ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[07 Oct 2009, 08:53 ص]ـ
أنا في انتظار إجابتك لسؤالي دون أن تتهرب بأي كلام آخر، وإذا أقنعتني بقولك سأكون لك من المتّبعين
سيطول انتظارك
إلا .....
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[07 Oct 2009, 10:24 ص]ـ
السلام عليكم
الأخ بكر
قولك:
إما أن نقول القرآن ليس تبيانا لهذا الأمر أو هذه الحقيقة العلمية؛بالرغم من أنها حاضرة بقوة!!!
وإما أن نقول كما لم يقل هذه فلم يقل بالمشقة
وإن قيل أن المشقة تستنبط من صيغة يتفعل فهذه الصيغة تدل على الاستمرار سواء بمشقة أو بغير مشقة
وإن قيل أن المشقة مستنبطة لكون الصعود ضد الجاذبية؛فسنقول دلت الآية على الجاذبية ضمنا وهو ما ترفضه
وبناءا على هذا إما أن نقول أنه ليست فىالآية دلالة على المشقة ولا الجاذبية ولا نقص الأكسجين فنبحث عن تفسير آخر للمثل؛ وإما أن نقول أنها تدل عليها جميعا حيث إذا تصعد فإنه يكابد مشقة لكون الصعود ضد الجاذبية ولكونه تصعد مستمر لايستقر به المقام عند مستوى ثابت فإنه لامحالة سيصل إلى مستوى فيه انخفاض الضغط الجوى مما يزيد من ضيق صدره وحرجه ورغم ذلك لايتوقف بل يظل يصعد فى السماء.
الأخ الكريم مصطفى:
سبق أن أجبنا على هذا الكلام بما فيه مقنع.
نحن نقول إن القرآن لم يدل على الحقيقة العلمية على وجه لم يكن معهوداً للعرب، وإن ما جاء به من إشارات إلى ضرورة التفكر والنظر في هذا الكون للوصول من ذلك إلى الله الذي أحسن كل شيء خلقه، إنما هي أمور من جنس علوم العرب، ولم يكن فيها شيء غير معهود لهم.
قولك إن الحقيقة العلمية حاضرة في الآية بقوة ناتج عن تسليم الكثيرين بها، وعدم الرجوع إلى تفسيرها في كتب الأولين.
بل إن بعض الإخوة يرفض تفسير الأولين، ويقول إنه لا يشفي الغليل؟!
لماذا؟!
لأنهم يسلمون بالإعجاز العلمي، ولا يريدون أن يتنقص منه أحد، مع أن كل ما قلناه في نقد الإعجاز العلمي المدعى في هذه الآية لم يأت أحد في الرد عليه بجواب شاف، إلا هجوماً وتنقصاً من مناظرهم، ولو أنهم عرفوا شيئاً من فقه اللغة، ومن أصول الفقه تبين لهم أي فرية عظيمة تلك التي صدقوا بها، وسلموا لها.
إذا كنا نفهم من آية ((كأنما يصعد في السماء)) قانون الجاذبية، واختراع الطائرة، فليس أقوال المتنبي التي ذكرتها بأقل دلالة على ذلك.
فماذا فعل الإخوة؟!
قالوا: أتوازن كلام الله بكلام شاعر؟!
ناسين أو متناسين، غافلين أو متغافلين عن أنهم إنما أرادوا بالإعجاز العلمي أن يثبتوا أن القرآن كلام الله، فإذا جاءهم المناظر بكلام يحتمل التفسير العلمي تماماً كما يدعون ذلك في القرآن، قالوا هذا كلام الله.
فسبحان الله!!
أولستم في معرض إثبات أن الكلام كلام الله؟!
ففيم المصادرة على المطلوب؟! والتي يتبينها العاقل بأدنى نظر؟!
ثم دعونا الإخوة ليعترفوا بوجود المصادرة، فجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ...
فكيف نستمر في مدارستنا وهم ينكرون البدهيات والضروريات، وأي جدل بيزنطي سنصير إليه وهم السبب فيه؟!
إن لم يكن عند الإخوة شيء ينفصلون به عن المصادرة، فقد أعذرت إليهم، ولم يعد بي حاجة إلى إكمال المدارسة، فقد بينت ما عندي، ويبقى لكل منا أن يفكر ويتدبر أمر هذه المدارسة ويراجعها مرات كثيرة ...
وبارك الله فيك ...
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[07 Oct 2009, 11:42 ص]ـ
بل إن بعض الإخوة يرفض تفسير الأولين، ويقول إنه لا يشفي الغليل؟!
لماذا؟!
لأنهم يسلمون بالإعجاز العلمي، ولا يريدون أن يتنقص منه أحد، مع أن كل ما قلناه في نقد الإعجاز العلمي المدعى في هذه الآية لم يأت أحد في الرد عليه بجواب شاف، إلا هجوماً وتنقصاً من مناظرهم، ولو أنهم عرفوا شيئاً من فقه اللغة، ومن أصول الفقه تبين لهم أي فرية عظيمة تلك التي صدقوا بها، وسلموا لها ....
طيب يا بن فارس وشاطبي زمانه اكشف لنا عن خلفيتك العلمية لربما نراجع أنفسنا ونكتشف موقعنا أمام مبلغكم من العلم في اللغة والأصول!!!
إذا كنا نفهم من آية ((كأنما يصعد في السماء)) قانون الجاذبية، واختراع الطائرة، فليس أقوال المتنبي التي ذكرتها بأقل دلالة على ذلك.
فماذا فعل الإخوة؟!
قالوا: أتوازن كلام الله بكلام شاعر؟!
ناسين أو متناسين، غافلين أو متغافلين عن أنهم إنما أرادوا بالإعجاز العلمي أن يثبتوا أن القرآن كلام الله، فإذا جاءهم المناظر بكلام يحتمل التفسير العلمي تماماً كما يدعون ذلك في القرآن، قالوا هذا كلام الله.
فسبحان الله!!
أولستم في معرض إثبات أن الكلام كلام الله؟!
إذا كنت عاجزا عن إدراك الفرق بين أقوال المتنبي وكلام الله فليس لك أن تتكلم في كتاب الله.
أيها الجازي أقول لك مرة ثالثة لا تزري بنفسك فأنا لا أرى في كلامك إلا كلام الجاهل المركب الذي لا يفهم ولا يدري أنه لا يفهم.
أين الإعجاز في كلام المتنبي وغيره من الشعراء؟ ألا تعي ما تقول؟
القرآن الكريم كتاب الله المعجز ووجوه الإعجاز فيه متعدده ومنها الإعجاز العلمي وإذا كنت عاجزا عن إدراكه فقد أدركه من لا يعرف لغة القرآن وكان سببا لهدايته للإسلام وهم كثر ولله الحمد.
فأكرر مرة أخرى وأقول لك لا تزر بنفسك ولا تكن من الذين ينكرون الشمس في رابعة النهار.
ولولا أني أريد أن يتبين للقراء كيف يفكر بعض الناس من أمثالك لما أشغلت نفسي بالرد عليك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[07 Oct 2009, 12:40 م]ـ
حبذا لو أريتنا من تكون يا حجازي ...
وبينت لنا خلفيتك العلمية ...
ثم إذا كنت أنت وأمثالك لم تتبينوا المصادرة على المطلوب، أو عرفتها وجحدتها فماذا أصنع لك؟! وما يغني عنك علمك؟!
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[08 Oct 2009, 12:33 ص]ـ
فماذا فعل الإخوة؟!
قالوا: أتوازن كلام الله بكلام شاعر؟!
ناسين أو متناسين، غافلين أو متغافلين عن أنهم إنما أرادوا بالإعجاز العلمي أن يثبتوا أن القرآن كلام الله، فإذا جاءهم المناظر بكلام يحتمل التفسير العلمي تماماً كما يدعون ذلك في القرآن، قالوا هذا كلام الله.
فسبحان الله!!
أولستم في معرض إثبات أن الكلام كلام الله؟!
ففيم المصادرة على المطلوب؟! والتي يتبينها العاقل بأدنى نظر؟!
ثم دعونا الإخوة ليعترفوا بوجود المصادرة، فجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ...
إن لم يكن عند الإخوة شيء ينفصلون به عن المصادرة، فقد أعذرت اليهم ..
الأخ الفاضل بكر
أراك لا تمل من القول أن الأخوة الذين حاوروك قد وقعوا جميعا فى المصادرة على المطلوب!!
وهذا يا أخى وهم كبير منك
ومنشأ الوهم فى كلامك هو زعمك أن القائلين بالاعجاز العلمى انما أرادوا به اثبات أن القرآن كلام الله!!
وقد أبنت لك من قبل عن وجه التوهم فى هذا الزعم، لكنك لم ترد على كلامى
ألم يسبق لى أن قلت لك (فى المداخلة رقم 122):
فلتعلم اذن أن ملحدك هذا لا يعنينا فى شىء
وأننا لا نتوجه بالاعجاز العلمى للقرآن الى أمثاله من الملحدين
بل نتجه به الى المؤمنين ليزدادوا ايمانا على ايمانهم
وأظنك لن تستطيع أن تمارينا فى أن الايمان يزداد، أو أنه قابل للزيادة، أليس كذلك؟
ثم هل الاعجاز العلمى يصير باطلا اذا لم نتوجه به الى الملحدين الذين يحلو لك أن تتخيلهم؟؟
ليتك تجيبنى عن هذا السؤال يا أخ بكر، وأعيده على مسامعك بصيغة أخرى:
هل الاعجاز العلمى للقرآن لا يخاطب الا الملحدين؟
ولكنك لم تجب عن سؤالى هذا
ثم أعدت عليك نفس السؤال فى المداخلة رقم 128، وللمرة الثانية لم تجب عنه!!
فلا يحق لك بعد ذلك أن تتحدث عن مصادرة مزعومة لا وجود لها الا فى خيالك
ولا تنتقص من قدر محاوريك على هذا النحو يا أخى الفاضل أو تظن بهم العجز عن فهمك
وفقك الله لما يحبه ويرضى
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[08 Oct 2009, 01:26 ص]ـ
الأخوة العليمي وحجازي الهوى والأستاذ حسن:
لا زلتم تقعون في نفس المصادرة، وقد سبق لي أكثر من مرة أن حررت محل النزاع وبينت لكم مغالطاتكم، ومصادرتكم، التي لا تجوز ممن يطلب في جداله الحق.
ولا أظنني بالغت عندما قلت لكم بأن ردودكم كأنما هي أجنحة هرم مرسلة.
بل لعل هذا أبلغ ما يقال في ردودكم، ولو وجدت أبلغ منه أتيتكم به ...
وأنتم تعرفون ما أعني ...
والله أعلم ...
أخي بكر ما معنى المصادرة التي نقع فيها؟؟؟ وما هي مغالطتنا ومصادرتنا التي لا تجوز ممن يطلب في جداله الحق؟؟؟؟ هذا غريب جدا
قلت لك في آخر نقاش لي معك أن لا تتهرب من إجابتي عن سؤالي البسيط جدا وهذا كلامي السابق
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علي سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أخي الحبيب بكر الجازي ما رأيك بأن توضّح لنا أوجه الإعجاز البياني والبلاغة العربية في السورة القرآنية الآتيه: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ* وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً) بما لايدع مجالا للشك في أن هذا القرآن هو كتاب الله تعالى.
وأقصد أن تعطينا تفسيرك لهذه السورة ليكون كل من يستمع إليك لا يسعه إلا أن يتّبع هذا الدين الحنيف.
لنجد لك الحجّة والبرهان على ما تدعيه في الإعجاز العلمي
أو أن تضرب لنا مثلا على إعجاز القرآن الكريم ببلاغته وفصاحته وبيانه، بحيث يكون حجّة نواجه بها العالم؟؟؟
ولا أقول ذلك لأن أحدا ينكر الإعجاز البياني والبلاغي للقرآن الكريم، بل لنعلم حقيقة الأمر الذي تدّعيه، هل تقوله وأنت متحقق بحقيقته؟؟؟ أم مجرد نقل لكلام العلماء دون تحقيق؟.
فهل طلبي تهويل ومغالطة؟؟؟ أم أنّك عاجز عن تفسير هذه السورة؟؟؟ ما زلت أنتظر إجابتك فهل سأبقى دهرا على هذا الانتظار.
أعيد رجائي السابق أن تجيبني دون التهرب إلى أي نقاش عقيم آخر، وأعدك بأنّك إن جئت بالحجّة الدامغة والبيان اليقين أن أتبعك في كل ما تقول.
لا تتهرب من الإجابة
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[08 Oct 2009, 10:25 ص]ـ
الأخ حسن عبد الجليل:
تكمن المصادرة في أنكم تدعون أن القرآن دلت آياته على حقائق لم تكن مكتشفة، فجئناكم بأمثلة من كلام العرب يمكن لنا أن ندعي أنها أشارت إلى نفس الحقائق التي تدعون أن القرآن أشار إليها، أو إلى حقائق أخرى كما في مثال الذباب، وفي هذا إبطال الإعجاز العلمي المدعى، فلم تزيدوا أن قلتم: كيف توازن كلام الله بكلام الشعراء؟؟!!
وهذه هي المصادرة، أنتم تريدون أن تثبتوا أن القرآن كلام الله لوجود الإعجاز العلمي فيه، فلما جئناكم بأمثلة من كلام العرب نستطيع أن ندعي فيها إعجازاً علمياً، قلتم هذا كلام الله، وليس كلام بشر.
فكيف تقولون هذا وأنتم لم تثبتوا بعد أنه كلام الله؟!
لذلك كان عليكم أن تعترفوا بوجود المصادرة، فإنها في كلامكم واضحة بينة ...
فإن تبينتم هذا واعترفتم به أمكننا أن نذهب إلى أجوبة أسئلتكم ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Oct 2009, 11:28 ص]ـ
الأخ حسن عبد الجليل:
تكمن المصادرة في أنكم تدعون أن القرآن دلت آياته على حقائق لم تكن مكتشفة، فجئناكم بأمثلة من كلام العرب يمكن لنا أن ندعي أنها أشارت إلى نفس الحقائق التي تدعون أن القرآن أشار إليها، أو إلى حقائق أخرى كما في مثال الذباب، وفي هذا إبطال الإعجاز العلمي المدعى، فلم تزيدوا أن قلتم: كيف توازن كلام الله بكلام الشعراء؟؟!!
وهذه هي المصادرة، أنتم تريدون أن تثبتوا أن القرآن كلام الله لوجود الإعجاز العلمي فيه، فلما جئناكم بأمثلة من كلام العرب نستطيع أن ندعي فيها إعجازاً علمياً، قلتم هذا كلام الله، وليس كلام بشر.
فكيف تقولون هذا وأنتم لم تثبتوا بعد أنه كلام الله؟!
لذلك كان عليكم أن تعترفوا بوجود المصادرة، فإنها في كلامكم واضحة بينة ...
فإن تبينتم هذا واعترفتم به أمكننا أن نذهب إلى أجوبة أسئلتكم ...
هذا والله هو الجهل المطبق كما يقولون
فدعنا من هذا الكلام أيها المتعالم
دعنا من الإعجاز العلمي وتحدث لنا عن وجوه الإعجاز الأخرى التي تؤمن أنها موجودة في القرآن
هذا إن كنت تؤمن بأن القرآن كتاب معجز!
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[08 Oct 2009, 12:41 م]ـ
دعنا من الإعجاز العلمي وتحدث لنا عن وجوه الإعجاز الأخرى التي تؤمن أنها موجودة في القرآن
هذا إن كنت تؤمن بأن القرآن كتاب معجز!
وهل ستفهم لو حدثتك؟!!
أشك في ذلك وأنت تجهل ما وقعت فيه!!!
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Oct 2009, 01:21 م]ـ
وهل ستفهم لو حدثتك؟!!
أشك في ذلك وأنت تجهل ما وقعت فيه!!!
جرب
وإذا لم أفهم فسيفهم غيري.
ولتكن البداية أن تذكر لنا وجوه الإعجاز في سورة النصر كما سألك أحد الأخوة
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[08 Oct 2009, 01:23 م]ـ
ليس قبل أن تعترفوا بوجود المصادرة في كلامكم ...
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Oct 2009, 01:41 م]ـ
ليس قبل أن تعترفوا بوجود المصادرة في كلامكم ...
!!؟؟؟
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[08 Oct 2009, 08:13 م]ـ
أخي بكر قلت لك بأنني سأتّبعك إن أجبت سؤالي
فلا تتهرب من الإجابة
وكلنا آذان صاغية للذي ستأتينا به من أعجاز بياني في سورة النصر أو سورة الإخلاص أو سورة الكوثر
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[08 Oct 2009, 08:15 م]ـ
وأنبّه الإخوة القرّاء بأن أحدا لا ينكر الإعجاز البيان والبلاغي للقرآن الكريم، لكنني أسألك أخي بكر لأعلم ما عندك من الحق والعلم، كي تّبعك إن كانت عندك الحجّة الدامغة والرهان اليقين.
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[10 Oct 2009, 10:36 ص]ـ
الأخ حسن العبادلة:
أخي بكر قلت لك بأنني سأتّبعك إن أجبت سؤالي
فلا تتهرب من الإجابة
وكلنا آذان صاغية للذي ستأتينا به من أعجاز بياني في سورة النصر أو سورة الإخلاص أو سورة الكوثر
لقد قطعت في هذا الموضوع بما أراني وصلت إلى الغاية منه، فلم يعد عندي شيء أزيده فيه، وللقراء أن يتبينوا كلامي بدليله، فيأخذون أو يدعون.
وليست آية ((كأنما يصعد في السماء)) هي الآية الوحيدة التي أفضت القول فيها، بل هناك أمثلة كثيرة، ووقفات كثيرة في إبطال الإعجاز العلمي المدعى، لعلي أذكر بعضاً منها في مشاركات قادمة.
ولكن ...
بما أنك دكتور، وأستاذ مشارك في علوم القرآن والقراءات، فغريب الاّ تتبين بعد المصادرة على المطلوب التي وقعت فيها أنت والإخوة، والتي لا زلتم تتهربون منها، كأنكم لا تسمعون، وتجحدون العلم بها، ثم تسألون أين المصادرة في كلامنا؟
لعل بعض الإخوة - ممن أدلوا في هذا الموضوع بدلوهم- معذورون في أنهم لم يتبينوا المصادرة، بل بتُّ أظن أنهم لا يعرفون معنى "مصادرة"، ولعل هذه أول مرة يسمعون فيها بهذا المصطلح، مع أنه شائع في أصول الجدل والمناظرة، وإذا كان من المناظر أو المجادل كان دليلاً على إفحامه أو إلزامه، وأنه لم يعد عنده شيء يستدل به.
وإذا لم تكن تعرف معنى المصادرة يا أستاذ فأخبرني حتى ألتمس لك العذر، ثم أبين لك معنى المصادرة مشفوعاً بالأمثلة.
أعيد عليك موطن المصادرة، الذي سبق أن ذكرته في مشاركة سابقة (رقم 133):
الإخوة الكرام العليمي وحجازي الهوى وحسن عبد الجليل:
(يُتْبَعُ)
(/)
أرجو أن تتركوا عنكم هذه التهويلات، وتنظروا في الإلزامات الموجهة إليكم، والتي تتبين للناظر بأدنى نظر. واعلموا أن الأمر ليس بكثرة القائلين بالإعجاز العلمي وأنصاره، وإنما بالحجة والبرهان الذي تقدمونه على صدق دعواكم، والذي لم نَرَ منكم فيه حتى هذه اللحظة، إلا تهويلات ومصادرات لا ينبغي أن تكون ممن يطلب في جداله الحق:
1. نحن - منكري الإعجاز العلمي- نومن بأن القرآن من عند الله، وبأنه أعجز ببلاغته وفصاحته وبيانه العرب، فكان دليلاً على صدق محمد صلى الله عليه وسلم في دعواه النبوة، فلا تذهبوا إلى التشكيك والتهويل ...
2. غاية ما في الأمر أنكم يا أرباب الإعجاز العلمي وأنصاره والقائلين به تدعون أن بإمكانكم إقامة الدليل على أن القرآن من عند الله من وجه آخر، هو أنكم تدعون سبق القرآن في الدلالة على أسرار وخفايا في علوم الكون كشف عنها العلم الحديث، وتجعلون من هذا وجهاً من وجوه إعجاز القرآن الكريم، ويدعي أرباب الإعجاز العلمي والداعون له أن هذا الوجه المدعى من إعجاز القرآن بات أقرب إلى أفهام الناس، وأجدر أن يُنبهوا إليه في ظل هذه الانفجار العلمي والمعرفي الذي ظهر في العصور الأخيرة.
3. ونحن نقول لكم إن هذا الوجه المدعى لا أصل له، وليس بإمكانكم أن تقيموا الدليل على أن القرآن كلام الله بواسطة هذا الذي تدعونه من إعجاز علمي. نحن نومن بأن القرآن من عند الله، ونقول لكم إنكم لن تستطيعوا إثبات أن القرآن من عند الله في مدعاكم هذا.
الاعتراض هنا على ما تزعمونه دليلاً، لا على أن القرآن من عند الله. فدعوا عنكم هذه التهويلات التي لا تغني من الحق شيئاً.
4. وأثبتوا لنا هذا الذي تزعمونه وتدعونه وجهاً من وجوه إعجاز القرآن.
5. وقد جيتكم بمثال على بطلان القول بالإعجاز العلمي وتهافته في قوله تعالى ((كأنما يصعد في السماء))، وبينا أن القول بالإعجاز العلمي يبطل الغرض البلاغي من التشبيه، وذكرنا من أقوال المفسرين ما يدل على أن العرب فهموها، ثم بينا أنه لا يجوز من حيث فقه اللغة أن يفهم كلام ما في أي عصر من العصور إلا بحسب معهود أهل ذلك العصر في الألفاظ ومعانيها، ولم نجد منكم رداً على هذه النقاط الثلاث.
6. ادعى الأخ عبد الله جلغوم أن آية ((كأنما يصعد في السماء)) لو فهمناها حق الفهم لقادتنا إلى معرفة قانون الجاذبية، وربما قادتنا إلى اختراع الطائرة!!!
وأيد هذا الأخ العليمي ...
ولم أسمع من حجازي الهوى ولا من الأستاذ عبد الجليل ما يعارض به فهم الأخ عبد الله جلغوم.
فجئيناكم ببيتين للمتنبي يمكن أن نفهم منهما ما فهمتم أنتم من الآية.
وحدث نفس الشيء في آية الذباب التي ساقها الأستاذ حسن عبد الجليل زاعماً أنها تدل على الحقيقة العلمية!
جئناه ببيتين للعرب في الذباب يمكن أن نحملها على نظريات علمية، أو يمكن أن نجري دراسة علمية ليتحقق قول الشاعر ...
فلم تنفصلوا عن هذا بجواب ترتضونه أنتم إلا مصادرة على المطلوب.
تقولون هذا كلام الله وليس شعراً!!!
فكيف يستقيم هذا وأنتم لم تثبتوا بعد أنه كلام الله؟!
أفلستم تريدون أن تثبتوا للناس وللملحدين وللغربيين أن القرآن كلام الله بواسطة الإعجاز العلمي؟!
فهذه العرب لم تعجز ...
إذ يمكن لنا أن نحمل أقوال شعرائها وأدبائها على أحدث النظريات العلمية القطعية.
فأين تذهبون ...
نريد أجوبة محققة أيها الإخوة، وإقراراً منكم بوجود المصادرة في كلامكم جميعاً، والتي هي من الضروريات التي لا يسوغ جحدها عند العقلاء ...
فمن منكم يرجع إلى الحق ويعترف بوجود المصادرة؟!
على الأقل: هل تعترف بوجود المصادرة في كلام عبد الله جلغوم والعليمي؟!
لعل أؤلئك الإخوة العليمي وحجازي وجلغوم معذورون في أنهم لا يعرفون شيئاً عن معنى المصادرة؟! أما أنت فلا عذر لك، وقد تبين لنا مبلغ علمك، فإن لم تكن تعلم فأخبرني بارك الله فيك ...
أما الإعجاز البياني في سورة النصر أو الإخلاص أو الكوثر، فليس محله هاهنا ...
فافتح رابطاً آخر ...
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[10 Oct 2009, 11:13 ص]ـ
بكر الجازي:
لقد قطعت في هذا الموضوع بما أراني وصلت إلى الغاية منه، فلم يعد عندي شيء أزيده فيه، وللقراء أن يتبينوا كلامي بدليله، فيأخذون أو يدعون.
لا نراك قد قطعت شيئا، بل واقفا في مكانك، مهووسا بالتكرار والثرثرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
لعل أؤلئك الإخوة العليمي وحجازي وجلغوم معذورون في أنهم لا يعرفون شيئاً عن معنى المصادرة؟! أما أنت فلا عذر لك، وقد تبين لنا مبلغ علمك، فإن لم تكن تعلم فأخبرني بارك الله فيك ...
هذا كثير يا بكر ..
ليس من الصعب على من لا يعرف أن يعرف، click على (جوجل) وتنتهي المشكلة.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[10 Oct 2009, 02:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على حبيبنا وقرّة أعيننا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
الأخ بكر حفظك الله ورعاك
أولا أشكرك على حسن ظنك بي، وأرى أنك بالغت كثيرا في المدح
إذا كنت تريد أن تنفي أمرا عن القرآن الكريم هو من الآيات الباهرات في هذا العصر دلالة على أن هذا الكتاب الكريم هو من عند الله وحده.
ثم تأتي بمسأل تتصور أنها أدلّة لك على ما تدّعيه، وما هي إلا أوهن من بيت العنكبوت
حيث أنك لم تتحقق بدلالة الآيات القرآنية الكريمة، ثم تأتي لتقارن بينها وبين شعر أو نثر من كلام العرب، ليس بينه وبين ما تسوقه للدلالة عليه أيّ رابط، كمن يقول لأحد صف لي سيارتك الجديدة، فيقول لون البحر أزرق وفيه بواخر ....
ولما رأيتك تتهرب من كل أمر يظهره لك الإخوة في نقاشهم، طلبت منك طلبا هو أصل الأدلة والبراهين التي فهمها العرب في إعجاز القرآن الكريم وهو الإعجاز البياني.
فإذا كنت تنفي أي وجه آخر للإعجاز فزدنا علما بأوجه هذا الإعجاز الذي تدّعيه وحده دون غيره، ولم أطلب منك المستحيل بل أن تفسّر لي أوجه البيان في بعض قصار السور، ----- وأنا على يقين أن فهمك لآيات الكتاب الكريم، لن يصل إلى فهم الوليد بن المغيرة الذي امتدح القرآن بعد أن فهمه فقال: والله إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمغدق وإن أسفله لمثمر وإنه ليعلو وما يعلى عليه وما هو كلام البشر.
ومع ذلك ما كان من هذا الرجل إلا أن أنكر واستكبر فتوعده الله بأشد أوجه الوعيد حيث قال سبحانه: ((ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً)) (المدثر:11) فتأمل أخي بكر دقّة البيان القرآني الذي يذوّب القلوب؛ من الذي يذر الله، ولماذا ورد هذا التعبير في القرآن الكريم ... ولست أقصد في هذا المثال تنقيصا لفهمك، بل لأن الزمان تطاول انتشرت الحمرة التي أفسدت ألسنة الناس، فبعدوا عن تذوق النصّ القرآني على الوجه الذي كان زمن نزول القرآن الكريم --------
فما أراك بعد هذا الطلب إلا أنك أخذت تتخبط يمنة ويسرى ولم تجبني عن شيء بل ابتدأت بمدحي الذي ذكرت، فهل هذا هو معنى المصادرة في كلامك.
أخي الحبيب إذا صادرت إنسان حجّة، معنى ذلك أنني أستخدم قوله نفسه في الردّعليه، فأتخذ الدليل الذي يعتمد عليه في الاستدلال لقوله لأبيّن له بأن هذا الدليل هو أشهد على قولي من قوله، فيقع في يديه ويسلّم لقولي.
هذا خلاصة فهمي المتواضع لمعنى المصادرة، فإن كان عندك المزيد فأرجو أن لا تبخل عليّ بعلمك.
ولم أجد في أي كلام لك سقته سابقا شيئا من ذلك.
وأعيد رجائي أن تفسّر لي أوجه البيان في سورة الإخلاص أو النصر بالوجه الذي يستدل من يسمعه الآن على أن هذا كلام الله تعالى لا محالة.
حتى لو أوردت لي سبب ورود هذه اللفظة في الآية الكريمة (هو) في قوله تعالى: (قل هو الله أحد)، وهل في نزع هذه الكلمة إخلال في الآية الكريمة؟ وإذا كان هناك إخلال في المعنى، فما هو هذا الإخلال؟؟؟ وهل في هذه اللفظة حجة لمن يسأل الله بقوله يا هو أغثني؟؟؟؟
هذا أ ب في التفسير والإعجاز البياني الذي فهمه العرب؟؟؟
أراك أخي الحبيب أنت الذي تقع في المصادرة، وتهترئ خشبتك التي تظنها سيفا
أعيد رجائي: أن لا تتهرب من الإجابة، وبعد ذلك امتدحني كيف شئت فلك مني خالص الشكر والتقدير على كل ما يخطر في قلبك.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[10 Oct 2009, 02:43 م]ـ
(قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) (البقرة:32)
(فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً) (طه:114)
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[10 Oct 2009, 03:04 م]ـ
الإخوة الكرام العليمي وحجازي الهوى وحسن عبد الجليل:
أرجو أن تتركوا عنكم هذه التهويلات، وتنظروا في الإلزامات الموجهة إليكم، والتي تتبين للناظر بأدنى نظر. واعلموا أن الأمر ليس بكثرة القائلين بالإعجاز العلمي وأنصاره، وإنما بالحجة والبرهان الذي تقدمونه على صدق دعواكم، والذي لم نَرَ منكم فيه حتى هذه اللحظة، إلا تهويلات ومصادرات لا ينبغي أن تكون ممن يطلب في جداله الحق:
نحن - منكري الإعجاز العلمي- نومن بأن القرآن من عند الله، وبأنه أعجز ببلاغته وفصاحته وبيانه العرب، فكان دليلاً على صدق محمد صلى الله عليه وسلم في دعواه النبوة، فلا تذهبوا إلى التشكيك والتهويل ...
فأين تذهبون ...
نريد أجوبة محققة أيها الإخوة، وإقراراً منكم بوجود المصادرة في كلامكم جميعاً، والتي هي من الضروريات التي لا يسوغ جحدها عند العقلاء ...
فمن منكم يرجع إلى الحق ويعترف بوجود المصادرة؟!
أخي بكر
المصادرة الحقيقية التي لا تخفى على أحد ممن يقرأ هذا الحوار من أوَّله هي التي وقعت فيها أنت، فكيف لك أن تدّعي أمرا لا تستطيع أن تبرهن عليه في سورة من قصار السور. سواء سورة النصر أو الإخلاص أو غيرها
وما من عاقل يشكك في رسالة حبيبنا وقرّة أعيننا وروح قلوبنا محمد صلى الله عليه وسلم. فأرجو أن لا تقوّل أحدا بفهمك المجانب للصحّة ما لم يقله.
وجئناك بأدلّة أعميت عنها البصر، ورجعت إلى سابق جدالك، وقلت لك من قبيل النقاش وإقامة الحجّة بأنني سوف أتّبعك إذا أقمت لي البرهان اليقين، ولكنني أراه قد أسقط في يديك، فهذه أبلغ مصادرة وهي ظاهرة للقراء جميعا، فإمّا أن تضرب لنا مثلا يقويّ حجّتك، أو أن يفهم الجميع بأن مصادرتك التي تقول بها قد وقعت عليك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[10 Oct 2009, 03:07 م]ـ
هذا كثير يا بكر ..
ليس من الصعب على من لا يعرف أن يعرف، click على (جوجل) وتنتهي المشكلة.
بارك الله فيك ...
لا بأس إذن ...
لعلك تنظر في معنى المصادرة وتعريفها على جوجل، ثم تعود!
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[10 Oct 2009, 03:15 م]ـ
بارك الله فيك أخي حسن العبادلة ...
الحقيقة أنني لم أكن أمدحك ...
بل كنت أحاول أن ألفت نظرك إلى ضرورة ألا يغفل مثلك عن وقوع المصادرة، وإذا كنا نلتمس للإخوة العذر في أنهم لا يعرفون معناها، فكيف بك أنت؟!
على كل حال ...
ليس عندي ما أزيده في هذا الباب، فهذا كل ما عندي في بيان تهافت الإعجاز العلمي في آية ((كأنما يصعد في السماء)).
فإن شيت فخذ، وإن شيت فدع ...
وبارك الله فيك ...
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[10 Oct 2009, 05:55 م]ـ
بارك الله فيك أخي حسن العبادلة ...
الحقيقة أنني لم أكن أمدحك ...
على كل حال ... ليس عندي ما أزيده في هذا الباب، فهذا كل ما عندي في بيان تهافت الإعجاز العلمي في آية ((كأنما يصعد في السماء)).
فإن شيت فخذ، وإن شيت فدع ..
هل أفهم من كلامك هذا بأنك عاجز إظاهر أوجه البيان في هذه السور القصيرة؟؟؟؟؟
وإذا كان الأمر كذلك فكيف تنكر على من يقولون بالإعجاز العلمي، وتعترض عليهم بفهم السلف الصالح رضوان الله عليهم وأنت غير متحقق به؟؟؟؟
هل انكفأت المصادرة على صاحبها.
أعتقد أن النقاش لم يصل إلى مراحله الأخيرة لتقول هذا كل ما عندي في بيان تهافت الإعجاز العلمي؛ فلم نتحدث عن قول الله تعالى:
(قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (العنكبوت:20)
فما سبب تخصيص في الأرض وليس على الأرض؟؟
وكيف ننظر كيف بدأ الخلق بوساطة هذا المسير؟؟
ثم كيف نستدل بهذا النظر إلى النشأة الآخرة؟؟
هل يفنى حسد الإنسان كاملا بعد موته؟؟؟ هل سألت الأطباء المتخصصين في التشريح، والطب الشرعي؟؟؟ لتتحقق من الحديث الوارد في هذا الموضوع؟؟؟؟ وكيفية الجمع بين هذه الآراء؟؟؟؟ هل بحثت في سبب عجز الإنسان والجان عن اختراق أقطار السماوات والأرض؟؟؟؟ هل تبصّرت في نفسك كيف خلقت؟؟؟؟ هل تبصّرت في الآيات التي تتحدث عن أطوار خلق الجنين؟؟؟؟ ولم ورد التعبير القرآني عن أحد المراحل بأنه مضغة، والمضغة ما هي إلا صورة لما يمضغه الإنسان؟؟؟؟ ما هي الآيات التي في السماء؟؟؟؟؟؟ لا بل في السماوات؟؟؟؟ والأرض التي يمرّ عليها أكثر الناس وهم معرضون؟؟؟
حتى في البيان القرآني: هل تعلم المعنى الدقيق في قول الله تعالى: ((وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً)) (الفرقان:7) هل الاعتراض كان على أكل الطعام، فهذا ليس فيه وجه نقص؟؟؟ أم على عاقبة الطعام المأكول؟؟؟
ثم ما معنى قول الله تعالى: ((وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ)) (لأعراف:198)، ثم كيف نظرون بأم أعينهم، ولا يبصرون؟؟؟؟ هل في ذلك تناقض؟؟؟؟ هل الذي ينظرون إليه ويرونه غير الذي حجب عن بصيرتهم، فلم يدركوه؟؟؟؟
وعجيب كل العجب أخي بكر في أنك لم تدرك معنى المخالفة في كلامي، وهذا من أساليب العرب، ثم تجيبني بأمر لتقرر فيه معنى المخالفة الذي فهمته في كلامك.
ومن إجابتك تلك أقيس فهمك لباقي الأدلة والبراهين التي ضربها لك جميع الإخوة.
فالله نسأل أن يلهمنا الفهم عليه، والحق في القول والعمل.
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[10 Oct 2009, 06:08 م]ـ
الأخ حسن العبادلة:
عنوان هذا الرابط هو "تهافت القول بالإعجاز العلمي في قوله تعالى (كأنما يصعد في السماء) " ...
وكان غرضي فيه أن أبين هذا التهافت ...
وبينت ما وفقني الله إلى بيانه في هذا الباب ...
ولي أبحاث ومقالات أخرى في آيات أخرى أبين فيها تهافت القول بالإعجاز العلمي، لعلي أعرض شيئاً منها ها هنا، ذلك أني أبحث تهافت القول بالإعجاز العلمي.
أما بخصوص الإعجاز البياني في قصار السور، فلم أعرض له، ولم أتكلم عنه، وإنما سألت أنت سؤالاً لم يكن عليه مدار بحثنا، فلا نشتغل بالرد عليه.
فإن أردت أن تنظر في الإعجاز البياني في قصار السور، فلا بأس لو افتتحت موضوعاً جديداً، وحدثتنا بما عندك من علم في علوم القرآن والقراءات القرآنية.
وبارك الله فيك ...
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Oct 2009, 06:26 م]ـ
الأخ حسن العبادلة:
عنوان هذا الرابط هو "تهافت القول بالإعجاز العلمي في قوله تعالى (كأنما يصعد في السماء) " ...
وكان غرضي فيه أن أبين هذا التهافت ...
وبينت ما وفقني الله إلى بيانه في هذا الباب ...
ولي أبحاث ومقالات أخرى في آيات أخرى أبين فيها تهافت القول بالإعجاز العلمي، لعلي أعرض شيئاً منها ها هنا، ذلك أني أبحث تهافت القول بالإعجاز العلمي.
أما بخصوص الإعجاز البياني في قصار السور، فلم أعرض له، ولم أتكلم عنه، وإنما سألت أنت سؤالاً لم يكن عليه مدار بحثنا، فلا نشتغل بالرد عليه.
فإن أردت أن تنظر في الإعجاز البياني في قصار السور، فلا بأس لو افتتحت موضوعاً جديداً، وحدثتنا بما عندك من علم في علوم القرآن والقراءات القرآنية.
وبارك الله فيك ...
ما شاء الله لا قوة إلا بالله
لقد أبنت أيها الجازي
وأي بيان
لقد وفيت وكفيت وأقمت الحجة على الخصوم
ولكن بقي شيء واحد
وهو
أن يشهد لك شاهدي عدل ممن تُرضى شهادتُهم في المنتدى من أهل الاختصاص
ولكن لا أعتقد أنك ستحظي بهذا الشرف
ولهذا أتقدم إليك بأحر التعازي مقدما
وأتمنى لك التوفيق في تهافتك القادم
وكل تهافت وأنت بخير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[10 Oct 2009, 06:55 م]ـ
أخي الحبيب بكر الجازي حفظك الله
صلب الموضوع أنك تقول بأننا لا بد أن نفهم القرآن الكريم على الوجه الذي فهمه الصحابة رضوان الله عليهم، دون أن نفهم شيئا آخر، فسألتك عن هذا الفهم الذي فهمه الصحابة هل عندك شيء منه؟؟؟ وإذا لم يكن عندك فعند من سنجده؟؟؟ هل نستطيع أن نوصل الناس إلى مستوى الصحابة رضوان الله عليهم من فهم اللغة العربية وفقه ألفاظها وأوجه بيانها كي يفهموا كتاب الله تعالى على أكمل وجه؟؟؟؟
إذا لم نستطع فهل نقول إن آيات القرآن الكريم قد خَلِقَت؟؟؟ وهو غير صالح لهذا العصر؟؟؟
أم أن الحق في هذه المسألة أن لا ينكر أحد الإعجاز البياني الذي هو أساس أوجه الإعجاز كلها، ثم نعتمد على الأدلّة والبراهين التي تظهر لنا في هذا العصر وفي غيره من العصور لبيان أن هذا الكتاب الذي أنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو كتاب الله لا محالة فنؤمن به، ونهتدي بهديه.
أخي الحبيب
بفضل الله تعالى ومنّه وكرمه هيأ الله لي أثناء بحثي في رسالة الدكتوراه أن فهمت وكتبت في بعض الأوجه البيانيَة في القرآن الكريم، والتي تكفيني فيها شهادة أستاذي الفاضل رحمة الله تعالى وفضله وكرمه عليه رشيد عبد الرحمن العبيدي لما بكى وأبكاني لبكائه، وهو يقول أشهد أن القرآن الكريم مازال غضا طريا كما أنزل.
وليست الغاية أخي الحبيب أن يتفضل بعضنا على بعض بأنه يحمل شهادة دكتوراه أو أستاذية أو غير ذلك فهذه لا تغني عنا من الله شيئا.
ولا يخفى عنا ما قاله أهل العلم في هذا الموضوع ومن ذلك ما أورده ابن الجوزي حيث يقول:
((والمأخوذ على العلم أن يطلب العلم للعمل به، ففي الحديث من طلب العلم ليباهي به العلماء أو يماري به السفهاء أو ليصرف وجوه الناس إليه لم يرح رائحة الجنة وفي أفراد مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أنه قال إن أول الناس يقضي فيه يوم القيامة ثلاثة فذكر منهم وجلا تعلم العلم وعلمهه وقرأ القرآن فيقال له ما عملت فيقول تعلت فيك العلم وعلمته وقرأت القرآن فيقال كذبت ولكنك تعلمت ليقال هو عالم فقد قيل وقرأت القرآن ليقال هو قارئ وقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار)) التبصرة ابن الجوزي /2 - (2/ 176)
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[10 Oct 2009, 09:46 م]ـ
وفقك الله يا دكتور حسن عبد الجليل على هذا الكلام الطيب وكنت اتمنى ان يكون وروده قبل عدة صفحات، فلعل بعض من داخل في هذا الموضوع قد تجاوز وربما وقع في زلل على اخوانه والله المستعان
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[10 Oct 2009, 10:29 م]ـ
لعل بعض الإخوة - ممن أدلوا في هذا الموضوع بدلوهم- معذورون في أنهم لم يتبينوا المصادرة، بل بتُّ أظن أنهم لا يعرفون معنى "مصادرة"، ولعل هذه أول مرة يسمعون فيها بهذا المصطلح. . .على الأقل: هل تعترف بوجود المصادرة في كلام عبد الله جلغوم والعليمي؟!. . . . .
لعل أؤلئك الإخوة العليمي وحجازي وجلغوم معذورون في أنهم لا يعرفون شيئاً عن معنى المصادرة؟! أما أنت فلا عذر لك، ...
المصادرة!
المصادرة!!
المصادرة!!!
صدعت رؤوسنا بتلك الكلمة الممجوجة
فما لك لا تكف عن ترديدها، ولا تسأم من كتابتها!!
ثم تتهمنى وباقى الأخوة بأننا لا نعرف معناها، بل وتظن أننا لم نسمع بها من قبل!!!!
وحقا ما قيل: شر البلية ما يضحك
للأسف أنا مضطر الآن الى أن أكشف عن حقيقة قدرك من الفهم
لا لشىء الا لأنى أجدك مصرا على خداع الناس بتلك الكلمة (المصادرة) والتى فقدت على يديك رونقها العلمى الرصين
فما الذى كنت تعنيه بوقوعنا جميعا (!!!) فى تلك المصادرة السحرية؟!
اليك ما كنت تعنيه:
أنت تزعم أننا نهدف من الاعجاز العلمى الى اثبات أن القرآن الكريم هو كلام الله حقا
ومن ثم لا يجوز لنا أن نرفض كلاما بشريا فيه مظنة الاعجاز العلمى بأن نقول: ولكنه ليس كلام الله كالقرآن
لأن قولنا هذا لا يزال هو المطلوب منا أن نثبته
تلك هى خلاصة فكرتك السحرية التى تراها قد أعجزتنا جميعا!!
فهل تأكدت الآن أننا نفهم مثلك معنى المصادرة؟!
حسنا، دعنى الآن أبين لك ما لم تفهمه أنت ولم تقدر حتى هذه اللحظة على فهمه، برغم أنى قد حاولت كثيرا أن أفهمك اياه
لقد ذكرت لك من قبل - أكثر من مرة - أن منشأ الوهم فى كلامك هذا هو زعمك الغريب بأن هدفنا الأوحد هو اثبات أن القرآن هو كلام الله
وقد ذكرت لك - أكثر من مرة كذلك - أننا لسنا ملزمين باقناع الملحدين بالاعجاز العلمى، بل الأصل أن نخاطب به المؤمنين ليزدادوا ايمانا على ايمانهم
والمؤمنون بالطبع يؤمنون بأن القرآن هو كلام الله، وأن ما عداه ليس معجزا مثله (حتى لو كان المتنبى هو قائله)
وبذلك تبطل حجتك تمام البطلان، ولا يعود لها أية قيمة تذكر
وعليه تنتفى المصادرة المزعومة وتذهب أدراج الرياح
ذكرت لك هذا فى ثلاث مشاركات (122 - 128 - 154)
وبرغم هذا البيان الوافى وجدتك تعود لتتهمنى بالوقوع فى المصادرة المدعاة!!!!
فبماذا أصفك يا أخى؟!
لا أريد أن أقول لفظا غير لائق، بل أدعو لك الله عز وجل - وللمرة الرابعة - بأن يهديك الى الحق وأن ينير بصيرتك، اللهم آمين
وصل اللهم وسلم على عبدك ورسولك محمد وآله وصحبه والتابعين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[11 Oct 2009, 09:33 ص]ـ
المصادرة!
المصادرة!!
المصادرة!!!
صدعت رؤوسنا بتلك الكلمة الممجوجة
فما لك لا تكف عن ترديدها، ولا تسأم من كتابتها!!
ثم تتهمنى وباقى الأخوة بأننا لا نعرف معناها، بل وتظن أننا لم نسمع بها من قبل!!!!
وحقا ما قيل: شر البلية ما يضحك
للأسف أنا مضطر الآن الى أن أكشف عن حقيقة قدرك من الفهم
لا لشىء الا لأنى أجدك مصرا على خداع الناس بتلك الكلمة (المصادرة) والتى فقدت على يديك رونقها العلمى الرصين
فما الذى كنت تعنيه بوقوعنا جميعا (!!!) فى تلك المصادرة السحرية؟!
اليك ما كنت تعنيه:
أنت تزعم أننا نهدف من الاعجاز العلمى الى اثبات أن القرآن الكريم هو كلام الله حقا
ومن ثم لا يجوز لنا أن نرفض كلاما بشريا فيه مظنة الاعجاز العلمى بأن نقول: ولكنه ليس كلام الله كالقرآن
لأن قولنا هذا لا يزال هو المطلوب منا أن نثبته
تلك هى خلاصة فكرتك السحرية التى تراها قد أعجزتنا جميعا!!
فهل تأكدت الآن أننا نفهم مثلك معنى المصادرة؟!
حسنا، دعنى الآن أبين لك ما لم تفهمه أنت ولم تقدر حتى هذه اللحظة على فهمه، برغم أنى قد حاولت كثيرا أن أفهمك اياه
لقد ذكرت لك من قبل - أكثر من مرة - أن منشأ الوهم فى كلامك هذا هو زعمك الغريب بأن هدفنا الأوحد هو اثبات أن القرآن هو كلام الله
وقد ذكرت لك - أكثر من مرة كذلك - أننا لسنا ملزمين باقناع الملحدين بالاعجاز العلمى، بل الأصل أن نخاطب به المؤمنين ليزدادوا ايمانا على ايمانهم
والمؤمنون بالطبع يؤمنون بأن القرآن هو كلام الله، وأن ما عداه ليس معجزا مثله (حتى لو كان المتنبى هو قائله)
وبذلك تبطل حجتك تمام البطلان، ولا يعود لها أية قيمة تذكر
وعليه تنتفى المصادرة المزعومة وتذهب أدراج الرياح
ذكرت لك هذا فى ثلاث مشاركات (122 - 128 - 154)
وبرغم هذا البيان الوافى وجدتك تعود لتتهمنى بالوقوع فى المصادرة المدعاة!!!!
فبماذا أصفك يا أخى؟!
لا أريد أن أقول لفظا غير لائق، بل أدعو لك الله عز وجل - وللمرة الرابعة - بأن يهديك الى الحق وأن ينير بصيرتك، اللهم آمين
وصل اللهم وسلم على عبدك ورسولك محمد وآله وصحبه والتابعين
سبحان الله!
فهمت معنى المصادرة، ثم تأبى إلا أن تصادر؟!
وأجوبتك التي أرجعتني إليها لا تغني شيئاً!!
فماذا أصنع لك؟!
فلينصرف كل منا عن صاحبه بخير ...
وبارك الله فيك ...
ً
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[11 Oct 2009, 09:44 ص]ـ
الأخ حسن العبادلة:
صلب الموضوع أنك تقول بأننا لا بد أن نفهم القرآن الكريم على الوجه الذي فهمه الصحابة رضوان الله عليهم، دون أن نفهم شيئا آخر، فسألتك عن هذا الفهم الذي فهمه الصحابة هل عندك شيء منه؟؟؟ وإذا لم يكن عندك فعند من سنجده؟؟؟ هل نستطيع أن نوصل الناس إلى مستوى الصحابة رضوان الله عليهم من فهم اللغة العربية وفقه ألفاظها وأوجه بيانها كي يفهموا كتاب الله تعالى على أكمل وجه؟؟؟؟
إذا لم نستطع فهل نقول إن آيات القرآن الكريم قد خَلِقَت؟؟؟ وهو غير صالح لهذا العصر؟؟؟
المقصود بذلك أن تفهم القرآن كما فهمه العرب الأولون، من حيث دلالة أفراده وتراكيبه على معانيها، فإنما نزل القرآن بلسانهم، وليس يلزم على هذا أن تكون قادراً على الإحساس البياني بجمال القرآن وإعجازه.
المقصود أن تفهم ((كأنما يصعد في السماء)) كما فهمها الأولون، وتفهم ((نسوي بنانه)) كما فهمها الأولون .... إلخ.
أما أرباب الإعجاز العلمي فيريدون أن يضيفوا إلى القرآن وجوهاً أخرى من التفسير، ونحن نقول إن هذا لا يستقيم لهم.
وإذا لم تكن قادراً على إثبات الإعجاز العلمي في القرآن، فليس يلزم من هذا أن: وكيف نثبت الإعجاز البياني؟!
أم أن الحق في هذه المسألة أن لا ينكر أحد الإعجاز البياني الذي هو أساس أوجه الإعجاز كلها، ثم نعتمد على الأدلّة والبراهين التي تظهر لنا في هذا العصر وفي غيره من العصور لبيان أن هذا الكتاب الذي أنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو كتاب الله لا محالة فنؤمن به، ونهتدي بهديه.
وأنا لا أنكر الإعجاز البياني، وكان يكفيك هذا ...
أما الإعجاز العلمي فقد كتبت هذا الموضوع لأثبت تهافت القول بالإعجاز العلمي في هذه الآية.
ونحن لا ننكر الحقائق العلمية ...
وإنما ننكر أن يكون القرآن دل عليها ...
فكان الأصل فيكم أخي الحبيب أن تثبتوا مدعاكم هذا.
على كل حال، سمعت منك وسمعت مني، ولا ضير أن ينصرف كل منا عن صاحبه.
بفضل الله تعالى ومنّه وكرمه هيأ الله لي أثناء بحثي في رسالة الدكتوراه أن فهمت وكتبت في بعض الأوجه البيانيَة في القرآن الكريم، والتي تكفيني فيها شهادة أستاذي الفاضل رحمة الله تعالى وفضله وكرمه عليه رشيد عبد الرحمن العبيدي لما بكى وأبكاني لبكائه، وهو يقول أشهد أن القرآن الكريم مازال غضا طريا كما أنزل.
وليست الغاية أخي الحبيب أن يتفضل بعضنا على بعض بأنه يحمل شهادة دكتوراه أو أستاذية أو غير ذلك فهذه لا تغني عنا من الله شيئا.
ولا يخفى عنا ما قاله أهل العلم في هذا الموضوع ومن ذلك ما أورده ابن الجوزي حيث يقول:
((والمأخوذ على العلم أن يطلب العلم للعمل به، ففي الحديث من طلب العلم ليباهي به العلماء أو يماري به السفهاء أو ليصرف وجوه الناس إليه لم يرح رائحة الجنة وفي أفراد مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أنه قال إن أول الناس يقضي فيه يوم القيامة ثلاثة فذكر منهم وجلا تعلم العلم وعلمهه وقرأ القرآن فيقال له ما عملت فيقول تعلت فيك العلم وعلمته وقرأت القرآن فيقال كذبت ولكنك تعلمت ليقال هو عالم فقد قيل وقرأت القرآن ليقال هو قارئ وقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار)) التبصرة ابن الجوزي /2 - (2/ 176)
بارك الله فيك ...
نسأل الله أن يرزقنا علماً نافعاً، وعملاً صالحاً يقربنا إليه ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Oct 2009, 09:48 ص]ـ
سبحان الله!
فهمت معنى المصادرة، ثم تأبى إلا أن تصادر؟!
وأجوبتك التي أرجعتني إليها لا تغني شيئاً!!
فماذا أصنع لك؟!
فلينصرف كل منا عن صاحبه بخير ...
وبارك الله فيك ...
ً
إلى أين تنصرف!
هل تظن الخروج كالدخول!؟
لا لن تنصرف حتى تجيب عن سؤال الدكتور حسن عبد الجليل
وإلا تكون قد شهدت على نفسك بالجهل والكلام فيما لا تحسن
مع تمنياتي لك بالهداية والتوفيق يا بكر
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[11 Oct 2009, 10:26 ص]ـ
يا حجازي ...
مثلك لا يشتغل بالرد عليه ...
وردودك هذه آية جهلك ...
فما زلت تسيء إلى المنتدى وإعضائه بردودك هذه، وكلامك الذي لا يصدر عن إل.
ولو كان عندك شيء من الحياء ومن مخافة الله، ما تقحمت هكذا على غير بصيرة ...
واعلم أني لا أعجز أن أقابلك بمثل ما قابلتني به، ثم لا أكون في هذا ظالماً، وأنا أرد السوء على أهله، إلا أنني أخشى أن يمنع هذا الإخوة من تأمل ما أوردته في فساد الإعجاز العلمي.
فاصنع ما تشاء ....
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Oct 2009, 12:07 م]ـ
يا حجازي ...
مثلك لا يشتغل بالرد عليه ...
وردودك هذه آية جهلك ...
فما زلت تسيء إلى المنتدى وإعضائه بردودك هذه، وكلامك الذي لا يصدر عن إل.
ولو كان عندك شيء من الحياء ومن مخافة الله، ما تقحمت هكذا على غير بصيرة ...
واعلم أني لا أعجز أن أقابلك بمثل ما قابلتني به، ثم لا أكون في هذا ظالماً، وأنا أرد السوء على أهله، إلا أنني أخشى أن يمنع هذا الإخوة من تأمل ما أوردته في فساد الإعجاز العلمي.
فاصنع ما تشاء ....
ها أنت رددت وأسرفت في الرد
فنفيت عني الحياء ومخافة الله وبهذا تقحمت ما ليس لك به علم
ولو تأملت كلامي لم تجد فيه إلا دعوتك لتنفي تهمة الجهل عن نفسك وأنك تتكلم فيما لا تحسن.
وأنا أدعوك مرة أخرى إلى نفي تهمة الجهل والتعالم عن نفسك وأقول لك:
أجب عن أسئلة الدكتور حسن:
صلب الموضوع أنك تقول بأننا لا بد أن نفهم القرآن الكريم على الوجه الذي فهمه الصحابة رضوان الله عليهم، دون أن نفهم شيئا آخر، فسألتك عن هذا الفهم الذي فهمه الصحابة هل عندك شيء منه؟؟؟ وإذا لم يكن عندك فعند من سنجده؟؟؟ هل نستطيع أن نوصل الناس إلى مستوى الصحابة رضوان الله عليهم من فهم اللغة العربية وفقه ألفاظها وأوجه بيانها كي يفهموا كتاب الله تعالى على أكمل وجه؟؟؟؟
إذا لم نستطع فهل نقول إن آيات القرآن الكريم قد خَلِقَت؟؟؟ وهو غير صالح لهذا العصر؟؟؟
وسؤاله الأول عن أوجه الإعجاز البلاغي في سورة النصر.
وسؤالي السابق:
كيف استدل بن عباس رضي الله عنهما بسورة النصر على قرب أجل النبي صلى الله عليه وسلم؟
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[11 Oct 2009, 05:41 م]ـ
إنما حكمت عليك لما تبين لي أنك تتقحم على غير بصيرة، وأنك تهرف بما لا تعرف ...
وأما نفي الحياء عنك، ودعوتك إلى مراقبة الله في نفسك وفيما تكتب فقد ظهر لي من كلامك ما دعاني إلى تذكيرك.
وليت تريح نفسك وتريحني من ردود لا طائل من ورائها ...
فإن كان عندك أثارة من علم تريد أن تبينها فدونك صفحات المنتدى، افتتح ما شئت من المواضيع، واكتب ما تشاء ...
وها أنت ذا قد بدأت بعرض كلام الدكتور المصلح في الإعجاز العلمي ...
فامض فيما ترى، ودع عنك تطويلات ما كان أغنانا وأغناك عنها ...
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[11 Oct 2009, 09:05 م]ـ
وها أنت ذا قد بدأت بعرض كلام الدكتور المصلح في الإعجاز العلمي ...
أشكرك أخي بكر مرة أخرى على هذا الإطراء، ونسأل الله تعالى أن نكون من الصالحين المُصلحين.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[12 Oct 2009, 03:33 ص]ـ
فهمت معنى المصادرة، ثم تأبى إلا أن تصادر؟!
وأجوبتك التي أرجعتني إليها لا تغني شيئاً ً
الأخ بكر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وان كان محقا "
لم أجد خيرا من هذا الكلام لأرد به على هذا المراء الذى أتيتنى به والذى أيقنت منه أن الحق ليس هو طلبك ولامبتغاك
فأرجو الله تعالى أن أكون من الفائزين بما وعد به الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم كل من ترك المراء وإن كان محقا
وهذا هو دعاء فض المجلس:
سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا اله الا أنت، نستغفرك ونتوب اليك
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[12 Oct 2009, 09:27 ص]ـ
أشكرك أخي بكر مرة أخرى على هذا الإطراء، ونسأل الله تعالى أن نكون من الصالحين المُصلحين.
!!!!!!!!
المقصود بذلك هو الدكتور عبد الله المصلح الأمين العام للهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة التابعة لرابطة العالم الإسلامي.
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[12 Oct 2009, 09:31 ص]ـ
الأخ بكر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وان كان محقا "
لم أجد خيرا من هذا الكلام لأرد به على هذا المراء الذى أتيتنى به والذى أيقنت منه أن الحق ليس هو طلبك ولامبتغاك
فأرجو الله تعالى أن أكون من الفائزين بما وعد به الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم كل من ترك المراء وإن كان محقا
وهذا هو دعاء فض المجلس:
سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا اله الا أنت، نستغفرك ونتوب اليك
ونرجو أن نكون معك من الفائزين ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[12 Oct 2009, 02:45 م]ـ
ونرجو أن نكون معك من الفائزين ...
ان شاء الله يا أخى الحبيب
فانك لا زلت لى أخا فى الله برغم كل شىء
واختلافى معك فى الرأى لن يفسد لودنا قضية ان شاء الله
وفقك الله تعالى لما يحب ويرضى
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[12 Oct 2009, 05:36 م]ـ
بارك الله فيك ...
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[17 Oct 2009, 01:38 ص]ـ
سبحانك ربي وبحمد وتبارك اسمك وتعالى جدّك ولا إله غيرك
ـ[ريان سعود جمال]ــــــــ[11 Jul 2010, 07:04 ص]ـ
أخي بكر ..
من المقبول أن نختلف في مسألة أو مسألتين ولكن العجيب أن ترفض علماً قائماً جملة وتفصيلاً ..
الكتب السماوية حرفت ولذلك تجد في كل كتب الدين الموجودة في الشرق والغرب والصين والهند تجد ما لا يقبله العقل بسبب اختلافه مع اكتشافات العلوم التطبيقية.
القرآن كتاب الله الذي سلم من التحريف لا يوجد فيه آية واحدة تتناقض مع أي معلومة في العلوم التطبيقة ..
هذا باختصار هو الإعجاز العلمي في القرآن .. نحن نقره ولكن لا نقر المبالغة فيه والتكلف والتأويل
ـ[ريان سعود جمال]ــــــــ[11 Jul 2010, 07:06 ص]ـ
الحمد لله الذي أقر عيني بكم ..
