Mean velocity V = 2? R/T'; angle Ø = 360 (T'/Y'), where Y' is the revolution period of the earth.
Sidereal year Y: 365 days, 6 hours, 9 minutes, 9.5 seconds (31558149.5 seconds = 365.25636 days). Sidereal month T: 27 days, 7 hours, 43 minutes, 11.5 seconds (2360591.5 seconds = 27.32166088 days): (sidereal year/synodic month) + 1 = (sidereal year/sidereal month). Sidereal day t: 86164.09966 seconds: (sidereal year/synodic day) + 1 = (sidereal year/sidereal day). The Deviation angle of the earth-moon system in relation to vacuum (due to motion around sun every sidereal month) Ø: 26.92847817 [Ø = 360T/Y)], Cosine Ø: 0.891572542289913397, 2e = 1 - cosine Ø = 0.108427457710086603, e = 0.0542137288550433015 (about 0.055), ? = 3.1415926535898.
وباستخدام أدق معلومات علمية متاحة كانت النتائج على الوجه التالي: قيمة الانحراف عن الدائرة ( e) = 0.054213728855043015 ( حوالي 0.055) , ونصف المحور الأكبر = 384546.3752 كم, ومتوسط بعد القمر عن الأرض (المسافة بين المركزين) = 384263.6095 كم, وأقرب مسافة = 363698.6823 كم, وأبعد مسافة = 405394.0681 كم, وهذه النتائج المستمدة من تلك العلاقة في القرآن تماثل القيم التي اعتمدها مايكل زيليك وإليسك سميث في كتابهما حول الفلك والفيزياء الفلكية باعتماد القيمة التقريبية للانحراف عن الدائرة (حوالي 0.055) والقيمة 384405 كم لنصف المحور الأكبر, وهي على النحو التالي: أقرب مسافة للقمر = 363263 كم, وأبعد مسافة = 405547 كم (16) , وهذا التماثل يضيف مزيدا من الاحترام لتلك العلاقة العجيبة.
وحركة القمر حولنا لا تُرصد من أرض ساكنة كما يعدها أهلها وكأنه بالنسبة إلى الفراغ لا يتحرك حول الشمس وإلا كان مداره كامل الاستدارة وقيمة سرعته غير وسطية, ولكن القمر يقطع كل دورة حول الأرض زاوية & Oslash; حول الشمس ولذا يوصف مداره بأنه ناقص الاستدارة وأن سرعته وسطية غير ثابتة وتعاني من نسبة تغير, والحاصل أن حركته المرصودة فلكيا من الأرض هي بالنسبة للفراغ حصيلة حركته حول الأرض وحركته حول الشمس, وكأي تابع يدور حول متبوع وحول نجم يمكن تعيين النسبة الثابتة من السرعة الوسطية للقمر باعتبار سكون حركته مع الأرض حول الشمس بتعيين قيمة مركبة السرعة كمتجه في الاتجاه الأصلي قياسا على نجم بعيد ثابت.
يقول الفيزيائيان الفلكيان مايكل زيليك Michael Zeilik ( جامعة نيو ميكسيكو) وإليسك سميث Elske Smith ( جامعة فيرجينيا): "يمكن عند أي نقطة على المدار الناقص الاستدارة تحليل السرعة المدارية Orbital Velocity إلى مركبتين متعامدتين؛ إحداهما عمودية على القطر وتسمى بالسرعة المماسية Angular Speed وقيمتها ثابتة في كل نقاط المدار, والثانية في اتجاه القطر وتسمى بالقطرية Radial speed وتختلف قيمتها من نقطة لأخرى" (12) , والسرعة الوسطية Vإذن حصيلة النسبة الثابتة (Vجتا& Oslash;) مع نسبة إضافية ناتجة عن السرعة القطرية, ولذا يمكن تعيين قيمة السرعة في نظام معزول لجسمين Isolated two-bodies system باستبعاد نسبة التغير (2 e V) (13) من القيمة الوسطية فتتبقى النسبة الثابتة أو بتعيين قيمة مركبتها في الاتجاه الأصلي بعد دورة (Vجتا& Oslash;) (14).
وتضيف الأرض بالنسبة لنجم بعيد كل دورة لها حول الشمس دورة كاملة حول نفسها: (سنة\يوم اقتراني) = (سنة\يوم نجمي) - 1, ولذا اليوم الاقتراني 24 ساعة والنجمي 86164.09966 ثانية حاليا, ويضيف القمر بالنسبة لنجم كل دورة مع الأرض حول الشمس دورة حول الأرض: (سنة\شهر اقتراني) = (سنة\شهر نجمي) -1, ولذا الشهر الاقتراني 29.5305881 يوما والشهر النجمي 27.32166088 يوما حاليا, والمعلوم أن السنة النجمية حاليا= 365.25636 يوما, ولذا يمكن حساب الزاوية التي يضيفها بالنسبة لنجم بعيد كل دورة حول الأرض: & Oslash; = ( شهر نجمي\سنة نجمية) × 360 = 26.92847817 (حوالي 27) درجة, ونسبة مركبة السرعة الوسطية للقمر في الاتجاه الأصلي بعد دورة كاملة (جتا& Oslash;) = 0.8915725423, ونسبة التغير في السرعة 2 e = (1- جتا& Oslash;) = 0.1084274577, والمعلوم فلكيا أن قيمة السرعة
(يُتْبَعُ)
(/)
الوسطية للقمر حوالي 1.023 كم\ثانية (15) , والقيمة 1.022794272 (حوالي 1.023) كم\ثانية تحقق تماما القيمة الفيزيائية المعروفة منذ عام 1983م لسرعة الضوء في الفراغ المعبرة عن سرعة كافة القوى وفق العلاقة المفترضة في القرآن؛ المسافة الفلكية المجردة التي يقطعها القمر في ألف سنة = (1.022794272 ×27.32166088 ×86400) × (1000×12) × (جتا & Oslash;: 0.8915725423) كم = 25.83134723 بليون كم في الوقت الحالي, إذن:
حد السرعة في الكون الفيزيائي
=
مسافة ألف سنة قمرية\يوم
=
25.83134723 بليون كم\86164.09966 ثانية
=
299792.458 (حوالي 300 ألف) كم\ثانية؛
وهي نفس قيمة سرعة الضوء في الفيزياء:
299792.458 (حوالي 300 ألف) كم\ثانية.
التحقق من النتيجة
لم تبلغ سرعة الضوء في الفراغ تلك القيمة المتناهية الدقة إلا بعد جهود مضنية, وأما القيمة التقريبية المستخدمة عمليا في القياسات الفلكية فهي 300 ألف كم\ثانية, وبالمثل يكفي التقريب فلكيا لتعيين قيم مدار القمر, ورغم تفاوت درجة التقريب قليلا من مرجع إلى آخر تتحقق المماثلة في العلاقة المفترضة في القرآن الكريم, وتدفع تلك المماثلة إلى المزيد من التدقيق في تعيين مدار القمر وفق العلاقات المعلومة للشكل الناقص الاستدارة.
Eccentricity (deviation from circle) e = ae/a; Variation ratio of velocity (V) or distance(R):
2e; Moon’s near distance (perigee) P = a (1 - e); Moon’s far distance (apogee) A = a (1+e);
Semi-major axis of the lunar orbit a = (A + P)/2 = 2R/ {1 + (1 - e²)0.5}; Semi-minor axis b =
{a² - (ae) ²}0.5; Mean distance R = (a + b)/2; orbit length L = 2? R = V × Revolution period T';
Mean velocity V = 2? R/T'; angle Ø = 360 (T'/Y'), where Y' is the revolution period of the earth.
Sidereal year Y: 365 days, 6 hours, 9 minutes, 9.5 seconds (31558149.5 seconds = 365.25636 days). Sidereal month T: 27 days, 7 hours, 43 minutes, 11.5 seconds (2360591.5 seconds = 27.32166088 days): (sidereal year/synodic month) + 1 = (sidereal year/sidereal month). Sidereal day t: 86164.09966 seconds: (sidereal year/synodic day) + 1 = (sidereal year/sidereal day). The Deviation angle of the earth-moon system in relation to vacuum (due to motion around sun every sidereal month) Ø: 26.92847817 [Ø = 360T/Y)], Cosine Ø: 0.891572542289913397, 2e = 1 - cosine Ø = 0.108427457710086603, e = 0.0542137288550433015 (about 0.055), ? = 3.1415926535898.
وباستخدام أدق معلومات علمية متاحة كانت النتائج على الوجه التالي: قيمة الانحراف عن الدائرة ( e) = 0.054213728855043015 ( حوالي 0.055) , ونصف المحور الأكبر = 384546.3752 كم, ومتوسط بعد القمر عن الأرض (المسافة بين المركزين) = 384263.6095 كم, وأقرب مسافة = 363698.6823 كم, وأبعد مسافة = 405394.0681 كم, وهذه النتائج المستمدة من تلك العلاقة في القرآن تماثل القيم التي اعتمدها مايكل زيليك وإليسك سميث في كتابهما حول الفلك والفيزياء الفلكية باعتماد القيمة التقريبية للانحراف عن الدائرة (حوالي 0.055) والقيمة 384405 كم لنصف المحور الأكبر, وهي على النحو التالي: أقرب مسافة للقمر = 363263 كم, وأبعد مسافة = 405547 كم (16) , وهذا التماثل يضيف مزيدا من الاحترام لتلك العلاقة العجيبة. "
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[25 Oct 2009, 07:52 م]ـ
الأخوة الأفاضل
حدث تكرار غير مقصود في الموضوع وذلك أثناء تحريره على الوورد وحذف الصور المرفقة ولم أتنبه له إلا بعد فوات التعديل.
عل أي حال يمكن مشاهدة الموضوع كاملا على الرابط:
http://www.islamtoday.net/bohooth/artshow-86-7147.htm
ـ[عصماء]ــــــــ[25 Oct 2009, 10:15 م]ـ
وأما التعبير (عند ربك) وما يماثله في القرآن فلا يعني التحيز وإنما يجعله القياس هنا بمعنى (وفق تقديره تعالى في الكون.)
هذا تعبير موفق من الكاتب, نستشرفُ من خلاله أفق العقيدة الصحيحة
مما يبعث في القلب الطمأنينة للمحتوى
قرأت الموضوع, جهد مبارك, وإن كان سيفهمه أكثر أهل التخصص
ومجرد تأملنا في اتساع الكون, ونزول جبريل عليه السلام -أحيانا-بالوحى حين الواقعة
يُشعرنا بما قصد المؤلف
نفع الله بك أخي حجازي(/)
اقتراح موضوع لرسالة علمية
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[25 Oct 2009, 11:18 م]ـ
أبو سليمان الدمشقي ينقل عنه ابن الجوزي كثيرا في تفسيره زاد المسير ونواسخ القرآن، وكذاك يورد أقواله القرطبي،وأبو حيان في البحر المحيط،وصاحب الإتقان في علوم القرآن، وابن تيمية في الفتاوى وغيرهم كثير، والبحث في ترجمته ودراسة أقواله في التفسير يصلح لرسالة علمية، وحسب علمي أن هذا الموضوع لم يسجل، وهو موضوع جميل ومفيد وسهل فمن سجلة فلا ينساني من دعوة في ظهر الغيب.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[25 Oct 2009, 11:27 م]ـ
سبق بحثه، وللمزيد افتح هذا الرابط ( http://tafsir.org/vb//showthread.php?t=6186)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[25 Oct 2009, 11:33 م]ـ
وهو أول موضوع في الجدول على هذا الرابط
بيان بأسماء الرسائل في قسم القرآن وعلومه - مرحلة الماجستير ( http://www.imamu.edu.sa/colleg_instt/colleg/osol_aldeen_colleg/rsael/Pages/goran-magster.aspx)(/)
دورة تطبيقية لبعض أصول التفسير
ـ[عبدالله القرشي]ــــــــ[25 Oct 2009, 11:23 م]ـ
يسر ديوانية الدراسات القرآنية بمحافظة الطائف بالتعاون مع معهد أبي عبد الرحمن السلمي بجمعية تحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الطائف أن تدعوكم لحضور الدورة التطبيقية لبعض أصول التفسير والتي ستقام في الجمعية الدور الرابع قسم الدورات يومي السبت والأحد من الرابعة والنصف عصرا إلى صلاة العشاء الموافق 13/ 14/ لشهر ذي القعدة.
يلقي الدورة الدكتور: عبد الله بن حماد القرشي. الأستاذ المساعد بجامعة الطائف.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Oct 2009, 01:04 م]ـ
بارك الله فيكم يا دكتور عبدالله ونفع بعلمكم، وما أحوجنا حقاً إلى التطبيق في علم أصول التفسير وغيره من علوم القرآن.
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[26 Oct 2009, 01:29 م]ـ
السلام عليكم ....
بارك الله بكم، وحبذا لو تسجل الدورة صوتياً، وتضعونها على الملتقى ....
ـ[جود فلسطين]ــــــــ[26 Oct 2009, 09:30 م]ـ
فعلا
ليت لأحدكم يسجل الدورة ويضعها
وسيكون له الأجر بإذن الله
بورك فيكم وفي علمكم(/)
ما رأيكم في هذا الكتاب؟
ـ[طابة]ــــــــ[26 Oct 2009, 08:03 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما رأيكم في كتاب التفسير الموضوعي للقرآن الكريم؟
للمؤلف: سميح عاطف الزين
14 مجلد
وما منهج مؤلفه من جهة العقيدة؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[26 Oct 2009, 10:48 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
أرجو الانتباه إلى أن عنوان الكتاب ’ فهارس التفسير الموضوعي للقرآن الكريم ’(/)
لما كان الوحيد الذي ذكر اسمه صراحة في القرآن الكريم؟
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[26 Oct 2009, 08:45 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
لما كان الوحيد الذي ذكر اسمه صراحة في القرآن الكريم؟
يقرأ المؤمن كتاب الله تعالى، وهو يقرأ يرتقي ويرتقي بإيمانه، وكم من معنى ثبت دينه في قلبه وأعلى أركانه، وأسعده جدا وهو يتدبر كتاب الله تعالى.
من ذلك:
أني كنت أستمع لأحد أهل العلم وهو يشير إلى أن زيد ابن حارثة رضي الله عنه الصحابي الوحيد الذي ذكر اسمه صراحة في القرآن الكريم، قال تعالى:
{وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً} (الأحزاب:37)
فقلت في نفسي لما؟
ثم تذكرت أنه كان من سبي الجاهلية اشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وأعتقه وتبناه، ومن ثم زوجه من ابنة عمته أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها، ولم تقبل به في بداية الأمر، فكان هذا الأمر سببا لنزول قوله تعالى:
[وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضي الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا] سورة الأحزاب: الآية 36.
وقد ذكر المفسرون في سببب نزول هذه الآية روايات منها: أن هذه الآية نزلت في زينب بنت جحش ـ رضي الله عنها ـ خطبها رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ لزيد بن حارثة , فاستنكفت وقالت: أنا خير منه حسبا , فأنزل الله هذه الآية. وفي رواية أنها ـ رضي الله عنها ـ بعد أن علمت بنزول هذه الآية قالت: يارسول الله هل رضيته لي زوجا؟ فقال لها النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ: نعم. فقالت: وأنا لا أعصي لرسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ أمرا , قد رضيته لنفسي زوجا."أهـ
وما يلاحظ جيدا أن الأمر سبب ألما لزيد رضي الله عنه حتى أنه طلق زوجه بسبب تعاليها عليه، فأكرمه الله تعالى بذكر اسمه مع تخليد قصته المؤلمه في القرآن الكريم، وأي شرف ناله بذلك!
وسبحان الله والحمد لله والله أكبر.
والله أعلم وأحكم.
ـ[نادر العنبتاوي]ــــــــ[26 Oct 2009, 12:37 م]ـ
الحمد لله وصلى الله على نبيه ومصطفاه، وبعد.
فلعل ما ذكره القرطبي أقرب في التعليل:
" قال الامام أبو القاسم عبد الرحمن السهيلي رضي الله عنه: كان يقال زيد بن محمد حتى نزل " ادعوهم لآبائهم " [الاحزاب: 5] فقال: أنا زيد بن حارثة.
وحرم عليه أن يقول: أنا زيد بن محمد.
فلما نزع عنه هذا الشرف وهذا الفخر، وعلم الله وحشته من ذلك شرفه بخصيصة لم يكن يخص بها أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهي أنه سماه في القرآن، فقال تعالى: " فلما قضى زيد منها وطرا " يعني من زينب.
ومن ذكره الله تعالى باسمه في الذكر الحكيم حتى صار أسمه قرآنا يتلى في المحاريب، نوه به غاية التنويه، فكان في هذا تأنيس له وعوض من الفخر بأبوة محمد صلى الله عليه وسلم "
.تفسير القرطبي - (14/ 194)
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[27 Oct 2009, 12:06 م]ـ
العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
كي لا يكون شيء من هذه التعليلات لنزول هذه الآية ذريعة قد تتخذ للطعن في القرآن الكريم، أو في بعض الصحابة رضوان الله تعالى عليهم، ولا ننفي أهمية سبب النزول في بيان معاني الآيات الكريمة.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[29 Oct 2009, 11:46 ص]ـ
الحمد لله وصلى الله على نبيه ومصطفاه، وبعد.
فلعل ما ذكره القرطبي أقرب في التعليل:
" قال الامام أبو القاسم عبد الرحمن السهيلي رضي الله عنه: كان يقال زيد بن محمد حتى نزل " ادعوهم لآبائهم " [الاحزاب: 5] فقال: أنا زيد بن حارثة.
وحرم عليه أن يقول: أنا زيد بن محمد.
فلما نزع عنه هذا الشرف وهذا الفخر، وعلم الله وحشته من ذلك شرفه بخصيصة لم يكن يخص بها أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهي أنه سماه في القرآن، فقال تعالى: " فلما قضى زيد منها وطرا " يعني من زينب.
ومن ذكره الله تعالى باسمه في الذكر الحكيم حتى صار أسمه قرآنا يتلى في المحاريب، نوه به غاية التنويه، فكان في هذا تأنيس له وعوض من الفخر بأبوة محمد صلى الله عليه وسلم "
.تفسير القرطبي - (14/ 194)
إضافة مهمة أخي الكريم جزاك الله خيرا، وأتمنى لو أني أجد إشارات أخرى من أهل العلم لمثل هذا الموضوع.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[29 Oct 2009, 11:51 ص]ـ
العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
كي لا يكون شيء من هذه التعليلات لنزول هذه الآية ذريعة قد تتخذ للطعن في القرآن الكريم، أو في بعض الصحابة رضوان الله تعالى عليهم، ولا ننفي أهمية سبب النزول في بيان معاني الآيات الكريمة.
إضافة مهمة أخي الكريم أرشدتني إلى فكرة ألا وهي:
أن الذي يريد أن يطعن في القرآن الكريم سيطعن وبكل وسيلة، فإذا طبقنا القاعدة التي عرضت ولا أعتقد أنها تنطبق هنا سنحرم أنفسنا من تدبر كتاب الله وتلمس حكمه.
والله أعلم وأحكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[30 Oct 2009, 03:15 م]ـ
وما يلاحظ جيدا أن الأمر سبب ألما لزيد رضي الله عنه حتى أنه طلق زوجه بسبب تعاليها عليه، فأكرمه الله تعالى بذكر اسمه مع تخليد قصته المؤلمه في القرآن الكريم، وأي شرف ناله بذلك!
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
وبعد:
ألا ترى أخي الحبيب بأن القول بتعالي أم المؤمنين عن أمر زوجها الذي أمرها الرسول صلى الله عليه وسلم بالزواج به وقبلت أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هذا القول يحمل معصية لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد يرى الكثير من المشككين بهذا الدين أن في هذا القول غمز صريح بأم المؤمنين رضي الله عنها.
ونجد في بعض الروايات ما يدل صراحة على خلاف ذلك، ومن ذلك ما رواه الإمام الطبري حيث قال:
((حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: كان النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قد زوج زيد بن حارثة زينب بنت جحش، ابنة عمته، فخرج رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يومًا يريده وعلى الباب ستر من شعر، فرفعت الريح الستر فانكشف، وهي في حجرتها حاسرة، فوقع إعجابها في قلب النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فلما وقع ذلك كرِّهت إلى الآخر، فجاء فقال: يا رسول الله إني أريد أن أفارق صاحبتي، قال: ما ذاك، أرابك منها شيء؟ "قال: لا والله ما رابني منها شيء يا رسول الله، ولا رأيت إلا خيرًا، فقال له رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: أمسك عليك زوجك واتق الله ... ))
جامع البيان الطبري م/24 ت أحمد شاكر الرسالة - (20/ 274)
الله سبحانه وتعالى هو مقلب القلوب، فمنذ أن دخلت مسرّتها في قلب النبي صلى الله عليه وسلم، أخرج الله سبحانه وتعالى حبها من قلب سيدنا زيد رضي الله عنه وأرضاه.
وبعد انقضاء عدّتها تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم.
فالذي تطمئن له القلوب ويُرَجَّح من الروايات هو ما يثبت العفّة والطهارة لأمهات المؤمنين صلوات الله وسلامه عليهن أجمعين
وهذا ما ينبغي لنا أن نتدبّره في آيات القرآن الكريم.
وأعظم حكمة في هذه المسألة (زواج سيدنا زيد رضي الله عنه من السيّدة زينب بنت جحش رضي الله عنها) هي الحكم الشرعي الذي ما كان له أن يظهر تطبيقا عمليا إلا بهذا الزواج، في قوله تعالى: (لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً) (الأحزاب:37)
لهذا كلّه نقدم القاعدة المعروفة عند أهل التفسير: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
والله سبحانه وتعالى الموفق والهادي إلى سواء السبيل
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[31 Oct 2009, 07:14 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
أخي الكريم
بالنسبة للرواية التي ذكرتها فهي باطلة من عدة وجوه، أثبت بطلانها أهل التحقيق من أهل العلم، وهذا ما يؤيده سياق الآيات الكريمة وواقع الحال في ذلك الوقت، وهو سبب النزول وملابسات الأمر برمته، وهنا سبب النزول مهم لبيان الحكم الشرعي، فالآية لا يظهر منها أن زيد كان ابن الرسول صلى الله عليه وسلم بالتبني قبل أن تبطل الشريعة مثل هذا الأمر السائد في الجاهلية.
أما بالنسبة لسبب الشقاق الحاصل بين الزوجين فهو واضح، ولا أحتاج في إثباته للروايات الواهية السابقة، بل يكفيني أنه قد ثبت أن أم المؤمنين زينب ومنذ البداية رفضت الزواج:
عن ابن عباس قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش لزيد بن حارثة، فاستنكفت منه، وقالت: أنا خير منه حسبا -وكانت امرأة فيها حدة -فأنزل الله، عز وجل: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ} الآية كلها. " أهـ (تفسير ابن كثير)
وواضح أنها انصاعت للأمر لكن ما لا تملكه هو مشاعرها اتجاه زوجها، فكان الطلاق نتيجة متوقعة، ولو أراد الله سبحانه أن يبدل هذا الأمر لبدل مشاعرها، والله أعلم.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[01 Nov 2009, 01:36 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
بالنسبة للرواية التي ذكرتها فهي باطلة من عدة وجوه، أثبت بطلانها أهل التحقيق من أهل العلم، وهذا ما يؤيده سياق الآيات الكريمة وواقع الحال في ذلك الوقت، وهو سبب النزول وملابسات الأمر برمته، وهنا سبب النزول مهم لبيان الحكم الشرعي، فالآية لا يظهر منها أن زيد كان ابن الرسول صلى الله عليه وسلم بالتبني قبل أن تبطل الشريعة مثل هذا الأمر السائد في الجاهلية
أما بالنسبة لسبب الشقاق الحاصل بين الزوجين فهو واضح، ولا أحتاج في إثباته للروايات الواهية السابقة، بل يكفيني أنه قد ثبت أن أم المؤمنين زينب ومنذ البداية رفضت الزواج:
عن ابن عباس قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش لزيد بن حارثة، فاستنكفت منه، وقالت: أنا خير منه حسبا -وكانت امرأة فيها حدة -فأنزل الله، عز وجل: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ} الآية كلها. " أهـ (تفسير ابن كثير).
من أسبق في التفسير أبن كثير أم الطبري، حتى وإن تجاوز ابن كثير في هذه المسألة عن بعض الأقوال التي أوردها الإمام الطبري والإمام أحمد بن حنبل رحمهما الله تعالى فلم يذكرها في تفسيره، فلا يعني ذلك بحال أن هذه الأقوال باطلة.
ثم هل ما سقته يبين حال أمنا زينب بنت جحش رضي الله عنها وأرضاها بعد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم لها بالزواج من سيدنا زيد؟؟؟ وكيف ذلك؟؟؟
وواضح أنها انصاعت للأمر لكن ما لا تملكه هو مشاعرها اتجاه زوجها، فكان الطلاق نتيجة متوقعة، ولو أراد الله سبحانه أن يبدل هذا الأمر لبدل مشاعرها، والله أعلم.
كيف اتضح لكم ذلك؟؟؟ ثم أخي الحبيب أرى أنه يصعب علي القول بـ لوأراد الله كذا لفعل كذا، وفق فهمنا نحن، ولعل حكم الله خلاف ما نتناقش فيه أنا وأنت.
وأرجو من فضيلتكم قراءة هذه العبارات التي أنقلها لفضيلتكم من تفسير ابن كثير الذي اعتمدتم عليه في النقاش:
(لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً) (الأحزاب:37)
الإمام الطبري أسبق من ابن كثير، وابن كثير ينقل عنه كثيرا في تفسيره؛
يقول ابن كثير (700 - 750هـ): ((وقال ابن جرير (الإمام أبو جعفر محمد بن جرير224 - 310هـ):
وقوله: {وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ} أي: وحُرمت عليكم زوجات أبنائكم الذين ولدتموهم من أصلابكم، يحترز بذلك عن الأدعياء الذين كانوا يَتَبَنَونهم في الجاهلية، كما قال تعالى: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ [إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا]} الآية [الأحزاب: 37].
وقال ابن جُرَيْج: سألت عطاء عن قوله: {وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ} قال: كنا نُحَدِّث، والله أعلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نكح امرأة زيد، قال المشركون بمكة في ذلك، فأنزل الله [عز وجل] {وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ} ونزلت: {وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ} [الأحزاب: 4]. ونزلت: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ} [الأحزاب: 40]))
تفسير القرآن العظيم ابن كثير م/ت سامي سلامة/8 - (2/ 253)
ويقول ابن كثير أيضا:
وقوله: {لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا} أي: إنما أبحنا لك تزويجها وفعلنا ذلك؛ لئلا يبقى حرج على المؤمنين في تزويج مطلقات الأدعياء، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قبل النبوة قد تبنى زيد بن حارثة، فكان يقال له: "زيد بن محمد"، فلما قطع الله هذه النسبة بقوله تعالى: {وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ}، ثم زاد ذلك بيانا وتأكيدا بوقوع تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش لما طلقها زيد بن حارثة؛ ولهذا قال في آية التحريم: {وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُم} [النساء:23] ليحترز من الابن الدَّعِي؛ فإن ذلك كان كثيرًا فيهم.
تفسير القرآن العظيم ابن كثير م/ت سامي سلامة/8 - (6/ 426)
أرجو من فضيلتكم عذري عن الفتور في النقاش لما أصابني من مرض أرهقني.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[22 Nov 2009, 05:40 ص]ـ
أرجو من فضيلتكم عذري عن الفتور في النقاش لما أصابني من مرض أرهقني.
أسأل الله لنا ولكم العفو العافية.
أما الروايات فقد كفانا أهل العلم مؤنة تحقيق ما ورد فيها ورد ما حقه الرد وقبول ما حقه القبول وفق القواعد والأصول المرعية.
ولا أعتقد أن مثلكم يخفى عليه ذلك، وإذا أردت أحلتك لما أشرت إليه.
وإذا تكرمتم لم أفهم قولك التالي:
" أرى أنه يصعب علي القول بـ لوأراد الله كذا لفعل كذا، وفق فهمنا نحن، ولعل حكم الله خلاف ما نتناقش فيه أنا وأنت " أهـ
أرجو التوضيح أخي الكريم.(/)
مركز تفسير يعتزم إصدار العدد الثاني من نشرة راصد (أخبار متجددة)
ـ[مركز تفسير]ــــــــ[26 Oct 2009, 08:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، وبعد:
من فضل الله علينا أن وفقنا لإصدار العدد الأول من نشرة راصد
هنا رابط العدد الأول من النشرة
( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=17051)
وهو أحد المشاريع المتميزة التي نرجو الله تعالى أن يعيننا على تنفيذها، ونضع بين أيديكم تعريفا مختصرا عن المشروع وفكرته:
فكرة المشروع:
راصد هو: عبارة عن مشروع لرصد ومتابعة جميع الأنشطة والبرامج المتعلقة بالقرآن الكريم، وإعداد تقارير مختصرة عنها، لإطلاع الدارسين والمهتمين، بكل جديد في مجال الدراسات القرآنية في العالم الإسلامي.
عناصر التقرير التي يتضمنها مشروع راصد
• المؤتمرات والندوات.
• مناقشة الرسائل العلمية.
• الدورات والبرامج التدريبية.
• الإصدارات الحديثة (كتب، بحوث، رسائل علمية، مجلات).
• الدروس العلمية
• أخبار أخرى.
أوعية نشر التقرير
سينشر التقرير بصفة دورية كل شهر عبر الوسائل التالية:
• طباعة نشرة خاصة بهذا التقرير.
• تخصيص نافذة خاصة بالبوابة الالكترونية للمركز تختص بهذا التقرير.
• ضمن أعداد مجلة تفسير التي تصدر عن المركز.
إخواني الأفاضل:
هذا المشروع – كما ترون – يقوم أساساً على دعم أمثالكم من إخواننا في شتى بلدان العالم الإسلامي، بحيث نستطيع تشكيل شبكة من المتابعين على مستوى العالم الإسلامي، تتمكن من متابعة كل البرامج والأنشطة المتعلقة بالقرآن الكريم وعلومه ورصدها، وإعداد نشرات دورية عنها، تساعد في تحقيق التواصل بين المهتمين بالدراسات القرآنية، وتسهم في التعريف بالجهود المبذولة لخدمة القرآن وعلومه، والدراسات المتعلقة به، ورجاؤنا ـ بكم وبأمثالكم من إخواننا كبير ـ أن تمدوا يد العون لنا وتساندونا في سعينا لتحقيق هذا المشروع، بحسب قدرتكم ووسعكم.
ومجالات التعاون في هذا المشروع كثيرة متنوعة نرجو أن يكون لكم فيها النصيب الأكبر، حيث يوجد لهذا المشروع عدد من النوافذ والعناصر الأساس ـ كما تقدم ـ والتي نأمل تعاونكم في أكبر قدر ممكن منها.
فنأمل منكم التواصل معنا بإطلاعنا على كل جديد من البرامج والأنشطة التي تدخل ضمن هذه النوافذ، أو غيرها مما فاتنا ذكره، كما نأمل منكم التفضل علينا بإرشادنا إلى من يمكن له المساهمة في هذا المشروع من العاملين في المؤسسات العلمية التعليمية، والمراكز البحثية، والمكتبات، ودور النشر، في بلادكم أو الجهة التي تتبعون لها.
وبإمكانكم التواصل معنا عبر هذه الصفحة بكتابة كل ما هو جديد أو الإشارة إلى مصدره مهما كان الخبر ليتم بإذن الله نشره في العدد الثاني لنشرة راصد.
للتواصل مع اللجنة المشرفة على راصد القرآني ..
رقم الهاتف: 0096612109620
رقم الفاكس: 0096612109713
البريد الالكتروني: rased@tafsir.net
ص. ب: 242191 الرمز البريدي 11322 الرياض
شاكرين لكم كريم تعاونكم، سائلين الله تعالى أن يجعلنا وإياكم ممن يخدم هذا الدين ويذود عن شريعته.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[26 Oct 2009, 08:31 م]ـ
في غرة ذي القعدة 1430هـ
صدور (البسيط في التفسير) للإمام الواحدي (ت468هـ) في 25 مجلداً ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=17791)
7/11/1430 هـ
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[26 Oct 2009, 08:40 م]ـ
في آخر رمضان 1430هـ
حلية السفرة البررة فيما زادته الطيبة على الشاطبية والدرة تأليف: الشيخ مؤمن سعيد حسن ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=17441)
7/11/1430 هـ
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[26 Oct 2009, 08:57 م]ـ
في شهر شوال 1430هـ
صدر حديثا: الموجز في شرح أداء القراء السبعة للأهوازي ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=17710)
7/11/1430 هـ
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[26 Oct 2009, 09:14 م]ـ
في يوم السبت الموافق 28/ 10 / 1430هـ
مناقشة رسالة دكتوراه لباحثة في جامعة طيبة بعنوان (مرويات الفريابي في التفسير) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=17673)
7/11/1430 هـ
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[26 Oct 2009, 09:18 م]ـ
في يوم الأربعاء الموافق 3/ 11/1430هـ
مناقشة رسالة ماجستير: (الإعجاز العدديّ في الدّراسات القرآنيّة المعاصرة - تحليل ونقد) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=17616)
7/11/1430 هـ
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[26 Oct 2009, 10:00 م]ـ
في شهر جمادى الأولى 1431هـ
الملتقى الدولي الثاني: القراءات القرآنية و الإعجاز. ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=17658)
7/11/1430 هـ
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[29 Oct 2009, 02:29 م]ـ
في يوم الأربعاء 3/ 11/1430هـ
مناقشة رسالة ماجستير: (الإعجاز العدديّ في الدّراسات القرآنيّة المعاصرة - تحليل ونقد) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=17616)
10/11/1430 هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[01 Nov 2009, 02:18 ص]ـ
من 12 - 15/ 11/143هـ
اللجنة النسائية لتبيان بالرياض تقيم دورة (مقدمات في علم القراءات) ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=90092#post90092)
13/11/1430 هـ
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[01 Nov 2009, 02:21 ص]ـ
ما شاء الله تبارك الله
بارك الله في جهدكم سعادة الأستاذ عبد الملك سرور مع دوام الرقي والتقدم.
مع أثنى عبارات التقدير والشكر لكم
محبكم
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[01 Nov 2009, 04:32 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله
بارك الله في جهدكم سعادة الأستاذ عبد الملك سرور مع دوام الرقي والتقدم.
مع أثنى عبارات التقدير والشكر لكم
محبكم
وبارك الله فيك وكثر من أمثالك
13/ 11/1430هـ
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[01 Nov 2009, 05:45 م]ـ
في يوم الاثنين 7/ 11/1430هـ
الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن بمحافظة جدة تحتفل بـ 900 حافظ وحافظة في حفلها السنوي ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=17861)
13/11/1430 هـ
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[01 Nov 2009, 08:45 م]ـ
في يوم الأحد 15/ 10/1430هـ
مناقشة رسالة الماجستير (منهجية التدبر في القرآن الكريم وتطبيقاتها في مجال ... ) ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=17863)
13/11/1430 هـ
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[01 Nov 2009, 09:13 م]ـ
في يوم السبت 21/ 10/1430هـ
مناقشة رسالة الماجستير: (الإبل دراسة علمية للآيات القرآنية والمرويات الحديثية ... )
( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=17864)
13/11/1430 هـ
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[01 Nov 2009, 09:47 م]ـ
في يومي السبت والأحد 12 - 13/ 11/1430هـ
دورة تطبيقية لبعض أصول التفسير ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=89678)
13/11/1430 هـ
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[01 Nov 2009, 09:51 م]ـ
في ليلة الثلاثاء الموافق 17/ 10/ 1430هـ
المنهجية العلمية لدراسة التفسير للدكتور مساعد الطيار حفظه الله ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=88919)
13/11/1430 هـ
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[03 Nov 2009, 01:13 م]ـ
في شهر رمضان 1430هـ
تفسير سورة الفاتحة وجزء عم باللغة الفرنسية ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=90215#post90215)
15/11/1430 هـ
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[03 Nov 2009, 08:13 م]ـ
في شهر شوال 1430هـ
صدور كتاب (نظرات في كتاب الله) لزينب الغزالي رحمه الله في 1300 صفحة ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=17856)
15/11/1430 هـ
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[14 Oct 2010, 07:35 م]ـ
لنتابع>>>
في 28/ 10/1431 هـ
دورة الأترجة الفصلية بمنطقة القصيم ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=22470)
في 23/ 10/1431هـ
استئناف حلقات مسجد الجامعة الإسلامية بالمدينة لمراجعة القرآن الكريم للعام الثاني على التوالي
وفي انتظار إصدار النشرة بإذن الله
أعانكم الله وسددكم مركزنا المبارك
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Oct 2010, 07:50 م]ـ
بارك الله فيكم أبا عبدالرحمن.
العدد الثاني قد صدر منذ محرم 1431هـ
والعددان الثالث والرابع على وشك الصدرو قريباً معاً بإذن الله في حُلَّةٍ جديدة.(/)
ديوانية الدراسات القرآنية بمحافظة الطائف
ـ[عبدالله القرشي]ــــــــ[26 Oct 2009, 10:37 م]ـ
قصة الديوانية
دعيت يوما من الأيام إلى ديوانية عامة، وكنت آنذاك أول مرة أحضر ديوانية فأعجبت بالفكرة، فانقدح في خاطري أثناء جلوسي في الديوانية فكرة إنشاء ديوانية متخصصة للدراسات القرآنية بحكم تخصصي، ولم تزل هذه الفكرة تزداد في نفسي يوما بعد يوم فحدثت بها بعضا من المشايخ والفضلاء فلا أجد منهم إلا إعجابا بالفكرة وتشجيعا حتى صح العزم على تأسيسها بحمد الله تعالى.
ومما زاد من قناعتي بهذه الفكرة انعدم –بحسب علمي-الديوانيات الشرعية المتخصصة فلا تسمع ديوانية في العقيدة ولا في الفقه ولا في الأصول بينما تسمع كثيرا من الديوانيات الأخرى كالديوانيات الأدبية والشعرية والعامة.
ما هي الديوانية
الديوانية ملتقى علمي يجمع المختصين بالدراسات القرآنية والمهتمين بها في لقاءات دورية منتظمة يستضاف في كل لقاء متخصصا لطرح موضوع علمي متميز.
أهداف الديوانية
-إقامة رابطة تجمع المختصين والمهتمين بالدراسات القرآنية في محافظة الطائف.
-المساهمة في نشر الحركة العلمية من خلال اللقاءات العلمية المتخصصة.
-الالتقاء بعلماء الدراسات القرآنية والمختصين والتعريف بهم وبسيرتهم وذلك من خلال استضافتهم للديوانية.
-طرح المواضيع العلمية المختصة وما يتبع ذلك من مداخلات ومناقشات وأسئلة.
-الإسهام في نشر الموضوعات العلمية من خلال النقل المباشر، ورفع المادة المسجلة على الانترنت.
-التقاء طلبة العلم من طلاب الجامعة وغيرهم بمشايخهم وأساتذتهم في مجلس علمي ولا يخفى ما لذلك من أثر تربوي على الطلاب.
عدد اللقاءات في السنة
تنظم الديوانية أربع لقاءات خلال السنة.
مكان انعقاد الديوانية
تقام الديوانية في مكان ثابت وهو عبارة عن استراحة.
فريق الديوانية
تقوم الديوانية على مشرف وهو كاتب هذه السطور وأربعة من خيرة طلابنا في جامعة الطائف قسم القراءات.
متوسط عدد الحضور= 60 متخصصا ما بين أستاذ مشارك وطالب علم
الجانب الإعلامي
-يعلن عن كل محاضرة قبل البدء بأسبوع لجميع المشاركين وفي مواقع الانترنت وملتقى أهل التفسير على وجه الخصوص.
- يوثق اللقاء صوتا وفيديو.
- ينقل اللقاء على الهواء مباشرة على موقع البث الإسلامي.
-ترفع المادة المسجلة على الانترنت بعد عمل مونتاج لها.
رابط لجميع المواد التي أقيمت في الديوانية
http://www.4shared.com/dir/21499525/cb3a2753/sharing.html
دعوة
ومن هنا فإني أدعو أصحاب التخصصات الشرعية أن إلى تبني مثل هذه الديوانيات وياليتنا نسمع ديوانية للدراسات القرآنية في كل محافظة، وأن نسمع ديوانيات للفقه، والعقيدة، والأصول، والحديث وغيرها من التخصصات الشرعية.
وختاما ... فإن السبق إلى مثل هذه الديوانيات فيه من الأجور ما لا يخفى إذا صحت النيات فكل مستمع ومستفيد داخل الديوانية وخارجها لك أجره، إضافة إلى ما تكسبه من دعوات صادقة وكفى بذلك شرفا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Oct 2009, 10:43 م]ـ
زادك الله توفيقاً يا دكتور عبدالله، وقد أحسنت صنعاً بهذا العمل العلمي الاجتماعي الموفق، وأرجو ألا يحرمكم الله أجره وبره في الدنيا والآخرة. وسوف تلمس فائدته عليكم في الطائف وفي غيرها بعد مدة من انتظام هذه اللقاءات العلمية الرائعة. وفوائدها التي تفضلتم بذكرها ملموسة ولله الحمد.
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[26 Oct 2009, 10:52 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله بفضيلة الدكتور على هذا الاهتمام، وجعله الله في ميزان حسناته ....
ـ[عبدالله القرشي]ــــــــ[26 Oct 2009, 11:58 م]ـ
أشكر لأخي الدكتور عبد الرحمن الشهري هذه الكلمات الطيبة وأبشر إخواننا في المنتدى بأن فضيلة الدكتور عبد الرحمن قد وافق مشكورا ليكون ضيفا عزيزا على الديوانية في لقاء من اللقاءات القادمة.
بارك الله لكم فضيلة شيخنا على جهودكم العظيمة وحقق لكم ما تصبون إليه.
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[27 Oct 2009, 06:21 م]ـ
الشيخ عبد الله القرشي جزاك الله كل خير وبارك فيك على الاقتراح الرائع والفكرة الجميلة
وأسأل الله لكم التوفيق والسداد ومن يدري ربما تعممت هذه الفكرة في مختلف المناطق والبلدان
ـ[تبيان]ــــــــ[27 Oct 2009, 11:09 م]ـ
بادرة مباركة طيبة من الدكتور عبدالله وفقه الله.
ومما يؤسف له أن الناس زهدوا أو شُغلوا عن مجالس العلم والذكر في هذا الزمن نظراً لكثرة الشواغل والملهيات وتعقد أسلوب الحياة والله المستعان.
وقد كان الناس في زمن ليس بالبعيد يحرصون أشد الحرص على مجالس العلم والوعظ حتى العوام منهم وربما حضر الواحد منهم أكثر من مجلس في يوم واحد في البيوت والمساجد وغيرها.
ولذلك ينبغي أن نبتكر أساليب جديدة وجذابة لترغيب الناس ولا سيما طلاب العلم في مجالس العلم ورياض الفكر وحلق النقاش المثمر، ومن ذلك هذه الديوانيات العلمية المباركة.
ونحب أن ننبه الإخوة إلى أن الجعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه ترعى مثل هذه اللقاءات العلمية وتشجع عليها من خلال لجانها الفرعية المتعددة في أكثر من منطقة ومنها: مكتب الجمعية في جامعة الطائف، الذي يشرف عليه الدكتور ناصر القثامي، فيا ليت الإخوة الذين يرغبون في إقامة مثل هذه اللقاءات النافعة يتعاوون مع الجمعية ويستفيدون من إمكاناتها المتاحة.
نفعنا الله جميعا بالقرآن العظيم. [/ size](/)
سؤال عن حال الجبال في يوم القيامة
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[26 Oct 2009, 10:52 م]ـ
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً {105} فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً {106} لَا تَرَى فِيهَا عِوَجاً وَلَا أَمْتاً {107} طه
يقول السعدي في تفسيره:يخبر تعالى عن أهوال القيامة، وما فيها من الزلازل والقلاقل، فقال: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ} أي: ماذا يصنع بها يوم القيامة، وهل تبقى بحالها أم لا؟ {فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا} أي: يزيلها ويقلعها من أماكنها فتكون كالعهن وكالرمل، ثم يدكها فيجعلها هباء منبثا، فتضمحل وتتلاشى، ويسويها بالأرض، ويجعل الأرض قاعا صفصفا، مستويا لا يرى فيه أيها الناظر عِوَجًا، هذا من تمام استوائها {وَلا أَمْتًا} أي: أودية وأماكن منخفضة، أو مرتفعة فتبرز الأرض، وتتسع للخلائق، ويمدها الله مد الأديم، فيكونون في موقف واحد، يسمعهم الداعي، وينفذهم البصر، ... )
وحاولت أن أبحث ـ هي محاولة قد أكون فيها مخطئة ـ عن الآيات التى جمعها الشيخ السعدي فيما جاء من ذكر حال الجبال يوم القيامة فوجدتها كالآتي:
1ـ (يزيلها ويقلعها من أماكنها):
{وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً} الكهف47
{وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْراً} الطور10
{وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ} التكوير3
{
2ـ (فتكون كالعهن):
{وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ} القارعة5
3ـ (وكالرمل):
{يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيباً مَّهِيلاً} المزمل14
4ـ (ثم يدكها فيجعلها هباء منبث) ا:
{وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّاً * فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا}} الواقعة5
5ـ (فتضمحل وتتلاشى):
{وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً} النبأ20
6ـ (ويسويها بالأرض ويجعل الأرض قاعا صفصفا، مستويا لا يرى فيه أيها الناظر عِوَجًا، هذا من تمام استوائها {وَلا أَمْتًا} أي: أودية وأماكن منخفضة، أو مرتفعة فتبرز الأرض):
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً {105} فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً {106} لَا تَرَى فِيهَا عِوَجاً وَلَا أَمْتاً {107} طه
وسؤالي لأستاذتنا ومشايخنا وفقهم الله:
هل الآيات التى وضعتها لكل حالة من حالات الجبال التى ذكرها الشيخ السعدي صحيحة في المكان المناسب؟
وقوله تعالى:
{وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ} النمل88
{وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً} الحاقة14
في أي المراحل تكون مماسبق وذكره السعدي رحمه الله.؟؟
ـ[يراع الإبداع]ــــــــ[27 Oct 2010, 01:45 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع
فقد كنت أبحث منذ مدة عن أحوال الجبال يوم القيامة التي ذكرت في القرآن
وقد وجدت ضالتي في نقلك
بورك فيك
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Oct 2010, 01:50 م]ـ
طلبت مني إذاعة القرآن مداخلة في 5 دقائق حول الجبال في القرآن بالهاتف، فجمعت الآيات من برنامج المصحف المكتبي فكاذنت هذه التقسيمات:
وقفات حول الجبال (5 دقائق):
الآيات التي وردت في الجبال في القرآن الكريم عددها (39) آية صريحة، وغير الصريحة تزيد على ذلك.
ذكر الله الجبال في القرآن الكريم بعدة طرق:
الأولى: بيان عظمة هذه الجبال ولفت نظر البشر إليها والاستدلال بذلك على عظمته سبحانه وتعالى وقدرته على، وأنه هو المستحق للعبادة وحده لا شريك له.
چ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے ? ? ? ? ? ? ? ? ? چالغاشية: 17 - 19
چ ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? چالنمل:
88
چ ? ? ? ? ? ? ? چ چ چ چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چالحج: 18
الثانية: الامتنان على العباد بتذليلها لهم، وتسخيرها.
چ ? ? ? ? ? پ پ پ پ ? ? ? ? ? ? ? ?? ? چالأعراف: 74
چ گ گ گ ? ? ? ? چالحجر: 82
چ ? ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ چالنحل: 68
چ ? ? ? ? ? ? چالنحل: 81
چ ں ? ? ? ? ? چالشعراء: 149
چ ھ ھ ھ ے ے ? ? ? ? ? چفاطر: 27
چ ? ? ? ? ? ? ? ? چص: 18
چ ٹ ? ? چالنبأ: 7
چ ? ہ ہ چالنازعات: 32
(يُتْبَعُ)
(/)
چ ٹ ? ? چالنبأ: 7
چ ? ہ ہ چالنازعات: 32
چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? چالنور: 43
ويدخل تحت هذا
موسى والجبال
چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چالبقرة: 63
چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چالبقرة: 93
چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چالنساء: 154
چ ? ? ? ? ? پ پ پ چمريم: 52
چ ? ? ? ? ? ? ? چ چ چ چ ? ? ? ? چطه: 80
چ ? ? ? ? ? پ پ پ پ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ٹ ٹ ٹ ٹ ? ? ? ? چالقصص: 29
چ ? ? ? ? ? ? ? چ چ چ چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چالقصص: 46
چ ں ں چالطور: 1
داود عليه السلام والجبال:
چ ? ? ? ? ? ژ ژ ڑ ڑک ک ک ک گ چسبأ: 10
چ ے ے ? ? ? ?? ? ? ? چالأنبياء: 79
چ ? ? ? ? ? ? ? ? چص: 18
الثالثة: ضرب الأمثال بها للناس
چ ? ? چ چ چ چ ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ژ ے چالرعد: 31
چ ? ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ چإبراهيم: 46
چ ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چالإسراء: 37
چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? چالأحزاب: 72
چ ? ? ٹ ٹ ٹ ٹ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? چ چالبقرة: 260
چ ے ? ? ? ? ? ?? ? چهود: 43
چ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گگ ? ? ? ? ? ? ? چالحشر: 21
چ ے ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چالأعراف: 143
چ ? ? ? ? ? پ پ پ پ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چالأعراف: 171
الرابعة: بيان شدة أهوال القيامة ومصير الجبال في الآخرة ..
چ ? ? ? ? ? ? ٹ ٹ ٹ ٹ ? ? چالكهف: 47
چ ک ک گ گ گ گ ? ? چطه: 105
چ ? ? ? ? چالطور: 10
چ ? ں ں ? چالواقعة: 5
چ ? ? ? ? چالمعارج: 9
چ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے چالمزمل: 14
چ ? ? ? ? چالمرسلات: 10
چ ? ? ہ ہ ہ چالنبأ: 20
چ پ ? ? ? چالتكوير: 3
چ ? ? ? ? ? چالقارعة: 5
چ ? ? ? ? ? چ چ چالحاقة: 14
چ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے چالمزمل: 14
ملحوظة: لقراءة الآيات لا بد من توفر مصحف مجمع الملك فهد للنشر الحاسوبي على جهازك.
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[27 Oct 2010, 02:13 م]ـ
يبدو أن الخط خانك شيخنا الحبيب
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[27 Oct 2010, 05:07 م]ـ
شكر الله لك أختي الفاضلة أم عبد الله على هذه المشاركة القيمة والشكر موصول لمشرفنا الفاضل د. عبد الرحمن على التقسيمات الخاصة بالجبال في القرآن الكريم ولعل القسم الرابع يتعلق بسؤالك أكثر من الأقسام الأخرى. وقد بحثت لك عن إجابة فوجدت ما يلي من موقع شبكة نسائم الفرقان الإسلامية
هل الجبال تمر بمراحل يوم القيامة؟
الجبال خلقٌ من خلق الله يتعجب منها رائيها وقد صح في الخبر الصحيح:
((أن الله لما خلق الأرض جعل تميل ثم خلق جل وعلا الجبال عليها رواسي فتعجبت الملائكة من ذلك فقالت أي رب أفي خلقك شيئا أعظم من الجبال قال الله نعم الحديد، فقالت الملائكة أي رب أفي خلقك شيئا أعظم من الحديد قال الله تبارك وتعالى نعم النار، قالت الملائكة أي رب أفي خلقك شيئا أعظم من النار قال الله تبارك وتعالى نعم الماء، فقالت الملائكة أي رب أفي خلقك شيئا أعظم من الماء قال الله جل وعلا نعم الريح ـ لأن الريح تحمل الماء ـ قالت الملائكة أي رب أفي خلقك شيئا أعظم من الريح قال الله جل وعلا ابن أدم يتصدق بصدقة فيخفيها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه)).
ولما كانت الجبال تُرى كان بدهيا أن يسأل عنها الناس قال الله جل وعلا (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً (105) فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً (106) لَا تَرَى فِيهَا عِوَجاً وَلَا أَمْتاً (107) طه" لكن نسفها أخر المطاف وإنما تمر بأحوال وأطوار قبل أن تُنسف قال الله جل وعلا كما مر معنا:"وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً" وقال:"" وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ " فتمر بمراحل وأطوار حتى تصل إلى أن يذهب بالكلية لكن الله جل وعلا أرشد إلى أن الجبال لها وضع أخر كونها من أعظم مخلوقاته.
المصدر:محاضرة (إذا وقعت الواقعة) للشيخ صالح بن عواد المغامسي
(يُتْبَعُ)
(/)
(وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ). هذه الجبال الرواسي، الشامخات، التي يضرب بها المثل في الثبات، تزول عن أماكنها، ويسيُّرها الله عز وجل، كما قال في الآية الأخرى: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ). وهذا هو أحد أحوال الجبال يوم القيامة، وهو حال التسيير؛ بأن تزول من أماكنها، التي كانت قد ثبتت، وأرسيت فيها، فتسير سيراً عجيباً. ثم يتلو هذا التسيير مرحلة النسف، كما قال الله تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا). ويتلو هذا الحال مرحلة البس، والدق، حتى تعود هباءً منبثاً، كما قال الله عز وجل: (وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا. فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا). وهكذا ينبغي أن تجمع الآيات في القضية الواحدة، ليكتمل فهمها , فلا يقال إن هذا يعارض هذا , بل يقال: إن يوم القيامة يوم طويل، تحصل فيه هذه الأحداث المتنوعة، وتتوالى.
المصدر /التفسير العقدي لسورة التكوير .. من موقع ملتقى التفسير
للشيخ أحمد بن عبد الرحمن القاضي
(دك الأرض ونسف الجبال)
يخبرنا ربنا تبارك وتعالى أن أرضنا الثابتة وما عليها من جبال صم راسية تحمل في يوم القيامة عندما ينفخ في الصور فتدك دكة واحدة: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ} [الحاقة: 13 - 15]، {كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا} [الفجر: 21]، وعند ذلك تتحول هذه الجبال الصلبة القاسية إلى رمل ناعم، كما قال تعالى: {يَوْمَ تَرْجُفُ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَّهِيلاً} [المزمل:14]، أي: تصبح ككثبان الرمل بعد أن كانت حجارة صماء، والرمل المهيل: هو الذي إذا أخذت منه شيئا تبعك ما بعده، يقال: أهلت الرمل أهيله هيلاً، إذا حركت أسفله حتى انهال من أعلاه. وأخبر في موضع آخر أن الجبال تصبح كالعهن وهو الصوف كما قال تعالى: {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ} [القارعة:5]، وفي نص آخر: مثلها بالصوف المنفوش: {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ} [القارعة:5]. ثم إن الله تبارك وتعالى يزيل هذه الجبال وعبر القرآن عن إزالتها مرة بتسييرها ومرة بنسفها: {وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ} [التكوير:3]، {وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ} [المرسلات:10].ثم بين الحق حال الأرض بعد تسيير الجبال ونسفها: {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الأَرْضَ بَارِزَةً} [الكهف:47]، أي: ظاهرة لا ارتفاع فيها ولا انخفاض، كما قال تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتًا} [طه:105 - 107].
المصدر/ القيامة الكبرى لعمر الأشقر - ص102
بحث الأخوات
ريحانة الشعر
مميزة
.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[27 Oct 2010, 05:28 م]ـ
ومن موقع أهل الحديث هذا الموضوع بعنوان: هول يوم القيامة نأخذه من أحوال الجبال أنقل لكم التالي:
إعلم أنه جل وعلا بين لنا هول وأحوال يوم القيامة في آيات من كتابه ومن بين هذه الأحوال أردت أن أستعرض معكم أحوال الجبال فإنها تعتبر من أعظم مخلوقات الله عزوجل كيف يذهبها ويزيلها وهذا مع صلابتها وقوتها فسبحان القوي العزيز
قال تعالى {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً} [الكهف: 47] وقال سبحانه {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا} [الطور:9، 10] وقال كذلك {وَسُيّرَتِ الجبال فَكَانَتْ سَرَاباً} [النبأ: 20] قال المفسرون أي تذهب من مكانها وتزول و ليس في لفظ الآيات ما يدل على أنها إلى أين تسير، فيحتمل أن يقال: إنه تعالى يسيرها إلى الموضع الذي يريده ولم يبين ذلك الموضع لخلقه والحق أن المراد أنه تعالى يسيرها إلى العدم
ثم ذكر أنه يوم القيامة يحمل الأرض و الجبال من أماكنها ويدكهما دكة واحدة وذلك في قوله {وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً} [سورة الحاقة: 14]
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم ذكر أنه ينسفها نسفاً في قوله {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتًا} [طه:105 - 107] يقول تعالى: إنه تذهب الجبال ويطيرها بقلعها واستئصالها من أصولها وتتساوى المهاد، وتبقى الأرض {قَاعًا صَفْصَفًا} أي فيدع أماكنها من الأرض إذا نسفها نسفا، قاعا: يعني: أرضا ملساء، صفصفا: يعني مستويا لا نبات فيه، ولا نشز، ولا ارتفاع، سطحًا مستويًا لا عوج فيه {وَلا أَمْتًا} أي: لا وادي ولا جَبَل؛ ولهذا قال تعالى: {وَتَرَى الأرْضَ بَارِزَةً} [أي: بادية ظاهرة، ليس فيها مَعْلَم لأحد ولا مكان يواري أحدًا، بل الخلق كلهم ضاحون لربهم لا تخفى عليه منهم خافية.
ثم بين أنه يسيرها في الهواء بين السماء والأرض. وذلك في قوله {وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصور فَفَزِعَ مَن فِي السماوات وَمَن فِي الأرض إِلاَّ مَن شَآءَ الله وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ وَتَرَى الجبال تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السحاب صُنْعَ الله الذي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ} [النمل: 87 - 88]
ثم ذكر في موضع أخر أنه جل وعلا يفتتها ويدقها حتى تذهب صلابتها الحجرية وتلين كقوله {وَبُسَّتِ الجبال بَسّاً} [الواقعة: 5] أي: فُتِّتَتْ فَتًّا قاله ابن عباس، ومجاهد، وعِكْرِمَة، وقتادة، وغيرهم أي فتت حتى صارت كالبسيسة والبَسِيْسَةُ: السَّويقُ أو الدقيق يُلَتُّ بالسَّمن أو الزيت، ثم يؤكل ولا يطبخ، وقد يتخذ زاداً
ثم بين أنه يصيرها كالرمل المتهايل، وكالعهن المنفوش؟ وذلك في قوله: {يَوْمَ تَرْجُفُ الأرض والجبال وَكَانَتِ الجبال كَثِيباً مَّهِيلاً} [المزمل: 14] أي كانت الجبال رملا سائلا متناثرًا.
والمهيل: مفعول من قول القائل: هلت الرمل فأنا أهيله، وذلك إذا حُرِّك أسفله، فانهال عليه من أعلاه وقوله تعالى: {يَوْمَ تَكُونُ السمآء كالمهل وَتَكُونُ الجبال كالعهن} [المعارج: 8 - 9] و قوله: {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ} في «القارعة». والعهن: الصوف المصبوغ وقوله تعالى: {وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيباً مَهِيلاً}. لا يعارض قوله: {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ} لأن قوله وكانت الجبال كثيبا مهيلا تشبيه بليغ والجبال بعد طحنها المنصوص عليه بقوله وبست الجبال بسا تشبه الرمل المتهايل وتشبه أيضا الصوف المنفوش فتكون في عدم صلابتها ولينها كالعهن المنفوش، وكالرمل المتهايل، كقوله تعالى: {يَوْمَ تَكُونُ السمآء كالمهل وَتَكُونُ الجبال كالعهن} وقوله تعالى: {يَوْمَ يَكُونُ الناس كالفراش المبثوث وَتَكُونُ الجبال كالعهن المنفوش}
ثم بين أنها تصير كالهباء المنبث في قوله: {وَبُسَّتِ الجبال بَسّاً فَكَانَتْ هَبَآءً مُّنبَثّاً} [الواقعة: 5 - 6] {فَكَانَتْ هَبَاء مُّنبَثّاً} أي: غباراً متفرّقاً منتشراً. قال مجاهد: الهباء: الشعاع الذي يكون في الكوّة كهيئة الغبار، وقيل: هو الرّهج الذي يسطع من حوافر الدّواب، ثم يذهب، وقيل: ما تطاير من النار إذا اضطرمت على سورة الشرر، فإذا وقع لم يكن شيئًا
ثم بين أنها تصير سراباً، وذلك في قوله: {وَسُيِّرَتِ الجبال فَكَانَتْ سَرَاباً} [النبأ: 20] أي نُسفت الجبال فاجتثت من أصولها، فصيرت هباء منبثا، لعين الناظر فصارت بعد تسييرها مثل سراب فترى بعد تفتتها وارتفاعها في الهواء كأنها جبال وليس بجبال بل غبار غليظ متراكم يرى من بعيد كأنه جبل كالسراب يرى كأنه بحر مثلاً وليس به فالكلام على التشبيه البليغ والجامع أن كلاً من الجبال والسراب يرى على شكل شيء وليس هو بذلك الشيء والسراب هو الذي يظنّ من يراه من بعيد أنه ماء، وهو في الحقيقة هباء وهذا من قبيل قوله تعالى (كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ). [سورة النور: 39]
اللهم ارحمنا يارحيم
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[27 Oct 2010, 06:42 م]ـ
{وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ} النمل88
في أي المراحل تكون مماسبق وذكره السعدي رحمه الله.؟؟
الظاهر أن هذه الآية لا تتكلم عن عرصات يوم القيامة. والعلماء المحدثين اعتبروها اعجازية ومن إثباتات دوران الأرض. لاحظوا قوله سبحانه: (صنع الله الذي أتقن كل شيء). فهي تتحدث عن الإتقان لا عن التدمير والخراب والانقلاب.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Oct 2010, 05:08 م]ـ
الظاهر أن هذه الآية لا تتكلم عن عرصات يوم القيامة. والعلماء المحدثين اعتبروها اعجازية ومن إثباتات دوران الأرض. لاحظوا قوله سبحانه: (صنع الله الذي أتقن كل شيء). فهي تتحدث عن الإتقان لا عن التدمير والخراب والانقلاب.
هل قوله تعالى: (وترى الجبال تحسبها جامدة ... ) في الدنيا أم في الآخرة؟ أرجو التعليق ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=1938)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[29 Oct 2010, 07:04 ص]ـ
بارك الله بك د عبد الرحمن. وقد ازدت يقيناً أن المقصود في الآية الجبال في الحياة الدنيا لا أهوال يوم القيامة. ولكل وجهة هو موليها.
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[29 Oct 2010, 02:06 م]ـ
بارك الله في الجميع ...........
وشكر الله لك دكتور عبد الرحمن على إضافتك ...
وشكر الله لك أختي الفاضلة سمر على ماذكرت وجمعت ......
بارك الله بك د عبد الرحمن. وقد ازدت يقيناً أن المقصود في الآية الجبال في الحياة الدنيا لا أهوال يوم القيامة. ولكل وجهة هو موليها.
!!!!! ????
ولكنني رجعت لكتب التفاسير فوجدت الحديث هنا عن أهوال القيامة!!!
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[29 Oct 2010, 05:13 م]ـ
ولكنني رجعت لكتب التفاسير فوجدت الحديث هنا عن أهوال القيامة!!! [/ COLOR]
بالتأكيد أختي هذا ما ستجدينه في كتب الأقدمين ولن تجدي غيره. وهل تظنين أن ابن عباس سيتكلم عن جغرافية الأرض وكرويتها ودورانها حول نفسها؟؟؟؟.
ولكن ارجعي الى الرابط الذي تفضل الدكتور عبد الرحمن في إضافته وسوف تجدين ما يسرك. أو على الأقل لك الخيار فيما تجدينه ويطمئن له قلبك من أقوال. وسوف توفرين على نفسك عناء وضع إشارات التعجب والاستفهام وكأن جللاً قد حصل. وبارك الله بك.(/)
سؤال عن موضوع (العلاقات الجنسية من منظور قراني)؟
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[27 Oct 2009, 08:41 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هل كتب احد رسالة علمية او كتابا خاصا بعنوان العلاقات الجنسية من منظور قراني
فعلى من يعرف ان يتكرم فيدلي بدلوه
واقبلوا التحيات
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Oct 2009, 11:16 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أولاً: بالنسبة لسؤالك فهناك كتاب لصديقنا الأستاذ الدكتور عبدالفتاح خضر وفقه الله في هذا الموضوع، فلعله يفصل فيه وفي منهجه إذا اطلع على هذا الموضوع.
ثانياً: غالباً تكتب عناوين مبتسرة لموضوعاتك يا أبا محمد، وأقوم بتعديلها لتكون دالة على الموضوع. فعنوانكم (سؤال) يدل على أنك تدخل مستعجلاً للملتقى وتلقي بالسؤال وتذهب. فهلا تفضلت علينا بكتابة عنوان يدل على مضمون الموضوع أو المشاركة حتى لا تهمل؟
وفقك الله لكل خير.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[27 Oct 2009, 11:57 ص]ـ
هناك رسالة جامعة من مجلدين قيّمة جدا في هذا المجال، كتبها الدكتور السعدي (لايحضرني الآن أهو عبد القادر أم عبد الملك ... ) أعتقد أن عنوانها العلاقات الجنسية وحكمها في الشريعة الإسلامية. استعارها مني أحد الإخوة قبل أكثر من عشر سنوات
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[27 Oct 2009, 12:35 م]ـ
رسالة السعدي رسالة فقهية خالصة وليست فيما نريد
وساكون عند حسن ظن شيخنا المبجل الدكتور عبد الرحمن الشهري ولا اكتب المشاركة الا واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار
ـ[أبو المهند]ــــــــ[27 Oct 2009, 09:03 م]ـ
[ QUOTE= عبدالرحمن الشهري;89799]
بالنسبة لسؤالك فهناك كتاب لصديقنا الأستاذ الدكتور عبدالفتاح خضر وفقه الله في هذا الموضوع، فلعله يفصل فيه وفي منهجه إذا اطلع على هذا الموضوع.
حياكم الله يا أبا عبد الله وبارك فيكم وفي جهودكم.
وأهلا وسهلا بالدكتور جمال أبو حسان
أما عن بحثي: " أدب القرآن في حديثه عن الجنس"
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64ae73f7f85e14.jpg
فكان ضمن أربعة بحوث قدمت إلى اللجنة العلمية للترقية لنيل درجة أستاذ مشارك " مساعد " بالمصطلح المصري.
وكان بحثا للرد على الأبواق التي ارفعت أصواتها منادية بتدريس مادة الثقافة الجنسية على كل المراحل التعليمية في مصر.
ومن هنا بينت أن توجه القرآن العظيم في هذا الشأن لا يجيز تدريس الثقافة الجنسية منفصلة كمادة قائمة بذاتها.
وشددت النكير على كل المثقفين والمتنفذين في الدولة الذين يرفعون هذا المطلب لينال تصريح الدخول إلى ساحات التعليم.
وبينت أن هذا لا يكون ولن يكون إلا في إطار قالب علمي متكامل كبيان ما يتعلق بالعلاقات الزوجية من خلال نظام الأسرة في الإسلام، وبيان النظام التشريحي العضوي للذكر وللأنثى في إطار علوم الطب في الجامعة، كما بينت أن الفقه وأحكامه هي الكفيلة ببيان ما يتعلق بالطهارة وأنواع الخارج ومسمياته الذي يكون منه التطهر.
ـ كما بينت أن القرآن الكريم لم يتكلم عما يقع بين الرجل والمرأة على سرير الحلال من خلال لفظ مكشوف أو عبارة تخدش الحياء أو تحمّر وجه عذراء بل قال كلاما يتعبد الله به في كل وقت. بل يتلى في المحاريب، كذاكان صنيع السنة النبوية المشرفة.
ـ كما تعرضت في بحثي لمشكلات تخص الزوج، ومشكلات تخص الزوجة، ومشكلات مشتركة بينهما كلها تتعلق بالجنس في إطار القرآن العظيم وأدبه، كما خصصت المراهقين بحديث وبنت كيف يسوس الإسلام المراهقين في هذا الشأن.
وضربت امثلة على ذلك.
ودونكم المحتوى مختصرا:
الفصل الأول: ألفاظ القرآن التي تحدثت عن الجنس.
الفصل الثاني: المشكلات الزوجية المتصلة بالنكاح ومعالجة القرآن
الكريم إياها.
المبحث الأول: المشكلات التي تخص الزوجة.
المبحث الثاني: المشكلات التي تخص الزوج.
المبحث الثالث: المشكلات المشتركة
الفصل الثالث: أدب الإسلام في سياسة المراهقين ومصارحتهم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Oct 2009, 10:23 م]ـ
وفقكم الله جميعاً لكل خير يا دكتور جمال، وقد قمت بتعديل العنوان ليكون أدل على المضمون، وسامحني فمثلي لا يقترح على مثلك رعاكم الله.
وأما أبا عمر فجزاه الله خيراً فقد كان كما عهدته دوماً عند حسن الظن به وزيادة، فقد عرض الكتاب عرضاً مفصلاً بصورة الغلاف، وهكذا نحب أن تكون أجوبتنا دوماً ومشاركاتنا في هذا الملتقى كافية وافية.
دمت موفقاً يا أبا عمر حيثما حللت، وما أصدق فيكم قول خليل مطران:
أَيُّهَا النَّاصِرُونَ لِلعِلْمِ أَحْسَنـ = ـتُمْ لَعَمْرِي نِهَايَةَ الإِحْسَانِ
فَضْلُكُمْ أَصْبَحَ المِثَالَ المُعَلَّى = أَيُّ فَضْلٍ كَنُصْرَةِ الْعِرْفَانِ؟
وَطَنٌ يَبْذُلُ الأَمَاجِيدُ فِيهِ = بَذْلَكُمْ لا يَهُونُ فِي الأَوْطَانِ
(مِصْرُ) تِيهِي بِنَابِهِينَ كِرَامٍ = هُمْ فَخَارُ الأَمْصَارِ فِي كُلِّ آنِ
فِي المُنُوفِيَّةِ الضَّحُوكِ وُجُوهٌ= أَصْبَحُوا بِالنَّدَى وُجُوهَ الزَّمَانِ
مَغْرِسٌ أَطْلَعَ النُّبُوغَ وَأَجْنَى الـ = ـرُّوحَ وَالجِسْمَ طَيِّبَاتِ المَجَانِي
هَكَذَا المَكْرُمَاتُ إِنْ وُجِدَتْ فِي = بَلَدٍ فَهْوَ أَعْمَرُ الْبُلْدَانِ
بَارَكَ اللهُ فِيكُمو وَعَلَيْكُمُ = بِدُعَاءِ الجَنَانِ قَبْلَ اللِّسَانِ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[28 Oct 2009, 10:39 ص]ـ
هذا عنوان وجدته في موقع النيل والفرات، ولم أقرأه ولا أعرف عن مؤلفه شيئا، كما قرأت أنه حظر نشره في معرض القاهرة الدولي،
الجنس في القرآن
المؤلف:
إبراهيم محمود
عدد الاجزاء: 1
سنة النشر: 1998
الطبعة رقم: 2
الناشر: رياض الريس للكتب والنشر
صفحة: 164
--------------------------------------------------------------------------------
ـ[أبو المهند]ــــــــ[30 Oct 2009, 04:08 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا عبد الله يا صاحب الأدب المليح والصدر الفسيح والقول المريح.
لقد أوقعتني في حيص بيص، فصديقك ... في الشعر بضاعته مزجاه، وماذا يقول لأديب مفسر امتلك ناصية البيان، وتسنم ذروة التبيان فغدا أريبا لا يبارى وجهبذا لا يجارى فلله دركم.
لكن مع قلة البضاعة أهديك هذه الأبيات الشعرية التي كان والدي ـ رحمه الله ـ يرددها في خطاباته لي إبان كنت سفير الأزهر في بلاد اليمن سنة 1993م وهي على ما أظن للشاعر شعيب بن الحسن الأندلسي التلمساني المشهور بـ أبو المدين التلمساني وقيل إنها لغيره.
وهي أبيات أهديها إليكم أولا ـ كما ذكرت ـ وإلى من عرفت فيهم الإخلاص والوفاء في بلاد الحرمين الشريفين وتعلق بهم القلب ووددت أن يجود
علينا ربنا بلقاء قبل اللقاء وما ذلك عليه سبحانه بعزيز:
متَى يا كرام (الناس) عَينِي تَراكمُ = وأَسمعُ من تِلكَ الدِّيار نِداكُمُ
وَيَجمعنا الدَّهر الذي حَالَ بَينَنا = وَيَحظَى بِكُم قَلبِي وَعَينِي تَراكُمُ
أَمرُّ عَلَى الأَبواب مِن غَير حَاجَة =لَعلِّي أَرَاكُم أَو أَرَى مَن يَراكُمُ
سَقانِي (الوفا) كأساً مِن الحُبِّ صَافياً = (فأنعم به) لَمَّا سَقانِي سَقاكُمُ
كَتبتُ لَكُم نَفسِي وَما مَلَكَت يَدِي = وَإِن قَلَّت الأَموالُ رُوحِي فِداكُمُ
لِسَانِي بِمجدكُم وَقَلبِي بِحبكُم = وَما نَظَرَت عَينِي مَلِيحاً سِواكُمُ
وَإِن قِيل لِي ماذا عَلَى الله تَشتَهِي = أَقُولُ رِضَي الرَّحمنِ ثُمَّ "لقاكم"
ولِي مُقلةٌ بِالدَّمع تَجري صَبِيبةً = حَرامٌ عَلَيها النَّومُ حَتَّى تَراكُمُ
خُذُونِي عِظاماً مُحملاً أَينَ سرتمُ = وحَيثُ حَلَلتمُم فادفنونِي حِذاكُمُ
وَقُولوا رَعَاكَ الله يا مَيتَ (الوفا) = وأَسكنَني الفردوس قُربَ حِماكُمُ
ولاتدفنوني تحت كرم يظلني =إلا على جبلٍ وعيني تراكم
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[30 Oct 2009, 02:31 م]ـ
مطارحات من الادب تنثلج لها افئدة العطاش من امثالنا
لاحرمناكم(/)
من مظاهر الإعجاز العددي في أطول سور القرآن
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[27 Oct 2009, 08:16 م]ـ
إعجاز الترتيب القرآني في أطول سور القرآن
أطول سور القرآن باعتبار أعداد الآيات 13 سورة، وهي التي يزيد عدد آيات كل منها على 114 آية. (البقرة 2/ 286) (آل عمران 3/ 200) (النساء 4/ 176) (المائدة 5/ 120) (الأنعام 6/ 165) (الأعراف 7/ 206) (التوبة 9/ 129) (هود 11/ 123) (النحل 16/ 128) (طه 20/ 135) (المؤمنون 23/ 118) (الشعراء 26/ 227) (الصافات 37/ 182).
وهذه بعض ملاحظاتنا:
1: مواقع الترتيب
1 - المفاجأة الأولى التي تستدعي التأمل في أسرار ترتيب هذه السور، هي المواقع التي رتبت فيها على امتداد المصحف. لقد رُتبت في مواقع مخصوصة بحيث أدى ذلك الترتيب إلى أن يكون مجموع الأرقام الدالة على ترتيبها هو 169 أي: 13 × 13 وفي هذا الترتيب المخصوص ابتعاد بالعدد 13 عن شبهة المصادفة.
فعددها 13 ومجموع مواقع ترتيبها 13 × 13، لا غير ذلك.
2 - ويزيد هذا الإحكام قوة وجمالا، التأكيد الملاحظ في السورة التي تحمل الرقم 7 في تسلسل هذه المجموعة (أي سورة التوبة التي تتوسط هذه المجموعة)، إن عدد مرات تكرار لفظ الجلالة (الله) في هذه السورة هو أيضا 169 أيضا ..
3 - ومما يزيده كذلك، أن تكرار لفظ الجلالة (الله) في السور الـ 6 التالية لسورة التوبة هو أيضا 169؟!
4 - أطول سور هذه المجموعة هي سورة البقرة، عدد آياتها 286. وأقصر سور المجموعة سورة (المؤمنون) عدد آياتها 118.
ماذا في هذين العددين؟
إذا ابتدأنا العد من العدد 118، فالعدد 286 في هذا التسلسل سيكون رقم ترتيبه 169.
إن من وراء هذا التكرار للعدد 169 حكمة وهدفا، هو دفع الشبهة عن احتمال المصادفة في هذا الترتيب، وفي هذا العدد أيضا.
2: تماثل محكم في العدد 169
لا بأس أن نتذكّر هنا الآيات القرآنية الـ 7 حيث ورد العدد 6 في القرآن. لقد اكتشفنا أن تلك الآيات قد رُتبت في مواقع مخصوصة في سورها، بحيث أدى ذلك إلى أن يكون مجموع الأرقام الدالة على مواقع ترتيبها هو169 أيضا أي: 13 × 13.
علاقات تؤكد كل منها الأخرى وتدفع عنها شبهة المصادفة.
ولعل التساؤل الذي يمكن طرحه الآن: ما دلالة هذا الترتيب؟ وكيف نفسر حالة التماثل في العدد 169؟ لماذا لم يكن العدد 168؟
ما معنى أن يأتي مجموع الأرقام الدالة على مواقع ترتيب الآيات الـ 7 التي ورد فيها العدد 6 (7 + 6 = 13): 169، وأن يأتي مجموع الأرقام الدالة على مواقع ترتيب السور الـ 13، 169 أيضا، وهذا العدد بالذات؟
ما معنى أن يتكرر لفظ الجلالة في سورة التوبة، السورة رقم 7 في ترتيب السور الـ 13 (ليس السورة رقم 8 مثلا)، 169، مساويا عدد مرات تكرار لفظ الجلالة في السور الـ 6 التالية لها ترتيبا؟.
ألا يعني كل ذلك أن تحديد مواقع هذه السور وهذه الآيات ما كان إلا بالوحي ومن عند الله؟ وأن القرآن كما هو معجز في لغته معجز في ترتيبه وأعداده؟
3 ...........
4 ..........
5 ...........
وسؤالنا هنا:
أليس هذا دليلا على وجود نظام عددي في القرآن؟ أيجوز أن يسميه البعض بالتلفيقات؟ لا أظن عاقلا يوافق على ذلك ..
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[27 Oct 2009, 11:15 م]ـ
وللأخوة الذين تابعوا كلامنا عن العددين 6 و 7، االملاحظة التالية:
السور الـ 13 مجموعتان عددهما 6 و 7 باعتبارين:
ومن روائع الترتيب القرآني هنا، أن مجموعة السور الـ 13 قد قسمت إلى مجموعتين من السور وفق النظام 6 و7 (13 = 6 + 7) – كما أوضحناه من قبل - باعتبارين هما:
الاعتبار الأول:
باعتبار الحروف المقطعة التي افتتحت بها بعض سور القرآن، نجد أن السور الـ 13 قد جاءت:
6 سور مفتتحة بالحروف المقطعة. 7 سور الباقية.
الاعتبار الثاني:
وباعتبار ترتيب السور الـ 13 في المصحف، جاءت:
6 سور زوجية الترتيب.
7 سور فردية الترتيب ...
والسلام عليكم(/)
(هيا .. نختم القرآن معرفيا) ملف متميز.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Oct 2009, 11:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كتبت الأخت مروة شاكر في موقع (إسلام أون لاين) تقول تحت عنوان (هيا نختم القرآن معرفياً):
(كيف نختم القرآن؟ هل نختم القرآن قراءة فقط؟ أم قراءة معرفية كاشفة عن معانيه ومفاهيمه، هل أصبحت تلاوتنا للقرآن الكريم تسير في مسار السماع فقط لا التمعن والإدراك؟.
بالفعل أصبح ترتيل القرآن يقتصر على الصوت الجميل والنطق السليم، السماع لا التدبر والتمعن في المعنى، حيث إن تجديد مفهوم الترتيل بحضوره الطاغي في وجدان الأمة، يتجلى من خلال الكشف عن البيان القرآني والبيان الكوني، كمفاهيم وأنساق، وكلمة وكتاب.
ومن هذه المقابلة والتواصل بين التلاوة العمرانية لكلمات الكون والتلاوة المعرفية لكلمات القرآن، ينبثق مفهوم الترتيل بوصفه، تنويعات التأمل والتدبر للكتاب التكليفي "القرآن"، والكتاب التكويني "الكون"، وينشأ "العقل المرتل" الجامع لخصائص الجمال والتناسق الذي ينظم خيوط المنهج وإن تفرقت حقائقه نجوما كونية أو قرآنية.
فالتدبر والتمعن والنظر في معاني آيات القرآن الكريم يحقق للبشر وحدة معرفية تلملم شتات الإنسان المعرفي وتوحد بين زوايا إدراكه، وتكسبه قدرا كبيرا من المعرفة تجعله في منأى عن التفرع الإدراكي، والبلبلة المعرفية.
ونقدم في هذا الملف موضوعات تشمل وتخص كل ما يتعلق بالقرآن الكريم، ككتاب ومنهج ورسالة، كيف نستفيد منه ونتعامل معه ككتاب حياة.
ويشتمل الملف على موضوعات لكبار العلماء المسلمين أمثال د. طه جابر العلواني، ود. سيد دسوقي، ود. عبد الرحمن حللي، وأيضا د. عمر عبيد حسنة، كما يضم موضوعات من تراثنا الإسلامي للشيخ محمد الغزالي رحمه الله).
ويمكن مطالعة محتويات الملف من الرابط التالي في الموقع:
هيا .. نختم القرآن معرفيا ( http://mdarik.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1252187804285&pagename=Zone-Arabic-MDarik/MDALayout)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[28 Oct 2009, 11:23 ص]ـ
الأخ الفاضل الدكتور عبد الرحمن
جزاك الله خيرا على حرصك ومتابعتك لكل ما يخدم القرآن الكريم.
عدت إلى الرابط الذي أحلتنا عليه وقد لفت نظري مقال الدكتور: عمر عبيد حسنة، حيث إني رأيت فيه نظرة متوازنة يجب أن يتنبه لها الداعون إلى قراءة جديدة للقرآن.
وأنا لست ضد هذه الدعوة فنحن بحاجة ماسة إلى قراءة جديدة بل قراءة مستمرة متجددة بتجدد الأحداث والمشكلات التي لا تتوقف والتي لا يمكن أن لا نجد لها حلا في كتاب الله، كيف وقد وصفه الله تعالى بقوله:
"إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ"
ولكن المرفوض في بعض هذه الدعوات المطالبة بالتجديد هو الدعوة إلى تجاهل التراث التفسيري للأمة واعتباره عائقا أمام فهم صحيح جديد للقرآن.
وقد رأيت في مقال الدكتور عبيد ما يدعو إلى التأمل والمدارسة ولهذا أنقله إلى هنا بين يدي أعضاء وزوار الملتقى المبارك لعل الله أن ينفع به.
"من المؤلم أن واقع معظم المسلمين اليوم مع القرآن مؤرق، وعلاقتهم به يحكمها الهجر والعقوق إلى درجة نخشى معها أن نقول: إن علل الأمم السابقة التي حذر منها القرآن، ونبه إليها الرسول صلى الله عليه وسلم تسربت إلى العقل المسلم: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الكِتَابَ إِلا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ} [البقرة: 78]، أي: لا يعلمون الكتاب إلا تلاوة وترتيلا.
قال ابن تيمية رحمه الله: عن ابن عباس، وقتادة في قوله: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ} أي: غير عارفين بمعاني الكتاب، يعلمونها حفظا وقراءة بلا فهم، لا يدرون ما فيها، وقوله: {إِلا أَمَانِيَّ} أي: تلاوة، لا يعلمون فقه الكتاب، إنما يقتصرون على ما يتلى عليهم.
والأمية العقلية هذه تسود الأمة في حال التقليد، والغياب الحضاري، والعجز عن تدبر القرآن، واكتشاف سنن الله في الأنفس والآفاق، وحسن تسخيرها، ومعرفة كيفية التعامل معها، والنفاذ من منطوق النص وظاهره إلى مقصده ومرماه.
(يُتْبَعُ)
(/)
إنها الأمية العقلية التي نعيشها اليوم مع القرآن، والتي تعني ذهاب العلم على الرغم من تقدم فنون الطباعة، ووسائل النشر، وتقنيات التسجيل، ولعل فيما يذكره ابن كثير رحمه الله عند تفسير الآية الثالثة والستين من سورة المائدة، في الجدال الذي وقع بين الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه زياد بن لبيد، مؤشرا دقيقا على الأمية العقلية التي صرنا إليها مع كتاب الله؛ فعن الإمام أحمد رحمه الله، قال: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فقال: «وذاك عند ذهاب العلم»، قلنا: يا رسول الله كيف يذهب العلم ونحن قرأنا القرآن ونقرئه أبناءنا، وأبناؤنا يقرئون أبناءهم؟ فقال: «ثكلتك أمك يا ابن لبيد، إن كنت لأراك من أفقه رجل في المدينة، أوليس هذه اليهود والنصارى بأيديهم التوراة والإنجيل ولا ينتفعون مما فيهما بشيء؟!».
وقد تكون مشكلة المسلمين كلها اليوم في منهج الفهم الموصل إلى التدبر، وكسر الأقفال من على العقول والقلوب، وتجديد الاستجابة، وتجديد وسيلتها؛ ليكونوا في مستوى القرآن، ومستوى العصر، ويحققوا الشهود الحضاري، ويتخلصوا من الحال التي استنكرها القرآن: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 24]، {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} [ص: 29].
ليست أزمة منهج
وهنا قضية أعتقد أنه من المفيد التوقف عندها ولو قليلا؛ ذلك أن كثيرا من العاملين في حقوق الفكر والمعرفة يظنون أن معادلة المسلمين الصعبة اليوم وأزمتهم الفكرية تتمثل في غياب المنهج، ويجهدون أنفسهم بالبحث والدرس، وتقليب الأمر على وجوه كثيرة، وقد يكون من ذلك التطلع إلى ما عند الآخرين!
وفي تصوري أن الأزمة التي لا نزال نعاني منها ليست بافتقاد المنهج؛ فالمنهج (مصدر المعرفة) موجود، ومعصوم، ومختبر تاريخيا، لكن المشكلة بافتقاد وسائل الفهم الصحيحة، وأدوات التوصيل، وكيفية التعامل مع القرآن، فالله سبحانه وتعالى يقول: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَة وَمِنْهَاجا} [المائدة: 48]، ويقول: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيما فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «لو أن موسى كان فيكم حيّا ما وسعه إلا أن يتبعني»؛ وذلك عندما تطلع بعض الصحابة إلى تحصيل المعرفة من التوراة.
ونخشى عند التساهل والقبول بأن الأزمة التي نعاني منها أزمة منهج، وليست أزمة فهم للقرآن الذي هو مصدر للمعرفة، عندها قد ينأى بنا السير إلى السقوط في التعامل مع مناهج أخرى، والافتتان عما نزل إلينا، أو بعضه: {وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ} [المائدة: 49].
لذلك لا بد أن نقرر بأن الأزمة أزمة فهم، وأزمة تعامل، وأزمة أمية عقلية، صرنا إليها بذهاب العلم (مناهج الفهم)، و (وسائل المعرفة).
والجهود فيما نرى اليوم يجب أن تنصب على منهج الفهم، وإعادة فحص واختبار المناهج القائمة التي أورثتنا ما نحن عليه، والتحرر من تقديس الأبنية الفكرية الاجتهادية السابقة التي انحدرت إلينا من موروثات الآباء، والأجداد، والمناخ الثقافي الذي يحيط بنا منذ الطفولة، ويتسرب إلى عقولنا فيشكلها بطريقة التفاعل الاجتماعي؛ الأمر الذي أدى إلى انكماش الفكر والرؤية القرآنية، والتحنط في بطون التاريخ التي تشكلت في عصور التخلف والتقليد، والتي حالت دون إدراك أبعاد النص القرآني، والقدرة على تعديته للزمان والمكان، وذلك أن الصورة التي طبعت في أذهاننا، في مراحل الطفولة، للقرآن أنه: لا يستدعى للحضور إلا في حالات الاحتضار والنزع، والوفاة، أو عند زيارة المقابر، أو نلجأ لقراءته عند أصحاب الأمراض المستعصية، وهي قراءات لا تتجاوز الشفاه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذلك اقترنت الصورة الموروثة للقراءة بحالات من الخوف والاكتئاب، ينفر منها الإنسان، ويستعيذ بالله من سماعها، فإذا تجاوزنا مؤسسات الأمية والعامية التي تشكلت من خلالها تلك الصورة المفزعة للقرآن إلى مراكز ودروس تعليم القرآن الكريم رأينا أن الطريقة التي يعلم بها يصعب معها استحضار واصطحاب التدبر والتذكر والنظر، إن لم يكن مستحيلا، فالجهد كله ينصرف إلى ضوابط الشكل من أحكام التجويد ومخارج الحروف، وكأننا نعيش المنهج التربوي والتعليمي المعكوس، فالإنسان في الدنيا كلها يقرأ ليتعلم، أما نحن فنتعلم لنقرأ! لأن الهم كله ينصرف إلى حسن الأداء، وقد لا يجد الإنسان أثناء القراءة فرصة للانصراف إلى التدبر والتأمل، وغاية جهده إتقان الشكل، وقد لا يعيب الناس عليه عدم إدراك المعنى قدر عيبهم عدم إتقان اللفظ! ولا أزال أذكر أننا وبعد عدة سنوات من التعليم كان مدرس القرآن يراجع بعضنا في تحسين النطق بأعوذ بالله من الشيطان الرجيم مفتتح القراءة.
ونحن هنا لا نهون من أهمية ضبط الشكل، وحُسن الإخراج، وسلامة المشافهة، لكننا ندعو إلى إعادة النظر بالطريقة؛ حتى نصل إلى مرحلة التأمل والتفكر والتدبر، التي تترافق مع القراءة، وقد يكون ذلك بأن نبدأ التلقين بالأداء الحسن ابتداء، مع التوجيه اللافت للنظر صوب المعنى، ولا نلتفت إلى ضبط الشكل إلا في حالات التصويب، ولتكن حالات الاستثناء.
وهم النهاية
وقد يكون من أخطر الإصابات التي لحقت بالعقل المسلم فحالت بينه وبين التدبر والتحقق بالفكر القرآني والرؤية القرآنية الشاملة والاغتراف منها لعلاج الحاضر التوهم بأن الأبنية الفكرية السابقة التي استمدت من القرآن في العصور الأولى هي نهاية المطاف، وأن إدراك أبعاد النص مرتهن بها، في كل زمان ومكان، وما رافق ذلك من النهي عن القول في القرآن بالرأي، وجعل الرأي دائما قرين الهوى، وسوء النية، وفساد القصد.
وفي هذا ما فيه من محاصرة للنص القرآني، وقصر فهمه على عصر معين، وعقل محكوم برؤية ذلك العصر، وحجر على العقل، وتخويف من التفكر؛ الأمر الذي يحول بين الإنسان والتدبر المطلوب إليه نص القرآن.
هذا علاوة على أن الاقتصار على هذا المنهج في النقل والتلقي يحاصر الخطاب القرآني نفسه، ويقضي على امتداده وخلوده، وقدرته على العطاء المتجدد للزمن، وإلغاء البعد المكاني {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّة لِّلنَّاسِ بَشِيرا وَنَذِيرا} {سبأ: 28}، والبعد الزماني: {وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: 40]، وإلغاء التكليف القرآني من السير في الأرض، والنظر في البواعث والعواقب، واستمرار النظر في الأنفس والآفاق، والاكتشاف المستمر للسنن والقوانين، والتعامل معها في ضوء العطاء العلمي، والكشوف البشرية في إطار علوم الكون والحياة {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الحَقُّ} {فصلت: 53}.
ولعل ترسب هذه القناعة العجيبة الغريبة هي من الأقفال الأولى التي يجب كسرها لينطلق الفهم من قيوده وأغلاله وآصاره، فيتحقق العقل بالرؤية القرآنية في أبعاد الحياة المختلفة، وينضح معرفة وحضارة مستمدة من الوحي المعصوم؛ لأن هذه القناعة إذا استمرت سوف تلغي الحاضر والمستقبل معا، وتسقط عن القرآن صفة الخلود الزماني، والامتداد المكاني.
ومن المفارقات العجيبة حقا للعقل المسلم جرأته على إلغاء التكليف القرآني بالنظر والتدبر، وإسقاطه باجتهاد بشري؛ وذلك لعدم إدراكه للنص النبوي -البيان القرآني- الذي يقررك أنها قد تتأتى فهوم مستقبلية أكثر وعيا وإدراكا للنص القرآني: «بلغوا عني ولو آية» (1)، «فرب مبلغ أوعى من سامع» (2)، «فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه» (3).
على أننا لا ندعو بهذا إلى القفز فوق الفهوم التاريخية للقرآن، وهذا الميراث الثقافي الذي يعتبر مفخرة من مفاخر الفكر، والاغتراف من القرآن مباشرة، بمؤهلات وبدون مؤهلات، وإنما نريد أن نحرر العقل من قيوده حيث حرم عليه النظر، وندعو إلى النظر الذي لا يتحقق ولا يتأتى، ولا يستحق أن يسمى نظرا إذا تجاهل الفهوم السابقة، ولعل من أبسط مستلزماتها اصطحاب الاجتهادات السابقة، ولكن لا نقتصر عليها؛ فلكل عصر رؤيته في ضوء مشكلاته ومعطياته.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الدعوة إلى محاصرة العقل، والحجر عليه، وقصر الفهم والإدراك والتدبر على فهوم السابقين، هو الذي أسهم بقدر كبير في الانصراف عن تدبر القرآن، وأقام الحواجز النفسية التي حالت دون النظر، وأبقى الأقفال على القلوب، وصار القرآن تناغيم، وترانيم، وبدل أن يكون الميراث الثقافي وسيلة تسهل الفهم، وتغني الرؤية، وتعين على التدبر، أصبح -من بعض الوجوه- عائقا يحول دون هذا كله، وشيئا فشيئا تتحول القدسية من القرآن إلى السنة فتجعل السنة حاكمة على القرآن، ومن ثم انتقلت القدسية لفهوم البشر، وبقي الكتاب والسنة للتبرك.
فالمشكلة المستعصية في اختلاط قداسة النص ببشرية التفسير والاجتهاد لذلك النص، وإدراك مرماه؛ حيث عد رأي الشيخ أو المتبرع في تفسير نص ما أو فهمه هو الأمر الوحيد والممكن والمحتمل والأكمل لمدلول ذلك النص، وصار أي رأي أو احتمال آخر خروجا عن الإجماع، أو نوعا من الابتداع!
وقد لا نستغرب في هذا المناخ أن ينتهي بعض الفقهاء والأصوليين إلى القول: "كل آية أو حديث يخالف ما عليه أصحابنا فهو مؤول أو منسوخ"، وهذا القول منسوب لأبي الحسن الكرخي (4) من الأحناف.
ولذلك ينبغي أن تتم المقاربة القرآنية بطريقة منهجية، فلكل علم من العلوم الإنسانية والتجريبية مناهج، وآلات، وتقنيات خاصة لفهمه وإدراكه، حتى إننا نرى اليوم لكل شعبة أدوات خاصة لفهمها في مجال العلم الواحد، ففي مجال النقد الأدبي مثلا هناك مناهج متعددة، وفي مجال التربية والأخلاق، والتاريخ، والسياسة، والاجتماع ... إلخ، أصبح لكل علم أدواته وآلات فهمه، ولكل منهج خصائصه وشروطه وميزاته، ولكل معرفة وسيلتها التي توصل إليها.
ومن هنا نقول: إن منهج علماء الأصول، على دقته وعبقريته في استنباط الحكم التشريعي من آيات الأحكام، لا يُمكن أن يعتمد ليكون وسيلة علماء التاريخ، والاجتماع، والسياسة ... إلخ.
بل بإمكاننا القول: إن هذا المنهج على دقته قد يكون مفسدا للنتائج والحقائق لو استعمل في غير ميدانه الذي وضع له، على الرغم من بعض التلاقي والأدوات المشتركة أحيانا في ميدان العلوم المتجانسة.
والمطروح بإلحاح: كيف يمكن التعامل مع القرآن، وتدبر آياته، والإفادة من معطيات العلوم وآلات فهمها، ليكون القرآن مصدر المعرفة، وفلسفتها في شعاب العلوم الاجتماعية جميعا؟ حيث لابد لنا من العودة إلى القرآن كمصدر لمعارف الحياة، وفقه المعرفة والحضارة للقيام بدورنا بمسئولية الشهادة على الناس، والقيادة لهم، وإلحاق الرحمة بهم، واستئناف السير الذي توقف من عهد بعيد في كثير من شعب المعرفة التي يمنحها القرآن."
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Nov 2009, 07:52 م]ـ
[ color=#00008B] الأخ الفاضل الدكتور عبد الرحمن
جزاك الله خيرا على حرصك ومتابعتك لكل ما يخدم القرآن الكريم.
عدت إلى الرابط الذي أحلتنا عليه وقد لفت نظري مقال الدكتور: عمر عبيد حسنة، حيث إني رأيت فيه نظرة متوازنة يجب أن يتنبه لها الداعون إلى قراءة جديدة للقرآن.
"
بوركت أخي الكريم، وحقاً فإن كتابات الأستاذ عمر عبيد حسنة فيها من الأفكار القيمة ما تستحق معه أن تقرأ وتتأمل، وله كتابات متفرقة حول القرآن الكريم وعلومه من مثل (في رحاب القرآن) و (كيف نتعامل مع القرآن؟) وغيرها.(/)
الدكتور فاضل السامرائي ... إبداع بلا حدود
ـ[العمري]ــــــــ[28 Oct 2009, 11:40 ص]ـ
الدكتور فاضل صالح السامرائي عرفه المشاهد العربي من خلال برنامجه الشهير (لمسات بيانية) الذي يبث من قناة الشارقة الفضائية والبرنامج يحمل عنوان احد كتب الدكتور السامرائي إذ هذه الكتب كانت نتاج رحلته الإيمانية التي قطعها الدكتور السامرائي منذ ستينيات القرن الماضي مبحرا في عالم اللغة العربية - تخصصه الأكاديمي - ابتداء من (الجملة العربية تأليفها وأقسامها) انتهاء ب (على طريق التفسير البياني) مرورا بـ (التعبير القرآني) و (بلاغة الكلمة) و (لمسات بيانية) و (معاني الأبنية) و (معاني النحو) وغيرها في رحلة شائقة مع القرآن وألفاظه و تعابيره .. فماذا قدّم
الدكتور السامرائي في هذه الرحلة للقرآن واللغة؟
بداية الرحلة
يقول الدكتور السامرائي في بداية رحلته "كنت أسمع من يقول: إن القرآن معجز وإنه أعلى كلام وانه لا يمكن مجاراته أو مداناته .. وكنت ارى في هذا غلوا ومبالغة دفع القائلين به حماسهم الديني وتعصبهم للعقيدة التي يحملونها وكنت أقرأ التعليلات التي يستدل بها أصحابها على سمو هذا التعبير كارتباط الايات ببعضها وارتباط فواتح السور بخواتيمها وارتباط السور ببعضها البعض واختيار الالفاظ دون مرادفاتها ونحو ذلك فلا أراها علمية واجد كثيرا منها متكلفا وكنت أقول إنه لو كان التعبير غير ذلك لعللوه ايضا فإن الانسان لا يعدم تعليلا لما يريد" (1) لكن تخصصه الاكاديمي - كحامل درجة دكتوراه في اللغة العربية - دفعه لأن يدرس النص القرآني بنفسه وبدأ في الفحص والتدقيق فحصا دقيقا فخلص الدكتور السامرائي الى أن التعبير القرآني تعبير فني مقصود " حُسب لكل كلمة فيه حسابها بل لكل حرف بل لكل حركة " (2) فانتهى الى مسلمة لا جدال فيها "وهي ان القرآن لا يمكن ان يكون من كلام البشر وان الخلق أولهم وآخرهم لو اجتمعوا على ان يفعلوا مثل ذلك ما قدروا ولا قاربوا" (3) فجاءت كتبه توضيحا للعامة قبل الخاصة لهذه المسلمة التي خلص اليها " لان الناس ليس لديهم اطلاع على المسلمات اللغوية وليس لديهم معرفة بأحكام اللغة وأسرارها ومن الصعب ان يهتدي هؤلاء الى أمثال هذه المواطن من غير دليل يأخذ بأيديهم يدلّهم على موطن الفن والجمال ويبصرهم بأسرار التعبير ويوضح ذلك بامثلة يعونها ويفهمونها " (4) فكانت كتب الدكتور السامرائي ذلك الدليل ..
لكن على ما اعتمد الدكتور السامرائي لذلك التبسيط والتطويع من اصول وقواعد؟
مدد التراث
لا ريب أن كتب التراث التي حاولت سبر أغوار التعبير القرآني هي الزاد الأساسي لأي قارئ ومتبحر في لغة القرآن الكريم فكان للدكتور السامرائي نصيب كبير منها وقد أجاب مرة عن مراجعه بانها لا تتعدى كتب علوم القرآن من البرهان للزركشي والاتقان للسيوطي وبدائع الفوائد لابن القيم وكتب المتشابهات كملاك التأويل والبرهان في متشابه القرآن ودرة التنزيل الى جانب عدد من كتب التفسير ولعل اهمها الكشاف للزمخشري (رسالة الدكتوراه للسامرائي بعنوان الدراسات النحوية واللغوية عند الزمخشري عام 1968م) وتفسير الرازي وغيرها من التفاسير، وكثيرا ما يستشهد بقول الرازي " أن القرآن كالسورة الواحدة لاتصاله بعضه ببعض بل هو كالآية الواحدة" (5).ومن هنا بدأ يرسي قواعده في تعليل أساليب البلاغة القرآنية من تقديم وتأخير وجمع وإفراد ... وغيرها فما هذه القواعد؟
تأصيل السياق
يعول الدكتور السامرائي بكثرة على اثر السياق في اختيار اللفظ القرآني في ذلك الموضع عن غيره والمجيء بذلك الأسلوب عن غيره اذ يحتل السياق الجزء الاكبر في أغلب كتبه وتعليلاته ولست مبالغا اذا قلت ان الدكتور السامرائي قد اعطى للسياق الصدارة في كل شيء ونجد هذا في مواضع شتى من كتبه ومن هذه المواضع:-
(يُتْبَعُ)
(/)
1/تعليل البنية: وهو استعمال الفعل والاسم " فمن ذلك قوله تعالى (ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ) الانعام 131 وقوله (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ) هود11 فقد جاء في الآية الأولى بالصيغة الاسمية (مهلك) والثانية بالصيغة الفعلية (ليهلك) وذلك ان الآية الأولى في سياق مشهد من مشاهد يوم القيامة عما كان في الدنيا في حين الكلام في سورة هود على هذه الحياة الدنيا وشؤونها وذكر سنة الله في الامم" (6) ثم ذهب يقارن بين ايات كل سياق ليثبت ما ذهب اليه مسبقا.
ومن ذلك تعليل التقديم والتأخير والذكر والحذف والتوكيد والتشابه والاختلاف وفواصل الايات وغيرها ويمكن مراجعة ذلك في كتابه الشهير التعبير القرآني (7) بل وسار على هذا الدرب في كتبه الاخرى كمعاني الابنية ولمسات بيانية.
2/ المقارنة بين القصص القرآنية: يعقد الدكتور السامرائي جدول مقارنة بين مواضع القصص القرآنية المتشابهة في محاولة لتقريب المواضع المشتركة في القصة الواحدة والمذكورة في مواضع متفرقة لانه يرى أن القرآن"لا يذكر القصة على صورة واحدة بل يذكر في موطن ما يطوى ذكره في موطن آخر ويفصّل في موطن ما يوجزه في موطن آخر ويقدم في موطن ما يؤخره في موطن آخر بل تراه أحيانا يغير في التعبيرات ونظم الكلام تغييرا لا يخل بالمعنى كل ذلك يفعله حسب ما يقتضيه السياق وما يتطلبه المقام وذلك في حشد فني عظيم" (8) وقد جاء في كتابه التعبير القرآني مقارنة لقصة أبينا آدم عليه السلام في سورتي البقرة والاعراف فيرى الدكتور السامرائي في سورة البقرة أن القصة " مبنية على هذين الركنين: تكريم آدم وتكريم العلم وكل ما فيها من ألفاظ ومواقف انما هي مبنية على هذا التكريم في حين ان القصة نفسها في سورة الاعراف جاءت " في سياق العقوبات واهلاك الامم الظالمة من بني آدم وفي سياق غضب الرب سبحانه ولذلك بنيت كل قصة على ما جاء في سياقها" (9) ثم ذهب الى عقد المقارنة المطولة بين ايات كل سورة للقصة نفسها ومثل ذلك نفس القصة بين سورتي ص والحجر ومن ثم قصة موسى عليه السلام في سورتي البقرة والاعراف ومن ثم سورتي الاعراف والشعراء.
كل هذا في مقارنة مبتكرة ربما استسقى فكرتها من كتب التشابهات كدرة التنزيل او البرهان للكرماني لكن الدكتور السامرائي وسّع الامر فشمل أغلب الايات المتشابهات في القرآن الكريم سواء في القصة او في غير ذلك بتوظيف النحو وأدواته و السياق جوهر هذه المقارنات ولعل فصل السمة التعبيرية للسياق في كتاب التعبير القرآني يبدي الامر هذا بوضوح (10).
الاداة النحوية والصرفية
لعل استخدام النحو وأدواته يعود لتبحّر الدكتور السامرائي في النحو وكيف لا وهو صاحب كتاب (معاني النحو) في أربعة اجزاء شرح فيه معنى النحو لا قواعده مستعينا بآراء البلاغيين الذين سبقوه ولعل نظرية النظم للجرجاني كانت حاضرة بقوة في كتاب الدكتور السامرائي فكانت الدلالات البلاغية للأساليب النحوية وهو امر لم يسبقه احد الى مثل هذا التنظير فأعطى لقارئ الكتاب ثروة كبيرة حول أدوات النحو ووظائفها البلاغية. ومن ذلك المقارنة بين قوله تعالى (وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) الجمعة7 وقوله تعالى (وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) البقرة 95 " فالكلام في الاية الثانية على الاخرة (قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ) والدار الاخرة استقبال فنفى بـ (لن) اذ هو حرف خاص بالاستقبال واما الكلام في الاية الاولى فهو عام لا يختص بزمن دون زمن (إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ) فهذا امر مطلق فنفى بـ (لا) وهو حرف يفيد الاطلاق والعموم التي حرف اطلاق وهو الالف وفي الآية الثانية للاستقبال وهو زمن مقيد نفاه بـ (لن) التي اخرها حرف مقيد وهو النون الساكنة وهو تناظر فني جميل" (11) وغيرها من المواضع والتعاملات مع الاداة النحوية ..
(يُتْبَعُ)
(/)
اما الابنية فقد افرد لها الدكتور السامرائي كتابا هو (معاني الابنية في العربية) وسبب ذلك كما يقول " إن اللغويين القدامى و يا للأسف لم يولوه ما يستحق من الاهمية فإنهم نظروا بصورة خاصة في شروط الصيغ ومقيسها ومسموعها وقعدّوا لذلك القواعد اما مسألة المعنى فانهم كانوا يمرون بها عرضا وكانت دراساتهم في الاكثر منصبة على كيفية صوغ البناء وهل هو مسموع او مقيس مجردا من المعنى " (12)
فجاء الكتاب مناقشا لأشهر هذه الابنية كالاسم والفعل والمصادر واسمي الزمان والمكان واسمي الفاعل والمفعول ومبالغاتهما وذلك الجموع وانواعها وغير ذلك، اما كيفية ادراك الدكتور السامرائي الى المعنى المفقود فعن " طريق النظر والموازنة بين النصوص في استعمال الصيغ وهذا النظر قائم على الاستعمال القرآني اولا وقائم على دراسة الضوابط العامة والاصول التي وصفها علماء اللغة وعلى المعاني التي يفسرون بها المفردات و الابنية" (13) ومن ذلك استعمال " الإخوة والإخوان فالإخوة جمع قلة والاخوان جمع كثرة واكثر ما تستعمل الاخوة في اخوة النسب كقوله تعالى (وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ) يوسف 58 وقوله (فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ) النساء11ووردت كلمة (الاخوان) في اثنين وعشرين موطنا في كتاب الله منها ما هو بمعنى الاصدقاء كقوله تعالى (وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ) ق13 وقوله (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا) الحجر47ومنها ماهو بمعنى النسب نحو قوله تعالى (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ) النور 31 و (لَا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ) الاحزاب 55و (وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ) النور 61 وسبب ذلك ان كل ما ورد من (اخوان) بمعنى الاخ في النسب فالخطاب فيه لعموم المؤمنين وليس لواحد منهم فاقتضى المقام الكثرة فجاء بصيغة (اخوان) الدالة على الكثرة بدل (اخوة) والتي هي للقلة تدل" (14).
ومن ذلك ايضا " ضُعفاء وضِعاف جمع ضعيف وكبراء وكبار جمع كبير وأشداء وشداد جمع شديد فما الفرق بينهما؟ الذي يبدو لي ان (فُعلاء) يكاد يختص بالامور المعنوية و (فِعالا) بالامور المادية فالثقلاء لمن فيهم ثقل الروح والثقال للثقل المادي .. فالكبراء هم السادة والرؤساء والكبار كبار الاجسام والاعمار، والضعفاء هم المستضعفون من الاتباع والعوام وهو من الضعف المعنوي اما الضعاف فللضعف المادي ومنه قوله تعالى (أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) الفتح29 فقابل بين الشدة والرحمة وهما امران معنويان وقال تعالى (عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ) التحريم6 والذي يبدو انهم شداد الاجسام ضخامها كما قال تعالى (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا) النبأ12" (15).
هذا هو ابداع الدكتور السامرائي مع هذا الكتاب العزيز رحلة عمر شائقة استخرج هذا العالم من القرآن كنوز عزت عن كثير ولفت انظار الناس الى بلاغة القرآن الكريم في زمان انشغل الناس بزخرفة المصحف دون ادراك مدلولات اياته وحسب الدكتور السامرائي هذا الجهد ...
________________________________________
الهوامش:
1/ التعبير القراني للدكتور فاضل السامرائي ص7
2/نفسه
3/نفسه ص7
4/نفسه
5/ نفسه ص19
6/ نفسه ص24 - 25
7/انظر التعبير القراني الصفحات 74و125و273و217و237
8/ التعبير القراني ص 284
9/ نفسه ص287 - 288
10/نفسه ص238 - 239
11/نفسه ص202
12/معاني الأبنية في العربية للدكتور فاضل السامرائي ص5 - 7
13/نفسه
14/نفسه ص 120 - 121
15/نفسه ص 146 - 147 بتصرف.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[30 Oct 2009, 06:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد عرفت أستاذي الفاضل محمد فاضل السامرائي أثناء دراستي في العراق، وكان نعم المعلّم والأخ والصديق لجميع طلبته، نسأل الله تعالى أن يزيده من علمه وفضله، وأن يهبنا ما وهبه.
وإذا كانت نسبته إلى سامراء التي أصلها سُرَّ من رأى، فأقول إنه سُرَّ من رآه ومن رافقه ومن سمعه.
ـ[عمر بن إبراهيم]ــــــــ[02 Nov 2009, 12:45 م]ـ
أسأل الله العلي العظيم أن يبارك في عمر الدكتور فاضل ويبارك فيه
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[02 Nov 2009, 01:10 م]ـ
صدقتم جميعاً فيما قلتم عن شيخنا الفاضل الدكتور فاضل السامرائي وأنا أشهد بأدبه الجمّ وتواضعه الذي فاق الوصف وأنا أتواصل معه منذ سنوات خدمة لبرنامج لمسات بيانية فما سمعت منه إلا خيراً ولا يتوانى عن الإجابة عن كل إتصال وإن لم يرد فهو يتصل بي ثانية بارك الله فيه ولا يطلب إلا الدعاء له. ومن أدبه أنه لا يغلق الهاتف ولو انتهت المكالمة إلا بعد أن يغلق المتصل الهاتف أولاً. وفقه الله لكل خير وزاده من علمه وفضله وجعل ما يقدمه في ميزان حسناته يوم القيامة ورفع له بها الدرجات.
وأنقل لكم ما قاله الدكتور في إحدى حلقات برنامجه لمسات بيانية:
قبل كتاب التعبير القرآني ذهبت في عمرة عام 1968 وفي 1969 ذهبت للحج هذه بعد رحلة الإيمان كان عندي معرفة جيدة بالقرآن ولكن لم يكن عندي علم كبير فيه فذهبت إلى زمزم وشربت منها وقلت رب افتح لي في كتابك فتحاً مباركاً إنك أنت الفتاح العليم. ماء زمزم لما شُرب له فقلت قال حبيبك محمد هكذا فافتح لي في كتابك فتحاً مباركاً هذه بعد رحلة الإيمان الأولى ثم دعوت ربي فقلت رب افتح لي من خزائن علمك ما تشاء ثم جئت إلى الكعبة وتعلقت بأستارها وقلت رب أسألك أن تفتح لي في كتابك فتحاً مباركاً إنك أنت الفتاح العليم وافتح لي من خزائن علمك فتحاً مباركاً وكنت متعلقاً بأستار الكعبة وبعدها كنت أرى الأمر وكأنه بدأ يتيسر سبحان الله ويبدو والله أعلم أن الدعوة استجيبت.(/)
سؤال عن دراسة تحاول أن تؤرخ لنزول السور بدقة؟ وتفسير سورة محمد؟
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[28 Oct 2009, 09:19 م]ـ
سؤالان عاجلان:
1 - هل توجد دراسة أو دراسات مستقلة عن سورة محمد؟
2 - هل توجد دراسة تحاول أن تؤرخ لنزول السور بدقة، لم أجد سوى ما كتبه الشيخ طرهوني في السيرة الذهبية والتي توقف فيها عند الهجرة ولم يكمل الكتاب حتى الآن بالإضافة إلى متناثرات في بعض كتب التفسير
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Nov 2009, 11:15 ص]ـ
حياكم الله يا دكتور محمد.
أما تفسير سورة محمد فقد كتبت عدة كتب في تفسيرها بشكل مستقل لعدد من الباحثين، بعضها عندي في المكتبة وبعضها لم أشتره. وهي تفسير موضوعي وتحليلي للسورة. للأسف لا أذكر أسماء أحد من هؤلاء الباحثين.
وأما التأريخ لنزول السور فهناك محاولات كثيرة لباحثين مسلمين ومستشرقين.
وهي كلها محاولات ومقاربات، والدقة صعبة فيها لعدم وجود دليل قاطع.
حاول ذلك كل من صنف في التفسير على حسب النزول كالعاني وحبنكة ومحمد عزة دروزة وغيرهم.
وهناك دراسة قيمة للأستاذ الدكتور إبراهيم خليفة لعلي أعرضها في الملتقى يوماً بإذن الله، فهي دراسة مفصلة قليلاً في الموضوع.
وأما محاولات المستشرقين فلا أظنك تقصدها في سؤالك.
ـ[عبدالرحمن الحاج]ــــــــ[01 Nov 2009, 03:54 م]ـ
من أجل معرفة لجهود المستشرقين ومحاولاتهم في دراسة ترتيب نزول القرآن باختصار يمكن العودة إلى كتاب عبدالرحمن بدوي (رحمه الله) "دفاع عن القرآن ضد منتقديه".
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[05 Nov 2009, 10:35 ص]ـ
موضوع تتبع النزول كما ذكر فضيلة الأخ الدكتور الشهري دقيق وعميق وفيه بعض جهود متناثرة وأضيف إلى ما سبق ذكره ابن عاشور وسيد قطب في تفسيريهما حيث عنيا بتحرير هذا الجانب نوعا ما، وسبق لي بالاشتراك مع الأخ الفاضل عمران سميح نزال إعداد بحث اقتصرنا فيه على جانب التأصيل دون التطبيق بتبيين أهمية الوقوف على تاريخ نزول الآيات وطرق التعرف إليه، ومما ينبغي ملاحظته أن تتبع تاريخ النزول يكون للآيات لا للسور إذ لم تكن السور كلها تنزل جملة واحدة وقد يطول زمن نزول السورة جدا كسورة البقرة، فإطلاق القول عن سورة البقرة أنها من أوائل ما نزل بالمدينة ليس دقيقا.
أما بالنسبة لسورة محمد فإن الدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي في كتابه التفسير الموضوعي بين النظرية والتطبيق أفرد لها مبحثا في الجانب التطبيقي وجعلها مثالا على التفسير الموضوعي للسورة.
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[05 Nov 2009, 10:41 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
الموضوع - أعني ترتيب النزول- مهم جدا في إدراك بلاغة السورة لأن البلاغة -كما هو معلوم- هي مطابقة الكلام لمقتضى الحال؛ وعليه فلا بد من معرفة الحال التي قيل فيها الكلام لتتبين لنا أوجه بلاغته، وقد حاول بعض الباحثين وهو الدكتور محمد إبراهيم شادي أن يربط هذا الربط الذي أشرت إليه لكنه حصر دراسته في الصحيح من أسباب النزول، وسمى كتابه " غرائب الإعجاز والنكات في مقامات أسباب النزول "، أصدرته دار اليقين: مصر - المنصورة، وهو كتاب جميل محتوٍ على لطائف يقع في أكثر من 450صفحة.
أما بخصوص الدراسات التي تتعلق بهذا الموضوع فقد وجدت منها بعد كتابة سؤالي:
1 - التنزيل وترتيبه لأبي القاسم النيسابوري، حققته: د - نورة الورثان وطبعته كنوز إشبيليا بالتعاون مع الجمعية العلمية السعودية للقرآن ....
2 - " ترتيب نزول القرآن" للدكتور محمد علي الحسن وهو بحث منشور في العدد السادس عشر من مجلة كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي وهو مصور على النت، وأظنه يصلح أن يكون نواة لبحث موسع في المسألة، ويؤخذ عليه عدم الاستفادة من بعض المراجع المعاصرة - ولعل بحثه كان قبل نشرها -.
ثم إن ما أشرت إليه مما كتبه الشيخ طرهوني في السيرة الذهبية والتي توقف فيها عند الهجرة يعد بحثا متميزاً حقاً خاصة أن المؤلف متخصص في التفسير ابتداء واسعُ الاطلاع على الآثار في جانبي السيرة والتفسير وفضائل السور ثانياً مما مكنه من تحديد وقت نزول بعض السور بدقة متميزة، وليت عمله تمَّ إذا ً لأفاد جداً.
كما أن العلامة الإمام ابن عاشور اهتم بهذا الأمر في تفسيره في حديثه في بداية كل سورة كما أشار إليه في مقدمة التفسير كما تناثرت آراء له في نفس الشأن في ثنايا التفسير، وأحسب أن ما صنعه يستحق التتبع.
وما يفيد هنا أيضاً:
1 - المكي والمدني في القرآن الكريم- من الفاتحة إلى الإسراء - لعبد الرزاق حسين أحمد - وهي في الأصل رسالة ماجستير في الجامعة الإسلامية بالمدينة ونشرته دار ابن عفان، وهو مفيد تحديداً في تخريج رواية جابربن زيد التي رتبت نزول السور، وقد حسن الرواية بمتابع لم يشر إليه غيره - فيما قرأت - بينما ضعفه غيره بدعوى عدم وجود متابع.
2 - التربية الجهادية في السيرة النبوية للدكتور محمد منير الغضبان وهو مفيد في السور المدنية وقد استفاد من ظلال القرآن كثيراً كما هو معلوم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[05 Nov 2009, 10:50 ص]ـ
شكراً للأستاذ أحمد شكري وأعتذر لإعادتي بعض ما ذكره لأني لم أقرأ مشاركته إلا بعد أن كتبت ما كتبتُ
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[05 Nov 2009, 09:55 م]ـ
جزى الله المشاركين خيرا، وقد أحببت رفع البحث الذي أشار إليه الأخ محمد نصيف وهو ترتيب نزول القرآن للدكتور محمد علي الحسن والمنشور بكلية الدراسات الإسلامية والعربية، رغبة مني في نفع إخواني، وهو موجود أيضا على هذا الرابط
http://quran.maktoob.com/vb/quran58690/(/)
الصدمة الأولى
ـ[محمد بن إبراهيم الحمد]ــــــــ[29 Oct 2009, 10:03 ص]ـ
الصدمة الأولى
جاء في الصحيحين عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "الصبر عند الصدمة الأولى".
والذي يخطر بالبال حال قراءةِ هذا الحديثِ أو سماعِه أن المقصودَ به الصبرُ على المصائب الكبار من نحو فقد الأموال، أو الأنفس العزيزة على النفس، وما جرى مجرى ذلك.
وهذا حق، وهو مرادٌ أَوَّليٌّ في ذلك الحديث، ومطلوبٌ ممن ابتلي بشيء من ذلك أن يصبر عند أول وهلة، وأن يتماسك، وألا يتزعزع؛ فإنه بذلك ينال الأجر، ولا تلبث المحنة أن تكون في حقه منحة.
ولعل الأمر لا يقف عند مجرد الحوادث الكبار، بل يشمل الأمور التي دونها مما يمر بالإنسان في حياته اليومية؛ فإنه إذا أخذ بتلك الوصية النبوية العظيمة حصلت له نتائج باهرة، وسلم من تبعات باهظة تنال نيلها منه.
ومن أمثلة ذلك أن تتصور أن شخصاً أساء إليك، أو رماك بما ليس فيك؛ فاستشطت عليه غضباً، وهَمَمْتَ بِرَدِّ إساءته بمثلها أو أشد، ثم تَذَكَّرْتَ الصبرَ عند الصدمة الأولى، فَتَرَيَّثْتَ حتى هدأت نفسك، فرأيت أن الأمر أهون مما تتصور، وأن هناك طرقاً أخرى يُمْكِنُك الأخذُ بها حِيَالَ هذا الأمر.
وهبْ أنه بلغك عن أحد أنه نال منك أيَّ منال، فوجدت في نفسك عليه، وحرصت على لقاء صديق لك؛ لكي تفرغ أمامه شحنات غضبك بالنيل ممن نال منك، ثم رأيت أن تصبر عند أول وهلة، وأن تدع الكلام في تلك اللحظة.
لا شك أنك ستحمد العاقبة إذا هدأت نفسك، وسكنت ريحك، وعاد إليك رشدك.
ويزداد سرورك إذا تبين أن ما بلغك غير صحيح، أو أن لتلك المقولة تأويلاً سائغاً؛ فتكون بذلك احتفظت بأوراقك، وكرامتك، ورزانتك، وسلامة قلبك، وسَلِمْتَ من خسارة صديق، ونأيت بنفسك عن الإساءةِ إلى بريء، ولم تقع في بحر الندم والحسرة وذل الاعتذار.
وهب أنك توقعت النجاح الباهر في أمر من الأمور ثم جاءت الأمور على خلاف ما تريد، ثم صبرت، وتجرعت تلك المرارة، لا شك أنك ستظفر بحميد العاقبة.
وهبْ أنك انتظرت من أحد الناس موقفاً حول قضية تخصك، ثم وطَّنت نفسك على ألا يكون عند ظنك به، ثم حصل منه تباطؤ، وخذلان لك، وقلةُ إقبال عليك، فصبرت عنه أول وهلة.
لا شك أنك _والحالة هذه_ ستتلقى الأمر برحابة صدر، واطمئنان نَفْسٍ.
وإن حصل منه إسعاد لك، وإقبال عليك، ومسارعة إلى نجدتك _ لا شك أن فرحك سيتضاعف.
بخلاف ما إذا لم تصبر، أو توطِّن نفسك عكس ما أملته؛ فإنك ستصاب بألم مضاعف، وحسرات متزايدة.
وعلى هذه النبذة اليسيرة فَقِسْ.
ـ[فيوض]ــــــــ[29 Oct 2009, 10:49 ص]ـ
جزاكم الله خيرآ ....
ولفتة قيمة نفع الله بكم وبارك فيكم ..
لكن توطين النفس بسوء الظن حتى لا نصدم بالواقع ليس في محله بل الاولى أن نحسن الظن بالشخص ونلتمس له العذر .. !!
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[30 Oct 2009, 05:33 ص]ـ
موضوع جميل حقا وتشكر عليه.
وهذه الصدمات الصغيرة تحصل للمرء في حياته دوماً وجميل منه إذا تعلم ضبط النفس
والحلم والأناة في دفعها، فالصبر كما قال ابن القيم في كتابه " عدة الصابرين " أربع
أنواع، وعد منه الصبر على أذية الخلق.(/)
اشكال حول معنى قوله تعالى (وَفَاكِهَةً وَأَبًّا)!!
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[30 Oct 2009, 02:59 ص]ـ
عندي اشكال:
عن ابن شهاب أن أنس بن مالك حدثه أنه سمع عمر بن الخطاب رضى الله عنه يقول: قال الله: (وَقَضْبًا وَزَيْتُونًا وَنَخْلا وَحَدَائِقَ غُلْبًا وَفَاكِهَةً وَأَبًّا) كلّ هذا قد علمناه، فما الأبّ؟ ثم ضرب بيده، ثم قال: لعمرك إن هذا لهو التكلف، واتبعوا ما يتبين لكم في هذا الكتاب، قال عمر: وما يتبين فعليكم به، وما لا فدعوه.
لم َ عدّ عمر رضي الله عنه وأرضاه هذا تكلفًا؟
هل لأنه معروف عندهم أنه نوع من النبات فلاداعي للبحث عن معرفة ماهيته؟
وهل هو شيء مما لاتعرفه العرب؟
ومن أين جاء المفسرون بتفسيرات عديدة في كتب التفاسير لمعنى الأب (نبات القت المعروف، أو نبات يشبه القت، الثمار الرطبة، العشب، ماأنبتت الأرض مما يأكل الأرض الناس وتأكل الأنعام، ماتأكله الأنعام، الكلأ والمرعى .................. الخ)؟
أرجو أن أجد من يوضح لي هذا الاشكال بارك الله فيكم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[30 Oct 2009, 11:03 ص]ـ
عندي اشكال:
عن ابن شهاب أن أنس بن مالك حدثه أنه سمع عمر بن الخطاب رضى الله عنه يقول: قال الله: (وَقَضْبًا وَزَيْتُونًا وَنَخْلا وَحَدَائِقَ غُلْبًا وَفَاكِهَةً وَأَبًّا) كلّ هذا قد علمناه، فما الأبّ؟ ثم ضرب بيده، ثم قال: لعمرك إن هذا لهو التكلف، واتبعوا ما يتبين لكم في هذا الكتاب، قال عمر: وما يتبين فعليكم به، وما لا فدعوه.
لم َ عدّ عمر رضي الله عنه وأرضاه هذا تكلفًا؟
هل لأنه معروف عندهم أنه نوع من النبات فلاداعي للبحث عن معرفة ماهيته؟
وهل هو شيء مما لاتعرفه العرب؟
ومن أين جاء المفسرون بتفسيرات عديدة في كتب التفاسير لمعنى الأب (نبات القت المعروف، أو نبات يشبه القت، الثمار الرطبة، العشب، ماأنبتت الأرض مما يأكل الأرض الناس وتأكل الأنعام، ماتأكله الأنعام، الكلأ والمرعى .................. الخ)؟
أرجو أن أجد من يوضح لي هذا الاشكال بارك الله فيكم.
الأخت الفاضلة أم عبد الله
إليك كلام الطاهر بن عاشور رحمه الله ـ إن لم تكوني وقفت عليه من قبل ـ فأظن أنه قد أجاب على استشكالك:
"والأبُّ: بفتح الهمزة وتشديد الباء: الكلأ الذي ترعاه الأنعام، روي أن أبا بكر الصديق سُئل عن الأبّ: ما هو؟ فقال: «أيُّ سماءٍ تُظلني، وأيُّ أرض تُقِلَّني إذا قلت في كتاب الله ما لا علم لي به» وروي أن عمر بن الخطاب قرأ يوماً على المنبر: {فأنبتنا فيها حباً} إلى {وأبّاً} فقال: كلّ هذا قد عرفناه فما الأبّ؟ ثم رفع عصا كانت في يده، وقال: هذا لعمر الله هو التكلف فما عليك يا ابن أمّ عمر أن لا تدري ما الأبّ ابتغوا ما بُيّن لكم من هذا الكتاب فاعملوا به، وما لم تعرفوه فَكِلوه إلى ربه». وفي «صحيح البخاري» عن عُمر بعض هذا مختصراً.
والذي يظهر لي في انتفاء علم الصديق والفاروق بمدلول الأبّ وهما من خُلّص العربِ لأحد سببين:
إما لأن هذا اللفظ كان قد تنوسي من استعمالهم فأحياه القرآن لرعاية الفاصلة فإن الكلمة قد تشتهر في بعض القبائل أو في بعض الأزمان وتُنسى في بعضها مثل اسم السِّكين عندَ الأوس والخزرج، فقد قال أنس بن مالك: «ما كُنَّا نَقول إلا المُدْية حتى سمعت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر أن سليمان عليه السلام قال:
" ائيتوني بالسكين أقْسِمْ الطفْلَ بينهما نصفين ".
وإما لأن كلمة الأبّ تطلق على أشياء كثيرة منها النبت الذي ترعاه الأنعام، ومنها التبن، ومنها يابس الفاكهة، فكان إمساك أبي بكر وعمر عن بيان معناه لعدم الجزم بما أراد الله منه على التعيين، وهل الأبّ مما يرجع إلى قوله: {متاعاً لكم} أو إلى قوله: {ولأنعامكم} في جمْع ما قُسِّم قبله.
وذكر في «الكشاف» وجهاً آخر خاصاً بكلام عُمر فقال: «إن القوم كانتْ أكبر همتهم عاكفة على العمل، وكان التشاغل بشيء من العلم لا يُعمل به تكلفاً عندهم، فأراد عمر أن الآية مسوقة في الامتنان على الإِنسان. وقد علم من فحوى الآية أنّ الأبَّ بعض ما أنبته الله للإِنسان متاعاً له ولأنعامه فعليك بما هو أهم من النهوض بالشكر لله على ما تبين لك مما عُدد من نعمه ولا تتشاغل عنه بطلب معنى الأبّ ومعرفة النبات الخاص الذي هو اسم له واكتف بالمعرفة الجملية إلى أن يتبين لك في غير هذا الوقت، ثم وصى الناس بأن يَجروا على هذا السَنن فيما أشبه ذلك من مشكلات القرآن ا ه». ولم يأت كلام «الكشاف» بأزيد من تقرير الإِشكال."
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[31 Oct 2009, 03:04 ص]ـ
بارك الله فيكم، وجعله الله في ميزان حسناتكم.(/)
(قراءة نقدية في منهج طنطاوي جوهري في تفسيره الجواهر) لحازم محيي الدين
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Oct 2009, 08:08 ص]ـ
يُعد تفسير "الجواهر" آخر مؤلفات الشيخ طنطاوي جوهري، ويمكن اعتباره خلاصة عامة جامعة، ومركزة لكل الأفكار التي أفنى عمره كله في سبيل اكتسابها، ونشرها بين الناس. وفي الحقيقة، فقد بدأت علاقة جوهري بالتفسير في وقت مبكر في حياته، حيث بدأ يفسِّر بعض الآيات القرآنية، ويلقيها على مسامع طلابه منذ أن كان مدرساً في مدرسة دار العلوم، ثم بدأ يكتب بعض المقالات التي تتناول تفسير بعض الآيات الكريمة ممزوجة بالعلوم الكونية الحديثة، وكان يقوم بنشر هذه المقالات في بعض المجلات مثل "الملاجئ العباسية"، وجريدة "المؤيد"، وجريدة "اللواء " [1]، وكان يقوم أيضاً بإعادة نشر هذه المقالات في كتبه التي كان ينشرها في ذلك الوقت [2]. ثم بدا له بعد أن استقال من عمله الحكومي عام (1922م) [3] أنْ يقوم بتفسير كامل للقرآن الكريم من أوله إلى آخره، فأقبل منذ ذلك التاريخ على كتابة تفسيره الذي أعطاه اسما مشتقاً من اسمه الشخصي "الجواهر في تفسير القرآن" على غرار أسلوبه في تسمية معظم كتبه السابقة.
ولقد انتهى الشيخ من كتابة تفسيره بشكل كامل سنة (1925م)، وكان التفسير آنذاك لا يزيد على 11جزءاً، ثم استمر في تنقيحه والإضافة عليه حتى وصل إلى حجمه الحالي أي 26 جزءاً تقع في 13 مجلداً. وقد طُبع في حياته مرتين بين عامي (1925ـ 1935) [4].
وقد أعلن جوهري في مقدمة تفسيره أن هدفه الرئيس من هذا التفسير هو تفهيم المسلمين العلوم الكونية وحثهم على الإقبال عليها والتفوق في دراستها كمقدمة ضرورية لاستئناف المدنية الإسلامية المجهضة [5].
وقد أشار بوضوح تام في مكان آخر أن تجديد الأمة، وترقية الجنس البشري بشكل عام هو الهدف الأخير من وضع هذا التفسير: "وعسى الله أن يُجدد لهذه الأمة أمرها، ويُرجع مجدها، ويرفع عنها نيرها، ويجعلها رحمة للعالمين. اللهم إني لا أريد بكتابي إلا رقي النوع الإنساني، وأن يكون المسلمون أرشد العالمين، وأصلح بني الإنسان، وأن يكونوا قادة وسادة ورحمة لهم لا يظلمون ولا يُظلمون" [6].
وبهذا نفهم أن الغاية الإصلاحية هي الغاية التي هيمنت هيمنة تامة على تفسير "الجواهر"، ومن هنا يحق لنا أن نستغرب كيف تم إغفال دراسة وتحليل هذا التفسير ضمن تفاسير المدرسة الإصلاحية، وكيف تمَّ تصنيفه في مدرسة التفسير العلمي فقط مع أن التفسير العلمي بالنسبة للشيخ جوهري على الرغم من أهميته المركزية لا يزيد على أن يكون الوسيلة الرئيسة للتجديد والإصلاح، وليس هو الهدف الأخير من هذا التفسير.
المنهج وأبعاده الإصلاحية:
قد يكون من نافلة القول الإشارة هنا إلى أن الكلام عن منهج وطريقة طنطاوي جوهري في تفسيره لا يمكن إيفاؤه حقه في حدود هذه الفقرة المحدودة، وكل الذي سنقوم به هنا لا يزيد عن الإشارة العامة إلى أهم العناصر المكونة لهذا المنهج، وهذه الطريقة.
والهدف من هذه الإشارة، هو الاطلاع العام على منهج وطريقة طنطاوي في التفسير أولاً، والوقوف بعد ذلك قدر الإمكان على موقع البعد الإصلاحي في مجمل منهجيته في التفسير. ويجب التنبيه منذ البداية إلى أن طنطاوي جوهري كان يوجِّه تفسيره بشكل رئيس إلى قارئ يدعوه بالقارئ الذكي الفَطِن، فتفسيره يتوجه إلى قارئ معين، نفهم من خلال التفسير نفسه أن هذا القارئ مطلعٌ على الثقافة الإسلامية، والثقافة التاريخية والفلسفية والعلمية المعاصرة، وبهذا يمكن أن نصف مستوى خطابه بشكل عام في التفسير بأنه خطاب نخبة.
ويمكن لنا أن نفهم أن اصطناع جوهري لحوار مع شخص مفتَرض في مواضع كثيرة من تفسيره، كان عبارة عن استباق منه للإجابة على الانتقادات المتوقعة لتفسيره، ومنهجه فيه، وهذا يدل دلالة كبيرة على أن جوهري كان يعي وعياً تاماً بجدة خطابه التفسيري، وتفرّده بمنهجٍ قد يثير الكثير من الاعتراضات عليه من ناحية الشكل والمضمون [7]. ومن المحتمل أن يكون جوهري قد لجأ إلى اصطناع هذه الشخصية التي أنطقها باسم من ينقد أفكاره في مجتمعه، ليعوّض بها نفسه عن حالة التواصل والتفاعل العلمي الكبير التي كان يأمل أن يتلقاه بها المجتمع العلمي في مصر.
ولنبدأ الآن بذكر الخطوط العريضة لطريقته ومنهجه في التفسير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ استخدم، أسوةً بكافة المفسرين السابقين، منهج التفسير التحليلي، بمعنى أنه فسَّر القرآن الكريم كاملا حسب الترتيب العثماني، حيث بدأ بسورة الفاتحة، وانتهى بسورة الناس. وبهذا يُعد تفسير الجواهر أول تفسير كامل للقرآن الكريم في مصر في العصر الحديث.
ـ يمكن تلخيص طريقته في التفسير بأنه كان يقسِّم كل سورة إلى عدة أقسام، يجمع في كل قسم مجموعة آيات يرى أنها تُشكل وحدة نصية واحدة، تتناول معنى واحداً، ثم يفسِّر السور قسماً قسماً مفتتحاً كلَّ قسم بتفسير لفظي موجز له، يحرص فيه على تعريف الكلمات والمفاهيم الرئيسة الواردة فيه بشكل واضح ومنضبط, ثم ينتقل بعد ذلك إلى ذكر المعنى الإجمالي لآيات القسم الذي يشرحه، وهو هنا لا يزيد على ذكر المعاني العامة المذكورة على وجه الإجمال في التفاسير السابق, ثم يختار بعض الكلمات والمعاني الواردة في القسم الذي يفسّره، ويعقد لها فقرات خاصة تحت أسماء خاصة يختارها غالبا من أسماء الجواهر وصفاتها (مثل: الجوهرة، الزمردة، الزبرجدة، الياقوتة .. )، ثم يبدأ بذكر صفحات عديدة تتناول كل ما يتعلق بهذه الكلمات والمعاني من معلومات طبيعية واجتماعية ونفسية وتاريخية كشف عنها العلم الحديث. وفي نهاية كل سورة يعقد غالباً فقرة خاصة تحمل اسم "النظرة العامة للسورة" يلخص فيها أهم الأفكار والمعاني الواردة فيها.
وقد استخدم جوهري في الأقسام التي خصصها لتفسير المعنى الإجمالي، منهج التفسير بالأثر، حيث استعان، ولو بشكل مقتضب ومحدود، ودون تحقيق وعزوٍ للأقوال إلى أصحابها، على فهم المعاني العامة للآيات، بالقرآن الكريم نفسه، وبأسباب النزول، وبعض الأحاديث النبوية، واللغة والبلاغة، والقليل من الأخبار الواردة عن السلف رضوان الله عليهم أجمعين.
ـ استخدم أسلوب القص، والحكاية، والحوار بشكل متميز، والحكايات التي ذكرها إما حوادث شخصية جرت معه، أو حكايات من التراث الإسلامي، أو من ثقافات العالم الهندية، واليونانية، والأوربية [8]. وهو بهذه الحكايات قام بغرس معاني الآيات التي فسَّرها غرساً عميقاً في عقل القارىء، وقام بتوسيع آفاقه ومداركه في الوقت نفسه من خلال اطلاعه على جزءٍ من تاريخ وثقافات العالم من حوله. هذا فضلاً عن أن ذكره للحكايات في سياق تفسيره كان يساعد القارىء على استرجاع نشاطه الذهني، واستعادة تركيزه وانتباهه، وبهذا يمكن تشبيه حكايات جوهري في تفسيره بمحطات الراحة والاستجمام التي ينزل فيها القارىء في أثناء معاناته قراءة تفسيرٍ مليء بالمسائل العلمية، والقضايا الفلسفية، والمشاغل الإصلاحية.
ـ استخدم في تفسيره الرسوم التوضيحية، والجداول، وصور النباتات والحيوانات، والمناظر الطبيعية، وقام أحياناً بتلخيص تفسير آية ما عن طريق تحويل هذا التلخيص إلى جدولٍ على طريقة البيانات والمخططات الحديثة [9]. ومما لا شكَّ فيه أنه متأثرٌ بعمله هذا بخبرته التربوية الطويلة، والعميقة في ميدان التربية والتعليم، فهذه الطريقة، وإن كانت غريبة تماماً عن كتب التفسير القديمة والحديثة على السواء، فإنها لا تخلو من فائدة في توضيح المعاني، وتثبيتها في ذهن القارئ من جهة، وتشويقه، ودفعه لمتابعة قراءة التفسير دون كلل أو ملل من جهة أخرى، وفي الحقيقة، فإنه لا يوجد أي سبب أو دليل شرعي يمنعه من استخدامها.
ـ حرص في بداية كثيرٍ من السور القرآنية على بيان المعاني الكلية التي تعالجها السورة، فسورة البقرة تدور في نظره حول محورين عامين هما: الإيمان والعمل [10]، وبهذا يمكن أن نقول إن تفسير الجواهر كان خطوة مهمة على طريق الاهتمام بالوحدة الموضوعية للسور القرآنية، وهو الطريق الذي شهد تطوراً ملحوظاً على يد سيد قطب (ت1966م) في تفسيره "في ظلال القرآن".
ـ كان يحرص حرصاً شديداً على بيان وجوه الاتصال والتناسب بين السور القرآنية، وبين الآيات داخل كل سورة على حدة [11]، ولعل هذا الاهتمام يأتي متسقاً مع اهتمامه الحثيث بالبحث عن روح النظام والنسق في الكون والأمم، وكتاب الله تعالى، في نظره، يتطابق مع نظام الكون من حيث إنه كلام الله، والكون فعله، وبالتالي لا بد من التطابق بينهما على مستوى البناء والتنظيم الخارجي، وعلى مستوى المحتوى، والمضمون الداخلي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ اعتنى جوهري عناية كبيرة، بإبراز السياق التاريخي والثقافي لنزول القرآن الكريم، وتحديد البيئة التاريخية، أماكنها وأحداثها وأشخاصها، التي نزل القرآن الكريم فيها، من خلال حرصه الشديد على جمع وذكر أسباب نزول الآيات الكريمة، وحرصه كذلك على ذكر العادات، وظروف البيئة العربية التي سبقت ورافقت نزول هذه الآيات [12].
فقارئ هذا التفسير يخرج من قراءته بفهم معقول للسياق التاريخي الثقافي لنزول القرآن الكريم، ولا شك أنّ جهد جوهري في هذا المجال هو جهد علمي مشكور، وقد شكَّل حجراً أساسياً لكل منْ جاء بعده من المفسرين الذين أخذوا بعين الاعتبار هذا السياق في تفسيرهم، وأخص بالذكر منهم سيد قطب (ت1966م)، وعزة دروزة (ت1984م).
ـ لم يُظهر الشيخ جوهري اهتماماً كافياً بالتفسير الفقهي للآيات التشريعية بشكل عام، وكان يكتفي في تفسير أحكام هذه الآيات بذكر الأقوال الفقهية بشكل موجز جداً، منسوبة إلى أصحابها من علماء الصحابة والسلف وأئمة المذاهب، مع عناية خاصة بالمذهبين الحنفي والشافعي، من دون اللجوء إلى ذكر أدلة كل فريق في الأغلب، أو حتى وجه دلالة الآية المفسَّرة عليها، ودون الترجيح بين هذه الأقوال في الغالب. وكان يرجع في نقل هذه الأقوال إلى كتب التفسير السابقة، كتفسير الطبري، وابن كثير، والبغوي والرازي [13].
وفي الحقيقة، فإن عدم اهتمام جوهري بالجانب الفقهي من التفسير ينسجم مع رؤيته الإصلاحية التي يضع فيها الاعتناء بالعلوم الكونية في المقام الأول، ويرى فيها أن الآيات الكونية أولى بالاهتمام والعناية من آيات الأحكام بشكل عام. وقد يكون السبب في ذلك أيضاً هو أن العلماء والمفسرين الذي سبقوه، قد أعطوا تلك الآيات التشريعية جلّ اهتمامهم في تفاسيرهم، ولم يعطوا الآيات الكونية ما تستحقه من اهتمام ودراسة وبحث، لذا انصبَّ اهتمامه الزائد على دراستها وتفسيرها، دون آيات الأحكام، التي لم يُبق السابقون في تفسيرها، واستنباط الأحكام منها مزيداً لمستزيد من اللاحقين.
ـ لم يلجأ جوهري إلى استخدام التحليل اللغوي والبلاغي إلا في أدنى الحدود، وبقدر الحاجة، وبأبسط طريقة ممكنة، وجلّ اهتمامه اللغوي كان ينصب على تحليل الكلمات الغريبة للوقوف على أصل اشتقاقها لتحديد معناها بدقة [14].
وقد كان من منهجه وخطته في التفسير بشكل عام أن لا يخوض في بحر القضايا الخلافية التي لا يرى من ورائها فائدة علمية، أو عملية ذات قيمة [15].
ولعل في اقتصاد جوهري الشديد في المسائل الشرعية، والفقهية، واللغوية، والبلاغية، والقضايا الخلافية، وتوسعه الشديد في مقابل ذلك في القضايا العلمية والروحية، والمسائل الإصلاحية، دليلاً واضحاً على مدى انسجام منهجه في التفسير مع هدفه من هذا التفسير، أي اتخاذ التفسير منبراً عالياً لتبليغ مشروعه الإصلاحي لمسلمي عصره، ولا يهمه بعد ذلك، إذا لم يُعط التفسير حقه من التمحيص والتحقيق العلمي للمسائل التي يطرحها النصُّ القرآني نفسه سواءً على الصعيد العقدي أم على الصعيد التشريعي، أم لا.
ـ تظهر في التفسير مسحة صوفية شفافة، ونزعة خلقية راقية، التفت جوهري من خلالها للمعاني الروحية العميقة التي يتضمنها كتاب الله عزَّ وجلَّ، وقد عمل جوهري على استثمار هذه النزعة والفهم الصوفي الذي تقبله حدود اللغة العربية وحقل دلالتها، في سبيل تحريك طاقة المسلم نحو العمل، وحفزه إلى العلم، والسير في الأرض، وتحمل أعباء الإصلاح [16]، وهكذا فقد شكَّلت إشاراته الصوفية دافعاً إضافياً للعقل والجهد البشري للعمل في ميدان عمارة الأرض، وإصلاح أحوالها، بدل أن تكون ـ كما حدث على يد كثير من متصوفي عصره الذين انتقدهم بشدة ـ دعوة إلى استقالة العقل البشري، وتكبيل قدرة المسلم على العمل والإنجاز، والإخلاد والاستكانة لإكراهات الواقع وتصاريفه، باسم الدين ونصوصه [17].
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي المقابل فقد أكثرَ في تفسيره من النقل عن التوراة والإنجيل، وبشكل خاص إنجيل برنابا [18].وأكثرَ النقل من كتب الإمام الغزالي، وبشكل خاص كتابيه: "جواهر القرآن"، و"إحياء علوم الدين" [19]، وأكثر النقل أيضاً من رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء ذات البعد العرفاني [20]. كما أكثر جداً من النقول من كتب الفلاسفة القدماء، وخصوصا أفلاطون وسقراط [21]، وفلاسفة وعلماء الغرب المعاصرين سواء في مجال علوم الطبيعية، أم في مجال النظريات الروحية، التي تؤمن بوجود الأرواح وقدرتها على مخاطبة الأحياء والتأثير فيهم، ويقينية المعرفة المتلقاة عن طريق الأرواح!
وفي الحقيقة، فإن الشيخ طنطاوي كان يعتقد بهذه النظريات اعتقاداً راسخاً إلى درجة جعلته يشارك مشاركة فعالة في تأسيس أول جمعية روحية في مصر لتحضير الأرواح ومخاطبتها، وهي دائرة القاهرة الروحية [22]، وقد أثَّرت آراؤه الروحية في تفسيره إلى درجة يمكن لنا أن ننظر إليه على أنه تفسير "علمي" و"روحي" في آن معا [23]. ومما لا شك فيه فإن جمع جوهري بين الرؤية "الروحية" والرؤية الفلسفية العرفانية، وبين الدعوة العلمية والسننية الصارمة في تفسيره وفكره عموماً، يشير إلى مأزق عميق في بنية خطابه الإصلاحي، وقد تكون هذه الازدواجية القلقة في فكره قد ساهمت ـ إلى جانب عوامل أخرى ـ في أن لا يترك تفسيره الأثر الكبير الذي كان يتوقعه له صاحبه.
ومن جهة أخرى، فإنه يمكن القول إن ظاهرة إدراج نصوص كثيرة مأخوذة من مراجع وكتب إسلامية، وأوربية عديدة، ومن مجلات وجرائد مصرية، وعربية، وأوربية متنوعة، وإدراج نصوص طويلة جداً من معظم كتبه، ومقالاته المنشورة سابقاً، هي سمة بارزة من سمات تفسير "الجواهر"، وقد تكون هذه السمة مؤشر ملحوظ على انفتاح تفكير جوهري على المصادر والمعارف البشرية بغض النظر عن أصحابها، وهذا أمر إيجابي بحد ذاته، ويمكن أن نعزو إليها السبب في ضخامة هذا التفسير الكبير الذي بلغ ثلاثة عشر مجلداً من القطع الكبير، ولكننا في الوقت نفسه نشير إلى أن هذه السمة مسؤولة عن ظاهرة تقطيع وحدة وانسجام وتماسك التفسير نفسه، وخاصة إذا عرفنا أن أغلب هذه النصوص المدرَجة بعيد الصلة عن أجواء الآيات المفسَّرة التي جاءت تلك النصوص في سياقها [24].
ـ كان يقرِّب الأشياء التي لا تخضع للتفسير العلمي المادي كإحياء الموتى، ووجود الملائكة والجن والبعث والنشور والخوارق والأمور الغيبية إلى الأذهان بشكل عام باستخدام المعلومات العلمية الموجودة بين يديه، وباستخدام أسلوب قياس الغائب على الشاهد الشائع عند متكلمي الخلف من أجل تقريب هذه المعاني الغيبية إلى مثقفي عصره الماديين. فهو يقيس الملائكة على النفس (المخ) في الإنسان، فكما أن النفس تسيطر على الجسد، وتدبر شؤونه، فكذلك الملائكة، فهي قد تكون ـ من باب التقريب ـ قوى خلقها الله تعالى تدبر وتسيطر على كل ما خلقه الله في الكون من الكواكب والشمس والقمر والنبات والحيوان [25].
وكان لا يتردد في بعض الأحيان عن تأويل بعض الآيات بما يتوافق مع النظريات الروحية التي شاعت في عصره في بعض المحافل في أوربا وأمريكا بطريقة لا تخلو من تكلف وتعسف كبيرين [26].
ـ وظِّف مجموعة من العلوم الكونية الحديثة، وقام بإدراج نصوصٍ منها بشكل مطول في تفسيره [27]
لمجرد ورود كلمة لها علاقة بأي مظهر من مظاهر الكون. وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ جوهري كان يعتقد أن الإشارات التاريخية والعلمية الواردة في القرآن الكريم مذكورة بطريقة مجملة، وهي تشكِّل في مجموعها مقدماتٍ دافعة للبحث العلمي الذي يجب أن يقوم به علماء الأمم، وبشكل خاص المسلمون منهم الذين سبق لهم تلاوة الآيات التي تتضمن هذه الإشارات. فالقرآن الكريم يذكر الحقائق مجملة عامة من حيث تضمنه الإشارة إلى كل الظواهر الكونية من جهة، ويحث علماء الأمم على استقصاء هذه الحقائق والوقوف على تفاصيلها من جهة أخرى، فبيان وتفصيل المسائل العلمية والتاريخية من مهام العقل والخبرة البشرية، وليس من مهام الوحي الذي يكتفي بالإجمال، وإثارة الرغبة عند البشر في اكتشاف هذه العلوم، وليرتقوا بعد ذلك بقدر تعمقهم في دراسة هذه العلوم في مدارج الحضارة والتقدم. يقول جوهري: "واعلم أن خلق آدم وحواء ليس هناك دليل قطعي على كيفيته، والقرآن أتى به مجملاً على
(يُتْبَعُ)
(/)
مقتضى ما تقبله العقول وتفهمه النفوس، فأما التفصيل، فليس للكتب السماوية، وإنما هذه مقدمات يُؤتى بها للمقاصد، فأما التفصيل فقد قام به علماء الأمم من عجم وعرب" [28].
ويقول في موضع آخر في حوارٍ له مع شخصٍ آخر نافياً عن نفسه تهمة من نسبَ له القول إنّ كل العلوم التي ظهرت في الغرب موجودة في القرآن الكريم [29]: "وأنا لم أقل إن أهل أوروبا استنتجوه من القرآن، بل استنتجوه بعقولهم، ولقد بعث الله الغراب وغير الغراب لهم كما بعث لنا، وأراهم الغراب وغير الغراب كما أرانا، ولكن هم رأوا، ونحن ما رأينا، وهذا عار على أمة الإسلام أن تجهل عقلها، وتجهل دينها، فأنا لم ألصق بالقرآن يا صاحِ علماً ولا صناعةً، وإنما أنا متبع لا مبتدع [يقصد أنه متبع لعلماء الإسلام الذين أوجبوا دراسة العلوم الكونية، واعتبروها من فروض الكفايات التي تتوقف عليها مصالح المسلمين، مثل الجويني والغزالي [30]]، فقال: لقد أحسنتَ، كل الإحسان، وأجبتَ ما في صدري، وعلمتُ اليوم أن الذي يقولون فيك ما قلتُه الآن [أي اتهامه بإلصاق كل شيء بالقرآن والدين] جُهَّال لم يقرؤوا مقالةً تامة من كلامك، فقلتُ: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات" [31]. وبهذا يمكن أن نقول إنه قد تمّ فهم علاقة تفسير "الجواهر" بالعلوم الكونية بشكل مغلوط.
ومهما يكن من أمرٍ، فقد أفرط طنطاوي في استخدام العلوم الكونية في تفسيره، إلى درجة أنه اعتبرها مرجعية إجبارية لفهم القرآن وتفسيره، فها هو يقول: "هذا القرآن يستحيل أن ينتفع به المسلمون إلا إذا قرؤوا جميع العلوم، ومن أين يعرفون معنى هذه الآيات التي تُعرض على العامة والأطفال لأنها في السور الصغيرة المعروفة لكل قارئ [يقصد سور جزء عمَّ] إلا بالعلوم والمعارف، وأرجو أن يتم ذلك بعد انتشار هذا التفسير" [32]. ويقول في موضع آخر: "أوَ ليس في قوله [تعالى]: {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط} ما يدعو إلى سائر العلوم، فإن القيام بالقسط هو نفس النظام، أي نظام الفلك، ونظام الطبيعة. وقد قال علماؤنا: لا يعرف معنى القيام بالقسط إلا من درس سائر العلوم، كما قالوا في قوله تعالى {ووضع الميزان} في سورة الرحمن، إن هذا الميزان لا يعقله إلا الذي درس كل علمٍ كالطبيعة والفلك والكيمياء" [33].
في كلام جوهري هذا خروجٌ عن طبيعة النص القرآني، ومنهجية فهمه، فالعلوم ضمن شروط منهجية منضبطة، قد تزيد عملية التفسير غنى وعمقاً، ولكن بلا شك فإنّّ الناس يستطيعون من دونها أن يفهموا القرآن الكريم في الحدود المعقولة الضامنة لتوظيفه في حركة التاريخ وصياغته، والدليل على ذلك ما فعله المسلمون الأوائل الذين لم تدخل العلوم الكونية في مرجعياتهم العلمية في فهم القرآن الكريم، وعلى الرغم من ذلك فقد فتحوا العالم، وأسسوا حضارة عالمية بكل المقاييس الحضارية المعروفة في تلك الأزمان.
ولكن تجدر الإشارة هنا إلى أن الشيخ طنطاوي كان يهدف من سرد شتى العلوم والمعارف في تفسيره إلى إيقاظ رغبة الأجيال الجديدة من المسلمين في دراسة العلوم الحديثة، ودفعهم دفعاً من خلال ربطها بالقرآن الكريم إلى الإبداع في هذه العلوم، والتفوق فيها على الغربيين الذين احتلوا بلادهم، وعملوا على منع وصول هذه العلوم إليهم، خوفاً من استيقاظهم، وانتزاع بلادهم منهم [34]. يقول جوهري موضحاً هدفه من ذكر العلوم الكونية في تفسيره: "أن تترقى العقول الإسلامية كما تترقى عقول البشر بهذه العلوم، ولذلك لما دخل الفرنجة بلادنا المصرية منذ 45 سنة، منعوا هذه العلوم عن المصريين ليحصروها في الجهالة .. لأن علماءهم أفهموهم أن تعليم الأمم المحكومة يجعلها مدركة الحقائق، فتطرد المستعمرين، وهذا شأن الغاصب مع صاحب البلاد، وأنا أنصح المسلمين جميعاً أن يعرفوا هذه العلوم، ويقرؤوها لينفعوا أممهم، ويطردوا عدوهم، ويرضوا ربهم" [35].
(يُتْبَعُ)
(/)
وهكذا نفهم أنّ إدراج جوهري في تفسيره مئات الصفحات من المعلومات الكونية، حتى لو يكن لها أدنى علاقة بالآيات المفسَّرة إلا ورود اسم أو لفظ له علاقة بالأمور الكونية، لم يكن إدراجاً معرفياً فقط، كما قد يتبادر إلى الذهن، بل كان بالإضافة إلى ذلك تكتيكاً إيديولوجياً حاول من خلاله نفع الأمة وإنهاضها، وتأهيلها للتصدي للاستعمار والانعتاق من سلطته التي تعيق نهضة وتقدّم المجتمعات الإسلامية.
ـ تسود التفسير من أقصاه إلى أقصاه روح إصلاحية متوهجة، تدعو بحماس وإخلاص منقطعي النظير إلى إصلاح أحوال العالم الإسلامي، وتدعو المسلمين إلى استئناف نهضتهم، واستعادة دورهم التاريخي في العالم، وهي لا تفتر في تشخيص علل وأمراض الأمة الإسلامية، وتقترح في مقابل هذه العلل حلولاً ومخارج، كان يرى رحمه الله تعالى أنها مصيرية، وحاسمة، ولا بدّ من الأخذ بها [36].
وبسبب شدة وضوح وحضور هذه الروح الإصلاحية، يمكن لنا أن نصف تفسير جوهري بأنه تفسير عملي نضالي، بمعنى أنّ جوهري كان يحرص دائماً على توجيه كلامه لا لمجرد الإعلام والبيان والإظهار، بل من أجل دفع القارىء إلى ميدان الحركة والعمل، ميدان الانخراط في تبني وإنجاز المشروع الإصلاحي الذي يدعو إليه. فهو لا يكف عن توجيه الخطاب إلى القارىء الذكي، وإلى عموم الأمة الإسلامية ممثلة بعلمائها وأمرائها وحكامها، وحثهم على أن ينهضوا جميعاً، ويلتفوا حول أفكاره الإصلاحية قياماً بحق الإسلام، ونهضته العتيدة في العصر الحديث [37].
وبهذا قد يحق لنا النظر إلى تفسير "الجواهر"، على أنه خطاب سياسي، بمعنى من المعاني، وذلك على اعتبار أنّ الخطاب السياسي بمعناه الواسع هو كل خطاب يتجه إلى مجموعة بشرية محددة، ويحاول توجيه سلوكها، ونمط حياتها في اتجاه محدد.
نقد وتقويم:
يقول رشيد رضا في معرض تقييمه لتفسير "الجواهر" رداً على سؤال ورد إلى مجلته من سائل تونسي يسأله عن قيمة هذا التفسير: "الأستاذ الشيخ طنطاوي مغرم بالعلوم والفنون التي هي قطب رحى الصناعات والثروة والسيادة في هذا العصر، ويعتقد بحق أنَّ المسلمين ما ضعفوا، وافتقروا، واستعبدهم الأقوياء إلا بجهلها، وأنهم لن يقووا، ويثروا، ويستعيدوا استقلالهم المفقود إلا بتعلمها على الوجه العملي بحذقها مع محافظتهم على عقائد دينهم، وآدابه، وعباداته وتشريعه، ويعتقد حقاً أن الإسلام يرشدهم إلى هذا بل يوجبه عليهم، فألف كتباً صغيرة في الحثّ على هذه العلوم والفنون، والتشويق إليها من طريق الدين، وتقوية الإسلام بدلائل العلم، ثم توسَّع في ذلك بوضع هذا التفسير الذي يرجو أن يجذب طلاب فهم القرآن إلى العلم، ومحبي العلم إلى هدى القرآن في الجملة، والإقناع بأنه يحث على العلم لا كما يدَّعي الجامدون من تحريمه له، أو صدِّه عنه، فهو لم يُعن ببيان معاني الآيات كلها، وما فيها من الهدى والأحكام بقدر ما عُنيبسرد المسائل العلمية، وأسرار الكون وعجائبه .. ولا يمكن أن يُقال: إنَّ كل ما أورده فيه يصح أن يُسمَّى تفسيراً له، ولا أنه مُراد الله تعالى من آياته، وما أظن أنه هو يعتقد هذا .. وجملة القول إن هذا الكتاب نافعٌ من الوجهين اللذين أشرنا إليهما .. وصاحبه جدير بالشكر عليه، والدعاء له، ولكن لا يعوّل عليه في حقائق التفسير، وفقه القرآن لمن أراده، فإنه إنما يذكر منه شيئاً مختصراً منقولاً من بعض التفاسير المتداولة" [38].
نلاحظ، من هذا النص، أنّ رشيد رضا قد أدرك عِظَم المهمة الإصلاحية التي نذر لها طنطاوي نفسه من خلال تفسيره، ألا وهي دعوة المسلمين لاستعادة نهضتهم الحضارية، واستقلالهم السياسي عن طريق تقريب العلم من أهل التدين، وتقريب الدين من أهلالعلم، ولا يستطيع أحدٌ أن يعرف قيمة هذه المهمة الجليلة إلا إذا علم أنّ مصر، وعموم بلاد العالم الإسلامي في مطلع القرن العشرين كانوا يعيشون أزمة روحية كبيرة كادت تقتلعهم من جذورهم، بسبب ظهور علامات تفوق الغرب الباهر على المسلمين في كافة الميادين العلمية، الأمر الذي دفع بكثير من المسلمين إلى فقدان الثقة بأنفسهم ودينهم، وإلى الاعتقاد أنّ الإسلام هو المسؤول عن تخلف المسلمين العلمي والحضاري، وقد دفع هذا الاعتقادُ الساذجُ الكثيرَ منهم إلى التخلي عن الإسلام والاستهتار به، ووصفه بأنه دين التخلف ودين القرون الوسطى المظلمة، ولا
(يُتْبَعُ)
(/)
مكان له في العالم الحديث، عالم العلم والتقدُّم.
ولكن إقرار رضا لجوهري بهذا الدور الكبير الذي لعبه في خدمة وجلاء الوجه الحضاري للإسلام، لم يمنعه من نقده بسبب اقتصاده في بيان المعاني القرآنية، وبسبب حشده كماً هائلاً من المعلومات العلمية في سياق تفسيره، دون أن يكون لهذه المعلومات ضرورة في بيان المعنى المقصود من الآيات المفسَّرة، بل على العكس من ذلك فقد تقف هذه المعلومات الكثيفة حاجزاً دون الفهم المنشود من الآيات، وبالتالي تصرف ذهن القارئ لهذا التفسير عن مقاصد القرآن وهديه.
ولقد انتبه الشيخ أمين الخولي (ت 1966م) لما انتبه إليه من قبله رشيد رضا، عندما أدرك أنّ التفسير العلمي للإشارات الكونية الواردة في القرآن الكريم سيحول بين الناس ـ بسبب التفاصيل العلمية الكثيرة والمعقدة التي يستخدمها، والتي تندٌّ في مجملها عن تفكير المسلم العادي ـ وبين إدراك الدلالة المقصودة أصلاً من وراء هذه الإشارات، وهي: إثارة الشعور والفكر البشري بجمال وجلال الظواهر الكونية، وتنبيههما إلى مدى دلالتها من خلال نظامها الذي تجلت من خلاله على عظمة وقدرة الخالق الحكيم، فاطر هذا الكون، وصاحب الأمر فيه. وما يمكن أن تؤدي هذه الإثارة في النهاية من غرسٍ لعقيدة التوحيد من أقرب وأوضح طريق يشترك الناس كلهم، بنسب متفاوتة، في ملاحظته وإدراكه، ومن دفعٍ لهم بعد ذلك للإقبال على ضروب الهداية، ووجوه الإصلاح المودعة في القرآن الكريم. وهكذا، فكلُّ زيادة، وتوسُّع، وتكلُّف في تفسير هذه الإشارات القرآنية ستكون لا محالة إشغالاً للعقل الإسلامي بالوسيلة على حساب المقصد، وهذا الإشغال لا يتفق مع هدف القرآن من وراء استخدام هذه الإشارات. لذلك يرى أمين الخولي أنه "من الخير ألا توجه العناية إلى مثل هذا الضرب من التفسير العلمي، لأنه ليس بذي جدوى على القرآن نفسه، والقرآن غني عن أن يعتز بمثل هذا التكلف الذي يوشك أن يخرج به عن هدفه الإنساني الاجتماعي في إصلاح الحياة، ورياضة نفوس الناس جميعاً على اختلاف حظهم من العلوم الطبيعية الرياضية وما إليها" [39].
وقد اتفق مصطفى الطير، وهو من علماء التفسير في العصر الحديث، في تقويمه العام لمنهج الشيخ جوهري مع الشيخ رشيد رضا، حيث أثنى، من جهةٍ على الشيخ طنطاوي وعلى جهوده المخلصة في ميدان نهضة المسلمين العلمية، ومن جهة أخرى فقد نقَدَ إسرافه في حشد العلوم بين دفتي التفسير، وانتقده أيضاً لإقحامه آراء المدرسة الروحية الحديثة في التفسير، وخصوصا تحضير الأرواح، ومعرفة الغيب عن طريق الاتصال بالأرواح، وإعطائها مشروعية دينية وعلمية انطلاقاً من آيات قرآنية لا تحتمل هذه المعاني على الإطلاق [40].
ويقول في هذا الاتجاه نفسه محمد محمد حسين: "وأكبر ما يؤخذ على طنطاوي جوهري في كتبه، وفي تفسيره على وجه الخصوص، نُقوله الكثيرة في مواضع مختلفة متعددة عن دعاة تحضير الأرواح من الغربيين وانخداعه بدعاواهم ظناً منه أن ذلك يساعد على رد تيار الإلحاد الذي ينكر الحياة الأخرى، وينكر الحساب والثواب والعقاب. والواقع أن هؤلاء الروحيين كانوا ينشرون إلحاداً من نوع جديد" [41].
ونضيف إلى ما سبق القول: إنَّ لجوء طنطاوي إلى الاجتهادات البشرية في ميدان العلم الكوني في تفسيره للآيات القرآنية التي تحمل إشارات علمية، واستعانته بما استطاع تحصيله من علوم العصر، التي أخذ مادتها بشكل أساسي من علماء الغرب الذين يقولون هم أنفسُهم عن علومهم واكتشافاتهم بأنها علوم نسبية وخاضعة دائماً للمراجعة والتغيير والنقد على ضوء المستجدات العلمية، ما هو في حقيقة الأمر إلا تسليطٌ للمعارف المتغيرة بطبيعتها على الحقائق القرآنية التي يُفترض فيها الثبات والقطعية، وبذلك فقد فتح طنطاوي الباب، بعمله هذا من حيث لا يشعر، ولا يريد قطعاً، للعبث بالمدلولات القرآنية، وجعلها ساحةً للإثبات والنفي على حسب تغيُّر المعطيات العلمية التي تُفَسَّر بها، وفي هذا العبث ما فيه من الفساد والإساءة إلى فهم القرآن الكريم وتفسيره، هذا بالإضافة إلى جعل العلوم المتغيرة بطبيعتها ـ ومِن ورائها مَنْ يُنتج هذه العلوم، وهم في الأغلب علماء الغرب على الأقل على المدى المنظور ـ مرجعيةً ضروريةً لفهم القرآن الكريم، وبالتالي جعل المعنى القرآني تابعاً بشكلٍ أو بآخر لشيءٍ خارج
(يُتْبَعُ)
(/)
عنه، وفي هذا خلخلة لمرجعية فهم القرآن الكريم النابعة أساساً من داخله (أي القرآن نفسه، والسنة النبوية، واللغة العربية التي تجلَّى فيها النظم القرآني).
وفيه أيضاً إضفاءُ شيء من الهالة والتعظيم على الحضارة الغربية، التي أصبحت بهذه الطريقة أحد مقاييس صدقية الوحي، وأصبحت "الحقائق العلمية" التي تأتي بها هي إحدى الضمانات للأخذ ببعض نصوصه، وفي هذا ما فيه من زيادة الافتتان بالغرب وحضارته، وزيادة هيمنته على العقلية الإسلامية التي حصرت مهمتها في كثير من الحالات بمتابعة الإنتاج العلمي في الغرب، والبحث عن مدى مطابقة هذا الإنتاج لنصوص الوحي.
وقد يكون من الحقيقة القول: إنََّّ الذي دفع الشيخ طنطاوي جوهري في هذا الاتجاه هو رغبته الصادقة والحميمة في دفع المسلمين إلى الانخراط في ميدان البحث والإنتاج العلمي في كل المجالات الكونية الذي مكَّن الغرب من التفوق على العالم الإسلامي بمراحل كثيرة، ومكَّنه من استعباد أبنائه، واحتلال بلاده، وهي دعوة بحد ذاتها ضرورية، وأتت في وقتها المناسب، ويمكن النظر إليها على أنها جهدٌ إصلاحي كبير يصبّ في مصلحة الأمة وسيادتها وتقدّمها، لكنه رحمه الله تعالى قد أخطأ الوسيلة المناسبة للقيام بهذه الدعوة عندما أقحم العلوم الكونية بتفصيلاتها المتغيرة بين دفتي تفسيره، ودعا إلى فهم القرآن الكريم في ضوئها، حيث كان يكفيه التركيز على ضرورة الاستفادة من الآيات القرآنية الداعية إلى العلم والتفكر والتدبر، والنظر في السموات والأرض، والسير في الأرض، وقراءة التاريخ، والبحث في الآفاق والأنفس، ومعرفة سنن الله تعالى في الكون والتاريخ والأمم كما دعا القرآن الكريم نفسه إلى ذلك في آيات كثيرة؛ للفت نظر المسلمين إلى تقصيرهم في ميدان العلم بمفهومه الشامل، وأثر هذا التقصير في فساد أحوالهم وأحوال مجتمعاتهم، وحثهم على تدارك هذا التقصير التاريخي بالانفتاح على كافة العلوم الكونية والإنسانية، والبحث والإبداع فيها جنباً إلى جنب كل العاملين في هذه المجالات، دون أن يضطر إلى الوقوع في الخطأ المنهجي الذي وقع فيه، أي تسخير القرآن الكريم لدلالات العلوم المتغيرة التي قد يؤدي تغيرها، وتناقضها أحياناً إلى نزع الثقة بالقرآن الكريم نفسه عند بعض الناس، وهذا ما لا يريده جوهري قطعاً.
الآثار الاجتماعية:
وفي الحقيقة، فقد تم استقبال هذا التفسير بشيءٍ من الفتور، وأحياناً بشيء من الإعراض والتجاهل في مصر، وبعض البلاد العربية في الأوساط الدينية ذات الثقافة التقليدية [42]، وربما يعود سبب هذا الفتور والإعراض، إلى ما ذهب إليه الشيخ بحماس شديد من تفسيرٍ للقرآن الكريم على ضوء النظريات العلمية، التي لم تصل هي نفسها بعد إلى درجة الحقائق العلمية، وما قام به من حشدٍ للمسائل الكونية في تفسيره دون إحكام الصلة بينها وبين السياق التفسيري الذي جاءت فيه.
وكذلك يمكن القول إنّ أحد أسباب ضعف استقبال تفسير "الجواهر"، وزهد كثير من الناس فيه، وبشكل خاص طلاب العلوم الشرعية، هو الحضور الكثيف للعلوم، والفلسفة ومصطلحاتها فيه، وحضور علم الأرواح وحوادثه وأحواله فيه ضمن إطار ورؤية فلسفية عميقةٍ شيئاً ما، وهو الأمر الذي استفزَّ الحسَّ الديني العفوي الذي لا يطيق صبراً على الفلسفة وتجريداتها، وهو بمنهجه هذا يكون قد خالف الشيخ محمد عبده (ت 1905م)، ومن قبله ابن رشد (ت 595هـ)، اللذيْن صرّحا بأن خلط الدين بالفلسفة خطأٌ معرفي ومنهجي في الآن نفسه، في حين أن دراسة الفلسفة بشكل مستقل أمر نافع بل يشكِّل ضرورة معرفية للعقل الإسلامي الباحث عن الحقيقة، والمستكشف للكون وآفاقه، أما خلطها بالدين فهو مُفسدٌ لها، وللدين نفسِه إذ لكل منهما منهج وموضوع يختص به دون الآخر، ومصلحة الاثنين تكمن في تعاونهما دون أي دمج أو تداخل بينهما على مستوى المنهج أو الموضوع [43].
وهذا هو الخطأ الكبير الذي وقع فيه جوهري عندما خلط الدين بالفلسفة، وقد دفع ثمن هذا الخلط غالياً، عندما زهد كثيرٌ من القراء فيه، ونظر عددٌ آخر منهم إليه نظرة ريبة وشكٍّ، وبهذا تقلصت قاعدة قرائه بشكل عام، وعجز بالتالي عن توصيل رسالته الإصلاحية كما كان يحب، ويريد من خلال تفسيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي هذا السياق نفسه، يمكن القول إنّ أحد أسباب محدودية انتشار تفسير الجواهر أيضاً، هو أنه نصٌ فاجأ قراءه آنذاك بمرجعية غربية بعيدة عن المرجعية الإسلامية الخالصة، وصادف أنَّ المرجعية الغربية في ذلك الوقت كانت تُشكِّل بالنسبة للوعي الجمعي الإسلامي، الذي يكتب من خلاله، وله، اعتداءً صارخاً عليه وعلى أرضه، ومقدساته، ورموزه لذلك حُكم بالإقصاء والإهمال على تفسير جوهري، وسبب استمرار هذا الإقصاء حتى على مستوى بعض النخبة المثقفة من المسلمين هو استمرار الظرف التاريخي المُنتج للحساسية والنفور من الغرب وثقافته من خلال استمرار حدوث ظواهر اعتداء الغرب على البلاد الإسلامية بين الحين والآخر تحت هذه الحجة أو تلك.
ولكن وفي مقابل هذا الموقف المتحفّظ بشكل عام في مصر، والعالم العربي، فقد لقي تفسير "الجواهر" إقبالاً كبيراً عند مسلمي آسيا، حيث شهد رواجاً كبيراً في الهند، وأفغانستان، وتركستان، والصين، واليابان، وبلاد الملايو، وقامت لجان مختلفة في بعض هذه البلاد بترجمته أو ترجمة أجزاء منه إلى لغاتهم المحلية. [44]
ويمكن تفسير سبب إقبال المسلمين في تلك البلاد على تفسير "الجواهر"، على خلاف ما حدث في مصر، والبلاد العربية عموماً، بأن ضعف اتصال المسلمين في تلك البلاد بالعلوم الشرعية بشكل عام، وعدم اطلاعهم الكافي على التراث التفسيري، ومناهج المفسرين السابقين فيه بشكل خاص، بسبب حاجز اللغة، وبسبب خضوع معظمهم لأزمان طويلة لسلطات أجنبية منعتهم من الاتصال بتراثهم الديني، صرفهم عن معايرة هذا التفسير بالتفاسير السابقة، وبالتالي صرفهم عن ملاحظة مدى ابتعاده عنها بما اختطه صاحبه لنفسه من منهج مختلف عما اعتمده القدماء في التفسير، هذا من جهة، وبسبب شوقهم الشديد لإنجاز نهضة إسلامية في بلادهم تضارع النهضة الكبيرة التي كانوا يراقبونها عن كَثَب تجري عند اليابانيين والصينيين والروس المجاورين لهم من جهة أخرى، والتي كانوا يُرجعونها إلى إقبال هذه الشعوب على العلوم الكونية، وتقصيرهم هم في هذا المجال بسبب النظرة الدينية الخاطئة لمنزلة العلوم واكتشاف الكون وتسخيره في الإسلام التي كان يشيعها بينهم بعض الفقهاء المقلدين، وبعض رجال الصوفية الجاهلين، لذلك فقد وجدوا في هذا التفسير الدواء الشافي الذي يتطلعون إليه للحاق بركب النهضة والتقدم الذي سبقهم إليه جيرانهم.
وأخيراً، تجدر الإشارة إلى أنَّ الشيخ طنطاوي كان يبالغ أحياناً في تقدير أهمية تفسيره [45]، والنظر إليه على أنه مرحلة حاسمة في تاريخ التفسير، فها هو يحدثنا عن تفسيره بهذه الكلمات الملحمية: "ولتعلمنَّ أيها الفَطِن: أنَّ هذا التفسير نفحةٌ ربانية، وإشارة قدسية، وبِشارة رمزية، أُمرتُ به بطريق الإلهام، وأيقنتُ أنَّ له شأناً سيعرفه الخلق، وسيكون من أهم أسباب رقيّ المستضعفين في الأرض" [46]. و"الأمم الحاضرة لا تصلح لرقي نوع الإنسان، واعلموا أن هذا الكتاب ستعقبه نهضة في الشرق، يتلوها رجة في الغرب، ويعقبها سعادة الإنسان، ولتعلمن نبأه بعد حين" [47].
والحق أنَّ كتابه يمتلك شخصية متميزة ومستقلة في تاريخ التفسير، ولكن هذه الشخصية المستقلة لا تعني في أي حالٍ من الأحوال أنَّ هذا التفسير قد قطع مع التفاسير السابقة، وأسس لمنهجٍ جديد كلياً في ميدان تفسير القرآن الكريم، لأننا نجده في الأقسام العامة من تفسيره التي لا يتعرض فيها للمسائل العلمية والروحية والإصلاحية، مجرد مفسِّر تقليدي في الغالب، يأخذ من التراث التفسيري أعم الأفكار وأبسطها وأقربها لعامة عقول قرائه. ويمكن القول هنا إنّ تقليدية جوهري في التفسير، وعدم حرصه على الخوض في القضايا التشريعية والأصولية واللغوية التي يمكن أن يثيرها المفسرون المتعمقون، تعكس تركيزه على تناقضه الرئيس مع منكري الوحي، وأساسه الغيبي، الذين أنكروا تبعاً لذلك ضرورة الدين في عصر العلم والتقدم.
