباطها مثل البقرة الثور والنعجة والخروف والعصا والسيف أسماء لا علاقة لها بجذرها في المعنى.
فالبقرة من بقر الأرض للحراثة
والثور تسمي به العرب ما فيه ثوران فالشفق لثوران حمرته سمي ثورا وكذا الثور لثورانه.
والسيف جاء في مقاييس اللغة: "السين والياء والفاء أصلٌ يدلُّ على امتدادٍ في شيء وطول. من ذلك السَّيف، سمِّيَ بذلك لامتداده."
وأما العصا فجاء فيها: "فالأوَّل العصا، سمِّيت بذلك لاشتمالِ يدِ مُمْسِكِها عليها، ثم قيس ذلك فقيل للجماعة عَصاً. يقال: العَصَا: جماعةُ الإسلام، فمن خالَفَهم فقد شقَّ عصا المسلمين."
وفي الخروف وقال بعضُ أهلِ اللغة: "إن الخَروفَ يسمَّى خَروفاً لأنّه يَخْرُف مِن هاهنا وهاهنا" ويخرف في اللغة: يجني
وفي النعجة: "النون والعين والجيم: أصلٌ صحيح يدلُّ على لونٍ من الألوان. منه النَّعَج: البياضُ الخالص."
وإني على يقين أن لغة مثل العربيّة لا بد أن يكون فيها من الاسرار المكنونة ما ليس في لغة أخرى لأنها اختيار الله تعالى لنا في الدنيا وفي الاخرة لأنها ستكون لغة أهل الجنة. فلا غرابة أن يكون فيها لكل أسم من أسمائها مدلوله الخاص به. هذا من جهة أما من جهة الاصوات. نعم هناك علاقة وثيقة بين الصوت ومدلول الكلمة فمثلاً كلمة ها أنا فإن الهاء هنا دلّت على صوت هوائي له مدّ تصلح لنداء القريب وهي من الاحرف الهوائية. أما حرف النداء البعيد (يا) فلا بد لها من مد طويل للتتناسب مع البعد فننادي بياء النداء الطويلة التي تمد في القرآن الكريم ما بين أربع الى ست حركات وجوباً وهكذا. وكلمة نار فيها مد طبيعي مقداره حركتين لتنبيه السامع أنها محرقة وأحياناً تمد في القرآن الكريم مقدار ست حركات. أما الجنة فليس فيها مد ولكن أحرفها فيها إذلاق وإصمات واستفال وبعيدة عن التفخيم أو القرع أو الاستعلاء لأن ذلك لا يتناسب مع معناها الهاديء الظليل؟ أما كلمة حاقة فلا بد من مدها ست حركات وجوباً لتنبيه السامع وتحذيره وكذلك الطامة والصاخّة وهكذا دواليك. علماء الصوت والتجويد رتبوا أحرف اللغة العربيّة
(يُتْبَعُ)
(/)
وقسموها الى أقسام كثيرة ووجدوا أن هناك علاقة حميمة بين صوت الحرف والمعنى في غالب الاحيان. أما إذا وجد كلمات لا ينطبق عليها هذا الاصل فتكون قد بدلت وتغيرت مدلولاتها بتعاقب الامم والحضارات. وأخيراً فإني أحمده تعالى على ما قد ساقه الله تعالى إليّ من كلام أرجو أن يكون فيه الفائدة لكل القراء. والحمد لله رب العالمين
ـ[مخلد اسماعيل]ــــــــ[27 Apr 2010, 10:24 ص]ـ
بين علمي النحو و الصرف علاقة وثيقة لذلك كان يطلق على علم الصرف علم النحو فكان الصرف بابا من أبواب النحو, ولم يكن منفصلا عنه لذلك علماء النحو هم علماء الصرف فكل النحاة جعلوا في كتبهم بابا للصرف.
فالمشتق عندهم: هو الاسم الذي اشتق من أصل دل على حدث أي: كل اسم اشتق من فعل , لان المشتق يعمل عمل فعله الذي اشتق منه بشروط مثل اسم الفاعل والمفعول ... والمصادر مع وجود الخلاف بينهم أمشتقة من الفعل أم الفعل مشتقة منها. قال الله تعالى: "إني جاعل في الأرض خليفة"
خليفة: مفعول به منصوب لاسم الفاعل.
لكن اللغويين توسعوا في الاشتقاق لأن اهتمامهم بدلالة الألفاظ و معانيها فهم يرجعون كل كلمة إلى أصلها ويبينون علاقة الكلمة بأصلها.
و اللغويون هم أصحاب المعاجم و كتب أصول اللغة مثل ابن جني في كتابة الخصائص فقد توسع في تعريف الاشتقاق يقول:"وذلك أن الاشتقاق عندي على ضر بين كبير وصغير ......
فالصغير ما في أيدي الناس و كتبهم كأن تأخذ أصلا من الأصول فتقراه فتجمع بين معانية وان اختلفت صيغه ومبانيه و ذلك كتركيب (س ل م) فانك تأخذ منة معنى السلامة في تصرفه نحو سلم وسالم وسلمان وسلمى والسلامة والسليم .....
وأما الاشتقاق الأكبر فهو أن تأخذ أصلا من الأصول الثلاثية فتعقد علية وعلى تقاليبه الستة معنى واحد أتجمع التراكيب الستة وما يتصرف من كل واحد منها عليه وإن تباعد شيء من ذلك رد بلطف الصنعة والتأويل إليه كما يفعل الاشتقاقيون في ذلك في التركيب الواحد .........
ك ل م/ك م ك /م ك ل/م ل ك/ل ك م/ل م ك"
لذلك النحاة لم يتوسعوا في الاشتقاق إنما المشتق عندهم ما اشتق من الفعل لأنه يعمل عمل ذلك الفعل للعلاقة بينهما.
ولكن اللغويين توسعوا لأنهم اهتموا بدلالة الألفاظ ومعانيها
وهذا مثال للتوضيح: كلمة " الشجرة "
فهي عند النحويين اسم جامد دل على عين "شجرة" لأنه لا يدل على حدث.
ولكن اللغويين لأنهم اهتموا بدلالة الألفاظ نجدهم توسعوا في ذلك
يقول ابن فارس-رحمه الله-:" الشين والجيم والراء أصلان متداخلان يقرب بعضها من بعض ولا يخلو معناهما من تداخل الشيء بعضه في بعض ومن علو في شيء وارتفاع ........ فالشجر معروف الواحدة شجرة وهي لا تخلو من ارتفاع وتداخل أغصان ... "(/)
أمخطوط أم مطبوع .. ؟
ـ[لطيفة]ــــــــ[01 Jan 2010, 03:34 م]ـ
ثمة عنوانات لبعض الكتب أشارإليها بعض المفسرين .. أنا في أمس الحاجة إليها ..
لكن لا أعلم إليها سبيلا .. ولا أدري أهي مطبوعة أم لا تزال مخطوطة .. ؟
وهي:
شحذ الهمة في إفراد العم وجمع العمة / للسيوطي
تفسير ابن عرفة
المفرد وجمعه /للأخفش
إضافة إلى بحث للدكتور غالب شاويش بعنوان العدول عن المفرد إلى الجمع وعكسه في الفاصلة القرآنية .. أتمنى أن أعرف .. هل نشر .. وأين .. أو وسيلة تواصل مع الدكتور غالب
ولكم خاااالص الشكر
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Jan 2010, 04:33 م]ـ
شحذ الهمة في إفراد العم وجمع العمة / للسيوطي
راجعي معجممؤلفات السيوطي للشيباني فقد يشير إليه سواء كان مخطوطاً أومطبوعاً.
تفسير ابن عرفة
طبع مؤخراً في أربعة مجلدات عن دار الكتب العلمية، وقد سبقت الإشارة إليه في الملتقى.
المفرد وجمعه /للأخفش
يغلب على الظن أنه مفقود.
بحث للدكتور غالب شاويش بعنوان (العدول عن المفرد إلى الجمع وعكسه في الفاصلة القرآنية) .. أتمنى أن أعرف .. هل نشر .. وأين .. أو وسيلة تواصل مع الدكتور غالب
لا علم لي بهذا البحث.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[01 Jan 2010, 05:45 م]ـ
تفسير ابن عرفة
من أحدث جرائم دار الكتب العلمية: نشر تقييد الشيخ الأُبِّي لكلام شيخه شيخ الإسلام بالمغرب الإمام ابن عرفة.
والجريمة تتمثل في قبول تلك الدار ذلك العمل التحريفي التخريبي الذي ينسب على غلاف الكتاب للمسمى (جلال الأسيوطي) ونشره وهو على تلك الحالة المؤسفة فعلا.
ويكفي أن يعلم الإنسان أن المسمى جلال السيوطي ادعى أن النسخة التي اعتمدها بخط الإمام ابن عرفة، والإمام لم يكتب بيده تفسيرا قط، بل هو تقييد من تلميذه الشيخ الأبي، بل من الأخطاء الكبيرة نشر ذلك التقييد باسم تفسير ابن عرفة لأنه من عمل الشيخ الأبي، وجملة من النسخ المخطوطة لهذا التقييد تعرف بتفسير الشيخ الأبّي، وهذا ما ينبغي اعتماده لأنه من جمعه واجتهاده وفيه أيضا جملة من تعليقاته التي يصدرها بقوله: (قلت)
وإضافة إلى ذلك، فقد أخرج لنا المسمى جلال السيوطي بالتواطئ مع دار الكتاب "العلمية" مخطوطا محرفا مشوها، فلم يحسن حتى قراءة ذلك المخطوط الذي اعتمده، فكيف إذا عرفت أن هذا التقييد الذي جمعه الشيخ الأبّي يحتاج تحقيقه لجمع نسخ عديدة منه ويحتاج مشاركا بالعلوم العقلية والنقلية واللغوية ليحل الإشكالات ويجلي الخفيات؟؟؟ وبذلك فقط يمكن إخراج ذلك التقييد النفيس ـ الذي تضمن نكتا وإشارات وحل إشكالات قل أن توجد في التفاسير مجتمعة ـ بشكل علمي مقبول.
فالنصيحة التي أسديها لدار الكتب العلمية إن كان لها ذرة رسالة علمية هو سحب هذا العمل من المكتبات وإيقاف نشره، فإنه من الجرائم في تراث الأمة الإسلامية، بل من الجرائم في حق القرآن العظيم ولا أبالغ لأن التفاسير إنما شرفت وعظمت من أجل القرآن العظيم، فأي عمل ينشر على تلك الحالة الرديئة يعتبر إخلال بقدسية القرآن العظيم.
كما أرى استفادة الطلبة من هذه النشرة تكاد تكون منعدمة، بل يوشك أن يحصل لهم العكس لما فيها من قلب لمباني الكلمات وتحريف لمعانيها. والله المستعان، والله المستعان.
ـ[لطيفة]ــــــــ[01 Jan 2010, 06:42 م]ـ
د. عبد الرحمن .. دائما لك قصب السبق .. شكر الله لك
أبو عبيدة الهاني .. شكر الله لك هذه الإضافات القيمة .. وإن كان قد يلتمس للمحقق كون التفسير أخذ من كلام ابن عرفة وإن لم يكتبه بيده .. مرة أخرى: شكرا لك ..
وفي انتظار ما يمكن إضافته خاصة حول بحث غالب شاويش وكتاب الأخفش والسيوطي.(/)
معاني كلمات القرآن الكريم في جدول اكسل.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Jan 2010, 08:51 م]ـ
هذا جدول على برنامج Excel اشتمل على بيان معاني كلمات القرآن الكريم يمكن البحث فيه بسهولة.
جزى الله خيراً من قام بعمله وترتيبه، وقد وصلني على بريدي من الدكتور فهد الرومي وفقه الله، ولم أراجع محتواه، وإنما اطلعتًُ عليه اطلاعاً سريعاً، وهو مفيد في البحث السريع عن معنى أي كلمة في القرآن.
الملف في المرفقات.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[02 Jan 2010, 10:46 ص]ـ
هو كتاب كلمات القرآن تفسير وبيان للشيخ حسنين مخلوف
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[04 Jan 2010, 12:23 ص]ـ
شيخنا التفسير يؤول الصفات.فهل صاحبه أشعري؟
منْ في السّماء أمْرُه و قَضاؤُه و سلطانه 67 الملك
والله عز وجل امره وقضاؤه وسلطانه في السماء والارض.
ثم هل يعتبر هذا تفسيرا؟:
54 استوى على العرش إستواءً بالمعنى اللائق به سبحانه 7 الاعراف
اذا لم يعلم معنى الاستواء الا بالاستواء؟
67 قبْضته مِلكه و في مَقدوره و تصرّفه 39 الزمر
67 مَطْويات بيمينه بقدرته كطيّ السّجل للكتب 39 الزمر
وأي شيء خارج عن ملكه ....
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[09 Feb 2010, 12:50 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يمكنني اعتماد هذا الجدول؟!
لأنني أحتاجه في مدارسة مع بعض الأخوات ... ويسهل علي طباعة الجدول مباشرة ..
أم أنكم تدلوني على غيره؟
ـ[معلمة]ــــــــ[02 May 2010, 05:24 م]ـ
جزاكما الله خيراً وأحسن إليكما. جهد مشكور وعمل نافع.
ـ[حادي الحجيج]ــــــــ[03 May 2010, 02:12 م]ـ
لاحرمت الأجر(/)
سؤالين ,, حول آدم عليه السلام؟
ـ[أبو مفازه]ــــــــ[02 Jan 2010, 03:12 م]ـ
قصة آدم عليه السلام و سجود الملائكة وأخراجه من الجنه ..
هذة القصة ذكرت أحياناً بأيجاز و أحياناً بشئ من التفصيل ,, في أكثر من موضع من القرآن الكريم .. قد تكون مواضع كثيره بالنسبه لأي قصه أخري
السؤال هنا ,, بالتأكيد أ، هناك مغزي من التكرار لهذة القصة وبصيغات مختلفه؟
سؤال آخر ,, في سورة الواقعه وفي وصف الجنه
أسئل الله أن لا يحرمنا وأياكم والمسلمين أجمع منها
(وفاكهة كثيرة , لا مقطوعة ً ولا ممنوعه)
مفردة ,, ممنوعه ,,هل هي أشاره بأن الأنسان يدخل الجنه وينال نعيمها ,, علي النقيض تماماً عندما دخل أول مره من خلال أبونا أدم ,, حين كانت شجرة محرمه عليه أن يأكل منها ,, فوسوس له الشيطان وأكل منها ..
جزيتم الفردوس
ـ[رأفت المصري]ــــــــ[04 Jan 2010, 01:22 ص]ـ
حياكم الله أخانا الكريم في رحاب هذا الملتقى المبارك، ونسأل الله تعالى أن ينفعكم وينفع بكم، ويفتح علينا وعليكم أسرار كتابه الكريم ..
أما سؤالكم الأول - حفظكم الله -:
فإن القصص القرآني عموماً يستشهد به على المعاني المتنوّعة التي يسوقها السياق، وما يُساق منها لا بد وأن يناسب المعنى المستَشهَد بها عليه.
ومن هنا تختلف أساليب هذه القصص إيجازاً وإطناباً، وزيادة ونقصا وأشباهه.
وليراجع كتاب الدكتور فضل عباس: "القصص القرآني"، فقد عرض لسؤالكم هذا تحديدا فيما عرض له من قصص.
أما سؤالكم الثاني، فلا أحسب أن النصّ أشار إلى ذلك بوجهٍ من الوجوه فإن السياق يُبعِد هذا، وإن كان معناه العام صحيحاً، إلا أنه يُشترط لافتراض إرداة الإشارة دلالة السياق، وإلا لم تكن إشارة، والله أعلم.
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[05 Jan 2010, 03:11 ص]ـ
لعلي أن أفيد شيئا في السؤال الثاني
فإن الآيات جاءت على التوالي: (وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (29) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30) وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ (31) وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ (33) وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ)
فالوصف لنعيم أصحاب اليمين؛ واشتملت الآيات أصولا هندسية:
قوله (في سدر مخضود) يعني لا شوك فيه فتكون هذه الصفة التي تعتبر فيها شجرة السدر صحية بسبب طيب الأرض التي نبتت فيها، ولعله يقاس عليها حال الورود والزهور ذات الشوك أنها ليست طيبة المنبت وإلا لكانت مخضودة بخلقتها
قوله: (وطلح منضود) هو طريقة تسوير البساتين بأشجار الطلح بنضدها مصفوفة بمسافات مقدرة في الغرس، كما هي حال أشجار النخيل في البساتين تغرس وبين كل نخلتين أربعة أمتار على الأقل؛ إلا أن الطلح يصف صفا كأنه السور وعليه قامت سنة إحياء الموات بإثبات الملك بسور منضود من الطلح والأثل والنخيل وغيره من شجر البوادي
وفائدته في الجنة زراعيا جاء في قوله (وظل ممدود)
ثم وصف الشجر المثمر فقال (وفاكهة كثيرة) متنوعة الأصناف كثيرة ثمرتها في أشجارها. لتنكير لفظي (فاكهة) و (كثيرة)
ثم قال (لا مقطوعة ولا ممنوعة) وهو وصف كرم الفواكه ككرم العنب وغيره أنها ليست مقطوعة من أغصانها ولا ممنوعة عن طالبها فيقطفها متى شاء
ثم قال في تتمة النسق الوصفي الذي احتوى أعلى مقاييس الكمال في النعيم: (وفرش مرفوعة) وصف عام للجلسات المتخذة في الجنان بين الأشجار المثمرة أنها فرش مرفوعة عن الأرض قصدا كالكراسي والأرائك المتخذة للحدائق والجنان بمواصفات فخمة
فهذه الأصول تفيد كثيرا من أراد أعلى مواصفات الزراعة للبيوت والإنتاج الصحي للثمار والديكور الفخم واكتمال الراحة بالفخامة
فإن كان هذا المعنى استفيد لغة في الحياة فكيف بجنة الخلد التي ليس فيها من الحياة إلا الأسماء فالحمد لله الذي هدى للخير وكمل النعمة لعباده في أرضه باشتمالها المعاني اللغوية من الآخرة مع تباين الكنه الغائب في المغيبات التي استأثر بها
والله أعلم
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[05 Jan 2010, 02:39 م]ـ
إلحاقا:
لعل السدر المخضود اتخذ في تحديد المداخل والأبواب لذلك تميز أنه لا شوك فيه
بينما كان الطلح المنضود أوفر ظلا فاتخذ في تسوير الجنات لتكون أمثل باكتمال مواصفاتها الهندسية والمنفعية
وللعل الفرش المرفوعة وضعت على كراسي وأرائك الخيزران والأخشاب من قصب النباتات المزروعة فاكتمل جمال كروم الفواكه بالجلسات المنسقة بتقنيات راقية هندسيا جاءت بأكمل ما أراد الله لأصحاب الجنة
فيستفاد هذه المعاني في عمارة الأرض والله أعلم
ـ[محمد الغامدي]ــــــــ[07 Jan 2010, 12:55 ص]ـ
هناك كتاب للدكتور صلاح الخالدي القصص القرآني ذكر فيها هذه القصة
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[07 Jan 2010, 02:07 ص]ـ
هناك كتاب للدكتور صلاح الخالدي القصص القرآني ذكر فيها هذه القصة
وللدكتور الشيخ / عبد الجواد محمد طبق - أستاذ البلاغة والنقد المساعد بجامعة الأزهر - كتاب قد خصصه لقصة آدم وحدها، وعنوانه:
((متشابه النظم القرآنى فى قصة آدم عليه السلام)) ويقع فى 232 صفحة من القطع الكبير وصادر عن دار الأرقم بالزقازيق
والفصل الأول منه (من صفحة 10 حتى صفحة 20) يجيب بالتفصيل عن السؤال الأول للأخ السائل، اذ كان عنوان ذلك الفصل: (مواقع القصة فى القرآن الكريم)
ولفضيلته كذلك كتاب آخر يتناول فيه قصة آدم عليه السلام من زاوية خاصة وعنوانه:
((نقض بلاغى لعلاقات مزعومة بين القرآن ونظرية دارون))(/)
كل تفسير يمتاز بماذا؟
ـ[محمد الغامدي]ــــــــ[02 Jan 2010, 07:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو إفادتي
1) التفاسير التي تعتمد على أقوال السلف في الآية؟
2) التفاسير التي تعتني بذكر المناسبة والربط بين الآيات؟
3) التفاسير التي تعتني بذكر الأحكام الفقهية في الآية؟
4) التفاسير التي تعتني بإعراب الآية؟
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[02 Jan 2010, 07:49 م]ـ
من الكتب المقررة في كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية كتاب: (التفسير والمفسرون) لمحمد بن حسين الذهبي -رحمه الله- وفيه الجواب على جميع أسئلتك حفظك الله.
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[02 Jan 2010, 10:13 م]ـ
جواب سريع لما تريد والتفصيل يتبع بإذن الله تعالى:
أما التفاسير التي تعتمد على أقوال السلف في الآية؟
فمنها تفسير ابن كثير
وزاد المسير لابن الجوزي
والماوردي في النكت والعيون حيث يذكرون الاقوال في الآية
2) التفاسير التي تعتني بذكر المناسبة والربط بين الآيات؟
منها مفاتيح الغيب للرازي، وغرائي القرآن ورغائب الفرقان للنيسابوري، وروخ المعاني للآلوسي هذه فيها المناسبات بين السور أما الربط بين الايات فأبرز تفسير عنى بهذا تفسير نظم الدرر للبقاعي
ومن التفاسير الحديثة تفسير المنار
ولا يخفى عليكم ما في الظلال لسيد قطب من العناية الواضحة بالربط بين أجزاء السورة والآيات والوحدة الموضوعية للسورة، وللفراهي عناية كبيرة في المناسبات، ومنها الاساس في التفسير لسعيد حوى
3) التفاسير التي تعتني بذكر الأحكام الفقهية في الآية؟
الجامع لأحكام القرآن - للقرطبي
أحكام القرآن لابن العربي
أحكام القرآن للجصاص (على المذهب الحنفي) و (للكيا لهراسي: على المذهب الشافعي) و للطحاوي،
4) التفاسير التي تعتني بإعراب الآية؟
من التفاسير القديمة: البحر المحيط لأبي حيان
والدر المصون- للسمين الحلبي
ومشكل أعرب القرآن - لمكي بن أبي طالب القيسي
عدا عن كتب إعراب القران - لابن سيدة وكنب معاني القرآن للفراء والزجاج والاخفش
والتبيان في اعراب القرآن للعكبري
ومن التفاسير الحديثة
1 - ا لجدول في إعراب القرآن الكريم: صافى محمود بن عبد الرحيم
2 - إعراب القرآن وبيانه: محي الدين الدرويش
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[02 Jan 2010, 11:21 م]ـ
جزاكم الله خيراً , وأضيف: لمعرفة أقوال السلف في الآية ينظر تفسير ابن جرير وابن أبي حاتم والدر المنثور.
ـ[محمد الغامدي]ــــــــ[04 Jan 2010, 05:29 م]ـ
جزاكم الله خير ولكن أين الشوكاني وبن عطية وبن أبي حاتم والشنقيطي(/)
جدول تفسير القرآن الكريم كلمة كلمة
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[02 Jan 2010, 08:20 م]ـ
وصلني اليوم هذا الجدول وفيه تفسير القرآن الكريم كاملاً كلمة كلمة وهو منسق بشكل طيب على برنامج إكسل. جزى الله تعالى من قام بعمله وتصميمه.
ـ[سعاد عبداللطيف]ــــــــ[02 Jan 2010, 08:41 م]ـ
جزاكم الله خير، أختي سمر، وقد سبقك به الدكتور الفاضل د. عبدالرحمن الشهري وقد وجدناه في الموقع، فعلا أفادنا فهو سهل في البحث عن معاني كلمات القرآن الكريم بطريقة مبسطة
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=18378
فجزاكم عنا خير الجزاء
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[02 Jan 2010, 08:52 م]ـ
جزاكم الله خيرا .. فكرة لطيفة ... لكن هل لنا أن نعرف من قام به، أو المرجع الذي اعتمد عليه؟
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[02 Jan 2010, 09:43 م]ـ
بارك الله فيك أختي الكريمة سعاد على تعقيبك ولم أنتبه لوجود الموضوع سابقاً فعذراً على التكرار. كان يجب أن أعلم أن مشرفنا الفاضل سباق للخير دائماً وهو دائماً يتصيد لنا أفضل الكتب والبرامج النافعة.
أخي الفاضل د. عبد الله الرسالة وصلتني محولة من الأخ الحسين زايد من الهيئة المغربية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة ولا أعلم إن كان هذا العمل من أحد أعضاء الهيئة أم لا. هذا بريد الأخ الحسين زايد إن شئت الاستفسار منه عن الجدول
ijazaid@yahoo.fr
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[02 Jan 2010, 10:20 م]ـ
بارك الله فيكم .. فقد عملت مقابلة سريعة بينه وبين تفسير حسنين مخلوف فوجدت تطابقا واضحا مما يغلب على الظن أنه تفريغ لمعلوماته(/)
سيد قطب والجزع
ـ[نايف المطيري]ــــــــ[02 Jan 2010, 09:23 م]ـ
يقول سيد قطب رحمه الله في قوله تعالى:
(لكي لا تأسوا على ما فاتكم , ولا تفرحوا بما آتاكم). .
فاتساع أفق النظر , والتعامل مع الوجود الكبير , وتصور الأزل والأبد , ورؤية الأحداث في مواضعها المقدرة في علم الله , الثابتة في تصميم هذا الكون. . كل أولئك يجعل النفس أفسح وأكبر وأكثر ثباتا ورزانة في مواجهة الأحداث العابرة. حين تتكشف للوجود الإنساني وهي مارة به في حركة الوجود الكوني.
إن الإنسان يجزع ويستطار وتستخفه الأحداث حين ينفصل بذاته عن هذا الوجود. ويتعامل مع الأحداث كأنها شيء عارض يصادم وجوده الصغير. فأما حين يستقر في تصوره وشعوره أنه هو والأحداث التي تمر به , وتمر بغيره , والأرض كلها. . ذرات في جسم كبير هو هذا الوجود. . وأن هذه الذرات كائنة في موضعها في التصميم الكامل الدقيق. لازم بعضها لبعض. وأن ذلك كله مقدر مرسوم معلوم في علم الله المكنون. . حين يستقر هذا في تصوره وشعوره , فإنه يحس بالراحة والطمأنينة لمواقع القدر كلها على السواء. فلا يأسى على فائت أسى يضعضعه ويزلزله , ولا يفرح بحاصل فرحا يستخفه ويذهله. ولكن يمضي مع قدر الله في طواعية وفي رضى. رضى العارف المدرك أن ما هو كائن هو الذي ينبغي أن يكون!
وهذه درجة قد لا يستطيعها إلا القليلون. فأما سائر المؤمنين فالمطلوب منهم ألا يخرجهم الألم للضراء , ولا الفرح بالسراء عن دائرة التوجه إلى الله , وذكره بهذه وبتلك , والاعتدال في الفرح والحزن. قال عكرمة - رضي الله عنه - "ليس أحد إلا وهو يفرح ويحزن , ولكن اجعلوا الفرح شكرا والحزن صبرا". . وهذا هو اعتدال الإسلام الميسر للأسوياء.(/)
سؤال حول تفسير الكواشي .. هل طبع؟
ـ[فاروق الكردي]ــــــــ[02 Jan 2010, 11:04 م]ـ
لا أدري تفسير الكواشي مطبوع أو لا، أجيبوني جزاكم الله.
ـ[محمد منقذ]ــــــــ[02 Jan 2010, 11:12 م]ـ
محقق في رسائل، لكن غير مطبوع
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Jan 2010, 07:20 ص]ـ
نعم طبعت عدة أجزاء منه في العراق مؤخراً، بتحقيق الأستاذ الدكتور محي هلال السرحان ويوجد لدي نسخة من المطبوع.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64b41fc466fced.jpg
وأما التحقيق الذي تم بقسم القرآن وعلومه بجامعة الإمام في عدة رسائل ماجستير فلم يطبع.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[04 Jan 2010, 02:05 م]ـ
من مؤلفات أبي العباس الموفق الكواشي (680هـ):
تبصرة المتذكر وتذكرة المتبصر: ويسمى بالتفسير الكبير, ويشتمل على تفسير القرآن الكريم من أوله إلى آخره.
وقد حقق في عدة رسائل في قسم التفسير بالجامعة الإسلامية لكنه لم يطبع.
(1) رسالة ماجستير:
تبصرة المتذكر وتذكرة المتبصر في تفسير القرآن العزيز
لموفق الدين أبي العبَّاس أحمد بن يوسف الكَوَاشي (ت 680 هـ)
تحقيق ودراسة من أول الكتاب إلى آخر سورة البقرة
إعداد الباحث: عبد الله بن نافع بن حذيفة العمري
إشراف: د. عبد العزيز محمد عثمان.
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة - كلية القرآن الكريم - قسم التفسير
تاريخ المناقشة: 1410هـ
(2) رسالة ماجستير:
تبصرة المتذكر وتذكرة المتبصر في تفسير القرآن العزيز
لموفق الدين أبي العبَّاس أحمد بن يوسف الكَوَاشي (ت 680 هـ)
تحقيق ودراسة من أول سورة آل عمران إلى آخر سورة الأنعام
إعداد الباحث: حمزة بن موسى آدم
إشراف: د. عبد العزيز العبيد
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة - كلية القرآن الكريم - قسم التفسير
تاريخ المناقشة: 1429هـ
(3) رسالة ماجستير:
تبصرة المتذكر وتذكرة المتبصر في تفسير القرآن العزيز
لموفق الدين أبي العبَّاس أحمد بن يوسف الكَوَاشي (ت 680 هـ)
تحقيق ودراسة من أول سورة الأعراف إلى آخر سورة إبراهيم
إعداد الباحث: عبده بن ديق حسن
إشراف: د. ملفي بن ناعم الصاعدي
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة - كلية القرآن الكريم - قسم التفسير
تاريخ المناقشة: 1429هـ
(4) رسالة ماجستير:
تبصرة المتذكر وتذكرة المتبصر في تفسير القرآن العزيز
لموفق الدين أبي العبَّاس أحمد بن يوسف الكَوَاشي (ت 680 هـ)
تحقيق ودراسة من أول سورة الحجر إلى آخر سورة الحج
إعداد الباحث: وائل بن عبد القادر حجلاوي
إشراف: د. ملفي بن ناعم الصاعدي
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة - كلية القرآن الكريم - قسم التفسير
تاريخ المناقشة: 1429هـ - 2008م
(5) رسالة ماجستير:
تبصرة المتذكر وتذكرة المتبصر في تفسير القرآن العزيز
لموفق الدين أبي العبَّاس أحمد بن يوسف الكَوَاشي (ت 680 هـ)
تحقيق ودراسة من أول سورة فُصلت إلى آخر سورة الممتحنة
إعداد الباحث: حمد بن عبد الله بن مخلف العنزي
إشراف: د. صالح بن عبد الرحمن الفايز
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة - كلية القرآن الكريم - قسم التفسير
تاريخ المناقشة: 1429هـ
انظر الروابط التالية:
تفسير الكواشي هل حققه احد ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=13947)
رسائل الماجستير بكلية القرآن بالمدينة ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=14296)
ـ[أبو الحسام]ــــــــ[04 Jan 2010, 02:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما ما سألت عنه أخي الكريم فاروق, فلتعلم أن الكواشي رحمه الله له ثلاثة تفاسير:
حقق الأول منه وهو تبصرة المتذكر وتذكرة المتبصر, ويسمى أيضا بالتفسير الكبير.
في الرسائل التي ذكرها محب القراءات جزاه الله خيرا.
وشارك في التحقيق: ضياء الدين محمد يوسف النمران العطيات, في كلية أصول الدين في جامعة العلوم الإسلامية بالأردن, ونوقشت رسالته بتاريخ 30 - 6 - 2009
تحقيق ودراسة من أول سورة الأحزاب إلى آخر سورة يس).
وقد أشرف على الرسالة الدكتور صلاح عبدالفتاح الخالدي
أما التفسير الثاني: تلخيص التبصرة, وهو تلخيص للتبصرة, وهذا الذي حقق في جامعة الإمام في ست رسائل فيما أذكر.
وله تفسير ثالث بعنوان: كشف الحقائق في التفسير, يوجد منه الجزء الثالث الذي يتدئ فيه بسورة الأنعام, وينتهي بآخر سورة يونس, ومنه نسخة مصورة في الجامعة الإسلامية في قسم المخطوطات, وهو مختلف عن الكتابين السابقين.
وبالله التوفيق,,,,
ـ[أمة الله بنت عبد الله]ــــــــ[31 Mar 2010, 07:10 ص]ـ
تفسير تبصرة المتذكر وتذكرة المتبصر
سبق أن حقق بمصر في جامعة الأزهر فرع البنات بكلية الدراسات الإسلامية شعبة أصول الدين قسم التفسير وعلوم القرآن وكلية دار العلوم بجامعة القاهرة وكانت أول مناقشة لهذا الكتاب في سنة 1985 ميلادي 1405 هجري ثم توالت المناقشات بعد ذلك وجميع من عملن في تحقيق هذا الكتاب كن إناث(/)
عن كتاب فنون الأفنان , لابن الجوزي
ـ[حسن الفطيمان]ــــــــ[03 Jan 2010, 01:57 ص]ـ
السلام عليكم تحية طيبة
سوال / ما المأخذ والايجابيات على كتاب فنون الأفنان في علوم القران لابن الجوزي
سوال / ماالفرق بين 1 فنون الافنان في علوم القران لابن الجوزي
2 فنون الافنان في عجائب القران لابن الجوزي
وجزاكم الله الف خير
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Jan 2010, 11:46 ص]ـ
يمكنك الاطلاع على مزايا الكتاب ومنهجه من خلال المقدمة الدراسية للمحقق.
ويمكنك تحميل الكتاب من هنا
فنون الأفنان في عيون علوم القرآن ( http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1077)(/)
أفيدوني بمراجع مقترحة لآية النور
ـ[أبو فهد]ــــــــ[03 Jan 2010, 02:54 ص]ـ
ايها الاحبة
اعتزم تقديم درس في مسجدنا عن اية النور وهي قوله (الله نور السماوات والارض)
فهل من مراجع مقترحة لهذه الاية؟
طبعا قرأت كثيرا من التفاسير في هذه الاية لكن سمعت انه قد صنفت مصنفات في هذه الاية فارجو افادتي لمن عنده علم بهذه المصنفات؟
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[03 Jan 2010, 09:33 ص]ـ
ما أجمل دروس القرآن .. وفقك الله
وأقترح لك مادام الأمر كذلك: تفسير التسهيل لابن جزي , وتفسير ابن كثير , وجامع البيان للإيجي. وذلك لتحديد المعنى.
وللفوائد والاستنباطات: الإكليل للسيوطي , وتفسير السعدي , وفي ظلال القرآن.
وأذكر كلاماً مطولاً لابن تيمية في سورة النور تجده في أحد تفاسيره المجموعة أو في مجموع الفتاوى.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[03 Jan 2010, 03:27 م]ـ
الأخ الكريم أبو الفهد حفظه الله،
إليك هذا المقال للشيخ بسام جرار يفسر فيه الآية الكريمة:
مثل نوره
جاء في الآية 35 من سورة النور:" الله نور السماوات والأرض، مثل نوره كمشكاة فيها مصباح، المصباح في زجاجة، الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية، يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار. نور على نور، يهدي الله لنوره من يشاء. ويضرب الله الأمثال للناس، والله بكل شيء عليم".
جاء في الآية 257 من سورة البقرة:" الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور"، وجاء في الآية 15 من سورة المائدة:" قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين"، وجاء في الآية 32 من سورة التوبة:" يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم". وجاء في الآية 174 من سورة النساء:" وأنزلنا إليكم نوراً مبينا"، وجاء في الآية 40 من سورة المائدة:" ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور"، وجاء في الآية 28 من سورة الحديد:" ويجعل لكم نوراً تمشون به"، وجاء في الآية 18 من سورة آل عمران:" والكتاب المنير".
فالوحي نور من الله وهو أيضاً نور الله؛ ومن يلتزم دين الله ويجاهد نفسه وشهواته يكون له نور يمشي به في الناس. والكُتب التي أنزلها الله على رسله هي نور، وهي أيضاً منيرة ... والعلم نور ... والفطرة السوية نور، والضوء كذلك نور ...