الحمد لله الذي جعل نهاية اختلافكم تآخياً واستغفاراً(/)
الإنصاف فيما جاء في (البسملة) من الاختلاف - أحمد شاكر
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[10 Sep 2009, 07:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإنصاف فيما جاء في (البسملة) من الاختلاف
بقلم العلامة المحدث
أحمد محمد شاكر
(1309 - 1377 هـ)
... هذه المسألة من أهم مسائل الخلاف بين القراء والمحدثين والفقهاء، وألف فيها الكثيرون كتبًا خاصة؛ فمن ذلك كتاب (الإنصاف فيما بين العلماء من الاختلاف) للإمام الكبير أبي عمر يوسف بن عبد البر القرطبي المتوفى سنة 463 هـ وهو جزء في 42 صفحة، وقد طبع في مصر سنة 1343 هـ، وكتاب لأبي محمد عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي، ذكره النووي في المجموع، وقال: إنه مجلد كبير، ولخص أهم ما فيه؛ وألف فيها أيضًا ابن خزيمة وابن حبان والدارقطني والبيهقي والخطيب، وقد جمع الحافظ الزيلعي في نصب الراية أكثر ما ورد فيها من الآثار والأقاويل في مقدار يصلح كتابًا مستقلا (1/ 168 - 191 من طبعة الهند، و 1/ 323 - 363 من طبعة المجلس العلمي. سنة 1357 هـ) وكذلك النووي في المجموع، كتب فيها مقدارًا وافيًا.
... واستيعاب ما قالوه لا يسعه المقام هنا، لكني أقول فيها كلمة أرجو أن أوفق إلى أن تكون القول الفصل إن شاء الله:
... اتفق المسلمون جميعًا على أن البسملة جزء من آية في سورة النمل، ثابتة ثبوت التواتر القطعي الموجب لليقين.
... ثم اختلف الفقهاء وغيرهم بعد ذلك: هل هي آية من كل سورة من سور القرآن سوى براءة؟ أو هي جزء من آية؟ أو هي آية مستقلة نزلت مع كل سورة - سوى براءة - لافتتاحها وللفصل بينها وبين غيرها؟ أو هي آية من الفاتحة فقط؟ أو ليست آية أصلا، لا في الفاتحة ولا في غيرها؟
... فنقل العلماء عن مالك والأوزاعي وابن جرير الطبري وداود أنهم ذهبوا إلى أنها ليست في أوائل السور كلها قرآنا، لا في الفاتحة ولا في غيرها!.
... وحكاه الطحاوي عن أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد، وهو رواية عن أحمد، وقول لبعض أصحابه، واختاره ابن قدامة في المغني.
... وقال أحمد: هي آية في أول الفاتحة وليست قرآنا في أوائل باقي السور؛ وهو قول إسحاق وأبي عبيد وأهل الكوفة وأهل مكة وأهل العراق، فيما نقله العلماء؛ وهو أيضا رواية عن الشافعي.
... وقال الشافعي وأصحابه: هي آية من كل سورة سوى براءة، وحكاه ابن عبد البر عن ابن عباس وابن عمر وابن الزبير وعطاء وطاووس ومكحول، وحكاه ابن كثير عن الرازي الجصاص الحنفي في أحكام القرآن أن الشافعي لم يسبقه أحد إلى هذا القول!
... وذهب أبو بكر الرازي الجصاص إلى أنها آية في كل موضع كتبت فيه في المصحف، وليست آية من الفاتحة ولا من غيرها، وإنما أنزلت لافتتاح القراءة بها وللفصل بين كل سورتين - سوى ما بين الأنفال وبراءة - وهو المختار عند الحنفية، قال محمد بن الحسن (ما بين دفتي المصحف قرآن) وهو قول ابن المبارك ورواية عن أحمد وداود؛ وقال الزيلعي في نصب الراية (وهذا قول المحققين من أهل العلم).
... ونسبة هذا القول إلى الحنفية استنباط فقط، فقد قال أبو بكر الجصاص في أحكام القرآن (1/ 8): (ثم اختلف في أنها من فاتحة الكتاب أم لا، فعدها قراء الكوفيين آية منها، [ولم] يعدها قراء البصريين، وليس عن أصحابنا رواية منصوصة في أنها آية منها، إلا أن شيخنا أبا الحسن الكرخي حكى مذهبهم في ترك الجهر بها، وهذا يدل على أنها ليست منها عندهم، لأنها لو كانت آية منها عندهم لجهر بها كما جهر بسائر آي السور).
... وقال شمس الأئمة محمد بن أحمد بن أبي سهل السرخسي في المبسوط (ج1 ص 16): (وعن معلى قال: قلت لمحمد - يعني ابن الحسن -: البسملة آية من القرآن أم لا؟ قال: ما بين الدفتين كله قرآن، قلت: فلمَ لم تجهر؟ فلم يجبني. فهذا عن محمد بيان أنها آية أنزلت للفصل بين السور، لا من أوائل السور؛ ولهذا كتبت بخط على حدة، وهو اختيار أبي بكر الرازي - رحمه الله -، حتى قال محمد - رحمه الله -: يكره للحائض والجنب قراءة البسملة على وجه قراءة القرآن؛ لأن من ضرورة كونها قرآنا حرمة قراءتها على الحائض والجنب، وليس من ضرورة كونها قرآنا الجهر بها، كالفاتحة في الأخريين).
... وقد استدل كل فريق لقوله بأحاديث منها الصحيح المقبول ومنها الضعيف المردود.
(يُتْبَعُ)
(/)
.. وأما أئمة القراءات فإنهم جميعًا اتفقوا على قراءة البسملة في ابتداء كل سورة، سواء الفاتحة أو غيرها من السور، سوى براءة. ولم يُرْوَ عن واحد منهم أبدًا إجازة ابتداء القراءة بدون بسملة.
... وإنما اختلفوا في قراءتها بين السور أثناء التلاوة، أي في الوصل. فابن كثير وعاصم والكسائي وأبو جعفر وقالون وابن محيصن والمطوعي وورش من طريق الأصبهاني: يفصلون بالبسملة بين كل سورتين إلا بين الأنفال وبراءة، وحمزة يصل السورة بالسورة من غير بسملة، وكذلك خلف؛ وجاء عنه أيضا السكت قليلا - أي بدون تنفس - من غير بسملة. وجاء عن كل من أبي عمرو وابن عامر ويعقوب وورش من طريق الأزرق: البسملة والوصل والسكت بين كل سورتين سوى الأنفال وبراءة.
... وكل من رُوي عنه من القراء العشرة حذف البسملة رُوي عنه أيضا إثباتها، ولم يرد عن أحد منهم حذفها رواية واحدة فقط.
... وهؤلاء هن أهل الرواية المنقولة بالسماع والتلقي شيخا عن شيخ في التلاوة والأداء، وقد اتفقوا جميعا على قراءتها أول الفاتحة وإن وصلت بغيرها. قال إمام القراء أبو الخير ابن الجزري في كتاب النشر في القراءات العشر (1/ 262): (ولذلك لم يكن بينهم خلاف في إثبات البسملة أول الفاتحة، سواء وصلت بسورة الناس قبلها أو ابتدئ بها؛ لأنها ولو وصلت لفظا فإنها مبتدأ بها حكمًا؛ ولذلك كان الواصل هنا حالا مرتحلا).
... ولا خلاف بين أحد من أهل النقل وأهل العلم في أن جميع المصاحف الأمهات التي كتبها عثمان بن عفان وأقرها الصحابة جميعًا دون ما عداها: كتبت فيها البسملة في أول كل سورة، سوى براءة، وأن الصحابة رضوان الله عليهم إذ جمعوا القرآن في المصاحف جردوه من كل شيء غيره، فلم يأذنوا بكتابة أسماء السور ولا أعداد الآي ولا (آمين)، ومنعوا أن يجرؤ أحد على كتابة ما ليس من كتاب الله في المصاحف، حرصا منهم على حفظ كتاب الله؛ وخشية أن يشبه على أحد ممن بعدهم فيظن غير القرآن قرآنا، فهل يعقل مع هذا كله أن يكتبوا مائة وثلاث عشرة بسملة زيادة على ما أنزل على رسول الله؟ ألا يدل دلالة قاطعة منقولة بالتواتر العملي المؤيد بالكتابة المتواترة على أنها آية من القرآن في كل موضع كتبت فيه؟؟!
... والقاعدة الصحيحة عند أئمة القراء أن القراءة الصحيحة المقبولة هي: ما صح سنده ووافق رسم المصحف ولو احتمالا وكان له وجه من العربية، وأنه إذا فقد شرط من هذه الشروط في رواية: كانت قراءة شاذة أو ضعيفة أو مردودة. وقد ذهب بعض القراء إلى أن التواتر شرط لصحة القراءة. والحق أن شرط في إثبات القرآن. وأما القراءة فيكفي فيها صحة السند مع ما سبق، وهذا الذي اعتمده إمام القراء ابن الجزري وغيره.
... ولكن لم يخالف واحد منهم في اشتراط موافقة رسم المصحف، وفي أن القراءة التي تخالفه قراءة غير صحيحة ولو صح سندها.
... فإذا سلكنا جادة الإنصاف في تطبيق القواعد الصحيحة على الأقوال والقراءات السابقة، وتنكبنا طريق الهوى والعصبية، علمنا علمًا يقينيًّا ليس بالظن أن القول الذي زعموا نسبته إلى مالك ومن معه - في أنها ليست آية أصلا - قول لا يوافق قاعدة أصولية ثابتة، ولا قراءة صحيحة. وأن قراءة من قرأ بإسقاطها في الوصل بين السور قراءة غير صحيحة أيضًا، لأنها فقدت أهم شرط من شروط صحة القراءة، أو هو الشرط الأساسي في صحتها، وهو موافقة رسم المصحف، وظهر أن الحق الذي لا يتطرق إليه الشك ولا يستطيع مجادل أن ينازع فيه: أنها آية في كل موضع كتبت فيه في المصحف، وأما أنها آية من السور المكتوبة في أولها أو آية مستقلة، فإنه محل نظر وبحث. والذي يظهر لي: ترجيح أنها آية من كل سورة كتبت في أولها، أي من جميع سور القرآن سوى براءة، وأنه لا يجوز لقارئ أن يقرأ أيّة سورة من القرآن - سوى براءة - من غير أن يبدأها بالتسمية التي هي آية منها في أولها؛ سواء أقرأها ابتداء أم وصلها بما قبلها. وهذا الذي اختاره الشافعي رضي الله عنه فيما نقله عن العلماء، وهو الذي يفهم من كلامه الذي نقلنا آنفا عن كتابه (الأم).
(يُتْبَعُ)
(/)
.. وبعد؛ فقد يبدو للناظر بادئ ذي بدء أن يتكره هذا القول وينكره؛ لما فيه من الحكم على بعض أوجه القراءات السبع بعدم الصحة، لما شاع بين المتأخرين والعامة؛ من أن هذه القراءات السبع متواترة تفصيلا؛ بما فيها من بعض الاختلاف في الحروف وبما فيها من أوجه الأداء، وهذه شائعة غير صحيحة، بدأ القول بها بعض متأخري العلماء ثم تبعه فيها غيره؛ ثم أذاعها عامة القراء وعامة أهل العلم من غير نظر صحيح ولا حجة بينة؛ وقد ردها كثيرون من أئمة القراء والعلماء، قال أبو شامة المقدسي: ونحن وإن قلنا إن القراءات الصحيحة إليهم نسبت وعنهم نقلت، فلا يلزم أن جميع ما نقل عنهم بهذه الصفة، بل فيه الضعيف لخروجه عن الأركان الثلاثة.
... وقال إمام القراء الحافظ أبو الخير بن الجزري في كتاب (النشر) (1/ 9): كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه؛ ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالا، وصح سندها، فهي القراءة الصحيحة التي لا يجوز ردها ولا يحل إنكارها، بل هي من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، ووجب على الناس قبولها، سواء كانت عن الأئمة السبعة أم عن العشرة أم عن غيرهم من الأئمة المقبولين. ومتى اختل ركن من هذه الأركان الثلاثة أطلق عليها ضعيفة أو شاذة أو باطلة، سواء كانت عن السبعة أو عمن هو أكبر منهم. هذا هو الصحيح عند أئمة التحقيق من السلف والخلف، صرح بذلك الإمام الحافظ أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني، ونص عليه في غير موضع الإمام أبو محمد مكي بن أبي طالب. وكذلك الإمام أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي. وحققه الإمام الحافظ أبو القاسم عبد الرحمن بن إسماعيل المعروف بأبي شامه، وهو مذهب السلف الذي لا يعرف عن أحد منهم خلافه. قال أبو شامه - رحمه الله - في كتابه المرشد الوجيز: فلا ينبغي أن يغتر بكل قراءة تعزى إلى واحد من هؤلاء الأئمة السبعة ويطلق عليها لفظ الصحة؛ وإن هكذا أنزلت: إلا إذا دخلت في ذلك الضابط. وحينئذ لا ينفرد بنقلها مصنف عن غيره، ولا يختص ذلك بنقلها عنهم؛ بل إن نقلت عن غيرهم من القراء فذلك لا يخرجها عن الصحة، فإن الاعتماد على استجماع تلك الأوصاف، لا عمن تنسب إليه. فإن القراءات المنسوبة إلى كل قارئ من السبعة وغيرهم منقسمة إلى المجمع عليه والشاذ، غير أن هؤلاء السبعة لشهرتهم وكثرة الصحيح المجمع في قراءتهم؛ تركن النفس إلى ما نقل عنهم فوق ما ينقل عن غيرهم. اهـ
... ولم يكن الأئمة السابقون من العلماء يحجمون عن نقد بعض قراءة القراء السبعة وغيرهم، بل كثيرا ما حكموا على بعض حروفهم في القراءة بأنها خطأ، وقد يكون الناقد هو المخطئ ولكنه ينقد عن علم وحجة فلا عليه إن أخطأ. ولو كانت حروف القراء كلها متواترة تفصيلا كما يظن كثير من العلماء وغيرهم: لكان الناقد لحرف منها خارجا عن حد الإسلام، ولم يقل بهذا أحد. والعياذ بالله من أن نرمي أمثالهم بهذا.
... فمن أمثلة ذلك أن إمام المفسرين وحجة القراء أبا جعفر محمد بن جرير الطبري رد قراءة حفص عن عاصم من السبعة ويعقوب من العشرة في قوله تعالى في سورة الحج (آية 25) (سواءً العـ?كف فيه والباد) بنصب (سواء)؛ فقال في تفسيره (17/ 103): (وقد ذكر عن بعض القراءة أنه قرأه (سَوَاءً) نصبًا، على إعمال (جعلنا) فيه، وذلك وإن كان له وجه من العربية فقراءة لا أستجيز القراءة بها، لإجماع الحجة من القراء على خلافه)!.
... وقد رد الطبري والزمخشري - وهما إماما العربية والتفسير - قراءةَ ابن عامر في قوله تعالى في سورة الأنعام (آية 137): (وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولـ?دهم شركاؤهم)؛ فقال الطبري (8/ 33): (وقرأ ذلك بعض قراء أهل الشام (وكذلك زُين) بضم الزاي (لكثير من المشركين قتلُ) بالرفع (أولـ?دهم) بالنصب (شركائهم) بالخفض، بمعنى: وكذلك زُين لكثير من المشركين قتلُ شركائهم أولادَهم، ففرقوا بين الخافض والمخفوض بما عمل فيه من الاسم، وذلك في كلام العرب قبيح غير فصيح، وقد روي عن بعض أهل الحجاز بيت من الشعر يؤيد قراءة من قرأ بما ذكرت من قراءة أهل الشام، رأيت رواة الشعر وأهل العلم بالعربية من أهل العراق ينكرونه). وقال الزمخشري في الكشاف (2/ 42): (وأما قراءة ابن عامر (قتلُ أولادَهم شركائِهم) برفع القتل ونصب الأولاد وجر الشركاء، على إضافة القتل إلى الشركاء، والفصل بينهما بغير ظرف: فشيء لو كان في مكان الضرورات - وهو الشعر - لكان سمجًا مردودًا، كما سمج ورد [زج القلوص أبي مزاده] فكيف به في الكلام المنثور! فكيف به في القرآن المعجز بحسن نظمه وجزالته!!).
... وقد أطال الإمام ابن الجزري في كتاب (النشر) القول في الرد على الطبري والزمخشري في نقدهما هذا الحرف على ابن عامر، وعقد لذلك فصلا نفيسًا (2/ 254 - 256)، ولسنا بصدد تحقيق الصواب في هذا الخلاف هنا، ولا نبغي أن نحكم بالخطأ على ابن عامر، إنما نريد أن ندل على أن المتقدمين لم يكونوا يرون أن وجوه القراء في حروفهم متواترة كلها، وإلا كان في الإقدام على إنكار بعضها جرأة غير محمودة.
... وكذلك أنكر أبو إسحاق الزجاج حرفا من قراءة حمزة في قوله تعالى في سورة الكهف (آية 97) (فما اسْطـ?عوا) إذ قرأها بتشديد الطاء، كما في النشر وغيره من كتب القراءات، قال في لسان العرب (10/ 112): (وكان حمزة الزيات يقرأ (فما اسْطَّـ?عوا) بإدغام الطاء والجمع بين ساكنين. وقال أبو إسحاق الزجاج: من قرأ بهذه القراءة فهو لاحن مخطئ، زعم ذلك الخليل ويونس وسيبويه وجميع من يقول بقولهم).
... ولذلك كله لا نرى علينا بأسا أن نقول: إن قراءة من قرأ بحذف البسملة بين السور في الوصل قراءة غير صحيحة، إذ هي تخالف رسم المصحف فتفقد أهم شرط من شروط صحة القراءة، وأن البسملة آية من كل سورة في أولها سوى براءة، على ما ثبت لنا تواترًا صحيحًا قطعيًّا من رسم المصحف.
... نقلا عن: أحمد محمد شاكر، كلمة الحق، ص120 - 126، ط2، مكتبة السنة، القاهرة، 1428هـ=2007م.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[11 Sep 2009, 02:44 ص]ـ
ولذلك كله لا نرى علينا بأسا أن نقول: إن قراءة من قرأ بحذف البسملة بين السور في الوصل قراءة غير صحيحة، إذ هي تخالف رسم المصحف فتفقد أهم شرط من شروط صحة القراءة، وأن البسملة آية من كل سورة في أولها سوى براءة، على ما ثبت لنا تواترًا صحيحًا قطعيًّا من رسم المصحف
بسم الله الرحمن الرحيم
فى الاقتباس السابق قياس فاسد، اذ لا يلزم من وجوب قراءة البسملة بين السور - على فرض صحته ووجوبه كما قيل - أن تكون البسملة آية من كل سورة سوى براءة - كما قيل أيضا - فهنا نجد أن الانتقال من المقدمات المذكورة الى النتيجة المستخلصة منها يعد انتقالا غير مبرر وبلا مسوغ، كما أن الاستهلال بعبارة لا يوجب علينا اعتبارها آية ولا يلزمنا بذلك
ويكفى للدلالة على هذا أننا مأمورون بنص القرآن ذاته أن نستهل قراءة القرآن بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، ومع ذلك فلم يذهب أحد من العلماء - فيما أعلم - الى القول بأن قولنا " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " يجب اعتباره آية أو حتى جزءا من آية فى أول كل سورة
ومن هنا أرى أن البسملة فى استهلال السور ليست بآية - فى غير الفاتحة فحسب - وانما تقال للتبرك وللفصل بين السور
وأرى أن مذهب الامام أحمد المذكور فى ثنايا الموضوع هو أصح الأقوال وأولاها بالقبول
هذا، والله عز وجل هو أعلى وأعلم(/)
تعقيب على د. الددو في حلقة الإعجاز حول معنى (أدنى)
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[10 Sep 2009, 11:15 م]ـ
لقد ذكر د. محمد الحسن الددو - حفظه الله ونفع بعلومه - في برنامج أجر وأجران بقناة دليل في موضوع الإعجاز العلمي للقرآن أن كلمة "أدنى" قد وردت في اللغة بمعنى أخفض، واستشهد على ذلك بقول الشاعر:
والصدق يألفه الكريم المعتلي ..... والكذب يألفه الدني الأخيب
باعتبار أن "الدني" يقابل " المعتلي " فيكون معناها الأخفض.
وأقول في ذلك مستعينا بالله:
إن هذا البيت المذكور هو لطرفة بن العبد ولم يرد بهذا النص وإنما هو كالتالي:
والصدقُ يألفُه الكريمُ المُرتجى ..... والكذبُ يألفُهُ الدنيُّ الأخيبُ
فآخر كلمة في صدر البيت هي (المرتجى) وليس (المعتلي) وقد ذكر هذا البيت ابن قتيبة في الشعر والشعراء (1/ 187) والبغدادي في خزانة الأدب (2/ 424) وهو أيضا في ديوان طرفة، والمراجع السابقة ورد فيها البيت بهذا النص الذي أثبتُه كما أن محققي الكتب كأحمد شاكر وعبد السلام هارون لم يذكرا فيه رواية أخرى.
وبناء على ما سبق فإن كلمة "الدني" تقابل "المرتجى" فيكون معناها الخسيس أو الحقير، ولا يكون معناها الأخفض، وبالتالي يبطل الاستشهاد بالبيت على معنى الأخفض.
ولاشك عندي أن د. الددو من أحفظ الناس في هذا الزمان، ولكن لعله من غزارة محفوظه حصل له سبق لسان بكلمة "المعتلي". والله أعلم.
كما أن كلمة "الأدنى" وأصلها من: دنا أو دنو، لم ترد في المعاجم أن من معانيها الأخفض أو الاشيء المنخفض، فقد ورد في معانيها:
1 - القرب، وهو قول الزجاج وهو الأشهر.
2 - الشيء الخسيس، وهو قول الأخفش.
3 - الضعيف أو الردي.
وانظر في ذلك:
وانظر تهذيب اللغة (14/ 132)، ومعجم مقاييس اللغة (2/ 303)، والصحاح (5/ 1868)، وأساس البلاغة (1/ 300)، واللسان (18/ 297)، وتاج العروس (1/ 229)، والبحر المحيط (1/ 381) والدر المصون (1/ 394 - 395).
وعليه، فإن الاستشهاد بآية سورة الروم {في أدنى الأرض} على الإعجاز العلمي غير سديد، لأن كلمة {أدنى} لم ترد في اللغة بمعنى أخفض. والله أعلم.
كما أني أؤكد على علو كعب د. الددو في العلم، كما أن له جهود طيبة مشكورة في التعليم والدعوة إلى الله. جزاه ربي خير الجزاء.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Sep 2009, 11:56 م]ـ
وعليه، فإن الاستشهاد بآية سورة الروم {في أدنى الأرض} على الإعجاز العلمي غير سديد، لأن كلمة {أدنى} لم ترد في اللغة بمعنى أخفض. والله أعلم.
.
إذا لم يكن سديدا فما المعنى الصححيح لقوله تعالى " أدنى الأرض" في الآية.
وتأمل مرادف أدنى في قوله تعالى:
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (المجادلة: 7)
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً) (الأحزاب: 59)
تُرْجِي مَن تَشَاء مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاء وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَلِيماً (الأحزاب: 51)
ذَلِكَ أَدْنَى أَن يَأْتُواْ بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُواْ أَن تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ وَاتَّقُوا اللّهَ وَاسْمَعُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (المائدة: 108)
وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ (النساء: 3)
وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ (البقرة: 61)
ومقابل "دانية" في قوله تعالى:
قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (الحاقة: 23)
وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً (الإنسان: 14)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 Sep 2009, 03:03 ص]ـ
كلها بمعنى: قريب وقر يبة ...
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Sep 2009, 04:38 ص]ـ
كلها بمعنى: قريب وقر يبة ...
أحسبك أفقه من هذا.
هذا فهم أولي يحتاج إلى تدقيق، فتأمل المعاني الممكن أن تحمل عليها المفردة وستصل إلى الحق.
هل قوله: ودانية عليهم= قريبة عليهم؟
وتأمل وصف الله تعالى للجنة: جنة عالية، وقوله:قطوفها دانية
وتأمل قوله تعالى:وهو بالأفق الأعلى ثم دنى فتدلى.
ولكلام بقية: يا أبا فهر
ـ[صالح المالكي]ــــــــ[11 Sep 2009, 04:47 ص]ـ
جزاك الله خيراً على هذا الطرح
ـ[ Amara] ــــــــ[11 Sep 2009, 01:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما
أما بعد،
أخي الحبيب أبو فهر السلفي قد ذكرت أن كلمة أدنى في الآيات
كلها بمعنى: قريب وقر يبة ...
غير اني لا أرى ذلك في هذه الآية
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (المجادلة: 7)
لأن معناها أقل إذ قابلها بكلمة أكثر .. و هذه القلة في العدد يقابلها الانخفاض في الأجسام .. لأن فوقية العدد تقابلها تعالي الأجسام بعضها فوق بعض و الله أعلم ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 Sep 2009, 06:35 م]ـ
دانية عليهم وقطوفها دانية أي: قريبة من رؤوسهم والأرض لا تحوج إلى عمل لقطفها ...
أو أدنى من ذلك أي: أو أقرب من ذلك رأياً ونظراً وعداً ... ولو كانت بمعنى أقل فلا تُحَمل معنى أخفض؛لأن مبنى الدلالات وتحقيق ثبوتها على ثبوت اللفظ المعين (أدنى) في الدلالة على المعنى المعين (أخفض) وهذا غير موجود إلا بطريق النظر والقياس وليس هو من العمل الجائز في تعيين الدلالات ..
بارك الله فيكم وإنما هو بحث وتدارس ..
ـ[ Amara] ــــــــ[11 Sep 2009, 08:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما
أريد سؤالك أخي الفاضل السلفي:
هل يصح ان نقول:
معدل أدنى درجات الحرارة؟
و درجة الحرارة الأدنى؟
و فقني الله و إياك
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 Sep 2009, 10:36 م]ـ
ليس البحث فيما يصح أن نقوله نحن ...
وإنما البحث فيما قالوه هم ولسانهم هم ما كان هو؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Sep 2009, 10:45 م]ـ
ليس البحث فيما يصح أن نقوله نحن ...
وإنما البحث فيما قالوه هم ولسانهم هم ما كان هو؟
يا أبا فهر
هات لنا ما قالوه في معنى " أدنى الأرض" وبين لنا وجه صحة ما قالوه فيه.
ثم تذكر ترى حوارنا من أجل الفائدة وليس مجرد أرد وترد.
وجزيت خيرا
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 Sep 2009, 11:45 م]ـ
بارك الله فيك .. وإنما تُستخرج الفائد بأرد وترد ..
وما قالوه بين أمامنا فالكلمة في مواردها الصريحة بمعنى أقرب وهذا محل اتفاق بيننا،ثم لها موارد أقل صراحة وهي أشبه بالدلالة الصريحة (أقرب) ..
محل النزاع: أن يُِثبت المخالف ورود لفظة (أدنى) في اللسان الأول يُراد بها (أخفض) إثباتاً صريحاً ..
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[12 Sep 2009, 02:01 ص]ـ
بارك الله في الجميع على ما ذكر سابقا ففيه فوائد جمة.
ولنكون أكثر دقة في هذا النقاش:
لابد من التأكيد على النقطة التي ذكرها الأخ أبو فهر وهي مناط المشاركة:
عدم ورود معنى أخفض لكلمة أدنى في اللسان العربي. وهذه لب الموضوع ولو كان النقاش فيها فحسب لكان أكثر دقة بدلا من التوسع في ذكر الآيات والتي ربما يخرجنا النقاش فيها عن دائرة البحث في النقطة المقصودة.
وبالمناسبة فإن كلمة أدنى قد وردت في القرآن بعدة معان - وأنا لم اذكر المعاني الثلاثة السابقة على وجه الحصر- ومما جاء في معانيها:
1 - أجدر وأحرى نحو: {وَأَقْومُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُواْ}.
2 - أقرب نحو: {في أدنى الأرض}. ويأتي القرب في الزمان وفي المكان.
3 - أقل نحو: {وَلاَ أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ}
4 - الخسة والحقارة نحو: {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ} وقيل: إنه الشر.
وينظر في ذلك: الوجوه والنظائر لهارون بن موسى ص (78)، ووالوجوه والنظائر للدامغاني (1/ 113)، ونزهة الأعين لابن الجوزي (119) وبصائر ذوي التمييز (2/ 179).
ـ[محمد الأمين بن محمد المختار]ــــــــ[12 Sep 2009, 02:17 ص]ـ
وما الضير في أن تكون بمعنى أقرب؟
فمع ذلك تظل الإشارة العلمية، لأنه أقرب المواضع الطبيعية إلى قاع الأرض
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 Sep 2009, 02:35 ص]ـ
لا يوجد شيء يا مولانا اسمه قاع الأرض والأرض كروية لا يُقال لقسم منها أنه أقرب لقاعها ..
وإنما مراد الجيولجيون بكونها أخفض أي بالنسبة لما حولها من المرتفعات لا بالنسبة لقربها من القاع = لنقول نحن: أقرب لقاع الأرض ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الأمين بن محمد المختار]ــــــــ[12 Sep 2009, 02:51 ص]ـ
الانخفاض عند الجيولوجيين يقاس بمستوى سطح البحر
لا بالمرتفعات من حولها
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[12 Sep 2009, 03:02 ص]ـ
في نظري أن المشكلة واقعة في أذهان المانعين للمجاز في القرآن العظيم، فقد أوقعهم ذلك المنع في ما أسميه (التحجر والتصلب) في فهم القرآن، وبالتالي تضييق المعاني القرآنية وإنكار الحقائق العلمية كما وقع لبعض الناس، وإلا فمن يقول بالمجاز في القرآن لا يصعب عليه فهم المنخفض من الأدنى بقرائن تجعل ذلك اللفظ يتناول الحسيات والمعنويات بحيث يجول الذهن بينهما لإعماله فيهما إذا ثبتت القرينة التي تقوي ذلك، وفي هذا حفاظ على اتساع معاني القرآن العظيم وكونه سارية أحكامه وأخباره في كل زمان ومكان.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Sep 2009, 03:36 ص]ـ
بارك الله في الجميع على ما ذكر سابقا ففيه فوائد جمة.
ولنكون أكثر دقة في هذا النقاش:
لابد من التأكيد على النقطة التي ذكرها الأخ أبو فهر وهي مناط المشاركة:
عدم ورود معنى أخفض لكلمة أدنى في اللسان العربي. وهذه لب الموضوع ولو كان النقاش فيها فحسب لكان أكثر دقة بدلا من التوسع في ذكر الآيات والتي ربما يخرجنا النقاش فيها عن دائرة البحث في النقطة المقصودة.
وبالمناسبة فإن كلمة أدنى قد وردت في القرآن بعدة معان - وأنا لم اذكر المعاني الثلاثة السابقة على وجه الحصر- ومما جاء في معانيها:
2 - أقرب نحو: {في أدنى الأرض}. ويأتي القرب في الزمان وفي المكان.
(2/ 179).
هب أننا وافقناك أخي الكريم على المعاني التي ذكرت في غير هذه الآية، فقلنا "أقرب الأرض" إلى ماذا؟
إلى تبوك أو تيماء، أو خيبر أو المدينة أو مكة؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 Sep 2009, 03:59 ص]ـ
الانخفاض عند الجيولوجيين يقاس بمستوى سطح البحر
لا بالمرتفعات من حولها
بقطع النظر .. المهم أنه لا علاقة له بقاع الأرض ..
هب أننا وافقناك أخي الكريم على المعاني التي ذكرت في غير هذه الآية، فقلنا "أقرب الأرض" إلى ماذا؟
إلى تبوك أو تيماء، أو خيبر أو المدينة أو مكة؟
هذا خارج عن محل النزاع ..
في نظري أن المشكلة واقعة في أذهان المانعين للمجاز في القرآن العظيم، فقد أوقعهم ذلك المنع في ما أسميه (التحجر والتصلب) في فهم القرآن، وبالتالي تضييق المعاني القرآنية وإنكار الحقائق العلمية كما وقع لبعض الناس، وإلا فمن يقول بالمجاز في القرآن لا يصعب عليه فهم المنخفض من الأدنى بقرائن تجعل ذلك اللفظ يتناول الحسيات والمعنويات بحيث يجول الذهن بينهما لإعماله فيهما إذا ثبتت القرينة التي تقوي ذلك، وفي هذا حفاظ على اتساع معاني القرآن العظيم وكونه سارية أحكامه وأخباره في كل زمان ومكان.
حتى على القل بالمجاز .. لابد أن يثبت بعربية صحيحة أن العرب استعملت أدنى في موضع أخفض .. ولا يجوز حمل الكلمة على معنى قبل ثبوت أن العرب استعملت هذه الكلمة في الدلالة على هذا المعنى .. وهذا بقطع النظر عن ثبوت نظرية المجاز من عدمه ..
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[12 Sep 2009, 04:23 ص]ـ
سؤالٌ للإخوة الفضلاء:
إن لم يكن هذا اللفظَ من المشتَرَك , فكيف يتوجهُ ما جاء في كلامِ العربِ مما لا يمكنُ حملُه على القُرب - فيما أحسب - ومنهُ ما تكرَّر على لسان الفاروق رضي الله عنهُ يوم الحديبية وهو يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم تارةً وأبا بكر تارةً أخرى ويقول (علامَ نُعْطِي الدَّنيَّةَ في دينِنا) فالدَّنيَّةُ هنا لا يستقيمُ تفسيرُها بغير النقيصة التي هي الانخفاضِ المعنوي في أعين وقلوب الناس لدين الإسلام وأهله , والتي ستلحقُ المسلمين إن هم ردوا من استجار بهم , ولا وجه للقرب في هذ اللفظ.
ـ[الجكني]ــــــــ[12 Sep 2009, 04:37 ص]ـ
لاحظت أن الكرام ناسين أو متناسين مسألة مهمة قد يفيد الانتباه لها في تقرير قول ما، وهي:
ما هو أصل الكلمة؛ هل هو:
دنا: يعني أنها واوية؟
أم:
دنأ: يهني الهمز؟
والله أعلم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Sep 2009, 05:01 ص]ـ
هذا خارج عن محل النزاع ..
..
لماذا تهرب؟
نسألك صيغة"أفعل" إذا أضيفت ماذا تعني لك؟
إذا قلنا "أدنى الأرض= أقرب الأرض" فما معنى أقرب الأرض في الآية؟
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[12 Sep 2009, 06:11 ص]ـ
جوابا لشيخنا الكريم د. الجكني
أصلها من: (دنا - دنأ) المهموز وغير المهموز كما قال الأزهري في تهذيبه وبمثله قال الخليل في العين، وقال ابن فارس:" الدال والنون والحرف المعتل أصل واحد يقاس بعضه على بعض، وهو المقاربة".وبنحوه في جمهرة اللغة.
وعند الجوهري في الصحاح: دنأ: بمعنى الخسيس، ودنا: بمعنى القرْب.
والمهموز وغير المهموز في مجملهما يرجعان للمعاني المذكورة سابقاً وما في معناها.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 Sep 2009, 10:37 ص]ـ
لماذا تهرب؟
ومم أهرب؟؟!!
وهل ما تسأل عنه أعسر مما أجبتك وغيرك عنه؟؟!!
فقط حتى لا نضيع الوقت .. فكون الآية فسرت بأقرب هذا ليس مجرد كلامنا لتسألنا عن وجهه .. وليس البحث في ترجيح هذا الوجه من التفسير في الآية .. بل هو هاهنا في تحقيق دلالة أدنى في الكلام العربي .. فاصبر نفسك على محنة البحث ولا ترغ عنها ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 Sep 2009, 10:49 ص]ـ
الدنية هي خسيس الأمر وليس إتيان أدنى يراد بها هذا = محل نزاع .. وحمل أخفض عليها هو من قياس لساننا بلسانهم وليس هو من لسانهم ولم تضع العرب في هذا الموضع = أخفض أو خفيض .. ولا تستعمل العرب مادة خفض-فيما رأيت- إلا في موضع الأخذ من الطول ... وقد أتت لفظة أدنى في قرابة أربعين موضعاً من عالي الشعر وفصيحه كلها بمعنى أقرب صريحة الدلالة ..
ـ[ Amara] ــــــــ[12 Sep 2009, 12:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما
مع أنك اخي الحبيب أبو فهر السلفي، لم تجبني على سؤالي زاعما أنه خارج عن محل النزاع، و النزاع أصلا خارج عن حديث المتحابين المجتمعين حول مائدة القرآن، لأنه محل تدبر و ما جئنا هنا لنتنازع .. و مع أني أظنك لا تبني كلامك على منطق و برهان، غير أني أشكر حماستك في هذا الجانب ..
أخي الحبيب اقبل أسئلتنا كماهي و أجبنا عنها فإن لم تفد شخصك في هذا الجانب فسوف تفيد جمعنا في هذا الموضع و غيره و لا تجحد شيئا تعلمه بدعوى أنه خارج النزاع .. فإن كنت لا تعلم ما أجمل أن تقول: لا أعلم ..
أنا ساسألك الآن و أتمنى أن لا يضيق صدرك مني و أن تجيبني:
إذا كان الله تعالى يقصد من كلمة أدنى كلمة أقرب، لماذا لم يستعملها في هذا الموضع أقرب؟
و قد استعمل الكلمة حين قصدها في غير هذا الموضع فقال تعالى:
وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ
و قال تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ
و قال تعالى:
وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
و قال تعالى:
يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ
و قال تعالى:
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ
و في غير هذه المواضع لأن كلمة أقرب مقصودة في حد ذاتها ..
فإن كان المقصود أقرب لماذا استعمل الله أدنى؟
أم أنه يقصد أدنى؟
يغفر الله لي و لكم
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[12 Sep 2009, 12:34 م]ـ
ولا يجوز حمل الكلمة على معنى قبل ثبوت أن العرب استعملت هذه الكلمة في الدلالة على هذا المعنى .. وهذا بقطع النظر عن ثبوت نظرية المجاز من عدمه ..
قاعدة مبتدعة لم أسمع بها من قبل.
ـ[صالح عبد القادر]ــــــــ[12 Sep 2009, 02:06 م]ـ
سؤالٌ للإخوة الفضلاء:
إن لم يكن هذا اللفظَ من المشتَرَك , فكيف يتوجهُ ما جاء في كلامِ العربِ مما لا يمكنُ حملُه على القُرب - فيما أحسب - ومنهُ ما تكرَّر على لسان الفاروق رضي الله عنهُ يوم الحديبية وهو يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم تارةً وأبا بكر تارةً أخرى ويقول (علامَ نُعْطِي الدَّنيَّةَ في دينِنا) فالدَّنيَّةُ هنا لا يستقيمُ تفسيرُها بغير النقيصة التي هي الانخفاضِ المعنوي في أعين وقلوب الناس لدين الإسلام وأهله , والتي ستلحقُ المسلمين إن هم ردوا من استجار بهم , ولا وجه للقرب في هذ اللفظ.
ويبقى السؤال مطروح ...... فهل من مجيب؟؟!!!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 Sep 2009, 06:40 م]ـ
فإن كان المقصود أقرب لماذا استعمل الله أدنى؟
بالله عليك يا مولانا ده كلام؟؟!!!
ولم لم تسأل هذا السؤال في كل كلمة وضعت في موضع كلمة (مما يسميه الناس مترادفات)؟؟
وهل يُقال في موضع كلامنا هنا عن تحقيق دلالة اللفظ في اللسان الأول = لم استعمل هذا ولم يستعمل هذا ..
الله سبحانه يختار للمعنى اللفظ الذي يريده سبحانه مادام هذا المعنى هو مما يُستعمل له هذا اللفظ في الكلام العربي وهذا من تنوع استعمالات الكلام العربي في القرآن ...
والذي عندنا أن لكلمة أدنى خصائص تخصها عن كلمة أقرب جعلتها أليق لهذا الموضع = ولكن ذلك لن يبعد بالكلمة عن موضع كلمة أقرب ولكنها سيصبغ عليها خصائصاً أخرى يطلبها الفقيه،ولكنا عند تعيين دلالات الألفاظ نسير على ما يسير عليه الناس من تفسير اللفظة باللفظة إلى أن يهدينا الله لطريق هو أحسن من ذلك في تفسير الألفاظ ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 Sep 2009, 06:48 م]ـ
قاعدة مبتدعة لم أسمع بها من قبل.
مبتدعة إيه بس؟؟!!
واحدة واحدة ...
عندما أقول للفظ المعين معنى حقيقي ومعنى مجازي وتستعمله العرب في الحقيقي والمجازي= ما هو برهاني على أن لهذه الكلمة معنيان بقطع النظر عن أيهما الحقيقي وأيهما المجازي فهذا بحث آخر ..
السؤال: من أين لك أن العرب استعملت هذا اللفظ في معنيين؟
من أين لك أن هذا المعنى هو بعض ما تستعمل فيه العرب هذا اللفظ؟
بس!
هذا (ألف باء) فقه الدلالات وتعيين المعاني ..
إذا ادعيتُ أن لهذا اللفظ معنى حقيقي ومعنى مجازي لابد أن أثبت بالحجة أولاً أن العرب استعملت اللفظة في المعنيين جميعاً ..
لابد أن أثبت بالحجة أولاً أن هذا المعنى هو مما استعملت العرب هذا اللفظ للدللالة عليه ...
وإلا: جاز لمن شاء أن يدعي في أي لفظ شاء أن من معانيه عند العرب كذا وكذا ..
وإلا جاز لمن شاء أن يدعي في أي معنى شاء أن العرب استعملت في الدلالة عليه أي لفظ شاء ..
وهذا خطل في الدلالات وتألي محض على العرب وكذب عليهم ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[12 Sep 2009, 07:40 م]ـ
يا مولانا الشيخ
في كلامك مغالط بينة وهي اشتراط ما لا يصح أن يكون شرطا، وهو اشتراط أن تكون العرب قد استعملت عين اللفظ المتنازع في معنيين مختلفين، وهذا الشرط غير ضروري، والمصحح هو إمكان استعمال ذلك اللفظ بقرينة ما صحيحة في المعنى الآخر، وهذا الشرط الأخير مقبول عقلا وأدلته كثيرة، وتأمل اي تفسير من التفاسير الكبار تقف على ذلك.
أما شرطك فهي خيالي لأنه من القطعي أنه لم تردنا جميع استعمالات العرب لمختلف الكلمات بمختلف الدلالات، فأنت علقت جواز الاستعمال على أمر خيالي هو حتما ممتنع، ولذلك تصورت في ذهنك أن المجاز ممنوع حتى لو كان بقرينة، وأن العرب لم تعرفه، وأن القرآن لم ينطق به.
ملاحظة: المرجعية الأولى هي الاستعمال القرآني للفظ، وما كلام العرب إلا شاهد إذا وجد، وليس هو الأصل .. فتأمل.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 Sep 2009, 08:15 م]ـ
أي شرط الذي هو غير ضروري؟؟
وأي متكلم بالعلم يجوز له أن يقول إن اللفظ (س) من معانيه (ص) من غير بينة على أن العرب قد استعملت (س) في (ص) ..
بل هذا من القول بغير علم لا ينتطح في ذلك عنزان ..
والكتاب أو السنة أو شعر العرب أو محكم أمثالهم كله يصلح دليلاً يستدل به المستدل على جواز استعمال (س) في (ص) ..
أما الزعم بأن (س) من معانيه (ص) من غير دليل من كلام العرب = فهو كذب ..
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[12 Sep 2009, 08:50 م]ـ
قياس مع الفارق ... فلا يعتد به.
واستعمال اللفظ في أكثر من معنى أشهر من أن يذكر.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 Sep 2009, 09:24 م]ـ
ليس النزاع في استعمال اللفظ في أكثر من معنى،وإنما النزاع في: هل يجوز لمدع أن يدعي أن هذا اللفظ استعملته العرب للدلالة على معنى معين = من غير حجة ولا بينة (؟؟)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[12 Sep 2009, 10:18 م]ـ
رأيت الحديث تشعب هاهنا وهاهنا ..
وأود أن أشير إلى أنه في مدارسة مع الأخ الفاضل حاتم –حفظه الله- تبين أن البحث يدور حول مسألتين:
الأولى: هل يصح لغة إطلاق الدنو على الانخفاض والتسفل؟
الثانية: هل تحمل الآية على هذا المعنى؟
أما المسألة الأولى:
فالمعنى الأصلي لـ (دنى) قَرُبَ، ثم يختلف نوع هذا القرب بحسب السياق.
وقد جاء ما يدل على الدنو بمعنى الانخفاض لأسفل، وهو قوله تعالى: (وهو بالأفق الأعلى ثم دنا تدلى فكان قاب قوسين أو أدنى) قال ابن عاشور: " والدنوّ: القرب، وإذ قد كان فعل الدنوّ قد عطف بـ (ثم) على (فاستوى بالأفق الأعلى) علم أنه دنا إلى العالم الأرضي" ا. هـ
فهو يشير إلى أن السياق حدد نوع القرب هنا، وهو الانخفاض.
إذا لا إشكال في أن (دنا) قد يدل على (انخفض)، فيقال: كان عاليا فدنا، أي نزل وانخفض.
ويبقى ذكر أن استشهاد الددو بالبيت ليس هو مناط القضية، فقد يكون الاستشهاد خاطئا –كما أثبت الأخ حاتم- لكن المعنى صحيح لغة على ما سبق.
وأما المسألة الثانية: هل تحمل الآية على هذا المعنى؟
كل من تطرق لهذه الآية من المفسرين يذكر معنى واحدا وهو أن في الآية إشارة إلى أرض الروم بأنها أقرب الأراضي إلى مكة، أو أقرب أراضي الروم إلى المسلمين ...
فأدنى الأرض أي أقربها، فإن كانت الوقعة في أذرعات فهي من (أدنى الأرض) بالقياس إلى مكة، وإن كانت الوقعة بالجزيرة فهي (أدنى) بالقياس إلى أرض كسرى، وإن كانت بالأردن فهي (أدنى) إلى أرض الروم، قاله ابن عطية.
فالشاهد أن (أدنى) استعملت هنا بمعنى: أقرب.
وفائدة ذكر (فِى أَدْنَى ?لأرْضِ) هو بيان شدة ضعفهم، أي انتهى ضعفهم إلى أن وصل عدوهم إلى طريق الحجاز وكسروهم وهم في بلادهم ثم غلبوا حتى وصلوا إلى المدائن وبنوا هناك الرومية لبيان أن هذه الغلبة العظيمة بعد ذلك الضعف العظيم بإذن الله، قاله الرازي.
فهذا هو المعنى الواضح المتبادر من الآية، وهو ما يتناسب مع سياق الآيات وما ذكر في نزولها.
وهو من معجزات القرآن، لأنه أخبر عن شيء من المغيبات وقع كما أخبر.
وأما ما ذكره أصحاب الإعجاز العلمي فهو أن في الآية إشارة إلى أن أرض الروم هي أدنى الأراضي، أي أكثرها انخفاضا، فأعمق نقطة من اليابسة تحت سطح البحر واقعة في بلاد الروم.
وقالوا إن في الآية إعجازا علميا حيث أشارت إلى هذا الأمر الذي لم يكن في مقدور البشر أن يعلموه وقت نزول الآية، وإنما علم هذا بأخرة، فكان سبق الآية بذكر هذه الحقيقة العلمية هو من دلائل إعجاز القرآن الكريم.
فما ذكروه وإن كان ثبت علميا، ويدل عليه لفظ (أدنى) لغة =فلا يصح تفسير الآية به، لأن سياق الآيات وما يدل عليه نزولها لا يدلان عليه، فلا يكفي أن ينظر إلى ألفاظ الآية وحدها، بل لا بد من النظر في مجموع ما يحيط بالآية، فتفسيرها به تعسف وميل بها عن معناها.
ولكن هل يمكن أن يؤخذ بما ذكروه على أنه إشارة وليس تفسيرا؟
تترك هذه المسألة للنقاش ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[12 Sep 2009, 10:57 م]ـ
هل يجوز لمدع أن يدعي أن هذا اللفظ استعملته العرب للدلالة على معنى معين = من غير حجة ولا بينة (؟؟)
لم يقل بذلك أحد عاقل على حد علمي.
لكن ليس لك أن تحصر الحجة والبينة من عند نفسك.
فالحجة ليست متوقفة على وصول استعمال العرب للفظ في دلالة معينة وإلا تعطل التفسير منذ زمان؛ إذ من البديهي أنه لم تصلنا كل استعمالات العرب، لكن وصلنا عنهم استعمالات يمكن القياس عليها، كما أن الاستعمال القرآني هو الحجة الكبرى، وفيه الأمر بالاعتبار.
ـ[الجكني]ــــــــ[12 Sep 2009, 11:11 م]ـ
أتحف الإخوة الكرام بهذه الجملة فلعلها تفيد في البحث والمدارسة، وهي للإمام اللغوي الزَبيدي رحمه الله، في كتابه " تاج العروس ":
" ويعبر ب " الأدنى " تارة عن الأصغر فيقابل الأكبر، وتارة عن الأرذل فيقابل بالخير، وتارة عن الأول فيقابل بالأخِر، وتارة عن الأقرب فيقابل بالأقصى " اهـ (دنو).
والله أعلم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 Sep 2009, 11:20 م]ـ
أي قياس يا صاحبي؟؟!!
باب الدلالة باب توقيفي سماعي .. لا مدخل للقياس فيه .. وليس مع الذي يدعي أن معنى ما هو من معاني لفظة ما ولا يأتي على ذلك بسماع من كلامهم = إلا الدعوى المجردة .. ولا ينفعه قياس ولا غيره،وهو إذا يدعي قياساً إنما يقيس لسانهم على لسانه هو المحدث المولد .. فالعرب إما يثبت من كلامها استعمال اللفظ بإِزاء المعنى المعين وإما لا يثبت وما وراء ذلك إلا الخرص والمين ..
وأي تفسير هذا الذي تتكلم عنه، وما علاقته بما نحن فيه؟؟
وما علاقة كون استعمال القرآن هو الحجة الكبرى بما نحن فيه؟؟
ولو أوجدت لنا من ذا الي أثبت القياس طريقاً لتعيين الدلالات = لكان خيراً ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 Sep 2009, 11:37 م]ـ
فهو يشير إلى أن السياق حدد نوع القرب هنا، وهو الانخفاض.
أين الانخفاض في كلامه؟؟
بل الدنو هاهنا هو التدلي والقرب من الأرض أو من محمد صلى الله عليه وسلم وهو ما يدل عليه السياق لا (أخفض)؛لأنه قال بعد: {فكان قاب قوسين أو أدنى}
فالحديث كله عن القرب .. والعو يقابله في كلام العرب السفل وليس في كلام العرب الانخفاض ضداً للعلو ..
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[13 Sep 2009, 12:03 ص]ـ
العلو والدنو،الانخفاض والارتفاع، معاني متقاربة لا تغير في المراد ..
فالمقصود أن (دنى) قد تدل على القرب إلى أسفل وهو المعبر عنه بالانخفاض أو التسفل كما جاء في صدر المشاركة.
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[13 Sep 2009, 12:30 ص]ـ
منهج الشيخ السلفي يوحي بأنه لن يؤمن إلا إذا رأى نصا من لسان العرب عبروا به عن المنخفض بالأدنى، نصا صريحا واضحا، وإلا فلن يؤمن بأن الدنو يعبر به عن الانخفاض بقرينة التقارب المعنوي بين اللفظين، وبهذا المنهج الظاهري هو يرفض السماع لأي كلام علمي يشير إلى إمكان التعبير عن المنخفض بالداني، فمحاولة إقناعه شبه يائسة إلا إذا تراجع عن المنهج الغريب الذي التزم به.
سؤال:
في أي علم من العلوم تقررت القاعدة القائلة بأن باب دلالة المعاني توقيفية، وليس لأحد أن يبحث في معاني الألفاظ التي لم ترد النصوص بالتصريح عن مختلف معانيها؟؟ فكيف تلزمنا بهذه القاعدة وهي لم تثبت؟؟
هي بلا شك قاعدة محدَثة لغرض معين، ولا علاقة لها بأي منهجي علمي، وهي حتما تجعل فهمنا للقرآن العظيم قاصرا محدودا زمانيا ومكانيا، فمن البديهي أنه لم تصلنا جميع استعمالات العرب للألفاظ، وهذا عكس مقصد القرآن الصالح لكل زمان ومكان.
إشارة:
الألفاظ لها معاني أصلية، وهذا لا يناقض أن يكون لتلك الألفاظ إشارة إلى معاني أخرى بحيث لا تعطل المعنى الأساسي. فتأمل.
وباب ما يسمى الإعجاز العلمي من هذا الجانب؛ فإن الإشارات الواردة فيه لا تهدم المعانى الأصلية، بل تتكامل معها وتنسجم في أروع انسجام وأدله على عظمة القرآن وأنه خطاب عام لكل زمان ومكان، بل سابق على كل زمان لأنه خطاب العليم الخبير.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 Sep 2009, 03:58 ص]ـ
لسنا في (قد) أخانا العبادي ..
نحن في (هل) تكلمت العرب بها بأدنى تريد بها أخفض ..
الجواب: لا ..
بدليلين:
الأول: ما من نص جئتم به إلا ودلالة أدنى فيه على أقرب أو أقل = أظهر من دلالتها على أخفض. ومادامت الدلالة المحفوظة في الكتاب والسنة والشعر العربي ظاهرة في ما أتيتم به = فلا يصلح ما أتيتم به دليلاً على الدلالة المزعومة (أخفض) .. ولا يصلح دليلاً على الدلالة المزعومة إلا النص الخالي من المعارضة الذي لا تظهر فيه الدلالات الثابتة المتفق عليها ..
الثاني: لم تتكلم العرب بأخفض أصلاً في موضع أسفل.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 Sep 2009, 04:04 ص]ـ
مسألة الدلالات ومنع التألي على العرب والكذب عليهم بأنهم أرادوا باللفظة معنى ما من غير برهان من كلام العرب = لا نزاع فيها وهذا ظاهر من تصرفات أهل العلم وطلبهم النص السماعي لإثبات عربية الكلمة وأي طالب علم مبتديء يقرأ كتب الأمالي والمجالس وأوائل كتب العربية = يتضح له ذلك بيناً ..
وعلماء العربية كانوا لهم حزم تام في مسألة طلب النص السماعي لإثبات عربية الكلمة،ولولا زللهم في باب طرد الصيغ الصرفية لكان الباب معهم محكم .. أما هذا الذي يقال هنا عن التقارب المعنوي والقياس فكلام عامي صحافي لا وزن له في العلم ولا أثر عليه أعلمه في كلام محققي العربية الأول ومن وجد = فليُتحفنا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 Sep 2009, 09:03 ص]ـ
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك ..
ـ[صالح عبد القادر]ــــــــ[13 Sep 2009, 12:20 م]ـ
السلام عليكم
إلى أبي فهر السلفي خاصة وإلى المشاركين عامة
السؤال الأول: لما لم تجب على السؤال الموالي الذي طرحه الأستاذ الفاضل محمود
الشنقيطي؟ وهو:
سؤالٌ للإخوة الفضلاء:
إن لم يكن هذا اللفظَ من المشتَرَك , فكيف يتوجهُ ما جاء في كلامِ العربِ مما لا يمكنُ حملُه على القُرب - فيما أحسب - ومنهُ ما تكرَّر على لسان الفاروق رضي الله عنهُ يوم الحديبية وهو يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم تارةً وأبا بكر تارةً أخرى ويقول (علامَ نُعْطِي الدَّنيَّةَ في دينِنا) فالدَّنيَّةُ هنا لا يستقيمُ تفسيرُها بغير النقيصة التي هي الانخفاضِ المعنوي في أعين وقلوب الناس لدين الإسلام وأهله , والتي ستلحقُ المسلمين إن هم ردوا من استجار بهم , ولا وجه للقرب في هذ اللفظ.
------------
أوليس هذا مما ثبت من كلام العرب؟
أو أنه لا يعني بحال من الأحوال الدلالة على الإنخفاض المعنوي؟
السؤال الثاني:
باب الدلالة باب توقيفي سماعي .. لا مدخل للقياس فيه .. وليس مع الذي يدعي أن معنى ما هو من معاني لفظة ما ولا يأتي على ذلك بسماع من كلامهم = إلا الدعوى المجردة .. ولا ينفعه قياس ولا غيره،وهو إذا يدعي قياساً إنما يقيس لسانهم على لسانه هو المحدث المولد .. فالعرب إما يثبت من كلامها استعمال اللفظ بإِزاء المعنى المعين وإما لا يثبت وما وراء ذلك إلا الخرص والمين ..
..
- ما هي الأدوات والقواعد المعتمدة لإثبات كلام معين بأنه من كلام العرب وليس مجرد دعوى؟
- أليس كل ما نسب إلى كلام من العرب من شعر ونثر وخطابة وحكم وأمثال لا يقطع بثبوته على وجه اليقين لأنها كلها مرويات تفتفر إلى السند الصحيح والتوثيق ما عدا
كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي عني به أهل الأحاديث أيما عناية؟
فمعلوم أن معظم المرويات اللغوية تفتقر في تمحيصها إلى دقة منهج المحدثين.
- أم نثبت ذلك بمجرد الإستشهاد بأبيات وردت من الشعر لا نعرف صحة سندها ولا قطعية ثبوتها عنهم فضلا على أن نعرف عدالة قائلها أصلا؟
- وكيف نميز بين الدلالات التوقيفية السمعية من غيرها إذا؟
وإن تقرر أنه لم يثبت لنا كلاما من العرب بطريق موثق صحيح النسبة إليهم سندا ومتنا، فلا يمكن عزو أي لفظ أو معنى إليهم إذا؟ وكيف نطالب بإثبات ما لم يثبت؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 Sep 2009, 05:03 م]ـ
لقد طال النقاش كثيرا حول هذا الموضوع، ولكني أقول:
لقد استخدمت العرب كلمة "أدنى" بمعنى "أخفض" في الأمور الحسية والمعنوية، وقابلت الأدنى بالأعلى نثرا وشعرا ومن ذلك قول الشاعر:
ولي همَّةٌ أدنى منازِلها السُّها،،،،،، ونَفْسٌ تَعَالى في المكارم والنُّهى
فأدنى المنازل هنا يقابلها أعلاها.
وقول الآخر:
ألا قبّح الله الضّرورة إنها،،،،،، تكلّف أعلى الخلق أدنى الخلائق
وهذا البيت واضح في مقابلة الدنو بالعلو
ويقول جبلة بن الأيهم:
ويا ليت لي بالشام أدنى معيشةٍ،،،،،،، أجاورُ قومي ذاهبَ السمح والبصَرْ
وأدنى المعيشة يقابلها أعلاها
ويقول بن الأثير في المثل السائر:
الفصل العاشر: في الطريق إلى تعلم الكتابة
هذا الفصل هو كنز الكتابة ومنبعها، وما رأيت أحداً تكلم فيه بشيء، ولما حببت إلى
هذه الفضيلة وبلغني الله منا ما بلغني، وجدت الطريق ينقسم فيها إلى ثلاث شعب.
الأولى: أن يتصفح الكاتب كتابة المتقدمين، ويطلع على أوضاعهم في استعمال الألفاظ
والمعاني، ثم يحذو حذوهم، وهذه أدنى الطبقات عندي.
الثانية: أن يمزج كتابة المتقدمين بما يستجيده لنفسه من زيادة حسنة: إما في تحسين ألفاظ،
أو في تحسين معان، وهذه هي الطبقة الوسطى، وهي أعلى من التي قبلها.
ويقول أبو حيان التوحيدي:
وإذا انحط الإنسان عن رتبته العالية إلى رتبة ما هو أدنى منه، فقد خسر نفسه ورضى لها بأخسر المنازل، هذا مع كفره نعمة الله، ورده الموهبة التي لا أجل منها، وكراهيته جوار بارئه، ونفوره من قربه.
ويقول اليافعي في مرآة الجنان:
وقال: لا أشرب شراباً يذهب عقلي، ويضحك بي من هو أدنى مني.
ويقابل الأدنى منه الأعلى منه.
ويقول بن خلكان في وفيات الأعيان:
"لأن همة قولي تنخفض عن بلوغ أدنى فضائله ومعاليه، وجهد وصفي يقصر عن أيسر فواضله ومساعيه."
ويقابل أدنى الفضائل أعلاها.
ويقول الشاعر:
أما أنا أعلى من تعدون همة؟ وإن كنت أدنى من تعدون مولدا
ومقابلة الشاعر العو بالدنو لا يحتاج إلى توضيح.
وفي الحديث الصحيح:
"سأل موسى ربه ما أدنى أهل الجنة منزلة قال هو رجل يجيء بعدما أدخل أهل الجنة الجنة فيقال له ادخل الجنة فيقول أي رب كيف وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم فيقال له أترضى أن يكون لك مثل ملك ملك من ملوك الدنيا فيقول رضيت رب فيقول لك ذلك ومثله ومثله ومثله ومثله فقال في الخامسة رضيت رب فيقول هذا لك وعشرة أمثاله ولك ما اشتهت نفسك ولذت عينك فيقول رضيت رب قال رب فأعلاهم منزلة قال أولئك الذين أردت غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها فلم ترعين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر قال ومصداقة في كتاب الله عز وجل فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين"
ومنطقة البحر الميت أدنى "أخفض" نقطة على اليابسة لأنها تحت سطح البحر الذي هو مقياس العلو على اليابسة، وجبال الهملايا قمة إفرست أعلى نقطة عن سطح البحر.