وفي مقابل ذلك، لم يكن جوهري يرى كبير مشكلة في منظومة العلوم الشرعية الدينية ـ
كما وصلت إلى عصره ـ إلا من حيث علاقتها برؤيته الإصلاحية الداعية إلى إفساح المجال واسعاً داخل هذه المنظومة لدراسة العلوم الكونية، والاستجابة لدواعي، ومقتضيات المدنية الحديثة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبهذا يمكن لنا أن نقول: إنه مفكر ومصلح أكثر مما هو مفسِّر، وما التفسير بالنسبة له إلا أداة وظَّفها من أجل عرض، ونشر أفكاره الدينية والفلسفية والإصلاحية.
لذلك فهو يستحق الدراسة والعناية العلمية من حيث هو مفكرٌ ومصلح أكثر مما هو مفسِّر مع الاعتراف له بفضل التميز والإضافة في بعض النواحي المنهجية والأسلوبية في التفسير، ودون أن ننكر الدور الإصلاحي المهم الذي أداه من خلال تفسيره في عصره وسياقه التاريخي، ودون أن نبخسه حقه الذي يستحقه، ولكن من دون الإقرار له في الوقت نفسه بالدور الملحمي الذي نسبه إلى تفسيره.
ــــــ الحواشي: ــــ
[1] انظر، طنطاوي جوهري، الجواهر في تفسير القرآن الكريم، (القاهرة، مطبعة مصطفى البابي الحلبي، ط2، 1350هـ)، 1/ 93.
[2] إن بداية علاقة جوهري بالتفسير عن طريق التدريس و الصحافة، تقودنا إلى القول: إنّ عمله في هذا الميدان قد جاء في سياق تعامله المباشر مع الناس، والواقع من حوله، وبهذا يمكن القول: إن تفسير "الجواهر" كان استجابةً عملية لتفاعل صاحبه مع الواقع، وإكراهاته التاريخية (مأزق التخلف الحضاري)، ولم يكن نتيجة قرار علمي صرف.
[3] انظر، جوهري، المصدر السابق، 7/ 2، 13/ 84 ـ 85، 14/ 100.
[4] انظر، جوهري، المصدر السابق، 17/ 185ـ 186.
[5] انظر، جوهري، المصدر السابق, 1/ 3.
[6] جوهري، الجواهر في تفسير القرآن، 5/ 87.
[7] انظر، جوهري، المصدر السابق، 1/ 49ـ 51.
[8] انظر على سبيل المثال، جوهري، المصدر السابق، 3/ 92.
[9] انظر على سبيل المثال، جوهري، الجواهر في تفسير القرآن، 3/ 96، 102ـ 103.
[10] انظر، جوهري، المصدر السابق، 1/ 278.
[11] انظر، جوهري، المصدر السابق، 3/ 4ـ5.
[12] انظر على سبيل المثال، جوهري، المصدر السابق، 3/ 67ـ 68.
[13] انظر، جوهري، الجواهر في تفسير القرآن، 3/ 28، 49، 67ـ 69، 127ـ129.
[14] انظر، جوهري، المصدر السابق، 2/ 154.
[15] انظر، جوهري، المصدر السابق، 1/ 279.
[16] انظر على سبيل المثال، جوهري، المصدر السابق، 1/ 279، وما بعدها.
[17] انظر، جوهري، المصدر السابق، 3/ 121ـ 122.
[18] انظر على سبيل المثال استشهاده بإنجيل برنابا في تفسيره سورة آل عمران، جوهري، المصدر السابق، 2/ 122 _ 123. وانظر نقله من التوراة، 1/ 101ـ 102، 229ـ 231.
[19] انظر، جوهري، المصدر السابق، 22/ 203ـ 228. حيث نقل نصاً طويلا من كتاب "الإحياء" يتحدث عن آفات اللسان.
[20] انظر، جوهري، المصدر السابق، 3/ 88.
[21] أدرج جوهري في تفسيره نصوصاً كثيراً من الفلسفة اليونانية التي كان معجباً بها إعجاباً شديداً، وكان يرى أن من أسباب إعجاز القرآن أنه أتى بأفكارٍ توافق بعض ما ذهب إليه فلاسفة اليونان من قديم الزمان. انظر، جوهري، المصدر السابق، 8/ 64ـ 68.
[22] انظر، عبد العزيز جادو، الشيخ طنطاوي جوهري: دراسة ونصوص، (القاهرة، دار المعارف، ط1، د. ت)، 73 ـ 91.
[23] انظر على سبيل المثال تفسيره لسورة النور في الجزء الحادي عشر. وانظر أيضاً، 2/ 109 ـ 112.
[24] انظر على سبيل المثال، جوهري، الجواهر في تفسير القرآن، ما نقله عن جريدة الأهرام، 17/ 233 وما بعدها. وما نقله من المجلة السورية التي تصدر في نيويورك، 2/ 37 وما بعدها، وما نقله عن جمعية المباحث النفسية الأوربية، 22/ 197ـ 203، وما نقله من كتاب أوروبي، عنوانه "قواك وكيف تستعملها"، 2/ 116. وما نقله من كتابه " الأرواح" 1/ 86ـ 88، وما نقله من كتابه "جوهر التقوى"، 22/ 228ـ 233.
[25] انظر على سبيل المثال، جوهري، الجواهر في تفسير القرآن، 1/ 53ـ 56، 18/ 25.
[26] انظر على سبيل المثال، جوهري، المصدر السابق، 9/ 89.
[27] تُشكِّل آلية مزج العلوم الكونية بالآيات القرآنية، العمود الفقري لعلاقة تفسير "الجواهر" بالعلوم الكونية. انظر، الجواهر، 2/ 50.
[28] جوهري، المصدر السابق، 3/ 5.
[29] انظر، أنور أبو طه، وآخرون، خطاب التجديد الإسلامي: الأزمنة والأسئلة، (دمشق، دار الفكر، ط1، 1425هـ/ 2004م)، 270.
[30] انظر، جوهري، الجواهر في تفسير القرآن، 3/ 178.
[31] جوهري، المصدر السابق، 3/ 179.وانظر أيضاً، 2/ 11.
[32] جوهري، المصدر السابق، 8/ 196.
[33] جوهري، المصدر السابق، 1/ 337ـ 338.
[34] انظر، جوهري، الجواهر في تفسير القرآن، 1/ 3.
[35] جوهري، المصدر السابق، 11/ 94.
(يُتْبَعُ)
(/)
[36] انظر على سبيل المثال، جوهري، الجواهر في تفسير القرآن، 12/ 172ـ 179، 183، 185، 222، 232. وانظر بشكل خاص الأجزاء الأخيرة من هذا التفسير.
[37] انظر، جوهري، الجواهر في تفسير القرآن، 6/ 115.
[38] رشيد رضا، مجلة المنار، المجلد 30، الجزء 7، سنة 1348هـ/ 1929م، ص 515 ـ 517.
[39] أمينالخولي،، التفسير: نشأته، تدرجه، تطوره، (بيروت، دار الكتاب اللبناني، ط1، 1982م)، 64ـ 65. وانظر أيضاً، 49ـ 64.
[40] انظر، مصطفى الحديدي الطير، اتجاهات التفسير في العصر الحديث من الإمام محمد عبده حتى مشروع التفسير الوسيط، (القاهرة، مجمع البحوث الإسلامية، ط1، 1391هـ/ 1971م)، 195ـ 203.
[41] محمد محمد حسين، أزمة العصر، (بيروت، مؤسسة الرسالة، ط2، 1405هـ/ 1985م)، 174. وانظر كتابه، الروحية الحديثة دعوة هدامة: تحضير الأرواح وصلته بالصهيونية العالمية، (بيروت، مؤسسة الرسالة، ط5، 1404هـ/ 1984م). 23ـ24.
[42] يقول محمد حسين الذهبي: "ويظهر لمن يتصفح هذا التفسير أن المؤلف رحمه الله لاقى الكثير من لوم العلماء على مسلكه الذي سلكه في تفسيره، مما يدل على أن هذه النزعة التفسيرية لم تلقَ قبولا لدى كثير من المثقفين". التفسير والمفسرون، (القاهرة، دار الكتب الحديثة، ط2، 1976م) 2/ 545 ـ 546. وانظر الرسالة التي وجهها جوهري إلى عبد العزيز بن سعود ملك نجد والحجاز محتجاً فيها على منع علماء بلده من السماح لتفسير الجواهر من الدخول إليها، الجواهر في تفسير القرآن، 25/ 244ـ246.
[43] انظر، محمد عمارة، الأعمال الكاملة للإمام محمد عبده، (بيروت، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ط2 1980)، 3/ 363.
[44] انظر، محمد رجب البيومي، النهضة الإسلامية في سير أعلامها، (القاهرة، مجمع البحوث الإسلامية، 1400هـ/1980م)، 215.
[45] انظر على سبيل المثال، جوهري، المصدر السابق، 2/ 9، 50.
[46] جوهري، المصدر السابق، 1/ 3.
[47] جوهري، المصدر السابق، 18/ 74.
نقلا عن موقع ببليوإسلام
http://www.biblioislam.net/ar/Review/BookReviews.aspx?ID=2025
منقول من الملتقى الفكري للإبداع هنا ( http://www.almultaka.net/ShowMaqal.php?module=23730f0ae14904d8f4b323a88c239 af9&cat=1&id=693&m=d9fb936d9521fd0993e1e597eaf2e269) .
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[02 Nov 2009, 11:25 م]ـ
ذكر شيخنا الجليل المعمّر عبدالله بن عبدالعزيز ابن عقيل ـ حفظه الله ـ أن شيخه الشيخ عبدالرحمن السعدي ـ رحمه الله ـ انتقد هذا التفسير لما اطلع عليه، ولعلي ـ إن قدرت ـ أن أسأل شيخنا عن طبيعة ما انتقد به هذا التفسير ـ إن شاء الله تعالى ـ.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[08 Jan 2010, 10:33 م]ـ
قال الزركلي: " في 26 جزءاً، نحا فيه منحى خاصاً، ابتعد في أكثره عن معنى التفسير، وأغرق في سرد أقاصيص وفنون عصرية وأساطير".اهـ (15)
وذكره كحالة في معجمه. اهـ (16)
وقال المرعشلي: " تفسير القرآن في (24) جزءاً ". (17)
وقال في "معجم البابطين ": "وهو محاولة مبكرة لما عرف بعد ذلك بالتفسير العلمي، إذ تلمس الإعجاز في مقولات العلوم العصرية".اهـ (18)
وبعث علامة القصيم الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن ناصر السعدي الحنبلي العنيزي القصيمي النجدي: {1376:ت}:رسالة إلى الشيخ رشيد رضا قال فيها:
من عنيزة إلى قاهرة مصر
في رجب سنة 1346
بسم الله الرحمن الرحيم
أبعث جزيل التحيات، ووافر السلام والتشكرات، لحضرة الشيخ الفاضل السيد محمد رشيد رضا المحترم حرسه الله تعالى من جميع الشرور، ووفقه وسدده في كل أحواله آمين، أما بعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
فالداعي لذلك ما اقتضاه الحب ودفعه الود المبني على ما لكم من المآثر الطيبة التي تستحقون بها الشكر من جميع المسلمين التي من أعظمها تصديكم في مناركم الأغر لنصر الإسلام والمسلمين، ودفع باطل الجاهلين والمعاندين، رفع الله قدركم وأعلى مقامكم، وزادكم من العلم والإيمان ما تستوجبون خير الدنيا والآخرة، وأنعم عليكم بنعمه الظاهرة والباطنية، ثم إننا نقترح على جنابكم أن تجعلوا في مناركم المنير بحثًا واسعًا لأمر نراه أهم البحوث التي عليها تعولون وأنفعها لشدة الحاجة بل دعاء الضرورة إليه ألا وهو ما وقع فيه كثير من فضلاء المصريين وراج عليهم منأصول الملاحدة والزنادقة من أهل وحدة الوجود والفلاسفة
(يُتْبَعُ)
(/)
بسبب روجان كثير من الكتب المتضمنة لهذه الأمور ممن يحسنون بهم الظن ككتب ابن سينا وابن رشد وابن عربي ورسائل إخوان الصفا بل وبعض الكتب التي تنسب للغزالي وما أشبهها من الكتب المشتملة على الكفر برب العالمين والكفر برسله وكتبه واليوم الآخر، وإنكار ما عُلِمَ بالضرورة من دين الإسلام، فبعض هذه الأصول انتشرت في كثير من الصحف المصرية بل رأيت تفسيرًا طبع أخيرًا منسوبًا للطنطاوي (19) قد ذكر في مواضع كثيرة في تفسير سورة البقرة شيئًا من ذلك ككلامه على استخلاف آدم وعلى قصة البقرة والطيور ونحوها بكلام ذكر فيه من أصول وحدة الوجود وأصول الفلسفة المبنية على أن الشرائع إنما هي تخيلات وضرب أمثال لا حقيقة لها، وأنه يمكن لآحاد الخلق ما يحصل للأنبياء ما يجزم المؤمن البصير أنه مناقض لدين الإسلام وتكذيب لله ورسوله، وذهاب إلى معانٍ يُعلم بالضرورة أن الله ما أرادها وأن الله بريء منها ورسوله، ثم مع ذلك يحث الناس والمسلمين على تعلمها وفهمها، ويلومهم على إهمالها وينسب ما حصل للمسلمين من الوهن والضعف بسبب إهمال علمها وعملها. وَيْح من قال ذلك، لقد علم كل من عرف الحقائق أن هذه العلوم هي التي أوهنت قوى المسلمين وسلطت عليهم الأعداء وأضعفتهم لزنادقة الفرنج وملاحدة الفلاسفة، وكذلك يبحث كثير منهم في الملائكة والجن والشياطين ويتأولون ما في الكتاب والسنة من ذلك بتأويلات تشبه تأويلات القرامطة الذين يتأولون العقائد والشرائع فيزعمون أن الملائكة هي القوى الخيرية التي في الإنسان فعبَّر عنها الشرع بالملائكة كما أن الشياطين هي القوى الشريرة التي في الإنسان فعبَّر عنها الشرع بذلك، ولا يخفى أن هذا تكذيب لله ولرسله أجمعين، ويتأولون قصة آدم وإبراهيم بتأويل حاصله أن ما ذكر الله في كتابه عن آدم وإبراهيم ونحوهما لا حقيقة له، وإنما قصد به ضرب الأمثال، وقد ذكر لي بعض أصحابي أن مناركم فيه شيء من ذلك وإلى الآن ما تيسر لي مطالعته ولكن الظن بكم أنكم ما تبحثون عن مثل هذه الأمور إلا على وجه الرد لها والإبطال كما هي عادتكم في رد ما هو دونها بكثير، وهذه الأمور يكفي في ردها في حق المسلم المصدق للقرآن والرسول مجرد تصورها، فإنه إذا تصورها كما هي يجزم ببطلانها ومناقضتها للشرع، وأنه لا يجتمع التصديق بالقرآن وتصديقها أبدًا، وإن كان غير مصدق للقرآن ولا للرسول صار الكلام معه كالكلام مع سائر الكفار في أصل الرسالة وحقيقة القرآن.
وقد ثبت عندنا أن زنادقة الفلاسفة والملحدين يتأولون جميع الدين الإسلامي:
التوحيد والرسالة والمعاد والأمر والنهي بتأويل يرجع إلى أن القرآن والسنة كلها تخييلات وتمويهات لا حقيقة لها بالكلية ويلبسون على الناس بذلك ويتسترون بالإسلام، وهم أبعد الناس عنه كما ثبت أيضًا عندنا أنه يوجد ممن كان يؤمن بالله ورسوله واليوم الآخر ويعظم الرسول وينقاد لشرعه وينكر على هؤلاء الفلاسفة ويكفرهم في أقوالهم أنه يدخل عليه شيء من هذه التأويلات من غير قصد ولاشعور لعدم علمه بما تؤول إليه ولرسوخ كثير من أصول الفلسفة في قلبه، ولتقليد من يعظمه وخضوعًا أيضًا، ومراعاة لزنادقة علماء الفرنج الذين يتهكمون بمن لم يوافقهم على كثير من أصولهم ويخافون من نسبتهم للبلادة وإنكار ما علم محسوسًا بزعمهم فبسبب هذه الأشياء وغيرها دخل عليهم ما دخل.
فالأمل قد تعلق بأمثالكم لتحقيق هذه الأمور وإبطالها فإنها فشت وانتشرت وعمت المصيبة بها الفضلاء فضلاً عمن دونهم، ولكن لن تخلو الأرض من قائم لله بحجة يهتدي به الضالون، وتقوم به الحجة على المعاندين، وقد ذكرت لحضرتكم هذه الأشياء على وجه التنبيه والإشارة؛ لأن مثلكم يتنبه بأدنى تنبيه، ولعلكم تجعلونه أهم المهمات عندكم؛ لأن فيه الخطر العظيم على المسلمين، وإذا لم ير الناس لكم فيه كلامًا كثيرًا وتحقيقًا تامًا فمن الذي يعلق به الأمل من علماء الأمصار؟
والرجاء بالله أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه ويجعلنا وإياكم من الهادين المهتدين إنه جواد كريم، وصلى الله علىمحمد وسلم.
محبكم الداعي
عبد الرحمن بن ناصر السعدي (20)
وقال الشيخ رشيد عندما سئل عنه:
(يُتْبَعُ)
(/)
" إنني كنت رأيت الجزء الأول من هذا التفسير في دار صديق لي منذ بضع سنين، وقلبت بعض أوراقه في بضع دقائق فرأيته أحق بأن يوصف بما وصف به بعض الفضلاء تفسير الفخر الرازي بقوله: فيه كل شيء إلا التفسير، وقد ظُلم الرازي بهذا القول فإن في تفسيره خلاصة حسنة من أشهر التفاسير التي كانت منتشرة في عصره، مع بعض المباحث والآراء الخاصة به، كما أن فيه استطرادات طويلة من العلوم الطبيعية والعقلية والفلكية والجدليات الكلامية التي بها أعطي لقب (الإمام) لرواج سوقها في عصره.
والأستاذ الشيخ طنطاوي مغرم بالعلوم والفنون التي هي قطب رحى الصناعات والثروة والسيادة في هذا العصر، ويعتقد بحق أن المسلمين ما ضعفوا وافتقروا واستعبدهم الأقوياء إلا بجهلها، وأنهم لن يقووا ويثروا ويستعيدوا استقلالهم المفقود إلا بتعلمها على الوجه العملي بحذقها مع محافظتهم على عقائد دينهم وآدابه وعباراته وتشريعه، ويعتقد حقًا أن الإسلام يرشدهم إلى هذا، بل يوجبه عليهم، فألَّف أولاً كتبًا صغيرة في الحث على هذه العلوم والفنون والتشويق إليها من طريق الدين وتقوية الإسلام بدلائل العلم، ثم توسع في ذلك بوضع هذا التفسير الذي يرجو أن يجذب طلاب فهم القرآن إلى العلم، ومحبي العلم إلى هدي القرآن في الجملة والإقناع بأنه يحث على العلم، لا كما يدعي الجامدون من تحريمه له أو صده عنه؛ ولكن الأمر الأول هو الأهم عنده، فهو لم يعن ببيان معاني الآيات كلها وما فيها من الهدى والأحكام والحِكَم بقدر ما عني به من سرد المسائل العلمية وأسرار الكون وعجائبه (ولهذا قلنا إنه أحق من تفسير الرازي بتلك الكلمة التي قيلت فيه).
ولا يمكن أن يقال إن كل ما أورده فيه يصح أن يسمى تفسيرًا له، ولا أنه مراد الله تعالى من آياته، وما أظن أنه هو يعتقد هذا، إذ يصح أن يقال حينئذ إنه يمكن تفسير كلمة {رَبِّ العَالَمِينَ} (الفاتحة: 2) بألف سفر أو أكثر من الأسفار الكبار تضعه جمعيات كثيرة كل جمعية تعنى بعالم من العالمين، فتدون كل ما يصل إليه علم البشر فيه، ولا يمكن أن يقال إنه لا يمكن انتقاده، بل الانتقاد على ما فيه من التفسير ومن مسائل العلوم ممكن {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} (يوسف: 76) وقد قلنا إنه لم يعن بقسم التفسير منه كثيرًا ولا سيما التفسير المأثور، وأما هذه العلوم فالبشر يتوسعون فيها عامًا بعد عام، فينقضون اليوم بعض ما أبرموا بالأمس، فليس كل ما دوَّنه أهلها صحيحًا في نفسه، فضلاً عن كونه مرادًا لله من كتابه، وإنما أُنزل الكتاب هدى للناس لا لبيان ما يصلون إليه بكسبهم من العلوم والصناعات؛ ولكنَّه أرشدَ إلى النظر والتفكر فيها ليزداد النَّاظرون المتفكرون إيمانًا بخالقها، وعلمًا بصفاته وحكمه.
وأما السؤال عن رضاء الله عنه وإثابته عليه فلا يقدر بشر على الجواب عنه بالتحقيق؛ لأن علمه عند الله تعالى وحده؛ وإنما نقول بحسب قواعد الشرع الإلهي إنه إذا كان قد ألَّفه لوجه الله تعالى وابتغاء مرضاته فإن الله تعالى يثيبه عليه، فما أصاب فيه فله عليه أجران، أجر الإصابة وأجر الاجتهاد وحسن النية، وما أخطأ فيه فله عليه الأجر الثاني مع رجاء العفو عن الخطأ، وهذا ما نظنه فيه.
وجملة القول إن هذا الكتاب نافع من الوجهين اللذين أشرنا إليهما في أول هذا الجواب، وصاحبه جدير بالشكر عليه والدعاء له؛ ولكن لا يُعوَّل عليه في فهم حقائق التفسير وفقه القرآن لمن أراده؛ فإنه إنما يذكر منه شيئًا مختصرًا منقولاً من بعض التفاسير المتداولة، ولا يُعتمد على ما يذكره فيه من الأحاديث المرفوعة والآثار لأنه لا يلتزم نقل الصحيح، ولا ذكر مخرِّجي الحديث ليُرجع إلى كتبهم فلابد من مراجعتها في مظانها، وما ينفرد به من التأويلات فهو يعلم أنه يخالف فيه جماهير العلماء وهم يخالفونه؛ وإنما راجعت بعضه في أثناء كتابة هذا الجواب فزادني ثقة بما قلته فيه من قبل، والله أعلم ".اهـ (21)
قال في معجم المفسرين: " تفسيره نحا فيه منحاً خاصاً، ابتعد أكثره عن معنى التفسير وأغرق في سرد أقاصيص وفنون عصرية وأساطير ".اهـ (22)
(يُتْبَعُ)
(/)
قال في الموسوعة الميسرة: " من يلاحظ تفسيره وما وضع فيه من الخزعبلات والخرافات وترك الموضوع الرئيسي ألا وهو تفسير القرآن، وبدأ يسرد القصص وأنواع العلوم والفنون والاكتشافات العصرية الكبيرة والمعجزات الكثيرة الموجودة في القرآن وغير ذلك، ووضع في تفسيره الصور واللوحات وخصص جزءاً قليلاً إلى التفسير الفعلي للآيات، أو ما يسمى التفسير اللغوي لها، وقد نقلنا بعض المواضع التي تغني عن الكثير حيث كان يستخدم التأويل أو المجاز، ولا يثبت لله سبحانه اليد أو السمع أو البصر أو غيرها وإليك بعض المواضع التي نقلنها من تفسيره المسمى الجواهر في تفسير القرآن حيث قال في تفسير القرآن الكريم:
حيث قال في تفسير {استوى على العرش} [يونس:4ـ6]
" استعلى بالقهر والغلبة كما جاء في الآية الأخرى:
{وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون * لتستووا على ظهوره ثم تذكرا نعمة ربكم إذا استويتم عليه} والعرش إما بمعنى البناء، فكل بناء يسمى عرشاً وبانيه يسمى عارشاً ".
وقال في تفسير سورة هود (6/ 128):" {كان عرشه على الماء} وقد تقدم تفسير هذا في أول سورة يونس بأن الماء العلم: أي وكان ملكه قائماً على العلم ولايزال كذلك وإنما خلق السموات والأرض ليربي ذوي الأرواح فيهما بالخير والشر ".
وقال في تفسير سورة البقرة (1/ 114):
" {فأينما تولوا وجهكم فثم وجه الله}: أي جهة رضاه وليس الله مختصاً بمكان، بل هو (واسع) الفضل (عليم) بتدبير خلقه ".
وفي تفسير سورة المائدة (3/ 196):" {قالت اليهود يد الله مغلولة} فهو مجاز إما عن البخل أو الفقر ... {بل يداه مبسوطتان} ثنى اليد مبالغة في نفي البخل وإثبات الجود. اهـ (23)
وقال الباحث أنور يوسف في رسالته " طنطاوي جوهري، ومنهجه في التفسير:
" بعد أن وقفنا طويلاً على تفسير الجواهر ومضامينه، وعشنا بين جنباته وصفحاته، وأفكاره وآرائه، صار لزاماً علي أن أقول رأيي فيه، وكم ترددت في ألاّ أصدر حكماً أراه الأخير في هذا البحث، لكنَّ خطورة وأهمية الموضوع والأمانة الشرعية فرضت عليّ أن أذكر قناعاتي المتواضعة اتجاه هذا التفسير، والله من وراء القصد.
أولاً: لقد كان تفسير الجواهر نتاج مرحلة قلقة عاشت الأمة الإسلامية، وظروف قاسية هيمنت على جل العالم الإسلامي ومنه مصر، لذلك حاول الشيخ طنطاوي أن يمد يد العون، حتى يرفع شأن الأمة ما استطاع، وقد أوصله اجتهاده إلى أن العلم طريق الخلاص، لكنه أخطأ الطريق حينما سخر القرآن الكريم من أجل نشر العلم وتعليم المسلمين. وفي رأيي أنه لم يوفق في الوصول إلى هدف القرآن، كما أنه لم يوفق في تحديد الوسيلة المناسبة لعرض آرائه وأفكاره، وكنا نود لو أنه صنف كتاباً أو كتباً خاصة تتضمن هذه الآراء والأفكار.
ثانياً: إن تفسير الجواهر يمثل اتجاهاً موازياً لمدرسة فكرية قديمة، كان روادها من الفلاسفة الذين حالوا التوفيق بين الدين والفلسفة، على أثر انبهار أولئك من الفلسفة اليونانية حينما ترجمت كتبها إلى العربية وغزت العالم الإسلامي.
وهكذا يعيد التاريخ نفسه، فحينما ذهل المسلمون من التفوق العلمي الذي نهض في أوربا راحوا يسعون إلى التوفيق بين الدين والعلم، وبهذا يكون العلم الحديث قد حلّ مكان الفلسفة في الاتجاه المعاصر.
ثالثاً: يلاحظ أن تفسير الجواهر جاء يخاطب عصره لا أكثر، لأنه محمّل بطبيعة ذلك العصر وأحواله ومشكلاته، ولقد أضعف ذلك صلاحية التفسير لزمن تجاوز زمن المؤلف أو تجاوز المشكلات التي ذكرها بعد أن تمّ حلها. ولئن كان للجواهر شهرة في عصره أو كان ذا تأثير قوي ـ بخاصة ـ خارج مصر؛ فإننا نلمح فعاليته تكاد تتلاشى في هذا الزمن الذي تجاوز دعوة الشيخ، ولعل من دلائل ما أقول انصراف العلماء والناس عنه إلى حد بعيد.
رابعاً: لقد قضى الشيخ الطنطاوي ـ رحمه الله ـ سنوات من عمره في تحضير وتحبير تفسيره، ربما ضاع معظمها سدى ـ والأجر من الله ـ لأنه لم يأت بجديد على تفسير الأولين، بل خرج عن مناهج السلف في تفسير كتاب الله تعالى.
ولأن الجديد الذي فيه من العلوم هي علوم موجودة في كتب العلم لم يخترعها الشيخ ولا أبدع فيها، و إنما ساقها إلى غير أماكنها المعهودة في كتاب الله الذي لم يأت موسوعة للعلم ونظرياته وتجاربه، ولم يكن ولن يكون ـ حقلاً للعلوم البشرية المضطربة.
(يُتْبَعُ)
(/)
خامساً: إن طنطاوي لم يقدم لنا تفسيراً كاملاً للقرآن بجهده وفكره، ولو أنه جعل من تفسير آيات العلوم التي رآها كتاباً سماه مثلاً تفسير آيات العلوم أو أي اسم يشابه ذلك لكان أولى.
سادساً: أرى أنه لا يمكن اعتماد تفسير الجواهر على أنه تفسير يعتد بما فيه لأنه ترك التفسير بالمأثور، وغالى في الاعتماد على العقل فأكثر من التفسير برأيه وخالف قواعد التفسير. لكنّه يصلح أن تؤخذ منه بعض اللطائف الجيدة ـ بعد التأكد من صحتها ـ وبعض الموضوعات التي أجاد فيها.
سابعاً: يظهر لي من خلال دراسة شخصية طنطاوي وآثاره أنه كان حسن النية فيما ذهب إليه، وأن تفسيره كان اجتهاداً اجتهده، ورأيا رآه وأجره عند ربه.
لكن طيب النية ـ التي مجالها الآخرة ـ لا يغير شيئاً مما أخذه العلماء على تفسيره، أو مما نقدته به".اهـ (24)
وقال فيه د. محمد حسين الذهبي ـ رحمه الله ـ:
" لقد وضع المؤلف في تفسيره هذا ما يحتاجه المسلم من الأحكام، والأخلاق، وعجائب الكون، وأثبت فيه غرائب العلوم وعجائب الخلق، مما يَشوِّق المسلمين والمسلمات - كما يقول - إلى الوقوف على حقائق معانى الآيات البيِّنات في الحيوان والنبات، والأرض والسموات.
هذا .. وإن المؤلف - رحمه الله - ليقرر في تفسيره أن في القرآن من آيات العلوم ما يربو على سبعمائة وخمسين آية، في حين أن علم الفقه لا تزيد آياته الصريحة على مائة وخمسين آية، كما يقرر " أن الإسلام جاء لأُمم كثيرة، وأن سور القرآن متممات لأُمور أظهرها العلم الحديث".
وكثيراً ما نجد المؤلف - رحمه الله - في تفسيره يهيب بالمسلمين أن يتأملوا في آيات القرآن التي ترشد إلى علوم الكون، ويحثهم على العمل بما فيها، ويندد بمن يُغفل هذه الآيات على كثرتها، وينعى على مَن أغفلها من السابقين الأوَّلين، ووقف عند آيات الأحكام وغيرها مما يتعلق بأُمور العقيدة.
نجد المؤلف يكرر هذه النغمة في كثير من مواضع الكتاب فيقول في موضع منه: "يا أمة الإسلام؛ آيات معدودات في الفرائض اجتذبت فرعاً من علم الرياضيات، فما بالكم أيها الناس بسبعمائة آية فيها عجائب الدنيا كلها ... هذا زمان العلوم، وهذا زمان ظهور نور الإسلام، هذا زمان رقيه، يا ليت شعري .. لماذا لا نعمل في آيات العلوم الكونية ما فعله آباؤنا في آيات الميراث؟ ولكني أقول: الحمد لله ... الحمد لله، إنك تقرأ في هذا التفسير خلاصات من العلوم، ودراستها أفضل من دراسة علم الفرائض، لأنه فرض كفاية، فأما هذه فإنها للازدياد في معرفة الله وهى فرض عَيْن على كل قادر ... إن هذه العلوم التي أدخلناها في تفسير القرآن، هي التي أغفلها الجهلاء المغرورون من صغار الفقهاء في الإسلام، فهذا زمان الانقلاب، وظهور الحقائق، والله يهدى مَن يشاء إلى صراط مستقيم".
فمثلاً عندما تعرَّض لقوله تعالى في الآية [61] من سورة البقرة: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَامُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ} ... الآية، نجده يقول: "الفوائد الطيبة في هذه الآية" ثم يأخذ في بيان ما أثبته الطب الحديث من نظريات طبية، ويذكر مناهج أطباء أوروبا في الطب، ثم يقول: "أَوَ ليست هذه المناهج هي التي نحا نحوها القرآن؟ أَوَ ليس قوله: {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ} رمزاً لذلك؟ كأنه يقول: العيشة البدوية على المن والسلوى ... وهما الطعامان الخفيفان اللذان لا مرض يتبعهما، مع الهواء النقي والحياة الحرة، أفضل من حياة شقية في المدن بأكل التوابل، واللحم، والإكثار من ألوان الطعام، مع الذلة، وجور الحكام، والجبن، وطمع الجيران من الممالك، فتختطفكم في حين غفلة وأنتم لا تشعرون. بمثل هذا تُفسِّر هذه الآيات. بمثل هذا فليفهم المسلمون كتاب الله".
(يُتْبَعُ)
(/)
ومثلاً عندما تعرَّض لقوله تعالى في الآيات [67] وما بعدها من سورة البقرة: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً} .... الآيات إلى آخر القصة، نجده يعقد بحثاً في عجائب القرآن وغرائبه، فيذكر ما انطوت عليه هذه الآيات من عجائب، ويذكر - فيما يذكر - علم تحضير الأرواح فيقول: " .. وأما علم تحضير الأرواح فإنه من هذه الآية استخراجه، إن هذه الآية تُتلى، والمسلمون يؤمنون بها، حتى ظهر علم الأرواح بأمريكا أولاً، ثم بسائر أوروبا ثانياً" .. ثم ذكر نُبذة طويلة عن مبدأ ظهور هذا العلم، وكيف كان انتشاره بين الأمم، وفائدة هذا العلم، ثم قال أخيراً: "ولما كانت السورة التي نحن بصددها قد جاء فيها حياة للعزير بعد موته، وكذلك حماره، ومسألة الطير وإبراهيم الخليل، ومسألة الذين خرجوا من ديارهم فراراً من الطاعون، فماتوا ثم أحياهم .. وعلم الله أننا نعجز عن ذلك، جعل قبل ذكر تلك الثلاثة في السورة ما يرمز إلى استحضار الأرواح في مسألة البقرة، كأنه يقول: إذا قرأتم ما جاء عن بنى إسرائيل في إحياء الموتى في هذه السورة عند أواخرها. فلا تيأسوا من ذلك، فإني قد بدأت بذكر استحضار الأرواح، فاستحضروها بطرقها المعروفة، واسألوا أهل الذِكر إن كنتم لا تعلمون، ولكن ليكن المُحَضِّر ذا قلب نفى خالص على قدم الأنبياء والمرسلين، كالعزير، وإبراهيم، وموسى، فهؤلاء لعلو نفوسهم أريتهم بالمعاينة، وأنا أمرت نبيكم أن يقتدى بهم فقلت: {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}.
ومثلاً عندما تعرَّض لقوله تعالى في أول سورة آل عمران: {آلم} نجده يعقد بحثاً طويلاً عنوانه: "الأسرار الكيميائية، في الحروف الهجائية، للأمم الإسلامية، في أوائل السور القرآنية" وفيه يقول: "انظر رعاك الله - تأمل - يقول الله: {أ. ل.م}، {طس}، {حم} .. وهكذا يقول لنا: أيها الناس؛ إن الحروف الهجائية، إليها تحلل الكلمات اللُّغوية، فما من لغة في الأرض إلا وأرجعها أهلها إلى حروفها الأصلية، سواء أكانت اللُّغة العربية أم اللُّغات الأعجمية، شرقية وغربية، فلا صرف، ولا إملاء، ولا اشتقاق إلا بتحليل الكلمات إلى حروفها، ولا سبيل لتعليم لغة وفهمها إلا بتحليلها، وهذا هو القانون المسنون في سائر العلوم والفنون.
ولا جرَمَ أن العلوم قسمان: لُغوية وغير لُغوية، فالعلوم اللُّغوية مقدمة في التعليم، لأنها وسيلة إلى معرفة الحقائق العلمية من رياضية وطبيعية وإلهية، فإذا كانت العلوم التي هي آلة لغيرها لا تُعرف حقائقها إلا بتحليلها إلى أصولها، فكيف إذن تكون العلوم المقصودة لنتائجها المادية والمعنوية؟ فهي أولى بالتحليل وأجدر بإرجاعها إلى أُصولها الأوَّلية التي لا تعرف الحساب إلا بمعرفة بسائط الأعداد، ولا الهندسة إلا بعد علم البسائط والمقدمات، ولا علوم الكيمياء إلا بمعرفة العناصر وتحليل المركبات إليها، فرجع الأمر إلى تحليل العلوم".
ومثلاً نراه يعرض لقوله تعالى في الآية [24] من سورة النور: {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} ..
وقوله فى الآيات [20 - 22] من سورة فُصِّلت: {حَتَّى إِذَا مَا جَآءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُواْ أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلاَ أَبْصَارُكُمْ وَلاَ جُلُودُكُمْ وَلَاكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لاَ يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ}.
وقوله فى الآية [65] من سورة يس: {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَآ أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ}.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم يقول: "أو ليس الاستدلال بآثار الأقدام، وآثار أصابع الأيدي في أيامنا حاضرة، هو نفس الذي صرَّح به القرآن، وإذا كان الله يعلم ما في المواطن بل هو القائل للإنسان: {كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً}، والقائل: {بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ}، أفلا يكون ذكر الأيدي والأرجل والجلود وشهادتها يوم القيامة ليلفت عقولنا إلى أن من الدلائل ما ليس بالبيِّنات المشهورة عند المسلمين؟ وأن هناك ما هو أفضل منها؟ ... وهى التي يحكم بها الله فاحكموا بها. ويكون ذلك القول لينبهنا ويفهمنا أن الأيدي فيها أسرار، وفى الأرجل أسرار، وفى النفوس أسرار: فالأيدي لا تشتبه، والأرجل لا تشتبه، فاحكموا على الجانين والسارقين بآثارهم .. أوَ ليس في الحق أن أقول: إن هذا من معجزات القرآن وغرائبه؟ وإلا فلماذا هذه المسائل التي ظهرت في هذا العصر تظهر في القرآن بنصها وفصها".
ومثلاً عندما تعرَّض لقوله تعالى في الآيتين [5، 6] من سورة طه: {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى * لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى} .. نجده يقول: " .. قوله: {وَمَا بَيْنَهُمَا} دخل في ذلك عوالم السحاب والكهرباء وجميع العالم المسمى "الآثار العلوية" وهو من علوم الطبيعة قديماً وحديثاً، وقوله {وَمَا تَحْتَ الثَّرَى} يشير لعلمين لم يُعرفا إلا في زماننا، وهما علم طبقات الأرض، المتقدم مراراً في هذا التفسير، وعلم الآثار، المتقدم بعضه في سورة يونس .. فالله هنا يقول: {وَمَا تَحْتَ الثَّرَى} ليحرص المسلمون على دراسة علوم المصريين التي تظهر الآن تحت الثرى".
ومثلاً عند قوله تعالى في الآية [30] من سورة الأنبياء: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُو?اْ أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً} .... الآية، يقول: "ها أنت قد اطلعت على ما أبرزه القرآن قبل مئات السنين، من أن السموات والأرض - أي الشمس والكواكب وما هي فيه من العوالم - كانت ملتحمة ففصلها الله تعالى، وقلنا: إن هذه معجزة، لأن هذا العلم لم يعرفه الناس إلا في هذه العصور، ألا ترى أن كثيراً من المفسِّرين قالوا: إن الكفار في ذلك الوقت ليس لديهم هذا العلم. فكان جوابهم على ذلك أنهم أخبروا به في نفس هذه الآية، فكأن الآية تستدل عليهم بنفس ما نزلت به، وذلك أن هذه الأمور لم تُخلق. وقد أخذ العلماء يُؤوِّلون تأويلات شتَّى لفرط ذكائهم وحرصهم رحمهم الله، وها نحن أُولاء نجد هذه العوالم المكنونة المخزونة قد أبرزها الله على أيدي الفرنجة، كما نطق القرآن هنا، كأنه يقول: سيرى الذين كفروا أن السموات والأرض كانت مرتوقة ففصلنا بينهما، فهو وإن ذكرها بلفظ الماضيفقد قصد منه المستقبل كقوله تعالى: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ} .. وهذه معجزة تامة للقرآن، وعجيبة من أعجب ما يسمعه الناس في هذه الحياة الدنيا" ..
ومثلاً عند قوله تعالى في الآية [15] من سورة الرحمن: {وَخَلَقَ الْجَآنَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ} .. نجده يقول: "والمارج المختلط بعضه ببعض، فيكون اللَّهب الأحمر والأصفر والأخضر مختلطات، وكما أن الإنسان من عناصر مختلفات هكذا الجان من أنواع من اللَّهب مختلطات، ولقد ظهر في الكشف الحديث أن الضوء مركّب من ألوان سبعة غير ما لم يعلموه. فلفظ المارج يشير إلى تركيب الأضواء من ألوانها السبعة، وإلى أن اللهب مضطرب دائماً، وإنما خُلِق الجن من ذلك المارج المضطرب، إشارة إلى أن نفوس الجان لا تزال في حاجة إلى التهذيب والتكميل. تأمل في مقال علماء الأرواح الذين استحضروها إذ أفادتهم أن الروح الكاملة تكون عند استحضارها ساكنة هادئة، أما الروح الناقصة فإنها تكون قلقة مضطربة".
وعند قوله تعالى في الآية [35] من السورة نفسها: {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلاَ تَنتَصِرَانِ} .. يقول: "إنه عبَّر هنا بـ {شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ} وفيما تقدم بقوله: {مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ}، والشواظ والمارج كلاهما اللَّهب الخالص، فلماذا جعل الجان مخلوقاً من مارج ولم يقل من شواظ؟ فاعلم أن المارج فيه معنى الاضطراب كما تقدم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أثبتذلك هناك، وهذا الاضطراب يفيد اضطراب الروح كما تقدم في علم الأرواح، وأيضاً اختلاط الألوان الآن معروف في التحليل فهو من هذا القبيل .. وهذه الفكرة لم تُعرف قط إلا في زماننا هذا، فإن تحليل الضوء والعلم بأنه مختلط، والاطلاع على عالم الأرواح الناقصة وأنها مضطربة، لم يكن إلا في زماننا، وهذا من أعاجيب القرآن التي لا تُدرك إلا بقراءة العلوم، وليس يعقلها الناس بفن البلاغة المعروف، فلا أصحاب المعلقات يدركونها، ولا الذين بعدهم يعلمونها، فهل لمثل امرىء القيس، أو لأبى العلاء، أو المتنبي أن يتناولوا هذه المعاني في أقوالهم؟ كلا .. فهذه البلاغة لا تخطر ببالهم، وأنَّى لهم علم الروح حتى يخصصوها بلفظ مارج؟ وعند إنزال العذاب يذكرون الشواظ".
ومثلاً في سورة الزلزلة نجده يُفسِّرها تفسيراً لفظياً مختصراً، ثم يذكر ما فيها من لطائف، مستعرضاً ما وقع من حوادث الزلزال في إيطاليا، وما وصل إليه العلم الحديث من استخراج الفحم والبترول من الأرض، وما كثر في هذا الزمان من استخراج الدفائن من الأرض، مثل ما كُشِف في مصر من آثار قدمائها، ثم يقول - بعد ما يفيض في هذا وغيره: "ألست ترى أن هذه السورة - وإن كانت واردة لأحوال الآخرة - تشير من طرف خفى إلى ما ذكرنا في الدنيا؟ فالأرض الآن كأنها في حالة زلزلة، وقد أخرجت أثقالها، كنوزها وموتاها وغيرها، والناس الآن يتساءلون، وها هم أُولاء يُلهمون الاختراع، وها هم أُولاء مقبلون على زمان تنسيق الأعمال بحيث تكون كل أمة في عمل يناسبها، وكل إنسان في عمله الخاص به وينتفع به".
ومثلاً نجده بعد أن يفرغ من تفسير سورة الكوثر، وسورة الكافرون، وسورة النصر، يذكر لنا بحثاً مستفيضاً عنوانه: "تطبيق عام على سورة الكوثر والنصر وما بينهما" وفيه نجده يتأثر بنزعته التفسيرية العلمية إلى درجة جعلته يُحَمِّل نصوص الشارع من المعاني الرمزية ما يُستبعد أن يكون مراداً لها. وذلك أنه يقرر أولاً أن هذه السور لم تكن خاصة بزمان النبوة، ولا بفتح مكة ونصر جيشها، لأن هذه الأمة كانت عند نزول هذه السور في أول عمرها، وسيطول إن شاء الله، وكم سيكون لها من فتوح وانتصارات.
ثم قال: "وإذا كان الأمر كما وصفنا ونحن أبناء العرب، وورثة النبي الذي جاء منا - صلى الله عليه وسلم، ولغتنا في مصر، والشام، والعراق، وشمال إفريقيا، هي لغة القرآن فلنبين للناس بعدنا سر هذه السور، فقد كان العلماء قبلنا يكتمونها، خوفاً من أهل زمانهم، ولكنَّا الآن يجب علينا إبرازه وإظهاره، لتأخذ هذه الأمة بعدنا حظها من الحياة، وحصتها من الإصلاح".
ثم أخذ يُبيِّن لنا الكوثر، وأوصاف كيزانه، وطيره، وأوصاف مَن سيرد عليه من المسلمين، بما جاء في الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ثم قال - بعد هذا كله: "اعلم أن هذه الأحاديث وردت لغاية أرقى مما يراها الذين لا يفكرون، كم أُمم جاءت قبلنا وجاء فيهم مصلحون، فماذا فعلوا؟ ألقوا إليهم العلم بهيئة جميلة، وصورة مفرحة، وبهجة وجمال. ولا نزال نرى كل أمة حاضرة كفائتة. جميعهم يصيغون ما يريدون من الجمال، والحكمة، والعلم، ورقى الأُمة بهيئة تسر الجمهور".
ثم يقول: "الجاهل يسمع الدُّر والياقوت، وشراباً أحلى من العسل، فيفرح ويعبد الله ليصل إلى هذه اللَّذت التي تقر بها عينه .. والعالم ينظر فيقول: إن هذا القول وراءه حكمة ووراءه علم، لأني أرى في خلال القول عجائب. فلماذا يذكر أن الكيزان أو الأباريق أو نحو ذلك عدد نجوم السماء! وأي دخل لنجوم السماء هنا؟ ولماذا عبَّر به"؟ .. ثم يقول: "لماذا ذكر أن الذين يردون الحوض عليهم آثار الوضوء؟ ولِمَ؟ ... ولِمَ؟ .. الحق أن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم يريد أمرين: أمراً واضحاً جلياً يفرح به جميع الناس، وأمراً يختص بالقُوَّاد والعظماء.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن النبوة بأمر الله، والله جعل في أهل الأرض فلاحين لا يعرفون إلا ظواهر الزرع، وجعل أطباء يستخرجون منافع من الحب والشجر، وحكماء يستخرجون علوماً، وكُلٌ لا يعرف إلا علمه، فالطبيب يشارك الفلاح في أنه يأكل، ولكنه يمتاز عنه بإدراك المنافع الطبية. فالطبيب يشارك الفلاح في أنه يأكل، ولكنه يمتاز عنه بإدراك المنافع الطبية. هكذا حكماء الأمة الإسلامية يشاركون الجهلاء في أنهم يفهمون الحوض كما فهموه، ويردونه معهم كما يردونه، ولكن هؤلاء يمتازون بأنهم قُوَّاد الأُمة الذين يقودونها. فماذا يقولون؟ يقولون إن النبي
ـ صلى الله عليه وسلم ـ يريد معانى أرقى. إن الجنة فيها ما لا عَيْن رأت، ولا أذن سمعت، ولا خَطَرَ على قلب بشر، فليس الماء الذي هو أحلى من العسل وأبيض من الثلج كل شيء هناك، ثم إن الجنة لا ظمأ فيها، وأي شيء عدد نجوم السماء؟ ولماذا اختُصَّت النجوم بالعدد والوضوء بالأثر؟ والذي نقوله: إن الحوض يُرمز به للعلم مع بقائه على ظاهره، فلا المسك الأذفر، ولا أنواع الجواهر النفسية من دُّرٍّ وياقوت، ولا حلاوة العسل الذي في ذلك الماء، ولا اتساع الحوض إلا أفانين العلم ومناظر بدائعه المختلفة المناهج، العذبة المشارب، السارة للناظرين ... "، ثم يخلص من هذا كله إلى الاستدلال على أن ما ذهب إليه من قبيل الكناية التي هي لفظ أُطلق وأُريد به لازم معناه مع جواز إرادة المعنى الأصلي، ثم يقول - بعد بيان هذه الكناية: " .. هنا يكون النصر ولا يكون إلا بعد أن يتجافى الناس عن أفعال الملحدين والكفرين، وجعل العلوم مرتبطة بالربوبية كما تشير إليه سورة الكافرون. هنا يكون نصر الله والفتح، ويدخل الناس في هذه العلوم الحقيقية أفواجاً. وعلى حكماء المسلمين الذين بعدنا متى نشروا هذه الآراء العلمية وأمثالها، ورأوا المسلمين تقدَّموا ونصروا العلم على الجهل في العالَم الإنساني، وأصبح المسلمون قائمين بما وعدهم ربهم من أنهم خير أمة أخرجت للناس، وأنهم رحمة للعالمين، متى رأى العلماء ذلك فيعلموا أن هذا هو النصر في زماننا، وهو الفتح، وإذن فعلى القائمين بذلك أن يحمدوا ربهم ويستغفروه" .. إلخ.
هذا هو تفسير الجواهر، وهذه نماذج منه وضعتها أمام القارئ، ليقف على مقدار تسلط هذه النزعة التفسيرية على قلم مؤلفه وقلبه.
والكتاب - كما ترى - موسوعة علمية، ضربت في كل فن من فنون العلم بسهم وافر، مما جعل هذا التفسير يُوصف بما وُصِف به تفسير الفخر الرازي، فقيل عنه: "فيه كل شيء إلا التفسير" بل هو أحق من تفسير الفخر بهذا الوصف وأولى به، وإذا دلَّ الكتاب على شيء، فهو أن المؤلف رحمه الله كان كثيراً ما يسبح في ملكوت السموات والأرض بفكره، ويطوف في نواح شتَّى من العلم بعقله وقلبه، ليُجلى للناس آيات الله في الآفاق وفى أنفسهم، لم ليُظهر لهم بعد هذا كله أن القرآن قد جاء متضمناً لكل ما جاء ويجيء به الإنسان من علوم ونظريات، ولكل ما اشتمل عليه الكون من دلائل وأحداث، تحقيقاً لقول الله تعالى في كتابه: {مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ} .. ولكن هذا خروج بالقرآن عن قصده، وانحراف به عن هدفه، وقد عرفت رأينا في المسألة فلا نعيده.
* * *
إنكار بعض العلماء المعاصرين لهذا اللَّون من التفسير:
لم يقف العلماء في هذا العصر موقف الإجماع على قبول هذا اللَّون من التفسير، بل نراهم مختلفين في قبوله والقول به، كما كان الشأن بين مَن سبقهم من العلماء الأقدمين ..
وإذا كنا قد وجدنا من العلماء المحدَثين مَن انحاز إلى هذه الفكرة في التفسير وتأثر بها في مؤلفاته، فإنَّا نجد بجوار هؤلاء أيضاً كثرة من العلماء لم ترض عن هذا اللَّون من التفسير، ولم تستسغ أن تشرح به كتاب الله تعالى، ولم تغمض عينها أو تمسك قلمها عن رد هذه الفكرة على أهلها وتناولهم إياها بالنقد والتفنيد.
نجد هذه المعارضة في كثير من المحاورات والاعتراضات التي وُجِّهَت إلى صاحب الجواهر، وذكرها لنا في تفسيره.
كما نجد بعض أساتذتنا المعاصرين ينعون على مَن يأخذ بهذه الفكرة ويقول بها، ومن بين هؤلاء أستاذنا الشيخ محمود شلتوت. فقد تناول هذا الموضوع بالبحث في العدد (407)، (408) من السنة التاسعة لمجلة الرسالة. - إبريل سنة 1941 - وفيه يرد على من يذهب إلى هذا اللَّون من التفسير بحجج قوية واضحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا هو الأستاذ الشيخ أمين الخولى يتناول هذا الموضوع في كتابه "التفسير: معالم حياته. منهجه اليوم"، وفيه يرد على أنصار هذا المذهب في التفسير بحجج قوية واضحة، استفدنا منها كثيراً في تأييد ما اخترنا من المذهبين.
وهذا هو المرحوم السيد محمد رشيد رضانجده في مقدمة تفسيره ينعى على مَن تأثروا في تفسيرهم بنزعاتهم العلمية، فشغلوا تفاسيرهم بمباحث النحو، والفقه، ونكت المعانى، والبيان، والإسرائيليات ... وغير ذلك، ويعد هذا صارفاً يصرف الناس عن القرآن وهَدْيه، ثم ينعى على الفخر الرازي ما أورده في تفسيره من العلوم الحادثة في المِلَّة، ويعد هذا صارفاً يصرف الإنسان عن القرآن وهَدْيه، كما يتوجه بمثل هذا اللوم على مَن قلَّد الفخر الرازي في مسلكه من المعاصرين، وأظنه أراد صاحب الجواهر، وذلك حيث يقول: " .. وقد زاد الفخر الرازي صارفاً آخر عن القرآن، هو ما يورده في تفسيره من العلوم الرياضية والطبيعية وغيرها، وقلَّده بعض المعاصرين بإيراد مثل هذا من علوم هذا العصر وفنونه الكثيرة الواسعة، فهو يذكر فيما يسميه تفسير الآية فصولاً طويلة - بمناسبة كلمة مفردة كالسماء والأرض -، من علوم الفلك والنبات والحيوان، تصد قارئها عما أنزل الله لأجله القرآن".
وأخيراً .. فهذا هو شيخنا العلامة الأستاذ الأكبر الشيخ محمد مصطفى المراغى - رحمه الله رحمة واسعة - نجده في تقريظه لكتاب "الإسلام والطب الحديث" لا يرضى عن هذا المسلك في التفسير، رغم أنه مدح الكتاب وأشاد بمجهود مؤلفه، وذلك حيث يقول: "لست أريد من هذا - يعنى ثناءه على الكتاب ومؤلفه - أن أقول: إن الكتاب الكريم اشتمل على جميع العلوم جملة وتفصيلاً بالأسلوب التعليميالمعروف، وإنما أريد أن أقول إنه أتى بأُصول عامة لكل ما يهم الإنسان معرفته به، ليبلغ درجة الكمال جسداً وروحاً، وترك الباب مفتوحاً لأهل الذِكر من المشتغلين بالعلوم المختلفة، ليبينوا للناس جزئياتها بقدر ما أُوتوا منها في الزمان الذي هم عائشون فيه".
وفى موضع آخر يقول: "يجب أن لا نجر الآية إلى العلوم كي نُفسِّرها، ولا العلوم إلى الآية، ولكن إن اتفق ظاهر الآية مع حقيقة علمية ثابتة فسرناها بها".
ومن هذا كله يتبين أن التفسير العلمي في العصر الحديث إن كان قد لقى قبولاً ورواجاً عند بعض العلماء، فإنه لم يلق مثل هذا القبول والرواج عند كثير منهم، وقدعلمتَ فيما سبق أي الرأيين أقرب إلى الحق وأحرى بالقبول". (25)
______________________________
(16) عمر رضا كحالة، معجم المؤلفين (ج/ 2صـ 15).
(17) يوسف المرعشلي، نثر الدرر والجواهر في علماء القرن الرابع عشر (ج1/ صـ 551).
(18) http://www.almoajam.org/poet_details.php?id=3268
(19) انظر أخي الكريم إلى أدب العلامة السعدي في النقد قال ـ رحمه الله ـ: "رأيت تفسيرًا طبع أخيرًا منسوبًا للطنطاوي" أرأيت قال منسوب ولم يقل للطنطاوي لثقته به ولأنه لا يثق بالأمر إلا إذا تبين لله دره ودر أهل نجد فلقد كان يحبهم الشيخ رشيد ويفسح لهم في مجلته المجال لنقدها وكان يثق بهم غاية الثقة رحمهم الله وغفر لهم وألحقنا بهم.
(20) مجلة المنار (ج29، صـ 143)
(21) مجلة المنار (ج30،صـ 511)
(22) عادل نويهض، معجم المفسرين (ج1، صـ242).
(23) مجموعة من الباحثين (الزبيري ـ القيسي1 ـ القيسي2 ـ البغدادي ـ الحبيب)، الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة (صـ 1801: 1082).
(24) مجموعة من الباحثين (الزبيري ـ القيسي1 ـ القيسي2 ـ البغدادي ـ الحبيب)، الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة (صـ1085: 1087).
(25) محمد حسين الذهبي، التفسير والمفسرون (ج2، صـ 371ـ381).
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Apr 2010, 12:08 م]ـ
أخي أبا الفداء
جزاك الله عنا خيراً بنقل هذه النقول المفيدة والتي قد لا يتمكن من الوصول إليها كلُّ أحد.(/)
(استخدام علم الدلالة في فهم القرآن: قراءة في تجربة الياباني توشيهيكو) لعبدالرحمن حللي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Oct 2009, 08:34 ص]ـ
أهداني الصديق العزيز الدكتور عبدالرحمن الحاج الأستاذ بالجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا كتاب (بين الله والإنسان في القرآن: دراسة دلالية لنظرة القرآن إلى العالم) للباحث الياباني توشيهيكو ايزوتسو، المتوفى عام 1413هـ عن عمر قارب الثمانين عاماً. وهو باحث ياباني مستعرب له ترجمة لمعاني القرآن للغة اليابانية، وله بحوث موضوعية جيدة حول القرآن الكريم جديرة بالتأمل والقراءة من المتخصصين في الدراسات القرآنية. وله معرفة مذهلة بالشعر الجاهلي ومعانيه ومفرداته الغريبة، لا تكاد توجد عند كثير من الباحثين العرب، وهو يعتمد على فهمه له في دراسته للقرآن.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64aea79fbacbb5.jpg
وقد أكملتُ قراءة الكتاب في أوقات متعددة، وحرصتُ على عرض هذا الكتاب المليئ بالنظرات العلمية المفيدة لدارسي القرآن الكريم في جانبه اللغوي الدلالي خصوصاً من باحث منصف ذي ثقافة مختلفة، وقد نقل تلامذته أنه مات مسلماً. غير أن كثرة الأشغال حالت دون إتمام هذا العرض. حتى عثرت اليوم على بحث قيم للدكتور عبدالرحمن حللي وفقه الله حول هذا الكتاب، فيه تعريف وافٍ بالكتاب ومؤلفه، واستنتاجات وتوصيات للباحثين بضرورة الإفادة من منهجية الباحث الياباني في تعميق الدراسات القرآنية ذات الجانب الدلالي وما يمكن أن تضيفه في حقل البحث العلمي. فأحببت نقله لكم ليكون باباً للإفادة من هذا الكتاب، والتعرف على مؤلفه وسيرته العلمية.
وهذا هو نص البحث
استخدام علم الدلالة في فهم القرآن: قراءة في تجربة الباحث الياباني توشيهيكو إيزوتسو Toshihiko Izutsu(*)
تمهيد:
لقد أنزل الله القرآن ليكون هداية للناس، فقال تعالى: "إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ" (الإسراء:9)، ويحمل رسالة الله الخاتمة إلى العالمين، "وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ" (الأنعام:19)، فجعله الله كتاباً مصدقاً ومهيمناً "وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ" (المائدة:48)، وجعله الله كتاباً مبيناً وعربياً، "الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ - إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ" (يوسف:1 - 2)، لكنه رغم وضوحه وجلاء الرسالة التي يحملها يكتنف من المعاني ما لا ينقضي ومن الدلائل ما لا ينفد مهما طال البحث عنها، فهو كتاب إلهي يخاطب العالمين، وهو كما وصف كتاب لا يخلق على كثرة الرد، ولا يحيط بكلماته زمان أو مكان، "قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا" (الكهف:109)، هذه الخصائص لكتاب الله عز وجل تجعل المسؤولية نحوه أكبر وأعمق من أن يتم اختزال العلاقة معه على أنه نص للتعبد فقط، ففيه نظام وإحكام لم يكتشف منه المفسرون والدارسون له إلا القليل، وسيبقى الزمن أهم مفسر للقرآن بما يستجد فيه من علوم ومعارف يمكن أن تسهم في اكتناه معانيه، وقد أدرك المتقدمون ما للعلوم على اختلافها من أثر في فهم القرآن سواء بالفهم المباشر له كعلوم القرآن أو غير المباشر كالعلوم التي تنمي ثقافة المفسر التي تؤثر بدورها في تفسيره، حتى وصل الأمر بالإمام ابن عطية الأندلسي إلى القول: "كتاب الله لا يتفسر إلا بتصريف جميع العلوم فيه" [1]، ولعل أهم العلوم ذات الأثر في فهم كتاب الله هي علوم اللغة، والتي شهدت تطوراً في التقعيد والتصنيف والتحليل، وقد اعتنى المسلمون مبكراً باللغة العربية، وكان الدافع الرئيس لذلك يرتبط بفهم كتاب الله عز وجل.
(يُتْبَعُ)
(/)
إلا أن هناك من علوم اللغة ما هو مرتبط باللغة بالعموم وليس خاصاً بلغة بعينها، لاسيما ما له صلة بالجانب التحليلي منها، كما أن تطورات العلوم اللغوية الحديثة آلت إلى نتائج كان علماء اللغة سبقوا إليها ونصوا على مثلها [2]، لكن ذلك لا يعني أن هذه العلوم لم تأت بإضافة يمكن الإفادة منها، فالعلوم منحة إلهية واستثمارها في الخير ينبغي أن يكون مطلباً مشروعاً بل واجباً، لاسيما إن كانت تصلح لأن يفهم بها كتاب الله، لكن مقاربة كتاب الله بها ليست من الأمور السهلة أو القابلة للارتجال والتجربة السطحية، كما أن توسل هذه العلوم من خلال التجارب التي تمت لم يكن في الغالب منتجاً للعلم أو يقدم إضافة نوعية نظراً لتوسل تلك العلوم لأهداف غير علمية كما هو شأن عموم أعمال المستشرقين وتلاميذهم، على أنهم في كثير من الأحيان وجهوا العلوم التي استخدموها لاستنباط ما حرصوا على الوصول إليه، كما هو شأن أدعياء القراءة المعاصرة للقرآن الذين توسلوا مناهج مختلفة وأحياناً تجمع متناقضات منها، ليخرجوا بخليط من الأفكار غير المنسجمة والمتناقضة أحياناً ادعيت دراسة للقرآن الكريم [3]، هذه التجارب أدت إلى زيادة الوثاقة بالمنهج المعهود لدراسة القرآن ومرجعيته، والشك والحذر من أي مقاربة جديدة أو غير مألوفة في درس القرآن الكريم.
لكن الإنصاف يقتضي الإقرار بأن هذا الغالب الشائع ينبغي ألا يخفي النادر المهم والمجهول والذي لم ينل حظه من العناية والتعريف به، بل تم التعتيم عليه أو التقليل من أهميته أو التشكيك في علميته كونه لم يلتق مع الرؤى الاستشراقية السائدة، أو أكد عكس ما هدفت إليه.
وتهدف هذا المقاربة إلى التعريف بنموذج للدراسات القرآنية الحديثة يمثل – فيما أرى- نقلة نوعية في الدرس القرآني المتوسل لعلم الدلالة منهجاً، وأقصد به أعمال الباحث الياباني الراحل توشيهيكو إيزوتسو، وسيكون تناول أعماله من زاوية محددة هي استثماره علم الدلالة الحديث في دراسة القرآن الكريم، وستتضمن الورقة المحاور التالية:
أولاً- علم الدلالة بين القديم والحديث
ثانياً- تعريف بالباحث ايزوتسو Toshihiko Izutsu:
ثالثاً- علم الدلالة ودراسة القرآن من منظور ايزوتسو: (مقاربة المنهج)
رابعاً- الخاتمة: (خلاصة وتقييم)
أولاً: علم الدلالة بين القديم والحديث:
موضوع علم الدلالة هو دراسة المعنى، وقد بدأ البحث عنه منذ أن حصل للإنسان وعي لغوي، وقد وجد هذا مع علماء الهنود واليونان [4]، وقد اهتم اللغويون العرب وعلماء الأصول بدراسة المعنى ووضعوا قواعد وأصولاً لاستنباطه، ولم يكن ثمة فصل في هذا المجال بين البحث في طرق استنباط النص وبين البحث اللغوي، بل إن مباحث الدلالة عند اللغويين تأثرت بمباحث ومناهج الأصوليين في تقعيد فهم النص [5]، وتواتر استعمال مصطلح الدلالة في التعبير عن المعنى المستنبط من النصوص والألفاظ، وكان ذلك بالخصوص في كتب الأصوليين [6]، وقد خصت كتب الأصوليين قسماً خاصاً بمباحث الدلالات، إذ بدأ البحث في دلالة الألفاظ مبكراً عند العرب، وذلك منذ أن بدأ البحث في مشكل الآيات القرآنية وإعجازها وتفسير غريبها واستخراج الأحكام الشرعية منها، فكان علماء الفقه والأصوليون من أوائل من احتضنوا الدراسات التي تدور حول الألفاظ ومعانيها [7]، أما اهتمام اللغويين بدراسة الدلالة فكان مقتصراً على الناحية التاريخية الاشتقاقية للألفاظ، كأن تقارن الكلمة بنظائرها في الصورة والمعنى حتى يتسنى إرجاعها إلى أصل معين [8].
كل هذا الحضور للدلالة في العلوم العربية والشرعية لم ينته إلى ظهور علم مستقل باسم "علم الدلالة"، إذ ظهر هذا الإفراد في أواخر القرن التاسع عشر (1883م) مع اللغوي الفرنسي برييل Breal Michel ليعبر عن فرع من علم اللغة العام هو "علم الدلالات" ليقابل "علم الصوتيات"، وقد تم تداول اصطلاح "علم الدلالة" بإجماع لا لبس فيه والتعبير الانكليزي عنه ( Semantics)[9]، والأصل في هذه لكلمة أنها تعني الدراسة التاريخية لتغيرات معاني الكلمات [10]، وواضح من تاريخ هذا العلم أنه تطور ليوسع مجاله إلى علوم أخرى كعلم النفس وعلم الإنسان والفلسفة والمنطق والبلاغة وعلم الاجتماع، إذ أصبحت كلمة Semantics توظف كمصطلح عام لدراسة العلاقات بين الدوال والأشياء التي تدل عليها [11].
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا التطور في علم الدلالة في سياقه الغربي استفاد من تراكمات معرفية سابقة، لكن الباحثين في هذا المجال يلاحظون أن الدراسات الدلالية أغفلت جهود الدلاليين العرب القدامى فلم تأت على ذكرهم في سلسلة تطور الاهتمام الدلالي القديم [12]، وقد أسهمت الدراسات اللغوية العربية الحديثة في إبراز جهود اللغويين والأصوليين في مجال الدلالة، ورغم هذه الجهود فإنهم لم ينكروا الإضافة العلمية في علم الدلالة الحديث وآفاق الاستفادة منه، بل أبرزوا التكامل الذي يضيفه إلى الدراسات العربية.
فقضية المعنى كموضوع لعلم الدلالة لم تعالج في المعاجم والقواميس، والتي قدمت معاني ألفاظ اللغة التي ترصدها دون أن تقدم نظرية حول طبيعة المعنى في اللغة، فما تقدمه المعاجم حكم وصفي لا يعالج سؤال (ما هو المعنى؟) الذي يهتم به علم الدلالة [13].
ومن ناحية أخرى فإن علم الدلالة اتجه إلى العوامل الخارجية ذات الأثر في الألفاظ من إنسانية واجتماعية، بل ونفسية وعاطفية، وما لهذه العوامل من أثر في انكماش بعض الألفاظ في دلالتها أو انحدار في سموها [14]. وبالتالي فنحن أمام علم حديث إن لم يصل إلى نظرية نهائية متسقة في دراسة المعنى فإنه رغم ذلك يشكل إضافة مهمة في دراسة المعنى [15].
هذا الجانب الحديث في علم الدلالة هو ما سنبحث إمكانية استخدامه في فهم القرآن، لكن الحديث إلى حد الآن ما يزال في العموم وفي سياق إثبات أن هناك ما هو جديد في علم الدلالة يختلف عن النظريات الدلالية عند اللغويين والأصوليين التي لا تقل أهمية وعمقاً وثراء واتساقاً، والتحديد الدقيق سيكون لاحقاً عند الحديث عن منهج إيزوتسو ومقدماته النظرية التي ضبط من خلالها ما سيستثمره من علم الدلالة في فهم القرآن.
ثانياً: تعريف بالباحث ايزوتسو Toshihiko Izutsu
من المهم البدء بالتعريف بالباحث إيزوتسو إذ هو مجهول في الأوساط العربية ولا يعرفه إلا القلة من المتخصصين، لذا سأعرف به كمقدمة للتعرف على منهجه.
ولد الباحث الياباني [16] Toshihiko Izutsu في طوكيو في اليابان، عام/1914، وكَانَ باحثاً ولغوياً وأستاذاً جامعياً، درَّس في معهدِ الدِراساتِ الثقافيةِ واللغويةِ من جامعةِ كيو Keio في طوكيو (1954 - 1968)، وفي المعهد الملكي لدراسة الفلسفةِ في طهران، وفي معهد الدراسات الإسلامية من جامعة مكجل McGill في مونتريال بكندا، وكان أستاذاً فخرياً وعضواًَ في الأكاديمية اليابانية.
ألف عدداً مِنْ الكُتُبِ عن الإسلامِ والأديانِ الأخرى، وعن اللغة والتصوف، وكان موهوباً جداً في تَعلّّم اللغاتِ الأجنبيةِ، وكان على معرفة دقيقة بالعربية، والفرنسية والألمانية، فضلاً عن الإنكليزية، وهو من أوائل من ترجم القرآن الكريم إلى اللغة اليابانية، وترجمته معروفة بدقتِها اللغويةِ وما زالَتْ مشهورة وكثيرة الاستعمال في الأعمال العلمية.
توفي في:1يوليو/تموز 1993، ونقل تلامذته إسلامه وأنه سمى نفسه (مختار) [17].
ألف بالإنكليزية:
1. المفهومات الأخلاقية - الدينية في القرآن ( Ethico-Religious Concepts in the Quran ) طبع منقحاً عام 1966 وأعيد نشره عام 2002، وترجمه إلى العربية الأستاذ الدكتور عيسى علي العاكوب، وصدرت الترجمة عن دار الملتقى بحلب 2008.
2. بين الله والإنسان في القرآن: دراسة دلالية لنظرة القرآن إلى العالم،
GOD AND MAN IN THE KORAN: Semantics of the koranic weltanschauung
وقد صدر للمرة الأولى بالإنكليزية عام 1964 عن معهد جامعة كيو للدراسات الثقافية واللغوية بطوكيو. وبعد تسع سنوات على وفاته عام 1993، صدرت طبعته الثانية بالإنكليزية أيضاً في ماليزيا عام 2002، وترجمه إلى العربية الأستاذ الدكتور عيسى علي العاكوب، وصدرت الترجمة عن دار الملتقى بحلب 2007، وقد صدرت ترجمة أخرى للكتاب بعنوان: "الله والإنسان في القرآن، علم دلالة الرؤية القرآنية للعالم"، أعدها الدكتور هلال محمد الجهاد، وذلك عن المنظمة العربية للترجمة عام 2007. [18].
3. مفهوم الإيمان في علم الكلام الإسلامي Concept of Belief in Islamic Theology صدر عام 1980، وهو قيد الترجمة من قبل الدكتور العاكوب.
4. دراسة مقارنة للمفهومات الفلسفية الرئيسة في التصوف والطاويه (1984)
Sufism and Taoism: A Comparative Study of Key Philosophical Concepts
(يُتْبَعُ)
(/)
5. اللغة والسحر Language and Magic (1956)
وله باليابانية المؤلفات التالية:
1. تاريخ الفكر الإسلامي
2. الفلسفة الصوفية
3. الثقافة الإسلامية
4. الوعي والذات
5. الكون وأضداد الكون
ومما تجدر الإشارة إليه في سياق التعريف بإيزوتسو أن أعماله لا تصنف في سياق الدراسات الاستشراقية للقرآن والإسلام، وذلك للأسباب التالية:
أولاً- طبيعة منطلق هذه الدراسات في السياق الياباني، فكما يؤكد الكاتب اللبناني الدكتور مسعود ضاهر فإن "الدراسات اليابانية عن الإسلام والعالم العربي أرادها واضعوها رداً موضوعياً على "الدراسات الاستشراقية" الغربية، بجناحيها الأوروبي والأميركي. ويرفض المستعربون اليابانيون بشدة تصنيفهم كمستشرقين، ويفضلون مصطلح الدراسات العربية في اليابانية بعد أن حمل مصطلح "الاستشراق" وزر المواقف السلبية التي عرّضت أصحابها للنقد الصارم حتى من جانب الباحثين المنصفين أو الموضوعيين في الغرب نفسه" [19].
ثانياً- ما صرح به إيزوتسو نفسه حول قصده من عمله بقوله:"وكان حاديّ في هذا الصّنيع الأملَ في أن أظلّ قادراً على الإسهام بشيء جديد في سبيل فَهْم أفضل لرسالة القرآن لدى أهل عصره الأوّل ولدينا نحن كذلك" [20]، وفي دراسته للمفهومات الأخلاقية يؤكد تحريه منهجاً علمياً يعتمد التجريب والاستقراء، لتحليل البنية الأساسية للحقل الدلالي للتعابير الأخلاقية، ويؤكد أهمية العلمية بحيث تتفادى قدر المستطاع التأثر بالأحكام القبلية لأي موقف نظري للفلسفة الأخلاقية [21].
ثالثاً- ما يؤكد بعد فكر إيزوتسو وتضاده مع الاستشراق ما تميزت به أعماله من الموضوعية والحياد العلمي والإنصاف إن لم يكن الانحياز والاحترام للقرآن والإسلام، وقد تجلى ذلك فيما قام به من جهد ودراسات عن الإسلام والقرآن، فأثبت من خلالها أنه على قدر كبير من التثبت وتقليب وجهات النظر وسعة الاطلاع مما هيأ له قدرة ملحوظة على التمحيص والاختيار والبناء على أسس لها قدر كبير من القيمة [22]، بل يمكن الذهاب إلى أبعد من ذلك، واعتبار أعماله الوجه النقيض للدراسات الاستشراقية المتعلقة بالقرآن، فأثبت في غير موضع احترامه وإجلاله للقرآن وإعجابه بلغته وإحكام آياته، وأثبت قدراً فائقاً من العلمية والتواضع عندما يبدي رأياً في فهم آية على نحو يخالف ما يتجه إليه المفسرون [23].
هذا ويتميز كتاباه بلغتهما السهلة وأسلوبهما المبسط الذي يبتعد عن التعقيد [24]، بشكل عام، لكن غير المختص قد يجد صعوبة في المقدمات المنهجية لجدتها عليه، مع حرص واضح فيها على الضبط المنهجي المفصل للقارئ. هذا ومما يحسب له في الدقة والعلمية اعتماده المباشر على اللغة العربية وإتقانه الدقيق لتفاصيلها، بل رفضه دراسة المفاهيم القرآنية من خلال لغة أخرى، إذ يؤكد هذا المبدأ بشكل عام بقوله: "وهناك في كل لغة عدد من الكلمات التي تكون عصية على الترجمة على نحو باد للعيان" [25].
كما يسجل احترامه للغة العربية وتقديره لها ولمصادر التراث الإسلامي، فيصف العربية الفصحى بأنها واحدة من اللغات المعروفة جيداً في العالم، ومزودة بأدق تفاصيل النحو والمعجم اللغوي، وفيها معجمات ممتازة، وقد أنجز كثير من الدرس المتصل بفقه اللغة، وفي حقل التفسير القرآني خاصة توجد كثير من التفاسير المعتمدة، ويؤكد اعتماده هذه المصادر كمساعدات قيمة في درسه الدلالي [26].
وهو كباحث لغوي لم ير خصوصية وتميزاً للغة العربية، إذ اعتبر مجيء القرآن بها يرجع إلى كونه أنزل على العرب، وأنها واحدة فقط من لغات كثيرة، وقد انتقده على ذلك الأستاذ الدكتور عيسى العاكوب، مؤكداً "أنّ العربيّة قادرةٌ على الإبانة عن مراد الله سبحانه أكثر من غيرها من اللغات بما توافر لها من وفرة في المفردات المعبرّة عن الشيء الواحد في أوضاعه وأشكاله وخاصّياته المختلفة، وبما انطوت عليه من صِيَغ حرفيّة معبّرة، وبمّا تدلّ عليه أوضاعُها التركيبيّة من دلالات، وبما يوفّره جرْسُ ألفاظها من تماثلات صوتيّة تساعد في إبهاج السّامع وإيقاظ ملكاته الإدراكية لتحصيل أكبر قدر من الطاّقة الدّلاليّة. وما لا ينبغي إغفالُه البتّة في السّياق الذي نحن فيه أنّ مادّة ع ر ب فيما يبدو تفيد البيانَ والوضوح" [27].
ثالثاً: علم الدلالة ودراسة القرآن من منظور ايزوتسو: (مقاربة المنهج)
(يُتْبَعُ)
(/)
يفتتح إيزوتسو كتابه "الله والإنسان في القرآن" بفصل خاص بعنوان (الدرس الدلالي والقرآن) يحدد من خلاله معالم دراسته فيذكر أن دلالات الألفاظ وتطوّرها، أو ما يسمّى عِلْم الدّلالة Semantics تمثِّل الجانبَ المنهجيّ لعمله، بينما يمثِّلُ القرآنُ جانبَه المادّي [28]، ويحدد الشريحة التي يتوجه إليها الكتاب بأنهم القرّاء الذين كان لديهم من قبْلُ معرفة عامّةً جيّدةً بالإسلام وهم، تبعاً لذلك، مستّعدون لأن يكونوا منذ البدء مهتمّين بقوّة بالمسائل المفهوميّة التي أثارها هذا الضَّرْبُ من الدَّرْس فيما يتصل بالقرآن نفسه.
ولا يتغاضى إيزوتسو عن حقيقة أنّ ما يسمّى عِلْم الدّلالة Semantics معقَّدٌ على نحو مُذْهِل للغاية. ومن الصّعب جدّاً، هذا إن لم يكن مستحيلاً، على شخصٍ غير متخصّص أن يظفر حتّى بفكرةٍ عامّةٍ عن ماهيّة هذا العِلّم، فـ "عِلْم الدّلالة"، كما يرى إيزوتسو، من حيث هو دراسةٌ للمعنى، لا يمكن أن يكون إلاّ نمطاً جديداً من الفلسفة مبنيّاً على تصوّر جديد تماماً للكون والوجود وشاملاً لأفرع كثيرة مختلفة ومتنوّعة جدّاً من أفرع العِلْم التقليديّ، التي ما تزال حتّى الآن في أيّة حال بعيدةً عن أن تكون قد أنجزت المثَلَ الأعلى لتكاملٍ تامّ. كما يلحظ أنه علم يفتقر إلى التناغم والانسجام، وأن ما نمتلكه في أيدينا عددٌ من النظريات المختلفة للمعنى [29].
تأسيساً على هذه الملاحظات يسجل إيزوتسو تصوره الخاص لعلم الدلالة الذي سيعتمده في دراسته فيقول:"عِلْم الدّلالة كما فهمتهُ هو دراسةٌ تحليلية للتعابير المفتاحية Key- terms في لغةٍ من اللغات ابتغاءَ الوصولِ أخيراً إلى إدراكٍ مفهوميٍّ للنّظرة إلى العالم Weltanschauung لدى النّاس الذين يستخدمون تلك اللّغة أداةً ليس فقط للتحدّث والتفكُّر، بل أيضاً، وهذا أكثرُ أهمّيةً، لتقديم مفهوماتٍ وتفاسير للعالَم الذي يحيط بهم." [30]
فهدف الدراسة الدلالية للقرآن البحث عن رؤية القرآن لكيفية بناء عالَم الوجود، وما المكوِّناتُ الرّئيسةُ للعالم، وكيف يُرْبَط بعضُها ببعض، فيكون عِلْمُ دلالات الألفاظ وتطوّرها، في هذا المعنى، نوعاً من عِلْم الوجود ontology- علم وجود محّدد وحيّ ومتحرّك [31].
ولانجاز عمله يوضح المرتكزات الأساسية التي ستضبط تحليله الدلالي، وذلك من خلال مداخل أساسية، أو مصطلحات اعتمدها أو ابتكرها ليوضح فكرته، وهي:
1 - شبكة المفهومات في القرآن:
إن جوهر عمل إيزوتسو كما حدده هو دراسةٌ تحليلية للتعابير المفتاحية في القرآن والتي تعبر عن المنظور القرآني للعالم، لكن ذلك ليس مجرد اختيار مفهومات من المعجم اللغوي للقرآن، بل هي – كما يقول - مهمة صعبة، ذلك لأنّ هذه الكلمات أو المفهومات – كما يصفها إيزوتسو- ليست موجودةً هكذا في القرآن مستقلاً كلٌّ منها عن الأخريات، بل إنّ كلاًّ منها تعتمد على صاحبتها اعتماداً قويّاً، وتستمدّ معانيها المحدّدة على نحو دقيق من جملة نظام العلاقات. وبكلماتٍ أُخَر، تؤلِّف فيما بينها مجموعاتٍ متنوّعة، كبيرة وصغيرةٍ، مرتبطاً كلٌّ منها بالأخرى أيضاً بطرائق مختلفة، وهكذا تؤلّف في النهاية كُلاً منظّماً شبكةً غايةً في التعقيد والتركيب من الترابطات المفهوميّة [32]. فإيزوتسو يبحث عن النظام المفهومي الذي يعمل في القرآن، لا المفهومات الفردية منظوراً إليها بعيداً عن البناء العام، أو ما يسميه "البنية المتكاملة" التي اندمج فيها المفهوم.
2 - التحول الدلالي من خلال السياق القرآني:
يسجل إيزوتسو ملاحظة يعتبرها جوهرية في عمله وهي ملاحظة التحول الدلالي للمفردة اللغوية التي كانت متداولة قبل الإسلام عبر إدخالها في سياق قرآني جديد ودمجها ضمن نظام مفهومي مختلف، فألفاظ القرآن كانت متداولة، بل إنه - كما يرى - ليس من التعابير المفتاحية التي تؤدّي وظيفةً حاسمة في صياغة نظرة القرآن إلى العالَم بما فيها اسْمُ "الله" نفسُه، ما كان بأيّ معنى من المعاني تعبيراً جديداً مبتكَراً. فقد كانت كلُّها تقريباً مستخدمةً بصورةٍ أو بأخرى في الأزمنة التي سبقت الإسلام. وعندما بدأ الوَحْيُ الإسلاميّ باستخدام هذه الكلمات، كان النظامُ كلُّه، أي السّياقُ العامُّ الذي استُخدِمت فيه، هو الذي صدَم مشركي مكّة بوصفه شيئاً غريباً تماماً وغيرَ مألوف، ولذلك، غيرَ مقبول، وليس
(يُتْبَعُ)
(/)
الكلماتِ الفرديّة والمفهومات نفسَها.
فـ "الكلماتُ نفسُها كانت متدوالةً في القرن السّابع (الميلادي)، إن لم يكن ضمن الحدود الضّيّقة لمجتمع مكّة التجاريّ، فعلى الأقلّ في واحدةٍ من الدّوائر الدينيّة في جزيرة العرب، ما جدّ هو فقط أنّه دخلت أنظمةٌ مفهومية مختلفة. والإسلامُ جَمَعها، دَمَجَها جميعاً في شبكةٍ مفهوميّة جديدة تماماً ومجهولة حتّى الآن." [33]
ويذكر نموذجاً لذلك التحول كلمةَ "تقوى"، فالمعنى الصّميمي الأساسيّ لكلمة "تقوى" في الجاهلية "دفاعَ كائن حيّ، حيوان أو إنسان، عن نفسه في مواجهة قوّة مدمِّرة آتية من الخارج". وتدخلُ هذه الكلمةُ في نظام المفهومات الإسلاميّ حاملةً معها هذا المعنى الأساسيّ نفّسه. ولكن ههنا، وتحت التأثير السّاحق لجُمْلة النظام، وخاصّة بفضل كونها الآن موضوعةً في حَقْلٍ دلالّي محدَّدٍ مؤلَّفٍ من مجموعةٍ من المفهومات عليها أن ترتبط بـ "الإيمان" أو الاعتقاد المميَّز للتوحيد الإسلاميّ، اكتسبت معنَّى دينيَّاً في غاية الأهمّية: بعد أن تجتاز التقوى المرحلة المتوسّطة لـ "الخوف من العقاب الإلهيّ في يوم الحساب"، يُقصَد بها في النهاية "الورَع" الشّخصي، الصّافي والبسيط [34].
هذا ويعول إيزوتسو في الكشف عن التحول الدلالي على الشعر الجاهلي"لأنّ المعجم اللغويّ للشّعر الجاهليّ سابقٌ زمانيّاً القرآن، فتكونُ المقارنةُ بينهما يقيناً مثمرةً. ويمكن أن أنّ تلقي ضوءاً كاشفاً على المعنى " الوضْعيّ " لبعض التعابير المفتاحيّة الموجودة في القرآن. بل تسمح بأن نرى على نحو دقيق كيف ظهرت فِكَرٌ وكيف عُدّلت فِكَرٌ قديمة في جزيرة العرب في المرحلة الحاسمة الممتدّة من أواخر العصر الجاهليّ إلى أوائل العصر الإسلاميّ، وكيف أثّر التاريخ تأثيرهَ وصاغ فِكْرَ النّاس وحياتهم" [35]. ويبدو إيزوتسو مقتدراً جداً على فهم الشعر الجاهلي ومعرفة تفاصيل الحياة العربية قبل الإسلام من خلاله، وهذا يؤكد درجة تمكنه من العربية [36].
وفي دراسته للمفهومات الأخلاقية يعدد إيزوتسو أنماطاً للتحول الدلالي في المفهومات الأخلاقية التي كانت في الجاهلية كالكرم والشجاعة والصبر ... ، فقد أخضعها القرآن لتحول دلالي خاص، فمنها ما وسع ومنها ما ضيق ومنها ما طور في اتجاهات جديدة تماماً [37].
3 - المعنى الوضعي والمعنى السياقي:
من المفهومات المنهجيّة في علم الدّلالة ما أسماه معنىً "وَضْعيّاً basic" ومعنىً "سياقياً relational"، فكلّ كلمةٍ مفردةٍ حين تؤخذ معزولةً يكون لها معناها الوضعيُّ الخاصّ أو محتواها المفهوميّ الذي تُبنى عليه حتّى إذا أخرجنا الكلمة من سياقها القرآنيّ. فكلمة "كتاب" مثلاً تعني أساساً الشيءَ نفسَه سواءٌ أوُجِدت في القرآن أم خارجه. فالعنصرُ الدّلالي الثابت الذي يظلّ ملازماً للكلمة حيثما يمّمت وكيفما استُخدمت، يسمّيه المعنى "الوَضْعيّ"، أمّا في السّياق القرآني فإنّ كلمة "كتاب" تتّخذ أهمّيةً غير عادية بوصفها العلامةَ لمفهوم دينيًّ خاصّ جداً محاطٍ بهالة من التّقديس. وينشأ هذا عن أنّه في هذا السّياق ترتبط الكلمةُ ارتباطاً قوياً بمفهوم الوَحْي الإلهيّ، أو على الأصحّ بمفهومات مختلفة ذات صلة مباشرة بالوَحْي. فكلمة "كتاب" البسيطة بمعناها الوضعيّ الواضح "كتاب"، بمجرّد أن تدخل في نظامٍ خاصّ وتُعطى مكاناً محدَّداً معيَّناً فيه تكتسب عدداً وافراً من العناصر الدّلاليّة الجديدة المنبثقة من هذا الوضع الخاصّ، وكذلك من العلاقات المختلفة بالمفهومات الرّئيسة الأخّر في ذلك النّظام التي تُعدّ هذه الكلمة لتضمُّنها. وينتهي إلى أن الكلمة في السياق القرآني المثقل بالدلالة ينبغي أن تفهم بلغة هذه التعابير المترابطة، وهذا ما يقصده بالمعنى السياقي [38]. ويعتبر إيزوتسو في كتابه المفهومات الأخلاقية منهج التحليل الذي يعتمده نوعاً من التفسير السياقي، الذي يجمع ويقارن ويربط بين كل التعابير التي تتشابه وتتضاد وتتطابق فيما بينها [39].
ويسجل إيزوتسو في إطار حديثه عن السياق احتواء القرآن على منظومة مفهومية كبيرة مؤلفة من عدد من منظومات مفهومية متداخلة أصغر تسمى في علم الدلالة "حقول الدلالة"، كحقل الكلمات المتصلة بالنشور والحساب، والذي يسهم في اكتشاف النظرة إلى العالم في القرآن، ويسميه "حقل الأخرويات" [40].
(يُتْبَعُ)
(/)
"وكثيراً ما يحدث أنّ القوّة المعدِّلة لجُملة المنظومة تفعلُ فِعْلَها في الكلمة إلى حدّ أنها تفقد تقريباً معناها المفهوميّ الأصليّ. وعندما يحدث هذا يكون لدينا كلمةٌ مختلفة، وبتعبير آخر، نشهد ولادةَ كلمة جديدة." [41]
4 - " التعابيرَ المفتاحيّة": المعجم اللغوي والنظرة إلى العالم:
يؤكد إيزوتسو أن التحليل الدّلاليّ ليس تحليلاً بسيطاً للبنية الشكليّة للكلمة وليس دراسةً للمعنى الأصليّ المرتبط بصورة الكلمة، أي دراسةً تُعنى بأصل الكلمات وتاريخها. ذلك لأنّ دراسة أصل الكلمات، -كما يرى- حتىّ حين نكون محظوظين تماماً بمعرفتها، تزوّدنا فقط بمفتاح فيما يتّصل بالمعنى "الوضعي" للكلمة، ويذكّر بأن "دراسة أصل الكلمات" في أحوالٍ كثيرة تظلُّ عملاً معتمداً على التخمين، وفي معظم الأحيان لُغْزاً لا حلّ له [42]، لذلك فهو يعول على المعنى السياقي لأن الكلمات في الّلغة تؤلَّف نظاماً شديد التّماسك. والنّمط الرّئيسُ لذلك النظام يحدّده عددٌ معيّنٌ من الكلمات الشديدة الأهمّية.
ويلاحظ أن الكلماتُ في المعجم اللغويّ ليست على قدْرٍ واحدٍ من القيمة في تشكيل البنية الأساسيّة للتصوّر الوجوديُّ الذي يشكّل أساس المعجم، أيّاً كانت أهمّيتُها من وجهات نظر أخرى [43]، فكل معجم لغوي يمثل ويجسد نظرة خاصة إلى العالم [44]. ويسمي تلك الكلماتُ التي تلعبُ دوراً حاسماً ً في تشييد البنْية المفهوميّة الأساسيّة لنظرة القرآن إلى العالم، " التعابيرَ المفتاحيّة" للقرآن. وتمثَّل كلماتُ: الله، الإسلام، الإيمان، الكافر، النّبيّ، الرّسول، بعضَ الأمثلة البارزة.
ويذكر أن ثمة صعوبة في عَمَلِ الدّارس الدّلاليّ في اختيار بعض التعابير المفتاحيّة لجُمْلة المعجم اللغويّ في القرآن دون غيرها، ولهذه الخطوة أهمية كبرى لأنّها ستحدّد جُملةَ العمل التحليليّ اللاّحق الذي سيقوم به، ويقر بوجود قدر من الاعتباطية في هذه المرحلة لكن ذلك ليس بمشكلةً حقيقيّة، لأنّه فيما يتعلّق، على الأقلّ، بالهيكل الرّئيس للتعابير المفتاحيّة ربّما لا يوجد هناك تعارضٌ جوهريٌ، ولا أحد سيشكّّ في اختيار كلماتٍ مثل إسلام، إيمان، كُفْر، نبيّ، الخ، ناهيك عن كلمة "الله" نفسها [45].
5 - الحقول الدلالية:
يقصد بالحقل الدلالي "مجموعة من الصلات الدلالية ذات طابع نمطي بين كلمات محددة في لغة من اللغات" [46]، فـ"حقول الدّلالة" هي المناطقُ أو المقاطعُ التي شكّلتها العلاقاتُ المختلفة للكلمات فيما بينها، ويمثل كل حقلٍ دلاليّ مجالاً مفهوميّاً مستقِلاًّ نسبياً مشابهاً تماماً في الطبيعة للمعجم اللغويّ. والاختلافُ بين "المعجم" و"الحقل الدّلاليّ" اختلافٌ نسبيٌّ، ومن الناحية الجوهريّة، لا يمكن أن يكون هناك اختلافٌ البتّة فيما بينها. لأنّه في الأحوال كلّها، ليس "الحقْلُ الدّلاليُّ " كُلاًّ أقلَّ تنظيماً من "المعجم اللغويّ ". لأنهّ كتلةٌ كاملة من كلماتٍ مرتّبةٍ في نمط دالً ممثّلٍ لمنظومة مفهوماتٍ مرتَّبةٍ ومبنيّةٍ وفقاً لمبدأ تنظيم المفهوميّ [47].
فالمعجم اللغويّ بوصفه حقلاً مفهوميّاً واسعاً مقسّمٌ على حقول محدّدة مختلفة. ولكن كلاًّ من الحقول المحدّدة، من حيث هو قطاعٌ منظّمٌ من المعجم اللغويّ، هو نفسهُ مؤهَّلٌ تماماً لأن يسمى "معجماً لغويّاً" إذا ما كان كبيراً إلى الحدّ الذي يُعَدّ فيه وحْدةً مستقلّة. ومن الوجهة النظريّة سيكون ممكناً والحالُ كذلك اعتبارُ المعجم اللغويّ القرآنيّ نفسه "حقلاً محّدداً " ضمن كلًّ أكبر كثيراً، هو المعجم اللغويّ للسان العرب في ذلك العصر. ويشترك شعراء الجاهليّة – وجزئيّاً أيضاً الشعراءُ المخضرمون – مع القرآن في مقدارٍ مهمّ من التعابير المفتاحيّة، لكنّ معجمهم اللغويّ ونظرتهم إلى العالَم مبنيّان على خطوط مختلفة جوهريًاً عن تلك التي للقرآن [48]. ويشير إيزوتسو لاحقاً إلى استخدامه مصطلحي "منظومة مفهوميّة Conceptual System" و"معجم لغويّ Vocabulary" من دون تمييز بينهما، كونهما مظهرين مختلفين لشيءٍ واحدٍ، يعني أنّ اللغويّ. هو ببساطة الجانبُ الآخر للمفهوميّ [49].
6 - الكلمة الصميمة:
(يُتْبَعُ)
(/)
يقصد بـ"الكلمة الصميميّة focus – word" تعبيراً مفتاحيّاً مهمّاً جدّاً يشير ويحدّد مجالاً مفهوميّاً مستقِلاً ومتميّزاً نسبيّاً، أي "حقلاً دلاليّاً"، ضمن الكلّ الواسع للمعجم اللغويّ. فالكلمةُ الصميمية إذاً هي المركزُ المفهوميُّ لقطاع دلاليّ مهمًّ من المعجم اللغوي متضمّناً عدداً محدّداً من الكلمات المفتاحيّة.
ومفهوم " الكلمة الصميميّة " مفهوم مرن، وإذا ما هُيّئت كلمةٌ لأنّ تعمل "كلمةً صميميّة" في حقل دلاليّ محدّد، فإنّ ذلك لا يمنع الكلمةَ نفسَها من أن تتصرّف بوضعها كلمةً مفتاحيّة عاديّة في حقل آخر أو حقول أخرى. ويضرب مثلاً لذلك بكلمة "إيمان" ومشتقاتها إذ تلعب في القرآن دوراً في غاية الأهميّة. ولن يعترض أحدّ على عدها كلمةً صميميّةً تحكم حقلاً خاصّاً بها. وبالتالي يمكن أن نرى عدداً معيّناً من الكلمات الأُخَر المهمّة، أي الكلمات المفتاحيّة، تتجمّع حولها بوضعها النّواة المفهوميّة the conceptual nucleus أو نقطة البؤرة، مشكلةً معاً مجالاً مفهوميّاً دالاً ضمن المعجم اللغويّ الشامل للقرآن [50]. ويسجل في هذا السياق أهم فكرة في كتابه "الله والإنسان في القرآن" بقوله:"ولنقل الحقيقة، إنّ كلمة "الله" هي أسمى كلمة صميميّة في المعجم اللغويّ للقرآن، مهيمنةً على الميدان كلّه. وما هذا سوى المظهر الدّلاليّ لما نعنيه عموماً بالقول إنّ عالَم القرآن مرتكزٌ أساساً على الله" [51].
هذه هي أهم المداخل المنهجية التي أوضحها إيزوتسو في الفصول الأولى من كتابيه، وهي بالتأكيد ليست مبادئ جديدة بمفردها، إذ إنه قد استعمل بعضها في العلوم اللغوية وأصول الفقه، فمبدأ التحول الدلالي قد طبقه الأصوليون عند الحديث عن الحقيقة اللغوية والحقيقة الشرعية، كما بحث اللغويون تحول دلالات الألفاظ في اللغة مقارنة بالشعر الجاهلي [52]، وإن كانت دراسات قليلة وجزئية ولم تتطور إلى معجم تاريخي للغة العربية، إذ من الصعوبات التي لا تخفى عند المعنيين بالقضايا اللغوية غياب معجم تاريخي للألفاظ العربية، وعدم مراعاة التطور الدلالي في المعاجم المتوفرة [53].
وكذلك الشأن بالنسبة لأهمية السياق النصي فقد اعتنى به المفسرون في إطار ما عرف بتفسير القرآن بالقرآن، لكن هذا الاهتمام بهذه الجوانب ظل في إطار فهم النص والمعنى، لا في إطار تحليل المفهومات القرآنية ضمن نسق محدد.
رابعاً: الخاتمة: (خلاصة وتقييم)
إذا أردنا أن نلخص منهج إيزوتسو في تطبيق علم الدلالة في فهم القرآن، يمكن أن نسجل النقاط التالية:
· تطبيق عِلْم الدّلالة في دراسة القرآن عند إيزوتسو هو دراسةٌ تحليلية للتعابير المفتاحية في لغةٍ القرآن ابتغاءَ الوصولِ إلى إدراكٍ مفهوميٍّ للنّظرة القرآنية إلى العالم. فهو بعبارة أخرى محاولة للكشف عن تصور الإنسان والكون والحياة كما يتجلى في القرآن.
· يؤكد إيزوتسو أن الكلمات القرآنية منثورة بشكل منظم وفائق الضبط، وثمة علاقات فيما بينها ولا يمكن فهم كلمة دون الربط بينها وبين شبكة المنظومات المفهومية التي تنتمي إليها.
· يستحضر إيزوتسو حقيقة أن لكل كلمة معنى وضعياً أساسياً لا يتغير بتغير الاستعمال، ومعنى سياقياً يضفي على الكلمة معان جديدة قد تقطع مع معناها الأصلي وتصبح كلمة جديدة كلياً في معناها، وهذا شأن المفردات القرآنية.
· يرى إيزوتسو أن الكشف عن الرؤية القرآنية للعالم يعتمد على دراسة ما يسميه التعابير المفتاحية في القرآن وهي الكلمات الرئيسة التي تمثل مركزاً في فهم موضوع معين أو حقل دلالي تنتمي إليه مجموعة أخرى من الكلمات. فثمة حقل دلالي (منظومة من المفهومات تدور حول موضوع مترابط، مثلاً حقل الأخرويات) وتعابير مفتاحية (كلمات أساسية تعتبر مفتاحاً لفهم المعاني في هذا الحقل الدلالي، مثلاً البعث والحساب والجزاء .. ).
· وثمة ما يسميه الكلمة الصميمة، وهي المركزُ المفهوميُّ لقطاع دلاليّ مهمًّ من المعجم اللغوي متضمّناً عدداً محدّداً من الكلمات المفتاحيّة، ويعتبر لفظ الجلالة هي الكلمة الصميمة للمعجم اللغوي القرآني، فكل شيء في القرآن مرتبط بها.
(يُتْبَعُ)
(/)
إدراك هذه المعطيات يجعل تصور عمل إيزوتسو واضحاً، وسيجد القارئ للكتاب نفسه بعد معرفته هذه الأمور أنه يسير بسلاسة في فهم المعنى الذي يبحث عنه إيزوتسو وهو نظرة القرآن إلى العالم، وسيجد من خلال الكتابين تطبيقات دقيقة وعميقة لما سبق من وضوح منهجي.
ولا يسع المتأمل والناقد لهذه المقدمات ولما تم من تطبيقات إلا أن يعتبرها معطيات تقدم إضافة علمية ومنهجية في درس القرآن وتدبره، واكتشاف إحكامه وتفصيل آياته، فالمقدمات المذكورة هي مقدمات لها سوابق في علوم اللغة والأصول لكنها لم تطبق مترابطة مع بعضها [54]، وكان الهدف منها درس المعنى الجزئي لا درس البنية المتكاملة للموضوع في كامل القرآن، فالبحث الأصولي والفقهي في المصطلحات الشرعية، والفرق بين الحقيقة اللغوية والحقيقة الشرعية إنما اتجه إلى نماذج محدودة من المفردات، وهي مفردات ظاهرة التباين والاختلاف بين المعنى اللغوي والمعنى في السياق القرآني، والهدف منها البحث في الأحكام الشرعية المستنبطة من القرآن، أما إعمال علم الدلالة في منهج إيزوتسو فهو أشمل من المفهومات الشرعية المألوفة، ويهدف أساساً إلى إدراك طبيعة التحول في المفهوم وكيف تم توظيفه في التحول الفكري الذي جاء به القرآن، ومن ثم (كيف) صاغ من خلاله منظراً جديداً للعالم.
فإدراك هذه المنهجية القرآنية في توظيف المفهومات وتحويلها ضمن السياق القرآني يسهم بقدر كبير في اكتشاف منهج القرآن في التغيير والدعوة، ومنهجية التغيير الاجتماعي والثقافي وصولاً إلى غرس المفهوم الإسلامي في المجتمع، باستثمار مجموعة المفهومات التي يستخدمها الأفراد بمعان مشترك جزئياً أو مباينة كلياً للمعنى الجديد، لكن في توظيفها توطين للفكرة الجديدة في عقول المدعوين.
فهذا اللون الجديد في الدرس القرآني يمكن اعتباره تطويراً عميقاً في أكثر من مجال في العلوم الإسلامية، فهو يسهم في تطوير مناهج التفسير الموضوعي، كما يمكن اعتباره لوناً من الدرس البلاغي للقرآن، وفي إطاره الأسمى هو درس للفلسفة الإسلامية التي يقدمها القرآن للعالم، ومنهجية التغيير التي احتواها القرآن وتجسدت في عصر نزوله.
من جهة أخرى فإن هذه المنهجية يمكن توظيفها في نقد مفهومات العلوم الإسلامية في ضوء صلتها بالمفهوم القرآني، لاسيما المفهومات المشكلة كالتي تنتمي إلى حقل علم الكلام، وقد أشار إيزوتسو إلى ذلك، وربما طبقه في دراسة خاصة عن الإيمان في علم الكلام، إذ يفتح إيزوتسو نافذة في هذا المنهج لدراسة المفهومات الأساسية في حقول دلالية خاصة بعد النص القرآني كحقل التصوف وعلم الكلام والفلسفة، وغيرها، ومقارنة صلة المفهومات في هذه الحقول بالمفهوم القرآني، وهذه الزاوية تسهم في تقديم نظرة نقدية لمختلف الأنساق في العلوم الإسلامية تسهم في التقريب بينها أو ترجيح ما اختلفت فيه من خلال دقة صلتها بالمفهوم القرآني، ذلك أن هذه الدراسة للمعنى من خلال القرآن نفسه، تسهم إلى حد كبير في الحياد العلمي في دراسة القرآن، إذ طبيعة هذه المنهجية تستبعد ابتداء الأسبقية لدى القارئ وتجعله يستسلم لما يقوده إليه النظام المفهومي والعلاقات بين الكلمات القرآنية في حقلها الدلالي.
لكن هذا الفأل بإمكان الاستفادة من هذه المقدمات المنهجية لا يعني التسليم بتطبيقاتها إذ قد تختلف من باحث لآخر، فهي خاضعة للتجريب والنقد، بالقدر الذي هي واعدة بإضافة علمية، وكذلك الأمر بالنسبة لتطبيقات إيزوتسو نفسها فهي تحتاج إلى دراسات أخرى تسبر دقتها، إذ هي من العمق والدقة ما يحتاج إلى التتبع والتحليل بما لا يتسع له مقام هذه الورقة حتى بمستوى العرض، والأمل أن تفتح هذه المقاربة نافذة جديدة للدرس القرآني من خلال هذا النموذج الذي عرضته، فأعمال إيزوتسو – فيما أحسب-، يمكن أن تقدم إطاراً منهجياً قابلاً للتطوير والتطبيق في الدراسات القرآنية، ويمكن لهذا الإطار أن يقدم إضافة نوعية في تدبر المعنى القرآني، واكتشاف إحكامه وتفصيله، لاسيما من زاوية دراسة المفهومات القرآنية.
الحواشي: ------------
(*) بحث مشارك في المؤتمر العلمي الدولي:"التعامل مع النصوص الشرعية (القرآن والحديث) عند المعاصرين" الذي نظمته كلية الشريعة بالجامعة الأردنية، وذلك خلال الفترة من 6 - 8 ذو القعدة 1429هـ -الموافق 4 – 6/ 11/2008م
(يُتْبَعُ)
(/)
[1] ابن عطية الأندلسي، المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، تحقيق: عبد السلام عبد الشافي محمد، ط:1 - دار الكتب العلمية - لبنان - 1413هـ ـ 1993م، ج1 ص35
[2] ينظر في هذا المجال أعمال المرحوم الدكتور عبد العزيز حمودة في سلسلة عالم المعرفة، المرايا المحدبة: من البنيوية إلى التفكيك، ط:1 عدد:232– أبريل 1998، والمرايا المقعرة: نحو نظرية نقدية عربية، ط:1 عدد:272 –أغسطس 2001، الخروج من التيه: دراسة في سلطة النص، ط:1 عدد:298– نوفمبر 2003.
[3] انظر: عبد الرحمن حللي، استخدام المناهج الحديثة في دراسة الإسلام / قراءة في كتاب الإسلام بين الرسالة والتاريخ لعبد المجيد الشرفي، مجلة إسلامية المعرفة، العدد: 27/ 2002.
[4] انظر: منقور عبد الجليل، علم الدلالة: أصوله ومباحثه في التراث العربي، ط: اتحاد الكتاب العرب- دمشق 2001، ص15
[5] انظر: منقور عبد الجليل، علم الدلالة: أصوله ومباحثه في التراث العربي، م. س، ص 16
[6] انظر: فايز الداية، علم الدلالة العربي: النظرية والتطبيق، ط:2 دار الفكر – دمشق 1996، ص8
[7] انظر: عبد الكريم مجاهد، الدلالة اللغوية عند العرب، ط: دار الضياء- عمان1985، ص9
[8] انظر: إبراهيم أنيس، دلالة الألفاظ، ط:3 مكتبة الأنكلو المصرية 1976، ص7
[9] انظر: فايز الداية، علم الدلالة العربي: النظرية والتطبيق، م. س، ص6
[10] انظر: عبد الكريم مجاهد، الدلالة اللغوية عند العرب، م. س، ص12
[11] انظر: عبد الكريم مجاهد، الدلالة اللغوية عند العرب، م. س، ص12 - 13
[12] انظر: فايز الداية، علم الدلالة العربي: النظرية والتطبيق، م. س، ص8
[13] انظر: عبد المجيد جحفة، مدخل إلى الدلالة الحديثة، ط:1 دار تبقال-الدار البيضاء 2000، ص14
[14] انظر: إبراهيم أنيس، دلالة الألفاظ، م. س، ص7
[15] انظر: جون لاينز، علم الدلالة، ترجمة مجيد عبد الحليم الماشطة وآخرون، ط: كلية الآداب- جامعة البصرة 1980، ص14
[16] تنظر ترجمته في ترجمات كتبه، وفي موقع موسوعة ويكبيديا على الانترنت من مدخل اسمه بالإنكليزية، ( http://ar.wikipedia.org )، وقد عقد مؤخراً مؤتمر خاص عن أعمال إيزوتسو في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، أيام 4 - 6/ 8/2008، ولم يتيسر الاطلاع على أعماله، كما نشر كتاب عنه بالانكليزية بعنوان:
Consciousness and Reality: Studies in Memory of Toshihiko Izutsu By Jal?l al-D?n ?shtiy?n?, Toshihiko Izutsu By Jal?l al-D?n ?shtiy?n?, Toshihiko Izutsu. Published 2000 – Brill .
[17] لم تذكر مصادر ترجمته إسلامه، إنما علم ذلك من قبل تلامذته، وقد نقل إلي ذلك الصديق الدكتور محمد الطاهر الميساوي، الأستاذ في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، نقلاً عمن التقى بتلامذته في اليابان، فمصدر المعلومات في ذلك هم بعض تلاميذه اليابانيين الذين يعيشون الآن في اليابان وهم مسلمون، وكذلك بعض الإيرانيين وخاصة الأستاذ الدكتور مهدي محقق، ويقال أنه مال في آخر حياته إلى رؤية أقرب إلى التصوف الذي يوحد بين الأديان.
[18] سأعتمد في هذا البحث على كتابيه الأولين المتعلقين بالقرآن الكريم، وترجمة الدكتور العاكوب لهما وسأختصر الإحالة إلى الكتاب الأول بـ: الله والإنسان، ص، والإحالة على الكتاب الثاني بـ: المفهومات، ص، وسأحاول في عرض منهجه الاعتماد ما أمكن على عبارته حرصاً على الدقة.
[19] مسعود ضاهر، الياباني إيزوتسو والرؤية القرآنية للعالم، صحيفة المستقبل اللبنانية -العدد 2639 - الأحد 10 حزيران 2007، وقد انتقد في المقال تصنيف المترجم هلال محمد الجهاد لإيزوتسو في سياق المستشرقين، انظر مقدمة ترجمته، ص 10، ط:1 المنظمة العربية للترجمة – بيروت 2007.
[20] الله والإنسان، ص25
[21] انظر: المفهومات، ص 60
[22] انظر: عيسى علي العاكوب، مقدمة ترجمة "المفهومات الأخلاقية الدينية في القرآن"، ط:1دار المتقى- 2008، ص31
[23] من ذلك قوله:" والآية الآتية من سورة البقرة تفهم جيداً، فيما أحسب، على أنها تشير إلى هذه النقطة، برغم أنها وفقاً للتفاسير القديمة قابلة لأن تفسر بطرق أخرى كثيرة ... "، المفهومات الأخلاقية- الدينية في القرآن، م. س، ص159
[24] يؤكد الدكتور العاكوب ذلك في مقدمتي الترجمة لكتابيه، وكذلك الدكتور هلال الجهاد في مقدمة ترجمة كتابه "الله والإنسان".
(يُتْبَعُ)
(/)
[25] المفهومات، ص81
[26] انظر: المفهومات، ص63
[27] عيسى علي العاكوب، مقدمة ترجمة كتاب "بين الله والإنسان"، ص22
[28] الله والإنسان، ص28
[29] الله والإنسان، ص29
[30] الله والإنسان، ص30
[31] الله والإنسان، ص30
[32] الله والإنسان، ص31
[33] الله والإنسان، ص32
[34] انظر: الله والإنسان، ص38
[35] انظر: الله والإنسان، ص52
[36] يلاحظ عليه المترجم الدكتور هلال الجهاد اعتماده على نشرة لديوان عنترة بن شداد تأكد فيما بعد أنها أغلب ما فيها شعر إسلامي منحول أو مزيف، ويلتمس له عذراً كون النشرة المحققة لم تصدر حتى عام 1970 بعد تأليف الكتاب بسنوات، انظر: مقدمة المترجم، ص15 - 16.
[37] انظر: المفهومات، ص152 - 153
[38] انظر: الله والإنسان، ص39 - 40
[39] انظر: المفهومات، ص95 - 96
[40] الله والإنسان، ص41 - 42
[41] الله والإنسان، ص43
[42] انظر: الله والإنسان، ص46، يقلل إيزوتسو هنا من أهمية معرفة جذر الكلمة ويعول على السياق، ولعله في هذا يعمم المبدأ العام في اللغات فيما يخص أصول الكلمات، لكن محاولات عدة في اللغة العربية أثبت إمكان العثور أو الاقتراب من المعنى الوضعي للكلمة ومعرفة الجذر، ولهذا الجذر أهميته في فهم المفردة القرآنية، حتى مع مراعاة المعنى السياقي الذي يعول عليه، وكان الحكيم الترمذي قد حاول ذلك في دراسة نظائر القرآن، انظر: سلوى محمد العوا، الوجوه والنظائر في القرآن الكريم، ط:1 دار الشروق- القاهرة 1998، ص23.
[43] انظر: الله والإنسان، ص47
[44] انظر: المفهومات، ص57
[45] انظر: الله والإنسان، ص49
[46] المفهومات، ص102
[47] انظر: الله والإنسان، ص50
[48] انظر: الله والإنسان، ص51
[49] انظر: الله والإنسان، ص60
[50] انظر: الله والإنسان، ص53 - 54
[51] الله والإنسان، ص56 يؤكد هذا المعنى في أماكن كثيرة من كتابيه، من ذلك قوله:" وفي المنظومة القرآنية لا يوجد حتى حقل دلالي واحد غير مرتبط بـ"الله" وغير محكوم بمفهومه الأساسي" (الله والإنسان، ص70)، وقوله:"لا يوجد مفهوم رئيس في القرآن يكون مستقلاً تماماً عن مفهوم الله" (المفهومات، ص68).
[52] تجدر الإشارة هنا إلى ما قام به أبو حاتم الرازي في كتابه "الزينة" حيث تناول مجموعة من الألفاظ الإسلامية المتطورة دلالياً، يقول:"فمن الأسماء ما هي قديمة في كلام العرب، اشتقاقاتها معروفة، ومنها أسام دل عليها النبي (صلى الله عليه وسلم) في هذه الشريعة ونزل بها القرآن، فصارت أصولاً في الدين وفروعاً في الشريعة لم تكن تعرف قبل ذلك، وهي مشتقة من ألفاظ العرب. وأسام جاءت في القرآن لم تكن تعرفها العرب ولا غيرهم من الأمم"، وحول الآفاق التطورية التي قدمها الدلاليون العرب انظر: فايز الداية، علم الدلالة العربي: النظرية والتطبيق، م. س، ص274.
[53] انظر: صالح غرم الله زياد، "المصطلح الأدبي: بين غناه بالمعرفة وغناه في التاريخ"، مجلة عالم الفكر- الكويت، مجلد:28، عدد:3 (يناير- مارس 2000م)، ص:107، والغريب أن أول إنتاج من هذا النوع قام به مستشرقون كالمعجم اللغوي التاريخي: للمستشرق الألماني أوغست فيشر، وقد أصدر مجمع اللغة العربيّة بالقاهرة منه أوله من أول حرف الهمزة إلى (أبد)، (القاهرة 1387هـ 1967م)، ومن المعاجم التاريخية التي قام بها المستشرقون: (تكملة المعاجم العربية – للهولندي رينهارت دوزي) وقد تُرجم منه ثمانية أجزاء كبيرة، (معجم اللغة العربية الفصحى – لعدّة مستشرقين ألمان بالاشتراك: كريمر، شبيتالر، جيتيه) ولم يترجم من الألمانية، انظر: بن حميد الحميد، عبد العزيز،" أعمال المستشرقين العربية في المعجم العربي – دراسة وتقويم"، (رسالة دكتوراه، كلية اللغة العربية- جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض 1416 هـ)، المقدمة.
[54] يشير إيزوتسو إلى اعتماد الإمام الغزالي هذا التحليل المفهومي في دحض المفاهيم التي أسس عليها الفلاسفة فكرهم، ويصف كتابه "تهافت التهافت" بقوله:"وكثير من مقاطعه يمكن أن يقدم، كما هو، مثالاً إيضاحياً للتقانة التحليلية في الدرس الدلالي الحديث"، (بين الله والإنسان في القرآن، ص84 - الحاشية).
منقول من الملتقى الفكري للإبداع هنا ( http://www.almultaka.net/ShowMaqal.php?module=7ac8159490dd0ae645cabf2840764 355&cat=1&id=669&m=db15b99e1cdef7ba29a6926bdfb14e27) .
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Oct 2009, 09:26 ص]ـ
أثناء البحث في الانترنت عن المقالات التي دارت حول كتاب الباحث الياباني توشيهيكو إيزوتسو عثرت على مقالة موجزة تعرف به وبكتبه التي ألفها حول القرآن الكريم للزميل في الملتقى الدكتور سامر رشواني الأستاذ بجامعة دمشق. وهي تزيد المعرفة بهذا الباحث الياباني.
الله والإنسان في القرآن
للدكتور سامر رشواني
قد أَلِفنا منذ ما يزيد على قرن من الدراسات الاستشراقية للقرآن اهتمامها وعنايتها الفائقة بالبحث في تاريخ القرآن: نشأته وتطوره ومصادره؛ وإهمالها لقراءة النص القرآني كبنية متماسكة أو معطى ديني ذي رسالة متكاملة إلى العالم. والدراسات القليلة التي اشتغلت من هذا المنظور غالبًا ما كانت تقوم على مقارنته بالكتاب المقدس في اليهودية والمسيحية باعتبارهما المصادر الأساسية التي شكَّل القرآن من خلالها عقائده.
إلا أنه في منتصف القرن العشرين ظهر عالم ياباني متبحر في العربية وآدابها هو توشيهيكو إيزوتسو (الأستاذ بمعهد الدراسات الثقافية واللغوية بجامعة كيو بطوكيو) فقدم دراسات عديدة عن القرآن الكريم بما هو نص لغوي ديني مستقل بذاته، محاولاً فيها تطبيق ما توصلت إليه نظريات علم الدلالة في حينها. وظهرت أبحاثه هذه في كتبه الثلاثة:
- الله والإنسان في القرآن: دراسة دلالية لنظرة القرآن إلى العالم (طوكيو: 1964).
- المصطلحات الأخلاقية الدينية في القرآن، ط.2 (مونتريال: 1966).
- مفهوم الإيمان في علم الكلام الإسلامي (طوكيو: 1965).
وعلى الرغم من مضي أكثر من نصف قرن على صدور هذه الكتابات، فإن قلة نادرة من الباحثين العرب من عرفوا بهذه الدراسات أو اطلعوا عليها. وبقي الحال على هذا حتى ترجم كتابه: (الله والإنسان في القرآن) على يد الأستاذ عيسى العاكوب [1]
رسالة القرآن .. في ألفاظه!
وكتاب إيزوتسو هذا يقوم على نظرة مفادها: أن رسالة القرآن ورؤيته للعالم وفلسفته عن الوجود مركوزة في ألفاظه، أو بعبارة أدق: في الدلالات المكتنَزة في الألفاظ التي استعملها القرآن لبيان رسالته؛ وأن الدرس الدلالي لهذه الألفاظ سيكشف عن التطور الذي أحدثه الاستعمال القرآني في دلالاتها التي كانت شائعة عند العرب قبل الإسلام؛ لتصبح هذه الألفاظ حاملة لرؤية جديدة للكون، وفلسفة مختلفة للعالم.
ومنهج البحث الدلالي الذي يعتمده إيزوتسو يلتقي في أصوله بالفلسفة اللغوية الهمبولدتية (نسبة إلى همبولدت فيلسوف اللغة الألماني)، وكذلك بما يسمى "فرضية وورف وسابير" اللغوية، كما يستثمر بقوة ما توصل إليه اللغوي الألماني ليو فايسجربر Leo Weisgerber. والخيط الجامع بين هذه النظريات كامن في رؤيتها للصلة الوثيقة بين اللغة والفكر والثقافة؛ فاللغة ليس أداة للتواصل فحسب، بل هي أداة للتفكر أيضًا، ومن هذا المنظور فإنها وسيلة أساسية لتقديم مفهومات وتفاسير للعالم الذي يحيط بأهل اللغة. هكذا تصبح اللغة عملية عقلية تصوغ أو تعكس رؤية العالم عند أمة من الأمم أو ثقافة من الثقافات. فالثقافة تصوغ اللغة بالقدر الذي تصوغ به اللغة الثقافة، واللغة هي المفتاح لفهم فلسفة ثقافة ما، وإدراك رؤيتها للعالم.
وبهذا يصبح علم الدلالة كما يفهمه إيزوتسو: دراسة تحليلية للتعابير المفتاحية في لغة من اللغات ابتغاء الوصول إلى فهم رؤية العالم weltanschauung عند القوم الذين يستخدمون هذه اللغة في مرحلة محددة من تاريخهم الثقافي. ومن خلال هذا البحث يطمح إيزوتسو إلى الوصول إلى الفهوم الأولى أو التلقي الأول للوحي كما تجلى في عصر الرسول والصحابة .. باعتباره فترة الصدمة أو النقلة الدلالية المباشرة .. التي أدركها العرب حينها على نحو جليًّ وحاد.
نظرية الحقول الدلالية:
يقوم منهج إيزوتسو في التحليل الدلالي على نظرية "الحقول الدلالية". فالمعجم اللغوي لأي لغة من اللغات، أو نص من النصوص يتألف من عدد من الحقول الدلالية [المتشابكة]، كل حقل منها يتألف من مجموعة من الكلمات تربط بينها علاقات دلالية معينة، وتسمى هذه الكلمات مفتاحيةً؛ ومن بين هذه الكلمات كلمة صميمية، هي المركز المفهومي في الحقل الدلالي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد وضح إيزوتسو منهجه في التحليل وأسسه النظرية على نحو دقيق ومفصَّل استغرق الثلث الأول من كتابه، وذلك قبل أن ينتقل إلى القسم التطبيقي الذي سعى فيه إلى الكشف عن رؤية القرآن للعالم، وفلسفته في الوجود. وقد خلص فيه إلى أن رؤية القرآن للعالم من الوجهة الدلالية قابلة لأن تُمثَّل في صورة منظومات مبنية على مبدأ التضاد المفهومي:
أولها: منظومة الله والإنسان: حيث ترتسم العلاقة بين الله والإنسان في خمسة وجوه يحكمها التضاد المفهومي أيضًا:
- علاقة وجودية: (خلق الإنسان - قدر الإنسان).
- علاقة اتصالية غير لغوية بين الله والإنسان: تمثلها العلاقة بين مفهومي آيات الله وهداه من جهة، ومفهوم الإيمان والكفر والعبادة من جهة أخرى؛ آيات الله في الآفاق والأنفس والتاريخ باعتبارها الدعوة غير اللغوية من الله لهداية بني الإنسان، والإيمان والكفر باعتبارهما نوعي الاستجابة البشرية لهذه الدعوة، وعن الإيمان تنتج العبادة التي تعبر عن الاتصال الصاعد من الإنسان باتجاه الله.
- علاقة اتصالية لغوية: تتمثل في العلاقة بين كلام الله (الوحي) باعتباره ضربًا من الاتصال اللفظي يحدث نزولاً من الله إلى الإنسان، و (الدعاء) باعتباره مبادرة إنسانية للاتصال اللفظي صعودًا مع الله.
- علاقة العبودية: وتتمثل في العلاقة بين مفهومي: الرب والعبد، وما تستدعيه من مفاهيم الإسلام والجاهلية والدين.
- علاقة أخلاقية: وتتمثل في العلاقة بين مفاهيم: الرحمة والانتقام، والوعد والوعيد الصادرة من جهة الله، ومفهوم التقوى (أو الكفر) باعتباره الاستجابة البشرية لهذه المفاهيم.
أما المنظومة المفاهيمية الثانية التي يتجلى فيها التضاد المفهومي فتتجلى في: مفهومي الغيب والشهادة، حيث ينقسم العالم من المنظور القرآني إلى قسمين: عالم الشهادة، وعالم الغيب. ويتبعهما: مفهوما الدنيا والآخرة.
النص القرآني قائم بذاته:
إن دراسات إيزوتسو القرآنية تثبت أن النص القرآني قائم بذاته وذو رسالة متكاملة ورؤية شاملة للإنسان والكون، رؤية لا يمكن ردها إلى -أو استنسابها من- أفكار العرب في الجاهلية أو من التراث اليهودي أو المسيحي، رؤية تجلت واضحة من خلال النقلة الدلالية الواسعة التي أدخلها القرآن على المعجم العربي؛ لتعكس فلسفته عن الكون والوجود.
ولعل هذا يفسر لنا إهمال معظم المستشرقين الدارسين للقرآن لأبحاث إيزوتسو القرآنية؛ وإن كان بعضهم قد قلل من أهمية أبحاثه لأسباب تتصل بإشكالات نظرية تتعلق بالنظرية الدلالية التي اعتمد عليها؛ أو لأنها -كما يرى شاخت مثلاً- لا تشكل إضافة إلى البحث الفيلولوجي الذي اعتاد المستشرقون القيام به منذ زمن طويل.
على أية حال فإن أبحاث إيزوتسو القرآنية بحاجة إلى قراءة عربية جادة (بعد استكمال ترجمة باقي كتبه) تستكشف آفاق البحث الدلالي وتطبيقاته على القرآن. فأبحاثه أكثر عمقًا وأجدى نفعًا من كثير من الدراسات العربية التي ظهرت خلال العقدين الأخيرين من القرن العشرين وحاولت الاستفادة من العلوم اللغوية الحديثة في دراسة القرآن، ولكنها انحدرت إلى مزلقين: تشويه النص القرآني (أو تحريفه) من جهة، وتشويه البحث اللغوي الحديث بفروعه المختلفة، وآفتها في ذلك -باختصار- التوظيف الأيديولوجي.
الله والإنسان في القرآن: دراسة دلالية لنظرة القرآن إلى العالم
المؤلف: توشيهيكو إيزوتسو
ترجمة: د. عيسى العاكوب (حلب: دار الملتقى، 2007).
ــــ الحواشي ــــــــ:
[1] هناك ترجمة أخرى للكتاب صدرت سنة 2007 في بيروت عن مركز الترجمة، يقوم بتوزيعها مركز دراسات الوحدة العربية (المحرر).
المصدر: موقع مدارك ( http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1184650719076&pagename=Zone-Arabic-MDarik%2FMDALayout) .
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Oct 2009, 09:31 ص]ـ
وهذه مقالة عن الباحث الياباني كذلك للباحث مسعود ضاهر نشرها في صحيفة المستقبل اللبنانية بعنوان:
الياباني إيزوتسو والرؤية القرآنية للعالم
(يُتْبَعُ)
(/)
بعد تأخير طويل وغير مبرر لترجمة الأعمال النقدية والإبداعية من مصادرها الآسيوية، وبشكل خاص عن المصادر اليابانية والصينية، بدأت مؤخرا محاولات خجولة لسد هذه الثغرة المستمرة حتى الآن، علماً أن الترجمات عن المصادر الآسيوية ما زالت تتم عن ترجمات من الإنكليزية أو الفرنسية وليس عن مصادرها الأصلية.
لكن كتاب توشيهيكو إيزوتسو: "الله والإنسان في القرآن، علم دلالة الرؤية القرآنية للعالم"، يقدم نموذجاً فاضحاً على إهمال العرب والمسلمين للدراسات الآسيوية. فقد وضع الكتاب أساساً باللغة الإنكليزية وليس اليابانية عام1964، وصدرت طبعته الثانية أيضاً بالإنكليزية عام 2002، حتى تنبه له العرب فصدرت ترجمته مؤخراً ضمن منشورات المنظمة العربية للترجمة. ويشكل الكتاب مرجعاً مهماً ومعلماً بارزاً يلقي الضوء على خصائص الدراسات اليابانية عن الإسلام.
تجدر الإشارة إلى أن إشارة المترجم الواردة في الصفحة العاشرة من مقدمته لم تكن دقيقة لجهة تصنيف هذا الكتاب ضمن "الجهد الإستشراقي" الصادر عن باحث ياباني إمتاز بموقفه من الإسلام بالموضوعية. فالدراسات اليابانية عن الإسلام والعالم العربي أرادها واضعوها ردا موضوعيا على "الدراسات الإستشراقية" الغربية، بجناحيها الأوروبي والأميركي. ويرفض المستعربون اليابانيون بشدة تصنيفهم كمستشرقين، ويفضلون مصطلح الدراسات العربية في اليابانية بعد أن حمل مصطلح "الإستشراق" وزر المواقف السلبية التي عرّضت أصحابها للنقد الصارم حتى من جانب الباحثين المنصفين أو الموضوعيين في الغرب نفسه.
تأتي أهمية هذا الكتاب من شخصية مؤلفه الذي يعد واحداً من أبرز الباحثين اليابانيين في الدراسات الإسلامية.فقد ولد إيزوتسو في عام 1914، وعاش عمراً مديداً حتى العام 1993. وعايش التبدلات الكبرى التي شهدتها اليابان بعد إصلاحات الإمبراطور المتنور مايجي الذي، في أواخر عهده، تحولت اليابان إلى دولة إمبريالية تخيف الغرب بعد ان كانت تخاف منه. وفي عهد خلفائه، لجأت الإدارة اليابانية إلى بعض المثقفين الذين كانوا على معرفة شمولية بتاريخ الشعوب الإسلامية من أجل إقناع المسلمين بأهمية دور اليابان الفتية في إستنهاض آسيا، والوقوف بوجه السيطرة الإستعمارية الغربية. وشجعت، بكل الوسائل المتاحة لديها، مقولة "آسيا للآسيويين"، التي إستقطبت عددا من مثقفي الجماعات الإسلامية في آسيا للترويج لتلك المقولة.وقد حللت في كتابي "اليابان بعيون عربية 1904 ـ 2004" الصادر عن مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت عام 2005، بالتفصيل مقولة الإمام المعصومي الضبابية التي قال فيها بأن الإمبراطور مايجي قرر إعتناق الإسلام،وما زعمه الجرجاوي من أن آلاف اليابانيين إعتنقوا الإسلام خلال إقامته في طوكيو التي لم تتعد الشهر الواحد.
وبعد أن إحتلت اليابان مساحات كبيرة من أراضي الدول الاسيوية المجاورة لها إبان فترة ما بين الحربين العالميتين، وجدت نفسها أمام مجموعات سكانية كبيرة من المسلمين. ومن خلال الممارسة القمعية للقوى الإمبراطورية اليابانية تيقن المسلمون وغيرهم من شعوب جنوب وشرق آسيا عدم وجود أي فارق يذكر بين الإحتلال الغربي والإحتلال الياباني لأراضيهم.
مع ذلك، إستفاد الباحثون اليابانيون المتخصصون في مجال الدراسات الإسلامية من الدعم المادي الذي قدمته لهم الإدارة الإمبراطورية لتقديم دراسات رصينة لتاريخ الشعوب الإسلامية وثقافاتها. لكن ثمرة أبحاثهم وظفت لخدمة أهداف إمبريالية تبنتها العسكرتاريا اليابانية إلى أن إنتهت بهزيمة اليابان وسقوطها تحت الإحتلال الأميركي، فشهدت مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية ولادة أبرز رواد الدراسات العربية والإسلامية في اليابان على أسس موضوعية تتناقض جذريا مع الأهداف التي رسمتها لها الإدارة الإمبراطورية.
(يُتْبَعُ)
(/)
يعتبر توشيهيكو إيزوتسو من أبرز هؤلاء الرواد الذين تميزت اعمالهم بكثير من الدقة والموضوعية. فقد درس في جامعتي كيو، وطوكيو، ومارس التدريس في جامعات يابانية وكندية وإيرانية، وكتب دراساته باليابانية والإنكليزية، وكان على معرفة بالعربية، والفرنسية والألمانية. ومن المؤكد أنه من أوائل من ترجم القرآن الكريم إلى اللغة اليابانية، إلا أن ترجمته قد لا تكون بنيت مباشرة على أساس النص العربي للقرآن الكريم بل من خلال ترجمات إلى اللغات الأوروبية.
نشر إيزوتسو باللغة الإنكليزية دراسات عدة أبرزها "بنية المصطلحات الأخلاقية في القرآن"، و"مفهوم الإيمان في الدين الإسلامي"، و"المفاهيم الأخلاقية الدينية في القرآن"، و"دراسة مقارنة للمفاهيم الفلسفية المفتاحية في الصوفية والطاوية". هذا بالإضافة إلى دراساته العلمية الكثيرة المنشورة باللغة اليابانية.
دلالة ذلك أن إيزوتسو كان متعمقا بالدراسات الإسلامية في مختلف جوانبها. وحتى الآن، لديه تقدير خاص لدى الباحثين اليابانيين الذين يعتبرون أن دراساته عن الإسلام شكلت ركيزة صلبة لولادة تيار عريض من الباحثين المهتمين بالدراسات العربية والإسلامية في اليابان في النصف الثاني من القرن العشرين. وقد تتلمذ عليه جيل كامل من الذين تخصصوا في حقول معينة في تراث وآداب وتاريخ الشعوب العربية والإسلامية.
أصدر إيزوتسو كتابه "الله والإنسان في القرآن"، للمرة الأولى بالإنكليزية عام 1964 عن معهد جامعة كيو للدراسات الثقافية واللغوية بطوكيو. وبعد تسع سنوات على وفاته عام 1993، صدرت طبعته الثانية بالإنكليزية أيضاً في ماليزيا عام 2002، وهي الطبعة التي إعتمدها مترجم الكتاب إلى العربية، وأضاف إليها مراجعة مهمة للباحث الإسلامي فضل الرحمن، كانت قد نشرت في مجلة "دراسات إسلامية" التي تصدر في "إسلام أباد"، في عدد حزيران للعام 1966.
كان فضل الرحمن قد عرف المؤلف إيزوتسو شخصياً أثناء إقامة مشتركة معه في جامعة مكجيل بمونتريال في كندا عام 1960 ـ1961. ومما جاء في دراسته: "إن هذا الكتاب لا يمثل إضافة سارة إلى الأدبيات الموجودة عن الإسلام فقط، بل يقدم مقاربة جديدة لفهم الإسلام، خاصة من قبل غير المسلمين، وهي المقاربة العلم ـ لغوية".
تضمن الكتاب تسعة فصول حملت الموضوعات التالية: علم الدلالة في القرآن، المصطلحات المفتاحية القرآنية في التاريخ، البنية الأساسية للرؤية القرآنية للعالم، مفهوم "الله" لدى الوثنيين واليهود والمسيحيين والحنفاء، العلاقة الوجودية بين الله والإنسان، العلاقة التواصلية بين الله والإنسان، "الجاهلية" والإسلام، العلاقة الأخلاقية بين الله والإسلام. وقد تضمنت مكتبة البحث مصادر عربية من الدرجة الأولى مما يدل على سعة إطلاع المؤلف بالدراسات العربية والإسلامية في تلك الفترة، بالإضافة إلى مصادر ومراجع باللغات الإنكليزية والفرنسية والألمانية واليابانية التي لم تتم الإشارة إليها لصعوبة كتابتها في الطبعة الإنكليزية التي نقلت عنها الترجمة العربية.
ليس من شك في أن معالجة الموضوعات المشار إليها أعلاه تتطلب معرفة معمقة بالتراث العربي والإسلامي. كما تفترض الدقة والرصانة في معالجة موضوعات دينية ذات طابع خلافي بين علماء المسلمين من جهة، وبين الباحثين في التاريخ الديني من أديان مختلفة. لكن معرفة إيزوتسو بالثقافات الآسيوية سهلت عليه سبل إكتساب معرفة عميقة بالثقافة العربية الإسلامية. وكانت لديه خبرة واسعة بعلم الدلالة الأوروبي الذي شكل ركيزة صلبة لتحليل السمات الأساسية للمفاهيم اللغوية ودلالاتها الإجتماعية والثقافية والروحية والصوفية. وكان من رواد التحليل السميولوجي في اليابان الذي يحضر لولادة إنسان متجدد بإستمرار في رؤيته لذاته، ولمحيطه العام، وللكون اللامتناهي. فهناك مستويات عدة للنص اللغوي إستند إليها إيزوتسو لتقديم دراسة متطورة عن الرؤية القرآنية منذ أكثر من أربعين سنة.
لقد أنهى فضل الرحمن مقالته عن هذا الكتاب بقوله: "ختاماً، يرغب المرء بالتأكيد على حقيقة أن هذا الكتاب كتبه باحث آسيوي جاد غير مسلم وياباني. وبما أن الأمر كذلك، فإننا نرحب بعمل إيزوتسو ونأمل أنه سيكون رائدا لتقليد متطور للبحوث الإسلامية في الشرق الأقصى".
يحتمل هذا النص وجود نوع من التحفظ على ترجمة ما كان يكتبه الآسيويون بشكل عام، وغير المسلمين منهم بشكل خاص، في مجال الدراسات الإسلامية. وهذا ما يفسر، جزئياً، تقاعس المترجمين ودور النشر ومنظمات الترجمة العربية طوال أربعين عاماً عن ترجمة هذا الكتاب المهم والصادر باللغة الإنكليزية. ولهذا التقاعس دلالة إضافية لأن التجاهل لما كتبه الباحثون الآسيويون، من صينيين ويابانيين وكوريين وهنود وغيرهم عن العالمين العربي والإسلامي، لم يتم التعامل معه بالمثل. فقد نشط الباحثون الآسيويون إلى ترجمة الكثير من المصادر والأعمال الإبداعية العربية.
ختاما، ترك تجاهل المترجمين العرب للأعمال المهمة التي كتبها باحثون آسيويون عن التراث العربي والإسلامي أثراً سلبياً للغاية على تطور العلاقات الثقافية بين الجانبين. ولعل صدور ترجمة هذا الكتاب عن المنظمة العربية للترجمة، وهي أهم مؤسسة ثقافية عربية تعنى اليوم بالترجمات العلمية الرصينة إلى اللغة العربية، يشكل مدخلاً سليماً لتصويب تلك العلاقات، وذلك يتطلب تحضير برنامج طويل الأمد لترجمة أهم المصادر الآسيوية عن العرب والإسلام ووضعها بتصرف الباحثين العرب والمسلمين.
المصدر: صحيفة المستقبل اللبنانية ( http://www.almustaqbal.com/stories.aspx?StoryID=236259)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[30 Oct 2009, 10:25 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الكاتب الياباني فيه من الإنصاف الشيء الكثير رحمه الله تعالى.
ونرى في جنبات أفكاره ما يدلنا على أنه باحث بحث بتجرد عن هواه وما يرقب فأتى بحثه منطقي، يحاكي ما ذهب إليه كثير من أهل العلم، فقد تلاقت أفكاره مع أفكارهم وإن لم تتشابه المصطلحات، ولا يكفي ما ذكر للحكم على الباحث، ولكنه تجنب الحساسية التي تظهر من غير العرب عند دراستهم للقرآن ومواجهتهم لحقيقة أهمية لغة العرب وبالتالي دراسة تاريخهم لفهم القرآن، مع أن العرب لم يظهر منهم تعصب فيما يخص افتخارهم بنزول الدين على جنسهم بل اعتزاز وهذا واجبهم، والدليل أنهم نشروا العلم كما الدين وبأمانة، أما تعصبهم لجنسهم فهو جاهلي وقديم وموجود في غيرهم، ولا دخل له بالدين.
ـ[عبدالرحمن الحاج]ــــــــ[30 Oct 2009, 03:32 م]ـ
الدكتور العزيز عبد الرحمن الشهري سعدت باهتمامك بكتاب توشيهيكو وإنتاجه العلمي في دراسة القرآن. والحقيقة أننا في الملتقى الفكري للإبداع مهتمون كثيراً بهذه الدراسات منذ نحو عشر سنوات، وهذا الذي دفعنا للعمل على ترجمة كتبه هذا وقد عقد في جامعتنا (الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا) 5 - 7 آب/أغسطس 2008 أول مؤتمر دولي متخصص عن هذا العالم والفيلسوف الياباني تحت عنوان:
المساهمة اليابانية في الدراسات الإسلامية: تراث توشيهيكو إيزوتسو (مؤتمر دولي في المعرفة المعاصرة عن الإسلام) Japanese Contribution to Islamic Studies: The Legacy of Toshihiko Izutsu, International Conference on Contemporary Scholarship on Islam (ICONSIST), International Islamic University (IIUM), 5-7 Aug 2008.
وقد ساهمت بورقة بحثية عنه بعنوان: "مرجعية البحث اللساني في دراسات توشيهيكو إيزوتسو القرآنية". وهذه الدراسة غير منشورة، حال أوراق المؤتمر جميعها.
وبهذه المناسبة فإني أرغب بمشاركتكم ببعض مقتطفات مما ورد في بحثي، وهو بحث -فيما أعتقد - يكمل ما ورد لدى كل من الأصدقاء د. حللي ود. رشواني:
قدمت دراسات ايزوتسو اكتشافات مهمة في فهم الخطاب للقرآن؛ وفيما انشغل في كتابه "الله والإنسان" في توضيح تفاصيل المنهج وتطبيقاته فإنه في كتابه " المفهومة الأخلاقية الدينية في القرآن" انشغل بتوضيح موسع لأصول المنهج الذي اعتمده في دراسة الخطاب القرآني.
المفهوم المفتاحي ـ والذي نسج حوله إيزوتسو كل تفاصيل منهجه ـ هو "التصور اللغوي للعالم"، هذا المفهوم الذي ابتكره العالم اللساني الألماني ليو يسجربر ( Leo Weisgerber) (1899- 1984) الذي نقل نظرية ارتباط اللغة بالثقافة من حيز الدراسات الإنثربولوجية إلى الدراسات اللغوية اللسانية بعد أن تأثر بنظريات الأب المؤسس للسانيات الحديثة العالم النمساوي "فرديان دي سوسير".
يعي إيزوتسو جيداً أن التطورات الحاصلة في الإنثربولوجيا الثقافية لها الفضل الأول في اكتشاف الترابط المفهومي اللغوي للعالم، بل وانطلاقاً من يسبجربر يتجه إل تأصيل دراسته في إطار الحقل الإنثربولوجي، فنظريّة المعنى ـ التي تشكِّل الأساسَ للبنية الكلّية لدراسات إيزوتسو ـ "ليست البتّة إسهامًا أصيلًا له" على حد تعبيره. بل هي مبنيّة على نمط خاصّ لعلم الدلالة طوّره وأحكمه في ألمانية الغربية يسجربر الذي يسمّيه التّصوّر اللغويّ للعالم، الذي تتفق نظريّته في خلاصاتها الرّئيسة مع ما هو معروف عادةً اليومَ بـ "اللسانيات العرقية Ethno Linguistics", " وهي نظريّة للعلاقات بين الأنماط اللّغوية والأنماط الثقافية وضع أساسَها إدوارد سابير Edward Sapir في سنيه الأخيرة في الولايات المتحدة".
يحيل إيزوتسو أثناء شرحه للنظرية وتفصيلها إلى عدد من العلماء الأنثربولوجيين مثل: بنيامين وورف، وروجر براون، وبول هانيل، وعدد من الفلاسفة مثل: هنري برجسون، وجون لاد، ولايحيل علماء اللسانيات باستثناء يسجربر إلا إلى لساني واحد هو ستيفن ألمان (أكسفورد 1962).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أمده البحث اللساني ـ خصوصاً الذي أضافه يسجربر إلى النظرية الأنثربولوجية اللغوية ـ ما يجعل تطبيق النظرية على النصوص فعالة بدلا من اللغة الشفاهية والأمثال والقصص والمرويات الأسطورية، وعلى الرغم من أن إيزوتسو لم يفصل مرجعية أدواته المنهجية، إلا أن دارسي اللسانيات بإمكانهم أن يكتشفوا ذلك بسهولة؛ إذ تعد المنهجية التزامنية ( Synchronic) فكرة لسانية بامتياز، فقد تأسست نشأة علم اللسانيات انطلاقاً منها، بعد أن كانت الدراسات الفيلولوجية تنحو منحى تطورياً تاريخياً ( Diachronic)، وبالتأكيد استمد إيزوتسو هذه الفكرة الرئيسية من يسبرجر الذي عرف بتأثره بسوسير أساساً.
كما أن مفهوم "البنية" - الذي يشكل مفهوماً مفتاحياً لدراسات إيزوتسو - ينتمي أيضاً إلى اللسانيات، بالإضافة إلى ذلك تتضح المرجعية اللسانية في "المعنى الأساسي" الذي اتخذ أداة لفهم كيف تجري التحولات الدلالية في إطار منظومة محددة.
إن اختيارات إيزوتسو المنهجية ترجع في الواقع إلى أصول فلسفية، فالأساس الذي دفع إيزوتسو للدراسات القرآنية كان أساساً فلسفياً بالدرجة الأولى، وطبيعة الوعي الفلسفي هي النزوع الكلي للمفاهيم وعالم المعنى، فاهتمام إيزوتسو في هذ النوع من الدراسات انحصر كلياً بالمجال التصوري العقدي والمجال التصوري الأخلاقي، وعلى العكس من المسار المنطقي للدراسات الفلسفية التي تنحدر من نطاق العلة الأولى وتداعياتها إلى الدرس الأخلاقي، ييدأ إيزوتسو رحلته من الدرس الأخلاقي القرآني إلى المجال التصوري العقدي الكلي الذي يشكل أساساً للدرس الأخلاقي، فمن المعلوم أنه ألف أولاً (بنية المصطلحات الأخلاقية في القرآن) عام 1959 ثم ألف تالياً كتابه "الله والإنسان" عام 1964، وعلى أية يفصح لإيزوتسو عن اهتمامه الفلسفي في كل الدراستين.
هكذا تتلحض المرجعية منظور فلسفي يتقاطع بالبحث الأنثربولوجي الثقافي، يفضي إلى أدوات منهجية لسانية.
بالتأكيد لم تكن هذه العملية آلية؛ إذ الانتقال من مجال إلى آخر كان عبر وسيط (يسبرجر) يجمع المرجعيات الثلاثة ذاتها (لا نعرف من خلال الدراستين كيف اكتشفه)، لكن الشيء المهم الذي عمله إيزوتسو هو أمران:
الأول أن قام بتبيئة الأدوات المنهجية وركبها لتقرأ النص القرآني بوصفها خطاباً ثقافياً مغلقاً (تاماً)، الأمر الذي ساعده على قراءة نصية كانت أدواتها قد بدأت بالظهور أثناء تأليفه، إلا أنه لم يكتب له ـ على ما يبدو ـ الاطلاع عليها.
الأمر الثاني أنه استطاع الحفاظ على النص ذاته بأقل قدر من التدخل لفرض مفاهيم مسبقة، وذلك على الرغم من أن نظرية ارتباط الفكر بالثقافة تفضي إلى ما يسمى بالحتمية اللغوية أي بمعنى من المعاني الانحباس في إطار مفهومي ثقافي بسبب اللغة، إذ لا تفكير إلا من خلالها! وعلى الرغم من أن إيزوتسو لم يفرق بشكل واضح بين ارتباط اللغة بالثقافة وارتباط اللغة بالفكر، إلا أنه استطاع عبر الدراسة المقارنة واكتشاف آليات التحويل في المنظومات المفاهيمية الخروج من التداعيات العنصرية والأيديولوجية لنظرية يسجربر.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[30 Oct 2009, 10:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا أجمعين ..
وسبحان الله! لا يزال القرآن الكريم معينا لا ينضب، تتفتق عنه العقول الصحيحة بهدايات وتوجيهات لا تنتهي، وما هذا البحث وهذا الباحث إلا نموذج لهذا.
كما إن عمله يعد نموذجا للدراسات القرآنية الجادة، فبغض النظر عما يمكن أن يقع في نتائجه من هنات، فهو عمل يستحق الإشادة والتنويه لما بذل فيه من جهد كبير وتنقيب مضنٍ وسط دراسات كثيرة هزيلة لم تثمر علما ولا عملا، ولم تستثر همة.
للتحميل: كتاب (الله والإنسان في القرآن) للكاتب الياباني توشيهيكو إيزوتسو ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=14178)
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[30 Oct 2009, 10:05 م]ـ
د. عبد الرحمن الحاج يسعدني التواصل معك .. اود سؤالك عن أوراق المؤتمر الذي أشرتم إليه هل بالامكان الحصول عليها مطبوعة او نسخة الكترونية؟
ـ[عبدالرحمن الحاج]ــــــــ[31 Oct 2009, 08:35 ص]ـ
الصديق العزيز د. عبد الله الجيوسي، يسرني التواصل معكم أيضاً، للأسف أوراق المؤتمر الدولي الخاص بـ "توشيهيكو إيزوتسو" الذي عقد في ماليزيا غير مطبوعة، ولسوء الحظ أنها ليست متوفرة لدي، وألفت انتباهكم إلى أن معظمها باللغة الإنكليزية.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Nov 2009, 10:49 ص]ـ
شكراً للصديق العزيز عبدالرحمن الحاج على هذه الإضافة المفيدة حول هذه الشخصية العلمية المغمورة.
وأشكر أخي محمد العبادي على إضافته لرابط الكتاب فلم أرها إلا من خلال تنبيهك، فجزى الله الأستاذ محمد بن جماعة على وضعه. وهي ترجمة أخرى للكتاب صدرت عن (المنظمة العربية للترجمة) وهي جهة معتمدة في الترجمة كما أخبرني بذلك الدكتور عبدالرحمن الحاج وفقه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 Nov 2009, 11:03 ص]ـ
الياباني توشيهيكو لم يأت بجديد إطلاقا لا في المضمون ولا في الشكل
وإنما كما قال هو:
"فإن علم الدلالة بوصفه دراسة للمعنى لا يمكن أن يكون إلا فلسفة من نوع جديد"
إذا ما كتبه هوفلسفة من نوع جديد في نظره هو، أما المتأمل فيما كتب فيرى أنه لم يأت بجديد إطلاقاً.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Nov 2009, 11:10 ص]ـ
الياباني توشيهيكو لم يأت بجديد إطلاقا لا في المضمون ولا في الشكل
وإنما كما قال هو:
"فإن علم الدلالة بوصفه دراسة للمعنى لا يمكن أن يكون إلا فلسفة من نوع جديد"
إذا ما كتبه هوفلسفة من نوع جديد في نظره هو، أما المتأمل فيما كتب فيرى أنه لم يأت بجديد إطلاقاً.
هل تقول هذا عن خبرة بكتابه أم مجرد فهم للنص المقتبس من كلامه؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 Nov 2009, 11:33 ص]ـ
هل تقول هذا عن خبرة بكتابه أم مجرد فهم للنص المقتبس من كلامه؟
بل من خلال مطالعة لكتابه.
ومن يقل إنه أتى بجديد فليبينه لنا بالمثال من كتابه وأكون له من الشاكرين.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Nov 2009, 11:43 ص]ـ
يكفي أنَّ الكتاب كتبه رجل ياباني تعلم العربية وأتقنها وسلك مسلكاً مختلفاً في الوصول لنتيجة معروفة عند العلماء، وهذا يؤكد هذه الحقيقة ويزيدها قوة.
وفوائد هذا الكتاب - عندي على الأقل - كثيرة. مع معرفتي المتواضعة بما كتبه علماؤنا رحمهم الله في لغة القرآن، ولكنَّ الظروف الكثيرة التي احتفت بالكتاب أعطته قيمةً مختلفةً لمَنْ أرادَ الاستفادة حقاً.
نسأل الله أن يرزقنا جميعاً العلم النافع، والعمل الصالح.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 Nov 2009, 12:02 م]ـ
نعم أتفق معك أن أهمية الكتاب تنبع من كون الكاتب ياباني وهذا أمر يحتاج إلى عناية خاصة.
أما الجديد فليس هناك جديد.
ـ[عبدالرحمن الحاج]ــــــــ[01 Nov 2009, 12:21 م]ـ
أهمية دراسات توشيهيكو إيزوتسو القرآنية
الدكتور العزيز عبد الرحمن الشهري أود التنويه إلى أن شخصية العالم إيزوتسو ليست مغمورة إلا في العالم العربي، والذين يجيدون الإنكليزية يعرفونه جيداً، وعلى سبيل المثال فإن دراسة المستشرق الاسترالي دانيال ما ديغان (صورة القرآن عن نفسه: الكتابة والسلطة) (ط 2000) استندت بشكل شبه كامل على منهجية إيزوتسو. ثم إنه لأمر مألوف أن يُستخف بالنتاج العلمي الجديد للدراسات القرآنية، خصوصاً ذلك الذي يأتينا به الغربيون وقرنائهم من المستعربين (المستشرقين)، ومن لم يجد الجديد في دراسات إيزوتسو رغم كل ما نقل أعلاه عنه، فاعتقد أنه لا يريد أن يرى الجديد أساساً.
ومع ذلك أود تلخيص أهم ما يسم دراسات إيزوتسو بالجدة والفائدة باختصار:
1. الدراسة أثبتت أن استخدام العلوم اللسانية الحديثة أمر ممكن ومفيد في دراسة القرآن، ولنتذكر أن تجربة إيزوتسو ترجع إلى ما قبل نصف قرن، وبالتالي هي رائدة في هذا المجال.
2. الدراسة قدمت وجهات نظر منهجية جديدة للغاية، تمكن من دراسة القرآن كوحدة منهجية ليس من خلال تقاطع الآيات وحسب، بل من خلال البناء المفهومي، عبر استخدام المفردة القرآنية بوصفها وسيلة لتحليل الخطاب.
3. أثبت دراسة إيزوتسو أهمية المفردة القرآنية في تحليل الخطاب، وأرجو أن ينتبه إلى الفرق بين التفسير وتحليل الخطاب.
4. باستخدام نظريات (مثل الحقول الدلالية والجمع بين الدراسة التزامنية والتطورية، والشبكة المفهومية) والتحول بين المنظومات الفكرية قدم إيزوتسو منهجاً دقيقاً لدراسة التصور القرآني للعالم ومدى مفارقته للتصور الجاهلي والتصور اللاحق في المنظومات المشتقة من القرآن، خصوصاً في كتابه (المفاهيم الأخلاقية الدينية في القرآن). وعلى كل حال من لا يعرف معنى "تصور العالم" لا يدرك أهمية هذه النقطة. فضلاً عن التدقيق في كثير من المفاهيم القرآنية (اعتماداً على الحقل الدلالي) مما يزيل كثير من الالتباس الذي لم تنفع معه المناهج التقليدية.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Nov 2009, 12:33 م]ـ
أخي العزيز الدكتور عبدالرحمن الحاج وفقه الله.
أشكرك على تعقيبك المفيد، وأقصد بكونه مغموراً أي عندي على الأقل،وفي المحيط القريب مني.
وأما تعقيب أخي حجازي الهوى فقد كتبت له رسالة خاصة أطلب منه فيها الإبانة عن شخصيته العلمية حتى أنظر أين أضع كلامه، فقد يكون يختفي وراء مُعرِّف (حجازي الهوى) عالمٌ جليل له خبرته ومعرفته بمثل هذه الأساليب والمناهج العلمية.
وهذه مشكلة نواجهها مع الزملاء الذين يكتبون بأسماء مستعارة في الملتقى لم نصل بعد لحل مناسب للتعامل معها. فاختفاء الشخصية تماماً أمرٌ يوقعنا في الكثير من الحرج.
وإن كنتُ أختلف معه في كون توشيهيكو إيزوتسو لم يأت بجديد.
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[28 May 2010, 05:39 م]ـ
كتاب قيم، اطلعتُ عليه وفي أسلوبه صعوبة لم أفهم بعض ما فيه.
وليت الأخ الغامدي يبين لنا وجهة نظره بشكل أكثر تفصيلاً بدلاً من الجرح المبهم لنستفيد أكثر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[28 May 2010, 09:46 م]ـ
3. أثبت دراسة إيزوتسو أهمية المفردة القرآنية في تحليل الخطاب، وأرجو أن ينتبه إلى الفرق بين التفسير وتحليل الخطاب.
.
ارجو من الاستاذ الفاضل عبد الرحمن الحاج ان يقدم لنا مفهوما وتعريفا ومقارنة بين كل من التفسير وتحليل الخطاب؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[28 May 2010, 11:42 م]ـ
كتاب قيم، اطلعتُ عليه وفي أسلوبه صعوبة لم أفهم بعض ما فيه.
وليت الأخ الغامدي يبين لنا وجهة نظره بشكل أكثر تفصيلاً بدلاً من الجرح المبهم لنستفيد أكثر.
الأخ الفاضل
ما ذكرته عن كون المؤلف لم يأت بجديد ليس فيه تجريح على الإطلاق وليس فيه تقليل من قدر الكتاب
وإنما هي الحقيقة أن الرجل وصل إلى نتيجة من طريق مطولة يغني عنها غيرها مما هو أقرب منها إلى الفهم.
وإذا كنت ترى أن الرجل توصل إلى نتيجة كانت غائبة عن أذهان من سبقه من المفسرين والعلماء والمفكرين فأرجوا أن تذكرها لنا.
أما إذا كنت تتحدث عن الوسيلة التي توصل بها إلى النتائج التي توصل إليها في كتابه فقل لي ما هي الفائدة التي أضافتها هذه الوسيلة لفهم القرآن بالذات؟
أما الحديث عن كون الرجل سلك وسيلة ربما تصلح لبعض الناس لإيقافهم على حقيقة القرآن فهذا الذي أعتقد أنه ربما يكون هو الجانب الذي تميز به كتابه عن غيره وهذا هو الذي يجب أن يعتني به المهتمون بهذا الكتاب والخروج بفوائد منه.
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[04 Jun 2010, 05:27 م]ـ
للتحميل: كتاب (الله والإنسان في القرآن) للكاتب الياباني توشيهيكو إيزوتسو ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=14178)
هذا الرابط لايعمل، ارجو ممن لديه رابط اخر تزويدنا به وجزاه الله خيرا.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[06 Jun 2010, 05:22 ص]ـ
بل يعمل أخي الكريم ..
قم بتعديل الرابط من tafsir.org إلى tafsir.net وسيعمل.
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[06 Jun 2010, 12:14 م]ـ
بل يعمل أخي الكريم ..
قم بتعديل الرابط من tafsir.org إلى tafsir.net وسيعمل.
بوركت اخي الكريم، ولقد وجدت رابطا اخر على الموقع:
http://www.library4arab.com/vb/showthread.php?p=1312
ورابط التحميل هو؛
منتديات مكتبة العرب ( http://www.4shared.com/get/75040772/5887e365/____.html)(/)
{ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين}
ـ[ناصر_عزيز]ــــــــ[30 Oct 2009, 07:24 م]ـ
{ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين}
بعث الله رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ برسالة الإسلام ليزيل الشرك والظلام، وينشر الهدى والنور بين الناس، فيخرجهم من عبادة الأوثان والعباد إلى عبادة رب العباد، وأنهم لآدم وآدم من تراب {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} … (الحجرات: من الآية13) وأن (لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى). فشقَّ الأمر على رؤوس الكفر في مكة، فكيف مع عبيدهم على سواء يكونون؟ وكيف بلا قيان يعيشون؟ ثم كيف يكونون سادةً إن لم يكونوا طغاةً وظلمةً يتجبرون
{ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين}
قال الله سبحانه: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} … (لأنفال:30).
بعث الله رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ برسالة الإسلام ليزيل الشرك والظلام، وينشر الهدى والنور بين الناس، فيخرجهم من عبادة الأوثان والعباد إلى عبادة رب العباد، وأنهم لآدم وآدم من تراب {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} … (الحجرات: من الآية13) وأن (لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى). فشقَّ الأمر على رؤوس الكفر في مكة، فكيف مع عبيدهم على سواء يكونون؟ وكيف بلا قيان يعيشون؟ ثم كيف يكونون سادةً إن لم يكونوا طغاةً وظلمةً يتجبرون، وعتاةً لا يرعوون؟ كيف وكيف؟ وهكذا أنكروا على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ دعوة الحق على الرغم من إقامة الحجة عليهم بالتحدي الصريح لهم أن يأتوا بسورة من مثله فعجزوا، وعقلوا أنه ليس كلام بشر، بل هو من عند الله، إلا أنهم استكبروا، وعاندوا، وجمعوا مكرهم وكيدهم لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصحبه رضوان الله عليهم، فعذبوهم، وقاطعوهم، وآذوهم، ولكنهم لم يفلحوا بصدّهم عن دعوة الحق بل ازداد المؤمنون إيماناً فوق إيمانهم، فاشتد أذى الكفار على المسلمين وازداد إلى أن استقر الأمر عند رؤوس الكفر أن يقرروا قتل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم.
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قصة اجتماع رؤوس الكفر في دار الندوة بمكة يتشاورون ما يصنعون برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ للقضاء على دعوة الإسلام فقال بعضهم احبسوه في وثاق وقال آخر أخرجوه من بين أظهركم ... إلى أن قال أبو جهل: والله لأشيرن عليكم برأي ما أراكم أبصرتموه بعد، ما أرى غيره، قالوا ما هذا، قال تأخذون من كل قبيلة وسيطاً شاباً جلداً، ثم يعطى كل غلام منهم سيفاً صارماً، ثم يضربونه ضربة رجل واحد، فإذا قتلتموه تفرق دمه في القبائل كلها فلا أظن هذا الحي من بني هاشم يقدرون على حرب قريش كلهم وأنهم إذا رأوْا ذلك قبلوا العقل واسترحنا وقطعنا عنا أذاه ... فأتى جبريل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأمره ألاَّ يبيت في مضجعه الذي كان يبيت، وأخبره بمكر القوم، فلم يبت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بيته تلك الليلة، وأذن الله له عند ذلك في الخروج، وأنزل عليه بعد قدومه المدينة، يذكر نعمته عليه، الآية الكريمة} وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا { ... (لأنفال: من الآية30) وقد ذكر ابن هشام في سيرته نقلاً عن ابن إسحق من طريق ابن عباس نحو هذا.
} وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا { ... (لأنفال: من الآية30) المكر هو التدبير الخفي ضد الخصم أي من غير أن يعلم.
} لِيُثْبِتُوكَ { ... (لأنفال: من الآية30) أي ليحبسوك في وثاق.
إن القوم قد اجتمعوا يدبِّرون الخلاص من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ودعوته وحرصوا أن لا يصل الخبر إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بما صنعوا، ولكن الله رد كيدهم في نحرهم، وأنبأ رسوله بمكرهم، ودبَّر الله لهم ما فيه ذلهم وهزيمتهم، وما فيه العز والنصر لرسول الله صلوات الله وسلامه عليه ولأصحابه رضوان الله عليهم. والله سبحانه هو خير من دبَّر لإزهاق الباطل ومحق الكافرين.
يتبيّن من هذه الآية الكريمة، وأسباب نزولها، الأمور التالية:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 ـ إن الشدائد مفاتيح الفرج، وإن مع العسر يسراً، فإنَّ كفار مكة آذوْا الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وآذوْا أصحابه واشتد الأذى إلى أن وصل منتهاه وهو قتل الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فكان قرار القتل هذا إيذاناً بهجرة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقيام الدولة في المدينة فعلا سلطان الإسلام وعز المسلمون.
وهذا أمر عظيم يجب أن يدركه المسلمون وبخاصة حَمَلَة الدعوة، فلا تقعدهم الشدائد والصعاب عن مضاعفة العمل لاستئناف الحياة الإسلامية، بل يجب أن تزيدهم قوةً ونشاطاً واستبشاراً بنصر من الله وفتح قريب.
2 ـ إن الأخذ بالأسباب أمر بالغ الأهمية في الإسلام، فإنَّ الله سبحانه قد أمر رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن لا يبيت في فراشه تلك الليلة، واتخذ الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بوحي من ربه، من الأسباب أثناء هجرته ما فيه دلالة واضحة على ربط الأسباب بالمسببات. كل ذلك والرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يدرك أنهم لن يصلوا إليه بسوء فقد أجاب أبا بكر عندما قال له يا رسول الله لو نظر أحدهم إلى موضع قدميه لرآنا، عندما كان الكفار يقفون بباب الغار الذي فيه الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصاحبه أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ فأجابه الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (ما ظنك باثنين الله ثالثهما) وكما في الآية الكريمة {لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} … (التوبة: من الآية40) مما يدل على أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان موقناً بالنجاة من الكفار كما أوحى الله سبحانه إليه. ومع ذلك أخذ الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الأسباب كل ما يلزم من عدم المبيت تلك الليلة وجعل علي ـ رضي الله عنه ـ مكانه يتسجى ببُرد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم الذهاب جنوباً إلى غار ثور بدل أن يذهب مباشرةً إلى المدينة وهي شمال مكة، والاختفاء في الغار ثلاثاً ثم استطلاع الأخبار وهو في الغار ليعرف خبر القوم، وبعد ذلك يجعل مولى أبي بكر عامر بن فهيرة يريح الغنم على آثار عبد الله بن أبي بكر الذي كان يأتيه بالأخبار لكي تزول الآثار.
ولذلك فإن الأخذ بالأسباب من الأمور المهمة التي لا يصح أن تترك جانباً ظناً من المسلم أنه بهذا يحسن صنعاً، بل عليه الأخذ بها لأن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد أخذ بها {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} … (الحشر: من الآية7).
3 ـ إن الله يتولى الصالحين، والمؤمن في رعاية الله في السراء والضراء {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا} … (الحج: من الآية38) فقد اجتمع رؤوس الكفر في مكة يتشاورون في أمر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومكروا مكراً شديداً، فقرروا قتل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، لكن الله أبطل مكرهم، ورد كيدهم في نحرهم، ودبَّر لهم ما لم يستطيعوا الفكاك منه، فنجَّى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأذن له بالهجرة وأوصله سالماً. فالله سبحانه ناصر عباده المؤمنين {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} … (غافر:51).
فيجب أن يدرك المسلمون وبخاصة حَمَلَة الدعوة أن الله سبحانه معهم وهو عز وجل موهن كيد الكافرين ومبطل مكرهم وسوء تدبيرهم} وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ { ... (لأنفال: من الآية30).(/)
النمل على المنبر المكي ....
ـ[ناصر_عزيز]ــــــــ[30 Oct 2009, 09:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
\\\
//////
ما شأن هذا النمل؟؟
ستتغير نظرتكم للنمل بعد قراءة هذ الدر المنثور هنا!! ..
وأما النمل -يا رعاكم الله- فتلك أمةٌ من الأمم المسبحة لله سبحانه، مع صغر خلقتِها وهوان حالها وازدراء البشر لها، وهي التي قال الله عنها: حَتَّى? إِذَا أَتَوْا عَلَى? وَادِى ?لنَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ ي?أَيُّهَا ?لنَّمْلُ ?دْخُلُواْ مَسَـ?كِنَكُمْ لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَـ?نُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ
هذه النملة يقول النبي عنها: ((قرصت نملةٌ نبياً من الأنبياء، فأمر بقريةِ النمل فأُحرقت، فأوحى الله إليه: أفي أنْ قرصتك نملة أحرقتَ أمةً من الأمم تسبِّح لله؟!)) رواه البخاري.
وأما الشجر وهو من النبات عباد الله، فقد قال الله عنه: وَ?لنَّجْمُ وَ?لشَّجَرُ يَسْجُدَانِ، وروى ابن ماجه عن النبي أنه قال: ((ما من ملبٍّ يلبي إلا لبى ما عن يمينه وشماله من حجر أو شجر أو مدر، حتى تنقطع الأرض من ها هنا وها هنا)).
فانظروا -يا رعاكم الله- إلى هذه المخلوقات الآنفة، إضافةً إلى الجبال الراسيات والأوتاد الشامخات، كيف تسبح بحمد الله، وتخشع له، وتشفق وتهبط من خشية الله، وهي التي خافت من ربها وخالقها إذ عرضَ عليها الأمانةَ فأشفقت من حملها، وكيف أنه تدكْدك الجبل لما تجلى ربنا لموسى عليه السلام، فهذه هي حال الجبال، وهي الحجارة الصلبة، وهذه رقتُها وخشيتها وتدكدُكُها من جلال ربها وعظمته، وقد أخبر الله أنه لو أنزل عليها القرآن لتصدعت من خشية الله.
فيا عجبا من مضغةِ لحم أقسى من صخر صلب، تسمعُ آيات الله تتلى عليها ثم تصرُّ مستكبرة كأن لم تسمعها، كأن في أذنيها وقراً، فهي لا تلين ولا تخشع، ولا تهبط ولا تصدّع، ولو وعظها لقمان أو تليت عليها آيات القرآن!! ولكن صدق الله: أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِى ?لأرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ ءاذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى ?لأَبْصَـ?رُ وَلَـ?كِن تَعْمَى? ?لْقُلُوبُ ?لَّتِى فِى ?لصُّدُورِ
من خطبة الإنسان بين العبودية والطغيان
للشيخ سعود الشريم
منقوول من منتديات الشيخ سعود الشريم(/)
مالذي غرّ الإنسان بربه؟!!
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[31 Oct 2009, 03:03 ص]ـ
{يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} الانفطار6
ماغرّ العبد إلا كرم ربه سبحانه الكريم ...
وحريّ بالعبد أن يقرأ ماكتبه أهل العلم في معنى اسم الله (الكريم) وهو مما يسهل عليه فهم الآية ..
ومن معاني الكريم في حقه سبحانه كما ذكر صاحب كتاب النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى حيث نقله مختصرًا عن ابن العربي
:
1ـ الذي يعطي لالعوض.
2ـ الذي يعطي بغير سبب.
3ـ الذي لايحتاج إلى الوسيلة.
4ـ الذي لايبالي من أعطى ولا من يحسن كان مؤمنًا أو كافرًا مقرًا أو جاحدًا.
5ـ الذي يستبشر بقبول عطائه ويُسّر به.
6ـ الذي يعطي ويثني كما فعل بأوليائه حبّب إليهم الإيمان وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان.
ويحكى أن الجنيد سمع رجلًا يقرأ (إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ} فقال: سبحان الله! أعطى وأثنى، والمعنى: أنه الذي وهب الصبر وأعطاه ثم مدحه به وأثنى.
7ـ أنه الذي يعم عطاؤه المحتاجين وغيرهم.
8ـ أنه الذي يُعطي من يلومه.
9ـ أنه الذي يُعطي قبل السؤال قال الله العظيم (وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا} إبراهيم34
10 ـ الذي يعطي بالتعرض.
11ـ أنه الذي إذا وعد وفّى.
12ـ أنه الذى تُرفع إليه كل حاجة صغيرة كانت أو كبيرة.
13ـ أنه الذي إذا قدر عفى.
14ـ أنه الذي ترفع إليه كل حاجة صغيرة كانت أو كبيرة.
15ـ أنه الذي لايضيع من توسل إليه ولايترك من التجأ إليه.
16ـ أنه الذى لايعاتب .... )
والله أعلم
ـ[منصور مهران]ــــــــ[01 Nov 2009, 01:12 م]ـ
مما يغرُّ الإنسانَ بربه شيئان:
1 - شيء من داخله: وهو النفس الأمارة بالسوء
و الهوى
و الجهل
2 - شيء من خارجه: وهو الشيطان؛ كما علمنا ربنا عز وجل بقوله:
(يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ) الحديد / 14
والغَرور هو الشيطان
قال شاعر حكيم:
إني بليت بأربع يرمينني = بالنيل من قوس لها توتير
إبليس والدنيا ونفسي والهوى = يا رب أنت على الخلاص قدير
والجهل: خلو النفس من الانضباط فيوقع في الأفعال الخارجة عن النظام الإلهي،
وعكس ذلك العلمُ وهو المقتضِي أفعالا جارية على النظام الإلهي.
وجميع المعاني الواردة في الموضوع أعلاه لكلمة (الكريم) لا ينبغي الاغترار بها ولا إهمال حقها لئلا يقع المرء في المهالك.
فبرعاية حقوق الله تسمو النفس وترقى الهِمَّة وتتم الطاعة على وجهٍ يرضي الرب عز وجل، فيطمع الطائع عندئذ في رحمة مولاه فيرجو جنته ورضاه.
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[05 Nov 2009, 10:19 م]ـ
بارك الله فيكم وفيما أضفتم ..
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[06 Nov 2009, 02:08 م]ـ
شكر الله لكم ما بينتم.
ومن اللطائف التي سمعتها في هذه الآية:
أن قوله سبحانه: "ما غرك بربك الكريم" فيه أسلوب التلقين، فهو سبحانه وتعالى لكرمه وفيض جوده يلقن الإنسان الجواب، فيكون جواب الإنسان مبنيا على ما ورد في السؤال. فيقول له: غرني كرمك يا رب.
ولا شك أن هذا فيه تجل من تجليات هذا الاسم العلي.
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[10 Nov 2009, 01:01 م]ـ
بارك الله فيكم وفيما أضفتم من فائدة.(/)
أهداف سورة البقرة - عرض باوربوينت
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[31 Oct 2009, 07:57 ص]ـ
هذا عرض لأهداف سورة البقرة ملخص وواضح نرجو منه الفائدة.
إعداد الأخت الفاضلة يسرا
ـ[معيوض الحارثي]ــــــــ[31 Oct 2009, 10:54 ص]ـ
يعطيكي العافية أخت سمر والأخت يسرا
ووفقكم الله لما يحبه ويرضاه
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[31 Oct 2009, 02:43 م]ـ
الأخت الفاضلة: سمر. والأخت الفاضلة: يسرا.
جزاكن الله خيرا،، لاحرمكن الباري الأجر والثواب.
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[01 Nov 2009, 09:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاكما الله خيرا. عرض رائع.
ولعل هذا يدخل في ما يسمى التقنيات المعاصرة لتفسير القرآن الكريم.
حفظكما الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Nov 2009, 10:26 ص]ـ
بارك الله في الأختين الكريمتين سمر ويسرا على هذه الجهود الموفقة في تذليل وتيسير هذه المعلومات، وسينتفع الكثير بهذا العرض إن شاء الله، ففيه تقريب لمعاني سورة البقرة.
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[01 Nov 2009, 01:26 م]ـ
جزاكن الله خيرا
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[01 Nov 2009, 01:50 م]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً على تعقيباتكم الكريمة وتشجيعكم وإن شاء الله نواصل هذا المنهج في باقي سور القرآن بما ييسر الله تعالى علينا. وسيكون هذا من باب استخدام التقنيات في عصر أصبح فيه القرُاّء يريدون المعلومة السريعة التي لا تأخذ وقتاً طويلاً وتركوا الكتب والمصنفات فلا نريد لهؤلاء أن يبتعدوا عن كتاب الله تحت أية حجة وإن شاء الله تلقى هذه العروض القبول بين طلاب العلم ولعلها تسهل على المحاضرين أيضاً.
ـ[طالبة القرآن وعلومه]ــــــــ[05 Nov 2009, 01:47 م]ـ
جزاكما الله خيرا أختي سمر وأختي يسرا
وأتمنى أن أجد لديكم نسخة منه على ملف وورد ليسهل طباعته والاستفادة منه
وبارك الله فيكما
ـ[أم إبراهيم]ــــــــ[06 Nov 2009, 12:29 م]ـ
ماشاء الله شكر الله سعيكما وبارك في جهودكما عمل مميز
ـ[عصماء]ــــــــ[08 Nov 2009, 09:40 م]ـ
جزاكنّ الله خيرا ونفع بكنّ
ـ[أحمد النقيب]ــــــــ[10 Nov 2009, 11:29 م]ـ
بارك الله في الجهود وباقي 113 سورة ونحن بالانتظار لمثل هذه الأعمال الرائعة
ـ[د أديب محمد]ــــــــ[23 Nov 2009, 10:00 ص]ـ
بارك الله فيك وجزاك كل خير
ونرجو الاستمرار
ـ[عبدالكريم عزيز]ــــــــ[26 Nov 2009, 10:47 ص]ـ
نشكر الأختين سمر ويسرا وجزاكما الله خيرا
عمل متميز وفعال في ميدان التواصل الإسلامي والدعوة
ـ[معلمة]ــــــــ[02 May 2010, 05:21 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[29 May 2010, 06:54 م]ـ
جزاكِ الله خيرًا
وإن كنتُ لا أفهم المقصود من كلمة "استخلاف آدم في الأرض تجربة تمهيدية"
ـ[مسعد الشايب]ــــــــ[29 May 2010, 11:59 م]ـ
جزاكما الله خيرا
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[30 May 2010, 04:24 م]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً أيها الأفاضل والفضليات على دعواتكم الطيبة ولكم مثلها بإذن الله وأكثر.
أخي الفاضل يحيى صالح بالنسبة لسؤالك فلا يمكنني أن أجيب عن قائله لأن المعلومات منقولة عن أصحابها ولكنني مع قاصر علمي أظن أن استخلاف آدم في الأرض تجربة تمهيدية بالنسبة للجنس البشري الذي أتى بعده والله أعلم.
باقي سور القرآن ترفعها الأخت يسرا مأجورة في موضوع مستقل بعنوان أهداف سور القرآن - عروض باوربونت على هذا الرابط
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=19845(/)
ماالفرق بين مانزل بمكة وحكمه مدني، ومايشبه نزول المكي في المدني؟
ـ[واسطة العقد]ــــــــ[31 Oct 2009, 09:26 ص]ـ
سلام عليكم
- ماالفرق بين مانزل بمكة وحكمه مدني، ومايشبه نزول المكي في المدني
قرأت في كتاب مباحث في علوم القرآن للشيخ القطان لكن لم يتبين لي فرق دقيق فأريد منكم التوضيح والبيان؟
فضلاً أحتاج لإجابة عاجلة، بارك الله فيكم.