عندما ينعكس الضوء على الأجسام الماديّة يكشف لنا جزءاً من حقيقتها، كالشكل واللون ... الخ، ومن هنا نقول إنّ الضوء نور، لأنّه يوصلنا إلى حقائق الأشياء.
فالنور: كل ما يوصلك إلى كُنه الأشياء وصفاتها وحقائقها. وما يقابل النور هي الظلمات. وعليه فالظلمات: ستر وحجب، وهي تحجب حقائق الأشياء. ومن هنا كانت الضلالة تلازم الظلمات، وكانت الهداية تلازم النور.
بما أنّ النور الإلهي غير مادّي وغير محسوس فكان تقريبه للعقل عن طريق المثال المادي المحسوس:
"مثل نوره كمشكاة": المشكاة هي الكوّة، وبلغة أخرى: طاقة في الجدار غير نافذة. وكانت في القديم تُجعل في جدار الغرفة ليوضع فيها السّراج. ولأنّ الكوة مغلقة من كل الجهات، إلا جهة واحدة، فقد كانت وظيفتها جمع شتات الضوء الصادر عن السراج ثم توجيهه بقوة داخل الغرفة. ثم هي أيضاً تحفظ السراج بداخلها. واليوم يمكن أن نُشبّه عاكس السيارة بالمشكاة، لأنّ مهمة هذا العاكس أن يجمع شتات ضوء مصباح السيارة ثم يوجهه فيضيء أمام السيارة بقوة هي أشد من إضاءة المصباح الحقيقية. وترجع هذه القوة في حقيقتها إلى جمع الشّتات والتوجيه إلى جهة الأمام.
"المصباح في زجاجة": عندما يكون المصباح في زجاجة تشتد الإضاءة، وهذا ملحوظ في واقع الناس. وعندما تكون الزجاجة نظيفة تكون الإضاءة أشد، وعندما تكون الزجاجة شفافة وصافية تصبح الإضاءة أشد وأشد. فكيف بك إذا كانت الزجاجة رائقة متلألئة كأنها كوكب؟!.
"الزجاجة كأنها كوكب دري": وعندما تكون الزجاجة شديدة الصفاء، وتكون في صفائها تشبه الكوكب المتلألئ الذي هو كالدر في صفائه وبهائه وإزهاره، تكون الإنارة أشد وأشد وأصفى وأبهى.
"يوقد من شجرة مباركة": والمصباح لا بد له من وقود. وللوقود دور أيضاً في شدة الإنارة وبهائها، فعندما يكون هذا الوقود صافياً يساعد أكثر في إنتاج إنارة بهيّة، وهذا معروف في الواقع.
(يُتْبَعُ)
(/)
"شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية": يقال بأنّ الزيتون الذي يتعرض طوال النهار لضوء الشمس يكون زيته أشد صفاءً وبهاءً. وعندما تكون الشجرة شرقية تتعرض لضوء الشمس في الصباح دون المساء، وعندما تكون غربية تتعرض لضوء الشمس مساءً دون الصباح. وحتى يمكن أن تتعرض للشمس طوال النهار لا بد أن تكون في موقعها لا شرقية ولا غربية. ولذلك صور أمثلها أن تكون في رأس جبل.
"شجرة مباركة زيتونة": فزيت الزيتون كان يستخدم على مدى القرون في إنارة المصابيح. وفرق بين زيتونة وزيتونة، وزيت وزيت، فهذا زيت: " يكاد زيتها يضيء"، فمن شدة صفائه وبهائه يكاد يُضيء بنفسه. وصفاء الزيت بالإضافة إلى لونه البهي يجعله ينير ويتلألأ لأدنى ضوء يمسه.
"شجرة مباركة زيتونة": والنبتة تكون شجرة عندما تنمو وتتفرع. وعندما يكون النمو والتفرع في الاتجاه السلبي تكون شجرة خبيثة، وعندما يكون النمو والتفرع في الاتجاه الإيجابي تكون الشجرة مباركة. ولم يشهد القرآن لشجرة بالبركة كالزيتونة التي يطول الكلام حول منفعتها للبيئة والبشر. وقد مثل القرآن الكريم للكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة، جاء في الآيتين 34 و 35 من سورة إبراهيم:" ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أُكلها كلّ حين بإذن ربها، ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون".
"نور على نور": فهناك أكثر من عنصر في هذا المثال المادي المتكامل، وكلها عناصر تجعل المثال مثالياً في إعطاء صورة ذهنية للنور الرّباني مقابل السورة الحسّية للمثال؛ فهناك مصباح تحيط به زجاجة شفافة صافية بهية، وهناك وقود صافٍ بهيّ متلألئ مستمد من شجرة تتوافر لها كل الشروط المطلوبة لعطاء فيّاض، فهي شجرة مباركة مبارك أصلها ومثالي موقعها. كل ذلك في مشكاة مهمتها جمع شتات النور وتوجيهه في الاتجاه المطلوب ليحقق الهدف.
هذا هو المثال المادي الذي يقرب لنا الصورة الذهنية لأمر غير مادّي. فلننظر ما يقابل كل عنصر من هذه العناصر المادّية في عالم المعنى:
أولاً: المصباح: يقابله العقل البشري. فالعقل نور، لأنه وسيلتنا لإدراك حقائق الأشياء، وقد خلقه الله تعالى لينير لنا.
ثانياً: الزجاجة: يقابلها النفس البشرية؛ فعندما تكون النفس مُدنسة بالمعاصي فإنها تنعكس سلباً على عطاء العقل، تماماً كما يحصل عندما تتراكم الأتربة والأوساخ على سطح زجاجة المصباح. وتربية النفس وتزكيتها تؤدي إلى صفائها وبهائها بحيث تزيد من نور العقل وقوة الإدراك، وعلى وجه الخصوص فيما يتعلق بحقائق الكون الجوهرية، أي المتعلقة بأمور الدين والطريق على الله تعالى. فالله سبحانه غاية شريفة لا يصلها الإنسان إلا بوسائل شريفة على خلاف حقائق الكون المادّية.
ثالثاً: الشجرة المباركة التي لا هي شرقية ولا هي غربية: يقابلها الوحي. فالوحي لا ينسب إلى جهة أرضية، بل هو سماوي علوي، ثم هو عطاء إيجابي مبارك لا ينتهي عند حد. وإذا كان زيت الشجرة المباركة يكاد من صفائه وبهائه أن يضيء ولو لم تمسسه نار، فإّن الوحي ينير لك ويهديك حتى قبل أن تُعمل فيه العقل والفطرة. وعليه نقول:
العقل مصباح ينير لنا ويوصلنا إلى إدراك الحقائق ولكنه يبقى قاصراً عن تحقيق المطلوبات، فلا بد من تزكية النفس أيضاً ليتكامل نور العقل والنفس.
لقد اهتم الفلاسفة بالعقل وأهملوا تزكية النفس فبقيت الفلسفة قاصرة عن هداية الإنسان إلى جوهر الحقائق. واهتم بعض أهل التصوف بتزكية النفس وتقاصروا عن الاهتمام بالعقل. وعليه فالنهجان قاصران عن تحقيق التربية المثلى، فلا بد من التربية المتكاملة للعقل والنفس معاً. وحتى هذا لا يكفي، بل لا بد أن يستمد العقل من الوحي، ولا بد أن تكون تزكية النفس على أساس من الوحي أيضاً.
فالفلسفة بعيداً عن هدى الوحي ضلال ومتاهات، والتصوف بعيداً عن المنهج المستمد من الوحي ضلالات وهيام على غير هدى.
إذن: لا بد من الاهتمام بالعقل والنفس معاً، ويجب أن يكون الاستمداد من الوحي، أي من تلك الشجرة المباركة التي لا تنتمي إلى أي اتجاه أرضي، والتي تعطي وتُمد بلا انقطاع، بل وتهدي كل من يستند إليها ويستمد منها ولو لم يكن من أهل الاستدلال والنظر.
وعلى الرغم من كل ذلك لا تكتمل الصورة ولا تجتمع كل الأنوار، حتى يتوافر العنصر الرابع:
(يُتْبَعُ)
(/)
رابعاً: المشكاة: يقابلها المسجد الذي يجمع أهل الإيمان والعمل والذين هم أهل الأنوار، فيقوم بجمع شتاتهم ثم يوجههم لينعكس كل ذلك خارج المسجد، أي في صعيد المجتمع، وبهذا تكون الصورة قد اكتملت:
تربية عقلية، تربية وتزكية للنفوس، استمداد من الوحي، ثم جمع وتوجيه يقوم به المسجد لينعكس في المجتمع، وبذلك تتكامل أنوار الهداية.
الدليل على كل ذلك:
أولاً: لُخِص المثل في الآية 35 من السورة:" مَثَلُ نوره كمشكاة فيها مصباح ... "، لاحظ مشكاة فيها ... وعندما ينتهي الكلام عن العناصر المادية للمثل نُفاجأ بأنّ الآيات التي تلي تبدأ بقوله تعالى:" في بيوت أذن الله أن تُرفع ويُذكرُ فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال، رجال ... ". لاحظ:" كمشكاة فيها مصباح ... في بيوت ... فيها ... رجال". وغني عن البيان أنّ دور المرأة في المسجد دون دور الرجل، ودور الرجل في البيت دون دور المرأة.
ثانياً: يختم المثل في الآية 35 من السورة:" نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء، ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم". فالكلام إذن عن هداية الله تعالى لمن يشاء من خلقه.
ثالثاً: بعد الانتهاء من هذا المثل المتعلق بأهل الإيمان نجد أنّ الآيات التي تلي تضرب مثلين لأعمال أهل الكفر وينتهي المثال الثاني بالتعقيب الآتي:" ... ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور".
رابعاً: سميت السورة سورة النور، ما يعني أنّ هذه المسألة هي المسالة المركزية في السورة. والملاحظ أنّ سورة النور تركز على المسائل الأسرية والاجتماعية وعلاقة الرجل بالمرأة. وهي مسائل لا يسهل على العقل البشري أن يستقل بمعرفتها، وهي من أهم أسس صلاح المجتمعات البشرية. والمتدبر للسورة الكريمة يدرك أنّ تحقق العلم والعمل بما جاء في السورة يضمن لنا الأساس لهدايةٍ حقيقية للفرد والمجتمع.
انظر إلى المجتمعات الغربية لتعلم أنّ كل التقدم العلمي في المجالات المختلفة لم يغن عنهم شيئا، لأنّ العقل وحده لا يكفي. لذا فهم يفقدون البوصلة، فلا يعلمون هدفاً للحياة ولا معنى لها. ونجدهم يقعون كل يوم في متاهة لا مخرج منها إلى درجة أنّ مرحلة العبثية، عند بعض فلاسفتهم، هي المرحلة التي تأتي بعد مرحلة الحداثة ... ولن يكون خلاص حتى تتكامل عناصر الهداية التي لخّصها المثال في الآية 35 من سورة النور.
ـ[أبو فهد]ــــــــ[03 Jan 2010, 09:56 م]ـ
الاخ الاستاذ نايف الزهراني
شاكر ومقدر لك هذه الفائدة فقد افتدني
الاخ ابو عمرو البيراوي
استفدت من هذا المقال كثير وقرب لي المعنى فأجزل الله لك المثوبة.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[03 Jan 2010, 10:54 م]ـ
هناك كتابان في تفسير السورة: أحدهما للدكتور ناصر الحميد والآخر للدكتور سليمان اللاحم.(/)
هدف سورة المائدة - عرض باوربوينت
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[03 Jan 2010, 05:13 م]ـ
ملف هدف سورة المائدة أعدته الأخت يسرا جزاها الله خيراً.
ـ[طالبة القرآن وعلومه]ــــــــ[03 Jan 2010, 08:36 م]ـ
جزاكِ الله وجزى أختنا يسرا خيرا
وزادكما علما وفضلا
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[03 Jan 2010, 09:33 م]ـ
الأخت الفاضلة: سمر. والأخت الفاضلة: يسرا.
جزاكن الله خيرا،، لاحرمكن الباري الأجر والثواب.
ـ[يسرا السعيد]ــــــــ[09 Feb 2010, 12:05 م]ـ
بارك الله فيكما وجزاكما خيراً، وجزى أختى الحبيبة سمر عني وعن المسلمين خير الجزاء
ـ[معلمة]ــــــــ[02 May 2010, 05:23 م]ـ
بارك الله فيكما وجزاكما خيراً، وجزى أختى الحبيبة سمر عني وعن المسلمين خير الجزاء(/)
سؤالان عن كتاب البرهان للزركشي
ـ[سلمان الخوير]ــــــــ[03 Jan 2010, 07:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى الأحبة والإخوة الكرام وأهل الفضل والعلم في هذا الملتقى المبارك
أحببت السؤال عن كتاب:-
البرهان في علوم القرآن للزركشي ..
أي الطبعات أفضل لهذا الكتاب؟ وما توجيه ذلك؟ وهل فيه محققين غيرهم تنصحون بهم؟
تحقيق (يوسف المرعشلي و جمال الذهبي و إبراهيم الكردي)
أوتحقيق (محمد أبو الفضل إبراهيم)
أوتحقيق (زكي بن محمد أبو سريع) ط. دار الحضارة - 1427هـ
وسؤالي الثاني:-
ماهي أهم ميزات كتاب البرهان وأهم المآخذ عليه في نظركم؟
وهل ما ذكره الدكتور حازم حيدر في كتابه " علوم القرآن بين البرهان والإتقان " من الميزات أو المآخذ على كتاب البرهان كافية؟
أرجو من الأحبة وأهل الفضل الجواب عن تساؤلاتي وأكون لكم ممتناً وشاكراً
وفقكم الله لكل خير
الأحد 17/ 1/1431هـ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Jan 2010, 08:05 م]ـ
نعم الطبعة الأولى بتحقيق يوسف المرعشلي و جمال الذهبي و إبراهيم الكردي هي أفضل طبعاته، لما توافر لها من العناية والنسخ.
وأما ما ذكره الدكتور حازم فهو قيم وجيد، والإضافة أو الاستدراك عليه وارد للباحث المدقق وهناك دراسات أخرى عن الكتاب.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[03 Jan 2010, 09:16 م]ـ
هل توجد نسخة الكترونية لتحقيق المرعشلي للكتاب؟
ـ[سلمان الخوير]ــــــــ[07 Jan 2010, 11:15 م]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ عبد الرحمن ونفع بكم
وأنت من أؤلئك المحققين الباحثين فهلاّ أفدتنا!!
هل من إضافة فائدة مشكورين مأجورين حول هذا الموضوع؟(/)
سؤال عن كتاب (حدائق ذات بهجة)
ـ[نايف المطيري]ــــــــ[04 Jan 2010, 01:58 م]ـ
السلام عليكم ذكروا أن في تركيا مخطوط لكتاب اسمه [حدائق ذات بهجه] لعالم
حنبلي ومخطوط بخط شيخ السلام ابن تيميه رحمه الله. وهو في التفسير. السؤال هل مازال مخطوطا أو طبع وما منهجه؟ آمل الإجابه من الأخوه عفا الله عنا وعنكم(/)
نصوص من " الكشاف القديم " لأبي القاسم الزمخشري
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[04 Jan 2010, 08:25 م]ـ
(كتاب " الكشاف القديم " لأبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري (ت:538هـ) هو غير " الكشاف " المشهور الذي بين الأيدي الآن؛ الذي ألفه بمكة عام (528هـ) وقد ناهز العشر التي تسميها العرب دَقَّاقَة الرِّقاب - أي بعد الستين - , وفرغ منه في مقدار مدَّة خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه؛ في سنتين وثلاثة أشهر.
ويُفهَم من قوله في مقدمة " الجديد ": (فأخذت طريقة أخصر من الأولى مع ضمان التكثير من الفوائد , والفحص عن السرائر) , أنه ألَّف تفسيراً قبل المُشار إليه , وهو " الكشاف القديم " , فيكون تأليفه له قبل عام (528هـ) في خوارزم.
وقد نقل الزركشي عن " الكشاف القديم " تسعةَ نصوص لا توجد في الجديد , أمَّا الجديد فقد نقل عنه مئةً وواحداً وخمسين مرَّة). علوم القرآن بين البرهان والإتقان , للدكتور حازم سعيد حيدر ,صـ569.
وقال صـ38: (والذي أقطع به أن الزركشي رحمه الله مُتَشَبِّع من تفسير الزمخشري , إن لم يكن مستظهراً له؛ بحيث إنه لا يكاد يمر موضع ذكر الزمخشري فيه شيئاً إلا ذكره موافقاً أو ناقضاً).
وهذه مواضع نصوص " الكشاف القديم " في كتاب البرهان في علوم القرآن للزركشي:
1/ 164 , 412 , 503
2/ 514
3/ 216 , 217 , 358
4/ 176 , 331
وكلها بحسب طبعة المرعشلي , ولو كانت بين يدي لنقلت هذه النصوص , فعسى أن يتكرم من لديه هذه الطبعة ويحدد منها هذه المواضع وينقلها لنا من المكتبة الشاملة أو من النسخة الإلكترونية للبرهان؛ ليتسنى لنا المقارنة بين الكشَّافَيْن. والله الموفق.
ـ[محمد منقذ]ــــــــ[04 Jan 2010, 11:23 م]ـ
ذكر الزمخشرى فى كشافه القديم أنه لا تحسن المحافظة على الفواصل لمجردها إلا مع بقاء المعانى على سدادها على النهج الذى يقتضيه حسن النظم والتئامه كما لا يحسن تخير الألفاظ المونقة فى السمع السلسلة على اللسان إلا مع مجيئها منقادة للمعانى الصحيحة المنتظمة فأما أن تهمل المعانى ويهتم بتحسين اللفظ وحده غير منظور فيه إلى مؤاده على بال فليس من البلاغة فى فتيل أو نقير ومع ذلك يكون قوله وبالآخرة هم يوقنون وقوله ومما رزقناهم ينفقون لا يتأتى فيه ترك رعاية التناسب فى العطف بين الجمل الفعلية إيثارا للفاصلة لأن ذلك أمر لفظى لا طائل تحته وإنما عدل إلى هذا لقصد الاختصاص
قال الزمخشرى فى كشافه القديم القرآن لا يعمل فيه إلا على ما هو فاش دائر على ألسنة فصحاء العرب دون الشاذ النادر الذى لا يعثر عليه إلا فى موضع أو موضعين
حكى الزمخشري في "كشافه القديم"، عن أبي حاتم السجستاني في قوله: {مستهزءون الله يستهزئ بهم} قال: "ليس {مستهزءون} بوقف صالح، لا أحب استئناف {الله يستهزئ بهم}، ولا استئناف {ومكر الله والله خير الماكرين} حتى أصله بما قبله".
قال: "وإنما لم يستحب ذلك؛ لأنَّه إنما جاز إسناد الاستهزاء والمكر إلى الله تعالى على معنى الجزاء عليهما، وذلك على سبيل المجاز، فإذا استأنفت وقطعت الثاني من الأول أوهم أنك تُسنده إلى الله تعالى مطلقاً، والحكم في صفاته سبحانه أن تصان عن الوهم".
الباء في الخبر نحو مازيد بمنطلق قال الزمخشري في كشافه القديم هي عند البصريين لتاكيد النفي وقال الكوفيون قولك ما زيد بمنطلق جواب إن زيدا لمنطلق ما بإزاء إن والباء بإزاء اللام والمعنى راجع إلى أنها للتأكيد لان اللام لتاكيد الايجاب فاذا كانت بازائها كانت لتأكيد النفي
قال الزمخشري في "كشافه القديم": هذا أدلُّ على كبرياء المنَزل وجلالة شأنه من القراءة الشاذة "أَنْزَلَ" مبنياً للفاعل، كما تقول: "الملك أمر بكذا، ورسم بكذا"، وخاصة إذا كان الفعل فعلاً لا يقدر عليه إلا الله، كقوله: {وقضي الأمر}. قال: كأن طي ذكر الفاعل كالواجب، لأمرين:
أحدهما: أنه إن تعين الفاعل وعُلِم أن الفعل مما لا يتولاه إلا هو وحده، كان ذكره فضلاً ولغواً.
والثاني: الإيذان بأنه منه، غير مشارك ولا مدافع عن الاستئثار به والتفرد بإيجاده.
وأيضاً فما في ذلك من مصير أن اسمه جدير بأن يصان ويرتفع به عن الابتذال والامتهان؛ وعن الحسن: (لولا أني مأذونٌ لي في ذكر اسمه لربأت به عن مسلك الطعام والشراب) ".
وقال الزمخشري في الكشاف القديم لا يستقيم تقدير حذف المضاف في كل موضع ولا يقدم عليه إلا بدليل واضح وفي غير ملبس
الرابعة اصل اذا الظرفية لما يستقبل من الزمان كما إن اذا لما مضى منه ثم يتوسع فيها فتستعمل في الفعل المستمر في الاحوال كلها الحاضرة والماضية والمستقبلة فهي في ذلك شقيقة الفعل المستقبل الذي هو يفعل حيث يفعل به نحو ذلك قالوا اذا استعطى فلان اعطى واذا استنصر نصر كما قالوا فلان يعطي الراغب وينصر المستغيث من غير قصد إلى تخصيص وقت دون وقت قال الزمخشري في كشافة القديم
نبيه يختلف المعنى بين تجردها من إن ودخولها عليه وذلك إن من شانها إن تدل على إن الفعل الذي هو ناصبها قد تعلق بعقب الفعل الذي هو خافضته من غير مهلة واذا انفتحت أن بعدها اكدت هذا المعنى وشددته وذكره الزمخشري في كشافه القديم قال ونراه مبنيا في قوله تعالى ولما إن جاءت رسلنا لوطا 7 الآية كأنه قال لما ابصرهم لحقته المساءة وضيق الذرع في بديهة الامر وغرته
وفي البرهان 2/ 510 نقل عن الزمخشري هذا النص:
قال في قوله تعالى: {وبالآخرة هم يوقنون} معناه: الحصر، أي: لا يؤمن بالآخرة إلا هم.
وهو غير موجود في المطبوع، فلا أدري هل هو تقصير مني في البحث أم هو في كشافه القديم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[07 Jan 2010, 09:53 م]ـ
جزاكم الله خيراً يا دكتور محمد.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Jun 2010, 01:31 م]ـ
الكشاف القديم تسمية اجتهادية للجزء الصغير الذي كتبه الزمخشري تفسيراً لأوائل القرآن أثناء إقامته في مكة المكرمة في رحلته الأولى، ولا أظنه أكمل منه سورة البقرة. فلمَّا رجع إلى مكة المرة الثانية كتب (الكشاف) على الطريقة المختصرة التي في الكتاب. ولم يسلك الطريقة المطولة التي انتهجها في عمله الأول. والذي يبدو لي أن الزمخشريَّ لم يسم عملَه الأولَ بالكشاف، وإِنَّما هي تسمية اجتهاديَّة لا أدري من الذي سبق الزركشي إليها. والقطعة التي حفظت من عمل الزمخشري الأول لم تنتشر على نطاق واسع بين العلماء كما وقع للكشاف بعد ذلك، وأظن الزمخشري لو سلك طريقته الأولى لكان الكشاف في ضعف حجمه أو أكثر حسب كلام من وصف العمل الأول من أهل التراجم.(/)
سؤال عن منهجية الطبري -رحمه الله-
ـ[هبة المنان]ــــــــ[04 Jan 2010, 10:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي كيف كانت منهجية الطبري في تفسيره؟
بارك الله فيكم ونفع بكم ...(/)
تفهم معنى هذا الإجماع
ـ[أبو المهند]ــــــــ[05 Jan 2010, 12:38 ص]ـ
.
دعوة لتفهم معنى الإجماع الذي أورده الإمام القرطبي أثناء تفسيره لقوله تعالى:" إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (النساء17)
قال قتادة: أجمع أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على أن كل معصية فهي بجهالة، عمدا كانت أو جهلا، وقاله ابن عباس وقتادة والضحاك ومجاهد والسدي.
السؤال: ما سر ذكر" بجهالة" إن كان الأمر كذلك؟
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[05 Jan 2010, 12:56 ص]ـ
من عصى عمداً فهو جاهل بعظمة الله وما قدره حق قدره حال معصيته ,
ومن عصاه جهلاً فهو جاهل بأمر الله ودينه فيما عصاه.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[05 Jan 2010, 01:35 ص]ـ
ساعة ملابسة المعصية والوقوع فيها يثبت أن الإنسان جاهل حقيقة، إذ خفت في قلبه بعض معاني التعظيم لربه
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[05 Jan 2010, 01:41 م]ـ
تقسيم الإخوة واضح لمسألة فعل المعصية عمدا أو جهلا.
ولكن يشكل على ذلك قول ابن عباس ومن وافقه في عدم قبول توبة القاتل عمدا مع إدراج قتادة لهم في أهل هذا الإجماع.
والله تعالى أعلم.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[05 Jan 2010, 08:42 م]ـ
أخي إبراهيم
قتادة ذكر الإجماع , والقرطبي ذكر من وافقه.
ولا أثر لرأي ابن عباس في توبة القاتل على قوله هنا.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[05 Jan 2010, 11:50 م]ـ
كيف لا يكون له أثر وابن عباس يرى أن قاتل العمد لا توبة له، والإجماع المذكور ينص على أن لكل مرتكب معصية سواء عن عمد أو جهل توبة كما هو منطوق الآية المذكورة؟
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[06 Jan 2010, 01:37 ص]ـ
بناء على ذلك: جميع النصوص في قبول توبة من تاب - وبعضها ثابت عن ابن عباس - تُناقض قوله هنا. والتحقيق غير ذلك؛ وهو:
أن ابن عباس رضي الله عنه - كغيره الصحابة - يرى صحة توبة متعمد القتل , فما معنى إذاً قوله عنه (لاتوبة له)؟
الجواب: أن التوبة سقوط المطالبة بأثر الذنب , والمقتول عمداً لا يسقط حقه بتوبة قاتله.
هذا وجه , ووجهٌ آخرٌ مقبول هو أن القاتل عمداً أتى بجريرة - أعظم الذنوب بعد الشرك - لا تعدلها في عظمتها ما يبلغه عمل التائب فيما عمل من الحسنات في الغالب , فيبقى من أثر الذنب ما يبقى.
وهذا من دقة فقهه رضي الله عنه.
فقوله رضي الله عنه هنا موافق لقوله في غيرها من الآيات , ولا أثر - على الحقيقة - لقوله في توبة متعمد القتل في هذه الآية ولا في غيرها من الآيات. والله أعلم.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[06 Jan 2010, 05:59 ص]ـ
.
دعوة لتفهم معنى الإجماع الذي أورده الإمام القرطبي أثناء تفسيره لقوله تعالى:" إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (النساء17)
قال قتادة: أجمع أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على أن كل معصية فهي بجهالة، عمدا كانت أو جهلا، وقاله ابن عباس وقتادة والضحاك ومجاهد والسدي.
السؤال: ما سر ذكر" بجهالة" إن كان الأمر كذلك؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
تذكرت بهذا الكلام ما يدور في ذهني دوما وهو أن أذكى إنسان من اتقى الله تعالى.
أما ما يخص السؤال.
وبعد تفكير تذكرت ما فعله سيدنا الخضر عليه السلام، فقد أتى بمعاصي ولكنها لم تكن بجهالة، فلم تكن معصية بذلك.
وتذكرت قاعدة الضرورات تبيح المحظورات، وتعلمون ما يتفرع تحتها من أمثلة كثيرة، فقد يأكل الإنسان ما هو محرم مثلا ليحافظ على نفسه عند خوفه من الهلاك جوعا.
والله أعلم وأحكم.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[06 Jan 2010, 11:27 ص]ـ
.
دعوة لتفهم معنى الإجماع الذي أورده الإمام القرطبي أثناء تفسيره لقوله تعالى:" إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (النساء17)
(يُتْبَعُ)
(/)
قال قتادة: أجمع أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على أن كل معصية فهي بجهالة، عمدا كانت أو جهلا، وقاله ابن عباس وقتادة والضحاك ومجاهد والسدي.
السؤال: ما سر ذكر" بجهالة" إن كان الأمر كذلك؟
جزاكم الله خيراً يا دكتور خضر على فتحكم باب النقاش و المدارسة في هذا القول الكريم من القرآن العظيم
و ما تفضلتم بنقله مما ذكره الإمام القرطبي عن قتادة رضي الله عنه، فقد أسنده الإمام ابن المنذر في " تفسيره " - في القطعة الموجودة من مخطوطه، و التي طُبعتْ قريبا - قال:
1480 - حدثنا موسى، قال: حدثنا حميد، قال: حدثنا سفيان، عن سعيد، عن قتادة، عن أبي العالية الرياحي [1]، قال: " اجتمع رأي رهط من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أن كل ذنب أصابه ابن آدم فهي جهالة ".
[تفسير ابن المنذر - (2/ 605)]
و قال - ابن المنذر - عقبه في تفسيره:
1481 - حدثنا أبو أحمد، قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن عثمان بن الأسود، عن مجاهد، في قوله عز وجل " {إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة} قال: من عمل ذنبا من شيخ أو شاب، فهو بجهالة "
-------------------------------
[1] هو: أَبُو العَالِيَةِ رُفَيْعُ بنُ مِهْرَانَ الرِّيَاحِيُّ البَصْرِيُّ (ع)
الإِمَامُ، المُقْرِئُ، الحَافِظُ، المُفَسِّرُ، أَبُو العَالِيَةِ الرِّيَاحِيُّ، البَصْرِيُّ، أَحَدُ الأَعْلاَمِ.
كَانَ مَوْلَىً لامْرَأَةٍ مِنْ بَنِي رِيَاحِ بنِ يَرْبُوْعٍ، ثُمَّ مِنْ بَنِي تَمِيْمٍ.
أَدْرَك زَمَانَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ شَابٌّ، وَأَسْلَمَ فِي خِلاَفَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ، وَدَخَلَ عَلَيْهِ.
وَسَمِعَ مِنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَأُبَيٍّ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَابْنِ مَسْعُوْدٍ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي مُوْسَى، وَأَبِي أَيُّوْبَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَزَيْدِ بنِ ثَابِتٍ، وَعِدَّةٍ.
وَحَفِظَ القُرْآنَ، وَقَرَأَهُ عَلَى: أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ، وَتَصَدَّرَ لإِفَادَةِ العِلْمِ، وَبعُدَ صِيْتُهُ.
.... قَالَ أَبُو خَلْدَةَ: مَاتَ أَبُو العَالِيَةِ فِي شَوَّالٍ، سَنَةَ تِسْعِيْنَ.
وَقَالَ البُخَارِيُّ، وَغَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ. [الذهبي، سير أعلام النبلاء]
فهو من كبار التابعين
ـ[ابن جرير العربي]ــــــــ[06 Jan 2010, 12:32 م]ـ
الفرق بين الجهل والجهالة:
[الجهل: يُقابل العِلم ... هذا ما تعاضدت عليه المعجمات اللغوية التراثية.
أي: الجهل يقابل العِلم بحسب الذات، ثم زاد اللغويون معانيَ أخرى في معجماتهم بحسب الأعراف الاجتماعية، وما نُقِلَ إليهم من تفسير لآيات القرآن الكريم.
وهذا الزَّبِيدي صاحب معجم (تاج العروس) (14/ 129) وهو أوسع المعجمات يقول:
[جهل: جَهِلَهُ، كـ (سَمِعَهُ)، جَهلاً وجَهالَة: ضد عَلِمَهُ].
ونَقَلَ عن بعضهم: [الجهل: التقدّم في الأمور المنبهمة بغير عِلْم].
______
وأضافوا معنًى لغوياً آخر ... وهو قولهم: استجهله: استخفّهُ.
قال النابغة الذبياني (ديوانه، ط بيروت، 64):
دعاك الهوى واستجهلتك المنازل ** وكيف تصابى المرء والشيب شامل؟
_______
والآن كيفَ فُسِّرَت (الجهالة) بـ (الحمق والطيش)؟
لدينا لفظة (استجهله) التي ذكرناها آنفاً في شعر النابغة الذبياني بمعنى (استخفّه) ... فهل الاستخفاف فيه معنى الحمق أو الطيش، ولو بالتقريب بينهما؟!!
_______
لكنّ العلماء أفاضوا في معاني الجهل، ذاكرينَ أنواعه، ومنهم الراغب الأصفهانيّ في كتابه: (المفردات في غريب القرآن) الذي تبِعه العلماء من اللغويين والمفسرين في تقسيمه، قائلاً:
الجهل على ثلاثة أضرب:
الأول: هو خلو النفس من العلم، وهذا هو الأصل، وقد جعل ذلك بعض المتكلمين معنى مقتضياً للأفعال الخارجة عن النظام، كما جعل العلم معنى مقتضيا للأفعال الجارية على النظام.
والثاني: اعتقاد الشيء بخلاف ما هو عليه.
والثالث: فعل الشيء بخلاف ما حقه أن يفعل، سواء اعتقد فيه اعتقاداً صحيحا أم فاسداً، كتارك الصلاة عمداً. وعلى ذلك قوله تعالى: (أتتخذنا هزواً قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين) (البقرة، الآية 67)، فجعل فعل الهزء جهلاً. وقوله تعالى: (فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة) (الحجرات، الآية 6).
والجاهل يُذكر تارة على سبيل الذم، وهو الأكثر، وتارة لا على سبيله، نحو: (يحسبهم الجاهل أغنياء)، (البقرة الآية 273)، أي مَن لا يعرف حالهم.
انتهى تقسيم الراغب الأصفهاني.
_________
إذا لم نُفسّر (الجهالة) بضد العِلم ... فما تفسير (الجهالة) وبخاصةٍ في الآية المذكورة في السؤال؟.
الإجابة:
1. الفرد يعمل القبيح عن عِلم وإرادة، وليس عن جهل به، وإرادته هذه نابعة عن هوًى أو شهوة أو غضب .... إلخ.
2. كأن الفرد لم يعلَم قط، وكأنّ العِلمَ عنده بالعمل القبيح معدوم، فصارَ عُرفاً لدى النّاس جاهلاً، لأنه لم يستفد من عِلمه في التمييز بين العمل الحسن والعمل القبيح، ولم يردعه عن فعله.
3. وهذا النوع من الجهالة يسمح بالتوبة، لأنه لم يصدر عن عناد، وإنما صدر عن استخفاف لشهوة أو هوًى أو غضب، والعناد هنا عند الفقهاء يعني أنه يعمل القبيح وهو يُنكر أن يحاسبه الله عزّ وجل أو ينكر يوم الحساب.
4. الذي يسمح بهذا التفسير للجهالة هو ذِكر التوبة في الآية، لأن الذي يعاند في الحق لا يتوب، يموت وهو كافر، وأما مَن رجع عن باطله فتُقبَل توبته.
هذا إذا أغفلنا وجود (الاستخفاف) ضمن معاني (الجهل)، والمتدبر فيها يظهر له صلة الحمق والطيش به.] منقول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[07 Jan 2010, 12:07 ص]ـ
بناء على ذلك: جميع النصوص في قبول توبة من تاب - وبعضها ثابت عن ابن عباس - تُناقض قوله هنا.
ر.
والتحقيق غير ذلك وهو:
أن ابن عباس رضي الله عنه - كغيره الصحابة - يرى صحة توبة متعمد القتل ,
فما معنى إذاً قوله (لاتوبة له)؟
الجواب: أن التوبة سقوط المطالبة بأثر الذنب , والمقتول عمداً لا يسقط حقه بتوبة قاتله.
هذا وجه , ووجهٌ آخرٌ مقبول هو أن القاتل عمداً أتى بجريرة - أعظم الذنوب بعد الشرك - لا تعدلها في عظمتها ما يبلغه عمل التائب فيما عمل من الحسنات في الغالب , فيبقى من أثر الذنب ما يبقى.
وهذا من دقة فقهه رضي الله عنه.
فقوله رضي الله عنه هنا موافق لقوله في غيرها من الآيات , ولا أثر - على الحقيقة - لقوله في توبة متعمد القتل في هذه الآية ولا في غيرها من الآيات. والله أعلم.
أخي الكريم من المعلوم أن آيات قبول توبة من تاب من الذنب متعارضة مع الوعيد الذي توعد الله به قاتل العمد دون تقييد له بتوبة من عدمها، وكذا من أشرك بالله تعالى.
وقد رجح أهل العلم آيات التوبة بمرجحات معروفة.
وهذه المسألة معروفة ولا تحتاج إلى أخذ ورد، ومن أراد التوسع فيها فعليه بكتب التفسير
والذي أعرفه أن جمعا من الصحابة رضي الله تعالى عنهم يرون أن قاتل العمد لا توبة له وبعض أقوالهم في البخاري وغيره.