وممكن أن تكون " أدنى " بمعنى أحقر، ومنطقة البحر الميت هي مساكن قوم لوط وهي أرض محقرة حتى عند اليهود ولهذا رضوا بأن يتخلوا عنها لما يسمى بالسلطة الفلسطينية.(/)
سليمان عليه السلام يدعو غير قومه!!
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[11 Sep 2009, 05:52 ص]ـ
أثار الشيخان الفاضلان حفظهما الله الدكتور الشهري والطيار في التفسير المباشر في سورة النمل مسألة مهمة ..
وهي: كيف يدعو سليمان عليه السلام إلى ربه قوما ليسوا بقومه بل في بلاد بعيدة عنه وهي ديار سبأ في اليمن وهو في الشام علما أن الأنبياء قبل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يبعثون إلى قومهم خاصةً .... ؟؟؟
فأجاب الدكتور مساعد الطيار حفظه الله بما في معناه:
أن دعوة سليمان عليه السلام غير قومه إنما هو من باب إنكار المنكر فلما علم عليه السلام بكفرهم دعاهم إلى الإسلام.
ولكنني أرى الأمر ما زال مشكلا وهو أن موسى عليه السلام رأى قوما يعبدون الأصنام ولم يدعوهم إلى الإسلام وإنما أنكر فعلهم لقومه والله أعلم
إلا أن يقال إن موسى عليه السلام لم يكن لديه الملك والقوة قوة الجيش مثل ما لدى سليمان عليه السلام إضافة إلى ضعف قوم موسى وأيضا هو بحاجة عليه السلام إلى تثبيت قومه على الإسلام والله أعلم
فما رأي الإخوة الفضلاء في هذا؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Sep 2009, 06:10 ص]ـ
أراه عليه السلام تصرف تصرف الملك في هذه المسألة لا تصرف النبي المبلغ للرسالة، ولربما لو لم يأته الهدهد بخبرهم لما فعل ما فعل.
وعلى ذكر موسى عليه السلام نجد أن رسالته إلى فرعون إنما كانت لغرض خاص وهو إطلاق بني إسرائيل أما رسالته فهي في الأصل إلى بني إسرائيل.
هذا والله أعلم وأحكم
وأسأل الله تعالى في هذا اليوم المبارك أن يعتق رقبتي ورقبة كل موحد يقرأ هذا الكلام وكل مسلم يوحد الله تعالى من النار.
ولا تنسون أخاكم من دعوة بظهر الغيب فوالله الذي لا إله غيره إني في حاجة إلى دعاء إخواني لي بظهر الغيب.
أكثروا من الصلاة في هذا اليوم الجمعة 21رمضان 1430 على الرحمة المسداه صاحب اللوء المعقود والحوض المورد والشفاعة.
اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[11 Sep 2009, 07:05 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
بعد قراءة ما سبق، وبعد تذكر قصص القرآن، يظهر لي والله أعلم:
أن النبي عندما يجد قوما غير قومه في وجودهم تهديد لدعوته ومهمته يبدأ بدعوتهم، كما حصل مع موسى عليه السلام عندما دعا فرعون وقومه، وكان هدفه أن يأخذ بني إسرائيل إلى الأرض المقدسة، أما أهل الأصنام، فلا خوف منهم، والهدف الأول هو دخول الأرض المقدسة، والتي يسكنها القوم الجبارين:
قال تعالى:
{قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ} (المائدة:22).
أما بالنسبة لمملكة سبأ في عهد سليمان عليه السلام فقد كانت مملكة قوية، لها قوة اقتصادية وعسكرية.
{إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ} النمل23
{قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ} النمل33
وكان التجار في ذاك الزمان يمرون على مملكة سبأ، وكثير من الناس يعرف هذه المملكة، فمؤكد ستكون مصدر تهديد عقدي، تصدر الإلحاد.
والله أعلى وأعلم وأحكم.
ـ[أحمد التويجري]ــــــــ[11 Sep 2009, 12:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن نبي الله سليمان كان ملكاً نبياً، وقد أوتي ملكاً عظيماً لا يؤتاه أحد بعده، وجاء في الأثر عن مجاهد رحمه الله أنه قال (ملك الأرض مؤمنان وكافران، فأما المؤمنان فهما سليمان وذو القرنين .. ) وجاء دعاؤه في القرآن (رب اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي)، فاستجاب له الله وأعطاه أسباب القوة والتمكين فكان يخضع البلاد لحكم الإسلام. ولما علم عن وجود قوم في سبأ وكانوا يعبدون الشمس أمرهم بأن يخضعوا لحكمه وإلا سيخضعهم بالقوة التي آتاه الله إياها. فهذا الفرق بين الملك النبي والنبي والرسول. وليعلم أن الله بعث في كل أمة منذر لها كما قال (وإن من أمة إلا خلا فيها نذير) وذلك حتى لا يظن ظان أن الأنبياء قصروا في دعوتهم. والله أعلم
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[11 Sep 2009, 05:17 م]ـ
جزى الله الشيخين على هذه النقطة ما خطرأت ببالي قبل الآن. لكن بعد أن طُرحت أسأل مما يبدو من كلام الهدهد أن سليمان لم يكن له علم بمملكة سبأ ولا بملكتهم بدليل أن الهدهد أخبره (إني وجدت امرأة تملكهم) وقال قبلها (أحطت بما لم تُحط به) فهذا ينفي أنه كان يعرف عنها شيئاً. لكن مما يظهر أنه لما عرف وتيقن أنهم يسجدون لغير الله ثارت حميّته على دين الله فكان ما كان من تصرفه. هل هذا الاستنباط مقبول بارك الله فيكم؟
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[12 Sep 2009, 12:35 ص]ـ
قد يدعو النبي غير قومه يعني أكثر من طائفة كما في قصة موسى عليه السلام
كما أن أكثر من نبي قد يدعون طائفة واحدة فقط.
لكن لجميع الناس والأجناس لم يكن ذلك إلا لنبينا محمد صلى الله عليه و سلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[13 Sep 2009, 06:36 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يلاحظ من خلال قصص الأنبياء.
أن عددا لا بأس به من الأنبياء بعثوا لأقوى قوة على وجه الأرض في عصرهم.
وقد يتعدد الأنبياء في نفس العصر لأقوام مختلفين أو لنفس القوم.
المهم ما يشاهد أن القوة العظمى هي من تدعى إذا وجدت أولا.
وهذا منطقي حتى لا يجبر أحد على ترك الإسلام
والله أعلم.
ـ[أبو العز النجدي]ــــــــ[13 Sep 2009, 02:26 م]ـ
هل من دليل على أن الانبياء ممنوعون من دعوة قومٍ لم يُبعثوا لهم
فإن كان الجواب بلا
فما المانع من دعوة غير قومه وقد أرسلهم الله رحمة للعالمين
فيظهر لي أنه لا إشكال البتة في هذه المسألة فالأنبياء مسؤلون
عن قومهم يوم القيامة أمَّا غيرهم فلا
والله أعلم وأحكم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 Sep 2009, 04:17 م]ـ
هل من دليل على أن الانبياء ممنوعون من دعوة قومٍ لم يُبعثوا لهم
فإن كان الجواب بلا
فما المانع من دعوة غير قومه وقد أرسلهم الله رحمة للعالمين
فيظهر لي أنه لا إشكال البتة في هذه المسألة فالأنبياء مسؤلون
عن قومهم يوم القيامة أمَّا غيرهم فلا
والله أعلم وأحكم
الأخ الفاضل
ليس هناك دليل صريح أن الأنبياء ممنوعون من دعوة غير أقوامهم، إلا ما قد يفهم من قول النبي صلى الله عليه وسلم:
"أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى كل أحمر وأسود وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي وجعلت لي الأرض طيبة طهورا ومسجدا فأيما رجل أدركته الصلاة صلى حيث كان ونصرت بالرعب بين يدي مسيرة شهر وأعطيت الشفاعة"
ولا شك أن الأنبياء لا يتصرفون إلا فيما أذن الله لهم فيه، وعليه نجد أن رسالة موسى عليه الصلاة والسلام كانت إلى بني اسرائيل خاصة مع وجود غيرهم من الأمم في مصر وفلسطين كالكنعانيين وغيرهم ومع هذا لم يشتغل بغير شأن بني إسرائيل، وأما دعوته لفرعون فإنما كانت عابرة لغرض خاص وهو الطلب منه أن يطلق سراح بن إسرائيل وعليه يفسر إعراضه عن القوم الذين كانوا يعكفون على أصنامهم واكتفى بالقول:
إِنَّ هَؤُلاء مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (الأعراف: 139)
أما سليمان عليه السلام فهو أيضا من أنبياء بني إسرائيل فهو مطالب بإقامة شريعة موسى فيهم، ولكنه كان في نفس الوقت ملكا وتصرفه مع ملكة سبأ إنما كان من قبيل تصرف الملوك لا تصرف الأنبياء، والدليل أنه طلب منهم المجيء إليه مسلمين:
أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (النمل: 31)
ولو كان المراد إسلامهم فقط لكان دعاهم إلى الإسلام وهم في ديارهم وأقرهم على ما هم عليه من الملك وغيره.
وهذا يدخل فيما أعطاه من سعة الملك والتصرف كما قال تعالى:
هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (صـ: 39)
والله أعلى وأعلم
ـ[أبوحمزه المدني]ــــــــ[19 Sep 2009, 06:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
قول النبي صلى الله عليه وسلم ""أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى كل أحمر وأسود"
أي أنه يجب على قوم الأنبياء الإيمان بهم ونصرتهم فقط لايلزم الأقوام الأخرين الإيمان بهم وإن أمنوا فهذا خير
والوجه الآخر: أن سليمان عليه السلام قد بعث لعدة أقوام لا لقوم واحد وهذا لا يخالف النص الوارد بأن الفرق بيت النبي عليه السلام والأنبياء العموم. والله أعلم
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[19 Sep 2009, 09:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أشكر الأحبة على هذه اللفتات الجميلة، وأرى أن الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين يتجردون من هواهم ومن رغباتهم، ولا يفعلون شيئا بأمر من أنفسهم، بل يطيعون الله ما أمرهم، فإن كان الأمر موجه لهم بدعوة أية جهة كانت فإنهم لا يعصون الله ما أمرهم، وما من مانع على قدر علمي يمنع من أن يتوجه الرسل والأنبياء بدعوة غير أقوامهم، والله سبحانه وتعالى أعلم
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[21 Sep 2009, 07:52 ص]ـ
1.في قوله تعالى ( .... وأتوني مسلمين) يقول ابن عثيمين رحمه الله أنه يحتمل أن يكون معناها مسلمين لي أي مستسلمين لي وليس مسلمين لله .. ويحتمل أن يكون مسلمين لله ..
فعلى الاحتمال الأول يكون لا إشكال فليس هناك دعوة مباشرة لدخول دينه عليه السلام ..
2. ألا يمكن أن يكون هناك فرق بين قضايا التوحيد والتي هي مشتركة بين الديانات وبين التشريعات فقضايا التوحيد يجب على كل نبي دعوة جميع الناس وتعبيدهم بالطاعة للله ولكن خصوصيته لقومه بإلزامهم باتباع التشريعات والأحكام ..
وهذه النقطة الأقرب في توصيف ماحدث في قصة سليمان عليه السلام مع ملكة سبأ
3. ألا يوجد احتمال أن تكون ملكة سبأ من قوم سليمان إذ كانت لغة التخاطب مفهومة بين المملكتين فملكة سبأ فهمت كتاب سليمان عليه السلام ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[21 Sep 2009, 09:02 ص]ـ
1.في قوله تعالى ( .... وأتوني مسلمين) يقول ابن عثيمين رحمه الله أنه يحتمل أن يكون معناها مسلمين لي أي مستسلمين لي وليس مسلمين لله .. ويحتمل أن يكون مسلمين لله ..
فعلى الاحتمال الأول يكون لا إشكال فليس هناك دعوة مباشرة لدخول دينه عليه السلام ..
2. ألا يمكن أن يكون هناك فرق بين قضايا التوحيد والتي هي مشتركة بين الديانات وبين التشريعات فقضايا التوحيد يجب على كل نبي دعوة جميع الناس وتعبيدهم بالطاعة لله ولكن خصوصيته لقومه بإلزامهم باتباع التشريعات والأحكام ..
وهذه النقطة الأقرب في توصيف ماحدث في قصة سليمان عليه السلام مع ملكة سبأ
3. ألا يوجد احتمال أن تكون ملكة سبأ من قوم سليمان إذ كانت لغة التخاطب مفهومة بين المملكتين فملكة سبأ فهمت كتاب سليمان عليه السلام ..
لا إشكال في المسألة إطلاقا، سليمان عليه السلام من أنبياء بني إسرائيل، وبنو إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، وكان عليه السلام يقيم فيهم شريعة موسى عليه الصلاة والسلام، ولكنه كان مع ذلك ملكا آتاه الله مُلكا لا ينبغي لأحد، وقد تصرف مع ملكة سباء بصفة الملك، وسياق القصة واضح حيث إن الله تعالى أوردها لبيان فضله العظيم على داود وسليمان عليهما السلام، وكيف إنهما تصرفا مع هذه النعمة والفضل العظيم تصرف الشاكر الذي يستخدم ما آتاه الله في طاعة الله تبارك وتعالى.
وقصته مع ملكة سبأ أظهرت جانبا من العظمة والقوة التي أعطيت له في الملك، وكان منطقه إزاء هذا منطق الشاكر المتواضع لله حيث ينسب الفضل لله تعالى وأن من شكر فإنما يشكر لنفسه وأما من كفر فإن الله غني كريم.
والقرآن قد أعرض عن جوانب أخرى في القصة لا ندري ماذا صنع فيها، ومن ذلك:
هل قدمت بجميع أفراد مملكتها أم هي وحدها مع بعض حاشيتها؟
هل عادت إلى مملكتها أم بقيت مع سليمان عليه السلام؟
هل لما أسلمت مع سليمان هل أسلم جميع من في مملكتها إذا افترض أن الجميع لم يقدموا عل سليمان؟
الخلاصة أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر أن كل نبي قبله كان يبعث إلى قومه خاصة وسليمان لا يخرج عن هذه القاعدة، وما سبق من أنه تصرف تصرف الملك المأذون له من الله أن يتصرف بمقتضى الحكمة والعدل وقد فعل سليمان عليه السلام، والله قد قال له:
(هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) (صـ: 39)
أما كون سبأ من قوم سليمان فهذا بعيد، لأن مملكة سبأ كانت لغتها الحميرية القديمة ولغة سليمان وقومه العبرية أو الآرمية، وسبأ ليسوا من بني إسرائيل قطعاً.
أما فهمهم لخطاب سليمان فمن علم منطق الطير فمن باب أولى أن يعلم منطق البشر.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[21 Sep 2009, 12:05 م]ـ
السلام عليكم
إن الأمر مازال مشكلا
هل القضية فى أصلها صحيحة؟
هل لم يرسل رسول إلا إلى قومه؟
قد نعلم أن يوسف عليه السلام أرسله الله إلى المصريين وليسوا بقومه
وموسى عليه السلام أرسله الله إلى فرعون وهامان وليسا من قومه
وشعيبا عليه السلام أرسله الله إلى أصحاب الأيكة وليسوا بقومه
أما الحديث فيتكلم عن الأنبياء وليس الرسل
وسليمان عليه السلام كان رسولا
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[21 Sep 2009, 12:58 م]ـ
الأخوة الكرام،
1. "وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة": وهذا يشمل الرسل، لأن كل رسول نبي. والمعنى هنا أن النبي لم يكن مكلفاً بالتبليغ خارج دائرة قومه، وكان ما يسير عليه من تشريع وتعاليم تراعي خصوصة القوم؛ فما يصلح من تشريع لأمة قد لا يصلح لأخرى. وعندما نضجت البشرية وقاربت أن تكون عالمية الأفق ختمت الرسالات وكانت الرسالة العامة.
2. أما في قضايا العقيدة، والتي هي أخبار، فلا تختلف باختلاف الأمم، وبالتالي لا تختلف من نبي إلى أخر. فمسألة توحيد الخالق مثلاً جاءت بها كل الأنبياء إلى كل الأمم في كل العصور، وكذلك الأمر في عبادة الله وحده:" ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت .... " النحل: 36
3. فالحديث الشريف يتكلم عن خصوصية الرسالة وتخصيص النبي المعلم، ولا تتكلم عن واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لمن قدر عليه من غير أن يفرط بما أنيط به من واجب. فعندما علم سليمان عليه السلام بوجود الخلل العقدي مع قدرته على الإصلاح والقيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سارع إلى فعل ذلك. ولو كانت مملكة سبأ صحيحة العقيدة مختلفة الشريعة لما أنكر عليهم شرعهم على فرض أنه خاص بهم.
4. وهذا ما يفسر لنا موقف موسى عليه السلام عندما أنكر على الفراعنة انحرافهم العقدي.
5. جيد أن نلفت انتباه الأخوة الكرام إلى أن القرآن الكريم لم يشر اطلاقاً إلى علاقة سليمان عليه السلام ببني إسرائيل.
6. بعثة الرسول إلى قوم بعينهم تجعله عالماً بهم وبوجودهم قادراً على مخاطبتهم بلسانهم، وليس بالضرورة أن يكون منهم نسباً، كما هو الأمر بالنسبة للوط عليه السلام.
وعدم معرفة سليمان عليه السلام بواقع مملكة سبأ يدل على أنه لم يكلف بتبليغهم وإصلاح أمورهم، ومن هنا ندرك أن نبوته كانت خاصة. أما الرسول صلى الله عليه السلام فقد بادر إلى إرسال الرسل إلى الملوك والزعماء وواصل الصحابة رضي الله عنهم المسيرة ولا نزال نحملها للعالمين. فعدم تكليف سليمان عليه السلام ابتداءً يدل على الخصوصية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[21 Sep 2009, 01:58 م]ـ
لا إشكال في المسألة إطلاقا، سليمان عليه السلام من أنبياء بني إسرائيل، وبنو إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، وكان عليه السلام يقيم فيهم شريعة موسى عليه الصلاة والسلام، ولكنه كان مع ذلك ملكا آتاه الله مُلكا لا ينبغي لأحد، وقد تصرف مع ملكة سباء بصفة الملك، وسياق القصة واضح حيث إن الله تعالى أوردها لبيان فضله العظيم على داود وسليمان عليهما السلام، وكيف إنهما تصرفا مع هذه النعمة والفضل العظيم تصرف الشاكر الذي يستخدم ما آتاه الله في طاعة الله تبارك وتعالى.
والقرآن قد أعرض عن جوانب أخرى في القصة لا ندري ماذا صنع فيها، ومن ذلك:
هل قدمت بجميع أفراد مملكتها أم هي وحدها مع بعض حاشيتها؟
هل عادت إلى مملكتها أم بقيت مع سليمان عليه السلام؟
هل لما أسلمت مع سليمان هل أسلم جميع من في مملكتها إذا افترض أن الجميع لم يقدموا عل سليمان؟
.
أحسنت أخى حجازى الهوى فى مداخلتك الأخيرة
ولعلى أجيبك هنا - بحول الله تعالى - عن بعض ما طرحته فيها من اسئلة
أولا يلزم التنويه بأن القصة كما أورها القرآن الكريم لها أصل فى أسفار اليهود المقدسة، ولكنها فى القرآن أوسع تفصيلا
كما أن لها اشارة على لسان السيد المسيح عليه السلام فى الانجيل
فأما الأصل التوراتى للقصة فنجده فى الاصحاح العاشر من سفر (الملوك الأول) حيث يروى السفر أن ملكة سبأ قد زارت الملك سليمان بعد أن سمعت عن حكمته البالغة، واليك نصه (مع ملاحظة أن ما بين الأقواس هو من تعليقى الشخصى):
" وسمعت ملكة سبا بخبر سليمان لمجد الرب فأتت لتمتحنه بمسائل، فأتت الى أورشليم بموكب عظيم جدا بحمال حاملة أطيابا وذهبا كثيرا جدا وحجارة كريمة (وهى هدية المال فى قصة القرآن) وأتت الى سليمان وكلمته بكل ما فى قلبها .... فلما رأت ملكة سبا كل حكمة سليمان والبيت الذى بناه (وهو الصرح الممرد فى قصة القرآن) ... لم يبق فيها روح بعد. . وأعطت الملك مئة وعشرين وزنة ذهب وأطيابا كثيرة جدا وحجارة كريمة. . وأعطى الملك سليمان لملكة سبا كل مشتهاها الذى طلبت. . فانصرفت وذهبت الى أرضها هى وعبيدها "
ولعل فى الجملة الأخيرة جوابا عن سؤالك القائل:
هل عادت إلى مملكتها أم بقيت مع سليمان عليه السلام؟
وكما هو واضح فالقصة التوراتية تختلف فى بعض تفاصيلها عن القصة القرآنية، والحق بالطبع هو ما أورده القرآن، ففى الرواية التوراتية أن ملكة سبأ هى التى بادرت بالمجىء الى سليمان عليه السلام ومن تلقاء نفسها، وأن دافعها الى ذلك كان انبهارها بما سمعته عن حكمته ورغبتها فى طرح بعض الاسئلة عليه، وذلك دون ذكر للهدهد والكتاب الذى ألقاه اليها. . الى غير ذلك من التفاصيل الكثيرة التى انفرد بذكرها القرآن الكريم
أما فى الانجيل فنجد اشارة الى تلك القصة التوراتية على لسان السيد المسيح عليه السلام، حيث يذكر انجيل متى 12: 42 قوله:
" ملكة التيمن (يعنى بذلك ملكة الجنوب) ستقوم فى الدين مع هذا الجيل وتدينه، لأنها أتت من أقاصى الأرض لتسمع حكمة سليمان، وهوذا أعظم من سليمان ها هنا "
أما عن سؤالك القائل:
هل لما أسلمت مع سليمان هل أسلم جميع من في مملكتها إذا افترض أن الجميع لم يقدموا عل سليمان؟
فالجواب عنه نجده فى كتاب (قصص الأنبياء) لفضيلة الشيخ عبد الوهاب النجار - عليه رحمة الله - حيث قال:
" ولعل اتصال ملكة سبأ بسليمان كان سببا فى وجود الديانة الموسوية فى بلاد اليمن، وأن ذلك هو الأساس الذى بنى عليه (ذو نواس) الحميرى دخوله فى اليهودية نكاية بالدولة الرومانية الشرقية التى أرسلت الى اليمن القسوس كمقدمة لاستعمار اليمن، فلم ير أنكى لهم من اعتناق اليهودية وتعصب لها حتى قتل أهل نجران وخد لهم الأخدود و حرقوا بالنار فكان ذلك سبب غزو أهل الحبشة لليمن كما هو معروف فى التاريخ، ولم يزل بصنعاء نحو عشرة آلاف يهودى الى اليوم (1934) "
أرجو أن أكون قد أفدت كما استفدت، عيدكم مبارك، والسلام عليكم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[21 Sep 2009, 02:06 م]ـ
السلام عليكم
إن الأمر مازال مشكلا
هل القضية فى أصلها صحيحة؟
هل لم يرسل رسول إلا إلى قومه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قد نعلم أن يوسف عليه السلام أرسله الله إلى المصريين وليسوا بقومه
وموسى عليه السلام أرسله الله إلى فرعون وهامان وليسا من قومه
وشعيبا عليه السلام أرسله الله إلى أصحاب الأيكة وليسوا بقومه
أما الحديث فيتكلم عن الأنبياء وليس الرسل
وسليمان عليه السلام كان رسولا
نعم يا أخانا الكريم القضية صحيحة، لحديث الذي لا ينطق عن الهوى ففي الصحيحين من حديث جابر بن عبد الله: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبل: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأعطيت الشفاعة، وكل نبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة)
والحديث يشمل الأنبياء والرسل حيث قال صلى الله عليه وسلم: لم يعطهن أحد قبلي. وقال: وكل نبي يبعث. وهذا يدخل فيه الرسل بدليل أن نبينا صلى الله عليه وسلم كان نبيا رسولا.
وأما يوسف عليه السلام فقد تربى بين القوم وأصبح واحدا منهم بل وتولى منصب العزيز فيهم، وفي الحديث: عن أبي رافع: (أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث رجلاً من بني مخزوم على الصدقة: فقال لأبي رافع: اصحبني كيما تصيب منها، قال: لا حتى آتي رسول الله صلى الله عليه و سلم فأسأله، فأنطلق إلى النبي صلى الله عليه و سلم فسأله فقال: إن الصدقة لا تحل لنا، و إن مولى القوم من أنفسهم.).
رواه البيهقي في السنن.
وكذالك الحال مع موسى عليه السلام فقد تربى في بيت فرعون.
ثم إذا أخذنا أمر يوسف وموسى عليهما السلام في السياق التأريخي اتضحت المسألة وتبين أنها أوضاع خاصة لا تخرم القاعدة في أن كل نبي قبل الرسول صلى الله عليه وسلم يبعث في قومه فقط.
فأما يوسف عليه السلام فيقول بن عاشور في تفسيره:
"ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا.
توسم فيهم قلة جدوى النصح لهم وأنهم مصممون على تكذيب موسى فارتقى في موعظتهم إلى اللوم على ما مضى، ولتذكيرهم بأنهم من ذرية قوم كذبوا يوسف لما جاءهم بالبينات، فتكذيب المرشدين إلى الحق شنشنة معروفة في أسلافهم فتكون سجية فيهم.
وتأكيد الخبر ب (قد) ولام القسم لتحقيقه لأنهم مظنة أن ينكروه لبعد عهدهم به.
فالمجيء في قوله جاءكم مستعار للحصول والظهور والباء للملابسة، أي ولقد ظهر لكم يوسف ببينات. ولا يلزم أن يكون إظهار البينات مقارنا دعوة إلى شرع لأنه لما أظهر البينات وتحققوا مكانته كان عليهم بحكم العقل السليم أن يتبينوا آياته ويستهدوا طريق الهدى والنجاة، فإن الله لم يأمر يوسف بأن يدعو فرعون وقومه، لحكمة لعلها هي انتظار الوقت والحال المناسب الذي ادخره الله لموسى عليه السلام.
والبينات: الدلائل البينة المظهرة أنه مصطفى من الله للإرشاد إلى الخير، فكان على كل عاقل أن يتبع خطاه ويترسم آثاره ويسأله عما وراء هذا العالم [ص: 139] المادي، بناء على أن معرفة الوحدانية واجبة في أزمان الفترات: إما بالعقل، أو بما تواتر بين البشر من تعاليم الرسل السابقين على الخلاف بين المتكلمين.
والبينات: إخباره بما هو مغيب عنهم من أحوالهم بطريق الوحي في تعبير الرؤى، وكذلك آية العصمة التي انفرد بها من بينهم وشهدت له بها امرأة العزيز وشاهد أهلها حتى قال الملك ائتوني به استخلصه لنفسي، فكانت دلائل نبوءة يوسف واضحة ولكنهم لم يستخلصوا منها استدلالا يقتفون به أثره في صلاح آخرتهم، وحرصوا على الانتفاع به في تدبير أمور دنياهم فأودعوه خزائن أموالهم وتدبير مملكتهم، فقال له الملك إنك اليوم لدينا مكين أمين.
ولم يخطر ببالهم أن يسترشدوا به في سلوكهم الديني.
فإن قلت: إذا لم يهتدوا إلى الاسترشاد بيوسف في أمور دينهم وألهاهم الاعتناء بتدبير الدنيا عن تدبير الدين فلماذا لم يدعهم يوسف إلى الاعتقاد بالحق واقتصر على أن سأل من الملك اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: لأن الله لم يأمره بالدعوة للإرشاد إلا إذا سئل منه ذلك لحكمة كما علمت آنفا، فأقامه الله مقام المفتي والمرشد لمن استرشد لا مقام المحتسب المغير للمنكر، و " الله أعلم حيث يجعل رسالاته "، فلما أقامه الله كذلك وعلم يوسف من قول الملك إنك اليوم لدينا مكين أمين أن الملك لا يريد إلا تدبير مملكته وأمواله، لم يسأله أكثر مما يفي له بذلك. وأما وجوب طلبهم المعرفة والاسترشاد منه فذلك حق عليهم، فمعنى فما زلتم في شك مما جاءكم به الإنحاء على أسلافهم في قلة الاهتمام بالبحث عن الكمال الأعلى وهو الكمال النفساني باتباع الدين القويم، أي فما زال أسلافكم يشعرون بأن يوسف على أمر عظيم من الهدى غير مألوف لهم ويهرعون إليه في مهماتهم ثم لا تعزم نفوسهم على أن يطلبوا منه الإرشاد في أمور الدين. فهم من أمره في حالة شك، أي كان حاصل ما بلغوا إليه في شأنه أنهم في شك مما يكشف لهم عن واجبهم نحوه فانقضت مدة حياة يوسف بينهم وهم في شك من الأمر.
[ص: 140] فالملام متوجه عليهم لتقصيرهم في طلب ما ينجيهم بعد الموت قال تعالى من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها الآيتين.
و (حتى) للغاية وغايتها هو مضمون الجملة التي بعدها وهي جملة (إذا هلك)، وإذا هنا اسم لزمان المضي مجرورة ب (حتى) وليست بظرف، أي حتى زمن هلاك يوسف قلتم: لن يبعث الله من بعده رسولا، أي قال أسلافكم في وقت وفاة يوسف: لا يبعث الله في المستقبل أبدا رسولا بعد يوسف، يعنون: أنا كنا مترددين في الإيمان بيوسف فقد استرحنا من التردد فإنه لا يجيء من يدعي الرسالة عن الله من بعده، وهذا قول جرى منهم على عادة المعاندين والمقاومين لأهل الإصلاح والفضل أن يعترفوا بفضلهم بعد الموت تندما على ما فاتهم من خير كانوا يدعونهم إليه.
وفيه ضرب من المبالغة في الكمال في عصره كما يقال: خاتمة المحققين، وبقية الصالحين، ومن لا يأتي الزمان بمثله، وحاصله أنهم كانوا في شك من بعثة رسول واحد، وأنهم أيقنوا أن من يدعي الرسالة بعده كاذب فلذلك كذبوا موسى.
ومقالتهم هذه لا تقتضي أنهم كانوا يؤمنون بأنه رسول ضرورة أنهم كانوا في شك من ذلك وإنما أرادوا بها قطع هذا الاحتمال في المستقبل وكشف الشك عن نفوسهم، وظاهر هذه الآية أن يوسف كان رسولا لظاهر قوله قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا أن رسولا حال من ضمير (من بعده)، والوجه أن يكون قوله (رسولا) مفعول (يبعث) وأنه لا يقتضي وصف يوسف به فإنه لم يرد في الأخبار عده في الرسل ولا أنه دعا إلى دين في مصر وكيف والله يقول ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله ولا شك في أنه نبيء إذا وجد مساغا للإرشاد أظهره كقوله يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان وقوله إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء ".
وأما موسى عليه السلام فرسالته إلى فرعون رسالة خاصة فرضتها طبيعة الأمور لغرض خاص وهو إطلاق بني إسرائيل من العبودية، أما الشريعة فقد كانت خاصة ببني إسرائيل والدليل على ذلك أن الشريعة لم يوح بها إليه إلا بعد خروج بني إسرائيل من مصر.
أما أصحاب الأيكة فالصحيح من الأقوال أنهم هم قوم شعيب أنفسهم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[21 Sep 2009, 02:14 م]ـ
الأخوة الكرام،
5. جيد أن نلفت انتباه الأخوة الكرام إلى أن القرآن الكريم لم يشر اطلاقاً إلى علاقة سليمان عليه السلام ببني إسرائيل.
.
أخي الكريم أقول:
بل أشار القرآن إلى أن سليمان من بني إسرائيل وتأمل قول الله تبارك وتعالى في سورة البقرة:
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) (البقرة: 246)
ثم قال:
(فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ) (البقرة: 251)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[21 Sep 2009, 02:24 م]ـ
أحسنت أخى حجازى الهوى فى مداخلتك الأخيرة ............
أرجو أن أكون قد أفدت كما استفدت، عيدكم مبارك، والسلام عليكم
وعليكم السلام، وعيدكم مبارك،وأحسن الله إليك، وشكرا لك إفادتك ومداخلتك.
وأنا عندما طرحت الأسئلة كان الغرض التنبيه إلى أن القرآن أغفل الأمور التي لا تصب في بيان الغرض التي سيقت من أجله الآيات وهو بيان فضل الله العظيم على داود وسليمان عليهما السلام وكيف كان تصرفهما تجاه ذالك الفضل المبين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[21 Sep 2009, 02:50 م]ـ
وعليكم السلام، وعيدكم مبارك،وأحسن الله إليك، وشكرا لك إفادتك ومداخلتك.
وأنا عندما طرحت الأسئلة كان الغرض التنبيه إلى أن القرآن أغفل الأمور التي لا تصب في بيان الغرض التي سيقت من أجله الآيات وهو بيان فضل الله العظيم على داود وسليمان عليهما السلام وكيف كان تصرفهما تجاه ذالك الفضل المبين.
وأحسن اليكم كذلك، وشكرا على مداخلاتكم المفيدة المتعددة
وأعرف انك لا تجهل ما ذكرته، وانما لم يك شخصكم الكريم مقصودا لذاته، معاذ الله، وانما قلت ذلك على وجه العموم، زادكم الله فقها وعلما
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[22 Sep 2009, 01:37 م]ـ
سؤال لجميع الإخوة الرجاء الإجابة عنه بعد البحث
من أين أصل سيدنا لوط عليه السلام
هل بعث لقومه بداية
هل نبيء في قومه
من هم قومه وأين يقطنون وأين بعث
هل كان في زمانه أنبياء غيره ومن هم
هل هناك فرق بين رسالات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، في غير الشريعة
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[22 Sep 2009, 04:07 م]ـ
سؤال لجميع الإخوة الرجاء الإجابة عنه بعد البحث
من أين أصل سيدنا لوط عليه السلام
هل بعث لقومه بداية
هل نبيء في قومه
من هم قومه وأين يقطنون وأين بعث
هل كان في زمانه أنبياء غيره ومن هم
هل هناك فرق بين رسالات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، في غير الشريعة
يقول بن كثير رحمه الله تعالى في "البداية والنهاية":
"وذلك أن لوطا ابن هاران بن تارح، وهو آزر، كما تقدم ولوط ابن أخي إبراهيم الخليل فإبراهيم وهاران وناحور إخوة كما قدمنا، ويقال: إن هاران هذا هو الذي بنى حران، وهذا ضعيف لمخالفته ما بأيدي أهل الكتاب، والله أعلم. وكان لوط قد نزح عن محلة عمه الخليل عليهما السلام بأمره له وإذنه، فنزل بمدينة سدوم من أرض غور زغر، وكانت أم تلك المحلة ولها أرض ومعملات وقرى مضافة إليها، ولها أهل من أفجر الناس وأكفرهم وأسوئهم طوية وأردئهم سريرة وسيرة، يقطعون السبيل، ويأتون في ناديهم المنكر، ولا يتناهون عن منكر فعلوه، لبئس ما كانوا يفعلون ابتدعوا فاحشة لم يسبقهم إليها أحد من بني آدم وهي إتيان الذكران من العالمين"
وبمثل قوله قال كثير من المفسرين،ولكن لا أعلم لأقوالهم مستندا من كتاب ولا سنة،وأعتقد أنهم عولوا في ذلك على أخبار أهل الكتاب.
أما القرآن فهو يشير إلى أن لوطا من قوم إبراهيم وأنه الوحيد الذي آمن من قومه وأن الله تعالى نجاهما إلى الأرض المباركة.
وإذا كان لوط قد سكن إحدى قرى فلسطين وتعايش مع أهلها فلا غرابة أن ينسب إليهم في عرف البشرية، ولا غرابة أن ينبى فيهم.
والمسألة تحتاج إلى مزيد بحث وتحقيق.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[22 Sep 2009, 11:49 م]ـ
السلام عليكم
الآيات تدل على أن لوطا عليه السلام أرسل فى قومه؛ وطالما أن الروايات لاسند لها من قرآن ولا سنة فنقول أنه لم يرسل فى غير قومه
ثم
نسأل عن هارون عليه السلام
لقد أرسله الله إلى فرعون وهو من غير قومه؛ فهل كان رسولا إلى بنى اسرائيل؟ هل هناك دليل على أنه رسول إلى بنى اسرائيل -قومه -؟
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[23 Sep 2009, 12:19 ص]ـ
الأخوة الكرام،
إضافة إلى مداخلتي السابقة أقول:
1. جاء في سورة الحج:" وقوم إبراهيم وقوم لوط"، ومعلوم أن لوطاً عليه السلام قد هاجر من العراق إلى فلسطين مع إبراهيم عليه السلام:"فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي .. "، ويقول سبحانه:"ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين". وعلى الرغم من ذلك نجد في آية سورة الحج:" وقوم إبراهيم وقوم لوط".
2. " وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه"، وهذا بدهي:" ليبين لهم". فطالما أنه ينطق بلسانهم وأرسل إليهم فهم إذن قومه. وعليه فقوم الرسول هم الذين أرسل إليهم الرسول الذي ينطق بلسانهم.
3. يبدو أن الأمم التي كانت تعيش في العراق وبلاد الشام في عصر إبراهيم عليه السلام كانت تلتقي في أصولها القومية وأصولها اللغوية، والدراسات التاريخية تؤكد ذلك.
ـ[عبدالوهاب آل غظيف]ــــــــ[23 Sep 2009, 12:37 ص]ـ
محاربة الشرك محل اتفاق، والأنبياء أولى الناس بمحاربة المشركين والقضاء على الشرك حال قدرتهم، ومعلوم أن التوحيد لا يكمل إلا بإنكار الشرك، ومن إنكاره: الإنكار على المشرك.
السؤال: هل هذا ينافي خصوصية رسائلهم؟ أو ينافي عمومية رسالة النبي صلى الله عليه وسلم؟
والجواب: لا تنافي، حيث يمكن تفسير خصوصية رسائل الأنبياء: أنها خصوصية الشرائع، حيث لا يمتنع تعدد الأنبياء في الزمن الواحد أو تعاصرهم، فالطرائق متعددة، وليس شيئاً منها واجباً على كل الناس في ذلك الوقت، وإن كان أصل الإسلام (وهو التوحيد) واجب على الكل.
فكما لا تعني خصوصية رسالة موسى إلى بني إسرائيل: عدم وجوب التوحيد على فرعون، فكذلك لا يعني إنكار موسى على فرعون: عموم رسالة موسى.
وكذلك خصوصية رسالة سليمان: لا تعني عدم وجوب التوحيد على قوم بلقيس، فإنكاره عليهم: لا يعني عموم رسالته!
فأصل الطرق (التوحيد) متفق عليه، وواجب على الناس كلهم في كل زمان ومكان، و فروع الطرق: (شرائع الأنبياء المتعددة) كل منها يختص وجوبه بأهله، إلا رسالة النبي، حيث هو الخاتم ولا رسالة معه ولا بعده: فتعينت على كل الناس.
هذا من وجه، ومن وجه آخر:
قد يكون معنى إنكار الشرك في شرائع الأنبياء قبل محمد: إنكار ما بلغهم منه وما قدروا عليه ..
ويكون معنى إنكاره في شريعة محمد: السعي بجهاد الناس كافة، وتبليغهم الدين ..
فالأول: مبني على إمكان بعث نبي إلى الأمم المشركة، والثاني: مبني على ختم الرسالات ..
وهذه أوجه يصح باعتبارها الجمع بين ما ورد من الأدلة، وما يقتضيه التوحيد من إنكار الشرك.
والله أعلم!
واعتبروا هذه المداخلة تأكيداً وتبييناً لرأي الشيخ مساعد حفظه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[23 Sep 2009, 01:46 ص]ـ
السلام عليكم
الآيات تدل على أن لوطا عليه السلام أرسل فى قومه؛ وطالما أن الروايات لاسند لها من قرآن ولا سنة فنقول أنه لم يرسل فى غير قومه
ثم
نسأل عن هارون عليه السلام
لقد أرسله الله إلى فرعون وهو من غير قومه؛ فهل كان رسولا إلى بنى اسرائيل؟ هل هناك دليل على أنه رسول إلى بنى اسرائيل -قومه -؟
وعليكم السلام
القرآن والروايات التأريخية أيضا تدل على أن إبراهيم جاءته البشرى من الله باسماعيل وإسحاق ويعقوب بعد ما نجاه الله تعالى من كيد قومه وهاجر إلى ربه ومعه لوط عليه السلام، ويبدو أن بين النجاة وبين البشرى سنين طويلة عاشها إبراهيم ولوط في غير موطنهما الأصلي وكانت هذه السنين الطويلة كافية لأن يندمجا مع أهل الموطن الجديد ولا يمنع أن يكون القاطنون في تلك القرى التي نزلها إبراهيم ولوط من نفس الأصول التي انحدرا منها ولهذا لا غرابة في أن ينسب إليهم لوط.
وأما هارون فقد تربى كما تربى موسى وبقية بني إسرائيل تحت المظلة الفرعونية ولا شك أنه كان على دراية باللسان المصري بحكم المعايشة وإما إرساله إلى فرعون فهو كموسى مرسل لمهمة خاصة وهو إطلاق بني إسرائيل، أما الشريعة فكانت لبني إسرائيل وهارون كان شريكا لموسى في تبليغ الشريعة وتعليمها وتطبيقها في بني إسرائيل وهذا أمر واضح لمن تأمل المواضع التي وردت فيها قصة موسى وهارون من القرآن.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[23 Sep 2009, 04:09 ص]ـ
إخوتي الأحبة
لقد طرحت عليكم هذه الأسئلة رجاء أن تثري البحث العلمي وأرجوا أن لا تكتفوا بمرجع واحد، ولأخي أبو عمر البيراوي ألا يجب أن نقف في النقطة الثانية التي أوردتها على سؤال سيدنا أبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم لزوج سيدنا إسماعيل
بأي لغة سألها، حين قال للأولى أبلغي زوجك السلام وقولي له أن يغير عتبة داره ... وللزوجة الثانية أن يبقي عتبة داره.
وفي الآثار التي تدل على أصل تعلم الكتابة العربية ما يقوي ذلك ..
ثم أضيف سؤالا:
حينما أرسل الله سبحانه وتعالى سيدنا موسى وسيدنا هارون إلى فرعون ألم يأمرهما بقوله تعالى: (فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) (طه:44) أليست هذه دعوة، وما هو القول اللين الذي تترتب عليه التذكره، وما الذي يتذكره، ومما يخشى، وما هي عاقبة الخشية هل هي مقصودة لذاتها أم الن الذي يخشى من شيء لا بد عليه أن يتبع منهجا يحول بينه وبين الوقوع في مكاره ما يخشاه.
فالذي يخشى من جهنم لابد له أن يجتنب ما يدخله فيها ...
أليست هذه جوانب من جوانب الدعوة، ومهمة من مهمات الدعاة؟؟؟
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[23 Sep 2009, 04:22 ص]ـ
وأذكّر أخوتي الأحبة ونفسي بأمر عسى أن لا يغفل عنه من يقدم على تفسير الآيات
في ذكر القرآن الكريم لقصص الأنبياء، ما كانت الغاية من هذا القصص هي سرد تلك القصص لذاتها، بل لإقامة العبرة وتثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم، والمسلمين من بعده.
لذلك فإن القرآن الكريم يذكر مواطن الاعتار وما يحقق الغاية من القصص على أكمل وجه.
والذي دفعني إلى هذا الأمر هو ما قرأته في كتابات بعض الإخوة عن سيدنا موسى كيف لم يأخذ على أيدي القوم الذين كانوا يعبدون العجل من غير بني إسرائيل
إذ ليس عدم ذكر ذلك في القرآن دليل على أن سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام سكت عن فعلهم، أو أن ذلك من جانب المداهنة السياسية لأنه لم يكن قوي، على نحو ميزان القوة الدنيوي، والحق أن كل القوّة معه والتي تخضع لها رقاب الجبابرة قال تعالى: (قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) (الشعراء:62) فمن كان معه ربّه انتصر على كل من عاداه.
ولم يكن لنبي أن يداهن في أمر العقيدة أو الدين: (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ) (الحاقة:44) ...
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[23 Sep 2009, 04:25 ص]ـ
إذا كان سيدنا سليمان عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام آتاه الله ملك الدنيا كاملة
فهل تكون بلقيس وشعبها من ضمن قومه إذ هو الحاكم لجميع الأرض وملكه وحكمه النافذ بأمر الله سبحانه وتعالى.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[23 Sep 2009, 12:27 م]ـ
الأخ الكريم حسن،
1. اللغة العربية هي الاقرب إلى اللغة السامية الأم التي تفرعت منها شجرة اللغات المسماة السامية. وإبراهيم عليه السلام كان يتكلم الآرامية (إذا صدق المؤرخون).
2. "وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ، إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ، قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ". واضح أن القصة حدثت فور الخروج من البحر. وواضح أن قوم موسى عليه السلام لم يتعرفوا على الدين الصحيح بعد، فكيف يتركهم وينشغل بقوم مرّ بهم مروراً عابراً وهم يفرون من فرعون وجيشه؟! ثم إن الآيات الكريمة تتحدث عن موقف بني إسرائيل ورد موسى عليه السلام عليهم، فمن أين لنا أن نعرف تصرفه عليه السلام فنبني على ما سكت عنه. ثم ما هي احتمالات قوله:" متبر ما هم فيه".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[23 Sep 2009, 02:21 م]ـ
إخوتي الأحبة
لقد طرحت عليكم هذه الأسئلة رجاء أن تثري البحث العلمي وأرجوا أن لا تكتفوا بمرجع واحد، ولأخي أبو عمر البيراوي ألا يجب أن نقف في النقطة الثانية التي أوردتها على سؤال سيدنا أبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم لزوج سيدنا إسماعيل
بأي لغة سألها، حين قال للأولى أبلغي زوجك السلام وقولي له أن يغير عتبة داره ... وللزوجة الثانية أن يبقي عتبة داره.
وفي الآثار التي تدل على أصل تعلم الكتابة العربية ما يقوي ذلك ..
عاشت هاجر مع إبراهيم الخليل سنين طويلة وهذا يستنبط من الحديث فإن هاجر أخدمها الطاغية المصري لسارة وكانت لا تزال في ريعان شبابها ومن ثم وهبتها سارة لإبراهيم عليه السلام ولم تلد له إلا وقد بلغ من الكبر عتيا، ولا شك أن هذه المدة كافية لأن تتعلم هاجر لغة إبراهيم أو هو يتعلم لغتها، هذا على افتراض أنهما كان يتحدثان لغتين مختلفتين، ثم إن إسماعيل لا شك أنه نشأ على لغة أمه هاجر وربما زوجتا إسماعيل كانتا تتحدثان نفس لغته ولغة أبيه.
ثم أضيف سؤالا:
حينما أرسل الله سبحانه وتعالى سيدنا موسى وسيدنا هارون إلى فرعون ألم يأمرهما بقوله تعالى: (فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) (طه:44) أليست هذه دعوة، وما هو القول اللين الذي تترتب عليه التذكره، وما الذي يتذكره، ومما يخشى، وما هي عاقبة الخشية هل هي مقصودة لذاتها أم الن الذي يخشى من شيء لا بد عليه أن يتبع منهجا يحول بينه وبين الوقوع في مكاره ما يخشاه.
فالذي يخشى من جهنم لابد له أن يجتنب ما يدخله فيها ...
أليست هذه جوانب من جوانب الدعوة، ومهمة من مهمات الدعاة؟؟؟
الإشكال في المسألة هي ما ظهر من التعارض بين الآيات وقول النبي صلى الله عليه وسلم:"وكان كل نبي يبعث في قومه خاصة" والجواب عن هذا الإشكال كما سبق وقلنا:
إن رسالة موسى إلى فرعون كانت لغرض خاص تنتهي بإنتهاء المهمة التي أرسل من أجلها وهي تخليص بني إسرائيل من العبودية وقد سبق في علم الله أن الأمور ستجري على ما جرت عليه من تعنت فرعون وتكذيبه ومن ثم غرقه، وعليه فلا ترد هذه الأسئلة.
ويبقى موسى رسولا إلى بني إسرائيل فقط دون غيرهم من الأمم، ولو كان رسولا إلى المصريين لما جاز له أن يتركهم بعد غرق فرعون دون دعوة، ولكنه انشغل ببني إسرائيل دون غيرهم من الأمم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[23 Sep 2009, 02:39 م]ـ
والذي دفعني إلى هذا الأمر هو ما قرأته في كتابات بعض الإخوة عن سيدنا موسى كيف لم يأخذ على أيدي القوم الذين كانوا يعبدون العجل من غير بني إسرائيل
إذ ليس عدم ذكر ذلك في القرآن دليل على أن سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام سكت عن فعلهم، أو أن ذلك من جانب المداهنة السياسية لأنه لم يكن قوي، على نحو ميزان القوة الدنيوي، والحق أن كل القوّة معه والتي تخضع لها رقاب الجبابرة قال تعالى: (قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) (الشعراء:62) فمن كان معه ربّه انتصر على كل من عاداه.
ولم يكن لنبي أن يداهن في أمر العقيدة أو الدين: (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ) (الحاقة:44) ...
أخي الكريم
يجب أن نفهم الأمور كما هي وفي سياقها، موسى عليه السلام لم يؤمر بدعوة القوم الذين كانوا يعكفون على أصنام لهم وكل الذي كان عليه هو أن يبين لقومه بطلان ما كان يفعله أولئك من عبادة الأصنام جوابا على سؤال قومه له أن يجعل لهم إلها أي صنما كما كان لأولئك.
وأما المداهنة السياسية فهي غير واردة ولا مكان لها في القضية.
وأما القوة المادية فإن الرسالات لم تقم منذ البداية على القوة المادية وإنما كانت تعتمد الحجة العقلية والإقناع هكذا أرادها الله تعالى، ولو كانت المسألة مسألة قوة لجعل الله الناس كلهم أمة واحدة على الإيمان كما قال تعالى: (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ) (يونس: 99)
ونخلص من كل ذلك إلى أن موسى سكت عن عباد الأصنام وغيرهم من الأمم التي كانت موجودة في ذلك الوقت لأنه لم يكن مرسلا إليهم، وإنما كان رسولا إلى بني إسرائيل خاصة.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[23 Sep 2009, 02:49 م]ـ
إذا كان سيدنا سليمان عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام آتاه الله ملك الدنيا كاملة
فهل تكون بلقيس وشعبها من ضمن قومه إذ هو الحاكم لجميع الأرض وملكه وحكمه النافذ بأمر الله سبحانه وتعالى.
من أين لك أخي الكريم أن سليمان عليه السلام ملك الدنيا كاملة؟
هذا أمر يرده سياق الآيات الواردة في الحديث عنه، فسليمان ملكه كان في بيت المقدس ولم يكن يعلم بمملكة سبأ لولا أن الهدهد جاءه بخبرهم.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[23 Sep 2009, 03:51 م]ـ
الأخ الكريم حجازي،
تقول:"ونخلص من كل ذلك إلى أن موسى سكت عن عباد الأصنام ... " من أين استفدنا هذا؟ ولا ننسى أن المثبت عليه أن يأتي بالدليل، وكذلك النافي يكلف دليل النفي.
والذي لا يملك الدليل يقول لا أدري.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[23 Sep 2009, 05:13 م]ـ
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
ترجع أصل اللغات المنتشرة على وجه الأرض الآن في نسبتها إلى أبناء سيدنا نوح
وهم سام وحام ويافث
وأصل اللغات السامية ترجع إلى سام فهي من أصل واحد ونواة واحدة لذلك نجد أن بعض الأفاظ ما زات تدور بين هذه اللغات فاللغة السامية أصل تفرع إلى عدة لغات، ترجع هذه اللغات إلى نفس الأصل ولذلك فهي متساوية من حيث نسبتها إلى اللغة السامية
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[25 Sep 2009, 12:32 ص]ـ
السلام عليكم
أصل المسألة هل أرسل كل رسول إلى قومه ولم يكلف بغير قومه؟
هكذا حررت المسألة و عرضت فى صورة وكأنها تقول أن سليمان لم يدع قوم سبأ أو كأنها تستنكر عليه أن دعاهم؛ وظلت المداخلات تبرر هذا وكأنه أصل.
ولم نصل إلى جواب
ثم عُرضت شواهد كثيرة على أن من الرسل من أرسل إلى غير قومه مثل يوسف عليه السلام وأوجدوا لارساله للمصريين تخريجا أنه ربيّ فيهم فكأنه منهم ..
ونضيف فنسأل هل أرسل الخليل إلى قوم أبيه أم إلى القوم الذين هاجر إلى أرضهم أم إلى مصر الملك الذى أهداه السيدة هاجر أم إلى الحجازيين؛ ولمن بنى البيت؟ ... ألم يبنه للناس كلهم وأذن فيهم بالحج؛ ألم يكن رسولا للناس جميعا؟!
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[25 Sep 2009, 01:26 ص]ـ
الأخ الكريم حجازي،
تقول:"ونخلص من كل ذلك إلى أن موسى سكت عن عباد الأصنام ... " من أين استفدنا هذا؟ ولا ننسى أن المثبت عليه أن يأتي بالدليل، وكذلك النافي يكلف دليل النفي.
والذي لا يملك الدليل يقول لا أدري.
دليلي هو أن موسى عليه السلام لم يرسل إلا إلى فرعون لغرض خاص وهو إستنقاذ بني إسرائيل أما رسالته الأصلية فهي إلى بني إسرائيل ولم يرسل إلى غيرهم والأدلة على هذا واضحة من الكتاب والسنة، ونحن نتمسك بهذا الأصل حتى يرد دليل على خلافه.
لقد كان في زمن موسى عليه السلام أمم غير بني إسرائيل ولم يكلف موسى عليه السلام بدعوتهم، ومنهم القوم الجبارين الذين كانوا يسكنون الأرض المقدسة ومنهم القرية التي أبت أن تضيفه هو والعبد الصالح ومنهم الملك الذي كان يأخذ كل سفينة غصبا، بل إن الخضر لم يكن على شريعة موسى عليه السلام.
والله أعلى وأعلم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[25 Sep 2009, 02:04 ص]ـ
السلام عليكم
أصل المسألة هل أرسل كل رسول إلى قومه ولم يكلف بغير قومه؟
هكذا حررت المسألة و عرضت فى صورة وكأنها تقول أن سليمان لم يدع قوم سبأ أو كأنها تستنكر عليه أن دعاهم؛ وظلت المداخلات تبرر هذا وكأنه أصل.
ولم نصل إلى جواب
ثم عُرضت شواهد كثيرة على أن من الرسل من أرسل إلى غير قومه مثل يوسف عليه السلام وأوجدوا لارساله للمصريين تخريجا أنه ربيّ فيهم فكأنه منهم ..
ونضيف فنسأل هل أرسل الخليل إلى قوم أبيه أم إلى القوم الذين هاجر إلى أرضهم أم إلى مصر الملك الذى أهداه السيدة هاجر أم إلى الحجازيين؛ ولمن بنى البيت؟ ... ألم يبنه للناس كلهم وأذن فيهم بالحج؛ ألم يكن رسولا للناس جميعا؟!
وعليكم السلام
نعم كل رسول أرسل إلى قومه ولم يكلف بغير قومه إلا رسول الله محمد صلى الله عليه
وسلم بنص الحديث الصحيح، بل حتى ظاهر القرآن يدل على هذا ويسنده.
وأما سليمان فلم ينكر أحد ما جرى له مع ملكة سبأ،ولكن لا أحد يستطيع أن يقول إن سليمان كان مرسلا إليهم إطلاقا، بل إن القصة تكاد تكون واضحة أن سليمان تصرف معهم تصرف الملك وإسلام الملكة إنما كان لما رأت من عظمة ملك سليمان وإنما أوتيه لا يقدر على مثله الملوك الذين يعتمدون على الأسباب المعتادة.
لقد كان يوسف من المصريين بحكم التربية والولاء حتى أن أبوه يعقوب عليه السلام جاء إلى مصر مع بقية إخوة يوسف وهناك عاش وتكاثر بنو إسرائيل فلا إشكال في المسألة.
ولم ينفصل الإسرائليون عن المصريين إلا زمن الخروج على يد موسى عليه السلام وعليه نقول إن موسى حينما أرسل إلى فرعون لم يخرج عن كونه مرسل إلى قومه خاصة.
أما إبراهيم عليه السلام فقد أرسل إلى قومه فقط فكذبوه وأرادو أن يقتلوه ويحرقوه فأنجاه الله،ثم هاجر بعدها وسكن الأرض المباركة وليس هناك دليل على أنه أرسل إلى غير قومه.
أما ملك مصر فليس هناك دليل على أن إبراهيم أرسل إليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الحجازيين فلم يكن هناك أحد، حيث ترك إبراهيم هاجر وإسماعيل بوادي مكة وليس به أحد ودعا دعواته المشهورة.
أما بناء البيت فكان من أوامر شريعته التي كان مكلفا بها هو أبناؤه إسماعيل وإسحاق الذين وعد الله أن يجعل منهما أمم كثيرة.
وأما الأذان بالحج في الناس فلا يلزم منه أنه أرسل إلى البشرية كافة، وإنما ليكون أمة يقتدي به في ذلك ذريته وليكون ذلك تهئية للرسالة الخاتمة التي حملها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم للبشرية جمعاء ومن تأمل خط سير دعوة إبراهيم عليه الصلاة والسلام اتضح له ذلك بجلاء.
قال تبارك وتعالى:
(وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ (129) وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (132) أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133)) سورة البقرة
وقال تبارك وتعالى:
(فَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ (98) وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99) رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ (112) وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ (113)) سورة الصافات
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[25 Sep 2009, 02:20 ص]ـ
ويبقى موسى رسولا إلى بني إسرائيل فقط دون غيرهم من الأمم، ولو كان رسولا إلى المصريين لما جاز له أن يتركهم بعد غرق فرعون دون دعوة، ولكنه انشغل ببني إسرائيل دون غيرهم من الأمم.