ـ[ابوهبة الله]ــــــــ[31 Oct 2009, 04:14 م]ـ
السائل الكريم:
أهديك ما أوضحه الزركشي - رحمه الله- عسى أن يغنيك إن شاء الله.
قال الزركشي في كتابه (البرهان في علوم القرآن: 1/ 195 - 197)
- ما يشبه تنزيل المدينة في السور المكية
من ذلك قوله تعالى في النجم {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الأِثْمِ} يعني كل ذنب عاقبته النار {وَالْفَوَاحِشَ} يعني كل ذنب فيه حد {إِلاَّ اللَّمَمَ} وهو بين الحدين من الذنوب نزلت في نبهان والمرأة التي راودها عن نفسها فأبت والقصة مشهورة واستقرت الرواية بما قلنا والدليل على صحته أنه لم يكن بمكة حد ولا غزو.
ومنها قوله تعالى في هود {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ} الآية نزلت في أبي مقبل الحسين بن عمر بن قيس والمرأة التي اشترت منه التمر فراودها
- ما يشبه تنزيل مكة في السور المدنية
من ذلك قوله تعالى في الأنبياء: {لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا} نزلت في نصارى نجران ومنهم السيد والعاقب
البرهان في علوم القرآن - (1/ 197)
ومنها سورة {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً} في رواية الحسين بن واقد وقصتها مشهورة ومنها قوله تعالى في الأنفال {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ} الآية
- ذكر ما نزل بمكة وحكمه مدني:
منها قوله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ} الآية ولها قصة يطول بذكرها الكتاب ونزولها بمكة يوم فتحها وهي
مدنية لأنها نزلت بعد الهجرة
ومنها قوله في المائدة {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} إلى قوله {الْخَاسِرِينَ} نزلت يوم الجمعة والناس وقوف بعرفات فبركت ناقة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من هيبة القرآن وهي مدنية لنزولها بعد الهجرة وهي عدة آيات يطول ذكرها.
- ذكر ما نزل بالمدينة وحكمه مكي:
منه الممتحنة إلى آخرها وهي قصة حاطب بن أبي بلتعة وسارة والكتاب الذي دفعة إليها وقصتها مشهورة فخاطب بها أهل مكة
ومنها قوله تعالى في سورة النحل: {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا} إلى آخر السورة مدنيات يخاطب بها أهل مكة.
ومنها سورة الرعد يخاطب أهل مكة وهي مدنية
ومن أول براءة إلى قوله: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} خطاب لمشركي مكة وهي مدنية
فهذا من جملة ما نزل بمكة في أهل المدينة وحكمه مدني وما أنزل في أهل مكة وحكمه مكي.
ـ[واسطة العقد]ــــــــ[31 Oct 2009, 04:53 م]ـ
السائل الكريم:
أهديك ما أوضحه الزركشي - رحمه الله- عسى أن يغنيك إن شاء الله.
قال الزركشي في كتابه (البرهان في علوم القرآن: 1/ 195 - 197)
- ما يشبه تنزيل المدينة في السور المكية
من ذلك قوله تعالى في النجم {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الأِثْمِ} يعني كل ذنب عاقبته النار {وَالْفَوَاحِشَ} يعني كل ذنب فيه حد {إِلاَّ اللَّمَمَ} وهو بين الحدين من الذنوب نزلت في نبهان والمرأة التي راودها عن نفسها فأبت والقصة مشهورة واستقرت الرواية بما قلنا والدليل على صحته أنه لم يكن بمكة حد ولا غزو.
ومنها قوله تعالى في هود {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ} الآية نزلت في أبي مقبل الحسين بن عمر بن قيس والمرأة التي اشترت منه التمر فراودها
- ما يشبه تنزيل مكة في السور المدنية
من ذلك قوله تعالى في الأنبياء: {لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا} نزلت في نصارى نجران ومنهم السيد والعاقب
البرهان في علوم القرآن - (1/ 197)
ومنها سورة {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً} في رواية الحسين بن واقد وقصتها مشهورة ومنها قوله تعالى في الأنفال {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ} الآية
- ذكر ما نزل بمكة وحكمه مدني:
منها قوله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ} الآية ولها قصة يطول بذكرها الكتاب ونزولها بمكة يوم فتحها وهي
مدنية لأنها نزلت بعد الهجرة
ومنها قوله في المائدة {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} إلى قوله {الْخَاسِرِينَ} نزلت يوم الجمعة والناس وقوف بعرفات فبركت ناقة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من هيبة القرآن وهي مدنية لنزولها بعد الهجرة وهي عدة آيات يطول ذكرها.
- ذكر ما نزل بالمدينة وحكمه مكي:
منه الممتحنة إلى آخرها وهي قصة حاطب بن أبي بلتعة وسارة والكتاب الذي دفعة إليها وقصتها مشهورة فخاطب بها أهل مكة
ومنها قوله تعالى في سورة النحل: {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا} إلى آخر السورة مدنيات يخاطب بها أهل مكة.
ومنها سورة الرعد يخاطب أهل مكة وهي مدنية
ومن أول براءة إلى قوله: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} خطاب لمشركي مكة وهي مدنية
فهذا من جملة ما نزل بمكة في أهل المدينة وحكمه مدني وما أنزل في أهل مكة وحكمه مكي.
نفع الله بكم وبارك فيكم، لكن لا يزال الفرق عندي غير واضح، فالزركشي سرد أمثلة، وأنا لم أتبين الفرق بالأمثلة، فأحتاج إلى شرح وتوضيح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابوهبة الله]ــــــــ[31 Oct 2009, 10:08 م]ـ
وإيَّاكم جزاكم الله خيراً ..
وللتفصيل أكثر , وإيضاح ما تقدم والرَّد عليه , فضلاً عن الرأي الرّاجح إليك ما يأتي:
عُرِّف المكي والمدني بتعريفات ثلاث ..
أولاً: إنَّ المكي ما نزل من القرآن بمكة ولو بعد الهجرة، والمدني ما نزل بالمدينة، ويدخل في مكة ضواحيها كالمنزل على النبي صلى الله عليه وسلم بمنى وعرفات والحديبية ويدخل في المدينة ضواحيها أيضاً كالمنزل عليه في بدر، وأحد، وسلع.
قال الزرقاني (مناهل العرفان في علوم القرآن - 1/ 193): وهذا " لوحظ فيه مكان النزول كما ترى. لكن يرد عليه أنه غير ضابط ولا حاصر؛ لأنه لا يشمل ما نزل بغير مكة والمدينة وضواحيهما كقوله سبحانه في سورة التوبة: {لَوْ كَانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قَاصِداً لَاتَّبَعُوكَ} الخ فإنها نزلت بتبوك وقوله سبحانه في سورة الزخرف: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا} الخ فإنها نزلت ببيت المقدس ليلة الإسراء. ولا ريب أن عدم الضبط في التقسيم يترك واسطة لا تدخل فيما يذكر من الأقسام وذلك عيب يخل بالمقصود الأول من التقسيم وهو الضبط والحصر ".
ثانياً: إنَّ المكي ما وقع خطاباً لأهل مكة، والمدني ما وقع خطاباً لأهل المدينة.
ورده الزرقاني أيضاً بقوله (مناهل العرفان في علوم القرآن - 1/ 194):
" وهذا التقسيم لوحظ فيه المخاطبون كما ترى لكن يرد عليه أمران:
أحدهما: ما ورد على سابقة من أنه غير ضابط ولا حاصر فإن في القرآن ما نزل غير مصدر بأحدهما نحو قوله سبحانه في فاتحة سورة الأحزاب: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ} الخ ونحو قوله سبحانه في فاتحة سورة المنافقون: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ} الخ.
ثانيهما: أن هذا التقسيم غير مطرد في جميع موارد الصيغتين المذكورتين بل إن هناك آيات مدنية صدرت بصيغة {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} وهناك آيات مكية صدرت بصيغة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}. مثال الأولى سورة النساء فإنها مدنية وأولها {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ} وكذلك سورة البقرة مدنية وفيها {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} ومثال الثانية سورة الحج فإنها مكية مع أن في أواخرها {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا} الخ.
قال بعضهم: هذا القول إن أخذ على إطلاقه ففيه نظر فإن سورة البقرة مدنية وفيها {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} إلى آخر ما ذكرناه أمامك. غير أنه قال أخيرا ما نصه: فإن أريد أن الغالب كذلك فصحيح.
أقول: ولكن صحة الكلام في ذاته لا تسوغ صحة التقسيم فإن من شأن التقسيم السليم أن يكون ضابطا حاصرا وأن يكون مطردا. وقيد الغالبية المراد لا يحقق الضبط والحصر وإن حقق الاطراد فيبقى التقسيم معيبا. على أنهم قالوا: المراد لا يدفع الإيراد.
وهذا التعريف لوحظ فيه المخاطبون، لكن يرد عليه أنه غير ضابط ولا حاصر، فإن في القرآن ما نزل غير مصدر بأحدهما، نحو قوله تعالى في فاتحة سورة الأحزاب: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ الآية، وقوله تعالى في سورة الكوثر: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ الآية وغيرهما ".
ثالثاً: إنَّ المكي ما نزل من القرآن قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة حتى ولو نزل بغير مكة، والمدني ما نزل من القرآن بعد الهجرة وإن كان نزوله بمكة وهذا التعريف روعي فيه الزمان – وهو المشهور-.
قال عنه الزرقاني (مناهل العرفان في علوم القرآن - 1/ 194): وهذا قد " لوحظ فيه زمن النزول وهو تقسيم صحيح سليم؛ لأنه ضابط حاصر ومطرد لا يختلف بخلاف سابقيه ولذلك اعتمده العلماء واشتهر بينهم. وعليه فآية: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً} مدنية مع أنها نزلت يوم الجمعة بعرفة في حجة الوداع. وكذلك آية {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} فإنها مدنية مع أنها نزلت بمكة في جوف الكعبة عام الفتح الأعظم. وقل مثل ذلك فيما نزل بأسفاره عليه الصلاة والسلام كفاتحة سورة الأنفال وقد نزلت ببدر فإنها
(يُتْبَعُ)
(/)
مدنية لا مكية على هذا الاصطلاح المشهور".
* وعمّا تقدم – من كلام الزركشي-
قال الزرقاني: (مناهل العرفان في علوم القرآن - 1/ 200 201):
" وجوه تتعلق بالمكي والمدني: نبه السيوطي عند كلامه – يعني كقول الزركشي أعلاه وزيادة - في هذا المبحث إلى أنَّ هناك وجوهاً في المكي والمدني.
- منها ما تستطيع أن تفهمه مما قصصناه عليك آنفا.
- ومنها ما يشبه تنزيل المدني في السور المكية في قوله تعالى في سورة النجم: {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْأِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ} قال السيوطي في توجيهه ما نصه: فإن الفواحش كل ذنب فيه حد والكبائر كل ذنب عاقبته النار واللمم ما بين الحدين من الذنوب ولم يكن بمكة حد ولا نحوه ا هـ لكن فيه نظر من وجهين:
أحدهما: أن تفسير الفواحش بما ذكر غير متفق عليه , بل فسرها غيره بأنها الكبائر مطلقا. وفسرها آخر بما يكبر عقابه دون تخصيص بحد. وفسرها السيوطي نفسه في سورة الأنعام بأنها الكبائر.
والثاني: أن بعضهم يستثني هذه الآية من سورة النجم المكية وينص على أنها مدنية.
- ومنها: ما يشبه تنزيل المكي في السور المدنية نحو سورة {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً} وكقوله سبحانه في سورة الأنفال المدنية: {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ} الخ. وفي هذا نظر أيضا فإن المعروف أن سورة والعاديات من السور المكية كما سبق وأن آية {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ} الخ منصوص على أنها نزلت بمكة كما نقل السيوطي نفسه عن مقاتل وقال: إنها مستثناة من سورة الأنفال المدنية. بل نص بعضهم على أن هذه الآية مع آيتين قبلها وأربع بعدها كلها مكيات مستثنيات من سورة الأنفال المدنية.
- ومنها: ما حمل من مكة إلى المدينة نحو سورة يوسف وسورة الإخلاص وسورة سبح.
- ومنها: ما حمل من المدينة إلى مكة نحو آية الربا في سورة البقرة المدنية وصدر سورة التوبة المدنية.
- ومنها: ما حمل إلى الحبشة نحو سورة مريم فقد صح أن جعفر بن أبي طالب قرأها على النجاشي.
- ومنها: ما حمل إلى الروم كقوله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} الآية.
وأنت خبير بأنَّ الاصطلاح المشهور في المكي والمدني ينتظم كل ما نزل سواء أكان بمكة والمدينة أم بغيرهما كالجحفة والطائف وبيت المقدس والحديبية ومنى وعرفات وعسفان وتبوك وبدر وأحد وحراء وحمراء الأسد. وتفصيل ذلك يخرج بنا إلى حد الإطالة فناهيك ما ذكرنا. واللبيب تكفيه الإشارة ".(/)
هل هناك ارتباط؟ أرجو التوضيح من أهل العلم.
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[31 Oct 2009, 10:13 م]ـ
قرأت هذا النص للمستشرق إجنتس جولد تسهر وتذكرت الأمثلة التي يطرحها الأخوة القائلين بالإعجاز العددي (ولا أدري لماذا؟) ثم تساءلت هل هناك ارتباط بينهما حقاً أم أنه مجرد توهم وحسب، لذلك أردت أن تشاركوني لعل الرؤية تتضح بمناقشة أهل العلم والاختصاص.
يقول المستشرق جولد في معرض كلامه عن التفسير الصوفي:" ويربط بعضهم (أي المتصوفة) أفكاره، لا بالجمل المركبة تركيباً متصل المعنى فحسب، بل يشتغل أيضاً بوسائل باطنية سرية، وعمل ارتباطات بين الحروف والأعداد، على طريقة علم الحروف، بحيث يستخلص من ذلك نتائج صوفية، وهم لا يتميزون في ذلك عن الباطنية والحروفية الذين يزاولون مثل هذه الأعمال الفنية من علم الحروف، كما أن البابيين الحديثي العهد،على الأخص في أوائل ظهورهم،كانوا يستخرجون أيضاً كشفاً محوطاً بالأسرار من مثل هذه الارتباطات.
كذلك كان يحبب إلى غير من يقصدون إلى التصوف مباشرة أن يستخرجوا في نظرهم إلى القرآن نتائج من ارتباطات الحروف وعلاقاتها بعضها ببعض، وهاهو ذا الشاعر الصوفي الفارسي " سنائي " المتوفى سنة1131هـ، ينظر ـ والظاهر أنه ليس أول من فعل ذلك ـ إلى الحقيقة الثابتة، من أن النص القرآني يبدأ بحرف الباء (بسم الله) وينتهي بحرف السين (والناس) فيقرن بذلك فكرة أن الحكمة من ذلك هي التعبير عن معنى الكلمة المركبة من هذين الحرفين: " بس " بمعنى: كفى وحسب، أي أن القرآن هو الدليل الهادي وحده في سَنَنِ الدين وشرعته.
(ثم قال بعد أن ساق أمثلة أخرى) ومثل هذه الأعمال المتعسفة العنيفة التي يحصل إجراؤها على النصوص، كثيراً ما توحي إلى النفس بأن الغرض منها هو إجراء تمرينات لحدة الذكاء العقلي المضحكة، أكثر من تفسير الكتاب بقصد جادّ قويم ". مذاهب التفسير الإسلامي (ص 281ـ 282).
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[31 Oct 2009, 10:41 م]ـ
قرأت هذا النص للمستشرق إجنتس جولد تسهر وتذكرت الأمثلة التي يطرحها الأخوة القائلين بالإعجاز العددي (ولا أدري لماذا؟) ثم تساءلت هل هناك ارتباط بينهما حقاً أم أنه مجرد توهم وحسب، لذلك أردت أن تشاركوني لعل الرؤية تتضح بمناقشة أهل العلم والاختصاص.
يقول المستشرق جولد في معرض كلامه عن التفسير الصوفي:" ويربط بعضهم (أي المتصوفة) أفكاره، لا بالجمل المركبة تركيباً متصل المعنى فحسب، بل يشتغل أيضاً بوسائل باطنية سرية، وعمل ارتباطات بين الحروف والأعداد، على طريقة علم الحروف، بحيث يستخلص من ذلك نتائج صوفية، وهم لا يتميزون في ذلك عن الباطنية والحروفية الذين يزاولون مثل هذه الأعمال الفنية من علم الحروف، كما أن البابيين الحديثي العهد،على الأخص في أوائل ظهورهم،كانوا يستخرجون أيضاً كشفاً محوطاً بالأسرار من مثل هذه الارتباطات.
كذلك كان يحبب إلى غير من يقصدون إلى التصوف مباشرة أن يستخرجوا في نظرهم إلى القرآن نتائج من ارتباطات الحروف وعلاقاتها بعضها ببعض، وهاهو ذا الشاعر الصوفي الفارسي " سنائي " المتوفى سنة1131هـ، ينظر ـ والظاهر أنه ليس أول من فعل ذلك ـ إلى الحقيقة الثابتة، من أن النص القرآني يبدأ بحرف الباء (بسم الله) وينتهي بحرف السين (والناس) فيقرن بذلك فكرة أن الحكمة من ذلك هي التعبير عن معنى الكلمة المركبة من هذين الحرفين: " بس " بمعنى: كفى وحسب، أي أن القرآن هو الدليل الهادي وحده في سَنَنِ الدين وشرعته.
(ثم قال بعد أن ساق أمثلة أخرى) ومثل هذه الأعمال المتعسفة العنيفة التي يحصل إجراؤها على النصوص، كثيراً ما توحي إلى النفس بأن الغرض منها هو إجراء تمرينات لحدة الذكاء العقلي المضحكة، أكثر من تفسير الكتاب بقصد جادّ قويم ". مذاهب التفسير الإسلامي (ص 281ـ 282).
الجواب باختصار
إذا كان هناك تفسيرات باطنية منحرفة ظاهرة البطلان مخالفة لأصول الدين، فهل يصح أن نترك الصحيح من التفسير من أجل تلك التفسيرات الباطنية المنحرفة؟
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[01 Nov 2009, 01:41 ص]ـ
الأخ الكريم الباسم،
عندما تطّلع على أقوال بعض المتصوفة في علم الحروف تدرك الفرق بين ما يقولون وما يقال في الإعجاز العددي.
ما جاء به بعض أهل التصوف تَحكُّم لا دليل عليه، ولا علاقة ظاهرة بين النص الكريم وما يقولون. أما الإعجاز العددي فوصف لحقائق الألفاظ من جهة النظام العددي.
شتان بين ما تدهش لتهافته وما يدهشك لروعة بنائه.
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[04 Nov 2009, 12:35 ص]ـ
ما زلت أنتظر رد أهل العلم والاختصاص.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[04 Nov 2009, 03:33 م]ـ
إن من ينظر إلى المطروح - على الأقل حتى الآن - في الساحة العلمية عن هذا المولود الجديد الذي يسمى "الإعجاز" عامة وما يسمى "الإعجاز العددي" خاصة ليعرف أنه ما هو إلا امتداد لما ذكر المستشرق ونقلت عنه ..
وإن شئت معرفة شدة التقارب بين التوامين السياميين (أسرار الحروف، الإعجاز العددي) فما عليك إلا مطالعة كتاب: "نعت البدايات وتوصيف النهايات"
ويمكن إيضاح أوجه التشابه؛ بل والتماثل بين الإثنين كما يلي:
1 - كلاهما يعتمد على بعض التأملات التي لا تستند إلى دليل من كتاب الله تعالى ولا من سنة رسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، ولا من فهم سلف هذه الأمة، ولا من ظواهر اللفظ اللغوي.
2 - كلاهما يسلك طرقا للبحث والمقارنة لم تكن معروفة عند السلف.
3 - كلاهما يصل إلى نتائج لا تطمئن لها النفس، ولا تقنع العقل ..
4 - كلاهما يريد فرض نفسه؛ فالأول فرض نفسه على السحرة والمشعوذين فأخذوا به وتعلموه وعلموه لأمثالهم، والأخير يريد فرض نفسه ولو بالقوة حيث لا يقيم دليلا على ما يدعو له سوى أنه في نظر فلان أو علان كذا زائد كذا يساوي كذا وهذا يدل على كذا، ولو أتيته بمثال يطابق مثاله وتوصلت إلى نتائج عكسية يجيب بأن عقلك لم يصل بعد إلى هذا، وأنه تجاوز ما أنت فيه من زمان ...
والله تعالى أعلم وأحكم.
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[04 Nov 2009, 05:25 م]ـ
الأخوة الكرام،
1. الأخ الباسم ينتظر رد أهل العلم. وقد قلنا لك إن ما عند بعض المتصوفة لا علاقة له بتاتاً بمسألة الإعجاز العددي. وماذا يمكن أن يقول لك أهل العلم بعد ذلك، فأنت تسأل عن علاقة بين مختلفين. فهل المقصود مجرد التعبير عن الرفض؟!
2. ها قد أجابك الأخ الحسني بما يرضيك ويشفي غليله. ولكن هذا شيء وطلب الحقيقة شيء آخر.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[04 Nov 2009, 05:50 م]ـ
إن من ينظر إلى المطروح - على الأقل حتى الآن - في الساحة العلمية عن هذا المولود الجديد الذي يسمى "الإعجاز" عامة وما يسمى "الإعجاز العددي" خاصة ليعرف أنه ما هو إلا امتداد لما ذكر المستشرق ونقلت عنه ...
العجيب فى الأمر أن الأخ الكريم - وكما نعرف عنه من ذى قبل - ظل لا يعتد بأقوال علماء النصارى فيما يخص اعجاز القرآن العلمى برغم أنها كانت تنتصر له، والآن نجده يقبل قولا من مستشرق يهودى الملة مجرى الجنسية ألمانى الثقافة واللسان!!
ومعلوم بطبيعة الحال أن اليهود وبنص القرآن ذاته هم أشد الناس عداوة للذين آمنوا
ثم هل يعلم الأخ الكريم أن المستشرق اليهودى المجرى جولد تسيهر الذى أيدت كلامه هذا ونصرته قد قال كلامه هذا قبل أن يوجد شىء اسمه الاعجاز العددى ببضعة عقود من الزمان
ان جولدتسيهر (المولود سنة 1850) قد مات سنة 1921 م، أى أنه مات قبل أن يولد الاعجاز العددى بعشرات السنين!!
ثم انه كان يعنى بكلامه طائفة الحروفيين من المتصوفة، ولا أظن أحدا ممن يبحثون فى الاعجاز العددى يعتد بأقوالهم أدنى اعتداد، وعليه فلا أرى داعيا لهذا الخلط على الاطلاق؟!
اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[04 Nov 2009, 09:42 م]ـ
أخي الكريم:
أنا لم أستشهد بكلام المستشرق الذي ذكرت، وإن كنت لست ضد الاشتشهاد من أجل التوكيد بكلام بعض أعداء الإسلام لا من أجل التأسيس ..
وفرق بين التوكيد والتأسيس ..
وكلامه لا يزيد قناعتي بما ذكرت؛ وإنما كان هو موضوع مشاركة الفجر الباسم فأجبت بناء على ذلك ..
والمهم في كل هذا أننا لم نجد - وبكل حيادية - دليلا لمن يدعو للإعجاز العددي ..
فأتونا بدليل ..
إن من يقول: هاتوا برهانكم على ما تدعون لا يمكن أن يقال له أنت مخطئ سلم فقط بما نقول لك ..
فإذا كانت هذه التوافقات العددية التي تقولون أنها تدل على كذا وكذا غير علمية وغير دقيقة وأتيناكم بتوافقات عددية بعمليات حسابية من نفس الآيات التي تستدلون بها وأوصلتا إلى نتائج عكس ما توصلتم إليه؛ فهل ستقتنعون أبخطأ ما يسمى بالإعجاز العددي - على الأقل الموجود حاليا - وأكررها حتى لا نظلم الجنين القادم قبل أن يولد.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، ويحفظ كتابه ودينه من عبث العابثين.
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[05 Nov 2009, 06:08 ص]ـ
أشكر جميع الأخوة على ردودهم، وأخص شكري للأخ الفاضل: إبراهيم الحسني
،على بيانه وتوضيحه.
وأسأل الله تعالى أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقا اجتنابه
، وأن يقينا شر أنفسنا ..
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[05 Nov 2009, 10:46 م]ـ
أخي الكريم:
............
فإذا كانت هذه التوافقات العددية التي تقولون أنها تدل على كذا وكذا غير علمية وغير دقيقة وأتيناكم بتوافقات عددية بعمليات حسابية من نفس الآيات التي تستدلون بها وأوصلتا إلى نتائج عكس ما توصلتم إليه؛ فهل ستقتنعون بخطأ ما يسمى بالإعجاز العددي - على الأقل الموجود حاليا - وأكررها حتى لا نظلم الجنين القادم قبل أن يولد.
.
أحسنت أخانا الحسنى فى هذا الاستثناء الذى كررته المرة تلو المرة
وحقا ما قلت، فهناك جنين قادم قريبا ان شاء الله تعالى، وما أدراك به؟!!
و آه لو تعلم كم هو بديع الصورة، فائق الحسن، متين البنية، صحيح البدن، سوى النفس!!!
آه لو تعلم يا أخى عن هذا الطفل المعجزة!!، اذن لتغيرت نظرتك بالكلية الى هذا الوجه من الاعجاز ولصرت أنت شخصيا فى طليعة الداعين اليه!!
لا تعجب يا أخى مما أقول، فوالله الذى لا اله غيره اننى لا أبالغ ولا أغلو فى قولى
ولكن صبرا أخانا، فكما قلت لكم من قبل:
لكل حادث حديث، وان غدا لناظره لقريب
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[06 Nov 2009, 07:38 ص]ـ
أخي العليمي: بارك الله فيك.
أقول: علىكل ما دام أنه ليست هناك أدلة فلك أن تتغزل على من تشاء وما تشاء.
وللغزل مجال فسيح، ومكان أصيل في النفس البشرية.
وكل يغني على ليلاه.
ولكن يبدو أن فترة حمل جنينكم طالت فلو أجريتم له عملية قيصرية حتى لا يكون مات دون أن تشعر أمه فضلا عن آبائه "المتعددين" نسبة إلى الإعجاز العددي.
والله يحفظكم ويرعاكم ويسدد نحو الحق خطانا وخطاكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[06 Nov 2009, 11:44 م]ـ
أخي العليمي: بارك الله فيك.
أقول:. . . .
والله يحفظكم ويرعاكم ويسدد نحو الحق خطانا وخطاكم.
كان يكفيك أن تقول هذا الدعاء الطيب دون ما قبله من عبارات ساخرة
ماذا عليك لو أنك اكتفيت به وحده؟!
ولكنك للأسف الشديد عمدت الى السخرية والاستهزاء مما لم تحط بعلمه بعد ولما يأتك تأويله!!
ثم عجبا: مم تسخر؟!!
أمن بشراى - المعززة بأغلظ الأيمان - باعجاز باهر ومذهل للقرآن العظيم؟!!
أهذا أمر يستحق أن تسخر منه؟!!
سبحانك ربنا!!
ثم ان سخريتك هذه تدل على أنك قد اتخذت من مسألة الاعجاز موقفا مسبقا، وأنه موقف ثابت لا يتزحزح وغير قابل للمراجعة والنقاش
واسمح لى بالقول: مثل هذا الموقف لا يصدر عن العلماء، فضلا عن طلاب العلم
هداك الله وأنار بصيرتك، وأقولها صادقا لا ساخرا
ملحوظة هامة: ليس معنى أنى أثنيت على استثنائك لما يستجد فى قادم الأيام أننى أجحد ما قدمه الباحثون الأفاضل فى الاعجاز العددى، فان ما قدموه - وان كان فيه الغث أحيانا - فان فيه كذلك السمين والثمين!!
والله يرزقنا جميعا السداد فى القول والعمل
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[07 Nov 2009, 08:35 ص]ـ
أخي الكريم: العليمي.
معاذ الله أن أسخر وأن أكون من اهل السخرية ..
والله ما قلت ذلك سخرية وإنما قلته لسببين:
1 - أن عبارتي كانت موهمة وخاصة إذا ربطتها ب "جاليليو" فأول ما يتبادر إلى الذهن هو قضية دوران الأرض، وأنا إنما أقصد ثبات الشمس.
2 - أنك فهمت من كلامي أني أقصد دوران الأرض، ولذلك جاء ردك متعلقا بدوران الأرض.
وإذا راجعت مداخلتك وجوابي لها بحسن الظن يتضح لك أن كلامي ليس فيه أقل سخرية؛ ولست من أولئك الذين يريدون الوصول إلى الحقائق العلمية عن طريق السخرية من الآخرين؛ فضلا عن أن أسخر من أخ وطالب علم له كتابات جيدة في هذا الملتقى وهو أنت.
أما مسألة خلافنا حول الإعجاز فوسع صدرك للمخالفين ما لم تكن هناك نصوص فكلنا يفهم بما أعطاه الله تعالى من وسائل الفهم ونعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه.
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[07 Nov 2009, 10:38 م]ـ
أخي الكريم: العليمي.
معاذ الله أن أسخر وأن أكون من اهل السخرية ..
والله ما قلت ذلك سخرية وإنما قلته لسببين:
1 - أن عبارتي كانت موهمة وخاصة إذا ربطتها ب "جاليليو" فأول ما يتبادر إلى الذهن هو قضية دوران الأرض، وأنا إنما أقصد ثبات الشمس.
2 - أنك فهمت من كلامي أني أقصد دوران الأرض، ولذلك جاء ردك متعلقا بدوران الأرض.
وإذا راجعت مداخلتك وجوابي لها بحسن الظن يتضح لك أن كلامي ليس فيه أقل سخرية. . .
أخى الكريم: الحسنى.
لا توجد أدنى صلة بين مداخلتك هذه وما كنا بصدد الحديث عنه!!!!
ومن الواضح أنك تقصد بكلامك هذا موضوع مختلف كل الاختلاف
وسبحان من لا يضل ولا ينسى
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[08 Nov 2009, 09:15 ص]ـ
بل أقصد هذا الموصوع بالذات، والمداخلتان مسجلتان في هذا الموضوع بارك الله فيك.
ولكن الأهم من كل هذه الأمور الشخصية هو الإجابة عن الأسئلة التي طرحت حتى أستفيد أنا وغيري من طلبة العلم في مسألة الإعجاز.
ولعلم الجميع فإن مسألة الإعجاز بكل أقسامه سوف تفرض فرضا في الجامعات بنفس الطرق المعهودة في كل جديد (السفور، الربا، تولية المرأة .. ) تبدأ بدعوات هنا وهناك، ويقتنع أو يقنع بها بعض طلبة العلم، ثم يتخذون وسيلة لترويجها، ويرفع شأنهم حتى تطلق عليهم الألقاب الكبيرة، ثم تناقش بعض الرسائل الجامعية المتعلقة بنفس المواضيع، ويعطى لأصحابها درحات مرتفعة، ثم يصبح الأمر واقعا ..
وهذه مسطرة لم تعد تنطلي على أضعف الناس عقولا مهما بلغت من المكر والتدرج في سبيل ما تريد أن تصل إليه ..
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[11 Nov 2009, 08:58 م]ـ
بل أقصد هذا الموصوع بالذات، والمداخلتان مسجلتان في هذا الموضوع بارك الله فيك.
وأنا أقول لك: ان كنت تقصد هذا الموضوع بالذات - حسبما تقول - وتصر على ذلك فكلامك غير صحيح بالمرة
والمداخلتان غير مسجلتين فيه على الاطلاق!!
وأنا واثق تماما مما أقول، والذى أتعجب منه غاية العجب أنك تمارى حتى فيما يسهل جدا التحقق منه، ففى مقدور أى متابع للموضوع أن يكتشف ذلك بكل سهولة، وأتعجب كذلك من أنك لا تكلف نفسك عناء التحقق مما تدعى وتزعم قبل أن تجاهر به، مع أن هذا أمر يسير ولا يشق عليك اذا أنت أردته كما تقضى بذلك أصول المنهج العلمى الصحيح
ولولا أنى أحسن الظن بك لقلت أنك تهزل وتتعمد الهزل فى كلامك المذكور بالاقتباس أعلاه
لن أفترض هذا مع أنى لو افترضته فلا جناح على ولن يلومنى أحد لأن صفة الهزل قريبة جدا من صفة السخرية، تلك السخرية التى بدت لنا منك من قبل وأنكرتها أنت وتنصلت منها، فالذى يسخر لا نستبعد عليه أن يهزل أيضا
ومع ذلك فلن أسيىء الظن بك، بل أدعو لك ربى بأن يهديك الى الطيب من القول، ويريك الحق حقا والباطل باطلا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[11 Nov 2009, 09:17 م]ـ
بل المداخلتان موجودتان في نفس الموضوع، وراجعه إن شئت التحقق.
أما حسنك الظن بي أو إساءته أو اتهامك لي بالسخرية أو الهزل أو غير ذلك فلا يقدم ولا يؤخر ولا يؤثر؛ فأنت حر فيما تعبر به عن مشاعرك.
والمهم من كل هذه الأمور الشخصية هو الإجابة على الأسئلة التي وضعها ويضعها مخالفوكم في مسألة الإعجاز.
ولاحظت أن كل نقاش متعلق بالإعجاز يؤول في النهاية إلى هذا ويركز بعضكم على الأمور الشخصية، ويترك الجوهر وخاصة إذا طرحت عليه أسئلة لا يجد لها جوابا مقنعا حتى لنفسه على الأقل.
والله يهدينا وإياك سبل السلام.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[11 Nov 2009, 09:32 م]ـ
بل المداخلتان موجودتان في نفس الموضوع، وراجعه إن شئت التحقق.
والله يهدينا وإياك سبل السلام.
لا تعليق
هدانا الله واياك
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[12 Nov 2009, 12:41 م]ـ
آمين وجميع المسلمين.
وتبقى الأسئلة بدون إجابات كما هي العادة .. !!
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[13 Nov 2009, 03:28 م]ـ
وتبقى الأسئلة بدون إجابات كما هي العادة .. !!
سبحان ربى!!
عن أية أسئلة تتحدث أيها الفاضل؟!
لقد راجعت هذا الموضوع جيدا فما وجدت لك أسئلة فيه!!
أم انك واهم فى هذه أيضا كما توهمت من قبل أننى قد تحدثت اليك عن جاليليو ودوران الشمس وما الى ذلك مما لم أتفوه به مطلقا ولا أدرى عنه شيئا؟!!!
ومن عجب أنك أصررت اصرارا عجيبا على أن ذلك قد بدر منى حتى بعد أن نفيت لك ذلك ونبهتك الى خطأك هذا ثلاث مرات: بأسلوب لطيف فى المرة الأولى، ثم بقوة فى الثانية، ثم بالامتناع عن التعليق فى الثالثة، كل هذا وأنت لا تزال مصرا على خطأك!!!!
وبعد هذا كله تدعى أن أناسا غيرك لا يلتزمون أسلوب الحوار العلمى؟؟!!!
أعتقد أنه بعد هذا المراء الذى لمسته بنفسى والبادى للعيان - لكل من تابع هذا الموضوع - فانى لا أجد ما يدعونى الى مواصلة هذا الحوار، ومن ثم أدعوك لأن تردد معى هذا الدعاء المبارك الذى يحسن أن لا نعقب بعده بشىء:
" سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا اله الا أنت، نستغفرك ونتوب اليك "
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[14 Nov 2009, 01:14 ص]ـ
فإذا كانت هذه التوافقات العددية التي تقولون أنها تدل على كذا وكذا غير علمية وغير دقيقة وأتيناكم بتوافقات عددية بعمليات حسابية من نفس الآيات التي تستدلون بها وأوصلتا إلى نتائج عكس ما توصلتم إليه؛ فهل ستقتنعون بخطأ ما يسمى بالإعجاز العددي - على الأقل الموجود حاليا - وأكررها حتى لا نظلم الجنين القادم قبل أن يولد.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، ويحفظ كتابه ودينه من عبث العابثين.
أخي الكريم: هذه كسابقتها، أليس في هذا الاقتباس من مشاركة واحدة لي في هذا الموضوع تساؤل جدير بأن يقنعك أينا الواهم؟
أم أن "هل" لم تعد اسم استفهام؟
ضع هذان السؤالان مع سابقهما، وإن شئت بعد ذلك فجادل أنه لا توجد أسئلة كما هو حال قضية "جاليليو" وحركة الشمس، وإن شئت فاستغفر الله فهو خير دائما وخاصة إن كانت له دواعي واضحة ..
وجزاك الله خيرا على تذكيري بهذا الدعاء وأبشرك أني كررته معك وأكرره الآن وسوف أكرره في المستقبل إن شاء الله تعالى.
والله يوفقنا جميعا للقصد في القول والتثبت من الأمور.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[14 Nov 2009, 01:49 ص]ـ
أخي الكريم: هذه كسابقتها، أليس في هذا الاقتباس من مشاركة واحدة لي في هذا الموضوع تساؤل جدير بأن يقنعك أينا الواهم؟
أم أن "هل" لم تعد اسم استفهام؟
ضع هذان السؤالان مع سابقهما، وإن شئت بعد ذلك فجادل أنه لا توجد أسئلة كما هو حال قضية "جاليليو" وحركة الشمس، وإن شئت فاستغفر الله فهو خير دائما وخاصة إن كانت له دواعي واضحة ..
وجزاك الله خيرا على تذكيري بهذا الدعاء وأبشرك أني كررته معك وأكرره الآن وسوف أكرره في المستقبل إن شاء الله تعالى.
والله يوفقنا جميعا للقصد في القول والتثبت من الأمور.
اذن فهو سؤال واحد وليس (أسئلة)!!
كما أنى قد أجبتك عنه، ولكنك وللأسف سخرت من اجابتى
ثم ماذا عن جاليليو هذا؟ ألم تتبين بعد أنه دخيل على الموضوع؟ وأنك أنت الذى أدخلته بلا موجب؟! أم انك تستنكف أن تقر بأنك أخطأت؟!
أما عن الدعاء فلا يكفى أن تكرره فى كل حين، فالأهم من ذلك أن تعمل به لا أن تتلفظ به
غفر الله لنا ولك
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[14 Nov 2009, 07:04 م]ـ
المهم أن تقر أن هناك سوالا واحدا على الأقل وأنت كنت تنفي أن هناك أي سؤال كما هو صريح عبارتك في مداخلتك، فتستطيع من خلال ذلك أن تتبين من الواهم منا.
وأما أني أستنكف أن أقر بالخطأ فهو اتهام آخر يضاف إلى سلسلة الاتهامات السابقة:
(السخرية، الهزل، الكذب، الوهم) وقد ستر الله تعالى عنك من عيوبي أكثر من ذلك ..
ولكن أقول لك إني أقر بأني ضعيف وخطاء ولكن عندما يبين لي الخطأ أتوب منه إن شاء الله تعالى،ولا أجد غضاضة في ذلك بل هو مصدر فخر واعتزاز واتباع للنهج السوي السليم، أما أن أقبل بالخطأ بمجرد دعوى فلا أظنك توافقني على ذلك ..
أما إجابتك على السؤال التي ذكرت فلم أعثر عليها، فأرجو أن تقتبسها من مداخلتك حتى تذكرني بها ..
واما قضية "جاليليو" فإن راجعت المداخلات وجدتها بلفظها بنفس الحروف ونفس الكلمات ونفس البناء التركيبي للجمل ..
وأما الدعاء وتكريري له فلا يعرف حقيقة ذلك إلا من يعلم السر وأخفى ولا أظنك - أخي الكريم - تدعي معرفة الغيب حتى تحكم على ما أفعله أنا أو أعمل به.
والله يهدينا وإياك سبل السلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[19 Nov 2009, 12:09 ص]ـ
المهم أن تقر أن هناك سوالا واحدا على الأقل وأنت كنت تنفي أن هناك أي سؤال كما هو صريح عبارتك في مداخلتك، فتستطيع من خلال ذلك أن تتبين من الواهم منا.
سبحانك ربى!!
وهل نحن فى حرب بين خصوم حتى أقر لك أوتقر لى!!
حسنا، أنا الواهم، وأنت اليقظان المنتبه!!
هل استرحت الآن؟!
أنا الواهم الذى يتوهم أنه لم يحدثك مطلقا عن جاليليو ودوران الشمس!!!!!!!
أنا الواهم الذى يتوهم أنك لم توجه اليه أسئلة عديدة عن قضية الاعجاز!!!!!
ها قد أقررت لك، فلتتنفس الصعداء ولتطيب نفسك وتقر عينك!!!
وأما أني أستنكف أن أقر بالخطأ فهو اتهام آخر يضاف إلى سلسلة الاتهامات السابقة:
(السخرية، الهزل، الكذب، الوهم) وقد ستر الله تعالى عنك من عيوبي أكثر من ذلك.
معاذ الله أن أتهمك بما ليس فيك
ثم انى لم أكن أتهمك، وانما كنت أصفك، كنت أصفك على ضوء ما بدا لى من كلامك ذاته، كلامك هو الذى يشهد عليك
كما اننى لم أذكر من ذلك الا أمرين لا غير، هما: السخرية والوهم، هذا ما ذكرته فحسب مستشهدا فى ذلك بكلامك أنت، ولم أقله من فراغ
أما الهزل فمع أنى قد ذكرته فاننى استبعدته منك مفترضا حسن الظن بك، أليس هذا ما حدث؟
أما الكذب فلم أدعيه لك مطلقا، فلماذا يا أخى تظلمنى بذلك؟!
وأما الاستنكاف عن الاقرار بالخطأ فانها ليست تهمة بقدر ما هى حقيقة، فانك لا تزال مصرا على أن تقولنى ما لم أقله مطلقا بدلا من أن تقر بأن هذا كان خطأ منك غير مقصود، وهذا ليس بالأمر العظيم كى تخجل منه، فكلنا عرضة للخطأ والسهو والنسيان يا أخانا الكريم
أما قولك الأخير بأن الله تعالى قد ستر عنى من عيوبك الكثير فأرجو ألا يكون مقولا على سبيل السخرية أيضا
واذا كان الله تعالى قد ستر عليك فلا ضرورة يا أخى لأن تفضح نفسك وتذيع بالأمر، أليس كذلك؟!
ولكن أقول لك إني أقر بأني ضعيف وخطاء ولكن عندما يبين لي الخطأ أتوب منه إن شاء الله تعالى،ولا أجد غضاضة في ذلك بل هو مصدر فخر واعتزاز واتباع للنهج السوي السليم، أما أن أقبل بالخطأ بمجرد دعوى فلا أظنك توافقني على ذلك
وهل كانت مجرد دعوى بلا دليل؟!
حين أؤكد لك المرة تلو الأخرى أننى لم أذكر شيئا عن جاليليو والشمس والأرض، بينما أنت تدعى وباصرار عجيب أننى ذكرت ذلك كله، فهل ترى فى قولى: (انك أخطأت فى ظنك هذا) أنه مجرد دعوى منى عليك؟!!!
ألا تعتقد أننى أدرى منك بما أكتبه وأسطره بأناملى، ثم ان مداخلات هذا الموضوع تشهد بصدق قولى، فلتراجعها لتدرك أنها ليست دعوى بلا دليل
أما إجابتك على السؤال التي ذكرت فلم أعثر عليها، فأرجو أن تقتبسها من مداخلتك حتى تذكرني بها
عجيب ألا تعثر عليها فى هذا الموضوع مع كونها موجودة
ولكن الأشد عجبا أنك عثرت فيه على أمور أخرى مع كونها غير موجودة!!!!
واما قضية "جاليليو" فإن راجعت المداخلات وجدتها بلفظها بنفس الحروف ونفس الكلمات ونفس البناء التركيبي للجمل
هذا ما كنت أعنيه بالأمور غير الموجودة التى تصر بشكل عجيب على كونها موجودة!!!!
فاذا كنت واثقا من قولك الى هذا الحد فلماذا لم تختصر علينا الطريق وتدلنا على أرقام المداخلات التى تشير اليها، فلعل صفحة هذا الموضوع تظهر لكل منا بشكل مختلف!!!!!!!
ولعل هذا هو الاحتمال الوحيد الباقى الذى يجعل كل منا بريئا ومظلوما!!!!!!!!!!
وأما الدعاء وتكريري له فلا يعرف حقيقة ذلك إلا من يعلم السر وأخفى ولا أظنك - أخي الكريم - تدعي معرفة الغيب حتى تحكم على ما أفعله أنا أو أعمل به
أظنك لم تدرك قصدى مما قلت
لقد كنت أعنى أنه لا يكفى أن تردد دعاء فض المجلس باللسان فحسب، بل الأهم من ذلك هو أن تعمل به بأن تفض هذا المجلس الذى طال الجدل فيه، ولذا قلت لك قبل ذكرى للدعاء: انه يحسن ألا نعقب بعده بشىء، ولكنك لم تفهمنى وعاودت التعقيب على كلامى
والآن بعد أن أدركت قصدى هل تستجيب لما دعوتك اليه وتكف عن التعقيب الذى لا طائل من ورائه، أرجو ذلك
والله يهدينا وإياك سبل السلام
آمين، آمين، وجميع المسلمين
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[19 Nov 2009, 01:10 ص]ـ
اخي الكريم بارك الله فيك:
هذه المساجلات ليست مهمة، والاتهامات ومدح النفس كل أحد يتقنه ولا فائدة فيه.
وقد تتبعت جل المواضيع المثارة في هذا الملتقى حول الإعجاز فوجدتها - غالبا - تحور بطريقة أو بأخرى إلى أمور شخصية وأنا وأنت وزيد وعمرو؛ ويفرض بعض المحاورين في هذه المواضيع على الشخص أن ينهج منهجهم ذلك ..
أما نقل كل كلمة قلتها أنا والجواب عنها بتهكم أو بجدية أو غير ذلك لا يهم، ولا تثريب عليك فيما ألقيت علي وتلقي علي من التهم أو مما تظنه حقائق ونقل للواقع ..
فنحن الإثنان لم نتفق على مسألة بسيطة مسجلة في مداخلاتنا في موضوع واحد في ملتقى واحد وهي قضية "جاليليو" فأنت تصر على أنها غير موجودة وجزمت بذلك وجزمت بغيره، وأنا جزمت وأجزم على أنها موجودة في هذا الموضوع بالذات ومكتوبة فيه.
ولكن آمل أن تخرج عن ذلك النمط: قلت لي قلت لك اتهمتني اتهمتك ... إلخ.
ولتركز على موضوع النقاش وهو أن هناك في هذا الملتقى فريقان:
1 - الأول: يقول إن الإعجاز حقيقة ومسلمة تدل عليها الألفاظ القرآنية والحقائق العلمية، وأنه لا بأس بإيضاح هذه " التفاسير" العلمية للناس لتستهدي بها وتهدي بها بعض العلماء والمفكرين، وأنه بسبب هذا الإعجاز دخل في الإسلام أمم من العلماء والمفكرين ..
2 - الفريق الثاني: يرى أن الاشتغال بالإعجاز نوع من التكلم في كتاب الله تعالى بمحض الرأي الذي لا تدل عليه لغة ولا فهم سلف ولا .. ويضع ما يسمى بالإعجاز في خانة الحيل الماكرة للنيل من هذا الدين في آخر معقل له وهو كتاب الله تعالى؛ فإذا استقر في الأذهان أن آية من كتاب الله تعالى تدل على "حقيقة علمية" قررها الخبراء وتبعهم فيها أصحاب الإعجاز ونشروا فيها الكتب وصارت مسلمة يأتي خبير آخر فيقول هذه ليست حقيقة علمية وقد ثبت لنا موخرا أنها عارية من الصحة؛ فما هو موقف مفسري القرآن بالإعجاز العلمي حينذاك؟
هذا هو لب الموضوع ولا شيء غيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[22 Nov 2009, 05:15 م]ـ
اخي الكريم بارك الله فيك.
وبارك فيك أخانا الكريم
أما نقل كل كلمة قلتها أنا والجواب عنها بتهكم أو بجدية أو غير ذلك لا يهم، ولا تثريب عليك فيما ألقيت علي وتلقي علي من التهم أو مما تظنه حقائق ونقل للواقع
ان كان ذلك يعد لديك غير مهم فانه عندى يعد مهما للغاية، لأننى أتحرى الدقة فى كلامى وأحرص على اعطاء كل ذى حق حقه فلا أقبل مطلقا بأن يقال بأننى أتهم أحدا بما ليس فيه، وبالمقابل لا أقبل أن يقولنى أحد ما لم أقله ويدعى أننى تحدثت عن كذا وكذا فى حين أن هذا لم يحدث على الاطلاق!!
فنحن الإثنان لم نتفق على مسألة بسيطة مسجلة في مداخلاتنا في موضوع واحد في ملتقى واحد وهي قضية "جاليليو" فأنت تصر على أنها غير موجودة وجزمت بذلك وجزمت بغيره، وأنا جزمت وأجزم على أنها موجودة في هذا الموضوع بالذات ومكتوبة فيه
نحن الآتنان لم نتفق على هذه المسألة لسبب واحد لا غير هو: انى لم أناقشك فيها من قبل على الاطلاق، فكيف بالله عليك تريدنى أن أتفق معك على مسألة وهمية لم أفاتحك فيها مطلقا؟؟ أنى هذا؟!!!!!!!!
ثم انى دعوتك الى تقديم بينتك على هذا الادعاء بذكر أرقام المداخلات التى تتوهم أن هذا النقاش جرى فيها، فتلك هى الطريقة الوحيدة لاثبات صدقك من عدمه فى هذا الادعاء، وبها يمكن لك أن تحسم الأمر تماما، بل وتفحمنى اذا أردت لو كنت محقا!!!!!
دعوتك الى ذلك، فلم تستجب، ومع أنى موقن تماما بأنك لن تقدرعلى الاستجابة لدعوتى ولكن فلنرى حتى نفرغ تماما من هذا الجدل العقيم الذى طال بلا داع
المطلوب باختصار: اذكر لى رقم مداخلة واحدة لى ذكرت لك فيها اسم (جاليليو) قبل المداخلة رقم 20 التى كنت أنفى فيها ذلك
ولتركز على موضوع النقاش وهو أن هناك في هذا الملتقى فريقان:
1 - الأول: يقول إن الإعجاز حقيقة ومسلمة تدل عليها الألفاظ القرآنية والحقائق العلمية، وأنه لا بأس بإيضاح هذه " التفاسير" العلمية للناس لتستهدي بها وتهدي بها بعض العلماء والمفكرين، وأنه بسبب هذا الإعجاز دخل في الإسلام أمم من العلماء والمفكرين ..
2 - الفريق الثاني: يرى أن الاشتغال بالإعجاز نوع من التكلم في كتاب الله تعالى بمحض الرأي الذي لا تدل عليه لغة ولا فهم سلف ولا .. ويضع ما يسمى بالإعجاز في خانة الحيل الماكرة للنيل من هذا الدين في آخر معقل له وهو كتاب الله تعالى؛ فإذا استقر في الأذهان أن آية من كتاب الله تعالى تدل على "حقيقة علمية" قررها الخبراء وتبعهم فيها أصحاب الإعجاز ونشروا فيها الكتب وصارت مسلمة يأتي خبير آخر فيقول هذه ليست حقيقة علمية وقد ثبت لنا موخرا أنها عارية من الصحة؛ فما هو موقف مفسري القرآن بالإعجاز العلمي حينذاك؟
هذا هو لب الموضوع ولا شيء غيره
اذا كنت جادا فى مناقشة (لب الموضوع) كما تقول فلماذا لم تواصل الحوار الذى تركته معلقا مع زميلنا الكريم الدكتور مرهف؟
ألم يك حوارك معه يدور حول ذات المسألة بقضها وقضيضها، ذات المسألة بحذافيرها؟!
فلماذا يا أخانا الكريم هجرت الحوار معه مع أنه قد ناقشك بأسلوب علمى راق ومتفتح وأجاب عن سؤالك المذكور، ثم أنتظرك أن تجبه أنت عن سؤال واحد فلم تجبه حتى الآن؟!
حدث هذا فى موضوع: " مظاهر التفسير العلمى فى القرون المفضلة " الذى كتبه أخونا الدكتور مرهف
ثم ها أنت تعاود طرح نفس السؤال الذى أجابك هو عنه وتوجهه لى!!
أرجو منك يا أخانا الكريم أن تلتزم بالمنهج العلمى فى الحوارات التى تخوضها بألا تتركها معلقة أو تهجرها فى منتصف الطريق، والله يوفقك ويهديك الى سواء السبيل
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[22 Nov 2009, 08:26 م]ـ
أخي الكريم:
أولا: بالنسبة لاتهامك لي لي بأني أترك الحوارات معلقة هو كسابقه، وسوف يرجعنا إلى نفس الدائرة التي لا فائدة فيها ..
أرجوك وآمل منك أن تركز على الموضوع المطروح - أيا كان - وتترك كل الضمائر الشخصية: أنا أنت هو ...
ثانيا: ليكن في كريم علمك أني لم أترك الحوار مع الأخ الفاضل د. مرهف؛ والذي حصل بيننا مسجل في الموضوع الذي ذكرت؛ ويمكنك مراجعته بتأن ودون أحكام مسبقة، وملخصه هو:
1 - ذكرت له أن كثيرا من "الحقائق" العلمية قد تتغير من فترة زمنية إلى أخرى؛ فما كان حقيقة في زمن ماضي، يعتبر الآن أضحوكة، ولا يمت إلى الحقيقة بشيء، وما هو حقيقة الآن يحتمل أن يكون كذلك في المستقبل، وذكرت له أن الأمثلة على ذلك كثيرة ..
2 - أننا اختلفنا في الاستدلال؛ واجبرنا ذلك على التوقف ..
وتفصيل ذلك أنه استدل بتفسير علمي حادث لآية ناسخا به أو مضعفا به تفسير ابن عباس لها؛ فأجبته بأن ملء الأرض من هؤلاء الكتاب أحب إلي منه أثر ضعيف عن ابن عباس؛ فضلا عن أن يكون صحيحا أو حسنا صالحا للاحتجاج ..
وما دام أننا مختلفون في هذه الأمور فلا فائدة في النقاش، ولكن أحترم له حق الاختلاف، وأقر بعلمه وجودة طرحه، وليس من الضرورة أن الاختلاف يعني السب واشتم كما يفهم ذلك كثير من صغار طلبة العلم ..
وكنت في موضيع سابقة قد دعوت المتحاورين في مسألة الإعجاز العلمي وغيرها أن يحددوا أسس الحوار وأهمها المرجعية التي يتحاكمون إليها عند الاختلاف ..
فما دام أن أحد طرفي الحوار يستدل في تفسيره لآية باكتشاف علمي ويرجحه على تفسير السلف؛ وآخر لا يصل عنده الاكتشاف العلمي ولو شاهده بأم عينه - فضلا عن نقل الكفار من النصارى واليهود - إلى مرحلة أن يكون هناك متعارضان يرجح بينهما فلا فائدة من النقاش ..
وخلاصة الموضوع أنه لا بد من الاتفاق على مرجعية تحدد بين أطراف الحوار حتى يكون مفيدا ..
ولا بد بعد ذلك من الابتعاد عن الأمور الشخصية والتركيز على الدليل والاستدلال ..
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ..(/)
تفسير سورة الفاتحة وجزء عم باللغة الفرنسية
ـ[د. عبدالمجيد إحدادن]ــــــــ[01 Nov 2009, 03:58 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
لقد صدر لي في شهر رمضان ـ بحمد الله وتوفيقه ـ تفسير سورة الفاتحة وجزء عمّ باللغة الفرنسية.
والكتاب الذي يقع في 320 صفحة يهدف إلى تغطية فراغ كبير في مجال تفسير القرآن
الكريم باللغة الفرنسية.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Nov 2009, 10:22 ص]ـ
بارك الله فيكم يا دكتور عبدالمجيد على هذا العمل ونفع بكم. ونحن نسعد بكم بعد انقطاع طويل عن الموقع أرجو ألا يستمر.
سؤال من باب الفائدة للجميع:
ما هو الجديد الذي أضافه كتابكم مع وجود ترجمات فرنسية لمعاني القرآن الكريم من قبل؟
وما تقويمك الشخصي للترجمات الفرنسية السابقة؟
ـ[د. عبدالمجيد إحدادن]ــــــــ[02 Nov 2009, 09:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيك يا دكتور عبد الرحمن، فعلا، لقد طال غيابي عن الموقع لأسباب خارجة عن إرادتي ولكني لم أترك تصفحه من حين لآخر ولا أزال أنصح به المهتمين بعلوم القرآن الكريم.
بخصوص كتابي الجديد (تفسير جزء عم وسورة الفاتحة) فهو تفسير استوحى أكثر ما فيه من أمهات كتب التفسير القديمة كتفسير الطبري والقرطبي والحديثة كتفسير ابن عاشور وسيد قطب. فهو لم يقتصر على ترجمة معنى واحد من معاني الكلمات أو الآيات كما هو الشأن مع أي ترجمة، بل توسّع في ذكر التفسير المأثور عن الرسول ? والصحابة والتابعين وأقوال العلماء. كما تطرق إلى شيء من الحقائق العلمية التي أشارت إليها بعض الآيات القرآنية.
وتشكو المكتبة الفرنسية فقرا مدقعا في مجال التفسير، ورغم كثرة الترجمات التي تربو عن المئة، إلا أن المسلمين الذين لا يتقنون اللغة العربية يُحرَمون ميراثا نفيسا من اجتهادات المفسرين المبثوثة في الخزانة العربية. ولا يمكن لترجمة، مهما كانت جودتها، أن تَعْدُوَ قدرها المحدود. وعلى المُعَرَّبين الذين يريدون أن يشعروا بمدى هذا الحرمان أن يقارنوا بين تفسير الجلالين وتفسير التحرير والتنوير أو القرطبي. فالاكتفاء بالترجمة كالاستغناء بتفسير الجلالين عن نفائس كتب التفسير.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[02 Nov 2009, 10:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل: الأستاذ الدكتور عبد المجيد إِحَدَّادَن ـ حفظه الله ـ.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإنني أقدر فيكم هذا الجهد العظيم لتقريب القرآن الكريم إلى المتلقي الفرنسي الأصل أو اللسان. مع متمنياتي لفضيلتكم التوفيق و النجاح.
وإني لأغتنم هذه الفرصة لأدعو فضيلتكم للتعاون العلمي بيننا في قضايا البحث ذات الاهتمام المشترك. مع دعوتكم للمشاركة في الندوة العلمية الدولية التي تعتزم مجموعة البحث في الدراسات القرآنية، بكلية الآداب و العلونم الإنسانية، جامعة شعيب الدكالي، تنظيمها في موضوع:
القراءات القرآنية و الإعجاز.
وتفضلوا أخي الكريم بقبول تحياتي و تقديري لشخصكم الكريم.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Nov 2009, 06:52 ص]ـ
أحسن الله إليكم يا دكتور عبدالمجيد على هذا البيان والإيضاح. وهي إضافة علمية مشكورة حقاً، فإنه يتبادر إلى أذهاننا دوماً عندما نقرأ كلمة (ترجمة معاني القرآن إلى اللغة الفلانية .. ) أنه مجرد نقل مختصر للمعاني دون تفصيل في التفسير كما تفضلتم.
أسأل الله لكم التوفيق في إكمال التفسير للقرآن على هذا المنوال باللغة الفرنسية فلا شك أن الحاجة إليه ماسة.
أرجو لكم التوفيق والبركة في العمر والعلم والعمل.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[03 Nov 2009, 08:09 ص]ـ
.................................................. فلا شك أن الحاجة إليه ماسة.
أرجو لكم التوفيق والبركة في العمر والعلم والعمل.
أحسن الله إليكم
هل من مشاريع تخدم هذه الحاجة؟!
وللأسف كم تخرج جامعاتنا من كفاءات في عدد من اللغات ولا نجد إلا القليل الذي يجعل ما تعلمه وسيلة لنشر الخير , وتبليغ الدعوة لمن لا يحسن اللغة العربية.
وليس العيب -أحيانا- من الدارس , فأعرف عددا لا بأس به من الأخوات قد أخذوا من اللغات الأجنبية قدرا لا بأس به ولكن يحول بينهم وبين الدعوة إلى الله ونشر العلم حاجزين:
1 - قلة العلم الشرعي الذي يؤهلهم للكتابة.
2 - عدم معرفتهم بالمصطلحات الدينة لأن غالب دراستهم لا يتطرق لهذا الأمر البتة.
فما رأيك مشرفنا الفاضل بإقامة مشروع في هذا الملتقى المبارك , يقوم عليه كفاءات كأمثال االدكتور عبدالمجيد -حفظه الله وأثابه على ما صنع- وغيره , وتجمع فيه المادة العلمية من المتخصصين , ويتولون أهل اللغة الترجمة -مع الحرص على انتقاء هؤلاء- ثم تكون هنالك لجنة مشرفة تتولى مراجعة ما كُتب ثم نشره في زاوية في الملتقى , وكذلك نشره في المواقع الأجنبية.
وفقنا الله وإياكم لكل خير , ورزقنا الإخلاص في القول والعمل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[03 Nov 2009, 01:16 م]ـ
جزاك الله خيرا دكتور عبدالمجيد
وأسأل الله أن يجعل ذلك في موازين حسناتك
وبالفعل فإن المكتبات الأجنبية تشكو من قلة الكتب الإسلامية وخاصة فيما يتعلق بتفسير القرآن
15/ 11/1430هـ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Nov 2009, 04:21 م]ـ
بعث لي الأستاذ محمد علي عيساوي وفقه الله برسالة على بريدي الإلكتروني يقول فيها:
أما بعد: الشيخ الفاضل المشرف على ملتقى أهل التفسير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فبفضل الله سبحانه وتعالى درست وقارنت أبرز التراجم المزعومة لمعاني القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية، فاتضح لي أنّ هذه التراجم ما هي إلاّ ترجمة حرفية، ثمّ كتبت الحلّ البديل وهو ترجمة معاني التفسير، مقتبسا من تفاسير الطبري والقرطبي وابن كثير والجلالين.
وبهذه المناسبة أقدّم إليكم نسخة من هذا التقرير المعتمد من جامعة الأزهر (صفحة 2)، و أناشدكم بنشره على موقعكم لصالح المسلمين الناطقين باللغة الفرنسية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين والحمد لله ربّ العالمين!
محمد علي عيساوي
وقد قمت بنشر التقرير في المرفقات لمن أراد الاطلاع عليه، ولعل الدكتور عبدالمجيد ينظر فيه لمعرفته باللغة الفرنسية ويفيد منه في وسطه العلمي.
وأشكر الأستاذ العيساوي على هذه الفائدة وأرجو له المزيد من العلم والتوفيق فيه.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[06 Nov 2009, 09:20 م]ـ
(خاطرة لا بد من تسجيلها على هامش هذا الموضوع)
حقيقةً .. شعور بالاغتباط يغمرنا حين نشهد مثل هذا الاجتماع على خدمة كتاب الله من مختلف الجنسيات ..
فها نحن هنا نتجاذب الحديث من آسيا وأفريقيا وأوروبا وكأننا في مجلس واحد، يحدونا شيء واحد هو الاجتماع على كتاب الله تعالى درسا وفقها وخدمة ..
والفضل عائد إلى توفيق الله لنا بهذا الملتقى الطيب، الذي جمع أهل التفسير ومحبي كتاب الله من المشارق والمغارب ..
فالحمد لله أولا وآخرا ..
وجزى خيرا من قام على هذا الملتقى وأسهر ليله من أجله ..
فهو لعمري من خير أعمال هذا الزمان!(/)
(قراءة في منهج رشيد رضا في تفسير المنار وموقف النقاد منه) لحازم محي الدين
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Nov 2009, 12:40 م]ـ
(قراءة في منهج رشيد رضا في تفسير المنار وموقف النقاد منه) للكاتب الفلسطيني د. حازم محي الدين
بعد أن استقرَّ المقام برشيد رضا في القاهرة (عام 1898م)، وانتهى من إقناع شيخه محمد عبده بضرورة تأسيس مجلة "المنار"، عقد العزم على إقناع أستاذه أن يكتب تفسيراً كاملاً للقرآن الكريم، يعكس منهجه في الإصلاح والتجديد، لكن الشيخ عبده رفض هذا الاقتراح قائلاً: "إن القرآن لا يحتاج إلى تفسير كامل من كل وجه، فله تفاسير كثيرة أتقن بعضها ما لم يتقنها بعض، ولكن الحاجة شديدة إلى تفسير بعض الآيات، ولعل العمر لا يتسع لتفسير كامل" (تفسير المنار، 1/ 12).
ثم اقترح عليه أن يكتب تفسيراً يقتصر فيه على حاجة العصر، ويترك كل ما هو موجود في كتب التفسير السابقة، ويبين ما أهملوه فيها، غير أنَّ محمد عبده رفض هذا الاقتراح أيضاً محتجاً أنَّ "الكتب لا تفيد القلوب العُمي ... ، إذا وصل لأيدي هؤلاء العلماء كتابٌ فيه غير ما يعلمون، لا يعقلون المراد منه، وإذا عقلوا منه شيئاً يردونه، ولا يقبلونه، وإذا قبلوه حرَّفوه إلى ما يوافق علمهم ومشربهم، كما جروا عليه في نصوص الكتاب والسنة التي نريد بيان معناها الصحيح، وما تفيده" (تفسير المنار، 1/ 13). ثم ذكر له محمد عبده أنه قد سبقت له محاولات في تدريس التفسير، بسبب إيمانه بقدرة الكلام المسموع على التأثير في النفوس أكثر من الكلام المقروء إلا أن هذه المحاولات لم يهتم بها أحد، مع أنها كان من حقها أن تدوَّن، وتُكتب، لذلك فهو لا يفضل تكرار هذه المحاولات الفاشلة. وهنا ردَّ عليه رشيد رضا بقوله: "إن الزمان لا يخلو ممنْ يقدِّر كلام الإصلاح قدره، وإن كانوا قليلين، وسيزيد عددهم يوماً فيوما، فالكتابة تكون مرشداً لهم في سيرهم. وإنَّ الكلام الحق، وإنْ قلَّ الآخذ به، والعارف بشأنه لا بدَّ أن يُحفظ، وينمو بمصادفة المباءة المناسبة له" [1]. هكذا استمر الحوار بينهما حتى انتهى باقتناع عبده بوجهة نظر رضا، وبدأ بالفعل بإلقاء دروس في التفسير في الأزهر ابتداءً من شهر محرم سنة (1317هـ/ 1899م)، وانتهى منه في منتصف محرم سنة (1323هـ/ 1905م) قُبَيل وفاة عبده، مبتدئاً من بداية القرآن الكريم، منتهياً عند تفسير قوله تعالى {وكان الله بكلِّ شيءٍ محيطاً} من الآية 125 من سورة النساء.
كان منهج محمد عبده في التفسير "أن يتوسع فيما أغفله، أو قصَّر فيه المفسرون، ويختصر فيما برزوا فيه من مباحث الألفاظ، والإعراب، ونُكت البلاغة، وفي الروايات التي لا تدل عليها ولا تتوقف على فهمها الآيات، ويتوكأ في ذلك على عبارة تفسير الجلالين الذي هو أوجز التفاسير، فكان يقرأ عبارته فيقرها، أو ينتقد منها ما يراه منتَقداً، ثم يتكلم في الآية أو الآيات المنزلة في معنى واحد بما فتح الله عليه مما فيه هداية وعبرة" (تفسير المنار، 1/ 15) وكان رشيد رضا في أثناء دروس محمد عبده يدوّن أهم ما يسمعه منه في مذكرات خاصة، ثم بدأ ينشر ما جمعه فيها ابتداءً من أول محرم سنة (1318هـ / 1900م)، وذلك في المجلد الثالث من مجلة "المنار". ولم يكتف رضا في أثناء حياة شيخه بالنقل عنه، وتدوين أفكاره وآرائه فقط بل كان يضيف إلى كل ذلك زيادات كثيرة، وكان يميز في معظم الأحيان، أقواله عن أقوال محمد عبده، بقوله: "وأقول"، "وأنا أقول"، "وأزيد الآن" (تفسير المنار، 1/ 15).
وبعد وفاة محمد عبده سنة (1323هـ / 1905م) استقلَّ رشيد رضا بكتابة التفسير، وكان ينوي القيام بتفسيرٍ كامل للقرآن الكريم، ويظهر هذا جلياً من كلامه في نهاية معظم مجلدات تفسيره الاثني عشر، وذلك عندما كان يطلب من الله عزَّ وجلَّ أن يعينه على إتمام هذا التفسير، لكن قضاء الله تعالى حال دون تنفيذ ما كان ينوي ويضمر إذ توفاه الله تعالى بعد فراغه من تفسير قوله تعالى من سورة يوسف: {ربِّ قد آتَيتَني من المُلك وعلَّمتني من تأويلِ الأحاديثِ فاطِرَ السمواتِ والأرضِ أنتَ وليِّ في الدُّنيا والآخرةِ توفَّني مُسلِماً وأَلحِقني بالصالحينَ} (يوسف: 101).
منهج رشيد رضا في تفسير المنار:
(يُتْبَعُ)
(/)
لا نستطيع أن نقرر بشكل قاطع، أنَّ للشيخ رشيد رضا منهجاً، وأسلوباً موحّداً، اتبعه في كامل تفسيره، لأنه فسّر ما فسّر في مدة تزيد على الثلاثين عاماً (ما بين 1317 هـ/ 1899م و1354 هـ/ 1935م)، وهذه مدة طويلة تمنع على الأرجح أي مفسِّر من اتّباع خطة تفصيلية موحّدة يلتزم بها في كل ما يفسِّره [2]، ولكننا مع ذلك نستطيع أن نستخرج الملامح الرئيسة لمنهجه وأسلوبه في التفسير، والتي إنْ زاد عليها في بعض الأحيان، ولكنه لم يخالفها على الإجمال في كامل تفسيره.
ولكن قبل ذكر هذه الملامح العامة، أجد من الضروري، من الناحية المنهجية، ذكر نقطتين مهمتين:
أولهما: كان تفسير المنار في الأصل عبارة عن دروس شفهية، كان محمد عبده يلقيها على جمهور من الطلبة والمثقفين المصريين في الجامع الأزهر، وكان رشيد رضا في الوقت نفسه يقوم بتدوين خلاصة أفكار هذه الدروس في مذكرات خاصة به مدةً من الزمن، ثم بدأ يحرّر هذه المذكرات، ويضيف عليها من كتب التفسير الأخرى، ومن أفكاره الخاصة، ويعرض كل ذلك على عبده ليأخذ موافقته عليه، ويقوم بعد ذلك بنشرها في مجلته المنار ابتداءً من الجزء السادس في المجلد الثالث الصادر في محرم سنة (1318هـ) / إبريل (1900) م. وابتداءً من هذا التاريخ استمر رضا حتى وفاته بنشر تفسيره على صفحات مجلته "المنار"، علماً أنه قد بدأ منذ سنة (1908م) بجمع كل ما كان ينشره من التفسير في مجلته في نهاية كل سنة ويعيد نشره في مجلد مستقل [3].
أردتُ من ذكر ما سبق الإشارةَ إلى أن اختلاف فئة مُتلقيّ التفسير بين مرحلة عبده [4]، ومرحلة رضا، وخاصة بعد أن بدأ بنشر تفسيره على صفحات مجلته التي يقرؤها جمهورٌ عريض من المسلمين في معظم بلاد العالم الإسلامي آنذاك، فرض على رشيد رضا أن يستجيب أكثر لحاجات هذه الجماهير العريضة المتعطشة للهداية، والثقة بالدين وأحكامه بأكثر مما فعل عبده، وقد تجلَّت هذه الاستجابة في مظاهر عدة، أهمها ازدياد حضور النزعة الإصلاحية في التفسير، التي ازدادت وضوحاً وجلاءً من خلال الفصول الإصلاحية الاستطرادية الكثيرة [5] التي كتبها رشيد، وأدرجها في تفسيره دون أن تكون هناك دائماً حاجة واضحة لذكرها في المواضع التي ذُكرت فيها في التفسير [6] وكذلك الفصول الاستطرادية العديدة التي عقدها للرد على المبشرين وحملاتهم، وبشكل خاص تلك الفصول التي جعلهم فيها في موقع الدفاع عن النفس عندما هاجم وبكل قوة عقائد الصلب والتثليث والفداء. وكذلك اعتماد رضا أسلوباً في الكتابة بعيداً عن لغة التجريد والتنظير، والمصطلحات والمفاهيم الدقيقة التي تعلو عن مستوى عامة قرائه، وفي المقابل سعيه إلى مراعاة السهولة والجمال في التعبير، بحيث يتمكن القارئ المحدود الثقافة والعلم من فهم عباراته، ويقف دون صعوبة على مراده منها، وبذلك استطاع تفسيره أن يحقق الهدف الذي أراده له رشيد رضا منه، وهو أن يتدبَّر القارئ القرآن الكريم، ويهتدي به، ويُعينه على "النهوض بإصلاح أمته، وتجديد شباب ملّته، الذي هو المقصود بالذات منه" (تفسير المنار1/ 16).
ثانيهما: أخبرنا رشيد رضا بنفسه عن منهجه في التفسير بعد أن انفرد في العمل بعد وفاة عبده، قائلاً: "هذا، وإنني لما استقللتُ بالعمل بعد وفاته، خالفتُ منهجه رحمه الله تعالى بالتوسع فيما يتعلق بالآية من السنة الصحيحة، سواء كان تفسيراً لها أو في حكمها، وفي تحقيق بعض المفردات أو الجمل اللغوية، والمسائل الخلافية بين العلماء، وفي الإكثار من شواهد الآيات في السور المختلفة" (تفسير المنار1/ 16).
يمكن أن نفهم من هذا النص أنَّ رشيد رضا قام بعد استقلاله بالعمل بتضييق فسحة حرية النظر اللغوي، والعقلي المستقل التي كان يمنحها عبده لنفسه أثناء تفسيره لصالح توسيع دائرة الاعتماد على النصوص الدينية: قرآناً وسنةً، وعلى أقوال السلف، بالإضافة إلى زيادة الاعتماد على التفريع الفقهي، والتوسع الكلامي واللغوي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتظهر آثار هذا التحول جليَّةً من خلال كثرة نُقولاته، الطويلة أحياناً، من مصادر التفسير بالأثر، وبشكل خاص: الطبري (ت310هـ)، والبغوي (ت516هـ)، وابن كثير (ت 774هـ)، والسيوطي (ت 911هـ). وكذلك نقله من مصادر التفسير اللغوي، وبشكل خاص تفسير الكشاف (ت538هـ)، بالإضافة إلى اعتماده على أمهات معاجم اللغة مثل لسان العرب لابن منظور (ت711هـ)، ومقاييس اللغة لابن فارس (ت 395هـ)، فضلاً عن اعتماده على معاجم ألفاظ القرآن الكريم، من مثل: "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصفهاني (ت 502هـ).
ويمكن لنا أن نقرأ دلالة هذا التحول عند رشيد على أنها محاولةٌ منه لإدراج أفكاره الإصلاحية المعروضة في تفسيره في سياق التراث الإسلامي المعتمد في ميدان التفسير، وبذلك يمكن أن يحصل على شرعية القول الجديد في التفسير بأقل قدرٍ ممكن من معارضة الجمهور العريض، وممثليه من العلماء الرسميين، وهذا هو الذي حدثَ فعلاً، حيث وجد هذا التفسير قبولاً عاماً عند قرائه، وبذلك يكون رضا قد تحاشى قسماً كبيراً من الموجة العاصفة من الاعتراضات، والانتقادات التي قيلت بحق تفسير محمد عبده المستقلّ، والتي حكمت على منهجه بأنه تفسيرٌ بالرأي، وتفسير عقلاني، توفيقي، الأمر الذي أدى إلى إقصاء تفسيره من دائرة التأثير العام التي كان يطمح إليها.
ولنعد الآن إلى ذكر الملامح العامة التي ميّزت منهج وطريقة رشيد رضا في تفسيره:
1 - كان رشيد رضا يلجأ في تفسيره للآيات الكريمة إلى القرآن الكريم نفسه أولاً، مؤكداً أنَّ "الآيات يفسِّر بعضها بعضاً إّذا نحن أخذنا القرآن بجملته كما أُمرنا " (تفسير المنار2/ 259) ثم كان يلجأ بعد ذلك كما صرح هو إلى "سنة رسول صلى الله عليه وسلم، وما جرى عليه سلف الأمة من الصحابة والتابعين في الصدر الأول .. وبأساليب لغة العرب، وسُنن الله في خلقه" (تفسير المنار، 6/ 196). أي الالتزام بالمنطق الداخلي المتماسك، والمنسجم للنص القرآني، والاعتصام بعواصم الأثر والخبر الصحيح، والأخذ بطرق اللغة العربية قي دلالة الألفاظ، والتراكيب على المعاني، ومقتضيات العقل السليم من خلال تحكيم سنن الله تعالى العاملة في الكون والتاريخ، واعتبارها إحدى مرجعيات، ومعايير التفسير السليم.
2 - كان حريصاً في بداية تفسير كل مجموعة من الآيات الكريمة، أن يربط هذه الآيات ربطاً منطقياً محكماً بمجموعة الآيات التي تسبقها، أو بموضوع السورة الرئيسي الذي تتحدث عنه مجمل آيات السورة، وبذلك عمل رشيد رضا على إبراز الوحدة الموضوعية للسورة القرآنية، والسياق الواحد الذي يؤلف بين آياتها [7].
3 - كان حريصاً عندما تتعرض الآية التي يفسّرها لقضيةٍ ما، أن يسرد ويحلّل بشكل موجز معظم الآيات الكريمة الأخرى التي تتحدث عن القضية نفسها، وبذلك يكون رضا من أوائل من تنبَّه لأهمية التفسير الموضوعي للقرآن الكريم في العصر الحديث.
4 - كان معنياً بذكر أسباب النزول وتمحيص الروايات الواردة فيها، كما كان مهتماً بذكر القراءات القرآنية عند وجودها (تفسير المنار1/ 167، 3/ 247)، كما كان حريصاً أيضاً على ذكر الأحاديث النبوية التي تدور في فلك الآية أو الآيات التي يفسرها، ولم يغفل عند ذكره هذه الأحاديث، عن التعليق عليها، ونقد أسانيدها، وتمحيص رواتها، هذا فضلاً عن تخريجها، وعَزْوها إلى مصادر الحديث المعتمدة [8].
5 - لم يتوسَّع في نقل أقوال النحاة، وعلماء البلاغة في إعراب الآيات القرآنية الكريمة، ووجوه البلاغة فيها إلا ما كان منهما ضرورياً لبيان معنى الآيات، وجمال الأسلوب القرآني، ودقة التعبير فيها (تفسير المنار 10/ 524)، وكان هدفه من هذا الاقتصاد هو ألاَّ يشغل القارئ عن وجوه الهداية، والإصلاح في معاني الآيات المفسرة، وهي مقصوده الأول من التفسير، كما كان ذلك مقصود شيخه محمد عبده من تفسير القرآن [9]. وبشكل عام، فإنَّ رشيد رضا لم يكن يُكثر النقل عن العلماء السابقين في المجلدات الأولى من تفسيره، ولكنه وابتداءً من المجلد السابع، بدأ يُكثر، وينقل بإسهاب من الكتب والتفاسير السابقة، وخصوصاً كتب ابن حزم (ت 456هـ)، والغزالي (ت 505هـ)، وفخر الدين الرازي (ت 606هـ)، وابن تيمية (ت 728هـ)، وابن قيِّم الجوزية (ت751 هـ)، وابن كثير (ت774هـ)، والشاطبي (ت 790هـ).
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - لم يكن رشيد رضا حاسماً منذ البداية في موقفه إزاء تفسير الآيات الكريمة المتعلقة بالله تعالى وصفاته، وأمور الغيب بشكل عام، حيث كان يتأرجح بين موقفي السلف والخلف، أي بين موقف التنزيه مع التفويض من غير تعطيل ولا تمثيل ولا تأويل، وبين موقف التنزيه مع التأويل فيما يتعلق في تفسير هذه الآيات الكريمة، حتى حسم موقفه بوضوح إزاء هذه القضايا بسبب إقباله الكبير على قراءة كتب أئمة الفكر السلفي، وعلى رأسهم ابن تيمية، وتَبَنيه لموقفهم بشكل كامل، مع الاحتفاظ لنفسه بذكر بعض تأويلات محمد عبده، وعلماء الخلف، وتأويلات خاصة به أحياناً، بسبب اقتناعه بضرورة هذه التأويلات في إقناع أصحاب الثقافة المادية والفلسفية الذين لا يقبلون التسليم بأمور الغيب كما وردت النصوص بها دون تأويل يُزيل التعارض الظاهري بينها، وبين العقل [10]. فهو مؤمن إيماناً تاماً بمنهج السلف في تفسير آيات الغيب، إلا أنه قدّم بعض التنازلات، عن قناعةٍ وإدراكٍ منه لِما يفعل، في هذا المجال إرضاءً لنزعته الإصلاحية التي قضت عليه هنا بسرد بعض التأويلات من أجل أن يكسب أنصاراً جدداً للإسلام من بين قُرائه من ذوي الثقافة العصرية، ومن أبناء المؤسسات التعليمية الحديثة الذين بدؤوا يهيمنون على مقاليد الحياة السياسية والثقافية في عصره.
7 - لم يكن رشيد رضا يتحرَّج في مواضع كثيرة من مناقشة، ونقد شيخه محمد عبده في بعض آرائه، وخاصة في الأمور والمسائل العقدية التي مال فيها عبده عن مذهب السلف [11]، فهو لا يسلِّم له تسليماً مطلقاً، ولا يؤيِّد كلامه عندما يؤيده إلا بعد قناعةٍ منه، واتفاقٍ معه بالرأي، وليس عن طريق التقليد المحض الذي سبق أن ذمَّه كثيراً، وبهذا نعلم أن رشيد رضا كان يحتفظ بشخصيته العلمية المستقلة، حتى وهو ينقل كلام أستاذه، ومن باب أولى غيره من المفسرين [12].
8 - قام بربط تفسير الآيات ومضمونها بواقع المسلمين ومشاكلهم السياسية والاجتماعية، واتخذ من تفسير الآيات وسيلة لتنبيه المسلمين، وتذكيرهم بالواجبات الملقاة على عاتقهم، وكثيراً ما كان يستفيد من هذا الربط، ويقوم بالانتقاد الشديد لمعظم علماء وشيوخ عصره الذين تمسكوا بالتقليد، وابتعدوا عن الاجتهاد، ولم يقوموا بدورهم في تذكير المسلمين، وربط حياتهم بالقرآن الكريم، والسنة الصحيحة. (تفسير المنار، 4/ 98، 318)
9 - كان حريصاً في نهاية تفسير كل سورة تقريباً، على كتابة خلاصة إجمالية لأحكامها، وقواعدها، ومقاصدها [13]، يركِّز فيها بشكل خاص على السُنن الإلهية الكثيرة التي أوردها في ثنايا الآيات المفسَّرة (تفسير المنار، 9/ 559 - 585)، بحيث يمكننا القول: إنَّ استنباط السُنن الإلهية في الخلق والتكوين، وفي الاجتماع والعمران البشري، وشؤون الأمم من القرآن الكريم، من أهم وأبرز السِّمات والخصائص التي تمَيَّز تفسير المنار بها عن مختلف التفاسير الأخرى.
نقد تفسير المنار:
على الرغم من المكانة المتميزة التي احتلها تفسير المنار في سياق حركة التفسير الحديثة، وموقعه المؤثر في مجمل حركة الفكر الإسلامي في العصر الحديث، فقد تعرَّض إلى انتقادات كثيرة من قِبل فئات عدة، يأتي في مقدمتهم بعض علماء المدرسة السلفية الحديثة الذين رأوا في تساهل رشيد رضا في ذكر بعض التأويلات، وتأويل بعض المعجزات، وردّ بعض الأحاديث النبوية، وانفراده ببعض الآراء الفقهية [14]، وقسوته أحياناً على بعض العلماء السابقين، اتباعاً أعمى من رشيد رضا لمنهج شيخه محمد عبده الذي أسرف في نظرهم في الاعتماد على العقل والرأي في التفسير. ولم يشفع لرشيد رضا أمام هؤلاء العلماء ما ذهب إليه، بعد وفاة شيخه، من ترجيح مذهب السلف على مذهب الخلَف العقلي، وأخذه الواضح بمقومات المنهج الأثري في التفسير، وتوسعه الكبير في الاقتباس من أمهات التفسير المعتمدة عند أهل السنة والجماعة، فقد بقي في نظرهم، وفي مؤلفاتهم أحد نماذج العلماء المسلمين الذين انهزموا فكريا أمام الغرب المتقدِّم، والذين قدَّموا من أجل التوفيق بين الإسلام، وبين حضارة الغرب الغالبة تنازلات على حساب خصوصية الإسلام، ومنهجه المستقل في العقيدة والتشريع، ولعل أهم من يمثل علماء هذه المدرسة هو الدكتور فهد الرومي أحد أبرز العلماء السعوديين المعاصرين [15].
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد تعرّض رشيد رضا وتفسيره إلى نقد طائفة أخرى من العلماء، يمكن تصنيفهم ضمن علماء المؤسسة الدينية الرسمية، والمؤسسة الصوفية الشعبية، فقد وجَّه إليه بعض علماء هاتين المدرستين انتقادات شديدة بسبب زحزحته المكانة التقليدية المرموقة التي كان يتمتع بها كل من الفقهاء التقليديين، وشيوخ الطرق الصوفية في المجتمع، وذلك من خلال الحملة العنيفة التي قام بها على صفحات تفسيره على التقليد المذهبي وعلمائه (12/ 220ـ 221.) وعلى البدع والخرافات الدينية الشائعة الذيوع في كثير من البيئات الصوفية الطُرقية. ومن خلال دعوته اللاهبة في مقابل ذلك إلى إحياء روح الاجتهاد، وروح الزهد والتزكية وفق نصوص الكتاب والسنة وسيرة السلف الصالح فقط. ولقد تركزت معظم انتقادات هذا الفريق من العلماء على الميول السلفية والوهابية التي ظهرت جلياً في تفسير المنار، بالإضافة إلى تأويله لبعض المعجزات، وإنكاره لكثير من الكرامات التي يدعيها شيوخ الطرق الصوفية. ونذكر من علماء هذه الطائفة التي تصدت لرشيد رضا الشيخ الأزهري المتصوف يوسف الدجوي (ت 1946م) الذي قاد حملة صحفية قوية ضد رشيد رضا، على صفحات مجلة الجامع الأزهر آنذاك "نور الإسلام"، واتهمه باتهامات خطيرة، مثل: إنكار الملائكة والجن، وإنكار بعض المعجزات، والإيمان بمذهب دارون، وردّ بعض الأحاديث الصحيحة، ونشر مقالاته تلك في كتاب سماه "صواعق من نار في الرد على صاحب المنار"، الأمر الذي دفع رضا للرد، وتبيين حقيقة، وسلامة موقفه إزاء القضايا التي اتهمه فيها، في مقالات عديدة جمعها ونشرها في كتاب سماه: "المنار والأزهر" [16].
وهناك فريق آخر من الباحثين المعاصرين ممن ينتمون إلى تيار إعادة قراءة القرآن الكريم وفق مناهج ومكتسبات العلوم الاجتماعية والإنسانية الحديثة، يرى أنَّ مساهمة رشيد رضا في تفسير "المنار" ما هي إلا خطوة تراجعية عن بعض ما أنجزته مدرسة المنار على يد رائديها الأفغاني وعبده ـ وهو في نظرهم إنجاز محدود، وموضع نقد وتقويم ـ وذلك بسبب ما قام به رضا من إعادة العمل التفسيري إلى تخوم المدرسة التقليدية القديمة في التفسير، وتظهر أهم ملامح تلك العودة، في نظرهم، من خلال إكثاره من النُقول الواسعة عن علماء التفسير السابقين، فضلاً عن استطراداته الواسعة فيما يتعلق بقضايا العقيدة والتشريع، هذا بالإضافة إلى عجزه عن الاستفادة من المناهج الغربية الحديثة في دراسة، ونقد النصوص المقدسة؛ وكأحد نماذج هذه المدرسة يقول الدكتور عبد المجيد الشرفي في معرض تقييمه لتفسير المنار: "فنلاحظ إذن أنه لا يمت بصلة إلى حركة التفسير "الكتابي" -نسبة إلى الكتب المقدسة عند اليهود والمسيحيين- التي عرفها الغرب منذ أواخر القرن السابع عشر بالخصوص، والتي كانت أبرز ملامحها متمثلة في استقلالها عن علم اللاهوت، واعتمادها منهجاً نقدياً في تناول النصوص المقدسة. فتفسير المنار أبعد ما يكون عن التفسير النقدي، وليس فيه أدنى إعادة نظر في المسلَّمات المتعلقة بالترتيب الرسمي والتعبُّدي للسور والآيات، ومواطن الإشكال في عدد من التعابير القرآنية، ويتبنى بالطبع المفهوم التقليدي للوحي الذي يكون فيه الرسول مجرد مبلِّغ سلبي للرسالة الإلهية، فلا مجال فيه لأثر ما لشخصية النبي وللظروف التاريخية التي أحاطت به، ولا لمشكلة الانتقال من الكلام الإلهي المفارق إلى الكلام البشري المحدود بالضرورة. وبعبارة أخرى فقد كان تفسير المنار تفسيراً إيمانياً بالدرجة الأولى" [17].
يكاد الدكتور عبد المجيد الشرفي بكلامه هذا يستعيد بشكل شبه كامل ما قاله المستشرق آرثر جيفري قبل أكثر من سبعين عاماً في مجلة "العالم الإسلامي"، في مقالة بعنوان " النقد العالي للقرآن" طالب فيها علماء المسلمين باقتفاء أثر علماء الغرب بإخضاع القرآن الكريم إلى معايير النقد التاريخي والأدبي التي أخضعوا لها نصوصهم المقدسة، دون أدنى اعتبار منه للاختلافات الصريحة بين طبيعة النص القرآني المقطوع بصحته التاريخية، وإيمان المسلمين القاطع بأنه كلام الله تعالى الذي أنزله لفظاً ومعنىً على قلب رسوله محمد r، وبين نصوصهم المقدسة التي تعرضت للتحريف والتزوير التاريخي باعترافهم هم، وأنها نصوص مقدسة دوَّنها أتباع الرسل عليهم السلام، ولا تُعَد كلام الله تعالى نفسه لفظاً ومعنىً
(يُتْبَعُ)
(/)
في وقت واحد كما هو حال القرآن الكريم [18].
وفي الحقيقة، فإنه يمكن القول بأن ما يريده أصحاب هذا الاتجاه ـ فضلاً عن إخضاع النص القرآني لأسئلة الحداثة وإشكالاتها النقدية المتعلقة بالنصوص المقدسة ـ هو عزل النص القرآني عن شبكة النصوص التفسيرية التي أحاطت به، وأصبحت مدخلاً إجبارياً لفهمه، وأصبحت معاني القرآن الكريم بالتالي أسيرةً لمنهجية هذه النصوص في تحديد المعنى بشكل عام، لذلك فقد اعتبروا محاولة رضا للعودة بتفسير القرآن الكريم إلى أحضان التراث، والارتباط بمنهجيته التفسيرية العامة بمثابة تراجع منهجي لا يساعد على تطوير علم التفسير [19].
وفي الحقيقة، فإنّ أصحاب هذا الرأي قد غفلوا عن الأخذ بعين الاعتبار السياق المعرفي والتاريخي الحرج الذي كان يكتب فيه رشيد رضا تفسيره، وتجاهلوا الحساسية الدينية والتاريخية الخاصة لقرّاء تفسيره، إذ هما، بالإضافة إلى اقتناعه العلمي بطبيعة الحال، اللذان أجبرا رشيد رضا على اختيار ما اختاره من إجراءات وأساليب في التفسير، حيث ما كان له أن يؤثر في وعي قرائه، ويكسب تأييدهم لأفكاره الإصلاحية المنبثّة في كل صفحات تفسيره، إلا إذا احترم ذاكرتهم الجمعية التي تضمن لهم أدنى حدود التضامن، والتماسك في اللحظات التاريخية العصيبة التي كانوا يمرون بها، وإلا إذا قام مخلصاً بالانتظام في داخلها، وتقديم أفكاره على قاعدةٍ متينة منها، وهذا هو بالضبط الذي فعله عندما استكثر من الاعتماد على تراث المفسرين من قبله أخذاً ونقاشاً ونقداً، واعتمد منهجيتهم العامة في التفسير.
ــــــــــ الحواشي ـــــــ
[1] رضا، رشيد، تفسير المنار، 1/ 14. نلاحظ من كلام رشيد رضا هنا مدى وضوح وحضور الغاية الإصلاحية وراء اقتراحه بل إلحاحه على محمد عبده أن يكتب تفسيراً للقرآن الكريم. وعلى هذا يمكن أن نقول: إن مشروع كتابة تفسير "المنار" كان منذ اللحظة الأولى لولادته استجابةً معرفية لمشروع إصلاحي تغييري، ولم يكن استجابة للآمر العلمي المحض عند صاحبيه عبده ورضا على السواء.
[2] لقد تركت هذه المدة الطويلة التي دُوِّن فيها تفسير "المنار"، وما حدث فيها من تقلبات سياسية، بعض الآثار السلبية عليه، مثل التطويل، والإسهاب، والتكرار، وظهور شيء من النزعة الخطابية في بعض المواضع. انظر، الشرباصي، أحمد، رشيد رضا الصحفي، المفسِّر، (القاهرة، مجمع البحوث الإسلامية، ط1، 1977م) 152ـ 157.
[3] انظر، السلمان، محمد عبد الله، رشيد رضا ودعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، (الكويت، مكتبة المعلا، ط1، 1409هـ/1988م) 317.
[4] يصف لنا رشيد رضا هوية الفئة التي كانت تحضر دروس محمد عبده بقوله: "هذا وإن درس التفسير في الأزهر كان أحفل الدروس وأنفعها في الدين، والاجتماع، والسياسة، والأدب والبلاغة، وكان يحضره كثير من علماء الأزهر، وأساتذة المدارس الثانوية والعالية، وكبار رجال القضاء الأهلي، وفضلاء الوجهاء، ورجال الحكومة". رضا، رشيد، تاريخ الأستاذ الإمام، (القاهرة، مطبعة المنار، ط1، 1350هـ/ 1931م) 1/ 769.
[5] ذكر رشيد رضا أن سبب ذكر هذه الاستطرادات هو تحقيق "مسائل تشتد حاجة المسلمين إلى تحقيقها بما يُثبِّتهم بهداية دينهم في هذا العصر، أو يقوي حجتهم على خصومه من الكفار والمبتدعة، أو يحلَّ بعض المشكلات التي أَعيَا حلُّها بما يطمئن به القلب، وتسكن إليه النفس " تفسير المنار، 1/ 16.
[6] كان رشيد رضا يدرك بنفسه هشاشة الصلة بين معظم هذه الفصول، وبين نسيج النص التفسيري الذي أٌضيفت إليه، لذلك لم يتردد في القول "وأستحسن للقارئ أن يقرأ الفصول الاستطرادية الطويلة وحدها في غير الوقت الذي يُقرأ فيه التفسير". المصدر السابق، 1/ 16.
[7] انظر على سبيل المثال تقريره لارتباط آية الدَيْن الطويلة بما سبقها من آيات الحثّ على الصدقة وتحريم الربا في آخر سورة البقرة، تفسير المنار، 3/ 118 - 119. وانظر أيضاً، 4/ 122ـ 123، 256ـ 257، 434 ـ 435.
[8] انظر، على سبيل المثال، تفسير المنار، 3/ 82 - 91. وانظر أيضاً، شقير، شفيق، موقف المدرسة العقلية الحديثة من الحديث الشريف: دراسة تطبيقية على تفسير المنار، (بيروت، المكتب الإسلامي، ط1، 1419هـ/ 1998م)، 275ـ 408.
(يُتْبَعُ)
(/)
[9] أشار رشيد رضا إلى أن للقرآن الكريم بلاغتين، بلاغة مضمونه ومعانيه، وتأتي في المقام الأول، وبلاغة ألفاظه وأساليبه، وتأتي على الرغم من أهميتها في المقام الثاني. فها هو يقول "وإن كثرة البحث في الثاني -يقصد البلاغة اللفظية- ليشغل المفسر عن الأول الخاص منه بالهداية، وإصلاح النفس وتزكيتها، ولهذا السبب نقتصر منه في تفسيرنا على ما قصر فيه المفسرون باختصار لا يشغل عن الهداية المقصودة بالذات، وقد نجعله من باب الاستطراد بعد بيان معنى الآية أو الآيات". تفسير المنار، 12/ 91. انظر أيضاً، 10/ 524.
[10] يقول رشيد رضا: "وينبغي أن تعلم أيها القارئ المؤمن أنَّ من الخير لك أن تطمئن قلباً بمذهب السلف، ولا تحفل بغيره، فإن لم يطمئن قلبك إلا بتأويلٍ يرضاه أسلوب اللغة العربية، فلا حرج عليك، فإن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها .. والذي عليك قبل كل شيء أن توقن بأن كلام الله كله حق، وألا تؤول شيئاً منه بسوء قصد .. والتفسير الموافق للغة العرب لا يُسمى تأويلاً، وإنما يجب معه تنزيه الخالق، وعدم تشبيه عالم الغيب بعالم الشهادة من كل وجه". تفسير المنار، 1/ 252ـ 253. وفي الحقيقة فقد ذكر رضا هذا الكلام في المجلد الأول من تفسيره الذي نشره بشكل مستقل بعد أن أضاف عليه إضافات كثيرة، عام 1346هـ/1927م، أي في المرحلة التي تشبَّع فيها رضا من الفكر السلفي، دون أن يتخلى في الوقت نفسه عن تمسكّه بمشروع محمد عبده الإصلاحي بشكل عام.
[11] انظر مناقشته لمحمد عبده في الفرق بين الذنب والسيئة، تفسير المنار، 4/ 302 - 304. وانظر نقده له في مسألة "الغُلو"، وانتصاره لمذهب السلف في تقرير هذه المسألة، تفسير المنار، 1/ 395. وانظر أيضاً، 2/ 139.
[12] انظر على سبيل المثال نقده لفخر الدين الرازي، تفسير المنار، 1/ 68، 4/ 61ـ 63. ونقده لشهاب الدين الآلوسي (ت1854م) صاحب تفسير "روح المعاني "، 1/ 91ـ 94.
[13] وصف رشيد رضا عمله هذا بأنه " أشق عمل في التفسير، ولم أُسبق لمثله ". أرسلان، شكيب، السيد رشيد رضا أو إخاء أربعين سنة، (دمشق، مطبعة ابن زيدون، ط1، 1356هـ/ 1937م) 615.
[14] انظر على سبيل المثال ما ذهب إليه من أن المسافر يجوز له التيمم، حتى لو كان الماء بين يديه، ولا يوجد أي مانع يمنعه من استخدامه إلا كونه مسافراً. تفسير المنار، 5/ 120ـ 121.
[15] انظر على سبيل المثال، الرومي، فهد، منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير، (بيروت، مؤسسة الرسالة، ط4/ د. ت)، 809ـ 812، السلمان، محمد عبد الله، رشيد رضا ودعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، 333ـ 339.
[16] انظر، السلمان، محمد عبد الله، رشيد رضا ودعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، 477 ـ 478.
[17] انظر الشرفي، عبد المجيد، الإسلام والحداثة، (تونس، الدار التونسية للنشر، ط2، 1991م)، 67ـ 68.
[18] Jeffrey, Arthur, Higher Criticism of Quran, the Confiscated of Commentary of Muhammad Abu Zaid, The Moslem World, Volume XXII, No, 1, January, 1932, pp 78-83.
[19] انظر، النيفر، أحميدة، الإنسان والقرآن: التفاسير القرآنية المعاصرة، قراءة في المنهج، (دمشق، دار الفكر، ط1، 1421هـ/ 2000م)، 76.
المصدر: الملتقى الفكري للإبداع هنا ( http://www.almultaka.net/ShowMaqal.php?module=c2e500a2179e22e01c7701be2c966 255&cat=1&id=659&m=199b182fe606327d41bb61351f465a9a) .
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[01 Nov 2009, 10:02 م]ـ
جزاكم الله خيرا ..
مقال ماتع يبين عددا من ملامح هذا السفر الطيب الذي نفع الله به في العصر الحديث نفعا كبيرا، وإن لم يسلم -كأي كتاب- من منقد.
ويكفي في هذا التفسير أنه "كان منذ اللحظة الأولى لولادته استجابةً معرفية لمشروع إصلاحي تغييري، ولم يكن استجابة للآمر العلمي المحض عند صاحبيه عبده ورضا على السواء" كما قال الكاتب.
وإن كان من "العلماء السعوديين" -على حد تعبير الكاتب- من انتقد هذا التفسير، فإن آخرين أثنوا عليه ونصحوا بقراءته، وعلى رأسهم العلامة ابن عثيمين -رحمه الله تعالى-.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن أحسن الكتابات التي تحدثت عن هذا التفسير كتاب: (اتجاهات التجديد في تفسير القرآن الكريم في مصر) للدكتور/ محمد إبراهيم الشريف، نال بها درجة الدكتوراة بامتياز من جامعة القاهرة، خصص جزءا كبيرا منها للحديث عن مدرسة المنار وبذور التجديد فيها وتأثيرها على الحركة العلمية التفسيرية من بعدها إلى اليوم ..
وهو كتاب جدير بالقراءة، ولعله يتيسر نقل بعضا منه أو التعريف به باستقلال.
ـ[مرهف]ــــــــ[03 Nov 2009, 05:38 م]ـ
عرض موفق لتفسير المنار وبيان وجهات النظر حول هذا السفر الضخم، ولكن ما أغفله الكاتب من بيان منهجه كثرة نقوله من كتب اليهود والنصارى مع تشدد رضا بترك رواياتهم في تفسيره وقد بين ذلك الدكتور فهد الرومي في اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر، كما أن الكاتب أشار إلى تأويله المعجزات النبوية إشارة فقط دون التوقف عليها ببيان أكثر مع الأمثلة وبيان وجهة نظر رشيد رضا في ذلك وهي تقريب وجهات النظر بين الغرب والمسلمين ليقتنع بهذه المعجزات، وللشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله رسالة عتاب ينتقد فيها منهج رشيد رضا في تفسيره حول ذلك أرسلها له وقد ذكر هذه الرسالة د. محمد عبد الله السلمان في كتابه الشيخ رشيد رضا السلفي المصلح.
وأود التعليق على بعض مضمون هذه الدراسة حول تفسير المنار أننا إذا أردنا النظر إلى هذا التفسير من منظار الانتصار لفكرة أو مذهب أو تيار فإنك ستجد هذا التنازع في نسبته لمدرسة وتيار، أو نفيه عن هذه أو تلك ولذلك - وبهذا الاعتبار - لا أخفي عجبي من اعتبار الشيخ رضا سلفياً مع تأويله المعجزات وإسرافه في عدم تقبل الغيبيات والتسليم بها وتفسير بعضها بالماديات كالملائكة بقوة الخير والشياطين بقوة الشر ... الخ، هل لأنه فقط أكثر الثناء على حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الجزيرة العربية وأكثر الاستشهاد بكلام ابن تيمية!!
أما إذا نظرنا إلى التفسير من جهة علمية شرعية مبتعدين عما سبق فسنخرج بنتيجة أخرى وهي أن الشيخ رشيد رضا كان يهدف إلى مسايرة الغرب الذي انطبع بالماديات ورفض الغيبيات بقوة وأثر هذا الجو على العالم الإسلامي وطغى عليه وأحدث فتنة عظيمة كادت أن تحول قبلة المسلمين إلى أوربا وترافق ذلك مع نشاط الاستشراق ودعمه لتلامذة المستشرقين من أبناء جلدتنا الذين رجعوا من أوربا باسم العلمانية، هذا مع تنازعه الفكري مع ما تعلمه من أصول الدين والشريعة التي يصطدم بها عند المقارنة فيجد نفسه أمام منهجين أساسيين:
- الأول: تأويل ما يثبت من الغيبيات وهو المنهج الأصلي الذي كان يتبعه محمد عبده.
- الثاني: تضعيف الروايات أو ردها ورفضها والطعن بها مهما كانت درجة ثبوتها عند المحدثين.
هذا مع تأثره بما يحصل في العالم من حركات وتيارات يقترب منها تارة ويبتعد عنها أخرى حسب الجو العلمي والسياسي، ولذلك كان يتأرجح بين هذه وتلك.
وإذا نظرنا إلى منهجه بالمقارنة مع أمثاله في العالم الإسلامي فسنجد أنه كان بهذا قريبا لمنهج أحمد بهادر خان في الهند حتى إن رشيد رضا لا يخفي إعجابه بمقالة نشرتها في ذلك الوقت جريدة الرياض الهندية وعنوانها: (هل ولد السيد أحمد خان ثانية بمصر وظهرت جريدته تهذيب الأخلاق بشكل المنار؟).
ولذلك استحوذت مدرسة محمد عبده التي نشطها رشيد رضا بالاهتمام والدراسة من قبل المستشرقين الذين كانوا يحرصون على تسميتها بالمدرسة الإصلاحية وخص ج. جومييه تفسير المنار بدراسة (تفسير القرآن عند مدرسة المنار) عام 1954
وأختم بما قاله اللورد كرومر الحاكم البريطاني في مصر: (إن محمد عبده كان مؤسساً لمدرسة فكرية حديثة في مصر قريبة الشبه من تلك التي أسسها السيد أحمد خان في الهند .. )، ثم يقول كرومر: (إن أهمية السياسة ترجع إلى أنه يقوم بتقريب الهوة التي تفصل بين الغربي وبين المسلمين، وأنه هو وتلاميذ مدرسته خليقون بأن بقدم لهم كل ما يمكن من العون والتشجيع، فهم الحلفاء الطبيعيون للمصالح الأوربية .. ). آراء المستشرقين حول القرآن 2/ 810.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Nov 2009, 06:03 م]ـ
بارك الله فيكما على هذه التعليقات العلمية المفيدة، والتي زادت الموضوع ثراء.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[05 Nov 2010, 07:42 ص]ـ
كلام نفيس بارك الله فيكم.
وللدكتور عادل الشدي -حفظه الله- كلاما حول موقفه من التفسير العلمي , ومدى وجود شيء من ذلك في تفسيره.
لعلي أنقله قريبا بإذن الله.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[05 Nov 2010, 07:54 ص]ـ
وإن كان من "العلماء السعوديين" -على حد تعبير الكاتب- من انتقد هذا التفسير، فإن آخرين أثنوا عليه ونصحوا بقراءته، وعلى رأسهم العلامة ابن عثيمين -رحمه الله تعالى-. QUOTE]
أين أجد نصيحة الشيخ محمد -رحمه الله-؟
وهل علق عليه؟
[ QUOTE= محمد العبادي;90165]
ومن أحسن الكتابات التي تحدثت عن هذا التفسير كتاب: (اتجاهات التجديد في تفسير القرآن الكريم في مصر) للدكتور/ محمد إبراهيم الشريف، نال بها درجة الدكتوراة بامتياز من جامعة القاهرة، خصص جزءا كبيرا منها للحديث عن مدرسة المنار وبذور التجديد فيها وتأثيرها على الحركة العلمية التفسيرية من بعدها إلى اليوم ..
وهو كتاب جدير بالقراءة، ولعله يتيسر نقل بعضا منه أو التعريف به باستقلال.
هل بالإمكان تعريفنا بهذا الكتاب أكثر , لأني وجدت من أشكل عليه شيئا مما فيه؟
بارك الله فيكم ونفع بكم.(/)
عاجل: من هم كتاب الوحي في العهدين المكي والمدني؟
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[01 Nov 2009, 08:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من هم كتاب الوحي في العهدين المكي والمدني؟
1 - علي بن ابي طالب رضي الله عنه.
2 - معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه.
3 -
4 -
5 -
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Nov 2009, 05:32 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي العزيز.
هناك كتاب قيم للدكتور أحمد عبدالرحمن عيسى بعنوان:
كُتَّابُ الوحي
درس فيه هذا الموضوع بتفصيل، واستطاع أن يحدد من هم كتاب التنزيل ومن هم كتاب الدعوة وبقية الشؤون التي كان يكلفهم بها النبي صلى الله عليه وسلم.
والكتاب يقع في مجلد عدد صفحاته 566 صفحة من القطع العادي، وقد نشرته دار اللواء عام 1400هـ.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64af03ec556b25.jpg
وقد ذكر أن كتاب الوحي هم:
1 - عثمان بن عفان.
2 - علي بن أبي طالب.
3 - أبي بن كعب.
4 - زيد بن ثابت.
5 - معاوية بن أبي سفيان.
6 - عبدالله بن سعد بن أبي السرح.
وغيرهم.
ويحتاج أن تراجع هذا الكتاب وفقك الله ورعاك، فقد حاول استقصاء أسماء الكتاب في العهدين المكي والمدني مع ترجمة لكل واحدٍ من الكتَّاب.
واعذرني على الاختصار لضيق الوقت.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[04 Nov 2009, 08:53 ص]ـ
بالإضافة إلى ماذكره أخي الشيخ الفاضل الدكتور عبد الرحمن، وبما أنك على عجالة، إليك طلبتك:
لقد اختلف أهل السير في تحديد عدد كتاب الوحي، فمنهم من جعلهم ثلاثة عشر، ومنهم من جاوز بهم العشرين، وجعلهم ابن كثير ثلاثة وعشرين كما في البداية والنهاية، وهذه أسماؤهم كما أوردها، قال:
أما كتاب الوحي وغيره بين يديه صلوات الله وسلامه عليه ورضي عنهم أجمعين فمنهم الخلفاء الأربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم ....
ثم ذكر:
أبان بن سعيد بن العاص، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، ومعاذ بن جبل، وأرقم بن أبي الأرقم واسمه عبد مناف، وثابت بن قيس بن شماس، وحنظلة بن الربيع، وخالد بن سعيد بن العاص، وخالد بن الوليد، والزبير بن العوام، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح، وعامر بن فهيرة، وعبد الله بن أرقم، وعبد الله بن زيد بن عبد ربه، والعلاء بن الحضرمي، ومحمد بن مسلمة بن جريس، ومعاوية بن أبي سفيان، والمغيرة بن شعبة، رضي الله عنهم أجمعين.
ـ[محمد كالو]ــــــــ[04 Nov 2009, 08:36 م]ـ
بالإضافة إلى ماذكره أخي الشيخ الفاضل الدكتور عبد الرحمن، وبما أنك على عجالة، إليك طلبتك:
لقد اختلف أهل السير في تحديد عدد كتاب الوحي، فمنهم من جعلهم ثلاثة عشر، ومنهم من جاوز بهم العشرين، وجعلهم ابن كثير ثلاثة وعشرين كما في البداية والنهاية، وهذه أسماؤهم كما أوردها، قال:
أما كتاب الوحي وغيره بين يديه صلوات الله وسلامه عليه ورضي عنهم أجمعين فمنهم الخلفاء الأربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم ....
ثم ذكر:
أبان بن سعيد بن العاص، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، ومعاذ بن جبل، وأرقم بن أبي الأرقم واسمه عبد مناف، وثابت بن قيس بن شماس، وحنظلة بن الربيع، وخالد بن سعيد بن العاص، وخالد بن الوليد، والزبير بن العوام، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح، وعامر بن فهيرة، وعبد الله بن أرقم، وعبد الله بن زيد بن عبد ربه، والعلاء بن الحضرمي، ومحمد بن مسلمة بن جريس، ومعاوية بن أبي سفيان، والمغيرة بن شعبة، رضي الله عنهم أجمعين.
وذكر ابن كثير أيضاً في البداية والنهاية زيادة على ما ذكرت:
1. عثمان بن سعيد
2. سعد بن أبي سرح
3. شريح بن الحضرمي
4. العلاء بن عقبة
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[04 Nov 2009, 09:50 م]ـ
وفي جوامع السيرة، وخمس رسائل أخرى؛ لابن حزم الظاهريّ / 26 ـ 27:
(كتابه صلى الله عليه وسلم:
علي بن أبي طالب، وعثمان، وعمر، وأبو بكر، وخالد بن سعيد بن العاصي، وأبي بن كعب الأنصاري، وحنظلة بن الربيع الأسيدي، ويزيد ابن أبي سفيان، وزيد بن ثابت الأنصاري من بني النجار، ومعاية بن أبي سفيان.
وكان زيد بن ثابت من ألزم الناس لذلك، ثم تلاه معاوية بعد الفتح. فكانا ملازمين للكتابة بين يديه، صلى الله عليه وسلم، في الوحي وغير ذلك، لا عمل لهما غير ذلك .. ).
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[04 Nov 2009, 09:55 م]ـ
وانظر أسماء كتابه أيضا:
في أنساب الأشراف؛ للبلاذريّ 1: 256؛ وفتوح البلدان: 478؛ والجهشياريّ في الوزراء والكتاب ص: 12، وتلقيح الفهوم؛ لابن الجوزيّ: 37؛ وزاد المعاد؛ لابن قيم الجوزية:1/ 59؛ وتهذيب النووي 1: 29؛ وابن سيد الناس 2: 315 ..
وعددهم هناك كثير؛ وذكر صاحب التراتيب الإدارية: (1: 114)؛ نقلاً عن ابن عساكر أنه عدّهم في تاريخ دمشق؛ لابن عساكر (ثلاث وعشرين)، وأوصلهم في بهجة المحافل إلى (خمسة وعشرين).
وراجع كذلك الاستيعاب في ترجمة زيد بن ثابت.(/)
اكتشاف جديد في ترتيب سور القرآن الكريم
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[01 Nov 2009, 10:00 م]ـ
اكتشاف جديد في ترتيب سور القرآن:
ذكرنا في مشاركات سابقة أن السورة القرآنية باعتبار عدد آياتها وموقع ترتيبها واحدة من أربع:
1 - فردية الآيات فردية الترتيب: وعدد سور هذه المجموعة 27 سورة.
2 - فردية الآيات زوجية الترتيب: وعدد سور هذه المجموعة 27 سورة.
3 - زوجية الايات زوجية الترتيب: وعدد سور هذه المجموعة 30 سورة.
4 - زوجية الايات فردية الترتيب: وعدد سور هذه المجموعة 30 سورة.
وتبين لنا أن مجموع الأرقام الدالة على ترتيب السور فردية الآيات (54 سورة) هو 3105 , (9 × 345) وأن مجموع الأرقام الدالة على ترتيب السور زوجية الآيات (60 سورة) هو 3450 (10 × 345) ..............
الاكتشاف الجديد: تتوزع سور القرآن إلى أربع مجموعات أخرى هي:
1 - ......................... 27 سورة
2 - .......................... 27 سورة
3 - .......................... 30 سورة
4 - ......................... 30 سورة.
إنها نفس الأعداد في المجموعات الأربع الأولى ولكن السور مختلفة تماما.
وتبين لنا أن:
مجموع الأرقام الدالة على ترتيب السور الـ (54 سورة الجديدة) هو 3105 , وهو نفس المجموع الدال على ترتيب السور فردية الآيات (مع ملاحظة اختلاف السور)
وأن مجموع الأرقام الدالة على ترتيب السور الـ (60 سورة الجديدة) هو 3450 , وهو نفس المجموع الدال على ترتيب السور زوجية الآيات (مع ملاحظة اختلاف السور).
.....................
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[01 Nov 2009, 10:43 م]ـ
الأخ الكريم عبد الله،
لم تُبيّن لنا ماهي هذه المجموعات الأربع!! أرجو التوضيح
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[01 Nov 2009, 11:40 م]ـ
الأخ الكريم عبد الله،
لم تُبيّن لنا ماهي هذه المجموعات الأربع!! أرجو التوضيح
لم أبين المجموعات الجديدة لأغيظ منكري الإعجاز العددي، وإن كانت مزاعمهم التي أتحفونا بها صحيحة، فهذا هو القرآن بين أيديهم، فليستخرجوا لنا هذه السور.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[02 Nov 2009, 01:27 ص]ـ
الأخ الكريم عبد الله،
يبدو أنك أغظتنا نحن.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[02 Nov 2009, 09:11 م]ـ
لم أبين المجموعات الجديدة لأغيظ منكري الإعجاز العددي، وإن كانت مزاعمهم التي أتحفونا بها صحيحة، فهذا هو القرآن بين أيديهم، فليستخرجوا لنا هذه السور.
ما ذكرتموه يعد أمرا لافتا للنظر بحق
فاذا كانت مجموعات السور فى اكتشافكم الجديد قد تم تصنيفها من حيث عدد الآيات أيضا، أو من حيث موقع الترتيب فأعتقد أنه سيكون كشفا جديرا بالذكر، بل يمكن له أن يقيم الحجة القوية على المعارضين للاعجاز العددى ويحسم الأمر تماما لديهم
لذا فالمرجو توضيح تلك النقطة، مع تمنياتى لكم بالسداد والتوفيق
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[02 Nov 2009, 11:14 م]ـ
الأخوان الكريمان:
أبو عمرو البيراوي، العليمي المصري
مجموعات سور القرآن الأربع (الثانية) - بعيدا عن التفاصيل - هي:
(1) سور النصف الأول من القرآن هي السور من1 – 57 (الفاتحة – الحديد).
فإذا اتخذنا من العدد 76 (4 × 19) محورا لقياس أعداد الآيات فإننا نجدها:
27 سورة عدد الآيات في كل منها أقل من 76 آية.
30سورة عدد الآيات في كل منها 76 فأكثر.
(2) سور النصف الثاني من القرآن هي السور من58 – 114 (المجادلة – الناس).
فإذا اتخذنا من العدد 19 محورا لقياس أعداد الآيات فإننا نجدها:
27 سورة عدد الآيات في كل منها أقل من 19 آية.
30 سورة عدد الآيات في كل منها 19 فأكثر.
3 - مجموعتان من السور عدد كل منهما 27:
اللافت للانتباه في ترتيب السور الـ 54 (27 + 27) أن مجموع الأرقام الدالة على مواقع ترتيبها في المصحف هو 3105، وهذا العدد يساوي 9 × 345.
والأعجب من ذلك أن العدد 3105 هو أيضا مجموع الأرقام الدالة على مواقع ترتيب السور فردية الآيات في القرآن، وعددها – كما سبق – هو 54 سورة أيضا. ولا ننسى أن السور الـ 54 فردية الآيات تنقسم هي الأخرى إلى مجموعتين عدد كل منهما 27.
4 - مجموعتان من السور عدد كل منهما 30 سورة:
وكشف البحث عن مجموعتين من سور القرآن عدد كل منهما 30 سورة.
واللافت للانتباه في ترتيب هذه السور الـ 60 (30 + 30) أن مجموع الأرقام الدالة على مواقع ترتيبها في المصحف هو3450، وهذا العدد يساوي 10 × 345.
والأعجب من ذلك أن العدد 3450 هو أيضا مجموع الأرقام الدالة على مواقع ترتيب السور زوجية الآيات في القرآن، وعددها – كما سبق – هو 60 سورة أيضا. ولا ننسى أن السور الـ 60 زوجية الآيات تنقسم هي الأخرى إلى مجموعتين عدد كل منهما 30.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[03 Nov 2009, 12:01 ص]ـ
أستاذ عبد الله - حفظكم الله
ما السبب وراء اختياركم للعددين (76) و (19) كمحورين لـ (قياس أعداد الآيات)؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد خليل الزروق]ــــــــ[03 Nov 2009, 02:08 ص]ـ
هل تنبهتم إلى أن عد الآيات ليس نوعا واحدا، وأن عد آيات السورة يختلف بحسب نوع العد، فمنه الكوفي والمدني والبصري .. إلخ؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[03 Nov 2009, 09:57 ص]ـ
هل تنبهتم إلى أن عد الآيات ليس نوعا واحدا، وأن عد آيات السورة يختلف بحسب نوع العد، فمنه الكوفي والمدني والبصري .. إلخ؟
المصحف المعتمد لدي هو مصحف المدينة النبوية المتداول حاليا وهو بالعد الكوفي.
أقترح عليك - وعلى الاخرين - التاكد من صحة الإحصاءات - وهي صحيحة - وأن تقرأ المشاركة الأولى مرة اخرى ..
وبعد إعلانكم عن صحتها سأجيب على ما يجد من أسئلة وسأخبركم عن العلاقة بين أعداد الآيات في هذه السور ومواقع ترتيبها .. وإلا فسأكتفي بما ذكرت.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[03 Nov 2009, 06:26 م]ـ
أستاذ عبد الله - حفظكم الله
ما السبب وراء اختياركم للعددين (76) و (19) كمحورين لـ (قياس أعداد الآيات)؟!
الأخ الكريم
لقد سبق وأن تأكدت بنفسك من صحة الإحصاءات في الأولى، فهلا تفضلت وتاكدت من صحة الإحصاءات في هذه أيضا، فإن وجدتها صحيحة أصبح للجواب على سؤالك قيمة وإلا فلا فائدة.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[03 Nov 2009, 06:28 م]ـ
الأخ الكريم أبو عمرو
بعد التأكد من صحة الإحصاءات، هل ترى في هذا الاكتشاف ما يعزز دراسة الأخ الفاضل بسام جرار حول زوال إسرائيل؟
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[04 Nov 2009, 12:17 ص]ـ
الأخوان الكريمان:
أبو عمرو البيراوي، العليمي المصري
مجموعات سور القرآن الأربع (الثانية) - بعيدا عن التفاصيل - هي. . . .
شكرا على التوضيح، وننتظر تتمة البحث
لكن لا تجعلوا هذا رهنا باقرار الآخرين على صحة الاحصاءات، فنحن نثق فى هذا تماما منذ زمن بعيد، ونعلم أنك باحث مدقق الى أقصى حد
ـ[حسان بوبشيش]ــــــــ[04 Nov 2009, 12:27 ص]ـ
أستاذ عبد الله - حفظكم الله
ما السبب وراء اختياركم للعددين (76) و (19) كمحورين لـ (قياس أعداد الآيات)؟!
أخي الكريم لو فكرت قليلا لوجدت السبب
انه امر منطقي وهو متعلق بالتناظر
ان اذن لي الاستاذ عبد الله سأشرحه
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[04 Nov 2009, 09:56 ص]ـ
أخي الكريم لو فكرت قليلا لوجدت السبب
انه امر منطقي وهو متعلق بالتناظر
ان اذن لي الاستاذ عبد الله سأشرحه
لك ذلك أخي الكريم، وقد يكون لديك ما هو خير وأفضل.
ـ[حسان بوبشيش]ــــــــ[04 Nov 2009, 10:46 ص]ـ
الرقم 76 يعني الرقم 19 بالنسبة للنصف الثاني (اي اذا بدأنا العد من 58 الى 76)
وبالتالي الرقم 76 والذي ينتمي الى النصف الثاني استعمل في النصف الاول
والعكس
الرقم 19 الذي ينتمي الى النصف الاول استعمل في النصف الثاني
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[04 Nov 2009, 11:38 ص]ـ
الرقم 76 يعني الرقم 19 بالنسبة للنصف الثاني (اي اذا بدأنا العد من 58 الى 76)
وبالتالي الرقم 76 والذي ينتمي الى النصف الثاني استعمل في النصف الاول
والعكس
الرقم 19 الذي ينتمي الى النصف الاول استعمل في النصف الثاني
هذا صحيح، وهو أحد الأسباب.
وللتوضيح: حينما قمت بدراسة الأعداد المستخدمة في القرآن للدلالة على اعداد الآيات في سور القرآن من بين سلسلة الأعداد 1 - 114، وجدت انها 64 عددا.
ووجدت ان القرآن استخدم الأعداد من 58 - 114 (اعداد النصف الثاني) للدلالة على اعداد الآيات في سور النصف الأول من القرآن. واستخدم الأعداد من 1 - 57 (أعداد النصف الأول) للدلالة على أعداد الآيات في سور النصف الثاني .. ولذلك نجد ان اطول سور النصف الثاني من القرآن هي سورة المدثر وعدد آياتها هو 56 لا غير.
ـ[محمد خليل الزروق]ــــــــ[04 Nov 2009, 03:12 م]ـ
السؤال: لماذا يكون الإعجاز أو هذه النظرية في العد الكوفي فحسب؟
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[04 Nov 2009, 05:34 م]ـ
الأخ الكريم الزروق،
1. المنهجية السوية تقتضي الالتزام بمصحف واحد.
2. العدد الكوفي هو المعتمد في المصحف السائد في العالم الإسلامي.
3. في المغرب العربي قاموا بطباعة مصحف ورش بالعدد الكوفي، فما الذي دعاهم إلى ذلك؟! ورأينا أن لا يفعلوا وذلك لارتباط العدد بالقراءة.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[04 Nov 2009, 11:01 م]ـ
6236
هذا هو عدد آيات القرآن حسب العدّ الكوفي
والان تعالوا نرتب سور القرآن تنازليا من الأطول إلى الأقصر، ابتداء بسورة البقرة فالشعراء فالأعراف ...
إلى أن نصل إلى السورة التي ستأخذ رقم التسلسل 36 ..
ماذا تتوقعون؟ إنها سورة النجم. ما العجيب أن تكون سورة النجم؟
إن عدد آياتها هو 62 ..
السورة رقم 36، عدد آياتها 62 ..
أترون ما أرى؟
أنا أرى العدد 6236.
كيف تمت قسمة العدد 6236؟
مجموع أعداد الآيات في السور الـ 36 (الأطول) هو 4218.
العدد 4218 يساوي 222 × 19.
مجموع اعداد الآيات في السور التالية لسورة النجم (78 سورة) هو 2018.
العدد 2018 يساوي 2 × 1009.
ليتكم تتأملون هذه القسمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[05 Nov 2009, 02:45 م]ـ
لنعد الآن إلى اكتشافنا الأخير، ونتأمل أروع الإشارات إلى العدد 6236:
العدد 6236 هو عدد آيات القرآن الكريم (حسب العدّ الكوفي).
إن مجموع أعداد الآيات في السور الـ 54، ومجموع الأرقام الدالة على ترتيبها هو
5280. (2175 + 3105 = 5280).
وإن مجموع أعداد الآيات في السور الـ 60، ومجموع الأرقام الدالة على ترتيبا هو
7511. (4061 + 3450 = 7511).
ما وجه الإعجاز العددي هنا؟
إن عدد الأعداد ابتداء من العدد 5280 وانتهاء بالعدد 7511 هو 2232.
والآن تأملوا الإشارة:
العدد 2232 هو عبارة عن حاصل ضرب 36 × 62.
هل رأيتم العدد 36 62
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[05 Nov 2009, 03:45 م]ـ
أخي عبد الله،
هذا النوع من الرصف غير مقنع ويشغب على بحوثك الجادة.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[05 Nov 2009, 07:46 م]ـ
أخي عبد الله،
هذا النوع من الرصف غير مقنع ويشغب على بحوثك الجادة.
أليست هذه الإشارة غير المباشرة أكثر قوة مما لو كانت مباشرة؟ بخاصة أنها تشمل كل سور القرآن الكريم؟
لعلي واهم إذ رأيتها كذلك. وإلا فكيف نفسرها، وأمثالها؟
لئن كان هذا رأي أبي عمرو البيراوي، فماذا قد يقول الاخرون؟
بصراحة: لقد فجعتني ..
كيف نفسر مجيء السورة رقم 36 (في الترتيب التنازلي) مؤلفة من 62 آية؟
وكيف نفسر مجيء السورة نفسها (النجم) في ترتيب سور القرآن المؤلفة من 62 آية على رأس آخر 62 سورة في ترتيب المصحف؟
إن العدد 62 في الترتيب القرآني لا يقل أهمية عن العدد 19،
ألا ترى أن الفرق بين العدد 62 وعكسه العدد 26 هو 36؟
على أي حال، قد يكون من الخير التوقف عن البحث في هذا الموضوع إلى حين ..
مع خالص الود والتقدير
ـ[حسان بوبشيش]ــــــــ[17 Nov 2009, 09:57 ص]ـ
ربما تفيد هذه الملاحظات في الموضوع
62 (عدد ايات سورة النجم) هو نظير 53 (ترتيب سورة النجم) الترتيب العادي
1 - ------------------53 - -----57/ 58 - -----62 - --------------------114
او بصورة أخرى
1 - ------------------53 - -----57/ 57 - -----53 - --------------------1
كما قلت سابقا في العددين 19 و 76
1 - ------19 - ----------------57
57 - ------76 - ----------------114
ونلاحظ ايضا
36 (ترتيب سورة يس) يقابل 36 (عدد ايات سورة المطففين)
83 (ترتيب سورة المطففين) يقابل 83 (عدد ايات سورة يس)
ونلاحظ ايضا
62 – 26 = 36
1 - ---------26 - ------------------------57
58 - --------83 - ------------------------114
بالنسبة للعددين 54 و 60 متناظران بالنسبة الى 57
1 - ------------------54 - -----57 - -----60 - --------------------114
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[17 Nov 2009, 01:45 م]ـ
ربما تفيد هذه الملاحظات في الموضوع
بارك الله بك يا اخي حسان
كل ما ذكرته مفيد، وقد أشرت إلى بعضها في مشاركات سابقة.
وانا لا أستغرب أن تتنبه إلى هذه الملاحظات، فانت متخصص في الالكترونيات ..
حينما كنت - أحيانا - أشرح مسألة لمجموعة من الزملاء، كنت ألاحظ أن أستاذ الرياضيات هو الأكثر تفاعلا مع الموضوع،فقد كان يندهش ويتعجب وينفعل ويستنتج ويستدل، بينما كان أستاذ التربية الاسلامية هو الأقل تفاعلا وانفعالا واستيعابا ..
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[18 Nov 2009, 02:21 ص]ـ
الأخ الباحث عبد الله جلغوم هل تأملت هذا الرقم؟؟؟
36 62
6 + 3 +2 + 6 = 17
السورة رقم 17 هي سورة الإسراء
والآية رقم 17 هي (وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح .....
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[18 Nov 2009, 03:45 ص]ـ
الأخ الباحث عبد الله جلغوم هل تأملت هذا الرقم؟؟؟
36 62
6 + 3 +2 + 6 = 17
السورة رقم 17 هي سورة الإسراء
والآية رقم 17 هي (وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح .....
الأخ الكريم:
بالنسبة لسورة الإسراء هناك دراسة قيمة للشيخ بسام جرار وهي منشورة على موقع مركز نون، يمكنك البحث عن ضالتك هناك.
وبمناسبة تأمل الرقم 17 فقد كانت لي وقفة مع الآية رقم 17 من سورة لقمان، السورة رقم 17 باعتبار سور الفواتح، ومما لاحظت أن عدد كلمات الاية هو 17، وان عدد حروفها هو 68 أي 4 × 17، وأن عدد ما ورد فيها من حروف الهجاء هو 17، ............
والآية هي قوله تعالى (يبني أقم الصلوة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور) لقمان 17.
اللهم اجعلنا من مقيمي الصلاة والناهين عن المنكر والصابرين على الأذى.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[18 Nov 2009, 12:05 م]ـ
الأخ الباحث عبد الله جلغوم هل تأملت هذا الرقم؟؟؟
36 62
6 + 3 +2 + 6 = 17
السورة رقم 17 هي سورة الإسراء
والآية رقم 17 هي (وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح .....
من لطائف الترتيب القرآني:
عدد الآيات التالية للآية رقم 17 في سورة الإسراء وحتى نهاية سورة الإسراء هو 94 آية. (111 - 17).
والآن لنبحث عن السورتين ذواتي رقمي الترتيب 36 و 62 .. فماذا نجد؟
السورة رقم 36 هي سورة يس وعدد آياتها 83.
السورة رقم 62 هي سورة الجمعة وعدد آياتها 11.
نلاحظ أن مجموع عددي الآيات في السورتين هو 94 أيضا.
سورتا النجم والمطففبن:
والآن إلى السورتين اللتين جاءتا من عددين من الآيات هما 36 و 62.
فماذا نجد؟
السورة التي جاءت مؤلفة من 36 آية هي سورة المطففين، ورقم ترتيبها 83.
السورة التي جاءت مؤلفة من 62 آية هي سورة النجم ورقم ترتيبها 53.
نلاحظ أن مجموع رقمي ترتيب السورتين هو 136. عدد من مضاعفات الرقم 17، فهو يساوي 8 × 17.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسان بوبشيش]ــــــــ[18 Nov 2009, 01:27 م]ـ
شيخنا الكريم هذا دعم لما أشرت اليه
36+62=98
و العدد 98 هو نظير 17
1 - ------17 - -------------------57/ 58 - -------------------98 - ------114
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[18 Nov 2009, 01:41 م]ـ
شيخنا الكريم هذا دعم لما أشرت اليه
36+62=98
و العدد 98 هو نظير 17
1 - ------17 - -------------------57/ 58 - -------------------98 - ------114
ولعلنا نلاحظ أن السورة رقم 98 في ترتيب المصحف وهي سورة البينة، هي السورة رقم 17 إذا ابتدانا العد من سورة الناس، واللافت أن هذه السورة جاءت مؤلفة من 8 آيات. وبذلك يكون مجموع عددي الآيات في سورتي الإسراء (السورة رقم 17 من بداية المصحف) والبينة (السورة رقم 17 من آخره) هو 119 أي عدد من مضاعفات الرقم 17 (111 + 8 = 119 = 7 × 17).
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[18 Nov 2009, 01:52 م]ـ
أول وآخر آية رقم كل منهما 17:
ومن لطائف الترتيب القرآني أن أول آية رقمها 17 هي الآية رقم 17 في سورة البقرة. هذه الآية تأتي مؤلفة من 17 كلمة .. ومن ناحية اخرى تاتي بعد 23 آية من بداية المصحف. (الفاتحة 7 آيات + 16 من سورة البقرة)
فإذا بحثنا عن آخر آية رقم ترتيبها 17، سنجد انها الآية رقم 17 سورة العلق .. وسنلاحظ أنها تأتي قبل نهاية المصحف ب، 113 آية.
الملاحظة هنا أن مجموع عددي الآيات ما قبل الآية 17 البقرة، وما بعد الآية 17 العلق .. هو 136 (23 + 113)
وهذا العدد (136) هو من مضاعفات الرقم 17. (8 × 17).
وإلى هنا يسرنا أن نسمع شيئا من الدكتور الفاضل يحيى الغوثاني ..
ـ[حسان بوبشيش]ــــــــ[18 Nov 2009, 01:58 م]ـ
نلاحظ ايضا ان:
136 - 119=17
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[18 Nov 2009, 02:19 م]ـ
ومن لطائف الترتيب القرآني:
أن من بين سور القرآن ثلاث سور عدد آيات كل منها 17 او مضاعفاته وهي:
سورة لقمان 34 آية، سورة الطارق 17 آية، سورة غافر 85 آية.
نلاحظ ان مجموع اعداد الآيات هو 136 أيضا! (عدد مماثل لمجموع عددي الآيات ما قبل الآية 17 البقرة، وما بعد الآية 17 العلق).
ـ[حسان بوبشيش]ــــــــ[18 Nov 2009, 02:39 م]ـ
شيخنا عبد الله
كم عدد الاعداد المستعملة للاشارة الى عدد الايات؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[18 Nov 2009, 06:02 م]ـ
شيخنا عبد الله
كم عدد الاعداد المستعملة للاشارة الى عدد الايات؟
77 عددا، أصغرها العدد 3، وأكبرها العدد 286.
ـ[حسان بوبشيش]ــــــــ[19 Nov 2009, 01:22 ص]ـ
جيد انظر اذن الى هذه الملاحظات كي نؤكد ما سبق في الترتيب وعكس الترتيب:
السورة رقم 19 اذا بدأنا العد من سورة الناس هي سورة العلق التي تتألف من 19 آية
السورة رقم 19 اذا بدأنا العد بالسور الأطول الى الاقصر هي سورة الحجر التي تتألف من 99 آية (99+19=114)
السورة رقم 19 اذا بدأنا العد بالسور الأطول الى الاقصر دون تكرار هي سورة مريم والتي هي السورة رقم 19 في الترتيب العادي (الاسراء111 آية و يوسف 111 آية)
السورة رقم 59 اذا بدأنا العد بالسور الأطول الى الاقصر دون تكرار هي سورة الحشر والتي هي السورة رقم 19 في الترتيب العكسي أي اذا بدانا العد نزولا من العدد 77
والسورة 59 في الترتيب العادي
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[19 Nov 2009, 11:37 ص]ـ
جيد انظر اذن الى هذه الملاحظات كي نؤكد ما سبق في الترتيب وعكس الترتيب:
السورة رقم 19 اذا بدأنا العد من سورة الناس هي سورة العلق التي تتألف من 19 آية
السورة رقم 19 اذا بدأنا العد بالسور الأطول الى الاقصر هي سورة الحجر التي تتألف من 99 آية (99+15=114)
السورة رقم 19 اذا بدأنا العد بالسور الأطول الى الاقصر دون تكرار هي سورة مريم والتي هي السورة رقم 19 في الترتيب العادي (الاسراء111 آية و يوسف 111 آية)
السورة رقم 59 اذا بدأنا العد بالسور الأطول الى الاقصر دون تكرار هي سورة الحشر والتي هي السورة رقم 19 في الترتيب العكسي أي اذا بدانا العد نزولا من العدد 77
والسورة 59 في الترتيب العادي
الأخ حسان: ملاحظاتك هذه المرة لا فائدة منها، ولا علاقة لها بالإعجاز العددي.
ـ[حسان بوبشيش]ــــــــ[19 Nov 2009, 02:51 م]ـ
الأخ حسان: ملاحظاتك هذه المرة لا فائدة منها، ولا علاقة لها بالإعجاز العددي.
لقد طرحت ما سبق على اساس ملاحظات فقط قد تقود الى شيء مفيد وليس للأخذ بها كإعجاز عددي،
ـ[حسان بوبشيش]ــــــــ[22 Nov 2009, 05:44 م]ـ
شيخنا عبد الله جلغوم
ما هو ترتيب سورة الضحى باعتبار الترتيب من السور الاطول الى الاقصر؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[22 Nov 2009, 06:34 م]ـ
شيخنا عبد الله جلغوم
ما هو ترتيب سورة الضحى باعتبار الترتيب من السور الاطول الى الاقصر؟
سورة الضحى هي السورة رقم
93
إذا قمنا بترتيب سور القرآن من الأطول إلى الأقصر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسان بوبشيش]ــــــــ[22 Nov 2009, 06:58 م]ـ
ان عدد ايات سورة الضحى هو 11
وكذلك 4 سور اخرى فكيف رتبتها في الموقع 93 دون غيرها (ما هي الاعتبارات)؟
اعترف انني اخترت سورة الضحى عشوائيا من بين سور تكرر عدد اياتها وعندما شاهدت الاجابة لاحظت مباشرة انه الترتيب العادي في المصحف بالاضافة الى ان هناك 4 سور عدد ايات كل منها 11 منها سورتان ترتيبهما العادي 62 و 63 وسورتان في الترتيب 100 و101
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[22 Nov 2009, 07:30 م]ـ
ان عدد ايات سورة الضحى هو 11
وكذلك 4 سور اخرى فكيف رتبتها في الموقع 93 دون غيرها (ما هي الاعتبارات)؟
1 - سورة الضحى هي السورة رقم 93 باعتبار ترتيب المصحف، وهي من السور التي تحتفظ بنفس ترتيبها إذا قمنا بترتيب سور القرآن تنازليا، أي من الأطول إلى الأقصر، وبذلك يكون ترتيبها في الحالين 93.
2 - من بين سور القرآن خمس سور عدد الايات في كل منها 11 آية وهي:
الجمعة: السورة رقم 62
المنافقون: السورة رقم 63
الضحى: السورة رقم 93
العاديات: السورة رقم 100
القارعة: السورة رقم 101
عند ترتيب سور القرآن (المتماثلة في عدد الآيات) تنازليا نحافظ على ترتيبها الذي هي عليه في المصحف.(/)
قصة الجمع الصوتي الأول للقرآن الكريم (رحلةٌ من القاهرة إلى المدينة النبوية)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[02 Nov 2009, 02:12 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد .. فإن جهود العلماء في العناية بكتاب الله تعالى، لا تزال متواصلةً: حفظاً، وتفسيراً، وإقراءً، ودفاعاً ..
ومن أعظم ما سجله التاريخ في عناية العلماء بالقرآن الكريم ما ابتدأه الخليفة الراشد أبو بكر الصديق رضي الله عنه حين أشار عليه الخليفة الملهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه بجمع القرآن الكريم.
ويذكر العلماء أن جمع القرآن الكريم مر بثلاث مراحل:
1 - الجمع الأول في عهد النبي صلى الله عليه وسلم: وهو بمعنى حفظه في الصدور، وهو المذكور في قوله تعالى: (إن علينا جمعه وقرآنه).
2 - الجمع الثاني في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه: وهو بمعنى جمعه من متفرق في مصحف واحد، وكان سبب هذا الجمع كثرة القتلى من حفاظ القرآن الكريم، وصاحب الفكرة هو الخليفة الراشد الملهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
3 - الجمع الثالث في عهد عثمان رضي الله عنه: وهو بمعنى توحيد المصاحف المختلفة ونشره وتوزيعه على الأمصار.
4 - ثم جاءت المرحلة الرابعة وهي: الجمع الصوتي للقرآن الكريم:
وهو من الجهود المباركة في هذا العصر، وكثيرٌ من الناس يظن أن تاريخ هذا المشروع قريبٌ، والحقيقة أن ذلك التاريخ يعود إلى خمسين سنة ماضيةً، حين كانت بداية المشروع هناك في القاهرة، في الجمعية العامة للمحافظة على القرآن الكريم، حيث تقدم بهذه بفكرة هذا المشروع الأستاذ لبيب السعيد (ولد سنة: 1914م ــ وتوفي سنة: 1988م) وقد ألف كتاباً في هذا المشروع أسماه (الجمع الصوتي الأول للقرآن الكريم) طبع في دار الكتاب العربي بالقاهرة سنة 1387هـ، وجدته في إحدى مكتبات عمان الأردن في إحدى الزيارات.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/1314aeb575f2fb33.jpg أولاً: قصة المصحف المرتل في القاهرة:
وأحب أعرج في هذا المقال على تاريخ ذلك الجمع الصوتي الأول للقرآن الكريم، حفظاً لحق صاحب الفكرة، وشكراً لتلك الجهود التي بذلها في سبيل تحقيق هذا المشروع القيم، علماً بأنه ليس من أبناء الأزهر، وإنما أستاذ ومجتهد وفقه الله تعالى لخدمة كتابه، ويسر له ما كان عسيراً على غيره ..
= من هو لبيب السعيد:
من العجيب أنك لا تكاد تجد ترجمة للأستاذ لبيب السعيد، وكل ما يمكن أن يذكر ما يأتي (1):
• ولد في المنصورة بمصر في 8/ 12 / 1914م.
• كان يعمل في وزارة المالية المصرية.
• رأس الجمعية العامة للمحافظة على القرآن الكريم.
• عمل أستاذاً في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حتى منتصف الثمانينات.
• له عدد من الكتب منها:
أ - الجمع الصوتي الأول للقرآن الكريم.
ب - المقارئ والقراء.
ت - الأذان والمؤذنون.
ث - رسم المصحف.
ج - التغني بالقرآن.
• له سلسلة (معارف قرآنية) سُجلت في إذاعة الرياض في السبعينيات.
• توفي رحمه الله في 22/ 1/1988م.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/1314aeb583b09253.jpg
= بواعث هذا المشروع:
يقول الأستاذ لبيب السعيد: "وأعود إلى ما قبل إعلاني عن مشروع المصحف المرتل ببضع سنين لا أستطيع تحديدها بدقة. منذ يومئذ وأنا أحس أن جمع القرآن جمعاً صوتياً بكل قراءاته المتواترة والمشهورة أمرٌ يجب أن ينهض به أهل هذا الزمان.
وكنت أتابع، في المقارئ الكبيرة بالقاهرة، الممتازين من علماء القراءات، وكان يؤلمني أنه كان إذا مات منهم أستاذٌ حاذقٌ خَلَفَه أحياناً مَنْ لا يعدله أستاذيةً وحذقاً، وضاعت على المسلمين ـ إلى الأبد ـ مواهب الميّت لأنها لم تُسجَّلْ.
ما كان أعظم شعوري بالخسارة الفادحة المستمرة على مدى الزمن في القراء الذين يموتونّ! ذلك أن إنتاجهم ـ بطبيعته ـ غير إنتاج غيرهم من أصحاب العلوم والفنون، فهؤلاء يستطيع الواحد منهم ـ بفضل الكتابة ـ أن يواصل ـ بعد موته ـ الحياة في إنتاجه، أما أصحاب التراث الصوتي، وفي مقدمتهم القُرَّاء، فكان تراثهم يفنى بفنائهم، لأن العلم لم يكن اهتدى بعدُ إلى طرائق تسجيل هذا التراث. وحتى بعد الاهتداء، تأخر تسجيل المصحف أمداً غير قصير" (2).
(يُتْبَعُ)
(/)
هكذا كانت خلجات صدر لبيب السعيد، وحديث نفسه، الحسرةُ على عدم حفظ تلك الأصوات الشجية، وتلك المزامير القرآنية، وفوات السابق على اللاحق، هكذا اختمرت الفكرة في ذهن الأستاذ لبيب حتى جاءت سنة 1959م.
= بداية المشروع:
تقدم الأستاذ لبيب السعيد في أواخر فبراير أو أوائل مارس 1959م إلى مجلس إدارة الجمعية العامة للمحافظة على القرآن الكريم ـ وكان رئيس مجلس إدارتها ـ باقتراح ابتدأه بما يأتي:
بسم الله الرحمن الرحيم
اقتراح مقدم إلى مجلس إدارة الجمعية من رئيسها لبيب السعيد
بشأن تسجيل القرآن الكريم صوتياً بكل رواياته المتواترة والمشهورة وغير الشاذة
ثم ذكر تفاصيل المشروع.
وجاء فيه قوله:
(وفيما يختص بالتسجيل نفسه، أقترح أن يشمل تلاوة الكتاب العزيز كله بقراءة حفص، ثم بمختلف القراءات المتواترة والمشهورة وغير الشاذة، على أن لا تُرَدَّدَ الآية الواحدة بأكثر من قراءة واحدة في التلاوة الواحدة، كما يشمل التسجيل دروساً عملية في أحكام التجويد بطريقة سهلة ميسرة تمكن الجمهور العادي من الانتفاع بها.
أما فيما يختص بمن يتولون القراءة والتدريس العملي، فيجب أن يكونوا من أعلم علماء القرآن، مع مناسبة أصواتهم للتسجيل، وأن تختارهم لجان لها خبرتها القرآنية العظمى، ويشارك فيها الأزهر الشريف والهيئات العلمية واللغوية والثقافية الأخرى) (3).
= من الصعوبات:
لقي الأستاذ لبيب في سبيل تحقيق مشروعه عدداً من العقبات، أنَّ لها أنات، منها ما سطره قلمه حيث قال:
(وعجزتُ عن تدبير "استوديو" للتسجيل فيه بالمجان، فرغبتُ إلى نائب وزير الدولة لشؤون رياسة الجمهورية، وإلى المدير العام للإذاعة أن يأذنا لي بالتسجيل في استوديوهات الإذاعة، وسعيت في ذلك سعياً، حتى اسْتُجيب لطلبي، بشرطٍ أصرَّتْ عليه الإذاعة، وهو أن يكون لها الحق المطلق في أن تذيع من محطاتها ما يتم تسجيله لديها، ولعل سروري بهذا الشرط وأنا أقدم به إقراراً كتابياً كان أكبر من سرور الإذاعة) (4).
ويقول في ذكر عوائق المشروع:
(ولستُ أنسى يوماً من أيام رجب سنة 1379هـ (يناير 1960م) سعيت فيه، بناء على نصيحة أحد المخلصين للمشروع، إلى ثري كبير هو وزير في إحدى الدول العربية، وكان يقيم في مصر في حي الدقي، فتلقَّى هذا الثريُّ حديثي عن المشروع بعدم الاكتراث، وخرجتُ يومها من لدنه خجلان آسفاً نادماً) (5).
= نقطة تحول في تاريخ المشروع:
يقول الأستاذ لبيب: (وحفزني الإخفاق في تمويل المشروع إلى التفكير في وضعه تحت الرعاية المالية للدولة نفسها. وفي يوم الأربعاء24 من فبراير 1960م، قابلت وزير الأوقاف ورجوته مساعدة المشروع مالياً، فاستجاب فوراً وفي حماسة، وكانت استجابته مبعث طمأنينة واستبشار وأمل، وأصبح العمل شغل الوزير نفسه ومحل اهتمامه، فأفاد كثيراً) (6).
= بداية التسجيل:
أ ـ المصحف الأول:
ابتدأ التسجيل الأول برواية حفص بصوت القارئ الحصري ـ رحمه الله ـ أحد القراء المشهورين في مصر، ولم يكن التسجيل سهلاً: (لم يكن التسجيل شيئاً هيناً، فمع امتياز القارئ، وكونه قد أصبح آنئذ شيخ المقارئ، كانت اللجنة تستوقفه كثيراً ليعيد التسجيل على النحو النموذجي المطلوب) (7).
وكانت اللجنة مكونة من:
أ ـ الشيخ عبد الفتاح القاضي (وقد استعفى من اللجنة في وقت مبكر لأسباب منها بعد عمله عن القاهرة).
ب ـ الشيخ عامر عثمان (وهو في ذلك الوقت من مدرسي معهد القراءات التابع للأزهر).
ج ـ الشيخ عبد العظيم الخياط (وهو في ذلك الوقت من مدرسي معهد القراءات التابع للأزهر).
د ـ الشيخ محمد سليمان صالح (وهو في ذلك الوقت من مدرسي معهد القراءات التابع للأزهر).
هـ ـ الشيخ محمود حافظ برانق (وهو في ذلك الوقت من مدرسي معهد القراءات التابع للأزهر).
وابتدأ الطبع في مايو سنة 1960م، وانتهت الطبعة الأولى في 23/ يوليو/ 1961م. حيث بدئ بتوزيع المصحف المرتل للمرة الأولى في تاريخ الإسلام.
ب ـ المصحف الثاني:
في سنة 1962م، تم تسجيل قراءة أبي عمرو برواية الدوري، واختير لهذه الرواية ثلاثة من القراء لهدف ذكره الأستاذ لبيب بقوله: (وقد أشرتُ بأن لا يستأثر قارئ واحد بتسجيل المصحف كاملاً، دفعاً لملل السامعين، واستفادة بأكبر عددٍ من أصحاب المواهب، وتحقيقاً لتكافؤ الفرص) (8).
وهم المشايخ:
أ ـ الشيخ فؤاد العروسي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ب ـ الشيخ محمد صديق المنشاوي.
ج ـ الشيخ يوسف كامل البهتيمي.
ولكن في أثناء التسجيل جاء المنع من شيخ الأزهر الشيخ محمود شتوت خوفاً من اختلاف المسلمين حول أي القراءات أولى.
ولكن الأستاذ لبيب بادر بمقابلة الشيخ رحمه الله وأقنعه بالفكرة وأثرها.
وتم الانتهاء من تسجيل هذه الراوية في سبتمبر سنة 1963م.
= الفرح بنجاح المشروع:
كانت فرحة الأستاذ لبيب غامرة بإنجاز هذا المشروع، يقول:
(وقد ازددتُ إدراكاً لفضل الله عليَّ، وعلى الناس، إذ قدَّرَ لهذا المشروع النجاح، حين كنت خارج مصر، في بلاد بعيدة، أستمع إلى المصحف المرتل، من الإذاعة، أو أستمع إليه، في دور السفارات، والقنصليات العربية ... لقد كان ينسلخ عني وقتئذ ـ شأني شأن كل مستمع مسلم عربي ـ الشعور بغربة اللسان أو غربة المكان، وقد حكى لي غير واحد ممن سمعوا المصحف المرتل في ديار الغربة أنهم لم يكونوا يملكون حبس دموعهم تأثراً وفرحاً) (9).
= أمانيُّ باقية:
كانت أماني الأستاذ لبيب بتنفيذ المشروع على الوجه المخطط له بتسجيل جميع روايات القرآن الكريم، يقول:
(فليت أن المشروع يتم عاجلاً، وفق التخطيطات المرسومة له! وليت أن الله صاحبَ الفضل والمنة ينفع بهذا المشروع كما نحب، وخيراً مما نحب! وليت أنه ـ سبحانه ـ يجعل هذا المشروع ـ دائماً ـ عملاً خالصاً تماماً لوجهه الكريم!) (10).
ثانياً: قصة الجمع الصوتي في المدينة النبوية:
ذكر الدكتور عبد العزيز القارئ قصة هذا الجمع في المدينة النبوية بأسلوبه المتميز في لقاء شبكة التفسير وأنا أنقل جملاً من كلامه وفقه الله (11):
= بداية الفكرة:
يقول الدكتور عبد العزيز القارئ: (أهم أمنية علمية قرآنية كنت حريصاً على تحقيقها هي " الجمع الصوتي للقراآت المتواترة " وهذا الهدف الخطير الكبير فكرت فيه أيام تقلدي لعمادة كلية القرآن الكريم بالمدينة النبوية؛ لأنني نظرت فإذا حولي بالكلية أعلام كبار من علماء القراآت: الشيخ عبد الفتاح القاضي رحمه الله، ثم جاء بعده إلى المدينة الشيخ عامر بن السيد عثمان شيخ المقارئ المصرية رحمه الله، ثم جاء الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات رحمه الله، وعُين بمجمع المصحف، وكان يدرس بكلية القرآن ..
وأهل العلم يعرفون إمامة هؤلاء الثلاثة في مجال القراآت، وكان بالكلية أيضاً الشيخ عبد الفتاح المرصفِي رحمه الله، والشيخ الدكتور محمود سيبويه البدوي رحمه الله، والشيخ محمود جادو رحمه الله، والشيخ عبد الرافع رضوان حفظه الله وبارك في عمره، وغيرهم؛ وكان كل هؤلاء علماءَ في القراآت بمرتبة الحجية، أي كل واحد منهم حجة في هذا الفن؛ وهم يُعدُّون من أهل الطبقة الأولى في هذا العصر، وبقي من أهل هذه الطبقة الأولى بمصر الشيخ إبراهيم شحاته السَّمَنُّودِي بارك الله في عمره وأمدَّه بالصحة والعافية، فإنه من طبقة الشيخ عامر والشيخ الزيات، وفي الشام عددٌ من أئمة القراآت الكبار من أهل هذه الطبقة ..
فلما رأيت اجتماع أولئك الأئمة في القراآت في مكان واحدٍ هو المدينة النبوية؛ وأكثرهم عندي في كلية القرآن أدركت أنها فرصة لا تفوَّت لتحقيق هذا الهدف الكبير وهو "الجمع الصوتي للقراآت المتواترة"؛ وهو لو تحقق فإنه يُعدُّ بحق الجمع الرابع للقرآن؛ فإن القرآن جُمِعَ قبلَ ذلك ثلاث مرات ...
لكنْ لم يُفكِّر أحدٌ أنه يمكن تسجيل القرآن صوتياً؛ لأن هذا ارتبط بالتقدم "التكنولوجي" في العصر الحديث حيث تطورت أجهزة الصوتيات بشكل لم يَسْبِقْ له نظيرٌ وأصبح ممكناً تسجيل القراآت كلها صوتياً؛ وفي تسجيلِ القراآت تسجيلٌ للغات العرب ولهجاتها، فهو موضوع كبير من جميع جوانبه).
= عوامل نجاح المشروع:
يقول الدكتور عبد العزيز وفقه الله: (لكنَّ مثلَ هذا المشروع الجليل الخطير يتطلب ثلاثة أمور بدونها لا يصبح ذا قيمة علمية تُذكر:
1 - توافر الإشراف العلمي الراقي: بوجود مراجع بمرتبة الحجية في القراآت كما مثلت سابقاً، يشرفون على التسجيل ويراقبونه؛ لأن القراآت أكثرها أمور صوتية دقيقة قد تخفى حتى على بعض الخواصِّ.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - توافر الأداء القرآني الراقي: بوجود قرَّاء ذوي أداء مُتْقَنٍ، وأصوات حسنة، وتنغيم جيد، وهذا كان متوافراً في طلاب كلية القرآن، وكان أحسن هؤلاء الذين اخترناهم للمشروع طالبٌ باكستانيٌّ، تميّزَ بفصاحة الحروف وإتقان التجويد، وجودة التنغيم، وحسن الصوت، لكن رئاسة الجامعة وقتها حرصت على ترحيله بمجرد تخرجه ففقد المشروع واحداً من أهم عناصره!!
3 - الإرادة الإدارية: فإن مثل هذا المشروع يحتاج إلى إشراف إداري، وتمويل كاف، وجهة علمية قادرة تتبنى تنفيذه، وكانت هذه الجهة موجودة وهي كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ... ).
= بداية المشروع:
يقول وفقه الله: (وأمدَّتنا وزارة الإعلام وقتها بإنشاء "استوديو" للتسجيل في نفس الكلية، وكان لهذا التبرع السخي أثر كبير دفع المشروع إلى الأمام؛ وبدأنا نُسجل ونذيع ما نسجله في إذاعة القرآن الكريم باسم " دروس من القرآن الكريم "؛ حتى يستمع أهل العلم وأهل الاختصاص إلى ما نسجله ويشاركوننا الرأي والمشورة؛ ونجحت هذه الخطة نجاحاً باهراً ..
أخبرني أحد أهم كبار العلماء وأعيانهم وقتذاك فضيلة الشيخ عبد العزيز بن صالح إمام وخطيب المسجد النبوي ورئيس القضاة بالمدينة النبوية ـ رحمه الله ـ أنه لا تفوته حلقة من حلقات هذا البرنامج؛ وأنه يستمع إليه دائماً، وأبدى إعجابه به وبمشايخ القراآت الذين يُديرون الشرح فيه، وخاصة الشيخ محمود سيبويه وقال: حقاً إنه لسيبويه عصره.
ولما طلبت من فضيلته أن يزودنا بملحوظاته وتوجيهاته فاجأني بملحوظة دقيقة هامة عن أحد من كان يقوم بالأداء والتلاوة بين يدي المقرئ قال: فلانٌ ممن يقرأ استبعدوه لأن نغمته أعجمية هندية والقرآن عربي. واستبعدناه فعلاً). .
= ثم ما ذا حدث للمشروع:
يقول الدكتور وفقه الله: (وبعد انتهاء مدة عمادتي لكلية القرآن الكريم استمرَّ التسجيل فترة من الوقت حتى بلغوا آخر سورة المائدة أو بعدها ثم توقف المشروع) ..
= آهات الشيخ عبد العزيز القارئ على المشروع:
يقول وفقه الله: (والآن يَعْلُو غبارُ النسيان ذلك "الاستوديو" الذي أنشأته وزارة الإعلام بالكلية، ويبدو أنه فاتت فرصةٌ ثمينة لتحقيق " الجمع الرابع للقرآن الكريم " الذي هو " الجمع الصوتي للقراآت المتواترة "؛ لأن معظم أولئك الأئمة الأعلام من علماء القراآت رحلوا إلى الآخرة) ..
= ثم سئل وفقه الله: هل يمكن الآن تنفيذ هذا المشروع؟
فقال: (نعم يمكن، فإنه كما ذكرتُ سابقاً بقي من أئمة القراآت من أهل الطبقة الأولى بمصر الشيخ إبراهيم شحاته السَّمَنُّودِي أمدّه الله بالحصة والعافية ..
وفي الشام عددٌ من أئمة القراآت من أهل هذه الطبقة يُعدُّون في مرتبة الإمامة والحجية، أعرف منهم شيخ مقارئ دمشق الشيخ كريم راجح حفظه الله وبارك في عمره.
وهناك كثيرون من القراء الشباب من أهل الطبقة الثانية والثالثة، لكنَّ هذا المشروع لخطورته وجلالة شأنه وعِظَمِ صلته بالقرآن الكريم لا يكفي أن يباشره مثلُ هؤلاء الأفاضل؛ لا بد من الأئمة الكبار).
5 - ثم بقيت بعد ذلك المرحلة الخامسة من الجمع: وهو الجمع المرئي للقرآن الكريم (12)، وذلك بتسجيل القرآن الكريم بالصوت والصورة والتدقيق على طريقة الأداء لأن عدداً من الأحكام لا يمكن ملاحظتها إلا بالرؤية والبصر، وهاهم علماء القراءات متوافرون ولله الحمد والمنة، فليت إحدى المؤسسات الحكومية ترعى هذا المشروع، وأولى تلك المؤسسات هو مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وهو أهل لذلك ...
والله تعالى أعلم ...
الاثنين 14/ 11 / 1430هـ
ـــــــ حواشي ـــــــــ
(1) أغلب ما ذكرته في هذه الترجمة مأخوذ من ترجمة مختصرة لابنه أحمد كما في الرابط:
http://www.mazameer.com/vb/t31785-2.html
(2) الجمع الصوتي الأول: (101).
(3) السابق: (105).
(4) السابق: (109).
(5) السابق: (110).
(6) السابق نفس الصفحة.
(7) السابق: (111).
(8) السابق: (114).
(9) السابق: (499).
(10) السابق: (500).
(11) انظر لقاء شبكة التفسير مع فضيلته على الرابط:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=10331
(12) أشار إلى هذا الجمع واقترحه الدكتور عبد الرحمن الشهري في لقاء تلفزيوني ضمنا في برنامج الوسطية في القناة السعودية الأولى.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Nov 2009, 06:02 ص]ـ
وفقك الله وبارك فيك يا أبا مبارك.
وليت المرحلة الخامسة تتم.
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[02 Nov 2009, 08:37 ص]ـ
بارك الله فيك، ولعل هذه المرحلة الخامسة تتم قريبا، ويمكن الاستفادة من تسجيل الشيخ أيمن رشدي سويد حفظه الله، فأداؤه في التسجيل المرئي -فيما أحسب- جيد واضح.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[02 Nov 2009, 08:53 م]ـ
وفقك الله وبارك فيك يا أبا مبارك.
وليت المرحلة الخامسة تتم.
آمين .. آمين ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز الضامر]ــــــــ[04 Nov 2009, 06:15 ص]ـ
عرض جميل, شكراً لك أخي فهد
ـ[محب القراءات]ــــــــ[05 Nov 2009, 03:01 م]ـ
شكر الله لك يا أبا مبارك هذا العرض المميز عن هذا الموضوع المهم , ولي تعليقات يسيرة على ما ذكره شيخنا د / عبد العزيز القارئ حفظه الله:
ذكر الدكتور عبد العزيز القارئ قصة هذا الجمع في المدينة النبوية بأسلوبه المتميز في لقاء شبكة التفسير وأنا أنقل جملاً من كلامه وفقه الله (11):
= بداية الفكرة:
يقول الدكتور عبد العزيز القارئ: (أهم أمنية علمية قرآنية كنت حريصاً على تحقيقها هي " الجمع الصوتي للقراآت المتواترة " وهذا الهدف الخطير الكبير فكرت فيه أيام تقلدي لعمادة كلية القرآن الكريم بالمدينة النبوية؛ لأنني نظرت فإذا حولي بالكلية أعلام كبار من علماء القراآت: الشيخ عبد الفتاح القاضي رحمه الله، ثم جاء بعده إلى المدينة الشيخ عامر بن السيد عثمان شيخ المقارئ المصرية رحمه الله، ثم جاء الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات رحمه الله، وعُين بمجمع المصحف، وكان يدرس بكلية القرآن ..
وأهل العلم يعرفون إمامة هؤلاء الثلاثة في مجال القراآت، وكان بالكلية أيضاً الشيخ عبد الفتاح المرصفِي رحمه الله، والشيخ الدكتور محمود سيبويه البدوي رحمه الله، والشيخ محمود جادو رحمه الله، والشيخ عبد الرافع رضوان حفظه الله وبارك في عمره، وغيرهم؛ وكان كل هؤلاء علماءَ في القراآت بمرتبة الحجية، أي كل واحد منهم حجة في هذا الفن؛ وهم يُعدُّون من أهل الطبقة الأولى في هذا العصر، وبقي من أهل هذه الطبقة الأولى بمصر الشيخ إبراهيم شحاته السَّمَنُّودِي بارك الله في عمره وأمدَّه بالصحة والعافية، فإنه من طبقة الشيخ عامر والشيخ الزيات، وفي الشام عددٌ من أئمة القراآت الكبار من أهل هذه الطبقة ..
فلما رأيت اجتماع أولئك الأئمة في القراآت في مكان واحدٍ هو المدينة النبوية؛ وأكثرهم عندي في كلية القرآن أدركت أنها فرصة لا تفوَّت لتحقيق هذا الهدف الكبير وهو "الجمع الصوتي للقراآت المتواترة"؛ وهو لو تحقق فإنه يُعدُّ بحق الجمع الرابع للقرآن؛ فإن القرآن جُمِعَ قبلَ ذلك ثلاث مرات ...
لكنْ لم يُفكِّر أحدٌ أنه يمكن تسجيل القرآن صوتياً؛ لأن هذا ارتبط بالتقدم "التكنولوجي" في العصر الحديث حيث تطورت أجهزة الصوتيات بشكل لم يَسْبِقْ له نظيرٌ وأصبح ممكناً تسجيل القراآت كلها صوتياً؛ وفي تسجيلِ القراآت تسجيلٌ للغات العرب ولهجاتها، فهو موضوع كبير من جميع جوانبه).
= عوامل نجاح المشروع:
يقول الدكتور عبد العزيز وفقه الله: (لكنَّ مثلَ هذا المشروع الجليل الخطير يتطلب ثلاثة أمور بدونها لا يصبح ذا قيمة علمية تُذكر:
1 - توافر الإشراف العلمي الراقي: بوجود مراجع بمرتبة الحجية في القراآت كما مثلت سابقاً، يشرفون على التسجيل ويراقبونه؛ لأن القراآت أكثرها أمور صوتية دقيقة قد تخفى حتى على بعض الخواصِّ.
2 - توافر الأداء القرآني الراقي: بوجود قرَّاء ذوي أداء مُتْقَنٍ، وأصوات حسنة، وتنغيم جيد، وهذا كان متوافراً في طلاب كلية القرآن، وكان أحسن هؤلاء الذين اخترناهم للمشروع طالبٌ باكستانيٌّ، تميّزَ بفصاحة الحروف وإتقان التجويد، وجودة التنغيم، وحسن الصوت، لكن رئاسة الجامعة وقتها حرصت على ترحيله بمجرد تخرجه ففقد المشروع واحداً من أهم عناصره!!
3 - الإرادة الإدارية: فإن مثل هذا المشروع يحتاج إلى إشراف إداري، وتمويل كاف، وجهة علمية قادرة تتبنى تنفيذه، وكانت هذه الجهة موجودة وهي كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ... ).
= بداية المشروع:
يقول وفقه الله: (وأمدَّتنا وزارة الإعلام وقتها بإنشاء "استوديو" للتسجيل في نفس الكلية، وكان لهذا التبرع السخي أثر كبير دفع المشروع إلى الأمام؛ وبدأنا نُسجل ونذيع ما نسجله في إذاعة القرآن الكريم باسم " دروس من القرآن الكريم "؛ حتى يستمع أهل العلم وأهل الاختصاص إلى ما نسجله ويشاركوننا الرأي والمشورة؛ ونجحت هذه الخطة نجاحاً باهراً ..
(يُتْبَعُ)
(/)
أخبرني أحد أهم كبار العلماء وأعيانهم وقتذاك فضيلة الشيخ عبد العزيز بن صالح إمام وخطيب المسجد النبوي ورئيس القضاة بالمدينة النبوية ـ رحمه الله ـ أنه لا تفوته حلقة من حلقات هذا البرنامج؛ وأنه يستمع إليه دائماً، وأبدى إعجابه به وبمشايخ القراآت الذين يُديرون الشرح فيه، وخاصة الشيخ محمود سيبويه وقال: حقاً إنه لسيبويه عصره.
ولما طلبت من فضيلته أن يزودنا بملحوظاته وتوجيهاته فاجأني بملحوظة دقيقة هامة عن أحد من كان يقوم بالأداء والتلاوة بين يدي المقرئ قال: فلانٌ ممن يقرأ استبعدوه لأن نغمته أعجمية هندية والقرآن عربي. واستبعدناه فعلاً). .
= ثم ما ذا حدث للمشروع:
يقول الدكتور وفقه الله: (وبعد انتهاء مدة عمادتي لكلية القرآن الكريم استمرَّ التسجيل فترة من الوقت حتى بلغوا آخر سورة المائدة أو بعدها ثم توقف المشروع) ..
= آهات الشيخ عبد العزيز القارئ على المشروع:
يقول وفقه الله: (والآن يَعْلُو غبارُ النسيان ذلك "الاستوديو" الذي أنشأته وزارة الإعلام بالكلية، ويبدو أنه فاتت فرصةٌ ثمينة لتحقيق " الجمع الرابع للقرآن الكريم " الذي هو " الجمع الصوتي للقراآت المتواترة "؛ لأن معظم أولئك الأئمة الأعلام من علماء القراآت رحلوا إلى الآخرة) ..
= ثم سئل وفقه الله: هل يمكن الآن تنفيذ هذا المشروع؟
فقال: (نعم يمكن، فإنه كما ذكرتُ سابقاً بقي من أئمة القراآت من أهل الطبقة الأولى بمصر الشيخ إبراهيم شحاته السَّمَنُّودِي أمدّه الله بالحصة والعافية ..
وفي الشام عددٌ من أئمة القراآت من أهل هذه الطبقة يُعدُّون في مرتبة الإمامة والحجية، أعرف منهم شيخ مقارئ دمشق الشيخ كريم راجح حفظه الله وبارك في عمره.
وهناك كثيرون من القراء الشباب من أهل الطبقة الثانية والثالثة، لكنَّ هذا المشروع لخطورته وجلالة شأنه وعِظَمِ صلته بالقرآن الكريم لا يكفي أن يباشره مثلُ هؤلاء الأفاضل؛ لا بد من الأئمة الكبار).
.
1. تم التسجيل في برنامج (دروس من القرآن الكريم) إلى نهاية سورة إبراهيم , وهو موجود في الكلية.
2. من المشروعات الهامة التي تنوي كلية القرآن الكريم بالمدينة النبوية الاستمرار فيها , هذا المشروع وهو مواصلة التسجيل لبرنامج (دروس من القرآن الكريم) ونحن في انتظار الانتقال لمبنى جديد للكلية مجهز باستديوهات مخصصة لمثل هذا المشروع , ولعل هذا يكون قريبا إن شاء الله.
3. كان هذا اللقاء مع شيخنا د / عبد العزيز القارئ قبل وفاة الشيخ السمنودي , وأحب أن أنبه الإخوة إلى أن الشيخ السمنودي توفي رحمه الله في رمضان عام 1429 , وبقي ممن ذكرهم الشيخ القارئ , الشيخ كريم راجح , والشيخ عبدالرافع رضوان , أسأل الله أن يطيل أعمارهم في طاعته وينفع بهم.
4. برنامج دروس من القرآن الكريم مازال يبث في إذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية , بعد الساعة 1.30 بعد منتصف الليل لمن أراد الاستماع له.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[09 Nov 2009, 08:27 م]ـ
شكر الله لك يا أبا مبارك هذا العرض المميز عن هذا الموضوع المهم , ولي تعليقات يسيرة على ما ذكره شيخنا د / عبد العزيز القارئ حفظه الله:
1. تم التسجيل في برنامج (دروس من القرآن الكريم) إلى نهاية سورة إبراهيم , وهو موجود في الكلية.
2. من المشروعات الهامة التي تنوي كلية القرآن الكريم بالمدينة النبوية الاستمرار فيها , هذا المشروع وهو مواصلة التسجيل لبرنامج (دروس من القرآن الكريم) ونحن في انتظار الانتقال لمبنى جديد للكلية مجهز باستديوهات مخصصة لمثل هذا المشروع , ولعل هذا يكون قريبا إن شاء الله.
3. كان هذا اللقاء مع شيخنا د / عبد العزيز القارئ قبل وفاة الشيخ السمنودي , وأحب أن أنبه الإخوة إلى أن الشيخ السمنودي توفي رحمه الله في رمضان عام 1429 , وبقي ممن ذكرهم الشيخ القارئ , الشيخ كريم راجح , والشيخ عبدالرافع رضوان , أسأل الله أن يطيل أعمارهم في طاعته وينفع بهم.
4. برنامج دروس من القرآن الكريم مازال يبث في إذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية , بعد الساعة 1.30 بعد منتصف الليل لمن أراد الاستماع له.
جزاك الله خيراً يا أبا أسامة على هذه الإفادة، ومنذ فترة ونحن نسمع بعدد من المؤسسات الراغبة في إكمال المشروع، وعسى أن يكون قريباً، فالمهم هو التنفيذ، والله الموفق
ـ[عز الدين مراد عبد العزيز]ــــــــ[17 Aug 2010, 07:51 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا العرض(/)
تفسير الطبراني في معرض الكتاب الدولي في الكويت (منذ اكثر من ألف سنة)
ـ[أبو سلمان العنزي]ــــــــ[02 Nov 2009, 08:47 ص]ـ
بالأمس كنت في معرض الكتاب في الكويت
وعند مروري بدار الكتاب الثقافي وجدت اعلانات للتفسيرالكبير وهو اسم تفسير الطبراني
والتفسير من تحقيق الشيخ هشام البدراني
يقع في ست مجلدات
علما ان النسخة التي اشتريتها هي النسخة قبل الاخيرة
وهذا عنوان دار النشر:
دار الكتاب الثقافي - الاردن - اربد
هاتف 7250347
البريد الالكتروني: dar_alkitsb1@hotmail.com
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[02 Nov 2009, 08:53 ص]ـ
لقد تكلم أهل هذا الملتقى حول هذا التفسير ونسبته للإمام الطبراني رحمه الله على هذا
الرابط
www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=11381
www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=11566
www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=16530
www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=55
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[02 Nov 2009, 06:36 م]ـ
هو نفسه تفسير الحداد اليمني , وانظر http://www.tafsir.org/vb/showthread....2384#post82384 .
ـ[أبو سلمان العنزي]ــــــــ[02 Nov 2009, 06:53 م]ـ
أشكركم على هذا التوضيح
لكن هذه الروابط لا أستطيع الدخول عليها المتصفح يمنعني من الدخول عليها
يقول انها بها برنامج تضر بالجهاز
ـ[أبو سلمان العنزي]ــــــــ[02 Nov 2009, 06:56 م]ـ
هذه الصفحة التي منعني ايها المتصفح(/)
الإعجاز العددي في سورة النحل: إضافة جديدة
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[02 Nov 2009, 02:45 م]ـ
الإعجاز العددي في سورة النحل (السورة رقم 16 المؤلفة من 128 آية) من المواضيع المميزة لمركز نون وقد سبق طرحه هنا في الملتقى. فيما يلي إضافات جديدة لظاهلرة الإعجاز في سورة النحل:
الإضافات الجديدة:
1 - عدد الآيات التي ورد في كل منها لفظ الجلالة (الله) في سورة النحل هو 64 آية , أي نصف عدد آيات السورة. وهذا العدد من مضاعفات الرقم 16 فهو يساوي 4 × 16. وهذا يعني أن عدد الآيات التي لم يرد في أي منها لفظ الجلالة هو 64.
2 - عدد الآيات التي ورد لفظ الجلالة (الله) في كل منها مرتين هو 16 آية , نتيجة منسجمة تماما مع العدد 16 العدد المحوري في إعجاز السورة. وهي ذوات الأرقام:
18/ 36/38/ 48/70/ 71/72/ 74/75/ 77/95/ 104/106/ 114/115/ 116/
نلاحظ أن آخر هذه الآيات هي الآية رقم 116 (16 + 100).
المفاجأة هنا: إن مجموع أرقام الآيات الـ 13 الأولى والتي آخرها الآية رقم 106 حيث يلاحظ رقمي العدد 16 .. هو 884. (ربط الظاهرة الملاحظة في العددين 116 و 106 تعني: اهتمام القرآن بأدق التفاصيل وأخفاها)
وهذه النتيجة متوافقة تماما مع الاكتشافات السابقة لمركز نون:
(عدد كلمات الآية 68 هو 13 كلمة، وإذا ضربنا رقم الآية بعدد كلماتها يكون الناتج:
68 × 13 = 884 وتكون المفاجأة هنا عندما نعلم أنّ ترتيب كلمة النحل في سورة النحل هو 884)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[02 Nov 2009, 03:49 م]ـ
الأخ الكريم عبدالله،
ليس كل ملاحظة عددية تُنشر، لأن ذلك يسيء إلى فكرة الإعجاز العددي. وإليك ملاحظاتي على ما قدمته من ملاحظات تتعلق بسورة النحل:
1. لا مسوغ لأخذ أرقام الآيات التي ورد فيها لفظ الجلالة مرتين وترك الآيات التي ورد فيها لفظ الجلالة مرة أو أكثر.
2. لو سلمنا بذلك فلماذا توقفت عند الآية 106 أما قولك إن ذلك لأن العدد 106 يلاحظ فيه العدد 16 فغير مقبول.
3. كذلك لا يقبل القول إن 116 هو 100+ 16 لأن هذا الرقم لا علاقة له بالعدد 16 إلا من جهة الزيادة على الـ 100
فرجائي لك أن تقتصر على الملاحظات ذات الدلالة القوية والمنطقية.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[03 Nov 2009, 11:51 ص]ـ
الأخ الكريم عبدالله،
ليس كل ملاحظة عددية تُنشر، لأن ذلك يسيء إلى فكرة الإعجاز العددي. وإليك ملاحظاتي على ما قدمته من ملاحظات تتعلق بسورة النحل:
1. لا مسوغ لأخذ أرقام الآيات التي ورد فيها لفظ الجلالة مرتين وترك الآيات التي ورد فيها لفظ الجلالة مرة أو أكثر.
2. لو سلمنا بذلك فلماذا توقفت عند الآية 106 أما قولك إن ذلك لأن العدد 106 يلاحظ فيه العدد 16 فغير مقبول.