قولك: إن التوبة هي سقوط المطالبة بأثر الذنب غير دقيق حفظك الله.
فإن التوبة على حسب المتاب منه.
فإن كان الذنب متعلقا بالله تعالى سقطت المطالبة به بالتوبة بشروطها، وإن كان فيه حق لغير الله تعالى روعي ذلك بحسبه.
وأرجو مراجعة أقوال أهل العلم في المسألة بدقة.
فالحاصل أن قوله في توبة القاتل عمدا معارض لنص الإجماع كما لا يخفى.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[09 Jan 2010, 12:49 ص]ـ
.
أثمن للأحبة الكرام ما سطروه وهو لا شك مما يعتبر في فهم الآية ولكن بعد تصفح واستذكار ما قاله السادة العلماء في الآية الكريمة ـ من أول كشاف الزمخشري مرورا بجامع القرطبي وأنوار البيضاوي وروح الآلوسي ومحرر ابن عطية وبحر أبي حيان ومفاتيح الفخر وفتوحات الجمل وعناية الشهاب و حاشية محي الدين شيخ زادة وانتهاء بمنار رشيد رضا وأضواء الشنقيطي و .................. ـ
فإني أستطيع الجزم بأن الكل حلل الجهالة تحليلا يؤكد أن كل معصية ترتكب فهي بجهالة أي: سفه وحمق على أي وجه كانت.
وأن الجهالة حال لازمة لصاحب المعصية لا تنفك عنه وبذا يبقى الاستشكال هو هو هو ولا يزال السؤال قائما:
لم جاء هذا القيد "بجهالة" طالما أن كل معصية ترتكب فارتكابها يحدث بجهالة
والجهالة حال ملازم للمرتكب على أي وجه، ومن تاب تاب الله عليه بفضله إن شاء.؟ .....
أجاب ابن عاشور عما سكت عنه غيره من المفسرين قائلا:
وذكر هذا القيد هنا لمجرّد تشويه عمل السوء، فالباء للملابسة، إذ لا يكون عمل السوء إلاّ كذلك. وليس المراد بالجهالة ما يطلق عليه اسم الجَهل، وهو انتفاء العلم بما فعله، لأنّ ذلك لا يسمّى جهالة، وإنّما هو من معاني لفظ الجَهل، ولو عمل أحد معصية وهو غير عالم بأنّها معصية لم يكن آثماً ولا يجب عليه إلاّ أن يتعلّم ذلك ويجتنّبه.
واختلف المفسّرون من السلف ومَن بَعدهم في إعمال مفهوم القيدين «بجهالة من قريب» حتّى قيل: إنّ حكم الآية منسوخ بآية {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} [النساء: 48]، والأكثر على أنّ قيد (بجهالة) كوصف كاشف لعمل السوء لأنّ المراد عمل السوء مع الإيمان. فقد روى عبد الرزاق عن قتادة قال: اجتمع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فرأوْا أنّ كلّ عمل عصي الله به فهو جهالة عمداً كان أو غيرَه. والذي يظهر أنّهما قيدان ذكراً للتنبيه على أنّ شأن المسلم أن يكون عمله جارياً على اعتبار مفهوم القيدين وليس مفهوماهما بشرطين لقبول التوبة، وأنّ قوله تعالى: {وليست التوبة للذين يعملون السيّئات} إلى {وهم كفار} قسيم لمضمون قوله: {إنما التوبة على الله} إلخ، ولا واسطة بين هذين القسمين "أ. هـ
والله الموفق والمستعان
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[09 Jan 2010, 05:49 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
كما يبدو لي، الجهالة وصف ملازم لفاعل المعصية، والتي فسرها أهل العلم كما ذكر الشيخ بالسفه والحمق، والمعصية يكفيها تشويها وصفها (بالسوء)، وليس من الممكن أن نقول أن المراد بالجهالة ما يطلق عليه (وصف الجهل أي عدم العلم بأنها معصية أصلا) وذلك لترتب العقاب كما ورد في الآية على هذه المعصية، والجاهل الذي لا يعلم بأنه قد ارتكب محرما أصلا لا إثم عليه.
أما بالنسبة للعبارة التالية:
((والأكثر على أنّ قيد (بجهالة) كوصف كاشف لعمل السوء لأنّ المراد عمل السوء مع الإيمان))
في هذه العبارة إشكال حيث أن المسلم تنفك عنه صفة الإيمان عند ملابسته للمعصية كما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة، ولا تنفك عنه صفة الإسلام، والأحرى كما يبدو لي والله أعلم، أن تكون الجهالة وصف كاشف لحالة عقل المكلف البالغ العاقل الذي اختار الطيش والحمق واتباع الهوى.
وهناك نقطة أريد تسليط الضوء عليها، وهي أن المؤمن قد يلابس المعصية، ولكنه مضطر غير باغ ولا عاد = عندها لا إثم عليه كما ورد في النصوص الشرعية، وفي هذه الحالة يكون قد قاس الأمور بعقله حيث أنه قد قدر الضرورة بقدرها، فهناك انتفت عنه صفة الجهالة إلى صفة تمام العقل ورجحانه، والله أعلى وأعلم وأحكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[09 Jan 2010, 07:51 ص]ـ
ونسيت أن أضيف ما يخص الخضر عليه السلام.
قال تعالى:
{قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً} (الكهف:66)
ورشدا: أي صوابا أرشد به، وكما هو وضح فإن الرشد عكس السفه والحمق، وقد نفذ الخضر عليه السلام طلب موسى عليه السلام، فأتى بمعاصي في وجهة نظر موسى عليه السلام، ولكنها لم تكن بجهالة بل تنفيذا لأوامر الله تعالى، قال تعالى على لسان الخضر عليه السلام:
{وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً} (الكهف:82).
والله أعلم وأحكم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[09 Jan 2010, 04:56 م]ـ
الناس في ارتكاب المعاصي نوعان:
النوع الأول: هو ذلك المراقب لله في عمله الحافظ لحدوده ولكن قد تزل به القدم تحت ضغط الشهوة أو الغضب أو غيرها من دوافع الوقوع في المعصية ولكنه سرعان ما يفيق أو يَذَّكَّر إذا ذُكِّر، وهذا النوع هو المقصود في الآية (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) سورة النساء (17)
وفي قول الله تعالى:
(وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) سورة آل عمران (135)
والنوع الثاني: ذلك الذي لا يتورع عن السيئات ولا يردعه تذكير ولا ترغيب ولا ترهيب فهذا النوع مصر على أعماله المشينة عن سابق قصد وتصور لما يفعل، وهذا في الغالب من أهل النفاق الذين لا يرجون الله واليوم الآخر أو من الذين لم يستقر الإيمان في قلوبهم وإنما هم مسلمون بحكم التنشئة، وهؤلاء هم الذين لا تسعفهم توبتهم حين يعاينون الموت وهم المعنيون في قوله تعالى:
(وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآَنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) سورة النساء (18)
وبهذا يظهر الفرق بين من يعمل السوء بجهالة وبين غيره وهو المصر على المعصية إما استحلالا لها أو لعدم الاكتراث لعواقبها.
وكلام بن عباس رضي الله عنه صحيح لأن المؤاخذة لا تكون إلا بعد العلم فمرتكب المعصية الجاهل بأنها معصية لا يدخل تحت معنى الآية، ولكنه ذلك العالم بالحكم ولكن غلبته شهوته أو غضبه فوقع في الزلل وهذا هو المقصود بالجهالة وهو الانسياق وراء دوافع الشهوة أو الغضب أو الحسد أو الكره أو العناد.
وبهذا لا أرى إشكالا في الآية ولله الحمد والمنة.
هذا والله أعلى وأعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.(/)
هل (فتبينوا) ترادف (فتثبتوا)؟؟ أرجو الاطلاع
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[05 Jan 2010, 01:55 ص]ـ
قال الله تعالى في سورة الحجرات: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (7) فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (8))
في هذه الآيات موجز أصول التعامل مع الأخبار سيما التي تناقض ما عليه الأصل العام من السلامة، فإن كان الأصل العام الاتهام فسمة التعامل فيه في حديث:"من تتهمون؟ ".
قوله تعالى: (فتبينوا) جاء في قراءة أخرى صحيحة (فتثبتوا) وليس بينهما ترادف، ولكن تلازم أدى مفاد الترادف بأبلغ منه.
فإن التثبت منهج علمي ينتهي بنتيجة التبين، ومن لم يتبين لم يتثبت بمنهج سليم
وعليه فمن تثبت بمنهج سليم وفق للتبين الحقيقي باللازم
من هنا بدأ منهج المحدثين النقاد بالكشف عن الأسانيد وسلامة طبقاتها من حدوث غير الأصل فيهم، ومن سلامة الأسانيد والمتون من مستجدات الخطأ بسبب فوات المنهج السليم بالتلقي أو الأداء أو النقد للمروي والله أعلم
هذه الآيات أصلت المبدأ من حيث واجب التحري في الدين عند المستجدات بقوله تعالى: (وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ)
والتأصيل جاء بملخص سنته الفعلية صلى الله عليه وسلم مع الأخبار التي تنقل إليه وما يشار إليه يفعله بناء عليها بالتثبت والتبين المستلزمين لبعضهما من منهج ونتيجة تابعة للمنهج
فكان منهجه صلى الله عليه وسلم تيسيرا على الأمة إذ لو نهض لكل ما يقال قبل التزام المنهج والتحقق من النتيجة لوقع المجتمع في العنت
ومعنى (حبّب) أمرهم بالالتزام بالإيمان تحببا لله في الطاعة وهو الإحسان في الالتزام وتحري الصلاحيات في موضعها وعدم الافتئات رحمة من الله بالأمة
ومعنى (كرّه) أمركم بترك الكفر والفسوق والعصيان التزام قناعة مستقرة في النفس لا كما فعل الذين نتق الجبل فوقهم كأنه ظلة والله أعلم
ثم النتيجة قال (أولئك هم الراشدون)
بعد ذلك امتن الله علينا بهذا المنهج فقال: (فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)
والله أعلم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Jan 2010, 06:49 ص]ـ
بارك الله فيكم.
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[05 Jan 2010, 10:40 ص]ـ
شكر الله لكم وأثابكم
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[07 Jan 2010, 02:52 م]ـ
بارك الله فيكم ..
ما ذكرتم صحيح، إلا أنني لا أرى أن من وفق للتثبت وفق للتبين، إذ قد يوفق الإنسان للتثبت فيصح عنده الخبر، لكنه لا يوفق ولا يهتدي إلى وجه الصواب فيه، وقد أوضحت ذلك في حديثي عن القاعدة (26) في برنامج: "قواعد قرآنية"،وهذا ملخص ما قيل هناك ـ بعد أن قررت معنى القراءة التي نقرأ بها:
"وجاء في قراءة سبعيّة: {فتثبتوا} وهذه القراءة تزيد الأمر وضوحاً، فهي تأمر عموم المؤمنين حين يسمعون خبراً أن يتحققوا بأمرين:
الأول: التثبت من صحة الخبر.
الثاني: التبيّن من حقيقته.
فإن قلتَ: فهل بينهما فرقٌ؟
فالجواب: نعم، لأنه قد يثبت الخبر، ولكن لا يُدْرى ما وجهه!
ولعلنا نوضح ذلك بقصة وقعت فصولها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك حين خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مسجده ليوصل زوجته صفية رضي الله عنها إلى بيتها، فرآه رجلان، فأسرعا المسير فقال: على رسلكما إنها صفية.
فلو نقل ناقل أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يمشي مع امرأة في سواد الليل لكان صادقاً، لكنه لم يتبين حقيقة الأمر، وهذا هو التبين.
وهذا مثال قد يواجهنا يومياً: فقد يرى أحدنا شخصاً دخل بيته والناس متجهون إلى المساجد لأداء صلاتهم.
فلو قيل: إن فلاناً دخل بيته والصلاة قد أقيمت، لكان ذلك القول صواباً، لكن هل تبين سبب ذلك؟ وما يدريه؟! فقد يكون الرجل لتوه قدم من سفر، وقد جمَعَ جمْع تقديم فلم تجب عليه الصلاة أصلاً، أو لغير ذلك من الأعذار.
وهذا مثال آخر قد يواجهنا في شهر رمضان مثلاً:
قد يرى أحدنا شخصاً يشرب في نهار رمضان ماءً أو عصيراً، أو يأكل طعاماً في النهار، فلو نقل ناقل أنه رأى فلاناً من الناس يأكل أو يشرب لكان صادقاً، ولكن هل تبين حقيقة الأمر؟ قد يكون الرجل مسافراً وأفطر أول النهار فاستمر في فطره على قول طائفة من أهل العلم في إباحة ذلك، وقد يكون مريضاً، وقد يكون ناسياً، ... الخ تلك الأعذار" انتهى المقصود.
وللمزيد، فعلى هذا الرابط:
http://www.almoslim.net/node/119826
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[07 Jan 2010, 03:28 م]ـ
شكر الله اطلاعكم على موضوعي فضيلة الشيخ
لكني رأيت أن كلامي وافي للمقصود، فالتثبت منهج للتبين والتبين نتيجة للتثبت الكافي
قلت ما نصه:"فإن التثبت منهج علمي ينتهي بنتيجة التبين، ومن لم يتبين لم يتثبت بمنهج سليم
وعليه فمن تثبت بمنهج سليم وفق للتبين الحقيقي باللازم".
وعليه فإن الصحابة رضي الله عنهم لما رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم علم هو تثبتهم أنه هو رسول الله وأن معه امرأة وعلم يقينا حسن ظنهم الواجب عليهم أنه مستقر في نفوسهم.
لكنه زادهم إكمال التثبت وهو أنها صفية رضي الله عنهم جميعا
وأما المصلي فثبت خبر دخوله بيته وبقي التثبت ليصلوا إلى تبين إن كان معذورا أو ليس بمعذور
ومثله في شأن الذي شرب نهار رمضان
كلها أحداث ثبتت وبقي التثبت من سببها أو داعيها أو علتها أومسوغها
فإن تم التثبت من ذلك حصل التبين المأمور به بالتثبت وهما متلازمان دائما
كما في الإيمان والإسلام هما متلازمان فمن حقق الإيمان فقد حقق الإسلام
والإسلام المجزئ مستلزم للإيمان المحقق بالتصديق والاتباع
والله أعلم
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[08 Jan 2010, 11:33 ص]ـ
"فإن التثبت منهج علمي ينتهي بنتيجة التبين، ومن لم يتبين لم يتثبت بمنهج سليم
وعليه فمن تثبت بمنهج سليم وفق للتبين الحقيقي باللازم".
بارك الله فيكم .. هذه الجملة كافية ومعبرة عن المقصود، وفقكم الله.
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[08 Jan 2010, 01:48 م]ـ
وبارك فيكم وجزاكم كل خير(/)
هل من تعارض بين زمن نزول الآية وسببها؟
ـ[ .. سرى .. ]ــــــــ[05 Jan 2010, 04:53 ص]ـ
في قول الله تعالى: (أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولو الألباب).
روي عن ابن عباس أن هذه الآية نزلت في حمزة رضي الله عنه وأبي جهل لعنه الله.
ومن المعلوم أن سورة الرعد مكية، وإسلام حمزة واستشهاده متأخر، فهل يمكن أن يُقال بإمكانية هذا السبب؟
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[07 Jan 2010, 03:37 ص]ـ
في قول الله تعالى: (أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولو الألباب).
روي عن ابن عباس أن هذه الآية نزلت في حمزة رضي الله عنه وأبي جهل لعنه الله.
ومن المعلوم أن سورة الرعد مكية، وإسلام حمزة واستشهاده متأخر، فهل يمكن أن يُقال بإمكانية هذا السبب؟
أولا: القول بأن سورة الرعد مكية غير مقطوع به، بل هو موضع خلاف بين المفسرين والعلماء من قديم
فقد أخرج مجاهد عن ابن الزبير، وابن مردويه من طريق العوفى عن ابن عباس، ومن طريق ابن جريج وعثمان عن عطاء عنه، وأبو الشيخ عن قتادة: أنها مدنية
وقد ذكر السيوطى فى (الاتقان) أن مما يؤيد القول بأنها مدنية ما أخرجه الطبرانى وغيره عن أنس أن قوله تعالى: (الله يعلم ما تحمل كل أنثى) الى قوله تعالى: (وهو شديد المحال) نزل فى قصة أربد بن قيس وعامر بن الطفيل حين قدما المدينة، ثم قال: والذى يجمع بين الاختلاف أنها مكية الا آيات منها
ثانيا: القول بأن قوله تعالى: (أفمن يعلم. .) الى آخر الآية، قد نزل فى فى حمزة رضى الله عنه، وأبى جهل هو أيضا غير مقطوع به
فقد قيل: نزل فى عمر رضى الله عنه، وأبى جهل
وقيل: فى عمار بن ياسر رضى الله عنه، وأبى جهل
وهكذا أخى الفاضل تجد أن الاختلاف قد شمل الأمرين كليهما
هذا والله أعلم
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[07 Jan 2010, 12:09 م]ـ
ليس هناك تلازم بين العبارة بالنزول وبين سبب النزول.
فالعبارة بالنزول قد تفيد السببية وقد يكون المراد بها التعبير عن صدق معنى الآية فيمن قيل إنها نزلت فيه ولو كان بعدها بأزمان، وسأدلك على مثال سريعا والأمثلة كثيرة لمن تتبع
قال ابن عطية " قال القاضي أبو محمد: وأما تفسير هذه الآية بقصة عبد الله بن أبي سرح فينبغي أن يحرر، فإن جلبت قصة عبد الله بن أبي سرح على أنها مثال كما يمكن أن تجلب أمثلة في عصرنا من ذلك فحسن، وإن جلبت على أن الآية نزلت في ذلك فخطأ، لأن ابن أبي سرح إنما تبين أمره في يوم فتح مكة، وهذه الآية نزلت عقيب بدر "
وفهم هذه القضية يوسع أفق الناظر في التعامل مع الأقوال. والله المستعان(/)
حلقة نقاش بعنوان: الابتكار في البحث العلمي
ـ[تبيان]ــــــــ[06 Jan 2010, 01:29 م]ـ
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/88084ae4b7318f07d.jpg
برعاية معالي مدير الجامعة الإسلامية الأستاذ الدكتور / محمد بن علي العقلا
عضو شرف الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه
تقيم اللجنة الفرعية للجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه (تبيان) بالدينة النبوية
بالتعاون مع عمادة شؤون المكتبات بالجامعة الإسلامية ورشة بعنوان:
(الابتكار في البحث العلمي: مقدمات وتطبيقات)
إعداد وتقديم: فضيلة الأستاذ الدكتور الشيخ: حكمت بن بشير ياسين
أستاذ كرسي المعلم محمد عوض بن لادن للدراسات القرآنية
يوم الإثنين 25/ 1/1431هـ في قاعة المحاضرات الكبرى بالجامعة الإسلامية بعد صلاة المغرب مباشرة
ـ[محب القراءات]ــــــــ[06 Jan 2010, 01:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك في جهودكم.
أسأل الله أن ينفع بشيخنا أ. د/ حكمت بشير , ويبارك في جهوده.
وقد استفدنا منه كثيرا في تدريسه لنا مادة مناهج البحث في مرحلة الماجستير بكلية القرآن , فأوصي الجميع بالحرص على هذه الورشة وخاصة طلاب الدراسات العليا المتخصصين في الدراسات القرآنية.
ـ[التواقة]ــــــــ[06 Jan 2010, 08:14 م]ـ
ليتها تنقل على هذا الملتقى المبارك
ـ[أمل السويلم]ــــــــ[06 Jan 2010, 09:34 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم، أرجو بثها مباشرة على موقع (البث الإسلامي). ( http://www.liveislam.net/newsubjects.php?sid=)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[06 Jan 2010, 09:37 م]ـ
أسأل الله تعالى أن ينفع بهذا اللقاء وأن يشرح صدر أستاذنا الأستاذ الدكتور حكمت الذي ندين له بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن ينفع به وأن يثيبه هو والقائمين على أمر هذا الملتقى الكريم إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ـ[أم أسماء]ــــــــ[07 Jan 2010, 01:23 ص]ـ
أضم صوتي إلى الراغبين في توفير بث مباشر لهذه الحلقة ... نفع الله بكم
ـ[أم البررة]ــــــــ[09 Jan 2010, 03:57 م]ـ
عنوانها شائق، ومتحدثها لا يُفوّت
أسأل إن كانت ستنقل للنساء في دار الحديث مثلا؟
أو أضم صوتي لمن يطالب بنقلها، أو تسجيلها ومن ثم رفعها
ـ[أم البررة]ــــــــ[10 Jan 2010, 08:14 م]ـ
لا زلتُ أنتظر الرد أيها الأفاضل
ـ[محب القراءات]ــــــــ[10 Jan 2010, 10:01 م]ـ
عنوانها شائق، ومتحدثها لا يُفوّت
أسأل إن كانت ستنقل للنساء في دار الحديث مثلا؟
أو أضم صوتي لمن يطالب بنقلها، أو تسجيلها ومن ثم رفعها
لا أظن أنها ستنقل للنساء في دار الحديث , فلم يعلن عن ذلك في موقع الجامعة , ولا في الإعلانات المطبوعة.
ولكنها ستسجل مثلها مثل أي محاضرة في قاعة الاجتماعات الكبرى , فكلها مسجلة , ويمكننا الحصول على نسخة منها وتنزيلها هنا إن شاء الله.
ـ[تبيان]ــــــــ[11 Jan 2010, 12:06 م]ـ
عنوانها شائق، ومتحدثها لا يُفوّت
أسأل إن كانت ستنقل للنساء في دار الحديث مثلا؟
أو أضم صوتي لمن يطالب بنقلها، أو تسجيلها ومن ثم رفعها
نشكر كل الأخوات على حرصهم، ولكن هناك بعض الإشكالات تحول دون نقلها للإخوات، وستسجل إن شاء الله وتنزل على موقع الجمعية.
وقريبا إن شاء الله تجدون محاضر الأستاذ الدكتور / أحمد الخراط، مكتوبة بعد تعديلات الشيخ عليها على موقع الجمعية.
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[11 Jan 2010, 03:04 م]ـ
بارك الله بكم
ـ[تبيان]ــــــــ[12 Jan 2010, 08:29 م]ـ
افتتح معالي الأستاذ الدكتور / محمد بن علي العقلا مدير الجامعة الإسلامية مساء الاثنين 25/ 1/1431 هـ
ورشة عمل (الابتكار في البحث العلمي) للأستاذ الدكتور حكمت بشير.
وقد حضر الافتتاح عدد من أصحاب الفضيلة العلماء وأساتذة الجامعات وطلبة العلم.
وقد كرم في هذا الافتتاح عدد من أصحاب الفضيلة، منهم:
الأستاذ الدكتور / زاهر بن عواض الألمعي رئيس مجلس إدارة الجمعية - السابق -، والدكتور / محمد بن سريع السريع رئيس مجلس إدارة الجمعية، والدكتور / خالد بن عون العنزي مدير مكتب الجمعية بجامعة طيبة.
ثم ألقى الأستاذ الدكتور حكمت بشير في الجلسة الأولى: مقدمات حول الابتكار العلمي.
واليوم اثلاثاء الجلسة الثانية: ورشة عمل تدريبية للمشاركين، وهي ورشة عامة لجميع التخصصات العلمية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وسنوافيكم بتفاصيل هذه الورشة إن شاء الله.
ـ[أم البررة]ــــــــ[16 Jan 2010, 02:56 ص]ـ
شكر الله للجميع
وبانتظار التفاصيل، فالتسجيل
ـ[تبيان]ــــــــ[25 Jan 2010, 11:58 ص]ـ
تقرير عن ورشة الابتكار في البحث العلمي
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد
فقد أقامت اللجنة الفرعية للجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه بالمدينة المنورة في يومي الاثنين والثلاثاء 25 - 26/ 1/1431هـ بقاعة المحاضرات الكبرى بالجامعة الإسلامية ورشة بعنوان: (الابتكار في البحث العلمي: مقدمات وتطبيقات)، وذلك برعاية معالي مدير الجامعة الإسلامية أ. د/ محمد بن علي العقلا عضو شرف الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه بالتعاون مع عمادة شؤون المكتبات بالجامعة الإسلامية, وكانت هذه الورشة من إعداد وتقديم: فضيلة الأستاذ الدكتور الشيخ: حكمت بن بشير ياسين أستاذ كرسي المعلم محمد عوض بن لادن للدراسات القرآنية في جامعة الملك عبد العزيز وحضور فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بن عبد الله الحلواني المشرف على الكرسي، وقد افتتحت الورشة بآيات من الذكر الحكيم, وألقى معالي مدير الجامعة كلمة نوه فيها بأهمية البحث العلمي وأشاد بجهود حكومة المملكة العربية السعودية في دعم وتشجيع البحث العلمي، ثم ألقى عميد شؤون المكتبات و نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه ومدير اللجنة الفرعية للجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه فضيلة الأستاذ الدكتور عماد زهير حافظ كلمة أشاد فيها بأهمية البحوث العلمية ثم ألقى فضيلة الأستاذ الدكتور الشيخ: حكمت بن بشير بن ياسين محاضرة بعنوان: الابتكار في البحث العلمي: مقدمات وتطبيقات، بدأها بتقديم الشكر لمعالي مدير الجامعة والمسؤولين في جامعة الملك عبد العزيز ومعهد البحوث والاستشارات, وأعرب عن شكره لحكومة المملكة العربية السعودية على تشجيع تنمية البحث العلمي وبتسخير الطاقات وتجهيز الجامعات لاستثمار البحث العلمي، ثم ذكر الأهداف والمستهدفين، ثم بين أهمية الابتكار في البحث العلمي، وأثر هندسة التفكير في الابتكار وسبله لاستثمار البحث العلمي، وعرض مقدمات فيها نماذج من الأبحاث المبتكرة التي تحتاجها الأًمة لاستجلاب الخير واجتثاث واجتناب الشر، وفي آخر المقدمات أجاب عن الأسئلة التي وجهها بعض الأساتذة والطلاب، وقام مع فضيلة المشرف على الكرسي بتكريم نخبة من العلماء الذين أفنوا أعمارهم لخدمة القرآن الكريم والارتقاء بالدراسات القرآنية إذ تمّ تقديم بعض الهدايا والدروع، وخُتم اللقاء بتسجيل أسماء الراغبين في التطبيقات للورشة بذكر أسمائهم وتخصصاتهم والدرجة العلمية، وفي اليوم الثاني (يوم الثلاثاء) كانت فعالية تطبيقات الورشة حيث شارك فيها 75 مشاركاً من طلبة الدراسات العليا وبعض أساتذة الجامعة بلغ عددهم 11 أستاذاً جامعياً منهم سعادة الدكتور عبد الرحيم بن محمد المغذوي رئيس الفريق العلمي لبرنامج دراسة الانحرافات الفكرية عند الشباب، وسعادة الأستاذ محمد بن سريّع السريّع رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه، وسعادة الأستاذ الدكتور عماد بن زهير حافظ، ووكيل عميد شئون المكتبات فضيلة الدكتور عبد العزيز بن صالح الغامدي، ووكيل عميد البحث العلمي الدكتور ظاهر حسن، وفضيلة الأستاذ الدكتور محمد الحلواني المشرف على كرسي المعلم محمد عوض بن لادن للدراسات القرآنية، كما شارك في الورشة الباحثون المساعدون في الكرسي الأستاذ الفاضل إبراهيم محمد أول، والأستاذ الفاضل يحي بن علي كمندر، ومدير مشروع الكرسي الأستاذ الفاضل عبد الرحمن بن محمد الحلواني، وقد تسلم المشاركون بطاقات التعريف، وتمّ توزيع نماذج أسئلة فيها الإفادة عن إضافات لمحاور علم المستقبل عند المسلمين، وإفادة عن ذكر الكتب المفقودة في كل تخصص، ثم عرض الرد على شبهة إنكار الوحي، وقد تفاعل المشاركون وأضافوا بعض الإفادات على الردود في أجوبتهم، وبعد الانتهاء من الرد ثنى أستاذ الكرسي بعرض الموضوعات المبتكرة في العلوم التي تخصص بها المشاركون وأجاب عن سؤالاتهم وعن اقتراحاتهم التي كتبوها في ورقة الورشة، ثم استعرضت نتائج الورشة، وفي ختام الورشة ألقى الدكتور: محمد بن عبد
(يُتْبَعُ)
(/)
الله الحلواني كلمة شكر فيها معالي مدير الجامعة وكل من ساهم في إقامة الورشة، كما شكر فيها الحضور على اهتمامهم وتفاعلهم، ثم ألقى عميد شئون المكتبات ونائب رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه الأستاذ الدكتور عماد زهير حافظ كلمة شكر فيها جميع الذين أسهموا في المشاركة بقيام الورشة ونجاحها وقدم الشكر الجزيل للمشاركين على اهتمامهم وتفاعلهم في الورشة، كما ألقى رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه سعادة الأستاذ الدكتور محمد بن سريّع السريّع كلمة بهذه المناسبة أثنى على مقدم الورشة وأعرب عن أهمية هذه الورشة في تحقيق بعض الأهداف المنشودة في جامعات المملكة، ثم تم تناول طعام العشاء باستضافة الكرسي لهم، وقد كان لسعادة أ. د. عبد الرحيم المغذوي الأثر البارز في إثراء الورشة من خلال مناقشاته الرشيدة واقتراحاته السديدة، وقد أشاد الحاضرون بالورشة وعبروا عن شكرهم وثنائهم العاطر لأستاذ كرسي المعلم محمد عوض بن لادن للدراسات القرآنية، وطلبوا نسخة الكترونية من الورشة ووعدهم أستاذ الورشة بتسليمها لهم مع الشهادات في الأسبوع القادم بمشيئة الله تعالى, ونظراً لاحترام أوقات الجميع أرجئ تلاوة التوصيات وهي كما يلي:
التوصيات:
1.أن عملية الابتكار في البحث العلمي مجال فسيح جدا، ويتناول جميع الشرائح العلمية من طالب الكلية إلى الفرق العلمية.
2.المحور الأساس من الابتكار هو الاستثمار في جلب الخير واجتثاث الشر.
3.إمكانية جمع نصوص الكتب المفقودة العريقة النافعة من كل علم.
4.كل علم يحتاج إلى دراسة تطوره وتاريخه للتعرف على المبتكرين في كل فن.
5.أن الدراسات القرآنية جديرة في الارتقاء بالعلوم كلها.
6.أن طالب العلم المبتكر لا يستغني عن الاستقراء.
وأما الأهداف فقد وردت ضمن المقدمة، ومطلعها كما يلي:
الحمد لله الوهاب الذي كرم الإنسان بالعقل والنقل، وحث على التفكر والتدبر، والصلاة والسلام على نبي الحكمة والرحمة، القائل: (لا تزال هذه الأُمة بخير ما عظمت حرمتها).
وعلى من اهتدى بهديه وأخذ بحكمته إلى يوم الدين.
أما بعد فإن التخطيط لتجديد المعرفة إلى الأفضل من أهم أسباب الارتقاء الحضاري، وسنام ذلك التخطيط هو هندسة التفكير في الارتقاء بالبحث العلمي، بتجديد خططه، وتسديد موضوعاته، وترشيد مناهجه، وتعريب علومه، للتيسير على طلب العلم، وترسيخ الفهم، وإيجاد محترفين لريادة البحث العلمي باستخدام التقنية الحديثة المتطورة، والاستفادة من الخبراء السابقين والمعاصرين، لتحقيق معالم الخير ودفع أوكار الشر، ومواكبة المستجدات، ومواجهة التحديات لإنقاذ البشرية من الظلم والتيه بنشر السلام والوئام، وهذا السلام كلما دعم بالطاقات المتنوعة توافرت القدرة على مواجهة التحديات ومعالجة المشكلات، ويساعد ذلك على جلب المصالح ودرء المفاسد، وقد بشرنا النبي ? في قوله:" ومن يتحر الخير يعطه، ومن يتوق الشر يوقه ".
قال الإمام ابن القيم: "أصل الخير والشر من قبل التفكر ". (الفوائد ص 241) ومن هذا الصرح العلمي العالمي أحاول أن أضفى لبنة جديدة في البحث العلمي من خلال هذه الورشة التي ننشد منها الأهداف التالية:
1.تحرير الأبحاث من التكرار.
2.الاقتصاد بالمال والجهد والوقت في الاستفادة من التقنية الحديثة.
3.المشاركة في الخطة الوطنية لتنمية البحث العلمي.
4.التنظير للابتكار في البحث العلمي.
5.تبادل الخبرات بين الباحثين والمختصين.
6.تنمية الابتكار في البحث العلمي.
7. المشاركة في إيجاد رواد ابتكار في البحث العلمي.
وتحقيق هذه الأهداف تحتاج إلى بذل الجهد، وكلما بذلت الجهود في تطبيق الطرق زادت الابتكارات وازدانت بالاستثمارات، وهذا لايعني تأليف المجلدات، لا بل بعض الابتكارات نصل إليها ببضع ورقات بل في ورقة واحدة، المهم أن نصل إلى نتيجة جديدة نافعة، ورحم الله المتنبي القائل:
بقدر الكد تكتسب المعالي ومن طلب العلا سهر الليالي
تروم المجد ثم تنام ليلا يغوص البحر من طلب اللآلي
والآن نغوص في بحار هندسة التفكير:
إن العقل الذي حبانا الله به لا يقل قوة وسعة من العقول المبتكِرة في عصرنا وفي العصور السابقة فهو مركز التفكير وفيه (14) بليون خلية عصبية متعددة الوظائف، ومن أهمها خلايا التفكير التي لها القدرة على الإبداع والابتكار والتفكر والتأمل، وكل خلية من تلك الخلايا تستوعب علوما ومجلدات، فكم من الخلايا عبأنا؟ وكم من الخلايا شغلنا؟
ويقول العلامة الغزالي فى الإحياء: (إن ثمرة الفكر هي العلم واستجلاب معرفة ليست حاصلة، وإذا حصل العلم في القلب تغير القلب، وإذا تغير حال القلب تغيرت أعمال الجوارح، فالفكر إذا هو المبدأ والمفتاح للخيرات كلها لأنه الذى ينقل من المكاره إلى المحاب ويهدي إلى استثمار العلوم ونتائج المعارف والفوائد) (بغية الطالبين 410).
المستهدفون:
1. طلبة الكليات.
2. طلبة الدراسات العليا.
3. أساتذة الجامعات.
4. مؤسسات البحث العلمي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[27 Sep 2010, 06:32 م]ـ
إضاءات حول (الابتكار في البحث العلمي) ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=22237)(/)
إنشاء (كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز للدراسات القرآنية)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Jan 2010, 10:45 م]ـ
أقرت الأمانة العامة لبرنامج كراسي البحث بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، إنشاء كرسي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض للدراسات القرآنية.
نسأل الله أن ينفع بهذا الكرسي العلمي، وأن يوفق القائمين عليه لكل خير.
سبق ( http://www.sabq.org/sabq/user/news?section=5&id=4003)
ـ[حاتم ظهران]ــــــــ[06 Jan 2010, 11:16 م]ـ
شيئ رااائع
أسأل الله أن يوفقك ياشيخ عبدالرحمن والجميع(/)
استمع وحمل محاضرة (حياتي مع القرآن) للدكتور عبد الله بصفر
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[07 Jan 2010, 03:43 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد ...
فقد سبق الإعلان عن محاضرة الدكتور عبد الله بن علي بصفر الأمين العام للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم والتي هي بعنوان: (حياتي مع القرآن) والمنعقدة بجامعة طيبة بتاريخ 1/ 11 / 1430هـ ...