فكيف إذا جاز لسيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام ترك قومه وهجرته من بلاده؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[25 Sep 2009, 05:17 ص]ـ
فكيف إذا جاز لسيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام ترك قومه وهجرته من بلاده؟
هل تعتقد أن إبراهيم عليه السلام ترك قومه وهاجر من بلاده دون إذن من الله تعالى؟
موسى عليه الصلاة والسلام انتهت دعوته الخاصة للمصريين بتعنت فرعون ورفضه لأن يرسل بني إسرائيل وحينها أمره الله تعالى بأن يسري ليلا ببني إسرائيل لتبدأ المهمة الرئيسة له وهي إقامة الشريعة الإلهية في بني إسرائيل دون غيرهم.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[25 Sep 2009, 11:42 ص]ـ
السلام عليكم
نعم كل رسول أرسل إلى قومه ولم يكلف بغير قومه إلا رسول الله محمد صلى الله عليه
وسلم بنص الحديث الصحيح، بل حتى ظاهر القرآن يدل على هذا ويسنده. فهل أُمر غير قومه بالايمان به وبدعوته؛أم كلف أتباعه بابلاغ دعوته حتى يتبع النجاشى الحبشى النصرانية
وهل اختلف دور الرسول صلى الله عليه وسلم فى دعوة الناس عما قام به الأنبياء؛ فالرسول أدخل من اتبعه فى الدعوة "قُلْ هَـ?ذِهِ سَبِيلِي? أَدْعُو إِلَى? ?للَّهِ عَلَى? بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ ?تَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ ?للَّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ ?لْمُشْرِكِينَ " وهى هى سبيل يوسف عليه السلام حيث فى القصص عبرة
أما الحديث فأرى أنه يدل على أن دعوة كل نبى لاتعم الأرض لطبيعة التواصل آنذاك ولأن الله أرسل رسلا من بعده؛ والرسول هو آخر الرسل فهو للناس كلهم حتى قيام الساعة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[31 Aug 2010, 07:44 ص]ـ
هذا موضوع أثير العام ونسيت أن أسأل سؤالا فيه وهو:
هل ذكر أو أشار أحد من المفسرين القدماء أو المحدثين لهذه المسألة في كتبهم المسطرة؟؟
ـ[أبو عمر الشامي]ــــــــ[06 Oct 2010, 11:29 م]ـ
هذه القصة محل استغراب فعلا فلم يترك سليمان عليه السلام الأمم الوثنية في بلاده وما حولها ويلتفت لبلاد بعيدة لم يكن قد سمع عنها شيئا لولا البلبل؟
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[07 Oct 2010, 01:52 م]ـ
هذه القصة محل استغراب فعلا فلم يترك سليمان عليه السلام الأمم الوثنية في بلاده وما حولها ويلتفت لبلاد بعيدة لم يكن قد سمع عنها شيئا لولا البلبل؟ لقد كان سليمان فى بنى اسرائيل ولم تكن ثمة وثنية عندهم؛ وخرج بجنوده داعيا إلى الله وفاتحا ماحوله من الممالك(/)
وقفات بلاغية مع آية الدعاء في آيات الصيام
ـ[عبدالعزيز العمار]ــــــــ[11 Sep 2009, 06:15 م]ـ
هذا هو الجزء الثاني من مشاركتي في هذه الآية، فقد كان الجزء الأول حديثاً عن علاقة الدعاء بآيات الصيام، وقد كشفتُ عن تلك العلاقة، وبينتُ سبب ورودها في ثنايا آيات الصيام، وقد كان ذلك لحكمة بالغة، أما هذه المشاركة فهي حديث عن بلاغة آية الدعاء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
فأقول وبالله التوفيق:
لم يكن سرُّ هذه الآية يقف عند الحكمة من مجيئها بين آيات الصيام، بل ثمت سرٌّ آخر يتمثل في بلاغتها، وفي لطف وقعها، وهدوء إيقاعها، فالآية كلها ناطقة بسحر إعجازها، وروعة إيحائها، وحسن جرسها، وقد أشار سيد قطب إلى هذه الخاصية، ووقف عند هذه الروعة مشدوهاً فأطلق لقلمه العنان، وأرخى له الزمام، فأتى بالعجب العجاب، يقول عن هذه الآية: ((نجد لفتة عجيبة إلى أعماق النفس وخفاياها السريرة، نجد الغوص الكامل الحبيب المرغوب عن مشقة الصوم، والجزاء المعجل على الاستجابة لله، نجد ذلك الغوص، وهذا الجزاء في القرب من الله، وفي استجابته للدعاء تصوره ألفاظ شفافة تكاد تنير? فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ? أية رقة! وأي انعطاف! وأي شفافية! وأي إيناس! وأين تقع مشقة الصوم، ومشقة أي تكليف في ظل هذا الود، وظل هذا القرب، وظل هذا الإيناس؟ وفي كل لفظ في التعبير في الآية كلها تلك النداوة الحبيبة ... إنها آية عجيبة، تسكب في قلب المؤمن النداوة والحلوة، والود المؤنس، والرضى المطمئن، والثقة واليقين، ويعيش فيها المؤمن في جناب رضيّ، وقربى ندية، وملاذ أمين، وقرار مكين)). (1)
السرُّ البلاغي بأداة الشرط "إذا"
افتُتحتْ الآية بأداة الشرط "إذا"، وفي افتتاحها بهذه الأداة غرض بلاغي يراد تحقيقه في هذا المقام؛ لارتباطه بحث المؤمنين على الدعاء، وترغيبهم فيه، يتجلى ذلك من خلال دلالة الأداة "إذا"؛ ذلك أنها تأتي في الأمور المحقق وقوعها، المتيقن بحدوثها، بخلاف أداة الشرط الأخرى (إنْ)، ولا شك أن مقام الدعاء والترغيب فيه مستلزم هذه الأداة، ومتطلب لها، كما أن في ذلك إشارة إلى تحقق الإجابة، فقد وعد – سبحانه – بذلك، ووعده الحق، ومن أصدق من الله قيلا.
الالتفات في الآية وبلاغته:
وفي توجيه الخطاب في هذه الآية إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في قوله ? وإذا سألك عبادي عني? في هذا التفات، فقد انتقل الخطاب من مخاطبة المؤمنين في قوله ? ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون? إلى مخاطبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في قوله ? وإذا سألك عبادي عني ?، فهو التفات من الغيبة إلى الخطاب، وقد تضمن هذا الالتفات أسراراً بلاغية، تتجلى هذه الأسرار من خلال طريق الالتفات إلى أسلوب المخاطبة، ومن خلال مخاطبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذا المقام، ففي هذا الالتفات تشريف لرسول الله- صلى الله عليه وسلم -، وإعلاء من قدره (2)، ورفع لشأنه ومقامه، فلعلو قدره، وارتفاع شأنه توجه الخطاب إليه إشارة إلى هذا المعنى، ودلالة عليه، كما أن من تشريفه - عليه السلام - ومن إعلاء قدره أن يتوجه إليه المسلمون ويسألونه عن هذا الأمر العظيم. (3)
وقد ذُكرتْ هذه المسألة العظيمة من خلال أسلوب السؤال والجواب، ومن خلال الفتوى، وفي ذلك تنبيه للأذهان، وتنشيط لها، كما أن في ذلك إشارة إلى الاهتمام بها، ولفت الأنظار إليها، يؤيد ذلك أن كثيراً من العلماء يفتتحون المسائل المهمة في كتبهم بقولهم (فإن قلت). (4)
والغرض من هذه الآية أن يقتنع المؤمنون بهذه الحقيقة، ويؤمنوا بها، وليعلموا بأنه – سبحانه - ((قريب منهم، ليس بينه وبينهم حجاب، ولا ولي ولا شفيع يبلغه دعاءهم وعبادتهم؛ ليتجهوا إليه وحده حنفاء مخلصين له الدين)). (5)
بلاغة لفظة "عبادي" وإيحاءاتها:
(يُتْبَعُ)
(/)
جاءت لفظة "عبادي" في هذا المقام متممة لهذا المعنى، ومؤكدة له، ففيها كثير من الدلالات والإيحاءات المراد تحقيقها في هذا السياق، فهؤلاء المؤمنون الذين يسألون عن ربهم هم عبيد له، ولا غنى للعبد عن خالقه ومولاه، إذ لا يستقيم أمره، ولا يحسن حاله إلا بعون من خالقه، وتوفيقه له، ومن هنا ظهرت شدة حاجته له في التضرع إليه، والانطراح بين يديه، ومن هنا جاءت لفظة "عبادي" في آية الدعاء، والحث عليه؛ إشارة إلى هذا المعنى، كما أن فيها إظهاراً لافتقار العباد إلى الله، وشدة حاجتهم إليه.
وفي إضافة لفظة "عبادي" إليه – سبحانه – تتميم لهذا المعنى، وإظهار له، كما أن فيها تشريفاً للعباد، وإعلاء من قدرهم، فقد شرف قدرهم، وارتفع أمرهم من خلال هذه الإضافة، ولذا فقد وردت لفظة "عبادي" في القرآن في أعلى المقامات وأشرفها، في مقام الدعوة والدعاء، ولذا فإن الأصح في هذه الإضافة أن يُراد بها الخصوص دون العموم (6)، والمراد بهم المؤمنون وحدهم دون سائر الخلق، فهم من حقق معنى العبودية لله – سبحانه وتعالى -، وهم من يستحق هذا التكريم، وذلك التشريف، ومن هنا خُصوا بهذه الإضافة دون غيرهم.
الحذف في قوله ? فإني قريب ? وبلاغته:
وقد جاء جواب سؤالهم في قوله – تعالى - ? فإني قريب ?، والتقدير: فقل لهم، بدلالة قوله ?وإذا سألك ? (7)، ولا بد من هذا التقدير؛ فبدونه لا يترتب الجواب على شرطه (8)، ومع ذلك فقد حُذف هذا التقدير مع ظهوره ووضوحه، وفي حذف لفظة "قل" في هذا المقام سرٌّ بلاغي مرتبط كل الارتباط بالأمر بالدعاء، والحث عليه، ففي ذلك إشارة إلى شدة القرب بينه – سبحانه – وبين عباده، ولذا فهو يسمع كلامهم، ويجيب دعاءهم (9)، فلا حاجة إذن – والحالة هذه – إلى وسيط ينقل كلامهم، ويكون بينهم حتى ولو كان ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
كما أن هذا الحذف مظهر من مظاهر حنوه – سبحانه – بعباده، وقربه منهم، وفي ذلك إشارة إلى أنه – سبحانه – تكفل بسماع دعائهم، وضمن الإجابة لهم، ولم يقم الحوائل ولا الوسائط بينه وبينهم. (10)
كما تضمن هذا الحذف الإشارة إلى أهمية الدعاء، وعلو منزلته، وأن العبد يترقى من خلاله، ويكون قريباً من خالقه ومولاه، ولذا فهو يدعوه فيستجيب له، ويناجيه فيسمع له، فإذا كان الأمر كذلك _ وهو كذلك – فلا حاجة إلى الوسائط بينهم، فهو يخاطب ربه، ويتضرع بين يديه، إشارة إلى قربه – سبحانه – منه، ولطفه به.
بلاغة التأكيد بـ: إنّ في هذه الآية:
وتأكيداً لهذا المعاني كلها، وتقريراً لها جاء الخبر مؤكداً بـ (إنَّ) في قوله ?فإني قريب ? إشارة إلى أن هذا الخبر ((غريب، وهو أن يكون – تعالى – قريباً مع كونهم لا يرونه)) (11)،ولهذه الأسرار كلها تمَّ حذف لفظة "قل" في هذا المقام، وهذه الأسرار – كما ذكرتُ – مرتبطة بالدعاء، شديدة العلوق به، ولذا فقد اختُصتْ هذه الآية بحذف فعل الأمر "قل" دون سائر الآيات الأخرى المماثلة لها المتضمنة السؤال، كما في قوله ? يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج ... ? (12)، وقوله ? يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير ... ? (13)، وغيرها من الآيات.
وقفة عقدية مهمة في الآية:
وثمة وقفة مهمة مع قوله ? فإني قريب ? يحسن الوقوف معها، والإشارة إليها؛ لأهميتها، ولشدة ارتباطها بكثير من المسائل البلاغية، فقد حمل كثير من المفسرين معنى القرب في هذه الآية على الاستعارة التبعية (14)، وقد أشار الزمخشري في تفسيره إلى هذا الأمر، وسار على نهجه كثير من المفسرين، يقول الزمخشري في بيان معنى "القرب": ((تمثيل لحاله في سهولة إجابته لمن دعاه، وسرعة إنجاحه حاجته من سأله بحال من قرب مكانه، فإذا دُعي أسرعت تلبيته نحوه)) (15)، وقد تَلَقَّف الشيخ محيي الدين زاده هذا القول، وزاده بسطة في الشرح والتأويل، يقول: ((يعني أن القرب حقيقته هو القرب المكاني، وهو ممتنع في حقه – تعالى – بدلائل قطعية من جملتها أنه – تعالى – لو كان في مكان لما كان قريباً من الكل، فإن من كان قريباً من حملة العرش كان بعيداً من أهل الأرض، ومن كان قريباً من أهل الشرق يكون بعيداً من أهل المغرب، وبالعكس، ولما تعذر القرب المكاني في حقه – تعالى – علمنا أن القرب هنا مستعمل في الحال الشبهية بحال من قرب مكانه إلى مكان القوم من العلم بأحوالهم وأفعالهم
(يُتْبَعُ)
(/)
والاستماع لأقوالهم، فيكون لفظ " قريب" استعارة تبعية تمثيلية)). (16)
ولا يخفى ما تضمنته هذه الأقوال من انحرافات عقدية أُتي أصحابها من التحريف أو التعطيل أو التكييف أو التمثيل في أسمائه – سبحانه – وصفاته، وقد أحسن د. حسن محمد باجودة في حديثه عن معنى قوله ? فإني قريب ? يقول: ((والتحقيق: أن مذهب السلف إقرار النصوص في الصفات على ظاهرها من غير تعطيل، ولا تمثيل ولا تأويل والله – تعالى – قد أسند القرب في هذه الآية إلى ذاته فنأخذ هذا الإسناد على ظاهره مع إثبات تنزيهه عن مماثلة خلقه، وإثبات صفات الكمال التي نفهم منها المراد من هذا القرب في كل سياق بحسبه)) (17)
وقد زاد هذا المعنى وضوحاً الإمام القاسمي في تفسيره لهذه الآية، يقول: ((والقريب من أسمائه – تعالى – الحسنى، ومعناه: القريب من عبده بسماعه دعاءه، ورؤيته تضرعه، وعلمه به، كما قال ? ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ? (18)، وقوله ? وهو معكم أين ماكنتم ? (19))). (20)
والقول الفصل في هذا المعنى ما ذكره الإمام تقي الدين ابن تيمية – رحمه الله – يقول: ((ودخل فيما ذكرناه من الإيمان بالله: الإيمان بما أخبر الله به في كتابه، وتواتر عن رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وأجمع عليه سلف الأمة من أنه – سبحانه – فوق سماواته على عرشه، عليّ على خلقه، وهو معهم أينما كانوا، يعلم ماهم عاملون، كما جمع بين ذلك في قوله ? هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها، وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير ? (21)،وليس معنى قوله ? وهو معكم أين ماكنتم ? أنه مختلط بالخلق، فإن هذا لا توجبه اللغة، وهو خلاف ما أجمع عليه سلف الأمة، وخلاف ما فطر الله عليه الخلق، بل القمر _ آية من آيات الله – من أصغر مخلوقاته، وهو موضوع في السماء، وهو مع المسافر أينما كان، وهو – سبحانه – فوق العرش، رقيب على خلقه، مهيمن عليهم، مطلع إليهم، إلى غير ذلك من معاني ربوبيته، وكل هذا الكلام الذي ذكره الله من أنه فوق العرش، وأنه معنا حق على حقيقته لا يحتاج إلى تحريف، ولكن يُصان عن الظنون الكاذبة ... ودخل في ذلك: الإيمان بأنه قريب من خلقه مجيب، كما جمع بين ذلك في قوله ? وإذا سألك عبادي عني فإني قريب ... ? وقوله - عليه السلام - للصحابة لما رفعوا أصواتهم بالذكر: (والذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلة أحدكم) (22)، وما ذُكر في الكتاب والسنة من قربه ومعيته لا ينافي ما ذُكر من علوه وفوقيته، فإنه – سبحانه – ليس كمثله شيء في جميع نعوته، وهو عليٌّ في دنوه، قريب في علوه)). (23)
وقد تعمدتُ ذكر هذه المسألة والإطالة فيها؛ لأهميتها، ولخطورتها – أيضاً -، ولأدلف منها إلى قضية أخرى هي من الأهمية بمكان، وهي أن كثيراً من المسائل البلاغية بحاجة إلى تخليصها من الشوائب التي علقتْ بها، فحطَّتْ من شأنها، وأنقصتْ من قدرها، مما جعلها عرضة للنقد، أو الازدراء أو التهميش، خاصة فيما يتعلق بالأمور العقدية، وقد تنبه إلى هذه المسألة وخطورتها بعض الباحثين الغيورين، ولهم في ذلك جهود مشكورة، كما أن لهم مساعي حثيثة في تخليص البلاغة مما علق بها من الانحرافات العقدية، وهي جهود مشكورة ومساعٍ حثيثة (24)، وإن كنتُ أدعو إلى الاعتدال في معالجة هذه القضية؛ حتى لا تُجر البلاغة إلى مباحث العقيدة، إذ لا بد أن تتمايز الأمور، حتى لا يختلط أحدهما في الآخر، فلكل واحد منهما تخصصه القائم بذاته المنبثق من موضوعاته، ومباحثه الخاصة به.
وكأن قوله ? فإني قريب ? تمهيد للجملة التي بعدها وهي قوله ? أجيب دعوة الداع إذا دعان ? فقد قرَّبتْ من معناها، وسهلتْ من قبولها (25)، كما أن قوله – كذلك - ? أجيب دعوة الداع إذا دعان ? تقرير لمعنى القرب، وتحقيق له، وقطع بإجابة الدعوة (26)، ومن هنا يتجلى السرُّ في اختيار لفظة ? أجيب ? فإن فيها الوعد الحق بالإجابة، ومن هنا جاء اختيارها في هذا المقام، دون لفظة "أسمع" إذ السماع لا يلزم منه الإجابة، أما قوله ? أجيب ? فهو وعد منه – سبحانه – ووعده الحق، فقد أمر بالدعاء، وتكفل باِلإجابة.
إشكال قد يرد في الآية والإجابة عليه:
(يُتْبَعُ)
(/)
وثمة إشكال قد يرد على هذه الآية، وقد أورده "القرطبي" في تفسيره، يقول: ((فإن قيل: فما للداعي قد يدعو فلا يُجاب له؟ فالجواب: أن يُعلم أن قول الحق في الآيتين ? أجيب ? و? أستجيب لكم ? (27) لا يقتضي الاستجابة مطلقاً لكل داعٍ على التفصيل، ولا بطل مطلوب على التفصيل، فقد قال ربنا – تبارك وتعالى – في آية أخرى ? ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين ? (28)، وكل مصرٍّ على كبيرة عالم بها أو جاهل فهو معتدٍ، وقد أخبر أنه لا يحب المعتدين، فكيف يستجيب له؟!، وأنواع الاعتداء كثيرة)). (29)
ومما قيل – كذلك – في الإجابة على ذلك الإشكال: أن في الآية حذفاً، تقديره: أجيب دعوة الداع إن شئتُ، يدل على ذلك قوله في آية أخرى? فيكشف ما تدعون إليه إن شاء ? (30))). (31)
ختام الآية وبلاغتها:
وبعد أن أمر – سبحانه – عباده بالدعاء، وبعد أن تكفل بالإجابة ختم الآية بقوله ? فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ? جاء الأمر بالاستجابة له في قوله ? فليستجيبوا لي ? متفرع عما قبله، فإذا كان – سبحانه – يجيب دعوتهم فهم مأمورون بالاستجابة له والانقياد التام له، والمعنى: فليستجيبوا لي ((أي إذا دعوتهم للإيمان بالطاعة، كما أجيبهم إذا دعوني لمهماتهم)). (32)
وفي مجيء الأمر بالاستجابة بصيغة الاستفعال إشارة إلى صعوبته، ومشقته على النفس البشرية، كما أن فيه – كذلك – معنى الإكراه والإلزام، وأطر النفس أطراً على هذا الأمر، وحملها بالقوة على هذه الاستجابة حتى تصل إلى مبتغاها، وتحقق الاستجابة لله. (33)
الإطناب في الآية: طريقه وبلاغته:
وقوله ? وليؤمنوا بي ? من عطف الخاص على العام، وهو طريق من طرق الإطناب، تتجلى بلاغته في هذا المقام أن فيه مزيداً من الاهتمام بالخاص، وهو الإيمان، ولذا أُفرد بالأمر، وخُصَّ بالذكر، وإن كان داخلاً في عموم الأمر بالاستجابة لله – عزَّ وجل – والغرض من الأمر بالإيمان: الحث والتحريض، وأمرهم بالثبات على ماهم عليه، والاستمساك به، ونظير ذلك قوله – تعالى -? يأ أيها الذين آمَنوا آمِنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزَّل على رسوله والكتاب الذي نزَّل من قبل ? (34) ففي الأمر زيادة في التمسك به، والحرص عليه، والازدياد فيه.
ثم ختم – سبحانه – الآية بقوله ? لعلهم يرشدون? أي لعلهم يهتدون إليَّ بسبب إيمانهم واستجابتهم لي (35)، فهم المستفيدون من هذه الاستجابة، ومن ذلك الإيمان، فهم من سيقطف ثمارها، وينعم بخيرها، وهو – سبحانه – غني عن العالمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحواشي والتعليقات:
() في ظلال القرآن: 2/ 167.
(2) انظر: إرشاد العقل السليم:1/ 201.
(3) انظر: التحرير والتنوير: 2/ 178.
(4) انظر: المصدر السابق: 2/ 178.
(5) انظر: البحر المحيط: 2/ 52.
(6) انظر: البحر المحيط: 2/ 52.
(7) انظر: إملاء ما منَّ به الرحمن 1/ 82.
(8) انظر: روح المعاني:2/ 63.
(9) انظر: حاشية الشهاب: 2/ 280.
(10) انظر: روح المعاني: 2/ 63.
(11) التحرير والتنوير: 2/ 189.
(12) البقرة: 189.
(13) البقرة: 215.
(14) ومن هؤلاء المفسرين: الزمخشري، انظر: الكشاف: 1/ 337، وأبو السعود، انظر: إرشاد العقل السليم:1/ 201، ومحيي الدين زادة، انظر: حاشيته: 1/ 495، والألوسي، انظر: روح المعاني: 2/ 63، وغيرهم.
(15) الكشاف: 1/ 337.
(16) حاشية محيي الدين زادة: 1/ 495.
(17) تأملات في سورة البقرة: 2/ 1046.
(18) ق: 16.
(19) الحديد: 4.
(20) محاسن التأويل: 3/ 431.
(21) الحديد: 4
(22) صحيح مسلم: كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب: استحباب خفض الصوت بالذكر إلا في المواضع التي ورد الشرع برفعه فيها كالتلبية، وغيرها، واستحباب الإكثار من قول " لاحول ولا قوة إلا بالله "، برقم: 6867.
(23) العقيدة الواسطية:449.
(24) ومن هؤلاء: أ. د محمد الصامل، فقد ناقش هذه القضية وبسطها في كتابه " المدخل إلى بلاغة أهل السنة والجماعة"، وكذلك د. عبدالمحسن العسكر، ناقض هذه القضية في بحثه الموسوم بـ (إصلاح "الإيضاح" للخطيب القزويني: استدراكات ومناقشات)، وقد أفرد جزءاً للملحوظات العقدية، انظر: مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، العدد:46، لعام 1426هـ.
(25) انظر: التحرير والتنوير: 2/ 189.
(26) انظر: محاسن التأويل: 3/ 433.
(27) غافر: 60.
(28) الأعراف: 55.
(29) الجامع لأحكام القرآن: 2/ 207.
(30) الأنعام: 41.
(31) تفسير القرآن: 1/ 186.
(32) محاسن التأويل: 3/ 449.
(33) انظر: نظم الدرر: 3/ 76.
(34) النساء: 136.
(35) انظر: جامع البيان: 3/ 227.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Sep 2009, 01:47 ص]ـ
بارك الله فيكم يا أبا يزيد ونفع بكم.
وقفات بلاغية موفقة.(/)
ما قولكم رعاكم الله في ما ذكر عن عثمان رضي الله عنه في ختم القران في الصلاة
ـ[سمير الطيب]ــــــــ[12 Sep 2009, 11:56 م]ـ
نقل ابن قدامة رحمه الله عن الإمام أحمد رحمه الله وسفيان رحمه الله وأهل مكة وأهل المدينة أنهم كانوا يختمون القران داخل الصلاة قال ابن قدامة وذكر عن عثمان أين مصدر إبن قدامة عن عثمان رضي الله عنه أفيدونا عاجلا رحمكم الله
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[13 Sep 2009, 12:30 ص]ـ
السنن الكبرى للبيهقي
أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ: عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ قَتَادَةَ أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ: الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ بْنُ زَكَرِيَّا الضَّبِّىُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ أَبِى الأَحْوَصِ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ يَعْنِى ابْنَ مَسْعُودٍ: اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فِى سَبْعٍ، وَلاَ تَقْرَءُوهُ فِى أَقَلَّ مِنْ ثَلاَثٍ، وَلْيُحَافِظِ الرَّجُلُ فِى يَوْمِهِ وَلَيْلَتِهِ عَلَى جُزْئِهِ.
{ت} وَرُوِّينَا عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّهُ كَانَ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِى رَمَضَانَ فِى ثَلاَثٍ، وَفِى غَيْرِ رَمَضَانَ مِنَ الْجُمُعَةِ إِلَى الْجُمُعَةِ.
وَعَنْ أُبَىِّ بْنِ كَعْبٍ: أَنَّهُ كَانَ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِى كُلِّ ثَمَانٍ.
وَعَنْ تَمِيمٍ الدَّارِىِّ: أَنَّهُ كَانَ يَخْتِمُهُ فِى كُلِّ سَبْعٍ.
وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّهُ كَانَ يُحْيِى اللَّيْلَ كُلَّهُ، فَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِى رَكْعَةٍ.
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[13 Sep 2009, 12:35 ص]ـ
إذا كانت من باب الكرامات زال كل التباس.
فإن الكرامات جائزة وواقعة، وإذا طويت الأرض وزويت لبعض الناس، فلا غرابة أن يطوى الزمان لبعضهم أيضا، وهذا ذو النورين رضي الله تعالى عنه الذي استعمله الله تعالى في حفظ القرآن العظيم حفظا محمودا إلى يوم الدين، فكيف يستغرب إكرامه بمثل هذه الكرامة، مع أنه ثبتت بالنقل.
ـ[سمير الطيب]ــــــــ[13 Sep 2009, 12:48 ص]ـ
لوسمحت أنا قصدي دعاء ختم القران بالصلاة وشكرا على المعلومات القيمة وفقك الله لمايحبه ويرضاه
ـ[أبو العز النجدي]ــــــــ[13 Sep 2009, 02:36 م]ـ
لوسمحت أنا قصدي دعاء ختم القران بالصلاة وشكرا على المعلومات القيمة وفقك الله لمايحبه ويرضاه
ليس لختم القرآن دعاء خاص
والآثار الواردة عن الصحابة والتابعين إنما هي أنهم يقرأون القران كاملا في الصلاة
فقط
وأثر عثمان رواه ابن أبي شيبة وغيره
(4) حدثنا وكيع عن يزيد عن ابن سيرين عن عثمان أنه قرأ القرآن في ركعة في
ليلة.
ولابن أبي شيبة أيضاً
حدثنا يزيد بن هارون عن محمد بن عمرو عن محمد بن إبراهيم عن عبد الرحمن ابن عثمان قال قمت خلف المقام أصلي وأنا أريد أن لا يغلبني عليه أحد تلك الليلة فإذا رجل من خلفي يغمزني فلم أتلفت إليه ثم غمزني فالتفت فإذا هو عثمان بن عفان فتنحيت وتقدم وقرأ القرآن كله في ركعة ثم انصرف
ولم يذكر دعاءً(/)
سورة يوسف فرائد و فوائد ج 1
ـ[محمد الخضير]ــــــــ[13 Sep 2009, 12:08 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقدم لكم النسخة الألكترونية الكاملة للجزء الأول
سورة يوسف فرائد و فوائد
محمد الخضير
على ملف وورد
و هذا نواة لكتاب سيتم اخراجه
و تم نشره على موقع صيد الفوائد
اليكم الرابط
http://saaid.net/book/open.php?cat=2&book=3878
أسعد بملاحظتكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Sep 2009, 12:46 ص]ـ
فتح الله عليكم أخي محمد ونفع بعلمكم.
ولعلك تنقح الكتاب قبل إخراجه، فلا بد من التوثيق والتمحيص للمعلومات بقدر استطاعتك قبل طباعته وفقك الله.
ولعلك تراجع كلام ابن تيمية حول مسألة (أحسن القصص) في أول السورة.
ولعل في هذا الرابط فائدة حولها نقلها الزميل أحمد الفقيه من قبل.
أحسن القصص) ما المراد بها؟؟؟ ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=17256)
وأنت تعلم أنه قد كتب في سورة يوسف عدد من المؤلفات المعاصرة، فلعلك تراجعها لترى الإضافة التي اشتمل عليها كتابك، وتزيده قيمة عند القراء.
ـ[محمد الخضير]ــــــــ[29 Aug 2010, 06:00 م]ـ
جزاك الله خيرا(/)
هل الرسل تُقتل أم الأنبياء فقط؟
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[13 Sep 2009, 02:52 م]ـ
في برنامج بينات للأخوة الفضلاء،تعرض الفوائد الجمّة، واللطائف التي يتحرك لها الوجدان،ويبسم الثغر، ويمعن فيها النظر.
وفي إحدى الحلقات ذكر أخي الفاضل د. عبدالرحمن الشهري في تأملاته في سورة آل عمران أن الرسل لاتقتل وأن القتل يكون للأنبياء فقط،ولكن حسب مايظهر لي أن ذلك مخالف لقوله تعالى: (أفكلما جاءكم رسول بما لاتهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون) فأرجو الايضاح.
وفق الله القائمين على البرنامج لكل خير.
ـ[التواقة]ــــــــ[14 Sep 2009, 07:24 ص]ـ
ننتظر الجواب يا شيخنا جزاكم الله خيرا ..
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[14 Sep 2009, 07:39 م]ـ
جرت مدارسة مع الدكتور عبد الرحمن حول هذا الموضوع هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=16960) .
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Sep 2009, 11:21 م]ـ
بارك الله فيكم.
الذي أذكره أنني قلتُ: الرسلُ أصحاب الكتب والرسالات كنوح وإبراهيم وموسى وعيسى، لا مجرد الأنبياء والرسل الذين جاءوا تبعاً لمن قبلهم دون أن يكون لهم كتب تخصهم وشرائع تخصهم. إلا إن كنتُ لم أقيدها بهذا القيد فهذا خطأ كما تفضلتم.
وكنتُ قرأتُ هذه الفائدة قديماً، ونسيتُ أين قرأتها، وطرحتها في الحلقة على سبيل المدارسة لا على سبيل القطع، ولم يحضرني من الآيات إلا ما فيها عبارة (الأنبياء) ونحوها. وقد طرحت هذه الفكرة في موضوع (الكناشة الرمضانية) لأخي محمد العبادي، غير أن أخي أبا بكر البخيت وفقه الله لفت نظري إلى أن هذا غير صحيح وأورد أدلة كثيرة تشير إلى أنه قد وردت آيات كثيرة فيها عبارة (الرسل) الذين قتلوا أيضاً، وهي في المشاركة التي أحال إليها أخي أبو إبراهيم العبادي وفقه الله.
وقد بحثت في الانترنت الآن، فوجدت مصدراً ذكر هذه الفائدة، ويبدو لي أنه هو الكتاب الذي قرأتُ فيه الفائدة من قبل إن لم أكن واهماً، وهو كتاب (عوامل النصر والتمكين في دعوات المرسلين) لأخي الشيخ أحمد بن حمدان الشهري، الذي نشرته دار القاسم. وقد أرفقته في المرفقات للاطلاع، وأظنني قد وضعته في الملتقى من قبل، ويوجد على هيئة Word وعلى هيئة PDF أيضاً.
والفائدة التي تهمنا هنا هي التي ذكرها حين أراد بيان سبب اختياره لعنوان بحثه (عوامل النصر والتمكين في دعوات المرسلين)، فقال معللاً سبب اختياره عبارة (المرسلين):
وأما كلمة المرسلين فلأمرين:-
الأمر الأول: أن الرسل مقطوع بنصرهم من الله _سبحانه_ وعصمتهم من القتل بخلاف الأنبياء ومن تتبع تعبير القرآن رأى عجباً فإن القرآن إذا قطع بالنصر عبر بلفظ الرسل كقوله: (كتب الله لأغلبن أنا ورسلي)، (ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين)، وإذا جاء ذكر القتل عبر بلفظ النبيين (ويقتلون الأنبياء) (وقتلهم الأنبياء) والسبب – وعند الله العلم – أن رسول الأمة الأول لا يقتل أبداً ولا بد من تمكينه ونصره في الدنيا فعلاً. ودليل ذلك قوله _تعالى_ في سورة غافر: (وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب)، وقوله __جل ذكره__ في سورة إبراهيم _عليه السلام_: (وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين ولنسكنكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد)، وقوله في سورة الأنبياء: (ثم صدقناهم الوعد فأنجيناهم ومن نشاء وأهلكنا المسرفين).
أما الأنبياء الذين أرسلوا برسالة تجديدية لرسالة رسول الأمة الأول فإنهم قد يقتلون كرسل بني إسرائيل بعد موسى، وهذا ما يحمل عليه قوله _تعالى_: (أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون) وإذا كان الأمر كذلك فإن من قدر الله أن تكتمل عوامل النصر والتمكين في دعوة رسول الأمة أكثر من النبي المجدد ومن هنا كان الاختيار للعنوان "عوامل التمكين في دعوات المرسلين"
والموضوع للفائدة والمدارسة، ولستُ متعصباً للرأي وإنما نبحث عن الفائدة دوماً بمدارسة أمثالكم وفقكم الله لكل خير.
للفائدة:
تقريرعن كتاب (عوامل النصر والتمكين في دعوات المرسلين) لأحمد الشهري ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=13819)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[15 Sep 2009, 04:52 م]ـ
...
ما ذكره الشيخ عبد الرحمن هو الصحيح، وقد أشار إليه ابن عاشور بقوله:
" وإنما قال الأنبياء لأن الرسل لا تسلط عليهم أعداؤهم لأنه منافٍ لحكمة الرسالة التي هي التبليغ، قال تعالى: (إنا لننصر رسلنا) وقال: (والله يعصمك من الناس) " وقال: "والعصمة هنا الحفظ والوقاية من كيد أعدائه".
وأجاب عن الإشكال الذي أورده الأخ أبو عبد الرحمن المدني (أبو بكر البخيت) عند قوله تعالى: (كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون) في المائدة بقوله: " فالمراد بالرسل هنا الأنبياء ... وإطلاق الرسول على النبي الذي لم يجئ بشريعة إطلاق شائع في القرآن، لأنه لما ذكر أنهم قتلوا فريقا من الرسل تعين تأويل الرسل بالأنبياء، فإنهم ما قتلوا إلا أنبياء لا رسلا".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عذب الشجن]ــــــــ[15 Sep 2009, 05:19 م]ـ
قوله إن قتل الرسل مناف لحكمة التبليغ يجاب عنه بأن الأنبياء كذلك من مهمتم التبليغ على الصحيح في الفرق بين الرسول والنبي، ومع ذلك قد يقتلون كما في آيات كثيرة من القرآن. ثم إن النصر الموعود به الرسل وهو حق لا مرية فيه لا يعني أنهم لا ينالهم الأذى بل يصل ذلك إلى القتل، فالنصر له معنى كبير والذي من أعلاه نصر الدعوة والدين الذي جاء به،،،ولا يقتصر في معنى النصر على هذا الفهم الضيق. أما توجيه ابن عاشور رحمه الله رحمة واسعة لآية المائدة فلم يزد على تقرير ما يراه من أن القتل للأنبياء لا الرسل،،، ولا يخلو من تعسف ...
وكلام المفسر الجهبذ ابن عاشور يحتج له لا يحتج به ..... والله أعلم.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[15 Sep 2009, 05:54 م]ـ
أخي الكريم ..
ليس المقصود الاحتجاج بكلام ابن عاشور على أنه دليل، بل المقصود منه الإشارة التي ذكرها، وهي أن الواقع أنه لم يقتل أحد من الرسل، وإنما الذين قتلوا هم الأنبياء، فهذا هو الواقع، ولم يبق إلا توجيه الآيات التي جاء فيها قتل الرسل، فأشار إلى أن إطلاق الرسول على النبي مما هو شائع في القرآن الكريم ...
والله تعال أجل وأعلم.
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[15 Sep 2009, 06:06 م]ـ
قوله تعالى: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أوقتل انقلبتم على أعقابكم ... ).
في قوله: (أو قتل) أليس فيه احتمال قتل الرسل.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Sep 2009, 05:28 ص]ـ
أخي العزيز محمد العبادي وفقه الله
أشكرك على هذه الفوائد التي تتحفنا بها دوماً جزاك الله خيراً ونفع بك.
والمسألة سهلة على كل حال، لا تحتمل التطويل أكثر من هذا إن شاء الله.
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[16 Sep 2009, 07:18 ص]ـ
الرسول وصف يوصف به رسول ونبي،
والنبي وصف يوصف به رسول ونبي،
وكلاهما وصف لشخص واحد ولكن كل من ناحية مختلفة، فالنبي رسول والرسول نبي،
الذي اراه حقا على مسؤوليتي ان احدا من الرسل الانبياء او الانبياء الرسل لم يقتل بتاتا، وذلك لعدم تسمية اي مقتول منهم في كتاب الله الكريم الذي لاياتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه، وجميع انباء قتل الانبياء الرسل جاءت من طريق الزيف المفترى على الله ورسوله، وهي المصادر التي ياتيها الباطل من بين يديها ومن خلفها،
الذي ورد في كتاب الله هو؛ قتلهم الانبياء،
وهو اشارة الى محاولة قتل عيسى عليه السلام، وقد كذب الله زعم الذين قتلوه ولم ينبئنا ربنا بقتل اخرين، والملاحظ قوله سبحانه بصيغة الجمع للقاتلين والمقتولين، وهو اشارة الى عظم هذا الامر وليس اثباتا الى ممارسة القتل وتكراره وانما على التجرؤ عليه، وفي حين انه سبحانه لم يثبت اي واقعة قتل لاي نبي فنرجو ممن ينظر في كتاب الله ان يقرؤه ولا يتوقف عند مطالعته،
وفقنا الله جميعا لقراءة كتابه،
وقد حسم الله امر القتل بقوله؛
{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} المائدة67
وهي نبأ لايحتمل غير العصمة من القتل، وكذا هو للرسل عامة وفق سنة الله في الذين خلو من قبل، وليس الرسول النبي محمدا مخصوص بها.
ـ[زمرلي]ــــــــ[23 Sep 2009, 05:08 م]ـ
الدكتور الفاضل عبد الرحمن
رب ضارة نافعة ـ كما يقال ـ فهذا كله يجرنا إلى أمر مهم ـ رعاك الله تعالى وحفظك ـ من الحاجة الماسة إلى البعد ثم البعد ثم البعد عن إعمال الفكر المجرد في كلام الله تعالى، وحاجتنا إلى العود لما سطرته أيدي علمائنا الأوائل
يقول الإمام السيوطي في إتقانه:" لله در السلف ما كان أوقفهم على المعاني اللطيفة التي يدأب المتاخرون فيها زماناً طويلاً، ويفنون أعمارهم، ثم غايتهم أن يحوموا حول الحمى "
ـ[أحمد التويجري]ــــــــ[30 Oct 2010, 09:03 م]ـ
فضيلة الشيخ عبدالرحمن الشهري حفظه الله
الآيات القرآنية والأحاديث النبوية صريحة في أن رسل الله لا تقتل وأن لها العاقبة في الدنيا والآخرة. وهذه الآيات جائت مجملة على عموم الرسل كما في قول الله (كتب الله لأغلبن أنا ورسلي) وقوله سبحانه (حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم غلبوا جائهم نصرنا) وقوله (وما أرسلنا قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون، وما جعلناهم جسداً لا يأكلون الطعام وما كانوا خالدين، ثم صدقناهم الوعد فأنجيناهم ومن نشاء وأهلكنا المسرفين)
وجائت مفصلة في حكاية أخبار الرسل، كما في قول الله (فكذبوه فأنجيناه والذين معه في الفلك وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا، (فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين)، (ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه فأخذهم العذاب)، (فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية) وغيرها من الآيات.
وفي قوله تعالى (أفكلما جائكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقاً كذبتم وفريقا تقتلون) فالتكذيب قد حصل، وأما محاولة القتل فكانت باقية، ومن ذلك سعيهم لقتل النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولما يحصل لهم.
ولكن أشكل علي قول الله (قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين) هل قتلتموهم بمعنى قتلتموهم؟ فالقتل يأتي بعدة معان كما في حديث (فإن أبى فليقاتله).
وهل الصواب أن منكري معجزات الرسل هم من يقتلون ويعذبون؟(/)
أدب الخطاب عند الأنبياء من خلال القرآن الكريم.هل طرق كرسالة علمية.
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[14 Sep 2009, 02:48 م]ـ
أدب الخطاب عند الأنبياء من خلال القرآن الكريم،هل طرق كرسالة علمية، مثل قوله تعالى عن زكريا عليه السلام (رب لاتذرني فردا وأنت خير الوارثين) .. وقوله عن يوسف عليه السلام: (من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي).
وخطاب الأنبياء مبثوث جدا في القرآن الكريم.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Sep 2009, 12:36 ص]ـ
إن لم أكن واهماً فهذا موضوع رسالة الماجستير للأخ أحمد بن عبدالله الحصيني المحاضر بكلية الشريعة بجامعة الملك خالد بأبها، كما ذكر لي ذلك يوماً الدكتور أبو مجاهد العبيدي. ولعلها بنفس العنوان (أدب الأنبياء في القرآن).
وسوف أتحقق من هذه المعلومة وأطلب مشاركة الشيخ أحمد معنا في الملتقى غداً، فهو ضيفي في حلقة الغد من التفسير المباشر يوم الثلاثاء 25 رمضان 1430هـ بإذن الله. وأسأل الله له التوفيق والسداد.
ـ[أحمد الحصيني]ــــــــ[15 Sep 2009, 09:46 م]ـ
في رسالتي تطرقت لأدب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام مع الله تعالى في الحوار في ضوء تالكتاب والسنة فقط
لكن هناك رسالة علمية للدكتور يحيى زمزمي بعنوان أدب الحوار في ضوء الكتاب والسنة وهي مطبوعة وحسب علمي أنها قد تناولت موضوع الحوار مع الله تعالى والحوار مع الناس سواء أهل الكتاب أو المشركين أو غيرهم والله أعلم.(/)
ليلة القدر في سورة القدر
ـ[عبدالله بن عمر]ــــــــ[14 Sep 2009, 06:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة على رسوله وبعد:
استوقفتني عبارة ذكرها ابن رجب في اللطائف وأحببت أن أذكرها هنا وهي قوله:
(وقد استنبط طائفة من المتأخرين من القرآن أنها ليلة سبع و عشرين من موضعين:
أحدهما: أن الله تعالى كرر ذكر ليلة القدر في سورة القدر في ثلاثة مواضع منها، و ليلة القدر حروفها تسع حروف والتسع إذا ضربت في ثلاثة فهي سبع وعشرون
و الثاني: أنه قال سلام الله عليه فكلمة هي: هي الكلمة السابعة و العشرون من السورة فإن كلماتها كلها ثلاثون كلمة.
قال ابن عطية: هذا من ملح التفسير لا من متين العلم. وهو كما قال.)
فماذا يقصد بملح التفسير؟ وهل هذا يعني إدخالها في مفهوم التفسير؟ وهل لها قيمة عند المفسرين؟ ثم إن نظائرها كثيرة فهل ندخله من ملح التفسير مع أن الكثير منها متكلف؟
أسئلة مرت بذهني وأنا أقرأ هذا الكلام لعلي أجد من مشايخنا الكرام إجابة عليها.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Sep 2009, 08:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة على رسوله وبعد:
استوقفتني عبارة ذكرها ابن رجب في اللطائف وأحببت أن أذكرها هنا وهي قوله:
(وقد استنبط طائفة من المتأخرين من القرآن أنها ليلة سبع و عشرين من موضعين:
أحدهما: أن الله تعالى كرر ذكر ليلة القدر في سورة القدر في ثلاثة مواضع منها، و ليلة القدر حروفها تسع حروف والتسع إذا ضربت في ثلاثة فهي سبع وعشرون
و الثاني: أنه قال سلام الله عليه فكلمة هي: هي الكلمة السابعة و العشرون من السورة فإن كلماتها كلها ثلاثون كلمة.
قال ابن عطية: هذا من ملح التفسير لا من متين العلم. وهو كما قال.)
فماذا يقصد بملح التفسير؟ وهل هذا يعني إدخالها في مفهوم التفسير؟ وهل لها قيمة عند المفسرين؟ ثم إن نظائرها كثيرة فهل ندخله من ملح التفسير مع أن الكثير منها متكلف؟
أسئلة مرت بذهني وأنا أقرأ هذا الكلام لعلي أجد من مشايخنا الكرام إجابة عليها.
إذا كان هذا يعتبر دليلا، فأولى منه ليلة أربع وعشرين للحديث:
(أنزلت صحف إبراهيم أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان، وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة ليلة خلت من رمضان، وأنزل الزبور لثملن عشرة خلت من رمضان، وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان) حسنه الألباني رحمه الله تعالى.
والله يقول:
إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (القدر: 1)
ومع هذا فإنه يجب النظر في الأدلة جميعها حتى يخرج طالب العلم بحكم تطمئن له نفسه.
أما ملح التفسير أو ملح العلم، فهي الملاحظات التي قد يتوقف عندها المفسر أو العالم والتي تلفت الانتباه لكن لا يستطيع أن يبني عليها حكما لأنها ليست من الطرق التي تستنبط بواسطتها الأحكام.
ـ[عبد الرحمن الداخل]ــــــــ[14 Sep 2009, 09:03 م]ـ
ملح التفسير: خواطر في عقول بعض العلماء أو المتدبرين والاكثر أن ليس هناك برهان أو دليل من نصٍّ أو غيره، ولذلك لا يعتمد كقولٍ فصلٍ في المسألة قيد البحث، وربما يحسب قولاً من الأقوال يوضع بجانبها ... والله أعلم
ولكني أريد أن أسأل عن رأي من قال بتنقل الليلة في كل عام، بمعنى تكون هذا العام ليلة السابع والعشرين والسنة القادمة تكون ليلة الخامس والعشرين وهكذا ...
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Sep 2009, 10:19 م]ـ
ملح التفسير: خواطر في عقول بعض العلماء أو المتدبرين والاكثر أن ليس هناك برهان أو دليل من نصٍّ أو غيره، ولذلك لا يعتمد كقولٍ فصلٍ في المسألة قيد البحث، وربما يحسب قولاً من الأقوال يوضع بجانبها ... والله أعلم
ولكني أريد أن أسأل عن رأي من قال بتنقل الليلة في كل عام، بمعنى تكون هذا العام ليلة السابع والعشرين والسنة القادمة تكون ليلة الخامس والعشرين وهكذا ...
هذا كلام للدكتور سعد الخثلان حول الموضع نقلا عن شبكة نور الإسلام:
(يُتْبَعُ)
(/)
اختلف العلماء في هذه المسألة فمنهم من ذهب إلى أنها تتنقل، قالوا لأنه لايمكن الجمع بين الأحاديث الواردة إلا بهذا القول، وذهب جمهور العلماء إلى أنها ثابتة في ليلة معينة كل عام، وهذا القول أرجح؛ لأن ليلة القدر إنما اكتسبت شرفها بنزول القرآن فيها كما قال الله تعالى (إنا أنزلناه في ليلة مباركة) وكما قال عز وجل (إنا أنزلناه في ليلة القدر) والقول بتنقلها لايتفق مع هذا المعنى، ثم إن النبي صلى الله عليه أخبر بها وذهب ليخبر بها أصحابه فأنسيها، ولو كانت تتنقل لكان لما أنسي بوقتها في ذلك العام أخبر بها في الأعوام التالية، وأرجى الليالي موافقة لليلة القدر ليلة سبع وعشرين وهذا هو الذي عليه جمهور الصحابة وهو المذهب عند الحنابلة، ويدل لذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه وأهله بقيام هذه الليلة وقام بهم حتى خشوا أن يفوتهم السحور، ولم يفعل ذلك في ليلة سواها، وفي صجيج مسلم عن أبي بن كعب رضي الله عنه انه كان يحلف ولا يستثني ان ليلة القدر ليلة سبع وعشرين ويستدل لذلك بالعلامة التي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن صبيحتها تطلع لاشعاع لها، وقد دعا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر فأجمعوا على أنها في العشر الأواخر، قال ابن عباس:- إني لأعلم - أو لأظن – أي ليلة هي؟ فقال عمر: أي ليلة؟ قال:-سابعة تمضي من العشر الأواخر قال عمر ومن أين علمت ذلك؟ قال:-خلق الله سبع سموات وسبع أرضين وسبعة أيام، وخلق الإنسان من سبع ويأكل من سبع ويسجد على سبع والطاف بالبيت سبع ورمي الجمار سبع وأشياء ذكرها فقال عمر: لقد فطنت لأمر مافطنا لهقال قتادة- أحد رواة الأثر – يأكل من سبع هو قول الله تعالى (فأنبتنا فيها حبا .... ) رواه الطبراني قال الحافظ ابن كثير:- بإسناد جيد قوي، ومن لطائف التفسير ماذكره بعض المفسرين أن سورة القدر تتكون من ثلاثين كلمة وأن الكلمة رقم (27) (هي) يعني في قول الله تعالى (سلام هي حتى مطلع الفجر) قالوا فكأن في هذا إشارة لتحديد هذه الليلة. والله تعالى أعلم "
ولغيره من أهل العلم كلام آخر، وعليه على طالب العلم أن يستقصي البحث حتى تطمئن نفسه إلى قول من الأقوال.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Sep 2009, 10:38 م]ـ
وهذا جواب الشيخ بن عثيمين على شخص يدعى تركي سعد الخثلان ولا أدرى فلعله يكون هو الدكتور سعد أو غيره:
"السؤال: بارك الله فيكم من الرياض المستمع سعد بن تركي الخثلان المستمع الحقيقة له مجموعة أسئلة يقول أحب أن تعرضوها على فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين سؤاله الأول يقول فيه هل ليلة القدر ثابتة في ليلة معينة من كل عام أم أنها تنتقل من ليلة لأخرى من الليالي العشر في العام الآخر نرجو توضيح هذه المسألة بالأدلة؟
الجواب
الشيخ: ليلة القدر لا شك أنها في رمضان لقول الله تعالى (إنا أنزلناه في ليلة القدر) وبين الله تعالى في آية أخرى أن الله أنزل القرآن في رمضان فقال عز وجل (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأول من رمضان يرجو ليلة القدر ثم اعتكف العشر الأوسط ثم رآها صلى الله عليه وسلم العشر الأواخر من رمضان ثم تواطأت رؤيا عدد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنها في السبع الأواخر من رمضان فقال أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر من رمضان فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر وهذا أقل ما قيل فيها أي في حصرها في زمن معين وإذا تأملنا الأدلة الواردة في ليلة القدر تبين لنا أنها تنتقل من ليلة إلى أخرى وأنها لا تكون في ليلة معينة كل عام فالنبي عليه الصلاة والسلام رأى ليلة القدر أو أوري ليلة القدر في المنام وأنه يسجد في صبيحتها في ماء وطين وكانت تلك الليلة ليلة إحدى وعشرين وقال عليه الصلاة والسلام التمسوها في ليالي متعددة من العشر وهذا يدل على أنها لا تنحصر في ليلة معينة وبهذا تجتمع الأدلة ويكون الإنسان في كل ليلة من ليال العشر يرجو أن يصادف ليلة القدر وثبوت أجر ليلة القدر حاصل لمن قامها إيماناً واحتساباً سواء علم بها أم لم يعلم لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول من قامها إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ولم يقل إذا علم أنه قامها فلا يشترط في حصول ثواب ليلة القدر أن يكون العامل عالماً بها بعينها ولكن من قام العشر الأواخر من رمضان كلها فإننا نجزم بأنه قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً سواء في أول العشر أو في وسطها أو في أخرها نعم. "
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[14 Sep 2009, 10:50 م]ـ
سبق طرح الموضوع هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6665) ..
وهذا رابط حول الموضوع:
ملح التفسير ولطائفه (2) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=577)
ولم أجد الجزء الأول منه!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[14 Sep 2009, 11:02 م]ـ
ذكر ابن حجر رحمه الله في تعيين ليلة القدر أكثر من أربعين قولا، رجّح أنها في وتر من العشر الأواخر من رمضان،وأنها تتنقل جمعا بين الروايات، وقال رحمه الله: وأرجى أوتار العشر عند الشافعية ليلة إحد ىوعشرين أو ثلاث وعشرين،وأرجاها عند الجمهور ليلة سبع وعشرين. أهـ,
وأما خروج الرسول صلى الله عليه وسلم ليخبرهم عن ليلة القدر ثم تلاحى رجلان من المسلمين فرفعت.فقرر الحافظ ابن حجر رحمه الله:أن الذي ارتفع علم تعيينها في تلك السنة. أهـ.
وليس في هذا دليل لمن قال إنها لاتتنقل. والقول بأن هذا قول الجمهور فيه نظر، فقد ذهب إلى تنقلها مالك وأحمد وغيرهما، وقال ابن عثيمين رحمه الله إن ها قول المحققين من أهل العلم. وممن نسب القول إلى الجمهور النووي رحمه الله ولعله يقصد جمهور الشافعية.
ـ[عبدالله بن عمر]ــــــــ[15 Sep 2009, 12:57 ص]ـ
بوركتم أيها الأكارم ..
فقد وجدت فيما ذكر الإخوة وفي المواضيع السابقة التي نقلها الأخ العبادي جوباً، ولدي بعض الإشكالات سأطرحها -إن شاء الله- في وقت أوسع، ولتمام الفائدة هذا رابط الجزء الأول من:
ملح التفسير ولطائفه (1) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=530)
بقلم الدكتور: مساعد الطيار حفظه الله
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[15 Sep 2009, 12:59 ص]ـ
هذه الإشارةُ المليحةُ هي تنبيهٌ إلى أمر حقيقيٍّ في الشريعة ولكن بلفظٍ لا يمكنُ ولا يجوزُ الجزمُ بأنهُ أريد منهُ ذلك أصالةً وعليه:
فالجزم بأن مجيء كلمة هي سابعةً وعشرين بين كلمات السورة أراد الله به أن ليلة القدر هي السابعةُ والعشرون فيه من التقول على الله ما لا يخفى , وإن صحَّ لازمُ ذلك القول , ولذا فإنَّ صحيحَ السُّنَّة النبويةِ جاء بما يوافق هذه الإشارة أو الاستنباط أو الاستئناسَ , فكان أبي بن كعب رضي الله عنهُ يقول (والله إني لأعلم أي ليلة هي، هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها، وهي ليلة سبع وعشرين) وعبدُ الله بنُ عمر رضي الله عنهما يقولُ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مَنْ كَانَ مُتَحَرِّيًا فَلْيَتَحَرَّهَا لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[15 Sep 2009, 04:29 ص]ـ
وقد نقل هذه الملحة أيضا الثعلبي في تفسيره لسورة القدر , وهذه الأمور مما يستأنس بها ولا يقطع بها, ولها نظائر من فعل الصحابة كإبن عباس وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما.(/)
سؤال عن الفرق في التعبير بـ (أبناء) و (بني) في سورة النور؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Sep 2009, 12:31 ص]ـ
قال تعالى: (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31) النور.
سالني أحد الإخوان:
لماذا قال في الأولى (أبناء بعولتهنَّ) وقال في الثانية (بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ)؟
ما الفرق في التعبير بـ (أبناء) و (بني) في هذه الآية؟
ولم أعرف الجواب ولم أبحث عنه في الكتب بعدُ، وأردت طرح السؤال بين إيديكم طلباً للجواب وفقكم الله.
ـ[حادي الحجيج]ــــــــ[15 Sep 2009, 04:39 ص]ـ
(تأمل دقة اختيار الألفاظ في البيان القرآني، حيث أوتر لفظ (الأبناء) مع أولاد المرأة وأولاد زوجها في قوله تعالى: “أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن”
وجاء لفظ “بني” مع أولاد الأخوة والأخوات في قوله تعالى: “أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن” لأن لفظ “بني” أوفق بالعموم وأكثر
استعمالا في الجماعة الذين ينتمون إلى شخص مع عدم اتحاد صنف قرابتهم فيما بينهم، ألا ترى أنك كثيرا ما تسمع: بني آدم، وبني
تميم، وقلما تسمع: أبناء آدم، وأبناء تميم، والإخوة والأخوات تختلف درجة قرابتهم، فمنهم الأشقاء ومنهم الإخوة والأخوات لأب ومنهم
الإخوة والأخوات لأم، فناسبهم لفظ”بني” دون “أبناء”)
منقول
ـ[منصور مهران]ــــــــ[15 Sep 2009, 02:24 م]ـ
أرجح هذا المعنى:
في ذِكْر الأبناء دلالة على أن القصد: الذكور دون الإناث
وفي ذِكْر (بني) دلالة على أن القصد: الذكور منهم والإناث - على السواء -.
وبالله التوفيق.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[15 Sep 2009, 10:29 م]ـ
لم أجد من علل هذا غير الألوسي في روح المعاني، وكلامه هو الذي نقله الأخ (حادي الحجيج).
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Sep 2009, 01:45 ص]ـ
أرجح هذا المعنى:
في ذِكْر الأبناء دلالة على أن القصد: الذكور دون الإناث
وفي ذِكْر (بني) دلالة على أن القصد: الذكور منهم والإناث - على السواء -.
وبالله التوفيق.
أستاذنا منصور مهران وفقكم الله
أليس المقصود بقوله: (بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ) الذكور فقط كذلك؟ وهل تؤمر المرأة بعدم إبداء زينتها لبنات إخوانها أو بنات أخواتها؟
لعل توجيه الألوسي الذي نقله الأخ حادي الحجيج توجيه قريبُ يمكن قبوله.
جزاكم الله خيراً جميعاً.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[17 Sep 2009, 10:56 ص]ـ
جاء في تفسير القرطبي ج 12 ص 232، 233 - الطبعة الثانية - دار الكتب المصرية:
( .... وكذلك بنو الإخوة وبنو الأخوات وإن سَفَلوا من ذكرانٍ كانوا أو إناثٍ كبني بني الأخوات وبني بنات الأخوات؛ وهذا كله في معنى ما حرم من المناكح، فإن ذلك على المعاني في الولادات وهؤلاء محارم.)
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[17 Sep 2009, 12:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
قال تعالى:
{وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} (البقرة:132)
إن لفظ بني كما يبدو لي يدل على القرب أكثر
قال تعالى:
(أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ)
فأبناء البعولة أبعد من أبناء الاخوة والأخوات.
وإن قال أحدكم، كيف وقد ورد في الآية (أو أبنائهن) نقول الكسرة وأنها عائدة لهن، صار الأمر أقرب أيضا لهن.
وفي هذا إشارة لطيفة، أنه قد تبدي المرأة لأبناء الأخت والأخ ما لا تبديه لأبناء البعولة، وقد أشار إلى مثل هذا التصنيف القرطبي ولا أقصد أنه قال نفس القول، ولكنه فرق بين ما يبدى للآباء وما يمكن أن يبدى لغيرهم، طبعا في حدود المشروع، وينظر للفائدة كلامه فله بحث نفيس في المسألة.
والله أعلم وأحكم.
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[17 Sep 2009, 03:32 م]ـ
{وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} النور31
{لَّا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاء إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاء أَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً} الأحزاب55
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[17 Sep 2009, 04:48 م]ـ
الأخ الكريم أمجد،
بني في سورة النور تعني الأبناء. من هنا جاءت لفظة أبناء في سورة الأحزاب. وسؤال الأخوة عن استخدام بني في سورة النور مع الإقرار بأنها بمعنى الأبناء وهذا واضح في سورة الأحزاب.
الأخوة الكرام،
أضيف إلى ما تقدم من قول الألوسي في المسألة:
بني تدل على الكثرة، أما أبناء فلا تدل على الكثرة. إذا عرفنا هذا ثم قمنا باستقراء الواقع فسنجد أن عدد أبناء البعولة وكذلك عدد الأبناء أقل بكثير من عدد أبناء الأخوة وعدد أبناء الأخوات.
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[18 Sep 2009, 06:43 ص]ـ
الأخ الكريم أمجد،
بني في سورة النور تعني الأبناء. من هنا جاءت لفظة أبناء في سورة الأحزاب. وسؤال الأخوة عن استخدام بني في سورة النور مع الإقرار بأنها بمعنى الأبناء وهذا واضح في سورة الأحزاب.
.
اخي الكريم ابو عمر،
حقا مثلما تفضلت ليس هنالك فرق جوهري ولكن لايمكن اغفال او اهمال الفروق، ومن المستحسن الملاحظة على كل حال، فان امكن استقراء اي معنى فبها ونعمت، وعلى كل المسالة ليست صلب الموضوع القرءاني،
لم يعد التساؤل الان في الفرق بين" ابناء " و " بني " في نفس الاية، وانما لماذا اختلف الوضع بين الايتين، كذلك هذا الاختلاف ينسف جميع االاستقراءات السابقة والتي جاء بها بعض الاخوة واشاروا فيها الى نتائج بعض المفسرين، فلم يعد لها مصداقية يعتد بها، واظهرت تسرع وعشوائية التفسير،
ـ[منصور مهران]ــــــــ[18 Sep 2009, 03:07 م]ـ
(لم يعد التساؤل الان في الفرق بين" أبناء " و " بني " في نفس الآية، وإنما لماذا اختلف الوضع بين الآيتين، كذلك هذا الاختلاف ينسف جميع الاستقراءات السابقة والتي جاء بها بعض الاخوة واشاروا فيها الى نتائج بعض المفسرين، فلم يعد لها مصداقية يعتد بها، وأظهرت تسرع وعشوائية التفسير)
أهكذا يكون أدب المحاورة؟!!
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[18 Sep 2009, 07:37 م]ـ
(لم يعد التساؤل الان في الفرق بين" أبناء " و " بني " في نفس الآية، وإنما لماذا اختلف الوضع بين الآيتين، كذلك هذا الاختلاف ينسف جميع الاستقراءات السابقة والتي جاء بها بعض الاخوة واشاروا فيها الى نتائج بعض المفسرين، فلم يعد لها مصداقية يعتد بها، وأظهرت تسرع وعشوائية التفسير)
أهكذا يكون أدب المحاورة؟!!