3. كذلك لا يقبل القول إن 116 هو 100+ 16 لأن هذا الرقم لا علاقة له بالعدد 16 إلا من جهة الزيادة على الـ 100
فرجائي لك أن تقتصر على الملاحظات ذات الدلالة القوية والمنطقية.
1 - عدد الآيات التي ورد في كل منها لفظ الجلالة (الله) في سورة النحل هو 64 آية , أي نصف عدد آيات السورة. وهذا العدد من مضاعفات الرقم 16 فهو يساوي 4 × 16. وهذا يعني أن عدد الآيات التي لم يرد في أي منها لفظ الجلالة هو 64.
أليست هذه الملاحظة منطقية , ومنسجمة مع رقم السورة الذي هو 16 , وعدد آياتها الذي هو من مضاعفات الرقم 16؟ ..
2 - عدد كلمات الآية رقم 68 هو 13 .. وعدد الآيات التي رقم كل منها 68 من بداية المصحف هو 13 ومجموعها 844. فلماذا لا يكون منطقيا أن عدد الآيات التي ورد فيها لفظ الجلالة مرتين هو 16 مماثلا لرقم السورة؟. وأن يكون مجموع أرقام ترتيب أول 13 آية 844 , مماثلا لمجموع أرقام أول 13 آية في ترتيب القرآن رقم كل منها 68؟ (لهذا السبب أخذنا أول 13 آية , والأبعد أن العددين 13 و 16 هما من بين الأعداد المتلازمة في الترتيب القرآني).
3 - عدد حروف الآية 128 هو 32 عدد من مضاعفات الرقم 16 ..
عدد مرات ورود لفظ الجلالة في سورة النحل من بداية السورة وحتى الآية رقم 68 هو 32 أيضا .. أليس هذا منطقيا؟
4 - عدد الآيات التي ورد فيها لفظ الجلالة مرة وثلاث مرات هو 48 آية (3 × 16) ومجموع أرقام ترتيبها 3264 .. عدد من مضاعفات الأرقام 16 و 32 و 64 .. أليس هذا منطقيا؟
وعلى أي حال , لك أن ترفض ما لا تراه مناسبا .. فمازال في الموضوع ما يقال.
مع خالص الود والاحترام(/)
الفرق بين الظن المراد به اليقين وبين اليقين
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[03 Nov 2009, 10:09 ص]ـ
كثيرا ما يستعمل لفظ الظن في كتاب الله ويكون المراد به اليقين،
ولكن بين الظن بمعنى اليقين وبين اليقين فرق دقيق
وقد جلاه ابن عطية رحمه الله فقال في بيانه لقوله تعالى (وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا)
وأطلق الناس أن الظن هنا بمعنى اليقين، ولو قال بدل {ظنوا} وأيقنوا لكان الكلام متسقاً، على مبالغة فيه،
ولكن العبارة بالظن لا تجيء أبداً في موضع يقين تام قد ناله الحس، بل أعظم درجاته أن يجيء في موضع علم متحقق، لكنه لم يقع ذلك المظنون،
وإلا، فما يقع ويحس، لا يكاد توجد في كلام العرب العبارة عنه بالظن وتأمل هذه الآية، وتأمل قول دريد:فقلت لهم ظنوا بألفي مدجج. اهـ. تفسير ابن عطية الآية: 53 من سورة الكهف
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[03 Nov 2009, 10:51 ص]ـ
كثيرا ما يستعمل لفظ الظن في كتاب الله ويكون المراد به اليقين،
ولكن بين الظن بمعنى اليقين وبين اليقين فرق دقيق
وقد جلاه ابن عطية رحمه الله فقال في بيانه لقوله تعالى (وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا)
وأطلق الناس أن الظن هنا بمعنى اليقين، ولو قال بدل {ظنوا} وأيقنوا لكان الكلام متسقاً، على مبالغة فيه،
ولكن العبارة بالظن لا تجيء أبداً في موضع يقين تام قد ناله الحس، بل أعظم درجاته أن يجيء في موضع علم متحقق، لكنه لم يقع ذلك المظنون،
وإلا، فما يقع ويحس، لا يكاد توجد في كلام العرب العبارة عنه بالظن وتأمل هذه الآية، وتأمل قول دريد:فقلت لهم ظنوا بألفي مدجج. اهـ. تفسير ابن عطية الآية: 53 من سورة الكهف
كلام وجيه يشهد لوجاهته بعض مواضع ظن في القرآن:
" وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ"
"جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ"
"حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا"
ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[03 Nov 2009, 11:23 ص]ـ
الحمد لله وحده والصلا على من لا نبي بعده
وبعد،،،
الظن واليقين ضدان لا يجتمعان، اليقين له درجات ثلاث علم اليقين وحق اليقين وعين اليقين، أما الظن لا يغني من الحق شيئا،
أما قول المفسرين أن الظن في بعض الآيات بمعنى اليقين فله توجيهه الذي لا بد منه، اليقين يكون في تحقق وقوع الوعيد المذكور، أما الظن في عدم معرفة وقت وقوعه بالضبط، والآية التي معنا تدل على ذلك،
(ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مصرفا)
قد رأى هؤلاء المجرمون النار عين اليقين وبمرورهم عليها يتوقعون الوقوع فيها كل خطوة يمشونها، لكن لا يعلمون هل في الخطوة القادمة أما في التي تليها يكون وقوعهم، وهذا له دلالات عدة،
1 - يعكش الحالة النفسية التي يكون عليها المجرمون، من قلق وعدم ارتياح.
2 - تعذيبا لهم وتنكيلا بهم كما كانوا يسومون أهل الحق ألوان النكال قبل إيقاع العذاب بهم في الدنيا.
3 - ظنهم الوقوع في النار فيه ولو جزؤ من واحد بالمئة طمع في النجاة منها، حتى إذا وقعوا بغتة تبددت كل آمالهم في النجاةز
والله الهادي إلى سبيل الرشاد
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[03 Nov 2009, 02:01 م]ـ
قال تعالى:
(وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46)) سورة البقرة
يقول بن عاشور:
"وقد وصف تعالى الخاشعين بأنهم الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون وهي صلة لها مزيد اتصال بمعنى الخشوع ففيها معنى التفسير للخاشعين ومعنى بيان منشأ خشوعهم، فدل على أن المراد من الظن هنا الاعتقاد الجازم وإطلاق الظن في كلام العرب على معنى اليقين كثير جداً، قال أوس بن حجر يصف صياداً رمى حمار وحش بسهم:
فأرسله مستيقن الظن أنه ... مخالطُ ما بين الشرا سيف جائف.
وقال دريد بن الصمة:
(يُتْبَعُ)
(/)
فقلت لهم ظُنُّوا بأَلْفَيْ مُدَجَّج ... سراتهم بالفارسي المسرج
فهو مشترك بين الاعتقاد الجازم وبين الاعتقاد الراجح.
وقال دريد بن الصمة:
فقلت لهم ظُنُّوا بأَلْفَيْ مُدَجَّج ... سراتهم بالفارسي المسرج
فهو مشترك بين الاعتقاد الجازم وبين الاعتقاد الراجح."
وقال تعالى:
(قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) سورة البقرة (249)
قال الزمخشري في الكشاف:
" {قَالَ الذين يَظُنُّونَ} يعني الخُلّص منهم الذين نصبوا بين أعينهم لقاه الله وأيقنوه. أو الذين تيقنوا أنهم يستشهدون عما قريب ويلقون الله، والمؤمنون مختلفون في قوة اليقين ونصوع البصيرة."
فيظنون في الآيتين السابقتين بمعنى يعتقدون ويستيقنون ملاقاة الله وإن لم تحدث بعد.
ويسند القول أن الظن هنا هو بمعنى الاعتقاد الجازم أو اليقين قول الله تعالى:
(وبالآخرة هُمْ يُوقِنُونَ) (البقرة: 4)
ومن مواضع مجيء الظن بمعنى الاعتقاد الجازم قول الله تعالى:
(وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ) سورة القيامة (28)
فهنا هو متيقن الفراق لأن أسبابه أو أماراته أصبحت يقيناً مع أنه لم يحصل بعد.
ومن مجيء الظن بمعنى اليقين:
قول الله تعالى:
(وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) سورة التوبة (118)
ومثله قول الله تعالى:
(إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آَذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ (47) وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (48)) سورة فصلت
ولا يمكن حمل الظن في الآيتين على غير اليقين.
ومن مجيء الظن بمعنى اليقين:
قول الله تعالى:
(وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) سور الأعراف (171)
(هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) سورة يونس (22)
(وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا) سورة الكهف (53)
والظن في الآيات هو أن أسباب الهلاك متيقنة وإن لم يقع الهلاك نفسه.
والله أعلى وأعلم
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[03 Nov 2009, 02:32 م]ـ
الأخوة الكرام،
1. لا يأتي الظن بمعنى اليقين، وإنما ذهبت الجماهير إلى هذا القول بعد أن فهموا الآيات الكريمة على غير وجهها.
2. "الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ": وهذا يعني أن النجاة يوم القيامة لا تكون لأهل اليقين فقط، بل تشمل الذين سلكوا بغلبة الظن.
3. "قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ ": لم يكونوا قد استيقنوا الشهادة.
4. " وظن أنه الفراق": يبقى للإنسان أمل في الحياة حتى آخر رمق.
5. "وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ": يبقى الإنسان متعلقاً بعفو الله ورحمته ويرجو النجاة حتى يواقع النار، وحتى عند مواقعتها يبقى طالباً للخروج متعلقاً برحمة الله.
6. "وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ ": لاستشعارهم عظيم ما وقعوا فيه لم يستيقنوا أن تشملهم رحمة الله. والملجأ يقي من الخطر.
(يُتْبَعُ)
(/)
7. "وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ ": نعم لم يستيقنوا الهلاك ومن هنا كان الدعاء.
وطالما أنه يمكن فهم الآيات فهماً صحيحاً فلماذا نصرف الألفاظ عن ظاهرها؟!!
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[03 Nov 2009, 03:19 م]ـ
الأخوة الكرام،
1. لا يأتي الظن بمعنى اليقين، وإنما ذهبت الجماهير إلى هذا القول بعد أن فهموا الآيات الكريمة على غير وجهها.!!
أخي الكريم أبا عمرو
أليس في قولك هذا مبالغة!!؟
هل جماهير المفسرين فهموا الآيات على غير وجهها؟
2. "الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ": وهذا يعني أن النجاة يوم القيامة لا تكون لأهل اليقين فقط، بل تشمل الذين سلكوا بغلبة الظن.
لقد ربط الله النجاة والفلاح باليقين أخي الكريم قال تعالى:
(وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)) سور البقرة
أما المتشككون فلاحظ لهم في النجاة كما قال الله تعالى عنهم:
(وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آَيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْمًا مُجْرِمِينَ (31) وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ (32)) سورة
واليقين بأمور بالغيب ومنه لقاء الله لا بد منه للنجاة وتأمل قول الله تعالى:
(اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ) سورة الرعد (2)
فمسألة غلبة الظن غير وارده.
3. "قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ ": لم يكونوا قد استيقنوا الشهادة .. !!
استيقان الشهادة لا علاقة له بموضوع الايمان بلقاء الله، الاعتقاد بلقاء الله يجب أن يكون مستقرا في نفس المؤمن مات شهيدا في ساحة القتال أو مات على فراشه.
4. " وظن أنه الفراق": يبقى للإنسان أمل في الحياة حتى آخر رمق .. !!
الأمل في النجاة لا ينافي اليقين من تحقق أسباب الهلاك، كيف وقد بلغت التراقي!
5. "وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ": يبقى الإنسان متعلقاً بعفو الله ورحمته ويرجو النجاة حتى يواقع النار، وحتى عند مواقعتها يبقى طالباً للخروج متعلقاً برحمة الله.
وهذه أيضا لا تنافي أن اليقين هنا أنه ليس هناك محيص ولا مفر.
6. "وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ ": لاستشعارهم عظيم ما وقعوا فيه لم يستيقنوا أن تشملهم رحمة الله. والملجأ يقي من الخطر ..
أخي الكريم
الآية تدل على عكس ما ذكرت، بل إن هم تحققوا أن لا مخرج لهم من هذا المازق الذي وقعوا فيه إلا أن يشملهم الله برحمته ويتوب عليهم فتنفرج أزمتهم لا سيما أنهم استسلموا لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم باعتزال الناس لهم ولم يدفعهم هذا إلى الخروج عن جماعة المسلمين وموقف كعب رضي الله عنه واضح في ذلك.
7. "وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ ": نعم لم يستيقنوا الهلاك ومن هنا كان الدعاء.!!
أخي الكريم المتيقن هنا وجود أسباب الهلاك ومقدماته وانعدام أسباب النجاة ولهذا كان الدعاء.
وعليه فلا أظن أن جمهور المفسرين لم يفهموا المعنى الصحيح ولم يخرجوا بالألفاظ عن ظاهرها.
والله أعلى وأعلم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Nov 2009, 05:10 م]ـ
أشكر كل من أفاد وشارك.
لعل المخرج في معنى الظن هو أن الظن درجات. فأدناه يقارب الشك وليس هو به وأعلاه يقارب اليقين وليس هو به. ويبقى باب التأمل في سبب التعبير بالظن في كل المواضع مفتوحاً، وقد اطلعتُ على كلام جيد في هذا الموضوع في مواضع كثيرة ليست بين يدي الآن، ولعلي أجدها وأنقلها فهذا من المواضع التي تعاورتها أقلام المفسرين واللغويين على مدى قرون.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[03 Nov 2009, 05:22 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
السلام عليكم اخوانى الكرام
تأملت فى الآيات التى ورد فيها (الظن) والتى ذكرها أخى حجازى الهوى معلقا عليها، ثم أخى البيراوى معقبا عليه وما تبع ذلك من تعليقات
وبشىء من التفكير وجدت ما أحسبه حلا لهذا الاشكال:
ألم تلحظوا اخوانى الكرام أن الظن فى الآيات المذكورة قد جاء مصاحبا لمواقف عصيبة ومقترنا بانفعالات نفسية وحالات شعورية يمكن وصفها بأنها نتاج مواقف الأزمات، فقد جاء الظن فى تلك الآيات فى معرض الوصف للمواقف التالية:
1 - موقف القتال ومواجهة الأعداء، وغنى عن القول أنه موقف عصيب للغاية حتى أن القرآن قد صرح بأن القتال هو أمر تكرهه النفس البشرية المحبة للحياة بطبيعتها وفطرتها
2 - موقف الاحتضار ومفارقة الحياة، وهو كسابقه تماما
3 - موقف مواقعة عذاب جهنم فى الآخرة، أعاذنا الله منها واياكم
4 - موقف التهديد بالهلاك ممثلا فى نتق الجبل فوق رؤوس بنى اسرائيل
5 - موقف مواجهة الهلاك المحقق فى البحر ممثلا فيمن أحيط بهم وقد جاءتهم ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان
6 - موقف الاحباط الشديد والشعور بالعجز التام ممثلا فى الثلاثة الذين خلفوا حتى أن الأرض على سعتها البالغة قد ضاقت عليهم
والسؤال الآن:
أفلا يدلنا كل هذا على أن استعمال القرآن للظن يغلب عليه مصاحبته للانفعالات الحادة والمشاعر الطاغية؟
أو بعبارة أخرى يمكن القول: ان الظن فى القرآن الكريم يقترن - فى الغالب - بالمواقف العملية، ويكون فيه عنصر المفاجأة بدرجة ملحوظة، فى حين أن (اليقين) يتسم بالرصانة والهدؤ والتفكير العقلانى المتأنى ويعبر عن المعرفة العقلية المحضة (التى بدون انفعالات)
وكأن الظن بهذا المعنى يلتقى مع مفهوم (الحدس الوجدانى) الذى يقابل (الحدس العقلى) فى الفلسفات المعاصرة وأبرزها فلسفة الفيلسوف الألمانى ادموند هوسيرل المسماة بالظاهريات، وفلسفة الفرنسى هنرى برجسون التى تبحث فى الحدس الانسانى، ويمكن أن نضيف اليهما كذلك الألمانى كارل ياسبرز بحديثه عما أسماه (المواقف الحدية)
ومعذرة على استشهادى بالفلسفة فى موضوع يخص القرآن، ولكن الحكمة هى ضالة المؤمن أينما كانت، كما أن مفاهيم من قبيل: الظن واليقين انما تنتمى الى مبحث فلسفى كبير يسمى بالابستمولوجى أو مبحث المعرفة البشرية وحدودها وكيفياتها
هذا والله تعالى هو أعلى وأعلم
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[03 Nov 2009, 07:24 م]ـ
جزى الله المشاركين خيرا وبارك فيهم
وكلام شيخنا عبد الرحمن الشهري كلام محرَّر إذ قال (الظن درجات، فأدناه يقارب الشك وليس هو به وأعلاه يقارب اليقين وليس هو به)
ولو تأمل الفضلاء المشاركون كلام الإمام القاضي الفقيه المفسر ابن عطية الأندلسي لظهرت لهم وجاهته ظهورا لا يحتاج إلى تفصيلات وتشريحات.
ولا أدري لماذا صارت جل مواضيع الملتقى يدخلها كثير من الجدل الذي ربما في كثير من الأحيان يشتت القارئ ويصرفه عن الموضوع الأصلي فيخرج خالي الوفاض فلا هو انتفع بأصل الموضوع ولا بالمشاركات حوله
وما أسهل أن يكتب الإنسان مقالا أو يدبج ردا أو ينتقد قولا لكن ما أصعب أن يقدح زناد فكره في فهم أقوال العلماء، ويغوص بكليات عقله في عمق آراءهم، واستخراج ما أكنته صدورهم ولم تبرزه كلماتهم، وهذه خصلة قد شاعت في زماننا فتجد بعضهم يسارع إلى تخطئة القول بمجرد قراءته، ويبطله بعد ثوان من مطالعته ويعتد برأيه المحدث، ويبطل به فهم قرون سبقت، وأمم خلت. وإنا لله وإنا إليه راجعون
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[03 Nov 2009, 11:55 م]ـ
الأخوة الكرام،
1. كلام الشيخ الشهري في محله، بارك الله فيه.
2. إذا فسرنا القرآن بالقرآن، أو بالسنة، أو باللغة، أدركنا أن ظنّ لا تأتي بمعنى استيقن. وهناك ملابسات وتصورات عقدية حملت العلماء على الذهاب إلى القول إن الظن قد يأتي بمعنى اليقين، وقد رددنا هذا بما جاء به علماء أجلاء، ولأن العربي لا يطيق أن يجمع بين الظن واليقين، ولا يُحمد التقليد في كل شيء.
3. الله أرحم بعباده فلا، يطالبهم بما لا يطيقون، بل يقبل منهم أن يستسلموا له وإن لم يبلغوا درجة اليقين، بل إن اليقين هو ثمرة العمل الصالح. وقد نزلت الرسالات لتصنع المؤمن الذي يبلغ درجة اليقين:" ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين .... يوقنون"، فالقين يأتي أخيراً وليس أولاً.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[05 Nov 2009, 09:59 م]ـ
وقال ابن عطية في تفسير قوله تعالى
الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ
والظن في كلام العرب قاعدته الشك مع ميل إلى احد معتقديه، وقد يوقع الظن موقع اليقين في الأمور المتحققة، لكنه لا يوقع فيما قد خرج إلى الحس، لا تقول العرب في رجل مرئي حاضر أظن هذا إنساناً وإنما تجد الاستعمال فيما لم يخرج إلى الحس بعد، كهذه الآية، وكقوله تعالى: {فظنوا أنهم مواقعوها} [الكهف: 53] وكقول دريد بن الصمة: [الطويل]
فقلت لهم ظنوا بألفي مدجج ... سراتهُم بالفارسي المسرد(/)
سؤال عن كتب آيات الأحكام عند الحنابلة؟
ـ[الاترجة]ــــــــ[03 Nov 2009, 01:56 م]ـ
السلام عليكم
ما هي كتب آيات الأحكام عند الحنابله غير أحكام القران لابي يعلى
هل يوجد غير؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Nov 2009, 06:25 م]ـ
التصنيف في آيات الأحكام على مذهب الحنابلة ليس كثيراً كبقية المذاهب، ومنها كما تفضلتم:
1 - أحكام القرآن: لأبي يعلى محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن الفراء الحنبلي المتوفى 458هـ. وهو مفقود حتى الآن حسب علمي.
2 - إحكامُ الرأي في أحكام الآي، لشمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن الصائغ الحنبلي ت776 هـ.
3 - أزهار الفلاة في آية قصر الصلاة لمرعي بن يوسف الكرمي المقدسي الحنبلي ت 1033هـ
وبعضهم يضيف كتاب الشيخ عبدالرحمن السعدي (تيسير الكريم المنان) باعتباره قد توسع في الكلام عن بعض الآيات المتعلقة بالأحكام العملية. ومثله الشيخ محمد بن عثيمين رحمهما الله، وإن لم يتقيدا بمذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله.
وقد حدثنا الدكتور سعود الفنيسان حفظه الله أنهم في قسم القرآن وعلومه شعروا بعدم وجود مؤلفات في تفسير آيات الأحكام على مذهب الحنابلة، فتبنوا مشروعاً لجميع آيات الأحكام من كتاب المغني لابن قدامة الحنبلي بعنوان (آيات الأحكام في المغني لابن قدامة)، ووزعوه على سبعة من الباحثين في مرحلة الدكتوراه، جمع فيها الباحثون أقوال ابن قدامة في آيات الأحكام من خلال كتاب المغني، ثم درسوها مع موازنتها ببقية كتب أحكام القرآن، وقد طبعت أولى هذه الرسائل فقط.
ـ[مهدي المشولي]ــــــــ[04 Nov 2009, 01:55 ص]ـ
سمعت الشيخ صالح آل الشيخ - حفظه الله - في شريط: الفرق بين كتب الفقه وكتب الحديث، ذَكَرَ أنَّ تفسير الشيخ عبد الرزاق الرسعني هو في تفسير آيات الأحكام عند الحنابلة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Nov 2009, 12:29 ص]ـ
سمعت الشيخ صالح آل الشيخ - حفظه الله - في شريط: الفرق بين كتب الفقه وكتب الحديث، ذَكَرَ أنَّ تفسير الشيخ عبد الرزاق الرسعني هو في تفسير آيات الأحكام عند الحنابلة.
سبق للشيخ عبدالقادر بن بدران الحنبلي المتوفى سنة 1346هـ أن ذكر تفسير الرسعني ووصفه بأنه أجل تفاسير الحنابلة وأنفعها. وذكر أنه تضمن كلاماً في الفروع الفقهية وليس تفسيراً خاصاً لآيات الأحكام. وذكر معه تفسير العليمي الحنبلي (فتح الرحمن)، وهو تفسير محقق في جامعة الإمام لم أطلع عليه ولا أعرف منهجه. وأذكر أن أخي عوض الناشري الشهري حقق شطراً منه في رسالته للماجستير.
وقد ذكر الدكتور بكر أبو زيد رحمه الله في كتابه المدخل المفصل إلى مذهب أحمد بن حنبل أنه لم ير للحنابلة كتاباً في تفسير آيات الأحكام سوى ما ذكر في مفتاح السعادة لطاش كبري زاده من تفسير الخرقي وأنه في تفسير آيات الأحكام، وكتاب أبي يعلى وهو مفقود.
كما ذكر الدكتور عبدالله التركي في (المذهب الحنبلي) كتاب أبي يعلى وقال: يبدو أنه لا يوجد للحنابلة في أحكام القرآن غير هذا الكتاب). وكذلك الدكتور سعود الفنيسان في كتابه (آثار الحنابلة في علوم القرآن) لم يذكر سواه.
ـ[الاترجة]ــــــــ[05 Nov 2009, 02:29 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء على هذه المعلومات ..
إحكامُ الرأي في أحكام الآي وازهار الفلاة هل موجودين في المكتبات؟
ـ[ناصر المطيري]ــــــــ[05 Nov 2009, 08:41 م]ـ
فتح الرحمن حسب ما اعلم انه على وشك الصدور على نفقة وزارة الاوقاف القطرية
اما آيات الاحكام في المغني فطبع منها من الآية 203 من سورة البقرة حتى نهاية آية 23 من سورة النساء في جلدين مكتبة التوبة
ـ[عوض احمد الشهري]ــــــــ[25 Apr 2010, 12:18 ص]ـ
كما ذكر شيخنا الدكتور عبدالرحمن الشهري أن التصنيف في آيات الأحكام عند الحنابلة قليل.
و فقد شرفتُ بتحقيق الجزء الأخير من كتاب (فتح الرحمن بتفسير القرآن) للإمام مُجير الدين العُليمي - رحمه الله - من أول تفسير سورة محمد إلى نهاية تفسير سورة الناس.
وأسأل من الله أن ييسرالوقت وأستطيع إفادة الإخوة والأخوات هنا بوضع نبذة مختصرة عن تفسير (فتح الرحمن بتفسير القرآن) ومنهج مؤلفه فيه ومميزاته وما أُخذَ عليه - رحمه الله - ولعله في القريب - إن شاء الله تعالى.(/)
مقاصد السور القرآنية، دروس للشيخ الخضيري
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[03 Nov 2009, 02:41 م]ـ
كما هو معلن على موقع البث المباشر،بإذن الله تعالى سيقام ابتداءً من اليوم درس أسبوعي في "مقاصد السور القرآنية " للشيخ: محمد بن عبد العزيز الخضيري، وذلك كل يوم ثلاثاء لمدة أربعة أسابيع، وذلك في الساعة الخامسة والنصف عصراً.
والدروس ستكون في جامع عثمان بن عفان، في حي الوادي بالرياض، وهي منقولة على البث المباشر.
ـ[طالبة القرآن وعلومه]ــــــــ[05 Nov 2009, 01:31 م]ـ
جزاكم الله خيرا
الدرس الأول:
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=69768
الدرس الثاني:
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=70063
ـ[أم إبراهيم]ــــــــ[06 Nov 2009, 12:31 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[10 Nov 2009, 07:32 ص]ـ
للتذكير اليوم إن شاء الله الدرس الثاني.(/)
هل من لفتة في هذا!!
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[04 Nov 2009, 03:38 ص]ـ
أحسن الله إليكم.
إن المتأمل في آيات سورة آل عمران وخصوصا ما كان الحديث فيه عن غزوة أحد
يجد كثيرا من الدروس والعبر التي تعين على الصبر والثبات
فهل من متفضل يجيب على سؤالي؟!
هل من علاقة بين هذه الآيات وبين حادثة موت محمد صلى الله عليه وسلم , وإستشهاد أبي بكر -رضي الله عنه- بها لتثبيت المؤمنين؟!
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[04 Nov 2009, 05:06 ص]ـ
استشهاد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، استدلال بالآية في موضوعها حيث قرأ قوله تعالى: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم) الآية .. والآية تتحدث عن إشاعة موت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد، فحكمها عامٌّ لتلك الواقعة ولما بعدها .. والله أعلم ..
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[04 Nov 2009, 07:01 ص]ـ
جزاك الله خيرا
لكن ألا ترى أن في أحداث غزوة أحد تمرين لهم على المصائب وتميهد لمصيبة أعظم وهي فقد محمد صلى الله عليه وسلم؟!
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[04 Nov 2009, 07:13 ص]ـ
نعم صحيح، وقد وقع ذلك حين أشيع مقتل النبي صلى الله عليه وسلم، فثبت بعض الصحابة وقال: قوموا فموتوا على ما مات عليه صلى الله عليه وسلم، فكان ذلك موقفاً بطولياً لعدد من الصحابة رضي الله عنهم، وامتدَّ أثر هذه الآية حتى وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فاستشهد بها أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه ...
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[04 Nov 2009, 07:22 ص]ـ
أحسن الله إليك
هذا ما أردت الوصول إليه , لتأكيد شيء وقع في نفسي.
وإن كان من مزيد فيا حبذا به.(/)
السعودية .. القرآن والتفسير مادة واحدة للمرحلة المتوسطة العام المقبل
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Nov 2009, 01:24 م]ـ
الإسلام اليوم/ صحف
كشف مصدر مطلع في وزارة التربية والتعليم بالمملكة النقاب عن أنّ المناهج الدراسية الشرعية شهدت تطويرًا كبيرًا من نوعه سيتم تعميمه في جميع المدارس العام الدراسي المقبل بدءًا من الحلقة الأولى التي تشمل الصفين الأول والرابع في المرحلة الابتدائية، إضافة للصفّ الأول المتوسط، وذلك ضمن المشروع الشامل لتطوير المناهج الدراسية.
وقال المصدر: إنه" تَمّ دمج مادتي القرآن الكريم والتفسير في مادة واحدة بالنسبة للمرحلة المتوسطة، والقرآن والتجويد في منهج واحد على أن تدرس بدءًا من الصف الرابع بدلاً عن الخامس، ودمج السيرة النبوية مع الحديث بالنسبة للابتدائية، نافيًا أن تكون هناك نية لدمج مواد أخرى في الوقت الحالي، بحسب صحيفة "عكاظ" السعودية.
وفي معرض ردّه على سؤال حول إضافة مواد أخرى للمناهج الشرعية قال: إنّ "اللجنة تعمل على تضمين ما يحتاجه الطالب من المستجدات ضمن المواد ولا تسعى إلى إفراد كل منها في كتاب مستقل لأنها تضع في اعتبارها عدم إكثار المواد عليهم".
وأضاف: "التطوير الحالي شمل الموضوعات والإخراج وطريقة التأليف وقد تَمّ تطبيقه للتجربة على مدى ثلاثة سنوات سابقة على عدد محدود من المدارس، وسيتم تعميمه على ثلاث حلقات، ففي السنة الأولى يتم تعميم المرحلة الأولى وفي السنة الثانية يتم تعميم المرحلة الثانية وفي السنة الثالثة يتم تعميم المرحلة الثالثة من المشروع.
ولفت إلى أنّه يجري حاليًا متابعة تدريس الكتب المطورة التجريبية؛ لأن التطوير سيبنى على نتائج التقويم، موضحًا أن التطوير يخدم جميع المدارس في التعليم العام بالإضافة إلى مدارس تحفيظ القرآن الكريم والتي شهدت هي الأخرى تطويرًا في منهج القراءات طبق منذ سنوات قليلة وأيضًا كتب التجويد للمرحلة الابتدائية والمتوسطة والتي سيتم تدريسها بدءا من العام بعد المقبل.
وأكّد المصدر ذاته أن اللجنة المكلفة بذلك قد راعت بشكل أساسي المستوى العمري للطلاب ومناسبة ما يدرس لهم حيث تَمّ ترحيل بعض المواضيع إلى الصفوف المتقدمة، مبينًا أنها تتلقى اقتراحات من كل من يرغب في تقديمها دون النظر إلى أية اعتبارات بشرط تحرير الفكرة والاعتدال في الطرح، لافتًا إلى أنّها راعت في التطوير حاجة الناس ومواكبة المواضيع للعصر وربط المناهج بها، كما أضافت مواضيع كثيرة لم تكن موجودة في السابق كالأسهم والسندات والبطاقات الائتمانية، وكذلك الإرهاب، وغيره من القضايا الفكرية التي دعت إليها المتغيرات الجديدة.
وقال المصدر: إن "اللجنة غيرت كثيرًا من العبارات التي تحمل دلالات قد تلبس على فهم الطالب وتقوده للفهم الخاطئ"، حيث تَمّ ربطها بضوابط وشروط توضح أحكامها، معللًا ذلك بأن الوقت الحالي يستدعي التغيير واختلاف المفاهيم والانفتاح على الآخر.
وراعت اللجنة في المناهج تكريس مفهوم الوسطية وتعزيز الأمن الفكري للطالب، مشيدًا باللجان الأخرى التي تسهم في بث الآراء لغرض التطوير وتنقيح الكتب مما يساء فهمه أو يلتبس على الطلاب، لافتًا إلى الاستفادة الكبيرة من الاستمارات الملحقة بأواخر المقررات ودورها في عملية التطوير الأخيرة، مبينًا أن اللجنة لا تحتكر الآراء أو تردها بل تأخذ بجميعها ما دام أنها أطروحات معتدلة، كما أنها تزور الطلاب في المناطق التعليمية لتسجيل ملاحظاتهم.
المصدر ( http://www.islamtoday.net/albasheer/artshow-12-122302.htm)
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[05 Nov 2009, 09:46 م]ـ
اول الغيث قطرة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ـ[د. عبدالرحمن اليوسف]ــــــــ[06 Nov 2009, 08:45 ص]ـ
وأول الحب نظرة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[التواقة]ــــــــ[06 Nov 2009, 08:13 م]ـ
بل هو أول السهم!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ولا يخفى عليكم أيها المشايخ مدى الإهمال الموجود في مدارس التربية والتعليم
بحصة القرآن واستمعوا إلى تلاوة طلابنا في تلك المدارس لتعاينوا حقيقة ما أقول.
جزى الله خيرا من يوصل هذه الرسالة إلى تلكم الوزارة:
إن التميز الموجود يتمثل في تلقين الطالب العقيدة السلفية وتعليمه اللغة العربية تعليماً يفوق الدول الأخرى المجاورة والذي يطور لا يلغي التميز.
أرجوكم انصرفوا وطوروا في مناهج العلوم التجريبية فهي بحق يرثى لها ويندى لها الجبين أما الحاسب فأضحوكة على ذقون الطلاب.
ـ[البهوتي]ــــــــ[06 Nov 2009, 10:00 م]ـ
ما الهدف هل فهم الطلاب للقران!!!
ما الفائدة ان لم يحسن التلاوة!!!(/)
الإعجاز والإنشائيون للكاتب الفاضل محمد الصوياني
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[05 Nov 2009, 01:47 م]ـ
احتفاء المسلمين بحقائق الإعجاز العلمي - في نظر د. محمد الجابري - نوع من الفرح بمناكفة الغرب، إنه يعتقد أن الهدف منه هو أن نقول لهم: إن ما اكتشفتموه موجود عندنا منذ ألف وأربعمائة عام في القرآن والسنة فقط. الجابري بمقولته هذه ينسى أنه لافرق بين هذا الهدف السطحي وبين ما يمقته الإسلام من أمور الجاهلية، أي مجرد الفخر بالماضي أي ماض، بينما الأمر عكس ما يقوله هذا المفكر.
فمن المعلوم أن من أركان الإيمان بعد الإيمان بالله: الإيمان بالرسل والملائكة والبعث و ... وهذه الأمور، أمور خبرية، أي أنها وصلتنا عن طريق الخبر، حتى أيام النبي صلى الله عليه وسلم كانت خبرية، يعني أن الدليل عليها هو صحة الخبر، وصدق ناقل الخبر، ولذا كانت أبرز صفاته عليه السلام (الأمين) ثم جاءت المعجزات لتؤكد مصداقيته، ومن أجل الحفاظ على ذلك المستوى من المصداقية، بذل نقاد علم الجرح والتعديل جهوداً مضنية حول نقل الحديث ونقده نصاً وسنداً، وهي جهود لاتعرفها أي أمة في نقل ونقد نصوصها. حيث وضع أولئك العلماء نقاط تفتيش بالغة الدقة لأي حديث، وأهمها: صدق الراوي، وعدالته، وقوة حفظه، وعدم تعرضه للخرف، والاتصال التاريخي بأستاذه وتلميذه في كل حلقات السلسلة إلى النبي عليه السلام، ثم وضعوا شروطاً عقلية دقيقة على النص نفسه، منها (عدم وجود العلة كالشذوذ والاضطراب والنكارة وغيرها) وعلم الجرح والتعديل علم ربما يُعد المتخصصون الممارسون له على أصابع اليدين، ويندر وجودهم حتى بين من يسمون كبار العلماء. هذه الشروط وهذه الدقة أوصلتنا إلى القدرة على فرز الضعيف والمكذوب، أما القرآن فدقته لاتوصف، لدرجة أنه الكتاب الوحيد في الدنيا حتى اليوم الذي له علم خاص بطريقة تلاوته ومخارج حروفه (التجويد)، بينما تكتفي الأمم الأخرى بترجمات مجهولة وغير موثوقة لكتبها المقدسة نظرا لضياع الأصل. وفي القرنين العشرين والحادي والعشرين تعزز هذا الإيمان بالوصول إلى حقائق علمية ربما أشار إليها القرآن في جزء لا يتجزأ من آية تتحدث عن البعث والجنة والنار، أو أركان الإيمان في هذه السورة أو تلك، مما جعل أساتذة غربيين وشرقيين بارزين في علوم تجريبية يسلمون بصحته، ثم يعتنقون الإسلام ويؤمنون بالله واليوم الآخر، وهم الذين كفروا قبل ذلك بكتبهم المقدسة، ورفض بعضهم الإيمان إلا بما رأوه ورصدته أجهزتهم، وبعد إسلامهم ألفوا كتبا علمية حول اكتشافاتهم، فمثلا: قام البروفيسور (أ. مارشال جونسون) كلية جيفرسون الطبية. فيلادلفيا. بتقديم رسالته العلمية (وصف التخلق البشري في القرآن، مرحلة النطفة) والبروفيسور (ت. ف.ن. برسود) جامعة مانيتوبا ويننج مانيتوبا بتأليف رسالته: (توافق المعلومات الجنينية مع ما ورد في الآيات القرآنية) والطبيب الفرنسي الشهير موريس بوكاي كتابه العلمي (التوراة والإنجيل والقرآن والعلم الحديث) وغيرهم. أليس من الهراء بعد هذا أن يأتي كاتب إنشائي لم يجر تجربة واحدة في حياته فيرفض تلك النتائج؟ أليس من الغباء أن يرفض كاتب إنشائي بحوثا تجريبية أسقطت الكنيسة وشيدت الحداثة، لأن نتائجها صدمته بتصديقها لخبر القرآن والسنة؟!! هذا هو سر الابتهاج بالإعجاز: المزيد من المصداقية للإجابات الكبرى حول النبوة ومصير الإنسان بعد موته، موثقة من قبل العلم التجريبي الحديث اليقيني النتائج (لا أتحدث عن النظريات) .. الاحتفاء بالإعجاز العلمي، ليس لكي نردد تلك الكلمة الصبيانية الساذجة: (هذه معلومة مذكورة عندنا قبل 1400 عام)، ولكنه احتفاء كاحتفاء إبراهيم عليه السلام برؤية الطير يرفرف، بعدما عبر عن لهفه الزائد على الإيمان بكلمة واحدة: (ليطمئن قلبي)
المصدر: جريدة الرياض. ( http://www.alriyadh.com/2009/10/30/article470267.html)
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[05 Nov 2009, 01:49 م]ـ
لاحظت في الملتقى كثرة الموضوعات حول الإعجاز العلمي تأييداً أو معارضة. وأنا أحب مثل هذه الموضوعات وأرغب في معرفة رأي أهل الاختصاص فيها. فأحببت نقل بعض المقالات التي نشرت حول الموضوع بغض النظر عن موقفها من الإعجاز أو موقفي منها.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[05 Nov 2009, 04:24 م]ـ
نقل موفق يا أخ فهد
(يُتْبَعُ)
(/)
وكلام الصوياني كلام صحيح ومباشر وإني لأعجب من بعض الأشخاص الذين دائما يناطحون الحقائق.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[05 Nov 2009, 05:38 م]ـ
بارك الله فيكم كلام جميل
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[11 Nov 2009, 09:05 م]ـ
وفي القرنين العشرين والحادي والعشرين تعزز هذا الإيمان بالوصول إلى حقائق علمية ربما أشار إليها القرآن في جزء لا يتجزأ من آية تتحدث عن البعث والجنة والنار، أو أركان الإيمان في هذه السورة أو تلك، مما جعل أساتذة غربيين وشرقيين بارزين في علوم تجريبية يسلمون بصحته، ثم يعتنقون الإسلام ويؤمنون بالله واليوم الآخر، وهم الذين كفروا قبل ذلك بكتبهم المقدسة، ورفض بعضهم الإيمان إلا بما رأوه ورصدته أجهزتهم، وبعد إسلامهم ألفوا كتبا علمية حول اكتشافاتهم، فمثلا: قام البروفيسور (أ. مارشال جونسون) كلية جيفرسون الطبية. فيلادلفيا. بتقديم رسالته العلمية (وصف التخلق البشري في القرآن، مرحلة النطفة) والبروفيسور (ت. ف.ن. برسود) جامعة مانيتوبا ويننج مانيتوبا بتأليف رسالته: (توافق المعلومات الجنينية مع ما ورد في الآيات القرآنية) والطبيب الفرنسي الشهير موريس بوكاي كتابه العلمي (التوراة والإنجيل والقرآن والعلم الحديث) وغيرهم. أليس من الهراء بعد هذا أن يأتي كاتب إنشائي لم يجر تجربة واحدة في حياته فيرفض تلك النتائج؟ أليس من الغباء أن يرفض كاتب إنشائي بحوثا تجريبية أسقطت الكنيسة وشيدت الحداثة، لأن نتائجها صدمته بتصديقها لخبر القرآن والسنة؟!! هذا هو سر الابتهاج بالإعجاز: المزيد من المصداقية للإجابات الكبرى حول النبوة ومصير الإنسان بعد موته، موثقة من قبل العلم التجريبي الحديث اليقيني النتائج (لا أتحدث عن النظريات) .. الاحتفاء بالإعجاز العلمي، ليس لكي نردد تلك الكلمة الصبيانية الساذجة: (هذه معلومة مذكورة عندنا قبل 1400 عام)، ولكنه احتفاء كاحتفاء إبراهيم عليه السلام برؤية الطير يرفرف، بعدما عبر عن لهفه الزائد على الإيمان بكلمة واحدة: (ليطمئن قلبي). [/ url]
ما أجمل هذا الكلام، وحبذا لو يطالعه معارضو الإعجاز بتمعن ودون تعصب.
وجزاك الله خيرا على هذا النقل الرائع.(/)
الإعجاز العلمي والانهزام المعرفي للكاتب خالد عبدالله المشوح
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[05 Nov 2009, 01:51 م]ـ
يشكل الإعجاز العلمي في القرآن الكريم أحد العلوم الحاضرة التي يبذل عليها المسلمون اليوم مالاً وجهداً كبيرين من خلال إنشاء الهيئات الخاصة بهذا المجال وتنظيم المؤتمرات وعقد الندوات وتفريغ الباحثين والعلماء.
الإشكالية ليست هنا وإنما في القيمة العلمية المضافة للقرآن الكريم من خلال هذه القراءات الإعجازية التي يوافقني الكثير على أن جزءا ليس بالقليل منها مُتكلف بشكل غير مبرر! إن الانبهار بالحضارة المادية الغربية غير المعلن هو الذي قاد إلى تبني هذه الهيئات والصرف ببذخ عليها في محاولة غير مدروسة لإثبات دعم القرآن للعلم أو حتى قدرة الوحي على التنبؤ بالاكتشافات العلمية، كما أن الاهتمام بهذا النوع من العلوم هو محاولة لسد النقص في حياة المسلمين والناتج عن التخلف العلمي والبحثي الذي جعل العالم الإسلامي في ذيل الدول التي تصرف على المعرفة!
قبل فترة اطلعت على كلام للفيلسوف التونسي أبي يعرب المرزوقي بعثه لي أحد الزملاء، حول أثر الإعجاز العلمي على القرآن وهي نظرة قاسية بعض الشيء لكن فيها الكثير من الحقيقة التي ينبغي التوقف عندها حتى لا تكون نتيجتها عكسية مع الامتداد الزمني والتطور العلمي.
يقول أبو يعرب في رده على الإعجازيين: وحتى الرد على كلام بعض الدجالين في الإعجاز العلمي لا يبرره لأن هؤلاء الدجالين يفصلون بين العلم والدين ويريدون تأييد الدين بالعلم: وهم يتصورون أنفسهم رافعين من شأن القرآن عندما يزعمون له الإعجاز العلمي ولا يدرون أنهم يحطون من الحقيقة الدينية إذ يجعلونها تاريخية كما هو جوهر الحقيقة العلمية.
إن الإصرار على تطبيق حقائق علمية (اليوم) على أنها إعجاز قرآني يقود بلا شك إلى إنكارها بعد فترة لأن الحقيقة العلمية ليست دائمة ومقدسة وإنما متطورة بقدر ما وصل إليه التطور العلمي ما يعني أنها ربما بعد مئة عام تصبح هذه الحقائق من الغرائب العلمية التي يُتندر بها! وهو الأمر الذي سيجعل كثيرا من المسلمين يدافع عنها بدافع ارتباطها بالإعجاز العلمي للقرآن وبنظرة مستقبلية يقودنا الأمر إلى أن الإعجاز سيجلب على المسلمين مستقبلا إحراجات كبيرة تفوق فوائدها اليوم.
المبهورون بالإعجاز العلمي اليوم ينظرون إلى تأثيره الحالي متناسين أن القرآن ليس واقعا تاريخيا أو متجددا علميا وإنما كتابا مقدسا دائما. صحيح أن بعض من الغربيين بهرهم الإعجاز العلمي وقادهم إلى البحث عن الإسلام وبعد قراءتهم القرآن أسلموا لكن هذا ليس مبرراً أن نُدخل كتاب الله بعد مائة عام إلى البحث العلمي والتاريخي في حال ربط نظريات علمية به يتم تجاوزها معرفيا؟
لذا فإن القرآن يملك من الإعجاز ما يغني عن هذه التكلفات وحسبنا أنه كلام الله ومصدر تشريع الإسلام الأول لذا فلسنا بحاجة إلى ربط اكتشافات علمية غير قطعية به وإنما هي نتيجة نظريات فردية أو حتى جمعية فإذا صدقت اليوم فليس بالضرورة أن تصدق غدا فالقرآن في النهاية حقيقة دينية إلهية مطلقة غير قابلة للتاريخية كما هو حال الحقائق العلمية. عليه فإن المبالغة في تطويع نصوص القرآن والسنة إلى قراءات تجريبية ونظريات علمية لا يؤثر على تلك النظريات وحسب بل يؤثر على أجيال يمكن أن تشهد ما يمكن أن نسميه استماتة في دعم النص الإلهي بنظرية بشرية يمكن أن تتلاشى في يوم من الأيام.
المصدر: جريدة الوطن السعودية. ( http://www.alwatan.com.sa/NEWS/writerdetail.asp?issueno=3318&id=15467&Rname=35)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[05 Nov 2009, 03:40 م]ـ
الأخوة الكرام،
1. العلم يسعى إلى الحقيقة العلمية في سُلّم صاعد حتى يصلها، أما الدين الحق فيُخبِرك بالحقيقة ولا يتدرج صعوداً إليها. ومن هنا فالتناقض بين معطيات العلم والدين أمر حتمي. ولكن عندما يصل العلم إلى الحقيقة فالتوافق عندها حتمي إذا كان رباني المصدر.
2. الغرب ينفق المليارات على البحوث بغض النظر عن مجالها، ومن هنا لا عجب أن يتطور. ونحن اليوم ننعى على من يُنفق في بحوث الإعجاز العلمي، أليس هذا عجيباً؟!
3. العلم اليوم أقدر منه في السابق على التمييز بين الحقائق والنظريات. وعندما نُفسِّر بنظرية نكون قد فسرنا بظني، وعندما نفسر بحقيقة نكون قد فسرنا بقطعي أو ما يقاربه. وما علينا إذا ثبت في المستقبل خطأ المفسر؟! هل أخطاء المفسرين مسألة مُستجدّة، أم هي حقيقة من حقائق تاريخ التفسير؟!. بل إنّ أخطاء القدماء من المفسرين ظاهرة وماثلة لكل دارس، ولا ضير في ذلك، لأن هذا أبلغ دليل على القصور البشري.
4. الانبهار بالغرب كان في القرون القريبة الماضية. أم اليوم فقد استعاد المسلمون توازنهم بعد أن غادروا محطة التخلف، وهم الآن أعلم بحقيقة الحضارة الغربية، وهم اليوم أقدر على النقد والتمييز بين الغث والسمين. بل إن مسألة الإعجاز العلمي تصاعدت بتصاعد وعي المسلمين.
5. نفهم ونتفهّم عندما يكتب بعضهم ينتقد البحوث المُتكلّفة والتي تُحمّل النص الكريم ما لا يحتمل. في المقابل لا نتفهم موقف أولئك الذين يتعاملون بالجُمْلة، فتأتي أحكامهم متشنجة وغير منطقية وغير مريحة. وكأنهم يُصرّون، من حيث لا يعلمون، على القول بحتمية التناقض بين الدين ومعطيات العلم حتى ولو كانت حقائق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[05 Nov 2009, 04:05 م]ـ
الإشكالية ليست هنا وإنما في القيمة العلمية المضافة للقرآن الكريم من خلال هذه القراءات الإعجازية التي يوافقني الكثير على أن جزءا ليس بالقليل منها مُتكلف بشكل غير مبرر! إن الانبهار بالحضارة المادية الغربية غير المعلن هو الذي قاد إلى تبني هذه الهيئات والصرف ببذخ عليها في محاولة غير مدروسة لإثبات دعم القرآن للعلم أو حتى قدرة الوحي على التنبؤ بالاكتشافات العلمية، كما أن الاهتمام بهذا النوع من العلوم هو محاولة لسد النقص في حياة المسلمين والناتج عن التخلف العلمي والبحثي الذي جعل العالم الإسلامي في ذيل الدول التي تصرف على المعرفة!
المصدر: جريدة الوطن السعودية. ( http://www.alwatan.com.sa/NEWS/writerdetail.asp?issueno=3318&id=15467&Rname=35)
قيمة القرآن متجددة بتجدد القدرة على الاستنباط والفهم، والقيمة مضافة بالنسبة إلى المخاطب بالقرآن لا أن القرآن اكتسب هذه القيمة بعد أن كانت غير موجودة.
أما الباحثون في الاعجاز العلمي فهم أبعد ما يكونون عن الانبهار بالحضارة الغربية، بل هم أناس جادون ناجحون في تخصاصتهم العلمية سبروا الحضارة الغربية وعرفوا جوانبها الايجابية والسلبية وفي نفس الوقت عرفوا قرآنهم وسنتهم على الوجه الصحيح ومن ثم بينوا للمنبهرين بالحضارة الغربية أن دينهم هو دين العلم والمعرفة وأنه لا يتعارض مع ما وصلت إليه العلوم الإنسانية من اكتشافات سنن الله في النفس وفي الكون، بل إن فيه ما يصدقها بل ويدعو إلى اكتشافها.
إن آيات الله المتلوة تسير في خط واحد مع آياته المنظورة في الكون وفي النفس وهذا ما يعمل المتكلمون في الاعجاز من أجل بيانه للناس.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[05 Nov 2009, 10:36 م]ـ
ربما بعد مئة عام تصبح هذه الحقائق من الغرائب العلمية التي يُتندر بها! وهو الأمر الذي سيجعل كثيرا من المسلمين يدافع عنها بدافع ارتباطها بالإعجاز العلمي للقرآن. . . . في حال ربط نظريات علمية به يتم تجاوزها معرفيا؟
لذا فإن القرآن يملك من الإعجاز ما يغني عن هذه التكلفات وحسبنا أنه كلام الله ومصدر تشريع الإسلام الأول لذا فلسنا بحاجة إلى ربط اكتشافات علمية غير قطعية به. [/ url]
من اليسير ملاحظة أن الكاتب يخلط وعلى نحو معيب ما بين القرآن الكريم كنص الهى مقدس، واجتهادنا فى فهمه و تفسيرنا له وتدبرنا فيه وكلها أمور غير مقدسة
ان القرآن شىء ومحاولات فهمه وتفسيره شىء آخر
لكن الكاتب لا يميز بينهما فنراه يخلط ما بين: المقدس وغير المقدس، الالهى والبشرى، المطلق والتاريخى
ولا أدرى كيف يتصور أن اجتهاداتنا فى فهم القرآن سوف تلتصق به حتى تصير جزءا منه لا ينفك عنه؟!!
انها رؤية قاصرة وغير منطقية بالمرة، فعلم التفسير فى تطور مستمر، ولا يوجد تفسير يرتبط بالقرآن ويكتسب قداسته، فلماذا نستثنى التفسيرات العلمية من هذا الأمر؟؟
لماذا نزعم أنها سوف ترتبط به ولن تنفك عنه؟!
ان هذا زعم عجيب، والأعجب منه تكرار الكاتب لتعبير (الربط) أكثر من مرة واصراره عليه
ان هذا التعبير يبدو مضللا جدا والى حد بعيد، وفيه مبالغة كبيرة، ويجافى الحقيقة تماما
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[05 Nov 2009, 10:53 م]ـ
الذي يثير عجبي فيمن يشككون في الإعجاز العلمي للقرآن (مع اعتراضي على كلمة إعجاز! وأحبذ تسميته: السبق العلمي) أنهم دوما يلعبون على وطر تغير الحقائق العلمية! وأنا أعجب وأتساؤل:
كيف تتغير الحقائق العلمية؟ إن الحقيقة العلمية لا تتغير, فإذا ذكر القرآن توصيفا لظاهرة طبيعة ووافقت تصورا علميا فإن هذا يعني أن هذا التصور العلمي حقيقي غير قابل للتغير!
القضية كلها هي كيفية قراءتنا للنص القرآني! فأنصار الإعجاز العلمي يستدلون بكلمة موجودة في آية على نظريات أو أقوال لا علاقة للنص بها! وهذا هو موضع الخلل!
فلكي نقول بسبق علمي للقرآن لا بد أن تكون المعلومة مما ذُكر مباشرة وليس من باب الإشارات وذلك مثل قوله تعالى:
يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان!
فهنا حقيقة علمية صريحة لا تقبل اللي وهي أن البحار العذبة (الأنهار) يوجد بها لؤلؤ ومرجان! وهذا يخالف المعهود عند الناس حتى فترة قريبة! ولهذا وجدنا المفسرين يقولون بالتغليب وما شابه!
لذا فعندما يُكتشف في القرن العشرين وجودهما في بعض الأنهار في اليابان وروسيا وبعض دول أوروبا وأمريكا الجنوبية فإن هذا سبق علمي للقرآن لا مراء فيه!
وفي الختام نقول:
هناك من يحمل النص القرآني ما لا يحتمل وعلى النقيض هناك من يغلق عينيه أمام حقائقه الباهرة!
جنبنا الله أن نكون أحدهما والسلام عليكم ورحمة الله!
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[06 Nov 2009, 07:49 ص]ـ
وأنه لا يتعارض مع ما وصلت إليه العلوم الإنسانية من اكتشافات سنن الله في النفس وفي الكون، بل إن فيه ما يصدقها بل ويدعو إلى اكتشافها.
السؤال المطروح: هو هل يمكن أن تكون كل الاكتشافات الإنسانية معصومة من الخطأ بحيث لم نجد منها "حقيقة علمية" أو نظرية علمية واحدة تعارض القرآن الكريم؟
لماذا دائما يترك أصحاب الإعجاز النصارى حتى يكتشفوا مسألة ما فيتسابقون عبر القنوات الفضائية ليقولوا: هذا الذي اكتشفتم يدل عليه القرآن في قوله تعالى: .. طارحين كل أقوال السلف جانيا، وكل مفاهيم اللغة أرضا.
ويمعنى آخر لماذا لم يحوزوا السبق فيقولوا مثلا: الآية كذا تدل على كذا مما لم يكتشف بعد، ثم يقوموا بفتح مختبرات تتوصل علميا إلى ما توصلوا له وحيا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[06 Nov 2009, 11:06 ص]ـ
السؤال المطروح: هو هل يمكن أن تكون كل الاكتشافات الإنسانية معصومة من الخطأ بحيث لم نجد منها "حقيقة علمية" أو نظرية علمية واحدة تعارض القرآن الكريم؟
؟
لم يقل أحد إن الاكتشافات الإنسانية معصومة.
والحقائق العلمية لا يمكن أن تعارض القرآن، فكيف تتوقع أن توجد حقيقة علمية تتعارض مع القرآن؟
أما النظريات فهناك الكثير من النظريات حكم عليها بالسقوط ومعارضتها لصريح القرآن ومنها نظرية دارون.
لماذا دائما يترك أصحاب الإعجاز النصارى حتى يكتشفوا مسألة ما فيتسابقون عبر القنوات الفضائية ليقولوا: هذا الذي اكتشفتم يدل عليه القرآن في قوله تعالى: .. طارحين كل أقوال السلف جانيا، وكل مفاهيم اللغة أرضا.
ويمعنى آخر لماذا لم يحوزوا السبق فيقولوا مثلا: الآية كذا تدل على كذا مما لم يكتشف بعد، ثم يقوموا بفتح مختبرات تتوصل علميا إلى ما توصلوا له وحيا؟
أخي إبراهيم
اسمح لي أن أقول إن هذا الكلام لا يليق بطالب العلم، هل نرد الحقائق التي سبق إليها القرآن لأن المسلمين قعدوا عن اكتشاف سنن الله في خلقه؟
مثل هذا القول لا يصح إيراده.
إذا أخبر الله تعالى أنه سيخلق للبشر من وسائل النقل غير ما هو معروف للبشرية وقت التنزيل ثم سبق غير المسلمين إلى صنع السيارة والقطار والطائرة، هل يصح أن ننكر ما أخبر عنه القرآن من أجل هذا؟
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[06 Nov 2009, 02:43 م]ـ
لم يقل أحد إن الاكتشافات الإنسانية معصومة.
والحقائق العلمية لا يمكن أن تعارض القرآن، فكيف تتوقع أن توجد حقيقة علمية تتعارض مع القرآن؟
أما النظريات فهناك الكثير من النظريات حكم عليها بالسقوط ومعارضتها لصريح القرآن ومنها نظرية دارون.
أخي إبراهيم
اسمح لي أن أقول إن هذا الكلام لا يليق بطالب العلم، هل نرد الحقائق التي سبق إليها القرآن لأن المسلمين قعدوا عن اكتشاف سنن الله في خلقه؟
مثل هذا القول لا يصح إيراده.
إذا أخبر الله تعالى أنه سيخلق للبشر من وسائل النقل غير ما هو معروف للبشرية وقت التنزيل ثم سبق غير المسلمين إلى صنع السيارة والقطار والطائرة، هل يصح أن ننكر ما أخبر عنه القرآن من أجل هذا؟
أخي الكريم: وهل يليق بطالب علم أن يقول بلسان الحال إن النظريات العلمية معصومة، وإن لم يصرح بها باللسان العربي الفصيح؟
وحتى تتأكد من ذلك أذكر لي "حقيقة علمية" واحدة من الاكتشافات العلمية الحديثة - وهي كثيرة وفي مختلف الفنون - وبين أنها تعارض نص القرآن الكريم في كذا وكذا، ولكن بشرط أن لا يكون النصارى قد أعلنوا أنها خطأ.
أما قولك في نظرية دارون؛ فهل أعلن دعاة الإعجاز أنها ساقطة قبل أن يعلن علماء الآثار والحفريات الغربيين أن أدلته واهية، وأنها تدل على غير ما ذهب إليه دارون، ولا أطيل عليك بالتفاصيل لأنها معلومة عند الجميع.
وعند مثال آخر أوضح من ذلك وهو: عندما ظهرت نظرية "جاليليوا" من أن الأرض تدور وأن الشمس هي مركز "الكون" على حد تعبيره أو على الأقل مركز درب التبانة على حد تعبير المعاصرين، وصرح بعض تلامذته قبل مقتله من أن الشمس ثابتة، وأن الكواكب تدور حولها.
فماذا لم يرد عليه العلماء المعاصرون له، أو المعاصرين لنا ويثبتوا أن الشمس تجري؟
لماذا تركوا النصارى في غيهم حتى اكتشفوا بوسائلهم أن الشمس تدور؟
ما فائدة أن نظل ننتظر - ما دام القرآن يدل على هذا الذي تقولون صراحة - حتى يثبته النصارى ثم نأتي لنتكلف في لي أعناق النصوص حتى تتلاءم مع تلك "الحقائق العلمية"؟
أرجو الإجابة على هذه الأسئلة والتي قبلها حتى نكون على بصيرة من الأمر.
أخي الكريم: أنا - وكل الرافضين للإعجاز بأقسامه - لا ننكر شيئا مما دل عليه القرآن الكريم، ولكن لا نتكلف في تفسير كتاب الله تعالى بلا دليل، ولا نجبر معاني القرآن الكريم على أن تتلاءم مع اكتشاف هنا أو نظرية هناك.
بل نؤمن بما في كتاب الله تعالى إجمالا وتفصيلا؛ فما أدركنا معناه منه بالطرق المعروفة لتفسير القرآن الكريم آمنا به وعملنا بمقتضاه ما استطعنا، وما لم ندرك معناه فوضنا أمره لله تعالى وآمنا به كل من عند ربنا.
والله يهدينا جميعا سواء السبيل.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[06 Nov 2009, 07:14 م]ـ
الأخ الكريم الحسني،
1. هذا الغزالي قبل جاليلو بخمسمائة سنة يصف الخسوف والكسوف بدقة، وكان يعلم أن الأرض كرة تدور حول الشمس ... الخ. ثم أنت تجد اليوم ممن يُعدّ من العلماء في الشرع ثم هو لايزال يُنكر أن الأرض كرة تدور. فهل تقترح أن نناقش أمثال هؤلاء فنضيّع وقتنا ووقت الناس، أم تنصح بأن نهمل جدالهم في هذه المسائل؟!
2. العلم ليس غربياً، بل إن الغرب قد تتلمذ على المسلمين، ثم دار الزمان دورته فعاد المسلمون يتتلمذون على الغرب، ثم دار الزمان دورته فأصبح العلم مشاعاً بين الناس. ومن هنا لا يقال إن العلم غربي.
3. نظرية التطور لم تسقط، وإنما تتطور. المسلمون الذين رفضوا نظرية التطور قلدوا اليهود والنصارى في رفضهم. أما القرآن الكريم فبريء من تخلف المسلمين. وإذا قلنا إن الإنسان لم يتطور فمن أين لنا أن الحيوانات لم تتطور؟!! أليس من أعجب العجب أن يتنطح علماء الدين في القرن العشرين لرفض نظرية التطور وينسبون رفضهم إلى النصوص الدينية، والتي هي بريئة من فهمهم المتأثر باليهود والنصارى.
4. إذا كنا نأخذ بظاهر القرآن فلماذا نتكلف التأويل لمثل قوله تعالى:" بدأ خلق الإنسان من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماءٍ مهين، ثم سواه ونفخ فيه من روحه"، ومعلوم أن:"فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين". وهذا يعني أن السلالة من ماء مهين كانت قبل التسوية والنفخ. وهذا لا يعني أن الإنسان كان ثمرة للتطور وإنما يعني أننا لم نتدبر القرآن بعد لنصل إلى:"قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق".
وأخيراً: عقيدتنا أن الإنسان لم يتطور، ولكنه أخذ أخذاً خاصاً كما أخذ عيسى عليه السلام، ثم كانت الزوجية. أما الحيوانات فأنى لنا بنص يرفض التطور؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[06 Nov 2009, 08:12 م]ـ
أخي الكريم: البيراوي.
يبدو أن ثقافتي اللغوية ضحلة بحيث لم تستطع أن تفهم ما أردته ..
إني لم أتكلم عن كروية الأرض - وإن كنت لا اجد لها دليلا مقنعا عدا ما يدرس في المدارس وما تبثه وسائل الإعلام - وإنما تكلمت عن القول بأن الشمس ثابتة لا تتحرك وإنما أتيت ب"جاليليو" لأبين أنه من خلال نسفه لعقيدة الكنيسة التي كانت تظن أن الأرض ثابتة وأنها مركز الكون نتج عن ذلك قول بعض أتباعه إن الشمس ثابتة وأن كل الكواكب تدور حولها؛ ثم طوروا تلك الفكرة ليصلوا إلى أن الشمس تدور وأن الذي يدور حولها هو كواكب دربها فقط.
أما قول الغزالي الذي ذكرت فلم أطلع عليه، وغالب ظني أنه أخذ من اهل الكلام والمتصوفة كما هو شأن كثير من مؤلفاته؛ بل كلها، وهذا ليس كلامي حتى تحاسبني عليه بل هو منصوص قول شيخ الإسلام وكثير من أهل العلم بعده وقد صرح به الشيخ العلامة السلفي: عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى في كثير من كتاباته وبينه بالأدلة القاطعة ..
أما كلامك في نظرية التطور فأظنك استعجلت فيه؛ فهي قد سقطت بشهادة المراكز العلمية الغربية؛ وصاروا ينكتون على من يعرج عليها ..
وأما سقوطها في الإنسان فهو منصوص الوحي، وكذلك الحيوانات التي تنفي أنها سقطت فيها، فهي فيها أظهر سقوطا ألا تسمع قول الله تعالى: "والخيل والبغال والحمير" وإذا كانت هذه الحمير تتطور من نسل آخر فهذا يعني أننا في كل يوم سنشهد بعض ظواهر ذلك التطور؛ حتى لو فرضنا أنه يقع في مليارات السنوات فلا بد من ظهور بعض مظاهره ..
وأما علماء الجينات فقد أثبتوا بما لا يدع مجالا لشك من يصدقهم بأن الحمار حمار وهو نطفة، والخيل خيل وهي نطفة ... فأين التطور الذي تقول ..
وأما قولك في الآية الكريمة: "فإذا سويته" فلم يتضح لي ما تقصد به.
وأما قولك: أما الحيوانات فأنى لنا بنص يرفض التطور.
فإن النصوص الواردة في الحيوانات كلها لا تفيد التطور بمعناه عند دارون؛ بل هي صريحة في عكسه.
وعلى كل فأنا لا أريد أن نخرج عن الموضوع، ونشتغل بنظرية التطور فقد حظيت بما يكفيها وأزيد.
وإنما أريد أجوبة مقنعة على الأسئلة التي طرحتها بشأن الإعجاز العلمي.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[06 Nov 2009, 10:22 م]ـ
إلى الأخوين الكريمين
إبراهيم الحسني
وأبو عمرو البيراوي
أقول لكما
كلا طرفي قصد الأمور ذميم(/)
محاضرة (معالم التربية القرآنية في آيات الحج)
ـ[تبيان]ــــــــ[05 Nov 2009, 06:22 م]ـ
يسر الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه (تبيان) ممثلة في اللجنة الفرعية بمنطقة مكة المكرمة دعوتكم لحضور المحاضرة التي سيلقيها فضيلة الدكتور / سليمان صادق البيرة.
عنوان المحاضرة (معالم التربية القرآنية في آيات الحج)
المكان: قاعة مجمع إمام الدعوة بالعوالي - مكة المكرمة
الزمان: يوم الثلاثاء 22/ 11 / 1430هـ
الوقت: بعد صلاة العشاء.
الدعوة عامة للجميع
يوجد مكان خاص للنساء.
ـ[الأبية]ــــــــ[05 Nov 2009, 09:27 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[تبيان]ــــــــ[07 Nov 2009, 04:58 م]ـ
للتذكير
ـ[تبيان]ــــــــ[09 Nov 2009, 06:42 م]ـ
للتذكير
ـ[التواقة]ــــــــ[09 Nov 2009, 06:53 م]ـ
جزاكم الله خيراً ...
أتمنى نقله على البث المباشر
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[09 Nov 2009, 10:04 م]ـ
فرصة طيبة
اعانكم الله على الحضور
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[11 Nov 2009, 01:35 ص]ـ
ما شاء الله جهد مبارك ومحاضرة مفيدة بإذن الله تعالى ...(/)
وصايا توصي بها كل باحث وباحثة؟؟؟
ـ[الأبية]ــــــــ[05 Nov 2009, 09:25 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ,,,
وصايا توصي بها كل باحث وباحثة؟؟؟
نتمنى الإفادة ...(/)
أدعية القرآن مرتبة حسب ترتيب المصحف الشريف
ـ[ناصر_عزيز]ــــــــ[05 Nov 2009, 10:57 م]ـ
دعاء مرتب حسب ترتيب المصحف الشريف
الرقم الأول هو رقم السورة والرقم الثاني هو رقم الآية
ربنا تقبل منا انك أنت السميع العليم (2/ 127)، وتب علينا انك أنت التواب الرحيم (2/ 128)، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار (2/ 201)، ربنا افرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين (2/ 250)، ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا (2/ 286)، ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا (2/ 286)، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين (2/ 286)، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب (3/ 8)، ربنا انك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد (3/ 9)، ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار (3/ 16)، اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير (3/ 27)، تولج الليل في النهار و تولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب (3/ 27)، رب هب لي من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء (3/ 38)، ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين (3/ 53)، ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين (3/ 147)، ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار (3/ 191)، ربنا انك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار (3/ 192)، ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان إن امنوا بربكم فآمنا (3/ 193)،ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار (3/ 193)، ربنا واتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة انك لا تخلف الميعاد (3/ 194)، ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا (4/ 75)، ربنا ظلمنا أنفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين (7/ 23)، ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين (7/ 89)، ربنا افرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين (7/ 126)، أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين (7/ 155)، ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ونجنا برحمتك من القوم الكافرين (10/ 86)، رب أني أعوذ بك أن أسالك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين (11/ 47)، أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين (12/ 101)، ربنا انك تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء (14/ 38)، رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء (14/ 40)، ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب (14/ 41)، رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا (17/ 80)، ربنا أتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا (18/ 10)، رب أنى وهن العظم منى واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا (19/ 4)، رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي (20/ 25)، رب زدني علما (20/ 114)، لا اله إلا أنت سبحانك أنى كنت من الظالمين (21/ 87)، رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين (21/ 89)، أني مسني الضر وأنت ارحم الراحمين (21/ 83)، رب انزلن منزلا مباركا وأنت خير المنزلين (23/ 29)، رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب إن يحضرون (23/ 98)، ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين (33/ 109)، ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما إنها ساءت مستقرا ومقاما (25/ 65)، ربنا هب لنا من أزواجنا وذريتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما (25/ 74)، رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين واجعل لي لسان صدق في الآخرين واجعلني من ورثة جنة النعيم ولا تخزني يوم يبعثون يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم (26/ 89)، رب نجني وأهلي مما يعملون (26/ 169)، رب أوزعني إن اشكر نعمتك التي أنعمت على وعلى والدي وان اعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين (27/ 19)، رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي (28/ 16)، رب انصرني على القوم المفسدين (29/ 30)، ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم (40/ 9)، ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم انك أنت العزيز الحكيم وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم (40/ 9)، ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون (44/ 12)، رب أوزعني إن اشكر نعمتك على وعلى والدي وان اعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين (46/ 15)، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رءوف رحيم (59/ 10)، ربنا عليك توكلنا واليك أنبنا واليك المصير (60/ 4)، ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا انك أنت العزيز الحكيم (60/ 5)، ربنا اتمم لنا نورنا واغفر لنا انك على كل شيء قدير (66/ 8)، رب ابن لي عندك بيتا في الجنة (66/ 11)، ونجني من القوم الظالمين (66/ 11)، رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا انك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا (71/ 27)، رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا (71/ 28). .................................................. ...
منقوووول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ناصر_عزيز]ــــــــ[06 Nov 2009, 07:51 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه أدعية القرآن الكريم حريٌ بنا أن نفقهها ونتأملها وندعوا الله تبارك وتعالى بها
.................................................. .................................................
وارجو من الإخوة وفقهم الله لما يحبه ويرضاه أن نتعاون جميعا لنقل تأملات وتدبرات هذه الأدعية حتى يكون دعاؤنا من قلب غير لاهي(/)
إلى متى؟
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[06 Nov 2009, 03:41 ص]ـ
إن مما يؤسف له أن تعايش أو تقرأ لمن لا يحترم ولا يقدر بل يسفه أراء السلف من الصحابة والتابعين وأئمة المفسرين وغيرهم، فلا أدري من حاله هذا أهو متأثر بالدراسات الغربية أو هو مما جبلت عليه نفسه، وانطوت عليه سريرته؟.
إن ثُلة ممن يسمى بالمثقفين أو المتعلمين أو من تخطى أروقة الجامعات ودرس وعلم فيها، لا يبالون في ألفاظهم ولا يحسنون التعامل مع المخالف وهم قد وصلوا إلى ما وصلوا إليه من العلم أمر يستحق التأمل والبحث له عن علاج.
لأن المفترض بأمثالهم أن يكونوا قدوة في التعامل مع الناس العالم منهم قبل الجاهل، لأن العالم قدره أرفع من الجاهل وفضل العالم على الجاهل لا يجهله أحد.
فكيف إذا وصلوا لهذا الحال من لمز العلماء وانتقاص مكانتهم والتعرض السيئ لكتبهم، وليت شعري هل يريدون صد الناس عنهم؟ أم التسلق على أكتافهم؟.
وإني لأشفق على هؤلاء حقاً ـ وأسأل الله تعالى أن يشفيهم ـ فهم ما أوتوا هذا وهم مصرين عليه، وقد بين لهم، إلا وفي أنفسهم شيء من الكبر يمنعهم من الحق، ومثل هؤلاء يجب الرد عليهم؛ لأن في هذا صونٌ لهذا الدين ودفاع عنه.
ولا أنسى يوماً ذهبت فيه للمكتبة قبل سنوات ووجدت كتاباً يتحدث فيه مؤلفه ـ ولا أذكر اسمه ـ عن المفسرين فلم يترك مفسراً ـ كابن جرير وابن كثير وغيرهم ـ إلا وشن عليه هجوماً عنيفاً، وأذكر أنه وصف السيوطي العالم الجليل العجيب وقال عنه " ما هو إلا كحاطب ليل جمع الغث والسمين وما كان له من جهدٍ إلا النقل " أو كما قال.
واقرأ مثلاً لهذا الكاتب وهو يتحدث عن الإعجاز اللغوي والبياني للقرآن الكريم فيقول:
[اسمح لي عزيزي القارئ أن أقف بك على جملة قرآنية من الآية هي قوله تعالى: (ولا طائر يطير بجناحيه) لننظر في هذه الإضافة الاحترازية، وهي قوله تعالى (يطير بجناحيه). لقد مر عن هذه الجملة القرآنية كثير من المفسرين دون أن يتعرضوا لتفسيرها ولا بيان سبب ورودها، واجتهد بعضهم في بيان سببها فجاء بأقوال لا تصح. ومن هؤلاء إمام المفسرين ابن جرير الطبري ـ رحمه الله ـ حيث يقول: " فإن قال قائل: فما وجه قوله (ولا طائر يطير بجناحيه)؟ وهل يطير الطائر إلا بجناحيه؟ فما في الخبر عن طيرانه بالجناحين من الفائدة؟ ". ثم يبين أن ذكرها إنما جاء من قبيل " إرادة المبالغة جريا على قول العرب في خطابهم: كلّمْته بفمي و ضربته بيدي ". وأما القرطبي في تفسيره فبيّن أنها جاءت: " للتأكيد وإزالة الإبهام، فإنّ العرب تستعمل الطيران لغير الطائر: تقول للرجل: طِرْ في حاجتي ". ولا شك أن هذا التأويل بعيد.
ومع ذلك فإن وقوف الطبري عندها، وغيره ممن حاولوا النظر فيها؛ لدليل على فطنتهم وسعة فهمهم وعمق نظرهم، وإن لم يدركوا سرها فإن ذلك لا ينقص بتاتا من قدرهم ولا يحط من مكانتهم ولا يهوّن من شأن علمهم، لأن علمها في الحقيقة يتجاوز عصرهم ويمتد وراء آفاق مدركاتهم.
نعرف عزيزي القارئ أن الطائر يتميز عن سائر الدواب بجناحيه الذين يمكنانه الطيران، فإذا ذكر الطائر تبادرت إلى الذهن صورته بجناحين اثنين مطويين أو منشورين، يخطر على الأرض أو يحلق في الفضاء. لذلك فإنّ ذكْر الطائر يغني عن ذكر جناحيه. فإذا ذكر الطائر وتلاه ذكر جناحيه فلا بد أن يكون وراء ذكرهما قصد مقصود وهدف منشود. فما هو القصد من ذكر الجناحين بعد ذكر الطائر في الآية السابقة؟ لماذا قال تعالى (ولا طائر) ولم يكتف بذكر الطائر بل جاء بعده بذكر صفته اللازمة قائلا (يطير بجناحيه)؟
الجواب ـ والله أعلم ـ: لأن هناك ما يطير في الفضاء ويحلق في الأجواء ولكنه ليس أمما أمثالنا، وإنما هو شيء مختلف وصنع مختلف، لا يدركه الإنسان العربي القديم في عصره، ولا يعرف عنه شيئا. أما إنسان عصر العلم والتكنولوجيا وغزو الفضاء؛ فإنه يعرفه تمام المعرفة، لأنه رآه بعينه وسمعه بأذنه، وشاهد فعله وأثره، وأدرك خيره وشره. ألا ترى عزيز القارئ كيف تحول الفضاء حول الأرض في هذا العصر إلى شبكة من الخطوط الملاحية التي تطير فيها الطائرات وتعبرها النفاثات محلقة في الفضاء، مختصرة مسافات الأرض، مختزلة أبعاد الزمان. ولكنها كلها تطير مدفوعة بقوة احتراق الوقود. فإذا لم تزود خزاناتها بالوقود النفاث ظلت جاثمة في أماكنها عاجزة عن الطيران. وإذا نفد وقودها وهي في الجو هوت ركاما وأمست حطاما. إن هذه الأجسام الطائرة في جو السماء لا تطير طيرانا ذاتيا بأجنحتها بل بقوة احتراق الوقود، فهل هي أمم أمثالنا؟
تتضح حكمة الله تعالى هنا، ويبرز وجه الإعجاز البياني القرآني بذكر هذه العبارة التي استثنت من طيور السماء كل ما أخرجته مصانع الطائرات العسكرية والمدنية من وسائط النقل الجوي في هذا العصر. ولو لم تأت هذه العبارة الاحترازية الإعجازية (يطير بجناحيه) لكان لقائل أن يقول: إن القرآن لا يفرق بين الكائن الحي والجماد ولا بين الطائر الحقيقي والطائر الصناعي، إذ كيف تكون الطائرات النفاثة والمروحية وغيرها أمما أمثال البشر؟؟ إن هذا لمحال.
لقد كان كافيا للعربي زمن نزول القرآن ليدرك المعنى أن تأتي الآية من غير هذه العبارة التي تساءل عن سر ذكرها المفسرون، ولكن القرآن لم ينزل للعرب فحسب، ولا لذلك الزمان وحده، وإنما نزل للعالمين وإلى يوم الدين. وصدق الله العظيم إذ يقول: (ما فرطنا في الكتاب من شيء)].
وأمثلة هذا الكاتب كثيرة جداً ولولا ضيق الوقت لأوردت أمثلة أخرى ولكن حسبي من هذا التذكير بأهمية هذا الأمر والوقوف عليه ـ كما قلت ـ للبحث عن الأسباب والعلاج، خصوصاً وأن مثل هذا ممن يدرس في الجامعات ويخرج الأجيال، فأي الأجيال تلك التي ستخرج لنا من تحت يديه؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[06 Nov 2009, 07:28 ص]ـ
ملاحظة جديرة بالتوقف عندها والتنبيه عليها، ولكن عند الكلام عن العلماء يجب ملاحظة ما يلي:
1 - أقوال العلماء تنقسم إلى قسمين:
أ - قسم يوردون فيه الأدلة من كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وثحبه وسلم وفهمهم لتلك الأدلة؛ فواجب طالب العلم احترام فهمهم، والترجيح بين أقوالهم التي اختلفوا فيها، مع حفظ حقهم في الاحترام والتوقير جميعا، الموافق منهم والمخالف ما دامت مخالفته في فهم.
ب - قسم لم يوردوا فيه أدلة وإنما محض اجتهادات؛ فهذا لا يلزم مسلم باجتهاد أي أحد ما عدا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك فإن الورع هو أخذ اجتهاداتهم فهي أولى من اجتهاداتنا، ورأيهم أولى من رأينا، لما خصهم الله تعالى به من الورع والاستقامة على الدين، والبعد من الفتن، فهل يستوي اجتهاد من يصبح ويمسي على أوجه الصالحين وأهل العلم، ومن يصبح ويمسي على القنوات الخليعة، والشوارع المليئة بما تعرفون؟
2 - رد أقوال بعض العلماء بسبب أنه خالف الراجح من أقوال أهل العلم لا يعتبر تنقيصا منهم بل هو متابعة لهم وتوقير لهم لأنهم عاشوا من اجل الدين والعلم، ولو كانوا أحياء وبين لهم وجه الترجيح لقبلوا فرحين مستغفرين له.
ولكن يجب أن يكون بأدب وسكينة.
3 - بعض طلاب العلم يرد أقوال العلماء ونقلة العلم بمجرد رأي أوفكرة أو نظرية أو سمها "حقيقة علمية" من "عالم" جيولوجي نصراني أو يهودي ..
وهذا لا شك أنه هان عليه أمر أهل العلم؛ ويخاف على مستقبله الديني.
وامثال هذا الصنف كثير في عصرنا الحاضر؛ بل منهم من يرد النصوص الصريحة من كتاب الله تعالى، ويجتهد في لي أعناق النصوص حتى تتلاءم أو تتوافق، أو تنسجم مع نظرية النسبية لأينشتاين أو غيره.
ولا يستغرب العاقل أن يكثر أمثال هؤلاء في الجامعات وأن تنشر كتبهم، وتنمق مقالاتهم في المواقع الألكترونية.
والله المستعان وعليه التكلان.
والله تعالى أعلم.(/)
سؤال عن مادة مسجلة بعنوان "فصول في أصول التفسير"
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[06 Nov 2009, 08:03 م]ـ
وجدت في أحد المواقع مادة مسجلة للشيخ مساعد الطيار بعنوان (فصول في التفسير)
فهل المادة هي نفسها كتاب الشيخ الذي يحمل نفس العنوان أم أنه شرح له لكتابه؟!
والذي حيرني أن قارىء المتن يقول: قال المؤلف رحمه الله وحفظه!!
وإذا كان الشرح للشيخ الطيار فهل هو كتاب مطبوع؟
أرجو الإجابةوفقكم الله لرضاه.
.
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[08 Nov 2009, 01:03 م]ـ
هل يمكن معرفة رابط هذه المادة المسجلة، لأفيدك إن شاء الله.
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[08 Nov 2009, 02:54 م]ـ
هل يمكن معرفة رابط هذه المادة المسجلة، لأفيدك إن شاء الله.
جزاكم الله وبارك فيكم ...
الرابط هو:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1807
والمادة التى أسأل عنها (فصول في التفسير)
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[09 Nov 2009, 12:22 ص]ـ
أختي الفاضلة: هذه المادة: شرح قيم للشيخ، يشرح فيه لكتابه " فصول في أصول التفسير "
وهو كتاب مطبوع مهم ومفيد في بابه.
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[10 Nov 2009, 12:31 ص]ـ
لا أعلم لهذا الشرح من تفريغ.
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[10 Nov 2009, 02:21 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا(/)
مسابقة القرآن الكريم في كازاخستان: تأمل الألوف الحاضرة واشكر الله.
ـ[عصام العويد]ــــــــ[06 Nov 2009, 11:32 م]ـ
...
بتوفيق من الله،،
توافد الآلاف وازدحم الناس على الأبواب كما في الرابط المرفق
أثناء حفل توزيع جوائز مسابقة (القرآن الكريم والشعر الإسلامي) في كازاخستان
التي قامت بالتعاون بين:
القناة الكازخية / الروسية (أصيل أرنا) "البث الأصيل" وجمعية الكوثر للحج والعمرة
وكانت الجائزة "استضافة للحج" لكل فائز وفائزة
ومجموعها عشر جوائز تبرع بها مشكورا رجل أعمال من السعودية تقبل الله منه
وهذا رابط الحفل من خلال موقع القناة
http://www.asylarna.kz/index.php?option=com_hwdvideoshare&task=viewvideo&Itemid=5&video_id=568&lang=AR
--
كثيرون اشتركوا في جوال تدبر فتغيرت حياتهم مع القرآن. للاشتراك أرسل رقم 1 إلى الرقم 81800
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Nov 2009, 10:51 ص]ـ
فتح الله عليكم يا أبا عبدالرحمن ونفع بجهودكم وبارك فيها.
أهنئك على هذه الإنجازات وأسال الله لك وللعاملين معك التوفيق والسداد دوماً.
عندما أرى أمثال هؤلاء تقفز إلى ذهني صور الإمام البخاري ومسلم والترمذي وأئمة تلك النواحي من أئمة الإسلام رحمهم الله، وأشعر أن في هؤلاء من سيعيد ذكرى أولئك العظماء في تاريخ الإسلام.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[07 Nov 2009, 11:54 ص]ـ
ما شاء الله تبارك الله.
ـ[عصام العويد]ــــــــ[07 Nov 2009, 05:15 م]ـ
حياك الله أبا عبد الله وحيا الشيخ أحمد ونفع بكما.
لعل هذه بداياتها فالأمر في غاية العجب ما شاء الله تبارك الرحمن:
طفل طاجيكي (حسام الدين) يحفظ القرآن كاملاً برقم الصفحة والسطر
http://www.youtube.com/watch?v=-qKGfXbD1LA
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[08 Nov 2009, 12:17 ص]ـ
لمثل هذه المشاريع ينشرح الصدر، ويفرح القلب، إي وربي ..
هنيئاً لك أبا عبدالرحمن هذا النجاح الذي أعانك الله عليه، فأنت مهندسه، وراسم خريطته، ولعلي من أعرف الناس بما كابدته طيلة الـ (5) سنوات الماضية من جهد وتعب في سبيل الوصول إلى هذا النجاح ..
ولكن من ذاق لذة النجاح، هان عليه ما لقيه من تعب وجهد وبذل، .. نسأل الله الكريم من فضله، وأن يرزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل.
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[08 Nov 2009, 07:09 م]ـ
هنيئا لك أبا عبدالرحمن هذا الفتح المبين في بلاد الروس والجمهوريات الإسلامية
وأقر عينك وأمة الإسلام بتمكين الإسلام وحكمه هناك
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[10 Nov 2009, 05:21 ص]ـ
الله أكبر
لاشك أن الخير قادم
وما لا نعرفه أكثر بكثير مما نعرفه
لقد هيء لي ان ازور كازخستان بعد زيارتي لقيرغيستان فوجدت أن الناس يحبون الإسلام حبا عميقا لا يوصف
ولا زالت المعاهد الدينية التي تعلم بالطريقة القديمة موجودة في الكثير من المناطق(/)
لقاء علمي مع العلامة د فضل حسن عباس
ـ[محمد كالو]ــــــــ[07 Nov 2009, 07:21 ص]ـ
لقاء علمي مع العلامة أ. د. فضل حسن عباس يحفظه الله تعالى ( http://www.bayan-alquran.net/forums/showthread.php?t=3032)
ـ[محمد ليث]ــــــــ[07 Nov 2009, 10:05 م]ـ
جزى الله الشيخ الجليل الدكتور فضل خيراً وبارك في عمره وعلمه
في الحقيقة أفدت كثيرا مما قال ووجدت عنده علماً غزيراً، نفعنا الله به(/)
مسألة في العمل التطوعي
ـ[محمد بن إبراهيم الحمد]ــــــــ[07 Nov 2009, 05:24 م]ـ
مسألة في العمل التطوعي
العمل التطوعي في مجالات الخير المتنوعة عمل نبيل، يدل على صدق، وإخلاص، واحتساب.
والذي يقوم به حريٌّ بالأجر، والرفعة في الدنيا والآخرة.
ولكن ثمت مسألة تعتري نفراً ممن يعملون في هذا المجال.
ألا وهي مسألة الانتظام في العمل التطوعي، والانضباط في مواعيده، والقيام بمسؤولياته على الوجه الذي ينبغي؛ حيث إن بعض العاملين في ذلك الميدان يظن أنه إذا كان يعمل بدون أجر يأخذه مقابل عمله _ فإن له الخيارَ في أن يأتي متى وكيف شاء، وأنه غيرُ مُطالَبٍ بما يطالَبُ به مَنْ يأخذ على عمله أجراً؛ لذا تجد مَنْ هذا شأنُه لا يبالي بأوقات الدوام، ولا يعنيه أن يقوم بالأعمال التي تسند إليه.
بل يرى أن ما يأتي به من عمل إنما هو ربح لتلك الجهة التي ينتمي إليها، وأنه غير مطالب بكل ما يسند إليه؛ لأنه يرى أنه محسن وما على المحسنين من سبيل.
ولا ريب أن ذلك الصنيعَ غيرُ صحيح؛ إذ هو مما يقلل إنتاج العمل، وجودته، ويوقع المسؤولين في حرج؛ فهم يودُّون أن يسير العمل كما ينبغي، ويستحيون _في الوقت نفسه_ من محاسبة ذلك المقصر أو معاتبته؛ لكونه لا يأخذ على عمله أجراً.
والذي يجب على من انتظم في سلك العمل التطوعي أن يقوم بالعمل الذي يناط به على الوجه المطلوب، أو أن يطلب التخفيف عنه إذا كان لا يستطيع القيام بكل ما أنيط به، أو يتنحى جانباً، ويدع المجال لغيره إذا لم يكن لديه استعداد للانضباط.
أما أن يوافق على القيام في عملٍ ما، ثم يُقَصِّر في أدائه؛ بحجة أنه تطوع منه_ فليس من المروءة في شيء؛ ذلك أن العمل التطوعي له أركان وواجبات، وإن كان في أصله مستحباً مندوباً، شأنُه شأنُ غيره من القُرَبِ المستحبة؛ فالحج النافلة _على سبيل المثال_ لا يجب على المسلم، ولكن إذا تلبس به وجب عليه إتمامُه، وحَرُمَ عليه الإخلال بشيء من أركانه وواجباته، وحَسُن به القيام بمسنوناته ومستحباته.
فهل يسوغ لمن حج تطوعاً أن يدع الوقوف في عرفة أو الطواف بالبيت بحجة أنه حَجُّ تطوعٍ؟ الجواب: لا.
وكذلك إذا أدى السنة الراتبة، أو سنة الضحى هل يسوغ له ترك الركوع أو السجود بحجة أن تلك الصلاة غير مفروضة عليه؟ الجواب: لا.
وهكذا العمل التطوعي _وإن كان لا يشبه المثالين السابقين من جميع الوجوه_.
وبالجملة فإن على من رغب في القيام بالعمل التطوعي أن يُقْبِل عليه بِجِدٍّ، وإخلاص.
وإلا فلا يُحْرِج نَفْسَه وغيرَه في تقصيره وإخلاله.
ـ[إبراهيم المصري]ــــــــ[08 Nov 2009, 05:04 م]ـ
رائع جدا وجزاك الله خيرا
والسلام عليكم(/)
بمحاضرة عن حياتة مع القرآن الكريم الدكتور بصفر يؤكد على عدم ضرب الاطفال من أجل الحفظ
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[07 Nov 2009, 06:14 م]ـ
تغطيات - المدينة المنورة - حسن النجراني
أكد الدكتور عبدالله بن علي بصفر عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز والأمين العام للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم التابعة لرابطة العالم الإسلامي على أهمية العناية بالأطفال الصغار وتعليمهم القرآن الكريم وعدم ضربهم من أجل حفظه واستغلال سنهم المبكرة في نشر حفظ كتاب الله لما منحهم الله من قدرات وملكات لا يتخيلها الإنسان حيث أثبتت الدراسات العلمية كما ذكر أن سن الإبداع يبدأ من الرابعة والخامسة ويبدأ في الانخفاض في السابعة والثامنة.
جاء ذلك في المحاضرة التي نظمتها جامعة طيبة مساء يوم الثلاثاء الماضي بعنوان" حياتي مع القرآن الكريم" ورعاها مدير الجامعة معالي الدكتور منصور النزهة وسرد من خلالها عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالله بصفر رحلته مع حفظ كتاب الله عز وجل مشيراً أن بداياته بذلك كانت عندما أكرمه الله بالالتحاق بكتاتيب تحفيظ القرآن بجده التي كانت ولا زالت في بعض المساجد تستقبل الطفل الصغير قبل المرحلة الابتدائية ليتعلم مخارج الحروف وقرأتها من خلال القاعدة البغدادية ثم يحفظ ما تيسر من السور مشيراً الى اهتمام وعناية مدارس تعليم القرآن بتعليم الأطفال من سن صغيره منذ عهد النبي صلى الله علية وسلم، ثم ذكر انه بعد مرحلة الحفظ أكرمه الله بأستاذه الدكتور عدنان السرميني حيث كان صاحب رسالة تصل إلى عقل وروح الطالب فبذل جهود كبيرة في تشجيع الطلاب على حفظ القران، مشيراً أنه حفظ القرآن في مدرسة الفلاح التي أسسها الحاج محمد علي زينل والتي تعد من أعرق المدارس وعمرها أكثر من مائة عام، مضيفاً أن تأسيس تلك المدارس كان منطلقاً من أحد كتاتيب القرآن الكريم.
وأكد الشيخ بصفر على دور المعلم في تحفيظ القرآن للطلاب محذراً في الوقت ذاته من استخدام وسيلة الضرب أو الأساليب التي فيها قسوة وإنما أسلوب الترغيب والتحبيب حتى يحب الطالب القرآن العظيم، مؤكداً في الوقت ذاته أن دور المعلم لا يقتصر على تعليم الحروف والمخارج والتجويد وأحكام القرآن الكريم والحفظ والدقة في الأخطاء وإنما دورة أيضاً يتمثل في غرس محبة القرآن الكريم في استغلال أي مناسبة تمر فيها آية يوجه فيها الطالب بما يعود عليه بالنفع في دينه ودنياه.
وقال عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور بصفر أن الله أكرمه بحفظ القرآن في الفسحة في نصف ساعة في وقت كان زملائه يذهبون للعب خارج المدرسة بينما يذهب الى المسجد لحفظ القرآن الكريم ويسمع من أستاذه شيئاً من سيرة النبي صلى الله علية وسلم لأن السيرة النبوية هي ترجمة القرآن العملية، وقال أن بالرغم من ضيق وقت الفسحة إلا أنها تحولت من فسحة أكل وشرب الى مشروع لقراءة وحفظ القرآن الكريم.
ثم تطرق الى المرحلة الثالثة من حياته مع القرآن وهي مرحلة إتقان قراءة القرآن عندما طلب منه شيخه في تلك المرحلة أن يقرأ سورة الفاتحة فتعجب كيف يطلب من حافظ القرآن أن يقرأ فاتحة الكتاب وعندما قرأ "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" طلب منه الشيخ التوقف لأنه قرأ الهمزة بالتفخيم وهي مرققه ثم العين والواو والذال حتى أنه ذهب اللقاء الأول مع شيخه على تعلم إتقانها بعد ذلك أخذ مع شيخه ختمة التدريب على الإجازة ومن ثم ختمة الإجازة مشيراً انه من شدة حرصه على حفظ كتاب الله عندما يكون شيخه لدية ارتباط كان يذهب معه الى مكان ارتباطه لتسميع الحصة.
وقال الشيخ عبدالله بصفر أنه عاني في البداية مع حرفي الضاد والراء حتى يسر الله له نطقهما مضيفاً أنه في تلك الفترة أمضى أربعة أعوام مع شيخه وهو يقرأ القرآن حتى أكرمه الله بالإجازة بالسند المتصل.
وتلت مرحلة التلقي مرحلة العطاء وإمامة المسجد عام 1402هـ وارجع بصفر الفضل بذلك بعد الله الى إمام الحرم المكي الدكتور علي عبدالله جابر، وقال أنه بدأ بإمامة مسجد الحي الذي أسماه بمسجد الأندلس لتذكر حضارة المسلمين بعدها حصل على الإجازة وبدأ بتسجيل القرآن الكريم بعده انتقل لإمامة مسجد منصور الشعيبي المجاور لمسجد الشيخ أحمد بن جمجوم الذي أعجب بنشاط بصفر وصوته وطلب منه إدارة جمعية القرآن التابعة له وكان حينها طالباً في المرحلة الجامعية.
وبعد تلك المرحلة دعاه الدكتور فريد قرشي لإنشاء لجنة لتعليم القرآن الكريم لأبناء المسلمين في العالم وكانت أول زيارة له مع القرشي لدولة تنزانيا لجزيرة زنجبار حيث التقى بالمسلمين هناك.
وكان الدكتور عبدالله بصفر تطرق في نهاية محاضرته التي شهدت عدة مداخلات الى بعض المواقف التي تعرض لها في رحلة حياته مع القرآن الكريم.
المصدر ( http://tktyat.com/news-action-show-id-705.htm)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[08 Nov 2009, 08:02 م]ـ
نعم أحسنت أختي الفاضلة بهذا النقل، ونحن بحاجة في هذا الملتقى ـ حقيقة ـ إلى العناية بالتربية القرآنية، وكيفية تعليم الأبناء للقرآن الكريم، والأساليب النافعة في ذلك، وما ذكره فضيلة الدكتور عبد الله بصفر وفقه الله إحدى الملحوظات في تعليم القرآن لدينا، وهناك دراسات مفيدة في الحلقات القرآنية، وآمل من الإخوة في الملتقى لفت النظر في بعض المقالات إلى ما تحتاجه هذه الحلقات من الجوانب العلمية والتربوية والتقنية، وإفراد ذلك ببحوث أو مقالات أو توجيهات .. والله أعلم ..
ـ[أبو المهند]ــــــــ[08 Nov 2009, 10:19 م]ـ
.
شكر الله لفجر الأمه على هذا النقل الهادف
وأمثال الشيخ بصفر يعتنى بقوله ونتعلم على مائدته ويطلب العلم على يديه فلله دره من قاريء وعالم.
لكن التحذير من الضرب الذي ور في قوله ـ جزاه الله خيرا ـ
[ QUOTE= فجر الأمة;90548] وأكد الشيخ بصفر على دور المعلم في تحفيظ القرآن للطلاب محذراً في الوقت ذاته من استخدام وسيلة الضرب أو الأساليب التي فيها قسوة وإنما أسلوب الترغيب والتحبيب حتى يحب الطالب القرآن العظيم،
يحمل على الضرب بقسوة
أما الضرب الذي يحمل حنو الأب ورفق المعلم لا بأس به في زمان أصبح الأطفال إن لم نأخذهم بالحيلة والترغيب والترهيب والبشارة والنذارة لن يقبلوا على العلم ودوره.
وكم أكلنا وشربنا من عصا شيخنا، وكلما اعترضنا كانوا يقولون لنا إن عصا مولانا الشيخ من الجنة.
وأتذكر أن والدتي رحمها الله كانت تقول لشيخي أجرح وأنا أداويه فما زاد الشيخ في قلوبنا إلا مودة ورهبة ورغبة رحمه الله تعالى.
ولا غرابة فالضرب موجود حتى في مرحلة الشباب في بعض الجامعات وإن كان بلا عصا، حيث يحرم من دخول الجامعة من تجاوز في الفصل
الدراسي عددا من المحاضرات، وقد يحرم بحجب المكافاة عنه وهلم جرا ..... .
.(/)
اكتشاف جديد في ترتيب سور القرآن للباحثة إيمان محمد كاظم
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[08 Nov 2009, 11:06 ص]ـ
اكتشاف جديد في ترتيب سور القرآن الكريم للباحثة إيمان محمدكاظم
يعود اكتشاف قسمة سور القرآن الكريم إلى 60 سورة زوجية الايات و54 سورة فردية الآيات للعبد الفقير عبدالله جلغوم , وكذلك العددين 3105 (مجموع أرقام ترتيب السور فردية الآيات) و 3450 (مجموع أرقام ترتيب السور زوجية الآيات) ... وقد تم نشر هذا الاكتشاف في كتاب صدر في عمّان عام 1994. وقد تلقف الكثيرون هذا الموضوع ونشروه على مواقع الانترنت كدليل قاطع على الاعجاز العددي في القرآن.
هذا الاكتشاف - على أهميته – ظل ناقصا , إلى أن جاءت الأخت الفاضلة إيمان محمد كاظم – بعد خمسة عشرعاما – (في رسالتها للماجستير) لتسد هذا النقص باكتشافها أن العدد 91 هو محور العلاقات الرياضية بين عدد سور القرآن وعدد آياته وسنوات نزوله , ومسائل أخرى كثيرة , منها قسمة سور القرآن البالغة 114 سورة إلى عددين هما تحديدا 54 و 60.
وقسمة العدد 6555 الذي هو مجموع أرقام ترتيب سور القرآن (1+2+3+4 .... +114 = 6555) إلى عددين هما تحديدا 3105 و 3450.
وبيان ذلك:
لقد تمت قسمة عدد سور القرآن البالغة 114 سورة إلى:
54 سورة فردية الآيات + 60 سورة زوجية الآيات.
واللافت للانتباه في هذين العددين أن العدد الناتج من صفهما والذي هو 5460 , عدد من مضاعفات الرقمين 7 و 13 , أو من مضاعفات الرقم 91. فهو يساوي: 60×91.
الرقم 91 هو محور العلاقات الرياضية بين آية البسملة , وعدد سور القرآن , وعدد آياته , وسنوات نزوله , وغير ذلك .. فما الذي يجعل من قسمة عدد سور القرآن إلى هذين العددين 54 و 60 قسمة بالغة الإحكام , لا يمكن إلا أن تكون بتدبير إلهي؟
تقول الباحثة – وفقها الله -:
إن احتمالات قسمة العدد 114 إلى عددين آخرين كثيرة (57 احتمالا) هي:
57 و 57 - 58 و56 - 59و55 - 5460 – 5361 - 5262 - 5163 – 5064 - 4965 - 4866 - 4767 - 4668 – 4569 - 4470 - 4371 – 4272 - 4173 - 4074 - 3975 - 3876 - 3777 - 3678 – 3579 – 3480 - 3381 - 3282 - 3183 – 3084 - 2985 - 2886 - 2787 - 2688 – 2589 - 2490 - 2391 - 2292 – 2193 - 2094 - 1995 - 1896 - 1797 - 1698 - 1599 - 14100 - 13101 - 12102 - 11103 - 10104 - 9105 - 8106 - 7107 - 6108 - 5109 - 4110 - 3111 - 2112 - 1113 - 0114
فإذا تأملنا هذه المصفوفات كلها , يظهر لنا تفرّد العددين 60و54 بخاصية لا تكون في غيرهما ..
إنهما الوحيدان اللذان ينتج عن صفهما عدد من مضاعفات الرقم 91.
5460 = 7 × 13 × 60 , أو: 60 × 91.
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[08 Nov 2009, 11:17 ص]ـ
بارك الله فيكم
هل يمكن توضيح فكرة هذا الاكتشاف أكثر لو تكرمتم، حيث لم أفهم الفكرة التي تقصدونها. وهل تقسيم سور القرآن إلى 60 سورة زوجية و 54 سورة فردية روعي فيه اختلاف القراء في عدد آيات السور. أم هو على قراءة حفص التي نقرأ بها فقط.
أتمنى لكم التوفيق
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[08 Nov 2009, 11:44 ص]ـ
بارك الله فيكم
هل يمكن توضيح فكرة هذا الاكتشاف أكثر لو تكرمتم، حيث لم أفهم الفكرة التي تقصدونها. وهل تقسيم سور القرآن إلى 60 سورة زوجية و 54 سورة فردية روعي فيه اختلاف القراء في عدد آيات السور. أم هو على قراءة حفص التي نقرأ بها فقط.
أتمنى لكم التوفيق
الأخ الكريم
المصحف المعتمد هو برواية حفص (مصحف المدينة النبوية) المتداول اليوم.
فأما تقسيم السور، فإذا بحثت في الملتقى ستجد الكثير مما كتب عن هذا الموضوع.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[08 Nov 2009, 09:28 م]ـ
الإحكام في قسمة العدد 6555 إلى العددين 3105 و 3450:
بعد ان عرفنا أن العددين 60 و 54 يتميزان عن باقي الاحتمالات الممكنة لقسمة العدد 114، بأنهما الوحيدان اللذان يؤلف صفهما عددا من مضاعفات الرقم 91 ..
تكشف الباحثة عن السر في قسمة العدد 6555 إلى عددين هما تحديدا 3105 و 3450.
عدد سور القرآن الكريم 114 سورة , وهذا يعني أن مجموع الأرقام الدالة على ترتيبها في المصحف, أي مجموع الأرقام المتسلسلة من 1 – 114 , هو 6555.
وقد تمت قسمة العدد 6555 إلى عددين هما تحديدا:
3105 وهذا هو مجموع أرقام ترتيب السور فردية الآيات.
3450 وهذا العدد هو مجموع أرقام ترتيب السور زوجية الآيات.
هذه هي الحقيقة المكتشفة من قبل من قبل الباحث عبدالله جلغوم , ويأتي تطوير هذه الحقيقة بالكشف عن العلاقة الرياضية بين هذين العددين ومحورها الرقم 91 من قبل أختنا الباحثة الفاضلة إيمان كاظم – حفظها الله -.
إن العدد الناتج من صف العددين الذي هو: 34503105 , عدد من مضاعفات الرقم 91. فهو يساوي 379155 × 91.
فما الذي يجعل من قسمة العدد 6555 إلى هذين العددين قسمة محكمة؟
إضافة إلى أن ناتج صف العددين عدد من مضاعفات الرقم 91 (المحور) ..
فالعدد 6555 هو عبارة عن 19 × 345 , أي عدد من مضاعفات الرقم 345.
وإذا تاملنا العددين 3105 و 3450 , نلاحظ ان الفرق بينهما هو 345.
(3450 – 345 = 345).
ولعل السؤال هنا: هل يمكن قسمة العدد 6555 إلى عددين آخرين الفرق بينهما 345، وصفهما عدد من مضاعفات الرقم 91؟
الجواب: لا.
يمكننا قسمة العدد 6555 – افتراضا – إلى:
2760 و3795.
2415 و 4140
2070 و 4485
1725 و 4830
1380 و 5175.
(إن مجموع كل زوج هو 6555 , والفرق بين كل عددين 345 أو مضاعفاته).
ولكن العدد الناتج من صف كل من هذه الأزواج ليس من مضاعفات الرقم 91.
وبالتالي: فالعددان 3105 و 3450 هما العددان الوحيدان اللذان ينتج عن صفهما عدد من مضاعفات الرقم 91 , والفرق بينهما 345. وهما العددان اللذان يمثلان مجموع أرقام ترتيب السور فردية الآيات والسور زوجية الآيات على النحو المعتبر في المصحف.
وفق الله الباحثة وجزاها كل خير على هذه الإضافات والاكتشافات الرائعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[09 Nov 2009, 07:12 م]ـ
الاكتشاف الثالث:
العلاقة بين عدد سور القرآن وعدد سنوات نزوله
إن سعادتي باكتشافات الأخت الفاضلة الباحثة إيمان كاظم لا يقل عن سعادتها إن لم يزد على ذلك , والسبب واضح لكل متابع , فقد أعطت لبحثي الذي مضى عليه خمسة عشر عاما , أبعادا جديدة , ومزيدا من المصداقية والقوة. كما أضافت لأبحاث الإعجاز العددي عملا مميزا يستدعي التوقف والتدبر.
وإنني لأعجب من فضيلة الدكتور محمد رجب (المناقش الخارجي للطالبة صاحبة البحث) الذي كتب في مشاركة له في هذا الملتقى يرد بها على الأخ نعيمان: (يا أخ نعيمان أو يا أخت إيمان: أنت لم تنقدي بحث المهندس عبد الدائم الكحيل أو بحث الأستاذ جلغوم، أو بحث بسام جرار
أنت نسفت هذه الأبحاث، ضربيتها في الصميم كما قلت لك في المناقشة، ولهذا اعترضت على تصنيف هذه الأبحاث على أساس أنها متميزة
فبالله عليك، هل نبست أنت ببنت شفة عندما قلت لك هذا!؟
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=17616 ) .
وأرجو ان يسمح لي فضيلته أن يوضح لنا – ولا أظنه سيفعل – كيف نسفت الباحثة – على الأقل - بحثي انا عبدالله جلغوم؟ وأرجو أن يسمح لي أن أقول له: لو كنت انا مكانها لأصبت بجلطة اودت بحياتي. وهل كان بإمكانها أن تتكلم؟ الحمد لله أن المفاجأة عقدت لسانها ولم تصل إلى قلبها ...
على أي حال , ومع احترامي للجميع , ها انا أكتب عن بعض ما أضافته الباحثة لبحثي , والذي أراه إضافات نوعية رائعة أغنت البحث وزادته قوة وأهمية , ولم تهدم منه حجرا واحدا.
وفيما يلي , الاكتشاف الثالث للباحثة:
العلاقة العددية بين عدد سور القرآن وسنوات نزوله: العدد 114 هو عدد سور القرآن الكريم , فأما العدد 23 فهو عدد سنوات نزول القرآن.
كم مررنا على هذين العددين دون أن نتنبه إلى العلاقة العددية بينهما!
إنها أيها الأخوة العلاقة نفسها الرابطة بين عددي السور زوجية الآيات وعدد السور فردية الآيات , وإنها العلاقة نفسها الرابطة بين مجموع أرقام ترتيب السور زوجية الايات ومجموع أرقام ترتيب السور فردية الآيات ..
إن العدد الناتج من صف العددين 114 و23 عدد من مضاعفات الرقم 91.
23114 = 254 × 91.
لا بأس أن أذكركم بقسمة سور القرآن البالغة 114 سورة إلى العددين 54 و 60 , اللذين يؤلف صفهما عددا من مضاعفات الرقم 91 وهو 5460 = 60 × 91. وقد اكتشفت الباحثة أن هذين العددين هما الوحيدان اللذان يمكن قسمة العدد 114 إليهما ويؤلفان عددا من مضاعفات الرقم 91 من بين جميع الاحتمالات.
(أهذا نسف أم إغناء وإضافة؟).
ولا بأس أن أذكركم بقسمة العدد 6555 الذي هو مجموع أرقام ترتيب سور القرآن إلى العددين 3105 و 3450 , عددين يؤلف صفهما عددا من مضاعفات الرقم 91 أيضا.
(34503105 = 379155 × 91). وقد اكتشفت الباحثة أنهما العددان الوحيدان اللذان يمكن قسمة العدد 6555 (19 × 345) إليهما , بحيث يكون الفرق بينهما 345 ويؤلف صفهما عددا من مضاعفات الرقم 91.
(أهذا نسف أم إغناء وإضافة؟).
والآن جاء دور العددين 114 و 23 العددين الدالين على عدد سور القرآن وعدد سنوات نزوله .. إن محور العلاقة العددية بينهما هي الرقم 91 (7 × 13) ..
إنها العلاقة نفسها .. النظام نفسه ..
ولعل السؤال هنا: ما الذي يميز هذين العددين عن سواهما؟
الجواب: إنهما أول عددين الفرق بينهما 91 .. ولا إله إلا الله .. هل ترون ما أجمل هذا الكتشاف , وما أروع هذه الإضافة؟
ليس قبل هذين العددين عددين الفرق بينهما 91 , ويؤلف صفهما عددا من مضاعفات الرقم 91 .. لو افترضنا بديلا لهذين العددين فليس امامنا إلا العدد 205 عددا لسور القرآن , أو العدد 114 عددا لسنوات نزول القرآن (114114 = 1254 × 91).
إنهما عددان مقدران بتدبير إلهي حكيم ..
(أهذا نسف أم إغناء وإضافة؟).
يا ناس , حرام عليكم , يخطر ببالي أحيانا أن أحرق كل ورقة في مكتبتي وكل قلم واحطم جهاز الكمبيوتر الذي يوصلني بعالم لا يريد أن يفهم شيئا.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[10 Nov 2009, 02:08 ص]ـ
[ color=#FF0000] يا ناس , حرام عليكم , يخطر ببالي أحيانا أن أحرق كل ورقة في مكتبتي وكل قلم واحطم جهاز الكمبيوتر الذي يوصلني بعالم لا يريد أن يفهم شيئا.
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أخي الحبيب الأستاذ عبد الله جلغوم
لن أذكرك بوصايا سيدنا وحبيبنا وقرّة أعيننا محمد صلى الله عليه وسلم للناس بالصبر فالأمر لا يخفى على أحد، وحالكم لم يصل إلى حاله صلوات الله وسلامه عليه حين ذهب إلى الطائف.
لكنني أذكرك وأذكر نفسي وجميع الإخوة الأحبة بأن غاية البحث هي رضوان الله تعالى، فإن واجه الإنسان ربّه وجعل عمله خالصا لوجهه، لا يهمه بعد ذلك أرضي الناس أم سخطوا. ومن عجائب الزمان أن أكثر العلماء لم تقدّر نظرياتهم ولم تطبّق قوانينهم في حياتهم، بل إن البعض نكل به أشد تنكيل، ولا يخفى عليكم هذا الأمر.
فقولنا دائما: حسبنا الله ونعم الوكيل.
ومن أحسن توكيل أمره لله، لا يدخل الأسى والحزن إلى قلبه. خصوصا أن المسألة التي يوكل الله فيها ستكون رابحة لا محالة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[10 Nov 2009, 11:26 ص]ـ
إضافة للتأمل:
بعد أن انهيت كتابة مداخلتي عن قسمة سور القرآن المحكمة إلى العددين 54 و 60 الوحيدين اللذين مجموعهما 114 - من بين كل الاحتمالات الممكنة - ويؤلف صفهما عددا من مضاعفات الرقم 91.
ذهبت إلى النوم وقد اصطحبتهما معي , والأصح أنهما من قام بمرافقتي .. وكان ان خطر ببالي: ماذا لو استثنينا 91 آية من بداية المصحف , و 91 آية من نهايته , فماذا يبقى من العدد 6236 عدد آيات القرآن الكريم؟ عدت إلى الطاولة والتقطت ورقة ..
وكانت المفاجأة حينما طرحت العدد 182 (91+91) من العدد 6236 ,أن الناتج هو: 6054. إن لم تكن إشارة واضحة إلى العددين 54 و 60 , فماذا تكون؟
وماذا يعني أن العدد 6054 = 6 × 1009؟
وأن العدد 114 = 6 × 19؟
كتبت على الورقة (للمتابعة) ورميتها فوق أكداس من الورق , وعدت بحسرة جديدة إلى غرفتي لأتابع محاولة النوم.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[10 Nov 2009, 10:15 م]ـ
الإحكام في آية البسملة
ومن روائع اكتشاف الباحثة , أن العدد 91 (محور العلاقات الرقمية) بين عدد سور القرآن , وعدد آياته , وسنوات نزوله , قد تمت الإشارة إليه في آية البسملة , الآية الأولى في ترتيب المصحف.
وقد توصّلَت إلى ذلك من خلال كتابة عدد حروف كل كلمة من كلمات البسملة الأربع تحتها , فنتج لديها العدد 6643.
(تنبه للعدد 6643 كلا الباحثين عبد الدائم الكحيل فرأى فيه الرقم 7 , وعبدالله جلغوم فرأى فيه الرقمين 7 و 13 , ولكنهما لم يتنبها إلى العدد 91)
وكانت المفاجأة – لها ولنا - أن العدد الناتج من صف الأعداد الأربعة التي تمثل عدد حروف كلمات البسملة الذي هو 6643 , عدد من مضاعفات الرقمين 7 و 13 , أو من مضاعفات الرقم 91 أيضا. إنه يساوي: 7 × 13 × 73. (= 73 × 91)
بسم / الله / الرحمن / الرحيم
3/ 4 / 6/ 6
كيف نفسر وجود هذا النظام الرقمي نفسه في بناء آية البسملة، الآية الأولى في ترتيب المصحف؟. وأن يكون هو نفسه – فيما بعد - محور العلاقات الرقمية بين عدد سور القرآن وعدد آياته ومدة نزوله؟
أليس من الواضح لو أن آية البسملة كتبت هكذا (باسم الله الرحمن الرحيم) لما كان العدد الناتج من صف أعداد الحروف في كلماتها من مضاعفات الرقم 91؟
الإعجاز في العدد 6643:
وقد يقول قائل هنا: وماذا لوكانت الحروف في البسملة غير ما هي عليه , ولكنها تؤلف عددا هو الآخر من مضاعفات الرقم 91؟ فما الذي يجعل العدد 6643 وهو ما تشكله حروف آية البسملة في صورتها الحالية عددا مميزا؟
وللرد على هذا التساؤل (الشبهة) تقول الباحثة:
يمكننا الحصول على عدد كبير من الأعداد كلها من مضاعفات الرقم 91 ,وذلك بطرح 91 من العدد 6643. وسنحصل على مجموعة من الأعداد منها:
6552 , 6461 , 6370 , 6279 , 6188 , 6097 , 6006 , 5915 , 5824 , 5733 , 5642 , 5551 , 5460 , 5369 , 5278 , 5187 , 5096 , 5005 , 4914 , 4823 , 4732 , 4641 , 4550 , 4459 , 4368 , 4277 , 4186 , 4095 , 4004 , 3913 .........
هذه مجموعة من الأعداد كل منها يقبل القسمة على 91.
فما الذي يجعل العدد 6643 مختلفا عنها؟
.................................................. ........
.......................................
وأقول أنا:
أليست الإجابة على هذا السؤال اكتشافا رائعا للباحثة؟ وإضافة رائعة – وليست نسفا - لبحثي وهو ما يبرر اهتمامي بهذه الدراسة؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[12 Nov 2009, 02:21 م]ـ
وللرد على هذا التساؤل (الشبهة) تقول الباحثة:
يمكننا الحصول على عدد كبير من الأعداد كلها من مضاعفات الرقم 91 ,وذلك بطرح 91 من العدد 6643. وسنحصل على مجموعة من الأعداد منها:
6552 , 6461 , 6370 , 6279 , 6188 , 6097 , 6006 , 5915 , 5824 , 5733 , 5642 , 5551 , 5460 , 5369 , 5278 , 5187 , 5096 , 5005 , 4914 , 4823 , 4732 , 4641 , 4550 , 4459 , 4368 , 4277 , 4186 , 4095 , 4004 , 3913 .........
هذه مجموعة من الأعداد كل منها يقبل القسمة على 91.
فما الذي يجعل العدد 6643 مختلفا عنها؟
.................................................. ........
.......................................
وأقول أنا:
أليست الإجابة على هذا السؤال اكتشافا رائعا للباحثة؟ وإضافة رائعة – وليست نسفا - لبحثي وهو ما يبرر اهتمامي بهذه الدراسة؟
ولندرك أن اكتشاف الباحثة جدير بالاحترام والتقدير - وإضافة رائعة وليس نسفا لبحث سابق - تعالوا نحاول أن نكتشف نحن ما الذي يميز العدد 6643 عن بقية الأعداد.
لعلنا نحتاج إلى بعض الوقت، ولعلنا نفشل في المحاولة .. إن حاجتنا لمزيد من الوقت، وتكرار المحاولة شهادة لأهمية هذه الإضافة.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[13 Nov 2009, 03:35 م]ـ
تعالوا نحاول أن نكتشف نحن ما الذي يميز العدد 6643 عن بقية الأعداد.
لعلنا نحتاج إلى بعض الوقت، ولعلنا نفشل في المحاولة .. إن حاجتنا لمزيد من الوقت، وتكرار المحاولة شهادة لأهمية هذه الإضافة.
شوقتنا يا أخى الكريم ونجحت بامتياز فى أن تثير فضولنا
فلتواصل على بركة الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نعيمان]ــــــــ[13 Nov 2009, 10:14 م]ـ
الأخ الحبيب الأستاذ عبد الله حفظه الله ورعاه
جزاكم الله خيراً على هذا الجهد الذي لا ينقطع لا قطعه الله، وهذا النفس الطّويل لا قصّره الله. وزادكم علماً وفضلاً.
وليسمح لي أخي الأستاذ عبد الله وليعذرني إن تحدّثت عن خصوصيّة بيني وبينه. فقد جالست الأستاذ عبد الله في بيته ذات لقاء، فإذا به لا يضيّع له وقتاً؛ ولا يفتر لسانه عمّا يحبّ، ويعيش له؛ فقد كانت الأعداد تنثال على لسانه بلا توقّف، وهو فرح بها مسرور؛ بل مذهول بها. وما هو بالمتخصّص في الدّراسات القرآنيّة ولا العلوم التّجريبيّة التي منها الرّياضيّات؛ وإن كان متخصّصاً بلغة القرآن؛ ولكنّه الفتح الذي يفتح الله تعالى به على عباده. ((ما يفتح الله من رحمة فلا ممسك لها)) فاطر: 2
وإن كان استخدام هذه اللفظة (الفتح) لم يرتح لها المفكّر الإسلاميّ منير شفيق-حفظه الله- إذ ذكرتها له ذات مساء عن أحدهم، فقال أخشى أن نتجاوز بهذه اللفظة التي يتلقّفها الخياليّون والحالمون، ويقول: هذا فتح فتحه الله عليّ، وتصبح هذه اللفظة مقدّسة عنده وعند أتباعه.
ورُغم هذه المعارضة الشّديدة لأخينا الأستاذ إلا أنّه ما يزال متواصلاً، وفقه الله وسدّده.
ولقد كنت أعلم ما يصيبه من آلام المعارضة لدرجة دخوله المتكرّر إلى المستشفى، على عكس ما فهمه أحدهم ذات مناقشة لواصفةٍ حرقةَ الأستاذ، منتقداً إياها بقوله: إن الدّراسات القرآنيّة تشفي ولا تمرض، ونقده حق وصدق لو قصدت هذا؛ ولكنها قصدت أنّ مرضه القلبيّ المتكرّر من شدّة المعارضة لاكتشافاته لا من دراسته للإعجاز العدديّ فهي متعته وشفاؤه فيما أعلم.
ودوماً يصرخ قائلاً: يا ناس إمّا أن تعينونا بجهدكم وتصويباتكم، أو تعيرونا سكوتكم. ودعونا نعمل. أي: إن لم تكونوا معنا فلا تكونوا علينا.
ونحن -المستيقنين بوجود الإعجاز العدديّ؛ سواء أكان هذا المكتشف أم غيره ممّا لم يكتشف- نعلم – ليقيننا هذا- أنّ هذا من هداية الله. والهداية قسمان: هداية إرشاد، وهداية توفيق، فقد جمع الله له الهدايتين فيما أحسب. والله أعلم.
وأنا أعلم أيضاً عن الأستاذ عبد الله -حفظه الله-، أنّه لا يكمل ما اكتشفه في أبحاثه هنا؛ بل يدّخر بعض نتائجها للمحافظة عليها، وأمّا كمالها عنده فهي المكتوبة في كتبه، وهي التي ينبغي أن تُدرَس ويوجّه إليها النّقد سلباً وإيجاباً؛ تعزيزاً، أو تنبيهاً، أو توجيهاً.
وجزى الله الباحثة الأستاذة إيمان خيراً على ما نشره الأستاذ عبد الله مما أضافته هي.
وهي لا شكّ تلميذة في مدرسة الأستاذ عبد الله، رُغم كبر سنّ الباحثة وقد تكون في سنّ الأستاذ عبد الله أو تكبره أو تصغره، لكن قد يتتلمذ الكبير سنّاً على الصغير سنّاً الكبير علماً بلا غضاضة.
وإنّي مستسمح أخانا الحبيب الأستاذ عبد الله عذراً في أن أجيب عن سؤاله بطريقته المعهودة؛ ظنّاً فإن أصبت، فذاك، وإلا فهي محاولة للفهم:
ولندرك أن اكتشاف الباحثة جدير بالاحترام والتقدير - وإضافة رائعة وليس نسفا لبحث سابق - تعالوا نحاول أن نكتشف نحن ما الذي يميز العدد 6643 عن بقية الأعداد.
لعلنا نحتاج إلى بعض الوقت، ولعلنا نفشل في المحاولة .. إن حاجتنا لمزيد من الوقت، وتكرار المحاولة شهادة لأهمية هذه الإضافة.
السّؤال: ما الذي يميّز العدد 6643 عن باقي الأعداد؟
الجواب: إنّه العدد الوحيد الذي يؤلف صفه مع العدد 6236 عدداً من مضاعفات الرّقم 114 عدد سور القرآن الكريم.
66436236 = 582774 × 114.وجزيت خيراً أستاذ عبد الله والأحبّة جميعاً هنا.
وأقترح على سعادتكم إفراد موضوع في الملتقى لبيان طريقتكم في اكتشاف الإعجاز العدديّ من القرآن الكريم، وتكون دورة تدريبيّة هنا لمن شاء.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[14 Nov 2009, 02:01 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب نعيمان أثني على كلامكم فقد تشرفت بزيارة الأخ عبدالله في بيته ووجدته نعم الإنسان على نحو ما وصفتم.
وللتذكير سيدي الحبيب فعندما أوردتم الآية الكريمة الآتية، لعله حذف منها كلمة أثناء الطباعة، وهذا أمر يصادفني بعض الأحيان حينما أريد المشاركة في هذا المنتدى خصوصا حيث تتوقف لوحة المفاتيح عن الطباعة لثواني ثم تعود للاستجابة وقد تجاوزت بعض الحروف أو الكلمات فيظهر فيها خلل في التعبير
((ما يفتح الله من رحمة فلا ممسك لها)) فاطر: 2
(مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (فاطر:2)
ـ[نعيمان]ــــــــ[14 Nov 2009, 11:15 ص]ـ
وللتذكير سيدي الحبيب فعندما أوردتم الآية الكريمة الآتية، لعله حذف منها كلمة أثناء الطباعة، وهذا أمر يصادفني بعض الأحيان حينما أريد المشاركة في هذا المنتدى خصوصا حيث تتوقف لوحة المفاتيح عن الطباعة لثواني ثم تعود للاستجابة وقد تجاوزت بعض الحروف أو الكلمات فيظهر فيها خلل في التعبير
(مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (فاطر:2)
جزاك الله خيراً أخي وابن شيخي الحبيب الدّكتور حسن وزانتك في الخلق العظيم شمائل.
ولا والله لا أستحي من الاعتراف -أمام الخلق ليغفر لي ربّ الخلق- بأنّي أخطأت في كتابة الآية الكريمة من حفظي، وأردّدها خطأ، رُغم أنّي أعاود النّظر في المصحف عند كتابتي أية آية ولا أضعها حتى أتأكّد منها. وعندي كثير من برامج القرآن على النّتّ أو على جهاز حاسوبي؛ ولكن لكل عين غمضة. وأراد الله بي وبكم الخير. وجزيتم كلّ خير.
وأسأل الله تعالى أن يوفّق المهتمّين بعلم الحاسوب أن يصنعوا لنا راداراً قرآنيّاً كلّما وقع كاتب في خطأ عدّله تلقائيّاً0
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[14 Nov 2009, 07:04 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب نعيمان، وأسأل الله أن أكون كما وصفتني.
نعيمان;
السّؤال: ما الذي يميّز العدد 6643 عن باقي الأعداد؟
الجواب: إنّه العدد الوحيد الذي يؤلف صفه مع العدد 6236 عدداً من مضاعفات الرّقم 114 عدد سور القرآن الكريم.
66436236 = 582774 × 114.
أصبت أخي الحبيب، ويبدو لي أنك متابع فطن لما يكتب في هذا الموضوع.
وأقترح على سعادتكم إفراد موضوع في الملتقى لبيان طريقتكم في اكتشاف الإعجاز العدديّ من القرآن الكريم، وتكون دورة تدريبيّة هنا لمن شاء.
يسرني ذلك، وأشكرك على الاقتراح، إلا أنني لا أستطيع ذلك لأكثر من سبب.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[14 Nov 2009, 07:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب نعيمان أثني على كلامكم فقد تشرفت بزيارة الأخ عبدالله في بيته ووجدته نعم الإنسان على نحو ما وصفتم.
بارك الله بك أخي الحبيب، وأسأل الله أن أكون - وأظل - كما وجدتني.(/)
(الإعجاز العلمي أو الاستيعاب الانتقائي) للدكتور. السيد ولد أباه
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[08 Nov 2009, 07:04 م]ـ
نشر عالم الفلك الجزائري البارز "نضال قسوم" مؤخراً كتاباً نادراً يستحق الترجمة للعربية بعنوان"التوفيق بين الإسلام والعلم الحديث: روح ابن رشد". وكما لا يخفى من العنوان، يتناول الكتاب بالدراسة الدقيقة والتحليل المسهب الإشكالات التي تطرحها التفسيرات العلمية الجديدة للقرآن الكريم التي انتشرت على نطاق واسع في الأدبيات العربية، وأصبح لها مختصوها وأقسامها في الجامعات ومراكزها البحثية ومواقعها الإلكترونية الكثيرة.
وما يريد أن يوضحه قسوم من خلال ثقافته العلمية الرفيعة، هو أن مثل هذه التفسيرات تسيء إلى الدين الحنيف وإلى العلم، لأنها تقوم على مغالطة واهية هي اعتبار القران الكريم كتاباً في العلوم التجريبية، في حين أنه كتابُ هداية وإرشاد وتوجيه للنظر العقلي في آيات الكون، ومن هنا تشجيعه للبحث الموضوعي الدقيق بدل أن يكون مصنفاً في المعارف التجريبية المتقلبة النسبية.
ويرجع المؤلف إلى نظرية التأويل "الرشدية"، التي تقوم على فكرة وحدة الحقيقة واختلاف التعبير عنها بين علوم النص وعلوم الطبيعة، معتبراً أنها تؤسس لعلاقة تكاملية مقبولة وخصبة بين الدين والعلم.
استوقفني في هذا الباب مقال مهم للصديق يوسف الصمعان في صحيفة"الاتحاد" ذهب في المنحى نفسه، مما يعبر عن وعي دقيق لدى علمائنا بضرورة مراجعة أطروحة الإعجاز العلمي السائدة على نطاق واسع في الكتابات الإسلامية. ولا شك أن الخلفية المؤطرة لهذه الأطروحة تتكون من عناصر ثلاثة نشير إليها باقتضاب:
أولها: تأويل خاطئ لشمولية النص المحكم، الذي لئن كان بالفعل تعرض للوجود الإنساني وتفسير نشأة الكون وضوابط السلوك الأخلاقي وأحكام العبادة، إلا إنه لم يفصل القول في فروع الدين، فكيف بالمعارف الوضعية التجريبية التي ليست من تكاليف الشرع ولا أحكامه.
ثانيها: تصور وضعي ضمني يتأسس على افتراض احتكار العلم التجريبي للمعقولية وللحقيقة. والمفارقة البادية للعيان، هي أن هذا التصور تشكل لدى الفلسفات الوضعية الرافضة للدين والساعية إلى استبداله بالعلم التجريبي، بل إن فيلسوف الوضعية الأكبر"أوجست كونت" سعى إلى بناء ديانة وضعية لها شريعتها وطقوسها لتعويض الديانات السماوية التي اعتبرها تناسب المرحلة الميتافيزيقية من تطور العقل البشري، في حين يعبر العلم التجريبي عن المرحلة الوضعية، التي هي أعلى محطات نمو العقل الإنساني. ولقد نفذت هذه المصادرة الوضعية إلى المخيال الجماعي المشترك وأصبحت تشكل مسلمة لا تقبل الاعتراض أو الجدل.
ثالثا: التمييز السائد بين علوم الطبيعة التي يفترض فيها الحياد القيمي والموضوعية والعلوم الإنسانية التي تعكس رؤية حضارية وقيمية مرفوضة من منطلق الخصوصية الإسلامية. ولهذه الرؤية مستويان: يتعلق أحدهما بفكرة الاستيعاب الانتقائي للحداثة باستيراد جانبها العلمي -التقني ونبذ جانبها الثقافي -الفكري، ويتعلق ثانيهما بتأسيس مرجعية حضارية خصوصية للدراسات الإنسانية بالمقاييس العلمية ذاتها. وإذا كانت الأطروحة الأولى قديمة ترجع إلى بواكير عصر النهضة العربية (منذ الطهطاوي وخير الدين التونسي والإمامين الأفغاني ومحمد عبده)، فإن الأطروحة الثانية جديدة نسبياً، وقد تجسدت عملياً في برنامج معهد الفكر الإسلامي بواشنطن ومشروعه الطموح "لأسلمة المعرفة".
هذه الخلفية الثلاثية تطرح نمطين من الإشكالات: إشكالات عقدية وشرعية لا نطيل فيها مكانها في المباحث الكلامية والفقهية، وإشكالات نظرية ابستمولوجية تستدعي وقفة تنبيه وتحليل.
فبخصوص النمط الأول، نكتفي بالتذكير أن المذاهب الكلامية الوسيطة تبنت تصورات بديلة من العلوم اليونانية -الفارسية القديمة التي حافظ عليها الفلاسفة. وتقوم هذه التصورات المتولدة عن التفكير في مباحث الخلق والصفات والعلم على نزعة ذرية تجريبية تبطل العائق الأبستمولوجي الأبرز، الذي حال دون قيام العلوم التجريبيبة الحديثة، وهو النزعة الغائية الحيوية للطبيعة، التي أبطلتها الفيزياء الحديثة وقامت على أنقاضها. ويتفق كبار مؤرخي العلم كالكسندر كويري ورشدي راشد .... على أن إسهام علماء الإسلام الأهم هو تهيئة الشروط الأبستمولوجية الضرورية للثورة
(يُتْبَعُ)
(/)
العلمية الحديثة بنقد وتقويض فيزياء الجوهر والأعراض القديمة واستبدالها بالنظرة الاستكشافية التجريبية التي لم تصل طبعاً إلى فكرة "غزو الطبيعة عن طريق الرياضيات المطبقة"، والتي كانت الخلفية الفلسفية للعلوم الحديثة.
ولا زلنا نحتاج إلى دراسات دقيقة حول علاقة التصورات الكلامية للموجودات ومذاهب التأويل الأصولية من سبر وتقسيم وتحقيق مناط بالعدة المنهجية التي استخدمها علماء الطبيعة المسلمون في العصور الوسيطة، بدل لي عنق الآيات الكريمة والتعسف في تفسيرها في اتجاه النظريات والاكتشافات الجديدة.
أما النمط الثاني من الإشكالات، فيتعلق بما يسميه مؤرخ العلم الفرنسي المعروف جورج كانجلام بأيديولوجيا العلم أي النظر إليه كإطار أوحد للمعقولية وللحقيقة دون التفكير المعمق في طبيعة الخطاب العلمي وعلاقته بالنسق المعرفي الأوسع.
ومن دون الخوض في تفاصيل الدراسات الأبستمولوجية الراهنة، نكتفي بالملاحظة أنها تسير في الغالب في مراجعة الأطروحة الوضعية السائدة التي تتلخص في فكرة"التحقق التجريبي" معياراً لصحة المعارف من منطلق كون العلم هو مفتاح قراءة كتاب الكون لضبط قوانين سيره.
فما بينته المباحث الابستمولوجية النقدية من "باشلار" إلى "كارل بوبر"و "بريجوجين" هو أن معيار العلومية ليس الحقيقة بل الإجرائية والنجاعة، وإن القوانين العلمية ليست اكتشافات لقوانين الطبيعة (التي لا دليل على وجودها، فالأمر كله افتراض نظري خصب)، بل هي تركيبات منطقية -رياضية مبنية لها مجال صلاحيتها المحدود بإطارها التجريبي المتغير. فالعلم التجريبي يقوم على الحركية والتحول ويتسم بالقابلية للتفنيد والخطأ لا الدليل العقلي القطعي.
وليس من الصحيح أن التقنية هي نتاج تطبيقي للعلوم التجريبية كما يُظن عادة، بل هي الروح النظرية للعلوم وخلفيتها الميتافيزيقية حسب تعبير الفيلسوف الألماني الكبير هايدجر. ولذا فإن مشروع استنبات العلوم التجريبية واستيراد التقنية خارج السياق الثقافي المرجعي للحداثة أمر إشكالي غير بديهي على عكس ما يتوهم دعاة الاستيعاب الانتقائي.
كما أن مشروع أسلمة العلوم الإنسانية (التي هي علوم تأويلية تاريخية لها خصوصياتها الأبستمولوجية) يعكس المأزق نفسه: المصادرة الوضعية بآثارها الأيديولوجية العقيمة.
وحاصل الأمر، أن أطروحة الإعجاز العلمي التي لها إغراؤها الواسع في الخطاب الإسلامي الرائج، تعكس مقاربة وضعية ملتبسة. وإن صدرت عن هاجس الخصوصية الثقافية وحرص الدفاع عن قدسية القرآن الكريم وتبيان إعجازه.
المصدر:
http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=43423
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[08 Nov 2009, 08:06 م]ـ
هذه الخلفية الثلاثية تطرح نمطين من الإشكالات: إشكالات عقدية وشرعية لا نطيل فيها مكانها في المباحث الكلامية والفقهية، وإشكالات نظرية ابستمولوجية تستدعي وقفة تنبيه وتحليل.
فبخصوص النمط الأول، نكتفي بالتذكير أن المذاهب الكلامية الوسيطة تبنت تصورات بديلة من العلوم اليونانية -الفارسية القديمة التي حافظ عليها الفلاسفة. وتقوم هذه التصورات المتولدة عن التفكير في مباحث الخلق والصفات والعلم على نزعة ذرية تجريبية تبطل العائق الأبستمولوجي الأبرز، الذي حال دون قيام العلوم التجريبيبة الحديثة، وهو النزعة الغائية الحيوية للطبيعة، التي أبطلتها الفيزياء الحديثة وقامت على أنقاضها. ويتفق كبار مؤرخي العلم كالكسندر كويري ورشدي راشد .... على أن إسهام علماء الإسلام الأهم هو تهيئة الشروط الأبستمولوجية الضرورية للثورة العلمية الحديثة بنقد وتقويض فيزياء الجوهر والأعراض القديمة واستبدالها بالنظرة الاستكشافية التجريبية التي لم تصل طبعاً إلى فكرة "غزو الطبيعة عن طريق الرياضيات المطبقة"، والتي كانت الخلفية الفلسفية للعلوم الحديثة.
ولا زلنا نحتاج إلى دراسات دقيقة حول علاقة التصورات الكلامية للموجودات ومذاهب التأويل الأصولية من سبر وتقسيم وتحقيق مناط بالعدة المنهجية التي استخدمها علماء الطبيعة المسلمون في العصور الوسيطة، بدل لي عنق الآيات الكريمة والتعسف في تفسيرها في اتجاه النظريات والاكتشافات الجديدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما النمط الثاني من الإشكالات، فيتعلق بما يسميه مؤرخ العلم الفرنسي المعروف جورج كانجلام بأيديولوجيا العلم أي النظر إليه كإطار أوحد للمعقولية وللحقيقة دون التفكير المعمق في طبيعة الخطاب العلمي وعلاقته بالنسق المعرفي الأوسع.
ومن دون الخوض في تفاصيل الدراسات الأبستمولوجية الراهنة، نكتفي بالملاحظة أنها تسير في الغالب في مراجعة الأطروحة الوضعية السائدة التي تتلخص في فكرة"التحقق التجريبي" معياراً لصحة المعارف من منطلق كون العلم هو مفتاح قراءة كتاب الكون لضبط قوانين سيره.
فما بينته المباحث الابستمولوجية النقدية من "باشلار" إلى "كارل بوبر"و "بريجوجين" هو أن معيار العلومية ليس الحقيقة بل الإجرائية والنجاعة، وإن القوانين العلمية ليست اكتشافات لقوانين الطبيعة (التي لا دليل على وجودها، فالأمر كله افتراض نظري خصب)، بل هي تركيبات منطقية -رياضية مبنية لها مجال صلاحيتها المحدود بإطارها التجريبي المتغير. فالعلم التجريبي يقوم على الحركية والتحول ويتسم بالقابلية للتفنيد والخطأ لا الدليل العقلي القطعي.
وليس من الصحيح أن التقنية هي نتاج تطبيقي للعلوم التجريبية كما يُظن عادة، بل هي الروح النظرية للعلوم وخلفيتها الميتافيزيقية حسب تعبير الفيلسوف الألماني الكبير هايدجر. ولذا فإن مشروع استنبات العلوم التجريبية واستيراد التقنية خارج السياق الثقافي المرجعي للحداثة أمر إشكالي غير بديهي على عكس ما يتوهم دعاة الاستيعاب الانتقائي.
كما أن مشروع أسلمة العلوم الإنسانية (التي هي علوم تأويلية تاريخية لها خصوصياتها الأبستمولوجية) يعكس المأزق نفسه: المصادرة الوضعية بآثارها الأيديولوجية العقيمة.
وحاصل الأمر، أن أطروحة الإعجاز العلمي التي لها إغراؤها الواسع في الخطاب الإسلامي الرائج، تعكس مقاربة وضعية ملتبسة. وإن صدرت عن هاجس الخصوصية الثقافية وحرص الدفاع عن قدسية القرآن الكريم وتبيان إعجازه.
المصدر:
http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=43423
ما أجمل هذا الكلام، وحبذا لو يطالعه دعاة الإعجاز بتمعن ودون تعصب.
وجزاك الله خيرا على هذا النقل الرائع.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Nov 2009, 09:39 م]ـ
كلام إنشائي فقط لا غير
الأمر المثير في الموضوع
هو
كثرة المقالات ـ وبخاصة في هذه الآيام ـ التي تهاجم البحث في الإعجاز العلمي
!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[08 Nov 2009, 09:51 م]ـ
بل المثير يا أخي الكريم: هو رد الأدلة بالدعاوى.
والأشد منه غرابة هو ضغط أعداء الإسلام من النصارى واليهود لفرض كل جديد يمس جوهر الإسلام، فيروجونه أولا، ثم يجدون من يغتر بدعواهم، ثم يسخرون بعض الجامعات لترويجه في الأوساط العلمية، ثم يشجعون الكتاب الذين يروجون له، ويصعدون من خلال كل جديد، ثم يصبح الأمر واقعا ..
وهذا ديدنهم - كما ذكرت في مشاركة سابقة - في كل ما يريدون فرضه ومنه (السفور، والاختلاط في التعليم، والتأمين، وتولية المرأة .. ) وغير ذلك كثير.
وإن من يتتبع تاريخ هذه الأمور يجد نفس السيناريوا المتبع الآن في الإعجاز هو نفس المسطرة ولا فرق ..
وليس غريبا أن يسلك النصارى هذه الخدائع .. فهم أهلها ..
ولكن الغريب والغريب حقا أن تنطلي هذه الخدع الصبيانية على طلبة العلم، وأهل الذكاء من أمثال المدافعين عن الإعجاز ..
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[08 Nov 2009, 11:24 م]ـ
أولها: تأويل خاطئ لشمولية النص المحكم، الذي لئن كان بالفعل تعرض للوجود الإنساني وتفسير نشأة الكون وضوابط السلوك الأخلاقي وأحكام العبادة، إلا إنه لم يفصل القول في فروع الدين، فكيف بالمعارف الوضعية التجريبية التي ليست من تكاليف الشرع ولا أحكامه. [/ url]
وهل من الضرورى للنص الكريم أن يفصل القول فى المعارف التجريبية، أفلا يكفيه أن يشير الى البعض منها فحسب تدليلا على اعجازه، كما أن القول بالتفصيل لا موجب له لأن القرآن ليس بكتاب علوم بالأساس، أما فروع الدين فقد فصلتها السنة النبوية الشريفة، ومن هنا فلا وجه للمقارنة بين الأمرين، بل ان فى السنة الشريفة كذلك اشارات علمية استخرجها العلماء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيها: تصور وضعي ضمني يتأسس على افتراض احتكار العلم التجريبي للمعقولية وللحقيقة. والمفارقة البادية للعيان، هي أن هذا التصور تشكل لدى الفلسفات الوضعية الرافضة للدين والساعية إلى استبداله بالعلم التجريبي، بل إن فيلسوف الوضعية الأكبر"أوجست كونت" سعى إلى بناء ديانة وضعية لها شريعتها وطقوسها لتعويض الديانات السماوية التي اعتبرها تناسب المرحلة الميتافيزيقية من تطور العقل البشري، في حين يعبر العلم التجريبي عن المرحلة الوضعية، التي هي أعلى محطات نمو العقل الإنساني. ولقد نفذت هذه المصادرة الوضعية إلى المخيال الجماعي المشترك وأصبحت تشكل مسلمة لا تقبل الاعتراض أو الجدل
هذا كلام قديم عفا عليه الزمن وأكل عليه الدهر وشرب، فالوضعية المنطقية التى جاء بها (أوجست كونت) قد تم تجاوزها فلسفيا وعلميا منذ زمن بعيد، وقد حلت محلها فلسفة اللاحتمية فى العلم الحديث والتى جاء بها ثلاثة أقطاب فى علوم الطبيعة هم: (ماكس بلانك) صاحب نظرية الكوانتم، و (هايزنبرج) صاحب نظرية الخطأ والاحتمال، ثم (شرودنجر) صاحب مبدأ اللاحتمية فى العلم الحديث، وأخيرا جاء (البرت أينشتاين) بنظرية النسبية التى قضت على ما تبقى من ادعاءات أوجست كونت وفلسفته الوضعية، فلم يعد العلم يحتكر المعقولية والحقيقة كما يقول الكاتب، وانما على العكس تماما أصبح دور العلم مقتصرا على الوصف دون أن يتجاوزه الى التفسير، ولم يعد العلم يدعى أن بامكانه معرفة الماهيات أو يحتكر الحقيقة، فهذا كلام - كما قلنا من قبل - قد عفا عليه الزمن وتم تجاوزه نهائيا
ثالثا: التمييز السائد بين علوم الطبيعة التي يفترض فيها الحياد القيمي والموضوعية والعلوم الإنسانية التي تعكس رؤية حضارية وقيمية مرفوضة من منطلق الخصوصية الإسلامية. ولهذه الرؤية مستويان: يتعلق أحدهما بفكرة الاستيعاب الانتقائي للحداثة باستيراد جانبها العلمي -التقني ونبذ جانبها الثقافي -الفكري، ويتعلق ثانيهما بتأسيس مرجعية حضارية خصوصية للدراسات الإنسانية بالمقاييس العلمية ذاتها. وإذا كانت الأطروحة الأولى قديمة ترجع إلى بواكير عصر النهضة العربية (منذ الطهطاوي وخير الدين التونسي والإمامين الأفغاني ومحمد عبده)، فإن الأطروحة الثانية جديدة نسبياً، وقد تجسدت عملياً في برنامج معهد الفكر الإسلامي بواشنطن ومشروعه الطموح "لأسلمة المعرفة
هذا تمييز مشروع ولا غبار عليه، فهل يريد الكاتب أن نستورد قيم الغرب وثقافته أيضا وألا نكتفى بالجانب العلمى والتقنى؟!!
وتبدو المفارقة العجيبة فى أن هذا التمييز الانتقائى الذى يعيب عليه الباحث هو نفس ما دعانا القرآن اليه، قال تعالى فى معرض المدح والثناء:
"فبشر عباد، الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب " 18 - الزمر
وعليه فنحن مأمورون باتباع الأحسن ونبذ ما عداه، فأين الخطأ فى ذلك؟!.
وليس من الصحيح أن التقنية هي نتاج تطبيقي للعلوم التجريبية كما يُظن عادة، بل هي الروح النظرية للعلوم وخلفيتها الميتافيزيقية حسب تعبير الفيلسوف الألماني الكبير هايدجر. ولذا فإن مشروع استنبات العلوم التجريبية واستيراد التقنية خارج السياق الثقافي المرجعي للحداثة أمر إشكالي غير بديهي على عكس ما يتوهم دعاة الاستيعاب الانتقائي
أولا: الفيلسوف مارتن هايدجر لم يكن فيلسوفا علميا، بل كان فيلسوفا وجوديا، وهو لم يتحدث عن التقنية بمفهومها الواسع، وانما كان حديثه فحسب عن استعمال (الأداة) بوصفها سمة مميزة للكائن البشرى، وكان ذلك فى سياق فلسفى وجودى محوره الانسان لا غير، ولم يتطرق فيه الى تأسيس فلسفة علمية على الاطلاق
ثانيا: أوضحنا من قبل أن استيراد القيم الثقافية يعد أمرا مرفوضا، أما استيراد التقنية (التكنولوجيا) فلا اثم عليه ولا اشكال فى هذا التمييز على الاطلاق كما يزعم الكاتب، ولا ضرورة لأخذ الأثنين معا، أو تركهما معا، فان (أخذ الجمل بما حمل) ينطوى على دعوة مبطنة الى التغريب والاستسلام للغزو الثقافى، وأعتقد أن أمرا كهذا يأباه المسلم الصحيح الايمان
والله هو الهادى الى سواء السبيل.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[08 Nov 2009, 11:43 م]ـ
ثانيا: أوضحنا من قبل أن استيراد القيم الثقافية يعد أمرا مرفوضا، أما استيراد التقنية (التكنولوجيا) فلا اثم عليه ولا اشكال فى هذا التمييز على الاطلاق كما يزعم الكاتب، ولا ضرورة لأخذ الأثنين معا، أو تركهما معا، فان (أخذ الجمل بما حمل) ينطوى على دعوة مبطنة الى التغريب والاستسلام للغزو الثقافى، وأعتقد أن أمرا كهذا يأباه المسلم الصحيح الايمان
والله هو الهادى الى سواء السبيل.
أخي الكريم:
أولا: مسألة أن هذا الكلام أكل عليه الدهر وشرب لا ترد الأدلة القائمة في هذا الكلام، ولا تنقص من قيمته العلمية.
ثم إن الفلسفات العلمية المعاصرة على اختلاف فلاسفتها وجنسياتهم تصب في نتيجة واحدة لا زالت قائمة حتى بعد "نظرية النسبية" وهي أن التجربة وحدها هي سبيل معرفة الحقيقة العلمية، وهي طريق معرفة الكون، وإن مططها بعضهم لتشمل الظواهر الغريبة "علميا" فالمعول عليه في كل ذلك هو التجربة لا غير.
ثانيا: قول الله تعالى: "فبشر عباد الذين .. " واضحة الدلالة في المتبعين أحسن القول، وفرق بين احسن القول وحسنه، وبين أحسنه وأخشنه ..
ثالثا: كيف تقول إن استيراد الثقافة أمر مرفوض، واستيراد التقنية والتكنلوجيا المفسرة للقرآن الكريم أمر مقبول.
فإذا كان ينطبق على أحدهما أن فيه حسنا يتبع؛ ففي القيم الثقافية الغربية مسائل حسنة فما المانع - حسب نفس المنهج - من أخذ تلك القيم الثقافية؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[09 Nov 2009, 10:13 م]ـ
الأخ الكريم حجازي،
الأخ الكريم العليمي،
1. بحوث الإعجاز المعاصرة تُرعب العلمانيين والملاحدة وأعداء الفكرة الإسلامية، لأنهم الأقدر على ملاحظة التطور الإيجابي في الخطاب الإسلامي المعاصر، والذي هو ثمرة حتمية لتطور وعي المسلمين.
2. عندما يتكلم المسلم بلسان يعبر عن فكر متخلف يطمئن أعداء الحقيقة الإسلامية، لأنهم يخشون المسلم الذي بات يمتلك الوعي المعاصر والقدرة على الإبانة والتأثير.
3. المعارضون لأبحاث الإعجاز ظاهرة طبيعية تُشكل صماماً يمنع من الانسياق من غير ضوابط، وهم علامات على الطريق، توشك أن تصبح غير لافتة للانتباه عندما يهتدي السالكون. وجدية الأبحاث فيها ضمانة الاستمرار والتطوير.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[09 Nov 2009, 11:00 م]ـ
أشكر الأخ الفاضل: فهد الناصر على طرحه لهذا الموضوع ونقله القيم المفيد، وأبين من خلال ما طرح فيه ما يلي:
1 - أن الأشداق الممتلئة غيظا على تمسك المسلمين بأصولهم لا تفتأ تجد لها هنا أو هناك من يلتقط ما تقيء ليخفف عن عضلات أفواهها حتى يخفي ذلك عنها حقيقة قوة المسلمين المتمثلة في التمسك بالثوابت الفكرية والثقافية فتصبح كما يقول المثل: صامت وأضراسه مرئية".
2 - إن الذي يشرب كل ما يقيء أعداء الإسلام من قذاراتهم دون وعي منه يحتاج إلى صبر وحوار هادئ؛ لأنه مسكين "يحسب أنه يحسن صنعا"؛ فيجب على الجادين أن لا يتعجلوا حتى تنقشع عن عينيه ذرات الرماد الساخنة التي رمتها عليه المصانع الغربية فعند ذاك سيعود صحيحا كما هو أصله ويرى الحقيقة كما هي من مرآة الوحي.
3 - إن من يريد أن يصل إلى قلوب هؤلاء الذين وصفت يجب أن يعرف أنهم على قسمين:
أ - قسم استعجل في الحكم على هذه المستجدات وأعلن أنه مساند لها، وانهال عليه أعداء الإسلام بالألقاب العلمية الكبيرة "فضيلة الشيخ" " الأستاذ فلان " "الباحث المتخصص في كذا فلان " وبعد أن تبين الحق خجل من نفسه، ومن الآخرين، وظن أن إعلان الرجوع إلى الحق الواضح البين ضعف وهزيمة لا تليق بأمثاله؛ فصار يجيب على كل مداخلة بأي إجابة - كما قلت سابقا - لمجرد أن يقنع نفسه أنه أجاب؛ ويتجنب - في الغالب - الأسئلة التي تسبب له إحراجا معرفيا.
ومن - من اللاحثين وراء الدينار والدرهم - يريدون أن يخسر كل هذا ..
ب - قسم آخر أداة في يد الأعداء يحركونها كلما أرادوا ويسخرون قلمه بطرق مختلفة - ربما لا يدرك هو نفسه أنه مستخدم وأنه آلة تماما كالمطرقة أو المنشار ..
وأنصح شباب الأمة المدافعين عن سلفها وعن تراثها وعن علمها وفقهها أن لا يتعجلوا على الصنفين لعل الله تعالى أن يهديهم سواء السبيل "لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من حمر النعم".
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Nov 2009, 11:05 ص]ـ
أشكر الأخ الفاضل: فهد الناصر على طرحه لهذا الموضوع ونقله القيم المفيد، وأبين من خلال ما طرح فيه ما يلي:
1 - أن الأشداق الممتلئة غيظا على تمسك المسلمين بأصولهم لا تفتأ تجد لها هنا أو هناك من يلتقط ما تقيء ليخفف عن عضلات أفواهها حتى يخفي ذلك عنها حقيقة قوة المسلمين المتمثلة في التمسك بالثوابت الفكرية والثقافية فتصبح كما يقول المثل: صامت وأضراسه مرئية".
2 - إن الذي يشرب كل ما يقيء أعداء الإسلام من قذاراتهم دون وعي منه يحتاج إلى صبر وحوار هادئ؛ لأنه مسكين "يحسب أنه يحسن صنعا"؛ فيجب على الجادين أن لا يتعجلوا حتى تنقشع عن عينيه ذرات الرماد الساخنة التي رمتها عليه المصانع الغربية فعند ذاك سيعود صحيحا كما هو أصله ويرى الحقيقة كما هي من مرآة الوحي.
3 - إن من يريد أن يصل إلى قلوب هؤلاء الذين وصفت يجب أن يعرف أنهم على قسمين:
أ - قسم استعجل في الحكم على هذه المستجدات وأعلن أنه مساند لها، وانهال عليه أعداء الإسلام بالألقاب العلمية الكبيرة "فضيلة الشيخ" " الأستاذ فلان " "الباحث المتخصص في كذا فلان " وبعد أن تبين الحق خجل من نفسه، ومن الآخرين، وظن أن إعلان الرجوع إلى الحق الواضح البين ضعف وهزيمة لا تليق بأمثاله؛ فصار يجيب على كل مداخلة بأي إجابة - كما قلت سابقا - لمجرد أن يقنع نفسه أنه أجاب؛ ويتجنب - في الغالب - الأسئلة التي تسبب له إحراجا معرفيا.
ومن - من اللاحثين وراء الدينار والدرهم - يريدون أن يخسر كل هذا ..
ب - قسم آخر أداة في يد الأعداء يحركونها كلما أرادوا ويسخرون قلمه بطرق مختلفة - ربما لا يدرك هو نفسه أنه مستخدم وأنه آلة تماما كالمطرقة أو المنشار ..
وأنصح شباب الأمة المدافعين عن سلفها وعن تراثها وعن علمها وفقهها أن لا يتعجلوا على الصنفين لعل الله تعالى أن يهديهم سواء السبيل "لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من حمر النعم".
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
لماذا هذا التجني أخانا الكريم؟
ولماذا هذا الإسفاف في القول؟
أليس في الأمة عقلاء؟ أم أنت العاقل الوحيد؟
أليس في الأمة علاماء؟ أم أنت العالم الوحيد؟
أليس في الأمة مخلصون؟ أم أنت المخلص الوحيد؟
عجيب أمرك يا إبراهيم!!!!!
كيف تحكم على الناس بهذه الطريقة الفجة التي لا تليق بطالب علم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[10 Nov 2009, 01:39 م]ـ
أخي الكريم: حجازي الهوى
أنا لم أحكم ولم أعين شخصا ما وإنما وضعت علامات فمن وجد في نفسه منها شيئا فلا يلومن إلا نفسه؛ ولا شك أننا متفقون على قبحها، وقبح من اتصف بها أنا وأنت وكل الأمة ..
ثم من قال لك أن تحكم أن هذا الرأي في أعداء الإسلام وأعوانهم هو رأي خاص بي؛ بل أنت نفسك تقر بأن من يلتقط كل أفكار الأعداء وينصب نفسه داعيا لها أنه يستحق ما وصفته أنا به وأكثر ..
ولا أظن أن مسلما يدافع عن أؤلئك الذين وضعت علاماتهم، وبينتهم بنعتهم وأوصافهم.
أجاونا الله وإياك من أن تدافع عن مثل أولئك.
وأجارنا الله وإياك من أن تصادر آراء الأمة وتقول إنه لا يوجد فيها من ينتقد الأفكار الدخيلة غيري؛ بل أنا مجرد تابع لآلاف طلبة العلم الذين وقفوا أمام تلك المكائد.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Nov 2009, 01:46 م]ـ
يا أخانا إبراهيم
هل الذين تكلموا في الإعجاز العلمي لا يخرجون عن القسمين الذي ذكرت؟
الله سبحانه وتعالى يقول: " ,وإذا قلتم فاعدلوا"
فأين العدل الذي أمرنا الله تعالى به حتى مع من نكره ومن نعادي؟
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[10 Nov 2009, 02:09 م]ـ
أخي الكريم:
لا دخل للذين تكلموا عن الإعجاز في مداخلتي، ولا يوجد فيها ذكر لهم؛ فلماذا رأيت أنهم يتصفون ببعض تلك الصفات التي ذكرت.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Nov 2009, 03:02 م]ـ
أخي الكريم:
لا دخل للذين تكلموا عن الإعجاز في مداخلتي، ولا يوجد فيها ذكر لهم؛ فلماذا رأيت أنهم يتصفون ببعض تلك الصفات التي ذكرت.
سبحان الله
صحيح عالم "النت" عالم العجائب
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[10 Nov 2009, 03:08 م]ـ
أخي الكريم: حجازي الهوى.
مالك عهدتك محاورا بارعا، وتبحث عن الأدلة وتعلق التعليقات المفيدة ..
فما لك تتعجب من تخصصك.
فأنا - ولله - لا أعرف من النت إلا ما حاولت تقليدك فيه، وحتى الآن لا أحسن طريقة أخذ اقتباس ونحو ذلك مما تجاوزته أنت بمراحل.
هدانا الله وإياك وثبتنا وإياك على أسلوب الحوار العلمي الذي يبحث عن الحق ولا شيء غير الحق، ولا يجد صاحبه غضاضة في الرجوع عن الباطل إذا تبين له أنه عين الباطل.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Nov 2009, 04:33 م]ـ
يا أخانا إبراهيم
"النت" ما هو إلا مرآة تعكس صورة الناظر إليها.
"النت" ما هو إلا إناء يحفظ ما تضع فيه.
وأذكرك بقول الله تعالى:" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين"
وأذكرك بقول الحبيب صلى الله عليه وسلم:
"عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة"
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[10 Nov 2009, 06:34 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه التذكرة المفيدة.
وحتى أشترك معك في فضل التذكرة أذكرك بما ذكرتني به وأزيدك قول الله تعالى "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم .. " فاشترط تعالى ثلاثة شروط هي:
1 - تحكيم شرع الله تعالى فيما يقع من الخلاف بين المسلمين.
2 - الرضى بما يحكم به باطنا.
3 - التسليم به ظاهرا بالإذعان لحكمه والتسليم له.
كما أذكرك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت"
والله يهدينا وإياك سبل السلام.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Nov 2009, 07:58 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه التذكرة المفيدة.
وحتى أشترك معك في فضل التذكرة أذكرك بما ذكرتني به وأزيدك قول الله تعالى "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم .. " فاشترط تعالى ثلاثة شروط هي:
1 - تحكيم شرع الله تعالى فيما يقع من الخلاف بين المسلمين.
2 - الرضى بما يحكم به باطنا.
3 - التسليم به ظاهرا بالإذعان لحكمه والتسليم له.
كما أذكرك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت"
والله يهدينا وإياك سبل السلام.
أخانا الكريم
أشكرك على التذكرة وأسألك سؤالاً:
هل ترى أن المتكلمين في الإعجاز العلمي يحتكمون إلى غير كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؟
وهل ترى أن هواهم تبعا لغير ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؟
يا أخي الكريم إن التبديع والتفسيق والتكفير بغير حجة واضحة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم إنما خرج من تحت عباءة مثل هذا المنهج في الحوار والاستدلال.
وفق الله الجميع للصواب
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[10 Nov 2009, 08:29 م]ـ
أخي الكريم: عجبا لك.
كيف تحضر المدافعين عن الإعجاز لكل وصف قبيح، وتتهمهم بكل تهمة لا تليق بهم.
إن المدافعين عن الإعجاز طلبة علم بعضهم له طرح جميل يدل على أن له رصيدا علميا لا يستهان به، ولا أصفهم بالفسق ولا بالبدعة فضلا عن الكفر عياذا بالله تعالى؛ بل هم طلبة علم أخطؤوا الطريق من وجهة نظري، ولكن عن حسن نية وبحث عن الحق وهذا يقع لأي فرد غير معصوم ..
وأنصحك نصيحة اخرى زيادة على ما سبق: أحسن الظن بإخوانك المسلمين ولا تحمل كلامهم على محمل خاطئ وأنت تجد له غيره.
وإذا أردت فهم أي مداخلة فلا تفصمها عن التي قبلها؛ فالكلام سبك متصل بعضه يوصل إلى بعض ..
ولا تجز لنفسك ما لا تجيزه لخصمك.
وفقنا الله وإياك لكل خير.
وبما أنك أدخلت أهل الإعجاز في هذا الكلام فأذكرك أن الأسئلة التي طرحت في هذه المداخلة وفي غيرها على أهل الإعجاز لم تجب حتى الآن.(/)
سؤال عن الضمير في قوله (يرونهم مثليهم)
ـ[أبو فهد]ــــــــ[09 Nov 2009, 03:38 ص]ـ
سؤال عن الضمير في قوله (يرونهم مثليهم) هل يصح أن يكون الضمير راجع الى المسلمين والمشركين في نفس الوقت كما في قوله (وإذا رأوا تجارة أو لهوا افضوا إليها)؟
وهذا كلام ابن كثير عن الاية وقد حكى قولين ثم رجح أن يكون كل فريق رأى الاخر مثليه في حال جمعا بين الاقوال واية الانفال وهذه الاية لكن لم أرى أحدا قال بأن الضمير قد يرجع الى الفرقين في نفس الوقت.
قال تعال: (قَدْ كَانَ لَكُمْ آَيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ (13)
قال ابن كثير: قوله: {يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ}
القول الاول: قال بعض العلماء: يرى المشركون يوم بدر المسلمين مثليهم في العدد رأي أعينهم وهذا لا إشكال عليه إلا من جهة واحدة، وهي أن المشركين بعثوا عمر بن سعد يومئذ قبل القتال يحزر لهم المسلمين، فأخبرهم بأنهم ثلاثمائة،
والقول الثاني: " أن المعنى في قوله: {يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ} أي: ترى الفئة المسلمة الفئة الكافرة مثليهم، أي: ضعفيهم في العدد، ومع هذا نصرهم الله عليهم. ولكنه خلاف المشهور عند أهل التواريخ وخلاف المعروف عند الجمهور من أن المشركين كانوا ما بين التسعمائة إلى الألف كما رواه محمد بن إسحاق
. لكن وجه ابن جرير هذا، وجعله صحيحًا كما تقول: عندي ألف وأنا محتاج إلى مثليها، وتكون محتاجًا إلى ثلاثة آلاف، كذا قال. وعلى هذا فلا إشكال.
لكن بقي سؤال آخر وهو وارد على القولين، وهو أن يقال: ما الجمع بين هذه الآية وبين قوله تعالى في قصة بدر: {وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولا}؟ [الأنفال: 44] والجواب: أن هذا كان في حال، والآخر كان في حال (5) أخرى، كما قال السُّدِّي، عن ابن مسعود في قوله: {قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا [فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ] (7)} الآية، قال: هذا يوم بدر. قال عبد الله بن مسعود: وقد نظرنا إلى المشركين فرأيناهم يُضْعَفون علينا، ثم نظرنا إليهم فما رأيناهم يزيدون علينا رجلا واحدًا، وذلك قوله (8) تعالى: {وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ}.
وقال أبو إسحاق، عن عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، قال: لقد قللوا في أعيننا حتى قلت لرجل إلى جانبي تراهم سبعين؟ قال: أراهم مائة. قال: فأسرنا رجلا منهم فقلنا: كم كنتم؟ قال: ألفا. فعندما عاين كل الفريقين الآخر رأى المسلمون المشركين مثليهم، أي: أكثر منهم بالضعف، ليتوكلوا ويتوجهوا ويطلبوا الإعانة من ربهم، عز وجل. ورأى المشركون المؤمنين كذلك ليحصل لهم الرعب والخوف والجزع والهلع، ثم لما حصل التصاف والتقى الفريقان قلل الله هؤلاء في أعين هؤلاء، وهؤلاء في أعين هؤلاء، ليقدم كل منهما على الآخر.) انتهى
فما رأي المشايخ وأهل التخصص في هذا؟
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[09 Nov 2009, 08:36 ص]ـ
كلا القولين له وجه من النظر.
وهما منقولان عن السلف.
وقضية المثلين لا تحتاج إلى تأويل الطبري رحمه الله تعالى الذي نقل عنه ابن كثير لأن المشركين كانوا قرابة ألف ثم رجع منهم حوالي ثلاثمائة وما بقي في بعض الأقوال إلا ستمائة وستة وعشرون رجلا وهوبمثابة مثلي المؤمنين.
وأقوى الأقوال أن الضمير عائد إلى المؤمنين، وذلك لدليلين:
1 - قراءة ترونهم بتاء الخطاب.
2 - السياق.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو فهد]ــــــــ[09 Nov 2009, 09:24 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الحسيني أنا أعلم أن هذا القول قد يكون هو أقرب الاقوال وهو القول الذي رجحه ابن جرير لنفس السبب
لكن أن أقول لماذ لا نقول إن الضمير يرجع الى المسلمين والمؤمنين لوجود الاحتمال؟ كما في قوله (وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا اليها) فإليها راجع الى التجارة واللهو لوجود الاحتمال
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[09 Nov 2009, 09:37 ص]ـ
عود الضمير إليهما معا تمنع منه أدلة منها:
1 - قراءة ترونهم، وقد تقرر في الأصول أن القراءتين بمثابة الآيتين.؛ فيتعين الجمع بينهما ما أمكن قبل الرجوع إلى الترجيح كما هو معلوم.
2 - وجود آية أخرى يفهم منها التعارض مع هذه الآية وهي قوله تعالى: " .. في أعينكم قليلا ويقللكم في .. " ولكن الجمع بينهما - على اعتبار عود الضمير إليهما - يكون بحمل كل منهما على حالة كما ذكر ابن كثير في نقلك عنه.
3 - أن الأصل في الضمير أنه يعود على أقرب مذكور إلا بدليل وأقرب المذكورين هم المؤمنون في قوله تعالى: "قد كان لكم آية .. )
والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[09 Nov 2009, 12:06 م]ـ
(وإذا رأوا تجارة أو لهوا افضوا إليها)؟
أخي الحبيب أبو فهد ورد سهوا الخطأ الملون بالحمرة في الآية الكريمة، فوجب التنبيه إليه:
(وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) (الجمعة:11)(/)
سؤال عن كتاب.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[09 Nov 2009, 05:28 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليكم
هل هناك كتاب يتحدث عن "حديث القرآن عن النبي صلى الله عليه وسلم"
من خلال:
* توجيهات الله سبحانه وتعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام.
* تلطفه له.
* دفاعه عنه.
* تحبيب الأمة له.
.....
وغيرها مما يدور حول هذا الموضوع.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[15 Nov 2009, 06:24 م]ـ
هل من مجيب أثابكم الله؟
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[15 Nov 2009, 10:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتب السيرة المتقدمة لا تخلو من إشارات في هذا الباب. وقد عقد القاضي عياض رحمه الله في كتابه الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم، الباب الأول في "ثناء الله تعالى على النبي صلى الله عليه وسلم، وإظهار عظيم قدره لديه".
وقد بسط فيه القول في عشرة فصول، فانظرها. لعل فيها ما تريد.
كما أن هناك تأليفا للدكتور عبد الصبور مرزوق رحمه الله باسم "السيرة النبوية في القرآن الكريم"
ودمتم بخير.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[15 Nov 2009, 11:04 م]ـ
جزاك الله خيرا وأحسن إليك
ولكني أرغب زيادة على ما ذكرتم بموضوع أخص
وهو " حديث القرآن عن محمد صلى الله عليه وسلم "
وهل من نسخة مصورة لمؤلف د. عبدالصبور مرزوق للإستفادة منه؟
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[15 Nov 2009, 11:20 م]ـ
كتاب الدكتور عبد الصبور مرزوق يمكنك تحميله من هذا الرابط:
http://www.al-mostafa.info/data/arabic/depot2/gap.php?file=018642.pdf
وليس فيه كبير شيء مما يتعلق بغرضك فيما أظن.
وكتاب القاضي عياض الآنف الذكر، فيه مادة وافرة لموضوعك، والله أعلم.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[16 Nov 2009, 12:11 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
وإن كان من زيادة في الموضوع فإني أتمنى ذلك ..
بارك الله في الجهود روزقنا العلم النافع والعمل الصالح(/)
فوائد ولطائف في التفسير وعلوم القرآن (متجدد)
ـ[فداء]ــــــــ[09 Nov 2009, 09:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في هذا الموضوع إن شاء الله سأضع فوائد ولطائف متعلقة بالتفسير وعلوم القرآن، وأذكر مصدرها سواءً كان قراءةً من كتاب أو سماعًا من شيخ.
* كل أسبوع سأضيف فائدة جديدة إن شاء الله.
- فائدة 1
يختلف الوهن عن الضعف في أنه: ضعف مع فتور في الطلب، ولذلك فقد نهينا عنه؛ قال تعالى: {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} (139) سورة آل عمران، وقال تعالى: {وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ} (104) سورة النساء، وقال أيضًا: {فلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ} (35) سورة محمد
أما الضعف فإنه يصيب جميع الناس وقد قال عز وجل: {وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا} (28) سورة النساء.
(الشيخ: عبدالله الحكمة)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[09 Nov 2009, 05:07 م]ـ
بارك الله فيك
وقد سبق طرح مثل هذا الموضوع ي الروابط التالية، فو أضفت فوائدك إليه لكان أنسب حتى لا تتشتت الموضوعات.
فوائد وتنبيهات ولطائف في التفسير ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=54)
فوائد وتنبيهات ولطائف في التفسير وعلوم القرآن [2] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=85694)
ـ[فداء]ــــــــ[17 Nov 2009, 05:04 ص]ـ
بارك الله فيك
وقد سبق طرح مثل هذا الموضوع ي الروابط التالية، فو أضفت فوائدك إليه لكان أنسب حتى لا تتشتت الموضوعات.
فوائد وتنبيهات ولطائف في التفسير ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=54)
فوائد وتنبيهات ولطائف في التفسير وعلوم القرآن [2] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=85694)
وفيك بارك الباري.
في الحقيقة عندي مشكلة في البحث في المنتدى؛ فعندما أقوم بأي بحث لا تظهر لي صفحة النتائج، فلم اطلع على الموضوعات المشابهة.
عمومًا الفوائد التي سأذكرها تتميز بأنها أكثر بساطة، ومختصرة.
وبما أني افتتحت الموضوع فسأكمل فيه إن شاء الله.
~ فائدة 2
في التفسير:
- إذا كان العلمُ بالمسألة لا يؤثر في فهم الآية فإن هذه المسألة من علوم الآية وليست من علم التفسير؛ لأن الآية قد يكون فيها أكثر من علم ... فقه، نحو ...
وكتب التفسير إنما كثرت وتمايزت بسبب علوم الآية وليس بسبب علم التفسير.
((د. مساعد الطيار))
ـ[فداء]ــــــــ[23 Nov 2009, 03:18 م]ـ
~ فائدة
قال تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ} [البقرة: 87]
هذا الذي تسميه النظار والفقهاء: التشهي والتحكم، فيقول أحدهم لصاحبه: لا حاجة لك على ما ادعيت سوى التشهي والتحكم الباطل، فإن جاءك ما لا تشتهيه دفعته و رددته، وإن كان القول موافقًا لما تهواه وتشتهيه إما من تقليد من تعظمه أو موافقه ما تريده قبلته وأجزته، فترد ما خالف هواك وتقبل ما وافق هواك، وهذا الاحتجاج والذي قبله مفحمان للخصم لا جواب عليهما البتة، فإن الأخذ ببعض الكتاب يوجب الأخذ بجميعه والتزام بعض شرائعه يوجب التزام جميعها، ولا يجوز أن تكون الشرائع تابعة للشهوات؛ إذ لو كان الشرع تابعًا للهوى والشهوة لكان في الطباع ما يغني عنه، وكانت شهوة كل أحد وهواه شرعًا له {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ والأرض وَمَن فِيهِنَّ} [المؤمنون:71]
((ابن القيم، بدائع التفسير 1: 132))
ـ[فداء]ــــــــ[30 Nov 2009, 08:35 ص]ـ
~ فائدة
تعريف الحق والباطل في اللغة: قال أهل اللغة: الحق هو الأمر الثابت الذي لا شك فيه المطابق للواقع، وضده الباطل، وهو الأمر المخالف للواقع.
وقد جاء في القرآن المجيد استعمال الحق والباطل للدلالة على عدة وجوه ترجع لدى التحقيق بتعمق فكري إلى المعنى اللغوي لهما.
- الوجه الأول: كل أمر ثابت لا شك فيه هو حق، وعلى هذا فالله حق، وهو الحق الأزلي الأبدي العلي الأعلى.
وكل أمر غير ثابت من ذات أو صفة أو فكرة هو باطل، وعلى هذا فوجود أو ادعاء وجود شريك لله في أزليته وأبديته، أو في ربوبيته أو في إلهيته باطل لا شك في بطلانه.
- الوجه الثاني: كل خبر عن قضية ما مطابق لما هو ثابت في الواقع أو في الفكر بالبرهان العقلي هو خبر حق.
وضده الباطل، فكل خبر عن قضية ما غير مطابق لما هو ثابت في الواقع أو في الفكر بالبرهان العقلي هو خبر باطل.
- الوجه الثالث: كل حكم مطابق لما يقتضيه الحق هو حكم حق.
وضده الباطل، فكل حكم مضاد لما يقتضيه الحق هو حكم باطل.
- الوجه الرابع: كل عمل لا يحقق نتيجة مقبولة لدى أهل العقل والرشد هو عبث وهو عمل باطل؛ لأن فيه تبديدًا وإضاعة للطاقةالثابتة في الواقع، دون بديل له ثبات يقصده أولوا الألباب.
وضده عمل حق وهو بذل الطاقة الثابتة في الواقع لتحقيق بديل يقصد أولوا الألباب تحقيقه.
- الوجه الخامس: اختيار نظام لمجتمع بشري يفضي تطبيقه إلى انتشار الفوضى والفساد في المجتمع اختيار باطل؛ لأنه غير مطابق لما هو ثابت عقلاً أنه نظام نافع ومفيد وصالح لما ينبغي أن يسير عليه المجتمع من نظام.
وضده اختيار حق لأن تطبيقه يفضي إلى ما هو نافع وصالح للمجتمع.
((معارج التفكر، عبدالرحمن الميداني 11: 295))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فداء]ــــــــ[07 Dec 2009, 07:51 م]ـ
~ فائدة
في قوله تعالى: {ذلك الكتاب لا ريب فيه}
(لا ريب) لا ناهية = جملة طلبية. وقيل: نافية للجنس = خبرية معناها الطلب؛ أي: لا ترتابوا فيه.
الصواب: أنها خبرية، ولا يراد بها الطلب؛ فالخبرية أثبت؛ لأن الطلبية قد تتحقق أو لا.
وفي هذا إشكال؛ لثبوت وقوع الريب من الكفار، ويُخرّج على وجهين:
1. الريب راجع إلى الكفار، وليس إلى القرآن، فإنهم هم الذين يرتابون >> الريب من جهتهم لا من جهة القرآن؛ فالعلة فيهم.
2. أنهم لم يرتابوا في القرآن، وإنما جحدوا أنه الحق {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا} (14) سورة النمل، {قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَؤُلاء إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَآئِرَ} (102) سورة الإسراء.
وعند الوقف على (لا ريب ... ) لا: نافية للجنس.
الراجح: الوقف على: لا ريب فيهْ ||
بدليل:
1 – قوله تعالى في سورة السجدة: {تَنزِيلُ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ}
2 - أن ما لا يحتاج إلى حذف وتقدير أولى مما يحتاج إلى حذف وتقدير.
3 - أن المعنى على الوقف على (فيه) أبلغ؛ لأنه يكون به القرآن كله هدى – وهو كذلك -.
4 - أنه بهذا جاء التفسير عن السلف – رحمهم الله -.
