ـ[بكر الجازي]ــــــــ[15 Oct 2009, 07:00 م]ـ
الأخ الكريم أبا عمرو:
1. إذا كان ترتيب سورة النحل في المصحف هو 16 فلا بد أن يكون ذلك مرادا لله تعالى. أما أن يكون المقصود الكروموسومات فهذا لا نجزم به ولكن نلاحظه. أما مقاصد البشر في نصوصهم النثرية والشعرية فيعلنون عنها. وإذا ادخروا فيها سراً يعلنون عن ذلك. وإلا فالبحث عن مصادفات عدديه هو أمر عبثي.
وكذلك أصحاب التفسيرات الباطنية يلاحظون أشياء تنقدح لهم، ولهم غرائب في التأويل أقل ما يقال فيها إنهم لاحظوا هذه الأشياء، وليس الذي ينصرف عن تدبر كلام الشارع في سورة النحل إلى كروموسومات النحل بأقل إغراباً!!!
ولنا أن نقول لكم: إن البحث عن مصادفات عددية أمر عبثي سواء أكان في كلام الناس أم في كلام الشارع، فأنتم تحملون كلام الله ما لا يحتمل.
2. أكثرتَ من الكلام عن الشعر وما فيه من نظام فاصطرني ذلك إلى مراجعة مداخلتك فدهشت من تهافت ما أتيتَ به فاكتفيتُ بقراءة أسطر قليلة، فتحققت أن خلافنا معك هو خلاف في منهج البحث والتفكير. وإليك عبثية الاستهلال في مثالك،:
تقول: ((عَدَدُ حروفِ كلمةِ "الحديدا" هو سبعة (7)، وعَدَدُ كلماتِ البيتِ باستثناءِ كلمةِ "الحديدا" هو ثماني كلمات (8)) لاحظ أنك استثنيت كلمة الحديد من أجل أن تصل إلى مرادك العبثي.
لا يحق لك أن تحكم على النية، فأمر المصادفة واضح أمامك، وليس بأقل من تكلفاتكم.
ويكفي أن أقول لك: إنني لاحظت أن هذه المصادفة تحصل في البيت بحذف كلمة "الحديدا".
المهم وجود المصادفة، أو التوافق العددي ...
ثم انظر إلى أن تعداد كلمات الأبيات الثلاثة = 26. بدون تكلف، على خلاف التكلف في كلام الدكتور النجار لما كان رقم الآية التي ورد فيها ذكر الحديد هو 25، اضطر إلى أن يضيف البسملة إلى تعداد الآيات، مع أن المصاحف التي بين أيدينا لا تعد البسملة إلا في الفاتحة، ثم لما كان ترتيب سورة الحديد في المصحف هو 57، اضطر إلى حذف الفاتحة من التعداد بحجة أنها أم الكتاب.
صحيح أنك استدركت على الدكتور زغلول فيما ذهب إليه، ولكن هذا لا يمنع أصل الاستدلال، ولا بأس لو وجدت شيئاً من التكلف فيما أوردنا فاستدركته علينا، فأنا لا زلت حديث عهد بلعبة الأعداد، أما أنتم أخي الكريم أو الأستاذ جلغوم فأظن أن بإمكانكم أن تبدعوا في أمر كهذا إذا ما أخذتموه على محمل الجد، ولا يجوز أن يكون كون هذا الكلام شعراً أو نثراً حائلاً بينكم وبين النظر فيه. ولو أنكم تتصورون المسألة حق تصورها لما أحجمتم عن النظر في شعر العرب، فلعلكم تعيدون النظر في هذا فتستدركوا ما فاتكم فيه، إذ لا فرق بين كتاب الله وكلام البشر من حيث إمكان العثور على توافقات عددية عجيبة فيه. الأمر بحاجة فقط إلى شيء من الخبرة.
وتقول: ((بل هناك شيء أعجب من هذا: جمل كلمة "ذوبان" هو ..... 759. عدد المرات التي ورد فيها ذكر معنى الذوبان "تذيبنا + نذيب" ...... )) الشيء العجيب هنا أنك لم تأخذ جمل تذيبنا ونذيب الواردة في البيت وإنما أخذت كلمة الذوبان أي تعاملت بالمعنى ولم تتعامل مع اللفظ. ثم ضربت الذوبان في اثنين!!!
ثم تقول: ((عدد حروف "نحن قوم تذيبنا الأعين")) ولم تكمل شطر البيت!!
أستطيع أن أحل لك ذلك بشيء من التعليل، فنقول لما ورد الذوبان واقعاً على الحديد مرة، وعلى البشر مرة أخرى، أخذنا المصدر "ذوبان". وضربناه باثنين لأن معنى الذوبان تكرر مرتين. فلذلك تعاملنا مع المعنى ولم نتعامل مع اللفظ.
وأما أننا عددنا فقط "نحن قوم تذيبنا الأعين" فلأن هذا تمام جملة مفيدة ورد فيه الذوبان.
ولعلك تستطيع أن تعلل هذا الأمر على وجه هو أتم وأحسن، فلا بأس لو أعنتنا أو غيرك من الأخوة ممن لهم في هذا الباب دربة ومران.
ثم ألم تنظر إلى حال نفسك – أخي الكريم- كيف عللت دلالة ترتيب سورة النحل على كروموسومات ذكر النحل دون أنثى النحل بأن وحدة البناء في السورة هي 16؟! وكان هذا عندما زعمت أن لتأنيث النحل سراً أبعد من مجرد جواز التأنيث، وإنما هو للدلالة على أن الأنثى هي التي تصنع العسل. فقلنا لك: فلم لم يكن ترتيب سورة النحل هو 32 حتى يستقيم لك أمر التعداد بدون تكلف؟!
ما شأننا بوحدة البناء؟!
بل من أين لك هذا المصطلح الذي ما وضعته إلا ليستقيم لك مدعاك (العبثي)؟!
بالله عليك كيف يمكنني بعد ذلك أن أصبر على قراءة المثال بكامله؟!!
بارك الله فيك ...
ولي أن أقول: فكيف بي وقد تجشمت عناء العد، والضرب والطرح والقسمة؟!
ثم لا تصبر بعد ذلك على قراءة مثالي؟!
فكيف ونحن نصبر على ما توردونه مما نجزم ببطلانه، ونبذل وسعنا في بيان حجتنا على بطلان ما تدعون؟!
إنما كان القصد لفت نظركم إلى إمكان العثور على توافقات عددية في كلام البشر، وهذا البيت من الشعر كان مفتاحاً لدخول هذا الباب، والأصل وأنتم تتجشمون عناء عد آلاف الآيات والحروف في القرآن أن تكونوا أكثر صبراً ...
ويبقى الأمر بعد ذلك مرهوناً بالقدرة على التلاعب بالأرقام جمعاً وطرحاً وضرباً وقسمة، ولا شك أن المتخصصين في هذا الباب أقدر مني على هذه اللعبة، فنترك لهم أمرها بعد أن ندلهم على إمكانها، ولعلكم تستطيعون بعد ذلك إدخال العلميات الحسابية المعقدة إلى هذا الفن، كالدوال المثلثية (جا، جتا، ظا، قا، قتا ... إلخ) والجذور التربيعية والتكعيبية، وأصول التفاضل والتكامل والاشتقاق، وحل المعادلات التفاضلية، والمصفوفات والمتتابعات والمتواليات الهندسية .... إلخ.
أصدقك أنني لا أسخر، بل هذا ممكن على مذهبكم، ولا تستطيعون إنكاره، وليس كلام العرب من حيث إمكان العثور على مصادفات فيه بأقل من كلام الله.
فإما أن تأخذوا الأمرين معاً، وإما أن تتركوهما معاً ...
وبارك الله فيك ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[15 Oct 2009, 10:10 م]ـ
ولا يجوز أن يكون كون هذا الكلام شعراً أو نثراً حائلاً بينكم وبين النظر فيه. ولو أنكم تتصورون المسألة حق تصورها لما أحجمتم عن النظر في شعر العرب، فلعلكم تعيدون النظر في هذا فتستدركوا ما فاتكم فيه، إذ لا فرق بين كتاب الله وكلام البشر من حيث إمكان العثور على توافقات عددية عجيبة فيه ..
الأخ الفاضل بكر
سوف أذهب معك الى غاية المدى فى المناظرة والمحاجاة
وذلك بأن افترض معك - وليسامحنى الله - أنه لا يوجد فرق بين كلام الله - سبحانه وتعالى - وكلام البشر من حيث اشتمالهما معا على التوافقات العددية العجيبة!!
وأحسبك لا تطمع فيما هو أكثر من هذا؟!
حسنا يا أخى، سلمنا معك بهذا، فما الذى يترتب على ذلك القول ويلزم عنه بالضرورة؟ وما الذى لا يلزم عنه؟
والجواب المنطقى:
هذا الفرض لا يلزم منه - منطقيا - نفى الاعجاز العددى عن القرآن الكريم، وانما غاية ما يفيده أن أمثال تلك التوافقات العددية الواردة بالقرآن يوجد فحسب ما يماثلها فى بعض كلام بعض البشر (لاحظ تكرار لفظ " بعض " ودلالته الدقيقة)
ولكن يبقى بعد ذلك سؤال هام للغاية:
هل ما ورد من مظان الاعجاز العددى فى قول البشر قد كان بقصد، أم كان بدون قصد؟
فان كان بقصد وعن عمد وتخطيط مسبق ومحكم فان هذا سوف يخرجه من باب الاعجاز قطعا، لأن اعجاز القرآن الكريم يعد منظومة متكاملة من وجوه عديدة، فالاعجاز فى جانب منه لا يطغى على جانب آخر ولا يتأتى على حسابه، أما فى كلام البشر (الشعر كمثال) فمن المحال أن تتكامل هذه المنظومة العجيبة، فاذا ما وجدنا فيه توافقات عددية عجيبة فهذا لن يتحقق الا على حساب البيان وحظه من البلاغة والفصاحة، وسيبدو لك مثل هذا الشعر مفتعلا ومتكلفا بدرجة ملحوظة وظاهرة
ولعلك تعجب اذا قلت لك: بامكانك أن تجد بالفعل عشرات الأمثلة على هذا الشعر المصطنع المتكلف الحافل بالتوافقات العددية العجيبة!!
فالأمر لا يقتصر على المثال اليتيم الذى ضربته لنا، بل بامكانك أن تجد الكثير مما يماثله - بل ويفوقه بمراحل - اذا أنت طالعت الشعر المملوكى والعثمانى والذى حفل بالعديد من الشواهد التى هى أشد عجبا مما جئتنا به، ففى هذا الشعر تجد حفاوة بالغة بطريقة حساب الجمل العددية التى أفرط هؤلاء الشعراء فى استخدامها وبرعوا فيها أيما براعة، ولكن براعتهم تلك قد جاءت للأسف على حساب الجانب البيانى والبلاغى فى أشعارهم وجنت عليه جناية كبيرة، وبامكانك التحقق من ذلك بنفسك لتعرف الفرق بين كلام الله وكلام البشر اللذين تسوى بينهما فى جانب التوافقات العددية متجاهلا تفاوت الجانب البلاغى والبيانى بينهما
(يتبع)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[15 Oct 2009, 10:13 م]ـ
ثم نأتى الى الاحتمال الثانى:
أن يكون ما ورد فى كلام الشعراء من توافقات عددية قد جاء اتفاقا وبدون قصد منهم، أى بطريق المصادفة البحتة
ومثال ذلك ما أوردته لنا من أبيات شعرية عن (الحديد)
ولكن ألم تلحظ أن ما استخرجته من تلك الأبيات كان ظاهر التكلف والاعتساف؟
وقد أبان لك أخونا أبو عمرو عن ذلك، بل لقد اعترفت أنت بوجود التكلف فيه ولم تنكر ذلك
وهذا التكلف يصدق على كل ما يماثل نموذجك من شعر نتكلف فيه استخراج عجائب عددية لم يقصد اليها الشاعر نفسه
والآن يا أخى الكريم. . تأمل كلامى كله من أوله بحيدة وموضوعية وبدون تأثير فكرة مسبقة كالتى تمسكت بها
فاذا ما فعلت هذا فسوف تصل الى الحق باذن الله
مع تمنياتى لك بالتوفيق فى الاحتكام الى الحياد والموضوعية، وفى تبين الحق من الباطل
والسلام عليكم أخى الكريم
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[16 Oct 2009, 03:08 ص]ـ
ملحوظة هامة: تجدر ملاحظة الآتى:
التكلف الذى كنت أعنيه بحسب الاحتمال الأول يكون صادرا عن الشاعر نفسه
أما بحسب الاحتمال الثانى والذى عرضت له فى المداخلة السابقة مباشرة فانه يصدر عمن يحاول قسرا ان يستخرج توافقات عددية من شعر الشاعر، ولا يصدر بالطبع عن الشاعر نفسه لأنه لم يك يقصد الى تلك التوافقات المزعومة
والمهم أنه فى الحالتين لا مناص من وجود التكلف على نحو من الأنحاء سواء كان من الشاعر نفسه أو ممن يحلل شعره
(يُتْبَعُ)
(/)
وغنى عن القول بالطبع أن هذا التكلف المحتوم فى كلام البشر هو مما يتنزه عنه كلام الله جل وعلا، فكيف نسوى بينهما؟!
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[16 Oct 2009, 01:40 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:
الذي يظهر أن هناك أدلة قاطعة في المسألة منها:
1) أن عدد سور القرآن متفق عليه بالإجماع (114). وهذا دليل عددي قاطع.
2) أن عد الآي مأخوذ به منذ تنزل القرآن. واختلاف العدّ لا يضر بالمسألة؛ لأن كل آخذ بمذهب منها سيجري بحثه على حسب مذهبه مدنياً كان أو كوفياً، كالقراءة والتفسير. وهذا دليل ثانٍ.
3) أن بعض الأعداد التي أوردت بحسب العد المأخوذ به (الكوفي) كانت ذات نتائج قاطعة ومطردة. وهذا دليل ثالث.
4) أن اطراد النتائج هو الفاصل بين ثبوت التوافق أو التناسب أو الملح أو الإعجاز (لا مشاحة)، وليس مجرد وقوع أي توافق يكون، وليس مجرد توافق انتقائي أو عشوائي. ولا سيما أننا في عصر تقدمت فيه الحسابات الرياضية بشكل غير مسبوق، فناسب أن يظهر الله سبحانه لأهله آيات مما يحسنون.
5) لا يوجد ما يمنع من تدبر هذا النوع من المناسبات ومصادرة نتائجه من البدء، لا بحجة ضياع الوقت المبذول في هذا البحث، ولا بحجة انتفاء الدليل القطعي، ولا بحجة جدة الموضوع وانتفاء السابق.
فالوقت مبارك فيه مع القرآن، والحجة بين أيدينا لو تدبرناها وأنزالنا في منازلها، والجدة من خصائص القرآن الذي لا تنقضي عجائبه.
ولكن .. هناك أفكار تحتاج إلى زمن حتى تنضج، ونضجها يكون بإعادة النظر في مقدماتها ونتائجها مرة بعد مرة، وتواتر النظار والقائلين، ولعل هذه المسألة منها.
وهناك دراسات قرآنية نافعة ومفيدة لا تزال في إطار الإنضاج والتكميل كالوحدة الموضوعية وعلاقة السور بأسمائها.
ولا داعي لتسفيه باحث يرى ما لا يرى غيره، مما فتح الله به عليه من كنوز المعرفة والحكمة.
إن القرآن معجز بكل ما فيه، عرفه من عرفه وأنكره من جهله.
والله أعلم.
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[17 Oct 2009, 02:49 م]ـ
الأخ الكريم العليمي:
لقد وصل الحوار بيني وبينك إلى منتهاه في أكثر من مكان، حتى إنك قلت: سأترك الجدل (المراء) ولو كنت محقاً ...
وكذلك الأمر عندي في جدالك، فأنا لم أعد أحب جدالك، ولا جدال حجازي الهوى ولا جلغوم ...
لكم أنت تكتبوا في هذا الباب ما تشاؤون مما ترونه حقاً، ولي أن أكتب ما أشاء مما أراه حقاً ...
وقد دار حوار هاديء في هذا الباب بيني وبين الأخ الفاضل أبي عمرو، وأنا أحرص الناس على أن يظل هادئاً بعيداً عن شد الأعصاب، فلا أريد أن أنغص عليه بما لا يحب، ولا ضير لو انتهى الحوار دون أن يقنع أي منا بما عند صاحبه، على غرار الموضوع السابق "قول متوازن في مسألة الإعجاز العلمي".
والسلام عليكم ...
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[17 Oct 2009, 03:01 م]ـ
فالوقت مبارك فيه مع القرآن، والحجة بين أيدينا لو تدبرناها وأنزالنا في منازلها، والجدة من خصائص القرآن الذي لا تنقضي عجائبه.
ولكن .. هناك أفكار تحتاج إلى زمن حتى تنضج، ونضجها يكون بإعادة النظر في مقدماتها ونتائجها مرة بعد مرة، وتواتر النظار والقائلين، ولعل هذه المسألة منها.
وهناك دراسات قرآنية نافعة ومفيدة لا تزال في إطار الإنضاج والتكميل كالوحدة الموضوعية وعلاقة السور بأسمائها.
ولا داعي لتسفيه باحث يرى ما لا يرى غيره، مما فتح الله به عليه من كنوز المعرفة والحكمة.
إن القرآن معجز بكل ما فيه، عرفه من عرفه وأنكره من جهله.
والله أعلم.
الرد على هذا من وجوه:
1. الوقت المبارك فيه مع القرآن إنما هو تدبره بشيء من فقه اللغة، وأصول الفقه، والنظر في معاني آياته على معهود العرب في كلامها، أما أن نشرق ونغرب ونحمل القرآن ما لا يحتمل بحجة الجدة التي هي من خصائص القرآن فلا.
2. ماذا لو زعمت الباطنية والقاديانية وغيرها من فرق الضلال أن ما فطنوا إليه من غرائب التأويل، هو من الجدة التي هي من خصائص القرآن؟!
لا بد عندها من طلب الدليل على أن هذه جدة محمودة، وتلك جدة مذمومة، ونحن بينا أن هذه الجدة التي هي تفسير القرآن بالعلوم الحديثة أو بالأعداد جدة مذمومة لا دليل عليها.
ولا زلنا نطالب أصحابها بالدليل.
3. لا بد لهذه الأفكار الجديدة التي تدعون السبق إليها في القرآن من أصل تستند عليه، ولا دليل عند أصحابها إلا قولهم: نظرنا في القرآن فوجدنا هذه المصادفات العددية.
فما يدريك أن هذه المصادفات العددية مقصودة للشارع سبحانه وتعالى؟!
ولو كان وقوع هذه المصادفات دليلاً على صحتها لم يكن لنا أن نعترض على ضلال الباطنية والقاديانية وغيرهم إذا ما زعموا أن التأويلات التي يزعمونها في القرآن صحيحة بحجة وقوعها.
4. القرآن معجز بكل ما فيه كلمة فيها مبالغة غير محمودة، المتفق عليه والمجمع عليه أن القرآن معجز بنظمه وبيانه الذي ليس في وسع بشر، أما غير ذلك من وجوه الإعجاز فقد وقع فيها خلاف، وأما في باب الإعجاز العلمي أو العددي فلا وجه للقول بهما ...
وكون القرآن معجزاً لا يلزم منه أن يكون لترتيبه وعد آياته وجه إعجاز، فلا بد لهذا من دليل ...
والله أعلم ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو]ــــــــ[17 Oct 2009, 05:55 م]ـ
السلام عليكم أيها الاخوة
بارك الله في جهود الجميع وأخص الأخ بكر الجازي جزاه الله خيرا على جهوده العلمية (التأصيلية) في هذا العلم وهذا ما نفتقده ونحتاجه في دراسة الاعجاز العددي لا فقط عرض المعادلات والارقام وتفضّل هذه المنظومة الرقمية أو تلك ثم الانبهار بالنتائج ثم .. ثم ماذا .. ؟ اذا قيل إن هذا دليل على صدق القرآن قالوا نعلم هذا ولم نبحث ونتعب ونتعمق إلا ليقيننا من أنه كلام الله. وإذا قيل قد يوجد مثل هذه الموافقات الرقمية في أي نوع من آخر من الكلام قالوا كيف تقارن كلام الله بكلام بشر .. ؟ ألا ترون أن الإيمان والتسليم بالقرآن هو النقطة التي قادتكم الى هذه الدراسات الرقمية. فأين موضوع (الإعجاز) إذن الذي هو الموضوع الأساس، بمعنى اي اعجاز تريدون ولولا يقينكم بالمعجزة لما بحثتم في شيء؟ وأي اثبات تريدون ولولا ثبوت القرآن عند من يتكلم بهذا النوع لما صح له ان يتكلم فيه بشيء. وكيف من وجهة نظركم ستوصلون هذه الفكرة لمن لا يؤمن بالقرآن أصلا؟ ولا يهم أن تجدوا انبهارا أو تعجبا من أفراد مسلمين أو غير مسلمين، المهم أن يكون الكلام مستقيما متينا مبنيا على أصول محكمة واضحة فالنقاش ليس في أن واحد زائد واحد يساوي اثنين. بل هو أكبر من هذا بكثير هو في أصل المسألة ولا نجد اجابات تأصيلية من الأخوة المدافعين عن الإعجاز العددي.
لا شك أن لكل واحد الحق في أن يتأمل وينظر كما يشاء.
ولا داعي لتهويل موضوع المقارنة مع الشعر أو غيره ووصفه بأنه مقارنة ساقطة فالأمر ليس كذلك فالمقارنة هي أس الإعجاز وكيف يتبين الإعجاز دون مقارنة وكيف تفوق القرآن على غيره من الكلام أكان هذا لمجرد أن القرآن قال عن نفسه أنه معجز أم ثبت هذا عند الناس بالنظر والمقارنة والحس وليس لمجرد الدعوى ثم رفض المقارنة. والمقارنة هي جزء من اسلوب بعض من كتبوا في إعجاز القرآن كالباقلاني مثلا.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[17 Oct 2009, 08:42 م]ـ
الرد على هذا من وجوه:
1 .....
2 .....
3 .....
4 .....
والله أعلم ...
ما منا إلا راد ومردود عليه.
ولو كنت سأرد فما أظنني سأصل إلى كلمة سواء مع من يريد تفنيد كل كلمة مما أوريه أو أحكيه. وهذا هو ضياع الوقت بعينه.
ولأن المشاحة في الاصطلاح حكمت فأنا لا أسميه إعجازاً وليس هو أكبر همي ومرتكز تفكيري في التدبر، بقدر ما هو ملح وبهجة وبهاء وزينة وطلاقة علم وحكمة، مما لا ينكره عقل ولا يعارضه نقل.
والحساب ذو نتائج صارمة قطعية، الكذب فيه غير مستور، إذ ليس في الرياضيات مجاز ولا استعارة ولا تكنية ولا حذف ولا إضمار وقصر ولا إطناب.
1 + 1 = 2.
أين هذه النتيجة من مقولة قادياني ونحوه يتناقض فيها هراؤه مع محكم التنزيل تناقض الضد مع الضد.
فكانه أي القادياني يقول: 1+1 = 70
ومن هذه الملح:
1ـ سورة يوسف أتت في ترتيب المصحف على الرقم 12، وهو عدد يوسف وأخوته أو هو عدد أسباط بني إسرائيل، وسورة يوسف هي السورة التي ذكرت قصة بدء البيت الإسرائيلي بأبنائه 12 والذي انتهى آخر الأمر إلى 12 اثنتي عشرة أسباطاً أمماً.
2 - سورة التين عدد آياتها 8، وقد وردت كلمة التين مرة واحدة في القرآن وكلمة الزيتون في 7 سبع مرات. ومجموعهما 8 وهو عدد آيات السورة. وقد قرأت بحثاً لباحث مصري، بين فيه أن تناول سبع حبات زيتون وحبة تين واحدة يقوّم صحةالإنسان. وهو بحث منشور على الشبكة أضعت رابطه الآن.
اللهم لا حد لقدرة الله الطليقة وعلمه الواسع وحكمته المحيطة وشرعه المتين وقوله المبين (وأحصى كل شيء عدداً).
وقل رب زدني علماً.
والله أعلم.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[17 Oct 2009, 09:03 م]ـ
الأخ الكريم أبو عمرو،
1. نعم الذي دعانا للبحث في القرآن ما ورد على ألسنة المسلمين منذ أكثر من ألف عام أنه كتاب رباني. أما كتب البشر فلم يزعموا أن فيها من الأسرار ما يدعونا إلى التحقق والتثبت. وعندما زعم بعضهم أن في التوراة إعجازاً عددياً تتبعنا بحثه ودرسناه وفندناه وبينا تلفيقاته. أما ما يريده الأخ بكر فهو أن نشغل أنفسنا ونبحث في شعر الشعراء عن شيء لم يزعموه. فهل هذا هو التأصيل الذي تنصحنا به.
(يُتْبَعُ)
(/)
2. عندما قدّم لنا الأخ بكر مثالاً من الشعر بينا له تهافت كلامه وأقر بذلك. ومن أجل التأصيل المقترح فإننا نعدك أن نناقش أي نص شعري قديم معروف يزعم أحدهم أن فيه نظاماً عددياً معجزاً.
3. عندما يناقشنا مسلم نلزمه بمسلمات الإسلام. وعندما يناقشنا غير المسلم لا نلزمه بذلك. وفي الحقيقة أن غير المسلمين الذين ناقشناهم في الأمر لم نجد فيهم من يجادل جدلاً بيزنطياً كما فعل بعض المسلمين الذين تحمكمهم أفكار مسبقة ولم يكلفوا أنفسهم بدراسة الأمر دراسة جادة.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[17 Oct 2009, 11:28 م]ـ
1) يوم الإثنين كان يوماً تاريخياً توافقياً في حياة الرسول عليه الصلاة والسلام وعلى آله وصحبه أجمعين.
فهو يوم مولده.
ويوم مبعثه.
ويوم مسراه.
ويوم هجرته.
ويوم وفاته.
وفي توقيت ذلك التوافق بـ 12 ربيع الأول خلاف.
وقد أورد د محمد أبو شهبة في كتابه عن الإسراء والمعراج حديثاً يثبت ذلك أي أنه في ذلك اليوم من الأسبوع وذلك الشهر.
وهذا توافق تاريخي لا علاقة له بالنص القرآني، أقصد لا علاقة مباشرة بينهما ..
2) وقد أجرى الله تعالى أموراً عظاماً في الكون والتاريخ، وهما من أركان الكتاب المنظور، كساعات الليل والنهار وكيوم الجمعة ويوم عاشوراء ويوم النحر، ونصب لذلك موازين من الأفلاك والشموس والأقمار، لنعلم عدد السنين والحساب.
وخلق الأشياء المادية بقدر وميزان، وجعل حركة الخلق مقدرة بقوانين ثابتة ومحسوبة.
ومثله ما أورده الأخ الكريم في صدر هذا الموضوع عن جاكسون، وهي أمور توافقية تحصل للكثيرين، ومن الطريف أن محمد أنور السادات كان يتفاءل بتاريخ 6 أكتوبر، وكانت له فيه مناسبات، حتى إنه قتل فيه!.
3) ولكن الكلام في الكتاب المقروء يكون بحسب الأصول المأثورة التي وجدناها فيه من ترتيب توقيفي أو توفيقي (وإن كنت إلى الأول أميل).
ومن عدد مجمع عليه من عدد السور والآيات.
4) وأنت واجد في تفاسير المفسرين كابن كثير وكتب علوم القرآن كالإتقان للسيوطي إحصاء لآياته وكلماته وحروفه ورسومه ومحذوفاته وحركاته وسكناته شيئاً كثيراً.
أفتكون هذه الأعداد كماً مهملاً حشوا بها تفاسيرهم، وأفنوا فيها أوقاتهم، وأرهقوا بها عقولهم.
5) هناك سؤال يريد جواباً.
وهو: ما فائدة عدّ الآي؟، وعد السور؟.
أظن أن السؤال أحياناً أفضل من مائة جواب عليه، لأنه يفتح الأبواب، ويزيح الحجاب.
والسؤال أحياناً يعيد السائر إلى طريقه ويرشد الذاهب في متاهته.
أقدر أن الجواب أكثر من أن تكون فائدة ذلك هي الفهرسة فقط أي: سورة 4 آية 50. مثلاً.
وأن الجواب أكبر من كونه عددياً حسابياً مجرداً فقط.
وأكبر من أنه لتيسير الحفظ.
لأن تلك الأجوبة لا تحز المفصل بل هي أجوبة عرضية وجزئية وبعضها يبعد الإنسان عن جادة البحث وعروة الهداية.
يجب أن نتعاون للوصول إلى الغاية الكلية والشاملة.
وهذا باب رائع من أبواب التدبر والربط بين معاني الكتاب العزيز المسطور والمنظور.
بارك الله فيكم جميعاً.
والسلام عليكم
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[17 Oct 2009, 11:49 م]ـ
الأخ الكريم العليمي:
لقد وصل الحوار بيني وبينك إلى منتهاه في أكثر من مكان، حتى إنك قلت: سأترك الجدل (المراء) ولو كنت محقاً ...
وكذلك الأمر عندي في جدالك، فأنا لم أعد أحب جدالك، ولا جدال حجازي الهوى ولا جلغوم ...
لكم أنت تكتبوا في هذا الباب ما تشاؤون مما ترونه حقاً، ولي أن أكتب ما أشاء مما أراه حقاً ...
والسلام عليكم ...
وعليكم السلام
الأخ الكريم الجازى
تقول لى: أنا لم أعد أحب جدالك!!
وأقول لك:
هذا كلام من أنقطعت حجته ولم يجد ما يرد به
كان يجدر بك أن تدع شخصى وتنظر فى كلامى ذاته
ولكن يبدو أنك قد عجزت عن مقارعة الحجة بالحجة فحولت القضية الى مسألة شخصية
ومعلوم أن (شخصنة القضية) هى حجة العاجز الذى أعياه الرد
فهل يكفى أن ترد على تحليلى العلمى بقولك:
أنا لا أحب جدالك ولا جدال فلان وعلان؟، أهكذا يكون الرد العلمى؟!
ثم هل تظننى أنا الذى أحب جدالك أوأسعى اليه؟!!
أو تظن الأخ حجازى الهوى يحب جدالك؟
أو الأخ جلغوم يحب جدالك؟
من قال لك أننا لا نكتب ما نكتب الا لأننا نحب جدالك؟!
ثم عجبا، ألست أنت القائل فى نفس المداخلة:
" لكم أن تكتبوا فى هذا الباب ما تشاؤون مما ترونه حقا "
فهذا هو كل ما فعلناه، فلماذا تعترض علينا اذا؟!
يا أخ بكر: ثق بأننا لا نكتب من أجلك أنت شخصيا، وانما من أجل ما نراه حقا (كما قلت أنت)
ليس من أجلك أنت شخصيا، وانما من أجل الذين يتابعون هذا الموضوع (أو غيره) والذين من حقهم أن يعرفوا الحق من الباطل ويميزوا الخبيث من الطيب
واذا كنت أعلق على بعض أقوالك فهذا لايمانى بأن الساكت عن الحق شيطان أخرس
ومن اليوم لا تخاطبنى ولا أخاطبك، وسيكون كلامى عاما ولن أتوجه اليك شخصيا بحديث
فاننى كنت شديد الحرص فيما سبق على التزام آداب الحوار معك قدر المستطاع
ولم تصدر عنى بحقك كلمة نابية أو أى لفظ جارح، والكل يشهد بهذا
ولكنك للأسف لم تقدر لى ذلك وخاطبتنى بهذا الأسلوب الفظ والحاد
وليست هذه أول مرة تفعل معى هذا، ولكنى غضضت الطرف عما سلف منك وعفوت عنك، فهل يكون هذا جزائى؟!
أكرر: لا تخاطبنى بعد اليوم، وليكن حديثنا عاما لا شخصيا
والسلام عليك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[17 Oct 2009, 11:53 م]ـ
. أما ما يريده الأخ بكر فهو أن نشغل أنفسنا ونبحث في شعر الشعراء عن شيء لم يزعموه. فهل هذا هو التأصيل الذي تنصحنا به.
2. عندما قدّم لنا الأخ بكر مثالاً من الشعر بينا له تهافت كلامه وأقر بذلك. .
الأخ الكريم البيراوى
يبدو أن الأخ بكر كان يظن أننى قد أفسدت الحوار الهادىء بينكما على حد قوله!
ولكن ما ذكرته أنت فى الاقتباس أعلاه كفيل بأن يبدد هذا الوهم ويبرىء ساحتى من تلك التهمة
فالحمد لله، وجزاك الله خيرا
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[17 Oct 2009, 11:59 م]ـ
[ QUOTE= عصام عبدالله المجريسي;88994] فالوقت مبارك فيه مع القرآن، والحجة بين أيدينا لو تدبرناها وأنزالنا في منازلها، والجدة من خصائص القرآن الذي لا تنقضي عجائبه.
ولكن .. هناك أفكار تحتاج إلى زمن حتى تنضج، ونضجها يكون بإعادة النظر في مقدماتها ونتائجها مرة بعد مرة، وتواتر النظار والقائلين، ولعل هذه المسألة منها.
وهناك دراسات قرآنية نافعة ومفيدة لا تزال في إطار الإنضاج والتكميل كالوحدة الموضوعية وعلاقة السور بأسمائها.
ولا داعي لتسفيه باحث يرى ما لا يرى غيره، مما فتح الله به عليه من كنوز المعرفة والحكمة.
إن القرآن معجز بكل ما فيه، عرفه من عرفه وأنكره من جهله.
والله أعلم.] [/ QUOTE
صدقت يا أخى عصام، بارك الله فيك
وان كلامك هذا يدل على كونك من أولى الألباب
أحييك بشدة على كلامك الحكيم ذى الحجة الناصعة والمنطق السديد
وأكثر الله من أمثالك أخى الكريم
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[18 Oct 2009, 12:06 ص]ـ
السلام عليكم أيها الاخوة
بارك الله في جهود الجميع وأخص الأخ بكر الجازي جزاه الله خيرا على جهوده العلمية (التأصيلية) في هذا العلم وهذا ما نفتقده ونحتاجه في دراسة الاعجاز العددي لا فقط عرض المعادلات والارقام مثلا.
الأخ الكريم أبو عمرو بارك الله فيك
هل تظن حقا أن الأخ بكر يدعو الى (التأصيل) فى الاعجاز العددى؟!
عجبا!!
كنت أحسبه يدعو الى (التعجيز) لا الى التأصيل!!
ثم تقول:
ولا داعي لتهويل موضوع المقارنة مع الشعر أو غيره ووصفه بأنه مقارنة ساقطة فالأمر ليس كذلك فالمقارنة هي أس الإعجاز وكيف يتبين الإعجاز دون مقارنة وكيف تفوق القرآن على غيره من الكلام أكان هذا لمجرد أن القرآن قال عن نفسه أنه معجز أم ثبت هذا عند الناس بالنظر والمقارنة والحس وليس لمجرد الدعوى ثم رفض المقارنة. والمقارنة هي جزء من اسلوب بعض من كتبوا في إعجاز القرآن كالباقلاني مثلا
وأقول:
نحن لا نعترض على منهج المقارنة بحد ذاته، وانما نعترض على وجود فكرة مسبقة تهيمن على عقل من يقارن حتى من قبل أن يقارن، لأن هذا يتعارض مع روح البحث العلمى الموضوعى المحايد
وأعتقد أنك قد فهمت ما أعنى
مع أطيب تحياتى، والسلام عليكم
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[18 Oct 2009, 12:33 ص]ـ
[ QUOTE= عصام عبدالله المجريسي;88994] فالوقت مبارك فيه مع القرآن، والحجة بين أيدينا لو تدبرناها وأنزالنا في منازلها، والجدة من خصائص القرآن الذي لا تنقضي عجائبه.
ولكن .. هناك أفكار تحتاج إلى زمن حتى تنضج، ونضجها يكون بإعادة النظر في مقدماتها ونتائجها مرة بعد مرة، وتواتر النظار والقائلين، ولعل هذه المسألة منها.
وهناك دراسات قرآنية نافعة ومفيدة لا تزال في إطار الإنضاج والتكميل كالوحدة الموضوعية وعلاقة السور بأسمائها.
ولا داعي لتسفيه باحث يرى ما لا يرى غيره، مما فتح الله به عليه من كنوز المعرفة والحكمة.
إن القرآن معجز بكل ما فيه، عرفه من عرفه وأنكره من جهله.
والله أعلم.] [/ QUOTE
صدقت يا أخى عصام، بارك الله فيك
وان كلامك هذا يدل على كونك من أولى الألباب
أحييك بشدة على كلامك الحكيم ذى الحجة الناصعة والمنطق السديد
وأكثر الله من أمثالك أخى الكريم
وأنت بارك الله فيك على صبرك ومتابعتك.
وغفر الله لك ولنا؛ لما وضعتني فيه مما لا أساويه ولا أدعيه.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[18 Oct 2009, 12:40 ص]ـ
[ QUOTE= العليمى المصرى;89133]
وأنت بارك الله فيك على صبرك ومتابعتك.
وغفر الله لك ولنا؛ لما وضعتني فيه مما لا أساويه ولا أدعيه.
بل تساويه، وتستحقه عن جدارة
ويجب أن نقول للمحسن: أحسنت، وللمسىء: اسأت
(يُتْبَعُ)
(/)
وغفر الله لنا جميعا
ـ[أبو عمرو]ــــــــ[18 Oct 2009, 03:01 م]ـ
الاخوة الكرام البيراوي والعليمي
بارك الله فيكم
عندما تقولوا أفكار مسبقة فقد يقال عنكم أنتم كذلك فالموضوع بسيط هنا فلا ترتكزوا عليه كثيرا. ومن حق من يشارك أن يطرح سؤالا فإما جوابا بعد وإما لا أدري. وأنا لا أدخل الى المنتدى إلا لاتعلم وأستفيد ولو كانت عندي افكار مسبقة فلا اطلب العلم إلا لتغييرها أو تصحيحها أو تأكيدها ولا ضير في ذلك وما سؤالنا ونقاشنا الا لتحقيق أحد هذه الأغراض. وما أطمح إليه أنا شخصيا أن يدرس موضوع الإعجاز العددي دراسة تأصيلية جادة من قبل من يتبنونه ويشتغلون به وألا يكتفوا بإيراد أمثلة تلقى استحسانا من الجمهور ومن عند أنفسهم ثم يبنى على ذلك أصول عظيمة تتعلق بالوحي والغيب. لذلك وجب التمييز بين الملح والطرائف والبهاء والزينة والتوافقات الى آخر هذه الأمور وبين كون العد معجز. والارتباط القوي بين الاعجاز العددي والرسم القرآني والاختلاف فيه والقراءات يجعل الدارس لعلوم القرآن يتريث ويتمحص في دراسته. وحسب ما رأيت فإن بعض المؤيدين بقوة لقضية الاعجاز العددي أجد لهم آراء حاسمة في قضية القراءات والرسم مثلا تخالف ما هو معلوم في كتب القراءات والرسم. لذلك وليعذرنا الاخوة فالموضوع ليس سهلا ويستحق من النقاش الكثير والكثير جدا يعلم هذا جيدا من له دراية واطلاع على كافة علوم القرآن، لا جزئية واحدة فقط ثم يجعلها تتحكم في باقي أجزاء العلم. إذن وجب التثبت التام والفهم الكامل ولا يكون هذا من وجهة نظري بملئ الكتب بالمعادلات والأرقام لذلك كان في نظري أن الاخ بكر طرح جانبا تأصيليا في الموضوع. فالنقاش المهم هو في التوجه للعد وفي توظيف هذا العد وفي النتيجة المستخلصة من وراءه. وهذا ما لا أرى عليه الإجابات الواضحة القوية وهو مقصود الاخ بكر فيما اعتقد من ذكر الشعر وغيره. فإذا كنتم لم تتوجهوا لعد ديوان المتنبي مثلا لأنه لم يدع فيه الإعجاز فمن هو الذي ادعى الإعجاز (العددي) في القرآن حتى توجهتم له؟ وأتفق مع الأخ بكر في أنه لو اشتغل مشتغل بأي نص أو كتاب صغير او كبير باحثا عن علاقات بين الأرقام لوجد الكثير الكثير. فما ميزة القرآن إذن؟ أو تنفوا أن يكون هناك أي وجود لأي علاقات رقمية في أي شيء غير القرآن.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[18 Oct 2009, 08:03 م]ـ
الأخوة الكرام،
1. عندما تواجه الملاحدة بلفت انتباههم إلى نظام الكون البديع يقولون لك جاء ذلك مصادفة!! ويدهشنا ذلك المنطق لأن العقل يميز بين ما يمكن أن يكون نتيجة مصادفة وما يستحيل أن تُولّده المصادفة. ونقول لمن يرفض الإعجاز العددي: العقل هو الذي يُميّز بين ما يأتي من مصادفات في شعر الشعراء وبين ما يجزم العقل باستحالة أن يأتي مصادفة. ونقصد بالعقل عقل عامة الناس بعيداً عن أهل المكابرة. ونحن نقر بأن هناك ملاحظات عددية تُعجب البعض ولكن أكثر العقلاء يلاحظون التكلف فيها.
2. نعجب ممن يدرّس القراءات ويقول لطلابه إنها متواترة عن الرسول صلى الله عليه وسلم ثم نجده يقول: هذا وفق قراءة حفص فماذا تقولون وفق قراءة ورش؟! وكان الأجدر به أن يقول: هذا وفق قراءة الرسول عليه وسلم فماذا تقولون في قراءة الرسول!!
3. ونعجب ممن يقول لطلابه إن العلماء قد اختلفوا في توقيف الرسم القرآني ثم تجده يقول: هذا وفق قول الجمهور فماذا تقولون في قول من يخالف الجمهور.!!
والسؤال هنا: كيف يمكن أن تتفق على قواعد التأصيل مع من يفكر بمثل هذه الطريقة؟!! ثم كيف يمكن أن تُقنع من تَعلَم أنه لا يعلم من حقائق الإعجاز العددي إلا الأبحاث المتهافته؟!!
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[18 Oct 2009, 08:40 م]ـ
وعليكم السلام
الأخ الكريم الجازى
تقول لى: أنا لم أعد أحب جدالك!!
وأقول لك:
هذا كلام من أنقطعت حجته ولم يجد ما يرد به
كان يجدر بك أن تدع شخصى وتنظر فى كلامى ذاته
ولكن يبدو أنك قد عجزت عن مقارعة الحجة بالحجة فحولت القضية الى مسألة شخصية
ومعلوم أن (شخصنة القضية) هى حجة العاجز الذى أعياه الرد
فهل يكفى أن ترد على تحليلى العلمى بقولك:
أنا لا أحب جدالك ولا جدال فلان وعلان؟، أهكذا يكون الرد العلمى؟!
ثم هل تظننى أنا الذى أحب جدالك أوأسعى اليه؟!!
أو تظن الأخ حجازى الهوى يحب جدالك؟
أو الأخ جلغوم يحب جدالك؟
من قال لك أننا لا نكتب ما نكتب الا لأننا نحب جدالك؟!
ثم عجبا، ألست أنت القائل فى نفس المداخلة:
" لكم أن تكتبوا فى هذا الباب ما تشاؤون مما ترونه حقا "
فهذا هو كل ما فعلناه، فلماذا تعترض علينا اذا؟!
يا أخ بكر: ثق بأننا لا نكتب من أجلك أنت شخصيا، وانما من أجل ما نراه حقا (كما قلت أنت)
ليس من أجلك أنت شخصيا، وانما من أجل الذين يتابعون هذا الموضوع (أو غيره) والذين من حقهم أن يعرفوا الحق من الباطل ويميزوا الخبيث من الطيب
واذا كنت أعلق على بعض أقوالك فهذا لايمانى بأن الساكت عن الحق شيطان أخرس
ومن اليوم لا تخاطبنى ولا أخاطبك، وسيكون كلامى عاما ولن أتوجه اليك شخصيا بحديث
فاننى كنت شديد الحرص فيما سبق على التزام آداب الحوار معك قدر المستطاع
ولم تصدر عنى بحقك كلمة نابية أو أى لفظ جارح، والكل يشهد بهذا
ولكنك للأسف لم تقدر لى ذلك وخاطبتنى بهذا الأسلوب الفظ والحاد
وليست هذه أول مرة تفعل معى هذا، ولكنى غضضت الطرف عما سلف منك وعفوت عنك، فهل يكون هذا جزائى؟!
أكرر: لا تخاطبنى بعد اليوم، وليكن حديثنا عاما لا شخصيا
والسلام عليك
بل صدر منك تعريض بحقي نسبتني فيه إلى الجهل، وما كان ينبغي لك أن تقوله.
فارجع إلى مداخلاتك تَرَ صدق ما أقول ...
لذلك فأنا لا أحب جدالك حلماً لا عجزاً ...
وبارك الله فيك ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[18 Oct 2009, 08:57 م]ـ
الأخ الكريم أبا عمرو البيراوي:
1. نعم الذي دعانا للبحث في القرآن ما ورد على ألسنة المسلمين منذ أكثر من ألف عام أنه كتاب رباني. أما كتب البشر فلم يزعموا أن فيها من الأسرار ما يدعونا إلى التحقق والتثبت. وعندما زعم بعضهم أن في التوراة إعجازاً عددياً تتبعنا بحثه ودرسناه وفندناه وبينا تلفيقاته. أما ما يريده الأخ بكر فهو أن نشغل أنفسنا ونبحث في شعر الشعراء عن شيء لم يزعموه. فهل هذا هو التأصيل الذي تنصحنا به.
ما يمنعك أن تشغل نفسك بالتوافقات العددية عند شعراء العرب، وإن لم يزعموه؟!
ثم ما يدريك أن هذه التوافقات العددية مقصود لله سبحانه وتعالى في كتابه؟!
لا زلنا نطالبك بالدليل ولا جواب ...
ويلزم من هذا أنكم إن كنتم غير قادرين على إثبات الإعجاز العددي المدعى، فلا وجه للقول بالإعجاز العددي، وتكونون في كل ما أتيتم به قد أشغلتم أنفسكم بما لا يسمن ولا يغني من جوع.
2. عندما قدّم لنا الأخ بكر مثالاً من الشعر بينا له تهافت كلامه وأقر بذلك. ومن أجل التأصيل المقترح فإننا نعدك أن نناقش أي نص شعري قديم معروف يزعم أحدهم أن فيه نظاماً عددياً معجزاً.
هذه زلة منك غير مقبولة:
أنت لم تزد على أن قلت إن ما جيتك به فيه تكلف، فقلت لك: لا بأس بوجود التكلف، ويمكن أن نحتال له بشيء من التعليل، على غرار ما تكلفه الدكتور زغلول النجار في حذف الفاتحة من تعداد السور، وإضافة البسملة إلى تعداد الآيات، وكما تكلفت أنت في زعمك أن وحدة البناء في سورة النحل هي 16 .... إلخ. فالحديث هو عن وجود التكلف الذي نسبته إلي، فلفت نظرك إلى أن التكلف أيضاً موجود في كلامكم ودعاواكم.
الحديث كان عن التكلف، فكان منك أن حرفته، وادعيتَ أنني اعترفت لك بتهافت كلامي!!!
وهذه زلة منك عجيبة؟!
فتنبه لذلك – أخي- ولا تحرف الكلام عن موضعه.
ثم لم تشترطون مناقشة نص شعري قديم معروف؟!
هذا بيت من الشعر لست أنا قائله على الأقل، وأدعي فيه نظاماً عددياً معجزاً في علاقة الحديد المذكور في بيت الشعر بآخر ما توصلت إليه الكشوف العلمية!!!
3. عندما يناقشنا مسلم نلزمه بمسلمات الإسلام. وعندما يناقشنا غير المسلم لا نلزمه بذلك. وفي الحقيقة أن غير المسلمين الذين ناقشناهم في الأمر لم نجد فيهم من يجادل جدلاً بيزنطياً كما فعل بعض المسلمين الذين تحمكمهم أفكار مسبقة ولم يكلفوا أنفسهم بدراسة الأمر دراسة جادة.
وأنت أخي تحكمك أفكار مسبقة، ولا تقبل أن يقدح أحد في فكرة الإعجاز العددي!!
فهل أثبتها لنا حتى لا تقبل أن يقدح فيها قادح.!!!
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[18 Oct 2009, 09:31 م]ـ
بل صدر منك تعريض بحقي نسبتني فيه إلى الجهل، وما كان ينبغي لك أن تقوله.
فارجع إلى مداخلاتك تَرَ صدق ما أقول ...
لذلك فأنا لا أحب جدالك حلماً لا عجزاً ...
وبارك الله فيك ...
أخى الكريم بكر
أنا لا أعلم شيئا عن هذا الذى تقول!!؟
واذا ما ثبت لى صدق قولك هذا فثق بأنى لن أتردد لحظة واحدة فى الاعتذار لك على الملأ وعلى رؤوس الأشهاد
أرجو فحسب أن تدلنى على موضع الشاهد من كلامى، وليكن هذا فى رسالة خاصة حفاظا على مشاعرك
ولتذكر أخى الكريم كيف ختمت ردودى عليك فى موضوع (تهافت القول. .)، وهذا هو رابطها:
http://tafsir.org/vb/showpost.php?p=88768&postcount=187
وأنك قد رددت عليى بقولك المذكورفى هذا الرابط:
http://tafsir.org/vb/showpost.php?p=88778&postcount=188
فكيف أنسبك الى ما تقول بينما أردد المرة تلو المرة أنك أخ لى فى الله، وأنى أحبك فى الله؟!
فلتدلنى فقط على المداخلة التى تعنيها فاننى لن أجد وقتا للبحث فى 130 مشاركة كتبتها حتى الآن
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[18 Oct 2009, 09:44 م]ـ
ثم ما يدريك أن هذه التوافقات العددية مقصود لله سبحانه وتعالى في كتابه؟!
هل نفهم من كلامك أن في القرآن ما ليس بمقصود لله؟
وإذا كان جوابك بنعم فهل يمكن أن تقول لنا كيف نفرق بين ماهو مقصود لله وبين ما ليس كذلك؟
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[18 Oct 2009, 09:49 م]ـ
الاخوة الكرام البيراوي والعليمي
بارك الله فيكم
(يُتْبَعُ)
(/)
عندما تقولوا أفكار مسبقة فقد يقال عنكم أنتم كذلك فالموضوع بسيط هنا فلا ترتكزوا عليه كثيرا. ومن حق من يشارك أن يطرح سؤالا فإما جوابا بعد وإما لا أدري. وأنا لا أدخل الى المنتدى إلا لاتعلم وأستفيد ولو كانت عندي افكار مسبقة فلا اطلب العلم إلا لتغييرها أو تصحيحها أو تأكيدها ولا ضير في ذلك وما سؤالنا ونقاشنا الا لتحقيق أحد هذه الأغراض. وما أطمح إليه أنا شخصيا أن يدرس موضوع الإعجاز العددي دراسة تأصيلية جادة من قبل من يتبنونه ويشتغلون به.
أخانا الكريم أبا عمرو
أولا: لم أك أعنيك أنت بحديثى عن الأفكار المسبقة، ويبدو أن الأمر قد التبس عليك
ثانيا:لا أحد يحجر عليك حقك فى السؤال على الاطلاق، فاسأل عما شئت ولا حرج عليك
ثالثا:ما تطمح اليه قد تحقق بالفعل منذ فترة ليست بالقليلة، حيث تم وضع ضوابط علمية محكمة للبحث فى الاعجاز العددى، وقد وضعتها لجنة جائزة دبى الدولية للقرآن الكريم، واليك اياها:
ضوابط البحث في الإعجاز العددي:
اتفق ا الباحثون في ندوة جائزة دبي للإعجاز العددي على الضوابط التالية:
1 - الالتزام بالعد طبقا للرسم العثماني للقرآن الكريم.
2 اتباع منهج واحد في الإحصاء إما للمرسوم خطا، أو للمتلو لفظا.
3 الالتزام بترتيب الآيات والسور كماهي مرتبة في المصحف الشريف.
4 الالتزام بقراءة واحدة في كل دراسة، ولايجمع بين القراءات إلا بقصد المقارنة.
5 مراعاة ثوابت العقيدة الإسلامية، ومقاصد االتشريع.وعدم الإخللال بماجاء فيهما.
6 الالتزام بقواعد اللغة العربيّة في الفهم والاستنباط، و في إحصاء الكلمات والحروف.
7 الالتزام بثوابت علوم القرآن، وأصول التأويل والتفسير. وماصح من السنة النبوية.
8 الالتزام بالموضوعية العلمية، والتجرد عن الأهواء، والعصبيات، والأفكار المغرضة.
9 ذكر الحقائق كماهي، وبكل أمانة، والبعد عن المبالغات، والأوهام، والغرائب.
.10التزام الاستقراء الكامل، دون الاستقراء الناقص،ليكون الاستنتاج صحيحا.
11مراعاة الأسس والنظم الرياضيّة العلميّة، وعدم الإخلال بها.
12بناء الأبحاث على مقدمات ومنطلقات سليمة، لتكون النتائج صحيحة ومقبولة.
13التأكّد من صحة أية معلومة علميّة أو تاريخيّة عند توظيفها في الأبحاث العدديّة، وعدم استخدام فرضيات تخالف حقائق علميّة أو تاريخيّة ثابتة.
14تحّري الدقّة في المعلومات الإحصائيّة المستخدمة.
15الابتعاد عن التكلّف والتمحّل.
16التمييز بين ما هو مصادفة من جهة، وبين ماهو متناسق ومعجز من جهة أخرى. ويمكن الاستعانة بأدوات إحصائيّة لحساب احتمالات الصدفة.
17يشترط في الأنظمة العددية التي يستخدمها الباحثون (مثل احتساب القيم العددية للحروف أو طريقة احتساب الكلمات وغير ذلك):
1. أن توافق الرسم العثماني وأحد وجوه اللغة العربيّة.
2. أن يتم استخدامها باتّساق (بدون تناقض) وباضطّراد (في كل الأحوال التي تستدعي ذلك وليس بانتقائيّة)
3. أن تظهر جدارتها عبر الأمثلة المقنعة.
(يتبع)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[18 Oct 2009, 09:51 م]ـ
سؤال آخر يا بكر:
هل كون سورة البقرة 286 والإخلاص أربع آيات مقصودة لله؟
هل كون سورة العصر أقصر من سابقتها التكاثر ومن لاحقتها الهمزة مقصودة لله أم جاءت هكذا؟
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[18 Oct 2009, 10:17 م]ـ
الاخوة الكرام البيراوي والعليمي
والارتباط القوي بين الاعجاز العددي والرسم القرآني والاختلاف فيه والقراءات يجعل الدارس لعلوم القرآن يتريث ويتمحص في دراسته. وحسب ما رأيت فإن بعض المؤيدين بقوة لقضية الاعجاز العددي أجد لهم آراء حاسمة في قضية القراءات والرسم مثلا تخالف ما هو معلوم في كتب القراءات والرسم. لذلك وليعذرنا الاخوة فالموضوع ليس سهلا ويستحق من النقاش الكثير والكثير جدا يعلم هذا جيدا من له دراية واطلاع على كافة علوم القرآن، لا جزئية واحدة فقط ثم يجعلها تتحكم في باقي أجزاء العلم. . . . فالنقاش المهم هو في التوجه للعد وفي توظيف هذا العد وفي النتيجة المستخلصة من وراءه. . . . . فإذا كنتم لم تتوجهوا لعد ديوان المتنبي مثلا لأنه لم يدع فيه الإعجاز فمن هو الذي ادعى الإعجاز (العددي) في القرآن حتى توجهتم له؟.
رابعا: المشتغلون بالاعجاز العددى يا أخى الكريم لا يخالفون - كما تقول - ما هو معلوم فى كتب القراءات والرسم
بل الصواب أن تقول: انهم يتبعون مذهبا معينا فى الرسم (هو كونه توقيفيا) وقراءة صحيحة ومتواترة (هى قراءة حفص)
فلا توجد مخالفة، وانما يوجد اختيار
واللافت للنظر أن هذا الاختيار من جانبهم قد وافق مصحف المدينة النبوية والذى يعتبر المصحف الأوسع انتشارا فى العالم الاسلامى بأسره
فلماذا نثرب عليهم؟!
وهل احتكامهم الى أوسع المصاحف انتشارا فى الآفاق يعتبر مخالفة؟!!
خامسا: دراسة الاعجاز العددى فى القرآن الكريم لم تكن استجابة لادعاء أحد أو دعوة من أحد كما تستنكر، وانما نبعت وانبثقت عن مجموعة من الملاحظات الأولية التى كانت لافتة للنظر بشكل ملحوظ، ثم شكلت (ظاهرة) فيما بعد مع التوسع فى البحث
(يتبع)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[18 Oct 2009, 10:58 م]ـ
الاخوة الكرام البيراوي والعليمي
بارك الله فيكم
لو اشتغل مشتغل بأي نص أو كتاب صغير او كبير باحثا عن علاقات بين الأرقام لوجد الكثير الكثير. فما ميزة القرآن إذن؟ أو تنفوا أن يكون هناك أي وجود لأي علاقات رقمية في أي شيء غير القرآن.
سادسا: وجود علاقات رقمية فى غير القرآن الكريم هو أمر طبيعى ومتوقع ولا يعد ميزة خاصة بالقرآن من دون كلام البشر
ولكن ميزة القرآن عن غيره من الكلام تكمن فى شدة احكامه لتلك العلاقات على نحو لا يوجد ما يماثله فى كلام البشر
فعندما يقول القرآن مثلا:
" ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم، خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون "
فهو هنا يشير الى وجود تماثل بين (عيسى) و (آدم) من جهة الخلق
فاذا ما ثبت لنا بالعد والاحصاء أن اسم عيسى قد ورد فى القرآن 25 مرة، وأن اسم آدم قد ورد بالمثل 25 مرة فهنا نجد أن التماثل المشار اليه فى الآية قد تحقق على مستوى العدد أيضا!!
ويأتى الاحكام حين نعلم أن القرآن قد أشار الى (عيسى) عليه السلام فيما زاد عن هذا العدد ولكن بلقبه (المسيح) أو بكنيته (ابن مريم) دون أن يستعمل اسمه (عيسى) فيما زاد عن هذا العدد (25 مرة)!!
وهذا يعنى أنه يوجد قصد فى أن يذكر الاسم (عيسى) بنفس قدر ذكره لاسم (آدم) حتى يكون التماثل بينهما على مستوى العدد أيضا
وهذا مثال واحد من أمثلة عديدة تكشف عن وجود قصد واحكام فى أعداد الألفاظ القرآنية
وفى الآية المذكورة شواهد أخرى على الاعجاز العددى يضيق المقام عن ذكرها، وأترك بيانها لباقى الأخوة اذا شاءوا ذلك
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[19 Oct 2009, 09:40 ص]ـ
أخى الكريم بكر
أنا لا أعلم شيئا عن هذا الذى تقول!!؟
واذا ما ثبت لى صدق قولك هذا فثق بأنى لن أتردد لحظة واحدة فى الاعتذار لك على الملأ وعلى رؤوس الأشهاد
أرجو فحسب أن تدلنى على موضع الشاهد من كلامى، وليكن هذا فى رسالة خاصة حفاظا على مشاعرك
فكيف أنسبك الى ما تقول بينما أردد المرة تلو المرة أنك أخ لى فى الله، وأنى أحبك فى الله؟!
فلتدلنى فقط على المداخلة التى تعنيها فاننى لن أجد وقتا للبحث فى 130 مشاركة كتبتها حتى الآن
والسلام عليكم ورحمة الله
تجد هذا في مشاركتك رقم 129 في موضوع تهافت القول بالإعجاز العلمي في قوله تعالى ((كأنما يصعد في السماء)).
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[19 Oct 2009, 10:06 ص]ـ
هل نفهم من كلامك أن في القرآن ما ليس بمقصود لله؟
وإذا كان جوابك بنعم فهل يمكن أن تقول لنا كيف نفرق بين ماهو مقصود لله وبين ما ليس كذلك؟
نريد جوابا يا بكر
ـ[أبو عمرو]ــــــــ[19 Oct 2009, 11:11 ص]ـ
الأخ البيراوي رعاك الله تقول: ويدهشنا ذلك المنطق لأن العقل يميز بين ما يمكن أن يكون نتيجة مصادفة وما يستحيل أن تُولّده المصادفة. ونقول لمن يرفض الإعجاز العددي: العقل هو الذي يُميّز بين ما يأتي من مصادفات في شعر الشعراء وبين ما يجزم العقل باستحالة أن يأتي مصادفة. ونقصد بالعقل عقل عامة الناس بعيداً عن أهل المكابرة. ونحن نقر بأن هناك ملاحظات عددية تُعجب البعض ولكن أكثر العقلاء يلاحظون التكلف فيها. وكذلك يقول الأخ العليمي: وجود علاقات رقمية فى غير القرآن الكريم هو أمر طبيعى ومتوقع ولا يعد ميزة خاصة بالقرآن من دون كلام البشر
ولكن ميزة القرآن عن غيره من الكلام تكمن فى شدة احكامه لتلك العلاقات على نحو لا يوجد ما يماثله فى كلام البشر
كأنكم تقولون إن ما تسمونه الإعجاز العددي قد يكون موجودا في أي كلام ولكن الفرق أنه في القرآن مقصود وفي غيره غير مقصود. فما معنى الإعجاز إذن عندكم؟ او أنه في القرآن محكم أكثر من غيره. الا ترى أن بإمكان أي أحد أن ينسق كلامه ويعده ويضع فيه موافقات يريدها قبل أن يعرضه أيكون بذلك قال كلاما معجزا؟
وبنفس المنطق العددي لو قال باحث إن القرآن غير متناسق عدديا مما يدل على أنه ليس وحيا وأحضر معادلاته الخاصة سورة قصيرة بين طوال وآية طويلة بين قصار ومجموع آيات سورتين متتاليتين (مثلا) لا يقبل القسمة على اثنين .. الى غير ذلك فما هو الجواب والرد على هذا المنطق؟
معلوم أن قضية السجع أخذا حيزا كبيرا من كلام العلماء في ردها وتنزيه القرآن عن أن يكون قصد إلى شيء من ذلك وهي قضية جمالية فنية ظاهرها موجود في القرآن ومع هذا رفض العلماء وجودها واعتبروا ما جاء على شاكلتها (غير مقصود) الكلمة التي لا تعجبكم ولم يكن ذلك يتنافى مع أنه سبحانه أحصى كل شيء عددا وخلق كل شيء بقدر.
واضح أنكم اعتمدتم على أن الرسم توقيفي. إذن من يقول بأن الرسم غير توقيفي واجب عليه أن لا يقبل هذا المسمى بالاعجاز العدي. وهذا هو الركن الأهم في القضية وهذا موضع التأصيل والبحث فيه (متطلب سابق) لقضية الاعجاز. دعني أقول أن كثيرا ممن يقول بالتوقيف مستندهم الاعجاز العددي وما ظنوه من أسرار في الرسم وهذا من إتيان البيوت من ظهورها ومن خلل المنهجية العلمية والعكس هو الواجب.
أما عن ضوابط البحث في الإعجاز العددي فليس هذا مطمحي لأن هذا للمشتغلين بالاعجاز العددي وليس لمن يدرس هذه الفكرة.
وإذا كان من كتب المصحف (انظروا مصحف المدينه المعتمد عندكم) يقول انه أخذه من علماء الرسم مع الترجيح في حال الاختلاف. على ماذا يدل هذا؟ من وضعوا هجاء المصاحف يقولون هذا فكيف نلزم فعلهم البشري أمرا غيبيا؟
وتعتمدون رواية حفص فكيف جاءت رواية حفص ألم تكن اختيارا له من بين قراءات متعددة كان يعلمها وكان لغيره اختيارات أخرى. إن هذه التفريعات تضعف قول القائلين بالإعجاز العددي لأن موضوع القرآن والقراءات لا ينحصر في حفص عن عاصم من طريق معينة ويهمل ما سواها واذا كان أكثر الأمة يقرأ لحفص الآن فلم يكن ذلك كذلك في كل زمن.
ثم ما تقومون به من حسابات هي من عملكم أنتم هي أعمال بشرية أنتم اخترتم العدد تسعة عشر ولم تختاروا عشرة ولا أربعين ولا ثلاثة ولا مئة وكلها وردت في القرآن وأنتم ضربتم وطرحتم وجمعتم فلا معنى للقول هل وجدت صدفة في القرآن أم لا.
التأصيل مهم بارك الله فيكم والوقوف على أساس متين في البحث خير من الوقوف على شفا جرف هار.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[19 Oct 2009, 11:15 ص]ـ
تجد هذا في مشاركتك رقم 129 في موضوع تهافت القول بالإعجاز العلمي في قوله تعالى ((كأنما يصعد في السماء)).
الحمد لله الذى أظهر الحق
فقد رجعت الى المشاركة التى ذكرتها لى ولم أجد شيئا!!
فلم تك أنت الذى نسبته الى الجهل كما ظننت يا أخى، بل كان (الملحد) الذى كنت تتخيله وتتحدث بلسانه، فارجع الى كلامى يا أخى وتأمله جيدا بارك الله فيك
وهكذا يثبت للكل أنه لم تصدر عنى أية كلمة نابية تجاه أى شخص حاورنى والحمد لله من قبل ومن بعد
ولن أطالبك بالاعتذار لى عن سوء الفهم، غفر الله لنا ولك
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[19 Oct 2009, 11:22 ص]ـ
وكذلك يقول الأخ العليمي: وجود علاقات رقمية فى غير القرآن الكريم هو أمر طبيعى ومتوقع ولا يعد ميزة خاصة بالقرآن من دون كلام البشر
ولكن ميزة القرآن عن غيره من الكلام تكمن فى شدة احكامه لتلك العلاقات على نحو لا يوجد ما يماثله فى كلام البشر
كأنكم تقولون إن ما تسمونه الإعجاز العددي قد يكون موجودا في أي كلام ولكن الفرق أنه في القرآن مقصود وفي غيره غير مقصود. فما معنى الإعجاز إذن عندكم؟ او أنه في القرآن محكم أكثر من غيره. الا ترى أن بإمكان أي أحد أن ينسق كلامه ويعده ويضع فيه موافقات يريدها قبل أن يعرضه أيكون بذلك قال كلاما معجزا؟
أخانا الكريم أبا عمرو
لول أنى مضطر الآن الى الذهاب الى عملى لقمت بالرد حالا
لنا عودة فى المساء ان شاء الله تعالى، فالى لقاء، والسلام عليكم
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[19 Oct 2009, 07:47 م]ـ
نريد جوابا يا بكر
لا أريد جدالك يا حجازي ...
ولو سأل غيرك لأجبته ...
فلا أظن أن مثلك ينتفع بالجواب ...
فاذكر ما تحب أن تذكره من كيفية التفريق بين ما مقصود لله وبين ما هو غير مقصود.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[19 Oct 2009, 08:59 م]ـ
الأخ الكريم أبو عمرو،
1. لم نقل إن الإعجاز العددي قد يكون في كلام البشر، وإنما نقول باحتمال أن يأتي شيء من المصادفات والتي لا علاقة لها بالإعجاز، والعقل هو الذي يميز بين ما هو إعجاز وما هو مصادفات ممكنة.
2. يمكن أن يقوم بشر بتعمد بعض التوافقات العددية في شعر أو غيره، وهذا لا علاقة له بما نقوله حول الإعجاز العددي. لأننا نتكلم عن أمور تكتشف الآن في القرآن الكريم من غير أن يكون هناك أي إشارة حول وجود هذا البناء العددي. ثم إن درجة تعقيد العلاقات وحيثياتها تجعل العقل البشري يقف مندهشاً أمامها. ويبدو أن الذين يرفضون الإعجاز العددي لا يعلمون حقيقة ما هو موجود، وهذا واضح من خلال النقاشات.
3. عندما يختلف العلماء في مسألة الرسم العثماني لماذا لا يكون النظام العددي مرجحاً بينهم، ثم إن القول بتوقيف الرسم هو قول الجمهور. أما الاختلاف في القراءات فهو محدود الأثر في مسألة العدد. واختيارات القراء هي في وجوه نقلت عن الرسول عليه السلام. والإعجاز العددي يتعلق بالرسم وليس باللفظ وأكثر الاختيارات تتعلق باللفظ والأصوات.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[19 Oct 2009, 09:36 م]ـ
وكذلك يقول الأخ العليمي: وجود علاقات رقمية فى غير القرآن الكريم هو أمر طبيعى ومتوقع ولا يعد ميزة خاصة بالقرآن من دون كلام البشر
ولكن ميزة القرآن عن غيره من الكلام تكمن فى شدة احكامه لتلك العلاقات على نحو لا يوجد ما يماثله فى كلام البشر
كأنكم تقولون إن ما تسمونه الإعجاز العددي قد يكون موجودا في أي كلام ولكن الفرق أنه في القرآن مقصود وفي غيره غير مقصود. فما معنى الإعجاز إذن عندكم؟ او أنه في القرآن محكم أكثر من غيره. الا ترى أن بإمكان أي أحد أن ينسق كلامه ويعده ويضع فيه موافقات يريدها قبل أن يعرضه أيكون بذلك قال كلاما معجزا؟.
بالطبع لا، لا يكون قد قال كلاما معجزا
والسبب بسيط وواضح وقد ذكرته فى مشاركة سابقة من هذا الموضوع، ولكن يبدو أنك لم تنتبه اليه، ربما لأنه لم يوافق معتقدك؟
لقد ذكرت أن اعجاز القرآن الكريم يعد منظومة متكاملة ذات وجوه عديدة وأن هذه المنظومة الاعجازية التى تتعدد وجوهها لا يمكن أن تتكامل فى كلام البشر، وجئتك بأمثلة على هذا، فارجع الى سابق كلامى وتأمله بنظرة موضوعية باركك الله
وبنفس المنطق العددي لو قال باحث إن القرآن غير متناسق عدديا مما يدل على أنه ليس وحيا وأحضر معادلاته الخاصة سورة قصيرة بين طوال وآية طويلة بين قصار ومجموع آيات سورتين متتاليتين (مثلا) لا يقبل القسمة على اثنين .. الى غير ذلك فما هو الجواب والرد على هذا المنطق؟
الجواب والرد على هذا المدعو منطقا انما يكمن فى الاعجاز العددى الذى تعترض عليه، حيث أن اثبات هذا الوجه من الاعجاز هو الذى يدحض مثل هذا المنطق المتهافت، فان كان هذا المنطق يشبه الريح فان الاعجاز العددى يكون هو الاعصار الذى يبتلعها ويبددها!!
(يتبع)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[19 Oct 2009, 09:43 م]ـ
واضح أنكم اعتمدتم على أن الرسم توقيفي. إذن من يقول بأن الرسم غير توقيفي واجب عليه أن لا يقبل هذا المسمى بالاعجاز العدي. وهذا هو الركن الأهم في القضية وهذا موضع التأصيل والبحث فيه (متطلب سابق) لقضية الاعجاز. دعني أقول أن كثيرا ممن يقول بالتوقيف مستندهم الاعجاز العددي وما ظنوه من أسرار في الرسم وهذا من إتيان البيوت من ظهورها ومن خلل المنهجية العلمية والعكس هو الواجب.
وهل تريد أن يكون للمصحف الشريف أكثر من رسم؟!!
اذا لم يكن رسم المصحف توقيفيا لما وجب طباعة المصاحف الآن بهذا الرسم الذى يبدو معضلا لكثير من الناس فى قراءته
واذا لم يكن الرسم توقيفيا لأدى ذلك الى اختلاف وتعدد المصاحف المتداولة تبعا لاختلاف العصور والأجيال (عنصر الزمان) واختلاف البقاع والبلاد (عنصر المكان)، فلا يعرف الشامى مثلا أن يقرأ فى المصحف المصرى مثلا، أو العكس، وبذلك تتكرر نفس المشكلة التى حدثت أيام عثمان بن عفان رضى الله عنه والتى دعته الى أن يجمع الناس على مصحف واحد
وأخيرا:
اذا لم يكن الرسم توقيفيا لما أوصى العلماء الآن بوجوب التزام الرسم العثمانى فى طباعة المصاحف ولما نهوا عن طباعته بالرسم الاملائى الحديث
واليك قرار هيئة كبار العلماء فى السعودية بهذا الشأن:
هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية
القرار رقم 71
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وبعد:
ففي الدورة الرابعة عشرة لمجلس هيئة كبار العلماء المنعقدة في الطائف في المدة من العاشر من شهر شوال إلى الحادي والعشرين فيه نظر المجلس فيما رفعه حسين حمزة صالح مدرس العلوم الدينية بمدرسة الإمام أبي حنيفة الابتدائية بمكة .. إلى جلالة الملك المعظم يطلب فيه المعونة في كتابة المصحف بطريقة الإملاء العادية، والمحال إلى سماحة الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد برقم 3/ص/22035في 22/ 9/1398هـ. واطلع على البحث الذي أعدته اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في [حكم كتابة القرآن بطريقة الإملاء العادية وإن خالف ذلك الرسم العثماني].
وبعد دراسة الموضوع ومناقشته وتداول الرأي فيه .. تبين للمجلس أن هناك أسباباً تقتضي بقاء كتابة المصحف بالرسم العثماني وهي:
1 - ثبت أن كتابة المصحف بالرسم العثماني كانت في عهد عثمان –رضي الله عنه- وأنه أمر كتبة المصحف أن يكتبوه على رسم معين ووافقه الصحابة وتابعهم التابعون ومن بعدهم إلى عصرنا هذا، وثبت أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي" فالمحافظة على كتابة المصحف بهذا الرسم هو المتعين؛ اقتداءً بعثمان وعلي وسائر الصحابة، وعملاً بإجماعهم.
2 - إن العدول عن الرسم العثماني إلى الرسم الإملائي الموجود حالياً بقصد تسهيل القراءة يفضي إلى تغيير آخر إذا تغير الاصطلاح في الكتابة؛ لأن الرسم الإملائي نوع من الاصطلاح قابل للتغيير باصطلاح آخر .. وقد يؤدي ذلك إلى تحريف القرآن بتبديل بعض الحروف أو زيادتها أو نقصها فيقع الاختلاف بين المصاحف على مر السنين ويجد أعداء الإسلام مجالاً للطعن في القرآن الكريم. وقد جاء الإسلام بسد ذرائع الشر ومنع أسباب الفتن.
3 - ما يخشى من أنه إذا لم يلتزم الرسم العثماني في كتابة القرآن أن يصير كتاب الله ألعوبة بأيدي الناس كلما عنَّت لإنسان فكرة في كتابته اقترح تطبيقها فيقترح بعضهم كتابته باللاتينية أو غيرها، وفي هذا ما فيه من الخطر، ودرء المفاسد أولى من جلب المصالح.
وبناءً على هذه الأسباب اتخذ المجلس القرار التالي:
يرى مجلس هيئة كبار العلماء أن يبقى رسم المصحف على ما كان بالرسم العثماني، ولا ينبغي تغييره ليوافق قواعد الإملاء الحديثة؛ محافظة على كتاب الله من التحريف، واتباعاً لما كان عليه الصحابة وأئمة السلف رضوان الله عليهم أجمعين.
والله الموفق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
هيئة كبار العلماء
رئيس الدورة
عبد الله بن محمد بن حميد
عبد العزيز بن عبد الله بن باز عبد الرزاق عفيفي محمد بن علي الحركان
عبد العزيز الصالح [غائب] عبد الله خياط سليمان بن عبيد
إبراهيم بن محمد آل الشيخ محمد بن جبير [له وجهة نظر] راشد بن خنين
صالح بن غصون عبد الله بن قعود عبد الله بن غديان
صالح بن
اللحيدان عبد الله بن منيع عبد المجيد حسن [غائب]
(يتبع)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[19 Oct 2009, 10:08 م]ـ
ثم ليت شعرى!!
كيف ينتقدنا الذين يتمسكون بمراعاة القراءات المتعددة فى تمسكنا بتوقيفية رسم المصحف؟!!
كيف هذا بينما هم يعلمون أن موافقة القراءة لرسم المصحف تعد شرطا أساسيا من شروط قبولها؟!
وارتباط الرسم العثمانى بالقراءات هو ارتباط وثيق الصلة للغاية
وكمثال على هذا:
كلمة (بينة) وردت 19 مرة بحرف الهاء، ومرة واحدة بحرف التاء (بينت)
والسبب فى كتابتها بالتاء فى تلك المرة الوحيدة هو أن فيها قراءتان:
قراءة بالجمع (بينات)، وقراءة بالافراد (بينة)، فرسمت بالتاء لتحتمل القراءتين معا
أما بقية المواضع فليس فيها الا الافراد فرسمت كلها بالهاء
ويقول الدكتور شعبان محمد اسماعيل (الأستاذ بجامعتى الأزهر وأم القرى) فى كتابه (رسم المصحف وضبطه) ما يلى:
" القراءات الصحيحة تتفق مع الرسم العثمانى - اما تحقيقا واما احتمالا - ولو كتب المصحف بغير الرسم العثمانى لأختل ذلك "
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[19 Oct 2009, 10:16 م]ـ
أبو عمرو البيراوي
2. يمكن أن يقوم بشر بتعمد بعض التوافقات العددية في شعر أو غيره، وهذا لا علاقة له بما نقوله حول الإعجاز العددي. لأننا نتكلم عن أمور تكتشف الآن في القرآن الكريم من غير أن يكون هناك أي إشارة حول وجود هذا البناء العددي. ثم إن درجة تعقيد العلاقات وحيثياتها تجعل العقل البشري يقف مندهشاً أمامها. ويبدو أن الذين يرفضون الإعجاز العددي لا يعلمون حقيقة ما هو موجود، وهذا واضح من خلال النقاشات.
لعل في المثال التالي ما يوضح بعض الفرق بين ما يمكن تعمده من التوافقات العددية في كلام البشر، وما هو في القرآن ..
من مظاهر الإعجاز العددي في العدد 29
تنقسم سور القرآن الكريم إلى مجموعتين 29 و 85 باعتبارات مختلفة:
الاعتبار الأول: (باعتبار الحروف في أوائلها):
29 سورة مميزة بافتتاحها بالحروف المقطعة.
85 سورة خلت أوائلها من مثل تلك الحروف.
الاعتبار الثاني:
فإذا نظرنا إليها من زاوية أخرى (العدد 17) نجدها:
29 سورة عدد الآيات في كل منها يقل عن 17 آية.
85 سورة عدد الآيات في كل منها 17 آية فأكثر.
الاعتبار الثالث:
فإذا نظرنا إليها من زاوية أخرى (العدد 78) نجدها:
29 سورة عدد الآيات في كل منها 78 آية فأكثر.
85 سورة عدد الآيات في كل منها يقل عن: 78 آية.
الاعتبار الرابع:
فإذا نظرنا إليها باعتبار ورود لفظ الجلالة " الله " نجدها:
29 سورة لم يرد في أي منها لفظ الجلالة.
85 سورة ورد في كل منها لفظ الجلالة مرة أو أكثر.
السور هي نفسها: 114 سورة.
الاعتبارات تتغير , وزوايا النظر تتغير , ولكن المعادلة تبقى واحدة: 29 و 85 ..
فالسور التسع والعشرون الأولى ليست الثانية أو الثالثة أو الرابعة.
والسور الخمس والثمانون الأولى ليست الثانية أو الثالثة أو الرابعة.
إن كل مجموعة مختلفة تماما عن الأخرى.
بماذا نصف هذا الترتيب؟ هل استخدم الصحابة آلاتهم الحاسبة وصمموا هذا الترتيب؟ أم أنهم فعلوا ما فعلوا وجاء هذا الترتيب بفعل مصادفة ليس إلا؟
أم أنه ترتيب إلهي " توقيفي "؟ أليس هذا الأخير هو الوصف المناسب؟
ما سر العدد 29؟
الإشارة إلى العدد 29 في معادلتي الترتيب:
لنتأمل معادلتي الترتيب القرآني: العدد 114 هو العدد الذي اختاره الله سبحانه عددا لسور كتابه الكريم. نلاحظ أن من خصائص هذا العدد ما يلي:
العدد 114 عدد من مضاعفات الرقم 19. وهذا يعني أن:
114 = 19 × 6 , 19 - 6 = 13
وأنه يتألف من مجموعتين من الأعداد الفردية والزوجية عدد كل منهما 57 , وهذا يعني أن:
57 = 19 × 3 , 19 - 3 = 16
وبناء عليه:
(19 - 6) + (19 - 3) = 29.
13 + 16 = 29. (وبذلك فالعدد 114 عدد سور القرآن الكريم هو أساس العدد 29 , ومجيء عدد من سور القرآن محدد بـ 29 لا يمكن أن يكون مصادفة إنما جاء وفق العلاقات الطبيعية في العدد الأساس 114)
ولعل السؤال المطروح هنا: ما مدى صحة هذا الافتراض؟ أن العدد 29 مؤلف من العددين 13 و 16 على النحو الذي أوضحناه؟
إذا عدنا إلى مجموعات السور المؤلفة كل منها من 29 سورة سنجد في ترتيبها ما يؤكد هذه الحقيقة. إنها على النحو التالي:
نظام محوره العددان 13 و 16:
لنتأمل الحقائق التالية في ترتيب هذه المجموعات:
جاءت السور الـ 29 التي لم يرد في أي منها لفظ الجلالة:
13 سورة فردية الآيات. (العدد الدال على عدد آياتها عدد فردي)
16 سورة زوجية الآيات.
جاءت السور الـ 29 التي عدد الآيات في كل منها 78 آية فأكثر:
13 سورة فردية الآيات.
16 سورة زوجية الآيات.
وجاءت السور الـ 29 التي عدد الآيات في كل منها أقل من 17 آية:
13 سورة زوجية الترتيب. (الرقم الدال على موقع ترتيبها رقم زوجي)
16 سورة فردية الترتيب. وجاءت هذه المجموعة باعتبار ورود لفظ الجلالة فيها:
13 سورة ورد في كل منها لفظ الجلالة.
16 سورة لم يرد في أي منها لفظ الجلالة.
ونكرر السؤال لمنكري الاعجاز العددي في القرآن , هل ترون أن هذا الترتيب جاء بفعل مصادفة عمياء؟
هل من المنطق أن يزعم بعض منكري الاعجاز العددي بأن مثل هذا الترتيب المحكم هو مما يمكن اكتشافه في أي كتاب؟
أين هو هذا الكتاب الذي تحلمون بوجوده؟ لماذا لا تدلونا عليه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قد يقول البعض لا وجود لهذا الكتاب الآن , ولكن بإمكاننا أن نؤلف كتابا ونتحرى في تقسيمه هذه العلاقات التي ذكرتها , وبذلك يصبح زعمنا بأن محاكاة التناسق العددي في القرآن ممكن , وبذلك يبطل القول بالإعجاز العددي.
اسمحوا لي أن ألفت انتباهكم إلى التالي:
أن تؤلفوا كتابا وعند الانتهاء منه تجدون فيه مثل هذا النظام هو من المستحيل. ولكن بإمكانكم بعد أن تنتهوا من تأليفه أن تعاودوا النظر فيه مرات ومرات , وأن تبدلوا وتغيروا وتزيدوا وتنقصوا حتى يستقيم لكم الحساب (على افتراض أنه سيستقيم) , ولا بد أنكم ستحتاجون إلى آلاتكم الحاسبة البسيطة وغيرها ..
وسؤالي لكم: هل تم ترتيب سور القرآن وآياته بهذه الطريقة؟ أي بعد أن اكتمل نزول القرآن , اجتمع الصحابة وبدأوا عمليات من المراجعة والزيادة والنقصان والتبديل والتغيير , ولما تم لهم هذا النظام (التناسق العددي) استقروا عليه واعتمدوه؟ أم أنهم جمعوا المصحف كما علموه عن النبي صلى الله عليه وسلم , دون أن يشغلوا بالهم بمثل هذا التناسق أو يفكروا فيه؟
لا شك أنه لم تكن هناك عمليات مراجعة وحسابات , لقد اكتمل نزول القرآن بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم , ومنذ تلك اللحظة أخذ ترتيب القرآن شكله النهائي الذي لا يجرؤ أحد على التدخل فيه.
ولو كان الصحابة على علم بهذا التناسق العددي لذكروه لنا , ولا حجة لمن يزعم " لو أن الصحابة عرفوا فيه خيرا لما تركوه " ولا يجوز أن نستدرك عليهم شيئا لأنهم أقرب منا إلى القرآن .. التناسق العددي لم يوضع في القرآن لأجلهم ولم يكونوا بحاجة إليه. الاعجاز العددي وضع لأجلنا نحن , ليكون امتدادا للمعجزة الخالدة المتجددة , واكتشافنا له ليس فيه انتقاص من قدر أحد.
ولنفترض أنكم أنجزتم كتابكم ونجحتم في تضمينه مثل هذه العلاقة التي ذكرناها .....
هنا سنكشف لكم عن علاقة أخرى تربط بين سور القرآن كلها وآياته , تعزز العلاقات السابقة دون أن تؤدي إلى أدنى تعارض مع ما تم كشفه من قبل ..
فماذا أنتم فاعلون؟
هل ستعيدون النظر في كتابكم من جديد؟
لو فكرتم بذلك فهذا يعني أنكم ستمضون العمر في المراجعة والتبديل والتغيير.
ولا بأس أن ألفت انتباهكم إلى أن القرآن قد نزل منجما مفرقا حسب الوقائع والأحداث وحاجات الناس , وانتهى ترتيبه في النهاية على نحو مغاير لترتيب النزول ..
وهذه الحقيقة وحدها تكفي لرد مزاعمكم , فلو اجتمع علماء الأرض كلهم على تأليف كتاب حسب الوقائع والأحداث وما يحصل في عالمنا اليوم , وبعد زمن جمعوا ما كتبوه ورتبوه بأي طريقة شاءوا , فإن من المستحيل أن ينتهي ذلك إلى نحو مماثل للترتيب القرآني.
ـ[حسان بوبشيش]ــــــــ[19 Oct 2009, 10:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي بكر
لقد لمست في كتاباتك انك لا تعترف بوجود الاعجاز العددي وهذا لعدم اقتناعك بالادلة المقدمة او كما فهمت والله اعلم لم تقتنع حتى بهذا النهج،فالبعض ربما يعتبرك معرقلا رغم انني اعتبرك مساهما في هذا الموضوع لانك تجعل معارضيك يبحثون اكثر فاكثر لايجاد ادلة اكثر اقناعا، لانني لا اعتقد ان اخي عبد الله سيتوقف عن البحث مهما حصل.
اخي بكر
اريد ان أعرف منك: ما هو الدليل الذي تريده كي تقبل بأن هناك اعجازاعدديا في القرآن؟ او بعبارة اخرى ما هو المطلوب تقديمه من هؤلاء الذين يؤيدون وجود الاعجاز العددي في القرآن لكي نصدقهم؟
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[19 Oct 2009, 11:36 م]ـ
وتعتمدون رواية حفص فكيف جاءت رواية حفص ألم تكن اختيارا له من بين قراءات متعددة كان يعلمها وكان لغيره اختيارات أخرى. إن هذه التفريعات تضعف قول القائلين بالإعجاز العددي لأن موضوع القرآن والقراءات لا ينحصر في حفص عن عاصم من طريق معينة ويهمل ما سواها واذا كان أكثر الأمة يقرأ لحفص الآن فلم يكن ذلك كذلك في كل زمن.
لعلك نسيت أن الاعجاز العددى هو أيضا لم يك معروفا فى كل زمن، وأنه لم يظهر للأمة الا فى الوقت الذى أصبح فيه أكثر الأمة يقرأ لحفص كما أقررت أنت بذلك، فتأمل هذا فان كلامك يرد على بعضه البعض
ثم دعنى اسألك: ما هو مذهبك الفقهى؟ هل أنت حنفى المذهب؟ أم شافعى؟ أم مالكى؟ أم حنبلى؟
فاذا أجبتنى بواحد من البدائل الأربعة السابقة فهل يحق لى بعدها أن اسألك:
ولماذا اخترت مذهبا بعينه؟ لماذا لم تخترها كلها؟!!
فاذا كان سؤال كهذا لا يجوز، فلماذا تجيز لنفسك أن تسألنا:
لماذا تعتمدون رواية حفص وحده وتتركون ما عداه؟!
ألا يعد هذا السؤال سؤالا تعجيزيا يا من تطلبون التأصيل؟!!
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[20 Oct 2009, 01:38 ص]ـ
الاخوة الكرام البيراوي والعليمي
بارك الله فيكم
وما أطمح إليه أنا شخصيا أن يدرس موضوع الإعجاز العددي دراسة تأصيلية جادة من قبل من يتبنونه ويشتغلون به وألا يكتفوا بإيراد أمثلة تلقى استحسانا من الجمهور.
كان هذا ما طلبته منا، فلما جئتك به وذكرت لك الضوابط التى اتفق عليها من يتبنونه ويشتغلون به ما كان منك الا أن قلت:
أما عن ضوابط البحث في الإعجاز العددي فليس هذا مطمحي لأن هذا للمشتغلين بالاعجاز العددي وليس لمن يدرس هذه الفكرة
!!!!!!
حيرت قلبى معاك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[20 Oct 2009, 02:03 ص]ـ
سؤال آخر يا. . .:
هل كون سورة البقرة 286 والإخلاص أربع آيات مقصودة لله؟ أم جاءت هكذا؟
فى الواقع أراه سؤالا منطقيا
وأرى أن احجام المعترضين على الاعجاز العددى عن الجواب عن هذا السؤال يضعف موقفهم جدا
فان كانوا صادقين فى اعتراضهم فليجيبونا عليه مشكورين، والا فليصمتوا مشكورين أيضا
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[20 Oct 2009, 06:44 م]ـ
الأخ الكريم حسان:
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي بكر
لقد لمست في كتاباتك انك لا تعترف بوجود الاعجاز العددي وهذا لعدم اقتناعك بالادلة المقدمة او كما فهمت والله اعلم لم تقتنع حتى بهذا النهج،فالبعض ربما يعتبرك معرقلا رغم انني اعتبرك مساهما في هذا الموضوع لانك تجعل معارضيك يبحثون اكثر فاكثر لايجاد ادلة اكثر اقناعا، لانني لا اعتقد ان اخي عبد الله سيتوقف عن البحث مهما حصل.
نعم أخي ...
ليس هناك وجود لما يسمى بالإعجاز العددي، وكذلك الأمر بالنسبة للإعجاز العلمي ...
وأسأل الله أن أكون ممن يساهم في إظهار الحق، وممن يوثر الحق على رضا الخلق.
ولست أحجر على أحد أن يبحث أو ينظر ليستدل على صدق مدعاه، فإن جاؤونا بالدليل قبلنا، وإلا فدعوى الإعجاز العلمي والعددي دعوى عارية عن الدليل.
ولا زلنا نطالب الإخوة أنصار الإعجاز العددي، كالأخ أبي عمرو البيراوي الذي يبدو على قناعة شديدة بالإعجاز العددي متأثراً بشيخه بسام جرار.
اخي بكر
اريد ان أعرف منك: ما هو الدليل الذي تريده كي تقبل بأن هناك اعجازاعدديا في القرآن؟ او بعبارة اخرى ما هو المطلوب تقديمه من هؤلاء الذين يؤيدون وجود الاعجاز العددي في القرآن لكي نصدقهم؟
نريد يا أخي دليلاً على أصل المسألة، التي هي الاستدلال بالأعداد على ترتيب المصحف أو على خصائص الأشياء كالمعادن والحيوانات.
على سبيل المثال:
أنصار الإعجاز العددي يدعون أن ترتيب سورة الحديد في المصحف هو 57، وهو موافق لنظير الحديد المتوسط!
ويقولون بأن رقم الآية التي ورد فيها الحديد 25، وبشيء من التكلف في عد الآيات عن طريق إضافة البسملة إلى التعداد يصبح رقمها 26، وهذا موافق لترتيب الحديد في الجدول الدوري للعناصر أو للوزن الذري ... إلخ.
ونحن لا ننكر أن نظير الحديد المتوسط هو 57، ولا ننكر أن الوزن الذري هو 26، ولا ننكر أن ترتيب سورة الحديد في المصحف هو 57 .... إلخ.
وإنما ننكر أن يكون هذا مقصوداً لله سبحانه وتعالى.
ونريد الدليل ممن يدعي أن هذا مقصود لله.
مثلاً عندما اختلف الفقهاء في معنى "القرء" هل هو الحيض أو الطهر، كان كل منهم يأتي بشاهد من كلام العرب أو من حديث الرسول ليدل به على المعنى الراجح,
وهؤلاء يدعون أن هذا الترتيب مقصود، فلا بد لهم من دليل على جواز الاستدلال بالأعداد في القرآن على ما يزعمونه ....
ثم إذا كان الأمر متعلقاً بمجرد الوقوع، وأنهم نظروا فوجدوا كماً هائلاً من التوافقات والمصادفات العددية، فقد جينا ببيت الشعر وخرجنا منه بدلالات على ما يزعمون أن القرآن دل عليه وزيادة ...
فلماذا لم يكن هذا معتبراً عندهم؟ فتجدهم يهربون من الإجابة ما بين منكر علينا أن نوازن كلام الله بكلام البشر، وبين من لا يكلف نفسه النظر في المثال بحجة أنه ملفق تلفيقاً، ثم يزعمون بعد ذلك أنهم بينوا لي تهافت كلامي فأقررت بذلك!!!
وهل يخرج ما جاؤوا به عن التلفيق؟؟
ما علاقة سورة النحل بكروموسومات النحل؟!
سبحان الله، ننصرف عن تدبر آيات الله وتذكر نعمه التي من بها علينا إلى كروموسومات النحل؟!
ربما تفيد هذه المصادفات من يحفظون القرآن، ويدرسون علوم الأحياء فتجده مثلا يستفيد من مثل هذه المصادفات في سهولة حفظ عدد كروموسومات النحل والعنكبوت والبقرة والإنسان وغيرها ...
كما أنك تستفيد سهولة حفظ الأحرف المقطعة في أوائل السور في جملة جامعة "نص حكيم قاطع له سر"، وذلك لسهولة الحفظ ...
وكما أنك إذا أردت حفظ رقم تلفون صاحبك، نظرت في أرقام جواله، وحاولت إيجاد علاقات بينها ...
مثلاً:
أحد الإخوة رقم تلفونه كان 842248، ومن السهل أن تعثر على علاقة فتقول إن الإعداد متناظرة، ويمكن أن تحصل على أول ثلاثة أرقام بالقسمة على 2، وعلى الأرقام الثلاثة الباقية بالضرب بـ 2.
أو يكون رقم تلفونه يوافق تاريخاً معيناً تحفظه،،،،،، وهكذا.
أما أن يزعموا أن ما ورد في القرآن مقصود للشارع، فلا زلنا نطالبهم بالدليل، ولا يكفيهم أن يقولوا إن هذه المصادفات واقعة ...
فكونها واقعة شيء، وكونها مقصودة للشارع شيء آخر.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[20 Oct 2009, 07:12 م]ـ
الأخ الكريم بكر،
1. أما عن التلفيقات التي أتيتَ بها فإليك تذكيراً بها:
تقول ((عَدَدُ حروفِ كلمةِ "الحديدا" هو سبعة وعَدَدُ كلماتِ البيتِ باستثناءِ كلمةِ "الحديدا" هو ثماني كلمات)): لاحظ أنك استثنيت كلمة الحديد من أجل أن تصل إلى مرادك العبثي. وتقول ((بل هناك شيء أعجب من هذا: جمل كلمة "ذوبان" هو ..... 759. عدد المرات التي ورد فيها ذكر معنى الذوبان "تذيبنا + نذيب" ...... )) الشيء العجيب هنا أنك لم تأخذ جمل تذيبنا ونذيب الواردة في البيت وإنما أخذت كلمة الذوبان أي تعاملت بالمعنى ولم تتعامل مع اللفظ. ثم ضربت الذوبان في اثنين!!!
ثم تقول (عدد حروف "نحن قوم تذيبنا الأعين")) ولم تكمل شطر البيت!!
2. تُكرر طلب الدليل والدليل ببساطة هو البحوث العددية المنشورة والتي تلقتها المحافل العلمية بالقبول والتقدير. ومشكلة المنكرين أنهم لا يعرفون شيئاً عن هذه البحوث، بل إن بعضهم يعجز عن إدراك دلالاتها الإعجازية. وما ينقل في هذا المنتدى مجرد أمثلة سريعة لا تعطي فكرة متكاملة.
3. عندما نجد نظاماً يحكم العقل أنه لا يكون مصادفة نجزم عندها أنه مراد. وإليك هذا المثال: عندما نجد أن للكبد وظيفة وللرئة وظيفة وللمعدة وظيفة .. الخ ندرك أن الأمر مراد للخالق الحكيم. وعندما نقرأ قصيدة من خمسة أبيات ندرك جازمين أن الكلام والشعر مراد من قبل الشاعر ... وهكذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[20 Oct 2009, 08:08 م]ـ
وقفة للتأمل:
حتى ندرك عظمة هذا الذي نكتشفه، لنعد إلى الوراء ونتخيل لحظة نزول آية البسملة،
(بسم الله الرحمن الرحيم) مؤلفة من 19 حرفا، 9 منها مكررة، و10الباقية، ومن أربع كلمات.
حتى هذه اللحظة - لحظة نزول البسملة - فإن أكثر القرآن لم ينزل بعد،ولا أحد يدري كم سيكون عدد سوره، أو عدد آياته، وكيف سيتم ترتيبه ....
والسؤال الذي نود طرحه: كيف اتفق - بعد أن اكتمل نزول القرآن - أن تأتي سور القرآن باعتبار أعداد آياتها، وباعتبار ترتيبها , وبالاعتبارين معا , وعدد سور القرآن، ومواقع ترتيب السور زوجية الآيات والسور فردية الآيات، وغير ذلك الكثير .... . . كل ذلك وفق العلاقة الرياضية الموجودة سابقا في آية البسملة؟
ألا يعني ذلك الإشارة إلى ما سيكون عليه حال القرآن بعد اكتماله؟ ومن يعلم ذلك غير الله سبحانه؟
أليس هذا دليلا على مصدر القرآن وأنه من عند الله المنزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟
إن لم يكن شيء من هذا؟ فماذا تعني هذه الإشارة العددية المخزنة في آية البسملة؟ أليست دليلا على الاعجاز العددي؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[20 Oct 2009, 09:34 م]ـ
الأخ الكريم حسان:
أما أن يزعموا أن ما ورد في القرآن مقصود للشارع، فلا زلنا نطالبهم بالدليل، ولا يكفيهم أن يقولوا إن هذه المصادفات واقعة ...
فكونها واقعة شيء، وكونها مقصودة للشارع شيء آخر.
عدة الشهور عند الله 12 شهرا
عدد السماوات 7 ............ والكثير مما هو معلوم
هل هذه الأعداد مقصودة ام لا؟
عدد سور القرآن 114. أترى هذا العدد مقصودا أم لا؟
انا أقول أنه مقصود.
ومن ثم أقول لك: أن هذا العدد هو أساس العلاقات الرياضية كلها الرابطة بين سور القرآن وآياته.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[20 Oct 2009, 11:32 م]ـ
...........
خلق الله الكون في 6 أيام، وأخبرنا سبحانه عن ذلك في 7 آيات ..
هل هذان العددان مقصودان؟
وإذا كانا كذلك ..
وخالق الكون هو منزل القرآن ..
فلماذا لا يكون افتتاح القرآن بسورة مؤلفة من 7 آيات وختمه بسورة مؤلفة من 6 آيات مقصودا؟
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[21 Oct 2009, 12:26 ص]ـ
كيف هذا بينما هم يعلمون أن موافقة القراءة لرسم المصحف تعد شرطا أساسيا من شروط قبولها؟!
وارتباط الرسم العثمانى بالقراءات هو ارتباط وثيق الصلة للغاية
وكمثال على هذا:
كلمة (بينة) وردت 19 مرة بحرف الهاء، ومرة واحدة بحرف التاء (بينت)
والسبب فى كتابتها بالتاء فى تلك المرة الوحيدة هو أن فيها قراءتان:
قراءة بالجمع (بينات)، وقراءة بالافراد (بينة)، فرسمت بالتاء لتحتمل القراءتين معا
أما بقية المواضع فليس فيها الا الافراد فرسمت كلها بالهاء
ويقول الدكتور شعبان محمد اسماعيل (الأستاذ بجامعتى الأزهر وأم القرى) فى كتابه (رسم المصحف وضبطه) ما يلى:
" القراءات الصحيحة تتفق مع الرسم العثمانى - اما تحقيقا واما احتمالا - ولو كتب المصحف بغير الرسم العثمانى لأختل ذلك "
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أخي الحبيب ليس اعتراضا على أوجه الإعجاز ولكن للتنبيه فقط
موافقة الرسم شرط صحة القراءة، هذا الكلام ليس على إطلاقه وليس على النحو الذي يتناقله أكثر الذين يكتبون في مباحث علوم القرآن الكريم دون تحقيق:
إن شئت راجع رسم الآية الكريمة:
(وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً) (الكهف:23)، حيث تكتب في رسم المصحف لشايء أي بألف بعد الشين يتبعها ياء وبعد الياء همزة ولم يقرأ أحد من القرّاء بما يوافق الرسم فيها ... وهناك أمثلة أخرى ...
وتوجيه الرسم المصحف فيه أبواب كثيرة وواسعة جدا.
ثم أخي الحبيب ما أورده الدكتور شعبان في كتابه ليس على إطلاقه، فهذه المصطلحات تتجلى حقيقة معانيها عند أهل الاختصاص.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[21 Oct 2009, 01:11 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أخي الحبيب ليس اعتراضا على أوجه الإعجاز ولكن للتنبيه فقط
موافقة الرسم شرط صحة القراءة، هذا الكلام ليس على إطلاقه وليس على النحو الذي يتناقله أكثر الذين يكتبون في مباحث علوم القرآن الكريم دون تحقيق
......
وتوجيه الرسم المصحف فيه أبواب كثيرة وواسعة جدا.
ثم أخي الحبيب ما أورده الدكتور شعبان في كتابه ليس على إطلاقه، فهذه المصطلحات تتجلى حقيقة معانيها عند أهل الاختصاص.
فماذا تقول يا أخى الحبيب - وأنت العالم المتخصص فى القراءات - للذين ينكرون توقيفية رسم المصحف ويتخذونه سبيلا للطعن فى الاعجاز العددى
فأنا أعلم بأنك على الضد منهم تقول بتوقيفية الرسم، بل لقد صرحت فى موضوع آخر بأن لديك أدلة كثيرة تؤكد أن رسم المصحف توقيفى وليس توفيقيا
وقد طالبتك بذكر أقوى تلك الأدلة فى حينه، وها قد جاء أوان ذكرها، فلا تبخل بها علينا
ثم ان شرط موافقة القراءة للرسم لم آت به من لدنى، وانما هو المنصوص عليه فى كتب القراءات
كما أن عبارة الدكتور شعبان كانت دقيقة لأنه لم يجزم بالأمر وانما قال: اما تحقيقا واما احتمالا
مع بالغ الاحترام والتقدير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو]ــــــــ[21 Oct 2009, 01:31 م]ـ
أولا أشكركم على ردودكم ومشاركاتكم. ثم أقول:
- التوافقات العددية في كلام البشر هي محض مصادفات وفي كلام الله هي اعجاز لأنها كثيرة ومتشابكة. أولا فالقرآن معجز بسورة واحدة منه (وأرى أن الاعجاز العددي حتى يدرك لا بد من النظر الى كل القرآن كما تدل دراساتكم وكما يقول الأخ العليمي: لقد ذكرت أن اعجاز القرآن الكريم يعد منظومة متكاملة ذات وجوه عديدة وأن هذه المنظومة الاعجازية التى تتعدد وجوهها لا يمكن أن تتكامل فى كلام البشر). لو تأملتم كلام البشر وتتبعتم كتابا معينا فما يضمن لكم عدم وجود موافقات كثيرة ومعقدة ومتكاملة. ألا يوجد كتاب احتوى مئة وأربعة عشر فصلا أو صفحة حتى يكون له ارتباط قوي بعدد السماوات والشهور ثم يكون قصده صاحبه.
- يقول الأخ البيراوي: عندما يختلف العلماء في مسألة الرسم العثماني لماذا لا يكون النظام العددي مرجحاً بينهم، وكذلك يقول أخانا العليمي: (الجواب والرد على هذا المدعو منطقا انما يكمن فى الاعجاز العددى الذى تعترض عليه)
كيف يكون مرجحا بينهم يا أخانا العزيز وهو (أي الرسم) موطن النزاع أم هو الخصم والحكم على رأي المتنبي. وكيف يكون جوابا وهو السؤال؟ لذلك أرى دليلكم على الاعجاز العددي هو الاعجاز العددي نفسه فحسب وقد أكدتَ ذلك يا أبا عمرو بقولك: والدليل ببساطة هو البحوث العددية المنشورة والتي تلقتها المحافل العلمية بالقبول والتقدير.
وهذا في نظري هو اتعدام التأصيل العلمي وهو ما يجعل بيننا مساحة شاسعة خالية فنحن في البداية وأنتم وصلتم إلى النهاية، (بمعجزة)؟ وهذا طلبنا الوحيد منكم أرشدونا إلى الطريق. أم وصلتم وانتهى كل شيء.
- أرجو أن يُعلم بأن الفتوى بعدم تغيير الرسم العثماني لا تعني أنه توقيفي. أمران مختلفان واضحان. بل أدعو أيضا الأخ العليمي أن ينظر في الفتوى الذي نقلها فهي تنسف فكرة توقيفية الرسم. ( ... وأنه أمر كتبة المصحف أن يكتبوه على رسم معين ووافقه الصحابة وتابعهم التابعون ومن بعدهم إلى عصرنا هذا، ... إن العدول عن الرسم العثماني إلى الرسم الإملائي الموجود حالياً بقصد تسهيل القراءة يفضي إلى تغيير آخر إذا تغير الاصطلاح في الكتابة؛ .... لأن الرسم الإملائي نوع من الاصطلاح قابل للتغيير باصطلاح آخر، ما يخشى من أنه إذا لم يلتزم الرسم العثماني في كتابة القرآن أن يصير كتاب الله ألعوبة بأيدي الناس كلما عنَّت لإنسان فكرة في كتابته اقترح تطبيقها فيقترح بعضهم كتابته باللاتينية أو غيرها، وفي هذا ما فيه من الخطر، ودرء المفاسد أولى من جلب المصالح). * هل هذا الكلام يناسب أمرا موحى به من عند الله.
- يقول الأخ العليمي (لعلك نسيت أن الاعجاز العددى هو أيضا لم يك معروفا فى كل زمن، وأنه لم يظهر للأمة الا فى الوقت الذى أصبح فيه أكثر الأمة يقرأ لحفص كما أقررت أنت بذلك، فتأمل هذا فان كلامك يرد على بعضه البعض)
* ماذا تقصد يا أخانا؟ هل كانت قراءات الأمة خطأ؟ على غير قراءة حفص.
ثم تقول: (ما هو مذهبك الفقهى؟ هل أنت حنفى المذهب؟ أم شافعى؟ أم مالكى؟ أم حنبلى؟ فاذا أجبتنى بواحد من البدائل الأربعة السابقة فهل يحق لى بعدها أن اسألك:
ولماذا اخترت مذهبا بعينه؟ لماذا لم تخترها كلها؟!! فاذا كان سؤال كهذا لا يجوز، فلماذا تجيز لنفسك أن تسألنا)
* بلى يجوز سؤال كهذا ولم لا يجوز؟ والجواب (الذي أعتقد أنك تريده) هو لا يمكن الجمع بين أمرين متناقضين في آن واحد. يعني وجود الاعجاز العددي في قراءة حفص ينفيها عن غيره أو العكس.
(ألا يعد هذا السؤال سؤالا تعجيزيا يا من تطلبون التأصيل؟!!)
لماذا يكون تعجيزيا؟ ألم تسأل نفسك هذا السؤال؟ أجبنا بما أجبت به نفسك فقط. أم لأنكم وجدتموها أمامكم فقط. إذا كان سؤال مثل هذا يعجز القائلين بالاعجاز والذي يقوم عليه كل اعجازهم، لا أدري على ما يدل هذا؟ والتأصيل هو أن تعرف هذه الاصول. على كل حال أعتقد أنه لو كان أمامكم مصحف على رواية الأعمش مثلا لخلصتم الى الاعجاز العددي ايضا لكن ربما بدل التسعة عشر يكون خمس وثلاثون. نعود ونكرر وكما لا تنكرون أنتم أيضا فالموافقات العددية والتناسبات يمكن استخلاصها بسهولة بشي من التأمل من اي مكان.
- أبعد الله قلبك عن الحيرة يا أخانا العليمي. طلبي كان واضحا فالبحث في موضوع (ثبوت الاعجاز العددي) غير اعتماده ووضع ضوابط له.
- ختاما أقول: أنتم تزعمون أن الله قصد (أي اخذ في اعتباره) عدد الحروف والارقام لما تكلم بالقرآن؟ والسؤال هو هل هذه صفة مدح؟ وهل تستحسن في فعل البشر؟
ثم ما هذا الاسلوب؟ وهل عهدت العرب ذلك؟ أو حتى غيرهم من الأمم؟
ماذا لو حضر انسان خطبة بليغة لعالم أو سياسي أو أمير ثم قام اليه بعد الخطبة يقول له لقد تكرر الحرف الفلاني في خطبتك كذا مرة ومجموع كذا وكذا يساوي .. وعدد كلمة السماء وردت كما وردت في مجلة ناسا. فهل سيحفل الخطيب بهذا الكلام وسيسر له؟ أم يقول لقد تحدثنا عن الانفاق في سبيل الله ومضاعفة الاجور أو عن العولمة وآثارها وأنت تقول كذا وكذا.
يظهر من كلامكم أنكم تصفون البشر بالتكلف أو على الأقل (لا يحمد فعلهم) اذا تعمدوا شيئا من ذلك فكيف لا تنزهون الله عن أن يقصد ذلك.
دمتم في حفظ الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[21 Oct 2009, 01:41 م]ـ
...........
خلق الله الكون في 6 أيام، وأخبرنا سبحانه عن ذلك في 7 آيات ..
هل هذان العددان مقصودان؟
وإذا كانا كذلك ..
وخالق الكون هو منزل القرآن ..
فلماذا لا يكون افتتاح القرآن بسورة مؤلفة من 7 آيات وختمه بسورة مؤلفة من 6 آيات مقصودا؟
سؤال يحتاج إلى جواب مباشر يا منكري الإعجاز
ـ[أبو عمرو]ــــــــ[21 Oct 2009, 05:28 م]ـ
لماذا لم يكن افتتاح القرآن بسورة الماعون 7 وختمه بسورة الكافرون 6؟
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[21 Oct 2009, 05:44 م]ـ
حياك الله أخي أبا عمرو البيراوي:
1. أما عن التلفيقات التي أتيتَ بها فإليك تذكيراً بها:
تقول ((عَدَدُ حروفِ كلمةِ "الحديدا" هو سبعة وعَدَدُ كلماتِ البيتِ باستثناءِ كلمةِ "الحديدا" هو ثماني كلمات)): لاحظ أنك استثنيت كلمة الحديد من أجل أن تصل إلى مرادك العبثي. وتقول ((بل هناك شيء أعجب من هذا: جمل كلمة "ذوبان" هو ..... 759. عدد المرات التي ورد فيها ذكر معنى الذوبان "تذيبنا + نذيب" ...... )) الشيء العجيب هنا أنك لم تأخذ جمل تذيبنا ونذيب الواردة في البيت وإنما أخذت كلمة الذوبان أي تعاملت بالمعنى ولم تتعامل مع اللفظ. ثم ضربت الذوبان في اثنين!!!
ثم تقول (عدد حروف "نحن قوم تذيبنا الأعين")) ولم تكمل شطر البيت!!
ليس محل البحث في كونك وصفتها بالتلفيقات، فلك أن تسميها تلفيقات، ولك أن تسميها تهافتاً، وقد بينتُ لك أن هذه التلفيقات بعينها موجودة في أبحاثكم سواء بسواء ...
ما علاقة ترتيب سورة النحل بعدد كروموسومات النحل؟؟ (تلفيق ما أنزل الله به من سلطان).
ما علاقة ترتيب سورة الحديد بنظائر الحديد، أو آية الحديد بالعدد الذري؟ (تلفيقات ما أنزل الله بها من سلطان)
ما علاقة خلق الكون في ستة أيام بوروده في القرآن سبع مرات؟ لماذا لم يذكر خلق الكون ست مرات في القرآن؟ وذلك حتى يوافق عدد الأيام الستة؟ وثق تماماً لو أن "خلق السماوات والأرض في ستة أيام" ورد ست مرات لكان أمثل وأوفق حتى يطابق عدد ذكر "خلق الكون في ستة أيام" عدد الأيام الستة، ولكن لما كان خلق الكون في ستة أيام قد ذكر سبع مرات وليس ستاً، ذهبتم لإيجاد علاقة أخرى فربطتم ذكر الخلق سبع مرات بسورة الفاتحة، وذكر الأيام الستة بسورة الناس، ثم تزعمون أن هذا مقصود!!! (تلفيقات ما أنزل الله بها من سلطان)
ما علاقة خلق الكون بعدد آيات سورة الفاتحة؟ وما علاقة عدد ذكر خلق الكون بعدد آيات سورة الناس؟؟ (تلفيقات ما أنزل الله بها من سلطان) ...
غاية ما يمكن أن يقال في هذه التوافقات العددية – بغض النظر عن الترف الفكري عند أصحابها والداعين لها- أنها تساعد في الحفظ، إذا يربط مثلاً حافظ القرآن ترتيب سورة الحديد بنظائر الحديد، أو يربط طالب الأحياء عدد كرموسومات النحل بسورة النحل إذا كان يعرف الأول ويريد حفظ الآخر ...
كما أنك إذا أردت أن تحفظ تاريخاً معيناً ربطت بين أرقامه وأرقام تاريخ آخر تحفظه، أو برقم تلفون صاحب لك تعرفه أو غير ذلك ....
أنت تحاول العثور على تلفيقات تساعدك في الحفظ مثلاً ...
والزيادة في هذا الباب ترف فكري ليس إلا ...
فكيف تزعمون هذا إعجازاً عددياً وأنتم من كلف نفسه العثور على هذه التلفيقات، وزعمتم عن غير دليل أنها مقصودة للشارع؟!
هذا رأيي في مقابل رأيك ...
ولكن ما لا أقبله منك هي أن تقول: بيَّنا تهافت كلام بكر، وأقر بذلك ...
وليس هذا من الصواب في شيء ...
بل الحق أنت سميتَ ما جئت به تلفيقات، فقلت لك: لتكن كذلك، وما أتيتم به يا أنصار الإعجاز العددي لا يزيد على أن يكون تلفيقات!!!
2. تُكرر طلب الدليل والدليل ببساطة هو البحوث العددية المنشورة والتي تلقتها المحافل العلمية بالقبول والتقدير. ومشكلة المنكرين أنهم لا يعرفون شيئاً عن هذه البحوث، بل إن بعضهم يعجز عن إدراك دلالاتها الإعجازية. وما ينقل في هذا المنتدى مجرد أمثلة سريعة لا تعطي فكرة متكاملة.
3. عندما نجد نظاماً يحكم العقل أنه لا يكون مصادفة نجزم عندها أنه مراد. وإليك هذا المثال: عندما نجد أن للكبد وظيفة وللرئة وظيفة وللمعدة وظيفة .. الخ ندرك أن الأمر مراد للخالق الحكيم. وعندما نقرأ قصيدة من خمسة أبيات ندرك جازمين أن الكلام والشعر مراد من قبل الشاعر ... وهكذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وليس هذا بدليل ...
وها نحن هؤلاء نقرؤ لك ما تورده من أقوال الشيخ بسام جرار، وقرأنا ما أورده الأخ جلغوم، فلم نَرَ منكم إلا توافقات جيناكم بمثلها في شعر العرب، وفي حياة الفنانين. فلم تزيدوا على أن سميتم ما جيناكم به تلفيقات، وما جيتمونا به في القرآن إعجازاً!!!
وما قاله الشعراء غير مقصود، أما ما ورد في القرآن فهو مراد لله!!!
كيف عرفتم – أخي- أن الله سبحانه وتعالى قصد في ترتيب سورة النحل مراعاة عدد كروموسومات ذكر النحل؟!
وكيف عرفتم ذلك في العنكبوت والنمل؟!
فلما قلنا لكم هل هذا موجود في سورة البقرة والإنسان؟!
قلتم: حديثنا عن الحشرات!!!!
فكيف عرفتم أن الله قصد إلى ترتيب سور الحشرات على حسب عدد كروموسوماتها؟!
ولم يراعِ هذا ولم يقصد إليه في الثدييات؟!!!!!!!!
ولماذا لم يقصد إلى هذا الأمر في الثدييات؟؟!!
أسئلة لا تزال تحتاج منكم إلى جواب، ولا جواب عندكم إلا أنكم عثرتم على هذه التوافقات؟! ولنا أن نسميها نحن (تلفيقات).
سلمنا لكم أن هذه توافقات ...
فما أدراكم أنها مقصودة للشارع سبحانه وتعالى؟؟؟!!!
تقولون: إن مدرك هذا العقل؟!
فما الذي أدركه العقل؟!
العقل أدرك وجود التوافقات، ولكن هل أدرك أنها مقصودة للشارع؟! ما الدليل على أنها مقصودة؟!
ولماذا لا تسلمون بإمكان وجود هذه التلفيقات في شعر العرب، وقد جيناكم بمثلها؟؟ وبينا لكم إمكانها؟!!
لن تسلموا بذلك لسبب واحد لا غير ...
هو أنكم إن سلمتم بها انهار كل ما تسمونه إعجازاً عددياً، وآلت كل الأبحاث التي سطرت فيه إلى "لا شيء" ...
ونحن لا مشكلة عندنا في أن ينهار هذا الإعجاز العددي المدعى وكل ما سُطر فيه من أبحاث، فإنه إن لم يكن قائماً على دليل فلا وجه للقول به.
خلاصة الأمر أخي أنكم إن أنكرتم إمكان وجود هذه التوافقات العددية في شعر العرب وفي حياة الناس، وفي أي كلام بشري ناكرتم المحسوس، وإن سلمتم بإمكانها فلا وجه للقول بالإعجاز العددي ...
ولا مفر لكم من هذا ...
ودمتَ بخير ...
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[21 Oct 2009, 09:21 م]ـ
لماذا لم يكن افتتاح القرآن بسورة الماعون 7 وختمه بسورة الكافرون 6؟
يمكنك أن تسأل أيضا لماذا يا رب - سبحانك - خلقت الكون في 6 أيام وليس في 7 أو 8؟
ولكن لا توجه أسئلتك لنا ..
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[21 Oct 2009, 09:48 م]ـ
الأخوة الكرام
أصابتنى نزلة برد حادة ألزمتنى الفراش
أعتذر عن المشاركة الآن
واسألكم الدعاء
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[21 Oct 2009, 11:26 م]ـ
بكر الجازي
ما علاقة خلق الكون في ستة أيام بوروده في القرآن سبع مرات؟
خالق الكون هو منزل القرآن، وكما أن الكون منظم ومحكم الترتيب، فالقرآن كذلك.
وأنت توقفت عند البداية، التماثل في العددين 6 و 7 .. ولكنك لم تعرف بعد شيئا عن أسرار هذا التماثل على امتداد سور القرآن. أنت هنا كمن يحكم على كتاب من ألف صفحة وهو لم يقرأ فيه غير السطر الأول ..
لماذا لم يذكر خلق الكون ست مرات في القرآن؟ وذلك حتى يوافق عدد الأيام الستة؟ وثق تماماً لو أن "خلق السماوات والأرض في ستة أيام" ورد ست مرات لكان أمثل وأوفق حتى يطابق عدد ذكر "خلق الكون في ستة أيام" عدد الأيام الستة،
لم يبق عليك يا بكر - بعد أن ساويت بين كلام الله وكلام البشر - إلا أن تعترض على الله سبحانه، وأن تضع له النظام العددي الأمثل الذي يوافق مزاجك وتراه الأجمل.
ولكن لما كان خلق الكون في ستة أيام قد ذكر سبع مرات وليس ستاً، ذهبتم لإيجاد علاقة أخرى فربطتم ذكر الخلق سبع مرات بسورة الفاتحة، وذكر الأيام الستة بسورة الناس، ثم تزعمون أن هذا مقصود!!! (تلفيقات ما أنزل الله بها من سلطان)
هذا كلام من لا يفقه في الاعجاز العددي شيئا ولا يريد أن يفقه.
محاور النظام العددي في القرآن هي الأعداد: 19 و 13 و 7 و 6 وقد خزنت الإشارة إلى هذه المحاور في سورتي الفاتحة والناس، اول سور القرآن وآخره ترتيبا. وقد صنفت في ذلك كتابا يقع في 425 صفحة.
بل الحق أنت سميتَ ما جئت به تلفيقات، فقلت لك: لتكن كذلك، وما أتيتم به يا أنصار الإعجاز العددي لا يزيد على أن يكون تلفيقات!!!
أفترض أنك اطلعت على ما كتبته تحت عنوان: الحالات الأربع لسور القرآن، وما كتبته عن إحدى مظاهر الاعجاز في العدد 29، وعن احدى مظاهر الاعجاز في آية البسملة ..
هل لك أن تفسر لنا كيف جاء ترتيب سور القرآن على هذا النحو، ومن المعلوم أنه نزل مفرقا وتم ترتيبه في النهاية على نحو مغاير لترتيب النزول.؟
وها نحن هؤلاء نقرؤ لك ما تورده من أقوال الشيخ بسام جرار، وقرأنا ما أورده الأخ جلغوم، فلم نَرَ منكم إلا توافقات جيناكم بمثلها في شعر العرب، وفي حياة الفنانين. فلم تزيدوا على أن سميتم ما جيناكم به تلفيقات، وما جيتمونا به في القرآن إعجازاً!!!
الظاهرة العددية في القرآن علاقة رياضية متصلة محكمة تشمل سور القرآن كلها .. ما تأتي به أنت هو علاقة ما في بيت شعر، في صفحة من كتاب .....
لا يوجد كتاب حتى الآن فيه علاقة رياضية شاملة لكل ما في الكتاب على النحو الذي هو عليه في القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[21 Oct 2009, 11:56 م]ـ
يظهر من كلامكم أنكم تصفون البشر بالتكلف أو على الأقل (لا يحمد فعلهم) اذا تعمدوا شيئا من ذلك فكيف لا تنزهون الله عن أن يقصد ذلك. [/ color] دمتم في حفظ الله
لماذا هذا الاصرار على المساواة بين كلام الله وكلام البشر؟
نحن إذا أردنا أن نضمن كلامنا (أسرارا وعلاقات عددية) فليس امامنا إلا أن نراجع ما قد كتبناه مرات ومرات، نحذف ونزيد ونبدل ونغير حتى يستقيم لنا المراد ..
فهل هذا ما يكون من الله أيضا؟ الله أسرع الحاسبين، ومن كل شيء عنده بمقدار، ومن احصى كل شيء عددا؟ هل يحتاج الله سبحانه إلى آلة حاسبة ليحصي اعداد الكلمات والحروف؟
يا رجل: نحن نميز بين كلام شخص وشخص، أفلا نميز بين كلام الله وكلام البشر؟
ثم أيها الفاضل: أنتم تقولون في بلاغة القرآن وبيانه بأن كل كلمة في القرآن في مكانها، وكل حرف، لا يمكن أن تحل كلمة مكان أخرى، لا يمكن زيادة كلمة أو نقصان كلمة .. ألا يعني هذا ان كل ما في القرآن بحساب وبمقدار وبعدد؟
(لفظ الرحمن في القرآن تكرر 57 مرة. أحرف لفظ الرحمن جميعها من بين الحروف المقطعة، أي مصادفة تجعل عدد تكرار هذه الأحرف الستة بين الحروف المقطعة 57 مرة؟) أهذه مصادفات وتلفيقات؟
وسؤالي الأخير:
هل نفهم من كلامكم أن الله لا يعلم عدد سور كتابه الكريم ولا عدد آياته وكلماته، وأن أعدادها جاءت مصادفة ..
إذا كان يعلمها - وهو يعلمها - فهي معدودة ومحسوبة، وبما أنها كلام الله الذي لا يشبهه كلام، فلا بد أن وراء أعدادها حكمة وأسرارا ..
ونحن نحاول أن نكتشف بعض تلك الأسرار، كما أنتم تحاولون ان تكتشفوا ما فيها من أسرار البيان.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[22 Oct 2009, 12:47 ص]ـ
ورد ست مرات لكان أمثل وأوفق [/ color] حتى يطابق عدد ذكر "خلق الكون في ستة أيام" عدد الأيام الستة، ولكن لما كان خلق الكون في ستة أيام قد ذكر سبع مرات وليس ستاً، ذهبتم لإيجاد علاقة أخرى فربطتم ذكر الخلق سبع مرات بسورة الفاتحة، وذكر الأيام الستة بسورة الناس، ثم تزعمون أن هذا مقصود!!! (تلفيقات ما أنزل الله بها من سلطان)
...
إليك أحد أسرار الترتيب القرآني في هذا الموضوع:
- مجموع العددين 6 و 7 هو 13.
- مجموع أرقام ترتيب الآيات السبع هو 169 أي 13 × 13.
- مجموع كلمات الايات السبع هو 182 أي 14 × 13
- الفرق بين العددين 182 و169 هو 13
(كلها تدعم مجموع العددين 6 و7 = 13، وتبتعد به عن المصادفات والتلفيقات. ماذا لو ذكر العدد 6 في 6؟ حسب ما تراه اجمل)
- مجموع اعداد الايات في السور السبع حيث وردت الايات هو 619.
- العدد 619 هو العدد 114 في ترتيب الأعداد الأولية.
أي مصادفة جاءت بالعددين 169 و 619؟
أي مصادفة تجعل أول مرة يرد فيها العدد 6 في القرآن في سورة الأعراف السورة رقم 7؟
أي مصادفة تجعل عدد مرات ورود لفظ الجلالة في الآيات الـ 7 هو 6.
لو تعلم يا بكر أي إعجاز بديع في ورود العدد 6 اول مرة في الآية 54 سورة الأعراف؟
هذا يا بكر أحد الأسرار , فأما الباقية فلا أظنك بحاجة إليها لأنك قررت سلفا أن لا تراها.
ـ[أبو عمرو]ــــــــ[22 Oct 2009, 08:08 م]ـ
شافاك الله وعافاك يا أخانا العليمي المصري.
الشيخ الفاضل عبد الله جلغوم
لا شك أن الله قد أحصى كل شيء عددا وأنه بكل شيء محيط. ولا شك أن القرآن لا تنقضي عجائبه. لكن هذا لا يعني أن نتبع الظن ونحكم على غير كامل يقين.
لا أظن أن كلامي فيه ما يشير إلى ما تزعم أنه اصرار على مساواة كلام الله بكلام البشر. ولا ألزمك أن تجيب على الاستفسار (لكن تفعل ذلك تكرما اذا اردت) أليس لله المثل الأعلى وما يكون عيبا في البشر فالله منزه عنه.
الله سبحانه ونعالى تحدى البشر أن يأتوا بمثل كلامه ولو بسورة واحدة ولو بعد سنين عديدة ولو اجتمع الثقلان بكل ما لديهم من امكانيات. أليس كذلك؟ وأنت تقول: (فليس امامنا إلا أن نراجع ما قد كتبناه مرات ومرات، نحذف ونزيد ونبدل ونغير حتى يستقيم لنا المراد .. )
كلمة الاعجاز والتوقيف والوحي لها قدر عظيم لا تطلق هكذا.
هل اذا وجدنا آية في القرآن جاءت على وزن بحر من بحور الشعر نقول أن الله قصد أن تأتي على هذا البحر؟ دون ذلك؟
تقول (محاور النظام العددي في القرآن هي الأعداد: 19 و 13 و 7 و 6) ألا يمكن أن نجد محاور مختلفة غير هذه الارقام لو كان ترتيب القرآن على غير ما هو عليه مثلا؟ هذا يجعل حتى الاعمال العددية نفسها غير قوية وواضحة لأنها فقط ببساطة تبحث عن علاقات بين الاعداد.
ولولا ما يؤدي اليه القول بالاعجاز العددي من امور عظيمة تتعلق بالوحي والغيب وتمس القرآن وعلومه في الصميم خاصة الرسم والقراءات، لكان الخلاف فيها أهون. لكنها لما كانت كذلك وجب التثبت والتيقن والتمحيص وطلب الدليل الذي لا لبس فيه. أليس كذلك؟
على كلامكم لا بد أن يكون القرآن غير معجز (عدديا) في زمن الرسول الا بعد أن اكتمل نزوله. فهل تؤيدون هذا القول؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[22 Oct 2009, 09:19 م]ـ
أبو عمرو
الشيخ الفاضل عبد الله جلغوم
أليس لله المثل الأعلى وما يكون عيبا في البشر فالله منزه عنه.
طبعا. ولذلك فنحن نرى أن ما تزعمونه من مقارنة بل ومماثلة ما يكون من كلام البشر من توافقات بما يكتشف في القرآن خطأ كبيرا، والله منزه عنه.
وقد قلت لك: (فليس امامنا إلا أن نراجع ما قد كتبناه مرات ومرات، نحذف ونزيد ونبدل ونغير حتى يستقيم لنا المراد .. ) ولا يكون مثل هذا في القرآن.
على كلامكم لا بد أن يكون القرآن غير معجز (عدديا) في زمن الرسول الا بعد أن اكتمل نزوله. فهل تؤيدون هذا القول؟
القرآن كما تعلم نزل مفرقا حسب الحاجات والأحداث في 23 سنة. هذا يعني أن ترتيب القرآن كان في حركة متغيرة غير ثابتة، تساير نزول السور والآيات وتتابعها ..
بعبارة واضحة: مرّ وقت ما كان القرآن 20 سورة، وفي وقت ما أصبح 40 ومن ثم 50 ومن ثم 99 وهكذا، فالترتيب كان متحركا غير ثابت .. متى اكتمل الترتيب واخذ شكله النهائي؟ حين اكتمل نزول القرآن. ليست هناك سور جديدة لتأخذ مواقعها ويترتب على ذلك وضع جديد.
ولا أظن أن في وسعنا أن نتخيل القرآن حينما كان مثلا 30 سورة وكيف كانت مرتبة لنقول هل كان هناك اعجاز ام لا ..
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[22 Oct 2009, 10:40 م]ـ
الأخوة الكرام،
1. القرآن الكريم تحدى البشر أن يأتوا بمثله، ولم يتحد بمثل بيانه. ومن هنا لا يصح زعم البعض أن الإعجاز يقتصر على الإعجاز البياني.
2. طال الكلام في الإعجاز العددي ولا يغني ضرب الأمثال السريعة. ومن كان معنياً بمعرفة الحقيقة فليبحث، وقد كان المسلم من السلف الصالح يرحل السنين يطلب العلم.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[23 Oct 2009, 03:55 ص]ـ
الأخوة الكرام
أصابتنى نزلة برد حادة ألزمتنى الفراش
أعتذر عن المشاركة الآن
واسألكم الدعاء
أخي الحبيب أسأل الله تعالى أن يشافيك ويعافيك، ويجعل مرضك تطهيرا لقلبك ورفعة في درجاتك، حفظك الله تعالى
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[23 Oct 2009, 08:40 م]ـ
الأخوة الكرام،
طال الكلام في الإعجاز العددي ولا يغني ضرب الأمثال السريعة. ومن كان معنياً بمعرفة الحقيقة فليبحث، وقد كان المسلم من السلف الصالح يرحل السنين يطلب العلم.
أحسنت يا أبا عمرو
فأما هذه الأيام فالعلم هو من يقوم بالرحلة، ولا يجد من تعنيه الحقيقة. لقد آن الأوان للتصحيح، فمن يريد العلم فليطلبه من أهله.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[23 Oct 2009, 09:07 م]ـ
أخي الحبيب أسأل الله تعالى أن يشافيك ويعافيك، ويجعل مرضك تطهيرا لقلبك ورفعة في درجاتك، حفظك الله تعالى
بوركت وآل بيتك أخى الأستاذ حسن
كما أشكر كل من دعا لى بظهر الغيب
والحمد لله الذى شفانى وعافانى
اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا
اللهم اشف أبى وسائر مرضى المسلمين
اللهم أرحم أمى و سائر موتى المسلمين
اللهم آمين
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[23 Oct 2009, 09:18 م]ـ
أخانا الفاضل أبا عمرو
أولا أشكرك على دعائك الطيب وتمنياتك لى بالشفاء ونتمنى أن تسود هذه الروح الايمانية المباركة بين المختلفين فى الرأى، لأن ما يجمع بيننا هو فى النهاية أكثر وأقدس مما يفرقنا
والآن اسمح لى أن أرد على النقد الذى وجهته لى والذى حفل - للأسف - بالكثير من سوء الفهم و المقترن - للأسف أيضا - بالتهم الظالمة لى
- وكما يقول الأخ العليمي: (لقد ذكرت أن اعجاز القرآن الكريم يعد منظومة متكاملة ذات وجوه عديدة وأن هذه المنظومة الاعجازية التى تتعدد وجوهها لا يمكن أن تتكامل فى كلام البشر)
. لو تأملتم كلام البشر وتتبعتم كتابا معينا فما يضمن لكم عدم وجود موافقات كثيرة ومعقدة ومتكاملة. ألا يوجد كتاب احتوى مئة وأربعة عشر فصلا أو صفحة حتى يكون له ارتباط قوي بعدد السماوات والشهور ثم يكون قصده صاحبه
يا أخانا الفاضل اما أنك لم تفهم كلامى كله على الوجه الصحيح، وهذا شىء عجيب!!
واما أنك قد فهمته ولكنك تريد الجدال فحسب دفاعا عن قضيتك التى تؤمن بها أوالتى تريد أن تؤمن بها دون أن تناقشتها أو تعرضها على بساط البحث، وهذا ليس نقاشا علميا بالمرة
أما ما دعانى الى قول ذلك فانها ردودك نفسها، فأنا أكلمك عن شىء وأنت ترد على شىء آخر!!
فمثلا أقول لك: ان منظومة الاعجاز القرآنية ذات وجوه عديدة وليس الاعجاز العددى الا أحد وجوهها فحسب، وأن هذه المنظومة متعددة الوجوه لا نجدها متكاملة فى أى كلام آخر غير كلام الله، كان هذا ما قلته، فماذا كان ردك؟!
كان ردك منحصرا فى الاعجاز العددى وحده وكأنه لا يوجد اعجاز سواه ويبدو أنك فهمت (المنظومة الاعجازية) على أنها منظومة عددية فحسب، وليس هذا هو مرادى، وأعتقد أن كلامى كان واضحا، ولو أنك راجعت ردودى على الأخ بكر (والتى لم يرد عليها متعللا بأنه لا يحب جدالى) لفهمت بجلاء حقيقة ما أعنى (أرجو أن تراجع مشاركاتى السابقة: 56 - 57 - 58)
(يتبع)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[23 Oct 2009, 09:25 م]ـ
- أرجو أن يُعلم بأن الفتوى بعدم تغيير الرسم العثماني لا تعني أنه توقيفي. أمران مختلفان واضحان. بل أدعو أيضا الأخ العليمي أن ينظر في الفتوى الذي نقلها فهي تنسف فكرة توقيفية الرسم. ( ... وأنه أمر كتبة المصحف أن يكتبوه على رسم معين ووافقه الصحابة وتابعهم التابعون ومن بعدهم إلى عصرنا هذا، ... إن العدول عن الرسم العثماني إلى الرسم الإملائي الموجود حالياً بقصد تسهيل القراءة يفضي إلى تغيير آخر إذا تغير الاصطلاح في الكتابة؛ .... لأن الرسم الإملائي نوع من الاصطلاح قابل للتغيير باصطلاح آخر، ما يخشى من أنه إذا لم يلتزم الرسم العثماني في كتابة القرآن أن يصير كتاب الله ألعوبة بأيدي الناس كلما عنَّت لإنسان فكرة في كتابته اقترح تطبيقها فيقترح بعضهم كتابته باللاتينية أو غيرها، وفي هذا ما فيه من الخطر، ودرء المفاسد أولى من جلب المصالح). * هل هذا الكلام يناسب أمرا موحى به من عند الله.
من العجيب أن تحتفى جدا بذكر الحيثية الثانية والحيثية الثالثة من حيثيات قرار هيئة كبار العلماء وتذكرهما باستفاضة متجاهلا الحيثية الأولى فيه (وكونها الأولى يعنى أنها الأهم، أليس كذلك؟) فلماذا لم تذكر الحيثية الأولى بحذافيرها كما فعلت مع الأخرتين؟!
هل لأن فيها ما يتعارض مع وجهة نظرك؟!
فهل تلك هى الموضوعية العلمية يا أخى الفاضل؟
ان هذا يكشف عن تحيزك المسبق، ولا يجب أن ينتصر كل منا لوجهة نظره الشخصية، بل يجب أن يكون انتصارنا للحق وحده
وكما دعوتنى الى النظر فى القرار فانى أدعوك بالمثل الى النظر فى الحيثية الأولى فيه والى تأملها جيدا حيث تجد فيها أن عثمان رضى الله عنه قد أمر كتبة المصحف أن يكتبوه على رسم معين، وأن الصحابة قد وافقوه على ذلك، وأن التابعين قد تابعوهم على ذلك، واستمر هذا حتى عصرنا هذا
أفلا يعنى هذا لك شيئا؟
ثم دعنى اسألك: ألم يتعهد الله عز وجل بحفظ كتابه؟
وأليس حفظ رسم كتابه من دواعى حفظ كتابه ككل؟
ثم أليس الدليل على هذا أن رسم كتابه قد ظل محفوظا بالفعل حتى وصل الينا اليوم بعد أربعة عشر قرنا وصار هو المعمول به فى طباعة المصاحف فى شتى بقاع العالم الاسلامى؟!
(يتبع)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[23 Oct 2009, 09:33 م]ـ
- يقول الأخ العليمي (لعلك نسيت أن الاعجاز العددى هو أيضا لم يك معروفا فى كل زمن، وأنه لم يظهر للأمة الا فى الوقت الذى أصبح فيه أكثر الأمة يقرأ لحفص كما أقررت أنت بذلك، فتأمل هذا فان كلامك يرد على بعضه البعض)
* ماذا تقصد يا أخانا؟ هل كانت قراءات الأمة خطأ؟ على غير قراءة حفص
مرة أخرى تسيىء فهم كلامى!!
فهل أنا قلت شيئا من هذا؟!
هل أنا أنكرت قراءة واحدة من قراءات الأمة؟!
أرجو يا أخى الفاضل أن تحاسب فى كلامك، فأنا لا أقبل اتهاما كهذا، واذا كان حوارنا سيستمر بهذا الشكل فالأفضل له أن يتوقف
واعلم يا أخى بأنى لا أحاورك الا ابتغاء وجه الحق، ولا أكتب الا ما أراه حقا، ولا أتمسك برأى اذا قامت الأدلة على بطلانه، فالحق هو ما ننشده ليس الا، والله هو المطلع على الصدور والأفئدة
ويبدو أنك لم تفهم ما كنت أعنيه على الوجه الصحيح، وللتوضيح أقول: ان اقرارك معى بأن قراءة حفص هى قراءة أكثر الأمة فى عصرنا هذا هو ما جعلنى ألفت نظرك الى أن الاعجاز العددى هو الآخر من منجزات العصر الحالى، بما يعنى أنه لا يصح الاعتراض علينا بأننا ندير بحوثنا فى الاعجاز العددى على قراءة حفص، أو اتهامنا بأننا نتجاهل ما عداها، فلا محل لهذا الاتهام لكوننا درجنا ونشأنا على قراءة حفص، فليس فى اللأمر تعمد منا، فأرجو أن تحسن فهم كلامى بارك الله فيك
.
ثم تقول: (ما هو مذهبك الفقهى؟ هل أنت حنفى المذهب؟ أم شافعى؟ أم مالكى؟ أم حنبلى؟ فاذا أجبتنى بواحد من البدائل الأربعة السابقة فهل يحق لى بعدها أن اسألك:
ولماذا اخترت مذهبا بعينه؟ لماذا لم تخترها كلها؟!! فاذا كان سؤال كهذا لا يجوز، فلماذا تجيز لنفسك أن تسألنا)
* بلى يجوز سؤال كهذا ولم لا يجوز؟ والجواب (الذي أعتقد أنك تريده) هو لا يمكن الجمع بين أمرين متناقضين في آن واحد. يعني وجود الاعجاز العددي في قراءة حفص ينفيها عن غيره أو العكس
نفس سوء الفهم أجده هنا كذلك
لقد كان قصدى أنه كما أن كل مذهب من المذاهب الفقهية الأربعة يجوز الأخذ به على حدة، فكذلك كل قراءة قرآنية صحيحة ومتواترة يجوز أن ندير أبحاثنا عليها وأن نكتشف فيها اعجازا، الكل على السواء وليست قراءة حفص على وجه الخصوص، ولكن هذا لا يعنى أن تشترطوا علينا أن نبرهن لكم أولا عن تحقق الاعجاز العددى مع جميع القراءات، لأن هذا يكون مطلبا تعجيزيا ليس فى وسع أحد أن يقوم به بمفرده مثلما لا يكون فى وسع أحد أن يأخذ بالمذاهب الأربعة معا فى مسألة واحدة، ومن يطالبه بذلك يكون مطلبه تعجيزيا تعسفيا وأظنك لا تخالفنا فى هذا يا أخى الكريم، فهذا ما كنت أعنيه، و أرجو ألا تسىء فهمى على هذا النحو مرة أخرى بارك الله فيك
أبعد الله قلبك عن الحيرة يا أخانا العليمي. طلبي كان واضحا فالبحث في موضوع (ثبوت الاعجاز العددي) غير اعتماده ووضع ضوابط له
لا يا أخى، لا داعى للمكابرة، فطلبك لم يك واضحا، ولا بأس من أن نعترف بأننا لم نحسن التعبير، فجميعنا يخطىء فى التعبير أحيانا، وليس فى هذا أدنى عيب أو حرج، بل العيب الحقيقى هو أن نغالط أنفسنا ونكابر ولا نعترف بالحق، ولأنك أخ لى فى الله فانى أوصيك بالحق
وحتى تعلم بأنى لا أتجنى عليك دعنى أذكرك بأن طلبك الأصلى كان هو أن يدرس الاعجاز العددى من قبل من يتبنونه والمشتغلين به، وهذا يعنى بالبداهة اعتماده والاقرار به، عموما لا حرج عليك يا أخى، فكلنا قد يخونه التعبير أحيانا
(يتبع)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[23 Oct 2009, 09:39 م]ـ
- ختاما أقول: أنتم تزعمون أن الله قصد (أي اخذ في اعتباره) عدد الحروف والارقام لما تكلم بالقرآن؟ والسؤال هو هل هذه صفة مدح؟ وهل تستحسن في فعل البشر؟
والجواب هو: نعم، هى صفة مدح، وبكل تأكيد
ولا أقول هذا الكلام من عندى، بل أستفيده من كلام الله عز وجل
تأمل معى الآيات الكريمة التالية لتعرف أن الاحصاء يدخل فى باب المدح والثناء والكمال الذى يليق بالله تعالى:
قال تعالى مخبرا عن نفسه:
" وكل شىء أحصيناه فى امام مبين "
وفى نفس المعنى يقول عز وجل:
" وكل شىء أحصيناه كتابا "
وكذلك يقول تعالى:
" وأحصى كل شىء عددا "
فاذا كان الله عز وجل قد أحصى (كل شىء) أفلا يكون من باب أولى أن يحصى آياته الكريمة و كلماته الشريفة وحروف كتابه جميعا؟!
أليس هذا هو الأولى والأجدر بالاحصاء؟!
بل وتوجد آية كريمة تدلك مباشرة وصراحة على أن الاحصاء يعد من صفات الكمال، وأن العجز عنها من صفات النقص
اقرأ قوله تعالى:
" ويوم يبعثهم جميعا فينبئهم بما عملوا، أحصاه الله ونسوه، والله على كل شىء شهيد "
فانظر الى قوله " أحصاه الله ونسوه " لتدرك منه أن الاحصاء صفة كمال لا صفة نقص
هذا والله أعلى وأعلم
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[24 Oct 2009, 11:08 ص]ـ
والجواب هو: نعم، هى صفة مدح، وبكل تأكيد
قال تعالى مخبرا عن نفسه:
" وكل شىء أحصيناه فى امام مبين "
وفى نفس المعنى يقول عز وجل:
" وكل شىء أحصيناه كتابا "
وكذلك يقول تعالى:
" وأحصى كل شىء عددا "
فاذا كان الله عز وجل قد أحصى (كل شىء) أفلا يكون من باب أولى أن يحصى آياته الكريمة و كلماته الشريفة وحروف كتابه جميعا؟!
أليس هذا هو الأولى والأجدر بالاحصاء؟!
ماذا أبقيتم من ميزة لكلام الله سبحانه عن كلام البشر - إذا كان التوافق العددي فيهما واحدا، وبعد إذ حصرتم إعجاز القرآن في بلاغته - سوى أنه أكثر بلاغة؟
اهذا كل ما يميز كلام الله عن كلامنا؟
عجيب أن يكون هذا هو رأي أهل القرآن والمدافعين عن حماه!
ـ[أبو عمرو]ــــــــ[24 Oct 2009, 02:46 م]ـ
الأخ العليمي وفقك الله لا داعي لتكرار عبارات سوء الفهم وقصد الجدال وما أشبه ذلك. فمن كان يحب المشاركة والتوضيح فليفعل دون مَنّ ومن أراد ان يبخل فالله هو الغني. وانا عندما لا أفهم شيئا أحب أن أسأل وأستوضح. واحب أن تكون الدقة موجودة في كلامنا لأننا نتحدث عن أعظم كتاب ولا أريد ان نتحدث عن جانب وفي الوقت نفسه نؤثر على جانب آخر من جوانب العلم عن غير قصد. حتى نصل الى الفهم السليم ولا يكون سليما الا اذا كانت نظرنا شاملة جامعة وليست جزئية.
أعود الى الفتوى التي ذكرت فأنا لم اغفل الحيثية الأولى بل ذكرتها وارجع الى كلامي وأعود وأقول ليس فيها ما يؤيد التوقيف. وأرجو ان تعيد النظر أنت كذلك فيها وفي النقطتين الأخريتين. وفي نهاية الفقرة الأولى التي ذكرت: (فالمحافظة على كتابة المصحف بهذا الرسم هو المتعين؛ اقتداءً بعثمان وعلي وسائر الصحابة، وعملاً بإجماعهم). انظر اقتداء بعثمان ... هذه هي الحيثية الأولى التي تطالبني بالنظر فيها. أين دليل التوقيف؟ ما شان عثمان والاقتداء بعثمان في أمر الهي معجز.
أنا لم أعترض على اعتمادكم رواية حفص في ابحاث الاعجاز العددي لكن سؤال منطقي وملحّ ما حال القراءات الاخرى؟ لماذا لا تحبون أن تخوضوا في مثل هذه المواضيع وهي وثيقة الصلة بما تبحثون. ولا أرى لكم جوابا. وانت تقول يا أخ العليمي (ولكن هذا لا يعنى أن تشترطوا علينا أن نبرهن لكم أولا عن تحقق الاعجاز العددى مع جميع القراءات، لأن هذا يكون مطلبا تعجيزيا ليس فى وسع أحد أن يقوم به بمفرده) هذا الكلام الغريب هو بسبب البعد عن استيعاب أصل الموضوع وعدم اليقين التام فيه مع أنكم تناقشون غيركم وتحاولون اقناعهم. لا أريد أن تقوموا بالأبحاث ولا نشترط عليكم ذلك، لكن لما كان زعمكم أن الاعجاز العددي وكتابة القرآن هي وحي من الله ومقصودة له فلماذا لا تقولوا ذلك بوضوح في شأن القراءات الأخرى؟ على الأقل ان كنتم واثقين تؤكدون أن الاعجاز العددي موجود في كل قراءة. أرجو التوضيح؟ اما اذا اردتم البحث فيها للتأكد فهذا ليس لصالحكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
إخواني بارك الله فيكم رواية حفص وغيره هي اختيار لهؤلاء الأئمة. بمعنى أنه علينا ان نفترض أن إماما اختار بعض السور او الآيات مثلا لحفص وبعضها لورش وبعضها لابن عامر وبعضها ليعقوب، وكلها متواترة وكلها صحيح فماذا سيكون حال هذا المصحف؟ هل يكون خاليا من الاعجاز العددي؟ أحب أن أوضح أن هذا المثال هو ممكن بل ينطبق على رواية حفص نفسها مع اختلاف أسماء الأئمة الذين أخذ عنهم حفص. إن ربط الاعجاز العددي برواية حفص أو برواية قارئ معين كما في قرار ضوابط البحث في الاعجاز العددي هو امر ضعيف للغاية ويضعف موضوع الاعجاز العددي إذ يصبح لا معنى له ويصبح مرتبطا برواية القارئ اكثر من ارتباطه بالقرآن الذي يشمل روايته ورواية غيره. ومعلوم أن هناك اختلافا في بعض القراءات وفي بعض المصاحف فيما فيه مخالفة للرسم. دع جانبا القراءات الشاذة وغيرها المخالفة للرسم العثماني التي أيضا لا يمكن تجاهلها عند الحديث عن الرسم العثماني.
أخ العليمي في جوابك على سؤالي أن الله قصد (أي اخذ في اعتباره) عدد الحروف والارقام لما تكلم بالقرآن؟ والسؤال هو هل هذه صفة مدح؟ وهل تستحسن في فعل البشر؟ اجبت نعم. ثم استدللت على موضوع آخر هو الاحصاء. الله سبحانه وتعالى يعلم كل شيء واحصى كل شيء وكتب كل شيء. هذا واضح وليس هذا سؤالي. وان شئت أن تعود إليه فعد. وأطرح سؤالا بطريقة أخرى: هل سبق أن فكرت أنت شخصيا أو سمعت عن أي أحد أنه اذا كتب مقالا أو كتابا أخذ في اعتباره عدد تكرار حرف معين أو كلمة مثلا أو مجموع الاسطر يساوي عدد احرف العنوان مثلا؟ أم يكون التركيز على ايصال الفكرة والمعنى؟ أرجوك ان تخبرني وأرجو أن تقول لي هل هذه تكون صفة مدح للإنسان ام لا؟
أرجو ان يعلم الجميع أن هذا النقاش هو في أصل ثبوت فكرة الاعجاز العددي التي ينبغي (في حال وجودها) أن تكون مبنية على اصول ثابتة وواضحة. وهذا ما اناقش فيه فأرجو ان يتقبل الجميع ذلك.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[24 Oct 2009, 03:17 م]ـ
أخ العليمي في جوابك على سؤالي أن الله قصد (أي اخذ في اعتباره) عدد الحروف والارقام لما تكلم بالقرآن؟ والسؤال هو هل هذه صفة مدح؟ وهل تستحسن في فعل البشر؟ اجبت نعم. ثم استدللت على موضوع آخر هو الاحصاء. الله سبحانه وتعالى يعلم كل شيء واحصى كل شيء وكتب كل شيء. هذا واضح وليس هذا سؤالي. وان شئت أن تعود إليه فعد. وأطرح سؤالا بطريقة أخرى: هل سبق أن فكرت أنت شخصيا أو سمعت عن أي أحد أنه اذا كتب مقالا أو كتابا أخذ في اعتباره عدد تكرار حرف معين أو كلمة مثلا أو مجموع الاسطر يساوي عدد احرف العنوان مثلا؟ أم يكون التركيز على ايصال الفكرة والمعنى؟ أرجوك ان تخبرني وأرجو أن تقول لي هل هذه تكون صفة مدح للإنسان ام لا؟
أرجو ان يعلم الجميع أن هذا النقاش هو في أصل ثبوت فكرة الاعجاز العددي التي ينبغي (في حال وجودها) أن تكون مبنية على اصول ثابتة وواضحة. وهذا ما اناقش فيه فأرجو ان يتقبل الجميع ذلك.
أخانا الفاضل أبا عمر
سلام الله عليك ورحمته وبركاته
مع أني لست متحمسا كثيرا لقضية الإعجاز العددي إلا أني أقول:
كما أن دعوى الإعجاز العددي في القرآن تحتاج إلى دليل فكذلك نفي أن يكون فيه إعجازاً عدديا يحتاج إلى دليل.
فالجميع متفقون على أن القرآن كتاب معجز لأنه كلام الله ومادام أنه كتاب معجز فالإعجاز ممكن في جميع الجوانب واستثناء جانب العدد يحتاج إلى دليل.
أما سؤالك هل العدد مقصود لله؟
فنقول لك هل العدد ليس مقصوداً لله؟
هل اختلاف السور طولا وقصرا مقصودا لله أم لا؟
وأما قضية هل كون عدد الحروف مراد لله فيه مدح له؟
فنقول كل أفعاله يمدح عليها تعالى فهو جعل كتابه 114 سورة وفاوت بينها في الطول والقصر فلاشك أن كل عمل له يمدح عليه إلا أن تقول أنت لا.
والله قد قضى في بني آدم بعدد وأحصاهم عددا فهل يمدح على العدد الذي قدره أو لا؟
أما قياس الخالق على المخلوق فلا يصح في سؤالك الذي طرحت.
ولو أن إنسانا كتب كتاباً في أجمل المعاني وأكملها ثم وضعه في قالب بديع أظهر فيه من القدرات ما يعجز عنه غيره فلا شك أنه يمدح عليه وبخاصة إذا كان ما قصد إليه يحمل فكرة يريد أن يوصلها إلى الآخرين.
ـ[أبو عمرو]ــــــــ[24 Oct 2009, 03:19 م]ـ
الأخ عبد الله جلغوم وفقك الله
قلت (ولا أظن أن في وسعنا أن نتخيل القرآن حينما كان مثلا 30 سورة وكيف كانت مرتبة لنقول هل كان هناك اعجاز ام **لا** .. ) جوابك واضح.
الأخ الكريم البيراوي
(القرآن الكريم تحدى البشر أن يأتوا بمثله، ولم يتحد بمثل بيانه. ومن هنا لا يصح زعم البعض أن الإعجاز يقتصر على الإعجاز البياني) ترى هل نعتقد أن الله تحدى البشر أن يأتوا بكتاب يتألف من عدد كلمات تساوي (مثل) عدد كلمات القرآن!؟. إذا أمكن ذلك سقط ربط الإعجاز به. وكذلك كل أمر نصفه بالإعجاز لا بد ان يكون معجزا بحد ذاته (دون تقييده بغيره). ولننظر الى ما يجعله البعض معجزا وهو ممكن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[24 Oct 2009, 03:46 م]ـ
الأخ الكريم أبو عمرو،
1. طالما أن الجمهور يذهب إلى توقيف الرسم العثماني وغيرهم يذهب إلى أنه اصطلاحي، فلماذا لا تكون النظم العددية المدهشة من مرجحات مذهب الجمهور.
2. المصحف السائد في العالم الإسلامي يوافق قراءة حفص وغيرها. انظر مثلاً كلمة أدريك ... ومن هنا عدد المصاحف التي كُتبت في عهد عثمان رضي الله عنه أقل من عدد القراءات المتواترة، ولكنها تحتمل كل القراءات المتواترة.
3. هذا يعني أن نجري البحوث على المصاحف العثمانية. ولكن سيكون من قبيل التشتيت أن تبحث في كل المصاحف. ومن هنا ننصح من يبحث في الإعجاز العددي أن يستمر في النسخة السائدة في العالم الإسلامي. وعندما نحدد النسخة السائدة نساعد الناس في التحقق من صدق البحوث ونساعدهم في المساهمة في هذه الجهود المباركة.
4. الاختلاف في رسم المصاحف العثمانية مرصود ومعلومة مواقعه وانعكاس ذلك على البحوث العددية محدود، لأن المشترك بين المصاحف العثمانية هو عصب هذه البحوث. وهنا لا بد من التنبيه إلى أن الأبحاث العددية لا تتعامل مع القراءات وإنما مع رسم المصحف فليكن ذلك معلوماً.
5. مجموع الأبحاث الجادة التي صدرت تؤكد وجود البناء الرياضي المذهل. وفقط من بات يؤمن بهذا الوجه من وجوه الإعجاز هم الذين سيكشفون عن تفاصيل هذا الإعجاز، أما أهل المعارضة فنشبههم بالكوابح التي تمنع الاسترسال في الشطط.
ـ[أبو عمرو]ــــــــ[24 Oct 2009, 04:15 م]ـ
الأخ حجازي الهوى وفقك الله
القضية علمية بحتة وليست اعجابا وتقديرا. قضية الاعجاز قضية مصيرية تعني أن هذا وحيٌ من الله مرادٌ له سبحانه أم لا. إذا اردنا أن نقول ذلك يلزمنا الدليل، والتحقيق. والظن لا يغني من الحق شيئا.
وما لم يثبت وجوده فهو في حكم المنفي. (فكيف والادلة الأصيلة لا تشير الى احتمالية وجوده).
الكلام والمعاني هي المقصودة من الخطاب. وكل كلمة لها معنى وتؤدي غرضها في سياق الخطاب وتقسيم الكلام أمر مقصود لأنه داخل في باب المعاني والنظم. وما يأتي في الكلام تبعا بعد ذلك فلا يعول عليه ولا يوصف باعجاز أو مقصود او غير ذلك دون دليل. وهذا موطن الاشكال فإما أن تأتي التوافقات العددية أصالة أو تبعا فاذا كانت الثاني فلا اعجاز ولا قصد. والاولى هي ما نناقشها ونطلب عليها الدليل. وإذا ثبت ذلك أمكن لك ان تقول في هذا (كل عمل له يمدح عليه) سبحانه. ونحن هنا نعرض الفكرة بعينها للدراسة والنقاش.
لما نزل القرآن كان العرب عندهم الفصاحة والبلاغة ولديهم الكلام الجميل والبليغ والشعر البديع، لم يقل أحد أن كلامهم كان مصادفة وعمل بشري غير مقصود، بل كان ذلك عن دراية وعلم واجتهاد وتفنن ومع هذا لم يصلوا الى حد القرآن وهذا هو الاعجاز. فلم يلتفت أحد مثلا الى قضية جزئية (كالأعداد) وراودته نفسه أن يحاكيها ويطلب لها مثلا في كلامهم لأنهم يعلمون المقصود من الكلام.
شبهة قياس خالق على مخلوق غير موجودة الا ان يكون جل موضوع الاعجاز يندرج تحتها لأنه لا فرق بين نوع من الاعجاز وآخر.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[24 Oct 2009, 04:45 م]ـ
الأخ حجازي الهوى وفقك الله
القضية علمية بحتة وليست اعجابا وتقديرا. قضية الاعجاز قضية مصيرية تعني أن هذا وحيٌ من الله مرادٌ له سبحانه أم لا. إذا اردنا أن نقول ذلك يلزمنا الدليل، والتحقيق. والظن لا يغني من الحق شيئا.
وما لم يثبت وجوده فهو في حكم المنفي. (فكيف والادلة الأصيلة لا تشير الى احتمالية وجوده).
الكلام والمعاني هي المقصودة من الخطاب. وكل كلمة لها معنى وتؤدي غرضها في سياق الخطاب وتقسيم الكلام أمر مقصود لأنه داخل في باب المعاني والنظم. وما يأتي في الكلام تبعا بعد ذلك فلا يعول عليه ولا يوصف باعجاز أو مقصود او غير ذلك دون دليل. وهذا موطن الاشكال فإما أن تأتي التوافقات العددية أصالة أو تبعا فاذا كانت الثاني فلا اعجاز ولا قصد. والاولى هي ما نناقشها ونطلب عليها الدليل. وإذا ثبت ذلك أمكن لك ان تقول في هذا (كل عمل له يمدح عليه) سبحانه. ونحن هنا نعرض الفكرة بعينها للدراسة والنقاش.
لما نزل القرآن كان العرب عندهم الفصاحة والبلاغة ولديهم الكلام الجميل والبليغ والشعر البديع، لم يقل أحد أن كلامهم كان مصادفة وعمل بشري غير مقصود، بل كان ذلك عن دراية وعلم واجتهاد وتفنن ومع هذا لم يصلوا الى حد القرآن وهذا هو الاعجاز. فلم يلتفت أحد مثلا الى قضية جزئية (كالأعداد) وراودته نفسه أن يحاكيها ويطلب لها مثلا في كلامهم لأنهم يعلمون المقصود من الكلام.
شبهة قياس خالق على مخلوق غير موجودة الا ان يكون جل موضوع الاعجاز يندرج تحتها لأنه لا فرق بين نوع من الاعجاز وآخر.
أخي الكريم ما كتبته وسألتك عنه وهو من صميم القضايا العلمية وليس فيه شيء من الخطابة.
أنت سألت أسئلة وقابلناك بمثلها وأسئلتك تجيب عليها الأدلة العامة المتعلقة بصفات الله فضلا عن الجواب الخاص الذي لم يستوعبه بعد منكري الإعجاز.
أما أسئلتنا فنرجو أن تجيب عليها وتعطينا الدليل على أن أمر في كتاب الله غير مقصود له.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[24 Oct 2009, 05:14 م]ـ
الأخ الكريم أبو عمرو،
إضافة لما ورد في المداخلة السابقة أقول:
1. عندما يستيقن المسلم أن القرآن الكريم كلمة الله عليه أن يدرك أنه يختلف عن كلام البشر، وبالتالي عليه أن يتوقع المفاجآت التي تليق بكلام من خلق السماوات والأرض.
2. عندما يقوم المسلم بواجبه في الدراسة والبحث واستجلاء الأسرار يمكنه بعد ذلك أن يقيم الحجة الدامغة على غير المسلم. وكيف للمسلم أن يقيم الحجة على غير المسلم في هذا العصر وهو لا يزال يتعامل مع القرآن الكريم بأسلوب الترجمة اللفظية.
3. لم ينزل القرآن الكريم للعرب فقط، وإنما نزل للبشرية إلى يوم القيامة، والقرآن الكريم ليس مجرد ألفاظ، بل هو معاني، ولم يكن العرب في عصر نزول الرسالة يملكون المعارف التي تؤهلهم للتعمق في تدبر القرآن الكريم. وإن تعجب فاعجب ممن يزعم أنهم أزكى نفوساً وبالتالي أعظم علماً. أمّا أنهم أزكى نفوساً بالمجمل فنعم، أمّا أعلم فلا، ومن زعم غير ذلك فعليه الدليل من القرآن أو السنة.
ـ[أبو عمرو]ــــــــ[24 Oct 2009, 11:02 م]ـ
أخي الكريم حجازي الهوى
عندما نتحدث عن نقطة محددة لا بد أن يكون السؤال محددا وواضحا وليس عاما.
اذا كان عندك دليل واحد على أن هناك اعجاز عددي بمعنى أن الرسم وحي من عند الله وأنه سبحانه قصد هذه المعادلات التي يستنتجها الأخوة فأت به. واذا كان لا يوجد عندك دليل قل لا وبعدها يكون المضي في البحث سهلا.
ـ[أبو عمرو]ــــــــ[24 Oct 2009, 11:15 م]ـ
اخي أبو عمرو البيراوي
بارك الله فيك.
قلت (ولم يكن العرب في عصر نزول الرسالة يملكون المعارف التي تؤهلهم للتعمق في تدبر القرآن الكريم) عفوا ما هذه المعارف؟ هب أنهم لا يعلمون العدد الذري للحديد، هل ليس عندهم علم بالحساب والعد؟. أم لا يعلمون أن عدد أيام الأسبوع سبعة وان الله خلق الكون في ستة ... ؟؟
والكلام العام لا يخدم نقاشنا.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[24 Oct 2009, 11:22 م]ـ
أخي الكريم حجازي الهوى
عندما نتحدث عن نقطة محددة لا بد أن يكون السؤال محددا وواضحا وليس عاما.
اذا كان عندك دليل واحد على أن هناك اعجاز عددي بمعنى أن الرسم وحي من عند الله وأنه سبحانه قصد هذه المعادلات التي يستنتجها الأخوة فأت به. واذا كان لا يوجد عندك دليل قل لا وبعدها يكون المضي في البحث سهلا.
كل شيء في كتاب الله مراد له ومن ذلك عدد السور والحروف وإذا لم يكن كذلك فكأني بك تشبه الله تعالى بقائل قصيدة أو مؤلف كتاب رتبه ونظمه وزاد فيه ونقص ثم قال هكذا يكفي وهذا يفي بالمراد.
كأني بك تقول إن الله لم يقصد أن يكون كتابه مكون من أربعة عشر ومئة سورة , وأن الله لم يرد أن تكون سورة البقرة 286 آية ولم يرد أن تكون الإخلاص 4 آيات.
كأني بك تقول إن الله تكلم بالقرآن فلما بلغ سورة الناس قال هذا يكفي للبشر.
إنك كالذي يقول إن الإنسان خلْقُ الله تعالى وهو معجز، ثم إذا قال له علماء التشريح إن جسد الإنسان يتكون من عدد معين من الخلايا وأن الخلايا تعمل بنظام معين وأن هذا أمر معجز تنبهر له العقول، قال ليس في هذا إعجاز ولابد من دليل أن هذا العدد كان مرادا للخالق!!!
نحن نقول إن الله لا يعبث وإنما هو الحكيم الفعال لما يريد فكل ما نتج عن كلامه فهو حق له دلالته علمه من علمه وجهله من جهله.
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[25 Oct 2009, 09:25 ص]ـ
الأخ الكريم البيراوي:
1. القرآن الكريم تحدى البشر أن يأتوا بمثله، ولم يتحد بمثل بيانه. ومن هنا لا يصح زعم البعض أن الإعجاز يقتصر على الإعجاز البياني.
بل يصح هذا ولا يصح غيره.
فما فهمه العرب هو أن يأتوا بمثل بيانه وبلاغته وروعته. وإنه وإن كانت المثلية هنا مطلقة، إلا أن العرف مخصص لها، فينصرف معناها إلى المعهود بالمثلية عند العرب الأولين ولا يجاوزه، كما أن قوله تعالى ((حرمت عليكم أمهاتكم)) معناها تحريم النكاح أو مطلق الاستمتاع، وليس الكلام، والنظر والقبلة على وجه البر والرفق بها. والعرف هنا هو المخصص، وكذلك الأمر في المثلية.
2. طال الكلام في الإعجاز العددي ولا يغني ضرب الأمثال السريعة. ومن كان معنياً بمعرفة الحقيقة فليبحث، وقد كان المسلم من السلف الصالح يرحل السنين يطلب العلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك لا تغنيكم - يا أخي- كثرة التوافقات والتلفيقات التي تخرجون بها، وتوافوننا بها المرة تلو المرة، إذ لا بد لكم من دليل على أصل دعواكم، لا بد من دليل يدلكم على أصل المسألة من فقه اللغة أو من كلام العرب، وكما ذكر الأخ أبو عمرو: هل منا من ينصرف عند قراءة كلام بشري إلى عد الأسطر والكلمات، ثم يقول عدد كلمات المقالة تساوي عدد كلمات عنوان المقالة مضروبة بعدد الأسطر أو ما إلى ذلك من هذه التلفيقات؟
أنتم تقرؤون كلام الله، ثم تنصرفون إلى عدِّ الآيات وترتيب السور والضرب والجمع والطرح والقسمة ... إلخ. فما الذي جعلكم تسلكون هذا المسلك في تدبر القرآن؟!
هل من دليل عندكم على جواز الضرب على الآلة الحاسبة عند قراءة القرآن؟!
أم هو حب الظفر بجديد لم يأت به الأولون ولو كان باطلاً؟!
إذا كان ضرب الأمثلة السريعة لا يجدي فكذلك الأمر في تلفيقاتكم الكثيرة التي وافيتمونا بها، فهي على كثرتها لا تغنيكم شيئاً ما لم تأتونا بدليل على أصل المسألة.
3. هذا يعني أن نجري البحوث على المصاحف العثمانية. ولكن سيكون من قبيل التشتيت أن تبحث في كل المصاحف. ومن هنا ننصح من يبحث في الإعجاز العددي أن يستمر في النسخة السائدة في العالم الإسلامي. وعندما نحدد النسخة السائدة نساعد الناس في التحقق من صدق البحوث ونساعدهم في المساهمة في هذه الجهود المباركة.
وماذا عن المسلمين في المغرب العربي ورواية ورش هي السائدة عندهم؟!
ثم إن التحقق من صدق التلفيقات العددية التي تخرجون بها مما لا ننازعكم فيه ابتداءً، بل نحن ننازعكم في أصل مسألة دلالة الأعداد في القرآن. وهذا ما لا يغنيكم فيه كثرة الأمثلة.
4. الاختلاف في رسم المصاحف العثمانية مرصود ومعلومة مواقعه وانعكاس ذلك على البحوث العددية محدود، لأن المشترك بين المصاحف العثمانية هو عصب هذه البحوث. وهنا لا بد من التنبيه إلى أن الأبحاث العددية لا تتعامل مع القراءات وإنما مع رسم المصحف فليكن ذلك معلوماً.
الخلاف ليس في رسم المصاحف فقط، بل في عد الآي، وزيادة رقم أو نقصانه في تعداد الآيات يؤثر في عمليات الحساب عندكم.
ثم بإمكانكم أن تقولوا: لكل قراءة متواترة نظامها العددي الخاص!!! فتسدوا علينا باب المعارضة ها هنا كما أنكم تقولون لكل سورة نظامها العددي الخاص!!!
ولا دليل لكم على هذا كله، ولا زلنا نطالبكم بدليل على أصل المسألة.
5. مجموع الأبحاث الجادة التي صدرت تؤكد وجود البناء الرياضي المذهل. وفقط من بات يؤمن بهذا الوجه من وجوه الإعجاز هم الذين سيكشفون عن تفاصيل هذا الإعجاز، أما أهل المعارضة فنشبههم بالكوابح التي تمنع الاسترسال في الشطط.
ولنا أن نسمي مجموع هذه الأبحاث "تلفيقات ما أنزل الله بها من سلطان". وهذا البناء الرياضي المذهل الذي تزعمونه إنما هو عملكم أنتم في ربط الأعداد بعضها ببعض جمعاً أو طرحاً، ضرباً أو قسمة ....
مثال هذا ما ذكره الأخ جلغوم عندما بين لنا أن "خلق السماوات والأرض في ستة أيام" ذكر سبع مرات في القرآن، ولو كان ذكر ست مرات لقال: انظر إلى هذا التناسق العجيب، ستة أيام وست مرات!
ولكن لما أشكل عليه ورود الخلق سبع مرات ذهب إلى استنباط علاقة أخرى ورابط آخر، أو تعليل آخر جديد.
وكذلك ما حصل معك أنت أخي البيراوي، ربطت بين ترتيب كروموسومات ذكر النحل وترتيب سورة النحل في المصحف، ووافق هذا عدد كروموسومات العنكبوت والنمل، ولكن لم يوافق ترتيب سورتي البقرة والإنسان عدد كروموسومات البقرة والإنسان!!
فقلتم لأن الحديث عن الحشرات!!
فما بال الثدييات؟!
ثم تزعمون أننا نتكلف التلفيق! فكيف وأنتم غارقون فيه؟!
ثم إني لا أظنكم تعجزون عن إيجاد رابطة "تلفيق" يجمع الإنسان والبقرة، ويربطهما بترتيب سورتي البقرة والإنسان!
وهكذا تمضون في إيجاد ما تستطيعون من أبنية رياضية مذهلة!!
ويبقى سؤالنا – نحن أهل المعارضة- قائماً لم نجد له جواباً عندكم:
أين دليلكم على أصل المسألة الأعداد في القرآن؟!
وكثرة التلفيقات التي تأتوننا بها لا تنهض دليلاً على صحة دعواكم، لأنه ليس لها ما يسندها أصلاً.
إضافة لما ورد في المداخلة السابقة أقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
1. عندما يستيقن المسلم أن القرآن الكريم كلمة الله عليه أن يدرك أنه يختلف عن كلام البشر، وبالتالي عليه أن يتوقع المفاجآت التي تليق بكلام من خلق السماوات والأرض.
إذا كان الأمر متعلقاً بالإعجاز، فهذه مصادرة، إذا لا يمكن أن تتيقن أن القرآن كلام الله ولمّا يثبتْ لنا أن القرآن كلام الله من حيث وجود الإعجاز العددي فيه.
ثم إن المفاجآت التي تليق بكلام من خلق السماوات والأرض لا بد لها من دليل يدل عليها، ولا يكفيك كثرة التلفيقات.
ثم إن كثيراً من تفسيرات الباطنية والصوفية تختزن مفاجأت عجيبة مثيرة، إذ يفطنون إلى تفسيرات وتأويلات لا تخطر على قلب بشر!
وكون هذه المفاجأة لائقة أو غير لائقة بحاجة إلى دليل، لا نزال نطالبكم به.
علاوة على أن قولك "توقع المفاجآت التي تليق بكلام الله" يوكد لنا ولوع الكثيرين من أرباب الإعجاز العلمي والعددي بشيء يسبقون إليه مما لم تأت به الأوائل، ونحن لا نقف حجر عثرة في طريقهم، ولا نمنع أن يأتونا بشيء لم تأت به الأوائل إذا كان صحيحاً مدعماً بالدليل ...
أما أن يكون عارياً عن الدليل، ولمجرد السبق ليس إلا، فلا ...
2. عندما يقوم المسلم بواجبه في الدراسة والبحث واستجلاء الأسرار يمكنه بعد ذلك أن يقيم الحجة الدامغة على غير المسلم. وكيف للمسلم أن يقيم الحجة على غير المسلم في هذا العصر وهو لا يزال يتعامل مع القرآن الكريم بأسلوب الترجمة اللفظية.
على الأقل: الترجمة اللفظية خير من الهذيان العددي ...
فالمتعلق بالألفاظ ودلالاتها لم يجاوز المعقول، إذ هذا هو الأصل في الكلام من حيث هو كلام.
أما الذاهبون إلى الأرقام، اللاهثون وراء مفاجآت ما أنزل الله بها من سلطان، الذين يتدبرون القرآن بلغة الـ digital لا بلسان العرب فأنى لهم أن يقيموا الحجة؟!
3. لم ينزل القرآن الكريم للعرب فقط، وإنما نزل للبشرية إلى يوم القيامة، والقرآن الكريم ليس مجرد ألفاظ، بل هو معاني، ولم يكن العرب في عصر نزول الرسالة يملكون المعارف التي تؤهلهم للتعمق في تدبر القرآن الكريم. وإن تعجب فاعجب ممن يزعم أنهم أزكى نفوساً وبالتالي أعظم علماً. أمّا أنهم أزكى نفوساً بالمجمل فنعم، أمّا أعلم فلا، ومن زعم غير ذلك فعليه الدليل من القرآن أو السنة.
ولنا أن نقول في مقابل دعواك، ثم نكون أصدق قيلاً: إن الأولين كانوا أسعد حظاً، وأحسن حالاً من حيث إنهم علموا حدود ما أنزل الله على رسوله فلم يجاوزوه إلى ضروب من الهذيان ما أنزل الله بها من سلطان، ولم يقوِّلوا الله ورسوله ما لم يقولاه.
فهلا أتيتنا بدليل على أصل مدعاك؟!
الأمر كما قلتَ: القرآن ليس مجرد ألفاظ، بل هو معانٍ ...
فأين الدليل على أن القرآن أرقام؟!!
أنت من يلزمك الدليل أخي، وليس نحن.
ولا زلنا نطالبك به ...
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[25 Oct 2009, 11:54 ص]ـ
الأخ الكريم بكر،
مداخلتك هذه مجرد خطبة، وأصبحتَ تكرر نفسك. وإذا قرأ الأخوة رواد المنتدى مداخلتك الأخيرة فقد أُنصِفنا.
لا أصل لمسألة الإعجاز العددي في كل علوم البلاغة، لأن وجود النظام العددي أبلغ من البلاغة. ولا نبحث للإعجاز العددي عن سلف في السلف الصالح لأن النص الكريم بين أيدينا. فإذا عجز السلف -إذا- عن إثبات أنه لم يزد حرفاً ولم ينقص حرفاً أثبتنا نزاهته بما فيه من عجائب النظام الذي غفل عنه أهل النظم. وإذا عجزوا عن اثبات أن عدد آياته مبني على التوقيف أثبتنا ذلك. وأقول بعبارة أخرى: إذا عجز أهل التاريخ والنقل واختلفوا أزال النص الكريم اختلافهم. أهل التاريخ والنقل يتنازعون في دليل خارج عن النص ونحن نُحكّم النص وكفى بالله شاهداً ودليلاً.
ـ[أبو عمرو]ــــــــ[25 Oct 2009, 07:55 م]ـ
الأخوة الكرام
أليس غريبا أن يطرح باحث ما مسألة علمية ويتبناها ويبحث بها وهو لا يملك على اثباتها ووجودها أي دليل. الا اشباه دليل وقول بالظن (لماذا هذا ولماذا ذلك؟) أي نوع من الأدلة هذا التي يبنى عليها مسألة غيبية من مسائل الوحي.
أصبح البعض ينظر الى القرآن كأرقام فحسب، ولا يرى في السورة الا عدد آياتها. سورة الاخلاص تعدل ثلث القرآن وهي أربع آيات ترى لماذا؟ بقي أن نسمع التعليل العددي لتوضيح هذه الامور.
الأخ حجازي الهوى
فهمنا ما تقول لكن نريد علاقة ذلك باثبات وجود ما يسمى بالاعجاز العددي.
ولا بأس (بما أنه تسيطر عليك فكرة مقصود لله) أن أقول لك لقد أنزل الله التوراة والانجيل وغيرها وتكلم سبحانه بالاحاديث القدسية وأنزل وحيا على محمد صلى الله عليه وسلم غير القرآن. على النظرية التي تطرحها (مراد الله) لا بد أن يتحقق الاعجاز العددي في التوراة والانجيل وفي الاحاديث القدسية كذلك. لأنه سبحانه أحصى كل شيء عددا وأنه سبحانه (لا يعبث وإنما هو الحكيم الفعال لما يريد فكل ما نتج عن كلامه فهو حق له دلالته علمه من علمه وجهله من جهله) وهذا ما تحاول أن تستدل به على وجود الاعجاز العددي في القرآن. فهل تقولون بذلك؟ لو قلتم نعم. لما كان هناك ميزة للقرآن إذن. واذا قلتم لا فتوجيهكم هو توجيهنا.
وفق الله الجميع لكل خير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[25 Oct 2009, 08:47 م]ـ
الأخ الكريم أبو عمرو،
1. لم تكن المعجزة في نص التوراة أو نص الإنجيل، أما القرآن الكريم فالإعجاز في النص، ومن هنا يجب الإلتزام بلفظه. والحديث القدسي يكون المعنى من الوحي واللفظ من الرسول صلى الله عليه وسلم، بل قد يكون رواية بالمعنى من قِبل الراوي.
2. حتى نبين مقصدنا بمراد الله تعالى نكرر هذا المثال:
إذا بدأنا العد من بداية قصة أصحاب الكهف نجد أن الكلمة التي تأتي بعد قوله تعالى:" ولبثوا في كهفهم" هي الكلمة 309 في القصة. ولا يوجد مسلم يزعم أن هذا غير مراد لله، لأن كل حرف في القرآن معلوم ومراد لله تعالى، أي لا يوجد صدفة في كتاب الله.
وبعد أن نتفق على هذه المسألة قد نختلف في الفهم والتعليل وبيان الحكمة أو الفائدة.
3. القائلون بالإعجاز العددي لا يتوقّفون عند هذه الملاحظة بل يبحثون عن الأسرار التي يمكن أن تكون مثل هذه الملاحظة مفتاحاً لها.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[25 Oct 2009, 09:21 م]ـ
أخانا الكريم أبا عمرو
لا شك أن الإعجاز موجود في كلام الله تعالى وسواء كان القرآن أو التوراة أو الإنجيل، ولكن ليكن منك على بال أننا مطالبون بالنظر في ما طالبنا الله بالنظر فيه وهو القرآن رسالة الله الخاتمة للبشرية.