الاخ منصور مهران
لو كنت انا المعني بهذا النقد لما اعتبرته خروجا عن ادب الحوار
ولو كان ثمة قصور في النظر وعشوائية في الرؤية بدرت مني لسارعت الى اصلاح الامر والاعتذار،
ومع ذلك ابدي لك اسفي الشديد على جرح مشاعرك الذي لم اكن اقصده،
مع تحياتي الاخوية
والسلام(/)
هل هناك فهرس لآيات الأحكام .. مع توضيح الحكم الفقهي؟؟
ـ[هرماس]ــــــــ[16 Sep 2009, 10:24 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل هناك فهرس لآيات الأحكام .. مع توضيح الحكم الفقهي؟؟
كأن يضع الآية .. وموضوعها الفقهي كالوضوء والصلاة ...
وتكون مسرودة متتالية .. أو على شكل جدول ..
هل رأيتم مثل ما أريد سواء في كتاب مخصص؟؟
أو نهاية كتاب تفسير ..
فحبذا لو دللتموني على مثل ذلك ..
جزاكم الله خيرا ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Sep 2009, 01:04 م]ـ
لم أطلع على مثل هذا العمل من قبل، وقد اقترحته على أحد الطلاب أثناء تدريسي لهذا المقرر وبدأ به ولم ينجزه بعدُ.
وبسبب الخلاف في عدد آيات الأحكام يقع التفاوت في الإحصاء كما تعلم، لكن يمكن جمع الآيات المتفق عليها ابتداءً في فهرس مستقل، مع بيان الحكم الذي تدل عليه، ووجه الدلالة بإيجاز، ويفضل ترتيب الآيات ترتيباً موضوعياً ويمكن الاستفادة من فهارس الآيات المرتبة على الموضوعات، فيستخرج منها آيات الأحكام الصريحة خصوصاً، ثم غير الصريحة ...
وليتك إذا نفذت هذا الفهرس أن تضعه لنا هنا مشكوراً.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[16 Sep 2009, 03:12 م]ـ
هذا نمط من التأليف قد تجدون فيه بغيتكم:
1 - المعجم المفهرس لمعاني القرآن الكريم، جمعه / محمد بسام رشدي الزين
2 - معجم الأعلام والموضوعات في القرآن الكريم، جمعه / الدكتور عبد الصبور مرزوق
3 - تصنيف آيات القرآن الكريم، جمعه / محمد محمود إسماعيل
4 - الترتيب والبيان عن تفصيل آي القرآن، جمعه / محمد زكي صالح
وقد سبق أن نبهتُ على هذا من قبل في هذا الملتقى الطيب.
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[17 Sep 2009, 12:52 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
سادتي الأساتذة الأجلاء في هذا الملتقى المبارك: سلامي و تحياتي و تقديري لكم جميعا.
سيدي و مولاي منصور مهران: تحية خاصة.
الأخ السائل الفاضل: هرماس.
هذا رابط خاص بكتب آيات الأحكام: أرجو أن تستفيد منه و به.
http://main.altafsir.com/Ahkam_Alquran.asp?img=E
و الله المستعان ...
و عيدكم مبارك سعيد إن شاء الله.
ـ[هرماس]ــــــــ[19 Sep 2009, 08:35 ص]ـ
لم أطلع على مثل هذا العمل من قبل، وقد اقترحته على أحد الطلاب أثناء تدريسي لهذا المقرر وبدأ به ولم ينجزه بعدُ.
نحن بانتظار ما سيقدمه لك هذا الطالب .. وفقك الله وإياه ..
ـ[هرماس]ــــــــ[19 Sep 2009, 08:39 ص]ـ
هذا نمط من التأليف قد تجدون فيه بغيتكم:
1 - المعجم المفهرس لمعاني القرآن الكريم، جمعه / محمد بسام رشدي الزين
2 - معجم الأعلام والموضوعات في القرآن الكريم، جمعه / الدكتور عبد الصبور مرزوق
3 - تصنيف آيات القرآن الكريم، جمعه / محمد محمود إسماعيل
4 - الترتيب والبيان عن تفصيل آي القرآن، جمعه / محمد زكي صالح
وقد سبق أن نبهتُ على هذا من قبل في هذا الملتقى الطيب.
بارك الله فيك ..
وجزيت خيراً ..
ـ[هرماس]ــــــــ[19 Sep 2009, 08:41 ص]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
سادتي الأساتذة الأجلاء في هذا الملتقى المبارك: سلامي و تحياتي و تقديري لكم جميعا.
سيدي و مولاي منصور مهران: تحية خاصة.
الأخ السائل الفاضل: هرماس.
هذا رابط خاص بكتب آيات الأحكام: أرجو أن تستفيد منه و به.
http://main.altafsir.com/Ahkam_Alquran.asp?img=E
و الله المستعان ...
و عيدكم مبارك سعيد إن شاء الله.
شكر الله لك على هذا الموقع ..
وجزاك الله عالي الجنان ..
وعيدك أسعد ..
ـ[هرماس]ــــــــ[19 Sep 2009, 08:52 ص]ـ
وقد عثرت في نهاية تفسير الرازي على جدول مفهرس لآيات الأحكام ..
تفسير الرازي .. طبعة دار الفكر .. الطبعة الأولى .. 1401هـ ..
وقد وضعتها في ملف وورد .. وأرفقتها لكم لمن أراد الاستفادة والاطلاع ..
ـ[أبوحمزه المدني]ــــــــ[19 Sep 2009, 06:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والله أعلم أن هنالك كتاب للإمام الطحاوي يجمع تحت كل باب أو كتاب مايخصه من الآيات
ولا أدري أطبع هذا الكتاب أم لا
ويذكر أن الرافضه قد كتب في هذا المجال مثل المجلسي(/)
بشارة لمن تمسك القرآن
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[16 Sep 2009, 08:30 م]ـ
إخوني الكرام، هذه بشرى لمن تمسك بالقرآن أزفها لكم بعد أن وقفت على هذا الحديث وهو مع صحته قليل التداول:
عن أبي شريح الخزاعي، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أبشروا وأبشروا، أليس تشهدون أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله؟ قالوا: نعم، قال: فإن هذا القرآن سبب طرفه بيد الله، وطرفه بأيديكم، فتمسكوا به، فإنكم لن تضلوا، ولن تهلكوا بعده أبدا.
صحيح ابن حبان - كتاب العلم ـ ذكر نفي الضلال عن الآخذ بالقرآن.
سؤال لأهل الاختصاص:
هل يقوم هذا الحديث دليلا على أن الرسول صلى الله عليه وسلم تكلم بالمجاز؟(/)
سؤال حول آية " وجعلنا الليل والنهار آيتين ... "
ـ[ Amara] ــــــــ[17 Sep 2009, 11:52 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما
يقول الله تعالى:
وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلا
هل يمكن أن تعود " لتبتغوا فضلا من ربكم" على آية النهار دون الليل .. و ماهي القرينة اللغوية و البيانية التي توضح تعلقها بالليل و النهار؟
وفقني و وفقكم الله
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[17 Sep 2009, 12:02 م]ـ
فيما يظهر يمكن أن تعود على آية النهار دون الليل
والقرينة الظاهرة هي أن العادة جرت بجعل السعي وابتغاء الفضل المعاشي في النهار، والقرينة البيانية هي اللف والنشر المرتب.
والله أعلم(/)
الأمثال والمفاهيم وكيف كاد الله تعالى ليوسف.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[17 Sep 2009, 12:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
قال تعالى:
{فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاء أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاء أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} (يوسف:76)
كثيرا ما نسمع البعض يذكر عبارة كـ:
(فلان كالجمل لا ينسى)
(فلان كالفيل لا ينسى)
أي حقود.
وهذا إذا كتم في نفسه ظلم أحدهم ثم أبداه في الوقت الذي يريد.
هذا مفهوم يتناقله الناس ويشنعون على من رد على من ظلمه ولو بعد حين، وإن كان هذا الظالم تمادى وتمادى.
وها هي قصة يوسف عليه السلام تحكي عكس ما انتشر بين الناس.
فهل من موجه وموضح.(/)
لفظ (الظن) في القرآن
ـ[ناصر_عزيز]ــــــــ[17 Sep 2009, 01:53 م]ـ
لفظ (الظن) في القرآن
موقع الشبكة الإسلامية
(الظن) درجة من درجات العلم، فهو فوق الشك، ودون اليقين، وبعبارة أخرى: هو اعتقاد وقوع الشيء اعتقاداً راجحاً. أو: هو العلم المستند إلى دليل راجح، مع احتمال الخطأ احتمالاً ضعيفاً. وقد عرفه الجرجاني بأنه: "الاعتقاد الراجح مع احتمال النقيض". وعرفه الراغب بأنه: "اسم لما يحصل عن أمارة، ومتى قويت أدت إلى العلم، ومتى ضعفت جداً لم يتجاوز حد التوهم". وعرفه ابن عاشور بأنه: " علم لم يتحقق؛ إما لأن المعلوم به لم يقع بعد، ولم يخرج إلى عالم الحس؛ وإما لأن علم صاحبه مخلوط بشك". ولا تعارض بين هذه التعريفات، بل هي عند التحقيق والتدقيق متفقة على أن (الظن) غير اليقين وغير الشك.
وإذا يممنا وجهنا نحو اللغويين، وجدناهم انقسموا فريقين من حيث دلالة مادة (ظن): الأول: يرى أن إطلاق (الظن) على (اليقين) إطلاق حقيقي، بمعنى أن (الظن) قد يُطلق ويراد به اليقين من حيث الوضع اللغوي. ومن هذا الفريق: الأزهري. والفريق الثاني: يرى أن إطلاق (الظن) على (اليقين) إطلاق مجازي، بمعنى أن (الظن) من حيث الوضع اللغوي لا يفيد معنى (اليقين)، وإنما إفادته لذلك تحصل على سبيل المجاز لقرينة تدل عليه. ومن هذا الفريق: الجوهري، و ابن سيده، و الفيروزابادي.
ومعاجم العربية تعرف (الظن) بأنه: العلم بالشيء على غير وجه اليقين. ويقال: رجل ظنون: لا يوثق بخبره. ورجل فيه ظنة: أي: تهمة. وهو ظنتي: أي: موضع تهمتي. ويقال أيضاً: هو مظنة للخير. وظننت به الخير فكان عند ظني. وبئر ظنون: لا يوثق بمائها. وتذكر تلك المعاجم أن (الظن) قد يأتي بمعنى اليقين، ويستدلون لذلك بالقرآن وبالشعر.
وقد وردت مادة (ظن) في القرآن الكريم في نحو ستين موضعاً، نصفها ورد كـ (اسم)، نحو قوله تعالى: ?إن يتبعون إلا الظن ? (الأنعام:116)، ونصفها الآخر ورد كـ (فعل)، مثل قوله سبحانه: ? الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم ? (البقرة:46).
ثم إن لفظ (الظن) في القرآن الكريم ورد على عدة معان:
الأول: بمعنى اليقين، ورد على هذا المعنى في مواضع عديدة، منها قوله تعالى: ? الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم?، قال أبو حيان: "معناه: يوقنون، قاله الجمهور؛ لأن من وصف بالخشوع لا يشك أنه ملاق ربه، ويؤيده أن في مصحف عبد الله بن مسعود: الذين يعلمون". وقال ابن كثير في معنى الآية: "يعلمون أنهم محشورون إليه يوم القيامة، معروضون عليه، وأنهم إليه راجعون".
ونحو هذا قوله تعالى: ? وإنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض ? (الجن:12)، قال القرطبي: "الظن هنا بمعنى العلم واليقين ". وبحسب هذا المعنى يُفهم قوله تعالى: ? إني ظننت أني ملاق حسابيه ? (الحاقة:20)؛ وقوله سبحانه: ? وظن أنه الفراق ? (القيامة:28).
قال الطبري ما معناه: العرب قد تسمي اليقين ظناً، والشك ظنًا، نظير تسميتهم المغيث صارخاً، والمستغيث صارخًا ... قال: والشواهد من أشعار العرب وكلامها على أن الظن في معنى اليقين، أكثر من أن تحصر.
الثاني: بمعنى الشك، من ذلك قوله عز وجل: ? وإن هم إلا يظنون ? (البقرة:78)، قال أبو حيان بعد أن نقل أقوالاً في معنى (الظن) هنا: "وقال آخرون: يشكون".
والمتأمل في الآيات التي ورد فيها (الظن) على معنى (اليقين)، أو الآيات التي ورد فيها (الظن) على معنى الشك، يجد أن الحمل على أحد المعنيين مستفاد من المعنى الكلي للآيات، وليس بمقتضى الوضع اللغوي؛ فقوله تعالى: ? إني ظننت أني ملاق حسابيه ?، لا يستقيم أن يفسر (الظن) هنا بمعنى الشك، أو العلم الذي لا يفيد اليقين؛ وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما، قوله: ? إني ظننت أني ملاق حسابيه ?، يقول: أيقنت. ويكون المعنى: أنه ما نجا إلا بخوفه من يوم الحساب، لأنه تيقن أن الله يحاسبه، فعمل للآخرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثالث: بمعنى التهمة، ومنه قوله تعالى: ? الظانين بالله ظن السوء عليهم ? (الفتح:6)، قال ابن كثير: "أي: يتهمون الله في حكمه". وعلى هذا المعنى قرئ قوله تعالى: ? وما هو على الغيب بظنين ? (سورة التكوير:24)، بـ (الظاء)، وهي قراءة ابن كثير و أبي عمرو و الكسائي؛ والمعنى: وما محمد صلى الله عليه وسلم على ما أنزله الله إليه بمتهم. وقد رجح الآلوسي هذه القراءة، من جهة أنها أنسب بالمقام؛ لاتهام الكفرة له صلى الله عليه وسلم، ونفي (التهمة) أولى من نفي (البخل). ومن قرأها بـ (الضاد)، وهم الجمهور، فمعناها: وما محمد صلى الله عليه وسلم ببخيل، بل يبذل ما أعطاه الله لكل أحد.
الرابع: بمعنى الوهم والتوهم، ومنه قوله سبحانه: ? إن نظن إلا ظنا ? (الجاثية:32)، قال ابن كثير: "أي: إن نتوهم وقوعها إلا توهماً، أي: مرجوحاً". وقال الخازن: " أي ما نعلم ذلك إلا حدساً وتوهماً"؛ وعلى هذا المعنى يُحمل قوله تعالى: ? وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه ? (الأنبياء:87)، قال الراغب: "الأولى: أن يكون من الظن الذي هو التوهم، أي: ظن أن لن نضيِّق عليه"، وهو قول كثير من العلماء في معنى الآية. ويكون معنى ? نقدر ?، من (القَدْر) الذي هو المنع والتضيق، كقوله تعالى: ? ومن قدر عليه رزقه ? (الطلاق:7)، وليس من (القدرة)؛ لاختلال المعنى؛ إذ لا يليق بالأنبياء - فضلاً عن غيرهم من البشر - أن يظنوا أن الله غير قادر عليهم.
الخامس: بمعنى الحسبان، ومنه قوله تعالى: ? وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا ? (الجن:5)، قال الطبري: "قالوا: وأنا حسبنا أن لن تقول بنو آدم والجن على الله كذباً من القول ". وقال ابن كثير: "أي: ما حسبنا أن الإنس والجن يتمالؤون على الكذب على الله في نسبة الصاحبة والولد إليه".
السادس: الاعتقاد الخاطئ، كما في قوله تعالى: ? فما ظنكم برب العالمين ? (الصافات:87)، قال ابن عاشور: "أريد بالظن: الاعتقاد الخطأ؛ والمعنى: أن اعتقادكم في جانب رب العالمين جهل منكر". ومن هذا القبيل قوله سبحانه: ? إن بعض الظن إثم ? (الحجرات:12)، وقوله تعالى: ? إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون ? (الأنعام:116)، وقوله عز وجل: ? إن الظن لا يغني من الحق شيئا ? (يونس:36). وقد ذكر ابن عاشور أن "الظن كثر إطلاقه في القرآن والسنة على العلم المخطئ، أو الجهل المركب، والتخيلات الباطلة".
ثم ها هنا قولان منقولان عن السلف بخصوص معنى (الظن) في القرآن؛ أحدهما: عن الضحاك قال: كل ظن في القرآن من المؤمن فهو يقين، ومن الكافر فهو شك. وثانيهما: عن مجاهد قال: كل ظن في القرآن فهو يقين. وقول الضحاك أقرب إلى ما تقرر بخصوص معنى (الظن)؛ أما قول مجاهد فهو يشكل بكثير من الآيات التي تفيد أن المقصود بالظن معناه الحقيقي، الذي هو غير اليقين، كما تبين قريباً. وقد يُحمل قول مجاهد على أن (الظن) الذي يفيد اليقين، هو ما كان متعلقاً بأمور الآخرة، أما ما كان متعلقاً بأمور الدنيا فيفيد الشك، وقد رويت رواية ثانية عن مجاهد تدل على هذا المعنى، وفيها: ظن الآخرة يقين، وظن الدنيا شك؛ ونحو هذا قول قتادة: ما كان من ظن الآخرة فهو علم.
وقد وضع الزركشي ضابطين للتفريق بين اليقين والشك؛ أحدهما: أن (الظن) حيث وُجد محموداً مثاباً عليه فهو (اليقين)، وحيث وُجد مذموماً متوعداً عليه بالعذاب فهو (الشك). وهذا الضابط يفيد أن السياق هو المعول عليه في تحديد معنى (الظن)، وليس اللفظ نفسه.
الضابط الثاني: أن كل (ظن) يتصل به (أن) المخففة فهو (شك)، كقوله سبحانه: ? بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول ? (الفتح:12)، وكل (ظن) يتصل به (أن) المشددة فهو (يقين)، كقوله تعالى: ? إني ظننت أني ملاق حسابيه ?. والمعنى في ذلك: أن (أنَّ) المشددة للتأكيد، فدخلت في (اليقين)، و (أن) المخففة بخلافها، فدخلت في (الشك).
ومما هو جدير بالذكر هنا، أن (الظن) في القرآن الكريم، ورد في مواطن عديدة مذموماً، كما في قوله تعالى: ? وما يتبع أكثرهم إلا ظنا إن الظن لا يغني من الحق شيئا ? (يونس:36)، وقوله سبحانه: ? وأنهم ظنوا كما ظننتم ? (الجن:7)، وقوله عز وجل: ? وتظنون بالله الظنونا ? (الأحزاب:10)، وأغلب ما جاء ذلك في سياق ما يتعلق بباب العقائد التي لا يعول فيها إلا على اليقين.
ويُشار هنا إلى فائدتين تتعلقان بلفظ (الظن):
أولهما: أن (الظن) في جميع القرآن جاء بـ (الظاء)، لكن اختلف القراء في قوله تعالى: ? بضنين ?، فقرأها جمهورهم بـ (الضاد)، وقرأها ابن كثير و أبو عمرو و الكسائي بـ (الظاء)، والقراءتان متواترتان عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ثانيهما: أن فعل (الظن) إذا عُدي بحرف (الباء) أشعر غالباً بظن صادق، كما في قوله تعالى: ? وتظنون بالله الظنونا ? (الأحزاب:10)، وقال سبحانه: ? وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم ? (فصلت:23)، أفادها ابن عاشور.
وعلى ضوء ما تقدم من معانى الظن في القرآن الكريم، يتبين أن السياق العام للآيات هو الذي يقود إلى تحديد المعنى المراد من لفظ (الظن)، أهو اليقين؟ أم الشك؟ أم التوهم؟ أم غيرها من المعاني التي أتينا عليها
منقول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[17 Sep 2009, 03:44 م]ـ
الأخ الكريم ناصر
جزاك الله خيراً.
اسمح لي أن أنقل وجهة نظر أخذتها عن شيخي خلاصتها:
لا يأتي الظن في القرآن الكريم بمعنى اليقين، وإنما دعاهم إلى ذلك توهمهم أن الله تعالى لا يقبل منا إلا اليقين الجازم، ومن هنا حملوا الآيات الكريمة على غير ظاهرها.
من سلم نفسه لله وأطاع أوامره نجى حتى ولو لم يبلغ إيمانه درجة اليقين، لأن اليقين يأتي كثمرة للعمل، فهو نتيجة وليس مقدمة.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[17 Sep 2009, 09:35 م]ـ
السلام عليكم
نعم الظن لايأتى بمعنى اليقين
ولكن من سلم نفسه لله وأطاع أوامره نجى حتى ولو لم يبلغ إيمانه درجة اليقين،
لابد أن يجاهد ليبلغ اليقين فى كل قضية على حدها
فالظن كعلم راجح يجب على الظان أن يعمل ويجاهد حتى يأتيه اليقين؛وهو لامحالة آتيه ماكان جهاده صادقا
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[17 Sep 2009, 10:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين
مداخلة أرجو أن يكون فيها شيء من الفائدة
مراحل تحقق العلم عند الإنسان
الإنكار ثم الشك ثم أغلب الشك ثم الظن ثم أغلب الظن ثم الاعتقاد ثم الإيمان ثم العلم ويقسم إلى قسمين حق يقين وهو ما جاء خبره من جهة معصومة من قرآن كريم أو إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو وجود الجنّة والحساب، والاخر عين يقين وهو أن يدخل المؤمن الجنّة فيراها بأم عينيه، نسأل الله أن لا يحرمنا وإياكم نعيم الدنيا والآخرة.
ومن المرحلة الأخيرة (قسمي العلم) قول سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأكمل التسليم
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (البقرة:260) فسيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام كان يؤمن حق اليقين بأن الله يحيي الموتى وهذا ما ذكرته الآية، لكن حصول الأمر يوصله إلى أكمل درجة من درجات العلم وهي عين اليقين.
ومنه سؤال العبد الصالح الذي مرّ على القرية الخاوية على عروشها، فقد كان يؤمن بأن الله قادر على البعث لكنه سأل عن الكيفية فكان جوابه حينما تبيّن له أنه قال ((أعلم أن الله على كل شيء قدير))
قال تعالى:
(أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (البقرة:259)
وهؤلاء العلماء هم الذين يخشون الله حق خشيته
قال تعالى:
(وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) (فاطر:28)
وهم الذين أشهدهم الله ما شهد به لنفسه
قال تعالى: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (آل عمران:18) نسأل الله أن يلحقنا بهم وأن لا يحجبنا عنهم
ـ[عبدالرحمن الحاج]ــــــــ[18 Sep 2009, 01:59 ص]ـ
الظن في القرآن الكريم يقابل العلم، وهو من أعمال العقل.
واليقين في القرآن الكريم يقابل الشك، وهو من أعمال القلب.
وكلها أفعال غير إرادية
أما الكفر الذي يقابل الإيمان فهو والإيمان فعلان إراديان.
هذا التقسيم القرآني يختلف عن التقسيم المعهود لدى علماء المنطق والكلام الذين يقسمون العلم إلى مراتب خمسة: الخطأ و الوهم والشك والظن والقطع، وعلى هذا التقسيم الظن يقابل الوهم.
أما أعمال القلب فتقسم عادة لدى العلماء إلى يقين وجحود
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[18 Sep 2009, 02:59 ص]ـ
السلام عليكم
لقد أسهمت المداخلات فى اظهار مدى التباين فى فهم الأمر
وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على أن الاجابة الشافية لم تدرك بعد
فى قوله تعالى وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وعْدَ ?للَّهِ حَقٌّ وَ?لسَّاعَةُ لاَ رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَّا نَدْرِي مَا ?لسَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلاَّ ظَنّاً وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ " الجاثية 32 يظهر أن المعنى وكأنه مراحل للعلم فهم توقفوا عند الظن ولم يطلبوا اليقين؛ وهذا خطأ إذ لابد من العمل والجد لبلوغ علم اليقين ولايصح التوقف عند مرحلة الظن
أما كون الظن والعلم من أعمال العقل؛والشك واليقين من أعمال القلب؛فأقول إن القلب هو مايعقل ويفقه وليس هناك عضو اسمه العقل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زمرلي]ــــــــ[20 Sep 2009, 10:03 م]ـ
قال الإمام ابن القيم في كتبه الرائع مفتاح دار السعادة:" قال في الصحاح:اليقين العلم وزوال الشك يقال:منه يقنت الامر يقنا واستيقنت وايقنت وتيقنت كله بمعنى واحد وأنا على يقين منه وإنما صارت الياء واوا في موقن للضمة قبلها وإذا صغرتها رددته إلى الاصل فقلت: مييقن وربما عبروا عن الظن باليقين وبالظن عن اليقين قال:
تحسب هواس وأيقن اني ... بها مفتد من واحد لا أغامره ...
يقول:تشمم الاسد ناقتي يظن انني افتدي بها منه وأستحيي نفسي فأتركها له ولا اقتحم المهالك لمقاتلته
قلت: هذا موضع اختلف فيه اهل اللغة والتفسير هل يستعمل اليقين في موضع الظن والظن في موضع اليقين فرأى ذلك طائفة منهم الجوهري وغيره واحتجوا بسوى ما ذكر بقوله تعالى: {الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم وأنهم اليه راجعون} ولو شكوا في ذلك لم يكونوا موقنين فضلا عن ان يمدحوا بهذا المدح،وبقوله: {قال الذين يظنون انهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله} وبقوله تعالى: {ورأى المجرمون النار فظنوا انهم مواقعوها} وبقول الشاعر:
فقلت لهم ظنوا بالفي مقاتل ... سراتهم في الفارسي المسرد
أي استيقنوا بهذا العدد
وأبى ذلك طائفة وقالوا: لا يكون اليقين الا للعلم واما الظن فمنهم من وافق على انه يكون الظن في موضع اليقين واجابوا عما احتج به من جوز ذلك بان قالوا هذه المواضع التي زعمتم ان الظن وقع فيها موقع اليقين كلها على بابها فإنا لم نجد ذلك الا في علم بمغيب ولم نجدهم يقولون لمن رأى الشيء اظنه ولمن ذاقه اظنه وإنما يقال لغائب قد عرف بالسمع والعلم فإذا صار الى المشاهدة امتنع الى اطلاق الظن عليه
قالوا: وبين العيان والخبر مرتبة متوسطة باعتبارها أوقع على العلم بالغائب الظن لفقد الحال التي تحصل المدركة بالمشاهدة وعلى هذا خرجت سائر الادلة التي ذكرتموها
ولا يرد على هذا قوله: {ورأى المجرمون النار فظنوا انهم مواقعوها}؛ لأن الظن انما وقع على مواقعتها وهي غيب حال الرؤية فإذا واقعوها لم يكن ذلك ظناً، بل حق يقين
قالوا:وأما قول الشاعر:وايقن انني بها مفتد:فعلى بابه لأنه ظن أن الاسد لتيقنه شجاعته وجراءته موقن بان الرجل يدع له ناقته يفتدى بها من نفسه قالوا وعلى هذا يخرج معنى الحديث:"نحن احق بالشك من إبراهيم "وفيه اجوبة،لكن بين العيان والخير رتبة طلب إبراهيم زوالها بقوله: {ولكن ليطمئن قلبي} فعبر عن تلك الرتبة بالشك والله اعلم"اهـ
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[21 Sep 2009, 01:11 م]ـ
ولعلي أقول في قوله تعالى:"ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها": لعلهم يرجون رحمة الله، ومن هنا لم يتيقنوا المواقعة للنار.
ـ[زمرلي]ــــــــ[23 Sep 2009, 04:20 م]ـ
الرجاء أخي الكريم أن تقرأ ما قاله شيخ الإسلام ابن القيم حول هذه الأية فيما نقلته لك، وأن تتوسع في ذلك فتقرأ كتب التفسير، لأنه كلام الله تعالى، والزركشي في برهانه تكلم على معنى الظن، وكذا نقل السيوطي عنه في الإتقان(/)
هل تعرف الخدمة العظيمة التي تقدمها المكتبة الشاملة لتفسير القرآن الكريم؟
ـ[ناصر_عزيز]ــــــــ[17 Sep 2009, 10:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل تعرف المكتبة الشاملة؟
هل تعرف الخدمة الكبيرة والعظيمة التي تقدمها المكتبة لتفسير القرآن الكريم؟
الخدمة التي تقدمها المكتبة للتفسير:
هناك زر بعنوان " القرآن وتفسيره" يقوم بعرض سور القرآن والآيات في قائمة وجميع كتب التفسير في قائمة آخرى
فمثلاً لو اخترت سورة البقرة واخترت آية 99 تستطيع استعراض تفسير الآية في جميع كتب التفسير باختيار التفسير بسهولة وبضغطة زر.
موقع تحميل المكتبة الشاملة
http://www.shamela.ws/download.php?type=0
بعد ذلك تستطيع تحميل الكتب وبإمكانك تحميل كتب التفسير فقط من خلال برنامج المكتبة الشاملة
((اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما)))
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[18 Sep 2009, 12:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن المكتبة الشاملة من الموسوعات العلمية الرائعة أسأل الله تعالى أن يجعلها صدقة جارية لكل من ساهم في وضع برامجها أو إضافة الجديد من كتبها ونشرها بين المسلمين
لكن هناك بعض الملاحظات أرجو التنبه لها من قبل طلبة العلم
لأن المكتبة الشاملة يسهل فيها إضافة الكتب العلمية وإدراجها للبحث خصوصا ملفات الوورد word وهذه الملفات قد يختلف تنسيقها من جهاز إلى جهاز وفق تنسيق الصفحات، لذلك فإن أدرج أحد الطلبة كتابا أو بحثا ثم عاود الإفادة منه في أي بحث آخر بالرجوع للمكتبة الشاملة فلا يوثقه وفق التوثيق المدرج في الشاملة بل لا بد من توثيق النص العلمي وفق الكتاب الأصل، وقد رأيت بعض الطلبة يكتفون بالتوثيق من الشاملة فتختلف الصفحات فأرجو التنبه لذلك
وأرجو أن تتضافر جميع الجهود لتكون جميع الكتب موافقة للمطبوع
وأسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لخير ما يحب ويرضى(/)
فن أصول التفسير
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[18 Sep 2009, 12:52 ص]ـ
السلام عليكم .....
إخواني الكرام حاولت أن أضع المادة،،،،، وهي عبارة عن تلخيص لسلسة فن أصول التفسير، ولكن للأسف لم أستطع إلى ذلك سبيلا ....
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[18 Sep 2009, 01:40 ص]ـ
غير المتصفح
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[21 Sep 2009, 05:57 م]ـ
سلسلة فن أصول التفسير / الشيخ الدكتور مساعد الطيار (1) الموضوعات الكلية في أصول التفسير
• تقسيم علم أصول التفسير (هذا تقسيم فني):
1 - المقدمات: وتشمل تعريفات العلم وثمراته، المقدمات العشر.
2 - المصادر:
أ. المصادر النقلية البحتة.
ب. المصادر النقلية النسبية.
ت. مصادر الاجتهاد.
3 - الاختلاف:
أ. أسباب الاختلاف.
ب. أنواع الاختلاف.
ت. طرق التعبير عن التفسير.
4 - القواعد:
أ. قواعد عامة.
ب. قواعد ترجيحية.
• أصول التفسير:
الأصل: الأساس الذي يبنى عليه الفرع.
التفسير:
لغة: البيان والإيضاح والشرح.
شرعاً: هناك تعريفات كثير، ومنهم من توسع بذلك، وأقرب ما يقال عنه، بيان معاني القرآن، وهو فهم المعني، معنى كلام الله سبحانه وتعالى، أما بعد فهم المعنى ليس من التفسير، إنما مرتبط بالقرآن. قال تعالى: ?إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ? التوبة: 37، النسيء: هو مأخوذ من النسيء وهو التأخير فهو لم يعرف المعنى فلا يسمى هذا تفسيراً، وإذا قلنا النسيء هو تأخير الأشهر الحرم، وهو تأخير الأشهر الحرم زيادة في الكفر، فهنا تبين المعنى فهنا اسمه التفسير، أما معرفة المكي والمدني هنا لا يقدم في معرفة معنى النسيء، فهذا هنا ليس في هذا المرتبة المراد بالتفسير، وإنما هو مرتبة أخرى.
فائدة: في قضية بيان المفردة علينا الانتباه إلى اشتقاق الكلمة، أو المراد به في هذا السياق ... ما من آية تخلو من مفردة قرآنية، فهذا يعني كل آية فيه مبحث لغوي ... أيضًا سبب النزول أو قصة الآية هذا أيضًا يسهم في فهم المعنى، والاستغناء عنه قد يسبب إلى العديد من المشكلات، وقد يكون في بعض الآيات لا تحتاج إلى سبب نزول ولكن تكون مثبتة للمعنى.
بيان الحكم المنصوص عليه: هذا يدخل في علم التفسير، أما الاستنباطات تدخل في باب آخر.
الخاص والعام: أيضًا يدخل في علم التفسير، لأن فهم المعنى يتأثر به.
الناسخ والمنسوخ: أيضًا يدخل في علم التفسير.
بصورة أخرى أي معلومة يتأثر فيها بيان المعنى فهي من صلب علم التفسير، وأي معلومة لا تؤثر في فهم المعنى بحيث أنها مقوية للمعنى فهي لا تدخل في صلب التفسير.
• الأحوال مع القرآن:
1 - التفسير.
2 - التدبر.
3 - التأثر.
4 - العمل.
1 - التفسير: هناك من المعاني في القرآن ما هو ظاهر، ومنه ما يحتاج إلى بيان، إما لخفائه، أو لأنه يحتمل أكثر من معنى.
?وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ? المسد: 4، فلو جاء أحدهم وفسر معنى امرأته بأنها زوجته لفهم المعنى، ولكن الإمام الشافعي استنبط من هذه الآية صحة عقود الكفار، ذلك أنّ الله عز وجل نسب أم جميل إلى زوجها أبي لهب.
2 - التدبر: هو عملية عقلية وأصله الرأي والاجتهاد، والتدبر بعد فهم المعنى يشترك في الاستنباط، والتدبر أوسع من الاستنباط وهو نوع من أنواع التدبر.
3 - التأثر: هو عملية وجدانية، ذكرها الله سبحانه وتعالى في قوله: ?اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ? الزمر: 23، وهذا قد يكون لها سبب، وقد ذكرها العلماء في آداب قراءة القرآن، وقد يتأثر الإنسان من دون هذه الأسباب، ومنها تأثر الكافر وقد لا يؤمن، وهذا من إعجاز القرآن الكريم.
4 - العمل بالقرآن: وهو تأول القرآن أي العمل بالقرآن، أي يطبق ما يؤمر به، وما نُهي عنه ينتهي عنه، وهذه المرحلة مستقلة عن غيرها .. وهذا العمل يأتي بالاجتهاد والتوفيق ?وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ? العنكبوت: 69.
• معلومات كتب التفسير:
أي عمل لا يؤصل من خلال أهل الاختصاص، يوقع هذا بالإشكالات الكثيرة، وقد لا يدركها الجمهور، ولكنها توصل إلى أمر سيء.
1 - بيان المعاني (والذي هو صلب التفسير): وهذا سبق.
2 - علوم القرآن: وهذا العلم يتداخل مع التفسير والذي يُشكل على كثير من الناس، وأي معلومة لا تؤثر في فهم المعنى ليست من التفسير. ومثال ذلك عد الآي وهو من العلوم التي لا يؤثر في المعنى، ومع هذا فهو من علوم القرآن، وأيضًا ما يتعلق من أسباب النزول وفضائل السور وهذا أيضًا لا يؤثر في المعنى ...
3 - الاستنباطات والفوائد: وهذه متعددة بين الفقهية والحكمية والسلوكية والأخلاقية والتربوية والعامة، وبعضها قد يكون قريب إلى الذهن، ومنها ما هو بعيد عن الذهن، وهذه الاستنباطات ليست من صلب التفسير. ? كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ? المطففين: 15، وملا سؤل الإمام الشافعي عن هذه الآية، قال: "لما حجب قومًا في حال السخط، دل على أنّ قومًا يرونه في حال الرضا" استدل فيها على إثبات رؤية الله سبحانه وتعالى، ولكن سيقا الآية جاء لإثبات نفي رؤية الله سبحانه وتعالى للكفار، وكلن استنبط هذا الحكم، ولكنها لا تؤثر في هذا المعنى، ومن هذه الكتب "الإكليل في استنباط التنزيل" للإمام السيوطي، وفيه الكثير من استنباطات العلماء.
4 - معلومات عامة: وهذا لا يكاد يخلو منها تفسير، مثال كتاب البحر المحيط لأبي حيان اعتنى في كتابه بالنحو، وقس على هذا.
وهذا التقسيم الفني أقل ما فيه هو ترتيب المعلومات للقارئ، وعلى الطالب العناية بدايةً بالمعاني، وبعد هذا يعتني الطالب بتدبر القرآن لأن التدبر لا يأتي إلاّ بعد فهم المعاني.(/)
(دعاء الأنبياء) للشيخ أحمد القاضي *مميز*
ـ[فيوض]ــــــــ[18 Sep 2009, 02:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
دعاء الأنبياء
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:
فإن للدعاء منزلةً عند الله، وكرامة؛ فـ (الدعاء هو العبادة) رواه أبو داود، والترمذي، وابن ماجة، وصححه الألباني، و (لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنْ الدُّعَاءِ) رواه الترمذي، وابن ماجة، وحسنه الألباني. فالدعاء عنوان العبودية، ومظهر الافتقار للغني الحميد. وللدعاء في رمضان مزية خاصة، فإن الله تعالى لما كتب الصيام، وذكر بعض أحكامه، في سورة البقرة، أتبع ذلك بقوله: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة/186]، فالصوم يصاحبه انكسار، وضعف، وزوال غفلة، وفوعة، تعتري المفطر، فلذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ) الحديث، رواه أحمد، وحسنه الترمذي، وصححه ابن حبان. كما أن ليالي رمضان العامرة بالتراويح والقيام، تتيح لأهل الإيمان لذة المناجاة، ورفع الدعوات، في القنوت، والسجدات، ما لا يقع لهم في غيره، غالباً.
ويتفنن بعض الناس في تدبيج الأدعية المسجوعة، والمتكلفة، مما يخرج هذه العبادة العظيمة عن جلالتها، إلى نوع من الزخرفة اللفظية، والإهاجة العاطفية، السطحية، التي لا تتذوق طعم العبودية العميق، وإن استدرت المدامع أحياناً.
والمتأمل في دعوات الأنبياء الكرام، المبثوثة في كتاب الله، يجد أنها تجمع أوصافاً:
أحدها: كمال الصدق والإخلاص.
الثاني: كمال الأدب مع الله، وحسن التعبير.
الثالث: القصد، والإيجاز، في موضعه، والبسط والترسل في موضعه.
ومن شواهد ذلك، في الدعوات العامة:
دعاء نوح، عليه السلام: (رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ) [المؤمنون/26]، وقوله: (أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ) [القمر/10]
دعاء إبراهيم، عليه السلام: (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ) [البقرة/126]، وقوله: (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ) [إبراهيم/35]
ودعاء موسى، عليه السلام: (رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ) [المائدة/25]
ومن شواهد ذلك في الدعوات الخاصة:
دعاء نوح، عليه السلام: (رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ) [المؤمنون/29]، وقوله: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا) [نوح/28]
دعاء إبراهيم، عليه السلام: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ. رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَاب) [إبراهيم/40، 41]، وقوله: (رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ. وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ. وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ. وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ. وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ. يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ. إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) [الشعراء/83 - 89]، وقوله: (رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ) [الصافات/100]
(يُتْبَعُ)
(/)
ودعاء موسى، عليه السلام: (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي. وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي. وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي. يَفْقَهُوا قَوْلِي. وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي. هَارُونَ أَخِي. اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي. وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي. كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا. وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا. إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا) [طه/25 - 3]، وقوله: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [الأعراف/151]، وقوله: (رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [القصص/16]، وقوله: (رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) [القصص/24]
ودعاء زكريا، عليه السلام: (رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ) [آل عمران/38]، وقوله: (رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا. وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا. يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا) [مريم/4 - 6]، وقوله: (رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ) [الأنبياء/89]
ودعاء يوسف، عليه السلام: (رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ) [يوسف/33]
ودعاء سليمان، عليه السلام: (رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ) [النمل/19]
إن هذه الجمل النورانية، والابتهالات الإيمانية، الصادرة من أصدق الخلق عبودية، وهم أنبياء الله، خير البرية، حرية بالتأمل، والتدبر، وأن ينسج الداعي على منوالها، وأن يتأمل في آثارها على من دعى بها.
ولنبينا، محمد، صلى الله عليه وسلم، من ذلك الحظ الأوفر، والقِدح المعلى؛ فقد أوتي جوامع الكلم، ومحاسن الدعاء؛ فقد أمره الله بالاقتداء بمن سبقه من الذين أنعم الله عليهم من النبيين، فقال: (أُولَئِكَ الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ. أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ) [الأنعام/89، 90]
فما أحرانا في هذا الشهر الكريم، أن نتمثل عبودية الدعاء، ونقفوا آثار الأنبياء، عسى الله أن يلحقنا معهم في الرفيق الأعلى، (مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا. ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا) [النساء/69، 70]. نسأل الله من فضله العظيم.
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[20 Sep 2009, 06:01 م]ـ
شكر الله لكِ أختي الكريمة .. سندس ..
وبارك الله في الشيخ أحمد القاضي وحفظه.
ـ[فيصل وزوز]ــــــــ[21 Sep 2009, 02:38 ص]ـ
بارك الله فيكما(/)
تهنئة العيد.
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[19 Sep 2009, 12:36 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد. فقد تصرمت أيام رمضان، وآذنت شمسه بالمغيب،
تغرب شمسه، ويذهب زمانه، شاهدا على ما كان فيه من أعمال بر وخير، وفي ذهاب موسمه، وتصرم أيامه، عبرة وأي عبرة، عبرة توقظ الغافل، وتحرك المتكاسل، ونحن إذ نودع هذه الأيام، نودعها على أمل اللقاء، وتجديد الوصل، إن شاء الله تعالى.
شهر الصيام علام ترحل مسرعا ...... هلا أقمت متمم النعماء.
نسأل الله بمنه وكرمه، أن لا يحرمنا الأجر فيه، وأن يتقبل منا ما كان من صيام وقيام،
وأغتنم الفرصة لأهنئ أهل هذا الملتقى المبارك، مشرفين وأعضاء وزوارا، بالعيد الذي قرب إهلاله، فعيد مبارك سعيد، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، آمين
وحتى لا يخلو المقام من فائدة تذكر، أنقل هنا تصحيحا لغويا للأستاذ الكبير الدكتور عبد الرحمن بودرع. لقولهم " كل عام وأنتم بخير"
قال حفظه الله:
من عبارات التهنئة الشائعة قولهم: كل عام وأنتم بخير
فهل هذه الجملة بهذه الصيغة فصيحة أم لا؟
وما هو توجيه هذه الواو نحويا "وأنتم"؟
وهل تكون الواو وما بعدها سادَّةً مَسدَّ الخبر؟
الظّاهرُ فيما أرى -والله أعلم بالصّوابِ- أنّ:
1 - هذه العبارة مقتبسة مما يُدعى اليوم بالعربية المعاصرة، ومعروف أن هذا الكيانَ اللغويَّ المدعوّ "بالعربية المعاصرة" لا يلتزم بما تلتزم به اللغة العربية الفصحى من القواعد النظامية؛ فالمُعاصرةُ تغترف من الفصحى ومن العامية أحيانا
2 - وبناء عليه فليست الفصحى مسؤولةً عن نوع الانحراف الذي يعتري كثيرا من العبارات المعاصرة
3 - "كل عام وأنتم بخير" أو "كل سنة وأنتم طيبون" ... عبارات لها من الشيوع والانتشار على ألسنة المُهنِّئين ما جعلها تُطلَق من دون النظر في سلامتها التركيبية أو بنائها على القياس اللغوي الفصيح، فهي عبارة تحكمها المواضعاتُ الاجتماعية والأعراف المُتداوَلَة
4 - إذا فحصنا العبارة لننظر في أمر استجابتها لنمط الجملة العربية الفصيحة أو عَدَمِ استِجابَتِها، فسنجدُ أن كلمةَ "كُلّ" ينبغي أن تكونَ منصوبَةً هكذا "كُلَّ" لأنها نائبة عن ظرف الزّمان (عام)، أما الشقّ الآخَر من العبارة (وأنتم بخير) فالواو زائدة لا معنى لها (ليست للحال ولا العطف ولا الاستئناف)، بدليل ورود نمط مشابه لهذه العبارة في شواهد فصيحة، نحو قولِه تعالى (يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْن).
وإعراب الآيَة: "كلّ" اسم نائب عن ظرف الزمان منصوب بالفتحة متعلّق بما تعلَّقَ به الجارّ والمجرور "في شأن" أي متعلّق بخبر محذوف للضمير "هو"، والضمير "هو" ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ مؤخَّر
وعلى هذا القياس فالصحيح أن نقول: (كُلَّ عامٍ أنتم بخير)، أي "أنتم بخير كُلَّ عامٍ" بنصبِ "كُلّ"
والله أعلم
منقول من الرابط التالي:
http://www.al-maqha.com/t662.html
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[20 Sep 2009, 02:14 ص]ـ
أحسنت أخي الكريم بسبقك بالتهنئة، وبما أفدتنا ..
وبدوري أحيي جميع إخوتي وأخواتي أعضاء هذا الملتقى المبارك بهذا العيد السعيد
وأسأل الله تعالى أن يعيده على الجميع بالخير واليمن والبركات
وكلَّ عام أنتم بخير
ـ[معالم السنن]ــــــــ[20 Sep 2009, 02:41 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
مبرووووووك من الاعماق والى الامام
عيدكم مبارك
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[20 Sep 2009, 06:01 ص]ـ
عيد مبارك.
أعاد الله علينا أيام الخير والخيرات والبركات
ـ[طموح للمجد]ــــــــ[20 Sep 2009, 12:40 م]ـ
تقبل الله منكم وجعلكم من الفائزين بمغفرته واحسانه
تقبل الله منكم الطاعات ورفعكم في الدرجات وضاعف لكم المثوبات وكتب لكم أعالي الجنات
وعساكم من عواده
ـ[أبو العز النجدي]ــــــــ[20 Sep 2009, 01:20 م]ـ
تقبل الله منا ومنكم
ـ[الباجي]ــــــــ[20 Sep 2009, 04:03 م]ـ
تقبل الله منا ومنكم.
وكل العام والجميع بخير وعافية وستر.(/)
"عيد لأولنا وآخرنا " يدل على عيد الفطر لأمتنا
ـ[ناصر_عزيز]ــــــــ[20 Sep 2009, 09:07 ص]ـ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وجعلنا من الفائزين المقبولين
هل أحد من أهل التفسير قال أن: "عيد لأولنا وآخرنا " يدل على عيد الفطر لأمتنا
((قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)) المائدة 114
ـ[رأفت المصري]ــــــــ[23 Sep 2009, 03:47 ص]ـ
جزاك الله خيراً، وبعد:
فلا أعلم أحداً من أهل العلم قال بذلك، هذا أوّلاً.
أما ثانياً؛ فإن سياق الكلام ومعناه المباشر يأبى ذلك قطعاً، وبيانه:
أن الدعاء على لسان نبيّ الله عيسى عليه وعلى نبيّنا الصلاة والسلام في مقابلة ما طلبه منه الحواريون، وتلك أمة ونحن أمة أخرى، فكيف يكون عيدهم عيدنا؟
ثم إن هذا العيد إنما يخصّ إنزال المائدة فحسب على الحواريين، ولا علاقة لهذا بعيد المسلمين من وجه من الوجوه.
والله تعالى أعلم.(/)
عيد الفطر: 1430 هـ مصحف عثمان بن عفان نسخة تركيا
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[20 Sep 2009, 01:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الأعضاء حفظهم الله تعالى - عيد مبارك علينا جميعا.
فليسمح لي فضيلة الدكتور عبد الرحمن الشهري والسادة المشرفين بوضع هدية عيد الفطر المبارك لعام 1430 من الهجرة النبوية المباركة
أعاد الله علينا وعليكم تلك الأيام بكل خير.
مصحف عثمان بن عفان (رضي الله عنه) بتحقيق: طيار آلتي قولاج نسخة حاسوبية
http://tafsir.org/vb/attachment.php?attachmentid=1700&stc=1&d=1210869460
قد مر سابقا في المشاركات الحديث عن هذا المصحف المبارك وأهميته في هذا الرابط:
مصحف عثمان بن عفان (رضي الله عنه) بتحقيق: طيار آلتي قولاج ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=11536)
وقال سعادة الدكتور عبد الرحمن الشهري المشرف العام حفظه الله ورعاه:
سمعتُ بهذه النسخة، وأخبرني عنها أيضاً الدكتور غانم الحمد وفقه الله قريباً، وأنا أسعى للحصول على نسخة منها بإذنها وسأسعى لتحويلها إلى نسخة الكترونية لرفعها على الملتقى للانتفاع بها بشكل أوسع، وأنا على ثقة أن طلبنا هذا لو بلغ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لوافق على مساعدتنا فهو رجل كريم ويحب العلم وطلابه وفقه الله وأعانه، ويسر الحصول على هذا المصحف الثمين.
ولله الحمد والمنة ... قد تضافت الجهود وحصلتُ على نسخة مصورة بواسطة سعادة الأستاذ/ إياد السامرائي - حفظه الله تعالى - وسعيت لأخراج نسخة الكترونية لينتفع بها الإخوة الأعضاء.
وعلى بركة الله تعالى تم وضع برنامج ربما يرفع الليلة -بمشيئة الله تعالى- للانتفاع بهذا المصحف الشريف وعرضه بطريقة ميسرة عبر الحاسوب.
هذا وقد صادفت بعض مشاكل في الرفع نظرا لكبر حجم المصحف الشريف - 360 مغيا - لذا اخترت على نفسي رفع ملف المصحف بنظام رسوميات ( PDF) أولا مجزئا على موقع الملتقى لتيسير تحميله على الإخوة الأعضاء. ودبرت لهم هذا البرنامج لتحميل الملفات المجزئة ويلي طريقة شرح برنامج تحميل الملف.
http://www.tafsir.net/vb/Quraan_Tafsir/Quraan/eq1.PNG
طريقة عمل البرنامج:
1 - حمل البرنامج من المرفقات وقم بفك الضغط بواسطة برنامج winrar
2 - قم بتنصيب البرنامج كما هو موضح في الصورة السابقة بحيث تختار مساحة حر على القرص الصلب.
3 - بعد تمام تحميل الملفات المجزئة والتي تصل إلى 228 ملفا. تخرج رسالة من البرنامج بتمام التحميل ويحصولك على الملفات التي يجب فكها فيرشدك البرنامج للمسار السابق الذي تم تنصيب البرنامج عليه.
4 - لا تنزعج من انقطاع اتصالك بالشبكة فالبرنامج سوف يبني على آخر ملف تم تحميله كذا يمكنك غلق التحميل وتشغيله حسبما يقضي وقتك.
بعد تمام التحميل
اتجه للملف الأول بعد تمام التحميل وهو باسم:
Quran_T.part001.rar
واضغط عليه مرتين بالفأرة يتم إعادة تجميع الملف.
وبالله التوفيق ولنا عودة بمشيئة الله تعالى
سيتم وضع رابط برنامج تحميل الملفات فور التأكد من رفع الملفات مجزئة بشكل سليم
محبكم
ـ[معاذ الطالب]ــــــــ[20 Sep 2009, 08:25 م]ـ
في الانتظار أخي الحبيب
أعانكم الله وسدد خطاكم
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[21 Sep 2009, 12:13 ص]ـ
وفقكم الله وسدد خطاكم وأثابكم أجرا عظيما
سيتم وضع رابط برنامج تحميل الملفات
حبذا لو وضعتم كافة الروابط الأخرى اللازمة لاتمام الأمر بنجاح لأن أجهزة الحاسوب لدى بعض الأعضاء تفتقر أحيانا الى كثير من الأنظمة والبرامج
ثمة سؤال واحد: هل من سبيل لاقتناء نسخة مطبوعة من هذا المصحف الشريف؟
وجزاكم الله كل خير
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[21 Sep 2009, 05:15 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك الله في جهودكم.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[21 Sep 2009, 09:20 ص]ـ
برنامج تحميل الملفات المجزئة
http://www.tafsir.net/vb/Quraan_Tafsir/Quraan/CaptureWiz002.png
ربط التحميل
اضغط هنا للتحميل ( http://www.tafsir.net/vb/Quraan_Tafsir/Quraan/QuraTk.rar)
1 - يتم الاختبار على أول ملف للتحميل.
2 - بعد تنزيل أول ملف قم بالضغط على الزر مرة أخرى ليعمل آليا.
خصائص البرنامج:
الاتصال المباشر بروابط التحميل.
تسلسل ملفات التحميل.
بيان ما تم إنجازه والباقي من الملفات التي سيتم تحميلها.
بيان سرعة اتصالك بالمشبك. بيان ما تم تحميله من الملف.
تقدم الشرح في كيفية تنصيب البرنامج واختيار مسار مناسب لتجميع الملفات - فيه مساحة كافية - وبعد تمام تحميل الملفات المجزئة (228 ملفا) تخرج رسالة آلية من البرنامج بتمام التحميل .... تتم الخطوة التالية
http://www.tafsir.net/vb/Quraan_Tafsir/Quraan/CaptureWiz003.png
اتجه إلى الملف الأول واسمه: Quran_T.part001 وقم بفك الضغط في المسار الذي تحدده ليتم تجميع الملفات في ملف واحد باسم:
Quran_T.pdf حجمه قريبا من 350 ميجا. يمكنكم التعامل عبر برامج قارئ ملفات البي دي أف من تصوير ووضع علامات مرجعية ونحو هذا.
وجاري وضع برنامجا خاصا يمكن الأعضاء من كتابة تعليقات مرتبطة بالصور لجمع فوائد وشوارد عبر مشاهدة الملف وتجميعها في ملف وورد وطباعتها وهو قيد العمل سارفعه قريبا بعون الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[21 Sep 2009, 10:13 ص]ـ
ما شاء الله تبارك الله ..
جزاك الله خيرا ورزقك البركة والتوفيق والسداد.
ـ[مرشد ربانى]ــــــــ[21 Sep 2009, 02:20 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
أخى أيمن ... جزاك الله خيرا على ماتبذل من جهد بغية تيسير العلم لأهله، بارك الله فيك و أدام بك نفعا.
إلا إننى أحب أن أوجه النظر إلى أن الملفين (31، 216) معطوبان، ليتك تقوم - إن كان الأمر حقا - بإصلاحهما، و جزاك الله كل خير.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[21 Sep 2009, 03:06 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر مرور الإخوة الكرام حفظهم الله تعالى
الملفان (31، 216) رابطهما:
http://www.tafsir.net/vb/Quraan_Tafsir/Quraan/Qurantk/Quran_T.part031.rar
http://www.tafsir.net/vb/Quraan_Tafsir/Quraan/Qurantk/Quran_T.part216.rar
http://www.tafsir.net/vb/Quraan_Tafsir/Quraan/Qurantk/Quran_T.part228.rar
يمكن لأخي الفاضل تحميلهما ووضعهما في نفس مجلد المرفقات وإعادة محاولة تجميع الملفات. تم الاستبدال وفي حالة عطب أي ملفات أخرى فالرجاء ذكرها للقيام بها
وفي المرفق:
ملف به كل روابط تحميل الملفات لمن يصادف أي مشاكل عند التحميل.
محبكم
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[21 Sep 2009, 03:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر مرور الإخوة الكرام حفظهم الله تعالى
وفي المرفق:
ملف به كل روابط تحميل الملفات لمن يصادف أي مشاكل عند التحميل.
محبكم
بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[مرشد ربانى]ــــــــ[21 Sep 2009, 03:26 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على إمام المرسلين، و بعد:
لقد تم التحميل و الحصول على الملف pdf بنجاح بفضل الله تعالى، فجزى الله أخانا أيمن خيرا، و بارك فيه، و حفظه الله معطاء لما فيه خير لإخوانه، و تقبل الله منا و منكم.
ـ[المساهم]ــــــــ[22 Sep 2009, 02:55 ص]ـ
http://ia311016.us.archive.org/2/items/Q_M_3thmani_448/000.jpg
التحميل
archive (http://www.archive.org/details/Q_M_3thmani) أو adrive (http://%3Cu%3Eadrive%3C/u%3E) 1 (http://www.adrive.com/public/50f58f6697dd538b29a0c7043f0594300b35919ad370c81e11 da189ac36817a0.html)،2 (http://www.adrive.com/public/1d5ce5f7dfe6ab245988158c5671322dddc5467837ae77c14a 196f53f62f37d3.html)،3 (http://www.adrive.com/public/a7a9f3ce2b288ffa71616149a9ab7953e0f7470ebb3a0d163d d5d2d1bbe2fb82.html)،4 (http://www.adrive.com/public/4bd29a1568fa0cd269681ea5e0081788e80da744eb3468597f 1962709a7096b7.html)،5 (http://www.adrive.com/public/e808460caf0e7c951dc1df2550aed0eebc7fcd729cd2952d0c 7939bb9236ad91.html)،6 (http://www.adrive.com/public/d13ed80c8fe6a1575bfb89388feaf5ff1df849d97b04b21180 e8f98e55ef9015.html)،7 (http://www.adrive.com/public/def4c4041e221c54001805c03dfb5e4afed33cd1bc2677ad70 c7e52c56755877.html)
ـ[ياسر عبد المؤمن معوض]ــــــــ[22 Sep 2009, 04:44 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على إمام المرسلين، و بعد:
جزى الله أخانا الفاضل: أيمن صالح شعبان خيرا لرفعه نسخة من المصحف الشريف، وجزى الله أخانا النشط: المساهم لتوفير روابط سهلة ميسورة.
بارك الله لكما، وحفظكما للعلم وأهله نافعين على الدوام.
تقبل الله منا و منكم.
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[22 Sep 2009, 01:37 م]ـ
الحمد الله الذي يسر وصول هذا المصحف لاخي الاستاذ ايمن صالح، فقد كان حبيس ادراجي منذ زمن بعيد وحاولت كثيرا ارساله للاخ ايمن عبر البريد الالكتروني فلم افلح فكلفت أحد الاخوة ممن سافر إلى القاهرة ليسلمه إلى الاستاذ ايمن ليخرجه بحلة جميلة وييسره لرواد ملتقى أهل التفسير لينتفعوا به فالحمد الله الي بلغ ما أريد
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[23 Sep 2009, 10:00 ص]ـ
جزاكم الله كل خير عنا.
ـ[أحمد بن محمد الهاجري]ــــــــ[23 Sep 2009, 05:20 م]ـ
حقيقة لا أدري ماذا أقول إلا جزاك الله خيرا
وعسى أن يتبعه المصاحف الأخرى المشهورة
لكن البرنامج لا يحمل إلا 227 فقط وأعطى إشارة التمام!
والملف الذي تذكر لخدمة البرنامج من حيث إضافة التعاليق فكرة جيدة آمل أن لا يحتاج إعادة تحميل للمصحف كله
ورابط المساهم غير شغال جربته مرتين فلم يحمل إلا دون الثلاثين ميغا!
ـ[مرشد ربانى]ــــــــ[23 Sep 2009, 05:44 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على إمام المرسلين، و بعد:
أخى أحمد ... رابط الملف (228) مذكور ضمن المشاركة الثامنة فى هذا الموضوع، أما روابط المساهم فالتحميل من ( adrive ) على ما يرام، و لم أجرب رابط ( archive ) ، و جزاكم الله خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مرشد ربانى]ــــــــ[24 Sep 2009, 06:53 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على إمام المرسلين، و بعد:
أما روابط المساهم فالتحميل من ( adrive ) على ما يرام، و لم أجرب رابط ( archive )
لقد كتبت هذا التعليق أثناء تحميل الملفات من ( adrive ) ، إلا إنه بعد الإنتهاء من التحميل، لم يجد برنامج فك الضغط أرشيفا للملفات، مما يعنى أنها غير صالحة.
أما رابط ( archive ) فلم أتمكن من التحميل أصلا.
والحمد لله فملفات الأخ الفاضل: " أيمن صالح" مازالت صالحة.
فجزى الله من حقق الخير على يديه، و أدام به خيرا و يمنا و بركة.
و الشكر موصول كذلك للأخ الفاضل: " المساهم " على محاولته خدمة العلم و أهله، فأياديه فى هذا المجال بيضاء سابقة.
و جزى الله كل مساهم خيرا.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[11 Oct 2009, 04:49 م]ـ
هدية قيمة جدا , جعلها الله في ميزان حسناتك يا أستاذ أيمن شعبان.
وقد سعدت جدا بعدما تمت عملية التحميل على جهازي بنجاح واكتحلت عيني بهذا الكتاب القيم , الذي اطلعت عليه لأول مرة في مكتبة مشرفنا الحبيب د / عبدالرحمن الشهري وحرصت على اقتناء نسخة منه لأستفيد منه في إعدادي لبحث للدكتوراه.