((الشيخ: عبدالله الحكمة، وقد ذكر ذلك غير واحد من علماء السلف))
ـ[فداء]ــــــــ[14 Dec 2009, 03:17 م]ـ
~ فائدة
أقسام المفسرين المخالفين في العقيدة:
1. متكلم منافخ عن عقيدته يرد على السلف ويستدل ويدافع ويحاج عن مذهبه.
2. يقول بالمذهب ويلتزم به لكنه لا يحاج ولا يستدل له ولا يرد على السلف أو يتهجم عليهم.
3. من نراه مضطرب، أحيانًا يقول بمذهب الأشاعرة، وأحيانًا بمذهب السلف، وأحيانًا يجمع بينهم ولا يرجح، وهذا الاضطراب له أسباب منها: تأثره ببيئته والمذهب السائد في عصره.
((د. محمد السريع))
ـ[فداء]ــــــــ[21 Dec 2009, 07:37 م]ـ
~ قاعدة:
إذا ورد أكثر من معنى لغوي صحيح تحتمله الآية بلا تضاد، جاز تفسير الآية بها.
وهذه القاعدة ترجع إلى احتمال النص القرآني لأكثر من معنى.
((د. مساعد الطيار، التفسير اللغوي، ص 591))
ـ[فداء]ــــــــ[18 Jan 2010, 07:46 ص]ـ
قال ابن القيم - رحمه الله -:
وقوله: {كلا سوف تعلمون *ثم كلا سوف تعلمون} [التكاثر:3 - 4] قيل: تأكيد لحصول العلم كقوله {كلا سيعلمون* ثم كلا سيعلمون} [النبأ: 4 - 5]
وقيل: ليس تأكيداً بل العلم الأول عند المعاينة ونزول الموت، والعلم الثاني في القبر، هذا قول الحسن ومقاتل ورواه عطاء عن ابن عباس ويدل على صحة هذا القول عدة أوجه:
- أحدها: أن الفائدة الجديدة والتأسيس هو الأصل وقد أمكن اعتباره مع فخامة المعنى وجلالته وعدم الاخلال بالفصاحة.
- الثانى: توسط "ثم " بين العلمين وهى مؤذنة بتراخي ما بين المرتبتين زمانا وخطراً.
- الثالث: أن هذا القول مطابق للواقع فإن المحتضر يعلم عند المعاينة حقيقة ما كان عليه ثم يعلم فى القبر وما بعده ذلك علماً هو فوق الأول.
((عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين، ص231))(/)
خبر الزاملتين
ـ[أبو إياد]ــــــــ[09 Nov 2009, 04:49 م]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فقد كنت أتساءل -وأنا أقرأ ما تردد عند المتخصصين من ذكر زاملتي عبدالله بن عمرو بن العاص- عن صحة أمر الزاملتين، ثم وجدت التعليق الماتع للدكتور/ مساعد الطيار حفظه الله في شرحه على مقدمة شيخ الإسلام في أصول التفسير.
ثم وقفت على أثر أورده بين أيديكم، وفيه شيء من خبرهما، رواه الأزهري في تهذيب اللغة/ مادة (ع ص ب) 2/ 29 - والأزهري ثقة كما في سير أعلام النبلاء- قال:
"وذكر ابن المظفّر في كتابه حديثاً: إنه يكون في آخر الزمان رجل يقال له: أمير العُصَب، فوجدت تصديقه في حديث حدّثنا به محمد بن إسحاق عن الرماديّ عن عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن عُقْبة بن أوس عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال: وجدت في بعض الكتب يوم اليرموك: أبو بكر الصديق أصبتم اسمه. عمر الفاروق قَرْن من حديد أصبتم اسمه. عثمان ذو النورين كِفيْلَن من الرحمة لأنه يُقتل مظلوماً، أصبتم اسمه. قال: ثم يكون مَلِك الأرض المقدَّسة وابنه. قال عُقبة: قلت لعبد الله سمّهما. قال: معاوية وابنه. ثم يكون سفَّاح، ثم يكون منصور، ثم يكون جابر، ثم مهديّ، ثم يكون الأمين، ثم يكون سين وسلام يعني صلاحاً وعافية، ثم يكون أمير العُصَب، ستة منهم من ولد كعب بن لؤيّ ورجل من قحطان كلهم صالح لا يُرَى مثله. قال أيوب: فكان ابن سيرين إذا حَدَّث بهذا الحديث قال: يكون على الناس ملوك بأعمالهم. قلت: وهذا حديث عجيب وإسناده صحيح والله أعلم بالغيوب" انتهى موضع الشاهد من كلامه رحمه الله.
وبتتبع سريع لرواة الأثر وجدتهم كلهم قد وثقهم ابن حجر في التقريب، ما عدا عقبة بن أوس فهو صدوق، وما عدا محمد بن إسحاق فلم يترجم له، وقد وثقه الدارقطني.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[09 Nov 2009, 06:42 م]ـ
أما محمد بن إسحاق فالذي يظهر - والله تعالى أعلم - أنه محمد بن إسحاق بن خزيمة وهو من هو.
فالظاهر في سند الحديث الصحة.
ولكن صحة السند لا تقتضي صحة المتن كما هو معلوم.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو إياد]ــــــــ[09 Nov 2009, 09:30 م]ـ
كلا، ليس إياه، ونسيت الآن من يكون، وبإمكانك تتبع من يكون بمعرفة شيخه وتلميذه.
والحديث هنا ليس عن صحة المتن من حيث معناه ومدلوله، بل من حيث ثبوت خبر الزاملتين، والذي -رغم شهرته- إلا أنه ليس عليه دليل غير ما رواه الإمام أحمد -راجع شرح مقدمة شيخ الإسلام- وهذا الخبر (على حد علمي القاصر).
ولهذا طرحت الموضوع: أعليه أدلة أخرى؟ رغم أني أرى كفاية هذين الدليلين.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[09 Nov 2009, 11:10 م]ـ
أما أنا فأظن أنه محمد بن إسحاق بن خزيمة، وحبذا لو تكفينا مؤنة البحث من خلال شيوخه وتلاميذه وسنة وفاته ونحو ذلك جزاك الله خيرا.
وأما الأدلة على خبر الزاملتين فلم أعرف ماذا تقصد به.
إذا كان قصدك أن عبد الله بن عمرو بن العاص أصاب يوم اليرموك زاملتين من أهل الكتاب فربما حدث ببعض ما فيهما فهذا مشهور معروف في كتب الحديث.
وإن كنت تقصد غير ذلك فبينه ليساعدنا فيه طلاب العلم في هذا الملتقى المبارك.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 Nov 2009, 02:48 ص]ـ
محمد بن إسحاق هو ابن خزيمة والرمادي هو أحمد بن منصور الرمادي ..
قال ابن حبان في ((الثقات)): ((أحمد بن منصور الرمادي أبو بكر يروى عن عبد الرزاق ويزيد بن هارون حدثنا عنه محمد بن إسحاق بن خزيمة مستقيم الأمر في الحديث)).
والإسناد ضعيف؛لضعف رواية معمر عن أيوب.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[10 Nov 2009, 03:11 م]ـ
هل تقصد بالتضعيف ما رمي به معمر من تدليس؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 Nov 2009, 06:39 م]ـ
لا. بل رواية معمر عن البصريين -وأيوب منهم- ضعيفة ..
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[10 Nov 2009, 08:51 م]ـ
لم اجد هذا الإطلاق عند الأئمة؛ بل حاصل كلامهم فيه أنه ثقة إمام حافظ حجة، وله أوهام احتملت في سعة ما أتقن.
وروايته عن البصريين فيها أغلاط.
وهذا لا يؤدي إلى ضعف الحديث ..
ـ[أبو إياد]ــــــــ[10 Nov 2009, 11:00 م]ـ
أحسن الله إليكم.
وأما شهرة الخبر في كتب الحديث فربما، وأشهر من أعرفه ذكره: ابن تيمية وابن كثير، ولكن السؤال المطروح: هل خبر الزاملتين صحيح؟ فإن اشتهار أمر ما ليس دليلاً على صحته.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 Nov 2009, 11:08 م]ـ
بارك الله فيك ..
معمر دخل البصرة من غير كتبه،وحفظه حفظ كتاب، فروايته عن البصريين، ورواية البصريين عنه = غير مستقيمة والأصل فيها الرد ..
يقول ابن رجب: ((حديثه بالبصرة فيه اضطراب كثير، وحديثه باليمن جيد.
قال أحمد في رواية الأثرم: ((حديث عبد الرزاق عن معمر أحب إلى من حديث هؤلاء البصريين، كان يتعاهد كتبه وينظر - يعني باليمن -، وكان يحدثهم بخطأ بالبصرة)).
وقال يعقوب بن شيبة: ((سماع أهل البصرة من معمر حين قد عليهم فيه اضطراب،لأن كتبه لم تكن معه)).
بل نص حماد كما في علل ابن أبي حاتم على دخول الخلل على روايات معمر عن أيوب فيقول: ((كان يختلف إلى أيوب جماعة فخرج واحد إلى اليمن فحدث عن أيوب بأحاديث كأنه ليس من حديث أيوب)).
وهذا الواحد هو معمر فقد كان هذا في سياق إعلال حديث رواه معمر عن أيوب ..
فالخلاصة: أن الأصل في رواية معمر عن البصريين وروايتهم عنه وروايته عن أيوب خاصة = الرد ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو إياد]ــــــــ[10 Nov 2009, 11:39 م]ـ
أبا فهر،
أحسن الله إليك: أما الإسناد فقد أفدتنا فيه، فجزاك الله خيراً، ولكن ماذا عن السؤال: أهناك أدلة أخرى وقفتم عليها في خبر الزاملتين؟
وإن وردت هذه القصة من عدة وجوه ضعيفة ضعفاً محتَملاً (كضعف هذا الخبر المذكور) فهل يدل هذا على أن خبر الزاملتين صحيح؟
-عندي- هذا هو السؤال المهم.
وتقبلوا -أنتم وكل من يقرأ كلامي هذا- فائق تحيتي وتقديري.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 Nov 2009, 11:45 م]ـ
بارك الله فيك ..
هل قرأتَ الإشكالات التي أوردها الشيخ مساعد على خبر الزاملتين؟
ـ[أبو إياد]ــــــــ[10 Nov 2009, 11:56 م]ـ
نعم، وجزيت خيراً.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 Nov 2009, 12:17 ص]ـ
أظن الروايات التي ساقها هي الوحيدة لهذا الخبر،والإشكالات التي أوردها الشيخ مع عدم ظهور صحة أسانيده = تقدح في ثبوته. والله أعلم.
ـ[أبو العز النجدي]ــــــــ[11 Nov 2009, 02:07 م]ـ
روى الخليلي في الإرشاد برقم ((151))
حدثنا محمد بن الحسن بن الفتح، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا جدي أحمد بن منيع، وزهير بن حرب، ويعقوب بن إبراهيم، في آخرين قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة، عن داود بن أبي هند، عن عامر الشعبي، قال: لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص، بمكة فقلت: حدثني ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم
((ولا تحدثني عن السفطين)) فقال لي: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه» ولفظ بعضهم: «من هجر السيئات»
قال الخليل: قال علي بن المديني: أراد بالسفطين كتبا أصابها يوم اليرموك
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[11 Nov 2009, 02:20 م]ـ
أحسن الله إليك يا أبا فهر:
ولكن بجمع كلام أهل العلم في معمر وفي روايته عن البصريين وروايته عن أيوب بالذات منهم، يتحصل عندنا ما يأتي:
1 - بعض أهل العلم نص على أن في روايته عن البصريين أغلاط، ويمكن حملها على ثابت البناني، وغيره.
2 - كيف نجمع بين قول الإمام أحمد في حديث عبد الرزاق عن معمر، وبين ما نقلت عن حماد بواسطة علل ابن أبي حاتم؛ فالأول ينص على أن حديثه باليمن كان من كتبه ولا شبهة ترد على عدالة معمر، والثاني ينص على أنه حدث باليمن بأحاديث عن أيوب ليست مستقيمة.
3 - فالخلاصة أن هذا الحديث - وإن كان فيه مقال - إلا أنه لا يوصله إلى مرتبة الضعف، وهذه العلة المذكورة محتملة.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 Nov 2009, 04:52 م]ـ
يا مولانا الأمر لا يحتمل اختلاف وجهات النظر، وضعف رواية معمر عن البصريين وأيوب من المسلمات عند المشتغلين بدراسة الأسانيد؛ ولذا ذكرت هذه العلة أول ما ذكرتها من حفظي من غير مراجعة كتاب ..
علة ضعف معمر في البصريين ليست خاصة بثابت ولا غيره فهو دخل من غير كتب وأخذ ولم يكتب وحفظه حفظ كتاب (انتهت القضية)
والنصوص عن أهل العلم في ذلك واضحة ليس هناك نقل واحد يعارضها ..
ولا تعارض بين خبر أحمد وما ذكرناه فهو حدث من كتبه في اليمن لكن ما تحمله في البصرة لم يدونه في كتاب أصلاً؛ولذا كثر خطؤه، وضعفت روايته.
فليس محل النزاع أنه حدث في اليمن من كتبه فهذا مسلم،لكن هذه الكتب لم يكن فيها حديث البرة لأنه ببساطة دخل البصرة من غير كتب ..
فمعمر دخل البصرة من غير كتبه فما حدث به وما حُدث به لم يدونه فلما عاد لبلده اليمن حدث بأحاديث البصرة من حفظه وإن كان يحدث بغيرها من كتبه ..
فالنصوص عن أهل العلم في ذلك واضحة لا تحتمل ..
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[11 Nov 2009, 06:05 م]ـ
أخي الكريم: القصة لم تنته بعد، فنحن نريد أن نستفيد من علمك فلا تعجل علينا.
أولا: قولك إنك كتبت ما كتبت حول ضعف رواية معمر عن البصريين من حفظك هذا من فضل الله تعالى عليك، وكل طلاب العلم يكتبون احيانا من حفظهم وأحيانا يرجعون إلى بعض الكتب المتخصصة وليس في ذلك عيب.
ثانيا: قولك إن معمر من أهل اليمن وأنها بلده هذا إنما كان في آخر حياته وإلا فالذي وجدت في كتب تراجم الرجال في الشاملة - ولم أكتبه من حفظي - أنه بصري وسكن اليمن.
قال ابن حبان: (مشاهير علماء الأمصار - (1/ 192)
ومولده بالبصرة أدرك جنازة الحسن وطلب العلم في تلك السنة من الفقهاء المتقنين والحفاظ المتورعين .. )
وقال الكلاباذي: (رجال صحيح البخاري - (2/ 722)
معمر بن رَاشد وَهُوَ معمر بن أبي عَمْرو وَأبي عُرْوَة مولَى عبد السَّلَام أخي صَالح بن عبد القدوس مولَى عبد الرَّحْمَن أخي الْمُهلب بن أبي صفرَة لأمه الْحدانِي الْأَزْدِيّ الْبَصْرِيّ سكن الْيمن)
ثالثا: وأما تضعيف روايته عن البصريين؛ فلم أجد من نص عليها غير اثنين:
أ - أبو حاتم ولفظه: ما حدث معمر بالبصرة فيه أغاليط وهو صالح الحديث.
ب - ابن معين ولفظه: إذا حدثك معمر عن العراقيين فخالفه إلا عن الزهري وابن طاوس فإنه حديثه عنهما مستقيم فأما أهل الكوفة وأهل البصرة فلا.
ومرة يقول هو ضعيف في ثابت فقط.
وهذا الكلام كما ترى لا يضعف روايته لسببين:
أ - أن ثناء الأئمة المطلق عليه دون تقييد بروايتة له عن البصريين أو غيرهم كثيرة معروفة في الكتب.
ب - أن معمر رحمه الله تعالى مروي له في الصحيحين عن البصريين؛ بل عن أيوب نفسه كما هو معروف.
فالقصة عندي لم تنته؛ بل أريد أن أستفيد زيادة على هذا والعلم لا بد له من سعة البال وسعة الصدر وتحمل صغار طلبة العلم أمثالي.
أثابك الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو إياد]ــــــــ[11 Nov 2009, 10:57 م]ـ
أخي أبا العز،
هذا الحديث الذي أوردتَه، هو ما أشرتُ إلى أنه قد رواه الإمام أحمد، والذي لم أجد -حتى الآن- ما يدل -بوضوح- على حكاية الزاملتين غيره وغير ما أوردتُ مما رواه الأزهري في تهذيب اللغة.
ولك مني وافر الشكر.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 Nov 2009, 11:02 م]ـ
وأما تضعيف روايته عن البصريين؛ فلم أجد من نص عليها غير اثنين:
أ - أبو حاتم ولفظه: ما حدث معمر بالبصرة فيه أغاليط وهو صالح الحديث.
ب - ابن معين ولفظه: إذا حدثك معمر عن العراقيين فخالفه إلا عن الزهري وابن طاوس فإنه حديثه عنهما مستقيم فأما أهل الكوفة وأهل البصرة فلا.
ومرة يقول هو ضعيف في ثابت فقط.
وهذا الكلام كما ترى لا يضعف روايته لسببين:
أ - أن ثناء الأئمة المطلق عليه دون تقييد بروايتة له عن البصريين أو غيرهم كثيرة معروفة في الكتب.
فكان ماذا؟؟
الثناء المطلق لا يتعارض مع النقد البصير المعين المخصص المقيد ..
ب - أن معمر رحمه الله تعالى مروي له في الصحيحين عن البصريين؛ بل عن أيوب نفسه كما هو معروف
هذا من انتقاء الشيخين كما يفعلوه فيما لا نزاع بيننا في ضعف روايته؛ فلا يصلح دليلاً ..
فنص الأئمة على ضعف رواية معمر = لا يُعارض بهذين الحجتين الذين تفضلت بذكرهما ومئات الرواة يضعفون في أشياء خاصة كشيخ أو بلد أو عمر مع وجود التوثيق العام ..
وعشرات الرواة يضعفون رغم انتقاء الشيخين لبعض روايتهم ..
وعليه فالراجح (بل لا خلاف بين المتخصصين أصلاً) في رد روايته عن البصريين بل عن أيوب بالذات كما في قول حماد الذي أهملته أنتَ ...
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[12 Nov 2009, 07:34 ص]ـ
هل أفهم من هذا تضعيف أحاديث الصحيحين من رواية معمر عن البصريين وعن أيوب بالذات؟
آمل التثبت في الحكم وملاحظة ما يلي:
1 – أنك حكمت على معمر بأنه ليس من أهل البصرة وأنه قدم إليها بدون كتب وكان يحدث فيها من حفظه، وأنه دخلت عليه الآفة من ذلك.
2 – أنك حكمت عليه بأن بلده اليمن، في حين أنه ولد بالبصرة وظل بها حتى شهد جنازة الحسن البصري، وبدأ الطلب في تلك السنة، ثم سافر إلى اليمن بعد أن أصح عالما متقنا؛ وعندما رأوا ما أعطاه الله تعالى من العلم والفهم قيدوه بأن زوجوه، وظل بينهم حتى توفي أو فقد على روايتين أصحهما أنه توفي رحمه الله تعالى.
وقبل أن تلجأ إلى الترجيح حاول الجمع وخاصة أن عندك قرينتان قويتان للجمع.
وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه وجميع المسلمين.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 Nov 2009, 01:48 م]ـ
1 - ما دخل أحاديث الصحيحين ..
الشيخان ينتقون من أحاديث الضعفاء ومن حديث من كان ضعيفاً في شيخ .. وهذا معروف لا حاجة لبيانه ..
2 - لست أنا من ذكر قصة دخوله على أهل البصرة من اليمن ولست أنا من عينت سبب الوهم بل علماء الجرح والتعديل.
3 - معمر أقام باليمن جل عمره وكونه من أهل البصرة ثم خرج لليمن لم ننكره بل نص عليه حماد في طعنه فقال: ((كان يختلف إلى أيوب جماعة فخرج واحد إلى اليمن فحدث عن أيوب بأحاديث كأنه ليس من حديث أيوب)).
4 - جمع وترجيح!!!
لا علاقة للجمع والترجيح بهذه الأبواب؛لأنه لا تعارض أصلاً،فالتوثيق العام لا يعارض التضعيف الخاص والتعديل العام لا يعارض به الجرح المفسر ..
متى نحتاج الجمع والترجيح ونحوها؟
الجواب: إذا وجدنا من وثق معمراً في أيوب. بس.
5 - التوثيق العام ورواية الشيخين ليسوا قرينتين فضلاً عن قوتهما وهذه أشياء لا وزن لها أمام الجرح الخاص المفسر المبين من أحمد وابن معين وحماد وابن أبي حاتم.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[12 Nov 2009, 06:58 م]ـ
إذن سيرا على هذه القواعد التي طرحت يمكن أن نقول: إن الأحاديث المروية في الصحيحين من طريق معمر عن أيوب وعن البصريين؛ بل وعن العراقيين عموما ضعيفة لنفس العلة ..
هل هذا فهم صحيح لما قلت؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 Nov 2009, 02:47 ص]ـ
هو نفس جوابك على أحاديث من هو مدلس بيقين التي في الصحيحين .. هل هي ضعيفة؛ لعلة التدليس؟
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[13 Nov 2009, 07:39 ص]ـ
وهل تذكرني بقولي إن أحاديث المدلسين في الصحيحين ضعيفة ..
لم أقل هذا ..
والمهم هو: أنك ضعفت الحديث الذي نقل الأخ ولم تذكر لنا علة فيه إلا رواية معمر عن أيوب.
ووجدنا نفس العلم في أحاديث في الصحيحين (رواية معمر عن أيوب) فهل هي ضعيفة؟
نريد الفائدة ولا نريد الجدل ..
بارك الله فيك ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 Nov 2009, 02:35 م]ـ
لم أقل إنك قلت إن أحاديث المدلسين في الصحيحين ضعيفة ..
سؤالي لك: لم تجعل أحاديث المدلسين والمختلطين الواقعة في الصحيحين = صحيحة؟
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[13 Nov 2009, 02:57 م]ـ
أنا لم أجعل ولا أجعل؛ ولم أتكلم عن التدليس هنا.
نحن نبحث في قضية محددة نريد أن نصل إلى تحقيق كلام أهل العلم فيها، وهي باختصار شديد: رواية معمر عن العراقيين وخصوصا الصريين وبالأخص أيوب هل هي ضعيفة بالإطلاق عند علماء الحديث كما هو قولك الذي نصرت معتمدا فيه على بعض أقوال ابن معين رحمه الله تعالى وحماد ..
أم أن المسألة فيها تفصيل، وأن روايته عن البصريين فيها أغلاط تدل عليها قرائن معينة عند أهل هذا الفن، فتوهن ذلك الحديث دون أن تصل به إلى مرتبة الضعيف كما هو رأيي في المسألة بتتبع كلام أهل العلم فيها، وبالقرائن التي ذكرت سابقا.
هذا هو الموضوع؛ فأرجو أن تفيدنا فيه ..
ثم بعد ذلك ننتقل إن شئت إلى أحاديث المدلسين في الصحيحين فنبحث كلام أهل العلم فيها.
والمثل يقول "أكل الزبيب حبة حبة"
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 Nov 2009, 03:01 م]ـ
بارك الله فيك ..
مسألة حكم رواية معمر عن البصريين وأيوب عندي انتهينا منها فقد أجبتك بنقول أحمد وأبي حاتم وابن معين وحماد = أنها ضعيفة .. ما لم يُتابع ويثبت ما يدفع تهمة الوهم والخطأ عنها مثلها مثل مئات الروايات عمن ضعف في شيخ أو بلد أو زمن ..
ورأيك في المسألة رأي ضعيف لم يقل به واحد من الأئمة،وغاية الذي معك توثيقات عامة لا تقف ثانية على قدم ولو واحدة أمام الجرح المفسر،ورواية الصحيحين وقد أجبتك عنها ..
أنت الذي تسألني عن حكم رواية معمر عن أيوب في الصحيحين ..
فأجبتك:
هو نفس حكم روايات المدلسين والمختلطين التي في الصحيحين ..
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[14 Nov 2009, 01:18 ص]ـ
وما حكم رواية المدلسين والمختلطين في الصحيحين حتى نستنبط منها حكمك على رواية معمر عن أيوب في الصحيحين؟
نريد الفائدة في هذه القضية.
وجزاك الله خيرا.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[14 Nov 2009, 03:03 ص]ـ
تأمل هذه الأمثلة أولاً:
1 - إسماعيل بن أبي أويس ضعيف، والبخاري -رحمه الله تعالى- انتقى من حديثه. وقد قيل للبخاري: لم رويت عنه؟ قال أخرج إليّ كتابه فانتقيت منه، وكان إسماعيل بن أبي أويس يفتخر ويقول: هذه الأحاديث انتقاها محمد بن إسماعيل البخاري. يقول الحافظ ابن حجر -رحمه الله تعالى- في ترجمته في "الفتح": فعلى هذا لا يحتج بإسماعيل خارج "صحيح البخاري". ولو كان كذابًا ما جاز للبخاري أن ينتقي من أحاديثه، وأما الضعف فهو ضعيف؛ فهل يُصحح حديث إسماعيل لأجل رواية البخاري؟؟
2 - فضيل بن سليمان النميري: أبو سليمان البصري، تكلم في حفظه كثير من الأئمة.
قال الساجي: كان صدوقاً، وعنده مناكير.
وقال عباس الدوري عن ابن معين: ليس بثقة. وقال أبو زرعة: لين الحديث.
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه وليس بالقوي. وقال النسائي: ليس بالقوى.
وقد لخص الحافظ حاله فقال: " صدوق له خطأ كثير)).
فواضح أن مثل هذا الراوي ليس من شرط الصحيح، ومع ذلك نجد الإمام البخاري قد انتقى من حديثه ما يتابعه عليه غيره. فهل يُصحح حديثه لأجل رواية البخاري؟
بعد ذلك:
أنتظر جوابك على سؤال: ماذا تفعل مع رواية المدلسين ورواية المختلطين ورواية الضعفاء في الصحيحين؟
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[14 Nov 2009, 06:53 م]ـ
أنا الذي أنتظر منك الفائدة منذ ثلاث أو أربع مشاركات وأطلب منك أن تقل لي الحكم على رواية المدلسين والمختلطين في الصحيحين حتى أستنبط منه الحكم على رواية معمر عن العراقيين فيهما.
فهل تفيدنا بحكم واضح صريح فليس المجال مجال جدل ومعركة ومنتصر ومهزوم وإنما المقام مقام تعلم وتعليم، فأفدنا بما عندك ..
وكما أفدتنا فيما سبق عن رواية معمر عن أيوب وضعفت بتلك العلة الحديث المذكور فهل ذلك التضعيف بسبب تلك العلة ينطبق على كل رواية لمعمر عن أيوب حتى التي في الصحيحين أم أنه خاص بهذا الحديث وحده أم ماذا؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[14 Nov 2009, 07:18 م]ـ
لا لا تسري هذه العلة على أحاديث الصحيحين إلا في نظر مجتهد يكون معه ما هو أقوى من دلالة انتقاء الشيخين ..
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[15 Nov 2009, 12:11 ص]ـ
جزاك الله خيرا ..
ومن نص على هذا التخصيص بلفظ صريح كلفظك من علماء الحديث؟
بارك الله فيك ونفع بعلمك.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 Nov 2009, 01:49 ص]ـ
تقصد تخصيص الصحيحين بعدم سريان تلك الأجناس من العلل عليهما؟
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[15 Nov 2009, 02:37 م]ـ
أقصد تحديدا تخصيص الصحيحين بعدم جريان علة تضعيف الأحاديث المروية من طريق معمر عن العراقيين أو عن البصريين أو عن أيوب ..
أي واحدة من هذه تكفي لإيضاح الحق في هذه القضية لي ولطلاب العلم.
نفع الله بكم وبعلمكم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 Nov 2009, 10:39 م]ـ
ليست القاعدة خاصة برواية معمر عن البصريين؛ لأن القول فيها كالقول في أي رواية الأصل فيها الضعف (المدلس-المختلط-الضعيف-الضعيف في شيخ) إذا وجدت في الصحيحين ..
ما هو تصرف العلماء فيها؟؟
هل عدوا مجرد إخراج صاحب الصحيح = رافعاً للأصل في الرواية الذي هو الضعف؟
أم خرجوها على جهة الانتقاء أو المتابعة أو الاستشهاد؟
هل توافقني على تقرير المسألة على هذا الوجه؟؟
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[15 Nov 2009, 11:19 م]ـ
الذي كنت أريده هو نفس العلة محل الخلاف لأن لها خصوصية - في نظري - عن الأمثلة التي ذكرت ..
ولكن ما دمت مصرا ولم تجد من أهل العلم من نص على تخصيصها بالذكر فلا بأس ..
فأقرب الأمثلة التي ذكرت لها هو الضعيف في شيخ أو بلد معين، وأدق من ذلك أن نقول: "المختلف فيه في شيخ أو بلد"
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 Nov 2009, 11:29 م]ـ
بارك الله فيك ..
تفضل بمراجعة ((هدي الساري)) للحافظ ابن حجر (الفصل التاسع)؛لتجد صنيع الحافظ مع من روي عنه في الصحيح من المتكلم فيهم وانظر كيف يحمل رواية من سلم هو بضعفه.
ثم تأمل ما ذكره في ترجمة معمر بالذات؛لتتبين كيف حصر إخراج البخاري لروايات البصريين عن معمر في المتابعات فقط ..
وهذا نص في التقعيد الذي ذكرناه ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[15 Nov 2009, 11:48 م]ـ
لقد طالعت هذا من قبل ..
ومع عدم اطلاعي على روايات معمر عن البصريين في البخاري هل هي في المتابعات أم لا ..
إلا أنه يكفيني أن مسلم أخرج له من نفس الرواية في غير المتابعات، ولا أعني عن البصريين فقط بل عن أيوب نفسه.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 Nov 2009, 02:54 ص]ـ
ليست المتابعات هي طريق الرواية الوحيد بل هي إحداها ..
والمتابعات ليس شرطها أن تكون متابعة في الكتاب نفسه بل يروي له ما تابعه عليه غيره ولو خارج الصحيح ..
ولذا ذكرت لك تصريح البخاري بانتقائه من أحاديث الضعفاء من قبل ..
والانتقاء طريق لا علاقة له بالمتابعة بل معناه: أنه يروي له ما يغلب على ظنه أن معمراً قد ضبطه ..
فمحل النزاع: أن إخراج صاحب الصحيح ليس حجة تدفع بها النصوص الخاصة بالتضعيف؛ لإمكان حمله على المتابعات أو الشواهد أو الانتقاء خاصة مع إقرار الحافظ بقول ابن معين وغيره بضعف رواية معمر في العراقيين ..
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[16 Nov 2009, 02:34 م]ـ
هذا كلام مستقيم؛ ولكن دعنا نلخص ما توصلنا إليه حتى الان حتى نبني عليه:
1 - أن رواية معمر عن البصريين؛ بل عن العراقييين صرح ابن معين بردها، وقال أبو حاتم إن فيها أغاليط، وقال حماد إن روايته عن أيوب مردودة.
2 - أن البخاري روى لمعمر عن أيوب في المتابعات بواسطة نقل ابن حجر رحمه الله تعالى.
2 - أن مسلم روى له ما لم يتابع عليه على الأقل في صحيح مسلم.
4 - أنك قلت إنه ليس من شرط المتابعة أن تكون في الصحيح أعني قول أهل العلم: روى له البخاري مثلا في المتابعات قلت إن مقصودهم بذلك أن يكون تابعه غيره ولو في غير الصحيح.
5 - أن إخراج صاحب الصحيح لراو معين لا تدفع به النصوص المصرحة بالضعف لاحتمال حمله على المتابعات أو الشواهد أو الانتقاء.
6 - أنك تحمل كل رواية لمعمر عن العراقيين على الضعف؛ بدليل تضعيفك للحديث محل النقاش بنفس العلة.
فهل توافق على هذا التلخيص.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 Nov 2009, 11:13 م]ـ
هذا تصحيح لأشياء بأرقام الفقرات التي وردت فيها:
1 - ورواية البصريين عنه.
2 - لم ينص الحافظ على رواية معمر عن أيوب بل كلامه عن تصرف البخاري في رواية أهل البصرة. وأنها في المتابعات. وإلا فلم أستقرأ روايات معمر عن أيوب لأعلم هل كلها تابعه عليها غيره ولو خارج الصحيح؛لأني أرى أنه حتى ولو لم يتابع = فيحمل على الانتقاء.
6 - أجعل الأصل فيها الضعف مالم تقم قرينة على ضبط معمر لهذا الحديث بعينه.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[17 Nov 2009, 12:41 ص]ـ
بارك الله فيك ..
أطلب منك أن توضح إشكالين اثنين:
الأول: ما هي القرينة التي تقوم عند المحدثين حتى يصححوا بها رواية معمر عن أيوب في موضع ويضعفونها في موضع آخر.
فإذا كان معمر ثقة بلا شك، وملازمته لأيوب معروفة طيلة حياته بالبصرة حتى شيعه عند ذهابه لليمن.
وثبت أن مسألة الكتب والتحديث من الحفظ لا علاقة لها برواية معمر عن أيوب ..
وثبت أن الصحيحين أخرجا له من نفس الرواية، واجد منهما في المتابعات المعروفة عند المحدثين، والآخر في الأصول محتجا به ..
كل هذه الأمور لا تقوي رواية معمر عن أيوب على الأقل حتى ترفعها عن الضعف؟
لم أستطع أن أفهم ذلك بعد، ربما لضعفي في علوم الحديث ..
فوضح لي بارك الله فيك.
وأتني بأمثلة من تلك القرائن وبين لي ما تسميه انتقاء عند الشيخين.
وجزاك الله كل خير.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 Nov 2009, 04:02 ص]ـ
بارك الله فيك ..
أطلب منك أن توضح إشكالين اثنين:
الأول: ما هي القرينة التي تقوم عند المحدثين حتى يصححوا بها رواية معمر عن أيوب في موضع ويضعفونها في موضع آخر.
هذه القرائن تتنوع تنوعاً كبيراً يعرفه من مارس هذا الفن فمنها:
1 - المتابعة.
2 - الشاهد
3 - أن يروي أصحاب معمر جميعاً عنه الخبر لا يختلفون فيه.
ومنها ماله صلة بملكة المحدث مما لا عبارة تضبطه.
فإذا كان معمر ثقة بلا شك، وملازمته لأيوب معروفة طيلة حياته بالبصرة حتى شيعه عند ذهابه لليمن.
فلما ذهب لليمن حدث هناك بأحاديث لا يعرفها أصحاب أيوب مما يدل على عدم ضبطه لحديث أيوب
وثبت أن مسألة الكتب والتحديث من الحفظ لا علاقة لها برواية معمر عن أيوب ..
بل لها نوع علاقة؛ لأنها تدل على أن زيارته الثانية للبصرة لم تنفعه في شيء؛ لعدم وجود كتبه معه.
وثبت أن الصحيحين أخرجا له من نفس الرواية.
كما أخرجوا حديثه عن ثابت وهوضعيف بلاشك ولكنهم أخرجوا عنه علىالجهات التي وضحناها فلا يستدل بهذا الإخراج على شيء.
واجد منهما في المتابعات المعروفة عند المحدثين، والآخر في الأصول محتجا به ..
كل هذه الأمور لا تقوي رواية معمر عن أيوب على الأقل حتى ترفعها عن الضعف؟
لا.لا ترفعها كما لم ترفع رواية إسماعيل بن أبي أويس ولا رواية معمر عن ثابت.
لم أستطع أن أفهم ذلك بعد، ربما لضعفي في علوم الحديث ..
فلا بأس عليك إن جاوزت هذه المسألة الآن ..
فوضح لي بارك الله فيك.
وأتني بأمثلة من تلك القرائن وبين لي ما تسميه انتقاء عند الشيخين.
وجزاك الله كل خير.
هذا سيصير درساً في علم الحديث وليس مناقشة ..
:)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 Nov 2009, 04:03 ص]ـ
بارك الله فيك ..
أطلب منك أن توضح إشكالين اثنين:
الأول: ما هي القرينة التي تقوم عند المحدثين حتى يصححوا بها رواية معمر عن أيوب في موضع ويضعفونها في موضع آخر.
هذه القرائن تتنوع تنوعاً كبيراً يعرفه من مارس هذا الفن فمنها:
1 - المتابعة.
2 - الشاهد
3 - أن يروي أصحاب معمر جميعاً عنه الخبر لا يختلفون فيه.
ومنها ماله صلة بملكة المحدث مما لا عبارة تضبطه.
فإذا كان معمر ثقة بلا شك، وملازمته لأيوب معروفة طيلة حياته بالبصرة حتى شيعه عند ذهابه لليمن.
فلما ذهب لليمن حدث هناك بأحاديث لا يعرفها أصحاب أيوب مما يدل على عدم ضبطه لحديث أيوب
وثبت أن مسألة الكتب والتحديث من الحفظ لا علاقة لها برواية معمر عن أيوب ..
بل لها نوع علاقة؛ لأنها تدل على أن زيارته الثانية للبصرة لم تنفعه في شيء؛ لعدم وجود كتبه معه.
وثبت أن الصحيحين أخرجا له من نفس الرواية.
كما أخرجوا حديثه عن ثابت وهوضعيف بلاشك ولكنهم أخرجوا عنه علىالجهات التي وضحناها فلا يستدل بهذا الإخراج على شيء.
واجد منهما في المتابعات المعروفة عند المحدثين، والآخر في الأصول محتجا به ..
كل هذه الأمور لا تقوي رواية معمر عن أيوب على الأقل حتى ترفعها عن الضعف؟
لا.لا ترفعها كما لم ترفع رواية إسماعيل بن أبي أويس ولا رواية معمر عن ثابت.
لم أستطع أن أفهم ذلك بعد، ربما لضعفي في علوم الحديث ..
فلا بأس عليك إن جاوزت هذه المسألة الآن ..
فوضح لي بارك الله فيك.
وأتني بأمثلة من تلك القرائن وبين لي ما تسميه انتقاء عند الشيخين.
وجزاك الله كل خير.
هذا سيصير درساً في علم الحديث وليس مناقشة ..
:)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[18 Nov 2009, 03:22 م]ـ
أخي الكريم:
هناك مغالطات في هذا الكلام وفي بعض المداخلات التي تفضلت بها في هذا الموضوع ولم أكن متعجلا عليك حتى تفهم أنه يجب عليك التثبت في إطلاق الأحكام على الأحاديث بالضعف أو بالصحة، وكنت أريد أن تتنبه بنفسك إلى ذلك دون تصريح، ومن تلك الهنات ما يلي:
1 - قولك إن القرائن تتنوع فمنها الشاهد والمتابعة: هذا إنما يكون في الخبر الذي لا يصلح للاحتجاج؛ فبقوى بتلك القرائن من مرتبة الضعف إلى الحسن ومن الحسن إلى الصحيح لغيره ,,
وأحاديث الصحيحين التي هي موضع النقاش ليست من هذا القبيل من حيث الجملة ..
2 - قولك أن يروي أصحاب معمر عنه الحديث جميعا لا يختلفون فيه؛ وهذا خارج عن موضوع النقاش؛ فالعلة التي ضعفت بها هذا الحديث هي علة واحدة كانت منصوصة في مداخلتك وهي: رواية معمر عن البصريين وعن أيوب بالذات فما دخل تلاميذ معمر في هذه العلة.
3 - قولك بل لها نوع علاقة لأن زيارته الثانية للبصرة ..
هذا خارج عن الموضوع لأن كلامنا في رواية معمر عن أيوب لا في رواية تلاميذ معمر عنه عن أيوب ..
يضاف إلى ذلك أن معمر غالب تحمله عن أهل البصرة إنما كان في فترة حياتة الأولى بدليلين:
أ - أنه ذهب إلى اليمن وهو من أوعية العلم الكبار بإجماع المحدثين أو لنقل جمهورهم على الأقل حتى نبتعد عن النقاش.
ب - أن كثيرا من علماء الحديث تحملوا عن معمر في اليمن بعد ذهابه من البصرة ومنهم سفيان وغيره.
4 - قولك إن الصحيحين أخرجا له من جهة ثابت وهو ضعيف وأنه تقوى روايته بالقرائن السابقة ..
أقول لك فرق بين أن يقوى من مرتبة الحسن أو الصحيح لغيره إلى الصحيح لذاته ..
وبين أن يحكم على رواية بأنها ضعيفة ثم ترتقي إلى الصحيح بل إلى أصح الصحيح ..
5 - هذا سيكون درسا وليست مناقشة ..
المناقشة قد تتحول إلى درس إذا اختلف المتحاوران في مسائل منصوص عليها في كل كتب الحديث.
فأرجو أن يكون اتضح لنا بعد هذا الحوار المفيد - على الأقل بانسبة لي - على أن رواية معمر عن أيوب لا يمكن أن توصف بالضعف المطلق.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 Nov 2009, 04:49 م]ـ
ما سميته هنات لي = هي دلائل على عدم فهمك لمحل النزاع وعدم فقهك لحجج الباب أصلاً فأنت تتكلم بالإنجليزية في تفسير العربية ..
والرواية ضعيفة كما نص عليه أئمة المحدثين،وليس هناك بأس أن تخالفني في ذلك، ولكن البأس كل البأس أن تخالفني بغير الطرق العلمية وإنما بتقريرات صحافية جاهلة تماماً بمنهج المحدثين وأصولهم.وأرجو أن تترك هذه المسألة وتجاوزها إلى ما تستطيع فكلامك يدل على ضعف تام في تصور هذا العلم .. فلا داعي لأن تزري على نفسك ..
ولا داعي أصلاً لاستنباط دلائل ضعفك العلمي في الحديث من كلامك فأنت نصصت على ضعفك في علوم الحديث ..
والرجل إذا كان ضعيفاً في العلم ودخل ليستفسر ويتعلم = لم يكن بذلك بأس ..
أما إذا دخل ليناقش ويحكم بخطأ غيره = فهو متعالم جريء ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[18 Nov 2009, 04:58 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا الطرح العلمي الأصيل الذي يدل على فقهك في علوم الحديث وتمسك بمنهج المحدثين وأساليب أهل العلم المرموقين ..
بارك الله في علمك فقد أجدت وأفدت ..(/)
معنى الحقب في قوله تعالى: {لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَاباً}
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[10 Nov 2009, 02:32 ص]ـ
جاء في دفع ايهام الاضطراب:
سورة النبأ
قوله تعالى: {لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَاباً} تقدم وجه الجمع بينه هو والآيات المشابهة له كقوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ} مع الآيات المقتضية لدوام عذاب أهل النار بلا انقطاع كقوله: {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدا} في سورة الأنعام في الكلام على قوله تعالى: {قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّه} الآية فقد بينا هناك أن العذاب لا ينقطع عنهم وبينا وجه الاستثناء بالمشيئة وأما وجه الجمع بين الأحقاب المذكورة هنا مع الدوام الأبدي الذي قدمنا الآيات الدالة عليه فمن ثلاثة أوجه:
الأول:
وهو الذي مال إليه ابن جرير وهو الأظهر عندي لدلالة ظاهر القرآن عليه هو أن قوله لابثين فيها أحقابا متعلق بما بعده أي لابثين فيها أحقابا في حال كونهم لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا إلا حميما وغساقا فإذا انقضت تلك الأحقاب عذبوا بأنواع أخر من أنواع العذاب غير الحميم والغساق ويدل لهذا تصريحه تعالى بأنهم يعذبون بأنواع أخر من أنواع العذاب غير الحميم والغساق في قوله: {هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ}. وغاية ما يلزم على هذا القول تداخل الحال وهو جائز حتى عند من منع ترادف الحال كابن عصفور ومن وافقه. وإيضاحه أن جملة: لا يذوقون: حال من ضمير اسم الفاعل المستكن ونعني باسم الفاعل قوله لابثين الذي هو حال ونظيره من اتيان جملة فعل مضارع منفي بلا حالا في القرآن قوله تعالى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً} أي في حال كونكم لا تعلمون.
الثاني:
أن هذه الأحقاب لا تنقضي أبدا رواه ابن جرير عن قتادة والربيع بن أنس وقال إنه أصح من جعل الآية في عصاة المسلمين كما ذهب إليه خالد بن معدان.
الثالث:
أنا لو سلمنا دلالة قوله أحقابا على التناهي والانقضاء فإن ذلك إنما فهم من مفهوم الظرف والتأبيد مصرح به منطوقا والمنطوق مقدم على المفهوم كما تقرر في الأصول. وقوله خالد بن معدان أن هذه الآية في عصاة المسلمين يرده ظاهر القرآن لأن الله قال وكذبوا بآياتنا كذابا: وهؤلاء الكفار.
هل أجد من يشرح لي النقطة الثالثة؟!
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[10 Nov 2009, 09:50 ص]ـ
الثالث:
أنا لو سلمنا دلالة قوله أحقابا على التناهي والانقضاء فإن ذلك إنما فهم من مفهوم الظرف والتأبيد مصرح به منطوقا والمنطوق مقدم على المفهوم كما تقرر في الأصول. وقوله خالد بن معدان أن هذه الآية في عصاة المسلمين يرده ظاهر القرآن لأن الله قال وكذبوا بآياتنا كذابا: وهؤلاء الكفار.
هل أجد من يشرح لي النقطة الثالثة؟! [/ size]
أختي الكريمة ..
هذه من القواعد الأصولية أن المنطوق مقدم على المفهوم حال التعارض ..
فالشيخ هنا يقول: لو سملنا أن معنى الحقب هو الزمن الذي ينتهي وينقضي، فإن استفادة أن اللبث سينقضي هو من باب المفهوم وليس من باب المنطوق.
وأما اللبث الأبدي والسرمدي فهو مستفاد من منطوق الآيات الدالة على خلود الكفار في النار.
وإذا وقع التعارض بين المنطوق والمفهوم قُدم المنطوق.
ثم ردَّ الشيخ على قول خالد بن معدان بأن ظاهر القرآن يرد على من يقول إنها في عصاة المؤمنين لأن الوصف المذكور في قوله تعالى: (وكذبوا بآياتنا كذاباً) لا ينطبق على المؤمنين بل على الكفار ...
والله أعلم،،،
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[10 Nov 2009, 12:56 م]ـ
أختي الكريمة ..
هذه من القواعد الأصولية أن المنطوق مقدم على المفهوم حال التعارض ..
فالشيخ هنا يقول: لو سملنا أن معنى الحقب هو الزمن الذي ينتهي وينقضي، فإن استفادة أن اللبث سينقضي هو من باب المفهوم وليس من باب المنطوق.
وأما اللبث الأبدي والسرمدي فهو مستفاد من منطوق الآيات الدالة على خلود الكفار في النار. وإذا وقع التعارض بين المنطوق والمفهوم قُدم المنطوق.
ثم ردَّ الشيخ على قول خالد بن معدان بأن ظاهر القرآن يرد على من يقول إنها في عصاة المؤمنين لأن الوصف المذكور في قوله تعالى: (وكذبوا بآياتنا كذاباً) لا ينطبق على المؤمنين بل على الكفار ...
والله أعلم،،،
بارك الله فيكم وفي علمكم ...
قد فهمت ُ مراده بِـ (المفهوم) لكن أين (المنطوق)؟ هل يقصد به الآيات القرآنية الدالة على خلود الكافرين في النار في غير هذه السورة؟! أم ماذا؟!
لأنني وجدت في تفسير السعدي قوله:
(وأنهم يلبثون فيها أحقابا كثيرة و الحقب على ما قاله كثير من المفسرين: ثمانون سنة)
فهل يُمكن أن نقول أن لفظ (الحقب) إذا قلنا أنها الأحقاب المتتالية تدل بمنطوقها على الخلود حتى لو لم نرجع إلى الآيات الأخرى الدالة على خلود الكافرين؟
أرجو التوضيح بارك الله فيكم.
(أتمنى أن يكون سؤالي واضحًا)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[10 Nov 2009, 02:28 م]ـ
حتى هذه الآيات في منطوقها ومفهومها الدلالة على الخلود الأبدي وذلك أن الله عز وجل قال في آخرها (فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا) وذلك بعد قوله تعالى (لابثين فيها أحقابا) فبعد هذه الأحقاب - على القول بأن لها أمدا - لن يزيدهم الله إلا عذابا , فليس بعد الأحقاب إلا مزيد من العذاب , فمنطوق الآيات ومفهومها دال على الخلود والتأبيد , والله أعلم.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[10 Nov 2009, 03:20 م]ـ
الذي يظهر من كلام الشيخ الذي نقلت عنه هو ما فهمت منه، وهو واضح؛ إذ أن محل الخلاف هو الخلود في النار، ولا حظي ما يلي:
1 - أن اللبث أحقابا محل اتفاق منطوق في هذه الآية.
2 - أن الخلود مفهوم من هذه الآية لا منطوق فيها إذا قبلنا - تنزلا - أن الأحقاب متناهية.
3 - من أجل الترجيح في مسألة الخلود - على حالة التنزل السابقة - يكون منطوق آيات الخلود أبدا، وهي في 11 آية من كتاب الله تعالى أرجح من مفهوم عدم الخلود الذي تدل عليه هذه الآية على سبيل التنزل.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[10 Nov 2009, 03:33 م]ـ
الأخوة الكرام،
أولاً: لو كان الخلود يعني البقاء غير المتناهي لما قيل (أبدا). وأبد تجمع على آباد. والخلود في حقيقته يدل على طول المكث؛ "ولكنه أخلد إلى الأرض".
ثانياً: "فلن نزيدكم إلا عذاباً": إذا كان هناك زياد فلا تكون هذه الزيادة إلا عذاباً. أما الإلحاق بالعدم فليس بزيادة.
ثالثاً: على أية حال كل ذلك في النهاية:" إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد". أما القول بأن (ما شاء ربك) يقصد به عصاة المؤمنين، فغير ظاهر، لأن الأبلغ أن يقال:" إلا من شاء ربك".
رابعاً: وجود الخلاف في المسألة يجعلنا غير جازمين 100% وهذا مطلوب، حتى لا يكون القول بالعذاب اللانهائي مشكلة تتعلق بصفتي العدل والرحمة.(/)
الإعجاز اللغوي عند الشعراوي رحمه الله
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[10 Nov 2009, 12:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
وبعد:
فقد كنت أستمع قديما للشيخ الشعرواي رحمه الله في تفسير سورة طه في قوله تعالى (وما أعجلك عن قومك يا موسى قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك ربي لترضى)
فذكر في تفسيرها بعضا من الإعجاز اللغوي يقول رحمه الله:
إن موسى عليه السلام قال: (أولاء) ولم يقل (هؤلاء) لأن الهاء للتنبيه وربنا الخالق البارئ المصور ليس بغافل فينبّه سبحانه لا تأخذه سنة ولا نوم هو الحي القيوم .. ) أو كما قال رحمه ربي وعفا عنه
ففتح الله عليّ بقول الشعراوي هذا قولا لم أسبق إليه فيما أعلم ..
وذلك في مسألة نداء لفظ الجلالة (الله):
حيث اختلف البصريون والكوفيون في نداء الاسم الشريف (الله) بـ (يا) النداء ?
فقلتُ أنا العبد الفقير إلى ربي:
لم ينادى لفظ الجلالة بـ (يا أيها الله) إلا لعلة عقدية فيما أزعم لأن الهاء للتنبيه وربنا الله سبحانه وتعالى ليس بغافل فينبّه!!!
فأصبحت مرمى لسهام الأحباب حتى رأيت ابن الحاجب أحد النحاة مصادفة يقول:
(فصل: ولا ينادى ما فيه الألف واللام إلا الله وحده
قال الشيخ: علل بعلتين كل واحدة منهما جزء، وإحداهما: لزومها الكلمة، والأخرى: كونها بدلا من المحذوف إذ أصلها إلإله ....
ويُعَلَّلُ أيضا بأنه لو قيل: (يا أيها الله) أو (يا هذا) لأطلق لفظ لم يؤذن شرعا فيه، أو لم يستقم لهم في المعنى أن يشيروا إلى ما يستحيل عليه الإشارة في التحقيق، ولو قيل: يا لاه أو يا إله لغيروا الاسم ولأوالوا ما قُصد به التعظيم)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Nov 2009, 08:09 ص]ـ
حق لكم أن تعملوا أذهانكم في البحث العلمي والاستنباط والمحاولة، وهذا شأن طالب العلم النبيه الحريص وفقك الله ونفع بك.
لكنَّ قول الشعراوي الذي نقلتموه عنه يمكن الاستدراك عليه بأمثلة في القرآن ورد فيها الخطاب لله سبحانه وتعالى مع هاء التنبيه في اسم الإشارة. مثل:
(وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ (88) [الزخرف]
فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ (22) [الدخان]
(وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا (30) [الفرقان]
ولو تتبع الآيات من هو أدق مني لأتى بأمثلة أخرى ربما.
وحرف النداء الأصلي وهو الياء ينادى به لفظ الجلالة وغيره، فهو لا يدل على عدم الغفلة إذن.
والنحويون - وأنت أحدهم - يرون أنَّ اسم الإشارة (أولاء) يشار به للبعيد كما في الآية التي ذكرها الشعرواي رحمه الله، بخلاف (هؤلاء) فهي للإشارة للقريب.
ومسألة نداء الله بالياء مباشرة دون واسطة (أيُّها) فيها كلام طويل لا يخفى عليك، والمحققون من أهل النحو يرون أن الألف واللام في لفظ الجلالة أصلية فيه كما أن الميم في (محمد) أصلية فيه، فساغ نداؤه بالياء دون واسطة، إضافة إلى أنه لم يسمع في كلام النبي صلى الله عليه وسلم (يا أيها الله).
وكلام النحويين في كون (أيها) فيها من الإبهام ما يحتاج إلى رفع لا يخفى عليكم.
وأعلم أنك سقت المسألة فرحاً بما تظنه موافقة من ابن الحاجب لرأيك واجتهادك، ولا شك أن طالب العلم يفرح بموافقة مثله فإن التفرد موحش.
زادك الله علماً، ونفع بك أخي العزيز.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Nov 2009, 08:22 ص]ـ
أظن العنوان بـ (الإعجاز اللغوي عند الشعراوي رحمه الله) غير دال على مضمون المشاركة، ولو تم تعديله إلى (رأي في سبب عدم نداء لفظ الجلالة بـ (يا أيها) لكان أدل على المقصود.
فما رأيك أخي أحمد؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Nov 2009, 11:10 ص]ـ
هل يصح أن يقال أن لفظ "الله"اسم علم دل على الباري تبارك وتعالى، ونداء الأعلام لا يصح أن يدخل عليها "أيها"، وإنما تدخل على النداء بالصفة ليتميز المنادى عن غيره؟
ثم إن النداء بـ "يا أيها" في الغالب يشعر بأن المنادى أقل شأناً من المنادي ما لم يشعر المقام بإرادة التعظيم، وعليه فلا يصح أن ينادى الخالق بهذه الصيغة.
أما كون "أولاء" يشار بها للبعيد هنا ففيه نظر، فقد قال تعالى:
"هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ"
واعتقد ـ والله أعلم ـ أن حذف الهاء من باب تهوين الأمر وإمكان تجاوزه.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[13 Nov 2009, 03:47 م]ـ
والمحققون من أهل النحو يرون أن الألف واللام في لفظ الجلالة أصلية فيه كما أن الميم في (محمد) أصلية فيه، فساغ نداؤه بالياء دون واسطة.
هذا صحيح
فاذا أضفنا الى ذلك أن لفظ الجلالة (الله) هو اسم علم له عز وجل لأنحل الاشكال، لأن أسماء الأعلام لا تدخل عليها (أيها)، فلا يقال مثلا: يأيها محمد أوما يماثله
والله أعلى وأعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[13 Nov 2009, 04:46 م]ـ
أخي الدكتور وأستاذي الشيخ عبد الرحمن الشهري حفظك ربي
قلت ((وأعلم أنك سقت المسألة فرحاً بما تظنه موافقة من ابن الحاجب لرأيك واجتهادك، ولا شك أن طالب العلم يفرح بموافقة مثله فإن التفرد موحش))
نعم التفرد موحش والأخذ بقول الجمهور أولى ولكن ما المانع من الاجتهاد في هذه المسألة وخاصة أن العلة العقدية تعم أسماء الله وصفاته
وأما العلة النحوية تخص لفظ الجلالة (الله) فقط علما أنه لم يسمع (أيها الله) ولا (أيها الرحمن) ولا (أيها الرحيم) إلخ ..
فعلة النحاة إذن منطبقة على لفظ الجلالة (الله) فقط و لو سئل بعض نحاة عصرنا هذا عن نداء (الرحمن) بـ (أيها) لأجازه وإن لم يسمع ذلك فيه!!
فهل تطيب نفسك بذلك وأنت المفسر الأديب النحوي؟؟!!!
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 Nov 2009, 05:29 م]ـ
وأما العلة النحوية تخص لفظ الجلالة (الله) فقط علما أنه لم يسمع (أيها الله) ولا (أيها الرحمن) ولا (أيها الرحيم) إلخ ..
فعلة النحاة إذن منطبقة على لفظ الجلالة (الله) فقط و لو سئل بعض نحاة عصرنا هذا عن نداء (الرحمن) بـ (أيها) لأجازه وإن لم يسمع ذلك فيه!!
[/ color]؟؟ !!!
أخانا الكريم أحمد
ما ذهبت إليه هو الصواب في لفظ "أيها"
فالله تعالى لا يحتاج إلى تنبيه
والسمع لم يرد بذلك و أيضا فإن النفس تنفر منه في حق الله وإن جاز من ناحية اللغة وتقبله النفس في حق المخلوق وتأمل قول الشاعر:
يا أيها الملك الاجل مكانةً،،،،،،،،بين الملوك و يا أعزُ قبيلا.
إذا هي من باب الأدب مع الله تعالى.
أما ما قاله الشعراوي رحمه الله تعالى فيرد عليه ما تفضل به الدكتور عبد الرحمن.
وأظن أن العلة في حذف الهاء هو إشعار بما في نفس المتكلم من تهوين الخطب.
والله أعلى وأعلم.
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[14 Nov 2009, 06:54 ص]ـ
هذه إجابة أحد المتخصصين في النحو في هذه المسألة:
(إن (يا) نفسها للتنبيه لأن النداء تنبيه، ولكن نداء الله مختلف عن نداء البشر، فنداء العبد ربه توجه إليه وتخصيص له بالخطاب، ولا يتصور فيه التنبيه الملازم لنداء البشر البشر.
أما أيها فإنها وصلة مبهمة توصف بما يزيل عنها الإبهام، والذي يزيل إبهامها فرد معين من جنس أو وصف لفرد معين من جنس، مثل: يا أيها الرجل، أو يا أيها القائم، والأصل فيها ألا توصف بالأعلام فلا يقال: يا أيها زيد، فإذا كان العلم فيه أل، جاز أن يأتي وصفا لأيها إجراء له على أصله في الوصفية نحو: يا أيها الحارث، وبما أنها توصف بفرد من جنس فإنها تشي بأن المنادى بعدها واحد من متعدد، نحو: يا أيها الرجل، فهذا تخصيص لرجل معهود من جنس الرجال .. وكذلك: يا أيها النبي، تخصيص لنبي معهود من بين الأنبياء، ومثل هذا مستحيل في علم الذات المقدسة سبحانه وتعالى، لذلك امتنع نداء لفظ الجلالة بـ (يا أيها)
أما نداؤه بأسمائه الحسنى التي تبين صفاته سبحانه فأرى أن ما كان منها لا يستعمل إلا في حقه فلا ينادى بـ (أيها) كاسم الرحمن، وما عدا ذلك فلا أرى مانعا من ندائه بـ (أيها) كأن تقول: يا أيها الرحيم الذي ليس لرحمته حدود ارحمني، كما جاز أن تقول: يا عظيما يرجى لكل عظيم ..
والله أعلم.))
فما تقولون حفظكم الله؟؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Nov 2009, 05:19 م]ـ
الأخ الحبيب أحمد الفقيه رعاه الله وزاده علماً وأدباً
أنت أعلم مني بالنحو واللغة فأنت الآن تعدُّ للحصول على درجة الدكتوراه في النحو، في حين لم يتجاوز تحصيلي للغة مرحلة البكالوريوس، مع حبي الشديد للغة وقراءتي لكتبها وحرصي على التفقه فيها، ولذلك فلا مكان لهذه الألقاب التي وصفتني بها حفظك الله في قولك: (وأنت المفسر الأديب النحوي). فأين أنا من هذا رحمك الله وغفر لك.
ولذلك فقولكم في هذه المسألة أولى من قولي، ولكنَّه أدبكم وتواضعكم وفقكم الله.
أما مسألة امتناع لفظ الجلالة (الله) سبحانه وتعالى بتوسط (أيها) بين (يا) النداء وبينه فكما سبق الحديث حولها منك ومن الأخ حجازي الهوى وفقه الله والأخ النحوي الذي نقلت كلامه.
والخلاصة التي تظهر لي هي:
نداء لفظ الجلالة له خصوصيته، ونداءه مبني على السَّماعِ والتوقيف. ولو سُمِعَ من النبيِّ صلى الله عليه وسلم (يا أيها الله) لما كان لكلام النحويين مكان.
وتوجيهكم أخي أحمد للمسألة توجيه موفق، وله وجاهته، كيف وقد صدر من مثلك، وكلام ابن الحاجب فيه تقوية لرأيك. وعلى توجيهك فيمتنع نداء لفظ الجلالة بـ (أيها) ويمتنع نداء غيره من الأسماء (ألرؤوف) و (العليم) وغيرها كذلك؛ لهذه العلة أيضاً وهو أنه لا ينبه سبحانه وتعالى.
وأرجو أن يكون هذا قولاً يحفظ لكم في كتب النحو عند نقاش هذه المسألة في المستقبل، وليس هناك مانع من الاجتهاد في العلم، ولكن ليتك تحاول التحقق من عدم سبق أحد النحويين لهذا التوجيه، فقد تكون سبقت إليه من أحدهم ولا سيما أصحاب الحواشي كالخضري وأمثاله فلهم تفردات جميلة من مثل هذه.
وقد أحببت الاستناس برأي بعض الأصدقاء من أهل النحو فسألت الدكتور حسن بن محمد الحفظي فأعجبه هذا التوجيه وأثنى عليه. وسألتُ أيضاً د. سعود بن عبدالله الحسن وهو صديق عزيز من أهل النحو وهو رئيس قسم النحو بكلية اللغة العربية بالرياض فأعجبه هذا التوجيه وأكد على مسألة التوقيف في نداء لفظ الجلالة خصوصاً.
وقد راجعتُ بعض كتب النحو التي كنت أظنها ستتوسع في هذه المسألة فلم أجد فيها ما يتعلق بموضوعنا، ووعدني د. حسن الحفظي بالبحث أيضاً، ويبقى النقاش العلمي مفتوحاً حول هذه المسألة فالغرض هو الفائدة للجميع.
نفع الله بكم ورزقنا جميعاً الفقه في كتابه وفي لغة العرب فهي المفتاح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[19 Nov 2009, 07:53 م]ـ
هذه إجابة أحد المتخصصين في النحو في هذه المسألة:
أما نداؤه بأسمائه الحسنى التي تبين صفاته سبحانه فأرى أن ما كان منها لا يستعمل إلا في حقه فلا ينادى بـ (أيها) كاسم الرحمن، وما عدا ذلك فلا أرى مانعا من ندائه بـ (أيها) كأن تقول: يا أيها الرحيم الذي ليس لرحمته حدود ارحمني، كما جاز أن تقول: يا عظيما يرجى لكل عظيم ..
والله أعلم.))
فما تقولون حفظكم الله؟؟
الأخ الفاضل أحمد الفقيه
فقهنا الله وإياك في دينه
لا أرى وجها للتفريق بين أسماء الله في هذه المسألة.
فما الذي منعه في لفظ الجلالة "الله" والرحمن، وجوزه في: السميع،العظيم، البصير ..... ؟
الذي اعتقده هو المنع في جميع أسماء الله تعالى لأن هذا الأسلوب لا يليق في حق الله تعالى.
إن هذا الأسلوب كما قلت سابقا لا يستساغ من الأدنى إلى الأعلى في تخاطب البشر إلا إذا أشعر بالتعظيم، ولهذا لم نسمع أن أحداً خاطب النبي صلى الله عليه وسلم بـ"يا أيها النبي" مع أنها وردت في القرآن الكريم كثيرا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 Nov 2009, 02:18 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
كلام أبي البركات الأنباري في الإنصاف يشير إلى أن هذا الحكم مخصوص بهذا الاسم (الله)؛ لأنه علل الحكم بلزوم اللام فيه، وهذا الحكم غير موجود في باقي الأسماء.
واسم (الله) جل وعز له خصائص كثيرة في كلام العرب، فلا يقاس عليه باقي الأسماء؛ لأن هذه الأحكام النحوية أحكام لفظية لا معنوية.
والله أعلم.
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[22 Nov 2009, 12:18 م]ـ
شيخنا الدكتور الفاضل حفظك ربي أرجوك ألا تقتلني بثنائك فأنا جاهل أمامكم فأنتم تعددت تخصصاتكم إضافة إلى ما رزقكم الله فيه من حسن سمت وخشية لله فإنما العلم هو الخشية لله فأنتم والله حسيبكم من أهل خشيته فيما أظن وأحسب ..
شيخنا الفاضل:
جمهور النحاة يعللون بالعلة اللفظية في نداء لفظ الجلالة (الله) خاصة فالألف واللام معه لازمة كالميم من (محمد) فكما لا يقال (يا أيها محمد) كذلك لا يقال (يا أيها الله) ...
وأما ابن الحاجب فهو فيما أعلم أول من علل بالعلة المعنوية في نداء لفظ الجلالة فلو قيل: يا أيها الله (لأطلق لفظ لم يؤذن شرعا فيه)
وحين نبحث عن السبب في ذلك:
1 - أقول لعله بسبب (هاء) التنبيه فالله سبحانه لا ينبه فلا تأخذه سنة ولا نوم ولكن التعليل بهاء التنبيه لعله لا يقوى بما نقضتم بنيانه من الآيات التي ذكرتموها من قبل!!
2 - أو بسبب – كما قال بعضهم - أن أيها وصلة مبهمة توصف بما يزيل عنها الإبهام، والذي يزيل إبهامها فرد معين من جنس أو وصف لفرد معين من جنس، وبما أنها توصف بفرد من جنس فإن المنادى بعدها واحد من متعدد، نحو: يا أيها الرجل، فهذا تخصيص لرجل معهود من جنس الرجال .. وكذلك: يا أيها النبي، تخصيص لنبي معهود من بين الأنبياء، ومثل هذا مستحيل في علم الذات المقدسة سبحانه وتعالى، لذلك امتنع نداء لفظ الجلالة بـ (يا أيها)
أما نداؤه بأسمائه الحسنى التي تبين صفاته سبحانه فأرى أن ما كان منها لا يستعمل إلا في حقه فلا ينادى بـ (أيها) كاسم الرحمن.
وما عدا ذلك فلا أرى مانعا من ندائه بـ (أيها) كأن تقول: يا أيها الرحيم الذي ليس لرحمته حدود ارحمني، كما جاز أن تقول: يا عظيما يرجى لكل عظيم ..
إذن يبقى الأمر مشكلا في أسماء الله وصفاته الحسنى فالألف واللام معها ليست لازمة كلزومها في لفظ الجلالة (الله)!!!
ولم يسمع فيما أعلم (يا أيها الرحيم) ولا (يا الرحيم) وإنما سمع يا رحيم
فالنحاة نصوا على لفظ الجلالة (الله) فقط دون غيره!!
فمن رأى أن الخصوصية للفظ الجلالة (الله) فقط أجاز (يا أيها الرحيم) قياسا على (الرجل) لأن الألف واللام زائدتان
ومن منع فلعدم السماع فيه إضافة إلى أن الكوفيين الذي أجازوا نداء ما فيه أل قاسوه على لفظ الجلالة فقياس أسماء الله الحسنى وصفاته على لفظ الجلالة من باب أولى!!
3 - هذا و بدا لي علة وهي أن استعمال (أيها) مع (يا) قد يكون فيها إشعار ببعده تعالى عن عباده وهو القريب المجيب والله أعلم
والشكر لحجازي الهوى وأبي مالك على المشاركة
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[22 Nov 2009, 04:44 م]ـ
وجدت نصا ذكره السمين عن ابن مالك رحمه الله يستأنس به في مسألتنا هذه
قال السمين في الدر:
((يقول الشيخ جمال الدين بن مالك:
((إنه لم يعلم أحدا أجاز للداعي يقول: يا رحيمون لئلا يوهم خلاف التوحيد)) 8/ 366
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 May 2010, 11:42 ص]ـ
للفائدة:
قال أبو الفضائل الرازي في تعقباته على تفسير الثعلبي (ص 73):
(( ... حروف التنبيه كما لم تدخل على الله، كذلك لا تدخل على الرحمن، فلا يقال: يا أيها الرحمن، وإن لم يكن الألف واللام في الرحمن لازمتين، بل إنما لم يدخل التنبيه على أسماء الله سواء كان بالألف واللام أو لم يكن لأن التنبيه إنما يكون للغافل أو النائم، وتعالى الله عن ذلك ... )).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[11 May 2010, 11:57 ص]ـ
كان شيخنا الدكتور محمد عبد المعطي حفظه الله وهو من أعلام العربية بمصر ينكر أن يقال عن اسم الله عز وجل لفظ الجلالة معللا ذلك بأن كلمة لفظ تشعر بعدم الاكتراث وتشعر بالاطراح وتستعمل لما لا يأبه له من الكلام مستدلا بقول الله تعالى (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) فاللفظ هنا هو ما لم يأبه له ولا يلقي له المتكلم بالا , وقد بحثت عن أحد من علماء التجويد الأولين استعمل (لفظ الجلالة) فما وجدت كلهم على حد علمي ونظري يقولون اسم الله. فالله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 May 2010, 06:22 ص]ـ
كان شيخنا الدكتور محمد عبد المعطي حفظه الله وهو من أعلام العربية بمصر ينكر أن يقال عن اسم الله عز وجل لفظ الجلالة معللا ذلك بأن كلمة لفظ تشعر بعدم الاكتراث وتشعر بالاطراح وتستعمل لما لا يأبه له من الكلام مستدلا بقول الله تعالى (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) فاللفظ هنا هو ما لم يأبه له ولا يلقي له المتكلم بالا, وقد بحثت عن أحد من علماء التجويد الأولين استعمل (لفظ الجلالة) فما وجدت كلهم على حد علمي ونظري يقولون اسم الله. فالله أعلم.
تعليلٌ غير مقبول للمنع من استخدام تعبير استخدمه كبار العلماء وصغارهم في كتب التفسير والعقيدة والإعراب، ومثل هذا يدخل في الوسوسة اللغوية بحجة التأدب مع الله أو غيرها من حجج المانعين، علماً أن الذي دعا المعربين لاستخدام تعبير (لفظ الجلالة) هو تأدبهم مع الله، حيث لا يرغبون أن يقولوا مثلاً: الله مرفوع أو اسم الله مرفوع ونحو ذلك أثناء الإعراب.
وأما كون علماء التجويد لم يستخدموه فهذا ليس بمانع من استخدامه. والأمر في هذا واسع ولله الحمد.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[13 May 2010, 07:13 ص]ـ
تدعيماً لما تفضل به فضيلة د عبد الرحمن الشهري فإن كلمة لفظ لا تتوقف على ذلك المعنى. فإن أهل الحديث يستخدمونها للدلالة على قول النبي عليه الصلاة والسلام. ولا يكاد يخلو حديثاً من التعليق عليه بهذا اللفظ. رغم أن كلمة لفظ لم تذكر في القرآن الكريم إلا مرة واحدة. وكثيرة هي الكلمات التي ذكرت مرة واحدة في القرآن الكريم. ومن ألامثلة على ذكر كلمة (لفظ) لأهل الحديث ودلالات استخدامها عندهم ما يلي:
مشهور بهذا اللفظ ..... ولفظ حديثه في مسنده ..... أخرجه ابن ماجه وابن حبان في " صحيحه " ولفظهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ..... والى آخر ذلك من أمثلة.وبارك الله بكم
ـ[ريان سعود جمال]ــــــــ[11 Jul 2010, 05:52 ص]ـ
انتقل النقاش من موضوع إلى موضوع إلى موضوع واستمتعت بالقراءة بارك الله فيكم وفي اختياراتكم ..
ولكن لدي سؤال: أليس هناك فرق بين نداء موسى لربه وبين بقية النداءات في الأمثلة الواردة؟
قال تعالى: "قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى" كان موسى عند الطور وكان هذا ميقات ربه وكلم الله موسى تكليما وموسى هو كليم الله. وموسى عليه صلاة الله وسلامه لم يقل "يا رب" وإنما قال "رب". وتأمل "رب أرني أنظر إليك" وتأمل "رب لو شئت أهلكتهم" وتأمل "رب اشرح لي صدري"
أليس هناك فرق بين نداء موسى لربه وبين بقية النداءات في الأمثلة الواردة؟ فيبطل القياس عليها ..
ـ[محمد قاسم اليعربي]ــــــــ[11 Jul 2010, 01:23 م]ـ
في الحقيقة أعجبني هذا النقاش وأعجبني أيضا الروح الأدبية بين المتحاورين إلا أن هناك عبارة في كلام ابن الحاجب التي نقلها الأخ الفاضل أحمد الفقيه وهي (لم يستقم لهم في المعنى أن يشيروا إلى ما يستحيل عليه الإشارة في التحقيق) إذ يظهر فيها لمحة اعتزالية وفي الحقيقة لا أعلم هل ابن الحاجب أشعري أم معتزلي حيث قد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه أشار بإصبعه إلى السماء في حجة الوداع قائلا اللهم هل بلغت اللهم فاشهد ولا نملك لعلمائنا السابقين إلا الدعاء لهم بالرحمة والمغفرة على ماوقعوا فيه من بعض التجاوزات العقدية عفى الله عنا وعنهم وأشكر الأعضاء على ما يوردون من المسائل العلمية والمناقشات الأدبية العالية
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Jul 2010, 07:50 ص]ـ
لأخي الحبيب وصديقي العزيز الدكتور عبدالعزيز بن حميد الجهني بحث قيم بعنوان (إعراب أسماء الله وصفاته وما يتعلق بذاته عز وجل: ضوابط وآداب) قدمه لأحد المؤتمرات العلمية، وأطلعني عليه فاستفدت منه كثيراً، ولعله ينشره في الملتقى قريباً بعد مراجعته، وأرجو أن يكون فيه تأصيل لهذه المسألة، وإضافة قيمة لهذا النقاش المفيد الدائر هنا.(/)
وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Nov 2009, 12:22 ص]ـ
لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25) سورة الحديد
قال الطبري في تفسيره:
وقوله: (وَأَنزلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ) يقول تعالى ذكره: وأنزلنا لهم الحديد فيه بأس شديد، يقول: فيه قوّة شديدة، ومنافع للناس، وذلك ما ينتفعون به منه عند لقائهم العدوّ، وغير ذلك من منافعه.
وقد حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا الحسين، عن علباء بن أحمر، عن عكرِمة عن ابن عباس، قال: ثلاثة أشياء نزلت مع آدم صلوات الله عليه: السندان والكلبتان، والميقعة، والمطرقة.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله: (وَأَنزلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ) قال: البأس الشديد: السيوف والسلاح الذي يقاتل الناس بها، (وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ) بعد، يحفرون بها الأرض والجبال وغير ذلك.
وقال بن الجوزي في زاد المسير:
أحدهما: أن الله تعالى أنزل مع آدم السندان، والكلبتين، والمطرقة، قاله ابن عباس.
والثاني: أن معنى «أنزلنا»: أنشأنا وخلقنا، كقوله تعالى: {وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج} [الزمر: 6].
لقد كثر الكلام حول معنى إنزال الحديد في الآية الكريمة بين أنصار الإعجاز ومنكريه.
وهنا أود أن أقول:
أي التفسيرين الواردين عن السلف أصح في معنى "أنزلنا"؟
إذا كان الأول، فهل أنزلت تلك الأدوات مع القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا؟ أم أن الحديد الموجود في الأرض هو بقايا ما أنزل على آدم عليه السلام؟
وإذا كان المعنى هو الثاني " أنشأنا وخلقنا" فهل نجد في لغة العرب أنزالنا بمعنى أنشأنا وخلقنا؟
وإذا كان الحديد جزء من مكونات الأرض مثله مثل أي عنصر آخر فلماذا عبر عنه بقوله "أنزلنا"؟
وإذا كان العلم الحديث قد توصل إلى أن الحديد يختلف في مكوناته عن بقية العناصر وأنه لا يمكن أن يكون قد تكون في الأرض فلماذا نرفض البحث في هذه الفكرة وهي أن هذه إشارة في كتاب الله تعالى إلى حقيقة ستكتشفها البشرية فيما بعد كدليل على صدق القرآن؟
ثم إن الذين يرفضون هذه الفكرة نقول:
لماذا تقبلون أن الكتاب أنزل من خارج الأرض وتأخذون بظاهر القرآن في ذلك، ثم ترفضونها في قضية الحديد وقد عطف إنزال الحديد على إنزال الكتاب؟
أرجو مناقشة المسألة بعيدا عما كتب حولها من قبل القائلين بالإعجاز.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[11 Nov 2009, 09:27 م]ـ
لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25) سورة الحديد
وإذا كان العلم الحديث قد توصل إلى أن الحديد يختلف في مكوناته عن بقية العناصر وأنه لا يمكن أن يكون قد تكون في الأرض فلماذا نرفض البحث في هذه الفكرة وهي أن هذه إشارة في كتاب الله تعالى إلى حقيقة ستكتشفها البشرية فيما بعد كدليل على صدق القرآن؟
ثم إن الذين يرفضون هذه الفكرة نقول:
لماذا تقبلون أن الكتاب أنزل من خارج الأرض وتأخذون بظاهر القرآن في ذلك، ثم ترفضونها في قضية الحديد وقد عطف إنزال الحديد على إنزال الكتاب؟
أرجو مناقشة المسألة بعيدا عما كتب حولها من قبل القائلين بالإعجاز.
نعم أخى الكريم، صدقت
وكانت لفتة موفقة منك أن أشرت الى عطف انزال الحديد على انزال الكتاب
ـ[يسري خضر]ــــــــ[12 Nov 2009, 12:06 ص]ـ
يقول شيخ الاسلام ابن تيمية "الكتاب والحديد وإن اشتركا في الإنزال،فلا يمنع أن يكون أحدهما نزل من حيث لم ينزل الآخر حيث نزل الكتاب من الله .... والحديد نزل من الجبال التي يخلق فيها".
التحفة العراقيه في الاعمال القلبية بتحقيق الدكتور يحيي الهنيدي ص 3040
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Nov 2009, 05:09 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول شيخ الاسلام ابن تيمية "الكتاب والحديد وإن اشتركا في الإنزال،فلا يمنع أن يكون أحدهما نزل من حيث لم ينزل الآخر حيث نزل الكتاب من الله 00000والحديد نزل من الجبال التي يخلق فيها0"
التحفة العراقيه في الاعمال القلبية بتحقيق الدكتور يحيي الهنيدي ص 3040
شكر الله لك يا دكتور يسري ويسر لنا ولك الخير
وكلام شيخ الإسلام رحمه الله عن الجبال يحتاج إلى أن نقف عنده ونتأمله جيدا.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 Nov 2009, 02:46 م]ـ
جاء في التفسير المنتخب:
" وخلقنا الحديد فيه عذاب شديد فى الحرب "
وجاء في أيسر التفاسير:
{وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد} أي وكما أنزلنا الكتاب للدين والعدل للدنيا أنزلنا الحديد لهما معاً للدين والدنيا فيما فيه من البأس الشديد في الحروب فهو لإقامة الدين بالجهاد.
وجاء في تفسير بن سعدي:
" {وَأَنزلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ} من آلات الحرب، كالسلاح والدروع وغير ذلك."
وفي التفسير الميسر:
"وأنزلنا لهم الحديد، فيه قوة شديدة"
وقال بن عطية:
وقوله تعالى: {وأنزلنا الحديد} عبر عن خلقه وإيجاده بالإنزال كما قال في الثمانية الأزواج من الأنعام، وأيضاً فإن الأمر بكون الأشياء لما تلقى من السماء، جعل الكل نزولاً منها.
وقال مقاتل:
" {وَأَنزْلْنَا الحديد فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ} يقول: من أمرى كان الحديد فيه بأس شديد للحرب"
وهنا نلاحظ أن بعض المفسرين لم يتعرض لمعنى الإنزال، والبعض الآخر فسره بمعنى الخلق.
وهذا التفسير نريد أن نعرف مدى صحته من جهة اللغة ومن جهة المعنى.
والبعض يستشهد بقول الله تعالى:
" خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ"
على أن أنزل بمعنى خلق كما ذكره بن عطية وغيره.
ونقول لماذا التعبير بأنزل بدل خلق كما في قوله تعالى:
(وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ) سورة النحل (5)
ونقول:
هل على طالب العلم والباحث في التفسير أن يقف عند ما قيل؟
أم أن له الحق في أن يجتهد في حدود ما تحتمله اللفظة من معاني؟
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[13 Nov 2009, 03:08 م]ـ
الأخ الكريم حجازي،
1. الأصل أن نأخذ ظاهر الألفاظ ما لم يصرف صارف، وليس هناك من صارف إلا الجهل بحقيقة نزول الحديد. وبما أن العلم المعاصر لا يجد من تفسير لوجود الحديد على الأرض إلا فرضية نزوله من السماء فيجب علينا أن نأخذ بظاهر اللفظة.
2. ما قيل في الحديد يقال في الأنعام، إلا أن العلم لم يتنبّه بعد إلى مسألة نزول الأنعام. وهذا يفرض على علماء المسلمين أن يبحثوا المسألة لعلهم يجدوا الحقيقة التي تتضمنها عبارة:" وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج".
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[13 Nov 2009, 03:31 م]ـ
يقول شيخ الاسلام ابن تيمية "الكتاب والحديد وإن اشتركا في الإنزال،فلا يمنع أن يكون أحدهما نزل من حيث لم ينزل الآخر حيث نزل الكتاب من الله .... والحديد نزل من الجبال التي يخلق فيها"
حياك الله أخانا الدكتور يسرى
أعتقد أن شيخ الاسلام - عليه رحمة الله - لو كان حيا بيننا اليوم لما وسعه الا أن يتبع رأى العلم الحديث، لأنه رأى قد توفرت الأدلة على صدقيته، والدين لا يخاصم العلم ولا يعاديه
والله أعلى أعلم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Nov 2009, 01:38 م]ـ
الأخ الكريم حجازي،
1. الأصل أن نأخذ ظاهر الألفاظ ما لم يصرف صارف، وليس هناك من صارف إلا الجهل بحقيقة نزول الحديد. وبما أن العلم المعاصر لا يجد من تفسير لوجود الحديد على الأرض إلا فرضية نزوله من السماء فيجب علينا أن نأخذ بظاهر اللفظة.
2. ما قيل في الحديد يقال في الأنعام، إلا أن العلم لم يتنبّه بعد إلى مسألة نزول الأنعام. وهذا يفرض على علماء المسلمين أن يبحثوا المسألة لعلهم يجدوا الحقيقة التي تتضمنها عبارة:" وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج".
لا شك أن الأخذ بالظاهر هو الأصل
ولكن ما عسانا أن نقول للذين يتنكرون للقواعد حين لا تسعفهم؟
وما عسانا نقول للذين يقولون لا يمكن الخروج عن فهم السلف مهما كانت الأسباب؟
وما عسانا نقول للذين يوجبون الوقف عند فهم السلف حتى ولو كانت اللفظة تحتمل مع ما فهموه غيره؟
ثم أقول ليس هناك دليل أن الأنعام خلقت في الأرض وليس هناك ما يمنع أن الله خلقها خارج الأرض وكذلك اللباس.
إن هناك أمورا لا يفصل فيها الدليل الصريح ولكن تفهم من خلال مفهوم مجموع الأدلة.
فخذ مثلا قضية اللباس:
الله أسكن آدم وزوجه الجنة ووعده بأنه لا يجوع فيها ولا يعرى، وبعد أن أكلا من الشجرة وبدت لهما سوآتهما أخذا يحاولان ستر هذه السوءة فدل على أن فطرتهما لا تقبل أن تبقى دون تغطية، فهل يصح بعد أن أهبطا إلى الأرض أن يبقيا عريانين حتى يكتشفا القطن وزراعته ويتعلما صناعته .... !؟
لا أظن إلا أن الله قد أهبطهما إلى الأرض وأنزل معهما ما يواري سوآتهما وكل ما يحتاجانه من ضروريات أسباب الحياة الكريمة، لا سيما وأن الله قد اصطفى آدم وكرمه وأسجد له ملائكته وعلمه الأسماء كلها واستخلفه في الأرض.
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[14 Nov 2009, 04:11 م]ـ
أخي الحبيب حجازي الهوى
المنزلات في الآية ثلاثة (القرآن، والميزان، والحديد).
وقولكم: (وما عسانا نقول للذين يقولون لا يمكن الخروج عن فهم السلف مهما كانت الأسباب؟
وما عسانا نقول للذين يوجبون الوقف عند فهم السلف حتى ولو كانت اللفظة تحتمل مع ما فهموه غيره؟).
يظهر منه عدم تحرير في هذه المسألة، فالقول الذي يبطل قول السلف لا يمكن القول به لوجود لازم باطل، وهو أن الله أنزل من كلامه ما لا يَفهم معناه من نزل عليهم الخطاب، فهل تقولون بهذا؟
انظر إلى مؤدَّى قولكم، وسترون أنه يوصل إلى هذا.
لكن لو كان في القول الذي تذكره إضافة، فهذا جائزٌ، إذ الإضافة لا تنقض ولا تبطل ما قيل عند السلف.
ومن باب الفائدة فإن من الذين يوجبون الوقوف عند قول السلف الإمام الطبري رحمه الله تعالى.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Nov 2009, 10:23 م]ـ
أخي الحبيب حجازي الهوى
المنزلات في الآية ثلاثة (القرآن، والميزان، والحديد) ..
شيخنا الفاضل مساعد حياك الله وبياك
وجزاك الله خيرا على غيرتك على كتاب الله ودفاعك عنه.
ثم إن المنزلات كما قلت ثلاثة:
القرآن:وهو معروف ولا إشكال في معنى إنزاله.
والميزان: وهذه أقوال أهل العلم فيه كما ذكرها الشوكاني:
" {الميزان}: العدل، كذا قال أكثر المفسرين، قالوا: وسمي العدل ميزاناً؛ لأن الميزان آلة الإنصاف، والتسوية بين الخلق. وقيل: الميزان ما بين في الكتب المنزّلة مما يجب على كل إنسان أن يعمل به. وقيل: هو: الجزاء على الطاعة بالثواب، وعلى المعصية بالعقاب. وقيل: إنه الميزان نفسه أنزله الله من السماء، وعلم العباد الوزن به لئلا يكون بينهم تظالم، وتباخس كما في قوله: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بالبينات وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الكتاب والميزان لِيَقُومَ الناس بالقسط} [الحديد: 25] وقيل: هو محمد صلى الله عليه وسلم"
وعلى أي معنى حملته فلا إشكال في معنى إنزاله ما عدا الأخير.
والثالث الحديد: وهو معروف ومعنى إنزاله فيه إشكال. فإن كان عندك ما يزيل الإشكال فلا تبخل علينا وجزاك الله عنا خيرا.
وقولكم: (وما عسانا نقول للذين يقولون لا يمكن الخروج عن فهم السلف مهما كانت الأسباب؟
وما عسانا نقول للذين يوجبون الوقف عند فهم السلف حتى ولو كانت اللفظة تحتمل مع ما فهموه غيره؟).
يظهر منه عدم تحرير في هذه المسألة، فالقول الذي يبطل قول السلف لا يمكن القول به لوجود لازم باطل، وهو أن الله أنزل من كلامه ما لا يَفهم معناه من نزل عليهم الخطاب، فهل تقولون بهذا؟
انظر إلى مؤدَّى قولكم، وسترون أنه يوصل إلى هذا.
القول الذي يبطل قول السلف الصحيح الذي قام الدليل على صحته لا نقول به.
ولكن إذا قال بعض السلف بقول في القرآن فهل نقول إن هذا قول الجميع حتى إذا قلنا ببطلان ما قال لزم من ذلك أن الله أنزل من كلامه ما لا يفهم معناه من نزل عليهم؟(/)
سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Nov 2009, 01:17 ص]ـ
قال الحق تبارك وتعالى:
(سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) سورة فصلت (53)
في برنامج الأجر والأجران على قناة دليل قال الدكتور مساعد الطيار:
إن هذه الآية خاصة في قريش، وطالب بدليل العموم، فأقول دليل العموم هو قول الله تعالى:
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ) سورة فصلت (52)
وهذا خطاب لكل من كفر بالقرآن يسنده قول الله تعالى:
( .... وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آَلِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ) سورة الأنعام (19)
ثم قال الشيخ مساعد:
إن الآية لم تحقق إلا في قريش أهل مكة.
وهذا كلام غير صحيح فقد تحقق هذا في البشرية كلها بنص القرآن وبالواقع التأريخي:
فأما القرآن فقول الله تعالى:
(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) سورة التوبة (33)
والواقع التأريخي أن الفتوحات الأسلامية كانت على مدى عشرات السنين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت البشرية تتلقى القرآن أمة بعد أمة وجيل بعد جيل وترى مصداق قول الله تعالى: " سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ".
ولا يلزم من تبين الحق الإيمان كما قال الدكتور مساعد.
والله أعلى وأعلم
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[11 Nov 2009, 12:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أخي الحبيب ذكرتم بأن الدكتور مساعد الطيار حفظه الله أشار إلى أن هذه الآية الكريمة خاصة بقريش فما دليله على خصوصية الآية الكريمة.
علما أن الآيات الكريمة التي سبقتها تتحدث عن الإنسان عامة وليس فيه ذكر قريش، يقول الله سبحانه وتعالى: ((إليه يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ?وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ?لا يَسْئمُ الْأِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُوسٌ قَنُوطٌ?وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ?وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْأِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ?قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ?سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ? أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ)) (فصلت:47 - 54)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[11 Nov 2009, 09:15 م]ـ
قال الحق تبارك وتعالى:
(سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) سورة فصلت (53)
. . . . .
فقد تحقق هذا في البشرية كلها بنص القرآن وبالواقع التأريخي:
فأما القرآن فقول الله تعالى:
(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) سورة التوبة (33)
والواقع التأريخي أن الفتوحات الأسلامية كانت على مدى عشرات السنين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت البشرية تتلقى القرآن أمة بعد أمة وجيل بعد جيل وترى مصداق قول الله تعالى: " سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ".
بارك الله فيك أخى الكريم، فهذا فهم سديد منك للنص القرآنى وللواقع التاريخى على حد سواء
وعلاوة على ما تفضلتم به أقول:
توجد قاعدة مشتهرة لدى المفسرين تقول: العبرة بعموم اللفظ، لا بخصوص السبب
ولا أدرى لماذا يتم تفعيل هذه القاعدة فى حالات كثيرة بينما يتم تعطيلها مع تلك الآية الكريمة؟!
علما بأن بعض الآيات التى يتم تفسيرها وفقا لهذه القاعدة نجد فيها سبب النزول أشد ظهورا منه فى تلك الآية، فكان يجب أن تكون هى الأجدر منهن بتطبيق هذه القاعدة، أليس كذلك؟
على كل: المسألة مطروحة للنقاش، وقد أبديت رأيى الذى أراه صوابا يحتمل الخطأ
والله أعلى و أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Nov 2009, 06:33 م]ـ
الأخ الفاضل الدكتور حسن
الأخ الفاضل العليمى
شكر الله لكما مداخلتكما
في الحقيقة ما قاله الدكتور مساعد كان في حلقة تلفزيونية ماتعة على قناة دليل الفضائية تستحق المشاهدة وهذا رابط الحلقة على اليوتيوب:
http://www.youtube.com/watch?v=72LKIAwUfe8&feature=related
وأظن أن الدكتور مساعد قد ذكر فهمه لهذه الآية في إحدى مشاركات الملتقى.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[13 Nov 2009, 02:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أخي الحبيب حجازي الهوى
تابعت الرابط الذي أوردته، ووجدت بعض الأجزاء الأخرى لهذه الحلقة التلفزيونية لكني لم أسمع فيها سبب تخصيص الأستاذ الدكتور مساعد الطيار حفظه الله لهذه الآيات بقريش.
إن وجدت رابطا مباشرا أرجو التكرم بذكره
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Nov 2009, 01:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أخي الحبيب حجازي الهوى
تابعت الرابط الذي أوردته، ووجدت بعض الأجزاء الأخرى لهذه الحلقة التلفزيونية لكني لم أسمع فيها سبب تخصيص الأستاذ الدكتور مساعد الطيار حفظه الله لهذه الآيات بقريش.
إن وجدت رابطا مباشرا أرجو التكرم بذكره
الكتور الفاضل حسن
سلام الله عليك
لا أعرف رابط مباشر أخي الكريم
ولكن الحلقة منزلة في عدة مقاطع في اليتيوب مدة كل مقطع قرابة عشر دقائق
أما سبب تخصيص الدكتور مساعد للآية فيقول إن سياق الآيات يدل على ذلك وأن هذا الأمر قد تحقق في قريش حيث إن الله أراهم الآيات كما وعد فآمنوا، وغيرهم من الأمم لم يؤمنوا فدل ذلك على أن الآيات خاصة في قريش. هذا ما فهمته من كلامه وإذا وجدت رابط كلامه فسأضعه هنا إن شاء الله تعالى.
وأعتقد أن للدكتور كلام هنا في الملتقى بخصوص هذه الآية ولكن لا أتذكر عنوان المشاركة.(/)
ما رأيكم في تدارس كتاب يعين على فهم القران؟
ـ[أبو فهد]ــــــــ[11 Nov 2009, 03:30 م]ـ
مما يفيد كثيرا في فهم القران معرفة أساليب العرب في كلامها,
وقد سألت الشيخ مساعد الطيار- عبر الجوال- عن كتب تفيد القارئ في معرفة أساليب العرب المعينة على فهم القران فنصحني بعدة كتب منها كتاب الصاحبي في فقه اللغة لابن فارس,
لذا أردت تلخيص أهم ما ورد فيها واقتصرت على ما ذكره مما له علاقة بموضوعنا وهو أساليب العرب المعينة على فهم القران,
والهدف أيها الأحبة هو التالي:
•ربط هذه الأساليب بأمثلة قرآنية على الوجه الصحيح فأرجو من القراء إضافة أمثلة على ما ذكره ابن فارس
•اقتصرت في ذكر الأساليب التي فسر أو بين بها ابن فارس أساليب القران لذا ستجد على كل ما أبقيت من الأبواب مثالا من القران ذكره ابن فارس, وهدفي من عرضها هو معرفة هل ما ذكره ابن فارس صحيح أم لا؟ فإذا وجد أحد القراء خطأ ما من كلام ابن فارس فسأكون شاكرا لو أتحفنا بانتقاداته
•طبعا لن نستعرض جميع الكتاب في هذه المشاركة لكن سأحاول اختصار أهم ما ذكر عبر سلسلة قد تبلغ أربع مشاركات وهذه الأولى:
قال ابن فارس:بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وبه نستعين، وصلّى الله تعالى عَلَى محمد وآله.
قال الشيخُ أبو الحسينِ أحمدُ بنُ فارِسَ أدام الله تأييده:
هَذَا الكتاب "الصاحبي" فِي فقه اللغةِ العربيةِ وسننِ العربِ فِي كلامها. وإنَّما عَنْوَنْتُه بهذا الاسم لأنّي لما أَلَّفْتُه أَوْدعْتُه خزانةَ الصَّاحبِ الجليل ......
حتى قال:
باب الأسماء التي تسمى بِهَا الأشخاص عَلَى المُجاوَرَة والسَّبب
قال علماؤنا: العرب تسمّي الشيءَ باسم الشيءِ إِذَا كَانَ مجاوراً لَهُ أَوْ كَانَ منه بسبب. وذلك قولهم "التيمُّم" لَمَسْح الوجه من الصعيد، وإنما التيمّم الطلب والقصد. يقال" تيمّمتك وتأممتك أي تعمّدتك.
ومن ذَلِكَ تسميتهم السحاب "سماءً" والمطر "سماء" وتجاوزوا ذلك إِلَى أن سموا النبتَ سماءً. قال شاعرهم:
إِذَا نَزَل السماءُ (أي المطر) بأرض قوم
وذكر ناس أنّ من هَذَا الباب قوله جلّ ثناؤه "أنزلَ لكُمْ من الأنعام ثمانية أزواج" يعني خلق. وإنما جاز أن يقول أنزل لأن الأنعام لا تقوم إِلاَّ بالنبات والنبات لا يقوم إِلاَّ بالماء، والله جلّ ثناؤه ينزل الماء من السماء. قال: ومثله "قَدْ أنزلنا عليكم لِباساً" وهو جلّ ثناؤه إنما أنْزَلَ الماء، لكن اللباس من القطن، والقطن لا يكون إِلاَّ بالماء. قال: ومنه جلّ ثناؤه "وليَسْتَعْففِ الَّذِين لا يجدون نكاحاً" إنما أراد والله أعلم - الشيء يُنْكَحُ بِهِ من مَهْر ونَفقة، ولا بد للمتزوج بِهِ منه.
باب الباء
الباء الواقعة موقع "عن" مثل قولهم: "سألت بِهِ" إنما أردت عنه ومنه "سَأَلَ سائِلٌ بعذابٍ واقع". ومنه: وسائِلة بثعلبةَ بنِ سير
والباء الواقعة موقع "من" - فِي قوله جل ثناؤه "عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عبادُ الله" أراد منها. و:
شَرِبَتْ بماء الدُّحْرَضَيْنِ.
وباء المصاحبة - "دخل فلان بثيابه وسيفه" وقوله عزّ وجلّ "وَقَدْ دخلوا بالكفر" ومنه "ذهبت بِهِ" لأنك تكون مصاحباً لَهُ.
قال صاحب هذه المشاركة:: (وقد جاء عن أبي جحيفة في الصحيح (فخرج بلال بوضوء فمن ناضح ونائل) ونقول هذا بالعامية فنقول دخلت بالقهوة على الضيوف ونقصد بهاذ دخلت ومعي القهوة)
وباء السبب - قوله جلّ ثناؤه "والذين هم بِهِ مشركون" أي من أجله. فأما قوله جلّ وعزّ "وكانوا بشركائهم كافرين" فمحتمل أن يكونوا كفروا بِهَا وتبرأوا منها. ويجوز أن تكون باء السبب، كَأَنَّه قال: "وكانوا من أجل شركائهم كافرين".
والباء الدالّة عن نفس المُخبّر عنه والظاهر أنها لغيره - قولك: "لقيت بفلان كريماً" إنما أردته هو نفسه. ومنه قوله:
وَلَمْ يَشْهَدِ الْهَيْجَا بأَلْوَثَ مُعْصِم.
أراد نفسه.
باب الفاء
وتكون الفاء جواباً للشرط. تقول: "إن تَأتني فحسَنٌ جميل" ومنه قوله جلّ ثناؤه: "والذين كفروا فتعساً لهم" دخلتِ الفاء لأنه جعل الكفر شريطة كَأَنَّه قال: ومن كفر فتعساً لَهُ.
باب الكاف
وتكون الكاف زائدة كقوله: "لَيْسَ كمثله شيء".
قلت: في هذا خلاف والذي رجحه العثيمين أنها ليست زائدة
باب اللام
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن اللامات لام العاقبة. قوله جل ثناؤه: "فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوّاً وحَزَناً" وَفِي أشعار العرب ذَلِكَ كثير:
جاءت لتُطعمَه لحما ويَفْجَعَها بابنٍ فقد أطعمت لحماً وَقَدْ فجعا
وهي لَمْ تجيء لذلك، كما أنهم لَمْ يلتقطوه لذلك، لكن صارت العاقبة ذَلِكَ.
ومن الباب قوله جلّ ثناؤه: "ربَّنا لِيَضلُّوا عن سَبِيلِكَ" أي: أتيتَهم زينةَ الحياة فأصارهم ذَلِكَ أن ضلُّوا. وكذلك قوله جلّ ثناؤه: "فَتَنَّا بعضهم ببعض ليقولوا ... " هي لام العاقبة.
وتكون زائدة. "هم لِرَبّهم يَرْهَبُون" و "للرُّؤْيا تَعْبُرون".
باب الواو
وتكون الواو مُضْمَرَة فِي مثل قوله جلّ ثناؤه: "ولا عَلَى الذينَ إِذَا مَا أتَوْكَ لِتَحْمِلهم قلت: لا أجِدُ مَا أَحْملُكم عَلَيْهِ تولوْا" التأويل: ولا عَلَى الذين - إِذَا مَا أَتوك لتحملهم وقلت: لا أجد مَا أحملكم عَلَيْهِ - تولوا. فجواب الكلام الأول تولّوا.
وتكون بمعنى "رُبّ". نحو "وَقَاتِم الأعْماقِ ... ".
وتكون بمعنى "مَعَ" كقولهم "اسْتَوى الماءُ والْخشَبة" أي مع الخشبة وأهل البصرة يقولون فِي قوله جلّ ثناؤه: "فأجْمعوا أمْرَكم وشُركاءَكم" معناها مع شركائكم. كما يقال "لو تُركت الناقة وفَصيلها" أي مع فصيلها.
وقال آخرون: أجْمِعوا أمركم وادعوا شركاءكم، اعتباراً بقوله جلّ وعزّ "وادعوا من استطعتم".
وتكون صِلةً زائدةً كقوله جلّ وعزّ "إِلاَّ ولَهَا كتابَ معلوم" المعنى إِلاَّ لَهَا.
وتكون بمعنى "إِذ" كقوله جلّ وعزَ: "وطائفةٌ قَدْ أهَمَّتْهُم" يريد إذ طائفة. وتقول "جيئت وزيدٌ راكب" أي إذ زيد.
وقال قوم: للواو معنيان: معنى اجتماع ومعنى تفرُّق نحو "قام زيد وعمرو". وإن كَانَتْ الواو فِي معنى اجتماع لَمْ تُبَل بأيّهما بَدأتَ. وإن كَانَتْ فِي معنى تَفَرُّق فعمرو قائم بعد زيد.
وذهب آخرون إِلَى أن الواو لا تكون إِلاَّ للجمع. قالوا: إِذَا قلت: "قام زيد وعمرو" جاز أن يكون الأمر وقع منهما جميعاً معاً فِي وقت واحد وجاز أن يكون الأول تقدم الثاني، ونكتة بابِها أنَّها للجمع.
وتكون الواو عَطْفاُ بالبناء عَلَى كلام يُتَوَهَّم، وذلك قولك - إِذَا قال القائل "رأيتُ زيدا عند عمرو" - قلتَ أنتَ "أَوْ هو ممن يُجالسه?".
قال البصريون: معناهُ كَأَنَّ قائلاً قال: "هو ممن يجالسه" فقلتَ أنت "أوَ هو كذاك?".
وَفِي القرآن "أوَ أمِنَ أهلُ القُرى?"
وكذلك قوله جلّ ثناؤه: "إِنَّا لَمَبْعوثُون، أوَ آباؤنا الأولون?" فليس بأو إنما هي واو عطف دخل عَلَيْهَا ألف الاستفهام كأنه لما قيل لهم "إنكم مبعوثون وآباؤكم" استفهموا عنهم.
وتكون الواو مُقحَمةً كقوله جلَّ ثناؤه: "فاضْرِبْ بِهِ ولا تَحْنثْ" أراد - والله أعلم - فاضرب بِهِ لا تحنث، جزماً عَلَى جواب الأمر، وَقَدْ تكون نهياً والأول أجود. وكذلك "مكنّا ليوسُفَ فِي الأرض ولِنُعلّمِهُ" أراد "لنعلمه" وَقَدْ قيل: "ولنعلمه فعلنا ذَلِكَ". وكذلك "وحِفْظاً من كل شيطان" أي "وحفظاً فعلنا ذَلِكَ". وقوله:
فَلمَّا أجَزْنا ساحة الحيِّ وانْتَحى
قيل: هي مُقْحَمة. وقيل: معناه أجزنا وانتحى.
ثُمَّ
ثُمَّ - يكون لِتَراخي الثاني عن الأول: "جاء زيد ثُمَّ عمرو".
وتكوم "ثُمَّ" بمعنى "واو عطف" قال الله جلّ ذِكرهُ: "فإلينا مرْجِعُهم ثُمَّ الله شهيد عَلَى مَا يفعلون" أي وهو شهيد.
وتكون بمعنى التعجّب كقوله جلّ ثناؤه: "ثُمَّ يَطْمَعُ أنْ أزيد" و "ثُمَّ الذين كفروا بربهم يعدلون" وأنشد قطرب أن "ثُمَّ" بمعنى "الواو":
سألت ربيعةَ مَن خَيرُها أباً ثُمَّ أمّاً فقالت لِمَهْ
ومنه قوله جلّ ثناؤه: "ثُمَّ إنّ علينا بَيانُهُ" فأمّا قوله جلّ وعزّ: "ولقد خلقناكم ثُمَّ صوَّرناكم" فقال قوم معناها: "وصوّرناكم" وقال آخرون: المعنى "ابتدأنا خلقكم" لأنه جلّ ثناؤه ابتدأ خلق آدم عَلَيْهِ السلام من تُراب، ثُمَّ صَوَّره. وابتدأ خلق الإنسان من نُطْفَة ثُمَّ صَوَّره. قالوا: ف "ثُمَّ" علي بابها. قال الله جلّ ثناؤه: "يُوَلُّوكم الأدبار ثُمَّ لا يُنصَرون".
وزعم ناس أن "ثُمَّ" تكون زائدة. قال الله جلّ ثناؤه: "وَعَلَى الثلاثة الذين خُلِّفُوا، حَتَّى إِذَا ضاقت عليهم الأرضُ بما رَحُبتْ -" إِلَى قوله جلّ ثناؤه - "ثُمَّ تاب عليهم" معناه: "حَتَّى إذا ضاقت عليهم الأرض تاب عليهم" وقوله جل ثناؤه: "خلقكم من طين ثُمَّ قضى أجلاً" وَقَدْ كَانَ قضى الأجل، فمعناه: "أُخْبِرُكم أنّي خليقتُه من طين، ثُمَّ أخبركم أنّي قضَيتُ الأجَل" كما تقول: "كلمتك اليومَ ثُمَّ قَدْ كلمتُك أمسِ" أي إني أخبرك بذاك ثُمَّ أُخبركَ بهذا.
وهذا يكونُ فِي الجُملِ، فأما فِي عطف الاسم عَلَى الاسم، والفعل عَلَى الفعل فلا يكون إِلاَّ مرتّباً أحدُهما بعد الآخر.
ثَمَّ
و"ثمَّ" بمعنى "هُنالك" قال الله جلّ ثناؤه: "وإذا رأيتَ ثَمَّ رأيتَ نعيماً وملكاً كبيراً".
وقرئتْ: "فإلينا مرجعهم ثَمَّ اللهُ شهِيدٌ" أي: هنالك الله شهيد.
كأين
كأين تكون بمعنى "كم" قال الله جل ثناؤه: "وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله" وفيها لغتان: كأين بالهمز والتشديد وكأين بالتخفيف وقد قرئ بهما جميعا قال الشاعر:
وكأين أرينا الموت من ذي تحية إذا ما ازددنا أو أصر لمأتم
وسمعت بعض أهل العربية يقول: ما أعلم كلمة يثبت فيها التنوين خطأ غير هذه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Nov 2009, 06:35 م]ـ
بارك الله فيكم يا أبا فهد.
ليتك تنسق الموضوع لتظهر المسائل بشكل مرتب وتسهل قراءتها، لأن القراءة في المنتديات الإلكترونية تحتاج إلى حسن عرض وتنسيق لتعين القارئ على متابعتها والإفادة منها بارك الله فيكم.
كتاب ابن فارس (الصاحبي) كتاب قيم حقاً، وقد أفاد كثيراً من كتاب ابن قتيبة رحمه الله (تأويل مشكل القرآن) دون إشارة له.
ـ[أبو فهد]ــــــــ[12 Nov 2009, 12:49 ص]ـ
جزيت خيرا وبوركت يا شيخ عبدالرحمن
وأتمنى أن تكون المشاركات القادمة أكثر وضوحا(/)
مفهوم الحياة في القرآن الكريم. للشاهد البوشيخي
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[11 Nov 2009, 05:39 م]ـ
http://www.hiramagazine.com/archives_show.php?ID=341&ISSUE=12(/)
مفهوم الأمن في القرآن. للشاهد البوشيخي
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[11 Nov 2009, 05:41 م]ـ
المصطلح في كتاب الله عز وجل هي ألفاظ هذا الدين، عليها المدار، والقرآن نفسه بيّنها في مواطن كثيرة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بيّنها أيضا في مواطن كثيرة، والراسخون في العلم عبر القرون اجتهدوا أيضا في بيانها في مواطن كثيرة، ولكن حال زماننا هذا بما هو عليه من قدر غير يسير من البعد عن كتاب الله عز وجل: بُعد لغوي وبعد إيماني وبعد مفهومي وبعد مصطلحي ... هذا البعد يجعل الاهتمام وتركيز الاهتمام على هذه الألفاظ اليوم من أوجب الواجبات، وهذه الألفاظ لا نستطيع اليوم أن نقترب وأن نلج عالم القرآن وأن نغلغل في أعماقه إلا بعد الاقتراب منها ومحاولة التمكن من مضامينها ومن مفاهيمها، وهي لا تتأثر بالعصور، فهي ثابتة في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وإن هذا الكتاب يحمل معجمه ويحمي معجمه، فلو حاولنا ما حاولنا، وحاول المحاولون ما حاولوا أن يُحْدثوا التغيير في أي مفهوم لكتاب الله عز وجل، فلن يستطيعوا ذلك، وذلك من حفظ الله عز وجل لكتابه مما ينص عليه قوله تعالى: ?إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ? (الحجر:9).
ومن تلك الألفاظ المهمة جدا في كتاب الله عز وجل -والتي نحتاج إلى فهمها وتبيّن المراد منها لنعرف كيف نكسب مضمونها، ونتصف بمفهومها- لفظ "الأمن". وهذا اللفظ، حاجة البشرية إليه اليوم شديدة جدا، فالقلق مسيطر على البشرية اليوم في كل مجال، الاضطراب والحيرة وقلق البال واضطراب الحال، حال القلوب خاصة، هذا الأمر متمكن غاية التمكن من البشرية اليوم، وذلك شيء طبيعي، لأن الشيء الذي به يسكن القلب البشري ويطمئن ويرتاح، والذي به تسعد الروح البشرية في هذه الدنيا وفي الآخرة أيضا، ليس هو الذي له السيادة اليوم وليس هو الذي منه تقتات البشرية، وإليه ترجع، فالمرجعية اليوم لغير كتاب الله عز وجل، بينما هو الروح -روح البشرية حقيقة- كما قال تعالى: ?وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ? (الشورى:52).
فالقرآن هو الروح الذي يجمع هذه القطع المتناثرة من أمة الإسلام ليجعل منها-بإذن الله تعالى- جسدا واحدا له كل مظاهر الحياة التي أشار إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح المشهور: "مثل المومنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" (رواه مسلم).
فبغير روح القرآن لا يكون هذا الجسد، ولن تجتمع هذه القطع في كيان واحد حي يرى ويسمع ويفقه، له أعين يبصر بها وله آذان يسمع بها وله قلوب يفقه بها. بغير هذا القرآن لن تكون حياة، ولن يكون اجتماع، لنحظى برؤية الأمة من جديد، أمة الإسلام، فما أكثر الحواجز كما نرى اليوم بين أطرافها جغرافيا وتاريخيا ومذهبيا وفكريا وسلوكيا وغير ذلك، ولكن إذا وقع الاجتهاد لإعادة روح القرآن وإحلالها في كيان الإنسان في كل مكان من أرض الإسلام، فإن هذه القطع وهذه الأجزاء ستجتمع بإذن الله عز وجل ليتخلق منها جسد واحد حي له كل خصائص الحياة. وليحدث هذا فنحن بحاجة إلى أن نتبين المداخل إلى هذا القرآن الكريم. ومن تلك المداخل: مفهوم الأمن في كتاب الله عز وجل، وسننظر إليه من زوايا متعددة:
الأمن لا يقبل التبعيض
مما يثير الانتباه في كتاب الله عز وجل أن هذا اللفظ (أي الأمن) لم يَرِدْ إلا في خمسة مواضع: ثلاثة منها ورد معرَّفا في الصورة المطلقة وذلك في قوله تعالى: ?وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ? (النساء:83)، وقوله تعالى: ?وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ * وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ
(يُتْبَعُ)
(/)
أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ? (الأنعام:80 - 82)، ومرتين ورد منكرا، منها قوله تعالى: ?وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا? (النور:55). وورد على غير الصورة الاسمية أضعاف ذلك سواء بصيغة الماضي أو صيغة المضارع أو في صيغة المشتق كاسم الفاعل المفرد أو الجمع. وقد ورد اللفظ بعدة أشكال لكنه لم يرد مقيدا بشيء لا بوصف ولا بإضافة، ومعنى ذلك أنه غير قابل للتبعيض، فالأمن شيء كلي شامل لا يقبل التبعيض، فهذه نقطة مهمة وهو أن الأمن نعمة يتنعم بها الناس إما أن تكون وإما أن لا تكون، ولا يمكن أن تكون مبعضة، بمعنى ينعمون بنوع من الأمن ولا ينعمون بأنواع أخرى ولا سيما بالنسبة لأهل الإيمان، لأن المنطق الذي يحكم دائرة الإيمان بعد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هي دائرة التكليف ودائرة الشهادة على الناس، بينما الدائرة الأخرى ليست مكلفة، ولذلك إذا تمت الاستجابة للتكليف تكون النتائج وتكون الآثار الطيبة وتكون الثمرات وتكون الخيرات، وإذا لم تتم الاستجابة تكون العقوبات. بينما في دائرة غير الإيمان قد يتم التنعم الدنيوي حتى يرتحل الناس ولا يكون إشكال لأنهم ليسوا مكلفين بهذه الأمانة.
والأمر عندنا جميعا واضح فلا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم، وأمتُه من بعده هي حاملة للأمانة، ولذلك إذا لم تقم بها تحاسَب على ذلك أفرادا وأمة، تحاسب على ذلك حسابا عسيرا في الدنيا وفي الآخرة، والفسادُ الذي يحدث في غير المسلمين هو في الحقيقة بسبب تقصير المسلمين، لأن شرطة الأرض المنظمة للسير في الكرة الأرضية هي الأمة الإسلامية، هذا موقعها لا واقعها، ولكنها للأسف لم ترتق الآن إلى الموقع وهي الآن في واقع نعرفه جميعا، فلذلك إن مفهوم الأمن بالنسبة لهذه الأمة لا يتبعض لأن مقره القلب كما سنرى في النظرة الموالية.
الأمن سكينة القلب
إنْ تتبعنا لمفهوم الأمن يوصلنا إلى حقيقة مفادها أنه مستقر في القلب، ومدار مادة "أمن" في اللسان العربي على سكينة يطمئن إليها القلب بعد اضطراب، وأنقل هاهنا قول الراغب الأصفهاني فإنه يكاد يكون جامعا لما في غيره مع تدقيق، يقول رحمه الله: "أصل الأمن: طمأنينة النفس وزوال الخوف ... و"آمن" إنما يقال على وجهين: أحدهما متعدّيا بنفسه، يقال: آمنته أي جعلت له الأمن، ومنه قيل لله مؤمن؛ والثاني: غير متعدّ، ومعناه صار ذا أمن ... والإيمان هو التصديق الذي معه أمن". كأن الإمام الراغب رحمه الله لا يتصور أن يكون هناك مؤمن وليس عنده أمن، أي سكينة واطمئنان، أي استقرار لا اهتزاز ولا اضطراب ولا قلق ولا حيرة، لأنه مطمئن إلى ربه ?أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ? (الرعد:28). ?هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ? (الفتح:4). فالمدار إذن على وجود سكينة في القلب في جميع ما دارت فيه المادة سواء في صورة "أمن" أو "آمن" المتعدي واللازم، المدارُ على هذه السكينة وعلى هذه الطمأنينة التي تأتي في حقيقتها بعد نوع من القلق والاضطراب، وتأتي بعد قدر من الخوف، وهذا الخوف عبر عنه بالخوف نفسه، وعبر عنه بالبأس، وعبر عنه بالفزع ?وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ? (النمل:89)، وعبر عنه بألفاظ أخرى غير هذه الألفاظ، ولكن مؤداها جميعا هي أنها تُحدث لدى الإنسان ضربا من الخوف، فإذا جاء الأمن أزال ذلك الخوف، هذا الأصل وهذا المدار الذي تدور عليه المادة يجعلنا نتجه إلى أن المعنى الذي للأمن هو أنه حال قلبية تجعل المتصف بها في الدنيا يرتاح ويطمئن، والموصوف بها في الآخرة يسعد وتحصل له السعادة الأبدية.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه الحال هي نعمة من الله عز وجل، وإذا ربطنا الكلام ببعضه، فإننا نجد من أسماء الله الحسنى "المؤمن"، وقد فهم الراغب الأصفهاني -كما مر في نصه السابق- أن معنى اسم الله المؤمن: الذي يمنح الأمن ويعطيه، فهذه الحال -التي هي نعمة من الله عز وجل- هو الذي يعطيها: ?لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ * إِيلاَفِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ? (قريش:1 - 4)، ومعنى ?آمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ? أي أعطاهم الأمن، وللمكان طبيعته الخاصة، وسره الخاص، وقد وصف القرآن الكريم ذلك المكان في مواطن متعددة بأنه "آمن" ?وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا? (البقرة:126)، ?وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا? (إبراهيم:35)، ?أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا? (العنكبوت:67). ذلك سر جعله الله في ذلك المكان تفضلا منه سبحانه وتعالى، وإنا لنرى ذلك حتى الساعة، إذ كيف نفسر -على سبيل المثال- اندياح موجة الاستعمار الغربي على جميع ديار الإسلام -تقريبا- ولكن لم يحدث هذا الأمر بالنسبة للبلد الحرام، لا لأن تلك المنطقة كانت قوية، فعسر على الاستعمار أن يحتلها، ولكن هناك سر الله عز وجل في هذا الأمر، جعله آمنا ?وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا? (آل عمران:97)، هذا شيء نراه عبر التاريخ، وهذه الملحوظة بالتحديد تلفت النظر بقوة، فالجزيرة تنقصت من أطرافها واحتلت شوائطها الشرقية وجنوبها وغربها وشمالها وبقي وسطها. والأمر كذلك بالنسبة للفُرس والروم زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبله، فالمكان له وضعيته وله حال خاصة هبة من الله تعالى لا تزال مستمرة، لكن بالنسبة للإنسان حصول تلك الحال مرتبط بأسباب وشروط. وهنا نقف في النظرة الثالثة على أسباب وجود الأمن وشروط استمراره.
الأمن ثمرة من ثمرات الإيمان
السبب الأول لوجود الأمن في هذه الأمة -وهو شرط في نفس الوقت- هو الإيمان. والأمر في غاية الوضوح، هناك علاقة بين الإيمان والأمانة والأمن، وهذه الألفاظ الثلاثة تنتمي لنفس المادة. والأصل الذي يتفرع منه كل شيء هو الإيمان، والإيمان يعطي الأمانة ويعطي أداء الأمانة و"لا إيمان لمن لا أمانة له" (رواه الإمام أحمد)، والله أمر بأداء الأمانات وحرم خيانة الأمانات ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ? (الأنفال:27)، وكل المسؤوليات أمانات، فما نسميه اليوم بالمسؤولية هو أمانة.
وهناك الأمانة العظمى التي أشارت إليه الآية الكريمة بالنسبة لآدم وبنيه (أي للإنسان) في الآية المشهورة ?إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً? (الأحزاب:72). هذه أمانة الاستخلاف العامة، فالأمانة العامة هكذا على إطلاقها هي أمانة الاستخلاف في الأرض، فبنو آدم غيرُهم مسخر لهم، وكل ما سواهم يخدمهم، وهم عليهم أن يخدموا الله عز وجل وأن يعبدوا الله جل جلاله. هذه الأمانة (أمانة الاستخلاف) تليها أمانة أخرى أعظم منها وهي أمانة "الشهادة على الناس" بالنسبة لهذه الأمة خاصة؛ لأن الأمم السابقة ما حمّلت تبليغ الدين فرضا، نعم، كان نفلا وكان مطلوبا من المسلمين قبل مجيء الرسول الخاتم، لأن جميع من مضى من المؤمنين كانوا مسلمين أنبياء وغير أنبياء، لكن لم يكونوا مكلفين فرضا بالتبليغ إلا في هذه الأمة فقد انتهى إرسال الرسل وانتهت النبوات، وصارت الأمة كلها مكلفة بما كان مكلفا به رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولذلك جعلها الله في مستوى معين ?وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا? (البقرة:143)، هذه الأمانة إلى جانب الأمانة الأخرى، كلها إنما تؤدى على حقيقتها بالإيمان، إذا وجد الإيمان أُدّيت، وإذا لم يوجد لا تؤدى هذه الأمانات، وهذه الأمانة على عمومها تحتها أمانات: فالصلاة أمانة والزكاة أمانة وتربية الأولاد أمانة ... وكل تكليف من تكاليف الشرع أمانة من
(يُتْبَعُ)
(/)
الأمانات، والله يأمر بأداء الأمانات بصفة عامة، وكلها مسؤوليات -بتعبير اليوم- يجب أن تؤدى، وإنما تؤدى على وجهها الصحيح بسبب الإيمان، فالهدف من الإيمان أن تؤدى الأمانات على أحسن وجه، وفي الحديث "لا إيمان لمن لا أمانة له" (رواه الإمام أحمد).
وعندما يوجد الإيمان وتؤدى الأمانة يأتي الأمر الثالث بصورة طبيعية وهو حال: يجد المؤمنون أنفسهم فيها، قلبا وقالبا: قلبا من حيث ما يشعرون به هم من طمأنينة وسكينة وراحة بال، ويشعرون بالراحة الكاملة نتيجة الإيمان وأداء الأمانة أو بالتعبير الآخر: الإيمان والعمل الصالح، ومن حيث القالب يجدون ما يسمى بـ"السلم" -وهو نوع من الأمن-؛ فالأمن محله القلب أساسا، والصورة التي ينتجها ما في القلب في الخارج هي "السلام". فالأمن إذن نتيجة وليس فعلا يمكن أن نفعله، وإنما هو نتيجة طيبة ونعمة من الله عز وجل يتفضل بها علينا إذا آمنا وهو الشرط الأول، وإذا عملنا الصالحات وهو الشرط الثاني، وذلك ما نص عليه الوعد السابق ?وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا? (النور:55). فيأتي الأمن نتيجة ما سبق، ويأتي نتيجة أسباب معينة، ويأتي نتيجة حصول شروط معينة على رأسها الإيمان الصحيح والعمل الصالح، فإذا وجد هذا بالنسبة للفرد وبالنسبة للجماعة جاءت هذه النتيجة وإلا اختفت.
ولا بأس من الإشارة في هذا المقام إلى سبب آخر من أسباب الاستمرار تشير إليه الآية الأخرى في سورة النحل، قال عز وجل: ?وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ? (النحل:112)، حين اختفى الإيمان واختفى العمل الصالح واختفى الشكر وحل محله شيء آخر سماه القرآن ?كَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ?، وهذا الأمر سنفصل فيه الحديث بعد قليل عندما نتحدث عن موانع حصول الأمن، لكن هاهنا الإشارة إلى أن كفران النعمة يسلب نعمة الأمن، فالله عز وجل يعطي الأمن لكن عندما لا يقع الشكر على هذه النعمة فإنها تنقطع.
فالأمن يأتي بشروط محددة تفضلا من الله على كل حال، ويأتي بالإيمان وبالعمل الصالح، لكن هل يستمر أو لا يستمر؟ والجواب عن ذلك هو أن الأمن يستمر بشكر النعمة وينقطع بكفران النعمة، وهنا نأتي إلى النظرة الأخرى التي هي في موانع الأمن فما الذي يمنع الأمن أن يكون بالقلوب وفي الحالة العامة للأمة.
موانع الأمن
في الحقيقة من خلال آية سبأ يمكن أن نتلمس ثلاثة موانع هي تفصيل لكفران النعمة، ولا شك أن النعمة العظمى هي نعمة الأمن فيقع كفرانها، وعندما نأتي إلى آية سورة الحجرات، عندما يقول عز وجل: ?وَلَكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ? (الحجرات:7). فهذه الأنواع الثلاثة كلها كفران لأنعم الله على رتب متفاوتة: الرتبة الأولى: والخطيرة: هي رتبة الكفر الصراح، وتأتي بعدها رتبة ثانية خطيرة أيضا ولكنها دون الأولى، وهي الخرق المستمر للطاعة ورفض الامتثال مطلقا ليس إنكارا لله عز وجل، فهناك إيمان واعتراف بوجود الله، ولكن صاحب هذا النوع يرفض طاعته نهائيا. ولو تأملنا حال كفر إبليس وإلى أي نوع من أنواع الكفر ينتمي، يتبين أنه من هذا النوع، قال عز وجل: ?كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ? (الكهف:50) أي رفض أن يطيع. لكن معصية آدم عليه السلام قبل أن يتوب الله عليه كانت من نوع آخر قال عز وجل: ?وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى * ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى? (طه:121 - 122)، فمعصيته نتيجة خطأ ونتيجة زلل، وكانت معصية عارضة فقط، وليس معها إصرار على رفض الطاعة مطلقا، بينما معصية إبليس معها رفض لأصل الطاعة مطلقا، فهي فسق والفسوق درجة عليا في المعصية، ولم يكن إبليس ينكر وجود الله عز وجل؛ بل بالعكس كان دائما يعتبره ربه ويدعوه ويرجوه أن ينظره إلى يوم البعث،
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكنه رفض مبدأ الطاعة، وطعن في نفس الأمر وأنه ليست فيه حكمة ?قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ? (ص:76)، فإذن كيف يسجد له! هذا ليس بمنطق! وهذا ليس عدلا! ولا ينبغي أن يكون الأمر هكذا! هذا تصرف إبليسي متى حدث، لأنه يطعن في أسماء الله عز وجل وصفاته: في حكمته وعدله. هذا هو الفسوق، وهو أيضا نوع خطير من كفران النعم كما بينت، ويأتي بعده العصيان وهو يكون ممن يطيع أحيانا ويعصي أحيانا، مع هذا إذا كانت المعصية موجودة فإنها كذلك تمنع -بقدر وجودها- حصولَ الأمن عند العاصي سواء كان فردا أو جماعة أو أمة، ويصير مانعا من حصول حال الأمن، وهذه النقطة في غاية الأهمية لأنها تشير تلقائيا إلى كيف نكتسب الأمن، وكيف نقي أنفسنا من خطر انعدام الأمن.
معيات الأمن
إنه حين يوجد الأمن توجد أشياء أخرى معه، وترافقه خيرات وبركات، نجد آيات تتحدث عن هذا المعنى منها قوله تعالى: ?وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ? (النحل:112)، وقوله عز وجل: ?أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ? (القصص:57). فمع وجود الأمن في قلوب الأفراد وفي المجتمع، تأتي خيرات ويقع ازدهار اقتصادي وتقع حركة نشيطة في التجارة. واليوم نرى -على سبيل المثال- أن الأماكن والمناطق التي يضطرب فيها الأمن يفر المقاولون الكبار بأموالهم منها، ولا يستثمرون فيها، بينما إذا حدث العكس فإنهم يطمئنون على أموالهم ويتحركون بأمان. فهذا الازدهار الاقتصادي والراحة النفسية التي تكون للناس، تجعلهم يمارسون حياتهم في اطمئنان كامل، آمنين على أموالهم وعلى أعراضهم وعلى أنفسهم ويقع السلم الاجتماعي العام.
إذن، هذه النعمة التي اسمها "الأمن" هي نعمة مشروط وجودها بوجود الإيمان وبوجود العمل الصالح، وترتفع تلقائيا إذا وجد العكس، إنه لا يتبعض، وهو في القلب. وحينما نقول: "في القلب" فهو تلقائيا يمتد إلى باقي الجوارح وإلى جميع الجسد على القاعدة المشهورة التي أشار إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب" (متفق عليه).
وما حدث في زماننا هذا، من الحديث عن أنواع كثيرة من الأمن، جعله كتاب الله عز وجل حالة واحدة إما أن تكون، وإما أن يكون عكسها وهو الخوف والفزع والقلق والاضطراب والحيرة والبأس ... وغيرها مما ذكر الله تعالى في كتابه. فيمكن إذن أن نخلص إلى أمر عام هام هو أن هذه النعمة العظيمة التي هي الأمن، إذا أردنا أن ننعم بها حقيقة فإن علينا أن نتوب توبة نصوحا أفرادا وجماعات في مختلف أقطار الأمة، أن نعود إلى القرآن ونتوب إلى الله عز وجل، ونشتغل بما كان يشتغل به رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي نمارس حياتنا في إطار شرع الله عز وجل ... إذا كان ذلك كذلك جاءت العزة بالاستخلاف في الأرض، وجاء ما يعقبها من التمكين في الأرض، وجاءت النعمة الكبيرة الأخيرة الثالثة وهو تبديل الخوف القائم الآن في جميع أنحاء الأمة الإسلامية، تبديل ذلك أمنا.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يكرمنا بهذه النعمة، ويكرمنا بأسباب وجودها، ويكرمنا بسبب استمرارها.
--------------------------------
(*) الأمين العام لمؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع) / المغرب.
http://www.hiramagazine.com/archives_show.php?ID=277&ISSUE=12(/)
الهدي المنهاجي في القرآن. للشاهد البوشيخي
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[11 Nov 2009, 05:42 م]ـ
أمتنا اليوم لها واقع ولها موقع، جعلها الله في موقع عَلِيٍّ هو الشهادة على الناس؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين لا نبيّ بعده، فمن يقوم بوظيفة البيان والبلاغ والإنذار والشهادةِ على الناس؟ ?وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا? (البقرة:143)، فقد شهد صلى الله عليه وسلم وأشهد الأمة في زمانه على ذلك فقال صلى الله عليه وسلم فيما هو معلوم مشهور: "ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد" (متفق عليه).
إذن لابد أن تقوم الأجيال عبر العصور حتى تقوم الساعة بنفس وظيفته صلى الله عليه وسلم. هذا الموقع العلي ليست الأمة الآن فيه، فكيف تنتقل من هذا الواقع الأليم إلى ذلك الموقع العلي؟ ههنا أمامنا كتاب ربنا، فيه كل الهدى اللازم لهذا الانتقال الفردي والجماعي، على مستوى الأقطار وعلى مستوى الأمة جمعاء. ?إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ? (الإسراء:9)، هذا هو الهدى فيجب اتباعه ليحصل الاهتداء ?قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ? (المائدة:15 - 16)، أما الذي لا يتبع فلا هداية له.
الأمة اليوم في أمس الحاجة إلى هذا الهدى لتنتقل على كل المستويات، -خاصة على مستوى التفكير- تفكير الأفراد وتفكير الجماعات وتفكير الأمة جمعاء. إنها في حاجة إلى هذا القرآن لتنتقل من مستوى الاهتمام بما هي خائضة فيه الآن من التفاهات، وترتقي إلى المستوى الذي كان فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم من حوله، فتجعل الآخرة هي المبتغى ?وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ? (العنكبوت:64). فالدنيا ليست هي الحياة ?يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى * يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي? (الفجر:23 - 24)، يوم يستيقظ حقا. نحن هنا الآن في وضع السكرة، ولابد من الاستيقاظ، والاستيقاظُ يقتضي أن نعلم علم اليقين أن هذه ليست هي الحياة، لأن الحياة الحقيقية لا موت فيها ?لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلاَّ الْمَوْتَةَ الأُولَى? (الدخان:56) فالآخرة هي الحياة، وهي التي ينبغي أن تحركنا في كل صغيرة وكبيرة.
وعندما شخّص رسول الله صلى الله عليه وسلم وضْع الأمة في مثل حالنا اليوم، شخصها بمرض اسمه "الوهن"، قيل: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: "حب الدنيا وكراهية الموت" (رواه أبو داود). الارتباط بالدنيا والاقتصار بالهم على الدنيا، ابتغاء الدنيا وحبس كل الهموم والطاقات في تحصيل الدنيا والارتفاع فيها .. ليس هذا هو الوضع الصحيح، المسلمون في حقيقتهم آخرويون وليسوا دنيويين، قال الله تعالى: ?وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الآخِرَةَ? (القصص:77)، فيما آتاك وكل ما آتاك.
لكن، إذا أردت أن تسرف وأن تشتط وتسير على غير الهدى الرباني، فابتعدت عن الدنيا ابتعادا كليا، إذّاك يقال لك: ?وَلاَ تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا? (القصص:77)، أما الابتغاء فهو للدار الآخرة لا سواها. هذه نقطة تصحيحية في التفكير الكلي الضخم، لابد أن يصبح "التفكير" في منتهاه واضحا، وفي مبتدئه واضحا، وفي ارتباطاته، في علاقتنا بالله جل جلاله وبهداه الذي جاءنا. لابد أن يكون في غاية الوضوح، ذلك تصحيح التفكير.
ولابد أن يصحح أيضا "التعبير"، كما في حديث معاذ بن جبل المشهور حين قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ " فقلت: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسانه وقال: "كف عليك هذا"، قلت: يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: "ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم" (رواه الترمذي وابن ماجه). لو تأملنا في الآيات المتعلقة بهذا المجال مثل قوله تعالى: ?وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ? (الإسراء:53)، أو في الأحاديث كقوله صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت" (متفق عليه)، إذا تأملنا قليلا في مثل
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا، أدركنا بوضوح أن المسلم يمثل محطة تصفية للنفايات القولية. فالمسلم لا يمكن أن يرسل إلا الحق والخير، أما ما كان شرا وما كان باطلا وما لم نعلم هل هو شر أم خير، وهل هو باطل أم حق، فهو أيضا يلحق بالباطل والخطأ.
لنتصور أن هذه الحقيقة يعيشها الفرد، وتعيشها الأسرة والجماعة، ويعيشها الإعلام والتعليم وتعيشها الأمة، إلى أي حد يقل الشر في التداول ويكثر الخير.
إن المسلم محطة تصفية، لا يسمح للشر بالمرور، وإن استقبله فهو لضرورة؛ لأن الله جل جلاله جعل أجهزة الاستقبال لا تغلق، ولكن أجهزة الإرسال تغلق، فيجب التحكم فيها، فيمكن للمسلم أن يستقبل الخير والشر، ولكن لا يرسل إلا الخير.
نحن بحاجة إذن إلى هذا الهدى المنهاجي أيضا في "التعبير"، ومثل ذلك وأهم منه وأعظم، تحتاج الأمة إليه في "التدبير" لأمور ثلاثة مهمة، أولها: "تيسير الذكر". فلقد حملت هذه الأمة أمانة، ويجب أن تيسرها للناس، تحملها هي بجدارة ثم تبلغها للناس ميسرة، فقد يسر الله سبحانه وتعالى الذكر للذاكرين: ?وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ? (القمر:17)، وذلك لينتشر الهدى. وثانيها: "تعمير الأرض" وفق هذا الذكر نفسه. وثالثها: "تسخير الكون" وفق هذا الهدى أيضا. كل ذلك هو صلب "التدبير". فأي فعل صدر من العبد يجب أن يحكمه هذا القرآن الكريم.
مفهوم الهدى المنهاجي
"الهُدى" مداره على الدلالة والبيان والإرشاد؛ هَداه يهديه: دلَّه بلطف كما عبر الراغب الأصفهاني قال: "الهداية هي الدلالة بلطف"، وليس بعنف، وهي التي تلائم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وتلائم المرسلين وأتباعهم. فهذه الدلالة بلطف أو هذا البيان الرفيق أو هذا الإرشاد الحكيم، كل ذلك من محتويات الهدى بصفة عامة.
أما "المنهاج"، فهناك ثلاثة ألفاظ تستعمل فيه: "النهج" و"المنهج" و"المنهاج"، وكلها يقصد بها الطريق، لكن "المنهج" أغلب استعماله في الطريق الفكري، وأغلب استعمال "النهج" في الطريق مطلقا، وأغلب استعمال "المنهاج" في الطريق العملي الذي له أصل فكري، ولكن الذي هو في البؤرة في لفظة المنهج هو الطريق الفكري، أي الكيفية النظرية التي يتم وفقها الوصول إلى حقائق معينة. وأما "المنهاج" فهو الطريقة العملية التي يسار عليها للوصول إلى مقاصد بعينها.
فإذا ركبنا الأمر وقلنا "الهدى المنهاجي"، يصير الأمر تلقائيا أن المقصود به هو الطريقة المُثلى في "التفكير" وفي "التعبير" وفي "التدبير". فإذا قلنا: "الهدى"، انصرف إلى هدى الله عز وجل ?قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدَى? (البقرة:120)، وحين نقول "الهدى المنهاجي في القرآن الكريم"، نقصد به "الطريقة المثلى في أداء الخلافة، وفي أداء العبادة، وفي أداء الشهادة". فنحن المسلمين مطلوب منا الأداء العام الذي لجميع البشرية، وهو أداء وظيفة الخلافة، ومطلوب منا أداء وظيفة العبادة داخل إطار وظيفة الخلافة، ثم أداءُ وظيفة الشهادة داخل إطار الخلافة. فالعبادة هي الأخص. هذه الشهادة لها طريقة معينة يمكن التأهل لها، ويمكن أداؤها تبعا لذلك التأهل. فالطريقة المثلى التي يرشد إليها كتاب الله عز وجل، وبيانه الذي هو السنة الصحيحة، تلك الطريقة المثلى التي ترشد المسلمين خاصة والناس عامة إلى الأفضل والأقوم في كل المجالات، سواء في مجال التفكير أو مجال التعبير أو مجال التدبير، وهذا الأخير بجميع مستوياته أيضا: تيسيرا للذكر أو تعميرا للأرض أو تسخيرا للكون وما فيه من طاقات ?أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً? (لقمان:20)، كل ذلك كامن في كتاب الله عز وجل، وعلى المسلمين استخراجه.
مصادر الهدى المنهاجي
وتتلخص في ثلاثة مصادر كبرى، وهي أولا: القرآن فهو الأصل لغيره، ثانيا: السنة التي هي بيان القرآن ?وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ? (النحل:44)، ثالثا: السيرة النبوية. فعندنا ثلاثة مصادر هي: القصص القرآني والقصص الحديثي ثم السيرة النبوية.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه المصادر الثلاثة فيها يتركز الهدى المنهاجي، وإلا فهو موجود في كتاب الله عز وجل كله، وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كلها، وفي السيرة النبوية الصحيحة كلها كذلك. فالسيرة هي "الوجه العملي للقرآن مربوطا بالزمان"، أو هي "السنة المنظومة في الزمان"، فإذا كان ما في كتب الصحاح والسنن يمثل الإسلام في الوضع الأفقي، أي يستجيب للقضايا الفقهية والعقدية وغيرها، أي ما هو الإسلام؟ وما هو الإيمان؟ وما هو الإحسان؟ فذلك عرض للإسلام في الصورة التي انتهى إليها، لكن السيرة النبوية تعرض ذلك نفسه بطريقة تنمو وتتطور، منذ بدء نزول القرآن إلى اكتماله. فكل ما قاله صلى الله عليه وسلم بين ?اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ? (العلق:1) وبين ?الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا? (المائدة:3)، قاله بين لحظة بعثته صلى الله عليه وسلم وبين آخر نزول للوحي. في تلك الفترة قال كل ما نجده في كتب السنة، لكن عبر زمان وعبر ظروف بعينها تطوَّر خلالها تطوُّرا؛ وكان يناظر إحلال القرآن الذي كان يتنزل ويجعله واقعا في الحياة، التي كانت إذّاك تتشكل بحسب الهدى المنهاجي الذي يأتي به القرآن.
لكن الهدى المنهاجي يتركز أولا في القصص القرآني. لأن الله عز وجل قال لرسوله وللأمة جمعاء: ?أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِه? (الأنعام:90)، نحن -ونحن نقرأ في كل ركعة سورة الفاتحة- ليس لنا طلب غير طلب الهدى ?اِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ? (الفاتحة:6) أيّ صراط؟ ?صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ? (الفاتحة:7) هؤلاء الذين أنعم الله عليهم، هم كما في الآية الأخرى: ?وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ? (النساء:69)، هؤلاء الذين أنعم الله عليهم، رأسُهم وأئمتهم هم الأنبياء عليهم السلام. ولذلك قال تعالى: ?لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُولِي الأَلْبَابِ? (يوسف:111). من هنالك ينبغي أن يستفاد الهدى المنهاجي. ففي كل قصة فوائد غزيرة، وفي مجموع القصص فوائد أغزر، وحين يرتبط ذلك بما هو بعده -مما هو آت- يصبح أعظم فائدة.
أيضا القصص الحديثي، فالنصوص الحديثية كلها مجال للهدى المنهاجي، لأن الحديث بيان للقرآن، ولكن الذي فيه التركيز أكثر لهذا الهدى هو الحديث الذي يشتمل على القصص والأمثال.
وأما المصدر الثالث، فهو السيرة النبوية، التي هي الإطار الزمني للقرآن الكريم مفرقا ?وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً? (الإسراء:106)، وهي الإطار الزمني أيضا لبيان رسول الله صلى الله عليه وسلم من السنة الصحيحة. فالسيرة هي قصة النبي الخاتم، قصة أعظم رسول وأعظم نبي وأعظم بشر. فقصته الكبرى توجد في السيرة النبوية. وإذا كانت قصص الأنبياء توجد في القرآن الكريم، وتوجد إشارات إليها وبيانات في السنة الصحيحة أيضا، فقصته صلى الله عليه وسلم موجودة في السيرة النبوية التي هي "الصدى العملي الأعلى للقرآن الكريم". هذه الحقيقة تجعلنا ننظر إلى السيرة النبوية في علاقتها بالقرآن الكريم، نظرة جديدة مهمة في زماننا هذا، لأن واقع الأمة لابد من العمل على الانتقال منه إلى الموقع الذي يريد الله منها أن تكون فيه، وهو موقع الشهادة على الناس. هذا الانتقال أكبر مرشد له وأكبر هدى منهاجي يمكن أن نستخلصه له هو في تلك السيرة مربوطةً بالقرآن الكريم، أو من القرآن الكريم مربوطا بالسيرة؛ لأن كثيرا من وقائعها موجود في كتاب الله سبحانه وتعالى، فالحياة الخاصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والحياة العامة في المرحلة المكية والمرحلة المدنية كلها مفصلة في القرآن الكريم، وفي بعض الأحيان أكثر مما هي مفصلة في السيرة نفسها. فلا يمكن دراسة السيرة النبوية بمعزل عن القرآن، ولا يمكن دراسة القرآن -من هذه الزاوية- بمعزل عن السيرة النبوية.
لوازم استنباط الهدى المنهاجي
(يُتْبَعُ)
(/)
إن استنباط الهدى المنهاجي أمر يسير لمن يسره الله سبحانه وتعالى عليه، لكنه من حيث الإنجاز هو أمر متقدم، يأتي بعد قراءة القرآن وتلاوته وفهمه والعمل به، وبعد ذلك يأتي استنباط الهدى منه. وللقيام بهذا الاستنباط هناك شروط:
الشرط الأول: إتقان ما يلزم لفهم القرآن، بدءاً باللسان. واللسان في القرآن هو اللغة ?وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ? (الشعراء:192 - 195)، ففهمُ أيّ نص كان قرآنا أو غير قرآن يحتاج إلى التمكن من "المقام"، والتمكن من "المقال"، أي يحتاج إلى ما يلزم لفهم هذا النص من علوم المقام وعلوم المقال. لابد من إتقان اللغة العربية، فمن لا يتقن اللغة العربية محال بينه وبين استنباط هذا الهدى. فلابد من التمكين للغة العربية في مختلف المجالات، لابد من التمكين لها بقوة في التعليم وفي الإعلام وفي الإدارة وفي الحياة العامة، لابد من إيجاد مناخ لغوي، بل مستوى لغوي عربي عام يؤهل الإنسان لتلقي القرآن، ويحضره للمراحل القادمة لاستنباط الهدى من القرآن. هذه نقطة في غاية الأهمية والخطورة في الأمة اليوم. فعلى المسلمين أن يفقهوا الخطر وأن يكونوا في مستوى التحدي في المجال اللغوي، هذا عن المقال.
أما عن المقام فيجب أن نعلم أن الذي يتكلم بهذا القرآن هو رب العالمين، فالقرآن الكريم كلام الله عز وجل، وليس كلام أي أحد، وفيه دليله من مثل قوله سبحانه: ?أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ? (العنكبوت:51). اعرفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، واعرفوا القرآن، ستجدون بوضوح أنه لا يمكن أن يكون القرآن كلام محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يمكن أن يكون كلام العرب جميعا شعراء وخطباء في ذلك العصر ولا فيما تلاه، ولا يمكن أن يكون كلام أمة أخرى بالأولى. فواضح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينطق نطقين: ينطق نطقا اسمه القرآن، وينطق نطقا اسمه السنة، اقرأ هذا واقرأ هذا، وستجد الفرق كبيرا بين الكلامين. قارن القرآن بصحيح البخاري أو بصحيح مسلم، تجد أن هذا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن هذا نطق به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنه كلام الله عز وجل، له بناء خاص جزئي وكلي، فكتاب الله عز وجل من حيث البناء له مقدمة هي الفاتحة، وله خاتمة هي سورة الإخلاص والمعوِّذتين، وله بناء معين في أقسامه الأربعة: من السبع الطوال إلى المئين والمثاني فالمفصل، ولكل جزء منه وضع خاص. فهذا أمر لابد من اليقين فيه من أن الذي يتكلم هو الله جل جلاله، إذ لابد لفهم الخطاب فهما صحيحا أن يُعلم مَن الذي يتكلم به، من المخاطِب؟ وأن يُعلم أيضا من المخاطَب؟ سواء رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو الفترة بكاملها، من هم العرب إذّاك؟ ما مكة؟ ما المدينة؟ ما أولئك الناس؟ كيف كان حالهم؟ وكيف هم؟ وكيف هي عادتهم في الخطاب؟ لابد من معرفة هذا المقام، ومن معرفة طبيعة العلاقة، وكل ما كانوا عليه. فهذه الأمور مما يدخل أحيانا في علوم القرآن بصفة عامة، خصوصا ظروف النزول وما يتصل بالنزول، وما يتصل بالتدوين، كل ذلك لابد من العلم به لتيسير هذه الخطوة.
والشرط الثاني: الإيمان وارتداء لباس القرآن، وقد عبرت باللباس لأن الله تعالى قال: ?وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ? (الأعراف:26). لأن القرآن خُلُق، "كان خلقه القرآن" صلى الله عليه وسلم، كما أجابت أم المومنين عائشة رضي الله عنها لما سئلت عن خلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم (رواه مسلم). والتقوى لباس يُلبس، بمعنى أنه يجب أن يكون ظاهرا في لسان العبد وفي عينه وفي أذنه وفي قلبه، وفي كل شيء من جوارحه. فلابد من الإيمان، لأن الله تعالى قال: ?قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ? (فصلت:44). فلا يسمعون إذ لا صلة لهم بالقرآن، فالذي لا يؤمن بالقرآن لا يمكن أن يفهم القرآن، ولذلك لا يمكن أن يؤخذ عنه علم القرآن. والذي لا يعمل بالقرآن أيضا لا يمكن أن يؤخذ منه لا القرآن ولا علم القرآن. هذا العمل هو الذي يعطي النور ?يَا أَيُّهَا
(يُتْبَعُ)
(/)
الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ? (الحديد:28). فهذا النور لا يكون بغير التقوى، ولذلك كان الإيمانُ بالقرآن والعمل بالقرآن شرطا في الفهم السليم للقرآن.
والشرط الثالث: هو فقه حاجة الأمة في هذا الزمان، فالذي يتصدى لاستنباط الهدى المنهاجي لا يكفيه أن يكون عليما بالعربية، عليما بعلوم القرآن، مؤمنا بالقرآن، بل لابد أن يكون مفقّها في ظروف زمانه، فقيها في حاجات الأمة اليوم، يعاني أحوال الأمة ويعرف وضعها أين هي؟ وما حالها؟ وما الذي تحتاج إليه الآن؟ لابد أن يفقه هذا. وهذا يقتضي "المعاصرة التامة والمعايشة التامة لزمانه"، لأن عملية تنزيل النص على الواقع تتأثر عمليا بذلك. فالواقع لابد أن يُعرف لينزَّل عليه القرآن التنزيل الصحيح. زيادة على أنه مهم ليكون حلا للمعضلات والمشكلات، وليكون طريقا فعلا إلى الصعود لتصبح الأمة -عمليا- واحدة، وتصبح شاهدة، وتصبح رائدة. هذا مطلوب منا اليوم، مطلوب أن نسير في هذا الطريق حتى تصبح الأمة واحدة. والأمة في أصلها واحدة، ويجب أن تعود يوما ما واحدة، لابد أن تعود بجهد المسلمين جميعا حكاما ومحكومين، رؤساء ومرؤوسين، لابد أن يتعاونوا على هذا البر وعلى هذا التقوى، لكي تعود الأمة واحدة، ثم لكي تعود شاهدة، أي مؤهلة فعلا للشهادة على الناس، ولكي تعود رائدة لسواها في كل المجالات.
التركيز في الدرس القرآني على الهدى المنهاجي
عندنا في الدرس القرآني ثلاث علاقات: علاقة بتراثنا القرآني، وعلاقة بحاضرنا اليوم، وعلاقة بمستقبلنا.
ففي الأولى: ينبغي أن نركز على هذا الهدى المنهاجي لدى علمائنا، سواء في التفاسير أو في غيرها، يجب أن نبحث هناك وننقب عن هذا النوع الذي يمكن أن نستفيد منه اليوم. ويدلنا الدلالة الصحيحة على كيفية النهوض من جديد، وكيفية العود إلى الصراط المستقيم، إلى الوضع الصحيح، إلى الموقع العلي. هذا الذي ينبغي أن يكون في البؤرة.
وفي الثانية: يجب أن يكون التركيز على الهدى المنهاجي في معالجة أدواء الحاضر ومعضلاته. فالذين يبحثون في الأمة، والذين يفكرون، والذين يجتمعون على الخير أو يتشاورون، كل مَن فكّر وحَمَل همّ الأمة واتجه إلى أن يحل معضلة من معضلاتها أو يعالج داءً من أدوائها، يجب أن يعالجه أولا في ضوء ما استخلصه من كتاب الله عز وجل، من هذا الهدى الذي يلزم لمعالجة هذا الداء، بمعنى أن لا نعالج أدواء الحاضر بالهدى الغربي أو الهدى الشرقي، يجب أن نعالج أدواءنا بالهدى القرآني الذي هو هدى الله أما ما جاء عن سواه من الفهوم التي للبشر -مهما بلغت منزلتهم ودرجتهم- فلا يستطيعون أن يصفوا الأدوية الكافية الشافية؛ لأنهم لا يعلمون كل شيء، لا يعلمون الغد ولا الحاضر ولا الماضي، بينما الله عز وجل يعلم السر وأخفى ?أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ? (الملك:14). ولذلك فالدراسات أو البحوث أو المؤتمرات وكل الجهود يجب أن تركز على هذا الأمر.
ونفس الشيء في علاقتنا بالمستقبل، وذلك إذا استشرفنا المستقبل لا نستشرفه بناء على أفكار وعلى تخرصات، وإنما نستشرفه بناء على هدى منهاجي استنبطناه من كتاب الله عز وجل لنبني غدنا على أساس متين، موصولا بحاضرنا وبماضينا، لا قطيعة فيه ولا انبتات، وهو على الهدى الرباني الذي أراد الله عز وجل؛ لأن عز هذه الأمة هو في دينها، فإذا فرّطت في دينها ضاع عزها كما نراه اليوم. وإن هذه الأشكال من الخلل التي نراها نحن، أو يراها غيرنا من الخارج، ويسمونها بأسماء، إنما هي نتائج لغياب هذا الهدى. فنحن الآن لا نعلِّم الأمة القرآن، أوَ نستطيع أن ندعي هذا الادعاء؟! التعليم عندنا اليوم لا يجاوز أربعة أحزاب فقط في المغرب، وهي تُعطى في المرحلة الابتدائية حيث الطفل لا يستطيع أن يستفيد شيئا من هذا الذي نتحدث عنه، فهل ستة وخمسون حزبا ليست من القرآن؟! هل يوجد شيء أهم في حياة الأمة من القرآن حتى نقدمه على القرآن؟! هل يوجد؟ كلا طبعا! .. فيجب أن يصبح القرآن هو الأساس في التعليم وفي بناء الشخصية في الأمة، هذه نصيحة لله تعالى، وحقيقة نعلنها ونسرها ونجهر بها، هذا عين الحق الذي يجب أن يتبع.
إن هذا الاستشراف لابد أن يسهم ويتعاون عليه التعليم بالدرجة الأولى، والبحث العلمي والإعلام ومؤسسات المجتمع المدني بصفة عامة. والطريق هو أن يتجه الجميع نحو قبلة واحدة، هي التركيز على القرآن الكريم لاستفادة ما ينبغي الاستفادة منه، والتركيز على الوحي جملة بما فيه من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتركيز على الذين استنبطوا من ذلك الهدى ما استنبطوا، مما ينفعنا مما أشرنا إليه في علاقتنا بالماضي، كل ذلك نستفيد منه جميعا ونتجه إليه جميعا. فالإدلاجَ الإدلاج، وعند الصباح يحمد القوم السرى .. !
--------------------------------
(*) الأمين العام لمؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع) / المغرب.
http://www.hiramagazine.com/archives_show.php?ID=244&ISSUE=12(/)
منهجية السجستاني في كتابه (نزهة القلوب في تفسير غريب القرآن) محل إشكال؟؟
ـ[أبو مالك العقرباوي]ــــــــ[13 Nov 2009, 03:23 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام ...
بالنسبة لكتاب (غريب القرآن المسمى بنزهة القلوب)
للإمام: محمد بن عُزير السجستاني، أبو بكر العُزيري (المتوفى: 330هـ)
كتاب نافع جدا بلا إشكال، لكن عندي سؤال مهم جدا:
كيف رتب المصنف - رحمه الله - كتابه؟؟
قد يستغرب البعض من هذا السؤال، لكن هذا الاستغراب قد يزال إن قرأنا ما جاء في مقدمة التحقيق للكتاب: (فكتاب غريب القرآن للإمام: أبي بكر محمد السجستاني، متقبل بين العلماء بقبول حسن، وشهرته في بابه جليلة منذ ظهوره إلى هذا الزمن الذي نعيش فيه: غير أنه كان محتاجا إلى تهذيب: يري المطلع، ويسهل به تناول مادته لطلابه في يسر وإبانة وإيضاح، وقد وفق الله تعالى لهذا التهذيب مع ترتيب الكلمات على وفق حروف الهجاء، مع زيادة فيه: لتتمة الفائدة. وقد اتجه الحاج محمد على الجندي - الموفق لطبع الكتب النافعة - لطبع هذا التهذيب: نشرا لما حوى، وإفادة لطلاب العلم .... ) محمد مصطفى أبو العلا الشهير بحامد. انظر
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=172714
فالذي يفهم من كلامه أن محقق الكتاب هو الذي رتبه على حروف الهجاء مع تهذيبه، لكن أن المشهور أن هذا الترتيب من المصنف رحمه الله، وانظر
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=12246
و
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=5864
فما رأيكم أدام الله فضلكم؟ علما أني قارنت بين التهذيب وبين الأصل المطبوع كما في الشاملة (مقارنة سريعة جدا) فلم أر كذلك مواضع التهذيب ...
فهل الذي يطبع الآن هو نسخة مهذبة مرتبة على غير ترتيب المصنف؟؟ مع العلم أن بعض الطبعات قد حققت على أكثر من مخطوط!!!(/)
(من غرائب الدراسات الغربية عن الإسلام) للدكتور رضوان السيد
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Nov 2009, 06:14 ص]ـ
هذه مقالة جديرة بالقراءة للدكتور رضوان السيد الأستاذ بالجامعة اللبنانية، نبهني إليها بعض الأصدقاء جزاه الله خيراً من خلال البريد الإلكتروني. أردت نقلها لكم للنظر فيها والإفادة منها، والانتباه لما يدور حول القرآن الكريم من دراسات وأفكار غريبة في الغرب والشرق.
من غرائب الدراسات الغربية عن الإسلام
السبت, 14 نوفمبر 2009
رضوان السيد
صدرت قبل ثلاثة أشهرٍ دراسة عن النبي محمد (صلّى الله عليه وسلم) ونبوته وخلافته لأستاذ الدراسات الشرق أوسطية بجامعة كورنيل ديفيد بورز D. Powers وعنوانها: «ما كان محمدٌ أبا أحدٍ من رجالكم: صناعة آخر الأنبياء»! وبالنظر لما أعرفه عن ديفيد بورز من تطرف باعتباره من طلائع المُراجعين الجدد في عوالم الاستشراق الجديد، فقد اقتنيت الكتاب، وتفرغت لقراءته في الأيام الماضية، فوجدته يعود الى قراءةٍِ لآيتي «الكلالة» (الآيتان 12 و176 في سورة النساء)، كان قد طرحها قبل عشر سنواتٍ في كتابٍ حرَّره عن المواريث في الإسلام.
ومؤداها أن تفسير المفسرين وعلماء الميراث للآيتين بأن الكلالة تعني الميت الذي لا والد له ولا ولد على قيد الحياة، خطأٌ ناجم عن «تحريف وإسقاط» (كذا) في الآيتين، بينما القراءة الصحيحة للآيتين تعني بالكلالة زوجة الابن المتوفى، وانه كان المراد زمن النبي توريث الزوجة ما كان ينبغي أن يرثه الابن من أبيه لو بقي حياً!
وأسرف الرجل وقتها في الاستنتاج فذكر أن ذلك لو كان لتغير نظام الإرث في الإسلام! وكما أذكُر فإن الأستاذ محمد أركون الذي بهره (كعادته مع شواذ الأفكار التي تخرج على الإسلام «الأرثوذكسي»!) استنباطُ بورز وافقه على ذلك وبالغ فيه يومها ذاهباً الى أن هناك ولا شك عشرات المواطن في القرآن التي غيَّر الصحابة قراءتها أو حركاتها النحوية لكي يُغيِّروا معناها ومؤدياتها!
أما هذه المرة فإن بورز لا يكتفي بهذه «الفنعة»، بل يسارع لتحويلها الى أطروحةٍ كبرى تتعلق بربط النبي (صلى الله عليه وسلم) نفسه بيعقوب وموسى والمسيح، وكيف توارثوا النبوة عن آبائهم أو سلالتهم ثم ورَّثوها أبناءهم أحياناً. كيف فعل بورز ذلك؟ عاد الى الآية رقم 40 من سورة الأحزاب: «ما كان محمد أبا أحدٍ من رجالكم، ولكن رسول الله وخاتم النبيِّين وكان الله بكل شيء عليماً»، فاعتبر أن ربطها بقصة زينب بنت جحش وتحريم التبني في الإسلام هو ربطٌ مصطنعٌ ولاحق، إذ إنه لا علاقة بين الجزءين الأول والثاني من الآية. بل إنها ترتبط بأساطير أنبياء بني إسرائيل السالفي الذكر، وما دام النبي محمد ما كان عنده أبناء ذكور، أحياء في سنوات عمره الأخيرة، فإن المفروض كان أن يصبح متبنّاه في الجاهلية زيد بن حارثة وريثاً له، لكنه استُشهد في وقعة مؤتة، فكان ينبغي أن ترثه زوجته، كما ترث النبي محمداً (صلى الله عليه وسلم) نفسه باعتبارها زوجة ابنه.
وقد استطرد المؤلف استطراداً طويلاً عن قضايا الميراث والرحم والزوجات والأولاد عند بني إسرائيل، ليصل بعدها الى أن كل هذه الأمور أنهاها صحابةُ النبي بإدخال تعديلات على الآيات القرآنية في الكلالة، وفي تحريم التبنّي، ومن ضمن ذلك ابتداع أسباب نزول لآية تحريم التبنّي! ومن ضمن «أدلته» على ذلك الأمر المهول أنّ معنى «كلوت» أو «كلول» في اللغات القديمة ببلاد ما بين النهرين: زوجة الابن، وأنه وجد مخطوطةً قرآنيةً من القرن الأول الهجري تُظهر تغييراً طفيفاً في إحدى آيتي الكلالة، وأن عمر بن الخطّاب كان مهموماً بغموض معنى الكلالة في الآيتين!
لماذا اهتممتُ بهذا الهراء؟
اهتممتُ به لأن هذه الدراسة ليست وحيدةً في هذا الباب. بل هناك تركيزٌ في الثلاثين عاماً الأخيرة وفي عشرات الكتب ومئات المقالات على أمرين اثنين:
- أن النبي محمداً عمل بطريقةٍ واعيةٍ، كما عمل أصحابه على اتخاذ النبوة عند بني إسرائيل نموذجاً يحتذونه في تصورهم لنبوتهم ونبيّهم.
- والأمر الثاني: أن هناك عشرات الدراسات ومئات المقالات التي تُركزُ على الأصول السريانية للقرآن الكريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
في المجال الأول استخدموا سيرة ابن اسحاق (المبتدأ والمبعث والمغازي)، وحيث ما كفاهم ذلك عادوا الى قصص بني إسرائيل في القرآن – وبعد هذا وذاك، عندما يجدون أن الاقتباسات من المصدرين ليست كافية أو تُظهر اختلافات بين صورة النبي في القرآن والسنّة والسيرة عن النبوة والأنبياء عند بني إسرائيل، فإنهم يذهبون الى أن الصحابة حرَّفوا وغيَّروا القرآن مثلما فعلوا في آيتي الكلالة وآية ختم النبوة!
أما في المجال الثاني فقد أصرَّ الدارسون من المستشرقين الجدد على أن القرآن في الأصل نُسخة مترجمة عن السريانية للإنجيل الأبيوني (إحدى الشِيَع المسيحية)، ومنهم من يُسرِفُ في الحميمية فيحدّد لنا ورقة بن نوفل ابن عم خديجة أُمّ المؤمنين باعتباره مطران تلك الطائفة بمكة، وهو الذي ولّى النبي زعامة الطائفة من بعده، وكان النبيُّ يعرفُ السريانية، لكن أصحابه زادوا من «تعريب» القرآن أو تحريفه لأنهم ما كانوا يعرفون السريانية (!).
وقبل سنوات سمّى سرياني من أصل لبناني نفسه لوكسنبورغ، وأعاد ثلاثمئة كلمة من القرآن الى «أُصولها السريانية» فتبينت له عجائب كما قال، ومن ضمن تلك العجائب أن «الحور العين» في القرآن بإعادتها الى أصلها السرياني الصحيح يصبح معناها عناقيد العنب الأبيض! وفي حين تتحول بعض الدراسات الى طرائف وحكايات واصطناعات، يضعُ البعض الآخر منها على وجهه قناع الجدية والعلم من مثل القول ان القرآن من نتاج الأزمنة الكلاسيكية المتأخِّرة (من القرن الرابع الى السابع للميلاد)، ويعتبر هؤلاء أنفسهم موضوعيين، لأنهم بذلك يقولون إنّ القرآن ليس موروثاً عن اليهودية والمسيحية فقط، بل وفيه عوالم رومانية وزرادشتية ومن ديانات وتقاليد العرب الجنوبيين والشماليين قبل الإسلام.
وعندما نُجادل بعض الزملاء في جدية وجدوى هذه «الدراسات»، يذهبون الى أنهم يريدون الحصول على اعترافٍ بالقرآن يُضاهي الاعتراف بالتوراة والإنجيل. أما البعض الآخر فيقول إن الدارسين المسلمين القُدامى أو علماء علوم القرآن والتفسير سبق أن تعرضوا لموضوعات مشابهة، وسلكوا مسالك مشابهة من مثل الكتابة في «لغات القرآن» أو تفسير قصص الأنبياء بما هو واردٌ في التوراة وبعض الإنجيل، أو الاعتماد على اللغة أو أسباب النزول في فهم سياقات بعض الآيات أو السور.
والواقع أنه في سبيل الوصول، الى تأمل نقديٍ الى أنواع التأليف هذه، ينبغي ملاحظة بعض الأمور المبدئية.
أولها: أنه ليس من حقّ المسلمين الذهاب الى أنه لا ينبغي أن يَدرسَ القرآن أو الموروث الإسلامي غير المسلمين.
وثانيها أن الدراسات الغربية في تاريخنا وثقافتنا ونصوصنا ومنها الاستشراقي وغير الاستشراقي، قدمت وتقدم خدماتٍ جُلَّى في الفهم والتقدير والنشر والرؤى المتجددة.
وثالثها: أنّ العقود الثلاثة الأخيرة على الخصوص شهدت تبلور «استشراقٍ جديد» ينطلقُ من الحاضر الى الماضي، بمعنى أنه يبدأ من إيديولوجيا القاعدة أو السلفية الجهادية، ليدرس الماضي الجهادي الإسلامي، وليصل الى نتائج أصالته في ما يتعلق بطبيعة الإسلام. وأنه حتى الكلاسيكي، الذي يبدأ من القديم، يتعامل مع القرآن على أنه نتاجٌ وأمشاجٌ من ذلك القديم، شاركت في توليفاته أجيال عدة.
إن المخرج من ذلك كلِّه في قيام وتطور وازدهار دراسات إسلامية جدية غير وعظية أو تقريظية لدى العرب والمسلمين. ليس من أجل الردّ على الدراسات الأخرى، بل للمُضيِّ في تجديد الدراسات القرآنية، ودراسات السيرة النبوية، والحضارة الإسلامية. وليس معنى ذلك أن شيئاً من ذلك لم يحدث حتى الآن. بل ما أقصده أنه فيما عدا مجال نشر المخطوطات، ما قامت أعمالٌ دراسيةٌ كبرى تحولت الى مدارس في تخصصات الدراسات الإسلامية المختلفة.
وفضلاً عن ذلك، لا يزال هناك انفصالٌ كبيرٌ بين الدراسات المنهجية، والأخرى ذات الطابع التجريبي والتطبيقي.
ثم هناك عاملٌ ثالثٌ أسهم في القصور الذي نُعاني منه وهو صعود الأصوليات الإسلامية المختلفة الأشكال والأنواع. وقد فرضت جواً خانقاً جعل كثيرين من شبان علمائنا الأكفاء ينصرفون عن مجالات العمل النظري الدقيق والهادئ والمتفحص.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويلتحق بذلك عاملٌ رابعٌ يتصل بالتطورات المعرفية والمؤسسية في التخصصات الجامعية العليا. وهي تطورات سلبية لجهات التحصيل المعرفي والتدريب المنهجي والإصغاء الى إدراكات التداخل والامتزاج بين الدراسات الإبستمولوجية في العلوم الإنسانية، والأخرى الخاصة بالعلوم البحتة والتطبيقية.
المصدر: صحيفة الحياة ( http://international.daralhayat.com/internationalarticle/76101) .
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Nov 2009, 10:50 ص]ـ
جزاك الله خيرا دكتور عبد الرحمن على المتابعة الجيدة لكل ما يطرح وجعله في موازين حسناتك.
ما نقله الكاتب عن المستشرق المذكور "شنشنة نعرفها من أخزم"
وقد قال عنها الكاتب أنها هراء وهي كذلك
ومعظم كتابات المستشرقين تتسم بالسذاجة والسطحية والبعد عن الموضوعية وعن التأصيل العلمي ولا تصمد أمام النقد.
ولكن خطورتها أنها تعطي صورة مشوهة عن الإسلام في أوساط ساذجة لا تستخدم عقولها إذا كان الحديث عن الأديان والتأريخ.
ولا يتلقفها في الأوساط الإسلامية إلا أصحاب نوايا مدخولة أو سذج لا يعرفون الإسلام إلا من خلال الكتابات الغربية.
أما قول الكاتب:
والواقع أنه في سبيل الوصول، الى تأمل نقديٍ الى أنواع التأليف هذه، ينبغي ملاحظة بعض الأمور المبدئية.
أولها: أنه ليس من حقّ المسلمين الذهاب الى أنه لا ينبغي أن يَدرسَ القرآن أو الموروث الإسلامي غير المسلمين.
وثانيها أن الدراسات الغربية في تاريخنا وثقافتنا ونصوصنا ومنها الاستشراقي وغير الاستشراقي، قدمت وتقدم خدماتٍ جُلَّى في الفهم والتقدير والنشر والرؤى المتجددة.
وثالثها: أنّ العقود الثلاثة الأخيرة على الخصوص شهدت تبلور «استشراقٍ جديد» ينطلقُ من الحاضر الى الماضي، بمعنى أنه يبدأ من إيديولوجيا القاعدة أو السلفية الجهادية، ليدرس الماضي الجهادي الإسلامي، وليصل الى نتائج أصالته في ما يتعلق بطبيعة الإسلام. وأنه حتى الكلاسيكي، الذي يبدأ من القديم، يتعامل مع القرآن على أنه نتاجٌ وأمشاجٌ من ذلك القديم، شاركت في توليفاته أجيال عدة.
إن المخرج من ذلك كلِّه في قيام وتطور وازدهار دراسات إسلامية جدية غير وعظية أو تقريظية لدى العرب والمسلمين. ليس من أجل الردّ على الدراسات الأخرى، بل للمُضيِّ في تجديد الدراسات القرآنية، ودراسات السيرة النبوية، والحضارة الإسلامية. وليس معنى ذلك أن شيئاً من ذلك لم يحدث حتى الآن. بل ما أقصده أنه فيما عدا مجال نشر المخطوطات، ما قامت أعمالٌ دراسيةٌ كبرى تحولت الى مدارس في تخصصات الدراسات الإسلامية المختلفة.
وفضلاً عن ذلك، لا يزال هناك انفصالٌ كبيرٌ بين الدراسات المنهجية، والأخرى ذات الطابع التجريبي والتطبيقي.
ثم هناك عاملٌ ثالثٌ أسهم في القصور الذي نُعاني منه وهو صعود الأصوليات الإسلامية المختلفة الأشكال والأنواع. وقد فرضت جواً خانقاً جعل كثيرين من شبان علمائنا الأكفاء ينصرفون عن مجالات العمل النظري الدقيق والهادئ والمتفحص.
ويلتحق بذلك عاملٌ رابعٌ يتصل بالتطورات المعرفية والمؤسسية في التخصصات الجامعية العليا. وهي تطورات سلبية لجهات التحصيل المعرفي والتدريب المنهجي والإصغاء الى إدراكات التداخل والامتزاج بين الدراسات الإبستمولوجية في العلوم الإنسانية، والأخرى الخاصة بالعلوم البحتة والتطبيقية. المصدر: صحيفة الحياة ( http://international.daralhayat.com/internationalarticle/76101) .[/font][/size]
فأقول:
أولاً:
لا يستطيع المسلمون أن يمنعوا أحدا من دراسة التراث الإسلامي ولو كانوا يستطيعون لسلم الإسلام من غثاء المتطفلين.
ولكن من حق المسلمين أن يكشفوا زيف وعوار ما يكتب عن دينهم.
ثانياً: الدراسات الإستشراقية شرها أكثر من خيرها وضررها أكبر من نفعها.
ثالثا: هل الحاضر الإسلامي محصور في " القاعدة أو السلفية الجهادية"!!!؟؟
أما قول الكاتب:
"إن المخرج من ذلك كلِّه في قيام وتطور وازدهار دراسات إسلامية جدية ........... "
فهو يعطي انطباعاً أن هناك مأزق في حياة المسلمين سببه منهج الدراسات وهذا فيه مغالطة كبيرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن المأزق يتمثل في أن أصحاب القرار ليس لديهم الرغبة وبعضهم إذا أحسنا الظن ليس عندهم الشجاعة لفتح الباب أمام الدراسات لتلامس حياة الشارع الإسلامي ووتتفاعل معه،فهم المسلمون وهذا تراثهم ولكن كل واحد قد عزل عن الآخر مع الأسف الشديد.
ثم عاد الكاتب في النهاية ليحمل الأصولية الإسلامية فشل الدراسات وهذه مغالطة أخرى
واستخدام لمصطلح استشراقي ملغم ثم لو سلمنا بمضمون هذا المصطلح فيكف استطاعت الأصولية الإسلامية حسب قول الكاتب أن تفرض جوا خانقا!!!!!!!؟
وأما العامل الرابع والآخير الذي تحدث عنه الكاتب فليته كانت لديه الشجاعة الأدبية ليتكلم عن أسبابها الحقيقية.
ـ[نعيمان]ــــــــ[14 Nov 2009, 01:26 م]ـ
شكر الله لأخينا العزيز د. عبد الرّحمن على اختياره الموفّق لمقال الدّكتور رضوان السّيّد.
ورغم كتابات الدّكتور رضوان القويّة فكريّاً ومنافحته عن الفكر الإسلاميّ في كثير من السّاحات؛ إلا أنّنا ينبغي أن نتوجّس خيفة من أصحاب الانتماءات السّياسيّة والعلاقات مع بعض النّخب الحاكمة في وطننا العربيّ، والدّفاع المستميت عن أخطائها حقّاً وباطلاً. إذ يسهل على أصحاب الأفكار تطويع ما يريدونه لمصلحتهم الشّخصيّة ومصلحة من يدافعون عنهم من أسف.
أمّا الحركات الاستشراقيّة فإنّا على يقين تامّ بأنّها قد ارتدت قناع البحث العلميّ الجادّ، وجاس روّادها خلال ديار المسلمين شرقاً وغرباً؛ ليستخرجوا من ديننا ما يتّفق ونزعاتهم الذّاتيّة، وإسقاط وقائع العصر – من مثل هذا المستشرق الذي أسقط ما قام به تنظيم القاعدة إن قام به حقيقة-على الإسلام كلّه من أحداث التّاريخ أو نصوص القرآن والسّنّة.
وهي مقصودة بلا شكّ للاستمرار في تشويه صورة الإسلام، ولا أَعْرَفَ من ذلك أكثر ممّن كان منهم ويعيش بينهم وهداهم الله تعالى للإسلام، ولأضرب مثالين: الأوّل: للمستشرق الفرنسيّ المسلم إتيين دينييه الذي أعلن إسلامه في الجزائر سنة 1927م؛ الذي نبّه على أنّه من المتعذر؛ بل من المستحيل أن يتجرّد المستشرقون عن عواطفهم وبيئاتهم ونزعاتهم المختلفة (نقلاً عن السيرة النبويّة الصّحيحة للعمريّ، 1/ 35).
والمثال الآخر: للمفكر الفرنسي المسلم روجيه جارودي الذي نبّه على أنّ الغرب لم يدرّس الإسلام دراسة صحيحة في الجامعات الغربيّة، وربّما كان هذا مقصوداً مع الأسف. (نقلاً عن الإسقاط في مناهج المفسّرين، ص13)
ومعلوم أنّ كلمة (ربما) عند الغربيّين اليوم؛ دخلت في استخداماتهم بسبب التّعصّب الكنسي ضدّ العلماء والمفكّرين. الذي كان من نتاج ذلك الانقلاب على الدّين والخروج بالعلمانيّة. فخرجوا من النّار إلى الجحيم. فلفظ (ربما) خروج عن المقدّس الكنسيّ.
ومسألة أخرى دوماً يتحفنا بها هؤلاء المستشرقون؛ ويكرّرون ما قد سلف. وهي أنّ الإسلام ملفّق من اليهوديّة والنّصرانيّة. لذلك فإنّهم يسمّون ديننا بالمحمّدي، وأمّتنا بالمحمّدية، حتّى إنّ المستشرق الإنجليزي المنصف ألف كتاباً سمّاه محمّد والمحمّديّة، وهو كتاب في مجمله معتدل ومنصف؛ ولقد كتب عن سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم ما لو قرأه أحدنا دون أن يعرف القائل لظنّه من كبار علمائنا. لكنّنا ينبغي أن نتجنّب مصطلحاتهم الغربيّة المشكلة، نحن نشرف أن ننتمي للحبيب محمّد صلوات ربّي وسلامه عليه وعلى آله؛ ولكنّ الله سمّانا المسلمين: ((هو سمّاكم المسلمين من قبل)) (الحجّ 78) ((ربّنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمّة مسلمة لك)) البقرة: (128) فحسبنا هذا!
ثمّ متى زعم المسلمون أنّ الإسلام غريب عن النّصرانيّة واليهوديّة غير المحرّفتين؟ بل إنّا نعتقد جازمين أنّ الإسلام هو دين الأنبياء جميعاً، وكلها امتداد لبعض، لا استثناء إلا في الشّرعة والمنهاج ((لكلّ جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً)) (المائدة: 48)؛ فكلّها تصدر من مشكاة واحدة. وهذا دليل لنا لا علينا.
ثمّ إذا كان الإسلام ملفقاً من اليهوديّة والنّصرانيّة، إذن فهما أصل وهو فرع!
أفيعقل أن يكون عند الفرع إعجاز علميّ وعند الأصل الكتاب المقدّس - العهد القديم والعهد الجديد عند النّصارى- (شوائب وشيء من البطلان)؛ كما قرّر ذلك المجمع المسكونيّ الثاني للفاتيكان؛ الذي انعقد في روما ما بين عامي 1962 - 1965م؛ وذلك للبحث في مشكلة تعارض الكتاب المقدّس مع الاكتشافات العلميّة الحديثة. وحضره 2350 شخصاً كلهم من رجال الدّين النّصارى. وقد وافق على هذا النّصّ 2344، واعترض ستة فقط. (نقلاً عن دراسة الكتب المقدّسة في ضوء المعارف الحديثة، موريس بوكاي، ص60)
فعلاً نحتاج نحن لدراسات جادّة، وبرامج جادّة، وتقنيّات عالية، ودعاة متمكنين مدرّبين؛ ليحولوا بين الأفكار الظالمة المظلمة وبين الذين تروّج لهم من المستهدفين؛ لإنارة الطريق أمامهم.