كما في الرابط:
(حياتي مع القرآن الكريم) للدكتور عبد الله بصفر محاضرة في جامعة طيبة مع بث مباشر ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=90227)
ويمكن الآن تحميل المحاضرة والاستماع لها من الرابط:
محاضرة حياتي مع القرآن ( http://www.zshare.net/audio/70886127f5dde9b9/)
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين21/ 1/1431هـ
ـ[عبد الحي محمد]ــــــــ[07 Jan 2010, 03:29 م]ـ
جزاك الله خيرا(/)
سؤالان عن كتب تبحث المعنى الإجمالي للسور، والمقاصد
ـ[ينابيع الأمل]ــــــــ[07 Jan 2010, 05:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- أيها المشائخ الفضلاء، لدي بعض الأسئلة، أرجو منكم الإجابة عليها، وهي:
س1: هل من كتاب يختص بتوضيح المعنى الإجمالي للسور، وقصدي من ذلك تكوين تصور كامل عن معاني السور؟
س2: هل من كتاب يعتني ببحث مقاصد السور - أي: النقاط العريضة فيها؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Jan 2010, 05:29 م]ـ
من الكتب الجيدة التي تعطيك تصوراً عاماً عن موضوعات كل سورة باختصار كتاب (أغراض السور في تفسير التحرير والتنوير لابن عاشور) الذي جمعه الدكتور محمد بن إبراهيم الحمد ونشرته مكتبة ابن خزيمة بالرياض. وهذا قد يغنيك عن مراجعة التفسير نفسه (التحرير والتنوير) لابن عاشور في هذه النقطة.
ومن الكتب كذلك كتاب (قبس من نور القرآن الكريم: دراسة تحليلية موسعة بأهداف ومقاصد السور الكريمة) للشيخ محمد علي الصابوني.
وكذلك كتاب (أهداف كل سورة ومقاصدها في القرآن الكريم) للدكتور عبدالله شحاته رحمه الله، وقد طبعته الهيئة المصرية العامة للكتاب بالقاهرة عام 1998في أربعة أجزاء.
وهي أيضاً تعطيك مقاصد السور القرآنية باختصار.
ويمكن مراجعة موضوعات متنوعة في الملتقى عن مقاصد السوروالكتب المؤلفة فيها مثل:
الكتب المؤلفة في مقاصد السور؟! ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=25477#post25477)
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[07 Jan 2010, 07:15 م]ـ
ومنها تفسيري:
- التحرير والتنوير , لابن عاشور.
- في ظِلال القرآن , لسيد قطب.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[08 Jan 2010, 03:05 ص]ـ
ومنها كذلك: ((نحو تفسير موضوعى لسور القرآن الكريم)) للعلامة الشيخ محمد الغزالى يرحمه الله
وهو كتاب عظيم الفائدة وان اقتصر على الأجزاء العشرة الأولى من القرآن الكريم
وينبغى ملاحظة أن المقصود بالتفسير الموضوعى هنا ليس هو تتبع المعنى الواحد فى طول القرآن وعرضه، وحشده فى سياق قريب
وانما المقصود به الكشف عن موضوع رئيس فى السورة وان كثرت قضاياها وذلك على نمط ما انتهجه الشيخ محمد عبد الله دراز يرحمه الله فى تناوله لسورة البقرة فى كتابه الممتاز (النبأ العظيم) والذى يعد - كما يقول العلامة الغزالى - أول تفسير موضوعى لسورة كاملة هى أطول سور القرآن الكريم على الاطلاق
وأقول: اننى شخصيا قد أفدت من كتاب الشيخ الغزالى أيما فائدة فى بعض دراساتى المنشورة
وأخيرا أقول: لولا أن فضيلة المشرف العام قد أشار الى كتاب الدكتور عبد الله شحاته يرحمه الله لكنت قد ذكرته هنا كذلك، فانه من الكتب النافعة فى هذا الميدان
ـ[أبو بكر الأمريكي]ــــــــ[27 Jul 2010, 07:02 م]ـ
من الكتب الجيدة التي تعطيك تصوراً عاماً عن موضوعات كل سورة باختصار كتاب (أغراض السور في تفسير التحرير والتنوير لابن عاشور) الذي جمعه الدكتور محمد بن إبراهيم الحمد ونشرته مكتبة ابن خزيمة بالرياض. وهذا قد يغنيك عن مراجعة التفسير نفسه (التحرير والتنوير) لابن عاشور في هذه النقطة.
[/ url]
السلام عليكم ورحمة الله
هل لهذا الكتاب ميزة خاصة زائدة عما ذكره ابن عاشور أو هل هو مجرد جمع لما كتبه في مقدمة كل سورة؟
ـ[منصور مهران]ــــــــ[28 Jul 2010, 07:30 م]ـ
وهذا كتابٌ قريب الشبه وهو نادر في بابه:
(إلى القرآن الكريم) تأليف الشيخ محمود شلتوت، صدر ضمن كتاب الهلال في أوائل ستينيات القرن الماضي
ـ[إيمان]ــــــــ[28 Jul 2010, 09:13 م]ـ
ومن الكتب في ذلك:
1 - بصائر ذوي التمييز، للفيروزآبادي.
2 - مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور، للبقاعي.
3 - مفاتيح الغيب، للرازي.
4 - الأساس في التفسير، لسعيد حوى.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Jul 2010, 09:49 م]ـ
شكر الله لكم جميعاً ما تفضلتم بإضافته من فوائد وكتب.
وبخصوص سؤال أخي
السلام عليكم ورحمة الله
هل لهذا الكتاب ميزة خاصة زائدة عما ذكره ابن عاشور أو هل هو مجرد جمع لما كتبه في مقدمة كل سورة؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأقول: كلا. لا زيادة فيه على ما قاله ابن عاشور في تفسيره، وإِنَّما قام أخي الدكتور محمد بن إبراهيم الحمد بِجَمعها واستخلاصها من التفسير فقط، ولكنَّ سؤال الأخ / الأخت ينابيع الأمل عن كتاب مختصر يدله/يدلها بأقصر طريق على مراده، فكان ذكر هذا الكتاب مناسباً لمقصوده.
ـ[باحثة علم]ــــــــ[28 Jul 2010, 11:18 م]ـ
ماشاء الله بارك الله فيكم جميعا أحسنتم أحسن الله إليكم
لقد كنت أشارك عندما قرأت عنوان الموضوع بكتب (روح المعاني والتحرير والتنوير وتفسير الشيخ سيد قطب) وبصراحة لقد وجدت الأساتذة قد تكرموا ماشاء الله بهذا ..... فهذه بعض الكتب المذكورة
تفسير التحرير والتنوير - محمد الطاهر بن عاشور - 15 مجلد (30 جزء) - الحجم الإجمالي 225 ميجا - الدار التونسية للنشر
http://www.archive.org/details/tahrer_tanwer
************************************************** ***********
ومن ملتقى أهل الحديث
كتاب: في ظلال القرآن الكريم
المؤلف: الشهيد قطب رحمه الله
الناشر: دار الشروق
صفحة الكتاب على أرشيف ( http://www.archive.org/details/delalquraan)
الروابط المباشرة
المجللد الأول ( http://www.archive.org/download/delalquraan/delalquraan1.pdf)
المجلد الثاني ( http://www.archive.org/download/delalquraan/delalquraan2.pdf)
المجلد الثالث ( http://www.archive.org/download/delalquraan/delalquraan3.pdf)
المجلد الرابع
( http://www.archive.org/download/delalquraan/delalquraan4.pdf)
المجلد الخامس ( http://www.archive.org/download/delalquraan/delalquraan5.pdf)
المجلد السادس والأخير ( http://www.archive.org/download/delalquraan/delalquraan6.pdf)
====================
رابط آخر للكتاب في ملف واحد بحجم 95 ميجا ( http://www.archive.org/download/majmouhfidilalk/mfzq1.pdf)
وهنا أيضا على الفور شيرد
http://www.4shared.com/file/108219272/5f1a1e80/___.html
************************************************** ********************************
تفسير البحر المحيط
دار الكتب العلمية - بيروت - الطبعة الأولى - 1413 - 1993 - 8 أجزاء
http://www.archive.org/details/tbmih
************************************************** ********************
نظم الدرر في تناسب الآيات والسور البقاعي
http://www.archive.org/details/nathmeldourare
************************************************** *************
وأما كتاب روح المعاني للألوسي سوف أرفعه لك فهو بصيغة pdf إن شاء الله
رجاء الانتظار فضلا فهو أجزاء كبيرة
ـ[د. أنورإبراهيم]ــــــــ[29 Jul 2010, 12:05 ص]ـ
أرى إضافة إلى ما تفضل به الاخوة الأكارم أن تستعين بكتاب التفسير الموضوعى لسور القرآن الكريم ففيه خير كثير بإذن الله تعالى تولت طباعته جامعة الشارقة وهو لنخبة من علماء التفسير وعلوم القرآن وإشراف شيخنا الدكتور مصطفى مسلم ويمكن تحميله من الشريط العلوى لموقعنا المبارك(/)
(المنهج في نقد مرويات التفسير) اللقاء 4 في ديوانية الدراسات القرآنية (استمع الآن)
ـ[عبدالله القرشي]ــــــــ[07 Jan 2010, 07:09 م]ـ
يسر ديوانية الدراسات القرآنية بمحافظة الطائف دعوتكم لمحاضرة سعادة الدكتور / حاتم الشريف الأستاذ المشارك بجامعة أم القرى وعضو مجلس الشورى تحت عنوان (المنهج في نقد أسانيد التفسير) وقد سبق لفضيلة الشيخ طرح الموضوع في الجمعية العلمية السعودية إلا أن طرحه في الديوانية سيكون أوسع متضمنا النقاط التالية:
1 - اختلاف معايير القبول في العلوم.
2 - اختلاف معايير نقد الأخبار باختلاف فنونها.
3 - لمحات حول منهج أئمة التفسير في نقد الأخبار.
4 - المنهج المختار لنقد أسانيد التفسير.
موعد الديوانية:
الخميس ليلة الجمعة الموافق 28/ 1/ 1431هـ
بعد صلاة العشاء بتوقيت مكة المكرمة مباشرة
سينقل اللقاء على الهواء مباشرة على موقع البث الإسلامي
: www.liveislam.net
وعلى موقع آفاق القراءات على الرابط:
http://alq10com.s.roomsserver.net/
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Jan 2010, 09:57 م]ـ
أسأل الله لكم التوفيق والسداد، وللدكتور حاتم العون والتوفيق للصواب.
وقد أحسنتم باختيار الموضوع والمحاضر، فالدكتور حاتم الشريف لديه ما يقوله في هذا الموضوع الدقيق.
واقترح عليكم أخي الدكتور عبدالله وفقكم الله مراجعة المحاضرة التي ألقاها الدكتور حاتم الشريف من قبل في الرياض بعنوان:
أسانيد التفسير ومنهجية الحكم عليها ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=11327)
وإرسالها بالبريد الإلكتروني لكل من سيحضر الدرس معكم، ويطلب منهم الاستماع للمحاضرة ويكتبوا تعليقاتهم بناء عليها، ثم تتاح فرصة كافية للنقاش بعد الدرس حتى يكتمل الموضوع، حيث إن الوقت قد أدرك الدكتور حاتم في الدرس الأول في الرياض.
ونحن سننتظر المحاضرة بعد وضعها على الملتقى، وأرجوألا يتأخر رفعها للملتقى.
ـ[عبدالله القرشي]ــــــــ[08 Jan 2010, 02:46 م]ـ
نشكر لأخي الدكتور عبد الرحمن هذا الاقتراح الرائع وسنعمل به إن شاء الله
وستكون هناك إن شاء الله مداخلات صوتية مباشرة من خارج الطائف لعدد من المتخصصين وسنكشف الأسماء بعد التنسيق والتأكد من جاهزية الناحية التقنية.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[08 Jan 2010, 03:41 م]ـ
وستكون هناك إن شاء الله مداخلات صوتية مباشرة من خارج الطائف لعدد من المتخصصين وسنكشف الأسماء بعد التنسيق والتأكد من جاهزية الناحية التقنية.
فكرة جميلة , وجهد رائع , وفقكم الله وبارك في جهودكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Jan 2010, 09:52 م]ـ
وفقك الله يا دكتور عبدالله ونفع بجهودك، وليت لنا في كل مدينة (عبدالله قرشي) آخر.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[08 Jan 2010, 10:09 م]ـ
وفقكم الله يا دكتور عبد الله , وقد أحسنتم الاختيار.
وأذكر أن محاضرة الشيخ حاتم السابقة كانت طويلة (وهذا يهم السفرة) , فكم سيحتاج في تقديرك ليكون تناوله لديكم أوسع؟
ـ[أبو العالية]ــــــــ[10 Jan 2010, 12:20 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
هذا موضوع نفيس، وحتى تعلم نفاسته فغص في تفسير الطبري، وحلق في ثنايا مروياته، واشرح صدرك بحدثنا، وحدثني، وذكر من قال ذلك، واطرب للاختيار (والصواب من القول في تأويل هذه الآية) فوالله ستجد متعة وأي متعة.
لكن قد يعكر عليك حين يرد لصحابي او تابعي واحد قولان متضادان؟ فكيف تصنع؟
ما القواعد المقررة والمنهجية في هذا؟
هنا الدسم! ودع عنك الشحم!! (لم أفطر بعد، فالسموحة)
وكنت قد قرأت على شيخنا المحدث شعيب الأرنؤوط كتاب الشيخ عبد العزيز الطريفي، بإشارة ميمونة من الشيخين الفاضلين أبي عبد الله وأبي عبد الملك في زيارة خاطفة،و قد كانت لشيخنا نكت ملاح، وتعليقات طيبة كانت سبباً في ثراء موضوع معالجة أسانيد التفسير والمنهجية العلمية فيها لا سيما عند التعارض.
فكلي أمل أن ترفع محاضرة الشيخ حاتم وتفرغ لقراءتها على الشيخ شعيب والإفادة منه لي وللإخوة الفضلاء والمشايخ النبلاء.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
ـ[عبدالله القرشي]ــــــــ[13 Jan 2010, 12:50 ص]ـ
من الجديد في ديوانية الدرسات القرآنية ستكون هناك مداخلات صوتية مباشرة -بإذن الله- من خارج الطائف لكل من:
1 - الدكتور / مساعد الطيار من (الرياض) فله مقال رائع في الموضوع نفسه.
2 - الدكتور / محمد صالح سلمان من (مصر)
صاحب كتاب (اختلاف السلف بين التنظير والتطبيق) وله كتابة محررة في كتابه عن ضوابط التعامل مع أسانبد التفسير.
وللمعلومية فسينقل اللقاء عبر موقع البث الإسلامي
www.liveislam.net
ويمكن من خلال موقع البث الإسلامي استقبال أسئلتكم واستفساراتكم.
ـ[عبدالله القرشي]ــــــــ[28 Jan 2010, 12:45 م]ـ
يسر ديوانية الدراسات القرآنية بمحافظة الطائف أن تهدي أحبتها المادة المسجلة للدكتور حاتم الشريف بعنوان (المنهج في نقد أسانيد التفسير) والتي ألقاها في ديوانية الدراسات القرآنية بتاريخ 1431/ 1/ 28
متمنين للجميع العلم النافع.
الرابط:
http://www.4shared.com/dir/21499525/cb3a2753/sharing.html
مدة المادة: ساعة وتسع وأربعون دقيقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[31 Jan 2010, 12:03 ص]ـ
جهد مبارك .. جزاكم الله خيراً يا دكتور عبد الله .. ووفقكم لأمثالها.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Feb 2010, 10:23 ص]ـ
استمعت للمحاضرة كاملة، وهي كالعادة قيمة ومفيدة أنصح بسماعها والانتفاع بها، فهي تؤصل لمسألة مهمة قل من تكلم فيها بمثل هذا.
ليتكم يا دكتور عبدالله تمكنتم من تسجيل المداخلات الهاتفية مع الشيخين د. مساعد والشيخ محمد صالح، وما أحسبه منعكم إلا الجانب التقني.
أسأل الله أن يتقبل منكم وينفع بكم وبجهودكم المباركة.
ـ[التواقة]ــــــــ[19 Feb 2010, 08:38 م]ـ
جزاكم الله خيراً ونفع بكم.
كم نتمنى لو أن في كل بقعة كديوانية أهل الطائف ومركز أهل الرياض لكن نحمد الله على هذه التقنية التي تقرب كل بعيد ولسان حالنا يقول مالا يدرك كله لا يترك جله ...
وليتكم أهل الطائف تقومون بتسجيل لقاءاتكم ليذاع في قناة المجد مثل أهل الرياض فيكون خيراً على خير وأهل القرآن أحق بالتقنية وكذلك ترفعونه فيديو (صوت وصورة) على هذا الملتقى المبارك بدلاً من تسجيله على جوال.
وليتكم أيضاً تقومون بتفريغ هذه اللقاءات في إصدار مستقل فيكون أعم وأنفع وتشكلون لجنة للتفريغ.
أخيراً طلب وليس ليتكم أن ترفعوا لنا مداخلة الشيخ الطيار تلبية لطلب الشيخ المشرف عبدالرحمن الذي رفع اللقاء الأول والذي لا تعد أياديه البيضاء على كل رواد الملتقى زواراً وأعضاء.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[20 Feb 2010, 03:44 ص]ـ
لقد كان لي مداخلة طلبها مني أخي الدكتور عبد الله القرشي، لكنني وقت المحاضرة كنت في حالة سفر، فلم يتسنَّ لي المشاركة معهم.
وأسأل الله أن يبارك في جهود الإخوة في ديوانية الدراسات القرآنية بالطايف.
وبمناسبة هذا الموضوع أتمنى أن يكتب فيها عدد ممن لهم عناية بأسانيد الحديث وعلم الرجال؛ لأنه شاب منهج المحدثين في هذا الباب شائبة من عدم فهم بعض المعاصرين فراح يتشدد في نقد المرويات على خلاف منهج المحدثين في التعامل معها، ويظن أن فعله هذا هو منهج المحدثين، وهو الفعل السليم، ولكن الأمر بخلاف ما ذهب إليه فلنقول العلمية عن كبار المحدثين، وكذا التطبيقات العملية لبعضهم تخالف ما يذهب إليه بعضهم اليوم.
ومن خير الأمثلة تفسير الطبري وتفسير ابن كثير، فهما على دراية بالتصحيح والتضعيف، وعلى بصر بالأحاديث والآثار، فانظر كيف تعاملوا معها.(/)
الآن جوال تدبر على شركات (الاتصالات - موبايلي - زين)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Jan 2010, 08:46 م]ـ
بحمد الله أصبح بإمكان الجميع الاشتراك في جوال تدبر بعد أن كان مقصوراً على مشتركي شركة الاتصالات فقط.
وهذه معلومات الاشتراك في كل واحدة منها.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64b461d3fd70e3.jpg
كما يمكن لمشتركي شركة فيفا بدولة الكويت الاشتراك في جوال تدبر أيضاً من خلال الرقم 55481
ـ[ابو فارس]ــــــــ[07 Jan 2010, 09:16 م]ـ
اخي عبدالرحمن بارك الله فيك وغفر الله خطاياك على كل جهد تبذله من اجل القران واهل القران 000
عندي طلب بسيط هل اجد جميع رسائل تدبر السابقة مجموعة في كتاب واحد واين اماكن بيعها اذا امكن000
ولك خالص شكري وتقديري 00000
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Jan 2010, 09:21 م]ـ
حياك الله يا أبا فارس، وأسأل الله أن يتقبل منك وأن يجزيك خيراً.
نعم هي متوفرة عندي وهي هدية لك مني إن استطعتَ التواصلَ معي في الرياض، أو ترسل أحداً يأخذها.
وإلا فهي متوفرة في المكتبات في جزأين حتى الآن رسائل 1428 في جزء و 1429 في جزء والبقية تأتي إن شاء الله.
ـ[ابو فارس]ــــــــ[07 Jan 2010, 11:59 م]ـ
بارك الله فيك يأخي وسأرسل لك من يأخذها لأنني خارج الرياض وحبذا لو تكون معك في مكتبك في الكليه لان المُرسل اليك يدرس في الكلية وساتصل بك او يصلك رسالة مني لتحديد الموعد 000
ولك خالص الشكر والتقدير00
ـ[معيوض الحارثي]ــــــــ[09 Jan 2010, 11:26 ص]ـ
جزاك الله خير شيخنا
وننتظر إفتتاح الموقع في القريب العاجل
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[14 Jan 2010, 01:24 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ عبدالرحمن على هذا الجهد المتواصل
ـ[نايف السحيم]ــــــــ[14 Jan 2010, 05:24 ص]ـ
بارك الله فيكم شيخ عبدالرحمن وفيما تقدمونه
اسال الله ان يجعلنا من اهل القران
ـ[ولد السيح]ــــــــ[02 Jun 2010, 02:20 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء شيخ عبد الرحمن
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[10 Aug 2010, 02:46 م]ـ
للرفع بمناسبة قرب دخول الشهر ..(/)
القراءات العشر
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[08 Jan 2010, 03:25 م]ـ
القراءات العشر
_ يقول الإمام محمد بن الجزري في النشر أيضا: وإني لما رأيت الهمم قد قصرت، ومعالم هذا العلم الشريف قد دثرت، وخلت من أئمته الآفاق، وأقوت من موفق يوقف على صحيح الاختلاف والاتفاق، وترك لذلك أكثر القراءات المشهورة، ونسي غالب الروايات الصحيحة المذكورة، حتى كاد الناس لم يثبتوا قرآناً إلا ما في الشاطبية والتيسير، ولم يعلموا قراءات سوى ما فيها من النذر اليسير. وكان من الواجب عليَّ التعريف بصحيح القراءات، والتوقيف على المقبول من منقول مشهور الروايات، فعمدت إلى أن أثبت ما وصل إليَّ من قراءاتهم، وأُوثِّق ما صح لدي من رواياتهم، من الأئمة العشرة، قراء الأمصار، والمقتدى بهم في سالف الأعصار، واقتصر عن كل إمام براويين.
@ فنافع: من روايتي قالون وورش عنه.
@وابن كثير: من روايتي البزي، وقنبل، عن أصحابهما عنه.
@ وأبوعمرو: من روايتي الدوري والسوسي عن اليزيدي عنه.
@ وابن عامر: من روايتي هشام وابن ذكوان عن أصحابهما عنه.
@ وعاصم: من روايتي أبي بكر شعبة وحفص عنه.
@ وحمزة: من روايتي خلف وخلاد عن سليم عنه.
@ والكسائي: من روايتي أبي الحارث والدوري عنه
@ وأبو جعفر: من روايتي عيسى بن وردان وسليمان بن جماز عنه.
@ويعقوب: من روايتي رويس وروح عنه.
@وخلف: من روايتي إسحاق الوراق وإدريس الحداد عنه.
ولكل راوٍ طريقان، تجد تفصيل ذلك في الكتب المعتمدة في هذا الفن (1).
@أقول: ومن أوثق هذه الكتب عندي وأقربها متناولا، كتاب النشر في القراءات العشر للحافظ أبي الخير محمد بن محمد الدمشقي الشهير (بابن الجزري) المتوفى سنة 833 هـ والذي استقيت منه الكثير إما بنقل حرفي أو بتصرف، دون الاشارة في أغلبها إلى هذا المصدر. لعظيم الثقة بما كتبه ابن الجزري في هذا الفن ولقد أوردت في مواضع عدة من كتابي هذا؛ أحاديث تُرَغِبُ في تلاوة القرآن الكريم وحفظه، ثم تعليمه.
@هذا ولابن الجزري (رحمه الله) العديد من المؤلفات، ومن أهمها: الكتاب الذي أشرنا إليه، ومنظومته التي أسماها طيبة النشر في القراءات العشر التي نظمها ليسهِّل على طلبة العلم جمع القراءات، وكتاب تحبير التيسير وغيرها. جزاه الله عنا وعن المسلمين كل خير، وجعلنا وإياكم ووالدينا والمسلمين من أهل القرآن، أهل الله وخاصته، إنه سميع الدعاء وصلَّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) النشر في القراءات العشر 1/ 54 (نقلا عن كتابي: فضائل القرآن وحملته وتعريف بالأحرف السبعة والقراءة بها).(/)
ابن القيم وقوله تعالى (وعسى أن تكرهوا شيئا,,,,)
ـ[نايف المطيري]ــــــــ[08 Jan 2010, 08:22 م]ـ
فصل: وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم
في قوله تعالى: ((وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون)) (البقرة: الآية رقم: (216).)
في هذه الآية عدة حكم وأسرار ومصالح للعبد، فإن العبد إذا علم أن المكروه قد يأتي بالمحبوب، والمحبوب قد يأتي بالمكروه، لم يأمن أن توافيه المضرة من جانب المسرة، ولم ييأس أن تأتيه المسرة من جانب المضرة لعدم علمه بالعاقب، فإن الله يعلم منها ما لا يعلمه العبد (و) أوجب له ذلك أمورا:
منها: أنه لا أنفع له من امتثال الأمر وإن شق عليه في الابتداء؛ لأن عواقبه كلها خيرات ومسرات ولذات وأفراح، وإن كرهته نفسه فهو خير لها وأنفع، وكذلك لا شيء أضر عليه من ارتكاب النهي وإن هويته نفسه ومالت إليه، فإن عواقبه كلها آلام وأحزان وشرور ومصائب، وخاصة العقل تحمل الألم اليسير لما يعقبه من اللذة العظيمة والخير الكثير، واجتناب اللذة اليسيرة لما يعقبها من الألم العظيم والشر الطويل، فنظر الجاهل لا يجاوز المبادئ إلى غاياتها، والعاقل الكيس دائما ينظر إلى الغايات من وراء ستور مبادئها فيرى ما وراء تلك الستور من الغابات المحمودة والمذمومة. فيرى المناهي كطعام لذيذ قد خلط فيه سم قاتل، فكلما دعته لذته إلى تناوله نهاه ما فيه من السم ويرى الأوامر كدواء كريه المذاق مفض إلى العافية والشفاء، وكلما نهاه كرهه مذاقه عن تناوله أمره نفعه بالتناول. ولكن هذا يحتاج إلى فضل علم تدرك به الغايات من مبادئها وقوة صبر يوطن به نفسه على تحمل مشقة الطريق لما يؤمل عند الغاية، فإذا فقد اليقين والصبر تعذر عليه ذلك، وإذا قوي يقينه وصبره هان عليه كل مشقة يتحملها في طلب الخير الدائم واللذة الدائمة.
ومن أسرار هذه الآية أنها تقتضي من العبد التعويض إلى من يعلم عواقب الأمور والرضا بما يختاره له ويقضيه له لما يرجو فيه من حسن العاقبة.
ومنها: أنه لا يقترح على ربه ولا يختار عليه ولا يسأله ما ليس له به علم، فلعل مضرته وهلاكه فيه وهو لا يعلم، فلا يختار على ربه شيئا بل يسأله حسن الاختيار له وأن يرضيه بما يختاره فلا أنفع له من ذلك.
ومنها: أنه إذا فوض إلى ربه ورضي بما يختاره له أمده فيما يختاره له بالقوة عليه والعزيمة والصبر وصرف عنه الآفات التي هي عرضة اختيار العبد لنفسه وأراه من حسن عواقب اختياره له ما لم يكن ليصل إلى بعضه، بما يختاره هو لنفسه.
ومنها: أنه يريحه من الأفكار المتعبة في أنواع الاختيارات، ويفرغ قلبه من التقديرات والتدبيرات التي يصعد منها في عقبة وينزل في أخرى، ومع هذا فلا خروج له عما قدر عليه، فلو رضي باختيار الله أصابه القدر وهو محمود مشكور ملطوف به فيه، وإلا جرى عليه القدر وهو مذموم غير ملطوف به فيه؛ لأنه مع اختياره لنفسه، ومتى صح تفويضه ورضاه، اكتنفه في المقدور العطف عليه واللطف به فيصير بين عطفه ولطفه، فعطفه يقيه ما يحذره، ولطفه يهون عليه ما قدره.
إذا نفذ القدر في العبد كان من أعظم أسباب نفوذه تحيله في رده، فلا أنفع له من الاستسلام وإلقاء نفسه بين يدي القدر طريحا كالميتة، فإن السبع لا يرضى بأكل الجيف.
فصل
لا ينتفع بنعمة الله بالإيمان والعلم إلا من عرف نفسه ووقف بها عند قدرها ولم يتجاوزه إلى ما ليس له ولم يتعد طوره ولم يقل هذا لي، وتيقن أنه الله ومن الله وبالله فهو المانُّ (4) به ابتداء وإدامة بلا سبب من العبد ولا استحقاق منه، فتذله نعم الله عليه وتكسره كسرة من لا يرى لنفسه ولا فيها خيرا ألبتة، وأن الخير الذي وصل إليه فهو لله وبه ومنه فتحدث له النعم ذلا وانكسارا عجيبا لا يعبر عنه. فكلما جدد له نعمة ازداد له ذلا وانكسارا وخشوعا ومحبة وخوفا ورجاء، وهذا نتيجة علمين شريفين: علمه بربه وكماله وبره وغناء وجودة وإحسانه ورحمته، وأن الخير كله في يديه وهو ملكه يؤتي منه من يشاء ويمنع منه من يشاء، وله الحمد على هذا، وهذا أكمل حمد وأتمه. وعلمه بنفسه ووقوفه على
ـ[الريس عبد الرحمن]ــــــــ[08 Jan 2010, 10:47 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي الحبيب(/)
الثلاثاء أصول التفسير دراسة تطبيقية على جزء عم من تفسير ابن عطية لشيخنا مساعد
ـ[نواف الحارثي]ــــــــ[09 Jan 2010, 01:39 ص]ـ
سيقام الدرس الثالث لشيخنا الشيخ الدكتور مساعد الطيار والذي هو بعنوان:
أصول التفسير دراسة تطبيقية على جزء عم من تفسير ابن عطية الأندلسي، وسيقام الدرس بعد صلاة مغرب الثلاثاء 26/ 1/1431هـ بجامع إمام الدعوة بحي العوالي بمكة المكرمة، وسينقل الدرس عن طريق البث الإسلامي المباشر بإذن الله تعالى،، ندعو الإخوة للحضور والاستفادة، نسأل الله أن ينفع الجميع
ـ[عصماء]ــــــــ[12 Jan 2010, 01:02 م]ـ
بارك الله فيكم ووفقكم إلى كل خير
ـ[ابتسام]ــــــــ[13 Jan 2010, 12:13 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي لو تكرمتم متى الاعادة؟ وهل يتم تسجيل الدرس؟
جزاكم الله خير.
ـ[نواف الحارثي]ــــــــ[13 Jan 2010, 11:33 م]ـ
بفضل الله أقيم الدرس البارحة.
وبالنسبة للدرس أخت ابتسام فهو درس شهري يقام رابع كل ثلاثاء، واعتذر الإخوة عن نقل الدرس البارحة بعد أن أخبروني بنقله كما ذكرت سابقا، وقالوا لي البارحة بأن الدرس سُجل وسيبث قريبا مع الدرسين الماضيين في موقع البث بإذن الله، وسأتابع معهم فإذا تم تنزيله على موقع البث سأذكركم بذلك(/)
تقرير كتاب: أثر القواعد الأصولية اللغوية في استنباط أحكام القرآن للدكتورعبد الكريم
ـ[عبدالرحمن واحد]ــــــــ[10 Jan 2010, 01:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد:
فلقد طلب مني شيخنا الدكتور عبدالرحمن الشهري ـ حفظه الله ـ بحكم دراستي في مرحلة الماجستير في جامعة الملك سعود كلية التربية قسم الثقافة الإسلامية مسار الفقه وأصوله كتابة تقرير موجز عن كتاب: (أثر القواعد الأصولية اللغوية في استنباط أحكام القرآن) للدكتورعبد الكريم حامدي فاستعنت بالله على ذلك.
أولاً: معلومات الكتاب الببلوجرافية.
اسم الكتاب: أثر القواعد الأصولية اللغوية في استنباط أحكام القرآن.
مؤلف الكتاب: الدكتور عبد الكريم حامدي (أستاذ الفقه المقارن والتفسير في كلية العلوم الاجتماعية والعلوم الإسلامية جامعة باتنة الجزائر).
طبعة الكتاب: طبعة دار ابن حزم، ببيروت، الطبعة الأولى 1429 هـ / 2008م، ويقع في 529 صفحة. فهذا الكتاب أصله رسالة الماجستير في معهد الشريعة جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية في قسنطينة في السنة 1995 م.
ثانياً: محتوبات الكتاب.
بدأ المؤلف -حفظه الله- كتابه بمقدمة البحث حيث تحدث عن التعريف بالموضوع وأهميته وأسباب اخيتار الموضوع. وذكر فيها أيضا أغراض البحث وومنهجيته ثم استعرض المؤلف خطته التي سار عليها في بحثه ومصادره ومراجعه.
قسم المؤلف هذا الكتاب إلى بابين:
? باب نظري، وهو دراسة القواعد الأصولية اللغوية. تحدث فيه المؤلف عن القواعد الأصولية من حيث حقيقتها اللغوية والاصطلاحية، وبيان حجيتها عند الأصوليين.
ويتكون هذا الباب من تمهيد و فصلين.
فالتمهيد يحتوي على مفهوم القواعد الأصولية، ونشأتها، وأنواعها، والفرق بينها وبين علم أصول الفقه وبين القواعد الفقهية، وأثرها في استنباط الأحكام.
الفصل الأول: قواعد المنطوق والمفهوم. وفيه مبحثان:
المبحث الأول: قواعد المنطوق، ويتضمن تعريف المنطوق، وأقسامه، وقواعده الرئيسية، وهي: قاعدة عبارة النص، وقاعدة اقتضاء النص وقاعدة إشارة النص.
المبحث الثاني: قواعد المفهوم، ويتضمن تعريف المفهوم، وقواعده الرئيسية، وهي: قاعدة مفهوم الموافقة أو دلالة النص، وقاعدة مفهوم المخالفة أو دليل الخطاب.
الفصل الثاني: قواعد العموم والخصوص. وفيه مبحثان:
المبحث الأول: قواعد العموم، ويتضمن تعريف العام، والألفاظ الدالة على العموم، وقاعدة استصحاب حكم العام، وقاعدة دلالة العام، وقاعدة تخصيص العام، وقاعدة المشترك.
المبحث الثاني: قواعد الخصوص، وقسم المؤلف إل مطلبين، يتناول في الأول: تعريف الخاص وقواعد الأمر والنهي، وفي الثاني: قواعد المطلق والمقيد.
? باب تطبيقي وهو أثر القواعد في ستنباط أحكم القرآن. حيث تحدث فيه المؤلف عن أثر القواعد الأصولية من خلال عرض طائفة من المسائل القرآنية التي كانت محل خلاف بين المفسرين والفقهاء بسبب الاختلاف في القواعد الأصولية.
ويتكون هذا الباب فصلين:
الفصل الأول: أثر قواعد المنطوق والمفهوم في استنباط أحكام القرآن. وفيه مبحثان:
المبحث الأول: أثر قواعد المنطوق في استنباط أحكام القرآن. وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: أثر قاعدة عبارة النص (المنطوق الصريح).
المطل الثاني: أثر قاعدة اقتضاء النص.
المطلب الثالث: أثر قاعدة إشارة النص.
المبحث الثاني: أثر قواعد المفهوم في استنباط أحكام القرآن.
وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: أثر قاعدة مفهوم الموافقة (دلالة النص).
المطل الثاني: أثر قاعدة مفهوم المخالفة (دليل الخطاب).
المطلب الثالث: أثر موانع اعتبار مفهوم المخالة في استنباط أحكام القرآن.
الفصل الثاني: أثر قواعد العموم والخصوص في استنباط أحكام القرآن.
وفيه مبحثان:
المبحث الأول: أثر قواعد الالعموم في استنباط أحكام القرآن.
وفيه أربعة مطالب:
المطلب الأول: أثر قاعدة تخصيص العموم في استنباط أحكام القرآن.
المطل الثاني: أثر قاعدة تخصيص عموم الكتاب بالكتاب.
المطلب الثالث: أثر قاعدة تخصيص عموم الكتاب بالسنة.
المطلب الرابع: أثر قاعدة عموم المشترك.
المبحث الثاني: أثر قواعد الخصوص في استنباط أحكام القرآن.
وفيه أربعة مطالب:
المطلب الأول: أثر قاعدة موجبة الأمر في استنباط أحكام القرآن.
المطل الثاني: أثر قاعدة موجبة الأمر في الفور أو التراخي.
المطلب الثالث: أثر قاعدة اقتضاء النهي الفساد.
المطلب الرابع: أثر قاعدة حمل المطلق على المقيد.
وفي الأخير ذكر فيه النتائج العامة للبحث، ثم ذكر المصادر والمراجع، وفهرس الموضوعات.
ثالثاً: بيان مزايا الكتاب.
يتميز هذا الكتاب ما يلي:
1. اقتصاره على القواعد الأصولية اللغوية التي لها أثر في استنباط حكم عملي من أحكام القرآن.
2. اقتصاره على الأحكام العملية الواردة في القرآن الكريم، في الأبواب المختلفة الفقهية من عبادات ومعاملات.