فجزى الله خيرا كل من ساهم في هذا العمل المبارك , وشكر الله للأخ الفاضل (المساهم) الذي سهل علينا عملية التحميل , وجهوده في نشر كتب العلم الكترونيا وخاصة في هذا الملتقى جهود مباركة , أسأل الله أن يجعله مباركا أينما كان وأن يجزيه خير الجزاء على ما قدم.
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[11 Oct 2009, 10:19 م]ـ
نفعك الله بهذا المصحف أخي محمد، وقد أخذ مني تصوير هذا المصحف قرابة ثلاثة اسابيع عملت فيه الليل مع النهار ثم ارسلته لأخي ايمن وأخرجه بهذه الصورة، وقد حصلت قبل أشهر قريبة على مصحف المشهد الحسيني - الذي اعمل عليه - طبعة تركية في مجلدين وفيه مقابلات مع أربعة مصاحف مخطوطة قام بها الدكتور طيار آلتي قولاج، وأنا في خدمتك أن احببت ان ارسل لك بعض الصور من هذا المصحف علك تنتفع بها فانا لاانسى جهودك في توفير بعض المصادر حين كلفت الدكتور عبد الرحمن فارسلها بواسطتك مع أحد الاخوة حين أعتمر قبل سنتين تقريبا
ـ[أسامة]ــــــــ[30 Dec 2009, 03:03 ص]ـ
جزاك الله خيرًا
والله أسأل أن يجزي جميع من ساهم في إخراج الكتاب وتصويره ورفعه خيرًا.
ـ[منصور العتيبي]ــــــــ[30 Dec 2009, 04:55 م]ـ
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح
ـ[إيمان يحيى]ــــــــ[27 Jun 2010, 04:13 م]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك جهودكم الطيبة
هدية مباركة بحق جعلها الله في ميزان حسنات كل من شارك
--------------------
في المرفقات صورتان لصفحة سورة الانشقاق
واحدة من هذا المصحف وواحدة من مصحف القاهرة
ـ[هادي ضياء]ــــــــ[13 Nov 2010, 06:22 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
كل عام وأنتم بخير في دينكم ودنياكم
لقد استفدت كثيرا من هذا المنتدى الكريم
أدامه الله علينا وبارك في القائمين عليه
لقد حاولتُ تحميل نسخة هذا المصحف لكن يبدو أنها حُذِفَت
فهل هذا صحيح أم الخطأ في جهازي؟
والسلام عليكم
ـ[عبد الرحمن يحي الحنيني]ــــــــ[16 Nov 2010, 08:35 م]ـ
جزىالله القائمين على المنتدى الرائع والمشاركين (وكل عام وانتم بخير وعيدكم مبارك)
وأخص بالشكر الأخ أيمن والأخ مساهم.
ولكن بعد التنصيب لم أحصل على النسخةالتي قدمها الأخ أيمن ,
ولكن حصلت على نسخت الأخ مساهم غير مفهرسه
ولكم تحية طيبة(/)
و السماء بنيناها بأييد
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[21 Sep 2009, 12:07 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
قرأت كلاما مفرغا للشيخ الخضيري و الشيخ الطيار و الشيخ الشهري:
الشيخ الطيار: {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} (الذاريات:47) يا أبا عبد الله، هذه بعض الناس يفهمها على غير وجهها الآية رقم سبع وأربعين.
الشيخ الخضيري: وسبحان الله اليوم تأتيني رسالة الساعة الرابعة صباحا يسألني شخص، يقول أني رأيت في أحد التفاسير {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ} أي بقوة، وكأنه يظن أن هذا تأويلا فما تقول يا أبا عبد الله.
الشيخ الشهري: هذه آيات في القرآن الكريم قد يفهم منها أنها من الآيات التي تدل على صفات الله سبحانه وتعالى، بعضها يحتمل وبعضها ليس من آيات الصفات، مثل هذه الآية {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ} المقصود بالأيد هنا القوة.
الشيخ الخضيري: آد يئيد.
الشيخ الشهري: نعم، في اللغة العربية.
الشيخ الطيار: ومنه قوله: {ودَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ} (سورة ص:17).
الشيخ الشهري: المقصود ذو القوة يعني، وهذا هو معنى الأيد في اللغة أنه بمعنى القوة، ولذلك تقول أيّد فلان فلانا بمعنى أنه قواه، وتقول هل تؤيدني في هذا؟ يعني بمعنى هل يكون رأيك مع رأيي في هذا الموضوع فيقوى به.
الشيخ الطيار: وفي القرآن {وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} (سورة البقرة:87).
الشيخ الشهري: وأيدناه يعني وقويناه، فهذه الآية ليست من آيات الصفات، لا تدل على اليد، يعني لا تدل على صفة اليد لله سبحانه وتعالى، وإنما صفة اليد تؤخذ من نصوص أخرى.
الشيخ الخضيري: فليس تأويلها أو تفسيرها بالقوة تأويلا.
الشيخ الشهري: ليس تأويلا وتحريفا للكلام.
الشيخ الخضيري: وليست من آيات الصفات أصلا، والعجيب أنهم ذكروا أن الصحابة كتبوها بصوره مغايرة للصورة المعهودة للمغايرة بين جمع اليد وبين هذا المصدر، فجعلوها بياءين.
الشيخ الطيار: نعم، بسنتين.
الشيخ الخضيري: ولذلك لعل الأخوة المشاهدون يلاحظون فيه ياء أخرى زائدة.
الشيخ الطيار: مو موضوع عليها دائرة إشارة على أنها زائدة.
الشيخ الخضيري: دلالة على أنها لا تنطق.
الشيخ الشهري: لا تنطق، يعني أنت تقول بأيد ولا تقول بأييد.
الشيخ الطيار: وهذا يدل على أيضا مسألة سبق أن ذكرناها في سورة العنكبوت {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} (سورة العنكبوت:49) أن القرآن الأصل فيه المحفوظ وليس المرسوم، ولذلك لا نجد أحدا أبدا من القراء بل ولا من المسنين يقرأها كما ذكر أبو عبد الله بأييد هكذا، لا أحد يقرأها هكذا وإنما يقرأها بأيد. اهـ
السؤال ما هو مصدر هذه المعلومة:
والعجيب أنهم ذكروا أن الصحابة كتبوها بصوره مغايرة للصورة المعهودة للمغايرة بين جمع اليد وبين هذا المصدر، فجعلوها بياءين. اهـ
و بارك الله فيكم
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[21 Sep 2009, 01:53 م]ـ
يفرع للأهمية
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[21 Sep 2009, 04:31 م]ـ
نعم، هذه ليست من آيات الصفات بحال.
وراجع كلام الشيخ العثيمين يتبين لك صحة ما ذهبوا إليه.
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[21 Sep 2009, 05:17 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم لكن ابن العثيمين رحمه الله كلامه ليس في ما طلبته، الذي طلبته هو كتابة المصحف في هذه الكلمة من نقل عن الصحابة ما قاله الشيخ هذا هو المطلوب أو على الأقل من هم الذين ذكروا هذا "ذكروا أن الصحابة كتبوها بصوره مغايرة للصورة المعهودة للمغايرة بين جمع اليد وبين هذا المصدر، فجعلوها بياءين"؟
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[22 Sep 2009, 02:34 ص]ـ
ليس للصحابة ولا لغيرهم يد في رسم المصحف لا من قريب ولا من بعيد
يقول تعالى كتاب أنزلناه إليك
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[22 Sep 2009, 02:40 م]ـ
للفائدة:
أقوال أهل فن كتابة المصحف:
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني في كتابه المحكم فى نقط المصاحف صفحة 178 (و هو من علماء هذا الشأن و أدرى العلماء بخبايا المصحف): أولأن العرب لم يكونوا اصحاب شكل ونقط فكانوا يفرقون بين المشتبهين في الصورة بزيادة الحروف إلحاقهم الواو في (عمرو) فرقا بينه وبين (عمر) وإلحاقهم إياها في (أولئك) فرقا بينه وبين (إليك) وفي (أولى) فرقا بينه وبين (إلى) وإلحاقهم الياء في قوله (والسماء بنيناها بأييد) فرقا بين (الايد الذي معناه القوة) وبين الايدي (التي هي جمع يد) وإلحاقهم الالف في (مائة) فرقا بينه وبين
(منه و منة) من حيث اشتبهت صورة ذلك كله في الكتابة. أهـ
http://www.albwader.com/modules.php?...ook=238&id=178
قال أبو العباس المراكشي إنما كتبت {بأييد} بياءين فرقا بين الأيد الذي هو القوة وبين الأيدي جمع يد ولا شك أن القوة التي بنى الله بها السماء هي أحق بالثبوت في الوجود من الأيدي فزيدت الياء لاختصاص اللفظة بمعنى أظهر في أدراك الملكوتي في الوجود. اهـ (عنوان الدليل من مرسوم خط التنزيل ص 91) و نقلها عنه الزركشي في (البرهان في علوم القرآن ج1 ص 387)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[22 Sep 2009, 03:54 م]ـ
للفائدة:
العرب لم يكونوا اصحاب شكل ونقط فكانوا يفرقون بين المشتبهين في الصورة بزيادة الحروف إلحاقهم الواو في (عمرو) فرقا بينه وبين (عمر) وإلحاقهم إياها في (أولئك) فرقا بينه وبين (إليك) وفي (أولى) فرقا بينه وبين (إلى) وإلحاقهم الياء في قوله (والسماء بنيناها بأييد) فرقا بين (الايد الذي معناه القوة) وبين الايدي (التي هي جمع يد) وإلحاقهم الالف في (مائة) فرقا بينه وبين
(منه و منة) من حيث اشتبهت صورة ذلك كله في الكتابة. أهـ
QUOTE]
بارك الله فيكم أخى عبد الكريم، فما ذكرته من كلام الامام الدانى يعد توجيها سديدا وتعليلا منطقيا
ويمكن للعبد الفقير أن يضيف اليه فائدة أخرى، وهى:
العرب كذلك لم يكونوا يعرفون صورة الهمزة التى هى رأس عين صغيرة (ء) والتى استحدثها فيما بعد الخليل بن أحمد الفراهيدى فاشتقتها من حرف العين (ع) لقرب مخرج الهمزة فى النطق من مخرج العين
وهذا الغياب لصورة الهمزة عندهم هو ما يفسر لنا أسباب رسمهم ألفاظ من قبيل (ألئك) باضافة الواو ليصبح (اولئك) لعدم وجود صورة الهمزة لديهم وللتفرقة بينه وبين (اليك)، أو من قبيل (مئة) = 100 باضافة الألف (مائة) فرقا بينه وبين (منه)
ولكن السؤال الذى يفرض نفسه الآن هو:
هل كل تلك الأساليب فى التفرقة بين المشتبهين هى من عمل كتبة الوحى بالأساس، أم أنها كانت بتوجيهات أمين الوحى نفسه (روح القدس " جبريل " عليه السلام)؟
فكما يقول زميلنا فى هذا الملتقى الدكتور حسن عبد الجليل (فى المداخلة التى سبقت مباشرة مداخلتكم الكريمة):
[ quote] ليس للصحابة ولا لغيرهم يد في رسم المصحف لا من قريب ولا من بعيد
هذا هو السؤال الحقيق بالبحث والتحرى
والله أعلى وأعلم
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[22 Sep 2009, 04:21 م]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل
مسألة الكتابة هل هي توقيفية أو لا، خلافية بين أهل العلم و الذي يظهر لي أنها توقيفية على أقل تقدير لإجماع الصحابة على هذه الكتابة و الله أعلم
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[22 Sep 2009, 08:41 م]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل
مسألة الكتابة هل هي توقيفية أو لا، خلافية بين أهل العلم والذي يظهر لي أنها توقيفية على أقل تقدير لإجماع الصحابة على هذه الكتابة و الله أعلم
وهو ما يظهر لى أنا أيضا، ولكن لأسباب ودواعى أخرى
واذا كان الأمر يسترعى اهتمامك فانى أدعوك لزيارة ملتقى (القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه) ومطالعة موضوع: اختلاف رسم كلمة ابراهيم(/)
إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ...
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[21 Sep 2009, 07:29 م]ـ
مشايخنا الكرام
كل عام وأنتم بخير
معلوم أن الشيعة يحتجون على أحقية إمامة علي رضي الله عنه قبل أبي بكر رضي الله عنه بقوله تعالى في سورة المائدة:
إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55)
فكيف يفسرها أهل السنة والجماعة في إطار ردهم على تفسير الشيعة لها؟
هل بإمكانكم بسط الجواب حتى تزاح الشبهة أو إحالتنا على مراجع خاصة في السؤال؟
ـ[مرشد ربانى]ــــــــ[22 Sep 2009, 01:02 ص]ـ
قوله: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا} أي: ليس اليهود بأوليائكم، بل ولايتكم راجعة إلى الله ورسوله والمؤمنين وقوله: {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ [وَهُمْ رَاكِعُونَ]} أي: المؤمنون المتصفون بهذه الصفات، من إقام الصلاة التي هي أكبر أركان الإسلام، وهي له وحده لا شريك له، وإيتاء الزكاة التي هي حق المخلوقين ومساعدة للمحتاجين من الضعفاء والمساكين.
وأما قوله {وَهُمْ رَاكِعُونَ} فقد توهم بعضهم أن هذه الجملة في موضع الحال من قوله: {وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} أي: في حال ركوعهم، ولو كان هذا كذلك، لكان دفع الزكاة في حال الركوع أفضل من غيره؛ لأنه ممدوح، وليس الأمر كذلك عند أحد من العلماء ممن نعلمه من أئمة الفتوى، وحتى إن بعضهم ذكر في هذا أثرًا عن علي بن أبي طالب: أن هذه الآية نزلت فيه: [ذلك] أنه مر به سائل في حال ركوعه، فأعطاه خاتمه.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا الربيع بن سليمان المرادي، حدثنا أيوب بن سُوَيْد، عن عتبة بن أبي حكيم في قوله: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا} قال: هم المؤمنون وعلي بن أبي طالب.
وحدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا الفضل بن دُكَيْن أبو نعيم الأحول، حدثنا موسى بن قيس الحضرمي، عن سلمة بن كُهَيْل قال: تصدق علي بخاتمه وهو راكع، فنزلت: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}.
وقال ابن جرير: حدثني الحارث، حدثنا عبد العزيز، حدثنا غالب بن عبيد الله، سمعت مجاهدًا يقول في قوله: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ} الآية: نزلت في علي بن أبي طالب، تَصَّدَق وهو راكع
وقال عبد الرزاق: حدثنا عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه، عن ابن عباس في قوله: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ} الآية: نزلت في علي بن أبي طالب.
عبد الوهاب بن مجاهد لا يحتج به.
ورواه ابن مَرْدُويه، من طريق سفيان الثوري، عن أبي سِنان، عن الضحاك، عن ابن عباس قال: كان علي بن أبي طالب قائمًا يصلي، فمر سائل وهو راكع، فأعطاه خاتمه، فنزلت: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ} الآية.
الضحاك لم يلق ابن عباس.
وروى ابن مَرْدُويه أيضًا عن طريق محمد بن السائب الكلبي -وهو متروك-عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد، والناس يصلون، بين راكع وساجد وقائم وقاعد، وإذا مسكين يسأل، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أعطاك أحد شيئًا؟ " قال: نعم. قال: "من؟ " قال: ذلك الرجل القائم. قال: "على أي حال أعطاكه؟ " قال: وهو راكع، قال: "وذلك علي بن أبي طالب". قال: فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك، وهو يقول: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}
وهذا إسناد لا يفرح به.
ثم رواه ابن مردويه، من حديث علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، نفسه، وعمار بن ياسر، وأبي رافع. وليس يصح شيء منها بالكلية، لضعف أسانيدها وجهالة رجالها.
ثم روى بسنده، عن ميمون بن مِهْران، عن ابن عباس في قوله: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ} نزلت في المؤمنين، وعلي بن أبي طالب أولهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن جرير: حدثنا هَنَّاد، حدثنا عبدة، عن عبد الملك، عن أبي جعفر قال: سألته عن هذه [الآية] {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} قلنا: من الذين آمنوا؟ قال: الذين آمنوا! قلنا: بلغنا أنها نزلت في علي بن أبي طالب! قال: عَلِيٌّ من الذين آمنوا.
وقال أسباط، عن السُّدِّي: نزلت هذه الآية في جميع المؤمنين، ولكن علي بن أبي طالب مر به سائل وهو راكع في المسجد فأعطاه خاتمه.
وقال علي بن أبي طلحة الوالبي، عن ابن عباس: من أسلم فقد تولى الله ورسوله والذين آمنوا. رواه ابن جرير.
وقد تقدم في الأحاديث التي أوردنا أن هذه الآيات كلها نزلت في عبادة بن الصامت، رضي الله عنه، حين تبرأ من حلْف يَهُود، ورضي بولاية الله ورسوله والمؤمنين؛ ولهذا قال تعالى بعد هذا كله: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} كما قال تعالى: {كَتَبَ اللَّهُ لأغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ. لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [المجادلة: 21، 22].
فكل من رضي بولاية الله ورسوله والمؤمنين فهو مفلح في الدنيا والآخرة [ومنصور في الدنيا والآخرة]؛ ولهذا قال [الله] تعالى في هذه الآية الكريمة: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}
المصدر
الكتاب: تفسير القرآن العظيم
المؤلف: أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي [700 - 774 هـ]
المحقق: سامي بن محمد سلامة
الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع
الطبعة: الثانية 1420هـ - 1999 م
الجزء: 3
الصفحة: 137 - 139
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[22 Sep 2009, 02:30 ص]ـ
أخي الكريم
هل الواو للحال أم للعطف؟
وهل تجوز الزكاة أثناء الركوع وما الحجة؟
هل يجوز دفع الزكاة التي هي حق لله تعالى ولها نصاب معلوم (بخاتم) أم هي مفصلة في الأموال والزروع ... ؟
أين ورد اسم سيدنا علي رضي الله عنه وأرضاه في هذه الآية الكريمة؟
أليس سيدنا أبو بكر رضي الله عنه من الذين آمنوا؟
إذا كانت هذه الآية تدل على ولاية سيدنا علي رضي الله عنه؟ فمعناها أنها تقصر الولاية فيه دون غيره فلا يجوز أن يوصف غيره بالولاية؟ إنما وليكم.
أجب عن هذه الأسئلة يتضح لك الحق
ـ[ياسر عبد المؤمن معوض]ــــــــ[22 Sep 2009, 04:10 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على إمام المرسلين، و بعد:
(إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون.) سورة المائدة اية (55)
يسميها الشيعة «آية الوِلاية» بكسر الواو وهو خطأ والصحيح بفتح الواو. وسياق الآية يناسب هذا التنبيه لأن السياق متعلق بمودة المؤمنين ومؤازرتهم لا بموضوع الإمامة.
ما زلنا نطالب بنص جلي واضح يليق بما تعتبرونه أصلا من أصول الدين أهم من الصلاة والصيام. ولا يقوم الدين إلا به ولا يقبل العمل إلا معه. وهيهات أن تجدوا.
1ـ أما الرواية التي تحكي أن عليا أدى الزكاة وهو راكع. فهيئة مثيرة للتعجب أن يعطي المزكي زكاته وهو راكع ولم لا يعطيها وهو ساجد!!!
2ـ قال ابن كثير: رواه ابن مردويه من حديث علي بن ابي طالب رضي الله عنه وعمار بن ياسر وليس يصح منها شيء بالكلية، لضعف أسانيدها وجهالة رجالها" (تفسير ابن كثير 3/ 130).
3ـ والذي زعم أنها نزلت في علي هو الثعلبي وهو الملقب بحاطب الليل لأنه لا يميز الصحيح من الضعيف وأكثر رواياته عن الكلبي عن أبي صالح وهو عند أهل العلم من أوهى ما يروى في التفسير.
(يُتْبَعُ)
(/)
4ـ قال ابن حجر العسقلاني " رواه الطبراني في الأوسط في ترجمة محمد بن علي الصائغ، وعند ابن مردويه من حديث عمار بن ياسر قال: وقف بعلي سائل وهو واقف في صلاته… الحديث. وفي إسناده خالد بن يزيد العمر وهو متروك، ورواه الثعلبي من حديث أبي ذر مطولا وإسناده ساقط" (الكافي الشافي في تخريج أحاديث الكشاف لابن حجر العسقلاني، هامش الكشاف 1/ 649).
5ـ فلا يمكن أن يبنى ركن الإمامة على هذه الآثار الضعيفة.
سبب نزول الآية
1ـ الآية نزلت في عبادة بن الصامت حين تبرأ من حلفه السابق مع اليهود لما أعلن اليهود الحرب عليه. فقد روى ابن جرير أنها نزلت في عبادة بن الصامت لما حاربت بنو قينقاع رسول الله فمشى إليهم عبادة إلى رسول الله وكان أحد بني عوف بن الخزرج فخلصهم إلى رسول الله وتبرأ إلى الله وإلى رسوله من حلفهم وقال: أتولى الله ورسوله والمؤمنين وأبرأ من حلف الكفار وولايتهم «(تفسير الطبري 6/ 288 وتفسير ابن كثير 2/ 71).
2ـ قلت: وفيه السائب بن محمد الكلبي والضحاك عن ابن عباس. لم يصح فإن الضحاك لم يثبت لقياه ابن عباس.
الأدلة العقلية على بطلان الاحتجاج بالآية
3ـ هل عند الشيعة رواية عن علي تتضمن احتجاج علي بهذا لآية على تقديم إمامته على غيره؟ أو أنه احتج عليهم بيوم الغدير؟
4ـ سياق الكلام في الآية متعلق بالنهي عن موالاة الكفار وقد سبق هذه الآية قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء} لا بموضوع من الأولى بالإمامة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم.
5ـ الواو ليست واو الحال إذ لو كان كذلك كان لا يسوغ أن يتولى إلا من أعطى الزكاة في حال الركوع. فلا يتولى علي سائر الصحابة والقرابة.
6ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم» إن في الصلاة لشغلا «فكيف يكون أداء الزكاة داخل الصلاة؟ وبالتحديد عند حالة الركوع؟ ولم لا يكون أداؤها في حال القيام أو السجود أو عند التشهد مثلا؟
7ـ قوله (والذين) صيغة جمع وعلي واحد.
8 ـ وعلي لا زكاة عليه وقد كان فقيرا باعتراف الشيعة.
9ـ أن أكثر العلماء على أن إخراج الخاتم في الزكاة لا يجزئ.
10ـ أن في الصلاة شغل عن الأعمال الخارجة. أليس من الغريب أن لا يصبر علي على أداء الزكاة حتى يخرج من صلاته؟ أم أن الشرع أوجب أن تؤدى الزكاة على هذا النحو؟
الولي هو القريب والمحب والنصير
1ـ إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون.
2ـ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان. ومن يتولهم منكم فأولئك هم الخاسرون.
3ـ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء. بعضهم أولياء بعض. ومن يتولهم منكم فإنه منهم. والنهي لم يكن عن مبايعتهم. وإنما كان النهي في السياق عن محبتهم ومودتهم.
4ـ والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض (التوبة).
5ـ لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين.
6ـ وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين.
7ـ ومن يتولهم منكم فإنه منهم. وليس المعنى أن نبايعهم على السمع والطاعة فإن هذا معروف ضرورة. وإنما على مطلق المحبة والمودة والاقتراب منهم.
8 ـ (يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا). وهذا في النصرة لا في الإمامة.
9ـ ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم.
10ـ بل الله مولاكم وهو خير الناصرين.
11ـ فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين
المصدر:
http://www.hewarona.com/vb/showthread.php?t=6360
ـ[ياسر عبد المؤمن معوض]ــــــــ[22 Sep 2009, 04:31 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على إمام المرسلين، و بعد:
آية الولاية هي قول الله تبارك وتعالى {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ 55}.
يستدلون بهذه الآية على إمامة علي رضي الله عنه وأرضاه قبل أبي بكر وقبل عمر وقبل عثمان.
(يُتْبَعُ)
(/)
وجه الدلالة ليس في هذه الآية وإنما في سبب نزول هذه الآية , فالآية إذا كما ترون عامة يقول الله فيها {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ 55} لا ذكر فيها أبداً لعلي رضي الله عنه ولا ذكر فيها لأحد من أصحاب النبي صلوات الله وسلامه عليه , إنما تذكر {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ 55} إذاً أين الدلالة؟؟ الدلالة هي في تفسير هذه الآية وهو سبب نزولها كما يزعم القوم فما سبب نزول الآية عندهم؟؟
إنّ سبب نزول الآية عندهم دعوى أنّ علياً رضي الله عنه كان يصلي فجاء سائل يسأل الناس فلم يعطه أحد شيئاً , فجاء إلى علي وهو راكع فمد علي يده وفيها خاتم فأخذ الرجل الخاتم من يد علي رضي الله عنه فأنزل الله جل وعلا هذه الآية {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ 55} فيقولون الذين آتوا الزكاة وهم راكعون هم واحد وهو علي بن أبي طالب فهذه الآية أو ما تسمى عندهم بآية الولاية وهي أقوى دليل عندهم بهذه المسألة كما قرأت لبعض علمائهم.
لنرى هل هذه الآية فعلاً تدل على مرادهم أو لا تدل , هذه الآية طُرحت وتم الرد على بعض شبههم فيها ولكن نحتاج إلى أن نسهب أكثر في بيان معنى هذه الآية وبيان مدى دلالتها على ولاية علي رضي الله عنه وأرضاه.
إن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه العزيز {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ 1 الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ 2} , ويقول رسولنا صلوات الله وسلامه عليه: (إن في الصلاة لشغلاً) متفق عليه.
وعلي عندنا معاشر أهل السنة والجماعة من أئمة المسلمين ومن أئمة المتقين ومن أئمة الخاشعين فلا نقبل أبداً أن ينسب إلى علي رضي الله عنه أن يشتغل بإخراج الزكاة وقت الصلاة , بل نرى أن علياً رضي الله عنه ممن يلتزم بقول الله تبارك وتعالى {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ 1 الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ 2} ويلتزم بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (إن في الصلاة لشغلاً) , ثم يقال بعد هذا كله إن الأصل في الزكاة أن يتقدم بها المزكي لا أن ينتظر الفقير أو المحتاج حتى يأتيه ويطلب منه هذه الزكاة , فهذا لا يُمدح وإنما يُمدح الذي يعطيها إبتداءاً للذي ينتظر الفقير حتى يأتيه ويعرض نفسه للسؤال , ونحن كذلك ننزه علياً رضي الله عنه من أن يفعل ذلك وهو أن ينتظر الفقير حتى يأتيه ثم يعطيه زكاة ماله.
ثم كذلك نقول إنّ الزكاة لم تجب على علي رضي الله عنه في زمن النبي صلوات الله وسلامه عليه بل كان فقيراً , إسألوا أنفسكم ماذا أمهر علي رضي الله عنه فاطمة رضي الله عنها؟؟
أمهرها درعاً , لم يكن ذا مال , كان فقيرا ما كان يستطيع أن يشتري خادماً لفاطمة , ولذلك لما سمع علي رضي الله عنه وفاطمة رضي الله عنها بقدوم سبي للنبي صلى الله عليه وسلم ذهبا يطلبان خادماً , ما كانا يملكان حتى شراء خادم , ومع هذا يأتي علي ويتزكى في زمن النبي صلى الله عليه وسلم!! هذا لا يمكن أبداً , ما كانت الزكاة واجبة على علي زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
كذلك نقول ليس في هذه الآية مدح لمن يعطي الزكاة وهو راكع , إذ لو كان الأمر كذلك لكان إعطاء الزكاة أثناء وقت الركوع أفضل من غيره من الأوقات!! ونقول لجميع الناس أعطوا زكاة أموالكم وأنتم ركوع لأن الله مدح الذين يعطون زكاة أموالهم وهم ركوع!! ولقلنا للفقراء إبحثوا عن الراكعين وأسألوهم الزكاة ولا أظن أنه يقول احد من أهل العلم مثل هذا الكلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إن الله جل وعلا ذكر إقامة الصلاة ولم يذكر أدائها , فلنحاول أن نتدبر الآية قليلاً , إن الله جل وعلا يقول: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ} ثم وصفهم الله جل وعلا قال {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} فلم فصل بين الركوع والصلاة وأدخل بينهما الزكاة , إن القرآن يعلم جميع المسلمين أنه أفصح القول ولا يستطيع أحد أن يمسك على القرآن ولا غلطة واحدة في نحوٍ ولا بلاغة ولا صرف ولا في غيرها من الكلمات أبداً لا يمكن هذا , أحسن الحديث وأحسن الكلام , إذا كان الأمر كذلك – ولا أظن أن مسلماً يخالفني في ذلك – فكيف دخلت الزكاة بين الصلاة والركوع؟ ثم إن الصلاة إنما ذكرت بالإقامة فقال جل ذكره {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ} إن إقامة الصلاة تختلف تماماً عن أدائها وذلك أن إقامة الصلاة هي أن تؤدى هذه الصلاة بكمال شروطها وأركانها وواجباتها بل ومستحباتها مع حسن وضوء وحسن خشوع , هذه هي إقامة الصلاة ولذا جاء بعده ذكر الزكاة أما قوله جل وعلا {وَهُمْ رَاكِعُونَ} فليس له دخل في الصلاة أصلا وإنما الركوع هنا بمعنى الخضوع لله جل وعلا كما قال سبحانه وتعالى عن داوود عليه السلام {وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ 24} ومعلوم أن داوود عليه السلام إنما خر ساجداً ولذا نسجد نحن إذا قرأنا هذه الآية سجود التلاوة , وداوود خر راكعاً فكيف يكون هذا؟؟ نقول إن داوود خر ساجداً ولكن الله قال {َخَرَّ رَاكِعًا} نقول أي خاضعاً لله جل وعلا , فالركوع هو الخضوع لله جل وعلا.
ومنه قول الله جل وعلا عن مريم عليها السلام {يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ} أي إخضعي مع الخاضعين ولذا مريم كانت تعيش بيت المقدس , وهبتها أمها لبيت المقدس وأمرأة لا تجب عليها صلاة الجماعة مع الراكعين , وإنما المقصود إخضعي لله جل وعلا مع الخاضعين له سبحانه وتعالى.
فيكون مراد الله جل وعلا في هذه الآية كما ذكر أهل العلم ذلك {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} أي وهم في كل أحوالهم خاضعون لله جل وعلا.
كذلك نقول: لا نوافق أبداً بأن هذه الآية نزلت في علي رضي الله عنه وذلك أننا نعتقد جازمين أن هذه القصة غير صحيحة , لم يأت سائل ولم يسأل علياً وهو راكع ولم يدفع علي رضي الله عنه الزكاة وهو راكع لم يحدث شيء من ذلك أبداً.
ومن يقرأ هذه الآية وما سبقها وما يتبعها من الآيات يعلم علم اليقين أن الآية لها سبب آخر غير هذا السبب , وذلك أن الله جل وعلا يقول قبيل هذه الآية بثلاث آيات: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} فنهى الله جل وعلا المؤمنين أن يتولوا اليهود والنصارى.
وقد جاء في الحديث وهو حديث حسن الإسناد أن سبب هذه الآية هي قصة وقعت لعبادة بن الصامت رضي الله عنه وأرضاه وذلك أن عبد الله بن أُبي بن سلول شفع عند النبي صلى الله عليه وسلم لبني قينقاع , لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يقتلهم شفع لهم عبد الله بن أبي بن سلول وأكثر في هذا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى تركهم له صلوات الله وسلامه عليه فأراد إخوانهم اليهود من بني النظير أن يشفع لهم عبادة بن الصامت كما شفع عبدالله بن أُبي بن سلول لإخوانه اليهود فرفض رضي الله عنه أن يشفع لهم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولذلك عبادة بن الصامت من أصحاب بيعة العقبة , عبادة بن الصامت من المؤمنين , عبد الله بن أبي من المنافقين بل رأس المنافقين , فكيف يصنع عبادة بن الصامت كما صنع عبد الله بن أبي بن سلول , ولذلك رد عليهم قولهم ورفض الشفاعة لهم فأنزل الله تبارك وتعالى قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ} حتى قال الله تبارك وتعالى {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ
(يُتْبَعُ)
(/)
يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ 55 وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ .. } فنجد أن الآيات تتكلم عن ولاية المؤمنين بشكل عام ولا تتكلم عن قضية رجل تصدق بصدقة وهو يصلي , ولذلك يستطيع كل أحد أن يدعي مثل هذه الدعوى فيأتينا شخص فيؤلف لنا حديثاً مكذوباً على طلجة بن عبيد الله ويقول إن طلحة تصدق وهو راكع إذاً هي في طلحة!!.
ويأتينا ثالث ويقول هي في الزبير ورابع يأتينا ويقول هي في خالد بن الوليد وخامس يقول هي في العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم ولا تنتهي هذه القضية , قضية وضع حديث وكذب على النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمرها يسير من حيث الإحداث ولكنها عند الله تبارك وتعالى عظيمة وذلك أنه من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم فإن عليه أن يتبوأ مقعداً من النار أعاذنا الله وإياكم من النار.
حتى لو قلنا أنها نزلت في علي – تنزلا وإلا هي لم تنزل في علي رضي الله عنه – أين الخلافة؟؟؟
أين الولاية؟؟؟ لا ذكر أبداً للخلافة {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ 55} أين الخلافة؟؟ الحكم وليكم يعني حاكمكم؟؟!!
هل يقال إن الله حاكم سبحانه وتعالى , الله خالق الخلق , الله رب العالمين سبحانه وتعالى , أين الخلافة؟؟!!.
أين ربط هذه الآية بالآيات السابقة والآيات اللاحقة؟ أين هذا كله؟ لا نجده عندما نقول هي في الخلافة!.
وهناك دعاوى عريضة وجدتها لبعضهم حول هذه الآية يحاولون فيها التلبيس على الناس من ذلك ما قرأته للموسوي في مراجعاته مثلاً , في المراجعة رقم 12 ص 137 يقول عبد الحسين شرف الدين الموسوي أنظروا إلى هذه الجرأة: (أجمع المفسرون على أن هذه الآية إنما نزلت في علي حين تصدق راكعاً في الصلاة) , ثم يزعمون بعد ذلك أن هذه المراجعات تمت بين عبد الحسين شرف الدين الموسوي والشيخ سليم البشري رحمه الله تعالى (شيخ الأزهر في ذلك الوقت) وهذا لا شك أنه كذب من تأليف عبد الحسين شرف الدين هو الذىزج باسم الشيخ سليم البشري في هذا الموضوع وهو منه براء – رحمه الله تعالى -.
المصدر:
http://www.hewarona.com/vb/showthread.php?t=6360
ـ[الزرسنت]ــــــــ[22 Sep 2009, 04:48 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا التوضيح الرائع فعلا والردود المقنعة
اسأل الله ان يجعله في ميزان حسناتكم
فنجن نحتاج لحجج بالغة للرد عليهم
ـ[ياسر عبد المؤمن معوض]ــــــــ[23 Sep 2009, 02:12 م]ـ
أقوال المفسرين في هذه الآية
ابن كثير:
(وأما قوله {وَهُمْ رَاكِعُونَ} فقد توهم البعض أن هذه الجملة في موضع الحال من قوله {وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} – يعني أنهم يؤتون الزكاة والحال أنهم راكعون - حتى أن بعضهم ذكر هذا أثراً عن علي رضي الله عنه أن هذه الآية قد نزلت فيه وأن مر به سائل في حال ركوعه فأعطاه خاتمه) ثم ذكر بن كثير الآثار التي رُويت عن علي وأنها نزلت فيه وبين ضعفها جميعاً ثم قال: (وليس يصح منها شيء بالكلية لضعف أسانيدها وجهالة رجالها).
ابن عطية:
(قال مجاهد: نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب تصدق وهو راكع , وفي هذا القول نظر والصحيح ما قدمناه من تأويل الجمهور ولقول الله تبارك وتعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُواْ} أي ومن آمن من الناس حقيقة لا نفاقاً وهم الذين يقيمون الصلاة المفروضة بجميع شروطها ويؤتون الزكاة) وهذا قول - كما قلنا - جماهير المفسرين نقلها عنهم بن عطية رحمه الله تعالى.
النيسابورى فى هامشه على تفسير الطبرى:
(فيها قولان الأول أن المراد عامة المسلمين لأن الآية نزلت على وفق ما مر من قصة عبادة بن الصامت رضي الله عنه , والقول الثاني أنها في شخص معين ورُوي أنه أبو بكر وروي أنه علي .. ) ثم رد القول الثاني وهو أن المراد فيهاشخص بعينه.
القرطبى:)
والذين عام في جميع المؤمنين , وقد سؤل أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي رضي الله عنه – الذي هو الباقر - عن معنى قول الله تعالى {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ} هل هو علي بن أبي طالب؟ فقال: علي من المؤمنين , يذهب إلى أن هذا لجميع المؤمنين , قال النحاس: (وهذا قول جيد)).
الرازى:
(يُتْبَعُ)
(/)
بعد أن ذكر كلاماً طويلاً في إبطال القول في أنها نزلت في علي – (وعلي بن أبي طالب أعلم بتفسير القرآن من هؤلاء ال ..... ولو كانت هذه الآية دالة على إمامته لأحتج بها في محفل من المحافل , وليس للقوم أن يقولوا إنه تركه للتقية , فإنهم ينقلون عنه أنه تمسك يوم الشورى بخبر يوم الغدير وخبر المباهلة في جميع فضائله ومناقبه ولم يتمسك البته بهذه الآية لإثبات إمامته وذلك يوجب القطع بسقوط قول هؤلاء ال ..... لعنهم الله) هكذا قال.
وكذلك قال: (وأما إستدلالهم بأن هذه الآية نزلت في حق علي فهو ممنوع و قد بينا أن أكثر المفسرين زعموا أنه في حق الأمة) يعني ليس في علي.
الألوسى:
(وهم راكعون حال من فاعل الفعلين أي يعملون ما ذُكر من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وهم خاشعون ومتواضعون لله جل وعلا).
الطبرى:
(يعني تعالى ذكره في قوله {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ} ليس لكم أيها المؤمنون ناصر إلا الله ورسوله والمؤمنون الذين صفتهم ما ذكر الله تعالى , وقيل أن هذه الآية نزلت في عبادة بن الصامت في تبرأه من من ولاية يهود بني قينقاع وحلفهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين , وأما قوله {وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} فإن أهل التأويل إختلفوا في المعنيّ به فقال بعضهم عُني به علي وقال بعضهم عُني به جميع المؤمنين) ثم ذكر من قال بهذين القولين.
السعدى: (
فولاية الله تُدرك بالإيمان والتقوى فكل من كان مؤمناً تقياً كان ولياً لله ومن كان ولياً لله فهو ولي لرسوله وقوله {وَهُمْ رَاكِعُونَ} أي خاضعون لله ذليلون.
الشوكانى فى فتح القدير، و ابن الجوزى فى زاد المسير:
فأين الإجماع؟!
كل هؤلاء المفسرين وغيرهم كثير لايقولون أنها نزلت في علي , وهؤلاء يدعون أنه أجمع المفسرون أنها نزلت في علي رضي الله عنه وأرضاه!!.
كذلك نقول الآية – كما يلاحظ الجميع - {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ} فهي جمع وعلي واحد فهذه تعمية لحال علي , لو كان المراد علياً رضي الله عنه فعلى الأقل يأتي إما بإسمه أو بشيء يدل عليه , والذي يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة وهو راكع على الأقل هذه أوضح أما أن تأتي هكذا معماه إذا قلنا إن المقصود علي رضي الله عنه هذا لايمكن أن يكون أبداً ولايجوز أن يُنسب إلى الله جل وعلا الذي هو أحسن قيلا وأحسن حديثاً سبحانه وتعالى كيف نحن من قول الله تعالى {يريدُ اللهُ ليبينَ لكم ويهديَكُم سُنَنَ الذين مِنْ قبلكم ويتوبَ عليكم} أين نحن من هذه الآية؟ أين البيان في هذه الآية!؟ , إنها دعوى والدعوى مرفوضة لا تُقبل.
وهناك جزئية ذكرها بعض أهل العلم مفيدة في هذا الجانب وهي قولهم أن الزكاة بالخاتم لا تُجْزئ , الزكاة إنما تكون بالدراهم والدنانير وأما إن يتزكى بالخاتم فإن هذا لا يجزئ أبداً.
على كل حال هذه هي الآية الأولى التي يستدلون بها ووجه الإستدلال عندهم – حسب ما قرأتُ لبعضهم - أنه كلمة إنما {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ الله} قالوا إنما هذه للحصر كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم (إنما الأعمال بالنيات) أي حصر الأعمال لا تُقبل إلا تكون مصحوبة بنية {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} وهو علي رضي الله عنه! سلمنا جدلاً أنها في علي ثم ماذا؟؟ ...
أين خلافة الحسن والحسين وعلي بن الحسين , أهذه للحصر؟ , إذاً ليس لكم ولي إلا الله وليس لكم ولي إلا رسول الله وليس لكم ولي إلا علي إذاً أبطلوا خلافة الحسن أبطلوا خلافة الحسين أبطلوا خلافة التسعة من أولاد الحسين لأن الله قال {إِنَّمَا} أي فقط , فإذا إلتزموا بذلك فهذا شأنهم.
المصدر:
http://www.hewarona.com/vb/showthread.php?t=6360(/)
التحرج من رواية الإسرائليات،هل هو نبذ للرخصة؟
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[21 Sep 2009, 09:22 م]ـ
التحرج من رواية الإسرائليات في التفسير،مع عدم مصادمتها ومخالفتها لما عندنا، وخلو بعض كتب التفسير منها، أليس فيه نبذ لرخصة رخص بها الشارع الحكيم،حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: حدثو عن بني إسرائيل ولاحرج.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[21 Sep 2009, 10:54 م]ـ
التحرج من رواية الإسرائليات في التفسير،مع عدم مصادمتها ومخالفتها لما عندنا، وخلو بعض كتب التفسير منها، أليس فيه نبذ لرخصة رخص بها الشارع الحكيم،حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: حدثو عن بني إسرائيل ولاحرج.
ان كانت لا تخالف ما عندنا - حسبما تقول - فلم التحرج من روايتها؟!!
أعتقد ان هذا يكون تكلفا وتنطعا لا مسوغ له
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[22 Sep 2009, 12:40 م]ـ
الأخوة الكرام،
إليكم فهم شيخي للحديث الشريف:
حدّثوا ولا حرج؟!!
جاء في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري:" بلغوا عنّي ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب عليّ متعمداً، فليتبوأ مقعده من النار". فلماذا لا حرج في التحديث عن بني إسرائيل، وعندهم الحق والباطل؟!
الجواب: ينص الحديث الشريف على جواز التحديث عن بني إسرائيل. والتحديث عنهم لا يعني تصديقهم ولا يعني تكذيبهم. وقد ورد النهي عن تصديق أهل الكتاب أو تكذيبهم؛ لأننا قد نصدقهم في نقل غير صحيح، أو نكذبهم في نقل صحيح. فإذا كان لدينا البرهان على التكذيب فيكون عندها التكذيب للبرهان وليس لمجرد أنه نقل عن أهل الكتاب. وإذا كان لدينا البرهان على صدق الخبر فيكون التصديق لوجود البرهان وليس لأنه من نقلهم.
وعليه لا حرج في التحديث عنهم ونسبة الأمر إليهم لوروده عندهم؛ فعندما نقول: ورد عند اليهود كذا وكذا لا نكون حاملين لوزر كذبهم، لأنه لا يترتب على ذلك تصديق أو تكذيب، وبالتالي لا يبني على هذا الإخبار إيمان ولا عمل.
أما التحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم فينبغي الاحتياط فيه، فلا نحدِّث إلا بما صحّ عنه عليه السلام، لخطورة مقامه ومقاله، ولما يترتب عليه من اتباع في الإيمان والعمل. ومن هنا وجدنا أنّ الحديث الشريف ينص في شطره الأول:" بلغوا عنّي ولو آية"، وفي شطره الأخير:" ومن كذب عليّ متعمداً، فليتبوأ مقعده من النار".
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[22 Sep 2009, 01:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وآله وصحبه أجمعين وبعد
أخي أبو عمر البيراوي حفظك الله
لا تكاد تخلو كتب علوم القرآن الكريم من مباحث الإسرائيليات، أي الروايات التي تروى عن بني إسرائيل في قصص الأنبياء والتفسير وغيره
والقاعدة الأم عند الجميع هي: ما وافق القرآن الكريم وقول النبي صلى الله عليه وسلم نصدّقه، وما خالف القرآن الكريم وقول النبي صلى الله عليه وسلم ندعه، وما سكت عنه القرآن الكريم نتوقف فيه، فلا نحن نكذّبه ولا نحن نبني عليه علما ...
نحو اسم الشخص الذي مرّ على قرية وهي خاوية على عروشها: قال تعالى ((أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (البقرة:259)
نجد أن القرآن الكريم لم يذكر اسم هذا الرجل، ونجد في بعض كتب التفسير أن اسمه العزير، ونحو هذا الأمر لا يؤذي في شيء ولا ينبني عليه كبير فائدة، فهو رجل صالح سواء كان العزير عليه صلاة الله وسلامه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام أم غيره، ولا أجد مانعا من ذكر اسمه عند تفسير الآية
أما قول البعض كبّوا كل ما ورد عن بني إسرائل وألقوه في سلّة المهملات، فبحاجة إلى تدقيق ونظر، فنحن المسلمون لا نعادي بني إسرائل لأنهم اتبعوا سيدنا موسى أو سيدنا يعقوب عليهم الصلاة والسلام، أو لأن رسالتهم التي أرسلت إليهم غير رسالتنا، بل نعاديهم لأنهم تخلوا عن تعاليم هذه الرسالة التي من أهم وصاياهم فيها لا تقتل لا تزني لا تسرق .... فظاهر فعلهم الذي لا يخفى على أحد أنهم يستبيحون كل المحرمات التي حرّمها الله تعالى، ومن عاد منهم وتبع دين الإسلام فسيكون أخا لنا في هذا الدين
أما من بقي على حاله فنسأل الله تعالى أن يمكّن لنا في الأرض حتى نعيده إلى رشده أو يأخذ عقابه الذي يرضي الله ويرضي رسله وأنبياءه عليهم جميعا أفضل الصلاة والتسليم.
والله من وراء القصد وهو الهادي سواء السبيل(/)
طلب الفتوى التي ذكرها د: عبد الرحمن الشهري
ـ[الأبية]ــــــــ[22 Sep 2009, 12:05 ص]ـ
السلام عليكم ...
هل سنجد الفتوى التي ذكرها د: عبد الرحمن الشهري في آخر حلقة وهي (الإعجاز العلمي) من برنامج الأجر والأجران ,,,لهيئة كبار العلماء ,,,
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[22 Sep 2009, 12:09 ص]ـ
السلام عليكم ...
هل سنجد الفتوى التي ذكرها د: عبد الرحمن الشهري في آخر حلقة وهي (الإعجاز العلمي) من برنامج الأجر والأجران ,,,لهيئة كبار العلماء ,,,
ونؤكد على الطلب ....
ـ[الحاتمي]ــــــــ[22 Sep 2009, 12:25 ص]ـ
ونؤكد على الطلب ....
نؤكد رفع الحلقتين لكي تتم الافادة ..
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[22 Sep 2009, 01:51 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
لمن أراد الرجوع إلي الحلقة فهي على الرابط التالي
http://www.youtube.com/watch?v=MoH25ae13Zo&feature=related
و هي مقسمة علي 12 جزء
ـ[حادي الحجيج]ــــــــ[22 Sep 2009, 08:08 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقبل الله منا ومنكم وكل عام وانتم الى الله اقرب
ياحبذا لوتم تفريغها أوالاشارة الى مصدرها
لاحرمتم الأجر
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[22 Sep 2009, 03:59 م]ـ
السلام عليكم ...
هل سنجد الفتوى التي ذكرها د: عبد الرحمن الشهري في آخر حلقة وهي (الإعجاز العلمي) من برنامج الأجر والأجران ,,,لهيئة كبار العلماء ,,,
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تفضلي أختي الكريمة لعلى هذا الرابط يفيدك ..
http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=6191(/)
ترجمة القرآن للغة السلوفاكية
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[22 Sep 2009, 07:43 ص]ـ
كنت في الاستماع للبرامج الجميل الذي تبثه إذاعة الرياض المتميزة، واسمه (قناديل عربية) يقدمه الإعلامي المتميز سليم الغامدي يبث يعد منتصف الليل في شهر رمضان المبارك ـ أعاده الله علينا باليمن والإيمان ـ وكان ذلك يوم الأربعاء 5/ 9/1430هـ، فاستضاف البرنامج السفير السوداني عبد الباسط ... ، (سفير سوداني سابق لدى جمهورية سلوفاكيا) فذكر أنه أحد الإخوة السوريين المسلمين القاطنين بهذه الدولة، قد قام بترجمة معاني القرآن الكريم لللغة السلوفاكية.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[22 Sep 2009, 10:57 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
أما موضوع ترجمة معاني القرآن الكريم، فأمر لا بد منه ضمن ضوابط وشروط؛
1 - أن يكون المترجم متمكن من اللغة التي يترجم منها وهي العربية واللغة التي يترجم إليها وخبير بدلالة استخداماتها.
2 - أن لا يقوم بالترجمة الحرفية للألفاظ بل يؤدي أرجح المعاني والأقوال في التفسير ويبتعد عن مواطن الخلاف ما أمكن
3 - أن لا يقوم من خلال الترجمة للتأسيس إلى مذهب فكري معين، بل يجعل غايته وجه الله تعالى دون أي مذهب خاص
4 - أن يُبَيّن للمترجم لهم بأن هذه المعاني التي ترجمها إلى لغتهم هي فهمه العام من القرآن الكريم وقد يعتري هذا الفهم شيء من الخطأ والتقصير وهذا الأمر ليس مرجعه للقرآن الكريم بل مرجعه للمترجم نفسه
وهذا كله يسمى ترجمة تفسيرية أي يترجم التفسير
5 - على المترجم أن يبيّن للمترجم لهم بأن ترجمة ألفاظ القرآن الكريم ممتنعة، ولا يستطيع أحد مهما أوتي من جوامع الكلم والتمكن من اللغات أن ينقل بيان القرآن الكريم وأوجه دلالاته إلى أي لغة أخرى.
ولننظر إخوتي الأحبة إلى سورة الفاتحة،لنفهم معنى المثاني السبع
هل هي أعداد آيات السورة، أم الأحرف السبعة التي استثنيت من هذه السورة الكريمة، وهي الفاء والجيم والشين والثاء والظاء والخاء والزاي لا غير، فهل هذه الحروف لم ترد في هذه السورة عبثا؟ هل لها دلالات يمكن أن يفهمها أهل العلم والتفسير؟
هذا كله لا يمكن أن يؤدّيه أي مترجم للغة الأخرى، ونحو ذلك أوجه البيان العربي من كناية ومجاز وبديع والتفات وغيره إذا ترجم على ظاهر نصه ضاعت بداعة البيان في سور القرآن.
والله تعالى أعلم وهو الهادي سواء السبيل
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[22 Sep 2009, 11:00 ص]ـ
أرجو التكرم بقراءة كتاب المدخل إلى علوم القرآن الكريم والسنّة المشرفة، الفصل الخاص بموضوع ترجمة معاني القرآن الكريم، وهو كتاب منهجي مقرر لجامعة آل البيت في الأردن، وقد تشرفت بالمشاركة في التأليف في هذا الموضوع وغيره، وهو كتاب بُذِلَت فيه جهود قيّمة.
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[24 Sep 2009, 08:24 ص]ـ
أشكرك يا دكتور حسن على المرور،
والإفادة، وشكراً.
وأعتذر للإخوة عل نقل هذا الموضوع مرتين سهواُ مني،
لذا أرجو من الإدارة حذف الثاني منهما، لكن بما أن التعليقات عليه فيحذف الأول، وما أدري النسبة لعدد قراء الموضوع المحذوف (المكرر) هل ينقل إلي المثبت أم لا.(/)
سلسلة فن أصول التفسير
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[22 Sep 2009, 11:12 ص]ـ
سلسلة فن أصول التفسير
الشيخ الدكتور مساعد الطيار
السلام عليكم إخواني وأخواتي ....
اسمحوا لي أن أقدم لكم هذه المادة والتي هي عبارة عن تلخيص لسلسة محاضرات فن أصول التفسير، سائل المولى عز وجل أن يتقبل مني هذا العمل المتواضع، متمنياً على إخواني وأخواتي أي تعليق أو تعديل على المادة الإفادة بذلك، ولكم مني جزيل الشكر ....
الموضوعات الكلية في أصول التفسير
• تقسيم علم أصول التفسير (هذا تقسيم فني):
1 - المقدمات: وتشمل تعريفات العلم وثمراته، المقدمات العشر.
2 - المصادر:
أ. المصادر النقلية البحتة.
ب. المصادر النقلية النسبية.
ت. مصادر الاجتهاد.
3 - الاختلاف:
أ. أسباب الاختلاف.
ب. أنواع الاختلاف.
ت. طرق التعبير عن التفسير.
4 - القواعد:
أ. قواعد عامة.
ب. قواعد ترجيحية.
• أصول التفسير:
الأصل: الأساس الذي يبنى عليه الفرع.
التفسير:
لغة: البيان والإيضاح والشرح.
شرعاً: هناك تعريفات كثير، ومنهم من توسع بذلك، وأقرب ما يقال عنه، بيان معاني القرآن، وهو فهم المعني، معنى كلام الله سبحانه وتعالى، أما بعد فهم المعنى ليس من التفسير، إنما مرتبط بالقرآن. قال تعالى: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْر} التوبة: 37، النسيء: هو مأخوذ من النسيء وهو التأخير فهو لم يعرف المعنى فلا يسمى هذا تفسيراً، وإذا قلنا النسيء هو تأخير الأشهر الحرم، وهو تأخير الأشهر الحرم زيادة في الكفر، فهنا تبين المعنى فهنا اسمه التفسير، أما معرفة المكي والمدني هنا لا يقدم في معرفة معنى النسيء، فهذا هنا ليس في هذا المرتبة المراد بالتفسير، وإنما هو مرتبة أخرى.
فائدة: في قضية بيان المفردة علينا الانتباه إلى اشتقاق الكلمة، أو المراد به في هذا السياق ... ما من آية تخلو من مفردة قرآنية، فهذا يعني كل آية فيه مبحث لغوي ... أيضًا سبب النزول أو قصة الآية هذا أيضًا يسهم في فهم المعنى، والاستغناء عنه قد يسبب إلى العديد من المشكلات، وقد يكون في بعض الآيات لا تحتاج إلى سبب نزول ولكن تكون مثبتة للمعنى.
بيان الحكم المنصوص عليه: هذا يدخل في علم التفسير، أما الاستنباطات تدخل في باب آخر.
الخاص والعام: أيضًا يدخل في علم التفسير، لأن فهم المعنى يتأثر به.
الناسخ والمنسوخ: أيضًا يدخل في علم التفسير.
بصورة أخرى أي معلومة يتأثر فيها بيان المعنى فهي من صلب علم التفسير، وأي معلومة لا تؤثر في فهم المعنى بحيث أنها مقوية للمعنى فهي لا تدخل في صلب التفسير.
• الأحوال مع القرآن:
1 - التفسير.
2 - التدبر.
3 - التأثر.
4 - العمل.
1 - التفسير: هناك من المعاني في القرآن ما هو ظاهر، ومنه ما يحتاج إلى بيان، إما لخفائه، أو لأنه يحتمل أكثر من معنى.
{وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ} المسد: 4، فلو جاء أحدهم وفسر معنى امرأته بأنها زوجته لفهم المعنى، ولكن الإمام الشافعي استنبط من هذه الآية صحة عقود الكفار، ذلك أنّ الله عز وجل نسب أم جميل إلى زوجها أبي لهب.
2 - التدبر: هو عملية عقلية وأصله الرأي والاجتهاد، والتدبر بعد فهم المعنى يشترك في الاستنباط، والتدبر أوسع من الاستنباط وهو نوع من أنواع التدبر.
3 - التأثر: هو عملية وجدانية، ذكرها الله سبحانه وتعالى في قوله: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} الزمر: 23، وهذا قد يكون لها سبب، وقد ذكرها العلماء في آداب قراءة القرآن، وقد يتأثر الإنسان من دون هذه الأسباب، ومنها تأثر الكافر وقد لا يؤمن، وهذا من إعجاز القرآن الكريم.
4 - العمل بالقرآن: وهو تأول القرآن أي العمل بالقرآن، أي يطبق ما يؤمر به، وما نُهي عنه ينتهي عنه، وهذه المرحلة مستقلة عن غيرها .. وهذا العمل يأتي بالاجتهاد والتوفيق {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} العنكبوت: 69.
• معلومات كتب التفسير:
أي عمل لا يؤصل من خلال أهل الاختصاص، يوقع هذا بالإشكالات الكثيرة، وقد لا يدركها الجمهور، ولكنها توصل إلى أمر سيء.
1 - بيان المعاني (والذي هو صلب التفسير): وهذا سبق.
2 - علوم القرآن: وهذا العلم يتداخل مع التفسير والذي يُشكل على كثير من الناس، وأي معلومة لا تؤثر في فهم المعنى ليست من التفسير. ومثال ذلك عد الآي وهو من العلوم التي لا يؤثر في المعنى، ومع هذا فهو من علوم القرآن، وأيضًا ما يتعلق من أسباب النزول وفضائل السور وهذا أيضًا لا يؤثر في المعنى ...
3 - الاستنباطات والفوائد: وهذه متعددة بين الفقهية والحكمية والسلوكية والأخلاقية والتربوية والعامة، وبعضها قد يكون قريب إلى الذهن، ومنها ما هو بعيد عن الذهن، وهذه الاستنباطات ليست من صلب التفسير. {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} المطففين: 15، وملا سؤل الإمام الشافعي عن هذه الآية، قال: "لما حجب قومًا في حال السخط، دل على أنّ قومًا يرونه في حال الرضا" استدل فيها على إثبات رؤية الله سبحانه وتعالى، ولكن سيقا الآية جاء لإثبات نفي رؤية الله سبحانه وتعالى للكفار، وكلن استنبط هذا الحكم، ولكنها لا تؤثر في هذا المعنى، ومن هذه الكتب "الإكليل في استنباط التنزيل" للإمام السيوطي، وفيه الكثير من استنباطات العلماء.
4 - معلومات عامة: وهذا لا يكاد يخلو منها تفسير، مثال كتاب البحر المحيط لأبي حيان اعتنى في كتابه بالنحو، وقس على هذا.
وهذا التقسيم الفني أقل ما فيه هو ترتيب المعلومات للقارئ، وعلى الطالب العناية بدايةً بالمعاني، وبعد هذا يعتني الطالب بتدبر القرآن لأن التدبر لا يأتي إلاّ بعد فهم المعاني.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[22 Sep 2009, 02:51 م]ـ
السلام عليكم إخوتي الأكارم .....
أترككم مع المادة الصوتية،،،،
إن شاء الله سأضع تلخيصات باقي المادة في الأيام القادمة .....
ولم يرغب بالمادة على ملف Word فهي متوفرة عندي .....
للإستماع إلى المادة الصوتية اضغط هنا ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=67731&scholar_id=424&series_id=3786)
ـ[فيوض]ــــــــ[22 Sep 2009, 07:42 م]ـ
أحسن الله إليك وجزاك الله خيرآ
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[23 Sep 2009, 12:50 ص]ـ
بارك الله بك
ـ[زمرلي]ــــــــ[23 Sep 2009, 04:38 م]ـ
الأخ محمود
الرجاء إعادة النظر في بعض الأمور التي طرحتها:
1ـ علم أسباب النزول له تعلق بالمعاني وبالتفسير انظر فوائده في البرهان والإتقان
2ـ جعلت التدبر خلافاً لما عليه أهل التفسير، فالتدبر هو شامل للتلاوة والفهم والعمل بمقتضى الفهم
3 ـ جعلت الاستنباط لا علاقة له بالتفسير، فكيف ـ والحال هذه ـ يعمل بمقتضى التدبر، وهل العمل إلاّ لما استنيطه من أحكام وتشريعات
نرجو منكم التكرم بمراجعة ذلك من كتب أهل العلم، وجزاك الله خيراً
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[24 Sep 2009, 11:29 م]ـ
السلام عليكم أخي الكريم
أنا لم أنقل هذا الكلام من عندي ....
وإنما ذكرت انّ هذا هول تلخيص لما جاء في شريط الدكتور مساعد الطيار في الشريط الأول من سلسلة فن التفسير ....
كما ووضعت المادة الصوتية أخي الكريم، فمن الممكن أن ترجع لها وتستمع إلى المحاضرة .....