ووالله لقد آلمني – بقدر ما أفرحني ديني العظيم - برنامج تلفازيّ في قناة الرّحمة بعنوان: اللؤلؤ والمرجان للداعيّة أمين الأنصاريّ – حفظه الله – عن حجّاج التّبت.
الذين يسيرون ثلاثة أشهر أو أربعة إلى مكان حجّهم. كلّ ثلاث خطوات يصفّقون ثم ينزلون على الأرض زحفاً على بطونهم حتى يصلوا مكان عبادتهم لاس، ويسجدون فيه لإلههم بوذا. جهاد يموت بعضهم فيه مستبشرين؛ ولكن في طاعة بوذا. وآاااه لو كان في طاعة ربّ بوذا تبارك وتعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[16 Nov 2009, 11:10 ص]ـ
- هناك عشرات الدراسات ومئات المقالات التي تُركزُ على الأصول السريانية للقرآن الكريم.
- فإنهم يذهبون الى أن الصحابة حرَّفوا وغيَّروا القرآن مثلما فعلوا في آيتي الكلالة وآية ختم النبوة!
- أما في المجال الثاني فقد أصرَّ الدارسون من المستشرقين الجدد على أن القرآن في الأصل نُسخة مترجمة عن السريانية للإنجيل الأبيوني (إحدى الشِيَع المسيحية)، ومنهم من يُسرِفُ في الحميمية فيحدّد لنا ورقة بن نوفل ابن عم خديجة أُمّ المؤمنين باعتباره مطران تلك الطائفة بمكة، وهو الذي ولّى النبي زعامة الطائفة من بعده، وكان النبيُّ يعرفُ السريانية، لكن أصحابه زادوا من «تعريب» القرآن أو تحريفه لأنهم ما كانوا يعرفون السريانية (!).
المصدر: صحيفة الحياة ( http://international.daralhayat.com/internationalarticle/76101) .
إن الرد الحاسم على هذه البطالات يكمن في إعجاز الترتيب القرآني (الاعجاز العددي).
والانتقال به من الجهود الفردية إلى عمل مؤسسي منظم، وإن تعذر ذلك، فالمطلوب دعم الأبحاث الجادة.
وفي اعتقادي أن من يتصدون لأبحاث الإعجاز العددي دون أدنى تامل أو تفريق، إنما يؤدون خدمة للدراسات الاستشراقية، بقصد أو بدون قصد.
ـ[نعيمان]ــــــــ[16 Nov 2009, 09:22 م]ـ
إن الرد الحاسم على هذه البطالات يكمن في إعجاز الترتيب القرآني (الاعجاز العددي).
أصبت أخي الحبيب عبد الله، وأعتبره تتمّة لسؤالي الاستنكاريّ:
أفيعقل أن يكون عند الفرع إعجاز علميّ وعند الأصل الكتاب المقدّس - العهد القديم والعهد الجديد عند النّصارى- (شوائب وشيء من البطلان)؟
والانتقال به من الجهود الفردية إلى عمل مؤسسي منظم، وإن تعذر ذلك، فالمطلوب دعم الأبحاث الجادة.
يا ليت الأحبّة ممّن يناصر الإعجاز العلميّ والعدديّ أو كان محايداً يستجيبون للعمل على تنفيذ هذا المقترح، وتوصيات المؤتمرات المتخصّصة التي تضع في بنودها: القيام بعمل مؤسّسيّ، ثم تذهب أدراج الرياح، أو تصبح حبيسة الأدراج المقفلة، وكأنّ شيئاً لم يكن. وما من أحد ينهض للقيام بهذا العمل الجليل، وفتح مركز للدّراسات القرآنيّة خاصّة للإعجاز العدديّ في القرآن الكريم تيمّناً بالإعجاز العلميّ في بعض البلاد. وإنّي لأدعو من هنا أخي العزيز الدكتور عبد الرّحمن الشّهريّ والمشرفين والمهتمّين - حفظهم الله تعالى وسدّدهم- إلى العمل على ذلك ما وسعهم الجهد؛ بصفتهم الشّخصيّة أو الاعتباريّة، وتلقي الاقتراحات من الأعضاء لتأسيس هذا المركز في أيّ مكان من الدّنيا، وحساب تكلفته، وآليّة عمله.
وفي اعتقادي أن من يتصدون لأبحاث الإعجاز العددي دون أدنى تامل أو تفريق، إنما يؤدون خدمة للدراسات الاستشراقية، بقصد أو بدون قصد.
كالعادة أخي الحبيب الأستاذ عبد الله -حفظه الله- جادّ حادّ، يحدّد هدفه ويصوّب نحوه مباشرة؛ بلا انثناءات ولا انحناءات ولا التواءات!
أدخل الله السّرور على قلبكم كما تدخله على قلوبنا! إنّه الحرص على ما يعيش له بكل قوة ودفاع مستميت، وإن استنكر بعض الأفاضل أسلوبه في هذا الدّفاع.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Nov 2009, 05:32 م]ـ
بارك الله فيكم على هذه التعقيبات النافعة، والأفكار القيمة.(/)
حول مراجع قاعدة: [عدم جواز حمل ألفاظ القرآن على اصطلاح حادث]
ـ[معلمة القرآن]ــــــــ[15 Nov 2009, 03:09 م]ـ
أخوتي الأفاضل ..
لدي بحث حول احدى قواعد التفسير: [حمل ألفاظ القرآن على اصطلاح حادث]
فأرجو منكم التكرم بإحالتي على المراجع المفيدة التي تعرفني اكثر بهذه القاعدة
والتي تمكنني من استنباط امثلة هذه القاعدة وتتبعها في القران الكريم
باستثناء كتاب قواعد التفسير للكتور خالد السبت
وكتاب قواعد الترجيح للدكتور حسين حربي
لاني اطلعت عليهما لكن اريد المزيد
جزيتم الجنة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Nov 2009, 02:06 ص]ـ
بارك الله فيكم.
صواب القاعدة هو: عدم جواز حمل ألفاظ القرآن على اصطلاح حادث.
وتجدين الحديث حول هذه المسألة في كتب التفسير اللغوي للقرآن الكريم، سواء التي قام أصحابها بتفسير القرآن تفسيراً لغوياً من القدماء والمتأخرين.
ويمكنك الاستفادة أيضاً من كتاب (التفسير اللغوي للقرآن الكريم) للدكتور مساعد الطيار. ( http://www.waqfeya.com/search.php)
وهناك كتاب للجطيلي عنوانه (قضايا اللغة في كتب التفسير).
والكتب التي تتحدث عن اللغة العربية التي يحتج بها لفهم القرآن تتعرض لهذا الموضوع، لأن هذه القاعدة التي ذكرتم تتفرع عن هذا الموضوع.
وهناك بحوث ودراسات متفرقة في هذا الموضوع منشورة في المجلات والدوريات العلمية.
ـ[معلمة القرآن]ــــــــ[17 Nov 2009, 07:30 م]ـ
جزاك الله خيراً ... ونفع بعلمك ..
أنا فهمت القاعدة .. واطلعت على شروحها ..
لكن أخشى من الوقوع في الخطأ عند تطبيقها ..
لذلك كنت اود قراءة اكبر قدر ممكن من الامثلة في هذا الباب ..
اكرر شكري وامتناني لك اخي الفاضل ..
ـ[محمد منقذ]ــــــــ[23 Nov 2009, 07:59 م]ـ
هذه معلومات حصلت عليها من المكتبة الشاملة لعلها تفيدك، وفيها تطبيقات على السنة أيضا:
1) أضواء البيان 4/ 469 ط دار الفكر حيث قال في كلام طويل: (أن إطلاق القضاء على ما فات وقته بالكلية اصطلاح حادث للفقهاء، لأن القضاء في الكتاب والسنة يطلق على فعل العبادة في وقتها، كقوله تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ}، وقوله: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ}، وقوله تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ}. فالقضاء في هذه الآيات بمعنى الأداء)
2) التلخيص الحبير للرافعي الكبير 1/ 551 قال: (اصْطِلَاحٌ حَادِثٌ لِأَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ فَكَيْفَ تُحْمَلُ عَلَيْهِ الْأَلْفَاظُ النَّبَوِيَّةُ)
3) حاشية السندي على النسائي 5/ 151 قال: (اعلم أن التمتع عند الصحابة كان شاملا للقران أيضا واطلاقه على ما يقابل القران اصطلاح حادث)
4) عمدة القاري شرح صحيح البخاري (فلا نسلم أنه اصطلاح حادث وأهل اللغة فرقوا بين الفرض والواجب).
5) فتح الباري 2/ 363، 9/ 416.
6) فيض القدير 4/ 506.
7) نيل الأوطار للشوكاني (وقد زعم المقبلي في المنار أن الاستدلال في الآية المذكورة على نجاسة الكافر وهم لأنه حمل لكلام الله ورسوله على اصطلاح حادث).
8) مقال بعنوان (التقييد والإيضاح لقولهم: لا مشاحة في الاصطلاح) مجلة الحكمة عدد 22، 1422، ص281 - 371.
9) المدخل إلى مذهب الإمام أحمد لابن بدران (ص56).
10) الدرر السنية (8/ 496) (إطلاق الهجرة على الموضع الذي يهاجر إليه، فهو اصطلاح حادث، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: " أريت دار هجرتكم).
11) مجلة البحوث الإسلامية (69/ 177): ({وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} أما تسمية العقوبات المقدرة حدودا فهي اصطلاح حادث).
12) درء تعارض النقل والعقل لابن تيمية (3/ 105): (كقوله تعالى: {وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم} [محمد: 38] فقد نفى التماثل عن صنفين من بنى آدم فنفي التماثل عن الحيوان والإنسان والفلك والتراب أولى
فعلم أنه ليست في لغة العرب أن يكون كل ما كان متحيزا مماثلا لكل ما هو متحيز وإن ادعى بعض المتكلمين تماثل ذلك عقلا فالمقصود أن هذا ليس مثلا في اللغة
والقرآن نزل بلغة العرب فلا يجوز حمله على اصطلاح حادث ليس من لغتهم لو كان معناه صحيحا فكيف إذا كان باطلا في العقل).
كلها من المكتبة الشاملة حصلت عليها بضغطة زر، لعلك تستفيدين منها.
ـ[معلمة القرآن]ــــــــ[30 Nov 2009, 07:18 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي الفاضل ونفع بعلمك .....
مشاركتك اثرت بحثي كثيرا لاحرمت الاجر اخي الكريم
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[02 Nov 2010, 08:03 م]ـ
هل بالإمكان افادتنا ببحثكم معلمة القرآن جزاك الله خيرا؟
ـ[محمد عمر سالم]ــــــــ[05 Nov 2010, 03:55 م]ـ
أذكر للأخ كتاباً في الموضوع عسى أن ينفعه:
"الحقيقة الشرعية في تفسير ألفاظ القرآن والسنة النبوية" لمحمد بازمول، عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
وهو موجود على موقعه
www.uqu.edu.sa.\mobazmool (http://www.uqu.edu.sa.%5Cmobazmool)
ورابط الكتاب
http://uqu.edu.sa/mobazmool/ar/65011(/)
إلا المودة في القربى ـــ أين الدليل؟!
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[16 Nov 2009, 12:28 ص]ـ
" قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى" الشورى:23
يورد الشنقيطي رحمه الله أقولاً في تفسير قوله تعالى:"إلا المودة في القربى"، والذي يعنينا هنا القول الأول:
"الأول: ورواه الشعبي وغيره عن ابن عباس وبه قال مجاهد وقتادة وعكرمة وأبو مالك والسدي والضحاك وابن زيد وغيرهم كما نقله عنهم ابن جرير وغيره، أن معنى الآية:" قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ المودة فِي القربى "، أي إلا أن تودّوني في قرابتي التي بيني وبينكم، فتكفوا عني أذاكم وتمنعوني من أذى الناس، كما تمنعون كل من بينكم وبينه مثل قرابتي منكم، وكان صلى الله عليه وسلم له في كل بطن من قريش رحم، فهذا الذي سألهم ليس بأجر على التبليغ لأنه مبذول لكل أحد، لأن كل أحد يودّه أهل قرابته وينتصرون له من أذى الناس. وقد فعل له ذلك أبو طالب ولم يكن أجراً على التبليغ لأن لم يؤمن. وإذا كان لا يسأل أجراً إلا هذا الذي ليس بأجر تحقق أنه لا يسأل أجراً كقول النابغة:
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ... بهن فلول من قراع الكتائب
ومثل هذا يسميه البلاغيون تأكيد المدح بما يشبه الذم.
وهذا القول هو الصحيح في الآية، واختاره ابن جرير ..... " انتهى.
وهذا ما صح عن ابن عباس رضي الله عنه في تفسير الآية الكريمة، بل هو الظاهر المتبادر. ومن المناسب أن نلفت الانتباه إلى أنه لم ترد لفظة القربى في القرآن الكريم إلا في هذه الآية؛ أعني أنّ ما ورد من صيغ هو: ذوي القربى، ذي القربى’ أولوا القربى، ذا قربى، أولي القربى. وهذا يؤكد التفسير الذي صح عن ابن عباس رضي الله عنه.
على الرغم من وضوح هذا الوجه فقد وجدنا من يتعسف في التفسير ليزعم أن ما يطلبه الرسول عليه السلام هو مودة أقربائه. ولن يُعدم المتعسف أن يجد في اللغة مداخل، وإن تعرّجت، ليصل إلى مبتغاه.
معلوم أن أقرباء الرسول عليه السلام قد مُنِعوا أخذ الزكاة، ولذلك حِكَم. ولم أجد في القرآن الكريم ما يشهد لأقرباء الرسول عليه السلام بتميّز. أما السنة فقد صح أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بأهل بيته خيراً، ومعلوم أن أهل بيته هم المخالطون له عليه السلام في بيته، كأزواجه وأصهاره وأحفاده. وبموت هؤلاء لم يبق من أهل بيته أحد يمكن أن يزعم بعد سنين أنه من أهل بيت الرسول عليه السلام، وإن كان من أقربائه أو من ذريته. ولتقريب الفكرة نقول: نحن من ذرية آدم ولسنا من أهل بيته عليه السلام لأننا لم نره ولم نخالطه في بيته.
والآن ما أطلبه من الأخوة الكرام وأرجوه أن يسعفوني بدليل من القرآن الكريم أو السنة الشريفة يشير إلى مناقب أقرباء الرسول بصفتهم أقرباء. ولا أريد أدلة على مناقب بعض الصحابة ممن هم ينتسبون أو لا ينتسبون إلى الرسول عليه السلام. ولا يهمني هنا ما تقوله الشيعة من قريب أو بعيد، ولكنني أدهش من مزاعم لدى أهل السنة أبحث لها عن دليل نصّي، وأنا جاد في البحث ولا أبغي الجدل.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[16 Nov 2009, 10:36 ص]ـ
" والآن ما أطلبه من الأخوة الكرام وأرجوه أن يسعفوني بدليل من القرآن الكريم أو السنة الشريفة يشير إلى مناقب أقرباء الرسول بصفتهم أقرباء. ولا أريد أدلة على مناقب بعض الصحابة ممن هم ينتسبون أو لا ينتسبون إلى الرسول عليه السلام. ولا يهمني هنا ما تقوله الشيعة من قريب أو بعيد، ولكنني أدهش من مزاعم لدى أهل السنة أبحث لها عن دليل نصّي، وأنا جاد في البحث ولا أبغي الجدل.
من هم آل البيت؟
القولُ الصحيحُ في المرادِ بآل بيت النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم هم مَن تَحرُم عليهم الصَّدقةُ، وهم أزواجُه وذريَّتُه، وكلُّ مسلمٍ ومسلمةٍ من نَسْل عبدالمطلب، وهم بنُو هاشِم بن عبد مَناف.
ويدلُّ لدخول بنِي أعمامه في أهل بيته ما أخرجه مسلم في صحيحه (1072) عن عبدالمطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب أنَّه ذهب هو والفضل بن عباس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلبان منه أن يُولِّيهما على الصَّدقةِ ليُصيبَا مِن المال ما يتزوَّجان به، فقال لهما صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الصَّدقة لا تنبغي لآل محمد؛ إنَّما هي أوساخُ الناس))، ثمَّ أمر بتزويجهما وإصداقهما من الخمس.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأمَّا دخول أزواجه رضي الله عنهنَّ في آلِه صلى الله عليه وسلم، فيدلُّ لذلك قول الله عزَّ وجلَّ: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاَةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِن ءَايَاتِ اللهِ وَالحِكْمَةِ إِنَّ اللهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا}.
فإنَّ هذه الآيةَ تدلُّ على دخولِهنَّ حتماً؛ لأنَّ سياقَ الآيات قبلها وبعدها خطابٌ لهنَّ، ولا يُنافي ذلك ما جاء في صحيح مسلم (2424) عن عائشة رضي الله عنها أنَّها قالت: ((خرج النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم غداةً وعليه مِرْطٌ مُرَحَّل من شَعر أسود، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثمَّ جاء الحُسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمةُ فأدخلها، ثمَّ جاء عليٌّ فأدخله، ثمَّ قال: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}))؛ لأنَّ الآيةَ دالَّةٌ على دخولِهنَّ؛ لكون الخطابِ في الآيات لهنَّ، ودخولُ عليٍّ وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم في الآيةِ دلَّت عليه السُّنَّةُ في هذا الحديث، وتخصيصُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لهؤلاء الأربعة رضي الله عنهم في هذا الحديث لا يدلُّ على قَصْرِ أهل بيته عليهم دون القرابات الأخرى، وإنَّما يدلُّ على أنَّهم مِن أخصِّ أقاربه.
• فتحريم الصدقة على آل محمد صلى الله عليه وسلم.
• وقول الله تعالى لنساء نبيه صلى الله عليه وسلم:
(وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (31) يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (32)) سورة الأحزاب
*والأمر بالصلاة عليهم في الصلاة:
وروى الإمام أحمد في مسنده (5/ 374) عن عبدالرزاق، عن مَعمر، عن ابن طاوس، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن رجل من أصحاب النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه كان يقول: ((اللَّهمَّ صلِّ على محمَّدٍ وعلى أهل بيته وعلى أزواجِه وذريَّتِه، كما صلَّيتَ على آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيدٌ، وبارِك على محمَّدٍ وعلى أهل بيته وعلى أزواجِه وذريَّتِه، كما بارَكتَ على آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيدٌ))، قال ابن طاوس: وكان أبي يقول مثلَ ذلك.
• والله اصطفى آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس:
روى مسلمٌ في صحيحه (2276) عن واثلةَ بنِ الأسْقَع رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((إنَّ اللهَ اصطفى كِنانَةَ مِن ولدِ إسماعيل، واصطفى قريشاً من كِنَانَة، واصطفى مِن قريشٍ بَنِي هاشِم، واصطفانِي مِن بَنِي هاشِم)).
• ووصية الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بأهل بيته:
وروى مسلم في صحيحه (2408) بإسناده عن يزيد بن حيَّان قال: ((انطلقتُ أنا وحُصين بن سَبْرة وعمر بنُ مسلم إلى زيد بنِ أرقم، فلمَّا جلسنا إليه، قال له حُصين: لقد لقيتَ ـ يا زيد! ـ خيراً كثيراً؛ رأيتَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وسمعتَ حديثَه، وغزوتَ معه، وصلَّيتَ خلفه، لقد لقيتَ
يا زيدخيراً كثيراً، حدِّثْنا يا زيد! ما سَمعتَ من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، قال: يا ابنَ أخي! والله! لقد كَبِرَتْ
سِنِّي، وقَدُم عهدِي، ونسيتُ بعضَ الذي كنتُ أعِي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما حدَّثتُكم فاقبلوا، وما لا فلا تُكَلِّفونيه، ثمَّ قال: قام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يوماً فينا خطيباً بماءٍ يُدعى خُمًّا، بين مكة والمدينة، فحمِد اللهَ وأثنى عليه، ووعظ وذكَّر، ثم قال: أمَّا بعد، ألا أيُّها الناس! فإنَّما أنا بشرٌ يوشك أن يأتي رسولُ ربِّي فأُجيب، وأنا تاركٌ فيكم ثَقَلَيْن؛ أوَّلُهما كتاب الله، فيه الهُدى والنُّور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به، فحثَّ على كتاب الله ورغَّب فيه، ثم قال: وأهلُ بَيتِي، أُذكِّرُكم اللهَ في أهل بيتِي، أُذكِّرُكم اللهَ في أهل بيتِي،
(يُتْبَعُ)
(/)
أُذكِّرُكم اللهَ في أهل بيتِي، فقال له حُصين: ومَن أهلُ بيتِه يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيتِه؟ قال: نساؤه مِن أهل بيتِه، ولكن أهلُ بيتِه مَن حُرِم الصَّدقةُ بعده، قال: ومَن هم؟ قال: هم آلُ عليٍّ، وآلُ عَقيل، وآلُ جعفر، وآلُ عبَّاس، قال: كلُّ هؤلاء حُرِم الصَّدقة؟ قال: نعم!)).
*حديث: ((كلُّ سببٍ ونسبٍ منقطعٌ يوم القيامةِ إلاَّ سبَبِي ونسبِي)).
أورده الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة (2036) وعزاه إلى ابن عباس وعمر وابن عمر والمِسور بن مخرمة رضي الله عنهم، وذكر مَن خرَّجه عنهم، وقال: ((وجملةُ القول أنَّ الحديثَ بمجموع هذه الطرق صحيحٌ، والله أعلم)).
وفي بعض الطرق أنَّ هذا الحديث هو الذي جعل عمر رضي الله عنه يرغبُ في الزواج من أمِّ كلثوم بنت عليٍّ من فاطمة رضي الله عن الجميع.
• وموقف الصحابة من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أبو بكر الصديق رضي الله عنه:
روى البخاري في صحيحه (3712) أنَّ أبا بكر رضي الله عنه قال لعليٍّ رضي الله عنه: ((والذي نفسي بيدِه لَقرابةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبُّ إليَّ أنْ أَصِلَ من قرابَتِي)).
وروى البخاريُّ في صحيحه أيضاً (3713) عن ابن عمر، عن أبي بكر رضي الله عنه قال: ((ارقُبُوا محمداً صلى الله عليه وسلم في أهل بيته)).
قال الحافظ ابن حجر في شرحه: ((يخاطِبُ بذلك الناسَ ويوصيهم به، والمراقبةُ للشيء: المحافظةُ عليه، يقول: احفظوه فيهم، فلا تؤذوهم ولا تُسيئوا إليهم)).
وفي صحيح البخاري (3542) عن عُقبة بن الحارث رضي الله عنه قال: ((صلَّى أبو بكر رضي الله عنه العصرَ، ثم خرج يَمشي، فرأى الحسنَ يلعبُ مع الصِّبيان، فحمله على عاتقه، وقال:
بأبي شبيهٌ بالنبي لا شبيهٌ بعلي
وعليٌّ يضحك)).
قال الحافظ في شرحه: ((قوله: (بأبي): فيه حذفٌ تقديره أفديه بأبي))، وقال أيضاً: ((وفي الحديث فضلُ أبي بكر ومَحبَّتُه لقرابةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم)).
عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهما:
روى البخاري في صحيحه (1010)، و (3710) عن أنس رضي الله عنه: ((أنَّ عمر بن الخطاب كان إذا قُحِطوا استسقى بالعباس بن عبدالمطلب، فقال: اللَّهمَّ إنَّا كنَّا نتوسَّل إليك بنبيِّنا صلى الله عليه وسلم فتسقينا، وإنَّا نتوسَّلُ إليك بعمِّ نبيِّنا فاسقِنا، قال: فيُسقَوْن)).
والمرادُ بتوسُّل عمر رضي الله عنه بالعباس رضي الله عنه التوسُّلُ بدعائه كما جاء مبيَّناً في بعض الروايات، وقد ذكرها الحافظ في شرح الحديث في كتاب الاستسقاء من فتح الباري.
واختيار عمر رضي الله عنه للعباس رضي الله عنه للتوسُّل بدعائه إنَّما هو لقرابتِه مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولهذا قال رضي الله عنه في توسُّله: ((وإنَّا نتوسَّل إليك بعمِّ نبيِّنا))، ولم يقل: بالعباس. ومن المعلوم أنَّ عليًّا رضي الله عنه أفضلُ من العباس، وهو من قرابة الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن العباس أقربُ، ولو كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُورَث عنه المال لكان العباس هو المقدَّم في ذلك؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((أَلحِقوا الفرائض بأهلها، فما أبقتِ الفرائضُ فلأولَى رجل ذَكر))، أخرجه البخاري ومسلم.
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قولُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لعمر عن عمِّه العباس: ((أمَا عَلِمتَ أنَّ عمَّ الرَّجلِ صِنْوُ أبيه)).
وفي تفسير ابن كثير لآيات الشورى: قال عمر بن الخطاب للعباس رضي الله تعالى عنهما: ((والله لإِسلاَمُك يوم أسلمتَ كان أحبَّ إليَّ من إسلامِ الخطاب لو أسلَمَ؛ لأنَّ إسلامَك كان أحبَّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام الخطاب))، وهو عند ابن سعد في الطبقات (4/ 22، 30).
وفي كتاب اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم (1/ 446) لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((أنَّ عمر بنَ الخطاب رضي الله عنه لَمَّا وضع ديوان العَطاءِ كتب الناسَ على قَدْرِ أنسابِهم، فبدأ بأقربِهم فأقربهم نسباً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلمَّا انقضت العربُ ذكر العَجَم، هكذا كان الديوان على عهد الخلفاء الراشدين، وسائر الخلفاء من بَنِي أُميَّة ووَلَدِ العباس إلى أن تغيَّر الأمرُ بعد ذلك)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أيضاً (1/ 453): ((وانظر إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين وضع الديوان، وقالوا له: يبدأ أميرُ المؤمنين بنفسِه، فقال: لا! ولكن ضَعُوا عمر حيث وضعه الله، فبدأ بأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمَّ مَن يليهِم، حتى جاءت نوْبَتُه في بَنِي عديٍّ، وهم متأخِّرون عن أكثر بطون قريش)).
وفي سير أعلام النبلاء للذهبي وتهذيب التهذيب لابن حجر في ترجمة العبَّاس: ((كان العبَّاسُ إذا مرَّ بعمر أو بعثمان، وهما راكبان، نزلاَ حتى يُجاوِزهما إجلالاً لعمِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم)).
• وموقف أهل السنة والجماعة من آل البيت:
قال ابنُ تيمية رحمه الله في العقيدة الواسطية:
((ويُحبُّون (يعني أهل السُّنَّة والجماعة) أهلَ بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتوَلَّوْنَهم، ويحفظون فيهم وصيَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غدير خُمّ: (أُذكِّرُكم الله في أهل بيتِي)، وقال أيضاً للعباس عمّه ـ وقد اشتكى إليه أنَّ بعضَ قريش يجفو بَنِي هاشم ـ فقال: (والذي نفسي بيده، لا يؤمنون حتَّى يُحبُّوكم لله ولقرابَتِي)، وقال: (إنَّ اللهَ اصطفى مِن بَنِي إسماعيل كِنانَةَ، واصطفى من كنَانَة قريشاً، واصطفى مِن قريشٍ بَنِي هاشِم، واصطفانِي مِن بَنِي هاشِم)، ويتوَلَّون أزواجَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمَّهات المؤمنين، ويؤمنون بأنَّهنَّ أزواجُه في الآخرة، خصوصاً خديجة رضي الله عنها، أمُّ أكثر أولاده، وأوَّل مَن آمن به وعاضده على أمره، وكان لها منه المنزلة العالية، والصدِّيقة بنت الصدِّيق رضي الله عنها، التي قال فيها النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (فضلُ عائشة على النساء كفضل الثَّريد على سائر الطعام)، ويتبرَّؤون من طريقة الروافض الذين يُبغضون الصحابةَ ويَسبُّونَهم، وطريقةِ النَّواصب الذين يُؤذون أهلَ البيت بقول أو عمل)).
وقال أيضاً في الوصيَّة الكبرى كما في مجموع فتاواه (3/ 407 ـ 408): ((وكذلك آل بيت رسول الله ? لهم من الحقوق ما يجب رعايتُها؛ فإنَّ الله جعل لهم حقًّا في الخمس والفيء، وأمر بالصلاةِ عليهم مع الصلاةِ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لنا: (قولوا: اللَّهمَّ صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صلَّيتَ على آل إبراهيم، إنَّك حميدٌ مجيدٌ، وبارِك على محمد وعلى آل محمد كما بارَكتَ على آل إبراهيم، إنَّك حميدٌ مجيدٌ).
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله:
قال ابن كثير في تفسيره لآية الشورى بعد أن بيَّن أنَّ الصحيحَ تفسيرُها بأنَّ المرادَ بـ {القُرْبَى} بطونُ قريش، كما جاء ذلك في تفسير ابن عباس للآية في صحيح البخاري، قال رحمه الله: ((ولا نُنكرُ الوُصاةَ بأهل البيت والأمرَ بالإحسان إليهم واحترامِهم وإكرامِهم؛ فإنَّهم من ذريَّةٍ طاهرَةٍ، مِن أشرف بيتٍ وُجِد على وجه الأرض، فخراً وحسَباً ونَسَباً، ولا سيما إذا كانوا متَّبعين للسُّنَّة النَّبويَّة الصحيحة الواضحة الجليَّة، كما كان سلفُهم، كالعباس وبنيه، وعليٍّ وأهل بيته وذريَّتِه، رضي الله عنهم أجمعين)).
وبعد أن أورد أثرَين عن أبي بكر رضي الله عنه، وأثراً عن عمر رضي الله عنه في توقير أهل البيت وبيان علوِّ مكانتِهم، قال: ((فحالُ الشيخين رضي الله عنهما هو الواجبُ على كلِّ أحدٍ أن يكون كذلك، ولهذا كانا أفضلَ المؤمنين بعد النَّبيِّين والمرسَلين، رضي الله عنهما وعن سائر الصحابة أجمعين)).
ألا يكفي هذا دلالة على منزلة آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
*الموضوع مستل من رسالة مختصرة في فضل آل البيت للشيخ عبد المحسن العباد.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[16 Nov 2009, 02:33 م]ـ
الأخ الكريم حجازي،
شكراً لك على هذا النقل الطيب. ولي على بعض ما ورد ملاحظات:
1. إذا كان يُطلب من كل واحد فينا أن يحفظ أهل ود أبيه، فكيف لا يحفظ الصحابة رضوان الله عليهم قرابة الرسول عليه السلام؟! ومن هنا ليس هذا ما أطلب.
2. ما أورده الكاتب من حديث المسند من قول الرسول عليه السلام:"اللَّهمَّ صلِّ على محمَّدٍ وعلى أهل بيته وعلى أزواجِه وذريَّتِه، كما صلَّيتَ على آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيدٌ، وبارِك على محمَّدٍ وعلى أهل بيته وعلى أزواجِه وذريَّتِه، كما بارَكتَ على آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيدٌ": لا إشكال عندي في دعائه عليه السلام لأهل بيته وأزواجه، وإنما الإشكال في الدعاء للذرية. ووجه الاستشكال الآتي: هل استجاب الله تعالى لرسوله في ذريته؟! فإن قيل نعم، فيلزمنا إذن أن نعتقد بأن كل من ثبت أنه من ذرية الرسول عليه السلام لا بد أن يرحمه الله مهما فعل. وإذا كان كل من هو من ذرية إبراهيم عليه السلام قد رُحم وبُورك فأولى الناس بذلك كفرة بنو إسرائيل لأنهم من ذرية إبراهيم (كما باركت على).
3. أما قول الرسول عليه السلام:"إنَّ اللهَ اصطفى كِنانَةَ مِن ولدِ إسماعيل، واصطفى قريشاً من كِنَانَة، واصطفى مِن قريشٍ بَنِي هاشِم، واصطفانِي مِن بَنِي هاشِم" فواضح أن الرسول صلى الله عليه وسلم كما قال:"فأنا خيار من خيار من خيار". ولكن هل يعني ذلك أن الاصطفاء يستمر إلى يوم القيامة حتى بعد بعثة الرسول عليه السلام؟!
4. أما حديث:"كلُّ سببٍ ونسبٍ منقطعٌ يوم القيامةِ إلاَّ سبَبِي ونسبِي" فإذا صح فهل يصح تفسيره، وما معنى أن النسب غير منقطع؟ ّ! هل يأتي الناس بأعمالهم ويأت آل البيت بأنسابهم؟! وإلا فما المعنى الحقيقي للحديث؟ ثم هل يجوز في الإسلام أن ننسب الرجل إلى أهل أمه؟
5. وقد صح حديث زيد بن أرقم، ولكن هل يصح فهمه لمعنى أهل البيت؟ وإذا صح فهمه، فما بالنا نجده يدخل نساء الرسول في مفهوم أهل البيت ثم يخرجهن في رواية أخرى للحديث؟! وفي رأينا بعد التحقق لا ترادف في الآتية: الأهل، الآل، ذوي القربى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[16 Nov 2009, 09:28 م]ـ
الأخ الكريم حجازي،
شكراً لك على هذا النقل الطيب. ولي على بعض ما ورد ملاحظات:
1. إذا كان يُطلب من كل واحد فينا أن يحفظ أهل ود أبيه، فكيف لا يحفظ الصحابة رضوان الله عليهم قرابة الرسول عليه السلام؟! ومن هنا ليس هذا ما أطلب ..
إذا ما الذي تلطب أخانا الكريم؟
2. ما أورده الكاتب من حديث المسند من قول الرسول عليه السلام:"اللَّهمَّ صلِّ على محمَّدٍ وعلى أهل بيته وعلى أزواجِه وذريَّتِه، كما صلَّيتَ على آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيدٌ، وبارِك على محمَّدٍ وعلى أهل بيته وعلى أزواجِه وذريَّتِه، كما بارَكتَ على آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيدٌ": لا إشكال عندي في دعائه عليه السلام لأهل بيته وأزواجه، وإنما الإشكال في الدعاء للذرية. ووجه الاستشكال الآتي: هل استجاب الله تعالى لرسوله في ذريته؟! فإن قيل نعم، فيلزمنا إذن أن نعتقد بأن كل من ثبت أنه من ذرية الرسول عليه السلام لا بد أن يرحمه الله مهما فعل. وإذا كان كل من هو من ذرية إبراهيم عليه السلام قد رُحم وبُورك فأولى الناس بذلك كفرة بنو إسرائيل لأنهم من ذرية إبراهيم (كما باركت على) ..
هذا ليس دعاء من النبي صلى الله عليه وسلم،بل هو عبادة تعبدنا الله بها، وهي تفسير قول الله تعالى:
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) سورة الأحزاب (56)
قال البخاري عند تفسير هذه الآية -: حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد، حدثنا أبي، عن مِسْعَر، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن كعب بن عُجْرَة قال: قيل: يا رسول الله، أما السلام عليك فَقد عرفناه، فكيف الصلاة؟ فقال: "قولوا: اللهم، صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد. اللهم، بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد".
أما الاستجابه للرسول صلى الله عليه وسلم فقد نالت شفاعته صلى الله عليه وسلم عمه أبي طالب فجعل في ضحضاح من نار.
فكيف بالمؤمنين من ذريته؟
وإذا كان الله وعد رسوله صلى الله عليه وسلم بأن لا يسوءه في أمته كما جاء في صحيح مسلم من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه:
"أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلَا قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي إِبْرَاهِيمَ
{رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي}
الْآيَةَ وَقَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام
{إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ اللَّهُمَّ أُمَّتِي أُمَّتِي وَبَكَى فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ فَسَلْهُ مَا يُبْكِيكَ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام فَسَأَلَهُ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا قَالَ وَهُوَ أَعْلَمُ فَقَالَ اللَّهُ يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ فَقُلْ إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ وَلَا نَسُوءُكَ"
فهل تراه لا يسوءه في أمته ويسوءه في أهل بيته وذريته؟
3. أما قول الرسول عليه السلام:"إنَّ اللهَ اصطفى كِنانَةَ مِن ولدِ إسماعيل، واصطفى قريشاً من كِنَانَة، واصطفى مِن قريشٍ بَنِي هاشِم، واصطفانِي مِن بَنِي هاشِم" فواضح أن الرسول صلى الله عليه وسلم كما قال:"فأنا خيار من خيار من خيار". ولكن هل يعني ذلك أن الاصطفاء يستمر إلى يوم القيامة حتى بعد بعثة الرسول عليه السلام؟!.
إذا كان الله اصطفى أولئك الذين اصطفى الرسول صلى الله عليه وسلم منهم، فما بالك بالمؤمنين من ذرية ر سول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته؟
4. أما حديث:"كلُّ سببٍ ونسبٍ منقطعٌ يوم القيامةِ إلاَّ سبَبِي ونسبِي" فإذا صح فهل يصح تفسيره، وما معنى أن النسب غير منقطع؟ ّ! هل يأتي الناس بأعمالهم ويأت آل البيت بأنسابهم؟! وإلا فما المعنى الحقيقي للحديث؟ ثم هل يجوز في الإسلام أن ننسب الرجل إلى أهل أمه؟.
أما معنى انقطاع النسب فهو أن النسب لا ينفع بدون الإيمان والعمل الصالح، كما قال تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
(فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (101) فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103)) سورة المؤمنون
وقد أخبر صلى الله عليه وسلم بأن النسب لا يغني عن العمل الصالح كما جاء في صحيح مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال:
" قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ"
أما سببه صلى الله عليه وسلم وهو الإيمان والعمل الصالح، ونسبه مع الإيمان والعمل الصالح فإنه لا ينقطع ولو ضعف العمل والأحاديث واضحة في ذلك.
وهذا من فضل الله العظيم على رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم:
( .... وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا) سورة النساء من الآية (113)
(وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) الضحى (5)
أما قولك:
يأتي الناس بأعمالهم ويأت آل البيت بأنسابهم؟!
فلم يقل أحد أن أنساب آل البيت تنفعهم دون الإيمان والعمل الصالح.
ولكن نقول إن نسبهم ينفعهم مع الإيمان والعمل الصالح وهذا معنى الحديث.
أما قولك:
هل يجوز أن ينسب الرجل إلى أهل أمة؟
نقول الرجل ينسب إلى أبيه.
ولكن ابن البنت يقال له ابن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الحسن رضي الله عنه إن ابني هذا سيد.
وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم هم من بينهم الحديث.
5. وقد صح حديث زيد بن أرقم، ولكن هل يصح فهمه لمعنى أهل البيت؟ وإذا صح فهمه، فما بالنا نجده يدخل نساء الرسول في مفهوم أهل البيت ثم يخرجهن في رواية أخرى للحديث؟! وفي رأينا بعد التحقق لا ترادف في الآتية: الأهل، الآل، ذوي القربى.
أما هذه الفقرة الأخيرة فننتظر تحقيقك فيها.
وفق الله الجميع لما يحب وبرضى.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[16 Nov 2009, 10:51 م]ـ
الأخ الكريم حجازي،
أقصد بكل ما طرحته أن يتنبه المسلمون إلى ضرورة الإنسجام في اعتقادهم وأحكامهم وأن لا يتناقضوا. وإسهاماً مني في ذلك أقدم لك هذه الملاحظات على ما ورد في مداخلتك:
1. " والذين آمنوا واتّبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم". فأين الدليل النصي الذي يخص المؤمنين من أقرباء الرسول عليه السلام ويميّزهم على باقي أهل الإيمان.
2. نحن في الصلاة نصلي على من آل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم باعتقاد وتابعية. لأن الآل هم من يؤولون بنسب أو اعتقاد أو تابعية. والنسب هنا غير مراد، كما أن آل إبراهيم عليه السلام هم من آلوا إليه باعتقاد وتابعية. والنسب غير مراد حتماً لما نعلم من انحراف بني إسرائيل .. وما نقوله في تفسير آل محمد هنا هو ما يقوله كبار علماء.
3. أبو طالب في ضحضاح ليس لقرابته ولكن لبلائه في الدفاع عن الرسول عليه السلام، أما أبو لهب فما أغنت عنه القرابة شيئاً.
4. قول الرسول صلى الله عليه وسلم:"واصطفى مِن قريشٍ بَنِي هاشِم، واصطفانِي مِن بَنِي هاشِم" فيقصد به الخيرية بالمجمل، والرسول عليه السلام يقول:" خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا". وهنا نسأل: أين عبد الله، وأين عبد المطلب، في رأي أهل السنة؟!
5. لا نشك لحظة أن ابن البنت هو ابن وهو من الذرية، ولكنه لا ينسب إلى أهل أمه. ومعلوم أن الرسول عليه السلام لم يترك أبناءً حتى ينتسب إليه أحد. وفقط فاطمة وزينب ورقية وأم كلثوم وإبراهيم والقاسم وعبد الله هم من ينتسب إلى الرسول عليه السلام.
6. جاء في البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال: لما أُنْزِلَتْ هذه الآية: "وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ" دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشاً، فاجتمعوا. فَعَمَّ و خَصَّ فقال: "يا بني كعبِ بن لؤَيٍّ، أنقذوا أنفسَكم من النار. يا بني مُرَّةَ بن كعبٍ، أنقذوا أنفسكم من النار. يا بني عبدِ شمسٍ، أنقذوا أنفسكم من النار. يا بني عبد مَنَافٍ، أنقذوا أنفسكم من النار. يا بني هاشم، أنقذوا أنفسكم من النار. يا بني عبد المطلب، أنقذوا أنفسكم من النار. يا فاطمةُ، أنقذي نفسك من النار. فإني لا أملك لكم من الله شيئاً. غير أن لكم رَحِماً سأبُلُّها ببَلالِها". أي أصلها بصلتها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[16 Nov 2009, 11:41 م]ـ
الأخ الكريم حجازي،
أقصد بكل ما طرحته أن يتنبه المسلمون إلى ضرورة الإنسجام في اعتقادهم وأحكامهم وأن لا يتناقضوا. وإسهاماً مني في ذلك أقدم لك هذه الملاحظات على ما ورد في مداخلتك:
1. " والذين آمنوا واتّبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم". فأين الدليل النصي الذي يخص المؤمنين من أقرباء الرسول عليه السلام ويميّزهم على باقي أهل الإيمان.
.
يخصهم في ماذا؟
الله خص آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بخصائص وقد رأيت النصوص في ذلك. فما علاقة آية الطور بالموضوع؟
2. نحن في الصلاة نصلي على من آل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم باعتقاد وتابعية. لأن الآل هم من يؤولون بنسب أو اعتقاد أو تابعية. والنسب هنا غير مراد، كما أن آل إبراهيم عليه السلام هم من آلوا إليه باعتقاد وتابعية. والنسب غير مراد حتماً لما نعلم من انحراف بني إسرائيل .. وما نقوله في تفسير آل محمد هنا هو ما يقوله كبار علماء ..
إذا سلمنا أن آل محمد صلى الله عليه وسلم هم أتباعه المؤمنون به، فلا يزال أهل بيته لهم منزلتهم الخاصة والآحاديث واضحة في ذلك.
3. أبو طالب في ضحضاح ليس لقرابته ولكن لبلائه في الدفاع عن الرسول عليه السلام، أما أبو لهب فما أغنت عنه القرابة شيئاً ..
أبو طالب في ضحضاح لشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم والحديث واضح في هذا.
4. قول الرسول صلى الله عليه وسلم:"واصطفى مِن قريشٍ بَنِي هاشِم، واصطفانِي مِن بَنِي هاشِم" فيقصد به الخيرية بالمجمل، والرسول عليه السلام يقول:" خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا". وهنا نسأل: أين عبد الله، وأين عبد المطلب، في رأي أهل السنة؟!.
إذا اصطفاهم لما فيهم من الخير وأخرج النبي صلى الله عليهم من أصلابهم، فكيف بالمؤمنين منهم من صلب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد وردت النصوص في فضلهم وما خصهم الله به من الكرامة إكراما لرسوله صلى الله عليه وسلم؟
فما هو المشكل في الأمر؟
5. لا نشك لحظة أن ابن البنت هو ابن وهو من الذرية، ولكنه لا ينسب إلى أهل أمه. ومعلوم أن الرسول عليه السلام لم يترك أبناءً حتى ينتسب إليه أحد. وفقط فاطمة وزينب ورقية وأم كلثوم وإبراهيم والقاسم وعبد الله هم من ينتسب إلى الرسول عليه السلام ..
لا أدري إلى اي شيء ترمي من وراء هذا الكلام!!
ذرية الحسن والحسين ينتسبون إلى النبي صلى الله عليه وسلم من جهة الأم وهم بعض آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلحق بههم من ورد في:
القولُ الصحيحُ في المرادِ بآل بيت النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم هم مَن تَحرُم عليهم الصَّدقةُ، وهم أزواجُه وذريَّتُه، وكلُّ مسلمٍ ومسلمةٍ من نَسْل عبدالمطلب، وهم بنُو هاشِم بن عبد مَناف.
ويدلُّ لدخول بنِي أعمامه في أهل بيته ما أخرجه مسلم في صحيحه (1072) عن عبدالمطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب أنَّه ذهب هو والفضل بن عباس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلبان منه أن يُولِّيهما على الصَّدقةِ ليُصيبَا مِن المال ما يتزوَّجان به، فقال لهما صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الصَّدقة لا تنبغي لآل محمد؛ إنَّما هي أوساخُ الناس))، ثمَّ أمر بتزويجهما وإصداقهما من الخمس."
فما أدري ما هو الإشكال عندك!؟
6. جاء في البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال: لما أُنْزِلَتْ هذه الآية: "وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ" دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشاً، فاجتمعوا. فَعَمَّ و خَصَّ فقال: "يا بني كعبِ بن لؤَيٍّ، أنقذوا أنفسَكم من النار. يا بني مُرَّةَ بن كعبٍ، أنقذوا أنفسكم من النار. يا بني عبدِ شمسٍ، أنقذوا أنفسكم من النار. يا بني عبد مَنَافٍ، أنقذوا أنفسكم من النار. يا بني هاشم، أنقذوا أنفسكم من النار. يا بني عبد المطلب، أنقذوا أنفسكم من النار. يا فاطمةُ، أنقذي نفسك من النار. فإني لا أملك لكم من الله شيئاً. غير أن لكم رَحِماً سأبُلُّها ببَلالِها". أي أصلها بصلتها.
وهذا لا إشكال فيه؛ فبدون الإيمان وشهادة الحق لن يغني عنهما النبي صلى الله عليه وسلم شيئا، ولكن بعد إيمانهم خصهم الله بما شاء من فضله فما هو المشكل؟(/)
الثلاثاء بمكة/أصول التفسير دراسة تطبيقيةعلى جزء عمّ للشيخ مساعد الطيار
ـ[نواف الحارثي]ــــــــ[16 Nov 2009, 01:49 ص]ـ
ضمن الدروس العلمية لشيخنا الشيخ مساعد الطيار يقام يوم الثلاثاء29/ 11 بعد صلاة المغرب -بإذن الله- بجامع إمام الدعوة بحي العوالي بمكة المكرمة درس: أصول التفسير دراسة تطبيقية على جزء عمّ من تفسير المحرر الوجيز لابن عطية ... نهيب بالإخوة الحضور والاستفادة ... نسأل الله للجميع التوفيق والسداد
ـ[أم إبراهيم]ــــــــ[16 Nov 2009, 09:46 ص]ـ
هل ستنقل عبر المواقع بارك الله فيكم(/)
(أزمة المنهج في الدراسات القرآنية الحديثة) بقلم: د محمد همام
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Nov 2009, 06:42 ص]ـ
هذه مقالة نقدية للكاتب المغربي الدكتور محمد همام حول كتاب الكاتب التونسي الأستاذ أحميدة النيفر "الإنسان والقرآن وجها لوجه" بعنوان (أزمة المنهج في الدراسات القرآنية الحديثة)، بعث بها لي الأستاذ محمد بن جماعة للاطلاع.
أزمة المنهج في الدراسات القرآنية الحديثة
بقلم: د محمد همام
انطلق الكاتب التونسي احميدة النيفر في كتابه "الإنسان والقرآن وجها لوجه" من مسلمة راسخة وصل إليها المفكرون العرب اليوم، بعد تيه طويل، وهي أن النص القرآني احتفظ بمكانة مرجعية في المنظومة الثقافية العربية رغم طبيعة التحولات التي عرفتها المجتمعات في علاقتها بالمقدس طيلة الفترة الحديثة. (ص14) كما نوه بدخول دراسات قرآنية جديدة إلى الساحة الفكرية من غير المختصين عادة في علم التفسير؛ وهي لأدباء ومهندسين وأطباء واجتماعيين ومتفلسفة ومختصين في علوم التربية واللسانيات ... وهم ليسوا بالضرورة من خريجي المعاهد الشرعية أو كليات أصول الدين.
ولكن النيفر انتقد علم التفسير في ذاته، باعتباره علما لا أصل له كما قال احمد بن حنبل ونقله السيوطي في الإتقان. والتفسير بنظر النيفر، وهو يسعى للوصول إلى مدلولات القرآن، يرتكز دائما على نظام فكري ونسق ثقافي؛ أي شبكة من الأفكار والقيم والتصورات والرموز، تمثل المرجع الأساس لهذا العلم، أو ما يمكن تسميته بقاعدة توازنه الداخلي، أو بمعنى آخر، فالتفاسير، بنظر النيفر، كانت توظف خلفية معرفية وشعورية من أجل الإقناع بالعقائد الدينية المصاغة في أسلوب دفاعي تواجه به ما يثار من أسئلة عن دلالات النصوص القرآنية.
والأدهى من ذلك، عند النيفر، أن هذا القاع الفكري التصوري قد سكنته رؤية مثالية تجعل المعاني والقيم مطلقة؛ أي لا تدركها إلا خارج سياق التاريخ بانفصال عن ملابسات الواقع. (ص17). والكشف عن هذه العناصر المعرفية والمفاهيمية والأسلوبية هو ما سعى الكتاب للإجابة عنه بدراسة منهج التفاسير القرآنية.
ومباشرة، ومن فكرة مسبقة راسخة من غير استدلال ولاعرض لمعطيات ودراسة لمنهج هذه التفاسير، يباغتنا السيد النيفر، بحكم قيمة هو نتيجة مضمرة منذ البدء، وهو أن هذه التفاسير، على تنوعها المذهبي، تحولت إلى ضرب من الترديد داخل إطار معرفي قار لتقدم المدلولات القرآنية في محاورها الكبرى على نفس البناء ونفس الرواية وكأنه وقع التوصل بهما إلى معنى كلام الله في صيغة مثلى (ص17 - 18). فوفق أي منهج توصل النيفر إلى هذا الحكم؟ وبناء على أية معرفة أو إطلاع؟ لا نظفر بجواب لذلك! مما يعني أن النيفر دخل موضوعه مستصحبا هو الآخر لمقولات ومسلمات، وحاملا لأحكام مسبقة تعوزها الأدلة، مما يعتبر خللا في المعرفة والمنهج، وهذا ما صاحبه طيلة الكتاب، مما سنقف عليه بعد عرض أفكاره وتصوراته!
فقد عرض مجموعة من التفاسير الحديثة، للالوسي والقنوجي والبيرختي وأطفيش، وهي في مجلدات ضخام، لم يكلف نفسه عناء فتح مقدماتها، مكتفيا في تقييمها بما استله من كتاب الفاضل بن عاشور "التفسير ورجاله" مع ما صاحب ذلك من ثغرات في المعلومات والترتيب التاريخي للأفكار والأشخاص. ومن خلال سرد لأسماء كتب التفسير وأصحابها المذكورين من غير إطلاع ولا بحث، يستنتج أن علم التفسير اليوم قد احترق؛ أي أن الجهود التفسيرية العصرية المكثفة لم تتمكن من تجاوز السمة المنهجية التي طبع بها المفسرون القدامى هذا العلم، برغم ما يجده في التفاسير الأربع المذكورة!! من آثار المعاصرة، في بعض ما يقع تناوله من مسائل، لكن هذه المعاصرة تبقى هامشية. (ص21). فما مفهوم المعاصرة الذي يقصده الباحث، وفي أي تفسير من التفاسير بالضبط وجد ذلك؟ أمور غير محددة لا منهجا ولا معرفة، مما يجعل النيفر، يحوم حول قضايا واستنتاجات يغلب عليها الإسقاط الذاتي، والتوهم الفكري، والهروب من رسم الخط المعرفي والمنهجي الواضح! إلا أن هذا لا ينقص من كتاب النيفر، من حيث قيمته المنهجية والنقدية؛ فالرجل بذل مجهودا كبيرا في المقارنة والتركيب مما لا تخطئه العين المنصفة. ومن هذه الأحكام والنتائج ينتقل الباحث إلى إثبات فكرة حملها معه إلى بحثه؛ وهي أنه يعسر العثور على الجديد في المستوى المعرفي
(يُتْبَعُ)
(/)
للتفاسير المعاصرة، طالما لم يحصل جديد في البناء المنهجي الذي يحكم العلاقة بين المفسر والنص. هذا التأسيس المنهجي "التجديدي" يراه النيفر متجسدا في بعض الدراسات الحديثة كما عند أركون مثلا، الذي اعتمد عدة معرفية حديثة لتأسيس منهجية أخرى وقراءة جديدة للنص القرآني (ص23)، تتجاوز القراءة التراثية التي فقدت مشروعيتها في الحاضر؛ قراءة مغلقة للنص القرآني وأحادية ومعتصمة داخل علوم النص أي علوم القرآن! ومالم يحدد المفسر المعاصر موقفا واضحا من هذا التراث التفسيري فلن يحقق تجديدا منهجيا من قبله، ويلزمه كذلك تحديد عدته المعرفية، وتحديد وظيفته وطبيعة علاقته بالنص القرآني.
من هنا فالهم الإشكالي الذي يطرحه النيفر في كتابه هو: كيف يكون التفسير معاناة للحكمة الإلهية بمشاغل الواقع؟ أو كيف يصبح التفسير هو جدل الوحي مع التاريخ؟
وعليه صنف الكاتب الدراسات التفسيرية إلى أقسام غير مبررة تاريخيا ومعرفيا ومنهجيا: قسم سماه "المدرسة التراثية أو التصور السلفي" ويؤاخذ عليه قوله بقدسية النص القرآني، مصدرا وفهما وأدوات مستعملة لذلك، ومن ثمة قدسية المعرفة والهوية والتاريخ. وقد رسخ هذا المبدأ بنظر النيفر، امتزاج وحدة الكتابة بوحدة القراءة أي توحيد النص القرآني الذي وقع ضبطه وتدوينه في أقل من نصف قرن، مما أعطى الشرعية لمنهجية التفسير القائمة على المجال المغلق للقراءة، ومما رسخ أيضا هذا المبدأ الخصوصية التجميعية للمعرفة في غياب النقد والتقويم، كما نجد مع الزركشي أو السيوطي ..
وفي مقابل قدسية النص القرآني يقول النيفر بأطروحة "النص المؤسس"؛ أي يتم استحضاره دوما علامة إجماع ومركز نشاط فكري متجدد؛ فهو في نبرته الأولى غني خصب بقدر من المعاني والاحتمالات التي لا تنضب والتي تجعل المقبل عليه أيا كانت مشاغله واجدا فيه ضالته.
إن مقولة النص المؤسس عند النيفر، تقوم على أن التجديد لا يكون إلا انطلاقا من النص القرآني والمحافظة عليه، وهي محافظة لاتتم إلا بإغنائه عبر اغتناء الجماعة بالوعي العلمي والفكر التاريخي؛ من هنا يصبح النص المؤسس "رأس مال رمزي" يستمد قدسيته ليس من مصدره ومن إغنائه التجربة الإنسانية والثقافية للشعوب المسلمة في الأيام الخوالي فحسب، بل من قدرة الأمة في تطورها أن تبدعه حاضرا ومستقبلا؛ وهذا ما يحفظ للنص راهنيته. (29).
ودعا النيفر إلى التوسع في دلالة "قدسية النص"، وفك الحجر المعرفي على النص القرآني، وإنهاء عزلته التي ضربتها حوله "النصوص الثانية"، ودعا إلى إعادة النظر في طبيعة الوحي وشخصية الرسول (ص) (30). وانتقد من جديد، المنهجية التفسيرية التراثية، والتي يلخصها في التقيد في فهم النص بمعانيه كما فهمت زمن نزوله. وعرض لقواعد التفسير كما حددتها هذه المدرسة التي تدور في تلك المسائل العقائدية والفقهية التشريعية. وقارن بين تفاسير الناصري والشنقيطي والصابوني والقطان، فتوصل إلى أنها تفاسير لا تاريخية ولا تعترف بالفواصل المنهجية بين عصر وآخر.
وتاريخية النص يختزلها النيفر في أسباب النزول، مع العلم أن الآيات التي لها أسباب نزول واضحة ومحدودة جدا. ثم إن الدراسة المنهجية المجددة التي يسعى إلى ترسيخها الباحث، تقتضي النظر إلى القرآن نصا متكاملا مرتب بطريقة توقيفية وتتسم بالترابط والاتساق والانسجام بين مكوناته اللغوية والموضوعية. وبرغم رسوخ فكرة الوحي في وعي المسلمين، وأن القرآن وحي من الله إلى الرسول (ص) بواسطة جبريل، إلا أن النيفر وبشكل مختل معرفيا ومنهجيا، يسعى في خجل وتردد واضطراب إلى المشاغبة على هذا الاقتناع الراسخ بالمقارنة بين الوحي في الإسلام والإلهام في المسيحية؛ وعرض إشكالات كلامية هامشية بالنظر إلى طبيعة الموضوع الذي يخوض فيه فتاه في نظرية قدم القرآن وعلاقة أهل السنة والجماعة بالمعتزلة، مما يعتبر من الوجهة المنهجية خللا وكلاما خارج السياق، ومن الوجهة المعرفية انغلاقا تصوريا داخل رؤية تراثية عتيقة وقضايا فكرية وتاريخية متجاوزة. وهذا ما لام عليه من اعتبرهم مفسرين تراثيين أو سلفيين!! كابن عاشور والطباطبائي اللذين استولى، بنظره، المنهج التراثي على كل طاقاتهما وملكاتهما المتحررة؛ فغرقا في الرد على الإسماعيلية والمعتزلة ... وانغلقا في دائرة قراءة الماضي. (ص37). فهما لم يطرحا منهج
(يُتْبَعُ)
(/)
التفسير القديم للنقاش، ولم يستطيعا تجاوز الأجهزة المفهومية التي اعتمدها القدامى في فهم النص القرآني. والأمر نفسه ينطبق على المدرسة التي سماها النيفر "السلفية الإصلاحية" والتي تزعمها فريق المنار، الأفغاني وعبده ورشيد رضا؛ فهم بدورهم لم يراجعوا المنهجية التراثية السلفية فيما يتعلق بطبيعة النص القرآني، وتكريس الخصوصيات المعرفية والثقافية التي ينبغي أن تتركز عليها القراءة الحديثة. ورغم هذا أشاد الكاتب ببعض الفلتات "التحررية" في تفسير الأفغاني، والمتمثلة في قراءته "الجديدة" لبعض القضايا الغيبية في القرآن، ونظرته إلى الربا "المعقول"، والقول بجوازه ما لم يثقل كاهل المقترض!! ورفضه لتعدد الزوجات. ولكن برغم كل هذا لم يستطع الأفغاني، بنظر النيفر، فتح باب تساؤلات عميقة ذات صبغة منهجية ومعرفية. (ص43). وواصل محمد عبده عمل أستاذه من أجل تنقية العمل التفسيري مما علق به من الخرافات والاستطرادات النحوية، والأحاديث الموضوعة، وجدالات المتكلمين، واستنباطات الفقهاء المقلدين، وجاء بتخريجات مثيرة؛ فانكر السحر، ورفض بعض المرويات مما جاء في صحيح البخاري، وتردد في القول ببعض المعجزات وأعطى رأيا خاصا في تفسير صورة الفيل، مع إباحته لأنواع الربا مما لم يرد فيه نص وإقراره بتحرر اجتماعي واسع للمرأة (ص44).
إلا أن النيفر يلاحظ على محمد عبده برغم سعيه لتدشين علاقة "شبه تأسيسية" مع النص القرآني، إلا أنه مثل أستاذه الأفغاني لم يقتحم التجديد المنهجي بأدوات جديدة أو مفاهيم مختلفة عن النص القرآني أو عن المفسر؛ بل بقيت علاقته ذات طابع "نفعي" عاجزة عن التحرر من المذهبية السلفية. أما في مرحلة رشيد رضا فقد عرفت السلفية الإصلاحية ارتدادا وتراجعا عن مكاسب الأفغاني وعبده؛ إذ سد أفق التجديد! وهذا بنظر النيفر لا يرجع فقط إلى شخص رشيد رضا ولكن إلى بنية معرفية سلفية تعتمد منهجية لا تاريخية ودفاعية وتتمكن باستمرار من استئناف الفعل وإنتاج نفس الفكر طالما لم تعر آلياتها بمنهجية مغايرة ووعي تاريخي فعال (ص47).
وعرج النيفر على تفاسير أخرى؛ مثل تفسير محمد جمال الدين القاسمي، ومحمد مصطفى المراغي، وابن باديس، ومحمد عزة دروزة، وأحمد مصطفى المراغي، ومحمود شلتوت، وعبد الكريم الخطيب. ولم يتحمس إلا لهذا الأخير خصوصا عندما أرجع مجموعة من المفاهيم العبادية الإسلامية إلى المسيحية، وكذا عبد العزيز الثعالبي (ت1944م) الذي حوكم بتهمة الزندقة! أما بقية التفاسير المذكورة فظلت، بنظره، أسيرة للمنهج السلفي وآلياته؛ فكانت سريعة الاندثار ومسدودة الآفاق (ص54).
لقد هاجم النيفر إذا بقسوة، ما سماه بالتيار السلفي، وتيار السلفية الإصلاحية، واعتبرهم حراسا أوفياء لموروث ثقافي عتيق ينبغي تجاوزه. وإن الباحث المنصف لا يملك إلا أن يقر النيفر على بعض ملاحظاته الموضوعية في حق بعض التفاسير التي أوردها، التراثية أو الحديثة، لما تضربه من أسيجة على النص القرآني حتى ضاع بينها، ولما تمارسه من حجر فكري وتعطيل للإبداع عند المسلمين اليوم، بل ولما تكرسه من مفاهيم غامضة، ولما تبثه من أخبار غير موثقة عن الدين ومسيرته، إلا أن ذلك لا يعني إقرار الكاتب على نزعته التآمرية على علماء التفسير، وإخلاله بمقتضيات الاستدلال الموضوعي، والاستنتاج النزيه، وإغفال ما كان يمثله المفسرون من قوة علمية ونخبة مثقفة وواعية وعيا تاريخيا محترما، وتمتلك أدوات منهجية فعالة لقراءة النص القرآني، وفهمه في ضوء شروط تاريخية، وسياق حضاري، لا يسمح بأكثر من ذلك.
ثم إن كثيرا من المفسرين كانوا في الحقيقة مناضلين بالمعنى المعاصر، ومنخرطين عضويا في هموم المجتمع، عكس المتفلسفة من مقلدي اليونان الذين يمثلون عند النيفر وغيره رمز العقلانية والحداثة، والذين كانوا منقطعين إلى الترف والبذخ في البلاطات والمنتديات "الأروستوقراطية" في انعزال عن الشعب وهموم الناس، ليسوا كلهم بالطبع! واليوم لا أحد من "الحداثيين" و"العقلانيين" يستطيع أن يتوجه بالنقد إلى إنتاجهم المقلد، من شروح وتلاخيص وحواشي، على الإنتاج الأجنبي. أما المفسرون فقد أبدعوا في قراءة النص القرآني، وصنعوا معارف وصنعوا مناهج، ورسخوا مفاهيم تستجيب لمقتضيات مجالهم التداولي. ثم إنه لم يدع أحد من المفسرين العصمة لإنتاجه ولا بلوغ
(يُتْبَعُ)
(/)
الكمال في بحثه، بل نسبية المعرفة كانت هاجسهم الأصيل في دراساتهم! ولم يجعلوا تفاسيرهم عوضا عن القرآن الكريم، ولم يقولوا بنموذجية فهومهم. والوقوف عندما وصلوا إليه من غير إضافة وإبداع أمر ارتبط بانهيار حضاري عام، واستقالة عقل أمة بكامله! ولا يمكن تحميل المسؤولية للمفسرين الذين فكروا وأبدعوا وأنتجوا بما تسمح به ظروفهم وطاقتهم! ويمكن الاستفادة منهم اليوم على سبيل الاستئناس والتراكم المعرفي التاريخي. ولكن النيفر لم يكن هذا قصده؛ بل تراه في كتابه يحمل بعنف وتحيز على كل فكر عميق وأصيل، ويتحمس لكل شاذ ودخيل! وهو الإسلامي التقدمي الذي ساهم في وضع المقدمات النظرية للإسلاميين التقدميين! وهذا ما سنقف عليه لاحقا.
وصنف النيفر مجموعة من الدراسات القرآنية ضمن ما أسماه "التيار الإيديولوجي"؛ والإيديولوجيا عنده هي العمل التفسيري الذي يوضع للإجابة عن أسئلة مطروحة مسبقا. ويعرض هذا التيار نفسه عبر بناء عقلاني بصفة نقدية. (ص57) ولما كان هذا التيار يعتبر المعنى أمرا ثابتا مطلقا، وهو اختياره المنهجي، فهو يصنف إذن، حسب النيفر، ضمن المدرسة السلفية رغم اختلافات ظاهرية.
كما أن هذا التيار امتداد لنفس المنظومة الثقافية التي اعتبرت النص القرآني نصا مقدسا لاصلة له بنفس الإنسان وأفقه وثقافته. فكأن قدسيته لا تتحقق إلا بغياب طاقات الإنسان ونفي فاعلية واقعة الفكري والاجتماعي عند الكشف عن المعنى. (ص59). وذكر النيفر من بين ممثلي هذا التيار: جوهري طنطاوي (1940ه) الذي اعتبر تفسيره نفخة ربانية وإشارة قدسية وبشارة رمزية .. وابتعد، بنظر النيفر، عن الحقول المعرفية التي اعتنى بها المفسرون القدامى والمتعلقة بالبلاغة والفقه والتصوف. ونحى تفسيره منحى عصريا .. ولكنه يبقى في جوهره غير مختلف عن التفسير السلفي.
أما تفسير سيد قطب، فيرى النيفر، أنه يضفي مواصفات نضالية على المفسر، ويؤكد على خوض تجارب تغيير الواقع. وعليه فالمرجعية السلفية عند سيد قطب ليست مرجعية ثقافية فكرية بل هي مرجعية نضالية حركية. (ص56) من هنا يمكن ملاحظة المكونات الوجدانية والفكرية لسيد قطب في تفسيره. ولكن خطاب سيد قطب، عند النيفر، يبقى مجرد إيديولوجيا مثالية مرتبطة بضغط مفهوم "الهوية المثالية" بدلالاتها اللاتاريخية. وكل هذا يضع فهم النص القرآني خارج الاعتبارات الزمانية والمكانية، ويكسب المفاهيم التي يعتمدها المفسر سمة الإطلاق والمنفذ الوحيد لتحقيق نضاليته الثورية.
وأدرج النيفر، أيضا، الكواكبي ومجاهدي خلق ضمن التيار الإيديولوجي، ولم يخف الكاتب نقده المبطن للكواكبي لما وصف به القرآن من أنه شمس العلوم وكنز الحكم. (ص68) أما مجاهدي خلق فتميز تصورهم برفض كل التفاسير، مع استفادة ملحوظة من تقسيمات سيد قطب.
وختم النيفر حديثه عن التيار الإيديولوجي بنقده لنماذج ثلاثة معاصرة وهي: المهندس محمد شحرور، وحسن حنفي، والمفكر السوداني محمد أبو القاسم حاج حمد؛ فقد وصف دراساتهم بأنها تتصف بالمراجعة لما هو متفق عليه في التراث التفسيري من نظرة إلى النص القرآني، أو من تحديد لوظيفة المفسر في الفترة المعاصرة، لكنها تتفق على تبني خطاب إيديولوجي يسقط على النص، بنحو من الأنحاء، مفاهيم لا تحتملها بنيته، وتقحم عليه من المعاني مالا يقتضيه سياقه (ص71)؛ فمؤلف محمد شحرور "الكتاب والقرآن"، يمثل نموذج الخطاب الإيديولوجي المتأرجح بين المنهج اللاتاريخي التراثي وبين بداية القراءة العصرية التي تفسر النص عبر وضعيته التاريخية. إلا أن هذه المحاولة لم تستطع، بنظر النيفر، حسم العلاقة مع المنهج التراثي الذي ظل راسخا.
أما حسن حنفي الذي عالج في أطروحته مناهج التفسير، فقد قطع مع النظرة السلفية في تحديد "الوحي"؛ فهو لا يراه وحيا عن الله بل عن الإنسان الباحث عن الحقيقية الإلهية عبر تجربته وصراعه؛ فالوحي ليس نازلا من الله إلى الإنسان بل هو صاعد من الإنسان إلى الله لتلبية نداء الواقع، وللتعبير عن مطامح الأمة أو الجماهير. (ص73). من غير أن يخفى حنفي نزعته الإيديولوجية؛ إذ لا يتردد في القول بضرورة تحويل الدين إلى إيديولوجيا.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما أبو القاسم حاج حمد، فيراه النيفر، مصرا على الفهم العربي السلفي للقرآن في كتابه "العالمية الإسلامية الثانية"؛ كما أنه يصر على أن القرآن هو مصدر الحقيقة المفتوح على التجربة الوجودية الكونية! وهو مصدر الحكمة الشاملة التي تنبعث عبر التزكية الإلهية للإنسان. والحاج حمد، بنظر النيفر، لا يؤمن بوجود فهم جديد للقرآن كان غائبا فيما مضى وهو يتبنى بذلك رؤية المدرسة السلفية التي تعتبر أن الفهم الأمثل للنص القرآني قد أتيح للجيل الأول من المسلمين وأن الصيرورة التاريخية لن تزيد شيئا على الفهم الأول للنص. ثم ينخرط الحاج حمد، بنظر النيفر، في خطاب إيديولوجي مغلق النسق، يرفض بموجبه اعتماد منهجية تاريخية في دراسة التراث التفسيري. (ص77).
وخلاصة هذا التيار الإيديولوجي، أنه لم يستطع الخروج عن حدود المدرسة السلفية، ولم يبلغ درجة التطور النوعي، برغم تطور عدتهم المعرفية من خلال الاستنجاد بالاكتشافات العلمية في الطب والفلك والكيمياء والطبيعة، بل اتسعت الاستفادة لتشمل الألسنية وعلم الاجتماع وعلم النفس. ولكن الوثوقية التي ميزت هذا التيار جعلته، برأي النيفر، يؤمن بالمعنى الثابت والنهائي في القرآن، وعلى المفسر أن يتوصل إليه. في حين القراءة التجديدية التي يطمح إليها النيفر، هي التي ترى أن معنى النص يعتمد مجموعة من العلاقات المتفاعلة والمعدلة من فهم النص بصفة دائمة بحسب أفق المفسر وموقعه المعرفي والتصوري؛ أي الجدل بين النص والقارئ وفتح آفاق جديدة لجهود تفسيرية مجددة. (ص77).
وانتقل النيفر إلى ما يعتبره مدرسة حديثة تتبنى سؤال التجديد! والتي استفادت من الكشوفات العلمية الجديدة لقراءة النص؛ إذ قطعت منهجيا مع أصحاب التراث التفسيري القديم والتيار الإيديولوجي وفكره الوثوقي، المسكون بالهاجس الغربي والرافض لأية مراجعة جذرية وعلمية لمسألة الوحي وطبيعة النص القرآني. (ص79).
ويمثل هذه المدرسة الحديثة ثلاثة رواد هم: أمين الخولي وعائشة عبد الرحمن وأحمد خلف الله. وقد أرسى أمين الخولي بناء هذه المدرسة، منهجيا، على ما أسماه "التفسير البياني للقرآن"، وطرح أسئلة عن وظيفة المفسر ومكانة النص المفسر، ورفض أن يظل التفسير مجرد أداة لاختبارات مذهبية وتوظيفات دعوية مهما كانت أهميتها.
وحدد خصائص منهجه التجديدي في ثلاث خاصيات هي:
أ - الخاصية الموضوعية: أي جمع الآيات المتصلة بموضوع من المواضيع جمعا إحصائيا ودراسة مفرداتها في سياقها وعلاقة الواقع بالمعنى.
ب - الخاصية المعرفية: تهتم بما حول النص من معارف: وهي علوم القرآن.
ج - الخاصية التاريخية اللغوية: أي الاهتمام بالبيئة التي نزل فيها القرآن، مادية أو معنوية ...
كما دعا إلى الاستفادة من علمي النفس والاجتماع. ولو أن الخولي لم ينجز تفسيرا وفق منهجه التجديدي فإن رسالته تابعها بعض تلامذته؛ فعائشة عبد الرحمن، بنت الشاطئ، تعاملت مع النص القرآني باعتباره نصا لغويا متكاملا يفسر بعضه بعضا، كما تابعت الخولي في قوله بتاريخية الألفاظ القرآنية ومناسبة التراكيب لها، مما تفتقر إليه المعاجم اللغوية.
أما محمد أحمد خلف الله، فقد ذهب بهذا المنهج التجديدي، بنظر النيفر، إلى أبعد مدى ممكن في وقته؛ من خلال أطروحته عن الفن القصصي في القرآن الكريم سنة 1947م. فخرج بآراء جريئة تعتبر القصة في القرآن ذات بعد تربوي ولم تكن معطيات تاريخية. كما اعتمد على معطيات اجتماعية للقول بوجود قصة أسطورية في القرآن، وهذه القصص هي عبارة عن وسائط فقط لمقاصد أهم. (ص87). وانتقد توجه المفسرين إلى اعتبار هذه القصص وثائق تاريخية، ومن هنا وصل خلف الله إلى القول بنسبية النص القرآني بل وادعى أن الأخبار الواردة في القرآن هي مواعظ وحكم وأمثال تضرب للناس؛ من هنا يصبح من حق العقل البشري أن يهمل صفتها الإخبارية أو يجهلها أو يخالفها أو ينكرها! (ص88).
هذا التيار التجديدي، أشاد به النيفر كثيرا، وتحمس له واعتبر منهجه في التفاعل اللغوي مع النص القرآني استبعادا للتوظيف الإيديولوجي، هذا التيار الأخير الذي يتجاهل ما للنص القرآني من مضامين وخصوصيات لغوية أدبية وتاريخية ينبغي الإنصات إليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا التيار التجديدي الذي قاده خلف الله هو الذي مهد الطريق لقراءات حديثة للقرآن بنفس المنهج ولكن بعدة معرفية أكثر تطورا. وهو ماسماه النيفر بالقراءة التأويلية وفتوحات المعرفة. وقد اغتنى هذا التيار من مكاسب الفكر الغربي، ويمثله محمد أركون ونصر حامد أبوزيد وفضل الرحمان الباكستاني.
فأركون ربط بين الخصوصية اللغوية للنص القرآني وبين مسألة التأويل، كما أنه ينفي المعنى النهائي للنص، ويلح على أن النص ظاهرة ثقافية تقترح لها مناهج للتفكيك والتأويل بالاعتماد على "فتوحات العلم الحديث"، وذلك قصد اكتشاف خصائص التفكير الذي جاء النص القرآني ليؤسسه؛ ذلك أن الوحي، بنظر هذا التيار، في جانب أساسي منه، تعبير عن إنسانية العرب وزمنيتهم، مما يعني أن المتعالي لا يتجلى إلا في التاريخ وأن المقدس لا يظهر إلا عبر الدنيوي، وأن الوحي لا يقرأ إلا بلغة مخصوصة!
إن محمد أركون يرى أن لا تحديث للفكر الإسلامي إلا باعتبار النص القرآني غنيا ومنفتحا على عدة احتمالات؛ أي أنه معروض للفكر الإنساني أن يتأمله ويفكر فيه دون انقطاع. من هنا دعا أركون إلى دراسة النص القرآني والنصوص الثانية، أي الجهد التفسيري القديم، على أساس منهج تفكيكي أو حفري (أركيولوجي)، واستعمال آليات الالسنيات الحديثة وما تطرح على النص من أسئلة تختلف جذريا عما كانت تطرحه اللغويات التقليدية التي استخدمها كبار المفسرين في العصور السابقة، ثم معالجة الخصوصيات الثقافية والمجتمعية باعتماد الأنتروبولوجيا وما تتيحه من تحليل للمنظومات التفسيرية للعالم مثل "الأسطورة". وبتوظيف هذه الآليات التطبيقية يمكن لقارئ النص القرآني تجاوز منطوق الخطاب للبحث عن مضمراته، والكشف عن آليات عمله مما يتيح قراءة مالم يقرأ في النص عبر الوعي بالنظام المعرفي.
إذا مثلنا لتطبيقات أركون التفكيكية، نأخذ سورة الكهف؛ إذ اعتبر قصة الفتية من منطلق انتروبولوجي، بنظره، من قبيل القصص الأسطورية أي القصص التي تعتني بعبقرية التشكيل والتركيب والإبداع، والمقدرة على الإحياء وتقديم العبرة للناس، وليست حقائق تاريخية! (ص97).
أما نصر حامد أبو زيد فإن قراءته تضع لنفسها هدفا هو التوصل إلى اكتشاف العلاقات العضوية المبثوثة في مختلف مجالات الفكر التراثي العربي الإسلامي. أي الوعي بمنهج التراث والآليات الفكرية لبنيته. وقد استثمر في مشروعه أدوات نظرية تأويل النصوص أو "الهرميونيطيقا"؛ وهي نظرية تهتم بعملية الفهم وآليات شرح النص الديني وتأويله. والتأويل عند نصر حامد أبو زيد هو الحركة الذهنية لإدراك الظواهر وهي عملية إستنتاجية بصرف الآية إلى ما تحمله من المعاني الموافقة لما قبلها وما بعدها. ويشدد أبو زيد على الارتباط بين النص القرآني والواقع التاريخي، ويرفض مقولة اعتبار القرآن مصدرا للمعرفة التامة بتجاهل علاقته مع الزمان والمكان.
إن النص عند حامد أبو زيد له كينونته والقارئ له أفق، وعليه أن يعمل لجذب النص إلى أفقه من خلال المعرفة. وفهم الواقع وإدراك حركيته والتأويل عند نصر حامد هو الوجه الآخر للنص، وهو يمثل آلية من آليات إنتاج المعرفة. ولا يمكن اعتبار النص صالحا لكل زمان ومكان إلا إذا كان منتجا ثقافيا، ترجع إليه النصوص الأخرى فتجدد به مشروعيتها.
أما الباحث الباكستاني فضل الرحمن (1919 - 1988م) فقد ذهب في منهجه التجديدي إلى مستوى بعيد جدا فاعتبر القرآن كلام الله وكلام الرسول، وألح هو أيضا على المنهج التاريخي في فهم القرآن لأحداث تغيير في البناء الثقافي الإسلامي.
هذا المنهج التاريخي يتحرك على محورين:
الأول: فهم النص في الزمان القرآني الذي شهد نزوله.
الثاني: رصد "كليات القرآن" المكونة للوحدة الأساسية له والتي تجعل له موقفا محددا من الحياة ونظرة للعالم. ثم العودة إلى الزمن الراهن للتزود بما يتيح صياغة تعاليم القرآن ومنطقه بشكل حي وفعال.
وختم النيفر كتابه بفصل عنونه ب "نحو اكتمال النص" عقد فيه مقارنة منهجية ومعرفية بين ما يسميه التيار الإيديولوجي والتيار التأويلي، متحمسا لهذا الأخير الذي يؤكد، بنظره، على تاريخية المنهج في مقابل "الموضوعية المطلقة" لفهم النص عند التيار الأول. كما أن تيار التأويل لا يقول بالمعنى الثابت، بل يعتبر الأزمة "أزمة معنى"، وهذا ارتباط وثيق، بنظره، بمسألة الإيمان والتدين في العالم الإسلامي؛ ذلك أن منهجية إخضاع النص القرآني لغاية استخراج التقنينات الفقهية والعقدية يفضي إلى انحسار علاقة المؤمن مع النص في حدود المجال التوظيفي فحسب؛ مما يولد ذهنية توظيفية للنص وإنتاج إيمان قصير المدى، لا يرى في تعامله مع القرآن إلا الجانب النفعي الخارجي، إيمان هذه الذهنية يقوم على الاطمئنان والترديد، في تجاوز سافر لحيرة المؤمن وتساؤلاته وتوقه إلى الارتقاء الروحي. أما المنهجية النقدية التاريخية فتعيد للوحي حيوية لغته ورموزه وطاقته الروحية والفكرية، مكرسة إيمانا يعتمد على يقين متسائل ومعتز برحابة رسالة القرآن. (ص108).
المصدر: موقع سوس درعة (موقع مغربي) ( http://soussdraa.com/modules/news/article.php?storyid=104)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد كالو]ــــــــ[16 Nov 2009, 08:17 ص]ـ
احميدة النيفر أحد منظري اليسار الإسلامي وصاحب مجلة الفكر الإسلامي المستقبلي ومدير منتدى الجاحظ.
لا رؤية له واضحة في كتابه (الإنسان والقرآن وجها لوجه) بل يتماهى مع التيار الحداثي، ويلتزم الصرامة المنهجية مع المدارس الأخرى.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[16 Nov 2009, 09:24 ص]ـ
أتمنى أن نرى تعليق الدكتور مساعد الطيار على هذا المقال(/)
التعريف عن نفسي وسؤال للاخوة المشاركين عن تاريخ طبع كتاب تفسير ابن كثير
ـ[وليد صالح]ــــــــ[17 Nov 2009, 01:04 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الاخوة الاعزاء:
انا من المتابعين الدائمين لهذه الليستة (المنتدى) وهذه هي المرة الاولى التي اكتب لأسأل عن امر قد شغل بالي ولم اجد له حلا:
ما هو تاريخ طبعات تفسير ابن كثير. انا بالاخص اريد ان اتحرى الطبعة المصرية التي طبعت في اربع مجلدات واعيد طباعتها في لبنان ولكن للاسف بدون الافصاح عن المصدر.
ان ما اجده مداعاة للتعجب هو غياب اي مقال يفيض شرحا عن تاريخ طباعة هذا الكتاب المهم.
المشكلة الان هو ان لدينا عدة طبعات ونحن لا نعرف ايها نتبع كباحثين اكاديمين؟
والمشكلة تتعدى التحقيق الى مشكلة اهم وهي اي من الطبعات نعتمد؟ فهناك الان النسخة المعتمدة الكاملة, وهناك النسخة التي طبعت في طبعة دار الشعب المصرية وهي لا تحتوي على الاضافات الموجودة في النسخة المعتمدة.
فما هو الحل؟ هل نعرف ان كان ابن كثير اراد النسخة المعتمدة او النسخة الاولى (وهي النسخة الازهرية تفسير رقم 168.) كاساس لتفسيره؟ وكيف نستطيع التحري عن نية المؤلف في هذا الامر.
وبالمناسبة أنا ادرس الدراسات الاسلامية في جامعة تورنتوا في كندا.
وليد صالح
استاذ الدراسات الاسلامية
جامعة تورنتوا
كندا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Nov 2009, 01:40 ص]ـ
مرحباً بالأخ العزيز وليد صالح بين إخوانه في ملتقى أهل التفسير الذين يسعدون به ويرحبون بانضمامه إليهم من تورنتو بكندا.
ونرجو أن نرى بحوثك ومقالاتك التي سبق لك نشرها من قبل وما يستجد منها بإذن الله على صفحات ملتقى أهل التفسير لتعم الفائدة بها. وليتك تنشر بحوثك حول تفسير الواحدي (البسيط) وتفسير الثعلبي (الكشف والبيان) التي أخبرتني بها من قبل.
وأما نشرات تفسير ابن كثير فهي كثيرة، وقد سبق الحوار حولها في عدة موضوعات في الملتقى أرجو أن تجيب على أسئلتك التي طرحتها، وإن لم فيمكننا الحديث حولها بإذن الله.
ما هي أحسن طبعات تفسير ابن كثير - ملتقى أهل التفسير ( www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=103)
ـ[وليد صالح]ــــــــ[17 Nov 2009, 03:11 ص]ـ
الاخ الكريم الدكتور عبد الرحمن:
شكرا للتاهيل بي في الندوة. واشكرك ايضا للوصلة الى الموضوع الذي طرحته.
هناك مشكلة بسيطة: ان كل التفاصيل عن الطبعات غير كاملة.
فنحن نتحدث وكاننا جميعا مطلعون على النسخات التي تذكر:
دعني اذكر لك أمر مهم:
هل تعلم ان الشيخ محمد رشيد رضا قام بطباعة تفسير ابن كثير في 9 مجلدات على نفقة الملك الامام عبد العزيز آل سعود في طبعة مهيبة سنة 1343 هجرية. وهذه الطبعة لا تذكر وهي كالنادرة. وهي لعمري من اول الكتب السعودية اذا اعتبرنا ان نفقة الطباعة كانت على نفقة الملك. وهي ان دلت على شيء فهي تدل على اهمية هذا التفسير.
ان اهم ما نستطيع ان نقوم به هو التوثيق للطبعات الاولى من الكتاب. يجب ان نذكر السنة التي طبع بها الكتاب, عدد المجلدات, ومكان الطباعة, والمطبعة, والمحقق.
وعلينا بعد هذا ان نعلن عن طبعة ام. حيث تصبح هي المرجع والمعال عليها. وحين الاختلاف فعلينا ان نعلن احدى النسخ الخطية هي الفصل والبيان عند الاختلاف.
ان كان التفسير كحقل ان يقنن ويؤسس فعلينا بيان الاصول التي نرجع اليها.
اخوك وليد صالح.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Nov 2009, 05:30 م]ـ
بارك الله فيكم أخي وليد ونفع بكم.
الحديث عن طبعات تفسير ابن كثير كلها وقيمة كل طبعة منها، متوفر ولكن لستُ على يقين من نشره مسبقاً في الملتقى أم أنني اطلعتُ عليه في بحث منشور. ولعلي اراجع وأتأكد فإن لم أجده نشرته هنا إن شاء الله.
وهذا التفسير من أكثر التفاسير حظاً من حيث العناية به ونشره وتداوله بين طلبة العلم، وأذكر أن إحصائيات معرض الكتاب الدولي في القاهرة إحدى السنوات القريبة ذكرت أن هذا الكتاب من الكتب الأكثر مبيعاً في ذلك المعرض.
ـ[وليد صالح]ــــــــ[22 Nov 2009, 08:52 م]ـ
اخي الكريم عبد الرحمن:
اشكرك على متابعتك لهذا الامر.
هناك سؤال: لقد صدرت طبعة من تفسير ابن كثير في اربع مجلدات في القاهرة. وهي الطبعة الاولى للكتاب (غير الطبعة على هامش فتح البيان). وهذه الطبعة التي في اربع مجلدات اعيد طباعتها في بيروت. السؤال هو متى كان تاريخ الطبعة الاولى؟
اخوك وليد.
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[22 Nov 2009, 10:30 م]ـ
أرحب بالأخ الفاضل وليد في هذا الملتقى ونفع الله بك وأعانك على الخير
ومن الأمور اللطيفة المتعلقة بتفسير ابن كثير كثرة ملخصاته ولعل آخرها ما رأيته قبل يومين في معرض الشارقة للكتاب اختصره د. محمد سليمان الأشقر رحمه الله تعالى ولا أظن تفسيرا آخر حظي بهذا العدد من المختصرات حديثا، رحم الله مؤلفه وأعلى درجته في جنات النعيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو العالية]ــــــــ[01 Dec 2009, 10:05 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
بخصوص طبعة مؤسسة الرسالة العالمية لابن كثير التي اعتنى بها محمد الخن، فقد راجعت مجلدين من بروفاتها الأخيرة، ولا اظنها ترتقي لضبط طبعة السلامة الثانية او أولاد الشيخ.(/)
ساعة الصفر
ـ[محمد بن إبراهيم الحمد]ــــــــ[17 Nov 2009, 11:39 ص]ـ
الحزم مع النفس صفة عظماء الرجال الذين يحترمون أنفسهم، ويتدبرون عواقب أمورهم، فهم ينجزون أعمالهم، ويَفُون بمواعيدهم، ولا يدعون للمفاجآت سبيلاً إليهم.
ولا ريب أن ذلك مظهر من مظاهر العظمة الحقة، التي تجعل نصيب صاحبها من الاحترام موفىً غير منقوص.
والذي يلاحظ على ثقافة كثير من مجتمعاتنا أنها لا تحسب حساباً للمستقبل، إنما تنظر إلى يومها الحاضر فحسب.
والنظر إلى الحاضر، وجمع الهمة عليه أمر محمود، ولكن ذلك لا ينافي النظر إلى المستقبل، وأخذ الأهبة لما سيأتي من أمور.
ولا أريد ههنا أن أسترسل في هذا الشأن، وإنما أود الإشارة إلى أمر يقع فيه فئام منا؛ حيث يؤجلون كثيراً من أعمالهم التي تنتظر الحسم؛ فإذا جاءت ساعة الصفر، وقرب الموعد الذي لا بد فيه من إنجاز العمل _ صاروا يخبطون خبط العشواء، ويوقعون أنفسهم في حرج شديد، وربما أخفقوا أو قصروا في إنجاز ذلك العمل.
والسبب أنهم فرطوا في أوقات السعة؛ فكانت تلك هي النتيجةَ الحتميةَ.
وأمثلة ذلك في حياتنا اليومية كثيرة جداً، ومنها ما يحدث عند بعض الطلاب، فتراه طيلة وقت الدراسة يمرح ويؤجل، ويُسَوِّف في المذاكرةِ، وكتابة الأبحاثِ المطلوبة منه.
فإذا قرب وقت الامتحان استنفر قواه، وأجهد نفسه، وربما كان ذلك على حساب صحته، وتحصيله.
بل إنك لتعجب من الطلاب حين تراهم قبل الامتحان بدقائق وهم أمام قاعة الامتحان لا يكاد أحدهم يرفع طرفه من كتابه؛ رغبةً في اغتنام ما بقي من وقت، ولا يكاد يدخل القاعة إلا بعد التي واللُّتَيَّا.
ولو أنه استعد قبل ذلك لكان خيراً له، وأحسن تأويلاً.
ومن الأمثلة على ذلك ما يكون في أيام المواسم كالأعياد مثلاً؛ فتجد أكثر الناس لا يستعد للعيد قبل مجيئه بأيام ولو كانت قلائل، بل تراه يؤجل، حتى إذا جاءت ساعة الصفر، ولم يبق على العيد إلا ساعات دخل في معترك السوق، ولقي الأَمَرَّين من جراء الزحام الشديد، وربما لم يحصل على جميع ما يريد.
ومن هذا القبيل ما يكون من حاجيات الأولاد، وطلباتهم، فقد تُفَاجأ بابنك إذا أردت إنزاله عند باب المدرسة وهو يعطيك تقريره الدراسي يريد منك الاطلاع عليه، وكتابة توقيعك.
وقد تأتي إلى المنزل في ساعة متأخرة من الليل، فيقال لك: إن حليب الطفل قد انتهى، ولا بد من إحضار الحليب هذه الساعة.
وقل مثل ذلك في شأن مواعيد المطارات، والولائم، وتسليم البحوث الطلابية، ومراجعة الدوائر الحكومية، وبداية الموسم الدراسي، وما جرى مجرى تلك الأمور.
وكذلك ما يكون من حال كثير من الموظفين في المؤسسات الحكومية وغيرها؛ حيث التأخر عن الدوام، وتعطيل المصالح العامة، وما سبب ذلك في الغالب إلا التكاسل، والرغبة في كسب دقائق للنوم والراحة؛ فإذا جاءت ساعة الصفر هبَّ الموظف كالمذعور، وربما خرج دون تناول إفطاره إذا كان الوقت صباحاً، أو يتناوله على عجل، وربما سار بسرعة جنونية، وربما تجاوز إشارات المرور الحمراء؛ فَيَصِلُ وهو ثائر النفس، مشدود الأعصاب، فيَلْقى ما يَلْقى من اللوم، أو الحسم، أو النظرات الشَّزِرَة.
وهكذا الحال بالنسبة للصحة، حيث تجد كثيراً منَّا يفرط في صحته، ويدع المبادرة للعلاج؛ كسلاً، وتهاوناً؛ فإذا ساءت صحته دفعَ الثمن أضعافاً مضاعفة من وقته وماله.
ولأضرب لذلك مثالاً واحداً ألا وهو موضوع الأسنان، فالواحد منَّا يدعُ المبادرة لعلاجها، حتى إذا تهالكت راجع الطبيب بعد أن يفوت الأوان.
الأدهى في هذا الباب ما يكون في شأن الفرائض؛ حيث يُلحظ على كثير منا تماديه في الشغل أو النوم حتى إذا قَرُب وقت الصلاة _مثلاً_ نهض بسرعة، وعجَّل في الوضوء، وربما أخلَّ به، فلا يأتي الصلاة إلا وقد فاته ركعة أو ركعات، وربما فاتته الصلاة، بل ربما خرج وقت الصلاة ولمَّا يؤدِّها بَعْدُ.
وهكذا الحال بالنسبة للصيام حتى لتجد من يتشاغل بالكلام، أو النوم، أو بعض الأعمال، حتى إذا قرب وقت الإمساك _ صار يأكل ويشرب بسرعة قد تُضِرُّ بصحته، وربما طلع الفجر ولمَّا يتسحرْ بَعْدُ.
ولا يعني ما مضى أن يكون المرء كالآلة، أو ألا يقع منه الخلل أو التقصير البتة.
وإنما المقصود ألا يكون الخلل، والكسل، والتواني _ دَأْبَه في سائر أحواله وأيامه.
وهذا ما يؤكد لنا ضرورة المعالجة لمثل هذه الأمور، وأن نُعَوِّد أنفسنا ومن تحت أيدينا على البعد عن المضايق، والتصرف في أوقات السعة، وأن نشيع في بيوتنا، ومدارسنا، ومجتمعاتنا عموماً ثقافةَ الحزمِ، والمبادرةِ، واحترامِ المواعيد، وإنجاز الأعمال في أوقاتها.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Nov 2009, 01:14 م]ـ
رضي الله عنك يا ابا إبراهيم، فما أجمل هذا الكلام. نسأل الله أن يعيننا على أنفسنا.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[17 Nov 2009, 01:32 م]ـ
تعرف يا دكتور كلها عندي
وخاصة موضوع الأسنان
مع أني كثيرا ما أتحدث عن التنظيم والتخطيط
وعدم ترك الحياة تسوق الإنسان في مسارات لم يكن يتمناها
ومع الأسف الشديد التنظير في حياتنا أكثر من التطبيق
وربك يسهل
ربما دعوة من المسلم لأخيه بظهر الغيب تفتح لها أبواب السماء
جزاك الله خيرا على مقالك الرائع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب القراءات]ــــــــ[17 Nov 2009, 01:42 م]ـ
كلمات رائعة.
نسأل الله أن يعيننا على ترتيب وتنظيم أوقاتنا والتخطيط لمستقبلنا.
جزاك الله خيرا فضيلة الشيخ / محمد الحمد , وجعل هذه الكلمات في ميزان حسناتك.
ـ[فيوض]ــــــــ[17 Nov 2009, 08:59 م]ـ
بارك الله فيكم ..
نظرة دقيقة وتنبيه مبارك.
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[17 Nov 2009, 11:10 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء، نصيحة جاءت في وقتها.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[18 Nov 2009, 04:54 م]ـ
ليست روعة المقال في موضوعه فقط؛ بل في وقته أيضا ..
جزاك الله خيرا على هذه الملاحظات المفيدة النافعة.(/)
رحم الله صاحب كتاب زبدة التفسير
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[17 Nov 2009, 01:05 م]ـ
رحم الله صاحب كتاب " زبدة التفسير "!
في السابع والعشرين من شهر ذي القعدة 1430 هـ تلقيتُ رسالةَ جوال تحمل خبر موتِ علمٍ من أعلام الأمة إنه الشيخ الأصولي المفسر د. محمد بن سليمان الأشقر العتيبي – رحمه الله رحمة واسعة -.
رحل هذا العَلم بعد عمر مديد قضاه في العلم والتعليم دراسة وتدريسا وتأليفا، وهو الأخ الأكبر للشيخ د. عمر بن سليمان الأشقر.
ترجم لنفسه ترجمة مختصرة ألخصها في النقاط التالية:
ولد ببرقة قرية من قرى نابلس في 16 من أيلول سنة 1930 م.
تخرج من الابتدائية سنة 1944 م.
درس الثانوية بمدرسة الصالحية بنابلس، ومكث أربع سنين.
رحل إلى المملكة العربية السعودية وعمل بالتدريس في المدرسة الفيصلية ببريدة سنة 1369هـ.
عمل في التجارة بالرياض سنة 1370هـ
التحق بالمعهد العلمي في الرياض سنة 1371هـ
أسندت إليه أمانة مكتبة دار الإفتاء 1372هـ مع الاستمرار في الدراسة بالمعهد العلمي، ثم بالكلية الشرعية.
تخرج من الكلية الشرعية 1376 هـ في الفوج الأول من خريجيها.
أخذ التفسير وأصول الفقه على الشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله -، والفقه والعقيدة على الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله -، والفرائض على الشيخ عبد العزيز بن رشيد – رحمه الله، والحديث على الشيخ عبد الرحمن الإفريقي – رحمه الله -، والنحو على الشيخ عبد اللطيف سرحان، والشيخ يوسف الضبع.
عمل بالتدريس في معهد شقراء العلمي، وأسندت إليه إدارته سنة 1377هـ
نقل للتدريس بالكلية الشرعية، وكان من أوائل المدرسين فيها، وبقي بها من 1378 – 1383هـ، أي أنه مكث خمس سنوات.
التحق بالتدريس في الجامعة الإسلامية فبقي بها سنتان.
انتقل بعدها إلى الكويت.
أسند إليه أمانة مكتبة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية من سنة 1385 – 1397هـ.
حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه من كلية الشريعة بجامعة الأزهر.
عمل في مشروع الموسوعة الفقهية الكويتية.
وشارك عضوا في لجنة الفتوى بالكويت من سنة 1969م إلى أن وقعت أحداث الخليج عام 1990م.
رجع بعدها إلى الأردن، وتفرغ هناك للبحث والتأليف.
أما إنتاج الشيخ تأليفا وتحقيقا وتعليقا فهي كثيرة لا يسع المقام لذكرها،
ولكن في لقاء ?أجري مع الشيخ د. محمد الأشقر قبل عام أوضح فيه أعز مؤلفاته لديه قائلا: " لدي تفسير أعتز به وهو " زبده التفسير "، وهو على اسمه زبدة، أي: ليس فيه حشو مطلقا، وإنما التفسير على قدر المطلوب بالضبط، فيكشف معنى الآية بكل يسر وسهولة ووضوح وهو ميسر للناس وقد أخليته من أي مصطلح يشق على المطالع الذي لا معرفة لديه بالمصطلحات فأي مثقف عادي يستطيع أن يفهم المراد من الآية فهما سليما فهذا أكثر كتاب اعتز به.
وهناك كتاب " الواضح " في أصول الفقه أيضا كتاب ميسر للمبتدئين والحمد لله يدرس في العالم الإسلامي في مواضع كثيرة في معاهد علمية إسلامية الحمد الله كان ميسرا جدا، وأصل عمله أظن أن جمعية الإصلاح طلبت مني أن ألقي دروسا على طلبتها في أصول الفقه فألقيت هذه باختصار، ثم توسعت بها وحررت الكتاب، ثم بعد ذلك طلبت مني جمعية إحياء التراث الإسلامي أن ألقي عليهم دروسا فألقيت دروسا فيه وكان ذلك مؤدياً إلى تحرير المسائل تحريرا كاملا والحمد الله فهذان الكتابان خير ما اعتز به ".ا. هـ.
وكتاب " زبدة التفسير " هو مختصر لكتاب " فتح القدير الجامع بين فنّي الدِّراية والرواية من علم التفسير " للإمام الشوكاني (ت 1250)، قال في مقدمته: " وقد كنتُ توليتُ تدريس تفسير الشوكاني – رحمه الله – لطلبة العلم في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، فأخذتُ بفضله وتحقيقه ... ".ا. هـ.
وقد عُرف الشيخ د. محمد الأشقر بهذا الكتاب فإذا أطلق اسم كتاب " زبدة التفسير " في أواسط طلبة العلم فيتبادر للذهن اسم مؤلفه الشيخ د. محمد الأشقر.
وقد طبع الكتاب طبعات عديدة آخرها " زبدة التفسير بهامش مصحف المدينة المنورة "، وكُتب على طُرة الكتاب " الطبعة الشرعية الوحيدة "، طبعة " دار النفائس " بالأردن، راجعها وقدم لها الشيخ د. الأشقر بعد أن رغب إليه كثير من طلبة العلم أن يطبع الكتاب بهامش مصحف المدينة، واستجاب لطلبهم بهذه النسخة المعتمدة في عام 1421هـ.
ينصح كثير من العلماء وطلبة العلم بكتاب " زبدة التفسير " للمبتدئين في طلب العلم، وأيضا للقراءة منه في المساجد لسهولة عبارته، وتلخيص الأقوال في تفسير الآية.
هذا ما سمح به قلمي للحديث عن هذا العلم د. محمد الأشقر رحمه الله، ولو تركت العنان له لما انتهيت من تحبير ترجمته، وجهوده، ومؤلفاته، ولكني اقتصرتُ على أشهر كتاب عُرف به رحمه الله رحمة واسعة.
وختاما أقترح على أبناء الشيخ وأخيه د. عمر الأشقر إنشاء موقع للشيخ يجمع فيه كل ما يتعلق به منذ ولادته إلى وفاته، ويجمع أيضا تراث الشيخ ليكون مرجعا ومقصدا لطلبة العلم، وعملا يجري للشيخ في قبره رحمه الله.
عبد الله زقيل.
27 – 11 – 1430هـ
منقول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[17 Nov 2009, 02:13 م]ـ
رحم الله الشيخ وأسنكه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[17 Nov 2009, 03:10 م]ـ
نسأل الله له الرحمة والمغفرة
وأن يباعد بينه وبين خطاياه كما باعد بين المشرق والمغرب
وأن يغسله بالماء والثلج والبرد
وأن ينقيه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
ونسأل الله سبحانه أن يثبته بالقول الثابت
وأن يضاعف حسناته ويتجاوز عن خطاياه ويسكنه فسيح جناته
ويلهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان
اللهم لا تفتنهم بعده، ولا تحرمهم أجره
إنك سميع مجيب الدعاء
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[19 Nov 2009, 10:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
رحم الله الشيخ الأصولي المفسرالأستاذ الدكتور محمد بن سليمان الأشقر العتيبي رحمة واسعة، و أسكنه فسيح جناته.
اللهم لا تحرمنا أجره، و لا تفتنا بعده، و ألحقنا به مؤمنين،غير مبدلين و لا مغيرين.
إنا لله و إنا إليه راجعون.
و لا حول و لا قوة إلا بالاله العلي العظيم.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[22 Nov 2009, 05:26 م]ـ
رحم الله الشيخ الجليل وأسكنه فسيح جناته
وانا لله وانا اليه راجعون
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[22 Nov 2009, 06:58 م]ـ
اللهم ارحمه واغفر له
5/ 12/1430هـ
ـ[ابو عمر الهلالي]ــــــــ[22 Nov 2009, 07:01 م]ـ
رحمه الله ......
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[22 Nov 2009, 10:41 م]ـ
تغمده الله تعالى برحمته ورفع درجته في عليين وجزاه خير الجزاء على ما قدم في خدمة الكتاب الكريم والعلم وأهله وألهم أهله وذويه الصبر والرضى بالقضاء.(/)
هل هناك شرح أو تعليق على كتاب الإتقان في علوم القران؟
ـ[ابوالحارث]ــــــــ[19 Nov 2009, 01:53 ص]ـ
اخواني في الله: هل هناك شرح،او تعليق لاحد المشائخ على كتاب الاتقان في علوم القران؟؟
اثابكم الله،،
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[19 Nov 2009, 06:29 ص]ـ
شرح كتاب الاتقان كثير من أهل العلم، وتفضل أخي هذا الرابط فيه عدة شروح له:
http://www.liveislam.net/archive.php?sid=&action=title&tid=24&bookid=222
وهناك شرح للشيخ مساعد الطيار وهو من أنفع ما سمعت، تجده على هذا الرابط:
http://www.liveislam.net/archive.php?sid=&action=title&tid=24&bookid=3
ـ[ابوالحارث]ــــــــ[19 Nov 2009, 11:01 م]ـ
اثابك الله اخي الفجر الباسم
لكن مالطريقة التي بحثت فيها عن شرح الشيخ مساعد في موقع البث الاسلامي
لاني بحثت باسم الشيخ، ثم باسم الكتاب،،،ومع ذلك لم تخرج لي نتيجة؟؟؟
اصلح الله لنا ولك الذرية والنية
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[20 Nov 2009, 02:58 ص]ـ
إذا فتحت الرابط الثاني يفتح لك الصفحة التي فيها دروس الشيخ.
وهناك طريقة أخرى، على يمين الصفحة الرئيسية في موقع البث تجد: تصنيف المواد
اضغط على كلمة " دروس " ثم افتح منها: دروس علمية، ثم تفسير، ثم تفسير الطبري.
لأن الشيخ درسه عبارة عن شرح من كتاب الإتقان، ثم يشرح من تفسير الطبري.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[23 Nov 2009, 09:50 م]ـ
شرح العلامة مصطفى البحياوي هنا ( http://www.archive.org/details/Boiahia-UlumQuran)
وهو شرح ماتع موجز كثير الفائدة، وقد سبق التعريف به هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=48164) .
ـ[ابوالحارث]ــــــــ[24 Nov 2009, 04:47 ص]ـ
اثابك المولى يا اخي العبادي
جعل الله ذلك في موازين اعمالك(/)
عقد اللقاء القرآني السادس لطلاب معهد الإمام ابن الجزري ومعلمي الحلقات
ـ[معهد ابن الجزري]ــــــــ[19 Nov 2009, 09:40 ص]ـ
بحمد الله تم عقد اللقاء القرآني السادس لطلاب معهد الإمام ابن الجزري ومعلمي الحلقات بعنيزة يوم الاثنين 28/ 11/1430 مع فضيلة الشيخ د. خالد المطرفي الأستاذ المساعد بجامعة القصيم بعنوان (أهم قواعد التفسير) بقاعة المعهد. وقد حضر اللقاء جمع جيد من مشرفي مدارس الحلق ومعلميها ومعلمي طلاب المعهد وطلابه. كما برز تفاعل الحضور واستفادتهم من اللقاء بحمد الله.
لسماع المادة الصوتية عبر موقع المعهد http://aljazry.com قسم الصوتيات
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[19 Nov 2009, 02:05 م]ـ
وفقكم الله، ونفع بكم.(/)
تفسير الطبري وأمنيات أهل العلم؟ بث شجون أمانيك
ـ[أبو العالية]ــــــــ[19 Nov 2009, 09:57 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
العيش في ظلال القرآن نعمة والله.
وأن يوفقك الله تعالى لتذوق بعض هذا النِّعم، ويفتح عليك، وييسر لك الطريق فيها من أجلِّ النعم، فاللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.
اللهم أفض علينا وعلى أحبتنا هنا أوفر الحظ والنصيب. يا اكرم الأكرمين.
إخواني الفضلاء ..
أعيش أياماً جميلة مع شيخ المفسرين، ضمن 11 فهرِساً يستفاد منها في (جامع البيان)، لتخدم مشروع رسالتي الثالثة (العالمية) (معالم أصول التفسير عند الإمام الطبري)
وكلما أقرأ، كلما تواردت الخواطر من هنا وهناك، وهذا يعود لطبيعة القراءة المسبقة في الكتب التي تناولت الطبري مفسراً وفقهيا ومحدثا ومؤرخا وغير ذلك قبل الدخول إلى رحب تفسيره الزاخر، فكنت أجمع من هذه الخواطر والأمنيات هنا وهناك ما عزَّ وكان ذا قيمة نفيسة، وأسجل في ملفاتي عزيز النفائس والفرائد.
ثم رأيت من الغفلة أن أحرم عزيز النصائح من أحبتي الفضلاء في هذا الملتقى الرائد المبارك، وأن أحرم الخير الذي عندهم بنصح او إرشاد او دلالة بل حتى الدعاء وما أروع دعاء المحبين لبعضهم في فهم ما أُغِلق.
لا أطيل ..
فيا أيها الكرام ..
قد أستفدتُ من جميع ما كتب حول الطبري هنا وغيره من خلال البحث، وسجلت روائع المصنفات التي تناولت الإمام الطبري بجانب، فجزى الله كل من أفاد بفائدة عن حياة هذا الجبل الهُمام وعن علمه وكنوز درره. وإني أستزيد فمهما بلغ سعي الإنسان فلن يحوز الكل والتمام.
ومن هنا:
_ من عنده أمنية تخدم هذا السِّفر المبارك، فليجُدْ بها على اخيه.
_ ومن عنده خطة رشد تقصر الوقت من غير إخلال فليأت بها، ونحتضنها بكل إكرام ومحبة.
_ومن عنده نصح وإرشاد وتقويم ولفت نظر فلا يبخل به على أخيه، فوالله ما المرء إلا بإخوانه؛ فالقوة ثمَّ، والضعف في الوحدة.
الداعي للجميع بالخير والتوفيق والبركة في الآيام المباركات
ابن يوسف
غفر الله له
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[24 Nov 2009, 10:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
حياك الله أخي الكريم وحقيقة فرحت جداً عندما قرأت موضوعك
وعن نفسي فلدي مشروع صغير - وأسأل الله أن يبارك لي في الوقت لكي أتهما - متعلق بالطبري - رحمه الله - ومؤلفاته , فقد جمعت ولله الحمد الكثير من العناوين وصلت إلى الآن (148 عنوان رسالة جامعية عن الطبري , 74 عنوان ما بين بحث علمي ومقالات بمجلات عربية مختلفة , 87 عنوان لكتب كتبت عن الطبري ومؤلفاته , 3 ندوات عن الطبري , 20 عنوان للتحقيقات المختلفة لكتب الطبري المطبوعة , و 180 مادة مستقاة من فهرس المنشورات في الاستشراق عن الطبري) وإن شاء الله هذه القائمة ستزيد مع الأيام ولكن ما اشغلني عن إتمام العمل الدراسة وأمور أخرى
وأصل هذا العمل كان جزء من بحثي في مرحلة البكالريوس ونشرته على الشبكة بعنوان
الإمام الطبري بين العلماء والباحثين قديماُ وحديثا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=59722)
وحقيقة لا يفوتني أن أشكر د/مساعد الطيار الذي شجعني على إتمام هذا العمل
وانتظر عناوين أبحاثك لكي أضيفها لما لدي , وأن تزودني بالعناوين التي لديك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو العالية]ــــــــ[13 May 2010, 10:40 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
أرفع الموضوع واجدد النداء للإخوة الفضلاء والأخوات الفاضلات من جوار الحرم المدني
فلعل قارئاً يجهد فكره، ويقدح شرارة لخير كبير إن شاء الله، يكون لك فيها أجر الدلالة، لك صفوة وعلى أخيك كدره
فهل من مجيب؟(/)
إعجاز الترتيب القرآني في سورتي الشعراء و (يس)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[19 Nov 2009, 01:08 م]ـ
من مشاركة عبدالله جلغوم
إن العدد 62 في الترتيب القرآني لا يقل أهمية عن العدد 19،
ألا ترى أن الفرق بين العدد 62 وعكسه العدد 26 هو 36؟
من مشاركة حسان بوبشيش
ربما تفيد هذه الملاحظات في الموضوع
62 – 26 = 36
1 - ---------26 - ------------------------57
58 - --------83 - ------------------------114
إعجازالترتيب القرآني في سورتي الشعراء ويس
ذكرنا في مشاركات سابقة أن العدد 6236 (عدد آيات القرآن بالعدّ الكوفي) يتألف من العددين 36 و 62 , وأن الفرق بينهما 26.
وهذا يعني أن العدد 62 هو عبارة عن مجموع العددين 26 و 36 (26 +36 =62).
(وإذا تأملنا في هذه الأعداد جيدا , سنكتشف أن أساسها هما العددان 13 و 31 , (العدد 13 وعكسه) وأن العدد 114 (عدد سور القرآن) هو أساس العلاقات الرياضية في الترتيب القرآني).
هذه الملاحظة لا تختلف عن استنتاجنا العدد 13 من العدد 114 على النحو التالي:
114 = 19 × 6
العدد 13 هو عبارة عن 19 – 6.
وهذا يعني أن العدد 19 هو عبارة عن مجموع العددين 13 و 6.
السؤال الذي نود طرحه في هذه المشاركة:
هل روعيت هذه الحقيقة الملاحظة في العدد 6236 في ترتيب سور القرآن الكريم؟ أعني أن العدد 62 هو عبارة عن مجموع العددين 26 و 36؟ أين نبحث عن الإجابة على هذا السؤال؟ وهل هناك ما هو أدق من القرآن الكريم؟
تعالوا نتدبر الملاحظة التالية في ترتيب سور القرآن الكريم , ففيها الإجابة الصريحة:
السورة رقم 26 في ترتيب المصحف هي سورة الشعراء , وقد جاءت مؤلفة من 227 آية.
السورة رقم 36 في ترتيب المصحف هي سورة يس , وقد جاءت مؤلفة من 83 آية.
والآن لنتأمل عددي الآيات في السورتين:
نلاحظ أن مجموع عددي الآيات في السورتين هو 310 (227 + 83 = 310).
هذا العدد (310) هو من مضاعفات الرقم 62. فهو يساوي 5 × 62.
فأما الفرق بينهما فهو 144. وهذا العدد هو من مضاعفات الرقم 36.
(144 = 4 × 36).
لقد عدنا إلى العدد 6236 المؤلف من العددين 36و62.
أبعد هذا تظل حجة للقائلين بأن ترتيب سور القرآن اصطلاحي أو باجتهاد من الصحابة؟
أيريدون المزيد؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[19 Nov 2009, 03:38 م]ـ
(2)
بعد ما ذكرناه , ليس من الصعب أن نفهم الإعجاز في ترتيب سورتي الشعراء ويس باعتبار سور الفواتح. فمن المعلوم أن السورتين من بين سور الفواتح (الشعراء: طسم) (يس: يس).
إن مجموع رقمي ترتيب سورتي الشعراء ويس في المصحف هو 62 (26 + 36).
فإذا تأملنا موقعي ترتيب السورتين باعتبار سور الفواتح , نجد أن:
رقم ترتيب سورة الشعراء هو 12 , ورقم ترتيب سورة يس هو 19. وبذلك يكون مجموع رقمي ترتيبهما 31. أي نصف العدد 62.
إلى أين ستقودنا هذه الحقائق؟
أخشى أن البعض سيظل على عناده .. ويزعم أن مثل هذا الترتيب المحكم موجود في كتاب ألف ليلة وليلة.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[19 Nov 2009, 10:10 م]ـ
(3)
آخر 36 سورة في ترتيب المصحف:
آخر 36 سورة في ترتيب المصحف هي السور من النازعات إلى الناس.
اللافت في هذه المجموعة أن مجموع اعداد آياتها هو 524 آية.
ما وجه الإعجاز في هذا العدد؟
العدد 524 يساوي 2 × 262. (نلاحظ العددين 62 و 26)
ولاحظوا أن العدد 262 , يساوي 2 × 131. (نلاحظ العددين 31 و 13).
إننا نقترب من فهم السر في العدد 6236 ...
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[22 Nov 2009, 10:53 ص]ـ
(4)
أذكر بأن العدد 6236 يتألف من العددين 36 و 62 ..
السؤال الرابع الذي يثيره هذا التحليل:
هل بين سور القرآن سورة مؤلفة من 62 آية؟ وما علاقة ذلك بالعدد 6236؟
ونبحث عن تلك السورة، ونجد أنها سورة النجم، السورة رقم 53، فهي الوحيدة المؤلفة من 62 آية.
نلاحظ أولا أن عدد سور القرآن ابتداء من سورة النجم المؤلفة من 62 آية وحتى نهاية المصحف هو 62 سورة ..
الملاحظة الثانية (المفاجأة): إذا أحصينا عدد سور القرآن التي عدد الايات في كل منها 62 آية فأكثر، سنجد أن عددها هو 36 لا غير.
وبعد كل هذا يزعم متهور طائش أنني جعلت القرآن صفحة في آلة حاسبة!!!
أهذا معقول يا أيها العقلاء؟ يا أهل القرآن ومحبيه والمدافعين عن حماه؟
ألا تكفينا الفيروسات الالكترونية التي تغزو هذا الملتقى بين الحين والآخر؟ والفيروسات التي تهاجمنا من المفترين والمشككين بكتاب الله؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[22 Nov 2009, 10:08 م]ـ
لنتامل العدد 6236 من زاوية اخرى ..
إنه يتألف من العددين 23 (الرقمان في الوسط) و 66 (الرقم الأول والأخير.
مجموع العددين 23 و66 هو: 89، فاما الفرق بينهما فهو: 43.
والان لنتامل الملاحظة التالية:
السورة رقم 43 في ترتيب المصحف هي سورة الزخرف، والعجيب أنها مؤلفة من 89 آية.
...............
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[23 Nov 2009, 11:52 ص]ـ
السورة رقم 26 في ترتيب المصحف هي سورة الشعراء , وقد جاءت مؤلفة من 227 آية.
السورة رقم 36 في ترتيب المصحف هي سورة يس , وقد جاءت مؤلفة من 83 آية.
والآن لنتأمل عددي الآيات في السورتين:
نلاحظ أن مجموع عددي الآيات في السورتين هو 310 (227 + 83 = 310).
هذا العدد (310) هو من مضاعفات الرقم 62. فهو يساوي 5 × 62.
فأما الفرق بينهما فهو 144. وهذا العدد هو من مضاعفات الرقم 36.
(144 = 4 × 36).
لقد عدنا إلى العدد 6236 المؤلف من العددين 36و62.
إلى معارضي الإعجاز العددي: هاتوا تفسيركم
هل بين سور القرآن سورة مؤلفة من 62 آية؟ وما علاقة ذلك بالعدد 6236؟
ونبحث عن تلك السورة، ونجد أنها سورة النجم، السورة رقم 53، فهي الوحيدة المؤلفة من 62 آية.
نلاحظ أولا أن عدد سور القرآن ابتداء من سورة النجم المؤلفة من 62 آية وحتى نهاية المصحف هو 62 سورة ..
الملاحظة الثانية (المفاجأة): إذا أحصينا عدد سور القرآن التي عدد الايات في كل منها 62 آية فأكثر، سنجد أن عددها هو 36 لا غير.
إلى منكري الإعجاز العددي: هاتوا تفسيركم
قسمة عدد سور القرآن إلى العددين 60 و 54 للمرة الثالثة
عدد سور القرآن التي عدد الآيات في كل منها 36 آية فاكثر هو 60
عدد سور القرآن التي عدد الآيات في كل منها أقل من 36 هو 54
إلى معارضي الإعجاز العددي: هاتوا تفسيركم
ـ[محمد منقذ]ــــــــ[23 Nov 2009, 07:25 م]ـ
جميل
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[24 Nov 2009, 12:34 ص]ـ
جميل
بما أن تعليقك كان جميلا، إليك هذه، ولعلي أزيدك إذا رأيت منك تفهما ..
ذكرتُ في مشاركة سابقة:
يتألف العدد 6236 من العددين 23 (الرقمان في الوسط) و 66 (الرقم الأول والأخير).
مجموع العددين 23 و66 هو: 89، فاما الفرق بينهما فهو: 43.
والان لنتامل الملاحظة التالية:
السورة رقم 43 في ترتيب المصحف هي سورة الزخرف، والعجيب أنها مؤلفة من 89 آية.
قد لا يعجب البعض هذا التحليل للعدد 6236 ..
في الملاحظة التالية ما يدفع هذه الشبهة:
إذا قمنا بترتيب سور القرآن تنازليا , أي من الأطول إلى الأقصر , سنجد أن سورة الزخرف , السورة المؤلفة من 89 آية , هي السورة رقم 23 في هذا الترتيب.
وأن سورة الفجر, وهي السورة رقم 89 في ترتيب المصحف ,هي السورة رقم 66.
هنا المطلوب التدبر، والتأني والصبر، ومعاودة النظر.
إن مما تقرأه هنا في سطر، استغرق ساعات من العمل والتفكير.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[24 Nov 2009, 01:02 ص]ـ
المشاركة الأخيرة:
ومن روائع الترتيب القرآني (الإعجاز العددي) أن:
عدد سور القرآن التي عدد الآيات في كل منها يزيد على 89 آية هو 23.
ومن العجيب أن مجموع أعداد آياتها هو 3223
تاملوا هذا العدد وتدبروا ترتيب القرآن، فلعلكم تكتشفون بعض أسرار هذا العدد ..
ـ[محمد منقذ]ــــــــ[24 Nov 2009, 09:28 ص]ـ
عدد آيات القرآن (6236)
أحياناً تتعامل مع هذا الرقم على أساس أنه (66) و (23)
وأحياناً على أساس أنه (36) و (62)
هل هناك قاعدة في هذا؟
ـ[حسان بوبشيش]ــــــــ[24 Nov 2009, 06:33 م]ـ
وأن سورة الفجر, وهي السورة رقم 89 في ترتيب المصحف ,هي السورة رقم 66.
.
أريد ان انبه الى ان السورة رقم 66 في الترتيب من الأطول الى الأقصر هي سورة السجدة وترتيبها 32 وربما هذا يعطي معنى اكثر للعدد 3223 لان
001 - -------------------32 - ------57
114 - -------------------83 - ------58
اما العدد 89 فهو كمايلي:
يتألف العدد 6236 من العددين 23 (الرقمان في الوسط) و 66 (الرقم الأول والأخير).
مجموع العددين 23 و66 هو: 89، فاما الفرق بينهما فهو: 43.
والان لنتامل الملاحظة التالية:
السورة رقم 43 في ترتيب المصحف هي سورة الزخرف، والعجيب أنها مؤلفة من 89 آية.
.
عدد سور القرآن التي عدد الآيات في كل منها يزيد على 89 آية هو 23.
مما سبق سنحصل على ما يلي:
001 - ---------26 - ---29 - ---32 - ----------057/ 058 - ------------83 - ---86 - ---89 - ---------114
057 - ---------32 - ---29 - ---26 - ----------001/ 114 - ------------89 - ---86 - ---83 - ---------058
(يُتْبَعُ)
(/)
العدد 29 هو الوسط وبالتالي اقترح أن تقرؤوا ما كتب في هذا الرابط للشيخ بسام جرار فهو يعبر على الملاحظات السابقة بشكل واضح
http://www.alargam.com/fawateh/5.htm
وقد اخترت منه هذه الملاحظات
-----------------------------
وردت كلمة (رعد) في القرآن الكريم مرّتين: الأولى في الآية (19) من سورة البقرة، وعدد كلماتها (19) كلمة، وعدد حروفها (83) حرفاً. والكلمة الثانية في الآية (13) من سورة الرعد وعدد كلماتها (19) كلمة، وعدد أحرفها وفق رسم المصحف (83) حرفاً أيضاً.
-----------------------------
13 - سور الفواتح هي (29) سورة، وإذا رتبنا هذه السور وفق ورودها في ترتيب المصحف فسوف نجد أن سورة (العنكبوت) هي السورة المتوسطة؛ يسبقها (14) سورة ويتلوها (14) سورة. واللافت للانتباه أنّ هذه السورة التي تتوسط مجموعة ال (29) الفواتح، هي السورة (29) في ترتيب المصحف الشريف. كما يلاحظ أن الآية التي يذكر فيها لفظ (العنكبوت) هي (19) كلمة، وهي الآية (41) مما يعني أنه يتلوها (28) آية حتى نهاية السورة، أي أنها تتوسط آخر (57) آية من آيات سورة العنكبوت، وهذا هو موقع سورة العنكبوت بالنسبة لأول (57) سورة من سور القرآن الكريم، حيث يسبقها (28) سورة ويتلوها (28) سورة. والملحوظ أن عدد آيات السورة (57) هو (29). فتأمّل!!
قلنا إن سورة العنكبوت تتوسط سور الفواتح ال (29)، وهي السورة رقم (29) في ترتيب المصحف. ويبدو أن لها الوسطية في أكثر من منظور*:-
أولاً: هناك مجموعة من ثلاث سور تسبق سورة العنكبوت مباشرة أرقامها (26،27،28) وفواتحها (طسم، طس، طسم). وهناك مجموعة من ثلاث سور أيضاً بعد سورة العنكبوت مباشرة أرقامها (30،31،32) وفواتحها (الم، الم، الم).
ثانياً: إذا عددنا (5) سور قبل سورة العنكبوت، فستكون السورة (19) هي الخامسة. وإذا عددنا (5) سور بعد سورة العنكبوت، فستكون السورة (38) أي (19×2) هي الخامسة.
ثالثاً: إذا عددنا (8) سور قبل سورة العنكبوت، فستكون السورة الثامنة هي الرعد، والتي فاتحتها (المر)، والتي هي متميزة بين فواتح (الر). وإذا عددنا (8) سور بعد سورة العنكبوت، فستكون السورة الثامنة هي سورة الشورى، والتي فاتحتها (حم عسق)، والتي هي متميزة بين فواتح (حم). وهذا كله يعني أنّ لسورة العنكبوت وضعاً متميزاً ووسطياً بين سور الفواتح.
14 - في بحث سابق حول علاقة كل سورة في المصحف بعدد آياتها، وجد الباحث (عبد الله جلغوم) أن هناك (57) سورة تتجانس أرقام ترتيبها مع عدد آياتها: (فردي / فردي أو زوجي/ زوجي). وعندما قَسّم سور القرآن إلى قسمين: (1 - 57)، (58 - 114) وجد أن السور المتجانسة في النصف الأول هي (28) وغير المتجانسة (29)، أما في النصف الثاني فالمتجانسة (29)، وغير المتجانسة (28).أمّا هنا في سور الفواتح أل (29) فهناك (14) سورة متجانسة و (15) سورة غير متجانسة. وهذا يعني أن هناك نوعاً من التوازن عندما نتعامل مع القرآن كاملاً، أو عندما نتعامل معه مناصفة، أو عندما تعاملنا مع مجموعة مثل سور الفواتح.
-----------------------------------------------------
وارجوا ان تقرؤوا ايضا ما كتب في هذا الرابط للشيخ عبد الله جلغوم
http://www.alargam.com/sorts/jalghoom/8/8.htm
وكذلك
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=79513
إذا أحصينا أعداد الآيات ابتداء من البسملة وإلى نهاية الآية رقم 29 في سورة النبأ، فالعدد الناتج لدينا هو: 5701.
ألا يشير ما سبق الى علاقة بين 29 و 5701 وهي أن 29 هي منتصف الاعداد من 01 الى 57 وفي الجهتين بما ان هناك ما يشير الى عكسه اي من 57 الى 01
المفاجأة البديعة المذهلة: العدد 535 هو عبارة عن:
5 × 107. تأملوا هذا الناتج:
5× 107، إنها مقلوب العدد 5701.
هناك ملاحظات كثيرة فيما يخص العدد 29 ومتشعبة والباحث فيها سيكون حاله كالذبابة في خيوط العنكبوت!!!!(/)
مناسك الحج والعمرة (فيديو) د فريد الانصاري، رحمه الله.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[19 Nov 2009, 01:53 م]ـ
الشيخ فريد بن الحسن الأنصاري الخزرجي السجلماسي رئيس المجلس العلمي لمكناس بالمغرب
الشيخ توفي في 18/ 11/1430هـ بتركيا. رحمه الله
الجزء الأول
http://www.youtube.com/watch?v=T9tqQEtLWKI&feature=related
الجزء الثاني
http://www.youtube.com/watch?v=LatDFWTMqq0&feature=related
الجزء الثالث
http://www.youtube.com/watch?v=2j0JcCdaGfo&feature=related
الجزء الرابع
http://www.youtube.com/watch?v=xnPhBNHNWH8&feature=related
الجزء الخامس
http://www.youtube.com/watch?v=hR6tnu64H1c&feature=related
الجزء السادس
http://www.youtube.com/watch?v=fSJltDND67s&feature=related
الجزء السابع
http://www.youtube.com/watch?v=dB6d17n4uXg&feature=related
الجزء الثامن
http://www.youtube.com/watch?v=6MZMPx-EsZ8&feature=related(/)
أم من يأتي آمنا يوم القيامة للشيخ عبدالرحمن عبدالخالق
ـ[أبو سلمان العنزي]ــــــــ[22 Nov 2009, 09:18 ص]ـ
هذه محاضرة قيمة للشيخ العلامة عبدالرحمن عبدالخالق وهي حصرية لدى موقع نداء الإسلام
والشيخ يغوص في تدبر هذه الأية وتفسيرها بشكل مطول
أدعوكم لسماع هذه المحاضرة القيمة
http://islam-call.com/records/view/id/4357/(/)
حمل. . . تفسير الدوسري صفوة الآثار والمفاهيم PDF
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[22 Nov 2009, 11:04 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعزائي أعضاء وزوار ملتقانا المبارك
كل عام وأنتم بخير. . قبل الزحمة
أهديكم رابط تفسير الشيخ عبدالرحمن الدوسري رحمه الله من مكتبة المجلس العلمي
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=26403
دعواتكم. .
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[22 Nov 2009, 11:12 م]ـ
جزاك الله خيرا
وأخيرا ولله الحمد وجدت روابط تعمل لدروس الشيخ عبدالرحمن الدوسري -رحمه الله- في التفسير
ودونكم هذا الرابط الذي طااااااااااال بحثي في سبيله:
http://www.midad.me/sounds/view/sub/1077
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[06 Dec 2009, 11:33 م]ـ
أفنان. . شكرا لمرورك
ـ[محمدالسعيدي]ــــــــ[14 Dec 2009, 02:41 ص]ـ
جزاكم الله خيراً، وجعله في موازين حسناتكم ...
ـ[علي النجيدي]ــــــــ[27 Mar 2010, 08:55 ص]ـ
بارك الله فيك ونفع بك
ـ[باحثة علم]ــــــــ[18 Jun 2010, 08:21 ص]ـ
جزاك الله خيرا ورحم الله شيخنا رحمة واسعة(/)
محاضرة قصص المتدبرين للشيخ عصام العويد
ـ[أبو سلمان العنزي]ــــــــ[22 Nov 2009, 11:08 ص]ـ
من روائع الشيخ عصام العويد
http://islam-call.com/records/view/action/view/id/4349/(/)
(التفسير بمكتشفات العلم التجريبي بين المؤيدين والمعارضين) للدكتور محمد الشايع
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Nov 2009, 01:59 م]ـ
هذا البحث من البحوث المنشورة لأستاذنا العزيز الأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشايع حفظه الله ونفع بعلمه، نشره عام 1411هـ بمجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في العدد الرابع منها. وقد أخذته من الشيخ قديماً لطباعته ونشره في الملتقى. ثم عثرت عليه في موقع رسالة الإسلام الذي يشرف عليه الدكتور عبدالعزيز الفوزان وقد أعيد صفه من جديد، فآثرت نقله هنا ليطلع عليه من لم يسبق له أن قرأه في مجلة الجامعة.
وهذا نص البحث.
الجزء الأول
التفسير بمكتشفات العلم التجريبي بين المؤيدين والمعارضين
للأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشايع
أستاذ الدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
تفسير القرآن الكريم بمكتشفات العلم التجريبي أو ما اشتهر به التفسير العلمي، موضوع هام شغل بال كثير من القراء والدارسين واختلفت فيه آراء العلماء والباحثين، وكثر فيه التأليف بين مؤيدين ومعارضين. وقبل استعراض هذه الآراء يحسن إِلقاء نظرة على نشأته وتعريفه.
نشأته:
من الصعوبة بمكان تحديد نشوء الأفكار والمذاهب، فهي غالبًا ما تحتاج إِلى زمن تختمر فيه الفكرة وتجتمع لها الأدلة، ويكثر المؤيدون ثم يشتهر أحدهم بإِظهارها وإِبرازها، وليس بالضرورة أن يكون هو صاحبها وأن تكون هي من بنات أفكاره، لكن يكون هو الذي التقطها حين أعجب بها فذكرها ونشرها ودافع عنها، فنسبت إِليه ونقلت عنه.
ومنزع هذا النوع من التفسير للقرآن الكريم قديم. ويشتهر عند الدارسين أن الإِمام الغزالي المتوفى سنة (505 هـ) من أوائل المتكلمين في هذا النوع والمستوفين للكلام فيه إِلى عهده حيث بسط القول في هذا الموضوع في كتابه إِحياء علوم الدين، وكتابه الآخر: جواهر القرآن.
فعقد في أولهما بابًا في "فهم القرآن وتفسيره بالرأي من غير نقل " نقل فيه بعض الآثار والأقوال التي استظهر منها ما يريده من أن في القرآن إِشارة إِلى مجامع العلوم كلها، وأن " كل ما أشكل فهمه على النظار واختلف فيه الخلائق في النظريات والمعقولات ففي القرآن إِليه رموز ودلالات عليه يختص أهل الفهم بِدَرْكها" [1]
وفيه ينقل عن بعض العلماء قوله: " إِن القرآن يحوي سبعة وسبعين ألف علم ومائتي علم، إِذ كل كلمة علم ثم يتضاعف ذلك أربعة أضعاف إِذ لكل كلمة ظاهرٌ، وباطنٌ وحدٌّ ومطلع ".
وهذا القول المجمل والإِحصاء العددي - بعيدًا عن صحته من عدمها - دليل على تقدم هذا المنزع وأنه أسبق من الغزالي.
وينقل عن بعض العلماء الآخرين قولهم: " لكل آية ستون ألف فهم وما بقي من فهمها أكثر ".
بل يذهب إِلى أبعد من ذلك حين يرفع هذا المسلك إِلى الصحابة فينسب للإِمام علي - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - بأنه قال: " لو شئت لأوقرت سبعين بعيرًا من تفسير فاتحة الكتاب " [2]
فكم نسب للإِمام علي من قول؟! وما منعه - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أن يفعل -؟!!.
ويزيد الإِمام الغزالي هذه الفكرة تفصيلا وبيانًا في كتابه جواهر القرآن فيعقد فيه فصلا يبين فيه كيفية انشعاب العلوم من القرآن ويقسم علوم القرآن إِلى قسمين:
الأول: علم الصدف والقشر وجعل من مشتملاته علم اللغة، وعلم النحو، وعلم القراءات وعلم مخارج الحروف وعلم التفسير الظاهر.
الثاني: علم اللباب وجعل من مشتملاته علم قصص الأولين، وعلم الكلام وعلم الفقه وعلم أصول الفقه، والعلم بالله واليوم الآخر والعلم بالصراط المستقيم وطريق السلوك [3]
ويتوسع الغزالي في كلامه بعد ذلك فيعقد فصلا يبين فيه انشعاب سائر العلوم الأخرى من القرآن الكريم وتفرعها عنه، فيذكر علم الطب والنجوم وتشريح أعضاء الحيوان، وعلم السحر .. وغير ذلك. ثم يختم هذا التفصيل بإِجمال يحيط بما ترك فيقول:
"ووراء ما عددته علوم أخرى يعلم تراجمها ولا يخلو العالم عمن يعرفها ولا حاجة إِلى ذكرها .. ".
ثم قال فأطنب في تأييد هذا المسلك والمذهب.
وما ذكره من عبارات ونقول يوحي لنا بوجود صلة بين هذا المنزع في التفسير وبين التفسير الإِشاري القديم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم يتأيد هذا المنهج بالفخر الرازي (ت 606 هـ) بما ذكره من استطرادات في تفسيره حتى قيل عنه نقدًا لهذا المسلك: فيه كل شيء إِلا التفسير.
وجاء بعد ذلك بدر الدين الزركشي (ت 794 هـ) فنصره في كتابه البرهان في علوم القرآن بما أورده من نقول وما عقده من فصول، حيث عقد فصلا بعنوان: "في القرآن علم الأولين والآخرين" [4]
ثم جاء الإِمام جلال الدين السيوطي فقرر ذلك وتوسع فيه في كتابه الإِتقان في علوم القرآن، وكتابه الآخر: الإِكليل في استنباط التنزيل. وساق للاستدلال على ذلك بعض الآيات والآثار. ونقل نصًّا عن أبي الفضل المرسي يؤيد به ما ذهب إِليه من احتواء القرآن على سائر العلوم [5]
فنخلص مما سبق إِيجازه بأوجز منه وهو أن منشأ هذا المسلك قديم وأن تحديد البدء عسير غير يسير.
تعريفه:
عرفنا فيما سبق قِدَم جذور وأصول هذا النوع من التفسير، وأنه تحيَّزَ وتميَّزَ في هذا العصر بشكل أكثر وأظهر.
وقد التمس بعض الباحثين تعريفًا لهذا النوع، ومعلوم أن التعريف ينبغي أن يكون جامعًا مانعًا يعرف منه ما يدخل فيه وما يخرج عنه.
وممن التمس لهذا النوع تعريفًا الأستاذ أمين الخولي حيث قال عنه بأنه: "التفسير الذي يحكّم الاصطلاحات العلمية في عبارة القرآن ويجتهد في استخراج مختلف العلوم والآراء الفلسفية منها" [6]
وقد نقل هذا التعريف الشيخ محمد حسين الذهبي في كتابه التفسير والمفسرون [7]
واختصره آخرون وتأثر به غيرهم. فقد عرفه الشيخ محمد الصباغ بـ "أنه تحكيم مصطلحات العلوم في فهم الآية، والربط بين الآيات الكريمة ومكتشفات العلوم التجريبية والفلكية والفلسفية" [8]
والتعريف لهذا النوع من التفسير يتأثر بموقف المعرف له منه تأييدًا أو تفنيدًا. فالخولي والذهبي من المنكرين لهذا النوع فكان هذا التعريف متأثرًا بهذا الموقف.
ومن هنا تتوجه له بعض الانتقادات منها: قصوره، وقسوة لفظه (التحكّم) في التعريف. كأن كل تفسير علمي كذلك، مع ما توحي به من أن الآية المراد تفسيرها لها معنى آخر غير العلمي المراد منها أن تدل عليه [9]
وعرفه الدارس عبد الله الأهدل في رسالته: التفسير العلمي دراسة وتقويم - بعد انتقاده للتعريف السابق - بأنه: (تفسير الآيات الكونية الواردة في القرآن على ضوء معطيات العلم الحديث بغض النظر عن صوابه وخطئه" ليشمل التفسير الصحيح والتفسير الخاطئ ") [10].
وقوله: " بغض النظر عن صوابه وخطئه " لا ينبغي أن تكون من التعريف؛ لأن عموم ما قبلها يشملها.
وقد عرض الدكتور فهد الرومي لهذه التعاريف وتعرض لها بالنقد في كتابه: اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر الهجري: وخرج بتعريف آخر فقال: "والذي يظهر لي - والله أعلم - أن التعريف الأقرب إِلى أن يكون جامعًا مانعًا أن يقال: المراد بالتفسير العلمي: هو اجتهاد المفسر في كشف الصلة بين آيات القرآن الكريم الكونية ومكتشفات العلم التجريبي على وجه يظهر به إِعجاز للقرآن يدل على مصدره وصلاحيته لكل زمان ومكان".
- ثم شرح عبارات تعريفه بقوله:
(ولا شك أن وصفه بـ " اجتهاد المفسر" يدخل في التفسير العلمي المقبول والمرفوض؛ لأن المجتهد قد يخطئ وقد يصيب. وقولنا " الربط " ليشمل ما هو تفسير وما هو من قبيله كالاستئناس بالآية في قضية من قضاياه ونحو ذلك ..
وقولنا " العلم التجريبي " يخرج بقية العلوم الكلامية والفلسفية ونحوها، وقولنا " على وجه " لبيان ثمرته. وقولنا " يدل على مصدره " نقصد به أنه إِذا ما ثبت هذا التوافق بين نصوص القرآن الكريم وحقائق العلوم ولم يقع أي تعارض بين نص قرآني وحقيقة علمية مهما كانت جدتها وحداثتها، فإِنه لا يمكن أن يقول مثل هذه النصوص بشر قبل اكتشافها بقرون، ولا بد من أن يكون المتكلم بها هو موجد هذه الحقائق ومكونها وهو الله سبحانه وتعالى. وقولنا " وصلاحيته لكل زمان ومكان " نقصد به أنه صالح لكل عصر لا تأتي عليه الأيام ولا الحدثان بما يبطل شيئًا منه فهو صالح لكل عصر وأوان.
هذا ما ظهر لي الآن من المعنى المراد به. (والله أعلم).أ. هـ[11]
ولا يخلو هذا التعريف الذي ذكره الدكتور الفاضل فهد الرومي من وجهة نظر ففيه طول، وفي وصف الآيات القرآنية بالكونية تضييق لمجاله. كما أن لفظة " الربط " الواردة في شرح التعريف لم ترد في عبارات التعريف نفسه ولعل المراد لفظة " الصلة".
(يُتْبَعُ)
(/)
ولعل التعريف الأيسر والأخصر والذي ينبغي أن يكون عليه الحال. أن يقال عنه بأنه (تفسير القرآن الكريم بحقائق العلم التجريبي).
لكن ربما أراد المعرفون الآخرون له تعريفه على ما هو عليه لا تعريفه بما ينبغي أن يكون عليه.
مذاهب الناس في هذا النوع من التفسير:
تنوعت مذاهب العلماء والدارسين في هذا النوع من التفسير واختلفت مواقفهم منه بين مؤيدين ومعارضين على وجه الإِطلاق أو التقييد، حتى إِنه ليكاد يكون لكل واحد رأيه الخاص به بما يضيفه من شروط ويذكره من قيود.
وقد قسمت الدكتورة هند شلبي مواقف العلماء تجاه هذا الموضوع إِلى أربعة أصناف:
1 - المعارضون مطلقًا مع عدم التحيز إِلى العلم.
2 - المعارضون مطلقًا مع التحيز إِلى العلم.
3 - المؤيدون مطلقًا.
4 - المؤيدون المحترزون [12]
وبعيدًا عن كثرة التشعيب والتقسيم سوف أعرض لآراء العلماء مقسمًا لها إِلى نوعين: المعارضين لهذا التوجه، والمؤيدين له: -
1 - المعارضون:
المعارضون لهذا التوجه في التفسير كثيرون قدماء ومحدثين منهم:
1 - أبو حيان الأندلسي (ت 745 هـ) في البحر المحيط.
2 - أبو إِسحاق: إِبراهيم بن موسى الشاطبي (ت 790 هـ) في الموافقات.
3 - محمود شلتوت في: تفسير القرآن الكريم، ومجلة الرسالة.
4 - أمين الخولي. في: التفسير نشأته، تدرجه، تطوره، وفي دائرة المعارف الإِسلامية.
5 - محمد حسين الذهبي. في: التفسير والمفسرون.
6 - محمد عزة دروزة. في: التفسير الحديث.
7 - شوقي ضيف. في: تفسير سورة الرحمن وسور قصار.
8 - محمد رشيد رضا [13] في: تفسير المنار.
9 - عباس محمود العقاد. في: الفلسفة القرآنية.
10 - عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ).في: القرآن وقضايا الإِنسان.
11 - محمد كامل حسين. في: الذكر الحكيم.
12 - صبحي الصالح. في: معالم الشريعة الإِسلامية.
13 - أحمد محمد جمال. في كتابه: على مائدة القرآن مع المفسرين والكتاب.
14 - عبد المجيد المحتسب. في: اتجاهات التفسير في العصر الراهن.
15 - أحمد الشرباصي. في: قصة التفسير.
16 - إِسماعيل مظهر. في: عدة مقالات له في جريدة الأخبار [14]
17 - سيد قطب. في: ظلال القرآن [15]
وهؤلاء المعارضون تختلف عباراتهم في قسوة انتقادها لهذا التوجه بين متشدد ومعتدل. ويجمعها كلها الرفض له. والاعتراض عليه وعدم القبول به.
فقد عد أبو حيان - في معرض نقده للفخر الرازي - توسع العلماء في مباحث العلوم الأخرى عند تفسير القرآن الكريم، فضولا في العلم. وقسا فجعله: "من التخليط والتخبيط في أقصى الدرجة " [16]
وأعلن أمين الخولي معارضته لهذا التوجه في رسالته الصغيرة عن التفسير بمبحث عَنْوَنَهُ بـ " إِنكار التفسير العلمي " نبه فيه على قدم هذا الاتجاه، وقدم معارضته والاعتراض عليه.
ومثله فعل الشيخ محمد حسين الذهبي [17]
وعد الأستاذ عباس محمود العقاد مؤيدي هذا الصنف من التفسير: "من الصديق الجاهل لأنهم يسيئون من حيث يقدرون الإِحسان، ويحملون على عقيدة إِسلامية وزر أنفسهم وهم لا يشعرون" [18]
وقالت الدكتورة عائشة عبد الرحمن بأن هذا المسلك ضحك على العقول ببدع من التأويلات تقدم للناس من القرآن كل علوم الدنيا وعصريات التكنولوجيا [19]
ويقول د. شوقي ضيف: "وقد تلت الشيخ الإِمام [محمد عبده] تفاسير كثيرة منها ما اهتدى بهديه ومنها ما خاض في مباحث علمية كنت ولا أزال أراها تجنح عن الجادة إِذ القرآن فوق كل علم. ومن الخطأ أن يتخذ ذريعة لإِثبات نظريات علمية في الطبيعة والعلوم الكونية والفلكية وهو لم ينزل لبيان قواعد العلوم ولا لتفسير ظواهر الكون وما ذكر فيه من خلق السماوات والأرض والأفلاك والكواكب إِنما يراد به بيان حكمة الله وأن للوجود خالقًا أعلى يدبره وينظم قوانينه ولا ريب في أن القرآن يدعو أتباعه دعوة عامة إِلى العلم والتعلم للعلوم الرياضية والطبيعية والكونية. ولكن هذا شيء والتحول بالقرآن إِلى كتاب تستنبط منه النظريات العلمية شيء آخر لا يتصل برسالته ولا بدعوته. إِنه دين لهداية البشرية يزخر بما لا يحصى من قيم روحية واجتماعية وإِنسانية وحسب المفسر أن يعنى ببيان ما فيه من هذه القيم ومن أصول الدين الحنيف وتعاليمه التي أضاءت المشارق والمغارب أضواء غامرة " [20]
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد وصف محمد كامل حسين هذا النوع من التفسير بأنه " بدعة حمقاء " بل جعل هذا الوصف وسما لفصل هو " التفسير العلمي بدعة حمقاء " وقال عنه مرة أخرى بأنه " التفسير الحرباوي " إِشارة إِلى تغيره بتغير العلوم كما تغير الحرباء جلدها.
بل قسا وبالغ فجعله دليلا على ضعف إِيمان الذاهبين إِليه والقائلين به حين قال:
" .. والذين يفسرون الآيات الكونية تفسيرًا علميًّا يدلون بذلك على ضعف إِيمانهم ولو كانوا مؤمنين حقًّا ما كانت بهم حاجة إِلى شيء من ذلك يقوي به إِيمانهم فليس مقصودًا بالآيات الكونية غير الوعظ والتفسير الحق الذي هو يقربها من أذهاننا تقريبًا يؤدي إِلى الموعظة والعبرة وكل تعمق في تصويرها تصويرًا واقعيًّا هو بدعة حمقاء " [21].
أدلة المعارضين وأسباب المعارضة:
يقدم المعارضون بعض الاستدلالات، ويوردون بعض التخوفات والاعتراضات لمنع هذا النوع من التفسير، يمكن جمع أظهرها وأشهرها بالآتي:
أولا: إِن للتفسير شروطًا وقيودًا وضوابط يسير عليها قررها العلماء ينبغي لمن يتصدى لتفسير القرآن الكريم أن يكون قد عرفها وأحاط بها ليأتي الأمور من أبوابها. فلا يكون القرآن الكريم حمى مباحًا لكل من حصّل علمًا وحفظ شيئًا فنسي أنه قد غابت عنه أشياء.
ومن شروط ذلك: التمكن من العربية فتفسر ألفاظ القرآن الكريم بما تدل عليه لغة العرب، دون تزيّد في تحميل الألفاظ ما لا تحتمله فيستنبط منها ما لا تدل عليه ولا ترشد إِليه فللألفاظ معانيها المحددة ودلالاتها الخاصة التي وضعت لها وهذا يمنع التوسع العجيب في فهم ألفاظ القرآن وجعلها تدل على معانٍ وإِطلاقات لم تعرف لها ولم تستعمل فيها. أو إِن كانت تلك الألفاظ قد استعملت في شيء منها فباصطلاح حادث في الملة بعد نزول القرآن بأجيال [22]
ثم إِن هذا التفصيل العلمي المستقى من العلوم في عهودها المتأخرة هل هو من مدلولات ألفاظ الآيات أو لا؟
إِن كان من مدلولات ألفاظ الآيات فكيف لم يفهمه العرب الخُلَّصُ الذين نزل عليهم وبلغتهم. وإِن كانوا فهموه فلماذا لم تقم نهضتهم العلمية التجريبية على هذه الآيات الشارحة والمفصلة لهذه الحقائق والنظريات العلمية المفهمة لدقائقها.
وإِن كانت لم تفهم منها ولم تدل عليها ولم يدركها أصحاب اللغة الخلص في زمن نزولها - كما واقع الحال - فكيف تكون هي معاني القرآن المرادة له والمقصودة منه؟! وكيف يصح تفسيره بها.
وأين بلاغة القرآن حينئذ والبلاغة كما يقولون: هي مطابقة الكلام لمقتضى الحال [23]
" والقرآن الكريم قد نزل بلسان العرب على قوم يفهمونه وأمر الله نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بشرحه وتبيانه والنظريات الحديثة لم تكن معلومة ولا مكشوفة ولا يصح
لمسلم مهما حسنت نيته أن يدعي أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لم يكن يعرف جميع ما تضمنته آيات القرآن " [24]
وليس فيما ورد عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولا فيما ورد عن أصحابه ما يؤيد هذا الاتجاه أو يدل عليه [25]
ثانيًا: إِن القرآن الكريم إِنما هو كتاب هداية للبشرية كما قال جل وعلا:
{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [26]
وليس بكتاب تفصيل لنظريات العلوم ودقائق الفنون وأنواع المعارف من فلك وطب وهندسة وخلافها وأن تطلّب تفصيل ذلك في القرآن الكريم إِنما هو سوء فهم لطبيعة هذا القرآن ووظيفته.
" فلا حاجة بالقرآن الكريم إِلى مثل هذا الادعاء لأنه كتاب عقيدة يخاطب الضمير وخير ما يطلب من كتاب العقيدة في مجال العلم أن يحث على التفكير ولا يتضمن حكمًا من الأحكام يشل حركة العقل أو يحول بينه وبين الاستزادة من العلوم ما استطاع حيثما استطاع. وكل ذلك مكفول للمسلم في كتابه كما لم يكفل قط في كتاب من كتب الأديان " [27]
ثالثًا: إِن هذا اللون من التفسير يعرِّض القرآن للدوران مع أنواع المعارف ونظريات العلوم وهي أمور لا يقر للكثير منها قرار فقد يهدم العلم في الغد ما يراه اليوم من المسلمات فالعلوم الإِنسانية تتجدد مع الزمن على ما هو مقتضى سنة التقدم.
(يُتْبَعُ)
(/)
" فلا تزال بين ناقص يتم، وغامض يتضح، وموزع يتجمع، وخطأ يقترب من الصواب، وتخمين يترقى إِلى اليقين. ولا يندر في القواعد العلمية أن تتقوض بعد رسوخ، أو تتزعزع بعد ثبوت .. ويستأنف الباحثون تجاربهم فيها بعد أن حسبوها من الحقائق المفروغ منها عدة قرون " [28]
فلو طبقنا القرآن على هذه المسائل العلمية المتقلبة لعرضناه للتقلب معها وتحمل تبعات الخطأ فيها، وأوقفنا القرآن وأنفسنا مواقف الحرج [29]
رابعًا: إِن هذا المسلك ينطوي على معانٍ عدة لا تليق بجلال القرآن الكريم وكماله، أستأذنك في أن أنقلها لك بعبارة سيد قطب الأدبية الندية. وإِن كان في بعض ما ذكره تكرار لما سبق تقريره.
أولى تلك الأمور فيما قال: "هي الهزيمة الداخلية التي تخيل لبعض الناس أن العلم هو المهيمن والقرآن تابع ومن هنا يحاولون تثبيت القرآن بالعلم. أو الاستدلال له من العلم. على حين أن القرآن كتاب كامل في موضوعه ونهائي في حقائقه. والعلم ما يزال في موضوعه ينقض اليوم ما أثبته بالأمس. وكل ما يصل إِليه غير نهائي ولا مطلق؛ لأنه مقيد بوسط الإِنسان وعقله وأدواته وكلها ليس من طبيعتها أن تعطي حقيقة واحدة نهائية مطلقة.
والثانية: سوء فهم طبيعة القرآن ووظيفته، وهي أنه حقيقة نهائية مطلقة تعالج بناء الإِنسان.
والثالثة: هي التأويل المستمر - مع التمحل والتكلف لنصوص القرآن كي نحملها ونلهث بها وراء الفروض والنظريات التي لا تثبت ولا تستقر وكل يوم يجد فيها جديد " [30]
ويبين الشيخ محمود شلتوت جوانب الخطأ في هذا الاتجاه فيقول:
"هذه النظرة للقرآن خاطئة من غير شك لأن الله لم ينزل القرآن ليكون كتابًا يتحدث فيه إِلى الناس عن نظريات العلوم، ودقائق الفنون وأنواع المعارف وهي خاطئة من غير شك لأنها تحمل أصحابها والمغرمين بها على تأويل القرآن تأويلا متكلفًا يتنافى مع الإِعجاز ولا يسيغه الذوق السليم.
وهي خاطئة، لأنها تعرض القرآن للدوران مع مسائل العلوم في كل زمان ومكان
والعلوم لا تعرف الثبات ولا القرار الأخير، فقد يصح اليوم في نظر العلم ما يصح غدًا من الخرافات ... " [31]
خامسًا: إِن في هذا المسلك خطأ منهجيًّا لأن حقائق القرآن الكريم قطيعة نهائية بخلاف ما يصل إِليه الإِنسان من حقائق فإِنها غير قطعية ولا نهائية ففيها النقص والخطأ، فلا يصح تعليق تلك بهذه تعليق تطابق وتصديق [32].
سادسًا: إِن إِدخال التفسيرات العلمية على الإِشارات القرآنية وبالصورة التي جرى عليها بعض الكتاب والعلماء لا بد أن يفضي عما قريب أو بعيد إِلى صراع بين الدين والعلم [33]
يضاف لما سبق الرد على المجيزين لهذا المنهج والمؤيدين له في تمسكهم بظواهر بعض النصوص ك قَوْله تَعَالَى: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} [34]
وقَوْله تَعَالَى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ} [35]
ومثل فواتح السور الواردة في القرآن الكريم فهي مما لم يعهده العرب.
فقد أجاب عن هذه الاستدلالات الشاطبي في الموافقات بقوله: " فأما الآيات فالمراد بها عند المفسرين ما يتعلق بحال التكليف والتعبد أو المراد بالكتاب في قوله {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} [36] اللوح المحفوظ ولم يذكروا فيها ما يقتضي تضمنه لجميع العلوم النقلية والعقلية.
ثم قال: وأما فواتح السور فقد تكلم الناس فيها بما يقتضي أن للعرب بها عهدًا كعدد الجُمّل [37] الذي تعرّفوه من أهل الكتاب حسبما ذكره أصحاب السير.
أو هي من المتشابهات التي لا يعلم تأويلها إِلا الله تعالى. وغير ذلك.
وأما تفسيرها بما لا عهد به فلا يكون ولا يدعيه أحد ممن تقدم فلا دليل فيها على ما ادعوا.
ثم قال: فليس بجائز أن يضاف إِلى القرآن ما لا يقتضيه كما أنه لا يصح أن ينكر منه ما يقتضيه، ويجب الاقتصار في الاستعانة على فهمه على كل ما يضاف علمه إِلى العرب خاصة فبه يوصل إِلى علم ما أودع من الأحكام الشرعية، فمن طلبه بغير ما هو أداة له ضل عن فهمه وتقول على الله ورسوله فيه. والله أعلم وبه التوفيق.
بهذه العبارات ينقض الشاطبي تلك الاستدلالات ويوجهها مبينًا رأيه فيها.
تلخيص:
يمكن أن نلخص تلك الأدلة والأسباب بما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - التقيد بفهم معاني الألفاظ بدلالة اللغة وحدود استعمالها وقت نزول القرآن وعدم التوسع في ذلك. ولذا لم يرد هذا النوع من التفسير عن السلف.
2 - أن توسيع دلالة الألفاظ إِلى أوسع مما يعرفه العرب قديمًا يؤدي إِلى عدم بلاغة القرآن لعدم مراعاة مقتضى الحال حينئذ.
3 - أن مهمة القرآن الكريم دينية اعتقادية وليست علمية.
4 - أن هذا المسلك عما قريب أو بعيد سوف يؤدي إِلى الصراع بين الدين والعلم.
5 - ما يؤدي إِليه هذا المسلك من التأويل المتكلف الذي لا يسيغه الذوق السليم ويتنافى مع إِعجاز القرآن.
6 - أن في هذا المسلك تعريضًا للقرآن الكريم لكثرة التأويلات وتغيرها بتغير العلوم وتطورها نظرًا لعدم استقرار المسائل العلمية.
7 - أن التفسير العلمي بدعة حمقاء ودفاع فاسد عن القرآن الكريم من كل وجه.
8 - أن هذا النوع من التفسير يعارض اليسر الذي ينبغي أن تتصف به الشريعة الإِسلامية [38].
9 - عدم فهم الآيات والآثار التي قد يفهم منها هذا المنحى على وجهها الصحيح.
ــــــــ الحواشي: -----------
[1] إِحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي (1/ 290).
[2] المصدر السابق.
[3] جواهر القرآن ص (21)، وانظر التفسير والمفسرون للذهبي (2/ 475).
[4] انظر: البرهان في علوم القرآن للزركشي (2/ 181).
[5] انظر الإِتقان في علوم القرآن للسيوطي (4/ 30).
[6] التفسير، نشأته، تدرجه، تطوره: أمين الخولي ص (49)، دائرة المعارف الإِسلامية (9/ 420).
[7] انظر التفسير والمفسرون (3/ 140).
[8] انظر: لمحات في علوم القرآن واتجاهات التفسير، محمد الصباغ ص (203).
[9] انظر اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر الهجري، د. فهد الرومي (2/ 548)، ورسالة التفسير العلمي للقرآن الكريم، دراسة وتقويم عبد الله الأهدل.
[10] التفسير العلمي للقرآن الكريم، دراسة وتقويم عبد الله الأهدل ص (15).
[11] اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر الهجري للدكتور فهد الرومي (2/ 549).
[12] انظر: التفسير العلمي للقرآن الكريم بين النظريات والتطبيق د. هند شلبي ص (16).
[13] عده الدكتور فهد الرومي في كتابه القيم اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر (2/ 567) من المؤيدين لهذا التوجه في التفسير.
وعده الدكتور عبد المجيد المحتسب في كتابه اتجاهات التفسير في العصر الراهن ص (302) من المنكرين لذلك. وبتأمل ما ساقه كل منهما من نصوص استشهد بها على مراده يظهر أن الشيخ رشيد رضا وإِن كان تلميذًا للشيخ محمد عبده أنه أقرب إِلى الإِنكار منه إِلى التأييد، ومن عبارة الدكتور فهد أن رشيد رضا يجعل هذا نوعًا من أنواع إِعجاز القرآن. وقد سبق وأن فرق لنا الدكتور فهد بين التفسير العلمي والإِعجاز العلمي للقرآن، وأن الثاني مسلم به دون نكير. بخلاف الأول.
ثم إِن الشيخ رشيد رضا قد نعى على المتوسعين في مباحث الإِعراب وقواعد النحو ونكت المعاني وجدل المتكلمين وتخريجات الأصوليين واستنباطات الفقهاء المقلدين وتأويلات المتصوفين بحيث حجب هذا التوسع أثر القرآن وصد عن قصده.
وانتقد الفخر الرازي في مسلكه ثم قال: " وقلده بعض المعاصرين بإِيراد مثل ذلك من علوم هذا العصر وفنونه الكثيرة الواسعة، فهو يذكر فيما يسميه تفسير الآية فصولا طويلة بمناسبة كلمة مفردة كالسماء والأرض من علوم الفلك والنبات والحيوان تصد قارئها عما أنزل الله لأجله القرآن، نعم إِن أكثر ما ذكر من وسائل فهم القرآن: فنون العربية لا بد منها، واصطلاحات الأصول وقواعده الخاصة بالقرآن ضرورية كقواعد النحو والمعاني وكذلك معرفة الكون وسنن الله تعالى فيه كل ذلك يعين على فهم القرآن ".تفسير المنار (1/ 7، ط 4).
[14] جريدة الأخبار في (17/ 11 / 1961م) وانظر: الفكر الديني في مواجهة العصر د. عفت محمد الشرقاوي ص (425).
وانظر: -
1 - اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر الهجري د. فهد الرومي (2/ 578 - 600).
2 - اتجاهات التفسير في العصر الراهن د. عبد المجيد المحتسب ص (295).
(يُتْبَعُ)
(/)
[15] أفاض سيد قطب - رحمه الله - في الحديث عن هذا. فقد وصف حقائق القرآن الكريم بأنها نهائية ووصف ما يصل إِليه الإِنسان ببحثه وجده بأنها حقائق غير نهائية ولا قطعية وجعل تعليق الحقائق القرآنية النهائية بحقائق غير نهائية ولا قطعية خاصة تعليق تطابق وتصديق خطأ منهجي هذا إِذا كانت حقائق. وأما إِذا كانت فرضيات ونظريات فإِضافة إِلى خطئها المنهجي فإِنها تنطوي وتوحي بمعان غير مقبولة فهي توحي بـ:
1 - الهزيمة الداخلية التي تخيل لبعض الناس أن العلم هو المهيمن والقرآن تابع.
2 - سوء فهم طبيعة القرآن ووظيفته.
3 - التأويل المستمر مع التمحل والتكلف لنصوص القرآن كي تحمل، ويلهث بها وراء الفروض والنظريات المتعددة والمتغيرة لكنه مع هذا الرأي أيد الانتفاع بالكشوف العلمية في توسيع مدلول الآيات القرآنية وتعميقها.
[16] البحر المحيط (1/ 341).
[17] التفسير والمفسرون (3/ 140).
[18] الفلسفة القرآنية ص (16).
[19] القرآن وقضايا الإِنسان د. عائشة عبد الرحمن ص (426).
[20] سورة الرحمن وسور قصار د. شوقي ضيف ص (10).
[21] الذكر الحكيم، محمد كامل حسين ص (59).واتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر، د. فهد الرومي (2/ 588).
[22] التفسير: نشأته، تدرجه، تطوره، أمين الخولي ص (60).
[23] التفسير: نشأته، تدرجه، تطوره، أمين الخولي ص (60).
[24] التفسير الحديث، محمد عزة دروزة (2/ 7).
[25] اتجاهات التفسير في العصر الراهن د. عبد المجيد المحتسب ص (317).
[26] سورة الإسراء / 9
[27] الفلسفة القرآنية، عباس محمود العقاد ص (15).
[28] المصدر السابق.
[29] تفسير القرآن الكريم، الشيخ محمود شلتوت ص (11). وانظر: التفسير الحديث، محمد عزة دروزة 2/ 7.ومعالم الشريعة الإِسلامية د. صبحي الصالح ص (291).
[30] في ظلال القرآن، سيد قطب 1/ 176.
[31] تفسير القرآن الكريم، الشيخ محمود شلتوت ص11
[32] في ظل القرآن، سيد قطب 1/ 176.
[33] الفكر الديني في مواجهة العصر، د. عفت الشرقاوي ص (426) في مقام عرضه لرأي إِسماعيل مظهر عن جريدة الأخبار بتاريخ 17/ 11 / 1961 م.
[34] سورة الأنعام / 38
[35] سورة النحل / 89
[36] سورة الأنعام / 38
[37] بضم الجيم وتشديد الميم، وهو اسم حساب مخصوص مبناه على كلمات أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ. كل حرف منها يدل على رقم فالحرف من الألف إِلى الطاء للآحاد ومن الياء إِلى الصاد للعشرات ومن القاف إِلى الظاء للمئات وحرف الغين آخرها يمثل ألف (1000) وهو قول مردود ورد فيه حديث ضعيف من رواية الكلبي. قال ابن كثير من زعم ذلك فقد أدعى ما ليس له وطار في غير مطاره.
انظر: تفسير ابن كثير 1/ 38، وتاج العروس مادة جمل 7/ 364، وكشاف اصطلاحات الفنون للتهانوي2/ 11.
[38] انظر: التفسير العلمي للقرآن الكريم، دراسة وتقويم عبد الله الأهدل، رسالة ماجستير - كلية أصول (ص 194) والتفسير العلمي للقرآن الكريم بين النظريات والتطبيق د. هند شلبي ص (63 - 69).
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Nov 2009, 02:03 م]ـ
الجزء الثاني
المؤيدون للتفسير بمكتشفات العلم التجريبي ومؤلفاتهم:
حظي هذا النوع من التفسير بمعناه الواسع بمؤيدين له ومدافعين عنه ومكثرين منه. قدماء ومحدثين وسأجمل القائلين بهذا بوجه عام دون تحديد دقيق لرأي كل واحد منهم إِذا يجمعهم التوجه، وإِن اختلفت درجتهم فيه، وذلك تجنبًا للإِطالة المملة وتشعيب الأقوال تكثّرًا. فمنهم:
1 - الإِمام الغزالي في: إِحياء علوم الدين، وجواهر القرآن.
2 - الفخر الرازي (ت 606 هـ) في: تفسيره مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير.
3 - بدر الدين الزركشي (ت 794 هـ) في: البرهان في علوم القرآن.
4 - جلال الدين السيوطي (ت 911 هـ) في: الإِتقان في علوم القرآن والإِكليل في استنباط التنزيل.
5 - ابن أبي الفضل المرسي فيما نقله عنه السيوطي في الإِتقان.
6 - البيضاوي (ت 691 هـ) في: تفسيره أنوار التنزيل وأسرار التأويل.
7 - نظام الدين النيسابوري (ت 728 هـ) في: غرائب القرآن ورغائب الفرقان [1].
8 - محمود شكري الألوسي (ت 1270 هـ) في: روح المعاني [2].
9 - طنطاوي جوهر (ت 1358 هـ) في: الجواهر في تفسير القرآن الكريم، والقرآن والعلوم العصرية.
(يُتْبَعُ)
(/)
10 - محمد أحمد الإِسكندراني في "كشف الأسرار النورانية القرآنية فيما يتعلق بالأجرام السماوية والأرضية والحيوانات والنباتات والجواهر المعدنية" [3]. و "تبيان الأسرار الربانية في النباتات والمعادن والخواص الحيوانية " [4].
11 - عبد الله باشا فكري. في رسالته في مقارنة بعض مباحث البيئة بالوارد في النصوص الشرعية [5].
12 - إِبراهيم فصيح - الشهير بحيدري زاده البغدادي. في رسالته في تطبيق الهيئة الجديدة الآثار على بعض الآيات الشريفة وبعض الأخبار.
13 - أحمد مختار باشا الغازي [6].
14 - محمد توفيق صدقي. في محاضراته في سنن الكائنات.
15 - عبد الرحمن الكواكبي. في: طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد.
16 - محمد فريد وجدي. في: الإِسلام دين الهداية والإِصلاح.
17 - مصطفى صادق الرافعي. في: إِعجاز القرآن والبلاغة النبوية.
18 - جمال الدين القاسمي. في: محاسن التأويل.
19 - محمد عبده. في تفسير جزء عم. وتفسير المنار.
20 - عبد الحميد بن باديس. في: مجالس التذكير من كلام الحكم الخبير.
21 - د. عبد العزيز إِسماعيل. في: الإِسلام والطب الحديث.
22 - عبد الرزاق نوفل. في: القرآن والعلم الحديث. وغيره من مؤلفاته.
23 - محمد أحمد الغمراوي. في: الإِسلام في عصر العلم.
24 - حنفي أحمد. في: التفسير العلمي للآيات الكونية في القرآن.
25 - محمود أبو الفيض المنوفي. في: القرآن والعلوم الحديثة.
26 - الشيخ محمد متولي الشعراوي. في: معجزة القرآن.
27 - د. محمد عبد الله دراز. في: مدخل إِلى القرآن الكريم.
28 - جمال الدين عيّاد. في: بحوث في تفسير القرآن، وقدرة الله مظاهرها من العلم الحديث.
29 - د. مصطفى مسلم في: مباحث في إِعجاز القرآن.
30 - عبد العزيز بن خلف آل خلف في: دليل المستفيد في كل مستحدث جديد.
31 - د. منصور حسب النبي. في: الكون والإِعجاز العلمي للقرآن.
32 - د. البشير التركي في: لله العلم.
33 - محمد عبد الحليم أبو زيد في: مجلة الأزهر (المجلد 18/ 1560).
34 - د. عبد الله شحاته في: تفسير الآيات الكونية.
35 - أحمد جبالية في: القرآن وعلم الفلك.
36 - د. محمود ناظم نسيمي في: مع الطب في القرآن الكريم.
37 - محمد وفاء الأميري في: آيات الله.
38 - د. عبد العليم عبد الرحمن خضر في: الظواهر الجغرافية بين العلم والقرآن، و: المنهج الإِيماني للدراسات الكونية، وهندسة النظام الكوني في القرآن.
39 - الشيخ محمد الطاهر بن عاشور: في التحرير والتنوير.
40 - د. عبد الغني عبود في: الإِسلام والكون.
41 - الشيخ حسن البنا. في: مقدمة في التفسير مع تفسير الفاتحة وأوائل سورة البقرة.
42 - د. فهد بن عبد الرحمن الرومي. في: اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر الهجري.
43 - الشيخ عبد القاهر داود العاني في: دراسات في علوم القرآن.
44 - محمد صادق عرجون: في: نحو منهج لتفسير القرآن.
45 - محمد أبو زهرة. في: المعجزة الكبرى، القرآن.
46 - د. محمد سعيد رمضان البوطي. في: مقال في مجلة العربي عدد / 246 عام 1399 هـ.
47 - عبد الله بن عبد الله الأهدل. في: التفسير العلمي للقرآن الكريم. دراسة وتقويم [7].
48 - هند شلبي. في: التفسير العلمي للقرآن بين النظريات والتطبيق.
49 - نعمت صدقي. في: معجزة القرآن.
ومنهم الشيخ عبد المجيد الزنداني في مؤلفاته ومحاضراته، والدكتور محمد علي البار في أبحاثه ودراساته.
فهذا استعراض بإِيجاز لعدد كثير من القائلين بالتفسير العلمي يظهر منه انتشار هذا القول وشيوعه على امتداد في الزمان واتساع في المكان فهم مختلفو الديار متعددو المذاهب والمشارب متنوعو التخصصات والثقافات.
واكتفيت بتحديد مؤلفاتهم التي تحمل أفكارهم على وجه الدقة والتفصيل تجنبًا للإِطالة بنقل عباراتهم المحدِّدة لأرائهم، والتي قد تكون بالصفحات [8].
على أنه يتعين التنبيه إِلى أنهم ليسوا على درجة واحدة في قبولهم للتفسير العلمي، فمنهم من يؤيده بإِطلاق واندفاع.
ومنهم من له شروط وقيود فيقبله بحدوده ويقصره على الحقائق العلمية اليقينية القطعية دون النظريات الافتراضية. فالمتوسطون في الرأي والمتحفظون في الحكم هم أقرب إِلى أن يعدوا من المؤيدين منهم إِلى المعارضين لأنهم في المحصلة النهائية يقبلونه بضوابط وشرائط.
أسباب قبول هذا التفسير:
(يُتْبَعُ)
(/)
تختلف أدلة ومسببات قبول تفسير القرآن الكريم بمكتشفات العلم التجريبي - أو ما اشتهر بالتفسير العلمي - عند القائلين به وسأحاول في هذه الأسطر عرض أشهر وأظهر ما تبين لي منها.
والآيات والآثار التي سأوردها هي من استدلالات المتقدمين. والتعليلات من آراء المتأخرين. فمن ذلك:
1 - الاستدلال بظاهر عموم بعض الآيات ك قَوْله تَعَالَى: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} [9].
وقَوْله تَعَالَى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ} [10].
فيفسرون الكتاب بالقرآن، ويحملون الآية على ظاهر عمومها، وقد ساق الفخر الرازي بعض الاستدلالات للرد على منتقديه في الإِكثار من علم البيئة والنجوم بما يصلح أن يكون من أدلة المؤيدين لهذا النوع من التفسير منها:
1 - قَوْله تَعَالَى: {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ} [11] حيث حث على التأمل في بنائها وتزيينها.
2 - قَوْله تَعَالَى: {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} [12].
إِذ بين أن عجائب الخلق في أجرام السماوات والأرض أكثر وأعظم وأكمل مما في أبدان الناس.
3 - قَوْله تَعَالَى: {وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [13].
فقد مدح المتفكرين في خلق السماوات والأرض، ولو كان ذلك ممنوعًا منه لما فعل [14].
4 - قَوْله تَعَالَى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} [15]
فقوله سنريهم يدل على الاستقبال ومنع هذا النوع من التفسير يؤدي إِلى قصر الإِعجاز القرآني على عصر النبوة فقط. وهذا يعني أن يستقبل القرآن القرون الأخرى دون إِعجاز أو عطاء. وهذا ممنوع [16].
2 - الاستدلال بعموم بعض الأحاديث والآثار من ذلك:
(أ) ما أخرجه الترمذي وغيره "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: سَتَكُونُ فِتَنٌ. قِيلَ: وَمَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا؟ قَالَ: كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ نَبَأُ مَا قَبْلَكُمْ وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ" [17] الحديث.
(ب) ما أخرجه أبو الشيخ عن أبي هريرة أنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ اللَّهَ لَوْ أَغْفَلَ شَيْئًا لأَغْفَلَ الذَّرَّةَ وَالْخَرْدَلَةَ وَالْبَعُوضَةَ" [18].
(ج) ما أخرجه سعيد بن منصور عن ابن مسعود أنه قال: (من أراد العلم فعليه بالقرآن. فإِن فيه خبر الأولين والآخرين) [19].
3 - أن الله سبحانه وتعالى: ملأ كتابه من الاستدلال على العلم والقدرة والحكمة بأحوال السماوات والأرض وتعاقب الليل والنهار، وكيفية أحوال الضياء والظلام وأحوال الشمس والقمر والنجوم وذكر هذه الأمور في أكثر السور وكررها وأعادها مرة بعد أخرى. فلو لم يكن البحث عنها والتأمل في أحوالهم جائزًا لما ملأ الله كتابه منها. [20]
4 - إِن العلم الحديث ضروري لفهم بعض معاني القرآن الكريم، وليس هناك ما يمنع من أن يكون فهم بعض الآيات فهمًا دقيقًا متوقفًا على تقدم بعض العلوم. يقول مصطفى صادق الرافعي في إِعجاز القرآن "إِن في هذه العلوم الحديثة على اختلافها لعونًا على تفسير بعض معاني القرآن والكشف عن حقائقه" [21].
فتكون الحقيقة العلمية من مرجحات المعنى في الآية القرآنية [22] فإِذا احتملت الآية أكثر من معنى يتعين أن يؤخذ بما يرجحه العلم وتؤكده حقائقه ولا مسوغ البتة في تنكب ذلك وتجنبه، وهذا يعني أن الجهل بحقائق العلوم مدعاة إِلى الخطأ في التفسير.
يؤيد هذا التميز الذي تستقل به المفردة القرآنية، وتنفرد به عن غيرها في سعة معناها ودقة التعبير بها وتخير لفظها مما يستحيل معه أن تؤدي أي كلمة أخرى قريبة منها أو رديفة لها كامل معناها بإِيحاءاته وظلاله ودقائق معانيه، ومن هنا نجد أن غالب القائلين بوجود الترادف في اللغة يمنعونه في القرآن الكريم.
5 - تحقق فوائد كثيرة كبيرة من هذا النوع من التفسير مثل:
(يُتْبَعُ)
(/)
(أ) إِدراك وجوه جديدة للإِعجاز في القرآن الكريم، بإِثبات التوافق والتطابق بين حقائق القرآن الكريم القطعية النهائية وحقائق العلم القطعية اليقينية.
(ب) استمالة غير المسلمين إِلى الإِسلام وإِقناعهم به، وتعرّفهم عليه من هذا الطريق ببيان إِعجاز القرآن العلمي لهم وإِقامة الحجة عليهم بذلك.
ج - ما في هذا المسلك من الحث على الالتفات لأسرار هذا الكون والانتفاع بها بما ينفع الناس.
د - امتلاء النفوس إِيمانًا بعظمة الله جل وعلا وقدرته وعظيم سلطانه بعد الوقوف على بعض أسرار هذا الكون التي كشفها العلم وأشار إِليها القرآن الكريم.
هـ - إِظهار التوافق التام بين دين الإِسلام وحقائق العلم ودفع المزاعم الباطلة الجاهلة القائلة بأن هناك عداوة وصراعًا بين العلم والدين. فهذا الكون خلق الله. وهذا القرآن كلام الله. [23]
أضف إِلى كل هذا عدم الاقتناع بأسباب المنع من هذا التوجه في التفسير التي سبق ذكرها.