ثم لماذا هذه النظرة الضيقة لبعض الإخوة تجاه كتاب الله تعالى!؟
إن الله تعالى قد وصف كتاب بقوله:
"إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ" وهذه الهداية في كل مجال من مجالات الحياة وعلومها.
ومن أهم علوم الحياة وتتوقف عليها حياة البشر علم العد والحساب وقد أشار الله تعالى في كتابه إلى هذه القضية:
"الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ" سورة الرحمن (5)
(هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5) إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)) سورة يونس
(وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا (12)) سورة الإسراء
وأخبر تبارك وتعالى أنه قدر كل شيء خلقه تقديرا:
"وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا" سورة الفرقان من الآية (2)
(وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9)) سورة الرحمن
(وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (19) وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ (20) وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21)) سورة الحجر
وقال تعالى:
(وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ) سورة يس من الآية (12)
وهذه الآيات وغيرها كثير في كتاب الله تدعونا إلى العناية بهذه القضية الخطيرة في حياة الإنسانية وهي العد والإحصاء.
وإذا كان لا أحد يجادل في مصداق ما أخبر الله تعالى به من أن هذا الكتاب المفتوح "الكون" مبني على معادلات دقيقة فلماذا نستبعد أن يكون في كتاب الله شيئاً من الإعجاز العددي؟ ولماذا نحجر على العقول أن تنظر في كتابه وعدد آياته وحروفه؟
أم تقولون إن كلام الله خارج عن دقة التقدير والإحصاء التي أخبر الله تعالى عن وجودها في خلقه؟
أيها الأخوة الأفاضل
لتكن مداخلاتنا في هذا الموضوع القصد منها التقويم والتسديد لا التعجيز والتثبيط.
وفق الله الجميع لما فيه الخير.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[25 Oct 2009, 10:16 م]ـ
إلى منكر الإعجاز العددي أبي عمرو،
كنت قد ذكرت في مشاركة سابقة أن مجموع اعداد الآيات في السور السبع التي وردت فيها الآيات السبع حيث ذكر العدد 6 في موضوع خلق الكون هو 619.
وقلت أن العدد 619 هو العدد 114 في ترتيب الأعداد الأولية.
(تامل أيضا: 114 = 19 × 6).
ومررت على هذه الحقيقة كأنك لم ترها ...
إليك هذه:
لا إله إلا الله، محمد رسول الله ..
هاتان هما الشهادتان ..
إن قيمتهما وفق حساب الجمّل هو: 619 أيضا.
وهذه:
تتألف آية البسملة من كلمة " بسم " وثلاثة من أسماء الله الحسنى ..
هي: الله الرحمن الرحيم.
قيمة الأسماء الثلاثة وفق حساب الجمّل هي: 684.
العدد 684 يساوي 6 × 114.
114 (4 + 1 + 1)
ما ذكرته لك هو من الأمثلة التي نبدأ بها مع طلبة المدارس، ثم نتدرج شيئا فشيئا.
ما تفسيرك؟
أتراها مصادفة بديعة؟ ولماذا العدد 114؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[25 Oct 2009, 10:34 م]ـ
الأخ العليمي وفقك الله. . . أعود الى الفتوى التي ذكرت. . . وأقول ليس فيها ما يؤيد التوقيف. . . أين دليل التوقيف؟ ما شان عثمان والاقتداء بعثمان في أمر الهي معجز
حسنا يا أخى، قد تكون محقا فى هذا ولن أماريك لأن تلك المسألة لا تزال بالفعل موضع خلاف بين العلماء ولم يقطعوا فيها بشىء، ولكن ألا يكفيك أن القول بالتوقيف هو قول الجمهور؟ أى هو قول الأغلبية، أفلا يكفى هذا لعدم الاحتجاج علينا بهذه المسألة
ثم انك لم تجبنى عن سؤالى الذى يقول: ألا يعتبر حفظ الله لهذا الرسم على مر العصور وحتى عصرنا هذا وجعله هو المعتمد فى طباعة المصاحف فى كافة أرجاء العالم الاسلامى، ألا يعتبر هذا من مصداقيات تعهد الله جل وعلا بحفظ كتابه كما أخبرنا بذلك؟
وألا يكون هذا من مرجحات كونه توقيفيا بالفعل؟
أنا لم أعترض على اعتمادكم رواية حفص. . . . لكن لما كان زعمكم أن الاعجاز العددي وكتابة القرآن هي وحي من الله ومقصودة له فلماذا لا تقولوا ذلك بوضوح في شأن القراءات الأخرى؟ على الأقل ان كنتم واثقين تؤكدون أن الاعجاز العددي موجود في كل قراءة. أرجو التوضيح؟
لا يوجد ما يمنعنا من القول بوجود الاعجاز العددى فى كل قراءة، ولكن هذا الأمر مرهون بالتحقق منه عمليا ممن يأخذون بالقراءات الأخرى غير قراءة حفص، فلتتوجه اليهم هم بهذا السؤال، فهم الأحرى بالجواب عنه، وأعتقد أن هذا الجواب مقنع ومنطقى
إن ربط الاعجاز العددي برواية حفص أو برواية قارئ معين كما في قرار ضوابط البحث في الاعجاز العددي هو امر ضعيف للغاية ويضعف موضوع الاعجاز العددي إذ يصبح لا معنى له ويصبح مرتبطا برواية القارئ اكثر من ارتباطه بالقرآن الذي يشمل روايته ورواية غيره.
ما جاء فى (ضوابط البحث فى الاعجاز العددى) التى ذكرتها لك من قبل ليس أمرا ضعيفا كما تقول، بل هو عين العقل وعين الصواب يا أخى، ولا يمكن تصور خلافه، لآنه يعنى توحيد منهج البحث وفق قراءة واحدة حتى يصبح للنتائج مصداقية علمية
ولا أدرى كيف تتصور أن تجرى البحوث على غير هذا النهج؟!
هل تريدها أن تجرى على مزيج من قراءات شتى مختلفة عن بعضها البعض؟!
وهل يكون هذا منهجا علميا؟!
ثم دعنى أنبهك الى أن ما جاء فى الضوابط فى هذا الشأن لم يحدد قراءة معينة بالاسم، ولم يذكر حفصا بالتحديد كما توحى عبارتك، وانما جاء فيها ما نصه: " الالتزام بقراءة واحدة في كل دراسة، ولايجمع بين القراءات إلا بقصد المقارنة "
وهذا منهج علمى سديد، ولا يتصور خلافه
ثم انك تقول عبارة غريبة جدا، تقول:
" ويصبح مرتبطا برواية القارىء أكثر من ارتباطه بالقرآن "!!
فهل تصورت أن رواية كل قارىء مرتبطة بشخصه هو؟؟
وهل نسيت أن المنبع الأصيل والمصدر الأول لكل رواية هو رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
وهنا دعنى أذكرك بما سبق أن قاله سميك الأخ أبو عمرو ولتتأمل فيما قاله جيدا، قال:
نعجب ممن يدرّس القراءات ويقول لطلابه إنها متواترة عن الرسول صلى الله عليه وسلم ثم نجده يقول: هذا وفق قراءة حفص فماذا تقولون وفق قراءة ورش؟! وكان الأجدر به أن يقول: هذا وفق قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم فماذا تقولون في قراءة الرسول!!
ونعجب ممن يقول لطلابه إن العلماء قد اختلفوا في توقيف الرسم القرآني ثم تجده يقول: هذا وفق قول الجمهور فماذا تقولون في قول من يخالف الجمهور.!!
والسؤال هنا: كيف يمكن أن تتفق على قواعد التأصيل مع من يفكر بمثل هذه الطريقة؟
من القول السابق يمكنك أن تدرك الفرق بين دعاة التأصيل حقا (وقليل ما هم)، ودعاة التعجيز كما أحب أن أسميهم
ثم تقول لى:
أخ العليمي. . . أطرح سؤالا بطريقة أخرى: هل سبق أن فكرت أنت شخصيا أو سمعت عن أي أحد أنه اذا كتب مقالا أو كتابا أخذ في اعتباره عدد تكرار حرف معين أو كلمة مثلا أو مجموع الاسطر يساوي عدد احرف العنوان مثلا؟ أم يكون التركيز على ايصال الفكرة والمعنى؟ أرجوك ان تخبرني وأرجو أن تقول لي هل هذه تكون صفة مدح للإنسان ام لا؟
يا أخى الكريم اعلم أن القياس مع الفارق العظيم، فأفعال الله تعالى لا يقاس عليها، والله عز وجل على كل شىء قدير، وهو سبحانه يقدر على أن يفعل فى كلامه ما لا يقدر عليه البشر، واذا كان ما ذكرته يأتى على حساب الفكرة والمعنى فى كلام البشر، فانه لا يخل بالبيان الالهى المعجز مثقال ذرة واحدة، بل - على العكس - يضيف اليه أبعادا جديدة ليست فى متناول قدرة البشر، وهذا هو ما يجعل منه اعجازا
أرجو أن أكون قد أجبتك بما يشفى غليلك، وأدعو لك بأن يرزقك الله فهما وفقها ويزيدك من فضله
والسلام عليك أخى الكريم
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[25 Oct 2009, 11:43 م]ـ
الأخ الكريم البيراوي:
وكذلك ما حصل معك أنت أخي البيراوي، ربطت بين ترتيب كروموسومات ذكر النحل وترتيب سورة النحل في المصحف، ووافق هذا عدد كروموسومات العنكبوت والنمل، ولكن لم يوافق ترتيب سورتي البقرة والإنسان عدد كروموسومات البقرة والإنسان!!
ثم إني لا أظنكم تعجزون عن إيجاد رابطة "تلفيق" يجمع الإنسان والبقرة، ويربطهما بترتيب سورتي البقرة والإنسان!
...
هذا يعني أنك ترفض الربط بين ترتيب سورة النحل وعدد كروموسومات النحل لأنك ترى عدم الربط بين سورة البقرة وعدد كروموسومات البقرة في القرآن ..
(بالله عليك، أهذا معقول).
طيب. لقد أوحى الله سبحانه إلى النحل: (واوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون) 68 النحل.
فهل أوحى الله إلى البقرة أيضا؟
وهل ستربط قبولك للأولى بشرط أن يكون في القرآن نصيب للبقرة من الوحي؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو]ــــــــ[26 Oct 2009, 04:48 م]ـ
إخوتي أنا أنظر وأمتحن الأدلة التي تستدلوا بها. حتى تكون مقبولة لا بد أن نفهم الدليل وموطن الشاهد. لا مجرد سرد كلام عام وحسب. لذلك ذكرت التوراة والانجيل والاحاديث القدسية جوابا على شبهة دليل ذكرت في النقاشات. والتي أدت الآن (من أجل الدفاع عن فكرة الاعجاز العددي) الى أن يقول الأخ حجازي الهوى أن كل كلام الله معجز (عدديا) وحتى التوراة والانجيل!. لا أدري يا أخ حجازي كيف تريدنا أن نوسع نظرتنا تجاه القرآن، هل بقبول كل فكرة تقال عن القرآن دون دليل؟
أخي حجازي نحن لا نستبعد أن يكون في كتاب الله اعجاز عددي، نحن نرفض بشدة أن يتقول أحد على الله بغير علم أو أن نقول في القرآن بغير بصيرة ودليل، أعتقد أن المسلمون متفقون على ذلك. نحن هنا نناقش صلب الموضوع. ولسنا فقط مارين بجواره لنقول يحتمل ونمضي. وأرجو أن تتذكر أننا لا نناقش موضوع العد والاحصاء والرياضيات التي كانت أيضا قضية خطيرة في حياة الانسانية منذ بدايتها ولما نزل القرآن وليست في أيامنا هذه فقط. ونحاول الفائدة ما استطعنا ومن يرى أن مخالفة الرأي تعجزه وتثبطه فعلى البحث السلام.
أخي الفاضل أبو عمرو البيراوي
أتفق معك تماما أن كل حرف وكل كلمة معلومة ومقصودة لله سبحانه وتعالى. ثم تقول: (وبعد أن نتفق على هذه المسألة قد نختلف في الفهم والتعليل وبيان الحكمة أو الفائدة.
3. القائلون بالإعجاز العددي لا يتوقّفون عند هذه الملاحظة بل يبحثون عن الأسرار التي يمكن أن تكون مثل هذه الملاحظة مفتاحاً لها.)
و هذا ما نحاوركم به وهذه هي نقطة ارتكاز البحث. أرأيت أنكم تناقشون بفهمكم أنتم لظاهرة معينة وتعليلكم وتحليلكم الخاص لها. وكما سميتها أنت (الفهم والتعليل وبيان الحكمة أو الفائدة) ثم لا تتوقفون عندها بل تبحثون عن *الأسرار* وراءها. فهمكم وتعليلكم ليس دليلا شرعيا وأظن أنكم لا تعتمدوا عليه لتثبتوا قضية غيبية وحيية كالتي نتناقش فيها. وهل من الاسرار اعجاز الرسم؟. من أنبأكم بهذا السر؟
أخي الكريم عبد الله جلغوم جزاك الله خيرا
أنا لم أزل في (الروضة) ولم أدخل مدرسة الاعجاز العددي بعد. أريد مقرر الروضة.
الأخ العليمي قد ذكرت وقد ذكر من قبل الأخ البيراوي أن القول بتوقيفية الرسم هو قول الجمهور وأنا أرجو إفادتي وإرشادي الى من قال بذلك من العلماء ومن أين أخذتم هذه المعلومة أن رأي الجمهور هو القول بالتوقيفية. كما أرجو إفادتي بأول من ورد منه القول بتوقيفية الرسم. ولكم الشكر الجزيل. فقط أحب أن أقول حتى لا يتبادر الى ذهن أحدكم أني أناقش على غير علم. فأنا قد بحثت في الموضوع وتوصلت الى أن رأي الجمهور هو عدم توقيفية الرسم. (الرجاء أن يعلم أن عدم اجازة الكتابة بغير الرسم العثماني لا تعني بالضرورة التوقيف) ونصوص العلماء في ذلك ظاهرة وواضحة وأنتظر فائدة منكم.
تقول (المسألة لا تزال بالفعل موضع خلاف بين العلماء ولم يقطعوا فيها بشىء)
يدل على أن أساس موضوعكم مختلف فيه واذا كان ذلك كذلك فهذا لا شك له تأثيره على ما يبنى عليه. لكن عفوا سؤالى هنا هل بحثتم في هذه المسألة قبل الخوض في مسائل الاعجاز العددي. هل أثبتم شيئا بادلة قاطعة قبل الخوض في العد؟ هاتوا ما عندكم فنحن نبحث.
تقول: (ألا يعتبر حفظ الله لهذا الرسم على مر العصور وحتى عصرنا هذا وجعله هو المعتمد فى طباعة المصاحف فى كافة أرجاء العالم الاسلامى، ألا يعتبر هذا من مصداقيات تعهد الله جل وعلا بحفظ كتابه كما أخبرنا بذلك؟
وألا يكون هذا من مرجحات كونه توقيفيا بالفعل؟)
ليس شرطا أن يدل على ذلك خصوصا وقد نص كثير من العلماء على أنه تمسك بما فعله الخليفة الراشد عثمان والمسلمون في ذلك العصر، كما تمسك المسلمون بالقراءات الموافقة للرسم العثماني. دع عنك موضوع الخلافات في الرسم العثماني والتي فيها مؤلفات كثيرة مشهورة، لم تعطونا رأيكم فيها.
تقول أخي (لا يوجد ما يمنعنا من القول بوجود الاعجاز العددى فى كل قراءة، ولكن هذا الأمر مرهون بالتحقق منه عمليا ممن يأخذون بالقراءات الأخرى غير قراءة حفص، فلتتوجه اليهم هم بهذا السؤال، فهم الأحرى بالجواب عنه، وأعتقد أن هذا الجواب مقنع ومنطقى)
هذا والله قمة العجب، لقد أثبت الأخ حجازي الهوى الاعجاز العددي في التوراة وأنت تريد أن تتأكد قبل أن تجزم بوجود الاعجاز العددي في كل قراءة. ولماذا هذا الكلام الذي يهدم نظريتكم أن الله أراد العدد وقصده. تريد أن تجرب وأن ترى اذا كان هناك اعجاز أم لا!؟ قل نعم بكل قوة وصراحة حتى يكون كلامكم متسقا وليس مرتبكا.
يا أخي الفاضل: القرآن قرآن برواية حفص أو غيره ولو كان نصفه لحفص وربعه لابن عامر وثلثه لخلف هو قرآن، لماذا لا يتحقق الاعجاز العددي الا برواية واحدة. وإذا كنا نعتقد يقينا بأن حفص قرأ كما قرأ الرسول، فإنه لا يمكننا أن نقول أن الرسول صلى الله عليه وسلم قرأ برواية حفص. وليتأمل هذا حتى نعلم موقع القراءات مما يسمى الاعجاز العددي. أعطونا فهمكم كيف كان يقرأ الرسول والصحابة ولم تكن أسماء هؤلاء القراء موجودة.
وأفهم من كلامك الأخير أنك أجبتني بأن تلك الصفة (في البشر) هي صفة ذم وليست مدح.
وأشكرك على دعائك وأسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[26 Oct 2009, 10:07 م]ـ
إخوتي أنا أنظر وأمتحن الأدلة التي تستدلوا بها. حتى تكون مقبولة لا بد أن نفهم الدليل وموطن الشاهد. لا مجرد سرد كلام عام وحسب. لذلك ذكرت التوراة والانجيل والاحاديث القدسية جوابا على شبهة دليل ذكرت في النقاشات. والتي أدت الآن (من أجل الدفاع عن فكرة الاعجاز العددي) الى أن يقول الأخ حجازي الهوى أن كل كلام الله معجز (عدديا) وحتى التوراة والانجيل!. لا أدري يا أخ حجازي كيف تريدنا أن نوسع نظرتنا تجاه القرآن، هل بقبول كل فكرة تقال عن القرآن دون دليل؟
أخي حجازي نحن لا نستبعد أن يكون في كتاب الله اعجاز عددي، نحن نرفض بشدة أن يتقول أحد على الله بغير علم أو أن نقول في القرآن بغير بصيرة ودليل، أعتقد أن المسلمون متفقون على ذلك. نحن هنا نناقش صلب الموضوع. ولسنا فقط مارين بجواره لنقول يحتمل ونمضي. وأرجو أن تتذكر أننا لا نناقش موضوع العد والاحصاء والرياضيات التي كانت أيضا قضية خطيرة في حياة الانسانية منذ بدايتها ولما نزل القرآن وليست في أيامنا هذه فقط. ونحاول الفائدة ما استطعنا ومن يرى أن مخالفة الرأي تعجزه وتثبطه فعلى البحث السلام.
.
نعم أخي الكريم
أنا أقول إن كلام الله معجز حتى في جانب العدد حتى لو كان توراة أو إنجيلا، ويكفيني في ذلك دليلا أنه كلام الله الذي ليس كمثله شيء.
أما طلبي أن توسع نظرتك للقرآن فلا يلزم منه أن تقبل القول فيه بغير دليل، ولكن أقول:
ما دام أنك لا تستبعد أن يكون في القرآن إعجاز عددي فغيرك يعتقد أن هناك إعجازا عدديا لمعطيات ودلايل كثيرة وهو يبحث عن هذا الإعجاز، فلماذا تقف في وجه من إيراد أن يبحث؟
أما مخالفة الرأي فهي حق لكل أحد ما دام أنه يستند في مخالفته إلى دليل، ولكن المرفوض هو الرفض لكل فكرة جديدة لمجرد أن الرافض لم يألفها أو لم يسمع بها من قبل.
أما القول على الله بلا علم فأعوذ بالله أن أكون من أهله.
حفظك الله ورعاك.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[26 Oct 2009, 11:16 م]ـ
الأخ الكريم أبو عمرو،
1. نعم القول بالتوقيف هو قول الجمهور، وتجد هذا في مراجع كثيرة منها على سبيل المثال (مناهل العرفان) للزرقاني.
2. فرضية: ماذا لو قلت لك إن كل آية فردية الرقم يكون عدد كلماتها فردي وعدد حروفها فردي، وكل آية رقمها زوجي يكون عدد كلماتها زوجي وعدد حروفها زوجي، فهل يكون ذلك دليلاً على كل من الآتية أم لا؟:
أ. أن عدد الآيات توقيفي ب. الرسم توقيفي ج. في ذلك دليل على الإعجاز العددي. د. لا بد لنا عندها متابعة البحث.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[26 Oct 2009, 11:43 م]ـ
لا أدري يا أخ حجازي كيف تريدنا أن نوسع نظرتنا تجاه القرآن، هل بقبول كل فكرة تقال عن القرآن دون دليل؟
أخي الفاضل أبو عمرو البيراوي
أنكم تناقشون بفهمكم أنتم لظاهرة معينة وتعليلكم وتحليلكم الخاص لها. وكما سميتها أنت (الفهم والتعليل وبيان الحكمة أو الفائدة) ثم لا تتوقفون عندها بل تبحثون عن *الأسرار* وراءها. فهمكم وتعليلكم ليس دليلا شرعيا وأظن أنكم لا تعتمدوا عليه لتثبتوا قضية غيبية وحيية كالتي نتناقش فيها ..
سبحان ربى!!
وهل القول بأن كتاب الله معجز فى كل شىء يستوى عندك مع كل فكرة تقال؟
تقول: يلزمنا الدليل؟
فهل الوقوف على اعجاز القرآن أيا كان وجهه يحتاج الى دليل خارجى (أى من خارج القرآن)؟
أفلا تكفيك الأدلة الداخلية المبثوثة فى النص القرآنى ذاته والتى يستخرجها الباحثون فى اعجازه؟
الأدلة يا أخى الفاضل على نوعين: داخلية وخارجية
ومعلوم أن الأدلة الداخلية هى الأقوى، لأنها هى البراهين و البينات على مصداقية الاعجاز الذى دل عليه الدليل الداخلى أيضا (القرآن ذاته فى آيات التحدى)
وقد يستغنى الدليل الداخلى عن الدليل الخارجى ويكتفى بذاته، أما العكس فلا
أرجو أن تكون قد فهمت
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[26 Oct 2009, 11:48 م]ـ
أخي حجازي نحن لا نستبعد أن يكون في كتاب الله اعجاز عددي
أخي الفاضل أبو عمرو البيراوي
أتفق معك تماما أن كل حرف وكل كلمة معلومة ومقصودة لله سبحانه وتعالى ..
والله انك لرجل طيب يا أبا عمرو!!
(يُتْبَعُ)
(/)
فعلى الأقل أنت أرحم من غيرك ممن يجادلون بالباطل حتى الرمق الأخير!!، ولا تواتيهم الشجاعة الأدبية على أن يقولوا هذا الذى قلته أنت
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[26 Oct 2009, 11:53 م]ـ
الأخ العليمي قد ذكرت وقد ذكر من قبل الأخ البيراوي أن القول بتوقيفية الرسم هو قول الجمهور وأنا أرجو إفادتي وإرشادي الى من قال بذلك من العلماء ومن أين أخذتم هذه المعلومة أن رأي الجمهور هو القول بالتوقيفية. كما أرجو إفادتي بأول من ورد منه القول بتوقيفية الرسم. ولكم الشكر الجزيل. فقط أحب أن أقول حتى لا يتبادر الى ذهن أحدكم أني أناقش على غير علم. فأنا قد بحثت في الموضوع وتوصلت الى أن رأي الجمهور هو عدم توقيفية الرسم. .
يا راجل حرام عليك!!
قل كلاما غير هذا، فما تدعى أنك قد توصلت اليه لا يمكن بحال أن يكون نتيجة بحث علمى حقيقى، وانكارك أن القول بتوقيفية رسم المصحف هو قول الجمهور ليس من العلم فى شىء، فالقول بالتوقيف هو مذهب جمهور الأمة سلفا وخلفا، وقد نقل كثير من العلماء الاجماع على ذلك، واليك بعض الأمثلة:
يقول الامام الدانى فى (المقنع): " سئل الامام مالك - رضى الله عنه - أترى أن يكتب المصحف على ما أحدث الناس من الهجاء اليوم؟
قال: " لا أرى ذلك، ولكن يكتب على الكتبة الأولى (يعنى كتبة الوحى)
ويعلق الامام الدانى على ذلك بقوله: " ولا مخالف له فى ذلك من علماء الأمة "
كما قال الأمام أحمد: " تحرم مخالفة خط مصحف عثمان فى واو أو ياء أو ألف أو غير ذلك "
كما نقل الجعبرى وغيره اجماع الأئمة الأربعة على وجوب اتباع مرسوم المصحف العثمانى (انظر كتاب سمير الطالبين للشيخ الضباع)
وفى شرح الطحاوى ذكر كذلك: " اجماع الأمة على ذلك "
وجاء فى " اتحاف فضلاء البشر " ما يلى
" وقد أجمعوا على لزوم اتباع الرسم، وورد ذلك عن نافع، وأبى عمرو، وعاصم، وحمزة، والكسائى، وأبو جعفر، وخلف، ورواه كذلك - نصا - الأهوازى وغيره عن ابن عامر، واختاره أهل الأداء لبقية القراء، بل ورواه أئمة العراقيين نصا وأداء عن كل القراء "
فماذا تريد أكثر من هذا يا أبا عمرو؟!
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[27 Oct 2009, 12:37 ص]ـ
تقول أخي (لا يوجد ما يمنعنا من القول بوجود الاعجاز العددى فى كل قراءة، ولكن هذا الأمر مرهون بالتحقق منه عمليا ممن يأخذون بالقراءات الأخرى غير قراءة حفص، فلتتوجه اليهم هم بهذا السؤال، فهم الأحرى بالجواب عنه، وأعتقد أن هذا الجواب مقنع ومنطقى)
هذا والله قمة العجب، لقد أثبت الأخ حجازي الهوى الاعجاز العددي في التوراة وأنت تريد أن تتأكد قبل أن تجزم بوجود الاعجاز العددي في كل قراءة. ولماذا هذا الكلام الذي يهدم نظريتكم أن الله أراد العدد وقصده. تريد أن تجرب وأن ترى اذا كان هناك اعجاز أم لا!؟ قل نعم بكل قوة وصراحة حتى يكون كلامكم متسقا وليس مرتبكا.
يا أخي الفاضل: القرآن قرآن برواية حفص أو غيره ولو كان نصفه لحفص وربعه لابن عامر وثلثه لخلف هو قرآن، لماذا لا يتحقق الاعجاز العددي الا برواية واحدة. وإذا كنا نعتقد يقينا بأن حفص قرأ كما قرأ الرسول، فإنه لا يمكننا أن نقول أن الرسول صلى الله عليه وسلم قرأ برواية حفص. وليتأمل هذا حتى نعلم موقع القراءات مما يسمى الاعجاز العددي. أعطونا فهمكم كيف كان يقرأ الرسول والصحابة ولم تكن أسماء هؤلاء القراء موجودة.
وأفهم من كلامك الأخير أنك أجبتني بأن تلك الصفة (في البشر) هي صفة ذم وليست مدح.
وأشكرك على دعائك وأسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى.
لا، ليست هى قمة العجب كما تقول
بل توجد للعجب قمة أعلى من قمتك المذكورة!
هل أدلك عليها؟
انها اساءتك فهم كلامى على الدوام!!!
ولقد سبق أن نبهتك مرارا الى هذا الأمر وشكوتك الى نفسك، ولكن لا فائدة!
يا أخى لماذا تظلمنى بقولك اننى أريد أن أتأكد من وجود الاعجاز العددى فى كل قراءة؟
فأنا لم أشك مطلقا فى هذا، بل قلت لك أنه لا يوجد ما يمنع من اعتقاد ذلك، مع أننى لم أتحقق من هذا بنفسى
فهل هذا هو قول من يشك؟ أم انه على العكس هو قول من يؤمن بالغيب ودون أن يستوثق بنفسه
ثم دعنى ألفت نظرك الكريم الى أمر آخر قد التبس عليك فهمه:
(يُتْبَعُ)
(/)
ان مسألة القراءات لا علاقة لها بالبحث فى الاعجاز العددى الا من حيث ارتباطها بعدد الآيات
فقولى أننى أدير بحوثى وفقا لقراءة حفص لا أقصد به الا أننى اعتمد العد الكوفى فحسب، وذلك لارتباط قراءة حفص بالعدد الكوفى
أما كلامك فقد توسع فى مسألة القراءات وخرج بها عن هذا الاطار المقصود ودخل بنا الى متاهات نحن فى غنى عنها، فأرجو الانتباه لهذا
تحياتى، والسلام عليكم
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[27 Oct 2009, 11:03 ص]ـ
الأخ الكريم أبا عمرو:
مداخلتك هذه مجرد خطبة، وأصبحتَ تكرر نفسك. وإذا قرأ الأخوة رواد المنتدى مداخلتك الأخيرة فقد أُنصِفنا.
ليس هذا تكراراً، وإنما هو بيان للحجة، ومطالبة بالدليل لم تجيبونا فيها بما فيه مقنع.
ولنا أن نقول: إنكم تكررون أنفسكم، وكلما طالبناكم بالدليل قلتم لنا إن الدليل هو وجود هذه التوافقات أو التلفيقات.
وليس وجود هذه التلفيقات بدليل على صحة ما تذهبون إليه، فأنتم من لفق هذه التلفيقات، واستخرجها، ثم زعمتم – عن غير دليل- أنها مقصودة لله سبحانه وتعالى؟!
وهكذا تظلون تكررون أنفسكم بأمثلتكم، مع أننا قلنا لكم إن المشكلة ليست في وجود هذه التوافقات أو التلفيقات، فبإمكانكم أن تستخرجوا مثل هذا وأكثر منه في أي نص بشري، المشكلة هي في أصل الاستدلال بأعداد حروف القرآن وكلماته، والأرقام التي تخرجون بها وتوفقون بينها ...
ونعود أخي الكريم ونكرر نفس الأسئلة التي وجهناها إليكم فلم نظفر بطائل:
1. كيف لكم أن تنصرفوا عن تدبر كلام الله إلى عد الحروف والكلمات؟!
2. هل تفعلون هذا في تفسير كلامنا؟! هل تذهبون عند قراءة المشاركات والردود لأي عضو في هذا المنتدى إلى عد الكلمات والحروف؟!
3. ويكفينا أننا انتزعنا منكم اعترافاً أنه لا دليل عندكم إلا مجرد الحروف والكلمات والآيات وهذا الذي كتبتَه في الاستدلال على مدعاك أنقله كاملاً:
1. مرجعية القائلين بالإعجاز العددي هو النص الكريم: الحروف، الكلمات، الآيات، ترتيب السور .. ومن هنا لسنا بحاجة لفقه اللغة ولسنا بحاجة لسلف من العرب أو من المسلمين، وأصحاب الإعجاز العددي يصفون واقع الألفاظ، فدليلهم على الإعجاز العددي هو وجود النظام العددي في النص الكريم.
ونقول لكم: إن هذا الانصراف إلى الأرقام وتعداد السور والآيات إذا لم يكن له أساس من فقه اللغة، ولا كلام السلف، من العرب والمسلمين فلا حاجة لنا به، وهو من فضول العلم التي كان أجدر بكم أن تنصرفوا عنها إلى ما يفيد.
ثم إنه يمكن لنا نحن أن نزعم هذا في شعر العرب، ونستند إلى ذات المرجعية التي استندتم إليها، فنقول على نفس النسق الذي جيتنا به:
إن في شعر العرب إعجازاً عددياً، ومرجعيتنا في ذلك هي النص الجميل: الحروف، الكلمات، الأبيات، بحور الشعر، التفعيلات، ترتيب القصائد ... إلخ. ومن هنا لسنا بحاجة لفقه اللغة ولسنا بحاجة لسلف من العرب أو من المسلمين أو غيرهم، وأصحاب الإعجاز العددي (في شعر العرب) يصفون واقع الألفاظ، فدليلهم على الإعجاز العددي هو وجود النظام العددي في النص الجميل.
مع ملاحظة استبدال "النص الكريم" بـ "النص الجميل" ليوافق الحديث عن الشعر.
وما دام الحديث عن الأرقام والجمع والطرح، بعيداً عن فقه اللغة، وبعيداً عن أصول الفقه وكلام المفسرين، فلا أظن أن كون النص كريماً أو جميلاً مؤثر في محل النزاع.
وما دام الحديث عن الأرقام والجمع والطرح، بعيداً عن فقه اللغة، وبعيداً عن أصول الفقه وكلام المفسرين، فانظر في كلام البشر جميعاً، ليس العرب فقط، بل لسان العرب ولسان البربر والإسبان والإنجليز والطليان وغيرهم، واستخرج ما تشاء من التوافقات العددية، والأبينة الرياضية المذهلة.
ولم لا تفعل ذلك؟
فالحديث – عندك- لم يعد عن الألفاظ ومعانيها، بل عن الأرقام.
ما يمنعكم – أخي- أن تنصرفوا الآن عن هذا الحوار، والأخذ والرد الذي طال فيما بيننا إلى استخراج توافقات عددية بين عدد المشاركات في هذا الموضوع، وعنوان الموضوع، وسر المشاركة رقم 19 في هذا الموضوع. ولعل مجموع كلمات إحدى المشاركات يساوي عدد المشاركات التي تمت إضافتها حتى هذه اللحظة ..... إلخ.
ما يمنع من ذلك؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ما يمنع أن تذهبوا إلى استخراج أسرار الأعداد في هذا الموضوع، من حيث الألفاظ والحروف والمشاركات، وترتيب المشاركات، وعلاقة عدد المشاركات لكل عضو في هذا الموضوع، بجُمَّل اسم العضو، أو الاسم الأول للعضو .... إلخ.
لا أصل لمسألة الإعجاز العددي في كل علوم البلاغة، لأن وجود النظام العددي أبلغ من البلاغة. ولا نبحث للإعجاز العددي عن سلف في السلف الصالح لأن النص الكريم بين أيدينا. فإذا عجز السلف -إذا- عن إثبات أنه لم يزد حرفاً ولم ينقص حرفاً أثبتنا نزاهته بما فيه من عجائب النظام الذي غفل عنه أهل النظم. وإذا عجزوا عن اثبات أن عدد آياته مبني على التوقيف أثبتنا ذلك. وأقول بعبارة أخرى: إذا عجز أهل التاريخ والنقل واختلفوا أزال النص الكريم اختلافهم. أهل التاريخ والنقل يتنازعون في دليل خارج عن النص ونحن نُحكّم النص وكفى بالله شاهداً ودليلاً.
وكلامك هذا – يا أخي الكريم- أقرب إلى الخطابة منه إلى التحقيق على ما فيه من اتهام السلف بالعجز حتى جيتم بتلفيقاتكم لتكملوا ما عجز السلف عنه.
ولنا أن نقول: يكفي السلف الأولين أنهم لم يشغلوا أنفسهم بلوثة الأعداد، ولم يضيعوا وقتهم في كذبة اسمها "الإعجاز العددي" مع أن هذا كان بمقدورهم، فقد كان كتاب الله بين أيديهم، وكانوا يجيدون العد والجمع والضرب والقسمة ...
ولنا أن نقول: إن أهل النظم الأولين كانوا ينظرون في نظم القرآن، وما فيه من جمال أخذ بألباب العرب الأولين الذي تحدوا إليه فعرفوا أنهم لا يقدرون على أن يأتوا بمثله في البلاغة والبيان، ولم يكونوا ينظرون في نظم الأرقام، ولا في النظام الرقمي، فكانوا أسعد حظاً إذ لم تستحوذ عليهم لوثة الأعداد.
أنتم ادعيتم دعوى الإعجاز العددي، والبناء الرياضي المذهل، وأنتم من صدق بها عن غير دليل، وقد بينا لكم إمكان وجود مثل هذه التوافقات والتلفيقات في كلام العرب وأشعارها، وفي كل كلام، وإنكار إمكان هذا التوافق في كلام البشر مناكرة للمحسوس.
فما ذنبنا إذا كنا لا نزال نطالبكم بالدليل؟! فلا نجد عندكم إلا ردوداً خطابية؟!
وآية بطلان مذهبكم في الإعجاز العددي زعمكم أنه أبلغ من البلاغة!!!
كلامك الأخير هذا لا يقضى منه العجب يا أبا عمرو، وإن دل على شيء فقد دل على تهافت دعوى الإعجاز العددي، وأنها لا تستند إلى شيء.
ثم تريدون أن تستدركوا على السلف، وتسبقوا إلى ما لم يسبقوا إليه؟ وليس معكم دليل ولا أثارة من علم على صدق مدعاكم!
فكيف يستقيم هذا؟!
وتعيب على السلف أنهم يتنازعون في دليل خارج عن النص، وأنك أحسن منهم حالاً إذ تحكم النص؟!
وسؤالي لك:
كيف تحكم النص يا أبا عمرو؟!
أتحكمه رقمياً!!!
تحكم الأرقام في كلام الله؟! فما الدليل على جواز تحكيم نصوص القرآن رقمياً؟!
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[27 Oct 2009, 11:45 ص]ـ
الأخ الكريم بكر،
واضح أن النقاش استوفى حقه، ومداخلاتك الأخيرة تكفيني، فحسبي أن يقرأها من يرتاد هذا المنتدى.
أنصح الأخوة الذين يؤيدون فكرة الإعجاز العددي أن يتوقفوا عند هذا الحد إن أمكن لأن الأمر تم بسطه أمام الأخوة رواد المنتدى فبانت حجج بعض الرافضين وبانت الأسس التي ينطلقون منها.
نقول لهم حسبنا في العدد النص القرآني ويقولون لنا أين سلفكم، وهم يعلمون أننا لا نفسر بل نصِف!!!!!!
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[27 Oct 2009, 12:03 م]ـ
بارك الله فيك أخي أبا عمرو، وشكر لك.
وأشكر لك سعة صدرك، وحلمك وجدالك الهاديء ...
والحمد لله أن بدأ حوارنا هادئاً وانتهى هادئاً ...
وأنا مثلك أرى أن الموضوع قد استوفى حقه ...
وللإخوة رواد المنتدى أن ينظروا في الحجج التي ساقها كل منا، ثم يتبين من شاء طريقه ...
بارك الله فيك وغفر لنا ولك ...
ونسأله سبحانه وتعالى أن يرزقنا علماً نافعاً وعملاً صالحاً يقربنا إليه، ونعوذ به سبحانه من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن دعوة لا يستجاب لها.
هذا والله أعلم، وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ...
ـ[أبو عمرو]ــــــــ[27 Oct 2009, 10:34 م]ـ
أحبتي الكرام، أمر مهم للغاية لا يقبل فيه التدليس والتلبيس ولا يقبل فيه نصف الفهم خاصة ممن يعتبر نفسه متخصصا، لذلك أقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
- أولا أعتذر عن عدم توضيح سؤالي وذكري كلمة (التوقيف) لكن لثقتي فيمن أخاطب ولعلمي بأنهم يعلمون جيدا موطن الخلاف وأنهم يفترض أنهم درسوا هذا الأمر جيدا وأصّلوه وفهموا كلام العلماء الذي يبدوا أنهم لم يدققوا فيه لأنه لا (إعجاز عددي) فيه لم أتوقع أن لا يفهم طلبي واستفساري.
- من العيب والخلل العلمي الكبير في أن يؤخذ مصطلح معين بمعنى مخصوص من عالم ما ويستعمل هذا المصطلح بمعنى آخر من قبل باحث آخر. وهذا بالضبط ما حصل في كلمة التوقيف. فالعلماء استعملوا كلمة التوقيف بمعنى عدم جواز التغيير وليس بمعنى أنه وحي من عند الله كما يفهمها القائلين بالإعجاز العددي. وهذا الفهم لا يحتاج إلى عبقرية فائقة لاستخلاصه. لذلك يذكر العلماء عادة توقيفي لا يجوز تغييره. فهم يذكرون التوقيف في مقابل جواز كتابة القرآن بما استحدث من الهجاء. وانظر إلى ما جاء في كتاب دليل الحيران على مورد الظمآن في فني الرسم و الضبط للشيخ إبراهيم بن أحمد المارغني التونسي: الرسم قسمان: قياسي و توقيفي. و يسمى القسم الثاني بالاصطلاحي نسبة لاصطلاح الصحابة رضي الله عنهم ...
و الرسم التوقيفي عِلْمٌ تُعرف به مخالفات خط المصاحف العثمانية لأصول الرسم القياسي، و هو المؤلف فيه هذا الرجز و أصوله المتقدمة و غيرها.و المراد بأصول الرسم القياسي قواعده المقررة فيه ...
و موضوع الرسم التوقيفي حروف المصاحف العثمانية من حيث الحذف و الزيادة و الإبدال و الفصل ...
لذلك مراعاة الاصطلاحات أمر مهم للغاية ولا يقبل من متخصص أن يُهرع إلى النقل دون دراية وفهم.
حتى ابن البناء الذي اعتمد الكثير على كلامه وبحثه في عجائب الرسم قال في كتابه عنوان الدليل: لما كان خط المصحف الذي هو الإمام الذي يعتمده القاريء في الوقف والتمام ولا يعدو رسومه قد خالف خط الأنام في كثير من الحروف الأعلام ولم يكن ذلك منهم (أي الصحابة) كيف اتفق بل على أمر عندهم تحقق بحثت عن وجوه ذلك منهم بمقتضى الميزان وأوفى الرجحان ووقفت منه على عجائب ورأيت منه غرائب جمعت منها في هذا الجزء ما تيسر عبرة لمن يتذكر ...
فإنه قد صرح بكل وضوح أن الرسم وما فيه من عجائب هو من صنع الصحابة رضوان الله عليهم.
وغيرهم من العلماء الفقهاء الأربعة وغيرهم أفتوا بعدم جواز تغيير الرسم العثماني. ولم يقل أحد منهم أنه وحي من عند الله وأنه معجز، ولو كانت القضية كذلك لما أهملوا ذكرها في الجواب ولحسمت المسألة وما جاز السؤال عنها. والغريب أنك يا أخ عليمي تنسخ وتلصق الأدلة وليس فيها شيء مما تقول وقد ذكرت لكم في سؤالي من قبل أن اتباع الرسم أمر غير الحكم بأنه وحي ومعجز، والحمد لله قد قرأت هذه الأدلة وأعرفها جيدا وأود أن يفهمها غيري أيضا. نعم لو كان الرسم وحيا ومعجزا لكان الجواب كقول الدباغ الذي نقله الزرقاني وغيره: (ما للصحابه ولا غيرهم في رسم القرآن ولا شعرة واحدة وإنما هو توقيف من النبي .. لأسرار لا تهتدي لها العقول وهو سر من الأسرار ... فكما أن نظم القرآن معجز فرسمه معجز أيضا .. ) وتأملوا في كلامه أسرار ولا تهتدي اليها العقول وإن قال بعد ذلك: (وإنما خفيت على الناس لأنها أسرار باطنية لا تدرك إلا بالفتح الرباني).
لذلك أين القائلين بالتوقيف على المعنى الذي تريدون؟ وأيّ اتهام للجمهور وتلبيس (غير مقصود) في البحث هذا الذي تفعلون. ولو أكملتم كلام الزرقاني وأبي شهبة لتبين لكم الأمر أوضح، لكن يبدو أنكم اكتفيتم بالعنوان. وأؤكد لكم أنه لم يقل بما تقولون به (من أن الرسم وحي معجز) من أهل العلم إلا نفر قليل ليس فيهم أحد من المتقدمين، فلا ترفعوا شعار الجمهور إن كنتم باحثين محققين للحق طالبين. وليس أسهل من أن تردّوا كلامي هذا بالبرهان والدليل إن وجد عندكم.
وهذا ما أشرت إليه من قبل من أن أساس أبحاثكم العددية هو قول ضعيف غريب شاذ، وليس له شأن برأي الجمهور. وواضحٌ ضحالة البحث في هذه الأسس والأصول من قبل المتخصصين وهذا ما يؤسف.
- مسألة القراءات وعدد الآي يا أخ عليمي وثيقة الارتباط بأبحاثكم وأنتم أهل الدقة والإحصاء لا شك أنكم تعلمون أن حرفا واحد قد يخل بمعادلاتكم كلها، وإذا جزمتم بمراد الله في موطن فلا تغفلوا مراده سبحانه في المواطن الأخرى حتى يكتمل الإعجاز ولا يصبح مقصورا على جانب واحد. ولكن شأنكم إن أردتم أن تستثنوا فهو أهون عليكم بلا شك.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
وأشكر الجميع على مشاركاتهم وحوارهم.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[28 Oct 2009, 01:06 ص]ـ
- أولا أعتذر عن عدم توضيح سؤالي وذكري كلمة (التوقيف) لكن لثقتي فيمن أخاطب ولعلمي بأنهم يعلمون جيدا موطن الخلاف وأنهم يفترض أنهم درسوا هذا الأمر جيدا وأصّلوه وفهموا كلام العلماء الذي يبدوا أنهم لم يدققوا فيه لأنه لا (إعجاز عددي) فيه لم أتوقع أن لا يفهم طلبي واستفساري.
- من العيب والخلل العلمي الكبير في أن يؤخذ مصطلح معين بمعنى مخصوص من عالم ما ويستعمل هذا المصطلح بمعنى آخر من قبل باحث آخر. وهذا بالضبط ما حصل في كلمة التوقيف. فالعلماء استعملوا كلمة التوقيف بمعنى عدم جواز التغيير وليس بمعنى أنه وحي من عند الله كما يفهمها القائلين بالإعجاز العددي ..... وانظر إلى ما جاء في كتاب دليل الحيران على مورد الظمآن في فني الرسم و الضبط للشيخ إبراهيم بن أحمد المارغني التونسي: الرسم قسمان: قياسي و توقيفي. و يسمى القسم الثاني بالاصطلاحي نسبة لاصطلاح الصحابة رضي الله عنهم ...
...
لذلك مراعاة الاصطلاحات أمر مهم للغاية ولا يقبل من متخصص أن يُهرع إلى النقل دون دراية وفهم.
من الخير ألا أعلق على هذا الكلام حتى لا اؤذى مشاعرك
ولا أريد أن أقول أكثر من هذا يا أخى الكريم
وأرجو أن تكتفى بهذا القدر من الحوار حتى لا تضطرنى آسفا الى قول ما لا أحب، ولن تحبه
ومن باب النصح والأخوة فى الله أوصيك بأن تعرف جيدا ماذا يعنى اصطلاح (توقيفى) عند السادة المشايخ والعلماء الراسخين فى العلم
غفر الله لنا ولكم، والسلام عليكم
سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا اله الا أنت، نستغفرك ونتوب اليك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[28 Oct 2009, 04:56 م]ـ
الأخ الكريم أبا عمرو. . . وكلامك هذا – يا أخي الكريم- أقرب إلى الخطابة منه إلى التحقيق على ما فيه من اتهام السلف بالعجز حتى جيتم بتلفيقاتكم لتكملوا ما عجز السلف عنه.
ولنا أن نقول: يكفي السلف الأولين أنهم لم يشغلوا أنفسهم بلوثة الأعداد، ولم يضيعوا وقتهم في كذبة اسمها "الإعجاز العددي" مع أن هذا كان بمقدورهم، فقد كان كتاب الله بين أيديهم، وكانوا يجيدون العد والجمع والضرب والقسمة.!
ألم يمر على الأخ الفاضل قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمذكور فى الصحيحين (البخارى ومسلم): " إنا أمة أمية، لا نكتب، ولا نحسب "
ثم هل يدرى الأخ الفاضل متى عرف العرب الأرقام الحسابية؟
وكيف كانوا يحسبون قبل معرفتها؟
هذه أمور يجب الالمام بها أولا قبل ارسال القول بغير دليل وقبل الزعم بأن الأولين كانوا يحسنون اجراء العمليات الحسابية المتنوعة!!
ولنا أن نقول: إن أهل النظم الأولين كانوا ينظرون في نظم القرآن، وما فيه من جمال أخذ بألباب العرب الأولين. . . ولم يكونوا ينظرون في نظم الأرقام، ولا في النظام الرقمي، فكانوا أسعد حظاً إذ لم تستحوذ عليهم لوثة الأعداد
عجبا ثم عجبا لهذا الكلام المرسل الذى يلبس مسوح العلم، والعلم منه براء
اذ كيف يمكن للسلف الصالح أن ينظروا فى نظم الأرقام، بينما الأرقام نفسها لم يكن لها وجود بعد؟؟!!!
يقولون هذا ثم يصفون ردودنا عليهم بالخطابية!!
أعتقد أنه قد تبين للجميع الآن من هو الذى يلجأ الى الردود الخطابية العارية عن الدليل
أعتذر لأخى البيراوى لمخالفتى دعوته الى عدم الرد، فلم أستطع أن أمنع نفسى من التعقيب لأن الكلام المذكور استفزنى لمخالفته كل حقائق التاريخ المعروفة والتى لا يمارى فيها أحد
والله يهدى الجميع الى سواء السبيل
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[28 Oct 2009, 05:31 م]ـ
عجبا ثم عجبا لهذا الكلام المرسل الذى يلبس مسوح العلم، والعلم منه براء
أرى كلامك أخلق بهذا الوصف وأولى ...
وليتك إذ لم يكن معك شيء من العلم التزمت الأدب، ولم تجاوز حدوده ...
لا زلت أيها العليمي تنسب غيرك إلى الجهل وسوء الفهم، وأنت به أولى وأجدر.
فانصرف راشداً ...
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[28 Oct 2009, 05:40 م]ـ
أرى كلامك أخلق بهذا الوصف وأولى ...
وليتك إذ لم معك شيء من العلم التزمت الأدب، ولم تجاوز حدوده ...
لا زلت أيها العليمي تنسب غيرك إلى الجهل وسوء الفهم، وأنت به أولى وأجدر.
فانصرف راشداً ...
هذا كلام من افتضح جهله المطبق
وللأسف أنت الذى جاوزت قدرك كثيرا أيها الجازى
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[28 Oct 2009, 05:47 م]ـ
لو أردت أن أثقل عليك في الرد لفعلت ...
ولكني أكن من الاحترام لأخينا أبي عمرو البيراوي ما يمنعني أن أسلك هذا المسلك.
فلا أريد لذلك الجدل الهاديء الذي دار بيننا أن يساء إليه بكلام من هو مثلك ...
ولا أشك أنني مغلوب إذا جادلت أمثالك ...
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[28 Oct 2009, 05:56 م]ـ
لو أردت أن أثقل عليك في الرد لفعلت ....
حسبنا الله ونعم الوكيل
وأفوض أمرى الى الله، ان الله بصير بالعباد
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[28 Oct 2009, 06:18 م]ـ
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ...
ـ[أبو عمرو]ــــــــ[28 Oct 2009, 07:55 م]ـ
أخي العليمي
كلامك يدل على أن جعبتك العلمية قد فرغت. ولا يهمني كلامك هذا الذي كتبت. يهمني أن أجد عندك أو عند غيرك فائدة تنفعني أو أن أوصل إلى أحد من إخواني فائدة تنفعه.
ولم أدّع شيئا يا أخي دون دليل وبرهان، على الاقل أثبت أني قرأت وفهمت، ولا أستتر وراء حجاب المصطلحات.
جزاك الله خيرا على نصيحتك (ومن باب النصح والأخوة فى الله أوصيك بأن تعرف جيدا ماذا يعنى اصطلاح (توقيفى) عند السادة المشايخ والعلماء الراسخين فى العلم) وأرجو أن تعمل بها أنت أيضا مع استحضار بعض البدهيات العلمية مثل أن تعريف المتواتر في القراءات غير تعريف المتواتر في الحديث والفاصلة في القرآن غير الفاصلة في اللغة والتضمين في الفقه غير التضمين في النحو.
وأرجو أن يبقى نصب أعيننا دائما خطورة القول في القرآن دون تثبت، وأحوال الصحابة والسلف الصالح في ذلك كثيرة متوافرة في الكتب.
ـ[أبو عمرو]ــــــــ[28 Oct 2009, 08:08 م]ـ
أرجو أن يتأمل إخواني في كلمة أخينا العليمي (اذ كيف يمكن للسلف الصالح أن ينظروا فى نظم الأرقام، بينما الأرقام نفسها لم يكن لها وجود بعد؟؟!!!)
دقيقة صمت (تأمل)
لم تخبرونا من قبل أنه لم يكن هناك عدد آيات!.
من فوائد النقاش العلمي أنه يجبر صاحبه على صياغة أفكاره ومن ثم النظر في استقامتها وكذلك عرضها على الجمهور.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[28 Oct 2009, 08:24 م]ـ
أخي العليمي
كلامك يدل على أن جعبتك العلمية قد فرغت. ولا يهمني كلامك هذا الذي كتبت ..
أشكرك يا أخى على هذا الأدب الجم فى أسلوب الخطاب!!
ولكن ماذا أقول؟
فتلك احدى عيوب المنتديات المفتوحة، حيث تكون متاحة لكل عابر سبيل أيا كانت بضاعته ومبلغه من العلم
على أية حال فانى لن أسىء الأدب معك كما اسأت أنت
وليكن الفيصل بينى وبينك كلام العلماء، فلتحكموا بيننا يا أهل العلم
فهذا الأخ الكريم يجعل مفهوم (توقيفى) مرادفا ومساويا لمفهوم (اصطلاحى) مخالفا بذلك ما أجمع عليه العلماء من أنهما مفهومان متقابلان فى المعنى، فالاصطلاحى يقابله التوقيفى ولا يكون هو بذاته
رجاء يا أخى لا تحاورنى قبل أن يحكم بيننا أهل العلم
والسلام عليك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[28 Oct 2009, 08:29 م]ـ
أرجو أن يتأمل إخواني في كلمة أخينا العليمي (اذ كيف يمكن للسلف الصالح أن ينظروا فى نظم الأرقام، بينما الأرقام نفسها لم يكن لها وجود بعد؟؟!!!)
دقيقة صمت (تأمل)
لم تخبرونا من قبل أنه لم يكن هناك عدد آيات!.
من فوائد النقاش العلمي أنه يجبر صاحبه على صياغة أفكاره ومن ثم النظر في استقامتها وكذلك عرضها على الجمهور.
حتى فى هذه تجادل كذلك؟!!
يا أخى الكريم ينقصك أن تقرأ كثيرا قبل أن تجادل فى الحقائق المعروفة
وكما قلت لك لا تحاورنى حتى يحكم بيننا أهل العلم
وسلام عليك
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[29 Oct 2009, 01:26 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أعتذر للأخ الفاضل أبي عمرو البيراوي إذ أجد نفسي مضطراً لفتح نافذة جديدة على هذا الموضوع، وهو القائل "أنصح الأخوة الذين يؤيدون فكرة الإعجاز العددي أن يتوقفوا عند هذا الحد إن أمكن".
وليعذرني الأخ الكريم بكر الجازي، الذي يرى "أنّ الموضوع قد استوفى حقه".
وألتمس العذر كذلك عند بقيّة الإخوة الأفاضل إن هم رأوْا في مداخلتي تطفلاً على مائدتهم، وليعلموا أنّ همّيَ الأوحد الانتصارُ لكتاب الله عزّ وجلّ ..
ولهذا سألخّص مداخلتي في خمس نقاط، سائلاً المولى عزّ وجلّ أن ينفع بها، وأن يكتب لها القبول:
أولاً: زعم بعضُ الإخوة الأفاضل أنْ لا فائدة ولا حكمة لاستعمال العدّ والحساب في القرآن، وهذه مقولة مشهورة قد سبقهم إليها الإمام السخاوي رحمه الله، قال: "لا أعلم لعدّ الكلمات والحروف من فائدة، لأنّ ذلك إنْ أفاد فإنّما يفيد في كتاب يمكن فيه الزّيادة والنّقصان والقرآن لا يمكن فيه ذلك". لكنّها مقولة لا تسلم من الاعتراض، بل إنّها تجنح عن الصواب، وحسبك أنّه رحمه الله قد قيّدها بقوله: (لا أعلم)! وهذا لَعَمْرِي مِن شِيَم العلماء! فإنْ هو لم يعلم، فهذا لا يعني أنّ غيره لا يعلم، وإنْ كان غيره (لا يعلم) في زمانه، فقد يعلم غيره في غير زمانه .. ولهذا قال السيوطي رحمه الله: "إنّ العلوم وإنْ كثُر عددُها، وانتشر في الخافقين مددُها فغايتُها بحر قعره لا يُدرك، ونهايتها طود شامخ لا يُستطاع إلى ذروته أن يُسلك، ولهذا يُفتح لعالِمٍ بعد آخر من الأبواب ما لم يتطرّق إليه من المتقدّمين الأسباب".
ثانياً: معلومٌ أنّ القرآنَ الكريمَ قد دَفَعَ المسلمين دفعاً إلى البحث والنّظر والتفكّر والتأمّل في مختلف مجالات المعرفة، ومنها العدّ والحساب والإحصاء والتقدير! وآيات العدّ والحساب والإحصاء والتقدير في القرآن كثيرة كثيرة .. ورحم الله أديبنا الجاحظ، حيث يقول: "والحسابُ يشتمل على معانٍ كثيرةٍ ومنافعَ جليلةٍ، ولولا معرفة العباد بمعنى الحساب في الدنيا، لما فهموا عن الله عزّ وجلّ ذكره معنى الحساب في الآخرة. وفي عدم اللفظ وفساد الخطّ والجهل بالعَقْد، فساد جلّ النِّعَم، وفقدان جمهور المنافع، واختلال كلّ ما جعله الله عزّ وجلّ لنا قواماً، ومصلحةً ونظاماً".
وهذا يعني أنّ المسلم إذا تفكّر في الحساب بمنطوقه ومفهومه، وعلم أنّ الله هو الحسيب الذي يحاسب على أدقّ الدّقائق، وأنّه سبحانه هو المحصي الذي يحصي الأعمال كلّها بدقائقها وتفاصيلها ومناسباتها ودوافعها وأهدافها ثم يعدّها للإنسان يوم الحساب، وأنّ المسلم إذا فهم مدلولات هذين الاسمين، القريبة منها والبعيدة، فلا ريب سيكون شأنُه مع الله عزّ وجلّ شأناً آخر، في حياته، وبعد مماته.
وأنا أسأل أين وكيف تتجلّى أسماؤه سبحانه وتعالى إن لم يكن في كونه المخلوق وفي قرآنه المسطور!؟
وأمر آخر، وهو أنّ الله عزّ وجلّ قد أخبرنا في القرآن الكريم أنّه أنزل كتابه بالحقّ والميزان، فقال سبحانه: ? اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ ? [الشورى: 17]. وللرافعي كلمة تسطر من ذهب في كلمة «الميزان»، قال رحمه الله: "هذه الكلمة وحدها في وصف القرآن معجزة. فقد أثبتت كلّ العلوم أنّ الميزانَ أصلُ الكون، وأنّ كلّ شيء بقدر ونسبة. وعَطْف الميزان على الحقّ في وصف القرآن ممّا يحيّر العقول، لأنّ أحدهما ممّا يلينا خاصّة، والآخر ممّا يلي الكون عامّة، حقّ لا يتغيّر ولا يتبدّل، وميزان لا يُغَيَّر ولا يُبَدَّل".
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذن فالله تعالى خلق الخَلْقَ ووضع كلَّ شيءٍ فيه بميزانٍ محكمٍ مضبوطٍ على مقدارٍ وحدٍّ معيّنٍ لا تفاوت فيه ولا خلل، كما أنّه جلّ جلاله أنزل كتابَه الحقَّ بميزانٍ محكمٍ مضبوطٍ بنسبٍ دقيقةٍ لا تتغيّر ولا تتبدّل.
فلماذا نستبعد إذن أن تكون مكوّناتُ القرآن، من سور وآيات وحروف وكلمات، موضوعةً في نظم عدديٍّ قد قُدِّر تقديراً، وأنّ ذلك النظم قد انعقدت فيه معاقد نسب وشبكة في إطار منظومات عدديّة جماليّة قرآنيّة معجزة؟!
ثالثاً: ثمّ مَن قال إنّ الذين سبقونا من أهل العلم كانوا ممّن أغلقوا أبواب التحرّي في العدّ والحساب والإحصاء في القرآن. اقرؤوا ما جاء في الإتقان والبرهان وملاك التأويل ودرّة التنزيل عن السور المقطعة وغيرها، وإنّ اللطائف والدقائق المنثورة في كتب الأوّلين لتشهد بأنّهم كانوا ذوي عناية في هذا الباب.
رابعاً: وهنا ليسمح لي أخي بكر الجازي حفظه الله بأن أتوجّه إليه في الكلام حول هذه النقطة بالذات، لأنّه القائل: "إن كان عندكم ما يدلكم على أصل المسألة، فأوردوه، وإلا فإن التوافق العددي أمر يمكن تحصيله في أي كلام .... "!
فأقول: والله يا أخي لو ذهبتَ تَفلي كلام العرب من شعر شعرائهم على أن تجد لكلامهم صفة من صفات الوحي الإلهيّ التي تكسب الكلام مثل هذه الغرابة في الأعداد، لما أصبتَ في كلّ ذلك ممّا تختاره إلا لغة وأوضاعاً ومعانيَ إنسانيّةً، لا ترضاها للتمثيل والمقابلة مع كلام الله تعالى .. وسأضرب لك ثلاثة أمثلة للبيان والتوضيح:
المثال الأول: تأمّل قول الله عزّ وجلّ: ? إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ? [التوبة: 36]، وأنعم على التفكّر في اقتران كلمة (عدّة) بقوله تعالى: (في كتاب الله)! فأنا وأنتَ نعلم أنّ معنى (في كتاب الله): اللوح المحفوظ! لكن! لسنا وحدنا المخاطبين في هذه الآية! فقد يقرؤها أحد المناطقة ممّن لهم باع طويل في مبدأ تقصّي الأخطاء والإحالة الذاتية وغيرها من المصطلحات الرياضيّة، فيتنبّه إلى أنّ الآية تقول إنّ عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً!! وأين؟ (في كتاب الله)! طيب كتاب الله هو القرآن! جميل! وجدنا ممسكاً على القرآن! لنعدّ المرّات التي تردّدت فيها كلمة شهر (في كتاب الله)! وصدّقني يا أخي لو أنّه وجد أنّ هذه الكلمة تردّدت في القرآن أكثر من اثنتي عشرة مرة أو أقلّ من ذلك، لما وسعه إلا أن يقول: قد أخطأ القرآن! حاشاه! ولهذا فإنّ دقّة الميزان الذي وُضع عليه النظم الحكيم تتجلّى في أنّ كلمة (شهر) تكرّرت في كتاب الله اثنتا عشرة مرة بالضبط! فتأمّل أنتَ هذا الأسلوب القرآنيّ العُجاب، ومنهجه الفذّ المبتكر، هل تجد سابقاً جاء بمثاله، أو لاحقاً طُبع على غراره؟ أفلا ترى أنّ هذه العدّة مقصودة ومرادة؟ وأنّ المعاني قد ترتّبت وفقها على الوجه الذي ينبغي؟
المثال الثاني: تأمّل قول الله تعالى: ? إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ? [آل عمران: 59]، وانظر كيف انعقدت فيه معادلة التّشبيه بين خلق عيسى وآدم، ليقرّب الله عزّ وجلّ من خلاله الاعتقادَ الحقَّ في أمر عيسى عليه السلام. وأنتَ تعلم أنّ قوله تعالى: (إنّ مثل عيسى عند الله) مُشَبَّه، وقوله: (كمثل آدم خلقه من تراب) مُشَبَّهٌ به، وأنّ وجهَ الشّبهِ كونُ كلّ واحد منهما خُلق بدون أب. ثمّ انظر كيف جاءت المعادلة بطرفَيْها لتفتح باباً من الجليّ على الخفيّ: مِن خلق آدم الذي يعترف اليهود والنصارى بأنّه خُلق بدون أب وبدون أمّ، على خلق عيسى المختلَف فيه عندهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
إذ ادّعى النصارى أنّ المسيح ابن الله، وقالوا: كيف يكون ابنٌ بدون أب؟ وأما اليهود فزعموا أنّ المسيحَ مولودٌ من ذكر وأنثى، وأنّ ميلاده كان على فراش الإثم والفاحشة، وقالوا: إنّ ميلادَه من غير أب خارجٌ عن القدرة. فما احتملت عقول الفريقين حقيقة أنّ الله تعالى على كلّ شيء قدير، وأنّه إذا أراد شيئاً إنّما يقول له: كُنْ فَيَكُون!
ومن هنا كان الغرض من قنطَرَتَيْ هذا التشبيه إقامة الحُجّة على النصارى واليهود بأنّ عيسى عليه السلام مخلوقٌ من غير أب، كَمَثَلِ آدم الذي خلقه الله تعالى من غير أم ولا أب. فشبّهت الآية الغريب بالأغرب، وخَرْقَ العادة بما هو منها أخرق، ليكون ذلك أقطع للخصم وأحسم لمادّة الشُّبْهَة.
ثمّ إنّ في هذا التّشبيه إيحاءاتٍٍ، قد جمعت إلى جماله عزّة وغرابة. وأيّما مسلم يعرف دلالات اللّغة لَيَعْلَمُ أنّ في الآية سرًّا جاء التّنويه به عرضاً، ليكون فيه القول الفصل والحُجّة الأقوى، وليقطع الخصم ويحسم النزاع.
وبيان ذلك أنّ القرآن الكريم أورد طرفَيْ المماثلة، آدم وعيسى، بنسب متساوية. فقد تردّد اسم آدم في القرآن (25) مرّة، كما تردّد اسم عيسى فيه (25) مرّة! وهذا يعني أنّ القرآن الكريم جعل طرفَيْ المماثلة في معادلة التشبيه في التساوي الحقيقيّ، فجاء على هذا الوجه الذي يستنفد كلّ ما في العقول البيانيّة من الفكر!
وإذن فقد ظهر وجهُ شَبَهٍِ جديد بين عيسى وآدم عليهما السلام، وهو أنّ القرآن ذكرهما بنسب متساوية. وهكذا عَقَدَ التشبيهِ هنا معاقدَ نسب وشبكة بين ما يُراد إيضاحه، وبين أمر واضح راسخ في أذهان الناس، وذلك ليقيم الله به الحُجّة على الذين جعلوا خلق عيسى عليه السلام موجباً نسبةً خاصّةً عنده، فبيّن لهم أنّ نسبة المسيح إليه سبحانه لا تزيد على نسبة آدم شيئاً!
فأنتَ ترى أنّ جِماع هذه المعاقد: مثل عيسى كمثل آدم! وهكذا جاء نسق هذه الآية الكريمة في معرض تبيان هذه الحقيقة، وليكشف للناس مظهراً جديداً من إعجاز هذا الكتاب العزيز، الذي سيظلّ كتاب الدّهر كلّه.
المثال الثالث: وفيه معنى من أبين معاني الإعجاز العدديّ، إذ هو يكشف لك براءة القرآن عن التفاوت والتناقض، والزيادة والنقصان، والتزييف والتحريف، والتبديل والتغيير، وصدق الله العظيم إذ يقول: ? أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا ? [النساء: 82]. وأنتَ تعلم أنّ المراد بسلامة القرآن عن الاختلاف والتفاوت أنّه كتابٌ كبيرٌ، وفيه من أنواع العلوم الشيء الكثير، ومن فروعها الشيء الوفير، وهو قد أدار معانيَ تلك العلوم وفروعها بتراكيب متفاوتة الطُّعوم والنكهة والتأثير، وكلّ ذلك جاء فيه على أتمّه، ليس فيه اضطراب أو التواء، كأنّه مفرَّغٌ جملة واحدة. ولو كان القرآن من عند غير الله، لوقع فيه أنواعٌ من الكلمات المتناقضة، ولظهر فيه شيء من التكلّف والتصنّع والمحاولة، وهذا كلّه ممّا يجتمع في كلام الناس، لكن ليس في كلام الله!
ولهذا يصرّح القرآن الكريم في آية سورة النساء بأنّ سلامته عن الاختلاف دليلٌ على كونه من عند الله تبارك وتعالى. وهو يفعل ذلك بكلّ قوّة وثبات. ولو أطال متدبّرو القرآن العظيم النّظرَ في هذه الآية الكريمة، ووقفوا على موقع هذا الفصل من الآية، وتأمّلوا كلمة (اختلافاً) فضل تأمّل، لبلغوا منها عجباً. وذلك أنّ الكلمات في آية سورة النساء قد صيغت بتركيب فريد يحتمل معنًى جليلاً، وهو أنْ لو كان هذا القرآن من تأليف بَشَرٍ، لوجد فيه مَن يتدبّره أنّ كلمة (اختلافاً) جاءت فيه أكثر من مرّة واحدة، لكنّ هذه الكلمة لم ترد في كلّ القرآن الكريم بالألف المنصوبة المنوّنة إلا في هذه الآية الكريمة، فدلّ هذا على أنّ القرآنَ لا ريب من عند الله جلّ في علاه. فتأمّل أنتَ الدقّة في اختيار هذه الكلمة، وانظر كيف أُحكمت في الآية لتتناسب مع صِيَغِ ورودها في القرآن بميزان دقيق لا يضلّ ولا ينسى.
وذلك هو وجه الإعجاز اللّغوي المتّصل بالعدّ والإحصاء في القرآن! وهو متّصل فيه اتصالاً سببيًّا كما ترى .. ولسنا نعرف في العربيّة التي تستشهد بها أخي بكر الجازي بارك الله فيك أسلوباً يجتمع له مع تلك الحالة العدديّة هذه الصّفة.
(يُتْبَعُ)
(/)
خامساً: ليس من شكّ في أنّ بعض الباحثين في الإعجاز العدديّ خاضوا في هذا البحر قبل أن يأخذوا له أُهبته، وخاضوا في المعمعة قبل أن يعدّوا للأمور أقرانها، فلا جَرَمَ أنّهم جاءوا بتعسّفات يتبرّأ منها الإنصاف. ولذلك تجد الدكتور فهد الرومي - حفظه الله - يقول بعد قراءته لبعض المقالات في الإعجاز العدديّ: "بقي أنْ أقول إنّ هذا الإعجاز ما زال بحراً مظلماً فيه فجوات وفيه مهلكات، فالحذر الحذر من أن تقودنا العاطفة إلى المهالك .. ولنحذر أنْ نقع في هذه الأمور، حتّى تنبلج الحقيقة ويشرق ضوؤها، وحينئذ فليتّجه إليها المؤمنون فهي ضالّتهم، ومن اتّبع الأوهام وقع في المهالك".
وإنّ المطّلع على جهود بعض الباحثين في الإعجاز العدديّ لَيَجِدُ بحقّ أنّ جزءاً منها كثيراً ما يُخطيء الهدف، ومنها ما يغلب عليه لون التكلُّف والتعسُّف، بل وأنّ منها ما يكشف عن روحِ حقدٍ تتعمّدُ الإضلالَ، بإيراد شبهات يعلم أصحابها أنّها باطلة، وأنّها قد تجد رواجاً عند ذوي النفوس الضّعيفة والعلوم القاصرة.
ولعلّ تلك التكلّفات هي التي هيّجت بعض العلماء، فما كان منهم إلا أن حذّروا من الخوض في هذا الباب، ورأَوْا ألا يبحثوا فيه ما لم يأتهم عنه علم، وما لم يحيطوا بأمره على بصيرة ويقين، وليس ذلك إلا لأنّهم مَلَكَتْهُم سَوْرةُ الغضب على أولئك وعلى هؤلاء.
وإن كُنّا نؤيّد العلماء في موقفهم من تلك الإساءات، إلا أنّنا لا نرى أنّها تسيغ لأحدٍ أنْ يقدح في هذا الوجه الإعجازيّ بطريق اللّزوم. لأنّ المتأمّل فيما يثيره المغرضون من شبهات بعين مبصرة، يرى أنّها لا تقوم على ساقين، وأنّها لا تصمد بإذن الله أمام الحقّ المبين.
ولهذا ينبغي على كلّ باحث عن الحقّ أن يجمع المطاعن والإشكالات ممّا يُثار الآن، وممّا يمكن أن يُثار في مستقبل الزمان، وأن يتحرَّى موافقة الحقّ، بأن يتسلّح برؤيةٍ كلّيّة واضحة، تنزاح من أمامها الأوهام، وتختفي وراء شمسها التناقضات والأبعاد والمسافات، وبعلمٍ يُثبت بطلان ما أُلحق ببعض الحقائق من فساد التأويلات، وحينئذٍ فليتحصّن الناسُ منها، ليزول الاضطراب من الشُّبهات، ويشرق ضوءُ الحقيقة، فتُقام بها الحُجّة على المغرضين، ويُنتصر بها للمؤمنين، لعلّ الله تعالى أن يهدي بها مَن يبحث عن الحقيقة مِن التائهين والضالّين.
وفصل الختام: إنّنا نؤكّد أنّ الإعجاز العدديّ للقرآن طريقٌ قويمٌ لتجديد إيمان المسلمين بكتاب ربّهم، وفتحٌ جديدٌ لدعوة غير المسلمين إلى دين الإسلام، وبابٌ عريضٌ لإثبات أنّ القرآنَ كتابٌ منزّل من عند الله عزّ وجلّ. وكيف لا يكون كذلك، والقرآن نفسه قد جعل للحساب منافعَ، وللعدّ والإحصاء فضائل، لا فساد فيها ولا التواء؟
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والحمد لله رب العالمين.
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[29 Oct 2009, 10:07 ص]ـ
بارك الله فيك أخي لؤي الطيبي:
كنتُ أود أن أشارك في الحوار، ولكن لعل الله يكتب لنا لقاءً آخر.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[29 Oct 2009, 11:02 ص]ـ
وفيك بارك أخي الكريم بكر، وأحسن إليك، ودمتَ بخير ..
ـ[أبو عمرو]ــــــــ[29 Oct 2009, 11:44 ص]ـ
إلى الأخ أبي عمرو البيراوي
تذكرت اليوم وانا أقرأ القرآن قولك: (فرضية: ماذا لو قلت لك إن كل آية فردية الرقم يكون عدد كلماتها فردي وعدد حروفها فردي، وكل آية رقمها زوجي يكون عدد كلماتها زوجي وعدد حروفها زوجي، فهل يكون ذلك دليلاً على كل من الآتية أم لا؟)
ربما يندفع البعض لأن يؤمن بهذه الفرضية (التي يبدوا أنها لم تفحص بعد)،
لذلك أحببت أن ألفت نظركم إلى قول الله سبحانه وتعالى في سورة الرحمن (فبأي آلاء ربمكا تكذبان) قد جاءت فردية وزوجية وكذلك (فاتقوا الله واطيعون) في الشعراء و (وأذنت لربها وحقت) في الانشقاق و (كتاب مرقوم) في المطففين وغيرها كثير وحتى في الآيات غير المتكررة في القرآن لا يستقيم ما قلت، وأنتم أصحاب باع طويل في الدراسات العددية. (فلا تعجل بالقرآن) ربنا زدنا علما.
ـ[أبو عمرو]ــــــــ[29 Oct 2009, 11:46 ص]ـ
أعتذر عن الخطأ الاملائي والصواب (ربكما)
ـ[أبو عمرو]ــــــــ[29 Oct 2009, 12:10 م]ـ
أحبتي الكرام
بما اني ممنوع من الحوار مع الاخ العليمي حتى تنقضي العدة التي حددها (علما بانه يسمح لنفسه أن يحاورني، لكن حكم القوي على الضعيف)
إلا أني أرجو من اهل الخير أن يوضحوا لي هذه النقطة التي يصر عليها الاخ (اذ كيف يمكن للسلف الصالح أن ينظروا فى نظم الأرقام، بينما الأرقام نفسها لم يكن لها وجود بعد؟؟!!!)
أنا فهمي لها سطحي هل يوجد من يشرحها لي اذا كان لها معنى آخر، لأني أعلم ان الأرقام وردت في القرآن ولا شك فهمها وعرفها العرب. كيف لم تكن موجودة؟
ـ[حسان بوبشيش]ــــــــ[29 Oct 2009, 12:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ارجوا من الاخوة الكرام ان يناقشوا الموضوع بهدوء لانه لا يزال الكثير مما سيقال في هذا الشأن، لذلك اود ان نخرج بنتيجة ايجابية وليس بخسارة بعضنا البعض، فإن لم نستفد من بعضنا في هذا الموضوع استفدنا في غيره.
بالنسبة لي لقد استفدت بمعرفة ما يراه المؤيد للاعجاز وما يطلبه المعارض، ورغم انني لا استبعد وجود اعجاز عددي الا انني ارى ان المعارضين لديهم جانب من الصحة في الحجج لأنه في حال وجود إعجاز عددي في القرآن الكريم سيكون ذلك بشكل معجز حقا اي انه سيكون بشكل معقد جدا وواضح لا يمكن مناقشته ولا يمكن لبشر بناء مثله، بحيث لا يمكن مقارنة هذا الاعجاز بكتب او اشعار سابقة فقط وانما يجب ان يكون تحديا للعالمين حتى في المستقبل على الاقل في الجانب العددي منه لان الجانب البلاغي عجز عنه من هو افضل منا.
ونتيجة لما سبق فعلى الباحثين في هذا الموضوع تقديم المزيد من الحجج لاقناع معارضيهم وعلى المعارضين دراستها بشكل جدي للوصول الى المبتغى وهو الانتصار لكتاب الله.
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[29 Oct 2009, 02:16 م]ـ
الأخ الكريم أبو عمرو،
أخي هذه فرضية وضعتها من أجل أن تعطيني إجابة عن أسئلتي، ولم أقل لك هي كذلك. ويبدو أن التواصل بيننا صعب إلى حد.
الأخ الكريم بو بشيش،
يمكنك أن تراسل مركز نون لتحصل على البحوث التي تطلب.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[30 Oct 2009, 09:33 ص]ـ
من عجائب المعارضين للإعجاز العددي:
أبو عمرو
إلا أني أرجو من اهل الخير أن يوضحوا لي هذه النقطة التي يصر عليها الاخ (اذ كيف يمكن للسلف الصالح أن ينظروا فى نظم الأرقام، بينما الأرقام نفسها لم يكن لها وجود بعد؟؟!!!)
أنا فهمي لها سطحي هل يوجد من يشرحها لي اذا كان لها معنى آخر، لأني أعلم ان الأرقام وردت في القرآن ولا شك فهمها وعرفها العرب. كيف لم تكن موجودة؟
بو عمرو
إلى الأخ أبي عمرو البيراوي
تذكرت اليوم وانا أقرأ القرآن قولك: (فرضية: ماذا لو قلت لك إن كل آية فردية الرقم يكون عدد كلماتها فردي وعدد حروفها فردي، وكل آية رقمها زوجي يكون عدد كلماتها زوجي وعدد حروفها زوجي، فهل يكون ذلك دليلاً على كل من الآتية أم لا؟)
ربما يندفع البعض لأن يؤمن بهذه الفرضية (التي يبدوا أنها لم تفحص بعد)،
لذلك أحببت أن ألفت نظركم إلى قول الله سبحانه وتعالى في سورة الرحمن (فبأي آلاء ربمكا تكذبان) قد جاءت فردية وزوجية وكذلك (فاتقوا الله واطيعون) في الشعراء و (وأذنت لربها وحقت) في الانشقاق و (كتاب مرقوم) في المطففين وغيرها كثير وحتى في الآيات غير المتكررة في القرآن لا يستقيم ما قلت، وأنتم أصحاب باع طويل في الدراسات العددية. (فلا تعجل بالقرآن) ربنا زدنا علما.
أبو عمرو
أرجو أن يتأمل إخواني في كلمة أخينا العليمي (اذ كيف يمكن للسلف الصالح أن ينظروا فى نظم الأرقام، بينما الأرقام نفسها لم يكن لها وجود بعد؟؟!!!)
دقيقة صمت (تأمل)
لم تخبرونا من قبل أنه لم يكن هناك عدد آيات!.
من فوائد النقاش العلمي أنه يجبر صاحبه على صياغة أفكاره ومن ثم النظر في استقامتها وكذلك عرضها على الجمهور.
أبو عمرو
أحبتي الكرام، أمر مهم للغاية لا يقبل فيه التدليس والتلبيس ولا يقبل فيه نصف الفهم خاصة ممن يعتبر نفسه متخصصا، لذلك أقول:
- أولا أعتذر عن عدم توضيح سؤالي وذكري كلمة (التوقيف) لكن لثقتي فيمن أخاطب ولعلمي بأنهم يعلمون جيدا موطن الخلاف وأنهم يفترض أنهم درسوا هذا الأمر جيدا وأصّلوه وفهموا كلام العلماء الذي يبدوا أنهم لم يدققوا فيه لأنه لا (إعجاز عددي) فيه لم أتوقع أن لا يفهم طلبي واستفساري.
- من العيب والخلل العلمي الكبير في أن يؤخذ مصطلح معين بمعنى مخصوص من عالم ما ويستعمل هذا المصطلح بمعنى آخر من قبل باحث آخر. وهذا بالضبط ما حصل في كلمة التوقيف. فالعلماء استعملوا كلمة التوقيف بمعنى عدم جواز التغيير وليس بمعنى أنه وحي من عند الله كما يفهمها القائلين بالإعجاز العددي. وهذا الفهم لا يحتاج إلى عبقرية فائقة لاستخلاصه. لذلك يذكر العلماء عادة توقيفي لا يجوز تغييره. فهم يذكرون التوقيف في مقابل جواز كتابة القرآن بما استحدث من الهجاء.
أكتفي بهذا القدر من نقل ما جاء في مداخلات المعارض المكنى بأبي عمرو ..
يا ترى هل يمثل أبو عمرو المعارضين حقا ام انه يمثل نفسه؟ هل يقبل المعارضون أن يمثلهم أبو عمرو؟ لا شك أنهم لن يقبلوا وإلا لكانوا مثله في سوء الفهم والتقول بلا علم ..
ولهذا فنتيجة هذا الحوار هي لصالح مؤيدي الإعجاز العددي، ذلك أنه لم يعارضهم حتى الآن شخص يؤخذ بكلامه، وكلام أبي عمرو - كما ترون - لا يعول عليه في شيء، ولا يحتاج إلى رد، وإن حصل شيء من ذلك فهو نوع من الرفق بمثله. نسأل الله أن يعين أصحاب الإعجاز العددي، وأن يجعلهم من الصابرين والكاظمين الغيظ والداعين إلى الله بالحسنى.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[30 Oct 2009, 09:43 ص]ـ
خلاصة الكلام:
إن إنكار الإعجاز العددي في القرآن يعني بصورة أخرى اتهام القرآن بأنه كتاب فوضوي الترتيب، غير محكم وعشوائي، لا يخضع لأي نظام عقلي أو منطقي.
وهذا ما يفهم من كلام المعارضين، ونأمل أن يفهموا هم كلامهم. فأما حجتهم بالمماثلة بين ما في القرآن وما في كتب البشر، فهذه فرية أو خدعة او كذبة، وحجة من لا يفهم شيئا في الإعجاز العددي، توهموها وصدقوها .. ولا يملكون عليها دليلا ولن يملكوا .. هل درسوا ترتيب القرآن والاعجاز العددي جملة وتفصيلا، وانتهوا الى هذا الحكم؟ لقد قلنا من قبل: إن حكمهم على الاعجاز العددي لا يختلف عمن يحكم على كتاب من ألف صفحة وهو لم يقرأ منه غير سطر واحد.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[30 Oct 2009, 09:47 ص]ـ
أستأذ عبد الله جلغوم
عدد درجات الجنة بعدد آيات القرآن
أرجو للجميع أعلى درجات الجنة
ـ[حسان بوبشيش]ــــــــ[30 Oct 2009, 11:51 ص]ـ
أستاذ عبد الله جلغوم
يبدوا أن الكثير لا يفهم ما تكتبه
عليك بالصبر
اما انا فأجد ما قرأته لك لحد الآن مقنعا ولا أجد فيه أي تلفيقات
الاخ الكريم البيراوي
اذا كنت تقصد ما نشر على موقع نون من دراسات في هذا الشأن فقد قرأتها كلها وكذلك معظم ما نشر على موقع الارقام ومواقع اخرى، ولدي كلام في هذا الموضوع في القريب العاجل ان شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو]ــــــــ[30 Oct 2009, 03:18 م]ـ
سامحك الله أخي عبد الله جلغوم (لماذا كل هذا التحامل؟ آلِطلبي دليل)
كما تناقش بأبحاثك (وعدك) وترفض ادخال أبحاث غيرك (وعدهم) فأنا أناقش عن نفسي وليس عن أحد غيري والأدلة معروضة للنظر فيها، ولا أناقش بعقلية غالب أو مغلوب وانتصرنا والحمد لله كما يفعل الأطفال. ولك أن تضع النتيجة التي تروق لك وتحتفل بذلك، أما أنا فلا أزال أتعلم وأطلب المزيد.
في نظري أن كلامك هو حجة المفلسين، وقد أفلس أخ لك من قبل، وماذا عليكم لو وضحتم وشرحتم لأخيكم اذا أشكل عليه شيء، افترض أنها شبه عند القائل بها أليس منكم من عنده جواب عليها. غريب أن يحاط علم بأسوار وأسرار حرام كشفها. هل من الصعب أن تؤيد كلامكم الذي يقول أن الصحابه لم يعرفوا العدد؟ هل مسألة القراءات تزعجكم لهذه الدرجة؟ لو كان عندكم جواب واحد على التلبيس الذي تصرون عليه (قول الجمهور) لعرضتم حجتكم. هل يخيفكم ضرب الأمثلة بكلام البشر يا مدعوا الاعجاز العددي؟ أم اتخذتم منهج الصرفة؟ نزهتم البشر عن ما تنسبونه لربكم!
لكن أمثال هذه الأبحاث العددية بحاجة الى رقم سري للدخول!. محظورة على آخرين.
لا شك أن بعض الناس تدغدغه دعاوى التجديد والابتكار فينطلق ويثور دون أن يعلم لنفسه نقطة انطلاق ويطلق لعقله العنان ليقول ويكتشف ما شاء دون دراسة مبادئ العلم وأساسياته بل دون القاء نظرة شاملة على فهرس العلوم. والأدلة موجودة فقط نسخ ولصق ولا يهم إن كان الموضوع مختلف، المهم فيها ما يؤيد ما أقول وما تبرر ما أفعل.
أخوتي لولا اني أعلم أن هناك من قد يقرأ الكلام وربما يستفيد منه (حتى لو كانت الفائدة أن يتمسك أحدنا أكثر بما هو عليه) لما كتبت.
وأرجو ممن يحاول أن يدرس موضوع الاعجاز العددي أن يدرسه دراسة علمية واعية متكاملة بداية من الاسم الذي اخترعوه ولا يدل على شيء لو تأمل متأمل.
اعجاز الرسم: يعني لا يستطيع أحد أن يقلد رسم القرآن! ومن كتب القرآن؟ أيعجز أحد أن يضيف ألف في كلمة (لأذبحنه). وفي كلمات معدودة جدا حصل فيها ما يسمى اعجاز وفي غيرها لا. أين الاعجاز؟
الحديث هنا يسمونه اعجاز وليس من الاعجاز في شيء بل هي بالأحرى أن يسمونها أسرارا، يسمون الأشياء بغير اسمها هذا على فرض أنهم يعلمون معاني ما يكتبون. معلوم أن جبريل ألقى الوحي الى محمد ثم يتلوه محمد على أصحابه ليكتبوه، ألم ينتبه أحد من كتبة الوحي إلى قول الرسول له ضع ألف (زائدة) هنا. ألا يثير هذا الأمر تساؤلا من قبل الصحابه، آلله أمرك بهذا؟ أم تعرف الكتابة يا رسول الله؟
لماذا لم يتأملوا في الأسرار التي كتبوها بتوجيه رسول الله عن ربه سبحانه. هل تدارسوا القرآن ما عدا هذه الأمور؟ هل نقل أحد رسما من أحد؟ أين دارسي الاعداد عن هذه الأبحاث.
هذا أساس أبحاثكم. لم يكتشف الا بعد قرون من نزول القرآن، (الأساس) وليس شيئا آخر.
أعلم أن كثيرا ممن يدرس الاعداد لا يعلم الى أين يتجه ولا الى أين يصل. ظنوا لما أصابت رميتهم الأولى أنهم من أصحاب الرماية، وتكلموا بألسنة الحذاق المهرة.
نظروا إلى هياكل الحروف وعدوها، لماذا؟ ليقولوا أن هذا القرآن معجز. واذا عرفت أن القرآن معجز فواصل العد والجمع والضرب. ثم وسع المعادلة. لماذا؟ لتثبت أن القرآن معجز. ألم نثبت ذلك؟ بلى ولكن واصل العد فهناك معادلات لا حصر لها. واصل. وماذا بعد؟ القرآن معجز من عند الله. هي النتيجة التي يؤمن بها من لم يعمل شيئا من ذلك، غفلوا عن المطلوب بعد ذلك وهو العمل والفهم والفقه ومعرفة الأحكام وحفظ القرآن. لكن كيف يلهي الشيطان بعض طلبة العلم. لقد عرف المشركون اعجاز القرآن وجماله واستمتعوا بسماعه وما نفعهم ذلك بشيء. (الاعجاز قنطرة للإيمان وليست برزخا)
كم قرأنا لأصحاب الاعداد هل قالوا أو كتبوا غير الواحد والخمسة والعشرين والجمع والضرب، فليفرحوا بذلك وليتركوا العلم الى أصحابه. ويزين لهم الشيطان أننا في عصر لغة الأرقام، والقرآن يخاطب كل عصر بلغته. لقد كان أحرى بالقرآن لو كان ذلك كذلك أن يخاطب كل قوم بلغتهم قبل أن يخاطب كل عصر.
يا أصحاب المنطق والنظام هل اذا لم يكن الكتاب معجزا عدديا يكون فوضويا عشوائيا؟ أم خير وسيلة للدفاع هي الهجوم.
والمصيبة أن اسم ما يبحثون به هو (الرسم العثماني) ألا ليت شعري كيف تجمع الأمة على ضلالة كهذه؟ كان الأحرى أن تبدأوا بتصحيح الخطأ التاريخي الكبير اذ كيف ترضون هذه النسبة الى عثمان؟ وهي معتمدكم.
القضية عند أصحاب العلم كبيرة لكنها عند محدودي الهدف صغيرة.
ومن لا يرغب بتحصيل العلم فلا ينصح غيره بذلك وليدع المكارم لا يرحل لبغيتها. ومرحبا للجادين.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[30 Oct 2009, 05:03 م]ـ
الأخ الكريم أبو عمرو،
واضح أنك جئت متأخراً، وطريقة تناولك للمسائل تُزهد البعض في الاسترسال معك. وأرجو من الأخوة الكرام أن يلتزموا النقاش العلمي الموضوعي بعيداً عن شخصنة الأمور. وأنصح بعدم الرد عندما يجد المرء أنه يكرر ما قاله سابقاً. ومن كان حريصاً على المعرفة فليبحث عنها، ولا داعي لجعل هذا المنتدى المبارك كغيره من المنتديات غير الجادة. ومسألة العدد القرآني نوقشت مطولاً في مداخلات عدة، فلماذا نضيع الوقت بعد أن بان الأمر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو]ــــــــ[31 Oct 2009, 01:33 م]ـ
أخي البيراوي شكرا لك.
هل يحرم على المتأخر مناقشة المتقدم؟ هل لا يجوز لنا الحديث عما تحدث به السابقون؟ هل اذا رأينا مسألة لم تدرس حق الدراسة لا يحق لنا اعادة بحثها؟ هل بنيتم آراءكم في الاعجاز العددي دون دراسات تأصيلية كافية وافية؟ لذلك كثرت أعذاركم وآهاتكم وحججكم التي لا تسمن ولا تغني من جوع في ميدان البحث والعلم. لم نر إحالة واحدة منكم على دراسة أجابت أو حتى نظرت في كثير من الأسئلة المثارة في البحث. ان كنتم دخلتم قمقم الأرقام وأغلقتم على أنفسكم فلا أظن أن غيركم كذلك حتى ينتهي النقاش في مسألة قرآنية.
ما أود أن أراه (أيضا) من قبل أصحاب المسمى الاعجاز العددي هو أن يتحفونا بمنظومة رقمية عددية لكتاب من كتب البشر حتى نرى الفرق الشاسع بينها وبين المنظومة القرآنية ونتبين هذا المسمى الاعجاز. لكن -من وجهة نظركم أيضا- من السخف أن يشتغل شخص بعدّ حروف كتاب (إلا أن يكون هذا الكتاب أعظم كتاب وهو القرآن، سبحان الله مفارقة عجيبة)، ليبقى موضوع الاعجاز سر غير مفهوم ليس له أساس أصلا ولا معنى له في النهاية ويحتار فيه أصحابه قبل غيرهم.
كتاب الله بين أيديكم بقي أن تمتثلوا بما أمرتم به.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[31 Oct 2009, 02:27 م]ـ
الأخ الكريم أبو عمرو،
هذا المنتدى المبارك مليء بالمداخلات التي ناقشت هذه المسألة، ولا يعقل كلما جاء قادم جديد أن نهدر أوقاتنا وأوقات الأخوة في المنتدى باجترار ما سبق. فمن كان حريصاً على المعرفة فليذهب إلى المداخلات السابقة، وقد يقتنع البعض وقد لا يقتنع آخرون والزمن كفيل بتجلية الحقيقة. ونحن نعلم أن كل جديد يتعلق بالقرآن الكريم يلقى معارضة حتى يطمئن الناس إلى صدقيته.
ـ[أبو عمرو]ــــــــ[31 Oct 2009, 03:56 م]ـ
أخي الكريم البيراوي
أظن أنه لم يطلب أحد منك ولا من غيرك المشاركة من البداية. ولمَ لم تقل هذا الكلام من أول مشاركة لك وأرحت نفسك.
أنتم من يستقبل كل (قادم جديد) بمعادلات جميلة فإذا سأل وناقش تغير خطابكم.
اما التظاهر بأن لديكم الاجابات الشافية على ما ورد من استفسارات فهذا أسلوب عقيم. وثوب الغرور والاستعلاء لا يليق بطالب علم ومشارك (متطوع) في منتديات علمية لم توجد إلا للنقاش العلمي، ولكن اكثر الناس لا يعلمون.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[01 Nov 2009, 01:52 ص]ـ
الأخ الكريم أبو عمرو،
أخي الكريم لقد نصحتُ الأخوة بإغلاق الكلام في هذه المسألة لأنها نضجت سلباً أو إيجاباً، وأصبح النقاش غير جاد وغير علمي. أما رأيك في هذه المسألة فلا نؤاخذك عليه، ولكننا ننصح أن تبحث لتصل إلى نتيجة قائمة على أساس. وإن شئت أن تقول إن الأبحاث العددية متهافتة فأنا على استعداد لأن أقر لك أنت بالذات بأننا هزمنا أمام منطقك المتين، فأرجو أن تحررنا من هذا الخوض.
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[17 Jul 2010, 12:19 م]ـ
العدد الذى يدور حوله الإعجاز فى القرءآن هو الرقم (19) ومضاعفاته
ولقد أعد الدكتور رشاد خليفة - عليه من الله ما يستحق - بحثا حول الإعجاز فى هذا الرقم وهو يمثل بداية لكل من يحاول
الوقوف على الإعجاز فى هذا الرقم.
قال تعالى (((عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30) وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31))))
هذه الأيات تدلل على وجود الإعجاز فى الرقم 19
فهذا هو الإعجاز الذى يمكن أن نتبناه لأن الأيات دللت عليه.
والله أعلم.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[17 Jul 2010, 12:47 م]ـ
أخي الكريم عطاء الله أرجو أن يتسع صدرك لملاحظتي حول مشاركتك الأخيرة. الموضوع لم يضف إليه جديد منذ أكثر من سبعة أشهر وهو موضوع صار فيه جدال وكلام خرج عن أصول الحوار العلمي ولذا توقف المشاركون فيه عن إضافة جديد فما الداعي أن تفتح الموضوع من جديد؟!
ثم أخي الكريم من نحن حتى نحكم على خلق الله؟! نحن كلنا بشر معرضون للخطأ والصواب وكل الخلق يؤخذ منهم ويُرد إلا الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام فإذا شئت أن تنتقد كلاماً لأحد العلماء فأرجو أن يكون النقد لكلامه وليس لشخصه فكلامك (عليه من الله ما يستحق) لا يليق بمسلم لأننا نحن لسنا وكلاء الله تعالى في الأرض وليس معنا مفاتيح الجنة والنار ولسنا مكلّفين بأن نكشف عن قلوب البشر لذا كان واجبنا أن لا نتألّى على الله تعالى وندع الخلق للخالق وندعوه أن يغفر لنا ويتجاوز عن سيئاتنا ولا يكشف عيوبنا لغيرنا ولو كان للذنوب رائحة أخي الكريم ما تمكن أحد من أن يقف بجوار الآخر مهما علا شأنه وظنّ بنفسه خيراً.
شكراً لك على سعة صدرك، هدانا الله جميعاً للكف عن محاكمة الناس وأنصحك بمتابعة مقالة الدكتور عبد الله دراز ففيها كثير عبرة ووقفات تأمل،
http://www.tafsir.net/vb/t20749.html
نشكو إلى الله ضعفنا ونلجأ إليه طالبين العفو والصفح عما كان منا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Jul 2010, 01:00 م]ـ
سؤال للأخ محمد براء صاحب أصل هذه المشاركة:
هل هذا الموضوع الذي نقلته يدخلُ تَحت النقد العلميِّ الموضوعيِّ الهادف؟
أم يدخلُ تَحت السُّخريةِ والاستهزاء؟
- فإن كانت الأولى فبيِّنها لنا مشكوراً.
- وإن كانت الثانية فهل يليق بك وبنا طرحها هنا؟ وهل تتوقع أن تؤتي ثَمرةً صالحةً في ميدان النقاش العلمي؟ وانظر إلى الوقت المُهدَر في الحوار حولها هل تظنُّكَ تسلمُ مِن مغبَّة ضياعه؟
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[17 Jul 2010, 01:05 م]ـ
أخي الكريم عطاء الله أرجو أن يتسع صدرك لملاحظتي حول مشاركتك الأخيرة. الموضوع لم يضف إليه جديد منذ أكثر من سبعة أشهر وهو موضوع صار فيه جدال وكلام خرج عن أصول الحوار العلمي ولذا توقف المشاركون فيه عن إضافة جديد فما الداعي أن تفتح الموضوع من جديد؟!
ثم أخي الكريم من نحن حتى نحكم على خلق الله؟! نحن كلنا بشر معرضون للخطأ والصواب وكل الخلق يؤخذ منهم ويُرد إلا الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام فإذا شئت أن تنتقد كلاماً لأحد العلماء فأرجو أن يكون النقد لكلامه وليس لشخصه فكلامك (عليه من الله ما يستحق) لا يليق بمسلم لأننا نحن لسنا وكلاء الله تعالى في الأرض وليس معنا مفاتيح الجنة والنار ولسنا مكلّفين بأن نكشف عن قلوب البشر لذا كان واجبنا أن لا نتألّى على الله تعالى وندع الخلق للخالق وندعوه أن يغفر لنا ويتجاوز عن سيئاتنا ولا يكشف عيوبنا لغيرنا ولو كان للذنوب رائحة أخي الكريم ما تمكن أحد من أن يقف بجوار الآخر مهما علا شأنه وظنّ بنفسه خيراً.
شكراً لك على سعة صدرك، هدانا الله جميعاً للكف عن محاكمة الناس وأنصحك بمتابعة مقالة الدكتور عبد الله دراز ففيها كثير عبرة ووقفات تأمل،
http://www.tafsir.net/vb/t20749.html
نشكو إلى الله ضعفنا ونلجأ إليه طالبين العفو والصفح عما كان منا.
شكر الله لك مداخلتك
وأنا لم أكن أسمع عن أن الموضوع خرج عن مساره فجزيت خيرا على التنبيه
ولكن شاركت فيه لما رأيته ضمن قائمة (أنشط المشاركات)
أما تحفظك على ما قلته بحق الدكتور رشاد خليفة فلا أوافقك فقصة الرجل أكبر من ذلك بكثير
والله المستعان.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[17 Jul 2010, 01:22 م]ـ
مقصد الأخت سمر بكل وضوح هو أن الموضوعات التي طال فيها النقاش لا ينبغي لأحد أن يداخل فيها إلا بعد قراءة كل ما دار فيها، حتى يضيف شيئا ذا بال، وإلا فإن مشاركته تكون مجرد زيادة في أعباء الصفحة.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[17 Jul 2010, 01:33 م]ـ
شكراً لك أخي الكريم عطاء الله على ردك وهذا إن أظهر شيئاً فإنما يظهر أن كثيرين منا لا يقرأون ما يعلّقون عليه، فكيف يا أخي ترضى لنفسك أن تعلّق على موضوع لم تقرأه وقد دار حوار فيه على سبع صفحات؟! وهل التعليق يكون لمجرد أن الموضوع كان في قائمة أعلى نسبة مشاركات؟ هل هذا ملتقى ما يطلبه المستمعون أو ملتقى قرآني يجب علينا أن نقرأ بكل وعي وفهم ما فيه فإن كان الموضوع ضمن اختصاصنا أو قرأنا فيه شيئاً مفيداً أو لدينا سؤالاً نطرحه حوله أضفنا فيه ما لدينا وإلا تكفي القرآءة دون التعليق وزر (شكر الله لك) تكفي أن تشكر صاحب المشاركة التي تعجبك.
أما إصرارك على أن ما ذكرته حول عدم الخوض في الناس وتنصيب أنفسنا قضاة وحكام على الآخرين فيؤسفني أنك لم تسارع في قبول النصيحة التي لن تفيدني أنا ولكن كل الفائدة ستكون لك إن أنت كفيت خلق الله - مهما كانوا على فساد رأي من وجهة نظرك - لو كفيتهم حكمك لعليهم لكنت من الفائزين. وأعيد وأذكرك أخي الكريم"
دع الخلق للخالق ولا تنصب نفسك حاكماً وحكماً على أحد من الخلق فالله حسبهم وحسبك ويوم القيامة يحاسبنا جميعاً على ما قدمناه في حياتنا وستشهد علينا ايدينا وأرجلنا وألسنتنا وقلوبنا وأعيننا وأسماعنا وكل ذرة في أجسادنا، فاتق الله أخي الكريم في إخوانك في الإسلام ولا تكن عون الشيطان عليهم فليس منا من هو معصوم عن الزلل!
وأدعو المشرف العام لإغلاق هذا الموضوع لأنه استنزف كل الكلام!
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[17 Jul 2010, 03:24 م]ـ
شكراً لك أخي الكريم عطاء الله على ردك وهذا إن أظهر شيئاً فإنما يظهر أن كثيرين منا لا يقرأون ما يعلّقون عليه، فكيف يا أخي ترضى لنفسك أن تعلّق على موضوع لم تقرأه وقد دار حوار فيه على سبع صفحات؟! وهل التعليق يكون لمجرد أن الموضوع كان في قائمة أعلى نسبة مشاركات؟ هل هذا ملتقى ما يطلبه المستمعون أو ملتقى قرآني يجب علينا أن نقرأ بكل وعي وفهم ما فيه فإن كان الموضوع ضمن اختصاصنا أو قرأنا فيه شيئاً مفيداً أو لدينا سؤالاً نطرحه حوله أضفنا فيه ما لدينا وإلا تكفي القرآءة دون التعليق وزر (شكر الله لك) تكفي أن تشكر صاحب المشاركة التي تعجبك.
أما إصرارك على أن ما ذكرته حول عدم الخوض في الناس وتنصيب أنفسنا قضاة وحكام على الآخرين فيؤسفني أنك لم تسارع في قبول النصيحة التي لن تفيدني أنا ولكن كل الفائدة ستكون لك إن أنت كفيت خلق الله - مهما كانوا على فساد رأي من وجهة نظرك - لو كفيتهم حكمك لعليهم لكنت من الفائزين. وأعيد وأذكرك أخي الكريم"
دع الخلق للخالق ولا تنصب نفسك حاكماً وحكماً على أحد من الخلق فالله حسبهم وحسبك ويوم القيامة يحاسبنا جميعاً على ما قدمناه في حياتنا وستشهد علينا ايدينا وأرجلنا وألسنتنا وقلوبنا وأعيننا وأسماعنا وكل ذرة في أجسادنا، فاتق الله أخي الكريم في إخوانك في الإسلام ولا تكن عون الشيطان عليهم فليس منا من هو معصوم عن الزلل!
وأدعو المشرف العام لإغلاق هذا الموضوع لأنه استنزف كل الكلام!
قبلت نصيحتك يا دكتورة
وأدعوا لغلق الموضوع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[17 Jul 2010, 03:31 م]ـ
الحمد لله الذي جعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه. شكر الله لك.(/)
صدور (الموسوعة القرآنية الميسرة) وهي مشروع رائع لخدمة القرآن الكريم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Oct 2009, 10:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
منذ أكثر من خمس سنوات مضت ومشروع (الموسوعة القرآنية الميسرة) تحت الإعداد من قبل فريق البرمجة في الشركة العربية لتقنية المعلومات، وهي شركة أصدرت عدداً من المشروعات العلمية المتقنة في خدمة العلم الشرعي. وكثيراً ما سألوا عن المصادر المعتمدة التي يوصى باعتمادها في المشروع، وكنتُ أترقب صدور هذه الموسوعة بين الحين والحين، وقبل رمضان الماضي وصلتني نسخة منه من أحد الأصدقاء في علبة أنيقة، (وبلغني أنه يباع الآن في المكتبات بمبلغ 170 ريال تقريباً) فبادرت لتحميله على جهازي حينها فلم أنجح لخلل متكرر يظهر لي، ومنذ عدة أيام حاولتُ مرة أخرى فتمكنت من تنصيبه على جهازي المكتبي وأحببت عرضها للجميع رغبة في الإفادة بعد فحصها واختبار مدى دقتها وجودتها.
وهي مفيدة جداً للباحث، وللخطيب الذي يحتاج إلى تحضير المحاضرات والخطب والأبحاث منطلقاً من القرآن الكريم، وهي توفر في البحث الموضوعي عدداً رائعاً من الموضوعات القرآنية. وعلى الرغم من قلة عدد التفاسير التي اشتمل عليها هذا الإصدار مقارنة بالمكتبة الشاملة، إلا أنَّ خدمة الفهارس التي اشتمل عليها جعلته يتفوق على المكتبة الشاملة، ولو أتيحت في هذه الموسوعة خدمة الإضافة والحذف للمكتبة لكانت موسوعة وافية، لكنهم لا يلامون لأن إتاحة ذلك تعود بالضرر على مستوى الجودة والإتقان.
ولا تزال الدراسات القرآنية في حاجة ماسة إلى موسوعة أوسع من هذه الموسوعة، تليق بقيمة ومكانة هذه العلوم من جهة وتفي بحاجة الباحثين من جهة أخرى، وتجمع بين الإتقان والسعة.
وقد صدرت هذه الموسوعة في قرصين ليزر، يتم تنصيبهما بسهولة على الجهاز، ولا تعمل الموسوعة إلا بوضع الأول منهما في الجهاز وهذا من عيوب الموسوعة. فلو أمكن الاستغناء عن وضع القرص في الجهاز أثناء العمل لكان أفضل كما في الموسوعة الشعرية التي أصدرها المجمع الثقافي بأبو ظبي.
وهذه نبذة منقولة من الموسوعة نفسها تبين الهدف منها ومحتوياتها.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64accec7067bfb.jpg
الهدف من الموسوعة:
نشر القرآن وعلومه بطريقة سهلة ميسرة بين المسلمين بخدمات حاسوبية متطورة، تجمع بين أصالة التراث وأحدث التقنيات والأساليب العلمية، وذلك بالاعتماد على أمات الكتب والمراجع الإسلامية مع التحقيق والتدقيق .. كذلك استخدام التقنيات الحديثة في إعداد فهارس ومعاجم وقواميس تتعلق بالقرآن الكريم وعلومه، وعرض كل ذلك بطريقة سهلة ميسرة تكون إرشادًا للمبتدئ من عامة المسلمين وعونًا لطلبة العلم وتذكيرًا للمنتهي .. كما تغني هذه الموسوعة عن جمع وتصفح العديد من المراجع التراثية والحديثة الهامة حيث تم كل ذلك بعناية فائقة ومنهج دقيق واضح بمعرفة فريق من الباحثين والمتخصصين في مجال علوم القرآن الكريم والحديث الشريف واللغة العربية.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64accef59059aa.jpg
المشتملات
1 - النص القرآني الكريم بالرسم العثماني حسب تنسيق مصحف المدينة المنورة.
2 - تسجيلات القرآن الكريم بصوت ثلاثة من مشاهير القراء في العالم الإسلامي وهم:
أ- الشيخ: عبد الله خياط.
ب– الشيخ: سعود الشريم.
ج- الشيخ: محمد أيوب.
3– برنامج متطور خاص لتحفيظ القرآن الكريم.
4 - القراءة وهي تنقسم إلى: مجموعة فهارس لتعليم القراءة الصحيحة للقرآن الكريم
أ- فهرس بعلامات ضبط المصحف.
ب- فهرس بالألفاظ المرسومة في المصحف بالرسم العثماني ويصعب نطقها (بدون تلقي) لتسهيل تعلمها حتى بعد تلقيها من الشيوخ مع الربط بصفحات المصحف والتلاوة الصحيحة من أحد مشاهير القراء المذكورين.
ج- فهرس للكلمات التي تتشابه بنيتها (حروفها) ويختلف نطقها تبعًا لحركات الشكل المصطلح عليها مع تمييز النطق بين هذه الكلمات وربطها بصفحات المصحف وإمكانية سماعها حسب اختيار المستخدم.
د- فهرس بالألفاظ المختلفة رسمًا في المصحف العثماني عن الرسم الإملائي مع ربط كل مدخل في الفهرس بالآيات والألفاظ المقصودة في صفحات المصحف، بهدف تيسير القراءة في المصحف للمبتدئين والذين لا يعرفون ضبط الكلمات بما يوافق الرسم العثماني.
(يُتْبَعُ)
(/)
5– معاني كلمات القرآن من كتاب: (السراج في بيان غريب القرآن) للأستاذ الدكتور: محمد بن عبد العزيز الخضيري مع ربط الكلمات القرآنية بمواضعها في المصحف العثماني.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64accef5958a62.jpg
6- التفاسير وتحتوي على عرض ثلاثة تفاسير مع ربطها بالآيات وهي:
أ- تفسير الطبري.
ب- تفسير ابن كثير.
ج- تفسير السعدي.
7 - أسباب النزول من كتاب الإمام الواحدي مع ربطها بالسور أو الآيات.
8– الإعراب: إعراب كامل لآيات القرآن الكريم مستقى من عدة مراجع متخصصة.
9 - فهارس السور وتشمل كافة المعلومات الهامة المرتبطة بسور القرآن:
أ- البيانات الأساسية للسور، والتي تشمل السورة وأسماءها، وسبب التسمية والمكي والمدني منها، والمستثنى من ذلك، وموقعها في المصحف، وترتيبها في النزول، وما قبلها وما بعدها، سواء في ترتيب المصحف أو في ترتيب النزول.
ب- فضائل سور القرآن من صحيح السنة النبوية مع تخريج الأحاديث والحكم عليها والهدف من ذلك التعريف بالسورة وفضلها.
ج- مفاتيح سور القرآن، والهدف منه: العرض الإجمالي للسورة ومحورها وأهم المرتكزات والمواضيع التي تحتوي عليها.
د- موضوعات كل سورة من سور القرآن، والمقصود منه: تقسيم السورة إلى موضوعات، كل موضوع عدة آيات تشتمل على موضوع واحد مع ربط تلك التقسيمات بصفحات المصحف، والتي بلغت (1001 قسم).
هـ- الناسخ والمنسوخ من آيات سور القرآن: يتضمن عرض الآيات الناسخة أو المنسوخة من سور القرآن الكريم مع ربط هذه الآيات بمواضعها من صفحات المصحف.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64accef59e48a6.jpg
10 - الفهارس وهي تحتوي على ثمانية أنواع من الفهارس:
النوع الأول: فهارس السور وتحتوي على:
أ- فهرس (قائمة) سور القرآن وأماكنها بالمصحف الشريف (مصحف المدينة).
ب- فهرس للسور التي اختصت بأسماء أو بحالات خاصة.
النوع الثاني: فهارس الآيات وتحتوي على:
أ- فهارس لآيات القرآن الكريم مرتبة على الأحرف في أوائل كلمات الآيات وكذا على رءوس الآيات وآخر كلماتها لبيان فواصل آيات السور مع التأكد من صحة هذا الفهرس بمراجعته على المراجع التراثية والحديثة لتسهيل الوصول إلى أي آية وأيضا لتسهيل عملية حفظ وتذكر القرآن الكريم.
ب- فهرس الآيات المتطابقة والمتشابهة في القرآن الكريم لخدمة حفظة القرآن والباحثين حيث تم حصر وتحديد الآيات المتطابقة والمتشابهة في سور القرآن الكريم والربط بينهما في مجموعات نصية تتطابق أو تتشابه فيها الآيات أو المقاطع ويمكن الدخول إلى تلك الآيات أو المقاطع من سورة معينة من سور القرآن حيث يمكن الوصول إلى قائمة المتطابقات إن وجدت والمتشابهات في هذه السورة مع الآيات والمقاطع في باقي سور القرآن وباختيار عرض أحد تلك الآيات أو المقاطع يمكن استعراض الآيات والمقاطع المشابهة في السور الأخرى في صفحة المصحف الشريف التي تحمل تلك الآية.
ج- فهرس للآيات التي اختصت بأسماء أو بحالات خاصة.
النوع الثالث: معجم ألفاظ القرآن الكريم أكثر دقة وشمولاً ويسرًا في الاستخدام من المعجم الورقي الذي أعده الأستاذ/ محمد فؤاد عبد الباقي رحمه الله وله فضل السبق والأجر لمجهوده المشكور في إعداده دون توفر التقنيات الحديثة التي منَّ الله علينا.
وفي ذلك المعجم يمكن البحث بالجذور والتي بلغت أكثر من (1700 جذر) وصولاً إلى جميع الألفاظ المرتبطة به، كما يمكن الوصول إلى مجموعة الألفاظ ذات الجذر الواحد بدءًا بأي لفظ وفي الحالتين يتم الربط بين اللفظ وموقعه في صفحة المصحف.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64accef599f347.jpg
النوع الرابع: معجم موضوعات القرآن الكريم وهو فهرسة وافية وشاملة مكونة من 4 مستويات تشمل الموضوعات القرآنية (أكثر من 1100 موضوع) رئيسي وفرعي وبذلك أصبح لدينا فهرس موضوعات حاسوبي للقرآن الكريم يربط بين كل موضوع رئيسي أو فرعي والآيات التي يمكن وضعها تحت هذا الموضوع وذلك في النص المصحفي بالرسم العثماني مع تلوين الآية المقصودة لتميزها في صفحة المصحف ويعتبر هذا الفهرس المبتكر خير معين للدعاة والباحثين وطلبة العلم الشرعي للوصول إلى آيات موضوع رئيسي أو فرعي مرتبط بالنص القرآني.
(يُتْبَعُ)
(/)
النوع الخامس: معجم مصطلحات علوم القرآن والذي يمكن استعراضه ألفبائيا ومصنفا على الفنون المتعلقة بالقرآن كالقراءات والتجويد والتفسير والنسخ وأسباب النزول وما يتعلق بلغة القرآن وبلاغته.
النوع السادس: معجم مصطلحات علوم القرآن من السنة في شكل شجرة موضوعية تربط النص القرآني بالأحاديث الصحيحة الواردة في الكتب الستة مع ضبط كل حديث سندًا ومتنًا وتخريجه والحكم عليه من تلك الكتب وغيرها.
النوع السابع: الجداول التي تحتوي على:
أ- السكتات الخاصة بحفص
ب- مواضع السجدات مع بيان المختلف فيه وربطها بأماكنها من المصحف.
ج- أسماء وصفات القرآن والتي بلغت نحوا من خمسين اسما وصفة.
النوع الثامن: الإحصاءات التي تحتوي على:
أ- إحصاءات عامة عن السور والكلمات والحروف.
ب- تجزئة القرآن إلي ثلاثين جزءا و تجزئة الأجزاء إلي أحزاب وتجزئة الأحزاب إلي أرباع.
ج- تقسيم القرآن إلي أنصاف وأثلاث إلى أعشار لتحديد ورد يومي لختم القرآن وسهولة حفظه حسب التقسيم مع ربط التقسيمات بموضعها من المصحف.
د- أعلام القرآن وأولها أسماء الله الحسنى ثم أسماء الملائكة والرسل وغير ذلك من أعلام القرآن.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64accef59c1a10.jpg
11– المكتبة: وقد قسمت الكتب إلى أربعة أقسام مع إمكانية البحث فيها:
القسم الأول: كتب التفاسير وتحتوي على ثلاثة تفاسير وهي:
أ- تفسير الطبري.
ب- تفسير ابن كثير.
ج- تفسير السعدي.
القسم الثاني: كتب علوم القرآن وتحتوي على:
أ- منار الهدى في الوقف والابتدا للأشموني.
ب- أسباب النزول للواحدي - تحقيق د/ ماهر الفحل.
ج- التمهيد في علم التجويد.
د- مناهل العرفان في علوم القرآن.
القسم الثالث: كتب المتون وتحتوي على:
أ- السلسبيل الشافي في علم التجويد.
ب- القصيدة الخاقانية.
ج- شرح تحفة الأطفال.
د- فتح رب البرية شرح الجزرية.
هـ- لآلئ البيان في تجويد القرآن.
و- متن الجزرية.
ز- متن تحفة الأطفال.
ح- هداية المرتاب وغاية الحفاظ والطلاب في تبيين متشابه الكتاب.
ط- التحفة العنبرية في شرح تحفة الأطفال.
القسم الرابع: كتب آداب قراءة القرآن وتحتوي على:
أ- آداب قراءة.
ب- نبذة عن القراء.
المصادر والمراجع التي اعتمدت عليها الموسوعة:
• القرآن الكريم - مصحف مجمع الملك فهد.
• الإتقان في علوم القرآن للسيوطي - دار الجيل - 1419هـ - 1998م.
• الإسرائيليات والموضوعات - د/ محمد أبو شهبة - مكتبة السنة - ط4 - 1408هـ.
• أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن - الشنقيطي.
• إعراب القرآن الكريم أ. د. محمد الطيب الإبراهيم - دار النفائس - ط2 - 1423هـ - 2002م.
• إعراب القرآن الكريم وبيانه محيي الدين الدرويش - دار اليمامة، دار ابن كثير - ط6 - 1419هـ - 1999م.
• إعراب القرآن لابن سيده.
• الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه ومعرفة أصوله واختلاف الناس فيه - أبي محمد مكي بن أبي طالب القيسي - ت د/أحمد حسن فرحات - دار المنارة - ط1 - 1406هـ - 1986م.
• البحر الزخار - المعروف بمسند البزار - مكتبة العلوم والحِكَم.
• البرهان في علوم القرآن للزركشي- دار الفكر.
• التبيان في إعراب القرآن للعكبري - دار السلام.
• التحرير والتنوير - الطاهر بن عاشور.
• تفسير ابن كثير - مكتبة الرشد - ط1 - 1420هـ - 1999م.
• تفسير البحر المحيط لأبي حيان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان - دار الفكر - 1412هـ - 1992م.
• تفسير الطبري - دار ابن حزم، دار الأعلام - ط1 - 1423هـ - 2002م.
• التفسير والمفسرون - محمد الذهبي.
• جامع البيان في متشابه المثان أفانين حفاظ القرآن - أبو أنس محمد بن سيد - مكتبة السنة - 1428هـ - 2007م.
• الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي.
• دراسات قرآنية - الشيخ/ محمد بن محمد أبو شهبة - مكتبة السنة - ط1 - 1429هـ - 2008م.
• دلائل النبوة - البيهقي - دار الريان للتراث.
• دليل الآيات متشابهة الألفاظ في كتاب الله العزيز ـ سراج صالح ملائكة - ط3 - 1425هـ - 2004م.
• روح المعاني - الآلوسي.
• السراج في بيان غريب القرآن - محمد بن عبد العزيز الخضيري - مجلة البيان - ط1 - 1429هـ - 2008م.
• سنن ابن ماجه - دار الحديث - ط1 - 1419هـ - 1998م.
(يُتْبَعُ)
(/)
• سنن أبي داود - دار القبلة والثقافة الإسلامية جدة - مؤسسة الريان بيروت - ط2 - 1425هـ - 2004م.
• سنن الترمذي - دار الغرب الإسلامي - ط2 - 1998م.
• السنن الكبرى - البيهقي - دار الكتب العلمية.
• سنن النسائي.
• صحيح البخاري - دار عالم الكتب - ط1 - 1417هـ - 1996م.
• صحيح مسلم - دار عالم الكتب - ط1 - 1417هـ - 1996م.
• غاية المريد في علم التجويد - الشيخ/ عطية قابل نصر - دار التقوى - ط7.
• فضائل القرآن - ابن الضريس.
• فضائل القرآن - ابن كثير - دار الأندلس.
• فضائل القرآن وما جاء فيه من الفضل وفي كم يقرأ والسنة في ذلك - الفريابي - مكتبة الرشد.
• فضائل القرآن ومعالمه وآدابه - لأبي عبيد القاسم بن سلام - وزارة الأوقاف المغربية.
• الفهرس الموضوعي لآيات القرآن الكريم - محمد مصطفى محمد - دار الفتح - ط3 - 1413هـ - 1992م.
• القاموس المحيط - مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي - دار إحياء التراث - ط1 - 1422هـ - 2001م.
• الكتاب المصنف في الأحاديث والآثار - أبي بكر عبد الله بن محمد بن أبي شهبة - دار الكتب العلمية - ط1 - 1416هـ - 1995م.
• كتاب الناسخ والمنسوخ في كتاب الله عز وجل واختلاف العلماء - أبي جعفر أحمد بن محمد النحاس - ت د/ سليمان بن إبراهيم اللاحم - مؤسسة الرسالة - ط1 - 1412هـ - 1991م.
• الكليات معجم في المصطلحات والفروق اللغوية - أبي البقاء أيوب بن موسي الكفوي.
• اللباب لابن عادل.
• مباحث في علوم القرآن - صبحي الصالح.
• مباحث في علوم القرآن - مناع القطان - مكتبة المعارف - ط3 - 1421هـ - 2000م.
• المحرر الوجيز المعروف بتفسير ابن عطية - ابن عطية الأندلسي - تحقيق مجموعة علماء - مطبوعة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إدارة الشؤون الإسلامية بدولة قطر - ط2 - 1428هـ - 2007م.
• مسند أحمد - مؤسسة الرسالة - ط1 - 1421هـ - 2001م.
• مشكل إعراب القرآن لمكي بن أبي طالب القيسي.
• مصحف التجويد - دار المعرفة - دمشق - 1427م.
• المصحف الميسر - عبد الجليل عيسى - دار الفكر - 1399هـ - 1979م.
• مصحف معلم التجويد - دار الخير - سوريا - ط1 - 1425هـ - 2004م.
• مصطلحات علوم القرآن - أنور الباز - أ. د/ عبد الحليم عويس - دار الوفاء - ط1 - 1428هـ - 2007م.
• المعجم الأوسط - الطبراني - دار الحرمين.
• المعجم الصغير - الطبراني - المكتب الإسلامي.
• معجم ألفاظ القرآن الكريم - محمد فؤاد عبد الباقي - دار الحديث.
• المعجم الكبير - الطبراني - دار إحياء التراث العربي.
• معجم المصطلحات في علمي التجويد والقراءات - إبراهيم بن سعيد الدوسري - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - ط1 - 1425هـ - 2004م.
• المعجم المفهرس لمواضيع القرآن الكريم - محمد نايف معروف - دار النفائس - 1427هـ - 2006م.
• المعجم الموضعي لآيات القرآن الكريم - صبحي عصر - دار الفضيلة.
• المعجم الموضوعي لآيات القرآن الكريم - حسان عبد المنان - بيت الأفكار الدولية.
• معجم مصطلحات علم القراءات وما يتعلق به - د/ عبد العلي المسئول - دار السلام - ط1 - 1428هـ - 2007م - دار السلام - ط1 - 1428هـ - 2007م.
• معجم مصطلحات علوم القرآن _ محمد إبراهيم الجرمي - دار القلم - ط1 - 1422هـ - 2001م.
• مفاهيم إسلامية - مجموعة من العلماء.
• مناهل العرفان في علوم القرآن - محمد عبد العظيم الزرقاني - دار إحياء الكتب العربية.
• موسوعة فضائل سور القرآن - الشيخ/ محمد بن رزق بن طرهوني - مكتبة العلم بجدة - ط3 - 1423هـ - 2003م.
• ناسخ القرآن العزيز ومنسوخه - هبة الله بن عبد الرحيم المعروف بشرف الدين بن البارزي - ت د/حاتم صالح الضامن - مؤسسة الرسالة - ط3 - 1405هـ - 1985م.
• ناسخ القرآن ومنسوخه - ابن الجوزي - دار الثقافة العربية.
• الناسخ والمنسوخ من كتاب الله تعالى - هبة الله بن سلامة بن نصر المقري - ت/ زهير الشاويش، محمد كنعان - المكتب الإسلامي - ط2 - 1406هـ - 1986م.
• نور اليقين معجم وسيط في إعراب القرآن - د. علي عبد المنعم عبد المجيد - الشركة المصرية العالمية للنشر - 2003م.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64accec70ad93b.jpg
الشركة المنتجة للموسوعة:
الشركة العربية لتقنية المعلومات
(يُتْبَعُ)
(/)
ترتكز رؤيتنا في الشركة العربية على محورين أساسيين ومتكاملين؛ وهما النظرة الشاملة الموسوعية للتراث والثقافة العربية الإسلامية، ثم الحرفية التخصصية الدقيقة في استغلال التقنيات الحديثة؛ لسبر غور ذلك التراث وتلك الثقافة بعلم وخبرة لاستخراج كنوزها وعرضها وإتاحتها لجموع العرب والمسلمين في صورة عصرية وحضارية سهلة وميسورة، وفي نفس الوقت دقيقة ومحققة.
إننا نرى أن تقنية المعلومات وما أتيح لنا وعرفناه وتخصصنا فيه من علوم الحاسب والاتصالات لهو السبيل الأمثل والفعال لإحياء تراث هذه الأمة العظيمة، وإبراز منابعها الصافية ومعادنها الأصيلة، وإعادة تأهيل أبنائها لدورهم الرائد في دفع مسيرة الحضارة الإنسانية إلى غايتها السامية.
ولقد عمدنا في العربية إلى ترجمة تلك الرؤية الواسعة والدقيقة في آن واحد إلى مجموعة رئيسية من المهام التي نعمل جادين على إنجازها وحمل تبعتها على عواتقنا في ترحاب وإصرار دائم على النجاح والإنجاز، بل والتفوق والتميز وتتخلص تلك المهام فيما يلي:
التخطيط الجيد لنشر وإتاحة التراث والمعارف العربية والإسلامية في مناحيها المختلفة؛ كالفقه والسنة والسيرة وعلوم القرآن وغيرها من خلال ترجمة ونشر الكتب ورقيًّا وإلكترونيًّا.
التعاون مع العلماء والمتخصصين من ذوي الخبرات العميقة والكفاءات العالية والرؤية الثاقبة بوضع خطة متكاملة لهذا المشروع الثقافي التقني الطموح. التعرف الدائم والمستمر على كافة التقنيات الحديثة في مجال علوم الحاسب الآلي ونظم المعلومات والاتصالات لاستغلالها الاستغلال الأمثل في المشروعات المختلفة التي نخطط لها وننجزها، بحيث نكون دائما مواكبين للمستوى العالمي المتقدم في استغلال تلك التقنيات في مجال نشر الثقافة والمعرفة والتراث النافع لمجتمعنا العربي والإسلامي والباحثين الجادين في كافة أنحاء العالم.
إعداد الموسوعات الإلكترونية في مجال العلوم والمعارف العربية والإسلامية، لنشرها سواء على شكل مواقع بشبكة الإنترنت أو على أقراص مدمجة لتكون متاحة لعامة المستفيدين في العالم العربي والإسلامي على أن تكون تلك الموسوعات مدعمة بكافة الخدمات المعلوماتية التي تقوم على الدراسة المتعمقة والتحقيق والتدقيق في المادة العلمية المختارة بما يجعلها مرجعاً معتمداً وموثوقاً به وأساسياً لطلبة العلم والباحثين والعلماء والمحققين علاوة على كونها منهلا فياضا لكافة المطلعين والمستفيدين.
إنشاء النظم الآلية المتكاملة والتي تخدم المجتمع في مختلف النواحي العملية وخاصة مجال التعليم في إطار التعليم بالحاسب والتعليم عن بعد.
الترجمة الأمينة والدقيقة والواعية للتراث الإسلامي والعربي لنشره وإتاحته باللغات الأجنبية للمسلمين ممن لا يتكلمون العربية وغيرهم من الباحثين في التراث الإسلامي والعربي، على أن تقوم تلك الترجمة على الأمانة الكاملة في نقل المادة العلمية وفي نفس الوقت أن تكون في لغة وأسلوب مناسب للمتلقي المستهدف لغة وثقافة ومعارفا وأسلوبا في الحياة.
نقل المعارف الغربية الحديثة في مجال الحاسب الآلي والإدارة والعلوم الإنسانية الحديثة وغيرها المنشورة باللغات الأجنبية في الكتب الحديثة إلى اللغة العربية وذلك بترجمتها وتنقيحها ونشرها ورقيا وإلكترونيا مع مراعاة البعد الثقافي العربي والإسلامي لأخذ كل نافع ومفيد ونبذ كل ما يخالف ديننا وقيمنا من عادات وأفكار.
لمزيد من المعلومات الشركة العربية لتقنية المعلومات
مجلس الإدارة والتسويق الدولي: المملكة العربية السعودية - شارع العليا العام – الرياض – مجمع الحاسبات – معرض رقم: 21 ص. ب: 90020 الرياض: 11613 جوال: 050004568 رقم الهاتف: 4627336 - 2800585 (009661) – الفاكس: 4612163 (009661)
المقر الرئيسي: جمهورية مصر العربية – 49 شارع نوبار - باب اللوق - القاهرة
رقم الهاتف: 7949370 (202) رقم الفاكس: 7962730 (202)
info@arabia-it.com
http://www.arabia-it.com
والله الموفق
ـ[محمد الأمين بن محمد المختار]ــــــــ[07 Oct 2009, 11:36 م]ـ
جزاكم الله خيرا وجزاهم
وليتهم كانوا تعاونوا معكم وأخذوا بمقترحاتكم لما لكم من خبرة في المجال
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[09 Oct 2009, 01:59 ص]ـ
ما شاء الله تبارك الله , والحمد لله لى هذه النعمة.
ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[09 Oct 2009, 02:27 م]ـ
جزاك الله خيراً وشكر جهدك شيخنا الفاضل،،
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات،،(/)
من مظاهر الإعجاز العددي في العدد 19
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[08 Oct 2009, 12:10 ص]ـ
من مظاهر الإعجاز العددي في العدد 19:
يتألف العدد 19 من العددين 9 و 10 , أي 19 = 9 + 10.
ولذلك نقول جاءت صياغة البسملة (عدديا) وفق العلاقة الطبيعية المجردة في العدد 19. فعدد ما ورد فيها من حروف اللغة هو 10 وعدد الأحرف المكررة هو 9.
ونلاحظ في الترتيب القرآني مراعاة هذه العلاقة في ترتيب سور القرآن وآياته ..
نذكر من ذلك:
إذا تاملنا أول 19 سورة في ترتيب المصحف , نجد أنها:
9 سور زوجية الترتيب + 10 سور فردية الترتيب (علاقة طبيعية)
باعتبار ثان:
9 زوجية الآيات + 10 فردية الآيات.
باعتبار ثالث:
9 سور خلت اوائلها من الحروف المقطعة + 10 سور الفواتح.
ومن ذلك:
سورة الهمزة هي السورة الوحيدة في القرآن المؤلفة من 9 آيات. نلاحظ في ترتيب سور القرآن ان عدد السور التالية لها في ترتيب المصحف وحتى نهايته هو 10 سور.
ومن ذلك:
إذا قمنا بعد سور القرآن من الأقصر إلى الأطول , فسورة الهمزة – المؤلفة من 9 آيات - في هذا الترتيب هي السورة رقم 19.
فإذا قمنا بعد سور القرآن من الأطول إلى الأقصر فسورة الحجر هي السورة رقم 19 , ونلاحظ أنها مؤلفة من 99 آية.
علاقة طبيعية في اليد:
عدد الأصابع في كلتا اليدين هو 10.
لنتأمل الظاهرة التالية وهي معرفة جدول ضرب العدد 9 باستخدام أصابع اليدين:
من المعلوم أن حاصل ضرب 7 × 9 = 63.
ضع يديك أمامك , وعد الاصابع من اليسار وحينما تصل الى السابع اقبضه الى الداخل , يصبح لديك 3 اصابع على اليمين (تمثل خانة الآحاد) و 6 أصابع على اليسار. العدد هو 63.
مثال: 8 × 8 = 64
عد من اليسار , واقبض الاصبع الثامن. يصبح لديك على اليمين 2 وعلى اليسار 7 , ويكون الجواب 72.
مثال: 4 × 9 = 36
عد من اليسار واقبض الاصبع الرابع , يكون لديك 6 على اليمين و 3 على اليسار , وبذلك يكون الجواب 63.
وهكذا باقي العمليات.
هل كان من الممكن إجراء مثل هذه العمليات لو أن عدد الأصابع لم تكن 10؟
العلاقة بين العددين 9 و 10 هي علاقة طبيعية موجودة حتى في أصابع اليدين.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[08 Oct 2009, 12:24 ص]ـ
... قيل في ليلة القدر أنها ليلة 27، فإذا علمنا أن عدد أيام الشهر 30.
فالنسبة هي 9 الى 10.
- عدد سور القرآن فردية الآيات فردية الترتيب 27
عدد سور القرآن زوجية الايات زوجية الترتيب 30.
أي أن النسبة هي 9 إلى 10.
- عدد سور القرآن فردية الايات زوجية الترتيب 27
عدد سور القرآن زوجية الآيات فردية الترتيب 30.
أي أن النسبة 9 إلى 10.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[08 Oct 2009, 05:56 ص]ـ
شيخنا الكريم عبد الله
أشكل عليَّ أن موضوعك يتناولُ إعجاز العدد 19 ثم أقحمتْ فيه سورةُ الهُمزة لأجل حساب ما بعدها مع إهمال عدد السور السابقة لها , وأغفِلت في الموضوع السورُ المؤلفةُ آياتها من العدد 19 كسورتي الأعلى والعلق.
فبأي منهجيةٍ تتمُّ هذه الحساباتُ وعلى أي أساسٍ تقوم ما دامَ أصحابُها يتخيرون ما يشاؤون ويحسبون كيفما يشاؤون بطرقٍ يعجزُ القارئُ معها عن إدراك الإعجاز.!
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[08 Oct 2009, 11:27 ص]ـ
شيخنا الكريم عبد الله
أشكل عليَّ أن موضوعك يتناولُ إعجاز العدد 19 ثم أقحمتْ فيه سورةُ الهُمزة لأجل حساب ما بعدها مع إهمال عدد السور السابقة لها , وأغفِلت في الموضوع السورُ المؤلفةُ آياتها من العدد 19 كسورتي الأعلى والعلق.
فبأي منهجيةٍ تتمُّ هذه الحساباتُ وعلى أي أساسٍ تقوم ما دامَ أصحابُها يتخيرون ما يشاؤون ويحسبون كيفما يشاؤون بطرقٍ يعجزُ القارئُ معها عن إدراك الإعجاز.!
الأخ الكريم:
1 - الموضوع هو (من مظاهر الاعجاز في العدد 19) وهذا يعني جزئية، وهي صياغة البسملة من 9 أحرف مكررة + 10 عدد ما ورد فيها من حروف اللغة.
2 - ذكرت بعض الأمثلة وليس كلها. وهذا يعني توفر أمثلة أخرى قد تشمل سور القرآن كلها.
3 - تقول أغفلت سورتي الأعلى والعلق (والانفطار). أغفلتها في المقالة وليس في البحث، فما ذكرته يكفي لتحقيق الهدف المطلوب، وليس كل ما لدي.
4 - أكرر ما قد قلته سابقا:
العدد 114 عدد سور القرآن بعلاقاته المجردة هو أساس جميع العلاقات الرياضية بين سور القرآن. وجميع أبحاثي تنطلق من هذا العدد ..
5 - وأكرر ترتيب سور القرآن وآياته هو ترتيب في غاية الإحكام بدليل العلاقات الرابطة بين سوره وآياته وكلماته وحروفه. وهو ليس بالصورة التي يتخيلها الكثيرون وأولهم منكرو الاعجاز العددي، ومن المؤكد انك اطلعت على ما جاء به بعض الأخوة متسائلين هل هذا من الاعجاز، وكان ردنا أن هذا ومثله: سخافة ..
6 - وقلنا لو أن جميع سور القرآن جاءت من الرقم 7 ومضاعفاته لما اعتبرنا ذلك إعجازا، بل هو في اعتقادي نافذة للتشكيك بجمع القرآن. طبعا هذا لا يمنع من وجود علاقة ما محورها الرقم 7 ومضاعفاته، إلا أن الاعجاز العددي في الظاهرة موضوع البحث لا يتوقف عند تلك العلاقة.
إن بإمكانك أن تؤلف نصا وتملأه بعلاقات محورها الرقم 7 مثلا أو غير ذلك، فهل يكون إعجازا؟ لا.
7 - الذين ينكرون الاعجاز العددي إنما يعتمدون على أمثلة تافهة ينكرها القائلون بالاعجاز العددي، وهذا إما دليل جهل أو خداع.
8 - وأخيرا:
إن لم يكن ما ذكرته إعجازا عدديا، فماذا يكون؟
هل من تفسير آخر؟
هل يمكن أن يكون مصادفة؟
هل عرفه الصحابة وتجاهلوه؟ أم أنهم هم من وضعوه؟ ولو كان ذلك، لماذا لم يخبرونا به؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[08 Oct 2009, 12:27 م]ـ
[=محمود الشنقيطي; شيخنا الكريم عبد الله
أشكل عليَّ أن موضوعك يتناولُ إعجاز العدد 19 ثم أقحمتْ فيه سورةُ الهُمزة لأجل حساب ما بعدها مع إهمال عدد السور السابقة لها , وأغفِلت في الموضوع السورُ المؤلفةُ آياتها من العدد 19 كسورتي الأعلى والعلق.
أخي محمود:
إليك هاتان الملاحظتان ردا على إقحام سورة الهمزة ....
أقصر 19 سورة في القرآن الكريم:
1 - الفاتحة 1/ 7
2 - الشرح 94/ 8
3 - التين 95/ 8
4 - القدر 97/ 5
5 - البينة 98/ 8
6 - الزلزلة 99/ 8
7 - التكاثر 102/ 8
8 - العصر 103/ 3
9 - الهمزة 104/ 9
10 - الفيل 105/ 5
11 - قريش 106/ 4
12 - الماعون 107/ 7
13 - الكوثر 108/ 3
14 - الكافرون 109/ 6
15 - النصر 110/ 3
16 - المسد 111/ 5
17 - الإخلاص 112/ 4
18 - الفلق 113/ 5
19 - الناس 114/ 6
إليك الملاحظتان:
الملاحظة الأولى:
لاحظ أن ترتيب سورة الهمزة السورة الوحيدة المؤلفة من 9 آيات هو 9.
الملاحظة الثانية:
سورة الفاتحة هي السورة الوحيدة التي جاء ترتيبها في النصف الأول من القرآن. وهذا يعني أن عدد السور في النصف الثاني هو 18 سورة (النصف الثاني: السور من 58 – 114) (لقد تم توزيع السور الـ 19 بين نصفي القرآن 1/ 18) (هناك إشارة لذلك في آية البسملة).
فإذا تأملت موقع سورة الهمزة بين هذه المجموعة , تلاحظ أن مجموع أعداد الايات في السور السابقة لها هو 48 , كما ان مجموع اعداد الايات في السور التالية لها هو 48. وهذا يعني أنك إذا أضفت العدد 9 عدد آيات سورة الهمزة إلى أي من المجموعتين فالناتج لديك هو 57 (48 + 9).
العدد 57 = 19 × 3. عدد من مضاعفات الرقم 19 ..
(وهذه هي معادلة الترتيب القرآني الثانية)
هل من الصعب فهم هذه العلاقة وكيف توصلنا إليها؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[08 Oct 2009, 09:18 م]ـ
الأخ الفاضل محمود
بما انك متواجد في هذه اللحظة في الملتقى اليك - على عجل - الملاحظة رقم 12
(12) العدد 9 أو مضاعفاته أعداد للآيات في سور القرآن:
ما عدد سور القرآن التي عدد الآيات في كل منها 9 أو مضاعفاته؟
بعد قيامنا بعملية البحث، وجدنا أن عدد هذه السور هو 10. وهذه النتيجة كافية للدلالة على مراعاة النظام 9 و 10 في هذه المجموعة من السور.
لنتأمل الجدول التالي رقم 9، فأهم ملاحظاتنا: ..................
أتريد ما هو أوضح من هذه الحقيقة؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[08 Oct 2009, 11:51 م]ـ
وهذه حقيقة اخرى - ولدينا المزيد -
(13) أعداد الآيات في آخر 19 سورة في ترتيب المصحف:
آخر 19 سورة في ترتيب المصحف، هي مجموعة السور من السورة رقم 96 إلى السورة رقم 114. (العلق – الناس) ويلاحظ فيها اشتراك عدد منها في العدد نفسه من الآيات. (انظر الجدول رقم 8)
إذا تأملنا أعداد الآيات في هذه المجموعة من السور نلاحظ أن عدد الأعداد المستخدمة للدلالة على أعداد آياتها هو 9، وهذا يعني أن عدد الأعداد المكررة هو 10.
أي: لقد حُددت أعداد الآيات في هذه المجموعة وفق النظام 9 و 10.
الأعداد المستخدمة ومواقع تكرارها:
1 - سورة العلق 19
2 - القدر 5 , وكرر في سور الفيل / المسد / الفلق
3 - البينة 8 , وكرر في الزلزلة والتكاثر
4 - العاديات 11 , وكرر في القارعة
5 - العصر 3 , وكرر في الكوثر والنصر.
6 - الهمزة 9.
7 - قريش 4 , وكرر في الإخلاص
8 - الماعون 7
9 - الكافرون 6 , وكرر في الناس.
أليست الحقيقة واضحة كالشمس؟
هذه الأعداد - وكل ما ذكرت - هو الحال الذي عليه المصحف .. لم انتظر الغرب حتى يكتشفها .. أنا من اكتشفها.
يا ليت محبي القرآن والمدافعين عن حماه يقرأون هذا الموضوع من اوله بتأن وروية وهدوء بعيدا عما هو راسخ لديهم .. وينظرون إلى الظاهرة ككل ودون تجزئة ..
إنه الترتيب القرآني المحكم الذي تم بالوحي ..
اللهم إني قد بلغت.
ـ[حسان بوبشيش]ــــــــ[09 Oct 2009, 06:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شيخنا الكريم عبد الله جلغوم
أتمنى لك الصحة والعافية
أما بعد فارجوا منك أن تمضي فيما بدأت و لا تلتفت وراءك، وارجوا كذلك ألا تنفعل وتضر بصحتك فنحن نحتاج إليك والى ما منّ الله عليك.
ـ[حازم القرطاجني]ــــــــ[09 Oct 2009, 08:34 م]ـ
السلام عليكم
الأح عبد الله
جزاكم الله خيرا
ولدي سؤال: هل تراعون في مثل هذه الاستنباطات اختلاف عدد آيات بعض السور من مصحف لآخر؟!
وأيضا الحروف التي تنطق ولا تكتب، والحروف التي تكتب ولا تنطق، وهكذا؟؟
وبارك الله فيكم.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[09 Oct 2009, 09:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شيخنا الكريم عبد الله جلغوم
أتمنى لك الصحة والعافية
أما بعد فارجوا منك أن تمضي فيما بدأت و لا تلتفت وراءك، وارجوا كذلك ألا تنفعل وتضر بصحتك فنحن نحتاج إليك والى ما منّ الله عليك.
جزاك الله كل خير. أشكرك جزيل الشكر، وأسأل الله لي ولك التوفيق والعون والعافية. الأمة بخير مادام فيها أمثالك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[09 Oct 2009, 09:42 م]ـ
السلام عليكم
الأح عبد الله
جزاكم الله خيرا. ولدي سؤال: هل تراعون في مثل هذه الاستنباطات اختلاف عدد آيات بعض السور من مصحف لآخر؟!
وأيضا الحروف التي تنطق ولا تكتب، والحروف التي تكتب ولا تنطق، وهكذا؟؟
وبارك الله فيكم.
المصحف المعتمد لدي في جميع ابحاثي هو مصحف المدينة النبوية، فاما ما أشرت إليه فليس في وسع فرد واحد ان يقوم به، إنه يحتاج إلى عمل فريق (جماعي) وبرعاية مؤسسة ما.
فاما عن الكلمات والحروف فقد قمت بإحصاء لعدد كلمات القرآن منذ عام 1990 م، ودونت ذلك في كتاب أسميته المعجم الإحصائي وهو منشور في موقع الأرقام ..
وقد ظهر لي من الإعجاز العددي في ذلك العمل ما يحتاج إلى تفرغ كامل للبحث فيه،
ولما تراه من ردود الفعل السلبية لدى البعض من مسألة الإعجاز العددي، فإنني اقتصرت على ما يتعلق بمسألة ترتيب سور القرآن وآياته، ونادرا ما أعرض لعدد الكلمات والحروف.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[09 Oct 2009, 10:16 م]ـ
وهذه حقيقة أخرى ودليل ساطع لأولي الألباب:
ذُكر العدد 19 صراحة في القرآن الكريم في الآية رقم 30 سورة المدثر، وهي قوله تعالى:
(عليها تسعة عشر) (المدثر: 30).
من المعلوم لدينا أن مجموع أرقام ترتيب سور القرآن البالغة 114 سورة هو 6555 (1 + 2 + 3 + 4 .... + 114 = 6555).
إذا تأملنا الآية القرآنية التي تذكر العدد 19 في القرآن،نُلاحظ أنها تتألف من ثلاث كلمات، فإذا كتبنا تحت كل كلمة عدد أحرفها، فالعدد الناتج لدينا هو 345.
عليها تسعة عشر
5 4 3
والآن تأملوا جيدا:
إن حاصل ضرب الرقم 9 (العدد الفردي في العدد 19) × 345 = 3105.
هذا العدد 3105 هو عبارة عن مجموع أرقام ترتيب سور القرآن فردية الآيات وعددها 54 سورة (9 × 6).
وإن حاصل ضرب العدد 10 (العدد الزوجي في العدد 19) × 345 = 3450.
وهذا العدد 3450 هو عبارة عن مجموع أرقام ترتيب سور القرآن زوجية الآيات وعددها 60 سورة (لاحظوا ان الفرق بين العددين هو 345 (3450 – 3105 = 345).
(10 × 6).
وهكذا فمجموع العددين هو 3105 + 3450 = 6555. وهذا هو مجموع أرقام ترتيب سور القرآن الكريم.
(تنبيه: مجموع أرقام ترتيب السور زوجية الترتيب هو 3306، والسور فردية الترتيب 3249، وهذه حالة طبيعية في العدد وليست من الإعجاز).
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[14 Oct 2009, 02:11 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قبل أن أدلي برأيي في الموضوع، وعندي فيه مقال، أتساءل أولا: ألا توجد علاقة بين هذا الطرح،و أعمال سابقة من أشهرها كتابات رشاد خليفة؟
أرجو توضيحا في الموضوع، ثم أناقش الموضوع بعد ذلك حسب ما تجمع لدي من معلومات و نظرات فيه ...
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[14 Oct 2009, 09:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قبل أن أدلي برأيي في الموضوع، وعندي فيه مقال، أتساءل أولا: ألا توجد علاقة بين هذا الطرح،و أعمال سابقة من أشهرها كتابات رشاد خليفة؟
أرجو توضيحا في الموضوع، ثم أناقش الموضوع بعد ذلك حسب ما تجمع لدي من معلومات و نظرات فيه ...
يا أيها الفاضل:
1 - أكلما قرأتم ذكرا للعدد 19، رأيتم رشاد خليفة بين الحروف والكلمات. العدد 19 موجود في المصحف قبل أن يخلق رشاد خليفة وأبو رشاد خليفة.
2 - رشاد خليفة - وسيرته معروفه - قد يكون اول من أثار إعجاز الرقم 19 في القرآن، ولكن هذا لا يعني أن كل من كتب عن الرقم 19، نهل من رشاد خليفة او احتذى حذوه.
3 - لو اطلعت على ابحاث رشاد خليفة لعلمت - والمفروض أن تكون قد اطلعت -أنه ينكر آيتين من القرآن (128 و 129 التوبة) ويضيف 112 آية (البسملات) حتى تستقيم له حساباته الخاصة به.
4 - هذا الموضوع المطروح هنا يعتمد عدد آيات القرآن على النحو الموجود في المصحف ويؤكد أن العدد هو 6236 (مصحف المدينة النبوية) لازيادة ولا نقصان. بعبارة أوضح هو ينقض أبحاث خليفة ويكشف زيفها.
5 - تجزئة العدد 19 إلى العددين 9 و 10، هو من اكتشافي أنا (عبدالله جلغوم) ولا أظن أحدا سبقني إلى ذلك.
6 - أبحاثي لا تقتصر على الرقم 19 الذي هو من المحاور الرئيسة في الترتيب القرآني.
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[14 Oct 2009, 07:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ترددت قليلا في خوض غمار هذا النقاش، بعد الرد الذي و اجه به صاحب هذا الموضوع تساؤلي خصوصا قوله:" أكلما قرأتم ذكرا للعدد 19، رأيتم رشاد خليفة بين الحروف والكلمات، العدد 19 موجود في المصحف قبل أن يخلق رشاد وأبو رشاد خليفة "
لكن أمام إيماني بأن العلم ملك مشاع بين الناس، و أمام صلتي بهذا الموضوع التي ترجع إلى نحو ثلاثين سنة عندما كلفت بتدريس مادة الإعجاز بكلية اللغة العربية بمراكش وكان الإعجاز العددي من الوجوه التي استأثرت باهتمامي، أمام كل ذلك وغيره،رأيت أنه من الواجب أن أشارك في هذا النقاش الذي أتمنى أن تسوده روح المودة و الاحترام المتبادل ... و مهما قيل عن رشاد خليفة الشخص، فإن فكرته، أكثر منطقية من فكرة السيد الفاضل صاحب هذا الطرح الذي إذا كان قال ـ مثلاـ إنه أول من جزأ رقم 19 إلى 9 و 10، فإن الفكرة سبق إليها رشاد خليفة بشكل آخر، عندما قال:" اتضح أن الرقم 19 يساوي واحد و هذه هي رسالة القرآن وحدانية الله " 19 = 9+1 = 10 = 1 +0 = 1
ستأتي في المشاركات القادمة نماذج من التلاعب ب رقم 19 من بعض العابثين منذ القرون الأولى للإسلام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[14 Oct 2009, 08:13 م]ـ
[محمد عز الدين المعيار
بسم الله الرحمن الرحيم
ترددت قليلا في خوض غمار هذا النقاش، بعد الرد الذي و اجه به صاحب هذا الموضوع تساؤلي خصوصا قوله:" أكلما قرأتم ذكرا للعدد 19، رأيتم رشاد خليفة بين الحروف والكلمات، العدد 19 موجود في المصحف قبل أن يخلق رشاد وأبو رشاد خليفة "
ولهذا رايتَ فكرة رشاد خليفة أكثر منطقية في استدلاله على ان الله واحد بجمع 9 + 1 = 10 =0+1=1.
ولأن ردي لم يعجبك ذهبت أيضا إلى تحوير فكرتي 19 = 9 + 10، إلى امتداد لـ 9 + 1 .. كي تثبت سبق رشاد خليفة ..
مبارك عليكما هذا السبق.
يا أيها الفاضل:
عد واقرأ الموضوع بتأن ودون انفعال ..
أنا اتحدث عن ترتيب سور القرآن وليس عن وحدانية الله، وقد اكتشفت - كمثال- أن أول 19 سورة في ترتيب المصحف جاءت:
إذا تاملنا أول 19 سورة في ترتيب المصحف , نجد أنها:
9 سور زوجية الترتيب + 10 سور فردية الترتيب (هذه علاقة طبيعية في العدد ولا مفر أن يأتي ترتيب السور على هذا النحو)
ولكن:
باعتبار ثان:
9 زوجية الآيات + 10 فردية الآيات.؟؟؟؟؟
باعتبار ثالث:
9 سور خلت اوائلها من الحروف المقطعة + 10 سور الفواتح.؟؟؟؟
فأين هذا من رشاد خليفة وأفكاره؟
ليس الجديد أن 19 مؤلفة من 9 و 1
ولا أنه مؤلف من 9 و 10
فهذا معلوم قبلك وقبلي وقبل رشاد خليفة ...
ومعلوم ان 1 أصغر الأرقام وأن 9 أكبرها ..
الجديد أن ترتيب سور القرآن تمّ وفق هذه العلاقة وهذا هو موضوع بحثي، وقد أوردت عليه عددا من الأمثلة لا كلها.
واخيرا ألم تلاحظ أن هذا البحث يؤكد أن عدد الآيات في سورة التوبة هو 129، وليس 127 كما زعم رشاد خليفة الذي ادعى أنهما أضيفتا إلى القرآن فيما بعد؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[14 Oct 2009, 11:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
... و مهما قيل عن رشاد خليفة الشخص، فإن فكرته، أكثر منطقية من فكرة السيد الفاضل صاحب هذا الطرح الذي إذا كان قال ـ مثلاـ إنه أول من جزأ رقم 19 إلى 9 و 10، فإن الفكرة سبق إليها رشاد خليفة بشكل آخر، عندما قال:" اتضح أن الرقم 19 يساوي واحد و هذه هي رسالة القرآن وحدانية الله " 19 = 9+1 = 10 = 1 +0 = 1
ستأتي في المشاركات القادمة نماذج من التلاعب ب رقم 19 من بعض العابثين منذ القرون الأولى للإسلام
19= 9+1=10=0+1=1
28 = 8+2 = 10 = 0+1 = 1
37 = 7 + 3 = 10 = 0 +1 = 1
46 = 6 + 4 = 10 = 0 + 1 = 1
55 = 5+5 = 10 = 0+1 = 1
64 = 4 + 6 = 10 = 0+ 1 = 1
73 = 3 + 7 = 10 = 0 + 1 = 1
82 = 2 + 8 = 10 = 0 + 1 = 1
91 = 1 + 9 = 10 = 0 +1 = 1
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[15 Oct 2009, 08:25 ص]ـ
ومهما قيل عن رشاد خليفة الشخص فلا ينبغي إغفال مقصد رشاد خليفة في مشروعه (التسع عشري) القائم على نفس ما يقومُ عليه شيخنا عبد الله جلغوم من الضرب والقسمة والطرح مع اختلاف المقصد بحمد الله.
فالشيخ عبد الله يسعى لإظهار إعجاز القرآن العددي , بينما كان رشاد خليفة يدعي ذلك مع كونه يسعى لتقرير عقيدة البهائيين والانتصار لها ومحاولة ليِّ حروف وكلمات القرآن لتسخيرها لنصرة ثقافات البهائيين ومعتقداتهم كما في رسالتَيْه (عليها تسعة عشر) و (دلالات جديدة في القرآن) للتقعيد لمعتقد البهائيين والتدليل له , ومهما يكُن من شيءٍ فإنَّ مجرد التسمية بالإعجاز تحتاجُ تحريراً أو بالأحرى تراجعاً , حيث تبثَ يقينا إمكانيةُ إيجاد التناسق العددي في القصائد الشعرية وتراجم الأدباء والمطربين وغير ذلك.
بل لو أحصينا عدد أعضاء الملتقى وموضوعاته وزوارَه وتاريخ افتتاحه لما عجزنا عن ربط هذه الأعداد والتواريخ برابطةٍ عدديةٍ , وهذا إتيانٌ بمثل التناسق العددي الذي يتفضل به شيخنا عبد الله بين حينٍ وآخر , فأين الإعجازُ الذي هو في الحقيقة ليس في مقدور الإنس والجن الإتيانُ بمثله ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً, مع أخذنا في الاعتبار عظم الفارق بين كلام الله العظيم وغيره.
وهناك إشكالٌ بيننا وبين المؤمنين بفكرة (الإعجاز العددي) ينبني على الخلاف في طريقة حساب أحرف البسملة التي تُشكل احد أهم منطلقات إعجاز العدد - إن لم تكن هي أهمها إطلاقاً - إذ لا يخلوا عدُّ هذه الحروف من أحد ثلاثة طرق فيما أزعُم:
1 - حسابُ الأحرف التي تُنطقُ وحدها بغض النَّظر عن المكتوب , وهذا يعني أنَّ عدد أحرف البسملة ثمانية عشر حرفاً فقط.
2 - حسابُ الأحرف التي كُتبت على رسم مصحف عثمان رضي الله عنهُ كما بين أيدينا وهذه الطريقة تعني أن عدد الأحرف سيكونُ عشرين حرفاً.
3 - حسابُ أحرف البسملة بطريقة رسمنا الإملائي المعاصر وهذه ستجعلُ حروف البسملة تسعة عشر , وعليه فسيسقطُ جزءٌ كبيرٌ قائمٌ من حسابات (الإعجاز العددي) المنبنية على حساب أحرف القرآن برسمه العثماني , وهذا تناقضٌ غيرُ مُبَرَّر لما فيه من إعمالِ الرسم في جزءٍ من القرآن وإهماله في آخَر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[15 Oct 2009, 11:23 ص]ـ
[
...... , حيث تبثَ يقينا إمكانيةُ إيجاد التناسق العددي في القصائد الشعرية وتراجم الأدباء والمطربين وغير ذلك.
بل لو أحصينا عدد أعضاء الملتقى وموضوعاته وزوارَه وتاريخ افتتاحه لما عجزنا عن ربط هذه الأعداد والتواريخ برابطةٍ عدديةٍ , وهذا إتيانٌ بمثل التناسق العددي الذي يتفضل به شيخنا عبد الله بين حينٍ وآخر ,
.
فليفرح الشعراء والأدباء والمطربون والمطربات، فلقد ثبت يقينا لدى بعض علماء المسلمين أن في قصائدهم ومقالاتهم واغنياتهم من التناسق العددي مثل الذي هو في القرآن الكريم ..
يعني لا فرق في التناسق العددي بين (شخبط شخبيط) والتناسق العددي في سورة
الفاتحة، باستثناء الفرق بين كلام البشر وكلام الله. (إذا كان هناك فرق بين كلام الله وكلام البشر، ألا يوجد فرق في التناسق العددي بين الكلامين؟).
والاكتشاف الآخرالمذهل أن التناسق الذي ثبت اكتشافه مؤخرا في قصائد الشعراء وأغنيات المطربين هو مثل هذا الذي يأتي به عبدالله جلغوم .. (يا خسارة: أبعد كل ما كتبته في هذا الملتقى اكتشف علماء الأمة ما يماثله في أغاني المطربين! يا خسارة، لو كنت اعلم ذلك ما كتبت)
والأدهى من ذلك قولهم: بل لو أحصينا عدد أعضاء الملتقى وموضوعاته وزوارَه وتاريخ افتتاحه لحصلنا على تناسق عددي مثل الذي هو في القرآن ..
وهذا يعني بلغة بسيطة أن ما تم الكشف عنه من تناسق أو إعجاز (سموه ما شئتم) في ترتيب سور القرآن وآياته ما هو إلا مصادفات لا تدبير فيها ولا تقدير .. (فالشعراء والمطربون لا يحسبون أعداد الكلمات أو أعداد الحروف في أعمالهم .. )
وأن اعداد الآيات في سور القرآن جاءت هكذا لا حكمة ولا هدف ولا قصد ... ومثل ذلك يقال عن ترتيب الكلمات واعدادها وحروفها ...
ألهذا الحد يهون القرآن في أنفسكم يا حماة القرآن من الاعجاز العددي؟
لا حكمة من التفاوت في أعداد الآيات في سور القرآن، لا حكمة من اختيار الله سبحانه للعدد 114 عددا لسور كتابه الكريم .. لقد جاء كل شيء مصادفة .. كما هو الحال في قصائد الشعراء وفي أغنيات المطربين ..
العجيب من أمر هؤلاء أنه ما من كلمة في القرآن إلا ويتوقفون عندها متسائلين: ما الحكمة من قوله تعالى كذا وليس كذا؟ ما الحكمة من تقديم هذه الكلمة وتاخير تلك؟ ما الحكمة من زيادة هذا الحرف هنا واثباته هناك؟ ما الحكمة من تكرار هذه الكلمة أو هذه الآية؟ إلى آخر هذه المعزوفة الغنائية (ألم يثبت التماثل بين التناسق في الأغاني والتناسق في القرآن) ...
لماذا يجوز هذا لديهم ولا يجوز التساؤل عن الحكمة من مجيء سورة البقرة مؤلفة من 286 آية، وليس 222؟ فقد يكون هذا العدد أكثر تناسقا، ومجيءوسورة الكوثر مؤلفة من 3 آيات وليس 4؟
لماذا لا يجوز التساؤل لديهم ما الحكمة من ترتيب السور القصيرة في آخر المصحف والطويلة في أوله؟ ما الحكمة من ترتيب القرآن على غير ترتيب نزوله؟ ما الحكمة من ترتيب سورة القلم وهي من سور الفواتح وفصلها عن اخواتها؟
إذا كان من المقبول التساؤل عن الحكمة من استخدام القرآن لكلمة ما مثلا، فما المانع من التساؤل ما الحكمة من تكرار هذه الكلمة نفسها هذا العدد من المرات؟
هل جاءت هذه المسائل هكذا، مصادفات ... وكل ما اكتشف فيها من تناسق ما هو إلا مصادفات جميلة ..
لماذا يتجاهل هؤلاء الطريقة التي نزل بها القرآن؟ إنهم يعلمون أن القرآن نزل مفرقا في 23 سنة حسب الوقائع والأحداث، ورتب في النهاية على غير ترتيب نزوله، لماذا كان ذلك ولم يرتب أولا بأول؟ لقد كان ممكنا ان يساير نزول القرآن الأحداث والوقائع ويرتب أولا بأول، إلا أن ترتيبه تم على نحو مغاير لترتيب النزول .. فهل ترتيب التلاوة الذي بين أيدينا حدث مصادفة أيضا؟ لو لم يكن من وراء ذلك هدف لترك ترتيب القرآن للناس يرتبونه كما يشاؤون ..
في القلب حسرة مما يجري، وكلام كثير وددت أن أقوله لولا أنني على ثقة من أن الجدل في هذا الموضوع قد أصبح دون جدوى ..
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[15 Oct 2009, 11:36 ص]ـ
الإعجاز العددي [/ COLOR]) ينبني على الخلاف في طريقة حساب أحرف البسملة التي تُشكل احد أهم منطلقات إعجاز العدد - إن لم تكن هي أهمها إطلاقاً - إذ لا يخلوا عدُّ هذه الحروف من أحد ثلاثة طرق فيما أزعُم:
1 - حسابُ الأحرف التي تُنطقُ وحدها بغض النَّظر عن المكتوب , وهذا يعني أنَّ عدد أحرف البسملة ثمانية عشر حرفاً فقط.
2 - حسابُ الأحرف التي كُتبت على رسم مصحف عثمان رضي الله عنهُ كما بين أيدينا وهذه الطريقة تعني أن عدد الأحرف سيكونُ عشرين حرفاً.
3 - حسابُ أحرف البسملة بطريقة رسمنا الإملائي المعاصر وهذه ستجعلُ حروف البسملة تسعة عشر , وعليه فسيسقطُ جزءٌ كبيرٌ قائمٌ من حسابات (الإعجاز العددي) المنبنية على حساب أحرف القرآن برسمه العثماني , وهذا تناقضٌ غيرُ مُبَرَّر لما فيه من إعمالِ الرسم في جزءٍ من القرآن وإهماله في آخَر.
حل هذا الإشكال بسيط: أنا أعتبر عدد حروف البسملة 19، وسأطرح ما يترتب على ذلك من إعجاز في القرآن كله ..
في وسعك أن تعتبر عدد حروف البسملة 18 أو عشرين أيهما شئت، وهات ما لديك ..
وبما أنه قد ثبت يقينا لديكم أن في وسعكم اكتشاف التناسق العددي في أي كلام حتى في أغاني المطربين، نرجو أن تكشفوا لنا عن الاعجاز العددي في آية البسملة باعتبار أن عدد حروفها هو 18 أو 20 ... (فقط في آية البسملة).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسان بوبشيش]ــــــــ[15 Oct 2009, 12:32 م]ـ
صراحةً أنا لا أجد في حجج المعارضين للإعجاز العددي ما يقنع لحد الآن بالمقارنة مع ما استدل به الأستاذ عبد الله.
فانا أرى الاستدلال ببيت شعر من هنا وبيت من هناك لشاعر من هنا وشاعر من هناك لا يعني شيئا.
كما أجد من يحتج بأن رشاد خليفة قد تناول الموضوع من قبل لذا وجب علينا الابتعاد عنه أيضا حجة لا أساس لها، فمن يدري لعل ذلك كان من أجل صرف اهتمام المسلمين عن هذا النهج.
أنا أرى انه على المعارضين أن يجدوا حججا أقوى رغم أنني متأكد أن ما هو قادم في هذا الشأن سيتعب كثيرا المعارضين وسيضع معظمهم في خانة غير المتخصصين وكما قال العليمي المصري "ان غدا لناظر لقريب .. ولكل حادث حديث .. ولكل مقام مقال .. "
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[15 Oct 2009, 12:40 م]ـ
الأخوة الكرام،
1. قول الأخ الشنقيطي إن الرسم الإملائي للبسملة يختلف عن الرسم العثماني غير صحيح، لأننا نرسم البسملة كما رسمت في المصحف العثماني أي 19 حرفاً. ولعل الأخ الشنقيطي يظن أن الألف الصغيرة هي من الرسم العثماني، بل هي رسمت صغيرة حتى لا تلتبس بالرسم العثماني.
2. 90% من ملاحظات رشاد خليفة ملفقة ومكذوبة، وقد أثبت الشيخ بسام جرار ذلك في كتابه (عجيبة تسعة عشر بين تخلف المسلمين وضلالات المدعين) والمطبوع سنة 1990م. وهناك فصول من هذا الكتاب منقولة في صفحة مركز نون الإلكترونية.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 Oct 2009, 01:58 م]ـ
الأخ الفاضل الأستاذ عبد الله جلغوم
لقد أثبت أنك محامي ماهر ومحاور من الطراز الأول.
الأخ الفاضل محمود بن كابر
لا أظنك تنكر وجاهة جواب الأستاذ عبد الله جلغوم بخصوص أن النظر في القرآن يختلف تماما عن النظر في أي شيء آخر.
وفق الله الجميع لما فيه الخير
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[15 Oct 2009, 10:46 م]ـ
الأخوة الكرام،
1. قول الأخ الشنقيطي إن الرسم الإملائي للبسملة يختلف عن الرسم العثماني غير صحيح، لأننا نرسم البسملة كما رسمت في المصحف العثماني أي 19 حرفاً. ولعل الأخ الشنقيطي يظن أن الألف الصغيرة هي من الرسم العثماني، بل هي رسمت صغيرة حتى لا تلتبس بالرسم العثماني.
هذا صحيح بالفعل
وقد تعجبت مما ذكره الأخ الشنقيطى، حيث أن الألف الصغيرة (أو ما يسمى بالألف الخنجرية) انما أضيفت الى الرسم العثمانى فيما بعد وليست منه قطعا
ولعلها من سهوات العارفين كما كان يقول أستاذنا العقاد يرحمه الله فى أمثال هذه الهنات التى تصدر عن العارفين الأجلاء
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[15 Oct 2009, 10:59 م]ـ
الأخ الفاضل الأستاذ عبد الله جلغوم
لقد أثبت أنك محامي ماهر ومحاور من الطراز الأول.
اؤيدك تماما فى هذا الرأى أخى الكريم
ويعجبنى كثيرا منطق الأستاذ جلغوم، ولكن أنصحه - من منطلق المودة والحب - بأن يتجنب الحدة والتهكم أو الأسلوب الساخر حتى يجد آذانا مصغية ويستميل اليه القلوب
ويعلم الله كم أنا مشفق عليه من الانفعال، وان كنت أعذره أحيانا، والله يوفقه(/)
السين فى قوله تعالى:"سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا .. "
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[08 Oct 2009, 01:20 ص]ـ
السلام عليكم
قوله تعالى "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي ?لآفَاقِ وَفِي? أَنفُسِهِمْ حَتَّى? يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ ?لْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى? كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ "فصلت 53
يستفاد منه أن الآيات ستظهر تباعا على أزمان مختلفة حتى يتبين لكل انسان أن القرآن حق؛سيرى كل انسان ما يكفى؛ من آيات تحقق هذه الغاية بالنسبة له
ويستفاد منها أن الآيات التى فى الآفاق والآيات التى فى الأنفس يستدل بها على أنه الحق
والسين فى "سَنُرِيهِمْ " تدل على الاستقبال؛ فأنا أقرأها اليوم -إن كنت غير متبين أنه الحق -فتخبرنى أنى سأرى فى المستقبل أنه الحق وتقوم الحجة على بما سأرى من آيات
فهل ما سوف أراه قد رآه الناس قبلى وتبينوا بها أنه الحق ولم يخبرونى عنه
أم لم يروها إذ الآيات كائنة ولكن الناس لايرونها "وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي ?لسَّمَ?وَ?تِ وَ?لأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ "يوسف 105
أم هم لم يروا كل الآيات فما رأوه أخبرونى عنه وهناك دائما الجديد من الآيات
أم هى كما طلب كفار مكة العرب أن ينزل الله آية
"وَيَقُولُ ?لَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ ?للَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي? إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ "الرعد 27
"وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ ?للَّهَ قَادِرٌ عَلَى? أَن يُنَزِّلٍ آيَةً وَلَـ?كِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ * وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي ?لأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَّا فَرَّطْنَا فِي ?لكِتَ?بِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى? رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ " الأنعام 37 - 38
وبالرجوع للتفاسير فى آية فصلت وجدت المفسرين قصروا الآيات على ماكان؛وكأن الزمان توقف هناك فى بلاد العرب
من تفسير ابن عادل
قال ابن عباس ـ (رضي الله عنهما ـ): معنى قوله سنريهم آياتنا في الآفاق أي منازل الأمم الخالية وفي أنفسهم بالبلاء والأمراض.
وقال قتادة: يعني وقائع الله تعالى في الأمم الخالية وفي أنفسهم يوم بدر.
وقال مجاهد والحسن والسدي: ما يفتح الله من القُرى على محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ والمسلمين وفي أنفسهم: فتح مكة.
ومن تفسير الألوسى
وقوله تعالى: {سَنُرِيهِمْ ءايَـ?تِنَا فِي ?لأَفَاقِ} الخ مرتبط على ما اختاره صاحب «الكشاف» بقوله تعالى:
{قُلْ أَرَأَيْتُمْ}
[فصلت: 52] الخ على وجه التتميم والإرشاد إلى ما ضمن من الحث على النظر ليؤدي إلى المقصود فيهدوا إلى إعجازه ويؤمنوا بماجاء به ويعملوا بمقتضاه ويفوزوا كل الفوز، وفَسَّر الآيات بما أجرى الله تعالى على يدي نبيه صلى الله عليه وسلم وعلى أيدي خلفائه وأصحابهم رضي الله تعالى عنهم من الفتوحات الدالة على قوة الإسلام وأهله ووهن الباطل وحزبه. والآفاق النواحي الواحد أفق بضمتين وأفق بفتحتين أي سنريهم آياتنا في النواحي عموماً من مشارق الأرض ومغاربها وشمالها وجنوبها، وفيه أن هذه الإراءة كائنة لا محالة حق لا يحوم حولها ريبة {وَفِي أَنفُسِهِمْ} في بلاد العرب خصوصاً وهو من عطف {جِبْرِيلَ} على {مَلا?ئِكَتِهِ} [البقرة: 98]. وفي العدول عنها إلى المنزل ما لا يخفى من تمكين ذلك النصر وتحقيق دلالته على حقية المطلوب إثباته وإظهار أن كونه آية بالنسبة إلى الأنفس وإن كان كونه فتحاً بالنسبة إلى الأرض والبلدة.
{حَتَّى? يَتَبَيَّنَ} يظهر {لَهُمْ أَنَّهُ} أي القرآن هو {?لْحَقُّ} الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فهو الحق كله من عند الله تعالى المطلع على كل غيب وشهادة فلهذا نصر حاملوه وكانوا محقين. وفي التعريف من الفخامة ما لا يخفى جلالة وقدراً. وفيما ذكر إشارة إلى أنه تعالى لا يزال ينشيء فتحاً بعد فتح وآية غب آية إلى أن يظهر على الدين كله ولو كره المشركون فانظر إلى هذه الآية الجامعة كيف دلت على حقية القرآن على وجه تضمن حقية أهله ونصرتهم على المخالفين وأعظم بذاك تسلياً عما أشعرت به الآية السابقة من انهماكهم في الباطل إلى حد يقرب من اليأس. وقيل: الضمير للرسول عليه الصلاة والسلام أو الدين أو التوحيد ولعل الأول أولى
فهل زمن السين فى "سَنُرِيهِمْ " قد قصر مداه على زمن بعينه؛
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[09 Oct 2009, 04:22 م]ـ
السلام عليكم
قوله تعالى "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي ?لآفَاقِ وَفِي? أَنفُسِهِمْ حَتَّى? يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ ?لْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى? كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ "فصلت 53
يستفاد منه أن الآيات ستظهر تباعا على أزمان مختلفة حتى يتبين لكل انسان أن القرآن حق؛سيرى كل انسان ما يكفى؛ من آيات تحقق هذه الغاية بالنسبة له
. . . . .
وبالرجوع للتفاسير فى آية فصلت وجدت المفسرين قصروا الآيات على ماكان؛وكأن الزمان توقف هناك فى بلاد العرب
. . . .
فهل زمن السين فى "سَنُرِيهِمْ " قد قصر مداه على زمن بعينه؛
أعتقد يا أخى الكريم أن حل هذا الاشكال لا يكمن فى دلالة حرف السين بقدر ما يكمن فى الضمير (هم)
فهذا الضمير قد ورد فى الآية الكريمة ثلاث مرات
واذا استطعنا أن نحدد من هم المشار اليهم لزال الاشكال تماما
فهل هم (كفار مكة) كما قال بذلك جمع غفير من المفسرين؟ (وقد عرضت فى مشاركتك لنماذج من أقوالهم)
أم هم الكفار على اطلاقهم فى كل زمان ومكان؟
فمن يكون هؤلاء على وجه التحديد؟
هنا يكمن حل الاشكال
هذا، والله أعلم(/)
معنى (مساكن)
ـ[إبراهيم المصري]ــــــــ[08 Oct 2009, 03:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو منكم النظر في الرابط التالي:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=187875
وإبداء الرأي والتعليق
ولكم جزيل الشكر والتقدير
والسلام عليكم
ـ[إبراهيم المصري]ــــــــ[11 Oct 2009, 05:42 م]ـ
أين أصحاب الفكر والنظر والرأي؟؟؟
نحتاج إلى إبداء الرأي!!!!!!!!!!!!
وإلى التعليق
هل فترت الهمم؟؟؟؟(/)
مركز تدبر يشارك في المعرض المصاحب لندوة القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة
ـ[تدبر]ــــــــ[09 Oct 2009, 09:28 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بعون الله وتوفيقه، سيشارك مركز تدبر للاستشارات التربوية والتعليمية في المعرض المصاحب لندوة القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة والتي ينظمها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في فندق الميريديان بالمدينة المنورة (الشيراتون سابقاً) وذلك من تاريخ 24 - 26/ 10/1430هـ.
وقد أتيح للمركز جناح خاص له في المعرض، يطلع فيه الجمهور على أهداف المركز ووسائله، ومشروعاته الحالية والمستقبلية ـ بإذن الله ـ.
وسيقوم المركز بعرض بعض إصداراته العلمية، كما سيقوم بإهداء اشتراك مجاني في جوال تدبر لجميع أصحاب البحوث المشاركة ممن يقطن السعودية (من عملاء stc) + هدية من الإصدارات العلمية.
نسأل الله تعالى الإعانة والتوفيق.(/)
اقتربت الساعة وانشق والقمر
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[09 Oct 2009, 01:49 م]ـ
أيها الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله
لقد ربط المهتمون بالإعجاز العلمي في القرآن بين قول الله تعالى:
(اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) سورة القمر (1)
وبين زعم الأمريكان الصعود إلى القمر، وكذلك الصور التي تحصلت عليها وكالة الفضاء الأمريكية والتي تشير إلى أن القمر انشق يوما ما.
وتعلمون أن كثير من الشكوك أثيرت ولا زالت تثارحول حقيقة الصعود إلى القمر.
والحقيقة ضالة المؤمن وخاصة إذا كانت مرتبطة بالقرآن الكريم كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وعليه أتمنى على الأخوة الذين يجيدون اللغة الإنجليزية أن يترجموا لنا ما يتحدث عنه الفلم الوثائقي على هذا الرابط وهو مكون من ثلاثة أجزاء قصيرة:
http://www.youtube.com/watch?v=g7Ge8KiaWTA
http://www.youtube.com/watch?v=WUmqvNdAml4&feature=related
http://www.youtube.com/watch?v=9j5PQpqiHiM&feature=related
الأخوة الأفاضل الرجاء موجه إلى الإخوة الذين يجيدون اللغة إجادة تامه.(/)
استفسار
ـ[ Amara] ــــــــ[10 Oct 2009, 05:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وقفت في أحد المقالات على حديث: القرآن يفسر كل لسان و لا يفسره لسان.
و لم أقف على تخريج له، غير أني وجدت عند الشيعة حديث يشبهه، في بان قول الله عز وجل: " بلسان عربي مبين " قال: يبين الالسن ولا تبينه الالسن.
فهل من لديه تخريج لهذا الحديث، أو تعليق من أهل السنة عليه.
جزاكم الله كل خير
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Oct 2009, 10:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وقفت في أحد المقالات على حديث: القرآن يفسر كل لسان و لا يفسره لسان.
و لم أقف على تخريج له، غير أني وجدت عند الشيعة حديث يشبهه، في بان قول الله عز وجل: " بلسان عربي مبين " قال: يبين الالسن ولا تبينه الالسن.
فهل من لديه تخريج لهذا الحديث، أو تعليق من أهل السنة عليه.
جزاكم الله كل خير
أخي الكريم عمارة
متى يصح أن نقول هذا حديث وهذا ليس بحديث؟
إذا ورد في أحد كتب السنة المعتبرة وسواء كان كتاب من كتب الحديث أو التفسير وله سند يصل به إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو إلى صحابي أو تابعي حينها يصح أن نقول إن هذا حديث ثم بعد ذلك نبحث عن صحته وبقية الأمور الأخرى المعروفة في علم مصطلح الحديث.
أما مجرد القول المنسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم دون إسناد في غير الكتب المعتبرة فلا يصح أن يطلق عليه أنه حديث.
على أي حال هذا الذي ذكرت ليس بحديث ولا يوجد في شيء من كتب السنة المعتبرة.
والله أعلم
ـ[ Amara] ــــــــ[24 Oct 2009, 02:49 م]ـ
أخي الحبيب
إنما تغفر زلة المتعلم إذا علم فتاب ..
ثم إني اريد ان أسأل عن معنى الكتب المعتبرة و ما إذا كانت محصاة فتقدمها لنا.