المسألة الأولى التي طرحتها أنت، حول أسباب النزول، أنا لم أذكر أنها ليست من التفسير ....
ولكن أخي الكريم كل ما ذكرته من خلال محاضرة الدكتور أنه كل أمر يسهم في فهم معنى الآية فهو من التفسير، وقد يأتي سبب نزول ولا يكون له طريق لفهم المعنى ولكنه مثبت للمعني فهذا أيضاً من التفسير ....
ـ[أم أسماء]ــــــــ[25 Sep 2009, 02:40 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وبوركت جهودكم ...
وإننا نرغب في تنزيل ملف وورد للدورة بارك الله فيكم
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[25 Sep 2009, 05:00 م]ـ
السلام عليكم ....
أختي الكريمة أنا لدي هذا التلخيص ملف Word ولست كل المادة، بعبارة أخرى كل شريط قمت بتلخيصه، فإذا رغبت بالحصول على الملف، أعلميني حتى أرفعه لك ...
بارك الله بكم جميعاً(/)
الإعجاز العلمي للقرآن
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[22 Sep 2009, 04:20 م]ـ
الإعجاز العلمي للقرآن
لابد أولاً من افتراض حسن النية في كل من يحاول اجتذاب الناس إلى دينهم مهما ظهر من مجافاته طريق الصواب؛ فقد قال الله تعالى عن أضل عباده: {إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ} [الأعراف:30]، ولكن لا بد من إظهار انحرافه عن منهاج النبوة حتى لا يغتر به الآخرون.
ومن أسوء الأمثلة على ذلك: ربط كلام الله اليقيني بالنظريات الحديثة في الكون والحياة، وكلها ظنية قابلة للتغيير والتبديل.
يعيد بعض الباحثين (1) بداية هذا الانحراف إلى ما يلي:
1ـ محاولة بعض المفسرين الماضين سد الثغرات المتوهمة في قصص الأنبياء بالتفاصيل المأخوذة من التوراة والإنجيل؛ غافلين عن حكمة اقتصارها في كتاب الله على مواطن العظة.
2ـ الاحتجاج بشعر العرب على القرآن ـ بدلاً من الاحتجاج بالقرآن على اللغة ـ: كما احتج الأشاعرة على تأويل الاستواء بالاستيلاء: (قد استوى بشر على العراق)، وتأويل الكرسي بالعلم: (ولا يُكرسئ علم الله مخلوق)؛ صرفاً للفظ عن ظاهره.
3ـ الاحتجاج بالرأي المخالف لمنهاج السنة؛ فيفهم الآية انتصاراً للمذهب: كما احتج الخوارج على ضلال عثمان وعلي رضي الله عنهما بقول الله تعالى: {وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً} [الأنفال: 25] مؤكدين رأيهم بحديث موضوع: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعثمان: (بك تفتح)، ولعلي (أنت إمامها وزمامها وقائدها تمشي فيها مشي البعير).
وكما احتج الإمامية على حصر الولاية في علي رضي الله عنه ـ والأئمة من نسله ـ بقول الله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} [المائدة: 55]، وأنها نزلت في علي رضي الله عنه؛ إذ سأله سائل وهو راكع في صلاته؛ فأومأ إليه بخنصره فأخذ خاتمه منه.
ولعلَّ أول من وقع في شبهة الإعجاز العلمي في القرآن: الغزالي (ت505) في (إحيائه)؛ إذ ادعى أن القرآن يحوي سبعة وسبعين ألف علم، بعدد كلماته مضاعفة أربع مرات؛ بادعائه أن لكل كلمة ظاهراً وباطناً وحدَّاً ومطلعاً، وفي كتابه (جواهر القرآن) يخصص الفصل الخامس لبيان اشتمال القرآن على جميع العلوم أو الفنون الدنيوية.
وكما فتح الغزالي الباب للخلط بين التصوف والإسلام؛ فتحه للخلط بين الفكر والفقه في نصوص الوحي، فجاء من بعده الرازي (ت606) فزاد الطين بلة .. ثم استفحل الأمر فجاء ابن أبي الفضل المرسي (ت655)؛ فاستخرج الهندسة من قوله تعالى: {انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ} [المرسلات:30]، والجبر والمقابلة من الحروف في أوائل السور مثلاً.
وفي هذا العصر الذي بهر أبصار المسلمين وبصائرهم بنظرياته ومخترعاته، وإذا كان الكواكبي (ت 1320) هو السابق للابتداع في التفسير بمثل عزوه التصوير الفوتوغرافي إلى قول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً} [الفرقان:45]؛ فإن لواء الابتداع في هذا الأمر معقود للشيخ/ طنطاوي جوهري (ت1358)؛ ففي مؤلفه: (الجواهر في تفسير القرآن ـ 26مجلداً) كثير من المضحكات المبكيات، منها: استخراج تحضير الأرواح من قوله تعالى: {فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى} [البقرة: 73]، وقوله تعالى: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا} [البقرة: 259]، وقوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى} [البقرة: 260]، واستنبط من الآيات أن يكون محضر الأرواح ذا قلب نقي خالص كالعزير وإبراهيم وموسى.
وبهرت لغة العصر سيد قطب فوصف كلام الله (بالتصوير الفني، والتصور الرباني، والموسيقى الحادة التقاسم، والموسيقى المطمئنة المتموجة).
ومصطفى محمود تكلم عن (سمفونية الفاتحة)، وعن (الشفرة والرمز والألفاظ المطلسمة) في القرآن، وفي محاولة كل منهما ـ الأديب والطبيب ـ تفسير القرآن ما يفوق ذلك افتئاتاً على اللفظ والمعنى، وانحرافاً عن شرع الله ومنهاج خيار هذه الأمة.
وإذا لم يقف ولاة أمر المسلمين في وجه هذا الهجوم الشرس على تفسير كلام الله بغير علم ولا هدى، من قبل الأدباء والوعَّاظ والوراقين وتجار الدين، فليس من المستبعد أن يحدث في الإسلام ما حدث في النصرانية عندما أرادت اللحاق بركب العصر العلمي؛ فأدخلت في تفسير الأناجيل دراسات في الفلك، وفي الرياضة والعلوم الطبيعية والفنون التطبيقية، ولما تغيرت النظريات مع الزمن ـ كما يحدث دائماً في النظريات الظنية ـ فقد الدين النصراني احترامه بين أكثر أهله.
وقد رأينا اليوم انصراف الشباب المسلم عن تفاسير الأئمة في القرون الأولى، وهم أهل اللغة التي أنزل بها القرآن، وأهل العلم الشرعي المستنبط من الوحي؛ إذ أغشاهم البريق المؤقت للتفاسير العصرية عن التمييز بين الحقيقة والخيال وبين العلم اليقيني والفكر الظني.
وإعجاز القرآن عرفه المسلمون الأوائل القدوة في فصاحته وبلاغته وحججه البالغة، وإخباره عن غيب لا يعلمه إلا من أنزله، وبدعة الإعجاز العلمي للقرآن لا تعدو أن تكون إهانة للقرآن، وإعلاء لنظريات الملحدين.
وصلى الله وسلم على محمد و آل محمد.
________________________________
هامش:
(1) للتفصيل يراجع كتاب (بدع التفاسير)، لرمزي نعناعة أثابه الله
الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ:سعد الحصين حفظه الله تعالى
http://www.saad-alhusayen.com/articles/161
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[22 Sep 2009, 10:48 م]ـ
بارك الله فيك أختي الكريمة محبة القرآن على هذه المشاركة. واسمحوا لي أن أبدي رأيي في الإعجاز العلمي في القرآن وما يحاول البعض لوي أعناق الايات لتتناسب مع ما يعتبرونه فتحاً علمياً فالبعض أصبح يحاول أن يجعل من كل آية من الآيات مرتبطة بإعجاز علمي ما من وجهة نظره. وأنا أرى الأمر ببساطة أن الإعجاز في القرآن هو أولاً وآخراً إعجاز لغوي عظيم لن نصل إلى منتهاه إلا يوم يأتي تأويله. لكن الإعجاز العلمي من وجهة نظري المتواضعة لا يحتاج لكثير بحث ولا لوي أعناق الايات كما ذكرت لإثبات نظرية قد تكون صحيحة الآن ثم يثبت بعد فترة عدم صحتها فكيف ندافع عن النظرية الأولى وسيظهر كتاب الله تعالى أنه قابل للمناقشة والتصحيح والعياذ بالله.
الإعجاز العلمي بكل بساطة لا يحتاج لكثير أبحاث ولا سبر أغوار (وإن كنت ذات خلفية علمية) لكني أراه ظاهراً واضحاً جلياً لكل من يتفكر في خلق الله تعالى، فهل تابعنا البرامج التي تتحدث عن سلوكيات الحيوانات؟ وعن النباتات وأنواعها؟ وعن خلق السموات والأرض؟ صدقوني فيلم وثائقي واحد يتحدث عن هذه الأمور يثبت الإعجاز في الخلق بدرجة لا تقبل الشك ولا تدخل في متاهات البحث العلمي. أذكر أني شاهدت برنامجاً عن سلوك انمل من موقع هارون يحيى فما شعرت إلا وأني أخر لله ساجدة من عظمة خلق الله تعالى وكيف ألهم هذه الحشرة التي قد نطؤها باقدامنا دون أن نشعر أن تتصرف وتعمل جاهدة ليل نهار. وتابعت برنامجاً آخر من نفس الموقع عن اختلاف أنواع مناقير الطيور وكيف يناسب كل منقار غذاء الطير ومكان وجوده في الأرض أو في الشجر أو في الزهور سبحان الله لا يمكنني أن أصف كم في هذه الأفلام الوثائقية من إعجاز يسبح الخالق وهذا هو ببساطة الإعجاز العلمي وهذا مصداق قوله تعالى (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ (53) فصلت) دعوة بسيطة للتفكر في أنفسنا وما حولنا ترشدنا بكل سهولة للإعجاز في الخلق ولا نحتاج لكثرة بحوث قد تتجاوز في معظم الأحيان مقصدها فتؤذي من حيث ارادت الإفادة.
هذا والله تعالى أعلم.
رابط الفيلم الوثائقي عن النمل
http://us1.harunyahya.com/Detail/T/EDCRFV/productId/1258/THE_MIRACLE_IN_THE_ANT
رابط الفيلم الوثائقي عن البذرة
http://us1.harunyahya.com/Detail/T/EDCRFV/productId/1198/THE_MIRACLE_OF_SEED
رابط الفيلم الوثائقي عن الطيور
http://us1.harunyahya.com/Detail/T/EDCRFV/productId/1256/THE_MIRACLE_IN_BIRDS
رابط تحميل الأفلام العلمية من موقع هارون يحيى
http://www.harunyahya.com/m_video_index_.php
http://harunyahya.com/arabic/m_download_api.html
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[23 Sep 2009, 08:06 م]ـ
أحسنتِ أختي سمر ...
بارك الله فيكم.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[24 Sep 2009, 01:45 ص]ـ
[ quote] الإعجاز العلمي من وجهة نظري المتواضعة لا يحتاج لكثير بحث ولا لوي أعناق الايات كما ذكرت لإثبات نظرية قد تكون صحيحة الآن ثم يثبت بعد فترة عدم صحتها فكيف ندافع عن النظرية الأولى وسيظهر كتاب الله تعالى أنه قابل للمناقشة والتصحيح والعياذ بالله.
الأخت الفاضلة سمر الأرناؤوط
الأخت الفاضلة محبة القرآن
السلام عليكما ورحمة الله وبركاته، وبعد
نحيى فيكما غيرتكما على كتاب الله الكريم، وحرصكما البالغ على أن يكون بمنأى عن التشكيك فى حقيقة معانيه ومدلول كلماته، ولكن لا يفوتكما أنه يوجد فرق كبير بين أمرين: فهنالك النظرية العلمية التى لم تثبت صحتها بصورة قاطعة بعد، ولكن هنالك الحقيقة العلمية التى تم التثبت منها والتى لا يرقى اليها الشك
ونحن معكما نرفض تفسير القرآن الكريم وفقا لنظريات متغيرة وغير قاطعة، نحن معكما فى هذا تماما
أما ما تم التثبت والتحقق منه على وجه القطع واليقين وبالبرهان والدليل الجازم فلماذا التحرج والتخوف منه؟؟
بل ان هذا - على العكس - يشهد باعجاز القرآن العظيم ويدفع أهل الملل الأخرى الى الدخول فى دين الله عن اقتناع ويقين، وهذا ما قد حدث بالفعل والشواهد عليه اكثر من أن تحصى
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم اننى أدعوكما - اذا كان لديكما متسع من الوقت - الى مطالعة موضوع (هل قوله تعالى " وترى الجبال تحسبها جامدة " فى الدنيا أم فى الآخرة؟) والى ابداء رأيكما فيه قبل أن تصدرا حكما نهائيا على الاعجاز العلمى للقرآن الكريم
والله هو الهادى الى سواء السبيل
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[24 Sep 2009, 08:56 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل على تعقيبك الطيب وحرصك. واسمح لي أن أوضح أمراً وهو أنني لست ضد الإعجاز العلمي من حيث المبدأ ولكن ما يحصل في هذه الأيام ممن هم ليسوا من أهل الاختصاص الذين يقحمون أنفسهم في هذا المجال لمجرد الوصول إلى ما يسمونه إعجاز علمي حتى تنشر مقالاتهم وتفتح لهم المواقع فقد أصبح الأمر متجاوزاً للحد من وجهة نظري وهذا رأيي الشخصي ولا ألزم أحداً به.
أنا معك أن هناك بعض الحقائق العلمية التي تؤكد على ما جاء في القرآن الكريم لكن القرآن الكريم لا يحتاج منا إلى إثبات للإيمان به فأنا أرى أن الإيمان بالله تعالى خالقاً وبالقرآن الكريم كتاباً وبالنبي صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً لا يحتاج لإثباتات علمية فإما أن نؤمن ونمتثل لأمر الله تعالى أو لا نؤمن ولن يستوي من آمن وامتثل واستسلم لله تعالى بمجرد سماعه الدعوة إلى الله وبين من لم يؤمن إلا بعد أن تحقق من أن في هذا الأمر أو ذاك إعجاز علمي يرضي نهمه العلمي لمعرفة الحقيقة! لم يسبق أن سمعنا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أن الصحابة سالوه عن سبب تحريم الخمر مثلاً الذي كُتب فيه مقالات وعملت عليه بحوث ودراسات ليثبتوا أنه مضر بالإنسان وبالاقتصاد والمجتمع والبيئة! فهل الذي امتثل لأمر النهي عن الخمر مباشرة دون جدال خير أم الذي لم ينته إلا بعد أن ثبت له أن في الخمر ضرر عظيم عليه؟! وعلى سبيل المثال نحن نصلي امتثالاً لأمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم لا لما ثبت أن الصلاة رياضة مفيدة للجسم وحركاتها تفعل فعلها في جسم الإنسان وتنشّطه وغيرها من الإعجاز الذي اكتشفوه في حركات الصلاة وللأسف هذا ما يروجه البعض ظناً منهم أنه بهذه الطريقة سيجعلون الناس ترغب في الصلاة أكثر!! ونصوم لا لأن الصوم يخفف الوزن وينشط عملية الهضم ويخفض الضغط وإنما نصوم لأن الله تعالى أمرنا بذلك. وهكذا في بقية العبادات والأمور.
أنا معك في أن الغربيين من علماء وغيرهم الذين لا يؤمنون إلا بالمادة وما يوافق العقل يجذبهم موضوع الإعجاز العلمي لأنه يخاطب عقولهم العلمية فيدفعهم هذا إلى الإيمان بالله تعالى لكن هل سألنا هؤلاء بعد أن أسلموا هل ما زالوا يبنون إيمانهم بالله على موضوع الإعجاز العلمي فقط؟ أم أنهم رجعوا إلى أصل الدين من الإيمان بالغيب والتسليم لرب العالمين سواء عرفوا الحقيقة العلمية أو الحكمة من وراء أمر ما أم لم يعرفوا!
وما ذكرته في مشاركتي السابقة عن أن التفكر في خلق السموات والأرض وفي أنفسنا أكبر دليل على الإعجاز ومجرد النظر في مفاصل أيدينا يدعو للتأكد من عظمة هذا الخالق وعظمة الإعجاز في خلقنا دون الحاجة إلى أن يشرح لي طبيب عظام وظيفة كل مفصل ويسمي لي هذه المفاصل بأسماء علمية لن يزيد من إيماني شخصياً معرفة مسمياتها وكذلك النظريات العلمية في حركة النجوم والكواكب وغيرها.
أكرر أن موضوع الإعجاز العلمي قد يفيد البعض لكنه من وجهة نظري ليس شرطاً للإيمان بالله تعالى خالق هذا الكون جل وعلا. فمن يرد الله تعالى أن يهديه يوفقه لذك دون الحاجة لدليل علمي فكفار قريش انشق القمر أمام أعينهم فاصروا على الكفر وحصلت رحلة الإسراء والمعراج والرسول بين ظهرانيهم ولم يؤمنوا بل أصروا على الكفر!
ولعل رأيي هذا لم أكونه من عدم فكما ذكرت أنا من خلفية علمية جداً ولست ضد العلم ولا الأبحاث ولا غيرها لكن إذا تفقدت مواقع الإعجاز العلمي على النت والمؤتمرات والمقالات والبحوث العلمية تجد أنها في كثير من الأحيان تجاوزت الحد ودخل فيه من هو أهله ومن ليس من أهله والناس تنبهر بكل جديد فيُصرف الناس عن أصل الإعجاز القرآني الذي هو لغوي محض تحدى الله تعالى به أفصح الناس فعجزوا وأنا أرى أنه ما جنحنا إلى الإعجاز العلمي في عصرنا الحالي إلا لأننا لم نعد نملك من مقومات الإعجاز اللغوي شيئاً إلا من رحم ربي. وأرى أن هذا الإصرار على تحويل الناس للإعجاز العلمي ولدور العقل في تقبل الدين وفهمه هو من ضمن خطة منهجية لإبعاد الناس عن لغتهم العربية الأصيلة لأننا إذا ابتعدنا عنا سنبتعد عن القرآن بكل تأكيد! وهذا فيه تمجيد لدور العقل على الإيمان بالقلب وبالغيب! فهلا عدنا إلى لغتنا وإعجاز لغة القرآن حتى نفهم منها معاني الإعجاز في آيات القرآن الكريم فكل كلمة ترسم صورة لا ترسمها كلمة أخرى وإذا عرفنا معناها تبين لنا كثير من المعاني التي غفلنا عنها.
أقول هذا واستغفر الله تعالى إذا تجاوزت أو أسأت.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[24 Sep 2009, 04:51 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل على تعقيبك الطيب وحرصك ..
بارك الله فى أختنا الفاضلة سمر الأرناؤوط، ونحن نثمن جهودك المباركة والمتواصلة فى سبر أغوار البيان القرآنى ونحييك بشدة عليها ويمكن لى أن أساهم معك فى هذا الحقل بكتاب لى كنت قد نشرته سنة 1414 هجرية (1994م) وكان عنوانه: (مثانى الألفاظ الفريدة - معجزة جديدة للقرآن)، وهو يتناول البراهين اللغوية على الوحدة الأسلوبية لكل سورة من القرآن على حدة، وكيف أن كل سورة فى القرآن الكريم تعد نسيجا وحدها بالنظر فى مفرداتها وتراكيبها التى تفردت بذكرها وكررتها أكثر من مرة من دون باقى السور
أما فيما يخص موضوعنا فأجدك قد ذكرتى كلاما طيبا كثيرا
فمن ذلك قولك:
واسمح لي أن أوضح أمراً وهو أنني لست ضد الإعجاز العلمي من حيث المبدأ
ومنه كذلك قولك:
أنا معك أن هناك بعض الحقائق العلمية التي تؤكد على ما جاء في القرآن الكريم
ومنه أيضا قولك:
أكرر أن موضوع الإعجاز العلمي قد يفيد البعض
أما عن قولك:
فهلا عدنا إلى لغتنا وإعجاز لغة القرآن حتى نفهم منها معاني الإعجاز في آيات القرآن الكريم فكل كلمة ترسم صورة لا ترسمها كلمة أخرى وإذا عرفنا معناها تبين لنا كثير من المعاني التي غفلنا عنها
فأقول لك: حسنا فلترجعى الى لغتنا واعجاز لغة القرآن حتى نفهم منها معانى الاعجاز فى آيات القرآن الكريم (وهذا هو نص كلامك بقضه وقضيضه) فلترجعى أختاه الى ما ذكرتى فماذا ستجدي؟
ستجدين كثيرا من الآيات التى تتحدث عن خلق السموات والأرض فى ستة أيام مع تفصيل ذلك، وعن عوالم الطير والنبات والحيوان التى هى أمم أمثالنا، وعن سبح أجرام السماء فى أفلاك ومسارات محددة، وعن اختلاف ألوان النبات وألوان صخور الجبال رغم وحدة مصدرها، وعن. . . وعن. . . الى آخره
فكيف ستفهمين معانى الاعجاز فى أمثال تلك الآيات اذا لم يك لديك الأداة المناسبة لفهمها على الوجه الأمثل؟
وحتى لا أشتت تفكيرك سوف أكتفى بمثال واحد فحسب، فأقول مثلا:
ارجعى أختاه الى قوله تعالى " وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماءا. . " 22 من سورة الحجر
فلترجعى اليها على ضوء علوم اللغة فحسب ثم اخبرينى عن معناها، وعن دلالة لفظ (لواقح) فيها وماذا يفيد من معنى (أو معانى)، ولماذا ترتب عليه انزال الماء؟ أو لماذا جاء بحرف الفاء فى قوله (فأنزلنا)؟ أى ما علاقة نزول الماء بوصفه للرياح بأنها (لواقح)؟
كل تلك الأسئلة هل بامكانك أن تجيبى عنها اعتمادا على علوم اللغة فحسب؟
هذا ما سأنتظر الجواب عنه سواء منك أم من غيرك من أهل البيان المنكرين للتفسير العلمى
وتقبلى أختاه كل الاحترام والتقدير
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[25 Sep 2009, 04:06 ص]ـ
أختي الكريمة سمر جزاكِ الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك.
أخي الكريم نشكر لكم مشاركتكم لنا وهذا جوابا على ما سألتم
قال الطبري- رحمه الله -في تفسيره:
القول في تأويل قوله تعالى: (وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين (22))
اختلفت القراء في قراءة ذلك، فقرأته عامة القراء (وأرسلنا الرياح لواقح) وقرأه بعض قراء أهل الكوفة (وأرسلنا الريح لواقح) فوحد الريح وهي موصوفة بالجمع: أعني بقوله: لواقح. وينبغي أن يكون معنى ذلك: أن الريح وإن كان لفظها واحدا، فمعناها الجمع، لأنه يقال: جاءت الريح من كل وجه، وهبت من كل مكان، فقيل: لواقح لذلك، فيكون معنى جمعهم نعتها، وهي في اللفظ واحدة. معنى قولهم: أرض سباسب، وأرض أغفال، وثوب أخلاق، كما قال الشاعر:
[ص: 85] جاء الشتاء وقميصي أخلاق شراذم يضحك منه التواق وكذلك تفعل العرب في كل شيء اتسع.
(يُتْبَعُ)
(/)
واختلف أهل العربية في وجه وصف الرياح باللقح، وإنما هي ملقحة لا لاقحة، وذلك أنها تلقح السحاب والشجر، وإنما توصف باللقح الملقوحة لا الملقح، كما يقال: ناقة لاقح. وكان بعض نحويي البصرة يقول: قيل: الرياح لواقح، فجعلها على لاقح، كأن الرياح لقحت، لأن فيها خيرا فقد لقحت بخير. قال: وقال بعضهم: الرياح تلقح السحاب، فهذا يدل على ذلك المعنى، لأنها إذا أنشأته وفيها خير وصل ذلك إليه وكان بعض نحويي الكوفة يقول: في ذلك معنيان: أحدهما أن يجعل الريح هي التي تلقح بمرورها على التراب والماء فيكون فيها اللقاح، فيقال: ريح لاقح، كما يقال: ناقة لاقح، قال: ويشهد على ذلك أنه وصف ريح العذاب فقال (عليهم الريح العقيم) فجعلها عقيما إذا لم تلقح. قال: والوجه الآخر أن يكون وصفها باللقح، وإن كانت تلقح، كما قيل: ليل نائم والنوم فيه، وسر كاتم، وكما قيل: المبروز والمختوم، فجعل مبروزا، ولم يقل مبرزا بناه على غير فعله، أي أن ذلك من صفاته، فجاز مفعول [ص: 86] لمفعل، كما جاز فاعل لمفعول، إذا لم يرد البناء على الفعل، كما قيل: ماء دافق.
والصواب من القول في ذلك عندي: أن الرياح لواقح كما وصفها به جل ثناؤه من صفتها، وإن كانت قد تلقح السحاب والأشجار، فهي لاقحة ملقحة، ولقحها: حملها الماء وإلقاحها السحاب والشجر: عملها فيه، وذلك كما قال عبد الله بن مسعود.
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا المحاربي، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن قيس بن سكن، عن عبد الله بن مسعود، في قوله (وأرسلنا الرياح لواقح) قال: يرسل الله الرياح فتحمل الماء، فتجري السحاب، فتدر كما تدر اللقحة ثم تمطر.
حدثني أبو السائب، قال: ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن المنهال، عن قيس بن سكن، عن عبد الله (وأرسلنا الرياح لواقح) قال: يبعث الله الريح فتلقح السحاب، ثم تمريه فتدر كما تدر اللقحة، ثم تمطر.
حدثنا الحسن بن محمد، قال: ثنا أسباط بن محمد، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن قيس بن السكن، عن عبد الله بن مسعود، في قوله (وأرسلنا الرياح لواقح) قال: يرسل الرياح، فتحمل الماء من السحاب، ثم تمري السحاب، فتدر كما تدر اللقحة، فقد بين عبد الله بقوله: يرسل الرياح فتحمل الماء، أنها هي اللاقحة بحملها الماء وإن كانت ملقحة بإلقاحها السحاب والشجر.
وأما جماعة أخر من أهل التأويل، فإنهم وجهوا وصف الله تعالى ذكره إياها بأنها لواقح، إلى أنه بمعنى ملقحة، وأن اللواقح وضعت موضع ملاقح، كما قال نهشل بن حري:
ليبك يزيد بائس لضراعة وأشعث ممن طوحته الطوائح [ص: 87] يريد المطاوح، وكما قال النابغة:
كليني لهم يا أميمة ناصب وليل أقاسيه بطيء الكواكب بمعنى: منصب.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: ثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم في قوله (وأرسلنا الرياح لواقح) قال: تلقح السحاب.
حدثني المثنى، قال: ثنا أبو نعيم، قال: ثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، مثله.
حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، مثله.
حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، عن أبي رجاء، عن الحسن، قوله (وأرسلنا الرياح لواقح) قال: لواقح للشجر، قلت: أو للسحاب، قال: وللسحاب، تمريه حتى يمطر.
[ص: 88] حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا إسحاق بن سليمان، عن أبي سنان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عبيد بن عمير، قال: يبعث الله المبشرة فتقم الأرض قما، ثم يبعث الله المثيرة فتثير السحاب، ثم يبعث الله المؤلفة فتؤلف السحاب، ثم يبعث الله اللواقح فتلقح الشجر، ثم تلا عبيد (وأرسلنا الرياح لواقح).
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله (وأرسلنا الرياح لواقح) يقول: لواقح السحاب، وإن من الريح عذابا، وإن منها رحمة.
حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة (لواقح) قال: تلقح الماء في السحاب.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن ابن عباس (لواقح) قال: تلقح الشجر وتمري السحاب.
(يُتْبَعُ)
(/)
حدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول، في قوله (وأرسلنا الرياح لواقح) الرياح يبعثها الله على السحاب فتلقحه، فيمتلئ ماء.
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا أحمد بن يونس، قال: ثنا عيسى بن ميمون، قال: ثنا أبو المهزم، عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " الريح الجنوب من الجنة، وهي الريح اللواقح، وهي التي ذكر الله تعالى في كتابه وفيها منافع للناس ".
حدثني أبو الجماهر الحمصي أو الحضرمي محمد بن عبد الرحمن، قال: ثنا عبد العزيز بن موسى، قال: ثنا عيسى بن ميمون أبو عبيدة، عن أبي المهزم، عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر مثله سواء.
وقوله: (فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه) يقول تعالى ذكره: فأنزلنا من السماء مطرا فأسقيناكم ذلك المطر لشرب أرضكم ومواشيكم. ولو كان معناه: أنزلناه لتشربوه، لقيل: فسقيناكموه. وذلك أن العرب تقول إذا سقت الرجل ماء شربه أو لبنا أو غيره: سقيته بغير ألف إذا كان لسقيه، وإذا جعلوا له ماء لشرب أرضه أو ماشيته، قالوا: أسقيته وأسقيت أرضه وماشيته، وكذلك إذا استسقت له، قالوا أسقيته واستسقيته، كما قال ذو الرمة:
[ص: 89] وقفت على رسم لمية ناقتي فما زلت أبكي عنده وأخاطبه وأسقيه حتى كاد مما أبثه تكلمني أحجاره وملاعبه وكذلك إذا وهبت لرجل إهابا ليجعله سقاء، قلت: أسقيته إياه.
__________________________-
ويقول الشيخ:محمد الأمين بن محمد بن المختار الشنقيطي
في كتابه:أضواءالبيان في إيضاح القرآن بالقرآن
قوله تعالى: وأرسلنا الرياح لواقح. اللواقح جمع لاقح، وأصل اللاقح التي قبلت اللقاح فحملت الجنين، ومنه قول ذي الرمة:
إذا قلت عاج أو تفتيت أبرقت بمثل الخوافي لاقحا أو تلقح
وأصل تلقح: تتلقح، حذفت إحدى التاءين، أي توهم أنها لاقح وليس كذلك، ووصف الرياح بكونها لواقح ; لأنها حوامل تحمل المطر كما قال تعالى حتى إذا أقلت سحابا ثقالا [7\ 57] [ص: 267] أي حملت سحابا ثقالا، فاللواقح من الإبل حوامل الأجنة، واللواقح من الريح حوامل المطر، فالجميع يأتي بخير، ولذا كانت الناقة التي لا تلد يقال لها عقيم، كما أن الريح التي لا خير فيها يقال لها عقيم كما قال تعالى: وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم الآية [51\ 41] وقال بعض العلماء: اللواقح بمعنى الملاقح، أي التي تلقح غيرها من السحاب والشجر، وعلى هذا ففيه وجهان: أحدهما: أن المراد النسبة، فقوله: لواقح، أي ذوات لقاح كما يقال: سائف ورامح، أي ذو سيف ورمح ومن هذا قول الشاعر: وغررتني وزعمت أنك لابن في الحي تامر أي ذو لبن وتمر، وعلى هذا فمعنى لواقح أي ذوات لقاح، لأنها تلقح السحاب والشجر.
الوجه الثاني: أن لواقح بمعنى ملاقح جمع ملقحة، وملقح اسم فاعل ألقحت السحاب والشجر كما يلقح الفحل الأنثى، وغاية ما في هذا القول إطلاق لواقح وإرادة ملاقح، ونظيره قول ضرار بن نهشل يرثي أخاه يزيد أو غيره:
ليبك يزيد ضارع لخصومة
ومختبط مما تطيح الطوائح
فإن الرواية تطيح بضم التاء من أطاح الرباعي، والمناسب لذلك المطيحات لا الطوائح، ولكن الشاعر أطلق الطوائح وأراد المطيحات، كما قيل هنا بإطلاق اللواقح وإرادة الملاقح أي الملقحات باسم الفاعل، ومعنى إلقاح الرياح السحاب والشجر، أن الله يجعلها لهما كما يجعل الذكر للأنثى، فكما أن الأنثى تحمل بسبب ضراب الفحل، فكذلك السحاب يمتلئ ماء بسبب مري الرياح له، والشجر ينفتق عن أكمامه وأوراقه بسبب إلقاح الريح له. قال ابن كثير في تفسير هذه الآية الكريمة وأرسلنا الرياح لواقح [15\ 22] أي تلقح السحاب فتدر ماء، وتلقح الشجر فتنفتح عن أوراقها وأكمامها، وقال السيوطي في الدر المنثور: " وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والخرائطي في مكارم الأخلاق عن ابن مسعود - رضي الله عنه - في قوله وأرسلنا الرياح لواقح قال: يرسل الله الريح فتحمل الماء فتلقح به السحاب فيدر كما تدر اللقحة ثم يمطر ". وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: يرسل الله الريح، فتحمل الماء من السحاب، فتمري به السحاب،
(يُتْبَعُ)
(/)
فيدر كما تدر [ص: 268] اللقحة. وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: وأرسلنا الرياح لواقح، قال: تلقح الشجرة وتمري السحاب: وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي رجاء - رضي الله عنه - قال قلت للحسن - رضي الله عنه -: وأرسلنا الرياح لواقح قال: لواقح للشجر، قلت: أو السحاب، قال: وللسحاب تمر به حتى يمطر. وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله: وأرسلنا الرياح لواقح قال: تلقح الماء في السحاب. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله: وأرسلنا الرياح لواقح قال: الريح يبعثها الله على السحاب، فتلقحه فيمتلئ ماء. وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب السحاب، وابن جرير وأبو الشيخ في العظمة، وابن مردويه والديلمي في مسند الفردوس بسند ضعيف عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول " ريح الجنوب من الجنة " وهي الريح اللواقح التي ذكر الله في كتابه وفيها منافع للناس، والشمال من النار تخرج فتمر بالجنة، فيصيبها نفخة منها فبردها هذا من ذلك. وأخرج ابن أبي الدنيا عن قتادة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " نصرت بالصبا، وأهلكت عاد بالدبور، والجنوب من الجنة، وهي الريح اللواقح ".
هذا حاصل معنى كلام العلماء في الرياح اللواقح، وقد قدمنا قول من قال: إن اللواقح هي حوامل المطر، وأن ذلك القول يدل له قوله تعالى: حتى إذا أقلت سحابا ثقالا [7\ 57] أي حملتها، وقد قدمنا في ترجمة هذا الكتاب المبارك أن من أنواع البيان التي تضمنها، أن يكون للشيء أوصاف، فيذكر بعضها في موضع، فإنا نبين بقية تلك الأوصاف المذكورة في مواضع أخر، ومثلنا لذلك بظل أهل الجنة فإنه تعالى وصفه في سورة النساء بأنه ظليل في قوله: وندخلهم ظلا ظليلا [4\ 57] وقد وصفه بأوصاف أخر في مواضع أخر، وقد بينا صفات ظل أهل الجنة المذكورة في غير ذلك الموضع كقوله: أكلها دائم وظلها [13\ 35] وقوله: وظل ممدود [56] إلى غير ذلك من أوصافه، وإذا علمت ذلك فاعلم أنه تعالى وصف الرياح في هذه الآية بكونها لواقح، وقد بينا معنى ذلك آنفا، ووصفها في مواضع أخر بأوصاف أخر، من ذلك وصفه لها بأنها تبشر بالسحاب في قوله:ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات [30\ 46] وقوله: وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته على قراءة من قرأها بالباء، ومن ذلك وصفه لها بإثارة السحاب كقوله: الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا الآية [25\ 48] [ص: 269] وقال صاحب الدر المنثور: وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن عبيد بن عمير قال " يبعث، فيجعله ركاما، ثم يبعث اللواقح فتلقحه فيمطر "
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[25 Sep 2009, 08:01 ص]ـ
جزاك الله خيراً أختي الفاضلة محبة القرآن على هذا النقل الطيب والتفصيل في كلمة واحدة في كتاب الله تعالى (لواقح).
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[25 Sep 2009, 12:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أختنا الفاضلة / محبة القرآن
بوركتى وجوزيتى خيرا على هذا النقل المفصل
ولكن يا أختاه يبدو أنك لم تدركى ما كنت أرمى اليه من وراء سؤالى هذا، وكذلك - فيما يبدو - الأخت سمر
لقد نقلتى لنا - مشكورة - جواب أهل اللغة سواء القدامى منهم أم المعاصرين
فما رأيك فى أن تعيرى سمعك ولو قليلا لجواب أهل العلم الحديث المؤمنين الصالحين؟
جاء فى تفسير (المنتخب) الصادر عن المجلس الأعلى للشئون الاسلامية بجمهورية مصر العربية ما يلى:
"سبقت هذه الآية ما وصل اليه العلم من أن الرياح عامل هام فى نقل حبوب اللقاح الى الأعضاء المؤنثة فى النبات ليتم بذلك عقد الثمار، كما أنه لم يعرف الا فى اوائل القرن العشرين أن الرياح تلقح السحاب بما ينزل بسببه المطر، اذ أن نويات التكاثف، أو النويات التى تتجمع عليها جزيئات بخار الماء لتكون نقطا من الماء نامية داخل السحب هى المكونات الأولى من المطر تحملها الرياح الى مناطق اثارة السحاب، وقوام هذه النويات أملاح البحار وما تذروه الرياح من سطح الأرض والأكاسيد والأتربة ونحوها كلها لازمة للأمطار.
كما ذكر أحد العلماء المعاصرين ما يلى:
(يُتْبَعُ)
(/)
" هذه الصفة بأن الرياح (لواقح) تستدعى وقفة تأمل طويلة.
فالرياح الباردة تثير سحابا. . وهى تدفع السحب المكهربة الى لقاء بعضها بعضا، حيث أنها تلقى بالسحابة سالبة التكهرب بين أذرع سحابة أخرى موجبة التكهرب فيحدث البرق والرعد ويسقط المطر، وما أشبه هذا بحدوث التلقيح،فهى تلاقح بين السحب فيكون برق ورعد ومطر
ثم ينزل المطر على الأرض فيخصبها، وهو تلقيح من نوع آخر بين الماء والأرض
كما أن الرياح تحمل حبوب اللقاح من زهرة لتلقى بها الى مبيض زهرة أخرى فيكون تلقيح من نوع ثالث هذه المرة، تلقيح بالمعنى الحرفى للآية
فنحن أمام كلمة صادقة مجازا وصادقة حرفيا، وعلى أى صورة فهمتها فانها تصدق معك. . . وكل هذا العلم التفصيلى فى تكهرب السحاب وانتقال حبوب اللقاح لم يكن معلوما أيام نزول الآية، وقد حمل المفسرون معنى الكلمة على أنه مجاز: فالرياح تثير السحاب وتسقط المطر على الأرض فتخصبها،فهى لواقح بالمعنى المجازى، ولكن العلم وضع أيدينا على كنوز البيان فى داخل هذه الكلمة فاذا بالصدق فيها مجازى وحرفى، وجزئى وكلى، واذا بانتقاء هذه الكلمة فى موضعها معجزة من معجزات الاحكام والدقة فى البيان القرآنى "
والآن أختنا الفاضلة دعينى اسألك على أن تصدقينى القول:
ألا تشعرين بعد اطلاعك على هذه المعانى بأنها قد أضافت جديدا مما لم يك معلوما لأهل اللغة الذين ذكرتى بعضا منهم؟
هذا ما كنت أعنيه بسؤالى فى المداخلة السابقة
ثم اننى قد دعوتك - أنتى والأخت سمر - الى ابداء رأيكما فى معنى آية سورة النمل " وترى الجبال تحسبها جامدة وهى تمر مر السحاب، صنع الله الذى أتقن كل شىء. . " وفى دلالتها على سبق القرآن الكريم الى تقرير حقيقة دوران الأرض والتى لا يرقى اليها الشك، ولكن لم يصلنى رد منكما
أكرر لك شكرى على مجهودك فى النقل، وأرجو أن تتأنى قليلا فى اصدار حكمك على الاعجاز العلمى للقرآن الكريم، والموفق هو الله، وهو الهادى الى سواء السبيل
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[25 Sep 2009, 03:37 م]ـ
[ align=center] الإعجاز العلمي للقرآن
لابد أولاً من افتراض حسن النية في كل من يحاول اجتذاب الناس إلى دينهم مهما ظهر من مجافاته طريق الصواب؛ فقد قال الله تعالى عن أضل عباده: {إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ} [الأعراف:30]، ولكن لا بد من إظهار انحرافه عن منهاج النبوة حتى لا يغتر به الآخرون.
يعيد بعض الباحثين (1) بداية هذا الانحراف إلى ما يلي:
1ـ محاولة بعض المفسرين الماضين سد الثغرات المتوهمة في قصص الأنبياء color]
2 ـ الاحتجاج بشعر العرب على القرآن ـ بدلاً من الاحتجاج بالقرآن على اللغة ـ: كما احتج الأشاعرة على تأويل الاستواء بالاستيلاء: (قد استوى بشر على العراق)، وتأويل الكرسي بالعلم: (ولا يُكرسئ علم الله مخلوق)؛ صرفاً للفظ عن ظاهره.
ولعلَّ أول من وقع في شبهة الإعجاز العلمي في القرآن: الغزالي (ت505) في (إحيائه)؛ إذ ادعى أن القرآن يحوي سبعة وسبعين ألف علم، بعدد كلماته مضاعفة أربع مرات؛ بادعائه أن لكل كلمة ظاهراً وباطناً وحدَّاً ومطلعاً، وفي كتابه (جواهر القرآن) يخصص الفصل الخامس لبيان اشتمال القرآن على جميع العلوم أو الفنون الدنيوية.
وكما فتح الغزالي الباب للخلط بين التصوف والإسلام؛ فتحه للخلط بين الفكر والفقه في نصوص الوحي، فجاء من بعده الرازي (ت606) فزاد الطين بلة .. ثم استفحل الأمر فجاء ابن أبي الفضل المرسي (ت655)؛ فاستخرج الهندسة من قوله تعالى: {انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ} [المرسلات:30]، والجبر والمقابلة من الحروف في أوائل السور مثلاً.
وفي هذا العصر الذي بهر أبصار المسلمين وبصائرهم بنظرياته ومخترعاته، وإذا كان الكواكبي (ت 1320) هو السابق للابتداع في التفسير بمثل عزوه التصوير الفوتوغرافي إلى قول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً} [الفرقان:45]؛ فإن لواء الابتداع في هذا الأمر معقود للشيخ/ طنطاوي جوهري (ت1358)؛
(يُتْبَعُ)
(/)
وبهرت لغة العصر سيد قطب فوصف كلام الله (بالتصوير الفني، والتصور الرباني، والموسيقى الحادة التقاسم، والموسيقى المطمئنة المتموجة).
وإذا لم يقف ولاة أمر المسلمين في وجه هذا الهجوم الشرس على تفسير كلام الله بغير علم ولا هدى، من قبل الأدباء والوعَّاظ والوراقين وتجار الدين، align]
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه الطاهرين الذين أمّنهم الله تعالى واصطفاهم لحمل هذا الدين، فنقلوه إلينا كما تحمّلوه دون نقص أو تغيير أو تحريف
وبعد
أختي الكريمة أستغرب من قولك تفترضين حسن النيّة في كل من حاول أن يدافع عن هذا الدين ويجلب الناس إليه ثم تصفينهم بالمبتدعة، ومعلوم حديث النبي صلى الله عليه وسلم في الابتداع، حيث يقول: وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ سنن النسائي بشرح السيوطي وحاشية السندي م/8 دار المعرفة - (3/ 209)
لكن البدعة هنا ليست إيجاد أي أمر لم يكن زمن النبي صلى الله عليه وسلم، بل البدعة إحداث تغيير في الدين نحو قوله صلى الله عليه وسلم:" مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ. سنن أبي داود م ت محمد محيي الدين/4 - (1/ 254)
نحو أن يصلي الرجل المغرب أربع ركعات، فهذا تغيير في أصل الدين، أو أن يستحل محرما في رمضان، ونحو ذلك ....
أما ما انتقدت به المفسرين، فلا أرى أن أحدا خلى من اعتراضك إلا مذهبا واحدا، وكل ما حاولت أن تسوقيه من أدلة حسب فهمك فما هي إلا أقوال هذا المذهب الذي تدافعين عنه، وليس بالضرورة أن تكون أقوالك وأقوال هذا المذهب هي الصحيحة، علما بأنك خرجت عن أصول التفسير والاستدال بالحجج والبراهين عن وجهها الصحيح في أكثر كلامك السابق.
فليس الذين اتخذوا الشياطين أولياء لهم، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا من المسلمين، وإذا كان الأمر كما تفهمين فما الذي يمنع من أن تكوني من ضمن الذين يحسبون أنهم يحسنون صنعا. أختي الكريمة لا أقول ذلك تشكيكا في شخصكم الكريم ولكن من قبيل المناظرة العلمية ودفع الحجة بالحجة.
وما هي طريق الصواب التي يجافيها العالم، إن كانت أمرا معلوما من الدين بالضرورة فلا مجال لأن نحسن في من يخالفه الظن. أما إن كانت طريق الصواب هي وحدها طريق المذهب الذي تنتهجينه فإن المسألة فيها نظر، ولا يجوز لأحد أن يصف مذهبه بأنّه الصواب وحده، ويبدّع كل المسلمين ليخرجهم من دينهم.
ثم أليس كل مسلم يتّبع منهج النبوّة، فمن لم يتبع منهج النبوّة لا يجوز أن نطلق عليه بأنّه مسلم، لكن السؤال من الذي يمثّل منهج النبوّة على أكمل وجه، فما من مذهب إلا ويحاول ما استطاع أن يتحلى بهذا المنهج، وما يتفرقون فيه محض اجتهاد، لكن أخطر الناس على الإسلام هو الذي يحاول أن يخرج الناس من هذا الدين ويحكم بكفرهم وهم مسلمون يوحدون ويتشهدون ويصومون ويصلون ..... وهذا مخالف لمنهاج النبي صلى الله عليه وسلم الذي بعث ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ويؤلف بين قلوبهم ...
ثم من هم بعض الباحثين الذين يعيدون بداية هذا الانحراف ... هل هو مشهود لهم بالعلم من قبل كل المسلمين، كيف وهم يحكمون بانحراف أغلب المسلمين؟؟؟؟؟
وكيف نقول إن بعض المفسرين حاولوا أن يسدوا بعض الثغرات المتوهمة في القصص القرآنية؟؟؟؟ ما الحجّة على ذلك ما سمعنا هذا الكلام من قبل؟؟؟؟؟
ثم الاحتجاج بالشعر العربي على دلالات معاني القرآن الكريم، من قال بأن هذا مخالف لمنهاج النبي والصحابة رضوان الله عليهم الذين تمثلوا هذا المنهاج على أكمل وجه، ألم تقرئي عن سيدنا عمر أنه طلب من الناس تفسير قوله تعالى (أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (النحل:47)
(يُتْبَعُ)
(/)
.. قال سعيد بن المسيب: بينما عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر قال: يا أيها الناس ما تقولون في قول الله عز وجل: أو يأخذهم على تخوف فسكت الناس فقال شيخ من بني هذيل: هي لغتنا يا أمير المؤمنين التخوف التنقص فخرج رجل فقال: يا فلان ما فعل دينك قال: تخوفته أي تنقصته فرجع فأخبر عمر فقال عمر: أتعرف العرب ذلك في أشعارهم قال نعم قال شاعرنا أبو كبير الهذلي يصف ناقة تنقص السير سنامها بعد تمكه واكتنازه:
تخوف الرحل منها تامكا قردا ............ كما تخوف عود النبعة السفن
تفسير القرطبي - (10/ 110)
أما تنسبينه لخروج الأشاعرة عن ظاهر النص، فإنهم ليسوا من أهل الظاهر وهذه الحجج الواهية التي تقولينها ليست هي حججهم، والأمر يرجع إلى أسلوب من أساليب البيان العربي وهو المجاز، فهل في القرآن الكريم مجاز أم ليس فيه مجاز، إذا كان مذهبك عدم العدول عن ظاهر النص فكيف تفهمين:
(وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً) (الاسراء:72) (وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (آل عمران:72) (لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (فصلت:42) (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) (الاسراء:24) فهل الأعمى في الآية الأولى كفيف البصر، وهذا ما يدل عليه ظاهر الآية؟؟؟؟؟
وهل للنهار وجه، وهذا مفهوم من ظاهر الآية؟؟؟؟
وهل للقرآن الكريم يدين، وهذا مفهوم من ظاهر الآية
وهل للإنسان جناح، وهذا مفهوم من ظاهر الآية
إذا ليس الخلاف بينك وبين الذين تدعين خروجهم عن المنهج النبوي قائم على العلم الصحيح، بل هو تأييد لمذهب دون غيره، واستخفافك بالمذاهب الأخرى وهذا مخالف للصواب.
ومن قال أن الإعجاز العلمي هو شبهة، ومعلوم أن من وقع في الشبهات وقع في الحرام، ومن اجتنب الشبهات فقد استبرأ لعرضه ودينه، إن هذا الذي تقولين كلام جد خطير، أما تعمق العلماء في التفسير والبيان القرآني واكتشافهم لجوانب من علومه فهذا مؤيد بالقرآن الكريم، قال تعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً) (النساء:83) فهذا دلالة صريحة أن هناك علماء يستنبطون من القرآن الكريم علوما وهم أهل الاستنباط لا سواهم، فهل وصلت أختي الكريمة لهذه الدرجة من العلم لتحكمي على من خالف مذهبك بالشبهة والابتداع. أم أنهم وصلوا إلى علوم لم تدركيها؟؟؟؟
ثم أختي الكريمة كم هم الذين يرون ما لا ترينه في سيد قطب عليه رحمة الله تعالى، ويجلونه ويرون أنه قد وصف القرآن الكريم بأوصاف وبأساليب تخصص فيها وتميز بها عن غيره، أهو مبتدع وابتداعه هذا لم يظهر للعلماء الذين يتبعون منهجه، وظهر لشخصكم الكريم؟؟؟؟
ثم كيف يقف ولاة الأمور على مناهج في التفسير ليقمعوها، هل تريدين من ولاة الأمور أن يقرروا المذهب الذي تريدينه بحد السيف، ساحة العلم والعلماء لا ينبغي أن تقف في وجهها القوّة، فإن وقفت القوة في وجه العلم والعلماء ساد التخلف، ورفع الأمن، وبسط الهلع والنفاق والكذب والتأييد لمذهب لا يؤمن به الناس حقا، وهذا كله ليس من الإسلام في شيء.
فمنهج النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو لله بالحكمة والموعظة الحسنة، لا أن يفرض رأيه على الآخرين بالقوة.
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد ........... وينكر الفم طعم الماء من سقم
مناهل العرفان في علوم القرآن الزرقاني م/2 دار الفكر - (1/ 60)
والله سبحانه وتعالى أعلم، وهو الهادي إلى سواء السبيل
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[25 Sep 2009, 04:43 م]ـ
أخي االفاضل ..
هذا رأي أهل العلم في معنى الآية التي ذكرتها
قال ابن كثير -رحمه الله تعالى -في تفسيره:
(يُتْبَعُ)
(/)
[ص: 216] (ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله وكل أتوه داخرين (87) وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون (88) من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون (89) ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون إلا ما كنتم تعملون (90)).
يخبر تعالى عن هول يوم نفخة الفزع في الصور، وهو كما جاء في الحديث: " قرن ينفخ فيه ". وفي حديث (الصور) أن إسرافيل هو الذي ينفخ فيه بأمر الله تعالى، فينفخ فيه أولا نفخة الفزع ويطولها، وذلك في آخر عمر الدنيا، حين تقوم الساعة على شرار الناس من الأحياء، فيفزع من في السموات ومن في الأرض (إلا من شاء الله)، وهم الشهداء، فإنهم أحياء عند ربهم يرزقون.
قال الإمام مسلم بن الحجاج: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، حدثنا أبي، حدثنا شعبة، عن النعمان بن سالم: سمعت يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي، سمعت عبد الله بن عمرو، رضي الله عنه، وجاءه رجل فقال: ما هذا الحديث الذي تحدث أن الساعة تقوم إلى كذا وكذا؟ فقال: سبحان الله - أو: لا إله إلا الله - أو كلمة نحوهما - لقد هممت ألا أحدث أحدا شيئا أبدا، إنما قلت: إنكم سترون بعد قليل أمرا عظيما يخرب البيت، ويكون ويكون. ثم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين -[لا أدري أربعين] يوما، أو أربعين شهرا، أو أربعين عاما - فيبعث الله عيسى ابن مريم كأنه عروة بن مسعود، فيطلبه فيهلكه. ثم يمكث الناس سبع سنين، ليس بين اثنين عداوة، ثم يرسل الله ريحا باردة من قبل الشام، فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته، حتى لو أن أحدهم دخل في كبد جبل لدخلته عليه حتى تقبضه ". قال: سمعتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " فيبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع، لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا، فيتمثل لهم الشيطان فيقول: ألا تستجيبون؟ فيقولون: فما تأمرنا؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان، وهم في ذلك دار رزقهم، حسن عيشهم. ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا [ورفع ليتا]. قال: " وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله ". قال: " فيصعق ويصعق الناس، ثم يرسل الله - أو قال: ينزل الله مطرا كأنه الطل - أو قال: الظل - نعمان الشاك - فتنبت منه أجساد الناس، ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون. ثم يقال: يا أيها الناس، هلموا إلى ربكم، وقفوهم إنهم مسئولون. ثم يقال: أخرجوا بعث النار. فيقال: من كم؟ فيقال: من كل ألف تسع مائة وتسعة وتسعين ". قال: " فذلك يوم يجعل الولدان شيبا، وذلك يوم يكشف عن ساق ".
وقوله: ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا ورفع ليتا " الليت: هو صفحة العنق، أي: أمال عنقه ليستمعه من السماء جيدا.
فهذه نفخة الفزع. ثم بعد ذلك نفخة الصعق، وهو الموت. ثم بعد ذلك نفخة القيام لرب العالمين، وهو النشور من القبور لجميع الخلائق ; ولهذا قال: (وكل أتوه داخرين) - قرئ بالمد، وبغيره على الفعل، وكل بمعنى واحد - و (داخرين) أي: صاغرين مطيعين، لا يتخلف أحد [ص: 217] عن أمره، كما قال تعالى: (يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده) [الإسراء: 52]، وقال (ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون) [الروم: 25]. وفي حديث الصور: أنه في النفخة الثالثة يأمر الله الأرواح، فتوضع في ثقب في الصور، ثم ينفخ إسرافيل فيه بعدما تنبت الأجساد في قبورها وأماكنها، فإذا نفخ في الصور طارت الأرواح، تتوهج أرواح المؤمنين نورا، وأرواح الكافرين ظلمة، فيقول الله، عز وجل: وعزتي وجلالي لترجعن كل روح إلى جسدها. فتجيء الأرواح إلى أجسادها، فتدب فيها كما يدب السم في اللديغ، ثم يقومون فينفضون التراب من قبورهم، قال الله تعالى: (يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون) [المعارج: 43].
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله: (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب) أي: تراها كأنها ثابتة باقية على ما كانت عليه، وهي تمر مر السحاب، أي: تزول عن أماكنها، كما قال تعالى: (يوم تمور السماء مورا وتسير الجبال سيرا) [الطور: 9، 10]، وقال (ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا) [طه: 105، 107]، وقال تعالى: (ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة) [الكهف: 47].
وقوله: (صنع الله الذي أتقن كل شيء) أي: يفعل ذلك بقدرته العظيمة الذي قد أتقن كل ما خلق، وأودع فيه من الحكمة ما أودع، (إنه خبير بما تفعلون) أي: هو عليم بما يفعل عباده من خير وشر فيجازيهم عليه.
ثم بين تعالى حال السعداء والأشقياء يومئذ فقال: (من جاء بالحسنة فله خير منها) - قال قتادة: بالإخلاص. وقال زين العابدين: هي لا إله إلا الله - وقد بين في المكان الآخر أن له عشر أمثالها (وهم من فزع يومئذ آمنون)، كما قال في الآية الأخرى: (لا يحزنهم الفزع الأكبر) [الأنبياء: 103]، وقال: (أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة) [فصلت: 40]، وقال: (وهم في الغرفات آمنون) [سبأ: 37].
وقوله: (ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار) أي: من لقي الله مسيئا لا حسنة له، أو: قد رجحت سيئاته على حسناته، كل بحسبه ; ولهذا قال: (هل تجزون إلا ما كنتم تعملون).
وقال ابن مسعود وأبو هريرة وابن عباس، رضي الله عنهم، وأنس بن مالك، وعطاء، وسعيد بن جبير، وعكرمة، ومجاهد، وإبراهيم النخعي، وأبو وائل، وأبو صالح، ومحمد بن كعب، وزيد بن أسلم، والزهري، والسدي، والضحاك، والحسن، وقتادة، وابن زيد، في قوله: (ومن جاء بالسيئة) يعني: بالشرك.
________________________________________
وفي تفسير /
فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية
محمد بن علي بن محمد الشوكاني -حمه الله تعالى-
وترى الجبال تحسبها جامدة معطوف على ينفخ.
والخطاب لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أو لكل من يصلح للرؤية، و تحسبها جامدة في محل نصب على الحال من ضمير ترى أو من مفعوله، لأن الرؤية بصرية، وقيل: هي بدل من [ص: 1091] الجملة الأولى، وفيه ضعف، وهذه هي العلامة الثالثة لقيام الساعة، ومعنى تحسبها جامدة أي: قائمة ساكنة، وجملة وهي تمر مر السحاب في محل نصب على الحال أي: وهي تسير سيرا حثيثا كسير السحاب التي تسيرها الرياح.
قال القتيبي: وذلك أن الجبال تجمع وتسير وهي في رؤية العين كالقائمة وهي تسير.
قال القشيري وهذا يوم القيامة، ومثله قوله - تعالى -: وسيرت الجبال فكانت سرابا [النبأ: 20] قرأ أهل الكوفة " تحسبها " بفتح السين، وقرأ الباقون بكسرها صنع الله الذي أتقن كل شيء انتصاب " صنع " على المصدرية عند الخليل وسيبويه وغيرهما أي: صنع الله ذلك صنعا، وقيل: هو مصدر مؤكد لقوله ويوم ينفخ في الصور وقيل: منصوب على الإغراء أي: انظروا صنع الله، ومعنى الذي أتقن كل شيء الذي أحكمه، يقال: رجل تقن أي: حاذق بالأشياء، وجملة إنه خبير بما تفعلون تعليل لما قبلها من كونه - سبحانه - صنع ما صنع وأتقن كل شيء.
والخبير: المطلع على الظواهر والضمائر.
قرأ الجمهور بالتاء الفوقية على الخطاب، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وهشام بالتحتية على الخبر.
من جاء بالحسنة فله خير منها الألف واللام للجنس أي: من جاء بجنس الحسنة فله من الجزاء والثواب عند الله خير منها أي: أفضل منها وأكثر، وقيل: خير حاصل من جهتها، والأول أولى.
وقيل: المراد بالحسنة هنا: لا إله إلا الله، وقيل: هي الإخلاص، وقيل: أداء الفرائض، والتعميم أولى ولا وجه للتخصيص وإن قال به بعض السلف.
_______________________________________________
وقال الشيخ: محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله تعالى - فتاوى نور على الدرب.