نماذج من التفسير بمكتشفات العلم التجريبي:
الأمثلة في هذا السياق كثيرة وسأختار منها ما هو قصير يسير تجنبًا للإِطالة في المقال أو التعقيد في المثال. فمنها:
أولا: يقول الله جل وعلا: {لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ. وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ. أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ. بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ} [24].
فقد أنكر الكفار بعثهم بعد موتهم واستغربوه واستبعدوه وقالوا: {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ. أَوَآبَاؤُنَا الأَوَّلُونَ} [25] وقالوا: {هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ. أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ} [26].
فقد روي "أَنَّ عَدِيَّ بْنَ رَبِيعَةَ أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: حَدِّثْنِي عَنْ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَتَى يَكُونُ؟ وَكَيْفَ يَكُونُ أَمْرُهَا وَحَالُهَا؟ فَأَخْبَرَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِذَلِكَ. فَقَالَ: لَوْ عَايَنْتُ ذَلِكَ الْيَوْمَ لَمْ أُصَدِّقْكَ يَا مُحَمَّدُ وَلَمْ أُؤْمِنْ بِهِ أَوَ يَجْمَعُ اللَّهُ هَذِهِ الْعِظَامَ؟! فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ} [27] " [28].
وفي رواية أخرى أنها نزلت في أبي جهل.
وقد لفت تخصيص البنان بذكر القدرة على إِعادة خلقه رغم صغره، انتباه المفسرين، وحظي باهتمامهم.
فقد أقسم الله في هذه الآيات بيوم القيامة وبالنفس السليمة الصافية الباقية على نقاء فطرتها حيث تلوم صاحبها على معصيته وتقصيره في جنب الله وتفريطه في طاعته.
أقسم الله بهما على أمر عظيم وشأن خطير، على ركن من أركان الإِيمان. وهو بعث الإِنسان يوم القيامة ليس هذا فحسب بل هو قادر على أن يعيد تسوية بنانه سبحانه وتعالى.
ومن هنا طفق المفسرون يلتمسون سر تخصيص البنان بالذكر. وهو جزء صغير من تكوين الإِنسان.
فذكروا تعليلات لطيفة وجيهة لهذا الأمر، وأنه خص بذلك لبديع صنعه ودقيق خلقه. ولما فيه من أعصاب وعروق وأظافر رغم صغر حجمه.
وقد ساهم العلم الحديث بما توصل إِليه من سر البصمة في القرن التاسع عشر الميلادي في كشف بعض جوانب الحقيقة، حيث إِن كل إِنسان على هذه الأرض يتميز ويتفرد ببصمة خاصة به لا تتطابق مع أي شخص آخر في العالم حتى في التوائم العائدة إِلى بويضة واحدة.
وذلك أن "البصمة تتكون من خطوط بارزة في بشرة الجلد تجاورها منخفضات وتعلو الخطوط البارزة فتحات المسام العرقية تتمادى هذه الخطوط وتتلوى، وتتفرع عنها تغصنات وفروع لتأخذ في النهاية وفي كل شخص شكلا متميزًا " [29].
ولهذا السبب فقد اعتمدت هذه الطريقة لتمييز الأشخاص واكتشاف المجرمين واللصوص [30]
وتتجلى عظمة الخالق جل وعلا في تمييز أشكال البصمة مع ضيق المساحة المتاحة، وتكاثر ألوف الملايين من البشر.
يقول صاحبا كتاب: مع الطب في القرآن الكريم: "فقد يكون هذا هو السر الذي خصص الله تبارك وتعالى من أجله البنان".
قلت: لا ينبغي أن يحصر سر ذلك البنان بما تمت معرفته، فقد تكشف الأيام عن المزيد وإِنما هو بعض أسرار الله في خلقه وليس في الآية ما يدل على الحصر.
(يُتْبَعُ)
(/)
بل إِن هناك توجهات جديدة لمعرفة العلاقة بين الخطوط الموجودة في كف الإِنسان
والحالات المرضية من جسمية ونفسية وذلك للعلاقة القوية الموجودة بين المخ والجهاز العصبي والحواس من جهة، وبين سطح الجلد من جهة أخرى [31].
ثانيًا: قَوْله تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا} [32].
تتحدث الآية الكريمة عن قدرة الله العظيمة، وعن أحداث يوم القيامة الجسيمة، فالله جل وعلا الذي بعث الإِنسان وهو رميم فأحياه بعد ممات وجمع أعضاءه بعد شتات، قادر على تبديل جلده المحترق بجلد جديد، وليس شيء على الله بعزيز. إِنما إِشارة الإِعجاز في الآية تكمن في تعليل هذا التبديل وأنه {لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ} [33].
فالآية ظاهرة الدلالة في أن علة التغيير والتبديل للجلود ليذوقوا المزيد من العذاب الأليم. فدل ذلك على أن أكثر أعضاء الجسم غنى بمستقبلات الألم هو الجلد. كما أن الحروق هي أشد المنبهات الألمية.
وهذا ما عرفه العلم الحديث وقرره. ذلكم أن الجلد غني بالألياف العصبية التي تقوم باستقبال ونقل جميع أنواع الحس. لذا فإِنه عندما يحقن الإِنسان بإِبرة فإِنه يشعر بذروة الألم عندما تجتاز الإِبرة الجلد. ومتى تجاوزت الجلد خف الألم [34].
فظهر من الآية الكريمة أن تجديد الجلود ليستمر ويدوم الشعور بالألم دون انقطاع ويذوقوا العذاب الأليم. أعاذنا الله من عذابه.
ثالثًا: يقول الله جل وعلا: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ. ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [35].
في داخل مملكة النحل الكثير من عجائب الخلق، وبدائع الصنع ودقائق التنظيم أظهرت ذلك الدراسات المستفيضة والرصد الواعي للنحلة في مملكتها فتعرفت الدراسات على أنواعها ومهمات كل نوع منها وروعة التنظيم فيها واختيار الشكل السداسي لبناء بيوتها دون غيره من أنواع الأشكال الهندسية الكثيرة؛ لأنه الشكل الهندسي الوحيد التي لا تبقى معه أية فراغات أو زوايا مهملة.
ويتوج ذلك ما يخرج من بطون النحل من عسل مصفى منقى يحصل به الشفاء لكثير من أدواء المرضى. فقد قررت الآية الكريمة هذه النتيجة الهامة السّارة: {يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [36].
قررت الآية ذلك وتركت التفصيلات لجهد الإِنسان المحوط بعناية الله وهدايته.
ليكتشف أساليب العلاج به، وأنواع ما يشفيه من مرض، وأثر ألوان العسل الناتج عن نوع غذائه في ذلك.
وقد اتجهت الكثير من الدراسات للتعرف على مكونات العسل ومزاياه فاكتشفوا شيئًا وبقيت أشياء. فوجدوا أنه منبع للمواد السكرية الطبيعية، وأنه يحتوي على مجموعة من الفيتامينات، والبروتينات والأملاح المعدنية.
ووجدوا أن فيه مواد مضادة لنمو الجراثيم. وأنه مادة شديدة التعقيد يحتوي على مواد مختلفة لم تجتمع في أي مادة أخرى، فأصبح العسل علاجًا لكثير من الأمراض كأمراض الروماتيزم، ومرض التراخوما ولعلاج أمراض القلب والذبحة الصدرية، وللمصابين بقرح المعدة والاثنى عشر. حين يؤخذ قبل وجبات الطعام بنحو ساعة مذابًا في كوب ماء دافئ ومفيد في علاج الزكام وواق لنخر الأسنان، ومعجل بالتئام الجروح وغيرها كثير ليس هذا مجال الإِطالة بذكرها ولا بيان كيفية استعمالها. بل إِن فوائده الطبية لا تقتصر على العسل بل وتشمل السم وحبيبات اللقاح [37].
ويكفي أن القرآن الكريم قرر هذه الحقيقة ثم ربطها بما ينبغي أن تهدي إِليه وتدل عليه من قدرة الخالق جل وعلا وبديع صنعه الذي خلق فسوى، والذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى. إِنها آية تدل من فكر وتدبر. وكم في كون الله من آياته.
ففي كل شيء له آية ... تدل على أنه واحد
لكنها لا تدل إِلا من يتفكر. {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [38].
(يُتْبَعُ)
(/)
رابعًا: قال الله جل وعلا: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} [39].
ذكر علماؤنا المتقدمون أقوالا عدة في معنى الآية، نقل ابن كثير جملة منها فقال: "وقال ابن مبارك فعن ابن جريج: ضيقًا حرجا بلا إِله إِلا الله. حتى لا تستطيع أن تدخل قلبه كأنما يصعد في السماء من شدة ذلك عليه. وقال سعيد بن جبير: يجعل صدره ضيقًا حرجًا قال: لا يجد فيه مسلكًا إِلا صعد. وقال السدي: (كأنما يصعد في السماء) من ضيق صدره. وقال عطاء الخراساني: (كأنما يصعد في السماء مثله كمثل الذي لا يستطيع أن يصعد إِلى السماء). وقال الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس: " {كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} [40] "يقول: "فكما لا يستطيع ابن آدم أن يبلغ السماء فكذلك لا يستطيع أن يدخل التوحيد والإِيمان قلبه حتى يدخله الله في قلبه " [41].
هذه بعض الأقوال في الآية تنتهي إِلى صعوبة - أو استحالة - دخول الإِيمان في النفوس كصعوبة الصعود إِلى السماء. وربما أن بعضهم كان يرى هذا التعبير ضربًا من الخيال، أو تفننًا في المجاز - عند القائلين به - لا تراد حقيقته. بينما هو الآن نبوءة تحققت. وحقيقة تجلت.
وفي الآية من وجوه البلاغة وأسرار البيان ما تنشرح معه النفس في أولها وتنقبض في آخرها تأثرًا بإِيحاء وظلال ألفاظها.
وقد كشف العلم الحديث أن الصعود والارتفاع في الجو لمسافات عالية يسبب ضيقًا في التنفس وشعورًا بالاختناق يزداد بازدياد الارتفاع حتى ينتهي إِلى درجة صعبة جدًّا وحرجة تنتهي به إِلى الموت. وقالوا إِن ذلك عائد لأمور:
منها انخفاض نسبة الأكسجين في الارتفاعات العالية حتى تنعدم نهائيًّا.
وانخفاض الضغط الجوي حيث يؤدي ذلك إِلى معدل نقص مرور الهواء عبر الأسناخ الرئوية إِلى الدم. كما يؤدي إِلى تمدد غازات المعدة والأمعاء فيضغط ذلك على الرئتين ويعيق تمددها، وذلك يؤدي إِلى ضيق وصعوبة التنفس، مع برودة الجو، وانعدام الوزن [42].
هذه بعض الأمثلة تخيرتها قصيرة تجنبًا للكثرة والإِطالة. وقد قدر بعض الباحثين آيات القرآن الكريم التي تحدثت عن الأنفس والأكوان بما يزيد عن (900) آية [43] منثورة في سور القرآن الكريم.
--- الحواشي ----------------
[1] تأثرًا بالفخر الرازي حيث ينقل عنه.
[2] لما ينقله عن الفخر الرازي. وما يذكره من التفسير الإِشاري ومنزعه علمي قديم.
[3] كتاب يقع في ثلاثة أجزاء بمجلد واحد طبع بالمطبعة الوهبية بمصر سنة 1297 هـ انظر: التفسير: نشأته، تدرجه، تطوره لأمين الخولي ص (52) والتفسير والمفسرون للذهبي 2/ 497.
الأعلام للزركلي 6/ 246، معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة 8/ 233.
[4] طبع في سوريا سنة 1300 هـ عن: التفسير، نشأته، تدرجه، تطوره لأمين الخولي ص (52
[5] مطبوعة في القاهرة سنة 1351 هـ.
[6] كان صدرًا أعظم للدولة العثمانية، له بحث في الآيات الكونية في القرآن.
انظر: اتجاهات التفسير في العصر الراهن د. عبد المجيد المحتسب، ص (264)، معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة 2/ 173.
[7] رسالة ماجستير في كلية أصول الدين بالرياض.
[8] فتنظر تلك المؤلفات: أو تراجع بعض النقول عن بعضهم في:
1 - التفسير والمفسرون للذهبي 2/ 474 وما بعدها.
2 - اتجاهات التفسير في العصر الراهن د. عبد المجيد المحتسب ص (247) وما بعدها.
3 - اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر الهجري للدكتور فهد الرومي 2/ 550
4 - التفسير العلمي للقرآن الكريم بين النظريات والتطبيق د. هند شلبي.
[9] سورة الأنعام / 38
[10] سورة النحل / 89
[11] سورة ق / 6
[12] سورة غافر / 57
[13] سورة آل عمران / 191
[14] التفسير الكبير للفخر الرازي 14/ 121.
[15] سورة فصلت / 53
[16] انظر المنهج الإِيماني للدراسات الكونية في القرآن الكريم د. عبد العليم عبد الرحمن خضر، ص (244) - بتصرف.
[17] أخرجه الترمذي في سننه، كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء في فضل القرآن (5/ 172). وقال عنه: وهذا حديث لا نعرفه إِلا من هذا الوجه، وإِسناده مجهول وفي الحارث مقال
(يُتْبَعُ)
(/)
[18] أخرجه أبو الشيخ الأصفهاني في " كتاب العظمة " (2/ 534) وفي سنده أبو أمية بن يعلى ضعفه غير واحد. انظر ميزان الاعتدال (1/ 254).
[19] انظر الإِتقان للسيوطي 4/ 28، الإِكليل للسيوطي أيضًا ص (2)، التفسير والمفسرون للذهبي 2/ 477.
وقد ساق السيوطي في الإِتقان الكثير من الروايات والأقوال التي ترجع أنواع العلوم إِلى القرآن الكريم. وفي كثير منها الكثير من البعد والتكلف.
[20] التفسير الكبير للفخر الرازي 14/ 121.
[21] إِعجاز القرآن، مصطفى صادق الرافعي ص (143).
[22] انظر التفسير العلمي للقرآن الكريم بين النظريات والتطبيق. د. هند شلبي، ص (58).
[23] راجع: -
1 - مناهل العرفان في علوم القرآن للشيخ عبد العظيم الزرقاني 1/ 568.
2 - اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر د. فهد الرومي 2/ 602.
[24] سورة القيامة / 1 - 4
[25] سورة الصافات / 16 - 17
[26] سورة ق / 2 - 3
[27] سورة القيامة / 3
[28] انظر أسباب النزول للواحدي بتحقيق السيد أحمد صقر ص (477). والبحر المحيط 8/ 385. وذكره القرطبي (19/ 63) بغير سند - كما ذكره ابن الجوزي مختصرًا (8/ 417).
[29] انظر: مع الطب في القرآن الكريم، عبد الحميد دياب، د. أحمد قرقوز ص (23).
[30] وقد تطور الوضع إِلى ما يعرف بالبصمة الوراثية وهي أحدث أسلوب لمعرفة الجناة وقد توصل إِليها عام 1984 م وهي تشمل بصمة البنان أو نقطة دم، وجذرة شعر. وكل ما يتعلق بالوراثة، وقالوا: إِنه يمكن التعرف من خلال البصمة الوراثية على صاحب منديل متروك في مكان الحدث منذ سنين. جريدة الشرق الأوسط. عدد 133493.
[31] انظر: التفسير العلمي للقرآن الكريم بين النظرية والتطبيق، د. هند شلبي ص (139).
[32] سورة النساء / 56
[33] سورة النساء / 56
[34] مع الطب في القرآن الكريم، ص (30).
[35] سورة النحل / 68 - 69
[36] سورة النحل / 69
[37] انظر: مع الطب في القرآن الكريم ص (182).
[38] سورة الرعد / 3
[39] سورة الأنعام / 125
[40] سورة الأنعام / 125
[41] تفسير ابن كثير 2/ 189.
[42] مع الطب في القرآن ص (21).
[43] انظر القرآن والعلوم، للدكتور جمال الدين الفندي، وكتاب "مباحث في إِعجاز القرآن "د. مصطفى مسلم ص (150). [/ font]
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Nov 2009, 02:08 م]ـ
الجزء الثالث والأخير
ضوابط للتفسير بمكتشفات العلم التجريبي:
من خلال الآراء والمذاهب في قبول تفسير القرآن الكريم بمكتشفات العلم التجريبي أو رفضه تكونت لدى عدد من الباحثين ضوابط وشرائط لا بد من مراعاتها والالتفات إِليها والعناية بها عند التعرض لتفسير بعض الآيات القرآنية من وجهة النظر العلمية التجريبية. من أظهر وأشهر هذه الضوابط.
أولا: تفهم مهمة القرآن الأساسية:
فالقرآن الكريم كتاب هداية للبشرية يهديها إِلى باريها ويبين لها الصراط المستقيم الذي يجب أن تسير عليه لتسعد في دنياها وأخراها.
{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} [1].
فقد جاء القرآن الكريم ليبين للناس مهمتهم التي خلقوا لأجلها وكلفوا بها في هذه الحياة، وهي عبادة الله جل وعلا وحده: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ. مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ. إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [2].
وقد سلك القرآن الكريم كل المسالك والسبل من فطرية وعقلية ليبين لهم هذا الحق ويحملهم عليه ويدعوهم إِليه. فذكّر الإِنسان بأصله. ودعاه إِلى التفكر في نفسه {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ} [3].
(يُتْبَعُ)
(/)
ونبهه إِلى ما حوله في هذه الأرض التي تقله والسماء التي تظله. فبسط له الأرض ويسرها وأودع فيها وعليها ما ينفع الإِنسان ويدل على قدرة الخالق وعظمته ورحمته. إِلى غير ذلك من خلق الله وعظيم آياته التي تدل عليه وتدعو إِليه. فيتعين أن تبقى الدراسات القرآنية المتعلقة بالآيات الكونية في حدود هذا الغرض ومحققة له؛ لأن استغلال هذه الموجودات والاستفادة المادية منها فقط دون الاهتداء بها إِنما هو منهج جاهل، جاحد، ضال، لأن هذه الآيات الموجودة، وهذه العظمة القائمة، والدقة المتناهية في هذا الخلق بأرضه وسمائه، ببحاره ومجراته، بحيوانه ونباته، بإِنسانه وكل أجزائه إِنما هي شواهدُ قواطع، وبراهين سواطع على وجود الله جل وعلا وقدرته وعظمته وأنه الإِله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي يجب أن تصرف العبادة له وحده.
فالإِنسان الذي يشهد ويشاهد كل هذه المخلوقات والمشاهد ثم لا يهتدي إِنما هو أضل من حمار أهله. وتأمل قَوْله تَعَالَى وكفى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [4].
ثانيًا: الاعتدال في التناول دون إِفراط أو تفريط:
بعد أن تقرر أن القرآن الكريم كتاب هداية وأن فيه الكثير من الآيات البينات التي تَذْكر الكون وتذكِّر الإِنسان بما فيه من دقائق وحقائق، عليه أن يلتفت إِليها ويستفيد منها ويستدل بها. ولا يصح إِهمالها أو الإِعراض عنها. بل ينبغي أن تتناول في هذا النطاق دون إِغراق في بحث خصائصها ودقائقها لأن هذا المسلك يحوّل التفاسير إِلى كتب اختصاص لهذه العلوم. ويحول دون تأثير القرآن في النفوس وإِنارته للقلوب. وهدايته للعقول. وهو الهدف الأساسي له ولعل مسلك الإِفراط في التناول وعدم الاعتدال فيه. وحشو التفاسير بتلك التفاصيل التي فيها ما يصح وما لا يصح كان أحد أسباب رفض هذا النوع من التفسير.
وكما ننتقد حشو التفاسير بالإِسرائيليات، والاستطرادات النحوية، والعقدية وخلافها. فهذا من ذاك.
فالقرآن الكريم إِنما يشير إِلى مجمل الحقيقة دون تفسير وتفصيل. وفي هذه الإِشارة عظيم الدلالة على أن هذا القرآن تنزيل من حكيم حميد. وليس من عند بشر. إِذ لو كان من عند غير الله لوجد الناس فيه اختلافًا كثيرًا وكبيرًا.
ثالثًا: الاقتصار على الحقائق:
ينبغي الاقتصار في تفسير آيات القرآن الكريم على الحقائق العلمية القطعية اليقينية. دون النظريات والفرضيات العلمية؛ لأن النظريات قابلة للتغير والتبدل. فربطها بالآيات وتفسير الآيات بها. ثم تغير التفسير بتغير النظرية يوقع في بعض النفوس ظلالا من الشك والريب. ما أغنانا عن ذلك.
رابعًا: اليقين باستحالة التعارض الصريح بين حقائق القرآن الكريم والحقائق العلمية:
ينبغي أن يكون في عقيدة ويقين كل مسلم استحالة التعارض والتصادم بين صريح دلالة آية قرآنية، وحقيقة علمية قطعية يقينية على الرغم من تقدم العلوم وكثرة حقائقها وقواعدها على امتداد الزمان واختلاف المكان وهذا الأمر من المسلمات البدهيات في عقيدة المسلم. وهذا من أظهر وأبهر وجوه الإِعجاز العلمي في القرآن الكريم.
ومرد ذلك انسجام العقائد في الإِسلام؛ لأن الحقائق القرآنية، والحقائق العلمية تخرج من مشكاة واحدة، وتصدر من مصدر واحد، فهذا الكون خلق الله، وهذا القرآن كلام الله.
ولن يخبر الله في كتابه بخلاف حقائق خلقه فهو خالقها بهيئاتها وحقائقها ودقائقها لا يعزب عن علمه منها شيء. {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [5]؟!
{قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا} [6] وما قد يلوث في بعض الأذهان من توهم بوجود تناقض وتعارض إِنما هو سوء فهم لإِحدى الحقيقتين القرآنية أو العلمية؛ لأن التعارض والتصادم بينهما مستحيل قطعًا. فقد تكون الآية غير صريحة في دلالتها فالوهم في سوء الفهم، أو أن تكون المسألة نظرية علمية لا حقيقة علمية.
خامسًا: الاستفادة من مزايا التعبير القرآني الكريم:
(يُتْبَعُ)
(/)
يمتاز الأسلوب القرآني الكريم بمزايا باهرة قاهرة من أظهرها مرونة أسلوبه، وخصوصية كلماته، وسعة دلالة مفرداته، ودقة عباراته، ودقة العبارة لا تعني ضيق الدلالة، ولهذا كان القرآن الكريم حمّال وجوه. تتسع الآيات لوجوه من التأويل تكون معه آياته أوسع من أن تحصر في دلالة ضيقة ولا ينبغي أن يساء هذا الفهم لتحميل الآيات ما لا تحتمل ويستخرج منها ما لا تدل عليه.
إِذ إِنها سعة داخل دلالة الكلمات واستعمالاتها اللغوية الصحيحة وهذه الميزة تؤدي إِلى عدم حصر دلالة الآية على حقيقة علمية واحدة، فإِذا ما اتسعت دلالة الكلمة القرآنية لغويًّا، وأيدت حقيقة علمية إِحدى هذه الدلالات فإِنه يؤخذ بها لكن ينبغي ألا يكون على سبيل الحصر والقصر عليها، ويحكم ببطلان ما عداها من الدلالات الأخرى للمفردة القرآنية فليس ببعيد أن تكون الحقيقة العلمية المكتشفة إِحدى دلالات الآية القرآنية لا كل دلالتها فلا نتحجر في دلالة الآية واسعًا.
فقد علل المتقدمون تخصيص ذكر البنان في قَوْله تَعَالَى: {بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ} [7] بتعليل صحيح سليم. وكشف العلم التجريبي المتأخر عن خاصية لِلْبنان كانت مجهولة فتكشف شيء من سر تخصيصه بالذكر، وقد تكشف قوادم الأيام ما لا يعرف الآن. وهكذا باقي الآيات [8]
فسبحان الذي خلق فسوى. والذي قدر فهدى.
رأيٌ في الموضوع:
لا شك في إِعجاز القرآن الكريم من كل الوجوه. وهناك تفريق بين الإِعجاز العلمي في القرآن الكريم، وما اشتهر بالتفسير العلمي للقرآن فالأول متفق عليه لا إِنكار له؛ لأنه لن يكون هناك تعارض بين حقيقة قرآنية وحقيقة علمية قطعية؛ لأنهما من مشكاة واحدة، فالكون خلق الله. والقرآن كلام الله.
لكن وقع الخلاف في الثاني وهو التفسير العلمي للقرآن، وذلك بأن نأتي بمسائل العلم التجريبي فنفسر بها دلالة الآيات كما سبق بيانه.
والملاحظ أن مسلمي هذا العصر يسترخون في الدرس والبحث. ويستلقون على آرائكهم فإِذا ما ظهرت مسألة علمية وخرجت من الفرضية النظرية لتدخل حيز الحقائق العلمية سارع بعضهم للقول بأننا نعرفها قبل ذلك، وأن القرآن الكريم أشار إِليها. وقد تكون هذه الإِشارة القرآنية إِليها قريبة أو بعيدة.
والمسلك الأمثل والأنفع أن تكون للمسلمين مراكز أبحاث ودراسات تنكب على الموضوعات بعمق وأناة وأن تكون إِشارات القرآن العلمية - وكذلك صريح وصحيح السنة النبوية - هي طليعة ما يدرس ويبحث.
وهذا المسلك والمنهج يجعلنا نظفر بالنتيجة سلفًا في بعض الحالات وتبقى معرفة الأسرار والتفصيلات. والتي ينبغي أن تكون هي محل الدراسة والبحث.
وبضرب المثال يتضح المقال:
1 - في قَوْله تَعَالَى: {بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ} [9] دلالة على تميز البنان بشيء أو أشياء ولهذا خص بالذكر، هذه هي النتيجة ويبقى التساؤل عن هذه الميزة. فقد عرفنا شيئًا وباستمرار البحث قد نعرف أشياء.
2 - قال جل وعلا عن النحل وما يخرج منه من عسل {يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} [10]
فالآية صريحة في تقرير حقيقة أن في العسل شفاء للناس. فكان المفروض في المسلمين أن تنصب دراساتهم، وينكب الباحثون منهم في معرفة أسرار وتفصيل ذلك، وبأيديهم النتيجة المقطوع بها. فتنصرف الدراسات والأبحاث لمعرفة أي أنواع الأمراض التي يشفيها العسل، وأسلوب التناول والاستعمال وأثر غذاء النحل واختلاف ألوانه في الشفاء إِلى غير ذلك من المسائل والتفصيلات المتعلقة بهذا. وهكذا في آيات كثيرة أخرى.
وفي الحديث الصحيح: "الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ" [11].
فهذا الحديث صحيح في سنده. صريح في دلالته. مقطوع بنتيجته لكن هل أجرت مراكز أبحاثنا ما يكفي من الدراسات للتعرف على خصائص هذا الماء ولأي الأدواء يكون فيه الشفاء؟
فلماذا يتأخر المسلمون عن مثل هذه الدراسات حتى إِذا ظهرت في غرب أو شرق سارعنا إِلى القول بأن هذا عندنا مذكور في كتاب ربنا وسنة نبينا. فأين كنا؟.
--- الحواشي ------------
[1] سورة الإسراء / 9
[2] سورة الذاريات / 56 - 58
[3] سورة الذاريات / 21
[4] سورة الأعراف / 179
[5] سورة الملك / 14
[6] سورة الفرقان / 6
[7] سورة القيامة / 4
[8] انظر: مباحث في إِعجاز القرآن لدكتور مصطفى مسلم (152 - 156).
[9] سورة القيامة / 4
[10] سورة النحل / 69
[11] أخرجه الترمذي في سننه، كتاب الطب، باب ما جاء في الكمأة والعجوة (4/ 401) وقال عنه: هذا حديث حسن صحيح
المصدر: رسالة الإسلام ( http://www.islammessage.com/articles.aspx?cid=1&acid=136&aid=3213).
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[22 Nov 2009, 02:44 م]ـ
[ size=1] رأيٌ في الموضوع:
.... والملاحظ أن مسلمي هذا العصر يسترخون في الدرس والبحث. ويستلقون على آرائكهم فإِذا ما ظهرت مسألة علمية وخرجت من الفرضية النظرية لتدخل حيز الحقائق العلمية سارع بعضهم للقول بأننا نعرفها قبل ذلك، وأن القرآن الكريم أشار إِليها. وقد تكون هذه الإِشارة القرآنية إِليها قريبة أو بعيدة.
والمسلك الأمثل والأنفع أن تكون للمسلمين مراكز أبحاث ودراسات تنكب على الموضوعات بعمق وأناة وأن تكون إِشارات القرآن العلمية - وكذلك صريح وصحيح السنة النبوية - هي طليعة ما يدرس ويبحث.
وهذا المسلك والمنهج يجعلنا نظفر بالنتيجة سلفًا في بعض الحالات وتبقى معرفة الأسرار والتفصيلات. والتي ينبغي أن تكون هي محل الدراسة والبحث.
فلماذا يتأخر المسلمون عن مثل هذه الدراسات حتى إِذا ظهرت في غرب أو شرق سارعنا إِلى القول بأن هذا عندنا مذكور في كتاب ربنا وسنة نبينا. فأين كنا؟. [/ size
المصدر: رسالة الإسلام ( http://www.islammessage.com/articles.aspx?cid=1&acid=136&aid=3213).
كثيرا ما نسمع مثل هذا الكلام من المعترضين على القول بالإعجاز العلمي ويوردونه على أنه يطعن في القول بالإعجاز وهذا في نظري إيراد لا يصح ولا يستقيم، لأن القرآن خطاب للبشرية جمعاء على اختلاف عقائدهم.
وإذا سبق أولئك إلى اكتشاف سنن الله في الكون والمخلوقات ووافق ما في القرآن فلماذا نرده ونطعن فيه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[22 Nov 2009, 03:30 م]ـ
وهذا هو البحث الذي تعرض لسرقة من أحد الباحثين مع الأسف - كما سبق إيضاحه هنا: داء السرقات العلمية متى ينتهي؟ تنبيه لبحث مسروق عن التفسير العلمي ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=32706)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[22 Nov 2009, 04:49 م]ـ
شيخنا الفاضل: المشرف العام وفقه الله لكل خير.
أفدتنا بهذا الكلام القيم وذلك ما عهدناه من فضيلتكم حفظكم الله تعالى ..
وتكميلا للفائدة أبين ملاحظات أجملها فيما يلي:
1 - ما يسمى بالإعجاز العلمي للقرآن الكريم تحول حوله شبهات كثيرة ومخاطر عظيمة على عقائد المسلمين، فإذا كان المسلمون يجزمون بأن القرآن من عند الله تعالى جزما يقينيا يمرتبة العقائد؛ فمن الخطر أن نجعل من وسائل إيمانهم بكتاب الله تعالى كونه يتوافق أو لا يتوافق مع العلوم التجريبية؛ وخاصة في هذا الظرف الذي لا يملك فيه المسلمون في هذه العلوم سوى اتبعية المطلقة لما تقرره مجامع البحوث الكافرة ..
2 - أنه لا يخلو مثال لهذا الإعجاز في أي آية من مقال، وحتى المثال الذي ذكرت في قوله تعالى: "بلى قادرين على أن نسوي بنانه" لا يختص بالبنان؛ بل كل شخص له لون خاص لا يشاركه فيه أحد، وله صوت يميزه عن جميع الموجودين على الأرض ..
فليست المسألة علميا خاصة بالبنان أو البصمة، وربما يدل على ذلك قوله تعالى: "ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانهم" الآية.
3 - معارضوا ما يسمى بالإعجاز العلمي ليسوا ضد البحث في أسرار القرآن الكريم ولكن بالاعتماد على وسائل التفسير المعروفة عند أهل العلم، أما إطلاق العنان لكل مراهق وشاب قرأ مقالة لنصراني أو يهودي في مجلة علمية فيأتي يمد لسانه ويده في كتاب الله تعالى ويفسر ويرجح ويضعف ما أجمع علماء الأمة عليه؛ فلا أظن مسلما يقبل هذا أو يدعو إليه أو يقره ..
وجزاك الله خيرا على هذا التوجيه المشرب من الأدلة الشرعية الدقيقة؛ فأرجو أن ينفع الله بها من يريد الخير من زوار وأعضاء هذا الملتقى المبارك ..
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ويصون كتابه من عبث العابثين ومكر الماكرين وحقد الحاقدين ..
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[22 Nov 2009, 05:22 م]ـ
رأيٌ في الموضوع:
لا شك في إِعجاز القرآن الكريم من كل الوجوه. وهناك تفريق بين الإِعجاز العلمي في القرآن الكريم، وما اشتهر بالتفسير العلمي للقرآن فالأول متفق عليه لا إِنكار له؛ لأنه لن يكون هناك تعارض بين حقيقة قرآنية وحقيقة علمية قطعية؛ لأنهما من مشكاة واحدة، فالكون خلق الله. والقرآن كلام الله.
لكن وقع الخلاف في الثاني وهو التفسير العلمي للقرآن، وذلك بأن نأتي بمسائل العلم التجريبي فنفسر بها دلالة الآيات كما سبق بيانه.
والملاحظ أن مسلمي هذا العصر يسترخون في الدرس والبحث. ويستلقون على آرائكهم فإِذا ما ظهرت مسألة علمية وخرجت من الفرضية النظرية لتدخل حيز الحقائق العلمية سارع بعضهم للقول بأننا نعرفها قبل ذلك، وأن القرآن الكريم أشار إِليها. وقد تكون هذه الإِشارة القرآنية إِليها قريبة أو بعيدة.
والمسلك الأمثل والأنفع أن تكون للمسلمين مراكز أبحاث ودراسات تنكب على الموضوعات بعمق وأناة وأن تكون إِشارات القرآن العلمية - وكذلك صريح وصحيح السنة النبوية - هي طليعة ما يدرس ويبحث.
وهذا المسلك والمنهج يجعلنا نظفر بالنتيجة سلفًا في بعض الحالات وتبقى معرفة الأسرار والتفصيلات. والتي ينبغي أن تكون هي محل الدراسة والبحث. [/ color]
[/url].
شيخنا الكريم بارك الله فيك، أود أن أسأل:
هل هذا هو رأيكم الشخصى فى الموضوع؟ أو على الأقل هو الرأى الذى تطمئنون اليه؟
فان لم يك لا هذا ولا ذاك، فما هو رأيكم فيه؟
أقول هذا رفعا للالتباس لأنى لاحظت أن مداخلتكم الأخيرة قد انتهت بذكر المصدر، بما يعنى أنه نقل
ونتطلع الى معرفة رأى فضيلتكم الشخصى فيما أوردته لنا
مع بالغ الاحترام والتقدير
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[22 Nov 2009, 10:34 م]ـ
بحث ماتع جامع مفيد ..
جزاكم الله خيرا على دلالتنا عليه.
ـ[ابن الجزري]ــــــــ[22 Nov 2009, 11:21 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وأتمنى ان نرىمزيد أبحاث من مجلات علمية وان يكون صيدا من المجلات العلمية شرقا وغربا واقتباسا لأفضلها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[01 Dec 2009, 04:01 م]ـ
يضاف لما سبق الرد على المجيزين لهذا المنهج والمؤيدين له في تمسكهم بظواهر بعض النصوص ك قَوْله تَعَالَى: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} [34]
وقَوْله تَعَالَى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ} [35]
ومثل فواتح السور الواردة في القرآن الكريم فهي مما لم يعهده العرب.
فقد أجاب عن هذه الاستدلالات الشاطبي في الموافقات بقوله: " فأما الآيات فالمراد بها عند المفسرين ما يتعلق بحال التكليف والتعبد أو المراد بالكتاب في قوله {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} [36] اللوح المحفوظ ولم يذكروا فيها ما يقتضي تضمنه لجميع العلوم النقلية والعقلية.
ثم قال: وأما فواتح السور فقد تكلم الناس فيها بما يقتضي أن للعرب بها عهدًا كعدد الجُمّل الذي تعرّفوه من أهل الكتاب حسبما ذكره أصحاب السير.
أو هي من المتشابهات التي لا يعلم تأويلها إِلا الله تعالى. وغير ذلك.
وأما تفسيرها بما لا عهد به فلا يكون ولا يدعيه أحد ممن تقدم فلا دليل فيها على ما ادعوا.
ثم قال: فليس بجائز أن يضاف إِلى القرآن ما لا يقتضيه كما أنه لا يصح أن ينكر منه ما يقتضيه، ويجب الاقتصار في الاستعانة على فهمه على كل ما يضاف علمه إِلى العرب خاصة فبه يوصل إِلى علم ما أودع من الأحكام الشرعية، فمن طلبه بغير ما هو أداة له ضل عن فهمه وتقول على الله ورسوله فيه. والله أعلم وبه التوفيق.
.
بهذه العبارات ينقض الشاطبي تلك الاستدلالات ويوجهها مبينًا رأيه فيها
وسوف أرد فحسب على الجزء الذى أثق تماما فى معلوماتى عنه، أعنى به كلام الامام الشاطبى عن فواتح السور
ان الشاطبى كما هو واضح يرد هنا على من يستشهدون بفواتح السور (والمقصود بها الحروف المقطعة) على أن فى القرآن الكريم ما لم يعرف العرب الأولون معانيه الحقيقية وقت تنزله، وعلى أن هذه المعانى سوف تنكشف لهم فى الوقت الذى يشاءه الله عز وجل
وهو يرد على مذهبهم هذا بذكر رأيه الخاص فى الحروف المقطعة من أنها كانت معهودة للعرب قديما ضمن ما يعرف بحساب الجمل
ولكن السؤال الذى لم يمحصه أحد بشكل كاف هو:
هل رأى الشاطبى فى الحروف المقطعة فيه مقنع وغنى؟ أم يمكن الاستدراك عليه؟
والذى أعلمه علم اليقين - بل عين اليقين - أن لتلك الحروف الواردة بفواتح السور معانى اعجازية بكل ما فى كلمة الاعجاز من معنى، وأن هذه المعانى قد تم التوصل اليها حديثا جدا ولم تك معروفة قبل ذلك
وأن هذا بحد ذاته يدعم رؤية المؤيدين للاعجاز العلمى العامة والقاضية بأن من معانى القرآن ما لا يتم الاحاطة به على الوجه الأمثل الا مع تطور العلوم والمعارف الانسانية، وفى الوقت الذى يقدره الله تعالى ويشاءه
هذا ما أقوله عن قناعة تامة ومؤكدة وتصل الى درجة عين اليقين كما ذكرت
أما من أين أستمد هذا اليقين؟ فالجواب:
لقد أكرمنى الله عز وجل بالتوصل الى تلك المعانى الاعجازية لهذه الحروف منذ سنتين فحسب ولكن بعد بحث ودراسة استمرت منذ ما يقرب من عشرين سنة كاملة
واننى لعلى استعداد تام لعرض هذا الكشف الكبير على أى من السادة العلماء فى أى وقت على أن أجد منهم عونا على نشر هذا الكشف على أوسع نطاق وبما يليق بأهميته البالغة وبجهد عشرين سنة قضيتها فى دراسته
ألا هل بلغت، اللهم فاشهد.(/)
علوم القرآن: إشكالية تعريف العلم وتصنيف الموضوعات
ـ[فضل الهادي وزين]ــــــــ[22 Nov 2009, 02:24 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد:
فعلوم القرآن الكريم من العلوم الشرعية التي فيها متسع كبير للبحث والإضافة سواء في صورة إلحاق مباحث جديدة إليها أو إعادة النظر في بعض القضايا والموضوعات المطروحة فيها بتحرير أدق ونظرة أشمل وما يجده القارئ الكريم في هذه الصفحات هي عبارة عن محاولة متواضعة لبحث مسألتين من أهم المسائل المرتبطة بعلوم القرآن والتي تحتاج إلى إعادة النظر والدراسة من جديد - حسب وجهة نظر الباحث- وهما مسألتا تعريف علوم القرآن كعلم مستقل وتصنيف موضوعاته نظرا لما يكتنفهما بعض الغموض وعدم الضبط.
ويسعى البحث لعرض المشكلة مستعرضا أقوال أهل العلم قديما وحديثا حول الموضوعين ومن ثم محاولة تقديم تعريف جديد لعلوم القرآن وتصنيف أكثر دقة واستيعابا وتنظيما لموضوعات هذا العلم الشريف وبالله التوفيق وعليه التكلان.
تعريف علوم القران:
علوم القران مركب إضافي يتكون من مضاف وهو "علوم" ومضاف إليه وهو "القرآن". و في الاستعمال الاصطلاحي علوم القرآن صار عَلما على علم معين يشتمل على مسائل ومباحث مخصوصة تتصل بالقرآن الكريم. وقبل البدء بتعريف علوم القرآن "بالمعنى الاصطلاحي التدويني" من الأحسن أن نعرف كل جزء من هذا المركب أي "علوم" و "القرآن".
تعريف العلم:
أما "العلوم" فهي جمع علم وهو في اللغة: نقيض "الجهل" [1] وبمعنى "اليقين" [2] وهو مصدر مرادف للفهم والمعرفة ويرادف الجزم أيضا في الرأي [3] ويراد به إدراك الشيء بحقيقته أو اليقين أو هو نور يقذفه الله في القلب" [4]. وأما في الاصطلاح فقد تنوع تعريف العلم عند أهل الاختصاصات المختلفة [5]: فالفلاسفة يعرفون العلم " بأنه حصول صورة الشيء في الذهن [6]. والمتكلمون يعرفونه " بأنه صفة توجب لمحلها تمييزا لا يحتمل النقيض [7] ".
فانطباع الصورة في الذهن بأن القرآن لكريم منه ما هو مكي ومنه ما هو مدني يسمى علما. وكذلك إذا علم الإنسان أن القرآن قد نزل خلال ثلاث وعشرين سنة، هذا هو معنى قولهم: إن العلم هو حصول صورة الشيء في الذهن. و إذا كانت القضيتين المذكورتين "كون بعض القرآن نزل في مكة وبعضه نزل في المدينة ونزوله في ثلاث وعشرين سنة " راسختين ومتميزتين في الذهن غير مختلطين بغيرهما من المسائل والقضايا يمكن الجزم بهما بحيث لا يحتملان نقيضا على معنى أنه لا يقال - مثلا- أن القرآن نزل في خمسين سنة. وهذا معنى قول المتكلمين في تعريف العلم بأنه صفة توجب لمحلِّها تميزا لا يحتمل النقيض. وفي إطلاق أخر للعلم يراد به: المسائل المتحدث عنها في فرع معين من فروع المعرفة، كمسائل علم النحو مثل قولنا: الفاعل مرفوع, والمضاف إليه مجرور. ومسائل علم الفقه: كقولنا الصلاة فرض والربا حرام. ومن هذا الباب يمكن القول بأن علوم القرآن هي المسائل التي يبحث عنها تحت هذا العنوان كالقول: بأن أول ما نزل من القرآن هي الآيات الأولى من سورة العلق, وأن النسخ رفع كلام شرعي بدليل شرعي, وأن القرآن الكريم متواتر. ومن تعريفات العلم من الوجهة التدوينية كونه يطلق على المسائل المضبوطة بجهة واحدة, موضوعا وغاية. [8]
تعريف القرآن:
وأما لفظ "القرآن" من ناحية اللغة، فقد تباينت أقوال أهل العلم فيه وهي تدور حول الحيثيات الآتية:
- من حيث الهمز والتخفيف أي كونه مهموزا أو غير مهموز.
- من حيث الاشتقاق وعدمه, أي كون لفظ القرآن مشتقا من كلمة أخرى، أو كونه اسما علما مرتجلا غير مشتق من شئ آخر.
- من حيث المصدرية والوصفية, بمعنى هل لفظ القرآن مصدر أو أنه صفة.
- من حيث التعريف والتنكير أي لفظ "القرآن وقرآن" والفرق بينهما في الاستعمال.
وبالنسبة للحيثيات الثلاث الأولى يمكن القول إجمالا بأن العلماء قد اختلفوا فيه على مذهبين وقول متفرد على النحو التالي:
المذهب الأول: وهو مذهب أكثر أهل العلم، يرى أن لفظ القرآن مهموز. ولكن أقوال هذا المذهب قد تعددت بالنظر إلى تفاصيل أخرى مثل المصدرية والوصفية على النحو الآتي:
(يُتْبَعُ)
(/)
1)) علماء مثل اللحياني, والجوهري, والراغب الأصفهانى، وابن الأثير يرون أن القرآن مصدر على وزن "فعلان" كالرجحان والغفران والتكلان من قرأت, سمى به المقروء من باب تسمية اسم المفعول بالمصدر, ويعنى ذلك أنه قيل للقرآن قرآنا لأنه مقروء. [9]
2)) وقال الزجاج: إنه وصف على وزن فعلان مشتق من "القرء" بمعنى الجمع. [10]
3)) وقال قطرب: سمى القرآن قرأنا, لأن القارئ يظهره ويبينه من فمه أخذا من قول العرب: " ما قرأت الناقة سلاَ قط" أي: ما ألقت ولا رمت بولد. ووجه التشبيه أن قارئ القرآن يلفظه ويلقيه من فمه فسمى قرآنا. [11]
المذهب الثاني: ويرى هذا المذهب أن لفظ القرآن غير مهموز, وأصحابه على ثلاثة أقوال:
1)) قيل بأن لفظ القرآن مشتق من قرنت الشيء بالشيء إذا ضممت أحدهما إلى الآخر. وينسب هذا القول للإمام أبي الحسن الأشعري. [12]
2)) وقيل: إنه مشتق من القرائن لأن الآيات يصدق بعضها بعضا وتتشابه. وينسب هذا القول للفراء [13] , والقرطبي. [14]
3)) وقال البعض: إنه مشتق من "القري" وهو الجمع، ومنه قريت الماء في الحوض, أي: جمعته. وينسب الزركشي هذا القول إلى الجوهري. [15]
ولفظ القرآن على كلا المذهبين مشتق غير مرتجل, لكن على المذهب الأول نونه زائدة وعلى الثاني أصلية.
المذهب الثالث: وأما المذهب الثالث فهو القول المتفرد، وهو للإمام الشافعي - رحمه الله- وكان رأيه أن لفظ القرآن اسم علم مرتجل غير مشتق وليس مهموزا وهو خاص بكلام الله تعالى المنزل على محمد –صلى الله عليه وسلم-, مثل لفظي التوراة والإنجيل [16]. وقد رجح السيوطي في الإتقان [17] وكذالك بعض المعاصرين من أهل العلم رأي الأمام الشافعي وهو من هو في علمه بلغة العرب ومناحي كلامهم. [18]
وسواء كان لفظ القرآن مشتقا أم مرتجلا فهو علم بالغلبة والمعاني الوصفية- على القول باشتقاقه- مراعاة لكونها معاني معقولة وواضحة.
ولعل أقوى اعتراض في هذا الصدد هو ما يوجه إلى القول المنسوب إلى القراء بكون لفظ القرآن مشتق من القرينة, إذ لا يجمع مثل قرينة على وزن فعال في التكثير؛ لأن الجموع الواردة على وزن فُعال محصورة، ليس هذا منها. [19]
وأما من حيث تعريف لفظ القرآن وتنكيره, فقد فرق كثير من العلماء بين "القرآن" معرفا و "قرآن" دون تعريف.
ويمكن خلاصة ما فيل في هذا الصدد في نقطتين:
أولا: إن اللفظ المعرف بـ "أل" لا يصدق إلا على هذا الكتاب المبارك, أما غير معرف بـ "أل" فقد يراد به القرآن الكريم كقوله تعالى: ? {وقرآنا فرقناه لتقرآه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا?} [20] وقد يراد به غيره كقوله تعالى: {إن علينا جمعه وقرآنه, فإذا قرأناه فاتبع قرآنه} [21] فكلمة القرآن في هاتين الآيتين لا يقصد بهما القرآن الكريم بل معناه القراءة.
ثانيا: ذهب بعض أهل العلم إلى القول بأن لفظ القرآن معرفا إذا أطلق أريد به القرآن الكريم كله كقوله تعالى: {إن هذا القرآن يهدى للتي هي أقوم?} [22] وقوله عز وجل: ? {وأوحي الي هذا القرآن لأنذركم به?} [23] ولا يطلق على بعض القرآن إلا مقيدا لقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: " زوجتكها بما معك من القرآن" [24]. و قول بعض أهل العلم: "يحرم على الجنب والحائض قراءة القرآن". فالقرآن هنا يصدق على أبعاض مخصوصة. أما لفظ القرآن منكرا فيصدق على الكل والأبعاض على السواء, بمعنى أنه إذا أطلق لا يقصد به مجموع القرآن كله إلا إذا دلت القرآن على ذلك.
والخلاصة: أن لفظ القرآن معرفا يراد به مجموع القرآن، ويطلق على الأبعاض بقرائن, فإن لم يكن معرفا كان إطلاقه على الكل وعلى الأبعاض سواء [25]. ويتبين من استقراء الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة أن لفظ القرآن يطلق فيها حينا على المجموع وحينا على الأبعاض [26] ومن أمثلة ذلك:
وقوله تعالى {إنا أنزلناه في ليلة مباركة?} [27]
وقوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر?} وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "خيركم من تعلم القرآن وعلّمه" [28]
والراجح من الأقوال- والله أعلم- هو رأي الجمهور القائل بأن لفظ القرآن مصدر في الأصل كالغفران والشكران وهو عَلَم على هذا الكتاب الكريم من باب إطلاق المصدر على اسم المفعول. [29]
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني: "أما لفظ القرآن في اللغة مصدر مرادف للقراءة ومنه قوله تعالى {?إن علينا جمعه وقرآنه , فإذا قرأناه فاتبع قرآنه?} ثم نقل هذا المعنى المصدري وجعل اسما للكلام المعجز المنزل على النبي-صلى الله عليه وسلم - من باب إطلاق المصدر على مفعوله. ذلك ما نختاره استنادا إلى موارد اللغة, وقوانين الاشتقاق وإليه ذهب اللحياني وأصحابه. [30] "
وقال الشيخ عبد الوهاب غزلان: "المختار في لفظ القرآن من حيث اللغة أنه مصدر لقرأ على زنة الغفران و الرجحان، فهو بمعنى القراءة. وهمزته أصلية ونونه زائدة, فإذا حذفت همزته كما في قراءة ابن كثير فإنما ذلك من باب التخفيف. وهذا الوجه من التخفيف مألوف في اللغة, ثم نقل في عرف الشارع من هذا المعنى وجعل علما على مقروء معين وهو الكتاب الكريم تسمية للمفعول بالمصدر. وهذا القول هو الجدير بالقبول لخلوه من التكلف وجريانه على أسلوب مألوف في اللغة، وهو إطلاق المصدر مرادا به اسم المفعول [31]."
هذا عن لفظ القرآن لغة, وأما تعريف القرآن الكريم في الاصطلاح الشرعي فله جانبين:
جانب يتعلق به من حيث كون القرآن صفة من صفات الله تعالى وهي" الكلام" فيذكر أئمة السنة والعقيدة والمتكلمون أوصافا وخصائص له. وجانب يتعلق بالناحية اللفظية منه، وهي التي عرّف الأصوليون القرآن من خلاله.
ويراعي في تعريف القرآن الاصطلاحي بالنظر إلى الجانب الأول الأمور الآتية:
1)) أن القرآن الكريم كلام الله تعالى حقيقة, وأنه صفة ذاتية و صفة فعلية منه بدأ سبحانه وليس كلاما في النفس فقط.
2)) أنه غير مخلوق.
3)) أنه يرفع قبل يوم القيامة في آخر الزمان من المصاحف والصدور.
4)) أن الصوت والألحان من صوت القارئ له , بينما المتلو والمقروء هو كلام الله. [32]
ولذلك قال الإمام اللالكائي: "على أن القرآن تكلم الله به على الحقيقة, وأنه أنزله على محمد –صلى الله عليه وسلم- وأمره أن يتحدى به, وأن يدعو الناس إليه. وأنه القرآن على الحقيقة, متلو في المحاريب, مكتوب في المصاحف, محفوظ في صدور الرجال, ليس بحكاية ولا عبارة عن قرآن, وهو قرآن واحد غير مخلوق وغير مجعول وغير مربوب, بل هو صفة من صفاته. [33] "
وأما علما ء الكلام فيتطرقون إلى معنى القرآن الكريم في جهتين:
الأولى: أثناء تناولهم لمبحث النبوات حين يتعرضون للمعجزات و يبينون أن القرآن الكريم هو معجزة الرسول –صلى الله عليه وسلم-. وهم من هذه الجهة متفقون مع غيرهم من العلماء في تعريف القرآن الكريم.
الثانية: وأما الجهة الثانية فأثناء بحثهم في صفات الله تعالى، ومنها صفة الكلام و القرآن كلام الله تعالى. ويرى المتكلمون أن للكلام إطلاقين: فالكلام يطلق على هذه الألفاظ التي تتحدث بها الألسنة. ومن هنا قالوا: خير الكلام ما قل ودل، وهذا إطلاق لا يختلف فيه احد. وإطلاق ثان وهو ما يحدث به الإنسان نفسه دون أن يتكلم به بلسانه. وقد ذهب علماء الكلام خاصة الأشاعرة ومن وافقهم إلى أن الكلام الذي هو صفة من صفات الله تبارك وتعالى يشمل ما أنزل الله على أنبيائه عليهم الصلاة والسلام, ومنه ما نزل على سيدنا محمد –صلى الله عليه وسلم- وهو القرآن. والقرآن غير مخلوق عندهم ولكن الحروف التي كتبت بها كلمات القرآن و الأصوات التي تنطق به أمور حادثة، وجدت بعد أن لم تكن.
ومن هنا ولأجل التوفيق بين كون القرآن الكريم قديما غير مخلوق وبين حدوث الحروف والأصوات، قالوا بأن الكلام يطلق على النفسي واللفظي, والكلام النفسي هو الصفة القديمة, وصفات الله كلها قديمة. ولما كان القرآن الكريم كلام الله ولما كان يطلق على المتكلم به و على المتكلم فقد عرفوا القرآن بتعريفين باعتبارين: بالاعتبار المصدري وهو التكلم وباعتبار المتكلم به.
وأما تعريفهم القرن بالاعتبار الأول فهو: " إنه الصفة القديم المتعلقة بالكلمات الحكمية من أول الفاتحة إلى آخر سورة الناس. وبالاعتبار الثاني- المتكلم به-: فهو " تلك الكلمات الحكمية الأزلية المرتبة في غير تعاقب, المجردة عن الحروف اللفظية والذهنية والروحية". [34]
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما تعريف القرآن الاصطلاحي بالنظر إلى الثانية أي بالنظر إلى البحث في الجانب اللفظي, فقد عرف علماء أصول الفقه- وهم يبحثون مثل علماء الفقه في ألفاظ القرآن ودلالاتها- فقد عرفوا القرآن بالنظر إلى الجانب اللفظي دون النظر إلى الجانب العقدي بتعريفات متعددة نذكر فيما يلي بعضها:
قال الإمام الغزالي (ت505ه): "وحدّ الكتاب ما نقل إلينا بين دفتي المصحف على الأحرف السبعة نقلا متواترا. [35] "
وقال ابن قدامة (ت.62ه): "و أما حدّ الكتاب اصطلاحا فهو الكلام المنزل على الرسول-صلى الله عليه وسلم- المكتوب في المصاحف, المنقول إلينا نقلا متواترا" [36].
وقال الشوكاني (ت 125ه): "وأما حدّ الكتاب اصطلاحا فهو: الكلام المنزل على الرسول, المكتوب في المصاحف, المنقول إلينا نقلا متواتر". [37]
والملاحظ في هذه التعاريف أن القصد فيها تقريب معنى القرآن وبيان خصائصه. لذلك زاد بعض العلماء على أوصاف الإنزال, والكتابة في المصاحف, والنقل بالتواتر, الإعجاز [38]، أو التعبد بتلاوته [39] , أو الحفظ في الصدور.
ولا مغايرة بين كون القرآن متلو بالألسنة أو مكتوبا في المصاحف، فهما تسميتان لشيء واحد. فالمطلوب كما يقول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي: تغاير المفهوم لا تغاير المصدوق, فإن ما يصدق عليه القرآن هو ما يصدق عليه الكتاب. [40]
ونخلص من هذه التعريفات بأن "القرآن الكريم هو كلام الله المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم المعجز المتعبد بتلاوته. [41] "
شرح التعريف:
قولنا كلام الله: خرج به كلام الإنس والجن والملائكة. وقولنا المنزل: خرج به ما استأثر الله بعلمه أو ألقاه إلى ملائكته ليعملوا به لا لينزلوه على أحد من البشر فلله عز وجل كلام أنزله إلى البشر وكلام استأثر بعلمه. والدليل على ذلك قوله تعالى: {قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا?} [42] وقوله تعالى: {ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله?} [43] وقولنا على محمد صلى الله عليه وسلم: خرج به كلام الله المنزل على غيره من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كالصحف المنزلة على إبراهيم عليه السلام, والزبور المنزل على داود عليه السلام, والتوراة المنزل على موسى عليه السلام, والإنجيل المنزل على عسي عليه السلام. وقولنا المتعبد بتلاوته: خرجت به الأحاديث القدسية.
ونريد بالمتعبد بتلاوته أمرين:
أولا: أن القرآن يقرأ في الصلاة والصلاة عبادة و هي لا تصح إلا بالقرآن لقوله صلى الله عليه وسلم: " لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" [44].
ثانيا: أن ثواب تلاوة القرآن يفوق ثواب آي تلاوة أخرى. قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف" [45].
الفروق بين القرآن والحديث القدسي:
لا تقتصر الفروق بين القرآن والحديث القدسي على أن القرآن متعبد بالتلاوة دون الحديث القدسي، فالحديث القدسي هو ما يضيفه النبي –صلى الله عليه وسلم- إلى الله تعالى ولروايته صيغتان:
الأولى: أن يقول الراوي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه. والثانية: أن يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى, أو يقول الله.
وذكر العلماء فروقا عدة بين القرآن والحديث القدسي, منها:
1)) أن القرآن الكريم متعبد بتلاوته على الوجهين المذكورين آنفا وهما عدم صحة الصلاة إلا بتلاوة القرآن وكون ثواب تلاوة القرآن لا يعادله ثواب تلاوة شيء آخر بما فيه الحديث القدسي.
2)) أن القرآن الكريم لفظه ومعناه من الله , أما الحديث القدسي فمعناه من الله اتفاقا, وأما لفظه فمختلف فيه بين العلماء.
3)) أن القرآن الكريم معجز متحدى به وليس الحديث القدسي كذلك.
4)) أن القرآن الكريم منقول بالتواتر فهو قطعي الثبوت بسوره وآياته وجمله ومفرداته وحروفه وسكناته وحركاته, أما الأحاديث القدسية فأغلبها أحاديث آحاد.
5)) أن القرآن الكريم لا يجوز مسه إلا لطاهر وأما الحديث القدسي فلا يشترط فيه ذلك.
6)) تحرم رواية القرآن الكريم بالمعنى وأما الحديث القدسي فلا تحرم روايته بالمعنى.
(يُتْبَعُ)
(/)
7)) أن القرآن الكريم نزل بالوحي الجلي أي بمجيء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقظة، حيث لم ينزل شيء من القرآن على الرسول –صلى الله عليه وسلم- بالإلهام أو في المنام, أما الحديث القدسي فنزل بالوحي الجلي والخفي.
8)) أن القرآن الكريم يكفر من يجحد شيئا منه، أما الحديث القدسي فلا يكفر من ينكر غير المتواتر منه.
9)) يكتب القرآن الكريم برسم خاص يسمى "رسم المصحف"، وأما الحديث القدسي فليس لكتابته رسم خاص.
10)) القرآن الكريم لا ينسب إلا إلى الله تعالى, أما الحديث القدسي فينسب إلى الله نسبة إنشاء، فيقال: "قال الله تعالى"، ويروي مضافا إلى الرسول –صلى الله عليه وسلم- نسبة إخبار فيقال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه".
أسماء القرآن وصفاته:
وللقرآن الكريم أسماء أخرى كثيرة مثل الفرقان، والنور، والذكر وغيرها وقد ذكر الإمام الزركشي خمسة وخمسين اسما. وهناك من بالغ فأوصل أسماء القرآن إلى نيف وتسعين اسما، ولكن عند التحقيق يتبين أن ما بعض ما عدوه أسماء هي في حقيقة الأمر صفات كالحكيم والمجيد والكريم والعزيز, وذي الذكر, والبيان والتبيان والرحمة والشفاء وغيرها [46].
--الحواشي ------------------
[1] ابن منظور: لسان العرب مادة (علم) ج 12 ص 417.
[2] الفيومي: المصباح المنير مادة علم ص162.
[3] مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني 1/ 17.
[4] دراسات في علوم القرآن للدكتور فهد الرومي ص16.
[5] ذكر الجرجاني عشرة تعريفات للعلم، انظر: التعريفات للجرجاني ص 199 - 200، ط دار الكتاب العربي بيروت 1992.
[6] إتقان البرهان في علوم القرآن، للدكتور فضل حسن عباسي 1/ 42، ط دار الفرقان عمان – الأردن 1997م.
[7] المرجع السابق.
[8] مناهل العرفان في علوم القرآن، للزرقاني 1/ 6.
[9] انظر: الإتقان في علوم القرآن 1؟ 144 - 147.
[10] انظر: الإتقان في علوم القرآن 144 - 147.
[11] السابق.
[12] انظر البرهان في علوم القرآن للزركشي1/ 374 والإتقان 1/ 146.
[13] الإتقان 1/ 146.
[14] البرهان 1/ 374.
[15] البرهان 1/ 374.
[16] انظر: مناقب الشافعي للبيهقي 1/ 277 وتاريخ بغداد للخطيب 2/ 62.
[17] انظر الإتقان 1/ 147.
[18] انظر: إتقان البرهان 1/ 442 وعلوم القرآن بين البرهان والإتقان، للدكتور حازم سعيد حيدر، ص 20 ط دار الزمان بالمدينة المنورة 1420هـ.
[19] انظر: التحرير والتنوير، لابن عاشور، (لمقدمة الثانية) 1/ 71.
[20] سورة الإسراء: آية 106.
[21] سورة القيامة: آية 17 - 18.
[22] سورة الإسراء: آية 9.
[23] سورة الأنعام: آية 19.
[24] أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن , باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه, حديث رقم (5029).
[25] انظر: إتقان البرهان 1/ 46 - 47.
[26] انظر: إتقان البرهان 1/ 46 - 48.
[27] سورة الدخان: آية 3.
[28] أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن 6/ 108.
[29] انظر: إتقان البرهان 1/ 48.
[30] مناهل العرفان في علوم القرآن 1/ 7.
[31] البيان في مباحث علوم القرآن للشيخ عبد الوهاب غزلان، ص 21.
[32] انظر شرح العقيدة الطحاوية 119 - 143, وعلوم القرآن بين البرهان والإتقان، ص 20 - 21.
[33] شرح اعتقاد أهل السنة والجماعة 2/ 330.
[34] إتقان البرهان في علوم القرآن 15 - 53.
[35] المستصفى 1/ 101.
[36] روضة الناظر60/ 61.
[37] إرشاد الفحول 29 - 30.
[38] انظر: نكت الانتصار لنقل القرآن، للباقلاني. ص 59، ط مكتبة نشأة المعارف بالإسكندرية د. ت.
[39] انظر: مناهل العرفان، للزرقاني 1/ 12 - 13.
[40] مذكرة أصول الفقه للشيخ محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي. ص 55, ط دار القلم بيروت.
[41] انظر: نكت الانتصار لنقل القرآن، ص 59 , ط مكتبة نشأة المعارف بالإسكندرية.
[42] سورة الكهف: الآية 109.
[43] سورة لقمان: الآية 27.
[44] متفق عليه, البخاري 1/ 184 ومسلم 1/ 295.
[45] أخرجه الترمذي، وقال حديث حسن صحيح 5/ 175,وأخرجه الدرامي 2/ 429.
[46] انظر: إتقان البرهان 1/ 54.
ـ[فضل الهادي وزين]ــــــــ[22 Nov 2009, 02:25 م]ـ
الفرق بين القرآن والمصحف:
(يُتْبَعُ)
(/)
والمصحف ليس اسما لذات القرآن الكريم وإنما هو اسم للصحف التي كتب عليها القرآن، ولم يطلق اسم المصحف على القرآن المكتوب في الصحف إلا بعد جمع القرآن الكريم في عهد الخليفة الراشد الأول أبي بكر الصديق رضي الله عنه في صحف ضم بعضها إلى بعض، فسميت مصحفا. تحدث علماؤنا -رحمهم الله- في كتاب الفقه عن حكم بيع المصحف، ولم يقل أحد منهم ببيع القرآن, فالقرآن كلام الله تعالى أما كتابة الآيات القرآنية وطباعتها في الصحف وتسجيل تلاوتها على الأشرطة والأقراص، فعمل البشر وجهدهم الذي يبتغون بها كسب رزق حلال ...
ومن فروق القرآن والمصحف بالمعنى الذي ذكرنا أن لفظ القرآن لا يجمع؛ لأن القرآن واحد لا يختلف في كل المصاحف, أما المصحف فيصح جمعه فيقال: "مصاحف" لأن كل واحد منها أو مجموعة منها تختلف عن الأخرى في الحجم ونوعية الخط, واللون إذا كانت مكتوبة, و من قارئ إلى أخر ونوعية التلاوة إذا كانت مسموعا مرتلا.
هذا ولا ينسب القرآن إلا شخص, فلا يقال: "قرآن عثمان أو قرآن على أو قرآن أبي بن كعب". ولكن يقال: ومصحف عبدالله بن مسعود؛ لأن هذه المصاحف من عملهم دون القرآن.
وبعد الانتهاء من التعريف اللغوي والاصطلاحي لكل جزء من تركيب (علوم القرآن) نصل إلى التعريف الاصطلاحي له كعلم مستقل.
التعريف الاصطلاحي لعلوم القرآن:
يختلف تعريف علوم القرآن بالنظر إلى معناه الإضافي, من تعريفه كفن مدون من علوم الشريعة أو بالمعنى الاصطلاحي المتأخر.
علوم القرآن بمعناه الإضافي فيه توسع حيث يشمل العلوم المساندة والخادمة للقرآن الكريم، ولا يشترط فيه أن يكون القرآن الكريم محورها وموضوعها.
علوم القرآن بالمعنى الإضافي تشمل كل ما يتصل بالقرآن الكريم، فالتفسير - مثلا- يصدق عليه أنه من علوم القرآن، وكذلك علم القراءات، وعلم رسم الصحف، وإعراب القرآن كلها يصدق عليها أنها من علوم القرآن.
أما بعد أن صار هذا العلم ذا موضوع خاص أي تحول إلى فن مدون المعبر عنه بالمعنى اللقبي فإنه أصبح أضيق نطاقا وأكثر تخصيصا فلم يعد يشمل التفسير والإعراب ومسائل القراءات بالتوسع والشمول, بل إن بحثت هذه الأمور في ضمن مباحث علوم القرآن ستبحث موجزة و بالنظر إلى حيثيات خاصة.
والذين توسعوا في العلوم المستنبطة من القرآن الكريم مثل الإمام السيوطي وغيره قصدوا بعلوم القرآن كل علم يخدم القرآن الكريم أو يستند إليه. ولو نراعي هذا الشمول والإحاطة يندرج كل من علم التفسير, وغريب القرآن, والقراءات، ورسم الصحف, والإعجاز, والعقيدة، واللغة وغيرها تحت مسمى علوم القرآن.
أدخل السيوطي - رحمه الله- في العلوم المستنبطة من القرآن علوما كثيرة منها: الطب والهندسة, والجبر, والهيئة إضافة إلى أصول الصنائع وأسماء الآلات التي تدعو الضرورة إليها.
وذكر الإمام الغزالي أن القرآن يحتوي "سبعة وسبعين ألف ومأتى علم".
وذكر ابن العربي عمن ركب من الاعتبار الآنف الذكر كلاما فقالوا: " إن علوم القرآن خمسون علما, وأربعمائة علم، وسبعة آلاف وسبعون ألف علم, على عدد كلم القرآن مضروبة في أربعة , إذ لكل كلمة فيها ظاهر وباطن, وحد مطلع".
ولا شك أن مرد هذا التوسع في مفهوم علوم القرآن بمعناه الإضافي لدى المتقدمين من أهل العلم، هو عظمة القرآن الكريم وما فيه من علوم و حكم. ولذلك قال الحرالي: (ت 623ه) إن "أكمل العلماء من وهبه الله تعالى فهما في كلامه ووعيا عن كتابه وتبصرة في الفرقان, وإحاطة بما شاء من علوم القرآن. ففيه تمام شهود ما كتب الله لمخلوقاته من ذكره الحكيم, بما يزيل بكريم عنايته من خطأ اللاعبين إذ فيه كل العلوم ".
وقال الإمام الشافعي رحمه الله: "جميع ما تقوله الأمة شرح للسنة, وجميع السنة شرح للقرآن, وجميع القرآن شرح أسماء الله الحسنى وصفاته العليا. وكما أنه أفضل من كل كلام سواه فعلومه أفضل من كل علم عداه".
ونص الزركشي (ت 794ه) أن " كل علم من العلوم متنزع من القرآن وإلا فليس برهان".
(يُتْبَعُ)
(/)
ونقل عن ابن مسعود رضي الله عنه قوله: "من أراد العلم فليُثوّر القرآن فإنه فيه علم الأولين والآخرين" وبالرغم من أن الزركشي -رحمه الله- وهو من أكبر المؤلفين في علوم القرآن، لم يقدم تعريفا لعلوم القرآن ولكنه كان يرى أن "علوم القرآن لا تنحصر, ومعانيه لا تستقصى". مما يدل على أن صاحب البرهان لم يكن ممن يحبذون حصر علوم القرآن في مباحث محدودة.
وأما تعريف علوم القرآن كفن مدون فقد تعددت عبارات العلماء فيه:
قال الشيخ الزرقاني في تعريف علوم القرآن: " مباحث تتعلق بالقرآن الكريم من ناحية نزوله, وترتيبه, وجمعه, وكتابته, وقراءته, وتفسيره, وإعجازه, وناسخه ومنسوخه, ودفع الشبه عنه, ونحو ذلك".
وأما أستاذنا الشيخ مناع القطان -رحمه الله- فقد عرف علوم القرآن بقوله: "العلم الذي يتناول الأبحاث المتعلقة بالقرآن من حيث معرفة أسباب النزول, وجمع القرآن وترتيبه, ومعرفة المكي والمدني, والناسخ والمنسوخ, والمحكم و التشابه, إلى غير ذلك مما له صلة بالقرآن".
ويقول الدكتور فهد الرومي في تعريف علوم القرآن كفن مدون: "مباحث تتعلق بالقرآن الكريم من ناحية نزوله وجمعه وقراءاته وتفسيره وناسخه ومنسوخه وأسباب نزوله ومكية ومدنيه ونحو ذلك."
وفي محاولة لتضيف علوم القرآن يري أحد المعاصرين وهو الدكتور فاروق حمادة أنه يمكن حصر علوم القرآن في شعبتين:
الأولى: تاريخ القرآن الكريم ويندرج تحت ذلك نزول القرآن الكريم, وأسباب نزوله, وناسخه ومنسوخه, وتدوينه, وحفاظه, وقراءاته.
الثانية: الوسيلة الصحيحة لفهمه على الوجه الحق, وينضوي تحت ذلك علوم اللغة, والإعجاز, والمحكم والمتشابه, والغريب وما إلى ذلك. كما تقضي هذا معرفة شيئ من تاريخ أدب العرب وحالتهم الاجتماعية عند نزول القرآن الكريم, لأنه أنزل بلسان عربي مبين في أمة كان لها أعراف وتقاليد وكان للقرآن مواقف حيالها.
وفيما ذهب إليه الدكتور حمادة من تصنيف لعلوم القرآن نظر لأن المباحث المندرجة تحت الشعبة الأولى مثل أسباب النزول والناسخ والمنسوخ وحتى القراءات لها صلة قوية جدا بالفهم الصحيح للقرآن الكريم، بل لا يمكن فهم بعض الآيات فهما سليما إلا بالوقوف على تلك المباحث. وبالتالي يمكن إدراجها تحت الشعبة الثانية التي عبر عنها بالوسائل الصحيحة لفهم القرآن الأمر الذي يفقد التقسيم المذكور قيمته.
وفيما يبدو لي أنه أحدث محاولة لترتيب موضوعات علوم القرآن قام الدكتور مساعد الطيار بتقسيم وتصنيف علوم القرآن إلى عشرة أصناف؛ يندرج تحت كل صنف منها عدة موضوعات وهي:
1)) علم نزول القرآن.
2)) علم جمع القرآن.
3)) علم القراءات.
4)) علم معاني القرآن.
5)) علم التفسير.
6)) علم سور القرآن وآياته.
7)) علم فضائل القرآن.
8)) علم أحكام القرآن ووجوه الاستنباطات.
9)) علم الوقف والابتداء.
10)) علم جدل القرآن.
وفي حين أدرج الدكتور مساعد الطيار التفسير ضمن مباحث علوم القرآن ونص على أنه "جزء من علم علوم القرآن". يري باحث معاصر آخر وهو الدكتور عدنان زرزور أن عد التفسير من علوم القرآن وجعله نوعا كبقية الأنواع مسألة فيها نظر وتجوز , لأن أغلب علوم القرآن إنما أريد منها تيسر شرح القرآن وفهمه.
مناقشة التعريفات ونقدها:
ولعل مما يلفت النظر بعد هذا العرض لتعريف علوم القرآن بمعناه الاصطلاحي وكفن مدون أن ثمة إشكاليه في تقديم حدّ جامع ومانع لهذا الفن وتحديد موضوعاته.
ولعل صعوبة وضع تعريف جامع ومانع لعلوم القرآن هو السبب في غياب التعريف الاصطلاحي لعلوم القرآن من كتب المؤلفين المتقدمين في علوم القرآن بوصفه الاصطلاحي اللقبي، مثل: كتاب "فنون الفنان في عيون علوم القرآن" للإمام أبي الفرح بن الجوزي (ت 597ه) و "المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز" للإمام أبي شامة المقدسي (ت 665 ه) و "البرهان في علوم القرآن" للإمام أبي عبدالله الزركشى (ت 794 ه) و "الإتقان في علوم القرآن" للإمام السيوطى (ت 911ه) وكذلك غياب هذا التعريف من بعض كتب علوم القرآن المعاصرة مثل: "مباحث في علوم القرآن" للدكتور صبحي صالح، "دروس في علوم القرآن" للأستاذ غانم قدوري حمد. و " إتقان البرهان في علوم القرآن" الدكتور فضل حسن عباس وكتاب "علوم القرآن" - باللغة الأردية- للشيخ محمد تقي عثماني و "علوم القران" ( Quranic Sciences)
(يُتْبَعُ)
(/)
باللغة الإنجليزية للدكتور عبد الرحمن داي و "علوم القرآن" باللغة الإنجليزية ( Ulum Al-Quran) للأستاذ أحمد د ينفر.
وجدير بالإشارة هنا أن جميع التعريفات المذكورة لعلوم القرآن بوصفه اللقبي آي كونه عَلما على المباحث الكلية الجامعة المتعلقة بالقرآن الكريم -على حدّ علمي و اطلاعي- للعلماء المتأخرين بل المعاصرين.
والذي يتبين لي بعد تأمل وسبر للمسألة أن جذور إشكالية التعريف و تحديد الموضوعات في علوم القرآن تعود إلى افتقادنا لخط فاصل يجب أن يكون الأساس والمعيار لتحديد ما يمكن أن يدرج تحت مصطلح علوم القرآن، ومن ثم إبعاد الموضوعات التي لا يمكن أن تنضوي تحت هذا المصطلح.
فما ذكره أصحاب التعريفات الآنفة الذكر كأصل كلي لجمع موضوعات علوم القرآن وعبروا عنها بعبارات مثل: " مباحث تتعلق بالقرآن الكريم " كما عند الشيخ الزرقاني و الدكتور فهد الرومي, و "الأبحاث المتعلقة بالقرآن" كما عند شيخنا مناع القطان, رغم كونها قريبة المبنى والمعنى، لا تكفي لوحدها أن تكون أساسا لبناء تعريف دقيق للعلم. فهي -أعنى عبارة "المباحث المتعلقة بالقرآن" و "الأبحاث المتعلقة بالقرآن"- عبارة عامة تنطبق على أخص موضوعات علوم القرآن وأدقها، مثل: الناسخ والمنسوخ وأسباب النزول والمكي والمدني -على سبيل المثال- كما أنها قابلة للانطباق على موضوعات أخرى أستبعد كونها من مباحث علوم القرآن كفن مدون، بالرغم أنها موضوعات متصلة بالقرآن وتتعلق بها، مثل: دقائق علم اللغة وبعض التفريعات المتعلقة بإعجاز القرآن عموما ومنها الإعجاز العلمي.
وثمة إشكال آخر مهم في هذه التعاريف وهو كونها ذا طابع وصفي، بمعنى أنها تصف بعض موضوعات علوم القرآن بحيث يمكن القول آن التعاريف المذكورة تذكر بعض الموضوعات التي تدرس في نطاق علم اسمه "علوم القرآن" بدل أن تعطي تعريفا للعلم نفسه والذي يتناول تلك الموضوعات بالدراسة والبحث, فموضوعات أي علم شيء والعلم الذي يشتمل على تلك الموضوعات ويوفر إطارا ومنهجا لدراستها شيء آخر، كما هو معروف.
وقد نتج عن الإشكالات الموجودة في التعريف - كما يبدو لي- مشكلات أخرى، منها: منها كثرة التشقيقات في موضوعات علوم القرآن حيث يكمن إدخال مجموعة من هذه العلوم تحت مسمى واحد الأمر الذي يطرح ضرورة تحرير الموضوعات المعدودة ضمن علوم القرآن, وإعادة النظر في صياغتها. ومنها إشكالية دخول أو عدم دخول علم التفسير ضمن علوم القرآن كفن مدون. فكما رأينا آنفا أن ذلك مثار أخذ ورد بين الباحثين.
ومن الإشكاليات التي لها صلة بإشكالية التعريف تسمية علوم القرآن بأصول التفسير عند بعض أهل العلم كشيخنا مناع القطان -رحمه الله- حيث قال: "وقد يسمى هذا العلم بأصول التفسير, لأنه يتناول المباحث التي لابد للمفسر من معرفتها للإستاد إليها في تفسير القرآن". والدكتور فهد الرومي الذي قال: "ويسمى هذا العلم بأصول التفسير لأنه يتناول العلوم التي يشترط على المفسر معرفتها والعلم بها".
وفي الطرف المقابل يري باحثون آخرون أن "أصول التفسير جزء من علوم القرآن". وبالرغم أن أصول التفسير تشارك علوم القرآن في استنادها للقرآن وخدمتها له, لكنهما يفترقان في كون علوم القرآن أعم, لكونها تضم مباحث لا دخل لها في التفسير كرسم القرآن, وعدد آياته". ولا تعنى المشاركة بين العلمين في خدمة القرآن في مجال واحد كونهما علما واحد؛ لأن "علم أصول التفسير علم يقوم على ضبط التفسير, ووضع قواعد مهمة ضرورية لسلامة السير في طريق هذا العلم, و اشتراط شروط للمفسر يعمل على تحقيقها قبل البدء في التفسير. وذلك كله لكيلا يكون هناك غلط في تفسير القرآن, أو تحريف لكلام الله, أو تشويه لمعناه". ومن هنا كان اعتبار علم أصول التفسير فرعا من فروع علوم القرآن إلى الدقة اقرب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبالنظر إلى عدم دقة التعاريف المقدمة لعلوم القرآن كفن مدون و الإشكاليات الناتجة عنه, وبعد التأمل في ماهية علوم القرآن وموضوعاتها أري - والله أعلم- أن ثنائية تعريف علوم القرآن عند الباحثين المعاصرين- أعنى تقسيم علوم القرآن إلى المعنى الإضافي و إلى فن مدون- ومن ثم البحث عن تعريف لهذا الثاني هي جوهر المشكلة. فهذا التقسيم الثنائي عجز عن تحديد دقيق لموضوعات علوم القرآن ومنع التداخل بينها ووضع خطوط فاصلة بين ما هو من علوم القرآن وما هو ليس منها. أضف إلي ذلك أن كون التدوين والتأليف وتناول عناصر معينة في الكتب حسب اجتهادات فردية ورؤية مختلفة لكل مؤلف في تناول موضوعات وعدم تناول أخري- مثلما هو الشأن في كتب علوم القرآن- ليس مبررا كافيا ومقنعا لهذا التفريع الثنائي. و للخروج من هذه الإشكالية إما يبحث عن تعريف جامع ومانع لعلوم القرآن كفن مدون، أو نعود إلى اختيار تبني مفهوم علوم القرآن بالمعنى الإضافي وتقديم تعريف مناسب له بحيث يشمل جميع العلوم المساندة والخادمة للقرآن الكريم. ولا شك أن هذا هو الأقرب إلى مفهوم علوم القرآن لدي العلماء والأئمة المتقدمين ورؤيتهم لموضوعات العلم بشمولية وتوسع أكبر، مثل: ابن الجوزي والزركشي والسيوطي- رحمهم الله جمعيا- وقبلهم الإمام الجليل محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله وبعده الإمام الحرالي ومن سلك مسلكهم.
وأرى أن النظر إلى علوم القرآن بهذه النظرة الشمولية -خاصة لو نأخذ في عين الاعتبار تقارب وتداخل العلوم الشرعية- كان من أكبر الأسباب في توسع دائرة علوم القرآن وتطورها عبر العصور وإضافة موضوعات ومباحث جديدة إليها, وهو أقدر إلى إتاحة مجالات أكبر وأوسع للبحث في العلوم المستنبطة من القرآن. وكذلك العلوم المساندة والخادمة له في عصرنا نحن وفي العصور اللاحقة بإذن الله تعالى. وأظن أن هذه الرؤية وهي رؤية سلف الأمة وعلمائها المتقدمين في أزهى عصور الحضارة الإسلامية هي أقدر لتنشيط علوم القرآن وإثراء مادته، وإبطال النظرة التي ترى علوم القرآن مثل كثير من العلوم قوالب جامدة احترقت مادتها وتفتقر للجدة ولا مجال للإضافة و الاجتهاد فيها.
وبناء على ما ذكر نحاول تقديم تعريف لعلم "علوم القرآن" نرجو أن يكون دقيقا وخاليا من مآخذ التعاريف السابقة، فنقول في تعريف علوم القرآن:
"علم يدرس الموضوعات المتعلقة بالقرآن الكريم سواء أكانت خادمة له أم معينة على فهمه".
شرح التعريف:
نريد بـ"العلم" أن علوم القرآن علم مستقل ذو تعريف وموضوعات خاصة تميزها عن بقية العلوم. وجملة "الموضوعات المتعلقة بالقرآن الكريم" تشير إلى خصوصية المسائل المدروسة في هذا العلم، وهي المباحث المتصلة بالقرآن الكريم، وبها تخرج المسائل التي لا علاقة لها بالقرآن الكريم من نطاق علم علوم القرآن. وعبارة "سواء أكانت خادمة له أم معينة على فهمه" بمثابة وصف أو قيد لطبيعة الموضوعات المتصلة بالقرآن والتي تدرس في علم علوم القرآن, وهي موضوعات معينة وليست كل موضوع يمكن أن يتصل بالقرآن، ولكن فقط الموضوعات التي تخدم القرآن الكريم في جانب معين أو يساعد على فهمه. وأما الموضوعات الخادمة للقرآن فمثل: جمع القرآن، ورسم المصحف, وفضائل القرآن, وأحوال نزول القرآن مثل أول ما نزل وآخر ما نزل والحضري والسفري والصيفي والشتائي الليلي والنهاري وغيرها, أو الأحرف السبعة, وكيفية انزال القرآن (الوحي) , وعلم طبقات القراء, وآداب القراءة, وتجويد القرآن, وعلم إعجاز القرآن, وتاريخ التفسير, وطبقات المفسرين, ومناهج المفسرين وأمثالها. هذه المباحث تخدم القرآن الكريم في مختلف الجوانب، ولكن لا اتصال لها مباشرة بفهم القرآن.
وأما الصنف الثاني من موضوعات علوم القرآن، فهي التي تساعد في فهم القرآن مثل: أسباب النزول, والمكي والمدني, والقراءات وتوجيهها, وغريب ألفاظ القرآن, وإعراب القرآن, ومشكل القرآن, ومعرفة المحكم والمتشابه، والتفسير بأنواعه التحليلي والموضوعي والمقارن والإجمالي وأصول التفسير وقواعده, وعلم الناسخ والمنسوخ, والخاص والعام, والمطلق والمقيد, والمجمل والمبين, والوجوه والنظائر, وأقسام القرآن وأمثاله, وعلم المناسبات وما إلى ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وخلاصة القول: أن موضوعات علوم القرآن بناء على هذا التعريف وحسب ما هو موجود في أمهات كتب علوم القرآن والتفسير منحصرة فقط في تلك التي تخدم القرآن، إما في الحفاظ عليه وسلامته من التحريف الفظي سواء في النطق أو الكتابة وضبط نصوصه وترتيب سوره وآياته أو بيان تاريخه, ومنازل أحوال نزوله وإعجازه ودفع الشبهات عنه, وتاريخ تفسيره ومناهج المفسرين واتجاهاته. أو تلك التي تعين على فهم نصوص القرآن فهما سليما خاليا عن التعسف والتكلف والتحريف المعنوي, واستنباط الأحكام والحكم منه، وفق ضوابط وأصول محكمة متقنة تحافظ على قدسية النص القرآني وتمنع عبث العابثين ويكشف تحريف الغالين وإبطال المبطلين، ليبقى كما أراد الله تبارك وتعالى له محفوظا صافيا نقيا يرشد الناس إلى الصراط المستقيم والنور المبين إلى يوم القيامة ?لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه?.
وبهذا الشرح للتعريف ينضبط دائرة موضوعات علوم القرآن ويسد باب الإفراط والتفريط في التوسيع والتضييق بإذن الله تعالى.
سبب تسمية هذا العلم بصيغة الجمع (علوم القرآن):
ولعل القارئ يتساءل: لماذا جاءت تسمية هذا العلم بصيغة الجمع (علوم) فقيل: (علوم القرآن)، ولم تأت بصيغة الإفراد (علم) كعلم الفقة, وعلم النحو وعلم البلاغة؟ ويجاب على هذا التساؤل بأن قبل تدوين هذه العلم بمعناه الاصطلاحي الذي استقر عليه الأمر كان العلماء رحمهم الله يؤلف كل منهم في موضوع من الموضوعات المتصلة بالقرآن الكريم، فيكتب بعضهم في الناسخ والمنسوخ و يكتب آخر في إعجاز القرآن والثالث في أسباب النزول والرابع في القراءات وهكذا. ثم اختصرت هذه الموضوعات وضم بعضها إلى بعض في كتب مستقلة فسميت" علوم القرآن".
وقال الشيخ الزرقانى: "وإنما سمي هذا العلم (علوم القرآن) بالجمع دون الإفراد للإشارة إلى أنه خلاصة علوم متنوعة, باعتبار أن مباحثه المدونة يتصل اتصالا وثيقا بالعلوم الدينية والعلوم الشرعية ... " قلت: ولا غرابة في هذه التسمية فثمة علوم أخرى سميت بصيغة الجمع، مثل علوم الحديث, وعلوم الاتصالات وعلوم الإدارة وغيرها.
موضوع علوم القرآن:
هو القرآن الكريم من أية ناحية من النواحي المذكورة قي التعريف.
ثمرة علوم القرآن:
1)) تيسير تفسير القرآن الكريم؛ لأن طائفة من علوم القرآن مفتاح باب التفسير، ولا يصح لأحد الخوض في تفسير القرآن المجيد قبل تعلم هذه الطائفة من علوم القرآن.
2)) المحافظة على القرآن الكريم من التحريف في اللفظ و المعنى, وتيسير نقله من جيل إلى جيل, وتسهيل تعلمه وتلاوته بصورة صحيحة سليمة.
3)) بيان إعجاز القرآن الكريم والكشف عن مكامن أسرار هذا الكتاب الجليل، لرفع الطاقة البشرية في كل عصر.
4)) معرفة جهود الأمة الإسلامية سلفا وخلفا في دراسة القرآن الكريم وخدمته و العناية بعلومه.
5)) "التسلح بمجموعة من المعارف القيمة التي يمكن من الدفاع عن هذا الكتاب العزيز ضد من يتعرض له من أعداء الإسلام ويبث الشكوك والشبهات في عقائده وأحكامه وتعاليمه".
6)) اكتشاف آفاق جديدة للبحث العلمي في أنواع العلوم والمعارف المتصلة بالقرآن الكريم، وهذا يشمل كل فرع للعلم والمعرفة يخدم كتاب الله سبحانه وتعالى أو يستند إليه.
7)) إثراء الثقافة القرآنية والمعارف الشرعية بشكل عام.
أبرز وأهم مباحث علم علوم القرآن:
لا نريد من سرد موضوعات علم علوم القرآن هنا الحصر و الاستقصاء، إنما المراد هو ذكر أبرز وأهم مباحث هذا العلم الشريف حسب التعريف المذكور لعلوم القرآن، و الذي يشمل العلوم الخادمة للقرآن الكريم والمعينة على فهمه على حد سواء.
وقد دأب كثير من الذين كتبوا في علوم القرآن ذكر مباحث هذا العلم بصورة مبعثرة ودون ترتيب وتنظيم، ولتفادى هذا النقص سنحاول تصنيف موضوعات علوم القرآن تحت عناوين رئيسية تندرج تحت كل منها مباحث متصلة وقريبة ببعضها بحيث يجمعها جامع أو رابط. وعلى أمل أن يساعد هذا الترتيب والتصنيف في تقريب الموضوعات إلى الدارسين وفهمهم لطبيعة علوم القرآن.
أولا: علم نزول القرآن، وينضوي تحت هذا العلم المباحث التالية:
(يُتْبَعُ)
(/)
1. أحوال نزول القرآن الكريم على النبي-صلى الله عليه وسلم- ويشمل: أول ما نزل وآخر ما نزل, والحضري والسفري, والصيفي والشتائي, والليلي والنهاري, والفراشي والمنامي, وغير ذلك من المسائل المرتبطة بأحوال نزول القرآن.
2. أسباب نزول الآيات.
3. المكي والمدني.
4. كيفية إنزال الوحي.
5. الأحرف السبعة واللغات التي نزل بها القرآن.
ثانيا: علم جمع القرآن، ويندرج تحت هذا العلم:
1. كيفية كتابة القرآن في عصر رسول الله صلى الله عيه وسلم.
2. حفظ القرآن الكريم في الصدور في عصر النبوة.
3. تدوين المصحف.
4. تاريخ المصحف.
5. رسم المصحف.
6. كتابة المصاحف عبر العصور.
7. طباعة المصحف.
8. تسجيل تلاوة القرآن الكريم على الأشرطة الصوتية والأقراص.
ثالثا: علم القراءات، ويشتمل هذا العلم على:
1)) أنواع القراءات القرآنية.
2)) تاريخ علم القراءات.
3)) توجيه القراءات.
4)) طبقات القراء.
5)) آداب قراءة القرآن الكريم.
6)) تجويد القرآن الكريم.
رابعا: علم التفسير وأصوله، ويندرج تحت هذا العلم:
1) أصول تفسير القرآن الكريم.
2)) قواعد التفسير.
3)) تاريخ التفسير.
4)) طبقات المفسرين.
5)) الناسخ والمنسوخ.
6)) العام والخاص.
7)) المطلق والمقيد.
8)) المجمل والمبين.
9)) المحكم والمتشابه.
10)) مبهمات القرآن.
11)) الوجوه والنظائر.
12)) أقسام القرآن.
13)) أمثال القرآن.
14)) أسباب الاختلاف في التفسير.
15)) مناهج المفسرين.
16)) اتجاهات التفسير.
17)) أنواع التفسير باعتبارات مختلفة.
18)) ترجمة معاني القرآن الكريم.
19)) شروط المفسر وآداب التفسير.
خامسا: علم معاني القرآن، ويندرج تحته:
1)) غريب القرآن.
2)) مشكل القرآن.
3)) إعراب القرآن.
4)) بلاغة القرآن.
سادسا: إعجاز القرآن الكريم، ويشمل علم إعجاز القرآن المباحث التالية:
1)) تاريخ علم إعجاز القرآن.
2)) الإعجاز البياني للقرآن.
3)) الإعجاز العلمي للقرآن.
4)) الإعجاز التشريعي للقرآن.
5)) الإعجاز الأخلاقي للقرآن.
سابعا: علم سور القرآن و آياته، و يدخل ضمنه:
1)) معرفة أسماء السور.
2)) ترتيب السور.
3)) المناسبات في القرآن.
4)) فواصل الآي.
5)) عد الآي.
6)) الوقف والابتداء.
7)) فضائل السور والآيات.
ثامنا: علم الدفاع عن القرآن الكريم ورد الشبهات والمطاعن: تكتسب برأيي المباحث المتعلقة بالدفاع عن القرآن الكريم ورد الشبهات والمطاعن المثارة حوله أهمية كبيرة في العصر الحاضر. وذالك بسبب كثرة السهام المسمومة الموجهة إلى القرآن الكريم من قبل أعداء الإسلام من الكفار المعاندين، مثل المستشرقين ومن حذا حذوهم وتربي على مناهجهم وأفكارهم من المنتسبين إلى الإسلام، الأمر الذي تقتضي اعتبار المباحث المتعلقة بالدفاع عن القرآن الكريم ورد الشبهات والمطاعن فرعا مستقلا من فروع علوم القرآن.
ويمكن إدراج المباحث التالية تحت هذا الفرع:
1)) تاريخ إثارة الشبهات حول القرآن الكريم.
2)) الشبهات المثارة من قبل المشركين والكفار المعاصرين لنزول الوحي حول القرآن والرد عليها.
3)) شبهات المستشرقين والمنصرين حول القرآن الكريم والرد عليها.
4)) شبهات الحداثيين والعلمانيين حول القرآن الكريم والرد عليها.
هذه أبرز وأهم مباحث علم (علوم القرآن) ولا شك أن ثمة ترابط وتداخل بين مباحث علوم القرآن، بحيث يجعل من الممكن تصنيف علم أو مبحث واحد في موضعين أو مجموعتين لارتباطه بهما.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[22 Nov 2009, 05:17 م]ـ
أولاً - أحيي أخي الحبيب الدكتور فضل الهادي وزين، وأرحب به هنا في ملتقى أهل التفسير.
وثانياً - سعداء بمشاركة معنا، وإن كنت قد تأخرت علينا كثيراً، ومع أني أعلم أنك من أسبق الناس إلى المشاركة في المجال الإعلامي، ومن محبي التميز والطرح النوعي.
ثالثاً - موضوعك هذا جدير بالبحث، ولي عودة للتعليق بعد القراءة المتأنية له إن شاء الله.
رابعاً - لا تنس أن أحب الأعمال إلى الله أدومه، وإن قل.(/)
وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[22 Nov 2009, 10:05 م]ـ
ذكر الله تعالى العلة التي من أجلها شرع الحج فقال تبارك وتعالى:
(لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ) سورة الحج (28)
ثم أكد الحق تبارك وتعالى ذلك في قوله:
(وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ) سورة الحج (34)
ثم أكده مرة أخرى في قوله تعالى:
(لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ (67) وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ (68)
إن هذه الآيات تشير إلى خطورة هذه القضية في حياة البشرية والسؤال:
هل بحث أحد في هذه المسألة؟(/)
بحوث شيخنا أحمد المقري
ـ[محمد منقذ]ــــــــ[23 Nov 2009, 09:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه بحوث الترقية التي نال بها شيخنا أحمد عبد الله المقري درجة (أستاذ مشارك)، وهي أربعة بحوث، أرجو أن ينفعكم الله بها
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[23 Nov 2009, 10:28 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ محمد على هذه الهدية الثمينة ..
فمن أحسن أوجه البر مع الشيوخ نشر علمهم وبث محاسنهم ..
وقد عرفت الشيخ أحمد المقري في كلية القرآن شيخا فاضلا مربيا بسمته ودلِّه، وإن لم أتشرف بالدراسة عليه، أسأل الله أن يحفظه ويبارك فيه.
ـ[محمد سيف]ــــــــ[23 Nov 2009, 11:47 م]ـ
أحسنت يا شيخ منقذ
جزاك الله خيراً على هذه الهدية المتميزة
وقد عرفت الشيخ أحمد المقري في كلية القرآن شيخا فاضلا مربيا بسمته ودلِّه، وإن لم أتشرف بالدراسة عليه، أسأل الله أن يحفظه ويبارك فيه.
أما أنا فتشرفتُ بالدراسة عليه خلال سنتين
فكانت تتمثل فيه مقولة "الأدب قبل العلم"
كان نِعم المتدبر لآيات كتاب الله خلال تلاوة الطلاب بالجمع
فتراه في تأثر وخشوع عجيبَين
والمواقف الجميلة المؤثرة معه كثيرة يصعب حصرها في هذا المقام
حفظه الله وجزاه عنا خير الجزاء
ـ[محمد منقذ]ــــــــ[24 Nov 2009, 12:13 ص]ـ
عذرا
كنت أريد أن أضع البحوث في ملتقى القراءات والتجويد؛ فأخطأت في وضعه هنا.
لو تكرم أحد المشرفين بنقله للقسم المذكور
وشكرا
ـ[محب القراءات]ــــــــ[24 Nov 2009, 09:26 ص]ـ
تم تحميل البحوث
شكر الله لك يا أبا معاذ هذا الجهد المبارك في طباعة ونشر بحوث شيخنا د / أحمد المقري وفقه الله ونفع بعلمه.
وكما تفضل الأخوين الكريمين العبادي ومحمد نور فشيخنا المقري من خيرة العلماء في كلية القرآن الكريم , وقد تعلمنا من أخلاقه وتواضعه وعبادته الكثير, وتخرج على يده أجيال ومشايخ من كلية القرآن الكريم , فهو شيخنا وشيخ مشايخنا جزاه الله خير الجزاء وأطال عمره في طاعته ونفع بعلمه.
وقد نشر البحث الأول: (دراسة لكتاب شرح طيبة النشر) في مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية - رمضان 1428هـ
وقد سبق نشره في هذا الملتقى على الرابط التالي:
حمل بحث: دراسة لكتاب (شرح طيبة النشر) للنويري ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=9764)
وأما بحث: (قرة العين في معنى قولهم: تسهيل الهمزة بين بين) فقد نشر في مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة , العدد 135 عام 1427هـ
وأما بحث: (رسالة في وقف حمزة وهشام على الهمز) فقد نشر كذلك في مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة , العدد 132 عام 1426هـ(/)
استفسار حول قضايا اللغة والبيان في تفسير مكي بن أبي طالب
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[23 Nov 2009, 09:52 م]ـ
هل كتب احد رسالة علمية-ماجستير او دكتوراه -حول قضايا اللغة والبيان في تفسير مكي بن ابي طالب؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[01 Dec 2009, 02:20 م]ـ
أبا محمد
أتوقع أن هذا لم يحدث، فالتفسير لم يخرج إلا قريبا، ولا أعرف عناية الباحثين بمثل هذه الموضوعات من خلال المخطوطات.
لكن إن كان ثمت دراسة من خلال كتبه المطبوعة، فذاك.
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[01 Dec 2009, 05:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
انظر في هذه الرسائل فلعل فيها ما يفيد.
1/ الدرس النحوي في كتاب مشكل إعراب القرآن لمكي القيسي: تحقيق ودراسة رسالة ماجستير للباحثة هدى عبد الفتاح محمد عبد الفتاح العرس
من جامعة طنطا كلية الآداب القسم اللغة العربية وآدابها
تاريخ التسجيل 1993
إسم المشرف على الرسالة طاهر سليمان حمودة
2/ مكي بن أبي طالب وأثره في الدراسات النحوية واللغوية رسالة دكتوراه للباحث وهبة متولي عمر سالمة جامعة القاهرة الكلية دار العلوم
تاريخ المناقشة 1979 إسم المشرف على الرسالة عبد الله درويش
3/ الدرس الصرفي والنحوي عند مكي بن أبي طالب القيسي رسالة دكتوراه للباحث عبد الله أحمد حمزة الفهادي الجامعة المستنصرية
كلية التربية تاريخ المناقشة 1998م
4/ مشكل إعراب القرآن الكريم لمكي بن أبي طالب: دراسة نحوية رسالة ماجستير للباحث يحيى بشير مصري جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية كلية اللغة العربية تاريخ المناقشة 1402هـ
إسم المشرف على الرسالة محمد عبد الخالق عضيمة.
كما أن هناك بعض الدراسات الصوتية المنجزة حول مكي بن أبي طالب رحمه الله.
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[27 Jan 2010, 04:55 م]ـ
القضايا النحوية في كتاب (الهداية إلى بلوغ النهاية) لمكي القيسي ت437هـ فهيد بن رباح الرباح
ما جستير في جامعة الإمام(/)
هدية عيد الأضحى 1430هـ (مصاحف مخطوطة وخطوط حاسوبية قرآنية)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Nov 2009, 06:14 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أسأل الله أن يتقبل منا جميعاً في هذه الأيام المباركة عشر ذي الحجة من هذا العام الذي أوشك على التصرم 1430هـ، وأن يجعل أيامه مباركة، وكل عام وأنتم جميعاً بخير وسلامة. وبهذه المناسبة السعيدة قمنا في مركز تفسير للدراسات القرآنية بجمع عدد من المشروعات الفنية التي أصدرناها من خلال ملتقى أهل التفسير في السنوات الماضية بواسطة المهندس المتميز أمين صالح شعبان وفقه الله ورعاه وهي:
1 - مصحف الويب.
2 - خطوط قرآنية.
3 - متصفح بدر.
4 - المصحف الكوفي.
5 - نسخة مصورة من المصحف العثماني المحفوظ بجامع الحسين بالقاهرة.
6 - نسخة مصورة من المصحف العثماني المحفوظ بتركيا.
جمعنا كل ذلك في قرص حاسوبي واحد، وقامت مجلة عام الكمبيوتر مشكورة بإجراء لقاء تعريفي بمركز تفسير للدراسات القرآنية وجهوده الإلكترونية في خدمة طلاب العلم، وقامت بإعادة طباعة هذا القرص وتوزيعه مجاناً مع عددها الحالي رقم 119 المتزامن مع عيد الأضحى المبارك 1430هـ كهدية لقراءها جزاهم الله خيراً.
تعريف عن مجلة عالم الكمبيوتر والإنترنت:
عالم الكمبيوتر والإنترنت من المجلات الشهيرة جداً بين المجلات الناطقة بالعربية في الشرق الأوسط حيث تغطي آخر ما توصل إليه سوق تكنولوجيا المعلومات في العالم كله. تبحث دائما عن مصادر الأحداث لتمد القارئ بأدق وأحدث التفاصيل لتغطي للقارئ العربي جميع ما يحدث في سوق تكنولوجيا المعلومات أولا بأول. كما تمد المهتمين بالكمبيوتر والإنترنت بأحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا المعلومات وبآخر الأخبار التي تهم المستخدمين مما يعدها لأن تكون أداة إنتاج فاعلة في هذا المجال.
وفي معامل المجلة الخاصة يتم اختبار أحدث ما تم التوصل إليه في مجال الهاردوير والسوفت وير بواسطة مهندسين المجلة المتخصصين.
عالم الكمبيوتر والإنترنت المجلة الشهرية الوحيدة التي تحتوي على 3 أسطوانات شهريا كهدايا مجانية مع المجلة.
إصدارتها المتنوعة والفئة المستهدفة من القراء:
عالم الكمبيوتر والإنترنت هي مجلة شهرية الإصدار تجمع المهتمين بمجال الاتصالات والكمبيوتر والإنترنت من مستخدمين وبائعين ومشترين ومحترفين بما تحتويه من موضوعات متخصصة في هذا المجال. ويمكن الحصول على المجلة عن طريق الاشتراك بالمجلة أو من جميع بائعي الجرائد والمجلات وبالمكتبات المنتشرة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
مجلة عالم الكمبيوتر والإنترنت مجلة عربية تهدف إلى خدمة القارىء العربي وليست مترجمة عن مجلات أجنبية.
أبواب المجلة:
1. الأسطوانات المجانية:
تشمل هذه الاسطوانات جديد البرامج والمسلسلات والمواد التعليمية والتثقيفية والدينية والترفيهية الشيقة التي تشبع احتياجات مشاهديها.
2. أخبار الشركات:
والتي تعرض أحدث أخبار الشركات في مجال تكنولوجيا المعلومات على مستوى المنطقة والتي تتضمن منتجات الشركة وقصص نجاحها وتحليل لمختلف أنشطة الشركة بالإضافة إلى عقد العديد من اللقاءات مع كبار الشخصيات العاملة بمجال تكنولوجيا المعلومات بما يوفر رؤية واضحة لكل ما يحدث في مجال تكنولوجيا المعلومات والاستراتيجية التي تسير عليها الشركات.
3. لقاء العدد:
يتضمن هذا القسم لقاءات مع كبار العاملين بمجال تكنولوجيا المعلومات لمناقشتهم في أهم القضايا التكنولوجية وعرض آرائهم في مختلف قضايا القطاع.
4. مراجعة المنتجات:
تقوم فكرة هذا القسم على التعريف بكامل خصائص ومزايا المنتج الذي تم طرحه حديثاً في الأسواق بما يتيح الفرصة للقارىء للتعرف على أحدث المنتجات المطروحة في الأسواق.
5. تجارب وحلول:
يستهدف هذا القسم مساعدة قراء المجلة على حل مختلف المشاكل التقنية التي تواجههم وتقديم الحلول المناسبة لهم. يعتمد هذا القسم بشكل رئيس على إرسال القارىء للمشكلة التي يتعرض لها ليتم نشر حلها بالمجلة.
6. موضوع العدد:
يناقش هذا الباب أحدث التقنيات والاتجاهات التكنولوجية بشكل علمي بسيط ويعرض للتقنيات والمنتجات التي طرحت في إطار ذلك الاتجاه الجديد.
7. أكاديمية عالم الكمبيوتر:
يهدف إلى عرض خصائص تطبيقات سطح المكتب من برمجيات Word, Excel, Access, PowerPoint.
8. دليل المشترى:
يقدم هذا الباب النصائح والإرشادات السريعة مع توضيح المواصفات الأهم التي يجب الانتباه إليها عند اختيار منتج ما، وبالتالي يمكن للمستخدم اتخاذ قرار الشراء بسهولة.
9. من المختبر:
يستعرض هذا الباب أهم التقنيات الموجودة بالأجهزة وكيفية استخدامها والاستفادة من مزاياها، ويتضمن عرضاَ للمنتجات التي تتضمن تلك التقنية.
10. تقرير خاص:
يشرح هذا القسم أحدث التقنيات الحديثة بمجال تكنولوجيا المعلومات، ليصبح المستخدم النهائي على وعى بحديثها.
11. مدرسة عالم الكمبيوتر:
تقدم المدرسة دروساً تعليمية شهرية لقرائها لشرح أدق التفاصيل التقنية.
12. نظرة على المستقبل:
تطرح أحدث التقنيات المنتجات التكنولوجية المستقبلية التي طرحها المصنعين بفكرهم المستقبلي.
13. ألعاب الكمبيوتر:
يتناول شرح لأحدث الألعاب بمجال الكمبيوتر.
روابط المجلة عبر الويب:
الموقع الالكترونى للمجلة:
http://www.ciwmagazine.com
للإتصال بالمجلة وفروعها المختلفة:
http://www.ciwmagazine.com/home/index.php?var=contact.html
وأشكر أخي العزيز الأستاذ أيمن صالح شعبان الذي قام بإعداد هذا القرص، والسعي لدى المجلة لتوزيعه مجاناً لقراءها حول العالم. وقد سبق أن قام مركز تفسير للدراسات القرآنية بتوزيعه مجاناً كهدية لزواره في المعرض الذي أقيم على ضمن فعاليات ندوة القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة بالمدينة المنورة. ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=17683)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب القراءات]ــــــــ[24 Nov 2009, 07:03 ص]ـ
شكر الله لكم على هذه الهدية القيمة , وقد وصلتنا بحمد الله في المدينة النبوية أثناء ندوة مجمع الملك فهد.
نتمنى لمركز تفسير مزيدا من التقدم والنجاح.
وجزى الله خيرا الأستاذ / أيمن صالح شعبان.
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[24 Nov 2009, 05:05 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله!
هدية متميزة!
وعمل فاعل حقا في التعريف بمركز تفسير، كما هو نشر وتحريك لأعماله الحَريّة بالتعريف والانتشار.
فأجزل الله لكم المثوبة ..
ومن حسن إلى أحسن .. وفقكم الله ورعاكم.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[24 Nov 2009, 09:21 م]ـ
الشكر موصول لسعادتكم فضيلة المشرف العام/ الدكتور عبد الرحمن الشهري - بارك الله لنا فيكم - ولكل الأفاضل المشرفين بهذا الملتقى الرائد.
فسعادتكم أهل لهذا الشكر والثناء. وهذا من فضل الله تعالى ثم دعمكم وتشجيعكم المستمر لتلك البرامج.
وهنيئا لسعادتكم وبإذن الله تعالى من حسن إلى أحسن.
محبكم
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[25 Nov 2009, 12:09 ص]ـ
كنت اتحدث البارحة مع الأخ المبدع أيمن صالح شعبان عبر الماسنجر واخبرني عن هذا الانجاز الرائع، وسوف اسعى جاهدا للحصول على العدد فجزاه الله كل خير وجزى الله القائمين على مركز تفسيرعلى جهودهم الكبيرة وعلى رأسهم الأخ الدكتور عبد الرحمن الشهري وبارك الله في جهده وجهاده
ـ[أحمد تيسير]ــــــــ[25 Nov 2009, 07:09 م]ـ
المبدع المحقق المتفنن المتألق أيمن صالح شعبان، والدكتور الفاضل عبد الرحمن الشهري:
أشكركم على جهودكم المتواصلة في خدمة التراث القرآني العظيم، فجزاكم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء وبارك فيكم وفي أعماركم.
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[25 Nov 2009, 11:38 م]ـ
الشيخ عبد الرحمن الشهري - جزاك الله خيراً - على هذه الهدية المباركة، والشكر موصول أيضاً للشيخ أيمن صالح شعبان - أسأل الله تعالى أن يبارك فيكما، وينفع بما قدمتما.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[01 Dec 2009, 04:53 ص]ـ
الشكر موصول للأعضاء الأفاضل الكرام. أصحاب الأقلام المميزة في هذا الملتقى - بل النبع الصافي -.
أبشركم بطباعة المجلة واستهلالها للتوزيع من أول الأسبوع المقبل إن شاء الله تعالى.
خادمكم
أيمن صالح شعبان
الثلاثاء 1 ديسمبر 2009 ميلادى - 13 ذو الحجة 1430 هجرى
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[08 Dec 2009, 12:09 ص]ـ
الشكر موصول للأعضاء الأفاضل الكرام. أصحاب الأقلام المميزة في هذا الملتقى - بل النبع الصافي -.
أبشركم بطباعة المجلة واستهلالها للتوزيع من أول الأسبوع المقبل إن شاء الله تعالى.
الثلاثاء 1 ديسمبر 2009 ميلادى - 13 ذو الحجة 1430 هجرى
بحثت طويلا عن هذا العدد من المجلة لدى باعة الصحف والمجلات فى القاهرة فلم أجده!!
فأرجو منك أخى الكريم أن تدلنى على الموزع الرئيس فى مصر، مع الشكر
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[09 Dec 2009, 08:37 ص]ـ
لم أجد هذه المجلة إلا في مكتبات جرير ومع هذا كان الإصدار قديما ولمّا يصل الجديد.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[13 Dec 2009, 12:28 ص]ـ
بحثت طويلا عن هذا العدد من المجلة لدى باعة الصحف والمجلات فى القاهرة فلم أجده!!
تم توزيع المجلة ومعها قرص حاسوبى، واقتنيتها اليوم فقط
جزاكم الله خيرا وشكر لكم على الهدية المباركة
ـ[أم قتادة]ــــــــ[14 Dec 2009, 10:42 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
أي مكتبة تبيعها في الرياض، مع عنوان المكتبة إذا أمكن
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[14 Dec 2009, 05:42 م]ـ
تم توزيع المجلة ومعها قرص حاسوبى، واقتنيتها اليوم فقط
جزاكم الله خيرا وشكر لكم على الهدية المباركة
للأسف وجدت أن القرص الحاسوبى المرفق مع المجلة غير القرص المعلن عنه!!!
وليس من محتوياته شىء يتعلق بخطوط المصحف من قريب أو من بعيد، بل انه يتحدث عن مناسك الحج والعمرة ويعرض لبعض الكتب الدينية!
ومن هنا فان الأمر يحتاج الى توضيح، والسلام عليكم
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[16 Dec 2009, 01:00 م]ـ
للأسف وجدت أن القرص الحاسوبى المرفق مع المجلة غير القرص المعلن عنه!!!
وليس من محتوياته شىء يتعلق بخطوط المصحف من قريب أو من بعيد، بل انه يتحدث عن مناسك الحج والعمرة ويعرض لبعض الكتب الدينية!
ومن هنا فان الأمر يحتاج الى توضيح، والسلام عليكم
فضلا مراجعة رقم عدد النسخة التي اشتريت.
وسوف أرفع لسيادتكم اليوم صور من المجلة
وتفضلوا بقبول وافر الاحترام والتقدير
محبكم
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[16 Dec 2009, 03:00 م]ـ
غلاف المجلة العدد 119 مع القرص الهدية
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[16 Dec 2009, 03:08 م]ـ
وعلى ضوء كلامك أخي العليمي اتصلت على محمول مدير مجلس إدارة المجلة وأنا متأثرا بشدة، فوعدني بمراجعة المختص.
واليوم قابلت المختص وأنا في شدة الحرج مما أوقعتني فيه (ابتسامة)
وقد حصلت ثلاثة نسخ هدية من العدد، فرب ضارة نافعة.
وقد علمتُ بوصول المجلة للرياض يمكنكم الحصول عليها عبر الاتصال بمركز التوزيع:
مكتب الرياض
Saudi Arabia Office
KSA, Riyadh P.O.BOX: 19872 Riyadh 11445
Tel: +96614032612 +96614032612 - +96614056824 +96614056824
Fax: +96614067481
Mobile: +966566444315 +966566444315
E-mail: mohamed@ciwmagazine.com
محبكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[16 Dec 2009, 03:12 م]ـ
كلمة العدد:
تقبل الله منا ومنكم. وسددنا خطانا وخطاكم
محبكم وخادمكم
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[16 Dec 2009, 03:30 م]ـ
فضلا مراجعة رقم عدد النسخة التي اشتريت. وسوف أرفع لسيادتكم اليوم صور من المجلة
وتفضلوا بقبول وافر الاحترام والتقدير
محبكم
أخى الحبيب الأستاذ أيمن، أحبكم الله ورفع قدركم فى الدنيا والآخرة
عدد النسخة وتاريخ صدورها و كذلك صورة الغلاف موافق تماما للصورة التى بعثت بها الينا
كل شىء سليم يا أخى فيما عدا القرص فموضوعاته هى المختلفة تماما، وكذلك مكتوب عليه (العدد 64 - ديسمبر 2004)
وهذا يعنى أنه قرص قديم يعود الى خمس سنوات سابقة
مع بالغ الاحترام والتقدير
محبكم
العليمى
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[17 Dec 2009, 03:45 ص]ـ
عليك بالاتصال بإدارة المجلة رأسا والشكوى والتأكد من اتخاذ اللازم, فهم أصحاب الشأن المعنيين بالنشر والتوزيع.
وهي مجلة محترمة جدا، نفذت التعاقد الخاص بالقرص المذكور، بيد أن المساحة التي خصصت للإعلان عن مركز تفسير للدراسات القرآنية شابه التحجيم .. وأعذر لهم حيث كانوا بصدد طباعة المجلة ولم يتسن لهم إيجاد حجما للنشر المتعاقد عليه.
ويسعدني مروركم الكريم وتشريفكم لمركزنا مركز تحقيق النصوص - القاهرة - المقطم هاتفي:0161726625
لإهدائكم نسخة خاصة لسعادتكم
ملحوظة لم أنشر الغلاف فقط بل نشرت القرص المصاحب للعدد، والمنوه عنه، والمطبوع عليه الاسم، والمحتوى، ورقم العدد فضلا راجع الصورة الأولى.
تجد القرص نفسه لا الإعلان عنه فقط
محبكم
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[17 Dec 2009, 04:01 م]ـ
عليك بالاتصال بإدارة المجلة رأسا والشكوى والتأكد من اتخاذ اللازم, فهم أصحاب الشأن المعنيين بالنشر والتوزيع.
وهي مجلة محترمة جدا، نفذت التعاقد الخاص بالقرص المذكور، بيد أن المساحة التي خصصت للإعلان عن مركز تفسير للدراسات القرآنية شابه التحجيم .. وأعذر لهم حيث كانوا بصدد طباعة المجلة ولم يتسن لهم إيجاد حجما للنشر المتعاقد عليه.
ويسعدني مروركم الكريم وتشريفكم لمركزنا مركز تحقيق النصوص - القاهرة - المقطم هاتفي:0161726625
لإهدائكم نسخة خاصة لسعادتكم
ملحوظة لم أنشر الغلاف فقط بل نشرت القرص المصاحب للعدد، والمنوه عنه، والمطبوع عليه الاسم، والمحتوى، ورقم العدد فضلا راجع الصورة الأولى.
تجد القرص نفسه لا الإعلان عنه فقط
محبكم
عفوا أخى الكريم، ليس من اختصاصى الاتصال والتحرى وتقديم شكوى رسمية، فهذا أمر منوط بذوى الشأن الذين تعاقدوا مع المجلة، وما أنا الا مجرد قارىء من جملة الآف القراء
وأعرب لكم عن أسفى الشديد ان كنت قد تسببت لكم أو لأى أحد فى أى ازعاج، ولكنى كنت أتوق بشدة الى مطالعة محتويات القرص الحاسوبى نظرا لاهتمامى الشديد والخاص بمسألة رسم المصحف الشريف فأرجو التماس العذر لى فى ذلك
وأعرف جيدا أن (عالم الكمبيوتر والانترنت) تعد من المجلات المحترمة جدا والممتازة وذات الصبغة العلمية الرصينة، وهى لن تغامر باسمها وسمعتها وتغش قراءها، ولهذا أرجح أن ما حدث كان خطأ غير مقصود، و " التمس لأخيك سبعين عذرا "
وربما يجود الزمان ويشرفنى بزيارتكم فى مركز تحقيق النصوص، لا بسبب المجلة (أو القرص) وانما كى التقيكم وأتشرف بمعرفتكم أخى الكريم، لكن اعذرنى فى الوقت الحالى لكثرة مشاغلى وبعد المسافة
ملحوظة: رأيت صورة القرص التى نشرتموها وكافة الصورالأخرى، وتأكدت من منافذ عديدة لبيع المجلات فى أماكن مختلفة من محافظة الجيزة - حيث أقطن - من أن القرص المصاحب للعدد ليس هو القرص المنوه عنه، وانما هو الذى ذكرته لكم من قبل والذى يرجع الى العدد 64 وتاريخه هو (ديسمبر 2004)
أكرر شكرى وأسفى، وكل عام هجرى وأنتم بخير
محبكم
العليمى
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Dec 2009, 07:48 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي العزيز أيمن على هذه الجهود المشكورة.
وأما حبيبنا العليمي فلا بد أن تتصرف بأي طريقة لإرسال نسخة خاصة له من القرص المرفق مع المجلة، فنحن نخاف أن يزعل علينا وهو زميل عزيزٌ لا نتحمل زعله وفقه الله لكل خير.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[18 Dec 2009, 11:03 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وربما يجود الزمان ويشرفنى بزيارتكم فى مركز تحقيق النصوص، لا بسبب المجلة (أو القرص) وانما كى التقيكم وأتشرف بمعرفتكم أخى الكريم، لكن اعذرنى فى الوقت الحالى لكثرة مشاغلى وبعد المسافة
محبكم
العليمى
يجب أن تكرم أخي الحبيب فعلى الخاص فضلا ذكر هاتفكم للتواصل، ولاتخاذ اللازم. سيما والرياسة وصت عليك (ابتسامة كبيرة وتقديري لشخصكم)
من عيوني يا سعادة الدكتور عبد الرحمن، والجيزة قريبة عليّ.
محبكما
أيمن صالح شعبان
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[18 Dec 2009, 09:29 م]ـ
وأما حبيبنا العليمي فلا بد أن تتصرف بأي طريقة لإرسال نسخة خاصة له من القرص المرفق مع المجلة، فنحن نخاف أن يزعل علينا وهو زميل عزيزٌ لا نتحمل زعله وفقه الله لكل خير.
أحبكم الله الذى أحببتمونا فيه وبارك فيكم شيخنا الكريم
وكيف أزعل عليكم - حاشا وكلا - هذا ما كان وما لن يكون باذن الله تعالى وبالغ لطفه
ووصفكم لى بأنى " زميل عزيز " يعد شهادة أعتز بها أيما اعتزاز
أعزكم الله ورفع قدركم فى الأولى والآخرة
وممنون لك شيخنا الكريم على تلك التوصية الكريمة، وأدام الله الود بين الجميع وجعل قلوبهم مؤلفة بلا ضغائن ولا حقد ولا تحاسد ولا غل، فلا مكان لهذه المشاعر البغيضة فى قلوب المؤمنين حقا
وكل عام هجرى وأنتم والمنتدى وأهله ورواده جميعا بكل خير وحب و تآلف ومودة
فان من النعم البالغة التى أمتن بها المولى علينا نعمة تأليفه بين قلوبنا
ويا ليت الجميع يقدر هذه النعمة حق قدرها بدلا من أن يتهكم عليها ويسخر منها ويظنها تزلفا ونفاقا والعياذ بالله!!
هذا ما فعله أحد الاعضاء هنا للأسف - وأظنكم تعرفونه - ولكن لا داعى لذكر اسمه، والله حليم ستار
ووالله الذى لا اله غيره اننا لا نداهن أحدا، وانما هو الحب فى الله والروح الطيبة التى نحرص على أن تسود وتعم الجميع بخيرها
وتلك هى روح الاسلام الحقة، ولكنهم لا يعلمون، واذا علموا فانهم لا يعملون طبقا لما علموه!!
وفق الله الجميع لما فيه الخير والوئام، والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[18 Dec 2009, 09:31 م]ـ
يجب أن تكرم أخي الحبيب فعلى الخاص فضلا ذكر هاتفكم للتواصل، ولاتخاذ اللازم. سيما والرياسة وصت عليك (ابتسامة كبيرة وتقديري لشخصكم)
من عيوني يا سعادة الدكتور عبد الرحمن، والجيزة قريبة عليّ.
محبكما
أيمن صالح شعبان
أنت أهل لكل كرم أخى الحبيب
لا داعى لأن تكلف نفسك
سوف ألتقيكم بعد عودتكم من مؤتمركم بالأسكندرية ان شاء الله
سأتصل بكم أولا قبل زيارتى لكم فى مدينة المقطم
فانى بحاجة الى مجالستكم
ولا تخف فلن أطيل الجلوس (ابتسامة كبيرة)
وجزاك الله خيرا
ـ[أبو مهند المصري]ــــــــ[17 Feb 2010, 10:28 ص]ـ
هل يتكرم الأخ برفع نسخة من القرص على النت؟
وجزاكم الله خيرا على مجهوداتكم؟(/)
بركة القرآن الكريم للشيخ محمد الخضيري وخاطرة لحافظ القرآن للشيخ عمر العيد
ـ[أبو سلمان العنزي]ــــــــ[25 Nov 2009, 01:35 ص]ـ
هذه كلمة الشيخ محمد الخضيري في حفل تكريم دورة حفاظ الذكر بدولة الكويت
والمشرف عليها فضيلة الشيخ عبدالمحسن زبن المطيري
http://islam-call.com/records/view/id/4360/
وهذه خاطر للشيخ عمرالعيد
http://islam-call.com/records/view/id/4361/
ـ[ابوالحارث]ــــــــ[03 Dec 2009, 03:26 ص]ـ
اثابك الله اخي ابو سلمان
كلمات بحق رائعة،، ومهمة
وياليت تنشر بين عامة الناس،،
بوركت(/)
محاضرة صوتية نادرة للشيخ الفاضل بن الطاهر بن عاشور رحمه الله (تحميل)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[25 Nov 2009, 05:19 ص]ـ
أثناء بحثي في الانترنت عن الشيخ الفاضل بن الطاهر بن عاشور رحمه الله وجدت هذا الدرس الصوتي، وصفه من أنزله بأنه: نادر جداً، وهو يفسر فيه قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 162].
ويمكن تحميل المحاضرة أو استماعها من الرابطين:
الجزء الأول ( http://www.4shared.com/file/140813708/8fc6202d/01_Piste_1wwwzytounacom.html)
الجزء الثاني ( http://www.4shared.com/file/140816642/3d639632/02_Piste_2.html)
وأنبه إلى وجود صوت موسيقى في بداية التسجيل ولعله كان مسجلاً من التلفاز أو الإذاعة، والله أعلم ..
مصدر المحاضرة ( http://www.zytouna.com/vb/t813.html)
ـ[السرخسي]ــــــــ[25 Nov 2009, 05:54 م]ـ
جزاك الله خير.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[25 Nov 2009, 07:21 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء
غفر الله له ولعلماء المسلمين وجعل قبورهم روضة من رياض الجنة
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[25 Nov 2009, 11:37 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم.
أرفقتها بعد دمج الجزأين وحذف الموسيقى وخفض الحجم وتنقية الصوت إلى حد ما.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[26 Nov 2009, 12:55 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم.
أرفقتها بعد دمج الجزأين وحذف الموسيقى وخفض الحجم وتنقية الصوت إلى حد ما.
جزاك الله خيراً وأحسن إليك ...
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[26 Nov 2009, 10:57 ص]ـ
الفاضلان الكريمان الدكتور: فهد، والأستاذ: حسين.
جزاكما الله خيرا، ونفع بجهودكما
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[28 Nov 2009, 09:42 م]ـ
أثابكم الله وجزاكم خيرا
ـ[القعقاع محمد]ــــــــ[29 Nov 2009, 01:36 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[29 Nov 2009, 02:29 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
استمعت إلى الشريط الأول، ورأيت أن الشيخ الفاضل بن الطاهر بن عاشور رحمه الله، له رأي في أسماء السور، وهو أنها غير توقيفية كما ظهر لي، وهذا قد يكون له تأثير على تناوله لمقاصد السور، وعلى ما أذكر أنه يعتبر من المهتمين البارزين بهذا الاتجاه، وقد سرني أن أسمع صوت أستاذ أستاذي، وقد لمست في صوته نفس الروح وهي روح الجد والحزم والإصرار، رحم الله أستاذي أبو الأجفان.(/)
عِيْدُكُمْ مُبَارَك وسُؤَالٌ لَذِيْذ
ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[26 Nov 2009, 12:23 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الشيوخ الكرام ...
و الرواد الأفاضل ...
و الزوار المحترمون ...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...
.... تحية طيبةً ... و بعد
قرَّاءَ هَذِهِ الرِّسَالَةِ ..
يَا أَهْلَ القُرآن
وَ يَا روَّاد التَّفْسِيْرِ
يُهَنِّؤكُمُ - المُهَنِّؤُنَ – أَنْ نِلْتُم شَرَفَ المُلْتَقَى وَحَظِيْتمْ بالثِّقَةِ – وأنتَ بهَا جَدِيْرونَ -، وقَدْ أَكُوْنُ أَحَدَ المهَنِّئِينَ، كمَا قَد أكُوْنُ ممَّنْ تقدّموا فِي إِزْجَاءِ التَّهْنِئَةِ بعْدَ مُرُورِ أعيَادٍ و مُقَارَبَةِ الحَوْلِيَّةِ السابعة في تَأسِيْسِ وَنَجَاحِ الملْتَقى، إذ يدفعني الحبُّ لتهنئتكم ويمنعني الحياء من ذلك إجلالاً وتقديراً لفضلكم و علمكم، فحقوقكم أكبر من أن يخطُّهَا يراعٌ أو أن يُنْفِذَهَا اللسَان.
لَكِنِّي مُتَفَائلٌ بأَنِّي مِنْ أَصْدَقِ النَّاس لَكُم مَشَاعِراً؛ إِذْ يدفعني الحبُّ لتهْنِئَتِكُمْ وَيَحْدُونِي الشَّوْقُ إلى رؤيَتِكُم و الجُلُوسِ مَعَكُم، داعياً - اللهَ الكَريمَ - أَنْ يَشْمَلَكُمْ بِالتَّوفِيْقِ، وَأَنْ يُشْعِلَ لَكُمْ قَنَادِيْلَ السَّعَادَةِ.
فأعيَادُكُم مبَاركةٌ، وجعَلَهَا الله تعود علَى أمَّة الإسلام بالنَّصْرِ وَ التَّمْكِيْنِ، وَ تقبَّلَ اللهُ مِنَ الجَمِيْعِ طَاعَاتِهِم وَعِبَادَاتِهِم وَ مَنَاسِكَهُم
وَاللهُ يَحْفَظُكُمْ وَيَرْعَاكُمْ.
واعتذاري للجميع من انقطاعي عن المشاركة في فترة سابقة لأمور قد لا يملكها المرء
وإن كنت أملأُ عيني بين وقت وآخر بإطلالات على أقلام وفوائد ومباركات.
وُسُؤَالِي أيُّها الكِرامُ:
هَلْ مِن قراءةٍ عِلْميَّةٍ تَقْوِيمية لهَذَا المُلْتَقى العِلْميِّ في عَامِهِ السَّابع،أم هي عُلومٌ نتَخطّفهَا ونترصّدُها ثمَ لا يكون هناكَ حقٌ أدَبِيٌّ مشْروعٌ للمَصْدَرِ المُتَفَضِّل؟؟!!
وَثَمَّت أَمرٌ مَرْجِعِيٌّ آخر،إذا ما تمكَّن القائمون على هَّذا الملتقى بتأسيس دوريَّةٍ عِلْمِيَّةٍ مُحَكَّمة.
مجرَّدُ سؤال!
وتبقى التهنئة والشوق بحدائهما الجميل إليكم
أَخُوْكُم المُحِبُّ
عَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحَ الخُضَيْري
ـ[أبو المهند]ــــــــ[26 Nov 2009, 12:50 ص]ـ
.
مجرَّدُ سؤال!
وتبقى التهنئة والشوق بحدائهما الجميل إليكم
أَخُوْكُم المُحِبُّ
عَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحَ الخُضَيْري
أحبكم الله الذي أحببتم أهل الملتقى فيه.
وعيدكم مبارك وأيامكم بفضل الله وبرحمته أسعد , وانتم من الله تعالى أقرب، وعراكم بالدين أوثق.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[26 Nov 2009, 10:45 ص]ـ
رعاك الله دكتور عبدالله.
أعبق وألبق وأبهى تهنئة طالعتها خلال سطورك الكريمة، فتقبل الله منك، وكل عام وأنت وكافة أمة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في صحة وعافية وكمال فضل وخير.
وهنيئا لنا عودتك بطلعاتك البهية، وإشراقاتك السنية.
أما خاتمة حديثك العلمي الطموح، في تسائلكم اللذيذ، فجدير بالاهتمام والتفعيل من الجميع، وحري بأساتذتنا ممن يقوم بأمر الملتقى دراسته والعناية به إن كان ثمة إمكانيات تحقق غاية طموحه وسمو هدفه، وقد عهدنا فيه قمة التفاني وكبير الإدراك، لكل مافيه خدمة الفرقان المبين، فجزك الله وجزاهم عنا كل فضل وخير.
وعيدكم مبارك، وكل عام والجميع بهذا الملتقى وسائر أمتنا الإسلامية بخير حال وأنعم بال.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Nov 2009, 01:33 م]ـ
الأخ العزيز الدكتور عبدالله بن صالح الخضيري وفقه الله وحياه
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وكل عام وأنتم بخير وعافية وسلامة وجميع المشاركين في ملتقى أهل التفسير والمتصفحين الفضلاء.
ومرحباً بعودتكم الكريمة بعد طول انقطاع، ومبارك حصولكم على الدكتوراه الذي لم أعلم عنه إلا قريباً بعد رسالتكم وفقكم الله، وأسأل الله أن يبارك فيكم وفي علمكم.
وأما إجراء دراسة علمية تقويمية لملتقى أهل التفسير فما أحوجنا لها، لنسترشد بها في تطويره والارتقاء به، وقد كنتُ أريد تقديم بحث بهذا الخصوص لندوة (القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة) في مجمع الملك فهد رغبة في أن أجبر نفسي على الإنجاز حينها، ولكن لم تلق خطة البحث قبولا نهائياً من اللجنة المنظمة للندوة فتراخيت عن إنجازه.
والمتابع المنصف يلاحظ أن الملتقى خلال السنوات الماضية ترك أثراً لا ينكر في حقل الدراسات القرآنية فقد أثار الكثير من القضايا العلمية التي وجدت صداها في أبحاث الباحثين والمؤلفين، بعضهم - وهم قلة - أشار إلى ذلك في بحثه وكتابه، وكثيرون أخذوها دون أدنى إشارة. وكم من بحث نشر وأصله من الملتقى ولم يشر إليه الباحث في بحثه على أنه من بنات أفكاره، ولكن بحسب الموقع أنه أضاف شيئاً للدراسات القرآنية المعاصرة ولو بجمع المهتمين في مكان واحد للحوار والمناقشة وتبادل الأخبار التي تنعكس على الجانب العلمي والبحثي بشكل إيجابي، وتبقى الأمانة من أنبل صفات الباحثين.
ولو تيسر لنا في مركز تفسير للدراسات القرآنية لقمنا بتكليف باحث متخصص بكتابة مثل هذا التقرير العلمي المهم بإذن الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[27 Nov 2009, 08:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تحيَّة طيبة
أشكر للقراء والزوار الكرام
قراءتهم وقبولهم التهنئة
وأثني عاطراً لمن أتحفوني بمرورهم،وهم:
د / خضر:
الحبُّ منحةٌ ربَّانيَّة،وشريعةٌ نورانيةٌ،وحينَ نمنَحُ أنفسَنا فرصةَ الحبِّ السَّامِي،فإننا في الحقيقةِ نُشْعِر أَنفسنا وذَوَاتِنا بالرِّضى والطمأنِيْنة.
الشيخ / محمد عمر الضرير:
أَلْطَف قراءةٍ،حين نقرأُ ونحن نريد أن نستمتع بالقراءة،وآنسُ أسلوبٍ أن نكتب بنفس الروح التي نُحِبُّ أن نقرأ بها.
شكراً مرةً أخرى على لطفك
د / عبد الرحمن الشهري:
أشكر لك مبادلتك التهنئة،ولطفك وسؤالك،وما من شكٍّ في أثر الملتقى في المجتمع - خاصةً طلاب الدراسات العليا،والرسائل العلمية -
وأما استفادة الكثيرين من الناس من هذا الملتقى دون الإشارة فهذا موضع اسئلةٍ،وهو - كما تذكر -: ’تبقى الأمانة من أنبل صفات الباحثين’
واسمح بعودةٍ في موضوعٍ آخر عمَّا قريب إن شاء الله يتناول بعضاً مما ذكرت
مرةً أخرى:
عيدكم مبارك لكم ولنا ولأمةِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم(/)
ما الحكمة من الاستغفار بعد أن غفرت الذنوب؟
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[28 Nov 2009, 07:24 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
ما الحكمة من الاستغفار بعد أن غفرت الذنوب؟
قال تعالى:
{لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّينَ} (البقرة:198)
{ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (البقرة:199)
فبعد عرفات تغفر ذنوب العباد، وقد أتت الآيات الكريمة تحث على الاستغفار بعد هذا اليوم العظيم، يا ترى ما الحكمة؟
وقد أستمعت لتوجيه من أحد الدعاة؟
ولكني أريد توجيه أهل العلم المختصين.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[28 Nov 2009, 11:38 ص]ـ
غفرت الذنوب ولكن:
من يعلم أنه قد غفر له أم لم يغفر؟
من يعلم أنه قد غفرت له كل ذنوبه أم لم تغفر جميعها؟
ثم إن الذنب حاصل في كل لحظة إما تقصير في واجب أو ارتكاب ما لا يجوز ارتكابه من قول وعمل.
ثم إن في الاستغفار تواضع لله تعالى واعتراف بالتقصير وهذا الحبيب صلى الله عليه وسلم قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ومع هذا قال له ربه:
(إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)) سورة النصر
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[28 Nov 2009, 12:31 م]ـ
السلام عليكم،
1. أعمال الحج لا تنتهي بالوقوف بعرفة. ولما يرجع الحاج بعد إلى أهله.
2. الاستغفار في حد ذاته عبادة، فإذا لم يحط الذنوب رفع الدرجات.
3. غُفر للرسول عليه السلام ما تقدّم من ذنبه وما تأخر. وعندما سألته عائشة رضي الله تعالى عنها عن قيامه الليل حتى تتفطر قدماه قال:" أفلا أكون عبداً شكورا".
4. الأصل أن يستشعر المؤمن عظيم نعم الله عليه، فهو يستغفر دائما لشعوره بالتقصير في جنب الله. من هنا نجد أن الأنبياء أكثر الناس استغفاراً.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[28 Nov 2009, 03:05 م]ـ
هنا كلام مهم جداً للعلامة ابن القيم رحمه الله حول هذه المسألة في مدارج السالكين، وهذا نصه: (رضا العبد بطاعته دليل على حسن ظنه بنفسه وجهله بحقوق العبودية وعدم عمله بما يستحقه الرب جل جلاله ويليق أن يعامل به.
وحاصل ذلك أن جهله بنفسه وصفاتها وآفاتها وعيوب عمله وجهله بربه وحقوقه وما ينبغي أن يعامل به يتولد منهما رضاه بطاعته وإحسان ظنه بها ويتولد من ذلك من العجب والكبر والآفات ما هو أكبر من الكبائر الظاهرة من الزنا وشرب الخمر والفرار من الزحف ونحوها
فالرضا بالطاعة من رعونات النفس وحماقتها
وأرباب العزائم والبصائر أشد ما يكونون استغفارا عقيب الطاعات لشهودهم تقصيرهم فيها وترك القيام لله بها كما يليق بجلاله وكبريائه وأنه لولا الأمر لما أقدم أحدهم على مثل هذه العبودية ولا رضيها لسيده.
وقد أمر الله تعالى وفده وحجاج بيته بأن يستغفروه عقيب إفاضتهم من عرفات وهو أجل المواقف وأفضلها فقال: {فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم} وقال تعالى: {والمستغفرين بالأسحار} قال الحسن مدوا الصلاة إلى السحر ثم جلسوا يستغفرون الله عز و جل. وفي الصحيح أن النبي كان إذا سلم من الصلاة استغفر ثلاثا ثم قال اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، وأمره الله تعالى بالاستغفار بعد أداء الرسالة والقيام بما عليه من أعبائها وقضاء فرض الحج واقتراب أجله فقال في آخر سورة أنزلت عليه: {إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا}
ومن ههنا فهم عمر وابن عباس رضي الله عنهم أن هذا أجل رسول الله أعلمه به فأمره أن يستغفره عقيب أداء ما كان عليه فكأنه إعلام بأنك قد أديت ما عليك ولم يبق عليك شيء فاجعل خاتمته الإستغفار كما كان خاتمة الصلاة والحج وقيام الليل وخاتمة الوضوء أيضا أن يقول بعد فراغه سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين
فهذا شأن من عرف ما ينبغي لله ويليق بجلاله من حقوق العبودية وشرائطها لا جهل أصحاب الدعاوى وشطحاتهم
وقال بعض العارفين متى رضيت نفسك وعملك لله فاعلم أنه غير راض به ومن عرف أن نفسه مأوى كل عيب وشر وعمله عرضة لكل آفة ونقص كيف يرضى لله نفسه وعمله.) انتهى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[28 Nov 2009, 06:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على قرّة أعيننا وحبيب قلوبنا ونور بصائرنا وحياة أرواحنا محمد عبد الله ورسوله وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين:
إخوتي الأحبّة سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
وبعد:
فإنني أشكر أخي أبو الأشبال على طرحة لهذا الموضوع الدقيق، وأشكر جهود الإخوة الأكارم في كل ما كتبوه.
وأزيد على ما تفضلوا به قليلا فأقول سائلا الله السداد والتوفيق:
من أمعنّ النظر فيما نقله أهل اللغة في معنى المغفرة، وأبصر دلائل الآيات الكريمة سيجد المعنى واضحا ولا يحتاج إلى كبير جهد فهاهو الأزهري يقول:” أصل الغفر: الستر والتغطية، وغفر الله ذنوبه: أي سترها ولم يفضحه بها على رؤوس الملأ. وكل شيء سترته فقد غفرته“
الأزهري. تهذيب اللغة ج3ص73، وينظر الرازي. مختار الصحاح ج1 ص199، الجوهري. الصحاح في اللغة ج2ص21، الزبيدي. تاج العروس ج1ص 3304، إبراهيم مصطفى وآخرون، المعجم الوسيط ج2ص223
فالمغفرة كما هو جلي إما أن تكون لذنب، أو تكون مطلقة لا لذنب وهذا معنى (التغطية والستر)
وعلى هذا يكون معنى المغفرة للمذنب؛ ستر ذنوبه وعدم فضحه على الخلائق.
ومعنى المغفرة لغير المرتكب ذنبا؛ خلعة جود ورفعة وكرم من الله سبحانه وتعالى للعبد يستر فيها كل ما يحيط بالإنسان من نقص ليتفضل عليه سبحانه بأن يكمّله بما شاء. وكأن العبد يقول يارب إنّ النقص فيّ كائن لا محالة فكمّل نقصي بفضلك وجودك ,وأظهر كرمك وفضلك علي.
على نحو ما نجده في قول الله تعالى:
(يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) (لأعراف:26)
فالتقوى خلعة من خلع الله على العبد المؤمن، ومن لم يتحلّى بها لم ينل البصيرة في كتاب الله تعالى، ولم ينل رحمته، قال سبحانه:? (قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنَا يُؤْمِنُونَ) (لأعراف:156)
وتأملوا إخوتي الأحبّة دقَّّة دلالة الآيات الكريمة من سورة يونس:
(إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ) (يونس:6)
فالآيات هي الدلائل والبراهين، وقول الله تعالى: وما خلق في السماوات. أمر عظيم، لأن الإنسان مهما أوتي من علم دنيوي لا يستطيع أن يطّلع على ما خلق في السماء الدنيا، قال تعالى: (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) (فصلت:12) (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ) (الملك:5) فإذا كانت المصابيح في السماء الدنيا فما بالكم بباقي السموات.
ولماذا خصّت بأنها آيات للمتقين دون غيرهم فمن هم هؤلاء؟؟ والإجابة من القرآن الكريم:
(أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ، الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) (يونس:62 - 63)
والحديث في هذا الباب دقيق، أسأل الله تعالى أن أكون قد وفقت في تيسير الأمر وحسن الطرح، وأسأله سبحانه العصمة من الزلل والضلال.
والله سبحانه وتعالى أعلم
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[29 Nov 2009, 06:01 ص]ـ
المشايخ الفضلاء، حجازي - أبو عمرو - أبو مجاهد - حسن، الله يعلم كم استفدت من مشاركاتكم القيمة، جزاكم الله الخير كله وأبعد عنكم الشر.
واليوم كنت أستمع لأحد المفتين، وهو يذكر أن من عليه أضحية و أخذ من شعره وأظافره، فعليه أن يستغفر كما ذكر أهل العلم، والأضحية على مكانها، فهذا التقصير كما ذكر أهل العلم يجبر بالاستغفار، فهذه فائدة أيضا كما يظهر لي والله أعلم.
ـ[أحمد النقيب]ــــــــ[29 Nov 2009, 09:43 ص]ـ
وما الحكمة من استغفار النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم سبعين مرة وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ...
لو لم يكن في الاستغفار عقب عمل الطاعات إلا أن يكون سدا منيعا من أن يصاب المرء بالعجب والغرور لكفى.
وأذكر أنني سمعت من الشيخ العلامة محمد المختار الشنقيطي حفظه الله في أحد دروسه بالمسجد النبوي كلمة أوصى فيها طلبة العلم بأمرين: كثرة الحمد مع كثرة الاستغفار؛ لأن العبد إذا أكثر منهما أمن من فتنة العجب، فإذا عمل العمل علم أن ذلك بفضل من الله فحمده وأثنى عليه، وإذا تأمل في عمله استحيا من تقصيره فيه فاستغر ربه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[29 Nov 2009, 02:23 م]ـ
وما الحكمة من استغفار النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم سبعين مرة وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ...
لو لم يكن في الاستغفار عقب عمل الطاعات إلا أن يكون سدا منيعا من أن يصاب المرء بالعجب والغرور لكفى.
وأذكر أنني سمعت من الشيخ العلامة محمد المختار الشنقيطي حفظه الله في أحد دروسه بالمسجد النبوي كلمة أوصى فيها طلبة العلم بأمرين: كثرة الحمد مع كثرة الاستغفار؛ لأن العبد إذا أكثر منهما أمن من فتنة العجب، فإذا عمل العمل علم أن ذلك بفضل من الله فحمده وأثنى عليه، وإذا تأمل في عمله استحيا من تقصيره فيه فاستغر ربه
نقل مفيد أخي الكريم جزاك الله خيرا.
وقد ذكرتني هذه النقطة بقوله تعالى:
{إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (المزمل:20)(/)
فوائد معرفه المكي والمدني من السور!!!!
ـ[ناصر_عزيز]ــــــــ[28 Nov 2009, 08:03 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مميزات السور المكية:
1/ تأسيس العقيدة الاسلاميه في النفوس بالدعوة
الله عباده الله وحده و الإيمان برسالة محمد صلي الله عليه وسلم وباليوم الأخر وإبطال المعتقدات الوثنية الجاهلية وعباده غير الله وإيراد الحجج والبراهين على ذلك
2 / تشريع أصول العبادات والمعاملات والآداب والفضائل العامة ففي مكة فرضت الصلوات الخمس مثلا وحرم أكل مال اليتم ظلما، كما حرم الكبر والخيلاء ونحوها
3 / الاهتمام بتفصيل قصص الأنبياء والأمم السابقة وبيان ما دعا إليه الأنبياء السابقون من عقائد، ومواقف أممهم منهم، وما نزل بالمكذبين من عذاب دنيوي جزاء تكذبيهم وإيراد الحوار بين الأنبياء وخصومهم وإبطال حججهم بما يوحي إلى أهل مكة بوجوب اخذ العبرة من هولاء وفي هذا بسط أيضا للعقيدة الاسلاميه الصحيحة
4 / قصر السور والآيات مع قوه الجرس والألفاظ وإيجاز العبارة مع بلاغه المعنى ووفائه وذلك إن القوم في مكة كانوا معاندين مستكبرين لا يريدون سماع القران ولا يناسب هذا المقام طول الآيات والمقاطع بل يناسبه إيجازها وقوه معانيها
مميزات السور المدنية:
1 / يخاطب القران في المدينة غالبا مجتمعا إسلاميا فكان الغالب تقرير الإحكام التشريعية للعبادات والمعاملات والحدود والفرائض وإحكام الجهاد وغيرها
2 / نشا في المجتمع المدني طائفة من المنافقين ن فتحدث القران الكريم عن طبائعهم، وهتك أستارهم، وبين خطرهم على الإسلام والمسلمين، ولم يكن في مكة نفاق لان المسلمين كانوا قلة مستضعفين فكان الكفار يحاربونهم جهارا
3 / عاش بين المسلمين في المدينة طائفة من أهل الكتاب وهم اليهود، وكانوا يمكرون مكرا سيئا، ويكيدون للإسلام وأهله، فكشف القران في المدينة سرئراهم وأبطل عقائدهم وكشف تحريفهم لديانتهم، وبين بطلان عقائدهم ودعاهم إلى الإسلام بالحجة والدليل والبرهان
4 / الغالب على الآيات والسور المدنية طول المقاطع والسور لبسط العقائد الإسلامية،و الإحكام التشريعية، فقد كان أهل المدينة مسلمين يقبلون على سماع القران وينصتون حتى كان كأن على رؤوسهم الطير فالمقام ليس مقام مقارعه ولجاج يناسبه الإيجاز بل مقام إقبال وإنصات وإذعان يناسبه الاسترسال والإطناب
فوائد معرفة المكي والمدني:
1 / تمييز الناسخ من المنسوخ فإن المتأخر ناسخ للمتقدم
2 / الاستعانة به في التفسير فإن معرفه مكان النزول يعين على فهم المراد من الايه، ومعرفه مدلولاتها ما يرد فيها من إشارات أحيانا
3 / معرفه تاريخ التشريع وتدرجه في التكليف، ويترتب على هذا الإيمان بان هذا التدرج لا يكون إلا من عليم خبير عزيز حكيم رحمن رحيم
4 / الاستفادة من أسلوب القران في الدعوة إلى الله تعالي فهو أسلوب يشتد ويلين، ويفصل ويجمل، ويعد ويتوعد، ويرغب ويرهب، ويوجز ويطنب، حسب أحوال المخاطبين وهذا من إسرار الإعجاز في القران الكريم
5 / استخراج سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك بمتابعه أحواله في مكة ومواقفه في الدعوة ثم أحواله في المدينة وسيرته في الدعوة إلى الله فيها، واقتداء الدعاة بهذا المنهج النبوي الحكيم في الدعوة
6 / بيان عناية المسلمين بالقران الكريم واهتمامهم به ن حتى أنهم لم يكتفوا بحفظ النص القرآني ن بل تتبعوا مكان نزوله، ومعرفه ما نزل قبل الهجرة، وما نزل بعدها، وما نزل في الليل، وما نزل في النهار، وما نزل في الصيف، وما نزل في الشتاء، ويتبع هذا الاقتداء بهم في دراسة القران وعلومه
المرجع / دراسات في علوم القران الكريم
الدكتور / فهد عبدالرحمن الرومي
كتاب علوم القران / الدكتور / مناع القطان
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[29 Nov 2009, 03:49 ص]ـ
1 / تمييز الناسخ من المنسوخ فإن المتأخر ناسخ للمتقدم
(يُتْبَعُ)
(/)
الأخ الكريم ناصر، دائماً ما تُذكر هذه الفائدةُ في فوائد معرفة المكي والمدني، حيث ينسخ المدنيُّ (المتأخر) المكيَّ (المتقدم)، وهذا يصح نظرياً على اصطلاح غالب الأصوليين في الناسخ والمنسوخ، أما من ناحية التطبيق فالأمر يحتاج إلى بحثٍ قرآني، بحيث تدرس الآيات التي قيل فيها بالنسخ، وهل سبب القول فيها معرفة المكي والمدني، وما تأثير معرفة المكي والمدني على باب النسخ في القرآن الكريم، على اصطلاح الأصوليين.
أما على اصطلاح السلف في النسخ وهو بمعنى البيان، الذي يدخل فيه: تقييد المطلق، وتخصيص العام، وتبيين المجمل، وغيره، مما يدخل في البيان، فلا تتحقق هذه الفائدة، حيث لا يشترط في البيان معرفة المتقدم من المتأخر على الصحيح.
وهذا الموضوع مما تأثر فيه علماءُ علوم القرآن بالأصوليين، حيث نقلوا هذه الفائدة، بلا بيان لصحة تطبيقها بالأمثلة.
ـ[يحيى بن صالح]ــــــــ[24 Dec 2009, 12:23 ص]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد اعتنى من كتب في علم المكي والمدني في القرآن الكريم بذكر فوائد لهذا العلم، من أهمها:
أولاًـ تمييز الناسخ من المنسوخ؛ وذلك فيما إذا وردت آيتان أو آيات من القرآن الكريم في موضوع واحد، وكان الحكم في إحدى هاتين الآيتين أو الآيات مخالفًا للحكم في غيرها، ثم عُرف أن بعضها مكي وبعضها مدني، فإننا نحكم بأن المدني منها ناسخ للمكي نظرًا إلى تأخر المدني عن المكي.
قال أبو جعفر النحاس ـ رحمه الله ـ في "الناسخ والمنسوخ" (2/ 611): "وإنما نذكر ما نزل بمكة والمدينة؛ لأن فيه أعظم الفائدة في الناسخ والمنسوخ؛ لأن الآية إذا كانت مكية، وكان فيها حكم، وكان في غيرها مما نزل بالمدينة حكم غيره عُلم أن المدنية نسخت المكية".
ثانيًا ـ الاستعانة به في تفسير القرآن الكريم، إذ أن معرفة مكان نزول الآية يعين على فهم المراد بالآية ومعرفة مدلولاتها، وما يراد منها.
ثالثا ً ـ الاستفادة من أسلوب القرآن في الدعوة إلى الله، فإن أسلوب المكي في القرآن والمدني منه تعطي الدارس منهجا ً لطرائق الخطاب في الدعوة إلى الله بما يلائم نفسية المخاطب، فالداعية يستفيد من هذا في تنويع خطابه، فلا يكون خطابه و أسلوب تعامله واحدا لا يتغير، ويبدو هذا واضحا ً جليا ً بأساليب القرآن المختلفة في مخاطبة المؤمنين، والمشركين، والمنافقين، وأهل الكتاب.
رابعا ً ـ التبصر بالمراحل التاريخية التي سار عليها تشريعنا السامي، والوقوف على سنة الله الحكيمة التي في تشريعه؛ وهي التدرج في التشريعات بتقديم الأصول على الفروع والإجمال على التفصيل، وقد أثمرت هذه السياسة التشريعية ثمرتها وعادت على الدعوة الإسلامية بالقبول والإذعان والانتشار.
خامسا ً ـ أن معرفة المكي والمدني تساعدنا على استخراج سيرة الرسول؛ وذلك بمتابعة أحواله بمكة، ومواقفه في الدعوة، ثم أحواله في المدينة، وسيرته في الدعوة إلى الله فيها.
سادسا ً ـ بيان عناية المسلمين بالقرآن الكريم واهتمامهم به، حيث إنهم لم يكتفوا بحفظ النص القرآني فحسب، بل تتبعوا أماكن نزوله، ما كان قبل الهجرة، وما كان بعد الهجرة، ما نزل بالليل وما نزل بالنهار، وما نزل في الصيف وما نزل في الشتاء، إلى غير ذلك من الأحوال.
سابعا ًـ ومن فوائد هذا العلم؛معرفة القول الراجح من المرجوح في تفسير آيات القرآن.
ثامنا ً ـ معرفة أسباب النزول، إذ إننا أثناء دراستنا لمكان نزول الآية نقف على الأحوال والملابسات التي احتفت بنزول الآية.
تاسعا ً ـ الثقة بهذا القرآن وبوصوله إلينا سالمًا من التغيير والتحريف.
تلك هي مجمل الفوائد التي نستطيع أن نحصل عليها من معرفتنا للمكي والمدني، والحق هي فوائد يستفيد منها كل من أراد الاشتغال في مجال التفسير وعلوم القرآن.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.(/)
(إن الله يرزق من يشاء بغير حساب) (وهزي إليك بجذع النخلة)؟؟
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[29 Nov 2009, 07:28 م]ـ
السلام عليكم أيها الإخوة الفضلاء وكل عام وأنتم بخير وعافية وأسأل الله أن يتقبل منكم الطاعات ويغفر ويعفو عن الزلات آمين
أحبتي استمعت لأحد الوعاظ جزاه الله خيرا يتحدث عن مريم عليها السلام ....
ثم ذكر أنها لما كان قلبها متعلقا كله بخالقها كان يأتيها الطعام إليها إذا جاعت دون أن تأخذ الأسباب في طلبه (كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب)
ثم لما حملت مريم بعيسى عليه السلام جعلت جزءا من حبها لابنها فأصبح القلب ليس كله لله فلما جاعت أمرها الله أن تأخذ بالأسباب (وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا)!!!!!
هل من المفسرين المعتبرين من ذكر هذا وأين؟؟؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[29 Nov 2009, 08:32 م]ـ
محمد صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم
كان أعرف الناس بالله وأتقاهم له
ومع هذا كان يربط الحجر على بطنه من شدة الجوع
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[30 Nov 2009, 11:35 ص]ـ
اسمح لي أخي أحمد أن أضيف إلى سؤالك تساؤلات:
هل هناك دليل على أن الرزق الذي كان يأتيها كان طعاما فقط؟!
ما الدليل على أن هذا الرزق الذي كان يأتيها كان بغير أسباب؟ لماذا لا يكون بأسباب بشرية, من أن بعض الناس كان يعطونها؟
على فرض أن الرزق كان بطريقة خارقة للأسباب, فهل الآية تُعطى بسبب أم لغاية؟ أي هل فعل الله هذا ليأخذ الناس منها عبرة وعظة أم مكافأة على فعلها؟
(على حد علمي لا أعتقد أن الآيات -خرق المألوف- تُعطى مكافأة, فالماء مثلا لم يكن ينبع من أصابع النبي الكريم هكذا في أي وكل وقت! وإنما عند الحاجة الشديدة التي انقطعت فيها الأسباب المادية, فكانت الآية!)
لذا فإن القول بأن آية الرزق بغير أسباب كانت لتعلق القلب قول غير صحيح! وإنما لحكمة أرادها المولى عزوجل!
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[30 Nov 2009, 10:59 م]ـ
أعيد السؤال
من قال بهذا؟؟؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 Dec 2009, 12:28 ص]ـ
الجواب:
القول الساقط لا يبحث عن قائله
ـ[معاذ الطالب]ــــــــ[01 Dec 2009, 01:12 ص]ـ
قال ابن العربي:
قوله تعالى: {هزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا}. فيها ثلاث مسائل: المسألة الأولى: قوله: {هزي إليك بجذع النخلة} أمر بتكلف الكسب في الرزق، وقد كانت قبل ذلك يأتيها رزقها من غير تكسب، كما قال تعالى: {كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب}. قال علماؤنا: كان قلبها فارغا لله، ففرغ الله جارحتها عن النصب، فلما ولدت عيسى، وتعلق قلبها بحبه، وكلها الله إلى كسبها، وردها إلى العادة في التعلق بالأسباب، وفي معناه أنشدوا: ألم تر أن الله قال لمريم إليك فهزي الجذع يساقط الرطب ولو شاء أحنى الجذع من غير هزها إليها ولكن كل شيء له سبب وقد كان حب الله أولى برزقها كما كان حب الخلق أدعى إلى النصب
المصدر: أحكام القرآن لابن العربي
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 Dec 2009, 11:52 ص]ـ
قال ابن العربي:
. قال علماؤنا: كان قلبها فارغا لله، ففرغ الله جارحتها عن النصب، فلما ولدت عيسى، وتعلق قلبها بحبه، وكلها الله إلى كسبها، وردها إلى العادة في التعلق بالأسباب، وفي معناه أنشدوا: ألم تر أن الله قال لمريم إليك فهزي الجذع يساقط الرطب ولو شاء أحنى الجذع من غير هزها إليها ولكن كل شيء له سبب وقد كان حب الله أولى برزقها كما كان حب الخلق أدعى إلى النصب
المصدر: أحكام القرآن لابن العربي
أين التعلق وهي في هم لا يعلمه إلا الله؟
لقد جاء الأمر تسلية لها وتطميناً لقلبها:
فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23) فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ..... )
أليس في ما ذكره بن العربي رحمه الله تعالى وغفر له عن من أسماهم علماؤنا قول على الله بلا علم؟
ثم كم هو الجهد الذي تحتاجه من هي في مثل حالها لتهز جذع النخلة؟
ثم لماذا قال وهزي؟
أليس ذلك لحكمة وهي أن تهز وقت الحاجة فقط لأن الرطب يحتاج إلى حفظ؟
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[04 Dec 2009, 03:12 م]ـ
قال ابن العربي:
قوله تعالى: {هزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا}. فيها ثلاث مسائل: المسألة الأولى: قوله: {هزي إليك بجذع النخلة} أمر بتكلف الكسب في الرزق، وقد كانت قبل ذلك يأتيها رزقها من غير تكسب، كما قال تعالى: {كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب}. قال علماؤنا: كان قلبها فارغا لله، ففرغ الله جارحتها عن النصب، فلما ولدت عيسى، وتعلق قلبها بحبه، وكلها الله إلى كسبها، وردها إلى العادة في التعلق بالأسباب، وفي معناه أنشدوا: ألم تر أن الله قال لمريم إليك فهزي الجذع يساقط الرطب ولو شاء أحنى الجذع من غير هزها إليها ولكن كل شيء له سبب وقد كان حب الله أولى برزقها كما كان حب الخلق أدعى إلى النصب
المصدر: أحكام القرآن لابن العربي
ما رأي الإخوة الأفاضل في كلام ابن العربي رحمه الله وماذا يترتب عليه؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[04 Dec 2009, 03:33 م]ـ
ما رأي الإخوة الأفاضل في كلام ابن العربي رحمه الله وماذا يترتب عليه؟؟؟
الكلام اجتهاد في غير محله ولا يليق ويرقى إلى مستوى القول على الله بلا علم.
كيف تعلق قلبها به وهو لا يزال يناديها من تحتها آية من الله ليطمئن قلبها وتقر عينها؟
إن الذي يخاطبها من تحتها ألا تحزن وأن تهز بجذع النخلة هو عيسى عليه السلام على القول الراجح ردا على تمنيها الموت وأن تكون نسيا منسيا.
ثم إن تعلق قلب الأم بالولد هو أمر فطري لا يؤاخذ الله عليه، وهذا أفضل الخلق عليه الصلاة والسلام يقول عند وفاة إبراهيم عليه السلام: إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي الرب وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون.
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[04 Dec 2009, 11:57 م]ـ
ابن العربي رحمه الله إمام كبير، مشهود له بالإمامة في الدين، وله في التفسير كتب مصنفة، وهو أفقه من أن يقول على الله تعالى بغير علم، أو أن يلقي القول جزافا لا يرى له وجها. وينبغي أن نحسن الظن بأئمتنا ونشكر لهم سعيهم وما قدموه لنا من تراث زاخر، ما زلنا نستضيء بنوره إلى يوم الناس هذا.
وكلام ابن العربي رحمه الله تعالى، كلام فيه نفاسة، وهو منتزع من مورد الآيتين معا، إذ قد اختلف الخطاب الإلهي لمريم على حسب الحال التي هي عليها، فكأن من استنبط هذه الفائدة المنقولة، راعى الحالين معا، حال الرزق بغير حساب، وحال الرزق المكتسب بالسبب، وجعل مبنى التفاوت في الرزقين على اختلاف الحالتين، واستخرج هذه اللطيفة المستحسنة،
ويترتب على هذا الكلام، موقف المسلم من الأسباب التي يتعاطاها، وأن أرزاق الله تعالى، جارية على العباد، تارة بالأسباب المتعاطاة، وتارة بغير حساب، على مقتضى توكلهم وأحوالهم، ولله حكم في شرع الأسباب وسلبها، لكن لا ينبغي ترك التكسب وتعاطي الأسباب، واستشراف الرزق بغير حساب، لأن المسلم في الأصل مطالب بالسعي والتدبير لأمور معاشه، أما الرزق بغير تسبب فهو يؤخذ ولا يقصد.
والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Dec 2009, 08:09 ص]ـ
كلام أخي الأستاذ عدنان أجانة كلام قيم وفقه الله ولا مزيد عليه.
وأحب التنبيه على أن مثل هذه الأقوال توجد كثيراً في كتب التفسير الصوفي ولها نظائر من الاستنباطات، قد يوافق عليها المستنبط وقد يخالف كما هنا. لكنها ليست مما يمكن إقامة الدليل عليه والجزم به، وإنما هي من لطائف الفهوم.
وكما قال أخي حجازي الهوى أنَّ الحال أنَّ مريم عليها السلام متعلقة القلب بالله في الحالين، ثم كيف يتعلق قلبها بابنها ولمَّا يولد بعدُ؟
والذي يبدو لي أن الأمر في هذا واسع، واختلاف أنظار أهل التفسير في مثل هذه الملح كثير. وما لم يرد مثل هذا القول عن المعصوم صلى الله عليه وسلم فهو محل اجتهاد وتدبر في آيات كتاب الله. ولا ينبغي التسليم بمثل هذه الأقوال لمجرد أن قالها ابن العربي أو غيره إلا بحجة ينبغي التسليم لها، وليس كذلك هنا.
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[05 Dec 2009, 12:28 م]ـ
بارك الله فيكم أستاذنا الفاضل، الدكتور عبد الرحمن الشهري، على التعليق المفيد، والمرور الكريم،
وقد بينتم أن مثل هاته التفاسير، هي من باب اللطائف، التي هي من ملح العلم، والنظر فيها واسع، وفيها مجالات للنظر، وهذه اللطائف تورد للاستئناس، لا للاستدلال، ومرتبتها دون مرتبة الدليل، وحفظ مراتب الأدلة من أدب الاستدلال كما يقال. وتبقى أصول العلم الثابتة، بكتاب الله وسنة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، هي التي عليها المعول، وإليها نحاكم ما ورد من اللطائف وملح العلم.
ودمتم بألف خير.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[05 Dec 2009, 06:39 م]ـ
بارك الله في الإخوة جميعا ووفقهم لكل خير
أخانا عدنان ملح العلم يستأنس بها إذا كان لها وجه يصح أما إذا كانت تفتقر إلى السند من منطوق أو مفهوم أو إشارة فلا عبرة بها.
الدرس الذي يمكن أن نأخذه من هذه القصة هو أن البشر مهما بلغت درجاتهم ومراتبهم وقربهم من الله تعالى يبقون بشراً يتأثرون بما يتأثر به البشر في غالب أحوالهم فهذه مريم عليه السلام يأتيها روح القدس ويبشرها بالمسيح عليه السلام وبمنزلته وشأنه في الناس ومع هذا تبقى تحت تأثير طبيعتها البشرية أمام ما قد تواجهه من الناس.
كذلك نجد ذلك في قصة يعقوب عليه السلام وقد علم بتأويل رويا يوسف عليه السلام وأن الله سيتم نعمته عليه ومع هذا بقي متأثرا بطبيعته البشرية.
وهذا سيدنا وقرة أعينن الحبيب صلى الله عليه وسلم في قصته مع ما أمره الله به في شأن زينب رضي الله عنها.
إنه الابتلاء.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[05 Dec 2009, 06:50 م]ـ
ينبغي تدوين هذا الموضوع في نقاط فيقال مثلا:
1 - الأرزاق مقدرة ومكتوبة مسبقا "قدرا" والإيمان بذلك واجب.
2 - الإخذ بالأسباب لتحصيل الرزق مطلب شرعي.
3 - تأثير الأسباب في الحصول على الرزق ضعيف؛ فقد يكون المرء من أقوى الناس عضلات، ومن أأوسعهم علما، وأعمقهم فهما للأمور، ومع ذلك يكون من أفقرهم؛ في حين يكون آخر مولود معه، وصفاته عكس صفات الآخر ويكون عكسه في النتيجة، وهذا يدل على أن الأسباب لا تعطي الرزق.
4 - القرآن دائما ينسب الرزق المادي و"الرزق العلمي" و .. إلى الله تعالى لا إلى الأسباب المتخذة وسيلة له، ولذلك تجده يقول في الرزق المادي في قصة واحد من أغنياء العالم: "وآتيناه من الكنوز" وتحده يقول في الرزق العلمي:"الذين أوتوا العلم" "آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه" "آتيناه آياتنا فانسلخ منها" ..
والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[05 Dec 2009, 08:25 م]ـ
نعم، أخي الكريم - حجازي الهوى-، ما ذكرته من أمر اللطائف، قد تقدم القول فيه وفي مرتبته، ومرجعها إلى أصول العلم المحكمة اعتبارا وإهدارا.
وما ألمعت إليه من أمر البشرية وجريان الناس على اختلاف طبقاتهم على وفقه، كلام في محله. ولا ينازع فيه أحد، غير أن الذي عنانا بادئ الرأي إبراز الآية الجليلة – آية الرزق بغير حساب – التي سجلها القرآن، وجعل سيدنا زكرياء وقد رأى هذه الآية وعاينها، قد سما بشعوره محلقا في سماء التوكل، متجاوزا عالم الأسباب، ويبدو لي قوله تعالى: [هنالك دعا زكرياء ربه] هذه الإشارة [هنالك] تختزل هذا المشهد كله، وما كان فيه من شعور وتألق وعرفان. كلمة مشحونة تفيض نورا وإيمانا.
ومقام الزرق بغير حساب، كما سبق مقام يؤخذ، ولا يقصد. ومعنى هذا أنه لا يستشرف، ولا يقصد ابتداء، بل المسلم مطالب بعكسه، وهو مجازى على سعيه وتدبيره.
والله أعلم.
وجزاكم الله خيرا. وشكر الله للإخوة الأفاضل إثراءهم للموضوع.
ـ[فيوض]ــــــــ[06 Dec 2009, 02:11 ص]ـ
تأمل لي وليس قول لاحد:
ألا يكون أمرها بالهز أشغال لها عن ألم المخاض لتتحرك وتأخذ التمر وهذه رحمة منه سبحانه .. !!
وهذه طريقة عند الأطباء معروفه وقد حدثت معي حيث نسيت ألمي الذي كان بيدي وكان حرق شديد مع هاذا نسيته لما أشغلوني بحساب مسألة رياضية(/)
بداية الإحصاء العددي في القرآن الكريم
ـ[عبدالكريم عزيز]ــــــــ[30 Nov 2009, 11:20 م]ـ
يقول ابن كثير في مقدمة تفسيره:
... وقال سلام أبو محمد الحماني: إن الحجاج جمع القراء والحفاظ والكتاب فقال: أخبروني عن القرآن كله كم من حرف هو؟ قال: فحسبنا فأجمعوا أنه ثلاثمائة ألف وأربعون ألفا وسبعمائة وأربعون حرفا، قال: فأخبروني عن نصفه فإذا هو إلى الفاء من قوله في الكهف (وَلْيَتَلَطَّفْ) وثلثه الأول عند رأس مائة آية من براءة والثاني على رأس مائة أو إحدى ومائة من الشعراء، والثالث إلى آخره. وسبعه الأول إلى الدال من قوله تعالى في سورة النساء (فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَّن صَدَّ) والسبع الثاني إلى التاء من قوله تعالى في سورة الأعراف (حَبِطَتْ) والثالث إلى الألف الثانية من قوله تعالى في الرعد (أُكُلُهَا) والرابع إلى الألف في الحج من قوله (جَعَلْنَا مَنسَكاً) والخامس إلى الهاء من قوله في الأحزاب (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ) والسادس إلى الواو من قوله تعالى في الفتح (الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ) والسابع إلى آخر القرآن. قال سلام أبو محمد عملنا ذلك في أربعة أشهر.(/)
أهداف سورة آل عمران - عرض باوربوينت
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[01 Dec 2009, 06:10 م]ـ
على غرار العرض لأهداف سورة البقرة نضع بين ايديكم ملف سورة آل عمران للفائدة جمعته الأخت يسرا بارك الله فيها وجزاها عنا خيراً.
ـ[أحمد النقيب]ــــــــ[01 Dec 2009, 07:06 م]ـ
بوركت تلك الجهود، جعل الله ذلك في موازيين حسناتكم
ولكن عندي سؤال:
هل السورة مقتصرة على هذا الهدف وهو الحث على الثبات على منهج الحق أم أن لها أهدافا أخرى؟
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[02 Dec 2009, 10:07 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل
بالطبع السورة لها أهداف أخرى ولكن وضعنا ما كان موجوداً لدينا من حلقات
بإمكانك الاطلاع على تفريغ حلقات برنامج بينات الخاصة بسورة آل عمران للإطلاع على ما فيها أيضاً وكذلك حلقات بينات للعام 1428 هـ لأن المشايخ الفضلاء تفضلوا بالحديث عنها.
إن شاء الله إذا توفر الوقت نقوم بجمع كل ما لدينا حول أهداف السورة وهذا الملف إنما هو بداية فقط
ـ[عبدالكريم عزيز]ــــــــ[02 Dec 2009, 12:41 م]ـ
بارك الله فيكم وشكر لكم هذه الهدية الطيبة وجزاكم الله خيرا
نحن في انتظار المزيد إن شاء الله
ـ[هبة المنان]ــــــــ[02 Dec 2009, 02:41 م]ـ
أحسن الله إليكم، وبارك فيكم
سؤالي لكم حفظكم الله هل تعتمدون على تفسير معين لعمل هذه الهيكلة للأهداف لأني أريد الأستفادة منها وكذلك بعض أخوات لي في العلم الشرعي؟؟
أجزل الله لكم المثوبة ...
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[02 Dec 2009, 03:21 م]ـ
بارك الله فيكم(/)
هل البيان في القرءان بيان الله ام بيان بشر؟
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[02 Dec 2009, 03:21 م]ـ
اين اجد ان الرسول يبين القرءان، لم اجد في جميع كتاب الله مايفيد ان الرسول يبين القرءان، وانما اجد ان البيان يعود للقرءان أي ان البيان هو في القرءان حصرا او ان الرسول يبين بالقرءان، فافهم من قراءتي لكتاب الله ان وظيفة البيان هي للقرءان فدائما تاتي تبين " بمصاحبة الانزال او الوحي او الذكر ولم تاتي مرة واحدة مختصة بالرسول بانفراد، وارجو لمن يعارض زعمي هذا ان ياتي باية تؤيد مذهبه، وبالمناسبة لايصح الاستشهاد بغير القرءان حكما على القرءان وانما الاستشهاد بالقرءان حصرا على القرءان،
فبيان الرسول يعمل بمعية الذكر وانزاله وليس يعمل كوظيفة مستقلة للرسول، وليس بيان الرسول يعمل في الذكر، ولم يقل الحق سبحانه ان الذكر مبهم وبحاجة الى بيان، بل ذكر الضد من ذلك حين يصف الذكر والقرءان ومتعلقاته، لذلك نرى ان هذا الانقاص من بيان الذكر ومن ثم اضفاء هذا النقصان على غيره وحرمانه منه في نفس الوقت كما والزعم بالاشكالات والابهام على وظيفة القرءان انما هو عمل لايوفق حقيقة كتاب الله وهوغير مشروع،
يقول الحق تبارك وتعالى:
{بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} النحل44
{وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} النحل64
وايات اخرى كثيرة في نفس المعنى،
لذلك اطرح اسئلة وجيهة ومحددة واطلب فهما وبحثا وقراءة تخدم عمل القرءان، وتلك عملية هي في صلب الايمان بما انزل ربنا والاسلام لله رب العالمين،
الاسئلة حول؛ " انزلنا اليك الذكر لتبين للناس مانزل اليهم "!
ان مسالتنا هي كالتالي؛ هنالك في الاية الكريمة ذكر الانزال مرتين، الاولى في صدر الاية؛ " انزلنا اليك الذكر "، والثانية؛ "مانزل اليهم "
ومسالتنا هنا ايها السادة هي؛ " تبين " التي وقعت ين انزالين، وهنالك خياران اثنان، الاول؛ ان الانزال الاول يبين التالي؟ –بحسب الترتيب في الاية 44 النحل -؟ أي انزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما سبق انزاله او تبين للناس ما اختلفوا فيه قبل انزال الذكر بحسب الاية 64 النحل؟
اي انزلنا اليك الذكر لتبين غيره؟
فاذا كان غيره، فماهو غير الذكر اذا؟ انه؛ ما سبق ان انزل اليهم، وما اختلفوا فيه، وما سبق ان نزل اليهم هل هو الذكر ام غير الذكر؟ طبعا غير الذكر وليس من المعقول ان يكون قول الله؛ انزلنا الذكر لتبيان الذكر!
أي انزلنا اليك الذكر لتبين للناس ماسبق ان انزلنا الى الناس؟
والخيار الاخر:
هو ان الانزالين هما واحد؟
اي انزلنا اليك الذكر لتبين للناس الذكر!؟
اوانزلنا اليك الذكر لتبين الذي انزلنا اليك؟
وبالتالي فالاول يبين الاول!؟
اي انزلنا اليك الذكر لتبين الذكر الذي بين يديك من الذكر!!؟؟
هل بما انه كلاهما انزال اذا هو نفسه واذا يبين نفسه!؟ لايمكن ان يكون كذلك،
وهل انزلنا اليك الذكر لتبين للذين امنوا؟ ام لتبين لعموم الناس؟
فكيف تعمل الاية اذن!؟
أي لماذا نصر ان وظيفة الرسول انه ليبين القرءان ونحرم القرءان من هذا العمل؟ وبالتالي فان الرسول يبين ما انزل اليه هو وليس الرسول يبين مانزل الى الناس، وهو ليس يبين الذي اختلفوا فيه وانما يبين الذي انزل عليه هو وهو بالنتيجة عين التناقض في عمل الاية،
هذه اسئلة جادة ومشروعة وهادفة وفي صلب الموضوع وهي ليست عبثا ولاترفا ولافضلا من القول، وهي ليست جدل بيزنطي او عبث فلسفي في حلقة مفرغة لاتؤدي الى نتيجة، بل هي صلب تفعيل الذكر او الوحي الذي انزل على محمد، وهو في سبيل اخراج القرءان من طوق الاتجاهات والتفسيرات والانغلاقات المذهبية والضيقة التي جمدت وحيدت وحجمت وحرفت عمل القرءان، وارى ان عملية التصحيح تنطلق من هنا، ومن ماهية البيان ومن هو المنوط بالبيان، القرءان ام البشر!!!؟
امجد الراوي
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[02 Dec 2009, 04:39 م]ـ
لقد سمى الله تعالى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بينة حيث قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1) رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (2) سورة البينة
وكون الرسول صلى الله عليه وسلم مبين للقرآن لا ينافي أن القرآن بين في ذاته.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[02 Dec 2009, 07:09 م]ـ
الأخ الكريم / أمجد
وجدت لك كلاما نفيسا فى تفسير (التحرير والتنوير) للعلامة الطاهر بن عاشور حيث انه قد تعرض لما سألت عنه وأجاب عنه باقتدار قائلا:
" والإظهار في قوله تعالى: {ما نزل إليهم} يقتضي أن (ما صدق الموصول) غير الذكر المتقدم، إذ لو كان إيّاه لكان مقتضى الظاهر أن يقال: لتبيّنه للناس. ولذا فالأحسن أن يكون المراد بما نزل إليهم الشرائع التي أرسل الله بها محمداً صلى الله عليه وسلم فجعل القرآن جامعاً لها ومبيناً لها ببليغ نظمه ووفرة معانيه، فيكون في معنى قوله تعالى:
{ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء}
[سورة النحل: 89].