وفقني و وفقك الله
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[24 Oct 2009, 04:35 م]ـ
أخي الحبيب
إنما تغفر زلة المتعلم إذا علم فتاب ..
ثم إني اريد ان أسأل عن معنى الكتب المعتبرة و ما إذا كانت محصاة فتقدمها لنا.
وفقني و وفقك الله
لعلك حملت كلامي على غير ما أريد حفظك الله وغفر لي ولك
على أي حال:
الكتب المعتبرة عند أهل السنة والجماعة في كل فن معروفة ولله الحمد، ففي السنة:
هناك الصحاح والسنن والمسانيد والمصنفات ولا شك أنك تعلم أن بعضها أوثق من بعض وغالب مافيها مما يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يروى بالأسانيد.
وفي التفسير: هناك كتب تروي الأحاديث بالسند كالطبري وبن كثير والبغوي والقرطبي ....
أما كونها محصاة فأظن أنك تعرف أنها كذلك وأما تقديمها لكم فإذا لم تكن على علم بها فعليك بموقع الشبكة الإسلامية أو غيرها من مواقع التى تعنى يالسنة وكتبها وستجد فيها بغيتك إن شاء الله.(/)
استفسار عن تفسير الزنجاني!!!
ـ[عبدالحكيم البلادي]ــــــــ[11 Oct 2009, 02:51 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن اهتدى بهداه. إخواني أعضاء هذا الملتقى المبارك السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فأخوكم ومجموعة من إخوانه الباحثين هم بصدد التسجيل في مشروع بحث تحقيق كتاب في التفسير سماه مؤلفه " تحقيق التفسير في تكثير التنوير " وقد وقعت لي نسختان من المخطوط أحدهما من دار الكتب المصرية وقد خط على طرته أنه مجهول المؤلف، ونسخة من جامعة الإمام وقد نسبت الكتاب لعضد الدين الإيجي، وتوجد أربع نسخ في تركيا أيضاً تنسب الكتاب للإيجي، ولكن بعد قراءتنا للكتاب وجدنا مايشكك في نسبة الكتاب للإيجي ومن ذلك:
قوله: " قلت في شرح المصباح ..... "، " وقلت في شرح المنهاج .... ، " ولا تعرف هذه الكتب للإيجي "، وقوله: " ذَكَرَ وَالِدِي وَشَيْخِي قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ فِي كِتَابِ جَوَامِعِ الْحَقَائِقِ وَالْأُصُولِ فِي شَرْحِ أَحَادِيثِ الرَّسُولِ ... "
وبمراجعة سريعة لبعض الكتب وجدنا التالي:
أولاً: قال محمد بن يعقوب الفيروزابادي " 729هـ - 816 أو 817 هـ " في كتابه " بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز تحت عنوان " بصيرة في الله ": (قال الزنجاني: تفخيم اللام فيما انفتح ما قبله أو انضم سنة).
وفي الكتاب الذي نحن بصدده نجد المؤلف يقول عند كلامه عن لفظ الجلالة في " بسم الله " في أول سورة الفاتحة يقول: (وندب تفخيم لامه فيما إذا انفتح ما قبله أو انضم وقيل مطلقاً).
ثانياً: قال الرملي" ت: 844 هـ " في الفتاوى: (وقال الزنجاني: ذكر الله ذكر عقابه وخطيئته والحياء منه، والاستغفار قولهم اللهم اغفر لنا فإنّا تبنا نادمين مقلعين عازمين على عدم العود وهي التوبة المعتد بها). (1)
وفي هذا الكتاب نجد المؤلف يقول عند تفسيره لآية 135 من سورة آل عمران: (وذكر الله هنا ذكر عقابه وخشيته والحياء منه، وقالوا اللهم اغفر لنا فإنّا تبنا نادمين مقلعين عازمين على عدم العود وهي التوبة المعتد بها).
ثالثاً: قال الرملي في الفتاوى: (وقال الزنجاني: ذكر والدي وشيخي قدس الله روحه في كتاب جوامع الحقائق والأصول في شرح أحاديث الرسول عند قول النبي صلى الله عليه وسلم {إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام} إن النوم لما كان حالة تعرض للحيوان بواسطة استرخاء يحدث في الأعصاب الدماغية عند تصاعد الأبخرة إليها استحال عروضه للمنزه عن الجسمية). (2)
وفي هذا الكتاب نجد المؤلف عند تفسير آية الكرسي يقول: (ذكر والدي وشيخي قدس الله روحه في كتاب جوامع الحقائق والأصول في شرح أحاديث الرسول عند قول النبي صلى الله عليه وسلم {إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام} إن النوم لما كان حالة تعرض للحيوان بواسطة استرخاء يحدث في الأعصاب الدماغية عند تصاعد الأبخرة إليها استحال عروضه للمنزه عن الجسمية).
قال عمر كحالة: (إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم البكري الزنجاني، الشيرازي، الشافعي (أبو إسحاق) محدث، توفي بشيراز قدم بغداد، وصنف كتابا على طريقة جامع الأصول لابن الأثير، وحدث بمراغة وتبريز). (3)
رابعاً: قال عند تفسير آية 30 من سورة البقرة: (وقد ذكرت في شرح المصباح زيادة بحث .... ).
وقال عند تفسير آية 31 من سورة البقرة: (ومن جعل البعض توقيفياً والثاني مصطلحاً فللجمع بين الدلائل وقد ذكرت في شرح المنهاج .... ).
وفي ترجمته نجد أن من مصنفاته تفسير القرآن، وشرح المصباح،وشرح المنهاج.
قال إسماعيل باشا البغدادي: (الزنجانى: محمد بن إبراهيم بن إسماعيل الزنجانى الشافعي القاضى بشيراز من تلاميذ البيضاوى المتوفى سنة 721 إحدى وعشرين وسبعمائة. من مصنفاته تفسير القرآن. شرح الطوالع للبيضاوي. شرح غاية القصوى كذا. شرح المصباح كذا. شرح المنهاج كذا. مختصر المحرر للقزويني في الفروع). (4)
خامساً: ذكر المؤلف في مقدمة تفسيره الثناء على تفسير البيضاوي والدعاء لمؤلفه فقال: (هذا وإن في كتاب أنوار التنزيل وأسرار التأويل تأليف الأمام الأعلم والأعظم، قاضي قضاة المسلمين، حجة الله على الخلائق أجمعين، ناصر الدين قدس الله روحه، وأعظم فتوحه ...... ).
(يُتْبَعُ)
(/)
ولعل هذه قرينة تدل على أنه من تلاميذه، وقد ذكر إسماعيل باشا أنه من تلاميذ البيضاوي. (5)
سادساً: ذكر المترجمون لمحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الزنجاني أنه مفسر، وفقيه، وقاضي، وله مصنف في التفسير. (6)
______________________________
(1) فتاوى الرملي (6/ 31).
(2) المصدر السابق (6/ 140).
(3) معجم المؤلفين (1/ 13).
(4) هداية العارفين (3/ 162).
(5) هداية العارفين (3/ 162).
(6) انظر هداية العارفين (3/ 162) ومعجم المؤلفين (8/ 192)
هذا ما وجدناه، ولكن هناك أسئلة نتمنى ممن لديه إفادة حولها أن يدلي بدلوه في هذا الموضوع وهي:
س1: مما صادفنا قلة الترجمة لمحمد بن إبراهيم الزنجاني الشافعي - الذي نظن أن الكتاب له - حيث لم نجد له ترجمة إلا ما ذكره صاحب هداية العارفين، وكذلك لم نجد لوالده ترجمة إلا ما قاله عمر كحالة وقد نقل ترجمته فيما أظن من كتاب تاريخ الإسلام للذهبي. والسؤال: هل هناك مصادر ترجمت له أو لوالده بشيء من التوسع؟
س2: هل كتاب " جامع الأصول في شرح أحاديث الرسول " الذي نقل عنه صاحب التفسير في تفسير آية الكرسي عندما قال: (ذكر والدي وشيخي قدس الله روحه في كتاب جوامع الحقائق والأصول في شرح أحاديث الرسول عند قول النبي صلى الله عليه وسلم {إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام}، إلخ .... ) هل هو موجود أم مفقود؟ وهل يوجد من نسبه إلى إبراهيم بن إسماعيل الزنجاني نصاً؟
حيث وجدنا أن الذهبي يقول في تاريخ الإسلام: (وصنف كتاباً على طريقة جامع الأصول لابن الأثير) دون ذكر اسم الكتاب بل ذكر المنهج.
س3: هل " شرح المصباح " و" شرح المنهاج " لمحمد بن إبراهيم الزنجاني - كما نسبها له إسماعيل باشا البغدادي في هداية العارفين - موجودان أم مفقودان، وإن كانا موجودين هل طبعا أم هما مخطوطان؟ وأين يوجدان؟
س4: هل يوجد من العلماء من نص صراحة على أن تفسير " تحقيق التفسير في تكثير التنوير " لمحمد بن إبراهيم الزنجاني، وأين؟ إن وجد.
وتقبلوا شكري وتقديري ياكرام،،، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[24 Oct 2009, 12:24 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد أخي الفاضل كتاب " تحقيق التفسير في تكثير التنوير " هو لعضد الدين الإيجي وليس للزنجاني، فسر أنت وإخوانك في تحقيق الكتاب، والكتاب له نسخ خطية في تركيا وغيرها، ولا مجال للتشكيك الذي ذكرته، فقد نص المترجمون لللإيجي على اسم كتابه المذكور، وفي نفس الكتاب المخطوط نص المؤلف على اسم الكتاب في الورقة الأول، والإيجي من تلامذة البيضاوي كما هو معلوم، ونص هو في المخطوط على ذلك، والشواهد في كون الكتاب لللإيجي وليس للزنجاني كثيرة وفقكم الله(/)
اللقاء الرابع لمركز تفسير للدراسات القرآنية يوم الإثنين 23 شوال 1430هـ
ـ[مركز تفسير]ــــــــ[11 Oct 2009, 11:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بحول الله وقوته يعقد مركز تفسير للدراسات القرآنية اللقاء الرابع للمتخصصين في الدراسات القرآنية يوم الإثنين 23 شوال 1430هـ بالمدينة المنورة.
وسوف يكون اللقاء حول موضوع:
مسيرة البحث العلمي في الدراسات القرآنية المعاصرة
ويشارك في هذا اللقاء:
1 - د. محمد بن عبدالعزيز العواجي، الأستاذ المشارك بكلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية، ووكيل الكلية.
2 - د. مساعد بن سليمان الطيار، الأستاذ المشارك بجامعة الملك سعود.
3 - د. عبدالرحمن بن معاضة الشهري، الأستاذ المساعد بجامعة الملك سعود.
ويدير اللقاء فضيلة الشيخ فهد بن مبارك الوهبي، عضو هيئة التدريس بجامعة طيبة.
جدول اللقاء:
بعد صلاة المغرب - لقاء تعارف بين المتخصصين في المدينة المنورة، وعدد من المتخصصين القادمين من أنحاء السعودية، ومن خارجها لحضور ندوة (القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة) التي سوف ينظمها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة.
بعد صلاة العشاء - بداية اللقاء العلمي.
ثم بعد نهاية اللقاء تناول طعام العشاء.
مقر اللقاء:
قاعة الوليد للاحتفالات بالمدينة المنورة - الطريق الدائري الثاني.
نسأل الله أن يكلل الجهود بالتوفيق والسداد،،
ـ[محب القراءات]ــــــــ[11 Oct 2009, 12:21 م]ـ
حياكم الله في مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم , ونسعد بلقائكم جميعا , وهو يوم مميز ولقاء فريد للمتخصصين في الدراسات القرآنية من داخل المدينة وخارجها , وسيجتمع فيه عدد كبير من أعضاء هذا الملتقى المبارك , أسأل الله أن يجعله لقاءا نافعا مباركا.
وسوف نقوم بإذن الله بتسجيل اللقاء صوتا وصورة , وسنسعى لبثه مباشرة على الانترنت إن شاء الله تعالى.
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[11 Oct 2009, 02:28 م]ـ
بارك الله بكم ....
كم كنت أتمنى أن أشارك بمثل تلك لقاءات ....
حبذا في المرات القادمة، لو يتم إعلامنا قبل الموعد بشهر حتى يتسنى لنا ترتيب السفر والمشاركة ....
بارك الله بكم ....
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[11 Oct 2009, 05:01 م]ـ
وسوف نقوم بإذن الله بتسجيل اللقاء صوتا وصورة , وسنسعى لبثه مباشرة على الانترنت إن شاء الله تعالى.
نأمل بثه مباشرة على الإنترنت.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[11 Oct 2009, 08:38 م]ـ
نأمل بثه مباشرة على الإنترنت.
نعم سيتم بث اللقاء بإذن الله تعالى على موقع البث الإسلامي وتم التنسيق لأجل ذلك، كما سيتم حفظ اللقاء صوتاً وصورة، وسيتم تنزيل ملخص اللقاء وتوصياته هنا في الملتقى بإذن الله تعالى ...
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[11 Oct 2009, 09:42 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا
نسأل الله لكم الهدى والسداد ......
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[11 Oct 2009, 11:49 م]ـ
أبشركم بأننا سنفتتح اللقاء بقراءة عذبةٍ من فضيلة الدكتور محمد أيوب عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية وإمام المسجد النبوي سابقاً ..
نسأل الله التوفيق والسداد
ـ[محب القراءات]ــــــــ[12 Oct 2009, 12:53 ص]ـ
نأمل بثه مباشرة على الإنترنت.
إليكم رابط البث لمن أحب الاستماع للندوة مباشرة , وستبدأ إن شاء الله الساعة الثامنة مساء بتوقيت السعودية (بعد صلاة العشاء في المدينة النبوية)
البث الاسلامي - اللقاء الرابع لمركز تفسير للدراسات القرآنية ( http://www.liveislam.net/browsesubject.php?sid=&id=12020&action=listen)
نأمل من الاخوة التفاعل مع الموضوع والمشاركة بالأسئلة من خلال هذا الرابط , وسنعرض الأسئلة على المشايخ إن شاء الله.
وسيشاركنا في هذا اللقاء بإذن الله عدد من أعضاء هذا الملتقى المبارك , من خارج المدينة:
أ. د / غانم قدوري الحمد.
والأستاذ / أيمن شعبان.
والأستاذ / محمد بن جماعة.
والشيخ / حاتم القرشي.
والشيخ / محمد العبادي.
ومن داخل المدينة عدد كبير من أبرزهم:
أ. د / صالح الفايز.
و د / السالم الجكني.
ود / أمين الشنقيطي.
والشيخ / مهدي دهيم (أبو عبد الله العاصمي)
والشيخ / أبو بكر البخيت.
وغيرهم كثير.
أسأل الله أن يبارك في هذا اللقاء وينفع به.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[12 Oct 2009, 02:43 ص]ـ
بارك الله في جهودكم، وأخذ بأيديكم إلى كل خير
ـ[بلال]ــــــــ[13 Oct 2009, 12:40 ص]ـ
كان لقاءً ماتعاً تشرفنا فيه بلقيا أساتذتنا ومشائخنا الكرام , جزى الله خيراً من سعى في مثل هذه اللقاءات ...
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[13 Oct 2009, 07:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أبارك لمركز تفسير هذا اللقاء، واشكرهم على الجهود المباركة واختيارهم لأن يكون اللقاء الرابع في المدينة،
وقد حضرت جزء من ندوة مسيرة البحث في الدراسات القرآنية، -لوجودي في محاضرة في الجامعة وقتها- لكن ولله الحمد استمعت برؤية مشايخي وإخواني بعد طول فراق،
وأثني على الإخوة المحاضرين، وعلى المداخلين،
وأهمس في مجلسهم المبارك بأن التفسير بخير مادام أهله بهذه الهمة والأخوة، والمقدرة العلمية، والتواصل .. وإلى الأمام
كما أتمنى على الإخوة رئيس المركز واعضاؤه الكرام مواصلة المسيرة المباركة، وإعطاء ملخصات دائمة عن الموضوعات المتحدث عنها، وعن ابرز ماداخل به الحاضرون، وإعطاء اللقاءات العلمية شفافية أكبر ...
وأخيرا كان المشايخ الكرام نجوما في سماء المدينة الاستاذ الدكتور غانم قدوري،شيخنا الأستاذ الدكتور حكمت بشير، الأستاذ الدكتور فهد الرومي والأستاذ الدكتور محمد عبد الرحمن الشايع حفظهم الله جميعا وبقية الإخوة الحاضرين ...
وكل عام والجميع بخير ... والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العواجي]ــــــــ[13 Oct 2009, 08:48 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم نشكر ونعترف لمركز تفسير بالجهد الرائع والتنظيم المتميز والأريحية الجميلة والبساطة وعم التكلف مع كرم الضيافة
وأما الفائدة فيعلم الله وحده أثرها، ويكفي فيها مدارسة أمورنا لخدمة كتاب الله تعالى
وأعظم بها من خدمة والحمدلله
وإليكم ملخص ما قدم في الورقة الأولى
ولعل البقية تلحق بمشيئة الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
تتبين أهمية مثل هذه اللقاءات العلمية في الآتي:
1 - أنها مجالس مدارسة علمية تهم عامة المسلمين، فلا تحدها حدود، ولاتحجرها مسميات، بل مدارها على القرآن الكريم وما يتعلق به من علوم، وقد جعل الله فيه كفاية الحجة وبيان المحجة: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51) قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (52) العنكبوت: 51 – 52.
2 - أن فيها توجيها للدراسات والأبحاث المتعلقة بالقرآن وتفسيره وما يخدم ذلك بحسب الحاجة، وتتميماً لبناء المنظومة العلمية المتكاملة -بإذن الله تعالى- والتي هي مصدر قوة لسائر الدراسات الإسلامية بشكل عام، ولا يخفى أثر ذلك على متأمل.
3 - أنها استثمار لخبرة المشايخ الفضلاء، وامتداد لتنشيط الحركة العلمية والتعليمية خلال السنوات الماضية، ونقلها للطلاب والباحثين؛ فيبدأوا من حيث انتهى مشايخهم والدراسات السابقة، وتوفيراً للجهد والوقت والمال عن الهدر في التكرار.
4 - تزايد أعداد الطلاب والباحثين في الدراسات العليا والكراسي العلمية والمراكز البحثية – الرسمية منها والخيرية والأهلية-وذلك بشكل متسارع وكبير في آنٍ واحد، وإجابتهم لمطالبهم، وإعانتهم على الطريق واجبة على القادرين، وتوجيههم من أولويات الناصحين والمتواصين بالحق، دعماً لهم وإفادة للأمة من جهدهم.
5 - تنوع علوم القرآن والتفسير وجمعها لأمور يندر اجتماعها لفرد، وهذا يتطلب جهداً جماعياً لتتكامل النظرة، وتتفهم وجهات النظر، وتتم عبر أمة من المجتهدين كلٌ فيما يحسنه.
6 - لقد تبين للجميع من خلال متابعة ملتقى أهل التفسير الحاجة الماسة لتوجيه الدراسات المتعلقة بالقرآن وأنها لاتخص فئة من الطلاب أو المشايخ أو البلاد، بل شملت المشايخ، وأساتذة الجامعات، وطلاب الدراسات العليا، بل وعدد من الباحثين مع اختلاف تخصصاتهم العلمية ومواقعهم العملية.
7 - خروج أفكار ومناهج حديثة تحاول صرف نص القرآن أو معناه عن مراد الله، وتقلل من شأن تفسير السلف أو اللغة أو السنة، وتخرج بها إلى مسارات عقلية، بل خرافية أحياناً .. وما الإساءة للرسول والقرآن عنا ببعيد سواء الصريحة، أو غير الصريحة. وذلك يستوجب تصحيح المسار وتأصيل العلم المتعلق بكتاب الله واستثماره فيما يعود على الأمة بالصلاح الديني والدنيوي، وكشف الشبهات، واستثمار الطاقات.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
ـ[الجكني]ــــــــ[13 Oct 2009, 11:55 ص]ـ
أبارك لجميع الإخوة القائمين على مركز تفسير جهودهم الواضحة في خدمة كتاب الله تعالى، والتي كنا نسمع ونقرأ عنها، وأكرمنا الله تعالى برؤيتها عياناً بياناً ليلة البارحة فأثلجت صدر المحب الودود، ونكأت قلب المبغض الحسود، فاطمأنا - وكنا قبل ذلك كذلك - على أن لله عباداً يحرسون كتابه ورأيناهم رأي العين، فحفظهم الله ورعاهم، وسهل لهم طريق الخير حيثما كانوا وأين وجدوا.
أما عن الندوة لقاء الأمس فمن رأى وجوه الحاضرين وبشاشتها وسعادتها يعلم أنها ندوة مباركة أوصلت بطريقة سهلة رسالتها للحاضرين فاستجابوا لها، وقد كان ليلة من ليالي العمرظهر فيها أربعة بدور تلألأ كل بدر، وأضاء فأفاض.
بارك الله في الجميع.
تذكير خاص لأخي العزيز الشيخ فهد الوهبي وأخي الكريم الشيخ محب القراءات:
لا أزال على عهدي وشرطي.
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[13 Oct 2009, 04:02 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أشكر الإخوة الفضلاء والمشايخ الكرام الحاضرين والمشاركين الذين أسهموا بحمد الله في إنجاح هذا اللقاء المبارك الذي كان متميزا من بدايته وحتى نهايته والذي بدئ بتلاوة عطرة مباركة من فضيلة شيخنا الدكتور محمد أيوب حفظه الله
وختم بجلسة أدبية لطيفة من فضيلة المشرف العام على الملتقى الشيخ الدكتور عبد الرحمن الشهري.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64ad895217fb87.jpg
أما عن الندوة فقد قمت بتدوين الاقتراحات والتوصيات التي قدمها المشاركون الفضلاء ثم اتصل بي شيخنا الدكتور محمد العواجي وأخبرني أنه دون هذه التوصيات كذلك فأخذتها منه لأتدارك ما فاتني بمعنى أني أعتمدت على نسختين خطيتين
وقد سبقني الدكتور: أبو ايوب حفظه الله بذكر توصياته واقتراحاته
وإليكم باقي التوصيات:
د. عبدالرحمن الشهري
1 - دعوة المراكز العلمية المتخصصة في الدراسات القرآنية إلى الإسهام في مساعدة طلاب الدراسات العليا في اختيار أطروحاتهم , وذلك تيسيرا لهم وللأقسام العلمية , وذلك بفتح باب الاستشارات , وتنسيق اللقاءات العلمية.
2 - الحاجة إلى تقويم الدراسات القرآنية السابقة, وذلك وفاء لها وإظهارا لما فيها من كنوز, وتوجيها للدارسين إلى إكمال ما بدأته هذه الدراسات وزيادة بحث لما لم يستوف منها.
3 - توجيه الباحثين في الدراسات القرآنية إلى الاتجاه نحو الدراسات التطبيقية من خلال كتب المفسرين وكتب أصول التفسير وعلوم القرآن.
4 - أهمية المشروعات الجماعية في البحوث المتعلقة بعلوم القرآن أو التفسير.
5 - دعوة الأقسام العلمية والجامعات والمراكز إلى طباعة المشاريع الجماعية التي اكتملت ولما ترى النور حتى الآن.
6 - ضرورة الالتفات إلى الدراسات الأجنبية التي اهتمت بالدراسات القرآنية وذلك بتأهيل عدد من الباحثين لدراسة هذه اللغات بتعمق وتمكن وهذا نافع في مجالات عدة (كالترجمة – والرد على المستشرقين – ومعرفة الجهود التي بذلت في خدمة القرآن بغير العربية)
7 - أهمية إيجاد آليات ووسائل عملية للرد على الشبهات التي وجهت للقرآن الكريم والتصدي لها خصوصا ما يبث على الانترنت.
د. مساعد الطيار.
1 - العناية بالأوقاف التي تخدم الدراسات القرآنية.
2 - الحاجة إلى تعدد وتنوع المراكز العلمية المتخصصة في الدراسات القرآنية في شتى المدن والأقطار
3 - دعوة الباحثين وأعضاء هيئة التدريس إلى إقامة المشاريع العلمية المتخصصة.
4 - الحث على انتشار اللقاءات الشهرية والدورية للمتخصصين في القرآن وعلومة مع الإشادة بـ (ديوانية الدراسات القرآنية في الطائف بإشراف د. عبد الله القرشي)
5 - الدعوة إلى إنشاء كراسٍ علمية وهيئات عالمية متخصصة في موضوعات علوم القرآن.
6 - الحث على إقامة الدورات العلمية المتخصصة التي تكون رافدة للدراسات الأكاديمية.
7 - إنشاء ملتقيات علمية ودورية على الشبكة العنكبوتية وطرح مواضيع قرآنية للنقاش حولها.
8 - دعوة الأساتذة الذين يدرسون في الدراسات العليا إلى أن يكون هدفهم: تكوين الباحثين.
د. غانم قدوري الحمد
استثمار أفضل الوسائل لخدمة الدراسات القرآنية كما قالابن جني (القرآن يُتخيّر له)
د. السالم الجكني
1 - التأكيد على أن يعيّن للطالب من يقوم بمناقشته في خطته ويوجهه.
2 - اقتراح انشاء كرسي للقراءات في جامعة طيبة.
3 - الدعوة إلى أن تكون مسيرة البحث العلمي في القراءات على مسارين: الأول: تنقيح كتب التفسير من القراءات, الثاني: كتب القرءات التي أخرجها غير المتخصصين.
د. عبد الله القرشي
1 - بالنظر إلى الباحثين والبحث نرى أن المشكلة أن المناهج الجامعية لا ترتقي بالطالب في مجال التأصيل في التفسير ولا يمكن له التخصص إلا بجهود أخرى, والاقترا؛: إيجاد مناهج يرتقى بها أكثر مما هي عليه الآن.
2 - الدعوة إلى أن يحرص من يقوم بالتدريس في المساجد إلى التأصيل مع التطبيق في الدراسات القرآنية.
3 - البحوث التكميلية أضرت بالباحث وبالبحث العلمي.
4 - على الأقسام العلمية أن تراعي في المشروعات الكبيرة أهميتها للطالب والمكتبة القرآنية.
أ. د. محمد الشايع
1 - أهمية تفكير المتخصصين في الدراسات القرآنية فيما يسمى بـ (مشروع العمر).
2 - تحذير الباحثين المبتدئين في إقحان أنفسهم في تفسير القرآن إذ إن عادة العلماء هو أن يختموا حياتهم بالتفسير فهو جمّاع علوم.
3 - تصحيح معايير القبول في الدراسات العليا للارتقاء بها للأفضل.
د. عيسى الدريبي
1 - السعي إلى تهيئة أدوات البحث العلمي.
2 - مسالة التكتل في التخصص أو التعدد.
3 - الاستفادة من الخبراء ومن المتخصصين.
د. حكمت بشير
1 - الابتكار في البحث العلمي لمعالجة مشكلة التكرار يدور محوره على أمرين: الأول: مجلبة الخير والفوائد والمصالح , الثاني: دفع الشر.
2 - ارتقاء الدراسات النظرية والتطبيقية تكون بربطها بالدراسات القرآنية
د. عبد الله العماج
التجديد العلمي قائم على التجارب وفي ذلك دعوة إلى النظر في التجارب الناجحة في البحث العلمي.
د. محمد نصيف
أهمية علوم الآلة في تحقيق كتب التفسير
أ. د. صالح الفايز
ضرورة الالتفات إلى المخطوطات التي لم تحقق وخصوصا ما تم فهرسته بلغات أجنبية في تركيا وألمانيا وفرنسا.
أ. د. فهد الرومي:35.
أن يتبنى مركز تفسير مرجعية علمية للبحوث العلمية
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64ad895247b149.jpg
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64ad8952498b43.jpg
آمل أن أكون قد استوفيت التوصيات وأعتذر إن حصل تقصير في ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[13 Oct 2009, 07:09 م]ـ
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
لقد تشرفت بحضور ندوة مركز تفسير السابقة في المدينة النبوية وحقيقة لقد فرحت كثيراً بمدى جودتها وتميزها حتى سَمَت وتعالت في الأفق. فقد كان الإعداد والحضور والمشاركات في مستوى متميز وراقي، وأميز ما رأيته:
- الروح الأخوية الرائعة التي كانت بارزة في هذا اللقاء بين الجميع. (وهذه خصلة واضحة في كثير من المهتمين بالدراسات القرآنية فيما أحسبهم والله حسيبهم).
- الإجماع على تميز اللقاء وبَزِّه لما سواه.
وفي الختام أتقدم بشكر خالص من القلب إلى كل من: الشيخ فهد الوهبي والشيخ أبي أسامة (محب القراءات) والشيخ أبي عبد الرحمن المدني ومن كان معهم في التجهيز وإعداد اللقاء حتى وصل لهذا المستوى المتميز.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[15 Oct 2009, 02:29 ص]ـ
تم بحمد الله تعالى وتوفيقه عقدُ اللقاء، بحضور جمهرةٍ من فضلاء المتخصيين في الدراسات القرآنية، من داخل المملكة وخارجها، وعلى رأسهم أصحاب الفضيلة: الدكتور غانم قدوري الحمد، والدكتور حكمت بشير ياسين، والدكتور فهد الرومي، والدكتور محمد الشايع، وغيرهم ممن ورد اسمهم في تقرير الأخ الكريم أبي عبد الرحمن، وقد عطَّر أسماعنا في صلاتي المغرب والعشاء، ثم في افتتاح الحفل: صاحب الصوت المجمع على تفرده وجماله، وجودته وإتقانه، فضيلة الدكتور محمد أيوب، إمام المسجد النبوي سابقاً، فسلبَ الألباب، ورقق القلوب، فسبحان الخالق الوهاب ..
وقد تحدث في الملتقى جمعٌ كبيرٌ، فازدحمت الأفكار، وتلاقحت الفهوم، وامتزجت حكمة الكبار، بوثبات الشباب ..
ثم كُرِّمَ في نهاية الحفل، عدد من كبار المتخصصين في الدراسات القرآنية، وألقى كلٌّ منهم كلمةً رقراقة جميلة، وتسلَّمَ عن الدكتور عبد العزيز القارئ درعَه كاتب هذه السطور، بأمرٍ من فضيلته، ثم تسلمه الدكتور محمد أيوب لتسليمه لفضيلته ..
والحقُّ أنها كانت ليلة ماتعة، ختمها الدكتور عبد الرحمن الشهري بأمسية أدبية كانت من أروع الأمسيات، فسرد علينا من درر الشعر العربي القديم والحديث ما بهر الحاضرين من جودة المنتقى، وحفظ المنتقي، أسأل الله أن يحفظه وأعيذه بكلمات الله التامة من كل عين وهامة ..
وبعد .. فهذه هي المدينة، بركاتٌ متتابعة، مع أهل العلم والقرآن ..
وختاماً أشكر أخي الكريم محب القراءات على فكرته هذه، وما بذله هو وأخي أبو عبد الرحمن المدني في إنجاح اللقاء وجميع من تعاون من الحاضرين ..
والله أعلم
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[15 Oct 2009, 02:40 ص]ـ
ما شاء الله تبارك الله
أسأله سبحانه وتعالى في اللقاءات القادمة أن نكون برفقتكم
ـ[عبدالله القرشي]ــــــــ[15 Oct 2009, 02:33 م]ـ
شرفت بحضور اللقاء الرابع لمركز تفسير والمقام في طيبة طيبة فاجتمع طيب اللقاء وطيب المكان وكوكبة من العلماء والمتخصصين النبلاء وكل ذلك لم يكن إلا بفضل اللله أولا ثم بجهود القائمين على مركز تفسير فقد بذلو جهودا عظيمة لإنجاح اللقاء ورأينا بأعيننا حفاوة الترحيب، وحسن التنظيم، ومتعة اللقاء العلمي، وغزارة الرؤى والأفكار والمقترحات.
وختاما فلمركز التفسير مني كل الشكر والتقدير والعرفان واقترح عليهم أن يكون لبقية مناطق المملكة نصيب من لقاءاتهم ونحن نرحب بهم في محافظة الطائف أجمل ترحيب
ـ[محب القراءات]ــــــــ[16 Oct 2009, 03:27 م]ـ
الحمد لله الذي بنعمته بنعمته تتم الصالحات.
يعجز اللسان ويتوقف القلم عن التعبير عن هذا اللقاء العلمي الماتع وروعته وجماله ..
لقد كانت ليلة رائعة وأمسية مباركة اجتمع فيها كوكبة متميزة من المتخصصين في الدراسات القرآنية من داخل المدينة وخارجها ..
أجمع كل من حضرها على تميزها ونجاحها ..
فجزى الله خيرا كل من ساهم في إنجاح هذا اللقاء المبارك.
وقد كان التخطيط لهذا اللقاء قبل إقامته بشهر , وبذل الإخوة: الشيخ فهد الوهبي والشيخ أبو عبد الرحمن المدني جهودا كبيرة لإنجاح هذا اللقاء.
وبارك الله لنا في جهدنا المتواضع فخرج اللقاء بهذه الروعة ..
وأنا أقول إنها البركة من الله تعالى والتوفيق , فقليل من الجهد مع شيئ من التنظيم والترتيب والتعاون , ينتج عنه نتائج مبهرة لا توقعها الواحد منا , فلله الحمد أولا وآخرا وظاهرا وباطنا.
ونشكر مركز تفسير والقائمين عليه على جهودهم الكبيرة وبذلهم الواسع لدعم وتبني هذا اللقاء العلمي النافع.
ولا يفوتني أن أشكر أخي فيصل العمري , والأخ عبد العزيز الأوزبكي على ترتيبهم لتسجيل هذا اللقاء بتقنية عالية بالصوت , وبثه مباشرة على الانترنت.
كما أشكر أخي الشيخ حامد المطيري , وابنه عبد الرحمن , وكل من ساهم معه من زملائه وإخوانه في التعاون معنا في هذه الليلة المباركة.
فأسأل الله أن يجزي الجميع خير الجزاء.
وقد سجل هذا اللقاء صوتا وصورة.
ومن أراد الاستماع إليه فسيجده في موقع البث الإسلامي على هذا الرابط:
مسيرة البحث العلمي في الدراسات القرآنية المعاصرة ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=69195)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Oct 2009, 04:37 م]ـ
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وببركة عونه وتوفيقه تتكامل الأعمال والحسنات.
لقد كان لقاء موفقاً على الرغم من ضيق وقت إعداده، وقد بذل الزملاء في المدينة المنورة جهداً رائعاً ظهر في كل التفاصيل جزاهم الله خيراً.
وأخص بالشكر والتقدير المشايخ الزملاء الثلاثة محب القراءات وفهد الوهبي وأبو عبدالرحمن المدني وبقية الفريق المشارك في الإعداد والتنظيم.
وقد جمع هذا اللقاء عدداً مميزاً من أعضاء ملتقى أهل التفسير، وطلبة الدراسات العليا في المدينة المنورة الذين تشرفنا بلقائهم، والجلوس معهم.
وقد كانت فكرة تكريم أهل السبق والريادة العلمية في خدمة الدراسات القرآنية والبحث العلمي فيها فكرة قديمة تراودنا في المركز، وكنا نتحين الفرصة السانحة لذلك، فالحمد لله الذي يسرها في هذا اللقاء المبارك، وسيأكتب مقالة مفردة لهذا التكريم إن شاء الله.
شكراً لكم يا أحبابنا في المدينة، فقد بذلتم جهداً متميزاً في إنجاح هذا اللقاء جعلكم الله ذخراً لأهل القرآن وبارك فيكم.
أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا، أن يجمع قلوبنا دوماً على الخير والبر، وأن يوفقنا لخدمة كتاب الله على أحسن وجه وأكمله.
الجمعة 27/ 10/1430هـ
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[16 Oct 2009, 07:42 م]ـ
أحمد الله جل وعلا أن يسر لي هذه الفرصة للقاء هذه الثلة المباركة والكوكبة النيرة من العلماء والفضلاء الذين يتنور القلب بلقياهم والسماع منهم، وإذا كان أحد السلف قد قال: لم يبق في الدنيا إلا لقاء الإخوان، أي الذين يدلون على الخير ويحثون عليه، فإن لقاء العلماء هو الحياة والغذاء، وساعة معهم تغني عن أعوام من القراءة والاطلاع.
ثم إني أشكر الإخوة الأكارم أهل طيبة الطيبة، أهل الكرم، الذين احتفوا بالجميع، وتفانوا في الخدمة، أشكرهم جميعا بلا استثناء، وأخص منهم أخي الحبيب والعزيز محب القراءات، الذي كان السبب في حضوري هذا اللقاء.
كما أشكر أخي الفاضل أبا عبد الرحمن المدني على تلخيصه لتوصيات اللقاء بعبارة مختصرة جامعة ..
وأدعو جميع الإخوة لاستماع كلام هؤلاء الافاضل مباشرة، ففي طياته علم غزير، وخلاصة تجارب، بثُّوها من القلب فخالطت القلوب ومازجتها وأثرت فيها، وأخص منها مداخلة الشيخ محمد الشايع، والشيخ غانم قدوري، والشيخ حكمت بشير وغيرهم.
والتسجيل في الرابط الذي أضافه أخي محب القراءات يبدأ من الدقيقة التاسعة تقريبا.
الدمام
27/ 10/1430هـ(/)
ضوابط البحث في الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Oct 2009, 03:12 م]ـ
الأخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد:
هذه ضوابط البحث العلمي في الإعجاز العلمي في القرآن والسنة بقلم الأمين العام للهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة التابعة لرابطة العالم الإسلامي فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله المصلح، ولعل بعضكم قد اطلع عليها ولكني أضعها هنا من أجل المدارسة عسى الله أن ينفع بذلك فإليكموها:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:
فبين يدي كلامنا عن القواعد والضوابط في مجال الإعجاز العلمي في القرآن والسنة يطيب لي أن أذكر بعض ثمرات البحوث في هذا الميدان والتي منها:
1.الأثر البالغ الذي تتركه في قلوب المسلمين، والذي يترجم بزيادة اليقين عندهم لدى رؤيتهم هذه الحقائق الباهرة؛ لأنها وردت على لسان النبي الأمي محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، وهكذا فإنها خير محرض للتمسك بالقرآن والسنة والاهتداء بهما.
2. الرد العلمي الدامغ على الأفكار التشكيكية بصحة الرسالة المحمدية؛ حيث إن عرض تلك الحقائق التي أخبر عنها نبي أمي في زمن لا يوجد فيه تقدم علمي كما أنه لا توجد في المجتمع وكذا البيئة التي عاش فيها أية إثارة من علم في تلك الميادين الكونية؛ ولذلك فهذا الإعجاز يعتبر مجالاً خصباً لإقناع المنصفين من العلماء بربانية القرآن الكريم وصدق رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.
3. الرد العملي المقترن بالبرهان الساطع على أن الدين الإسلامي هو دين العلم حقاً؛ فمع إشادة الرسول صلى الله عليه وسلم بالعلم ـ وترغيبه بتحصيله وتنويهه بفضل العلماء ـ قد ذكر كثيراً من الحقائق العلمية وأشار إلى كثير من الأسرار الكونية مما هو موضوع العديد من التخصصات في آفاق الكون ولم يستطع أحد إلى الآن أن يثبت وجود تعارض أي دلالة كونية واردة في حديث شريف صحيح مع ما استقر من الحقائق العلمية اليوم وأنى له ذلك.
4. إن الإعجاز العلمي يعتبر خير محرض لهمم المسلمين كي يتابعوا مسيرة البحث والتجريب والمقارنة وغير ذلك من وسائل الكشوف العلمية والتقدم المعرفي، وفي الوقت نفسه فإن ذلك يفضي إلى توسيع دائرة شواهد الإعجاز العلمي.
5. كما أن هذا الإعجاز العلمي يعتبر قناة آمنة ترفد بقية قنوات الدعوة إلى الله والذي يتتبع أسباب دخول كثير من الناس في الإسلام - ممن كانوا نصارى أو بوذيين أو يهود ـ يجد بحق أن فريقاً منهم قد ابتدأ سيره إلى الحق؛ والذي انتهى به لإعلان شهادة الحق؛ من خلال معاينة لطائف الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.
6. ولا شك أن ظاهرة الرجوع إلى دين الإسلام من قبل الذين كانوا قدماً من الشاردين الغافلين، وهكذا إسلام غير المسلمين؛ فإن ذلك كله أثمر مع ازدياد يقين المسلمين بدينهم رجوعاً لحالة العزة في نفوس أبناء الأمة الإسلامية بعد الكبوة التي حصلت لهم عقب سقوط الخلافة الإسلامية وهيمنة الدوائر الاستعمارية عليهم.
7.وهذا كله يذكرنا بالحقيقة التي لا تتخلف أبداً؛ والتي أخبرنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: (لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال لا يضرهم من خالفهم أو من خذلهم حتى يأتي أمر الله).
إن الإعجاز العلمي في القرآن والسنة يمثل شاهداً إضافياً على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويستوي في ذلك الحكم إن كان الإعجاز العلمي قرآنياً أم بالسنة، ومن هنا فإن الادعاء بوجود إعجاز علمي لا يسلم به إلا بعد ثبوت تحقيق مناطه والذي يتمثل بحقيقتين هما:
أولاً: ثبوت اكتشاف هذه الحقيقة من قبل العلماء بشكل مستقر وذلك بعد برهنة المتخصصين في مجالها على ثبوتها.
ثانياً: صحة الدلالة على تلك الحقيقة في نص من نصوص القرآن الكريم والسنة المطهرة وذلك دون تكلف أو اعتساف في الاستدلال؛ علماً بأن الرابط الذي يعطي هذا المناط قيمته هو عدم إمكانية إحاطة البشر بتلك الحقيقة وقت التنزيل ولذلك فإن خطوات إثبات شاهد من شواهد الإعجاز العلمي في النص الشريف تصبح خمسة وهي:
1.إثبات وجود دلالة في النص على الحقيقة الكونية المراد إثبات وجود إعجاز علمي بصددها.
(يُتْبَعُ)
(/)
2.ثبوت تلك الحقيقة الكونية علمياً بعد توفر الأدلة التي تحقق سلامة البرهنة عليها.
3. ثبوت استحالة معرفة البشر بتلك الحقيقة الكونية وقت تنزيل القرآن على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والتي اكتشفت لاحقاً في الأزمنة المتأخرة.
4.تحقق المطابقة بين دلالة النص من كتاب الله عز وجل أو من سنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وبين تلك الحقيقة الكونية.
5.ثبوت أن النص من السنة المطهرة الذي نستنبط منه الإعجاز العلمي المشار إليه هو صحيح أو حسن حيث لا تعتمد في هذا المجال الأحاديث الواهية أو الساقطة.
أهم معالم المنهج المقرر في تفسير نصوص الإعجاز العلمي
تعتبر الأسس والقواعد الواجب مراعاتها في تفسير القرآن الكريم هي النبراس في تفسير النصوص عموما؛ ونجملها فيما يلي:
أولاً: يلزم معرفة ما يتعلق بالنص من سبب الورود وهل هو خاص أو عام أو مطلق أو مقيد أو منسوخ أو غير ذلك.
ثانياً: يلزم الاطلاع هل ورد نص آخر يفسره؛ إذ تفسير النص من الوحي، _ والسنة من الوحي _ أولى بالاعتبار لذلك نقدم وجوه التفسير الواردة في السنةعلى ما دونها.
ثالثاً: مراعاة العرف اللغوي في زمن التنزيل دون المعاني التي كثر تداولها فيما بعد، مهما بلغ انتشارها فيما بعد.
رابعاً: مراعاة قواعد الإعراب والبلاغة وأساليب البيان المقررة ليتم فهم أبعاد معاني النصوص.
خامسا: ملاحظة سياق النص وسباقه ومقتضيات الحال وغير ذلك من القرائن.
سادساً: التأكد من وجود إشارة واضحة أو صحيح عبارة على ما ندعي بأنه من معاني النص الذي نحن بصدد بيانه وتفسيره وتحديد الإشارة العلمية بشكل صحيح.
سابعاً: مراعاة أوليات الاعتبار في الاحتجاج بالمعاني فالنص المحكم أولى من الظاهر وظاهر النص أولى من المعنى المستقى بطريق التأويل ومنطوق النص مقدم على مفهومه كما أن بعض المفاهيم مقدم في الاعتبار على بعض؛ ولذلك يلزم عدم التسرع في ترجيح وجه تفسيري دون مرجح معتبر.
ثامناً: ملاحظة أسلوب النص وصياغته هل هو عام؟ وهل هو مطلق؟ وهل هو مجمل؟ وهل تشترك فيه معان عدة أم لا؟ وهل يحتوي دلالة على حقيقة علمية لا يمكن تعارضها مع العرف اللغوي الذي قد يقدم في الاعتبار أم هناك احتمال آخر.
تاسعاً: عند التأويل للنص لا بد أن يكون هناك ما يقتضي ذلك ويلزم عندئذ إعمال القواعد المعتبره عند أئمة الأصول و التفسير من مثل قولهم:
· العبرة بعموم النص لا بخصوص السبب.
· إعمال الكلام أولى من إهماله.
· لا عبرة بالظن غير الناشئ عن دليل.
عاشراً: اعتماد المعاني المقررة للحروف التي تسمى حروف المعاني كما قررها الأئمة الأعلام.
حادي عشر: البعد عن تأويل المتشابه وكذا الخوض في القضايا السمعية، مما لا يخضع للنشاط الذهني؛ بل يعتمد على النصوص الواردة بصددها من كتاب الله وسنه رسوله صلى الله عليه وسلم.
ثاني عشر: ومن ذلك عدم الخوض في النصوص المتعلقة بالغيبيات التي استأثر الله بعلمها.
ثالث عشر: الحذر من الأخبار الإسرائيلية والآثار الواهية.
رابع عشر: التأدب مع علماء الأمة والحذر من تسفيه آرائهم فكم عاب إنسان آخر في اجتهاده فكان فيه العيب، إذ لم يحسن فهم مرامي الكلام أو مقتضيات الحال.
خامس عشر: يجب ألا يفارقنا اليقين بصدق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو بمثابة قول الله عز وجل لأنه وحي ووعد من الله ولذلك مهما رأينا وسمعنا في واقع حياتنا بأمور تتعلق بالكون فلا يسوغ أن نقدم ما قيل بصددها على ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا يجب إعادة النظر عند وجود تعارض ظاهري بينهما لأنه لا يمكن أن يصادم مضمون نص صحيح حقيقة ثابتة أبداً حيث إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى بل بوحي من الله خالق الكون.
بعض المحترزات البحثية في مجال الإعجاز العلمي
في القرآن الكريم والسنة المطهرة
1 - إيثار أسلوب اليسر في بيان المراد ـ وكذا تدوين الأفكار أو التعليل في مجال بيان المطلوب ـ فاليسر من مبادئ الدين الإسلامي بشكل عام ويلزم عدم الغفلة عن ملاحظة إظهار هداية القرآن والسنة للتي هي أقوم؛ حيث هي الغاية من إنزال القرآن الكريم.
2 - اختيار الطريقة المناسبة للتدليل والبرهنة فالموضوع التجريبي له طريقته والمنطقي له طريقته وبحوث المقارنات الميدانية لها أسلوب بيانها .. وهكذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - الحذر من معارضة مبدأ شرعي أو قاعدة من قواعد الدين أو معلم من معالمه لأن اليقين العلمي متوافق مع الدين في كل الحقائق التي يستنبطها أهل الاختصاص في شتى المجالات الكونية ومنها الميدان الطبي.
4 - اجتناب العبارات التي تشعر أن الباحث يدافع عن القرآن والسنة أو أنهما يحتويان ما يمكن أن يعبر عنه بالنقص أو أن العلماء السابقين قصروا في فهمها أو أنهم قد أخطؤا في فهم ما يشتملان عليه من حقائق.
5 - الاعتدال في بيان الحقائق الكونية بعد التأكد من ثبوتها وعدم الاندفاع العاطفي الذي يترجم انبهاراً وعدم اتزان، وكما ذكرنا فإن على الباحث أن يحذر من التعجل والإسراع إلى فكرة لمجرد أنها أعجبته؛ بل عليه التزام الحيدة البحثية وعدم التحيز لما يعرضه بل يتوجب عليه كذلك عدم الركون للقناعات الشخصية جعل العلم الكوني بمثابة المرجع المرجح والملاذ الذي يركن إليه بإطلاق.
6 - مراعاة التقاليد والأمور التي جرى عليها عرف الهيئة العالمية للإعجاز العلمي من عدم التجريح بالآخرين تقصد غبن الناس مقاديرهم مثل التقليل من شأن جهود السابقين.
7 - لدى تحقيق مناط الإعجاز بشقيه الشرعي والكوني يلزم الإشارة للخلفية التاريخية التي توضح واقع المجتمع الإنساني من ناحية المعارف الكونية قبل إظهار المطابقة المطلوبة بين الدلالة النصية والحقيقة العلمية؛ وبالتالي تقرير النتيجة المفضية لوضوح الصورة الإعجازية حسب الخطوات الخمس المقررة.
8 - ملاحظة الفرق بين بحث تمهيدي في مرحلة المطارحات والمناقشات ولكن يراد منه الوصول إلى نتيجة ـ ولو كانت غير مقطوع بها ـ ولا يدعي صاحبه أنه يقرر حقائق ثابتة ولا يدافع عن أفكار معينة، وبين بحث هادف لبيان الإعجاز العلمي فالأول يمكن التساهل في أسلوب عرضه لإثارة أفكار الآخرين وإثراء البحث ((ولكن في نطاق بحثي خاص)) أما الثاني فلابد فيه من التدقيق التام خاصة أثناء العرض، ولذلك ففي هذا المجال لا بد أن تضيق دائرة القبول وتحدد بحاله مقتضى الدعوى على وجه لا يحتمل أي شك. ونود أن نشير هنا إلى أن البحوث لدى الهيئة تمر بمراحل هي:
1) إثارة الفكرة ومناقشتها ومطارحتها حتى يتم الاتفاق عليها ثم الكتابة فيها:
2) إحالة البحث إلى محكمين شرعي وعلمي.
3) ثم عقد ندوة على نطاق أوسع يشترك فيها نخبة من المختصين الشرعيين والعلميين وعند إجازته بعد ذلك تتبنى الهيئة طباعته ونشره وتأذن لصاحبه بذلك.
9 - ونؤكد هنا على عدم الخوض في الأمور السمعية التي استأثر الله بعلمها ولم يقدرنا على الإحاطة بها لان في مثل هذا الخوض تمحل وتكلف وتنطع؛ ونؤكد بأن الإعجاز العلمي يتعلق دائما بما وراء ذلك من القضايا حيث ينصب دائماً على القضايا الخاضعة للتجريب والمشاهدة والمقارنة.
10 - مراعاة بقية القواعد المسلكية والمصطلحات المقررة من قبل الهيئة العالمية للإعجاز العلمي سابقا وما تقرره الجمعية العمومية حالياً ولاحقا إذ هي تمثل مرجعية إنجاز تلك الأبحاث وبذلك تنتفي التناقضات والسلبيات في ميدان بحوث الإعجاز العلمي؛ علما بان المرجعية الأساسية للإعجاز العلمي إنما هي كتاب الله وسنه رسوله صلى الله عليه وسلم.
رابط الموضوع:
http://www.nooran.org/ShowArticle.aspx?ArtID=386
ـ[نعيمان]ــــــــ[29 Jun 2010, 12:14 م]ـ
جزاكم الله خيراً شيخنا أبا سعد ونفع بكم
إنّما استخرجت هذه الضّوابط للاطّلاع عليها وقراءتها حفظكم الله.(/)
الإعجاز العددي في اللفظ (فردا) في القرآن الكريم
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[11 Oct 2009, 08:23 م]ـ
الإعجاز العددي في اللفظ (فردا) في القرآن الكريم
تمهيد - العدد في سورة الجن:
أحصى الكاتب السوري (صدقي البيك) في كتابه (معجزة القرآن العددية) الأعداد الصحيحة في القرآن الكريم فكانت (285) عدداً. وقد لاحظ الشيخ بسام جرار أن سورة الجن هي السورة الوحيدة في القرآن الكريم التي تنتهي بكلمة (عددا):
"….وأحصى كل شيء عدداً ".
فما علاقة هذه الكلمة بعدد الأعداد في القرآن الكريم؟
نجد الجواب في عدد كلمات سورة الجن، الذي هو (285)، أي أن ترتيب كلمة (عددا) في السورة هو (285).
(انظر التفاصيل في كتاب إرهاصات الاعجاز العددي في القرآن الكريم: بسام جرار)
ومن الجدير بالذكر هنا أن العدد 6555 الذي هو مجموع أرقام ترتيب سور القرآن هو عبارة عن 285 × 23.
فهل من علاقة عددية بين اللفظ (فردا) الذي تتم عملية الإحصاء والعد على أساسه كما تصرح بذلك آيات القرآن , وما جاء عن العدد في سورة الجن؟
اللفظ فردا في القرآن:
(ورد اللفظ فردا في القرآن الكريم ثلاث مرات , في سورة مريم في الآيتين 80 و 95 , وفي سورة الأنبياء في الآية رقم 89)
ورد اللفظ (فردا) في سورة مريم السورة رقم 19 المؤلفة من 98 آية , في الآية رقم 95 , في قوله تعالى:
لقد أحصيهم وعدهم عدا (94) وكلهم ءاتيه يوم القيمة فردا (95)
تصرح الآيات بأن هناك إحصاء وعدّ , فردا فردا , واحدا واحدا وليس بالجملة , لا يفلت منه أحد.
فماذا تقول لغة الأرقام:
1 - من العجيب أن قيمة اللفظ (فردا) في حساب الجمّل هو 285 وهذا العدد يساوي 3 × 95 , وهذا العدد هو أيضا رقم الآية التي ورد فيها اللفظ (فردا). (95 = 5 × 19)
كما أن العدد 285 يساوي 15 × 19.
2 - وانطلاقا من هذه العلاقة: 285= 15 × 19 , إذا بحثنا عن السورتين اللتين جاءتا في موقعي الترتيب 15 و 19 , فإننا نجد أن:
السورة رقم 15 في ترتيب المصحف هي سورة الحجر وعدد آياتها 99.
السورة رقم 19 في ترتيب المصحف هي سورة مريم وعدد آياتها 98.
نلاحظ أن الفرق بين عددي الآيات في السورتين هو 1 , أي: (فردا).
3 - موقع الآية رقم 95 في سورة مريم:
جاءت الآية التي تذكر اللفظ (فردا) في موقع الترتيب 95 , وهذا يعني أن عدد الآيات السابقة لها 94 والتالية لها 3 (عدد آيات سورة مريم هو 98).
وبناء عليه فالفرق بين العددين 94 و 3 هو 91. أي عكس العدد 19 (رقم ترتيب سورة مريم).
4 - موقع الآية في التسلسل العام لآيات القرآن:
الآية رقم 95 هي الآية رقم 2345 في تسلسل آيات القرآن , أي إذا ابتدانا العد من آية البسملة الآية رقم 1 في القرآن. وهذا يعني أن عدد الآيات السابقة لها في ترتيب المصحف هو 2344 والتالية لها 3891. (باعتبارعدد آيات القرآن 6236)
نلاحظ هنا أن الفرق بين العددين هو 1547 وهذا الناتج هو عبارة عن 17 × 91. مرة ثانية يظهر العدد 91 الذي هو معكوس الرقم 19.
(لكأن العدد 91 يفسر عملية الإحصاء في الآيتين (عدديا) التي لا يفلت منها أحد , فالعدد 91 يبدأ بالرقم واحد الذي هو أصغر رقم , وينتهي بالرقم 9 الذي هو أكبر الأرقام)
5 - في العدد 1547:
يتألف العدد 1547 (الفرق – كما سبق) من عددين هما 47 و 15. فإذا بحثنا عن السورتين اللتين جاءتا في ترتيب المصحف في موقعي الترتيب 47 و 15 , نجد أن:
السورة رقم 47 هي سورة محمد وقد جاءت مؤلفة من 38 آية.
السورة رقم 15 هي سورة الحجر المؤلفة من 99 آية.
المتأمل في السورتين يلاحظ أن مجموع ترتيبهما هو 62 , وأن الفرق بين عددي آياتهما هو 61.
عددان الفرق بينهما 1 (فردا). (62 – 61 = 1).
6 - الآية 80 في سورة مريم:
وورد اللفظ (فردا) مرة ثانية في الآية رقم 80 سورة مريم في قوله تعالى:
(ونرثه ما يقول ويأتينا فردا)
نلاحظ هنا أن عدد الآيات الفاصلة بين الآية رقم 80 حيث ورد اللفظ (فردا) أول مرة , والآية 95 حيث ورد مرة ثانية هو 14 آية. ومن العجيب أن مجموع كلمات هذه الآيات هو 91. وبذلك يظهر العدد 91 للمرة الثالثة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن اللطائف في هاتين الآيتين أن عدد حروف الآية رقم 80 هو 22 حرفا , وأن عدد الحروف في الآية رقم 95 هو 23 حرفا. وبذلك يكون الفرق بينهما 1 (فردا).
7 - المرة الثالثة التي يرد فيها اللفظ فردا في القرآن جاءت في الآية رقم 89 في سورة الأنبياء , السورة رقم 21 في ترتيب المصحف والمؤلفة من 112 آية. وهي قوله تعالى:
(وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الورثين) 89 الأنبياء.
نلاحظ أن الفرق بين رقم السورة وعدد آياتها هو 91 (112 – 21). وهذه هي المرة الرابعة التي يظهر فيها العدد 91.
8 - عدد الآيات من 95 مريم إلى 89 الأنبياء:
ومن لطائف الترتيب القرآني أن عدد الآيات ابتداء من الآية 95 مريم حيث ورد اللفظ (فردا) للمرة الثانية , وانتهاء بالآية 89 سورة الأنبياء حيث ورد اللفظ (فردا) المرة الثالثة والأخيرة هو 228 آية لا غير. فالعدد 228 هو عبارة عن 2 × 114.
9 - موقع ترتيب اللفظ (فردا) في سورة مريم:
ورد اللفظ (فردا) في المرة الأولى في الآية رقم 80 سورة مريم.فإذا أحصينا عدد كلمات السورة ابتداء من الآية الأولى نجد أن رقم ترتيب اللفظ فردا هو الكلمة رقم 832. ونجد أن رقم ترتيب اللفظ (فردا) في الآية 95 حيث ورد للمرة الثانية هو 928.
وبذلك نستنتج أن عدد الكلمات المحصورة بين اللفظين هو 95 , وهذا هو أيضا رقم الآية التي ورد فيها اللفظ (فردا).
ولنتذكر هنا أن قيمة اللفظ (فردا) في حساب الجمل هو 285 أي 3 × 95.
10 - موقع ترتيب اللفظ (فردا) في سورة الأنبياء:
ورد اللفظ (فردا) للمرة الثالثة والأخيرة في سورة الأنبياء في الآية رقم 89. فإذا أحصينا عدد كلمات السورة , سنجد أن رقم ترتيب اللفظ (فردا) هو 929.
رائعة العدّ والإحصاء هنا: إن الفرق بين رقمي ترتيب اللفظ (فردا) في الآية 95سورة مريم وسورة الأنبياء هو: 1 (فردا) (929 – 928 = 1).
مما يترتب على هذا البحث:
اللغة والترتيب القرآني وجهان لإعجاز القرآن لا ينفصل أحدهما عن الاخر، حيث تتحد لغة الحروف بلغة الأرقام .............
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[12 Oct 2009, 09:44 ص]ـ
... تأملوا وتدبروا:
وكلهم ءاتيه يوم القيمة فردا (الآية 95 سورة مريم)
ورد اللفظ (فردا) آخرمرة):
(وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الورثين) 89 الأنبياء.
كلمة فردا في سورة مريم هي الكلمة رقم 928 في السورة.
كلمة فردا في سورة الأنبياء هي الكلمة رقم 929 في السورة.
الفرق بين العددين واحد 1 (فردا). (929 - 928 = 1)
هل من الصعب فهم دلالة هذه العلاقة؟ ماذا يقول العدد 1؟ أليس يقول فردا؟
ألا تدل على أن كلمات القرآن محسوبة كلمة كلمة؟
ألا تدل هذه النتيجة على صحة المنهج المتبع في عد كلمات القرآن؟
أليست هذه النتيجة وأمثالها دليلا على وجود الإعجاز العددي في القرآن؟ وإن إنكار البعض له ومحاربته بحجج واهية هو حرمان للمسلمين من فوائد كثيرة تترتب على هذا الإعجاز؟ وصد للباحثين عن المضي في أبحاث الإعجاز العددي وتطويرها؟
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[12 Oct 2009, 11:21 ص]ـ
أليست هذه النتيجة وأمثالها دليلا على وجود الإعجاز العددي في القرآن؟ وإن إنكار البعض له ومحاربته بحجج واهية هو حرمان للمسلمين من فوائد كثيرة تترتب على هذا الإعجاز؟ وصد للباحثين عن المضي في أبحاث الإعجاز العددي وتطويرها؟
شيخنا الكريم
وهل الاستشكالُ بالخلاف المجمع على صحته وتكفير منكره (القراءات) يعد حجة واهية.؟
هل الاستشكالُ على العادِّينَ بمُسلَّمات علوم القرآن من رسمٍ وضبطٍ يعدُّ حجةً واهية.؟
هل الخلافُ القائم من لدن عصر نزول القرآن وكتابته بين الصحابة وتابعيهم إلى اليوم في بعض مباحث القرآن التي لا ولن يقوم لها الإعجاز الحسابي (إلا أن يشاء ربُّنا) يعد حججا واهية.؟
إن هذا لشيئُ عجاب.!
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[12 Oct 2009, 12:25 م]ـ
الأخ الكريم
فما تفسيرك لظاهرة اللفظ (فردا)؟ علما أنني ما ذكرت إلا ما هو موجود في المصحف (مصحف المدينة النبوية). والأمر لا يتوقف عند هذا اللفظ فهناك ما هو اكبر ..
لا قيمة لأي اعتراض إلا أن يُكتشف خطأ لدي في العدّ وأنا أحرص الناس على أن لا يقع ذلك مني.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[12 Oct 2009, 02:02 م]ـ
لا قيمة لأي اعتراض إلا أن يُكتشف خطأ لدي في العدّ وأنا أحرص الناس على أن لا يقع ذلك مني.
واصل طريقك يا أستاذ جلغوم وسوف يوفقك الله تعالى ان آجلا أو عاجلا بمشيئته وأمره
فما زلت أشعر أنه لا يزال فى جعبتك النفيس الثمين الذى لم تخرجه لنا بعد
فهل يصدق حدسى؟ هذا ما أرجوه، كما أرجو لك الخير والسداد والتوفيق
وكما نصحك أحد الأخوة فى موضوع آخر قائلا:
استمر فى سيرك ولا تلتفت وراءك
وبمثل قوله أنصحكم، وفقك الله ورعاك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[12 Oct 2009, 02:13 م]ـ
[ QUOTE= محمود الشنقيطي;88755] هل الخلافُ القائم من لدن عصر نزول القرآن وكتابته بين الصحابة وتابعيهم إلى اليوم في بعض مباحث القرآن التي لا ولن يقوم لها الإعجاز الحسابي (إلا أن يشاء ربُّنا) يعد حججا واهية.؟ [ QUOTE]
أخى الكريم
اننى أتفهم تماما وجهة نظركم
ولكن أخى لا تقطع بشىء على هذا النحو
فما يدريك؟ لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا
وحسنا أنك استدركت بقولك: الا أن يشاء ربنا
وفقكم الله وسدد خطاكم
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[12 Oct 2009, 05:43 م]ـ
مجهود طيب وفقك الله
عددت كلمات سورة الجن فكانت 287 حسب عدي .. فأتمنى أن تعدها أخي مرة أخرى أو أحد من الإخوة ...
إشكالي أخي لا يوجد ضابط للمعتبر في ربط العلاقات الرياضية فمرة تعتبر الكلمات ومرة ترتيب السور ومرة مجموع الآيات ومرة عدد آيات السورة , فبهذه الطريقة غير المنضبطة يمكن إحداث ترابط بين علاقات رياضية كثيرة حسب قدرة الباحث ...
حديثي هذا لا يقلل من جهدكم بورك فيكم
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[12 Oct 2009, 06:18 م]ـ
بغض النظر عن القراءات يا شيخنا عبد الله جلغوم فإنَّ حساباتك لعدد كلمات الأنبياء - مثلاً - يشكلُ عليها الخلافُ القائمُ بين المصاحف في القطع والوصل لكلمة (ألاَّ) أو كلمتي (أَن لاَّ) في قوله سبحانه (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لاَّ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) وبهذا الخلاف البسيط في هذه الكلمة ستتهاوى كثيرٌ من مباحث العدد القائمة على حساب كلمات القرآن , ونظائرها في القراءات لا تنتهي.!
فهل سنتخذُ من مثل هذه الحسابات طريقةً جديدةً عصريةً لاختزال الخلاف أو للترجيح في مذاهب الرسم ونعد خلاف الكتَبَة والعلماء الممتدَّ لقرون حُجَجاً واهيةً أيضاً.؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[12 Oct 2009, 07:42 م]ـ
بغض النظر عن القراءات يا شيخنا عبد الله جلغوم فإنَّ حساباتك لعدد كلمات الأنبياء - مثلاً - يشكلُ عليها الخلافُ القائمُ بين المصاحف في القطع والوصل لكلمة (ألاَّ) أو كلمتي (أَن لاَّ) في قوله سبحانه (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لاَّ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ).؟
لدي نسخة من المصحف برواية الإمام ورش، وقد نظرت الآية فوجدتها 23 كلمة وهي كذلك في مصحف المدينة النبوية.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[12 Oct 2009, 07:52 م]ـ
مجهود طيب وفقك الله
عددت كلمات سورة الجن فكانت 287 حسب عدي .. فأتمنى أن تعدها أخي مرة أخرى أو أحد من الإخوة ...
إشكالي أخي لا يوجد ضابط للمعتبر في ربط العلاقات الرياضية فمرة تعتبر الكلمات ومرة ترتيب السور ومرة مجموع الآيات ومرة عدد آيات السورة , فبهذه الطريقة غير المنضبطة يمكن إحداث ترابط بين علاقات رياضية كثيرة حسب قدرة الباحث ...
حديثي هذا لا يقلل من جهدكم بورك فيكم
السورة أخي الكريم هي: ترتيب - آيات - كلمات - حروف. وهذه هي مادة البحث.
فاما العلاقة الرياضية في القرآن فهي علاقة متصلة، تربط بين هذه الأمور كلها.
ومع ذلك ففي وسعنا ان نكتفي بترتيب السورة وعدد آياتها وما يترتب على ذلك من علاقات.
فأما قولك:
عددت كلمات سورة الجن فكانت 287 حسب عدي .. فهذا خطأ
واليك الآيات وعدد كلماتها:
1 - 13
2 - 9
3 - 9
4 - 7
5 - 10
6 - 11
7 - 9
8 - 8
9 - 13
10 - 13
11 - 9
12 - 11
13 - 14
14 - 10
15 - 5
16 - 7
17 - 10
18 - 8
19 - 10
20 - 8
21 - 8
22 - 12
23 - 16
24 - 11
25 - 11
26 - 7
27 - 13
28 - 13
المجموع 285.
نرجو أن تخبرنا أين أخطأتَ في العد مع فائق احترامي
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[12 Oct 2009, 07:58 م]ـ
واصل طريقك يا أستاذ جلغوم وسوف يوفقك الله تعالى ان آجلا أو عاجلا بمشيئته وأمره
فما زلت أشعر أنه لا يزال فى جعبتك النفيس الثمين الذى لم تخرجه لنا بعد
فهل يصدق حدسى؟ هذا ما أرجوه، كما أرجو لك الخير والسداد والتوفيق
وكما نصحك أحد الأخوة فى موضوع آخر قائلا:
استمر فى سيرك ولا تلتفت وراءك
وبمثل قوله أنصحكم، وفقك الله ورعاك
لا أملك إلا أن أتقدم إليك بخالص الود والتقدير والاحترام.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[12 Oct 2009, 08:17 م]ـ
لدي نسخة من المصحف برواية الإمام ورش، وقد نظرت الآية فوجدتها 23 كلمة وهي كذلك في مصحف المدينة النبوية.
ليس هذا هو سؤالي لك.
السؤال:
العلماءُ وكتبةُ المصاحف مختلفون في الكلمة أو الكلمتين اللتين جئتك بهما قطعاً ووصلاً وعلى أحد المذهبين يسقط ظننا بأن إعجازاً في ترتيب الكلمة , فهل سنُنصب الإعجاز العددي حكما بين العلماء في خلافهم , أم نتغافلُ عن هذا الخلاف الممتد لقرونٍ ونزعمهُ حججا واهية , أم نتأنَّى ونتعاون مع المتخصصين ونحاول أن لا نخرجَ للناسِ ببحثٍ غير سالمٍ من القوادح ثم نزعمهُ إعجازاً.؟
القسمةُ العقليةُ لا تتيحُ غير أحد هذه الخيارات الثلاث.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[12 Oct 2009, 08:32 م]ـ
السورة أخي الكريم هي: ترتيب - آيات - كلمات - حروف. وهذه هي مادة البحث.
فاما العلاقة الرياضية في القرآن فهي علاقة متصلة، تربط بين هذه الأمور كلها.
ومع ذلك ففي وسعنا ان نكتفي بترتيب السورة وعدد آياتها وما يترتب على ذلك من علاقات.
فأما قولك:
عددت كلمات سورة الجن فكانت 287 حسب عدي .. فهذا خطأ
واليك الآيات وعدد كلماتها:
16 - 7
هذا أيضاً محل خلافٍ والمشهور عند أهل المغرب أن هذه الآية السادسة عشرة من سورة الجن (وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا) تُفصلُ فيها (أن) عن (لو) وحينها يزيد عدد الكلمات إلى ثمانية بمعنى أنهُ: لا إعجاز.!
بينما يكتبها غيرهم (وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا) بفصلهما عن بعضهما.
وهذا الباب وحدهُ (المقطوع والموصول) يكفي للاستشكال على عمليات الحساب التي يُراد لها ومنها - قسراً- أن تكون إعجازاً.
فكيف لو أضيف لهُ علمُ عدِّ الآي , وخلافُ القراءِ الفرشيُّ المتواترُ .. ؟
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[12 Oct 2009, 09:27 م]ـ
الأخ الكريم الشنقيطي،
1.هل الخلاف في الوصل والقطع يتعلق بالقراءات المتواترة أم أنه خلاف في الرسم فقط؟
2. إذا كتبت (أن لو) هكذا (ألو) فهل نقف في القراءة على أن أم على ألو؟
3. إذا كان الأمر يتعلق بالقراءة وكله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأين الإشكال في اعتماد ما هو متوانر عن الرسول عليه السلام؟!
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[13 Oct 2009, 02:42 ص]ـ
ومن العجيب أن حرف الدال (فردا)
ورد في سورة مريم 98 مرة ..
وورد في سورة الأنبياء 97 مرة ..
يعني الفرق 1 أي فردا.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[13 Oct 2009, 05:38 ص]ـ
الأخ الكريم الشنقيطي،
1.هل الخلاف في الوصل والقطع يتعلق بالقراءات المتواترة أم أنه خلاف في الرسم فقط؟
2. إذا كتبت (أن لو) هكذا (ألو) فهل نقف في القراءة على أن أم على ألو؟
3. إذا كان الأمر يتعلق بالقراءة وكله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأين الإشكال في اعتماد ما هو متوانر عن الرسول عليه السلام؟!
الأخ الفاضل أبا عمرو
الخلافُ في القطع والوصل متعلقٌ بالرَّسم لا بالقراءات.
الوقفُ على (ألَّو) أو (أن لو) لا ينبغي إلا في حالي الاختبار أو الاضطرار , وهو يكونُ بموافقة المرسوم إن موصولاً فعلى الواو (ألَّو) وإن مقطوعاً فعلى النون من (أن لو).
الإشكال ليس في اعتماد ما هو متواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولكن الإشكال في أنَّ هذه العمليات الحسابية المُسمَّاة (إعجازاً) تظهرُ لنا في بعض الأوجه وتغيبُ في أخرى , وهذا ما لم يُعرف في تاريخ إعجاز القرآن.
فمن إعجاز القرآن أن تتعدد الأوجهُ والرواياتُ ويبقى هو حاضراً مع كل وجهٍ وروايةٍ ثبت بها القرآنُ.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[13 Oct 2009, 07:34 ص]ـ
ومن العجيب أيضا في سورتي مريم والأنبياء:
عدد كلمات سورة مريم 961.
عدد كلمات سورة الأنبياء 1169.
أليس في هذه الأرقام ما يلفت الانتباه؟
961: وعكسها الأرقام 169. وماذا يبقى؟ 1 .. وقيمته هنا 1000.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[13 Oct 2009, 07:40 ص]ـ
مجهود طيب وفقك الله
عددت كلمات سورة الجن فكانت 287 حسب عدي .. فأتمنى أن تعدها أخي مرة أخرى أو أحد من الإخوة ...
لم تخبرنا أخي الكريم، هل تأكدت من العدّ. هل وجدته 285؟
ـ[خسرو النورسي]ــــــــ[18 Nov 2010, 03:06 ص]ـ
إشكالي أخي لا يوجد ضابط للمعتبر في ربط العلاقات الرياضية فمرة تعتبر الكلمات ومرة ترتيب السور ومرة مجموع الآيات ومرة عدد آيات السورة , فبهذه الطريقة غير المنضبطة يمكن إحداث ترابط بين علاقات رياضية كثيرة حسب قدرة الباحث ...
إذا اقتدر باحث ما على استنباط كل تلك العلاقات متفرّقة: مرّةً هذه و مرّة تلك! و جاءت الحصيلة العامّة لها مضطردة حيثما اكتشفه الباحث .. فلا يقال لهذا طريقة غير منضبطة , بل طريقة تتحرّى التوافق حيثما حدث و ليس بالضرورة حدوثه على نسق واحد في كل حين! و المعوّل على موثوقيّة ما يُقدّم لا اضطراديّة ما بقي , ف " المثبت مقدم على النافي "!(/)
وجوه الإعجاز في قوله تعالى:"كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِى السَّمَآءِ"
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Oct 2009, 09:33 م]ـ
يقول الدكتور: عبد الجواد الصاوي عضو هيئة الإعجاز العلمي:
وجه الإعجاز في الآية:
أشارت الآية الكريمة إلى عدة حقائق علمية تجلت في هذا الزمان يمكن تلخيصها فيما يلي:
1 ـ صعود الإنسان في السماء:
في قوله تعالى: (كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِى السَّمَآءِ) إشارة واضحة إلى إمكانية صعود الإنسان إلى السماء حيث شبه المولى ـ عز وجل ـ حال ضيق صدر الكافر عن قبول الإيمان بحال الذي يتصعد في السماء، وذكر وجه الشبه وهو الصفة المشتركة بينهما (ضَيِّقًا حَرَجًا) وجاء بأداة التشبيه (كَأَنَّ) ليقع بعدها المشبه به في صورة حسية واضحة، وقد ثبتت بيقين هذه الصورة الحسية الناصعة في هذا الزمان، حيث صعد الإنسان إلى طبقات الجو العليا بتسلقه للجبال الشاهقة (حيث تبلغ قمة جبال الهملايا حوالي 30 ألف قدم) وبصعوده إلى أعلى في أجواء الفضاء عبر البالونات وفي الطائرات الشراعية والنفاثة وعبر الصواريخ العملاقة، وقد سجلت بدقة متناهية التغيرات الفسيولوجية لجميع أعضاء وأجهزة الجسم عبر طبقات الجو المختلفة وأثر الصعود على الجهاز التنفسي والدوري - أي ما يحدث في صدر الإنسان من ضيق متدرج يصل عند ارتفاع معين إلى أشد أنواع الضيق، فالتشبيه بعد تحقق المشبه به في الواقع أصبح ظاهرًا وواضحًا أشد الوضوح، فهو تشبيه مُرسَل مفصَّل ذُكِرَت فيه أداة التشبيه ووجه الشبه، وهو تشبيه تمثيلي حيث وجه الشبه مُنتَزَع من أشياء متعددة مركبة من الضيق المتدرج
يليها مرحلة الانغلاق وهي أضيق الضيق، والآثار المترتبة من ذلك على أجهزة الجسم، وبما أن القرآن الكريم يستمد تشبيهاته من عناصر الكون ومشاهده من أجل تحقيق غايته في تثبيت ما يهدف إليه من ربط الشعور بالحس، وحيث إن حالة المشبه هي من الأمور المعنوية التي تثبت في الذهن بتثبيتها بصورة محسوسة، وحيث إن التشبيه لا تكمل أركانه ولا يكون وجه الشبه في المشبه به أقوى منه في المشبه إلا بحمل النص على ظاهره من قصد التصعد في السماء على الحقيقة، وحيث إن ألفاظ كل المشاهد في القرآن الكريم تتميز بدقة اختيارها ومطابقتها للمعنى، فالألفاظ في هذا المشهد أيضًا تجمع بين دقة الدلالة ووضوح العبارة، وحيث إنه لا توجد قرينة في النص تصرف دلالة اللفظ الظاهر عن معناه ـ فبذلك يثبت أن في الآية الكريمة دلالة واضحة على إمكانية صعود الإنسان إلى أجواء الفضاء .. وتعتبر هذه الإشارة إخبارًا عن حقيقة وقعت ونبوءة تحققت في هذا الزمان.
2 ـ ضيق الصدر المتدرج:
والمتمثل في صعوبة التنفس واضطراب القلب والدورة الدموية الذي يعاني منه المتصعد في السماء والذي تزداد نسبته مع درجات الارتفاع.
وبما أن الجهاز الدوري يشارك الجهاز التنفسي مشاركة فعالة وأساسية في تبادل الغازات خارج وداخل الجسم وأن مكونات هذا الجهاز الرئيسة موجودة داخل منطقة الصدر ـ لذلك كان التعبير القرآني شاملاً حينما حدد مكان الضيق الذي يعاني منه الإنسان في الارتفاعات العالية بأنه في عموم الصدر وليس في أعضاء التنفس فقط.
ويفهم من عبارة النص الكريم (ضَيِّقًا حَرَجًا) بأن هذا الضيق ضيق متدرج ويستمر في الزيادة حتى يصل إلى الذروة في الضيق وهذا ما قرره علماء اللغة والتفسير حيث فسروا (ضَيِّقًا حَرَجًا) على أنه ضيق بعد ضيق، والحرج على أنه أضيق الضيق أو أشده، يقول القرطبي: (فكأنه ضيق بعد ضيق)، وهذا ما يتطابق علميًّا مع ما يشعر به الصاعد في أجواء السماء من ضيق متدرج في التنفس يزداد كلما زاد الارتفاع إلى أعلى حيث تقل كثافة الهواء في طبقات الجو المختلفة فيقل تبعا لها الضغط الجوي للغازات المكونة للهواء وأهمها الأكسجين فتزداد سرعة دورات التنفس حتى تصل إلى اللهثان مع ازدياد في عدد نبضات القلب فيشعرالإنسان بهذا الضيق بدءًا من ارتفاع ثلاثة آلاف قدم فوق مستوى سطح البحر، ثم يتنامى الضيق بالتدريج في صدره كلما ازداد الصعود حيث يقل الضغط الجزيئي للأكسجين في الحويصلات الهوائية وتقل تبعا له درجة تركيز الأكسجين في الدم وبالتالي حرمان جميع أنسجة الجسم من الأكسجين اللازم لها، وبعد ارتفاع 12 ألف قدم فوق مستوى سطح البحر تبدأ أعراض نقص الأكسجين متمثلة في الشعور
(يُتْبَعُ)
(/)
بفتور ودوار وتعب ذهني وعضلي إلى أن تصل إلى حد التقلصات والتشنجات في جميع عضلات الجسم ومنها العضلات بين الضلوع وعضلة الحجاب الحاجز وعضلات الرقبة والكتفين والبطن المتعلقة باتساع القفص الصدري أثناء الشهيق حينما تتقلص تقلصًا دوريًّا طبيعيًّا فيأخذ الضيق في الازدياد بحدوث التعب العضلي لعضلات التنفس مع الدوار والتعب الذهني، ويزداد القفص الصدري ضيقًا بحدوث التقلصات والتشنجات غير المنتظمة في عضلات التنفس حيث يضطرب اتساع التجويف الصدري أثناء الشهيق كما تضطرب عملية الزفير فوق 18 ألف قدم فيشعر الإنسان بضيق شديد ينتهي به فوق 23 ألف قدم إلى غيبوبة ـ إن كان شخصًا غير متأقلم ـ وقد ثبت أنه يمكن للأشخاص الذين يركبون الطائرات الشراعية غير المجهزة بالضغط الملائم من الداخل أن يطيروا لارتفاع 23 ألف قدم ويكونوا في حالة وعي إلى أن يهبط تركيز الأوكسجين في الدم من 40 إلى 50% عن معدله عند مستوى سطح البحر ـ فيفقدوا الوعي.
كما قد يصاب بعض الأشخاص بوذمة رئوية حادة كنتيجة لتسرب وانتقال السوائل من شعيرات الأوعية الدموية ذات الضغط المرتفع عنها في أنسجة الرئتين والتي يؤدي تجمعها إلى انكماش أنسجة الرئتين تمامًا ويدخل الإنسان إلى الضيق الحرج والذي تنغلق فيه مجاري التنفس انغلاقًا لا ينفذ منه شيء على الإطلاق.
وأهم التأثيرات لحرمان الجسم من الأكسجين في الارتفاعات العالية هو نقص الوظائف العقلية متمثلة في نقص الحكم على الأشياء، فيقل التمييز بين الصواب والخطأ وتنقص الذاكرة والتي هي مخزن المعلومات لديه، ثم يؤدي النقص الشديد في الأكسجين إلى اكتئاب عقلي وتزداد هذه الأعراض بالبقاء في الأجواء العليا وقتًا أطول، فتأمل هذه التأثيرات التي يعاني منها الصاعد في السماء والكافر الذي انغلق قلبه عن قبول الإيمان لتدرك دقة الصورة التمثيلية في هذا التشبيه الرائع. ثم يؤدي النقص الشديد في الأكسجين بزيادة الارتفاع إلى الطبقات الأعلى إلى نقص شديد في كفاءة العضلات الإرادية واللاإرادية في الجسم كله مما يسبب نقصًا كبيرًا في كمية الدم المتدفق إلى الأوعية الدموية نظرًا لضعف عضلة القلب مع السرعة الهائلة في النبض، كما أن عضلات التنفس تتوقف عنها الإشارات العصبية الواردة إليها من مركز التنفس نتيجة لتثبيطه من جراء النقص الشديد في الضغط الجزيئي لثاني أكسيد الكربون في الدم نظرا لدفقه بكميات هائلة أثناء تهوية الحويصلات (اللهثان) وزيادة حمضية سوائل الجسم، وهذا التثبيط يمنع تنشيط المستقبلات الحساسة في جدر الأورطى والشريان السباتي لمركز التنفس؛ وبالتالي يكف عن إرسال إشاراته العصبية لتنشيط تقلص عضلات التنفس فلا يتسع القفص الصدري ولا تتمدد الرئتان أثناء الشهيق ولا يقل الضغط في مجاري التنفس عنه في الخارج فلا يدخل الهواء محملاً بالأكسجين فيصاب الإنسان بضيق شديد بالغ، وهذا كله مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتبادل الغازي للأكسجين وثاني أكسيد الكربون بين خلايا الأنسجة وبين الأوعية الدموية الدقيقة وهو ما يسمى بالتنفس الداخلي والذي يؤثر بدوره عبر نظم كيميائية وعصبية عديدة ومعقدة ـ على ما يحتويه الصدر من أعضاء الجهاز التنفسي الخارجي وأعضاء الجهاز الدوري الدموي فيسبب الضيق الصدري والذي تتناسب شدته مع درجة الحرمان من الأكسجين.
3 ـ الحرج (منطقة الانغلاق):
كلما ازداد الارتفاع أصيب الإنسان بأعراض نقص الأكسجين نظرًا لتناقص كثافة كتلة الغازات كلما صعدنا إلى أعلى ويختلف تأثير الارتفاع المفاجئ والحاد عن الارتفاع البطيء والمتدرج على أجهزة الجسم، ويفهم من عبارة النص الكريم (كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ) أن المراد هو الارتفاع المتدرج البطيء يؤيده قول القرطبي أن يصعَّد من الصعود وهو الطلوع وأن يتصاعد فيه معنى شيء بعد شيء وذلك أثقل على فاعله، ويتصعد يتكلف ما لا يطيق شيئًا بعد شيء كقولك: يتجرع ويتفوق، فيمكن القول بأن معنى يصعد أو يصّاعد أنه يفعل صعودًا بعد صعود وهو أثقل عليه وأشد، وذلك لأن الصعود البطيء إلى أعلى درجة بعد درجة يتيح للإنسان الشعور بدرجات شدة الضيق عند كل درجة ثم لا يلبث أن تخف حدته بالمكث فترة من الزمن ثم يزداد الضيق بالارتفاع إلى درجة أعلى وهكذا إلى أن يصل لمرحلة ذروة الضيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن وظائف أعضاء الجسم يمكن أن تتأقلم على نقص الأكسجين خلال الارتفاع البطيء لمسافة عشرة آلاف قدم فوق سطح البحر، وتخف حدة الشعور بالضيقتدريجيًّا عند كل البشر بالمكث في الأماكن المرتفعة خلال هذه المسافة، أما الصعود إلى أعلى من ذلك درجة بعد درجة فيتجرع الإنسان خلاله درجات شدة الضيق، ويختلف الإنسان العادي عن الإنسان المتأقلم في مستوى الارتفاع الذي يحقق نفس درجة الضيق ويصل كل منهما إلى أقصى وأشد درجات الضيق والذي لا يكون بعدها إلا الموت المحقق عند مستوى معين من الارتفاع والذي يمكن أن نسميه (وفق المصطلح القرآني): المستوى (الحرج) والذي يمكن تعريفه علميًّا بأنه:
المستوى الذي يقل فيه الضغط الجزيئي للأكسجين في الحويصلات الهوائية إلى المستوى الذي لا يسمح فيه بانتقال الأكسجين من الحويصلات الهوائية إلى الدم، وبعد هذا المستوى يصل الضيق إلى نهايته وذروته، ويختلف هذا المستوى الحرج من الشخص غير المتأقلم والذي يعيش عند مستوى سطح البحر عن الشخص المتأقلم والذي يعيش في مستوى مرتفع عن سطح البحر، وقد سجلت المراجع الطبية هذا المستوى للشخص غير المتأقلم فوق 20 ألف قدم بينما سجلته فوق ارتفاع 29 ألف قدم للشخص المتأقلم، فإذا صعد الإنسان فوق هذا المستوى من الارتفاع ازداد عنده شدة ضيق التنفس وكربة الصدر نتيجة لتوقف سريان الأكسجين إلى الدم وانغلاق تام إلى أن يصاب بصدمة عصبية وغيبوبة تنتهي به إلى الموت المحقق، وهذا الضيق هو ضيق حقيقي متدرج للقفص الصدري إلى أن يتوقف اتساعه أثناء الشهيق بعدم تقلص عضلات الحجاب الحاجز والعضلات بين الضلوع، وعندما لا تتمدد الرئتان أثناء الشهيق، وعندما تضيق مجاري الهواء في الرئتين تتقلص العضلات الإرادية المحيطة بهذه القصبات، أو عندما تحدث الوذمة الرئوية الحادة والتي تؤدي إلى انكماش الرئتين وانسداد مجاري التنفس تمامًا وإنهاء عمل الرئتين بالضغط عليها من الخارج، وعندما يرتفع الضغط داخل الجانب الأيمن في القلب وداخل الأوعية الرئوية ليدفع الدم بقوة إلى نظام شبكة الشعيرات الدموية الرئوية الكبيرة المتمددة. وهذا الضيق الحقيقي يتوافق ومعاني الضيق والحرج الذي ذكره المفسرون؛ فهو ضيق بعد ضيق إلى أن يبلغ أشد درجاته، وهو أيضا لا ينفذ منه شيء كالحرجة وهي الشجرة التي التفت بها الأشجار التفافا شديدا، أو هي الموضع الذي التف شجره فلا يصل إليه شيء من شدة التفافه.
كما أنه يصاحب هذا الضيق معاناة ومشقة بالغة وآلام عند التنفس، وهذا ما يتوافق والمعنى اللغوي للصعود، والذي يفيد -علاوة على معنى الذهاب إلى أعلى - معنى المشقة والألم المصاحب للتنفس.
إن ورود هذه الحقائق العلمية المتمثلة في إمكانية الصعود في السماء، والضيق المتدرج الذي يعاني منه الصاعد فيها، والمستوى الحرج الذي يصل فيه الضيق إلى ذروته، والتي ذكرت في هذا المشهد القرآني البليغ لهي إعجاز علمي واضح؛ إذ ما كان أحد في زمن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يمكن أن يتخيلها فضلاً عن أن يكتشفها.
إن هذه الحقائق لم تكن معلومة على وجه القطع في زمن الوحي ولا حتى بعده بقرون، ولم تعرف هذه الحقائق وتكتشف إلا خلال القرون الثلاثة الأخيرة، وكانت البداية حينما اكتشف العالم (بليز باسكال) عام 1648م أن ضغط الهواء يقل كلما ارتفعنا عن مستوى سطح الأرض، وقد تجلت هذه الحقائق في القرن العشرين حينما ارتبطت أبحاث وظائف أعضاء الجسم بصعود الإنسان في طبقات الجو العليا عبر تسلق الجبال الشاهقة وركوب الطائرات الشراعية والعمودية والنفاثة وتقدم وسائل البحث والرصد، وكان (بول بيرت) هو أول طبيب يقوم بدراسات موسعة عن طب الطيران وتأثير انخفاض الضغط الجوي على وظائف أعضاء الجسم وقد نشر عام 1887م كتابًا أسماه (الضغط الجوي).
فمن أخبر محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ بهذه الحقائق منذ ما يزيد على أربعة عشر قرنًا؟ إنه وحي الله الذي خلق الكون والإنسان ويعلم سنن الخلق. إن تجلي هذه الحقائق في هذا الزمان لهي من وعد الله لنا بإظهار أنباء القرآن الكريم في الزمن المستقبل قال تعالى: (إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرٌ ِلّلْعَالَمِينَ وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ) سورة ص.
رابط الموضوع على موقع الهيئة:
http://www.nooran.org/ShowArticle.aspx?ArtID=109
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[12 Oct 2009, 04:03 ص]ـ
يقول الدكتور: عبد الجواد الصاوي عضو هيئة الإعجاز العلمي:
فالتشبيه بعد تحقق المشبه به في الواقع أصبح ظاهرًا وواضحًا أشد الوضوح، فهو تشبيه مُرسَل مفصَّل ذُكِرَت فيه أداة التشبيه ووجه الشبه، وهو تشبيه تمثيلي حيث وجه الشبه مُنتَزَع من أشياء متعددة مركبة من الضيق المتدرج يليها مرحلة الانغلاق وهي أضيق الضيق، والآثار المترتبة من ذلك على أجهزة الجسم، وبما أن القرآن الكريم يستمد تشبيهاته من عناصر الكون ومشاهده من أجل تحقيق غايته في تثبيت ما يهدف إليه من ربط الشعور بالحس، وحيث إن حالة المشبه هي من الأمور المعنوية التي تثبت في الذهن بتثبيتها بصورة محسوسة، وحيث إن التشبيه لا تكمل أركانه ولا يكون وجه الشبه في المشبه به أقوى منه في المشبه إلا بحمل النص على ظاهره من قصد التصعد في السماء على الحقيقة، وحيث إن ألفاظ كل المشاهد في القرآن الكريم تتميز بدقة اختيارها ومطابقتها للمعنى، فالألفاظ في هذا المشهد أيضًا تجمع بين دقة الدلالة ووضوح العبارة، وحيث إنه لا توجد قرينة في النص تصرف دلالة اللفظ الظاهر عن معناه ـ فبذلك يثبت أن في الآية الكريمة دلالة واضحة على إمكانية صعود الإنسان إلى أجواء الفضاء .. وتعتبر هذه الإشارة إخبارًا عن حقيقة وقعت ونبوءة تحققت في هذا الزمان.
رابط الموضوع على موقع الهيئة:
http://www.nooran.org/ShowArticle.aspx?ArtID=109
سلمت يداك يا أستاذ حجازى على هذا النقل الممتاز
وهذا هو كلام العلماء حقا
بارك الله فيك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Oct 2009, 08:22 ص]ـ
سلمت يداك يا أستاذ حجازى على هذا النقل الممتاز
وهذا هو كلام العلماء حقا
بارك الله فيك
وفيك بارك و وفق الجميع لفهم كتابه والعمل به(/)
المادة المسجلة لمحاضرة (المنهجية العلمية لدراسة التفسير) للدكتور مساعد الطيار
ـ[عبدالله القرشي]ــــــــ[11 Oct 2009, 11:20 م]ـ
يسر ديوانية الدراسات القرآنية بمحافظة الطائف أن تهدي الإخوة الكرام نسخة مسجلة لمحاضرة فضيلة الدكتور / مساعد الطيار حفظه الله والتي كانت بعنوان (المنهجية العلمية لدراسة التفسير) والتي ألقاها بالديوانية بتاريخ 10/ 17/ 1430
الرابط: http://www.4shared.com/dir/21499525/cb3a2753/sharing.html
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[12 Oct 2009, 12:31 ص]ـ
جزاك الله خيراً
لكن شيخي الكريم الملف حجمه كبير جداً ...
سأقوم بتحميله ومحاولة ضغطه إن شاء الله تعالى
ـ[عبدالله القرشي]ــــــــ[12 Oct 2009, 09:20 ص]ـ
ملاحظة مهمة أشكرك عليها أخي محمود بارك الله فيك
وقد تم إرفاق ملف مضغوط على نفس الرابط
http://www.4shared.com/dir/21499525/cb3a2753/sharing.html
ـ[بلال]ــــــــ[15 Oct 2009, 01:43 ص]ـ
أرجوا إعادة رفع المادة لأني حملتها ولم تعمل ... وشكرا
ـ[أبو مالك العقرباوي]ــــــــ[15 Oct 2009, 01:56 م]ـ
المادة لا تعمل
ـ[عبدالله القرشي]ــــــــ[15 Oct 2009, 02:56 م]ـ
المادة مضغوطة تحتاج بعد التحميل فك الضغط عن طريق برنامج وينزب
ـ[بلال]ــــــــ[16 Oct 2009, 06:21 م]ـ
حاولت مراراً ولم يظهر لي الملف مضغوط مع أن برنامج الضغط لدي , أرجوا ممن حمل المادة رفعها على موقع رفع آخر ....
ـ[عبدالله القرشي]ــــــــ[16 Oct 2009, 07:48 م]ـ
تم إضافة ملف غير مضغوط وهو كبير حجمه فلعله يفتح معك إن شاء الله تعالى
الرابط: http://www.4shared.com/dir/21499525/cb3a2753/sharing.html
ـ[بلال]ــــــــ[16 Oct 2009, 11:31 م]ـ
جزاك الله خيراً , الخلل كان من استخدامي لبرنامج الضغط وليس من موقع التحميل!
بوركت الجهود في خدمة كتاب الله ...(/)
التفسير العقدي لجزء عم (سورة الانفطار)
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[11 Oct 2009, 11:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
التفسير العقدي لجزء عم
سورة الانفطار
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
(إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (1) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ (2) وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5) يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8) كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12) إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (14) يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ (15) وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ (16) وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (18) يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (19)) سورة الانفطار تشابه سورتي التكوير قبلها، وسورة الانشقاق بعدها, وقد ورد فيها حديث: (من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأي العين فليقرأ إذا الشمس كورت، وإذا السماء انشقت، وإذا السماء انفطرت) رواه الترمذي، وأحمد، وصححه الألباني.
ومن مقاصد هذه السورة:
المقصد الأول: الإيمان باليوم الآخر، وبيان أهوال القيامة.
المقصد الثاني: بيان ربوبية الله، وعظيم منته على الإنسان.
المقصد الثالث: الرد على منكري البعث.
المقصد الرابع: إثبات الحساب والجزاء.
المقصد الخامس: الإيمان بالملائكة.
المقصد السادس: الإيمان بالجنة والنار.
(إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ): (إذا) شرطية, ومعنى (انْفَطَرَتْ) أي انشقت، وتصدعت, كما قال الله عز وجل: (وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ) , (إذا السماء انشقت).
(وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ): (الكواكب) هي النجوم, ومعنى (انتثرت) أي تساقطت، وتفرقت, يعني كأنها تساقطت متفرقة.
(وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ): أي امتلأت، وفاضت، وانفتح بعضها على بعض, بأن يطغى الماء، فيدخل ماء البحر على ماء النهر. وقيل في معنى (فجرت) ما تقدم من المعاني في سورة التكوير؛ أنها بمعنى (سجرت) أي تسجر، وتشتعل، فيكون هذا بمنزلة التفجير. ويقول بعض المعاصرين، إنه يمكن أن يكون هذا التفجير يرجع إلى الطبيعة الذرية لمكونات الماء , فالماء عند أهل الفيزياء مكون من ذرتي هيدروجين، وذرة أكسجين، وأنه يقع اختلال في النظام النووي لهذا التكوين، فيقع انفجارات هائلة بسبب ذلك, كانفجار القنابل الذرية.
(وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ): (القبور) هي مدافن الموتى، ومعنى (بعثرت) أي نبشت, وقلبت, وأثيرت, وبعث من فيها.
(عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ): (نفس) يعني كل نفس , (ما قدمت وأخرت) اختلف المفسرون في التقديم والتأخير، مع اتفاقهم على أن ذلك متعلق بالعمل. فذهب بعضهم إلى أن المقصود بقوله (ما قدمت) أي ما قدمت من عمل صالح، وبقوله (وأخرت) أي ما أخرته من عمل صالح بعد موتها، كقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث؛ صدقة جارية، أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) رواه مسلم. يعني ما قدمت من عمل صالح، أو أخرته، وأجرته بعد موتها، كالأوقاف، والوصايا، وما أشبه. وقال بعضهم: (ما قدمت) يعني ما أدت من الواجبات، والفرائض، (وأخرت) ما تركت، وأهملت من الواجبات، والفرائض, وذهب فريق ثالث إلى العموم، وأن المراد ما قدمت من خير أو شر، وأخرت من خير أو شر, وعلى أي حال، فالآية تدل على علم الإنسان يقيناً يوم القيامة بحصيلة عمله من خير أو شر. والعموم أولى بالأخذ، لقول الله تعالى: (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا) , وقوله: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ. وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ). وجواب الشرط: قوله (علمت نفس).
(يُتْبَعُ)
(/)
(يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ): هذا الأسلوب فيه عتاب مؤثر للغاية. (الإنسان) ذكر بعض المفسرين أن لمراد بالإنسان، في القرآن المكي، الإنسان الكافر، لا جنس الإنسان. (ما غرك) "ما" استفهامية، والمعنى: ما الذي زين لك، وسول لك, فهذا استفهام إنكاري، ينكر على هذا الإنسان المنفلت، تركه لعبادة الله عز وجل. (بربك الكريم) هو رب بمعنى خالق , ورازق, ومدبر, وفوق ذلك هو كريم عليه, ولطيف به، فأي شيء يغرك به، ويسول لك ترك عبادته، ويزين لك معصيته؟!
(الذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ): معنى (خلقك) أي أنشأك، وأوجدك من العدم, فقد أوجد أبانا آدم، عليه السلام، من العدم. ومعنى (فسواك): أي من أي عَدّل خلقك, وكملك، فصرت مستقيم القامة , لست كهيئة الحيوانات التي تمشي على أربع, بل أنت معتدل مستقيم. ومعنى (فعدلك): أي جعلك على أحسن هيئة.
(فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ) أي أنه لو شاء ركبك في أي صورة , فلو شاء لجعلك مسخاً, لكنه جعلك في صورة كريمة، وهي هذه الصورة التي خلقك عليها، إما أن تنزع بشبهك إلى أمك، أو إلى أبيك، أو إلى عمك، أو إلى خالك, وهذا من بديع خلق الله, فلا تجد بشرين متطابقين تمام المطابقة, وهذه سعة لا يملكها أحد إلا الله, لكل إنسان صورة مستقلة، متفردة، حتى التوائم المتشابهة، التي تخرج من انفلاق بويضة مخصبة واحدة، لا يمكن أن تتطابق, بل تجد بينهما فروقاً. لكن هذه الصور، منها صور متباينة، ومنها صور متقاربة في الأطوال، والألوان، والسمات, حتى إن بصمة الإنسان لا يشابهها بصمة! من ذا الذي يقدر على هذا أن يوجد من الاحتمالات، من أول مخلوق إلى آخره، ما لا ينطبق على غيره؟ هذا شيء عجيب!
وهذا الخلق الذي أجمل الله ذكره، يستطيع أن يتأمله كل مخاطب وإن كان بسيطاً؛ فالأعرابي في باديته , والأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب، حينما يُسَرِّح طرفه، ويفكر بعقله، يجد عجباً، وينبهر، ويندهش من سعة خلق الله، وبديع صنعه، وتدبيره, حتى أنك تسمع من بعض العوام الذين لا يقرؤون، ولا يكتبون، استنباطات، ومعاني ما تسمعها من بعض العلماء. ثم إن العلم الحديث أتى بالعجائب، فيما يسمى بعلم وظائف الأعضاء، مما يزيد هذه المعاني وضوحاً، ويزيد الإيمان قوة إلى قوته. في بدنك جهاز هضمي، وجهاز دموي، وجهاز عصبي، وجهاز عضلي، وجهاز عظمي، وجهاز تناسلي، وتركيبة نفسية معينة, فهذا الخليط، والمزيج، في بنية واحدة، من ركَّبه؟ من سوَّاه؟ من عدَّله؟ الله سبحانه وتعالى. وتبدو محاولات البشر فيما يسمي بالإنسان الآلي، الذي يحاولون أن يدخلوا فيه بعض حركات الإنسان وتصرفاته, محاولات عبثية، يضاهئون خلق الله وأنى لهم. فهذا آية تطأطئ لها الرقاب، وتخضع لها الأعناق. ووقع هذه الآيات على النفس وقع قوي, فمن كان به خير، وأراد الله به خيراً، فإنها تهزه من الأعماق؛ لأنها تذكره بأصل نشأته، وتمرحله، وتطوره منذ أن كان جنيناً، إلى أن خرج طفلاً رضيعاً، إلى أن شب، واستوى، واستقام. هذه المؤثرات هي التي تنصع الإيمان في القلب. ولهذا ينبغي للدعاة إلى الله عز وجل، أن يتذرعوا بها، وأن يحركوا بها كوامن النفوس، وأوتار القلوب.
(كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ): (كلا) كلمة ردع، وزجر. ومعناها: ليس الأمر كما تظنون , ومعنى (بل): أي لكن, (تكذبون بالدين) يعني: ألا يعظكم، ألا يزجركم إقراركم بربوبية الله، فيحملكم على عبادته؟ فالله تعالى يسوق آيات الربوبية، ليبين استحقاقه للعبادة سبحانه وبحمده. ومعنى (الدين) أي الجزاء , من دنته فدان، أي: ذل، وخضع , فالله تعالى هو الذي يدين العباد.
(وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ): هذه الجملة مؤكدة بأنواع المؤكدات "إن","عليكم","لحافظين" , (لحافظين) هم الملائكة. وتأمل في لفظ (عليكم)، لم يقل "عندكم" أو "معكم" بل قال (عليكم) ليفيد التسلط والرقابة, وهو يشعر بالخشية، والرهبة, (لَحَافِظِينَ) إذاً هم حفظة, ومؤتمنون , وضابطون لعملهم، لا يفرط منهم شيء، كما قال في آية أخرى: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) , وقال: (بلى ورسلنا لديهم يكتبون).
(يُتْبَعُ)
(/)
(كِرَامًا كَاتِبِينَ): أي شرفاء، أمناء، حفظة، ضابطين، كاتبين؛ لأن الكتابة توثيق. ولهذا أمر الله تعالى بها فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ).
(يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ): جعل الله ملائكته يحصون على العباد, ويسجلون ما يبدر منهم، من خير أو شر، لأنهم يباشرون ذلك, فإذا أوصد الإنسان الأبواب, وأرخى الستور, وظن أنه قد غاب عن الأعين, فليذكر أن معه كراماً كاتبين. فلو شعرت أنه يطلع عليك فلان، الذي تُجِلُّه، وتقدره، ستخجل، وترعوي، وتستحي من مقارفة هذا الفعل المشين أمامه , فكيف إذا ذكرت أن معك كراماً كاتبين؟ وكيف إذا ذكرت أن الذي يراك رب العالمين؟
(إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ): (الأبرار) جمع بر, والبر هو كثير الخير؛ ولذلك سمي البر براً، لسعته. ومعنى (نعيم) النعيم: هو الجنة، وما فيها من أنواع المتع. وأتى بحرف "في" (لَفِي نَعِيمٍ) , ولم يقل "إن الأبرار لهم نعيم" ليعطي معنى الانغماس والانغمار، كأنهم غمسوا في النعيم غمساً، واصطبغوا به، وغمرهم من كل جانب.
(وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ): (الفجار) جمع فاجر, من الفجر، وهو هتك ستر الدين , فكأنه لما هتك ستر الدين، وتقحم الحرمات، سمي فاجراً. (جحيم): اسم من أسماء النار، والعياذ بالله, ونقول في (في) ما قلنا في قوله (لَفِي نَعِيمٍ) أنهم منغمسون فيها.
(يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ): (يصلونها) أي يصطلون بنارها، ووهجها، وحرها, فتحرقهم، وتشويهم، والعياذ بالله , حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم، أخبر عن قوم من عصاة الموحدين، يدخلون النار (حَتَّى إِذَا كَانُوا فَحْمًا، أُذِنَ بِالشَّفَاعَةِ، فَجِيءَ بِهِمْ ضَبَائِرَ، ضَبَائِرَ، فَبُثُّوا عَلَى أَنْهَارِ الْجَنَّةِ، ثُمَّ قِيلَ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ! أَفِيضُوا عَلَيْهِمْ، فَيَنْبُتُونَ نَبَاتَ الْحِبَّةِ تَكُونُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ) متفق عليه، فكيف بأهل النار الذين هم أهلها؟
(يَوْمَ الدِّينِ) هو أحد أسماء القيامة، لأنه يوم الجزاء والحساب , وتقدم أن ليوم القيامة أسماء عدة، بلغ بها بعض العلماء ثمانين اسماً, وأن أسماء القيامة أعلام، وأوصاف، كما أسماء الله الحسنى, وكما أسماء نبيه صلى الله عليه وسلم , وكما أسماء القرآن.
(وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ): يعني أنهم لا يغيبون عن العذاب طرفة عين, كلما فرغوا من عذاب انتقلوا إلى آخر، عياذاً بالله, وكلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم، أعيدوا فيها، عياذاً بالله. شيء تقشعر له الأبدان، لمجرد ذكره فكيف بمن اصطلى بناره؟ وفي هذه الآية ما يدل على بقاء النار، وأنها لا تفنى, وأن أهلها لا يخرجون منها.
(وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ): هذا الاستفهام، وهذا التكرار، يراد به التفخيم, والتعظيم, والتهويل. (وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ): كأنما يقال: ذلك الإنسان لم يقدر الأمر حق قدره، "أتدري ما يوم الدين؟ أتعرف ما يوم الدين؟ " كما قال: (الْحَاقَّةُ (1) مَا الْحَاقَّةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ).
ثم أجاب الله تعالى على هذا السؤال , وهذا من تفسير القرآن بالقرآن، فقال:
(يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ): ولهذا نظير، كقوله: (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ). أي لا تملك أي نفس، لأي نفس أخرى نفعاً، ولا ضراً, (شيئاً) نكرة في سياق النفي، فتدل على العموم. (وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ) كقوله: (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ).
الفوائد المستنبطة
الفائدة الأولى:بيان أهوال يوم القيامة.
الفائدة الثانية:إثبات البعث من قوله (وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ).
الفائدة الثالثة:إقرار الإنسان بعمله يوم القيامة (عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ).
الفائدة الرابعة:وقوع الكافر في الغرور (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ).
الفائدة الخامسة:أن العبادة هي مقتضى الربوبية.
الفائدة السادسة: بديع صنع الله في الإنسان.
الفائدة السابعة:ذم منكري البعث لقوله: (كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ).
الفائدة الثامنة: الإشارة إلى أحد دلائل البعث، وهو الدينونة، لأنه يحصل بها إحقاق الحق، وإبطال الباطل, والله تعالى قد خلق السموات والأرض بالحق، فليس من الحق أن يموت الظالم على ظلمه، والمظلوم على مظلمته، والمحسن على إحسانه دون ثواب، والمسيء على إساءته دون عقاب, فلهذا كان الجزاء من دلائل البعث.
الفائدة التاسعة:الإيمان بالملائكة الكرام , وهو أصل من أصول الإيمان.
الفائدة العاشرة: خلود النار، ودوام العذاب على أهلها، من قوله (وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ).
الفائدة الحادية عشر: بطلان الشرك، وكل تعلق بغير الله, وهذا يؤخذ من الجملة الأخيرة من قول الله عز وجل: (يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ) , ومن تعلق بغير الله وكل إليه, فكل من تعلق بسبب فإنه ينقطع, إلا ما كان سبباً إلى الله عز وجل؛ من خوف , أو رجاء , أو محبة , أو توكل , أو نحو ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[12 Oct 2009, 06:30 ص]ـ
شكر الله لكم
وأرى أن تجعلوا حلقات التفسير العقدي كلها برابط واحد يتم الإضافة إليه والتعليق عليه، كما فعلت الأخت سمر الأرناؤوط في مشاركتها بلمسات بيانية. بارك الله جهودكم في خدمة كتاب الله.
ـ[زمرد]ــــــــ[12 Oct 2009, 08:30 ص]ـ
عرض جيد ومفيد يا أختنا محبة القرآن، نريد المزيد وكما اقترح الدكتور جعلها برابط ليتيسر الوصول إليها.
جزاك الله خيرا(/)
إرشاد الحيران بآيات القرآن
ـ[يوسف العليوي]ــــــــ[12 Oct 2009, 02:43 م]ـ
أنزل الله عز وجل هذا القرآن العظيم هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، ففرق الله به بين الحق والباطل، ويهدي به من يشاء إلى صراط مستقيم .. وفي ظل التلبيسات والوساوس العريضة التي تحصل من أهل الغواية الضالين ومن المنافقين وإخوان الشياطين؛ يلتبس الأمر على كثير ممن لم يفقه كتاب الله عز وجل ويتيقن منهجه، مع أن آيات القرآن رايات في كشف هذا التلبيس، وهداية الخلق فيه إلى بيان الحق.
وأقترح أن يقدم الإخوة الفضلاء الذين لهم فهم في كتاب الله عز وجل وإدراك للواقع أسئلة تصور ما يكون من حال الملبسين وما يدور في أذهان الحيارى والمتشككين، ويجيبوا عليها بآيات القرآن الكريم، فإن في الجواب بآيات القرآن من التأثير في النفوس وإيقاظ القلوب ما ينبه الغافلين ويعيد الحيارى إلى الحق عن يقين، وما صنيع أبي بكر مع عمر بن الخطاب رضي الله عنهما وعن جميع الأصحاب بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلا شاهد على ذلك، حينما قرأ عليه قول الله: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ... ) الآية، فانشرح صدر عمر لها، وكأن الآية لم تطرق سمعه من قبل.
ولعله بعد أن يرد كثير من الأسئلة وأجوبتها تقوم إدارة الموقع بتنقيحها ونشرها، ولعله أيضًا أن يستفيد منها جوال (تدبر) في نشرها للناس، مع أن الجوال يقوم بجهد مشكور في هذا الجانب.
مثال ذلك:
س: ما الذي يجعل بعض الضالين يتمسحون بمنهج السلف في أمور، مع أنهم كثيرًا ما يسعون في انتقاصه وانتقاضه؟!
ج: قال الله عز وجل: (وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون. وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين. أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون).
وبانتظار مشاركات الإخوة. نفعنا الله بالقرآن العظيم وبهدي سيد المرسلين، والحمد لله رب العالمين
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[12 Oct 2009, 09:11 م]ـ
لفتة لطيفة أبا عبدالله، وعندي بعض الأسئلة، سأذكر بعضها إن شاء الله في وقت قريب، فقط احببت تسجيل شكري على هذه اللفتة اللطيفة.
ـ[يوسف العليوي]ــــــــ[13 Oct 2009, 04:07 م]ـ
شكر الله لك يا أبا عبد الله، وشوقتنا لما لديك ..
ـ[يوسف العليوي]ــــــــ[15 Oct 2009, 01:42 م]ـ
س: أيعقل أن يكون فهم القلة لنصوص الكتاب والسنة وللأحكام الشرعية هو الصواب! وأن يكونوا على الحق والعالم كله على الباطل! بل أكثر العالم الإسلامي يسير على نمط والأقلية الذين يدعون السلفية يسيرون على نمط آخر يدعون فيه الأحقية، أي منطق هذا؟!
ج: قال الله عز وجل في أول سورة الرعد: (المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ) [الرعد: 1]، وتكاد أن تكون سورة الرعد جوابًا لهذا التساؤل، وقد جاءت بعد سورة يوسف التي جاء في ختامها: (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ. وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ. وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ. وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ) [يوسف: 103 - 106].
وقال سبحانه: (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ) [المائدة: 49].
وقال سبحانه: (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلا يَخْرُصُونَ) [الأنعام: 6]
وقال: (وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الأَوَّلِينَ) [الصافات: 37].
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[15 Oct 2009, 05:31 م]ـ
هذه واحدة أبا عبدالله .. كنتُ كتبتها تعليقاً على قاعدة: {بل الإنسان على نفسه بصيرة}، وأن من تطبيقاتها: طريقة تعامل بعض الناس مع النصوص الشرعية!
(يُتْبَعُ)
(/)
فلربما بلغ البعضَ نصٌ واضح محكمٌ، لم يختلف العلماء في دلالته على إيجاب أو تحريم، أو تكون نفسه اطمأنت إلى حكمٍ ما، ومع هذا تجد البعض يقع في نفسه حرجٌ! ويحاول أن يجد مدفعاً لهذا النص أو ذاك لأنه لم يوافق هواه!
يقول ابن القيم رحمه الله: "فسبحان الله! كم من حزازة في نفوس كثير من الناس من كثير من النصوص وبودهم أن لو لم ترد؟ وكم من حرارة في أكبادهم منها، وكم من شجى في حلوقهم منها ومن موردها؟ "اهـ.
ولا ينفع الإنسان أن يحاول دفع النصوص بالصدر فالإنسان على نفسه بصيرة، وشأن المؤمن أن يكون كما قال ربنا تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [النساء: 65]}.
يقول ابن الجوزي، في كتابه الماتع (صيد الخاطر) يقول رحمه الله، ـ وهو يحكي مشاعر إنسان يعيش هذه الحال مع النصوص الشرعية ـ:
"قدرتُ مرة على لذة ظاهرها التحريم، وتحتمل الإباحة، إذ الأمر فيها متردد، فجاهدت النفس فقالت: أنت ما تقدر فلهذا تترك! فقارِبِ المقدورَ عليه، فإذا تمكنتَ فتركتَ، كنت تاركاً حقيقة! ففعلتُ وتركتُ، ثم عاودت مرة أخرى في تأويل أرتني فيه نفسي الجواز ـ و إن كان الأمر يحتمل ـ فلما وافقتها أثّر ذلك ظلمه في قلبي؛ لخوفي أن يكون الأمر محرماً، فرأيت أنها تارةً تقوى عليّ بالترخص والتأويل، وتارةً أقوى عليها بالمجاهدة والامتناع، فإذا ترخصتُ لم آمن أن يكون ذلك الأمر محظوراً، ثم أرى عاجلاً تأثير ذلك الفعل في القلب، فلما لم آمن عليها بالتأويل، ... إلى أن قال:: فأجود الأشياء قطع أسباب الفتن، وترك الترخص فيما يجوز إذا كان حاملاً ومؤدياً إلى ما لا يجوز"انتهى كلامه رحمه الله.
والخلاصة ـ فيمن هذه حالة ـ: فتش عن قلبك .. وهل أنت مرتاح لاختيارك لهذا القول الفقهي أو ذاك؟ وأجب على مضمون هذه القاعدة القرآنية المحكمة: {بل الإنسان على نفسه بصيرة}.(/)
ما رأيكم بكتاب معجم حروف المعاني
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[12 Oct 2009, 05:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أحببت السؤال عن كتاب معجم حروف المعاني في القرآن الكريم لمؤلفه محمد حسن الشريف , لمن اطلع عليه ما رأيه في الكتاب وهل يوجد كتب في الباب أجود منه وأنفع لطالب معرفة حروف المعاني في القرآن ..
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[12 Oct 2009, 06:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أحببت السؤال عن كتاب معجم حروف المعاني في القرآن الكريم لمؤلفه محمد حسن الشريف , لمن اطلع عليه ما رأيه في الكتاب وهل يوجد كتب في الباب أجود منه وأنفع لطالب معرفة حروف المعاني في القرآن ..
انه كتاب ممتاز، ويقع فى ثلاثة مجلدات، وهناك كتب كثيرة جدا فى هذا الباب بطول التاريخ الاسلامى
أما حديثا فتجدر الاشارة الى كتاب (دراسات لأسلوب القرآن الكريم) للمرحوم الشيخ محمد عبد الخالق عضيمة، وهو عمل موسوعى ضخم، والقسم الأول منه مخصص لحروف المعانى فى القرآن، ويقع فى ثلاثة أجزاء، ولكنه يفتقد الى الفهارس
وأعود لأؤكد ان كتاب الأستاذ الشريف يعد من الكتب الممتازة للغاية فى هذا الباب
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[13 Oct 2009, 06:51 ص]ـ
الحمد لله
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ونفع بكم
شكر الله لكم
ـ[عصام العويد]ــــــــ[17 Oct 2009, 02:20 ص]ـ
الحكم على هذا الكتاب له جهتان:
الأولى: ما تميز به.
وهو هذا التتبع والاستقراء المضني لمعنى كل حرف على حده من أول القرآن إلى خاتمته، وقد استفدت منه في هذا الباب كثيرا، وما زال يتملكني العجب من جلده، فمثل هذا يحتاج إلى صبر كصبر الجماد، ويشق مثله على الجامعات فضلا عن الأفراد.
الثاني: ما يؤخذ عليه:
وهو ضعف التحقيق في اختيار المعنى الأفصح لكل حرف في موطنه، وقد تتبعت المعاني التي يختارها وقارنتها بأقوال المحققين في هذا الفن من السلف والخلف فوجدت ضعفا ظاهرا في المعنى الذي يختاره للحرف.
وعلى العكس من ذلك اختيارت العلامة عبد الخالق عظيمة في كتابه المشار إليه قريبا فهي من صاحب ذوق رفيع في هذا العلم، والله أعلم.
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[17 Oct 2009, 07:56 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخ عصام وقد استفدت من كتابك المراحل الثمان لطالب فهم القرآن استفادة عظيمة , وأقترح إقامة دورة عملية لطلاب العلم بحيث يكون لهم تطبيقات على الكتاب تحت إشرافكم
ـ[محمد الدخاخني]ــــــــ[27 Sep 2010, 11:45 ص]ـ
كتاب المراحل الثمان كتاب ممتاز وهو يصلح لمتوسطي الثقافة ممن يرغبون في فهم القرآن ونريد أن ندرسه مستعينين بالله تعالى لكن الإشكال أنني لم أتمكن من الحصول عليه هنا في مصر - فهل يمكن أن تدلونا على أماكن تواجده في مصر؟
أنتظر الجواب(/)
مالمراد بقوله تعالى (حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ)؟!
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[13 Oct 2009, 02:30 ص]ـ
{حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ}.
قال الطبري:
(لذين أرسلناهم إليهم منهم أن يؤمنوا بالله، ويصدِّقوهم فيما أتوهم به من عند الله وظن الذين أرسلناهم إليهم من الأمم المكذِّبة أن الرسل الذين أرسلناهم قد كذبوهم فيما كانوا أخبروهم عن الله، من وَعده إياهم نصرَهم عليهم جاءهم نصرنا).
فهمت كلام الطبري رحمه الله لكن في تفسير السعدي:
(يخبر تعالى: أنه يرسل الرسل الكرام، فيكذبهم القوم المجرمون اللئام، وأن الله تعالى يمهلهم ليرجعوا إلى الحق، ولا يزال الله يمهلهم حتى إنه تصل الحال إلى غاية الشدة منهم على الرسل.
حتى إن الرسل - على كمال يقينهم، وشدة تصديقهم بوعد الله ووعيده - ربما أنه يخطر بقلوبهم نوع من الإياس، ونوع من ضعف العلم والتصديق، فإذا بلغ الأمر هذه الحال {جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ} وهم الرسل وأتباعهم، {وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ} أي: ولا يرد عذابنا، عمن اجترم، وتجرأ على الله {فما له من قوة ولا ناصر}.
أشكل عندي (الكلام الذي باللون الأحمر) إذ أنه لايمكن أن يقع اليأس من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، فهل من يبين لي معنى كلام السعدي جزاكم الله خيرًا.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 Oct 2009, 09:55 ص]ـ
{حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ}.
قال الطبري:
(لذين أرسلناهم إليهم منهم أن يؤمنوا بالله، ويصدِّقوهم فيما أتوهم به من عند الله وظن الذين أرسلناهم إليهم من الأمم المكذِّبة أن الرسل الذين أرسلناهم قد كذبوهم فيما كانوا أخبروهم عن الله، من وَعده إياهم نصرَهم عليهم جاءهم نصرنا).
فهمت كلام الطبري رحمه الله لكن في تفسير السعدي:
(يخبر تعالى: أنه يرسل الرسل الكرام، فيكذبهم القوم المجرمون اللئام، وأن الله تعالى يمهلهم ليرجعوا إلى الحق، ولا يزال الله يمهلهم حتى إنه تصل الحال إلى غاية الشدة منهم على الرسل.
حتى إن الرسل - على كمال يقينهم، وشدة تصديقهم بوعد الله ووعيده - ربما أنه يخطر بقلوبهم نوع من الإياس، ونوع من ضعف العلم والتصديق، فإذا بلغ الأمر هذه الحال {جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ} وهم الرسل وأتباعهم، {وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ} أي: ولا يرد عذابنا، عمن اجترم، وتجرأ على الله {فما له من قوة ولا ناصر}.
أشكل عندي (الكلام الذي باللون الأحمر) إذ أنه لايمكن أن يقع اليأس من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، فهل من يبين لي معنى كلام السعدي جزاكم الله خيرًا.
أختنا الفاضلة
لا غبار على كلام الشيخ أختنا الكريمة، فالخواطر لا يسلم منها قلب حتى قلوب الرسل مع ثقتهم بالله ويقينهم بوعده، ولكن طبيعة الابتلاء تحتم مثل هذا، ويوضح لك المسألة قول الله تعالى:
(أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) سورة البقرة (214)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 Oct 2009, 10:43 ص]ـ
أختنا الفاضلة أم عبد الله
إليك كلام الحافظ بن حجر في فتح الباري حول هذه الآية مع ملاحظة أن جميع الأقوال يمكن أن يرد عليها بعض الإيرادات:
- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ لَهُ وَهُوَ يَسْأَلُهَا عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ}
قَالَ قُلْتُ أَكُذِبُوا أَمْ كُذِّبُوا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالَتْ عَائِشَةُ كُذِّبُوا.
قُلْتُ فَقَدْ اسْتَيْقَنُوا أَنَّ قَوْمَهُمْ كَذَّبُوهُمْ فَمَا هُوَ بِالظَّنِّ؟
قَالَتْ أَجَلْ لَعَمْرِي لَقَدْ اسْتَيْقَنُوا بِذَلِكَ.
فَقُلْتُ لَهَا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا.
قَالَتْ مَعَاذَ اللَّهِ لَمْ تَكُنْ الرُّسُلُ تَظُنُّ ذَلِكَ بِرَبِّهَا.
قُلْتُ فَمَا هَذِهِ الْآيَةُ؟
قَالَتْ هُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ الَّذِينَ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَصَدَّقُوهُمْ فَطَالَ عَلَيْهِمْ الْبَلَاءُ وَاسْتَأْخَرَ عَنْهُمْ النَّصْرُ حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ مِمَّنْ كَذَّبَهُمْ مِنْ قَوْمِهِمْ وَظَنَّتْ الرُّسُلُ أَنَّ أَتْبَاعَهُمْ قَدْ كَذَّبُوهُمْ جَاءَهُمْ نَصْرُ اللَّهِ عِنْدَ ذَلِكَ.
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ فَقُلْتُ لَعَلَّهَا كُذِبُوا مُخَفَّفَةً قَالَتْ مَعَاذَ اللَّهِ نَحْوَهُ
قَوْله: (قُلْت كُذِّبُوا أَمْ كُذِبُوا)
أَيْ مُثَقَّلَة أَوْ مُخَفَّفَة؟ وَوَقَعَ ذَلِكَ صَرِيحًا فِي رِوَايَة الْإِسْمَاعِيلِيّ مِنْ طَرِيق صَالِح اِبْن كَيْسَانَ هَذِهِ.
قَوْله: (قَالَتْ عَائِشَة كُذِّبُوا) أَيْ بِالتَّثْقِيلِ فِي رِوَايَة الْإِسْمَاعِيلِيّ مُثَقَّلَة.
قَوْله: (فَمَا هُوَ بِالظَّنِّ؟ قَالَتْ أَجَلْ)
زَادَ الْإِسْمَاعِيلِيّ " قُلْت فَهِيَ مُخَفَّفَة، قَالَتْ مَعَاذ اللَّه " وَهَذَا ظَاهِر فِي أَنَّهَا أَنْكَرَتْ الْقِرَاءَة بِالتَّخْفِيفِ بِنَاءً عَلَى أَنَّ الضَّمِير لِلرُّسُلِ، وَلَيْسَ الضَّمِير لِلرُّسُلِ عَلَى مَا بَيَّنْته وَلَا لِإِنْكَارِ الْقِرَاءَة بِذَلِكَ مَعْنًى بَعْدَ ثُبُوتهَا. وَلَعَلَّهَا لَمْ يَبْلُغهَا مِمَّنْ يُرْجَع إِلَيْهِ فِي ذَلِكَ. وَقَدْ قَرَأَهَا بِالتَّخْفِيفِ أَئِمَّة الْكُوفَة مِنْ الْقُرَّاء عَاصِم وَيَحْيَى بْن وَثَّاب وَالْأَعْمَش وَحَمْزَة وَالْكِسَائِيّ، وَوَافَقَهُمْ مِنْ الْحِجَازِيِّينَ أَبُو جَعْفَر بْن الْقَعْقَاع، وَهِيَ قِرَاءَة اِبْن مَسْعُود وَابْن عَبَّاس وَأَبِي عَبْد الرَّحْمَن السُّلَمِيِّ وَالْحَسَن الْبَصْرِيّ وَمُحَمَّد بْن كَعْب الْقُرَظِيِّ فِي آخَرِينَ.
وَقَالَ الْكَرْمَانِيُّ: لَمْ تُنْكِر عَائِشَة الْقِرَاءَة، وَإِنَّمَا أَنْكَرَتْ تَأْوِيل اِبْن عَبَّاس. كَذَا قَالَ، وَهُوَ خِلَاف الظَّاهِر، وَظَاهِر السِّيَاق أَنَّ عُرْوَة كَانَ يُوَافِق اِبْن عَبَّاس فِي ذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَسْأَل عَائِشَة، ثُمَّ لَا يَدْرِي رَجَعَ إِلَيْهَا أَمْ لَا.
رَوَى اِبْن أَبِي حَاتِم مِنْ طَرِيق يَحْيَى بْن سَعِيد الْأَنْصَارِيّ قَالَ: جَاءَ رَجُل إِلَى الْقَاسِم بْن مُحَمَّد فَقَالَ لَهُ إِنَّ مُحَمَّد بْن كَعْب الْقُرَظِيّ يَقْرَأ (كُذِبُوا) بِالتَّخْفِيفِ فَقَالَ: أَخْبِرْهُ عَنِّي أَنِّي سَمِعْت عَائِشَة تَقُول (كُذِّبُوا) مُثَقَّلَة أَيْ كَذَّبَتْهُمْ أَتْبَاعهمْ. وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي تَفْسِير الْبَقَرَة مِنْ طَرِيق اِبْن أَبِي مُلَيْكَة قَالَ " قَالَ اِبْن عَبَّاس (حَتَّى إِذَا اِسْتَيْأَسَ الرُّسُل وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا) خَفِيفَة قَالَ ذَهَبَ بِهَا هُنَالِكَ " وَفِي رِوَايَة الْأَصِيلِيِّ " بِمَا هُنَالِكَ " بِمِيمٍ بَدَلَ الْهَاء وَهُوَ تَصْحِيف. وَقَدْ أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ وَالْإِسْمَاعِيلِيّ مِنْ هَذَا الْوَجْه بِلَفْظِ " ذَهَب هَاهُنَا - وَأَشَارَ إِلَى السَّمَاء - وَتَلَا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُول وَاَلَّذِينَ مَعَهُ مَتَى نَصْر اللَّه أَلَا إِنَّ نَصْر اللَّه قَرِيب " وَزَادَ الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي رِوَايَته " ثُمَّ قَالَ اِبْن عَبَّاس كَانُوا بَشَرًا ضَعُفُوا وَأَيِسُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا " وَهَذَا ظَاهِره أَنَّ اِبْن عَبَّاس كَانَ يَذْهَب إِلَى أَنَّ قَوْله مَتَى نَصْر اللَّه مَقُول الرَّسُول، وَإِلَيْهِ ذَهَب طَائِفَة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثُمَّ اِخْتَلَفُوا فَقِيلَ الْجَمِيع مَقُول الْجَمِيع، وَقِيلَ الْجُمْلَة الْأُولَى مَقُول الْجَمِيع وَالْأَخِيرَة مِنْ كَلَام اللَّه. وَقَالَ آخَرُونَ الْجُمْلَة الْأُولَى وَهِيَ (مَتَى نَصْر اللَّه) مَقُول الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ. وَالْجُمْلَة الْأَخِيرَة وَهِيَ (أَلَا إِنَّ نَصْر اللَّه قَرِيب) مَقُول الرَّسُول، وَقُدِّمَ الرَّسُول فِي الذِّكْر لِشَرَفِهِ وَهَذَا أَوْلَى، وَعَلَى الْأَوَّل فَلَيْسَ قَوْل الرَّسُول (مَتَى نَصْر اللَّه) شَكًّا بَلْ اِسْتِبْطَاء لِلنَّصْرِ وَطَلَبًا لَهُ، وَهُوَ مِثْل قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ " اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتنِي " قَالَ الْخَطَّابِيُّ: لَا شَكَّ أَنَّ اِبْن عَبَّاس لَا يُجِيز عَلَى الرُّسُل أَنَّهَا تُكَذِّب بِالْوَحْيِ، وَلَا يُشَكّ فِي صِدْق الْمُخْبِر، فَيُحْمَل كَلَامه عَلَى أَنَّهُ أَرَادَ أَنَّهُمَا لِطُولِ الْبَلَاء عَلَيْهِمْ وَإِبْطَاء النَّصْر وَشِدَّة اِسْتِنْجَاز مَنْ وَعَدُوهُ بِهِ تَوَهَّمُوا أَنَّ الَّذِي جَاءَهُمْ مِنْ الْوَحْي كَانَ حُسْبَانًا مِنْ أَنْفُسهمْ، وَظَنُّوا عَلَيْهَا الْغَلَط فِي تَلَقِّي مَا وَرَدَ عَلَيْهِمْ مِنْ ذَلِكَ، فَيَكُون الَّذِي بُنِيَ لَهُ الْفِعْل أَنْفُسهمْ لَا الْآتِي بِالْوَحْيِ، وَالْمُرَاد بِالْكَذِبِ الْغَلَط لَا حَقِيقَة الْكَذِب كَمَا يَقُول الْقَائِل كَذَبَتْك نَفْسك.
قُلْت: وَيُؤَيِّدهُ قِرَاءَة مُجَاهِد (وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كَذَبُوا) بِفَتْحِ أَوَّله مَعَ التَّخْفِيف أَيْ غَلِطُوا، وَيَكُون فَاعِل (وَظَنُّوا) الرُّسُل، وَيُحْتَمَل أَنْ يَكُون أَتْبَاعهمْ. وَيُؤَيِّدهُ مَا رَوَاهُ الطَّبَرِيُّ بِأَسَانِيدَ مُتَنَوِّعَةٍ مِنْ طَرِيق عِمْرَانَ بْن الْحَارِث وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَأَبِي الضُّحَى وَعَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة وَالْعَوْفِيّ كُلّهمْ عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي هَذِهِ الْآيَة قَالَ: أَيِسَ الرُّسُل مِنْ إِيمَان قَوْمهمْ، وَظَنَّ قَوْمهمْ أَنَّ الرُّسُل كَذَبُوا.
وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: إِنْ صَحَّ هَذَا عَنْ اِبْن عَبَّاس فَقَدْ أَرَادَ بِالظَّنِّ مَا يَخْطِر بِالْبَالِ وَيَهْجِس فِي النَّفْس مِنْ الْوَسْوَسَة وَحَدِيث النَّفْس عَلَى مَا عَلَيْهِ الْبَشَرِيَّة، وَأَمَّا الظَّنّ وَهُوَ تَرْجِيح أَحَد الطَّرَفَيْنِ فَلَا يُظَنّ بِالْمُسْلِمِ فَضْلًا عَنْ الرَّسُول.
وَقَالَ أَبُو نَصْر الْقُشَيْرِيُّ وَلَا يَبْعُد أَنَّ الْمُرَاد خَطَرَ بِقَلْبِ الرُّسُل فَصَرَفُوهُ عَنْ أَنْفُسهمْ، أَوْ الْمَعْنَى قَرَّبُوا مِنْ الظَّنّ كَمَا يُقَال بَلَغْت الْمَنْزِل إِذَا قَرُبَتْ مِنْهُ.
وَقَالَ التِّرْمِذِيّ الْحَكِيم: وَجْهه أَنَّ الرُّسُل كَانَتْ تَخَاف بَعْدَ أَنْ وَعَدَهُمْ اللَّه النَّصْر أَنْ يَتَخَلَّف النَّصْر، لَا مِنْ تُهْمَة بِوَعْدِ اللَّه بَلْ لِتُهْمَةِ النُّفُوس أَنْ تَكُون قَدْ أَحْدَثَتْ حَدَثًا يَنْقُض ذَلِكَ الشَّرْط، فَكَانَ الْأَمْر إِذَا طَالَ وَاشْتَدَّ الْبَلَاء عَلَيْهِمْ دَخَلَهُمْ الظَّنّ مِنْ هَذِهِ الْجِهَة.
قُلْت: وَلَا يُظَنّ بِابْنِ عَبَّاس أَنَّهُ يُجَوِّز عَلَى الرَّسُول أَنَّ نَفْسَهُ تُحَدِّثُهُ بِأَنَّ اللَّه يُخْلِف وَعْدَهُ، بَلْ الَّذِي يُظَنّ بِابْنِ عَبَّاس أَنَّهُ أَرَادَ بِقَوْلِهِ " كَانُوا بَشَرًا " إِلَى آخِر كَلَامه مَنْ آمَنَ مِنْ أَتْبَاع الرُّسُل لَا نَفْس الرُّسُل، وَقَوْل الرَّاوِي عَنْهُ " ذَهَب بِهَا هُنَاكَ " أَيْ إِلَى السَّمَاء مَعْنَاهُ أَنَّ أَتْبَاع الرُّسُل ظَنُّوا أَنَّ مَا وَعَدَهُمْ بِهِ الرُّسُل عَلَى لِسَان الْمَلِك تَخَلَّفَ، وَلَا مَانِع أَنْ يَقَع ذَلِكَ فِي خَوَاطِر بَعْض الْأَتْبَاع.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَعَجَب لِابْنِ الْأَنْبَارِيّ فِي جَزْمه بِأَنَّهُ لَا يَصِحّ. ثُمَّ الزَّمَخْشَرِيّ فِي تَوَقُّفه عَنْ صِحَّة ذَلِكَ عَنْ اِبْن عَبَّاس، فَإِنَّهُ صَحَّ عَنْهُ، لَكِنْ لَمْ يَأْتِ عَنْهُ التَّصْرِيح بِأَنَّ الرُّسُل هُمْ الَّذِينَ ظَنُّوا ذَلِكَ، وَلَا يَلْزَم ذَلِكَ مِنْ قِرَاءَة التَّخْفِيف، بَلْ الضَّمِير فِي " وَظَنُّوا " عَائِد عَلَى الْمُرْسَل إِلَيْهِمْ، وَفِي " وَكُذِبُوا " عَائِد عَلَى الرُّسُل أَيْ وَظَنَّ الْمُرْسَل إِلَيْهِمْ أَنَّ الرُّسُل كُذِبُوا، أَوْ الضَّمَائِر لِلرُّسُلِ وَالْمَعْنَى يَئِسَ الرُّسُل مِنْ النَّصْر وَتَوَهَّمُوا أَنَّ أَنْفُسهمْ كَذَبَتْهُمْ حِينَ حَدَّثَتْهُمْ بِقُرْبِ النَّصْر، أَوْ كَذَبَهُمْ رَجَاؤُهُمْ. أَوْ الضَّمَائِر كُلّهَا لِلْمُرْسَلِ إِلَيْهِمْ أَيْ يَئِسَ الرُّسُل مِنْ إِيمَان مَنْ أُرْسِلُوا إِلَيْهِ، وَظَنَّ الْمُرْسَل إِلَيْهِمْ أَنَّ الرُّسُل كَذَّبُوهُمْ فِي جَمِيع مَا اِدَّعُوهُ مِنْ النُّبُوَّة وَالْوَعْد بِالنَّصْرِ لِمَنْ أَطَاعَهُمْ وَالْوَعِيد بِالْعَذَابِ لِمَنْ لَمْ يُجِبْهُمْ، وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ مُحْتَمَلًا وَجَبَ تَنْزِيه اِبْن عَبَّاس عَنْ تَجْوِيزه ذَلِكَ عَلَى الرُّسُل، وَيُحْمَل إِنْكَار عَائِشَة عَلَى ظَاهِر مَسَاقهمْ مِنْ إِطْلَاق الْمَنْقُول عَنْهُ.
وَقَدْ رَوَى الطَّبَرِيُّ أَنَّ سَعِيد اِبْن جُبَيْر سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الْآيَة فَقَالَ: يَئِسَ الرُّسُل مِنْ قَوْمهمْ أَنْ يُصَدِّقُوهُمْ، وَظَنَّ الْمُرْسَل إِلَيْهِمْ أَنَّ الرُّسُل كَذَبُوا. فَقَالَ الضَّحَّاك بْن مُزَاحِم لَمَّا سَمِعَهُ: لَوْ رَحَلْت إِلَى الْيَمَن فِي هَذِهِ الْكَلِمَة لَكَانَ قَلِيلًا. فَهَذَا سَعِيد بْن جُبَيْر وَهُوَ مِنْ أَكَابِر أَصْحَاب اِبْن عَبَّاس الْعَارِفِينَ بِكَلَامِهِ حَمَلَ الْآيَة عَلَى الِاحْتِمَال الْأَخِير الَّذِي ذَكَرْته.
وَعَنْ مُسْلِم بْن يَسَار أَنَّهُ سَأَلَ سَعِيد بْن جُبَيْر فَقَالَ لَهُ: آيَة بَلَغَتْ مِنِّي كُلَّ مَبْلَغ، فَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَة بِالتَّخْفِيفِ، قَالَ فِي هَذَا أَلَوْت أَنْ تَظُنّ الرُّسُل ذَلِكَ، فَأَجَابَهُ بِنَحْوِ ذَلِكَ، فَقَالَ: فَرَّجْت عَنِّي فَرَّجَ اللَّه عَنْك، وَقَامَ إِلَيْهِ فَاعْتَنَقَهُ. وَجَاءَ ذَلِكَ مِنْ رِوَايَة سَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس نَفْسه، فَعِنْدَ النَّسَائِيِّ مِنْ طَرِيق أُخْرَى عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي
قَوْله: (قَدْ كُذِبُوا)
قَالَ: اِسْتَيْأَسَ الرُّسُل مِنْ إِيمَان قَوْمهمْ، وَظَنَّ قَوْمهمْ أَنَّ الرُّسُل قَدْ كَذَبُوهُمْ. وَإِسْنَاده حَسَن. فَلْيَكُنْ هُوَ الْمُعْتَمَد فِي تَأْوِيل مَا جَاءَ عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي ذَلِكَ، وَهُوَ أَعْلَم بِمُرَادِ نَفْسه مِنْ غَيْره. وَلَا يَرِدُ عَلَى ذَلِكَ مَا رَوَى الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيق اِبْن جُرَيْجٍ فِي قَوْله: (قَدْ كُذِبُوا) خَفِيفَة أَيْ أَخْلَفُوا، أَلَا إِنَّا إِذَا قَرَّرْنَا أَنَّ الضَّمِير لِلْمُرْسَلِ إِلَيْهِمْ لَمْ يَضُرّ تَفْسِير كُذِبُوا بِأَخْلَفُوا، أَيْ ظَنَّ الْمُرْسَل إِلَيْهِمْ أَنَّ الرُّسُل أَخْلَفُوا مَا وَعَدُوا بِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَم.
وَرَوَى الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيق تَمِيم بْن حَذْلَمٍ. سَمِعْت اِبْن مَسْعُود يَقُول فِي هَذِهِ الْآيَة: اِسْتَيْأَسَ الرُّسُل مِنْ إِيمَان قَوْمهمْ، وَظَنَّ قَوْمهمْ حِينَ أَبْطَأَ الْأَمْر أَنَّ الرُّسُل كَذَبُوهُمْ. وَمِنْ طَرِيق عَبْد اللَّه بْن الْحَارِث: اِسْتَيْأَسَ الرُّسُل مِنْ إِيمَان قَوْمهمْ، وَظَنَّ الْقَوْم أَنَّهُمْ قَدْ كَذَبُوا فِيمَا جَاءُوهُمْ بِهِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَقَدْ جَاءَ عَنْ اِبْن مَسْعُود شَيْء مُوهِم كَمَا جَاءَ عَنْ اِبْن عَبَّاس، فَرَوَى الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيق صَحِيح عَنْ مَسْرُوق عَنْ اِبْن مَسْعُود أَنَّهُ قَرَأَ (حَتَّى إِذَا اِسْتَيْأَسَ الرُّسُل وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا) مُخَفَّفَة قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه: هُوَ الَّذِي يُكْرَه. وَلَيْسَ فِي هَذَا أَيْضًا مَا يُقْطَع بِهِ عَلَى أَنَّ اِبْن مَسْعُود أَرَادَ أَنَّ الضَّمِير لِلرُّسُلِ، بَلْ يُحْتَمَل أَنْ يَكُون الضَّمِير عِنْدَهُ لِمَنْ آمَنَ مِنْ أَتْبَاع الرُّسُل، فَإِنَّ صُدُور ذَلِكَ مِمَّنْ آمَنَ مِمَّا يُكْرَه سَمَاعه، فَلَمْ يَتَعَيَّن أَنَّهُ أَرَادَ الرُّسُل.
قَالَ الطَّبَرِيُّ: لَوْ جَازَ أَنْ يَرْتَاب الرُّسُل بِوَعْدِ اللَّه وَيَشُكُّوا فِي حَقِيقَة خَبَره لَكَانَ الْمُرْسَل إِلَيْهِمْ أَوْلَى بِجَوَازِ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ. وَقَدْ اِخْتَارَ الطَّبَرِيُّ قِرَاءَة التَّخْفِيف وَوَجَّهَهَا بِمَا تَقَدَّمَ ثُمَّ قَالَ: وَإِنَّمَا اِخْتَرْت هَذَا لِأَنَّ الْآيَة وَقَعَتْ عَقِبَ قَوْله: (فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَة الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) فَكَانَ فِي ذَلِكَ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ يَأْس الرُّسُل كَانَ مِنْ إِيمَان قَوْمهمْ الَّذِينَ كَذَّبُوهُمْ فَهَلَكُوا، أَوْ أَنَّ الْمُضْمَر فِي قَوْله: (وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا) إِنَّمَا هُوَ لِلَّذِينَ مِنْ قَبْلهمْ مِنْ الْأُمَم الْهَالِكَة.
وَيَزِيد ذَلِكَ وُضُوحًا أَنَّ فِي بَقِيَّة الْآيَة الْخَبَر عَنْ الرُّسُل وَمَنْ آمَنَ بِهِمْ بِقَوْلِهِ تَعَالَى (فَنُنَجِّي مَنْ نَشَاء) أَيْ الَّذِينَ هَلَكُوا هُمْ الَّذِينَ ظَنُّوا أَنَّ الرُّسُل قَدْ كُذِبُوا فَكَذَّبُوهُمْ، وَالرُّسُل وَمَنْ اِتَّبَعَهُمْ هُمْ الَّذِينَ نَجَوْا، اِنْتَهَى كَلَامه، وَلَا يَخْلُو مِنْ نَظَر.
قَوْله: (قَالَتْ أَجَلْ) أَيْ نَعَمْ. وَوَقَعَ فِي رِوَايَة عَقِيل فِي أَحَادِيث الْأَنْبِيَاء فِي هَذَا الْمَوْضِع " فَقَالَتْ يَا عُرَيَّة " وَهُوَ بِالتَّصْغِيرِ وَأَصْله عُرَيْوَة فَاجْتَمَعَ حَرْفَا عِلَّة فَأُبْدِلَتْ الْوَاو يَاء ثُمَّ أُدْغِمَتْ فِي الْأُخْرَى.
قَوْله: (لَعَمْرِي لَقَدْ اِسْتَيْقَنُوا بِذَلِكَ)
فِيهِ إِشْعَار بِحَمْلِ عُرْوَة الظَّنّ عَلَى حَقِيقَته وَهُوَ رُجْحَان أَحَد الطَّرَفَيْنِ، وَوَافَقَتْهُ عَائِشَة. لَكِنْ رَوَى الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيق سَعِيد عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ الْمُرَاد بِالظَّنِّ هُنَا الْيَقِين. وَنَقَلَهُ نَفْطَوَيْةِ هُنَا عَنْ أَكْثَر أَهْل اللُّغَة وَقَالَ: هُوَ كَقَوْلِهِ فِي آيَة أُخْرَى (وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأ مِنْ اللَّه إِلَّا إِلَيْهِ) وَأَنْكَرَ ذَلِكَ الطَّبَرِيُّ وَقَالَ: إِنَّ الظَّنّ لَا تَسْتَعْمِلُهُ الْعَرَب فِي مَوْضِع الْعِلْم إِلَّا فِيمَا كَانَ طَرِيقه غَيْر الْمُعَايَنَة، فَأَمَّا مَا كَانَ طَرِيقه الْمُشَاهَدَة فَلَا، فَإِنَّهَا لَا تَقُول أَظُنُّنِي إِنْسَانًا وَلَا أَظُنُّنِي حَيًّا بِمَعْنَى إِنْسَانًا أَوْ حَيًّا. قَوْله فِي الطَّرِيق الثَّانِيَة عَنْ الزُّهْرِيّ (أَخْبَرَنِي عُرْوَة فَقُلْت لَعَلَّهَا كُذِبُوا مُخَفَّفَة قَالَتْ مَعَاذ اللَّه. نَحْوه) هَكَذَا أَوْرَدَهُ مُخْتَصَرًا، وَقَدْ سَاقَهُ أَبُو نُعَيْم فِي " الْمُسْتَخْرَج " بِتَمَامِهِ وَلَفْظه عَنْ عُرْوَة أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَة فَذَكَرَ نَحْو حَدِيث صَالِح بْن كَيْسَانَ.
انتهى كلامه رحمه الله تعالى
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[13 Oct 2009, 12:10 م]ـ
قال بعض أهل العلم إنَّ الظَّنَّ في غالب كلام الشَّارعِ لا يُرادُ منهُ اعتقادُ القلبِ الجازمُ , بل هو أمرٌ مرجوحٌ في نفسِ الظَّانِّ وإن خطر على قلبه وتحدثت به نفسهُ , فيكفيه براءةً أن توقف لسانه وجوارحُهُ عن تصديق ذلك الظنِّ فلم يتكلم ولم يعمل , وعليه يحملُ معنى هذه الآية , قال ابنُ حزمٍ رحمه الله في كتاب الفصل في الملل والنحل عند كلامه عن سليمان عليه السلام:
(وليس هذا على ما ظنه الجهال , وإنما معناه أن الرسل عليهم السلام ظنوا بمن وعدهم النصر من قومهم أنهم كذَبوا فيما وعدوهم من نصرهم , ومن المحال البيِّن أن يدخل في عقل من له أدنى رمق أن الله تعالى يكذِبُ فكيف بصفوة الله تعالى من خلقه وأتمهم علما وأعرفهم بالله عز و جل.؟
ومن نسب هذا إلى نبي فقد نسب إليه الكفر , ومن أجاز إلى نبي الكفر فهو الكافر المرتد بلا شك, والذي قلنا هو ظاهر الآية وليس فيها أن الله تعالى كذَبَهم حاشا لله من هذا).
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[14 Oct 2009, 04:41 ص]ـ
بارك الله فيكما وفيما نقلتما وجعله الله في ميزان حسناتكما.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[14 Oct 2009, 04:51 ص]ـ
قال بعض أهل العلم إنَّ الظَّنَّ في غالب كلام الشَّارعِ لا يُرادُ منهُ اعتقادُ القلبِ الجازمُ ,ا [/ color]) .
الأستاذ الفاضل /
حين تمر علينا آيات فيها لفظ الظن مثل:
{الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} البقرة46
{قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} البقرة249
{وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ} البقرة78
{وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ} الجاثية24
كيف يمكنني التفريق في معنى الظن حسب سياق الآيات، هل يُفهم ذلك من كلام المفسر مباشرة أم من سياق الآيات أم أن هناك طريقة أخرى؟
أرجو توضيح ذلك لاحرمكم الأجر والمثوبة.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[14 Oct 2009, 06:50 ص]ـ
الأستاذ الفاضل /
حين تمر علينا آيات فيها لفظ الظن مثل:
{الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} البقرة46
{قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} البقرة249
{وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ} البقرة78
{وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ} الجاثية24
كيف يمكنني التفريق في معنى الظن حسب سياق الآيات، هل يُفهم ذلك من كلام المفسر مباشرة أم من سياق الآيات أم أن هناك طريقة أخرى؟
أرجو توضيح ذلك لاحرمكم الأجر والمثوبة.
المرجع في ذلك إلى سياق الآية والنظر في معناها , فمن الآيات ما لا يُمكنُ حملُ (الظنّ) فيها على الاعتقاد المرجوح كقول الله تعالى (الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) فالآيةُ في سياق الثناء على الخاشعين ولا يصحُّ أن يكونَ اعتقادهم في لقاء الله والوقوف بين يديه أمراً غير جازم في نفوسهم فيُحملُ اللفظُ هنا على اليقين الجازم بلا تردد.
وفي بعض الآيات - وهي الأكثرُ - لا مجالَ لتفسير الظن بغير اعتقاد القلب المرجوح أي غير الجازم ويتضحُ ذلك من سياقها كقول الله تعالى {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ} فالسياقُ فيه ادعاءُ المشركين أن لا بعثَ ولا نُشورَ , ثم فيه نسبة الإهلاك إلى الدهر , ثم نفيُ الله العلمَ الصحيحَ عنهم بأمور البعث والإماتة , وجاء بعد كل ذلك قوله (إن هم إلا يظنون) إشارة إلى أن ما في نفوسهم من اعتقاد تكلمت به ألسنتُهم ما هو إلا اعتقادٌ مرجوحٌ كاذب.
والله أعلم.
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[15 Oct 2009, 03:17 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم ...(/)
(قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ) (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ)؟؟
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[14 Oct 2009, 03:51 م]ـ
كيف نجمع قوله تعالى: (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ) وهو يفيد أن الله شيء. مع قوله تعالى: (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ)؟؟
فهذا الكلام يفيد ظاهرا أن الله شيء وأنه خلق ذلك الشيء وهو نفسه تعالى عن ذلك علوا كبيرا.
فهذا باطل من باب العقيدة، لكن كيف نجمع بينهما؟ وأيهما يؤول؟
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[14 Oct 2009, 04:42 م]ـ
هذه المسألةُ وهي وصفُ الله بأنهُ شيئٌ مما وقع فيه الخلافُ بين المسلمين , وقد ذهبَ بعضُ المبتدعة إلى تكفير من يقول بذلك.
وقد فصَّلَ الإمامُ أبو حيان إجابةَ هذا الإشكال والجمعَ بينهُ وبين الآية الثانية , وساقَ خلافَ العُلماء في ذلك , وذكر أنَّ مذهب جماهيرهم جواز إطلاق ذلك على الله تعالى لأمور:
1 - أنهُ تعالى شيئٌ ولكن لا يشكلُ على ذلك أنَّ مخلوقاته كلها أشياء , إذ لا يلزمُ من الاشتراك في الصفة مماثلةُ المشتركَيْن , كما أنهُ موجودٌ ومخلوقاته موجودة , فهو شيئٌ ولكن ليس كمثله شيء.
2 - أن لفظ شيء هو أعم الألفاظ ومتى صدق الخاص صدق العامّ , فمتى صدق كونه تعالى ذاتاً حقيقة وجب أن يصدُق كونه شيئاً , سيَّما والأمرُ في الآية واضحٌ (قل الله أكبرُ شهادةً) أي أكبرُ الأشياء شهادة , وهو اندراجٌ يرادُ به العُموم , كما قال الله (كل شيء هالك إلا وجهه) أي ذاتَه , وهذا الاستثناءُ صريحٌ في دخول المستثنى وهو (وجهَهُ) في المستثنى منهُ وهو (كل شيئ).
وذهب بعضُ أهل العلم إلى أنهُ تعالى مخصوصٌ بالدليلِ العقلي عن أن يعُمَّ ذاتهُ العليةَ عمومُ آية (الله خالقُ كل شيءٍ)
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[14 Oct 2009, 04:49 م]ـ
بارك الله فيكم
إذن هل نفهم أن قوله تعالى (خالق كل شيء) عام مخصوص بذاته وصفاته؟
إذا كان كذلك فما هي القرينة التي أخرجت ذاته وصفاته تعالى من هذا العموم؟
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[14 Oct 2009, 05:09 م]ـ
بارك الله فيكم
إذن هل نفهم أن قوله تعالى (خالق كل شيء) عام مخصوص بذاته وصفاته؟
إذا كان كذلك فما هي القرينة التي أخرجت ذاته وصفاته تعالى من هذا العموم؟
نعم بارك الله فيك.
أمَّا القرينةُ فهي ما قد يُسميها بعضُ من يمنعُ تخصيص العقل لعموم الأدلة كما فهمتُ من كلامك (العام الذي أريد به الخصوص) وعند من لا يرى بأسا في ذلك هي:
الدليلُ العقليُّ في أنَّ لفظ (كل شيءٍ) يمتنعُ صدقُهُ على كل الأشياءِ فنتجَ عن ذلك إلزامُ العقل بإرادة البعضِ دون كل أفراد العموم والذي لا يقبَلُ كون الخالقِ مخلوقاً , والتسليمُ بذلك - تعالى الله عنهُ - يلزمُ منه الكذبُ تعالى الله عن ذلك.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Oct 2009, 07:59 م]ـ
كيف نجمع قوله تعالى: (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ) وهو يفيد أن الله شيء. مع قوله تعالى: (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ)؟؟
فهذا الكلام يفيد ظاهرا أن الله شيء وأنه خلق ذلك الشيء وهو نفسه تعالى عن ذلك علوا كبيرا.
فهذا باطل من باب العقيدة، لكن كيف نجمع بينهما؟ وأيهما يؤول؟
الآية لا تفيد أن الله شيء وهذا القول لا ينفي أن يكون لله ذات وصفات مغايرة لكل شيء، وإذا كان الله تعالى ليس كمثله شيء وهو مغاير لكل شيء فلا يجوز إدخاله في عموم ما دلت عليه الآية.
ومعنى الآية هو أن كان هناك من تعظمون شهادته وترضونها فالله تعالى أكبر من كل ما تعظمون ويكفي شاهدا بيني وبينكم.
وعليه فليس في الاية إشكال ولا تحتاج إلى تأويل.
والله أعلى وأعلم.
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[15 Oct 2009, 12:41 م]ـ
الأستاذ محمود جزاك الله خيرا
هل نقول نفس الكلام في قوله تعالى: (فعال لما يرد)
أي هل يتناول فعله ذاته وصفاته؟ أي يفعل في ذاته وصفاته ما يريد فعله بهما؟ أم أن قوله تعالى: (فعال لما يريد) لا يتناول إلا مخلوقاته؟
وهل الدليل على التخصيص عقلي؟ ما هو نظمه؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 Oct 2009, 02:40 م]ـ
الأستاذ محمود جزاك الله خيرا
هل نقول نفس الكلام في قوله تعالى: (فعال لما يرد)
(يُتْبَعُ)
(/)
أي هل يتناول فعله ذاته وصفاته؟ أي يفعل في ذاته وصفاته ما يريد فعله بهما؟ أم أن قوله تعالى: (فعال لما يريد) لا يتناول إلا مخلوقاته؟
وهل الدليل على التخصيص عقلي؟ ما هو نظمه؟
اسمح لي الأخ الفاضل على التطفل
لماذا لا تتدبر القول:"فعال لمايريد" أليس هذا من صفات الله تعالى؟ أليس من صفاته ما هو صفات أفعال؟
أليس فعله المتناول لخلقه صادر عن ذاته وصفاته؟
ـ[يوسف العليوي]ــــــــ[15 Oct 2009, 03:02 م]ـ
في كتاب (الحيدة والاعتذار في الرد علة من قال بخلق القرآن) للكناني تناول لهذه الآية يحسن الرجوع إليه، ومما قاله في الرد على بشر: ((إن الله عز وجل أجرى على كلامه ما أجراه على نفسه إذ كان كلامه من صفاته فلم يتسم بالشيء ولم يجعل الشيء اسما من أسمائه، ولكنه دل على نفسه أنه شيء وأكبر الأشياء إثباتا للوجود ونفيا للعدم، وتكذيباً منه للزنادقة، والدهرية، ومن تقدمهم ممن جحد معرفته وأنكر ربوبيته من سائر الأمم فقال عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ} فدل على نفسه أنه شيء ليس كالأشياء، وأنزل في ذلك خبرا خاصا مفردا لعلمه السابق أن جهما وبشرا ومن قال بقولهما سيلحدون في أسمائه ويشبهون على خلقه، ويدخلونه وكلامه في الأسماء المخلوقة، قال عز وجل: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ َهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} فأخرج نفسه وكلامه وصفاته من الأشياء المخلوقة بهذا الخبر تكذيبا لمن ألحد في كتابه، وافترى عليه، وشبهه بخلقه، قال عز وجل: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ. وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ. وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ}. ثم عدد أسماءه في كتابه ولم يتسم بالشيء ولم يجعله أسما من أسمائه، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة) ثم عدها فلم نجده جعل الشيء اسما لله عز وجل ... ))
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[15 Oct 2009, 03:42 م]ـ
أشكرك على هذا النقل أخي يوسف. وفيه رد على أخي حجازي الذي أنكر أن الله شيء، ولو لا كالأشياء.
أخي حجازي: هل قولنا: صادر عن ذاته وصفاته. مثل قولنا: صادر للتأثير في ذاته وصفاته. إذا كان هنالم فرق فالآية لا تدل على أنه فعال في ذاته. بل فعال في مخلوقاته.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 Oct 2009, 04:23 م]ـ
أشكرك على هذا النقل أخي يوسف. وفيه رد على أخي حجازي الذي أنكر أن الله شيء، ولو لا كالأشياء.
أخي حجازي: هل قولنا: صادر عن ذاته وصفاته. مثل قولنا: صادر للتأثير في ذاته وصفاته. إذا كان هنالم فرق فالآية لا تدل على أنه فعال في ذاته. بل فعال في مخلوقاته.
الأخ الفاضل علي
أتمنى أن تعيد قراءة ما كتبه الأخ يوسف.
مع تمنياتي لك بالتوفيق(/)
لماذا استعمل القرآن الكريم المجاز هنا ولم يستعمل الحقيقة؟
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[14 Oct 2009, 03:56 م]ـ
لماذا استعمل القرآن الكريم المجاز هنا ولم يستعمل الحقيقة؟
وذلك في قوله تعالى: (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها) حيث أطلق الله الزينة ويريد بها مواقع الزينة؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 Oct 2009, 04:18 ص]ـ
ليس هاهنا مجاز ولا حقيقة بل لفظة مستعملة في بعض مدلولها العربي الذي تستعملها العرب فيه ..
فعلى تفسير ابن عباس مثلاً: الوجه واليد وهما من زينة المرأة.
وعلى تفسير ابن مسعود: الثياب والثياب من الزينة.
وعلى تفسير غيرهما: الكحل والخاتم وهما من الزينة.
فكل ذلك يجمعه اسم الزينة وتستعمل العرب اسم الزينة للدلالة على كل ما يتزين به وكل ما يَزين صاحبه ..
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[15 Oct 2009, 06:45 ص]ـ
انظر كتاب (منع الجاز في المنزل للإعجاز) للشنقيطي رحمه الله.
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[15 Oct 2009, 12:43 م]ـ
ليس هاهنا مجاز ولا حقيقة ..
أليس هذا من التناقض الصريح أن نرفع المجاز والحقيقة عن كلام الله تعالى؟؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 Oct 2009, 04:57 م]ـ
ليس تناقضاً أخي الكريم ..
بل هو مقتضى طرد المذهب العلمي .. فإثبات الحقيقة لا معنى له بعد نفي المجاز .. فليس إلا ألفاظ تستعملها العرب في معنى أو معنيين أو أكثر .. ويُطلب المعنى الذي أراده المتكلم من اللفظ بالقرائن والأدلة ..
ولا معنى للفظ الحقيقة وإنما نشأ هذا اللفظ لمقابلة لفظ المجاز .. والذي لا يتنبه له المجازيون: أن الجاحظ وأوائل المجازيين لم يُثبتوا تلك القسمة وإنما هي من صنيع أبي عبد الله البصري المعتزلي ولم يتكلم الجاحظ طبقته بغير لفظ المجاز،فابتدع البصري لفظة الحقيقة ليُقابل بها المجاز ... فإذا أبطلنا المجاز=لم يبق للفظ الحقيقة موضع.
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[15 Oct 2009, 05:06 م]ـ
أحسن كلمة تقال لك أخي أبا فهر:
لا مشاحة في الاصطلاح.
فإن ما يسميه أهل العلم الحقيقة والجاز تسميه أنت: استعمال اللفظ في معنى أو معنيين أو أكثر.
يعني وكأني بك تنكر فقط التسمية، وتقر المعنى؛ فإن استعمال العرب للفظ الواحد في أكثر من معنى دال صراحة على ما يسميه أهل العلم الحقيقة والمجاز؛ إذ يستحيل أن يكون اللفظ موضوعا بطريق الأولية لأكثر من معنى واحد وإلا كان تلبيسا على السامع.
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[15 Oct 2009, 05:09 م]ـ
لا مشاحة في الاصطلاح.
فإن ما يسميه أهل العلم الحقيقة والجاز تسميه أنت: استعمال اللفظ في معنى أو معنيين أو أكثر.
يعني وكأني بك تنكر فقط التسمية، وتقر المعنى؛ فإن استعمال العرب للفظ الواحد في أكثر من معنى دال صراحة على ما يسميه أهل العلم الحقيقة والمجاز؛ إذ يستحيل أن يكون اللفظ موضوعا بطريق الأولية لأكثر من معنى واحد وإلا كان تلبيسا على السامع.
كلام دقيق ...
بارك الله فيك ...
والحق أن المجاز أمر تقتضيه طبيعة اللغات والألسنة، يكون اللفظ عندهم دالاً على معنى، ثم يستعمل في معنى آخر ملازم له في الذهن، وقد يشيع اللفظ في المعنيين فيكون من باب الاشتراك اللفظي، وقد يشيع في المعنى الثاني بحيث تكون دلالته عليه أولى من دلالته على المعنى الأول فيكون من باب المنقول ...
أما بخصوص استعمال لفظ "الزينة" والمقصود مواضع الزينة، فيكفيك فيه جواباً أصل المجاز في اللغة.
والله أعلم ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 Oct 2009, 05:37 م]ـ
لا مشاحة في الاصطلاح.
فإن ما يسميه أهل العلم الحقيقة والجاز تسميه أنت: استعمال اللفظ في معنى أو معنيين أو أكثر.
يعني وكأني بك تنكر فقط التسمية، وتقر المعنى
خطأ أخي الكريم ..
فالعرب استعملت اللفظة الواحدة وأرادت بها أكثر من معنى ... إلى هنا وهذا قدر متفق عليه لا نزاع فيه ... [وهذه هي الظاهرة المشتركة بين جميع اللغات وليست نظرية الحقيقة والمجاز هي المشتركة وإنما النظرية تفسير للظاهرة ووضع النظرية في موضع الظاهرة والقول بأنها هي الموجودة في جميع اللغات = تلبيس]
الآن: لنتصور أن باحثاً سمى هذا الأسلوب من أساليب العرب= توسعاً
وسماه آخر: تجوزاً
وسماه ثالث: فخامة
وسماه رابع: اتساعاً
(يُتْبَعُ)
(/)
إلى هنا وهنا فقط يمكننا تسمية ذلك خلافاً لفظياً ويمكننا عد الخلاف هنا من بابة الخلاف في التلقيب فحسب .. ولا مشاحة في الاصطلاح .. [مع خطأ هذا التعميم]
طيب .... هل هذه هي حقيقة الحال في مسألة المجاز والنزاع فيه (؟؟؟)
الجواب: لا وكلا وكلا ولا .......
فواقع الحال: أن لدينا تياراً كبيراً نحن نتنازع معه.ونقول نحن إن هذا التيار المثبت لنظرية الحقيقة والمجاز كتفسير للظاهرة السابقة = مارس من أنواع التألي والادعاء على العرب والعربية والشرع ما لا يمكن وصفه ووصف خطورته إلا بوصف واحد وهو: الجناية.
زعموا:
1 - إن أحد هذه المعاني التي تكلمت العرب بهذا اللفظ تريدها هو المعنى الحقيقي وهو الذي ينبغي حمل الكلام عليه إذا خلا الكلام من القرائن ... ومعنى حمل الكلام: أنك تقول: إن المتكلم الذي بيني وبينه قرون قد أراد هذا المعنى بالذات.
2 - ثم زادوا في الزعم والتألي فقالوا إن هذا المعنى الحقيقي هو الذي وضع له اللفظ منذ نشأة اللسان ..
3 - ثم زادوا في الزعم والتألي فقالوا إن المعاني الأخرى غير هذا المعنى الحقيقي مجاز وإنه لا يجوز أن يقال إن المتكلم أراد معنى منها إلا مع وجود القرينة ... ومش بس كده حتى لو وجدت القرينة فمادام الحمل على المعنى الأول الحقيقي ممكن فإنه يمتنع الحمل على المجاز ...
وزادوا وعادوا وكرروا وفرعوا وزادوا ونقصوا وبنوا وهدموا واشترطوا وأجازوا ومنعوا ...
ولو جئت تسأل من أنبأكم بهذا عن العرب ... ومن أين لكم هذه الحدود والقوانين ومن أخبركم أن اللغة موضوعة ومن أعلمكم أن هذا المعنى بالذات حقيقي وأن الآخر مجاز = لم تجد معهم سوى محض الدعوى ..
ما علينا ... فليس غرضي هنا إبطال النظرية المجازية ..
وإنما أسأل: مع كل هذه الأحكام التي رتبها من وصف طريقة العرب آنفة الذكر هل لا يزال يسوغ أن نقول: إن الخلاف خلاف في التلقيب وما الفرق بين أن نسميه حقيقة ومجازاً وبين أن نسميه اتساعاً وتوسع،أو حقيقة مفردة وحقيقة تركيبية و ... و ... (؟؟؟)
بالطبع لا!
بل مذهب المجاز مذهب تام قائم له أحكام وقوانين وتبعات وليس مجرد تلقيب ...
ونحن نُثبت مع المجازيين ظاهرة استعمال العرب (وغيرهم) للفظة الواحدة في أكثر من معنى،ولكنا نُخالفهم في منهج التفسير والتعامل مع تلك الظاهرة ونذهب لقوانين غير قوانينهم = فليست المسألة مجرد خلاف في التلقيب ..
أرجو أن تكون الصورة قد اتضحت = بغض النظر عن ترجيح قولي أو قولكم ..
بوركت ...
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[15 Oct 2009, 06:06 م]ـ
الصورة واضحة من زمان
وأحب أن أنبهك على أمر واحد:
فقولك: وزادوا وعادوا وكرروا وفرعوا وزادوا ونقصوا وبنوا وهدموا واشترطوا وأجازوا ومنعوا ...
أنت تتحدث عن عظماء أئمة العالم الإسلامي، وهم من هم في العلم والفضل والبحث، وأقتصر هنا فقط على ذكر أئمة المذاهب الفقهية، فهم ما اختلفوا ـ اختلاف رحمة ـ إلا لاختلاف فهمهم للنصوص الشرعية، وما اختلفوا في فهمها إلا لأنها موضوعة قصدا لتحتمل عدة معاني، وما احتملت تلك المعاني العديدة إلا لكونها محتوية على الحقيقة والمجاز أو التوسع أو كما شئت التعبير عنه فالمسمى واحد.
فالعيب ليس فيهم، بل هم رضي الله عنهم حاولوا فهم مراد الشارع واختلفوا وحكم لهم الشارع بأن من استفرغ وسعه في الفهم فلا ينقص أجره وإن أخطأ، بل جعل الشارع بعض الأحكام تابعة لاجتهادهم فضلا منه ورحمة.
فثاني مرة لا تصف يا أبا فهر جهود العلماء بتلك الأوصاف الذميمة التي أطلقتها كالتألي والجناية وغير ذلك، بل حري بمن وصفهم بذلك أن يراجع نفسه. وهذه نصيحة من الدين لك.
هل عندك دليل يمنع من أن يتكلم الشارع بالحقيقة والمجاز أو التوسع؟؟
لا دليل، فالله يفعل ما يشاء، فإنه فعال لما يريد، وقد أراد وجود المجاز أو التوسع في كلامه، لحكم عديدة يعلمها سبحانه.
بوركت
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 Oct 2009, 07:02 م]ـ
كالعادة سرعان ما خرجنا من البحث العلمي والمحاورة الهادئة إلى بنيات الطريق ..
السلام عليكم ..
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[15 Oct 2009, 07:13 م]ـ
لا أعتبر ما تصف به علماء الإسلام بحثا علميا أبدا
وعندك سوابق في وصف أئمة العربية سيبويه والأخفش وأبا عبيدة وغيرهم بأوصاف لا تليق بهم تدل على ما تدل.
لعلك في حاجة لفهم المقصود بالبحث العلمي.
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[17 Oct 2009, 04:56 م]ـ
بارك الله في أخي أبي فهر السلفي وأتفق معه فيما يقوله بشأن تقسيم اللغة إلى حقيقة ومجاز والسؤال الذي أطرحه هنا بعيدا عن هذا النقاش:
من قال أن ما سماه الله "زينة" ليس زينة في حد ذاته, وإنما هو موضع للزينة؟! إن جسد المرأة -شئنا أم أبينا- زينة, والدليل على ذلك متابعة الأنظار له, ولو كان موضعا للزينة لما نظر رجل لامرأة إلا إذا كانت تضع "مسحوقا أو ما شابه" عليه!!
وبما أن الجسد زينة لذلك قال الله زينة وهو الأعلم بما خلق!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[17 Oct 2009, 11:40 م]ـ
ليس هاهنا مجاز ولا حقيقة بل لفظة مستعملة في بعض مدلولها العربي الذي تستعملها العرب فيه ..
الوجه واليد وهما من زينة المرأة ... الثياب والثياب من الزينة ... الكحل والخاتم وهما من الزينة.
فكل ذلك يجمعه اسم الزينة وتستعمل العرب اسم الزينة للدلالة على كل ما يتزين به وكل ما يَزين صاحبه ..
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
المجاز والحقيقة من استعمالات العرب لكن الحقيقة دلالة الكلمات على ظاهرها أما المجاز فهو دلالة الكلمة على معاني أخرى تحتملها الكلمة.وهذا هو استخدام العرب الفصحاء.
وليس المعنى اللغوي للزّينة: الوجه، ولا اليد ولا الثياب ولا الكحل ولا الخاتم.
وإذا كان الوجه قبيحا فإنه لا يمت للزينة بصلة، وكذلك اليد إذا كانت مشوّهة أو معابة فليست من الزينة، واللباس إن كان خَلِقَا ليس من الزينة أيضا، والكحل إذا ما لطّخ الوجه لا يعد من الزينة.
فلا مكابرة أن نقول بأن القرآن الكريم ورد فيه المجاز ووردت فيه الحقيقة.
وهذا موافق لأسلوب العرب الذين نزل بلسانهم القرآن الكريم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 Oct 2009, 02:17 ص]ـ
الزينة في الكلام العربي هي كل ما يُتزين به ويزين الشيء ..
واختلاف ذلك باختلاف الأعراف بأن يزين الشيء في مكان أو زمان ولا يزين في آخر، أو باختلاف التصورات (فما عندك قبيح عندي حسن) أو باختلاف ما يعرض للشيء (فالثياب زينة وإن كان بعضها لا يزين بعض الناس (وكل ما غطى العورة فهو زينة في الكلام العربي) = لا يُبطل ذلك ..
وهذا هو القدر الثابت عن العرب ثبوتاً لا يُنازع فيه مخالف: أنها تُطلق على كل ما يُتزين به ويزين = اسم الزينة ..
والذي يخص شيئاً من هذا باسم الزينة ويجعله هو الحقيقة ويجعل غيره من ضروب المجاز = ليس معه دليل واحد ولا عُشر دليل وليس معه سوى الدعوى والظن ..
ـ[محمد براء]ــــــــ[18 Oct 2009, 02:35 ص]ـ
أعان الله أبا فهر لأنه يضطر في كل مرة أن يخوض نقاشاً يُفهِّمُ فيه بعضَ الأخوة نظرية المجاز وينقدها، ولعل الإحالة إلى مقالاته السابقة أجدى وأكثر حفظاً للوقت والجهد، سيما أن بعض الأخوة يناقشونه وهم لم يفهموا بعد نظرية المجاز فضلاً عن فهم نقده - أو نقد شيخ الإسلام قبله - لها.
المقالات هنا:
http://www.tafsir.org/vb/showpost.php?p=87082&postcount=73
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[18 Oct 2009, 03:45 ص]ـ
بارك الله في أخي أبي فهر السلفي وأتفق معه فيما يقوله بشأن تقسيم اللغة إلى حقيقة ومجاز والسؤال الذي أطرحه هنا بعيدا عن هذا النقاش:
من قال أن ما سماه الله "زينة" ليس زينة في حد ذاته, وإنما هو موضع للزينة؟! إن جسد المرأة -شئنا أم أبينا- زينة, والدليل على ذلك متابعة الأنظار له, ولو كان موضعا للزينة لما نظر رجل لامرأة إلا إذا كانت تضع "مسحوقا أو ما شابه" عليه!!
وبما أن الجسد زينة لذلك قال الله زينة وهو الأعلم بما خلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الأحبّة
معلوم أن أسلوب الحقيقة والمجاز من الأساليب البيانية في اللغة العربية، فالحقيقة ما استخدمت الكلمة فيها دالة على ظاهر معناها، أما المجاز فهو ما عدل فيه معنى الكلمة عن ظاهر دلالتها إلى معاني أخرى تشملها الكلمة.
وهذا وجه من أوجه الكلام العربي الذي تعرفه العرب ويجري به كلامها سلفا وخلفا، وبه نزل القرآن الكريم.
أما قولكم السابق أخي الحبيب، أراه كلاما بعيدا عن الصّحة، لعدّة مسائل:
أولا: المتدبّر لآيات القرآن الكريم يعلم يقينا بأن كلام الله تعالى، بالغ في الإعجاز شأوه، وفي البيان غايته، وفي الأدب كماله، وفي البيان بيانه، فتأمل أخي الحبيب قول الله تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُباً إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً)) (النساء:43) ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)) (المائدة:6)
هل يدلّ قول الله تعالى: (أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ) على ظاهر معناه؟؟؟ إذ أن الغائط هو المكان المنخفض، فظاهر معناه يدل على وجوب الوضوء أو التيمم لكل من يمشي في مكان منخفض من الأرض، وهذا معنى لم يقل به أحد من سلف هذه الأمّة أو خلفها. وحقيقة الأمر أن المكان المنخفض إنما يُقصَدُ لأداء الحاجة بالحدث.
وطهارة الكلام القرآني وعفّته وأدبه الجم يقتضي التكنية عن التصريح بالحدث، وهذا ما أعربت عنه كلمات الآية القرآنية الكريمة.
وهل يدلّ قول الله تعالى: (أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ) على ظاهر معناه؟؟؟؟ أليست الأم والبنت والأخت والخالة والعمّة من النساء؟؟؟ هل يجب الوضوء على من يلمس هذه النساء؟؟؟
ثم كلمة الملامسة تفيد معنى المفاعلة؛ فمن هنّ النساء الاتي يجوز للرجل ملامستهن؟؟؟
فإن كان لمس يد الأم أو الخالة أو العمّة أو البنت أو الجدّة توجب وضوءا فإن هذا الأمر في غاية الحرج والضيق وما جعل الله علينا في الدين من حرج (مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ). وحقيقة الأمر أن هذه الآية الكريمة إنما تدل على إتيان الرجل زوجه.
وتأمل أخي الحبيب قول الله تعالى:
((وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً)) (الفرقان:7) هل ورد قول الله تعالى (يأكل الطعام) دالا على ظاهر اللفظ؟؟؟؟ وهل اعترض المشركون على أن النبي صلى الله عليه وسلم يأكل الطعام؟؟؟؟ هل أكل الطعام فيه نقيصة تؤخذ على أحد؟؟؟؟
ليس الأمر كذالك البتة؛ فاعتراض المشركين إنما كان على مآل الطعام الذي يأكله النبي، وذهاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى الخلاء كما يفعل البشر.
والأخطر من ذلك كله أنه لا يجوز لمخلوق أن يقوّل الله تعالى ويحدد معنى كلام الله تعالى على وفق هواه ومشتهاه هو، فمن غير اللائق في جناب الله تعالى أن تقول:
من قال أن ما سماه الله "زينة" ليس زينة في حد ذاته, وإنما هو موضع للزينة؟! إن جسد المرأة -شئنا أم أبينا- زينة, والدليل على ذلك متابعة الأنظار له, ولو كان موضعا للزينة لما نظر رجل لامرأة إلا إذا كانت تضع "مسحوقا أو ما شابه" عليه!! وبما أن الجسد زينة لذلك قال الله زينة وهو الأعلم بما خلق!
هذا تعليلك أنت، وفهمك أنت ليس إلّا.
هل جسد الفتاة المتوفاه زينة؟؟ هل جسد الفتاة المحرّقة أو المشوّهة زينة؟؟؟ هل جسد التي تزن 400كيلوغرام زينة؟؟؟؟
ولعل تتابع الأنظار مرتبط بهرمون التستوستيرون هرمون الذكورة Testosterone أكثر منه بالزينة مهما بلغت. ولعل من فقد هذا الهرمون أو كان عنده فرط إفراز هرمون الأستروجين أو كان عنده اضطراب في إفراز الهرمونات، أو حتى كان رجلا فحلا مؤمنا تقيا، لا تتابع أنظاره أجساد النساء.