3. الربط بين العلم النظري مع العلم التطبيقي.
4. اعتناؤه على الخصوص بإبراز أثر القواعد الأصولية في استنباط الأحكام، وعبر عنه المؤلف بقوله: (وجه الاستنباط، ووجه الدلالة، ووجه الاستدلال).
5. اعتناه بدراسة علمية مقارنة، سواء كانت أصولية أو فقهية.
6. اعتناؤه بالترجيح بين الآراء في المسائل التي تكون أوجه الترجيح فيها ممكنة.
7. ذكر الخلاصة أوالنتائج في آخر كل مبحث أو فصل.
رابعاً: بيان المؤاخذات على الكتاب،
1. الاقتصار على قواعد العموم والخصوص، وقواعد المفهوم والمنطوق، ولا يذكر القواعد الأصولية اللغوية الأخرى، منها: الحقيقة والمجاز، الظاهر والنص وغيرها.
2. لا يرجح بعض المسائل الخلافية الفقهية.
وأخيرا فإن ما ذكر لا يقلل من أهمية الكتاب ولا يغني عنه بل جزا الله مؤلفه د. عبد الكريم حامدي خير الجزاء ويأبى الله إلا أن يكون الكمال إلا له. وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Jan 2010, 02:44 م]ـ
رابعاً: بيان المؤاخذات على الكتاب،
1. الاقتصار على قواعد العموم والخصوص، وقواعد المفهوم والمنطوق، ولا يذكر القواعد الأصولية اللغوية الأخرى، منها: الحقيقة والمجاز، الظاهر والنص وغيرها.
2. لا يرجح بعض المسائل الخلافية الفقهية.
وأخيرا فإن ما ذكر لا يقلل من أهمية الكتاب ولا يغني عنه بل جزا الله مؤلفه د. عبد الكريم حامدي خير الجزاء ويأبى الله إلا أن يكون الكمال إلا له. وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
الأخ الفاضل عبد الرحمن
جزاك الله خيرا على هذا التعريف
ولكن اسمح لي وليتسع صدرك لملاحظتي:
أنت لا زلت دارسا في مرحلة الماجستير وصاحب الكتاب أستاذ دكتور كما ذكرت أنت فلو أنك استخدمت غير هذا الأسلوب في التقييم أو الحكم لكن أفضل.
وأنا لا أنتقص من قدرك بهذا الكلام وإنما أردت لك الخير
وفقك الله وبارك فيك.(/)
الاعتراف للمحسن
ـ[محمد بن إبراهيم الحمد]ــــــــ[10 Jan 2010, 04:51 م]ـ
الاعتراف للمحسن
وقفت على كلام عظيم للعلامة ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير 29/ 65 عند قوله _تعالى_: [وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ].
قال -رحمه الله-: "واعلم أن الخُلُقَ العظيم الذي هو أعلى الخلق الحسن هو التدين ومعرفة الحقائق، وحلم النفس، والعدل، والصبر على المتاعب، والاعتراف للمحسن، والتواضع، والزهد، والعفة، والعفو، والجود، والحياء، والشجاعة، وحسن السمت، والتؤدة، والوقار، والرحمة، وحسن المعاملة والمعاشرة" إلخ.
قرأت هذا الكلام العظيم، ولفت نظري فيه كلمةٌ ربما نَمُرَّ عليها مرور الكرام، ألا وهي قوله: "والاعتراف للمحسن".
فقد عدَّ -رحمه الله- الاعتراف للمحسن من جملة الأخلاق العظيمة؛ حيث أدخله في مصافِّ الحلم، والصبر، والعدل، والعفة، والجود، والحياء، والتواضع ونحوها.
وربما يستغرب ذلك بعضُ الناس، والحقيقةُ أن الاعتراف للمحسن يستحق أن يكون في مقدمة تلك الأخلاق؛ لأنه يجمع أطرافها، بل هو ثمرة لها؛ إذ هو أثر من آثار العدل، والجود، والتواضع، وحسن المعاملة، ونحوها.
وإلا فكم ضاعت حقوق بسبب جحود الجاحدين، ونكران الظالمين.
وكم من مشروعاتٍ وئِدت، ومواهبَ عُطِّلت، وفرصٍ ضاعت بسبب ذلك.
ثم إنك تعرف أخلاق الإنسان _من عدل، وصبر، وعفة_ من خلال اعترافه لغيره بالإحسان.
وما عبر الإنسان عن فضل نفسه ... بمثل اعتقاد الفضل في كل فاضل
وليس من الإنصاف أن يدفع الفتى ... يدَ النقص عنه بانتقاص الأفاضل
فالنوابغ، والبررة، والمحسنون عموماً يحتاجون إلى توجيه مستمر، وإلى تشجيع، ورعاية، وصيانة، وإلى أن تهيَّأ لهم مقوماتُ النبوغ والألمعية.
فإذا نشأ الألمعي النابغة في مجتمع يَقْدُرُهُ قَدْرَه، ويعترف له بفضله، وينظر إليه بعين الإكبار والتَّجِلَّة _ هَفَتْ نفسُه لكل فضيلة، ورَنَتْ عينه إلى كل بطولة، فيزداد بذلك جدَّاً في الطلب، وسعياً إلى أقصى درجات الكمال.
ولهذا يكثر النبوغ في البلدان التي تعرف أقدار أهل الإحسان في أي ميدان، ويندر ذلك في البلدان التي يقل فيها عرفانُ قَدْرِ أولئك.
ولهذا فلا عجب أن يظهر النابغون في العلم والأدب، والشجاعة في بلاد الأندلس؛ لأن أهلها يعظمون من عظمه علمه، ويرفعون من رفعه أدبه.
وكذلك سيرتهم في رجال الحرب، يقدمون من قَدَّمَتْهُ شجاعتُه، وعظمت في الحروب مكايده.
فهذه السيرة ترفع من شأن الناس، وتدفع إلى المعالي والكمالات.
يقول العلامة محمد كرد علي -رحمه الله-: "طُبِعْتُ على تقدير أعمال الرجال والتنويه بالعاملين من النابتة، وربما زدتهم من الثناء؛ لأبعث هممهم، كنت أراني مَسوْقاً إلى هذا الخلق؛ لأني كنت في مقامٍ يقتضي الأخذ بأيدي المقصرين حتى ينشطوا.
وكان بعضهم ينكر عليَّ صنيعي هذا، وآخر يعدُّه مما ينافي الاعتدالَ، والاعتدالُ يوجب عندهم أن توزن أفعال الناشئة بالمثاقيل وإلا عدّ المشجع غالياً، وربما حسبوه مصانعاً.
ولا أدري أيَّ الخلقين أجدى على المجتمع التنشيط أم التثبيط؟
أنا وفريق كبير من إخواني درجنا على أن الخير في مدح العاملين؛ ليزيدوا نشطة، وغيرنا آثر الاعتدال، فقطع بعضهم في منتصف الطريق بما أوهن من عزائمهم حتى لم يكد يظهر منهم رجل يعدُّ شيئاً.
وبهذه الطريقة دفعت الشباب إلى التعلم، وأشعت الغيرة في نفوسهم، وقوَّيت المنافسة بينهم.
أما صنف المعتدلين فقد أخفقوا هم ومَنْ تطوعوا لإضعاف هممهم.
ما أُشَبِّهُ مَنْ يحتقر عمل العاملين إلا برجل قليل البضاعة يخشى عليها البوار إذا ترك المجال لمن يشاركونه في الاتجار بمثلها، وأَقْبِحْ بذلك مِنْ خلق فيه ضِيْقُ عينٍ، وضِيْقُ عَطَن"ا_هـ.
ثم إن الإنسان إذا اعترف لأهل الفضل بفضلهم، وأثنى عليهم بما فيهم _ كان جديراً بألا يغمط حقه.
هذا وإن مما ارتسم في ذهني من تلك المعاني ما لاحظته قبل ما يزيد على خمس عشرة سنة؛ إذ كنت في زيارة لأحد العلماء، وهو في مرضه الذي مات فيه؛ حيث زرته في أحد المستشفيات، وكان أبناؤه من أهل العلم والفضل ومن أهل الدرجات العلمية العالية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان أكبر أولئك في رئاسة أحد الأقسام الشرعية في إحدى الجامعات، وكان ذا فضل، وعلم، وجاه، وبرٍّ بوالده، وكان يرافق والده في المستشفى، ولا يخرج إلا وقت العمل ثم يعود إليه، فيمكث عنده أطول فترة ممكنة.
ولفت نظري في تلك الزيارة أن ذلك الابن جاء إلى والده ونحن عنده، وكان والده جالساً على الكرسي متحاملاً على نفسه؛ فلما شاهد ابنه مقبلاً نهض من كرسيه، وقام يستقبله، فسلم الابن على والده، وقبَّل رأسه، ثم جلسا؛ فتعجبت من ذلك الموقف؛ كيف يقوم الوالد لولده وهو في تلك الحال من الإعياء والمرض؟ فقلت في نفسي: لعله غاب عنه فترة، أو لعله قدم من سفر، فسألت أحد الحاضرين، وقلت له: هل قدم فلان من سفر؟ قال: لا، بل كان قبل ساعتين عند والده، فزاد عجبي، وظل ذلك التساؤل قائماً في نفسي مدة تزيد على عشر سنين، ثم يسر الله زيارة لأبناء ذلك العالم، وبعد أن دار الحديث، وطال، وتشعَّب همست في أذن ذلك الابن الفاضل العالم، وقلت له: أتسمح لي بسؤال قد يكون غريباً عليك، وقد يكون فيه شيء من التطفل، ولك الخيار في الجواب من عدمه؟
فقال لي بأريحية وكرم: تفضَّل، وسَلْ ما بدا لك.
فذكرت له ذلك الموقف، وقلت: إنه في نفسي من ذلك الحين، فسكت برهة، وكادت تدمع عينه، وقال: هكذا يريد والدي، وقد حاولت مراراً ألا يفعل، فلما رأيت إصراره، وأن راحته في ذلك _ تركته وشأنه.
فانظر إلى هذا النبل من ذلك الوالد العالم الذي بلغ به التقدير والاعتراف ذلك المبلغ، ولا أظن أن الأمر يقف عند هذا الحد، بل ربما يكون هناك مواقف أخرى ربما تزيد على ذلك الموقف.
هذا وإن من أعظم ما تتجلى به صفة الاعتراف للمحسن بإحسانه _ أن يكون بينك وبين أحدٍ خصومةٌ، فلا يمنعك ذلك من أن تُقِرَّ له بالفضل؛ فإقرارك بالحسن من صفات خصمك دليل على مروءتك، ونبلك، وإنصافك.
وإذا لم ينصفك الرجل فرد عليك الحق بالشمال واليمين، أو جحد جانباً من فضلك وهو يراه رأي العين _ فلا تكن قلة إنصافه حاملة لك على أن تقابله بالعناد، فترد عليه حقاً، أو تجحد له فضلاً، واحترس من أن تسري لك من خصومك عدوى هذا الخلق الممقوت، فيلج في نفسك، وينشط له لسانك أو قلمك، وأنت تحسبه من محاربة الخصوم بمثل سلاحهم.
كلا، لا يحاربُ الرجل خصومه بمثل الاعتصام بالفضيلة، ولا سيما فضيلة كفضيلة الإنصاف؛ فهي تدل على نفس مطمئنة، وهمة عالية، ونظر في العواقب بعيد.
ولئن كان الإنصاف جميلاً فلهو مع الأقران أجمل وأجمل؛ ذلك أن الرجل يسهل عليه أن ينصف من هو أكبر منه سناً أكثر مما يسهل عليه أن ينصف أقرانه؛ ذلك لأن أكبر عائق عن الإنصاف التحاسد؛ فحسد الإنسان لأقرانه أكبر وأشد من حسده للمتقدمين عليه في السن.
بل يسهل عليه أن ينصف أقرانه أكثر مما يسهل عليه أن ينصف من هو أحدث سناً منه؛ إذ يسبق إلى ظنه أن ظهورَ مزيةٍ لمن هو أحدث عهداً منه قد تفضي إلى أن يكون ذكرُه أرفعَ.
وفضلُ القرين على بعض أقرانه شائع أكثر من فضل المتأخر على المتقدم؛ وشيوع الشيء يجعله أهون على النفس مما هو أقل شيوعاً منه؛ فإذا أنصف المرء من هو أحدث سناً منه دل ذلك على كرم نفسه، وشرف همته، وتناهي فضله.
ذكر ابن الجوزي في صفة الصفوة 2/ 143 عن عمر بن سعيد عن أمه قالت: "قدم ابن عمر مكة، فسألوه، فقال: أتجمعون لي يا أهل مكة المسائل وفيكم ابن رباح _يعني عطاءً_".
فابن عمر-رضي الله عنه- كان صحابياً وعطاء -رحمه الله- كان تابعياً، ومع ذلك لم يجد ابن عمر غضاضة أو حرجاً من إنصاف عطاء، والاعتراف له بالفضل.
فينبغي للإنسان أن يتيقظ للأحوال التي تتقوى فيها داعية العناد، ويعد للوقوف عند حدود الإنصاف، ومقاومة تلك الداعية _ ما استطاع من قوة.
كذلك قد لا يصعب على الرجل أن ينصف قريباً أو صديقاً، بل قد لا يصعب عليه أن ينصف مَنْ لا تربطه به قرابة، أو صداقة، ولا تبعده منه عداوة.
والإنصاف الذي قد يحتاج فيه إلى مراوضة النفس كثيراً أو قليلاً _ هو أن يبدي بعض أعدائه رأياً سديداً، أو يناقشه في رأي مناقشة صائبة؛ فهذا موطن تذكير النفس بأدب الإنصاف، وإنذارها ما يترتب على العناد من إثم وفساد.
قال تعالى: ?وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى? (المائدة: 8).
ومن الإنصاف الذي يدل على الرسوخ في الفضيلة أن يتحدث الرجل عن خصمه، فينسب إليه ما يعرفه من فضل.
أَنْشَد رجل في مجلس أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قول الشاعر:
فتى كان يدنيه الغنى من صديقه ... إذا ماهو استغنى ويبعده الفقر
كأن الثريا علقت بجبينه ... وفي خده الشعرى وفي الآخر البدر
فلما سمعها علي -رضي الله عنه- قال: هذا طلحة بن عبيداللَّه، وكان السيف ليلَتَئِذٍ مجرَّداً بينهما.
فانظر إلى عظمة الإنصاف، وجمال الحق، وكبر النفس.
وبهذا يتبيَّن لك أن الاعتراف للمحسن معدود في أمهات الفضائل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Jan 2010, 05:12 م]ـ
لقد أحسنت بهذا المقال
وجزاك الله خيرا(/)
أسئلة عن ندوات عقدت حول [الإمام الطبري] رحمه الله
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[10 Jan 2010, 06:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الندوة الأولى (أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: وقائع ندوة قسم العربية للسنة الجامعية 2004 - 2005 , كلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس)
هذه الندوة حاولت الحصول عليها بشتى الطرق عن طريق الاخوة في تونس ولكن للأسف كل محاولاتي باءت بالفشل
والذي أريد معرفته عناوين الأبحاث التي قدمت في هذه الندوة وأسماء الباحثين.
...
الندوة الثانية الندوة التي عقدت عن الإمام الطبري بجامعة مازندران* بإيران هل هي نفسها الندوة التي عقدت بمناسبة مرور أحد عشر قرناً على وفاة الإمام الطبري؟
...
هل سبيل للتواصل مع:
1 - د. عمر موسى باشا
2 - د. أمان الدين حتحات
الإيميل , أو رقم الهاتف؟
والله الموفق
________
* الاسم الحديث لطبرستان.
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[25 Jan 2010, 06:07 م]ـ
للرفع لعل هناك من يفيدني بشيء
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[20 Jun 2010, 10:33 م]ـ
يرفع للمرة الثانية ... والله المستعان
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Jun 2010, 11:21 م]ـ
أما ندوة إيران فسأسال عنها أحد طلابي الإيرانيين الفضلاء لعله يدلنا عليها فهو طالب علم حريص.
وأما ندوة تونس فالزملاء من تونس هناك كثيرون، ولعل الأستاذ نزار حمادي يساعدك في ذلك.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[21 Jun 2010, 04:59 م]ـ
أخي أبا الخطاب
كتاب الندوة: ((أبوجعفر محمد بن جرير الطبري: وقائع ندوة قسم العربية للسنة الجامعية 2004 - 2005 , كلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس)
موجود عندي منه نسخة واحدة، وقد اشتريته من معرض الرياض (1431)، وكيفما شئت سيصلك إن شاء الله.(/)
تفسير ابن جزي
ـ[أحمد معوض]ــــــــ[10 Jan 2010, 10:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يوجد بالمرفق مقدمة التحقيق لتفسير ابن جزي وهي بقلم محققه الشيخ محمد ولد ملاي و قال فيها انه اعتمد على خمس نسخ خطية
هذا الخبر استقيته من ملتقى اهل الحديث على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=117749
المشاركة الرابعة بقلم [البوني الشنقيطي] حفظه الله
وفق الله الجميع
ـ[محب القراءات]ــــــــ[10 Jan 2010, 10:07 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أحمد معوض]ــــــــ[10 Jan 2010, 11:02 م]ـ
يقول الشيخ محمد المختار بن محمد الأمين الشنقيطي: ((وقد شغفت بكتابه التفسير حتى كنت أصحبه معي في حلي وترحالي لكثرة فوائده))
انظر هذا الرابط (المشاركة 13)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38667
وفق الله الجميع ..(/)
كتاب " التفسير الميسر " متوفر الآن في المكتبات.
ـ[عبد الله العمري]ــــــــ[10 Jan 2010, 10:01 م]ـ
أصبح كتاب " التفسير الميسر "، - والذي قام على طباعته مجمع الملك فهد - متوفراً الآن في المكتبات بطبعة جميلة، وورق رائع، وبمقاسين (كبير ووسط)، وقد كُتب في أوله: " الطبعة الثانية - مزيدة ومنقحة ".
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[14 Jan 2010, 01:23 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذا الخبر
ـ[عبد الله العمري]ــــــــ[14 Jan 2010, 10:42 م]ـ
وللجواب عن سبب توقف طباعته طيلة هذه المدة.
قال وزير الشؤون الإسلامية معالي الشيخ / صالح آل الشيخ في مقدمة التفسير.
" ثم طبع طبعة أولى بأحجام مختلفة، فحَرَص الناس على اقتنائه؛ لما امتاز به من يسر وسهولة في تأدية المعنى المراد.
وكما هي طبيعة الجهد البشري أنه لا يسلم من الغلط ولا يرقى إلى الكمال، وفيه مجال لمستدرك، فقد تلقت الوزارة
وكذلك المجمَّع عدداً من الملحوظات المتباينة على " التفسير الميسر " فكان من اللازم إيقاف إعادة طباعته حتى يراجع بدقة.
وقد تمت دراسة جميع ما ورد من ملحوظات من قِبَل لجنة أُلِّفت لهذا الغرض في المجمَّع، فأخذت بالجيد من الملحوظات، مراعية منهج السلف في أصول التفسير وموارده، والضوابط المأخوذ بها في " التفسير الميسر ".
وراجعت كذلك مجموعة من الألفاظ المتكررة في التفسير، نحو لفظ (التصديق) و (الجحد) و (اليقين)، لصلة التفسير بها بعقيدة السلف الصالح.
وراجعت معاني أسماء الله تعالى وصفاته، والنظائر اللفظية المتفقة في المعنى، نحو: " الصور " و " الصابئين "، بحيث تُفسّر هذه الألفاظ بالشيء نفسه في كلّ أماكن ورودها في التفسير.
وغيرت لفظ " يا محمد " الوارد في تفسير بعض الآيات نداءً للنبي إلى " يا أيها الرسول " إن كان سياق الآية في دعوة المشركين أو محاجتهم، أو بيان ما عليه أهل الكتاب، أو في مقام التبليغ العام.
أو إلى " يا أيها النبي " إن كان سياق الآية خطاباً للمؤمنين أو بياناً لحكم شرعي، إلا أحد عشر موضعاً من " التفسير " أُبقي النداء بـ " يا محمد " كما هو، لكونه حكاية قول من لا يُقرُّ بنبوة الرسول. " ا. هـ.
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[31 Jan 2010, 12:09 م]ـ
السلام عليكم
المقاس الكبير سعره في المكتبات 60 ريالا ... إذاكنت في المدينة أنصحك تأخذه من المجمع بسعر 35 ريالا فقط ,,يابلاش ..
لاتنسى أن تأخذ نسخة لمسجد حيكم ولك أجر كل من قرأ فيه ,,
ـ[عماد الدين]ــــــــ[05 Feb 2010, 12:07 ص]ـ
وللجواب عن سبب توقف طباعته طيلة هذه المدة.
قال وزير الشؤون الإسلامية معالي الشيخ / صالح آل الشيخ في مقدمة التفسير.
" ثم طبع طبعة أولى بأحجام مختلفة، فحَرَص الناس على اقتنائه؛ لما امتاز به من يسر وسهولة في تأدية المعنى المراد.
وكما هي طبيعة الجهد البشري أنه لا يسلم من الغلط ولا يرقى إلى الكمال، وفيه مجال لمستدرك، فقد تلقت الوزارة
وكذلك المجمَّع عدداً من الملحوظات المتباينة على " التفسير الميسر " فكان من اللازم إيقاف إعادة طباعته حتى يراجع بدقة.
وقد تمت دراسة جميع ما ورد من ملحوظات من قِبَل لجنة أُلِّفت لهذا الغرض في المجمَّع، فأخذت بالجيد من الملحوظات، مراعية منهج السلف في أصول التفسير وموارده، والضوابط المأخوذ بها في " التفسير الميسر ".
وراجعت كذلك مجموعة من الألفاظ المتكررة في التفسير، نحو لفظ (التصديق) و (الجحد) و (اليقين)، لصلة التفسير بها بعقيدة السلف الصالح.
وراجعت معاني أسماء الله تعالى وصفاته، والنظائر اللفظية المتفقة في المعنى، نحو: " الصور " و " الصابئين "، بحيث تُفسّر هذه الألفاظ بالشيء نفسه في كلّ أماكن ورودها في التفسير.
وغيرت لفظ " يا محمد " الوارد في تفسير بعض الآيات نداءً للنبي إلى " يا أيها الرسول " إن كان سياق الآية في دعوة المشركين أو محاجتهم، أو بيان ما عليه أهل الكتاب، أو في مقام التبليغ العام.
أو إلى " يا أيها النبي " إن كان سياق الآية خطاباً للمؤمنين أو بياناً لحكم شرعي، إلا أحد عشر موضعاً من " التفسير " أُبقي النداء بـ " يا محمد " كما هو، لكونه حكاية قول من لا يُقرُّ بنبوة الرسول. " ا. هـ.
شكرا لك أخي لنقلك هذا التوضيح
ويبقى العتب على الوزارة والمجمع في تأخرهم ما يقارب عشر سنوات لإصدار الطبعة الثانية ... طبع خلالها التفسير في بلاد الشام مرات عديدة بسبب تأخر صدور الطبعة الثانية(/)
اسماء السور وربطها بالسورة ,هل من منهجية؟
ـ[أبو فهد]ــــــــ[11 Jan 2010, 02:31 ص]ـ
ايها الاحبة
قرأت في كتاب أسماء السور للدكتورة منيرة الدوسري نقلها عن المهايمي اذ قال في اسم سورة النحل: سميت بها لاشتمالها على قوله: {وأوحى ربك الى النحل .. } .. المشير الى أنه لا يستبعد ان يلهم الله بعض خواص عباده, أن يستخرجوا الفوائد الحلوة الشافية من هذا الكتاب ... الخ ما قاله.
ايها الاحبة والمتخصصون كيف يتم استنباط مثل هذه الفوائد من اسماء السور خصوصا والمصادر قليلة في هذا؟ أو ما هي المنهجية في هذا؟
فهل من يدلني على مراجع او من يناقش هذا في هذا المنتدى المبارك؟
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[11 Jan 2010, 02:53 ص]ـ
الأخ الكريم أبو الفهد،
1. أخوان مختصان يقومان على بحث ينطلق من مقدمة تقول: هناك احتمال أن يكون الاسم التوقيفي للسورة يشير إلى القضية المحورية في السورة، والتي تدور حولها المعاني الرئيسة للسورة.
2. قاما بإنجاز ما يقارب 20 سورة. ويمكن أن نستأذنهم في عرض مثال واحد.
ـ[أبو فهد]ــــــــ[11 Jan 2010, 09:30 م]ـ
أتمنى ذلك ...
وأنمتى من اهل التخصص بيان هذه المسألة أو الاشارة الى ما يمكن الرجوع اليه لبحث هذه المسألة ,
مشكورين مأجورين.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[12 Jan 2010, 02:07 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي الحبيب أبو فهد: إن أحببت مناقشة هذا الموضوع والتعمّق فيه فأنصحك بالتحدث مع الدكتور عبد الجليل العبادلة - الجامعة الأردنية - كلية الشريعة - قسم أصول الدين
وهو على ما شهدته منه من العلماء الذين يسبرون أعماق العلوم واللطائف القرآنية فيأتون بالدّر والنفيس من العلوم، وهو من أوائل الذين درّسوا مادة التفسير الموضوعي لطلبة الدراسات العليا في الجامعة الأردنية.
وسأذكر لكم على سبيل المثال في هذا الموضوع، ما سمعته منه في ربط اسم سورة البقرة بموضوعها بعد أن يبدي المختصون أراءهم في الربط بين هذه السورة واسمها، وموضوعاتها.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[12 Jan 2010, 11:53 ص]ـ
بانتظار المثال يا شيخ ابا عمرو
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[12 Jan 2010, 09:30 م]ـ
الأخ عصام حفظه الله،
اليوم تداولت المسألة مع شيخي فضرب لي مثالاً بسورة المجادلة فقال:
1. جاءت المرأة لتجادل الرسول عليه السلام، ولكن الرسول عليه السلام لم يشاركها الجدال ولكن حاورها. ومن هنا دعنا نرجّح أنها المجادِلة بكسر اللام. فموضوع السورة إذن المرأة التي جادلت. ولكن ما موضوع جدالها؟
2. هي تجادل في مسألة الظهار، ومن هنا سماها البعض سورة الظهار. والظهار يشير إلى تحريف المفاهيم والأحكام الدينية. ومن هنا تظهر خطورة الظهار باعتباره صورة من صور تحريف المفاهيم والأحكام. وتظهر الخطورة جلية عندما ننظر إلى الكفارة، والتي تكاد تماثل كفارة القتل الخطأ.
3. تحريف المفاهيم والقيم والأحكام هو محادّة لله ورسوله. (الآية 5).
4. يبدأ التحريف بمجالس النجوى الآثمة، ومنها ينطلق بها أهلها ليعمموها في المجتمع. أما لو بقيت فكرة في النفس لما برزت وتفشّت. (الآيات:7، 8، 9، 10).
5. مجالس العلم والتناجي بالخير تشكل ضمانة لنشر الخير في المجتمع وضمانة لمقاومة تأثيرات مجالس النجوى الآثمة. (الآية 11).
6. مناجاة النص الشريف لا يؤثر إيجابياً في نفس وعقل المتدبر حتى يكون من مؤمن مُطهّر؛ فمن أراد أن يأخذ من النص ويحسن التدبر فعليه أن يكون من أهل الصلاة والزكاة والطاعة. الآيات: (12، 13).
7. يأتي التحريف للدين من قِبل المسلمين والمنافقين الذين يوالون الكفار، فالموالاة للكفار باب واسع يدخل منه التحريف. (الآيات: 14 ــ 19).
8. الصراع القائم بين أهل التحرف والمحاددة من جهة وأهل الإيمان والاتباع ينتهي دائماً بـ: كبت الباطل وإذلال أهله. (الآيات 5، 20، 21).
9. المحادد والمحرف هو من حزب الشيطان المكبوت المهزوم، أما من هم من حزب الله فلا يكتفون بنبذ موالاة الكفار بل لا تجد في قلوبهم مودة للمحاددين المحرفين حتى ولو كانوا من أقرب الأقرباء. (الآية 22).
بهذا يتضح أن موضوع المجادلة هو المحور الذي تدور عليه المعاني الرئيسة للسورة الكريمة.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[13 Jan 2010, 12:06 ص]ـ
شيخ أبا عمرو ..
بارك الله فيك وأكرمك.
وبارك الله في أصحاب هذا الجهد المبارك من الإخوة والأشياخ.
وأرجو أن تتواصل الأمثلة لأن الموضوع جديد وقليل المصادر.
ولي به عناية ومتابعة وتسقط لأخباره من هنا وهناك.
ولي ملاحظة على ترجيحك الكريم أنها المجادِلة (بالكسر) .. فهو لا يلزم .. لأن المجادلة وقعت بإحسان من جهة النبيء، ولم يلزم الصمت، في قوله صلى الله عليه وسلم: "ما أراك إلا حرمت عليه".
وملاحظة ثانية أن كل سورة لها مع اسمها علاقات قد تختلف من سورة إلى أخرى.
وهذه الملاحظة الثانية تطمعنا في كرمك وكرم الإخوة أن يعززوا بأمثلة أخرى.
وأسأل الله تعالى أن يفتح عليكم وأن يبارك لكم في أوقاتكم ومجهودتكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[13 Jan 2010, 12:20 ص]ـ
الأخ الكريم عصام حفظه الله،
1. نسب الله المجادلة للمرأة ثم قال:"والله يسمع تحاوركما".
2. حتى عائشة رضي الله عنها كانت في جهة من الحجرة وعلى الرغم من ذلك لم تسمع إلا القليل من الحوار. ومن هنا هناك الكثير من الكلام لم يصلنا.
3. أوافقك أن الأمر لا يترتب عليه كبير اختلاف، لأننا يمكن أن نقول: موضوع المجادَلة، أو الموضوع الذي جادلت به المرأة.(/)
ارجو اجابتي عاجلا وجزاكم الله خيرا
ـ[طالب المعالي]ــــــــ[11 Jan 2010, 08:01 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
ارجو من سعادتكم اجابتي عن الاسئلة التالية ولكم جزيل الشكر
1 - اريد كتبا متقدمه ذكرت التعريف الاصطلاحي لمصطلح اسباب النزول وفضائل القرآن والنسخ والمحكم والمتشابه والاعجاز القرآني وعلوم القرآن والغريب واعراب القرآن؟؟؟ علما اني وجدت الكثير من الكتب المتاخرة قد تحدثت عنها لكني كباحث اطالب بذكر مصادر متقدمة .. فهلا افدتموني؟؟ مع رجائي كتابة النص من الكتاب المذكور ورقم الاحالة لاني قد بحثت فلم اجد؟؟
2 - اريد ايضا كتبا متقدمة تناولت نشاة كل من العلوم المذكورة واهميتها؟؟
جزاكم الله خيرا
ـ[طالب المعالي]ــــــــ[12 Jan 2010, 07:01 ص]ـ
يااحبتي .. كم اتمنى اجابتي وفقكم الله فانا من المبتدئين ولا زلت انتظر
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Jan 2010, 10:53 ص]ـ
يا طالب المعالي
عليك أن تبحث مرة ومرات ولا تنتظر من أحد أن يهدي إليك الجواب وبالنص كما تريد
فالمعالي تحتاج منك للوصول إليها أن تدفع الثمن
أسأل الله لك التوفيق
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[12 Jan 2010, 10:09 م]ـ
أعانك الله ويسر لك
في كل موضوع من الموضوعات التي ذكرت يوجد كتاب مصنف مفرد , وتجد فيه في الغالب المباحث التي تريد , فارجع إلى هذه الكتب المفردة فهي كثيرة ومتوفرة , وبعضها رسائل جامعية.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[12 Jan 2010, 10:41 م]ـ
1 - اريد كتبا متقدمه ذكرت التعريف الاصطلاحي لمصطلح اسباب النزول وفضائل القرآن والنسخ والمحكم والمتشابه والاعجاز القرآني وعلوم القرآن والغريب واعراب القرآن؟؟؟ علما اني وجدت الكثير من الكتب المتاخرة قد تحدثت عنها لكني كباحث اطالب بذكر مصادر متقدمة .. فهلا افدتموني؟؟ مع رجائي كتابة النص من الكتاب المذكور ورقم الاحالة لاني قد بحثت فلم اجد؟؟
في هذه الكتب المتأخرة -أخي- ما يدلك على الكتب المتقدمة، فكل باحث متأخر يذكر مصادره ومراجعه فيما يقول.
2 - اريد ايضا كتبا متقدمة تناولت نشاة كل من العلوم المذكورة واهميتها؟؟
الحديث عن النشأة هو دأب المتأخرين، فهم يصفون ما مرّ به العلم في أطواره المختلفة.
ـ[طالب المعالي]ــــــــ[13 Jan 2010, 09:41 ص]ـ
للرفع وشكرا لمن اتحفني باجابته
لازلت انتظر اجابة شافيه لاني قد بحثت وبحثت وبحثت ولم اجد مايريده المشرف الكريم
ـ[طالب المعالي]ــــــــ[14 Jan 2010, 01:07 م]ـ
??? للرفع
اسأل الله ان يوفقكم اجمعين
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[14 Jan 2010, 11:47 م]ـ
لعلك تريد شيئاً جاهزاً , وهذا لا نفضله لك ولم نعتد عليه , وحسبنا أن ندلك على الطريق؛ لتسلكه بنفسك فتنتفع.
وفقك الله.
ـ[طالب المعالي]ــــــــ[17 Jan 2010, 07:08 ص]ـ
للرفع
وليتكم تدلوني ولو على واحدة من المعلومات التي طلبتها
لم الجأ اليكم بعد الله الا ثقة بكم ..
فهل عدم الرد وحتى هذه اللحظة يدل فعلا على عدم وجود هذه المعلومات في كتب المتقدمين؟؟؟؟
ارجو ذلك .. لاني فعلا بحثت ولم اجد .. وغالب مايذكره المتاخرون في تاليفهم لهذه الفنون اما من كتب متاخرة اهمها مناهل العرفان او من عند انفسهم بتجميع تعريف جامع مانع .. يذكر مصدرا نقله منه وان فعل فو مصدر متاخر
انتظر من يدلني على مااردت لاخصه بدعوة صالحة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Jan 2010, 07:31 ص]ـ
أخي العزيز طالب المعالي وفقك الله لنيلها، وقد ذكرني اسمك بقول الشاعر:
تريدين لقيانَ المعالي رخيصةً * ولا بُدَّ دونَ الشَّهدِ مِن إبرِ النَّحلِِ
فلا بد أن تكون أصبرنا على نيل المعالي، والبحث عن مظانها.
الأمرُ كما تفضلتم في أول كلامكم، وهو أن المتقدمين لم يحرروا المقصود بهذه العلوم في الاصطلاح. والباحثون الذين كتبوا في ذلك قد ذكروا ذلك كما تفضلتم، حتى الذين كتبوا في هذه العلوم لم ينصوا على تعاريفها الاصطلاحية التي يقصدها ويعتني بها المتأخرون. فالواحدي لم يذكر المقصود بسبب النزول مع تأليفه كتاباً في ذلك، ومثله من صنف في الغريب. وأما المحكم والمتشابه فقد تكلموا في ذلك في كتب الأصول المتقدمة وقد ذكر الشافعي ومن بعده معاني لهذا المصطلح وغيره، وإن كان الخلاف في المعاني الدقيقة لها قائماً.
وما أحسبك إلا باحثاً متخصصاً قد عرفتَ هذا الأمر، وما وجدته هو الشائع في كتب علوم القرآن المشهورة المتداولة. ولو وجدتَ إضافةً علميةً دقيقة لدى المتأخرين فهي ثمرة تدقيقات وتحريرات الباحثين المتأخرين في كلام وتطبيق المتقدمين في مؤلفاتهم حول هذه العلوم، أو أثناء كتب التفسير.
وفقك الله لما يحب ويرضى.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[17 Jan 2010, 08:29 ص]ـ
لعل إذا قرأت مقدمات الكتب التالية ينفتح لك باب أو أبواب لبحثك:
كتاب البرهان للزكشي
الإتقان للسيوطي (انظر المقدمة)
الزيادة والإحسان لابن عقيلة
تمنياتنا بالتوفيق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالب المعالي]ــــــــ[01 Apr 2010, 11:29 ص]ـ
شكرا جزيلا وجزى الله خيرا كل من دلني وفتح مداركي لبعض الاجابات
بالنسبة للمحكم والمتشابه فقد بحثتها في كتب الاصول ووجدت
وكذا النسخ
لكن ماذا عن تعريف اعراب القرآن؟؟ اريد كتاب متقدم؟؟
اين اجد مثلا تعريفا لفضائل القرآن؟؟ طبعا اريد كتاب متقدم وفقكم الله لكل خير ونفع بكم
ـ[جابر ابن عتيق]ــــــــ[01 Apr 2010, 03:26 م]ـ
أعانك الله أخي الكريم طالب المعالي ...