وإسناد التبيين إلى النبي عليه الصلاة والسلام باعتبار أنه المبلّغ للناس هذا البيانَ. واللّام على هذا الوجه لذكر العِلّة الأصلية في إنزال القرآن.
وفسر (ما نزل إليهم) بأنه عين الذكر المنزّل، أي أنزلنا إليك الذكر لتبينّه للناس، فيكون إظهاراً في مقام الإضمار لإفادة أن إنزال الذكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم هو إنزاله إلى الناس كقوله تعالى:
{لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم}.
وإنّما أتي بلفظه مرتين للإيماء إلى التّفاوت بين الإنزالين: فإنزاله إلى النبي مباشرةً، وإنزاله إلى إبلاغه إليه
فالمراد بالتبيين على هذا تبيين ما في القرآن من المعاني، وتكون اللّام لتعليل بعض الحِكم الحافّة بإنزال القرآن فإنها كثيرة، فمنها أن يبيّنه النبي فتحصل فوائد العلم والبيان، كقوله تعالى::
{وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيّننّه للناس}
[سورة آل عمران: 187]
ثم يقول:
" وليس في هذه الآية دليل لمسائل تخصيص القرآن بالسنّة، وبيان مجمل القرآن بالسنّة، وترجيح دليل السنّة المتواترة على دليل الكتاب عند التعارض المفروضات في أصول الفقه إذ كل من الكتاب والسنّة هو من تبيين النبي إذ هو واسطته "
ويبدو لى - اذا لم أك مخطئا - أن قوله الأخير يتفق مع وجهة نظرك فى معنى الآية أو يقترب منها
ثم يختتم الامام ابن عاشور تفسيره للآية قائلا:
" عطف {لعلهم يتفكرون} حكمة أخرى من حِكَم إنزال القرآن، وهي تهيئة تفكّر الناس فيه وتأمّلهم فيما يقرّبهم إلى رضى الله تعالى. فعلى الوجه الأول في تفسير {لتبين للناس} يكون المراد أن يتفكّروا بأنفسهم في معاني القرآن وفهم فوائده، وعلى الوجه الثاني أن يتفكّروا في بيانك ويعوه بأفهامهم " انتهى
و جاء فى خواطر الامام الشعراوى يرحمه الله كلاما نفيسا كذلك أرجو أن تتأمله، وهو كما يلى:
" ومن الذِّكْر أيضاً ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم مع القرآن، وهو الحديث الشريف، فللرسول مُهِمة أخرى، وهي منهجه الكلاميّ وحديثه الشريف الذي جاء من مِشْكاة القرآن مبيِّناً له ومُوضِّحاً له ... كما قال صلى الله عليه وسلم: " أَلاَ وإنِّي قد أُوتيتُ القرآن ومِثْله معه، يُوشك رجل شبعان يتكيء على أريكته يُحدِّث بالحديث عنِّي فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله، فما وجدنا فيه من حلال حَلَّلْناه، وما وجدنا فيه من حرام حَرَّمناه، أَلاَ وإنَّه ليس كذلك ".
ويقول الحق سبحانه:
{لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}
إذن: جاء القرآن كتابَ معجزة، وجاء كتابَ منهج، إلا أنه ذكر أصول هذا المنهج فقط، ولم يذكر التعريفات المنهجية والشروح اللازمة لتوضيح هذا المنهج، وإلاَّ لَطالتْ المسألة، وتضخَّم القرآن وربما بَعُد عن مُرَاده.
فجاء القرآن بالأصول الثابتة، وترك للرسول صلى الله عليه وسلم مهمة أنْ يُبيِّنه للناس، ويشرحه ويُوضِّح ما فيه.
وقد يظن البعض أن كُلَّ ما جاءتْ به السُّنة لا يلزمنا القيام به؛ لأنه سنة يُثَاب مَنْ فعلها ولا يُعاقب مَنْ تركها .. نقول: لا .. لا بُدَّ أن نُفرِّق هنا بين سُنّية الدليل وسُنّية الحكم، حتى لا يلتبس الأمر على الناس.
فسُنّية الدليل تعني وجود فَرْض، إلا أن دليله ثابت من السنة .. وذلك كبيان عدد ركعات الفرائض: الصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء، فهذه ثابتة بالسنة وهي فَرْض.
أما سُنيّة الحكم: فهي أمور وأحكام فقهية وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يُثَاب فاعلها ولا يُعاقب تاركها .. فحين يُبيِّن لنا الرسول بسلوكه وأُسْوته حُكْماً ننظر: هل هي سُنّية الدليل فيكون فَرْضاً، أم سُنّية الحكم فيكون سُنة؟ ويظهر لنا هذا أيضاً من مواظبة الرسول على هذا الأمر، فإنْ واظب عليه والتزمه فهو فَرْض، وإنْ لم يواظب عليه فهو سُنة.
إذن: مهمة الرسول ليست مجرد مُنَاولة القرآن وإبلاغه للناس، بل وبيان ما جاء فيه من المنهج الإلهي، فلا يستقيم هنا البلاغ دون بيان .. ولا بُدَّ أن نفرّق بين العطائين: العطاء القرآني، والعطاء النبوي.
ويجب أن نعلم هنا أن من المَيْزات التي مُيِّز بها النبي صلى الله عليه وسلم عن سائر إخوانه من الرُّسُل، أنه الرسول الوحيد الذي أمنه الله على التشريع، فقد كان الرسل السابقون يُبلِّغون أوامر السماء فَقط وانتهتْ المسألة، أما محمد صلى الله عليه وسلم فقد قال الحق تبارك وتعالى في حقِّه::
{وَمَآ آتَاكُمُ ?لرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَ?نتَهُواْ .. }
[الحشر: 7].
إذن: أخذ مَيْزة التشريع، فأصبحت سُنّته هي التشريع الثاني بعد القرآن الكريم " انتهى
أرجو أن تجد فى هذين التفسيرين ضالتك، والله يوفقك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[03 Dec 2009, 05:19 ص]ـ
لقد سمى الله تعالى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بينة حيث قال:
لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1) رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (2) سورة البينة
وكون الرسول صلى الله عليه وسلم مبين للقرآن لا ينافي أن القرآن بين في ذاته.
لقد سبق وناقشتني ولم تقدم اجوبة حقيقية وانما جل ما قدمت هو نقاشا خارج الموضوع ولم تستطع تقديم أي دليل على ماتقدمه،
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[03 Dec 2009, 05:25 ص]ـ
الأخ الكريم / أمجد
وجدت لك كلاما نفيسا فى تفسير (التحرير والتنوير) للعلامة الطاهر بن عاشور حيث انه قد تعرض لما سألت عنه وأجاب عنه باقتدار قائلا:
أرجو أن تجد فى هذين التفسيرين ضالتك، والله يوفقك.
ممنون لك اخي العليمي المصري على هذه المشاركة،
وهي لاتتفق وما قدمت، بل تناقضه مناقضة تامة، وانا لم افقد ضالتي وما وجدتها في تلك المشاركة، وكما ارى فالبيان هو للقرءان وليس للرسول، والبيان هو بالقرءان لحال الناس وليس بيانا للقرءان، وهو فرق منهجي شاسع وليس فرق بسيط، لذلك ادعوك للمشاركة الذاتية من تلقاء نفسك والتفكر ذاتيا بغير الاعتماد على تفاسير من سبق، اريد اجتهادا شخصيا من عندك، فجميع السابقين بشر، ونحن كذلك، ومهما بلغ اجتهاد البشر لايرقى ان يكون قرءانا او نيابة عن القرءان، ولاقطع بصحته، وحتى المفسرين انفسهم لايستطيعون القطع بما يقدمونه، لذا تراهم يذيلون قراءتهم او مايسمونه تفسيرا ب" والله اعلم "، وهذا الذي اقدمه هو محاولة لتسليط الضوء ومحاولة لكشف المخفي وما ران عليه تراكمات الاتباع بالحذافير لمنهج معين او لفرضية معينة لايستطيعون الخروج من اسارها او التبعية في المناهج دونما استقلال او قراءة ذاتية،
وفقني الله واياك والجميع الى مايحب ويرضى
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[03 Dec 2009, 10:44 ص]ـ
لقد سبق وناقشتني ولم تقدم اجوبة حقيقية وانما جل ما قدمت هو نقاشا خارج الموضوع ولم تستطع تقديم أي دليل على ماتقدمه،
وليس يصح في الأذهان شيء،،،،،،،،، إذا احتاج النهار إلى دليل
قلنا إن فهمك للآيات غير صحيح
قولك إن الآية معناها أن الرسول صلى الله عليه وسلم نزل إليه القرآن ليبين للناس التوراة والأنجيل قول واهي.
فما حاجة الناس للتوراة والأنجيل والقرآن نسخهما؟
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[03 Dec 2009, 12:36 م]ـ
وليس يصح في الأذهان شيء،،،،،،،،، إذا احتاج النهار إلى دليل
قلنا إن فهمك للآيات غير صحيح
قولك إن الآية معناها أن الرسول صلى الله عليه وسلم نزل إليه القرآن ليبين للناس التوراة والأنجيل قول واهي.
فما حاجة الناس للتوراة والأنجيل والقرآن نسخهما؟
لنرى اذن من هو الذي فهمه للايات غير صحيح!!
اذا كنت تقصد ان " النسخ " بمعنى الالغاء والهجر والترك والمحو فاين تجد اية في كتاب الله تامر بنسخ التوراة والانجيل!!!؟؟ أي ان الله امر بالغاء التوراة والانجيل بالقرءان، وبالعكس نجد ان كتاب الله امر بالاتيان بالتوراة والانجيل وتلاوتهما!!!! فقال:
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} المائدة68
وقال:
{كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} آل عمران93
فات باية تؤيد زعمك ان لم تكن من الواهمين؟
ومن الظاهر انك لاتقصد ان النسخ بمعنى التثبيت والكتابة كما في الاية:
{وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ} الأعراف154
والاية:
{هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} الجاثية29
(يُتْبَعُ)
(/)
ام للنسخ مفهوم غير ذلك؟ او عدة مفاهيم متناقضة؟
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[03 Dec 2009, 02:18 م]ـ
الأخ الكريم أمجد الراوي،
1. لا أكتمك أنني أشعر بعدم الارتياح للطريقة التي تتناول فيها الأمور؛ ففيها روح الاستعلاء، وفيها ......
2. يقول تعالى:"إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ، إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ"، ويقول سبحانه:"وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ". وكما تلاحظ فالتبيين هنا في مقابلة الكتمان. وعليه لا داعي لخلق إشكال غير موجود في فهم مثل قوله تعالى:"وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ". فمهمة الرسول أن يبين ولا يكتم.
ويقول سبحانه وتعالى:"يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"، فالرسول يبين بما أنزل إليه من الوحي، والكتاب جزء من الوحي.
ويقول سبحانه:"وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ"، فهو رسول يبين بلسان قومه ورسالته هي البيان والتي لا تقتصر على الكتاب.
فخلاصة القول: على الرسول أن يبين ولا يكتم. وهو لا يبين من نفسه، بل كل ما يبينه هو من الوحي. وتتلخص رسالة الرسول عليه وسلم بالكتاب والسنة. أي أن رسالة الإسلام أشمل من القرآن. فأفعال الصلاة مثلاً هي بيان للوحي، فإذا لم توجد في القرآن فهي في السنة.
3. لم أفهم نقاشكم حول التوراة والإنجيل. وعلى أية حال فهذه قضية نظرية ليس لها واقع؛ لأن التوراة غير موجودة اليوم وكذلك الإنجيل، والموجود بين أيدي اليهود والنصارى اليوم هي سير الأنبياء مختلطة بأوهام البشر.
ـ[عبدالكريم عزيز]ــــــــ[03 Dec 2009, 02:35 م]ـ
الأخ الفاضل أمجد الراوي:
يبدو أن الحوار بيننا أثمر تقاربا حيث تبين لي أننا في اتجاه واحد رغم وجود مشكلة في مصطلح البيان.
تقول:
إن البيان يعود للقرءان أي ان البيان هو في القرءان حصرا
نقول: نعم فالقرآن آيات بينات
تقول: ان الرسول يبين بالقرءان، فأفهم من قراءتي لكتاب الله أن وظيفة البيان هي للقرءان فدائما تأتي تبين " بمصاحبة الإنزال أو الوحي أو الذكر ولم تأت مرة واحدة مختصة بالرسول بانفراد
نقول: نعم لأن الله تكفل ببيانه لرسوله عن طريق الوحي: (وإن علينا بيانه)، (علمه شديد القوى ذو مرة)
لحد الآن نحن متفقون، لكن ألا ترى أن هناك طرفا غائبا في هذه العملية، إنه المجهود البشري والتطبيقي الذي قام به الموحى إليه من الله وهو الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم، هذا الفعل المتراكم عبر السنين منذ اللحظة التي بعث فيها إلى إن قبض، هذا الكم الهائل من السنة النبوية الشريفة هو في حد ذاته بيان للناس رغم أن الرسول عليه السلام كان يبين بالقرآن.
من هنا يتبين أننا لسنا مختلفين فالقرآن بين وواضح، والرسول الكريم يبين للناس بهذا القرآن. وتطبيقه للقرآن في حياته وتعامله مع الناس من حوله وهو يربي ويجاهد ويبني دولة الإسلام إلى أن قبض صلى الله عليه وآله وسلم، فهذا يعتبر بيانا، وقد أكد هو نفسه على ذلك بقوله صلى الله عليه وآله وسلم في حجة الوداع: ألا قد بلغت اللهم فاشهد.
مع تحياتي، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[03 Dec 2009, 02:43 م]ـ
الأخ الكريم عبد الكريم،
(يُتْبَعُ)
(/)
تقول حفظك الله:" فدائما تأتي تبين بمصاحبة الإنزال أو الوحي أو الذكر ولم تأت مرة واحدة مختصة بالرسول بانفراد"، لم أفهم قولك هذا، ألم تقرأ أخي الآيات التي استشهدتُ بها في مداخلتي السابقة؟!
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[03 Dec 2009, 03:50 م]ـ
لنرى اذن من هو الذي فهمه للايات غير صحيح!!
اذا كنت تقصد ان " النسخ " بمعنى الالغاء والهجر والترك والمحو فاين تجد اية في كتاب الله تامر بنسخ التوراة والانجيل!!!؟؟ أي ان الله امر بالغاء التوراة والانجيل بالقرءان، وبالعكس نجد ان كتاب الله امر بالاتيان بالتوراة والانجيل وتلاوتهما!!!! فقال:
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} المائدة68
وقال:
{كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} آل عمران93
فات باية تؤيد زعمك ان لم تكن من الواهمين؟
ومن الظاهر انك لاتقصد ان النسخ بمعنى التثبيت والكتابة كما في الاية:
{وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ} الأعراف154
والاية:
{هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} الجاثية29
ام للنسخ مفهوم غير ذلك؟ او عدة مفاهيم متناقضة؟
لا شك أن الله تعالى أرسل رسوله صلى الله عليه وسلم ليبين للناس ما اختلفوا فيه ومنهم أهل الكتاب:
(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16)) سورة المائدة
(وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) سورة الشورى (52)
وهنا نلاحظ أن الله تعالى نسب التبيين إلى النبي صلى الله عليه وسلم ووصف الكتاب بأنه نور وبأنه مبين فقصر البيان على الكتاب دون الرسول صلى الله عليه وسلم إلغاء لبعض مدلول الآية.
ونلاحظ أيضاً أن الله نسب الهداية إلى الكتاب ونسبها إلى النبي صلى الله وقصر الهداية على الكتاب دون الرسول إلغاء لبعض مدلول الآية.
ولعل قائلاً يقول: إن الرسول صلى الله عليه وسلم يبين بالقرآن ويهدي بالقرآن، ونقول هذا إلغاء لدور الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أثبته الله له في أكثر من آية من كتابه كقوله تعالى:
(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) سورة الجمعة (2)
فالتعليم والتزكية هي ممارسة قولية وعملية لأوامر الكتاب ونواهيه وبيان له في نفس الوقت.
وكقوله تعالى:
(وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ) سورة المائدة (92)
وإذا كنا متفقين على أن طاعة الله هي العمل بمقتضى الكتاب فماذا نفهم من قول الله تعالى: وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ؟
هل نفهم منه أطيعوا القرآن؟ اقرؤوا القرآن؟ أم أن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم أمر زائد على ذلك؟
وكقوله تعالى:
(وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) سورة النور (56)
(يُتْبَعُ)
(/)
(وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) سورة الحشر (7)
(مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا) النساء (80)
(وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا) النساء (83)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) سورة النساء (59)
هذه الآيات وغيرها كثير في كتاب الله تعالى تدل على أن هناك دورا مناطا بالرسول صلى الله عليه وسلم وهذا الدور لا شك أنه هو التطبيق أو قل التفسير العملي لما في القرآن وهذا التطبيق يحتاج إلى حفظ وتدوين حتى يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أسوة تتحقق في جميع الأجيال المخاطبة بالقرآن.
وبهذا يكون النبي صلى الله عليه وسلم مبينا للقرآن من خلال أقواله وأفعاله وتقريراته وكل ذلك مجموع في سنته صلى الله عليه وسلم والتي هي الوحي الثاني.
أما بخصوص النسخ فالنسخ يكفيك فيه قول الله تعالى:
(وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49)) سورة المائدة
فالأمر بالاحتكام إلى القرآن نسخ لما سبق من الأمر بالاحتكام لما سبق من الكتب.
إن الله تبارك وتعالى قال لرسوله صلى الله عليه وسلم " فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ" ولم يقل احكم بينهما بالتوراة والأنجيل.
وما ذكرته أنت من الآيات فيها واردة في باب إقامة الحجة على أهل الكتاب وإلزامهم بما يزعمون أنهم يتمسكون به ويحتكمون إليه.
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[03 Dec 2009, 04:57 م]ـ
الأخ الكريم أمجد الراوي،
1. لا أكتمك أنني أشعر بعدم الارتياح للطريقة التي تتناول فيها الأمور؛ ففيها روح الاستعلاء، وفيها ......
2. يقول تعالى:"إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ، إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ"، ويقول سبحانه:"وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ". وكما تلاحظ فالتبيين هنا في مقابلة الكتمان. وعليه لا داعي لخلق إشكال غير موجود في فهم مثل قوله تعالى:"وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ". فمهمة الرسول أن يبين ولا يكتم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول سبحانه وتعالى:"يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"، فالرسول يبين بما أنزل إليه من الوحي، والكتاب جزء من الوحي.
ويقول سبحانه:"وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ"، فهو رسول يبين بلسان قومه ورسالته هي البيان والتي لا تقتصر على الكتاب.
فخلاصة القول: على الرسول أن يبين ولا يكتم. وهو لا يبين من نفسه، بل كل ما يبينه هو من الوحي. وتتلخص رسالة الرسول عليه وسلم بالكتاب والسنة. أي أن رسالة الإسلام أشمل من القرآن. فأفعال الصلاة مثلاً هي بيان للوحي، فإذا لم توجد في القرآن فهي في السنة.
3. لم أفهم نقاشكم حول التوراة والإنجيل. وعلى أية حال فهذه قضية نظرية ليس لها واقع؛ لأن التوراة غير موجودة اليوم وكذلك الإنجيل، والموجود بين أيدي اليهود والنصارى اليوم هي سير الأنبياء مختلطة بأوهام البشر.
اخي الكريم ابو عمرو البيراوي
حبذا هذا النقد، ولكن ارجو ان تشير الى موطن الاستعلاء فان كان شخصي فانا اتبرأ منه، وان كان فكري او مسالة الطرح فارجو ان تبين لي اين موطن الاستعلاء، انظر اخي كيف استعمل " ارى " كي اجعل من الذي اطرحهه على عهدتي الشخصية وليس بصفته حقيقة مؤكدة كما يفعل اكثر من يكتب هنا، فجميع مايكتب عن القرءان هو قراءة او راي ولا ينبغي ان يلبس لبوس الحقيقة،
تقول " لا داعي لخلق اشكال غير موجود "! بل الاشكال هو الموجود، وقد اختلقه غيري وانا لم اخلقه وانما اريد ازالته، اوجه اليك اولا هذا السؤال:
ماذا تقول الايات التي استشهدتَ بها؟ هل بيان ما انزل الى الرسول هو ابداؤه وعرضه؟، ام هو مشكل ومبهم وبحاجة الى الحل وازالة الابهام (البيان)، ايهما تختار؟ ارجو ان تجد الجواب بنفسك،
اتفق واياك على كون التوراة والانجيل غير موجودين، او على الاقل غير ظاهرين، والتوراة والانجيل التي بين ايدي النصارى واليهود هما ليسا التوراة والانجيل بل تم اسباغ الاسم على غير المسمى، سؤالي عن التوراة والانجيل: اين تجد في كتاب الله ان الله نسخ – ازال وابطل (بحسب المفهوم الشائع والخطأ للنسخ) - التوراة والانجيل بالقرءان؟ وهذا ليس صلب موضوعنا وانما جرنا اليه الاخ الحجازي، والشاهد فيه ان الله لم يقل انه نسخ (ابطل) التوراة والانجيل، وانما هو افتراء على الله وهنا مسالتنا وحسب،
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[03 Dec 2009, 05:45 م]ـ
الأخ الكريم أمجد،
1. أول البيان التبليغ.
2. لا يتم التبليغ حتى يُبلّغ الرسول عليه السلام كل ما أوحي إليه: " بلّغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلّغتَ رسالته .. "، لاحظ: (بلغ ما) أي كل. فإذا لم يبلغ الكل فلا يُعدُّ مُبلغاً.
3. والذي أوحي للرسول صلى الله عليه وسلم لا يقتصر على القرآن الكريم. ومن هنا إذا لم يبلغ كل ما أوحي إليه فلا يُعَدُّ مبلغاً، وبالتالي لا يعدُّ مبيناً.
4. ما تواتر أو صحّ عن الرسول صلى الله عليه من البيان لبعض القرآن الكريم هو من التبليغ المطلوب وبالتالي من البيان المطلوب. وما تواتر أو صح من تبليغ في غير القرآن فهو تبليغ للوحي وبيان لما أنزل.
5. ثبتت حاجة المسلمين إلى بيان القرآن وتفسيره عبر العصور. فهل يُعقل أن نكون مُبينين للقرآن الكريم ولا يكون الرسول عليه السلام مُبيناً. وإذا كان القرآن الكريم لا يحتاج إلى بيان فليرتدع أهل التفسير وليلتزموا الصمت!!
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[03 Dec 2009, 06:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
الرسول صلى الله عليه وسلم مبين للقرآن الكريم، ولم ينقل عنه آثار كثيرة في ما يخص التفسير المباشر للآيات، لكن كل سنته وأخلاقه عليه الصلاة والسلام وسيرته هي تفسير للقرآن الكريم.
وكما قالت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها تصف خلق الرسول صلى الله عليه وسلم (كان خلقه القرآن).
والقرآن الكريم فيه ما هو واضح للجميع وما يحتاج لبيان وضحته السنة وأقوال السلف التي حكمها حكم الرفع، أو رجلا من أهل العلم يرزقه الله فهما للقرآن الكريم، لذلك قال تعالى:
(فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ).
{وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} (العنكبوت:43)
وهناك آيات متشابهة اختبر الله بها عباده:
{هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} (آل عمران:7)
، ونجى سبحانه من نجى وظل من كتبت عليه الظلالة بما ظلم، والحمد لله رب العالمين، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[04 Dec 2009, 06:54 م]ـ
أخى الكريم / أمجد
ان تخصيصك لمعنى (الناس) فى آية النحل 44 بأهل الكتاب هو تخصيص بغير مخصص
وكذلك نفيك لدور التبيين عن النبى صلى الله عليه وسلم واثباته للقرآن وحده هو نفى يتعارض مع قواعد اللغة والبيان العربى، فالآية تخاطب النبى عليه السلام وتخصه بالتبيين بلفظ (لتبين)، فهاهنا تجد تاء المخاطب التى تسند التبيين الى شخص النبى صلى الله عليه وسلم
فكيف تنفى التبيين عنه صلى الله عليه وسلم وتقصره على القرآن وحده؟ وأى دور أبقيته للنبى بعد ذلك؟!
وحتى ان كنت تقصد أن النبى انما يبين بالقرآن وحده فان هذا لا ينفى ان أمر التبيين منوط به هو صلى الله عليه وسلم
ثم ماذا تقول فى الآيات العديدة التى تأمر المؤمنين بطاعة الرسول والاحتكام اليه والامتثال لأوامره ونواهيه؟
وهى الآيات التى أوردها لك أخونا حجازى الهوى فى مداخلته التى لم ترد عليها وتركتها لتفتح موضوعا جديدا يتناول نفس الشبهة مرة أخرى!!
والله يرزقنا واياكم حسن الفهم عنه
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[05 Dec 2009, 07:36 ص]ـ
أخى الكريم / أمجد
ان تخصيصك لمعنى (الناس) فى آية النحل 44 بأهل الكتاب هو تخصيص بغير مخصص
وكذلك نفيك لدور التبيين عن النبى صلى الله عليه وسلم واثباته للقرآن وحده هو نفى يتعارض مع قواعد اللغة والبيان العربى، فالآية تخاطب النبى عليه السلام وتخصه بالتبيين بلفظ (لتبين)، فهاهنا تجد تاء المخاطب التى تسند التبيين الى شخص النبى صلى الله عليه وسلم
فكيف تنفى التبيين عنه صلى الله عليه وسلم وتقصره على القرآن وحده؟ وأى دور أبقيته للنبى بعد ذلك؟!
وحتى ان كنت تقصد أن النبى انما يبين بالقرآن وحده فان هذا لا ينفى ان أمر التبيين منوط به هو صلى الله عليه وسلم
ثم ماذا تقول فى الآيات العديدة التى تأمر المؤمنين بطاعة الرسول والاحتكام اليه والامتثال لأوامره ونواهيه؟
وهى الآيات التى أوردها لك أخونا حجازى الهوى فى مداخلته التى لم ترد عليها وتركتها لتفتح موضوعا جديدا يتناول نفس الشبهة مرة أخرى!!
والله يرزقنا واياكم حسن الفهم عنه
اعيد اليك اقتباسا من ردي السابق والذي لاتحبذ ان تقرءاه ولاتحبذ الاجابة عليه:
ماذا تقول الايات التي استشهدتَ بها؟ هل بيان ما انزل الى الرسول هو ابداؤه وعرضه؟، ام هو مشكل ومبهم وبحاجة الى الحل وازالة الابهام (البيان)، ايهما تختار؟ ارجو ان تجد الجواب بنفسك،
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[05 Dec 2009, 02:00 م]ـ
الأخ أمجد،
يتفاوت فهم الناس من عصر إلى آخر، ويتفاوت فهم الناس من فرد إلى آخر. والغالبية العظمى من الناس تحتاج إلى بيان وتفهيم. بل الواقع يشهد أن العلماء كثيراً ما يختلفون في فهم النصوص. ثم إن كل إنسان يأخذ من النصوص بقدر فهمه ومقدار وعيه وخبراته.
من هنا لا تغني كل البهلونيات الفكرية شيئاً أمام الحقيقة المجمع عليها وهي حاجة الناس الدائمة إلى البيان.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[05 Dec 2009, 06:11 م]ـ
اعيد اليك اقتباسا من ردي السابق والذي لاتحبذ ان تقرءاه ولاتحبذ الاجابة عليه:
ماذا تقول الايات التي استشهدتَ بها؟ هل بيان ما انزل الى الرسول هو ابداؤه وعرضه؟، ام هو مشكل ومبهم وبحاجة الى الحل وازالة الابهام (البيان)، ايهما تختار؟ ارجو ان تجد الجواب بنفسك،
الرسول صلى الله عليه وسلم مهمته صلى الله عليه وسلم البلاغ والبيان، قال تبارك وتعالى:
(رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) سورة البقرة (129)
(لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) سورة آل عمران (164)
(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) سورة الجمعة (2)
(يُتْبَعُ)
(/)
فتلاوته صلى الله عليه وسلم هي ابداؤه وعرضه.
فما هي في نظرك التزكية؟
وما هو تعليم الكتاب والحكمة؟
إن التزكية والتعليم أمر زائد على التلاوة، إنه بيان القرآن وتفسيره قولا وعملاً وقد فعل صلى الله عليه وسلم.
فمن أنكر أن النبي صلى الله عليه وسلم علم وزكى وبين فهو مكذب للقرآن.
ومن أثبت أنه قد فعل فعليه أن يأتي بالدليل وليس له ذلك إلا من خلال سنته صلى الله عليه وسلم.
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[03 Mar 2010, 01:49 م]ـ
أخي أمجد
أشكرك على حرصك، وأرجو أن تنقل مشاركاتك هنا إلى الموضوع الذي كتبتَه بهذا الخصوص، وهو هذا: هل البيان في القرءان بيان الله ام بيان بشر؟ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=18090) حتى لا تتكرر الموضوعات من غير حاجة.
كما أرجو أن تبين لنا مقصدك من إثارة هذه التساؤلات، على حد قولهم: "هاتها من الآخر"!
سيدي الفاضل ابو مجاهد؛
وبناءا على رغبتك في نقل الحوار التالي الى صفحة غير التي كنا فيها،
على الرغم من ان مقصدي واضح وصرحت به ولايوجد ما اخفيه، وارى انه ليس من الصحيح ان ناتي على المسالة من الاخر فالسمالة لها متعلقات كثيرة، وينبغي مناقشة المسالة المعروضة خطوة خطوة، كما ان اي مسالة هي مقصد بحد ذاتها وليس بالضرورة ان تكون من ورائها مقصد اخر، وعلى الرغم من انها ستكون خطوة نحو مسالة اخرى،
ومثال ذلك طلبتُ التفرقة - وان كانت طفيفة - بين مفهوم التفسير ومفهوم البيان،
ولكني قدمت مفهوم اخر غير الذي قدمته انت ولكنك لم تعط رايك في ذلك،
واما بالنسبة الى تخطئة الامة وادعائي استمرارها على الخطأ، فهو احتمال وارد وله شواهد كثيرة ولايمكن انكارها، وهو موضوعنا الاخر والفرعي، وليس من دليل من كتاب الله على ضد دعواي تلك، ولكني سأؤجل النظر فيها الى حين الفراغ من اسئلتي المطروحة قيد البحث،
واليك اعادة المسالة كما طلبتها وفي المحل الذي تريده:
والسلام عليكم.
استاذي الكريم؛ ابي حارث،
بشرك الله برحمة منه ورضوان ونعيم مقيم، كما ابشرتني،
اثمن واقدر مجهودك في تتبع الاخطاء وردها الى الصواب، وهذا ايضا هو غرضي الذي اشاركك فيه وهو التدقيق في هذه المفاهيم وليس غرضي مجرد الاستعلام عنها،
لذلك فلي ان اسألك؛ كيف استدللت الى ان التفسير هو البيان و الايضاح والتفصيل .... وليس امر اخر؟
هل هو مضمون الايتين الذي لايحتمل دلالة اخرى غير الدلالة التي اوردتها فيقع ذلك في ضمن نطاق اجتهادك؟
ام هو من نقلك اي انه متابعة للمصادر المعجمية او الادبية وتقرير اهل التفاسير؟
تقول؛ " كما قاله المفسرون " هل جميع المفسرون قال ذلك؟، وماالذي تقوله انت؟
وما قاله المفسرون هل هو قول السلف ام هو قول المفسرون من غير السلف؟ اي المتأخرون؟
وقول الله؛ " جئناك بالحق واحسن تفسيرا " فاذا كان حقا واحسن تفسيرا، نسأل؛ لماذا اذا هو بحاجة الى تفسير؟ وخصوصا على عهد رسول الله، فلم يكن ثمة غريب في الالفاظ ولا ابهام ولا ايهام ولا اشكال من اي نوع؟ وهل يُفَسر المفسر؟ وهل الناس في ذلك الزمان بحاجة الى تفسير الالفاظ بمرادفاتها ام انهم يعلمون بداهة مرامي تلك الالفاظ ويعلمون التفرقة حتى بين المترادفات واختصاص كل منها وليسوا بحاجة الى تفسيرها؟
لقد اشارت الاية الى ان الحق هو مقابل مَثلُهم، واحسن تفسيرا، فاين هو تفسير الله - بالتعيين - في تلك الايات، واين هو المُفَسر؟
واين هو المُفَسر واين هو التفسير الذي جاء به الذبن كفروا والذي اشار الله اليه بالاية،
وبعبارة اخرى؛ اين هو المستورالذي كشفه الله، واين المستور االذي زعم الذين كفروا كشفه؟
وما رايك فيمن يقول ان البيان هو ضد " الكتم " وان البيان يختص ب " ضد الكتم " الذي لا يختص به التفسير كما في الاية:
{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} البقرة159
{وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} آل عمران187
الاية:
{بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} النحل44
اولا؛ من هم الناس في الاية؟ هل هم الذين امنوا ام غيرهم؟
ثانيا؛ وقعت " لتبين للناس " بين انزالين، هما؛ الاول؛ " انزلنا اليك "، والثاني هو؛ " ما نزل اليهم "،
هنالك احتمالان::
الاول؛ انزلنا اليك = مانزل اليهم،
أي ان الانزالين هما واحد، وبالنتيجة الرسول يبين للناس مانزل اليه، أي انزلنا اليك الذكر لتبين للناس الذكر، اوانزلنا الى الناس لتبين مانزل الى الناس،
والثاني؛ ليسا واحد، أي ان؛ انزلنا اليك، غير؛ ما نزل اليهم، وبالتالي فان انزلنا اليك تبين مانزل اليهم،
ام هنالك احتمالات اخرى؟؟؟
وجزيت خيرا،
والسلام عليكم
مع التقدير والعرفان بحسن صنيعك،
والسلام عليكم ورحمة الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[03 Mar 2010, 04:39 م]ـ
قال عز وجل: "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" [إبراهيم/4]
اي يوضح لهم أوامر الله عز وجل ونواهيه وقد بين الله تعالى ذلك في أمر النبي عليه الصلاة والسلام , فقد زجر من يزعم الإيمان بالله ورسله وكتبه ثم يعرض عن الرسول , وجعل هذا الإعراض دلالة على نفاق تأصل في القلب ,ثم ظهر على الجوارح الإعراض والإنكار.
قال عز وجل:"أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا (61) "فما أنزل الله هو ما يحكم به الرسول عليه السلام والوحي سبيل لعصمة حكم النبي , فلم يكن سبب الصدود إلا علمهم بأن النبي عليه الصلاة والسلام سيحكم بكتاب الله , ولن يدع لهم مجالا للمراوغة أو اللغو في القران.
وقال عز وجل:
"وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا (64) فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65) " فلم يكن مجرد قبول حكم النبي عليه الصلاة والسلام هو طريق القبول عند الله ولكن التسليم بما قضى النبي عليه السلام بأنه حق واجب الطاعة فيما أمر.
ثم أجد أنك تقول أنك لم تجد أن النبي عليه الصلاة والسلام قد بين شيئا من القران وإنما القران بين نفسه. وهذا قول غير صحيح من أوجه:
الأول: أن القران في أغلبه محكم , وقليل منه متشابه وذلك قوله تعالى:
"هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ" (7) [آل عمران/7، 8] فأم الكتاب محكم والقليل متشابه.
" وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ" [البقرة/99] فالآيات الواضحات في صدق النبي عليه الصلاة والسلام والتوحيد والوحي لا يوجد فيها تشابه , لأنها أُنزلت لهداية الناس.
وكذلك الأمر الواضح لرد ما نختلف فيه الى الله والى الرسول:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59) " [النساء/59] فلما كان أُولي الأمر قد يختلف الناس معهم جعل الله الحكم مرجعه الى من لا يحق أن يختلف في حكمه وهو الله عز وجل برد ذلك لكتابه ,والرسول ورد الأمر لسنته عليه الصلاةوالسلام.
هل بين محمد صلى الله عليه وسلم ما نزل الينا؟ نعم بين ذلك ,فلقد بين الصلاة والزكاة والحج والصوم والاحكام التي أُجملت في كتاب الله وفصلت بسنته عليه الصلاة والسلام. وكذا الأخبار الصحيحة تبين أن النبي بين للناس الكثير مما لم يعرفوه بالوجه الصوب. كقوله لعدي بن حاتم "تلك عبادتهم إياهم ".
فإذا كان الوحي قد نزل على محمد عليه الصلاة والسلام بالصلاة فصلى فيحال أن يكون قد صلى على غير ما أمر , ولذلك يلزم أن تكون هذه الكيفية هي الموحاة من عند الله عز وجل دون غيرها من المعاني أو الطرق التي يصلي بها غير المسلمين وأهل الكتاب, وهذ إلزام عقلي بإتباع السنة.
أما أهل الشريعة فلم يختلفوا في ذلك وإنما إختلفت فرق المسلمين في ثبوت ما يروى عنه , وكيف يكون القول الواصل إلينا هو قول النبي, فاشترط أهل السنة صحة خبر الواحد, وأنكرت بعض الفرق ذلك وزعموا أن الأمر موقوف على التواتر.
أما ما يتعلق ببيان القران للقران فهذا معروف والقران متشابه يصدق بعضه بعضا.(/)
مقترح بتنظيم (دورات ملتقى أهل التفسير العلمية)
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[02 Dec 2009, 07:46 م]ـ
http://www.qahtaan.com/works/up/get.php?hash=30agklmnwy1229924038
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وأصلي وأسلم على النبي المجتبى محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ... أمابعد:
أضع بين أيديكم هذا الإقتراح لعلنا نراه قريبا بإذن الله تعالى عبر هذا الملتقى المبارك.
الإقتراح
1 / جعل دروس علمية تتعلق بالدراسات القرآنية " التفسير وعلوم القرآن " تبث مباشرة عبر شبكة ملتقى أهل التفسير على أن تكون الدروس إسبوعية.
2 / طرح موضوع الدورة قبل البدء فيها والإعلان عنها في ملتقى أهل التفسير ليتم العمل على نشرها والإستعداد لها.
3 / تفريغ الدروس ومراجعتها من قبل من ألقاها من المشائخ الفضلاء ووضع التفريغ في الملتقى بعد المراجعة.
4 / طرح أسئلة علمية بعد كل درس على أن يتم الإجابة عليها بعد نهاية الدورة ومن ثم تفريغها ووضعها ضمن دروس الدورة ليتم الإستفادة منها.
http://www.qahtaan.com/works/up/get.php?hash=30agklmnwy1229924038
ومضة
(يا سعادة من اقتدى بالنبي صلى الله عليه وسلم واستن بسيرته , وأخذ بطريقته , وامتلأ قلبه بمحبته , في دق أمره وجله). (العز بن عبد السلام)
http://www.qahtaan.com/works/up/get.php?hash=30agklmnwy1229924038
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Dec 2009, 12:08 ص]ـ
موافقون بشرط أن يشارك فيها الزملاء جميعاً كل واحد يقدم دورة أو محاضرة فيما يحسنه من الفنون العلمية المتصلة بالتفسير وعلوم القرآن وغيرها إن كانت مفيدة.
ويتم وضع جداول لها بإذن الله.
لكن ما هي الطرق السهلة التي تمكننا من الإلقاء بوضوح ويتم التسجيل للمحاضرات؟
بارك الله فيك أختي الكريمة.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[03 Dec 2009, 03:07 ص]ـ
اقتراح جيد , وأبدي استعدادي للمشاركة فيه.
ـ[ابوالحارث]ــــــــ[03 Dec 2009, 03:19 ص]ـ
ارجو ان يتحقق ذلك قريبا
بارك الله فيكم
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[03 Dec 2009, 03:13 م]ـ
فكرة طيبة أرجو أن تأخذ مكانها في التطوير الحالي للملتقى.
ـ[هبة المنان]ــــــــ[03 Dec 2009, 03:33 م]ـ
الحمد لله اقتراح سديد ومبارك بإذن الله
نتمنى أن تكون الدروس عن طريق غرف صوتية خاصة، فالإلقاء فيها يكون واضحا
جدا.
وأيضا تكون هناك استشارة لمن سيحضر عن الوقت المناسب بحيث يناسب الجميع
وإذا لم يتيسر للجميع فيكون التسجيل للدرس ويعرض في الغرفة في وقت آخر
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ...
ـ[أم أسماء]ــــــــ[03 Dec 2009, 04:06 م]ـ
أشيد باقتراح الأخت فجر الأمة وأضم صوتي إلى صوتها ..
تكون الدورات بواسطة غرفة صوتية يوضع لها رابط لجميع الأعضاء ...
ـ[أم إبراهيم]ــــــــ[03 Dec 2009, 06:01 م]ـ
اسال الله ربي ان ييسر
ـ[جليسة العلم]ــــــــ[03 Dec 2009, 07:27 م]ـ
اقتراح موفق
كتب الله لك الأجر يا أختنا
الغرف الصوتية بحمد الله الصوت فيها واضح والتسجيل فيها ايضا متيسر
وإن رغبتم سألت أصحاب الخبرة لإرشادكم بأنواع الغرف المناسبة
لأنه توجد أنواع ربما يتعسر على أصحاب الاتصال الضعيف دخولها.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[03 Dec 2009, 09:31 م]ـ
بارك الله فيكم
كما نتمنى أن نراه في هذا الملتقى المبارك
وإن كان كذلك فلابد من وضع آلية معينة لذلك وخطة دقيقة تستغرق ثلاث سنوات أو أقل نسير فيها عبر منهجية معينة تتناسب مع الكل
ووضع رابط خاص بهذه الدورات يندرج تحتها الدروس المفرغة والجداول والأسئلة حتى لا تتداخل مع بقية الأقسام
وحبذا أن يراعى فيها كما قيل الغرف الصوتية التي تسمح لكثير من المتصلين ولوجها
ويكون بالإعتبار أيام للإجازات والعطل
وفقنا الله لكل خير
ـ[التواقة]ــــــــ[07 Dec 2009, 07:50 م]ـ
اقتراح رائع وأضم صوتي لصوتكم ..
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[07 Dec 2009, 10:04 م]ـ
ما شاء الله اقتراح موفق
وحبذا لو تشكل لجنة من السادة الأعضاء، لوضع الخطة لهذه الفكرة، والوسائل العملية للتنفيذ ...
ولجنة أخرى من الإخوة المشايخ المحاضرين، لوضع المنهجية للدورات والمحاضرات ..
وأنا على استعداد لأن أكون خادمًا للعلم والعلماء
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[07 Dec 2009, 10:08 م]ـ
لو تحقق ذلك فهو والله مانرجوه ونتمناه ....
وياليتكم حين تضعون منهجية للدورات تراعون المبتدئين في هذا الفن ليكون لنا نصيب من تلك الدورات المباركة .....
وفقكم الله ويسر لكم تحقيق ذلك ...
وإنا على أمل ٍ لمنتظرون ...
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[03 Oct 2010, 06:18 ص]ـ
أما زالت الفكرة قائمة؟!!
لأننا مازلنا ننتظر.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[03 Oct 2010, 09:32 ص]ـ
فكرة متميزة وأبدي استعدادي للمشاركة ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[03 Oct 2010, 11:35 ص]ـ
أرشح الغرف الصوتية خاصة في البالتوك وحبذا لو غرفة باسم الملتقى ليستغل هذا البرنامج في شيء علمي محترم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Oct 2010, 02:08 م]ـ
بإذن الله نبدأ فيها قريباً ...
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[03 Oct 2010, 02:25 م]ـ
موفقين إن شاء الله. نسأل الله القبول
ـ[عبير ال جعال]ــــــــ[03 Oct 2010, 02:29 م]ـ
فكرة ممتازة وأتمنى أن ترى النور قريبا
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[03 Oct 2010, 03:03 م]ـ
إقتراح طيب جزاكم لله خيرا ...
ويا حبذا لو يجعل مع تلك الدورات دورة مفتوحة لإنجاز البحوث العلمية يقترح عناوينها المشايخ الفضلاء تصب في علم التفسير وعلومه، يكون فيها إجازات وتقييم لتلك البحوث -خاصة للمبتدئين أمثالي- لعلها ترفع من مستواهم وتنشطهم للإعتناء بهذا العلم العظيم ... وبارك الله فيكم وفي المشايخ الكرام.
ـ[راجية الهدى]ــــــــ[04 Oct 2010, 07:52 م]ـ
اقتراح أكثر من رائع، أسأل الله ان ينفعنا به.
ـ[راجية الهدى]ــــــــ[04 Oct 2010, 07:54 م]ـ
ومارأي المشايخ لو نختبر في هذه الدورات بعد مدة حتى نستفيد منها أكثر.(/)
طبقات القراء للداني هل هو موجود؟
ـ[محمد بن مزهر]ــــــــ[03 Dec 2009, 07:33 ص]ـ
السلام عليكم أحبتي الكرام
إن مما عجبت منه وأنا أقرأ في كتاب التلمساني (نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب) 2/ 474 في ذكر رسالة وردت إليه من المغرب من محمد بن يوسف المراكشي التاملي يقول فيها" ... ثم المأمول من سيدنا ومولانا أن يتفضل علينا بكتاب (طبقات القراء) للإمام الحافظ الداني إذ ليس عندنا منه نسخة ... ". وقد بحثت لعلي أجد خبرا عن وجود هذا الكتاب أو من ذكره غير التلمساني فوجدت ابن الجزري ذكره في مقدمة غاية النهاية قال:" ... وأتيت فيه على جميع ما في كتابي الحافظين أبي عمرو الداني وأبي عبد الله الذهبي رحمهما الله ... " وقد ذكره غيرهما مما يدل أن الكتاب مشهور.
وسؤالي /هل هذا الكتاب موجود أم مفقود؟
جزاكم الله خيرا.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[03 Dec 2009, 02:04 م]ـ
حسب علمي أن الكتاب مفقود , والله المستعان.
ولكن لن نفقد الأمل في الحصول على نسخة خطية منه , فكم من كتاب قيل عنه إنه مفقود , ثم عثر على نسخة منه.
ـ[محمد بن مزهر]ــــــــ[05 Dec 2009, 12:27 ص]ـ
أحسنت يا أخي وفقك الله وإن مما يزيد المرء أملاً في وجود هذا الكتاب كونه موجوداً في القرن التاسع حيث نقل عنه أو زاد عليه ابن الجزري (ت833) في غاية النهاية كما سبق, وعلى ذكر غاية النهاية فلا أدري ما أخبار تحقيق الدكتور عمار الددو له فلعله يجيبنا عن هذا هو أو أحد المشرفين الكرام ممن له تواصل معه.(/)
كتاب في الميزان
ـ[ابن الجزري]ــــــــ[04 Dec 2009, 03:13 ص]ـ
أن يقترح المشرفون الأكارم كتبا في علوم القرآن أو أصول التفسير أو رسائل جامعية مجلد أو مجلدين
وفي نهاية الأسبوع يتم دكر أفضل ما في الكتاب أو نقد مايحتاج إلى نقد وتبادل الآراء
ولا يحق لأحد أن يعلق (إن أحببتم) إلا لمن قرأ الكتاب
حتى وإن كان الكتاب مشهورا أو قد قرأه البعض لأن الفائدة متجددة في المدارسة
وفق الله الجميع(/)
الحق الى التفسير!؟
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[04 Dec 2009, 11:06 ص]ـ
لقد وصف الله كتابه انه ايات بينات في صدور الذين امنو ووصف نفسه انه هو الله الذي جاء بالتفسير كما في الاية الكريمة:
{وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً} الفرقان33
وانا ارى واقرأ في الاية ان الحق والاحسن تفسيرا هو كتاب الله القرءان ولايمكن ان اتصور مقصودا غير القرءان بهذا المثل واحسن تفسيرا، ثم ان الله قد ضمَّن في القرءان الحق واحسن تفسيرا او ان القرءان هو عين الحق واحسن تفسيرا،
وكان على ابعد تقدير لمن يتصدى للعمل في القرءان ان يسمي عمله غير تلك التسمية التي هي اختصاص الله وهي وصفا لكتابه حصرا،
ولم يكلف الله رسوله ببيان وتفسير القرءان في حين تصدى لذلك اخرين ووصفوا انفسهم بالمبينيين والمفسرين ونسبو الى اخرين صفة ترجمان القرءان أي كانه يتنزل عليهم الترجمان عندما كان يتنزل القرءان على نبيه او انهم نواب عن الحق في انه لاياتي تفسيرهم الباطل من بين ايديهم ولا من خلفهم،
لايوجد في جميع كتاب الله امرا من الله لبشر بالتفسير، وانما يوجد حصر التفسير لنفسه سبحانه وتعالى، وانما يوجد امرا بالتلاوة والقراءة والعمل بما فيه والفهم والاستباط والدراسة، فلم ينسب الى كتابه الاشكال والابهام والايهام وبالتالي امر نواب عنه بالتفسير كما يفعل من زعم ذلك،
وبذا فان التفسير ومن اصله لايوصف بانه منهج، ولا يوصف باقل من انه عمل خاطيء ولامنهجي وليس له أي تاصيل قرءاني، في حين ان التفسير يزعم انه يعمل على القرءان الذي يخلو من هكذا دعوة الى التفسير،
لقد وصف الله نبيه بانه شاهدا، ومبشرا، ونذيرا، وداعيا اليه باذنه، وسراجا منيرا،،، ولم يصفه بانه مفسرا للقرءان، ولا ترجمانا له، وانما وصفه بانه عالما وعاملا به ومعلما له من غير اضفاء بشري عليه،
ورسول الله لم يكلف ان يكون مفسرا ولا ترجمانا اذا، بينما نصَّب اخرون او نصَّبهم اخرون انفسهم او زعموا انهم ترجمانا للقرءان!!
لذلك آن لنا وحق علينا ان ندع القرءان يعمل ذاتيا وبغير وصاية او تدخل من احد وبغير قواعد مسبقة توصف بالمناهج بينما هي تخلو من ابسط القواعد وتخلو من المنهجية، فقواعد فهم واستنباط القرءان ينبغي ان تؤخذ منه ذاتيا، وليس من الحق او العدل ان يزعم احد خلوها منه وليس من الحق ان تفرض عليه وصاية من خارجه،
لقد حرمت مفردة التفسير من هويتها واختطف اداؤها، فبدلا من ان تكون هي اختصاص الله صارت بالمفهوم الشائع والخاطيء اختصاص بشر!!!، وكذا الاية الكريمة لم تعد تعمل وغاب اداؤها ومعناها بعد ان حل محلها تفسير البشر وحل محلهما اداء اخر ومعاني اخر بسبب زعم بشر انهم يفسرون كلام الله، في حين قال الله انه هو من يفسر القرءان وان القرءان هو بحد ذاته تفسير، في حين ان عمل البشر بالذي يزعمونه " تفسيرأ " هو الضد لمفهوم التفسير بل هو عين الايهام والابهام والخروج عن الحق والتلبيس والابتعاد عن المعنى، ومن ناحيتين؛ الاولى اتهام القرءان بالحاجة اليه والثانية هي اخراج القرءان بغير تعبيره الاصل ومن ثم طرح " التفسير الزعم " نيابة او بديلا عن كلام الله الصريح او " تفسير الله "، وكان من نتيجة ذلك تبدل المفاهيم وعدم اداؤها الاداء الاول، وبالنتيجة طرح بديلا عن الحق الذي يتضمنه " تفسير الله " ولا يتضمنه " تفسير بشر "
وبذا لابد ما اعادة هوية واختصاص وعمل مفردة التفسير الى سابق عملها وهويتها كما تحدث الله بها، وانه من الخطورة والاثم بمكان حرف هويتها عن ما انزله الله بها، وكخطوة اولى نعيدها الى الله صاحب الاختصاص بها واختيار الصيغة المناسبة للعمل البشري في القرءان ومن مثال ذلك؛ تعليم القرءان، ودرس القرءان، والراي في القرءان، وقراءة القرءان، والاستنباط من القرءان، وفهم القرءان، وهؤلاء مما يتفق وقول الله بهذه المفاهيم،
وليس من الصحيح التساهل مع فوضى المفاهيم، ولاينبغي ابدال او السماح بمرور البدل للمفاهيم ثم يتصدى قوم للحديث في ظل هذه الفوضى مما يسمح للخلل في اداء القرءان الكريم ومعانيه، لذا ينبغي العمل ودريء الفاسد من المفاهيم اولا وقبل الحديث عنها،
فلماذا اذا تم اغفال اختصاص الله بعمل التفسير وكذا اغفال مفهوم التفسير وتناوله على حقيقته؟
ان جميع الاشكالات التي تعترض قاريء القرءان هي اشكالات من خارج القرءان وهي اشكالات لاتمس مسؤلية القرءان وانما هي مسؤلية بشرية، وهي ليست عذرا وانما ذنب، وينبغي تناولها وعلاجها على هذا الاساس، فعلاج الاشكالات على اساس انها خارجية وليست منتمية الى القرءان، ولاينبغي التعامل مع الاشكالات على انها في ذات القرءان، وهذه حقيقة واصل وليست ملاحظة هامشية بل يجب ان تكون صلب المنهج الذي يتم من خلاله قراءة القرءان،
ملاحظة: اقصد بقراءة القرءان انها لاتعني مجرد تلاوته الاطلاع فيه او التحديق به وانما تعني البصر به واستنباط القرء او استنباط العلم منه،
والله ولي التوفيق
امجد الراوي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[04 Dec 2009, 11:39 ص]ـ
لقد وصف الله كتابه انه ايات بينات في صدور الذين امنو ووصف نفسه انه هو الله الذي جاء بالتفسير كما في الاية الكريمة:
{وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً} الفرقان33
وانا ارى واقرأ في الاية ان الحق والاحسن تفسيرا هو كتاب الله القرءان ولايمكن ان اتصور مقصودا غير القرءان بهذا المثل واحسن تفسيرا، ثم ان الله قد ضمَّن في القرءان الحق واحسن تفسيرا او ان القرءان هو عين الحق واحسن تفسيرا،
وكان على ابعد تقدير لمن يتصدى للعمل في القرءان ان يسمي عمله غير تلك التسمية التي هي اختصاص الله وهي وصفا لكتابه حصرا،
ولم يكلف الله رسوله ببيان وتفسير القرءان في حين تصدى لذلك اخرين ووصفوا انفسهم بالمبينيين والمفسرين ونسبو الى اخرين صفة ترجمان القرءان أي كانه يتنزل عليهم الترجمان عندما كان يتنزل القرءان على نبيه او انهم نواب عن الحق في انه لاياتي تفسيرهم الباطل من بين ايديهم ولا من خلفهم،
هذه ليست رويتك ولا قراءتك وحدك والآية واضحة أن الله وصف كتابه بأنه الحق وأحسن تفسيرا.
وهذا ليس فيه دليل إلى ما ترمي إليه وقولك مخالف للقرآن ومخالف لأقوال الرسول صلى الله عليه وسلم ومخالف لإجماع الأمة.
فالقرآن الكريم يحتاج إلى بيان وتفسير وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم القرآن بسنته
القولية والفعليه وأمر النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين أن يتدارسوا القرآن ويفهموا معانيه إمتثالا لأمر الله تعالى بتدبره لفهم مراده منه.
وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس بأن يفقهه الله في الدين ويعلمه التأويل، والتأويل هو التفسير هو معرفة مراد الله من خطابه.
فإذا كنت يا أمجد لا تؤمن بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا تؤمن باجماع الأمة، فقطعا أنت لست من أهل القرآن ولا تنتسب إليه، إلا أن يكون ما تكتبه نتيجة لشبهة عرضت لك فعليك أن تصغي إلى من هو أعلم منك ليزيل عنك الشبهة وإلا ستبقى مغردا خارج السرب ولن يستمع إليك أحد.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[04 Dec 2009, 11:48 ص]ـ
ثم يا أمجد لماذا تشقق الموضوع الواحد وتفتح نوافذ جديدة بينما كان بالامكان أن تواصل تحت عنوانك السابق وهذا بعض مادار بيني وبينك في موضوعك:
هل البيان في القرآن بيان الله أم بيان بشر؟
وتركت الرد على ردي عليك وذهبت لتفتح نافذة جديدة فلا أدري لماذا فعلت هذا؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة امجد الراوي
لنرى اذن من هو الذي فهمه للايات غير صحيح!!
اذا كنت تقصد ان " النسخ " بمعنى الالغاء والهجر والترك والمحو فاين تجد اية في كتاب الله تامر بنسخ التوراة والانجيل!!!؟؟ أي ان الله امر بالغاء التوراة والانجيل بالقرءان، وبالعكس نجد ان كتاب الله امر بالاتيان بالتوراة والانجيل وتلاوتهما!!!! فقال:
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} المائدة68
وقال:
{كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} آل عمران93
فات باية تؤيد زعمك ان لم تكن من الواهمين؟
ومن الظاهر انك لاتقصد ان النسخ بمعنى التثبيت والكتابة كما في الاية:
{وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ} الأعراف154
والاية:
{هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} الجاثية29
ام للنسخ مفهوم غير ذلك؟ او عدة مفاهيم متناقضة؟
لا شك أن الله تعالى أرسل رسوله صلى الله عليه وسلم ليبين للناس ما اختلفوا فيه ومنهم أهل الكتاب:
(يُتْبَعُ)
(/)
(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16)) سورة المائدة
(وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) سورة الشورى (52)
وهنا نلاحظ أن الله تعالى نسب التبيين إلى النبي صلى الله عليه وسلم ووصف الكتاب بأنه نور وبأنه مبين فقصر البيان على الكتاب دون الرسول صلى الله عليه وسلم إلغاء لبعض مدلول الآية.
ونلاحظ أيضاً أن الله نسب الهداية إلى الكتاب ونسبها إلى النبي صلى الله وقصر الهداية على الكتاب دون الرسول إلغاء لبعض مدلول الآية.
ولعل قائلاً يقول: إن الرسول صلى الله عليه وسلم يبين بالقرآن ويهدي بالقرآن، ونقول هذا إلغاء لدور الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أثبته الله له في أكثر من آية من كتابه كقوله تعالى:
(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) سورة الجمعة (2)
فالتعليم والتزكية هي ممارسة قولية وعملية لأوامر الكتاب ونواهيه وبيان له في نفس الوقت.
وكقوله تعالى:
(وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ) سورة المائدة (92)
وإذا كنا متفقين على أن طاعة الله هي العمل بمقتضى الكتاب فماذا نفهم من قول الله تعالى: وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ؟
هل نفهم منه أطيعوا القرآن؟ اقرؤوا القرآن؟ أم أن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم أمر زائد على ذلك؟
وكقوله تعالى:
(وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) سورة النور (56)
(وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) سورة الحشر (7)
(مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا) النساء (80)
(وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا) النساء (83)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) سورة النساء (59)
هذه الآيات وغيرها كثير في كتاب الله تعالى تدل على أن هناك دورا مناطا بالرسول صلى الله عليه وسلم وهذا الدور لا شك أنه هو التطبيق أو قل التفسير العملي لما في القرآن وهذا التطبيق يحتاج إلى حفظ وتدوين حتى يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أسوة تتحقق في جميع الأجيال المخاطبة بالقرآن.
وبهذا يكون النبي صلى الله عليه وسلم مبينا للقرآن من خلال أقواله وأفعاله وتقريراته وكل ذلك مجموع في سنته صلى الله عليه وسلم والتي هي الوحي الثاني.
أما بخصوص النسخ فالنسخ يكفيك فيه قول الله تعالى:
(وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49)) سورة المائدة
فالأمر بالاحتكام إلى القرآن نسخ لما سبق من الأمر بالاحتكام لما سبق من الكتب.
إن الله تبارك وتعالى قال لرسوله صلى الله عليه وسلم " فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ" ولم يقل احكم بينهما بالتوراة والأنجيل.
وما ذكرته أنت من الآيات فيها واردة في باب إقامة الحجة على أهل الكتاب وإلزامهم بما يزعمون أنهم يتمسكون به ويحتكمون إليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[04 Dec 2009, 03:11 م]ـ
الأخ أمجد
مع حرصي على المساهمة في المداخلات رغبة مني في القيام بواجب التواصي والتناصح، إلا أنني قد وجدت أن الخوض في مناقشة كلامك يبعدنا عن الجدية والرصانة ويدخلنا في الإسفاف الذي لا يليق بمثل هذا المنتدى الجاد. وهل تظننا لا نقيم وزناً للوقت حتى نخوض مع كل خائض!!
أخي أمجد: تفهّم قسوة كلامي، فأنا لم أجدك تقول شيئاً، ولم أفهم ما تريد بعيداً عن الشك والريبة. وسبق أن لفتُّ انتباهك في مداخلة سابقة إلى الغطرسة والفوقية التي تفيح من كلامك.
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[04 Dec 2009, 05:58 م]ـ
الأخ أمجد
مع حرصي على المساهمة في المداخلات رغبة مني في القيام بواجب التواصي والتناصح، إلا أنني قد وجدت أن الخوض في مناقشة كلامك يبعدنا عن الجدية والرصانة ويدخلنا في الإسفاف الذي لا يليق بمثل هذا المنتدى الجاد. وهل تظننا لا نقيم وزناً للوقت حتى نخوض مع كل خائض!!
أخي أمجد: تفهّم قسوة كلامي، فأنا لم أجدك تقول شيئاً، ولم أفهم ما تريد بعيداً عن الشك والريبة. وسبق أن لفتُّ انتباهك في مداخلة سابقة إلى الغطرسة والفوقية التي تفيح من كلامك.
مع احترامي الشديد لشخصك الكريم، وحبي الاخوي، وتقبلي لنقدك الذي لا ارى فيه أي قسوة، ومع سعادتي بهذا النقد البناء، وهو مبتغاي منذ اول وهلة،
مع ذلك ارى الضد مما زعمت، ارى شدة انبهارك وصدمتك بعمق وقوة الحجة، وخلوه من الاسفاف، وعجزك عن نقده، والا ارنا ماتثبت به زعمك!!، وليس مجرد اطلاق الدعاوي جزافا بغير حق!!
ولا ارى في نفسي الا اني امارس حقي الذي كفله لي ربي وامرني به في النظر في اياته من غير طوق رؤية تفرض نفسها على كتاب الله،
وجزاك ربي خيرا على ماسلف وما سوف تقدمه، وانا بالانتظار.
اخوك في الله
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[04 Dec 2009, 06:43 م]ـ
ولم يكلف الله رسوله ببيان وتفسير القرءان
لقد وصف الله نبيه بانه شاهدا، ومبشرا، ونذيرا، وداعيا اليه باذنه، وسراجا منيرا،،، ولم يصفه بانه مفسرا للقرءان، ولا ترجمانا له
ورسول الله لم يكلف ان يكون مفسرا ولا ترجمانا اذا
الأخ أمجد
هل تعلم أن هذه الفقرات التى اقتبستها من مجمل كلامك تحمل نفس الأفكار التى ترددها الجماعة المسماة بالقرآنيين؟!!
وهى الجماعة التى تجحد السنة النبوية الشريفة وتكتفى بالقرآن وحده
فان كنت واحدا منهم فلتختصر علينا الطريق وتعلن عن ذلك بصراحة وشجاعة
وان لم تك منهم - وهذا ما نرجوه ونرجحه - فلماذا تكثر الجدال فى هذا الأمر بعد أن رد عليك أهل العلم بما يزيل حيرتك ويدحض شبهتك؟!
ولا أرى داعيا للترويج لشبهات المبطلين وفتح أكثر من موضوع لترديد نفس الشبهة الواحدة
فقد سبق لك أن عرضت لنفس الشبهة فى موضوعين سابقين
فما هو الداعى لفتح موضوع ثالث لها مع امكانية ادماجهم جميعا فى موضوع واحد؟!!
حتى الآن نحن نحسن الظن بك، ولكن نرجو أن تساعدنا أنت على ذلك
والله يوفقك ويهديك الى الحق باذنه
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[04 Dec 2009, 06:49 م]ـ
،
وكان على ابعد تقدير لمن يتصدى للعمل في القرءان ان يسمي عمله غير تلك التسمية التي هي اختصاص الله وهي وصفا لكتابه حصرا،
ولم يكلف الله رسوله ببيان وتفسير القرءان في حين تصدى لذلك اخرين ووصفوا انفسهم بالمبينيين والمفسرين ونسبو الى اخرين صفة ترجمان القرءان أي كانه يتنزل عليهم الترجمان عندما كان يتنزل القرءان على نبيه او انهم نواب عن الحق في انه لاياتي تفسيرهم الباطل من بين ايديهم ولا من خلفهم،
لايوجد في جميع كتاب الله امرا من الله لبشر بالتفسير، وانما يوجد حصر التفسير لنفسه سبحانه وتعالى، وانما يوجد امرا بالتلاوة والقراءة والعمل بما فيه والفهم والاستباط والدراسة، فلم ينسب الى كتابه الاشكال والابهام والايهام وبالتالي امر نواب عنه بالتفسير كما يفعل من زعم ذلك،
وبذا فان التفسير ومن اصله لايوصف بانه منهج، ولا يوصف باقل من انه عمل خاطيء ولامنهجي وليس له أي تاصيل قرءاني، في حين ان التفسير يزعم انه يعمل على القرءان الذي يخلو من هكذا دعوة الى التفسير،
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد وصف الله نبيه بانه شاهدا، ومبشرا، ونذيرا، وداعيا اليه باذنه، وسراجا منيرا،،، ولم يصفه بانه مفسرا للقرءان، ولا ترجمانا له، وانما وصفه بانه عالما وعاملا به ومعلما له من غير اضفاء بشري عليه،
ورسول الله لم يكلف ان يكون مفسرا ولا ترجمانا اذا، بينما نصَّب اخرون او نصَّبهم اخرون انفسهم او زعموا انهم ترجمانا للقرءان!!
لذلك آن لنا وحق علينا ان ندع القرءان يعمل ذاتيا وبغير وصاية او تدخل من احد وبغير قواعد مسبقة توصف بالمناهج بينما هي تخلو من ابسط القواعد وتخلو من المنهجية، فقواعد فهم واستنباط القرءان ينبغي ان تؤخذ منه ذاتيا، وليس من الحق او العدل ان يزعم احد خلوها منه وليس من الحق ان تفرض عليه وصاية من خارجه،
لقد حرمت مفردة التفسير من هويتها واختطف اداؤها، فبدلا من ان تكون هي اختصاص الله صارت بالمفهوم الشائع والخاطيء اختصاص بشر!!!، وكذا الاية الكريمة لم تعد تعمل وغاب اداؤها ومعناها بعد ان حل محلها تفسير البشر وحل محلهما اداء اخر ومعاني اخر بسبب زعم بشر انهم يفسرون كلام الله، في حين قال الله انه هو من يفسر القرءان وان القرءان هو بحد ذاته تفسير، في حين ان عمل البشر بالذي يزعمونه " تفسيرأ " هو الضد لمفهوم التفسير بل هو عين الايهام والابهام والخروج عن الحق والتلبيس والابتعاد عن المعنى، ومن ناحيتين؛ الاولى اتهام القرءان بالحاجة اليه والثانية هي اخراج القرءان بغير تعبيره الاصل ومن ثم طرح " التفسير الزعم " نيابة او بديلا عن كلام الله الصريح او " تفسير الله "، وكان من نتيجة ذلك تبدل المفاهيم وعدم اداؤها الاداء الاول، وبالنتيجة طرح بديلا عن الحق الذي يتضمنه " تفسير الله " ولا يتضمنه " تفسير بشر "
وبذا لابد ما اعادة هوية واختصاص وعمل مفردة التفسير الى سابق عملها وهويتها كما تحدث الله بها، وانه من الخطورة والاثم بمكان حرف هويتها عن ما انزله الله بها، وكخطوة اولى نعيدها الى الله صاحب الاختصاص بها واختيار الصيغة المناسبة للعمل البشري في القرءان ومن مثال ذلك؛ تعليم القرءان، ودرس القرءان، والراي في القرءان، وقراءة القرءان، والاستنباط من القرءان، وفهم القرءان، وهؤلاء مما يتفق وقول الله بهذه المفاهيم،
الذى فهمته من كل هذا الكلام الطويل - والذى مع ذلك لم أقتبسه كاملا - أنه على طوله واسهابه انما يعترض فحسب على التسمية لا غير!!!
اعتراض على الاسم دون الجوهر!!
فوجه الاعتراض هو أن يسمى عمل المفسرين بالتفسير لا غير
أما عملهم ذاته فلا مشاحة فيه ولا اعتراض عليه!!
وكان يمكن ايجاز هذا الكلام فى سطرين اثنين تلحقهما بموضوعك السابق دون الحاجة الى فتح موضوع جديد
ثم العجيب أنك تقصر دور التفسير على الله عز وجل دون أن تبين لنا: كيف يصلنا هذا التفسير الالهى؟
وتقول: حق علينا أن ندع القرآن يعمل ذاتيا وبغير وصاية أو تدخل من أحد!!!
فهلا بينت لنا كيف يكون ذلك؟؟
كيف يعمل القرآن اتوماتيكيا دون تدخل من أحد بالمرة؟؟
أبعد أن نفيت عن النبى أى دور فى تبيين القرآن تنفى الآن أى دور للبشر فى تفسير القرآن؟؟!!
فما هو البديل فى نظرك؟ وكيف يكون؟
نرجو أن تقدم اجابة واضحة لتسد بها الثغرات التى تعج بها رؤيتك كيلا تكون رؤية خيالية
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[04 Dec 2009, 07:10 م]ـ
، في حين ان عمل البشر بالذي يزعمونه " تفسيرأ " هو الضد لمفهوم التفسير بل هو عين الايهام والابهام والخروج عن الحق والتلبيس والابتعاد عن المعنى، ومن ناحيتين؛ الاولى اتهام القرءان بالحاجة اليه والثانية هي اخراج القرءان بغير تعبيره الاصل ومن ثم طرح " التفسير الزعم " نيابة او بديلا عن كلام الله الصريح او " تفسير الله "،
لم نجد أحدا من المفسرين قد ذهب الى ما تقول أو زعم أن تفسيره هو نيابة أو بديل عن كلام الله، أو قطع بأن تفسيره هو عين مراد الله من الآيات التى فسرها
بل انهم مجتهدون لا غير
وهم دائما يذيلون اجتهاداتهم بقولهم: " والله أعلم "
وأراك تغلو فى اضفاء صفة القدسية على التفاسير بهذا الكلام الذى ذكرته
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[05 Dec 2009, 07:25 ص]ـ
الأخ أمجد
اخي العليمي
(يُتْبَعُ)
(/)
ليس القرءان حكرا للسنيين او الشيعيين او القرءانيين، ولاداعي ان تقسم الاسلام الى فئات، ولم يجعل الله الصواب عند السنيين وحسب فلايفهم القرءان الامن خلالهم (يعني اخذوا وكالة من الله؟) فارجو ان تكون اكثر موضوعية واكثر دقة ولا تلجأ لهذا الاسلوب الارهابي،
فان كنت واحدا منهم فلتختصر علينا الطريق وتعلن عن ذلك بصراحة وشجاعة
بجميع الصراحة والشجاعة اعلن عن رؤيتي التي لا ادين بها لاحد كما هو واضح،لا للقرءانيين ولا لغيرهم،وكان عليك العمل على الفكرة نقدا بصفتك تمتلك جميع الشجاعة التي تنزعها عني لا ان تلجأ الى هذا الالسلوب غير الشجاع،
فلماذا تكثر الجدال فى هذا الأمر بعد أن رد عليك أهل العلم بما يزيل حيرتك ويدحض
شبهتك؟! هذا غير صحيح بالمرة، فلا انت رددت ولا غيرك رد، ولا اجد غير مثل ردك هذا وهل تسمي هذا رد؟ اعلن عن شجاعتك اذا وقل بصراحة: لايمكنني مناقشة الموضوع،
ولا أرى داعيا للترويج لشبهات المبطلين وفتح أكثر من موضوع لترديد نفس الشبهة
الواحدة
الشبهات ليست طرحي ولكني ممن يدحض الشبهات، واما تنسيقي للموضوع فهو حقي وليس حقك الاعتراض!
على كل اجد في ردك الانف مجرد العجز،
الذى فهمته من كل هذا الكلام الطويل - والذى مع ذلك لم أقتبسه كاملا - أنه على طوله واسهابه انما يعترض فحسب على التسمية لا غير!!!
اعتراض على الاسم دون الجوهر!!
فوجه الاعتراض هو أن يسمى عمل المفسرين بالتفسير لا غير
أما عملهم ذاته فلا مشاحة فيه ولا اعتراض عليه!!
يبدو انك لم تعطه الحق في القراءة فليس الاعتراض على التسمية وحسب، اعد قراءته مرة اخرى،
ثم العجيب أنك تقصر دور التفسير على الله عز وجل دون أن تبين لنا: كيف يصلنا هذا التفسير الالهى؟
ها قد تبين انك لم تقرأ من الموضوع شيئا، تطالب بتفسير التفسير، وتتهم القرءان بغير التفسير وبغير البيان وبحاجة الالهي الرباني الى البشري،
حقيقة اني حزين لان تجرني الى مثل هذا النقاش وكنت اتمنى ان تحاورني وتعمل فكرك وعقلك في الموضوع لا ان تمطرنا بمثل هذا الاسلوب،
لم نجد أحدا من المفسرين قد ذهب الى ما تقول أو زعم أن تفسيره هو نيابة أو بديل عن كلام الله، أو قطع بأن تفسيره هو عين مراد الله من الآيات التى فسرها
بل انهم مجتهدون لا غير
وهم دائما يذيلون اجتهاداتهم بقولهم: " والله أعلم "
وأراك تغلو فى اضفاء صفة القدسية على التفاسير بهذا الكلام الذى ذكرته
كان ذلك هو الحالة العملية والتي لم يصرحوا بها،
والسلام عليكم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Dec 2009, 08:06 ص]ـ
الأخ الكريم أمجد الراوي وفقه الله
لقد قرأتُ كلامك في هذا الموضوع وفي الموضوع الآخر الذي بعنوان (هل البيان في القرءان بيان الله ام بيان بشر؟) وهما متقاربان. فظهر لي بعد التأمل فيهما أنكم تحتاجون إلى دراسة علوم القرآن وأصول التفسير بشكل جيد، حيث هناك خلل في الفهم لكيفية التعامل مع القرآن الكريم، وفهم آياته بشكل صحيح. ولا أقول هذا تكبراً عليكم معاذ الله، ولكن هذا الذي لاحظته من خلال كلامك. وليتك تنظر للموضوع من هذه الزاوية إن كنتَ ترغب الوصول للصواب. وأما مجرد المجادلة بغير علم فهي ليست متاحة في ملتقى أهل التفسير، وقد أوضح لك الزملاء في تعقيباتهم ذلك وفقك الله.
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[05 Dec 2009, 05:33 م]ـ
الأخ الكريم أمجد الراوي وفقه الله
لقد قرأتُ كلامك في هذا الموضوع وفي الموضوع الآخر الذي بعنوان (هل البيان في القرءان بيان الله ام بيان بشر؟) وهما متقاربان. فظهر لي بعد التأمل فيهما أنكم تحتاجون إلى دراسة علوم القرآن وأصول التفسير بشكل جيد، حيث هناك خلل في الفهم لكيفية التعامل مع القرآن الكريم، وفهم آياته بشكل صحيح. ولا أقول هذا تكبراً عليكم معاذ الله، ولكن هذا الذي لاحظته من خلال كلامك. وليتك تنظر للموضوع من هذه الزاوية إن كنتَ ترغب الوصول للصواب. وأما مجرد المجادلة بغير علم فهي ليست متاحة في ملتقى أهل التفسير، وقد أوضح لك الزملاء في تعقيباتهم ذلك وفقك الله.
الاخ عبد الرحمن الشهري المحترم،
بداية اشكرك على هذا التعقيب الكريم،
ارتايت ان احاورك وابدأ في النقطة الاهم في ردك وهي التي ترجوني ان انظر اليها من تلك الزاوية، لذلك انا بدوري ارجوان تنظر الي ّ من نفس الزاوية، وبداية اعترف بجهلي واقوم باستلام ردك من طرف اعلى، وتتقبلني كتلميذ لك ليس اكثر،
الذي اخلص اليه من مقولتك انك تحرِّم علي وتحرمني من النظر في القرءان وابداء رايي!! طيب وليكن ذلك،
ولكن لي مطلب وحقٌ عليك، ان تقوم بنقد وتفنيد مقولتي على ضوء تلك الاصول او بالاحرى على وفق ايات الله البينات من كتابه المحكم،
ان رسل الله ودعاته – كما هو فهمي المتواضع – لم يشترطوا العلم والاصول في دعوتهم لقومهم بل قبلوا منهم الاسوء؛ الجهل، بل والكفر ايضا بمعيته، فهل طال الزمان وانعكست الاية وصار علماء القرءان يشترطوا في محاوريهم الضد مما قبل به رسل الله؟
وطريق القاء وتلقي القرءان هو بالحوار والاخذ والرد والتفكر والتدبر كما قرر ربنا، وانظر هداك الله الى عمق مفهوم التدبر؛ وهو النظر ليس من القُبُل وحسب بل وايضا من الدبر لتعني التقليب وليس كما يصوره اخرون ويفرضون نظرة مذهبية او احادية وعدوانا على كتاب الله وتغييرا له بما لايرضي الله،
، اكيد انك سوف توافقني على هذا المسلك، وسوف تتقبلني وتحاورني بالتي هي احسن ولا اظنك غير مقتدر على تفنيد أي خطا يصدر مني بما انك ذو مسلك اكاديمي وكفيء ولا تخشى من امثالي الذين لم يؤتوا حظا من العلم كمثل ما اوتيته انت ومن هم على قدرك، وليسعك الرد على ما تراه اخطاء وشبهات وعدم دراية، ارجو منكم التجاوب وليتسع صدرك لمن لا يوافقك الرأي،
واني لارجو ان لايصم احدنا اذنه ولا يستغشي ثيابه للاخر، كما اني اظن فيك الحسنى فلن تستكبر استكبارا، وعقدتُ العزم اني ايضا لن افعل،
ولم يكن موضوعي غير اسطر قليلة تستطيع تفنيدها ببساطة واقتدار وينتهي الامر وكان الله يحب المحسنين،.
للجميع تحياتي وحبي في الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[05 Dec 2009, 06:43 م]ـ
فائدة لغوية:
استلهاماً من مداخلة الأخ أمجد أقدّم هذه الفائدة اللغوية:
يقول الأخ أمجد في مداخلته الأخيرة يخاطب الشيخ الشهري:"بما انك ذو مسلك اكاديمي وكفيء ". وهنا نقول:
1. أكِفّاء: جمع كفيف، وهو الأعمى.
2. أكفاء: جمع كُفؤ، وهو النِّد.
3. أكفياء: جمع كفي، وهو من تتوافر فيه المقدرة على القيام بالأمر.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[05 Dec 2009, 10:08 م]ـ
أخى أمجد،
أنا لم أتهمك بشىء، بل على العكس قلت أننى أرجح أنك لا تنتمى الى هذه الجماعة أو تلك
وقلت أيضا: اننا لا زلنا نحسن الظن بك وأننا نريد منك أن تساعدنا على استمرارية احسان الظن بك
أليس كذلك يا أخى؟
فلماذا اذن وصفت أسلوبى بالارهابى؟!!
ثم لماذا تصفنى بالعجز عن مناقشة الموضوع؟؟
وهل أنا قد وجدت موضوعا من الأصل حتى أعجز عن مناقشته؟
هل تسمى ما جئتنا به موضوعا علميا؟
لا يا أخى، اننى لم أجد موضوعا يستحق المناقشة الجدية!!
ثم اذا كنت أنت جادا فيما تسميه مناقشة، فلماذا ضربت صفحا عن أهم ما جاء فى ردى عليك ولم تعقب عليه بكلمة؟
أعنى: لماذا تجاهلت الاسئلة التى وجهتها اليك فى كلامى التالى:
ثم العجيب أنك تقصر دور التفسير على الله عز وجل دون أن تبين لنا: كيف يصلنا هذا التفسير الالهى؟
وتقول: حق علينا أن ندع القرآن يعمل ذاتيا وبغير وصاية أو تدخل من أحد!!!
فهلا بينت لنا كيف يكون ذلك؟؟
كيف يعمل القرآن اتوماتيكيا دون تدخل من أحد بالمرة؟؟
أبعد أن نفيت عن النبى أى دور فى تبيين القرآن تنفى الآن أى دور للبشر فى تفسير القرآن؟؟!!
فما هو البديل فى نظرك؟ وكيف يكون؟
نرجو أن تقدم اجابة واضحة لتسد بها الثغرات التى تعج بها رؤيتك كيلا تكون رؤية خيالية
وليست اسئلتى تلك هى الوحيدة التى تجاهلتها، بل لقد تجاهلت كذلك ردود أخى حجازى الهوى هى الأخرى
فمن منا الذى يعجز عن الرد؟
عفا الله عنك
وأخيرا: أرجو منك أن تحسن الظن باخوانك، مثلما هم يفعلون تجاهك
وفقك الله لكل خير
ـ[أبو المهند]ــــــــ[06 Dec 2009, 12:34 ص]ـ
الأخ {أمجد} ذكرتنا بواحد من أمجاد هذا الملتقى يسمي {صبري} كان ذا فكر خلاق ممتع مثلك والأحسن لك أن تبين ما نوع ثقافتك؟ وهل درست شيئا من علم التفسير ونبذا من علوم القرآن؟
يقيني أنك لست من أهل التفسير ولا تعرف شيئا في علوم القرآن والأجدر بك أن تتعلم ولا تتعب نفسك وسط ملتقى متخصص كهذا الملتقى العلمي الأكاديمي.
ونصيحة للأحبة أن يتركوا هذا الفكر الارتجالي العفوي لينتهي وحده ويزول رويدا رويدا مع تحياتي.
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[06 Dec 2009, 03:46 م]ـ
أخى أمجد،
أنا لم أتهمك بشىء، بل على العكس قلت أننى أرجح أنك لا تنتمى الى هذه الجماعة أو تلك
وقلت أيضا: اننا لا زلنا نحسن الظن بك وأننا نريد منك أن تساعدنا على استمرارية احسان الظن بك
أليس كذلك يا أخى؟
فلماذا اذن وصفت أسلوبى بالارهابى؟!!
ثم لماذا تصفنى بالعجز عن مناقشة الموضوع؟؟
وهل أنا قد وجدت موضوعا من الأصل حتى أعجز عن مناقشته؟
هل تسمى ما جئتنا به موضوعا علميا؟
لا يا أخى، اننى لم أجد موضوعا يستحق المناقشة الجدية!!
ثم اذا كنت أنت جادا فيما تسميه مناقشة، فلماذا ضربت صفحا عن أهم ما جاء فى ردى عليك ولم تعقب عليه بكلمة؟
أعنى: لماذا تجاهلت الاسئلة التى وجهتها اليك فى كلامى التالى:
وليست اسئلتى تلك هى الوحيدة التى تجاهلتها، بل لقد تجاهلت كذلك ردود أخى حجازى الهوى هى الأخرى
فمن منا الذى يعجز عن الرد؟
عفا الله عنك
وأخيرا: أرجو منك أن تحسن الظن باخوانك، مثلما هم يفعلون تجاهك
وفقك الله لكل خير
اخي الفاضل العليمي؛
جميع ماتفضلت به يوجد له جواب في الموضوع الرئيس، لم اسيء الظن ولم اعجز عن الرد ولكن الذي تطرحه وتساله موجود في بداية الموضوع،
والسلام عليكم
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[06 Dec 2009, 03:54 م]ـ
الأخ {أمجد} ذكرتنا بواحد من أمجاد هذا الملتقى يسمي {صبري} كان ذا فكر خلاق ممتع مثلك والأحسن لك أن تبين ما نوع ثقافتك؟ وهل درست شيئا من علم التفسير ونبذا من علوم القرآن؟
يقيني أنك لست من أهل التفسير ولا تعرف شيئا في علوم القرآن والأجدر بك أن تتعلم ولا تتعب نفسك وسط ملتقى متخصص كهذا الملتقى العلمي الأكاديمي.
ونصيحة للأحبة أن يتركوا هذا الفكر الارتجالي العفوي لينتهي وحده ويزول رويدا رويدا مع تحياتي.
سيدي الاستاذ د. خضر؛
بداية اعتذر عن ماسببته لك وللاخوة الاخرين عن أي اذى،
ومن ثم؛ صحيح ان مقولتي متواضعة وهي ليست على قدر كفائتك العلمية وقد لمست كم هو يزخر هذا المنتدى المبارك بالاساتذة الذين لن استطيع مطاولتهم باي حال من الاحوال، وهذا هو الذي دعاني الى المشاركة فيه،
ثقافتي متواضعة وعلومي قليلة وكفائتي هي مجرد دارس ومتفكر للقرءان، ولن اطاول اساتذة ممن هم بمثل قدرك،
اتقبل جميع انتقادك برحابة صدر واعترف بقصوري عنك، ولست غير مرتجل ويحتاج الى التقويم من اخوة اكبر مني علما وقدرا، فهل اطمع ان تتقبلني تكرما وفضلا؟
وسوف لن اعيد أي طرح ليس موافقا لاصولكم، وسوف اطرح عليك اشكالاتي واقدم لها ب؛ "اظن اوارى "، ومن ثم انتظر الجواب بالصيغة الاكيدة والعلمية من حضرتك، وسوف اكون مستمعا لنصيحتك وطرحك بكل وعي، وفقط اريد ان تتقبلوني بينكم متعلما لاعالما، وليسعك هذا العرض وليسعني دماثة خلقك وفضلك ويسع امثال الاخ صبري الذي لم يتسن لي معرفة طرحه ومن هو، وهذه بمثابة رسالة لك ولغيرك من الاساتذة الافاضل،
انا فقط اريد طرح الاسئلة عليك وانت تجيب واستمع لاجابتك،
وبذلك سيسهل عليك بيان عوار منطقيّ الذي اتمنطق به، هل يرضيك هذا؟
تحياتي واعتذاري وشكري مقدما.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد منقذ]ــــــــ[06 Dec 2009, 05:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى المشايخ الفضلاء أعضاء ملتقى أهل التفسير
إذا أردتم أن تناقشوا (أمجد الراوي) في أطروحاته، فعليكم قبل أن تخاطبوه بصيغ الأدب والاحترام والأخوة، وقبل أن تصفوه بالمحادث اللبق المحترم، أن تعلموا من هو؟ حتى تناقشوه على بينة.
من هو (أمجد الراوي)؟
حديث النبي صلى الله عليه وسلم عند أمجد الراوي هو: (سيء القصد منذ اللحظة الاولى لتاسيسه ولا ينطوي على اي قيمة في ذاته ولا ينطوي على اي حسن قصد في دوافعه بل ارى انه جهد كيدي محض)
رواية السنة عند أمجد الراوي لا تخلو من ثلاث حالات هي: (خطأ منهجي او تاريخي، او نشاط معادي للمنهج الرسالي الرباني، او ربما هي نكوص وانقلاب على العقب)
ورواية السنة عند أمجد الراوي هي أيضاً: (لا تشكل علميا غير نشاط بشري متدني وهي ليست سوى بيئة موبؤة للحركة العلمية، بل هي مرتع لكل جاهل ومنحط وسوقي وليس لها اي نصيب في التاسيس العلمي، وبذلك نرى عمق الهوة بينها وبين التاسيس العلمي مما يجعلنا ندرك مدى ضعفها – بالاجدر - عن حمل النبأ الديني باعتبار الدين اشد انواع العلم حساسية وبأعتبار مصدريته الربانية الصادقة)
والذي يريده أمجد الراوي من نقاشاته هو: (لقد آن لنا بعد هذه الحقب الطويلة من الخضوع للرواية الحديثية وسلطانها على العقل الاسلامي من اخضاعها الى سلطان الاختبار والنقد والفحص الواعي ومن ثم وضعها في المحل الذي ينبغي لها من ساحة الفكر وتقييم دورها الذي ادته ولازالت تؤديه في العقل الخاضع لها،فمن المدهش ان تتمتع الرواية بذلك القدر من السلطان والقبول والدفاع المستميت عنها من قبل اربابها - والاحرى ان لا تتمتع بتلك المكانة - حتى غدت صنو القران ورفيقه الملازم له، ولقد تربعت الرواية وشاركت على عرش الدين فاصبحت تتحكم ايما تحكم، ولقد غدا دورها مالوفا حتى وصل الامر كبديهة الى الربط الجدلي بين الوحي القران والوحي الرواية – كما هو الزعم – ولم تعد تستهجن الرواية ولاينظر اليها كجسم دخيل او وليدة اللغو بل صارت الصنو للقران الكريم، ووصل الامر بكهنة الرواية الزعم بشرعيتها كشرعية القران)
والحديث عند أهل السنة يقابل تعظيم أقوال أهل البيت عند الشيعة (كما يعتقد أمجد الراوي) فإن الرسول ترك لنا شيئين لن نضل بعدهما أبداً، أحدهما متفق عليه هو القرآن، والثاني مختلف فيه (عند أهل السنة هو الحديث)، و (عند الشيعة هو عترته صلى الله عليه وسلم)، وكلاهما مخطئ عند أمجد الراوي.
يقول أمجد الراوي (ان الموضوع الروائي الحديثي يقع في مجموعة من التصنيفات بحسب افادته ومحتوى تلك الرواية ويمكن تصنيفها كلاتي:
موضوع يتقاطع مع الموضوع القراني في التقرير:
من مثل الايمان والاسلام والصلاة والزكاة، وهو اذا اما يتطابق معه او يختلف جزئيا او كليا او يناقضه، وفي حالة التطابق والتشابه الكبير، وبما ان التقرير القراني بهذا الشان يغني ويكفي، وبما ان الرواية غير موثوقة التقرير بهذا الشأن كما في القران، لذلك لايمكن التعويل على غير القران، وهكذا يغنينا هذا البيان عن مناقشة الحالات الاخرى من التناقض والاختلاف، وبما ان القرءان هو تمام النور و الجلاء الديني، ومنعا للتشويش والتداخل ووصولا الى الفيصل في هكذا امر.
وموضوع لا يوجد له مثيل في القران: من مثل المهدي المنتظر والدجال وعذاب القبر وعلامات الساعة، وهي ملاحم لاتجد لها اي رصيد من الحقيقة مع عدم موافقة من القران الكريم بل محض خرافات وكهانة وسحر يلفت عن قصص القران الحق الذي يصب في صلب التوجيه الحق،
وموضوع العظات والعبر:والعبر في القران تغنينا عن غيرها لما فيها من التوازن والحقيقة والكفاية عكس العبر في الرواية التي يعتريها التهويل والزيف،
وموضوع الهيئات: وتكاد تنحصر في هيئة الحج والصلاة ويكاد ان لايكون هنالك امر غيرها وهذه الهيئات ليست دليلا الى الرواية بزعم الحاجة اليها في عملية ممارسة الشعائر، بل هي من بحاجة الى دليل واثبات في احقيتها، ولايمكن ان تكون ممارسة الشعائر بعيدا عن توجيه القران لذلك، وهذه الشعائر لايمكن ان تكون مُنبَتَة الصلة والصياغة عن عمق الهدي القراني).
وإن أردتم المزيد عن (أمجد الراوي) زدتكم
لقد جُمِّدَتْ عضوية (أمجد الراوي) في أحد المنتديات التي هي أقل شأناً من منتدانا عند المشاركة رقم (30)، ولا أدري ما مصيره هنا.
أسأل الله لمن عظم سنة النبي صلى الله عليه وسلم أن يطعم زيادة كبد الحوت، وأن يحشره مع (ترجمان القرآن)، ومع (إمام السنة)، ومع (ناصر السنة)، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[06 Dec 2009, 08:30 م]ـ
بارك الله فيك أخانا محمد منقذ
ورفع قدرك في الدنيا والآخرة
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[06 Dec 2009, 10:13 م]ـ
أسأل الله لمن عظم سنة النبي صلى الله عليه وسلم أن يطعم زيادة كبد الحوت، وأن يحشره مع (ترجمان القرآن)، ومع (إمام السنة)، ومع (ناصر السنة)، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم آمين
مشكور أخانا الكريم على هذا الدعاء الطيب ولك مثله
اللهم انا نشهد أن رسولك محمدا قد بلغ الرسالة
وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة
فاجزه اللهم عنا خير ما جزيت نبيا عن أمته ورسولا عن قومه
اللهم آته الوسيلة والفضيلة
والدرجة العالية الرفيعة
وابعثه مقاما محمودا الذى وعدته
اللهم صل على رسولك وحبيبك محمد فى الأولين
وصل عليه فى الآخربن
وفى كل وقت وحين
وفى الملأ الأعلى الى يوم الدين
اللهم ارزقنا فى الدنيا زيارة قبره الشريف
وارزقنا فى الآخرة شفاعته
أحشرنا تحت لوائه وأوردنا حوضه
واسقنا بيده الشريفة شربة هنيئة مريئة
لا نظمأ بعدها أبدا
اللهم آمين
وصل اللهم على رحمتك للعالمين
وعلى آله وصحبه أجمعين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[07 Dec 2009, 08:30 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى المشايخ الفضلاء أعضاء ملتقى أهل التفسير
إذا أردتم أن تناقشوا (أمجد الراوي) في أطروحاته، فعليكم قبل أن تخاطبوه بصيغ الأدب والاحترام والأخوة، وقبل أن تصفوه بالمحادث اللبق المحترم، أن تعلموا من هو؟ حتى تناقشوه على بينة.
كان لزاما لي ولزاما عليّ ان ابريء نفسي وكما فعل السيد النبي يوسف عليه السلام مما لحق بي من تشويه ودس وافتراء، وممن؟ من الذين يفترض بهم حملة الامانة العلمية والدقة، وبذا يكونون هم نموذجا حقا للرواة الذين انتقدهم، ساتجاوز "طرح اللياقة والادب "، وبنفس الوقت اتجاوز طرح " عدم اللياقة والادب "، لان كليهما لاتعني شيئا لمن يفترض بهم حملة الدين والخلق والادب، سالتزم بالدقة والموضوعية والنقل السليم فهذا ما امرني به ربي،
نقل عني الاستاذ طالب العلم والمعرفة والذي سيكون امينا على دين الله عندما يطرحه بضرورة اختصاصه على قليلي الدراية والعلم والذين يفترض انه يهديهم الى سواء السبيل؛ اني قلت:
" حديث النبي صلى الله عليه وسلم عند أمجد الراوي هو: "
والحقيقة انه كذب عليّ عامدا متعمدا، فانا لم اتهم حديث رسول الله ولا سنته باي شيء من هذا القبيل، بل كان جل نقدي للرواية ومجموعة الرواة الذين وضعوا على رسول الله الحديث الافك، ولو كان دقيقا ونزيها اذا لبين ونقل العبارة السليمة، ولكن لحاجة في نفسه وكيدا لايليق بمثله قام بالطعن في مصداقيتي وكان الاولى ب هان يكون ارفع من الذي ينتقده لا ان يكون اقل منه شئنا، على كل كل ابناء ادم خطاء، والذي ارجو منه ان يقوم بالتصحيح والاستدراك والبينة،
غفر الله لنا وله،
فبدل اني وجهت هذا الكلام الى الرواية، قام الاخ بلي عنق نصي الى ان يكون موجه الى السنة والحديث، و ليس لهذا وصف غير التزييف الذي لا يرضاه الله ولا رسوله،
ساضع الرابط للموضوع اذا كان هذا لايتعارض وقوانين المنتدى؟؟،
واليكم النص الذي وردت به العبارة التي قدم لها الاخ بغير تقديمها، فاين نجد اني طعنت بالحديث او السنة؟:
بسم الله الرحمن الرحيم
ينبغي بداية تعريف وتقييم الرواية بمواصفاتها وطبيعتها كرواية عامة قبل الخوض في موضوع الرواية بشكلها الخاص كناقل ومصدر ديني،ولنرى هل هي اهلا وتصلح كركيزة للبناء الديني وحاضن له ام ان ذلك لايمكن ان يكون؟ اي ان الدين الذي هو الفصل وهو ليس بالهزل هل يمكن له ان يأتلف والرواية وان يكونا شريكين مؤتلفين ام هما شريكان متشاكسان؟ وهل هنالك شرعية ربانية وعقلية للرواية وان التفريط بها يمكن ان يمثل تفريطا بالمنهج الرسالي الرباني؟ ام بالضد من ذلك اي ان الرواية هي خطأ منهجي او تاريخي او نشاط معادي للمنهج الرسالي الرباني او ربما هي نكوص وانقلاب على العقب؟ اسئلة سيكون الاجابة عليها اكثر من ضرورة دينية بل هي صلب المسالة الدينية وفي ان تكون او لا تكون،
بمرور عاجل وتسليط ضوء كافي على الرواية بالمفهوم والشكل العام لها نستطيع ان نقيم الرواية وكذا الطابع والخلق الذي تتميز به الرواية من حيث العلمية والجد والقيمة،
فالرواية لاتشكل علميا غير نشاط بشري متدني وهي ليست سوى بيئة موبؤة للحركة العلمية، بل هي مرتع لكل جاهل ومنحط وسوقي وليس لها اي نصيب في التاسيس العلمي، وبذلك نرى عمق الهوة بينها وبين التاسيس العلمي مما يجعلنا ندرك مدى ضعفها – بالاجدر - عن حمل النبأ الديني باعتبار الدين اشد انواع العلم حساسية وبأعتبار مصدريته الربانية الصادقة، وكما اعلن ذلك ربنا في كتابه من حفظ للوحي واتمان الروح الامين وبعدم ان يمسه الا المطهرون من المَلَك وأئتمان اولي العزم من الرسل،وبالتالي فان ذلك يتناقض مع ائتمان البشر عامة ومن غير الرسل على وحي الله وكتابه،
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد آن لنا بعد هذه الحقب الطويلة من الخضوع للرواية الحديثية وسلطانها على العقل الاسلامي من اخضاعها الى سلطان الاختبار والنقد والفحص الواعي ومن ثم وضعها في المحل الذي ينبغي لها من ساحة الفكر وتقييم دورها الذي ادته ولازالت تؤديه في العقل الخاضع لها،فمن المدهش ان تتمتع الرواية بذلك القدر من السلطان والقبول والدفاع المستميت عنها من قبل اربابها - والاحرى ان لا تتمتع بتلك المكانة - حتى غدت صنو القران ورفيقه الملازم له، ولقد تربعت الرواية وشاركت على عرش الدين فاصبحت تتحكم ايما تحكم، ولقد غدا دورها مالوفا حتى وصل الامر كبديهة الى الربط الجدلي بين الوحي القران والوحي الرواية – كما هو الزعم – ولم تعد تستهجن الرواية ولاينظر اليها كجسم دخيل او وليدة اللغو بل صارت الصنو للقران الكريم، ووصل الامر بكهنة الرواية الزعم بشرعيتها كشرعية القران،وحتى الى حد ان زعمت ان القران "رواية " وانه وصلنا بطريق التواتر والسند كحال الرواية، وصار جدليا أمر القدح بالرواية كالقدح بالقران بسبب القناعة التي احدثتها الرواية بنفسها، فالمشكك بالرواية يُرَّهَب بالشك بالقران وروايته التي اشاعت الرواية انها صاحبة الفضل في روايته وكذا سند روايته، ولم يعد من الممكن التفريق بين الرواية ذات الزعم بالوحي الموازي والقران وقدسيته وكانما هما صنوان لافرق بينهما والتبس الامر على الاكثرون وبقناعة طاغية تحتاج الى جهد كبير لدحضها، فكان هذا العمل المتواضع الذي يسير بهذا الاتجاه، ومن تباشير هذا العمل واصابته هدفه انه وبحمد الله اعيت الحيلة اصحاب الرواية والمستمسكين بها فلم يجدوا مندوحة لتاييد مذهبهم عن طريق القران الكريم وانما وجدوا الملجأ والمغارت في كهوف الرواية فيحاولون اثبات الرواية بالرواية وانى لهم التناوش من مكان بعيد،
يقع تقييم الرواية الحديثية كما ارى بين ثلاث اختيارات وهي:
الاختيار الاول: انها وجدت كمكمل للقران وضرورة دينية لعمل القران، وهي ذات نشأة دينية اصيلة وليست ثانوية، وهو الراي الذي عليه الغالبية العظمى من المنتمين للدين الاسلامي وباغلب مذاهبه كالمذهب السني والمذهب الشيعي ولا يرون غيره ويرون الخروج عنه هدما للاسلام وبالتالي كفرا بالله ورسوله، ولابد ان يواجهنا لهذا الاختيار سؤال؛ اذا فمن الذي اوجدها كمكمل للقران، ومن الذي اذن لها ومن اعطاها شرعية وجودها، واذا كان وجودها عملية اجتهاد فردي او جماعي، فكيف لنا ان نصوب او نخطيء هذا العمل وباي ميزان ياترى؟ وقطعا لا مناص ولاوجود لهذا التقييم في اي مكان غير القران الكريم، وباعتبار القران الكريم ليس نصا متفق عليه وحسب، وانما للمزايا التي ينفرد بها والتي يتجاهلها اهل الرواية والتي لا تأخذ نصيبها من التقييم الحق عند اغلب الناس،والتي هي بادية الوضوح في المصدر الرباني المتين، وللمواصفات التي يتمتع بها القران في عدم العورات وعدم مخالطة غيره وخلوه الجلي من الدس المحبط لاي تقرير بخلاف غيره الذي ولغ فيه، بل بالاحرى كوَّنه؛ اعداء القرءان، وبينما لم يقرر القران اي ملحق له كمكمل او مبيّن له، ولم يلحق له اي رواة ورجال سند لهذا القران، بل جعله الله للناس كافة ومطلقا من اي اوصياء عليه، وهو ضد زعم الرواية الحديثية لنفسها وللقران،
والاختيار الثاني: انها محض عمل فوضوي اواعتباطي تلقائي النشاة كنشاط بشري هامشي و لاتتميز بسوء القصد – النوايا – بل لها فوائد لا تنكر كما عليها مءاخذ لا تنكر،، ويدحض هذا الاختيار تعاظم المؤسسة الروائية والمؤسسات الملحقة بها وهيمنتها على مساحة كبيرة من الوعي الوهمي الديني (وبالاحرى اللاوعي واللادين) والتي لايمكن تصنيفها وفق الحالة الاعتباطية الهامشية،
والاختيار الثالث: الذي لا انكر الميل اليه، انه سيء القصد منذ اللحظة الاولى لتاسيسه ولا ينطوي على اي قيمة في ذاته ولا ينطوي على اي حسن قصد في دوافعه بل ارى انه جهد كيدي محض،
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[07 Dec 2009, 11:17 ص]ـ
بل أنت سيىء القصد من البداية أمجد وما سطرته أناملك ما هو إلا:
شنشنة نعرفها من أخزم
بسم الله الرحمن الرحيم
(يُتْبَعُ)
(/)
ينبغي بداية تعريف وتقييم الرواية بمواصفاتها وطبيعتها كرواية عامة قبل الخوض في موضوع الرواية بشكلها الخاص كناقل ومصدر ديني،ولنرى هل هي اهلا وتصلح كركيزة للبناء الديني وحاضن له ام ان ذلك لايمكن ان يكون؟ اي ان الدين الذي هو الفصل وهو ليس بالهزل هل يمكن له ان يأتلف والرواية وان يكونا شريكين مؤتلفين ام هما شريكان متشاكسان؟ وهل هنالك شرعية ربانية وعقلية للرواية وان التفريط بها يمكن ان يمثل تفريطا بالمنهج الرسالي الرباني؟ ام بالضد من ذلك اي ان الرواية هي خطأ منهجي او تاريخي او نشاط معادي للمنهج الرسالي الرباني او ربما هي نكوص وانقلاب على العقب؟ اسئلة سيكون الاجابة عليها اكثر من ضرورة دينية بل هي صلب المسالة الدينية وفي ان تكون او لا تكون،
، [/ color]
لقد افصحت عن سوء قصدك وفضحت نفسك من البداية.
وهل الدين إلا رواية؟
الذي يطعن بالرواية يطعن في القرآن لأن القرآن وصل إلينا عن طريق الرواية.
إن الألفاظ الرنانة والطنانة التي تستخدمها لا تغني من الحق شيئا.
إنها تنم عن جهل فاضح لأن الذي يطرح فكرة صحيحة يستطيع أن يدافع عنها وأنت طرحت أوهام والأوهام لا تثبت أمام النقاش.
بمرور عاجل وتسليط ضوء كافي على الرواية بالمفهوم والشكل العام لها نستطيع ان نقيم الرواية وكذا الطابع والخلق الذي تتميز به الرواية من حيث العلمية والجد والقيمة،
فالرواية لاتشكل علميا غير نشاط بشري متدني وهي ليست سوى بيئة موبؤة للحركة العلمية، بل هي مرتع لكل جاهل ومنحط وسوقي وليس لها اي نصيب في التاسيس العلمي، وبذلك نرى عمق الهوة بينها وبين التاسيس العلمي مما يجعلنا ندرك مدى ضعفها – بالاجدر - عن حمل النبأ الديني باعتبار الدين اشد انواع العلم حساسية وبأعتبار مصدريته الربانية الصادقة، وكما اعلن ذلك ربنا في كتابه من حفظ للوحي واتمان الروح الامين وبعدم ان يمسه الا المطهرون من المَلَك وأئتمان اولي العزم من الرسل،وبالتالي فان ذلك يتناقض مع ائتمان البشر عامة ومن غير الرسل على وحي الله وكتابه، [/ COLOR]،[/color]
وهل وصل القرآن إلا رواية، يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن رب العزة والجلال؟
وكيف عرفت التفصيلات التي بنيت منها عبارتك إلا عن طريق الرواية؟ أم إن الكتاب نزل عليك من السماء وقيل لك هذا كتاب رب العالمين؟
لقد آن لنا بعد هذه الحقب الطويلة من الخضوع للرواية الحديثية وسلطانها على العقل الاسلامي من اخضاعها الى سلطان الاختبار والنقد والفحص الواعي ومن ثم وضعها في المحل الذي ينبغي لها من ساحة الفكر وتقييم دورها الذي ادته ولازالت تؤديه في العقل الخاضع لها،فمن المدهش ان تتمتع الرواية بذلك القدر من السلطان والقبول والدفاع المستميت عنها من قبل اربابها - والاحرى ان لا تتمتع بتلك المكانة - حتى غدت صنو القران ورفيقه الملازم له، ولقد تربعت الرواية وشاركت على عرش الدين فاصبحت تتحكم ايما تحكم، ولقد غدا دورها مالوفا حتى وصل الامر كبديهة الى الربط الجدلي بين الوحي القران والوحي الرواية – كما هو الزعم – ولم تعد تستهجن الرواية ولاينظر اليها كجسم دخيل او وليدة اللغو بل صارت الصنو للقران الكريم، ووصل الامر بكهنة الرواية الزعم بشرعيتها كشرعية القران،وحتى الى حد ان زعمت ان القران "رواية " وانه وصلنا بطريق التواتر والسند كحال الرواية، وصار جدليا أمر القدح بالرواية كالقدح بالقران بسبب القناعة التي احدثتها الرواية بنفسها، فالمشكك بالرواية يُرَّهَب بالشك بالقران وروايته التي اشاعت الرواية انها صاحبة الفضل في روايته وكذا سند روايته، ولم يعد من الممكن التفريق بين الرواية ذات الزعم بالوحي الموازي والقران وقدسيته وكانما هما صنوان لافرق بينهما والتبس الامر على الاكثرون وبقناعة طاغية تحتاج الى جهد كبير لدحضها، [/ COLOR]،[/color]
أردت أن أرد على هذا الكلام الساقط فكفاني سقوطه من الرد عليه.
فكان هذا العمل المتواضع الذي يسير بهذا الاتجاه، ومن تباشير هذا العمل واصابته هدفه انه وبحمد الله اعيت الحيلة اصحاب الرواية والمستمسكين بها فلم يجدوا مندوحة لتاييد مذهبهم عن طريق القران الكريم وانما وجدوا الملجأ والمغارت في كهوف الرواية فيحاولون اثبات الرواية بالرواية وانى لهم التناوش من مكان بعيد،
(يُتْبَعُ)
(/)
يقع تقييم الرواية الحديثية كما ارى بين ثلاث اختيارات وهي:
الاختيار الاول: انها وجدت كمكمل للقران وضرورة دينية لعمل القران، وهي ذات نشأة دينية اصيلة وليست ثانوية، وهو الراي الذي عليه الغالبية العظمى من المنتمين للدين الاسلامي وباغلب مذاهبه كالمذهب السني والمذهب الشيعي ولا يرون غيره ويرون الخروج عنه هدما للاسلام وبالتالي كفرا بالله ورسوله، ولابد ان يواجهنا لهذا الاختيار سؤال؛ اذا فمن الذي اوجدها كمكمل للقران، ومن الذي اذن لها ومن اعطاها شرعية وجودها، واذا كان وجودها عملية اجتهاد فردي او جماعي، فكيف لنا ان نصوب او نخطيء هذا العمل وباي ميزان ياترى؟ وقطعا لا مناص ولاوجود لهذا التقييم في اي مكان غير القران الكريم، وباعتبار القران الكريم ليس نصا متفق عليه وحسب، وانما للمزايا التي ينفرد بها والتي يتجاهلها اهل الرواية والتي لا تأخذ نصيبها من التقييم الحق عند اغلب الناس،والتي هي بادية الوضوح في المصدر الرباني المتين، وللمواصفات التي يتمتع بها القران في عدم العورات وعدم مخالطة غيره وخلوه الجلي من الدس المحبط لاي تقرير بخلاف غيره الذي ولغ فيه، بل بالاحرى كوَّنه؛ اعداء القرءان، وبينما لم يقرر القران اي ملحق له كمكمل او مبيّن له، ولم يلحق له اي رواة ورجال سند لهذا القران، بل جعله الله للناس كافة ومطلقا من اي اوصياء عليه، وهو ضد زعم الرواية الحديثية لنفسها وللقران،
والاختيار الثاني: انها محض عمل فوضوي اواعتباطي تلقائي النشاة كنشاط بشري هامشي و لاتتميز بسوء القصد – النوايا – بل لها فوائد لا تنكر كما عليها مءاخذ لا تنكر،، ويدحض هذا الاختيار تعاظم المؤسسة الروائية والمؤسسات الملحقة بها وهيمنتها على مساحة كبيرة من الوعي الوهمي الديني (وبالاحرى اللاوعي واللادين) والتي لايمكن تصنيفها وفق الحالة الاعتباطية الهامشية،
والاختيار الثالث: الذي لا انكر الميل اليه، انه سيء القصد منذ اللحظة الاولى لتاسيسه ولا ينطوي على اي قيمة في ذاته ولا ينطوي على اي حسن قصد في دوافعه بل ارى انه جهد كيدي محض، [/ color]
فعلا عملك متواضع من أساسه أي بمعنى أدق أنه عمل وضيع فاقد للقيمة يصدق على صاحبه اختيارك الثالث الذي تميل إليه.
وإذا كنت تبرأ من سوء القصد فدع عنك الرواية وأجب عن أسئلتي حول ما تؤمن به: القرآن. هذا إن كنت تؤمن به.
كيف وصل إليك هذا الكتاب؟
وعلى من أنزل؟
وأين دارت الأحداث التي ذكرت فيه؟
ومن هم الشخصيات المذكورة فيه؟
وكيف نطبق الأوامر المجملة فيه؟
وهناك الكثير من الأسئلة أطرحها بعد أن تجيب على ما هو مطروح الآن.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[07 Dec 2009, 11:25 ص]ـ
أود أن أشارك في أمر يتعلق بكتاب الله
وهو كتاب لم ينزل مجلداً من السماء بل نزل بهيئة متواترة هي التلقي من الملك والتلقي من الرسول، ثم من الصحابة إلخ.
وكان له تتابع زمني معروف ووقائع ونوازل إلخ
أما قوله تعالى:
(ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا)
فعبارة الآية وإشاراتها ليس فيها حصر التفسير في القرآن، وإنما أخبرت أن ما يجيء من الله إليك يا محمد بأيّ وجة من أوجه الوحي فهو (1) الحق (2) وأحسن تفسيراً.
وقوله (أحسن تفسيراً) أسلوب تفضيل؛ فهي لا تنفي أن يكون هناك تفسير آخر حسن وآخر سيئ أو تفاسير للمعنى مختلفة الزوايا.
فمن أين تبادر الحصر والتحديد؟
ومن طرائق القرآن (الفرقان) في تفسيره الأحسن ذاك: هي تكرار المعاني في أساليب مختلفة؛ حتى تتضح من كل زواياها.
والقرآن ليس فيه أي إشكال ذاتي. وهذا محل اتفاق ومحل تحدٍ أيضاً وموطن معجز.
ولا تأتي إليه الإشكالات (الإلقاءات الشيطانية مثلاً: ألقى الشيطان في أمنيته) إلا من خارجه أي من قارئه المبتلى بالعوارض، وهذا محل اتفاق بين الجميع ومحل تحد للناس أن يأتوا بشيء منه فيه اختلاف.
بل هو محل اتفاق أيضاً مع الأخ صاحب الموضوع حفظه الله تعالى.
والقرآن بذلك يعمل وحده، أي أن الناس ما فتئوا يستمعون إليه، فيتأثرون به، في تأليفه الصوتي ونظمه وخبره.
وهذا العمل لا ينافي اختصاص الله تعالى بعضَ الناس بفهم أشياء منه لم تتيسر لغيرهم، وهذه مزية لأبي بكر في يوم وفاته عليه الصلاة والسلام (لعلمه الذين يستنبطونه منهم).
(يُتْبَعُ)
(/)
والتفسير هو: كشف المغطى؛ وكم من الناس لا تنكشف لهم أشياء كثيرة من معانيه؛ حتى يسألوا عنها.
وإليك من سورة النحل التي تذكر أنواعاً كثيرة من الوحي هذه الآيات: (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً يوحى إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون بالبينات والزبر وأنزلنا عليك الكتاب لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون).
فهي تشرح مثل غيرها كيفيات الوحي وطبائع المخلوقات في العمل به.
وإلا .. فكيف عرفنا أن أمة النحل قد كانت منذ كانت عاملة بوحي السماء (الإلهامي) المجرد.
وكيف عرفنا أن الملائكة الكرام يفعلون ما يؤمرون (بالوحي).
وكيف عرفنا أننا نحن البشر اختصنا الله تعالى بالبيان، وكلفنا بفهم الوحي التنزيلي، ولم يجعل فهمنا آلياً، فهو بيان أو فهم مختلف بين الألسنة .. أصوات ومعان، واختصنا نحن العرب بالبيان العربي، واختصنا نزول القرآن بحين معلوم زمن الشعر العربي الأصيل.
وأمر رسوله ببيانه للناس، وأمر هذه الأمة ببيانه للناس من بعده.
التفسير لازمة من لوازم الكلام، ومحاولة إيجاد العلاقات بين أجزاء الكلام ما هي إلا محاولة بشرية للتفسير، ولكن قد يكون حسناً وقد يكون سيئاً، وقد يكون أحسن شيء في بابه، وقد يأتي ما هو أحسن من الأحسن، حتى نصل إلى فهم التفسير الأحسن، وقد يتعصي منه على عصر متقدم ما يكون من معلومات الأطفال في عصر متأخر، والعكس صحيح.
ولم يكن الرسول قرآناً يمشي فقط بمعناها المتبادر اليوم، بل يمشي بلوازمها المعروفة لدى العرب: يمشي في كل مكان ويتكلم ويسأل ويجيب ويغضب ويبتسم ويحارب ويسالم ويبين للناس ما نزل إليهم.
وإلا فإن يلزم على القول بحصر التفسير في القرآن إهدار حقائق نادرة ومقولات خالدة وتضييعها على البشرية وفصم العرى البيانية بين الله وبين عباده.
هل يستطيع كل إنسان أن يفهم كل القرآن: مستحيل. إلا دعوى مريضة لا عريضة فقط. وإلا لمن أن أراد أن يفرغ البحر الخصم في طست أو حوض سباحة على الأكثر!
لأنه نزل لكل الناس وكل الأجيال والأزمنة والأمكنة وذلك مظنة بذل الجهود البشرية لفهمه الصحيح، والاستفادة من كل ما يتعلق به على مدى التاريخ السابق من لدن البيان النبوي الذي هو وحي من السماء إلى كلام حكماء البشر.
ويلزم عليه أنك ستخاطب الإنجليز بلسان عربي لا يفهمونه إلا بعد دورة في تعليم اللغة العربية؛ أي بعد بضع سنين، وهذا تكليف بما هو فوق الطاقة، وهو مستحيل على الله تعالى.
إذا أقررت بضرورة ذلك في حالة الأمم غير الناطقة بالعربية لزمك أن تقره في حالة الجهال في أمة العرب؛ لأن العلة واحدة، وهي عدم العلم بالعربية التي نزل بها، وإذا أقررت به فإقصاؤك للتفسير البشري المستند إلى الأصول المتعارفة = واقع في غير محله.
والله الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Dec 2009, 11:26 ص]ـ
أخي الكريم أمجد الراوي وفقه الله للخير
لم يكن تركي لنقاش ما طرحته عن عجز ولا ازدراء لكم معاذ الله، ولكنكم لم تقولوا شيئاً علمياً يستحق المناقشة، وإنما تثيرون تساؤلات تنادي على غياب أبجديات أصول التعامل الصحيح مع العلم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مما دفع الزملاء قبلي إلى تنبيهك إلى هذه الأصول وطرح بعض الأسئلة عليكم لمعرفة مستواكم العلمي حتى يعرفوا كيف يتأتون لتعليمك وإيصال المعلومة إليك، وأنت لا تزيد إلا تهرباً من الجواب، فلو عرفنا من أمجد الراوي من حيث السيرة العلمية والمؤهلات لعرفنا أين نقف، ولكنك تركتنا في عمياء. ونحن في حاجة ماسة إلى الوقت، وليس لدينا منه القدر الذي يمكننا من الاستمرار معك في لعبة البحث عن الكنز المفقود الذي تخفيه عنا.
فإن كنت ترى أننا تبرأ بنا الذمة فيما تسأل فيه من العلم فقد قلنا لك الرأي الذي نطمئن إليه وندعوك للأخذ به، وإن كنت لا ترانا مؤهلين لذلك فجئنا بعلم هو أهدى منه نتبعك فيه. وإلا فسوف نختار لأنفسنا.
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[07 Dec 2009, 01:28 م]ـ
أخي الكريم أمجد الراوي وفقه الله للخير
(يُتْبَعُ)
(/)
لم يكن تركي لنقاش ما طرحته عن عجز ولا ازدراء لكم معاذ الله، ولكنكم لم تقولوا شيئاً علمياً يستحق المناقشة، وإنما تثيرون تساؤلات تنادي على غياب أبجديات أصول التعامل الصحيح مع العلم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مما دفع الزملاء قبلي إلى تنبيهك إلى هذه الأصول وطرح بعض الأسئلة عليكم لمعرفة مستواكم العلمي حتى يعرفوا كيف يتأتون لتعليمك وإيصال المعلومة إليك، وأنت لا تزيد إلا تهرباً من الجواب، فلو عرفنا من أمجد الراوي من حيث السيرة العلمية والمؤهلات لعرفنا أين نقف، ولكنك تركتنا في عمياء. ونحن في حاجة ماسة إلى الوقت، وليس لدينا منه القدر الذي يمكننا من الاستمرار معك في لعبة البحث عن الكنز المفقود الذي تخفيه عنا.
فإن كنت ترى أننا تبرأ بنا الذمة فيما تسأل فيه من العلم فقد قلنا لك الرأي الذي نطمئن إليه وندعوك للأخذ به، وإن كنت لا ترانا مؤهلين لذلك فجئنا بعلم هو أهدى منه نتبعك فيه. وإلا فسوف نختار لأنفسنا.
بارك الله فيك اخي عبد الرحمن،
ووالله اني لا اطمع الا بمن يحاورني من امثالك، وهذا هو الذي جئت من اجله، وارى ان اتعلم قبل ان اعلم، فلا تحرمني من علمك ونقدك، واعوذ بالله من الحل الاخر: " وإلا فسوف نختار لأنفسنا "!!!؟:
{وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ} الدخان20
لقد كنت صادقا معكم منذ البداية ولم العب معكم لعبة البحث عن الكنز المفقود ولم اترككم في عمياء، يااخي جئت اليكم بالدرجة الاولى متعلما وبالدرجة الثانية طارحا لشيء هو يثبت حقيقته من عدمها، وثقافتي محدودة ولست سوى ناظرا وقارئا لكتاب الله، فهل منتداكم هو حصرا لراي واحد؟ ام هو حصرا للسادة كبار المشايخ والعلماء؟ هل انتم لاتريدون نقاش الراي الاخر؟ ام لاتريدون امثالنا محدودي العلم والشهادات من السؤال والدخول الى مضمار بحثكم وعطائكم؟
انظر الى اخينا منقذ كيف هو مثال سيء للمحاور ومثال سيء للراوي ومثال سيء لمرتاد منتدى كتاب الله منتداكم الكريم، ومثال سيء للذي في المستقبل هو احد من يفسرون القرءان، فهو قام بالتزوير، او باقل تقدير سوء الفهم والتفسير!!! فنَقَلَ الرواية على انها حديث وسنة!!! او: فسر الرواية على انها الحديث والسنة!!، ولا ارى من امثالك الا وجوب نهره وتصويبه لان ذلك يمس كتاب الله والعاملين عليه، وانظر كيف هو عمليا – وليس نظريا - متجرد من " أبجديات أصول التعامل الصحيح " ومن: " السيرة العلمية والمؤهلات " ومن: " المستوى العلمي " ومن امثال هذا الاخ الكريم الكثر الكثير، فغايتنا ان نعمل على ابداء حديث الله بغير؛ " أي مماهو ليس منه "، ولا اظنك الا ان توافقني على هذا العرض،
" أبجديات أصول التعامل الصحيح مع العلم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم " هو ما ادعو اليه واحاور فيه، ولا ارى أي منطلق لتاسيس ذلك الا من خلال كتاب الله لاغير، على الاقل من زاوية الانطلاق بكونه: لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلف، ولايمتلك هذا الشرط غيره، فهيا بنا اذن لنؤسس من هذا المنطلق، واترك البداية اليك وسوف اشاركك واحاورك، هل ترى هذا الذي اسلفته " ولكنكم لم تقولوا شيئاً علمياً يستحق المناقشة "!!؟؟ بل موضوعي غني بالاعتراضات والتساؤلات فاجبني عنها على اقل تقدير،
لا ارى ان كتاب الله عصي عن الفهم لمن هو مثلي على الاقل، ولم يحجر عليّ ربي ان اتناول القرءان الا من خلال واسطة، كما وتستطيع تصويبي متى زللت في فهمي لايات الله البينات وليست المبهمات، ولن تجد حرجا في بيان ذلك كونها بينات ولايستطيع احد معاندتها، وارى ان كتاب الله يخلو من مثل تلك الايات في الموضوع التي تاتينا بالنبا اليقين حول موضوعنا قيد الطرح والمناقشة، لذلك اريد منك ان تخاطبني بابسط المصطلحات والقواعد وياليتك تستقيها من كتاب الله وحده،
" لتعليمك وإيصال المعلومة إليك " هو ايات من كتاب الله سوف افهمها، او؛ تريني ماتراه فيها، او؛ اريك مااراه فيها، وليقدم كل من قراءته لتلك الايات والحصيلة هي التي ستثبت نفسها واحقيتها، او عدم ذلك،
وباي حق تفرض هذا الشرط؛ " لو عرفنا من أمجد الراوي من حيث السيرة العلمية والمؤهلات لعرفنا أين نقف "، وقد اسلفت لك اني لا امتلك أي من تلك المؤهلات العلمية فهل هذا يحرمني من تناول كتاب الله بصورة مباشرة ام ترى ان الطريق الى كتاب الله لابد له ان يمر عبر هؤلاء اصحاب المؤهلات، لا ادري هل هو لتمحيص كتاب الله ام لتمحيص فهم هؤلاء الذين بغير مؤهلات؟ ام ترانا لايجب ان نكون سوى متفرجين او مستهلكين لنتاج غيرنا بغير محاججة او فهم؟
جزيل الشكر على ما اقتطعناه من وقتكم الثمين، واسال الله ان يجعله في ميزان حسناتكم،
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[07 Dec 2009, 02:00 م]ـ
أود أن أشارك في أمر يتعلق بكتاب الله
والله الهادي إلى سواء السبيل.
اخي عصام المجرسي:
اشكرك على هذه الخطوة الطيبة
{وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً} الفرقان33
ارجوان تلاحظ ان: " الاحسن تفسيرا " هو في مقابل: " مثل " أي المثل العائد للمشركين، والحق هو عين: " احسن تفسيرا " وهو احسن من المثل الذي اتوا به وليس هو احسن من امثال متعددة، فهنلك فقط؛ الاحسن تفسيرا وهنالك وكذا جميع ماغيره هو: " الاسوأ تفسيرا "، ومن خلال كلام الله في الاية يتضح مدلول وغاية" تفسير "، فهو مثل وهو تفسير وهو الحق، ولاينبغي ان نشرك غيره في هذه التسمية، ولا ينبغي ان يكون حديثنا في القرءان هو تفسير التفسير،
جميع الاشكالات التي تطرأ على فهم القرءان بسببٍ من خارجه اذاً لزم على ان تعالج على اساس هي من خارجه، وهذا هو بيت القصيد، وهنالك امور اخرى في الموضوع ارجو وان تناقشها وتضيف لاجلها ايضا،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[07 Dec 2009, 02:07 م]ـ
ولكنكم لم تقولوا شيئاً علمياً يستحق المناقشة "!!؟؟ بل موضوعي غني بالاعتراضات والتساؤلات فاجبني عنها على اقل تقدير،
لا ارى ان كتاب الله عصي عن الفهم لمن هو مثلي على الاقل، ولم يحجر عليّ ربي ان اتناول القرءان الا من خلال واسطة، كما وتستطيع تصويبي متى زللت في فهمي لايات الله البينات وليست المبهمات، ولن تجد حرجا في بيان ذلك كونها بينات ولايستطيع احد معاندتها، وارى ان كتاب الله يخلو من مثل تلك الايات في الموضوع التي تاتينا بالنبا اليقين حول موضوعنا قيد الطرح والمناقشة، لذلك اريد منك ان تخاطبني بابسط المصطلحات والقواعد وياليتك تستقيها من كتاب الله وحده،
" لتعليمك وإيصال المعلومة إليك " هو ايات من كتاب الله سوف افهمها، او؛ تريني ماتراه فيها، او؛ اريك مااراه فيها، وليقدم كل من قراءته لتلك الايات والحصيلة هي التي ستثبت نفسها واحقيتها، او عدم ذلك،
وباي حق تفرض هذا الشرط؛،
قبل أن تقرأ القرآن وقبل أن تفهم آياته
قلنا كيف عرفت أنه كتاب ربك وأنه كلامه؟
ـ[محمد منقذ]ــــــــ[07 Dec 2009, 02:59 م]ـ
السلام عليكم
لم يقصد (أمجد الراوي) وصف حديث النبي صلى الله عليه وسلم بشيء مما نقلته، وإنما أراد (وصف الرواية)؟!!!!!
أنا لم أخاطب (أمجد الراوي) وحديثي ليس موجهاً له أصلاً، وإنما هو لرواد المنتدى الذين يريدون أن يناقشوه.
لأجل ذلك؛ لن أستعمل مصطلحاته الخاصة، هل نحن نسمي صحيح البخاري (كتاب حديث) أم نسميه (كتاب رواية)؟ وهل العلم المعروف هو (علم الحديث) أم (علم الرواية)؟ وهل هو (مصطلح الحديث) أم (مصطلح الرواية)؟
إن كان يقصد (روايات الأجداد للأحفاد) فما علاقة هذا بمنتدى (أهل التفسير)؟
وإن كان يقصد (رواية الحديث) فقد جرت عادة العلماء تسميته (حديثاً)، ولعل ذلك أحياناً من ناحية الدقة يكون من باب حذف المضاف وإنابة المضاف إليه.
باختصار: أمجد الراوي يصف ما نسميه (حديثاً) بأنه [ما نقلته سابقا].
قال تعالى: {وما آتاكم الرسول فخذوه}، والنبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بالتمسك بسنته وسنة خلفائه الراشدين، ومن سنة عمر الخليفة الراشد سماع التفسير من ابن عباس وسؤاله عنه، وجلس فحلٌ من الفحول إلى عبد الله بن عباس ليسمع منه تفسير القرآن ثلاث مرات من أول القرآن إلى آخره، ثم روى ذلك إمام عن إمام، ودون ذلك الطبري والبخاري وابن أبي حاتم وغيرهم، ثم ضاعت السليقة العربية.
أعرف أن عقولنا اليوم قد اخترعت (الحاسب الآلي)، و (الشبكة العنكبوتية)، و (القنبلة الذرية)، فليس من المستبعد أن يأتي رجلٌ من أهل عصرنا ليفهم كتاب الله على أحسن وجوه الفهم .... ولكن .... هل سيكون فهمه باللهجات الدارجة اليوم؟ أم أنه مضطر إلى أن يرجع إلى أئمة اللغة العربية؟ وهل اللغة الموجود بين أيدينا اليوم إلا (رواية)؟
لا يمكن إنكار وجود العقل الجيد والفهم السليم، لكن كيف السبيل إلى السليقة؟
إن كنت تريد أن تفسر القرآن بلغتك اليوم فستأتينا بأمثال ما يفهمه الأطفال حينما يسألون: كيف يحذر الله من الإيمان؟
لماذا؟
لأنهم يفهمون قوله تعالى: {وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم} أي: يا ويلكم لو آمنتم بالله.
ما هي الأصول التي يريدها أمجد؟
لم أكتشف ذلك من كلامه، ولعله يؤمن بنظرية (الفوضوية).
باختصار أخير: أمجد وأمثاله ينكرون السنة والرواية، والعقل السليم يعلم أنه لا سبيل إلى فهم كتاب الله فهماً سليماً تماماً إلا باللغة العربية التي نزل بها القرآن، والسليقة مفقودة، فلم يبق لنا بعد هذا لا قرآن ولا سنة.
هذا هو لازم قوله وإن لم يصرح به.
والسلام على من عظم سنة النبي صلى الله عليه وسلم ورحمة الله وبركاته
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[08 Dec 2009, 12:25 ص]ـ
بارك الله فيك اخي عبد الرحمن،
ووالله اني لا اطمع الا بمن يحاورني من امثالك، وهذا هو الذي جئت من اجله، وارى ان اتعلم قبل ان اعلم، فلا تحرمني من علمك ونقدك. . . يااخي جئت اليكم بالدرجة الاولى متعلما وبالدرجة الثانية طارحا لشيء هو يثبت حقيقته من عدمها، وثقافتي محدودة. . . ام لاتريدون امثالنا محدودي العلم والشهادات من السؤال والدخول الى مضمار بحثكم وعطائكم. . .
تقول انك جئت الينا متعلما بالدرجة الأولى
ولكن الذى لمسناه منك غير ذلك تماما وعلى النقيض منه بالمرة
فالذى لمسناه منك أن أسلوبك فى الحوار لا ينم عن حاجة حقيقية الى التعلم أو رغبة صادقة فى المعرفة
فكما صارحك الأخ البيراوى فان اسلوبك تفوح منه الغطرسة والتعالى والتكبر، وليس هكذا يكون المتعلم أو طالب العلم
هذا ما لمسناه منك للأسف، وهو البادى للعيان بصورة شديدة الوضوح لكل من تابع هذا الموضوع
واننى لا أتجنى عليك، وانما أصف فحسب ما يبدو لى بجلاء شديد
فانك تجادل فى البديهيات المفروغ منها والمتفق عليها، ولا أدرى ما الذى تنتظر وتتوقع من فضيلة الشيخ الشهرى أن يجيبك به بعد هذا الذى قاله؟!!
هل تتوقع منه أن يخوض معك فى حديث نعلم جميعا - وتعلم أنت معنا - نتيجته جيدا؟!
ما الذى تنتظره منه أو من غيره اذا كنت تتمسك برأيك بقوة ولا تحيد عنه مطلقا؟!
فلقد أجابك العديد من الأخوة - بمن فيهم أنا - ولكنك أعرضت عن أجوبتنا جميعا وضربت بها عرض الحائط وأصررت على أن الحق لا يزال معك وحدك!!
ويا ليتك قبل اصرارك هذا قد أجبتنا عما وجهناه اليك من اسئلة حتى تثبت للجميع رغبتك فى المعرفة، بل انك قد تجاهلت اسئلتنا جميعا ثم ظللت تردد أن سؤالك لا يزال قائما!!
فبالله عليك هل هذا أسلوب من يناقش ليفهم وليزداد علما كما تدعى؟
أترك الجواب لضميرك
والسلام عليك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[08 Dec 2009, 09:54 ص]ـ
[ QUOTE= محمد منقذ;92126] السلام عليكم
أم أنه مضطر إلى أن يرجع إلى أئمة اللغة العربية؟ وهل اللغة الموجود بين أيدينا اليوم إلا (رواية)؟
ما هي الأصول التي يريدها أمجد؟
لم أكتشف ذلك من كلامه، ولعله يؤمن بنظرية (الفوضوية).
باختصار أخير: أمجد وأمثاله ينكرون السنة والرواية، والعقل السليم يعلم أنه لا سبيل إلى فهم كتاب الله فهماً سليماً تماماً إلا باللغة العربية التي نزل بها القرآن، والسليقة مفقودة، فلم يبق لنا بعد هذا لا قرآن ولا سنة.
QUOTE]
كثيرة هي الفوضى التي انت واقع فيها، نصحت لك ولم تنتصح، وبينت لك عورة ولم تستبين، اذا لم تستطع تفسير كلام بشر فكيف ستزعم انك ستفسر حديث الله، لاتستطيع التفريق بين الحديث، والسنة، والرواية، طيب ماشي،
تردد وتجاري الناس على اخطائهم وتزعم انك تحلل وتبين لهم، ولم تستطع ان تتبين ان " اللغة " هي مشتق "اللغو " ولم تتبين ان اللغو في كتاب الله هو حتى ليس لغو الحديث وانما اللغو اكبر من ذلك ولم تستبين حتى مؤداه، كان بامكانك ان تستعير بكل بساطة نفس المفردة التي اشار بها الله الى: مايسميه؛ " اهل اللغة " او " اهل اللغو ": " اللغة "، فاسماها الله لسانا ولم يسمها " لغة " ولكن للاسف حتى هذه " النار على العلم " فاتتك، فاي علم اذن سوف لن يفتك؟ فمن هو الذي يجادل في ايات الله بغير حق ولا سلطان ان لم يكونوا امثالك!!!!؟؟
هذا غيض من فيض الفوضى الذي وقعت فيها ولن استرسل اكثر،
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Dec 2009, 10:53 ص]ـ
كثيرة هي الفوضى التي انت واقع فيها، نصحت لك ولم تنتصح، وبينت لك عورة ولم تستبين، اذا لم تستطع تفسير كلام بشر فكيف ستزعم انك ستفسر حديث الله، لاتستطيع التفريق بين الحديث، والسنة، والرواية، طيب ماشي،
تردد وتجاري الناس على اخطائهم وتزعم انك تحلل وتبين لهم، ولم تستطع ان تتبين ان " اللغة " هي مشتق "اللغو " ولم تتبين ان اللغو في كتاب الله هو حتى ليس لغو الحديث وانما اللغو اكبر من ذلك ولم تستبين حتى مؤداه، كان بامكانك ان تستعير بكل بساطة نفس المفردة التي اشار بها الله الى: مايسميه؛ " اهل اللغة " او " اهل اللغو ": " اللغة "، فاسماها الله لسانا ولم يسمها " لغة " ولكن للاسف حتى هذه " النار على العلم " فاتتك، فاي علم اذن سوف لن يفتك؟ فمن هو الذي يجادل في ايات الله بغير حق ولا سلطان ان لم يكونوا امثالك!!!!؟؟
هذا غيض من فيض الفوضى الذي وقعت فيها ولن استرسل اكثر،
أنت الفوضى كلها يا أمجد
دع عنك التعالم فإنه من أخلاق الصغار
واقترح على فضيلة المشرف العام أن يحذف مشاركتك التي لا تصب في الموضوع ولا تجيب على الإسئلة التي تطرح حول الموضوع الذي أشغلتنا به.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Dec 2009, 12:49 م]ـ
الأخ الكريم أمجد الراوي وفقك الله وأصلح قلبك.
أستأذنك في إنهاء الموضوع الذي فتحته ولم تنجح في إقناعنا بشيئ مفيد، وإنما ادعاء أنك ترغب في التعلم، وأنت كما ذكر الزملاء تخاطبنا بلغة الفيلسوف المنظِّر.
والكلام عن علم الرواية الحديثية بكل أصوله وجهود العلماء الأبرار في خدمته بهذه الطريقة غير المهذبة وغير العلمية يكفينا في فهم مقصودك دون حاجة إلى مزيد بيان أو تدقيق، ونحن لسنا مغفلين بالدرجة التي تتوقعها ولكننا لا نحب تكميم الأقلام.
ولن يكون هذا سبباً في حجب عضويتك في الملتقى، إلا إذا أبديت لنا مثلها فعند ذلك يصبح السماح لك بالكتابة هنا إهداراً للوقت، وتشويشاً على الذهن دون فائدة.
ولستُ بظالم لك فيما قلتُ إن شاء الله.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[08 Dec 2009, 12:54 م]ـ
أقترح أن نعطي آية واحدة للأخ الكريم أمجد الراوي؛ ليبين لنا فيها مذهبه في الـ ....... الذي يحب أن يكون عليه التعامل الصحيح مع كتاب الله.
وذلك لنفهم منه ما يريد بالضبط، أو ليعرض على القراء الكرام فهمه للآية، فإن كان صحيحاً مضى، وإن كانت غير ذلك توقف ولزم غرزه.
ولتكن أول آية من كتاب الله تعالى من سورة الفاتحة:
(الحمد لله رب العالمين)
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[08 Dec 2009, 01:23 م]ـ
الأخ الكريم أمجد الراوي وفقك الله وأصلح قلبك.
(يُتْبَعُ)
(/)
أستأذنك في إنهاء الموضوع الذي فتحته ولم تنجح في إقناعنا بشيئ مفيد، وإنما ادعاء أنك ترغب في التعلم، وأنت كما ذكر الزملاء تخاطبنا بلغة الفيلسوف المنظِّر.
والكلام عن علم الرواية الحديثية بكل أصوله وجهود العلماء الأبرار في خدمته بهذه الطريقة غير المهذبة وغير العلمية يكفينا في فهم مقصودك دون حاجة إلى مزيد بيان أو تدقيق، ونحن لسنا مغفلين بالدرجة التي تتوقعها ولكننا لا نحب تكميم الأقلام.
ولن يكون هذا سبباً في حجب عضويتك في الملتقى، إلا إذا أبديت لنا مثلها فعند ذلك يصبح السماح لك بالكتابة هنا إهداراً للوقت، وتشويشاً على الذهن دون فائدة.
ولستُ بظالم لك فيما قلتُ إن شاء الله.
اخي الكريم عبد الرحمن؛ لايكون خاطرك الا طيبا، ولا تبتئس واقض ما انت قاض، وانا من جانبي سوف اكفيك ما عناك (يُعنتك)، فلا تتصور اني ذلك الضيف الثقيل ... هذا من جانب ومن جانب اخر؛ فقد استفرغت ما عندي، وبانت حقيقتي، وبان مقصدي بغير حجاب، وبان مقصدكم وموقفكم، وكنت اتمنى ان تجيبوا انت او السادة الاساتذة الاخرين ولو على سؤال واحد فلم يحصل، وكان بودي لو احاور ولكن ..... ، وايضا كان بودي ان اطرح على الاقل الاسئلة وايضا ولكن .... ، انا من سيقيل نفسه ولا اكلفكم عناء ذلك،
واما هذا:
وأنت كما ذكر الزملاء تخاطبنا بلغة الفيلسوف المنظِّر.
والكلام عن علم الرواية الحديثية بكل أصوله وجهود العلماء الأبرار في خدمته بهذه الطريقة غير المهذبة وغير العلمية يكفينا في فهم مقصودك دون حاجة إلى مزيد بيان أو تدقيق، ونحن لسنا مغفلين بالدرجة التي تتوقعها ولكننا لا نحب تكميم الأقلام.
ولن يكون هذا سبباً في حجب عضويتك في الملتقى، إلا إذا أبديت لنا مثلها فعند ذلك يصبح السماح لك بالكتابة هنا إهداراً للوقت، وتشويشاً على الذهن دون فائدة.
ولستُ بظالم لك فيما قلتُ إن شاء الله.فهو حكمك .... وبحاجة الى كثير نظر، ولن افعله، واتركه لك ولغيرك!!!
تحياتي وسلامي الاخوي
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[08 Dec 2009, 01:28 م]ـ
أقترح أن نعطي آية واحدة للأخ الكريم أمجد الراوي؛ ليبين لنا فيها مذهبه في الـ ....... الذي يحب أن يكون عليه التعامل الصحيح مع كتاب الله.
وذلك لنفهم منه ما يريد بالضبط، أو ليعرض على القراء الكرام فهمه للآية، فإن كان صحيحاً مضى، وإن كانت غير ذلك توقف ولزم غرزه.
ولتكن أول آية من كتاب الله تعالى من سورة الفاتحة:
(الحمد لله رب العالمين)
انا مستعد لذلك، ولكن سيتعذر ذلك في هذه الصفحة وفي هذا المنتدى، لذلك اما ان تكتب لي في منتدى اخر او راسلني على الخاص او بالبريد الالكتروني، وسوف اجيبك واستفيد منك، وافيدك ان شاء الله، وانا بالانتظار،
اعذرني!!!!
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[08 Dec 2009, 01:34 م]ـ
لمن يريد التواصل:
Majdrawi@hotmail.com
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Dec 2009, 01:48 م]ـ
وكنت اتمنى ان تجيبوا انت او السادة الاساتذة الاخرين ولو على سؤال واحد فلم يحصل، وكان بودي لو احاور ولكن .....
رمتني بدائها وانسلت.
، وايضا كان بودي ان اطرح على الاقل الاسئلة وايضا ولكن .... ، انا من سيقيل نفسه ولا اكلفكم عناء ذلك،
هذا ما كنا نتوقعه لأنك تدافع عن فكرة خاسرة والله يعلم ما الذي دفعك إليها.
فإن كانت شبهة عرضت لك فأنت لم تحسن النقاش حولها.
وإن كان سوء قصد فعجزك عن الدفاع عن فكرتك أعظم دليل على سقوطها وسقوط من يتبناها واعلم أنه من الخطل والسفه وضعف العقل أن تناطح الجبال لتهزها فضلا عن أن توهنها.
هداك الله للحق وشرح صدرك للإيمان.(/)
تعريف (التفسير) عند العيني! ما رأي أهل التفسير فيه؟
ـ[يوسف العليوي]ــــــــ[05 Dec 2009, 01:01 ص]ـ
قال العيني في (عمدة القاري) معرفًا التفسير في الاصطلاح: ((التكشيف عن مدلولات نظم القرآن)).
لقد أعجبني هذا التعريف، وأرى أن فيه عمقًا، ويصف ما ينبغي أن يكون عليه المفسر من الحرص في تبين كل ما يصح من معاني القرآن العظيم وهداياته وأنه لا يقف عند حدود الظاهر من المعنى بل ينفذ إلى أعماق الآيات ويتأمل في نظمها وما يدل عليه من المعاني فوق ما يظهر.
ما رأي أهل التفسير، وهل يرون فيه إضافة على ما ذكره العلماء قبل العيني في تعريف التفسير؟ أو أن الأمر لا يعدو أن يكون إعادة صياغة للتعريف من غير أن يكون ثمة إضافة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Dec 2009, 12:40 ص]ـ
لا شك أن قول العيني في تعريف التفسير:: ((التكشيف عن مدلولات نظم القرآن)) جديرٌ بالتأمل، فإن الغرض الذي تدل عليه هذه العبارة من صلب عمل المفسر المجتهد الذي يستحق رتبة الاجتهاد في علم التفسير، دون المفسر المقلد الذي يتوقف عند أول درجات التفسير والبيان.
ولكن لو قال قائل: إن قولنا في تعريف التفسير (هو بيان معاني القرآن الكريم) يشمل الكشف عن مدلولات نظيم القرآن) ولا بُدَّ فالتعريفان مشتملان في بعضهما وإن كان الأول نصَّ على مسألة التدقيق في معاني النظم.
والعبارة بحاجة إلى مزيد تأمل وتقليب نظر، لعلها تسفر عن تعريف أوجز وأدق لهذا العلم الشريف.
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[17 Apr 2010, 08:49 ص]ـ
قال العيني في (عمدة القاري) معرفًا التفسير في الاصطلاح: ((التكشيف عن مدلولات نظم القرآن)).
.
ولكن؛ " التكشيف عن مدلولات نظم القرءان "
لم يسمه الله تفسيرا،
وأخذ العلم والمدلولات من القرءان وصفه الله:
{أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ} القلم37
{وَمَا آتَيْنَاهُم مِّن كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِن نَّذِيرٍ} سبأ44
او وصفه تدبرا او يتدبرون؛
{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} ص29
وانما التفسير له عمل اخر في الاية:
{وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً} الفرقان33
والتكشيف: تعريض بحجب وتغطية القرءان، وهو ضد بيانه وعربيته وكونه مفسرا، وهو ضد كونه بيّن بذاته، ومبيّن لغيره،
فنحن نرى جليا انه تم تناسي؛ " الدرس "، و " التدبر " و حل محل الكلمات والاعمال المناسبة للنظر في القرءان؛ الكلمة التي اختص الله بها نفسه؛ " التفسير ".
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Jul 2010, 11:56 م]ـ
ليت أخي يوسف العليوي بعد وضعه للموضوع تابعه طلباً لمشاركة الزملاء، وحرصاً على الخروج بفائدة للطرح، أما إلقاء الموضوعات والغياب عنها فقد لا يثمر كثيراً في الملتقيات الحوارية ..
وصدق شوقي عندما قال:
قف دون رأيك في الحياة مجاهداً ... إن الحياة عقيدة وجهادُ
وأنا أقولُ: قف دون موضوعك في الملتقى متابعاً حتى تجني ثَمرته ونجني معك الفائدة.
ـ[يوسف العليوي]ــــــــ[13 Aug 2010, 12:48 ص]ـ
حنانيك أيها الحبيب د. عبدالرحمن .. وعليك بأهل الاختصاص أن يدلوا بدلوهم.
=====
أما الأخ أمجد فعبارتك غير محررة فلم يتبين لي ما تقصده بدقة.
هل تعريف التفسير لدى العيني مخالف للقرآن؟
وهل التعبير بالتكشيف كما قلت: فيه تعريض بحجب وتغطية القرآن؟ إذا صح ما قلت فلفظ التفسير مثله؛ لأن التفسير بيان، والفسر: كشف المغطى، فهل في لفظ التفسير تعريض بتغطية القرآن؟! وهل القرآن ليس بيّنا حتى يبين؟
ثم ما معنى التفسير في الآية التي أوردتها (((جئناك بالحق وأحسن تفسيرا)))؟ هل المقصود به تفسير القرآن؟
ويبقى السؤال: هل أضاف العيني شيئًا بتعريفه؟(/)
السنة والعام والحول والفروق الدقيقة بين معانيها في اللغة والقرآن
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[05 Dec 2009, 11:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على خاتم المرسلين.
أما بعد
فهذه مشاركة أود أن ينظر فيها المعنيون بالتفسير.
وهي محاولة لإثبات فروق دقيقة بين هذه الكلمات القرآنية الثلاثة:
العام والسنة والحول: ألفاظ تدل على الوحدة الزمنية المعروفة، وبينها فروق:
السنة تتقيد بقيود ثلاثة، إذا نقص منها واحد كانت عاماً.
فالسنة: تطلق إذا كانت معلومة المبدأ والمنتهى حساباً (من أول محرم إلى آخر ذي الحجة) مثلاً.
ولا بد لانطباق السنة على العدد الذي تميزه أن يكون الفاعل الذي كانت السنة ظرفاً له حاضراً لظرفها حضوراً ما، معانياً فيها شدة ما.
فإذا تخلف شيء من هذه القيود الثلاثة (العدد / الحضور / الشدة) فهو عام؛ لأن العام أعم من السنة، فلا يشترط له ما يشترط للسنة من تلك القيود.
وإذا عرف يوم المبدإ ويوم المنتهى من شهر من سنة إلى ما يقابله من نظيره في السنة التالية فهو حول؛ لأن الحول من التحول، فهو يتتبع الأيام ويتحول عنها إلى ما بعدها، ومنه حول زكاة المال والنعم وحول المرضع والأرملة.
ولذا فالحول أخص من السنة باعتبار أن له بدءاً خاصاً من السنة المتعارفة عند الناس ومنتهىً خاصاً يناظره في القابل، والسنة أخص من العام؛ لأن السنة مقيدة بقيود تحرر منها لفظ العام، كما سلف.
وعليه يقال للسنة: حول وعام، ويقال: للحول عام. وجاء ذلك في كثير من المعجمات كالعين والتهذيب.
والأحسن أن لا يقال للسنة والحول عام؛ تأسياً بالقرآن الكريم بإعمال هذه الفروق.
وتتناسق الآيات القرآنية على وفق هذا التقسيم:
فقد استثنيت الخمسين من الألف في ( ... إلا خمسين عاماً) بلفظ العام، وإن كان بدء السياق ذكر السنة (ألف سنة)؛ وذلك لتخلف الشدة في هذه الخمسين وغياب قومه عنه فيها.
وأما (عام فيه يغاث الناس) فلأنه غير معلوم المنتهى، ولأن فاعل هذه الإغاثة ليسوا هم زارعي السنين الأولى (يُغاث) فهم غائبون عن فعل الإغاثة بلا شك، حاضرون للغوث أو الغيث نعم.
وأما (فأماته الله مئة عام) فلأنه لم يكن حيّاً حينها، ولم يعانِ شدتها؛ بخلاف (فلبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعاً)، فقد كانوا أحياء (وهم رقود).
وأما قوله (وفصاله في عامين) فلأنها هنا أدنى مدة الفصال لمن لم يرد أن يتم الرضاعة، فهي لا تتم إلى حينها المذكور في قوله: (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة) وفي قوله: (وحماله وفصاله ثلاثون شهراً)؛ ويكون النقص في مدة الفصال هذه: حولين ناقصين ثلاثة أشهر.
وقيل: عام الفيل وعام الرمادة ونحوه؛ لأن الحدث لم يقع في السنة كلها، ولو استغرقها لقيل سنة (ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين).
وقيل في حساب التاريخ: سنة ألف؛ مثلاً؛ لأنه محدد بدقة.
فانظر إلى المعاني المستفادة من ثلاثة ألفاظ، قد يراها بعضهم مرادفات مسمىً واحد، ولكنها ليست كذلك.
يعبر عن تلك المعاني كلها في الانجليزية بلفظ واحد ليس غير: ( year).
سبحان من عنده كل شيء بقدر!
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[06 Dec 2009, 01:34 م]ـ
الأخ الكريم عصام،
1. أراها محاولة طيبة ولكنها تحتاج إلى إثراء، لأنني شخصياً لم أجد فيها دليلاً يطمئن إليه القلب.
2. نعم هناك من يرى أن لفظة عام ترتبط الخير والسهولة وسرعة المرور، وهذا ملاحظ في اللفظة القرآنية.
3. ألا تلاحظ أن نصف ما ورد في القرآن الكريم من لفظة عام يتعلق بالسنة القمريّة. والنصف الآخر ملتبس.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[07 Dec 2009, 12:11 ص]ـ
الأخ الكريم عصام،
1. أراها محاولة طيبة ولكنها تحتاج إلى إثراء، لأنني شخصياً لم أجد فيها دليلاً يطمئن إليه القلب.
2. نعم هناك من يرى أن لفظة عام ترتبط الخير والسهولة وسرعة المرور، وهذا ملاحظ في اللفظة القرآنية.
3. ألا تلاحظ أن نصف ما ورد في القرآن الكريم من لفظة عام يتعلق بالسنة القمريّة. والنصف الآخر ملتبس.
أخي البيراوي ..
شكراً لتفاعلك معي وعلى تعليقك الكريم.
لو تأملت في القيود الثلاثة (العدد والحضور والشدة) وعرضتها معي على لفظتي السنة والعام أينما وقعتا لوجدت أن كلمة السنة تطلق إذا انطبقت عليها هذه القيود.
فإذا نقص قيد منها أطلق لفظ العام.
أما إطلاق العام على القمري وتحديده بنصف الوارد، فأحسب أنه لادليل عليه، إلا ما جاء في سورة الكهف (وازدادوا تسعاً) وجملة العدد؛ أي 309 سنة قمرية، ولا ريب، وهي الأصل في حساب السنين، في كتاب الله، وقد توافقت مع الحساب الشمسي؛ لحكمة يعلمها الله، فأين النصف الملتبس؟
وليس بلازم أن يكون العام أسرع مروراً، فقد يكون غير معلوم المنتهى، مثل: (عام فيه يغاث الناس)، فهو عام طليق، قد يسلم إلى عام رخاء آخر بعده!.
ومن الإثراء أن الله ذكر في قصة موسى مدة أجرته في مدين أنها كانت ثماني حجج.
والحجج جمع حجة مرة واحدة من الحج، أي سنة؛ لأن الحج يقع مرة كل عام في شهر ذي الحجة، ويقع في آخره، فناسب أن يحسب به زمن تلك السنين، وهو وارد في الشعر والنثر كثيراً.
وانظر إلى أنه احتسب المدة بالحجج، وهي قمرية؟.
وهذه حجة على أن التأريخ القمري - بالسنين أو الأعوام أو الحجج - كان الأقدم.
وجزاك الله خيراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[07 Dec 2009, 01:47 ص]ـ
الأخ الكريم عصام،
1. للتوضيح:
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا .. ": واضح هنا أنها السنة القمرية لأن الحديث هنا عن الحج.
"وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ .. ": ومعلوم أن مدة الرضاعة تقدّر بالسنة القمرية.
"إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا .. ": ومعلوم أن التلاعب الذي مارسه أهل الجاهلية متعلق بالشهور القمرية.
فهذه أربعة أما الخمسة الباقية فليس هناك ما يدل أو ينفي أنها قمرية.
2. العام الذي يكثر فيه الخير يمر سريعاً. ومعلوم أن المعاناة تجعلنا نحس بمرور الوقت ثقيلاً.
3. صحيح أن الـ 300 سنة شمسية هي 309 سنة قمرية. وليس هناك من دليل على أنهم لبثوا 300 سنة شمسية لا في النصوص الإسلامية ولا في نصوص أهل الكتاب. ثم إن لفظة تسعاً تشير إلى أن المعدود مؤنث، أي سنة. أي لبثوا ثلاثمائة من السنين وازدادوا تسعاً من السنين. ولشيخي في هذه المسألة بحث مُفصّل.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[07 Dec 2009, 08:09 ص]ـ
الأخ الكريم عصام،
ولشيخي في هذه المسألة بحث مُفصّل.
بارك الله فيك وأحسن إليك يا شيخنا الفاضل.
ما الخامسة الملتبسة؟
ولو أفدتني بذلك البحث، أو ملخصه؛ فضلاً.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[07 Dec 2009, 02:47 م]ـ
الأخ الكريم عصام حفظه الله،
1. هذا اقتباس مختصر من بحث شيخي يفي بالمطلوب:"يذهب الكثير من أهل التفسير قديماً وحديثاً إلى القول بأن الـ 300 سنة شمسية هي 309 سنة قمرية مما يعني عندهم أن قوله تعالى:"وازدادوا تسعا ً" يقصد به تبيان الزيادة التي تحصل عند تحويل الـ 300 سنة شمسية إلى قمرية: (300× 365,2422) ÷ (354,367) = (309,2). وعندما نتكلم بلغة السنين لا يكون هناك وزن للأعشار القليلة التي تزيد عن (9) سنوات. ويمكن اعتبار قول المفسرين هذا مما يحتمله النص القرآني.
ولنا في "مركز نون" الملاحظات الآتية:
الـ 300 سنة شمسية هي (109572,66) يوما، في حين أن الـ 300 سنة قمرية هي (106310,1) يوما، وهذا يعني أن الفرق هو: (3262,56) يوماً. وهذا العدد من الأيام أقرب إلى أن يكون (9) سنوات شمسية، وليس (9) سنوات قمرية، مما يعني أن أصحاب الكهف لبثوا 300 سنة شمسية. أي 300 سنة قمرية مضافاً إليها (9) سنوات شمسية. فالعدد 300 هو هو، وتأتي الزيادة عن اختلاف مفهوم السنة الشمسية والقمرية وتكون هذه الزيادة عندها (9) سنوات شمسية.
2. "فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ ": هنا لا دليل على أنها سنة قمرية، ولكن لو تم التدبر على ضوء هذا الاحتمال فلربما تتكشف بعض أسرار هذا النص الكريم.
"أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ .. ": يمكن هنا ترجيح القول بالسنة القمرية لأن المخاطب هنا عرب الجزيرة الذين كانوا يستخدمون السنة القمرية.
" ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ": هنا لا يسهل البت في المسألة. ولكن من المعروف أن الموسم الزراعي يرتبط بالسنة الشمسيّة:"تزرعون سبع سنين".
"وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا .. ":وهذه الخامسة التي لا تتضح دلالتها على القمري. ولكن واضح هنا أن مفهوم سنة يختلف عن مفهوم سنة، لأنه لو قال سبحانه:"وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ " لكان المعنى تاماً، أي إلا خمسين سنة. فلما قال:"إلا خمسين عاماً" دل ذلك على اختلاف مفهوم عام عن مفهوم سنة.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[07 Dec 2009, 08:21 م]ـ
أخي الكريم أبا عمرو
حساب السنين في القرآن وفي السنة مبناه على ضبط منازل القمر، وإدخال السنة الشمسية في الحساب هو ما يحتاج إلى دليل، وليس العكس.
وصلوحية إطلاق العام على القمري والشمسي في واقع اليوم مخرج للعام الشمسي من البحث القرآني.
وذلك أن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً قمرياً في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض، وتبدأ بالأهلة التي هي مواقيت للناس والحج ..
وهذا صريح في أنه "في كتاب الله".
فكيف يحاد عنه إلى حساب ليس في كتاب الله.
والآيات التي ذكرت عدد السنين والحساب إما ذكرت الشمس والقمر تقدمة لذلك أو حذفتهما معاً (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق نفصل الآيات لقوم يعلمون) فذكرتهما، (وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلاً من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلاً) فحذفتهما، وأبقت الليل والنهار اللذان هما لازمان لهما أو مستلزمان.
وقد أعمل العلامة محمود باشا الفلكي حسابه في تاريخ البعثة، فوجد أن حسابه يطرد مع التاريخ القمري إلى 90 سنة من قبل وفاته.
وقد رأيت أن الحجج كانت وحدة قياس السنين في عهد النبيء موسى عليه السلام.
ثم إن الحساب الشمسي حساب متخلف، يعتمد على الكبس كل أربع سنين، لكي يستقيم.
بخلاف الحساب القمري المعتمد على الرؤية أو إمكانها، وهي منضبطة كل شهر.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[07 Dec 2009, 09:34 م]ـ
الأخ الكريم عصام حفظه الله،
1. يذهب علماء الفلك إلى أن الشهر قمري والسنة شمسية. ومن هنا ليس هناك شهر شمسي. ولكن هناك سنة شمسية وسنة قمرية. ومن هنا نفهم قوله تعالى:"إنّ عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً ... ".
2. الصيام والزكاة والحج (الشعائر التعبدية) ترتبط دينياً بالشهور القمرية وبالتالي بالسنة القمرية، وما وراء ذلك من أمور الدنيا فمتروك للبشر لتقدير مصالحهم. ومن هنا نلاحظ أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يضع لنا تقويماً، بل كان ذلك من فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
3. يقول سبحانه:" الشمس والقمر بحسبان". ويقول سبحانه:" الشمس والقمر حسباناً". فهي تجري بحساب منضبط، ومن هنا يعتمد الناس على هذا الانضباط في حسابهم.
4. قوله تعالى:"وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلاً من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلاً": وآية النهار هنا هي الشمس.
5. وردت لفظة يوم مفردة في القرآن الكريم 365 مرة، وهذا أمر لافت، لأننا نتعامل مع كتاب العليم الخبير، فلا صُدف.
6. أما أيها أدق في الحساب فهو يتفاوت بتفاوت الغرض. ومن هنا نجد أن الالتزامات المادية وغيرها من أمور الدنيا يُفضّل الناس السنة الشمسية، لأن ذلك يرفع الخلاف. وهذا مقصد شرعي. أما الحساب القمري فأنت تشهد كل عام اختلافات حادة.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[07 Dec 2009, 11:18 م]ـ
عندي تعقيب على كلام فضيلتك بحسب أرقام مشاركتك:
(1) مداراليوم والليلة فطرياً على الشمس، وكذلك الأسبوع، أما الشهر فقمري؛ لأن علامته مختصة بالأرض، لا كالشمس، وكذلك السنة تبعاً لجمع الشهور الاثني عشر.
(2) أمر الشهور من الأمور المنصوص عليها، وليس من الأمور الدنيوية المعفو عنها، فقد ذكر الله عدتها (اثنا عشر شهراً في كتاب الله)، ونصب عليها علامات (يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج)، ولم يستثن منها آجال الديون ولا عدة الطلاق والحمل والوفاة، وهي قطعاً ليست من العبادات الخمس (صوم زكاة حج).
بل إن استدارة الزمان (الواردة في حجة الوداع كما في البخاري) هي توافق السنة القمرية العربية مع السنة اليهودية، على ما حققه محمود باشا الفلكي، فبدآ منذئذ من يوم واحد، وهي نقطة فاصلة في التاريخ البشري من النسيء والكبس إلى التوافق مع التاريخ الكوني (إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض).
(3) الحساب القمري لا يلغي الحساب الشمسي بل يعتمد عليه ويراعيه في أعمال اليوم والليلة والأسبوع وفي الكسوف والخسوف والشتاء والصيف وفي الاتساق الشهري الذي ينشأ عنه استهلال الهلال.
والعكس صحيح في الحساب الشمسي فهو يلغي الحساب القمري تماماً، إلا في الظواهر الكونية كالمد والجز والخسوف ..
(4) تكامل آيتي الليل (القمر) وآية النهار (الشمس) هو الاعتدال المطلوب شرعاً، أما إلغاء آية الليل (القمر) في الأمور الدنيوية، فلا اعتبار به، لأن القمر مخلوق قبل التقاويم وباق في ظروف الأمم الحاضرة والبادية.
(5) ورد لفظ اليوم مفرداً 444 مرة
وورداً مجموعاً 27 مرة
وورد مثنى 3 مرات.
(والنقل بتصرف عن المعجم المفهرس)
ولم أفهم كيف حُسب عدد مرات ورود (اليوم) في القرآن بـ 365.
ولفظ (يوم) في القرآن لا يتخصص بمدلول واحد؛ لأنه من الألفاظ المشتركة، فتارة يكون من الأيام التي نعدّها، وتارة يكون بحساب آخر يفوق قدرات البشر (وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون) (في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة) (كل يوم هو شأن)، وتارة يوم القيامة الذي لا شمس فيه ولا شتاء!.
(6) اختلافات الناس في حساب رمضان وشوال .. ليس لإشكال في العلامات المنصوب؛ القمر وهلاله؛ فهي آية دالة على عظمة الخالق الذي أخبرنا أنه قدرها منازل متناهية الدقة، تفوق أجزاء الثانية الواحدة من ملايين السنين، كالكسوف والخسوف.
ولكن الاختلاف الواقع لأسباب كثيرة منها سياسي، ومنها قصور العلم، ومنها تخلف قومنا في علم الفلك، وارتباكهم المذهل في استخدام آلات التقنية الحديثة، وغلبة التقليد عليهم، أكثر من التفهم، ومنها إهمال قدر هذه الآية الباهرة.
وأظن أن سارحة الليل سرحت بنا.
بارك الله فيك.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[07 Dec 2009, 11:47 م]ـ
الأخ الكريم عصام حفظه الله،
1. أعيد التذكير بأن الشهر عند علماء الفلك هو قمري، ولا وجود للشهر الشمسي في الفلك. وعلى أية حال فالسنة الشمسية كالقمرية تتألف من 12 شهراً. ولم نقل إن السنة القمرية ليست من مواقيت الناس الزمانية. ولكننا نقول والشمسية أيضاً.
2. كانت العرب في الجاهلية تتلاعب في الأشهر القمرية (النسيء). وفي حجة الوداع قام الرسول صلى الله عليه وسلم بضبط التوقيت. ولكن اللافت أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يضبط لنا بداية تقويم كما فعل عمر رضي الله عنه، مما يؤكد أن هذا من مهمة الناس استناداً إلى ما هو كوني.
3. نحن في العالم الإسلامي نستند إلى التقويم الشمسي والقمري ولا إشكال.
4. وردت كلمة (يوم، يوما) في القرآن الكريم 365 مرة، مع ملاحظة أن المعجم المفهرس قد أسقط كلمة واحدة أشار إليها في البداية. أما إذا أحصينا كلمات مثل (يومئذ) فسيختلف الإحصاء. وهذه مجرد ملاحظة لا يجوز تجاوزها ونحن نتعامل مع ألفاظ القرآن الكريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[08 Dec 2009, 12:27 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل أبا عمرو على ما تفضلتم به فقد استفدت منكم كثيراً.
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[12 Nov 2010, 03:59 ص]ـ
بحث طيب أخي عصام
والخوض فيه تعوزه الأدلة، وهو يبقى بحثا فلسفيا
وأرى إخراج لفظ الحول؛ فليس منه بسبيل، وهو مصطلح زكوي بحت
وبالمناسبة أعجبني مصطلح "صلوحية" بدل صلاحية
ـ[د. حسام سمير حسن]ــــــــ[12 Nov 2010, 07:17 ص]ـ
وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ ? وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47) الحج
يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5) السجدة
تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) المعارج
أين المعاناة من شدة هنا؟
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[12 Nov 2010, 08:20 ص]ـ
وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ ? وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47) الحج
يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5) السجدة
تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) المعارج
أين المعاناة من شدة هنا؟
شكراً للمتابعة
شدة كل أمر بحسبه
يكفي من الشدة أن تعدها عدّا وتثبت الفروق الرياضية بين اليوم الواحد الذي يعادله ألف سنة بتمامها أو خمسين ألف سنة بتمامها!!
أليس هذا أمراً يحتاج إلى عدادين من تلاميذ إينشتاين؟
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[12 Nov 2010, 09:01 ص]ـ
بحث طيب أخي عصام
والخوض فيه تعوزه الأدلة، وهو يبقى بحثا فلسفيا
وأرى إخراج لفظ الحول؛ فليس منه بسبيل، وهو مصطلح زكوي بحت
وبالمناسبة أعجبني مصطلح "صلوحية" بدل صلاحية
بارك الله فيك أخي رصين على مرورك وتعليقك
ليس " الحول " دائماً زكوياً؛ بدليل:
1= (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين)
2= (متاعا إلى الحول)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Nov 2010, 09:32 ص]ـ
بَحثٌ قيم ومدارسة مفيدة، وفقك الله أخي عصام وهداك للصواب والحق وكافة الإخوة المشاركين.
وأقترح - إتماماً للبحث - تتبع مواضع استخدام هذه العبارات في لسان العرب قبل نزول القرآن وأثناء نزوله فسيفيد البحث كثيراً إما موافقة وتأييداً، أو استدراكاً لبعض جوانب الدلالة اللغوية.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[12 Nov 2010, 11:17 ص]ـ
شكراً للمتابعة
شدة كل أمر بحسبه
يكفي من الشدة أن تعدها عدّا وتثبت الفروق الرياضية بين اليوم الواحد الذي يعادله ألف سنة بتمامها أو خمسين ألف سنة بتمامها!!
أليس هذا أمراً يحتاج إلى عدادين من تلاميذ إينشتاين؟
حسناً أخي عصام وأين هو الرخاء في قوله تعالى:
أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ (126) فهل ترى في الفتنة رخاءً للكافرين؟؟
وأما قوله تعالى: حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ) فهل تظن أن أول أربعين سنة من عمر الإنسان فيها كد ومشقة؟؟ فأين إذاً هي حياة الرخاء والراحة في حياة الإنسان إن لم تكن في صباه وطفولته وقمة شبابه؟؟ أم هي في السبعين أو الثمانين من العمر؟؟
أكتفي بذلك الآن ولدي مزيد بانتظار ردكم
ـ[محمد عادل عقل]ــــــــ[12 Nov 2010, 11:52 ص]ـ
الاخ عصام حفظك الله من شر كل حاسد وظالم وشانئ
بحثك أعلاه يكشف عن جهد كبير بذل، وتدرجك في تبيان الفوارق لا يقف عليه الا من آتاه الله بصيرة وأحسب أنك منهم ولا نزكي على الله أحدا
والاختلاف في الافهام هي من طبائع البشر
وتمكن المتخصص من تخصصه هو غاية الابداع الانساني، وبحسب تجربتي الحياتية والمهنية المتواضعة فقد وجدت أنسانا يتخصصون في اللغة العربية ولكنهم لا يجيدون سوى الكسب الدنيوي رغم ان هذا التخصص بالذات من أهم التخصصات التي تفيد الدعوة الاسلامية ومن ملك ناصيتها"العربية" فقد آوتي خيرا كثيرا، وامتلك أدلة من القرآن والسنة لا يعرفها أو يعلمها كثير من الناس، ومن فقهها كان الى الله أقرب، فهي ترقق القلب وتخشّعه، وتذلل النفس امام عظمة الله وقدرته، وتوصل الى الفهم المستتر وراء عظمة خلق الخالق، وتكسر ما استعجم على الافهام من اسرار واعجاز فيما نرى ونسمع نقرأ ... نقرأ كتاب الله المفتوح للعامة والخاصة
أسأل الله ان ينفع بك أُمة الاسلام وأن تكون دليل خير على عظمة هذا الدين، وأن يفتح لك مغاليق أسراره، وان يعنيك على سبر أغوار نفيس معجزاته، وأن يجعل علمك هذا نافعا يوم لا ينفع فيه الندم الامن أتى الله بعمل صالح متقبل،
حفظك الله ذخرا ومنارة للباحثين عن الحق المبين
وشكر الله لباقي الاخوة المتداخلين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[12 Nov 2010, 03:22 م]ـ
حسناً أخي عصام وأين هو الرخاء في قوله تعالى:
أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ (126) فهل ترى في الفتنة رخاءً للكافرين؟؟
وأما قوله تعالى: حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ) فهل تظن أن أول أربعين سنة من عمر الإنسان فيها كد ومشقة؟؟ فأين إذاً هي حياة الرخاء والراحة في حياة الإنسان إن لم تكن في صباه وطفولته وقمة شبابه؟؟ أم هي في السبعين أو الثمانين من العمر؟؟
أكتفي بذلك الآن ولدي مزيد بانتظار ردكم
أخي الكريم تيسير
سؤالك هذا صادر عن المقصود.
فقد قلتُ في المشاركة رقم (1):
السنة تتقيد بقيود ثلاثة، إذا نقص منها واحد كانت عاماً.
.....
فإذا تخلف قيد من هذه القيود الثلاثة (العدد [له مبدأ ومنتهى] / الحضور [يكون حياً حاضراً] / الشدة [شدة ما]) فهو عام؛ لأن العام أعم من السنة، فلا يشترط له ما يشترط للسنة من تلك القيود.
وأنت يا أخي جعلت الرخاء ملازماً للعام، وليس بلازم، بدليل ما ذكرتَ.
وهناك سبب ثان في آية التوبة: وهو أن الفتنة الواقعة على الكفار لا تستغرق السنة كلها ولذا قال: (في كل عام)، ولم يقل (كل عام).
أما الشدة التي في الأربعين الأولى فظاهرة جداً من جهة أن الإنسان يكد ويجهد ويبتلى في رحلة حياته الأولى وبداياته المحرقة وانطلاقاته في مجالات الحياة التي يتحدد فيها اتجاهه في العلم والإيمان والعمل .. حتى يبلغ سن الرشد بعد المراهقة ويبلغ مرحلة الأشد بعد نعومة الأظفار.
قال الشاعر:
مضى ما مضى منك، والأربعون رباً، كل ما بعدها منحدر.
والانحدار هنا معناه احدار قوى الجسم بعد تكاملها وانحدار قوى العقل بعد استجماعها وانحدار قوى النفس بعد تصعدها ..
وانظر معي في الآية الثانية التي تذكر بلوغ الأشد (((هو الذي خلقكم ... ثم لتبلغوا أشدكم ... )))، فبلوغ الأشد لا يأتي إلا بعد مخاض عسير يا أخي تيسير ..
وقال تعالى: (((إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه .. )))، وقال: (((يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا)))، وقال (((لقد خلقنا الإنسان في كبد))).
وشاء الله أن يسأل الإنسان عن قمة شبابه تفصيلاً زيادة عن سؤاله عن عمره إجمالاً "وعن شبابه فيم أبلاه؟ ".
لأن الشباب فترة تحدد أصعب اختيارات المرء كما لا يخفى!
ولو جربت تعليم الصبيان لكان حكمك غير ذلك.
إنها أربعون سنة كما قال الله جل وعلا.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[12 Nov 2010, 03:28 م]ـ
الأخ الكريم عصام حفظه الله،
1. هذا اقتباس مختصر من بحث شيخي يفي بالمطلوب:"يذهب الكثير من أهل التفسير قديماً وحديثاً إلى القول بأن الـ 300 سنة شمسية هي 309 سنة قمرية مما يعني عندهم أن قوله تعالى:"وازدادوا تسعا ً" يقصد به تبيان الزيادة التي تحصل عند تحويل الـ 300 سنة شمسية إلى قمرية: (300× 365,2422) ÷ (354,367) = (309,2). وعندما نتكلم بلغة السنين لا يكون هناك وزن للأعشار القليلة التي تزيد عن (9) سنوات. ويمكن اعتبار قول المفسرين هذا مما يحتمله النص القرآني.
ولنا في "مركز نون" الملاحظات الآتية:
الـ 300 سنة شمسية هي (109572,66) يوما، في حين أن الـ 300 سنة قمرية هي (106310,1) يوما، وهذا يعني أن الفرق هو: (3262,56) يوماً. وهذا العدد من الأيام أقرب إلى أن يكون (9) سنوات شمسية، وليس (9) سنوات قمرية، مما يعني أن أصحاب الكهف لبثوا 300 سنة شمسية. أي 300 سنة قمرية مضافاً إليها (9) سنوات شمسية. فالعدد 300 هو هو، وتأتي الزيادة عن اختلاف مفهوم السنة الشمسية والقمرية وتكون هذه الزيادة عندها (9) سنوات شمسية.
قد أبطل هذا المعنى الذي ذهب اليه الكثير وليس شيخك فقط. ابطله الشيخ ابن عثيمين رحمه الله لعدم وجود الدليل القائم عليه. وبسبب اعتماد أهل الفقه وأهل العد للسنة القمرية فقط في حساباتهم وفقههم.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[12 Nov 2010, 06:21 م]ـ
أخي الفاضل الأستاذ عصام
مناقشة جميلة. ولكن ارجو أن تكون أكثر اقناعاً ودقة. فكلامك يقرأه كثير من المتخصصين.
لقد قلت في مشاركة سابقه في قوله تعالى (قال بل لبثت مئة عام) وفندت أن استخدام كلمة عام هنا لأن السنوات مرّت بسرعة ولم يشعر بطولها. ثم اتجهت الى نص قرآني آخر وقلت حول قوله تعالى (ولبثوا في كهفهم ثلاث مئة سنين) أن استخدام السنين هنا لأنهم كانوا رقود. ولا أدري ماذا قصدت بذلك رغم أن العزير حينما أفاق قال: لبثت يوماً أو بعض يوم. وأصحاب الكهف أيضاً رغم أنهم رقود قالوا أيضاً أنهم لبثوا يوماً أو بعض يوم. فكلاهما ظن أنه لبث فترة وجيزة بغض النظر للذي حصل معهم موت أو رقود أو حتى نوم. فالمهم أن السنين مرّت بحقة مرّ السحاب البارق السريع. فما رأيك؟؟؟
أما بالنسبة لتفنيدك لعمر الإنسان قبل الأربعين بأنه كله مشقة. فهذا أيضاً دليل قاصر لأن أجمل مافي حياة الأنسان مرحلة طفولته ولعبه واستمتاعه. وقد قمت أنت بشطبها واعتبارها من المنكدات. وهذا لا يوافقك عليه أحد. فما أجمل الطفولة وبرائتها ولعبها وضحكها وجمالها وسحرها البديع. وما أجمل أن يعيش الإنسان بلا التزامات وبلا كد اوعمل اوشغل أو ارتباط أو مشاكل أو هموم. ولا يكون ذلك إلا في مرحلة الطفولة التي شطبتها لتستحلب وتستجلب معنىً ربما يأتي اليك من غير هذا العناء ومن غير اعتداء على أجمل ما في حياة الإنسان. أرجو أن تحاول إيجاده وأنا معك دون أن نأتي على أجمل ما في حياتنا من سنين وأعوام وحجج. وبارك الله بعمرك أخي الحبيب.
(يُتْبَعُ)
(/)