والله سبحانه وتعالى من وراء القصد وهو الهادي سواء السبيل
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[18 Oct 2009, 03:50 ص]ـ
الزينة في الكلام العربي هي كل ما يُتزين به ويزين الشيء ....
في أي قاموس من قواميس اللغة العربية يمكن أن أجد معنى الوجه:الزينة.
أو أن معنى اليد:الزينة.
هل يمكن أن نفسّر قول الله تعالى:
(وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) (الذريات:47) بأن السماء بنيت بزينة
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[18 Oct 2009, 04:01 ص]ـ
أعان الله أبا فهر لأنه يضطر في كل مرة أن يخوض نقاشاً يُفهِّمُ فيه بعضَ الأخوة نظرية المجاز وينقدها
p=87082&postcount=73
تاريخ الإسلام فيه آلاف مؤلّفة من العلماء الأفذاذ ممن سلف وخلف، ومعلوم مؤدى البحث في هذا الموضوع ونتيجته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[18 Oct 2009, 04:22 ص]ـ
(وكل ما غطى العورة فهو زينة في الكلام العربي) = لا يُبطل ذلك ..
..
قال الله تعالى: ((يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) ((لأعراف:26)
ورد في الآية الكريمة لباسا يواري، ولم يرد في الآية الكريمة زينة تواري، فبطل كلامك
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 Oct 2009, 06:20 ص]ـ
يا أخي الفاضل:
جل كلامك خطب مجردة عارية عن الحجة والبرهان ..
ودفع بالصدر وتقرير لمحل النزاع كأنه مسلمة .. كقولك:
معلوم أن أسلوب الحقيقة والمجاز من الأساليب البيانية في اللغة العربية
فإذا كان هكذا عندك .. فابق على دينك ولا عليك منا ولا تشغلنا معك .. ما دمت تعتقد أنها مسمة وأنها (من المعلوم)!!
ثم خطأ في فهم مراد الله ووضع للآيات في غير مواضعها كهذه:
أو أن معنى اليد:الزينة.
هل يمكن أن نفسّر قول الله تعالى:
(وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) (الذريات:47) بأن السماء بنيت بزينة
ولا علاقة للآية هاهنا باليد أصلاً!!
ناهيك عن عدم تصور محل النزاع أصلاً واحتياجي كل مرة لشرح محل النزاع، وهذا لا يُعقل!!
كل مرة لابد أن أقول: لا ننفي أن اللفظة تُستعمل ويراد بها كذا، ويراد بها كذا ولكن محل نزاعنا هو جعل واحداً من المعاني هو كذا وأنه يعرف بغير كذا ..
كل مرة؟؟؟
حاجة صعبة خالص ..
قلت لك اقرأ مواضيعي ثم تعال لنتناقش كي نبدأ وقد فقهت قولي = فاستسهلت الطريق ..
يا أخي هذا أبسط حق لي: أن تقرأ مقالاتي؛لتفقه قولي بدلاً من أن تشغل وقتي ووقتك بما لا طائل تحته ..
ثم تختم كلامك بقولك:
قال الله تعالى: ((يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) ((لأعراف:26)
ورد في الآية الكريمة لباسا يواري، ولم يرد في الآية الكريمة زينة تواري، فبطل كلامك
هل هذا كلام ينكلم به طالب علم؟؟!!
ألأن الله لم يتكلم بلفظ الزينة هاهنا مع اللباس = بطل أن تكون الزينة في الكلام العربي تستعمل في موضع اللباس؟؟!!
ما هذا؟؟!!
يا مشايخ ويا إخوان= إن للحجج سنن وللحوار أحكام .. ولا يصلح أن يُشغل الباحث بأشياء لا خطام لها ..
وأدنى نظر منك يا أستاذ حسن سيُوقفك على قول الله: {يا بني آدم خذوا زينتكم} يقول الطبري: أي من الكساء واللباس ..
بل مقتضى النظر وهو الذي أشار إليه صاحب الموضوع: ألا تُنكر أن اللباس يستعمل له لفظ الزينة ولكنك أتيت لتبحث في تقرير أنه معنى مجازي وليس أصلي ..
وانتهى الأمر إلى أن أوضح لك ما هو قولك ..
رحماك يا رب!
وعذراً لإدارة الموقع فأنا أعلم أن هذا لا يُعجبها؛ولكن ...
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[18 Oct 2009, 07:00 ص]ـ
الزينة تطلق على اللباس وعلى غيره من ما يتجمل به الإنسان، قال تعالى:
(يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) الأعراف (31)
وقال تعالى:
(وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آَتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ) سورة يونس (88)
وقال تعالى:
(الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا) سورة الكهف (46)
والحلي من الزينة كما قال تعالى:
(قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ) سورة طه (87)
(وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ) الأعراف (148)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال تعالى:
(فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) القصص (79)
بقي معنا آية سورة النور محل النقاش، قال تعالى:
(وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)
ومن تأمل الآية ظهر له أن الزينة هنا غير الثياب لأن الثياب لا يمكن إخفاءها ولا الحلي لأن الحلي لا علاقة له بعلة الحكم، ولو كان المراد هي الثياب فليس هناك فرق بين من ذكر في الآية وغيرهم.
إذا الزينة المرادة في الآية هي مفاتن المرأة وتقسيمات جسدها في الوجه وغيره وبعض هذه المفاتن قد لا تلاحظ إلا مع الحركة الشديدة والمقصوده ولهذا نهى الله تعالى النساء أن يضربن بأرجلهن حتى لا تظهر هذه المفاتن التي لا تظهر إلا مع الحركة.
فالآية واضحة ولله الحمد وليس فيها إشكال إلا لمن أراد أن يجعل فيها إشكالا وحقيقة ومجازا، والأمر أسهل من ذلك:
" ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر"
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[18 Oct 2009, 12:39 م]ـ
(وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) (الذريات:47) ولا علاقة للآية هاهنا باليد أصلاً!!
هذا كلام في غاية الرّوعة، بارك الله فيك فهذا ما أعتقده في الآية وهو ما حفّزتك لبيانه، وهذا هو المغزى الحقيقي من بحث المجاز وهو حقيقة القطب الذي تدور عليه حجر الرحى. إذا لا يجوز لأحد أن يقول إن الآية الكريمة تدل على جارحة ليست كجوارح البشر.
كل مرة لابد أن أقول: لا ننفي أن اللفظة تُستعمل ويراد بها كذا، ويراد بها كذا ولكن محل نزاعنا هو جعل واحداً من المعاني هو كذا وأنه يعرف بغير كذا ..
هذا معتقدك وفهمك للغة العربية وأنت حرّ فيه وليس لك أن تجبر الآخرين على هذا القول.
هل هذا كلام ينكلم به طالب علم؟؟! ألأن الله لم يتكلم بلفظ الزينة هاهنا مع اللباس = بطل أن تكون الزينة في الكلام العربي تستعمل في موضع اللباس؟؟!!!
ليس هذا معنى كلامي؛ حيث أجبتك عن قصرك لمعنى الزينة من اللباس بأنها ما يغطي العورة وقلتَ حضرتك بأن هذا المعنى لا يبطل. وقصرك هذا غير صحيح، والصحيح أن الزينة حالة معيّنة من اللباس فيه تجمّل وتكمّل. والزّينة ليست مضطردة مع اللباس أو الثوب ... حيثما كان تكون.
وأدنى نظر منك يا أستاذ حسن سيُوقفك على قول الله: {يا بني آدم خذوا زينتكم} يقول الطبري: أي من الكساء واللباس ..
أمر الله تعالى في هذه الآية ليس اتخاذ اللباس لستر العورة فحسب، بل التجمّل باتخاذ أفضل اللباس والتطيّب والمبالغة فيه بأحسن ما يقدر عليه الإنسان.
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[18 Oct 2009, 12:45 م]ـ
أعان الله أبا فهر لأنه يضطر في كل مرة أن يخوض نقاشاً يُفهِّمُ فيه بعضَ الأخوة نظرية المجاز وينقدها، ولعل الإحالة إلى مقالاته السابقة أجدى وأكثر حفظاً للوقت والجهد، سيما أن بعض الأخوة يناقشونه وهم لم يفهموا بعد نظرية المجاز فضلاً عن فهم نقده - أو نقد شيخ الإسلام قبله - لها.
المقالات هنا:
http://www.tafsir.org/vb/showpost.php?p=87082&postcount=73
هلا تطوعت وتفضلت ببيان ما فهمته أنت من نظرية أبي فهر؟
فإن كلام أبي فهر مستغلق وغير واضح لي أنا مثلا، ويظهر أنك فاهم لمقصوده فهما جيدا، فأسعفنا بالبيان يرحمك الله إن كان ثمة ما يبان عنه.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 Oct 2009, 05:55 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا كلام في غاية الرّوعة، بارك الله فيك فهذا ما أعتقده في الآية وهو ما حفّزتك لبيانه، وهذا هو المغزى الحقيقي من بحث المجاز وهو حقيقة القطب الذي تدور عليه حجر الرحى. إذا لا يجوز لأحد أن يقول إن الآية الكريمة تدل على جارحة ليست كجوارح البشر.
معاذ الله أن أتكلم بهذه العجمة في تفسير كلام الله العربي!!
وإنما قصدتُ أنك أخطأت في جعلك (الأيد) في هذه الآية هي من مادة (اليد) وهذا خطأ!
قال الشنقيطي:
(قوله تعالى في هذه الآية الكريمة {بَنَيْنَـ?هَا بِأَيْدٍ}، ليس من آيات الصفات المعروفة بهذا الاسم، لأن قوله {بِأَيْدٍ} ليس جمع يد: وإنما الأيد القوة، فوزن قوله هنا بأيد فعل، ووزن الأيدي أفعل، فالهمزة في قوله: {بِأَيْدٍ} في مكان الفاء والياء في مكان العين، والدال في مكان اللام. ولو كان قوله تعالى: {بِأَيْدٍ} جمع يد لكان وزنه أفعلاً، فتكون الهمزة زائدة والياء في مكان الفاء، والدال في مكان العين والياء المحذوفة لكونه منقوصاً هي اللام.
والأيد، والآد في لغة العرب بمعنى القوة، ورجل أيد قوي، ومنه قوله تعالى {وَأَيَّدْنَـ?هُ بِرُوحِ ?لْقُدُسِ} أي قويناه به، فمن ظن أنها جمع يد في هذه الآية فقد غلط فاحشاً، والمعنى: والسماء بنيناها بقوة)
(فالأيد) في لغة العرب بمعنى القوة.وليس ثَم علاقة بين الأيد واليد وذلك أن الهمزة في (أيد) أصلية
(أيد) الهمزة فيها أصلية: آد يئيد أيدا، والأيد القوة ولها معانٍ أخر
فالهمزة هنا ليست للجمع ولكنها همزة أصلية في الكلمة.هذا لأجل أن معناها القوة.
فإذن هذه الآية {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ} ليست هنا جمع (يد)
يعني (والسماء بنيناها بقوة وإنا لموسعون) ويدل عليه قوله جل وعلا في سورة ص {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ}
فوصفه جل وعلا بما لم يشترك فيه مع غيره.
من جهة اليدين كل إنسان له يدين.
فوصفه جل وعلا بما ليس في غيره وهو أنه ذو القوة التي اختصه بها، خصه الله جل وعلا بها فقال ?ذَا الْأَيْدِ?
فالأيدُ مصدرٌ من آيد يئيدُ ..
قال ابنُ فارس:
[(أيد) الهمزة والياء والدال أصلٌ واحد، يدلّ على القوة والحِفْظ. يقال أيّدَه الله أي قوّاه الله. قال تعالى: والسَّماءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ]
قال في القاموس المحيط:
( .. آدَ يَئِيدُ أيْداً: اشْتَدَّ وقَوِيَ. والآدُ: الصُّلْبُ والقُوَّةُ كالأَيْدِ. وآيَدْتُهُ مُؤَايدَةً وأيَّدْتُه تأييداً فهو مُؤْيَدٌ ومُؤَيَّدٌ: قَوَّيْتُه. وككِتابٍ: ما أُيِّدَ به من شيءٍ والمَعْقِلُ والسِّتْرُ والكَنَفُ والهَواءُ واللَّجَأُ والجَبَلُ الحَصينُ والتُّرابُ يُجْعَلُ حَوْلَ الحَوْضِ والخِباءِ و من الرَّمْلِ: ما أشْرَفَ ومَيْمَنَةُ العَسْكَرِ ومَيْسَرَتُه وحَيٌّ من مَعَدٍّ وكَثْرَةُ الإبِلِ. والمُؤْيِدُ كمُؤْمِنٍ: الأَمْرُ العظيمُ والدَّاهِيةُ ج: مَوائِدُ. وتَأَيَّدَ: تَقَوَّى).
وقال ابنُ دريد في <الجمهرة>:
( .. والأَيْد: القوّة، وكذلك الأَوْد. ورجل ذو آد وذو أَيْدٍ، أي قوة. ومنه قوله عزّ وجلّ: " والسماءَ بنيناها بأَيْدٍ "، أي بقوّة .. )
وقال امرئ القيس:
فأَثَّتْ أَعالِيه وآدَتْ أُصولُه ** ومال بِقُنْيَانٍ من البُسْر أَحمَرَا
وقال تعالى: {واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب}
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 Oct 2009, 06:00 م]ـ
ولم نقل أن الزينة هي ستر العورة فحسب .. بل كل لباس من أول ستر العورة وانت طالع = فهو زينة ..
وإذا ثبت أن اللباس الذي يستر العورة قد سُمي في الكلام العربي زينة = فما فوقه من باب أولى ...
قال مجاهد وغيره في تفسير الآية المذكورة: (خذوا زينتكم عند كل مسجد)، قال: ما وارى العورة ولو عبَاءة.
أفينكر فقيه بعد ذلك أن ما وارى العورة في الكلام العربي يقال له: زينة؟؟!!
وهل إثبات هذا القدر ينفي الزينة عما زاد عليه؟؟!!
أي عربي فقيه يقول هذا؟؟!!
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[18 Oct 2009, 09:12 م]ـ
أعان الله أبا فهر لأنه يضطر في كل مرة أن يخوض نقاشاً يُفهِّمُ فيه بعضَ الأخوة نظرية المجاز وينقدها، ولعل الإحالة إلى مقالاته السابقة أجدى وأكثر حفظاً للوقت والجهد، سيما أن بعض الأخوة يناقشونه وهم لم يفهموا بعد نظرية المجاز فضلاً عن فهم نقده - أو نقد شيخ الإسلام قبله - لها.
المقالات هنا:
http://www.tafsir.org/vb/showpost.php?p=87082&postcount=73
أخي أبا الحسنات ...
للدكتور عبد المحسن العسكر وفقه الله محاضرة في إثبات المجاز، ولا أظنك إلا تعرف هذا، وتعرف أيضاً نقد أبي فهر لمحاضرة الدكتور ...
والدكتور عبد المحسن من أهل العلم باعتراف أبي فهر نفسه ...
ويبقى الأمر مرهوناً بقوة الدليل ...
ولا شك أن قوة الدليل ليس في وسع كل واحد أن يدركها ويقف عليها، ولكن أنبه على أن رجلاً فاضلاً من أهل العلم كالدكتور العسكر يقول بالمجاز ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[18 Oct 2009, 11:52 م]ـ
أخي أبو فهر سبب نزول الآية الكريمة معلوم؛ حيث كان الناس في الجاهلية يطوفون بالبيت عراة، الرجال نهارا والنساء ليلا، ولا يخفى عليك الشعر الوارد عن بعض نساء الجاهلية ... فنزلت هذه الآية الكريمة موجبة عليهم عدم طرح لباسهم لأجل الطواف بالبيت، وعدم تحريم ما أحل الله من طعام لأجل ذلك أيضا.
وقول الإمام مجاهد ليس بيانا لمعنى الزينة من حيث اللغة، بل هو بيان لأقل ما يجوز للإنسان أن يتخذه عند المساجد حتى لو لم يكن مسلما، وهذا ما تدل عليه بداية الخطاب في هذه الآية الكريمة (يا بني آدم).
وهذا ما جرت عليه عادة المسلمين في كثير من المساجد التي ترتادها نساء لا يرتدين الحجاب، حيث يجعل في مدخل المسجد مكان للعباءات النسائية لا تدخل السافرة إلى المسجد إلا بعد لبس العباءة.
(( ... عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: " يَا بَنِي آدم خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ " الآَيَةَ، قَالَ: كَانَ رِجَالٌ يَطُوفُونَ بِالْبَيْتِ عُرَاةً، فَأَمَرَهُمُ اللَّهُ بِالزِّينَةِ، وَالزِّينَةُ اللِّبَاسُ، وَهُوَ مَا يُوَارِي السَّوْأَةَ، وَمَا سِوَى ذَلِكَ مِنْ جَيِّدِ الْبَزِّ وَالْمَتَاعِ، فَأُمِرُوا أَنْ يَأْخُذُوا زِينَتَهُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ" ... عَنْ مُجَاهِدٍ" " خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ "، قَالَ: مَا وَارَى الْعَوْرَةَ، وَلَوْ عَبَاءَةٌ" ... عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ... مَا لَمْ يَكُنْ سَرَفًا أَوْ مَخِيلَةً)) تفسير ابن أبي حاتم - (6/ 12)
واعتراضي ليس على جميع كلامك الذي أوردته سابقا وهو قولك:
الزينة في الكلام العربي هي كل ما يُتزين به ويزين الشيء .. واختلاف ذلك باختلاف الأعراف بأن يزين الشيء في مكان أو زمان ولا يزين في آخر، أو باختلاف التصورات (فما عندك قبيح عندي حسن) أو باختلاف ما يعرض للشيء (فالثياب زينة وإن كان بعضها لا يزين بعض الناس (وكل ما غطى العورة فهو زينة في الكلام العربي) = لا يُبطل ذلك .. وهذا هو القدر الثابت عن العرب ثبوتاً لا يُنازع فيه مخالف: أنها تُطلق على كل ما يُتزين به ويزين = اسم الزينة ..
والذي يخص شيئاً من هذا باسم الزينة ويجعله هو الحقيقة ويجعل غيره من ضروب المجاز = ليس معه دليل واحد ولا عُشر دليل وليس معه سوى الدعوى والظن ..
بل على قصرك دلالة الزينة على ما يواري العورة بقولك: ((وكل ما غطى العورة فهو زينة في الكلام العربي) = لا يُبطل ذلك .. )) فأنت تريد أن تقول بأن العرب تستخدم الزينة للدلالة على عدّة أمور في أصل الوضع اللغوي لهذا اللفظ، لتجتنب القول بالحقيقة والمجاز.
وهذا هو محور النقاش ---فلا تحاول أنت ومحامي الدفاع التلبيس على القُرّاء بأمور معلومة من الدين بالضرورة ولا تخفى على طلبة العلم المبتدئين ---
فمن يسلّم لك بادّعائك الخطابي الذي بينه وبين الحقيقة كما بين المشرق والمغرب حيث تقول:
والذي يخص شيئاً من هذا باسم الزينة ويجعله هو الحقيقة ويجعل غيره من ضروب المجاز = ليس معه دليل واحد ولا عُشر دليل وليس معه سوى الدعوى والظن
كل سلف الأمة الذين سبقوك ممن يقولون بالمجاز ويفقهون اللغة بدرجة لن تدركها لو أفنيت عُمُرك في طلبها تتهمهم بأنهم ليس معهم دليل واحد ولا عُشر دليل وليس معهم سوى الدعوى والظن. أخي الحبيب لعلنا إذا توجهنا إلى أحد المصحات العقلية وسألنا بعض النازلين فيها لقال: إنّ كل الناس مجانين وأنا العاقل الوحيد، ولعل قوله هذا هو ما أدخله إلى هذه المصحّة.
ثم أخي الحبيب تعقيبك الرنّان على الآية الكريمة التي أوردتها لك وهي قوله تعالى:
(يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) (لأعراف:26) تقول فيه: ((هل هذا كلام ينكلم به طالب علم؟؟!!
ألأن الله لم يتكلم بلفظ الزينة هاهنا مع اللباس = بطل أن تكون الزينة في الكلام العربي تستعمل في موضع اللباس؟؟!!
ما هذا؟؟!!
يا مشايخ ويا إخوان= إن للحجج سنن وللحوار أحكام .. ولا يصلح أن يُشغل الباحث بأشياء لا خطام لها ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وأدنى نظر منك يا أستاذ حسن سيُوقفك على قول الله: {يا بني آدم خذوا زينتكم} يقول الطبري: أي من الكساء واللباس ..
بل مقتضى النظر وهو الذي أشار إليه صاحب الموضوع: ألا تُنكر أن اللباس يستعمل له لفظ الزينة ولكنك أتيت لتبحث في تقرير أنه معنى مجازي وليس أصلي ..
وانتهى الأمر إلى أن أوضح لك ما هو قولك ..
رحماك يا رب!
عجيب أمرك كيف أنك لم تفهم القصد، أم أنك فهمته وحاولت التلبيس على القرّاء الكرام
فهذه الآية الكريمة عندما ورد فيها ما يواري السوأة سمي لباسا، أي ليس زينة، أما الزينة فهي أكمل من اللباس.
مؤدّى ذلك أنه ليس من المعاني اللغوية المستخدمة في أصل الوضع اللغوي لكلمة اللباس الزّينة. وهذا أمر ظاهر في الآية الكريمة، ولا اجتهاد في موضع النص، حتى لو أنك فهمت كلام ابن مجاهد عليه رحمة الله تعالى على ماذكرت حضرتك سابقا.
والقرآن الكريم لم يوصف بأنّه نزل بلسان عربيّ بيّن فقط، بل بلسان عربيّ مُبِين.
أما الآية الكريمة:
(وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ َ)
فأنقل فيها ما ورد في التفسير:
((قوله تعالى: " وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ "
15260 - حَدَّثَنَا أَبِي, ثنا أَبُو صَالِحٍ, حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ, عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, قوله:" " وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ " وَهُوَ أَنْ تَقَرَعَ الْخَلْخَالَ بِالآخَرِ عِنْدَ الرِّجَالِ, أَوْ يَكُونَ فِي رِجْلَيْهَا خَلاخِلُ فَتُحَرِّكَهُنَّ عِنْدَ الرِّجَالِ, فَنَهَى اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَنْ ذَلِكَ, لأَنَّهُ مِنْ عَمِلِ الشَّيْطَانِ)) تفسير ابن أبي حاتم - (10/ 113)
وحتى ينجلي الأمر لجميع القرّاء الكرام، فإنني أتابع من سبقني من سلف هذه الأمّة بما بيّنوه من أوجه اللغة العربية وأساليب البيان العربي، من بديع وجناس، وتشبيه، وحقيقة، ومجاز، وكناية، والتفات ...
ومن هذا الباب وحده يجوز أن نطلق على الولد زينة، وعلى المال زينة، فالمال ليس هو الزينة بذاته إلا إن كان ذهبا واتُّخِذ بعضَه حليّا على نحو ما كانت تتزين به النساء بالدنانير الرشادية (الذهبية)، أما نقود اليوم فليست زينة بذاتها، بل هي ما يجلب الزّينة.
ومن بلاغة القرآن الكريم تقديم المال على البنين في قوله تعالى: ((الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً)) (الكهف:46) إذ هي سبب عدّ البنين زينة ونعمة، فابتدأت الآية الكريمة بذكرها.
وعند عدم النظر إلى وجود المال أو عدم وجوده عدّ إنجاب البنين من الشهوات قال تعالى: ((زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ)) (آل عمران:14)
وعدم وجود المال قد يدفع بأحد الأبوين إلى قتل أبنائه، قال تعالى:
((قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)) (الأنعام:151) ((وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً كَبِيراً)) (الاسراء:31)
ومن لم يرقب رضى الله في أمواله وأولاده كانوا له فتنة، قال تعالى: ((وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ)) (لأنفال:28)
وبعض الأبناء قد يكونون وبالا على أهلهم قال تعالى:
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)) (التغابن:14) ((فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلاماً فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً)) (الكهف:74) ... ((وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً)) (الكهف:80) ((أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ)) (المؤمنون:55 - 56) فالولد ليس زينة على الحقيقة، ولا المال زينة على الحقيقة .... وليس من أصل الوضع اللغوي الظاهر لمعنى الولد الزينة بل هذا كلّه أسلوب من أساليب العرب التي نزل بها القرآن الكريم.
والله سبحانه وتعالى من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[19 Oct 2009, 12:21 ص]ـ
وقول الإمام مجاهد ليس بيانا لمعنى الزينة من حيث اللغة، بل هو بيان لأقل ما يجوز للإنسان أن يتخذه عند المساجد حتى لو لم يكن مسلما،
دعوى ...
بل هو بيان لأقل ما يجوز للإنسان أن يتخذه عند المساجد حتى لو لم يكن مسلما
واسمه: زينة
قصرك دلالة الزينة على ما يواري العورة
خطأ في فهم كلام المخالف ..
التلبيس على القُرّاء
تهمة بلا بينة ..
بأمور معلومة من الدين بالضرورة ولا تخفى على طلبة العلم المبتدئين
خطابة مجردة ...
فمن يسلّم لك بادّعائك الخطابي
عدم قدرة على التفريق بين الدعوى وبين طلب الحجة ..
كل سلف الأمة الذين سبقوك ممن يقولون بالمجاز
دعوى ..
ويفقهون اللغة بدرجة لن تدركها لو أفنيت عُمُرك في طلبها تتهمهم بأنهم ليس معهم دليل واحد ولا عُشر دليل وليس معهم سوى الدعوى والظن. أخي الحبيب لعلنا إذا توجهنا إلى أحد المصحات العقلية وسألنا بعض النازلين فيها لقال: إنّ كل الناس مجانين وأنا العاقل الوحيد، ولعل قوله هذا هو ما أدخله إلى هذه المصحّة.
تهويل خطابي ..
وأحسن من كل ذلك قول الله: {خذوا زينتكم عند كل مسجد)}
وقد كان فيها وفي تفاسير السلف ووصفهم لما يواري العورة وللعباءة وللشملة = مقنع .. بل من تأمل قول قتادة: الشملة من الزينة .. عرف كيف كانت العرب تفقه كلام العرب الأولى ..
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[19 Oct 2009, 12:36 ص]ـ
أعان الله أبا فهر لأنه يضطر في كل مرة أن يخوض نقاشاً يُفهِّمُ فيه بعضَ الأخوة نظرية المجاز وينقدها، ولعل الإحالة إلى مقالاته السابقة أجدى وأكثر حفظاً للوقت والجهد، سيما أن بعض الأخوة يناقشونه وهم لم يفهموا بعد نظرية المجاز فضلاً عن فهم نقده - أو نقد شيخ الإسلام قبله - لها.
المقالات هنا:
http://www.tafsir.org/vb/showpost.php?p=87082&postcount=73
أخي أبو الحسنات
ما معنى النحو؟ ومن أوّل من تلفظ بهذه الكلمة لجعلها مصطلحا ذا دلالة خاصة؟ ولماذا أسست قواعده؟ وكيف أسست قواعده؟؟؟ ومن أوّل من أسسها؟؟؟
نعم شيخنا الحبيب النحو غير ذلك ولكن ليس عندي بل في ذلكم الزمان؛وكان النحو يومئذٍ هو علم العربية كله، وكان يعم أبواب النحو والصرف والقراآت وغيرها ... ))
سبحان الله؟؟؟؟؟؟؟
اقرأ معي قول أبي العباس ثعلب: ((لا يصح الشعر ولا الغريب ولا القرآن إلا بالنحو؛ فالنحو ميزان هذا كله)) [المجالس ص/310].
وإذاً فأهداف النحو وقتها كانت تنتهي إلى أنه ((علم بيان المعنى وتبيينه)) ...
عذرا أخي أبو الحسنات إن قلت لك إن هذا الكلام كمن يسأل وين ذانك يا جحا؟؟؟ والعجب كل العجب ليس من السؤال، بل في إجابة جحا رحمه الله تعالى؟؟؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[19 Oct 2009, 12:55 ص]ـ
ما تستغربش أوي كده يا مولانا ..
افتح بس أي كتاب جيد في تاريخ النحو = ستجد هذا الكلام ..
أو اسأل في قسم اللغة العربية في جامعتك عن كتب الأمالي التي هي درة التصنيف العربي .. ثم إذا دُللتَ عليها = فافتحها = لتجد النحو والصرف والبيان والأدب والحديث والتاريخ والقرآات ..
ثم انظر لأئمة الأدب والقرآات والتاريخ وأيام العرب في تلك الطبقات الأولى = لتجدهم هم علماء النحو .. ولتجد كل ذلك منضوياً تحت راية النحو ..
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[19 Oct 2009, 12:59 ص]ـ
بل من تأمل قول قتادة: الشملة من الزينة .. عرف كيف كانت العرب تفقه كلام العرب الأولى ..
هذا كلام صحيح الشملة من الزينة، لكن هل من أصل الوضع اللغوي لمعنى الشملة هو الزينة؟؟؟؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[19 Oct 2009, 01:14 ص]ـ
اسأل هذا السؤال لمن يُثبت تلك الأسطورة المسماة = أصل الوضع اللغوي .. أو يُثبت لها فائدة .. أو يُصحح أن يبني عليها علماً ..
أما نحن فبرأنا الله من كل ذلك .. ولا نشهد إلا بما علمنا من غير أن نقع في الدعاوى أو التحكم أو التألي ..
ولفظ الزينة كلفظ الطعام كلفظ الشراب كلفظ اللباس = يدخل تحته كل معنى استعملته العرب فيه من غير دعوى ولا تحكم ولا تقديم لأحد المعاني من غير بينة ولا برهان ..
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[19 Oct 2009, 01:53 ص]ـ
سبحان الله
هل نلغي كل كلام العرب لنستخدم كلمة واحدة زينة
ولماذا لانجد هذه الكلمة تدور في كل الألفاظ في المعاجم اللغوية أم أنهم لم يتنبهوا لما برأكم الله منه؟؟
ثم أين برّأكم الله؟؟
ومتى برّأكم الله؟؟؟
وما هو دليلكم على هذه التبرئة التي برأكم الله إيّاها؟؟؟؟
أخي الحبيب أنت الذي تتبرأ وليس الله هو الذي يبرّؤك. ثم استخدامك لضمير الجماعة لم أسطع أن أميّز هل استخدمته للدلالة على جماعة كثيرة ترى الذي تراه أنت، أم هو ضممير الشأن فحسب؟؟
وأذكرك بالآية الكريمة التي يجب أن يضعها كل مسلم قبالة عينيه ---ولا أقصد فيها لمزك بشيء، بل محض التذكير--- وهي قول الله تعالى:
(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) (الكهف:103 - 104)
أسأل الله تعالى أن لا يتحقق فينا معناها، لا أنا ولا أنت.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[19 Oct 2009, 02:17 ص]ـ
هل نلغي كل كلام العرب لنستخدم كلمة واحدة زينة
وهل لفظة الطعام واستعمالها في معانيها وتحقيق دلالتها = ألغى ذلك (القمح والبر والشعير واللحم والثريد والأرز)
الحمد لله الذي برأنا من تلك الدعاوى التي لا خطام لها ..
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[19 Oct 2009, 04:09 ص]ـ
ما تستغربش أوي كده يا مولانا ..
افتح بس أي كتاب جيد في تاريخ النحو = ستجد هذا الكلام ..
أو اسأل في قسم اللغة العربية في جامعتك عن كتب الأمالي التي هي درة التصنيف العربي .. ثم إذا دُللتَ عليها = فافتحها = لتجد النحو والصرف والبيان والأدب والحديث والتاريخ والقرآات ..
ثم انظر لأئمة الأدب والقرآات والتاريخ وأيام العرب في تلك الطبقات الأولى = لتجدهم هم علماء النحو .. ولتجد كل ذلك منضوياً تحت راية النحو ..
ليه بس كده يا مولآنه
أول من وضع أسس النحو سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه
حيث كان يسير في جنازة فسأله بعض السيّارة من المتوفي؟؟؟ إيه قال له يا مولانا؟؟
قال له الله. قال ما عن هذا سألت!!!!!. قال: فقل من المتوفى.
فقسّم الكلام، وأسند الأمر إلى أبي الأسود الدؤلي، وحينما أتاه الدؤلي بالكتاب نظر فيه وقال نعم النحو الذي نحوت، ومنذ ذلك الحين سمي النحو نحوا، أي نعم هذه الوجهة التي اتخذتها في تقسيم الكلام من مسند ومسند إليه ... أي من فعل وفاعل في أيامنا هذه.
وهذا الكتاب الذي ألّفه أبو الأسود لم يخرجه للناس لأنه ... وما أظهره إلا حين نقط المصحف في سبيل إزالة اللحن من ألسنة الناس!!!!!!!!!!!!
واللحن يا مولانا هو الخطأ في الإعراب؟؟؟
فهل هذا أصل النحو الذي برّأكم منه الله تعالى؟؟
ولأنه إعراب تُفهم به القراءات ويفهم به جميع الكلام العربي،
فقول الله تعالى: (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (البقرة:37)
والقراءة الأخرى؛ آدمَ، كلماتٌ: هذا يفهم بالإعراب.
(وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) (فاطر:28) هذا يفهم بالإعراب، إلي هو النحو بعينه، وبذاته وبصفاته.
فإن كنت تنوي أن تلوي عنقه فأنت حرّ، وإذا كان هذا هو أصل النحو وهو ما نعرفه الآن فلماذا ندوخ رؤوسنا بأمور لا فائدة ترجى منها. يعني مكانك سر (إمشي).
سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا حول ولا قوة إلا بك،لا علم إلا علمك، فاغمسنا اللهم في بحار علمك واجعلنا من ورثة علم أنبيائك ورسلك.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[19 Oct 2009, 05:11 ص]ـ
فهل هذا أصل النحو الذي برّأكم منه الله تعالى؟؟
أين تجد في كلامي أن الله برأنا من النحو؟؟
أما ما قبل ذلك من خبر علي رضي الله عنه وأبو الأسود = فهو تاريخ مرسل لا أصل الله ..
ولكنا لم نقصد لهذا ولم نبحث فيه،ولو وفرت جهدك وتوفرت على قراءة المقالات التي دللتك عليها = لأرحتَ واسترحتَ
بدلاً من هذه الحدوتة الطويلة عن النحو والتي لا مدخل لها هنا أصلاً ..
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[19 Oct 2009, 01:42 م]ـ
مرسل لا أصل الله ..
أعتقد أنكم قصدتم لا أصل له
عموما هذا هو تاريخنا الذي تذكره أمهات كتب اللغة العربية والتاريخ، وإذا شطبنا من مكتباتنا جميع كتب التاريخ والحضارة الإسلامية اللغة العربية ما الذي سيبقى يا مولانا
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[19 Oct 2009, 09:57 م]ـ
نعم .. جزاك الله خيراً قصدتُ (لا أصل له)
ما الذي سيبقى يا مولانا
سيبقى الصدق الذي أنجى الله به وبالمنهج الهادي له أمتنا من أن تلقى مصير القوم الذين حرفوا دينهم وأخذوه بالمراسيل المجردة ..
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[20 Oct 2009, 12:26 ص]ـ
سيبقى الصدق الذي أنجى الله به وبالمنهج الهادي له أمتنا من أن تلقى مصير القوم الذين حرفوا دينهم وأخذوه بالمراسيل المجردة ..
إن كنت قصدتني بالذين يأخذون دينهم بالمراسيل، فأنا أسامحك مع أنك غمزت بذلك في مشاركة سابقة لك وقلت لي: إبق على دينك.
وأعلمك أن ديني الإسلام؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، ولم يكن له كُفُوا أحد، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله بلّغ الرسالة وأدى الأمانة .. . هذا ديني عليه أحيا وأسأ الله أن يميتني عليه.
وَقُلْ صَادِقًا لَوْلاَ الْوِئَامُ وَرُوحُهُ ------لَطاَحَ الْأَنَامُ الْكُلُّ فِي الْخُلْفِ وَالْقِلاَ
وَعِشْ سَالماً صَدْراً وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ --- تُحَضَّرْ حِظَارَ الْقُدْسِ أَنْقَى مُغَسَّلاَ
أما إن كان قصدك أن جميع من قال بالمجاز هم من يحرفون دينهم، وأن الصدق ما تذهب إليه بفهمك. فأعتقد أنك ستخرج ملايين المسلمين من دينهم بادّعائك الباطل هذا. عموما هناك مثل يقول: كل شاة معلقة بعرقوبها.
والحمد لله أنك لست من خزنة الجنّة ولا النار، وحكمهما ليس بيد أحد إلا الله.
يا مولآنه ده كلام خطير جدا؛ فكل يؤخذ من كلامه ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم. رحم الله أئمتنا المجتهدين الذين كانوا يقولون، كلامي صحيح يحتمل الخطأ ... وإذا صح عندكم الحديث فاضربوا بقولي عرض الحائط. ولم يحكم أحدهم على من خالف فكره بأنه كافر أو ضال أو ....
يَرَى نَفْسَهُ بِالذَّمِّ أَوْلَى لِأَنَّهَا -----عَلَى المَجْدِ لَمْ تَلْعقْ مِنَ الصَّبْرِ وَالْأَلاَ
وَقَدْ قِيلَ كُنْ كَالْكَلْبِ يُقْصِيهِ أَهْلُهُ------- وَمَا يَأْتَلِي فِي نُصْحِهِمْ مُتَبَذِّلاَ
لَعَلَّ إِلهَ الْعَرْشِ يَا إِخْوَتِي يَقِى---------- جَمَاعَتَنَا كُلَّ المَكاَرِهِ هُوّلاَ
وَيَجْعَلُنَا مِمَّنْ يَكُونُ كِتاَبُهُ ----------شَفِيعاً لَهُمْ إِذْ مَا نَسُوْهُ فَيمْحَلاَ
وَلَوْ أَنَّ عَيْناً سَاعَدتْ لتَوَكَّفَتْ----- سَحَائِبُهَا بِالدَّمْعِ دِيماً وَهُطّلاَ
وَلكِنَّها عَنْ قَسْوَةِ الْقَلْبِ قَحْطُهاَ --فَيَا ضَيْعَةَ الْأَعْمَارِ تَمْشِى سَبَهْلَلاَ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 Oct 2009, 08:51 ص]ـ
يا مولانا لا تستعجل التهمة!
قصدتُ أن المنهج الإسلامي في طلب الصدق وتحري التاريخ الثابت بالإسناد الصحيح هو الذي أنجانا الله به كمسلمين (من جهة الأسباب) من أن يكون ديننا دين محرف كدين اليهود والنصارى قائم على المرسلات والمعضلات والمنقطعات ..
ومعاذ الله أن أقصد أن أجبهك بما فهمته عني ..
وأنت أخ فاضل لم أحفظ عنك سوء أدب أو قبيح عبارة ..
وعلى اختلاف مذهبنا ومشربنا = فإني أحبك وأودك بقدر ما بيننا من عقد الإسلام وموارد الاتفاق .. وأعذرك -في الجملة- فيما بقي من نقاط الاختلاف ..
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[20 Oct 2009, 12:12 م]ـ
يا مولانا لا تستعجل التهمة!
قصدتُ أن المنهج الإسلامي في طلب الصدق وتحري التاريخ الثابت بالإسناد الصحيح هو الذي أنجانا الله به كمسلمين (من جهة الأسباب) من أن يكون ديننا دين محرف كدين اليهود والنصارى قائم على المرسلات والمعضلات والمنقطعات ..
أخي الحبيب إن الكلام الذي سقتموه سابقا في معرض الحوار يوهم ذلك، فحينما ذكرت لحضرتك ما يروى من قصة سيدنا علي مع أبي الأسود الدؤلي، أجبتني بأنها مجرد مراسيل. وبحديثك هذا يتضح الأمر، بارك الله فيكم
وعلى اختلاف مذهبنا ومشربنا = فإني أحبك وأودك بقدر ما بيننا من عقد الإسلام وموارد الاتفاق .. وأعذرك -في الجملة- فيما بقي من نقاط الاختلاف ..
هذا الذي نكنّه للجميع، فتنوع الفكر والمشرب لا يعني بأي حالا من الأحوال الاختلاف والتنافر، نسأل الله تعالى أن يوحد كلمة المسلمين ويجمع بينهم ويؤلف قلوبهم.
يقول الله سبحانه وتعالى: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (الحشر:10)
فالحق والحكمة ننشد(/)
المدخل إلى فقه اللسان الأول .. (1) .. كتب مختارة ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 Oct 2009, 01:54 ص]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ..
هذا عنوان بحث لي أجتزأ منه بعناوين بعض الكتب التي لا غنى عن مطالعتها لمن أراد فقه اللسان الأول لسان قوم النبي صلى الله عليه وسلم الذين بُعث فيهم وهو نفسه اللسان الذي أتت به هذه الشريعة،ومن لم يفقه هذا اللسان فلا ثقة باستنباطاته من هذا اللسان أصلاً،ولا يكاد يُدرك صواباً إلا بطريق التقليد، وكلما ازداد حظ المرء من هذا اللسان = ازداد فقهه لهذه الشريعة،وازداد اقترابه من قلب ولسان صحابة النبي والقرون المفضلة، وازداد علمه بالهدي الأول الذي كانوا عليه. وقد أهمل الناس فقه اللسان والدلالات وطغى على هذا الباب = الاشتغال بالنحو والصرف والبلاغة وكلها – على أهميتها- في مرتبة هي أقل من مرتبة فقه اللسان والدلالات أهمية ..
أولاً: دراسة المفردات.
1 - كفاية المتحفظ لابن الأجدابي. [يُحفظ].
2 - الوجوه والنظائر لابن الدامغاني.
3 - معاني مفردات الكتب الستة لطارق عوض الله.
تنبيه: أغلب ما في تلك الكتب – خاصة الثاني والثالث – من تعيين لمعاني المفردات هو عمل اجتهادي يرد عليه الصواب والخطأ،فلا ينبغي أن يُجاوز به هذا القدر.
ثانياً: الدراسة التاريخية.
4 - الأدب الجاهلي لشوقي ضيف.
5 - مصادر الشعر الجاهلي للدكتور ناصر الأسد.نشر دار الجيل. وبلغني أن هناك طبعة منقحة ستصدرها دار الفتح.
6 - بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب للألوسي.
7 - طبقات فحول الشعراء لابن سلام.
ثالثاً: الدراسة الأدبية
8 - الأدب الجاهلي للدكتور علي الجندي.
9 - الحياة العربية في الشعر الجاهلي للدكتور أحمد الحوفي.نشر: دار نهضة مصر.
10 - قراءة في الأدب القديم للدكتور محمد أبو موسى.
11 - الشعر الجاهلي.دراسة في منازع الشعراء للدكتور محمد أبو موسى.
12 - من أسرار التعبير القرآني للدكتور محمد أبو موسى.
13 - شرح مائة حديث من صحيح البخاري للدكتور محمد أبو موسى.
رابعاً: الدراسة النصية.
وفيها يَعتني الطالب بقراءة وإدامة النظر وحفظ ما يستطيع من:
1 - القرآن الكريم.
2 - الصحيحان وموطأ مالك.
3 - المعلقات بشرح ابن الأنباري.
4 - المفضليات والأصمعيات بتحقيق أحمد شاكر وعبد السلام هارون.
5 - نقائض جرير والفرزدق.
6 - الأمثال لأبي عبيد.
تنبيه: بالنسبة للنثر العربي فليس هناك مصدر موحد يُطمئن إليه، وقد اخترتُ بعض المختارات التي أطمئن لصحتها ووضعتها في الكتاب.
تنبيه مهم: هذا موارد للدراسة والنظر وتكوين الملكة، أما فقه هذه المنقولات وفقه تعيين دلالاتها فلا يَتوقف على مجرد النقل بل لابد للنقل من فقه ونظر. واستيفاء قواعد هذا الفقه يُرى في بحثي بإذن الله.
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[15 Oct 2009, 02:57 ص]ـ
بارك الله بك أخي الكريم,,,,
سؤال هل هذه الكتب مرتبة حسب التدرج للمبتدىء؟؟؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 Oct 2009, 05:59 م]ـ
لا. بل هو منهج متكامل لا يغني فيه كتاب عن كتاب وليس تدريجياً .. ولا يصلح هذا الباب للمبتدئين ..
كثر السؤال عن كتاب ابن الأجدابي فأجيب عنه أولاً:
الكتاب هو كفاية المتحفظ في اللغة لأبي إسحاق إبراهيم بن إسماعيل ابن الأجدابي الطرابلسي المغربي ولا تعرف سنة وفاته إلا أنه من علماء القرن الخامس الهجري ..
وكتابه على غرار كتاب فقه اللغة للثعالبي من ذكر أسماء الأشياء وصفاتها وما تعبر به العرب عن المعاني من الألفاظ ..
إلا أنه يمتاز بميزتين:
الأولى: الاختصار المناسب للحفظ.
الثانية وهو المهمة: اقتصاره في غالب الكتاب على الألفاظ والمعاني التي تدور على ألسنة الجاهليين من غير أن يخلطها -غالباً- بلسان العرب بعدهم ..
وزاد من قيمة الكتاب حرص محقق أحسن طبعاته الدكتور: السائح علي حسين (ومثله محقق الطبعة الدمشقية) = على توثيق كل لفظة بشاهدها من الشعر العربي الصحيح (المفضليات ونحوها).
فإذا قال ابن الأجدابي: الجزع = منعطف الوادي
=
علق المحقق: قال كعب بن مالك:
فيا ليت مأسدة تسد سيوفها ... بين المذاد وبين جزع الخندق(/)
لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[15 Oct 2009, 12:49 م]ـ
هل قوله تعالى: (لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ) يندرج ضمن آيات الصفات أم لا؟
وعلى القول الأول فلماذا تأول كبار المفسرين كالطبري وابن كثير اليمين بالقوة؟
وعلى القول الثاني أي أنها ليست من آيات الصفات فما يؤمننا أن باقي ألفاظ اليمين في الآيات والأحاديث من الصفات أو ليست من الصفات؟
هل من ضابط أو قاعدة في التعامل مع مثل هذا اللبس؟
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[17 Oct 2009, 11:19 ص]ـ
الضابط لغة العرب
فلا نصرف اللفظ عن ظاهره المتبادر إلى ذهن السامع فإذا كان استعمال العرب للفظ يدل على معنى الصفة حملناه عليها
وإن كان يدل على معنى آخر غير معنى الصفة لم نحمله عليها
فالقرآن نزل بلغة العرب
حتى إن منكري الصفات لم ينكروا أنهم في تأويلهم حملوا اللفظ على غير ظاهره، وادعوا أن ماحملهم لمخالفته للقواعد التي زعموها عقلية تخالف هذا الظاهر.
وهناك أمثلة أخرى
كقوله تعلى: يوم يكشف عن ساق
اختلف المفسرون في معناها المتبادر وما هو الظاهر منها؟
فالخلاف بين أهل السنة هل الظاهر منها أنه تدل على الصفة أو الظاهر أنها لا تدل على الصفة، كخلافهم في تفسير سائر آيات القرآن
وأما المعطلة فهم ينكرونها أصلا سواء كان ظاهرها يدل على الصفة أو لا
فيقولون بموجبها إن كانت لا تدل على الصفة في ظاهرها
ويقولون بتأويلها إن كانت تدل عليها في ظاهرها
والصفات التي يثبتها أهل السنة لها أدلة أخرى صريحة كالوجه واليمين والساق
وليس في ذكر اختلاف الصحابة أو التابعين أو أئمة السنة في هل الآية من آيات الصفات أو لا حجة -بحمد الله- للمعطلة على أهل الإثبات والله أعلم
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[17 Oct 2009, 11:30 ص]ـ
كيف ننزل الضابط المذكور في قوله تعالى: (لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ)
وما حكم تفسير الطبري وابن كثير لها؟
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[17 Oct 2009, 01:28 م]ـ
بارك الله فيك، وجزاك خيرا
وقد شرح صدري استفسارك في المشاركتين، وعلمت أنني أطارح طالب علم ذا قريحة،
فشجعني على المضي قدما في الحوار، مع المشقة وذهاب الوقت، لأنني أحرص أن أكتب ما يعين القارئ ويسهل تصوره، ولا أحب القص واللزق.
وقد أسعدني أنك تقف عند محل الإشكال مما يوفر الوقت بارك الله فيك وهداني وإياك للحق.
قوله تعالى: لأخذنا منه باليمين
في لغة العرب تنقسم الألفاظ الكلية إلى أقسام منها ما يسمى بالمتواطئ
وهو اللفظ الدال على أشياء متفقة في المعنى الذي دل عليه اللفظ مع اختلاف أعدادها
كالرجل يطلق على زيد وعمرو لاتفاقهما وتساويهما في معنى الرجولة
وهناك ما يسمى بالمشترك وهو اللفظ الموضوع لحقيقتين مختلفتين في المعنى كالمشتري على الكوكب والمبتاع
وسواء قلنا إن اليمين من الأول: وهو أن لفظ اليمين كما تدلت عليه المعاجم يعني اليمن والبركة والقوة واليد اليمني، ويكون اللفظ العام اليمن وهو ضد الشؤم فيكون معنى مشتركا بالتواطئ المشكك بين هذه الأشياء
أو من الثاني
وهو أن اليمين يطلق على كل من اليد، ويطلق بالاشتراك على القوة، والبركة
وعلى كلا القولين فتفسير الآية باليد اليمنى، أو بالقوة كله سائغ جار على لغة العرب، ولعلك تراجع تهذيب اللغة واللسان وغيرها
فهو بالوضع موضوع للحقيقتين إما بالاشتراك أو بالتواطؤ، وليست مجازا
وآيات الصفات هي من آيات القرآن التي جاءت بلغة العرب وليس لآيات الصفات خصوصية تخرج بها عن قواعد لغة العرب ومن فعل ذلك فقد تحكم وتعسف
فالذين فسروا اليمين بالقوة لم يتأولوا وإنما اختاروا معنى من المعاني المتواطئة أو المشتركة
والذين فسروه بالصفة فعلوا ذات الأمر فلم يتأولوا
والتأويل الذي هو التحريف ليس مذموما في باب الصفات فحسب
بل هو مذموم في كل شيء لأنه تحريف عن المعنى المراد بحجج واهية.
ولذا فكما هي مسوغات الاختلاف سواء كان اختلاف تنوع أو تضاد في بقية معاني القرآن فهي هي مسوغات الاختلاف في آيات الصفات، فمنها ما هو مقبول وهو الجاري على لغة العرب ومنها ما هو مردود وهو الذهاب بالمراد إلى معنى لم تدل عليه لغة العرب، كما قالوا عن استوى استولى ونحوها، والله أعلم
كما أحب أن تعذرني إن جهلت منزلتك لأنني منقطع عن الملتقى ولا أزوره إلا لماما
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[17 Oct 2009, 02:10 م]ـ
أحسن الله إلينا وإليك بحسن التفهيم
المشتركان في اللفظ الواحد بحسب تعريف العلماء: هما الحقيقتان المختلفتان وإن اشتركتا في لفظ واحد.
فالسؤال الوارد حينئذ: أي حقيقة أراد الله تعالى من لفظ اليمين في الآية المذكورة: هل هي اليد، أو القدرة والقوة؟
أما إذا كانت حقيقة اليد هي حقيقة القدرة والقوة فلماذا يوصف من فسر اليد واليمين بالقدرة والقوة بأنه جهمي معطل؟؟
وإذا كان المراد باليمين هي اليد ولا شيء غير اليد فلماذا يفسرها الطبري وابن كثير بالقوة والقدرة؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[17 Oct 2009, 03:05 م]ـ
أخي الكريم
1 - من فسر اليمين بالقوة في الآية ليس جهميا، الجهمي المعطل هو من عطل صفة اليد اليمنى لله عز وجل لثبوتها بنصوص أخرى دالة على حقيقة اليد.
2 - ابن كثير فسر اليمين بالصفة كما هو ظاهر تفسيره
3 - أما اختلاف تفسير الطبري عن تفسير ابن كثير فهو السؤال الوارد في أسباب اختلاف المفسرين في المعاني وهو باب واسع، وأما ما هو مراد الله بالآية فالله أعلم به ويمكن النظر في آي القولين أرجح من خلال أسباب الترجيح بين الأقوال. وليس هذا محل البحث، محل البحث أننا نقول إن القولين سائغان على منهج أهل السنة والحمد لله. روبما كانا مرادين كليهما لأن اليد تتضمن القوة والقدرة.
وأحب أن تعيد تأمل الجواب السابق إن شئت بارك الله فيك وغفر لك
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[17 Oct 2009, 03:46 م]ـ
شكر الله لك:
هلا فسرت لي قولك بأن اليد تتضمن القوة والقدرة؟
أقصد ما فائدة اليد إذا كانت القدرة أو القوة تكفي في تحقيق ما تتحقق به اليد، وما فائدة القدرة أو القوة إذا كانت اليد كافية في تحقيق ما يتحقق بهما؟؟
إذا كان معناها واحدا والألفاظ متواطأة فمن قال بأن اليد ـ سواء ذكرت باليمين أو لا ـ هي القدرة لا تثريب عليه، وهو بذلك يسميها صفة، كما فعل الإمام الطبري.
وإذا كان المعنى مختلفا وهي حقائق مختلفة فلا يسوغ في المسألة إلا قول واحد والباقي خطأ لأن ظاهره تعطيل الصفة أو نفيها بإرجاعها إلى صفة أخرى.
ملاحظة: نقل البغوي عن ابن عباس قوله في تفسير اليمين: لأخذناه بالقوة والقدرة. اهـ
وإذا ساغ هنا تفسير اليمين بالقدرة والقوة وهو قول ابن عباس فيسوغ على ذلك تفسير اليمين واليد أينما وردت ولو مقترنة باليمين أو ذكر الأصابع محلها بالقدرة والقوة.
والمقصود أنه لا يقين ولا قطع في مثل هذه المسائل ومثيلاتها، بينما نجد قوما يقطعون ويجزمون.
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[17 Oct 2009, 05:09 م]ـ
وما كل دار أقفرت دارة الحمى
ولا كل بيضاء الترائب زينب
سبحانك الله وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[17 Oct 2009, 06:04 م]ـ
والذئب أخبث ما يكون إذا اكتسى
من جلد أولاد النعاج ثيابا
سبحانك الله وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[18 Oct 2009, 12:16 ص]ـ
الأخوة الكرام،
بعيداً عن مبحث الصفات أحب أن أنبه إلى أن المعنى الذي نرجحه هنا هو الآتي:
"لأخذنا منه باليمين": أي لأخذناه بيمينه. فاليمين هنا هي يمين المأخوذ وليس يمين الآخذ. ولو كان المقصود يمين الآخذ لكان الأبين فيما يظهر لي:"لأخذناه باليمين". وتعبير (لأخذنا منه) يرجح هذا.(/)
وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[15 Oct 2009, 12:58 م]ـ
قال الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي في التعليق على تفسير الطبري في قوله تعالى: (وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ):
أي لا ينظر إليهم نظر رحمة. فالنظر هنا على حقيقته. صفة لله جل وعز. كما يليق به سبحانه. (الهامش رقم 2 ج5/ص516)
فهل المقصود أن حقيقة النظر هنا هي صفة الرحمة كما يظهر من كلام الدكتور؟ أليس تفسير النظر بالرحمة تأويلا؟ فكيف يقال بأن النظر هنا على حقيقته؟
أم هل هنالك خلل في هذا التعليق؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 Oct 2009, 02:10 م]ـ
قال الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي في التعليق على تفسير الطبري في قوله تعالى: (وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ):
أي لا ينظر إليهم نظر رحمة. فالنظر هنا على حقيقته. صفة لله جل وعز. كما يليق به سبحانه. (الهامش رقم 2 ج5/ص516)
فهل المقصود أن حقيقة النظر هنا هي صفة الرحمة كما يظهر من كلام الدكتور؟ أليس تفسير النظر بالرحمة تأويلا؟ فكيف يقال بأن النظر هنا على حقيقته؟
أم هل هنالك خلل في هذا التعليق؟
إذا علمنا أن الله تعالى لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ولا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء،فالقول بأن المراد بالنظر في الآية هو نظر الرحمة هو القول الصحيح وليس فيه تأويل ولا ينفي صفة النظر وأنه حقيقة.
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[15 Oct 2009, 02:27 م]ـ
هل المقصود من النظر الحقيقي لله هو صفة البصر؟
إذا كان النظر الحقيقي هو صفة البصر فكيف يكون البصر هو الرحمة؟؟
ـ[يوسف العليوي]ــــــــ[15 Oct 2009, 02:29 م]ـ
التعليق فيه إثبات لحقيقة النظر وهذا قوله: ((فالنظر هنا على حقيقته. صفة لله جل وعز، كما يليق به سبحانه)). وأما قول: ((أي: لا ينظر إليهم نظر رحمة)) فالذي يظهر من هذا القول إثبات صفة النظر لله عز وجل وما يلزم منها، وليس نفي الصفة وتأويلها بالرحمة، فهو يقول: ((لا ينظر إليهم نظر رحمة)) ولم يقل: أي: لا يرحمهم، ولو قال كذلك فلا إشكال ما دام قد أثبت الصفة، فهو تفسير للصفة في هذا الموضع بلازمها الصحيح مع إثبات حقيقة الصفة على ما يليق بالله، وأهل السنة يثبتون الصفة على ما يليق بالله سبحانه ويثبتون لوازمها الصحيحة، قال ابن كثير في تفسير الآية: (("ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة" أي: برحمة منه لهم، يعني: لا يكلمهم الله كلام لطف بهم، ولا ينظر إليهم بعين الرحمة)).
وقد ثبت في النصوص الشرعية أن الله يبصر ويرى وينظر على الحقيقة، ومن هذه النصوص قول الله سبحانه وتعالى: (إن الله كان سميعا بصيرا)، وقوله سبحانه وتعالى: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)، وقوله: (إنني معكما أسمع وأرى)، وقوله: (ألم يعلم بأن الله يرى)، وقوله: (الذي يراك حين تقوم).
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل المشهور لما سأله عن الإحسان: «أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه؛فإنه يراك…»، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطراً»، وقال أنس بن النظر رضي الله عنه: «لئن الله أشهدني قتال المشركين؛ ليرين الله ما أصنع».
ومما يستدل به على إثبات النظر والرؤية حقيقة لله عز وجل قول إبراهيم عليه السلام: (يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا) فالمعبود الحق هو من اجتمعت فيه صفات الكمال، ومنها السمع والبصر، كما ذكر قوام السنة الأصبهاني، وقال في كتابه (الحجة في بيان المحجة): ((ذكر ما امتدح الله عز وجل به من الرؤية والنظر إلى خلقه)) ثم ذكر بعض النصوص في ذلك، وقال: ((فواجب على كل مؤمن أن يثبت من صفات الله عز وجل ما أثبته الله لنفسه، وليس بمؤمن من ينفي عن الله ما أثبته الله لنفسه في كتابه، فرؤية الخالق لا يكون كرؤية المخلوق، وسمع الخالق لا يكون كسمع المخلوق، قال الله تعالى: (فسيرى الله عملكم ورسوله). وليس رؤية الله تعالى أعمال بني آدم كرؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين وإن كان اسم الرؤية يقع على الجميع، وقال تعالى: (يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر). جل وتعالى عن أن يشبه صفة شيء من خلقه صفته، أو فعل أحد من خلقه فعله، فالله تعالى يرى ما تحت الثرى وما تحت الأرض السابعة السفلى وما في السماوات العلى، لا يغيب عن بصره شيء من ذلك ولا يخفى، يرى ما في جوف البحار ولججها كما يرى ما في السماوات، وبنوا آدم يرون ما قرب من أبصارهم ولا تدرك أبصارهم ما يبعد منهم، لا يدرك بصر أحد من الآدميين ما يكون بينه وبينه حجاب، وقد تتفق الأسامي وتختلف المعاني)، والله أعلم، وأسأله الحق وأعوذ به من الباطل.
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[15 Oct 2009, 02:38 م]ـ
إذن على جوابك أخي يوسف فإن النظر هو البصر؟
فهل سلب النظر إلى بعض المخلوقات مجاز عن عدم رحمتهم؟
أو سلب النظر حقيقة في عدم شمول بصر الله لهم في ذلك الوقت؟ وهذا نقص.
أو أن الصر تختلف كيفيته، وهذا غير صحيح لأن البصر من حيث هو إدراك لا اختلاف فيه.
وكلام ابن كثير والطبري صريح في اعتبار نفي النظر من باب المجاز والكناية عن عدم الرحمة، وبتفسيرهم تنحل الإشكالات، لكن عند من يرفض المجاز في القرآن تبدأ التعقيدات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يوسف العليوي]ــــــــ[15 Oct 2009, 03:09 م]ـ
القول بالكناية في الآية لا ينفي الحقيقة، لأن الكناية قد يصح معها إرادة الحقيقة، وأهل السنة يثبتون حقيقة الصفة على ما يليق بالله عز وجل ويثبتون لوازمها الصحيحة، بخلاف بعض المبتدعة فإنهم يؤولون الحقيقة باللوازم، ويقتصرون على القول بالكناية مع نفي الحقيقة، والله أعلم.
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[15 Oct 2009, 03:25 م]ـ
لماذا لجأ الطبري والبغوي وابن كثير وغيرهم ممن لا يحصون كثيرة إلى تجاهل المعنى الأساسي والتفسير بالكناية وباللوازم؟؟؟
ـ[عبد الرحمن الداخل]ــــــــ[16 Oct 2009, 11:38 ص]ـ
إذن على جوابك أخي يوسف فإن النظر هو البصر؟
فهل سلب النظر إلى بعض المخلوقات مجاز عن عدم رحمتهم؟
أو سلب النظر حقيقة في عدم شمول بصر الله لهم في ذلك الوقت؟ وهذا نقص.
أو أن الصر تختلف كيفيته، وهذا غير صحيح لأن البصر من حيث هو إدراك لا اختلاف فيه.
وكلام ابن كثير والطبري صريح في اعتبار نفي النظر من باب المجاز والكناية عن عدم الرحمة، وبتفسيرهم تنحل الإشكالات، لكن عند من يرفض المجاز في القرآن تبدأ التعقيدات.
استدراجك كان رائعاً والقول بالكناية والمجاز يزيل كثيرا من الاشكالات(/)
هل تعارض آيات بدء الخلق عقيدة الخلق الذي لا أول له؟
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[15 Oct 2009, 04:53 م]ـ
إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ (يونس: 4)
مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ (يونس: 34)
أَمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ (النمل: 64)
اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ (الروم: 11)
وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ (الروم: 27)
فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ (العنكبوت:20)
كل هذه الآيات، مع قوله صلى الله عليه وسلم: (كان الله ولا شيء معه) تفيد بالقطع واليقين أن للمخلوقات كلها أول، أخرجت من العدم إلى الوجود من غير شيء ولا أصل كما قال إمام المفسرين الطبري.
فهل تبطل هذه آيات في بدء الخلق عقيدة الخلق الذي لا أول له؟
وإذا كان غير ذلك فما دليل من يقول بأن المخلوقات لا أول لها في جانب الماضي؟
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[17 Oct 2009, 10:56 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم هناك بحث مهم لكاملة الكواري على موقعها
http://www.alkuwarih.com/
وقد قدم له فضيلة الشيخ سفر الحوالي
ولعل الله أن ينفعك به
وأرى أن الخلاف لفظي بين أهل السنة والحديث (خاصة) القائلين بإمكان حوادث لا أول لها وامتناعه
والسبب فيه
أن الجميع متفق على أن الله هو الاول ليس قبله شيء سبحانه
كما اتفقوا
على أن كل فرد من أفراد الحوادث مسبوق بالعدم
لكن وقع النزاع بسبب اختلاف نظرهم إلى جنس الحوادث وأنواعها أو آحادها
فوقع كلام بعضهم على الأول فقال بالإمكان
ووقع كلام بعضهم على الثاني فقال بالامتناع
ولم يتمكن بعضهم من تصور الفرق بينهما فقال بالامتناع لوضوح أن الله خالق كل شيء وأن ما سواه مخلوق خلقه الله من العدم ولعسر تصور التفريق بين جنس الحوادث وأفرادها
أما الخلاف مع أهل الكلام القائلين بإنكار الصفات أو بعضها فالخلاف ليس في هذه المسألة وحدها بل هو بعض أفراد الخلاف في أصل المسألة والتي ينكرون فيها الصفات بناء على إنكار قيام الحوادث بالله تعالى.
والأمر بحمد الله واضح جدا فالله تعالى، لم يزل خالقا عليما، قادرا على الخلق، وهو الأول فليس قبله شيء، فلا يتصور مؤمن بكمال الله أنه الله تعالى كان في وقت غير قادر على الخلق أو كان الخلق ممتنعا عليه، فهذا لا يمكن أن يقر به مؤمن لأن الله على كل شيء قدير، سبحانه، ولا معنى لاسمه الخالق وصفة الخالق بدون إمكان قدرته على خلق المخوقات وإحداثها
فجنس المخلوقات لم يزل ممكنا في الماضي، والقول بخلافه معناه أن الخلق في وقت كان ممتنعا على الله تعالى الله عن ذلك
أما كل واحد من المخلوقات فهو مسبوق بالعدم كالسموات والأرض وبني آدم والعرش والكرسي والماء والقلم وهكذا كل مخلوق فهو خلقه الله تعالى بعدم أن لم يكن، فليس فرد من أفراد المخلوقات أزليا
وأما ما ذكرت أخي من الآيات فواضح أن المراد بالمصدر المفعول
أي بدء المخلوقات وإعادتها
فكل مخلوق فالله هو الذي بدأ خلقه بعد أن لم يكن
وليس هناك فرد من أفراد المخلوقات إلا وقد خلقه الله وبدأ خلقه سبحانه
ولا يدل هذا على امتناع وجود مخلوقات في الماضي قبله
وما أحسن كلام الإمام الشنقيطي في رحلته إلى الحج
اما بالنظر إلى وجود حوادث لا أول لها يايجاد الله، فذلك لا محال فيه ولا يلزمه محذور لأنها موجودة بقدرة وإرادة من لا أول له جل وعلا. وهو في كل لحظة من وجوده يحدث ما يشاء كيف يشاء فالحكم عليه بأن احداثه للحوادث له مبدأ يوهم أنه كان قبل ذلك المبدأ عاجزاً عن الايجاد سبحانه وتعالى عن ذلك. وإيضاح المقام انك لو فرضت تحليل زمن وجود الله في الماضي إلى الأزل إلى أفراد زمانية أقل من لحظات العين أن تفرض ان ابتداء ايجاد الحوادث مقترن بلحظة من تلك اللحظات فإنك ان قلت هو مقترن باللحظة الأولى قلنا ليس هناك أولى البتة، وإن فرضت اقترانه بلحظة أخرى فإن الله موجود قبل تلك اللحظة بجميع صفات الكمال والجلال بما لا يتناهى من اللحظات وهو في كل لحظة يحدث ما شاء كيف شاء فالحكم عليه بأن لفعله مبدأ، لم يكن فعل قبله شيئاً يتوهم أن له مانعاً من الفعل قبل ابتداء الفعل، فالحاصل أن وجوده جل وعلا لا أول له وهو في كل لحظة من وجوده يفعل ما يشاء كيف يشاء فجميع ما سوى الله كله مخلوق حادث بعد عدم، إلا أن الله لم يسبق عليه زمن هو فيه ممنوع الفعل سبحانه وتعالى عن ذلك. فظهر أن وجود حوادث لا أول لها إن كانت بإيجاد من لا أول له لا محال فيه وكل فرد منها كائناً ما كان فهو حادث مسبوق بعدم لكن محدثه لا أول له وهو في كل وقت يحدث ما شاء كيف شاء سبحانه وتعالى
والحديث ذكر ابن تيمية أن سؤال أهل اليمن لم يكن عن جميع المخلوقات أو جنسها وإنما كان السؤال عن هذا العالم المشهود حيث قال رحمه الله:
ولكن مراده إخباره عن خلق هذا العالم المشهود الذي خلقه الله في ستة أيام ثم استوى على العرش، كما أخبر القرآن العظيم بذلك في غير موضع، فقال تعالى: {وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء} وقد ثبت في صحيح مسلم عن عبدالله بن عمرو، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (قدر الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء)، فأخبر - صلى الله عليه وسلم - ان تقدير خلق هذا العالم المخلوق في ستة أيام، وكان حينئذ عرشه على الماء.
وعلى كل حال أخي فالمسألة طويلة وفيها مباحث كثيرة لكنني مع طول تتبعي لها تبين لي أن محل النزاع ما ذكرت سابقا
وقد كتب فيها الأستاذ الدكتور جعفر شيخ إدريس كلاما نفيسا في كتابه الفيزياء ووجود الخالق بدءا من ص 128، طبعة المنتدى الإسلامي
وفقك الله لما يحب ويرضى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[17 Oct 2009, 11:24 ص]ـ
بارك الله فيك على هذا التفصيل الطيب
واسمح لي أن أطلب منك توضيحا لبعض الاستفسارات إن تكرمت عليّ بإيضاحها.
ما الدليل على تخصيص (الخلق) في الآيات الواردة بالأفراد دون الأجناس؟ فإن تخصيص العام الوارد في كتاب الله بلا دليل قوي يشبه تحريف الكلم عن مواضعه، فالله تعالى ذكر بدا الخلق، والمتبادر أنه بدأ الأفراد والأجناس، وأما إذا كان المقصود أنه بدأ الأفراد فقط فإضافة إلى أنه تحكّم في تفسير كلام الله، فإنه يوهم أن الجنس غير مخلوق لله تعالى، وفيه خروج بعض المخلوقات عن قدرة الله تعالى، وفيه من العقائد الباطلة ما فيه.
ثم أليس المفروض وضوح العقيدة وسهولتها؟؟؟ فكيف يتحقق ذلك مع التفريق بين أفراد المخلوقات وجنسها وهي فلسفة لا يعلمها عامة المسلمين فهم لا يعرفون الفرق بين الأفراد والجنس؟؟ فهلا عرفتنا من فضلك حقيقة الفرق بين الأفراد والجنس حتى نفهم مقصود من قال بأن الأفراد لها أول أما جنس المخلوقات لا أول له؟؟؟
وأخيرا، فقولك أخي الفاضل: (ولا معنى لاسمه الخالق وصفة الخالق بدون إمكان قدرته على خلق المخوقات وإحداثها) فيه حل الإشكالات كلها، ففي الأزل الله تعالى قادر على أن يخلق، ولا يلزم من كونه قادرا على أن يخلق أنه خلق بالفعل، فالعجز هو أن يكون غير قادر على الخلق، لكن هذا منتف في حق الله تعالى.
فلا يلزم أن يكون خلق في الأزل بالفعل حتى يستحق اسم القادر، بل مجرد قدرته على الخلق تحقق اتصافه بالقدرة على الخلق. وهذا واضح من كلامك لو تأملت فيه.
والحاصل أن تقسيم العالم إلى أفراد وأجناس، والرفض بأن الله كان وحده في الأزل ولم يكن شيء معه، كما نص على ذلك نبينا صلى الله عليه وسلم، أدى بأصحاب ذلك القول إلى تعسفات كبيرة، وليتهم ما خاضوا في تلك المتاهات وصدقوا القرآن في أن الله تعالى بدأ خلق المخلوقات (أجناسها وافرادها) من العدم من لا شيء.
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[17 Oct 2009, 03:18 م]ـ
أخي الكريم وفقك الله
الإمر إيضاحه سهل إن شاء الله
الجنس معنى لا يوجد إلا في الأذهان وأما في الخارج فلا شيء منفصل اسمه جنس، وإنما هو معنى كلي يتساوى عدد أفراده فيه.
فإذا قلت: الله خلق الجنس، فالمقصود أفراده، لأن الجنس ليس شيئا إلا في الأذهان، والموجود خارج الاذهان أعيان آحاده.
فجنس الإنسان- مثلا-: هو زيد وعمرو وبكر إلخ، يجمعهم جنس الإنسان، فهل يمكن أن تأتيني بهذا الجنس أو المعنى الكلي المشترك بينهما منفصلا عنهم.
فإذا قلنا بدأ الله الخلق فالمقصود بالخلق هو أفراد المخلوقات الموجودة في خارج الأذهان وليس هذا المعنى المشترك الكلي لجنس المخلوقات والذي لايمكن وجوده إلا في الأذهان.
وهذا بحمد الله واضح فلو جمعت أهل العربية علماءهم وأفرادهم لقالوا المخلوقات هذه هي الموجودة في الخارج، ولم يشتبه عليهم الأمر مطلقا، ولم يرد في أذهانهم أنه المعنى الكلي المشترك أبدا.
وما الاستفسار الثاني:
فإن القائلين بعدم وجود حوادث لا أول لها، يقولون بامتناع ذلك، يعني باستحالته، والممتنع: هو الذي يمنع العقل وجوده،
وأنت تقول: إن الله لم يزل قادرا على الخلق لكنه لا يلزم منه أن خلق فعلا
وهذا أمر مختلف عن دعوى من ادعى وجود حوادث لا أول لها
لأن قولك يلزم منه الإقرار بإمكان حوادث لا أول لها، لأن الله قادر في كل حين سبحانه، وكل وقت حصل فيه خلق وحادث، فالله قادر على الخلق قبله، وهو عين القول بوجود حوادث لا أول لها
أما قولك لا يلزم من قدرته على الخلق أن يفعله، فصحيح أنه لا يلزم من هذا الوجه
لكن يلزم من أمور أخرى منها
أن الله سما نفسه الخلاق، والخالق، وأحسن الخالقين، ومن هذه صفته فهل من الكمال أن يبقى دهورا وآمادا لا يخلق فيها مثقال ذرة
وأظن تصور هذا يكفي استبعاده
بارك الله فيك وجزاك خيرا، فقد أعدت إلينا شيئا من لذائذ الحوار والمناقشة.
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[17 Oct 2009, 03:36 م]ـ
نعم هو حوار لذيذ فعلا لو كلل بالفهم الصحيح.
هل القدرة على الخلق يلزم منها وجود المخلوق؟
الجواب الصحيح: لا.
لكن في كلامك أخي تنطلق من القدرة على الخلق إلى القول بوجود المخلوق من مجرد القدرة على الخلق وهذا انتقال بلا واسطة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا كما أقررت أنه لا يلزم من القدرة على الخلق وجود المخلوق، فيرتفع الإشكال ويثبت صدق النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: كان الله ولا شيء معه، أو لا شيء غيره.
فافترض في ذهنك أنه سبحانه لم يزل موصوفا بالقدرة، ومع ذلك أراد أن لا يوجد شيئا في الأزل، وهو سبحانه يفعل ما يريد، وقد أراد عدم إيجاد المخلوقات أزلا، كما أخبر بذلك في القرآن في آيات بدء الخلق وفي الحديث الشريف الصحيح الناص على ذلك بحيث لا يحتمل التأويل.
فالذي يجب فهمه أن القدرة على الخلق لا تستلزم الخلق بالفعل، وأن الله تعالى كان ولا شيء معه بما في ذلك الوقت والحين والزمن الذي أدى بك إلى اعتقاد أنه مرت أزمان ودهور لم يخلق الله تعالى فيها شيئا.
فالزمان ليس موجودا مع الله في الأزل لأنه مخلوق كباقي المخلوقات. فلا يمكنك القول بأنه مرت أزمة ودهور لم يخلق فيها اللهُ ذرة.
وأيضا لو فرض وجود زمان وهمي فالله تعالى أراد أن لا يخلق فيه مع أنه قادر على ذلك، كما أنه أراد أن يجعل للقيامة زمانا معينا ليس هو فيما مضى من الأزمان، مع أنه قادر على جعل يوم القيامة قبله بقليل أو كثير. والله يفعل ما يريد ولا يفعل ما لا يرد فعله. وقد بين الحديث أنه تعالى كان ولم يكن شيء معه، فهو تعالى لم يرد الخلق في الأزل فلم يخلق، وهذا من نفوذ إرادته سبحانه.
أما شبهة أن الله سمى نفسه خالقا فيجب أن يخلق، فلتعلم أن التسمية ليست متوقفة على وجود المخلوق، وإلا فسيكون اسمه الخالق حادثا كما قالت المعتزلة لأنك تقول بأن أفراد الحوادث حادثة، فهو قبل أن يخلق كل فرد من أفراد تلك المخلوقات لم يكن يسمى خالقا على قولك، لكنه يسمى خالقا في الحقيقة وإن لم يوجد الخلق بالفعل وذلك لأن اسمه الخالق يعود إلى تسمية نفسه بكلامه، وهو يسمي نفسه بما شاء في أزله سبحانه وتعالى، وقد سمى نفسه خالقا لأنه قادر على الخلق، ولو لم يوجد المخلوق عندما سمى نفسه خالقا، كما أن بعض الأسماء تظهر تعلقاتها يوم القيامة مع أن يوم القيامة لم يحدث بعد.
أرجو أن تتأمل جيدا.
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[17 Oct 2009, 05:11 م]ـ
وما كل دار أقفرت دارة الحمى
وما كل بيضاء الترائب زينب
سبحانك الله وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[17 Oct 2009, 05:26 م]ـ
أما قولك لا يلزم من قدرته على الخلق أن يفعله، فصحيح أنه لا يلزم من هذا الوجه
لكن يلزم من أمور أخرى منها
أن الله سما نفسه الخلاق، والخالق، وأحسن الخالقين، ومن هذه صفته فهل من الكمال أن يبقى دهورا وآمادا لا يخلق فيها مثقال ذرة
وأظن تصور هذا يكفي استبعاده
بارك الله فيك وجزاك خيرا، فقد أعدت إلينا شيئا من لذائذ الحوار والمناقشة.
الأخ الفاضل عبد الله
استمتعت بكلامك الرصين في مداخلاتك مع الأخ على والذي يدل على أنه صادر عن شخص متمكن ويتكلم عن علم، ولكن كلامك المقتبس أعلاه يحتاج منك إلى إعادة نظر لأنك أعملت عقلك مقابل النص.
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[17 Oct 2009, 06:02 م]ـ
هلا بينت لنا أخي حجازي ما الخلل في نظرك في كلام الأخ عبد الله؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[17 Oct 2009, 06:16 م]ـ
هلا بينت لنا أخي حجازي ما الخلل في نظرك في كلام الأخ عبد الله؟
بكل سرور أخي الكريم
الخلل في كلامه هو ما نبهت أنت إليه في مداخلتك وهو أنه لا يلزم من كون الله تعالى متصف بصفة الخلق أن يوجد مخلوق منذ الأزل ونفينا هذا اللزوم مبني على النص لا على إجتهاد عقلي كما فعله الأخ عبد الله حيث أعمل عقله مقابل النص فقال:
"أن الله سما نفسه الخلاق، والخالق، وأحسن الخالقين، ومن هذه صفته فهل من الكمال أن يبقى دهورا وآمادا لا يخلق فيها مثقال ذرة
وأظن تصور هذا يكفي استبعاده"
فهذا الاستبعاد من الأخ عبد الله مبني على اجتهاد عقلي في فهم مدلول أسماء الله وصفاته مقابل النصوص الصريحة المبينة للقضية.
أرجو أن أكون قد أجبتك.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[17 Oct 2009, 08:18 م]ـ
الأخوة الكرام،
1. قول الله تعالى:" الله خالق كل شيء"، يدل على أن: كل شيء غير الله فهو مخلوق.
2. علم الله بما سيخلق أزلي لا بداية له. فلا تنفك صفة العلم عن صفة الإرادة ولا عن صفة الخلق. ومن هنا لا إشكال.
3. المأزق العقلي لدى البشر هو الآتي: عندما خلق الله أول خلق كان قد مضى زمن لا نهائي على إرادة الله أن لا يخلق. ولو خلق قبل أو خلق بعد لكان السؤال: لماذا الآن طالما أنه لا فرق بين أن يكون الخلق الآن أو قبل الآن أو بعد الآن؟! أي طالما أن اللانهائي لا يقبل الزيادة أو النقصان، فلماذا الآن وليس قبل الآن؟!
لا شك أن هذا مأزق عقلي. ويرجع ذلك إلى عجز العقل البشري عن تصور اللانهائي. ويرى البعض إن ذلك يرجع إلى أن مفهوم الزمن وجد بوجود المادة. ولو لم يحس الإنسان بالوجود المادي لما تشكل لديه مفهوم الزمن. وعليه لم يكن هناك زمن قبل الوجود المادي. وممن ذهب إلى أن مفهوم الزمن يأتي بعد الإحساس بالوجود المادي أينشتاين.
هذا الكلام لا يكفي لإزالة حيرة الإنسان، ومن هنا يأتي النص الديني ليخبرنا أن الأزلية لا تكون إلا لله الخالق الذي خلق كل شيء. والفلاسفة الذين خاضوا بمثل هذا الأمر تناقضوا وكان الأجدر بهم أن يعلموا حدود العقل. فعندما يبدأ الإنسان يشعر بعجزه عن تصور مفهوم اللانهائي، وعندما يشعر بتناقض معطيات العقل لديه، عليه أن يدرك أن لا مجال للخوض بعيداً عن عالم المدركات المستندة إلى الحس والبدهيات العقلية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[17 Oct 2009, 08:46 م]ـ
الأخ الكريم حجازي الهوى
ما النص الذي تشير إليه؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[18 Oct 2009, 12:13 ص]ـ
الأخ الكريم حجازي الهوى
ما النص الذي تشير إليه؟
قول الله تعالى:
(هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) سورة الحديد (3)
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[18 Oct 2009, 11:03 ص]ـ
الأخ الفاضل البيراوي
كلامك يصدق على عقول غير المسلمين
فقد نورها الله تعالى بالعلم والفهم
ولب الموضوع الذي أريد أن أبينه أنه عقيدة وجود مخلوقات لا أول لها باطلة مناقضة للقرآن العظيم والأحاديث النبوية، والعقل الإسلامي قادر مع ذلك على دحضها وتبيين زيفها.
ويكفي أنها عقيدة مخالفة لظاهر ونص القرآن والسنة.
الله تعالى سمى نفسه في القرآن قادرا على أشياء لم توجد بعدُ، وهذا لا يخفى على دارس للكتاب المبين.
وهذا من الأدلة الإضافية على أنه كان الله ولم يكن شيء معه في الأزل، وكان قادرا على الخلق ولم يكن ثمة مخلوق معه، وكان يسمى خالقا ولا يزال ولم يكن ثمة مخلوق معه.
وهذه الحقائق للأسف يعارضها أصحاب عقيدة مخلوقات لا أول لها، ويربطون ربطا عضويا كون الله تعالى قادرا وخالقا بوجود المخلوقات، مع تخبط واضح عندهم في جنس المخلوقات وأفرادها، وتارة يعترفون بفسادها عندما يقولون بأن الجنس شيء وهمي ذهني لا يوجد في الخارج.
هذا لب الموضوع.
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[18 Oct 2009, 01:01 م]ـ
الأخ حجازي الهوى خاصة
وفقك الله
الله تعالى هو الأول سبحانه فليس قبله شيء
وكل ما سواه حادث بعد أن لم يكن
وما دام أن الله تعالى أزلي بلا ابتداء فإنه لم يزل قادرا فعالا مريدا،
إلى هنا نحن محل اتفاق أليس كذلك؟
وما دام أنه سبحانه قادر فعال فوجود الحوادث ممكن
إذ القول بامتناع الحوادث مع القول بأنه قادر فعال تناقض.
واسمع إلى قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
" منهم " من يقول: يجب تأخر كل مفعول له، وأن يبقى معطلاً عن الفعل ثم يفعل، كما يقوله أهل الكلام المبتدع من أهل الملل، من الجهمية والمعتزلة ومن سلك سبيلهم وهذا النفي يناقض دوام الفاعلية فهو يناقض موجب تلك الحجج.
و " الثاني ": أن يقال: ما زال فاعلاً لشيء بعد شيء، فكل ما سواه محدث كائن بعد أن لم يكن وهو وحده الذي اختص بالقدم والأزلية، فهو " الأول" القديم الأزلي ليس معه غيره، وانه ما زال يفعل شيئاً بعد شيء.
فأين أخي معارضة النص؟
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[18 Oct 2009, 01:15 م]ـ
[ QUOTE= عبدالله بن بلقاسم;89172]
وما دام أنه سبحانه قادر فعال فوجود الحوادث ممكن
إذ القول بامتناع الحوادث مع القول بأنه قادر فعال تناقض./ QUOTE]
لقد وهب الله لنا عقولا فلماذا نعطلها؟؟
هل يلزم من كون الشيء ممكنا وجوده بالفعل؟؟؟ قطعا لا يلزم.
فالمخلوقات ليست ممتنعة أزلا، ومع ذلك فهي ليست موجودة أزلا.
فالقول بأن الحوادث ممكنة في الأزل مع أنها ليست موجودة في الأزل لا تناقض فيه.
والقول بأن الله تعالى قادر على إيجاد الممكنات في الأزل مع أنها ليست موجوة في الأزل لا تناقض فيه؛ إذ قادرية الله تعالى غير مرتبطة بوجود المخلوقات في الأزل.
سبحان الله وبحمده.
وصلى الله على سيدنا محمد القائل: كان الله ولا شيء معه.
وماذا بعد هذا الوضوح؟؟؟
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[18 Oct 2009, 01:36 م]ـ
واسمع إلى قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
" منهم " من يقول: يجب تأخر كل مفعول له، وأن يبقى معطلاً عن الفعل ثم يفعل،
رحم الله شيخ الإسلام فقد سرقته كثير من أصول الفلاسفة.
فقوله (يبقى معطلا عن الفعل) غير صحيح لأن المعطل هو الذي لا يقدر على الفعل، لكن الله تعالى كان قادرا على الفعل قبل أن يفعل، ولا يزال سبحانه قادرا، ويوم يفني جميع الخلائق ويقول: لمن الملك اليوم، فهو سبحانه قادر على الفعل ولا فعل ثمة.
فالمغالطة التي وقع فيها الشيخ ابن تيمية هي ربط قادرية الله تعالى بوجود المخلوقات، ولهذا تعسف في تفسير قوله صلى الله عليه وسلم: كان الله ولا شيء معه.
نسأل الله تعالى أن يغفر للسابقين ويبصر اللاحقين.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[18 Oct 2009, 05:27 م]ـ
الأخ الفاضل عبد الله وفقك الله
وجود حوادث لا أول لها ممتنع لا لأن الله لم يكن خلاقا قادرا ثم كان
وإنما لأن الله أخبر أنه هو الأول ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:"كان الله وليس معه شيء".
ولولا ذلك لقلنا إن وجود حوادث لا أول لها ممكن بناء على ما اتصف به الله من صفات.
ولكن السؤال الذي أود أن أطرحه على الإخوة الأفاضل هو:
إذا كان الخلاف قد وقع في هذه المسألة فهل يمكن رفع هذا الخلاف؟
وإذا كان الجواب بالنفي فالسؤال:
هل لهذا الخلاف من ثمرة؟
وهل يترتب عليه تبديع أو تفسيق المخلاف؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[18 Oct 2009, 05:28 م]ـ
الأخ الفاضل عبد الله وفقك الله
وجود حوادث لا أول لها ممتنع لا لأن الله لم يكن خلاقا قادرا ثم كان
وإنما لأن الله أخبر أنه هو الأول ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:"كان الله وليس معه شيء".
ولولا ذلك لقلنا إن وجود حوادث لا أول لها ممكن بناء على ما اتصف به الله من صفات.
ولكن السؤال الذي أود أن أطرحه على الإخوة الأفاضل هو:
إذا كان الخلاف قد وقع في هذه المسألة فهل يمكن رفع هذا الخلاف؟
وإذا كان الجواب بالنفي فالسؤال:
هل لهذا الخلاف من ثمرة؟
وهل يلزم من الخلاف تبديع أو تفسيق المخلاف؟
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[19 Oct 2009, 11:21 ص]ـ
أخي الفاضل حجازي الهوى
وفقك الله
ليس هناك تعارض البتة بين ما يدل عليه اسم الله (الأول)
وبين القول بحوادث لا أول لها
ربما بعض الناس لم يفرق بين
القول بحوادث لا أول لها، والقول بأن الكون قديم أزلي مساو في وجوده لوجود الخالق أو مقارن له
وهذا التصوران مختلفان تماما
فأحدهما وهو الباطل قول من قال إن في هذا الكون شيئا معينا سواء كان هو الكون كله أو شيء منه كالمادة مثلا: أزلي
والقول الثاني وهو الحق:
أنه ليس في هذا الكون شيء أزلي، بل كل ما فيه حوادث لها لكل منها بداية ونهاية، وإن كانت سلسلة الحوادث ممتدة في الماضي إلى ما لانهاية
فالحادث رقم 1، قبله الحادث رقم 2، والحادث رقم 2، قبله الحادث رقم 3 وهكذا إلا ما لا نهاية
وإن كان الحادث رقم واحد له بداية ونهاية، وكذا الثاني والثالث، وليس أي منها أزليا
مثال لو قلنا عمر الجنس البشري على الأرض عشرة آلاف سنة مثلا
هل هو كمن قال إن عمر زيد من الناس عشرة آلاف سنة
الله هو الأول وليس قبله شيء
وليس هناك وجود مقارن لوجوده سبحانه وتعالى
ولكن هذا لا يلزم منه نفي حوادث لا أول لها
لأن الله الأول بلا ابتداء،
فليس هناك حد لأولويته جل وعلا
وحدوث الحوادث يتم بعد إرادته وأمره سبحانه
ومع ذلك فلا يلزم أن يكون لها أول
وليس هناك تعارض بين أن الله الاول فليس قبله شيء
وأن الحوادث لا أول لها
بل نقول الله الأول ليس قبله شيء، ولا مقارن لوجوده، والله لم يزل خالقا فعالا مريدا،
ولا يمنع من وجود حوادث لا أول لها
فإذا تبين لك أخي الكريم أن اسم الأول لا يعارض الاعتقاد بحوادث لا أول لها
علمت أن القطع بأن الله لم يخلق شيئا قبل هذا الكون المشاهد
قول على الله بغير علم
كما إنه مخالف - كما ذكرت- لما تقتضيه اسماؤه الحسنى وصفاته العلى
وهو سبحانه له المثل الأعلى
فأي وصف له بالكمال من يصفه بأنه قبل هذا الخلق المشاهد لم يخلق ولم يدبر ولم يكن هناك مخلوق يكلمه أو يأمره أو يدبره أو يملكه
إن مقتضى هذا القول تعطيل آثار أكثر الأسماء والصفات
وكل هذا بدون معارض من نص ولا عقل صحيح
ومع ذلك فأقول ما قاله العلامة سفر الحوالي بعد مقدمة كتاب قدم العالم وتسلسل الحوادث لكاملة الكواري:
أن الله تعالى متصف بصفات الكمال أزلاً وأبدلاً ومنها كونه خالقاً لما يشاء متى شاء فعال لما يريد فلم يأت عليه زمن كان معطلاً فيه عن الخلق او الكلام أو غير ذلك من صفات كماله ونعوت جلاله.
أن كل ما سوى الله تعالى مخلوق له مربوب كائن بعد أن لم يكن.
... وبعد هذا إن أمكنه أن يفهم الفرق بين النوع والآحاد وبين حكم الواحد وحكم المجموع فقد انكشف له أصل المسألة، وإن لم يفهمه فلا يضيره الوقوف بالساحل وإنما الضير في التخبط بلا هدى"
ملاحظة:
الممتنع: هو الذي يحيل العقل وجوده،
فلا معنى لكون الشيء ممتنعا إلا أن يكون محالا وجوده أبدا،
والقول بان الله قادر على إحداث الحوادث، وأنها في ذات الوقت ممتنعة تناقض لم يقل به أحد.
بل من هناك من قال الحوادث ممكنة، ولكن الله لم يخلق
وكونها ممكنة أو موجودة فعلا، فالمحظور الذي ظنوا الفرار منه واحد
فإمكان أن يكون الكون أزليا على حسب فهمهم
أو كون الكون أزليا فعليا
كلها من جهة المعتقد واحدة
فإن كان يعقتدون بكفر من قال إن الكون أزلي، فهو كذلك لمن اعتقاد إمكان كونه أزليا
فالذي يعتقد أن مع الله إله آخر حقا
أو يعتقد إمكان أن يكون مع الله إله آخر
كلها كفر
وهذا يدلك على خطورة الخوض في مسائل لا يحسنها الإنسان، ولايعرف لوازمها، ولا يدري معاني مصطلحاتها،
فهو يقول الشيء ونقيضه، ويذم الشيء وهو لازم قوله، والله وحده الهادي إلى سواء السبيل
أما الحديث فجوابه سهل من وجوه كثيرة
لكن إن كان ما ذكرت أعلاه كافيا، فعسى، وإن لم يكن فلك أن تناقش بما شئت
مع أني أذكرك ونفسي بتقوى الله
وأن هذا الباب ليس محلا للجدل المذ موم وإنما هو رغبة في الوصول إلى الحق، لأن موضوع صفات الله تبارك وتعالى، وحقها التعظيم
والله يحفظك
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[19 Oct 2009, 12:18 م]ـ
عجبت من بعض الناس يقول على الله تعالى اقوالا مبنية على شبهات ثم يقول: هذا الباب ليس محلا للجدل؟؟؟
اعلم هداك الله أنك ما دمت أتيت بآراء يراها محاورك باطلة فلا بد من الجدل، لكن الجدل بعلم وأدب.
واعلم أيضا أن كلامك متناقض تناقضا يجعلني لا أقبله وغيري من العقلاء الذين سيكتشفون موضع التناقض في كلامك لا يقبلون به.
وأيضا عليك أن لا تقبله إذا كنت عاقلا لأن فيه موضع تناقض، لا أن تتمسك به لأن فلانا قال به.
فالحق في هذه المسألة واحد.
وأوجه التناقض في كلامك عديدة، ومنها قولك:
فالحادث رقم 1، قبله الحادث رقم 2، والحادث رقم 2، قبله الحادث رقم 3 وهكذا إلا ما لا نهاية.
فهذا الكلام متناقض لأنه مع فرض حوادث لا أول لها لن نقف على حادث رقم 1، فإن الحادث رقم 1 غير موجود لأنه كلما فرضت أن ثمة حادثا رقمه 1 فسيكون قبله حادث آخر وهكذا لا إلى أول.
فإذا تاملت في هذا الكلام السهل علمت أن كلامك متناقض حيث أثبت الأولية لحادث وافترضت أنه رقم 1 مع أنه ليس رقم 1 لأن قبله حوادث لا أول لها.
سبحانك الله وبحمدك، تنزهت وتعاليت علوا كبيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[19 Oct 2009, 01:25 م]ـ
أخي الفاضل حجازي الهوى
وفقك الله
ليس هناك تعارض البتة بين ما يدل عليه اسم الله (الأول)
وبين القول بحوادث لا أول لها
ربما بعض الناس لم يفرق بين
القول بحوادث لا أول لها، والقول بأن الكون قديم أزلي مساو في وجوده لوجود الخالق أو مقارن له
الأخ الفاضل عبد الله
ألا ترى أن لازم القولين واحد فالقول بحوادث لا أول لها يلزم أن جنس الحوادث أزلي ويلزم منه عدم أولية الله؟
الله هو الأول وليس قبله شيء
وليس هناك وجود مقارن لوجوده سبحانه وتعالى
ولكن هذا لا يلزم منه نفي حوادث لا أول لها
لأن الله الأول بلا ابتداء،
فليس هناك حد لأولويته جل وعلا
وحدوث الحوادث يتم بعد إرادته وأمره سبحانه
ومع ذلك فلا يلزم أن يكون لها أول
ألا ترى أن هذا تناقض أخي الكريم؟
وليس هناك تعارض بين أن الله الاول فليس قبله شيء
وأن الحوادث لا أول لها
بل نقول الله الأول ليس قبله شيء، ولا مقارن لوجوده، والله لم يزل خالقا فعالا مريدا،
ولا يمنع من وجود حوادث لا أول لها
وهذا هو نفس التناقض السابق حفظك الله
ألا ترى أنك تقول إن الحوادث ملازمه لله تعالى منذ الأزل بموجب صفاته ثم تثبت الأولية لله وتنفي مقارنة المخلوقات لوجوده تبارك وتعالى؟
فإذا تبين لك أخي الكريم أن اسم الأول لا يعارض الاعتقاد بحوادث لا أول لها
علمت أن القطع بأن الله لم يخلق شيئا قبل هذا الكون المشاهد
قول على الله بغير علم
هذا موضوع آخر أخي الكريم يحتاج نفيه أو إثباته إلى دليل.
فأي وصف له بالكمال من يصفه بأنه قبل هذا الخلق المشاهد لم يخلق ولم يدبر ولم يكن هناك مخلوق يكلمه أو يأمره أو يدبره أو يملكه
إن مقتضى هذا القول تعطيل آثار أكثر الأسماء والصفات
وكل هذا بدون معارض من نص ولا عقل صحيح
يا أخي الكريم الله هو الغني وهو لم يكتسب صفاته من مخلوقاته وإنما المخلوقات هي آثار صفاته تبارك وتعالى، ولا يلزم من وجود الصفة وجود أثرها ولا من إنتفاء الأثر إنتفاء الصفة.، وليس في هذا القول تعطيل للصفة.
بل يلزم من هذا القول تعطيل صفة الإرادة.
ثم إن هذا القول هو الذي يحتج به النصارى أو يفسرون به مسألة التثليث.
ومع ذلك فأقول ما قاله العلامة سفر الحوالي بعد مقدمة كتاب قدم العالم وتسلسل الحوادث لكاملة الكواري:
أن الله تعالى متصف بصفات الكمال أزلاً وأبدلاً ومنها كونه خالقاً لما يشاء متى شاء فعال لما يريد فلم يأت عليه زمن كان معطلاً فيه عن الخلق او الكلام أو غير ذلك من صفات كماله ونعوت جلاله.
أن كل ما سوى الله تعالى مخلوق له مربوب كائن بعد أن لم يكن
وأنا أقول بما قاله الشيخ شفاه الله وعافاه ولكني لا أفهم منه ما يدل على ما تقول حفظك الله.
... وبعد هذا إن أمكنه أن يفهم الفرق بين النوع والآحاد وبين حكم الواحد وحكم المجموع فقد انكشف له أصل المسألة، وإن لم يفهمه فلا يضيره الوقوف بالساحل وإنما الضير في التخبط بلا هدى"
الفرق بين النوع والآحاد واضح، ولكنه لا يفسر القضية إطلاقا، لأن القول بقدم النوع يلزم منه القول: إنه لا يمكن وجود واجب الوجود إلا ومعه حادث، وهذا ينفي الأولية.
ملاحظة:
الممتنع: هو الذي يحيل العقل وجوده،
فلا معنى لكون الشيء ممتنعا إلا أن يكون محالا وجوده أبدا،
والقول بان الله قادر على إحداث الحوادث، وأنها في ذات الوقت ممتنعة تناقض لم يقل به أحد.
وهنا محل النزاع بارك الله فيك
فأنت تراه تناقضا ونحن لا نراه بموجب فهمنا للنصوص، فنقول نوع الحوادث ممتنع أن يكون لا أول لها لأن ذلك يلزم منه نفي الأولية عن الله تعالى.
لا لأن الله لم يكن قادرا على إيجادها وإنما لأنه لم يوجدها وهو نص الحديث.
هذا ما تيسر من الأجوبة على ما أوردته حفظك الله
وجزاك الله خيرا على تذكيري بتقوى الله " هو أهل التقوى وأهل المغفرة"
والمسألة كما ذكرت ليست من باب الجدل أعاذنا الله وإياك من الجدل والمراء، وإنما هي محاولة لفهم النصوص.
والأهم عندي هو ثمرة الخلاف وبخاصة في هذا الباب الذي يصعب أحيانا أن تلتقي فيه الأقوال.
وفق الله الجميع لما في صلاح الدنيا والآخرة.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.(/)
تلخيص محاضرة المنهجية العلمية لدراسة التفسير للدكتور مساعد الطيار
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[16 Oct 2009, 01:41 ص]ـ
المنهجيّة العلميّة لدارسة التفسير
هذا ملخص ما جاء في محاضرة فضيلة الدكتور / مساعد الطيار حفظه الله والتي كانت بعنوان (المنهجية العلمية لدراسة التفسير) والتي ألقاها بديوانية الدراسات القرآنية بمحافظة الطائف بتاريخ 17/ 10/1430هـ.
وأريد أن أنبه الإخوة والأخوات إلى أنّ الملخص حوى أهم ما جاء في المحاضرة، غير أنّ المحاضرة تحتوي على الكثير من الفوائد العلمية، فهذا الملخص لا يغني عن سماع المحاضرة ...
رابط المحاضرة: http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=17637
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه ...
• المرحلة الأولى لمرحلة المبتدئين:
يجب أن نعنى بها، وعلينا أن ننتبه وأن نأسس أنفسنا بهذه المرحلة، وينبغي علينا أن لا ننظر على أننا تقدمنا على هذه المرحلة، لأنه إذا تكشف عما عنده من العلم فسيرى أنه ليس عنده شيء، والسبب هو أنّ الطريقة التي نعتمدها في القراءة لا تتسم بالقراءة، ولسنا من الحفاظ الذين أكرمهم الله سبحانه وتعالى بالحفظ كما مرّ عبر القرون من علماء .... فنحتاج في كل المراحل أن نركز على التقييد ...
الكتاب الذي نريده في هذه المرحلة أن يتميز باستعابه لمسائل التفسير من أسباب النزول وبيان المعاني، وبيان المعنى العام، كما يتميز بسهولة العبارة، وأن يكون مختصراً ...
- من أهم قواعد القراءة:
1 - قراءة كتاب التفسير كاملاً.
2 - قراءة كتاب التفسير أكثر من مرة، لوصول مرحلة استظهار الكتاب ...
3 - ترك المشكلات في هذه المرحلة، لأنّ الهدف فهم المعنى الإجمالي ...
4 - إذا وقعت على فائدة ما من خلال قراءاتك الأخرى، ضعها على الكتاب الذي تقرأه، الذي جلعته متناً لك ...
- الكتب المقترح لهذه المرحلة: مرتبة من المختصرة إلى المتوسطة
1 - التفسير الميسير / مجموع من العلماء / مجمع الملك فهد (يعتبر هذا الكتاب لبنة أولى لفهم الإجمالي).
2 - جامع البيان في تفسير القرآن الكريم / معين الدين محمد بن عبدالرحمن بن محمد بن عبدالله الايجي الصفوي (حاول مؤلفه أن يشابه أسلوب البيضاوي، لكنه أقل وأقصر منه).
3 - تفسير ابن أبي زمنين وهو مختصر تفسير يحيى بن سلام / أبو عبد الله بن أبي زمنين المري / دار الكتب العلمية - لبنان.
4 - تفسير السمعاني / أبي المظفر السمعاني / طبعة دار الوطن - الرياض.
5 - تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان / عبد الرحمن بن ناصر بن السعدي / مؤسسة الرسالة – لبنان (أسلوب الشيخ الإنشائي أحيانًا يضيع المعنى، وهذه المشكلة عولجت في التفسير الميسر، غير أنه هناك مشلكة لم تعالج لا في التفسير الميسر ولا في تفسير السعدي وهي المعنى اللغوي الدقيق للفظة القرآنية).
وعلى طالب العلم في هذه المرحلة إلى جانب هذه التفاسير قراءة كتاب في غريب القرآن لكي يتعرف على معنى الألفاظ من جهة لغة العرب، فيكون عنده المعنى اللغوي للفظة من جهة والمعنى السياقي من جهة أخرى ...
- كتب لفظ غريب وهي بشكل عام متقاربة إلاّ بعض المطولات:
1 - تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب / أبو حيان الأندلسي.
2 - العمدة في غريب القرآن / لأبي محمد، مكيّ بن أبي طالب القيسيّ / مؤسسة الرسالة – لبنان.
هذه المرحلة ليس زمن محدد، وإنما مرتبطة في كيفية استفادة الطالب.
• المرحلة الثانية وهي مرحلة السالكين في هذا العلم:
ويمكن أن نقسمها إلى مرحلتين، أو دمجها في مرحلة واحدة ...
ومن أهداف هذه المرحلة التعرف على أصول التفسير، ومعرفة الأقوايل في التفسير ... وعليه أن يتعرف على طرق التفسير، وأسباب الاختلاف في التفسير.
- الكتب التي عنيت بالأقاويل:
1 - النكت والعيون / أبو الحسن علي الماوردي / دار الكتب العلمية – لبنان.
2 - زاد المسير في علم التفسير / عبد الرحمن بن علي بن الجوزي / المكتب الإسلامي.
3 - الدر المنثور في التفسير بالمأثور / جلال الدين السيوطي.
- كتب محررة في هذا العلم:
1 - المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز / لابن عطية / دار الكتب العلمية.
2 - جامع البيان في تفسير القرآن / للإمام أبي جعفر محمد بن جرير الطبري.
3 - المحررالوجيز في تفسير الكتاب العزيز / ابن عطية الأندلسي.
4 - التسهيل لعلوم التنزيل / ابن جزي الكلبي.
5 - تفسير التحرير والتنوير / محمد الطاهر بن عاشور.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[16 Oct 2009, 02:16 ص]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[16 Oct 2009, 03:02 ص]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيك ..
ـ[عبدالله القرشي]ــــــــ[16 Oct 2009, 06:03 م]ـ
تقدم ديوانية الدراسات القرآنية شكرها وتقديرها للأخ الكريم / محمود سمهون حفظه الله على بادرته الكريمة لتلخيص محاضرة الدكتور مساعد الطيار (المنهجية العلمية لدراسة التفسير)
وتشرف الديوانية أن يكون عضوا فاعلا وصديقا من أصدقاء الديوانية
فلكم مني ومن القائمين على الديوانية شكرنا وتقديرنا.
أخوكم / د عبد الله بن حماد القرشي
المشرف على الديوانية
تنويه:
طلبت من الدكتور مساعد الكتابة في هذا الموضوع فاخبرني بان لديه مادة كبيرة مكتوبة ويحتاج إلى بعض الوقت ليتفرغ لنشرها نسأل الله أن يعينه على إخراجها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[16 Oct 2009, 08:52 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك،،
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[16 Oct 2009, 09:12 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل محمود سمهون على هذا الجهد ويبدو أن هوى تفريغ الحلقات "لبناني" والحمد لله الذي وفقنا لهذا الخير العظيم ونفعنا بعلم الدكتور مساعد فحقه علينا أن نفرغ محاضراته التي تحوي الكثير من الكنوز زاده الله علماً ووفقه وإخوانه وجميع الأعضاء لما فيه الخير.
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[17 Oct 2009, 10:43 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك،،
وبك بارك الله أخ يزيد
جزاك الله خيراً أخي الفاضل محمود سمهون على هذا الجهد ويبدو أن هوى تفريغ الحلقات "لبناني" والحمد لله الذي وفقنا لهذا الخير العظيم ونفعنا بعلم الدكتور مساعد فحقه علينا أن نفرغ محاضراته التي تحوي الكثير من الكنوز زاده الله علماً ووفقه وإخوانه وجميع الأعضاء لما فيه الخير.
بارك الله بك أختي الكريمة سمر ....
وأحب أن أعلمك أنّ الخير الكثير موجود في بلادنا، ولكن نأسف لهذا الإعلام الذي شوه صورتها أمام الناس ....
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[17 Oct 2009, 10:45 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك
بارك الله بك يا أخت أفنان
جزاك الله خيراً وبارك فيك ..
وبك شيخي الكريم الأخ فهد
تقدم ديوانية الدراسات القرآنية شكرها وتقديرها للأخ الكريم / محمود سمهون حفظه الله على بادرته الكريمة لتلخيص محاضرة الدكتور مساعد الطيار (المنهجية العلمية لدراسة التفسير)
وتشرف الديوانية أن يكون عضوا فاعلا وصديقا من أصدقاء الديوانية
فلكم مني ومن القائمين على الديوانية شكرنا وتقديرنا.
أخوكم / د عبد الله بن حماد القرشي
المشرف على الديوانية
تنويه:
طلبت من الدكتور مساعد الكتابة في هذا الموضوع فاخبرني بان لديه مادة كبيرة مكتوبة ويحتاج إلى بعض الوقت ليتفرغ لنشرها نسأل الله أن يعينه على إخراجها
أخي الكريم الشيخ الدكتور عبد الله القرشي حفظك الله ورعاك ....
فبارك الله بك أخي الكريم على دعوتي أن أكون عضواً فاعلاً في الدينوانية أخي الكريم، وإنني لأتشرف أن أكون صديقاً لكم، وأحب أن أقول لك أخي الكريم، من الآن تستطيع أن تعتبرني عضواً وصديقاً للديوانية ....
ونسأل الله عز وجل أن يوفق شيخنا الدكتور مساعد لخدمة القرآن الكريم وعلومه ...
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[20 Oct 2009, 02:15 م]ـ
بارك الله بكم على مروركم جميعًا
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[20 Oct 2009, 05:33 م]ـ
بارك الله فيك ونفع بك ونفعنا بعلم الشيخ.
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[29 Oct 2009, 02:05 ص]ـ
وبك بارك الله الفجر الباسم
ـ[نوال عبداللطيف الخياط]ــــــــ[29 Oct 2009, 10:50 م]ـ
الأخ الفاضل سمهون جزاكم الله خير
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[02 Nov 2009, 11:07 م]ـ
جزاكم الله خيرا.(/)
مشروع تكريم أهل الريادة في البحث العلمي في الدراسات القرآنية: الفكرة والغاية
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Oct 2009, 05:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن تكريم الرواد في خدمة العلوم والتخصصات الشرعية مطلب لا بد من العناية به والالتفات إليه، ولا سيما أهل الإبداع والتميز منهم. وشعور الرواد بتقدير طلبة العلم لجهودهم ينسيهم عناء تعب تلك الجهود ومشقتها، ويحفزهم لبذل المزيد من الجهود في خدمة العلم وطلابه. وقد قال الله تعالى: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان).
وقد كانت فكرة تكريم أهل السبق والريادة العلمية في خدمة الدراسات القرآنية والبحث العلمي فكرة قديمة تراودنا في المركز، وكنا نتحين الفرصة السانحة لذلك، واضعين في تصورنا حينها أن يكون احتفالا برعاية من شخصية ذات مكانة كبيرة في المجتمع ونحو ذلك من الترتيبات المتعارف عليها. غير أنَّنا تأملنا فيما بيننا في الأمر، ورأينا أنَّ هذا النوع من التكريم هو تكريمُ العقول للعقول، وتكريم الفكر للفكر، وهو تكريم ينبع من عقول المستفيدين من طلبة العلم لعقولٍ علميةٍ مبدعة قدمت للعلم أثمن ما لديها، وضحت من أجل ذلك بوقتها وراحتها، وقد اجتمع في هذا اللقاء الجانبان، فكثير من المتخصصين شهدوا هذا اللقاء، والتكريم باسم كل واحد منهم.
نعم نحن لا نملك مالاً وفيراً لتكون المكافآت مالية تليق بحق المكرَّمين، ولكنَّنا نملك أن نقول لهم:شكراً من قلوبنا، كلمة صادقة لا يشوبها رياء ولا مجاملة، وهذا يكفينا على حد قول أبي الطيب:
لا خيل عندك تهديها ولا مالُ = فليسعد النطق إن لم يسعد الحالُ
وقد وفق الله إلى عقد اللقاء الرابع للمركز ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=17628) في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين 27 شوال 1430هـ بحضور نخبة من أهل العلم وطلابه المتخصصين في الدراسات القرآنية من داخل السعودية وخارجها، وهي مناسبة لم يكن لنا أن نفوِّتها.
إن فكرة تكريم الرواد فكرةٌ نابعة من إدارك مركز تفسير أهمية الإشادة - باسم المتخصصين في الدراسات القرآنية - بجهود ثلة مباركة من الباحثين والأساتذة البارزين الذين بذلوا جهوداً مشكورة خلال العقود الأربعة الماضية في التأليف والتدريس والإشراف والمناقشة لبحوث الدراسات العليا في الجامعات الإسلامية المختلفة. قضوا سنوات طويلة في خدمة البحث العلمي، والعناية بطلاب الدراسات العليا، وغيرها من الجهود المشكورة المباركة.
ولم نتمكن من استيعاب جميع من يستحق التكريم في هذا اللقاء الأول، فآثرنا البدء بأربعة منهم أمكن اجتماعهم في هذا اللقاء الرابع لمركز تفسير، فلم نشأ تأجيل هذا التكريم الصادق لوقت آخر، ورأينا انتهاز هذه الفرصة السانحة لنقول لهم باسم جميع أهل التخصص في الدراسات القرآنية: شكراً.
شكراً لكم على مؤلفاتكم العلمية الرصينة التي أفدنا منها في دراستنا وبحوثنا، والتي تجدونها في معظم أبحاث الدراسات القرآنية ضمن المراجع والمصادر القيمة، فهنيئاً لنا بكم.
شكراً لكم على تدريسكم لطلبة الدراسات العليا طيلة هذه السنوات المتتابعة، وتخريجكم أفواجاً من الباحثين في الدراسات القرآنية لا يزالون ينهلون من تجاربكم، ويذكرونكم بكل خير في كل مناسبة.
شكراً لجهودكم التي بذلتموها في إشرافكم على رسائل الماجستير والدكتوراه، والتي انتفع بها الباحثون، واستطعتم من خلالها نقل تجاربكم وخبراتكم للأجيال اللاحقة.
شكرا لجهودكم في خدمة القرآن من خلال القيام بإدارة مشروعاته العلمية مثل كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية، فقد كان للدكتور عبدالعزيز القارئ جهد مشكور في تأسيسها، وإدارتها مع ثلة من الرواد. وقد كان له جهد في رئاسة اللجنة العلمية الأولى لطباعة المصحف الشريف بالمدينة النبوية.
شكراً لكم باسم كل طالب علمٍ وطالبة علم عكفوا على بحوثكم وانتفعوا بها، وباسم كل قارئ وجد في تراثكم العلمي زاداً لعقله وروحه.
أسماء العلماء المكرمين في اللقاء الرابع للمركز:
وقد تفضل بتسليم دروع التكريم للمكرمين فضيلة الشيخ الدكتور محمد أيوب إمام المسجد النبوي الشريف سابقاً، والأستاذ بالجامعة الإسلامية.
1 - أ. د. غانم قدوري الحمد.
أستاذ الدراسات القرآنية واللغوية بجامعة تكريت بالعراق، وصاحب العديد من المؤلفات والتحقيقات الموفقة.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64ad8976ccc5ac.jpg
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64ad89523eaa73.jpg
د. غانم يلقي كلمة قصيرة بعد تكريمه
2 - أ. د. عبدالعزيز بن عبدالفتاح القارئ.
عميد كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية سابقاً، ورئيس اللجنة العلمية الأولى لطباعة المصحف الشريف، وله العديد من الكتب القيمة.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64ad8952239a77.jpg
الشيخ فهد الوهبي يتسلم الدرع نيابة عن الدكتور القارئ
3 - أ. د. حكمت بشير ياسين.
أستاذ الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية سابقاً، والمشرف على كرسي المعلم محمد بن لادن للدراسات القرآنية بجامعة الملك عبدالعزيز. وصاحب العديد من الكتب والبحوث المطبوعة.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64ad8952251954.jpg
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64ad895226af85.jpg
د. حكمت بشير يلقي كلمة قصيرة بعد تكريمه
4 - أ. د. فهد بن عبدالرحمن الرومي.
أستاذ الدراسات القرآنية بجامعة الملك سعود، وصاحب العديد من الكتب والبحوث المطبوعة القيمة.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64ad8952220fee.jpg
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64ad89524480e0.jpg
د. فهد الرومي يلقي كلمة قصيرة بعد تكريمه
وقد حضر الحفل عدد من العلماء وطلبة العلم في المدينة المنورة وخارجها.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64ad8952498b43.jpg
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64ad895247b149.jpg
جانب من الحضور
الجمعة 27/ 10/1430هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Oct 2009, 05:40 م]ـ
زار أعضاء مجلس مركز تفسير للدراسات القرآنية يوم الأربعاء 25/ 10/1430هـ فضيلة الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن عبدالفتاح القارئ وفقه الله في منزله. وقد حضر اللقاء الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد، وعدد من الزملاء من أعضاء الملتقى وفقكم الله.
وقد كانت زيارة مليئة بالفوائد العلمية وغيرها.
وقد اعتذر الدكتور عبدالعزيز القارئ لعدم تمكنه من حضور لقاء المركز الرابع في المدينة لارتباطه بموعد سابق، وسلَّمنا خطاباً يشكرنا فيه على تكريمه في اللقاء الرابع، وطلب مني قراءة الخطاب على الحضور فقرأته. وهذه صورته بخطه الجميل حفظه الله.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64ad884ef19739.jpg
ونحن في المركز نشكره حفظه الله ونسأل الله أن يزيده علماً وتوفيقاً، ونعتذر عن سقوط موضوع مشاركته في تأسيس كلية القرآن الكريم فقد سقط سهواً مع حرصنا عليه، فنرجو منه المعذرة.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[16 Oct 2009, 09:11 م]ـ
فكرة رائعة وجميلة ولكن ............
انا اظن ان هذا وان كان رائعا لكن سرعان ما يزول ولكن لاباس من الجمع بينه وبين ما كنت طرحته في مقال في هذا الملتقى بعنوان لجنة تكريم العلماء ولم تلق هذه الفكرة قبولا في هذا الملتقى لكنها الان فرصة مواتية لاعادة طرح الفكرة من جديد بالاحالة اولا الى ذلك المقال
والخلاصة اننا نريد تشكيل لجنة مهمتها الاشراف على كتب تكتب باسم السادة العلماء المكرمين على نحو ما عملت لجنة تكريم العالم الشيخ محمود شاكر وعلى نحو ما صنعنا في لجنة تكريم شيخنا العلامة فضل عباس
وتكون هذه الكتب عبارة عن بحوث ينتدب لكتابتها اساتذة من جميع البلدان تكريما للاستاذ المعني
فما رايكم دام فضلكم فهذا العمل لامحالة يبقى اثره اكثر من حفل تكريمي على ضرورة ذلك الحفل وينتفع بالبحوث كل الاجيال اللاحقة
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[16 Oct 2009, 09:28 م]ـ
كم تمنيت أن أحضر مثل هذه اللقاءات، وفقكم الله أبا عبد الله وسدد مسيرتكم.
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[16 Oct 2009, 10:47 م]ـ
فكرة رائعة وجميلة ولكن ............
انا اظن ان هذا وان كان رائعا لكن سرعان ما يزول ولكن لاباس من الجمع بينه وبين ما كنت طرحته في مقال في هذا الملتقى بعنوان لجنة تكريم العلماء ولم تلق هذه الفكرة قبولا في هذا الملتقى لكنها الان فرصة مواتية لاعادة طرح الفكرة من جديد بالاحالة اولا الى ذلك المقال
والخلاصة اننا نريد تشكيل لجنة مهمتها الاشراف على كتب تكتب باسم السادة العلماء المكرمين على نحو ما عملت لجنة تكريم العالم الشيخ محمود شاكر وعلى نحو ما صنعنا في لجنة تكريم شيخنا العلامة فضل عباس
وتكون هذه الكتب عبارة عن بحوث ينتدب لكتابتها اساتذة من جميع البلدان تكريما للاستاذ المعني
فما رايكم دام فضلكم فهذا العمل لامحالة يبقى اثره اكثر من حفل تكريمي على ضرورة ذلك الحفل وينتفع بالبحوث كل الاجيال اللاحقة
فكرة لا شك في روعتها وأهميتها
وقد قامت في تنفيذها رابطة الأدب الإسلامي العالمية بخصوص تكريم الداعية الشيخ أبي الحسن الندوي وقد قدر لي أن أشارك فيها وكانت في استامبول2 / من ربيع الآخر 1417هـ الموافق 10/ 8/1996م
حيث استكتب حوالي عشرين باحثا من كبار العلماء ليكتبوا عن الجوانب العلمية والتربوية والفكرية عند المكرم وقد طبعت هذه البحوث كلها في مجلة رابطة الأدب الإسلامي
وأذكر من الذين شاركوا في هذه البحوث وهذا التكريم الشيخ محمد قطب والشيخ القرضاوي
وإليكم عناوين البحوث والباحثين من باب الفائدة:
البحوث المقدمة - أو المعدة -
لندوة تكريم سماحة الإمام النَّدْوِي
على هامش المؤتمر الرابع للهيئة العامة لرابطة الأدب الإسلامي العالمية
في أستانبول عام 1996م
1 - أبو الحسن النَّدْوِي في سيرته الذاتية
الأستاذ / محمد رجب البيومي وقد نشر البحث في كتابه: النهضة الإسلامية في سيرأعلامها المعاصرين، الجزء الثالث، ص:
2 - أدب الأطفال عند أبي الحسن النَّدْوي
الأستاذ/ نصر عبدالله سلامة العتوم
3 - أدب الرحلة في كتابات الشيخ أبي الحسن الندوي بين العربية والأردية
د/سمير عبد الحميد إبراهيم
4 - أسلوب سماحة الشيخ أبي الحسن الندوي للدراسات القرآنية
أ/ ضياء الحسن الندوي
5 - التربية الإسلامية عند الشيخ أبي الحسن الندوي
د/ محب الدين أحمد أبوصالح
6 - جهود الشيخ أبي الحسن الندوي في مجال الأدب الإسلامي آراء ونماذج
د/ عبد الباسط بدر
7 - جهود الشيخ أبي الحسن الندوي في مجال التعليم والتربية الإسلامية
أ/ نذر الحفيظ الندوي
8 - حياة الشيخ أبي الحسن الندوي في ضوء مؤلفاته
أ/يوسف صالح قراجه
9 - خواطر ولمحات حول منهج الإمام العلامة أبي الحسن الندوي في الفكر والعمل
أ/ كاظم الظواهري
10 - ركائز الفقه الدعوي عند العلامة أبي الحسن الندوي
فضيلة الشيخ العلامة/ يوسف القرضاوي
11 - سماحة العلامة السيد أبي الحسن الندوي ونماذج من أسلوبه الدعوي المتميز في أدب السياحة
د/ سعيد الأعظمي الندوي
12 - السيرة النبوية في مؤلفات الشيخ أبي الحسن الندوي
د/ محمد حسن الزير
13 - الشيخ أبوالحسن الندوي والسيرة النبوية
د/ عماد الدين خليل
14 - الشيخ أبوالحسن الندوي وقضايا الأمة العربية
د/ عبد الحليم عويس الندوي
15 - العوامل المكونة لشخصية أبي الحسن الندوي
د/ محسن العثماني الندوي
16 - قضايا المسلمين في الهند ومساعي الشيخ أبي الحسن الندوي في حلها
فضيلة الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي
17 - ملامح القصة الموجهة للأطفال في كتاب: "قصص من التاريخ الإسلامي" للشيخ أبي الحسن الندوي
د/ سعد ابو الرضا
18 - منهج التراجم ومعالم التجديد عند الشيخ أبي الحسن الندوي
أ/ الحسين العربي رحمون
19 - منهج سماحة الشيخ أبي الحسن علي الندوي للدعوة
د/ محمد اجتباء الندوي
20 - المنهج السياسي لسماحة الشيخ أبي الحسن الندوي ودوره في حل قضايا المسلمين في الهند
أ/ واضح رشيد الندوي
ويتضمن المختار من هذه البحوث كتاب: "أبوالحسن الندوي بحوث ودراسات" الذي تتولى نشره رابطة الأدب الإسلامي العالمية، مكتب البلاد العربية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب القراءات]ــــــــ[16 Oct 2009, 11:08 م]ـ
فكرة رائعة.
ونحن سعداء جدا في المدينة النبوية أن تكون بداية هذا المشروع الرائع ومنطلقه منها , وآمل أن يتكرر هذا التكريم عندنا في المدينة النبوية.
وأقترح عليكم في اللقاءات القادمة أن يتبنى مركز تفسير طباعة مطوية فيها نبذة مختصرة عن السيرة الذاتية لمن يتم تكريمهم , واهم اعمالهم وإنتاجهم العلمي.
ونتمنى لمركز تفسير مزيدا من النجاح والتقدم.
اللقاء الرابع لمركز تفسير للدراسات القرآنية يوم الإثنين 23 شوال 1430هـ في المدينة النبوية ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=17628)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[18 Oct 2009, 02:09 ص]ـ
فكرة متميزة جداً يا دكتور عبد الرحمن، والحقيقة أن كلماتك قد أثرت فيَّ كثيراً وأنت تخاطب هؤلاء الأعلام وتشكرهم هنا، وليتها قُرأتْ عليهم هناك في الندوة، ونحن نسجل باسم الباحثين في الدراسات القرآنية الشكر الجزيل لهم ونسأل الله أن يوفقهم لكل خير، وأؤكد على ما دعى له الإخوة في المشروعين:
1 - عمل دراسات حولهم.
2 - طباعة سيرتهم الذاتية في كتاب أو مطوية.
وفقكم الله لكل خير ..
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[18 Oct 2009, 02:33 م]ـ
أشكر الله الذي تمَّم لنا ما كنا نتمنى، ثم إنها لفرصة مناسبة أن أشكر إخواني الذين قاموا على تنظيم هذا اللقاء، ولقد كان ـ بنعمة من الله وفضل ـ لقاءً فاق الوصف، فلله الحمد والمنة.
وإننا في مركز تفسير ـ إن شاء الله ـ سنكمل مسيرة تكريم أساتذتنا الذين كان لهم فضل علينا في دراساتنا، خصوصًا لما رأينا أثر هذا التكريم، وتفاعل الحاضرين والسامعين به معه، ولعل اللقاء القادم يحظى بتكريم آخرين إن شاء الله.
ولقد سبقني إخواني بذكر أمور هذا اللقاء، وأكتفي بالعود للثناء على الله الذي يسر هذا اللقاء وأتمَّه لنا.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[19 Oct 2009, 10:35 ص]ـ
" ومع تقديري وشكري البالغ لوفائكم وطيب أخلاقكم
فإني أسجل حزني وأسفي حيال من جزوني جزاء سنمار
سامحهم الله وغفر لهم
ولعلهم يقتبسون منكم هذا الأدب الرفيع "
لو لم يكن في هذا المشروع الرائد إلا هذه الكلمات لكفى!
إن ذكر أهل الفضل بفضلهم لهو خلق الفضلاء، فكما فيه شيء من الوفاء والشكر لما أسدوه، ففيه أيضا تبيين لمنزلتهم وحفظ لما قدموه لأمتهم ونشر لتراثهم العلمي.
فجزاكم الله خير الجزاء
وأثنِّي على مقترحات الإخوة
ـ[مرهف]ــــــــ[20 Oct 2009, 12:34 ص]ـ
لقد تابعت أخبار المؤتمر من خلال الصحف لتعذر سفري إليه وأقل ما يقال أنه كان ناجحاً بأبحاثه ومشاركاته وإن تكريم العلماء نوع من شكر الله تعالى للحديث: (من لم يشكر الناس لم يشكر الله)، فجزاكم الله خيراً وأمدكم بقوة من لدنه لاستمرار مثل هذا العطاء العلمي والفكري في جميع العالم الإسلامي.
ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[21 Oct 2009, 10:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله، وعلى آله وصحابته، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد
فإني بعد أن مَنَّ الله عليَّ بزيارة الديار المقدسة، وحضور ندوة القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة في المدينة المنورة، وأداء العمرة والصلاة في المسجد الحرام، ثم العودة إلى الوطن بسلام، يطيب لي أن أسجل شكري للإخوة الذي التقيت بهم هناك وأظهروا لنا مشاعر الود والتكريم، وبذلوا من وقتهم وراحتهم من أجل راحتنا وإدخال السرور في نفوسنا، وأخص بالذكر منهم فضيلة الأخ الدكتور عبد الرحمن بن معاضة الشهري، وإخوانه الأفاضل في مركز تفسير للدراسات القرآنية، الذين شرفوني بإدراج اسمي ضمن كوكبة من العلماء المبدعين في مجال الدراسات القرآنية، الذين شملهم التكريم في اللقاء الذي عُقِدَ في المدينة النبوية المنورة مساء يوم الاثنين 23/شوال/1340هـ.
أسأل الله تعالى أن يجزيهم خير الجزاء، وأن يوفقنا وإياهم لصالح العمل، وأن يجعل أعمالنا خالصة له مقبولة عنده، هو حسبنا ونعم الوكيل.
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[28 Oct 2010, 01:40 ص]ـ
إلى أي مرحلة وصلت فكرة هذا المشروع؟؟؟؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Oct 2010, 05:04 م]ـ
إلى أي مرحلة وصلت فكرة هذا المشروع؟؟؟؟
نَحن نُعِدُّ العدَّةَ لتكريم مماثل لبعض العلماء الذين قدموا للدراسات القرآنية ما يستحقون معه التكريم والشكر والتقدير.
نرجو أن ييسره الله قريباً.(/)
نقطة نظام في الإعجاز
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[16 Oct 2009, 06:10 م]ـ
إخوتي الفضلاء:
تابعت كثيرا من الحوارات التي تدور في هذا الملتقى المبارك، ولاحظت عليها ما يلي:
1 - أنها - غالبا ينقصها عنصر مهم في الحوار، ألا وهو تحديد المرجعية التي يتم التحاكم إليها عند الاختلاف، وهذا غريب جدا، وخاصة في ملتقى أهل التفسير الذي ينبغي أن يكون جل أعضائه من طلبة العلم الشرعي عامة، وخاصة المتعلقة بكتاب الله تعالى.
2 - أن بعض الحوارات وخاصة المتعلقة بما يسمى بالإعجاز (العلمي ... والعددي) كثيرا ما تخرج عن موضوعها، وتدخل في سب وشتم، وكلام لا يليق بالمسلمين عامة وخاصة طلاب العلم.
وعليه فإني أقترح ما يلي:
1 - أن يحدد المتحاورون مرجعا يحتكمون إليه عند التنازع في مسألة ما؛ فلو قال أحدهم في آية من كتاب الله تعالى تفسيرا، فالواجب هو إسناده، أو التصريح بأنه مجرد رأي!!
2 - أن تحظر الكلمات الساقطة، والسب والشتم فهو بضاعة العاجز، وكل عامي يتقنه ولا يحتاج إلى كثير علم ولا ذكاء مفرط.
وهنا لا أنسى أن أسجل أن هناك بعض المحاورين البارعين والملتزمين بآداب الحوار فجزاهم الله خيرا، وكثر من أمثالهم.
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.(/)
طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[17 Oct 2009, 02:35 م]ـ
في قوله تعالى: (طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ) سؤال:
وهو ان المشبَّه به من المفروض أن يكون معلوما للسامع، وإلا تعذر عليه فهم المقصود من التشبيه، فهل يعتبر هذا من باب التشبيه بالمجهول لأن رؤوس الشياطين غير مشهودة ولا معلومة للسامعين؟
أم هل يجوز أن يخبرنا الله تعالى في القرآن بأشياء لا نعلم مفهومها؟
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[17 Oct 2009, 04:06 م]ـ
هذا مما يُسَمَّى بالتشبيهِ الوهميِّ ...
وهو التشبيهُ بما لا يُدرَكُ بالحواسِّ الخمسِ الظاهرةِ، كقولِه تعالى ?أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلاً أَمْ شَجَرَةُ ?لزَّقُّومِ. إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ. إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي? أَصْلِ ?لْجَحِيمِ. طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ ?لشَّيَاطِينِ? (الصافات:62 - 65)، فإنَّ اللهَ سبحانه وتعالى قد بيَّنَ لهم شجرةَ الزَّقُّومِ وعرَّفَهم بها، وأخبرَهم بأنها شجرةٌ تخرجُ في أصلِ الجحيمِ، فأصبحت بهذا معهودةً ومعروفةً لهم، ثمَّ بعد ذلك شبَّه اللهُ لهم ثمرَها برؤوسِ الشياطينِ، وذلك أنَّ للشيطانِ صورةً ذهنيَّةً عند العربِ، وهي ما كان في مُنتهى القُبحِ والشناعةِ، فيقولون: كأنَّ هذا وجهُ شيطانٍ، في الدلالةِ على قبحِ منظرِه، وتناهيه إلى الغايةِ في السوءِ والشرِّ.
يقولُ الزمخشريُّ في تفسيرِ هذه الآيات:
(وشبَّه برؤوسِ الشياطينِ دلالةً على تناهيهِ في الكراهيَةِ وقبحِ المنظرِ؛ لأنّ الشيطانَ مكروهٌ مستقبحٌ في طباعِ الناسِ، لاعتقادِهم أنَّه شرّ محضٌ لا يخلِطه خيرٌ، فيقولون في القبيحِ الصورةِ: كأنَّه وجهُ شيطانٍ، كأنَّه رأسُ شيطانٍ، وإذا صوَّرَه المُصَوِّرون: جاؤوا بصورتِه على أقبحِ ما يُقَدَّرُ وأهولِه؛ كما أنهم اعتقدوا في المَلَكِ أنَّه خيرٌ محضٌ لا شرّ فيه، فشبَّهوا به الصورةَ الحسنةَ. قالَ اللهُ تعالى ?مَا هَـ?ذَا بَشَرًا إِنْ هَـ?ذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ? (يوسف: 31) وهذا تشبيهٌ تخييلِيٌّ. وقيلَ: الشّيطانُ حيَّةٌ عرفاءُ لها صورةٌ قبيحةُ المنظرِ هائلةٌ جدّاً. وقيلَ: إنّ شَجَراً يقالُ له الأَسْتَنُ خَشِناً مُنتِناً مرّاً مُنكَرَ الصورةِ، يُسَمَّى ثمرُه رؤوسَ الشياطينِ. وما سمَّت العربُ هذا الثَّمَرَ رؤوسَ الشياطينِ إلاّ قصداً إلى أحدِ التشبيهينِ) (3).
ويقولُ الشّوكانيُّ في تفسيرِها:
(ثمَّ بيَّنَ سبحانَه أوصافَ هذه الشَّجَرَةِ ردًّا على مُنكريها، فقالَ ?إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ ?لْجَحِيمِ? أي: في قعرِها، قال الحَسَنُ: أصلُها في قعرِ جهنَّمَ، وأغصانها تُرفَعُ إلى دَرَكاتها، ثمّ قالَ ?طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءوسُ ?لشَّيَـ?طِينِ? أي: ثمرُها، وما تحمِلُه كأنَّه في تناهي قُبحِه، وشناعةِ منظرِه رؤوسُ الشياطينِ، فشبَّهَ المحسوسَ بالمُتَخَيَّلِ، وإن كان غيرَ مرئيٍّ، للدلالةِ على أنَّه غايةٌ في القُبحِ، كما تقولُ في تشبيهِ من يستقبحونه: كأنَّه شيطانٌ، وفي تشبيهِ من يستحسنونه: كأنَّه مَلَكٌ، كما في قولِه ?مَا هَـ?ذَا بَشَرًا إِنْ هَـ?ذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ? (يوسف: 31)، ومنه قول امريءِ القَيسِ:
أيقتُلُني والمَشرَِفِيُّ مُضاجِعِي ... ومَسنونَةٌ زُرْقٌ كَأنيابِ أغوالِ
وقالَ الزَّجَّاجُ، والفَرَّاءُ: الشياطينُ: حيّاتٌ لها رءوسٌ، وأعرافٌ، وهي من أقبحِ الحيَّاتِ، وأخبثِها، وأخَفِّها جِسماً. وقيلَ: إنَّ رؤوسَ الشياطينِ اسمٌ لنبتٍ قبيحٍ معروفٍ باليمنِ يقالُ له: الأَسْتَنُ، ويقالُ له: الشيطانُ. قال النَّحَّاسُ: وليس ذلك معروفاً عند العَرَبِ. وقيلَ: هو شَجَرٌ خَشِنٌ مُنتِنٌ مُرٌّ مُنكَرُ الصورةِ، يُسَمَّى ثمرُه رؤوسَ الشياطينِ) (4).
فالشيطانُ عند العَرَبِ لمَّا كانَ الغايةَ في القُبحِ، والمَلَكُ والمَلاكُ لمَّا كانَ الغايةَ في الجمالِ والحُسْنِ والأخلاقِ، والغُولُ لمّا كانَ غايةً في إدخالِ الرَّهبةِ والهَلَعِ والخوفِ إلى القلوبِ، كانت لهذه الألفاظِ معانٍ مُتَصَوَّرَةٌ في أذهانهم ومُتَخَيَّلَةٌ، لذلك تجدُ أنَّ من يريدُ أن يرسِمَ الشيطانَ أو يُصَوِّرَه جاءَ به على أقبحِ ما يكونُ، وأشدِّ ما يكونُ شناعةٍ ممّا يَتَخَيَّلُه في ذهنِه، بخلافِ من أرادَ رسمَ المَلاكِ أو تصويرَه، فإنَّه يأتي به على أحسنِ ما يَتَخَيَّلُه ويَتَصَوَّرُه في ذهنِه، وكذلك الأمرُ في الغولِ، يأتي به من يريدُ تصويرَه ورسمَه على أشدِّ ما يكونُ تخويفاً في ذهنِه.
وسُمِِّيَّ هذا التشبيهُ وهميّاً لأنَّ هذه الصُّوَرَ الذِّهنيَّةَ موجودةٌ في أوهامِهم وتخيُّلِهم، بغضِّ النَّظَرِ عن وجودِها في الخارجِ أو عدمِه. وقد ذكرنا فيما سبقَ أنَّ الألفاظَ موضوعةٌ بإزاءِ الصُّورِ الذِّهنيَّةِ، فهي إذن مُتصوَّرةٌ في الوهمِ ومُتخيَّلَةٌ ومُدركةٌ، سواءٌ أكانَ لها وجودٌ في الخارجِ أم لم يكن لها وجودٌ.
وقولُك في وصفِ رجلٍ غنيٍّ "هو جبلٌ من ذهبٍ" أو في وصفِ حصانٍ سريعٍ "هذا حصانٌ يطيرُ بجناحين" أمرٌ مُتَخَيَّلٌ موهومٌ لا وجودَ له في الواقعِ الخارجيِّ أو الواقعِ الموضوعيِّ، ومع ذلك فهو مُتصوَّرٌ في الذِّهنِ ومعهودٌ له، لما في العقلِ من قدرةٍ على التَّركيبِ والتَّجزئةِ والتخييلِ. فالجبلُ والذهبُ والحصانُ والأجنحةُ مفرداتٌ مدركةٌ معروفةٌ معانيها، ولها وجودٌ في الذهنِ والخارجِ، أمّا "جبلٌ من ذهبٍ" و "حصانٌ بجناحين" فصورةٌ مُرَكَّبَةٌ لا وجودَ لها إلا في الذهنِ فقط، وقد يضعُ لها الإنسانُ لفظاً خاصّاً بها ويدُلُّ عليها مع أنَّه لا وجودَ لهذه الصُّوَرِ إلاّ في الذِّهنِ فقط.
وعليه فإنَّ هذه الألفاظَ ومعانِيَها معهودةٌ للعَرَبِ ومعروفةٌ لهم، فلا يقالُ إنَّ القرآنَ خاطبَهم بما لا يعرفون، وجاءهم بتشبيهاتٍ لا عهدَ لهم ...
والله أعلم ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[17 Oct 2009, 05:01 م]ـ
وسُمِِّيَّ هذا التشبيهُ وهميّاً لأنَّ هذه الصُّوَرَ الذِّهنيَّةَ موجودةٌ في أوهامِهم وتخيُّلِهم، بغضِّ النَّظَرِ عن وجودِها في الخارجِ أو عدمِه. وقد ذكرنا فيما سبقَ أنَّ الألفاظَ موضوعةٌ بإزاءِ الصُّورِ الذِّهنيَّةِ، فهي إذن مُتصوَّرةٌ في الوهمِ ومُتخيَّلَةٌ ومُدركةٌ، سواءٌ أكانَ لها وجودٌ في الخارجِ أم لم يكن لها وجودٌ.
..
ليس هناك ما يسمى بالتشبيه الوهمي وإذا جاز هذا في كلام الناس فإنه قطعا ليس موجودا في كتاب الله تعالى، لأن كتاب الله يتكلم عن حقائق لا عن أوهام.
نعم قد نجد في القرآن صورا ذهنية ومعقولة وممكنة ولكنها ليست موجوده في الواقع في وقت من الأوقات وقد توجد في وقت آخر ومثال ذلك:
صورة " المصعد في السماء"
صورة ذهنية معقولة وممكنة ولا يحيلها العقل ولكنها لم تكن موجوده في واقع الناس وقت نزول القرآن ولكنها وجدت فيما بعد.
"ورؤوس الشيطان" صورة ذهنية معقولة ومتخيلة للمخاطب ولكنها حقيقية وموجودة كما أخبر عنها المتكلم.
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[17 Oct 2009, 05:33 م]ـ
إذا عرفنا أن معنى "الوهم" هو ما لا تدركه الحواس ارتفع الإشكال ...
كقولنا "جبل من ذهب" أو "حصان ذو جناحين" فهذه صورة غير موجودة في الواقع، إلا أنها تقع في وهم الإنسان على طريق التركيب.
وكذلك أمر الشيطان والغول ...
ومن ضعف التحصيل عندك يا حجازي ظنك أن معنى الوهم هنا هو ما كان على خلاف الحقيقة.
ولو رجعت إلى علوم البلاغة في أبسط الكتب لرأيتهم يذكرون "التشبيه الوهمي" ...
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[17 Oct 2009, 05:45 م]ـ
إذا عرفنا أن معنى "الوهم" هو ما لا تدركه الحواس ارتفع الإشكال ...
كقولنا "جبل من ذهب" أو "حصان ذو جناحين" فهذه صورة غير موجودة في الواقع، إلا أنها تقع في وهم الإنسان على طريق التركيب.
وكذلك أمر الشيطان والغول ...
ومن ضعف التحصيل عندك يا حجازي ظنك أن معنى الوهم هنا هو ما كان على خلاف الحقيقة.
ولو رجعت إلى علوم البلاغة في أبسط الكتب لرأيتهم يذكرون "التشبيه الوهمي" ...
لوكان الأمر كما تقول في تعريف الوهم لأنكرنا كثيرا من الحقائق ...
واعلم أن هناك فرقا كبيرا بين قولي حصان ذوي جناحين وبين أن يقول الخالق جل وعلا.
فكلامي يكون وهما ومن بنات خيالي إذا لم يكن موجودا في الواقع أما إذا قال الله فالوضع مختلف فالله حق ولا يصدر عنه إلا ما هو حق.
فدع عنك الأوهام واقبل من أخيك المسكين ضعيف التحصيل.
وفقني الله وإياك لما يرضيه.
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[17 Oct 2009, 05:59 م]ـ
الأخ حجازي في كلامك مغالطة يجدر بك الانتباه إليها:
الصورة الذهنية تكون مطابقة وغير مطابقة، وإذا كانت غير مطابقة للواقع فهي لا علاقة لها بالحقيقة؟
السؤال الآن: هل رأيت فيما سبق رأسا من رءوس الشياطين؟
وهل الصورة الحاصلة في ذهنك مطابقة لءوس الشياطين حقيقة؟
ولا تزايد على أن كلام الله حق ولا يصدر منه إلا حق.
ولكن المشاكل تبدأ في أذهان منكري المجاز.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[17 Oct 2009, 06:28 م]ـ
الأخ حجازي في كلامك مغالطة يجدر بك الانتباه إليها:
الصورة الذهنية تكون مطابقة وغير مطابقة، وإذا كانت غير مطابقة للواقع فهي لا علاقة لها بالحقيقة؟
السؤال الآن: هل رأيت فيما سبق رأسا من رءوس الشياطين؟
وهل الصورة الحاصلة في ذهنك مطابقة لءوس الشياطين حقيقة؟
ولا تزايد على أن كلام الله حق ولا يصدر منه إلا حق.
ولكن المشاكل تبدأ في أذهان منكري المجاز.
وأنا أسألك هل ما أخبر الله عنه حقيقة أم غير حقيقة؟
هل هناك شجرة زقوم أم لا؟
هل لشجرة الزقوم طلع أم لا؟
هل هناك شياطين أم لا؟
هل لهم رؤوس أم لا؟
إذا كان الجواب بنعم بقي أن نسأل:
هل طلع شجر الزقوم كرؤوس الشياطين أم لا؟
وأنتظر منك الجواب.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[18 Oct 2009, 01:41 ص]ـ
الأخوة الكرام،
بعد استيعاب ما تقولون أطرح هنا أموراً بقصد اثارة التفكير قبل أن أبيّن وجهة نظري:
1. هناك شياطين من الإنس وشياطين من الجن. "شياطين الإنس والجن". أما شياطين الإنس فنعرفهم.
2. قد يكون الشيطان الإنسي جميل الشكل حسن المنظر. وقد يكون التقي قبيح الشكل والمنظر.
3. هل خلق الجن يختلف عن خلق الإنس بحيث تتأثر الهيئة الخارجية بالهيئة الداخلية، أي النفسية؟! وإن كنا نلاحظ أن خبيث النفس من البشر يظهر أثر الخبث في صفحات وجهه، وعلى وجه الخصوص في العيون.
4. هل يمكن أن تكون الرسالات السابقة للأنبياء والرسل قد خلت من توصيف لعالم الجن الصالح منه والطالح؟!
5. الشياطين التي سُخّرت لسليمان عليه السلام هل رآها الناس أم ماذا؟!
6. إذا صح حديث الذي دخل ثائر الرأس فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم:"يدخل أحدكم كأنه شيطان" أفلا يقرب مثل هذا الصورة لنا؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[20 Oct 2009, 01:02 ص]ـ
السلام عيلكم
1. هناك شياطين من الإنس وشياطين من الجن. "شياطين الإنس والجن". أما شياطين الإنس فنعرفهم. نعم أخونا أبو عمرو
هى رؤوس شياطين الانس
أو أن الانس يرى طلعها كرؤس شياطين الانس والجن يراه كأنه رؤءوس شياطين الجن
وعليه فلامجاز
ويجب ألا يحصر التشبيه فى القبح ربما كان فى غيره
القول أن الانس رأى أو توهم كيف يكون رأس الجن بعيد(/)
كتاب (المراحل الثمان لطالب فهم القرآن) حُسن التأليف في أبهى صوره
ـ[ابو عبدالله المكي]ــــــــ[17 Oct 2009, 02:48 م]ـ
انتهيت من القراءة السادسة أو السابعة! لكتاب شيخنا د. عصام العويد
"المراحل الثمان لطالب فهم القرآن" بعد طباعته، فلله درّه وما نثر فيه من درره،
لم أرَ التوفيق بين كلام أئمة المفسرين من السلف مع كلام المحققين من اللغويين والبلاغيين من الخلف بأسلوب يفهمه أهل العصر إلا في هذا الكتاب.
وقد كان عندي نسخة قديمة منه على شكل مذكرة مكتوب على غلافها:
" هذه الرسالة هي الثالثة بعد أختيها، كتبتها اضطراراً لا اختياراً، رُمت فيها أهلَ القرآن الذين هم أهل الله وخاصَّتُه،
رقمتُها بل نقشتُها لمّا وقفتُ من أحبتي على عملٍ يعوزه علم، وقراءةٍ يعوزها فهم، ورأيتُ هِمَّةً يعوزها تسديد، وسيراً على طريق يعوزه تعبيد،
وهي ثلاثة أثلاث: ثلثٌ نُصوص الوحيين، وثلثٌ بيان أهل العلم، وثلثٌ مِلاطٌ بينهما "
يخطو بك هذا الكتاب برفق وتؤدة خلال مراحله الثمان من مرحلة إلى مرحلة
مع عُمق وتحقيق ـ قل نظيره ـ حتى تشعر ببرد اليقين.
من فاته أن يقرأه فنصيحتي له أن يبادر فسيختصر لك الطريق.
ساءني فيه بعض الأخطاء المطبعية، وصغر خط الحاشية بشكل ملفت.
شكر الله لك شيخي وسددك وتقبل منا ومنك،،
...
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[18 Oct 2009, 03:07 م]ـ
الكتاب بالفعل رائع وقد قرأته ولله الحمد واستفدت منه كثيرا ..
وأهديته لأحد الإخوة الأعزاء ..
وقمت بتطبيق ما ذكر فيه على آية (كأنما يصعد في السماء .. ) فقد تناقشت مع أحد الإخوة فقال مستغربا من اختيار السلف رحمة الله عليهم هذا المعنى مع أن المعنى لمن يقرأ لا ينصرف إلا لما قيل من أن النفس يضيق مع الصعود ,,
فتبين لي من التطبيق صحة كلام السلف في هذا وجودة عبارتهم وحسن فهمهم لكلام ربهم ,,
من خلال القراءة بدا لي ملاحظات يسيرة جدا لكني نسيتها ولعلي إن قرأته مرة أخرى إن شاء الله أدون ما لاحظت من باب التعاون على البر والتقوى ..
أسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل ذخرا لكاتبه ومؤلفه وأن يمنحه جنات النعيم ..(/)
هل تؤيّد وجود إعجاز عددي في القرآن الكريم؟
ـ[حسان بوبشيش]ــــــــ[17 Oct 2009, 06:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أود أن اطرح في هذه المشاركة استطلاعا للرأي عن موضوع الإعجاز العددي في القرآن الكريم نظرا لما لاحظته من تضارب للآراء حول هذا الموضوع فالبعض يؤيد وجود الإعجاز العددي بقناعة تامة، وبنفس القناعة نجد من ينفي وجوده، ولكلٍ أدلته التي يستدل بها، فنشأ بينهما آخرون فمنهم من لم يقتنع بأدلة هؤلاء ولا أولائك ومنهم من لم يستبعد الأمر ويطلب أدلة أكثر وضوحا وإقناعا، كما نجد الكثير ممن لا يريد الخوض في الموضوع أصلا.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[17 Oct 2009, 06:51 م]ـ
ولما لا يكون في كلام الله المعجز إعجازا عددياً وهو القائل " وأحصى كل شيء عددا"؟
ـ[د. إسلام المازني]ــــــــ[17 Oct 2009, 07:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله عليك
وزادنا الله وإياك حبا للقرءان وجعلنا من أهله
أعتذر إليك عن بعدي عن فكرة الاستطلاعات
لكني أكتب لأسألك بما أنك أحد المهتمين -وأنا كذلك- ولدي نتائج لمؤيدين، وملفات للمانعين، لكني لا زلت شغوفا ولا أقدر -لظروف- على جمع كل ما أحب فأعني بما تيسر لك:
هل هناك رسائل علمية لنيل درجة التخصص أو العالمية"العالمية العالية كما يسميها بعض الأحبة" في إثبات أو نفي أو ضبط الأمر بقيود معينة
وهل هناك موسوعة للموضوع تجمع الرسائل المتناثرة، تعني بجمع جميع الأقوال لتيسر على الباحث الذي يتلمس الصواب؟
وجزاك الله خيرا وعذرا إن كان طلبي ليس مناسبا
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[17 Oct 2009, 08:43 م]ـ
الأخوة الكرام،
1. نعم هناك عدة رسائل لنيل الماجستير تتعلق بالإعجاز العددي، أعرف واحدة قُدّمت في اليمن، وأخرى في جامعة القدس في فلسطين وثالثة في دبي.
2. بعد استشارة شيخي وعرض الأمر عليه أبدى استعداد مركز نون لإرسال نسخة إلكترونية عن كتاب (المقتطف من بينات الإعجاز العددي) والذي انحصر حق طباعته في جائزة دبي الدولية. ومن هنا سيقوم الشيخ باستشارة الجائزة. وكل من يرغب في الحصول على الكتاب فليراسل مركز نون للدراسات القرآنية
noon@p-ol.com
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[17 Oct 2009, 10:12 م]ـ
وهناك كتابان آخران في الإعجاز العددي قامت بتبني طباعتهما جائزة دبي الدولية هما:
1 - إشراقات الرقم سبعة للباحث عبد الدائم الكحيل 2006 م. ويقع الكتاب في 400 صفحة.
2 - معجزة الترتيب القرآني للباحث عبدالله جلغوم 2007 م. ويقع الكتاب في 355 صفحة.
ـ[محمد براء]ــــــــ[17 Oct 2009, 10:49 م]ـ
أنا صوَّتُ لـ (لا).
والأصح أن الجواب يحتاج إلى تفصيل.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[18 Oct 2009, 12:19 ص]ـ
وهناك كتابان آخران في الإعجاز العددي قامت بتبني طباعتهما جائزة دبي الدولية هما:
1 - إشراقات الرقم سبعة للباحث عبد الدائم الكحيل 2006 م. ويقع الكتاب في 400 صفحة.
2 - معجزة الترتيب القرآني للباحث عبدالله جلغوم 2007 م. ويقع الكتاب في 355 صفحة.
وهناك كتاب ثالث فى الموضوع ذاته لكاتب هذه السطور، عنوانه:
" فتوح جديدة فى الاعجاز العددى للقرآن الكريم "
وكنت قد أصدرته سنة 1415 ه - 1995 م على نفقتى الخاصة، وقد نال استحسان كثير من المعلقين، وقد عرضت له صحيفة (الأخبار) القاهرية، وصحيفة (الوفد) المصرية وغيرهما
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[18 Oct 2009, 12:24 ص]ـ
أنا صوَّتُ لـ (لا).
والأصح أن الجواب يحتاج إلى تفصيل.
أحييك أخى الكريم على هذه المراجعة العلمية
وان كنت أرجو أن تكون سابقة على التصويت، ولكن لا بأس
فيكفى أنك قد ذكرت ذلك، بارك الله فيك
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[18 Oct 2009, 12:42 ص]ـ
ربنا يقول (سنريهم آياتنا في الآفاق).
وبعضهم يقول بما يفيد: لا لا .. إنه لن يريهم آياته في الآفاق!.
الدليل على النافي لا على المثبت.
فمن نصدق؟.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[18 Oct 2009, 01:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسوله الكريم وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
سلام الله ورحمته وبركاته عليكم جميعا
الإخوة الأحبة
في القرآن الكريم آيات تشهد صارخة بتحقق الإعجاز العددي لهذا الكتاب الكريم، بما لا يدع شبهة لمخلوق أنه كلام الله تعالى، فتدبّروا القرآن الكريم وثوّروه، تجدوا ضالتكم لا شية فيها.
ـ[د. إسلام المازني]ــــــــ[18 Oct 2009, 03:12 م]ـ
بارك الله عليكم جميعا وجزاكم خيرا
وهل من الممكن أن يتطوع القادرون برفع وجمع هذه الرسائل والكتب، أو الجزء الخاص بتأصيل المسألة منها، فهو الذي يؤرق الساحة أخذا وردا ورفضا تاما أو قبولا مشروطا
وتصلني كتابات موقع الأخ الكحيل لاشتراكي به وغيرها كثير من مواقع ومعارض للكتاب ومقالات متناثرة بعضها جميل وعدد متهافت وفوضوي
لهذا رجوت أن نعقد مؤتمرا -ولو رقميا- يجمع الرافضين والمعضدين، ويخرج بموسوعة معتمدة للمقبول قطعا
وضوابط للمتفق عليه بين الجميع، وللذي تحفظ عليه بعضهم -وتبيين ما بني عليه- ليكون المتلقي على علم بالثوابت، وبالنتائج القطعية وغيرها، لأن عدم ضبط هذا الأمر-أعني بشكل عالمي حسب الطاقة- أثار بعض السلبيات في أذهان الكتاب عنه، وفي الحوارات مع الغربيين بسبب إسراف في أحيان، وتكلف أحيانا أخرى، وعدم وضع خط للرجعة عند عرض المسائل، وأرجو الاتفاق على أسلوب لعرض الأمر، يكون فيه تحفظ وتحرز، منعا للتعرض لنقد ونقض، وللاتهام بالهشاشة والتكلف، ولعكس الأمر بأمثلة، وهكذا
وهو ما يحدث أحيانا في ردود أهل الكتاب والمنصرين وبعض المعترضين نتيجة التعسف وترك ثغرات والاندفاع أحيانا في اعتبار المعاني وعدها.
وجزاكم الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسان بوبشيش]ــــــــ[18 Oct 2009, 06:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد لاحظت أن الكثير يرد وبكل ثقة على الأستاذ عبد الله جلغوم عما يكتبه عن الإعجاز العددي في القرآن الكريم ويقول أن كل ما توصل إليه لا يعني شيئا ويدعونه إلى الانصراف عن هذا النهج، ورغم كل هذا نجد الأستاذ عبد الله ماضٍ فيما بدأ ومتشبث بما يقول، وإني أرى في ذلك (والله اعلم) الرأي السديد لأن ما وجده الأستاذ عبد الله جلغوم يستدعي التوقف والتدبر، حيث أجد أن الأستاذ يقدم أدلة ملموسة على ما وجده وهذا إذا قرأنا كل ما كتبه لأنه السبيل إلى الفهم الجيد رغم أن المتدبر يمكن أن يكتفي ببعض الأمثلة الخاصة ليستيقن الأمر أو على الأقل ألا يستبعد الأمر.
من بين الردود على الإعجاز العددي من يقول أن السلف الصالح لم يهتم بمثل هذا المسلك لذا وجب علينا الانصراف عنه، وهذه حجة لا أرى فيها ما يقنع لأن الزمن يختلف والعلم تطوّر واختلفت اللغة فبعدما كانت لغة البيان والبلاغة والشعر هي مفخرة العرب وتفوقهم صارت اليوم لغة الرقم هي قوة الأمم وصارت التكنولوجيا الرقمية هي مقاس التقدم والتخلف، وبالتالي يمكن القول أن السلف الصالح قد قام بواجبه في عصره كما يجب حسْب ما كان من تحدٍ في وقتهم، والأجدر بنا أن نقوم نحن بواجبنا اليوم وأن نواجه التحدي القائم في زمننا هذا لأن الوسائل اللازمة لذلك متاحة اليوم والحمد لله.
اذا اردنا تعريفا للمعجزة فاننا نقول: هي ما يأتي به الرسول ليثبت صدق رسالته وهي أن يأتي بشئ لا يستطيع احد ان يأتي به، وأن تكون المعجزة مما نبغ فيه القوم وذلك حتي لا يقال أنه جاء بأمر لايعرفونه وليس لهم فيه موهبه فعلي سبيل المثال: ظهر سيدنا عيسي في قوم بارعين في الطب فكانت معجزته التفوق عليهم في علاج الأمراض فشفي الاعمي والابرص بل وأحيا الموتي باذن الله، اما سيدنا موسى فقد كانت معجزته فيما كان يتباهى به قومه وهو السحر فتفوق عليهم بمعجزة من الله. أما عن نبينا الكريم فظهر في قوم هم أهل لغة وبلاغة فكانت معجزته القرآن لكي يستيقن من عايشه أن هذا الكلام هو وحي من الله وأن صاحبه هو رسوله، لكن هل أرسل إلى قومه الذين برعوا في البلاغة فقط؟ طبعا لا وإنما أرسل إلى العالمين وهو آخر الأنبياء والرسل وبمعجزة واحدة وهي القرآن الكريم والذي لا تنقضي معجزاته التي أعجزت أهل البلاغة ولابد أن تُعجز أهل التكنولوجيا و فيما سيبرع فيه أهل المستقبل وهذا هو المنطق إن كنا نؤمن بأن القرآن كتاب لا تنقضي معجزاته و أن المعجزة تكون فيما برع فيه القوم (بالنسبة للقرآن نقول فيما برع فيه الإنس والجن) (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88 الاسراء). بالنسبة لنا اليوم ما حققته التكنولوجيا الرقمية وما توصل إليه الإنسان في عصرنا الحالي والذي هو ليس بالشيء الهين، أدى بالبعض إلى الاستهانة بكتاب الله فالكثير من غير المسلمين من يقول: أننا في عصر التكنولوجيا والمعلوماتية وأنتم تحدثوننا عن كتاب عمره أكثر من 14 قرنا. ولو تأملنا قليلا إلى هذا الافتراء لوجدنا انه لم يكن يقال في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا من بعده بقرون، لأنه لم يتوفر لديهم ما هو متوفر اليوم ولم يبلغوا من العلم في مجال التكنولوجيا ما بلغناه اليوم، لذلك كان اهتمامهم الأكبر بما هو سائد في وقتهم، فاهتموا بإظهار الجانب البلاغي أو البياني في أسلوب القرآن كإعجاز له. وبما أن القرآن لم ينزّل من أجل فئة معينة أو لفترة معينة بل هو منزّل للعالمين ولفترة زمنية ممتدة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، لذلك فلابد من هذا القرآن أن يحتوي على تحد لكل البشر وفي كل الأزمان وفي مختلف العلوم. فبالنظر إلى ما سبق ألا يجب علينا أن نتحقق من أن كتاب الله يحتوي على مثل هذا التحدي؟ من وجهة نظري أرى انه من الواجب علينا أن نتحقق من الأمر خاصة أن هناك أبحاثا تفتح الطريق لذلك. وأنا هنا لا أتكلم عن مبادرات فردية بل أتحدث عن مشروع كبير بإمكانات ضخمة سواء أكانت مادية أو فكرية لإظهار الأمر أو على الأقل للتحقق من الأمر بما أن الكثير من علمائنا متحفظون على هذا الشأن. إن هذا المشروع في رأيي هو
(يُتْبَعُ)
(/)
ناجح مهما كانت النتيجة فإن ثبت أن الإعجاز العددي موجود بالفعل فهو مكسب عظيم لكتاب الله وللمسلمين، وان كان غير ذلك نلنا أجر الاجتهاد ووضعنا حدا لأمر بات موضع اختلاف كبير.
في الأخير أريد أن يخبرني أحدكم عن ردٍ فيما إذا سألني أحد من غير المسلمين وقال لي:" أين قرآنكم من التكنولوجيا الرقمية الحديثة؟ " وأرجوا ألا يقول لي أحد أن التكنولوجيا الرقمية شيء بسيط لا يستدعي هذا الطلب.
والله أعلم.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[18 Oct 2009, 10:26 م]ـ
ألا يعني تفرّد كتاب نزل قبل 14 قرنا بنظام رياضي غاية في الإحكام , رغم نزوله مفرقا وترتيبه على نحو مغاير لترتيب نزوله شيئا؟ أليس في ذلك دلالة على مصدر هذا الكتاب؟ وعلى من نزل ذلك الكتاب؟ على قوم لم يكن لهم من المعارف غير الحظ اليسير , ولم يكن لهم من علوم الحساب شيء يذكر , بل لم يكونوا قد عرفوا الأرقام بعد ..
فمن يكون صاحب هذا الكتاب الذي لا مثيل له في ترتيبه لا من قبل ولا من بعد؟
إنني على ثقة تامة بأنه لا يوجد ولن يوجد كتاب في الكون (بأي لغة كان) فيه من الترتيب الرياضي ما هو في القرآن الكريم.
فأما المقارنة التي يعقدها منكرو الاعجاز العددي بين ما هو في كتاب الله وما يمكن أن يكون في كلام البشر , فهي إما تقوم على مثال تافه , وإما على جزئية صغيرة لا تمثل الاعجاز العددي بصورته الصحيحة.
فمثلا , إذا قيل أن عدد آيات سورة الفاتحة 7 وعدد ما ورد فيها من حروف الهجاء 21 أي من مضاعفات الرقم 7 وانها خلت من 7 احرف ... قالوا: أليس في وسعنا ان نؤلف نصا فيه مثل هذه الموافقات العددية بل وما هو أجمل؟ وهكذا يتم الحكم على الاعجاز العددي من خلال هذه الجزئية البسيطة الواضحة.
المسألة ليست هكذا: فسورة الفاتحة مرتبطة بعلاقات رياضية مع جميع سور القرآن وعلى كثرة ما تم الكشف عنه فما بقي أكثر .. إن فيها من مظاهر الاعجاز العددي أكبر بكثير مما يتصوره هؤلاء ..
وإذا قيل عدد حروف آية البسملة 19: قالوا: أليس من السهل أن نؤلف كمّا من الجمل عدد حروف كل منها 19؟ وما علموا أن الاعجاز العددي في آية البسملة وحدها يمكن تصنيف كتاب كبير فيه , لو وجد الباحث العون ممن يهمهم الأمر ..
ـ[حسان بوبشيش]ــــــــ[18 Oct 2009, 10:59 م]ـ
شكرا شيخنا عبد الله اعرف انك لن تجد مشكلة في الرد على مثل هذا الادعاء الباطل لكن اريد جوابا ممن ينفي وجود الاعجاز العددي، ترى كيف سيرد عليهم؟
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[19 Oct 2009, 02:07 ص]ـ
أخي حسان تعريف المعجزة وأركانها مذكورة في كتب علوم القرآن الكريم تفصيلا وجميع هذا الشروط متحقق في الإعجاز العلمي والطبي والعددي ... وقوم النبي صلى الله عليه وسلم الذين بعث لهم هم كل الناس وليس قريش فقط
قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (سبأ:28)، لذلك تتنوع أوجه الإعجاز ليستدل كل الناس على أن هذا القرآن الكريم هو كتاب الله تعالى
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[19 Oct 2009, 10:38 م]ـ
حسان بوبشيش
هل تؤيّد وجود إعجاز عددي في القرآن الكريم؟
كيف لا وفي آيات القرآن إشارات واضحة إلى الإعجاز العددي:
1 - قوله تعالى في سورة الحجر (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (9 سورة الحجر)
فالله سبحانه قد تعهد بحفظ القرآن , ومما لا شك فيه أن الحفظ يشمل الترتيب , فلا يمكن أن يكون ترتيب القرآن فوضويا لا يخضع لأي نظام منطقي أو عقلي. لقد تعهد سبحانه بحفظه مرتبا وكما أراد له أن يكون. وما من شك أن لغة الترتيب هي العد والإحصاء.
2 - قوله تعالى في سورة الفرقان:
(وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآَنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا) (32)
فالترتيل الذي تشير إليه الآية هو الترتيب والتنظيم والإحكام , وليس المقصود به هنا التجويد والتلاوة حصرا. فالله سبحانه يخبرنا أيضا أنه رتّل القرآن , أي رتبه ترتيبا محكما.
3 - قوله تعالى في سورة القيامة:
إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)
فكما أن الله سبحانه تعهد بحفظ القرآن , تعهد بجمعه (توفيق الصحابة على جمع القرآن كما علموه عن الرسول صلى الله عليه وسلم) , والجمع لا يكون من غير ترتيب .. كما تعهد بالبيان فيما بعد دون تحديد زمن معين .. (ويرى البعض أن معنى قرآنه من قرن – اقتران)
4 - قوله تعالى في سورة هود:
الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1)
فالآية تصرح بأن آيات القرآن قد أحكمت أولا , ثم فصلت .. فماذا يكون الإحكام؟ هل هو محصور في اللغة؟ ألا يشمل اللغة والعدد والترتيب والنظام؟
5 - .............
6 - ............
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسان بوبشيش]ــــــــ[19 Oct 2009, 11:04 م]ـ
شيخنا الكريم عبد الله جلغوم
هل وجدت مؤسسة كبيرة تتبنى اعمالك وتساعدك في حال اقتناعها بما تكتب عن الاعجاز العددي واقصد هنا الوعود؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[19 Oct 2009, 11:15 م]ـ
شيخنا الكريم عبد الله جلغوم
هل وجدت مؤسسة كبيرة تتبنى اعمالك وتساعدك في حال اقتناعها بما تكتب عن الاعجاز العددي واقصد هنا الوعود؟
لا.
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[20 Oct 2009, 01:20 م]ـ
الإخوة الأفاضل إذا كان الهدف من الاستطلاع معرفة القناعات الحالية لزوار هذه الصفحة فلا حاجة لمناقشة المسألة هنا حتى يتم الاستطلاع ويدلي صاحب الموضوع بما يراه متفقا مع هدفه من طرح الموضوع
أما الحديث عن الموضوع في هذه الصفحة الآن فيؤثر على الذي سيصوت وأراه يفقد الاستطلاع هدفه ..
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[20 Oct 2009, 02:49 م]ـ
أبو عاتكة
مجهود طيب وفقك الله
عددت كلمات سورة الجن فكانت 287 حسب عدي .. فأتمنى أن تعدها أخي مرة أخرى أو أحد من الإخوة ...
الأخ الفاضل:
كنت قد ذكرتُ في إحدى مشاركاتي أن عدد كلمات سورة الجن هو 285 .. فجئت أنت بالعدد 287 في مداخلتك، وطالبتنا بعدها مرة أخرى، ورددنا عليك بأن عدك خطأ، ورجوناك أن تخبرنا أين وقع الخطا في عدك ... فما رددت علينا ..
أيجوز هذا؟ لعلك أحدثت بلبلة وشكا لدى البعض في أي العددين هو الصحيح.
فيا حبذا أن تخبرهم بذلك، وتزيل ما قد تركته من شك لدى البعض.
لأن العدد الصحيح هو 285.
ـ[ Amara] ــــــــ[24 Oct 2009, 03:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اخوتي الأفاضل
اخي عبد الله جلغوم
الأمر أجل من أن نجعل له استطلاع رأي لأن كتاب الله قد بين ذلك التحدي في كتابه و بين أن باب الإعجاز بالقرآن ليس مخصوصا بأمة و لا ميدان إنما يشمل كل الناس و كل فنون الفكر و العلم.
و لعلك تنظر في كتب السلف لتجد وقوفهم على ما سموه باللطائف و هو أمر يتجاهله القائلون بلا. فلا يعزون أمر العدد في القرآن إلى السلف الصالح لهذه الأمة .. و يقولون أنه وليد الحين .. و الحق أن الاختلاف في التسمية بين اللطائف و الإعجاز كالإختلاف في القول بالكتاب و الهجاء عند المهتمين بالقراءات ..
و إنما ميزنا اللطائف بالإعجاز لأنها أخذت صورة البرهان و الحجة على صدق الكتاب و صدق من نزل عليه.
و لا محالة فلا أحد من السلف أنكر عظم القرآن و قوة تحديه و إعجازه، و لا أحد منهم فصل هذا الإعجاز فألزمه بطريق دون آخر إنما هو معجز في كل باب و هو في باب العدد أيضا، و على هذا قام إيمانهم به و يقينهم فيه.
يغفر الله لي و لكم
ـ[محمد منقذ]ــــــــ[10 Nov 2009, 07:19 م]ـ
أريد أن أسأل بعض الأسئلة وأرجو الإجابة عنها ممن هو مشتغل في هذا المجال:
1) الحرف المشدد هل هو عندكم حرف أم حرفان؟
2) هل التنوين تعتبرونه حرفاً أم لا؟
3) ما هو موقفكم من رسم القرآن؟ هل تعدون ما هو محذوف من رسم المصحف؟ أم أنكم لا تعدونه؟ وهل تعدون ما هو مرسوم ولا يقرأ؟ أم أنكم لا تعدونه؟
4) على أي قراءة تعتمدون في العد؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد منقذ]ــــــــ[10 Nov 2009, 07:23 م]ـ
أسألة أخرى:
1) هل تعدون صلة هاء الضمير؟
2) هل تفرقون في العد بين حالتي الوصل والوقف؟ لأن هناك حروف تثبت وقفاً لا وصلاً والعكس.
3) وهل لكم قواعد ثابتة في كل ما تفعلونه في الاستفسارات السابقة؟
ـ[محمد منقذ]ــــــــ[10 Nov 2009, 07:24 م]ـ
سؤال أخير عذراً:
وهو تابع للسؤال عن موقفكم من رسم القرآن.
إن وُجِدَ خلافٌ بين علماء الرسم ما الذي تعتبرونه؟
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[10 Nov 2009, 10:15 م]ـ
الأخ الكريم محمد منقذ،
أولاً: أبحاث الإعجاز العددي عند الجادين من الباحثين تعتمد المكتوب ولم تبحث بعد في الملفوظ. هذا يعني أن الإعجاز العددي هو إعجاز للكتاب.
ثانياً: يعتمدون الرسم العثماني، ويعتمدون المصحف السائد في العالم الإسلامي. ولا يبحثون في اختلاف علماء الرسم ويكفيهم ما هو مدون في مصحف المدينة.
ثالثاً: الحرف المشدد هو حرف واحد لأنه هكذا رسم في المصحف. ولا يعد ما حذف من الرسم. والتنوين لا يعد حرفاً.
ـ[محمد منقذ]ــــــــ[11 Nov 2009, 12:36 ص]ـ
شكراً أبا عمرو مع أنك لم تفدني في جميع ما أردت
واعذرني في سؤال جديد
الحروف التي أثبتت في مصحف المدينة ضبطاً هل تعد؟ كألف (مالك يوم الدين)؟
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[11 Nov 2009, 01:52 ص]ـ
الأخ الكريم محمد منقذ،
كلمة مثل (مالك) هي في رسم المصحف العثماني (ملك) أي ثلاثة حروف. أما الالف الصغيرة فهي مضافة للتعليم، ومن هنا رسمت صغيرة حتى لا يختلط الأمر.
ـ[إيمان البحر]ــــــــ[11 Nov 2009, 08:46 ص]ـ
المشايخ الفضلاء ... والإخوة الكرام ... لاينكر أحد صدق ماتوصل إليه بعض العلماء من توافق عددي كتوافق عدد الدنيا والآخرة والجنة والنار وغيرها. ولكن اعتقد في رأي الشخصي أن التصريح بوجود هذا العلم في الوقت الحالى ليس مناسبا لعدم وجود البحوث العلمية في بقية القرآءات.
أما الإجابة عن عدم وجود التكنولوجيا الرقمية قي القرآن الكريم -ولو في الوقت الحالي- فإن القرآن الكريم قد ظهر فيه من الإعجاز العلمي والبياني والتشريعي إلى الوقت الحالي ما أدهش العلماء وسلب عقولهم.
وجزاكم الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[11 Nov 2009, 12:50 م]ـ
الأخت الكريمة إيمان،
تكلم بعض الأخوة طويلاً حول القراءات القرآنية والإعجاز العددي. والذي أراه أنه يكفي أن تكون لدينا قراءة متواترة، أما القراءات الأخرى فيسهل رصد انعكاسها على رسم المصحف. والاستقراء يقول إن أثر ذلك محدود جداً. وثبوت وجه عددي وفق قراءة حفص السائدة لا يمنع من وجود وجوه أخرى.
ـ[فيصل وزوز]ــــــــ[11 Nov 2009, 01:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا اصوت بنعم كبيرة لصالح وجود إعجاز عددي مذهل في القرآن الكريم
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[11 Nov 2009, 04:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا اصوت بنعم كبيرة لصالح وجود إعجاز عددي مذهل في القرآن الكريم
قبل كل شيء: لك مني أقوى وأرق تحية
ليس امام من لا يفهم الإعجاز العددي (لسبب ما) سوى أن يخفي جهله وراء إنكار الاعجاز العددي، ويظن بذلك أنه قد يخدع الاخرين، فيوهمهم انه قد وصل إلى حكمه هذا بعد معاناة وسعة اطلاع ودراسة وبحث ..
وهل من الغريب أن لا نتفق على وجود الاعجاز العددي في القرآن المؤيد بمئات الأدلة؟
إذا كنا حتى الان - وبعد مرور ما يزيد على 1400 سنة على نزول القرآن _ غير متفقين على وضع آية البسملة في القرآن، وغير متفقين على ترتيب سور القرآن هل هو توقيفي أم اجتهادي، فهل من المعقول ان نتفق على الاعجاز العددي؟ هل هو موجود أم غير موجود .. نحن بحاجة إلى 14 قرنا أخرى لتحقيق هذه الغاية ..
إن من الخير أن نبدأ بأسئلة أبسط من هذا السؤال، نحو:
هل الشمس موجودة ام لا؟ هل شكلها مربع أو دائري؟ كم عدد أصابع اليدين في الإنسان؟ هل يعد الإبهام منها أم لا .... وهكذا .. وبعد ذلك نتدرج إلى ما هو أبعد ..
ـ[محمد منقذ]ــــــــ[14 Nov 2009, 03:39 م]ـ
إلى المشرفين على الملتقى
هل ترون من المناسب أن تبقى مشاركة الأخ (عبد الله جلغوم) الأخيرة؟ أم من الأفضل حذفها من المنتدى؟
لأني أشم منها رائحة استهزاء بعلماء الأمة وطلبة العلم
(إذا كنا حتى الان - وبعد مرور ما يزيد على 1400 سنة على نزول القرآن _ غير متفقين على وضع آية البسملة في القرآن، وغير متفقين على ترتيب سور القرآن هل هو توقيفي أم اجتهادي، فهل من المعقول ان نتفق على الاعجاز العددي؟ هل هو موجود أم غير موجود .. نحن بحاجة إلى 14 قرنا أخرى لتحقيق هذه الغاية ..
إن من الخير أن نبدأ بأسئلة أبسط من هذا السؤال، نحو:
هل الشمس موجودة ام لا؟ هل شكلها مربع أو دائري؟ كم عدد أصابع اليدين في الإنسان؟ هل يعد الإبهام منها أم لا .... وهكذا .. وبعد ذلك نتدرج إلى ما هو أبعد .. )
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[14 Nov 2009, 08:01 م]ـ
إلى المشرفين على الملتقى
هل ترون من المناسب أن تبقى مشاركة الأخ (عبد الله جلغوم) الأخيرة؟ أم من الأفضل حذفها من المنتدى؟
لأني أشم منها رائحة استهزاء بعلماء الأمة وطلبة العلم
(إذا كنا حتى الان - وبعد مرور ما يزيد على 1400 سنة على نزول القرآن _ غير متفقين على وضع آية البسملة في القرآن، وغير متفقين على ترتيب سور القرآن هل هو توقيفي أم اجتهادي، فهل من المعقول ان نتفق على الاعجاز العددي؟ هل هو موجود أم غير موجود .. نحن بحاجة إلى 14 قرنا أخرى لتحقيق هذه الغاية ..
إن من الخير أن نبدأ بأسئلة أبسط من هذا السؤال، نحو:
هل الشمس موجودة ام لا؟ هل شكلها مربع أو دائري؟ كم عدد أصابع اليدين في الإنسان؟ هل يعد الإبهام منها أم لا .... وهكذا .. وبعد ذلك نتدرج إلى ما هو أبعد .. )
يا أيها الأخ الفاضل
أتعد الصدق وقول الحقيقة استهزاء بعلماء الأمة؟
هل اتفق العلماء على رأي في ترتيب سور القرآن تعلمه أنت ولا نعلمه نحن؟ أخبرنا به، وسأعتذر عما كان مني ..
(أنت تذكرني بأستاذ منتفخ جرى بيننا حوار في إحدى الجامعات، وكان مما قلته: لقد اختلف العلماء في عدد آيات سورة البقرة، فمنهم من قال أن عدد آياتها 286 ومنهم من قال 285 ومنهم من قال 287 .. فهب من مكانه وكانه صحا من حلم مفزع، وصاح بي: هذا تشكيك في كتاب الله ... احترت حينئذ هل أضحك أم أبكي .. واخترت أن ابتسم، وقلت له: اسأل السيوطي .. ) ........
وهل اتفق علماء الأمة على البسملة؟ على رأي يمكننا ان ننقله إلى غيرنا على نحو مقنع لهم؟ إن كان ذلك فأين هو؟ دلني عليه حتى أجيب من يسألني وأنا على ثقة بأنه سيصدقني ويقتنع بكلامي ....
انظر إلى نفسك أنت:
محمد منقذ شكراً أبا عمرو مع أنك لم تفدني في جميع ما أردت
واعذرني في سؤال جديد
الحروف التي أثبتت في مصحف المدينة ضبطاً هل تعد؟ كألف (مالك يوم الدين)؟
أبعد كل ما كتبناه عن الإعجاز العددي، تشرفنا فضيلتك بالسؤال عن ألف (مالك يوم الدين)؟ أخونا أبو عمرو يحتمل مثل هذا السؤال .. أنا لا أحتمل ذلك بخاصة أن هذا السؤال صادر عن شخص سيحمل الدكتوراة بعد سنة او أكثر، ويأخذ تصريحا بالتحكم في أعناقنا.