فيما يخص إعراب القرآن فإليك بعض الكتب المتقدمة لعلك تجد فيها بغيتك:
1 - معاني القرآن للفراء."جمع بين أوجه القراءات والإعراب"
2 - المحتسب لابن جني."= = = = = = = = = = = = = ="
3 - الحجة لابن فارس." = = = = = = = = = = = ="
4 - البيان في إعراب غريب القرآن لابن الأنباري."كما هو واضح من اسمه, إعراب غريب القرآن".
5 - تحفة الأقران في ما قرئ بالتثليث من القرآن للرعيني الأندلسي."اختار الألفاظ التي تقرأ بالتثليث (بالضمة والفتحة والكسرة).
6 - وممن جمع إعراب القرآن كاملاً في مؤلف واحد هو أبو البقاء العكبري في كتابه "التبيان في إعراب القرآن"
وأشهر من صنف في إعراب القرآن والقراءات في بابين مستقلين أو في باب واحد هم:
1 - أبو مروان عبدالملك بن حبيب المالكي القرطبي المتوفى سنة 239هـ "إعراب القرآن" و "الواضحة في إعراب الفاتحة"
2 - أبوحاتم سهل بن محمد السجستاني المتوفى سنة 248هـ"إعراب القرآن" و "كتاب القراءات".
3 - أبوالعباس محمد بن يزيد المبرد المتوفى سنة 286هـ"إعراب القرآن" و "احتجاج القراء"
4 - أبو العباس أحمد بن يحيى المعروف بثعلب المتوفى سنة 291هـ "غريب القرآن" و "إعراب القرآن"و"كتاب القراءات"
5 - أبو البركات عبدالرحمن بن أبي سعيد الأنباري المتوفى سنة 328هـ "البيان في إعراب القرآن"
6 - أحمد بن محمد بن إسماعيل المرادي المصري, أبوجعفر النحاس المتوفى سنة 338هـ "إعراب القرآن"
7 - إبراهيم بن السري بن سهل, أبو إسحاق الزجاج المتوفى سنة 311هـ"إعراب القرآن" و " مختصر إعراب القرآن ومعانيه".
8 - الحسين بن أحمد, أبوعبدالله المعروف بابن خالويه المتوفى سنة 370هـ "إعراب ثلاثين سورة من القرآن"
9 - أبوالحسن علي بن إبراهيم الحوفي المتوفى سنة 430هـ "إعراب القرآن"
10 - يحيى بن علي بن محمد ,الخطيب التبريزي المتوفى سنة 502هـ " الملخص في إعراب القرآن"
11 - أحمد بن يوسف المعروف بابن السمين الحلبي المتوفى سنة 765هـ الدر المصون في علم الكتاب المكنون".
12 - أحمد بن محمد ,الشهير بنشانجي زاده المتوفى سنة 986هـ "إعراب القرآن" إلى سورة الأعراف-حاشية على أنوار التنزيل للبيضاوي
هذه بعض الكتب وقد تركت كتابة بعضها خشية الإطالة.
نقلت هذه المعلومات من مقدمة محمد حسين شمس الدين. وضع حواشي على كتاب التبيان في إعراب القرآن لأبي البقاء العكبري. طبعة دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 1419هـ1989م.(/)
من المشاريع الإصلاحية في القرآن الكريم.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[11 Jan 2010, 08:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
الإصلاح والأخلاق
بقلم: د. علي الصلابي
لا أخال أن أحدًا ممن يرجون الإصلاح في أوطانهم إلا ويتفق معي على أهمية الجانب التربوي والأخلاقي الذي يرسي القيم الفاضلة في تحقيق أي إصلاح.
ومن خلال بحثي ودراستي للتاريخ وجدت أن أي برنامج إصلاحي ينطلق من رؤية واضحة لدى صاحب المشروع يود من خلالها الانتقال بالمجتمع مما هو عليه الآن إلى ما هو أفضل؛ تحقيقًا لرغبات وطموح وآمال المجتمع كانت دائمًا تصاحب هذه الرؤية مجموعة القيم (أي الدستور الأخلاقي)، التي ترشد خُطا تنفيذ الرؤية. ولذا فإن نجاح المشاريع الإصلاحية وبقاء الأمم وازدهار حضارتها، واستدامة منعتها يتحقق ويستمر إذا ضمنت حياة الأخلاق فيها، فإذا سقطت الأخلاق سقطت الدولة معها.
وفي هذا المقال وددت أن أنوه إلى أحد المشاريع الإصلاحية المهمة الذي أنقذ أمة من الهلاك وانتقل بها إلى الرخاء والعيش الكريم، وهو مشروع ذكره القرآن الكريم .. إنه المشروع الإصلاحي ليوسف - عليه السلام -؛ وذلك لكي نستخرج منه الدروس ونستلهم منه العبر، ونضع أيدينا على سنن وقوانين الله في حركة المجتمعات والنهوض بالشعوب {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [يوسف: 111].
لمحة عامة على المشروع الإصلاحي ليوسف - عليه السلام -.
لقد كان من ثمار تدبير يوسف – عليه السلام - وتخطيطه أن حفظ شعبًا من الهلاك والجوع، خرج من الشدائد وعاد إلى الرخاء. وفي قصة يوسف – عليه السلام- إشارات إلى واقع تخطيطي؛ كي ندرك أن الإسلام لا يقوم على التخمين أو التواكل، ولكنه يهتم بأدق الأساليب وأعمقها، سواء في جانب الاقتصاد أو السياسة أو غيرها، قال تعالى: {وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} [يوسف: 43].
وتولى يوسف – عليه السلام - تفسير الرؤيا فقال: {قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ} [يوسف: 47]. إن يوسف فسر الرؤيا وزاد عليها بتقديم خطة عملية تستغرق القطر كله والشعب المصري كله، أي اعتمدت خطته على التشغيل الكامل للأمة والبرمجة الكاملة للوقت، ثم التشغيل الكامل لطاقة كل فرد في الأمة، وهذا الذي أراده يوسف – عليه السلام - ثم عبر عنه بقوله: {تَزْرَعُونَ}. إن الذي يخطط له يوسف – عليه السلام - هو مضاعفة الإنتاج وتقليل الاستهلاك؛ لأن الأزمات والظروف الاستثنائية تحتاج إلى سلوك استثنائي، ولأن سلوك الناس في الأزمات غير سلوكهم في الظروف العادية.
الدروس المستفادة من جانب التخطيط.
إن يوسف – عليه السلام - بتفسيره لرؤية الملك قام بتحديد الخطوط العريضة لخطته، وبذلك قام باستشراف المستقبل، ووضع الأهداف اللازمة لإنجاح الخطة، ولقد قسم مراحل الخطة إلى ثلاث مراحل هي:
1 - المرحلة الأولى: تزرعون سبع سنين دأبًا:
الطابع الغالب على المرحلة الأولى هو الإنتاج والادخار، مع استهلاك محدود {إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّا تَأْكُلُونَ}.
2 - ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد:
فإذا انتهت سنوات الإنتاج السبع بما فيها من جهد متصل دائب، واستهلاك محدود كان على الخطة أن تواجه تحديًا ضخمًا، هو توفير الأقوات سبع سنين عجاف. وبعبارة أخرى: بعد الإنتاج والجهد الدائب في المرحلة الأولى سيأتي تحمُّل أيضًا المرحلة الثانية، وهو تحمل يحتاج إلى تنظيم دقيق يصل فيه الطعام إلى كل فاه.
3 - ثم يأتي بعد ذلك عام يغاث فيه الناس:
(يُتْبَعُ)
(/)
ومع هذا التحمل والتنظيم الدقيق، ينبغي ألا تأتي هذه السنوات العجاف على كل المدخرات، وإنما كان يوسف – عليه السلام - واضحًا في قوله: {إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّا تُحْصِنُونَ} [يوسف: 48]. فكان هذا الجزء المدخر هو "الخميرة" التي تستطيع بها الأمة أن تقبل متطلبات البذر الجديد بعد سنوات عجاف، أي إعادة استثمار المدخرات.
وبهذا وازن يوسف –عليه السلام - في خطته بين ثلاثة جوانب؛ الجانب الأول الإنتاج، والجانب الثاني الاستهلاك، والجانب الثالث الادخار وإعادة استثمار الادخارات.
وتظهر معالم التخطيط الراقي في كلمات يوسف – عليه السلام - عند تفسيره لرؤية الملك، ولأن التخطيط يعتبر وظيفة أساسية من وظائف الإدارة الخمسة، وهي "تخطيط وتنظيم وتوظيف وتوجيه وإشراف"، والتي لا يمكن لها أن تكون الإدارة فعالة بدونها.
كما أن التخطيط في حقيقته يعتمد على دعامات وعناصر، أما الدعامات فهي: التنبؤ، أي استشراف المستقبل والأهداف، وأما العناصر فهي: السياسة، والوسائل والأدوات، والموارد المادية، والموارد البشرية، والإجراءات والبرامج الزمنية، والموازنات التقديرية، فعندها قال يوسف- عليه السلام -: {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} [يوسف: 55]. فكان برنامجه الإصلاحي السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والتربوي والإعلامي والزراعي، كل ذلك معد إعدادًا كاملاً ودقيقًا من خلال استشرافه للمستقبل، وتحديده للأهداف لمضاعفة الإنتاج، وتقنين الاستهلاك أو ترشيده، ثم تخزين الطعام. وهذا يقتضي خطة تفصيلية؛ لأن الهدف العام الكبير ليس شيئًا إن لم يقترن بخططه التفصيلية. وهنا يأتي دور السياسات والوسائل والأدوات والموارد البشرية والإجراءات والبرامج الزمنية والموازنات التقديرية، هذا ما فعله يوسف – عليه السلام - في ضوء علم الإدارة الحديثة.
إن من معالم الخطة السياسية والاقتصادية الناجحة أن تكون مبنية على معلومات يقينية صادقة حقيقية لا على الخيال الشعري المجنح الذي لا يرتبط بالواقع، ومن هنا صارح يوسف – عليه السلام - الشعب بالشدائد التي تنتظره، لكنها ليست المصارحة التي تثبط أو تقعد عن العمل، ولكنها التي تدفع للعمل وتزيد الهمة وتدفع للجهد والطاقة.
إن السبع التي تلي الرخاء ستكون مجدبة لا تعطي بل تأخذ وتأكل، فهي تقتضي حرصًا واحتياطًا. ونلاحظ في الآيات القرآنية الكريمة التي تكلمت عن خطة يوسف – عليه السلام - عنصر الأمل والتفاؤل، وهذا الأمر مهم في الخطة الناجحة. قال تعالى: {ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ} [يوسف: 49]. ولا بد من الأمل والتفاؤل في أي خطة، وإلا فإن كان لا أمل فما الداعي إلى العمل! ولقد حرك يوسف – عليه السلام - دوافع العمل عندهم بتحذيرهم من شدة سنوات القحط، ثم حركها ثانية بفتح نافذة الأمل.
الدروس المستفادة من الجانب التنظيمي والتوظيف.
لقد اهتم يوسف –عليه السلام- بالعنصر البشري في خطته لعمله أنه لا تنجح خطة ليس وراءها الإنسان الذي ينفذها، وأما منهجه في التعامل مع الإنسان فقد ظهر في ثلاثة أسس، أولاً في وضعه السياسة العامة وتحديد المرجعية التي تضبط سير عمل المشروع الإصلاحي، وذلك في دعوته للسجينين للتوحيد عندما قال: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ * مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} [يوسف: 39، 40].
أما الأساس الثاني الذي رسمه يوسف – عليه السلام - في عملية التوظيف هو الأساس الأخلاقي: {إنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} [يوسف: 55]، فعندما قال للملك: إني حفيظ "أي أمين"، وهذه الأمانة لا تتأتى إلا بمنظومة أخلاقية مترابطة متماسكة بين أفراد المجتمع، ولا تبنى هذه المنظومة إلا بواسطة برنامج تربوي يشرف عليها علماء ربانيون مؤمنون بهذا المشروع الإصلاحي.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الأساس الثالث كان متمثلاً في قول يوسف – عليه السلام - للملك: {إنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} [يوسف: 55]، وهنا كلمة {عَلِيمٌ} تعني إني أتقن فنون وعلوم الإدارة التي تقود إلى نجاح هذه الخطة.
وبذلك يكون منهج يوسف – عليه السلام - في الارتقاء بالإنسان الذي هو عدة الحضارة ومحرك النهضة ومنفذ البرامج ومنجز المشاريع هو دعوته للتوحيد، وتعليمه حقيقة الإيمان بالله، وهذا الكون وهذه الحياة. وتسليحه بالأخلاق الفاضلة، وتعليمه أسس الإدارة الحديثة لتحقق الرؤية التي تصبو القيادة الوصول إليها.
إن فائدة التغيير تزول إذا لم يكن هناك إنسان أمين على منجزات التغيير، ويحمل القيم الداخلية التي تضمن استمرارية التغيير الخارجي، إخلاصه وصدقه وأمانته. إن التغيير يجب أن يمارسه الإنسان في المحتوى النفسي فيطور وينمي ذاته باتجاه الأفضل، ثم يجسد محتواه النفسي تغييرًا خارجيًّا ويحوله إلى ممارسة وتطبيق وتحقيق؛ لأن أحوال الناس وأوضاعهم الاجتماعية من الفساد والخير لا تتغير إلا إذا تغير محتوى الإنسان، وما هو عليه من الحق أو الباطل، هذا هو منطق القرآن والحياة؛ لكي يرسي نظامًا لا بد أن يُهيَّأ له إنسان أولاً.
كما أننا إذا طورنا النظام ومفاهيمه دون الإنسان ومفاهيمه فسرعان ما يتسرب الفساد من الإنسان إلى النظام، فيقوضه أكثر مما يتسرب الإصلاح من النظام إلى الإنسان فيصلحه؛ لأن الأنانية وحب الذات والجشع أقوى من نصوص القوانين والأنظمة ما لم تهذبها التربية الداخلية العميقة، والأخلاق الكريمة المبنية على معرفة الله وحبه والخوف منه.
إن في الآيات القرآنية لسورة يوسف – عليه السلام - إشارات إلى جوانب أخرى ارتبط بها نجاح الخطة ارتباطًا مباشرًا، وأهمها جانبان يجمعهما عنصر واحد، وهو العنصر البشري وعلاقته بنجاح الخطة:
أ- استعداد يوسف – عليه السلام - أن يشرف على هذه الخطة، وكان هذا الاستعداد بعد أن بدد ظلام الشك وأوهام التهم عن نفسه، وبذلك حدث التكامل القوي بين الخطة والمخططين، بين حساب الأرقام والأخلاق، بين الأسس المادية والقيم الروحية في المجتمع، بين الدين والحياة.
إن البرنامج الإصلاحي الشامل في وطننا يحتاج إلى كوكبة من علماء ليبيا وطلاب العلم والمختصين في مجال معرفة كتاب الله وهدي النبي – صلى الله عليه وسلم -، وممن لهم قناعة بمشروع الإصلاح؛ لكي يساهموا بدورهم الأخلاقي والمعنوي والروحي والتربوي، ودورهم لا يقل عن دور المهندسين والإداريين والاقتصاديين والإعلاميين والسياسيين ... إلخ.
ب- الجانب الثاني: يتجلى في اختيار المعاونين الذين ساعدوه في عمله، فكان من رجال يوسف – عليه السلام - العون الصادق على تنفيذ أوامره بدقة وهدوء.
وأما الرصيد الأخلاقي والقيمي الذي ساهم في نجاح المشروع الإصلاحي ليوسف – عليه السلام -، فقد كان متجسدًا في شخصيته من صفات حميدة وأخلاق كريمة منها:
(1) ثقته بنفسه بالاعتماد على ربه {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} [يوسف: 55].
(2) وضع اللين في موضعه، والشدة في موضعها: {وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ * فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاَ تَقْرَبُونِ} [يوسف: 59، 60]. فبداية الآية لين، ونهايتها شدة.
(3) الحلم عند الغضب ليضبط نفسه {قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَانًا وَاللّهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ} [يوسف: 77].
(4) العفة عن الشهوات؛ ليضبط نفسه، وتتوافر قوته النفسية {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [يوسف: 24].
(5) قوة الذاكرة؛ ليمكنه تذكر ما غاب ومضى له سنون، وليضبط السياسات ويعرف للناس أعمالهم {وَجَاء إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ} [يوسف: 58].
(يُتْبَعُ)
(/)
(6) استعداده للعلم وحبه له وتمكنه {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} [يوسف: 101].
(7) شفقته على الضعفاء وتواضعه مع جلال قدره، وعلو منصبه، فقد خاطب الفتيين السجينين فقال: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [يوسف: 39]. وحادثهما في أمور دينهما ودنياهما بقوله: {قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ} [يوسف: 37]. وقال تعالى: {إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ} [يوسف: 37].
(8) العفو عند المقدرة {قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يوسف: 92].
(9) إكرام العشرة {اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ} [يوسف: 93].
(10) قوة الفصاحة والبيان بتفسير رؤيا الملك، واقتداره على الأخذ بأفئدة الراعي والرعية والسوقة، ما كان هذا إلا بالفصاحة المبنية على الحكمة والعلم: {فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ} [يوسف: 54].
الدروس المستفادة من الجانب التنفيذي والمتابعة.
إن حسن التنفيذ والمتابعة الحثيثة للمشروع الإصلاحي الذي تولاه يوسف –عليه السلام -كان له الأثر الكبير على المستوى القطري وعلى مستوى المنطقة ككل. إن خيرية المشروع الإصلاحي ليوسف – عليه السلام - تعدت مصر، فلقد ساعد الدول المجاورة في فترة القحط، فعندما أصاب منطقة (فلسطين) القحط ذهب الناس إلى مصر طلبًا للمساعدة، وكان من بينهم إخوة يوسف – عليه السلام -، قال تعالى: {وَجَاء إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ * وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ * فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاَ تَقْرَبُونِ * قَالُواْ سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ * وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [يوسف: 58 - 62].
كما أن الحوار الذي دار بين يوسف – عليه السلام - وإخوته في هذه الآيات، يدل على المتابعة الدقيقة للتنفيذ من قبل القيادة على سير العمل.
إن في القرآن الكريم مشاريعَ إصلاحية كثيرة تحتاج لدراسة واستخراج العبر والدروس والسنن منها.
ومما تم ذكره تظهر الأهمية الكبرى للأخلاق الرفيعة والصفات الحميدة للأخوة القائمين على المشاريع الإصلاحية، ومن هنا فإن الجانب الأخلاقي التربوي على قدر كبير من الأهمية، فهو الدين والدنيا. فبقدر تمسك الأمة بالأخلاق وازدياد فضائلها، يكون الازدهار والرقي والتقدم. وصدق الشاعر حين قال:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ... فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا
المصدر: صحيفة ليبيا اليوم، بتاريخ 14/ 11/2009م.
http://www.islamstory.com/article_print.php?id=6749(/)
ما معنى: العالمين؟
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[11 Jan 2010, 09:22 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين! الرحمن الرحيم ديان يوم الدين, وصلاة على المبعوث رحمة للعالمين وتسليما لقوله المتين, ومغفرة ورضوان على من اقتدى بهدي النبيين إلى يوم الدين, ثم أما بعد:
حديثنا اليوم بإذن الله وعونه عن كلمة "العالمين", وهي كلمة دأب المسلمون على استعمالها منذ بداية البعثة المحمدية, ولا تزال ألسنة المسلمين تلهج بالكلمة, مرات كثيرة في اليوم والليلة!
وعلى الرغم من ذلك فإنهم لم يوفقوا إلى تحديد معناها, فلقد فهموها فهما غير صحيح, بحيث وسعوا مدلولها بشكل كبير جدا, فأدخلوا فيه ما ليس منه, ثم قابلتهم إشكاليات كبيرة بسبب تعميمهم هذا, ولكنهم تجاوزوها –كالعادة- بتخصيصات واجتهادات في مقابل النص.
ونبدأ في التعريف بما قاله المفسرون حول معنى هذه الكلمة, وكيف أن أقوالهم هذه تعارض آيات كثيرة في القرآن, تجاوزوها بغرابة شديدة عند تفسيرهم إياها!
وقد يعجب القارئ ويقول: أعجز أرباب الفصاحة والبيان وأهل اللسان عن تحديد معناها, وستفعل أنت!
نقول: كلمة "العالمين" من الكلمات الجديدة التي أنشأها الله تعالى إنشاء, فلم تأت في أي نص جاهلي قبل الإسلام, شعرا كان أو نثرا, فهي ليست مما يعرفه العرب, لذلك اجتهد الصحابة والتابعون في استخراج معناها من خلال القرآن, فالمسألة مسألة اجتهاد في الفهم وليس لها أي علاقة بالمكنة اللغوية, ثم إنهم وسعوا فقط مدلولها لا أنهم جعلوها شرقا وهي غرب!
اشتهر في تفسير "العالمين" أنها ما سوى الله تعالى, فكل ما في الكون هو من العالمين, وفي هذا قال الإمام الفخر الرازي في تفسيره عند تناوله لقوله تعالى: "الحمد لله رب العالمين":
"ثم إن "العالمين" عبارة عن كل موجود سوى الله تعالى، وهي على ثلاثة أقسام: المتحيزات، والمفارقات، والصفات. أما المتحيزات فهي إما بسائط أو مركبات، أو البسائط فهي الأفلاك والكواكب والأمهات، وأما المركبات فهي المواليد الثلاثة، ( .......... ) ومعلوم أن البحث عن هذه الأقسام التي ذكرناها للمتحيزات مشتمل على ألوف ألوف من المسائل، بل الإنسان لو ترك الكل وأراد أن يحيط علمه بعجائب المعادن المتولدة في أرحام الجبال من الفلزات والأحجار الصافية وأنواع الكباريت والزرانيخ والأملاح، وأن يعرف عجائب أحوال النبات مع ما فيها من الأزهار والأنوار والثمار، وعجائب أقسام الحيوانات من البهائم والوحوش والطيور والحشرات لنفد عمره في أقل القليل من هذه المطالب، ولا ينتهي إلى غورها كما قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ مَّا فِى الأرض مِن شَجَرَةٍ أَقْلاَمٌ والبحر يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كلمات الله} [لقمان: 27] وهي بأسرها وأجمعها داخلة تحت قوله {رَبّ العالمين} " اهـ
ولقد فصل الإمام الطبري تفصيلا أفضل وقدم قولا أفضل مما قاله الإمام الفخر الرازي, فقال في تفسيره عند تناوله نفس الآية:
"القول في تأويل قوله: {الْعَالَمِينَ}.
قاله أبو جعفر: والعالَمون جمع عالَم، والعالَم: جمعٌ لا واحدَ له من لفظه، كالأنام والرهط والجيش، ونحو ذلك من الأسماء التي هي موضوعات على جِمَاعٍ لا واحد له من لفظه.
والعالم اسم لأصناف الأمم، وكل صنف منها عالَمٌ، وأهل كل قَرْن من كل صنف منها عالم ذلك القرن وذلك الزمان. فالإنس عالَم، وكل أهل زمان منهم عالمُ ذلك الزمان. والجنُّ عالم، وكذلك سائر أجناس الخلق، كلّ جنس منها عالمُ زمانه. ولذلك جُمع فقيل: عالمون، وواحده جمعٌ، لكون عالم كلّ زمان من ذلك عالم ذلك الزمان. ومن ذلك قول العجاج:
* فَخِنْدِفٌ هامَةُ هَذَا العَالَمِ *
فجعلهم عالمَ زمانه. وهذا القول الذي قلناه، قولُ ابن عباس وسعيد بن جبير، وهو معنى قول عامّة المفسرين." اهـ
ثم بدأ بعد ذلك في إيراد الروايات المتعلقة بمعنى اللفظة, فقالت بعضها أنها:
1 - بمعنى الخلق كله (نفس ما قاله الرازي):
- حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عثمان بن سعيد، قال: حدثنا بشر بن عُمارة، قال: حدثنا أبو رَوْق، عن الضحاك، عن ابن عباسالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، الحمد لله الذي له الخلق كله: السموات والأرضون ومَن فيهنّ، وما بينهن، مما يُعلم ولا يعلم.
2 - الإنس والجن:
(يُتْبَعُ)
(/)
157 - وحدثني محمد بن سنان القَزَّاز، قال حدثنا أبو عاصم، عن شبيب، عن عكرمة، عن ابن عباسرب العالمين): الجن والإنس.
3 - كل صنف عالم:
حدثنا بشر بن معاذ العَقَدي، قال: حدثنا يزيد بن زُرَيْع، عن سعيد، عن قتادةرَبِّ الْعَالَمِينَ) قال: كلّ صنف عالم.
حدثني أحمد بن حازم الغِفَاري، قال: حدثنا عُبيد الله بن موسى، عن أبي جعفر، عن ربيع بن أنس، عن أبي العالية، في قولهرَبِّ الْعَالَمِينَ)، قال: الإنس عالَمٌ، والجنّ عالم، وما سوى ذلك ثمانية عشر ألف عالم، أو أربعةَ عشر ألف عالم - هو يشكّ - من الملائكة على الأرض، وللأرض أربع زوايا، في كل زاوية ثلاثة آلافِ عالم وخمسمائة عالَمٍ، خلقهم لعبادته." اهـ
وهناك من قال أن المراد من ذلك الملائكة!
وعلى الرغم من ذلك اشتهر ما قاله الإمام الفخر الرازي أكثر مما قاله الإمام الطبري, وذلك لأن بعضهم عد هذا القول من تفسير القرآن بالقرآن, وذلك لما جاء في سورة الشعراء, فلما سأل فرعون: قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ [الشعراء: 23]
رد موسى: قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إن كُنتُم مُّوقِنِينَ [الشعراء: 24]
فيكون هذا تفصيلا لذاك!
وعلى قولهم هذا, فإن فرعون لم يكن فاهما هو الآخر لمعنى كلمة: عالمين, فاحتاج إلى شرح المعنى من موسى! ولو كان هذا هو المراد لكان من الأولى أن يقول له: وما العالمون؟! ولكنه يسأل عن هذا الرب الذي يدعوه موسى إلى عبادته, فزاده موسى تعريفا بكمالاته, فقال له هو كذا وكذا!
أي أنه يعطيه معلومات إضافية, لا أنه يفسر ما لديه! ولو طبقنا هذا الطريقة لأمكننا أن نقول أن العالمين هم موسى وهارون!
ألم يقل الله تعالى حاكيا قول السحرة: قَالُواْ آمَنَّا بِرِبِّ الْعَالَمِينَ [الأعراف: 121] ثم قالوا في الآية التالية: "رب موسى وهارون", فهل العالمون هم موسى وهارون؟ أم أن الحديث انتقل إلى أمر آخر, كما كان الحال بين موسى وفرعون؟
وهنا يحق لنا أن نسأل: هل ينطبق أيٌ من هذه المذكورات, مع الأوصاف التي ذكرها الله تعالى في القرآن؟!
لم ينطبق الوصف بحال, وسبب ذلك إشكاليات كبرى للمفسرين, من ذلك ما قاله الإمام الفخر الرازي عند تناوله لأول آية ذُكرت فيها الكلمة بعد الفاتحة, وهي قوله تعالى:
"يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ [البقرة: 47] "
فلقد افترض أنهم أفضل من كل الخلق حتى الملائكة! وقد يدخل فيهم الرسول! فقال محاولا تفادي هذه الإشكالية:
"أما قوله: {وأني فضلتكم على العالمين} ففيه سؤال وهو: أنه يلزم أن يكونوا أفضل من محمد عليه السلام وذلك باطل بالاتفاق. والجواب عنه من وجوه: أحدها: قال قوم: العالم عبارة عن الجمع الكثير من الناس, كقولك: رأيت عالماً من الناس، والمراد منه الكثير لا الكل، وهذا ضعيف لأن لفظ العالم مشتق من العلم وهو الدليل، فكل ما كان دليلاً على الله تعالى كان عالماً، فكان من العالم. وهذا تحقيق قول المتكلمين: العالم كل موجود سوى الله، وعلى هذا لا يمكن تخصيص لفظ العالم ببعض المحدثات.
وثانيها: المراد فضلتكم على عالمي زمانكم وذلك لأن الشخص الذي سيوجد بعد ذلك وهو الآن ليس بموجود لم يكن ذلك الشخص من جملة العالمين حال عدمه لأن شرط العالم أن يكون موجوداً والشيء حال عدمه لا يكون موجوداً. فالشيء حال عدمه لا يكون من العالمين، وأن محمداً عليه السلام ما كان موجوداً في ذلك الوقت، فما كان ذلك الوقت من العالمين فلا يلزم من كون بني إسرائيل أفضل العالمين في ذلك الوقت كونهم أفضل من محمد صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت، وهذا هو الجواب أيضاً عن قوله تعالى: {إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكاً وآتاكم ما لم يؤت أحداً من العالمين} [المائدة: 20]. وقال: {ولقد اخترناهم على علم على العالمين} [الدخان: 32] وأراد به عالمي ذلك الزمان، وإنما كانوا أفضل من غيرهم بما أعطوا من الملك والرسالة والكتب الإلهية. وثالثها: أن قوله: {وأني فضلتكم على العالمين} عام في العالمين لكنه مطلق في الفضل والمطلق يكفي في صدقه صورة واحدة. فالآية تدل على أن بني إسرائيل فضلوا على العالمين في أمر ما وهذا لا يقتضي أن يكونوا أفضل من كل العالمين في كل
(يُتْبَعُ)
(/)
الأمور، بل لعلهم وإن كانوا أفضل من غيرهم في أمر واحد فغيرهم يكون أفضل منهم فيما عدا ذلك الأمر, وعند ذلك يظهر أنه لا يصح الاستدلال بقوله تعالى: {إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم، وآل عمران على العالمين} [آل عمران: 33] على أن الأنبياء أفضل من الملائكة." اهـ
وكما رأيت عزيزي القارئ فقد أوقعوا أنفسهم في إشكاليات بقولهم هذا, لن يجد القارئ أي أثر لها عند قولنا بقولنا.
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[11 Jan 2010, 09:25 ص]ـ
أين الخطأ؟
لقد غفل السادة المفسرون عند تناولهم لهذه الكلمة غفلة بسيطة, أدت إلى هذا التوسع في المعنى, على الرغم من أن الأمر من أوضح ما يكون!!
لا جدال في معنى كلمة عالم, فهذا مما يعرفه القاصي والداني, ولكن السؤال هو: ما هو جمعه؟
إن هذه الكلمة تُجمع على "عوالم", فإذا جُمعت على هذا الوزن كانت بالمعنى الذي ذكره المفسرون, ولكن الله تعالى لم يجمعها على عوالم, وإنما جمعها على "عالمون"
وكما نرى فإن الكلمة مما انتهت بالواو والنون, وهما لا يكونان في الجمع إلا مع العاقل! فيكون هذا دليلا على أن الحديث عن عوالم عاقلة! وبهذا يمكننا استبعاد الجمادات والدواب وكل ما عدا العاقل!
ولقد اخرج ابن عباس رضي الله عنه كل ما عدا الإنس والجن بسبب آية الفرقان والتي سنعرض لها, فجعل العالمين هم الإنس والجن!
أما نحن فنقول:
العالمون هم الأمم أو الجماعات أو المجتمعات البشرية المختلفة. (في زمانٍ ما وليس مطلقا)
وليس للكلمة أي علاقة بالجن ولا الملائكة ولا الجمادات ولا الحيوانات ولا أي شيء ما عدا الإنسان!
ونبين من أين أتينا بهذا التحديد, فنقول:
ذُكرت كلمة "العالمين" 61 مرة في القرآن, جاءت في بعضها عامة, مما لا يمكن من تحديد المدلول المندرج تحتها, ولكنها أتت مخصصة في بعض المرات بأوصاف تحتم أن تكون بالمعنى الذي ذكرنا, ونتناول هذه الآيات:
يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ [البقرة: 47]
أيهما أولى أن نفهم أن بني إسرائيل فُضلوا على باقي المجتمعات في زمانهم, وبهذا لا تظهر إشكالية في وجود بعض الفسقة فيهم, لأنه تفضيل مجتمع على مجتمعات, أم من الأولى أن تُفهم أن بني إسرائيل فضلوا على كل الخلق؟!
وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ [آل عمران: 42]
هنا نلاحظ أن العالمين لهم نساء! فهل لكل ما سوى الله نساء, أم أن النساء التي فُضلت مريم عليهن هن نساء المجتمعات البشرية في زمانها؟!
إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ [آل عمران: 96]
فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ [آل عمران: 97]
فالبيت وضع للناس وهو هداية لكل المجتمعات والأمم, أم أن البيت هداية للدواب والسماوات والأرض والدواب؟!
كما نلحظ في الآية التالية أن من يكفر فإن الله غني عن العالمين, فأي المعنين أنسب, المجتمعات والأمم أم الكون بما فيه؟!
نعم, الله غني عن كل شيء, ولكن ما من مخلوق يكفر ويجحد إلا الإنسان!
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكاً وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِّن الْعَالَمِينَ [المائدة: 20]
ونلحظ هنا استعمال "أحد" والتي لا تُستعمل في القرآن إلا مع العاقل, وبغض النظر عن هذا, فإن الآية تقول أن الله أعطى بني إسرائيل ما لم يؤت أحد من العالمين, -وهذا غير بعثة الأنبياء فيهم وجعلهم ملوكا, لعطف الإتيان على هذين الأمرين, والعطف يقتضي المغايرة-
فإذا قبل بعض الأخوة أن يُفضل بنو إسرائيل على الملائكة, فهل يُعقل أن يعطى بنو إسرائيل ما لم تُعطه الملائكة ولا الشياطين؟!
أما على فهمنا وقولنا فلا إشكال!
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِّنَ الْعَالَمِينَ [المائدة: 115]
العالمون يُعذبون, فهل يُعذب الجماد والنبات؟!
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ [الأنعام: 90]
وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ [يوسف: 104]
القرآن ذكرى وذكر للعالمين, فهل القرآن للجمادات والدواب, أم للجماعات والأمم المختلفة؟!
تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً [الفرقان: 1]
بهذه الآية استدل ابن عباس على أن المراد من العالمين هو الإنس والجن, لأن الرسول لم يكن إلا نذيرا لهما.
أما نحن فنقول أن المراد من العالمين هو المجتمعات البشرية فقط, ولا يدخل الجن فيها, لأن الجن والملائكة لا يسمون عالم, لأن العالم لا يكون إلا لمن له أثر ويُرى, وتذكر ما قاله الإمام الفخر الرازي:
"وهذا ضعيف لأن لفظ العالم مشتق من العلم وهو الدليل، فكل ما كان دليلاً على الله تعالى كان عالماً، فكان من العالم"
والعالم مشتق من العلم وهو ترك الأثر! ومن المعلوم أننا لا نرى لا الملائكة ولا الشياطين, ولا أثر مباشر لهم, لذا لا يُسمون عالم! فلا يدخلون في هذا المصطلح! كما أن الأوصاف المذكورة في حقهم تحتم أن يكونوا بشرا, مثل أن لهم نساء, ومثل الأوصاف القادمة.
وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ [الأعراف: 80]
فهل كان لوط يحدثهم عن عدم فعل الحجر والطير أم البشر؟ وحتى لا يجادل بعضهم, نذكر له قوله تعالى:
أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ [الشعراء: 165]
فهذا دليل على أن المراد بالعالمين هم المجتمعات البشرية, ولقد الإمام الطبري عند تأويله هذه الآية:
"يعني بقوله أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ): أتنكحون الذكران من بني آدم في أدبارهم." اهـ
وكذلك استعملها قومه بنفس المعنى:
قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ [الحجر: 70]
فهم كانوا ينهونه عن مخاطبة أو التعامل مع الأجانب! والذين هم عالمون, لأنهم من مجتمعات أخرى!
وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ [الأنبياء: 91]
فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ [العنكبوت: 15]
فهل جُعلت مريم وسيدنا عيسى آية لجماعات البشر المختلفة أم للجمادات والحيوانات معهم, وللملائكة الذين باشروا العملية؟!