وها انت تطالب بحذف مشاركتي لأنك تشم -حفظ الله لك هذه الحاسة من كل سوء، ويسر لك استخدامها في خدمة الإسلام وأهله - منها رائحة استهزاء.
اعلم، أنه لن يضيرني حتى لو تم حذف كل مشاركاتي لأنني مللت من المناطحين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[14 Nov 2009, 11:51 م]ـ
نحن بحاجة إلى 14 قرنا أخرى لتحقيق هذه الغاية ..
إن من الخير أن نبدأ بأسئلة أبسط من هذا السؤال، نحو:
هل الشمس موجودة ام لا؟ هل شكلها مربع أو دائري؟ كم عدد أصابع اليدين في الإنسان؟ هل يعد الإبهام منها أم لا .... وهكذا .. وبعد ذلك نتدرج إلى ما هو أبعد ..
وعلى ماذا يدل هذا الكلام؟
ـ[د. نورة]ــــــــ[15 Nov 2009, 10:57 ص]ـ
سعدت كثيرا بنضمامي لملتقى أهل التفسير،للاستزادة في العلم، وقد وجدت علماء يتميزون بعلم غزير وفصاحة وبيان وقوة حجة ففرحت كثير ا وسعدت بذلك،،
وتصفحت وقرأت الموضوعات ومما شدني موضوع الإعجاز العددي في القرآن ومساجلة،ومجادلة،وحوار اهل العلم فيه،وادلة كل فريق ببيان وحجة، غير اني مع الذين لا يرون فيه اعجاز، فالإعجاز يزيد هداياتك في الايات ويبحر في معاني الالفاظ ومدلولاتها ولكن ما اجده في العددي يبعد عن ذلك وينقل بالمتتبع له عن مقاصد القرآن وهدايات الايات الى كتاب حساب يتنقل بين الاعداد قسمة وزائد وضرب.
ومالي بالغوص بين المؤيدين والمانعين الا التصويت على الموضوع والله أعلم.
ـ[حسان بوبشيش]ــــــــ[16 Nov 2009, 10:54 ص]ـ
الاخت الكريمة نورة والاخوة المعارضين للاعجاز العددي
لقد سألت سؤالا في مشاركة سابقة ولم اتلق الاجابة منكم وهو:
إذا سألني أحد من غير المسلمين وقال لي:" أين قرآنكم من التكنولوجيا الرقمية الحديثة؟ " وأرجوا ألا يقول لي أحد أن التكنولوجيا الرقمية شيء بسيط لا يستدعي هذا الطلب.
طبعا لا يمكننا هنا ان نجيبه بمعجزة البيان لانها ليست من اختصاصه وحتى لو فعلنا لما امكن له رؤية وجه الاعجاز.
وارجوا الا يبقى السؤال مطروحا.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[18 Nov 2009, 06:49 م]ـ
نعم وألفُ ألفِ نعم للإعجازِ العدديِّ المنضبطِ القائمِ على الجهود المؤسسيَّةِ المتظافرةِ بعيداً عن الشطط والتهورِ والتخميس والتعشير.
ولا وألفُ ألفِ لا للإعجاز الذي يستطيعُ طلبةُ المرحلة الإبتدائيةِ نقضَهُ بما تعلموهُ من خلافِ المقطوعِ والموصول , فضلاً عن الحذف والزيادة في الرسم.
وأرجو أن يُراعى من يرى هذا الرأي بوضع اختيار في الاستبيان بعنوان (نعم للإعجاز المؤسسي المنضبط)
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[18 Nov 2009, 09:15 م]ـ
هذه ضوابط الكتابة -فيما أعلم- في تفسيرالقرآن الكريم.
1 - لا يسمح بتفسير للقرآن بالرأي الغير مستند إلى دليل متيقن.
2 - لا يسمح بوضع بوضع قواعد للتفسير ليس لها دليل متيقن من الكتاب والسنة.
3 - لا يسمح بنشر ما يتعلق بالإعجاز العلمي إن لم يكن مؤيداً بالدليل النصي اليقيني من الكتاب والسنة.
ـ[نعيمان]ــــــــ[18 Nov 2009, 10:20 م]ـ
نعم للإعجاز العدديّ المنضبط بضوابط البحث التي يتفق عليها المتخصّصون؛ من ضوابط عامّة للتفسير، وضوابط خاصّة تتعلق به كعلم معاصر.
وسواء أكان الانضباط فرديّاً أم مؤسّسيّاً.
وإن كان العمل المؤسّسيّ أشدّ قوّة وأسدّ رأياً؛ ولكن الذين ينفردون بالعمل يجدون مواجهات شديدة، ولا يجدون تأييداً مؤسّسيّاً!! فهل يتوقفون فيما فتح الله عليهم من أبواب هذا العلم أم يستمرّون حتى يفتح الله بعمل مؤسّسيّ منظم ومنضبط؟
ثم أتمنّى من الإخوة الذين يعارضون أن يعارضوا عن علم لتُحترم معارضتهم، لا عن مزاجيّة تحكّميّة، فتكون معارضتهم مبنيّة على غير هدى، والعياذ بالله.
فالحكم على الشّيء فرع عن تصوّره. كما القاعدة الأصوليّة المعروفة.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[19 Nov 2009, 12:13 ص]ـ
سعدت كثيرا بنضمامي لملتقى أهل التفسير،للاستزادة في العلم، وقد وجدت علماء يتميزون بعلم غزير وفصاحة وبيان وقوة حجة ففرحت كثير ا وسعدت بذلك،،
وتصفحت وقرأت الموضوعات ومما شدني موضوع الإعجاز العددي في القرآن ومساجلة،ومجادلة،وحوار اهل العلم فيه،وادلة كل فريق ببيان وحجة، غير اني مع الذين لا يرون فيه اعجاز، فالإعجاز يزيد هداياتك في الايات ويبحر في معاني الالفاظ ومدلولاتها ولكن ما اجده في العددي يبعد عن ذلك وينقل بالمتتبع له عن مقاصد القرآن وهدايات الايات الى كتاب حساب يتنقل بين الاعداد قسمة وزائد وضرب.
ومالي بالغوص بين المؤيدين والمانعين الا التصويت على الموضوع والله أعلم.
الأخت الكريمة دكتورة / نورة
(يُتْبَعُ)
(/)
أهلا بك أختا لنا، وسعداء بأن استأثر موضوع الاعجاز العددى باهتمامك، ولكن اسمحى لى ببيان خطأ فى الاستدلال لديك، وهو ما ميزته باللون الأحمر فى الاقتباس أعلاه، وسأعود اليه لاحقا
فأما أن الاعجاز العددى ليس فيه اعجاز فهذا غير صحيح على الاطلاق، فالحاصل والمؤكد أن فيه اعجاز بلا ريب، بل ربما كان اعجازه قطعى الدلالة أكثر من غيره من بعض وجوه الاعجاز الأخرى التى يتوقف ادراكها على الملكات الشخصية للمتلقى والتى تختلف المدارك فى استيعابها وتذوقها نظرا لاعتمادها على القدرات الذاتية للمتلقى بشكل أساسى، أما الاعجاز العددى فيقل فيه - بل يكاد ينعدم - هذا الاعتماد على الملكات الشخصية والقدرات الخاصة للمتلقى، وذلك من حيث أن لغة الأرقام تعد لغة دوجماطيقية أى قطعية الدلالة، فهل تجدين مثلا أحدا يمكن له أن يشكك فى الحقائق الرياضية التى من قبيل: 1 +1 = 2
هل هذا أمر يقبل المراء والجدل؟
فالأساس الذى يقوم عليه الاعجاز العددى هو أساس متين للغاية ويمكن البناء عليه دون أدنى ريب للوصول الى نتائج قطعية لا يمكن دحضها أو التشكيك فيها
أما تعريفك للاعجاز الذى جعلتى من شروطه ما ميزته باللون الأحمر فانه ينطوى على خطأ ظاهر
فليس شرطا أن يحقق الاعجاز ما ذكرتيه، لأن ما ذكرتيه لا ينطبق الا على وجه بعينه من الاعجاز هو الاعجاز البيانى، وصريح عبارتك يفيد ذلك: " يبحر فى معانى الألفاظ ومدلولاتها "
ثم هناك أمر آخر لا بد من الاشارة اليه:
هل اطلعتى بشكل كاف على مباحث الاعجاز العددى ولأكثر من باحث فيه؟ أم انك قد بنيتى حكمك المتقدم على نتف يسيرة ولباحث واحد؟
ان موضوع الاعجاز العددى واسع بأكثر مما تتصورين، كما أن مباحثه متعددة ولا تقتصر على موضوع واحد
وأنا معك فى أن فيه أحيانا بعض التكلف والافتعال، ولكن هذا التكلف سوف تجدينه فى الوجوه الأخرى للاعجاز كذلك، وهذا لأن مرد التكلف - بوجه عام - يرجع الى الباحثين أنفسهم ولا يعود الى وجه الاعجاز نفسه أيا كان هذا الوجه
هذا وبالله التوفيق
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[19 Nov 2009, 12:17 ص]ـ
نعم وألفُ ألفِ نعم للإعجازِ العدديِّ المنضبطِ القائمِ على الجهود المؤسسيَّةِ المتظافرةِ بعيداً عن الشطط والتهورِ والتخميس والتعشير
يسعدنا أن يكون هذا رأيك، لأنه يعنى أنك لست ضد قضية الاعجاز العددى من حيث المبدأ، وتلك نظرة موضوعية تليق بأولى العلم من أمثالكم
ولكن اسمح لى أن أخالفك فى أمر واحد لا غير، ذلك هو اشتراطك العمل المؤسسى، فهذا ليس شرطا للوصول الى نتائج اعجازية فى هذا العلم، وقد يفتح الله عز وجل على شخص واحد بما لايفتح به على مؤسسة بأكملها، قال تعالى:
" ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها "
وقال كذلك: " قل ان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء "
و قد جاءت بهذا المعنى آيات عديدة، وهى لا تخفى عليكم
أكرر تقديرى واحترامى لرأيكم الموضوعى المحايد، والله يوفقكم لما يحب ويرضى
ـ[أبو عمرو]ــــــــ[23 Nov 2009, 10:31 ص]ـ
الأخوة الكرام
كيف نطلب الإعجاز في عمل قام به الصحابة رضوان الله عليهم؟؟؟
والأمة الإسلامية أجمعت قرونا طويلة على أن رسم المصحف من عمل الصحابة أنفسهم ليس للوحي فيه شيء، ثم استمر اجماع الأمة على ذلك إلا أفرادا من أهل العلم الذين ذكروا ذلك دون تقديم دليل واضح صريح على ما ذهبوا إليه. حتى جاء هذا العصر الذي ظهر فيه ما يسمى بالاعجاز العددي واستحوذ على دراسات البعض.
إن مشكلة هذا الفن هو تجاهل الحقائق العلمية السابقة الساطعة التي لن يلغيها القول بالاعجاز العددي سواء المضبوط أم غيره.
أما سؤال الأخ حسان (أين قرآنكم من التكنولوجيا الرقمية الحديثة؟) فهو سؤال في ظني ليس له معنى، ونستطيع أن نؤلف عشرات الاسئلة على هذه الشاكلة ثم ماذا؟ هل نتهم القرآن؟!؟ على كل حال لا أعتقد أن الأخ حسان يستطيع أن يستدل على أمر ما بمجرد القدرة على صياغة مثل هذا السؤال، ثم لماذا نضع أنفسنا وقرآننا في موضع الاتهام والريب ثم نبحث عن أجوبة للخلاص.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[23 Nov 2009, 02:48 م]ـ
الأخ الكريم أبو عمرو،
1. من أين لك أن الأمة قد أجمعت على أن رسم المصحف من عمل الصحابة. وقد سبق لنا أن بينا لك في مقام آخر أن الجمهور يذهب إلى أن الرسم توقيفي. فلماذا رعاك الله المماحكة في الوقت الذي يمكنك أن ترجع إلى كتب علوم القرآن؟!
2. أصحاب فكرة الإعجاز العددي يقدمون لنا ملاحظات استقرائية ثم يكون الحكم للأمة. ولا مجال لإنكار الاستقراء إلا بإثبات خطئه.
ـ[ايت عمران]ــــــــ[23 Nov 2009, 03:37 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
لحد الآن لم أقتنع بالإعجاز العددي، ولعل المقتنعين به يقنعونني مستقبلا حينما تنضج لديهم الفكرة ويقل بينهم الخلاف.
وقبل ذلك أود منهم الإجابة على هذه الأسئلة التي أعتبرها أهم مدخل لإثبات الإعجاز العددي، وها هو:
ما تعريفكم للإعجاز والمعجزة؟
وما شروطمهما؟
وهل هناك فرق بين الإعجاز ودلائل النبوة؟
أرجو تعريفا يندرج تحته الإعجاز العددي.
وجزاكم الله خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[23 Nov 2009, 04:01 م]ـ
لا شك أن معارضي أو منكري الإعجاز العددي يعتقدون - معنا - بأن القرآن معجز.
أليس من غير المعقول أنهم ينكرون أو يترددون في ان يكون هذا الكتاب حسن الترتيب والتناسق في كلماته وحروفه وآياته وسوره؟
أليس ذلك أقوى في الإعجاز؟
أيكون القرآن فوضوي الترتيب إذن، لا نظام ولا تناسق ولا حسن ترتيب؟
أوليست البلاغة هي حسن ترتيب وتناسق الكلام؟
لماذا لا يدرك أكثرنا الحقيقة إلا متأخرا؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[23 Nov 2009, 04:06 م]ـ
الأخ الكريم أبو عمرو،
1. من أين لك أن الأمة قد أجمعت على أن رسم المصحف من عمل الصحابة. وقد سبق لنا أن بينا لك في مقام آخر أن الجمهور يذهب إلى أن الرسم توقيفي. فلماذا رعاك الله المماحكة في الوقت الذي يمكنك أن ترجع إلى كتب علوم القرآن؟!
.
كذلك ترتيب سور القرآن وآياته، فكله توقيفي من عند الله، والأدلة على ذلك لا حصر لها .. وآخرها هو الاعجاز العددي.
ـ[ايت عمران]ــــــــ[23 Nov 2009, 04:24 م]ـ
أيكون القرآن فوضوي الترتيب إذن، لا نظام ولا تناسق ولا حسن ترتيب؟
يا أستاذ عبد الله
أولا: لا يجوز إطلاق مثل هذه العبارات تجاه القرآن الكريم.
ثانيا: كلامك هذا يلزم المنكرين للإعجاز العددي بأمر منكر ينبو عنه سمع كل مسلم؛ فكيف يعتقده!
ولا تنس مساعدتي في الإجابة على الأسئلة المطروحة أعلاه.
والله الموفِّق للصواب.
ـ[جمال السبني]ــــــــ[23 Nov 2009, 04:35 م]ـ
أنا لست مع القائلين بالإعجاز العددي.
وأعتقد أن المشتغلين بما أسموه بالإعجاز العددي هم أبعد الناس عن الدراسات الأصيلة في مضمار علوم القرآن، خصوصا علم رسم المصحف والضبط.
فمثلا، الذين أبدعوا، أو ابتدعوا، هذه المقولة وهذه الصناعة، لا يعرفون / أو لا يحسبون حسابا لـ / أن هناك اختلافا وقع في رسم مصاحف الأمصار، حتى في بعض الحروف في بعض المواضع وليس فقط في الضبط والشكل، فكيف يستقيم لهم استخراج حسابات في المصحف المطبوع بما يوافق رواية حفص؟ فما قد يصبح إعجازا عدديا في المصحف المطبوع برواية حفص يمسي غيرَ إعجاز في رواية ورش مثلا!
وأشك كثيرا فيما قيل من أنهم (يعتمدون رسم المصحف العثماني)، فهل يصحّ أن هؤلاء لا يحسبون الهمزات المفردة في حسابهم للحروف؟
وحتى لو اعتمدوا رسم المصحف وأسقطوا الألفات والواوات والياءات الصغيرة (غير المكتوبة في الرسم) من حسابهم؛ لا يمكن أن يُعتمَد مثلُ ذلك الحساب، لأن عدم كتابة ألف ما لا يعني أنها ليست مما (أوحي به) ومما بلّغه النبي عليه الصلاة والسلام. اللفظ المبلَّغ هو الأصل وليس الكتابة.
وهم أحيانا يستخرجون حسابات من عدد الآي، ومعلوم أن عدد الآي أيضا من المختلف فيه.
وأما حساب الكلمات والحروف لديهم فيدل على أنهم لا يحسبون أي حساب لرسم المصحف وتاريخ الكتابة العربية، وأنهم يقدسون الكتابة العربية في نفسها، فلولا بعض خصائص الكتابة العربية لانتفى وجه عدد غير قليل من الإعجازات العددية.
أنا أسألهم: هل ثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم وجّه الصحابة في كتابة الآيات بشي من التوجيه؟
الرسول صلى الله عليه وسلم بلّغ اللفظ ولم يبلغ شيئا عن الرسم والضبط.
إذا كانت البسملة، مثلا، في المصحف عبارة عن (19) حرفا، فهذا يعود إلى خصائص الكتابة العربية وأصولها التي ترجع إلى الكتابة النبطية. وإذا كانت كلمة (مئة) قد كتبت في رسم المصحف بشكل (ماية) فلأن تلك الكلمة كانت في النبطية (ماءة) أو (ماءت) أو (مائت) أي كانت الألف موجودة في اللفظ النبطي، وانحدر ذلك التقليد الكتابي إلى العربية وكتب به المصحف، أو لأن الصحابي الذي كتب الكلمة ارتأى ذلك الشكل في الكتابة لمنع الالتباس أو ما أشبه.
وحسبنا أن الاشتغال بهذه الصناعة لم يكن في الصدر الأول، ولا فيما يليه من العصور، إلى أن نشأ في العصر الحاضر من منشأ مشبوه لا يخفى على من اطلع على سيرة رشاد خليفة وعلاقته بالبهائية وقدسية الرقم (19) فيها.
ولا يُنكَر أن المشتغلين بالإعجاز العددي يدفعهم حسن النية والرغبة في دعوة الناس إلى كتاب الله، ولكن حسن النية ليس كافيا ليكون عمل ما صحيحا، فالدعوة إلى كتاب الله بأساليب ملتوية قد تعود بالضرر على مسير الدعوة نفسها.
إن مقولة الإعجاز العددي لا يمكن أن تُعتبَر دينا ولا علما.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[23 Nov 2009, 04:44 م]ـ
بارك الله لنا في القرآن وجعله حجة لنا لا علينا
أنا متيقنة أن القرآن معجزة الله الخالدة
ولكني أريد الإجابة عن هذه الأسئلة للتتضح الرؤية لنا -ولسنا نريد إلا الدليل-
* هل لكم أن تذكروا لي دليلا من السنة توقف فيه النبي صلى الله عليه وسلم مع آيه فيها إعجاز عددي وذكر ذلك لأصحابه؟
* هل لكم أيضا أن تذكروا لي آثارا عن بعض الصحابة -رضوان الله عليهم- في هذا وكذلك التابعين؟
* نعلم جميعا أن الغاية من إنزال الكتاب (ليدبروا آياته) وهذا هو الذي أمرنا به وببذل الأوقات والساعات في سبيل تحقيقه
ونحن نسأل عن العلم ماذا عملنا فيه
فهل لكم أن تذكروا لي آيه تدل صراحة على البحث في الإعجاز العددي والدعوة إليه؟
لم أطالبكم إلا بأسئلة تتوقف عليها الإجابة على سؤالكم
فلست أجيب لهوى إنما لدليل أدين الله به
وفقنا الله لكل خير ورزقنا العلم النافع والعمل الصالح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[23 Nov 2009, 04:51 م]ـ
يا أستاذ عبد الله
أولا: لا يجوز إطلاق مثل هذه العبارات تجاه القرآن الكريم.
ثانيا: كلامك هذا يلزم المنكرين للإعجاز العددي بأمر منكر ينبو عنه سمع كل مسلم؛ فكيف يعتقده!
.
اقرأ مثلا ما يقوله الدكتور محمد أركون أستأذ الفكر الاسلامي في جامعة السوربون:
((نحن نعلم ان نظام ترتيب السور والايات في المصحف، لا يخضع لأي ترتيب زمني حقيقي، ولا لأي معيار عقلاني أو منطقي، وبالنسبة إلى عقولنا الحديثة المعتادة على منهجية معينة في التأليف والإنشاء والعرض القائم على المحاجة المنطقية، فإن نص المصحف وطريقة تأليفه تدهشنا " بفوضاها ")).
د. محمد أركون - الفكر الإسلامي -نقد واجتهاد ص 90 - دارالساقي بيروت. ط 2 - 1992.
الان كيف سترد على الدكتور أركون: هل ستقول له: لا يجوز إطلاق مثل هذه العبارات تجاه القرآن الكريم.
سيقول لك: ولماذا؟
ماذا ستقول له؟؟؟؟ (سننتظر إجابتك فقد نعتمدها)
الباحثون في الاعجاز العددي هم الذين يسعون للرد على امثال هذه المزاعم. ولكن مشكلتهم الحقيقية تكمن في وجود فئة معارضة تضع لهم العصي في الدواليب، وتعمل على إسكاتهم، بدل أن تمد لهم العون والمساعدة، وتظن أنها بذلك تقدم خدمة للقرآن وأهله .. بينما هي تسير في الاتجاه المعاكس.
ـ[ايت عمران]ــــــــ[23 Nov 2009, 05:09 م]ـ
يا أستاذ عبد الله
لم اكن أتوقع منك أن تضع نفسك في هذا الميزان، وأن تجعل أركون عديلا لك!
أركون علماني جلد؛ بل ما رأيت في العلمانيين أخطر منه على الإسلام؛ فيتوقع أن يقول هذا وأكثر منه.
أما أنت فرجل مسلم غيور على القرآن الكريم؛ لذلك نبهتك على على عدم التساهل في إطلاق عبارات غير لائقة بالقرآن الكريم، كما تساهلت من قبل في إطلاق عبارات غير لائقة بعلماء السلف.
فإذا سألت: لماذا؟ كان الأمر أطمَّ.
ـ[جمال السبني]ــــــــ[23 Nov 2009, 05:53 م]ـ
تتمة لما قلتُه عن منهج الإعجاز العددي وعلاقته برسم المصحف
وبماذا يحسبون الألفات المهموزة والواوات المهموزة والياءات المهموزة؟ هل يحسبونها همزات؟ وهي في رسم المصحف ألفات وواوات وياءات، والهمزة عليها ضبط وليست حرفا، غاية الأمر أنها ألفات وواوات وياءات (تُهْمَزُ). بينما كُتَّاب الإعجاز العددي لا يسعهم إلا أن يحسبوها همزات، لأنه هكذا جرى الاعتبار في الإملاء الحديث، أي إن الألف المهموزة تُعَدّ في اعتبار الإملاء الحديث همزة تُكتَب بذلك الشكل وليس ألفا. وكذلك الأمر في الواو المهموزة والياء المهموزة.
وهل يمكن أن لا يحسبوا النون الصغيرة (غير المرسومة رسما) في مثل (ننجي)؟ وهي موجودة وإنما لم تُرسَم لأنهم كرهوا توالي المتماثلين في الكتابة حتى من الحروف الصامتة واكتفوا بحرف واحد مكان الاثنين المتماثلين.
وهناك اختلاف بين علماء الضبط، في مثل (رؤوف)، والكلمة في رسم المصحف هكذا (روف)، فبعضهم يضبطها هكذا (رءوف) وعليه العمل في المصاحف الآنَ، والبعض الآخر يضبطونها بشكل (رؤوف). كيف يحسب سادة الإعجاز العددي حروف سورة فيها هذه الكلمة مثلا؟ هل تزيد السورة همزةً وتنقص واوا؟ أم تنقص همزةً وتزيد واوا؟ (بالنسبة للرسم والضبط الحاليّ)، أم تنقص السورة همزة أو واوا (بالنسبة لرسم المصحف الأصلي روف)؟
هكذا هو الأمر مع الرسم، لا يمكن أن يعدّ الرسم أساسا لعدّ الحروف، وأما اللفظ فمن الواضح تماما أن اللفظ يختلف عدُّه باختلاف وجوه القراءات (العشر) والروايات (العشرين).
أنا أرى أنه ينبغي أن يكون كل حديث عن القرآن الكريم مؤسسا على وعي تام بما تعب فيه علماء علوم القرآن من قراءات ورسم وضبط وغير ذلك، لا أن يُترَك الأمر لكُتَّاب استبدلوا هذه العلوم العظيمة بعلوم (!!) من عندهم.
ـ[محمد منقذ]ــــــــ[23 Nov 2009, 06:42 م]ـ
1. من أين لك أن الأمة قد أجمعت على أن رسم المصحف من عمل الصحابة. وقد سبق لنا أن بينا لك في مقام آخر أن الجمهور يذهب إلى أن الرسم توقيفي. فلماذا رعاك الله المماحكة في الوقت الذي يمكنك أن ترجع إلى كتب علوم القرآن؟!
.
الأخ أبا عمرو
إجماع العلماء على أن (الرسم توقيفي) يقصدون به أنه لا يجوز مخالفته، ولم يقصدوا أنه من عند الله.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[23 Nov 2009, 06:49 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
الأخوة الكرام، .. الأخوات الكريمات،
1. اكتشاف النظام العددي القرآني جاء عن طريق الاستقراء، أي أنّ المشتغلين بالإعجاز العددي يَصِفون الواقع الذي لا يجوز إنكاره، وإن كان يجوز الجدال في دلالته. من هنا لا يصح أن نقول أين الدليل على وجود شيء وهو موجود.
2. لنفرض أنّ السنة لم تتحدث عن هذا الوجه، وكذلك الصحابة الكرام .... إلى يومنا هذا. فهل يعني ذلك رفضاً للإعجاز العددي؟! الجواب: بل هو من الأدلة على الإعجاز؛ لأننا نكتشف ما لم يَقل به أحد سابقاً، مما يعني أننا نتعامل مع كتاب ربّاني. أما لو صح في السنة أن تم الحديث عن هذا الوجه لكان مدخلاً للطاعنين في القرآن للزعم أن الرسول عليه السلام قد افتعله.
3. اختلاف العلماء في توقيف الرسم العثماني يفتح الباب للبحث عن أدلة ترجيحيّة، ووجود النظام العددي يُرجّح قول الجمهور. وهذا واضح في المنطق السوي. ونقول بلغة أخرى: يا من تزعم أن الرسم غير توقيفي، كيف تُفسّر لنا وجود النظام العددي المدهش؟! ليس له عندها إلا أن يقر أو أن يزعم أنها مصادفات (منطق الملاحدة طبعاً الذين يزعمون أنّ نظام الكون نتاج المصادفات).
4. نتفهم الذين يقولون إنّ ما قُدّم من أمثلة على الإعجاز العددي غير مقنع. نتفهم ذلك لأنهم يحكمون بمقدار علمهم وإحاطتهم بتفصيلات المسألة. وننصحهم بمراجعة الأبحاث الجادة، كالأبحاث المنشورة في صفحة مركز نون الإلكترونيّة.
5. أما بالنسبة لأسئلة الأخ السبني، نضيف إلى ماسلف:
أولاً: تُحسب الهمزات؛ فالهمزة هي حرف بغض النظر عن طريقة رسمها: على واو أو على ألف أو على ياء أو منفردة. والأبحاث السائدة حتى الآن تعد الحروف ولا تُفصّل. ولا مانع في المستقبل أن يتم إحصاء الهمزة بكل أحوالها، ثم إحصاؤها مع تفصيل حالاتها. ولا مانع من إحصاء الهمزة ثم إحصاء الواو واواً والألف ألفاً والياء ياءً.
ثانياً: في حساب الجُمّل نجد أن مركز نون يعتبر أن قيمة الهمزة هي (واحد) بغض النظر عن كيفية رسمها.
ثالثاً: هم يتعاملون مع المكتوب، ويمكن أن يتطور الأمر فنتعامل مع الملفوظ أيضاً.
رابعاً: الألفات الصغيرة لا علاقة لها بالرسم العثماني، ومن هنا لا تُحصى. وكذلك الياء أو النون التي لم ترسم في الرسِم العثماني ورسمت منفصلة وصغيرة للتعليم.
خامساً: قولك أخي جمال: ((وإنما لم تُرسَم لأنهم كرهوا توالي المتماثلين في الكتابة حتى من الحروف الصامتة واكتفوا بحرف واحد مكان الاثنين المتماثلين)) غير صحيح وغريب، لأنهم كتبوا المتماثلات ــ مثل ما نَنْسخ، نُنْسها ..... الخ ــ وشذّت كلمات قليلة، وهذا يشير إلى أن الرسم توقيفي.
سادساً: يعتمدون في الأبحاث على المصحف السائد في العالم الإسلامي أي الموافق في أغلبه لقراءة حفص. ومن هنا كلمة رءوف تحصى أربعة حروف. أما القراآت التي لا تلفظ الهمزة وبالتالي لا تكتبها المصاحف الموفقة لها لم تدرس بعد. وهنا جيد التنبه إلى أن العالم العربي يكتب ويلفظ العربية الفصحى بما يوافق قراءة حفص. تجد ذلك في الكتب ونشرات الأخبار والشعر والأدب وكل ما يكتب في هذا المنتدى ... الخ.
ـ[جمال السبني]ــــــــ[23 Nov 2009, 07:04 م]ـ
خامساً: قولك أخي جمال: ((وإنما لم تُرسَم لأنهم كرهوا توالي المتماثلين في الكتابة حتى من الحروف الصامتة واكتفوا بحرف واحد مكان الاثنين المتماثلين)) غير صحيح وغريب، لأنهم كتبوا المتماثلات ــ مثل ما نَنْسخ، نُنْسها ..... الخ ــ وشذّت كلمات قليلة، وهذا يشير إلى أن الرسم توقيفي.
أخي أبا عمرو البيراوي
صحيح أنني أطلقتُ العبارة، وكلامي على إطلاقه خاطئ، ولكن قصدي أنه وقع ذلك أحيانا، وإذا وقع فهو التعليل، أو ذلك هو أحد التعليلات لمثل تلك الظاهرة.
ومع ذلك يظل أصل الكلام على حاله: كيف يمكن ادعاء أن كتاب الإعجاز العددي يلتزمون برسم المصحف العثماني وهم لا يمكنهم حساب هذه النون وهي موجودة في قراءة الجمهور، وإذا حسبوها فهذا يعني أنهم يعتمدون اللفظ، وإذا كانوا قد اعتمدوا اللفظ فذلك يعني انهيار أي أساس موحّد لعدّ الحروف، اللهم إلا إذا بحث كُتَّاب الإعجاز العلمي في كل قراءة بل وكل رواية على حدة، وحينئذ يتحدثون عن إعجاز عددي لرواية حفص وإعجاز عددي لرواية ورش وآخر لقالون .. وهكذا.
هذه هي الفكرة ..
وأراك لم تعرج على هذه النقطة المهمة.
ـ[محمد منقذ]ــــــــ[23 Nov 2009, 07:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من الإخوة المؤيدين للإعجاز العددي أن يعتبروني مناقشاً لهم هدفه الوصول إلى الحق.
أنا لا أنكر وجود الإعجاز العددي؛ لأني -فيما قرأت- لم أجد دليلاً، بل ولا شبهة دليل تدل على إنكار هذا العلم.
ولكني في نفس الوقت لا أؤيد وجوده؛ لأني -حسب ما قرأت- أرى كثيراً من الإشكالات في نفسي من هذا المكتوب.
لأجل ذلك صوتت بـ (لا أستبعد) في هذا التصويت، وأظن أن إثبات هذا العلم فيه نصرٌ واضحٌ للقرآن.
كنت قد طرحت إشكالاتي على صيغة أسئلة في هذا الموضوع، ولم أر رداً كافياً.
وإليكم إحدى إشكالاتي التي لم أطرحها:
الكلمة عند العلماء يراد بها ثلاثة أمور: اسم، وفعل، وحرف كما هو معلوم.
وقد اختلف باحثان في عدد كلمات سورة الجن، فأردت أن أعد كلماتها؛ فاكتشفت أنهم يعتبرون (الكلمات) كلمة واحدة فقط.
فمثلاً: (فقالوا) يعدونها كلمة واحدة، وهي ثلاث كلمات كما هو معلوم في اللغة: فالفاء الأولى حرف مستقل بذاته، والحرف كلمة.
وقال فعل، وهي كلمة.
وواو الجماعة اسم، وهي كلمة.
سؤالي هو: هل مثل هذا له قاعدة عند من كتب في الإعجاز العددي؟
وأيضاً في كل ما طرحه الإخوة من قبل، بالنسبة لرسم المصحف، وتجويده، وقراءاته.
يبقى سؤال مطروح هو: كيف تعدون الحروف؟
كلمة (فآمنا) كم حرف عندكم؟
هل هي خمسة حروف؟ ولماذا؟
هل هي ستة حروف؟ ولماذا؟
هل هي سبعة حروف؟ ولماذا؟
أرجو أن يجيبني بعضكم خاصة في عدد حروف كلمة (فآمنا) حتى يستمر النقاش، ونصل فيه لفائدة للجميع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد منقذ]ــــــــ[23 Nov 2009, 07:12 م]ـ
ومن هنا كلمة رءوف تحصى أربعة حروف.
يبدو أن الأخ أبا عمرو كتب مشاركته أثناء كتابتي للمشاركة السابقة.
وهنا أخي أبا عمرو يقع إشكالاً عليكم أن تجيبوا عنه بكل شفافية
كلمة (رءوف) في الرسم العثماني هي ثلاثة أحرف فقط وليس أربعة؛ لأن الهمزة ليس لها صورة كما هو معروف عند علماء الرسم، والهمزة الموجودة هنا إنما هي إلحاق من أهل الضبط لا أهل الرسم.
ولا بأس أن تعتدوا بها، ولكن عليكم أن تعتدوا بكل ما ألحقه أهل الضبط من المحذوفات، كالألفات الصغيرة.
ومع ذلك أقول: إن هذا لا يعني هدم هذا العلم، ولكني أظنه غير منضبط إلى الآن.
ـ[جمال السبني]ــــــــ[23 Nov 2009, 07:29 م]ـ
أولاً: تُحسب الهمزات؛ فالهمزة هي حرف بغض النظر عن طريقة رسمها: على واو أو على ألف أو على ياء أو منفردة. والأبحاث السائدة حتى الآن تعد الحروف ولا تُفصّل. ولا مانع في المستقبل أن يتم إحصاء الهمزة بكل أحوالها، ثم إحصاؤها مع تفصيل حالاتها. ولا مانع من إحصاء الهمزة ثم إحصاء الواو واواً والألف ألفاً والياء ياءً.
ثانياً: في حساب الجُمّل نجد أن مركز نون يعتبر أن قيمة الهمزة هي (واحد) بغض النظر عن كيفية رسمها.
.......
أما القراآت التي لا تلفظ الهمزة وبالتالي لا تكتبها المصاحف الموفقة لها لم تدرس بعد. وهنا جيد التنبه إلى أن العالم العربي يكتب ويلفظ العربية الفصحى بما يوافق قراءة حفص. تجد ذلك في الكتب ونشرات الأخبار والشعر والأدب وكل ما يكتب في هذا المنتدى ... الخ.
أخي أبا عمرو البيراوي
ليست مسألة الهمزة مسألة قراءة فحسب، بل هي مسألة كتابة ورسم أيضا، فالهمزة (الكتابية) ليست موجودة في رسم المصحف، وإنما هي الألف في البدايات، والألف والواو والياء في الأوساط والنهايات أو لا شيء في النهايات.
ولذا لا يمكن القول بوجود الهمزة في رسم المصحف، وإذا همزت قراءة ما وضبط المصحف على أساسها، ذلك لا يعني وجود الهمزة كحرف، بل الهمزة تظل ضبطا، تُضبَط بها الألف أو الواو أو الياء.
وكاتب الإعجاز العددي المعاصر، حين يعدّ مثل (سأل) سينا وهمزة ولاما، يخالف رسم المصحف، بل هي سين وألف ولام، والهمزة مجرد علامة نضعها على الألف دلالة على أن بعض القراءات وبعض اللهجات تهمز هذه الألف.
والهمزات المفردة (شيء ـ مثلا) هي أيضا من هذا القبيل، فالقراءة أو اللهجة التي تهمز هذه الكلمة إنما همزت الياء الثانية المدغمة، ولذلك الهمز وُضِعت علامة سميت بالهمزة.
ولم نسمع من عالم متمكن أن الهمزة حرف (ولا أقول "صوت")، ولم تكن في الكتابات السامية والعربية القديمة حرفا، ففي العبرية أيضا الرمز الكتابي الذي يدلّ على الهمزة هو الألف نفسها.
وأما إذا اعتبرها أحدهم الآنَ حرفا فهذا لا علاقة له برسم المصحف ولا بعلوم القرآن. من الأسس التي قام عليها رسم القرآن أنه لا وجود للهمزة، وإذا همزتَ في قراءتك فأنت حرّ ولا ننتهرك كما انتهر أهل المدينة الكسائيَّ حين همز في قراءة القرآن في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم!
ـ[جمال السبني]ــــــــ[23 Nov 2009, 07:39 م]ـ
الكلمة عند العلماء يراد بها ثلاثة أمور: اسم، وفعل، وحرف كما هو معلوم.
وقد اختلف باحثان في عدد كلمات سورة الجن، فأردت أن أعد كلماتها؛ فاكتشفت أنهم يعتبرون (الكلمات) كلمة واحدة فقط.
فمثلاً: (فقالوا) يعدونها كلمة واحدة، وهي ثلاث كلمات كما هو معلوم في اللغة: فالفاء الأولى حرف مستقل بذاته، والحرف كلمة.
وقال فعل، وهي كلمة.
وواو الجماعة اسم، وهي كلمة.
صحيحة ملاحظتك أيها الأخ ..
فهم يعنون بالكلمة (الكلمة الإملائية) وليس (الكلمة النحوية)، وعليه فـ (فأسقيناكموه) عندهم كلمة! بينما هي في الحقيقة النحوية (5) أحرف! وهذا يعني أن حسابهم ظاهري جدا ولا يعتمدون على حسابات لغوية ومعنوية بل اعتمادهم على الظاهر الإملائيّ، وذلك اصطناع ولا حقيقة فيه.
وإذا كانت عبارة (فأسقيناكموه) كلمة إملائية واحدة فذلك لا علاقة له بالقرآن الكريم وإنما الأمر هكذا في الكتابة العربية، ففي كتابات اللغات الأخرى أو أكثرها لا يلتصق الفعل بأداة وفاعل ومفعول ومفعول ثان.
ـ[جمال السبني]ــــــــ[23 Nov 2009, 07:50 م]ـ
رابعاً: الألفات الصغيرة لا علاقة لها بالرسم العثماني، ومن هنا لا تُحصى. وكذلك الياء أو النون التي لم ترسم في الرسِم العثماني ورسمت منفصلة وصغيرة للتعليم.
صحيح أن الألفات الصغيرة ليست من الرسم، ولكن هذا لا يعني أنها ليست من القرآن!!
وهنا أتساءل: هل يبحث كُتّاب الإعجاز العددي عن إعجاز الرسم أم عن إعجاز القرآن؟!!
ومذا يقول السادة كتاب الإعجاز العددي عن المصاحف الكثيرة التي نسخت بالرسم الإملائي ورُسِمت فيها هذه الألفات، هل يقولون عنها إنها لا إعجازعدديا فيها أو إن الإعجازات فيها قليلة!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال السبني]ــــــــ[23 Nov 2009, 08:05 م]ـ
مركز نون يعتبر أن قيمة الهمزة هي (واحد) بغض النظر عن كيفية رسمها.
لم أفهم، هل يشمل ذلك كل الهمزات، أم أن الأمر مقتصر على الهمزة المكتوبة على الألف؟
وإذا كان الأمر مقتصرا على الهمزة المكتوبة على الألف، فذلك يعني أنهم اعتبروها ألفا، بدليل أنهم أعطوها قيمة الألف (واحد).
وأما إذا كان المقصود (كما هو الظاهر) أنهم اعتبروا أن قيمة الهمزة هي دائما واحد؛ فهذا لا أعرف له وجها ولا أصلا. والحساب الذي ينبني على هذا الاعتبار حساب خاطئ. بل أقول: متى حُسِب للهمزة حساب في حساب الجمل؟
وأرى أن كل تلك الأخطاء مردها إلى مقولات الإملاء الحديث، التي تعتبر أن (ؤ) مثلا هي همزة تُكتَب بهذا الشكل لأنها مضمومة أو ساكنة وما قبلها مضموم، بينما إذا راعينا أصول الكتابة العربية يجب أن نقول إن هذه العلامة الكتابية هي واو لأنها وُضِعت أساسا بإزاء لفظ الواو (أي الهمزة المخففة أو المسهَّلة إلى واو)، وبعد أن قرئت العلامة بالهمز أو بتحقيق الهمزة وُضِعت هذه العلامة (ء) على الواو للالالة على الهمز.
ـ[جمال السبني]ــــــــ[23 Nov 2009, 08:26 م]ـ
سادساً: يعتمدون في الأبحاث على المصحف السائد في العالم الإسلامي أي الموافق في أغلبه لقراءة حفص.
ليس سائدا تماما، فبلاد كثيرة من العالم الإسلامي تقرأ بقراءات / روايات أخرى، أمثال روايات (ورش) و (قالون) و (الدوري)، وتطبع بها المصاحف.
ورواية ورش لقراءة عاصم، ليست أكثر قرآنية من الروايات / القراءات الأخرى، بل إن شيوعها في المشرق الإسلامي يعود إلى أن العثمانيين اعتمدوها ونشروها في البلاد الإسلامية التي شملها سلطانهم.
وأحيانا كثيرة تكون رواية حفص تغاير قراءة الجمهور أو باقي السبعة أو العشرة. ولا ريب أن ما عليه الجمهور لا يمكن تفضيله على ما عليه راو واحد، فكيف يمكن إهماله أو تأجيل النظر فيه إلى موعد غير مسمى؟!
وأقصد بهذا أنه كيف يمكن التخلي عن القراءات الأخرى، بينما ما بين أيدينا هو رواية واحدة ليست كل ما أسندت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وتواترت؟
كيف يكون الأمر إذا وجّه حضرات كتاب الإعجاز العددي أنظارهم إلى المصحف المطبوع بما يوافق رواية ورش لقراءة نافع؟ هل سيكون هناك أيضا إعجازات عددية مماثلة؟
ـ[جمال السبني]ــــــــ[23 Nov 2009, 08:41 م]ـ
ثالثاً: هم يتعاملون مع المكتوب، ويمكن أن يتطور الأمر فنتعامل مع الملفوظ أيضاً.
برهنّا على أنه لا يمكن اعتماد المكتوب لعدّ الحروف، فحروف القرآن في الحقيقة أكثر من حروف المكتوب، وفي المكتوب أحيانا زوائد ليست في اللفظ.
وينبغي أن نعلم أن المكتوب لم يكن دائما واحدا، بل توجد مصاحف قديمة اختلفت فيها وجوه رسم بعض الحروف، خصوصا الألفات والياءات.
وأما إذا تطوّر الأمر وشمل الملفوظ، فهذا يعني ـ أولا ـ انهيار كل ما بني على المكتوب، فنحن نعلم أن المكتوب والملفوظ يختلفان، فما اعتُبِر إعجازا عدديا للمكتوب لا يكون له وجه في الملفوظ في أكثر الحالات.
وأما ما سمّيناه بالملفوظ، فكما بينّا، ليس له عدّ موحّد للحروف، ونعني بهذا القراءات / الروايات، التي لحروف كل منها عدّ مختلف.
فما هو الضابط؟
هل ستختارون قراءة / رواية واحدة تعتمدونها؟ أم تطوّرون إعجازا عدديا خاصا لكل قراءة / رواية، وهي عشرون قراءة / رواية متواترة، مع الاقتصار على أشهر الطرق والوجوه، والاقتصار على ما في الشاطبية والدرة.
ـ[أبو عمرو]ــــــــ[23 Nov 2009, 08:59 م]ـ
أخي البيراوي أعتقد أنك قرأت ردي وجوابي على مسألة التوقيف وأنت تعلم أني لا أماحك وقد نقلت لك كلام العلماء ورجوتك -ولا أزال- أن تتحفنا بما عندك من أقوال الجمهور الذين قوّلتهم ما لم يقولوا لتنتصر لمذهبك الذي بدا أيضا ضعيفا بقولك: (اكتشاف النظام العددي القرآني جاء عن طريق الاستقراء، أي أنّ المشتغلين بالإعجاز العددي يَصِفون الواقع الذي لا يجوز إنكاره، وإن كان يجوز الجدال في دلالته. من هنا لا يصح أن نقول أين الدليل على وجود شيء وهو موجود.)
نعم نحن نناقش في دلالة الأرقام وليس في علم الرياضيات. فأنتم ادعيتم فيها الاعجاز بما يعني انها من عند الله وهذا ما أناقشكم به. ولو أنكم أتيتم بهذه الموافقات ولم تبنوا عليها نظرية غيبية عظيمة لما ناقشناكم بهذه الطريقة.
من الأدلة على اجماع الأمة على أن الرسم من عمل البشر تسميتهم رسم المصحف بالرسم العثماني وما كان لهم أن يعدلوا عن مسمى (الرسم الرباني) لو كان الرسم كذلك. ثم لو كان جبريل أمر محمدا صلى الله عليه وسلم بكتابة القاف مثلا دون نقط، فلا شك أن لذلك حكمة بالغة! وما كان ينبغي لأحد أن يضيف عليها نقطتان فإن ذلك تغيير وتدخل في الوحي وأعتقد أنه يفترض أن يكون محظورا مهما كانت الاسباب، لكن الأمة فعلت ذلك مما يدل على أن مسألة الكتابة من صنع البشر. كما أن نوع الخط تغير الى غير ذلك.
وأيضا لم يتكلم أحد من المتقدمين بمسألة رسم المصحف الا ويُفهم من كلامه أنها من عمل الصحابة، وإذا كان عندكم غير هذا فأفيدونا بارك الله في الجميع.
.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال السبني]ــــــــ[23 Nov 2009, 09:13 م]ـ
3. اختلاف العلماء في توقيف الرسم العثماني يفتح الباب للبحث عن أدلة ترجيحيّة، ووجود النظام العددي يُرجّح قول الجمهور. وهذا واضح في المنطق السوي. ونقول بلغة أخرى: يا من تزعم أن الرسم غير توقيفي، كيف تُفسّر لنا وجود النظام العددي المدهش؟! ليس له عندها إلا أن يقر أو أن يزعم أنها مصادفات (منطق الملاحدة طبعاً الذين يزعمون أنّ نظام الكون نتاج المصادفات).
أخي أبا عمرو البيراوي
أنا أقول:
لا يمكن أن يكون رسم المصحف توقيفيا بحال من الأحوال، لأنه ببساطة لم يكن من سبيل إلى إيصال هذا (التوقيف) إلى الصحابة الكرام الذين كتبوا الآيات بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم .. نحن نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يوجّههم بشيء في كيفية الكتابة ورسم الكلمات .. وهذا واضح تماما ..
بقي أن نقول إن الصحابة كانوا (مُلهَمين)!! فهل يصحّ القول بهذا؟ أنا أتورّع عن القول بهذا.
ولم ينزل القرآن مكتوبا ..
فكيف تمّ هذا التوقيف الذي تتحدثون عنه؟
ثم إننا على علم بتاريخ هذا الرسم المصحفي الذي هو الكتابة العربية الحجازية المستنبَطة من الكتابة النبطية، ويمكن تعليل ظواهره من خلال تاريخه هذا، ومن خلال ملاحظة أن هؤلاء الكتبة اجتهدوا وحاولوا أن تكون تلك الكتابة الخالية من الضبط ومن أكثر الحروف المصوتة دالة على اللفظ ومانعة للالتباس ومعينة على القراءة والترديد وعلى إدراك الإعراب وأمور أخرى.
ولا حاجة إلى كثير من التفكير والتروي لإدراك أن رسم المصحف كان من عمل الصحابة، وأعتقد أن القول بتوقيفية رسم المصحف كان محاولة من جانب بعض العلماء لتعليل بعض الظواهر الغريبة في رسم المصحف، وأما الآن وبعد أن أصبح تاريخ الكتابة العربية علما قائما بذاته لا مكان لتلك النظريات في تعليل رسم المصحف.
وأما الحديث عن (وجود نظام عددي مدهش) في نظم القرآن بالرسم العثماني، فبغض النظر عن مدى التزام الذي يكتشف هذا النظام بالرسم وكيفية حسابه الكلمات والحروف ومدى تمييزه بين الرسم والضبط؛ لا يمكن أن يُعتبَر حديثا عن إعجاز، لأن الإعجاز يعني أن الأمر معجزة قطعية، بينما لسنا متأكدين من أن هذا النظام (إن وُجِد) مقصود (خصوصا لأننا نحن معاشر المسلمين لم يبلغنا حتى ولا أثر يشير إلى قصد هذا النظام) أم أنه اتفاقات قد تحدث في كل النصوص والكتب .. ففي المصحف بالرسم العثماني تُكتشَف هذه الاتفاقات، وفي المصحف بالرسم الإملائي قد تُكتشَف مثل هذه الاتفاقات (ولا أقصد عين هذه الاتفاقات)، وفي المصحف بالروايات / القراءات الأخرى قد تُكتشَف مثل هذه الاتفاقات (ولا أقصد هذه الاتفاقات عينها)، وفي كتاب آخر مثل (صحيح البخاري) قد تُكتشَف مثل هذه الاتفاقات، وفي كتاب آخر عاديّ قد تُكتشَف مثل هذه الاتفاقات .. وربما وجد اليهود في كتبهم مثل هذه الاتفاقات (وبالمناسبة لليهود أدبيات غنية في التفسير الحروفي الرقمي للنصوص!) .. فلا نتأكد من شيء .. ونحن لا نجد كتابا ولا سنة ولا أثرا يرشدنا إلى مثل هذه الأمور ..
ولا يحق لأي مسلم أن يتهم أي مسلم بأن القول بوجود الاتفاقات غير المقصودة هو (منطق الملاحدة)، فما يُسمّى (نظاما) قد لا يكون سوى علاقات مصطنَعة أو إيجاد علاقات لا تعدو أن تكون تقديرات شخصية تقوم على ملاحظة جوانب وأهمال جوانب أخرى. وإن من حقنا أن نتأكد ونفكّر قبل التسليم بما ليس فيه كتاب ولا سنة ولا أثر.
وأقول أيضا: إن من يزعم أنه وجد اتفاقات عجيبة في أعداد الحروف والكلمات والآيات، يعني ذلك أنها مقصودة أي قصدها الله تعالى .. وأنى له أن يثبت ذلك؟!
ثم يا أخانا أبا عمرو البيراوي، أنا أناقشك لأن الناقش والمباحثة معك يتّسم بالطابع الجدي، وأنت خير من استدللت لمدرسة الإعجاز العددي من بين من شارك في الموضوع.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[24 Nov 2009, 12:15 ص]ـ
.
وأقول أيضا: إن من يزعم أنه وجد اتفاقات عجيبة في أعداد الحروف والكلمات والآيات، يعني ذلك أنها مقصودة أي قصدها الله تعالى .. وأنى له أن يثبت ذلك؟!
.
وهنا يكمن الإشكال: إذا لم تكن مقصوده فماذا تكون؟
لاتنس أخانا الكريم أن الله تعالى قال:
(الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) سورة هود (1)
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الذي ينفي القصد الإلهي عن عدد الآيات والحروف كالذي يقول إنه كان يمكن أن يستغنى عن بعض هذه الآيات والحروف وكالذي يقول إن الله خلق الإنسان بصورة معجزة لكن هناك بعض الخلايا والذرات في جسم الإنسان غير مقصوده.
ـ[جمال السبني]ــــــــ[24 Nov 2009, 12:37 ص]ـ
أخي (حجازي الهوى)
لا تأخذ كلامي على أنه يعني أن ما يوجد في القرآن من نظم بديع ليس مقصودا .. فذلك يجب أن لا يخطر ببال أحد (!!).
بل ما أقصده هو أن الذي يعلل النظم القرآني وعدد الحروف والكلمات والآيات والسور بالإعجاز العددي، إنما يزعم بفعله هذا أن الله تعالى قد جاء بالقرآن بهذا النظم والمقدار من أجل تلك الاتفاقات والحسابات الرياضية (التي يجدها صاحبنا الإعجازي العددي) ..
ومن أين لهذا أن يثبت ذلك؟
ومثل هذا كمثل من يلوح له تفسير ظني (وجه من التفسير قد يكون مرجوحا وقد يكون خاطئا بالكلية) لآية من القرآن، ثم يعرضه على الملأ ويتحدث بلهجة تنمّ عن أنه اكتشف (مراد الله تعالى) .. !!
وهذا مسلك صعب لا تخفى خطورته ..
وأنا أقول: إنما جاء القرآن الكريم بهذا النظم والمقدار بحسب الرسالة التي أراد الله تعالى أن يبلغها النبي صلى الله عليه وسلم للناس، لا أكثر ولا أقل.
وأما عن قولك عن الاتفاقات (إذا لم تكن مقصودة فماذا تكون؟) .. فأقول: إن تلك الاتفاقات هي مستخرَجة استخراجا مقصودا من قبل الباحث المشتغل بالإعجاز العددي، وكل الناس من كل المشارب والأهواء يجدون في كتاب الله ما يعتبرونه مقصودا بينما هو (مقصودهم) و (حاجة في نفس يعقوب) ..
إن تلك الاتفاقات تستنبَط بالجهد الجهيد من خلال إيجاد علاقات عددية بين الحروف والكلمات والسور وترتيبها، وهذا الاستنباط يقوم على أمور سلبية عدة من الانتقائية والإيهام بالاستقراء وتسامحات كثيرة وتنازلات عن المبدأ الأصلي المتخذ نظريا، و يصل الأمر أحيانا إلى تبريرات وترقيعات من أجل أن يستقيم أمر الاتفاق العددي العجيب .. ويظهر هذا لمن يخوض غمار حساباتهم الكثيفة ويحللها غير واقع في هواها.
وأقول: لولا ما لمدرسة الإعجاز العددي من قيمة دعوية في بعض الأوساط، لما مرّت مزاعمها على الجماهير المسلمة بسلام ..
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[24 Nov 2009, 12:52 ص]ـ
أنا أقول بأن الإعجاز العددي حقيقة وواقع موجود في المصحف، ولا يقل أهمية عن أي وجه آخرمعترف به، وقد اعطيت كثيرا من الأمثلة على ذلك.
وعلى من ينكر الإعجاز العددي أن يفسر لنا بعض تلك الأمثلة وما فيها من حسن ترتيب وتناسق ونظام وإحكام ..
وبالتالي فالقائلون بالاعجاز العددي ليسوا بحاجة لإثبات وجود ما هو موجود، المطلوب أن يثبت منكرو الإعجاز العددي أنه ليس موجودا.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[24 Nov 2009, 01:48 ص]ـ
الأخوة الكرام؛ السبني، أبو عمرو، محمد منقذ، حفظهم الله
1. جاء في مناهل العرفان للزرقاني حول رسم المصحف:" للعلماء في رسم المصحف آراء ثلاثة: الرأي الأول: أنه توقيفي لا تجوز مخالفته، وذلك مذهب الجمهور .... "انتهى. وعندما ننظر في أدلة الجمهور التي تنقلها كتب علوم القرآن ندرك أنهم لا يقولون فقط بوجوب الالتزام بالرسم، بل يُصرّحون أن ليس للصحابة في رسم المصحف دور. وليس هذا مقام الاستفاضة بتقديم الأدلة، فقد طال الخوض في هذه المسألة في مداخلات كثيرة سابقة.
2. قال سبحانه:" تلك آيات الكتاب وقرآن مبين" فالكتاب من جهة المكتوب، والقرآن من جهة المقروء. وعليه فالقائلين بالإعجاز العددي يقولون إنّ في رسم المصحف إعجازاً. وهذا لا يعني أنه ليس في الملفوظ أيضاً وجوهاً تتعلق باللفظ، ولكن لا نثبت إلا عن دليل.
3. وعليه فضابط ما هو كلمة يتعلق بالرسم: مثال: (وألّو) كلمة، أما (وأن لو) فكلمتان. و (يأيها) كلمة، أما (يا أيها) فكلمتان. (يإبرهيم) كلمة، (يا إبراهيم) .... ألخ. ونقول ببساطة: انظر أخي كيف تكتب ردك في المنتدى لتعلم ما هي الكلمة في الرسم. ثم انظر مثلاً في إحصاء الفيروزبادي في كتاب بصائر ذوي التمييز لتدرك أن الكلمة عندهم وفق الرسم. وإليك ما يقوله الرازي في مختار الصحاح عن (لاجرم) يقول:" قال الفراء: هي كلمة كانت في الأصل بمنزلة لابدّ .. ".
4. كلمة (ءامنا) وفق رسم المصحف خمسة حروف، فإذا أضيفت الفاء أصبحت ستة حروف.
(يُتْبَعُ)
(/)
5. بالنسبة لمسألة الهمزة فإليكم ما قاله شيخي في كتاب المقتطف من بينات الإعجاز العددي: ((قول في الهمزة: نقل غانم الحمد في كتابه رسم المصحف، عن أبي عمرو الداني قوله: " والهمزة قد تصور على المذهبين من التحقيق والتسهيل، دلالة على فشوهما واستعمالهما فيها، إلا أنّ أكثر الرسم ورد على التخفيف ... ". وجاء في مناهل العرفان للزرقاني عند الحديث عن قواعد رسم الهمزة: " .. وإن سكن ما قبلها حذفت .. " ويعقب في الهامش قائلاً: " أي حذفت من الحرف ورسمت مفردة". عند دراسة بعض الوثائق المتعلقة برسم المصحف في عهد عثمان، رضي الله عنه، وجدنا أنهم يكتبون بطريقة تجعلك تميّز بين ما مثلاً وماء. وهذا يدل على أنهم كانوا يرسمون الهمزة قبل وضع صورتها هكذا: ء)) انتهى. من هنا أرجو أن نعلم أن إضافة النقط والألفات والياءات الصغيرة ..... ألخ. تختلف عن مسألة الهمزة؛ لأنّ الأولى إضافات إلى الرسم للتوضيح، والثانية لها قواعد في الرسم فصلها العلماء في كتب علوم القرآن ولم تُبحث في باب الإعجام.
6. اختلاف القراءات تنعكس بشكل محدود على مسائل الإعجاز العددي. ولابد من التزام قراءة بعينها للبحوث. وعندما يثبت وجود النظام العددي في مصحف حفص نكون قد أقمنا الحجة، وليس بالضرورة أن تكون باقي المصاحف تكرر الملاحظات نفسها. ألا يكفي إجماع الصحابة على رسم مصحف حتى نعتمده في البحث. وأحب هنا أن ألفت الانتاه إلى أن المصحف السائد في العالم الإسلامي يحتمل قراءة حفص وغيرها، ولننظر مثلاً إلى رسم كلمة (أدريك) والتي لم ترسم كما يقرأ حفص هكذا (أدراك).
7. عندما أملى الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن على المتقنين من الكتبة أقرّهم على اصطلاح العرب في الكتابة. وظواهر الرسم العثماني تدل على أنه عليه السلام لم يقرهم في مواضع كثيرة على اصطلاحهم في الكتابة. ونقول ذلك لعلمنا يقيناً أنهم رضي الله عنهم كانوا أشد الناس اتباعاً وأبعدهم عن الابتداع. وإلا فلماذا، مثلاً، يكتبون كلمة شيء هكذا (شيء) في 201 موضع في المصحف، ثم هم يكتبون في الآية 23 من سورة الكهف هكذا: (لشاىء). والأمثلة على ذلك كثيرة تؤكد استحالة أن يكون ذلك عن هوى أو خطأ. وإذا أفلح البعض أن يرجع ذلك إلى تعدد القراءات فماذا يقول في الرسم الذي لا علاقة له بالقراءة ككلمة (لأاذبحنه) وكلمة (بأييد) وكلمة (قرءنا) في موضعين ... ألخ. إذن هناك إقرار وهناك عدم إقرار، وعليه يكون كله توقيفي من جهة الإقرار ومن جهة عدم الإقرار.
8. إنكار دلالة النظام على القصد في الخلق هو منطق الملاحدة. هذا عندما نُقيم الحجة على أن هناك نظاماً بديعاً. ومن هنا لا نتهم مسلماً بشيء من هذا، ولكن نربأ به أن يتشبّه بهم وهو لا يدري. إذن نحن نريد فقط اعترافاً بدلالة النظام، ثم بعد ذلك يكون علينا عبء إثبات وجود هذا النظام.
9. ما يوجد عند اليهود مما يسمى (القابالا) يشبه ما عند المتصوفة، ولا علاقة لهذا بالمسألة المطروحة. والقول إن التوافقات قد توجد في كلام البشر لا دليل عليه إلا ما يكون من توافقات محدودة لا يقصدها الكاتب. والمسألة المطرحة تشير إلى نظم بديعة يجهلها معظم الأخوة الذين يجادلون في المسألة. والحكم على الشيء فرع عن تصوره.
10. إذا سلمنا بوجود النظام العددي جزمنا أنه مراد لله، أما تفسير دلالة ذلك فهذا أمر آخر. مثال: كتاب شيخي المتعلق بزوال إسرائيل. فما جاء فيه من أعداد حتما هي مرادة لله. أما القول إنها حتماً تدل على زوال إسرائيل عام 2022م فقول غير صحيح. وقد سألت شيخي الشيخ بسام جرار عن ذلك فقال لي: ما هو عنوان الكتاب؟ فقلت: زوال إسرائيل 2022 م نبوءة أم صُدف رقمية؟! فقال: إذن لم أقل إنها ستزول عام 2022م، بل جعلت ذلك محتملاً أن يكون مصادفات رقمية، أو أرقام لا نجزم بدلالتها، ولكن نترك الحكم للقارئ الذي يجب أن يتحمل مسؤولية حكمه على هذه الأرقام. فقد تكون تفسيراً رياضياً للنبوءة القرآنية الواردة في سورة الإسراء وقد لا تكون. ولأنني لا أقبل بالصدفة فقد تكون تفسيراً للنبوءة وقد تكون دلالتها أعمق من ذلك. ثم قال لي: هل قرأت مقدمات الكتاب: قلت نعم. قال ألم تقرأ قولي: "لا أقول إنها نبوءة ولا أقول إنها ستحصل". قلت: نعم قرأت ذلك، بل قرأته بخط غامق لافت. ثم قلت له: فلماذا كتبت إذن حفظك الله؟! فقال: لا يسعني أن أكتم العلم. قلت: فإذا لم تصدق التوقعات فماذا سيكون موقفك؟ فقال: وهل قلتُ إنها ستزول؟! الناس يقولون.
ـ[جمال السبني]ــــــــ[24 Nov 2009, 07:39 م]ـ
الأخ الكريم أبا عمرو البيراوي، والإخوة الكرام الآخرين ..
السلام عليكم ورحمة الله ..
أظن أنني أكثرت (في المشاركات السابقة في هذا الموضوع) من الكلام وأنني تفاعلتُ مع الموضوع أكثر من اللازم، ولكنه الحرص على إيصال ما أعتقده حقا إلى الإخوة الزملاء والقراء ..
لا أريد أن أنتقص من قدر الجهود التي يبذلها الإخوة العاملون في مجال الإعجاز العددي، فهم مجتهدون مأجورون إن شاء الله .. ولكن التباحث والتناقش يقتضي تقليب الأمر على وجوهه جميعا وفحص الموضوع من كل جوانبه، ولذا أثرتُ اعتراضات كثيرة تتعلق برسم المصحف، واتخذت من نقاط الأخ أبي عمرو البيراوي مقتبسات أعلق عليها بما أريد قوله وإثارته، وذلك لأن ما يقوله الأخ أبو عمرو يأي في نقاط مضبوطة يسهل استيعابها والتعامل معها .. وكل ذلك من أجل تتجه مناقضة الموضوع إلى الوجهة التي ينبغي أن أن تتجه إليها ..
وأريد مرة أخرى أن أعلق على بعض النقاط في كلام أخي (أبي عمرو البيراوي)، وقبل ذلك أريد أن أصحح خطأ ورد سهوا مني في مشاركة سابقة، إذ قلت إن الإخوة الباحثين في الإعجاز العددي يعدون (فأسقيناكموه) كلمة واحدة بينما هي في الحقيقة النحوية (5) أحرف .. والصحيح الذي أردت قوله وأخطأت كتابته هو (5 كلمات). وهذا لا يخفى على الإخوة، ولكنني أريد أن أريح نفسي .. وفي كلامي السابق بعض الأخطاء اللغوية أو النحوية الطفيفة التي لا تخفى، ومن أكثر من الكلام؛ وقع في الأخطاء ;)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال السبني]ــــــــ[24 Nov 2009, 08:42 م]ـ
1. جاء في مناهل العرفان للزرقاني حول رسم المصحف:" للعلماء في رسم المصحف آراء ثلاثة: الرأي الأول: أنه توقيفي لا تجوز مخالفته، وذلك مذهب الجمهور .... "انتهى. وعندما ننظر في أدلة الجمهور التي تنقلها كتب علوم القرآن ندرك أنهم لا يقولون فقط بوجوب الالتزام بالرسم، بل يُصرّحون أن ليس للصحابة في رسم المصحف دور. وليس هذا مقام الاستفاضة بتقديم الأدلة، فقد طال الخوض في هذه المسألة في مداخلات كثيرة سابقة.
7. عندما أملى الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن على المتقنين من الكتبة أقرّهم على اصطلاح العرب في الكتابة. وظواهر الرسم العثماني تدل على أنه عليه السلام لم يقرهم في مواضع كثيرة على اصطلاحهم في الكتابة. ونقول ذلك لعلمنا يقيناً أنهم رضي الله عنهم كانوا أشد الناس اتباعاً وأبعدهم عن الابتداع. وإلا فلماذا، مثلاً، يكتبون كلمة شيء هكذا (شيء) في 201 موضع في المصحف، ثم هم يكتبون في الآية 23 من سورة الكهف هكذا: (لشاىء). والأمثلة على ذلك كثيرة تؤكد استحالة أن يكون ذلك عن هوى أو خطأ. وإذا أفلح البعض أن يرجع ذلك إلى تعدد القراءات فماذا يقول في الرسم الذي لا علاقة له بالقراءة ككلمة (لأاذبحنه) وكلمة (بأييد) وكلمة (قرءنا) في موضعين ... ألخ. إذن هناك إقرار وهناك عدم إقرار، وعليه يكون كله توقيفي من جهة الإقرار ومن جهة عدم الإقرار.
دعونا نناقش القول بتوقيفية رسم المصحف، أو نفهمه على الأقل:
كيف تمت عملية التوقيف هذه؟
التوقيف هو إما (نص من الكتاب أو السنة أو كليهما)، أو دليل شرعي مستنبَط بوجه من وجوه الاستنباط ..
بالنسبة للصحابة كان التوقيف هو أن يرشدهم النبي صلى الله عليه وسلم، أو ما ينزل من الوحي وما يأمرهم به النبي صلى الله عليه وسلم وما ينهاهم عنه ..
وفيما يخص مسألة كتابة القرآن ورسم الآيات، لا يمكن لأحد أن يقول إن النبي أرشدهم إلى كيفية الكتابة أو حتى أن يقول أقرّهم على كيفية ما، فالنبي صلى الله عليه وسلم كما نعلم جميعا كان أميا لا يقرأ ولا يكتب (حتى لو كان كتب وقرأ شيئا يسيرا في أواخر عمره المبارك، على ما رآه البعض من العلماء وما يمكن فهمه من بعض الآثار والروايات)، فإذا كان لا يقرأ ولا يكتب فكيف يمكنه أن يوجههم بشيء أو حتى أن يقرّهم على شيء، اللهم إلا أن يُقال إنه صلى الله عليه وسلم أقرّهم على ما يحسنونه هم من الكتابة، إقرارا عاما .. وهذا لا يفيد شيئا في مجال الجزئيات ..
إذن فلم يقع (توقيف) في كتابة الآيات، وكل صحابي من كَتَبة النبي صلى الله عليه وسلم قد كتب ما كتب بناء على معرفته بالكتابة وعلى ما تعارف الناس عليه من الكتابة العربية في تلك المرحلة .. ولا يمكنني أن أفهم ـ مجرد الفهم ـ كيف يحدث توقيف الصحابة على كيفية رسم الكلمات .. كيف وبأية آلية من آليات التوقيف؟
ولا يمكن أن نقول إن النبي صلى الله عليه وسلم شرح لهم كيفية كتابة بعض الكلمات والحروف وهو في الوقت نفسه لا يقرأ ولا يكتب .. ولا يمكن أيضا أن نقول إن جبريل عليه السلام كان يأتي بالآيات النازلة مكتوبة وأن الصحابة اطلعوا على نماذج من ذلك!! وهذا أيضا خيال مفترَض، ولماذا كان للنبي صلى الله عليه وسلم كتبة (حوالي ثلاثين!) إذا كانت الآيات تنزل مكتوبة؟!
هذا إذا كان (توقيفي) بمعنى أنه إلهي وجاء من الله ..
وأما إذا كان (توقيفي) مصطلحا ضبابيا بمعنى (لا يمكن التغيير فيه) أو (يجب التمسك به) أو (يجب أن يُحافَظ عليه) فهذا ليس محل المناقشة والاعتراض .. أي لا يفيد شيئا لمن يريد أن يجعل الرسم أساسا لموضوع الإعجاز العددي ..
ويمكن أن نطالب الذين قالوا بتوقيفية رسم المصحف بدليل نصي من الكتاب أو السنة أو حتى آثار الصحابة .. وإذا لم يستطيعوا أن يأتوا بدليل، فنحن نقول: لا توقيف في توقيفية رسم المصحف!!
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما لماذا يختلف رسم كلمة واحدة في موضع عن رسم الكلمة نفسها في موضع آخر، فهذا ما تتكفل بتعليله وتوضيحه الدراسات الحديثة في مجال رسم المصحف وتاريخ الكتابة العربية الحجازية .. فقد وُجِدت آليات مختلفة في تلك الكتابة العربية (التي نجد في رسم المصحف نموذجا لها) لتكون تلك الكتابة الخالية من الإعجام ومن أكثر الألفات والواوات والياءات دالة على حقيقة اللفظ، فقد تبين أنهم كانوا أحيانا يدلّون على الفتح بالألف (أي يدلون بمصوت طويل على مصوت قصير)، كما في: لااذبحنه، والأصل: لَأذبحنه، وربما دفعهم إلى هذه الكتابة أن (لاذبحنه) يلتبس بشيء آخر مثل (لِأذبحنه) ..
وأما (لشاى) أي (لِشَاْيْءٍ)، فهذا مما تلقي عليه الدراسات الحديثة ضوءا كافيا، وعندي كتاب من تلك الدراسات الحديثة يشرح ذلك، بعنوان (تاريخ الكتابة العربية وتطورها) في جزءين، وسأنقل ـ في مشاركات تالية ـ شرحه وتعليله لكل من (لشاى) و (لااذبحنه) و (بأييد) و (بأييكم) وغير ذلك، لأنني الآنَ لا أتذكر تعليلاته بشكل جيد .. ويمكن أن نقول أيضا إن الصحابي الكاتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ارتأى وجها من الكتابة في موضع ووجها آخر في موضع آخر، وربما كانت معرفة الصحابي الواحد بالكتابة وأصول الكتابة التي يعرفها تختلفان عما لدى صحابي كاتب آخر، ولذا وقع اختلاف في رسم كلمات متماثلة في مواضع مختلفة ..
المهم أننا إذا لم نكن ندري وجه تعليل رسم كلمة ما في المصحف لا يجب أن يدفعنا ذلك إلى القول بأن في ذلك سرا إلهيا، بل يجب أن ندرس المصاحف المخطوطة درسا استقرائيا ونكون على علم تام بتاريخ الكتابة العربية وتطوّر المصحف حتى نفهم أسرار ذلك الرسم وتلك الكتابة والأساليب المتبعة في ذلك الرسم ..
وإذا كان الدليل على توقيفية رسم المصحف هو تلك الأساليب الغريبة في رسم بعض الكلمات، فهو دليل ضعيف جدا لا يقوى على الثبات بعد تطوير علم الكتابة العربية ورسم المصحف على أيدي باحثين قديرين من أمثال الدكتور غانم قدوري الحمد والدكتور طيار آلتي قولاج وغيرهما ..
وإذا كان أساس مدرسة الإعجاز العددي هو القول بتوقيفية رسم المصحف وكانت هذه المدرسة تعلل الكتابة الخاصة للكلمات القرآنية والحروف الناقصة والزائدة فيها على أنها أسرار رقمية أودعها الله سبحانه في القرآن؛ كانت تلك المدرسة متهاوية من أساسها، لأنه تبينت الآن الظروف الواقعية التي تمت فيها كتابة المصحف الشريف وتبينت خصائص تلك الكتابة العربية والأساليب التي كانت متبعة في الكتابة في تلك المرحلة .. وحتى أن طائفة من العلماء السابقين كانوا قد انتبهوا إلى بعض خصائص وأساليب رسم المصحف بشكل يقترب مما توصلت إليه الدراسات الحديثة ..
ـ[جمال السبني]ــــــــ[24 Nov 2009, 09:17 م]ـ
3. وعليه فضابط ما هو كلمة يتعلق بالرسم: مثال: (وألّو) كلمة، أما (وأن لو) فكلمتان. و (يأيها) كلمة، أما (يا أيها) فكلمتان. (يإبرهيم) كلمة، (يا إبراهيم) .... ألخ. ونقول ببساطة: انظر أخي كيف تكتب ردك في المنتدى لتعلم ما هي الكلمة في الرسم. ثم انظر مثلاً في إحصاء الفيروزبادي في كتاب بصائر ذوي التمييز لتدرك أن الكلمة عندهم وفق الرسم. وإليك ما يقوله الرازي في مختار الصحاح عن (لاجرم) يقول:" قال الفراء: هي كلمة كانت في الأصل بمنزلة لابدّ .. ".
أنا أقول إن اعتبار الكلمة هي (الكلمة الإملائية)، شيء اصطناعي ولا يعبر عن حقيقة مطلقة، و (الكلمة النحوية) أكثر قربا من أن تكون حقيقة جديرة بالاعتماد ..
وذلك لأن الكلمة الإملائية تقوم على الفصل والوصل، وهذا الفصل والوصل قد يكون أحيانا مستندا إلى اللفظ وليس حقيقة الكلمة .. فمثلا (وألَّو)، هذا الرسم يعبّر عن (وأن لو)، وهذا الثاني لا يختلف عن الأول في اللفظ فيُنطَق مثله (وألَّو). ولذا فالكلمة الإملائية لا تنطوي على حقيقة مطلقة ..
وماذا عليّ إذا قلت إن الصحابي الذي كتب (وأن لو) كتب على الأصل، وأما الصحابي الذي كتب (وألَّو) فقد كتب على اللفظ؟
بينما الكلمة النحوية حقيقة ثابتة، لا تتأثر بالمواضيع والأساليب المختلفة.
وعلى اعتبار الكلمة النحوية، فعبارة (وألَّو) تتألف من ثلاث كلمات (و + أن + لو) وليست كلمةً واحدة. ودَع أن حرف العطف (و) يلتصق بما بعده وأن نون (أن) لم تظهر في اللفظ ولا في الخط، فهذا كله لا يغير من الحقيقة النحوية شيئا ولا يجعل العبارة كلمة واحدة.
وإذا كان الإخوة الباحثون في الإعجاز العددي يستندون إلى حساب الكلمات الإملائية، فنحن نستندون إلى حساب الكلمات النحوية .. وعليه فكلا الحسابين ظنيان، لا يمكن أن يُعتمَد عليهما في تقرير شأن يتصل بالإعجاز والمعجزات ..
وأما عن قول الفراء عن عبارة (لا جرم): (هي كلمة كانت في الأصل بمنزلة لا بدّ) .. فـ (الكلمة) ـ هنا ـ جاءت بمعناها اللغوي العام الذي يشمل الكلام بصورة عامة، سواء كان كلمة نحوية أو جملة مفيدة أو حتى خطابا .. وقد قال ابن مالك في الألفية:
* وكلمة بها كلام قد يُؤَمّ *أي: يُقصَد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال السبني]ــــــــ[24 Nov 2009, 09:44 م]ـ
2. قال سبحانه:" تلك آيات الكتاب وقرآن مبين" فالكتاب من جهة المكتوب، والقرآن من جهة المقروء. وعليه فالقائلين بالإعجاز العددي يقولون إنّ في رسم المصحف إعجازاً. وهذا لا يعني أنه ليس في الملفوظ أيضاً وجوهاً تتعلق باللفظ، ولكن لا نثبت إلا عن دليل.
الاستدلال بقوله تعالى (تلك آيات الكتاب وقرآن مبين) على أن المكتوب أيضا موحى به، استدلال واهٍ بنظري .. فكلمة (كتاب) وإن كانت فِعالا بمعنى (مفعول) أي (مكتوب)، ولكنها حال الاستعمال لا يتحتم أن يُقصَد بها هذا المعنى الاشتقاقي، فقد يكون (الكتاب) بمعنى (ما يصير كتابا في المستقبل) أو (ما من شأنه أن يكون مكتوبا) أو (ما هو كتاب كامل في الأصل وينزل نجوما مفرَّقة أو يصدر أقساما متفرقة) .. وقد تأتي كلمة (كتاب) أحيانا بمعنى (رسالة)، أو (صحيفة)، كما جاء في الشاهد المشهور قول الأعرابي الذي حكاه أبو عمرو ابن العلاء (جاءته كتابي).
وحتى إذا كانت الكلمة القرآنية بمعنى (مكتوب) تحديدا، لا يتعين أن يُفهَم من ذلك أن كيفية كتابة ذلك المكتوب هي موحى بها أيضا.
وكما قلتُ في السابق: أسقط رسم المصحف حروفا كثيرة من الألفات والواوات والياءات وغيرها، وهي من القرآن.
وعليه فمدرسة الإعجاز العددي تكون قد بحثت عن إعجاز الرسم وليس إعجاز القرآن.
ـ[جمال السبني]ــــــــ[24 Nov 2009, 10:36 م]ـ
4. كلمة (ءامنا) وفق رسم المصحف خمسة حروف، فإذا أضيفت الفاء أصبحت ستة حروف.
5. بالنسبة لمسألة الهمزة فإليكم ما قاله شيخي في كتاب المقتطف من بينات الإعجاز العددي: ((قول في الهمزة: نقل غانم الحمد في كتابه رسم المصحف، عن أبي عمرو الداني قوله: " والهمزة قد تصور على المذهبين من التحقيق والتسهيل، دلالة على فشوهما واستعمالهما فيها، إلا أنّ أكثر الرسم ورد على التخفيف ... ". وجاء في مناهل العرفان للزرقاني عند الحديث عن قواعد رسم الهمزة: " .. وإن سكن ما قبلها حذفت .. " ويعقب في الهامش قائلاً: " أي حذفت من الحرف ورسمت مفردة". عند دراسة بعض الوثائق المتعلقة برسم المصحف في عهد عثمان، رضي الله عنه، وجدنا أنهم يكتبون بطريقة تجعلك تميّز بين ما مثلاً وماء. وهذا يدل على أنهم كانوا يرسمون الهمزة قبل وضع صورتها هكذا: ء)) انتهى. من هنا أرجو أن نعلم أن إضافة النقط والألفات والياءات الصغيرة ..... ألخ. تختلف عن مسألة الهمزة؛ لأنّ الأولى إضافات إلى الرسم للتوضيح، والثانية لها قواعد في الرسم فصلها العلماء في كتب علوم القرآن ولم تُبحث في باب الإعجام.
أنا لم أجد حتى الآن في المصاحف الكوفية وما تبقى من المصاحف القديمة المكتوبة بالخط الحجازي المائل، رسما للهمزة. وما أورده الأخ البيراوي من أنه وُجِد أن كتبة المصاحف يكتبون بطريقة تجعلك تميّز بين ما مثلاً وماء، وهذا يدل على أنهم كانوا يرسمون الهمزة قبل وضع صورتها هكذا (ء)؛ فهو شيء جديد، نستفيد منه إذا اطلعنا على تفاصيله، ولكنني لا أعتقد أن المعلومة دقيقة أو وُضِعت موضعها، وربما يتعلق الأمر بمصحف أحدث من المصاحف الكوفية (والكلام في نفسه مشكل: كيف يمكن رسم الهمزة قبل وضع صورتها!!؟ أو كيف يمكن أن ترسم الهمزة بـ ء قبل أن توضع لها صورة!!؟ الكلام مشكل ولا يمكنني فهمه بشكل صحيح. ربما يوضحه لنا الأخ البيراوي فيما بعد).
ويُستفاد من كلام الداني وغيره أن رسم المصحف كله أو أكثره قائم على تخفيف الهمزة وتسهيلها حتى حذفها تماما في بعض الأحيان. فرسمت ألفا أو واوا أو ياءً أو حذفت تماما كما في (الخب) أي (الخَبْءَ). ويجب أن نعلم أن كتابة المصحف جرت وفقا للهجة الحجازية التي تخفف الهمزة في أكثر الحالات، ولهذا لم يَحْتَجوا إلى وضع صورة للهمزة، واحتاجوا إلى ذلك بعد غلبة لهجات غير الحجازيين التي تحقق الهمزة.
وأما (ءامنا) فليست الهمزة فيه مرسومة، وإنما رسم المصحف (امنا) وهو أربعة أحرف (ا + مـ + ـنـ + ـا) وليست خمسة أحرف. ولا يتعين أن يُضبَط بتلك الصورة (ءامنا) بل يمكن أيضا أن يُضبَط بصورة (أ1منا) أو (آمنا). كما يمكن ضبط (روف) بصورة (رؤوف) وليس فقط بصورة (رءوف).
(يُتْبَعُ)
(/)
ويحاول الأخ البيراوي أن يجعل مسألة الهمزة من باب الرسم وليس الضبط. وهذا لا ينجح، صحيح أنها ليست من باب الإعجام والشكل، ولكنها ليست من باب الرسم أيضا، أي إنها لم تُرْسَم عندما كتب المصحف بالرسم العثماني، وإنما الهمزة صورة مبتكرة أضيفت إلى كتابة المصحف من قبل علماء الضبط، والضبط أعمّ من الإعجام.
ـ[جمال السبني]ــــــــ[24 Nov 2009, 11:12 م]ـ
6. اختلاف القراءات تنعكس بشكل محدود على مسائل الإعجاز العددي. ولابد من التزام قراءة بعينها للبحوث. وعندما يثبت وجود النظام العددي في مصحف حفص نكون قد أقمنا الحجة، وليس بالضرورة أن تكون باقي المصاحف تكرر الملاحظات نفسها. ألا يكفي إجماع الصحابة على رسم مصحف حتى نعتمده في البحث. وأحب هنا أن ألفت الانتاه إلى أن المصحف السائد في العالم الإسلامي يحتمل قراءة حفص وغيرها، ولننظر مثلاً إلى رسم كلمة (أدريك) والتي لم ترسم كما يقرأ حفص هكذا (أدراك).
يهون الأخ البيراوي هنا من أمر اختلاف عدّ الحروف والكلمات في المصحف المطبوع برواية حفص والآخر برواية ورش مثلا.
ولكن أحيانا نجد اختلافا حتى في عدد الكلمات وليس فقط الحروف، وهو ما قرأ به نافع (وابن عامر وأبو جعفر) قوله تعالى: ( .. فإن الله الغني الحميد)، وقرأ آخرون (فإن الله هو الغني الحميد)، وكلتا القراءتين متواترتان. وأنت ترى هنا أن (هو) كلمة إملائية ونحوية مستقلة، وبها تزيد السورة كلمةً وتزيد أيضا حرفين، وهي ثابتة رسما وقراءة في مصاحف العراقيين والمكيين ولا توجد رسما ولا قراءة في مصاحف الشاميين وأهل المدينة. وهذا ينعكس على حسابات الإخوة العاملين في مجال الإعجاز العددي.
وقراءة حروف المضارعة (الياءات والتاءات والنونات) وحروف أخرى تختلف بالإعجام؛ قد اختلفت فيها القراءات كثيرا، وهذا لا يمكن الفصل فيه بالاعتماد على رسم المصحف، فكرسي الحرف وحده لا يعني شيئا بدون النقط، ولذا يختلف عدّ الياءات والتاءات والنونات حتما بحسب القراءات.
وصحيح أن رسم المصحف يحتمل أكثر وجوه القراءات المتواترة أو كلها تقريبا، لكن وجود بعض الاختلافات التي لا يمكن حسمها عن طريق الالتجاء إلى الرسم العثماني، يغير حساب الحروف، وبالتالي يغير حسابات مدرسة الإعجاز العددي.
ـ[جمال السبني]ــــــــ[24 Nov 2009, 11:41 م]ـ
8. إنكار دلالة النظام على القصد في الخلق هو منطق الملاحدة. هذا عندما نُقيم الحجة على أن هناك نظاماً بديعاً. ومن هنا لا نتهم مسلماً بشيء من هذا، ولكن نربأ به أن يتشبّه بهم وهو لا يدري. إذن نحن نريد فقط اعترافاً بدلالة النظام، ثم بعد ذلك يكون علينا عبء إثبات وجود هذا النظام.
دعني أبدأ من جديد وأناقش مفهوم (النظام) الذي صار محوريا ـ كما يبدو ـ في مقولات الإعجاز العددي.
النظام يعني حالة مطردة، بحيث أينما ذهبت وتوجهتَ واجهتْكَ ووجدتَها.
فهل الاتفاقات العددية المستخرجة لدى إخوة الإعجاز العددي، هي كذلك؟
إذا كانت مفردتا (الدنيا) و (الآخرة) قد وردتا كلتاهما (115) مرة [ولست متأكدا من المعلومة]، فهل يعني هذا أن كل المفردات الأخرى جاءت كذلك؟ وإذا كان قسم من الثنائيّات المتقابلة جاء بالعدد نفسه والقسم الآخر لم يكن كذلك، هل يُسمّى هذا نظاما؟
وأكثر الاتفاقات التي يستخرجونها تقوم على ملاحظة جانب هم يختارونه، وفي موضع آخر يختارون جانبا آخر ويعلّقون الأمر على جهة أخرى. وهكذا يكون الأمر أبعد شيء عن النظام، بل هي حسابات وعلاقات مصطنعة بتكلف واضح، ولا يجري الأمر على مبادئ واضحة. وأنت إذا أقسمتَ على إيجاد علاقة وارتباط بين شيئين؛ ستجده، ولكنك قد تجده أنت ولا يقتنع به غيرُك لأنك أوجدته بنفسك وارتكبت أمورا من الانتقائية والتصنع و الحسابات والتقديرات الشخصية.
يجب أن يقتنع الإخوة في مدرسة الإعجاز العددي بأن ما يجدونه هم له طابع شخصيّ وليس بمستوى التفسير ولا الدراسات القرآنية، ولا يعدو أن يكون (لطائف) كما كان يقول علماؤنا القدامى.
ـ[جمال السبني]ــــــــ[25 Nov 2009, 12:09 ص]ـ
9. ما يوجد عند اليهود مما يسمى (القابالا) يشبه ما عند المتصوفة، ولا علاقة لهذا بالمسألة المطروحة. والقول إن التوافقات قد توجد في كلام البشر لا دليل عليه إلا ما يكون من توافقات محدودة لا يقصدها الكاتب. والمسألة المطروحة تشير إلى نظم بديعة يجهلها معظم الإخوة الذين يجادلون في المسألة. والحكم على الشيء فرع عن تصوره.
ليس المقصود هو القبالاه عينها، بل إنه من المعلوم أن تفسير النصوص بحساب الجمل واستخراج أسرار منها زائدة على ما أراد المتكلم إيصاله إلى المتلقي من معنى واضح جليّ، يعود أصله إلى اليهود.
وتلتقي مدرسة الإعجاز العددي مع تلك التيارات الصوفية في الباطنية واستخراج أسرار مزعومة من النص زيادة على ما يؤديه النص كخطاب للناس جميعا.
والاتفاقات التي نتحدث عنها من الممكن أن توجد في كلام البشر، ما دام مستخرج الاتفاقات يقوم بعمليات عدة من الانتقاء والتصنع وتغيير المبادئ النظرية من أجل وجود اتفاق متخيَّل ومقصود مسبقا.
وصحيح أنني لم أدرس بعدُ كل نتائج بحوث الإعجاز العددي، وقد كان في نيتي ذلك، إلا أن كل الدراسات الجادة وغير المنحازة تقول الشيء نفسَه.
وأحيل الإخوة هنا إلى بحث الدكتور أحمد شكري بعنوان (مقولة الإعجاز العددي دراسة نقدية) وهو متوفر على الشبكة، وإلى رسالة ماجستير قدمها (طارق بن سعيد القحطاني) إلى قسم العقيدة من كلية الدعوة وأصول الدين في جامعة أم القرى، وهي بعنوان (أسرار الحروف وحساب الجمل ـ عرض ونقد)، وهي دراسة نقدية لأفكار أسرار الحروف والأرقام لدى التيارات الباطنية وما لدى اليهود وما لدى مدرسة الإعجاز العددي، ويمكن تحميلها من هذا الرابط:
www.4shared.com/file/126915796/f23406a7/______.html
وأنبه هنا إلى أنه ربما يسعى الشيعة إلى استخراج حسابات واتفاقات مبنية على حساب الجمل وما إلى ذلك، من أجل إثبات إمامة أئمتهم (وأذكر أنني وجدت أشياء من هذا القبيل) .. فالباب مفتوح للجميع، ما دام غير محصن أصلا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[25 Nov 2009, 02:18 ص]ـ
الأخ السبني حفظه الله،
1. وضع الأبجدية وحساب الجمّل كان من قِبل العرب، الذين تأثرت بهم الأمم المختلفة وأخذت عنهم بما في ذلك اليهود. ومن المضحك أن يلجأ بعض الكتّاب إلى خلط الأمور فينسب إلى اليهود ما يشاء ليتوصل بذلك إلى الإيحاء بالرفض.
2. أهل الشعوذة يلجؤون إلى توظيف كل ما هو مقدس ومؤثر، ومن هنا تجدهم يستخدمون الآيات القرآنية والحروف العربية والأرقام ... الخ. والإصرار على خلط الأمور هو تدليس على الناس أو جهل بالواقع. والذين يتكلمون بهذه اللغة يعلنون عن إفلاسهم. وعندما كنا نقرأ لأمثال هؤلاء كنا نزهد في فكرهم من غير تردد.
3. قرأت مقال الدكتور أحمد شكري فوجدته متوازناً وموضوعياً. والمشكلة الحقيقية هي في عدد ممن يكتبون ولا يميزهم إلا الأسلوب الخطابي والحرص على التعبير بشكليات بالفصحى بعيداً عن الجوهر. ومنهم من يحكم على المضمون من خلال العنوان. والشيعة وغيرهم يوظفون كل شيء لنصرة باطلهم. ويبقى السؤال الأهم: هل ينجحون؟!! (ولا يفلح الساحر حيث أتى).
4. الحكم على الشيء فرع عن تصوره. وواضح من كلامك أخي جمال أنك تحكم على بعض الأبحاث ثم تعمم، وليتك تُخصص جزءاً من وقتك لمطالعة بعض الأبحاث الجادة.
5. ضربتَ مثالاً باختلاف عدد الكلمات من قراءة إلى أخرى، وأنت تعلم أخي أن الأمثلة معددودة على الأصابع ولا تؤثر على نتائج عددية تُعدُّ بالمئات على أقل تقدير. ولا أدري ما ضرورة تتبع كل القراءات ولدينا قراءة متواترة ثابتة عن الرسول عليه السلام. بل هي القراءة التي تتوافق مع ما يكتبه ويلفظه علماء الأمة وعامتها من عصر الرسول عليه السلام إلى يومنا هذا.
6. كُتب علوم القرآن تتحدث مطولاً عن قواعد كتابة الهمزة. ولا أدري لماذا تُكتب على ألف أو على واو أو على ياء ثم لا تكتب في الحالة الرابعة. ولكنني أفهم ذلك عندما أجد أن جاء تلفظ في بعض القراءات جا. وأين نجد عربياً اليوم يكتب جا بدل جاء، في أي كتاب، في أي صحيفة، في أي نشرة أخبار ..... ؟. أما بالنسبة للمصاحف التاريخية فقد لاحظنا في نسخ منسوبة إلى عهد عثمان رضي الله عنه تكتب جا،من غير نقط طبعاً، ثم ترسم على يسار الألف نقطة صماء متصلة بالألف من الأعلى، ولا ترسم ذلك في ما. نقول ذلك مع علمنا أن أكثر ما يقال عن تطور الخط نظريات لا تزال محل جدل، كالنظرية التي تقول إن النقط لم يكن موجوداً قبل الإسلام.
7. ألا تلاحظ أخي جمال أنك ذهبت تصرف الكلام عن ظاهره في مثل قوله تعالى:"تلك آيات الكتاب وقرآن مبين"؛ فالنصوص تُصرّح أن الله تعالى أنزل القرآن والكتاب ثم نقول لم ينزل الكتاب وإنما أنزل ما سيكتب!!!
8. ولا أدري كيف يجروء الصحابة على حذف حرف نزل به جبريل عليه السلام ملفوظاً. فإذا قلتَ هكذا يكتبون دون ألفات!! قلنا: ولكنهم كتبوا الألفات في كلمات كثيرة جداً وحذفوها في كلمات مماثلة، بل كثيراً ما تتجاور الكلمات التي كتبت فيها الألف أو حذفت. وأكرر هنا القول: نعم يتعامل أصحاب الإعجاز العددي مع ما هو مكتوب.
9. لا أدري أخي الكريم لماذا تُكثر من الكلام عن الكلمة النحوية وأنت تعلم أننا نتعامل مع الرسم. وأرجو أن تعلم أن الفصل والوصل هو من مفردات علم القراءات، أي أن الأمر مرتبط بما تواتر من قراءات. ولماذا تصر أخي على فرض تصورك للكلمة الملفوظة ونحن نتكلم عن الكلمة المكتوبة، ومن هنا نتكلم عن توقيف الرسم الذي هو مذهب الجمهور.
10. ثبت أن الصحابة كانوا يكتبون بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم. ونحن نتكلم عن رسول، وأنت تعجب من أمّي يُملي على الكتبة!! بل العجب كل العجب من معرفته عليه السلام بما يُضمره فُضالة من شر وهو يطوف خلفه حول الكعبة. والعجب أيضاً كيف يروي عليه السلام وهو على المنبر أحداثاً تبعد ألف كيلومتراً فيقول عليه السلام: "ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله .... ". من هنا لا داعي للقول إنه أمي فكيف يُصوّب الكتبة. وعندما ندرس الرسم العثماني ندرك أن ما كتبه الصحابة لا يمكن أن يكون باجتهاد منهم. وبلغة أهل الحديث نقول: إنه الموقوف الذي له حكم المرفوع. ثم تقول أخي أين النص؟! نعم أنا أقول لك أين هو: عندما يثبت أنهم كتبوا القرآن كله بين يدي الرسول عليه السلام، وعندما يثبت أن اللجنة في زمن أبي بكر رضي الله عنه لم تكن تكتب من الذاكرة وكانت تحرص أن تنظر في صُحف الرسول عليه السلام وتتحقق من ذلك. وعندما نجد اللجنة في زمن عثمان رضي الله عنه تحرص على صحف أبي بكر. عندما نجد ذلك كله ونعلم علم اليقين أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا أبعد ما يكون عن الابتداع وكانوا هم أهل الاتباع الصارم، ندرك أنه من المستحيل أن يتصرفوا في الكتابة على الوجه الذي نراه في المصاحف.
11. أما محاولة تفسير هذه الظواهر بعيداً عن القول بالتوقيف فهي كما يظهر لنا محاولات طفولية ومتهافتة؛ فكيف يمكنهم ذلك ورسم أغلب الكلمات القرآنية مألوف لنا وللقدماء، ثم نفاجأ ــ نحن ومن سلف ــ بمخالفة القواعد في كل المصاحف وفي الكلمات المتباعدة و المتجاورة والمتماثلة وغير المتماثلة ... إذن بما تعدنا أخي جمال بعد أكثر من 1400 سنة، وبعد أن انقضى القرن الماضي بكل جدلياته؟! هل تعدنا بأبحاث تفسر ظواهر الرسم العثماني المختلف عن الرسم العثماني لينهار القول بالتوقيف؟! أقول ستكون المفاجأة لهم بعد ذلك أن يطلب منهم أن يفسروا لنا الظواهر العددية في الرسم، وأن يفسروا لنا كيف يمكن أن تصبح الصدفة هي القاعدة!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو الحسن الحبشي]ــــــــ[25 Nov 2009, 09:14 م]ـ
استاذنا الكريم جمال
جزاكم الله خيراً على هذا الاسلوب الأخّاذ و المتزن في الحوار. بارك الله في جهودكم.
ـ[القعقاع محمد]ــــــــ[29 Nov 2009, 02:08 م]ـ
أسأل الله عز وجلَّ أن يرينا الإعجاز العددي على حقيقته
فلقد حاولت مراراً وتكراراً أن أحسن الظنَّ فيه
ولكن عبثاً
يأبى هذا الموضوع أن يسير على نور وعلى بصيرة
ويأبى إلا الذبذبة وعدم الانضباط
وإن حاول البعض أن يجري له عمليات تجميل إلا أنه لا يزال غير جميل
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[29 Nov 2009, 02:30 م]ـ
أسأل الله عز وجلَّ أن يرينا الإعجاز العددي على حقيقته
فلقد حاولت مراراً وتكراراً أن أحسن الظنَّ فيه
ولكن عبثاً
وإن حاول البعض أن يجري له عمليات تجميل إلا أنه لا يزال غير جميل
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
لئن كنت لا تراه جميلا، فأنا أراه فتانا رائعا بهيا. ليست المشكلة في الإعجاز العددي، المشكلة في عيوننا.
أسأل الله عز وجلَّ أن يرينا الإعجاز العددي على حقيقته
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
إن كنت صادقا في دعائك، فقد تراه. ولكن تذكر قوله تعالى:
(أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها).
ـ[الشريفة فاطمة]ــــــــ[29 Nov 2009, 02:33 م]ـ
الاعجاز العددي ماهو الا اعجاز علمي في القرأن الكريم ومن منكم ينفي وجود اعجاز علمي في القران الكريم وهذا الاخير مازالت اياته وسوره للساعة تفسر بالعلم واخر الاكتشافات حسب ماتوصل اليه الانسان ..
وقول الله تعالى في هذا الباب صريح جدا
قال تعالى (واحصينا كل شيء عددا)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[29 Nov 2009, 02:39 م]ـ
الاعجاز العددي ماهو الا اعجاز علمي في القرأن الكريم ومن منكم ينفي وجود اعجاز علمي في القران الكريم وهذا الاخير مازالت اياته وسوره للساعة تفسر بالعلم واخر الاكتشافات حسب ماتوصل اليه الانسان ..
وقول الله تعالى في هذا الباب صريح جدا
قال تعالى (واحصينا كل شيء عددا)
(وأحصى كل شيء عددا)
بارك الله بك، ونعم القول.
ـ[جمال السبني]ــــــــ[01 Dec 2009, 12:40 م]ـ
الاعجاز العددي ماهو الا اعجاز علمي في القرأن الكريم ومن منكم ينفي وجود اعجاز علمي في القران الكريم
لا نُخفي أن ما يُسمّى بـ (التفسير العلمي للقرآن) و (الإعجاز العلمي للقرآن)، هو أيضا لنا عليه تحفظات كثيرة، لأن كثيرا مما يُسمّى تفسيرا علميا، ليس تفسيرا أبدا، بل هو خطأ في التفسير ومن القول في كتاب الله بغير علم .. بل نجد تفسيرات علمية تقوم على خطأ نحوي أو لغويّ .. وذلك لأن المشتغلين بذلك النوع من التفسير أكثرهم من المتخصصين في مضمار علمي تجريبي وليسوا متخصصين في علوم الدين وعلوم العربية والتفسير .. وليس فيهم مفسر متخصص محترف ..
فترى بعضهم يقول "إن قوله تعالى ( .. كمثل العنكبوت اتخذت بيتا .. ) يعني أن أنثى العنكبوت تقوم ببناء البيت وهذا ما كشف عنه العلم الحديث .. "، بينما كلمة (عنكبوت) هي كلمة مؤنثة لأنها اسم جمع، والقاعدة أن اسم الجمع لغير العاقل مؤنث، إلا لضرورة تعرض في الشعر مثلا .. ولو أراد الله تعالى أن يشير إلى أنثى العكنبوت لعبّر في الآية بـ (عنكبة) لأن أنثى العكبوت يُقال لها في العربية (عنكبة) و (عنكباة) ..
وقرأت لبعضهم عن قوله تعالى ( .. يخرج من بطونها شراب .. ) ما مفاده أن الضمير المؤنث في (بطونها) إشارة إلى أن النحل التي تقوم بإنتاج العسل هن العاملات، ولذا أنث الضمير .. !!!
بينما تأنيث الضمير يعود في الحقيقة إلى أن كلمة (نحل) في نفسها مؤنثة لأنها اسم جنس.
وترى الكثير الكثير من أمثال هذه التفسيرات التي يحقّ للقاضي أن يمنع مبدعيها أو مبتدعيها من نشرها، لأنها ببساطة ليست من التفسير في شيء.
وأكثر هذه التفسيرات العلمية، تجمع إلى قلة العلم بالعربية وبالتفسير المأثور (أو تجاهُلِه)، الرغبة في إخضاع القرآن الكريم للعلم الحديث ونظرياته، ولو عن غير قصد ووعي ..
وهكذا انتهى أمر علوم القرآن الجليلة وعلم التفسير إلى أيدٍ لا يهمّها إلا أن تفسر القرآن بالقياس على هواياتها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ورحم الله (سيد قطب) الذي قال في ظلاله:
(وإني لأعجب لسذاجة المتحمسين لهذا القرآن، الذين يحاولون أن يضيفوا إليه ما ليس منه، وأن يحملوا عليه ما لم يقصد إليه وأن يستخرجوا منه جزئيات في علوم الطب والكيمياء والفلك وما إليها .. كأنما ليعظموها بهذا ويكبروه) ..
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[01 Dec 2009, 03:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رسم المصحف الشريف هو الأمر الذى أطال فيه الأخ جمال وحاول جاهدا أن يجرده من أى ميزة ربانية
وقد رد عليه أخونا الكريم البيراوى ردا علميا مقنعا ومصحوبا بالدليل
وقد سبق لى أن ناقشت مسألة رسم المصحف أكثر من مرة فى هذا الملتقى وفى أكثر من موضوع وأوردت الأدلة على توقيفية الرسم
ولهذا فلن أعيد ما سبق ذكره، ولكنى سأكتفى بذكر ملاحظات جديدة:
جاء فى القرآن الكريم أن الله عز وجل قد كتب بنفسه لموسى عليه السلام ما فى الألواح التى تلقاها منه عز وجل مباشرة ودون وسيط، قال تعالى:
" وكتبنا له فى الألواح من كل شىء موعظة وتفصيلا لكل شىء " 145 - الأعراف
ويقول العلامة الطاهر بن عاشور - رحمه الله - فى تفسير هذه الآية:
" وأسندت الكتابة إلى الله تعالى؛ لأنها كانت مكتوبة نقشاً في الحجر من غير فعل إنسان بل بمحض قدرة الله تعالى، كما يفهم من الإصحاح الثاني والثلاثين من سفر الخروج "
وقد جاء فى التوراة ذاتها ما يشهد للقرآن ويصدق له، حيث نجد فيها أن الألواح كانت مكتوبة بأصبع الله، وهو تعبير مجازى عن الكتابة الالهية للافادة بأنها كانت وحيا منه عز وجل فى الشكل والمضمون معا، والشكل هو ما نعنيه بالرسم
وكذلك ورد في التوراة في الإصحاح الرابع والثلاثين من سفر الخروج: «ثم قال الرب لموسى إنحت لك لوحين من حجر مثل الأولين فأكتُبُ أنا على اللوحين الكلمات التي كانت على اللوحين الأولين اللذين كسرتهما " فالذى يكتب هنا هو الله تبارك وتعالى، وهو يكتب بنفسه للمرة الثانية ناسخا اللوحين اللذين ألقاهما موسى فانكسرا، وعملية النسخ هذه قد أشار اليها القرآن أيضا فى الآية 154 من سورة الأعراف بقوله تعالى: " ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفى نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون "
فاذا كان هذا هو حال التوراة التى نتفق على أنها أقل من القرآن عصمة من التحريف والتبديل، فكيف يكون الحال مع القرآن الكريم الذى نتفق جميعا على كونه معصوما بالكلية من أدنى تحريف ولو فى الحرف الواحد منه؟!
لماذا نستبعد أن يكون شكل كل حرف من القرآن جاء منه تعالى دون أدنى تدخل من البشر أيا كانوا؟!
أليس من الجدير بنا أن ندعى للقرآن مثل ما يدعيه اليهود لتوراتهم على أقل تقدير؟
فكيف بنا ونحن مطالبون بتنزيه القرآن عن كل زيادة أو نقص حتى لو كان حرفا واحدا من قبيل حرف الألف فى (لاأذبحنه) على سبيل المثال
كيف نقول أنه حرف زائد قد وضعه الكتبة الأولى من تلقاء أنفسهم لاعتبارات تتعلق بالضبط أو غيره؟
ان محاولات التبرير هذه لن تعفي القائلين بها من القدح فى عصمة النص الكريم الذى أخبرنا الله عز وجل أن قد تكفل بحفظه
صحيح أننا لا نتهم هؤلاء القائلين بأنهم يتعمدون هذا القدح ونعلم أنهم لا يقصدون الى ذلك، ولكن اذا هم أصروا على ذلك يكونوا قد جعلوا القرآن أدنى منزلة من التوراة والانجيل فى عصمة نصه الشريف
وقد اضفت الأنجيل لأنه هو أيضا قد قيل فيه نفس ما قيل فى التوراة، حيث نجد فيه قولا على لسان السيد المسيح عليه السلام يقول فيه:
" السماء والأرض تزولان، ولكن لا يزول حرف واحد من الناموس "
ولفظ الناموس يعم التوراة والآنجيل معا لأن السيد المسيح قد قال أنه جاء ليكمل الناموس
وقد ظل هذا القول يمثل عقيدة ثابتة لدى اليهود ولدى النصارى على مر عصورهم ولا يزال كثيرا منهم الى يومنا هذا يؤمنون بالعصمة الحرفية لكتبهم المقدسة ويتشددون فى هذا الى أقصى حد
فاذا كانت هذه هى عقيدة أهل الكتاب فى عصمة كتابهم الى اليوم، فكيف بالله عليكم يأتى نفر منا ليقولوا بأن حروفا من القرآن قد زالت من رسم المصحف، ويعللون هذا بقواعد الكتابة وتطورها من الناحية التاريخية؟؟!!
وخلاصة القول: ان الله عز وجل حين أخبرنا بكفالته لحفظ كتابه المجيد فانه لم يخصص هذا الحفظ بالمضمون دون الشكل، وانما جعل الحفظ على اطلاقه ليشمل الاثنين معا ودون تفريق، ولعل مما يؤكد هذه الشمولية للأمرين معا أن الله عز وجل حين تحدث عن عصمة كتابه المجيد فانه قد اختار له لفظ (الذكر) تحديدا لأنه لفظ جامع يدل على الملفوظ والمكتوب معا، بخلاف لفظ (القرآن) الذى ينصرف الى المتلو أو الملفوظ فى المقام الأول، أو لفظ (الكتاب) الذى ينصرف - وعلى العكس - الى المكتوب بالدرجة الأولى، فهذا اللفظ (الذكر) يعبر عن الحفظ التام والشامل للمتلو والمكتوب معا
ولعل مما يؤيد ذلك أننا نجد لفظ الذكر يرد فى القرآن كثيرا بمعنى الكتاب أو المكتوب، ومن هذا قوله تعالى: " بل آتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون " 71 - المؤمنون
قال العلماء (بذكرهم) أى: بكتابهم وهو القرآن
ومنه كذلك قوله تعالى: " وقد آتيناك من لدنا ذكرا " 99 - طه، وقد جاء فى معجم ألفاظ القرآن الكريم أن " ذكرا " هنا بمعنى: كتابا، وأن هذا اللفظ قد ورد بهذا المعنى كذلك فى سورة الصافات فى الآيتين 3، 168 وفى الآية الخامسة من سورة المرسلات
وخلاصة القول: ان ما ندعيه للنص القرآنى لا يصح أن يكون أقل مما يدعيه اليهود والنصارى لكتبهم التى يقدسونها، فان كانوا هم يذهبون الى أن حرفا واحدا من كتبهم لم يتغير أو يزول أو يناله التحريف، فما بال البعض منا يأتى اليوم ليقول ان حروفا من نص القرآن تنقص من رسمه أو تزاد عليه؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[01 Dec 2009, 03:18 م]ـ
الأخ الكريم السبني،
لو قلت إن اسم الجمع هنا يذكر ويؤنث لقبلنا منك ذلك. ولكنك تقول إن التذكير للضرورة. وإليك بعض النقول عن أئمة التفسير:
يقول البيضاوي: "وتأنيث الضمير على المعنى فإن النحل مذكر". لاحظ أن البيضاوي يعتبر النحل مذكراً.
ويقول صاحب البحر، والذي هو من أئمة اللغة في عصره:" العنكبوت: حيوان معروف، ووزنه فعللوت، ويؤنث ويذكر".
ثم أين الضرورة في قوله تعالى:"يا أيها النمل ادخلوا مسكنكم"، وليس:"ادخلن مساكنكن" مع جواز ذلك.
وأصحاب الإعجاز العلمي يشيرون إلى التزام التأنيث في النحل والعنكبوت وعند مخاطبة النمل ــ الذي يشمل الذكور والإناث ــ جاء بصيغة التذكير.
هل بعد ذلك لا تزال تتمسك بقولك:"وترى الكثير الكثير من أمثال هذه التفسيرات التي يحقّ للقاضي أن يمنع مبدعيها أو مبتدعيها من نشرها " نحمد الله تعالى أن منصب القضاء لم ينط بك، وإن كان قد أنيط .... !!!
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[01 Dec 2009, 03:28 م]ـ
أسأل الله عز وجلَّ أن يرينا الإعجاز العددي على حقيقته
ابشر أيها الأخ الكريم بقرب استجابة الله عز وجل لدعائك هذا، واذا أحيانا الله تعالى ويسر لنا فسوف يشهد العام الهجرى الجديد 1431 باذنه تعالى خروج البرهان المبين والحجة البالغة على مصداقية هذا الوجه من الاعجاز، فأدعو الله أن ييسر لنا الأحوال ويقيض لهذا العبد الفقير من يعينه على اخراجه للناس
فلقد حاولت مراراً وتكراراً أن أحسن الظنَّ فيه
ولكن عبثاً
لا يوجد أى داعى لاساءة الظن بهذا الوجه من الاعجاز، فانه لا يهدف لغير تقديم المزيد من الشواهد والبينات على اعجاز القرآن العظيم، وأعتقد أن هذا يعد هدفا نبيلا ومطلوبا وينبغى أن ندعمه ونشجعه لا أن نسىء الظن به
يأبى هذا الموضوع أن يسير على نور وعلى بصيرة
ويأبى إلا الذبذبة وعدم الانضباط
وإن حاول البعض أن يجري له عمليات تجميل إلا أنه لا يزال غير جميل
ابشر أخانا الكريم بأنك - ان شاء الله - لن ترى منه أى ذبذبة مرة أخرى، وسوف تراه أخيرا منضبطا كأشد ما يكون الانضباط فى سيره على وتيرة واحدة وقواعد محكمة ومطردة وخالصة من أدنى تكلف
واذا كنت تراه الآن غير جميل فأخشى عليك مستقبلا أن تصبح مفتونا بجماله الأخاذ الذى يسلب العقول ويذهل الأبصار!!
انها مسألة وقت لا غير، فأدعو الله لى أن ييسر ويعين
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
اللهم آمين
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[01 Dec 2009, 03:31 م]ـ
الاعجاز العددي ماهو الا اعجاز علمي في القرأن الكريم ومن منكم ينفي وجود اعجاز علمي في القران الكريم وهذا الاخير مازالت اياته وسوره للساعة تفسر بالعلم واخر الاكتشافات حسب ماتوصل اليه الانسان ..
وقول الله تعالى في هذا الباب صريح جدا
قال تعالى (واحصينا كل شيء عددا)
الأخت الكريمة / الشريفة فاطمة
أنتى لم تبتعدى كثيرا عن الحقيقة فى أمر الاعجاز العددى، فانه يشبه الاعجاز العلمى من بعض الوجوه
والآية الكريمة التى استشهدتى بها جاء استشهادك بها فى محله تماما
ـ[جمال السبني]ــــــــ[01 Dec 2009, 05:06 م]ـ
لو قلت إن اسم الجمع هنا يذكر ويؤنث لقبلنا منك ذلك. ولكنك تقول إن التذكير للضرورة. وإليك بعض النقول عن أئمة التفسير:
يقول البيضاوي: "وتأنيث الضمير على المعنى فإن النحل مذكر". لاحظ أن البيضاوي يعتبر النحل مذكراً.
ويقول صاحب البحر، والذي هو من أئمة اللغة في عصره:" العنكبوت: حيوان معروف، ووزنه فعللوت، ويؤنث ويذكر".
ثم أين الضرورة في قوله تعالى:"يا أيها النمل ادخلوا مسكنكم"، وليس:"ادخلن مساكنكن" مع جواز ذلك.
وأصحاب الإعجاز العلمي يشيرون إلى التزام التأنيث في النحل والعنكبوت وعند مخاطبة النمل ــ الذي يشمل الذكور والإناث ــ جاء بصيغة التذكير.
هل بعد ذلك لا تزال تتمسك بقولك:"وترى الكثير الكثير من أمثال هذه التفسيرات التي يحقّ للقاضي أن يمنع مبدعيها أو مبتدعيها من نشرها " نحمد الله تعالى أن منصب القضاء لم ينط بك، وإن كان قد أنيط .... !!!
السلام عليكم ورحمة الله
(يُتْبَعُ)
(/)
القاعدة تقول إن اسم الجمع (وهو لفظ مفرد أي غير مجموع، ولكنه يدل على مجموعة، و لا يمكن إدخال تاء الإفراد عليه للدلالة على أحد مصاديقه، أي: لا واحد له من لفظه)، إذا كان لغير العاقل، أي غير الإنسان، فهو يؤنث. وهذا مثل (إبل)، قال تعالى (وإلى الإبل كيف خلقت)، ومثل (عنكبوت)، قال تعالى (اتخذت بيتا). فالتأنيث في الآيتين لأن لفظتي (إبل) و (عنكبوت) مؤنثتان لأنهما اسما جمع، إذ لا واحد لهما من لفظهما، فلا يُقال (إبلة) بل يقال (بعير، أو ناقة)، ولا يقال (عنكبوتة) بل يقال (عنكبٌ، أو عنكبة). وهكذا. وتأنيث اسم الجمع قاعدة ليس فيها اختلاف لهجات ولا اختلاف مدارس نحوية.
وعليه فلا يدلّ التانيث في قوله (اتخذت بيتا) على إرادة الأنثى، كما يزعم بعض كتاب الإعجاز العلمي، بل لأن اللفظة في نفسها مؤنثة، هكذا تكلم بها العرب. وإذا كان يريد الأنثى فاللفظة هي (عنكبة)، ولفظ (العنكبوت) عام يدلّ على الحيوان من دون تفريق بين الذكر والأنثى.
وفي الوقت نفسه يمكن تذكير (عنكبوت) حتى في النثر ومن دون ضرورة، وذلك لأنه ليس مؤنثا حقيقيا واجبَ التأنيث. فيمكن تذكيره أيضا، ولكن القاعدة هي التأنيث.
وإذا ورد تأنيث (عنكبوت) في كلام عربي فهو من أجل هذه القاعدة وليس من أجل إرادة الأنثى. فالأنثى هي (عنكبة) كما بينا.
وزغلول النجار، سامحه الله، إذ يورد عن بعض أئمة اللغة أن لفظ (عنكبوت): (يذكر ويؤنث)، ويوهم بذلك أن تأنيثه في قوله (اتخذت بيتا) هو مقصود قصدا خاصا من إجل إرادة الأنثى؛ إنما يخلط الأمور، لأن لفظ (عنكبوت) وإن كان يجوز تذكيره ويمكن أن يأتي تذكيره في كلام عربي (وإن لم أجده إلا في شطر بيت شعري، ضرورةً)، ولكن ما ورد في الآية من التأنيث هو بمقتضى القاعدة الأصلية التي تجعل لفظ (عنكبوت) مؤنثا معنويا لا علاقة له بالتأنيث الحقيقي. فلا يفيده ورود التذكير في زعمه أن تأنيث اللفظ في الآية من أجل إرادة الأنثى. أي: إذا ورد التأنيث فهو القاعدة، وإذا ورد التذكير فهو لأن التأنيث غير واجب مثل تأنيث المؤنث الحقيقي.
وأما ما قاله صاحب البحر، من أن لفظ (عنكبوت): "يؤنث ويذكر"، فهو من الاختصار المخل، إذ يجب أن يكون واضحا أن لفظ (عنكبوت) ـ باعتباره اسم جمع لغير العاقل ـ مؤنث، وكذلك (إبل)، وبذلك نزل القرآن. وأما التذكير فهو جائز أيضا، كما بينا، ويمكن العثور على شاهد أو شواهد قليلة في الكلام العربي على ذلك. ومع ذلك، فهذا القول المختصر لا يفيد شيئا لمن يريد أن يقول إن تأنيث (عنكبوت) في الآية من أجل إرادة الأنثى، كما بينتُ.
وأما (نحل) و (نمل) مثلا، فهما اسما جنس وليس اسما جمع، لأنهما يمكن إفرادهما (أي: الدلالة على فرد واحد من مصاديقهما) بإدخال تاء الإفراد عليهما، فيقال: نحلة، نملة، للدلالة على واحد من النحل والنمل. فهذا النوع، أي اسم الجنس، اختلفت فيه اللهجتان الحجازية والتميمية، فلغة أهل الحجاز هي التأنيث وبه نزل القرآن، ولغة تميم هي التذكير. وربما يعود تأنيث اللفظ في الحجازية إلى أن لفظ (نحل) مثلا وإن كان ليس مجموعا في نفسه إلا أنه يُعتبر جمعا و مفردُه (نحلة)، ولذلك يؤنث في تلك اللهجة تأنيثَ الجمع.
ولذا يمكن لِلُغويّ أن يقول إن النحل مذكر، ولكن هذا محمول على قصد اللهجة التميمية، وأما ما في القرآن فهو التأنيث. وإذا كان القرآن الكريم يؤنث (النحل) فذلك مصداق لكون القرآن نزل بلغة قريش، ومن أجل التأنيث المعنوي للفظة في تلك اللهجة، وليس من أجل تأنيث حقيقي.
أما ما قاله البيضاوي فشرحه ما قلته آنفا، من أن لفظة (نحل) مذكرة في نفسها إذ لم تلحقها تاء (مثل ما في: نحلة)، ومن هنا يقول البيضاوي إن التأنيث من أجل المعنى، أي من أجل أن لفظة (نحل) عامّة المعنى فتشبه اللفظ المجموع بدلالته على مجموعة. وربما أمكن لأحد أن يقول إن البيضاوي كان يقصد ما كان شائعا من التذكير الذي يعود إلى اللهجة التميمية، ويبدو أنه شاع في اللسان العربي في العصور اللاحقة، ونحن نعلم أن كثيرا من خصائص العربية الفصيحة الحديثة تعود إلى غير اللهجة الحجازية. ولكن ما يمنعني من تصديق ذلك هو أنه لا يمكن أن يطلق البيضاوي القول بتذكير لفظة (نحل) وهو يعلم اللهجتين المختلفتين في
(يُتْبَعُ)
(/)
تأنيث وتذكير اسم الجنس مثل (نحل). ولذا أرجح أن البيضاوي قصد أن لفظة (نحل) مذكرة لفظيا (أي لم تلحقه تاء) ولكنه أنثت في الآية باعتبار معناها الجامع الذي يجعلها في حكم الجموع الذي يؤنَّث عادة، و (كل جمع مؤنث) كما قيل. ومن هنا جاء التأنيث في اللهجة الحجازية.
وإلا فعبارة اللغويين القدماء تنص على تأنيث (النحل) وعلى جواز تذكيره مع ذلك. قال ابن الأنباري في (البلغة في الفرق بين المذكر والمؤنث):
[والنحل مؤنثة. قال الله تعالى: " وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً ". وقد يجوز فيها التذكير"]. لاحظ قوله (وقد .. ) الذي يدل على التقليل ..
وأما عن قولك ـ أخي البيراوي ـ: [ثم أين الضرورة في قوله تعالى:"يا أيها النمل ادخلوا مسكنكم"، وليس:"ادخلن مساكنكن" مع جواز ذلك.]، فأقول: أنا لم أذكر أمر الضرورة بالنسبة لاسم جنس مثل (نمل)، بل ذكرته لاسم جمع مثل (عنكبوت) الذي ورد تذكيره في شطر بيت ضرورة.
وأما قوله تعالى (ادخلوا مسكانكم)، فضمير الجماعة فيه لا علاقة له بتذكير ولا تأنيث، بل هو التغليب الذي يقتضي أن يُخبَر عن الجماعة كالذكور تغليبا وإن كانت فيهم إناث، وهكذا اعتاد اللسان العربي. وما في الآية لم يُقصَد فيه تفريق بين ذكور وإناث، بل المراد هو جماعة النمل، من دون إرادة الذكورة والأنوثة، والأسلوب العربي في هذه الحالات هو التذكير أي الإخبار عن جماعة الذكور.
وأعود إلى قولي: إن من يفسر قوله تعالى (اتخذت بيتا) و (يخرج من بطونها شراب) بأنه يقصد الأنثى، إنما يثبت بذلك أنه لم يملك زمام اللسان العربي، وأنه لا يرى في النص و لا يفهم إلا ما قرّر مسبقا أن يراه ويفهمه، وهو بفعله هذا لا يدع القرآن يقول قوله، بل يقوّله ما يريد ويهوى، أقول هذا وأعلم أن عبارتي هذه قد تكون غير لائقة بمقام الحديث عن كتاب الله.
وأما عن القضاء وحالة إناطة القضاء بي، كما تفضل الأخ البيراوي بأن تندّر بذلك، فأقول: لو كنتُ قاضيا لمنعت كل الذين يفسرون القرآن برأيهم دون اعتماد على المأثور وخصائص اللسان العربي الذي نزل به القرآن، من أن يتصدّروا الحلقات والمنابر.
وأقول: إن منطق التفسير العلمي يقضي بأن الأمة، والنبي عليه الصلاة والسلام، لم يفهموا القرآن، أو لم يفهموه على وجهه الصحيح، واستمرت هذه الحالة العصيبة، إلى أن جاء سادة مدرسة الإعجاز العلمي بتفسير صحيح ففعلوا ما لم يستطع أن يفعله النبي عليه الصلاة والسلام ولا الصحابة ولا التابعون ولا المفسرون النابغون من بعدهم. هل هذا منطق؟!
هل يمكن أن أعتبر كاتبا ـ يمكنني أن أعتبره قزما إذا قارنتُه بمفسرينا القدماء العمالقة ـ مفسرا وآخذ منه التفسير، وهو يأتي بتفسيرات تخالف ـ أحيانا كثيرة ـ الوجهَ اللغوي والنحوي و تخالف ـ أحيانا ـ أحاديث صحيحة صريحة جاءت تفسر بعض الآيات؟
وهاكم مثالا ـ حتى لا يكون كلامي أسلوبا خطابيا وحرصا على التعبير بشكليات بالفصحى بعيداً عن الجوهر ;) ـ:
قال تعالى (والشمس تجري لمستقر لها)، وجاءت الأحاديث الصحيحة تفسر ذلك الجريان بأنه الجريان اليومي للشمس من مشرقها إلى مغربها كما نراه كل يوم، وتفسر ذلك الاستقرار بما يقع في الليل من استقرار الشمس حيث لا نجدها متحركة في السماء كما هي في النهار ..
وبعد هذا يجيء كتّاب التفسير العلمي ويقولون بل (مُراد الله تعالى) في تلك الآية هو الإخبار عن أن الشمس تدور حول مجرة درب التبانة، وهذا ما توصّل إليه العلم الحديث في العقود الأخيرة من القرن العشرين ..
وهذا يعني أن تفسير النبي صلى الله عليه وسلم الوارد في الأحاديث الصحيحة لم يكن صحيحا، أو ـ على الأقل ـ كان تفسيرا مرحليا مؤقتا!! (وهذا أقبح من الأول) ..
هذا هو مؤدى منطق التفسير العلمي ونتيجته .. يا سادة ..
ـ[جمال السبني]ــــــــ[01 Dec 2009, 06:15 م]ـ
يجب أن يكون واضحا أن لفظ (عنكبوت) ـ باعتباره اسم جمع لغير العاقل ـ مؤنث، وبذلك نزل القرآن. وأما التذكير فهو جائز أيضا، كما بينا، ويمكن العثور على شاهد أو شواهد قليلة في الكلام العربي على ذلك.
وكذلك قال ابن الأنباري في (البلغة):
[والعنكبوت مؤنثة. قال الله تعالى: " مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء، كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً ". وقد يجوز فيها التذكير].
وقال الأزهري في (المحكم والمحيط الأعظم): (والعنكبوت دويبة تنسج في الهواء مؤنثة، وربما ذكر في بعض الشعر) أي ربما جاء تذكير (عنكبوت) في بيت شعر أو أبيات قليلة، أي ضرورةً.
والشاهد الشعري هو قول أبي النجم:
* مما يسدي العنكبوت إذ خلا *
وليس الاحتمال الوحيد فيه أن يكون قد ذكّر (عنكبوت)، بل قال أبو حاتم: أظنه "إذ خلا المكان والموضع". أي إن الضمير المذكر يعود إلى مكان منويّ أو مذكور سابقا.
مشكلة أهل اللغة أن المتقدمين منهم ذكروا أشياء طفيفة أو وجها في تفسير نص أو لهجة أو فهما شخصيا لكلمة، فيجيء المتأخرون ويبنون على ذلك أشياء تبدو لأول وهلة راسخة الجذور، فإذا ما فحصتها أدركت أنها ليس لها أساس راسخ. فالمتقدمون رأوا أنه في بعض الأبيات جرى تذكير (عنكبوت)، وهذا يعني أن اللفظة تُؤنث وقد تُذكّر، وأما المتأخرون فقالوا ـ إطلاقا ـ: (تُؤنث وتُذكّر).
وهكذا إذا فحصت المعجم العربي رأيت أشياء كثيرة من هذا القبيل. يذكرون معاني كثيرة لمفردة واحدة، مع أن واحدا منها ـ على الأقل ـ قد يكون هو ما فهمه شارحُ بيت. وأما المتعلمون فيقرؤون المعجم ويظنون كل تلك المعاني معاني ثابتة ومتجذرة، وربما يستعملون المفردة حين يتعلمونها بذلك المعنى الذي لم يكن سوى فكرة خطرت على قلب اللغوي أو الشارح الذي تصدى لشرح بيت شعر أو مثل ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الشريفة فاطمة]ــــــــ[02 Dec 2009, 03:17 ص]ـ
وان بدوري اصوت بنعم كبيرة لوجود اعجاز عددي واضح في القران الكريم
ـ[جمال السبني]ــــــــ[02 Dec 2009, 04:03 م]ـ
أما ما قاله البيضاوي فشرحه ما قلته آنفا، من أن لفظة (نحل) مذكرة في نفسها إذ لم تلحقها تاء (مثل ما في: نحلة)، ومن هنا يقول البيضاوي إن التأنيث من أجل المعنى، أي من أجل أن لفظة (نحل) عامّة المعنى فتشبه اللفظ المجموع بدلالته على مجموعة. وربما أمكن لأحد أن يقول إن البيضاوي كان يقصد ما كان شائعا من التذكير الذي يعود إلى اللهجة التميمية، ويبدو أنه شاع في اللسان العربي في العصور اللاحقة، ونحن نعلم أن كثيرا من خصائص العربية الفصيحة الحديثة تعود إلى غير اللهجة الحجازية. ولكن ما يمنعني من تصديق ذلك هو أنه لا يمكن أن يطلق البيضاوي القول بتذكير لفظة (نحل) وهو يعلم اللهجتين المختلفتين في تأنيث وتذكير اسم الجنس مثل (نحل). ولذا أرجح أن البيضاوي قصد أن لفظة (نحل) مذكرة لفظيا (أي لم تلحقه تاء) ولكنه أنثت في الآية باعتبار معناها الجامع الذي يجعلها في حكم الجموع الذي يؤنَّث عادة، و (كل جمع مؤنث) كما قيل. ومن هنا جاء التأنيث في اللهجة الحجازية.
أنقل الآن تعليق الشهاب الخفاجي على ذلك الموضع من كلام البيضاوي الذي ذكر فيه أن (النحل مذكر):
قال البيضاوي:
وتأنيث الضمير على المعنى، فإن النحل مذكر.
وقال الشهاب:
وتأنيث الضمير: أي ضمير اتخذي وكلي.
وقوله على المعنى يعني به أنه اسم جنس يفرق بينه وبين واحده بالتاء، ومثله يجوز تذكيره باعتبار لفظه وتأنيثه باعتبار معناه وهو أنه طائفة منه وجماعة. والتأنيث لغة أهل الحجاز، وعليها ورد التنزيل هنا كما في قوله (نخل خاوية)، وورد تذكيره في قوله (أعجاز نحل منقعر)، لكن قوله فإنّ النحل مذكر يقتضي أنّ الأصل فيه التذكير وتأنيثه بالتأويل، وهو مذهب الزمخشري، وغيره من النحاة يخالفه كما نقلناه، فمن ادّعى موافقة كلامه لهم فقد تعسف.
انتهى.
انظر: حاشية الشهاب. دار صادر ـ بيروت. جـ 5، ص 347
وهكذا يبيّن الشهاب أن البيضاوي إنما قصد أن لفظ (نحل) مذكر باعتبار لفظه الذي ليس فيه ما يمكن اعتباره علامة تأنيث أو موجبا للتأنيث أي التأنيث اللفظي، وأنه يؤنث باعتبار معناه الجمعي، كأنه قصد به معنى (طائفة) أو (جماعة).
ويبين الشهاب أن البيضاوي في تعليله هذا لتأنيث (نحل) في الآية تابع للزمخشري (وتفسير البيضاوي ـ كما نعلم ـ بمثابة إعادة إنتاج أشعرية لتفسير الزمخشري)، وأن الزمخشري انفرد بذلك الرأي (أن يكون الأصل في اسم الجنس هو التذكير، ويؤنث بتأويله بـ "جماعة" أو "طائفة") ولم يوافقه غيره من النحويين واللغويين.
وينبه الشهاب إلى أن كلتا لهجتي تأنيث اسم الجنس وتذكيره واردتان في القرآن، فمن التأنيث (أعجاز نخل خاوية) ومن التذكير (أعجاز نخل منقعر). وهذا يمكن اعتباره من باب (ما ورد من اللهجات في القرآن)، أو يمكن تعليله بأن تذكير (نخل) في الآية الثانية (نخل منقعر) هو باعتبار أن لفظ (نخل) ليس واجب التأنيث فهو ليس دالا على مؤنث حقيقي، وقد دعا إلى استخدام هذا الأسلوب الجائز (التذكير) توافق الفواصل في السورة التي تنتهي بالراء (منقعر) وليس بالهاء (منقعرة).
ـ[جمال السبني]ــــــــ[02 Dec 2009, 06:14 م]ـ
أرجح أن البيضاوي قصد أن لفظة (نحل) مذكرة لفظيا (أي لم تلحقه تاء) ولكنه أنثت في الآية باعتبار معناها الجامع الذي يجعلها في حكم الجموع الذي يؤنَّث عادة
بمثل ما قلتُه شرح القونويٌّ عبارة البيضاوي، إذ قال القونوي:
(وتأنيث الضمير على المعنى، فإن النحل مذكر): فإنه اسم جنس يفرق بينه وبين واحده بالتاء كتمر وتمرة فيجوز تأنيثه نظرا إلى المعنى، كما جاز تذكيره بالنظر إلى اللفظ مثل قوله تعالى (نخل منقعر)، وإنما قال [البيضاوي] (والنحل مذكر) لعدم علامة التأنيث فيه، ففي مثله التذكير هو الأصل والتأنيث بالتأويل كما هو مذهب الزمخشري واختاره المصنف [أي البيضاوي] وبعض النحاة يخالفه [أي يخالف الزمخشري].
انظر: حاشية القونوي على تفسير البيضاوي. دار الكتب العلمية، بيروت، 2001. جـ 11، ص 321
ـ[جمال السبني]ــــــــ[02 Dec 2009, 06:53 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
10. ثبت أن الصحابة كانوا يكتبون بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم. ونحن نتكلم عن رسول، وأنت تعجب من أمّي يُملي على الكتبة!! بل العجب كل العجب من معرفته عليه السلام بما يُضمره فُضالة من شر وهو يطوف خلفه حول الكعبة. والعجب أيضاً كيف يروي عليه السلام وهو على المنبر أحداثاً تبعد ألف كيلومتراً فيقول عليه السلام: "ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله .... ". من هنا لا داعي للقول إنه أمي فكيف يُصوّب الكتبة. وعندما ندرس الرسم العثماني ندرك أن ما كتبه الصحابة لا يمكن أن يكون باجتهاد منهم. وبلغة أهل الحديث نقول: إنه الموقوف الذي له حكم المرفوع. ثم تقول أخي أين النص؟! نعم أنا أقول لك أين هو: عندما يثبت أنهم كتبوا القرآن كله بين يدي الرسول عليه السلام، وعندما يثبت أن اللجنة في زمن أبي بكر رضي الله عنه لم تكن تكتب من الذاكرة وكانت تحرص أن تنظر في صُحف الرسول عليه السلام وتتحقق من ذلك. وعندما نجد اللجنة في زمن عثمان رضي الله عنه تحرص على صحف أبي بكر. عندما نجد ذلك كله ونعلم علم اليقين أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا أبعد ما يكون عن الابتداع وكانوا هم أهل الاتباع الصارم، ندرك أنه من المستحيل أن يتصرفوا في الكتابة على الوجه الذي نراه في المصاحف.
السلام عليكم ورحمة الله
أيها الإخوة
أخي أبا عمرو البيراوي
يبدو ـ من هذا الكلام المقتبس ـ أن نظرية توقيفية رسم المصحف تبلورت بالشكل التالي:
"الصحابة كتبوا ـ بإملاء الرسول صلى الله عليه وسلم ـ الآيات والسور بما يعرفونه من الكتابة، وأقرّهم الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك، إلا في رسم كلمات (وهي ليست بالقليلة) حيث أخبرهم الرسول صلى الله عليه وسلم كيفية رسمها، وما أخبرهم به الرسول صلى الله عليه وسلم هو ما أوحي إليه أو ما أُلهِمه، ومع أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يعرف الكتابة فقد بلّغهم كيفية رسم تلك الكلمات والعبارات، وهم اتبعوا ذلك ولم يفعلوا شيئا من تلقاء أنفسهم، فكل ما في القرآن من الرسم وهيئات الكتابة هو توقيف وإرادة إلهية وليس فيه إرادة بشر."
نتيجة عجيبة وغريبة، ويبدو كقول من أعيته الحيلة وسدت بوجهه كل الأبواب والمنافذ واضطر إلى هذا القول الذي نرى فيه استحالات كثيرة ودعاوي بحاجة إلى إثباتات.
من ذلك:
1. القول بأن الرسول صلى الله عليه وسلم أوحيت إليه كيفية الكتابة الخاصة بالمصحف، هو قول في أمر غيبي وإيماني، والغيبيات لا تثبت إلا بدليل وتوقيف .. فمن أين لنا أن نثبت أن شيئا كهذا حدث؟ كيف لنا كمسلمين أن نعتقد بهذا مع أنه ليس لنا أن نعتقد بشي غيبي إلا بدليل من كتاب أو سنة وليس بدليل عقلي أو شبه عقلي؟
ما انتهى إليه الأخ البيراوي لا دليل عليه حتى عند نفسه إلا ما يذكره من "إقرار الرسول صلى الله عليه وسلم إياهم على الكتابة وأنه صلى الله عليه وسلم أرشدهم في كتابة بعض الكلمات بما أوحي إليه من الغيب". وهذان الأمران (الإقرار العام والإرشاد الخاص) لا يثبتان إلا بدليل ديني، لأن إقراره صلى الله عليه وسلم إذا لم يكن وحيا فلا يمكن حتى تصوره بالنسبة للكتابة فهو صلى الله عليه وسلم كان لا يقرأ ولا يكتب، وكذلك الأمر في أمر الإرشاد الخاص فهو أيضا يجب أن يكون وحيا وإلا لم يكن للرسول صلى الله عليه وسلم طاقة به .. والقول بهذا (أي صدور ذينك الإقرار والإرشاد عن الرسول صلى الله عليه وسلم كجزء مما كان عليه أن يبلغه للناس) يحتاج إلى دليل حقيقي من كتاب أو سنة، ولا يثبت بدليل عقلي أو شبه عقلي أو رأي يراه أخي أبو عمرو في تعليل رسم المصحف. ورسم المصحف يمكن تعليله بغير القول بالتوقيف.
2. القول بأن الرسول صلى الله عليه وسلم بلّغ الصحابة كيفية الرسم الخاصة بالمصحف، يكون في النهاية والنتيجة نوعا من الالتفاف على ما نعرفه من أمية الرسول صلى الله عليه وسلم، فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستطيع أن يشرح أمورا تتصل بالكتابة ورسم الكلمات فهو ليس أميا .. وإذا افترضنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان قد بلغ أمور الكتابة تلك وهو لا يعرف حقيقتها ولا يفهمها، نكون قد اتهمنا الله ـ سبحانه ـ بأنه كلّف الرسول صلى الله عليه وسلم بتبليغ ما لا يفهمه هو وكأنه حامل رسالة وليس عليه سوى حملها وإيصالها إلى الجهة المعنية .. !!
(يُتْبَعُ)
(/)
3. نحن نعرف أن أمورا وظواهر كثيرة في رسم المصحف نظنها خاصة برسم المصحف، هي في الحقيقة من صلب خصائص الكتابة العربية قبل الإسلام بل الكتابات السامية عموما، فالاختزال هو طبيعة هذه الكتابات السامية بما فيه الكتابة العربية والكتابة العبرية وغيرهما، أقصد اختزال كثير من المصوتات (الألف والياء والواو، والمصوتات الصغيرة = الحركات)، فهذا ليس خاصا بالمصحف، ومن هنا فحذف قدر كبير من الألفات ـ مثلا ـ في رسم المصحف، يعود في الحقيقة إلى الطبيعة الأصلية للكتابة العربية. وحتى الحروف الزائدة والناقصة في الرسم يمكن العثور على حالات مماثلة لها في الكتابات العربية القليلة الباقية السابقة للإسلام. ويمكن العثور على تلك الأساليب الخاصة في الكتابة، في الكتابات الإسلامية المبكرة التي نجدها في بعض النقوش والبرديات والرقوق، فهل هذا يعني أن تلك الكتابات العادية رسمها توقيفي وفيها أيضا إعجاز عددي؟!
إذن، فهذه الظواهر الغريبة في رسم المصحف ومخالفاته للرسم الإملائي ليست ـ في الحقيقة ـ خاصة برسم المصحف، بل هي جزء من تقليد متبع في الكتابة العربية في تلك المرحلة. وكانت هذه الأساليب الخاصة مما يعرفه هؤلاء الصحابة الكَتَبة ولم يكونوا بحاجة إلى إرشاد إليها.
هل تقول لي ـ يا أبا عمرو! ـ إن لفظة (رحمن) رُسِمت بحذف الألف بناء على توجيه إلهي لحكمة معينة، مع أنها هكذا كانت ترسم في العبرية والسريانية والعربية الجنوبية بحذف الألف، قبل الإسلام؟
هل أنت بحاجة إلى تذكيرك بأن لفظة (مئة) التي رسمت بشكل (مائة) أي بزيادة الألف، هي كذلك رُسِمت بزيادة الألف في الكتابات النبطية السابقة للإسلام؟
نحن نعرف تاريخ هذه الكتابة ونعرف مسار تطورها، ورسم المصحف حلقة في سلسلة هذا التاريخ، ولذا لا نلتفت إلى قول من يعتبر رسم المصحف جزءا من الوحي، لأننا نعرف أن هذا ليس على علم بهذا التاريخ أو يتغافل عنه.
ـ[جمال السبني]ــــــــ[02 Dec 2009, 07:55 م]ـ
7. ألا تلاحظ أخي جمال أنك ذهبت تصرف الكلام عن ظاهره في مثل قوله تعالى:"تلك آيات الكتاب وقرآن مبين"؛ فالنصوص تُصرّح أن الله تعالى أنزل القرآن والكتاب ثم نقول لم ينزل الكتاب وإنما أنزل ما سيكتب!!!
أخي أبا عمرو
أنا لم أقل بأن (الكتاب) في الآية هو بمعنى (ما من شأنه أن يُكتَب) أو (ما سيُكتَب)، بل قلت إن المعنى الاشتقاقي لا يكون ـ في أغلب الحالات ـ مقصودا حين يكون للكلمة معنى محدد في العرف اللغوي. فالـ (كتاب) وإن كان في الأصل بمعنى مكتوب، ولكن إذا أشرتُ إلى كتاب وقلتُ (ذلك الكتاب) فلا يتعيّن أنني قصدت كتابته أو كونه مكتوبا على هيئته المكتوبة الخاصة، بل الاحتمال الأرجح هو أنني قصدت الكتاب بمحتواه وأفكاره أو قصدت الكتاب بصورة عامة من دون ملاحظة جانب خاص مثل كتابته ..
وعلى هذا، فقوله (أنزل الكتاب) لا يمكن أن يُفهَم منه أن الله تعالى أنزل القرآن وأنزل معه رسمه وكتابته الخاصة، كما كنتَ ـ أخي أبا عمرو ـ تسعى جاهدا لاستنباط ذلك من تلك النصوص القرآنية التي تشير إلى القرآن بالـ (كتاب). وهو استنباط غير صحيح.
وحينما ذكرتُ في المشاركة معاني من قبيل (ما من شأنه أن يُكتَب) وغيره، فقد كان قصدي أن أبين المعاني المختلفة التي تفيدها الكلمة زائدة على المعنى الاشتقاقي الحرفي الذي لا يكون في الحسبان غالبا.
وأنا أميل إلى أن القرآن الكريم حين يصف نفسه بـ (الكتاب) فقصده هو أن هذا القرآن هو في الأصل والحقيقة كتاب كامل تنزل آياته منجَّمة مفرَّقة، أي أرى أن القرآن لا يشير بلفظة (الكتاب) إلى ما كان بأيدي الصحابة من رقوق وآيات مكتوبة متفرقة، بل يشير إلى الكتاب الكامل في اللوح المحفوظ، وأما ما يصل النبي صلى الله عليه وسلم ويبلغها للناس فهو (آيات) ذلك الكتاب، ونزلت هذه الآيات إلى أن اكتمل الكتاب على الأرض.
ـ[جمال السبني]ــــــــ[02 Dec 2009, 08:22 م]ـ
والشيعة وغيرهم يوظفون كل شيء لنصرة باطلهم. ويبقى السؤال الأهم: هل ينجحون؟!! (ولا يفلح الساحر حيث أتى).
(يُتْبَعُ)
(/)
المهم أن الشيعة وجدوا ـ بطريقة مدرسة الإعجاز العددي نفسها ـ اتفاقات رياضية بين كلمات وآيات قرآنية [مثل قوله تعالى (إنما يريد الله ليُذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) وقوله (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم ركعون)] وعدد أئمتهم وإمامتهم وما إلى ذلك .. ولك أن تقول إنها اتفاقات غير مقصودة، ولك كل الحق في ذلك، ولكن النقطة المهمة هي أن الأسلوب هو أسلوب مدرسة الإعجاز العددي نفسه، مما يعني أن هذه الاتفاقات لا وجود لها بل يتم إيجادها، وكلٌّ يريد منها إثبات شيء يهمّه هو. الأسلوب هو الأسلوب نفسه، ولكن تختلف زوايا النظر والغايات فقط.
ـ[جمال السبني]ــــــــ[02 Dec 2009, 10:23 م]ـ
وأكرر هنا القول: نعم يتعامل أصحاب الإعجاز العددي مع ما هو مكتوب.
---
ولماذا تصر أخي على فرض تصورك للكلمة الملفوظة ونحن نتكلم عن الكلمة المكتوبة، ومن هنا نتكلم عن توقيف الرسم الذي هو مذهب الجمهور.
يقضي منطق مدرسة الإعجاز العددي هذا بأن الحروف الزوائد والنواقص في رسم المصحف والأساليب الكتابية الخاصة بالمصحف هي بتوجيه وتوقيف إلهي، وأن الله ـ سبحانه ـ أراد أن يكون رسم المصحف على ذلك النحو لأنه أودع في كلمات القرآن نظاما عدديا.
طيب!
أسألكم:
أليس الله بقادر على إيداع نظام عددي مماثل في نظم القرآن بدون فرض هذه الأساليب الغريبة في الكتابة؟!!!
هل كان الله سبحانه محتاجا ـ والعياذ به ـ إلى أن يرتكب كتبة الوحي بعضا من مخالفات الرسم الإملائي وأساليبَ غريبة في الكتابة حتى يتسنّى له أن ينشئ نظامه العددي في القرآن؟!!
تعالى وتنزّه عما يصفون ..
أريد إجابة صريحة من دُعاة الإعجاز العددي على ذلك ..
وأريد أن ينتدب أخ لنا متمرس في الرياضيات، ليجد لنا اتفاقات رياضية في القرآن بالرسم الإملائي الحديث، وما أسهل ذلك!
وأقترح على باحثي الإعجاز العددي أن يجربوا ذلك بأنفسهم، من باب المغامرة البحثية، ليروا ما هي النتيجة .. !
وأسأل دُعاة الإعجاز العددي سؤالا آخر:
حين تحسبون حروف القرآن بحسب الرسم العثماني وتمرّون على ألف غير مرسومة رسما ولكنها مضبوطة ضبطا ولا تحسبونها، ألا ترون أنكم تسقطون حرفا من القرآن من حسابكم؟ كيف تسمحون لأنفسكم بذلك؟
فعدم رسم الحرف في الرسم العثماني لا يدلّ على أنه ليس من القرآن ..
والقرآن هو اللفظ المتواتر، والرسم مجرد دليل عليه ..
وهل للرسم المجرد معنى بدون لفظ وضبط مبني على اللفظ حتى تقولوا إن الإعجاز العددي يعتمد على الرسم؟
وتوجد في الأبجدية العربية حروف متشابهة رسما وتتميز بالضبط الذي يعتمد على اللفظ، مثل كرسي أحرف الياء والباء والنون والتاء والثاء في البدايات والأواسط، وشكل أحرف الباء والتاء والثاء في النهايات، وشكل أحرف الحاء والخاء والجيم، وشكل حرفي الراء والزاي، وشكل حرفي الفاء والقاف في الأواسط والبدايات، وشكل حرفي الدال والذال، وشكل حرفي السين والشين، وشكل حرفي الصاد والضاد، وشكل حرفي الطاء والظاء، وشكل حرفي العين والغين، وشكل حرفي الهاء في النهايات والتاء المدورة (إضافة إلى شكل الألف اللينة والألف المهموزة، وشكل الواو الممدودة والواو المهموزة، وشكل الياء الممدودة والياء المهموزة، وشكل الياء في النهاية والألف المقصورة)، فكيف تُحسَب هذه الحروف بالاعتماد المجرد على الرسم ودون الاعتماد على اللفظ والضبط؟(/)
(حياتي مع القرآن الكريم) للدكتور عبد الله بصفر محاضرة في جامعة طيبة مع بث مباشر
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[17 Oct 2009, 08:31 م]ـ
برعاية معالي مدير جامعة طيبة يسر عمادة شؤون الطلاب بجامعة طيبة دعوتكم لحضور المحاضرة التي سيلقيها:
فضيلة الدكتور: عبد الله بن علي بصفر
(الأمين العام للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم) والتي سيتحدث فيها تحت عنوان:
(حياتي مع القرآن الكريم)
وذلك في تمام الساعة التاسعة من مساء يوم الثلاثاء الموافق 1/ 11 / 1430هـ بقاعة المحاضرات الكبرى بعمادة شؤون الطلاب بالجامعة، وسوف يكون هناك نقل مباشر للنساء بمدرج كلية الطب بشطر الطالبات بالجامعة والدعوة عامة ...
علماً بأنه سيتم بث المحاضرة إن شاء الله مباشرة في موقع البث الإسلامي على الرابط:
http://www.liveislam.net/browsesubject.php?id=12090&action=listen&sid=
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[18 Oct 2009, 12:39 ص]ـ
جزاك الله خيرا الشيخ فهد على هذا الإعلان
وعلى جهوده المباركة في جامعة طيبة
جعلك الله مباركا أينما كنت
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[18 Oct 2009, 03:33 ص]ـ
جزاك الله خيرا الشيخ فهد على هذا الإعلان
وعلى جهوده المباركة في جامعة طيبة
جعلك الله مباركا أينما كنت
آمين، آمين، بارك الله فيك يا أبا عبد الرحمن، وتقبل الله منا ومنك ..
ـ[أبو سلمان أنورصالح]ــــــــ[18 Oct 2009, 05:02 م]ـ
جزاك الله خير هل سجلت محاضرة الشيخ عبد الله باصفر وأين أجدها
أخوك المحب/ أبو سلمان
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[18 Oct 2009, 07:55 م]ـ
جزاك الله خير هل سجلت محاضرة الشيخ عبد الله باصفر وأين أجدها
أخوك المحب/ أبو سلمان
المحاضرة لم تتم بعد فهي في يوم الثلاثاء القادم بإذن الله ولعلنا نسجلها وننزلها هنا ..
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[20 Oct 2009, 01:15 م]ـ
سيتم بث المحاضرة إن شاء الله مباشرة في موقع البث الإسلامي على الرابط:
http://www.liveislam.net/browsesubject.php?id=12090&action=listen&sid=
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[23 Oct 2009, 04:40 م]ـ
هل يوجد تسجيل صوتي لهذه المحاضرة؟
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[23 Oct 2009, 05:08 م]ـ
هل يوجد تسجيل صوتي لهذه المحاضرة؟
نعم أختي الكريمة يوجد تسجيل صوتي ومرئي وسوف ننزل الصوتي هنا بإذن الله تعالى ...
ـ[أبو سلمان أنورصالح]ــــــــ[24 Oct 2009, 08:58 ص]ـ
فتحنا الرابط حفظك الله فلم تفتح ما أدري مالسبب مكتوب غير مسموح الوصول لهذه الصفحة بالنسبة تسجيل محاضرة الشيخ عبد الله بصفر أخوك المحب/ أبوسلمان
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[02 Nov 2009, 10:57 م]ـ
للرفع.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[03 Nov 2009, 01:24 ص]ـ
الأخ أبا سلمان، والأخت فجر الأمة، وفقهما الله، المحاضرة سجلت ولله الحمد، وقد اتصلت بالأخ المسؤول عن تنزيلها في موقع البث الإسلامي فأفاد بأنه سينزلها قريباً، والتأخر بسبب سفره، وقد كانت محاضرة ممتعة ..
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[07 Jan 2010, 04:16 م]ـ
يمكن الآن تحميل المحاضرة والاستماع لها من الرابط:
محاضرة حياتي مع القرآن ( http://www.zshare.net/audio/70886127f5dde9b9/)(/)
محاضرة مثيرة عن أرض الأنبياء (أرجو المشاركة)
ـ[صالح صواب]ــــــــ[17 Oct 2009, 09:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
شاهدت على قناة (الجزيرة مباشر) محاضرة للأستاذ/ طارق أحمد، بعنوان: (تزوير جغرافيا الأنبياء) .. عصر الجمعة 27 شوال 1430هـ 16/ 10/2009م
وقد كانت محاضرة مثيرة تتعلق بأرض الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ..
ومع أنني لم أشاهد جميع المحاضرة إلا أن محورها يدور حول موضوع هام جدا، لم أسمعه من قبل، وهو: أن ما ذكر في كثير من كتب التأريخ والتفسير وغيرها، وكذا في التوراة، من تحديد أماكن الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، معلومات غير صحيحة وغير دقيقة من ناحية علمية، بل ذهب إلى أنها مدسوسة.
وهو يشير بذلك إلى أن ما ذكر من أن مستقر الأنبياء كان بالشام غير صحيح، ويرى أن تلك المقولة ما هي إلا من دسائس بني إسرائيل للادعاء بأنها أرض الأجداد، مع أن موسى وهارون وبني إسرائيل عبروا من مصر إلى غرب الجزيرة العربية (كما يرى المحاضر)، واستقروا في الباحة وجبال السراة .. ولم يكن لهم مقر في الشام عموما ولا في فلسطين ..
كما ذكر أن كثيرا من الأسماء المذكورة التوراة موجودة في تلك الأماكن ..
مسألة أخرى أشار إليها المحاضر، وهو موضع سفينة نوح عليه السلام، حيث يرى الباحثون المعاصرون أنها في تركيا، لكن المحاضر يرى أن تلك لا تصح من الناحية العلمية.
المحاضر نقل عن كثير من علماء المسلمين واليهود والنصارى، مما يخالف ما هو شائع .. وأتى بمفاهيم تخالف ما قرأناه وسمعناه في كثير من المصادر.
وشكك الباحث أيضا في سكن إبراهيم عليه السلام في الشام، وكذا لوط، وتحدث عن مكان قوم لوط، وأنها ليست أيضا في الشام ..
فياترى ما مدى صحة هذا الطرح، وما قوة مستنده العلمي؟ وهل يمكن أن يكون بعض علماء المسلمين قد نقل عن التوراة و الإنجيل مما هو محرف في كتبهم .. وكيف يمكن تحرير المسألة؟ وبخاصة أن هذا الأمر يهم المتخصصين في التفسير.
أتمنى الإسهام في الموضوع بما يفيد في بيان الحق ... والموضوع مطروح للمناقشة .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ـ[الغزالي]ــــــــ[17 Oct 2009, 11:10 م]ـ
بحث المهندس طارق أحمد الباحث في جمعية التجديد الثقافية منشور له أكثر من سنة، وللجمعية كتاب آخر ضمن سلسلة نداء السراة بعنوان " اختطاف جغرافيا الأنبياء " لو ينظر فيه المختصون أيضاً للرد عليه.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[17 Oct 2009, 11:35 م]ـ
الأخ الكريم د. صالح،
1. يبدو أن المحاضر قد تأثر بكتاب كمال صليبي: ((التوراة ظهرت في جزيرة العرب) إن كنت لا أزال أحفظ العنوان. وقد فنّد أهل الاختصاص هذه الدراسة، ومنهم فراس سواح. وقد سبق لي أن اطلعت على كتاب كمال الصليبي فوجدت عجباً في طريقة الاستدلال على فرضيته. مثال: وجد قرية في غرب الجزيرة العربية اسمها صرة فقال هذه صور التي ذكرت في التوراة، مع العلم بأن صور التي ذكرت في التوراة ذكرت كمدينة تقع على البحر، أما صرة فبعيدة عن البحر .... وهكذا عجائب كل من يريد أن يبدع ويريد أن يأتي بجديد فتقصر به ملكاته وقدراته. والعجيب أن كمال صليبي اعتبر التوراة مستنداً تاريخياً موثوقاً ثم قام بحاولة نقل الأمكنة من فلسطين إلى غرب الجزيرة العربية عن طريق التشابه في اللفظ والجرس الموسيقي للاسم .... وعلى خطى كمال صليبي سار عدد من الباحثين عن الشهرة.
2. لا يستند علماء التاريخ إلى التوراة في التأريخ، بل هناك مستندات كثيرة، منها ما دوَّن اليونان أو الرومان أو الأشوريون أو الكلدانيون .... أما التوراة فهي غير معتمدة عند المؤرخين إلا كمصدر مشكوك فيه حتى يؤيّد من مصادر أخرى.
3. لماذا يتعمّد الإسرائيليون القدماء تزييف التاريخ فيزعموا أن أرضاً ما هي أرض الأجداد؟! ولماذا يتنكرون لأرض الأجداد؟!
4. أما فيما يتعلق بسفينة نوح فليس هناك ما يؤشر إلى صدق أو كذب المعلومة الواردة في التوراة. ولا أدري كيف يمكن لبشر أن يتعرف على مكان سفينة كانت في فجر البشرية، أي قبل ما يسمى التاريخ. مالم يتم اكتشاف السفينة التي بقي منها علامة كما يشير القرآن الكريم.
5. لا شك أن كتب التفسير القديمة تأثرت إلى حد بما ورد في التوراة، وهذا ما يسمى الإسرائيليات. وللعلماء المعاصرين جهود مباركة في تنقية التفسير مما علق به.
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[18 Oct 2009, 12:24 ص]ـ
فضيلة الدكتور صالح حفظك الله ورعاك، لقد ذكرت طرفا من المحاضرة، ومن ذلك (ما ذكر من أن مستقر الأنبياء كان بالشام غير صحيح، ويرى أن تلك المقولة ما هي إلا من دسائس بني إسرائيل للادعاء بأنها أرض الأجداد، مع أن موسى وهارون وبني إسرائيل عبروا من مصر إلى غرب الجزيرة العربية (كما يرى المحاضر)، واستقروا في الباحة وجبال السراة .. ولم يكن لهم مقر في الشام عموما ولا في فلسطين كما ذكر أن كثيرا من الأسماء المذكورة التوراة موجودة في تلك الأماكن) ولا شك أن هذا مخالف لما جاء في القرآن الكريم، وما صح من سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وما نقله العدول الثقات من أهل العلم.فموسى عليه السلام كلمه ربه في الطور وهوعلى الطريق بين بيت المقدس ومصر، وتيه بني إسرائل كان في صحراء سيناء بعد أن أهلك الله عدوهم فرعون،وسيناء ملاصقة لأرض الشام، وجاء الأمر بدخول الأرض المقدسة وهي بيت المقدس، وقصة الخليل عليه السلام جاء التصريح فيها بتنقله من الشام إلى مكة،ولوط عليه السلام عاش في نفس الفترة التي عاش فيه الخليل وفي نفس المنطقة التي كان يسكنها الخليل وهي أرض فلسطين، وما ذكره المحاضر في محاضرته اسقاطه بترك الحديث عنه. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[18 Oct 2009, 02:20 م]ـ
من أوائل من طرح هذه الأطروحات في هذا العصر كمال الصليبي في كتابه (التوارات جاءت من جزيرة العرب)، كما أشار إلى ذلك الأخ الكريم أبو عمر البيراوي، ثم تتابع في كتاباته، حتى ادعى أن موطن عيسى عليه السلام في الطائف، وهذا آخر ما أخرجه من الكتب فيما أعلم.
وقد كتب غيره على هذا المنوال، وهم ممن تأثر بكتابات الصليبي، ولعلي أذكر بعضهم لاحقًا.
والموضوع فيه إثارة، وإن كان هو تزوير آخر أيضًا، ومؤدى هذا المذهب (تصحيح لأخبار التوراة من جهة، وتنبيه على أن جغرافيتها مفتعلة).
وهذا منقوض بأمور كثيرة، ويكفي في هذا التواتر في نقل أسماء المدن والأمصار، وهل كان بقدرة يهود أن يزوروا هذا على جميع العالمين؟!
ـ[صالح صواب]ــــــــ[18 Oct 2009, 08:53 م]ـ
الغزالي، أبو عمرو البيراوي، صالح الفايز، شيخنا مساعد الطيار ..
جزاكم الله خيرا، والحقيقة أن في المحاضرة أقوالا منكرة، لم أشأ ذكرها في المقال السابق حتى لا أستعجل الحكم على ما سمعت، ولكي أستمع إلى ما لدى الإخوة الأعزاء.
ومما قاله المحاضر أن داود وسليمان عليهما السلام، لم يكونا أكثر من شيخ قبيلة، وهذا لا شك يتناقض مع القرآن ..
لكن المشكلة عندما يكون الحديث من منطلق علمي، كما يزعم صاحبه، ويستشهد بأقوال كثيرة ومتعددة ..
أجدتم .. وأفدتم .. وبورك فيكم جميعا(/)
أين غاب الدور الهدائي لحَمَلة تفسير السلف؟
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[19 Oct 2009, 09:10 م]ـ
الملاحَظ أن مسيرة البحث العلمي المعاصر في الدراسات القرآنية سارت وتسير في خطين متوازيين:
المسار الأول هو المسار العلمي تأليفا وتحقيقا وتأصيلا ودراسة لمناهج المؤلفين وغيرها من الدراسات المتنوعة التي تصب في مجال الخدمة العلمية التأصيلية الضابطة للدراسة القرآنية.
وهذا المجال –مع ما فيه من النقص والحاجة إلى دراسات أوسع- يُعدّ في الحقيقة أحسنَ حالا من المسار الثاني وهو:
الجانب الهدائي للقرآن الكريم، المختص بإعادة الناس إلى الدوحة القرآنية تحاكما وانتهاجا وعودة صادقة إلى الاهتداء بأنواره والخروج منه بحلول كاملة لجميع المشكلات المعاصرة، فكرية وعلمية وعملية ... الخ.
فهذا مجال خصب جليل القدر كبير الأهمية، والاهتمام به هو ثمرة الجانب أو المسار الأول (الجانب العلمي البحت) فأين هي الدراسات التي اعتنت بالجمع بين الأمرين، فجمعت الوسيلة بالهدف والمقدمة بالنتيجة والثمرة؟
أين غاب عنا هذا العمل الجليل؟
وهل الانشغال بالتأصيل العلمي مبرر للتقصير في العمل أو الدور الهدائي؟
العالم اليوم –كما لا يخفى- يعيش مشكلات متعددة، تأخذ كل يوم صورا مختلفة، وتتبلور وتتشكل مع مرور الأيام بأشكال عديدة، وقد وُجد من الغيورين من سعى في إيجاد حلول وعلاجات متنوعة ومنطلقة من خلفيات ثقافية مختلفة، أو مبنية على غير أساس علمي متين من المعرفة الشرعية المؤصلة، ولكن –للأسف- قلَّ من طرح هذا الأمر من خلال القرآن الكريم طرحا يستهدي به ويستلهم الحلول والعلاجات منه مباشرة، ويعتمد على معرفة عميقة بمقاصد الشريعة وأصول التفسير.
والقرآن الكريم قد أخبر الله تعالى عنه أنه هدى ورحمة ونور وبرهان، لذا كان التقصير في خدمة هذا الجانب من صور الخلل الكبيرة، كما أن خدمته يعد هو التجديد الحقيقي في الدراسات القرآنية، لأننا إذا لم نصل بدراساتنا إلى تنزيل القرآن على حياتنا فليت شعري ما الهدف من كل هذه الجهود؟!
وقد وصفت مدرسة المنار –على سبيل المثال- بوصف التجديد في التفسير في العصر الحديث لما أولت هذا الأمر من جهد وعمل كبيرين، إذ حاولت الجمع بين الجانبين العلمي والهدائي، من خلال تحرير التفسير مما علق به من إسرائيليات وأقوال ضعيفة وبدع وغيرها، بالإضافة إلى خدمتها الكبيرة لهدفها الأساس وهو: إعادة الناس إلى العمل بالقرآن والاهتداء به، ومناقشة مشكلات العصر والبحث عن حلولها من خلاله.
ومثل هذا ما قدمه العلامة ابن باديس والطاهر ابن عاشور وجمال الدين القاسمي وغيرهم ممن حاول الجمع بين التحرير العلمي والقيام بالدور الهدائي، ففتح الله على أيديهم فتوحا كبيرة.
إن تفسير السلف –رحمهم الله تعالى- للقرآن الكريم هو الهدى والنور، فهم من فهموا القرآن حق الفهم، وقاموا به حق القيام، ففتحوا به القلوب، ودانت لهم به الممالك.
ولذا كان حَمَلة علوم هؤلاء الأئمة هم أحق الناس بالدعوة والنداء والملام والمطالبة هنا، لأنهم أعرف الناس بهدي السلف وتخلقهم بالقرآن وقيامهم به، فكان لزاما أن يكونوا أولى من يقوم بالدور على أكمل وجه ممكن، ولا يتركوا المجال لجاهل أو مغرض.
فالشاهد والخلاصة أيها الأحبة:
أننا نحتاج إلى إعادة النظر في واقع هذا الدور المهم والحيوي وما يؤمل فيه، حتى لا نكون ممن ينهون عنه وينأون عنه.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[19 Oct 2009, 10:09 م]ـ
إن مثل هذه الدراسات لا بد أن يتوفر فيها أمران:
الأول: توصيف واقع الناس اليوم وفهمه فهما دقيقا والحكم عليه من خلال مدلولات القرآن والسنة.
الثاني: القدرة على بيان ما يجب أن يكون عليه الواقع من خلال نصوص الكتاب والسنة.
وإذا وجد مثل هذه الدراسات فأعلم أخانا العبادي أنها لن ترى النور إلا أن يشاء الله تعالى والأسباب معروفة.
ورحم الله سيد قطب الذي أبدع في هذا المجال إبداعا لم يسبق إليه ونحن نعلم جميعا ماذا حدث بعد، وهذا سبب العزوف عن طروق ما تتمنى أخانا العبادي، بل قل إنه كان سببا لتوجيه الدراسات القرآنية لتسير في المسار الأول الذي أشرت إليه.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Oct 2009, 02:14 م]ـ
بارك الله فيكم يا أبا إبراهيم على هذه التذكرة النافعة.
وهي مجال رَحْبٌ لمن هداه الله ووفقه للبحث فيه بحقه، والأقسام العلمية - حسب علمي - لن تقف في طريق بحث علميٍّ جاد في هذا الحقل أو غيره، والموفق مَنْ وفقه الله.
والضعف أتى من عدد من البحوث التي كتبت في التفسير الموضوعي بأسلوب ضعيف، وهي لو أعطيت حقها تصب في المجال الذي تفضلتم به، لكنَّها لم تنجح أو أكثرها في بلوغ هذه الغاية على وجهها.
وتأمل (دستور الأخلاق في القرآن) لمحمد دراز، وأمثاله تجدها تحقق ما صبوتم إليه.
وهذا كله في باب البحث العلمي، أما في جانب نشر العلم وإيصاله للناس عبر وسائل نشره كالإعلام والتدريس في مجامع الناس كالمساجد وغيرها والتأليف لعامة الناس فهذا جانب من التقصير لا يُنْكَر، وهو مسئولية كبرى لا بد من الاحتساب في نشرها والدعوة إليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[20 Oct 2009, 06:23 م]ـ
إن مثل هذه الدراسات لا بد أن يتوفر فيها أمران:
الأول: توصيف واقع الناس اليوم وفهمه فهما دقيقا والحكم عليه من خلال مدلولات القرآن والسنة.
الثاني: القدرة على بيان ما يجب أن يكون عليه الواقع من خلال نصوص الكتاب والسنة.
وإذا وجد مثل هذه الدراسات فأعلم أخانا العبادي أنها لن ترى النور إلا أن يشاء الله تعالى والأسباب معروفة.
ورحم الله سيد قطب الذي أبدع في هذا المجال إبداعا لم يسبق إليه ونحن نعلم جميعا ماذا حدث بعد، وهذا سبب العزوف عن طروق ما تتمنى أخانا العبادي، بل قل إنه كان سببا لتوجيه الدراسات القرآنية لتسير في المسار الأول الذي أشرت إليه.
قد لا يكون الأمر بالتحديد الذي ذكرته أخي الكريم، فالدعوة إلى إحياء الدور الهدائي للقرآن الكريم لا يقتصر على المنهج الحركي مثلا، ولكنه يشمل كل ما يخدم هذا الجانب من اتجاهات تصب في خانة بيان هدايات القرآن الكريم.
وأعتقد أن من أسباب ضعف هذا الجانب ما يدعو إليه أساتذة الأقسام العلمية في التفسير والدراسات الشرعية عموما من توجيه عناية الطالب في هذه المرحلة إلى البناء العلمي وترك التفسير الموضوعي إلى مراحل متقدمة يكون الطالب فيها قد أتقن التخصص وضبط أصوله
وهذه نظرة صائبة، لكن الإشكال ألا تأتي هذه المراحل التي يُعمل فيها الباحث ما درسه وتعلمه ويحولها إلى نتاج تطبيقي عملي ينفع به مجتمعه وأمته.
ولهذا الأمر أسبايه التي قد تعود إلى نشاط الطالب أو عدم أهليته أو غيره من الأسباب التي تحتاج إلى تأمل وبحث ودراسة.
على أن ثمت كتابات جيدة قام بها بعض الباحثين في رسائلهم للماجستير أو الدكتوراة تخدم هذا الجانب
كرسالة الدكتور عبد الله بن الشيخ محمد الأمين الشنقيطي: (علاج الجريمة في القرآن الكريم) فهي رسالة قيمة
تصلح أن تكون مثالا يحتذى، ومثلها عدد قليل محدود من الرسائل.
كما أن من المهم أن يشار إلى أن ترك هذا الجانب مهملا من قبل المتخصصين هو الذي برر لقليلي البضاعة أن يشاركوا في البحث القرآني، يدفعهم إلى ذلك حب الدعوة إلى الله وبيان مكانة القرآن
والرغبة كذلك في ردم الهوة وجبر النقص بما في أيديهم وما في مقدورهم ..
وهذا ما أخرج لنا أبحاثا غير مؤصلة ولا علمية ومتخبطة النتائج والأفكار، ثم تنسب إلى الدراسة القرآنية وتتلقفها الأيدي على أنها مما دل عليه القرآن وأخبر به الشارع!
كل هذا مما يزيد التبعة على المتخصصين لأن يولوا الأمر حقه ..
فسكوت العالم مدعاة لنطق الدعيّ.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[20 Oct 2009, 07:00 م]ـ
بارك الله فيكم يا أبا إبراهيم على هذه التذكرة النافعة.
وهي مجال رَحْبٌ لمن هداه الله ووفقه للبحث فيه بحقه، والأقسام العلمية - حسب علمي - لن تقف في طريق بحث علميٍّ جاد في هذا الحقل أو غيره، والموفق مَنْ وفقه الله.
والضعف أتى من عدد من البحوث التي كتبت في التفسير الموضوعي بأسلوب ضعيف، وهي لو أعطيت حقها تصب في المجال الذي تفضلتم به، لكنَّها لم تنجح أو أكثرها في بلوغ هذه الغاية على وجهها.
وتأمل (دستور الأخلاق في القرآن) لمحمد دراز، وأمثاله تجدها تحقق ما صبوتم إليه.
وهذا كله في باب البحث العلمي، أما في جانب نشر العلم وإيصاله للناس عبر وسائل نشره كالإعلام والتدريس في مجامع الناس كالمساجد وغيرها والتأليف لعامة الناس فهذا جانب من التقصير لا يُنْكَر، وهو مسئولية كبرى لا بد من الاحتساب في نشرها والدعوة إليها.
أحسنتم فضيلة الشيخ ..
والمعذرة فقد قرأت تعليقكم بعد كتابتي للتعليق السابق ..
الأمر حقا كما ذكرتم، وكلامي هنا محصور في البحث العلمي، ومخاطب به شريحة ليست بالهينة من أهل الأهلية والقدرة على كتابة بحوث جيدة في التفسير الموضوعي، يزهدهم فيها أمور سبق ذكر بعضها، ولعل منها أيضا افتقاد بعض طلبة العلم للحس الجمعي الذي يقتضي الشعور بالمشكلات والتفاعل معها إيجابيا، وهذا الحس والشعور لا ينتج إلا بالاختلاط والمتابعة للحراك الاجتماعي، وتنويع مصادر المعرفة، مما يحث ويدفع إلى إيجاد حل للمشكلات الواقعة بقدر المستطاع، ومثل هذا هو ما أنتج الرسالة القيمة والثمينة التي أشرتم إليها (دستور الأخلاق في القرآن) إذ كان الدافع لها ما وجده الدكتو ردراز -رحمه الله- من الفقر الأخلاقي في البيئة الغربية، مع ما يكتنزه ديننا من بيان شاف لهذه القضايا، فكانت هذه الرسالة التي جمعت التاصيل والعمق، ولبت حاجة قائمة، وحلت مشكلة مجتمعية كبيرة.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[22 Nov 2010, 06:22 ص]ـ
من أجمل الكتب في هذا المجال كتاب:
المثل الأعلى للمجتمع الانساني كما تحدث عنه القران الكريم
تأليف: سالم أحمد الماقوري
ولعله يتيسر لي أو لغيري عرض هذا الكتاب.(/)
التفسير العقدي لجزء عم (للشيخ أحمد القاضي حفظه الله)
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[20 Oct 2009, 01:02 ص]ـ
التفسير العقدي لجزء عم
مقدمة
/* بقلم / د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي */
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد:
فإن الله سبحانه وتعالى بعث نبيّه محمداً صلى الله عليه وسلم بالهدى، ودين الحق، ليظهره على الدين كله, فالهدى: هو العلم النافع. ودين الحق: هو العمل الصالح. وقد ضمّن الله تعالى ما أنزل على نبيّه من البينات، هذين الأمرين, فاحتوى كتاب الله عز وجل على كل ما يحتاجه الناس في أمر معاشهم، ومعادهم؛ من العقائد، والشرائع، والأخلاق، والآداب, فكان فيه غنية وكفاية.
وقد جعل الله تعالى كتابه آية خالدة، ومعجزة باهرة إلى يوم القيامة. وفي الحديث الصحيح، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ نَبِيٌّ إِلَّا أُعْطِيَ مِنْ الْآيَاتِ مَا مِثْلُهُ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ, وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُهُ وَحْيًا أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ, فَأَرْجُو أَنِّي أَكْثَرُهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ) (1) , فهذا القرآن العظيم فيه الخير، والبركة، والصلاح، والفلاح، والنجاح، لهذه الأمة، ولجميع العالمين، إلى يوم القيامة.
وقد امتن الله تعالى على عباده المؤمنين بإنزال هذا الكتاب, وامتن على نبيّه بذلك وشرفه به فقال سبحانه: تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا) [الفرقان/1] , وقال تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} [الزمر/23] , وأقسم الله تعالى به في غير ما موضع، في كتابه؛ تعظيماً لشأنه، وتفخيماً له, ولم ينزل الله تعالى كتابه لأجل أن يُترنم بذكره، ويُتغنى به، فحسب, وإن كان هذا مراداً مقصوداً, ولكن أنزله عز وجل لما هو أعظم من ذلك؛ لتدبره وتعقله, قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [يوسف/2] , وقال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [يوسف/2] , وقال سبحانه: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص/29] , وقال عز وجل: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ} [الأنعام/92]
ففي القرآن العظيم بركة في تلاوته؛ لما يحدثه في نفس تاليه من السكينة والطمأنينة؛ لأنه أعظم ذكر لله, وقد قال الله تعالى: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد/28]
وكم من إنسان قلق، متوتر، فتح دفتي المِصْحَف، ورطّب لسانه بتلاوة آي الكتاب, فانقشعت عنه سحائب من الهموم، والغموم, وانجلت عن ناظريه الغشاوة، وعن أذنيه الوقَرْ، وعن قلبه الأكنة. وهو مبارك أيضاً فيما تضمّنه من العلوم النافعة, وأعظم ما فيه من العلوم: العلم بالله عز وجل. فلا سبيل لنا إلى العلم بالله تعالى، إلا فيما أودعه في كتابه, فقد تضمّن من أسماء الله الحسنى، وصفاته العُلى، الشيء الكثير، مما لا يخفى, فيحصل للقلب من تدبر هذه المعاني الجليلة في أسماء الله وصفاته، وأفعاله, ما يقع به تعظيم الرب وخشيته ومحبته ورجائه وسائر ما يتنعم به القلب من العبادات القلبية الباطنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأودع الله تعالى فيه أيضاً من الشرائع العادلة مما يحتاجه الناس في عباداتهم وفي معاملاتهم وفي معاشرتهم لأهليهم مالا يبقى معه إشكال, فلم يدع شاذَّةً ولا فاذَّةً إلا وترك لنا منه علماً, وهو مبارك أيضاً في موعظته, فإن في القرآن موعظة لا توجد في غيره, وفيه تأثير على القلوب والله أعلم بمن خلق لا يحصل إلا به, وربما تفنن الوعاظ والمربون بأنواع المواعظ والتأثيرات وربما كان تأثيرها كبيراً, لكنه آنِيّ, أما موعظة القرآن فإنها باقية وثابتة ومؤثرة, فأعظم ما عالج به الإنسان قلبه كتاب الله عز وجل؛ ولهذا عَتِبَ الله تعالى على المؤمنين في أول الإسلام ما أصابهم من فتور, فقال سبحانه: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} [الحديد/16]. فلابد أن يُحدث هذا القرآن خشية وخشوعاً في القلب, وكأن الله سبحانه وتعالى يحضُّهم ويُحرضهم على تحصيل هذا الأثر, ثم قال: {وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} [الحديد/16] , فحذر الله تعالى من مشابهة أهل الكتاب، الذين جعلوا كتاب الله ظِهريّاً، ولم ينتفعوا به, فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم, فكتاب الله بين ظهرانيهم، لكنهم لا يرفعون به رأساً.
ثم أردف الله تعالى هذه الآية بقوله: {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [الحديد/17] , فلفت الله الأنظار إلى أن حاجة القلوب إلى موعظة القرآن، أعظم من حاجة الأرض الميتة إلى ماء السحاب, فلئن كان ماء السماء يُحيي الأرض بعد موتها، فيُنبت الزرع، ويدرُّ الضرع, فإن هذه القلوب أحوج إلى ما أنزل الله من كلامه، من الأرض الميتة إلى المطر, فإذا ما كان في قلبك مَوات، فأسقه بالقرآن العظيم. والقرآن العظيم مبارك في آثاره فإنه يُحدث آثاراً حميدة في الحياة الدنيا، وفي الآخرة، على مستوى الأفراد، وعلى مستوى الجماعات، وعلى مستوى الأمة بعمومها.
فالمرء إن اعتصم به، والتزم بهديه أصلح الله له حاله ورُزق الحياة الطيبة واطمأنت نفسه وهدأ باله وحصّل نعيم الدنيا المتمثل بلذة مناجاة الله تعالى.
والمجتمع إن التزم بتعاليمه، وحدوده، وُقي من الشرور، والآفات، وحُفظت الأسرة من الخلاف، والفرقة، والنزاع، ورُوعيت الحقوق، والذمم.
والأمة بمجموعها إن التزمت به حقق الله لها النصر والتمكين, قال تعالى: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [الحج/41]، وقال سبحانه: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور/55]
فالقرآن العظيم هو عهد ما بيننا وبين الله عز وجل, إن نحن التزمنا به، وعظّمناه، وقدّمناه، وجعلناه إماماً لنا، اهتدينا، وإن كانت الأخرى، فليس وراء ذلك إلا الضلال، والخسار، في الدنيا والآخرة.