وكذلك هل جُعلت السفينة آية للمخلوقات كلها أم للبشر؟!
وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِن جَاء نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ [العنكبوت: 10]
العالمون لهم صدور, والله يعلم بما فيها, فعلى أي المعنيين تنطبق؟!
ونختم بقوله تعالى:
فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الجاثية: 36]
فالله رب السماوات والأرض وهو رب العالمين, وهذا يعني أن العالمين شيء آخر غير السماوات والأرض!
ولقد قال الإمام الطبري عند تناوله هذه الآية:
"الطبري: (رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الأرْضِ) يقول: مالك السموات السبع، ومالك الأرضين السبع و (رَبِّ الْعَالَمِينَ) يقول: مالك جميع ما فيهنّ من أصناف الخلق،" اهـ
أما نحن فنقول أنهم جماعات البشر فقط!
بهذا نكون قد بيّنا أن كلمة: عالمون, لا تستعمل إلا مع الأمم أو المجتمعات البشرية المختلفة, ولا تُستعمل مع غير هذا, لهذا خُتمت بالواو والنون, والله أعلى وأعلم.
والسلام عليكم ورحمة الله.
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[11 Jan 2010, 10:04 ص]ـ
شكر الله لك أخي عمرو الشاعر
بالفعل صدقت كلمة (عالمين) هي للعاقل فقط. وأصلها الفعل الثلاثي [عَلَمَ] بمعنى بزّ بعقله. والعالمون بينهم يبزون بعضهم بالعقل. ففضل الله آدم وذريته بعمارة الأرض. وفضل الملائكة بعد فضل آدم. وأعطى الجن من العقل ما تحملت به واجب التكليف ولم يكلفها الله عمارة الأرض لسفهها.
ومن آدم وذريته اصطفى الله العرب ثم اصطفى بني إسرائيل عليهم السلام، واصطفى منهم قريشا، واصطفى من قريش محمدا صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم. مما يعني اجتماع النجابة فيه عليه الصلاة والسلام. فبز العالم بكماله البشري.
وأما قول فرعون كما قص القرآن: (وما رب العالمين) فمن سفهه، والسفه سمة الوثنيين، لأنه لو كان غير سفيه ما عبر عن الرب بـ (ما) التي لغير العاقل. وقد قال علي رضي الله عنه:"تعرف المرء من فلتات لسانه" ولو تتبعت كلام الوثنيين الذي قصه القرآن وكلام الجن لوجدت أخبار السفهاء، وكيف جاء التوجيه في رد سفههم.
وأما كلمة (رب) فلها معنيان؛ كلاهما للعاقل: الأول؛ بمعنى المالك الذي ربّى ملكه فربَى له المال، بمعنى زاد نماؤه ارتفاعا حقيقيا كالمزارع والعقار، أو معنويا كالنقد يجمع ويكثر.
والثاني: بمعنى نشأ، وكقولهم: رب الأسرة للأب؛ فهو أنشأها وكفلها بالتربية والرعاية. والله أعلم
إن تأذن لي، أنصح لك بحثيا بالآتي:
أحسنت حين جمعت النصوص وأفردت كل نص بالمعنى، ولكن لو جعلت هذه مسودة فهرسة النصوص، ثم فهرسها بطريقة أخصر بأن تجمع ما تشابهت في المعنى المستنبط الواحد. ولا تختم الفقرة بسؤال بلا جواب، اقتضب السؤال وأجب بالتوضيح لقصدك ودليلك.
شكر الله لك وجزاك خير الجزاء وأتمنى لكم التوفيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Jan 2010, 12:07 م]ـ
ومن آدم وذريته اصطفى الله العرب ثم اصطفى بني إسرائيل عليهم السلام، واصطفى منهم قريشا، واصطفى من قريش محمدا صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم. مما يعني اجتماع النجابة فيه عليه الصلاة والسلام. فبز العالم بكماله البشري.
.
(لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80)) سورة المائدة
لا أدري هل بنو إسرائيل المذكورون في هذه الآية يدخلون تحت سلام طالبة علم التفسير!!!!!!؟؟
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[11 Jan 2010, 12:52 م]ـ
يا أخي حجازي معنى الآية التي نقلتها تقديره هو:
حكم الله على الذين كفروا باللعن على لسان داود وعيسى بن مريم عليهما السلام تليا ما أعلن بنو إسرائيل عليهم السلام مما أنزل عليهم من الوحي في شأن الذين كفروا.
والله أعلم
يا أخي كلامك مزاقر وهو كتابة!!
لا تنفخ .. ممكن تسأل بلا زعل.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Jan 2010, 01:35 م]ـ
يا أخي حجازي معنى الآية التي نقلتها تقديره هو:
حكم الله على الذين كفروا باللعن على لسان داود وعيسى بن مريم عليهما السلام تليا ما أعلن بنو إسرائيل عليهم السلام مما أنزل عليهم من الوحي في شأن الذين كفروا.
والله أعلم
.
الكاتبة أظنها تكتب من "تل أبيب"
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[11 Jan 2010, 02:24 م]ـ
أنت لا تقصد المناقشة أنت تتعمد الاستفزاز
فإن كنت تريد إغضابي فلعلك تبشر فقد أغضبتي
وإن كنت تريد جدلا ولجاجة فلعلك تبحث عن ما تريده عند من يجادلك بما تنتظر
وإن كانت تل أبيب لغير أهل فلسطين فأنا أول المتبرئين منها ولكني أكتب من الرياض
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[11 Jan 2010, 02:50 م]ـ
بارك الله في الأخ الكريم على جهده
واسمح بالمناقشة ..
قلتَ:
(فالمسألة مسألة اجتهاد في الفهم وليس لها أي علاقة بالمكنة اللغوية).
أرى أنك ألغيت علاقة أصيلة من علاقات الكلمة.
كلمة (عالمين) اسم جمع على رأي ابن مالك، يعامل معاملة جمع سلامة لمذكر؛ مفرده عالَم.
العالمين أخص من العالم لأنها أجزاؤه، كالأعراب أخص من العرب لأن العرب بدو وحضر.
لم يجمع فاعَل هذا الجمع على رأي الجوهري وغيره إلا في لفظين: عالَم: عالمون عالمين وياسَم: ياسَمون ياسَمين (اسم الزهر).
الصحيح أن (عالم) جنس من أجناس الموجودات، لأن كل جنس له تميز عن غيره فهو علامة له أو سبب العلم به .. يقال عالم الإنسان وعالم الحيوان وعالم النبات وعالم الجن وعالم الملائكة ..
وليس في كلام العرب إطلاق عالَم على مجموع ما سوى الله .. ذلك فعل المتكلمين بقول: العالم حادث.
ويقيد عموم أسماء الجموع كالأعراب والناس والرهط بدلالة العرف والسياق والخبر، مثل قوله تعالى: (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم) الناس الأولى رجلان، والثانية قريش؛ بخلاف: (قل أعوذ بربّ الناس) فهي تعمّ كل ما ينوس، أي يتحرك.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Jan 2010, 02:55 م]ـ
أنت لا تقصد المناقشة أنت تتعمد الاستفزاز
فإن كنت تريد إغضابي فلعلك تبشر فقد أغضبتي
وإن كنت تريد جدلا ولجاجة فلعلك تبحث عن ما تريده عند من يجادلك بما تنتظر
وإن كانت تل أبيب لغير أهل فلسطين فأنا أول المتبرئين منها ولكني أكتب من الرياض
إذا كنت أغضبتك فأنا أحمد الله على ذلك
وأما الجدال واللجاجة فهو ليس من طبعي ولله الحمد
ولكن أبغض الذين يعبثون بأفضل ما نملك وهو كتاب الله
وأما أهل فلسطين فليتك تخبرينا من هم أهل فلسطين إذا كانت مصر في فهمك ملكا لبني إسرائيل؟
وإذا كنت تكتبين من تل أبيب فلن أكترث لما تكتبين لأن الأناء بما فيه ينضح
ولكن المصيبة والكارثة إن كنت تكتبين من الرياض وأرجو الله ألا تكوني من الرياض على الحقيقة، فلربما كنت في الرياض ولكنك لست منها.
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[11 Jan 2010, 03:43 م]ـ
آذيتني وهو ليس من طبعك الجدل واللجاجة
(يُتْبَعُ)
(/)
بالفعل أحمد الله أنه ليس من طبعك فلعلك إن كلمتني أن تكلمني بطبعك الذي لا لجاجة ولا أذى فيه.
أما إسرائيل فهو يعقوب عليه السلام وأظنك تعرف هذا. وبنوه الأسباط عليهم السلام الذين قال لهم موسى عليه السلام (ألا تتخذوا من دوني وكيلا). فكان هو وهارون الرسولان وهم الأنبياء عليهم السلام جميعا.
وكان لهم الحكم وجعلهم الله ملوكا فأعطاهم القضاء، فلعن الله الذين كفروا بما أوحى من القضاء على الأنبياء بني إسرائيل، وتلاه اثنين من أحفاد يعقوب هما داود وعيسى بن مريم عليهم السلام جميعا.
واللعن نوعان، لعن في الدنيا وهو النفي خارج البلاد، فيلحقون ببلاد يعينها الحاكم وتتلى بيانات القضاء فيها فضحا للمنفيين بفسقهم، كما في نفي الذي يقذف المحصنات الغافلات.
واللعن الثاني في الآخرة لقوله تعالى (لعنوا في الدنيا والآخرة).
وأما تل أبيب فليس عندي معلومات تاريخية أو جغرافية عنها إلا ما تذكره أنت مما يتناقله الإعلام. ولكن اسمها حسن، فكأنها تل الكمثرى لأن طيور الكمثرى تسمى أبابيل. والكمثريات هي الأب، فأظنها لا تستطيعها صهيون.
وصهيون هم من اقترف الكبائر المخرجة من الملة من اليهود والنصارى. وليس بنو إسرائيل وحاشاهم عليهم السلام. وأوضحه لك:
اليهود هم الذين يهودون ليجددوا الردة قصدا اتباعا للطاغوت.
والنصارى هم من زعم النصرة للحق وشح بها.
ثم صار اليهود بمنهجهم مغضوبا عليهم وصار النصارى بتخليهم عن الحق الضالين.
افترقت اليهود إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى فرق اليهود وزادت الضالين. كلها في النار كما في الحديث، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة" الحديث المعروف.
وأخبر أن هذه الأمة ستفترق ثلاث وسبعين فرقة. كلها في النار إلا واحدة؛ وهي التي قال عنها:"من كان على ما أنا عليه وأصحابي". فتبين أن الخروج عن الملة يجتمع في ثنتين وسبعين فرقة. فلو تتبع مواضع ذم الله لليهود والنصارى في القرآن ستجد كفرياتهم تجتمع في اقترافهم اثنين وسبعين مفسقا مخرجا عن الملة.
إن لي بحثا في هذا إن شئت أرفقه في المنتدى وضعته ليسفاد منه.
شكرا لك أن اتسع صدرك لتقرأ كتاباتي.
وهداك الله لطبيعتك. ولست أتهم طبيعتك. فإن الآدميين لن يدخلوا الجنة حتى تصفوا لهم طبائعهم من أذى الشيطان إياهم (ونزعنا ما في صدورهم من غل).
وفقك الله
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Jan 2010, 04:35 م]ـ
أما إسرائيل فهو يعقوب عليه السلام وأظنك تعرف هذا. وبنوه الأسباط عليهم السلام الذين قال لهم موسى عليه السلام (ألا تتخذوا من دوني وكيلا). فكان هو وهارون الرسولان وهم الأنبياء عليهم السلام جميعا.
هل الله الذي قال:"أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا" أم موسى؟
وهل جميع بنو إسرائيل أنبياء حتى الذين كفروا منهم؟
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[11 Jan 2010, 05:28 م]ـ
كلا المعنيين صواب.
أما جميع بنو إسرائيل عليهم السلام فأنبياء بلا شك.
ومن أحفاده عليه السلام رسل وأنبياء وملوك وورثة تخصصات في المؤسسات الملكية بحسب نظام الحكم ونظام ميراث الوجاهة الذي استقر في شريعة محمد صلى الله عليه وسلم. والله أعلم
بقي يا أخي أن أقول: أقدر أني أكتب ما له متعلقات أسئلة كثيرة تترتب عليه من تغير المعاني المتداولة لكثير من الآيات، ولكن لعلكم تقدرون أني لا أستطيع كتابة كل شيء في موضع واحد.
فإن كان لديك سؤال عن معنى في سورة الإسراء اكتبه وأجيبك عنه بما أعلم.
وبخصوص هذه السورة فلو اتضح معنى أولها لاتضح باقيها من خلال السياق.
أهم ما في السياق أن تعلم معنى قول الله: (وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض) الآيات.
فإن معنى (قضينا) أمرنا بالوحي التبليغ بالنص إلزاما، لأنه عداها بـ (إلى) وليس بـ[على] لذلك أدى الأنبياء أبناء إسرائيل عليهم السلام ما أمروا به إلزاما بالتبليغ النصي.
والنص بعده فيه ثلاثة مراحل لمكافحة الفساد.
ومعنى (وليتبروا ما علوا تتبيرا) هو صب الذهب والفضة في سبائك وهذه السبائك تصادرها المؤسسة الرسمية بأمر ولي الأمر الأعلى مباشرة لأنهم علوا بها بغير حق إما بصناعتها على غير وزن صحيح وإما بصناعتها على غير عيار شرعي. فضبطت عليهم على فسادهم فاستحقوا مصادرتها. والله أعلم
إن كان غير هذين الموضعين يستشكل عليك فهمه من خلال قولي في بني إسرائيل عليهم السلام اكتبه وأجيبك عليه. والله أعلم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Jan 2010, 08:38 م]ـ
كلا المعنيين صواب.
أما جميع بنو إسرائيل عليهم السلام فأنبياء بلا شك.
أولاً: ليتك تقولين لي كيف يكون كلا المعنيين صواب؟
ثانياً: تقولين: جميع بني إسرائيل أنبياء.
وأنا أسألك هل الذين كفروا منهم أنبياء؟
ـ[فجر جديد]ــــــــ[11 Jan 2010, 09:02 م]ـ
أختي طالبة علم التفسير ..
الخطاب في هذه الآية الكريمة لمن؟
{وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ} البقرة61
أظن أن الأخت الكريمة تحتاج إلى مراجعة معلوماتها، فيبدو أن الأمور ملتبسة عندها، هدانا الله وإياكم إلى حسن الفهم، وهو يتولانا جميعاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فجر جديد]ــــــــ[11 Jan 2010, 10:08 م]ـ
قصدت الحديث عن من؟ وليس الخطاب لمن، لأن الضمائر ضمائر غيبة.
لذا استوجب التعديل.
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[11 Jan 2010, 11:55 م]ـ
أخي حجازي:
السؤال الأول: عن معنى الآية من الذي قال: (ألا تتخذوا من دوني وكيلا)؟
الجواب: القرآن من جوامع الكلم، فإن فسرتها أن الله هو الذي قالها في الوحي المنزل على موسى عليه السلام، فهو أمر من الله بأخذ الكتاب (وآتينا موسى الكتاب) ثم التوكل على الله في النتائج، كما في حديث"اعقلها وتوكل".
وإن فسرتها أن القائل موسى عليه السلام فقد قالها بأمر من الله يبلغه لبني إسرائيل عليهم السلام أن وكيلهم هو موسى عليه السلام فيما اصطلحوا عليه من توزيع صلاحيات الملك والحكم. لقوله تعالى: (وجعلناه) يعود لأقرب مذكور، أقرب مذكور في اللغة نوعان؛ إما باللفظ فيكون الكتاب جعله الله هدى لبني إسرائيل وهو التوراة أصل الكتب المنزلة على بني إسرائيل. ثم نزلت الشرائع عليهم باختلافها.
وإما أقرب مذكور بالعهد فيكون موسى جعله الله هدى لبني إسرائيل فصارت له الصلاحيات العليا، في قمة الهرم بالإدارة المركزية لممالك الدولة الإسلامية. والله أعلم
وسؤالك الثاني: هل الذين كفروا منهم أنبياء؟
فالجواب: لا يجوز أن يظن بنبي أنه كفر قبل البعثة، بل هم استخلصهم الله للنبوة والقيادة في خلافة الأرض.
ربما يشكل عليك قصة يوسف عليه السلام مع إخوته، قول يعقوب عليه السلام: (فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين) فإن السياق بين من الذين سيكيدوا ليوسف عليه السلام، هم من اندس بين ورثة النبوة والملك ممن كادوا لأبناء يعقوب عليهم السلام. والسياق اثنان؛ الأول هو موضوع سورة هود وأقرب شاهد منها قوله: (وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم) الآيات.
والسياق الثاني هو اللاحق، في قوله (إن الشيطان للإنسان عدو مبين) ففيه لفظ الإنسان ولا يقال للأنبياء وورثتهم إنسان يقال بشر وآدميون، ولكن قد يقال الإنسان إذا ما أريد الكلام عن موضوع ينفصل عن التفاضل الشرعي باختصاصهم بميراث الأرض.
واللفظ (مبين) فإن كيد الشيطان ظهر وبان في هؤلاء الكافرين، ولا يخفى على الناس حالهم في المجتمع، بينما الشيطان لا يكون للمؤمنين عدو مبين، ولكن يحذر المؤمنون منه خطواته ووسوسته. والله أعلم
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[12 Jan 2010, 12:01 ص]ـ
ضاع الموضوع وساح في ما الله به عليم
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[12 Jan 2010, 12:10 ص]ـ
أختي فجر جديد:
شكرا على نصحك وتنبيهك، ولكن لا يزال كلامي صوابا. وأبينه لك:
فسري معنى الآيات بابتدائك من عند أصل ثابت وهو قطعية ثبوت تفضيل الله لبني إسرائيل عليهم السلام على العالمين. فإذا صدرت عن أصل ثابت قطعي لا ترجعي تشككي فيه. ولكن عودي لفهمك ربما فاتك السياق.
ارجعي للآية 54 من سورة البقرة في السياق السابق لما سألت عنه: (قال يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم). وقصة العجل حصلت مرتين.
هذه القصة حصلت له مع قومه الذين أرسل إليهم ولم يكونوا قرابته، فقال: (يا قوم) بدون الياء فلم يضفهم إلى نفسه. فتبين أن الذين اتخذوا العجل هم الظالمون، الذين أمروا بالبيعة لكل بيت الحكم والملك من غير أن يؤذن لهم بالتدخل في اختيار الأئمة للمناصب الملكية فقال الله: (ادخلوا الباب سجدا) فصاروا يبايعون بيت الحكم من أول دخولهم الباب وبيت الحكم جلوس لا يقومون لهم، ولا يحدد لهم أيهم الإمام. مما يعني اختصاص حتى ملك اليمين في بيوت الحكم بالفضل على غيرهم باستحقاقهم المناصب. كما في تولي أسامة بن زيد رضي الله عنه قيادة الجيش بعد أن كاتب.
وكما تسند إمارة التدريب العسكري لمماليك الحبشة:"ولو أمر عليكم عبد حبشي" لأن القيادة لا تكون إلا للحر. وقوله "رأسه كزبيبة" يفسر بشكل الزبيب، ولونه. أنه دليل صحتهم وليس يدل على دمامة في الخلقة. وأوضحه إذ دلفت له هنا:
الزبيب يلمع وملون، وثمرة جافة. فالمقاتل يفقد كثيرا من السوائل، وترتفع عنده نسبة الأملاح من الكالسيوم والبوتاسيوم ولذلك تبدو شعورهم ملونة كلون ثمرة الزبيب وتلتف وهي حسنة الشكل والملمس. وليس في الحديث أن بشرتهم غامقة. والحبشة أحد البلدان العربية بدليل أنه صلى الله عليه وسلم تكلم بالحبشية، وفيهم قرابته أهل ملك فيها فالنجاشي كان أولى الناس بتزويج أم حبيبة رضي الله عنها. والله أعلم
ـ[فجر جديد]ــــــــ[12 Jan 2010, 12:17 ص]ـ
ما هذا التشتت الذهني العجيب!! والخلط المريب!!
يحار العاقل من أين يبدأ بالتصويب!!
ولا حول ولا قوة إلا بالله
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[12 Jan 2010, 12:29 ص]ـ
ابدأي وفقك الله لكل خير من حيث القطعي الثبوت والدلالة اثبتي عليه لا تتركيه عظي عليه بالنواجذ
ثم اتخذي المنهج العلمي طريقا لتفسير معاني آي القرآن، وتفسير معاني نصوص السنة
أعان الله الجميع على طاعته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Jan 2010, 06:49 ص]ـ
طالبة علم التفسير
إذا كنت لا تتعمدين الكتابة بهذا الأسلوب
فأنت حالة غريبة فعلا
وأسلوبك في المرواغة وتفريع الكلام وخلط الأمور
أشبه ما يكون بفعل الروافض عليهم من الله ما يستحقون
ـ[مجاهدالشهري]ــــــــ[12 Jan 2010, 07:52 ص]ـ
< QUOTE طالبة علم التفسير;94198] للآية 54 من سورة البقرة في السياق السابق لما سألت عنه: (قال يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم). وقصة العجل حصلت مرتين l;;[/QUOTE;
تصحيح الآية (وإذ قال موسى لقومه يا قوم)
وأرجوا من الأخت الكريمة تذكر لنا نقلاً عن أهل العلم أن قصة العجل حصلت مرتين؟
والرجاء كل الرجاء أن يكون بدون استطراد أو الإنتقال إلى مسائل أخرى فقط نقل
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[12 Jan 2010, 08:37 ص]ـ
شكرا لك أخي مجاهد تصحيح نقلي للآية
وأتمنى لو يتاح لي تصحيح ما نقلته خطئا.
ما عندي نقل هذا كلامي فإن شئت فأكمل قراءة ما كتبته، لأني أصدر من مصدر بينته هو الكتاب والسنة. وليس عندي مرجعا نقلت عنه
قصة العجل حصلت مرتين كلاهما فعلها الظالمون من قومه غير قرابته صلى الله عليه وسلم، الأولى ما ذكر من خبرهم لما نتق الجبل فوقهم.
والثانية التي ذكرت في الأعراف، لأنه قال لهارون عليهما السلام (اخلفني في قومي) بالياء.
ولعل الثانية هي التي اتخذوا العجل فيها لتفريق أنبياء بني إسرائيل عن هارون فلم يتفقوا عليهم السلام أي الرأيين يمضوا فيه أيلحقوا بموسى أو يبقوا ينكروا على الظالمين اتخاذهم الشرك؟
وأحيانا أظن أن كل خبر جاء فيه العجل هو قصة مستقلة، لأن القرآن نزل مرتبا تاريخيا، لابد ترى ما يستجد عن الأولى في تفاصيها؛ فمثلا خبر السامري في العجل لا تطابق تفاصيله هاتين القصتين لأنه فعله وحده ثم فتن به قوم موسى.
والله أعلم
باقي أخبرك كيف أصل لنتائج بحوثي؛ فإن ما صدرت من عنده في فهم المعاني هو تتبع لفظ (الظالمين) في القرآن الكريم فإنه لفظ دل السياق دائما على أنه في الوثنيين الذين ليسوا في قرابة الأنبياء عليهم السلام، كما في قول إبراهيم عليه السلام: (ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين)
فإن الفاعل (عهدي) والآية في سياقها (إني جاعلك للناس إماما) في تولي الحكم.
والذرية هي معهود الرجال من صلب الرجل.
ومن الذرية النساء والأحفاد من صلب الرجل.
فتقول العرب عادة: الذرية؛ فيعلم أنها قصدت الذكور من صلب المنسوبة إليه.
وتقول: ومن ذريتي؛ فيعلم أنهم من غير الصلب؛ كالأحفاد. أو يدل السياق أن المقصود النساء.
ولذلك دلت الآية أن المصاهرة لمن في نسبه ظلم _ انقطع عن آدم _ لا تورثه الحكم في تخصص ميراثهم عن أجدادهم الأنبياء، ولا يجوز تزويج النسيبة لمن انقطع نسبه لأن الله أسند الفعل للعهد (لا ينال عهدي الظالمين).
طبعا هذه النتيجة بنيت على أصل قطعي وهو اصطفاء الله ليعقوب وأبنائه عليهم السلام بتفضيلهم على العالمين. ولذلك لا يجوز أن يسبى أحد من بني يعقوب عليه السلام فإنهم إن وقعوا في الأسر إما من وإما فداء إذ هم ورثة القيادات الملكية القيادية ولا تكون إلا للحر. والله أعلم
اعذرني فإن معاني القرآن كثيرة وكلما شرحت أتيت بمثال، فتظنونه استطرادا.
طريقتي باختصار: الصدور في فهمي للنصوص من نص قطعي الثبوت وقطعي الدلالة، به أفهم ما استغلق علي فهمه من قبل.
ولا أعلم من قاله قبلي؛ ولو أعلم لنقلته ولا أستنكف عن ذلك فالفضل يعرف لأهله.
لكني قمت بهذه الطريقة لما صدرت من نص قطعي الثبوت والدلالة (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر).
ومن قطعية أن الله اصطفى أنبياءه ورسله ورباهم على عينه. فصدرت من عند وجوب صيانة جناب الأنبياء عليهم السلام. فتتبعت ألفاظ القرآن في كل قصصه لأعرف من الذي أوتي النبوة. فاستخرجتها من السياق كما كنت أخبرتكم في خبر عزيز مصر عليه السلام فإنه من الأسباط لعلك تراجعه في محله. والله الموفق لكل خير
ولعل الأخ الكريم يسأل بذوق يشكر عليه
لا يعني أن تقول بلا استطراد أنك ستمنعني أرد على أسلوبك الذي لا يليق في حوارات علمية.
هذا كلامي أنا إن تصدق وإن لا تصدق سيان
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[12 Jan 2010, 08:43 ص]ـ
الأخ حجازي عيب عليك هذا المستوى
ما عندي رد على أسئلتك فإنك تماديت بالإساءة
ولست أنا الغريب بل (وإن تعجب فعجب) قولك أن اللجاجة ليست طبعك وتؤذينا بطبعك غير اللجوج
إطلاق التهم عجز قبل البداية .. وليس بحوارات من يوقر القرآن.
إن ترضى كلامي أو لا ترضاه سيان أيضا
وباتهاماتك ما صنعت شيئا
ـ[مجاهدالشهري]ــــــــ[12 Jan 2010, 09:02 ص]ـ
ما عندي نقل هذا كلامي فإن شئت فأكمل قراءة ما كتبته، لأني أصدر من مصدر بينته هو الكتاب والسنة. وليس عندي مرجعا نقلت عنه
كما في قول إبراهيم عليه السلام: (ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين)
وبسبب عدم اعتمادك - هداك الله وإيانا للحق - على المراجع قوَّلتِ إبراهيم - عليه السلام - ما لم يقل وما أعظمه من جهل وفريه فالقول في الآية السابقة (لا ينال عهدي الظالمين) هو لله - عز وجل -؟
عموماً عوداً لأصل الموضوع وهو للأخ عمرو جزاه الله خيراً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[12 Jan 2010, 09:21 ص]ـ
إي والله هدانا الله وإياك إلى الحق
ما قلت إن قوله (لا ينال عهدي الظالمين) قاله إبراهيم عليه السلام
لكنك ما قرأت النص بدقته.
وأشكرك نبهتني أن الموضوع للأخ الفاضل عمرو الشاعر شكر الله جهده
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Jan 2010, 10:36 ص]ـ
طالبة علم التفسير داء ماله دواء إلا الكي
وأنا أعتقد أنها أو أنه رافضي محترق
وأتمنى من المشرف أن يحمي حديدته ويكوي على العرق الكفيل بقطع الداء من أصله
ثم لا بأس الملتقى يحتاج إلى الخروج عن المألوف في بعض الأوقات
ـ[فجر جديد]ــــــــ[12 Jan 2010, 01:17 م]ـ
أخي حجازي الهوى ..
لماذا لا تكون باطنية قاديانية؟ فهم يفسرون القرآن الكريم بطريقة عجيبة لا تقبل البتة.
ولكن الغريب أن لها عددا كبيرا من المشاركات ألم يكشف حالها في إحداها؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Jan 2010, 02:37 م]ـ
أخي حجازي الهوى ..
لماذا لا تكون باطنية قاديانية؟ فهم يفسرون القرآن الكريم بطريقة عجيبة لا تقبل البتة.
ولكن الغريب أن لها عددا كبيرا من المشاركات ألم يكشف حالها في إحداها؟
حالها مكشوف من البداية لولا ................
ثم إن القاديانية والرافضة والبهائية وكل الفرق الباطنية الخبيثة حتى النصرانية الصليبية كلهم منبتهم واحد وهي اليهودية الحاقدة.
إنهم أحفاد بولص وعبد الله بن سباء
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[12 Jan 2010, 02:49 م]ـ
كل يستخرج من وعاء صدره ما وافق عقله
وبئس الوعاء احتوى هذه المفردات، وبئس العقل مخرج هذه الكلمات إذا عجز
يقول صلى الله عليه وسلم:"إذا قال الرجل لأخيه يا كافر، فقد باء بها أحدهما".
أما أنا فآمنت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا صلى الله عليه وسلم. وقلت في أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام ما قال الله ورسوله. وأخذت كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بحقه، لا أحيد ولا أميل.
فاتقيا الله في كلامكما فكأن صيانة جناب النبوة تزعجكما!!
ما كتبته قلت لكم ما نقلته عن أحد هو من فقهي لنصوص الشرع.
فإما لعقولكما ثمرة تشكر فاكتبوها.
وإما الصمت عليكما واجب ملزم:"فليقل خيرا أو ليصمت". والمرء إذا تكلم قال كلاما إن أحسن فيه فله غنمه، وإن أساء فيه فعليه غرمه.
إن كان عقل غيري لا يقبل إلا أن يملي عليه غيره الفهم لما هو مسئول عنه يوم القيامة، فعقلي يأبى إلا ما قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم.
يقول الله: (لا يسأل عما يفعل وهم يسألون) فإني إن سألني الله عن علمي فقد أخذت نصوص الوحي بحقها بما وفقني الله فيه، وما قاله غيري من حق قبلته وما غير الحق فهو رد.
أنتما لقليل من الأدب أحوج من كثير من العلم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Jan 2010, 03:07 م]ـ
ما رأيك في الخميني الهندوسي يا طالبة علم التفسير؟
هل هو فعلا هندوسي قذر؟
ـ[فجر جديد]ــــــــ[12 Jan 2010, 03:41 م]ـ
ما كتبته قلت لكم ما نقلته عن أحد هو من فقهي لنصوص الشرع.
بئس الفقه هذا، إن جازت عليه التسمية.
إن هذا ما يطلق عليه العلماء التفسير بالرأي المذموم.
هذا تفسير لنصوص القرآن المقدسة بفهم سقيم، يستند إلى هوى، ولا يستند إلى أي دليل معتبر.
وليتك نقلتِ لأرحتِنا وأرحتِ نفسك، فليس هناك من مفسري أهل السنة من شطح هذه الشطحات.
ثم إنّك أحوج إلى الأدب يا طالبة علم التفسير ابتداء مع القرآن الكريم، الذي تتجرأين على تفسيره كما يحلو لك.
وإن كنت فعلاً طالبةً لعلم التفسير، فاطلبيه من مظانّه ولا تطلبيه من فهمك أنت وعقلك.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[13 Jan 2010, 12:09 ص]ـ
الأخ الكريم عمرو الشاعر
جزاك الله خيرا على اجتهادك
ويمكن القول أن ما جئت به من الأدلة يبدو مقنعا الى حد كبير
ولكن اسمح لى أن أتحفظ على أمر واحد، ذلك هو قولك:
أما نحن فنقول:
العالمون هم الأمم أو الجماعات أو المجتمعات البشرية المختلفة. (في زمانٍ ما وليس مطلقا)
وتحفظى ينصب على ما ذكرته بين قوسين
ذلك أن العديد من الآيات التى أوردت لفظ (العالمين) والتى ذكرتها أنت نلحظ فيها البعد الزمانى التاريخى الذى يفيد الاطلاق فى الزمان، وبالأخص الزمان الماضى أو بعبارة أخرى (التاريخ البشرى)
فمن تلك الآيات التى يبدو فيها العنصر التاريخى (الماضى والحاضر دون المستقبل) ما يلى:
يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (البقرة:47)
فالتفضيل هنا يستغرق الزمن الماضى بأسره حتى اللحظة التى يخاطبهم فيها بهذا القول
وكذلك قوله تعالى:
وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ (آل عمران: 42)
فهنا كذلك نفهم أن مريم عليها السلام كانت المصطفاة على نساء التاريخ كله حتى لحظة اعلامها بذلك من الملائكة
وكذلك يتجلى هذا البعد التاريخى وبصورة أشد وضوحا فى الآييتين التاليتين بصفة خاصة:
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكاً وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِّن الْعَالَمِينَ (المائدة: 20)
وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ (الأعراف: 80)
واذا ما نظرت الى قوله تعالى (ما لم يؤت أحد) أو الى قوله تعالى (ما سبقكم بها من أحد) الذى اقترن كل منهما بلفظ (العالمين) تبين لك هذا البعد الزمانى بصورة جلية
ومرة أخرى نشكرك على اجتهادك وننتظر المزيد منه، والله يوفقك ويسدد خطاك(/)
مصحف لاجهزة الملاحة وشاشات السيارات
ـ[يوسف الحوشان]ــــــــ[11 Jan 2010, 04:48 م]ـ
تم بحمد الله تجربة ناجحة لمصحف لأجهزة الملاحة وشاشات السيارات الامامية وشاشات السقف
وروعي وضوح الصفحة وحجم الخط وذلك بتقسيم الوجه الواحد الى نصفين
ويمكن ايضا ادراج بعض الكتب خاصة لشاشات (رود ماستر) الصينية في مدخل الخرائط
ويتم ذلك بتحميل الملف المرفق على ذاكرة او نسخها على قرص dvd ومن ثم تحريك الصفحة حسب الطلب
والعمل جار على برمجتها للتحكم اكثر بمرافقة الصوت للصورة وبعض الخدمات الأخرى
المرجو من الاخوة أثراء هذا العمل بالدعاء
والمشورة والتطوير
آمل المساهمة بنشره والدال على الخير كفاعله
الطريقة:
1 - حمل الملف الخاص بصفحات القران الكريم الى كرت ذاكرة صغيرة
2 - ابحث عن مدخل للذاكرة وسيقوم الجهاز بعرض الصور الموجودة بطريق آلية يمكنك تحريكها أو تثبيتها
3 - يمكن نسخ المصحف الى قرص عادي او دي في دي ومن ثم عرضه وسيقوم الجهاز بنفس الطريقة
4 - يمكن الاستفادة منه بالمراجعة والحفظ (نصف وجه) كل ذلك في حالة وقوف السيارة طبعا او للجالسين في المقاعد الخلفية
ولاشك ان خبرة الزملاء ستثري الموضوع كل حسب الشاشة التي يستعملها
رابط التحميل
http://www.4shared.com/file/19397682...alquran_2.html
ولمشاهدة بعض الصور
http://www.facebook.com/album.php?aid=2052683&id=1246040823
استقبل توجيهاتكم على yhoshan@gmail.com
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[13 Jan 2010, 09:37 ص]ـ
وفقكم الله لكل خير يا دكتور.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[19 Jan 2010, 02:01 م]ـ
بارك الله فيكم و نفع بكم.(/)
تقرير عن كتاب روائع البيان في تفسير آيات الأحكام للصابوني
ـ[سعود بن جريبيع]ــــــــ[11 Jan 2010, 07:07 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فهذا تقرير عن كتاب روائع البيان في تفسير آيات الأحكام من القرآن
إعداد: سعود بن جريبيع الحربي
إشراف: الدكتور عبد الرحمن الشهري
معلومات الكتاب:
عنوان الكتاب: روائع البيان في تفسير آيات الأحكام من القرآن.
اسم المؤلف: الأستاذ محمد بن علي بن جميل الصابوني.
تخصصه: تفسير.
دار النشر: مكتبة الغزالي – مؤسسة مناهل العرفان.
سنة النشر:1400هـ -1980م.
حجم الكتاب: قطع كبير.
عدد الصفحات:1264.
عدد الأجزاء: 2.
محتوياته:
الكتاب عبارة عن مجموعة من المحاضرات وقد جاء الجزء الأول منه في أربعين محاضرة:
1 - سورة الفاتحة.2 - موقف الشريعة من السحر. 3 - النسخ في القرآن.4 - التوجه إلى الكعبة في الصلاة.