ولا شك أن تلاوة كتاب الله، فهماً، وتدبراً، من أولى ما يكون, فإنه لا يخفى أن العلم الذي كان بين أيدي الصحابة، رضوان الله عليهم، هو هذا العلم المنزل من السماء؛ (القرآن العظيم) , ولم يكن بين أيديهم شيئاً من هذه الكتب المطولات، ولا الشروحات، ولا ما تمتلئ به رفوف المكتبات، وإنما كان أحدهم يُقبل على هذا الدين بكُليته, فيقرع سمعه القرآن، فيستحيل خلقاً جديداً, فما أن يسمع كلام الله عز وجل، حتى يستيقظ من غفلته، ويصحوا من غفوته، ويعلم سر خلقه، وإيجاده, فيعود خلقاً جديداً، يُنشئه الله نشأة أخرى. ولهذا صنع الله بأصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم من الكرامة والخير والتمكين مالا يخفى قال تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا
(يُتْبَعُ)
(/)
مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [آل عمران/164]. فكانوا في جاهلية جهلاء, وضلالة عمياء, فبعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم في هذه الأمة العربية، التي كان بعضها يأكل بعضاً، وينزو بعضها على بعض, ويقتتلون السنين الطوال، من أجل بيت شِعْر، أو شطره، أو لأجل بعير، أو مرعى، أو ماء، أو نحو ذلك, فجعل الله تعالى منهم أمة قوية متحابة, وفتح بهم القلوب، قبل أن يفتح بهم الحُصون. وفي سُنيات معدودة طبّق دين الله تعالى الأرض المعمورة, وكل هذا ببركة القرآن, تمثّلوه فرفعهم الله تعالى به, ولن يُصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أوّلها. ولذلك كان ينبغي لكل عاقل، لبيب، حازم، أريب، أن يتوجه إلى النبع الأول, النبع الصافي، ويدع السّواقي, يَبتدئ بما أنزل الله على نبيه من الكتاب والحكمة, فيَعمد إلى الكتاب والسنة، يستقي منهما. وليس هذا تقليلاً من العلوم الفرعية؛ فإن العلوم الفرعية بمنزلة الآلة، أو الضَّوء، الذي يكشف بعض مراد الله عز وجل, لكن على الإنسان أن يَعمد إلى النبع فيستقي منه, فإذا وجدت ماء جارياً وله فروع, فإن الكسول يُمكن أن يذهب إلى إحدى هذه الفروع الضحلة، والسواقي فيملئ منها إناءه، ولكن صاحب الهمة يقول: مالي آخذ من هذه السواقي التي فيها شوب، وكدر، وطين، مع الماء! بل أذهب إلى هذه العين المتفجرة، المتدفقة، الصافية، فأستقي منها.
فلأجل هذا، رأيت عقد دروس في تفسير القرآن العظيم, حتى نعيش في روضات أنيقات، من كلام الله عز وجل، الذي به صلاح القلوب، وصلاح الحياة كلها, ورأيت التركيز على التفسير العقدي, فإنه أساس هذه الأمة، وأساس صلاح القلب, واخترت لهذا جزء عم, آخر أجزاء القرآن العظيم. ويظهر في سور هذا الجزء أثر الاعتقاد فيما أنزله الله تعالى على عباده، في العهد المكي. فكل سور هذا الجزء نزل بمكة باستثناء سورتين، هما سورة البيّنة، وسورة النصر. وما سواهما، فكله مكي. ويظهر فيه ملامح، وخصائص السور المكية من التركيز على مسائل الاعتقاد، والتوحيد، وأصول الإيمان، وما أحوجنا في هذا الزمان وفي كل زمان إلى استحياء هذه المعاني وتقويتها في القلوب والنفوس.
وسأتناول هذه السور، بإذن الله تعالى، على الطريقة التالية:
أولاً: أبين مقاصد السورة, فإن الله سبحانه وتعالى ما جعلها سورة مسوّرة إلا ولها موضوع، أو موضوعات مترابطة.
ثانياً: أقوم بتجزئة هذه السورة، إن كانت طويلة، إلى أجزاء ذات رابط موضوعي, فكل طائفة من الآيات تكون متناسبة فيما بينها عند التأمل.
ثالثاً: أشرع في التفسير التحليلي لهذه المقاطع, ببيان مفرداتها وما قيل فيها, وتراكيبها وما يفتح الله تعالى من علم وخير.
رابعاً: أقوم باستنباط الفوائد العقدية، والإيمانية، والتربوية المميزة، من هذا المقطع. وعلى هذا النهج أسير بعون الله تعالى.
--------------------------------------------------------------------------------
(1) أخرجه البخاري برقم (4981)؛ ومسلم برقم (152).
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[11 Nov 2009, 07:59 م]ـ
بسم اله الرحمن الرحيم
التفسير العقدي لجزء عم
سورة المطففين (المقطع الأول)
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)
سورة المطففين من السور المكية. ومن مقاصد هذه السورة:
المقصد الأول: بيان العلاقة الوثيقة بين العقيدة والسلوك, والإيمان والقيم: فهي تعالج ظاهرة سيئة كانت موجودة عند المخاطبين، وهي تطفيف الميزان، وقد يبدو لبعض الناس أن مثل هذا الانحراف، من الأمور الفرعية التي ليس هذا أوان بحثها، وعلاجها, لكن إيراد هذه القضية، ومعالجتها في القرآن المكي، دليل على الصلة الوثيقة بين العقيدة القلبية، والسلوك العملي, وبين الإيمان، والقيم الخلقية، التي يؤمن بها صاحبها.
(يُتْبَعُ)
(/)
المقصد الثاني: تصنيف الناس إلى فريقين؛ الأبرار، والفجار, فريق في الجنة, وفريق في السعير, وإلى حزبين؛ حزب الله, وحزب الشيطان, وإلى سعداء، وأشقياء.
المقصد الثالث: ترسيخ الإيمان باليوم الآخر، وما فيه من النعيم، والعذاب.
المقصد الرابع: طمأنة المؤمنين بأن العاقبة للتقوى: وما أحوج المؤمنين في العهد المكي، إلى هذا المعنى، وهم في مرحلة الاستضعاف، والاستذلال، والأذى.
(وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ): هكذا تستهل السورة بهذا الوعيد الشديد. وكلمة (ويل) في اللغة كلمة وعيد، وعذاب, قيل إنها اسم لوادٍ في جهنم, ولكنها بالمعنى الأعم تدل على الوعيد والعذاب.
(الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ): هذا هو تفسير التطفيف, يعني أنهم إذا أرادوا أن يأخذوا الكيل لأنفسهم استوفوا حقهم تاماً, (وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ) يعني أنهم إذا كالوا للناس, أو وزنوا للناس، نقصوهم وبخسوهم حقهم. فالتطفيف إذاً، عبث بالمكاييل والموازين؛ إما بأخذ زيادة على المستحَق، وإما بنقص من الحق. وكلا الأمرين يحصل لكثير من الناس أثناء البيع والشراء. وقد قيل إن هذه السورة، أو صدرها على الأقل نزل في أول العهد المدني، روي ذلك عن ابن عباس، رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة، كان أهل المدينة من أخبث الناس كيلاً، فنزلت هذه الآيات, وقيل غير ذلك. والغالب، والله أعلم، أنها سورة مكية بجميع آياتها, وأن التطفيف، كان موجوداً لدى أهل الجاهلية. ونلحظ، أيضاً، أن القوم من أصحاب الثروات، يضطرون الناس إلى القبول بهذا الميزان المجحف؛ لحاجة الناس إليهم, فإن الناس يأبون أن يبخسوا أشياءهم، ولكنهم مضطرون إلى القبول. وهذا ما ينطبق انطباقاً كبيراً على حال الاقتصاد العالمي اليوم, فإنه يقع فيه التطفيف، وإلجاء الناس، بطرق الاحتكار المختلفة، إلى أن يقبلوا بالضيم، لينالوا حصتهم، وما يحتاجون إليه, فيتلاعب التجار الجشعون بالأسعار، ويرفعونها ليمتصوا دماء الفقراء. ولا حيلة للفقراء، إلا أن يبذلوا أموالهم؛ لأن هذه المواد، قوام حياتهم. فمسألة التطفيف لا تقتصر فقط على هذه الصورة البسيطة؛ أن ينقص من الوزن، أو أن يستوفي لنفسه، بأن يزيد قدر كف من طعام، أو نحوه.
وقد كان هذا الوصف الذميم، أعني بخس الناس أشياءهم موجوداً لدي أمة عذبت، وهي مدين، الذين بعث فيهم شعيب، عليه السلام، فكان يقول لهم (وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ) , فهذا الأمر كان موجوداً في الأولين، ولا يزال موجوداً في الآخرين. وحين وقع العالم بأجمعه، في هذه القرون الأخيرة، في قبضة الاقتصاد اليهودي الربوي، فشت هذه المظاهر، وصار الناس أسرى لهذه المظالم, فلا يخفى أن الاقتصاد العالمي، اليوم، اقتصاد ربوي، وضع نظرياته، وآلياته، اليهود, وساقوا العالم بأجمعه على نظامه, وصار الربا فاشياً، شائعاً في جميع الأمم. وهذه الشريعة الغراء جاءت بتحريم الربا، حتى إنك لا تكاد تجد من الكبائر ما ورد فيه وعيد وتهديد في كتاب الله، كما ورد في الربا. وهذا يدلنا على كمال هذه الشريعة, وأنها منذ بزوغها كانت تهدف إلى إصلاح القلب، وإصلاح الحياة معاً, فلا يقال إن شريعة الإسلام تصلح السرائر وحسب, بل تصلح السريرة، والعلانية, تصلح الفرد، وتصلح المجتمع. فلأجل ذا وقع التنبيه على هذا الانحراف في العهد المكي.
ومن المفسرين من وقف على (كَالُوا) , و (وزنوا) فقرأ: "وإذا كالوا، هم يخسرون وإذا وزنوا، هم يخسرون" فعلى القراءة المشهورة، تكون متعدية، ومكتفية بذاتها, وعلى قراءة الوقف على "كالوا" تكون "هم" ضمير، من الكائل، والوازن. والأولى هو حسبانها كلمةً واحدة، ومما يدل على ذلك أن ألف الجماعة لم ترسم في المصحف بعد "كالو" و "وزنو".
(أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ): هذا الاستفهام "ألا" أداة تنبيه, والمقصود بها التوبيخ، والتبكيت, (يظن) بمعنى يستيقن, وإلا فربما يطيف بقلوبهم طائف، أنه ثم بعث، لكن القوم لم يستيقنوا، ولو استيقنوا، لاستقام سلوكهم, لكن لا يقين عندهم، بل هم إما منكرون للبعث، وإما متشككون فيه, ومعنى (مَبْعُوثُونَ) أي مخرجون من قبورهم أحياء.
(يُتْبَعُ)
(/)
(لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ): يا لها من موعظة! ويا له من زجر! هذه الموعظة ينتفع بها المؤمن, وإن كانت في الأصل موجهةً إلى الكافر. فأنت إذا وعظت غيرك، وعظت نفسك. قل لنفسك، كما قال الله: ألا تظن أنك مبعوث ليوم عظيم، يوم يقوم الناس لرب العالمين!؛ لأن غالب ما يقع منا من التقصير, والمعصية, والغفلة, وظلم النفس, وظلم الآخرين, إنما هو ناتج عن ضعف اليقين بالآخرة، ولو كان اليقين بالآخرة قائماً في القلب دائماً، لانكف الإنسان عن كثير من المعاصي والمظالم, لكن القلب يذهل عن ذلك الموعد الحق, فإذا غاب عن باله البعث، واليوم الآخر, والجنة، والنار، صار يطأ السهل، والوعر، ويجترح السيئات، ويقترف المعاصي؛ لغياب هذا الرادع عن قلبه. فمن أعظم أسباب الموعظة، أن يعظ الإنسان نفسه باليوم الآخر, ودعك من أقوام يقولون: لا فائدة من المواعظ, المهم الإقناع بالعقل! لابد من الإقناع العقلي, ومن تحريك الوجدان والموعظة. كم من إنسان تحصل له القناعة العقلية بصحة كذا، وخطأ كذا، لكنه لا ينقاد لمقتضى العقل! فلابد من الجمع بين الأمرين. ولهذا قال الله تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ) فالحكمة: الأمر المحكم الذي يقطع العقل بصوابه, والموعظة: ما يلامس القلب، ويستجيش الوجدان. فجاء هذا التهديد لهؤلاء المطففين، باليوم الآخر الذي ترتعد الفرائص عند ذكره , تقول فاطمة بنت عبد الملك، زوج عمر بن عبد العزيز، رحمهما الله: " كان عمر يذكر الموت وهو في فراشه، فينتفض كما ينتفض العصفور " هكذا القلب المؤمن باليوم الآخر، يردعه إيمانه عن كثير من المحرمات, والشبهات, والمكروهات, وخلاف الأولى.
وإنما سميت القيامة قيامة، لأسباب منها هذا (يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) , أي أنهم يبعثون من قبورهم أحياءً، ينتصبون على أقدامهم، حفاة، عراة، غرلاً, (لرب العالمين): يعني للوقوف بين يديه، والحساب، والجزاء الذي يفضي إلى جنة أو نار. ومن أسباب تسميتها بالقيامة، قيام الأشهاد، قال الله تعالى (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) , ومن أسباب تسميتها القيامة: إقامة الموازين قال تعالى: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ).
الفوائد المستنبطة:
الفائدة الأولى: ذم التطفيف، وتوعد فاعليه.
الفائدة الثانية: منافاته للعدل والإنصاف.
الفائدة الثالثة: التهديد، والموعظة باليوم الآخر.
الفائدة الرابعة: إثبات البعث والقيامة الكبرى.
الفائدة الخامسة: ربوبية الله العامة (يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ). فالربوبية نوعان: الربوبية عامة: وهي التي تشمل جميع الخلق (الْعَالَمِينَ)، لأن (عَالَمِينَ) جمع عالم وهو كل من سوى الله من إنس, أو جن, أو طير, أو وحش, أو ملك. فالربوبية العامة معناها أن الله سبحانه وتعالى خلقهم، ورزقهم، ودبر أمورهم. وأما الربوبية الخاصة: فهي ربوبيته سبحانه وتعالى لأوليائه المؤمنين، وذلك باللطف بهم، وتيسير أمورهم، وحفظهم في دينهم، ودنياهم, ويمكن أن نضيف ربوبية خاصة الخاصة: وهي ربوبيته للأنبياء والمرسلين، وأخصهم نبينا صلى الله عليه وسلم، فإن ربوبيته لهم أخص ما يكون.
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[13 Nov 2009, 07:08 ص]ـ
بارك الله فيك ِ ..
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[13 Nov 2009, 09:12 م]ـ
بارك الله فيك ِ ..
وفيك بارك الله ..
نشكر مروركِ الطيب
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[01 Dec 2009, 02:13 م]ـ
بسم اله الرحمن الرحيم
التفسير العقدي لجزء عم
سورة المطففين (المقطع الثاني)
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
(يُتْبَعُ)
(/)
كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ (8) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (9) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (10) الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (11) وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (13) كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15) ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ (16) ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (17)
(كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ): ابتدأ الله تعالى بذكر هؤلاء أولاً، لأن الحديث كان عن أشكالهم، وهم المطففون فناسب قرنهم بهم، قبل ذكر الأبرار. وكلمة (كلا) كلمة ردع وزجر، والمعنى: ليس الأمر كما تعتقدون وتظنون من إنكار البعث. وقال بعض المفسرين إنها في مثل هذا السياق معناها: "حقاً". وإلى هذا ذهب السيوطي، رحمه الله، فجعلها نوع إثبات. ومعنى (كتاب) أي مكتوب, وأصل الكتْب في اللغة: الجمع، ومنه قولهم: "تكتب بنو فلان" يعني: تجمعوا, وقولهم "كتيبة" لجماعة الخيل. فدل ذلك على أن المراد بكتاب الفجار الديوان الذي يجمع هؤلاء الفجار. وقد تقدم أن "الفجار" هم الذين هتكوا ستر الدين بالكفر, والفسوق, والعصيان؛ لأن الفجْر بمعنى الهتك.
(فِي سِجِّينٍ) قيل في معنى (سجين) أنها الأرض السابعة، أو موضع في أسفل الأرض، يقال له سجين. وأصل اشتقاقه من السجن، وهو الحبس في مكان ضيق حرج، ومما يؤيد أن سجين موضع في أسفل سافلين، في الأرض السابعة، ما جاء في حديث نزع الروح، أنه إذا قبضت روح العبد الكافر (يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيُسْتَفْتَحُ لَهُ، فَلَا يُفْتَحُ لَهُ، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي سِجِّينٍ، فِي الْأَرْضِ السُّفْلَى، فَتُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحًا، ثُمَّ قَرَأَ: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنْ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ}) رواه أحمد. فهذا يؤيد هذا المعنى المروي المأثور عن بعض السلف.
(وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ): المراد بهذا السؤال، التعظيم، والتهويل. وكثيراً ما نجد في القرآن العظيم السؤال عن الشيء بقصد التعظيم، كقول الله تعالى: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ) , وقوله: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ) , فمثل هذا الأسلوب يلفت الانتباه، ويعظم المقام.
(كِتَابٌ مَرْقُومٌ): يعني ذلك الكتاب الجامع لأعمالهم، وحالهم، مرقوم, أي مختوم، مفروغ منه, لا يزاد فيه، ولا ينقص. وقد جاء في حديث عند الترمذي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِي يَدِهِ كِتَابَانِ، فَقَالَ: أَتَدْرُونَ مَا هَذَانِ الْكِتَابَانِ؟ فَقُلْنَا: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِلَّا أَنْ تُخْبِرَنَا. فَقَالَ لِلَّذِي فِي يَدِهِ الْيُمْنَى: هَذَا كِتَابٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ فِيهِ أَسْمَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَسْمَاءُ آبَائِهِمْ، وَقَبَائِلِهِمْ، ثُمَّ أُجْمِلَ عَلَى آخِرِهِمْ، فَلَا يُزَادُ فِيهِمْ، وَلَا يُنْقَصُ مِنْهُمْ أَبَدًا. ثُمَّ قَالَ لِلَّذِي فِي شِمَالِهِ: هَذَا كِتَابٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ، فِيهِ أَسْمَاءُ أَهْلِ النَّارِ، وَأَسْمَاءُ آبَائِهِمْ، وَقَبَائِلِهِمْ، ثُمَّ أُجْمِلَ عَلَى آخِرِهِمْ، فَلَا يُزَادُ فِيهِمْ، وَلَا يُنْقَصُ مِنْهُمْ أَبَدًا)
وسمي مرقوماً، تشبيهاً له بالرقم في الثوب, والرقم في الثوب، يعني الخط، أو العلم الذي يكون في القماش، يكون ثابتاً فيه، لا يذهب منه. فالمرقوم هو يعني المخطوط، أو المكتوب.
(يُتْبَعُ)
(/)
(وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ): وكلمة (ويل) تقدم معناها، والمكذبون هنا هم المكذبون بالبعث؛ لأنه قد قال (أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ) فهذا الظن منهم هو الذي أوردهم المهالك.
(الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ): كما قال: (زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن) , هذه من المفاصل التي كانت بين النبي صلى الله عليه وسلم، وبين الكفار. ومعنى (الدين) أي الجزاء.
(وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ): هذا مثال للترابط بين العقيدة الباطنة، والسلوك الظاهر؛ فمن غلب عليه العدوان، والإثم، صار قلبه أغلفاً، لا يقر بالحق، بل يستثقله ويأباه. ومعنى (معتد) أي متجاوز الحد من العدوان, و (أثيم): صيغة مبالغة على وزن فعيل, يعني والغ في الإثم، وهو ارتكاب المحظور.
ووجه الترابط بين العدوان والإثم، وبين إنكار البعث، أن الذي يسرف على نفسه بالمعاصي، والذنوب، وظلم الآخرين، يقلقه، ويزعجه، أن يقال له: إن من ورائك يوم آخر، يجازى المحسن على إحسانه، والمسيء على إساءته. فلذلك ينزع إلى نبذ هذه الفكرة، وإقصائها، ودفعها. ولهذا تجدون أن أصحاب الشهوات، المسرفين على أنفسهم، يدخل عليهم شك عظيم في هذا الباب؛ لأن الشهوات تلقح الشبهات.
(إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ): تتلى عليه آيات بينات, تخضع لها الرقاب, وتدرك العرب، وهم أهل الفصاحة، والبلاغة، أن هذا القول قول كريم، لا يستطيعون الإتيان بمثله، ومع ذلك: (وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ) ينهون عنه أتباعهم أن يصغوا إليه, وينأون عنه بأنفسهم لئلا يخضعوا لسلطانه!
وأساطير جمع أسطورة، بضم الهمزة، أو إسطارة، بكسر الهمزة، والمقصود بها الحكايات المسطورة، القديمة. وقد كان بعض المشركين إذا رأى عجب الناس مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم يقول لهم: هلموا إلي أحدثكم بخير من حديث محمد، أحدثكم بحديث كسرى, واسفينديار, وغيرهم من ملوك العجم! يظن أن المسألة ترويج أساطير، وحكايات، ونحو ذلك، وشتان شتان! هذا الكتاب ليس كتاب أقاصيص، أو تسالي، وإنما يتضمن من الحقائق العظيمة، الثقيلة ما تحي به القلوب، وتصح به العقول.
(كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ): (كَلاّ) تقدم معناها, (بل ران): أي غطى، وغشا، وغمر. وهذا شاهد ثالث للعلاقة الوثيقة بين القلب والسلوك. فهذا الكسب الذي كسبوه بالتطفيف، كون على قلوبهم طبقة صلبة، فصارت قلوبهم بسبب كسبهم للمال الحرام، وتكذيبهم بالحق، كالحديد إذا صدأ. فهؤلاء الذين يكسبون الآثام، والعدوان، والمال الحرام، يقع على قلوبهم (الران) أو (الرين). وقد جاء في سنن الترمذي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً، نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، فَإِذَا هُوَ نَزَعَ، وَاسْتَغْفَرَ، وَتَابَ، سُقِلَ قَلْبُهُ، وَإِنْ عَادَ زِيدَ فِيهَا، حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ. وَهُوَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}) قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
ودون الران، الغان، ويدل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ) رواه مسلم, وذلك أن المؤمن بحكم بشريته، ربما أدركته غفلة, لكن هذه الغفلة قشر رقيق، ما أن يذكر الله عز وجل، حتى تتقشع, أما الران فهو طبقة سميكة؛ لأنه إذا ظلت هذه النكت السوداء تتراكم عليه، حتى لا ترى حقاً، ولا تسمع حقاً. جاء في حديث حذيفة بن اليمان، رضي الله عنه، قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا، نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ، حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ؛ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا، فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ، وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا، إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ) رواه مسلم.
(كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ):أولئك المكذبين بالبعث, (يومئذ) أي يوم القيامة, (عن ربهم) هذه ربوبية عامة, (لمحجوبون) أي محجوبون عن كرامته, ونعمته. وأعظم النعم التي يحجبون عنها النظر إلى وجه الله الكريم. وهذه الآية وما يقابلها بعد بضع آيات، وهي قول الله تعالى (عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ) مما استدل به أهل السنة والجماعة على إثبات رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة. قال الشافعي، رحمه الله: لما حجب أولئك في السخط, نظر هؤلاء في الرضا.
(ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ): يعني داخلوا الجحيم، وحاصل لهم التصلية، بمعنى أنهم يحرقون، ويشوون فيها.
(ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ): اجتمع عليهم العذاب الحسي، والعذاب المعنوي, أما الحسي فظاهر, وأما المعنوي، فهذا التبكيت الشديد: (هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ).
الفوائد المستنبطة:
الفائدة الأولى: إثبات القدر السابق, وذلك في قوله تعالى: (كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ) فهو كتاب مفروغ منه؛ لأن الله وصفه بأنه مختوم.
الفائدة الثانية: النكير على المكذبين بالبعث.
الفائدة الثالثة: تلازم صفات السوء, فهؤلاء جمعوا أوصافاً سيئة متلازمة؛ وهي الفجور, والتكذيب, والعدوان, والإثم, فأوصاف السوء يمسك بعضها برقاب بعض.
الفائدة الرابعة:تأثير الكسب الحرام على القلب
الفائدة الخامسة: شدة عقوبة الكافرين الحسية والمعنوية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[01 Dec 2009, 02:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
التفسير العقدي لجزء عم
سورة المطففين (المقطع الثالث)
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
(كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (21) إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (22) عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ (23) تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (24) يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (25) خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26) وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (27) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (28)
(كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ): (الأبرار) قد تقدم معناها.
(وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ): الاستفهام للتفخيم، والتكريم. و (عليون): موضع في السماء السابعة. وقد ورد في بعض الآثار أنها قائمة العرش اليمنى, وقيل: موضع عند سدرة المنتهى, وهذه المعاني جميعاً تدل على العلو والرفعة.
(كِتَابٌ مَرْقُومٌ. يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ): أي مختوم لا يزاد فيه ولا ينقص, وليس تعريفاً لعليين. ومعنى (يشهده): يحضره, (المقربون) مقربو كل سماء من الملائكة.
(إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ): كلمة (في) تدل على الانغماس التام في النعيم, والنعيم هو الجنة، وما فيها من المباهج، والسرور، والنعيم الحسي والمعنوي.
(عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ): متكئون على الأرائك التي تحملهم وتقلهم. والأرائك: جمع أريكة، وهي السرير. ويقول المفسرون: هي السرر في الحجال. والحجلة: المكان المزين، المزوق، المهيأ. فهي أريكة في إطار جميل، وفي موضع مزخرف، مزين. ولا شك أن هذا يعطي انطباعاً نفسياً طيباً، ومحبباً للنفس. (ينظرون) إلى ما آتاهم الله، عز وجل، من أنواع النعيم؛ من الحور العين، والأشجار، والأنهار، إلا أن أعلى ذلك النعيم هو النظر إلى وجه الله الكريم, كما قال الله تعالى في سورة القيامة (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ. إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) فنظرتها إلى وجه الله الكريم، أكسبها نضرةً، وبهاءً، وجمالاً, يقول ابن القيم:
فيا نظرة أهدت إلى الوجه نضرة .. أمن بعدها يسلو المحب المتيم
(تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ): إن كان التنعم يعرف في الوجوه في الدنيا، فلأن يعرف في الآخرة من باب أولى, ترى بعض المترفين فتقول: هذا وجهه وجه نعمة, وقد ترى بعض البائسين وجهه كالخشبة! يبين هذا في القسمات، وهم في الدنيا على نعيمها المحدود، فكيف في الآخرة، حينما يجري في عروقهم النعيم الحقيقي، الذي ينعم الله تعالى به أوليائه. ومعنى (نضرة النعيم) أي بهاؤه، ورونقه وإشراقه.
(يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ): لا يتكلفون هم جلبه، وإنما يسقون، فهم مكفيون. والمقصود بالرحيق: أي الخمر الخالص من الدنس, ليس كخمر الدنيا، ينشأ عنها صداع، وتقيأ، ونحو ذلك, بل كما قال الله عز وجل (لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ) فهي خمر خالصة (خمر لذة للشاربين). ومعنى (مختوم) أي لم يفك ختمه، وهذا أحب للنفس, فرق بين أن تشرب من إناء قد سبقت إليه، وبين أن تكون أنت أول الشاربين.
(خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ): هذا القرن بين الآيتين يعطينا معنىً عجيباً؛ أنه رحيق مختوم، وختامه مسك، فهذا المسك قد خالطه عند ختمه، ويجده شاربه عند آخر شربة منه ,فالمسك يستنشقه من أول ما يفك ذلك الختم، إلى حين أن يأتي على آخر قطرة فيه؛ فالختم بالمسك صاحب أولَه وآخرَه. والمسك معروف. وهذه الألفاظ، والأسماء، وضعت للدلالة على النعيم، وإلا فليس في الجنة مما في الدنيا إلا الأسماء, كما قال ابن عباس، رضي الله عنهما. الأسماء واحدة، لكن الحقائق تختلف؛ في الجنة ماء، وخمر، ولبن، وفيها حور، وقصور، وفيها من جميع أنواع المتع، وهذه الأسماء معهودة لنا في الدنيا، ومحببة إلينا, لكنها في الآخرة على صفة لا تخطر على بال, كما روى البخاري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (قَالَ اللَّهُ: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا
(يُتْبَعُ)
(/)
لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ. فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ}) لكن الله عز وجل إذا أراد أن يرغبنا في شيء، لابد أن يذكر لنا شيئاً نعهد جنسه، حتى يقع لنا نوع من الشوق, وإلا فقطعاً أن ما في الدنيا لا ينسب إليه ما في الجنة، وإنما اتفقت الأسماء، والحقائق متفاوتة تفاوتاً عظيماً.
(فِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُون): المشار إليه النعيم. وقد نبه المفسرون على أن هذه الجملة جاءت معترضة في سياق آيات النعيم، لتدل على فضل التنافس في الخيرات. والتنافس في الطاعات محمدة، لكن مع الإخلاص لله تعالى, فإن التنافس أحياناً يحصل بين الصالحين على وجه غير محمود، يورثهم شيئاً من الإحن، كما يقع عند بعض الحريصين على الطاعة حينما يتسابقون إلى القرب من الإمام، يحمل بعضهم على بعض, هذا يقول دفعتني، وهذا يقول أخذت مكاني, فينشأ عندهم نوع حزازة، تشين أعمالهم، ونياتهم. والذي ينبغي للإنسان أن ينافس في الطاعة، مع اصطحاب الإخلاص لله تعالى، والمحبة للمؤمنين, فما تيسر له أخذه، وما لا، فليتعبد لله عز وجل بإيناس إخوانه، واستبقاء المودة, فإن هذا المعنى عظيم, فليتنبه الإنسان للتنافس الشرعي الصحيح، أما التنافس الذي يورث إحناً، وحنقاً، وغيظاً، وتحريشاً بين المؤمنين، فليس محموداً, والتنافس المحمود هو الذي يورثك محبة لأخيك، ورغبة في الاقتداء به، وحمداً له على فعله، وثناءً عليه، بحيث تبقى المودة، ولا يشوبها كدر.
(وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ. عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ): (مزاجه) يعني ما يخلط به, (من تسنيم) التسنيم: فسرها الله عز وجل بقوله: (عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ) فهو ماء يتحدر عليهم من عين في أعلى الجنة, يقال لها تسنيم. فالمقربون يشربون منها صفواً لا كدر فيه، ومن بعدهم يشربون إثرهم. ويخلط ذلك الرحيق المختوم، بالتسنيم.
الفوائد المستنبطة:
الفائدة الأولى: الثناء على أهل الإيمان والخير.
الفائدة الثانية: إثبات الملائكة (يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ).
الفائدة الثالثة: إثبات رؤية المؤمنين لربهم في الجنة (عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ) ووجه الاستنباط ما ذكره الشافعي: لما حجب أولئك في السخط، نظر هؤلاء في الرضا.
الفائدة الرابعة: عظم نعيم المؤمنين حسياً، ومعنوياً.
الفائدة الخامسة: التحريض على التنافس في الطاعات.
الفائدة االسادسة: تفاوت درجات أهل الجنة؛ لأنه قال (المقربون)، فثمَّ مقربون, وثم دون ذلك، كما ذكر ذلك مفصلاً في سورة (الواقعة).
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[07 Dec 2009, 07:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
التفسير العقدي لجزء (عم)
سورة المطففين (المقطع الأخير)
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ (29) وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (30) وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ (31) وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ (32) وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ (33) فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (34) عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ (35) هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36))
هذا بيان من الله عز وجل، لحال المؤمنين والكفار, أو الأبرار والفجار الذين جرت الإشارة إليهم في صدر هذه السورة؛ بيان حالهم في الدنيا، ومآلهم في الآخرة. وهذا من حسن عرض القرآن العظيم لهذه الحقائق, فالسورة تهدف إلى تصنيف الناس إلى فريقين, وبيان حال هذين الفريقين, وطمأنة المؤمنين على عاقبتهم. (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا) أي في الدنيا (مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ): يضحكون بهم سخرية، واستهزاءاً. وهذا هو الذي جرى حين صدع النبي صلى الله عليه وسلم بدعوته، فلقي هو، والقلة المؤمنة الذين آمنوا معه، من المشركين جميع صنوف الأذى, ومن هذا الأذى الضغط النفسي، أو ما يسمى بلغة العصر: الإرهاب النفسي، والفكري. فقد كان هؤلاء المجرمون يشنون عليهم حملات إعلامية؛ يضحكون منهم ويسفهونهم. ولا يخفى أن هذا اللون، قد يكون أشد فتكاً من
(يُتْبَعُ)
(/)
الأذى الحسي.
(وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ): هذا الاستفزاز يؤثر في النفوس أشد من تأثير الجلد بالسياط، أو الجراح، أو غيرها, ذلك أنه ينفذ إلى النفس, فأما المؤمن فلا يزيده ذلك إلا ثباتاً، وتوكلاً على ربه عز وجل, وأما من كان في قلبه مرض، فإنه سرعان ما ينهار، كما قال ربنا عز وجل: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ. وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) , فكان الكفار يمارسون هذا اللون من الضغط والأذى, فهم يتضاحكون من المؤمنين، وكأن المسألة محسومة، ومفروغ منها, وأن هؤلاء في ضلال مبين. ثم يتبعون ذلك بالتغامز، إذا مروا بهم، يأخذ بعضهم يحرك حاجبه، وجفنه، ويغمز بعينه, فيؤثر في النفوس لأن شعور الإنسان بأنه مستهدف ممن حوله، يتكلمون به، وينالون منه، يحز في نفسه، كما قال ربنا عز وجل: (وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ)! فهذه الألوان من الأذى النفسي، كانت تمارس ضد الأبرار, لكن الله سبحانه وتعالى يثبت الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا، وفي الآخرة. واعتبر بما جرى لنبينا صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، حين حدثهم النبي صلى الله عليه وسلم بحادث الإسراء والمعراج، كيف أن أبا جهل جمع الناس, لا رغبة في نشر الدين، والدعوة، وتبليغ ما أوحي إلى رسوله من ربه, وإنما ليقول للناس: انظروا كيف آل به الحال، يزعم أنه أتى بيت المقدس في ليلة، ونحن نضرب إليه أكباد الإبل شهراً! لكن السحر انقلب على الساحر, وتبين الفلس من الدينار, وثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت. وأما من كان في دينه دخل، فقد انقلب على عقبيه.
(وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ): هذا أيضاً من ألوان الأذى التي كان يفعلها هؤلاء الكفار, وهم أنهم حينما ينقلبون إلى أهليهم بمعنى: يرجعون إلى بيوتهم، يأخذون بالتندر، والتلذذ بذكر هؤلاء المؤمنين على سبيل السخرية, فمعنى (فكهين) أي ملتذين، أو معجبين بصنيعهم بالمؤمنين. وهذه الصورة، صورة تعبر تعبيراً دقيقاً عن حال هؤلاء المجرمين الذين أشربوا في قلوبهم الكفر, وبغض أولياء الله، وهي صورة تتكرر في كل جيل وقبيل.
(وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ): يقولون عن المؤمنين: إن هؤلاء تائهون عن الحق، بإتباعهم محمداً صلى الله عليه وسلم. وهذا ما يمارسه الإعلام العالمي اليوم، في حق نبينا صلى الله عليه وسلم, وفي شأن دين الإسلام, وفي شأن دعاته وكتابه, فهذا التشويه لم يزل، ولا يزال, فيصفون النبي صلى الله عليه وسلم بأبشع الأوصاف، ويصفون دين الإسلام بأنه دموي، وإرهابي, ويصفون دعاته كذلك, فهذا لم يزل، ولا يزال، ولن يزال. فالصراع بين الحق والباطل قديم.
(وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ): أي أنكم يا معشر المجرمين، لستم أوصياء عليهم, ولا كاتبين لأعمالهم، حتى تردوهم إلى مصالحهم, ليس لكم وصاية، وقوامة عليهم، حتى تسجلوا عليهم ما يصنعون، وحتى تردوهم إلى ما تعتقدون. فلستم عليهم حفظة، فدعوهم وشأنهم. وهذا من سنن الله، قال الله عز وجل: (لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً) , ومن قرأ التاريخ وجد مصداق ذلك, بل ومن قرأ الواقع, فيما يجري للمسلمين في كل مكان، من شدة أذى أعدائهم لهم, كصنيع اليهود بالمسلمين في فلسطين، يعاملونهم بوحشية، وهمجية لا نظير لها، مما ينبئ عن حقد متقد، مضطرم في قلوبهم, وحين يقع لهم عشر معشار ذلك، يقلبون الدنيا, وما جرى للمسلمين في أواسط أوروبا، التي تدعي أنها أعلنت حقوق الإنسان، ماذا جرى للمسلمين في البوسنة, وكوسوفو, والجبل الأسود, والسنجق, ومقدونيا, على مرمى حجر من الموضع الذي أعلن فيه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، مما يدلك على أن هذه سنن ثابتة وهي شدة بغض الكافرين للمؤمنين.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا الوصف لحال المؤمنين الأوائل مع المجرمين, يتكرر في كل جيل، وقبيل, وفي كل زمان، ومكان, كما أنه يتكرر أيضاً بنسب متفاوتة؛ فأشنع صوره وأشدها، ما يقع بين المؤمنين والكفار, ولكن ربما وقع نوع من ذلك بين أهل التقوى، وأهل الفسق, فالجاري أنه حينما يوجد قوم من الفساق، وإن كانوا مسلمين، ويقابلون أهل الصلاح والاستقامة، فإنهم يأخذون بالسخرية بهم, والتندر بحالهم، وهيئتهم, فيضحكون، مثلاً، من التزامهم بالسنة؛ من إعفاء اللحى, وتقصير الثياب, وسمتهم، وكلماتهم, ويحاكونهم, وإذا انقلبوا إلى أهلهم، أو مجتمعاتهم، أو منتدياتهم،ا أخذوا يتكلمون في سيرتهم، وينالون منهم. فهؤلاء شابهوا أولئك الفجار بنسبة معينة, وربما، والعياذ بالله، يبلغ هذا الاستهزاء من بعض الفجار إلى درجة يخرجون بها من الملة, فإذا وقعت السخرية بالدين نفسه, أو بصاحب الدين بسبب تدينه، والتزامه بشريعة ربه, فإن هذا مقام خطير، قد يخرج هذا الساخر، وإن كان في الأصل مسلماً، من دائرة الإسلام إلى دائرة الكفر. ولما قال قوم من المنافقين، في قراء الصحابة، وهم النخبة المصطفاة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وهم يتفكهون: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء؛ أكبر بطوناً، ولا أكذب ألسنةً، ولا أجبن عند اللقاء, أنزل الله تعالى: (قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ. لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ). فيجب الحذر البالغ، من أن ينجر اللسان إلى السخرية بأهل التقوى، والدين, وأعظم ذلك أن تقع السخرية بالعلماء؛ فإن العلماء هم الموقعون عن رب العالمين, فالنيل منهم ليس كالنيل من أحد من عامة المسلمين, وإن كان المسلم محترماً في جميع أحواله، وأصنافه, لكن لأهل العلم والدين مكانة خاصة؛ إذ أنهم يحملون شارة الله، وشعار الدين, فالسخرية بهم تنجر على الدين. ولهذا ينبغي لطلبة العلم أن يحذروا العامة من السخرية من أئمة الدين، ورجال الحسبة، وطلبة العلم, وأن ذلك ليس كالسخرية بغيرهم.
(فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ): الله أكبر! انظر كيف انقلب الحال, في أول الآيات قال: (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ) , ثم قال بعد ذلك: (فاليوم) أي يوم القيامة (فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ).
(عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ): وذلك أنهم يطلعون عليهم، وهم يعذبون في النار، بين أطباق الجحيم، فيضحكون من حالهم, كما حكي الله عز وجل في سورة (الصافات) عن أحد المؤمنين: (قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ. فَاطَّلَعَ فَرَآَهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ)! فهذه جرت لرجل, وما في سورة المطففين لجماعة المؤمنين، وهم يضحكون من المجرمين.
(هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ): استفهام تقريري، ليس للنفي, ومعنى (ثوب) أي جوزي, وليس الثواب الذي بمعنى المكافأة الحسنة. والجواب: أي والله، لأنهم في الجحيم, والمؤمنون (عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ).
الفوائد المستنبطة:
الفائدة الأولى: أذية المجرمين للمؤمنين بالقول والعمل, الفائدة السابعة عشر: الحرب النفسية للصد عن سبيل الله, فإن الحرب حربان حرب حسية, وحرب معنوية أو نفسية, فعلى المؤمن أن يتهيأ لمثل هذا وأن يتجبر بالله ويعتصم به.
الفائدة الثانية: التشويه الإعلامي للحق، وأهله، ودعاته.
الفائدة الثالثة: اشتغال الكفار بما لا يعنيهم, وإفناء أعمارهم بما يرديهم.
الفائدة الرابعة: العاقبة للتقوى.
الفائدة الخامسة: تسلية المؤمنين وطمأنتهم.
الفائدة السادسة: أن الجزاء من جنس العمل.
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[18 Jan 2010, 09:36 ص]ـ
التفسير العقدي لجزء عم
سورة البروج
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
التفسير العقدي لجزء عم
سورة البروج
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
(يُتْبَعُ)
(/)
(وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3) قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9) إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10) هذه السورة العظيمة، سورة ذات موضوع واحد، ولها مقاصد عظيمة، يمكن أن نجملها بثلاثة مقاصد:
المقصد الأول: بيان منزلة المؤمنين عند ربهم.
المقصد الثاني: الأثر الذي يحدثه الإيمان في العلاقات بين البشر.
المقصد الثالث: تمجيد الرب نفسه, وحكمته في قدره، وشرعه.
(وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ): السماء هي هذا البناء المحكم العلوي، الذي فوقنا. وهي السقف المرفوع: (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا)، فهذه السماء يقسم بها الرب سبحانه وتعالى. وما نبصر منها إنما هو السماء الدنيا، سميت بذلك لدنوها من الأرض. وصف الله هذه السماء بأنها (ذات البروج) قيل إنها النجوم والكواكب, وقيل إنها القصور السماوية، التي تنزل فيها النجوم، والكواكب كما قال الله عز وجل: (تبارك الذي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا). وأصل هذه الكلمة البروج مأخوذ من البروز، والظهور. ولهذا سميت القلعة، برجاً، لبروزها وظهورها. ومنه قولهم: تبرجت المرأة، إذا برزت للناس. فمن قال إنها القصور، فإنه نظر إلى قول الله تعالى (وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ) , بل إن بعضهم قال: إن في السماء قصوراً تأوي إليها الملائكة. ولكن هذا لا دليل عليه، يؤثر فيعتمد عليه. والأقرب، والله أعلم، أن المقصود بالبروج المنازل التي تنزل فيها الكواكب، والأجرام السماوية، وعدتها اثنا عشر برجاً، وهي التي تسميها العرب: الحمل، والثور، والسنبلة، والجدي، والميزان، والعذراء, وهكذا. وقد كانوا يدركون من الأفلاك سبعة، أو ستة، ويجعلون كل نجم، أو كوكب يختص بشيء من هذه الأبراج.
وهذا قسم عظيم، لأن هذا الخلق الهائل، لا يدرك مداه إلا الله، ولهذا قال ربنا في آية أخرى (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ. وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ) فمواقع النجوم هي هذه البروج التي تنزل فيها النجوم في أوقات مقدرة.
(وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ): اليوم الموعود لا أعلم فيه خلافاً أن المراد به يوم القيامة؛ لأنه يوم وعد الله فيه العباد، أو أوعد به العباد لجمعهم فيه.
(وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ): (شاهد): قيل إنه يوم الجمعة, (ومشهود): قيل يوم عرفة, فيوم الجمعة شاهد لأنه يشهد لمن حضرها، والمشهود يوم عرفة لأن الناس تشهده. ولكن هذا تفسير للشيء ببعض أنواعه، واللفظ أعم. فإن يوم الجمعة يصلح أن يكون شاهداً ومشهوداً؛ فهو شاهد لمن حضره، ومشهود ممن حضره, كما أن يوم عرفة أيضاً شاهد لمن حضره، ومشهود من قبل من حضره. فالراجح ما ذهب إليه ابن القيم أن الشاهد، والمشهود، أي المُدْرِك والمُدْرَك، والعالم، والمعلوم, والرأي، والمرئي. فكل شيء يدخل في (شاهد ومشهود) كل ما دل عليه اسم الفاعل، وما دل عليه اسم المفعول.
(قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ): قيل إن هذا هو جواب القسم. يعني قد قتل أصحاب الأخدود. وقيل إن جواب القسم (لتبعثن). والأقرب أن تكون على الظاهر، دون المضمر، فقد قال الله عز وجل: (قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ). ليس هذا القسم لإثبات هذه الحادثة وحسب، فإنها تثبت بمجرد خبر الله عز وجل, وإنما لتفخيمها، وتعظيمه، ا فإن هذه الحادثة، حادثة عظيمة جداً، جرت في زمن متقدم، وذلك أن الله سبحانه وتعالى هدى بعض الناس، في بلاد اليمن، فآمنوا بالله، قيل إنهم كانوا من النصارى الموحدين، ثم إن ملك زمانهم، والملأ من قومهم، نقموا عليهم نقمة شديدة، وأرادوا حملهم على الرجوع إلى دينهم، فأبوا، واعتصموا بالله عز وجل، فما كان منهم إلا أن خدُّوا لهم الأخاديد في الطرقات، والأخدود هو الشق في الأرض، وأضرموا
(يُتْبَعُ)
(/)
فيه النار, ثم عرضوهم على النار، وهم قعود على كراسيهم، يتفكهون، ويقولون لأحدهم: إما أن ترجع إلى دينك، ودين أبائك، وأجدادك، وإلا قذفناك فيها. وثبت الله المؤمنين بالقول الثابت، فصاروا يلقونهم في النار، ويستمتعون بمرآهم، وهم يحترقون، ويشمون رائحة شوائهم، ولا يبالون. قيل إن الله تعالى، كان يقبض أرواح المؤمنين، قبل أن يهووا في النار، فلا يجدون حرها. وهذه الحادثة موافقة لما قص النبي صلى الله عليه وسلم، من قصة الغلام المؤمن، التي وردت في الصحيح، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم اخبر أن امرأة أتت تحمل وليدها، فلما أقبلت، تلكأت شفقة على ولدها، فأنطقه الله عز وجل، وقال: يا أمه! اصبري فإنك على الحق. فألقت بنفسها وولدها في النار.
فخلد الله ذكر هذه الحادثة في كتابه، قرآناً يتلى إلى يوم القيامة، فيه أسوة، وعبرة لكل مؤمن، على مر الأزمان، إذا لقوا من أهل الكفر والطغيان أذىً، وفتنة، تذكروا ما جرى لإخوانهم الذين حرقوا في الأخاديد، فأثنى الله عليهم، وزكاهم، ووعدهم، وتوعد مخالفيهم، وعاقبهم العقاب الدنيوي، قبل العقاب الأخروي. ولهذا دعا عليهم، فقال (قتل) يعني لعن
(النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ): هذا بدل اشتمال؛ لأن الذي في الأخدود نار تضطرم، فيها الوقود الذي أوقدت به من الحطب وغيره.
(إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ): يعني أنهم استحقوا اللعنة، والقتل، أشد ما يكون، حال كونهم قعوداً، شاهدين، حاضرين، يتفكهون، ويتلذذون بمرأى المؤمنين وهم يعذبون، ويحترقون. فلهذا أشتد غضب الله عليهم، ونكاله، وبغضه لهم في هذه الدنيا، فوق ما يأتيهم في الآخرة.
(وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ): يعني حالهم أنهم شهود، حضور، شاهدين على أنفسهم, ما أتوا مكرهين، مضطرين، بل جاءوا بمحض إرادتهم، وسبق إصرارهم، ليقفوا هذا الموقف، ويشهدوا على أنفسهم أنهم شركاء في هذا العمل.
(وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ): يعني ما نقم هؤلاء الكفار من المؤمنين، وما أنكروا عليهم شيئاً، من خلق, ولا من سلوك, ولا غيرهما، (إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)! فلما آمن هؤلاء الموفقون، نقم الملأ عليهم، وغاظهم ذلك، مع إنهم ما تعرضوا لهم, ولا أخذوا مالهم, ولا ضربوا أبشارهم. لكنه الحقد الدفين في قلب الكافر على المؤمن. فبين المؤمن والكافر نفرة شديدة؛ فلا يتواءمان، ولا يتساكنان، ولا يجتمعان. فالإيمان والكفر ندان.
(الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) ختم بهذين الاسمين الكريمين من أسماء الله الحسنى تنبيه بليغ على أن الله سبحانه وتعالى عزيز، أي قوي، غالب، منيع الجناب, فله عزة القوة، وعزة الغلبة، وعزة المنعة. فلا يظنن ظان أن الله خذل أوليائه، بل هو سبحانه عزيز الجناب, لكن له حكمة بالغة، فإن الآثار المترتبة على هذا الحدث العظيم إلى يوم القيامة، إن تعد لا تحصى. ففيها من العبر، والدروس الإيمانية، ما ينهل منها أهل الإيمان إلى قيام الساعة. وهو سبحانه (حميد): أي أنه محمود, ففعيل بمعنى محمود, في ذاته، وشرعه، قدره، وما يجريه. فلم يكن ذلك منه عن غفلة، حاشاه، بل هو لحكمة بالغة.
(الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ): أي أن إيمان هؤلاء القوم بالله عز وجل، كان إيماناً عميقاً، مبنياً على دلائل الربوبية, لم يكن إيمانهم إيماناً تقليدياً, أو لمجاراة, أو لطلب ممدحة من الناس، كلا! بل هو إيمان عميق، راسخ، يستمد مادته من دلائل الربوبية, (الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) فمن له ملك السموات والأرض، جدير بأن يعبد وحده، لا يشرك معه أحد سواه. وقد كان ملك زمانهم يأمرهم بعبادة نفسه.
(وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ): يعني أن الله سبحانه وتعالى، شاهد، مطلع على كل شيء، لا تخفى عليه خافية, فما جرى لهم، لا لهوانهم على الله عز وجل، ولكن لما أعد الله لهم من الكرامة، والفضل، والرفعة في الدنيا والآخرة.
الفوائد المستنبطة
الفائدة الأولى: إقسام الله بآياته الكونية، والشرعية, إذا قلنا (شاهد ومشهود) يوم عرفة, ويوم الجمعة فهذه مما شرعه الله تعالى.
الفائدة الثانية: تعظيم حادثة الأخدود, وعدم غفلة الرب عما جرى للمؤمنين.
(يُتْبَعُ)
(/)
الفائدة الثالثة: شدة عداوة الكافرين للمؤمنين، وغلظتهم عليهم، كما قال ربنا عز وجل: (لا يرقبون في مؤمن إلاّ ولا ذمة) وهذه سمة باقية إلى يوم القيامة.
الفائدة الرابعة: نفرة الكافرين من تميز المؤمنين عليهم، ومفارقتهم إياهم بالإيمان. ويتفرع عن هذه الفائدة: نفرة العصاة من أهل الطاعة، ونفرة المبتدعة من أهل السنة. فكل صاحب حق، فارق صاحب باطل، فإن صاحب الباطل يجد في نفسه من التغيظ عليه، والنفرة منه، ما يحمله على أذيته. تجد الإنسان يكون بين طائفة من الغافلين، ثم يلقي الله تعالى في قلبه الإيمان، ويستقيم على الدين، فيتعرض للأذى الحسي، والأذى المعنوي, فينبزونه بالألقاب، ويؤذونه؛ لأنهم يرون أنه تميز عليهم، وارتقى عتبة، ودرجة في السلم، وهم بعد لا يزالون في الحضيض. كذلك المبتدعة مع أهل السنة، حينما يدع الإنسان البدعة، ويلزم السنة، ويقول: لا أعبد الله إلا بما شرع على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، ينبزونه بالألقاب السيئة، يريدون أن يردوه إلى حاله. فلهؤلاء سهم، وكفل، من هذه الصفة, فبين أصحاب الأخدود، وبين المبتدعة والفساق، قدر مشترك في هذا الأمر، لمن تأمل وقد نبه على هذا المعنى اللطيف، ابن القيم، رحمه الله.
الفائدة الخامسة: عميق إيمان المؤمنين, وارتباطه بدلائل الربوبية. ولهذا احرص يارعاك الله، أن تجعل إيمانك مربوطاً بأشياء ثابتة, لا يكون إيمانك إيماناً سطحياً، عاطفياً، يتعلق بحالة آنية، بحادثة معينة. اجعل إيمانك مرتبطاً بالثوابت الكونية، بأن الله خالق الأرض والسماء، وتأمل ماقال أصحاب الكهف: (إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) , فارفع رأسك إلى السماء! وانظر إلى الأرض. فليكن تشبثك بدلائل الربوبية الثابتة قوياً., ولهذا ينتكس بعض من يوصف بأنه استقام، والتزم، وصلح، لأنه استقام استقامة ظاهرية، وتأثر تأثراً آنياً، إثر موقف عاطفي، أو هيجان طارئ، ثم لما زال المؤثر زال الأثر.
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[13 Feb 2010, 05:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
التفسير العقدي لجزء (عم)
سورة البروج
(المقطع الأخير)
إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (11) إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (16) هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ (17) فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ (18) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ (19) وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ (20) بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22)) (فتنوا): أي عذبوا، وتحديداً: حرقوهم في النار. وهذا موافق لأصل كلمة الفتن في اللغة؛ لأن الفتن في اللغة: إدخال الصائغ الذهب في أتون النار، لينفصل المعدن النقي، من الخبث العالق به. والحقيقة أن الفتنة كذلك! فالله تعالى يبتلى عباده، لكي يميز الخبيث من الطيب. وحتى تتخلص نفس الطيب من الشوائب، والأخلاق الرديئة. فإن للابتلاء فائدةً، وأثراً، وحكمة. قال تعالى: (الم, أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ, وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ).
وفي قوله: (الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ) دلالة على أن هذا جرى للرجال، والنساء، رحمهم الله جميعاً. وتأمل الاحتراز في قوله: (ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا)! يعني أنهم لو تابوا، لقبل الله توبتهم، بعد ما فعلوا ما فعلوا, وهذا يدلك على عظيم حلم الله عز وجل، وواسع فضله، وأن من أذنب ذنباً، أياً بلغ ذلك الذنب، شناعة، وبشاعة، ثم تاب منه، تاب الله عليه، كما قال في الآية الأخرى: (إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ)! فهذا عجيب جداً من الرب سبحانه وتعالى! كيف وسع حلمه أن يتوب على هؤلاء لو تابوا!
(يُتْبَعُ)
(/)
(فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ): أما جهنم، فهو اسم من أسماء النار. قال بعض المفسرين: إن عذاب الحريق المذكور هنا، هي النار التي أحرقوا فيه المؤمنين، امتدت إليهم، وأحرقتهم، فهذا هو الحريق الذي نعلمه. وقال بعضهم: توعدهم بالعذاب الأخروي مرة بالاسم، ومرة بالوصف. فجهنم اسم للنار، والحريق وصف له، وبيان لحقيقته. والجزاء من جنس العمل؛ فكما إنهم حرقوا هؤلاء المؤمنين بنار الدنيا، فهم متوعدون بنار تفضل نار الدنيا بسبعين ضعفاً، وهي نار جهنم. والله أعلم، هل خرجت تلك النار من الأخاديد، والتهمت أولئك القعود، المتفرجين، أم لا؟ أياً كان الأمر، فإنا نعلم، يقيناً، أن الله سبحانه وتعالى، ما كان ليدعهم. قال الله عز وجل: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) [غافر: 51]. إذاً هناك نصر دنيوي، قبل النصر الأخروي؛ فيقيض الله من أقداره، ما ينتقم به من هؤلاء الطغاة. ومن تتبع التاريخ، وقرأ في سير المؤمنين؛ أفراد، وجماعات، وما نالهم من أذى، وعذاب، يجد أن الله تعالى لم يدع من ظلمهم، بل عجل له بعقوبة دنيوية، قبل العقوبة الأخروية، إحقاقاً للحق، ونصرة للمؤمنين.
(إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ): ومن أول الناس دخولاً في هذا الوعد الكريم، هؤلاء المعذبون، الذين حرقوا بالنار، وألقوا في الأخاديد, وإلا فإن الآية تشمل كل مؤمن. ومعنى (جنات) أي بساتين؛ وسمي البستان جنة، لأنه يُجِنُّ صاحبه، أي: يستره، بكثرة أشجاره، والتفاف أغصانه. (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ): أنهار اللبن, وأنهار الماء, وأنهار العسل, وأنهار الخمر، وفرةً، وكثرةَ. هذا بعض ما وعد الله أولياءه من الكرامة. (ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ) والفوز: هو الفلاح. وحسبك بما وصفه الله كبيراً فهو كبير حقاً.
(إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ): البطش: هو شدة العقوبة، والأخذ. عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ) قَالَ ثُمَّ قَرَأَ: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}) متفق عليه. فإذا رأى الإنسان من نفسه، أنه مقيم على معاصي الله، وأن الله قد تركه، فليعلم أن ذلك استدراج، فلا يغرنه ذلك. وهؤلاء الظلمة الذين يظلمون الناس، ويبغون عليهم، وإن بدوا مطمئنين, وإن بدوا ممكنين, وإن بدوا متفكهين، فإن لهم يوماً لا يدعهم الله تعالى فيه. وأفعال الله عز وجل في الظالمين معروفة، وأيامه في أعدائه معلومة، سبحانه وبحمده.
(إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ) هذه الجمل المتتابعة، المؤكدة بـ (إن) الثقيلة، تحفر في القلب, وترسخ في العقل معانيها. وهذا يعطي المؤمن الثقة والرسوخ. ومعنى (يبدئ ويعيد) قيل العموم، أي: يبدئ الخلق ويعيده، كما قال سبحانه: (وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ) [الروم: 27] , وقيل إن المراد يبدئ العذاب، ويعيده عليهم خاصة. وهذا أليق بالسياق, وإليه ذهب ابن جرير، رحمه الله، ولهذا قال الله عن أهل النار: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا) [النساء: 56].
(وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ) وهذا أيضاً مما يؤيد أن قوله: (يبدئ ويعيد) يختص بالعذاب، والعقوبة؛ لأنه ذكر المغفرة، والوداد، بعدها. فتلك في جانب الكفرة من أصحاب الأخدود, وهذا في جانب المؤمنين.
(يُتْبَعُ)
(/)
(وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ): هذان اسمان كريمان، من أسماء الله الحسنى, فالله تعالى: غفور، وغافر, وغفور: يسميها أهل العربية صيغة مبالغة، أي: كثير الغفر, والغفر: هو الستر، والتجاوز. ومنه سمي المغفر الذي يجعل على الرأس، لأنه يتحقق به أمران: الستر، فتستر ما تحتها، والوقاية، فهي تقي الرأس من الصدمات، والكدمات. فمن شأن الله تعالى مع أوليائه المؤمنين، أن يستر ذنوبهم، ويغفرها لهم، كما في حديث ابن عمر، رضي الله عنهما، قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (إِنَّ اللَّهَ يُدْنِي الْمُؤْمِنَ فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ وَيَسْتُرُهُ فَيَقُولُ أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا فَيَقُولُ نَعَمْ أَيْ رَبِّ حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ وَرَأَى فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ هَلَكَ قَالَ سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ) رواه البخاري. و (الودود): من أسماء الله الحسنى، وهو أيضاً على صيغة المبالغة الدالة على كثرة الود، وعظمه, فهو واد، وودود. والمودة: أعلى درجات المحبة. ولهذا فسر بعض السلف الودود: أي الحبيب. والواقع أن هذه اللفظة "الودود"، تدل على معنيين: على أنه وادُّ، وعلى أنه مودود, فهو يود أوليائه المؤمنين, ويوده أولياؤه المؤمنون. ومصداق هذا قوله تعالى: (يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ).
(ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ): (ذو) أي صاحب, والعرش أكبر المخلوقات, وأعظمها وأعلاها, وهو سقف العالم. وفي اللغة: سرير الملك الذي يجلس عليه, وعرش الرحمن، سبحانه وبحمده، سرير، ذو قوائم، تحمله الملائكة، كما قال الله عز وجل: (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ) [الحاقة: 17]. ولا يصح تفسير العرش بأنه المُلك, أو أنه كناية عن الاستيلاء، فهذا تأويل متعسف، تأباه صراحة نصوص الكتاب، والسنة، ولغة العرب, فلا يمكن أن نفسر العرش بهذا، أي: يحمل ملك ربك ثمانية! لا يستقيم. بل هو عرش حقيقي, ولهذا قال النبي الله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة: (فَأَنْطَلِقُ، فَآتِى تَحْتَ الْعَرْشِ، فَأَقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّى) متفق عليه. وقال في حديث آخر: (فَإِذَا مُوسَى بَاطِشٌ بِجَانِبِ الْعَرْشِ) متفق عليه. فهذا يدل على أن العرش خلق عظيم، جداً، يستوي عليه الرب سبحانه وبحمده. فإذا أخبر الرب تعالى عن نفسه، بأنه ذو العرش، فليس معناه بأنه صاحب العرش, فقط! بل فيه ما يدل على معنىً آخر، وهو الاستواء. وقد نبه إلى هذا المعنى الشيخ عبد الرزاق عفيفي، رحمه الله، وإلا فإن الله له الملك كله، ولا يختص العرش في كون الله مالكه، وخالقه. وإنما يختص بأنه سبحانه يستوي عليه، كما ذكر ذلك في سبعة مواضع في كتابه.
ومعنى (المجيد): الكريم, وهو وصف لله، ولهذا ضبطت بالضم في المصحف باعتبارها صفة لمرفوع، وهو: (ذو) , فمن أسمائه الحسنى المجيد، يعني الممجد سبحانه. وثم قراءة أخرى بالخفض، فحينئذ تصبح صفة للعرش، فيكون العرش أيضاً موصوفاً بالمجد، والكرم الذي يليق بالمخلوق، كما أن المجد، والكرم، الذي وُصف الله به يليق به. ولا مانع أن يطلق الوصف على الخالق وعلى المخلوق، على اعتبار أن ما للخالق يليق به، وما للمخلوق يليق به.
(فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ): هذه جملة وصفية أخرى للرب سبحانه وبحمده, (فعال) يعني كثير الفعل, فإن أفعاله سبحانه وبحمده لم تزل، ولا تزال؛ لأن الفعل علامة الحي، فكل حي فاعل. والله تعالى فعال، لم يزل فعالاً, وقوله: (لما يريد) أي أن فعله سبحانه، مقترن بإرادته، وحكمته. فلا يفعل شيئاً عبثاً, ولا يفعل شيئاً دون إرادة مسبقة. وله سبحانه نوعان من الإرادة: إرادة كونية قدرية, وإرادة دينية شرعية. والأليق في هذا السياق أن تكون الإرادة هنا الكونية القدرية؛ لأنه قرنها بالفعل، ولو كانت الشرعية، لقرنها بالقول. فهو سبحانه وتعالى يريد ويفعل, والناس يريد أحدهم، وقد لا يتمكن من الفعل. أما الرب سبحانه وبحمده، فإنه مريد، وفعال، بخلاف الآدمي، أو المخلوق، فإنه قد يكون مريداً، ولا يتمكن من الفعل, وقد يصدر منه فعل دون إرادة. قال تعالى: (إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ).
(يُتْبَعُ)
(/)
(هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ): (هل أتاك) أي يا محمد, (حديث) يعني خبر, (الجنود) يعني جنود الشر، والطغيان، والكفر.
(فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ): فرعون أشهر من عرف بالكفر من بني آدم. والمراد هنا فرعون وملؤه؛ لأنهم لا يكونون جنوداً إلا بهذا المعنى, فإن فرعون شخص واحد. وثمود: قبيلة متجبرة، متغطرسة، كانت تسكن في وادي القرى, وكانوا ينحتون من الجبال بيوتاً، ويتخذون من سهولها قصوراً، لفرط تجبرهم، وقوتهم، وترفههم.
(بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ): (بل): هذه للإضراب، يعني: ليس الأمر أنك تكذب عليهم، بل هم في تكذيب. وهذا التعبير يشعر بأنهم غارقون، منغمسون في الكذب، والتكذيب. وهو أبلغ من قول: إنهم يكذبون, فكأن الكذب، والتكذيب، ظرف لهم، محيط بهم من جميع الجهات.
(وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ): ما أعظم هذه الجملة وما أشد وقعها على الظالمين، والكافرين، والمنكرين للبعث، والمعادين لرسل الله المحاربين لدينه!
(محيط): المحيط اسم من أسماء الله الحسنى، وهو يعني المطلع، المتمكن منهم، فلا يعجزونه. قد أحاط بهم زماناً، ومكاناً؛ أما زماناً: فقد قال الله: (هو الأول والآخر) , وأما مكاناً: فقال (الظاهر والباطن). فالله تعالى هو الظاهر فليس فوقه شيء، وهو الباطن فليس دونه شيء, فأين المفر؟ إن ظنوا أنهم بإحراقهم هؤلاء المؤمنين بالنار، وأنهم لم يجدوا ناصراً لهم من الناس، فأين المفر من الله عز وجل؟
(بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ): هذا القرآن الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم, كريم، شريف. وهذا أحد أوصاف القرآن العظيم.
(فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ): قال بعض العلماء: أي أن القرآن مذكور في اللوح المحفوظ، وقال آخرون: بل القرآن بأكمله مسطور في اللوح المحفوظ. أما قول الله تعالى: (وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ) فالمراد ذكر القرآن, وحسب. أما كونه في اللوح المحفوظ فهذا يحتمل المعنيين. وقد كان شيخنا، ابن عثيمين، رحمه الله، بادئ الأمر يرى أن المراد: ذكره، وخبره في اللوح المحفوظ. ثم رجع عن ذلك، ومال إلى أن القرآن بكامله في اللوح المحفوظ. ولعل الحامل على القول الأول، المانع من القول الثاني، هو أن الله سبحانه وتعالى يتكلم بالقرآن حال تنزيله, فكيف يكون إذاً في اللوح المحفوظ الذي كتب فيه كل شيء، قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة؟
ويمكن أن يجاب عن ذلك، بأن كونه في اللوح المحفوظ مكتوباً، لا ينافي أن يتكلم الله تعالى به حسب الأحوال، والوقائع.
(محفوظ): أي مصون من الشياطين أن يصلوا إليه، ومن أن يطلع عليه أحد, ومصون من التحريف, فهذا اللوح المحفوظ هو أم الكتاب. ومحفوظ صفة للوح، وهي مشكولة في المصحف بالجر. على أنه قد ورد قراءة بالضم، فتكون حينئذ صفة للقرآن.
الفوائد المستنبطة
الفائدة الأولى: انتصار الله للمؤمنين في الدنيا والآخرة.
الفائدة الثانية: أن الله يمهل، ولا يهمل.
الفائدة الثالثة: شدة بطش الله وأخذه.
الفائدة الرابعة: اقتران العمل بالإيمان.
الفائدة الخامسة: سنة الله الكونية في البدء، والإعادة، (إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ). وهذا خير من قول بعضهم "التاريخ يعيد نفسه"! وهذه الجملة جملة وافدة من الثقافات الغربية, وفيها إسناد الأفعال إلى غير الله عز وجل, وخير منها أن تقول (إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ).
الفائدة السادسة: إثبات جملة من الأسماء الحسنى: مثل: (العزيز) , (الحميد) , (الغفور) , (الودود) , (المجيد) , (المحيط)
الفائدة السابعة: إثبات العرش، وأنه خلق حقيقي.
الفائدة الثامنة: أن أفعال الله تعالى لم تزل ولا تزال, وإثبات صفاته الفعلية، والرد على منكري الصفات الفعلية، وإبطال شبهتهم القديمة، وهي أن إثبات الصفات الغعلية، يستلزم أن يكون محلاً للحوادث! وبيان ذلك، أن يقال: إن جنس الفعل قديم، جنس الفعل صفة ذاتية، لازمة لذاته سبحانه. بدليل قوله (فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ)، لكن آحاده، وأفراده، تتكرر، وتحدث، كما صرح في قوله: (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ) [الأنبياء: 2]، وقوله: (وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ) [الشعراء: 5] فهو لم يز ل فعالاً, لكن صورة هذا
(يُتْبَعُ)
(/)
الفعل تكون تارة بالمجيء, وتارة بالاستواء, وتارة بالضحك, وتارة بالعجب, وتارة بالنزول.
الفائدة التاسعة: إثبات إرادة الله.
الفائدة العاشرة: استغراق الكافرين في الكذب، حتى صار سجية لهم.
الفائدة الحادية عشرة: إحاطة الله بهم.
الفائدة الثانية عشرة: إثبات القرآن، ومجده.
الفائدة الثالثة عشرة: إثبات اللوح وحفظه.
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[07 May 2010, 10:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
التفسير العقدي لجزء عم
سورة الطارق
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4) فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8)
هذه السورة، سورة (الطارق) سميت بهذا الاسم، لورود لفظ (الطارق) في مستهلها. وهي ذات مقاصد عقدية متعددة:
المقصد الأول: الإيمان بالبعث.
المقصد الثاني: الإيمان بالملائكة.
(وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ):استهل الله تعالى هذه السورة بالقسم، كما قال في أختها (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ). والسماء خلق عظيم، وصفها فيما مضى بأنها (ذات البروج). وهاهنا قرن ذكرهابـ (الطارق). والطرق في اللغة: الإتيان ليلاً. يقال: "طرق الرجل أهله" يعني أتاهم ليلاً. وفي الحديث: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَطْرُقَ أَهْلَهُ لَيْلاً. رواه البخاري. وفي دعاء الاستعاذة: (ومن شر كل طارق، إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن) رواه أحمد. فقد أقسم الله تعالى بالسماء، وما يطرق فيها, أي ما يأتي ليلاً, والذي يأتي ليلاً أمورٌ كثيرة، منها: ما فسر الله تعالى به هذه اللفظة، فقال: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ, النَّجْمُ الثَّاقِبُ) , لأنه يأتي ليلاً. وهذا قسم عظيم؛ لأن السماء عظيمة، وما خلق الله تعالى فيها عظيم! كما قال: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ. وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ) [الواقعة: 75، 76]
(وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ): ما أعلمك. وهذا الاستفهام إما أن يكون للتعظيم, وإما أن يكون للتشويق, أو لهما معاً وهذا أولى, أن يكون للتعظيم كما قال الله تعالى: (الْحَاقَّةُ, مَا الْحَاقَّةُ, وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ) , (الْقَارِعَةُ, مَا الْقَارِعَةُ، وما أدراك ما القارعة). وقد يكون للتشويق، لكي يتهيأ الذهن لسماع الجواب، لاسيما أن الجواب حاضر
المقصد الثالث: الإيمان بالقرآن.
(النَّجْمُ الثَّاقِبُ): هو كل كوكب مضيء متقد؛ وصفه بقوله: (الثاقب) لأنه يثقب الظلام بضوئه, فإذا نظرت إلى قبة السماء، في الليلة الظلماء، تجد أن هذه النجوم المتلألئة، أشبه بالثقوب، في هذه القبة السوداء. فلأنه ثقب ظلام السماء، سمي ثاقباً. وقيل: أن هذا الوصف يختص بنجم الثريا فقط؛ وذلك لشدة لمعانها وتوهجها. والثريا: نجم معروف في السماء، بل هو في الحقيقة مجموعة نجوم، أشبه ما تكون بعنقود العنب, مجتمع بعضها إلى بعض.
(إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ): (إن) مخففة من الثقيلة، اسمها محذوف تقديره "إنه"، وهي تفيد النفي. (لمّا عليها حافظ): هذه هي القراءة المشهورة (لمّا) بالتشديد، وهي بمعنى (إلاَّ). فيكون المعنى: ما من نفس إلا عليها حافظ. وجملة: (إن كل نفس لما عليها حافظ) جواب القسم. و (نفس): نكرة في سياق النفي, والنكرة في سياق النفي تفيد العموم. والمقصود بالنفس: جنس نفوس بني آدم. وقرأت بالتخفيف: (لَمَا) وعلى هذا تكون "ما" مزيدة. والحافظ: هو الملك الذي يحفظ على تلك النفس أعمالها، من خير، أو شر، كما في قوله: (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ. كِرَامًا كَاتِبِينَ). ويمكن القول إنه الملك الذي يحفظها، كما قال ربنا عز وجل: (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ). فهؤلاء المعقبات، هم من ملائكة الرحمن، يحفظون الإنسان عما أراد الله تعالى أن يحفظه منه، فإذا جاء قدر الله، خلو بينه وبينه. فالحفظ يتناول حفظ الأعمال؛ بمعنى كتابتها، وضبطها, ويتناول أيضاً حفظ الإنسان من أن يقع عليه الأذى.
(يُتْبَعُ)
(/)
(فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ): (فلينظر): يحتمل أن يكون النظر الحسي؛ لأن المطلوب النظر إليه ممكن, وهو هذا المني الذي منه خلق. لكن الأقرب والله أعلم، أنه النظر العلمي، بمعنى: فليتأمل ويعتبر؛ لأن المنظور إليه معهود في الأذهان، لا يحتاج أن يذهب ليبصره، وهو الماء الدافق. (مِمَّ خُلِقَ): يعني من أي شيء خلق. وهذا شروع في إقامة الحجة على منكري البعث. ويمكن أن نفسر "الإنسان" في هذا الموضع بأنه المنكر للبعث، وإن كان يصلح المقام للاعتبار لكل أحد. فإن المؤمن لو تأمل في أصل خلقه لزاد بذلك إيماناً.
إنها مسافة هائلة بين هذه النطفة المذرة، التي لا تكاد ترى إلا بالمجاهر المكبرة، وبين الإنسان الكامل الخلقة! يتحول الحيوان المنوي، بعد أن يلقح البويضة الأنثوية، إلى خلية مخصبة، ثم تشرع هذه الخلية بالانقسام المتتالي، حتى تصبح نطفة، فعلقة، فمضغة، ثم يخلق الله عظاماً، ويكسو العظام لحماً. ويترقى هذا الخلق العجيب، حتى يخرج كائناً يدب على وجه الأرض! لا ريب أن هذا من دواعي زيادة الإيمان. فلهذا يصلح أن يكون الخطاب موجهاً للإنسان الكافر، المنكر للبعث، لإقامة الحجة عليه في إثبات البعث. ويصلح أن يكون دعوة عامة للتفكر في عظيم خلق الله عز وجل.
فَلْيَنْظُرِ الإنسان الكافر المنكر للبعث الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يواجهه في مكة، من كفار قريش، (مِمَّ خُلِقَ)؟ يأتي الجواب مباشراً، لأن الجواب محل تسليم من الجميع، لا أحد ينكره: (خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ). وهم مقرُّون أن الله تعالى خالقه. والماء الدافق هو المني. وسمي دافقاً لكونه ذا اندفاق، واندفاع. وهذا مما يميز هذا الماء العجيب، أنه يخرج دفقاً بلذة , ليبلغ محله.
(يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ): الصلب: على قول جمهور المفسرين، هو فقار الرجل، يعني عموده الفقري، أي ظهره. والترائب: على قول جمهور المفسرين، هي عظام الصدر من المرأة. و عبر بعضهم بأنها موضع القلادة. فدلت الآية على أنه يخرج من بينهما، ولا يلزم من هذا أن يكون خارجاً من ذات العظم، عظم الظهر، أو أضلاع الصدر. وذهب بعض المفسرين إلى أن الترائب هي أطراف الرجل، يعني يديه ورجليه ولا تتعلق بالمرأة، لأن الماء إنما يخرج دفقاً من الرجل. فكأن هذا الماء الذي يخرج من الرجل يستل من جميع جسمه؛ من فقاره، وأطرافه, ولا شك أن العلم الحديث قد يساعد في إيضاح هذا المعنى، وقد لا يبلغ العلم الحديث التفاصيل الدقيقة في دلالة الآية, لكن المعلوم لدى المشتغلين بعلم وظائف الأعضاء، المسمى بـ (الفسيولوجي) أن هذا الماء يتكون في الخصيتين, ثم تتجمع في موضع معين. وأما الأنثى فإنها يتكون ماؤها في المبيضين، فيتم إنضاج البويضة، فتنزل من مبايض المرأة إلى الرحم، عبر قناة فالوب، مرة في الشهر. ومن حكيم صنع الله عز وجل، أن جدار الرحم يتهيأ بإذن الله تعالى لاستقبال الحمل المتوقع، فتهبط هذه البويضة، وقد امتلأ جدار الرحم بالشعيرات الدموية، وصار ثخيناً, فإن قدر خلال ثمان وأربعين ساعة أن يقع لقاء بين الزوجين، ويلتقي ماء الرجل الذي يحمل الحيوانات المنوية، مع البويضة، في رحم الأنثى، فإنه يسبق واحد من هذه الحيوانات المنوية إلى البويضة، فيقع التلقيح. فتنغرس تلك البويضة الملقحة في جدار الرحم، وتتغذى على ما اختزن في هذا الجدار من الأوعية الدموية، وتتوالى الانقسامات الخلوية، حتى تكبر، وتعلق في جدار الرحم، فتسمى علقة, ثم تمر ببقية المراحل، كما هو معروف في علم الأجنة. كل هذا بتقدير دقيق، وحكمة بالغة. ومن العجيب أن هذه البويضة، تحمل المورثات الجينية، من الأنثى كما إن الحيوان المنوي يحمل المورثات الجينية من الذكر. ومعلوم أن كل خلية بشرية تحتوي ستة وأربعين مورِّثاً "جين"، إلا الخلية المنوية، فإنها تحتوي نصف العدد، فقط. فينحدر من المبايض بويضة تحمل ثلاثة وعشرين مورثاً, ويقذف الذكر حيواناً منوياَ يحمل ثلاثة وعشرين مورِّثاً، فيصبح المجموع ست وأربعون. هذه الخلية الجديدة، هي (الأمشاج) كما قال ربنا عز وجل: (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا) والأمشاج تعني الأخلاط، لكونها خليطاً من ماء المرأة، ماء الرجل، فيقع
(يُتْبَعُ)
(/)
الشبه كما يريد الله عز وجل.
هذه العملية التي يلفت الله الانتباه إليها لا يبصرها الغافلون. إن الناظر بعين البصيرة، ولو كان عامياً، أمياً، لا يقرأ، ولا يكتب، لو أمعن النظر، لاعتبر في هذا الماء الذي يقذف في الأرحام، كيف يؤول إلى إنسان سوي، حي، سميع، بصير. هذه المسافة بين هذا الماء الذي تشمئز منه النفوس، وهذا الخلق الإنساني السوي، من دواعي النظر، الذي يوجب للإنسان إجلال الخالق، وطأطأة الرأس خضعاناً له سبحانه وبحمده. ثم لا ينقضي العجب كيف ينكر هذا الإنسان البعث! أبعد هذا المشهد العجيب، يا معشر المشركين، تقولون: (مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ).
(إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ): يعني الذي خلق هذا الإنسان، وكونه على هذه الصفة قادر أن يعيد خلقه مرة أخرى يوم القيامة. فهذا من أعظم دلائل البعث, ومرجع الضمير في قوله (إِنَّهُ) إلى الرب سبحانه وتعالى, ومرجع الضمير في قوله: (عَلَى رَجْعِهِ) إلى الإنسان. هذا هو الأقرب. وقال بعض المفسرين: أن مرجع الضمير في قوله: (عَلَى رَجْعِهِ) أي إلى الماء, فيكون معنى (لَقَادِرٌ): أنه قادر أن يعيد الماء إلى الموضع الذي خرج منه. يعني قادر أن يعيده إلى الإحليل، أو يعيده إلى الصلب، والترائب. ولا شك أن الله تعالى قادر على ذلك، لكن سياق الآيات يؤيد القول الأول، وهذا ما رجحه ابن جرير رحمه الله، لأن المقام مقام إثبات البعث, ولأن هذا الأمر، مما لم يوقعه الله عز وجل، وهو إعادة هذا الماء في الإحليل، أو إلى الصلب أو الترائب. فلا وجه للإتيان بالجملة المؤكدة هاهنا.
الفوائد المستنبطة:
الفائدة الأولى: إقسام الله تعالى بمخلوقاته. (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ).
الفائدة الثانية: كمال رقابة الله، وحفظه لبني آدم
الفائدة الثالثة: إثبات الملائكة الكرام، وبيان بعض أعمالهم, كالحفظ.
الفائدة الرابعة: بيان دليل من دلائل البعث، وهو أن القادر على الخلق قادر على الإعادة. كما قال الله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ) فهو دليل عقلي، حسي، على إمكانية البعث.
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[07 May 2010, 10:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
التفسير العقدي لجزء عم
سورة الطارق (2)
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
(يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (10) وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11) وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (12) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14) إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (17))
(يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ): (يَوْمَ) ظرف، متعلقه بالرجع، يعني إن الله سبحانه وتعالى قادر على إعادة بعثه (يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ) يوم القيامة؛ لأنه هو الذي تبلى فيه السرائر. ومعنى (تُبْلَى) أي تختبر، وتكشف. (السَّرَائِرُ): الضمائر، جمع سريرة، وهي كل ما أسره الإنسان، وأخفاه. وهذا فيه وصف بديع، وصف باطني ليوم القيامة! فمعظم أوصاف يوم القيامة تتعلق بالصورة الظاهرة، مثل: (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ)، و (إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ)، ونحوها مما يتعلق برسم الصورة الكونية الظاهرة, أما هذه الآية فإنها ترسم الصورة الباطنة، وهو ما يكون عليه حال القلوب، فتنكشف، فلا مجال للتزويق، ولا للنفاق، هم ضاحون لله عز وجل، ظاهراً، وباطناً؛ ضاحون لله ظاهراً، لا ثياب تسترهم, وهم ضاحون لله باطناً، فكل شيء بيِّن مكشوف.
(فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ): (فَمَا لَهُ) أي الإنسان, (مِنْ قُوَّةٍ) يعني من قوة ذاتية يمتنع بها, (وَلَا نَاصِرٍ) يعني من غيره، فليس له معين، ولا مدافع. فالفرق بين دلالتي هاتين اللفظتين: (قُوَّةٍ) وَ (نَاصِرٍ) أن القوة ذاتية, والنصر خارجي.
(يُتْبَعُ)
(/)
(وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ): أعاد الله تعالى القسم بالسماء، ولكنه هذه المرة بوصف جديد. (ذَاتِ الرَّجْعِ) والمراد بالرجع: المطر. وسمي المطر رجعاً، لأنه يرجع، ويعود مرة إثر مرة, وإنما أضاف الله تعالى الرجع إلى السماء لكونه يأتي من جهتها. وكل ما علاك فهو سماء. وقيل إن المقصود بالرجع: الشمس، والقمر، والنجوم, لأنها تشرق، وتغرب، ثم تعود. فوصفت بالرجع. والأول أقرب، وهو ما عليه جمهور المفسرين.
(وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ): هذا من التقابل, فبينا الإنسان يرفع طرفه إلى السماء، إذ به يحطه إلى الأرض. فكل ما حولك دلائل ربوبية؛ ترفع رأسك، تلتفت يميناً، وشمالاً، كل ما في الكون هو من دلائل البعث، ودلائل الربوبية.
(وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ) الصدع: يعني الشق. لأن الأرض تتشقق بالنبات، كما قال في سورة "عبس": (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ. أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا. ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا. فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا) إلى آخر الآيات. وهذا القسم مناسب لموضوع السورة, فالسورة تريد تقرير أمر البعث، وإقامة الأدلة عليه، فأقسم بالسماء بوصفها (ذَاتِ الرَّجْعِ)، والأرض بوصفها (ذَاتِ الصَّدْعِ)، وهذا إلماحة إلى دليل آخر من دلائل البعث، وهو أن الله سبحانه وتعالى، يحيي الأرض الميتة، فيسوق إليها الماء، فتنبت العشب والكلأ الكثير: (وَآَيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا). فالذي يحيي الأرض الميتة، قادر على إحياء بني آدم، وإخراجهم من قبورهم أحياء. ولما ذكر الله عز وجل في سورة "ق" قوله: (وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ. وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ. رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا) قال إثرها: (كَذَلِكَ الْخُرُوجُ)! فالذي يحيي الأرض الميتة بهذا الماء المساق من البحار، فتنبت، وتصبح ذات مروج، ونخيل باسقات، قادر على إخراج الإنسان حياً بعد موته.
(إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ): مرجع الضمير إلى القرآن, وهو إن لم يرد له ذكر، لكنه لما قال: (قَوْلٌ) علم أنه القرآن. ومعنى (فَصْلٌ) أي فيصل، وفرقان بين الحق والباطل, وهدى, وضياء, ونور, وشفاء, كل هذه الأوصاف تنطبق انطباقاً تاماً على كلام الله عز وجل. ولهذا قال الله: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) , وقال: (كتاب أحكمت آياته ثم فصلت).
(وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ): إذاً هو جد كله, ليس لعباً, ولا باطلاً, وليس المقصود به المسامرة, والتلذذ به كما يتلذذ بالشعر, وإنما هو جد, وحق, وموعظة, وهدى, وبيان, وشفاء، فخذوا الأمر بجد, فهذا الذي يتلى عليكم ليس أساطير الأولين, ليس شعراً, ليس سجعاً, ليس كلام كهان, بل هو حق يوجب عليكم أن ترعوه أسماعكم, وأن تعتقدوه بقلوبكم, وأن تقيموا حياتكم وفق هديه. إن الذي يمتلأ قلبه بهذا المعنى، يرزق بركة القرآن, فكل أمر اشتبه عليك من أمورك الخاصة, أو أمور الناس العامة، إذا أقبلت على القرآن بقلب صادق, ونفس مستشرفة، تعتقد أن الهدى, والشفا, والبيان هو في هذا الكتاب فوا الله، لتجدن فيه بغيتك، وطلبتك. لكن إذا حرم الإنسان هذا الاعتقاد، وهذا اليقين، حرم الثمرة. فليعود الإنسان نفسه على أن يعظم القرآن, ويعتقد أنه كلام رب العالمين، ليس كأي كلام, وأن كل ما يحتاج الناس إليه في معاشهم، ومعادهم، فهو في كتاب الله عز وجل, في كتاب الله جوابه، وشفاؤه, لا يلزم من ذلك أن يكون فيه ذكر التفاصيل لكن فيه ذكر الأسس, والمبادئ, والمفاتيح التي تقود الإنسان إلى معرفة الحق، وتحصيل الطمأنينة.
(يُتْبَعُ)
(/)
(إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا): أي هؤلاء المنكرون للبعث يتحايلون، ويدبرون بطريق خفي إيصال الأذى إلى النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين. وحقيقة الكيد، والمكر، والمحل: إيصال الأذى بطريق خفي. وأكدها بالمفعول المطلق (كيداً) لأن الكافرين يستفرغون جهدهم، ووسعهم، في الصد عن سبيل الله, ورسم الخطط لذلك. ولم يزل هذا دأبهم قديماً وحديثاً. وهذه سمة وصفة في كل منكر للبعث، أنه لابد أن يفني عمره، وجهده في إحقاق الباطل، وإبطال الحق, فالمنكر للبعث يريد أن يقنع نفسه، ويقنع الآخرين بصحة ما هو عليه، فلذلك يؤلب، ويجتهد، ويضلل، لكي يحاول إقناع نفسه، ومعاكسة فطرته، ومحاولة إضلال الآخرين, ويا له من عبث ضائع، وجهد غبين، إذ أنه مبني على باطل، ولا يفضي إلا إلى باطل.
(وَأَكِيدُ كَيْدًا): وشتان بين كيد الرب وكيد العبد؛ الكيد في حقيقته المشتركة، ومعناه الكلي، واحد، وهو إيصال الأذى بطريق خفي, لكنه من الله محمود, ومن هؤلاء الكافرين مذموم؛ لأنهم أرادوا بكيدهم إبطال الحق، وإحقاق الباطل. ولهذا يخادعون الناس بأنواع الخداع، يأتي أحدهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ومعه عظم بال، فيفته، ويقول "أتزعم يا محمد أن ربك يحيي هذا بعد أن صار رميما؟ ً" وهذا المشهد يمكن أن يجتاح أصحاب العقول السطحية، فتنطلي عليهم مثل هذه المكائد.
وهذا الكيد، منه سبحانه، في مقابلة كيد الكائدين، نظير قوله: (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ). ولما كان الكيد، والمكر، وأمثالهما، تنقسم مدلولاتهما إلى محمود، ومذموم، لم يجز إطلاق هذا الوصف عليه إلا مقيداً، على سبيل المقابلة. ولم يجز اشتقاق اسم له منها، فلا يقال من أسمائه الكائد, ولا من أسمائه الماكر، ولا يخبر به عن الله على سبيل الإطلاق، إلا أن يقيد، فيقال الكائد بالكافرين, الماكر بالماكرين، ونحو ذلك.
(فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا):"مهل": أي أنظر، واترك. وهذا من التنويع في التعبير, (رُوَيْدًا) كلمة مصغرة من (رودى) ومعناها: أي قليلاً, فالأمر قريب, عما قليل يتبين الحق من الباطل، وتعرف العاقبة لمن. ولهذا لم يمض عليهم سنيات حتى أذلهم الله يوم بدر، وألقوا في القليب، وصاح بهم النبي صلى الله عليه وسلم: وقد أرموا: يا فلان ابن فلان، يناديهم بأسمائهم: (هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقاً). (أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا) أمهلهم حتى تحقق الموعود.
الفوائد المستنبطة:
الفائدة الأولى: صفة يوم القيامة الباطنة (يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ).
الفائدة الثانية: كمال إحاطة الله بالعباد, وكمال ضعفهم، فلا قوة لهم من ذواتهم، ولا ناصر لهم من سواهم.
الفائدة الثالثة: عظم شأن القرآن, وبيان صفته الفاصلة، الجادة.
الفائدة الرابعة: فصل القرآن العظيم في جميع الأمور المشتبهات, فما من أمر مشتبه يطرأ على الناس، إلا وفي القرآن منه خبر، وشفاء، عرفه من عرفه، وجهله من جهله
الفائدة الخامسة: سعي الكافرين المنكرين للبعث بالباطل.
الفائدة السادسة: إثبات صفة الكيد لله عز وجل، وهو من صفاته الفعلية.
الفائدة السابعة: أن الله يمهل، ولا يهمل. فلا يغرنك ما ترى من انتفاش الباطل، وصولته، وجولته، فإن هذا لا يعني دوامه.
ـ[هاني درغام]ــــــــ[08 May 2010, 03:08 ص]ـ
جزاكم الله خيرا كثيرا وبارك لكم
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[10 May 2010, 11:34 م]ـ
جزاكم الله خيرا كثيرا وبارك لكم
وجزاكم بمثله وشكر الله لكم مروركم الطيب
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[10 May 2010, 11:50 م]ـ
تفسيرسورة الأعلى (1)
بسم الله الرحمن الرحيم
سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى
(يُتْبَعُ)
(/)
سميت هذه السورة بسورة "الأعلى" لورود هذه اللفظة الشريفة فيها، وهي اسم من أسماء الله الحسنى (الْأَعْلَى). وقد كان النبي يحب هذه السورة، ويقرأ بها، وبسورة "الغاشية"، في الجمعة, والعيدين، حتى إنه ربما اجتمع يوم عيد، ويوم جمعة، فقرأ بهما في الصلاتين. وحق لرسول الله أن يحب هذه السورة؛ لما تضمنته من المعاني العظيمة, ولما تضمنته من المنة التامة عليه بتيسيره لليسرى.
ولهذه السورة مقاصد متعددة، منها:
المقصد الأول: تنزيه الرب سبحانه وتعالى.
المقصد الثاني: بيان سماحة الشريعة.
المقصد الثالث: بيان وظيفة الرسول.
* قوله: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى:-
سَبِّحِ: هذا فعل أمر؛ أمر للنبي بالتسبيح، أي: التنزيه. فقول: "سبحان الله" اسم مصدر، أي تنزيهاً لله. وينزه الله تعالى عن ثلاثة أمور:
- أحدها: النقص: فله الكمال المطلق, فليس في صفاته نقص بوجه من الوجوه. فكل ما أثبته الله -تعالى- لنفسه فهو صفة كمال، لا نقص فيه بوجه من الوجوه. وهذا من معاني (المثل الأعلى). فله من العلم أتمه وأعلاه, ومن السمع أوسعه, ومن البصر أكمله، لا نقص في صفة من صفاته، (أحاط بكل شيء علماً) , و (وسع كل شيء رحمة) , و (لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء).
- الثاني: العيب: وهي الآفات, فهو منزه عن العمى, وعن الخرس, وعن الصمم، وعن المرض. فكل آفة، فالله بريء منها سبحانه.
- الثالث: مماثلة المخلوقين: فأي وصف يختص به المخلوق لا يمكن أن يثبت للخالق, وأي وصف يختص به الخالق فلا يمكن أن يتصف به المخلوق. فالاشتراك في الأسماء والصفات، إنما يكون في المعنى العام، الكلي، المطلق، الذي يكون في الأذهان، ويمتنع وجوده في الأعيان. فإذا أضيف الوصف إلى الموصوف تخصص.
والله – تعالى - أثبت لنفسه سمعاً، وبصراً، وأثبت للمخلوق سمعاً، وبصراً، وهذا الاشتراك إنما هو اشتراك في اللفظ، وفي المعنى العام، الكلي، المطلق. فالمعنى العام المطلق للسمع، هو إدراك الأصوات, والمعنى العام المطلق للبصر، هو إدراك المرئيات. وهذا محله الأذهان، والعقول, فإذا أضفناه تخصص. فإذا قلنا: سمع الله، صار وصفاً مختصاً به، لا يماثله فيه مخلوق. وإذا قلنا: سمع المخلوق، صار وصفاً خاصاً يختص به المخلوق. وقد جمعت ذلك عائشة - رضي الله عنها - في قولها "الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات! لقد جاءت المجادلة تجادل رسول الله وإني لفي جانب الدار، يخفى علي بعض كلامها، وقد سمعها الله من فوق سبعة أرقعة" [مسند أحمد]. فأثبتت سمعاً لله، وسمعاً لها, لكن سمع الله -عز وجل-، وسع الأصوات، ولا يمكن أن يشاركه أحد في هذه الخصيصة, وأما سمعها فإنه قاصر، وناقص، بدليل أنها في جانب الدار، ويخفى عليها بعض كلام المجادلة.
والله - سبحانه وتعالى - يأمر بتسبيح نفسه، وبحمد نفسه, فالحمد، والتسبيح، يكمل أحدهما الآخر. فإن الحمد يعني وصف الله بصفات الكمال. فهو إثبات. والتسبيح يعني تنزيهه عن صفات النقص، والعيب، ومماثلة المخلوقين، فهو نفي. وإنما يحصل العلم بالله بالنفي والإثبات معاً. ولهذا جاء في الحديث: (الْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأُ الْمِيزَانَ. وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلآنِ - أَوْ تَمْلأُ - مَا بَيْنَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ) [رواه مسلم].
قوله: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى: أمر الله تعالى بتسبيح اسمه، فهل المراد تسبيح الاسم، أم تسبيح الرب نفسه؟ قولان للمفسرين؛
- فمنهم من قال: الآية على ظاهرها، فمعنى تسبيح الاسم، أي تنزيهه أن يشاركه أحد في اسمه, فلا يجوز أن تطلق أسماؤه الحسنى على الأصنام، كما فعل المشركون، حينما أطلقوا اسم اللات، والعزى، ومناة، على معبوداتهم, فأخذوا اسم اللات من الإله, والعزى من العزيز, ومناة من المنان. فتسبيح اسم الله ألا يشتق منه اسم للأصنام.
(يُتْبَعُ)
(/)
- والقول الثاني: أن المراد سبح ربك، ولكنه عبر بالاسم، أو أدخل ذكر الاسم، لتحصل بذلك فائدة الجمع بين تسبيح القلب، وتسبيح اللسان. فيكون معنى سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ ما نقله ابن القيم، رحمه الله، عن شيخ الإسلام: "سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ أي: سبح ربك بقلبك، ولسانك, واذكر ربك بقلبك، ولسانك. فأقحم الاسم تنبيهاً على هذا المعنى، حتى لا يخلو الذكر والتسبيح من اللفظ باللسان، إلى أن قال: (وعبر لي شيخنا، أبو العباس ابن تيمية - قدس الله روحه- بعبارة لطيفة، وجيزة، فقال: المعنى: سبح ناطقاً باسم ربك، متكلماً به، وكذا سبح ربك ذاكراً اسمه - ثم قال- وهذه الفائدة تساوي رحلة لكن لمن يعرف قدره) يقول: لو لم يتمكن الإنسان من الحصول على هذه الفائدة، إلا أن يشد الرحل على بعيره، وينطلق في طلبها من بلد إلى بلد، لما كان ذلك كثيراً, لكن من الذي يثمن هذا، ويقدره قدره؟ إنهم أهل العلم؛ لأن هذه المعاني معاني فخمة، جليلة, وتلاحظون في هذه السورة أنه قال في أولها: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وقال في آخرها: وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى، فأمر في أولها بتسبيح اسم ربه، وذكر في آخرها عمن أفلح وتزكى، أنه ذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى. فذكر الاسم في الموضعين؛ في الموضع الأول بالتسبيح, وفي الموضع الثاني بالذكر، وذلك ليجمع الإنسان بين الوصفين: تنزيه ربه بقلبه، وذكره بلسانه. وهذا أعلى أنواع الذكر، وهو ما تواطأ فيه القلب واللسان, ثم في الدرجة الثانية: ما اختص به القلب دون اللسان, ثم في الدرجة الثالثة: ما كان باللسان دون القلب. فللذكر مراتب، ودرجات.
الْأَعْلَى اسم من أسماء الله الحسنى، وهو على صيغة أفعل التفضيل، يعني من له العلو المطلق. وله أسماء مقاربة مثل: (العلي) , و (المتعال). فالأعلى يدل على كمال علو الله عز وجل. وأهل السنة والجماعة يثبتون ثلاثة أنواع من العلو:
النوع الأول: علو الذات: وهو الاعتقاد بأن الله -سبحانه وتعالى- بذاته فوق سمواته, مستوٍ على عرشه, بائن من خلقه, ليس فيه شيء من خلقه ولا في خلقه شيء منه. وهذا النوع من العلو، يدل عليه الكتاب, والسنة, والإجماع, والعقل, والفطرة. ونازع فيه المعطلة، وأنكروا علو الله بذاته. وممن أنكر علو الله فوق سمواته: الجهمية، والمعتزلة, والأشاعرة، ومن على شاكلتهم، أنكروا أن يكون الله - عز وجل- فوق مخلوقاته! وهذا من أعجب العجب. فقد قامت دلائل الكتاب على إثباته، حتى قال بعض علماء الشافعية: "إن في القرآن العظيم أكثر من ألف دليل على إثبات علو الله". ودلت عليه دلائل السنة, وقطع العقل السليم باستحقاق الله لهذا العلو؛ لأنه صفة كمال, وفطر الله الفطر على ذلك؛ فما من إنسان إلا ويجد في قلبه نزوعاً إلى العلو حين يدعو الله تعالى، فيجد في قلبه ضرورة بالتوجه إلى العلو. وانعقد إجماع الأمة على هذا, وإنما نازع فيه هؤلاء المحجوبون، الذين جعلوا بينهم وبين بركة القرآن حجاباً مستوراً، من بدعة الكلام المذموم، والمقدمات الفاسدة.
النوع الثاني: علو القدر: وهو الاعتقاد بأن الله -سبحانه وتعالى- له صفات الكمال، التي بلغت الغاية في الحسن والقدر. وهذا لا ينازع فيه أحد من أهل القبلة. وهو معنى قوله تعالى: وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى. وإنما وقع النزاع في تطبيقاته.
النوع الثالث: علو القهر: وهو الاعتقاد بأن الله -تعالى- علا على كل شيءٍ وقهره، كما قال تعالى: وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ. وهو محل اتفاق بين أهل القبلة.
* قوله الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى:-
يعني أوجد من العدم. ومعنى (سَوَّى): أي جعله متناسب الأجزاء، والأعضاء، قائماً بما يناسبه. ويشبه ذلك قوله تعالى: الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ.
* قوله
:وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى: -
أي أنه سبحانه، سبق تقديره للمخلوقات، وهداها. والمقصود بالهداية هنا الهداية العامة, وذلك أن الهداية أنواع. فقد ذكر ابن القيم-رحمه الله-في كتابه"شفاء العليل" أن مراتب الهداية أربع:
1. الهداية العامة: وهي هداية كل مخلوق إلى ما يناسبه، ويصلح حاله. وهي المقصودة في هذه الآية، وتشمل الأنس, والجن, والطير, والوحش، وجميع ما خلق الله عز وجل، فهداه الله تعالى لما يقيم أوده، ويصلح معاشه.
(يُتْبَعُ)
(/)
2. هداية الدلالة، والبيان، والإرشاد: وهي أخص من الأولى، لأنها تتعلق بالمكلفين. والمراد بها: ما أظهر الله تعالى من شرعه، ودينه، لعباده. وهذا النوع من الهداية يقوم به الأنبياء, والعلماء, والدعاة، والمصلحون، لأنها هداية دلالة، و بيان، وإرشاد، ويدل عليها قول الله تعالى: وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم و أَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى.
3. هداية التوفيق والإلهام: وهذه أخص من التي قبلها، لأنها تختص بمن سبقت لهم من الله الحسنى. فليس كل من هدي هداية دلالة، وبيان، وإرشاد، يهدى قلبه. فالنبي خاطب الناس جميعاً، وبين لهم، ودلهم، وأرشدهم، فلم يهتدوا جميعاً، لأن هداية التوفيق، والإلهام، بيد الله -عز وجل-. وهذا هو معنى قوله تعالى: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ.
4. الهداية إلى طريق الجنة، أو طريق النار: وهذا النوع ليس في الدنيا، ولكنه في الآخرة. قال الله -عز وجل- في حق المؤمنين: سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ. قال بعض المفسرين: يعني يهديهم إلى طريق الجنة. وقال في حق الكافرين: احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ.
والمراد بالآية النوع الأول، وهي الهداية العامة التي بها مصالح الحياة والمعاش. وهذا باب واسع لمن أرسل فيه طرفه، وأعمل فيه عقله، فإنه يجد من حكم الله، عز وجل، وتصريفه لمخلوقاته، الشيء العظيم. وقد أفاض فيه ابن القيم -رحمه الله- في (شفاء العليل)، وفي (مفتاح دار السعادة) وعقد فصولاً بديعة، مدهشة، في التفكر في بعض مخلوقات الله، وكيفية هدايتها؛ فعقد فصلاً يتعلق بالنمل، وكيف تحفظ أقواتها، والنحل وكيف تبني بيوتها، والحمام وكيف معاشها، والهدهد وكيف يعرف مواضع الماء، وسائر أصناف المخلوقات، بكلام ينعش القلب. هذا، وابن القيم -رحمه الله- لم يتح له أن يطلع على ما اطلع عليه المتأخرون من أنواع المعارف؛ فإن العلوم الحديثة، قد كشفت من معاني الربوبية، ما يحار الطرف في النظر إليه، ويحار العقل في التفكر فيه, حتى إنه لما ألف بعض الملحدين، منكري وجود الله، كتاباً سماه "الإنسان يقوم وحده" يعني أنه مستغن عن وجود خالق, ألف عالم غربي كتاباً في الرد عليه سماه "الإنسان لا يقوم وحده". وقد ترجم هذا الكتاب إلى العربية بعنوان "العلم يدعو إلى الإيمان"، أوصي بقراءته، وإن كان مؤلفه غير مسلم، لكنه ذكر حقائق من حقائق الربوبية، التي يشترك فيها كل من يؤمن بوجود الله -عز وجل- ويمكن أن يوظفها المؤمن الحق في التدليل على توحيد العبادة. ومثله ما يذكره بعض المشتغلين بمسائل الإعجاز العلمي في القرآن. على أن مسائل الإعجاز العلمي، ينبغي التعامل معها بحذر، لأن بعض المشتغلين بها يغالون أحياناً، ويحملون النصوص ما لا تحتمل, ربما كان بعض ما قالوه صواباً، لكن لا علاقة له بالآية، ولا يجوز أن نحمِّل كلام الله عز وجل معنىً ليس مراداً له، حتى وإن كان ذلك المعنى صحيحاً في نفسه، لكن لا يجوز أن نقول: إن مراد الله بالآية، كذا، وكذا، إلا ببينة ودليل. وإذا كان هذا من قبيل النظريات، والفرضيات، فإنه لا يجوز أن تحمل عليه النصوص، لأن النظريات والفرضيات، قد يثبت بطلانها. وأما إن كان هذا الذي توصلوا إليه من قبيل القطعيات، والحسيات، والمشاهدات، فإننا ننظر؛ إن كان لفظ الآية يحتمله فلا بأس، أن نسوقه في هذا المقام, وإن كان لفظ الآية لا يحتمله، بل هو أجنبي عنه، فإنه لا يجوز أن نفسر كلام الله بغير مراده. فلينتبه لهذا من يقرأ في مسائل الإعجاز العلمي.
*قوله: وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى:-
الْمَرْعَى: موضع النبات، والخضرة. فالذي يخرج المرعى هو الله عز وجل. تمر بالأرض اليباب، القفر، يوماً، فلا ترى إلا الهواء يعصف بها, والغبار يثور منها, ثم يرسل الله -تعالى- عليها سحائب المطر، فتسقيها، فتمر بها وهي تهتز خضراء، ذات بهجة. من الذي أخرج المرعى؟ من الذي حفظ هذه البذور لسنة كاملة، وسقاها حتى عادت هذه الأرض الصفراء المغبرة، تهتز خضرة وجمالاً، وألواناً، وعبقاً، وأريجا؟ ً إنه الله (الَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى).
(يُتْبَعُ)
(/)
*قوله: فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى: -
هذه دورة أخرى. فَجَعَلَهُ أي الله -عز وجل- غُثَاءً أي جافاً، هشيما, ً وأَحْوَى أي يابساً، مائلاً إلى السواد. وذلك بعد أن يمر به ما شاء الله تعالى من الوقت، وتشتد عليه حرارة الشمس.
*قوله: سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى:-
يقول الله -عز وجل - مخاطباً نبيه: سَنُقْرِئُكَ أي القرآن، فَلَا تَنْسَى:"لا" نافية، فمعنى الآية، أن الله تعالى يعد نبيه أن يقرأه القرآن، وأن يحفظه في قلبه، لا ينساه. وذلك أن نبينا كان إذا نزل عليه الوحي يحرك به لسانه، يتحفظه، يخشى أن يتفلت عليه، كما قال في سورة القيامة: لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ. فطمأن الله نبيه قائلاً: سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى أي لن تنسى ما أوحي إليك.
*قوله: إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى:-
إِلَّا تفيد الاستثناء، وذلك للدلالة على طلاقة المشيئة. فكل شيء متعلق بمشيئته، وحكمته. والمعنى: إلا ما شاء الله أن تنساه، مثل المنسوخ. فما نسخت تلاوته، وحكمه، يدخل في هذا الاستثناء. وذلك أن الله -سبحانه وتعالى- قد ينسخ بعض ما أنزل على نبيه لحكمة بالغة، كما قال تعالى: مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا.
إِنَّهُ أي الله -عز وجل-. يَعْلَمُ الْجَهْرَ الجهر: ما يظهر الإنسان من قول، أو من عمل. وَمَا يَخْفَى: أي منهما. فعلمه محيط بكل شيء.
*قوله: وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى:-
وهذا من أسباب محبة النبي لهذه السورة. وَنُيَسِّرُكَ: يعني نسهل لك، ونهيأ لك. لِلْيُسْرَى: قيل: شريعة الإسلام، وقيل، وليس بعيداً عن القول الأول، أي عمل الصالحات الموصل إلى الجنة. وهذا مطابق لقول الله تعالى: فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى. فالله تعالى يبشر نبيه بتيسيره لليسرى، أي بتوفيقه لشريعة سمحة، سهلة، ميسرة، هي شريعة الإسلام. وهذا التيسير هو الموصل إلى الجنة، التي من أسمائها (اليسرى).
وهذا الوصف (اليسر) بيان لطبيعة هذا الدين, وهذه الشريعة, وهذا النبي. فهذا الدين في عقيدته مبني على اليسر، والوضوح، والبينة، ليس فيه أغلوطات، ولا تعقيد، ولا غموض, بل هو واضح، بيِّن، موافق للعقول السليمة، والفطر المستقيمة. ليس ككلام المتكلمين، والفلاسفة، والمناطقة. وهو يسر في شريعته، فإن هذه الشريعة حنيفية سمحة. ولهذا لما زَنَى رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ، وَامْرَأَةٌ، َقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: اذْهَبُوا بِنَا إِلَى هَذَا النَّبِىِّ، فَإِنَّهُ نَبِىٌّ بُعِثَ بِالتَّخْفِيفِ. رواه أبو داود. فكانت شريعة نبينا محمد متسمة باليسر، ورفع الحرج, وكان من قواعد الشريعة أن الضرورات تبيح المحظورات, وأن الأمر إذا ضاق اتسع, وأن المشقة تجلب التيسير. ويعقد العلماء أبواباً لأهل الأعذار، كما في الحديث: (صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ) [رواه البخاري]، وقال: (إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ، أَوْ تَتَكَلَّمْ) [رواه البخاري]. كما أن هذا النبي الكريم، كان من صفاته اليسر، فهو سهل, موطأ الأكناف, مزاجه مزاج طبيعي، ليس فيه عنت، ولا مشقة، يأخذ الأمور بالعفو، والظاهر، واليسر، لا يتكلف، بل يبغض التكلف: قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِين. وكان سمحاً مع أهل بيته، يصبر منهم على ما يقع من الغيرة، ويسايرهم، ويجاريهم، حتى ذكر جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- في قصة حجة الوداع أن عائشة -رضي الله عنها- ألحت على النبي أن تأتي بعمرة، فقال: (طَوَافُكِ بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ يَكْفِيكِ لِحَجَّتِكِ وَعُمْرَتِكِ) [رواه أبو داود] فلما رأى شدة رغبتها، وإلحاحها وافقها, قال جابر بن عبد الله: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ رَجُلاً سَهْلاً، إِذَا هَوِيَتِ الشَّىْءَ تَابَعَهَا عَلَيْهِ. فَأَرْسَلَهَا مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى بَكْرٍ فَأَهَلَّتْ بِعُمْرَةٍ مِنَ التَّنْعِيمِ. رواه مسلم. وكان سمحاً مع الناس، إذا صافح أحداً، لم
(يُتْبَعُ)
(/)
ينزع يده، حتى يكون الذي صافحه هو الذي يصنع ذلك. وتأتي الجارية السوداء، فتمسك بيده، فتذهب به في أسواق المدينة حيث شاءت. من رآه هابه، ومن جالسه أحبه. ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما، ما لم يكن إثماً. فنفسية المؤمن، ومزاجه، وسلوكه، وسمته، لابد أن يصطبغ بهذه الصبغة المحمدية، التي منّ الله تعالى بها على نبيه لأن هذا من أسباب سعادتك، وسعادة من يعاشرك.
الفوائد المستنبطة
الفائدة الأولى: وجوب تنزيه الرب عن النقص، والعيب، ومماثلة المخلوق.
الفائدة الثانية: إثبات الاسم لله تعالى، لقوله: سَبِّحِ اسْمَ خلافاً للمعتزلة، والجهمية، الذين زعموا أن الأسماء مخلوقة, وأن الناس اخترعوها لله، تعالى الله عما يقولون.
الفائدة الثالثة: إثبات اسم الأعلى لله تعالى.
الفائدة الرابعة: إثبات صفة العلو بأنواعه لله: علو الذات, وعلو القدر, وعلو القهر.
الفائدة الخامسة: كمال ربوبية الله تعالى؛ خلقاً, وإحكاماً, وتدبيراً, وهداية.
الفائدة السادسة: إثبات الهداية العامة, وهي هداية كل مخلوق إلى ما يصلحه في معاشه.
الفائدة السابعة: التنبيه على البعث، من قوله: وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى هذه الدورة تدل على إمكانية البعث؛ لأن هذا المرعى يصبح هشيماً، يابساً، مائلاً لونه إلى السواد, ثم يعود مرعى من جديد.
الفائدة الثامنة: حفظ الله تعالى لوحيه، ودينه، لقوله: سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى
الفائدة التاسعة: طلاقة مشيئة الله تعالى، إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ، واقترانها بحكمته.
الفائدة العاشرة: إمكان النسخ, لقوله:إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ فقد ينسي الله نبيه شيئاً فيكون من باب نسخ التلاوة والحكم.
الفائدة الحادية عشرة: كمال علم الله، لأن الذي يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى ما بقي شيء خارج عن معلومه.
الفائدة الثانية عشرة: كمال لطف الله بنبيه- صلى الله عليه وسلم: وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى.
الفائدة الثالثة عشرة: أن اليسر من خصائص النبي ومن خصائص عقيدته وشريعته.
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[26 May 2010, 08:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسيرسورة الأعلى (الجزء الثاني)
فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى
* قوله تعالى: فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى:-
هذا أمر من الله لنبيه بالتذكير, والذكرى ضد الغفلة فهي بيان مصحوب بالموعظة,
فَذَكِّرْ ذكر كل أحد، في كل حال، وفي كل وقت؛
إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى: ليس هذا قيداً، فليس المراد: ذكر إن كان للذكرى فائدة، فإن لم يكن للذكرى فائدة فلا تذكر! وإنما المراد: فذكر، فإن الذكرى لا تزال نافعة. سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَىوَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى فلن يخلو الحال من منتفع. ولو أردنا أن نجعلها قيداً، فإن هذا لا يصدق إلا على حالين:
1. حينما تبلغ الروح الحلقوم: فلا فائدة من التذكير، لأنها لا تقبل توبته، وقد بلغ هذا المبلغ.
2. حال طلوع الشمس من مغربها: فإنه: لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا [الأنعام: 158]، فلا فائدة من التذكير.
* قوله تعالىسَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى:-
سَيَذَّكَّرُ: يعني سيتذكر، فأدغم التاء في الذال، وشددها,
مَنْ يَخْشَىُ: يعني من يخشى الله، واليوم الآخر. وهذا موافق لقول الله عز وجل: وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ؛ لأن المؤمنين هم أهل خشية الله عز وجل.
* قوله تعالىوَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى:-
وَيَتَجَنَّبُهَا أي: يعرض عن هذه الذكرى، فلا يرخي لها سمعاً، ولا يرفع بها رأساً.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى يعني الذي بلغ في الشقاء غايته. والمراد به الكافر؛ لأنه أتى بصيغة أفعل التفضيل. ولهذا كان الكفار ينفرون من الموعظة، كما وصف الله عز وجل: وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ, وكذلك قال الله تعالى عن قوم نوح: وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا. وكل من كان عنده نسبة شقوة، نفر من الموعظة بقدر ما عنده من الشقاء, فالعاصي، إذا وعظ أحياناً، أو ذكر، نفر، وقال: لا تكثروا علي الكلام.
* قوله تعالىالَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى:-
أي: أنه يدخل هذه النار، فتحرقه بشوبها، ولهبها. ووصف النار بأنها الكبرى لشدة عذابها ونكالها.
* قوله تعالىثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا:-
يعني: لا يموت فيستريح من هذا العذاب، ولا يحيى حياة هنيئة. فبئست المعيشة.
* قوله تعالىقَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى:-
قَدْ: للتحقيق.
أَفْلَحَ: فاز. ومعنى الفلاح: الفوز بالمطلوب، والنجاة من المرهوب.
مَنْ: بمعنى الذي.
تَزَكَّى: أي تطهر بالإيمان، والعمل الصالح, كما قال في الآية الأخرى: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا. فمعنى الزكاة التطهر.
وقال بعض المفسرين: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى يعني: أدى زكاة ماله, وقال بعضهم أي أدى زكاة الفطر خاصة. والصحيح أن التفسيرين الأخيرين داخلان في التفسير العام, والأولى أن نحملها على العموم، فمن فسرها بأنها زكاة المال، أو زكاة الفطر، فإنما أراد تفسير الشيء ببعض أنواعه.
* قوله تعالىوَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى:-
هذا كما تقدم في مطلع هذه السورة، ينبغي أن يجمع بين ذكر القلب، وذكر اللسان. لم يقل "وذكر ربه فصلى" بل قال: وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ، ففيه تنبيه على الجمع بين ذكر القلب، وذكر اللسان.
فَصَلَّى أي: الصلاة المشروعة، وأعظمها الصلوات الخمس.
* قوله تعالىبَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا:-
بَلْ: للإضراب، أي الحال أنكم بتُؤْثِرُونَ: أي تفضلون، وتقدمونالْحَيَاةَ الدُّنْيَا. وهو خطاب موجه للكافرين، منكري البعث.
* قوله تعالىوَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى:-
كما قال في آية أخرى: فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ. فما أعظم خسارة من باع آخرته بدنياه
وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى: فهي خير من حيث المتاع؛
- ففيها صنوف النعيم، واللذائذ الحسية، والمعنوية، ما لا تقارن به لذات الدنيا. كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم: (مَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا) [رواه البخاري].
- والميزة الثانية: البقاء، لأن متاع الدنيا منقطع، مهما طال, مهما عمر هذا المتنعم، فمآله إلى الموت, لو سكن القصور, وحصل له جميع ما يتمناه من شتى الأمور، فمآله بعد ذلك إلى أن تنهد قواه, وأن يشيب صدغاه, وأن يؤول إلى الهرم, ويفقد اللذة ويموت. لكن الآخرة لا يبلى شبابها, ولا يفنى أهلوها. فلهذا كانت أبقى نعيم: وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ [هود: 108]
* قوله تعالىإِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى:-
إِنَّ: للتوكيد, جزء (عم) مليء بالعبارات التحقيقية، التأكيدية التي تعمر القلب باليقين الراسخ.
هَذَاالمشار إليه ما تقدم من الموعظة.
لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَىيعني: أنه مزبور، مذكور في الصحف الأولى. ووصفت بالأولية لكونها منزلة قبل القرآن.
* قوله تعالىصُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى:-
إِبْرَاهِيمَ: -عليه السلام- هو أبو الأنبياء، وإمام الموحدين في الأولين، وهو خليل الرحمن، له صحف، كما أخبر الله عز وجل. قيل أنها عشر صحائف.
وَمُوسَى: كليم الرحمن، وأعظم أنبياء بني إسرائيل. قيل أن الصحائف هي نفسها التوراة, وقيل إنها غير ذلك، وأنه ما ذكر فيها الوصايا العشر, خاصة. والأقرب أن تكون التوراة لأن هي من أعظم ما أنزل الله تعالى على موسى، فهي أولى بالذكر.
الفوائد المستنبطة
(يُتْبَعُ)
(/)
الفائدة الأولى: وجوب التذكير: في كل حال، لكل أحد، في كل حين.
الفائدة الثانية: تفاوت الخلق في الانتفاع من الذكرى، مع كون المنطوق واحدًا. يقف خطيب الجمعة، ويعظ الناس جميعاً، فتجد من الناس من يخفق قلبه، ويبكي، ويتأثر بالموعظة, وتجد آخر، عقله يسرح في أودية الدنيا. يخرج الناس من صلاة الجمعة، فمنهم من اتعظ، وازدجر، وصمم على إصلاح حاله, ومنهم من يخرج وكأن الأمر لا يعنيه، ولسان حاله يقول: (ماذا قال آنفٍا)!
الفائدة الثالثة: بيان الهدايتين؛ هداية الدلالة والبيان, وهداية التوفيق والإلهام, فالذكرى هداية دلالة وبيان، وكون بعضهم يتذكر، وبعضهم يعرض، يدل على هداية التوفيق والإلهام.
الفائدة الرابعة: أن الخشية أساس القبول، لقوله: سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى.
الفائدة الخامسة: العجب من صدود الكافر عن أسباب نجاته: وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى. كما تعجب مؤمن آل فرعون: (وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ).
الفائدة السادسة: إثبات النار وشدة عذابها.
الفائدة السابعة: وجوب التزكي والمجاهدة: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى , فإذا كان الفلاح لا يحصل إلا بالتزكي, فالتزكي إذاً واجب. (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا).
الفائدة الثامنة: فائدة تربوية مهمة، وهي أن التزكية تحصل شيئاً، فشيئاً, ليس في يوم وليلة ينقلب حال الإنسان من الأسوأ إلى الأحسن. لأن كلمة "تزكى" تدل على أن الأمر يحصل شيئاً فشيئاً. وهكذا الإيمان أول ما يقوم الإيمان في القلب، يكون كالنبتة الصغيرة، ثم لا تزال تمده مادة العلم، والإيمان حتى يصبح شجرة باسقة (أصلها ثابت وفرعها في السماء).
الفائدةالتاسعة: اقتران الاعتقاد بالقول والعمل. وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى فبعد أن ذكر التزكية، قال: وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِباللسان، وفَصَلَّى بالجوارح. فالإيمان قول، وعمل؛ قول القلب، واللسان، وعمل القلب، واللسان، والجوارح.
الفائدة العاشرة: أن سر هلاك الكافر حب الدنيا: بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى.
الفائدة الحادية عشرة: أن دين الله واحد: إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى.
. فهذا الذي في القرآن الذي جاء به محمد-صلى الله عليه وسلم- هو الذي في الصحف الأولى: (صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى) لا يختلف، وإنما تتنوع الشرائع.
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[08 Jun 2010, 04:08 م]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
?إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ *وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ * وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ * يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ * فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا * وَيَصْلَى سَعِيرًا * إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا * إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ * بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا? الإنشقاق (1 - 15)
هذه السورة -سورة (الانشقاق) - هي ثالث السور الأخوات، التي جاءت في حديث (من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأي عين فليقرأ: ?إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ?، ?إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ ?، ?إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ?) (رواه الترمذي وأحمد وصححه الألباني و حسنه الأرنؤوط).
ذلك أن كل واحدة من هذه السور، ترسم صورة القيامة. فتضمنت هذه السورة مقاصد عظيمة منها:
1 - الإيمان بالبعث والقيامة.
2 - الإيمان بالحساب والجزاء.
3 - الإيمان بالقرآن.
4 - ذم منكري البعث والقرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
?إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ? (إذا): أداة شرط ? .. انْشَقَّتْ? أي انفطرت، كما نقول في قوله تعالى: ?إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ? الإنفطار (1) أي انشقت فهما بمعنى واحد. وخير ما يفسر به القرآن هو القرآن. والمقصود بـ ? انْشَقَّتْ ? أي تصدعت، وتمزقت. فهذه السماء المحكمة التي تحدى الله تعالى بها الخلق أن يجدوا فيها أدنى فطور، تتمزق يوم القيامة.
قال الله تعالى: ?وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ? أي سمعت. والإذن هو السماع، ومنه قول النبي ?: (مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ.) متفق عليه. فمعنى أذن: أي استمع, و أذنت لربها: أي سمعت وأطاعت, لأن السماع نوعان: سماع إدراك، وسماع إجابة، وطاعة. فالمقصود هنا سماع الإجابة، والطاعة.
?حُقَّتْ? يعني: وحق لها أن تطيع, ذلك أن السموات، والأرضين، والجبال، طاعتها لله عز وجل طاعة كونية، بينما الإنسان طاعته لله عز وجل طاعة كونية وشرعية. وهذا معنى قول الله Ü: ?إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ? الأحزاب (72). وليس معنى ذلك أن السموات، والأرضين، والجبال، أبت أن تطيع الله Ü، فالمقام مقام عرض, لكنها لا تطيق حمل الأمانة. وهي منساقة لأمر الله الكوني، دون الشرعي, ?وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ? لأن الله تعالى أعطاه الاختيار، ولأجل ذلك صار مبتلى بامتثال الشرع، ?وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا? الأحزاب (72)
وليس معنى أن طاعة السماوات، والأرضين، والجبال، لأمر الله Ü هي طاعة كونية، أن هذه المخلوقات لا حقيقة لها، تخاطَب بها, بل يتوجه إليها الخطاب، وترد الجواب، على ما يليق بها. قال الله Ü مخاطبا إياها: ?فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ? فصلت (11). فهذا يدلنا على أن لهذه المخلوقات ذات تعبر عنها، لا ندرك كيفيتها، ولا حقيقتها، وتسمع، وتطيع، وتستجيب لأمر ربها، وتسبح بحمده ? ... وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ... ?الإسراء (44) فهذا أمر ينبغي أن يؤمن بجملته، وإن لم تدرك تفاصيله.
قال الله تعالى: ? وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ? انتقل المشهد من أعلى إلى أسفل! هذه الأرض التي يدب عليها الإنسان، ويحرثها، ويزرعها، ويعيش في أكنافها، تتغير يوم القيامة: ?وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ?: أي زيد في سعتها، وبسطت، ومدت مد الأديم. فالله Ï يغير السموات والأرض يوم القيامة، كما في قوله Ü: ?يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ? إبراهيم (48). الأرض التي كانت كروية، تبسط يوم القيامة، وتمد، ويزاد في سعتها، لتستوعب جميع الآدميين، والوحوش، وكل شيء كان على ظهرها، على مر القرون. ومن معنى المد أنه ليس فيها معلم لأحد, بل هي كالخبزة، كما روي عن سهل بن سعد الساعدي، رضي الله عنه، في قوله تعالى: ?فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ? (تفسير ابن كثير 8 - 314) , أرض جديدة، لم يسفك عليها دم. قد أعاد الله Ü تكوينها؛ فليس فيها جبل مشرف, ولا واد سحيق، ولا مغارات، ولا كهوف، ولا كثبان, بل هي أرض ممدودة، ليحصل البروز التام لله Ü ? ... وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ? إبراهيم (48).
قال الله تعالى: ?وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ?: يعني قذفت ما في بطنها من الأموات، وغيرهم. و (ما) من ألفاظ العموم، لأنها بمعنى اسم موصول.
?وَتَخَلَّتْ?: أي تخلت عنهم, كما يقال تخلى الرجل: أي قضى حاجته، وأخرج ما في جوفه. فكأن هذه الأرض تخرج ما في جوفها من الأموات، وغيرهم مما لا يعلمهم إلا الله Ü، فقد ورد في بعض الآثار أنها تلقي ما فيها، حتى أسورة الذهب. لكن المراد أصلاً، إخراج الأموات، وإثبات البعث.
? وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ?: كما أختها السماء, فأذنت: بمعنى سمعت سمع طاعة, وحق لها ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
?يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ?: الكدح: هو العمل الذي فيه مشقة واتصال, فأنت أيها الإنسان في هذه الحياة تكدح كدحًا شاقًا متواصلاً يوشك أن تلاقيه, و للمفسرين قولان في مرجع الضمير في قوله ?فَمُلَاقِيهِ?: منهم من قال أن مرجع الضمير إلى العمل أي: فملاقى ذلك العمل، الذي كدحت فيه, ويشهد له قول الله تعالى: ?يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ .. ?آل عمران (30). ومنهم من قال: إن مرجع الضمير إلى الله Ï. وهذا الثاني أرجح. وبين المعنيين تلازم؛ فإن هذا العمل يُكدح به إلى الله Ü، فيخلو الله تعالى بعبده، ويوقفه على عمله، فيحصل اللقاء. وقد ذكر الشيخ الإسلام ابن تيمية، رحمه الله، أن الملاقاة فيها معنى السير إلى الملك، فلا تكون ملاقاة إلا بسير وقصد.
فليعلم الإنسان أن الكدح لابد منه, وان الدنيا ليست بدار نعيم، فإن كنت لابد كادحًا، فاجعل كدحك فيما تحمد عاقبته في الآخرة. وهاهم الكفار على اختلاف مللهم, يلحقهم من الشقاء، والنكد، والكبد، مثل ما يلحقنا أيضا, وأشد، لكن فرقُ ما بين المؤمن والكافر، أن المؤمن يرجو ما عند الله ويحتسب، ويعمل عملا صالحا.
ثم إنه Ï بين أحوال الناس فقال: ?فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا? ابتدأ بالصنف الأسعد، والأحظ، وهو من يؤتى كتابه بيمينه، من أهل اليمين, وذلك أن الكتب يوم القيامة تبرز, فآخذ كتابَه بيمينه، وآخذ كتابَه بشماله، من وراء ظهره. وقد ذكر الله تعالى هذا أيضًا في سورة (الحاقة) في قوله: ?وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ? الحاقة (25).
?فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا? هذا الحساب اليسير، المراد به العرض, وهو الذي دل عليه حديث ابن عمر÷ مرفوعًا، كما في صحيح مسلم «يُدْنَى الْمُؤْمِنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، حَتَّى يَضَعَ عَلَيْهِ كَنَفَهُ، فَيُقَرِّرُهُ بِذُنُوبِهِ، فَيَقُولُ: هَل تَعْرِفُ؟ فَيَقُولُ: أَىْ رَبِّ أَعْرِفُ, قَالَ: فَإِنِّى قَدْ سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِى الدُّنْيَا، وَإِنِّى أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ. فَيُعْطَى صَحِيفَةَ حَسَنَاتِهِ. وَأَمَّا الْكُفَّارُ، وَالْمُنَافِقُونَ، فَيُنَادَى بِهِمْ عَلَى رُءُوسِ الْخَلاَئِقِ: هَؤُلاَءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ» (متفق عليه). وأما المناقشة فأشد منه, ويبين الفرق بين الأمرين أن عائشة، رضي الله عنها، سمعت النبي ? يقول «مَنْ حُوسِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُذِّبَ». فَقُلْتُ: أَلَيْسَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ?فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا?؟ فَقَالَ: «لَيْسَ ذَاكِ الْحِسَابُ، إِنَّمَا ذَاكِ الْعَرْضُ. مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُذِّبَ» (متفق عليه).
وذلك أن الموحدين على صنفين؛ منهم من سبقت لهم من الله الحسنى، وشاء الله تعالى، أن يغفر ذنوبه, فهذا يعامل بالعرض. ومنهم من عصاة الموحدين، من يدقق معه، ويحقق، وسبق في مشيئة الله Ü أن يُعذَّب بقدر ذنبه، ومآله إلى الجنة, فهذا الذي يعامل بالمناقشة. فمن نوقش عُذِّب، لأنه ما دقق معه في الحساب، إلا لتقوم عليه الحجة التامة, لكن مآله إلى الجنة.
?وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا? ينقلب بمعنى يرجع, وأما أهله، فقد ذكر الطبري في تفسيره، أنه ينقلبُ إلى أهله من الحور العينِ، وأقربائه من المؤمنين، بحالة من السرور والحبور. وحق له أن يُسَر، وقد نجا، وزحزح عن النار، وأدخل الجنة. هذه هي السعادة الحقيقة التي ما بعدها سعادة. ثم قال في القسم الثاني من التفريع:
?وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ? عياذا بالله, وقال Ü في سورة (الحاقة) ? .. بِشِمَالِهِ .. ? (الآية 25) ولا تعارض بين الصورتين, ذلك أن الكافر والعياذ بالله تُغل يمناه إلى عنقه، وتلوى يده اليسرى من وراء ظهره، ويؤتى كتابه بشماله. وفي هذا من البشاعة، والشناعة، ما لا يخفى. وفيه ازدراء له واحتقار.
(يُتْبَعُ)
(/)
?فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا?: أي ينادي بالهلاك، والثبور يقول: (وا ثبوراه، وا ثبوراه) وصدق! أي ثبور أشنع، وأشد، من هذا الثبور؟
?ويَصْلَى سعيرا? وورد في قراءة نافع، وابن كثير، وابن عامر، والكسائي ?وَيُصَلَّى سَعِيرَا? بضم الياء، وفتح الصاد، وتضعيف اللام. وذلك أنه يدخل في النار حتى تحرقه، وتشويه, والسعير: اسم من أسماء النار، وذلك لتسعرها بالحجارة والناس, ? ... وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ... ?البقرة (24). ثم وصف الله Ï حاله في الدنيا: ?إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مسرورًا?: أي أنه كان في الدنيا مسرورًا, كان فرِحًا، أشِرًا، بطِرًا، لا يبالي، ولا يصدِّق ببعث، ولا جنة، ولا نار، ولا يؤمن بشيء.
?إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ?, ظن: أي أيقن. أن لن يحور: أي أن لن يرجع إلى ربه, إذ كان منكِرًا للمعاد.
رد الله تعالى: ?بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا? فالله Ï أخبرُ به، وأبصرُ.
ثم إن الله تعالى قال: ?فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ? وكلام المفسرين في معناها: أن يكون معنى النفي: أن الأمر لا يحتاج إلى قسم، فهو من البيان بمكان, أو أن يكون على سبيل الوقف، بتقديرٍ محذوف: يعني ?فلا? أي فليس الأمر كما تدعون, ثم ?أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ?. وإما أن يقال أنها زيادة من باب التأكيد، فهي زائدة لفظًا، لا معنى. والشفق هو الحمرة التي تعقب غروب الشمس. وقال مجاهد في تفسيره، إن الشفق النهار كله (تفسير مجاهد 1 - 493) , والأول أولى. وإنما قال المراد به النهار كله، ليكون بمقابل ?وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ?. وقد جاء في حديث أبي مسعود الأنصاري، عندما علَّم جبريل النبيَّ e وقت صلاة المغرب، قال: ( .. ثُمَّ أَتَاهُ حِينَ غَابَ الشَّفَقُ الأَحْمَرُ .. ) (المعجم الكبير للطبراني 12 - 223). فهو علامة كونية شرعية.
?وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ? الليل: من مغيب الشمس، إلى طلوع الفجر. ? .. وَمَا وَسَقَ?: أي ما جمع، وحوى، ولف، ونحو هذه الكلمات, لأن هذه المادة –وسق- تدل على الجمع. ولهذا أطلق على الوعاء الكبير، الوسق، فهو يدل على الجمع. يقسم الله، سبحانه، بالشفق، ويقسم بالليل، وما جمع الليل، مما يسكن فيه من أنواع الكائنات ?وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ ... ?الأنعام (13). ولو سرح الإنسان بفكره في هذا، لذهب به الخيال إلى معانٍ لا حصر لها، فيما يجمعه هذا الليل، من أحداث، وموجودات، وتصرفات وغيرها.
?وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ? إذا اتسق: يعني إذا اكتمل، أو إذا استدار, وذلك يكون في الليالي البيض, وهن: ليلة ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة, فهو قَسم بالقمر، في أكمل أحواله، حينما يكون بدرا. ولله تعالى أن يقسم بما شاء من مخلوقاته.
? لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ? هذا جواب القسم, فاللام وقعت في جواب القسم (لتركبُن) , هذه هي القراءة المشهورة؛ بضم الباء, وأصلها (لَتَركَبُونَنَّ) فجرى فيها حذف النون، لتوالي الأمثال، فأصبحت (لَتَركَبُونَّ) , وحذفت الواو لاجتماع الساكنين، فصارت (لَتَركَبُنَّ). والمخاطب عموم الناس. ووردت بفتح الباء، على قراءة ابن كثير، والكسائي، وخلف، وحمزة، فيكون المخاطب بها، النبي ?.
? .. طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ? هذا من بلاغة القرآن العجيبة، وجمعه لأنواع المعاني, ? .. طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ? أي حالاً بعد حال, وذلك أن الناس -على القراءة المعروفة (لتركبُن) - تتنوع أحوالهم من الناحية الخِلقية، ومن الناحية القدرية، تنوعا عجيبًا, فإن أحدهم كان ترابًا، ثم صار نطفة، ثم علقة، ثم مضغة، ثم عظامًا، ثم صار جنينًا، ثم أُخرج إلى الأرض رضيعًا، ثم فتى يافعًا، ثم كهلاً، ثم شيخًا، ثم يموت، ثم يبعث. هذه أطباق متوالية. وقيل ? .. طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ?: أي سماءً بعد سماء, وهذا يتفق مع القراءة الثانية في توجيه الخطاب إلى النبي ?, وكأن في هذا إشارة إلى ما أكرمه الله تعالى به من العروج إلى السماوات العُلى, ففسرت بأطباق السماء ?الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا ?الملك (3) فسماء فوق سماء.
(يُتْبَعُ)
(/)
?فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ? هذا استفهام إنكاري يتضمن التعجيب من حالهم، وكفرهم بالبعث, فكيف لا يؤمنون به، وهم يرون أن الله Ü، قد نقلهم من طبق إلى طبق، ومن حال إلى حال, فالذي خلقهم من العدم، وأخرجهم من بطون أمهاتهم، وتقلبوا في أحوال الدنيا طبقًا عن طبق, قادر على أن يبعثهم. فلهذا جاء التعجيب في مكانه.
? وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآَنُ لَا يَسْجُدُونَ? القرآن كلام الله، الذي تكلم به حقيقة، بكلام حقيقي، لا يشبه كلام المخلوقين, ليس هو المعنى دون الصوت، ولا الصوت دون المعنى، بل هو كلام حقيقي من حرف وصوت, لا يكون كلامًا إلا بذلك. لكنه كلام عظيم، شريف، حتى إذا تكلم سبحانه أخذت السماواتِ من كلامه Ü رجفةٌ، وصعق الملائكة ?حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ?سبأ (23) فينزل به جبريل عليه السلام، إلى قلب محمد ?, ويعتري رسولَ الله ? من الجهد، الشيءُ العظيم, حتى إنه ليتفصد عرقًا في اليوم شديد البرد, وحتى إنه يثقل بدنه، حتى بركت به ناقته ذات مرة, وكانت فخذه مرة، على فخذ زيد بن ثابت فكادت أن ترض. كل ذلك من شدة الوحي وثِقَله, كما قال تعالى: ?إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا?المزمل (5) وهم يبصرون ذلك، ويشتد أثره على النبي ?, حتى إنه كان يسمع له صلصلة كصلصلة الجرس، حينما ينزل عليه الوحي, ولولا أن الله Ï قواه، ما استطاع أن يتلقى هذا الكلام الثقيل العظيم. وهذه أحد مواضع سجود التلاوة المتفق عليها.
?بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ? الذي يمنعهم من تعظيم القرآن، والسجود للمتكلم به، سبحانه، هو التكذيب, فكونهم يكذبون بالبعث، ويكذبون بالقرآن، ولا يرونه من عند الله Ü, لا يحصل لهم هذا التعظيم، والإجلال، والخشوع، الذي يحصل لعباد الله المؤمنين، من جنس قول الله:Ü ?إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا?الإسراء (107 - 109) هذان مثالان على اختلاف الاستقبال بين الناس؛ قوم لا يرفعون به رأسًا، ولا يسجدون له إذا أُمروا, وقوم إذا سمعوه خروا سجداً, وعلموا أن هذا القول قول كريم، ليس كسائر كلام الناس, وتجيش قلوبهم وتستجيب جوارحهم ? .. يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا .. ? -تنزيها له- ? .. إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا? فهذا الخشوع نابع من العلم بالله Ü.
?وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ? بما يوعون: أي بما يشتركون، ويجمعون من الأعمال، لأن الوعي بمعنى الجمع.
? فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ? الأصل في البِشارة أن تكون للأمور السارة، والنِذارة للأمور الضارة, لكن البِشارة يعبر بها أحيانًا عن الأمور المخوفة, وذلك لأن الأثر يظهر على البَشرة, فسميت البشارة لذلك؛ فإذا سر الإنسان تهلل وجهه، وإذا خاف اصفر وجهه, فالبَشرة مرآة القلب, ويكون التعبير هنا من باب النِكاية بهم ?فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ? فجعل البِشارة في موضع النِذارة، تبكيتًا لهم، وليكون أبلغ في وقعه عليهم.
?إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ? استثنى الله تعالى استثناءً منقطعًا، لأنهم أصلاً غير داخلين في ذلك الوعيد, فـ (إلا) هنا بمعنى بل.
?لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ? أي غير مقطوع، ولا ممتن به عليهم, لهذا قال الله:Ü ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى ?البقرة (264) فمن كرامة الله Ü لعباده المؤمنين، أنه يجعل رزقهم غير ممنون.
الفوائد المستنبطة من السورة:
أولا: فيها شدة أهوال يوم القيامة.
ثانيا: بيان ربوبية الله Ü. فالله تعالى رب السماوات، والأرَضين، وما، ومن فيهما؛ من مؤمن، وكافر، وبر، وفاجر، وكل ساكن، ومتحرك، ورطب، ويابس, هو خالقُه، ومليكُه، ومدبره، فهذه الربوبية العامة. وأما ربوبية الله لعباده المؤمنين، فإنها ربوبية خاصة، فيها معنى اللطف، والتيسير، والحفظ، ونحو ذلك.
ثالثا: إثبات البعث.
رابعًا: بيان حال الإنسان في الدنيا، وهو الكدح، والكبَد. فلا ينتظر الإنسان في هذه الدنيا نعيمًا.
خامساً: إثبات الحساب وتنوعه.
سادساً: كمال عدل الله ورحمته, فالله Ü حكم عدل، مقسط، لا يظلم مثقال ذرة.
سابعًا: شؤم عاقبة المنكرين للبعث.
ثامناً: إقسام الله Ü بما شاء من مخلوقاته, وليس للمخلوق إلا أن يقسم بالله Ü.
تاسعاً: تنوع أحوال الناس في الدنيا، والآخرة.
عاشرًا: التعجيب من حال المنكِرين للبعث.
أحد عشر: عظمة القرآن، ووجوب الإيمان به, وأنه كلام الله حقا.
ثاني عشر: سبق علم الله Ü وقدره.
ثالث عشر: حسن عاقبة المؤمنين.
رابع عشر: أن العمل من لازم الإيمان ومقتضاه فالله Ü لا يكاد يذكر الإيمان إلا ويقرنه بالعمل. فمن ادعى إيمانًا بقلبه، ولم يصدقه بعمله، فدعواه كاذبة. إن كان الإيمان حقًا في القلب، فلابد أن يظهر على الجوارح. ولهذا نجد أن بعض الفساق المسرفين على أنفسهم, إذا نُصحوا، ووُعظوا، قال قائلهم: التقوى هاهنا. التقوى هاهنا, يتمثل قول النبي ? (رواه مسلم 4650). فيقال له: لو كانت التقوى في القلب، لظهرت على الجوارح, من اتقى الله تعالى حقًا وصدقًا، عصم لسانه، وجوارحه، عن الوقوع فيما حرم الله Ü, والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[06 Jul 2010, 12:22 ص]ـ
التفسير العقدي لجزء عم
سورة الغاشية
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
?هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ *وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ * تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً * تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آَنِيَةٍ * لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ * لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ * لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً * فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ * فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ * وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ * وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ * وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ * أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ * فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ * إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ * فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ * إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ ?
سبب التسمية:
سميت سورة "الغاشية" بهذا الاسم، لورود هذا اللفظ فيها: ?هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ?, ولأن النبي r سماها كذلك. فهذه من السور التي سماها النبي r بنفسه. وسور القرآن منها ما وردت تسميته على لسان النبي r ، فتكون توقيفية, ومنها ما سمته الصحابة y، واشتهر بينهم.
ولهذا قد نجد للسورة الواحدة أكثر من اسم؛ كما يقال مثلاً: سورة الإسراء، أو يقال سورة بني إسرائيل, وسورة محمد، أو سورة القتال, وسورة براءة، أو سورة التوبة وهكذا. وهذه السورة، كما السورة السابقة "سبح"، كان النبي r يقرأ بهما في الجمعة، والعيدين، حتى إنه ربما اجتمع يوم عيد، ويوم جمعة، فقرأ بهما في الصلاتين (مسلم 3 - 15) , وما ذاك إلا لما تضمنته هاتان السورتان من المعاني الجليلة، والمواعظ البليغة.
من أهم مقاصد هذه السورة:
- المقصد الأول: تقرير الإيمان بالبعث، والجنة والنار. وهي القضية التي كان ينازع فيها مشركو العرب, القضية التي تؤثر تأثيراً بالغاً في مجرى الحياة، وسلوك الإنسان, فإن إيمان المرء بالبعث، والجزاء، والجنة، والنار, هو الذي يحدد مساره، ويجعله مؤمناً أو كافراً. فمن أقر بالبعث، وبوعد الله، ووعيده، بحث عما يرضي ربه، كي يسلم من وعيده، وينال موعوده. ولهذا كانت هذه القضية فيصلاً بين المؤمنين والكفار, ومَفرِق طريق بين الأبرار والفجار. كما أن أهل الإيمان، أنفُسَهم، يتفاوتون بقدر إيمانهم بها؛ فمن كان قلبه معموراً بالإيمان بالبعث، والجنة، والنار، انضبط، واتقى الله Ü, ومن كان ضعيف الإيمان بهذه القضية، كثير الذهول عنها, فإنه يقع في المعاصي ويجترح السيئات. وهذا أمر مشاهد تجده في نفسك, فكلما قوي في قلبك الإيمان باليوم الآخر، ازدجرت عن المعاصي، وخفَّت نفسك إلى الطاعات, لأنك ترى أنك تدَّخر ليوم آت, وإذا خف ذلك في نفسك، وغاب، فإنك تقتحم المعاصي، وتفرط في الواجبات. ولهذا كان النبي r يقول: (أكثروا من ذكر هادم اللذات الموت) (ابن حبان وحسنه الأرنؤوط).
ويقال إن رجلاً سب عمر بن عبد العزيز-رحمه الله-فلما هم أن يرد عليه قال: "لولا اليوم الآخر لأجبتك". فإذا شعر الإنسان باليوم الآخر, أحجم عن كثير من الكلام, وكف عن كثير من الفعال, لأنه يعلم أن ذلك في صحيفته وأنه سيلقاه. ?يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا .. ? (آل عمران-30).
- المقصد الثاني: إثبات الألوهية بدلائل الربوبية, وهذا منهج قرآني رصين، وكثير، في كتاب الله Ü.
- المقصد الثالث: بيان وظيفة الرسل، وهي الذِّكْرَى كما تقدم في سورة الأعلى.
(يُتْبَعُ)
(/)
?هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ?: ?هَلْ? قال بعض المفسرين أنها استفهامية, وليس المراد بالاستفهام من الله Ü ما كان ناشئاً عن جهل حاشا وكلا, وإنما أريد به التقرير ولهذا قال البعض الآخر معنى ?هَلْ?: أي قد أتاك حديث الغاشية فيكون مآل الاستفهام إلى التقرير وقد ورد فيما روي عن النبي r ( أنه سمع قارئاً يقرأ ?هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ? قال نعم قد أتاني).
?حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ?: الحديث هنا بمعنى الخبر, والغاشية هي القيامة, سميت بذلك، لأنها تغشى الخلائق بأهوالها، أي تغطيهم, فمعنى الغشي: التغطية, يقال: غُشي عليه، أو مَغشي عليه، إذا غُطِّي على عقله, وتغشاه بالثوب يعني غطاه, وقيل بالإضافة، بمعنى أن (الغاشية) غاشية القيامة، أوغاشية النار. فإذا قلنا غاشية القيامة، فإنها تشمل كل شيء, وإذا قلنا غاشية النار، فهي مضافة إلى النار. وهذا مأثور عن بعض السلف. فمعنى ذلك أنها تختص بالكافرين دون غيرهم. والأولى الحمل على العموم، لما أن الله تعالى عمَّم. وهو اختيار ابن جرير الطبري ‘. وبهذا يتبين أن من أسماء القيامة الغاشية.
?وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ?: هذا بيان أثر الغشي, وعُبر بالوجوه عن الذوات، لأن الوجه هو أهم ما في الإنسان، وهو الذي تظهر عليه الانفعالات؛ من الفرح, والحزن, والدهشة, والأسى, وغير ذلك، فإنه يتضح على قسمات الوجه. ومعنى ?خَاشِعَةٌ? أي ذليلة، كما قال الله تعالى: ?وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً? (فصلت 39): أي هابطة. فالخشوع فيه معنى الذل، والخضوع، والهبوط. فوجوه الكافرين، والعياذ بالله، تكون ذليلة، منكسرة، مطأطأة. وليس المراد بالخشوع هنا الخشوع المحمود، من جنس قول الله تعالى: ?الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ? (المؤمنون-2) , فإن الكافرين لما لم يقع منهم خشوع في الدنيا، وقع عليهم الخشوع في الآخرة. وأهل الإيمان لما خشعوا لله تعالى في الدنيا، نضر الله وجوههم في الآخرة, فلا يجمع الله على عبد بين مخافتين, ولا يجمع له بين أمنين؛ فمن أمنه في الدنيا، أخافه في الآخرة، ومن خافه في الدنيا، أمنه في الآخرة.
?عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ?: معنى?عَامِلَةٌ? أي أصحاب هذه الوجوه، وهم الكفار، يكلفون الأعمال الشاقة في النار؛ من جر السلاسل، والأغلال التي تكون في أعناقهم, وهذا أشد ما يكون من الحبس، حتى في الدنيا، إذا أرادوا أن يغلظوا في عقوبة الحبس، يقولون: مع الأشغال الشاقة، قال تعالى:?إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ * فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ? (غافر-71) , ومعنى ?نَاصِبَةٌ?: أي ذات نصب، وتعب.
?تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً?: "تَصلى" بفتح التاء، أو بضمها "تُصلى" قراءتان, ومعنى ?حَامِيَةً? أي شديدة الحرارة. فهي تحرق في النار، والعياذ بالله، فتحترق بها، وتمتحش من وهجها ولفحها.
?تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آَنِيَةٍ?: الساقي ملائكة العذاب, والعين الآنية: هي المتناهية في الحرارة، التي بلغت في الغليان غايته. وقيل في معنى ?آَنِيَةٍ?: أي حاضرة، يعني كأن هذا الماء بمجرد ما يطلبونه، يكون مهيئاً، كما وصف الله Ï في سورة الكهف: ?إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ .. ? (الكهف-29) فكلما بلغ منهم العطش مبلغه, و استسقوا أتوا بالماء في حينه, فما إن يقربوه إلى أفواههم، حتى تسقط جلدة وجوههم فيه, وذلك لشدة حرارتها، أجارنا الله وإياكم.
?لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ?: لما ذكر الشراب، ذكر الطعام، وهو الضريع. الضريع: نبات من الشوك، تعرفه العرب، ليس فيه ورق، وتعافه الدواب. فسماه الله Ü بهذا الاسم، لدلالته على معنى سوء, وتسميه العرب الشبرق, واليابس منه هو الضريع, وقيل: إنه شجر من نار. فالله أعلم بكيفيته، لكنه الطعام المتاح لهم؛ شوك يزدردونه، فيقع لهم من الأذى، من جراء تجرعه، الشيء العظيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
?لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ?: فهو لا يسمن منه آكله, ولا يقضي منه نهمته, أو يحس بالامتلاء, ولا يسكن ما يجد من الشعور بالجوع. والشعور بالجوع مؤلم، يعرف ذلك من جربه, فيجتمع عليهم هذا الشراب متناهي الحرارة, وهذا الطعام الشوكي، الحارق لأجوافهم.
?وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ?: ما أعظم النقلة بعد هذا المشهد الرهيب، وبعد هذا العذاب الوبيل، الذي دل على النكد الحسي، والمعنوي, إلى صورة مقابلة على النقيض تماماً فقال: ?وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ? تلك وجوه المؤمنين ومعنى ?نَاعِمَةٌ?: أي حسنة نضرة كما قال الله تعالى: ?وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ? (عبس-38) , فعبر Ü بالوجه عن الذات، لكون الوجه هو مظهر الفرح، أو الحزن, والبؤس، أو النعيم.
? لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ?: أي لسالف عملها في الدنيا, ?رَاضِيَةٌ?: أي حامدة لثوابه في الآخرة, فهي قد سعت في الدنيا، وحمدت سعيها في الآخرة.
?فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ?: العلو هنا حسي، ومعنوي, فالجنة من أعلى المخلوقات، وفوقها عرش الرحمن, وعرش الرحمن: سقف الجنة, وبحسب حال المؤمن ومرتبته في الإيمان، تكون منزلته في الجنة. فلهذا كان الفردوس أعلى الجنة ووسط الجنة, ومنه تفجر أنهار الجنة, فهي عالية في نعيمها وفيها من النعيم أعلاه. وقد ثبت في سنن الترمذي من حديث أبي هريرة t مرفوعا: (أعددت لعبادي الصالحين مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وتصديق ذلك في كتاب الله عز و جل ?فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ? (السجدة-17)) (الترمذي 5 - 346) قال الألباني: صحيح.
?لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً?:أي لا يسمع في هذه الجنة أي كلمة من لغو، أو باطل. وياله من جو نقي، لا تسمع فيه كلمة زور، ولا هجر من القول! وهذا لا يحصل في الدنيا بحال، فهي مليئة باللغو, والفحش, والزور, والكذب, والبهتان, أما تلكم الجنة العالية، فبريئة نقية من كل ذلك.
?فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ?: النفس تحب الماء ومنظره، وجريانه، وتستروح له, فإذا سمع الناس بماء سارح، أو مجتمع، في جهة من الجهات، شدو إليه الرحال وذهبوا ينظرون إليه, وإذا كان في بلادهم أنهار قصدوها. ولهذا قال فرعون عن دنياه ? .. وهذه الأنهار تجري من تحتي .. ? (الزخرف-51). فلما علم الله Ü أن هذا من ملاذّ عباده, قال في وصف الجنة: ?فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ? فمعنى ?عَيْنٌ جَارِيَةٌ?: العين: نبع الماء. وجارية: سارحة. وليس المقصود بها عين واحدة، وإنما جنس العيون, فهي عيون سارحة تجري على أرض الجنة. كما أنها ليست كأنهار الدنيا، لا تجري إلا بأخاديد انحفرت على مر الزمن.
?فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ?: ?سُرُرٌ?: المقصود بها ما يجلس عليه الإنسان، ويتكأ عليه. ومعنى ?مَرْفُوعَةٌ?: أي ذاتاً، وقدراً، ومحلاً, فهي رفيعة في ذاتها التي خلقها الله تعالى عليها, وفي صفتها، وفي محلها. فهي في الجنة، التي هي (عِلِّيُّون) , والنفس تميل إلى الرفعة، والإطلال على ما دونها, فالأنهار من تحتهم، وهم من فوقها مشرفون عليها, وهذا غاية ما يكون في التنعم، والمنظر الحسن.
?وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ?: ما أحسن التقابل, السرر مرفوعة، والأكواب موضوعة! والمراد بقوله: ?َأَكْوَابٌ?: الأقداح التي لا عُرَى لها, هذه هي الأكواب في لغة العرب، وتكون للشرب, ?مَوْضُوعَةٌ?: أي مقربة، مهيأة، معدة لهم, فكلما أرادوا الشراب، كانت في متناولهم.
?وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ?: ?نَمَارِقُ?: جمع نمرقة, والمراد بها الوسائد, ومعنى ?مَصْفُوفَةٌ?: أي مرصوص بعضها إلى جنب بعض, وهذا ما يطلبه أهل الترف، والثراء, فترى أحدهم في مجلسه وقد جلس بين كمية من الوسائد، يرتفق بها يميناً، وشمالاً, ويتكأ عليها، ويستند, فكذلك أهل الجنة، عندهم وسائد متراصة، يستندون عليها، ويتكئون، ويرتفقون، أي يضعون عليها مرافقهم. فهذه الوسائد تحفهم من كل جانب. ومهما بلغ بنا الخيال لا يمكن أن نتصور هذا النعيم الحسي، وهذا اللذة، والسرور، والحبور الذي يعيشون فيه, لكنه اللفظ يقرب المعنى للذهن.
(يُتْبَعُ)
(/)
?وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ?: ?وَزَرَابِيُّ?: المراد بها البُسط, وما تسميه العرب بالطنافس, التي يكون لها خمائل خاصة. ومعنى ?مَبْثُوثَةٌ?: أي أنها كثيرة، منتشرة. فحيثما توجهوا، تستقبلهم هذه الزرابي مفروشة، معدة لهم.
هذا حال أهل الجنة، بإزاء حال أهل النار! وشتان ما بين الصورتين. منظران متقابلان، بينهما بعد المشرقين! وحالان متباينان؛ حال أهل النار, ما يعانونه من أنواع العذاب الحسي، والمعنوي, وحال أهل الجنة، وما يتقلبون به من أنواع اللذائذ، والنعيم الحسي، والمعنوي.
?أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ?: هذا الاستفهام للإنكار، والتعجيب من حالهم, ومعنى ?ينظرون?: ليس المقصود يبصرون البصر المعتاد, وإنما نظر التفكر والاعتبار, وإلا فهم ينظرون إلى الإبل صباح مساء، لأنها كانت أنفَس أموالهم. ومن تأمل في خلقة الجمل، وجد أن خلقته مميزة من بين سائر الحيوانات, هذا الظهر المسنم, وهذه الرقبة الطويلة, تفارق كثيراً من أنواع الحيوانات. وفي هيئته تلك ما تجعله مهيئاً للركوب, ولحمل الأشياء الثقيلة, وتحمل العطش والمشاق. وهذا الوبر جعله الله تعالى على جسمه، وقاءً له في الشتاء, وسبباً لعدم فقده للماء وتبخره، في الصيف.
?وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ?: نقلة أخرى، ومشهد جديد, هذه السماء المبنية، خَلق عظيم, سقف مرفوع، لا نرى له عمداً ? .. بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا .. ? (الرعد-2) , ولهذا قيل إن معنى قوله ? .. بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا .. ? أنه لا يوجد عمد أصلاً، كما يروى عن ابن عباس، ومجاهد, وقيل بل ثَمَّ عمد، لكنها غير مرئية، كما روي عن إياس، وقتادة, ويكون رفعها بهذه القوانين الكونية الطبيعية، التي خلق الله تعالى عليها هذا الكون، فهذا البناء الشاهق, هذه السبع الشداد، لا تقع على الأرض. ? .. وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ .. ? (الحج-65) ه?إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا .. ? (فاطر-41) , فالله تعالى هو الممسك لها, فلو شاء الله لوقعت، وسحقت الخلق كلهم.
?وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ?: الجبال خلق عظيم, وكثيراً ما يقرن الله تعالى بين السماء، والأرض، والجبال, ? .. كَيْفَ نُصِبَتْ? النصب يكون للخيمة, وذلك أن هيئة الجبل، كهيئة الخيمة, مسنم، وله في الأرض جذور راسخة. ولهذا قال في سورة (عم) ?وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا? (النبأ-7). وحينما يقف المرء أمام الجبل، يشعر بالتصاغر أمام هذا الخلق العظيم, وقد يكون جبلاً من أصغر الجبال, فكيف إذا كان من الجبال الشاهقة، التي يقاس ارتفاعها بالكيلومترات, الله أكبر! هذه الجبال تسبح الله ?يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ? (سبأ-10) فهذه الجبال تسبح الله Ü وتخشاه، وتعظمه، وتشفق من حمل الأمانة.
?وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ?: نقلة من أعلى إلى أسفل، هذه الأرض التي ندُب عليها, وتعيش عليها مختلف الخلائق، كيف سطحها الله تعالى، وجعلها مهيأة للعيش فيها، والسير في أرجائها؟! وقد استدل بعض العلماء، ومنهم السيوطي ‘، على أن الأرض مسطحة، وليست كروية، وأنقل لكم كلامه, قال:
"ظاهر قوله: ?وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ? ظاهر في أن الأرض سطح, وعليه علماء الشرع، لا كرة، كما قاله أهل الهيئة – يقصد أهل الجغرافيا, واسمها الصحيح الهيئة - وإن لم ينقض ركناً من أركان الشرع"ا. هـ احترز ‘ أن الإنسان لو اعتقد أنها كرة, فإن ذلك لا ينقض ركناً من أركان الشرع, واستدل بالآية على أن الأرض مسطحة, ولكن لا ريب أنها كروية, وقوله ‘ "عليه علماء الشرع"، ليس مسلماً، بل عليه بعضهم, فإن شيخ الإسلام بن تيمية -رحمه الله- وهو سابق له، كان يصرح بكروية الأرض. ومما يستدل بها على كرويتها قول الله تعالى: ? .. يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ .. ? (الزمر-5) , والليل والنهار إنما يقعان على الأرض، ففي حركتهما، وتبناوبهما، ينشأ هذا الشكل الكروي, ثم إن الحس والواقع يقطعان قطعاً جازماً أنها كروية. والجمع بين هذا، وبين قول الله تعالى: ?وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ? إن هذا بحسب نظر الناظر، يرى الأرض مسطحة، حتى ينقطع بصره بخط الأفق, ومما يدلك على أنها كروية أنك إذا أقبلت على
(يُتْبَعُ)
(/)
جهة من الجهات، فإنك أول ما ترى منها عاليها, ترى، مثلاً، رؤوس المآذن, أو رؤوس الجبال, فكلما اقتربت نزل البصر إلى ما دون ذلك.
?فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ?: التذكير: الدلالة على الحق، المصحوب بالموعظة التي تحرك القلوب، ?إنما? أداة حصر يعني: أن مهمتك، ووظيفتك هي البلاغ، والذكرى.
?لَسْتَ عَلَيْهِمْ ?: يعني على المخاطبين من المشركين ? .. بِمُصَيْطِرٍ? يعني بمتسلط، وجبار. والقراءة المشهورة بالصاد، كما عند عاصم، ونافع، وابن كثير، وأبي عمرو, ولكن ثم قراءة بالسينن عند ابن عامر، والكسائي، في رواية. وهما لفظان متطابقان في الدلالة على معنى التسلط، والتجبر, وذلك أن النبي r لا يملك أن يدخل الإيمان، والذكرى في قلوبهم قسراً. وقد قال بعض المفسرين إن هذه الآية منسوخة بآية السيف (الطبري, القرطبي, البغوي) , والصحيح في آيات الجهاد أنها ليست من قبيل المنسوخ, وإنما تنزل كل آية على الحال الذي يناسبها, فلا يقال إن آية السيف نسخت جميع الآيات, نعم نسختها في الوقت الذي نزلت فيه، لكن إذا تجدد حال من الضعف لأهل الإسلام، ولم يتمكنوا من رفع علم الجهاد، فإنهم يطبقون ما يناسب الحال. مثال ذلك: قال الله تعالى: ?قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ? (التوبة-29) فهذا غير متأتٍ الآن، وغير ممكن, وذلك بسبب ما آل إليه حال الأمة من الضعف, فلهذا ربما يتنزل على الحال الأمر بالكف, فإن الله تعالى قد قال للمؤمنين في حال الضعف: ?أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ? (النساء-77) فينبغي أن تطبق الآيات المتعلقة بالجهاد بحسب الحال لا يتعسف في تطبيقها على غير ما يناسبها. فقوله Ü: ?لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ? هذا آية محكمة، وذلك أن النبي r لا يملك إدخال الإيمان، والذكرى، في قلوبهم قسرًا وإكراهًا. قال تعالى: ?إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ? [القصص: 56]
?إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ?: أي لكن من تولى وكفر, ومعنى? .. وَكَفَرَ? أي أعرض، وصد.
?فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ?: هذا وعيد من الله عز وجل للكافر المتولي، بأشد العذاب, لقوله: ? .. الْأَكْبَرَ? وهو عذاب النار.
?إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ?: أي مرجعهم جميعاً.
?ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ?: أي جزاءهم.
فيا لها من سورة عظيمة، وموعظة بليغة لمن تدبرها!.
الفوائد المستنبطة
1 - : شدة أهوال يوم القيامة، وذلك أنه سماها (الْغَاشِيَةِ).
2 - : سوء عاقبة الكافرين، وشدة عذابهم في النار، حساً، ومعنىً.
3 - : حسن عاقبة المؤمنين، وكمال نعيمهم في الجنة حساً، ومعنى.
4 - : أن اتفاق الأسماء لا يلزم منه اتفاق المسميات, إذ أن الله تعالى قال: ?عَيْنٍ آَنِيَةٍ?, ?ضَرِيعٍ?, ?سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ?, ?َأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ?, ?َنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ?, ?وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ?, وهذه الأسماء معلومة في الدنيا, لكن الأمر كما قال ابن عباس ^ ليس في الجنة مما في الدنيا إلا الأسماء, ونقول أيضاً ليس في النار مما في الدنيا إلا الأسماء, فالأسماء واحدة والحقائق أو المسميات متفاوتة.
5 - : إثبات المعنى العام، المشترك في الأذهان، ليُفهم الخطاب؛ فلفظ ?عَيْنٍ آَنِيَةٍ? التي في النار، فيه معنى الحرارة المتناهية، وهذا أمر مدرك في الذهن, وإن لم تكن تلك العين الآنية في النارن كعين حارة في الدنيا, ?لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ? ذلك الضريع الذي في النار، قطعاً ليس كالضريع الذي تعافه البهائم، والحيوانات في الدنيا, لكن فيه معنىً مشترك، وهو كونه شوكا، ولذلك تعافه البهائم، ففيه معنى الأذى، والمعاناة في تناوله. كذلك عند الحديث عن الجنة، تذكر?السرر المرفوعة?, ?الأكواب الموضوعة?, ?النمارق?, ?الزرابي? فإن كل لفظ من هذه الألفاظ له معنىً في الذهن, فلا يمكن أن يكون المعنى الذي يعطيه ?َنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ? كالمعنى التي تعطيه ?زَرَابِيُّ
(يُتْبَعُ)
(/)
مَبْثُوثَةٌ?, وذلك لأن هذا يتعلق بمعنىً يقوم في الذهن، وإن لم يلزم من ذلك أن يكون هذا مثل هذا. وقد جعل شيخ الإسلام بن تيمية ‘، أحد المثلين في الرسالة التدمرية، على وجوب إثبات صفات الله Ü وأن إثباتها لا يلزم منه تمثيل, ما يكون في الجنة من أنواع النعيم، والحور، والقصور، والدور، والمراكب، وغير ذلك، فإن الأسماء واحدة، والحقائق مختلفة. فإن كان هذا التفاوت بين مخلوق ومخلوق, فكيف بين خالق ومخلوق؟! هذا هو المعنى المشترك. وفائدته: أن يفهم الخطاب، لأن الله تعالى لو لم يخاطبنا بما نعهد له مثيلاً في الدنيا، ما عقلنا مراده Ü.
6 - : لفت الأنظار إلى التدبر في خلق الله Ü: وذلك في قوله تعالى: ?أَفَلَا يَنْظُرُونَ .. ?. ولهذا ينبغي للدعاة لله Ü أن يستعملوا هذه الطريقة، وأن يحركوا العقول النائمة، والأذهان البليدة، لأن الذهن البليد، والعقل الغافل، مغلق لا يقبل موعظة، وذكرى. فإذا نفض عنه هذا الغبار أصبح صالحًا للاستقبال.
7 - : قرب دلائل الربوبية ومباشرتها للمكلفين: فالسماء، والأرض، والجبال، والإبل, لا تحتاج إلى كد، وعناء. فدلائل الربوبية هذه قريبة جدًا, بل هناك أقرب مما ذُكر, كما قال في آية أخرى: ?وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ? (الذاريات-21) ,
8 - : الأمر بالتذكير، واستعمال البراهين الحسية، والعقلية: لقوله تعالى: ?فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ? بعد أن قال: ?أَفَلَا يَنْظُرُونَ? وهذا يستدعي إعمال الأدوات الحسية؛ من البصر، والسمع وغيرها, واستعمال العقل في الاستنباط.
9 - : أن الداعية لا يملك إلا البيان, وإنما الهدى بيد الله: وأثر هذا على نفس الداعية ألا يشعر بالإحباط والخذلان, قال الله Ü: ?فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ? (فاطر-8) , فينبغي للداعية أن يجتهد في دعوته، وإبلاغها, وألا يشغل باله في النتائج، فذلك إلى الله عز وجل، ولو شاء الله عز وجل لآمن من في الأرض كلهم جميعاً.
10 - : لا إكراه في الدين: قال Ü: ?لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ? فأمر الدين والعقيدة لا يمكن أن يقع فيه إكراه, ولا يمكن أن تُدخل العقيدة في نفس الإنسان كرهًا. أما إقامة الدين، بمعنى الشرع، والنظام، فهذا من الأحكام السلطانية، التي إذا كتب الله تعالى لأهل دينه التمكين, فإنهم يلزمون الناس بها، فمن قبل دين الله فله ما لنا، وعليه ما علينا، وهو كأحدنا, ومن أبى، فإن عليه أن يدفع الجزية عن يد وهو صاغر، لكي يكون الدين لله, و معنى ذلك أنه خضع لدين الله، ولشرعه، ولأئمة المسلمين, فإن أبى فالسيف. هكذا رتب الله تعالى ورسوله r الأمور.
11 - : الوعيد الشديد على الكافر المعرض: قال تعالى: ?إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ * فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ?.
12 - : أن مجرد الإعراض، والتولي نوع من أنواع الكفر، فإذا صرف الإنسان فكره، وأعرض بعقله عن النظر في دين الله Ü كفر بذلك، حتى لو لم يقل كلام كفر, وحتى لو لم يقع منه شرك، وعبادة أصنام. وقد مثل لذلك بما جرى من أبناء عبد ياليل، حين دعاهم النبي r، فقد سألته عائشة، رضي الله عنها، فقالت: هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ قَالَ لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ مَا لَقِيتُ، وَكَانَ أَشَدُّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلاَلٍ فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلاَّ وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ فَنَادَانِي فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ فَقَالَ ذَلِكَ فِيمَا شِئْتَ إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمِ الأخشبين فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلاَبِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا)
(يُتْبَعُ)
(/)
(متفق عليه).
13 - : إثبات البعث والجزاء: ?إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ? كل هذه الخلائق تؤوب إلى الله عز وجل، وحسابها عليه، لا يخرجون من سلطان الله، ولا ينفذون من ملكه.
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[03 Aug 2010, 05:14 م]ـ
التفسير العقدي لجزء عم
سورة الفجر
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4) هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (5) أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14)
هذه السورة تسمى سورة (الفجر)، نسبة إلى إقسام الله تعالى بالفجر في مستهلها. وتظهر عليها سمات السور المكية في مقاصدها، وفي أسلوبها، وفي تنوع مقاطعها، وما تتضمنه من أنواع البلاغة، والتأثير، التي تأخذ بمجامع القلوب.
ولهذه السورة كما للسور المكية مقاصد منها:
1 - إثبات المعاد، والجزاء. وهذا في أولها، وأخرها.
2 - اطراد سنن الله في أعدائه.
3 - الكشف عن طبيعة النفس الإنسانية في السراء والضراء.
4 - بيان التلازم بين الإيمان من جهة، والأخلاق والسلوك من جهة أخرى.
(وَالْفَجْرِ) هذا قسم من الله عز وجل بالفجر. وقد اختلف المفسرون في المراد بالفجر؛ فقيل: إن المراد به فجر الصبح الذي يعرفه كل أحد. وقيل: إن المراد به صلاة الفجر، فعبر عن الوقت فعبر عن الصلاة بوقتها، لأنها اشرف ما فيه (وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا). القول الثالث: أن المراد النهار كله. وكأن من ذهب إلى هذا القول جعل هذا قسيمًا لقوله: (وَلَيَالٍ عَشْرٍ)، فجعل الآية الأولى للدلالة على النهار، لكون الآية الثانية تشير إلى الليل. وأقرب هذه الأقوال القول الأول. والله سبحانه وتعالى يقسم بما شاء من الأمكنة، والأزمنة، والمخلوقات. فمما أقسم الله تعالى به من الأزمنة (الفجر)، و (العصر)، و (الضحى)، و (الليل)، و (النهار)، ومن الأمكنة مثل (لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ)، وقوله (وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ)، ومن المخلوقات، مثل: (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا. وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا)، و (التين والزيتون). وهكذا، فلله سبحانه وتعالى، أن يقسم بما شاء من مخلوقاته، فهاهنا قد أقسم بهذا الوقت، وفيه لفت انتباه إلى تغير الأحوال، وقدرة الله عز وجل على صبغ كل حال بصبغة خاصة، فحال الفجر ليس كحال الظهر، ولا العصر، ولا المغرب، مع أن الفجر يمثل نقلة من الليل إلى النهار، والمغرب نقلة من النهار إلى الليل، إلا أن بينهما فرقا.
(وَلَيَالٍ عَشْرٍ) هذه العشر هي ليالي عشر ذي الحجة. وكأن هذا التفسير محل إجماع بين المفسرين، كما أشار إلى ذلك أمامهم ابن جرير الطبري. وهي ليال، وأيام شريفة. والعرب تعبر بالليلة عن اليوم والليلة معًا، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ أَفْضَلَ مِنَ الْعَمَلِ فِي هَذِهِ قَالُوا: وَلاَ الْجِهَادُ؟ قَالَ: وَلاَ الْجِهَادُ. إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ، وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ) رواه البخاري.
(وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ) تضمنت هذه الآيات من المحسنات البلاغية (السجع)، وهو سجع غير متكلف، و (الطباق) بتقابل هذه المفردات. قيل إن المراد ب (الشَّفْعِ) الزوج، يعني العدد الزوجي و (وَالْوَتْرِ) الفرد، يعني العدد الفردي. وقيل: (الشَّفْعِ) يوم النحر، لكونه العاشر، و (الْوَتْرِ) يوم عرفة، لكونه التاسع. وقيل: (الشَّفْعِ) المخلوق و (الْوَتْرِ) هو الخالق. وكأن قائل ذلك لاحظ معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (َإِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ) متفق عليه. وقيل إن المراد بهما: الصلاة المفروضة؛ فمنها ما هو شفع، ومنها ما هو وتر. فصلاة المغرب وتر، وبقية الصلوات شفع. والصحيح في هذه الأقوال ما دل على العموم، وهو اختيار
(يُتْبَعُ)
(/)
إمام المفسرين، ابن جرير الطبري. فكل شيئ إما أن يكون شفعًا، وإما أن يكون وترًا. فالقول بالعموم أولى، لكي يتناول جميع مفرداته، فيدخل في ذلك يوم عرفة، ويوم النحر، ويدخل فيه الخلق، فما من شيء إلا وهو مندرج تحت هذين الوصفين.
(وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ) الليل معروف، ومعنى (يَسْرِ) يعني مقبلاً، ومدبرًا. فذهب بعض المفسرين إلى أن المراد بسريانه، حال إقباله، وحال إدباره. وقيل إن المراد به تحديدًا إذا ذهب، فكأنهم أرادوا بذلك الإدبار دون الإقبال، وجعلوا هذا بإزاء قوله (وَالْفَجْرِ)، لأن الفجر هو إقبال النهار (وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ) إدبار الليل. وخصه بعضهم بليلة مزدلفة، ولا وجه لهذا التخصيص. ولكن لعله لما رأى أن قول الله تعالى (وَلَيَالٍ عَشْرٍ) ليالي عشر ذي الحجة، وقول من قال بأن (الشَّفْعِ) يوم النحر، وأن (الْوَتْرِ) يوم عرفة، جعل هذا ليلة مزدلفة. ولكن الآية أعم من ذلك. وجواب القسم محذوف، وكأنه لبداهته، وعظمه، وشهرته، لم يحتج إلى ذكر. وتقديره: لتبعثن، ولتجازن على أعمالكم، ولتحاسبن. وهو الأمر الذي كان ينكره كفار مكة، ومشركو العرب.
(هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ): يعني هل في هذه المذكورات مقنع لصاحب عقل؟ فالقسم هنا المقصود به ما يحصل به الإقناع. والمراد بالحجر: العقل. وإنما سمي العقل حجرًا، لأنه يحجر صاحبه عن فعل القبيح. وكذلك سمي عقلاً، لأنه يعقله عن ذلك. فلا شك أن من كان ذا عقل، ففي هذه الأقسام المتتابعة مقنع وكفاية له على ثبوت المعاد، والجزاء، والحساب.
(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ) بعد أن ذكر الله تعالى هذه الأقسام الفخمة، ونوعها مما يدل على عظم المقسم عليه، أتى بلون جديد من ألوان الإقناع، وهو الاستشهاد بالسنن الكونية، فقال: (أَلَمْ تَرَ) والخطاب موجه إلى النبي صلى الله عليه وسلم. والرؤية هنا رؤية علمية، لأن النبي صلى الله عليه وسلم، لم يبصر بعيني رأسه، ما فعل الله بعاد. وهذا الاستفهام، استفهام تقريري. وعاد قبيلة معروفة، كانت تسكن منطقة الأحقاف، (وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ) وتقع في طرف الربع الخالي، حالياً، وفي أجزاء من اليمن
(إِرَمَ) هكذا بلا تنوين، ولا إضافة، بإجماع القراء. وقد اختلف المفسرون اختلافاً واسعاً في تفسير (إِرَمَ) فمنهم من قال: هي عاد الأولى. وقال بعضهم، وهو اختيار ابن جرير الطبري، قبيلة من عاد، فكأن عاد هي الأم و (إِرَمَ) فخذ من تلك القبيلة. فإذا قلنا إن (إِرَمَ) هي ذاتها عاد، فيكون ذلك عطف بيان، أو بدل، وقد منع من الصرف لسببين: للعلمية، والتأنيث، ويمكن أن يقال: والعجمة أيضاً. وقيل في تفسير (إِرَمَ): إنها اسم لمدينة عاد، أو قوم عاد، أو أحدى مدنهم. حتى إن من المفسرين من سماها وقال: هي الإسكندرية! وقال بعضهم: هي دمشق! ولكن هذه الأقوال مستبعدة، لأن الإسكندرية لم تكن مسكنا لعاد، ولا دمشق مسكنا لهم. إلا أن يكون ذلك من اتفاق الأسماء. وقال بعضهم إن معنى (إِرَمَ) أي القديمة، أو الهالكة. وأقرب الأقوال في هذا، ما اختاره إمام المفسرين بن جرير الطبري، رحمه الله، أن المراد بها قبيلة من عاد.
(ذَاتِ الْعِمَادِ) هذا وصف لها بأنها ذات عماد. فإذا قلنا إن (إِرَمَ) اسم للقبيلة، فمعناها: طوال الأجسام، يعني أنهم أوتوا بسطة في الجسم، كما قال الله تعالى على لسان نبيهم (هود): (وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً). ولا شك أن قبيلة عاد قد أتاهم الله تعالى بسطة في الجسم، وقوةً، وطولاً، فهم عظام الأجسام، حتى إن من المفسرين من أغرب في الخيال، وقال إن الطويل منهم طوله أربعمائة ذراع! أي مائتي متر! ولكن هذا، والله أعلم، من الإسرائيليات. لأن أبانا ادم عليه السلام، كان طوله ستون ذراعاً في السماء، كما في الحديث المتفق عليه. وفي رواية لمسلم: (فَلَمْ يَزَلِ الْخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدَهُ حَتَّى الآنَ). فينبغي إذاً، أن يكون قوم عاد، دون أبيهم. فهذا من الخيالات التي يغرب فيها بعض المفسرين، ويهولون بها على العامة. وينبغي لنا أن نقتصد، فلا نقول إلا ما دل عليه القرءان، والسنة، ويكفينا أنهم عظام الأجساد، طوال القامة هذا إذا قلنا أن (إِرَمَ) هي القبيلة. وأما إذا قلنا إنها المدينة، فحينئذ يكون معنى ذات العماد: أي ذات
(يُتْبَعُ)
(/)
أعمدة الخيام المرتفعة. وقد استدل غير واحد من المفسرين، على أن القوم كانوا رُحَّلاً، وأنهم لا يستقرون في موضع، بل ينصبون خيامهم الهائلة الكبيرة، ثم يرتحلون، كما هو حال الأعراب. وذهب بعض المفسرين إلى أن المقصود ب (الْعِمَادِ) أي الأعمدة المبنية من الحجر، أو من الرخام. وعلى كل تقدير، فإن هذا أيضًا يدل على أن القوم عظيمو الخلقة، لأنه لا يمكن أن تكون أعمدة خيامهم طويلة مرتفعة، إلا وهم كذلك. فإن الإنسان يرفع سقف بيته بما يتناسب مع خلقته. فلا شك أن هذا تفخيم لحالهم، وعظم خلقهم. وفي هذا إشارة إلى تهوين قريش أمام هؤلاء، فقد كانوا أشد منهم قوة، أثاراً في الأرض. ومع ذلك فعل الله بهم ما فعل.
(لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا) أي مثل تلك القبيلة في بطشها، وقوتها. وقد أهلكهم الله بالريح، مع أن الهواء ألطف المخلوقات، فصاروا (كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ) سلط الله تعالى عليهم ريحاً صرصراً (سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا) فكانت الريح تحمل أحدهم في الأعالي، ثم تدقه في الأرض. وكان بعضهم يدفن نصف جسمه، في الأرض ليتقي الريح أن تحمله، فتجتثه، فيبقي كأنه أصل نخلة مقطوعة: (أعجاز نخل منقعر). فالله عز وجل يسلط جنداً من جنده، من ألطف الأشياء، وهو الهواء، فيحيله إلى قوة جبارة، (تدمر كل شيء بأمر ربها فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم). وربما دلت هذه الآية على أنه كان لهم، فعلاً، بيوتاً مبنية، لأنه لو قدر أنها كانت خياماً، فالغالب أن الريح ستقتلع الخيام، وتطير بها كل مطار، ولم يبق مساكن ترى.
(وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ) هذا عطف على عاد. أي: وكيف فعل بثمود؟ وثمود قبيلة كانت تسكن الحجر، وادي القرى، الواقع بين مكة والشام. ومعنى (جَابُوا الصَّخْرَ) أي: شقوه، وقطعوه. وذلك أن موطنهم، وادي القرى، كان جزء منه جبال، وجزء منه سهول، فكانوا ينحتون من الجبال بيوتاً، ويتخذون من سهولها قصوراً. وذلك غاية ما يكون في العمران. ولا تزال أثارهم باقية، وهي المسماة الآن بمدائن صالح. يأتون إلى الجبل الأشم، فيُعملون فيه المطارق، وينقشونه، ويتخذون فيه الغرف، والمساكن. والصخر من أقوى المخلوقات. ثم كان أن الله سبحانه وتعالى أهلكهم بالسوط. والسوط هو تلكم الصيحة الهائلة، والرعب الهائل، الذي قطع نياط قلوبهم في صدورهم. ما أهون الخلق على الله. وهذا الكلام يساق لقريش، وهم كما قال الله (وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ. وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) في طريقهم في تجارة الشام، يمرون بوادي القرى. وبهذه المناسبة فإنه ينبغي أن يعلم أن من الآداب الشرعية، ألا يتفكه الإنسان بزيارة تلك الآثار، وأنه لا يحل أن يدخلها على سبيل النزهة، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم، عن ذلك.
فعَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: لَمَّا مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْحِجْرِ قَالَ: (لاََ تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ أَنْ يُصِيبَكُمْ مَا أَصَابَهُمْ إِلاَّ أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ) ثُمَّ قَنَّعَ رَأْسَهُ، وَأَسْرَعَ السَّيْرَ، حَتَّى أَجَازَ الْوَادِيَ. وذلك لتعظيمه جناب الله وأيام الله، خلاف ما يفعله بعض السفهاء، الآن، يأتون إلى هذه الأماكن، والبقاع التي حل فيها وعيد الله، عز وجل، فيتفكهون، ويتندرون، ويتنزهون، باسم السياحة، وباسم تعظيم الآثار، ولا يعتبرون. نعم! لو دخل الإنسان على سبيل العبرة، فلا حرج، يدخل، وينظر هذه المساكن الهائلة، ويستعبر، ويتعظ، فلا بأس. لكن الأعم، الأغلب، أن الناس الذين يغشون هذه الأماكن، يأتونها على سبيل النزهة، والمرح، والفرح. فإما أن يدخل على الصفة التي ذكر النبي (صلى الله عليه وسلم) أو يدع.
(يُتْبَعُ)
(/)
(وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ) هذا هو المثال الثالث لفعل الله عز وجل، وسنته الكونية في الأولين. فرعون معروف، وشهرته في الكفر ظاهرة. فإنه لا يعلم أحد من بني ادم توسع في الكلام، وفي إطلاق القول بإنكار الرب، سبحانه وبحمده، مثل فرعون؛ فإنه ادعى الربوبية، وادعى الألوهية، فقال لقومه: (أنا ربكم الأعلى) وقال: (ما علمت لكم من اله غيري)! ولذلك أذله الله أيما إذلال. قال الله تعالى: (وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ) وكأنه أراد فرعون ومن وافقه. اختلف المفسرون في المراد بـ (الْأَوْتَادِ) فقيل: المراد بها أوتاد التعذيب، وذلك أنه كان يتد الوتد في الأرض، من الخشب، أو من الحديد، ويربط به الناس، ويعذبهم. يضرب أربعة أوتاد، كما أعضاء الإنسان الأربعة؛ يداه، ورجلاه، فيربط كل يد بوتد، وكل رجل بوتد. وقيل إن المراد بالأوتاد: الجنود، لأن جنود الملك بمنزلة الأوتاد التي تثبت ملكه. وقيل: المراد بالأوتاد الحبال. وكأن هذا، والله اعلم، من تفسير الشيء بلازمه، لأنه لا قيمة للوتد المضروب في الأرض، إلا بحبل يشد إليه، فقيل الحبال. فيكون المقصود الحبال التي تتصل بهذه الأوتاد. وقيل: إن الأوتاد عبارة عن مظلات، تحتها ملاعب يلعب بها. وهذا يدل على أن هذه المسقفات الرياضية، كانت موجودة منذ القدم، وهي ما يسمى الآن (الإستادات)، وأن فرعون كان يتخذ المظلات الهائلة، التي يجرى تحتها أنواع اللعب، والفنون.
(الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ) عبر بالجمع، وقد كان الحديث عن فرد، وهو فرعون. وهذا يعزز أن الأوتاد معناها الجنود. وربما يراد بفرعون آل فرعون، وملؤه، وجنده عموماً، يعني فرعون ومن وافقه، فعبر عنهم بزعيمهم، ورئيسهم. ومعنى طغوا: أي تجاوزوا الحد، وتجبروا. وقد كان فرعون طاغية؛ كان يذبح أبناء بني إسرائيل، ويستحيي نساءهم. هذا في تعامله مع الخلق، وأما مع الخالق، فقد طغى، وتكبر، وزعم أنه الرب، وأنكر وجود الرب، وقال: (وما رب العالمين) فينطبق عليه انطباقا تاماً وصف الطغيان.
(فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ) لم يفسدوا فقط، بل أكثروا من القتل، والمعاصي، والكفر. كل هذا فساد. وإذا حل الفساد فما أوشك وقوع العذاب. (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس).
(فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ) هذه الآية ترتجف منها قلوب المؤمنين العارفين بالله عز وجل. عبر بالصب والصب يعني الإنزال، لكنه إنزال متتابع. (سَوْطَ): يعني نوع عذاب لاذع، متتابع. لأن السوط فيه معنى اللذع. فالسياط تلذع الجلود.
(إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) إنِّ تفيد التأكيد، والتحقيق. يعني أنه سبحانه وتعالى يرصد أعمالهم، ولا يفلت منهم أحد. لأنه يأتيه على حين غرة. وهكذا الله سبحانه وتعالى يمهل للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته.
فهذا المقطع، فيه نوع جديد من التأثير على منكري البعث، ومكذبي نبينا صلى الله عليه وسلم، وتذكير لهم بحال الأمم السابقة، وما جرى منها من تكذيب، وكيف أخذها الله (أخذ عزيز مقتدر).
الفوائد المستنبطة
الفائدة الأولى: تعظيم القسم بتنوع المقسم به.
الفائدة الثانية: بيان قدر العقل ومنزلته.
هذا يدل على الثناء على العقل حقيقة. ولا شك أن العقل نعمة. العقل من أشرف الأدوات التي منحها الله تعالى للإنسان؛ ذلك أن العقل هو الأداة التي يستخدمها القلب للوصول إلى الهدى، لكن أين يصنع القرار في القلب أم العقل؟ في القلب لأن الله سبحانه وتعالى قال (لهم قلوب لا يفقهون بها) وفي آية أخرى
(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) إذاً القلب الذي في الصدر هو صاحب القرار النهائي. أما الدماغ الذي هو المخ، فهو بمنزلة المولد (الدينمو) فإذا كان عندنا مصباح كهربائي فإنه لا يضيء حتى يسري فيه هذا التيار. مثال آخر: العقل بالنسبة للقلب، مثل السكرتير بالنسبة لمدير العمل. السكرتير يقدم لمدير العمل أوراقاً، وتقارير، ونتائج، وإحصاءات، ثم ينظر فيها صاحب العمل، ويتخذ القرار. فالعقل أداة، لكن صاحب القرار هو القلب. لذلك أن الله سبحانه وتعالى علق الثناء، أو الذم عليه قال الله تعالى: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ) .. طيب
الفائدة الثالثة: عظيم قدرة الله حيث أهلك هذه الأمم الجبارة.
الفائدة الرابعة: قوة الأمم السابقة في أبدانهم، وآثارهم.
الفائدة الخامسة: إمهال الله للظالم، وأخذه أخذاً شديداً. فلا يغرنك ما ترى من تجبر المتجبرين، وطغيان الطاغين، فإن لهم يوماً، وهذا سنة الله تعالى في خلقه.
الفائدة السادسة: كمال رقابة الله، واطلاعه، وإحاطته: (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) فإذا أغلقت الأبواب، وأرخيت الستور فاذكر قول الله تعالى (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ). قال بعض الصالحين: (لا يكن الله أهون الناظرين إليك).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[20 Aug 2010, 04:45 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
التفسير العقدي لجزء (عم)
سورة الفجر (2)
(فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (18) وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا (19) وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا (20))
(فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ):
الإنسان هنا، يحتمل أن يراد به جنس الإنسان، ويحتمل أن يراد به الكافر خاصة. وقد ذكر بعض المفسرين أن الغالب في (الإنسان) في السور المكية، أنه الكافر.
(ابْتَلَاهُ) أي اختبره (رَبُّهُ) هذه ربوبية عامة. (فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ) أكرمه بالمال، والصحة، والجاه، وأي نوع من أنواع الإكرام، والإنعام.
(فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ)
يصف الله تعالى حال الإنسان من حيث هو إنسان، أو الإنسان صاحب النفس المنحرفة، بأنه إذا رأى في قدر الله تعالى له توسعة في الرزق، وصحة في البدن، ونيلا لما يهوى، ويشتهي، ظن ذلك دليل كرامة، (فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ) أي: أنا كريم على الله! وبالمقابل:
(وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ)
أي: ضيق، كما قال: (ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما أتاه الله) يعني ضيق عليه رزقه. ومنه قول النبي (صلى الله عليه وسلم) (فإن غمَّ عليكم فاقدروا له) متفق عليه. والرزق يشمل رزق المال، ورزق الصحة، ورزق الجاه، وجميع أنواع الرزق.
(فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ)
أي يظن أن تضيق الله تعالى عليه في الرزق، وحبس بعض ما يشتهي، دليل على هوانه على الله! هكذا يقع في نفس الكافر، وفي النفوس المنحرفة، أو ضعيفة الإيمان. فلأجل ذا عقب الله تعالى على هذين الموقفين بقوله (كَلَّا) فهي إذاً متعلقة بما قبلها.
و (كَلَّا)
كلمة ردع، وزجر، يراد بها إبطال، وإسقاط ما تقدمها. ومعناها: ليس الأمر كما تظنون، فليس عطاؤنا دليل كرامة، وليس منعنا دليل هوان. علامة الكرامة: إذا أعطي شكر، وإذا منع صبر. وعلامة المهانة: إذا أعطي بطر، وإذا منع ضجر. وعليه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ! إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ. وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ؛ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ) رواه مسلم.
وقد أدرك هذا المعنى أهل الإيمان فقال سليمان (عليه السلام) لما رأى عرش ملكة سبأ مستقرًا عنده: (هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر) فأدرك أن تمكين الله تعالى إياه بإحضار عرش ملكة سبأ، قبل أن يرتد إليه طرفه، مسيرة آلاف الأميال، أنه ابتلاء، وأن حق ذلك هو الشكر. بخلاف قارون، فإن قارون لما أتاه الله من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولى القوة، وقال له القوم لا تفرح! يعني لا تفرح فرح أشر، وبطر، رد عليهم بزهو، وتبختر: (إنما أوتيته على علم عندي) ولم يثنِ بالنعمة على مسديها.
(بَل لَا):
أي لكن حالكم أنكم
(لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ)
اليتيم: من مات أبوه ولم يبلغ سن الاحتلام. وهو أحد الضعيفين، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم إني أحرج حق الضعيفين اليتيم والمرأة) رواه ابن ماجة، وحسنه الألباني. فكان من حال العرب في الجاهلية، أن اليتيم لا يفرضون له من الميراث، ولا يأبهون به، ويأكلون ماله، ولا يحسنون إليه، لأنه ليس له أب يرجع إليه، ويعتضد به. وهذه أخلاق جاهلية، ناتجة عن فقد الإيمان أما المؤمن فلا يمكن أن يصدر منه ذلك، لأن إيمانه يزرع الرحمة في قلبه.
(وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ)
يعني لا يحض بعضكم بعضًا، ولا تحضون أنفسكم. والحض: الحث. والمقصود بطعام المسكين: إطعام المسكين. والمسكين هو من أسكنته الفاقة، والعوز، تجده يميل للسكون، والخمول، لا يكاد يرفع طرفه، بسبب فقره، وعوزه. وهذا أمر مشاهد! لأن ما في النفس يظهر على الجوارح. فإذا كان الإنسان في حال اضطرار، وافتقار، وقلة ذات يد، تجده إذا خاطب الناس تمسكن، وكلمهم بصوت خفيض، وتوسل إليهم. وإذا ما صار له حظ من الغنى، انتشى، وافتخر، إلا من عصم الله عز وجل: (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى. أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى)
(وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا)
هكذا بالتاء، وقرئت بالياء. وهكذا جميع الأفعال الأربعة: تكرمون، وتحاضون، وتأكلون، وتحبون، بالتاء والياء. والتراث: هو الميراث. (لَمًّا) أي شديداً. وفسرها بعضهم بقوله: سفًا، الذي يسف الطعام سفاً، كناية عن كثرته، حتى أنه ربما لا يمضغه لعجلته، ونهمه. وعبر بعضهم بلف كل شيء، وكلها ألفاظ متقاربة. وسبب ذلك أنهم كانوا لا يورثون النساء، واليتامى، بل ولا يأتون النساء مهورهن، قال الله تعالى في مطلع سورة (النساء): (وَآَتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إلى أموالكم إنه كان حوباً كبيراً).
(وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا)
أي كثيرًا، أو شديدًا. وهذا من طبيعة النفس في الأصل، (وإنه لحب الخير لشديد) ولا يضبط هذه النزعات إلا الإيمان. فهذه أربعة أوصاف من صفاتهم الجاهلية، التي ذمهم الله تعالى عليها. وبه يتبين أن الأخلاق ثمرة للإيمان.
الفوائد المستنبطة
الفائدة الأولى: تنوع الابتلاء؛ بالسراء، والضراء.
الفائدة الثانية: أن السراء ليست دليلاً على الكرامة، بل شكرها دليل عليها.
الفائدة الثالثة: أن الضراء ليست دليلا على الهوان، بل الضجر منها دليل عليه.
الفائدة الرابعة: تعظيم حق اليتيم، والمسكين.
الفائدة الخامسة: أن الفساد الخلقي، تابع للفساد العقدي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[20 Aug 2010, 04:47 ص]ـ
التفسير العقدي لجزء عم
سورة الفجر [3]
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
(كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24) فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (26) يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30))
(كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا): هذا انتقال في الأسلوب، ينقل القلب والعقل إلى ميدان آخر، وإلى موضوع جديد. ومعنى (دكت) أي: زلزلت، وحطمت، ودقت. فالدك: يحمل هذه المعاني، الحركة المضطربة المزلزلة، ثم التحطيم، فلا يبقى شيء على شيء، ثم الدق، والتفتيت.
(دَكًّا دَكًّا): هذا للتأكيد، فإنه بليغ في إثبات المراد. وذلك يوم القيامة.
(وَجَاءَ رَبُّكَ) إلجائي هو الله.
(وَالْمَلَكُ) أي: وجاء الملك. الملك: جمع ملاك، مأخوذ من الألوكة، أي: الرسالة، وذلك لأن الله - تعالى – يرسلهم.
(صَفًّا صَفًّا) أي: مصطفين صفوفاً، إثر صفوف. وهذا من أعظم مشاهد القيامة؛
حينما تنشق السماء الأولى، فيهبط ملائكتها، ويحيطون بأهل الأرض إحاطة السوار بالمعصم، ثم السماء الثانية، فيحيطون بمن قبلهم، فالثالثة، فالرابعة، حتى السابعة. ثم بعد ذلك ينزل الرب - سبحانه وبحمده - لفصل القضاء بين العباد. وهذا هو المجيء المذكور في هذه الآية. وهو مجيء حقيقي يليق بجلاله وعظمته – سبحانه – نثبته، ولا ننكره، ولا نعطله، ولا نؤوله بأنواع التحريفات، بل نثبته إثباتاً حقيقياً على ما يليق بجلال ربنا. ولا يجوز تفسير المجيء بأنه مجيء أمره. فكيف يقال أن قوله (وَجَاءَ رَبُّكَ) ليس على ظاهره، بل هو مجيء أمره، ومجيء الملائكة على ظاهره، وهما في آية واحدة؟!! هذا من العدوان على النصوص، ومن التحكم بلا دليل. بل هو مجيء حقيقي للرب، ومجيء حقيقي للملك. فمجيء الملائكة يليق بهم كمخلوقين، ومجيء الرب يليق به لكونه الخالق.
وهذه الآية، وسائر آيات الصفات، يجب أن نصدق بخبر الله، ونجريه على ظاهره اللائق به – سبحانه - ونعتقد أن ذلك لا يستلزم تشبيهًا، ولا شيئاً من اللوازم الفاسدة، التي ظنها بالله أهل التمثيل، وأهل التعطيل. وهو سبحانه أصدق قيلاً، وأحسن حديثًا من خلقه، وأعلم بنفسه، وبخلقه. والتحريف في هذه المقامات الخطيرة، افتيات على الله، عز وجل، وطعن في بيان القرآن. ولو شاء الله - تعالى - لعبر بما ادعوه، ولم يدع الأمر ملتبساً كما ظنوه، لكنه أراد حقاً، وصدقًا مدلول كلامه.
فنعتقد أنه يجيء - سبحانه وبحمده - يوم القيامة لفصل القضاء بين عباده، وأن المجيء، كما النزول، كما الاستواء، من صفاته الفعلية، المتعلقة بمشيئته وحكمته، يفعلها متى شاء، كيف شاء، إذا شاء، وأن فعله لها لا يتضمن نقصاً بحال.
وأما دعوى النفاة بأن هذا يلزم منه حلول الحوادث بالرب، فدعوى مردودة؛ لأن جنس الفعل صفة ذاتية لله، لأنه (فعال لما يريد)، لم يزل، ولا يزال فعالاً، وأما صوره، وأفراده، وآحاده، فتتنوع كما يقدر – سبحانه - ويفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد.
(وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ) هكذا بصيغة الفعل الذي لم يسمى فاعله، وذلك أن جهنم خلق لا يأتي بنفسه، بل يجيء بها ملائكة الرحمن. قال النبي - صلى الله عليه وسلم - (يؤتى بالنار يوم القيامة، لها سبعون ألف زمام، على كل زمام سبعون ألف ملك) [رواه مسلم]. وهذا مشهد رهيب، مشهد جر النار جرًا، مع هول حجمها، وبعد قعرها، قد أضرمت آلاف السنين، فهي سوداء مظلمة.
(يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ): الإنسان الكافر الذي كان مكذبًا بالمعاد، راداً خبر الله، وخبر رسوله.
(أنى): كلمة استبعاد، وتيئيس. لأنه لا ينتفع من ذكراه ولهذا قال تعالى: (فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى) ففي ذلك الوقت لا تنفع الذكرى. والاستفهام هنا للنفي.
(يُتْبَعُ)
(/)
(يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي): ليت: أداة تمني. والمعنى ليتني قدمت في حياتي الأولى لحياتي الآخرة، من الإيمان والعمل الصالح. كما أنه عند الموت يقول: (رَبِّ ارْجِعُونِ. لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) فهو يندم ساعة الاحتضار، ويندم حينما يجاء بجهنم على هذه الصفة.
ثم قال الله - عز وجل: (فَيَوْمَئِذٍ) أي: ذلك اليوم (لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ. وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ) هكذا بكسر الذال، وبكسر الثاء، وعلى هذا فالضمير في (عذابه)، و (وثاقه) يرجع إلى الله سبحانه. وقرأت بالفتح فيهما، فيكون مرجع الضمير للكافر.
(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ): انتقل إلى أسلوب الخطاب. وهو خطاب للنفس المطمئنة بالإيمان. ومعناها: الآمنة، وقيل الموقنة، وقيل المخبتة، وقيل المصدقة. وهي معانٍ متقاربة. والنفوس ثلاثة أنواع:
1 - نفس مطمئنة.
2 - ونفس أمارة.
3 - ونفس لوامة.
فأما النفس المطمئنة: فهي التي سكنت على محبة الله، ورجائه، وخوفه، والتوكل عليه. فمن سمة النفس المؤمنة الطمأنينة؛ فتجد المؤمن مطمئنًا في اعتقاده، راضيا بالله رباً، وبالإسلام دينًا، وبمحمد نبيًا. وغير المؤمن نفسه تتلجلج، وتعصف بها الشبهات، والظنون الفاسدة، والاعتقادات الباطلة. فالمؤمن قد أوى إلى ركن متين، فهو يقابل نعم الله بشكرها، ويقابل المصائب بالصبر عليها، وإحسان الظن بالله. نسأل الله - تعالى - أن يرزقنا أنفساً مطمئنة، وقلوباً سليمة، وألسنة صادقة.
وأما النفس الأمارة، فنفس متمردة شموس، لا تتعلق بخالقها، وبارئها، فهي على النقيض من الأولى. وأما النفس اللوامة، فنفس تجري في مضمار بين النفسين السابقتين، فتتلوم على صاحبها؛ تتلوم أي: تتلون، تارة تلومه على الخير، وتارة تلومه على الشر. فهي بعد لم تطمئن، وربما آلت إلى أحد الحالين؛ فتمحض للخير، فتصير مطمئنة، وربما تتمحض للشر فتصير أمارة، وربما بقيت مترددة بين الحالين.
(ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ) يعني عودي. أي: إلى خالقك؛ وذلك للوقوف بين يديه، والتنعم بدار كرامته ومجاورته. وقيل: أن المقصود صاحبك الذي كنت فيه في الدنيا، أي للجسد الذي كنت تعمرينه في الدنيا.
ولكن القول الأول أولى؛ لأن الآيات دلت على الرد إلى الله؛ قال الله - عز وجل - في سورة (غافر) (وأنا مردنا إلى الله)، وقال - سبحاته (ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ). ومن قال بالقول الثاني استدل بما جاء في حديث البراء بن عازب: (فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتاب عبدي في عليين، وأعيدوه إلى الأرض، فإني منها خلقتهم، وفيها أعيدهم، ومنها أخرجهم تارة أخرى. قال فتعاد روحه في جسده) رواه أحمد.
(راضية) بثواب الله، وموعوده، وما أعده لعباده الصالحين.
(مرضية) اسم مفعول، يعني من قبل الله - عز وجل - فهي راضية عن الله، والله - تعالى - قد رضي عنها، وهذا يوافق قوله: (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ).
(فَادْخُلِي فِي عِبَادِي) يعني: ادخلي في جملة عبادي الصالحين، وهذا يشعرها بالأنس؛ لأن الإنسان إذا ضم لشكله، وجنسه استأنس بهم.
(وَادْخُلِي جَنَّتِي) جنتي أي: دار كرامتي، ومحل ثوابي.
الفوائد المستنبطة
الفائدة الأولى: هول يوم القيامة.
الفائدة الثانية: إثبات صفة المجيء لله - تعالى - على ما يليق بجلاله.
الفائدة الثالثة: إثبات الملائكة، وخضوعهم لربهم.
الفائدة الرابعة: إثبات النار، وشديد عذابها.
الفائدة الخامسة: شدة ندم الكافر يوم القيامة.
الفائدة السادسة: إثبات الوعيد وتحققه.
الفائدة السابعة: إثبات الوعد وتحققه.
الفائدة الثامنة: بيان سمة النفس المؤمنة، وهي الطمأنينة.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[20 Aug 2010, 10:24 م]ـ
جزاكم الله خيرا وأحسن الله إليكم ..
ومن التفاسير العقدية الجيّدة المفيدة؛ تفسير الشيخ العلامة الدكتور/ محمد تقي الدين الهلالي المغربي-رحمه الله تعالى- بعنوان: (سبيل الرشاد في هدي خير العباد)، فهو كتاب ماتع، رائع، ومن مميزاته:
تقرير أنواع التوحيد الثلاثة؛ مع التوسع في توحيد الألوهية (العبادة)، وتوحيد الأسماء والصفات .. كما أن الشيخ يذكر قسما رابعا للتوحيد وهو توحيد الإتباع للنبي صلى الله عليه وسلم ..
ومنها: نقله عمن قبله من التفسيركتفسير الحافظ ابن كثير رحمه الله، والتعقيب على بعضها بالنقد تارة وبالإضافة من كتب العقيدة تارة أخرى للبيان والشرح ..
ومنها: ربط تفسير الآيات العقدية بالواقع الدعوي، بذكر ما حصل له من مناقشات وردود مع المخالفين أثناء أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر ..
تنبيه القاريء إلى الأخطاء العقدية كتعقيبه على ابن الأثير-رحمه الله-في مسألة من مسائل الأسماء والصفات، وكذا التنبيه على بدع الصوفية وشركياتهم ..
وهذ رابط فيه شيء من فوائد التفسير المنوّه عنه:
http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=21428
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[21 Aug 2010, 04:44 ص]ـ
وإياكم أخي الكريم
بارك الله فيك ونفع الله بك على إفادتك الطيبة لنا
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[07 Sep 2010, 06:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
التفسير العقدي لجزء عم
سورة البلد (1)
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
(لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7) أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10))
سورة (البلد) سميت بهذا الاسم لورود هذا اللفظ فيها. وهذه السورة والتي تليها تتشابهان في بعض المقاصد، بل في كثير من المقاصد، كما سيتبين - إن شاء الله –
فمن مقاصد هذه السورة سورة (البلد):
- بيان طبيعة الحياة، والإنسان: بيان طبيعة الإنسان (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ)، وطبيعة الإنسان بما فيه من صفات وانحرافات في نفسيته، إذا كان كافرا.
- بيان بعض مظاهر الربوبية في النفس.
- إعلاء القيم الإيمانية، والخلقية.
- إثبات المعاد.
(لَا أُقْسِمُ): للمفسرين ثلاثة مذاهب في معناه:
1 - أنه نفي للقسم، يعني: أن هذا الأمر من الظهور، والبيان، بحيث لا يحتاج إلى قسم بهذا البلد.
2 - أن المنفي محذوف: (لا) نافية، وتقدير الكلام: ليس الأمر كما زعمتم، فأُقسم بهذا البلد، فـ (لا) ليست متسلطة على القسم، بل متسلطة على محذوف، أي: ليس الأمر كما زعمتم، وادعيتم، أقسم بهذا البلد، فالقسم إذًا، مثبت، خلافا للقول الأول.
3 - أن (لا) لتأكيد القسم، فالزيادة في المبنى، زيادة في المعنى. فهذا من جنس قوله تعالى: (فلا أقسم بمواقع النجوم *وإنه لقسم لو تعلمون عظيم)، فلم يكن قوله: (فلا أقسم بمواقع النجوم) نفيًا للقسم، بل تأكيدًا له، بدليل قوله: (وإنه لقسم).
وهذا القول الثالث أرجح الأقوال. وبينه وبين القول الأول صلة، فكأنه يدل على أن هذا الأمر بيِّن، واضح، جلي، ظاهر. ويكون هذا الحرف (لا) للتأكيد. ولا يليق التعبير بأن (لا) زائدة، وإن كان من قال إنها زائدة لا يقصد بالزيادة، الحشو - حاشا وكلا - فليس في كتاب الله تعالى حرف زائد عن الحاجة. وإنما قصد أنه لا يراد بها معناها المتبادر، وهو النفي.
والمراد (بالبلد): مكة شرفها الله، فتكون (ال) للعهد.
(وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ) فكأن الواو هنا حالية، يعني: أقسم بهذا البلد، حالة كونك حل به، فيتضاعف شرف البلد، بشرف وجود النبي - صلى الله عليه وسلم - وحصوله به. فمكة، شرفها الله، أشرف حال وجود النبي - صلى الله عليه وسلم - لأنها شرفت بشرف من حل بها.
وقد اختلف المفسرون في قوله (حل)، بعد اتفاقهم على أن المراد بالبلد مكة:
- فذهب بعضهم إلى أن المراد: وأنت يا محمد، قد أحلت لك ساعة من نهار، وذلك عام الفتح، أنه قد أحل لك القتال فيها مع حرمتها، وأنها لم تحل لأحد من قبله، ولن تحل لأحد من بعده. قالوا: وفي هذا دليل على صدق القرآن، وعلى صدق نبوته - صلى الله عليه وسلم -، فإنه على مقتضى هذا القول، قيل له ذلك، وهو بعد في مكة مستضعف، فأخبر الله تعالى بما يكون بعد سنين، أن مكة ستدخل في طاعته، وهو إذاك - صلى الله عليه وسلم - يََّطرد في شعابها، خائفا على نفسه، وعلى أصحابه، ومع ذلك يبشر بهذا. هذا هو القول الأول، وعليه جمع من المفسرين، وله حظ من النظر، والأثر.
- القول الثاني أن معنى (حل) أي: حلال، مقيم. يعني: الحل المقابل للارتحال، فالله تعالى يقسم بهذا البلد حال كون نبيه - صلى الله عليه وسلم - مقيمًا بها في العهد المكي؛ لأن الآية نزلت في مكة.
- القول الثالث: وفيه بعد، أن المراد بـ (حل)، أي: وأنت حلال الدم، قد أهدرت قريش دمك.
(وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ): الوالد، والولد، متقابلان:
* فقيل إن المراد كل والد وولده، يعني: العموم. وإلى هذا ذهب ابن جرير الطبري - رحمه الله - فيشمل من يلد من الأنس، والجن، والطير، والوحش، وكل شيء. وخصه بعض المفسرين ببعض أنواعه:
- فقال بعضهم أي: آدم وذريته،
(يُتْبَعُ)
(/)
- وقال بعضهم إبراهيم وولده؛ لمناسبة ذكر مكة (البلد)
وهذا في الواقع يرجع إلى القول الأول؛ لأنه من تفسير الشيء ببعض أنواعه، والأولى العموم؛ لأن اللفظ العام يشمل جميع أفراده. على أنه قد قيل أيضًا: والد، وغير والد، على اعتبار أن (ما) نافية، كأنه قال: ووالد، وعاقر. وأما على ما تقدم من ذكر العموم، فإنها موصولة.
(لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ): اللام جاءت في جواب القسم و (قد) تفيد التأكيد والتحقيق. والمراد جنس الإنسان، أو الكافر، خاصة.
(كَبَدٍ): قيل في تفسيرها: الشدة، والنصب، والعناء. وعلى هذا فإن قلنا أن المراد بالإنسان: جنس الإنسان، فالمعنى: أن كل إنسان يكابد في هذه الحياة، ويعاني ويشقى. كما قال تعالى لآدم، حينما وصف له الجنة: (إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى)، وقال قبل ذلك: (فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى) فمن خرج من الجنة إلى الدنيا فهو في شقاء، وهو المعاناة، والمكابدة، وما يلحق الإنسان في جميع أطواره، من عنت، ومشقة. وهذا أمر يستوي فيه جميع بني ادم،
فالإنسان، لو تأملت في سيرته من حين حمله، إلى وضعه، إلى رضاعه، فترعرعه، وتعرضه في حياته للمرض، والهم، والغم، والشقاء، وأنواع البلايا، إلى حين وفاته، وتجرعه سكرات الموت، في كبد متصل.
تأمل حمل الإنسان، من حين أن يلقى نطفة في رحم أمه، وهو يتقلب من حال إلى حال، ثم إذا اكتمل خلقه، وتهيأ للخروج، خرج من تلك المسالك الضيقة الحرجة، بحال تكون الأم فيها بين الحياة والموت، فيخرج إلى هذه الدنيا، وأول ما يصدر منه أن يصرخ، كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - (مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلاَّ وَالشَّيْطَانُ يَمَسُّهُ حِينَ يُولَدُ فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِنْ مَسِّ الشَّيْطَانِ إِيَّاهُ إِلاَّ مَرْيَمَ وَابْنَهَا) متفق عليه، وفي رواية مسلم: (من نخسة الشيطان)، ثم يكابد بعد ذلك الإطعام، والرضاعة، ويطرأ عليه من أنواع التوعكات، والأمراض ما الله به عليم، إلى أن يشتد عوده، ثم بعد أن يشب يلحقه ما يلحق هذا المخلوق الضعيف من الألم، والمرض، والضعف، والهم النفسين وجميع أنواع المزعجات في هذه الدنيا، ثم بعد ذلك يلحقه الكبر، والهرم، والضعف، وما أدراك ما يلحق الكبير في آخر عمره من المشقة؛ في مشيته، وفي هضمه، وفي مزاجه. هكذا الدنيا كبد في كبد. ثم إذا وضع على فراش الموت، اعتصرته السكرات، والشدائد، والكرب، حتى يسلم الروح إلى بارئها. كل ذلك كبد يستوي فيه بنو آدم؛ المؤمن، والكافر، البر، والفاجر, فإنا ما وعدنا بنعيم في هذه الدنيا، وهذا من حكمة الله البالغة. ولأجل ذلك كان في نفس كل مؤمن شوق دفين إلى الجنة، إلى المنازل الأولى، لأنها هي الدار التي ينعم ساكنها، فلا يبأس ولا يحزن، ولا يقلق، ولا يجوع، ولا يضحى، ولا يعطش، ولا يلحقه كبد. هذا الشوق الدفين حكمة بالغة، لما أن أخرجنا الشيطان من الجنة، بوسوسته، وكيده، بقي هذا التوق إلى الرجوع إليها عميقًا في النفس، وفي الفطرة. وقد انشد بن القيم - رحمه الله - في هذا أبياتاً جميلة، تصور هذا المعنى، فقال:
*فحي على جنات عدن فإنها منازلك الأولى وفيها المخيم
ولكننا سبي العدو فهل ترى نرد إلى أوطاننا ونسلم
فقد سبانا عدونا الشيطان، وأخرجنا من الجنة بوسوسته وإغرائه لأبوينا. فنحن كالأسير، في سجن، في بقعة من بقاع الأرض، يعتلج في قلبه من الشوق إلى موطنه، ومنازله الأولى، شيء مالا يوصف. فنحن كذلك! نحن أسرى، مرتهنون في هذه الدنيا، نشعر بالشوق إلى دارنا الأولى.
وقد زعموا أن الغريب إذا نأى وشطت به أوطانه فهو مغرم
وأي اغتراب فوق غربتنا التي لها أضحت الأعداء فينا تحكم*
(يُتْبَعُ)
(/)
كأننا في غربة، فهذه الدنيا، جعلها الله، عز وجل، بحكمته البالغة، على هذا النسق وعلى هذه الوضعية؛ الواحد لا يكاد يفرح، حتى يبتئس، ولا يكاد يصح، حتى يمرض، ولا يكاد يهنأ، حتى يشقى، يتقلب في الأحوال، كما في قول الله تعالى (لتركبن طبقا عن طبق) جعلها الله تعالى ذلك، حتى لا نستنيم، ونسترسل، وننسى عبادة ربنا، عز وجل، بل نحس بالحاجة الماسة إلى العود إلى الحياة الهانئة، إلى الحياة المستقرة، إلى الحياة المطمئنة، إلى الحياة الحقيقية: (وَإِنَّ الدَّارَ الآَخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)
- التوجيه الثاني: أن يقال إن الإنسان هنا المراد به: الكافر المنكر للبعث، ويؤيد هذا المعنى أنه هو الذي يعيش الكبد الحقيقي، فإن الله تعالى قال: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى)، فالكافر يجد من العناء، والعنت، والمشقة، أضعاف ما يجده المؤمن في هذه الدنيا، وإن بدا خلاف ذلك، وإن بدا يرفل بالأثواب الفاخرة، ويركب المراكب الفارهة، ويسكن القصور العامرة، لكن في قلبه فاقة، ونكد، وشقاء، وضنك، كما قال الله، عز وجل: (فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا).
وقبل أن نغادر هذه اللفظ (كبد)، نشير إلى أقوال أخرى ذكرت في ذلك:
- قيل إن من معاني (كبد) أي: منتصبًا، معتدل القامة. وهذا يتناسب مع ما سيذكر بعد ذلك (أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ. وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ) لكن المعنى الأول مقدم.
- وقيل معنى ثالث، لكنه مغرب، وهو: أن المراد بـ (الكبد) السماء، كما يقال: في كبد السماء، وأن آدم خلق في السماء، فيكون المراد بالإنسان آدم.
(أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ) استفهام إنكاري، يعني: أيظن ذلك الإنسان أن لن يقهره، ويغلبه أحد، وهذا يؤيد أن المراد بالإنسان: الكافر. ويقال إن هذه الآية نزلت في رجل من قريش، شديد، منيع، عزيز، قوي البنية، قوي الخلقة، شديد البطش، يقال له *أبو الأشد ابن كلدة* كان يفتخر بقوته، ويضع تحت رجليه الأديم، ثم يتحدى القوم، يتحدى العشرة أن يزحزحوه من تحت رجليه، فيجذبونه، فيتقطع بين أيدهم، ولما يتحرك من موضعه لشدته.
ولا شك أن الأخذ بالعموم مقدم، ولا يمنع أن يكون هذا من صورها، وأن ذلك الكافر الذي زعم أن لن يقدر عليه أحد، يدخل في معناها.
(يقول) أي: ذلك الإنسان الكافر.
(أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا) أي: أفنيت وأنفقت، وهو كناية عن كثرة الإنفاق، وعدم المبالاة. لأن هذه اللفظة (أَهْلَكْتُ) تدل على المجازفة، وعدم المبالاة، وكثرة المنفق. وهذا من بلاغة القرآن؛ كل كلمة في موضعها، لا تقوم أخرى مقامها تمامًا، بل يحتاج لتوضيح الكلمة الواحدة إلى عدة مفردات.
(لُبَدًا) يعني: مالا كثيرا، قد تراكم بعضه فوق بعض لكثرته، فهذا الكافر يتفاخر بأنه ينفق الأموال يمنة ويسرة، ولا يبالي بالنفقة، ويفخر بهذا الصنيع.
(أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ) أي أيظن ذلك الكافر أن الله لم يطلع عليه، وهو يفرق هذه الأموال، وينفقها للصد عن سبيل الله؟ ولا شك أن في مثل هذا التعبير تهديد بليغ.
يحسب الكافر أنه بمنأى عن الله كما ذكر الله، عز وجل: (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ) (لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ). إن غياب هذا المعنى عن الكفار هو الذي أوردهم المهالك. قال تعالى: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ). هذه الغفلة المطبقة عن الله، عز وجل، وعن الشعور برقابته، هي التي أوردتهم المهالك. وهكذا، حينما يطيف بقلب المسلمن نوع غفلة، فيسرف في المعاصي والذنوب، وإن كانت غفلة نسبية، لكن بقدر ما يقع في القلب من الغفلة، تزل بك القدم، وتقع فريسة الذنوب، وفريسة هواجس الشيطانز وحينما يستنير قلبك بمصباح الذكرى، والعلم بالله، فإن هذا النور الإلهي يحرق جميع الشهوات، وجميع الشبهات. ويستنير
(يُتْبَعُ)
(/)
القلب، ويبصر الأشياء كما هي، ويميز بين الحق والباطل، يكون عنده فرقان، ويركل هذه الشهوات، فتبدو أمامه، وكأنها لا شيء، لا يباليها، ولا يتأثر بها، بفضل هذه الذكرى التي قامت في قلبه؛ من العلم بالله، ومعرفته. وهذا يدلنا على أهمية تعاهد القلب بالذكرى، فإن حياة القلب بالذكرى (فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) فليحذر الإنسان من الغفلة. قال الله تعالى: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) فإذا آنست من قلبك قسوة، فاستلنه بالذكرى، وابحث عن مثيرات الإيمان، ومثبتات اليقين، حتى يرجع القلب إلى صحته، وطبيعته. وإياك أن تتمادى في الغفلة، فإنه كلما تماديت صعب العود.
ثم تغير أسلوب السورة، وأتى لون جديد من وقع الآيات، والجمل، فقال تعالى:
(أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا) وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) في القرآن من الوقع الجميل، والتأثير البليغ، والأسجاع الحسنة، ما يأخذ بمجامع القلوب.
(أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ) هذا استفهام تقريري، بمعنى جعلنا له عينين، ولسانا وشفتين، وهديناه النجدين. وهذا من مظاهر ربوبية الله في النفس؛ لأن مظاهر الربوبية تكون في النفس، وتكون في الأفاق، ففي هذه السورة ذكر الله تعالى مظاهر الربوبية في النفس، وفي السورة التالية، سيذكر مظاهر الربوبية في الآفاق. وقد قال ربنا، عز وجل: (سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ)
جعل الله تعالى لكل إنسان عينين يبصر بهما، وهذا من عجائب الخلق! فما الذي أودع هذه الخلايا القدرة على البصر؟ لمَ لا يبصر الإنسان بإبهامه؟ كيف جعل الله، عز وجل، هذه الحدقة، وفيها العين التي كاللؤلؤة تتألق، وتبصر الأشياء، وتتعرف عليها؟
وفي هذه اللفتات، هز لهذه النفوس الغافلة، التي وجدت نفسها على هيئة معينة، ثم لم تتفكر في أنفسها. وقد قال ربنا (وفي أنفسكم أفلا تبصرون).
(وَلِسَانًا) هذا اللسان يتكون من عشرات، وربما المئات، من العضلات، التي تعمل في كافة الاتجاهات؛ صعودًا، وهبوطًا، يمنًة، ويسرًة، تقوسًا وامتدادًا، لتساعد في تكوين الكلمات، والبيان. لو قطع اللسان، لو شل، لصار الإنسان كالبهيمة العجماء، لا يستطيع أن يعرب عن نفسه.
(وَشَفَتَيْنِ) هاتان الشفتان اللتان كالبوابة لجوف الإنسان، يفتحهما، ويغلقهما بمقدار، فيهما جمال، وفيهما فائدة. لو تأمل الإنسان في فائدتها، لوجد عجبا؛ هذه الأنسجة التي تغطي الشفتين، ذات طبيعة خاصة لحفظ للجوف. ويتبين لك ذلك حينما يصاب الإنسان بآفة في شفتيه؛ فيتعطل كلامه، أو يلتاث، ويسيل لعابه من فيه، كما المعتوه، أو البهيمة. يدرك الإنسان أن هذا الخلق خلق عجيب، وضع في موضعه. وهذا جزء من كل، وقليل من كثير، من عجيب خلق الله للإنسان. وإلا فإن في خلق الإنسان، ما إن يعد، لا يحصى، من عجيب خلق الله سبحانه وتعالى.
ثم تأمل (وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) هديناه أي: دللناه، وبينا له، وعرفناه. وهذه الهداية هداية دلالة، وبيان؛ لأن المراد بالنجدين: طريق الخير، أو الشر. يعني: أن الله سبحانه وتعالى، عرف هذا الإنسان الخير والشر، وأمره بالخير، ونهاه عن الشر.
والأصل أن النجد: ما ارتفع عن الأرض، فكأنه طريق بيِّن، واضح، لبروزه وظهوره. وقال بعض المفسرين إن المراد (بالنجدين) الثديين. ومناسبة اللفظ للثديين واضح لأن الثدي بارز. وهذا القول ليس بعيدًا، وإن كان القول الأول قول أرجح. لكن مع ذلك فإن هذا القول وقد روي عن بعض الصحابة، ليس بعيدًا، لأنه مناسب لما تقدم من ذكر اللسان، والشفتين، والعينين.
فلا عجب أن يراد بالنجدين الثديين (وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ)، وذلك أن الله سبحانه وتعالى ألهم المولود أن يلتقم ثدي أمه، دون أن يتلقى دروسًا في طريقة الرضاعة! طفل لا يملك شيئا من المعرفة، ومع ذلك ما أن تضمه الأم إلى صدرها، وتلقمه حلمة ثديها، حتى يشرع في تناول رزقه، من بين له ذلك؟ من عرفه ذلك؟ وشيئًا، فشيئًا، يصبح الأمر بالنسبة له وجبة معتادة.
الفوائد المستنبطة
الفائدة الأولى: تعظيم مكة شرفها الله لأن الله تعالى أقسم بها.
الفائدة الثانية: زيادة شرفها بحصوله - صلى الله عليه وسلم – فيها.
الفائدة الثالثة: بيان اسم من أسماء مكة (البلد).
الفائدة الرابعة: أن الدنيا دار مكابدة وعناء، وهي على الكافر أشد.
الفائدة الخامسة: تسلية النبي (صلى اله عليه وسلم)، وتسلية كل مؤمن.
الفائدة السادسة: سوء تقدير الكافر، وغروره. فحسابات الكافر دائمًا، خاطئة ونتائجها خاطئة. لأنها انطلقت من مقدمات خاطئة.
الفائدة السابعة: ذم الصلف، والمباهاة.
الفائدة الثامنة: غفلة الكافر عن اطلاع الله عليه.
الفائدة التاسعة: كمال ربوبية الله سبحانه.
الفائدة العاشرة: هداية الدلالة، والبيان، على أن المراد: (بالنجدين) طريق الخير أو الشر. وعلى القول أن المراد: (الثديين)، فهي الهداية العامة، وهي هداية العبد لمصالحه المعاشية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[15 Sep 2010, 06:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
التفسير العقدي لجزء عم
سورة البلد (2)
د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
(فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16) ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (18) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (19) عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ (20))
يقول الله - عز وجل - بعد أن بيَّن نعمه، وآلاءه، على ابن آدم، المتكبر، المتجبر، الذي يحسب أن لن يقدر عليه أحد، ويحسب أن لم يره أحد:
(فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ) (فلا) أي: فهلا (اقتحم) الاقتحام: هو مجاوزة الشيء بشدة، وسرعة.
(العقبة): العقبة في اللغة: الطريق الصعب، الوعر في الجبل. وعبور هذه العقبة يحتاج إلى شدة، وسرعة، ومضي، وتحامل على النفس. لأنه ليس طريقًا مفروشًا بالورود، والرياحين، بل فيه معاناة.
وقد فسرتها الآيات بعدها: (فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ). فالمراد باقتحام العقبة: القيام بالأعمال الصالحة، الشاقة على النفس. لأن القيام بهذه الأعمال يحتاج إلى مجاهدة، ويحتاج إلى مفارقة للشهوات، وتحامل على النفس، واطراح لشهواتها، فلذلك شبهه باقتحام العقبة.
وقد عظم الله - عز وجل - من شأنها فقال: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ) هذا الاستفهام للتعظيم، والتفخيم. ثم قال مبينًا لها (فَكُّ رَقَبَةٍ) أي: أن اقتحام العقبة يحصل بفعل هذه الأشياء:
(فَكُّ رَقَبَةٍ) فكها من الرق، وذلك بالعتق.
(أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ): (أو) للتنويع، (يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ) يعني: في يوم شديد المجاعة، لأن الإطعام في يوم المجاعة ليس كالإطعام في غيره. حين تعم المجاعة يصبح لدى النفس شحًا مضاعفاً في المحافظة على ما تملك، خشية أن يلحقها ما لحق غيرها. فالذي يطعم في المسغبة، ليس كالذي يطعم في الوفرة. فالعمل، وإن كانت صورته واحدة، يتفاوت بتفاوت الأحوال. قال تعالى: (لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا). ثم بيَّن نوع المطعم، فقال:
(يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ) وهذا يبين، أيضاً، أن الإطعام كما أنه يتفاوت من جهة الحال، يتفاوت من حيث المطعم، فيعظم الأجر بكون ذلك الإطعام ليتيم تربطك فيه صلة قرابة، أو مسكين أسكنته الفاقة.
واليتيم: من مات أبوه، ولم يبلغ الحلم. فإذا كان ذا مقربة زاد الثواب؛ لأن الصدقة على القريب، صدقة، وصلة. والأقربون أولى بالمعروف، وابدأ بنفسك ومن تعول. فهذا يدل على فضل النفقة على القريب المحتاج، وأنه يقدم على غيره، ولهذا سوغ العلماء إخراج الزكاة عن البلد لقريب في بلد أخر.
والمسكين: هو من أسكنته الحاجة، يعني: خفضته، فتجد الفقير، صاحب الحاجة، يشعر بالضعة، والانحطاط، بخلاف الغني، المكتفي، الذي يشعر بالزهو، والترفع.
واختلفت عبارات المفسرين في معنى متربة: فقيل أي: لصوق بالتراب، لشدة فقره، كما يقول الناس عن الفقير المدقع: ما عنده إلا التراب! لأنه لا يملك إلا أن يبحث في التراب. قال ابن عباس - رضي الله عنهما - هو المطروح على ظهر الطريق. وقيل في تفسير (المتربة) أي: شديد الحاجة. وقيل هو صاحب العيال، ولا مال. وهي معاني متقاربة.
(ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ): (ثم) هنا، لم يرد بها الترتيب الزمني؛ بل الترتيب الذكري. يعني: ليس معنى ذلك أنه صار من الذين آمنوا بعد أن اقتحم العقبة، بل المعنى: وكان مع ذلك (مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ).
(تواصوا): أي أوصى بعضهم بعضًا. والصبر في اللغة: معناه الحبس، وهو ثلاثة أنواع:
1 - صبر على طاعة الله، بالقيام بأوامره.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - وصبر عن معصية الله، بالكف عن محارمه.
3 - وصبر على أقدار الله المؤلمة، في نفسه، أو أهله، أو ماله، فيعلم أنها من عند الله، فيرضي، ويسلم،
ومنزلة الصبر من الدين، كمنزلة الرأس من الجسد. وقد أثنى الله تعالى على الصابرين، في نحو أربعين موضعًا.
(وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ) (المرحمة) أي: رحمة الخلق. وهذا مناسب لما تقدم من عتق الرقاب، وإطعام اليتيم، والمسكين. وفي هذا دلالة على القيم الخلقية في هذا الدين العظيم، وأنه هو دين الرحمة، والإحسان، خلافًا لما يصمه به أعداؤه، وهم أولى بذلك، من وصمه بالإرهاب، وغير ذلك من ألقاب السوء.
(أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ) المشار إليهم الذين اقتحموا العقبة، بفعل هذه الأعمال الجليلة. والناس: إما أصحاب ميمنة، وإما أصحاب مشأمة. فأصحاب اليمين، نخبتهم هم السابقون، يقابلهم أصحاب المشأمة، أصحاب الشمال. وهذا التقسيم موجود في كتاب الله - عز وجل - في غير ما موضع.
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ) فالمشأمة أي: الشمال، وفيها أيضًا، معنى الشؤم. (عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ) لاحظ التعبير بـ (عليهم)، لم يقل هم في نار مؤصدة، وذلك لإطباقها عليهم. فمعنى (مؤصدة): مطبقة مغلقة - أجارنا الله وإياكم – لا منفذ لهم، قد أوصدت أبوابها، وأغلقت عليهم، لا يخرجون منها (كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا).
الفوائد المستنبطة
الفائدة الأولى: مشقة الأعمال الصالحة على النفس.
الفائدة الثانية: الحاجة إلى المجاهدة.
الفائدة الثالثة: فضل عتق الرقاب، وإطعام الطعام لذوي القرابة والحاجة.
الفائدة الرابعة: أن من أبرز صفات المؤمنين الصبر، والمرحمة.
الفائدة الخامسة: حسن عاقبة المؤمنين.
الفائدة السادسة: شؤم عاقبة الكافرين.
الفائدة السابعة: إثبات البعث، والجنة، والنار.
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[18 Oct 2010, 12:04 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
التفسير العقدي لجزء (عم)
سورة الشمس (كاملة)
د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي
بسم الله الرحمن الرحيم
[وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)
* هذه السورة، سورة (الشمس)، سميت بهذا الاسم:
لأن الله - سبحانه وتعالى - أقسم بالشمس في مستهلها،
* ومن مقاصد هذه السورة:
- بيان طبيعة النفس البشرية، وطريقة إصلاحها.
- تذكير الكفار بأيام الله، في الغابرين.
استهل الله - عز وجل - هذه السورة بعدة أقسام، فقال:
(وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا) على حقيقة عظيمة: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) ولله - تعالى - أن يقسم بما شاء من مخلوقاته.
فأولها: الشمس، وهو الكائن العظيم، والمخلوق الكبير، والجرم الملتهب، الذي يمد حياتنا بالدفء والضياء، فلا حياة للحيوانات، ولا للنباتات، بدونه.
فقد جعل الله - تعالى - هذه الشمس (سراجاً وهاجا)؛ ففيها الإضاءة، وفيها الدفء، وفيها أثر لم يكن معروفاً للناس قديماً؛ وهو أن هذا الضوء المنبعث من الشمس ضروري لعمليات التمثيل الضوئي في النباتات، التي يحصل بها النمو، كما هو معروف لدى علماء الطبيعة.
ثم أقسم ثانياً، بالضحى، فقال: (وَضُحَاهَا)
وقد اختلف في المراد (بضحاها) هل هو النهار كله؟ أم أنه أول النهار؟ ولا شك أن معنى الضحى هو الضوء الذي يكون في أول النهار. وأجلى ما يكون الضوء، في أول النهار، لأنه يأتي عقيب ظلمة، فيتبين فضل هذا الضوء، فلذلك أقسم الله - تعالى – به، وعطفه على الشمس التي هي مصدره.
(يُتْبَعُ)
(/)
(وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا) القمر: كوكب، وليس نجمًا، كما الشمس، فالشمس جرم ملتهب، ولذلك يبعث الحرارة، أما القمر فإنه كوكب بارد، ليس فيه حرارة، وإنما هو مرآة يعكس نور الشمس على الأرض، ولذلك تكون إضاءته بحسب حاله من الشهر، فأول الشهر يكون هلالاً، لكون الأرض تحجب معظمه، منه فلا يقع عليه ضوء الشمس، ثم لا يزال يتسع، ويتسع حتى يصل إلى درجة الإبدار في منتصف الشهر، حينما يكون مستقلاً، منفصلاً، وجاه الشمس، ثم يأخذ في آخر الشهر بالانحسار، حتى يتدأدأ، ثم ينمحق، ويستسر، ثم يبدأ دورة من جديد. فحينما يقسم الله - تعالى - بهذه المخلوقات ينبه على منافعها، وعلى جريانها، الذي يدركه كل أحد.
(إذا تَلَاهَا) أي تبعها طالعاً بعد غروبها؛ وذلك أنه لا سلطان للقمر، مع سطان الشمس، فإن ضوء الشمس يغلب ضوء القمر، حتى لو رؤى القمر أحياناً، أثناء النهار، فإنما يرى كما يرى الغيم، أبيض، خافتاً، غير مشع، فسلطان الشمس، وضوؤها، أعلى، وأقوى من ضوء القمر؛ لأنه فرع عنه، فلذا قدمه بالذكر.
(وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا) يعني: إذا ارتفعت فيه الشمس، وبان ضوؤها. وكأنما هذا النهار صفحة لظهور الشمس؛ فالنور المنبعث من جهة ما، لا يعلم أنه نور حتى يصطدم بحائل، فلذلك تحصل تجليتها بارتفاعها وبيان ضوئها على الأرض وقت النهار
(وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا) أي: غطى بظلمته عند المغيب. ومرجع الضمير للشمس؛ كما الضمائر السابقة، فكأنما الليل يغشى الشمس الذي انسحب ضوؤها، وحل محله الظلام.
(وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا): السماء معروفة، وهي السقف المرفوع فوقنا. وإنما سميت سماء من السمو، وهو الارتفاع. وهذا التعبير (بناها) يدلنا على أن السماء جسم، وليست عماء. قال الله - عز وجل - (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا). كما أنها طبقات، بعضها فوق بعض، قال تعالى: (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طباقاً).
(وما بناها) ما: تحتمل معنيين: إما أن تكون موصولة بمعنى من، أو تكون مصدرية. فإن قلنا هي موصولة، فقد أقسم الله - تعالى – ببانيها، وهو الله - تعالى - نفسه.
وإن كانت المصدرية، فيكون تقدير الكلام: والسماء وبناءها. بمعنى خلقها. ولا شك أن هذا البناء من الله - تعالى - لكن البناء نفسه، مخلوق، فيكون الله - تعالى - قد أقسم أيضا بخلقٍ من خلقه، كما أقسم بالسماء.
(وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا) المراد هذه الأرض المبصرة، وهي: التي يدب عليها الآدميون، والحيوان، والهوام، والزواحف، وغيرها.
(طحاها) أي: بسطها، بمعنى أنه جعلها منبسطة للسائرين، ممهدة لهم. ويقال في (مَا) ما قيل في (ما بناها) فإما أن تكون (ما) بمعنى من أو تكون (ما) بمعنى المصدرية.
وهذه مشاهد كونية متقابلة. وهي مشاهد تتكرر على كل آدمي، ولكنه لا يلقى لها بالاً، ولا يرفع بها رأساً، ولا يتأمل بديع صنع الله، وحكمته البالغة في تسير هذا الكون، وما ينبغي أن يتوصل إليه من العبودية لهذا الخالق العظيم، الذي أوجد هذا النظام البديع، وهذا النسق المميز. ففيها تحريك لهذه القلوب الغافلة، والنفوس البليدة، لتبصر، وتتفكر فيما حولها، ولا تكتفي بالنظرة السطحية التي لا تثمر لها شيئا
(وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا): (وَنَفْسٍ) اسم جنس لكل نفس. ومعنى (سواها) أي: خلقها سوية معتدلة. و (ما): يتكرر فيها ما تقدم من أن تكون بمعنى الذي، أو بمعنى المصدر.
(فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا) هذا التفصيل جاء بين القسم والمقسم عليه. ومعنى (أَلْهَمَهَا) كما قال الراغب الأصفهاني - رحمه الله - في (مفردات القرآن): (الإلهام: إيقاع الشيء في الروع، ويختص ذلك بما كان من جهة الله - تعالى - وجهة الملأ الأعلى) كقول النبي: - صلى الله عليه وسلم - (إن روح القدس نفث في روعي، أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها)
وقد اختلف في المراد بالإلهام في هذا السياق:
- فقيل: بيَّن لها الخير والشر، أي: علمها.
- وقيل: جعل فيها القبول للخير والشر، أي: خلق فيها.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمعنى قوله (فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا) أي: جعل فيها الاستعداد لقبول الخير، والاستعداد لقبول الشر. ففيها تهيؤ لكلا الأمرين. وبذلك تميزت عن النفس الملَكية، وعن النفس الشيطانية. فإن النفس الملَكية، متمحضة للخير، فقط. فملائكة الرحمن يسبحون الليل والنهار (لا يفترون)، (لا يسئمون)، (لا يستحسرون)، لا تحدثهم نفوسهم إلا بطاعة الله، وتقواه. والنفوس الشيطانية، نفوس متمحضة للشر، فقط. ليس فيها نازع خير. أما النفس الإنسانية فجاءت بين بين. ركب الله - تعالى - فيها نوازع للخير ونوازع للشر. ولأجل ذلك كانت محل الابتلاء، والاختبار. فبعد أن بيَّن الله حقيقة النفس، قال إثر ذلك، وهو جواب الأقسام المتعددة السابقة:
(قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا) الفلاح: هو الفوز بالمطلوب، والنجاة من المرهوب.
(وَقَدْ خَابَ) أي: خسر. ومعنى (دساها) أي: أخفاها، من التدسية، وهي: الإخمال، والإخفاء، بالكفر، والذنوب، والأخلاق الدنيئة. ولفظ الكفر، نفسه، يدل على التغطية. ولهذا سمي الزراع كفارا؛ لأنهم يغطون البذور بالتراب. فأصل الكفر التغطية، لأن الكافر غطى فطرته، وأخفاها. فالواجب أن يسعى المرء إلى الفلاح بتزكيتها، وأن يتجنب الخيبة، والخسار بتدسيتها. فوظيفة ابن ادم في هذه الحياة، أن يزكي نفسه، بتنمية بواعث الخير، وإخفاء، وإقصاء نوازع الشر. هذا مشروع العمر، وهذه خطة الحياة، لمن أراد النجاة من المرهوب، والفوز بالمطلوب.
وهذا في الحقيقة مبحث مهم، يتعلق بفقه النفس. ويوجد له علم مستقل، يسمى (علم النفس) وهو من العلوم الإنسانية، اشتغل به جميع من في الأرض، يسمونه (سيكولوجي) أي: علم النفس. ولكن علم النفس الحديث، تكوَّن بعيدًا عن نور الكتاب والسنة، واعتمد على الملاحظة والاستنتاج، المجردين. ولا شك أن علم النفس قد توصل إلى نتائج مفيدة، وكون تراكمات علمية صحيحة، إلا إنه لا يزال قاصرًا قصورًا عظيمًا، لأنه لم يستنر بنور الوحي. فعلماء النفس المعاصرون، ومن سبقهم، يرون أن مقتضى البحث العلمي، تنحية جميع الأمور الغيبية، والدينية عن مجال بحثهم! وهذا في الحقيقة حرمان، وخسران، فإن الله - تعالى - هو خالق النفس، وقد قال: (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ). فخالق النفس أعلم بمن خلق، وما خلق. فإذا حدثنا الله - تعالى - عن النفس الإنسانية، فكلامه كلام العليم الخبير، فمن زهد به، واستغنى عنه، فإنه يقع في قصور عظيم، وضلال بعيد. ولأجل هذا نجد علماء الملة، الذين توجهوا إلى العناية بتهذيب النفوس، وإصلاح القلوب، هدوا هداية عظيمة، بفضل استنارتهم بنور الكتاب والسنة، وتوصلوا إلى لب الموضوع، وأصابوا كبد الحقيقة، بأقصر طريق، كما تجد هذا النفس الإيماني المشرق، الذي ينفذ إلى الحقيقة مباشرة، في كلام الأئمة الأعلام، كشيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم،، رحمهما الله.
بينما يتخبط علماء النفس القدامى، والمحدثون، في نظريات مختلفة، تُطوِّح بهم يمينًا، وشمالاً، بسبب هذه النزعة العَلمانية، التي تنحي الدين جانبًا، وتتعامل مع الماديات فقط، فلا يهتدون إلى الحقيقة الكاملة، وإن أدركوا بعضها.
وبهذا يتبين اختلاف الخطة في فهم النفس الإنسانية، ومعالجتها، بين أهل الإيمان، وبين أرباب المدارس النفسية المختلفة. فمدرسة (سجموند فرويد) تنظر إلى النفس الإنسانية نظرة جنسية بحتة، وأن دوافع الإنسان المختلفة نابعة من الغريزة الجنسية، فيفسر تصرفاته، ويلبي حاجاته بناءً على هذا الأساس.
وهناك من ينظر إلى الإنسان بوصفه المادي، الحسي، البهيمي. فنظرته للإنسان نظرة الباحث عن الطعام، فيهتم بتلبية هذه الجوانب المادية، ولا يلقي بالا للجوانب الوجدانية.
وهناك، على النقيض، من ينظر إلى الجوانب الإشراقية، والروحانية، فيُغرِق فيها، كما في الفلسفات الشرقية المختلفة، التي تدعو إلى تعذيب الجسد، في سبيل انعتاق الروح، لبلوغ درجة (النرفانا)، كما يوجد في البوذية والهندوسية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكل هذه المذاهب، تتخبط في دياجير الظلمات. أما ما جاء من عند الله، فهو القسطاس المستقيم، والميزان الدقيق، الذي يوائم بين أشواق الروح، وحاجات الجسد. فالكائن الإنساني خلقه الله - تعالى - من قبضة من تراب، ومن نفخة من روح، ففي بنيته جوانب معنوية، روحانية، وفيه جوانب بدنية، حسية. والعقيدة، والشريعة، أتتا لتلبية الأمرين معًا، لم تحتفيا بجانب، وتهملا جانبًا، بل تعاملتا مع النفس الإنسانية، كما خلقها بارئها.
ولهذا نجد في كتاب الله - عز وجل - وفي سنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - ما يلبي أفراح الروح، وما يلبي نزعات الجسد. فلا رهبانية في الإسلام، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن التبتل. وفي نفس الوقت لا اتباع للشهوات، وعبادة الجسد. نجد منظومة متناسبة بين هذين الأمرين، لا يجتمعان إلا فيما جاء به القرآن والسنة.
هذا هو (علم النفس الإسلامي) الذي ينبغي أن يخدم، وأن يعتني به، وأن تجمع مفرداته، وأن يؤسس تأسيساً مستقلاً، غير متأثر بالنظريات الأرضية. ولا يكفي، لمن أراد أن يؤسس علم نفس إسلامي، أن يأتي إلى التراث الغربي، أو الشرقي، وينتخب منه، ثم يضع بعد كل جملة، لاحقة: (في حدود الشريعة الإسلامية) أو (في إطار الشريعة الإسلامية) هذا ليس أسلمة لعلم النفس، هذا نوع من التلفيق.
إذا أردنا أن يكون لدينا علم نفس إسلامي، فيجب أن نغوص في نصوص الكتاب والسنة، المتعلقة بالنفس الإنسانية، وأن نستنبط منها القواعد، والأسس، التي ترسم معالم هذه النفس، ثم نبوِّب الأبواب، ونرسم المنطلقات، فيكون لنا استقلالنا في نظرتنا إلى النفس الإنسانية، بدلا من أن نجتر كثيرًا من تجارب، وأخطاء الآخرين؛ من الشرق أو الغرب، كما هو الواقع، وللأسف، في الجامعات التي تدرس في أقسامها علم النفس.
ومن الدلالات التربوية لهذه الآية، أن يعلم الإنسان بأن في نفسه مخزوناً للخير، وأن عليه أن يستنبط هذا المخزون، ولا يدعه مطموراً، مغموراً، في مطاوي النفس.
كثير من الناس يحيا، ويموت، ولم يستخرج هذا الخير الذي ألهم إياه! ولأجل ذا، يجب على العاقل، أن يفكر جيدًا، كيف يستحث، ويستثير هذا الخير الذي في النفس. فقد امتن الله - تعالى - على إبراهيم، عليه السلام، فقال: (وَلَقَدْ آَتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ)
إذا! الرشد يمكن أن يؤتاه الإنسان، ويمكن ألا يؤتاه. كما لو قدرنا دولة من الدول في أراضيها مخزون من النفط، أو من المعادن الثمينة، فإن استطاعت إيجاد الآليات، لاستخراج هذا المخزون، والانتفاع به، عادت دولة قوية، ذات رفاهية. وإن هي أهملته، بقي مطمورًا، عبر القرون، وبقيت دولة فقيرة، متخلفة. فكذلك أرض القلب، فيها مخزون، مذخور، فاستنبطه، واستخرجه، وانتفع به.
ومما يدل على هذا المعنى حديث الحصين بن معبد الخزاعي، فإنه قد لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - فدعاه إلى الإسلام، وقال له: يا حصين! كم تعبد؟ قال: سبعة؛ ستةً في الأرضن وواحداً في السماء. قال: فمن الذي تعده لرغبك، ورهبك؟ قال: الذي في السماء. قال: فاعبده، ودع ما سواه. فإنك إن أسلمت، علمتك كلمتين. فمضى الحصين، ثم من الله تعالى عليه فأسلم، وأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - يسأله الموعدة، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو الصادق، البر، الأمين: (قل: اللهم ألهمني رشدي، وأعذني من شر نفسي)
إذًا لك رشد، ربما تلهم إياه، ربما لا تلهم إياه! فسل الله أن يلهمك رشدك، وأن يعيذك من شر نفسك. لان في نفسك شر، قد ينبعث عليك، وينفجر في وقت، فيهلكك. فهذه الوصية النبوية، موافقة لمدلول الآية.
الفوائد المستنبطة من الآيات السابقة
الفائدة الأولى: أن تنوع الأقسام وتعددها، دليل على أهمية المقسم به.
الفائدة الثانية: لفت النظر إلى بديع صنع الله، وتنبيه الغافلين.
الفائدة الثالثة: الطبيعة المزدوجة للنفس الإنسانية.
الفائدة الرابعة: الابتلاء والاختبار الذي يترتب عليه الثواب والعقاب.
قال الله تعالى:
[كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (11) إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا (12) فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (13) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14) وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا (15)]
(يُتْبَعُ)
(/)
(كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا) ثمود: قبيلة قوية، من العرب البائدة، كانت تسكن وادي القرى، أو منطقة الحِجر، الواقعة بين مكة، والشام، والمعروفة، حاليًا، بمدائن صالح.
(بطغواها) أي: بتجاوزها الحد. فالباء سببية، يعني: هذا هو سبب تكذيبيها. والطغيان هو تجاوز الحد، كما قال الله تعالى: (إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ)
وقد أتاهم قوة، ومكنهم أن ينحتوا من الجبال بيوتاً، وأن يتخذوا من سهولها قصورًا، فبلغ بهم الطغيان أن كذبوا نبيهم صالح، وزادوا على ذلك بما وصف الله:
(إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا) (انبعث) يعني خرج بسرعة، أو انتدب. وأشقى ثمود، هو (قِدار بن سالف) بضم القاف. وكان من قصة ثمود، أنهم طالبوا نبيهم صالح (عليه السلام) بآية. وقد جرت سنة الله أن الآيات المقترحة تكون شؤمًا على أصحابها. فقالوا: أخرج لنا من هذه الصخرة الصماء، ناقة عشراء،فنؤمن! فأقام عليهم الحجة، وأخرج لهم من صخرة صماء، ناقة عشراء. يعني: قد بلغت شهرها الأخير، فهي على وشك الولادة. فابتلاهم الله بأن جعل (لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ) يعني: يوماً ترد، فتشرب كل الماء الذي تشربه القبيلة، ويشربون في اليوم الثاني. فضاقوا بذلك ذرعاً.
(فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ) أي: صالح
(نَاقةَ اللَّهِ) يعني: احذروا المساس بها، وذروها تأكل في أرض الله.
(وسقياها) أي: لا تتعرضوا لشربها في اليوم الذي لها، ولا تنازعوها فيه.
وناقة الله: من باب إضافة المخلوق إلى خالقه. وهي إضافة تشريف، لأن هذه الناقة آية، وليست كسائر النوق.
(فَكَذَّبُوهُ) ردوا كلام نبيهم، ولا خافوا مما حذرهم منه.
(فَعَقَرُوهَا) قيل إن العقر: هو ضرب قوائم الدابة، وتحديداً، الوتَر الذي يكون خلف العقب، أو الخف، فإنه إذا قطع لم تتمكن الدابة من السير، فتقع، ولا تستطيع المشي، فتهلك. وقيل: ضرب قوائمها، ثم قتلها بعد ذلك. المهم أن ذلك آل إلى هلاكها.
وقد عبر بالجمع (فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا) مع أن المنبعث، الذي باشر ذلك واحد، لأنهم راضون، والراضي كالفاعل. ولذلك أخذوا جميعاً بهذه الجريمة. ولهذا قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، في رجل قتل في صنعاء: لو أن أهل صنعاء جميعًا تمالئوا على قتله، لقتلتهم به. فالراضي كالفاعل، والمشارك يدخل في القوَد.
(فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ) أي: أطبق عليهم بعذابه.
(بِذَنْبِهِمْ) الباء في قوله بذنبهم للسببية، يعني: بسبب ذنبهم.
والعذاب الذي أطبق عليهم، صيحة، ورجفة، عياذاً بالله! صيحة قطعت نياط قلوبهم في صدورهم، ورجفة زلزلت أرضهم، فهلكوا جميعًا. قال تعالى: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ).
(فَسَوَّاهَا) يعني: أنهم استووا في العقوبة، فلم يفلت أحد، لأن القوم كانوا راضين بفعل أشقاهم، موافقين، فلذلك اشتركوا جميعا في العقوبة.
(وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا) أي أن الله تعالى، لا يخاف تبعتها. وذلك أن غير الله - تعالى -إذا عاقب أحدًا، يتوجس خيفة أن هذا الذي وقع عليه عقوبة، هو، أو جماعته، ربما ينتقمون منه، فيخاف العاقبة. أما الرب سبحانه وبحمده - تعالى - و- عز وجل - فلا يخاف عقباها، لأنه القوي، العزيز، القادر.
الفوائد المستنبطة من الآيات السابقة
الفائدة الأولى: شؤم عاقبة الطغيان.
الفائدة الثانية: تفاوت الكفار في كفرهم وشقاوتهم، لقوله: (إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا) فكما أن المؤمنين يتفاوتون في، فالكفار أيضا يتفاوتون في شقاوتهم.
الفائدة الثالثة: أن التذكير موعظة، وإقامة حجة، وإبراء ذمة.
الفائدة الرابعة: أن الراضي كالفاعل.
الفائدة الخامسة: شدة أخذ الله للظالمين.
الفائدة السادسة: كمال قدرة الله سبحانه وسلطانه.
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[03 Nov 2010, 01:08 ص]ـ
التفسير العقدي لسورة الليل
بقلم د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
(يُتْبَعُ)
(/)
(وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (3) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4) فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى (11) إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (12) وَإِنَّ لَنَا لَلْآَخِرَةَ وَالْأُولَى (13) فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (14) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى (21))
هذه السورة سورة (الليل)، سميت بذلك، لاستهلالها بالقسم بالليل في قوله: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى). ولهذه السورة مقاصد متعددة منها:
- الإيمان بالقدر وهو أحد أركان الإيمان.
- مسؤولية العبد عن أفعاله وترتب الثواب والعقاب عليها.
- إعلاء القيم المثلى، والأعمال الصالحة.
- إثبات البعث، والحساب، والجزاء.
(وَاللَّيْلِ): خلق عظيم من مخلوقات الله، يتعاقب مع النهار، على الكون.
(إِذَا يَغْشَى): يغطي بظلمته ما بين السماء والأرض. فهذا الليل أشبه بثوب أسود، يلقى على الأرض، فيغطيها. (وَآَيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ). ثم قال على سبيل المقابلة:
(وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى): أي: تكشف، وظهر، وأضاء الأرض بنوره.
(وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى): (ما) هنا، تحتمل أن تكون موصولة، بمعنى (من)، وتحتمل أن تكون مصدرية. فالله - تعالى - أقسم بما خلق الذكر والأنثى.
فإن كانت موصولة، فالله - تعالى - قد أقسم بنفسه، يعني: ومن خلق الذكر والأنثى. وإن كانت مصدرية فمعنى الكلام: وخلْق الذكر والأنثى، فيكون إقساما بالخلق نفسه. ولله - تعالى - أن يقسم بما شاء من مخلوقاته.
ويؤيد هذا المعنى الثاني وهو أن تكون (ما) بمعنى المصدر، قراءة منسوخة؛ فإنه قد وقع في قراءة أبي الدرداء، وابن مسعود، (والذكر والأنثى). وقد نسخت بالعرضة الأخيرة على النبي صلى الله عليه وسلم. ومعلوم أنها لا ينطبق عليها حد القراءة السبعية المعتمدة، لأن حدها كما قال الناظم:
وكل ما وافق وجه نحوِ وكان للرسم احتمال يحوي
وصح إسناداً هو القرءان فهذه الثلاثة الأركان
وحيثما اختل شرط اثبتِ شذوذه لو انه في السبعة
هذه هو شرط القراءة الصحيحة. والشرط الثاني هو الذي ينفي قراءة (والذكر والأنثى) لأنه لا يوافق رسم المصحف.
(إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى): هذا جواب القسم. ومعنى (سعيكم) أي: عملكم. (لشتى): اللام واقعة في جواب القسم. (شتى) أي: مختلف، فمساعيكم مختلفة؛ فعامل بالطاعة، وعامل بالمعصية، كما هو مشاهد. فأنت ترى الناس في هذه الدنيا منهم من يشتغل بطاعة الله، وعمل الصالحات، ومنهم من يشتغل بمعصية الله، والموبقات.
(فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى) الفاء للتفريع. يعني أعطى حق الله، أو أنفق في سبيل الله. فيشمل العطاء الواجب، والعطاء المستحب.
(وَاتَّقَى): التقوى: أن يجعل العبد بينه وبين عذاب الله، وقاية؛ بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه.
(وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى): اختلف المفسرون في المراد (بالحسنى):
- فمنهم من قال إن المقصود (بالحسنى): كلمة التوحيد (لا إله إلا الله).
- ومنهم من قال الحسنى: الجنة، لأن الله - تعالى - قال (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ)، فالحسنى هي الجنة، والزيادة هي النظر إلى وجه الله الكريم.
- ومنهم من قال، وهو اختيار ابن جرير الطبري، رحمه الله، ورجحه: إن المراد الخلف من الله على المعطي، بمعنى: أن الله - سبحانه وتعالى – وعد المنفق بالخلف، فالذي يثق بموعود الله - عز وجل - فهو مصدق بالحسنى. ويشهد لهذا المعنى قول النبي - صلى الله عليه وسلم - (ما من يوم يمر إلا وينزل ملكان فيناديان اللهم أعطي منفقا خلفا وأعطي ممسكا تلفا)
(يُتْبَعُ)
(/)
وبين هذه المعاني الثلاث تلازم، فإن من صدق بموعود الله، مصدق بـ (لا إله إلا الله)، وهو من وراث جنة النعيم. لكن السياق يرجح ما اختاره ابن جرير الطبري، بأن (الحسنى): الخلف. وإذا نظرنا للعموم، فإن المراد يتعلق بـ (لا إله إلا الله) التي هي كلمة التوحيد.
(فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى) هذا جواب الشرط. (نيسره): يعني نهيئه بيسر، وسهولة. و (اليسرى) هي الجنة، أو عمل الصالحات.
وبإزاء ذلك قال الله - تعالى - (وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى) بخل بحق الله، بخل بالزكاة، كما قال ابن عباس - رضي الله عنهما - فهو البخل بحق الله الواجب عليه.
(واستغنى) يعني استغنى بماله، وجاهه، عن ثواب الله، كأنما قال: لا حاجة لي، وأنا عندي ما يكفيني، كما قال قارون: (إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي).
(فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى) هي النار، أو عمل الشر.
ونجد أن الله تعالى اسند هذه الأفعال إلى العباد، فهم الفاعلون لها حقيقة. خلافاً للجبرية الذين يزعمون أن العبد كالآلة، لا يفعل حقيقة، وإنما هو مظهر لفعل الله. ومن طوائف الجبرية، الأشاعرة القائلون بنظرية (الكسب). وهي دعوى باطلة، غير معقولة. قال الناظم:
مما يقال ولا حقيقة عنده معقولة تدنوا إلى الأفهام
الكسب عند الأشعري والحال عند البهشمي وطفرة النظام
فيزعمون أن هذا كسب، وليس فعلاً للعبد حقيقة، بل هو فعل الله عز وجل وحسب! وإنما وقع اقتران بين فعل العبد، وقدرته غير المؤثرة، ويسمونه كسبًا، وخلق الرب وفعله، لهذا الفعل. ولهذا سلبوا الأشياء خصائصها، حتى قالوا: إنه ليس في النار خاصية الإحراق، وليس في الماء خاصية الري، ولا في السكين خاصية القطع، وإنما تقع هذه الأشياء عندها لا بها! وأنكروا الحكمة والتعليل، وصاروا مضحكةً للعقلاء.
وبالمقابل، فإن (القدرية) أنكروا القدر السابق، وزعموا أن العبد يخلق فعل نفسه، وجحدوا حقيقة (التيسير) المذكور في الآيات، وأتوا بنظرية (اللطف)؛ فيقولون: إن هذا التيسير هو أن الله تعالى، خلق للإنسان الأدوات، و الآلات، فقط. وأما المشيئة، فهي مشيئة العبد، دون مشيئة الرب، وأما الخلق فهو خلق العبد، دون خلق الرب. وهذا مذهب المعتزلة، ومن جرى مجراهم، من الشيعة، والخوارج.
(وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى) يعني: ما يغني عنه ماله الذي افتخر به، واستطال، إذا هوى، وسقط في النار، وقيل بمعنى مات، من قولهم: ردى الرجل. ولكن استبعد بن جرير، رحمه الله، هذا المعنى؛ قال: لأن العرب لا تستخدم تردى إلا في التعبير عن السقوط من شاهق.
(إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى) يعني: بيان طريق الهدى. فهذا مما أوجبه الله - تعالى - على نفسه؛ أن يبين للناس طريق الحق، وطريق الباطل، طريق الهدى، وطريق الضلال. وهذه هداية دلالة، وبيان، وإرشاد.، وهي إقامة الحجة الرسالية.
(وَإِنَّ لَنَا لَلْآَخِرَةَ وَالْأُولَى) أي: لنا ملك الآخرة، والأولى، نهبها من نشاء، ونمنعها من نشاء، حسبما تقتضيه الحكمة الإلهية.
(فَأَنْذَرْتُكُمْ) أي: خوفتكم، وحذرتكم؛ لأن النذارة هي الإعلام بما يسوء.
(تَلَظَّى) أي: تتلهب، وتتوهج، وتتوقد. وقد أوقد عليها لآلاف السنين، حتى صارت سوداء مظلمة. وهي موجودة الآن، تنتظر أهلها.
(لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى) أي: لا يدخلها، ويقاسي حرها، فتشويه، إلا الأشقى. (الأشقى) أي: البالغ في الشقاوة أقصاها. وهو الكافر. ولهذا وصفه الله، تعالى، بقوله:
(الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى) كذب بنبيه صلى الله عليه وسلم، وتولى عن طاعته. وهذا ينطبق على كثير ممن كان النبي صلى الله عليه وسلم، بين ظهرانيهم من المشركين.
(وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى) أي: يبعد عن تلكم النار التي تلظى. و (الأتقى) بمقابل (الأشقى)، لأن (الأتقى) هو من بلغ الغاية في التقوى. وقيل إن هذه الآية نزلت في أبي بكر الصديق، رضي الله عنه؛ لأنه وصفه بقوله: (الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى) أي: يتطهر. فقد كان أبو بكر الصديق، رضي الله عنه، يبذل ماله في سبيل الله، يريد تطهير نفسه. ولا شك أن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - يدخل دخولاً أوليًا في هذه الآية، لكنها تنطبق على كل من بذل ماله، يريد تزكيه نفسه، وتخليصها من آفة الشح، ومن الذنوب، ويريدها كفارة لما بدر منه، فإنه يدخل في عموم هذه
(يُتْبَعُ)
(/)
الآية. والقاعدة عند المفسرين: [العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب] فحتى لو نزلت الآية في فلان أو فلانة، فإنها لا تختص به، بل تنسحب على جميع من شابههم في الحال.
(وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى) أي: أن أبا بكر، وغيره من المحسنين الصادقين، لا يفعلون هذا الإحسان ليكافئوا نعمة سابقة، ويقابلوها بمثلها.
(إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى) (إلا) هنا بمعنى لكن. فالاستثناء منقطع؛ أي: لكنه فعل ذلك طلبًا للمذكور، وهو (ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى). فدل على أن ذلك (الأتقى) بذل ماله، وأنفقه، رغبة في لقاء الله، تعالى، والتنعم بالنظر إلى وجهه الكريم، ورجاء ما يحصل له من ثواب الله.
(وَلَسَوْفَ يَرْضَى) هذا وعد من الله، عز وجل، أن يرضيه، والله لا يخلف الميعاد.
الفوائد المستنبطة
الفائدة الأولى: الإقسام بدلائل الربوبية.
الفائدة الثانية: تفاوت الخلق في مسعاهم.
الفائدة الثالثة إثبات القدر السابق.
الفائدة الرابعة: إثبات أفعال العباد، والرد على الجبرية.
الفائدة الخامسة: الرد على القدرية، وذلك بإثبات التيسير.
الفائدة السادسة: إثبات الحكمة والتعليل، للربط بين المقدمة والنتيجة.
الفائدة السابعة: إثبات الأسباب الشرعية فمن أنكرها، فهو مناقض للعقل، والفطرة، والدين.
الفائدة الثامنة: انتفاء الشفاعة عن الكافر. قال الله تعالى: (وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى) فإذا كان ماله الذي يختص به، لا يغني عنه، فلأن تكون شفاعة الشافعين، لا تغني عنه، من باب أولى.
الفائدة التاسعة: إثبات هداية الدلالة، والبيان.
الفائدة العاشرة: إثبات ملك الله الشامل لكل شيء.
الفائدة الحادية عشرة: التحذير من النار.
الفائدة الثانية عشرة: الموعظة بالنار. ويلاحظ أن بعض المتكلمين لا يجري على ألسنتهم التخويف بالنار. وهذا قصور! فما خوف الله به، ينبغي أن نخوف به. ولا يصح أن يقال: لا ينفع مع الناس إلا الإقناع العقلي! الله اعلم بخلقه، وما يصلحهم. فإذا رأيت الله تعالى يخوف بشيء، أو يرغب بشيء، فاسلك هذا المسلك.
الفائدة الثالثة عشرة: نجاة المؤمن من النار.
الفائدة الرابعة عشرة: أن الأعمال الصالحة سبب للتطهر، وزيادة الإيمان.
الفائدة الخامسة عشرة: أن العمل من الإيمان.
الفائدةالسادسة عشرة: فضيلة الإخلاص.
الفائدة السابعة عشرة: حسن موعود الله للمؤمن.
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[20 Nov 2010, 10:26 م]ـ
التفسير العقدي لسورة الضحى
بقلم د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11))
سورة (الضحى)، سميت بذلك للإقسام به في مستهلها. ولها مقصدان:
- أولهما بيان منزلة النبي - صلى الله عليه وسلم - عند ربه، ومنة الله عليه.
- ثانيهما: إعلاء القيم الخلقية.
(وَالضُّحَى) قد تقدم ذكر الخلاف في المراد بالضحى، عند قول الله تعالى: (والشمس وضحاها)، هل هو أول النهار، أم أنه يشمل النهار كله.
(وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى) إذا للظرفية. ومعنى (سجى): استوى، وسكن. وقيل معناها: غطى بظلامه. وقيل معناها: أقبل. وهذه المعاني الثلاث متقاربة، ولا تعارض بينها؛ فإنه إذا اقبل، غطى بظلامه، وإذا غطى بظلامه استوى، وسكن. فهي معان متقاربة، يقسم فيها الرب - سبحانه وتعالى -بإقبال الليل، وما يصحبه من تغشية هذا الكون كله بسواده، وما ينتج عن ذلك من سكون وطمأنينة. وهذا يتضح في الأزمنة السابقة؛ فإذا غربت الشمس، أوى كل أحد إلى منزله، وسكنت الأصوات، وهدأ الكون. فالله – تعالى - يقسم بهذه الحالة. وهذا يقوي أن يكون المراد بالضحى أول النهار؛ لكي يكون مقابلا لليل إذا سجى، أي: أول الليل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد قيل قول رابع في معنى (سجى)، لكن فيه غرابة، أي: ذهب! فإن كان صحيحًا في اللغة، فمعنى ذلك أن كلمة (سجى) من الأضداد.
(مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى) (ما): نافية. والودع هو الترك.
(وَمَا قَلَى) يعني: وما قلاك. ومعنى (قلى): أبغض، وجفا. فالمعنى: ما تركك، ربك يا محمد، ولا أبغضك، ولاجفاك، كما زعم المشركون.
وذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم – كان ينزل عليه الوحي متتابعًا. فأول ما أنزل الله – تعالى - عليه سورة (اقرأ)، ثم بعد ذلك نزلت سورة (المدثر)، وتتابع الوحي. ثم انقطع عنه الوحي، كما جاء في السير، خمس عشرة يومًا، حتى إن النبي - صلى الله عليه وسلم - اشتاق له شوقًا عظيمًا، ولحقه من اللهف شيء عظيم، ووقع في نفسه شيء أن يكون الله - عز وجل – قلاه. والصحيح ما رواه البخاري، عن جُنْدُبَ بْنَ سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَقُمْ لَيْلَتَيْنِ، أَوْ ثَلَاثًا. فَجَاءَتْ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: يَا مُحَمَّدُ! إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ شَيْطَانُكَ قَدْ تَرَكَكَ. لَمْ أَرَهُ قَرِبَكَ مُنْذُ لَيْلَتَيْنِ، أَوْ ثَلَاثَةٍ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: "وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى". وفي الترمذي، عنه: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَارٍ، فَدَمِيَتْ أُصْبُعُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
هَلْ أَنْتِ إِلَّا إِصْبَعٌ دَمِيتِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا لَقِيتِ
قَالَ: وَأَبْطَأَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: قَدْ وُدِّعَ مُحَمَّدٌ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: " مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى". قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
ففي هذه الآيات يطمئن الله نبيه، ويسليه عما قاله المشركون، ويبطل دعواهم.
ولم يزل أنبياء الله تعالى يعانون من هؤلاء الطاعنين، كما قال الله عز وجل: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا). ولم يزل أعداء الرسل ينالون منهم، ويؤذونهم بالمسبة. وحتى يومنا هذا يلقى أنبياء الله، عامة، ونبينا - صلى الله عليه وسلم – خاصة، الأذى، والطعن. كان المستشرقون ينالون من شخص نبينا - صلى الله عليه وسلم - ويوجهون له المطاعن ليستزلوا المسلمين عن إسلامهم. وجاء هؤلاء الغربيون، اليوم، ليؤذوا النبي - صلى الله عليه وسلم - بالرسوم المسيئة، وبالأفلام، وبالمقالات السيئة، ولكن أنى لهم! فمقام نبينا - صلى الله عليه وسلم - في القمة السامقة، لا يتمكن هؤلاء الأدعياء المزيفون من أن يطالوه بقلامة ظفر. ولكن هذا لايغني عن الرد، وذلك حفظا لدين الله، وغيرةً على نبيه- صلى الله عليه وسلم - وانتصاراً له، وإلا فإن الله ناصر دينه، ومعز نبيه، صلى الله عليه وسلم.
(وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى) اللام في قوله (وَلَلْآَخِرَةُ) لام القسم. والمعني: ما أعد الله لك في الدار الآخرة، من الكرامة والنعيم (خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى) أي: الدنيا.
(وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) (سوف) للمستقبل، و (اللام) للقسم، أيضاً. فالله تعالى يعد نبيه بجزيل العطاء، حتى يبلغ درجة الرضا.
وهذه الجمل، جواب القسم، في مطلع السورة. وجواب القسم: أمران منفيان، وأمران مثبتان:
- فالمنفيان (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى)
- والمثبتان (وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى)
قال بعض المفسرين، وروي في ذلك حديثًا: أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: (إذاً لا أرضى واحد من أمتي في النار، أو لا أرضي أن يدخل أحد من أمتي في النار)، ولكن هذا حديث ضعيف، ويتعلل به أصحاب الأماني الباطلة، من أهل الفسق، فيسوغون لأنفسهم ارتكاب المعاصي والفجور، بناء على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لن يرضي أن يدخل أحد من أمته النار! وهذا لا يصح تسويل، وتزيين، وإملاء، من الشيطان لهؤلاء ليتمادوا في معاصيهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أطال ابن القيم، رحمه الله، في رد هذا القول، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما يرضيه ما يرضي ربه. فإذا كان الله لا يرضى عن الفاسقين، ولا يرضى عن الظالمين، ولا يرضى عن المجرمين، فكيف يرضى نبيه - صلى الله عليه وسلم - بما لم يرض به الله؟!
ثم إن السياق بعد ذلك توجه بالخطاب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم – فقال: (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى): هذا استفهام تقريري؛ لأن معنى (أَلَمْ يَجِدْكَ): أي وجدك. والجواب على السؤال المبدوء بهمزة:
- في حال الإثبات ((بلى))
- وفي حال النفي ((كلا))
فجوابه: بلى! وجده يتيمًا فأواه.
ذلك أن نبينا - صلى الله عليه وسلم - توفي أبوه عبد الله، وهو حمل، فعطف عليه جده عبد المطلب، ثم لم يلبث أن بلغ ست سنين، فتوفيت أمه، فهذا اليتم كأشد ما يكون؛ بذهاب الأبوين. ثم مات عمه عبد المطلب، فأواه عمه أبو طالب. فمعنى آوى: أي: ضمك عمك أبو طالب إليه، أو: ضمك الله عز وجل إلى عمك أبي طالب.
(وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى) (ضالا) المقصود هنا أي: جاهلا بدينه. وليس المقصود بالضلال هنا أنه قارف شيئا مما يقارف الضالون، ولكن المقصود تائهًا عن طريق الحق، الذي هو دين الله – تعالى -، فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتلمس الحق، ويبحث عنه، حتى إنه آل به الأمر إلى أن يتحنث الليالي ذوات العدد في (غار حراء)، يتأمل، ويتعبد للخالق، لكن دون أن يكون عنده شريعة يعمل بها، حتى هداه الله لدينه. ويالها من هداية، هي أعظم هداية، فقد أنزل الله – تعالى - عليه الوحي، وعلمه ما لم يكن يعلم، وكان فضل الله عليه كبيرًا.
(وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى): يعني فقيرًا، عالة على غيرك، فأغناه الله تعالى أيما غنى، فصار له الفيء، والخمس من الغنيمة، ينفق منها نفقة من لا يخشى الفقر، مع أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يتقلل في ذات نفسه، وذلك أن الغنى هو غنى النفس، كما قال بأبي هو وأمي: (لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ، وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ) متفق عليه.
ومن تأمل في حال الناس، أدرك أن الغنى ليس عن كثرة العرض؛ من عقار، وأسهم، ومراكب، ودور، وقصور، وثياب. فكم من إنسان ملك هذه جميعًا، لكن في قلبه فقر، وشح، فلا يستمتع بشيء مما أوتي، فهو مسكين، وإن ملك الملايين. وكم من إنسان رزق القناعة، وغنى النفس، واكتفي بما تيسر، فطابت نفسه، وقرت عينه، ورأى أنه من أغنى العالمين.
وينبغي للإنسان أن يربي نفسه على القناعة، فإنك لن تأكل أكثر من ملء بطنك، ولن تلبس أكثر من طول بدنك، ولن تسكن في أكثر مما يكنك. فإذا رزقت هذه القناعة فكأنما حيزت لك الدنيا بحذافيرها. ترى الرجل، تغرِّب أمواله، وتشرِّق، يموت، فلا يذهب إلى قبره إلا بثوبين، لا يتجاوزان بضعة أمتار، ويأوي إلى بيت موحش، طوله قدر طوله فقط. ويترك الأراضي، والدور، والقصور، لوارثه.
فلا بد من اعتبار هذه المعاني، وعيشها حقًا، وصدقًا. وإذا أجرى الله – تعالى - في يده خيرًا، فليرتفق به، ولكن يعلم أنه عارية، تنتقل منه إلى غيره، كما انتقل من غيره إليه. فيرتفق بما أباح الله – تعالى – له، فلا يتكلف مفقودًا، ولا يرد موجودًا. بهذا يسير الإنسان على هيِّنته مطمئنًا، دون أن يشعر بالنقص.
بعض الناس إذا التفت يمنة ويسرة، ورأى بعض أقرانه، ومن قد كان دونه، قد سبقوه في مضامير الدنيا، صار في قلبه حرقة، وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم: (انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ. وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ، فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ) رواه مسلم. فهذا درس بليغ.
بعد هذه المنن الحسية، والمعنوية، التي غمر الله تعالى بها نبيه - صلى الله عليه وسلم - أمره بما يناسب المقام، فقال له:
(فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ)
(فَأَمَّا الْيَتِيمَ) الفاء هذه يسمونها الفاء الفصيحة؛ لأنها تفرع على ما سبق.
(يُتْبَعُ)
(/)
(فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ) ذكر اليتيم، لأنه قبل قليل قال: (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى). فينبغي أن يكون شكر النعمة، من جنس النعمة، فإن كنت يتيمًا يومًا من الدهر، فجدير بك أن ترفق باليتامى، وإن كنت فقيرًا يومًا من الدهر، فحري بك أن تعطف على الفقراء.
(فلا تقهر) أي: لا تغلبه بأخذ ماله، أو غير ذلك. وقد كان اليتامى في الجاهلية يغلبون على أمرهم، وتؤخذ أموالهم، ولا يررثون، فحفظ الإسلام حقهم، وأوصى بهم.
(وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ) (السائل) هو المستجدي الفقير، فلا تزجره لفقره. والسائل، مظنة الزجر؛ لأنه يتضع، ويذل نفسه لكي يحصل على مطلبه، فيجرأ غيره عليه، وربما نهره وزجره.
والحقيقة أن كلمة السائل أوسع من أن تختص بالسائل بسبب الفقر، بل تتناول السائل عن أي مصلحة من المصالح؛ دينية كانت، أو دنيوية، فإنه لا ينهر، فإذا سألك سائل عن أمر من أمور دينه، فلا تنهره، بل سهل، ورحب، وأجب طلبته، إذا كان عندك علم تجيبه به. وكذلك لو سألك عن أمر من الأمور التي تحسن، فأعنه، ولو سألك عن الطريق فدله.
(وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) يعني: فأخبر الناس بما أنعم الله تعالى عليك، ولا تكتم ذلك، وتجحده. فإن الحديث بذلك من شكر النعمة. وقد قال القائل:
أفادتكم النعماء مني ثلاثة يدي ولساني والضمير المحجبا
فشكر نعمة المنعم يكون بالجوارح، وباللسان، وبالقلب.
فيشكر العبد ربه بقلبه: بمعنى أن يغتبط قلبه بنعمة الله عليه، ويعلم أنها من عنده.
وبلسانه: فلا يزال يحدث بنعمة الله عليه، وأنه في خير وعافية من الله، ونحو ذلك.
وبجوارحه: فيسخِّر جوارحه في طاعة الله، من السعي على الأرملة، والمسكين، ومساعدة الملهوف، وإغاثة المضطر، وامتثال أوامر الله، واجتناب نواهيه، لجوارحه، فبذلك يحصل الشكر.
وقيل: إن معنى (حدث): يعني جدد، شكرًا إثر شكر. والناس يتفاوتون في استقبال نعمة المنعم؛ فمنهم من يغتبط بنعمة الله، ويثني بها عليه، ويحدث بهذا الفضل، ومن الناس من يجحد النعمة، وينسبها إلى نفسه، كما فعل قارون، قال (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي). وهذا، بأقبح المراتب. وثمَّ فئة ثالثة، وهم الذين ينعم الله تعالى عليهم، ثم يكتمون نعمة الله عليهم، خوفًا من العين! فيتظاهرون بالبؤس، وسوء الحال. وهذا في الحقيقة نوع شرك، لأنه خوف زائد، وفيه كفران للنعمة، وفيه ضعف شخصية. والذي ينبغي للعبد إذا انعم الله تعالى عليه أن يحدث بنعمة الله عليه. وليس المقصود أن يفتخر في المجالس، ويفيض في التفاصيل، كلا! وإنما يتكلم بكلام عام، مجمل، يتضمن ذكر نعم الله، والثناء بها عليه. وأما من أشرت إليهم، فتجد أحدهم إذا سئل، أجاب بما يشعر بأن الأمور بين بين. وهذا، في الحقيقة، كفران للنعمة، وخوف مبالغ فيه. وعلى العبد أن يقوي توكله على الله، ويعلم أنه لا يأتي بالحسنات إلا الله، ولا يدفع السيئات إلا الله، وأن الله تعالى هو الذي يعصمه، وأن عليه أن يخشى أن يسلبه الله النعمة، بسبب هذا التكتم والجحود.
وهذه السورة قد ورد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كبر في آخرها. وقد اختلف في ثبوت هذا، وهل هو من سنن القراءة، أن يكبر في أخرها وما بعدها، من السور، فاعتمد ذلك بعض القراء، وبعضهم رده. وللشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد - رحمه الله - بحث رائق في هذا في كتابه (بدع القراء).
الفوائد المستنبطة
الفائدة الأولى: مشروعية رد شبه الطاعنين.
الفائدة الثانية: كرامة النبي- صلى الله عليه وسلم - على ربه في الدنيا والآخرة.
الفائدة الثالثة: منة الله تعالى على نبيه ورعايته له
الفائدة الرابعة: أن شكر النعم يكون من جنسها. فمثلا إذا أنعم الله عليك بالمال فإن من شكر نعمة الله بالتوسعة في المال، أن تتوسع في الصدقة، والنفقة، وألا تمسك. وإذا انعم الله عليك بالعلم، فإن من شكر الله نعمة الله بالعلم، أن تبذله لطالبيه؛ وتعلم الجاهل، وتذكر الناسي، وتنبه الغافل. وهكذا في كل باب من الأبواب اجعل شكر النعمة بالدرجة الأولى من جنسها.
الفائدة الخامسة: إظهار فضل الله تعالى على العبد، والثناء به عليه. فينبغي أن يظهر العبد فضل الله عليه ويثني به على مسديه.
الفائدة السادسة: فساد مسلك أهل الجحود للنعم، على اختلاف أنواعهم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[25 Nov 2010, 05:06 م]ـ
التفسير العقدي لسورة الشرح
بقلم د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
(أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8))
* من مقاصد هذه السورة المباركة:
- بيان منة الله على نبيه - صلى الله عليه وسلم -.
- وجوب شكر المنعم.
(ألم): هذا الاستفهام: استفهام تقريري، تقديره: "شرحنا لك صدرك"
(نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ): الشرح: هو التوسعة، كما قال الله - عز وجل -: (أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ)، وفي الآية الأخرى: (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ).
والمقصود بالشرح هنا، الشرح المعنوي، كما في الآيتين السابقتين.
ويحتمل أن يشمل الشرح الحسي، أي فلق ألأضلاع، كما في حادثة شق الصدر،
فقد روى ابن إسحاق، بسنده عن خالد بن معدان، عن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنهم قالوا له: أخبرنا عن نفسك، قال: (نعم! أنا دعوة أبي إبراهيم، و بشرى عيسى عليهما السلام، و رأت أمي، حين حملت بي، أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام، واسترضعت في بني سعد بن بكر، فبينا أنا في ُبهمٍ لنا، أتاني رجلان، عليهما ثياب بيض، معهما طست من ذهب مملوء ثلجاً، فأضجعاني، فشقا بطني، ثم استخرجا قلبي، فشقاه، فأخرجا منه علقة سوداء، فألقياها، ثم غسلا قلبي، وبطني، بذلك الثلج، حتى إذا أنقياه، رداه كما كان، ثم قال أحدهما لصاحبه: زنه بعشرة من أمته، فوزنني بعشرة، فوزنتهم، ثم قال: زنه بمائة من أمته، فوزنني بمائة فوزنتهم، ثم قال: زنه بألف من أمته، فوزنني بألف، فوزنتهم، فقال: دعه عنك فلو وزنته بأمته لوزنهم). قال الحافظ ابن كثير في " البداية والنهاية " (2/ 275):"وهذا إسناد جيد قوي".
وروى مسلم، وأحمد، عن أنس أيضاً، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتاه جبريل و هو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه، فشق عن قلبه، واستخرج القلب، و استخرج منه علقة، فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأمه، ثم أعاده في مكانه. و جاء الغلمان يسعون إلى أمه - يعني ظئره - فقالوا: إن محمداً قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون. قال أنس: و قد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره).
لكن المقصود الأعظم: الشرح المعنوي؛ وذلك أن الله – تعالى – امتن على نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن جعل صدره متسعاً، أريحيا، مستوعباً لكل ما يرد عليه من أمور العلم، والإيمان، والأخلاق. وشرح الصدر أمر يتفاوت فيه الناس، فيقال: فلان ما أوسع صدره!، يعني يحتمل، ولا ينفعل. وفلان ضيق الصدر، لكونه سريع الانفعال، لا يصبر. فلنبينا - صلى الله عليه وسلم - من شرح الصدر، القدر الأعظم، الذي حصل به قبول خصال الإيمان، وإدراك العلم، والتحلي بالأخلاق الكريمة، التي وسع بها الناس، على اختلاف فئاتهم، وطبقاتهم.
(وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ): هذه المنة الثانية؛ أي: حططنا عنك وزرك. والوزر هو: الذنب، والإثم، وكل ما يهمه، ويغمه، ويثقله. والنبي صلى الله عليه وسلم بشر، يلحقه الذنب. فقد قال الله - تعالى - في سورة (الفتح): (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا. لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ)، وقال في سورة (محمد): (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ). فالصحيح: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ربما وقع منه الخطأ، والذنب؛ وذلك لبشريته. وهكذا القول في جميع أنبياء الله.
لكن فرق ما بين الأنبياء، وغيرهم، من جهتين:
أولا: أن الله – تعالى - يغفر لهم الذنوب.
ثانيا: أن الله – تعالى - لا يقرهم على الخطأ.
(يُتْبَعُ)
(/)
بينما غير الأنبياء: قد يغفر لهم، وقد لا يغفر. وإذا أخطئوا، لا ينزل وحي ينبههم على أخطائهم. وهذا هو المعنى الصحيح لعصمة الأنبياء. فأنبياء الله - تعالى - وعلى رأسهم نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - معصومون في باب التحمل، والبلاغ؛ فهم إذا تحملوا عن الله، وأدوا إلى عباد الله، معصومون، لا يمكن أن يُدرج، أو يدخل فيما يبلغونه عن الله - عز وجل – شيء سواه؛ لا من قبل أنفسهم، ولا من قبل غيرهم. قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)، وقال الله تعالى (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى. مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى. وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى) أي لا يحمله غضب، ولا انفعال، ولا حمية، ولا رغبة، ولا رهبة، أن يقول في دين الله ما ليس منه. فلا يخرج من فكيه إلا الحق.
كما أنه لا يدرج فيه، ولا يدخل، شيء من قِبَل غيرهم، قال الله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آَيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) يعني ما أرسل الله – تعالى - قبل نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - من رسول، ولا نبي، إلا إذا تلا ما أوحي إليه، حاول الشيطان أن يدخل في قراءته ما ليس منها، لكن الله يمحو، ويزيل إلقاء الشيطان، وينفيه، ويحكم آياته، فلا يختلط بها شيء ليس منها، والله عليم حكيم.
حتى حين سحر النبي - صلى الله عليه وسلم - كما ثبت في صحيح البخاري، لم يكن ذلك السحر مؤثراً في تبليغه، وإنما كان مؤثراً في مجريات حياته، فيظن أنه قد فعل الشيء، ولم يفعله، ونحو ذلك. أما جانب التشريع، والوحي فمحفوظ. قال الله تعالى (لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)،
وأما الكبائر: فإن أنبياء الله معصومون منها، وأما الصغائر، والخطأ: فجمهور العلماء على أنها تجوز في حقهم. ولهذا أمثلة كثيرة:
- منها: نسيان آدم - عليه السلام - (فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا).
- ومنها: سؤال نوح ربه بقوله: (ابْنِي مِنْ أَهْلِي).
- ومنها: أن موسى - عليه السلام - وكز القبطي، قال تعالى: (فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ) ولكنه لم يرد قتله؛ لأن القتل كبيرة، وإنما وكز هذا القبطي؛ حمية، ونصرة، للإسرائيلي الضعيف.
- ومنها: أن ذا النون خرج مغاضبا.
- ومنها: أن نبينا - صلى الله عليه وسلم - في مسألة الأسرى، مال إلى الفداء، حتى أنزل الله تعالى عليه: (لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)
- وفي قصة الأعمى: (عبس وتولى أن جاءه الأعمى).
- وفي قصة التحريم، حينما حرم على نفسه شيئا من المباح: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
- وقد استدرك الله تعالى على نبيه - صلى الله عليه وسلم - في غزوة (تبوك) بقوله: (عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ).
- ونهاه الله أن يصلى على المنافقين: (وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ)
والمقصود أنه ربما وقع من النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومن غيره من الأنبياء، ما يستدرك، من ذنب، أو الخطأ،
لكن العصمة تكون من جهتين؛ أولا: أن ذنبهم مغفور. وثانيا: أن خطئهم لا يقرون عليه، بل ينبهون عليه. وهذا هو القول الفاصل في مسألة العصمة.
واعلموا أن بعض المتكلفين، ظنوا أنه لا يجوز أن ينسب إلى نبي أي خطأ بشري، فقالوا في قوله تعالى (ولقد هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا): همت به تريده على الفجور، وهم بها يضربها! وهذا من التكلف. والحقيقة، أنه قام عنده ما يقوم عند بني آدم، من الشهوة الغريزية، لكن إيمانه رده إلى الجادة، كما قال تعالى: (لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ)، فهذه منقبة له. لكن بوصفه بشر يمكن أن يقع في قلبه، ما يقع في قلوب بني آدم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك تكلفوا في قوله تعالى: (لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ):
- فقال بعضهم: ذنب أبيك آدم.
- وقال بعضهم: ذنب أمتك.
فمن قال ذنب أبيك آدم، فقد ضاهى قول النصارى في الخطيئة، أن البشر مدينون بخطيئة آدم! وقد قال الله تعالى: (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى).
وأما من قال: ذنوب أمتك، فقد غفل عن قوله تعالى: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ) فَفَرَّقَ بين ذنبه، وذنوب المؤمنين، والمؤمنات. لكن نقول - كما قال الله - إنه ذنب، لكنه ذنب مغفور، وخطأ لا يقر عليه.
(الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ): يعني أثقل، وأكهل. ذلك أن نبينا - صلى الله عليه وسلم - لشفافيته الإيمانية، تكون هذه الذنوب، وإن صغرت، ثقيلة جداً على نفسه، لكماله الإنساني، والإيماني.
(وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ): بقرن اسمك مع اسم الله، في الأذان، والخطبة، والتشهد. فلا يكاد يذكر اسم الله - عز وجل - إلا ويقرن به ذكر نبيه - صلى الله عليه وسلم – كما يقول المؤذن: (أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمد رسول الله) وكذلك الخطيب، وغيرهما. فلا تكاد تجد قرية، ولا بلدة، فضلا عن المدن، والحواضر، في أرجاء الأرض، وقاراتها المختلفة، إلا وذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - يجلجل على المنابر، وفي المنائر، وفي المناسبات.
(فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) (العسر) هو: الشدة، و (اليسر) هو: الفرج والسهولة.
(إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) فائدة هذا التكرار، المعنى المذكور حديث (لن يغلب عسر يسرين) إلا إنه أعلَّ بالإرسال. وصح عن عمر، وعلي، رضي الله عنهما.
فهذه الآية وقعها في النفوس وقع حميد، فهي كالبلسم للجروح، فكلما وقع الإنسان في ضائقة، وذكر قول الله تعالى (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا. إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) سري عنه. فما من شدة إلا سيأتي لها من بعد شدتها رخاء، وما من عسر في هذه الدنيا وإلا يكتنفه يسر. فلا تيأس، ولا تحبط، ولا يضق صدرك، فإن الله - سبحانه وتعالى - له نفحات تخفف هذه السحابة، فعما قليل تقشع. فاصبر.
(فَإِذَا فَرَغْتَ) اختلفت عبارات المفسرين في ذلك:
- فقيل: فإذا فرغت من صلاتك.
- وقيل: فإذا فرغت من جهاد عدوك. وكأن هذا لا يستقيم، والسورة مكية.
- وقيل: فإذا فرغت أي: من أمور دنياك
والأولى ما ذهب إليه ابن جرير الطبري - رحمه الله - من حمل الآية على العموم، وأن المقصود إذا فرغت من كل ما يشغلك، من أمر دينك، ودنياك. والمقصود بأمر دينك، الولايات اللازمة، والوظائف الراتبة.
(فَانْصَبْ): أي: اتعب في عبادة ربك، ودعائه، ففي هذا أمر للنبي - صلى الله عليه وسلم - أن يتوفر على طاعة الله، كلما أمكنه ذلك، وقد كان، فإنه سيد الذاكرين، وإمام المتعبدين.
(وَإِلَى رَبِّكَ): قدم الجار والمجرور؛ لكي يحصل به الاختصاص، والحصر.
(فَارْغَبْ): اطلب، وتضرع.
الفوائد المستنبطة
الفائدة الأولى: انشراح صدر النبي - صلى الله عليه وسلم – بالإسلام، علما ودعوة، وخلقا. وهكذا ينبغي أن يكون الداعي إلى دينه.
الفائدة الثانية: مغفرة ذنبه - صلى الله عليه وسلم -، ووضع جميع ما يثقله.
الفائدة الثالثة: إمكان وقوع الذنب منه - صلى الله عليه وسلم -، وأن ذلك لا ينافي العصمة.
الفائدة الرابعة: تحقق وعد الله - تعالى - برفع ذكر نبيه في الخافقين.
الفائدة الخامسة: لطف الله تعالى الظاهر، والخفي. فاللطف الظاهر: هو ما تدركه من الأمور، والحوادث، التي يخفف الله تعالى عنك بها المصاب، ويجلب لك الرحمة.
واللطف الخفي: هو مالا تدركه من الأمور التي يقضيها الله تعالى، ولا تشعر بها. فاشكر الله على لطفه الظاهر، والخفي. ولذلك كان من أسماء الله الحسنى (اللطيف). واللطف هو ما دق، وخفي.
الفائدة السادسة: الأمر بالاشتغال بعبادة الله تعالى، والاجتهاد في ذلك.
الفائدة السابعة: الأمر بالرغبة إليه سبحانه. ومقام الرغبة: أن تطلب الرب، وتضرع إليه، وتتوجه نحوه.
الفائدة الثامنة: فائدة أصولية وهي: أن الخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - خطاب لجميع الأمة، ما لم يرد دليل على التخصيص. وذلك في قوله (فإذا فرغت فانصب* وإلى ربك فارغب) فلا يقال هذا من خصائصه - صلى الله عليه وسلم -فالأصل أن ما أمر الله تعالى به نبيه ينسحب على عموم الأمة، كما في قوله: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ. قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ). إلا أن يرد مخصص، كما في قوله: (وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[26 Dec 2010, 07:22 م]ـ
التفسير العقدي لجزء عم
سورة التين
د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي
(أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)
(بسم الله الرحمن الرحيم)
(وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (8))
سورة (التين) سورة مكية، آياتها قليلة، ولكنها تتضمن معاني عظيمة.
ولهذه السورة مقاصد منها
أولا: بيان ترابط الشرائع السماوية.
الثانية: بيان الصلة بين الفطرة، والإيمان.
الثالثة: إثبات البعث.
(والتِّينِ وَالزَّيْتُونِ) اختلف المفسرون في المراد بهما:
- فقيل: النباتان المعروفان، التين الذي يؤكل، والزيتون الذي يعصر.
- وقيل: أماكن نباتهما، فالمراد (بالتين): أرض الشام، وبـ (الزيتون) أرض فلسطين. أو تحديداً: المراد (بالتين): مسجد دمشق، و (بالزيتون): مسجد بيت المقدس. فعبر عن منبتهما بهما,
- وقيل: إن المراد بـ (التين): مسجد نوح، و (بالزيتون): مسجد بيت المقدس.
- وقيل: إنهما جبلان بأرض الشام.
ومؤدى هذه الأقوال إلى أن الله - سبحانه وتعالى - أقسم بهاتين الشجرتين المعروفتين، وفيه إشارة إلى مواضع نباتهما.
ولله - تعالى - أن يقسم بما شاء، لكنه أقسم بهما – سبحانه - لشرف مواضع نباتهما؛ فإن أرض الشام، وبيت المقدس، أرض النبوات السابقة.
(وَطُورِ سِينِينَ) عطف على ما تقدم. واختلفت أقوال المفسرين في المراد به:
- فقيل: الجبل الذي كلم الله - تعالى - عليه موسى، عليه السلام، وهو جبل في سيناء. وعلى هذا فكلمة (سينين) لغة من سيناء. وقد قال تعالى في سورة (المؤمنون): (وشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ).
- وقيل: الجبل الذي فيه نبات. فإذا كان الجبل فيه شجر، قيل عنه: طور.
- وقيل: أن (سِينِينَ) صفة للطور، وهي بمعنى: حسن، أو مبارك. واعتمد قائل
هذا القول على ما رواه البخاري من حَديث أُمُّ خَالِدٍ بِنْتُ خَالِدٍ، قَالَتْ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِثِيَابٍ فِيهَا خَمِيصَةٌ سَوْدَاءُ، قَالَ: (مَنْ تَرَوْنَ نَكْسُوهَا هَذِهِ الْخَمِيصَةَ؟) فَأُسْكِتَ الْقَوْمُ. قَالَ: (ائْتُونِي بِأُمِّ خَالِدٍ) فَأُتِيَ بِي النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَلْبَسَهَا بِيَدِهِ، وَقَالَ: (أَبْلِي، وَأَخْلِقِي) مَرَّتَيْنِ. فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى عَلَمِ الْخَمِيصَةِ، وَيُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَيَّ، وَيَقُولُ: (يَا أُمَّ خَالِدٍ! هَذَا سَنَا) وَالسَّنَا بِلِسَانِ الْحَبَشِيَّةِ الْحَسَنُ.
وهذا القول الأخير، يستدرك عليه أن اللفظ الذي ذكره النبي - صلى الله عليه وسلم - مخالف للوارد في الآية؛ فإن روايات البخاري فيها: سنا بالمد، وسنه بالهاء، وليس فيه سينين. ثم إنه لو كان المراد به صفة الطور، لنُوِّن (الطور) فقال: وطورًا سنين، وهذا لم يقع.
فأرجح الأقوال: أن المراد به الموضع الذي كلم الله - تعالى - عنده (موسى)، عليه السلام، في صحراء سيناء، حينما خرج بأهله، وأبصر ناراً، وقصدها، ثم جرى ما ذكر الله - تعالى - من القصة المعروفة.
(وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ) أشار إليه بلفظ (هذا) لقربه.
(الْبَلَدِ الْأَمِينِ) مكة؛ وذلك لأن كل شيء يأمن فيه، فقد حرمه الله - تعالى - حينما خلق السموات والأرض، وجدد إبراهيم - عليه السلام – حرمته، فلم تزل العرب منذ زمن إبراهيم يعظمون البيت، حتى إن الرجل ليلقى قاتل أبيه في الحرم، فلا يتعرض له، وحتى إن الطير، والوحش يأمن فيه، فهو أمين. ثم جاء محمد - صلى الله عليه وسلم - ووثق هذا الأمان، فقال: (إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مَكَّةَ، فَلَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ قَبْلِي، وَلاَ تَحِلُّ لأَحَدٍ بَعْدِي. وَإِنَّمَا أُحِلَّتْ لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ؛ لاَ يُخْتَلَى خَلاَهَا، وَلاَ يُعْضَدُ شَجَرُهَا، وَلاَ يُنَفَّرُ صَيْدُهَا، وَلاَ تُلْتَقَطُ لُقَطَتُهَا، إِلاَّ لِمُعَرِّفٍ) وَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِلاَّ الإِذْخِرَ، لِصَاغَتِنَا،
(يُتْبَعُ)
(/)
وَقُبُورِنَا. فَقَالَ: (إِلاَّ الإِذْخِرَ. الإِذْخِرَ). [متفق عليه].
ولو تأملنا في هذه الأقسام الأربعة، لوجدنا بينها ترابطًا عجيبًا؛ إذ أنها تشير إلى مواطن الرسالات السماوية الكبرى:
- فالتين والزيتون: تنبت في أرض الشام، وهي موطن أكثر أنبياء بني إسرائيل، ومنهم عيسى ابن مريم - عليه السلام -، إذ كان عيسى - عليه السلام - آخر أنبياء بني إسرائيل، وتبعه فئام كثير من البشر.
- وأما طور سينين: فهو الموضع الذي أرسل منه موسى - عليه السلام –.
- وأما البلد الأمين: فمكة، موطن أشرف الرسالات؛ رسالة محمد - صلى الله عليه وسلم –.
فهذه المواضع الثلاثة مواضع شريفة، معظمة، وتعظيمها ليس في القرآن وحده، بل فيما يجده أهل الكتاب في كتبهم، قال ابن كثير- رحمه الله -: (في آخر السفر الخامس، وهو آخر التوراة التي بأيديهم: "جاء الله من طور سيناء، وأشرق من ساعير، واستعلن من جبال فاران: وظهر من ربوات قدسه، عن يمينه نور، وعن شماله نار، عليه تجتمع الشعوب". أي جاء أمر الله، وشرعه من طور سيناء - وهو الجبل الذي كلم الله موسى عليه السلام عنده - وأشرق من ساعير، وهي جبال بيت المقدس - المحلة التي كان بها عيسى بن مريم عليه السلام – واستعلن، أي ظهر، وعلا أمره، من جبال فاران، وهي جبال الحجاز، بلا خلاف. ولم يكن ذلك إلا على لسان محمد صلى الله عليه وسلم. فذكر تعالى هذه الأماكن الثلاثة، على الترتيب الوقوعي، ذكر محلة موسى، ثم عيسى، ثم بلد محمد - صلى الله عليه وسلم - ولما أقسم تعالى بهذه الأماكن الثلاثة ذكر الفاضل أولا، ثم الأفضل منه، ثم الأفضل منه، على قاعدة القسم، فقال تعالى: (والتين والزيتون)، والمراد بها محلة بيت المقدس، حيث كان عيسى عليه السلام (وطور سينين)، وهو الجبل الذي كلم الله عليه موسى. (وهذا البلد الأمين) وهو البلد الذي ابتعث منه محمدًا صلى الله عليه وسلم. قاله غير واحد من المفسرين في تفسير هذه الآيات الكريمات) [البداية والنهاية - (6/ 199)]
ففي هذا النص إشارة إلى الترابط بين الملل، والشرائع السماوية، الكبرى، وهي: دين موسى- عليه السلام -، ودين عيسى - عليه السلام -، ودين محمد - صلى الله عليهم جميعا وسلم - ودينهم جميعًا هو الإسلام.
ولهذا لا نقول: اليهودية، والنصرانية، أديان سماوية - كما يقول بعض الناس - فإن موسى - عليه السلام - لم يبعث باليهودية، وعيسى - عليه السلام - لم يبعث بالنصرانية، وإنما بعثوا جميعًا بالإسلام، قال الله - عز وجل -:
(إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا) فدين الأنبياء جميعًا هو الإسلام، ولذلك قال الحواريون: (وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 52]، وفي موضع: (وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ) [المائدة:111]، وكذا جاء موسى - عليه السلام -، ومحمد وجميع أنبياء الله، كلهم بعثوا بالإسلام.
فدين الله - تعالى – واحد، وهو الإسلام، وإنما تتنوع الشرائع، (الأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ مِنْ عَلاَّتٍ وَأُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ) [رواه مسلم].
فاليهودية: هي ما آل إليه دين موسى، عليه السلام، بعد تحريف الأحبار، والحاخامات.
والنصرانية: هي ما آل إليه دين عيسى، عليه السلام، بعد ما أحدثه الرهبان، والقسس، والأساقفة.
فلم يكن أحدٌ من أنبياء الله، يهوديًا ولا نصرانيًا، كما قال الله عن أبيهم إبراهيم: (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا)، وقال: (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ)، فلا يمكن أن يكون عيسى، وموسى -عليهما السلام - رغبا عن ملة إبراهيم، التي هي الإسلام. حاشا، وكلا!
وقد أنكر الله - تعالى - على من دعا إلى يهودية، أو نصرانية، فقال - سبحانه -: (وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ).
فدين الله - تعالى – واحد، وهو الإسلام، ولكنه الإسلام بالمعنى العام، الذي يعني: الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله.
(يُتْبَعُ)
(/)
والإسلام، بالمعنى الخاص: هو ما بعث الله به محمد - صلى الله عليه وسلم - من العقائد الصحيحة، والشرائع العادلة، والأخلاق القويمة، والآداب الرفيعة.
ثم إن كل شريعة أنزلت على كل نبي، هي الإسلام في ذلك الزمان، فإذا جاء ما ينسخها، صار الإسلام هو الدين الناسخ. حتى في شريعة محمد - صلى الله عليه وسلم - يكون الشيء مشروعا في أول الأمر، ثم ينسخ، فقد كان دين الإسلام في أول الأمر هو التوجه في الصلاة إلى بيت المقدس، ثم نسخ بعد ذلك، فصار التوجه في الصلاة إلى الكعبة المشرفة. فالله - تعالى - يمحو ما يشاء ويثبت. قال تعالى: (مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا)، لكن الذي لا يتغير أبدًا، هو الدين الذي بمعنى أصول الاعتقاد، وأمهات العبادات، والأخلاق. وأما تفاصيل الشرائع، فإنها تتنوع.
فحينما يسمع المؤمن القسم بهذه المذكورات، يذهب وهله إلى مواطنها، وإلى من كان في تلك المواطن من أنبياء الله، فيعلم أن التين والزيتون إنما تنبت في بلاد الشام، التي عاش فيها أنبياء بني إسرائيل، وتُوجوا بعيسى- عليه السلام-،
وحينما يسمع ذكر (وطُورِ سِينِينَ)، يذهب وهله إلى موسى- عليه السلام–،
وحينما يسمع (وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ) مكة، فيتبادر ذهنه إلى محمد - صلى الله عليه وسلم -، فيبصر هذه الملل، كالحلقات المتصلة، في سلسلة واحدة، يشد بعضها بعضًا، حتى ختمت بالرسالة المحمدية الخالدة، فهيمنت على ما سبقها، وصارت حاكمة، وقاضية، وناسخة، لما سواها.
ثم قال الله - عز وجل - مجيبًا على هذه الأقسام: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ. ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ)
(لَقَدْ خَلَقْنَا) اللام في (لقد) لام القسم، و (قد) للتحقيق.
(الْإِنْسَانَ) المراد به جنس الإنسان.
(أْحسَنِ تَقْوِيمٍ) قيل فيها معاني متقاربة:
- معتدل الخلقة، حسن الصورة.
- وقيل: - وهو يرجع إلى المعنى الأول - أنه ما من مخلوق إلا وخلقه الله مكبًا على وجهه، إلا ابن آدم، فسائر الحيوانات، والطيور، تجدها مكبة على وجوهها، أما الإنسان فإنه معتدل الخلقة، منتصبًا على قدميه. فيرجع هذا إلى كمال خلقته، واستوائها، ويدخل في هذا المعنى، سلامة الفطرة، وأنه خلق سويًا، على الفطرة الأصلية؛ الموافقة لدين الله، قال تعالى: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ) [الروم: 30]، فالفطرة هي خلق الله، التي يسعى الشيطان لإغراء الناس بتغييرها: (وَلآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ).
فالفطرة إذًا خلق الله الأصلي لابن آدم، فقد خلقه في أحسن تقويم، في أحسن صورة ظاهرة، معتدل البنية، وفي أحسن صورة باطنة، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - (مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ) [متفق عليه].
وهذا المعنى يدل على مبدأ من مبادئ فقه النفس، وهو أن الله سبحانه و- تعالى - خلق الإنسان على الفطرة الأصلية السوية، كما في الحديث القدسي: (خَلَقْتُ عِبَادِى حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ، فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ) [رواه مسلم].
فالإنسان حينما يولد، يولد نقيًا، غير ملوث، لم يتعرض له الشيطان بعد. ثم يكثف الشيطان حملاته الشهوانية، وشبهاته العقلية، فيخرجه عن الجادة، فيقع نقص، وثلم لكل أحد، بمقدار استجابته للشيطان. والإيمان يصون الفطرة، ويحفظها، وينميها. وأما فاقد الإيمان، فإنه لا يزال يتردى في مهاوي الردى، حتى يطمس فطرته. ولذلك سمي الكفر كفرًا، لأن الكفر في اللغة بمعنى التغطية، فهو يغطي الفطرة، ويحجبها عن الاتصال بخالقها، فيفقد الإنسان إنسانيته، وإن ادعى الإنسانية. فلا يغرنكم ما تسمعون من دعاوى الإنسانية، من قبل أناس محجوبين عن الله، ودينه. هؤلاء، في الواقع، أبعد الناس عن الإنسانية. فلا يمكن أن تحصل الإنسانية الحقة، إلا بالاتصال بخالق الإنسان، والإيمان به. ليست الإنسانية مجرد ذرف دموع، أو رقة عاطفية، أعظم الإنسانية أن
(يُتْبَعُ)
(/)
يحافظ الإنسان على خلقه القويم، فيكون عبدًا لله حقاً. وإذا تحقق ذلك صلح كل شيء.
- وقيل: أيضا خلقناه شابًا، جلدًا، قويًا، وذلك حينما يكتمل شبابه، ما بين الثالثة والثلاثين، إلى الأربعين؛ لقوله تعالى: (حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً) فهذا السن، ذروته سن الأربعين، ولكنه يبدأ في اكتمال القوة العقلية، والبدنية، من الثالثة والثلاثين، فيكون المراد حال الشباب، والقوة، والجلد.
وينبني على هذا الخلاف، معنى بقية الآية، وهي قوله تعالى: (ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ)، فقد ذكر المفسرون في معناها، وجهين:
- الوجه الأول: أي: أرذل العمر، وهو سن الهرم، كما قال تعالى: (وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ)؛ فبعد أن كان منتصب القامة، احدودب ظهره. وبعد أن كان فتيًا، جلدًا، صار ضعيفًا، لا يقوى.
ووجهوا قوله: (إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) بأن المؤمن الذي يعمل الصالحات، إذا رد إلى أرذل العمر، فإنه يكتب له ما كان يعمله من العمل، صحيحًا مقيمًا، كما دل على ذلك قول النبي - صلى الله عليه وسلم - (إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ، أَوْ سَافَرَ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا) رواه البخاري.
وممن ذهب إلى هذا القول ابن جرير الطبري - رحمه الله -. لكن يضعفه أنه لا ينطبق على كل أحد، بل إن الأعم الأغلب، أن يموت الإنسان قبل أن يبلغ الهرم. فكيف تحمل الآية على الأقل ويترك الأكثر؟!
وقيل في توجيهها، أيضاً، معنى قريب من ذلك، وهو أن الله - تعالى - لا يؤاخذه بما يصدر منه في حال الهرم، فإن الإنسان إذا هرم، ربما صار عنده نوع جزع، وضجر، وغير ذلك، فلا يؤاخذ عليه.
- الوجه الثاني: أن أسفل سافلين هي النار، وأن الإنسان لما تنكر لربه، وكفر به، حطه الله - تعالى - في أقصى دركات النار.
فإن قال قائل لكن هذا لا ينطبق على جميع الناس! قلنا: هذا صحيح، ولهذا استثنى الله - تعالى - فقال (إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا)، ولكن لما كان أكثر الناس على خلاف الاستقامة، جعل هذا أصلا، وجعل الأقل هو الاستثناء. ويدل على ذلك حديث بعث النار: يَقُولُ اللَّهُ - تَعَالَى - يَا آَدَمُ! فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ، وَسَعْدَيْكَ. وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ. فَيَقُولُ: أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ. قَالَ: وَمَا بَعْثُ النَّارِ؟ قَالَ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ، تِسْعَمِئَةٍ، وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ. فَعِنْدَهُ يَشِيبُ الصَّغِيرُ، وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا، وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى، وَمَا هُمْ بِسُكَارَى، وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! وَأَيُّنَا ذَلِكَ الْوَاحِدُ؟ قَالَ: أَبْشِرُوا! فَإِنَّ مِنْكُمْ رَجُلٌ، وَمِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ أَلْفٌ. ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ. فَكَبَّرْنَا، فَقَالَ: أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ. فَكَبَّرْنَا، فَقَالَ: أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَكَبَّرْنَا، فَقَالَ: مَا أَنْتُمْ فِي النَّاسِ إِلاَّ كَالشَّعَرَةِ السَّوْدَاءِ فِي جِلْدِ ثَوْرٍ أَبْيَضَ، أَوْ كَشَعَرَةٍ بَيْضَاءَ فِي جِلْدِ ثَوْرٍ أَسْوَدَ) [متفق عليه]. فهذا يدل على أن أكثر بني آدم على الضلال، والانحراف؛ (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ).
وحين نتأمل هذين الوجهين في التفسير، يتبين أن تفسير من فسر (أسفل سافلين) أنها النار، أوجه وأرجح، وإلى هذا ذهب ابن القيم - رحمه الله - ونصره نصرًا مؤزرًا، في كتابه [التبيان في أقسام القرآن]، وعد نحو عشرة أوجه في الترجيح، وأن مقتضى القسمة: فكما وصف الله - تعالى – جزاء المؤمنين بأنه: (أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) فينبغي أن يكون جزاء مخالفيهم - وهم الكافرون – (أسفل سافلين) لكي تتقابل الصورتان.
ويؤيد هذا - أيضا التنظير- على قول الله - تعالى - في أخر سورة (الانشقاق) (بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ. فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ. إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) [الانشقاق: 22 - 25].
(يُتْبَعُ)
(/)
وخلاصة ما تقدم: أن الله -سبحانه وتعالى- أقسم بهذه الأقسام الأربعة، مبينا أنه: خلق ابن آدم خلقة سوية، معتدلة من الناحية الظاهرية، وخلقة سوية، معتدلة من الناحية الباطنية، لكونها على الفطرة الأصلية، ثم أن الكافر أفسد ذلك بكفره، فكان جزاؤه أن رد في (أسفل سافلين)، فهوى في الدرك الأسفل من النار، وأما المؤمن قد عصمه الله - تعالى – بإيمانه، وعمله الصالحات، فكافئه بالأجر غير الممنون.
(إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ): هذا هو الاستثناء. وقد تضمنت الجملة
مسألة عقدية كبيرة: هل العمل داخل في مسمى الإيمان، وحده، وتعريفه، أم لا؟
- فأهل السنة يرون أن مثل هذه الآيات التي فيها اقتران الإيمان بالعمل الصالح دليل يؤيد ما ذهبوا إليه من أنه لا إيمان بلا عمل، حيث إن الله - تعالى – غالباً، لا يذكر الإيمان إلا ويقرنه بالعمل.
- ولكن مخالفيهم من المرجئة، استدلوا بها على عكس ذلك! فقالوا: العطف يقتضي المغايرة، فلو كان العمل داخلاً في مسمى الإيمان، ما عطف عليه؛ فإذا قلت: جاء زيد وعمرو، فهذا يقتضي أن عمرواً غير زيد.
ولكن يجاب عن ذلك بأحد جوابين:
الجواب الأول: أن يقال: هذا من عطف الخاص على العام. وهذا موجود في القرآن، وفي اللغة. مثاله من القرآن: (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا) [النساء: 163] مع دخول المذكورين في لفظ النبيين. ولو قلت: جاء الطلبة، ومحمد، ومحمد من الطلبة، عطفت الخاص على العام. فهذا سائغ لغة. وللعطف في اللغة أنواع متعددة، لا نستطرد بذكرها.
الجواب الثاني: أن يقال: إن من الألفاظ ما يكون له دلالة عند الإنفراد، ودلالة عند الاقتران. فإذا انفردت عمت، وإذا اقترنت خصت. مثل: الفقير والمسكين، ومثل: البر والتقوى، ومثل: الإثم والعدوان. فلو أعطاك إنسان مبلغاً من المال، وقال: أعطه فقيرًا، صح بذله لكل ذي فاقة. ولو أعطاك درهمين، وقال: أعط هذا فقيرًا، وأعط هذا مسكينًا، فينبغي أن يكون للمسكين معنى غير معنى الفقير، كما ميز الله بينهما، فقال: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ).فيكون الفقير: هو الذي كسرت الحاجة فقاره يعني: أنه أشد فاقة. والمسكين: من أسكنته الحاجة، وكان دون الأول. وفرق الفقهاء بينهما في باب الزكاة، فقالوا: الفقراء: من لا يجدون شيئاً، أو يجدون بعض الكفاية. والمساكين: يجدون أكثرها، أو نصفها. ومثل: التوبة، والاستغفار، عند الانفراد يجتمعان في معنى الندم، والإقلاع، والعزم على عدم العود. وعند الاقتران ينبغي أن يكون للتوبة معنى، غير معنى الاستغفار، كما قال تعالى على لسان غير واحد من رسله: (وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ). فيكون الاستغفار عما مضى، والتوبة لما يستقبل.
فكذلك الإيمان والعمل الصالح؛ إذا جاء الإيمان منفردًا، شمل القول، والعمل معًا، وإذا جاء الإيمان مقترنًا بالإسلام، أو بالعمل الصالح، فإنه يختص بالعقائد الباطنة. كما في حديث جبريل المشهور.
وعلى هذا فليس للمرجئة مستمسك بهذه الآية، وأمثالها، بل أهل السنة والجماعة أسعد بها، فإن الله تعالى يقرن كثيرًا بين الإيمان، والعمل الصالح، لتلازمهما؛ فلا إيمان بلا عمل.
(غَيْرُ مَمْنُونٍ) أي: غير مقطوع. وتأتي بمعنى: محسوب أي: أنه لا يعد عليه، وتأتي بمعنى: منقوص، بل يعطى عطاءً كثيرًا، وافياً، لا منة فيه، ولا حسبان، ولا انقطاع.
(فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ): اختلف في معنى الدين هاهنا:
- قيل: هو الدينونة، التي بمعنى الجزاء، والحساب، والعرب تقول: دنته، فدان. فيكون الاستفهام: للاستنكار، يعني: كيف يكذب الإنسان بالدينونة؟ والله - تعالى – قد بين أنه قد خلقه في أحسن تقويم، وأن جزاء الكافر أن يرد في أسفل سافلين، وأن جزاء المؤمن أجر غير ممنون، فكيف يكذب الإنسان بعد ذلك بالدينونة؟ ويكون الخطاب في قوله: (فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ) موجه إلى المكذب، الذي هو الكافر، المنكر للبعث.
(يُتْبَعُ)
(/)
- وقيل: (الدين) بمعنى الحكم والقضاء. فلا يسوغ إذا كان الإنسان يعلم بأن الكافر يرد إلى: (أسفل سافلين)، وأن المؤمن يؤتى أجرًا غير ممنون، أن يعصي الله - عز وجل -، بل يجب عليه أن يمتثل أمره، وأن يجتنب نهيه، وأن يصبر على قضائه؛ لأن الله - سبحانه وتعالى - هو المثيب، وهو المعاقب، فإذا كان هو المثيب وهو المعاقب، فلابد أنه يأمر وينهى، ويقضي ويحكم. ولهذا قال:
(أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ): والجواب: بلى! فيكون الاستفهام: تقريرياً. وقد وصف الله نفسه (أَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ)، ومعنى ذلك أنه أثبت وصف الحكم لغيره، لكنه –سبحانه- أحكمهم. وهذا يدل على إمكان الاشتراك في أصل الصفة، أي المعنى المشترك الكلي، المطلق، الموجود في الأذهان، لا خارج الذهن. ولكن الله - تعالى - له المثل الأعلى، فلا يقع حينئذ اشتراك في الأعيان؛ لأنه إذا انفرد - سبحانه بالمثل الأعلى للصفة، فإنه لا يمكن أن يشابهه، ويماثله أحد في ذلك، فيزول المحظور الذي تدعيه سائر فرق المعطلة.
ولهذا لَمَّا وَفَدَ أبو شريح، - رضي الله عنه - إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَعَ قَوْمِهِ سَمِعَهُمْ يَكْنُونَهُ بِأَبِى الْحَكَمِ فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم – فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَكَمُ وَإِلَيْهِ الْحُكْمُ فَلِمَ تُكْنَى أَبَا الْحَكَمِ».
فَقَالَ: إِنَّ قَوْمِى إِذَا اخْتَلَفُوا فِى شَىْءٍ، أَتَوْنِى فَحَكَمْتُ بَيْنَهُمْ، فَرَضِىَ كِلاَ الْفَرِيقَيْنِ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «مَا أَحْسَنَ هَذَا فَمَا لَكَ مِنَ الْوَلَدِ».
قَالَ: لِى شُرَيْحٌ، وَمُسْلِمٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ.
قَالَ: «فَمَنْ أَكْبَرُهُمْ».
قُلْتُ: شُرَيْحٌ
قَالَ: «فَأَنْتَ أَبُو شُرَيْحٍ». [رواه أبو داود، والنسائي، وصححه الألباني].
وذلك لما يوهمه لقب (أبو الحكم) من بلوغ الغاية في الحكم، فإن أبا الشيء، كأنه المستبد به، المستوعب له، والمستولي عليه، وهذا لا يكون إلا لله - عز وجل - فإن الله - تعالى - له المثل الأعلى.
وقد ورد أنه يقال في آخر هذه السورة: بلى، وأنا على ذلك من الشاهدين؛ جواباً للسؤال. ولكن الرواية جاءت من طريق قتادة، مرسلة، وجاءت عن قتادة منسوبة إليه، يعني: بسند مقطوع. فالإسناد الأول، يسمى منقطع، والثاني مقطوع. فهو لم يثبت. وممن ضعفه الألباني - رحمه الله - وكذلك الحال عند قول الله - تعالى - (أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى)، لم يصح في جوابه رواية مرفوعة.
ولا بأس أن يأتي الإنسان بجواب مناسب لسؤالٍ ملقى، لكنه لا يفعل ذلك على سبيل الالتزام، لأن هذا يحتاج إلى توقيف.
الفوائد الستنبطة
الفائد الأولى: أن لله - تعالى - أن يقسم بما شاء من مخلوقاته.
الفائدة الثانية: ترابط الشرائع السماوية، وأن دين الله واحد.
الفائدة الثالثة: أن الأصل سلامة الإنسان، واستواء خلقه، ظاهرًا وباطنًا.
الفائدة الرابعة: إفساد الكافر لفطرته السوية، وتغييره لخلق الله.
الفائدة الخامسة: أن الإيمان يحفظ الفطرة السوية وينميها.
الفائدة السادسة: اقتران العمل بالإيمان، وأنه لا إيمان بلا عمل.
الفائدة السابعة: سعة فضل الله، وعطاءه.
الفائدة الثامنة: إثبات الجزاء، والحساب، إذا قلنا إن المراد بالدين الجزاء.
الفائدة التاسعة: إثبات حكم الله، وحكمته.
الفائدة العاشرة: إثبات المثل الأعلى لله تعالى.(/)
لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[20 Oct 2009, 05:42 م]ـ
لفت انتباهي وأنا أقرأ سورة النمل قصة بلقيس رضي الله عنها وكيف استطاعت برأيها الرشيد أن تنجي قومها وتسلك بهم سبيل النجاة.
ثم تذكرت حديث: لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة.
فتحيرت في الجمع بينهما، إلا إذا حمل الحديث على الغالب.
للمدارسة.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[21 Oct 2009, 01:24 ص]ـ
لفت انتباهي وأنا أقرأ سورة النمل قصة بلقيس رضي الله عنها وكيف استطاعت برأيها الرشيد أن تنجي قومها وتسلك بهم سبيل النجاة.
ثم تذكرت حديث: لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة.
فتحيرت في الجمع بينهما، إلا إذا حمل الحديث على الغالب.
للمدارسة.
لقد وردت لهذا الحديث روايات متعددة، منها: [لن يفلح قوم تملكهم امرأة] .. [لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة] .. [ولن يفلح قوم أسندوا أمرهم إلى امرأة] رواها: البخارى والترمذى والنسائى والإمام أحمد ..
وإذا كانت صحة الحديث من حيث " الرواية " هى حقيقة لا شبهة فيها .. فإن إغفال مناسبة ورود هذا الحديث يجعل " الدراية " بمعناه الحقيقى مخالفة للاستدلال به على تحريم ولاية المرأة للعمل العام ..
ذلك أن ملابسات قول الرسول صلى الله عليه وسلم، لهذا الحديث تقول: إن نفراً قد قدموا من بلاد فارس إلى المدينة المنورة، فسألهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- " من يلى أمر فارس "؟ - " قال [أحدهم]: امرأة.
- فقال صلى الله عليه وسلم " ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة ".
فملابسات ورود الحديث تجعله نبوءة سياسية بزوال ملك فارس وهى نبوءة نبوية قد تحققت بعد ذلك بسنوات– أكثر منه تشريعاً عاما يحرم ولاية المرأة للعمل السياسى العام ..
ثم إن هذه الملابسات تجعل معنى هذا الحديث خاصاً " بالولاية العامة " أى رئاسة الدولة وقيادة الأمة ..
فالمقام كان مقام الحديث عن امرأة تولت عرش الكسروية الفارسية، التى كانت تمثل إحدى القوتين الأعظم فى النظام العالمى لذلك التاريخ .. ولا خلاف بين جمهور الفقهاء باستثناء طائفة من الخوارج على اشتراط " الذكورة " فيمن يلى " الإمامة العظمى " والخلافة العامة لدار الإسلام وأمة الإسلام .. أما ماعدا هذا المنصب بما فى ذلك ولايات الأقاليم والأقطار والدول القومية والقطرية والوطنية فإنها لا تدخل فى ولاية الإمامة العظمى لدار الإسلام وأمته .. لأنها ولايات خاصة وجزئية، يفرض واجب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر المشاركة فى حمل أماناتها على الرجال والنساء دون تفريق ..
فالشبهة إنما جاءت من خلط مثل هذه الولايات الجزئية والخاصة بالإمامة العظمى والولاية العامة لدار الإسلام وأمته وهى الولاية التى اشترط جمهور الفقهاء " الذكورة " فيمن يليها .. ولا حديث للفقه المعاصر عن ولاية المرأة لهذه الإمامة العظمى، لأن هذه الولاية قد غابت عن متناول الرجال، فضلاً عن النساء، منذ سقوط الخلافة العثمانية [1342 هجرية 1924م] وحتى الآن! ..
وأمر آخر لابد من الإشارة إليه، ونحن نزيل هذه الشبهة عن ولاية المرأة للعمل العام، وهو تغير مفهوم الولاية العامة فى عصرنا الحديث، وذلك بانتقاله من:" سلطان الفرد " إلى " سلطان المؤسسة "، والتى يشترك فيها جمع من ذوى السلطان والاختصاص ..
لقد تحوّل " القضاء " من قضاء القاضى الفرد إلى قضاء مؤسسى، يشترك فى الحكم فيه عدد من القضاة ..
فإذا شاركت المرأة فى " هيئة المحكمة " فليس بوارد الحديث عن ولاية المرأة للقضاء، بالمعنى الذى كان وارداً فى فقه القدماء، لأن الولاية هنا الآن لمؤسسة وجمع، وليست لفرد من الأفراد، رجلاً كان أو امرأة .. بل لقد أصبحت مؤسسة التشريع والتقنين مشاركة فى ولاية القضاء، بتشريعها القوانين التى ينفذها القضاة .. فلم يعد قاضى اليوم ذلك الذى يجتهد فى استنباط الحكم واستخلاص القانون، وإنما أصبح " المنفذ " للقانون الذى صاغته وقننته مؤسسة، تمثل الاجتهاد الجماعى والمؤسسى لا الفردى فى صياغة القانون ..
وكذلك الحال مع تحول التشريع والتقنين من اجتهاد الفرد إلى اجتهاد مؤسسات الصياغة والتشريع والتقنين ..
فإذا شاركت المرأة فى هذه المؤسسات، فليس بوارد الحديث عن ولاية المرأة لسلطة التشريع بالمعنى التاريخى والقديم لولاية التشريع ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وتحولت سلطات صنع " القرارات التنفيذية " فى النظم الشورية والديمقراطية عن سلطة الفرد إلى سلطان المؤسسات المشاركة فى الإعداد لصناعة القرار .. فإذا شاركت المرأة فى هذه المؤسسات، فليس بوارد الحديث عن ولاية المرأة لهذه السلطات والولايات، بالمعنى الذى كان فى ذهن الفقهاء الذين عرضوا لهذه القضية فى ظل " فردية " الولايات، وقبل تعقد النظم الحديثة والمعاصرة، وتميزها بالمؤسسية والمؤسسات ..
لقد تحدث القرآن الكريم عن ملكة سبأ - وهى امرأة - فأثنى عليها وعلى ولايتها للولاية العامة، لأنها كانت تحكم بالمؤسسة الشورية لا بالولاية الفردية (قالت يا أيها الملأ أفتونى فى أمرى ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون) (9) .. وذم القرآن الكريم فرعون مصر - وهو رجل لأنه قد انفرد بسلطان الولاية العامة وسلطة صنع القرار (قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد) (10) .. فلم تكن العبرة بالذكورة أو الأنوثة فى الولاية العامة حتى الولاية العامة وإنما كانت العبرة بكون هذه الولاية " مؤسسة شورية "؟ أم " سلطانا فردياً مطلقاً "؟ أما ولاية المرأة للقضاء .. والتى يثيرها البعض كشبهة على اكتمال أهلية المرأة فى الرؤية الإسلامية ..
فإن إزالة هذه الشبهة يمكن أن تتحقق بالتنبيه على عدد من النقاط:
أولها: أن ما لدينا فى تراثنا حول قضية ولاية المرأة لمنصب القضاء هو " فكر إسلامى " و " اجتهادات فقهية " أثمرت " أحكاماً فقهية " .. وليس "دينا " وضعه الله سبحانه وتعالى وأوحى به إلى رسوله صلى الله عليه وسلم، فالقرآن الكريم لم يعرض لهذه القضية، كما لم تعرض لها السنة النبوية، لأن القضية لم تكن مطروحة على الحياة الاجتماعية والواقع العملى لمجتمع صدر الإسلام، فليس لدينا فيها نصوص دينية أصلاً، ومن ثم فإنها من مواطن ومسائل الاجتهاد ..
ثم إن هذه القضية هى من " مسائل المعاملات " وليست من " شعائر العبادات " .. وإذا كانت " العبادات توقيفية " تُلْتَمس من النص وتقف عند الوارد فيه، فإن " المعاملات " تحكمها المقاصد الشرعية وتحقيق المصالح الشرعية المعتبرة .. والموازنة بين المصالح والمفاسد فيها .. ويكفى فى " المعاملات " أن لا تخالف ما ورد فى النص، لا أن يكون قد ورد فيها نص ..
ومعلوم أن " الأحكام الفقهية " التى هى اجتهادات الفقهاء، مثلها كمثل الفتاوى، تتغير بتغير الزمان والمكان والمصالح الشرعية المعتبرة ..
فتولى المرأة للقضاء قضية فقهية، لم ولن يُغْلَق فيها باب الاجتهاد الفقهى الإسلامى ..
وثانيها: أن اجتهادات الفقهاء القدماء حول تولى المرأة لمنصب القضاء هى اجتهادات متعددة ومختلفة باختلاف وتعدد مذاهبهم واجتهاداتهم فى هذه المسألة، ولقد امتد زمن اختلافهم فيها جيلاً بعد جيل ..
ومن ثم فليس هناك " إجماع فقهى " فى هذه المسألة حتى يكون هناك إلزام للخلف بإجماع السلف، وذلك فضلاً عن أن إلزام الخلف بإجماع السلف هو أمر ليس محل إجماع .. ناهيكم عن أن قضية إمكانية تحقق الإجماع أى اجتماع سائر فقهاء عصر ما على مسألة من مسائل فقه الفروع كهذه المسألة هو مما لا يُتَصَوَّر حدوثه حتى لقد أنكر كثير من الفقهاء إمكانية حدوث الإجماع فى مثل هذه الفروع أصلاً.
ومن هؤلاء الإمام أحمد بن حنبل [164 241 هجرية 780 855 م] الذى قال: " من ادعى الإجماع فقد كذب! ".
فباب الاجتهاد الجديد والمعاصر والمستقبلى فى هذه المسألة وغيرها من فقه الفروع مفتوح .. لأنها ليست من المعلوم من الدين بالضرورة أى المسائل التى لم ولن تختلف فيها مذاهب الأمة ولا الفِطر السليمة لعلماء وعقلاء الإسلام ..
وثالثها: أن جريان " العادة " فى الأعصر الإسلامية السابقة، على عدم ولاية المرأة لمنصب القضاء لا يعنى " تحريم " الدين لولايتها هذا المنصب، فدعوة المرأة للقتال، وانخراطها فى معاركه هو مما لم تجربه " العادة " فى الأعصر الإسلامية السابقة، ولم يعن ذلك " تحريم " اشتراك المرأة فى الحرب والجهاد القتالى عند الحاجة والاستطاعة وتعيُّن فريضة الجهاد القتالى على كل مسلم ومسلمة .. فهى قد مارست هذا القتال وشاركت فى معاركه على عصر النبوة والخلافة الراشدة .. من غزوة أُحد [3 هجرية 625م] إلى موقعة اليمامة [12 هجرية 633 م] ضد ردة مسيلمة الكذاب [12 هجرية 633 م] .. وفى " العادة " مرتبطة
(يُتْبَعُ)
(/)
" بالحاجات " المتغيرة بتغير المصالح والظروف والملابسات، وليست هى مصدر الحلال والحرام ..
رابعها: أن علة اختلاف الفقهاء حول جواز تولى المرأة لمنصب القضاء، فى غيبة النصوص الدينية – القرآنية والنبوية – التى تتناول هذه القضية، كانت اختلاف هؤلاء الفقهاء فى الحكم الذى " قاسوا " عليه توليها للقضاء. فالذين " قاسوا " القضاء على: "الإمامة العظمى " التى هى الخلافة العامة على أمة الإسلام ودار الإسلام مثل فقهاء المذهب الشافعى قد منعوا توليها للقضاء، لاتفاق جمهور الفقهاء باستثناء بعض الخوارج على جعل " الذكورة " شرطا من شروط الخليفة والإمام، فاشترطوا هذا الشرط " الذكورة " – فى القاضى، قياساً على الخلافة والإمامة العظمى.
ويظل هذا " القياس " قياساً على " حكم فقهى " – ليس عليه إجماع وليس " قياساً " على نص قطعى الدلالة والثبوت ..
والذين أجازوا توليها القضاء، فيما عدا قضاء " القصاص والحدود " مثل أبى حنفية " [80 150 هجرية / 699 767 م] وفقهاء مذهبه قالوا بذلك " لقياسهم " القضاء على " الشهادة "، فأجازوا قضاءها فيما أجازوا شهادتها فيه، أى فيما عدا " القصاص والحدود ".
فالقياس هنا أيضاً على " حكم فقهى " وليس على نص قطعى الدلالة والثبوت .. وهذا الحكم الفقهى المقيس عليه وهو شهادة المرأة فى القصاص والحدود .. أى فى الدماء ليس موضع إجماع .. فلقد سبق وذكرنا فى رد شبهة أن شهادة المرأة هى على النصف من شهادة الرجل إجازة بعض الفقهاء لشهادتها فى الدماء، وخاصة إذا كانت شهادتها فيها هى مصدر البينة الحافظة لحدود الله وحقوق الأولياء ..
أما الفقهاء الذين أجازوا قضاء المرأة فى كل القضايا مثل الإمام محمد بن جرير الطبرى [224310 هجرية / 839 923م] فقد حكموا بذلك " لقياسهم " القضاء على " الفتيا " .. فالمسلمون قد أجمعوا على جواز تولى المرأة منصب الإفتاء الدينى أى التبليغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من أخطر المناصب الدينية وفى توليها للإفتاء سنة عملية مارستها نساء كثيرات على عهد النبوة من أمهات المؤمنين وغيرهن فقاس هؤلاء الفقهاء قضاء المرأة على فتياها، وحكموا بجواز توليها كل أنواع القضاء، لممارستها الإفتاء فى مختلف الأحكام.
وهم قد عللوا ذلك بتقريرهم أن الجوهرى والثابت فى شروط القاضى إنما يحكمه ويحدده الهدف والقصد من القضاء، وهو: ضمان وقوع الحكم بالعدل بين المتقاضين .. وبعبارة أبى الوليد بن رشد الحفيد [520595 هجرية / 1126 1198م]: فإن " من رأى حكم المرأة نافذا فى كل شئ قال: إن الأصل هو أن كل من يأتى منه الفصل بين الناس فحكمه جائز، إلا ما خصصه الإجماع من الإمامة الكبرى " (11).
وخامسها: أن " الذكورة " لم تكن الشرط الوحيد الذى اختلف حوله الفقهاء من بين شروط من يتولى القضاء ..
فهم مثلا اختلفوا فى شرط " الاجتهاد " فأوجب الشافعى [150204 هجرية / 767820م] وبعض المالكية أن يكون القاضى مجتهداً .. على حين أسقط أبو حنيفة هذا الشرط، بل وأجاز قضاء " العامى " أى الأمى فى القراءة والكتابة وهو غير الجاهل ووافقه بعض الفقهاء المالكية قياسا على أمية النبى صلى الله عليه وسلم (12).
واختلفوا كذلك فى شرط كون القاضى " عاملا " وليس مجرد " عالم " بأصول الشرع الأربعة: الكتاب، والسنة، والإجماع، والقياس .. فاشترطه الشافعى، وتجاوز عنه غيره من الفقهاء (13).
كما اشترط أبو حنيفة، دون سواه أن يكون القاضى عربيا من قريش (14).
فشرط " الذكورة " فى القاضى، هو واحد من الشروط التى اختلف فيها الفقهاء، حيث اشترطه البعض فى بعض القضايا دون البعض الآخر، وليس فيه إجماع .. كما أنه ليس فيه نصوص دينية تمنع أو تقيد اجتهادات المجتهدين ..
وسادسها: أن منصب القضاء وولايته قد أصابها هى الأخرى ما أصاب الولايات السياسية والتشريعية والتنفيذية من تطور انتقل بها من " الولاية الفردية " إلى ولاية " المؤسسة " فلم تعد " ولاية رجل " أو " ولاية امرأة "، وإنما أصبح " الرجل " جزءاً من المؤسسة والمجموع، وأصبحت " المرأة " جزءاً من المؤسسة والمجموع .. ومن ثم أصبحت القضية فى " كيف جديد " يحتاج إلى " تكييف جديد " يقدمه الاجتهاد الجديد لهذا الطور المؤسسى الجديد الذى انتقلت إليه كل هذه الولايات .. ومنها ولاية المرأة للقضاء
هوامش:
(9) النمل: 32.
(10) غافر: 29.
(11) [بداية المجتهد ونهاية المقتصد] ج2 ص 494. طبعة القاهرة سنة 1974م. والماوردى [أدب القاضى] ج1 ص 625 - 628 طبعة بغداد سنة 1971م. والأحكام السلطانية ص65 طبعة القاهرة سنة 1973م.
(12) [بداية المجتهد ونهاية المقتصد] ج2 ص 493،494.
(13) [أدب القاضى] ج 1 ص 643.
(14) محمد محمد سعيد [كتاب دليل السالك لمذهب الإمام مالك] ص 190 طبعة القاهرة سنة 1923 م.
الكاتب: أ. د محمود حمدى زقزوق، وزير الأوقاف المصرى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[21 Oct 2009, 10:29 ص]ـ
لفت انتباهي وأنا أقرأ سورة النمل قصة بلقيس رضي الله عنها وكيف استطاعت برأيها الرشيد أن تنجي قومها وتسلك بهم سبيل النجاة.
ثم تذكرت حديث: لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة.
فتحيرت في الجمع بينهما، إلا إذا حمل الحديث على الغالب.
للمدارسة.
الفلاح أمر نسبي هذا أولاً
ثانياً: هل سلكت ملكت سبأ بقومها سبيل النجاة؟
الذي يظهر من الآيات أنها خرجت إلى سليمان ذليلة صاغرة بعد ما سمعت تهديد سليمان على لسان رسولها الذي أرسلته بالهدية:
(ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ) سورة النمل (37)
لقد خرجت خائفة مستسلمة وليست مسلمة خرجت من ملكها وأرضها وسبقها إلى سليمان عرشها.
ولا أدري هل خرج جميع رعيتها معها أم لا؟
فإن كانوا خرجوا جميعا فأين الفلاح في ترك ديارهم وما ألفوه من حياتهم ورحلو ما يزيد على ألفي كيلومتر وخاصة أن الخروج لم يكن عن قناعة بدين سليمان فيعد هجرة في سبيل الله وإنما عن خوف واستسلام؟
أما إسلام الملكة فيما بعد فلم يكن نتيجة لتفكير سديد مسبق تمدح عليه وإنما هكذا ساقها القدر لتسلم مع سليمان لله رب العالمين.
هل أسلم قومها معها؟
إذا كانوا فعلوا فالحكم في حقهم كما هو في حقها لم يكن إسلامهم عن قناعة مسبقة وإنما بعد ما قادهم القدر مع ملكتهم في الصورة التي بينها القرآن.
وإذا لم يقدم قومها معها ولم يسلموا فهنا لن نستطيع الحكم هل أفلحوا أم لا؟
وعليه فالموضوع المطروح ومحاولة إظهار أن هناك تعارض بين الحديث وقصة ملكة سبأ يحتاج إلى إعادة نظر.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[21 Oct 2009, 03:51 م]ـ
أما ماعدا هذا المنصب بما فى ذلك ولايات الأقاليم والأقطار والدول القومية والقطرية والوطنية فإنها لا تدخل فى ولاية الإمامة العظمى لدار الإسلام وأمته .. لأنها ولايات خاصة وجزئية، يفرض واجب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر المشاركة فى حمل أماناتها على الرجال والنساء دون تفريق ..
هل يعني هذا أن الدول القطرية ولايتها ليست ولاية عامة؟
وهل هناك مستند لهذا القول أعني أنها ولايات جزئية من أهل العلم المعاصرين على الأقل؟
وإذا نظرنا إلى أقوال أهل العلم نجدهم يستدلون بهذا الحديث على عدم جواز تولية المرأة الإمامة العظمى ..
قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى معددا ما فضل به الرجال على النساء: (وكذلك الملك الأعظم لقوله صلى الله عليه وسلم: "لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة" رواه البخاري)
يقول الشنقيطي رحمه الله تعالى: (الثالث - أي من شروط الإمام الأعظم - الذكورة، ولا خلاف في هذا بين أهل العلم، ويدل له ما ثبت في "صحيح البخاري" وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغه أن فارسا ملكوا ابنة كسرى قال: "لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة"
وغيرهما كثير؛ فكونهم يتواطؤون على الاستدلال بهذا الحديث على عدم جواز تولية المرأة الولاية العظمى دليل على أنه إما نص في الموضوع أو على الأقل ظاهر فيه.
أما بالنسبة لتوليتها القضاء فأكتفي بما قال الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى ولعل فيه غنية لغيري: (قوله وشروطه الذكورة.
أقول قد وصف رسول الله صلى الله عليه و سلم النساء بأنهن ناقصات عقل ودين ومن كان بهذه المنزلة لا يصلح لتولي الحكم بين عباد الله وفصل خصوماتهم بما تقتضيه الشريعة المطهرة ويوجبه العدل فليس بعد نقصان العقل والدين شيء ولا يقاس القضاء على الرواية فإنها تروي ما بلغها وتحكي ما قيل لها وأما القضاء فهو يحتاج إلى اجتهاد أصحاب الرأي وكمال الإدراك والتبصر في الأمور والتفهم لحقائقها وليست المرأة في ورد ولا صدر من ذلك
ويؤيد هذا ما ثبت في الصحيح من قوله صلى الله عليه و سلم لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة فليس بعد نفي الفلاح شيء من الوعيد الشديد ورأس الأمور هو القضاء بحكم الله عز و جل فدخوله فيها دخولا أوليا)
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما بالنسبة لما تفضل به الأخ حجازي الهوى فأظنه يكفي في رجاحة عقل امرأة ناقصة العقل والدين أن تفعل ما فعلت بلقيس رحمها الله تعالى ورضي عنها؛ فمع توفر القوة العسكرية الشديدة، آثرت عدم المواجهة ورغبت في المصالحة والمهادنة ولا شك أن هذا من الفلاح الظاهر، وحتى تركها هي وقومها ديارهم ودخولهم في دين سليمان واستسلامهم له هو أيضا من الفلاح الظاهر المبين، وغيره من الخسران والضلال البعيد.
وإلى الآن لم يتضح لي وجه الجمع بين القصة والحديث، وإن كان القول بأن الحديث من باب النبوة أو حتى من باب القسم على الله تعالى له وجه من النظر لولا تصريح أهل العلم بالاستدلال به في كثير من المسائل الفقهية وإعراضهم عن هذا المعنى.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[22 Oct 2009, 11:37 ص]ـ
[ color=#FF0000] وأما بالنسبة لما تفضل به الأخ حجازي الهوى فأظنه يكفي في رجاحة عقل امرأة ناقصة العقل والدين أن تفعل ما فعلت بلقيس رحمها الله تعالى ورضي عنها؛ فمع توفر القوة العسكرية الشديدة، آثرت عدم المواجهة ورغبت في المصالحة والمهادنة ولا شك أن هذا من الفلاح الظاهر، وحتى تركها هي وقومها ديارهم ودخولهم في دين سليمان واستسلامهم له هو أيضا من الفلاح الظاهر المبين، وغيره من الخسران والضلال البعيد.
وإلى الآن لم يتضح لي وجه الجمع بين القصة والحديث، وإن كان القول بأن الحديث من باب النبوة أو حتى من باب القسم على الله تعالى له وجه من النظر لولا تصريح أهل العلم بالاستدلال به في كثير من المسائل الفقهية وإعراضهم عن هذا المعنى.
والله تعالى أعلم.
أخانا الكريم رجاحة عقل ملكة سبأ وحسن تصرفها في مشاورة المقربين منها ومعرفتها بأحوال الملوك وقرارها بعدم المواجهة مع سليمان وإسلامها مع سليمان فيما بعد كل هذا ليس فيه دليل على فلاح قومها إطلاقاً لأننا لا ندري هل تابعها قومها على ما فعلت أم لا. وما دام أن الأمر محتمل فليس لأحد أن يعارض الحديث الصريح بأمر محتمل.
ثم إن القرآن قد أخبر أن سبأ لم تفلح والآيات واضحة في سورة سبأ، فأخبر تعالى أنهم أعرضوا فأهلكهم بسيل العرم ومزقهم كل ممزق وجعلهم آحاديث.
ثم إني أسألك هل سبقك أحد من أهل العلم إلى هذا الاستشكال؟
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[22 Oct 2009, 03:11 م]ـ
أخي الكريم: حجازي الهوى بارك الله فيك ..
أولا: قضية إسلام قوم بلقيس هو أمر محتمل كما قلت.
لكن بعض الروايات - وإن كان بعضها مدخولا - مصرحة بأن سليمان ثبتها على ملكها في سبأ، وتزوجها، وكان يزورها من حين لأخر، وأنها قدمت عليه بأشراف قومها وهذا مع ظاهر القصة يوحي بأنهم أسلموا وإلا لما سلموا مما توعدهم به سليمان لأن العلة التي من أجلها أراد غزوهم هي عبادتهم الشمس من دون الله تعالى ..
وهذا كله يوضح أنهم أسلموا وذلك منتهى الفلاح.
ثانيا: أما قضية سورة سبأ، فيبدو أن الأمر قد اختلط عليك، فبين سبأ سليمان وسبأ اليمن ما يقارب ألفا وثلاثمائة سنة تقريبا.
ثالثا: قضية استشكالي لوجه الجمع وهل سبقني إليه أحد، هو الآخر مما استعجلت فيه أخي الكريم؛ فليس الاستشكال منوطا بقول السابقين، ولأي طالب علم أن يستشكل ما يظن أنه تعارض بين نصين ويطلب وجه الجمع بينها وهل هما فعلا متعارضين أم لا، وما على أهل العلم إلا توضيح ما التبس عليه بالأدلة الشرعية وأقوال سلف الأمة حتى يزول عنه الإشكال والالتباس ..
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[22 Oct 2009, 04:40 م]ـ
أخي الكريم: حجازي الهوى بارك الله فيك ..
وفيك بارك
أولا: قضية إسلام قوم بلقيس هو أمر محتمل كما قلت.
لكن بعض الروايات - وإن كان بعضها مدخولا - مصرحة بأن سليمان ثبتها على ملكها في سبأ، وتزوجها، وكان يزورها من حين لأخر، وأنها قدمت عليه بأشراف قومها وهذا مع ظاهر القصة يوحي بأنهم أسلموا وإلا لما سلموا مما توعدهم به سليمان لأن العلة التي من أجلها أراد غزوهم هي عبادتهم الشمس من دون الله تعالى ..
وهذا كله يوضح أنهم أسلموا وذلك منتهى الفلاح ...
أنت قلت إنه أمر محتمل ثم رجحت بروايات ضعيفة و باجتهاد في فهم القصة قد يقابل بمثله.
وكون العلة من إرادة الغزو هي عبادة الشمس من دون الله أمر فيه نظر ومن تأمل قول سليمان في كتابه:
(إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31)) سورة النمل
قد يظهر له علة أخرى والدليل أنه لم يثبت أن سليمان أخضع الأمم المجاورة لدين التوحيد وإنما كان محصورا في بني إسرائيل.
ثانيا: أما قضية سورة سبأ، فيبدو أن الأمر قد اختلط عليك، فبين سبأ سليمان وسبأ اليمن ما يقارب ألفا وثلاثمائة سنة تقريبا ..
هذه تحتاج منك إلى دليل
ثالثا: قضية استشكالي لوجه الجمع وهل سبقني إليه أحد، هو الآخر مما استعجلت فيه أخي الكريم؛ فليس الاستشكال منوطا بقول السابقين، ولأي طالب علم أن يستشكل ما يظن أنه تعارض بين نصين ويطلب وجه الجمع بينها وهل هما فعلا متعارضين أم لا، وما على أهل العلم إلا توضيح ما التبس عليه بالأدلة الشرعية وأقوال سلف الأمة حتى يزول عنه الإشكال والالتباس ..
والله تعالى أعلم.
لا حرج عليك أخي الكريم
ولكن طالب العلم إذا نظر في تراث المسلمين العلمي ثم وجد أنهم لم يستشكلوا ما استشكله هو فهذه إشارة قد تختصر عليه الطريق ....... وقد يكون مصيبا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[23 Oct 2009, 04:00 م]ـ
الإخوة الكرام
سلام الله عليكم
هناك بحثٌ منشور للشيخ عبد الرحمن السحيم فيه ردٌّ لبعض الشبهات المثارة في حديث " لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة "
و هذا عنوانه و رابطه: تولية المرأة للمناصب (شُبهات وردّها) ( http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/n/6.htm)
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[23 Oct 2009, 04:27 م]ـ
حديث "لن يفلح قوم ولوا امرهم أمره" تكلم عنه الشيخ المحدث عبد المحسن بن عباد البدر باسهاب في رسالته (الدفاع عن الصحابي أبي بكرة ومروياته، والاستدلال لمنع ولاية النساء على الرجال)
وهذا رابط تحميل الكتاب:
http://www.4shared.com/file/67093360/198b613c/ebubekre.html
وقد قال الشيخ عبد المحسن في عرض كلامه:
وأما استشهادة بقصة المرأة التي ملكت اليمن, وجاءت قصتها في سورة النمل, فالجواب أنه لا يستدل بها على ولاية المرأة على الرجال, لانه حكاية عمن كان قبلنا, وليس فيه ذكر أنها شريعة من الشرائع, بل كانت وقومها كفاراً يسجدون للشمس, ومع ذلك فقد جاء في شريعتنا ما يدل على خلاف ذلك, ومنها الأدلة التي اردتها, وقد نقل ابن كثير في تفسير قوله تعالى: (والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين) [النمل:33] قول الحسن البصري رحمه الله ذاماً الذين فوضوا الأمر إليها: "فوضوا أمرهم إلى علجة تضطرب ثدياها" أ هـ
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[23 Oct 2009, 07:34 م]ـ
ولاية المرأة أمر رئاسة الدولة مخالف لأدلة الشرع و أصول الفقه
________________________________________
((نفى د. محمد سليم العوا أن تكون الإمامة بمعناها المعروف في التاريخ الإسلامي لها وجود في الواقع المعاصر ..
وأوضح أننا" خرجنا من إطار الإمامة التي عرفناها في تاريخنا إلى إطار الدولة المدنية التي نعيش فيها الآن، ويجوز أن يتولاها أي إنسان مسلم أو مسيحي، أو أي شخص مواطن في الدولة لأنه جزء من المؤسسة وليس هو المؤسسة كلها، وجزء من الحكومة وليس هو الحكومة كلها ".
كان ذلك تعقيبا على الدكتور عاصم عبد الماجد ـ أحد قيادات الجماعة الإسلامية_ والذي اعترض على القول بجواز إمامة المرأة وغير المسلم لبلد المسلمين ..
وقال:"هذا أمر يخالف الإجماع، وكذلك النصوص الشرعية حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة"، فمهام الإمامة صعبة والمرأة لا تستطيع النهوض بها .. حسب تعبيره.
- جاء ذلك خلال الجلسة الثالثة لمؤتمر الجمعية المصرية للثقافة والحوار الذي أقيم تحت عنوان " الشريعة والهوية والدستور"، والذي اختتم أعماله الأحد 13 مايو 2007بنقابة الصحفيين المصرية.))
[نقلا عن موقع: إسلام أون لاين. نت - الثلاثاء 15/ 5/2007م – تحت العنوان: (العوا: للمرأة والمسيحي حق رئاسة الدولة]
http://www.islamonline.net/servlet/S...ah%2FSRALayout
* * *
و تعقيبا على ما تقدم نذكرالآتي:
الرأي الذي أبداه د. عاصم عبد الماجد بعدم جواز ولاية المرأة رئاسة الدولة رأي صحيح، و قول سديد من جهة موافقته أدلة الشرع، و أصول الفقه؛ الذي هو أصل و أساس الفقه.
و القول بعدم دخول ولاية المرأة في النهي – المستفاد من نفي الفلاح – الثابت بقول الرسول صلى الله عليه و سلم " لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة ": قول باطل و غير صحيح من جهة علم أصول الفقه من أربعة وجوه:
الوجه الأول: إنكار و نفي عموم القول النبوي الشريف لكل أفراد (أنواع) الولايات العامة. و هذا باطل و غير صحيح في علم الأصول؛ لمجيئ الحديث بصيغة من صيغ العموم، و هي: (النكرة في سياق النفي) – فـ " قوم " نكرة، جاءت في سياق النفي " لن يفلح ": فيعمّ - عدم الفلاح -كل قوم ولوا أمرهم امرأة.
و لا شك في دخول ولاية رئاسة الدولة في معنى الولايات العامة؛ بل هي رأس الولايات العامة في الدول المعاصرة؛ فتدخل ولاية المرأة رئاسة الدولة في عموم النهي الوارد بالحديث المذكور.
الوجه الثاني: إخراج ولاية المرأة رئاسة الدولة من ذلك النهي الثابت بالحديث: باطل أيضا و غير صحيح في علم الأصول؛ لأنه تخصيص من عموم النهي بغير مخصّص (بغير دليل).
الوجه الثالث: الادعاء بكون ذلك الحديث خاصا بالفرس قديما لورود الحديث بسبب توليتهم ابنة كسرى عليهم: ادعاء باطل كذلك من جهة أصول الفقه؛ لما تقرر فيه من أن " العبرة بعموم اللفظ، لا بخصوص السبب " الذي جاء فيه اللفظ.
و هذا معروف لمن له أدنى معرفة بعلم الأصول، بل يكاد يكون من البدهيات المسلّمة حتى لا تكون كل آيات القرآن و كذا الأحاديث التي جاءت بسبب واقعة من الوقائع خاصة بأولئك القوم و بتلك الوقائع و الحوادث. و هذا باطل بلا ريب.
الوجه الرابع: أمر الولايات العامة – المنهي عن توليتها للمرأة - هو على سبيل العموم؛ لمجيئه في الحديث بلفظ عام: (ولوا " أمرهم ")، فهو عام؛ لأن من صيغ العموم: اللفظ المعرّف بالإضافة – فيشمل كل أمر من أمور القوم.
مثله في عمومه مثل عموم قوله تعالى في الميراث: " يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين "، و قوله تعالى في المؤمنين: " و أمرهم شورى بينهم ".
* و ما تقدم ذكره و بيانه تأكيد للدعوة التي طرحت في ذلك المؤتمر للاهتمام بدراسة علم أصول الفقه، و الالتزام بقواعده في الفتاوى و القوانين.
و الله الهادي إلى سواء السبيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[24 Oct 2009, 09:08 ص]ـ
الأخوان: محمد مسفر العتيبي ود. أبو بكر حفظكما الله تعالى.
ومما دعاني إلى طرح هذا الموضوع كثرة دعاة تولية المرأة المناصب العامة كالقضاء ونحوه مستدلين بقصة بلقيس رحمها الله تعالى ورضي عنها.
ومن أولئك الداعين بعض الكتاب في هذا الملتقى المبارك وهم لا يخفون عليكم، وجل اعتماد أؤلئك على بعض الاجتهادات في الفقه الحنفي وغيره، وهي لا تقوم على ساق ..
وما ذكر الأخ د. أبو بكر يشفي الغليل في هذه المسألة من حيث الصناعة الأصولية أعني التي تشمل (أصول التفسير والفقه والحديث)
جزى الله الجميع خير الجزاء.(/)
برمجيات مهمة للباحث في القرآن وعلومه
ـ[أم أسماء]ــــــــ[20 Oct 2009, 08:40 م]ـ
يسّر الله لي بفضله حضور ندوة (القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة) فأفدت منها فوائد غزيرة، لاسيما من الأبحاث التي عرضت برامج حاسوبية لخدمة الباحثين في القرآن والتفسير والقراءات ..
وكان من أعظمها أهمية -في نظري-:
* (مقتبِس النصوص القرآنية) /د. أحمد ميلود خرصي.
** (موسوعة جامع القراءات) /م. عبداللطيف الشموتي، م. أحمد يوسف مصطفى، الشيخ. إيهاب السيّد يس.
... (عرض أولي لمشروع مداد البيان في خدمة القرآن) أ. د. محمد زكي خضر.
ولكني انتقدت على أغلب الباحثين في هذا المجال أنهم لم يوضحوا ما إذا كان البرنامج أو التقنية التي كتبت في البحث هي خطة مقترحة ومشروع برمجي مستقبلي أم أنه برنامج يمكن تحميله من موقع أوالحصول عليه من خلال شركة أو غير ذلك ...
فأرجو من المشايخ والأخوة الفضلاء إفادتنا بمدى إمكانية استفادة الباحثين من هذه البرامج المطروحة في الندوة ....
ولهم من أطيب عبارات الشكر والامتنان .....(/)
سؤال في التفسير؟ هل من مجيب؟
ـ[محمد قادري]ــــــــ[21 Oct 2009, 05:10 ص]ـ
اخواني لماذا عدل القرآن عن قوله (يا أيها المؤمنون و يا أيها الذين آمنتم) الي قوله يا أيها الذين آمنوا؟ ما الحكمة و مالفرق بين الذين آمنوا و الذين آمنتم و بين أيها المؤمنون؟ أنا محتاج الي جواب هذه الآية(/)
دورة علمية ومحاضرات للدكتور محمد الخضيري في الكويت (يمكنك الاستماع)
ـ[أبو سلمان العنزي]ــــــــ[21 Oct 2009, 12:11 م]ـ
بالأمس بدأ الشيخ محمد الخضيري حفظه الله ورعاه نشاطه في خدمة القرآن في دولة الكويت
وفي مسجد عودة العنزي كان الموعد مع الشيخ بعد صلاة المغرب حيث بدأ بتفسير سورة الضحى وأبدع في التفسير
وأبدع في تدبر هذه السورة أيما إبداع
وبعد صلاة العشاء بدأ بشرح كتاب فضيلة الشيخ عصام العويد (المراحل الثمان لطالب فهم القرآن)
وهو كتاب قيِم جدا لأول مرة أطلع عليه
وهذه الدورة سوف تستمر اليوم وغدا إن شاء الله
وأبشركم بأن موقع نداء الإسلام www.islam-call.com
قام بستجيل المحاضرة والدورة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Oct 2009, 01:43 م]ـ
وفقكم الله لكل خير.
ونفع بأخي الدكتور محمد الخضيري وبعلمه.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[21 Oct 2009, 03:18 م]ـ
وبعد صلاة العشاء بدأ بشرح كتاب فضيلة الشيخ عصام العويد (المراحل الثمان لطالب فهم القرآن)
توقفت عندها كثيراً ...
يا لهذا التواضع النادر!
د. الخضيري يَكْبُر الشيخ عصام ببضع سنوات (أخاف أصرح يزعل د. محمد) ومع هذا لم يتردد في شرح كتابه!