5 - السعي بين الصفا والمروة. 6 - كتمان العلم الشرعي. 7 - إباحة الطيبات وتحريم الخبائث.
8 - القصاص حياة النفوس. 9 - فريضة الصيام على المسلمين. 10 - مشروعية القتال في الإسلام.
11 - إتمام الحج والعمرة. 12 - القتال في الأشهر الحرم. 13 - تحريم الخمر والميسر. 14 - نكاح المشركات.
15 - اعتزال النساء في المحيض.16 - يمين الطلاق.17 - مشروعية الطلاق في الإسلام.18 - أحكام الرضاع.
19 - عدة الوفاة.20 - خطبة المرأة واستحقاقها المهر.21 - الربا جريمة اجتماعية.22 - النهي عن موالاة الكافرين.
23 - فريضة الحج في الإسلام.24 - تعدد الزوجات وحكمته في الإسلام.25 - رعاية الإسلام أموال الأيتام.
26 - المحرمات من النساء. 27 - وسائل معالجة الشقاق بين الزوجين.28 - حرمة الصلاة على السكران والجنب.
29 - جريمة القتل وجزاؤها في الإسلام.30 - صلاة الخوف.31 - ما يحل ويحرم من الأطعمة.
32 - أحكام الوضوء والتيمم.33 - حد السرقة وقطع الطريق.34 - كفارة اليمين وتحريم الخمر والميسر.
35 - عمارة المساجد.36 - منع المشركين دخول المسجد الحرام.37 - حكم الأنفال في الإسلام.
38 - الفرار من الزحف.39 - كيفية قسمة الغنائم.40 - التقرب إلى الله بالهدي والأضاحي.
كما جاء الجزء الثاني في ثلاثين محاضرة:
1 - عقوبة الزنى.2 - قذف المحصنات من الكبائر.3 - اللعان بين الزوجين.4 - في أعقاب حادثة الإفك.
5 - آداب الاستئذان والزيارة.6 - آيات الحجاب والنظر.7 - الترغيب في الزواج والتحذير من البغاء.
8 - الاستئذان في أوقات الخلوة.9 - إباحة الأكل من بيوت الأقرباء.10 - طاعة الوالدين.
11 - التبني في الجاهلية والإسلام.12 - الإرث بقرابة الرحم.13 - الطلاق قبل المساس.
14 - أحكام زواج النبي صلى الله عليه وسلم.15 - من آداب الوليمة. 16 - الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
17 - حجاب المرأة المسلمة.18 - حكم التماثل والصور.19 - موقف الشريعة من الحيل.20 - الحرب في الإسلام.
21 - ترك العمل بعد الشروع.22 - التثبت من الأخبار.23 - مس المصحف.24 - الظهار وكفاراته في الإسلام.
25 - نجوى الرسول.26 - التزاوج بين المسلمين والمشركين.27 - صلاة الجمعة وأحكامها. 28 - أحكام الطلاق.
29 - أحكام العدة.30 - تلاوة القرآن.
مميزاته:
1 - الجمع بين التأليف القديم من حيث غزارة المادة وخصب الفكرة والتأليف الجديد من حيث العرض، والتنسيق، وسهولة الإسلوب.
2 - تناول ما كتبه عن آيات الأحكام من عشرة وجوه:
أولاً: التحليل اللفظي مع الاستشهاد بأقوال المفسرين وعلماء اللغة.
ثانياً: المعنى الإجمالي للآيات الكريمة بشكل مقتضب.
ثالثاً: سبب النزول إن كان للآيات الكريمة سبب.
رابعاً: وجه الارتباط بين الآيات السابقة واللاحقة.
خامساً: البحث عن وجوه القراءات المتواترة.
سادساً: البحث عن وجوه الإعراب بإيجاز.
سابعاً: لطائف التفسير وتشمل (الأسرار والنكات البلاغية والدقائق العلمية).
ثامناً: الأحكام الشرعية وأدلة الفقهاء، مع الترجيح بين الأدلة.
تاسعاً: ما ترشد إليه الآيات الكريمة بالاختصار.
عاشراً: خاتمة البحث وتشتمل (حكمة التشريع) لآيات الأحكام المذكورة.
3 - الاعتماد على المصادر القديمة مع الاستفادة من المؤلفات الحديثة كتفسير آيات الأحكام للسايس ومن معه وفي ظلال القرآن لسيد قطب وكتابات أبي الأعلى المودودي.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - امتاز بالصراحة والوضوح في تقرير الواقع الإسلامي في مفهوم آيات الأحكام ومن ذلك كلامه عن الحجاب (2/ 154 - 158) حيث رجح أن المرأة كلها عورة.
وبدعة كشف الوجه (2/ 171) وبين أنها دعوة جديدة مبتدعة.
والاختلاط (2/ 389) وبين مفاسده.
5 - الرد على الشبهات التي يثيرها أعداء الإسلام كتعدد الزوجات للنبي صلى الله عليه وسلم، أو التي يثيرها بعض ضعفاء الإيمان من مسلمي هذا العصر حول الربا والفوائد الربوية.
6 - عنايته بالنوازل العصرية المتعلقة بالآيات ومن أمثلة ذلك حديثه عن التصوير الفوتغرافي عند كلامه على قوله تعالى: {يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل} حيث يقول (2/ 416): "إن التصوير الشمسي (الفوتوغرافي) لا يخرج عن كونه نوعاً من أنواع التصوير، فما يخرج بالآلة يسمى (صورة)، والشخص الذي يحترف هذه الحرفة يسمى في اللغة والعرف (مصوراً) فهو وإن كان لا يشمله النص الصريح، لأنه ليس تصويراً، وليس فيه مضاهاة لخلق الله، إلا أنه لا يخرج عن كونه ضرباً من ضروب التصوير، فينبغي أن يقتصر في الإباحة على حد الضرورة".
7 - يظهر من خلال ترجيحاته عدم التعصب لمذهب معين، وإنما يتبع ما ترجح له بالدليل.
8 - أنه لم يورد الأحكام الفقهية جافة من غير أن يدعو إلى تطبيقها في المجتمعات الإسلامية، وإزالة ما أصابها من ضعف أو إبعاد.
9 - قل أن يتناول حكماً شرعياً إلا ويبين محاسنه ومزاياه.
الملحوظات عليه:
1 - أنه لم يستوعب آيات الأحكام كاملة فقد ترك آيات هامة مثل آيات المورايث في سورة النساء وربما تركها لكونه قد ألف كتاباً في المواريث خاصة. وترك بعض الآيات الهامة غير آيات المواريث.
ولعل السبب في ذلك كون هذا الكتاب كان محاضرات ألقاها على طلابه في كلية الشريعة ثم طبعها بعد ذلك. وهذا المآخذ يكاد ينطبق على كل كتب أحكام القرآن المعاصرة، فلا تكاد تجد فيها كتاباً مكتملاً بسبب ارتباطها بمقررات دراسية.
2 - أنه توسع في أبحاث كان حقها الاختصار، واختصر في جوانب تستحق البسط مثل جوانب حكم التشريع ولا سيما أنه لم يسبق أن أشبعها من قبله أحد.
3 - عدم استيفاء المذاهب الفقيه الأربعة فضلاً عن غيرها من مذاهب السلف وانظر: كلامه على البسملة هل هي آية من الفاتحة حيث لم يذكر مذهب أحمد، وكلامه على الصلاة فوق ظهر الكعبة حيث لم يذكر مذهب مالك.
4 - إدخال بعض الآيات ضمن آيات الأحكام مع أن الظاهر أنها ليست منها؛ كآية كتمان العلم.
5 - ذكره لبعض الأحكام الفقهية والأقوال فيها من غير ذكر أدلة لها ولا ترجيح بينها، وانظر: مسألة هل يقتل الساحر؟، ومسألة هل الخلع فسخ أو طلاق؟ مع أن المسألة الأخيرة لصيقة بآيات الأحكام.
6 - عدم العناية بالحكم على الأحاديث التي يوردها في الكتاب.
7 - عزوه لكثير من الأحاديث إلى كتب التفسير.
8 - وقوعه في بعض الأخطاء العقدية وهي قليلة، ومنها قوله (2/ 437): الحكم السادس هل أفعال الله جل وعلا تابعة للمصالح؟ ثم نقل جواباً عن هذا السؤال عن الفخر الرازي مقراً له:" وفي قصة أيوب عليه السلام دلالة على أن أفعال ذي الجلال والإكرام منزهة عن التعليل بالمصالح والمفاسد (لا يسأل عما يفعل وهم يسألون). وذلك لأن أيوب لم يقترف ذنباً حتى يكون ابتلاؤه في مقابلة ذلك الجرم، وإن كان البلاء ليجزل له الثواب فإن الله تعالى قادر على إيصال كل خير ومنفعة إليه من غير توسط تلك الآلام والأسقام، وحينئذ لا يبقى في تلك الأمراض والآفات فائدة. وهذه كلمات ظاهرة جلية والحق الصريح أنه لا يسأل عما يفعل).
وهذا معتقد الأشاعرة، أما أهل السنة فإنهم يعتقدون أن الله لا يفعل شيئاً إلا لحكمة وفائدة علمها من علمها وجهلها من جهلها.
9 - عدم التزامه بما التزم به في مقدمة كتابه حيث لم يذكر في مواضع كثيرة ما ترشد إليه الآيات الكريمة كما أغفل مواضع لم يذكر الحكم التشريعية فيها.
مراجع التقرير:
1 - روائع البيان في تفسير آيات الأحكام.
2 - ما كتبه د. عبد الرحمن الشهري حول الكتاب في ملتقى أهل التفسير.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Jan 2010, 08:00 م]ـ
هذا الكتاب من أجمل ما قرأت وهو اسم على مسمى
رغم ما قيل عن صاحب الكتاب
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[11 Oct 2010, 12:30 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
ومثل هذه التقارير تفيد كثيرا فبارك الله فيكم.
وليت طلاب الدراسات العليا يكثرون منها.(/)
مالقراءة التي اعتمد عليها صاحبا تفسير الجلالين في تفسيرهما
ـ[محب البشير]ــــــــ[11 Jan 2010, 11:29 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته إخواني الكرام لدي سؤال حول القراءة التي اعتمد عليها صاحبا تفسير الجلالين في تفسيرهما؟
أفيدونا مأجورين
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[12 Jan 2010, 12:03 م]ـ
كانت قراءة ورش هي قراءة أهل مصر قبل العثمانيين الذي جاؤوا بقراءة حفص.
ومجيء العثمانيين كان بعد معركة مرج دابق 923ه،
والسيوطي توفي 911هـ.
وذكر السيوطي أنه لم يحص القراءات.
فالراجح أنه كان على مقرإ ورش، كأهل بلده.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[13 Jan 2010, 09:58 ص]ـ
مرحبا بك أخي ..
وسؤالك مهم ويشكل حقا على الكثير، خصوصا مع انتشار الجلالين، واعتماد فهم تفسيرهما على معرفة ما اعتمداه من قراءة.
الواقع أن الجلالين -رحمهما الله- لم يلتزما قراءة واحدة في تفسيرهما، وإن كان اعتمادهما غالبا على قراءة أبي عمرو البصري.
يقول الدكتور فخري قباوة في مقدمة تحقيقه للجلالين -وهو أحسن التحقيقات الموجودة-:
" ولما كان الجلالان على علم قليل بالقراءات، تلقيا وحفظا وإقراء، كما ذكر السيوطي نفسه، فقد بدا للدارسين أنهما لم يتقيدا في هذا التفسير بقراءة أو رواية واحدة، ولم يلتزما قراءة معينة في جميع الآيات، وكأنهما اختارا ما كان يحفظ من النص القرآني في ذلك العصر وتلك البقاع المصرية، وهو غير ذي إسناد واحد معين.
وعندما وقفت على إحدى مطبوعات البابي الحلبي لتفسير الجلالين، رأيت في الصفحة الثانية منها النص التالي: " مراعاة لحقوق المؤلفين، قد أثبتنا القرآن الكريم مضبوطا بالشكل الكامل، على حسب رواية الشيخين المفسِّرَين، وإن كانت تخالف رواية حفص "
ثم يقول:
" وبتتبع ما جاء في هذه المطبوعة، مع ما تحصل في النسخة الخطية التيمورية (1)، والتعليقات على الجلالين، تبين لي أن القراءة التي اختارها هذان المفسران لآيات القرآن الكريم جمهورها الأساس معتمد على قراءة إمام البصرة ومقرئها أبي عمرو ابن العلاء (ت154)، وما خالف ذلك كان فيه أشياء من قراءة إمام مكة المكرمة ومقرئها عبد الله بن كثير (ت120)، ثم من قراءة إمام أهل المدينة المنورة ومقرئها نافع بن عبد الرحمن (ت169)، ثم من قراءة إمام أهل الشام ومقرئهم عبد الله بن عامر (ت118).
وما خالف ذلك في بعض المواضع فهو قليل، ومعظمه عند الجلال المحلي " ا. هـ.
ــــــــ
(1) وهي أفضل نسخة خطية للجلالين.
ـ[محب البشير]ــــــــ[16 Jan 2010, 02:27 ص]ـ
أخي العبادي بارك الله فيك وجزاك خيرا فقد فرجت عني هما
أسأل الله أن يسدد خطاك آمين(/)
هل من تأمل في التعبير .. (أكرمي مثواه) .. (أحسن مثواي)؟
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[11 Jan 2010, 11:31 م]ـ
هل من تأمل في التعبير .. (أكرمي مثواه) .. و (إنه ربي أحسن مثواي)؟
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[12 Jan 2010, 12:34 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
لعل قوله (أكرمي مثواه) هو بعد أن أحسن مثواه باختياره المثوى الذي أمر له فيه بالكرامة.
فالرجل يختار المثوى لضيفه فيحسن له بذلك.
والمرأة تدير شئون الضيافة بنفسها أو برعايتها الضيافة له فتكرم مثواه فيتحقق بإكرامها إحسان الرجل في مثوى الضيف لأنه يأمر بحقه بالمعروف
والله أعلم.
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[14 Jan 2010, 04:05 ص]ـ
شكراً لك أختي الكريمة، مع أنني قرأت الرد اكثر من مرة، لكنني لم أفهم مرادك، فليتك توضحين.
للزيادة ..
توضيح:
(وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته " أكرمي مثواه " .. )
فلما حصل ما حصل، قال يوسف: (إنه ربي - أي سيدي على قول قوي - " أحسن مثواي")، ولم يقل: (أكرمَ مثواي)؟
هنا التدبر المقصود ..
هل من فرقٍ بينَ: (أكرم مثواي)، و (أحسن مثواي)؟
لمَ العدول إلى (أحسن مثواي)؟
تدبَّروا.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[14 Jan 2010, 04:53 ص]ـ
للزيادة ..
توضيح: (وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته " أكرمي مثواه " .. )
فلما حصل ما حصل، قال يوسف: (إنه ربي - أي سيدي على قول قوي - " أحسن مثواي")، ولم يقل: (أكرمَ مثواي)؟
تدبَّروا.
فهمت ما تعنيه أخى الكريم
والجواب نأخذه من سورة الرحمن، فى قوله تعالى:
" هل جزاء الاحسان الا الاحسان "
فكأن يوسف عليه السلام يقول لمن تراوده عن نفسه: ان سيدك قد أحسن مثواى، فكيف أقابل احسانه الي بالاساءة اليه؟! وهل جزاء الاحسان الا الاحسان؟
هذا، والله أعلم
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[20 Jan 2010, 10:45 م]ـ
يظهر - والله أعلم - أن الأية الثانية في سياق إظهار المنة فناسب أن يأتي بلفظ الإحسان الذي هو إكرام وزيادة , والله أعلم.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[26 Jan 2010, 08:57 م]ـ
أخي خليل الفائدةِ شكر الله لك إتاحةَ الفائدةِ بتأمُّل هذين اللفظينِ , ولعلَّ الإكرامَ في الآيةِ أخصُّ من الإحسانِ كما أشار أبو هاجرَ , فامرأةُ العزيزِ إنَّما اقتصر إكرامها على أمور المعاشِ من المثوى والمطعمِ والملبسِ , بينما زاد زوجُها على ذلك بكثيرٍ حيثُ أمِنَهُ على أهلهِ وملكهِ وتألَّفهُ وأدناهُ ليكونَ لهما ولداً وينتفعا به فعبَّر عنهُ بالإحسانِ الذي هو أعمُّ ومن جملتهِ أمرهُ زوجهُ بقوله (أكرمي مثواهُ) , وبعضُ المُفسرين يجعلُ معنى (أكرمي مثواهُ) أي أحسنيهِ.(/)
قريباً ... ذكريات الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد ... (سلسلة حلقات)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Jan 2010, 08:14 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سوف يبدأ الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد أستاذ الدراسات القرآنية بجامعة تكريت بالعراق قريباً بنشر ذكرياته في طلب العلم والبحث العلمي، والتدريس في سلسلة حلقات على صفحات ملتقى أهل التفسير. وأرجو أن يجد فيها طلبة العلم والباحثون تجربة ثرية في خدمة القرآن وعلومه بالتأليف والبحث. وسوف يبدأ الدكتور غانم في طرح هذه السلسلة الممتعة مع بداية شهر صفر 1431هـ بإذن الله، ثم يتوالى نشرها مساء كل جمعة.
وإنني بهذه المناسبة لأشكر الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد على استجابته لدعوتي له لنشر هذه الذكريات، وأدعو مشايخنا الفضلاء أصحاب التجارب العلمية والبحثية في خدمة القرآن وعلومه وطلابه إلى نشر ذكرياتهم العلمية لينتفع بها الباحثون والباحثات الذين يضعون أقدامهم على أول طريق البحث العلمي، فإنَّ هذه التجارب من أنفع الطرق التي تذكي الحماس في نفوس الباحثين.
وهي ذكريات ممتعة، مليئة بالعبر والدروس للباحثين والدراسين، وفيها مواقف طريفة، وفيها صبر ومعاناة لكثير من عوائق التحصيل والبحث. وسوف تنشر كل حلقة في موضوع مستقل حتى تحظى بالتعليقات والإفادات، ثم تجمع وتنشر بعد ذلك بإذن الله.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[12 Jan 2010, 12:10 م]ـ
فكرة رائعة .. شكر الله لكم يا أبا عبد الله .. ونحن في شوق لهذه الذكريات العلمية التي سنستفيد منها بلا شك , خاصة من هم مثلنا في تخصص القرآن والتجويد ورسم المصحف , وهؤلاء الأعلام المعاصرون هم قدوات لنا , ونحتاج فعلا إلى الاستفادة من خبرتهم وتجاربهم.
ولعلها تجمع بعد كتابتها في الملتقى ثم تنشر من قبل مركز تفسير أو غيره.
وفقكم الله وأعانكم.
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[12 Jan 2010, 07:13 م]ـ
بشرك الله بالخير شيخنا عبد الرحمن الشهري
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[12 Jan 2010, 08:40 م]ـ
بارك الله فيك أخي وشيخي الدكتور عبد الرحمن الشهري على هذا المجهود الطيب والحرص على عرض مثل هذه الموضوعات ولي مع استاذي وشيخي الدكتور غانم - حفظه الله - ذكريات طيبة، فقد عرفته وصاحبته منذ أكثر من عشر سنوات وهو معروف بسمته الطيب وتواضعه الجم وخلقه الكريم وهمته العالية في العلم، ومن طريف مايقال في هذا المقام اني التقيته قبل اسبوع في معرض الكتاب المقام في جامعة تكريت وهومشغول ومنهمك في الاطلاع على الكتب واقتنائها بهمة الشباب (وهو من الشباب) في حين يعزف أو يعجز طلبة العلم الذين هم في اول الطريق عن تكليف انفسهم في زيارة المعرض والمشاهدة والاطلاع فقط، فاسأل الله عز وجل ان يوفق استاذنا الدكتور غانم بما تأنس به النفوس وتشحن به الهمم وتوقظ به الوسنان
ـ[وائل صنبع]ــــــــ[12 Jan 2010, 10:13 م]ـ
الحمد لله وبعد،،، وياليت الشيخ عبد الرحمن يتحفنا هو بتجربته الثرية فقد قرأت له موقفا جميلا لازلت أذكره. ذكره في لقاء لمجلة الإسلام اليوم وهو على نفس المنهج من اذكاء الحماس في طلب العلم.
وشكر الله لكم.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[12 Jan 2010, 10:28 م]ـ
ما شاء الله!
فكرة رائدة وجميلة، وأرجو أن تكون حلقات الدكتور غانم هي الجزء الأول من (سلسلة الذكريات)، ويستتبعها أجزاء أخرى لكبار كتاب الملتقى وغيرهم من أهل التخصص في هذا العصر.
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[12 Jan 2010, 11:47 م]ـ
فكرة رائعة وفقكم الله وسدد خطاكم
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[13 Jan 2010, 09:14 ص]ـ
فكرة طيبة , خاصة تحديد نشر الذكريات في يوم محدد ولعلها تكون انطلاقة ليكن لنا في كل يوم من أيام الأسبوع موضوع متسلسل.
ففي يوم الجمعة ذكريات الدكتور غانم.
وفي يوم السبت مثلاً موعد لكتابة صدر حديثاَ.
وفي يوم الأحد سلسلة التعريف بكتب التخصص.
وفي يوم الأثنين مناقشة موضوع من مواضيع التخصص.
وهكذا.
ومن الممكن أن يكون في يوم أكثر من فكرة فيضاف مثلاً ليوم الجمعة: الملتقى في أسبوع ليجمع أهم المواضيع المطروحة كعناوين.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[13 Jan 2010, 02:12 م]ـ
فكرة طيبة , خاصة تحديد نشر الذكريات في يوم محدد ولعلها تكون انطلاقة ليكن لنا في كل يوم من أيام الأسبوع موضوع متسلسل.
ففي يوم الجمعة ذكريات الدكتور غانم.
وفي يوم السبت مثلاً موعد لكتابة صدر حديثاَ.
وفي يوم الأحد سلسلة التعريف بكتب التخصص.
وفي يوم الأثنين مناقشة موضوع من مواضيع التخصص.
وهكذا.
ومن الممكن أن يكون في يوم أكثر من فكرة فيضاف مثلاً ليوم الجمعة: الملتقى في أسبوع ليجمع أهم المواضيع المطروحة كعناوين.
أحسنتم .. أفكار جميلة .. وما زلنا ننتظر بشوق تفعيل تطوير البوابة الاكترونية لمركز تفسير .. وفيها كثير من الأفكار الرائعة التي سترقى بإذن الله بالملتقى إلى آفاق عالية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد سيف]ــــــــ[13 Jan 2010, 11:58 م]ـ
أحسنتم
أحسنتم
أفكار متميزة كما عهدناكم يا دكتور عبد الرحمن
بارك الله في جهدكم وزادكم من فضله
وننتظر بشوق
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[14 Jan 2010, 11:51 ص]ـ
ما شاء الله تبارك الله
أسئل الله القدير لكم الإثابة على تلك الأفكار والأنشطة الهادفة.
لا حرمنا الله من إبداعكم سعادة المشرف العام الدكتور عبد الرحمن الشهري.
وتقبل الله عملكم سعادة الدكتور غانم قدوري الحمد وبارك لنا في علمكم.
خادمكم
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[14 Jan 2010, 04:54 م]ـ
بشرك الله بالخير يا دكتور عبد الرحمن، على هذا الخبر، وكم في الذكريات من فوائد وعبر وعظات ...
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Jan 2010, 12:16 م]ـ
الشكر لكل أصحاب التعقيبات والدعوات الطيبات، ومشروع ذكريات المتخصصين في الدراسات القرآنية من أقدم المشروعات المقيدة لدينا ضمن مشروعات الملتقى، ولكل أجل كتاب. ولعل افتتاحها بذكريات الدكتور غانم فاتحة خير، ومغنم للباحثين. وأرجو أن تتواصل مثل هذه الحلقات، ويجد فيها الباحثون الكثير من الأفكار والدروس والتجارب الناجحة والتي لم يحالفها النجاح وفي كلٍّ فائدة للباحث البصير.
وقد نشرت العديد من ذكريات المعاصرين على حلقات في بعض الصحف والمجلات والفضائيات فلقيت إقبالا كبيراً من القراء والدارسين والمشاهدين، ودارت حولها العديد من الدراسات والنقاشات الهادفة النافعة، ولعل من قرأ منكم (أنا) للعقاد، و (الأيام) لطه حسين، أو (ذكريات علي الطنطاوي) أو (مسيرة الحياة) لأبي الحسن الندوي، وغيرها من ذكريات العلماء والأدباء والمؤرخين يستحضر مدى متعتها وفائدتها وتأثيرها.
ولعل نشر ذكريات عدد من الباحثين المميزين في حقل الدراسات القرآنية يتيح الفرصة للدارسين لاستشراف مستقبل الدراسات القرآنية ومشروعاته قياساً على بعض الظروف والتجارب، ويمكنه ذلك من تحليل هذه التجارب واستخراج نقاط التشابه فيما بينها، والانطلاق منها لمشروعات علمية هادفة بإذن الله.
وإني لأرجو من كل باحث أو باحثة يرى في نفسه الرغبة في تدوين ذكرياته مع العلم والبحث أن يشارك في هذا المشروع، دون الاعتذار بقلة التجربة أو عدم وجود الخبرة الكافية، وسيكون طرح الذكريات على حلقات مشجعاً وباعثاً للاستمرار والنشاط. كما أرجو اقتراح أسماء جديرة بالاستكتاب حتى يتم التواصل معها حول هذا المشروع.
وسوف يتم جمع كل المقابلات الصحفية للمتخصصين في الدراسات القرآنية وترتيبها وإعادة نشرها في الملتقى على حلقات، وذلك خلال القرن الماضي بإذن الله.
اللهم وفقنا لما تحب وترضى.
الجمعة 29/ 1/1431هـ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Jan 2010, 02:23 م]ـ
الحلقة الأولى من ذكريات الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=18525)
نشرت يوم الجمعة 29/ 1/1431هـ.(/)
تقرير كتاب أحكام القرآن لابن الفرس الغرناطي
ـ[إيكو مصباح الدين]ــــــــ[12 Jan 2010, 11:39 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وبه نستعين على أمور الدنيا والدين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فهذا تقرير موجز عن كتاب " أحكام القرآن " لابن الفرس الغرناطي:
أ. التعريف بالكتاب.
طبع الكتاب أول مرة بدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان عام 1989م (سورة البقرة وآل عمران)، إلا أنها طبعة غير تامة.
وطبع مؤخراً بتمامه في ثلاث أجزاء:
الجزء الأول: بتحقيق الدكتور طه بن علي بوسريح، من سورة الفاتحة إلى نهاية البقرة.
والجزء الثاني: بتحقيق الدكتورة منجية بنت الهادي النفزي السوايحي، من سورة آل عمران إلى سورة المائدة.
والجزء الثالث: بتحقيق الدكتور صلاح الدين بو عفيف، من سورة الأنعام إلى نهاية القرآن
وأصل هذا التحقيق للكتاب كان ثلاث رسائل للدكتوراه قدمت لكلية الشريعة وأصول الدين، بجامعة الزيتونة، بتونس.
وهي الطبعة الأولى، بدار ابن حزم – لبنان، سنة الطبع: 1427 هـ – 2006 م.
ب. التعريف بالمؤلف.
اسمه ونسبه: هو الإمام الفقيه الحافظ أبو محمد عبد المنعم بن محمد بن عبد الرحيم بن محمد الخزرجي الغرناطي الأندلسي المالكي، المعروف بابن الفرس.
مولده: ولد بغرناطة سنة 525 هـ.
شيوخه: أخذ العلم عن كثير من العلماء. فأخذ عن أبي الوليد بن بقوة، وأبي محمد بن أيوب، وأبي عامر بن شروية، وأبي الوليد بن الدباغ، وأبي الحسن بن هذيل، وأبي بكر بن المخلوف، وغيرهم.
تلاميذه: الحافظ أبو محمد القرطبي، وأبو علي الرندي، وأبو الربيع بن سالم، وأبو الحسن علي بن محمد الغافقي، وأبو عبد الله الأزدي، وغيرهم.
مؤلفاته: كان الكتاب " أحكام القرآن " من أشهر مؤلفاته، وقد ألفه وهو ابن خمسة وعشرين عاما. واختصر بعض كتب العلماء، كالأحكام السلطانية للماوردي، وكتاب النسب لأبي عبيد القاسم بن سلام، وناسخ القرآن ومنسوخه لابن شاهين، وكتاب المحتسب لابن الجني.
ج. منهجه في تفسيره:
أما منهجه العام: فيفسر الآيات في كل سورة من سور القرآن الكريم، التي فيها أحكام، أو ناسخ أو منسوخ.
وأما منهجه الخاص: فهو منهج التفسير الفقهي، اعتنى فيه المصنف باستنباط الأحكام الفقهية من القرآن الكريم وفق المذاهب الفقهية. وهو من أبرز التفاسير الفقهية التي عرفها تاريخ المدرسة المالكية الأندلسية.
وفاته: توفي الشيخ عبد المنعم رحمه الله تعالى عند صلاة العصر من يوم الأحد: الرابع من جمادى الآخر سنة 597 هـ على أرجح الأقوال.
د. بعض مميزات الكتاب:
1. الاستيعاب لجميع سور القرآن من الفاتحة إلى المعوذتين.
2. التوسع أكثر في بيان الأحكام الفقهية الواردة في السور الثمانية الأولى: من البقرة إلى التوبة، وكذلك سورة النور، ثم أوجز في باقي السور تبعاً لما تحمله كل سورة من مضامين فقهية.
3. الاقتصار في إيراده للأحكام الفقهية التي جمعها على ما هو أظهر تعلقاً، وأبين استنباطاً.
4. عمل جاهداً على بيان اختلاف أهل العلم في المسائل الفقهية ليتجلى لطالب العلم ما اتفقوا عليه من الأحكام، وما اختلفوا فيه.
5. الإنصاف والبعد عن التعصب. إذ مع كونه شيخ المالكية في زمانه، بل ومن المحققين في المذهب، لم يتردد أن يرجح رأي غيره من العلماء، كلما ظهر له الدليل، وقويت عنده الحجة. مثال ذلك: رأى الإمام مالك أن الاعتمار في السنة لا يكون إلا مرة واحدة، ولكنه رجح جوازه في جميع الأوقات، وهذا مذهب المواز والشافعي. حيث قال: وظاهر قوله تعالى: ?? ? ?? حجة للقول الثاني عندي، لأنها عامة لجميع الأوقات. (1/ 234).
6. ضَمَّن كتابه جملة من القواعد والضوابط الأصولية والفقهية، بل إنه جاوز ذلك إلى الفروع والمسائل التفصيلية في كثير من المناسبات.
7. انصب جل اعتنائه في تفسير الآيات على الأحكام و الناسخ والمنسوخ. فإذا كان في الآية أحكام أو ناسخ ومنسوخ، ذكرها، وإلا قال: وهي مكية وليس فيها أحكام ولا نسخ. (كما في الصفحة: 36، و612، 615، 620، وغيرها).
8. عرْضه المسائل بصيغة الاستفهام، لشد اهتمام القارئ أو السامع إليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
كقوله: اختلف هل هو حكاية قول الكفار أو هو خبر من الله تعالى؟ (1/ 44).
وقوله: وهنا مسألة اختلف الناس فيها، هل الصالحون من الناس والأنبياء، أفضل من الملائكة؟ أم الملائكة أفضل من كل خلق؟ (1/ 54).
وقوله: اختلف العلماء في هذه الآية هل هي منسوخة أو محكمة؟ (1/ 78).
9. الترجيح وبيان الصحيح في كثير من المسائل المختلف فيها.
المثال:
- في قوله تعالى: ? ? ? ? ? البقرة: 3، قال: وقال الضحاك: هي كل نفقة. وهذا هو الصحيح.
- وقوله في الفطر للمسافر: واختلفوا في سفر المباحات كالتجارة، والمحرمات على قولين: أحدهما الجواز، والآخر المنع. والقول بالجواز في سفر المباحات أرجح، والقول بالمنع في سفر المحرمات أرجح. (1/ 189).
- وقوله: وقد اختلف في متعة هذه والتي طلقت قبل الدخول وقبل التسمية أيهما أوجب؟ على أربعة أقوال ... ، ثم قال: ولكل قول منها حضّ من النظر، وأبينها ما ذهب إليه مالك رحمه الله. (1/ 357).
هذا، وقد تمسّك بمذهب الإمام مالك أحيانا، وذلك مثل قوله: واختلفوا في الأفضل من الإفراد والتمتع، والقران على أربعة أقوال ... ثم قال في الترجيح: والأصح من جهة الخبر عن النبي ? أنه أفرد، ويعضّدِه تأويل من تأول الإتمام في الآية على أنه إفراد. (1/ 231).
هـ. بعض الملاحظات على الكتاب.
1. لم يبين المصنف رحمه الله المراد من آيات الأحكام عنده في مقدمته.
2. استدلاله بالأحاديث مع قلة الاعتناء بصحتها أو ضعفها ولم ينتهج منهجا معينا فيه.
- فكان يذكر الحديث ولا يسنده إلى أحد ولا يبين درجته (1/ 56،1/ 158، 2/ 34)، أو أسنده إلى بعض الرواة ولم يبين درجته (1/ 47)، أو أسنده وبين درجته (1/ 86).
- وربما حكم بصحة الحديث والصحيح خلافه. ومثال ذلك:
قوله: وجاء عنه عليه السلام في حديث صحيح خرجه الترمذي في ((حد الساحر ضربة بالسيف)) قال المحقق بعد أن خرّج الحديث وذكر كلام العلماء فيه: ومنه تعلم أن قول المؤلف رحمه الله إن الحديث صحيح غير صحيح. (1/ 86).
وقوله: وقد جاء في الخبر الصحيح: أن بلالا ابن الحرث قال لرسول الله ?: يا رسول الله، فسخ لنا الحج خاصة أم لمن بعدنا؟ فقال: ((لا، بل لنا خاصة)). قال المحقق: وهو حديث قد أطبق الحفاظ على تضعيفه ونكارته. (1/ 246).
3. لوحظ على المصنف رحمه الله في تفسيره لصفة الله: " استوى " بعض الملاحظات، منها:
- نسبته التشبيه إلى جماعة من أهل الحديث، ولم يسمِّ أحدا منهم، والمعروف عنهم الأخذ بظاهر الآية.
- نسبته إلى الطبري رحمه الله ما لم يقله، وذلك قوله: وقيل: علا أمره وقدرته وسلطانه وهو اختيار الطبري. والصحيح أن الطبري قال: " وأوْلى المعاني بقول الله جل ثناؤه:? ? ? ? ? ??: علا عليهن وارتفع، فدبرهنّ بقدرته، وخلقهنّ سبع سموات. والعجبُ ممن أنكر المعنى المفهوم من كلام العرب في تأويل قول الله: ?? ? ? ??، الذي هو بمعنى العلو والارتفاع، هربًا عند نفسه من أن يلزمه بزعمه -إذا تأوله بمعناه المفهم كذلك- أن يكون إنما علا وارتفع بعد أن كان تحتها - إلى أن تأوله بالمجهول من تأويله المستنكر. ثم لم يَنْجُ مما هرَب منه! (تفسير الطبري:1/ 430). وقد ذكر المحقق عذر المصنف فيه (1/ 50).
- أنه لم يقتد فيه بمذهب إمامه الإمام مالك رحمه الله تعالى، وقد كان منهجه واضحا جليا، فقد قال رحمه الله للذي سأله عن الاستواء: " الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا صاحب سوء، فأخرجوه عني ".
4. حكمه بالشذوذ على مذهب بعض العلماء في جواز فسخ الحج إلى العمرة، والصواب أنه مذهب مشهور، بل هو الأقرب إلى السنة. قال: " وأما ابن عباس فلم ير ذلك خاصا بالنبي ? .... ، ورأى أنه جائز أن يفسخ الحج في العمرة، وتابعه على ذلك أحمد بن حنبل وأهل الظاهر، وهو شذوذ من القول ". وقد نبه المحقق على ذلك. (1/ 229).
هذا، ولم يذكر المصنف رحمه الله تعالى كلاما عن آية الصفات في غير هذا الموضع. وليس الغرض من التفصيل هنا الانتقاص من المصنف رحمه الله، فقد روي عن إسماعيل القاضي قوله: " ... وما من عالم إلا وله زلة، ومن جمع زلل العلماء وأخذ بها ذهب دينه ".
و. بعض الملاحظات على المحققين.
(يُتْبَعُ)
(/)