هل هذه إلا أخلاقُ الكبار، وأخلاقُ أهل القرآن؟
زاد الله أخي الشيخ د. محمد الخضيري علماً وعملاً رفعةً وتواضعاً في الدنيا والآخرة، وزاد الله أخي الشيخ عصاماً علماً وفهماً، وجعلنا وإياهم جميعاً من أهل القرآن ـ حقاً ـ العالمين بمعانيه، العاملين به.
ـ[عصام العويد]ــــــــ[23 Oct 2009, 06:43 م]ـ
ليس هذا بغريب على شيخي أبي عبد الله فما زلت أتعلم منه الكثير والكثير ..
وأين من يصنف في العلم ممن هو علم يمشي على الأرض!
ولا أقول إلا كما قال ذاك التلميذ رضي الله عنه لشيخه المصطفى
صلى الله عليه وسلم: " لو علمت بذلك لحبرته لك تحبيرا "
فاللهم سترك الجميل،،
ـ[أبو سلمان العنزي]ــــــــ[23 Oct 2009, 07:34 م]ـ
أهلاً بالمشائخ الكرام
عبدالرحمن الشهري
عمر المقبل
عصام العويد
لي الشرف بهذه الردود الكريمة
ولله الحمد انتهى الشيخ محمد البارحة من شرح الكتاب
والشرح في قمة الروعة لأنه يتحدث عن كتاب الله
وختم رحلته اليوم بخطبة الجمعة وكان عنوانها (إياك نعبد وإياك نستعين)
وسوف ترى النور هذه المواد كما حدثتكم في موقع نداء الاسلام
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[23 Oct 2009, 07:36 م]ـ
أهلاً بالمشائخ الكرام
همز المشايخ محرم لغة وشرعاً:)
ـ[أبو سلمان العنزي]ــــــــ[23 Oct 2009, 07:56 م]ـ
حقيقة ترددت في وضعها
وعذرا من المشايخ على الهمز اللغوي
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[24 Oct 2009, 03:37 م]ـ
ماشاء الله تبارك الله
الشيخان نور على نور ثبتهما الله تعالى وزادهما من فضلهم وهداهما الطريق المستبين ..
هنيئا لكم أهل الكويت ..
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[24 Oct 2009, 03:59 م]ـ
ما شاء الله بارك الله في الشيخين الفاضلين د. الخضيري ود. العويد ونفع بعلمهما وزادهما علماً وتدبراً لكتاب الله تعالى.
إن شاء الله يتسنى لي تفريغ المحاضرات عند توفرها بإذن الله.
ولي رجاء للدكتور الخضيري أرجو أن يصله وهو استكمال برنامجه الرمضاني في أجزاء القرآن (أضواء المقاطع) فقد تم عرض 15 جزءاً فقط واستكمال برنامجه مع الشيخ محمد الربيعة في تدبر القرآن فقد أبدعا في وقفاتهما التدبرية لبعض سور المفصّل.
ـ[نوال عبداللطيف الخياط]ــــــــ[25 Oct 2009, 01:29 ص]ـ
نعم فقد حضرت للشيخ دورة
شرح كتاب المراحل الثمان وأيضا في الكويت ولكن في معهد دار النخبة النسائي بمنطقة حطين وعلى مدى ثلاثة أيام
يا الله كم عند الدكتور قدرة على التوصيل والابداع و طرق عجيبة لجذب الانتباه
نعم في التلفزيون ابداع ومع البور بوينت في قناة المجد ابداع أما أن يكون الشيخ غير متواجد ولانسمع الا صوته ومع هذا يفهمنا ويخرج الجميع مرتاحات وفاهمات ومستوعبات
بل وكلهن حماس لتدبر كتاب الله عز وجل
فماذا نسميه إنه إبداع الإبداع
نسأل الله تعالى للشيخ الثبات والتوفيق ولجميع المشايخ وكذلك الدكتور عصام العويد على تأليف الكتاب (المراحل الثمانية) فقد أبدع فيه جزاه الله خيرا
كما نسأل الله تعالى لكل المشايخ الذين زاروا الكويت لنشر الخير ومنهم د. عمر المقبل حفظهم الله جميعا نسأل الله تعالى أن يثيبهم الأجر عن كل ما يبذلون فقد أسعدوا عقولنا وقلوبنا
جزاكم الله خيرا
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[25 Oct 2009, 08:22 ص]ـ
ما ذكرته الأخت بيارق بارك الله فيها مشكورة عن إبداع الدكتور الخضيري والدكتور عصام العويد جعلنا أفكر في أمر أرجو أن يلبيه لنا مشرفونا الأفاضل في هذا الملتقى:
أن يكون هناك درس أسبوعي لعلمائنا الأفاضل عبر الملتقى ويكون في التدبر وكل أسبوع يتفضل أحد مشايخنا الكرام بإلقاء محاضرة في هذا الموضوع، هكذا تعم الفائدة ولا نُحرم نحن أعضاء الملتقى ممن لا يستطيعون حضور مثل هذه المحاضرات القيمة من الإفادة من هذا العلم
فأرجو أخذ هذا الاقتراح بعين الاعتبار بارك الله بالجميع وجمعنا على موائد القرآن دائماً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Oct 2009, 01:11 م]ـ
ما ذكرته الأخت بيارق بارك الله فيها مشكورة عن إبداع الدكتور الخضيري والدكتور عصام العويد جعلنا أفكر في أمر أرجو أن يلبيه لنا مشرفونا الأفاضل في هذا الملتقى:
أن يكون هناك درس أسبوعي لعلمائنا الأفاضل عبر الملتقى ويكون في التدبر وكل أسبوع يتفضل أحد مشايخنا الكرام بإلقاء محاضرة في هذا الموضوع، هكذا تعم الفائدة ولا نُحرم نحن أعضاء الملتقى ممن لا يستطيعون حضور مثل هذه المحاضرات القيمة من الإفادة من هذا العلم
فأرجو أخذ هذا الاقتراح بعين الاعتبار بارك الله بالجميع وجمعنا على موائد القرآن دائماً
بإذن الله يكون هناك ترتيب لهذه المسألة خلال هذا العام، نسأل الله التوفيق.
ـ[أبو سلمان العنزي]ــــــــ[01 Nov 2009, 10:00 ص]ـ
هذا شرح كتاب المراحل الثمان لطالب فهم القرآن
http://islam-call.com/records/viewSeries/Id/191/
محاضرة (تفسير وتدبر سورة الضحى)
http://islam-call.com/records/view/id/3597/
هذه خطبة الجمعة (إياك نعبد وإياك نستعين)
http://islam-call.com/records/view/id/3595/
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Nov 2009, 10:24 ص]ـ
بارك الله فيكم يا أبا سلمان على هذه المتابعة، ودقة التسجيل والعناية به.
وأسأل الله لأخي الدكتور محمد التوفيق والسداد حيثما كان فقد أجاد وأفاد كعادته، حيث استمعت للشريط الأول من شرحه لكتاب (المراحل الثمان) وفقه الله ووفق الدكتور عصام لكل خير.
والحمد لله على توالي نعمه علينا بتسهيل هذه التقنيات.
ـ[أبو سلمان العنزي]ــــــــ[02 Nov 2009, 08:57 ص]ـ
جزاك الله خير على هذا الرد
ونحن في الموقع نهتم في دقة التسجيل
وقريبا مفاجاة
خصوصا في التفسير الصوتي
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[02 Nov 2009, 09:59 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
جهد طيب ومبارك ..
ولعلكم تقومون بتعديل اسم الشيخ فقد كتبتم محمد بن صالح الخضيري في ملف تفسير سورة الضحى عند تشغيله وهو محمد بن عبد العزيز كما أثبتم ذلك في باقي النوافذ
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[02 Nov 2009, 11:39 ص]ـ
جزاكم الله خيراً أبو سلمان العنزي على هذه الروابط القيمة وجزى كل من ساهم في تقديم وتسجيل ورفع هذه الحلقات لنستفيد منها جميعاً.
بارك الله بجهودكم في خدمة القرآن.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[02 Nov 2009, 01:17 م]ـ
ما شاء الله بارك الله بعلم الدكتور. تدبر سورة الضحى رائع دكتور محمد أبدعت.
هل يمكن أن أضيف ما تدبرته في بداية السورة في دلالة القسم بالضحى والليل؟
قد يكون السبب أن الله تعالى أقسم بالضحى وهو أول النهار والليل آخره إشارة إلى بداية حياة الرسول صلى الله عليه وسلم فقد رعاه الله تعالى وربّاه وعلّمه واصطفاه ثم الليل وهو إشارة تمام البعثة وإيصال الرسالة للعالمين وإكمال الدين وما دفعني إلى هذا التدبر أن الآيات بعدها أشارت (وللآخرة خير لك من الأولى) وما بعدها من آيات تدل على أن السورة تتمحور حول بدايات ونهايات مرحلة حياة الرسول صلى الله عليه وسلم بدءاً برعايته يتيماً إلى هدايته للحق ونعمة الله تعالى عليه بأن اصطفاه وبعثه رسولاً ونبياً.
أرجو أن يكون في هذا المعنى ما يجانب الصواب وأسأل الله أن يفقهنا في كتابه العزيز.
ـ[محمد بن عبدالعزيز الخضيري]ــــــــ[12 Nov 2009, 11:52 م]ـ
ولي رجاء للدكتور الخضيري أرجو أن يصله وهو استكمال برنامجه الرمضاني في أجزاء القرآن (أضواء المقاطع) فقد تم عرض 15 جزءاً فقط واستكمال برنامجه مع الشيخ محمد الربيعة في تدبر القرآن فقد أبدعا في وقفاتهما التدبرية لبعض سور المفصّل.
أما اقتراح الأخت الفاضلة سمر حول برنامجي أضواء المقاطع فسأتحدث مع الإخوة في قناة روائع حوله ولعلهم يوافقون على جعله برنامجا أسبوعيا ويكون لك الأجر بإذن الله تعالى.
وأما برنامج لنحيا بالقرآن فسأطرح الأمر على الشيخ د. محمد الربيعة ونتدارس الأمر ولعلنا نصل إلى تحقيق ما طلبتيه بإذن الله تعالى، وفقك الله.
ـ[محمد بن عبدالعزيز الخضيري]ــــــــ[12 Nov 2009, 11:58 م]ـ
أن يكون هناك درس أسبوعي لعلمائنا الأفاضل عبر الملتقى ويكون في التدبر وكل أسبوع يتفضل أحد مشايخنا الكرام بإلقاء محاضرة في هذا الموضوع، هكذا تعم الفائدة ولا نُحرم نحن أعضاء الملتقى ممن لا يستطيعون حضور مثل هذه المحاضرات القيمة من الإفادة من هذا العلم
فأرجو أخذ هذا الاقتراح بعين الاعتبار بارك الله بالجميع وجمعنا على موائد القرآن دائماً
هذا اقتراح مبارك وأنا أؤيده بقوة، ويكون عبر غرفة صوتية خاصة بأهل القرآن، وتقدم فيها الدروس العلمية العميقة، ويدعى لحضورها أهل الشأن وهم في بيوتهم وخلف شاشاتهم، وأرى التعجيل به، وإسناد أمره إلى عدد من رواد هذا الملتقى المبارك.
ـ[محمد بن عبدالعزيز الخضيري]ــــــــ[13 Nov 2009, 12:16 ص]ـ
أما أن يكون الشيخ غير متواجد ولانسمع الا صوته ومع هذا يفهمنا ويخرج الجميع مرتاحات وفاهمات ومستوعبات
بل وكلهن حماس لتدبر كتاب الله عز وجل
فماذا نسميه إنه إبداع الإبداع
جزاكم الله خيرا
أسأل الله أن يكون الأمر كذلك، كما أسأله سبحانه القبول والإخلاص.
ولعل من أسباب ما وصفتيه - تكرما - بالإبداع: هو وجود هذه النخبة المتميزة فعلا وندر أن نلقى مثلها،وجودة الإلقاء - كما لا يخفى - من جودة الاستماع ولهف المستمع، فالأخوات في معهد النخبة على درجة عالية من الهمة والكفاءة وحسن التنظيم والدقة في المواعيد، ناهيك عن إدارة الأخت الفاضلة الدكتورة القديرة سعاد الصبيح، والتي تفوقت بإدارتها وحرصها على كثيرين من الرجال، وقد شرفت أهلي بزيارة خاصة ماتعة في الرياض بعد أسبوع من دورتنا في الكويت، كما شرفت ثلاث من بناتي بتلقي دورة أنماط الشخصية عن الدكتورة الفاضلة في دار المحمدية النسائية.
فلله أنتم يامعهد النخبة.
ومن دعي منكم أيها المشايخ لتقديم شئ من العلم فيها فلا يتردد فليرين الأمر بإذن الله فوق ما ذكرت
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[13 Nov 2009, 12:33 ص]ـ
والله فكرة غرفة لأهل القرآن أمر طيب، ومبارك ...
وأنا على استعداد للمشاركة في هذا الأمر من متابعة الموضوع، إلى الدعم المادي ...
فنتمنى على الدكتور المشرف العام تنسيق الموضوع، ونحن معه بإذن الله تعالى ...
ـ[نوال عبداللطيف الخياط]ــــــــ[15 Nov 2009, 05:08 م]ـ
ومن دعي منكم أيها المشايخ لتقديم شئ من العلم فيها فلا يتردد فليرين الأمر بإذن الله فوق ما ذكرت
شهادة فخرنعتز بها من شيخ فاضل ودكتور كريم نسأل الله له السداد والإعانة والرشاد والتقى والغنى آميين(/)
علم التفسير المقارن
ـ[البهيجي]ــــــــ[21 Oct 2009, 06:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المشايخ الكرام وأهل العلم ... والأخوات الفاضلات ... هل توجد دراسة علمية
او كتاب قارن بين التفاسير مثل المقارنات في الفقه ورجح بينها للوصول
الى مراد الله تعالى ... وجزاكم الله سبحانه خير جزاء
البهيجي
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[21 Oct 2009, 09:20 م]ـ
كان الشيخ ابو عبد الرحمن بن عقيل في الاذاعة السعودية يذيع برنامجا بعنوان تفسير التفاسير ولكنه توقف من قديم ولا ادري اين وصل فيه
وكتب الدكتور مصطفى المشني بحثا بعنوان التفسير المقارن وهو موجود على الشبكة
ولا اعلم انه يوجد تفسير حسبما وصفت مع ضرورة هذا النوع من التفسير
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[21 Oct 2009, 10:18 م]ـ
الحقيقة كما ذكر لك الأخ ولكن ينبغي ملاحظة أن جل تفاسير السلف كانت مقارنة بمعنى أنها كثيرا ما تعرض أقوال العلماء في الآية وأدلتهم ومن ثم الترجيح حسبما يراه المؤلف، ولك أن تأخذ مثالا على ذلك في ابن جرير مثلا أو ابن كثير أو الشنقيطي تماما على غرار الدراسات الفقهية المقارنة، وإن لم تحمل نفس العنوان.
والله تعالى أعلم.
ـ[مرهف]ــــــــ[22 Oct 2009, 03:02 ص]ـ
هذه الطريقة في التفسير يتبعها من يشتغل في التفسير التحليلي إذ يعرض الأقوال في الآية ومستندها ومداركها ثم يرجح بينها وهذه طريقة تحتاج لنفس طويل ويمكنك أن تأخذ مثالاً لهذه الطريقة تفسير الآلوسي وحاشية الخفاجي وحاشية زاده على البيضاوي والله أعلم.
ـ[البهيجي]ــــــــ[23 Oct 2009, 06:54 م]ـ
الأخوة الكرام ...... جمال ابو حسان وابراهيم الحسني ومرهف .. جزاكم الله خيرا
وبارك بكم كم اني أسأل ان كان في الموضوع وهو التفسير المقارن مخطوطات
لم تحقق وشكرا لمن يشاركنا والسلام
البهيجي
ـ[أبو المهند]ــــــــ[23 Oct 2009, 08:06 م]ـ
في معرض حديثه عن التفسير وأنواعه في كتابه قصد السبيل يقول أستاذنا الأستاذ الدكتور جوده المهدي أستاذ التفسير وعميد كلية القرآن بطنطا ونائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري " سابقا"
" المنهج المقارن في التفسير هو الذي يعنى فيه المفسر بإبراز أكثر من رؤية تفسيريه واحدة للآية أو الآيات التنزيلية.
فيستحضر ما كتبه مفسران أو أكثر في تفسير النص في موضع واحد، ويتعرف على خصائص المعالجة التفسيرية لذلك النص في كل من التفسيرين أو التفاسير التي هي موضع المقارنة.
ثم يبرز المقارن بالنظرة التحليليلة النقدية الفاحصة ما هنالك من تمايز أو اتفاق أو اختلاف.
ويجسد أوجه التفوق والقصور والتأثير والتأثر .....
وتبلغ المقارنة مداها باكتمال أداة المفسر المقارن وحيدته وموضوعيته العلمية. أ.هـ. من قصد السبيل.
وبالمناسبة آتيك أخي الكريم بمثال للتفسير المقارن بين يدي الآن وهي رسالة دكتوراه سأقوم بمناقشتها قريبا بإذن الله عنوانها:
دراسة ومقارنة بين منهجي الإمامين أبي المظفر السمعاني والبغوي في تفسيريهما للقرآن الكريم".
أما هل هناك مخطوطات في ذات الموضوع فلا أظن.
والشكر لكل الأحبه الذين سبقوني بالجواب.
ـ[البهيجي]ــــــــ[29 Oct 2009, 05:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذ الكريم د خضر ... لقد أستفدت مما كتبت .. ولكني أود أن أضيف ان من
الضروري ان يخرج الباحث بنتيجة يرجح فيها التفسير الأقرب لمراد الله تعالى
والله تعالى أعلم وسلمت يمينك.
البهيجي(/)
حفل تدشين شعار الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه وافتتاح برامجها العلمية
ـ[تبيان]ــــــــ[21 Oct 2009, 07:19 م]ـ
برعاية معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأستاذ الدكتور / سليمان بن عبد الله أبا الخيل، تدشن جمعية تبيان شعارها الجديد، وتفتح برامجها العلمية يوم الأحد 6/ 11 / 1430 هـ في القاعة الكبرى بكلية أصول الدين الساعة العاشرة والنصف صباحا.
وسيبدأ اللقاء العلمي الشهري يوم الثلاثاء 8/ 11 / 1430هـ بعد صلاة المغرب بكلية أصول الدين، وسيكون ضيف اللقاء الأستاذ الدكتور / إبراهيم بن سعيد الدوسري الأستاذ بقسم القرآن وعلومه.
وسيعلن عن موضوع اللقاء لاحقا إن شاء الله.
فباسم الجمعية ندعو الجميع لحضور هذه الفعاليات، فبحضوركم يتجدد العطاء، وبتفاعلكم يستمر النماء
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[21 Oct 2009, 09:35 م]ـ
زادكم الله توفيقاً.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[21 Oct 2009, 10:09 م]ـ
وفقكم الله وبارك في مساعيكم
ليتني كنت عندكم
ـ[العلم وسيلة لغاية]ــــــــ[22 Oct 2009, 03:30 ص]ـ
هل للنساء نصيب من هذا اللقاء؟
أفيدونا مشكورين مأجورين
ـ[ناصر الماجد]ــــــــ[22 Oct 2009, 10:04 ص]ـ
خطوة رائعة .. وأكرم بفضيلة الدكتور إبراهيم ضيفاً
وأتمنى أن يعلن عن عنوان اللقاء
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Oct 2009, 01:39 م]ـ
خطوة موفقة بارك الله فيكم ونفع بجهودكم.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[22 Oct 2009, 04:06 م]ـ
موفقين بإذن الله والاسم المختصر جميل (تبيان) ..
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[22 Oct 2009, 08:09 م]ـ
ماشاء الله
نلاحظ إقبالا كبيرا على المشاريع القرآنية هذه الأيام
وهذا يبشر بخير
والحمد لله
خطوات مباركة وإلى الأمام
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[23 Oct 2009, 01:05 ص]ـ
جهود مباركة ومشكورة، وفقكم الله ...
ـ[د. عبدالرحمن اليوسف]ــــــــ[23 Oct 2009, 07:03 ص]ـ
بارك الله في جهودكم , ويسر أموركم , ومن تقدم إلى تقدم.
وجزيتم خيرا على استضافة الأستاذ الدكتور إبراهيم الدوسري , وحسبك به علما وفضلا , وإمامة في القراءة ...
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[23 Oct 2009, 09:35 ص]ـ
هل للنساء نصيب من هذا اللقاء؟
أفيدونا مشكورين مأجورين
جزاكم الله خيرا
إن كان كذلك فأين سيكون؟!
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[23 Oct 2009, 10:51 ص]ـ
هل تتفضلون على البعيدين منا جغرافياً بنقل اللقاءات مباشرة على الملتقى أو أي موقع آخر حتى لا تحرمونا الاستفادة؟
بارك الله بكم
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[23 Oct 2009, 12:17 م]ـ
هل للنساء نصيب من هذا اللقاء؟
أفيدونا مشكورين مأجورين
بارك الله في جهودكم
ـ[تبيان]ــــــــ[25 Oct 2009, 11:43 م]ـ
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/88084ae4b7318f07d.jpg
الحمد الله تم تدشين الشعار هذا اليوم، وعرض فلم يشرح فلسفة الشعار(/)
قصة فيها فائدة عن تدبر القرآن الكريم
ـ[ناصر_عزيز]ــــــــ[21 Oct 2009, 10:30 م]ـ
قصة فيها فائدة عن تدبر القرآن الكريم
يروى: أن الإمام أحمد بن حنبل .. بلغه أن أحد تلاميذه
يقوم الليل كل ليلة ويختم القرآن الكريم كاملا حتى الفجر ....... ثم بعدها يصلى الفجر
فأراد الأمام أن يعلمه كيفية تدبر القرآن فأتى اليه
وقال: بلغني عنك أنك تفعل كذا وكذا ...
فقال: نعم يا إمام
قال له: إذن اذهب اليوم وقم الليل كما كنت تفعل ولكن اقرأ القرآن
وكأنك تقرأه علي .. أي كأننى أراقب قراءتك ... ثم أبلغني غدا
فأتى اليه التلميذ فى اليوم التالي وسأله الأمام فأجاب:
لم أقرأ سوى عشرة أجزاء
فقال له الأمام: إذن اذهب اليوم واقرأ القرآن وكأنك تقرأه على
رسول الله صلى الله عليه وسلم
فذهب ثم جاء إلى الأمام في اليوم التالي وقال
....... لم أكمل
حتى جزء عم كاملا
فقال له الأمام: إذن اذهب اليوم ... وكأنك تقرأ القرآن الكريم على الله عز وجل
فدهش التلميذ ... ثم ذهب ..
فى اليوم التالى ... جاء التلميذ دامعا عليه آثار السهاد الشديد
فسأله الأمام: كيف فعلت يا ولدى؟
فأجاب التلميذ باكيا: يا امام ...
والله لم أكمل الفاتحة طوال الليل!!!!!!
منقول
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[21 Oct 2009, 10:45 م]ـ
هذه القصة لا شك في بطلانها سندا ومتنا.
ويظهر أنها من وضع الصوفية ومن نحا نحوهم.
وتحتوي على أمور لا تستقيم مع ما علم من الدين بالضرورة.
ولا شك أن الأخ الذي نقلها لا يريد إلا خيرا نحسبه كذلك والله حسيبه، ولكن ينبغي التثبت في النقل حتى لا يدس أعداء الإسلام بعض الأمور لهم فيها مقاصد معلومة.
والله تعالى أعلم.
ـ[يسعد صباحك]ــــــــ[22 Oct 2009, 12:46 ص]ـ
السلام عليكم
أحسنت اخي الحبيب إبراهيم جزاك الله خير
ـ[ناصر_عزيز]ــــــــ[22 Oct 2009, 10:37 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أخي إبراهيم
وكلنا خطاء وخير الخطائين التوابين
فاستغفر الله وأتوب إليه
وأنا نقلتها واستعجلت في نشرها و لم أنتبه لما فيها
فجزاك الله خيرا
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[22 Oct 2009, 03:19 م]ـ
أخي العزيز: ناصر عزيز بارك الله فيك.
والفضل يعود لله تعالى ثم لك.
فمجرد نقل هذه القصة قد استفاد منه الكثير، وعلموا ما فيها.
ولو لم يكن من حسناتك إلا مجرد تواضعك هذا ورجوعك إلى الحق لكفاك.
وهو أمر نادر جدا وخاصة في زماننا هذا.
فحفظك الله تعالى وبارك فيك وكثر من أمثالك.(/)
اجمع ايه للخير والشر
ـ[الورشان]ــــــــ[22 Oct 2009, 09:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أجمع آية للخير والشر
نعرض عليكم اليوم الآية القرآنية التي جمعت الخير كله فأمرت به، والشر كله فنهت عنه، حتى قال فيها ابن مسعود ما: هي أجمع آية في القرآن الكريم للخير والشر, وان لم يكن فيه (أي في القرآن الكريم) غير هذه الآية لكفت.
- تلك الآية التي أمر عمر بن عبد العزيز المسلمين أن يختموا بها خطبة الجمعة بدلا ًمن كلمات الشقاق والفرقة التي كان البعض يختم بها خطبة الجمعة، إرضاء لاتجاه معين، أو تعصبا لفئة بعينها.
وكثيرا ما نسمع الخطباء يختمون بها خطبتهم حتى يومنا هذا، وهى الآية التي قال الله سبحانه وتعالى فيها: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون) النحل آية (9)
- والعدل: هو الاعتدال والتوسط في الأمور اعتقادا وعملا.
(حسنين مخلوف – كلمات القرآن).
وقال الراغب الأصفهاني في مفردات ألفاظ القرآن:
- العدل: هو المساواة في المكافأة إن خيرا فخيرا، وإن شرا فشرا.
- والإحسان: هو إتقان العمل، أو نفع الخلق (مخلوف- مرجع سابق).
- وهو على وجهين إحدهما: الإنعام على الغير، يقال: أحسن فلان إلى فلان. والثاني: إحسان في فعله، وذلك إذا علم علما حسنا، أو عمل عملا حسنا.
والإحسان فوق العدل وذاك أن يعطى أكثر مما عليه ويأخذ أقل مما له، أو أن يقابل الخير بأكثر منه والشر بأقل منه (الأصفهاني- مرجع سابق).
- والفحشاء: الذنوب المفرطة في القبح (مخلوف).
: والفحش، والفحشاء، والفاحشة: ما عظم قبحه
من الأفعال والأقوال (الأصفهاني)
- والمنكر: كل فعل تحكم العقول الصحيحة (والصريحة) بقبحه، أو تتوقف في استقباحه واستحسانه العقول، فتحكم بقبحه الشريعة (الأصفهاني).
- والبغي: هو التطاول والتجبر على الناس
- وهو تجاوز الحق إلى الباطل أو تجاوزه إلى الشّبه كما قال الأصفهاني. - وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله في تفسير هذه الآية:
- فالعدل الذي أمر الله به، يشمل العدل في حقه، وفى حق عباده.
- فالعدل في ذلك، أداء الحقوق كاملة موفورة، بأن يؤدى العبد ما أوجب الله عليه من الحقوق المالية والبدنية، والمركبة منهما، في حقه وحق عباده، ويعامل الخلق بالعدل التام، فيؤدى كل وال، ما عليه، تحت ولايته، سواء في ذلك ولاية الإمامة الكبرى (أي الخلافة)، وولاية القضاء، ونواب الخليفة، ونواب القاضي.
- والعدل هو: ما فرضه الله عليهم في كتابه، وعلى لسان رسوله، وأمرهم بسلوكه. ومن العدل في المعاملات، أن تعاملهم في عقود البيع والشراء وسائر المعوضات، بإيفاء جميع ما عليك، فلا تبخس لهم حقا، ولا تغشهم ولا تخدعهم وتظلمهم.فالعدل واجب، و الإحسان فضيلة مستحبة، وذلك كنفع الناس، بالمال والبدن، والعلم، وغير ذلك من أنواع النفع، حتى يدخل فيها الإحسان إلى الحيوان البهيم المأكول (والنبات) وغيره.
- وخص الله إيتاء ذي القربى –وإن كان داخلا في العموم – لتأكد حقهم، وتعين صلتهم وبرهم، والحرص على ذلك. ويدخل في ذلك جميع الأقارب، قريبهم وبعيدهم، لكن كل من كان أقرب، كان أحق بالبر.
- وقوله: (وينهى عن الفحشاء) وهو (كما قلنا سابقا) كل ذنب عظيم، استفحشته الشرائع والفطر، كالشرك بالله، والقتل بغير حق، والزنا، والسرقة، والعُجب، والكبر، واحتقار الخلق، وغير ذلك من الفواحش. ويدخل في المنكر كل ذنب ومعصية، تتعلق بحق الله تعالى. وبالبغي، كل عدوان على الخلق، في الدماء، والأموال، والأعراض.
فصارت هذه الآية جامعة لجميع المأمورات والمنهيات، لم يبق شيء، إلا دخل فيها، فهذه قاعدة ترجع إليها سائر الجزئيات، فكل مسألة مشتملة على عدل أو أحسان، أو إيتاء ذي قربى، فهي مما أمر الله به.وكل مسألة مشتملة على فحشاء أو منكر، أو بغي، فهي مما نهى الله عنه. وبها يعلم حسن ما أمر الله به، وقبح ما نهي عنه، وبها يعتبر ما عند الناس من الأقوال وترد إليها سائر الأحوال (والأعمال).
- فتبارك من جعل من كلامه، الهدى، والشفاء، والنور، والفرقان بين جميع الأشياء.
- ولهذا قال: (يعظكم) أي: بما بينه لكم في كتابه يأمركم بما فيه غاية صلاحكم ونهيكم، عما فيه مضرتكم. (لعلكم تذكرون): ما يعظكم به، فتفهمونه وتعقلونه وتعملوا بمقتضاه فسعدتم سعادة لا شقاوة معها (أ. هـ.).
-
وهكذا أخي المسلم أختي المسلمة:
جمعت تلك الآية الأمر بالخير كله، والنهى عن الشر كله. فماذا لو وضع المسلم هذه الآية نصب عينيه وفقه ما فيها، وعمل بمقتضاها، وعمل المسلمون جميعا بما في هذه الآية الجامعة الكافية، لعشنا في سعادة بالغة وأمن وأمان فلا فُحش ولا منكر ولا بغي، بل عدل وإحسان وصله رحم فتبارك الكريم الرحمن(/)
قراءات القرآن معجزة في العلم والبيان
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[22 Oct 2009, 10:08 م]ـ
هذا جزء من بحث للدكتور: محمد إبراهيم دودح
منقول عن موقع الإسلام اليوم
الرابط:
http://www.islamtoday.net/bohooth/artshow-86-121427.htm
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، ثمة مغالطات يرددها البعض باتهام القرآن كيدا بالاضطراب والتحريف استنادا إلى تعدد القراءات، والمفارقة أن التهمة التي يشيعها اليوم المتربصون بالإسلام ثابتة قطعا على الأسفار، وهي شبهة قديمة قد ردها الفضلاء، وقد جمعت بعضا مما قالوا التفافا حولهم واعترافا بفضلهم، وأحببت بيان بعضا من جوانب إعجاز القرآن إفحاما للطاعن، وأسأل العلي القدير التوفيق:
5 - كشف أستار المجهول بتعدد القراءات معجزة علمية:
اكتشف علماء الجيولوجيا حديثا أن القشرة الأرضية الصلبة مقسمة بشبكة من الصدوع العميقة إلى ألواح قارية Plate tectonics بهيئة قطع متجاورات تتسم بالصلابة وتطفو كالسفن الرواسي فوق محيط من دوامات الصهارة Magma ، وتستقيم تلك الحقيقة مع دلالة جملة نصوص في القرآن الكريم يستقيم حملها على وصف السطح الصخري للكوكب بلفظ الأرض، وقد احتار المفسرون في تنزيلها على الواقع المجهول قبل عصر الكشوف العلمية واتضاح الحقائق؛ مثل قوله تعالى: "وَالأرْضِ ذَاتِ الصّدْعِ" [الطارق:12]، وقوله تعالى: "وَفِي الأرْضِ قِطَعٌ مّتَجَاوِرَاتٌ" [الرعد:4]؛ خاصة أن لفظ (قطع) لا يستقيم أن يوصف به إلا شيء صلب، وهو ما يميز جيولوجيا سطح الكوكب Crust عن الدثار Mantle اللين دونه، وتصعد الحمم Lava من بين الألواح القارية في قيعان البحار العظمى لتضيف مادة جديدة إلى كل لوحين متجاورين، وبزيادة طرف ينقص اللوح من الطرف الآخر بالانثناء تحت اللوح المجاور، ولذا فالأرض الصلبة التي تحملنا فوق دوامات الحمم تنقص من أطرافها دوما، وفي قوله تعالى: "أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنّا نَأْتِي الأرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا" [الرعد:41]، وقوله تعالى:"أَفَلاَ يَرَوْنَ أَنّا نَأْتِي الأرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَآ" [الأنبياء:44]؛ يتسع المضمون ليشمل تلك الحقيقة العلمية التي لم يدركها بشر إلا منذ عقود يسيرة برهانا على الوحي، ولفظ (الأرض) هنا يصدق على السطح الصخري ولا يستقيم صرفه لمعنى الكوكب لأن الشكل الكروي ممتد ولا طرف له، ولورود لفظ (الأطراف) بالجمع فهو يتضمن بيان تجزئة السطح الصخري إلى قطع متجاورات تفصلها صدوع وتحركها دوامات صهير الباطن التي تمور دوما بصريح قوله تعالى:"أَأَمِنتُمْ مّن فِي السّمَآءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ" [الملك:16]، ولفظ (الأرض) هنا يصدق بالمثل على السطح الصخري ولا يعني الكوكب لأن الموران واقع دون ما يدل عليه لفظ (الأرض)، ويكشف لك الموران ضمنيا التهاب الباطن إلى حد إسالة الصخور، وتحرك دواماتها كأتون مسجور تتأجج نيرانه ويحجبها السطح الصخري وقيعان البحار كإناء، وهو نفس المضمون في قوله تعالى:"وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ" [الطور:6].
والقطع الصلبة للسطح الصخري والطافية فوق المحيط الأقرب إلى الليونة والأكثر كثافة أشبه ما تكون إذن بالسفن الرواسي، وهو نفس التمثيل في جملة نصوص يكشف كل منها جانبا من تاريخ سطح الكوكب، وتمثل منظومة دلالية واحدة كأجزاء ساعة يؤدي كل منها دورا مستقلا، وبغير وحدة المصدر والمعرفة بخفايا التكوين يستحيل تضامنها في وحدة موضوعية بلا تعارض رغم تعدد الأوجه وتفرق المواضع وطول فترة التنزيل؛ ومنها قوله تعالى:"وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا" [فصلت:10]، وقوله تعالى:"وَهُوَ الّذِي مَدّ الأرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ" [الرعد:3]، وقوله تعالى:"وَأَلْقَىَ فِي الأرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ" [النحل:15]، وقوله تعالى:"وَجَعَلْنَا فِي الأرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ" [الأنبياء:31]، وقوله تعالى:"اللّهُ الّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ قَرَاراً" [غافر:64]، وقوله تعالى:"أَمّن جَعَلَ الأرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلاَلَهَآ أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ" [النمل:61]، ويمضي بك تنوع التعبير ليكشف لك تصوير الجبال بالأوتاد سر تثبيت الألواح القارية في قوله تعالى:"أَلَمْ نَجْعَلِ الأرْضَ مِهَاداً. وَالْجِبَالَ
(يُتْبَعُ)
(/)
أَوْتَاداً" [النبأ: 6و7]، وهكذا إن شئت فهم المراد في موضع فينصحك الأعلام المحققين باستيفاء كل المواضع لتتضح لك الدلالة بقولهم (القرآن يفسر بعضه بعضا) استنادا إلى وحدة المضمون في الكتاب العزيز؛ بخلاف التعارض والتضاد في كل ما ينسب إلى الوحي سواه كشاهد لا ترد شهادته على التحريف.
وقد اكتسبت نظرية انزياح القارات Continental drift تأييدا علميا واسعا منذ أن أعلنها ألفريد فيجنر Alfred Wegener في عام 1912، ومضمونها أن القارات قد تولدت عن انقسام قارة أم Pangea وسط محيط واحد Panthalassa بصدع عظيم منذ حوالي 250 مليون سنة، ثم امتدت اليابسة وتوزعت إلى قارات مازالت شابة تنزاح ببطء، ومع انقسامها تحول الصدع الأصلي إلى سلسلة جبال منتصف الأطلنطي Mid-Atlantic Ridge التي يبلغ طولها حوالي 16 ألف كم ويمتد معظمها بالقاع تحت سطح المحيط ونادرا ما تبرز فوقه بهيئة جزر بركانية، ومنتصف الأطلنطي (الأوقيانوس) مازال إلى اليوم يمثل منطقة نشطة بركانياً تطرح حمم سوداء ملتهبة قد تبلغ درجة حرارتها ألف درجة مئوية، وظاهرة انزياح القارات المميزة بالجبال تحت تأثير تيارات الصهارة دونها يمكن تمثيلها بالمرور البطيء للسحاب تحت تأثير تيارات الهواء دونه، فسواء السحاب أو جبال القارات؛ كليهما يتصف ببطء الحركة نسبيا تحت تأثير تيارات حمل صاعدة وأخرى دافعة للانتقال في منظومة تعم الكوكب، ولن تفوتك الدلالة الصريحة إذن في قوله تعالى: "وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرّ مَرّ السّحَابِ صُنْعَ اللّهِ الّذِيَ أَتْقَنَ كُلّ شَيْءٍ" [النمل:88]، أرأيت كيف أن المعرفة بحصاد الثورة العلمية المحمومة اليوم خير معين لإدراك الدلالات العلمية المدخرة ذخيرة للقادمين في تعبير الكتاب الكريم!، ومهما حاول طاعن افتعال الحيل واصطناع الذرائع لصرف صريح الدلالة على حقيقة علمية واحدة مثل تأجج قيعان البحار بالنيران فلن يناله سوى خزي تجاوز الإنصاف، فقبل عصر الكشوف العلمية يستحيل أن يدرك بشر بوجود الصدوع العميقة منتصف المحيطات Mid-Oceanic Rifts لأنها لم تعرف إلا من خلال نظرية الألواح القارية أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات من القرن الماضي فحسب، وهكذا تفرد كل وصف ببيان وجه أو أكده بتثنية النبأ، إنه إذن إصرار مذهل خاصة في تناول مسائل علمية يفتقدها كل ما ينسب للوحي سوى القرآن، وهو تحدي يجعل المترصد مترددا في الطعن؛ إذا كان ضليعا بأساليب البيان ملما بحقائق العلم، وأما من غلب دافعه للكيد حذره فلا يستحق ملام، وكما ترى قد تميز الكتاب العزيز بوحدة المضمون بلا أدنى تعارض وتضاد رغم التوسع والتنويع، وتلك هي نفس سمة تعدد القراءات المتواترة مما يؤكد لك أنها ظاهرة توقيفية لا عارضة.
ومن روائع الكتاب الكريم التعبير تلطفا بالتضمين والإضمار والاختصار والإيجاز والحذف استنادا إلى فطنة المخاطب ومعرفته بالواقع، وفي قوله تعالى:"حَتّىَ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ" [الكهف:86]؛ يدلك السياق على أن ذي القرنين الفاتح للعالم القديم قد بلغ أقصى الغرب وأوقفته نهاية اليابسة عن استمرار الغزو فأطل على المحيط الأطلنطي حيث عاين الشمس تغرب فيه مثل كل مراقب بالعين، والإيجاز يقتضي أن يكون التقدير: "حَتّىَ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشّمْسِ وَجَدَهَا (رأي العين) تَغْرُبُ فِي (محيط ذي) عَيْنٍ حَمِئَةٍ"، فاكتفى التعبير بدلالة السياق على المحيط وأضاف وصفا لم يدركه قبل عصر الكشوف ذو القرنين ولا سواه، ويتسم المحيط الأطلنطي بالفعل بوجود سلسلة جبلية Ridge متصلة ومرتفعة الجانبين أشبه ما تكون بجفنين يحيطان بعين تطرح بدلا عن الدموع حمم سوداء ملتهبة، فالحمم البركانية من وجه سوداء حمئة أشبه ما تكون في البيئة العربية بالطين الأسود، ومن وجه آخر حامية أشبه ما تكون بالجمر المتوقد رفيق الساهر في البادية، ولك أن تذهل أن (حمئة) و (حامية) قراءتان معتمدتان متكاملتان بلا تناقض جمعتا وصفين لظاهرة خفية لا يعلم بها قبل عصر العلم بشر ووافق اختيارها أنها موضع الصدع الأصلي الأول والأعظم، قال الألوسي المتوفى سنة 1270هـ في تفسيره (ج16ص31): "وجدها أي الشمس (تغرب في عين حمئة)؛ أي ذات حمأة وهي الطين الأسود .. ، وقرأ عبد الله وطلحة بن عبيد الله وعمرو بن العاص وابنه عبد الله وابن عمر ومعاوية والحسن وزيد بن علي وابن عامر وحمزة والكسائي (حامية) .. ؛ أي حارة"، وقال الطبري المتوفى سنة 310 هـ في تفسيره (ج16ص11): "والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال إنهما قراءتان .. ، ولكل واحدة منهما وجه صحيح"، وقال الرازي المتوفى سنة 606 هـ في تفسيره (ج21ص142): "فجائز أن تكون العين جامعة للوصفين جميعا"، ونقل القرطبي في تفسيره (ج11ص49) عن القتبي قوله: "ويجوز أن تكون هذه العين من البحر"، وهو نفس قول النحاس وأبي حيان، واحتمل الألوسي (ج16ص32) أن العين معلم دفين يميز البحر المحيط الغربي (الأطلنطي) بقوله: "المراد بالعين الحمئة .. عين في البحر"، وعلى هذا الوجه يكون في التعبير إيجاز حذف وفق مصطلح البلاغيين اكتفاء بشهرة معلوم لكل ناظر بالعين؛ وهو مشهد غروب الشمس في المحيط، وجاء التعبير عن المحيط بلازمه الذي لم تشاهده قبل عصر الكشوف العلمية عين؛ وهو العيون المتصلة الفوهات في القاع موضع الصدع الأول والأعظم الذي مازال شابا يطرح الحمم الحمئة والحامية في ذات الوقت، ولا يأبى السياق التقدير (وجدها رأي العين تغرب في محيط ذي عين حمئة)، فتأمل كيف أن تخصيص المحيط الغربي بالبيان يتفق مع كونه موضع الصدع الأصلي والأعظم عندما كانت القارات كلها متصلة في قارة أم واحدة!، فإن غابت الفطنة إذن وساء الفهم وضل التأويل وانعدم العلم بخفايا التكوين فأي ذنب للقرآن الكريم!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[22 Oct 2009, 10:45 م]ـ
وفي بحث آخر يقول الدكتور دودح:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه .. أما بعد:
لن يدع أعداء القرآن ومن ران على قلوبهم وعميت أبصارهم الطعن والتشكيك في كلام الله تعالى، ولهم في ذلك حجج سخيفة وأدلة ضعيفة، يردها العقل وتمجها الفطر السوية، بل القرآن معجزة بيانية وعلمية؛ وقد فوضت الأمر كله لله سائله تعالى التوفيق لرد فرية نسبة القرآن لسواه:
- الأنباء الكونية معجزة علمية:
لقد ادخر القرآن الكريم كثيراً من الآيات للأجيال في عبارات معلومة الألفاظ، لكن الكيفيات والحقائق لا تتجلى إلا حينا بعد حين، يقول تعالى: "إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ" [ص:87 - 88]، وقد فسر الطبري معنى الحين بقوله: "فلا قول فيه أصح من أن يطلق كما أطلقه الله من غير حصر ذلك على وقت دون وقت"، فلكل نبأ في القرآن زمن يتحقق فيه، فإذا تجلى الحدث ماثلاً للعيان أشرقت المعاني، وتطابقت دلالات الألفاظ والتراكيب مع الحقائق، وهكذا تتجدد معجزة القرآن على طول الزمان، يقول العلي القدير: "وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ" [الأنعام:66و67]، ونقل ابن كثير عن ابن عباس -رضي الله عنهما- تفسيره للمستقر بقوله: "لكل نبأ حقيقة، أي لكل خبر وقوع ولو بعد حين"، وقد تردد هذا الوعد كثيراً في القرآن الكريم بأساليب متعددة كما في قوله تعالى: "ثم إن علينا بيانه" [القيامة:19]، وقوله تعالى: "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق" [فصلت:53]، وقوله: "وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها" [النمل:93]، قال ابن حجر: "ومعجزة القرآن مستمرة إلى يوم القيامة وخرقه للعادة في أسلوبه وفي بلاغته وإخباره بالمغيبات، فلا يمر عصر من العصور إلا ويظهر فيه شيء مما أخبر به أنه سيكون يدل على صحة دعواه"، وقال محمد رشيد رضا: "ومن دلائل إعجاز القرآن أنه يبين الحقائق التي لم يكن يعرفها أحد من المخاطبين بها في زمن تنزيله بعبارة لا يتحيرون في فهمها والاستفادة منها مجملة؛ وإن كان فهم ما وراءها من التفصيل الذي يعلمه ولا يعلمونه يتوقف على ترقي البشر في العلوم والفنون الخاصة بذلك"، وقال جوهري: "أما قولك كيف عميت هذه الحقائق على كثير من أسلافنا؟، فاعلم أن الله هو الذي قال: "سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ" وقال: "وَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا"، إن الله لا يخلق الأمور إلا في أوقاتها المناسبة وهذا الزمان هو أنسب الأزمنة، والمدار على الفهم والفهم في كل زمان بحسبه، وهذا زمان انكشاف بعض الحقائق"، وفي قوله الله جل وعلا: "سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ" [الأنبياء:37]، قال ابن عاشور: "وعد بأنهم سيرون آيات الله في نصر الدين"، وهي كما قال الرازي: "أدلة التوحيد وصدق الرسول - صلى الله عليه وسلم- ولذلك قال سبحانه "فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ". أي أنها ستأتي لا محالة في وقتها، واستعجال المنكرين يعني كما قال الشيخ جوهري: "استبعاد ما جاء في هذه الآيات من الأمور العلمية التي أوضحها علماء العصر الحاضر، فهم يستبعدونها طبعاً لأنهم لا يعقلونها، فقال الله تعالى لا تستبعدوا أيها الناس "سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ"، فإذا لم تفهمها أمم سابقة فسيعرفها من بعدهم، فقد ادخرنا هذه الأمور لأمم ستأتي لتكون لهم آية علمية على صدقك فتكون الآيات دائما متجددة".
ولقد كان جاري ميلر قسيساً يدعو للنصرانية، وبحث في القرآن منذ عام 1978م لعله يجد فيه مطعنا فإذا به يعلن إسلامه، لقد توقع أن يجد حديثًا يحمل سمات محلية وشخصية فإذا به يجد آفاق التعبير ممتدة لتشمل العالم أجمعه ويكثر فيه العتاب حتى للنبي صلى الله عليه وسلم نفسه بخلاف ما يُتوقع من كاتب يُمَجِّد نفسه، كما في قوله تعالى: "وَلَوْ تَقَوّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأقَاوِيلِ لأخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ فَمَا مِنكُمْ مّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ" [الحاقة: 44 - 47] .. ، يقول الدكتور ميلر المبشر السابق: "قبل بضع سنوات
(يُتْبَعُ)
(/)
وصلتنا قصَّةٌ إلى تورونتو بكندا عن رجلٍ كان بحَّاراً في الأسطول التجاريّ أعطاه أحد المسلمين ترجمةً لمعاني القرآن الكريم ليقرأها، ولم يكن هذا البحَّار يعرف شيئاً عن تاريخ الإسلام، لكنَّه كان مهتمّاً بقراءة القرآن الكريم، وعندما أنهى قراءته عاد إلى المسلم وسأله: هل كان مُحمَّد هذا بَحَّارًا؟؛ فقد كان الرجل مندهشاً من تلك الدِّقَّة الَّتي يصف بها القرآن البحر، وعندما جاءه الرد بالنفي أعلن إسلامه، لقد كان مُتأثِّراً بالوصف القرآنيِّ للأسرار البحريَّة، فالوصف الَّذي جاء في القرآن عن البحر لم يكن شيئاً يستطيع أن يكتبه أيُّ كاتبٍ من محض خياله، وظُلمات البحر العميق والموج الَّذي من فوقه موجٌ من فوقه سحاب لم يكن شيئاً يُمكن لأحدهم تخيُّله، بل إنَّه وصفٌ دقيق مصدره من يعرف حقاًّ كيف هو الواقع، ولا يمكن نسبة تلك المعرفة لمحمد صلى الله عليه وسلم نفسه ولا لبشر سواه، هذا مثلٌ واحدٌ على أنَّ هذا القرآن من الله تعالى نفسه".
فوق البحار اللجية العميقة تتكاثر السحب، وتحجب بعض الضوء, وتشارك الأمواج الداخلية التي تتولد بين التيارات العميقة في حجب البقية، فتزداد الظلمة شيئا فشيئا كلما تزايد العمق حتى يختفي الضوء بعد حوالي 1000م, ولكن الأحياء في تلك الأعماق السحيقة قد أُمِدَّت بمصادر حيوية لإصدار النور، والمبهر أن يوجز القرآن الكريم كل تلك الحقائق العلمية التي لم تعرف إلا حديثا خلال تمثيل حالة معنوية هي ظلمات الشك والريبة في القرآن بحالة حسية هي ظلمات البحر اللجي العميق في قوله تعالى: "أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لّجّيّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَآ أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لّمْ يَجْعَلِ اللّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُورٍ" النور: 40
http://www.islamtoday.net/bohooth/artshow-34-111661.htm
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[22 Oct 2009, 11:46 م]ـ
يقول الدكتور: دودح
- نظرة دلالية:
ومضات البرق ودمدمة الرعد رسائل لا يغيب مغزاها عن الفطين تشهد بتقدير مُسبق وتدبير واحد لا تصنعه إلا مشيئة واحدة علية وقدرة إذا شاءت جعلت النعمة نقمة، وهي ظاهرة مُحَيِّرَة لم يعرف الإنسان تفسيرها إلا مؤخرا في عصر العلم، وتعجب أن يكشف القرآن الكريم سترها من بين كل الكتب التي تُنسب سواه للوحي فأتت موافقة للواقع كدليل للنبوة الخاتمة.
في قوله تعالى: "هُوَ الّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِىءُ السّحَابَ الثّقَالَ. وَيُسَبّحُ الرّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَآءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ" [الرعد:12 - 13؛ تصريح بالتلازم كما نعرفه اليوم بين البرق Lightening وسحاب الركام Cumulus المُعَبَّر عنه بالسحاب الثقال، وهو تعبير وصفي دقيق يلتقي مع المعرفة الحديثة بأن السحاب ثقيل الوزن ترفعه تيارات الحمل من أسفل وأن سحاب الركام خاصةً هو أثقل أنواع السحب، والبرق يلتقطه البصر كومضات خاطفة أو لمح فهو إذن ظاهرة ضوئية مرئية ناسبها خصَّه بالرؤية في التعبير: (يُرِيكُمُ الْبَرْقَ)، وقد يتحول البرق إلى صواعق تحرق أي شيء تَطَال من معالم سطح الأرض وتصعق الأحياء نتيجة الشحنة الكهربائية الهائلة، وخصُّ البرق بالرؤية فقط بلا خطر سوى شدة اللمعان، وخص خطر الإصابة بالصواعق تمييز لكل منهما رغم الطبيعة الواحدة.
وفي قوله تعالى: "أَلَمْ تَرَ أَنّ اللّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمّ يُؤَلّفُ بَيْنَهُ ثُمّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ وَيُنَزّلُ مِنَ السّمَآءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَآءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مّن يَشَآءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأبْصَارِ" [النور:43]؛ تلازم حدوث البرق والبَرَدْ مع تكون سحب الركام، وربط النظم بين تكون البَرَدْ وامتدادها عاليا كالجبال ونسب وقوع البرق إلى البَرَدْ، يقول فضيلة الشيخ عبد المجيد الزنداني: "السبب في تكوين البرق هو البرد، فالبرد بتكوينه تتكون الشحنات الكهربائية الموجبة والسالبة، والله يبين لنا هذا في القرآن الكريم: "وَيُنَزِّلُ
(يُتْبَعُ)
(/)
مِنَ السَّمَاء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاء" .. الضمير يعود على ماذا؟ .. فَيُصِيبُ .. بماذا؟ بالبرد .. ، (وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاء)؛ يصرف ماذا؟ .. البرد .. ، (يَكَادُ سَنَا بَرْقِه) أي لمعان برق ماذا؟ برق البرد، فالبرق (سببه) .. البرد، هل كان لدى النبي صلى الله عليه و سلم أجهزة .. ؛ أم كان عنده العلم الذي جاءه من الله! ".
وقد يصحب البرق ما يسمى بعواصف التورنادو الرعدية Tornadic thunderstorm التي تبدو بهيئة إعصار فيه نار، وقد اُستشكل أن تُصاحب العواصف والأعاصير أية ظواهر نارية باعتبار أنها دوامات مكونة أساسا من ماء مثلج وبَرَدْ، حيث لم يُعرف إلا حديثًا جدًّا أن الدور الأساس في تكوين الشرارة النارية وصدور البرق يرجع إلى البَرَدْ ذاته، ولذا لا مجال إذن لنسبة التعبير الوصفي في القرآن الكريم لبشر في قوله تعالى: "أَيَوَدّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنّةٌ مّن نّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلّ الثّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرّيّةٌ ضُعَفَآءُ فَأَصَابَهَآ إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيّنُ اللّهُ لَكُمُ الاَيَاتِ لَعَلّكُمْ تَتَفَكّرُونَ" [البقرة:266].
وفي أقل من نصف ثانية تحدث 3 - 4 ضربات برق نراها كلها في ومضة برق واحدة، ولا ندرك مرور ورجوع البرق، والحقيقة أن الشعاع الكهربي يرجع باتجاه الغيمة، لكن سرعة العملية تبدي لنا البرق وكأنه يتجه من الغيمة إلى الأرض فحسب، وتفيض دلائل النبوة في حديثه عليه الصلاة والسلام؛ ففي رواية مسلم: "ألم تروا إلى البرق كيف يمرُّ ويرجع في طرفة عين"، وتعجب كيف يوصف البرق بالرجوع في زمن لم يُعاين مرور شحنته عائدةً للسحب بشر قبل اكتشاف تقنية التصوير السريع!، وكيف يُوصف الضوء بسرعة محدودة مُثِّلَت بطرفة العين في زمن المتبادر فيه أن الضوء سرعته لا نهائية قبل قياسها حديثًا!، يقول سعادة الباحث م. عبد الدايم الكحيل: " لم يكن أحد يتخيل أن للضوء سرعة .. ، وهذه هي أول إشارة نلمسها في الحديث الشريف إلى أن البرق يسير بسرعة محددة، (و) البرق ما هو إلا شرارة كهربائية .. (و) هنالك طورين رئيسيين لا يمكن لومضة البرق أن تحدث من دونهما أبداً؛ وهما طور المرور وطور الرجوع .. Return ..، فمن الذي أخبره بأن العلماء بعده بأربعة عشر قرنًا سيستخدمون (نفس) هذه الكلمات .. ، (و) الزمن اللازم لحدوث البرق .. طرفة عين .. أجزاء قليلة من الثانية (كذلك)! ".
3 - دلائل النبوة تسطع في عصر العلم:
لقد أذهل القرآن الكريم عند نزوله فرسان البيان، وشهد بروائعه حتى المُكابرون، وتضمن دلائل على الوحي للناس أجمعين تكشفها الأيام حينًا بعد حين فيستقر المضمون، قال تعالي: "إِنْ هُوَ إِلاّ ذِكْرٌ لّلْعَالَمِينَ. وَلَتَعْلَمُنّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينِ" [ص:87 - 88]، وقال تعالي: "لّكُلّ نَبَإٍ مّسْتَقَرّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ" [الأنعام:67]، ولم يقل الأعلام إن إعجازه مقصورٌ فحسب على زمن التنزيل؛ فقد ذخر بوصف ظواهر كونية عديدة في مجالات علمية متنوعة ليست كيفيتها معلومة لبشر زمن التنزيل، وليس من المُعتاد تناولها في أي كتاب آخر يُنسب للوحي؛ مع قابلية مطابقة الكشوف العلمية بوجه يستقيم مع الدلالات في البيئة العربية، فالألفاظ معلومة لكن الكيفية مجهولة؛ حملها بتلطف نظم فريد وادخرتها أمثال توافق مضامينها الواقع المستور زمن التنزيل كدلائل على الوحي للقادمين العالِمين بخفايا التكوين، قال تعالى: "وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَآ إِلاّ الْعَالِمُونَ" [العنكبوت:43]، والبرق والرعد والصواعق ظواهر كونية تناولها الكتاب الكريم؛ فورد البرق بشيرًا بالمطر، ونذيرًا يشهد للفطين بوحدانية الله تعالى وقدرته وتقديره وبديع صنعه وحكيم تدبيره، وجاء النظم شاهدًا بعلمه مُتَحَدِّيًا المُكابر بدلائل النبوة، يقول العلي القدير: "بَلْ كَذّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذّبَ الّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظّالِمِينَ" [يونس:39].
الرابط:
http://www.islamtoday.net/bohooth/artshow-34-114687.htm
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[22 Oct 2009, 11:58 م]ـ
الأخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لعل بعضكم قد وقف على ما نقلته لكم أعلاه
وغرضي من هذا النقل هو أن يطلع المنكرون للإعجاز العلمي لعلهم أن يضعوا أصابعهم على مواطن الخلل والتهافت بشرط أن يكون بأسلوب علمي رصين يبين موطن الخلل والتهافت، لا بأسلوب خطابي لا يغتي ولا يسمن ...
وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد(/)
جواب رائع
ـ[الورشان]ــــــــ[22 Oct 2009, 10:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عالم الأعجاز العلمي للقرآن الكريم والسنة
الشيخ عبد المجيد الزنداني
جواب رائع
في احدى المحاضرات التي تضم العدد الكبير والكبير من الطلاب كان الدكتور يتحدث عن القران الكريم ومايحمله من فصاحه ودقة عجيبه لدرجة انه لو استبدلنا كلمة مكان كلمه لتغير المعنى وكان يضرب أمثله لذلك ... فقام أحد الطلاب العلمانيين وقال: انا لا أؤمن بذلك فهنالك كلمات بالقران تدل على ركاكته
والدليل هذه الآية .. ((ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه))
لم قال رجل ولم يقل بشر.؟! فجميع البشر لا يملكون ألا قلبا واحدا بجوفهم سواء كانوا رجالا او نساء.؟!؟؟
في هذه اللحظة حل بالقاعة صمت رهيب ..
والأنظار تتجه نحو الدكتور منتظرة إجابة مقنعه
فعلا كلام الطالب صحيح لا يوجد بجوفنا إلا قلب واحد سواء كنا نساء أو رجالا
فلم قال الله رجل .. ؟!؟
أطرق الدكتور برأسه يفكر بهذا السؤال وهو يعلم انه اذا لم يرد على الطالب سيسبب فتنة بين الطلاب قد تؤدي الى تغيير معتقداتهم ... فكر وفكر ووجد الاجابه التي تحمل اعجاز علمي باهر من المستحيل التوصل اليه الا بالتأمل والتفكير العميق بآيات الله ..
قال الدكتور للطالب: نعم الرجل هو الوحيد الذي من المستحيل أن يحمل قلبين في جوفه ولكن المرأة
قد تحمل قلبين بجوفها اذا حملت فيصبح بجوفها قلبها وقلب الطفل الذي بداخلها
انظروا الى معجزة الله بالارض
كتاب الله معجزة بكل آية فيه
بكل كلمه
فالله لا يضع كلمه في ايه الا لحكمة ربانيه ولو استبدلت كلمه مكان كلمه لاختلت الايه اللهم اننا امنا بك وبكتابك وبسنة رسولك الكريم (صلى الله عليه وسلم)
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[23 Oct 2009, 02:26 ص]ـ
أرى أن هذه الإجابة تعليم وتفهيم وإلهام وتسديد من الله سبحانه وتعالى
تصديقا لقوله تعالى: ((وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)) (البقرة:282)، فهذه الآية الكريمة وإن نزلت في معرض الحديث عن كتابة الدَّين، إلا أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، وهذا هو الراجح وليس المرجوح؛ إذ لو تأملنا المعنى في آخر كلمات الآية الكريمة ((ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم)) لأدت المعنى كاملا، لكن ما قبلها يبين من الذين يستحقون هذا الفضل في التعليم وهم أهل التقوى.
وهذا ما نجده في صحيح البخاري (11/ 111)
((3047 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ أَنَّ عَامِرًا حَدَّثَهُمْ عَنْ أَبِى جُحَيْفَةَ - رضى الله عنه - قَالَ قُلْتُ لِعَلِىٍّ - رضى الله عنه هَلْ عِنْدَكُمْ شَىْءٌ مِنَ الْوَحْىِ إِلاَّ مَا فِى كِتَابِ اللَّهِ قَالَ وَالَّذِى فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ مَا أَعْلَمُهُ إِلاَّ فَهْمًا يُعْطِيهِ اللَّهُ رَجُلاً فِى الْقُرْآنِ، وَمَا فِى هَذِهِ الصَّحِيفَةِ. قُلْتُ وَمَا فِى الصَّحِيفَةِ قَالَ الْعَقْلُ وَفَكَاكُ الأَسِيرِ، وَأَنْ لاَ يُقْتَلَ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ)).
فمعنى قول سيدنا علي رضي الله عنه: إلا فهما يعطيه الله رجلا في القرآن، واضح في ذلك، إلا أن الآية الكريمة أدق وأبلغ، فلا يعطى أي رجل فهما في كتاب الله تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً) (الكهف:57)
ومن هذا الفهم الذي يكرم الله به المتقين من عباده ما نراه من أوجه إلأدلة والبراهين الدامغة المظهرة أن القرآن الكريم هو كتاب رب العالمين، بحيث لا يمكن لأي مخلوق أن يأتي بشيء من مثله في أي مجال من المجالات التي اشتمل عليه هذا الكتاب الكريم.(/)
تولية المرأة القضاء ونحوه من الولايات الجزئية
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[22 Oct 2009, 10:56 م]ـ
عند كلامي في موضوع الجمع بين قصة ملكة سبأ وحديث لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة، ذكر أحد الإخوة في مشاركته أن الراجح عنده من أقوال أهل العلم جواز تولية المرأة المناصب كلها ما عدا الولاية العامة.
فأردت طرح هذا الموضوع ليفيدنا المشايخ الكرام بأقوال أهل العلم والراجح منها بحسب الدليل.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[22 Oct 2009, 11:30 م]ـ
عند كلامي في موضوع الجمع بين قصة ملكة سبأ وحديث لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة، ذكر أحد الإخوة في مشاركته أن الراجح عنده من أقوال أهل العلم جواز تولية المرأة المناصب كلها ما عدا الولاية العامة.
فأردت طرح هذا الموضوع ليفيدنا المشايخ الكرام بأقوال أهل العلم والراجح منها بحسب الدليل.
أخانا الكريم بإمكانك الرجوع إلى كتب شروح الحديث وكتب الفقه لأن المسألة متعلقة بالحديث والفقه أكثر من تعلقها بالتفسير.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[23 Oct 2009, 03:46 م]ـ
الإخوة الكرام
سلام الله عليكم
هناك موضوع سبق نشره في ملتقانا هذا من قبل، لعل فيه ما يفيد إن شاء الله
و عنوانه و رابطه: (دلالة قوله تعالى: {و هو في الخصام غير مبين} على عدم جواز ولاية النساء القضاء) ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=7607)(/)
محاضرة للشيخ: مساعد الطيار غداً في عنيزة عن المنهجية في تعلم التفسير.
ـ[غانم الغانم]ــــــــ[23 Oct 2009, 02:40 ص]ـ
يسر الدورة التأصيلية في جامع ابن سعدي بعنيزة بالتعاون مع المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بعنيزة أن تدعوكم لحضور محاضرة بعنوان:
منهجية التلقي والقراءة في علم التفسير وأصوله وعلوم القرآن
للشيخ الفاضل: د مساعد بن سليمان الطيار.
الزمان: يوم غد الجمعة: 4/ ذي القعدة/1430هـ
المكان: في جامع الشيخ ابن سعدي بعنيزة-حي الريان.
الوقت: بعد صلاة المغرب.
نأمل نشر هذا الإعلان عاجلاً في المنتديات والمواقع.
احرص على الحضور، وأحضر غيرك معك، ولأخواتنا مكان.
ملاحظة/ هذه المحاضرة هي الأولى من سلسلة المحاضرات واللقاءات المنهجية التي ستقيمها الدورة التأصيلية في جامع ابن سعدي بعنيزة، وبقية المحاضرات كما يلي:
اللقاء الثاني: منهجية التلقي والقراءة في علم العقيدة.
للشيخ د أحمد بن عبد الرحمن القاضي
التاريخ: الجمعة 11/ 11/1430هـ، بعد صلاة المغرب.
المحاضرة الثالثة: منهجية التلقي والقراءة في علم الحديث والمصطلح.
للشيخ عبد العزيز بن مرزوق الطريفي
الجمعة 18/ 11/1430هـ
-لمزيد معلومات عن الدورة التأصيلية في جامع ابن سعدي بعنيزة، تفضل بزيارة الموقع المؤقت:
http://www.jame-sady.com
- سيتم نقل المحاضرات والدورة عبر موقع البث الإسلامي ( www.liveislam.com)
- للتسجيل في الدورة، أرسل (الاسم الرباعي، واسم المدينة) إلى جوال الدورة:0554522282
((منقول))(/)
تعليقات وتعقيبات على "التفسير الميسر"
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[23 Oct 2009, 08:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فلا شك أن "التفسير الميسر" الذي أعده نخبة من العلماء المتخصصين، وتولى طباعته ونشره مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف يُعد من أفضل التفاسير المختصرة الميسرة، وقد كتب الله له من القبول والانتشار ما هو له أهل، وقد نفدت طبعته الأولى منذ سنوات، ثم أعيدت طباعته هذا العام – عام 1430هـ -.
وقد حصلت على نسخة من الطبعة الجديدة في شهر رمضان، وبدأت في قراءته وتأمله، وأثناء ذلك ظهرت لي بعض المآخذ التي رأيت أنه كان ينبغي تلافيها، وتوقفت عند بعض التفسيرات في هذا التفسير وترجح عندي أن غيرها أولى وأظهر وأنسب؛ فبدأت أسجل ما رأيت من تعليقات، وأقيد ما أرى أن الحاجة تدعو إلى بيانه والتنبيه عليه من التعقيبات.
وسأبدأ – بتوفيق الله وعونه – في هذا الموضوع بتسجيل هذه التعليقات والتعقيبات، مع الحرص على الاختصار والتوثيق، ثم أذكر ما أرى أنه البديل الأنسب لما ورد في هذا التفسير القيم. وسأحرص على ذكر ما ورد في بعض التفاسير المختصرة الأخرى كالجلالين والوجيز للواحدي وغيرهما.
وأنبه هنا على أنه هذه التعليقات والتعقيبات ليست مرتبة حسب ترتيب السور، وإنما هي متفرقة حسب ما وقفت عليه عند قراءاتي المتفرقة في هذا التفسير، وسأعود إليها فيما بعد – إن شاء الله – لترتيبها وتنسيقها.
1 - قوله تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ? [النساء: 29، 30]
جاء في التفسير الميسر في تفسير الآية رقم 30 ما نصه: (ومن يرتكب ما نهى الله عنه من أخذ المال الحرام كالسرقة والغصب والغش معتديًا متجاوزًا حد الشرع, فسوف يدخله الله نارًا يقاسي حرَّها, وكان ذلك على الله يسيرًا.).
التعليق: يظهر فيما ذكر في تفسير الآية أن الإشارة بقوله: "ذلك" تعود إلى ما نهى الله عنه من أخذ المال الحرام فقط، وفي هذا نظر؛ لأنهم لم يذكروا آخر مذكور قبل الإشارة وهو قتل النفس، وبعض المفسرين يرى أنه يعود إلى جميع ما نهى الله عنه قبل هذه الآية من قول الله تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا?، وهذا رأي شيخ المفسرين ابن جرير الطبري رحمه الله، ولأهمية تفسيره للمشار إليه هنا أذكر ما أوره باختصار.
قال رحمه الله: (قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في تأويل قوله:"ومن يفعل ذلك عدوانًا".
فقال بعضهم: معنى ذلك: ومن يقتل نفسه، بمعنى: ومن يقتل أخاه المؤمن ="عدوانًا وظلمًا فسوف نُصليه نارًا" ......
وقال آخرون: بل معنى ذلك: ومن يفعل ما حرَّمته عليه من أول هذه السورة إلى قوله:"ومن يفعل ذلك" = من نكاح من حَرّمت نكاحه، وتعدِّي حدوده، وأكل أموال الأيتام ظلمًا، وقتل النفس المحرّم قتلها ظلمًا بغير حق.
* * *
وقال آخرون: بل معنى ذلك: ومن يأكل مالَ أخيه المسلم ظلمًا بغير طيب نفس منه، وَقَتل أخاه المؤمن ظلمًا، فسوف نصليه نارًا.
* * *
قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال: معناه: ومن يفعل ما حرّم الله عليه، من قوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا) إلى قوله:"ومن يفعل ذلك"، من نكاح المحرمات، وعضل المحرَّم عضلُها من النساء، وأكل المال بالباطل، وقتل المحرّم قتله من المؤمنين= لأنّ كلّ ذلك مما وعد الله عليه أهلَه العقوبة.
* * *
فإن قال قائل: فما منعك أن تجعل قوله:"ذلك"، معنيّا به جميع ما أوعدَ الله عليه العقوبة من أول السورة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قيل: منعني ذلك أن كلّ فصْل من ذلك قد قُرِن بالوعيد، إلى قوله: (أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا)، ولا ذكر للعقوبة من بعد ذلك على ما حرّم الله في الآي التي بعده إلى قوله:"فسوف نصليه نارًا". فكان قوله:"ومن يفعل ذلك"، معنيًّا به ما قلنا، مما لم يُقرَن بالوعيد، مع إجماع الجميع على أنّ الله تعالى قد توعد على كل ذلك = أولى من أن يكون معنيًّا به ما سلف فيه الوعيد بالنهي مقرونًا قبل ذلك.) انتهى
وقد علّق محمود شاكر على هذا الاختيار من شيخ المفسرين بقوله: (هذه حجة واضحة، وبرهان على حسن فهم أبي جعفر لمعاني القرآن ومقاصده. ونهج صحيح في ربط آيات الكتاب المبين، قل أن تظفر بمثله في غير هذا التفسير.).
وأكثر المفسرين بل يمكن القول بأنه قول الجميع على إدخال قتل النفس في المشار إليه.
جاء في التفسير الوجيز للواحدي: ({ومَنْ يفعل ذلك} أَيْ: أكل المال بالباطل وقتل النَّفس .. )
وجاء في تفسير الجلالين: ("وَمَنْ يَفْعَل ذَلِكَ" أَيْ مَا نُهِيَ عَنْهُ ... )
وجاء في التفسير المنتخب: (ومن يُقْدِمُ على فعل ما حرَّم الله ... )
وفي تفسير ابن جزي الغرناطي: ({وَمَن يَفْعَلْ ذلك} إشارة إلى القتل، لأنه أقرب مذكور، وقيل: إليه وإلى أكل المال بالباطل، وقيل: إلى كل ما تقدّم من المنهيات من أوّل السورة .. )
وفي جامع البيان للأيجي: ("ومن يفعل ذلك" ما سبق من المحرمات أو القتل .. ).
وعلى هذا؛ فالأولى أن يكون نص تفسير الآية: (ومن يرتكب ما حرّم الله من القتل وأكل المال الحرام وغير ذلك من المحرمات المذكورة معتديًا متجاوزًا حد الشرع, فسوف يدخله الله نارًا يقاسي حرَّها, وكان ذلك على الله يسيرًا.).
تتمة: هذا المثال يدخل تحت القاعدة التفسيرية الأصولية: "إذار ورد الشرط أو الاستثناء أو الصفة أو الغاية أو الإشارة بـ"ذلك" بعد مفردات أو جمل متعاطفة عاد إلى جميعها، إلا بقرينة." انظر قواعد التفسير لخالد السبت ص 611.
صباح الجمعة 4 ذو القعدة 1430هـ.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[23 Oct 2009, 02:33 م]ـ
2 - قال الله تعالى: ? الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً ? [النساء:76]
جاء في التفسير الميسر ما نصه: (الذين صدَقُوا في إيمانهم اعتقادًا وعملا يجاهدون في سبيل نصرة الحق وأهله, والذين كفروا يقاتلون في سبيل البغي والفساد في الأرض, فقاتلوا أيها المؤمنون أهل الكفر والشرك الذين يتولَّون الشيطان, ويطيعون أمره, إن تدبير الشيطان لأوليائه كان ضعيفًا.)
التعليق: في تفسير هذه الآية نظر من وجوه:
الأول: تفسيرهم لـ"يقاتلون" بـ "يجاهدون"، والقتال أخص من الجهاد؛ لأن القتال لا يكون إلا بالسلاح والسنان، وأما الجهاد فيكون باللسان والمال والسنان. وهذا التفسير يوحي بشيئ من الانهزام والضعف الذي وقع في بعض التفاسير المتأخرة عندما يتهرب أصحابها من ذكر قتال الكفار بالسلاح والسيف.
الثاني: تفسيرهم لـ "سبيل الطاغوت" بـ "سبيل البغي والفساد في الأرض" فيه نظر؛ لأن المراد بالطاغوت هنا: الشيطان.
جاء في تفسير الطبري: ("يقاتلون في سبيل الطاغوت"، يعني: في طاعة الشيطان وطريقه ومنهاجه الذي شرعه لأوليائه من أهل الكفر بالله.)
وفي الوجيز للواحدي: ("والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت"، أَيْ: في طاعة الشَّيطان.)
وفي زاد المسير لابن الجوزي: (الطاغوت هاهنا: الشيطان).
وفي تفسير ابن كثير: ("الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت" أي: المؤمنون يقاتلون في طاعة الله ورضوانه، والكافرون يقاتلون في طاعة الشيطان.)
وفي تفسير الجلالين: ("وَاَلَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيل الطَّاغُوت" الشَّيْطَان .. )
ولا شك أن نظم الآية يدل على أن المراد بالطاغوت هنا: الشيطان، قال ابن عطية: (و "الطاغوت" كل ما عبد واتبع من دون الله، وتدل قرينة ذكر الشيطان بعد ذلك على أن المراد بـ "الطاغوت" هنا الشيطان.)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد وافق ما في التفسير الميسر ما في التفسير المنتخب، حيث جاء في الأخير: (الذين صدَّقوا بالحق وأذعنوا له، يقاتلون فى سبيل إعلاء كلمة اللَّه والعدل والحق، والذين جحدوا أو عاندوا يقاتلون فى سبيل الظلم والفساد .. ).
ولو أنهم فسروا الآية بـ (الذين صدَقُوا في إيمانهم اعتقادًا وعملا يقاتلون في سبيل الله وذلك بنصرة الحق وأهله, والذين كفروا يقاتلون في سبيل الشيطان وذلك بطاعته والسير على طريقه في محاربة الحق وأهله, فقاتلوا أيها المؤمنون أهل الكفر والشرك الذين يتولَّون الشيطان, ويطيعون أمره, إن تدبير الشيطان لأوليائه كان ضعيفًا.).
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[23 Oct 2009, 03:13 م]ـ
2 - قال الله تعالى: ? الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً ? [النساء:76]
جاء في التفسير الميسر ما نصه: (الذين صدَقُوا في إيمانهم اعتقادًا وعملا يجاهدون في سبيل نصرة الحق وأهله, والذين كفروا يقاتلون في سبيل البغي والفساد في الأرض, فقاتلوا أيها المؤمنون أهل الكفر والشرك الذين يتولَّون الشيطان, ويطيعون أمره, إن تدبير الشيطان لأوليائه كان ضعيفًا.)
التعليق: في تفسير هذه الآية نظر من وجوه:
الأول: تفسيرهم لـ"يقاتلون" بـ "يجاهدون"، والقتال أخص من الجهاد؛ لأن القتال لا يكون إلا بالسلاح والسنان، وأما الجهاد فيكون باللسان والمال والسنان. وهذا التفسير يوحي بشيئ من الانهزام والضعف الذي وقع في بعض التفاسير المتأخرة عندما يتهرب أصحابها من ذكر قتال الكفار بالسلاح والسيف.
الأخ الفاضل أبا مجاهد
شكر الله لك
مادام أن الجهاد أعم من القتال فالقتال مندرج تحته فلا إشكال ما ذكرت من تهرب أصحاب بعض التفاسير من ذكر قتال الكفار لا يرد على ماذكر هنا لأنهم قالوا:
"فقاتلوا أيها المؤمنون أهل الكفر والشرك الذين يتولَّون الشيطان, ويطيعون أمره"
الثاني: تفسيرهم لـ "سبيل الطاغوت" بـ "سبيل البغي والفساد في الأرض" فيه نظر؛ لأن المراد بالطاغوت هنا: الشيطان.
جاء في تفسير الطبري: ("يقاتلون في سبيل الطاغوت"، يعني: في طاعة الشيطان وطريقه ومنهاجه الذي شرعه لأوليائه من أهل الكفر بالله.)
وفي الوجيز للواحدي: ("والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت"، أَيْ: في طاعة الشَّيطان.)
وفي زاد المسير لابن الجوزي: (الطاغوت هاهنا: الشيطان).
وفي تفسير ابن كثير: ("الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت" أي: المؤمنون يقاتلون في طاعة الله ورضوانه، والكافرون يقاتلون في طاعة الشيطان.)
وفي تفسير الجلالين: ("وَاَلَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيل الطَّاغُوت" الشَّيْطَان .. )
ولا شك أن نظم الآية يدل على أن المراد بالطاغوت هنا: الشيطان، قال ابن عطية: (و "الطاغوت" كل ما عبد واتبع من دون الله، وتدل قرينة ذكر الشيطان بعد ذلك على أن المراد بـ "الطاغوت" هنا الشيطان.)
وقد وافق ما في التفسير الميسر ما في التفسير المنتخب، حيث جاء في الأخير: (الذين صدَّقوا بالحق وأذعنوا له، يقاتلون فى سبيل إعلاء كلمة اللَّه والعدل والحق، والذين جحدوا أو عاندوا يقاتلون فى سبيل الظلم والفساد .. ).
ولو أنهم فسروا الآية بـ (الذين صدَقُوا في إيمانهم اعتقادًا وعملا يقاتلون في سبيل الله وذلك بنصرة الحق وأهله, والذين كفروا يقاتلون في سبيل الشيطان وذلك بطاعته والسير على طريقه في محاربة الحق وأهله, فقاتلوا أيها المؤمنون أهل الكفر والشرك الذين يتولَّون الشيطان, ويطيعون أمره, إن تدبير الشيطان لأوليائه كان ضعيفًا.). [/ align][/size]
وهنا لا أرى وجه لتعقبك أخي الكريم لأن سبيل الطاغوت هي سبيل البغي والشر والفساد فهو تفسير الشيء بلازمه.
وفقك الله وسدد قلمك.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[23 Oct 2009, 07:04 م]ـ
الأخ حجازي الهوى! جعل الله هواك تبعاً لما جاء به حبيبك صلى الله عليه وسلم
أشكرك على التعليق
وأخبرك بأن وجهات النظر لا بد أن تختلف في كثير من المسائل، والأمر فيما ذكرتُ أنا وذكرتَ أنت قريب.
والتعليقات التي سأذكرها لا يعدو كثير منها أن يكون رأياً يحتمل الصواب والخطأ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتقبل تحيتي
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[25 Oct 2009, 09:46 م]ـ
3 - قال الله تعالى: ? وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمْ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً ? [النساء:83]
جاء في التفسير الميسر في تفسير هذه الآية ما نصه: (وإذا جاء هؤلاء الذين لم يستقر الإيمان في قلوبهم أمْرٌ يجب كتمانه متعلقًا بالأمن الذي يعود خيره على الإسلام والمسلمين, أو بالخوف الذي يلقي في قلوبهم عدم الاطمئنان, أفشوه وأذاعوا به في الناس, ولو ردَّ هؤلاء ما جاءهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى أهل العلم والفقه لَعَلِمَ حقيقة معناه أهل الاستنباط منهم. ولولا أنْ تَفَضَّلَ الله عليكم ورحمكم لاتبعتم الشيطان ووساوسه إلا قليلا منكم.) انتهى
التعليق: عند التأمل في تفسير قول الله تعالى: ? وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمْ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً ? نجد أنهم لم يذكروا شيئاً ذا بال في بيان معنى هذا الاستثناء، ولا في بيان المراد بفضل الله ورحمته، وإنما ذكروا ما ورد في الآية بالمعنى؛ فكأنهم أعادوا ما جاء الآية بأسلوب آخر.
وقد أشكل المراد بالاستثناء في هذه الآية على كثير من المفسرين، وذكروا تفاسير لا تخلو من تكلف وبعد.
وقد كتب أحد المتأخرين بحثاً في المراد بهذا الاستثناء، ونقل فيه أقوال المفسرين وخلافهم، ثم ختم بحثه بالتوقف في معنى هذا الاستثناء، حيث قرر أنه لم يظهر له شيئاً يطمئن إلى ترجيحه.
والذي يظهر لي أنه ليس في الآية إشكال – ولله الحمد – وذلك أن المراد بفضل الله هنا: الإسلام، وبرحمته: القرآن؛ وليس المراد بهما عموم الفضل والرحمة، فإنه لا أحد يمكن أن يسلم من اتباع الشيطان بدون فضل من الله ورحمة.
وعلى هذا المعنى فسرها الواحدي في الوجيز، فقال: ({ولولا فضلُ الله} أي: الإِسلام {ورحمته} القرآن {لاتبعتم الشيطان إلاَّ قليلاً} ممَّن عصم الله، كالذين اهتدوا بعقولهم لترك عبادة الأوثان بغير رسولٍ ولا كتابٍ، نحو زيد بن عمرو، وورقة بن نوفل، وطُلاَّب الدِّين).
وفسرها السيوطي في الجلالين، فقال: ("وَلَوْلَا فَضْل اللَّه عَلَيْكُمْ" بِالْإِسْلَامِ "وَرَحْمَته" لَكُمْ بِالْقُرْآنِ "لَاتَّبَعْتُمْ الشَّيْطَان" فِيمَا يَأْمُركُمْ بِهِ مِنْ الْفَوَاحِش).
وفسرها الأيجي في جامع البيان بقوله: ("ولولا فضل الله عليكم ورحمته" بإرسال الرسل، وإنزال الكتب "لاتبعتم الشيطان إلا قليلاً" ممن تفضل عليه بعقله الصائب؛ فاهتدى به، كورقة بن نوفل.)
وجاء في التفسير الواضح الميسر للصابوني ما نصه: (ولولا فضل الله عليكم بإرسال الرسول، ورحمته بإنزال القرآن لإرشادكم إلى طريق الحق والصواب، لاتبعتم الشيطان فيما يوسوس به إليكم من مقارفة الفواحش، وسلوك طريق الضلال، إلا القليل منكم، وهم أصحاب العقول المستنيرة، والبطائر النافذة.)
وكل هذه النقولات متقاربة، وهي المناسبة لتفسير الآية.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[25 Oct 2009, 10:53 م]ـ
3 - قال الله تعالى: ? وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمْ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً ? [النساء:83]
.
أخانا الفاضل أبا مجاهد
اسمح لي أن أضيف كلام الطاهر بن عاشور رحمه الله لأن فيه بيان للمعاني التي تحتملها الآية:
"وعلى القول بأنّ الضمير راجع إلى المؤمنين فالآية عتاب للمؤمنين في هذا التسرّع بالإذاعة، وأمرُهم بإنهاء الأخبار إلى الرسول وقادة الصحابة ليضعوه مواضعه ويعلّموهم محامله.
وقيل: كان المنافقون يختلقون الأخبار من الأمن أو الخوف، وهي مخالفة للواقع، ليظنّ المسلمون الأمْن حين الخوف فلا يأخذوا حذرهم، أو الخوفَ حين الأمن فتضطرب أمورهم وتختلّ أحوال اجتماعهم، فكان دهماء المسلمين إذا سمعوا ذلك من المنافقين راج عندهم فأذاعوا به، فتمّ للمنافقين الدست، وتمشّت المكيدة، فلامهم الله وعلّمهم أن ينهوا الأمر إلى الرسول وجلّة أصحابه قبل إشاعته ليعلموا كنه الخبر وحالَه من الصدق أو الكذب، ويأخذوا لكلّ حالة حيطتها، فيسلم المؤمنون من مكر المنافقين الذي قصدوه."
ثم قال:
"وقوله: {ولولا فضلُ الله عليكم ورحمتُه} امتنان بإرشادهم إلى أنواع المصالح، والتحذير من المكائد ومن حبائل الشيطان وأنصاره.
واستثناء {إلاّ قليلاً} من عموم الأحوال المؤذن بها {اتّبعتم}، أي إلاّ في أحوال قليلة، فإن كان المراد من فضل الله ورحمته ما يشمل البعثة فما بعدها، فالمراد بالقليل الأحوال التي تنساق إليها النفوس في بعض الأحوال بالوازع العقلي أو العادي، وإن أريد بالفضل والرحمة النصائح والإرشاد فالمراد بالقليل ما هو معلوم من قواعد الإسلام. ولك أن تجعله استثناء من ضمير {اتّبعتم} أي إلاّ قليلاً منكم، فالمراد من الاتّباع اتّباع مثل هذه المكائد التي لا تروج على أهل الرأي من المؤمنين."
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[27 Oct 2009, 12:03 ص]ـ
- قال الله تعالى: ?وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً ? [النساء: 86]
جاء في التفسير الميسر: (وإذا سلَّم عليكم المسلم فردُّوا عليه بأفضل مما سلَّم لفظًا وبشاشةً, أو ردوا عليه بمثل ما سلَّم, ولكل ثوابه وجزاؤه. إن الله تعالى كان على كل شيء مجازيًا.)
التعليق: في هذا التفسير نظر من وجهين:
الأول: ذكر المُسلم في تفسير: " وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ"، والأولى أن تبقى الآية على إطلاقها؛ لأن في الرد على غير المسلم خلافاً، والراجح عندي دخوله في عموم الآية، ولكن لا يرد عليه بأحسن من تحيته، بل بمثلها، ما لم يتعد في سلامه. وقد أخرج الطبري عن قتادة أنه قال في قوله: (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها): حيوا أحسن منها، أي: على المسلمين (أو ردوها) أي: على أهل الكتاب.
ولابن القيم كلام مهم في هذه المسألة، حيث قال رحمه الله في كتابه أحكام أهل الذمة: (فلو تحقق السامع أن الذمي قال له: "سلام عليكم" لا شك فيه فهل له أن يقول وعليك السلام أو يقتصر على قوله وعليك؟
فالذي تقتضيه الأدلة الشرعية وقواعد الشريعة أن يقال له: وعليك السلام؛ فإن هذا من باب العدل، والله يأمر بالعدل والإحسان، وقد قال تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} فندب إلى الفضل وأوجب العدل.
ولاينافي هذا شيئا من أحاديث الباب بوجه ما فإنه صلى الله عليه وسلم إنما أمر بالاقتصار على قول الراد "وعليكم" بناء على السبب المذكور الذي كانوا يعتمدونه في تحيتهم وأشار إليه في حديث عائشة رضي الله عنها فقالت: ألا ترينني قلت وعليكم لما قالوا: السام عليكم، ثم قال: "إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم" والاعتبار وإن كان لعموم اللفظ فإنما يعتبر عمومه في نظير المذكور لا فيما يخالفه. قال تعالى: ?وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ?، فإذا زال هذا السبب وقال الكتابي: سلام عليكم ورحمة الله فالعدل في التحية يقتضي أن يرد عليه نظير سلامه، وبالله التوفيق.) انتهى كلام ابن القيم.
وهذا ما كان يرجحه شيخنا محمد العثيمين رحمه الله. قال في تفسيره لسورة الذاريات: (واعلم أن رد التحية واجب، لقول الله تبارك وتعالى: ?وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منهآ أو ردوها?. فقال: {إذا حييتم} ولم يذكر من يحيينا، فيشمل أي إنسان يحيينا، فإننا نحيه ونرد عليه أحسن من تحيته، أو مثلها كما قال: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها}، فبدأ بالأحسن، لأنه هو الأفضل، أو ردوها، أي: ردوا مثلها، ويشمل هذا ما إذا سلم علينا أحد من اليهود، أو النصارى، أو البوذيين، أو غيرهم، فنرد عليهم، لكننا لا نبدأ اليهود والنصارى بالسلام، لنهي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن ذلك.
الوجه الثاني: تفسير:"حسيباً" بـ "مجازياً"، وهذا ناقص لأنه تفسير باللازم فقط، والأولى أن يفسر الحسيب هنا بالحفيظ الذي يطلع على جميع الأعمال، ويحاسب عليها ويجازي.
ومما سبق فإن التفسير الأمثل لهذه الآية هو: وإذا سلَّم أحد فردُّوا عليه بأفضل مما سلَّم, أو ردوا عليه بمثل ما سلَّم, ولكل ثوابه وجزاؤه. إن الله تعالى كان على كل شيء حفيظاً مجازياً.
أو كما جاء في التفسير المنتخب: (وإذا حياكم أحد - أياً كان - بتحية من سلام أو دعاء أو تكريم أو غيره، فردوا عليه بأحسن منها أو بمثلها، فإن اللَّه محاسب على كل شئ كبيراً كان أو صغيراً.)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Oct 2009, 12:21 ص]ـ
- قال الله تعالى: ?وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً ? [النساء: 86]
جاء في التفسير الميسر: (وإذا سلَّم عليكم المسلم فردُّوا عليه بأفضل مما سلَّم لفظًا وبشاشةً, أو ردوا عليه بمثل ما سلَّم, ولكل ثوابه وجزاؤه. إن الله تعالى كان على كل شيء مجازيًا.)
التعليق: في هذا التفسير نظر من وجهين:
الأول: ذكر المُسلم في تفسير: " وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ"، والأولى أن تبقى الآية على إطلاقها؛ لأن في الرد على غير المسلم خلافاً، والراجح عندي دخوله في عموم الآية، ولكن لا يرد عليه بأحسن من تحيته، بل بمثلها، ما لم يتعد في سلامه.
نفع الله بكم يا أبا مجاهد وكتب أجركم على هذه التنبيهات، وقد وقع لي بعض الملحوظات العلمية على (التفسير الميسر) لعلي أدرجها في موضوعكم هذا إن شاء الله.
لي ملحوظة على تعقبك هنا في عبارة التفسير الميسر (وإذا سلَّم عليكم المسلم فردُّوا عليه بأفضل ... ) أن ضبطها الصحيح (المُسَلِّم) بتشديد اللام وكسرها، أي من ألقى عليكم السلام. وليس المسلم من الإسلام. ولكنهم لم يضبطوها فوقع الخلل والإيهام الذي دعاكم للتعقب وفقكم الله ونفع بكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[27 Oct 2009, 12:26 ص]ـ
الأخ الفاضل أبا مجاهد
ليتسع صدرك على تعقيبي على تعقيباتك، وأنا أعلم أنك ما وضعتها إلا من أجل الفائدة وأنا أستفيد منها، فأقول:
ليس بعد بيان النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن بيان فالآية من العام المخصوص خصه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فالتحية ترد على المسلم والكافر ولكن بأحسن منها في حق المسلم، أوبمثلها لمسلم وللكافر، وقولنا " وعليكم" هو رد للتحية بمثلها، وليس هناك حاجة لقصر الحديث على سببه.
هذا والله أعلم
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[27 Oct 2009, 09:21 ص]ـ
نفع الله بكم يا أبا مجاهد وكتب أجركم على هذه التنبيهات، وقد وقع لي بعض الملحوظات العلمية على (التفسير الميسر) لعلي أدرجها في موضوعكم هذا إن شاء الله.
لي ملحوظة على تعقبك هنا في عبارة التفسير الميسر (وإذا سلَّم عليكم المسلم فردُّوا عليه بأفضل ... ) أن ضبطها الصحيح (المُسَلِّم) بتشديد اللام وكسرها، أي من ألقى عليكم السلام. وليس المسلم من الإسلام. ولكنهم لم يضبطوها فوقع الخلل والإيهام الذي دعاكم للتعقب وفقكم الله ونفع بكم.
شكر الله لكم حبيبنا الغالي على هذا التنبيه، ولم يغب عني عندما كتبت التعليق، ولكنه ترجح لي أنهم يريدون "المسلم" بالتخفيف لا "المسلّم" بالتشديد؛ لأني رجعت إلى بعض التفاسير التي هي مظنة للاعتماد عليها في التفسير كتفسير الطبري وابن كثير فوجدت التصريح فيها بكون المحيي من أهل الإسلام.
وأيضاً: الذي أعلمه في هذا التفسير هو الحرص على ضبط اللفظ المشكل، وقد تركوه بلا ضبط، فكان ذلك دليلاً آخر على أنهم أرادوا "المُسْلِم". والله أعلم.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[28 Oct 2009, 05:52 م]ـ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3)
جاء في التفسير الميسر ما نصه: ((الرَّحْمَنِ) ذي الرحمة العامة، الذي وسعت رحمته جميع الخلق, (الرَّحِيمِ) , بالمؤمنين, وهما اسمان من أسماء الله تعالى.)
التعليق: جعل اسم "الرحيم" خاصاً بالمؤمنين فيه نظر؛ لأنه قد ورد ما يفيد عموم هذا الاسم لجميع الناس، كما قال تعالى: ? إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ? [البقرة: 143].
والأولى في التفريق بين اسم الرحمن، واسم الرحيم أن يقال: "الرَّحْمَن" أي: ذو الرحمة الواسعة الكاملة. فهو الرحمن بذاته، "الرَّحِيم" أي: ذو الرحمة الواصلة. فهو يرحم برحمته من شاء. فالرحمن والرحيم اسمان من أسماء الله تعالى، يدلان على اتصاف الله تعالى بالرحمة، والرحمن يدل على عظمة رحمة الله وكمالها، والرحيم يدل على إيصالها لخلقه؛ فالرحمن: ذو الرحمة العظيمة الواسعة، والرحيم: ذو الرحمة الواصلة.
قال ابن القيّم رحمه الله في بدائع الفوائد: (وأما الجمع بين الرحمن الرحيم؛ ففيه معنى هو أحسن من المعنيين اللذين ذكرهما [يقصد السهيلي] وهو: أن الرحمن دال على الصفة القائمة به سبحانه، والرحيم دال على تعلقها بالمرحوم؛ فكان الأول للوصف، والثاني للفعل، فالأول دال أن الرحمة صفته، والثاني دال على أنه يرحم خلقه برحمته.
وإذا أردت فهم هذا فتأمل قوله: ?وكان بالمؤمنين رحيماً? [الأحزاب: 42]، ? إنه بهم رؤوف رحيم? [التوبة: 117]، ولم يجيء قط: رحمن بهم؛ فعلم أن الرحمن هو الموصوف بالرحمة، ورحيم هو الراحم برحمته. وهذه نكتة لا تكاد تجدها في كتاب، وإن تنفست عندها مرآة قلبك لم تنجل لك صورتها.) انتهى.
جاء في التفسير الواضح الميسر للصابوني: ("الرحمن الرحيم" اسمان من أسمائه الحسنى، "الرحمن" أي المتصف بالرحمة، فهي صفة الذات، أي الذي وسعت رحمته كل شيء، وعمّ فضله جميع الأنام، بما أنعم على عباده من نعمة الخلق والرزق والهداية إلى طريق السعادة، "الرحيم" الذي يرحم عباده المؤمنين يوم الدين، ?وكان بالمؤمنين رحيماً?؛ فالرحمن يدل على أنه سبحانه متصف بالرحمة بذاته المقدّسة، والرحيم صفة متعلقة بالعباد.) انتهى.
وعلى هذا؛ فالأفضل أن يقال في تفسير الآية: (" الرَّحْمَن" أي: ذو الرحمة الواسعة. فهو الرحمن بذاته. " الرَّحِيم" أي: ذو الرحمة الواصلة. فهو يرحم برحمته من شاء. وهما اسمان من أسماء الله تعالى.)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[28 Oct 2009, 10:14 م]ـ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3)
جاء في التفسير الميسر ما نصه: ((الرَّحْمَنِ) ذي الرحمة العامة، الذي وسعت رحمته جميع الخلق, (الرَّحِيمِ) , بالمؤمنين, وهما اسمان من أسماء الله تعالى.)
التعليق: جعل اسم "الرحيم" خاصاً بالمؤمنين فيه نظر؛ لأنه قد ورد ما يفيد عموم هذا الاسم لجميع الناس، كما قال تعالى: ? إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ? [البقرة: 143].
وعلى هذا؛ فالأفضل أن يقال في تفسير الآية: (" الرَّحْمَن" أي: ذو الرحمة الواسعة. فهو الرحمن بذاته. " الرَّحِيم" أي: ذو الرحمة الواصلة. فهو يرحم برحمته من شاء. وهما اسمان من أسماء الله تعالى.)
اصبر على تعقباتي أبا مجاهد وفقك الله
ألا ترى أن قوله تعالى: ? إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ? [البقرة: 143].
من العام المخصوص لأن سياق الآيات في حق المؤمنين.
لقد تتبعت لفظ "رحيم" فوجدته في 61 آية مقروناً بصفة المغفرة أو التوبة أو الرأفة وكلها في حق المؤمنين إلا آية واحدة يفهم منها رحمته بالناس عامة مؤمنهم وكافرهم وهي الآية من سورة الحج:
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) (65)
ولكن المتأمل في هذه الآية يرى أن الرحمة العامة هي خاصة بالدنيا وهي رحمة التمكين.
أما المؤمنون فرحمتهم خاصة في الدنيا والآخرة يتجلى فيها عناية الله ولطفه بهم والآيات الدالة على ذلك كثيرة.
جعلني الله وإياكم ووالدين والمسلمين ممن كتبت له رحمته التي وسعت كل شيء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[31 Oct 2009, 08:57 ص]ـ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)
جاء في التفسير الميسر: ((الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ) الثناء على الله بصفاته التي كلُّها أوصاف كمال, وبنعمه الظاهرة والباطنة، الدينية والدنيوية، وفي ضمنه أَمْرٌ لعباده أن يحمدوه, فهو المستحق له وحده, وهو سبحانه المنشئ للخلق, القائم بأمورهم, المربي لجميع خلقه بنعمه, ولأوليائه بالإيمان والعمل الصالح.)
التعليق: الأولى أن يفسر "الحمد" بأنه الإخبار عن المحمود بصفات الجلال والكمال مع حبه وتعظيمه، والحمد في الفاتحة غير الثناء، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه في صحيح مسلم أن رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال «قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ). قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَىَّ عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)، قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي - وَقَالَ مَرَّةً فَوَّضَ إِلَىَّ عَبْدِي -، فَإِذَا قَالَ: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ) قَالَ: هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ».
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وَالْحَمْدُ هُوَ الْإِخْبَارُ بِمَحَاسِنِ الْمَحْمُودِ مَعَ الْمَحَبَّةِ لَهُ).
وجاء في الوابل الصيب لابن القيم رحمه الله: (الخبر عن الرب تعالى بأحكام أسمائه وصفاته، نحو قولك: الله عز وجل يسمع أصوات عباده ويرى حركاتهم، ولا تخفى عليه خافية من أعمالهم، وهو أرحم بهم من آبائهم وأمهاتهم، وهو على كل شيء قدير، وهو أفرح بتوبة عبده من الفاقد راحلته، ونحو ذلك.
وأفضل هذا النوع الثناء عليه بما أثنى به على نفسه وبما أثنى به رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تشبيه ولا تمثيل.
وهذا النوع أيضا ثلاثة أنواع: حمد وثناء ومجد، فالحمد لله: الإخبار عنه بصفات كماله سبحانه وتعالى مع محبته والرضاء به؛ فلا يكون المحب الساكت حامداً، ولا المثني بلا محبة حامداً حتى تجتمع له المحبة والثناء، فإن كرر المحامد شيئاً بعد الشيء كانت ثناء، فإن كان المدح بصفات الجلال والعظمة والكبرياء والملك كان مجداً. وقد جمع الله تعالى لعبده الأنواع الثلاثة في أول الفاتحة، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين} قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم} قال: أثنى علي عبدي، وإذا قال: {مالك يوم الدين} قال: مجدني عبدي.) انتهى.
وعليه فالأولى أن تفسر الآية بالتفسير التالي: (? الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ ? أي: جميع أنواع المحامد من صفات الجلال والكمال هي له وحده دون من سواه؛ إذ هو رب كل شىء وخالقه ومدبره. و"العالمون" جمعُ "عالَم" وهم كل ما سوى الله تعالى.)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[31 Oct 2009, 02:14 م]ـ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)
جاء في التفسير الميسر: ((الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ) الثناء على الله بصفاته التي كلُّها أوصاف كمال, وبنعمه الظاهرة والباطنة، الدينية والدنيوية، وفي ضمنه أَمْرٌ لعباده أن يحمدوه, فهو المستحق له وحده, وهو سبحانه المنشئ للخلق, القائم بأمورهم, المربي لجميع خلقه بنعمه, ولأوليائه بالإيمان والعمل الصالح.)
التعليق: الأولى أن يفسر "الحمد" بأنه الإخبار عن المحمود بصفات الجلال والكمال مع حبه وتعظيمه .....
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وَالْحَمْدُ هُوَ الْإِخْبَارُ بِمَحَاسِنِ الْمَحْمُودِ مَعَ الْمَحَبَّةِ لَهُ).
وعليه فالأولى أن تفسر الآية بالتفسير التالي: (? الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ ? أي: جميع أنواع المحامد من صفات الجلال والكمال هي له وحده دون من سواه؛ إذ هو رب كل شىء وخالقه ومدبره. و"العالمون" جمعُ "عالَم" وهم كل ما سوى الله تعالى.)
أخي الكريم
تفسيرك الثاني يخالف التفسير الأول، فالأول وهو نفس معنى كلام شيخ الإسلام وهو نفس كلام التفسير الميسر، والأدق أن يكون تفسيرا للثناء على الله. وتفسيرك الثاني هو الأدق في تفسير معنى " الحمد لله".
وأقول:
الحمد: الاتصاف بالكمال المطلق، وهذا لا يكون إلا لله ولهذا اختص تعالى بالحمد المطلق والملك المطلق، كما في الحديث " له الملك وله الحمد".
وحمد الله تعالى هو أن تقول: " الحمد لله رب العالمين" كما في الحديث: "فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي".
ولهذا يمكن القول: إن قول العبد " الحمد لله" هو إقراره بالكمال المطلق لله على وجه الإجمال كما علمه الله، ولهذا جعلها الله ذكرا مستقلا كما في الحديث: " وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ".
والثناء على الله: هو تعداد محامده، كما في الحديث: وَإِذَا قَالَ: (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ). قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَىَّ عَبْدِي.
وقد جاء في الحديث التفريق بين الحمد والثناء كثيرا:
"فَخَطَبَ النَّاسَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ" وهذه الجملة وردت في أحاديث كثيرة وكلها صحيحة.
وأيضاً:
"فَأَنْطَلِقُ فَآتِي تَحْتَ الْعَرْشِ فَأَقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّي عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ مَحَامِدِهِ وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ عَلَى أَحَدٍ قَبْلِي"
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Nov 2009, 11:27 ص]ـ
مع تقديري الشديد لهذه الملحوظات واستفادتي وغيري منها، إلا إنني أقترح أن تترفق يا أبا مجاهد قليلاً وفقك الله. فأخشى أن يوقف توزيع التفسير الميسر مرة أخرى ولا نحصل عليه إلا بصعوبات بالغة بسبب الملحوظات، فقد حدثني الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي وفقه الله - الأمين العام للمجمع - أن من أسباب إيقاف توزيعه في نسخته الأولى الانتقادات العلمية والملحوظات التي وردت للمجمع عليه، فرأوا إيقافه.
مجرد وجهة نظر بين يدي فضيلتكم، والرأي لكم وللزملاء في الملتقى.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 Nov 2009, 11:51 ص]ـ
إذا كانت الانتقادات وجيهة وذات أثر مهم في الفهم الصحيح لمعاني القرآن فلا أرى ضيرا في إيقافه.
وليس المهم كثرة الانتقاد المهم مدى جديتها وأثرها.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[01 Nov 2009, 09:49 م]ـ
مع تقديري الشديد لهذه الملحوظات واستفادتي وغيري منها، إلا إنني أقترح أن تترفق يا أبا مجاهد قليلاً وفقك الله. فأخشى أن يوقف توزيع التفسير الميسر مرة أخرى ولا نحصل عليه إلا بصعوبات بالغة بسبب الملحوظات، فقد حدثني الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي وفقه الله - الأمين العام للمجمع - أن من أسباب إيقاف توزيعه في نسخته الأولى الانتقادات العلمية والملحوظات التي وردت للمجمع عليه، فرأوا إيقافه.
مجرد وجهة نظر بين يدي فضيلتكم، والرأي لكم وللزملاء في الملتقى.
أولاً- وجهة نظر مقدرة ومحترمة
ثانياً - لا مانع من أخذ رأي بقية الأعضاء من أهل العلم والفضل، وخاصة من المشرفين.
ثالثاً - لعلك تلاحظ أني لم أخالف الرفق في التعليقات التي أوردها، وإنما أكر عبارات سهلة رفيقةًّ! مثل: الأولى - الأظهر - الأنسب ....
رابعاً - هذا التفسير عمل بشري، ولا يتصور سلامته من النقص، ولا خلوه من الأخطاء، والقصد من هذه التعليقات الحرص على تقليل المآخذ، وإتمام العمل حتى يكون على أعلى قدر من السلامة.
والله أعلم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[22 Nov 2009, 04:07 م]ـ
لماذا توقفت يا أخانا الكريم؟
هذه الموضوع من أنجع المشاركات للتدارس والمراجعة وتجديد الصلة بمعاني القرآن الكريم وأقوال أهل العلم.
ولا أظن أن هذه التعقبات ستؤثر على طباعة التفسير.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[22 Nov 2009, 05:09 م]ـ
لماذا توقفت يا أخانا الكريم؟
هذه الموضوع من أنجع المشاركات للتدارس والمراجعة وتجديد الصلة بمعاني القرآن الكريم وأقوال أهل العلم.
ولا أظن أن هذه التعقبات ستؤثر على طباعة التفسير.
أشكرك أخي الكريم على حرصك، وأوافقك في أهمية مثل هذه الموضوعات، وأول المستفيدين كاتب هذه التعليقات، ولكن بعد مشورة المشرفين وبعض الذين لهم صلة بهذا المشروع لم يترجح لي أحد الرأيين - المواصلة أو التوقف -.
وأسأل الله أن يوفقنا للصواب.(/)
درر لابن القيم
ـ[ناصر_عزيز]ــــــــ[23 Oct 2009, 10:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول: قد يكون الواعظ صادقاً، قاصداً للنصيحة إلا أن منهم شرب الرئاسة فى قلبه مع الزمان فيحب أن يعظم.
وعلامته: أنه إذا ظهر واعظ ينوب عنه أو يعينه على الخلق كره ذلك ولو صح قصده لم يكره أن يعينه على خلائق الخلق.
وقد لبس إبليس على أقوام من المحكمين فى العلم والعمل من جهة أخرى، فحسن لهم الكبر بالعلم والحسد للنظير والرياء لطلب الرياسة، فتارة يريهم أن هذا كالحق الواجب لهم، وتارة يقوى حب ذلك عندهم فلا يتركونه مع علمهم أنه خطأ.
وعلاج هذا لمن وفق: إدمان النظر فى إثم الكبر والحسد والرياء، وإعلام النفس أن العلم لا يدفع شر هذه المكتسبات بل يضاعف عذابها لتضاعف الحجة بها، ومن نظر فى سير السلف من العلماء العاملين استقل نفسه فلم يتكبر ومن عرف الله لم يراء ومن لاحظ جريان أقداره على مقتضى إرادته لم يحسد.
وقد كان أيوب السختيانى إذا حدث بحديث فرق ومسح وجهه وقال ما أشد الزكام.
وقد قال بعض السلف: ما من علم علمته إلا أحببت أن يستفيده الناس من غير أن ينسب إلى.
عن عبد الرحمن بن أبى ليلى قال: أدركت عشرين ومائة من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم من الأنصار ما منهم رجل يسأل عن شىء إلا ود أن أخاه كفاه.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[23 Oct 2009, 11:54 م]ـ
جزاك الله خيرًا أخانا الكريم
ألا رحمة الله على ابن القيِّم، ما أغلاها من دُرَرٍ!(/)
أثر اعتقاد المفسر في تفسيره (الأشاعرة أنموذجا)
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[24 Oct 2009, 12:54 م]ـ
أثر اعتقاد المفسر على تفسيره
(الأشاعرة أنموذجا)
لاعتقاد المفسر أثر بالغ في تفسيره، فإذا كان المفسر سلفيا فإن تفسيره لا يخرج عن تفسير السلف، وإن كان غير ذلك ظهر أثر معتقده في تفسيره، ومن الأمثلة على ذلك من فسر القرآن من الأشاعرة فقد ظهرت آثار اعتقاداتهم في تفسيرهم للقران ويمكن إجمال بعض ذلك فيما يلي:
1 - تحريف الآيات التي تثبت صفات لله عز وجل غير تلك الصفات السبع التي أثبتها الأشاعرة، ويتم هذا التحريف تحت مسمى التأويل
وانظر- كمثال فقط- إلى ما قاله الرازي، البقاعي، وابن عطية، في تفاسيرهم وتحريفهم لمعنى الاستواء في أول سورة طه.
2 - تقديم العقل على نص الآية قال الرازي في تفسيره:
بل القانون أنه يجب حمل كل لفظ ورد في القرآن على حقيقته إلا إذا قامت دلالة عقلية قطعية توجب الانصراف عنه. اهـ
ويظهر من كلام الرازي أن العقل حاكم على القرآن، وحملهم على ذلك مقدمتهم الفاسدة المتناقضة، وهي تعارض النقل الصحيح مع العقل الصريح، وهذا لا يمكن تصوره، إلا كما قال الأحمق: لو جاء الحج في رمضان. وقد أجهز شيخ الإسلام على شبهاتهم في كتابه: درء تعارض العقل والنقل.
3 - تحريف الآيات التي فيها إثبات مشيئة العبد، إلا معنى الكسب الذي لا يمكن تصوره
يقول البيضاوي: في تفسير قوله تعالى:
{فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ} لا أبالي بإيمان من آمن ولا كفر من كفر، وهو لا يقتضي استقلال العبد بفعله فإنه وإن كان بمشيئته فمشيئته ليست بمشيئته. اهـ كلامه.
4 - قصر معنى الإيمان على مجرد التصديق كما هو مذهب المرجئة، المخالف لإجماع السلف أن الإيمان قول وعمل.
قال الرازي في تفسيره: لأن الإيمان المعدى إلى الله المراد منه التصديق الذي هو نقيض الكفر.
5 - ينكر الأشاعرة أن يكون للعقل والفطرة أي دور في الحكم على الأشياء بالحسن والقبح، ويقولون: مرد ذلك إلى الشرع وحده، وهذا رد فعل مغال لقول البراهمة والمعتزلة: إن العقل يوجب حسن الحسن وقبح القبيح، وهو مع منافاته للنصوص مكابرة للعقول، ومما يترتب من الأصول الفاسدة على قولهم: أن الشرع قد يأتي بما هو قبيح في العقل، فإلغاء دور العقل بالمرة أسلم من نسبة القبح إلى الشرع!
يقول الرازي عند تفسير قوله تعالى: فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (125)
أما الجواب الأول: وهو أن إطالة العمر وتوجيه التكليف تفضل، فيجوز أن يخص به بعضاً دون بعض. فنقول: هذا الكلام مدفوع، لأنه تعالى لما أوصل التفضل إلى أحدهما، فالامتناع من إيصاله إلى الثاني قبيح من الله تعالى، لأن الإيصال إلى هذا الثاني، ليس فعلاً شاقاً على الله تعالى، ولا يوجب دخول نقصان في ملكه بوجه من الوجوه، وهذا الثاني يحتاج إلى ذلك التفضل ومثل هذا الامتناع قبيح في الشاهد ألا ترى أن من منع غيره من النظر في مرآته المنصوبة على الجدار لعامة الناس قبح ذلك منه، لأنه منع من النفع من غير اندفاع ضرر إليه، ولا وصول نفع إليه فإن كان حكم العقل بالتحسين والتقبيح مقبولاً، فليكن مقبولاً ههنا، وإن لم يكن مقبولاً لم يكن مقبولاً ألبتة في شيء من المواضع، وتبطل كلية مذهبكم فثبت أن هذا الجواب فاسد ..
5 - قولهم في القرآن وفي كلام الله أنه معنى أزلي أبدي قائم بالنفس ليس بحرف ولا صوت ولا يوصف بالخبر ولا الإنشاء. واستدلوا بالبيت المنسوب للأخطل النصراني:
إنَّ الكلامَ لفِي الفؤادِ وإنَّما جُعْلِ اللسانُ على الفؤادِ دليلاً
أما الكتب المنزلة ذات الترتيب والنظم والحروف - ومنها القرآن - فليست هي كلامه تعالى على الحقيقة بل هي "عبارة" عن كلام الله النفسي.
يقول الرازي في تفسيره:
مذهبنا أن الكلام الحقيقي هو المعنى القائم بالنفس.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[24 Oct 2009, 06:15 م]ـ
أخي الكريم عبد الله ..
أنت من أصحاب العهد الأول بالملتقى، والمشاركات العلمية المميزة فيه، فما بالك اليوم أشغلت نفسك بموضوعات لم تتسم بدوافع الكتابة المقبولة ..
فهي لم تضف جديدا، لأن هذا الموضوع مما لا يجهله طالب علم حتى أصبح من البدهيات ..
وهي لم تجمع متفرقا، لأنها كتابة مختصرة ومقتصرة على بعض بعض الجزئيات ..
كما أنها لم تؤكد أمرا منسيا أو تذكر به ...
وإذا افتقد الكلام لأحد هذه الثلاثة لم يبق فيه إلا تسويد الورق وإهدار الوقت.
ولم أرَ في عيوب الناس عيبا ... كنقص القادرين على التمام
ولعل انقطاعك عن الملتقى أخي الكريم أورث هذا الأمر!
وفقك الله وسددك ..
وللعلم فمن أحسن ما كتب في هذا الموضوع رسالة علمية حديثة بعنوان: (الأثر الفلسفي في التفسير) للدكتور بكار الحاج جاسم
فهي رسالة علمية جمعت المتفرق، وأحاطت بالموضوع من جوانبه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[24 Oct 2009, 07:02 م]ـ
مما لا شك فيه أن لاعتقاد المفسر أثراً في تفسيره، وهذا مما لا ينكر، وعرض الأشاعرة كنموذج هو كعرض نموذج لأهل الحديث، أو المعتزلة كما في الكشاف للزمخشري، أو الباطنية أو غيرهم، إلا أنني أرى أخانا بلقاسم أخطأ في وصف السادة الأشاعرة بالتحريف، إذ للأشاعرة أيضاً أن يصفوا أهل الحديث أو غيرهم بالتحريف، فيبقى مرد الأمر إلى الدليل، وهو مما لم يعرض له أخونا بلقاسم، فهو إنما أراد بيان أثر المعتقد في التفسير.
فلو اكتفيت يا أخانا بلقاسم بذكر مجرد تأثير الاعتقاد في التفسير لقبلنا ذلك منك، على كونه من الأمور البدهية أن يؤثر المعتقد في التفسير وفي غيره ...
أما أن تصف الأشاعرة بالتحريف، فليس هذا محله، وكنت أريد أن أشتغل ببيان ما تراه أنت خطأ مما أراه أنا من دقيق الفكر والنظر عند السادة الأشاعرة كمسألة الكسب، والتحسين والتقبيح، ومشيئة العبد، والتأويل، فتريثت كراهة أن أحرف الموضوع عن مقصوده ...
وخلاصة القول: أن تأثير المعتقد في التفسير أمر واقع لا محالة. وهذا أمر، وكون هذا المعتقد صواباً أو خطأ أمر آخر.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[24 Oct 2009, 07:28 م]ـ
لا شك أن للمعتقد تأثيراً في اختيارات المفسر وهو يصلح بحثاً لدراسة علمية , ومن باب الإضافة أورد هذه الأمثلة من كتابي جهود الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
تأثير المعتقَد في الاختيارات التفسيريّة عند الشيخ ابن عثيمين:
بحيث يختارُ أحد الأقوال في الآية ويردُّ الآخر بناءً على مسألة عقديّة متقرّرة؛ فيكونُ المعتقَد هو قاعدة الترجيحِ، وسأذكر مثالين يتّضح بهما هذا الأمر:
المثال الأول: عند تفسيره لقوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (البقرة: من الآية29).
قالَ:" {اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} أيْ عَلاَ إلى السماء؛ هذا ما فسّرها به ابن جرير ()
رحمه الله، وقيل: أيْ قَصَدَ إليها؛ وهذا ما اختاره ابن كثير () رحمه الله، فللعلماء في تفسير {اسْتَوَى إِلَى} قولانِ:
الأول: أنّ الاستواء هنا بمعنى القَصْد، وإذا كان القصد تامًّا قيل: استوى، لأنّ الاستواء كلّه يدلُّ على الكمال، كما قال تعالى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى} (القصص: من الآية14) أيْ كَمُلَ، فمن نظر إلى أنّ هذا الفعل عُدِّيَ بـ {إِلَى} قال: إنّ {اسْتَوَى} هنا ضُمِّنَ معنى قَصَدَ؛ ومَنْ نظر إلى أنّ الاستواء لا يكون إلاّ في علوّ جعل {إِلَى} بمعنى: على، لكن هذا ضعيف؛ لأنّ الله تعالى لَمْ يسْتوِ على السماء أبدًا وإنّما استوى على العرش فالصواب ما ذهب إليه ابنُ كثير رحمه الله وهو أنّ الاستواء هنا بمعنى القَصْد التامّ، والإرادة الجازمة ". ()
ففي هذا المثال رجّح قول ابن كثير رحمه الله بناءً على أنّ الاستواء إنّما كان على العرش لا على السماء ولَمْ يُشرْ إلى أنّه رَجَّحَ معنى (قَصَدَ) بقاعدة التضْمين رغم قوله بها () وإنّما أشار إلى ما هو أهمّ عنده وهو الجانب العَقَدِيُّ.
المثال الثاني: عند تفسيره لقوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ} (البقرة: من الآية210)
قال:" قوله تعالى: {فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ}؛ {فِي} معناها " مع " ()؛ يعني يأتي مُصاحبًا لهذه الظلل؛ وإنّما أخرجناها عن الأصل الذي هو الظرفية؛ لأنّا لو أخذناها على أنّها للظرفية صارت هذه الظلل مُحيطةً بالله ?؛ والله أعظم، وأجلُّ مِنْ أنْ يحيط به شيء مِنْ مخلوقاته () " ... إلى أنْ قال:" وقيل: إنّ {فِي} بمعنى الباء ()؛ فتكون كقوله تعالى: {وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا} (التوبة: من الآية52) وهذا قولٌ باطلٌ () لمخالفته ظاهر الآية ". ()
فيلاحظ أنّه قالَ هنا بمذهبِ الكوفييّن وهو القول بتعاقب الحروف رغم ترجيحه لمذهب البصرييّن القائلين بالتضْمين ()، وذلك مِنْ أجل ما ذَكَر مِن الملْحَظِ العقديّ.
ورغمَ استعماله رحمه الله لتفسير القرآنِ بالقرآن في تفسيره كما تقدّم تقريره فإنّه ردَّ وفنَّدَ قولَ القائلينَ بأنّ المرادَ بالإتيانِ إتيانُ أمْرِه مُستشهدينَ بقوله تعالى: {أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ} (النحل: من الآية33) وجَعْلِه مِن بيانِ مُجْمَلِ القرآن كما ذكَر ذلك بعضُ المفسِّرين ()؛ إذْ قالَ:" ولا يُعارِضُ ذلكَ أنّ الله قد يُضِيفُ الإتيانَ إلى أمْرِه مثلَ قوله تعالى: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ} (النحل: من الآية1)، ومثلَ قوله تعالى: {أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ} (النحل: من الآية33)؛ لأنَّنا نقولُ: إنّ هذا مِن أمُورِ الغيب؛ والصفاتُ توقيفية؛ فنتوقّفُ فيها على ما وَرَد؛ فالإتيانُ الذي أضافهُ الله إلى نفْسِه يكونُ المرادُ به إتيانُه بنفْسِه؛ والإتيانُ الذي أضافه الله إلى أمْرِه يكونُ المرادُ به إتيانُ أْمِره؛ لأنّه ليس لنا أنْ نقولَ على الله ما لا نعْلَم؛ بلْ علينا أنْ نتوقّفَ فِيما وَرَدَ على حَسبِ ما وَرَد ". ()
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[28 Oct 2009, 10:17 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ محمد العبادي جزاك الله خيرا
الاخ بكر الجازي أحسن الله إليك، قولك:
وخلاصة القول: أن تأثير المعتقد في التفسير أمر واقع لا محالة. وهذا أمر، وكون هذا المعتقد صواباً أو خطأ أمر آخر.
هذا صحيح، وكنت أقصد الأمرين معا، لأن الأصل في الملتقى أنه ملتقى السلف الصالح، هكذا كنت أظن.
الشيخ الدكتور أحمد البريدي
وفقك الله ونفع بعلمك
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[29 Oct 2009, 02:06 ص]ـ
السلام عليكم
عذرا أخي عبد الله ليس الموقع للسلف الصالح - أو موقع سلفي بتعبير أدق - بل هو موقع التفسير و الدراسات القرآنية و ستجد فيه السلفي و غيره و لا يمنع الباحث أن يستفيد من غيره طالما عرف مواطن الشبه و أحكم أصول الاعتقاد السليم - و اللبيب بالإشارة يفهم - ............
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Oct 2009, 02:48 ص]ـ
السلام عليكم
عذرا أخي عبد الله ليس الموقع للسلف الصالح - أو موقع سلفي بتعبير أدق - بل هو موقع التفسير و الدراسات القرآنية و ستجد فيه السلفي و غيره و لا يمنع الباحث أن يستفيد من غيره طالما عرف مواطن الشبه و أحكم أصول الاعتقاد السليم - و اللبيب بالإشارة يفهم - ............
أين اللب في كلامك أخي العزيز؟
وبأي صفة تتحدث رعاك الله؟
بل هو موقع علمي للدراسات القرآنية على منهج السلف الصالح في فهمهم للقرآن وتعاملهم معه، بقدر ما يبلغه اجتهادنا ومعرفتنا. ولا نسمح لغير هذا المنهج أن يبرز نفسه ممثلاً لهذا الموقع سواء كان أشعرياً أو غيره، ونحن نرى أن مذهب السلف الصالح رضي الله عنهم الذي نعرف معالمه الدقيقة، وكتبه الموثوقه، وعلماءه المعروفين هو المذهب الحق، وما سواه فهو باطل. ونحن لا نجامل أحداً في عقيدتنا أخي العزيز شهاب الدين، وإلا كنا منافقين نظهر شيئاً ونبطن غيره،وهذا أمر قد ذكرته غير مرة حتى لا يظن من يلمس التلطف في عباراتي أنني أداهن في عقيدتي وأجامل من أجل بقاء المشاركين في الموقع.
وأحب أن أبين لأخي العزيز الدكتور عبدالله بلقاسم وهو الذي يعرفنا حق المعرفة ونعرفه كذلك، وما كنتُ أنتظرُ منه مثل هذه العبارة (هكذا كنتُ أظن)، بأن الموقع لا يتبنى أي منهج مخالف لمنهج السلف رضي الله عنهم وأرضاهم.
ولكننا في هذا الموقع نجتهد ونتحرى الفائدة والنفع في ميدان تخصص الموقع، وقد رأينا من خلال التجربة أن إثارة الموضوعات العقدية بشكل مباشر تذهب بالحوار إلى وجهة غير مقبولة؛ لأن الموقع يشارك فيه من يوافقنا في منهجنا ومن يخالفنا، بل كثير من الزملاء في الموقع ممن ينتسبون للمذهب الأشعري صراحةً ويدافعون عنه، ونحن لا نكره الناس على اعتناق أرائنا لمجرد أننا مقتنعون بها، فإن القلوب بيد الله سبحانه وتعالى، وهم من أهل العلم والفضل.
فأصبحنا من أجل ذلك لا نحب الخوض فيها، لا لأننا لا نرى منهج السلف هو الصواب، بل لأن الموضع غير مناسب لطرحها، وهناك مواقع أخرى تفرغت لهذا هي أولى بطرحه والنقاش حوله، والانترنت فضاء مفتوح لكل أحد، فحسبنا أن نركز جهودنا فيما تفرغنا له، وإن لنا فيه لشغلاً وعملاً لو أخلصنا النية.
نسأل الله أن يجمع قلوبنا على الحق، وأن يهدينا للحق دوماً، وأن يرزقنا الحكمة والسداد في أقوالنا وأفعالنا.
وأرجو ألا يأخذ النقاش في هذا الموضوع أكثر من هذا.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[29 Oct 2009, 02:59 ص]ـ
ونحن لا نكره الناس على اعتناق أرائنا لمجرد أننا مقتنعون بها، فإن القلوب بيد الله سبحانه وتعالى، وهم من أهل العلم والفضل.
فأصبحنا من أجل ذلك لا نحب الخوض فيها، لا لأننا لا نرى منهج السلف هو الصواب، بل لأن الموضع غير مناسب لطرحها، وهناك مواقع أخرى تفرغت لهذا هي أولى بطرحه والنقاش حوله، والانترنت فضاء مفتوح لكل أحد، فحسبنا أن نركز جهودنا فيما تفرغنا له، وإن لنا فيه لشغلاً وعملاً لو أخلصنا النية.
نسأل الله أن يجمع قلوبنا على الحق، وأن يهدينا للحق دوماً، وأن يرزقنا الحكمة والسداد في أقوالنا وأفعالنا.
وأرجو ألا يأخذ النقاش في هذا الموضوع أكثر من هذا.
كلام من ذهب
بارك الله لنا فيكم فضيلة المشرف العام
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[29 Oct 2009, 09:57 ص]ـ
أستاذنا الكريم عبد الرحمن الشهري:
بل هو موقع علمي للدراسات القرآنية على منهج السلف الصالح في فهمهم للقرآن وتعاملهم معه، بقدر ما يبلغه اجتهادنا ومعرفتنا. ولا نسمح لغير هذا المنهج أن يبرز نفسه ممثلاً لهذا الموقع سواء كان أشعرياً أو غيره
ومنهج الأشاعرة هو منهج السلف الصالح رضوان الله عليهم. ونلتمس العذر لمن خالفهم من الحنابلة، ونسأل الله أن يغفر لنا ولكم.
ونحن نرى أن مذهب السلف الصالح رضي الله عنهم الذي نعرف معالمه الدقيقة، وكتبه الموثوقه، وعلماءه المعروفين هو المذهب الحق، وما سواه فهو باطل. ونحن لا نجامل أحداً في عقيدتنا أخي العزيز شهاب الدين، وإلا كنا منافقين نظهر شيئاً ونبطن غيره،وهذا أمر قد ذكرته غير مرة حتى لا يظن من يلمس التلطف في عباراتي أنني أداهن في عقيدتي وأجامل من أجل بقاء المشاركين في الموقع.
ونحن لا نجامل في عقيدتنا أستاذي الكريم.
ولكن نلتمس العذر للمخالف، وأنت تعلم أن الخلاف بين الأشاعرة والحنابلة قديم. وإن كنا نرى الحق في جنب الأشاعرة.
على كل حال:
نحن على شرط المضيف، فهذا المنتدى لكم، ولا نحب أن نغشاكم بما تكرهون، وأرجو ألا نكون أثقلنا عليكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[29 Oct 2009, 12:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري
أعتذر إليكم فما عنيت فضيلتكم بما كتبت، وسمعا وطاعة، وبارك الله فيكم وفي جميع الإخوة، والصلح خير.(/)
لقاء بعنوان (القراءة بالألحان بين المنع والتجويز والنظرية والتطبيق)
ـ[تبيان]ــــــــ[24 Oct 2009, 01:34 م]ـ
جمعية تبيان تدعوكم لحضور اللقاء العلمي الأول بعنوان
(القراءة بالألحان بين المنع والتجويز والنظرية والتطبيق)
للأستاذ الدكتور إبراهيم بن سعيد الدوسري
يوم الثلاثاء 8/ 6/1430هـ بعد صلاة المغرب بالقاعة الكبرى بكلية أصول الدين
ـ[غانم الغانم]ــــــــ[25 Oct 2009, 02:51 ص]ـ
عرفت شيخنا أ. د إبراهيم بن سعيد الدوسري حفظه الله من خلال تدريسه لي في برنامج الدكتوراه
مدقق محرر
يثري السامع بفوائد قيمة ناتجة عن عمل علمي محرَّرتطبيقي.
وأبلغ دليل (المنهاج في الحكم على القراءات)
ولعلي أكتب في وقت قريب - بعد إذن الشيخ- تلك الفوائد.
أسأل الله أن يجزي شيخنا , وأن ييسر لي حضور هذا اللقاء بإذن الله.
ـ[مها]ــــــــ[25 Oct 2009, 10:27 م]ـ
جعل الله هذا اللقاء الأول فاتحة خير.
هل للنساء نصيب في الحضور؟ وأين سيكون المقر؟
ـ[تبيان]ــــــــ[25 Oct 2009, 11:34 م]ـ
سينقل اللقاء إن شاء الله، وسيسجل صوتا وصورة.
ـ[تبيان]ــــــــ[26 Oct 2009, 09:16 م]ـ
رابط نقل اللقاء العلمي على البث الإسلامي
http://www.liveislam.net/browsesubject.php?sid=&id=12144&action=listen
ـ[د. عبدالرحمن اليوسف]ــــــــ[27 Oct 2009, 10:52 م]ـ
شكر الله لفضيلة الأستاذ الدكتور إبراهيم الدوسري ماأمتعنا به في هذه الأمسية المباركة , من علم غزير , وفهم واسع , وإجابات مدققة , ونقول موفقة.
وبانتظار الجزء الثاني من الجانب التطبيقي بإذن الله تعالى.(/)
مشكل .. على اعتبار آخر ما نزل!.
ـ[مؤمن ناصر الدين]ــــــــ[24 Oct 2009, 02:26 م]ـ
إذا اعتبرنا أن آية البقرة هي آخر ما نزل، فكيف نوفق بين قوله عز وجل في المائدة {اليوم أكملت لكم دينكم}، وبين تأخر آية البقرة عن ما سمّاه الله كمالا؟ ..
أي كيف يكتمل وقد بقي آية لم تنزل بعد؟.
أما إذا قلنا بآية المائدة فيزول الخلاف -على ما يبدو- والله أعلم
فما قول أهل العلم؟
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[24 Oct 2009, 03:30 م]ـ
آية المائدة المراد منها إكتمال شرائع الدين بفريضة الحج وهو آخر أركان الإسلام فريضة وليست هي آخر ما نزل.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[26 Oct 2009, 12:27 ص]ـ
آخر ما نزل على الإطلاق
اختلف العلماء في تعيين آخر ما نزل من القرآن على الإطلاق واستند كل منهم إلى آثار ليس فيها حديث مرفوع إلى النبي
فكان هذا من دواعي الاشتباه وكثرة الخلاف على أقوال شتى
الأول أن آخر ما نزل قول الله تعالى في سورة البقرة واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون 2 البقرة 281
أخرجه النسائي من طريق عكرمة عن ابن عباس وكذلك أخرج ابن أبي حاتم قال آخر ما نزل من القرآن كله واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله الآية
وعاش النبي بعد نزولها تسع ليال ثم مات لليلتين خلتا من ربيع الأول
الثاني أن آخر ما نزل هو قول الله تعالى في سورة البقرة أيضا يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربوا إن كنتم مؤمنين 2 البقرة 278
أخرجه البخاري عن ابن عباس والبيهقي عن ابن عمر
الثالث أن آخر ما نزل آية الدين في سورة البقرة أيضا وهي قوله سبحانه يأيها الذين ءامنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه 2 البقرة 282 إلى قوله سبحانه والله بكل شيء عليم 2 البقرة 282 وهي أطول آية في القرآن
أخرج ابن جرير عن سعيد بن المسيب أنه بلغه أن أحدث القرآن عهدا بالعرش آية الدين
أخرج أبو عبيد في الفضائل عن ابن شهاب قال آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين
ويمكن الجمع بين هذه الأقوال الثلاثة بما قاله السيوطي رضي الله عنه من أن الظاهر أنها نزلت دفعة واحدة كترتيبها في المصحف لأنها في قصة واحدة فأخبر كل عن بعض ما نزل بأنه آخر وذلك صحيح
أقول ولكن النفس تستريح إلى أن آخر هذه الثلاثة نزولا هو قول الله تعالى واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون 2 البقرة 281
وذلك لأمرين
**أحدهما ما تحمله هذه الآية في طياتها من الإشارة إلى ختام الوحي والدين بسبب ما تحث عليه من الاستعداد ليوم المعاد وما تنوه به من الرجوع إلى الله واستيفاء الجزاء العادل من غير غبن ولا ظلم وذلك كله أنسب بالختام من آيات الأحكام المذكورة في سياقها
**ثانيهما التنصيص في رواية ابن أبي حاتم السابقة على أن النبي عاش بعد نزولها تسع ليال فقط ولم تظفر الآيات الأخرى بنص مثله
الرابع أن آخر القرآن نزولا قول الله تعالى في سورة آل عمران فاستجاب لهم ربهم أنى لا أضيع عمل عمل منكم من ذكر أو أنثى 3 آل عمران 195 الآية
ودليل هذا القول ما أخرجه ابن مردويه من طريق مجاهد عن أم سلمة أنها قالت آخر آية نزلت هذه الآية فاستجاب لهم ربهم أنى لا أضيع عمل عمل منكم إلى آخرها
وذلك أنها قالت يا رسول الله
أرى الله يذكر الرجال ولا يذكر النساء فنزلت ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض 4 النساء 32 ونزل إن المسلمين والمسلمت 33 الأحزاب 35 ونزلت هذه الآية فهي آخر الثلاثة نزولا وآخر ما نزل بعد ما كان ينزل في الرجال خاصة
ومن السهل رد الاستدلال بهذا الخبر على آخر ما نزل مطلقا وذلك لما يصرح به الخبر نفسه من أن الآية المذكورة آخر الثلاثة نزولا وآخر ما نزل بالإضافة إلى ما ذكر فيه النساء أي فهي آخر مقيد لا مطلق وليس كلامنا فيه
الخامس أنه آية ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خلدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما 4 النساء 93 واستدلوا بما أخرجه البخاري وغيره عن ابن عباس
قال هذه الآية ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم هي آخر ما نزل وما نسخها شيء
ولا يخفى عليك أن كلمة وما نسخها شيء تشير إلى أن المراد من كونها آخر ما نزل أنها آخر ما نزل في حكم قتل المؤمن عمدا لا آخر ما نزل مطلقا
(يُتْبَعُ)
(/)
السادس أن آخر آية نزلت يستفتونك قل الله يفتيكم في الكللة 4 النساء 176 وهي خاتمة سورة النساء وأن آخر سورة نزلت سورة براءة
واستند صاحب هذا الرأي إلى ما يرويه البخاري ومسلم عن البراء بن عازب أنه قال آخر آية نزلت يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة
وآخر سورة نزلت براءة
ويمكن نقض هذا الإستدلال بحمل الخبر المذكور على أن الآية آخر ما نزل في المواريث وأن السورة آخر ما نزل في شأن تشريع القتال والجهاد فكلاهما آخر إضافي لا حقيقي
السابع أن آخر ما نزل سورة المائدة
واحتج صاحب هذا القول برواية للترمذي والحاكم في ذلك عن عائشة رضي الله عنها
ويمكن رده بأن المراد أنها آخر سورة نزلت في الحلال والحرام فلم تنسخ فيها أحكام
وعليه فهي آخر مقيد كذلك
الثامن أن آخر ما نزل هو خاتمة سورة براءة لقد جاءكم رسول من أنفسكم 9 التوبة 128 إلى آخر السورة
رواه الحاكم وابن مردويه عن أبي بن كعب
ويمكن نقضه بأنها آخر ما نزل من سورة براءة لا آخر مطلق ويؤيده ما قيل من أن هاتين الآيتين مكيتان بخلاف سائر السورة
ولعل قوله سبحانه فإن تولوا فقل حسبي الله 9 التوبة 129 الخ يشير إلى ذلك من حيث عدم الأمر فيه بالجهاد عند تولي الأعداء وإعراضهم
التاسع أن آخر ما نزل هو آخر سورة الكهف فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صلحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا 18 الكهف 110 أخرجه ابن جرير عن معاوية بن أبي سفيان قال ابن كثير هذا أثر مشكل ولعله أراد أنه لم ينزل بعدها آية تنسخها ولا تغير حكمها بل هي مثبتة محكمة ا ه
وهو يفيد أنها آخر مقيد لا مطلق
العاشر أن آخر ما نزل هو سورة إذا جاء نصر الله والفتح 110 النصر 1 رواه مسلم عن ابن عباس
ولكنك تستطيع أن تحمل هذا الخبر على أن هذه السورة آخر ما نزل مشعرا بوفاة النبي ويؤيده ما روي من أنه قال حين نزلت نعيت إلي نفسي وكذلك فهم بعض كبار الصحابة كما ورد أن عمر رضي الله عنه بكى حين سمعها وقال الكمال دليل الزوال ويحتمل أيضا أنها آخر ما نزل من السور فقط ويدل عليه رواية ابن عباس آخر سورة نزلت من القرآن جميعا إذا جاء نصر الله والفتح 110 النصر1
تلك أقوال عشرة عرفتها وعرفت توجيهها ورأيت أن الذي تستريح إليه النفس منها هو أن آخر القرآن نزولا على الإطلاق قول الله في سورة البقرة وأتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون 2 البقرة 281 وأن ما سواها أواخر إضافية أو مقيدة بما علمت لكن القاضي أبا بكر في الانتصار يذهب مذهبا آخر إذ يقول هذه الأقوال ليس فيها شيء مرفوع إلى النبي وكل قال بضرب من الاجتهاد وغلبة الظن ويحتمل أن كلا منهم أخبر عن آخر ما سمعه من النبي في اليوم الذي مات فيه أو قبل مرضه بقليل وغيره سمع منه بعد ذلك وإن لم يسمعه هو ا ه وكأنه يشير إلى الجمع بين تلك الأقوال المتشعبة بأنها أواخر مقيدة بما سمع كل منهم من النبي وهي طريقة مريحة غير أنها لا تلقي ضوءا على ما عسى أن يكون قد اختتم الله به كتابه الكريم
مناهل العرفان في علوم القرآن الزرقاني م/2 دار الفكر - (1/ 69 - 72)(/)
وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[25 Oct 2009, 12:07 م]ـ
الأخوة االأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الموضوع موجه للعموم أعضاء الملتقى ولمنكري الإعجاز العلمي والعددي على وجه الخصوص، وبما أن هذا الملتقى موسوم بالملتقى العلمي للتفسير، فليكن نقاشناً علميا لا خطابيا.
هذا البحث يتكلم عن سرعة الضوء في القرآن الكريم ولعل بعضكم قد اطلع عليه فأرجو ممن لديه القدرة أن لا يبخل علينا بما يفتح الله عليه حيال الموضع.
صاحب البحث: الدكتور محمد بن إبراهيم دودح
http://www.islamtoday.net/bohooth/artshow-86-7147.htm
" لم يقدم الدليل الأول على تحرك الضوء بسرعة غير لحظية إلا عام 1676 عندما نجح الفلكي أولاس رومر Olas Roemer للمرة الأولى في التاريخ من قياسها عن طريق ملاحظة وجود فارق زمني في تأخر ظهور أقمار كوكب المشتري عندما تكون الأرض في الجهة الأبعد منه خلال دورتها حول الشمس, وبمعرفة طول القطر الأكبر لمدار الأرض ومدة التأخر وفق الأجهزة المتاحة في القرن السابع عشر كانت النتيجة واسعة التقريب حوالي 227 ألف كم\ ثانية, ولكن أمكن تقديم الدليل الأول على أن سرعة الضوء محدودة وإن كانت هائلة, وبعد حوالي نصف قرن حصل برادلي عام 1728 على نتيجة مقاربة عن طريق قياس فلكي آخر, ولم تبدأ القياسات الدقيقة إلا في منتصف القرن التاسع عشر داخل المعمل, وفي القرن العشرين استخدمت في القياس تقنيات أكثر دقة ومع استخدام الليزر بلغت الدقة إلى حد أن الخطأ لا يتجاوز أجزاء قليلة من البليون, وأخيرا بعد جهود استمرت حوالي ثلاثة قرون أمكن عام 1983 في مؤتمر القياسات في باريس تعريف المتر دوليا بالزمن اللازم ليقطعه الضوء (0.000000003335640952 ثانية) بناء على قيمة سرعة الضوء في الفراغ وهي: 299792.458 (حوالي 300 ألف) كم\ثانية.
والكون فيزيائيا بناء واحد شديد الترابط ويتكون من لبنات معمارية أساسية واحدة تشيد هيكل الذرات وحشود النجوم والمجرات وقوى Forces تسري بينهن عاجلة كالملاط, وتحاول الفيزياء اليوم إثبات أن كل القوى ولبنات المواد ترجع إلى واحدة لم يتبق لوصفها سوى الحركة في عجل كلمح الضوء بالبصر هي أساس كل البناء, والنتيجة التي تؤيدها كافة القياسات العملية هي أن قيمة الحد الأعلى لسرعة القوى في الفراغ Vacuum ثابتة, وسرعة الضوء في الفراغ هي نفس سرعة كل أشكال الطيف مثل الأشعة فوق البنفسجية و الأشعة تحت الحمراء وموجات الراديو والتلفزيون ومن الجائز أيضا موجات الجاذبية, ويعبر فيزيائيا عن سرعة القوى الفيزيائية بسرعة الضوء باعتباره الجزء المرئي في الطيف الكهرومغناطيسي ويستوي في ذلك ضوء شمعة أو ومضات نجم, والفرضيات النظرية باختلاف سرعة الضوء عند نشأة الكون أو عند نهايته لا تنقض القياسات العملية حاليا ولا تنقضها بالمثل فرضية الجسيمات الأسرع من الضوء (التاكيونات Tachyons ) أو الأجسام سالبة الكتلة لو ثبتت, وسرعة الضوء في جو الأرض دون الحد الأعلى قليلا أما سرعته في الفراغ فلا تتجاوزها قوة ولا تبلغها مادة.
ويقول الفيزيائي ستيفن هاوكنج Stephen Hawking: " تختلف سرعة الضوء عن سرعة أي شيء آخر, فلا يمكن وصف سرعة رصاصة بندقية أو سرعة القمر أو أي سرعة كوكب إلا بالنسبة إلى شيء ما آخر, بينما لا تنسب سرعة الضوء إلى أي شيء آخر, إنها قيمة ثابتة مطلقة Absolute Constant"(2), وقيمة سرعة الضوء في الفراغ والمعلنة دوليا منذ عام 1983 في مؤتمر باريس للقياسات هي: 299792.458 (حوالي 300 ألف) كيلومتر في الثانية (3) , ويمكن التعبير عن تلك القيمة بأي وحدات قياس أخرى, وإن شئت استخدام وحدات فلكية غير اصطلاحية يشترك فيها جميع أهل الأرض فاليوم هو أدنى وحدة للتعبير عن زمن دورة الأرض حول نفسها أمام الشمس, وإن شئت الدقة فطوله قياسا على نجم بعيد ثابت 86164.09966 ثانية ويسمى باليوم النجمي Sidereal Day بينما تبلغ الفترة بين شروقين متتاليين 86400 ثانية وتسمى باليوم الاقتراني Synodic Day, والزيادة الظاهرية (حوالي أربع دقائق) ناجمة عن حركة الأرض حول الشمس أثناء حركتها حول نفسها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقياسا على نجم بعيد تبلغ المسافة التي يقطعها الضوء في يوم 25.83134723 بليون كيلومتر, وهي قيمة لا تكفي المسافات المحدودة على الأرض للتعبير عنها إلا باستخدام مسافات تقطعها أجرام فلكية, والقمر أقرب الأجرام وعلى حركته في 12 دورة تتابع الحج عند العرب وساد تقويم السنة, ولكن حركته نسبية يتباين وصفها تبعا للراصد ونرصدها فلكيا أثناء حركتنا مع الأرض حول الشمس, ولذا إن شئت الدقة يجب نسبة حركته كذلك إلى نجم بعيد وكأن الأرض ثابتة لا تدور حول الشمس كما يعدها أهلها, وحينئذ ستذهلك مفاجأة ادخرها القرآن بتأكيده في مقام بيان سرعة قصوى ذات قيمة كونية ثابتة أن يوما كألف سنة, لأن سرعة القوى جميعا واحدة ذات قيمة كونية ثابتة وما تقطعه في يوم يماثل تماما في دقة مذهلة ما يقطعه القمر في ألف سنة باعتبار ما يعدون؛ أي كما لو كانت الأرض ثابتة لا تدور حول الشمس.
التحليل الدلالي
ورد قياس في القرآن الكريم أحد طرفيه (يوم) والآخر (ألف سنة) في سياق الإنذار باقتراب نهاية الكون ودمار الأرض وهلاك أهلها بعذاب قادم بسرعة قصوى لا تحتاج مزيد استعجال؛ يقول تعالى: "وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللّهُ وَعْدَهُ وَإِنّ يَوْماً عِندَ رَبّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مّمّا تَعُدّونَ" الحج 47، والأصل حمل العدد على ظاهر دلالته الإحصائية لا على مجرد التكثير أو التقليل إلا بقرينة صارفة, وكما يمكن حمل الإنذار على تقارب أطراف الكون تُحمل الألف سنة على مسافة السير في اليوم بيانًا لحد سرعة القوى المعبر عنها بسرعة الضوء, وأما التعبير (عند ربك) وما يماثله في القرآن فلا يعني التحيز وإنما يجعله القياس هنا بمعنى (وفق تقديره تعالى في الكون.)
وفي نفس سياق الإنذار بدمار الأرض وهلاك أهلها مع تقارب أطراف الكون وإن بدا حده بعيدا وردت نفس القيم في قياس أكبر يُمكن حمله على أقصى بعد؛ يقول تعالى: "سَأَلَ سَآئِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ. لّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ. مّنَ اللّهِ ذِي الْمَعَارِجِ. تَعْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ. فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً. إِنّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً. وَنَرَاهُ قَرِيباً. يَوْمَ تَكُونُ السّمَآءُ كَالْمُهْلِ. وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ. وَلاَ يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيما" المعارج 1 - 10، و (المعارج) جمع لاسم المكان (مَعْرَج) كأدق وصف للآفاق الممتدة حيث تسري القوى بانحناء كمشية الأعرج, والاكتشاف بأن مسارات القوى منحنية دفع الفيزيائيين لإطلاق تعبير الكون المنحني Curved Universe, وفي اللغة: "تعارج حاكى مشية الأعرج وعرَّجه ميَّله وتعرَّج مال والتعاريج المنحنيات والعرجون العذق المعوج" (4) , والملائكة والروح رسل هداية لا تنقطع عن الإبلاغ إلى أن يعود كل شيء إلى الله لا سواه بيانا لوحدانيته تعالى وتفرده, وهم حضور في قياس مسافة لا يقطعها جسم مادي محدود السرعة في كون متغير الأبعاد مما يعني أنه عامر بالساجدين, قال جوهري: "أخذ يستأنف مبينا ارتفاع تلك الدرجات .. فليس المراد المدة بل بعد المدى .. وقدم الملائكة لأنهم في عالم الأرواح .. العالم المبرأ عن المادة (لأنه) .. لا يُرتقى إلى تلك المعارج إلا بالكشف العلمي أو الخروج عن عالم المادة" (5) , وقال البيضاوي: "استئناف لبيان ارتفاع تلك المعارج وبعد مداها" (6) , وقال البغوي: "المسافة من الأرض إلى (منتهى) السماء" (7) .. (يعني) "إلى منتهى أمر الله تعالى" (8) , وقال الألوسي: "الكلام بيان لغاية ارتفاع تلك المعارج وبعد مداها .. والمراد أنها في غاية البعد والارتفاع" (9) .. و"العروج في الدنيا .. روِي (هذا) عن ابن إسحاق ومنذر بن سعيد ومجاهد وجماعة, وهو رواية عن ابن عباس أيضا" (10).
(يُتْبَعُ)
(/)
وتُقاس الأبعاد فلكيا بوحدة الزمن المناسبة وأقصى سرعة, فنقول يبعد القمر حوالي ثانية ضوئية وتبعد الشمس ثمان دقائق ويبعد أقرب نجم 4.3 سنة, فإذا كانت القيمة (ألف سنة في يوم) تعبيرًا عن أقصى سرعة تكون القيمة (خمسين) في السياق تعدادا لأقصى وحدة زمن, وأكبر وحدة زمن فلكيا هي سنة الشمس وهي مدة دورتها حول مركز المجرة وقيمتها حوالي 250 مليون سنة, ولكي يقطع شعاع من الضوء المسافة إلى طرف الكون الممكن الرصد يحتاج إلى عمر الكون وقيمته حوالي 12.5 (10 - 15) بليون سنة (11) , والعجيب أنها تساوي القيمة (خمسين) تماما بسنوات الشمس مما يؤكد أن القيمة (ألف سنة في يوم) تعبير عن أقصى سرعة في الكون.
وفي سياق بيان أن كل شيء مأمور أي قائم وفق تدبير لا تصنعه مصادفة ونظام واحد يشهد بوحدانية الخالق ورد نفس القياس بتفصيل أكثر يكشف وجود تقدير واحد ثابت يتعلق بالحد الأعلى للحركة في الكون المنظور كله, يقول تعالى: "يُدَبّرُ الأمْرَ مِنَ السّمَآءِ إِلَى الأرْضِ ثُمّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مّمّا تَعُدّونَ" السجدة 5، و (الأمر) المُدَبَّر يستقيم أن يعنى (المأمور) فيوحد كل شيء في أصل واحد ويجعل الكل منظما مقدرا, والانتقال إلى هيئة مواد الأرض ثم العودة إلى الانتقال الحر في انحناء كالأعرج يوحد القوى والمواد في البنية ويوجز قصة الكون فيزيائيا منذ بدايته, ويصور (إليه) نهايته بعودة الكل إلى الله لا إلى غيره بيانا لوحدانيته تعالى وتفرده, وتسبق الآية الكريمة مباشرة جملة آيات تحمل الدلالة على صدق القرآن الكريم وأن النبي محمد –صلى الله عليه وسلم - قد جاء إلى أمته بالمثل نذيرا: يقول تعالى: "تَنزِيلُ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رّبّ الْعَالَمِينَ. أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقّ مِن رّبّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مّآ أَتَاهُم مّن نّذِيرٍ مّن قَبْلِكَ لَعَلّهُمْ يَهْتَدُونَ. اللّهُ الّذِي خَلَقَ السّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتّةِ أَيّامٍ ثُمّ اسْتَوَىَ عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مّن دُونِهِ مِن وَلِيّ وَلاَ شَفِيعٍ أَفَلاَ تَتَذَكّرُونَ" السجدة 2 - 4.
وباشتراك ثلاث آيات تتأكد الدلالة على وجود حد أعلى للسرعة أو ثابت كوني للحركة تقابله في الفيزياء سرعة الضوء في الفراغ والعجيب أنها تسمى كذلك الثابت الكوني للحركة Universal constant of motion, والتشبيه "وَإِنّ يَوْماً عِندَ رَبّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مّمّا تَعُدّونَ" يُمكن حمله على أن ما تقطعه القوى في يوم لا يتجاوز مسافة ألف سنة بمقياس ما تُبنى على حركته السنة وفق ما يعدون لأن الأصل أن يكون المشبه به الأقوى في وجه الشبه, وبالمثل يدل التعبير "فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مّمّا تَعُدّونَ" على أن حد ما يُقطع في يوم لا يتجاوز مسافة ألف سنة, فيتأكد أن حد سرعة القوى المعبر عنها بسرعة الضوء لا يتجاوز في اليوم تلك المسافة.
وسنة العرب هي المعتمدة في التشريعات الإسلامية كالحج وصيام رمضان وهي مبنية على حركة القمر حول الأرض في 12 دورة, قال تعالى: "إِنّ عِدّةَ الشّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ" التوبة 36، وبهذا يتعين الجسم الذي يقطع المسافة في ألف سنة وتصبح (مما تعدون) معيارا للقياس تأكيدا لنسبية حركة الأجسام بلا حاجة لتعريف المعروف بجعلها تعريفا للسنة لأنها تعني مما تَحْسَبُون وتظنون وليست السنة عندهم محل ظن, والمعلوم فلكيا أن القمر يدور حول الشمس أثناء دورانه حول الأرض ولذا حركته بالنسبة للفراغ مركبة Compound, ولكن حركته حول الشمس لا يعاينها إلا مراقب خارج النظام ولذا يعدون الأرض ساكنة والقمر يدور حولها في دائرة كاملة الاستدارة ولا تلحظ العين المجردة نسبة تغير سرعته, وبهذا الاعتبار يتحقق فيزيائيا النظام المعزول.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهكذا يتفق التعبير المذهل "مّمّا تَعُدّونَ " فيزيائيا مع نسبية حركة الأجسام واختلاف وصفها تبعا لموقع الراصد لأن التعبير يقتضى التعيين لمتعدد, ولا يصح رياضيا قياس القيمة المطلقة للحركة بحركة نسبية غير ثابتة لجسمين تتغير باطراد إلا في النظام المعزول حيث تصبح الحركة مجردة والعلاقة ثابتة منذ بداية تكون نظام حركة الجسمين؛ والتعبير يجعل حركة القمر حول الأرض في نظام معزول لأن حركتيهما حول الشمس لا يعاينها إلا راصد خارج النظام, والراصد من الأرض يعد حركة القمر بمجرد النظر دائرة كاملة الاستدارة غير مدرك لنسبة تغير سرعته, وبهذا توفرت كل العناصر اللازمة لقياس حركة القوى بحركة جسمين وصيغت علاقة في نظام معزول كما هي كافة قوانين الحركة, فتأمل كيف تضمن القياس الدلالة بلفظ سنة على القمر الذي يبنى قوم النبي محمد عليه الصلاة والسلام وأتباعه على حركته السنة, وهو فلكيا أقرب الجيران ويتحرك بانتظام ومعرفتنا به أكثر من بقية الأجرام وحركته الفلكية هي الأنسب لوصف سرعة لا تناسبها مسافة على الأرض, وتأمل الدقة في تقييد حركة نسبية وفق ما يعدون مما يجعل القياس في نظام معزول!.
حد السرعة في الكون الفيزيائي = مسافة ألف سنة قمرية\يوم (في النظام المعزول في أي وقت منذ النشأة).
تفصيل الجانب الرياضي
يختلف وصف سرعة أي جسم تبعا لحركة الراصد أو نقطة الرصد ولذا توصف بأنها نسبية Relative بخلاف سرعة الضوء فإنها مطلقة Absolute قيمتها ثابتة لا تختلف مهما كانت قيمة أو اتجاه حركة الراصد, وفي أي نظام معزول Isolated System حركيا عن التأثيرات الخارجية لجسمين يدور أحدهما حول الآخر يمكن وصف سرعة الجسم الطرفي كقوة معزولة عن أي تأثير بأنها مُتَّجَه Vector لأنها ثابتة القيمة بدون نسبة تغير وثابتة الاتجاه بالنسبة للفراغ بعد كل دورة ولذا يكون المدار كامل الاستدارة Perfectly circular orbit.
وفي حالة دوران التابع مع المتبوع ليقطع زاوية (& Oslash;) حول نجم يكتسب نسبة إضافية إلى حركته الأساسية بنسبة حركته إلى الفراغ قياسا على نجم بعيد ثابت, وتنعكس زيادة التسارع Acceleration إلى نسبة تغير في سرعته وبالتالي تصبح سرعته وسطية ( V) ويصبح مداره حول المتبوع ناقص الاستدارة Ellipse بنفس النسبة وكأن اتجاهه قد تغير على مداره الأصلي في النظام المعزول بنفس الزاوية, ويعبر عن مقدار نقصان الاستدارة بقيمة الانحراف عن الدائرة Eccentricity (e) وهي نصف نسبة التغير (2 e), ولذا تتعين سرعة التابع في النظام المعزول باستبعاد نسبة التغير أو بتعيين قيمة مركبة السرعة الوسطية في الاتجاه الأصلي بعد دورة (Vجتا& Oslash;).
لم يقدم الدليل الأول على تحرك الضوء بسرعة غير لحظية إلا عام 1676 عندما نجح الفلكي أولاس رومر Olas Roemer للمرة الأولى في التاريخ من قياسها عن طريق ملاحظة وجود فارق زمني في تأخر ظهور أقمار كوكب المشتري عندما تكون الأرض في الجهة الأبعد منه خلال دورتها حول الشمس, وبمعرفة طول القطر الأكبر لمدار الأرض ومدة التأخر وفق الأجهزة المتاحة في القرن السابع عشر كانت النتيجة واسعة التقريب حوالي 227 ألف كم\ ثانية, ولكن أمكن تقديم الدليل الأول على أن سرعة الضوء محدودة وإن كانت هائلة, وبعد حوالي نصف قرن حصل برادلي عام 1728 على نتيجة مقاربة عن طريق قياس فلكي آخر, ولم تبدأ القياسات الدقيقة إلا في منتصف القرن التاسع عشر داخل المعمل, وفي القرن العشرين استخدمت في القياس تقنيات أكثر دقة ومع استخدام الليزر بلغت الدقة إلى حد أن الخطأ لا يتجاوز أجزاء قليلة من البليون, وأخيرا بعد جهود استمرت حوالي ثلاثة قرون أمكن عام 1983 في مؤتمر القياسات في باريس تعريف المتر دوليا بالزمن اللازم ليقطعه الضوء (0.000000003335640952 ثانية) بناء على قيمة سرعة الضوء في الفراغ وهي: 299792.458 (حوالي 300 ألف) كم\ثانية (1).
(يُتْبَعُ)
(/)
والكون فيزيائيا بناء واحد شديد الترابط ويتكون من لبنات معمارية أساسية واحدة تشيد هيكل الذرات وحشود النجوم والمجرات وقوى Forces تسري بينهن عاجلة كالملاط, وتحاول الفيزياء اليوم إثبات أن كل القوى ولبنات المواد ترجع إلى واحدة لم يتبق لوصفها سوى الحركة في عجل كلمح الضوء بالبصر هي أساس كل البناء, والنتيجة التي تؤيدها كافة القياسات العملية هي أن قيمة الحد الأعلى لسرعة القوى في الفراغ Vacuum ثابتة, وسرعة الضوء في الفراغ هي نفس سرعة كل أشكال الطيف مثل الأشعة فوق البنفسجية و الأشعة تحت الحمراء وموجات الراديو والتلفزيون ومن الجائز أيضا موجات الجاذبية, ويعبر فيزيائيا عن سرعة القوى الفيزيائية بسرعة الضوء باعتباره الجزء المرئي في الطيف الكهرومغناطيسي ويستوي في ذلك ضوء شمعة أو ومضات نجم, والفرضيات النظرية باختلاف سرعة الضوء عند نشأة الكون أو عند نهايته لا تنقض القياسات العملية حاليا ولا تنقضها بالمثل فرضية الجسيمات الأسرع من الضوء (التاكيونات Tachyons ) أو الأجسام سالبة الكتلة لو ثبتت, وسرعة الضوء في جو الأرض دون الحد الأعلى قليلا أما سرعته في الفراغ فلا تتجاوزها قوة ولا تبلغها مادة.
ويقول الفيزيائي ستيفن هاوكنج Stephen Hawking: " تختلف سرعة الضوء عن سرعة أي شيء آخر, فلا يمكن وصف سرعة رصاصة بندقية أو سرعة القمر أو أي سرعة كوكب إلا بالنسبة إلى شيء ما آخر, بينما لا تنسب سرعة الضوء إلى أي شيء آخر, إنها قيمة ثابتة مطلقة Absolute Constant"(2), وقيمة سرعة الضوء في الفراغ والمعلنة دوليا منذ عام 1983 في مؤتمر باريس للقياسات هي: 299792.458 (حوالي 300 ألف) كيلومتر في الثانية (3) , ويمكن التعبير عن تلك القيمة بأي وحدات قياس أخرى, وإن شئت استخدام وحدات فلكية غير اصطلاحية يشترك فيها جميع أهل الأرض فاليوم هو أدنى وحدة للتعبير عن زمن دورة الأرض حول نفسها أمام الشمس, وإن شئت الدقة فطوله قياسا على نجم بعيد ثابت 86164.09966 ثانية ويسمى باليوم النجمي Sidereal Day بينما تبلغ الفترة بين شروقين متتاليين 86400 ثانية وتسمى باليوم الاقتراني Synodic Day, والزيادة الظاهرية (حوالي أربع دقائق) ناجمة عن حركة الأرض حول الشمس أثناء حركتها حول نفسها.
وقياسا على نجم بعيد تبلغ المسافة التي يقطعها الضوء في يوم 25.83134723 بليون كيلومتر, وهي قيمة لا تكفي المسافات المحدودة على الأرض للتعبير عنها إلا باستخدام مسافات تقطعها أجرام فلكية, والقمر أقرب الأجرام وعلى حركته في 12 دورة تتابع الحج عند العرب وساد تقويم السنة, ولكن حركته نسبية يتباين وصفها تبعا للراصد ونرصدها فلكيا أثناء حركتنا مع الأرض حول الشمس, ولذا إن شئت الدقة يجب نسبة حركته كذلك إلى نجم بعيد وكأن الأرض ثابتة لا تدور حول الشمس كما يعدها أهلها, وحينئذ ستذهلك مفاجأة ادخرها القرآن بتأكيده في مقام بيان سرعة قصوى ذات قيمة كونية ثابتة أن يوما كألف سنة, لأن سرعة القوى جميعا واحدة ذات قيمة كونية ثابتة وما تقطعه في يوم يماثل تماما في دقة مذهلة ما يقطعه القمر في ألف سنة باعتبار ما يعدون؛ أي كما لو كانت الأرض ثابتة لا تدور حول الشمس.
التحليل الدلالي
ورد قياس في القرآن الكريم أحد طرفيه (يوم) والآخر (ألف سنة) في سياق الإنذار باقتراب نهاية الكون ودمار الأرض وهلاك أهلها بعذاب قادم بسرعة قصوى لا تحتاج مزيد استعجال؛ يقول تعالى: "وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللّهُ وَعْدَهُ وَإِنّ يَوْماً عِندَ رَبّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مّمّا تَعُدّونَ" الحج 47، والأصل حمل العدد على ظاهر دلالته الإحصائية لا على مجرد التكثير أو التقليل إلا بقرينة صارفة, وكما يمكن حمل الإنذار على تقارب أطراف الكون تُحمل الألف سنة على مسافة السير في اليوم بيانًا لحد سرعة القوى المعبر عنها بسرعة الضوء, وأما التعبير (عند ربك) وما يماثله في القرآن فلا يعني التحيز وإنما يجعله القياس هنا بمعنى (وفق تقديره تعالى في الكون).
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي نفس سياق الإنذار بدمار الأرض وهلاك أهلها مع تقارب أطراف الكون وإن بدا حده بعيدا وردت نفس القيم في قياس أكبر يُمكن حمله على أقصى بعد؛ يقول تعالى: "سَأَلَ سَآئِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ. لّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ. مّنَ اللّهِ ذِي الْمَعَارِجِ. تَعْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ. فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً. إِنّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً. وَنَرَاهُ قَرِيباً. يَوْمَ تَكُونُ السّمَآءُ كَالْمُهْلِ. وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ. وَلاَ يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيما" المعارج 1 - 10، و (المعارج) جمع لاسم المكان (مَعْرَج) كأدق وصف للآفاق الممتدة حيث تسري القوى بانحناء كمشية الأعرج, والاكتشاف بأن مسارات القوى منحنية دفع الفيزيائيين لإطلاق تعبير الكون المنحني Curved Universe, وفي اللغة: "تعارج حاكى مشية الأعرج وعرَّجه ميَّله وتعرَّج مال والتعاريج المنحنيات والعرجون العذق المعوج" (4) , والملائكة والروح رسل هداية لا تنقطع عن الإبلاغ إلى أن يعود كل شيء إلى الله لا سواه بيانا لوحدانيته تعالى وتفرده, وهم حضور في قياس مسافة لا يقطعها جسم مادي محدود السرعة في كون متغير الأبعاد مما يعني أنه عامر بالساجدين, قال جوهري: "أخذ يستأنف مبينا ارتفاع تلك الدرجات .. فليس المراد المدة بل بعد المدى .. وقدم الملائكة لأنهم في عالم الأرواح .. العالم المبرأ عن المادة (لأنه) .. لا يُرتقى إلى تلك المعارج إلا بالكشف العلمي أو الخروج عن عالم المادة" (5) , وقال البيضاوي: "استئناف لبيان ارتفاع تلك المعارج وبعد مداها" (6) , وقال البغوي: "المسافة من الأرض إلى (منتهى) السماء" (7) .. (يعني) "إلى منتهى أمر الله تعالى" (8) , وقال الألوسي: "الكلام بيان لغاية ارتفاع تلك المعارج وبعد مداها .. والمراد أنها في غاية البعد والارتفاع" (9) .. و"العروج في الدنيا .. روِي (هذا) عن ابن إسحاق ومنذر بن سعيد ومجاهد وجماعة, وهو رواية عن ابن عباس أيضا" (10).
وتُقاس الأبعاد فلكيا بوحدة الزمن المناسبة وأقصى سرعة, فنقول يبعد القمر حوالي ثانية ضوئية وتبعد الشمس ثمان دقائق ويبعد أقرب نجم 4.3 سنة, فإذا كانت القيمة (ألف سنة في يوم) تعبيرًا عن أقصى سرعة تكون القيمة (خمسين) في السياق تعدادا لأقصى وحدة زمن, وأكبر وحدة زمن فلكيا هي سنة الشمس وهي مدة دورتها حول مركز المجرة وقيمتها حوالي 250 مليون سنة, ولكي يقطع شعاع من الضوء المسافة إلى طرف الكون الممكن الرصد يحتاج إلى عمر الكون وقيمته حوالي 12.5 (10 - 15) بليون سنة (11) , والعجيب أنها تساوي القيمة (خمسين) تماما بسنوات الشمس مما يؤكد أن القيمة (ألف سنة في يوم) تعبير عن أقصى سرعة في الكون.
وفي سياق بيان أن كل شيء مأمور أي قائم وفق تدبير لا تصنعه مصادفة ونظام واحد يشهد بوحدانية الخالق ورد نفس القياس بتفصيل أكثر يكشف وجود تقدير واحد ثابت يتعلق بالحد الأعلى للحركة في الكون المنظور كله, يقول تعالى: "يُدَبّرُ الأمْرَ مِنَ السّمَآءِ إِلَى الأرْضِ ثُمّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مّمّا تَعُدّونَ" السجدة 5، و (الأمر) المُدَبَّر يستقيم أن يعنى (المأمور) فيوحد كل شيء في أصل واحد ويجعل الكل منظما مقدرا, والانتقال إلى هيئة مواد الأرض ثم العودة إلى الانتقال الحر في انحناء كالأعرج يوحد القوى والمواد في البنية ويوجز قصة الكون فيزيائيا منذ بدايته, ويصور (إليه) نهايته بعودة الكل إلى الله لا إلى غيره بيانا لوحدانيته تعالى وتفرده, وتسبق الآية الكريمة مباشرة جملة آيات تحمل الدلالة على صدق القرآن الكريم وأن النبي محمد –صلى الله عليه وسلم - قد جاء إلى أمته بالمثل نذيرا: يقول تعالى: "تَنزِيلُ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رّبّ الْعَالَمِينَ. أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقّ مِن رّبّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مّآ أَتَاهُم مّن نّذِيرٍ مّن قَبْلِكَ لَعَلّهُمْ يَهْتَدُونَ. اللّهُ الّذِي خَلَقَ السّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتّةِ أَيّامٍ ثُمّ اسْتَوَىَ عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مّن دُونِهِ مِن وَلِيّ وَلاَ شَفِيعٍ أَفَلاَ تَتَذَكّرُونَ" السجدة 2 - 4.
(يُتْبَعُ)
(/)
وباشتراك ثلاث آيات تتأكد الدلالة على وجود حد أعلى للسرعة أو ثابت كوني للحركة تقابله في الفيزياء سرعة الضوء في الفراغ والعجيب أنها تسمى كذلك الثابت الكوني للحركة Universal constant of motion, والتشبيه "وَإِنّ يَوْماً عِندَ رَبّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مّمّا تَعُدّونَ" يُمكن حمله على أن ما تقطعه القوى في يوم لا يتجاوز مسافة ألف سنة بمقياس ما تُبنى على حركته السنة وفق ما يعدون لأن الأصل أن يكون المشبه به الأقوى في وجه الشبه, وبالمثل يدل التعبير "فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مّمّا تَعُدّونَ" على أن حد ما يُقطع في يوم لا يتجاوز مسافة ألف سنة, فيتأكد أن حد سرعة القوى المعبر عنها بسرعة الضوء لا يتجاوز في اليوم تلك المسافة.
وسنة العرب هي المعتمدة في التشريعات الإسلامية كالحج وصيام رمضان وهي مبنية على حركة القمر حول الأرض في 12 دورة, قال تعالى: "إِنّ عِدّةَ الشّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ" التوبة 36، وبهذا يتعين الجسم الذي يقطع المسافة في ألف سنة وتصبح (مما تعدون) معيارا للقياس تأكيدا لنسبية حركة الأجسام بلا حاجة لتعريف المعروف بجعلها تعريفا للسنة لأنها تعني مما تَحْسَبُون وتظنون وليست السنة عندهم محل ظن, والمعلوم فلكيا أن القمر يدور حول الشمس أثناء دورانه حول الأرض ولذا حركته بالنسبة للفراغ مركبة Compound, ولكن حركته حول الشمس لا يعاينها إلا مراقب خارج النظام ولذا يعدون الأرض ساكنة والقمر يدور حولها في دائرة كاملة الاستدارة ولا تلحظ العين المجردة نسبة تغير سرعته, وبهذا الاعتبار يتحقق فيزيائيا النظام المعزول.
وهكذا يتفق التعبير المذهل "مّمّا تَعُدّونَ " فيزيائيا مع نسبية حركة الأجسام واختلاف وصفها تبعا لموقع الراصد لأن التعبير يقتضى التعيين لمتعدد, ولا يصح رياضيا قياس القيمة المطلقة للحركة بحركة نسبية غير ثابتة لجسمين تتغير باطراد إلا في النظام المعزول حيث تصبح الحركة مجردة والعلاقة ثابتة منذ بداية تكون نظام حركة الجسمين؛ والتعبير يجعل حركة القمر حول الأرض في نظام معزول لأن حركتيهما حول الشمس لا يعاينها إلا راصد خارج النظام, والراصد من الأرض يعد حركة القمر بمجرد النظر دائرة كاملة الاستدارة غير مدرك لنسبة تغير سرعته, وبهذا توفرت كل العناصر اللازمة لقياس حركة القوى بحركة جسمين وصيغت علاقة في نظام معزول كما هي كافة قوانين الحركة, فتأمل كيف تضمن القياس الدلالة بلفظ سنة على القمر الذي يبنى قوم النبي محمد عليه الصلاة والسلام وأتباعه على حركته السنة, وهو فلكيا أقرب الجيران ويتحرك بانتظام ومعرفتنا به أكثر من بقية الأجرام وحركته الفلكية هي الأنسب لوصف سرعة لا تناسبها مسافة على الأرض, وتأمل الدقة في تقييد حركة نسبية وفق ما يعدون مما يجعل القياس في نظام معزول!.
حد السرعة في الكون الفيزيائي = مسافة ألف سنة قمرية\يوم (في النظام المعزول في أي وقت منذ النشأة).
تفصيل الجانب الرياضي
يختلف وصف سرعة أي جسم تبعا لحركة الراصد أو نقطة الرصد ولذا توصف بأنها نسبية Relative بخلاف سرعة الضوء فإنها مطلقة Absolute قيمتها ثابتة لا تختلف مهما كانت قيمة أو اتجاه حركة الراصد, وفي أي نظام معزول Isolated System حركيا عن التأثيرات الخارجية لجسمين يدور أحدهما حول الآخر يمكن وصف سرعة الجسم الطرفي كقوة معزولة عن أي تأثير بأنها مُتَّجَه Vector لأنها ثابتة القيمة بدون نسبة تغير وثابتة الاتجاه بالنسبة للفراغ بعد كل دورة ولذا يكون المدار كامل الاستدارة Perfectly circular orbit.
وفي حالة دوران التابع مع المتبوع ليقطع زاوية (& Oslash;) حول نجم يكتسب نسبة إضافية إلى حركته الأساسية بنسبة حركته إلى الفراغ قياسا على نجم بعيد ثابت, وتنعكس زيادة التسارع Acceleration إلى نسبة تغير في سرعته وبالتالي تصبح سرعته وسطية ( V) ويصبح مداره حول المتبوع ناقص الاستدارة Ellipse بنفس النسبة وكأن اتجاهه قد تغير على مداره الأصلي في النظام المعزول بنفس الزاوية, ويعبر عن مقدار نقصان الاستدارة بقيمة الانحراف عن الدائرة Eccentricity (e) وهي نصف نسبة التغير (2 e), ولذا تتعين سرعة التابع في النظام المعزول باستبعاد نسبة التغير أو بتعيين قيمة مركبة السرعة الوسطية في الاتجاه
(يُتْبَعُ)
(/)
الأصلي بعد دورة (Vجتا& Oslash;).
وحركة القمر حولنا لا تُرصد من أرض ساكنة كما يعدها أهلها وكأنه بالنسبة إلى الفراغ لا يتحرك حول الشمس وإلا كان مداره كامل الاستدارة وقيمة سرعته غير وسطية, ولكن القمر يقطع كل دورة حول الأرض زاوية & Oslash; حول الشمس ولذا يوصف مداره بأنه ناقص الاستدارة وأن سرعته وسطية غير ثابتة وتعاني من نسبة تغير, والحاصل أن حركته المرصودة فلكيا من الأرض هي بالنسبة للفراغ حصيلة حركته حول الأرض وحركته حول الشمس, وكأي تابع يدور حول متبوع وحول نجم يمكن تعيين النسبة الثابتة من السرعة الوسطية للقمر باعتبار سكون حركته مع الأرض حول الشمس بتعيين قيمة مركبة السرعة كمتجه في الاتجاه الأصلي قياسا على نجم بعيد ثابت.
يقول الفيزيائيان الفلكيان مايكل زيليك Michael Zeilik ( جامعة نيو ميكسيكو) وإليسك سميث Elske Smith ( جامعة فيرجينيا): "يمكن عند أي نقطة على المدار الناقص الاستدارة تحليل السرعة المدارية Orbital Velocity إلى مركبتين متعامدتين؛ إحداهما عمودية على القطر وتسمى بالسرعة المماسية Angular Speed وقيمتها ثابتة في كل نقاط المدار, والثانية في اتجاه القطر وتسمى بالقطرية Radial speed وتختلف قيمتها من نقطة لأخرى" (12) , والسرعة الوسطية Vإذن حصيلة النسبة الثابتة (Vجتا& Oslash;) مع نسبة إضافية ناتجة عن السرعة القطرية, ولذا يمكن تعيين قيمة السرعة في نظام معزول لجسمين Isolated two-bodies system باستبعاد نسبة التغير (2 e V) (13) من القيمة الوسطية فتتبقى النسبة الثابتة أو بتعيين قيمة مركبتها في الاتجاه الأصلي بعد دورة (Vجتا& Oslash;) (14).
وتضيف الأرض بالنسبة لنجم بعيد كل دورة لها حول الشمس دورة كاملة حول نفسها: (سنة\يوم اقتراني) = (سنة\يوم نجمي) - 1, ولذا اليوم الاقتراني 24 ساعة والنجمي 86164.09966 ثانية حاليا, ويضيف القمر بالنسبة لنجم كل دورة مع الأرض حول الشمس دورة حول الأرض: (سنة\شهر اقتراني) = (سنة\شهر نجمي) -1, ولذا الشهر الاقتراني 29.5305881 يوما والشهر النجمي 27.32166088 يوما حاليا, والمعلوم أن السنة النجمية حاليا= 365.25636 يوما, ولذا يمكن حساب الزاوية التي يضيفها بالنسبة لنجم بعيد كل دورة حول الأرض: & Oslash; = ( شهر نجمي\سنة نجمية) × 360 = 26.92847817 (حوالي 27) درجة, ونسبة مركبة السرعة الوسطية للقمر في الاتجاه الأصلي بعد دورة كاملة (جتا& Oslash;) = 0.8915725423, ونسبة التغير في السرعة 2 e = (1- جتا& Oslash;) = 0.1084274577, والمعلوم فلكيا أن قيمة السرعة الوسطية للقمر حوالي 1.023 كم\ثانية (15) , والقيمة 1.022794272 (حوالي 1.023) كم\ثانية تحقق تماما القيمة الفيزيائية المعروفة منذ عام 1983م لسرعة الضوء في الفراغ المعبرة عن سرعة كافة القوى وفق العلاقة المفترضة في القرآن؛ المسافة الفلكية المجردة التي يقطعها القمر في ألف سنة = (1.022794272 ×27.32166088 ×86400) × (1000×12) × (جتا & Oslash;: 0.8915725423) كم = 25.83134723 بليون كم في الوقت الحالي, إذن:
حد السرعة في الكون الفيزيائي =
مسافة ألف سنة قمرية\يوم
= 25.83134723 بليون كم\86164.09966 ثانية
= 299792.458 (حوالي 300 ألف) كم\ثانية؛
وهي نفس قيمة سرعة الضوء في الفيزياء:
299792.458 (حوالي 300 ألف) كم\ثانية.
التحقق من النتيجة
لم تبلغ سرعة الضوء في الفراغ تلك القيمة المتناهية الدقة إلا بعد جهود مضنية, وأما القيمة التقريبية المستخدمة عمليا في القياسات الفلكية فهي 300 ألف كم\ثانية, وبالمثل يكفي التقريب فلكيا لتعيين قيم مدار القمر, ورغم تفاوت درجة التقريب قليلا من مرجع إلى آخر تتحقق المماثلة في العلاقة المفترضة في القرآن الكريم, وتدفع تلك المماثلة إلى المزيد من التدقيق في تعيين مدار القمر وفق العلاقات المعلومة للشكل الناقص الاستدارة.
Eccentricity (deviation from circle) e = ae/a; Variation ratio of velocity (V) or distance(R):
2e; Moon’s near distance (perigee) P = a (1 - e); Moon’s far distance (apogee) A = a (1+e);
Semi-major axis of the lunar orbit a = (A + P)/2 = 2R/ {1 + (1 - e²)0.5}; Semi-minor axis b =
{a² - (ae) ²}0.5; Mean distance R = (a + b)/2; orbit length L = 2? R = V × Revolution period T';
(يُتْبَعُ)
(/)