السؤال: بارك الله فيكم هذا سؤال من المستمعة ابتسام محمد احمد من العراق الأنبار تقول ما معنى قوله تعالى (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء) وهل يستدل بهذه الآية على صحة القول بدوران الأرض؟
الجواب:
(يُتْبَعُ)
(/)
الشيخ: بالنسبة لسؤال المرأة عن قوله تعالى (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون) فهذه الآية في يوم القيامة لأن الله ذكرها بعد ذكر النفخ في الصور وقال (ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله وكل أتوه داخرين * وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون * من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزعه يوم إذن آمنون) فالآية هذه في يوم القيامة بدليل ما قبلها وما بعدها وليست في الدنيا وقوله تحسبها جامدة أي ساكنة لا تتحرك ولكنها تمر مر السحاب لأنها تكون هباءً منثوراً يتطاير وأما الاستدلال بها على صحة دوران الأرض فليس كذلك هذا الاستدلال غير صحيح لما ذكرنا من أنها تكون يوم القيامة ومسألة دوران الأرض وعدم دورانها الخوض فيها في الواقع من فضول العلم لأنها ليست مسألة يتعين على العباد العلم بها ويتوقف صحة إيمانهم على ذلك ولو كانت هكذا لكان بيانها في القرآن والسنة بياناً ظاهراً لا خفاء فيه وحيث إن الأمر هكذا فإنه لا ينبغي أن يتعب الإنسان نفسه في الخوض بذلك ولكن الشأن كل الشأن فيما يذكر من أن الأرض تدور وأن الشمس ثابتة وأن اختلاف الليل والنهار يكون بسبب دوران الأرض حول الشمس فإن هذا القول باطل يبطله ظاهر القرآن فإن ظاهر القرآن والسنة يدل على أن الذي يدور حول الأرض أو يدور على الأرض هي الشمس فإن الله يقول في القرآن الكريم في القرآن الكريم (والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم) فقال تجري فأضاف الجريان إليها وقال (وترى الشمس إذا طلعت تزاوروا عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال) فهنا أربعة أفعال كلها أضافها الله إلى الشمس إذا طلعت تزاوروا إذا غربت تقرضهم هذه الأفعال الأربعة المضافة إلى الشمس ما الذي يقتضي صرفها عن ظاهرها وأن نقول إذا طلعت في رأي العين وتتزاور في رأي العين وإذا غربت في رأي العين وتقرضهم في رأي العين ما الذي يوجب لنا أن نحرف الآية عن ظاهرها إلى هذا المعنى سوى نظريات أو تقديرات قد لا تبلغ أن تكون نظرية لمجرد أوهام والله تعالى يقول (ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم) والإنسان ما أوتي من العلم إلا قليلاً وإذا كان يجهل حقيقة روحه التي بين جنبيه كما قال الله تعالى (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً) فكيف يحاول أن يعرف هذا الكون الذي هو أعظم من خلقه كما قال الله تعالى (لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون) فنحن نقول إن نظرية كون اختلاف الليل والنهار من أجل دوران الأرض على الشمس هذه النظرية باطلة لمخالفتها لظاهر القرآن الذي تكلم به الخالق سبحانه وتعالى وهو أعلم بخلقه وأعلم بما خلق فكيف نحرف كلام ربنا عن ظاهره من أجل مجرد نظريات اختلف فيها أيضاً أهل النظر فإنه لم يزل القول بأن الأرض ساكنة وأن الشمس تدور عليها لم يزل سائداً إلى هذه العصور المتأخرة ثم إننا نقول إن الله تعالى ذكر أنه يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل والتكوير بمعنى التدوير وإذا كان كذلك فمن أين يأتي الليل والنهار إلا من الشمس وإذا كان لا يأتي الليل والنهار إلا من الشمس دل هذا على أن الذي يلتف حول الأرض هو الشمس لأنه يكون كذلك بالتكوير ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه أنه قال لأبي ذر رضي الله عنه وقد غربت الشمس (أتدري أين تذهب قال الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب فتسجد تحت العرش) إلى آخر الحديث وهذا دليل على أنها هي التي تتحرك نحو الأرض لقوله أتدري أين تذهب وفي الحديث المذكور قال فإن أذن لها وإلا قيل ارجعي من حيث شئت فتخرج من مغربها وهذا دليل على أنها هي التي تدور على الأرض وهذا أمر هو الواجب على المؤمن اعتقاده عملاً بظاهر كلام ربه العليم بكل شيء دون النظر إلى هذه النظريات التالفة والتي سيدور الزمان عليها ويقبرها كما قبر نظريات أخرى بالية هذا ما نعتقده في هذه المسألة أما مسألة دوران الأرض فإننا كما قلنا أولاً ينبغي أن يعرض عنها لأنها من فضول العلم ولو كانت من الأمور التي يجب على المؤمن أن يعتقدها إثباتاً أو نفياً لكان الله تعالى يبينها بياناً ظاهراً لكن الخطر كله أن نقول إن الأرض تدور وأن الشمس هي الساكنة وأن اختلاف الليل والنهار يكون باختلاف دوران الأرض هذا هو الخطأ العظيم لأنه مخالف لظاهر القرآن والسنة ونحن مؤمنون بالله ورسوله نعلم أن الله تعالى يتكلم عن علم وأنه لا يمكن أن يكون ظاهر كلامه اختلاف الحق ونعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم كذلك عن علم ونعلم أنه أنصح الخلق وأفصح الخلق ولا يمكن أن يكون يأتي في أمته بكلام ظاهره خلاف ما يريده صلى الله عليه وسلم فعلينا في هذه الأمور العظيمة علينا أن نؤمن بظاهر كلام الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم اللهم إلا أن يأتي من الأمور اليقينيات الحسيات المعلومة علماً يقينياً بما يخالف ظاهر القرآن فإننا في هذه الحالة يكون فهمنا بأن هذا ظاهر القرآن غير صحيح ويمكن أن نقول إن القرآن يريد كذا وكذا مما يوافق الواقع المعين المحسوس الذي لا ينفرد فيه أحد وذلك لأن الدلالة القطعية لا يمكن أن تتعارض أي أنه لا يمكن أن يتعارض دليلان قطعيان أبداً إذ أنه لو تعارضا لأمكن رفع أحدهما بالآخر وإذا أمكن رفع أحدهما بالآخر لم يكونا قطعيين والمهم أنه يجب علينا في هذه المسألة أن نؤمن بأن الشمس تدور على الأرض وأن اختلاف الليل والنهار ليس بسبب دوران الأرض ولكنه بسبب دوران الشمس حول الأرض.
________________________________________
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[25 Sep 2009, 05:14 م]ـ
أخي االفاضل ..
هذا رأي أهل العلم في معنى الآية التي ذكرتها ...
وقال الشيخ: محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله تعالى - فتاوى نور على الدرب.
السؤال: بارك الله فيكم هذا سؤال من المستمعة ابتسام محمد احمد من العراق الأنبار تقول ما معنى قوله تعالى (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء) وهل يستدل بهذه الآية على صحة القول بدوران الأرض؟
الجواب:
الشيخ: بالنسبة لسؤال المرأة عن قوله تعالى (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون) فهذه الآية في يوم القيامة لأن الله ذكرها بعد ذكر النفخ في الصور وقال (ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله وكل أتوه داخرين * وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون * من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزعه يوم إذن آمنون) فالآية هذه في يوم القيامة بدليل ما قبلها وما بعدها وليست في الدنيا وقوله تحسبها جامدة أي ساكنة لا تتحرك ولكنها تمر مر السحاب لأنها تكون هباءً منثوراً يتطاير وأما الاستدلال بها على صحة دوران الأرض فليس كذلك هذا الاستدلال غير صحيح لما ذكرنا من أنها تكون يوم القيامة ومسألة دوران الأرض وعدم دورانها الخوض فيها في الواقع من فضول العلم لأنها ليست مسألة يتعين على العباد العلم بها ويتوقف صحة إيمانهم على ذلك ولو كانت هكذا لكان بيانها في القرآن والسنة بياناً ظاهراً لا خفاء فيه وحيث إن الأمر هكذا فإنه لا ينبغي أن يتعب الإنسان نفسه في الخوض بذلك ولكن الشأن كل الشأن فيما يذكر من أن الأرض تدور وأن الشمس ثابتة وأن اختلاف الليل والنهار يكون بسبب دوران الأرض حول الشمس فإن هذا القول باطل يبطله ظاهر القرآن فإن ظاهر القرآن والسنة يدل على أن الذي يدور حول الأرض أو يدور على الأرض هي الشمس فإن الله يقول في القرآن الكريم في القرآن الكريم (والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم) فقال تجري فأضاف الجريان إليها وقال (وترى الشمس إذا طلعت تزاوروا عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال) فهنا أربعة أفعال كلها أضافها الله إلى الشمس إذا طلعت تزاوروا إذا غربت تقرضهم هذه الأفعال الأربعة المضافة إلى الشمس ما الذي يقتضي صرفها عن ظاهرها وأن نقول إذا طلعت في رأي العين وتتزاور في رأي العين وإذا غربت في رأي العين وتقرضهم في رأي العين ما الذي يوجب لنا أن نحرف الآية عن ظاهرها إلى هذا المعنى سوى نظريات أو تقديرات قد لا تبلغ أن تكون نظرية لمجرد أوهام والله تعالى يقول (ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم) والإنسان ما أوتي من العلم إلا قليلاً وإذا كان يجهل حقيقة روحه التي بين جنبيه كما قال الله تعالى (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً) فكيف يحاول أن يعرف هذا الكون الذي هو أعظم من خلقه كما قال الله تعالى (لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون) فنحن نقول إن نظرية كون اختلاف الليل والنهار من أجل دوران الأرض على الشمس هذه النظرية باطلة لمخالفتها لظاهر القرآن الذي تكلم به الخالق سبحانه وتعالى وهو أعلم بخلقه وأعلم بما خلق فكيف نحرف كلام ربنا عن ظاهره من أجل مجرد نظريات اختلف فيها أيضاً أهل النظر فإنه لم يزل القول بأن الأرض ساكنة وأن الشمس تدور عليها لم يزل سائداً إلى هذه العصور المتأخرة ثم إننا نقول إن الله تعالى ذكر أنه يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل والتكوير بمعنى التدوير وإذا كان كذلك فمن أين يأتي الليل والنهار إلا من الشمس وإذا كان لا يأتي الليل والنهار إلا من الشمس دل هذا على أن الذي يلتف حول الأرض هو الشمس لأنه يكون كذلك بالتكوير ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه أنه قال لأبي ذر رضي الله عنه وقد غربت الشمس (أتدري أين تذهب قال الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب فتسجد تحت العرش) إلى آخر الحديث وهذا دليل على أنها هي التي تتحرك نحو الأرض لقوله أتدري أين تذهب وفي الحديث المذكور قال فإن أذن لها وإلا قيل ارجعي من حيث شئت فتخرج من مغربها وهذا
(يُتْبَعُ)
(/)
دليل على أنها هي التي تدور على الأرض وهذا أمر هو الواجب على المؤمن اعتقاده عملاً بظاهر كلام ربه العليم بكل شيء دون النظر إلى هذه النظريات التالفة والتي سيدور الزمان عليها ويقبرها كما قبر نظريات أخرى بالية هذا ما نعتقده في هذه المسألة أما مسألة دوران الأرض فإننا كما قلنا أولاً ينبغي أن يعرض عنها لأنها من فضول العلم ولو كانت من الأمور التي يجب على المؤمن أن يعتقدها إثباتاً أو نفياً لكان الله تعالى يبينها بياناً ظاهراً لكن الخطر كله أن نقول إن الأرض تدور وأن الشمس هي الساكنة وأن اختلاف الليل والنهار يكون باختلاف دوران الأرض هذا هو الخطأ العظيم لأنه مخالف لظاهر القرآن والسنة ونحن مؤمنون بالله ورسوله نعلم أن الله تعالى يتكلم عن علم وأنه لا يمكن أن يكون ظاهر كلامه اختلاف الحق ونعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم كذلك عن علم ونعلم أنه أنصح الخلق وأفصح الخلق ولا يمكن أن يكون يأتي في أمته بكلام ظاهره خلاف ما يريده صلى الله عليه وسلم فعلينا في هذه الأمور العظيمة علينا أن نؤمن بظاهر كلام الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم اللهم إلا أن يأتي من الأمور اليقينيات الحسيات المعلومة علماً يقينياً بما يخالف ظاهر القرآن فإننا في هذه الحالة يكون فهمنا بأن هذا ظاهر القرآن غير صحيح ويمكن أن نقول إن القرآن يريد كذا وكذا مما يوافق الواقع المعين المحسوس الذي لا ينفرد فيه أحد وذلك لأن الدلالة القطعية لا يمكن أن تتعارض أي أنه لا يمكن أن يتعارض دليلان قطعيان أبداً إذ أنه لو تعارضا لأمكن رفع أحدهما بالآخر وإذا أمكن رفع أحدهما بالآخر لم يكونا قطعيين والمهم أنه يجب علينا في هذه المسألة أن نؤمن بأن الشمس تدور على الأرض وأن اختلاف الليل والنهار ليس بسبب دوران الأرض ولكنه بسبب دوران الشمس حول الأرض.
________________________________________
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد:
لم يقل أحد من العلماء أن الشمس ثابتة لا تتحرك بل تتحرك في مجرّة التبانة التي تدور بدورها في فلك يعلمه الله تعالى ....
لكن الأرض تدور حول نفسها وحول الشمس، وهذا لا يخالف الايات القرآنية الكريمة في أي شيء
لكن مصيبة المصائب هذا القول الذي أوردته في ردك السابق، وما هو إلا استسخاف بالعلم والعلماء، وتجهيل للعلماء، وإعماء للأعين وسد للأسماع واكتم للأفواه، أفمن الحكمة والعلم أن نقول بأن علم هذه المسائل لا يعطينا أية فائدة؟؟؟؟ ولو كان كذلك لكان صريحا في القرآن الكريم؟؟؟؟؟؟ من أين جاء بمثل هذه القيود؟؟؟؟ وكيف فهم بأن القرآن لم يتحدث عن ذلك صراحة؟؟؟؟؟؟
لم وصف الله سبحانه وتعالى نفسه مرة برب المشرق والمغرب، والمشرقين والمغربين، والمشارق والمغارب. هل هذا تناقض بين آيات القرآن الكريم؟؟؟
أليس من الجهالة بمكان أن نقول بأن من قال بكروية الأرض فقد كفر؟؟؟؟
ألم تسألي نفسك أختي الكريمة عن سبب تمسك البعض بعدم كروية الأرض؟؟؟؟؟؟
إن الغاية من هذه المسألة ليست النظرية العلمية أو الحقيقة العلمية، بل مؤداها أبلغ من ذلك بكثير، وعليه يقوم قتل وتكفير المسلمين؟؟؟؟؟
إذا قلنا بأن الأرض غير كروية، وهي مبسوطة بسط الكف، جاز للبعض أن يقول بأن الله فوق .......
أما من قال بأن الأرض كروية فإن الفوق سيكون بعدّة اتجاه فتكون الفوقية مجازية؟؟؟
فأن نقول أن الله في السماء وليس في الأرض هذا هو مدار البحث في هذه الآية الكريمة، وليس الظاهر الذي ترمين إليه من كلامك.
أرجو من شخصكم الكريم التحقق من هذه المسائل، أما أقوال أصحاب التفسير التي أوردتها فيما سبق فنحترمها جميعها، ولا أجد فيها تناقض أو ما يشير إلى خطأ من قال بالإعجاز العلمي في هذه الآية.
فلا نقول بأن الله خاطب العرب على غير علمهم حين نزول القرآن الكريم، بل نقول إن هذا الكتاب صالح لكل زمان ومكان، وما فرّط الله فيه من شيء، لذلك نفهمه اليوم بتوسع، دون أن نخلّ بالفهم البياني للقرآن الكريم، فالاستدلال بهذه الاية الكريمة على الإعجاز العلمي، لا يخرجها من أوجه الإعجاز الأخرى البيانية واللغوية والدلالية ....
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[25 Sep 2009, 08:26 م]ـ
الأخت الفاضلة. .
ما هذا يا أختاه؟
أقول لك المرة تلو المرة طالعى الموضوع الفلانى وائتينى برأيك فيه، فلا تزيدى على أن تأتينى بآراء ثلاثة من المفسرين، أهذا هو كل ما لديك؟!!
أختنا الفاضلة. . أنا لست فى حاجة الى أقوال المفسرين، فعندى بفضل الله تعالى العشرات من كتبهم سواء من أمهات كتب التفسير أم من التفاسير المعاصرة
انما أردت فحسب أن استطلع وجهة نظرك الشخصية فى موضوع وثيق الصلة للغاية بموضوعك هذا، رأيك الشخصى، هذا ما أردت، على اعتبار أنك تهاجمين الاعجاز العلمى للقرآن، ولهذا سألتك: فما هو رأيك اذا فيما قيل فى مسألة تمت بصلة وثيقة الى ذاك الموضوع، ولكنى للأسف لم أتلق منك ردا سوى ترديدك لكلام بعض المفسرين
وليس هذا كل شىء، بل وجدتك كذلك تتجاهلين الجواب عن السؤال الذى وجهته اليك بخصوص التفسير العلمى الذى أوردته لآية الحجر (وأرسلنا الرياح لواقح. .) فحتى هذا أيضا لم أتلق عليه ردا!!
يبدو أيتها الأخت الفاضلة أننا كمن يتكلم لغتين مختلفتين، فلا سبيل الى التفاهم بينهما!!
ولهذا يؤسفنى أن أغادر مجلسك هذا مع شكرى لمجهودك فى النقل
سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا اله الا أنت، نستغفرك ونتوب اليك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[25 Sep 2009, 08:39 م]ـ
الاخت العزيزة محبة القرءان؛
اتفق واياك في كثير من المسائل ولكن لابد من الاختلاف،
من الجيد افتراض حسن النية في الانسان ولو كان على غير الصواب، ولكن من الاجود هو وضع اليد على موطن العلة، وبذا ارى ان الحديث في العجاز العلمي للقرءان الكريم يخفي في مضمونه الكثير من العجز والقصور في الايمان والفهم الذي يدل على التباعد عن القرءان الكريم وليس الاقتراب منه وهو ظاهر الحديث بالاعجاز العلمي للقرءان الكريم،
فاقل تلك الثغرات ان المتحدث بالاعجاز العلمي قد فاته ولم يرى الاعجاز الاكبر منه وهو المقصود وهو؛ اعجاز مضمون القرءان بعيدا عن تلك النظريات والتاسيسات المادية، وهو حديث الله عن نفسه وتميزه عن غيره الذي لايلتفت اليه ذلك المتحدث، وكانه غير موجود،
ومن هامش حديثك؛ الحديث عن منهاج النبوة، وشخصيا لا ارى اي منهاج نبوة وانما هي رسالة الله الى بشر رسول نبي، وهي المنهاج وهي القصد ولا شيء وراءه،
وحقا كما تفضلت فانه؛
ومن أسوء الأمثلة على ذلك: ربط كلام الله اليقيني بالنظريات الحديثة في الكون والحياة، وكلها ظنية قابلة للتغيير والتبديل.
انتهى الاقتباس،
واما قولك:
وإعجاز القرآن عرفه المسلمون الأوائل القدوة في فصاحته وبلاغته وحججه البالغة، وإخباره عن غيب لا يعلمه إلا من أنزله، وبدعة الإعجاز العلمي للقرآن لا تعدو أن تكون إهانة للقرآن، وإعلاء لنظريات الملحدين.
انتهى الاقتباس
فاختلف معك بشانه في جزءه الاول بدرجة كبيرة، واتفق بجزءه الاخير،
فكلام الله لم يعرف بشكله اكثر مما بمضمونه، او بالاحرى يعرف بتجلي شخص الله فيه بدعواه وبخصوصية حديثه وتمايزه شكلا ومضمونا عن حديث البشر، اما الفصاحة والبلاغة فهي امور ثانوية بالنسبة الى قوة حديث القرءان عن شخص الله وهو الجانب الاهم والابرز والهائل والذي يتجلى فيه اوصاف الله ومما لايطيق الحديث به اي بشر،
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[26 Sep 2009, 03:29 ص]ـ
لم أطالع هذا الموضوع قبل اليوم.
وعندي عليه ملاحظتان:
الأولى كلام الأخت في تفسير قوله تعالى "وأرسلنا الرياح لواقح" كلام جميل وعلمي ومنقول من أمهات كتب التفسير فلماذا يرد عليها بتفسير مستحدث لا يفسر القرآن الكريم بالقرآن ولا يفسره بالأحاديث ولا بأقوال السلف الصالح، بل يفسره بنظريات علمية ناتجة عن مجموعة من الدراسات والتجارب وقد تتغير يوما من الأيام فيثبت العلم أن الرياح لا تلقح السحاب، أو أن هناك عوامل أخرى مثل الضعط الجوي أو زيادة غاز معين مكتشف أو لم يكتشف بعد ونحو ذلك، فهل يخضع كتاب الله تعالى لمثل هذه الظنون والأوهام؟
الثانية: قضية دوران الشمس، وكروية الأرض، فإن المدافعين عن الإعجاز العلمي يعلمون جيدا أن بعض علماء الغرب كانوا يعتقدون حتى في بداية القرن العشرين أن الشمس ثابتة، وأنها مركز الكون؛ بل كانوا قبل ذلك بأزمنة قليلة يعتبرون الأرض هي مركز الكون.
ولا أبالغ إن قلت إن الإعلام الغربي اخذ عقولنا بحيث وضع أمامنا هذه الأمور وكأنها مسلمات وهي ليست كذلك.
والله تعالى أعلم.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[26 Sep 2009, 04:00 م]ـ
تلك كانت نظريات سادت بسبب محاربة العلم والعلماء، وسياسة تكميم الأفواه، وبسببها كانت أوروبا وغيرها تخضع تحت نير الجهل والظلمات، وما انتقلت إلى ركب الحضارة وتقدمت غيرها إلا بعد أن تركت هذه الأمور وتخلت عنها.
أما الحقائق التي نراها اليوم، فإن حضارة العالم المتقدم قائمة عليها، ومن تمكّن فيها أكثر تقدم في ركب الحضارة.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[26 Sep 2009, 10:16 م]ـ
أخي الكريم:
يجب أن لا تكمم الأفواه ولا العقول إلا في الإطار الشرعي، فالشرع قيد كل جارحة في الإنسان؛ بل قيد حتى الخيال والتفكر.
وهذا لا يتعارض مع البحث في العلوم المادية والاستفادة من خيرات الأرض، وإن كنت أكرر أن ما يسمى بالحضارة الغربية لم يستفد منه العالم أي شيء بل ضرره أكثر من نفعه فماذا استفدنا من السيارات والطائرات والاكتشافات العلمية غير أنها زادت من نسبة حرارة الأرض وسوف تؤدي يوما ما إلى القضاء على الجنس البشري بإقرار مكتشفيها ورعاتها والمدافعين عنها.
أليس الجمل والحمار والفرس كان أولى وأفضل للبشرية من السيارة والطائرة؟
اليس الحبر وقلم الشجر أفضل من استخراج بعض المواد الكيميائية من باطن الأرض ليختل توازن المعادن، ويزداد احتمال الزلازل والبراكين؟
أليس وأليس وأليس؟
أرجو أن تكبر عقول طلاب العلم عن التهافت وراء الشعارات الزائفة والكلام الفارغ، وتنظر إلى الواقع بعين الشرع أو العقل على الأقل.
والله هو الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[27 Sep 2009, 05:23 م]ـ
كلام الأخت في تفسير قوله تعالى "وأرسلنا الرياح لواقح" كلام جميل وعلمي ومنقول من أمهات كتب التفسير فلماذا يرد عليها بتفسير مستحدث لا يفسر القرآن الكريم بالقرآن ولا يفسره بالأحاديث ولا بأقوال السلف الصالح، بل يفسره بنظريات علمية ناتجة عن مجموعة من الدراسات والتجارب وقد تتغير يوما من الأيام فيثبت العلم أن الرياح لا تلقح السحاب، أو أن هناك عوامل أخرى مثل الضعط الجوي أو زيادة غاز معين مكتشف أو لم يكتشف بعد ونحو ذلك، فهل يخضع كتاب الله تعالى لمثل هذه الظنون والأوهام؟.
هذا منك - أخى الفاضل - زعم غريب جدا وفى غاية العجب!!!
ليس فقط لأنه زعم خاطىء تماما ويتنافى مع الحقائق المؤكدة، وانما - وهذا هو الأهم - لأنه يتعارض مع نص القرآن نفسه
اذ يبدو أخانا الكريم أنك قد نسيت أن القائل بأن الرياح تلقح السحاب كان هو الله عز وجل قبل أن يكون هو العلم الحديث
انظر من هو قائل (وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماءا)؟
من هو المتكلم هنا؟
أليس هو الله خالق الرياح وخالق السحاب؟!
فكيف اذا تقول: ان العلم قد يثبت خلاف ذلك؟!
أليس قولك هذا هو الذى يناقض نص القرآن ذاته وليس التفسير العلمى هو ما يناقضه؟؟
مع بالغ احترامى وتقديرى لشخصكم الكريم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[27 Sep 2009, 10:49 م]ـ
أخي الكريم:
يجب أن لا تكمم الأفواه ولا العقول إلا في الإطار الشرعي، فالشرع قيد كل جارحة في الإنسان؛ بل قيد حتى الخيال والتفكر .... فماذا استفدنا من السيارات والطائرات والاكتشافات العلمية غير أنها زادت من نسبة حرارة الأرض وسوف تؤدي يوما ما إلى القضاء على الجنس البشري بإقرار مكتشفيها ورعاتها والمدافعين عنها.
أليس الجمل والحمار والفرس كان أولى وأفضل للبشرية من السيارة والطائرة؟
أليس وأليس وأليس؟ أرجو أن تكبر عقول طلاب العلم عن التهافت وراء الشعارات الزائفة والكلام الفارغ، وتنظر إلى الواقع بعين الشرع أو العقل على الأقل.
والله هو الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب سياسة تكميم الأفواه وسدّ الآذان ما هي إلا سياسة الكفّار الذين لا يملكون حجّة ليمنعوا الناس من الاستماع إلى نور سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
وأذكرك بقصّة إسلام الطفيل بن عمرو الدوسي وقد كان شاعرا لبيبا عالما بأذرب اللسان، ومن شدّة ما خوفته قريش من النبي صلى الله عليه وسلم حشى أذنيه كرسفا، خشية أن لا يستمع إلى هذا الكتاب الكريم. ولو أنه استمر على هذا النهج ما أسلم. لكن رحمت الله تداركته فنزع الكرسف من أذنيه، وسمع من القرآن ما به تم إيمانه
وهذه ليست سياسة القرآن الكريم ولا سنّة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
فالقرآن الكريم لم يحكر على أحد قوله قال تعالى: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (يوسف:108)
(أَمَّنْ يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (النمل:64)
(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (النحل:125)
فالشرع لم يقيد شي ولم يكمم الأفواه، بل أعطى للناس الحرية في إيمانهم أو كفرهم، وأوجب جزاء لفعلهم.
أما قولك الغريب ما فائدة السيارة والطيارة ... وأن في اختراعهما إهلاك للإنسانية ... فهذا أمر لا يسلّم لك؟؟؟؟
فالفائدة قائمة ومحققة، لكن إهلا البشرية إنما يكمن في سياسات تكميم الأفواه؟؟؟
ألم تسمع أخي الكريم عن تاريخ السيارات التي تعمل بالكهرباء، وماذا حل فيها، وكيف أن أعظم الشركات قامت باسترجاع السيارات المصنّعة الحديثة التي تعمل بالطاقة الكهربائية -ولا تحتاج إلى أي إصلاح، أو قطع غيار- من مشتريها تحت التهديد والوعيد، ثم قامت بفرمها قطعا صغيرة.
لماذا اشترت كبرى شركات النفط اختراعا لأحد علماء الميكانيك يمكن السيارة من السير أكثر من 1000 كيلو متر لكل 20لتر بنزين.
لماذا تقوم الشركات بصناعة محركات للسيارات الكبيرة التي تستهلك نسبة عالية جدا من الوقود، ما حاجة الفرد لسيارة محركها 5000سي سي، وسيارة بمحرك 1400سي سي يكفيه وزيادة.
ثم أخي الحبيب هناك بعض الولايات الأمريكية منعت بيع الخمور وشربها في السابق، وقامت هذه الولاية بتنفيذ ذلك بالقوّة، وسلطة القانون، هل سألت نفسك أخي الكريم عن السبب وراء ذلك؟؟؟ أليس ذلك لأن أحدهم وجد بئرا للنفط في أرضه، فأراد أن ينتفع بمنتوجه، ويمنع الناس من استخدام الكحول في تسيير سياراتهم عوضا عن النفط؟؟؟؟؟؟؟
ثم أخي الحبيب هل في استخدام الجمل والحمار ما تكبر فيه عقول طلاب العلم؟؟؟؟؟؟
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[27 Sep 2009, 11:11 م]ـ
وهذا الذي يحاولون أن يظهروه للعالم من أن السيارات هي التي تسبب رفع درجة حرارة الأرض، فيه شيء من الصّحة.
لكن ما مقدار الطاقة التي تنتجها قنبلة واحدة كالتي ألقيت على هيروشيما أو نكازاكي، أو التفجيرات التي تنفذ على سبيل التجارب تحت الأرض وفوقها، ما مقدار الطاقة التي تنتجها؟ إذا كان ما ألقي على العراق من القذائف أكثر من تلك التي استخدمت في الحرب العالمية الثانية، ألم يرفع ذلك شيئا من درجة حرارة الكون؟؟؟؟
ليست الاختراعات العلمية هي التي ستؤدي إلى إهلاك البشرية، بل جشع الناس وطمعهم وحبهم للجاه والسلطة والمال، وأساليبهم لتحقيق ذلك بكل الأوجه هو الذي سيؤدي إلى إهلاك البشرية ..
وهنالك العديد من الاختراعات التي من شأنها أن تصلح شأن الحياة على الأرض، لكن ذلك كله لا يرى النور لأنه يمنع أناسا من زيادة ملايينهم وملياراتهم ...
ثم أنظر أخي الحبيب، ما سبب انتشار هذه الأوبئة، وكيف ظهرت، أنفلونزا الطيور والخنازير ..... ؟ هل تقرأ حول كيفيك تشكل الفايروسات وكيفية انتقالها من معيل إلى آخر، ما إحتمالية ظهور طفرة جينية في الفايروس حتى يتمكن من ذلك الانتقال؟ ثم هل هذه الطفرة حدثت بنفسها أم أنها حدثت في مختبر معين لتستخدم كسلاح أو وسيلة كسب للمال سريعة جدا؟؟؟؟ هل تأمن لهذه اللقاحات التي تأخذها لتفادي مثل هذه الأمراض؟؟
كيف تفسّر قول الله تعالى: (وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِيناً) (النساء:119)
أخي الحبيب العيب في استخدام العلوم، لا في العلوم نفسها؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العواجي]ــــــــ[28 Sep 2009, 12:42 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أشكر جميع الزملاء على المشاركة والمناقشة
وأعلم أن هدف الجميع الاستفادة والإفادة من بعضنا البعض
وهذه سياسة هذا الملتقى المبارك لابد لنا من الإشادة بها
وأما هذه المسألة فسبق الجدال في كثير من جزئياتها في هذا الملتقى
ولعلي ألخصها في نقاط:
1 - لاأحد ينكر إعجاز القرآن في لغته.
2 - لآينفي إجاز القرآن في معانيه التي دل عليها إلا مكابر.
3 - لانختلف في أن الإعجاز العلمي (موضع النقاش) جزء من إعجاز القرآن بمعانيه.
4 - لاشك في وقوع مبالغات وتعدي واضح للنصوص الشرعية العربية بلا حجة ولابرهان ممن يدعي أنها إعجاز - وقد اعترف بهذا العلماء في كل مؤتمراتهم وملتقياتهم عن الإعجاز. ولكن وقوع الخطأ لاينفي وجود الأصل.
5 - كون السلف لم يكثروا من الكلام على الإعجاز بالآيات النفسية والأفقية. مجرد إدعاء لاحقيقة له سوى عجز كثير من الكتاب عن البحث والتنقيب وسبر المسائل، ولذا استعجل أخي وأشار إلى أن عدم القول بكروية الأرض سببه الوقوف على ظاهر النصوص ... ولم يدر بخلده أن ابن المنادي حكى الإجماع على ذلك!!!
وقطعاً لم يتتبع كلام العلماء والسلف على تلك التفاسير.
6 - أرى أن النقاش خرج عن معناه ومغزاه .. فلا إنكار للإعجاز العلمي ولكن مهلاً فليس كتاب الله جداراً تلصق به الإعلانات والدعايات .. والقول على الله وعن مراد الله صعب وشديد
فلنتق الله فيما نقول
ولننظر ما فيه مصلحة ومنفعة عملية بدلاً من مجرد التنظير والدعاوى.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[28 Sep 2009, 12:55 ص]ـ
وأذكركم بعبارة جميلة تروى عن غاندي:
الأرض قادرة على أن تلبي حاجة جميع من عليها، لكنها ليست قادرة على أن تلبي جشع بعض من عليها
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[28 Sep 2009, 02:24 ص]ـ
أخي الكريم العليمي المصري:
يبدو أنك لم تفهم كلامي، ولم تقرأ كلام المفسرين على لفظة: "لواقح" فهي جمع لاقح أي متحملة بالجنين لا العكس.
قال الشنقيطي رحمه الله تعالى: (قوله تعالى: {وأرسلنا الرياح لواقح}، اللواقح: "جمع" لاقح، وأصل اللاقح التي قبلت اللقاح فحملت الجنين، ومنه قول ذي الرمة:
إذا قلت عاج أو تفتيت أبرقت ... بمثل الخوافي لاقحا أو تلقح) أضواء البيان - (2/ 266)
وأنت تعرف أن هذا عكس المعنى المراد عند أهل الإعجاز.
ومن هنا يتضح لك المعنى الذي أردته.
والله تعالى أعلم واحكم.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[28 Sep 2009, 02:33 ص]ـ
أخي د حسن عبد الجليل.
نحن ليست عندنا مختبرات نقيس بها مقدار التلوث الذي تحدثه القنابل وذلك الذي تسببه الاختراعات العلمية الأخرى ..
كل ما عندنا - حسب علمي - هو تصديق الغرب في تلك الحسابات، وتصديقهم في إثبات ما يسميه دعاة الإعجاز العلمي: حقائق علمية.
ومن هنا جاءت نقطة الخلاف الرئيسية، فنحن لا نريد أن نخضع كتاب ربنا لمسائل لم نتأكد من صحتنا، وليست عندنا مؤهلات للتأكد من حقيقتها ..
فكيف تكذب الغرب عندما يقول إن السيارات وأجهزة التبريد ودخان المصانع هو السبب الرئيسي في زيادة حرارة الأرض، وتصدقهم حين يقولون إن سبب ضيق الصدر عند الارتفاع هو نقص الأوكسجين؟
لا أفهم يا شيخنا الفاضل ما هي حدود تصديقهم عندك.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[28 Sep 2009, 02:39 ص]ـ
ثم هذه الحرية المطلقة التي تقول إن القرآن جاء بها وأن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بها، فليس محل البحث.
أنا إنما قلت إن الإسلام قيد كل جارحة في الإنسان بالقيود الشرعية فقيد اللسان عن النطق بكل ما يريد، وأمر بإغلاق الأذنين عن كل ما لا يليق، وهكذا في بقية الجوارح ..
وأظن هذا الأمر لا يحتاج إلى نقاش وجدل فأدلته أوضح من الشمس في رابعة النهار.
والله تعالى أعلم.
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[28 Sep 2009, 04:44 ص]ـ
دعوة لمراجعة كل ما قيل حول الإعجاز العلمى فى القرأن
بقلم / د. م. عبد الحميد مظهر
(يُتْبَعُ)
(/)
انتشرت فى السنين الأخيرة كتابات كثيرة (كتب ومقالات) حول الإعجاز العلمى فى القرأن الكريم، وظهرت مواقع على الإنترنت تجمع من هنا وهناك الكثير مما كتب، و تعود الكثير من محبى الإسلام ان ينقلوا ما كتب دون تمحيص فأختلط الصحيح مع السقيم و احتارت العقول فى الحكم على ما ينقل، لذلك وجب التوقف أمام هذه الظاهرة و الدعوة لمراجعة ما كتب حولها
هذه دعوة لأصحاب الفكرالإسلامى، لمراجعة كل ما قيل حول الإعجاز العلمى فى القران الكريم، و سوف ابدأ بطرح رؤيتى هنا فى النقاط التالية: ..
1) مبررات المراجعة
2) أمثلة من التفسير المقبول و أخرى من التفسير المرفوض علمياً
3) وضع منهج علمى لتقييم كل ما يكتب عن الإعجاز العلمى، منهج يماثل منهج علماء الحديث، و نصنف من خلاله ما يقال عن الإعجاز العلمى من حيث الجودة العلمية إلى: ..
00 - مقبول و له درجتان: ..
-- صحيح
-- حسن
00 - غير مقبول و له درجة واحدة: ضعيف
وفى هذا التصنيف سوف استرشد بمنهج علماء الحديث فى التقييم
مقدمة ضرورية حتى لا يساء فهم ما أكتبه
حتى يمكن فهم ما أكتبه فهماً صحيحاً، ولا يساء تفسيره، أحب أن أوضح عدة أمور: ..
أولاً: هناك إشارات لظواهر تنتمى للعلوم الطبيعية فى أيات القرأن الكريم، والقضية الأساسية هى كيف نفهم هذه الإشارات. هناك خلط وتشويه كثير فى هذه القضية، يستفيد منها من يهاجم القرأن والوحى، ويستفيد منها أيضاً بعض الكتاب الراغبين فى الشهرة والكسب المالى، وينقل الكثير من المسلمين ما يكتب حولها دون مراجعة وتدقيق
ثانياً: وهناك أيضاً من أراد الدفاع عن الإسلام والقرأن عن هذا الطريق. و من معرفتى أستطيع ان أقول ان الكثير ممن يكتبون فى موضوع الإعجاز هم مخلصون للإسلام، و محبون له، و يعملون من أجل الدعوة إلى الإسلام والدفاع عنه. ولكن إذا أخطأ هؤلاء فيما يطرحون، فإن خطأهم سيفتح بابا للهجوم على القرأن والإسلام. و هنا دعوة متكررة و مخلصة لكل من يكتب عن الإعجاز أو ينقل ما قرأ عنه، ان يلتزم الحرص والدقة فيما يكتب أو ينقل، فالمراجعة الدائمة هى من سمات الباحث عن الحقيقة، و خصوصا عند الربط بين الوحى الإلهى و بين نتائج العلم البشرى و قضايا العلوم الطبيعية المتغيرة. وهنا أهمية التمييز بين الدعوة للإسلام والدفاع عن الإسلام عندما نبحث فى قضايا العلم والبحث العلمى فى العلوم الطبيعية والحيوية، وبين اثبات والتحقق من وجود نتائج العلم الطبيعى فى الإشارات القرأنية
ثالثاً: من أجل الوضوح فالمطلوب من كل متكلم فى هذا الموضوع ان يوضح لنا ما هو الفرق بين التفسير و التأويل، وما معنى " العلم" و ما معنى الإعجاز، ثم ما الفرق بين التفسير العلمى والإعجاز العلمى، و ما معنى السبق.
رابعاً: هناك على الأقل ثلاث معايير لابد من توفرها حتى نطمئن لما يقال عن التفسير العلمى لأيات الذكر الحكيم:
1) عدم الخروج على قواعد تفسير القرأن وعلومه
2) التمكن من المجال العلمى المرتبط بالأية و معرفة جيدة بالطريقة العلمية لبحث ظواهر العلم (وهذا ما ينقص فى الكثير مما يكتب).
3) عدم وجود أخطاء منطقية و عقلية فى الربط بين النص القرأنى والظاهرة العلمية قيد البحث (وهذه من لب المشاكل الناتجة من نظام التعليم الذى أهمل اللغة العربية، والأساتذة التى تركز على الحفظ ولا تهتم بتدريب الطلاب على التفكير العلمى ولا على التفكير النقدى فى الأدب والفكر). وهنا ايضا يمكن ملاحظة كيف يمكن لمن لا يتقن العلوم الطبيعية و علوم القرأن ان يفصل تفسيراً علمياً تفصيلاً عن طريق اللعب بالنص القرأنى حتى يتسق مع احد نتائج العلم الطبيعى.
كل هذا فى غاية الأهمية لأننا نتعامل مع وحى الهى وليس كلام بشر، ويجب الإحتراس من الخطاء حتى لا نعطى فرصة لأعداء الإسلام. وسوف أعطى أمثلة لذلك مستقبلاّ، إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
خامساً: لابد للباحث فى موضوع الإعجاز من التأكد من صحة نتا ئج أبحاث العلم و نظرياته. لقد أعتمد علماء العلوم الطبيعية معايير كثيرة للتأطد من صحة نتائج العلم، منها ان تنشر نتائج العلم فى دوريات علمية محكمة، أو كتب تراجع من قبل علماء اخرين قبل نشرها. ماذا يعنى هذا؟ ان يرسل المسؤل عن النشر فى الدورية العلمية او دار النشر، كل بحث او كتاب يصله إلى مجموعة من العلماء فى نفس المجال ليأخذ رأيهم فى البحث او الكتاب، فإذا صمد أمام معايير علمية محددة، تم قبوله ونشر، أما إذا لم يصمد أمام الفحص، رفض ولا ينشر. هنا نجد ان معيار صحة البحث لا يؤخذ من مجرد ان يقول الباحث قولاً، فى لقاء صحفى او تلفزيزنى معه، العبرة بالنشر فى دورية محكمة مقبولة من العلماء فى مجال التخصص. أما النشر العلمى فى الصحف اليومية والمجلات العامة البلاد العربية فلا أعلم كيف يتم نشر متائج العلم فيها، وعل هناك من يراجعها، وما معايير قبول مقالة او كتاب لينشر.
سادساً: لابد لنا من و ضع بعض المعايير للإطمئنان لصحة ما يقال حول التفسير العلمى والإعجاز العلمى ومفهوم السبق، و لان التفسير العلمى يحتاج اكثر من تخصص، ولكثرة تفرع مجالات العلم، فالأكثر صحة ان يقوم بهذا العمل فريق. وفى الوقت الحاضر يمكن القول انه لا يوجد فى مجال العلم "بتاع كله" بالعامية المصرية
سابعاً: فى الظروف التى يمر بها المسلمون حالياً، فإنه من الأهمية بمكان ان ينتج المسلمون علماً، بدلا من الكلام عن العلم، وان يعمل علماء المسلمين على حل مشاكل المسلمين علمياً، و على علماء الأمة ان يدركوا ان هذا فرض عين على العلماء من أهل الذكر، اما الكلام عن الإعجاز فى وضع الأمة الحالى الذى نراه، فلا يصل إلى فرض العين المطلوب من علماء المسلمين لعمارة الأرض.
ثامناً: علينا ان نعرف لماذا لم ينتج علماء العرب فى بلادهم علماً وأنتظروا الغرب لينتجه لهم؟ ولماذا لم يسبقوا الغرب فى إكتشافات العلم، من حقائق ونظريات، بالإعتماد على الإشارات العلمية فى أيات القرأن؟ بمعنى إنه إذا لم ينشر الغرب نتائج أبحاثه العلمية فإن أصحاب التفسير العلمى لن يستطيعوا ان يكتبوا فى هذا الموضوع. ويكفى ان نعلم ان ترتيب الجامعات العربية وأبحاثها فى مرتبة متأخرة جداً على مستوى العالم، وما ينشره الهنود والإيرانيين و اليهود أكثر كثيراً مما ينشره العرب، و يجب ان نتذكر ان العلماء المسلمين الكبارفى الماضى، فى عصور نهضة الإسلام، من أمثال البيرونى و الخوارزمى والرازى و ابن حيان و ابن الهيثم و ابن النفيس و غيرهم كثير، انتجوا العلم و لم يكتبوا عن الإعجاز العلمى.
والله من وراء القصد
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[28 Sep 2009, 04:49 ص]ـ
أسئلة ضرورية
الإعجاز العلمى فى القرأن يربط بين: ..
القرأن ... وبين ..... نتائج العلوم الطبيعية و الحيوية
و لمراجعة ما قيل حول الإعجاز العلمى للقرأن علينا، ان نراجع كيف نفهم القرأن و كيف نفهم العلم، لذلك علينا ان نجيب على الأتى: ..
س1 - ما هو الفرق بين التفسير و التأويل كما ذكر فى كتب علم تفسير القران؟
س2 - ما هو الفرق بين التفسير العلمى للقرأن والإعجاز العلمى للقرأن؟
س3 - ما معنى السبق؟
س4 - ما معنى العلم المقصود فى "الإعجاز العلمى"؟ وما الفرق بين المعلومات، والمعرفة والعلوم؟
Information, knowledge and science
س5 - ما هو منهج تفسير النصوص لفهم الوحى الإلهى المنقول إلينا سماعاً بالتواتر؟
س6 - اللفظ ومعانيه من أهم عناصر فهم أيات القرأن، كيف نعرف معانى الفاظ القرأن؟
س7 - ما هو المنهج العلمى لفهم ظواهر الطبيعة بإستعمال العقل البشرى؟
س8 - الألفاظ العلمية من إبتكار البشر، فكيف نحدد معانى الألفاظ المستعملة فى العلم؟
س9 - كيف نربط معانى الألفاظ العربية التى جاءت وحيا فى القرأن، بمعانى مصطلحات العلم، والتى وضعها بشر فى الغالب أجانب (غير عرب) و ترجمت إلى العربية من لغات أجنبية فى ال 200 سنة الماضية؟
س10 - الكثير من الأخطاء فى التفسير العلمى هى نتيحة عدم إهتمام المفسر العلمى بالتفريق بين معانى المصطلحات العلمية الأتية: ..
التعاريف، المفاهيم، الحقائق، النظريات، المبرهنات، الفرضيات، الفروض، المبادىء، القواعد، القوانين، المسلمات، البديهيات.
Definitions, concepts, facts, theories, theorems, hypotheses, assumptions, principles, rules, laws, postulates, and axioms
ذلك لان كثيراً من الكتابات حول الإعجاز تخلط بين هذه الكلمات العلمية، و تفسر بها القرأن دون تمييز. و تزداد المشكلة، إذا أخذ كاتب أو ناقل التفسير العلمى، نتائج العلم من كتب علمية مترجمة ترجمة غير دقيقة، و تزداد المشكلة صعوبة عندما يكتب فى الإعجاز من خلفيته العلمية غير مناسبة، أو يكتب فى غير تخصصه، او متخصص يتسرع الكتابه بدافع الشهرة او المكسب أوتحت ضغط العمل لكتابة مقال أسبوعى عن الإعجاز لجريدة كبرى، أو لغيرها من الأسباب النفسية.
من الأمثلة المتداولة و المشهورة للأخطاء العلمية استعمال نظرية الأنفجار العظيم فى اثبات الإعجاز العلمى، اوإستخدام صور من ناسا لإثبات إنشقاق القمر، أو إستعمال الكلمة القرأنية "الذرة" لإثبات ان القرأن أثبت وجود الذرة، وغيرها كثير مما يفتقد الدقة والوضوح العلمى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[28 Sep 2009, 05:06 ص]ـ
اعزائى ممن يتابعون هذا الموضوع
تحية طيبة و مباركة إن شاء الله
هذه هى خطوات المنهج المقترح للمراجعة:
اولاً: سوف أذكر بعض المبررات لمراجعة ما قيل حول الإعجاز العلمى
ثانياً: سوف أعطى نماذح للأخطاء العلمية فى الأمثلة التالية: ..
00 - إنشقاق القمر
00 - الإنفجار العظيم
00 - النظرية الذرية
00 - قطرة العين و سورة يوسف
00 - السموات السبع
00 - الأراضى السبع
00 - النظرية النسبية
00 - الأمواج فى المحيط
ثالثاً: سوف أضع بعض المعايير التى استرشدت بها من علوم الحديث والتفسير للحكم على ما قيل حول الإعجاز، وهى: ..
-- معايير تخص من يقول برأى فى الإعجاز (الحكم بالحفظ والضبط على ناقل المعلومات العلمية، والتفسير اللغوى- مثل الإسناد)
-- معايير تخص ما قيل فى الإعجاز (نقد المتن)
-- معايير تخص الأهمية والقيمة العلمية لما يقال
وبناء على ذلك يمكن تصنيف ما يقال عن الإعجازإلى مقبول وله عدة درجات، و غير مقبول وله أيضا عدة درجات
رابعاً: تطبيق المعايير على عدة أمثلة مما قيل فى الإعجاز العلمى
خامساً: بعض الكلمات حول ظاهرة شيوع النقل و القص واللصق بخصوص تكرار ما قيل فى الإعجاز
يتبع ...
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[28 Sep 2009, 04:34 م]ـ
إقتراح لمراجعة ما يقال حول الإعجاز العلمى للقراّن و الأحاديث
الإقتراح
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا إقتراح لمراجعة البحث والكتابة، و ما يكتب حول موضوع إستعمال نتائج العلم الطبيعى التى توصل إليها الانسان فى ال 200 سنة الماضية لتفسيرالقراّن الكريم و الأحاديث:
- حتى تستعيد الأمة صحتها العلمية والفكرية والثقافية،
- وحتى يستطيع من يكتب عن الإعجاز ان يحافظ على الموضوعية ويبتعد عن التسرع دون تدبر و دراسة متأنية.
- وحتى يبذل كل صاحب فكر وثقافة مجهوده لتقليل نسب الأمية العلمية و الدينية، وحتى يمكن حل المشاكل الأكثر أهمية فى الوطن العربى، فالغالبية مؤمنة بالله وغير متشككة في وجوده، ومؤمنة بالقرأن و الأحاديث الصحيحه.
- وحتى نتذكر شروط الاجتهاد فى العصر الذى تفجرت فيه المعارف و زادت التخصصات.
- و ليتحسن مستوى الجامعات فى البحث العلمى و تطوير الثقافة العلمية.
- ولكى نفرق بين العلم، وتاريخ العلم، وفلسفة العلم.
- و لنراجع الفرق بين منهج التفسير العلمى لظواهر الطبيعة و منهج تفسير النصوص.
- وحتى يتحسن مستوى ترجمة الكتب العلمية الى العربية، فتلتزم بالدقة العلمية.
- و حتى تكتب كتب علم باللغة العربية بدلا من ترحمة اعمال اجنبية.
- و حتى يدرك علماء الطبيعة الفرق بين فرض العين و فرض الكفاية فى استعمال خلفيتهم العلمية.
- و حتى يتذكر علماء الأعجاز انهم ينقلون نتائج العلم من مراجع علمية، وعليهم ان يذكروا مصادر معرفتهم العلمية.
(يتبع)
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[28 Sep 2009, 04:39 م]ـ
لماذا اقترحت المراجعة؟ (1)
أعتقد، بناءً على ما أعرفه من تاريخ الفكر الإسلامى، وربما كانت معرفتى خجولة أو ضحلة أو سطحية، أن أى مسلم يحترم القرآّن و الأحاديث ويقدسهما يجب أن يعطيهما الوقت الكافى والجهد المناسب للكتابة حولهما أو لمناقشة أو لتفسير آية أو حديث بإستعمال العلم الطبيعى.
فى عصرنا هذا أصبح مجال النشر الإلكترونى سهلاً ورخيصاً، وظهر نوع جديد من الكتبة من الذين لا يعطون أى قضية من قضايا الفكر وقتها من البحث، والتأمل والتفكير. وأصبح النقل من مصادر متعددة، غير موثقة، من أحد مظاهر الكتابة المنتشرة، وعادة لا يدقق الناقل عمن ينقل، ولكن كل ما يهمه إثبات وجهه نظره، ولا يستثنى من ذلك قضية التفسير العلمى لآيات الذكر الحكيم. ومن مراجعة ما قام به المسلمون فى الماضى يتبين لنا مدى التقصير فى جهود بعض الكتاب فى وقتنا هذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
مثلاّ، عند مراجعة كتب التفسير القديمة تستطيع ان تدرك مقدار الجهد، والتعب الذى قام به المفسرون القدامى لجمع المادة المناسبة للتفسير، ومقدار الوقت الذى امضوه فى كتابة التفسير، باليد والنسخ دون مساعدة من أجهزة أو أدوات طباعة. ولتقدير ما قاموا به، مقارنة بما يقوم به بعض المعاصرين، عليك بتصفح .. مثلا ... مثلا .. التفسير الكبير للفخر الرازى، وقل لى بالله عليك كم بذل الفخر الرازى من الوقت والمجهود ليقوم بهذا العمل، مع العلم ان المشهور إنه لم يكمل تفسيره بنفسه وأكمله عالم أخر بعد أن توفى الرازى. وبالمثل يمكنك فقط أن تتصفح كتب الإمام الشافعى، والإمام الغزالى، والإمام إبن تيمية، و ابن كثير والشاطبى، وغيرهم وتتأمل مقدار ما بذلوه من جهد ووقت. لذلك إقتنعت ان من يحترم القرآن و الحديث ويريد ان يدلى بدلوه فى تفسيرهما ومناقشة آياته، لابد ان يبذل جهداً يتناسب مع أهمية القرآن و الحديث بالنسبة له، ولابد من التأنى والمراجعة المستمرة بما يتناسب مع جلال القرآن، وأهمية الحديث وقدسية الوحى.
عندما أراد تلميذ الإمام أبو حنيفة النعمان (أبو يوسف) ان ينفرد بحلقة علم فى المسجد، أرسل له الإمام ابو حنيفه من يسأله سؤالاً فى الفقه، وعندما فشل أبو يوسف فى الإجابة وأدرك ان هذا إختبار له من أستاذه، عاد الى حلقة أستاذه. وعندما تأكد الإمام من تمكن أبو يوسف من الفقه تركه ينفرد بحلقة من حلقات العلم فى المسجد. وهذا لم يمنع التلميذ النجيب من ان يفتى بأراء خالف فيها أستاذه.
ولنا دروس أخرى فى علم الحديث قديما. من أهمها مفهوم التوثيق الذى افتقدناه كثيراً فى كتابات عديدة هذه الأيام. وأيضا كانت دوائر علم الحديث لا تسمح لمحدث أن يتحدث الا بعد ان تعطيه إجازة، وقصص إختبار تمكن حافظ الحديث من معرفة السند والمتن كثيرة. ومع ذلك ظهر علم الحديث و علم الجرح والتعديل لكى يدرسهما من اراد ان ينتقد الأحاديث أو لمن يريد ان يصححها أو يضعفها. ومع ذلك نرى بعض الكتاب المعاصرين يتكلم فى الحديث دون دراسة لمجهودات السابقين.
مفهوم إجازة الدارس وإعطاءه الدرجة العلمي أصبح مألوفا هذه الأيام فى الجامعات، فرسالة الدكتوارة مثلا لا يحصل عليها الباحث حتى تمتحنه لجنة من المتخصصين فى نفس المجال. ومع ذلك تجد فى بعض الجامعات حالياً، يقوم المشرف بإختيار اللجنة بحيث تكون متساهلة فى الأسئلة حتى يجتاز صاحب الدرجة العلمية المناقشة بسلام و يصبح دكتوراً من أصحاب لقب ال د.!، ولا يفضل بعض المشرفون أسلوب ألإمام أبو حنيفة مع تلميذه. وقد أدى التساهل فى الإمتحانات الى تدهور مستوى الأبحاث فى بعض الجامعات. فى الجامعات الحالية هناك درجة علمية تسمى أستاذ كرسى، وهذا تقليد جامعى له أصوله فى الأساتذة العظام الذين تمكنوا من إنشاء حلقات لهم فى المساجد قديماً.
فمن أجل التأنى والإجادة قد إقترحت المراجعة. والإجادة هنا يجب ان تكون إجادة فى فهم القرأن والمراجعة هنا من أجل ان نتذكر لماذا أرسل الله رسوله محمد (ص) الى الناس كافة بالإسلام، والتأنى هنا هو واجب ومطلوب للمعرفة المتمكنة التى تمكننا من ربط أيات القرأن بمنتجات العلم الطبيعى. فعلى الساحة الفكرية نجد:
- من يجيد فهم الدين الإسلامى ولا يجيد العلم الطبيعى ومع ذلك يفتى فى التفسير العلمى.
- من يجيد العلم الطبيعى فى أحد فروعه، ولا يجيد العلوم التى تلزم المفسر ومع ذلك يفتى فى التفسير العلمى.
- والمصيبة الكبرى مع هؤلاء اصحاب الفلسفة والآداب والذين لا يجيدون لا العلم ولا الدين ومع ذلك يفتون فى التفسير العلمى، ويخربون العلم ويحاربون الدين ومع ذلك إذا انتقدهم كالوا لك الكيل من قاموسهم الأدبى والثقافى والفكرى.
من هنا اعتقد أن المراجعة و لمدة كافية للدراسة الجادة لموضوع محدد يضم العلم والدين.
(يتبع)
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[28 Sep 2009, 04:49 م]ـ
لماذا اقترحت المراجعة؟ (2)
للتأكد من صحة نتائج البحث فى التفسير والإعجاز العلمى، إعتماداً على العلم الطبيعى، يفضل مراجعة الأتى:
- مقرر فى أصول الفقه و خصوصا مبحث اللفظ.
- مقرر وتدريب فى علوم التفسير، حتى لا يخرج عالم الإعجاز عن قواعد التفسير و يتكلف.
- مقرر فى أحد الموضوعات العلمية، مثلاً الفيزياء النظرية أوالفلك أو النظرية النسبية العامة أو نظرية الإنفجار العظيم، من مرجع علمى يتناسب مع المجتهد.
00 - من المفترض من عالم الإعجاز ان يعتمد على مراجع علمية معتمدة وليس كتب العلوم المبسطة فينقل منها، وهى الكتب التى تنتشر ويترجم منها إلى العربية، أوينقل نتائج العلم من مقالات الصحف السيارة، فهذه لا تعتبر مراجع معتمدة فى مجال العلوم. ويمكن لأى مهتم ان يقرأ كتاب من الذرة إلى الكوارك، عالم المعرفة، رقم 327، مايو 2006، حتى يدرك أهمية ذلك.
00 - ولمعرفة إلتزام المجتهد فى الإعجاز العلمى بالمراجع، يمكن مراجعة المراجع التى إستعملها و ذيل بها بحثة، ومن مراجعة ذلك يمكن الإطمئنان على المصدر العلمى الذى أعتمد عليه عالم الإعجاز.
00 - لمعرفة مقدار الجهد المطلوب لإستخراج أحكام من القرأن أقترح على المهتم بالتفسير العلمى أن يراجع كتب الإمام الشافعى الرسالة والأم، ليدرك جهد الإمام الشافعى فى تحرى الدقة.
(يتبع)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[28 Sep 2009, 04:52 م]ـ
لماذا اقترحت المراجعة؟ (3)
أتقدم هنا بإقتراح الى كل الأساتذة و الباحثين المهتمين بالبحث فى موضوع الإعجاز العلمى لأيات القران، لعله يلقى قبولاّ. أقترح ان يذهب كل باحث فى هذا الموضوع الى الأساتذة الدكاترة الذين يكتبون فى قضايا الإعجاز العلمى للقرأن وأن يطلبوا منهم التسجيل معهم للحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراة، ويكون هدف البحث هو استعمال العلم ومناهجه فى حل مشاكل الأمة العربية-الإسلامية العلمية. مشاكل مثل التلوث، ومشاكل الموارد المائية، و مشاكل نضوب مصادرالطاقة، والتصحر، و السحابة السوداء فى مصر، والمصادر المتجددة للطاقة، ومشاكل تطوير التعليم، وغيرها من مشاكل ملحة تؤثر فى حال الأمة وتعمل على حل مشاكل نهضتها. أليس هذا أولى من من التنقيب عن نتائج العلم فى القرأن؟
أليس هذا يحقق مهمة المسلم فى عمارة الأرض؟
ولعلى أذكر نفسى معكم بمهام المسلم الأساسية فى الحياة وهى توحيد الله، والتزكية تزكية النفس وما يترتب عليها من النماء الفردى والمجتمعى، والإستخلاف وعمارة الأرض. وهل هناك أفضل من البحث العلمى لعمارة وإستخلاف الأرض؟ فالعمر قصير والوقت قليل والطاقة محدودة، والأفضل وضع المجهودات المتاحة فى بحث وحل مشاكل الأمة، بدلاً من البحث فى القرأن لإستخراج ما أنتجه الغرب من العلم. ولعلكم تتذكرون أيضاً انه حتى الأن نتفاخر بالماضى الفرعونى، وبالحضارة الإسلامية، وبما نملكه من مصادر الثروة، ولكننا ننسى أن:
- الذى كشف عن الحضارة الفرعونية وأثارها هم الغربيون، حتى اللغة الفرعونية اكتشفها الفرنسيون وان الذى فك شفرة حجر رشيد هو شامبليون الفرنسى.
- الذى كشف واستخرج الثروة البترولية هم الغربييون.
- الذى كشف ووثق الكثير من تراث الحضارة الإسلامية هم المستشرقون.
والسؤال هو متى نعتمد على انفسنا فى الفكر والعلم ومصادرهما، بدلا من الحديث عن علم نأخذه مترجما؟
وهل لنا دور أو ربما ادواراً فى رؤية مستقبلنا؟ كيف نعيد الثقة بأنفسنا؟ و نعمل على ان يكون لنا أدواراً فى الفكر والعلم والعمل؟
ولنا فى الهند مثالاً، فرغماً عن كونها دولة فقيرة إلا انها متفوقة فى مجال البحث العلمى، وأصبحت من الدول المتقدمة فى صناعة البرمجيات.
يا علماء الأمة ... قوموا بدوركم الإسلامى الحقيقى .. و إنهضوا و أمسكوا الراية و حرروا بلادكم من كل أنواع الإستعمار العقلى والعلمى.
(يتبع)
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[28 Sep 2009, 04:57 م]ـ
لماذا اقترحت المراجعة؟ (4)
لنذكر أنفسنا، و نذكر أيضا كل من يكتب أو ينقل أو يبحث أو يتكلم عن الإعجاز، بأهمية المراجعة والتعديل، ولعلنا نتذكر ما عمله الإمام العظيم الشافعى، عند مراجعة اراءه فى الفقه فعدل فيها واصبح عنده المذهب القديم والمذهب الجديد.
المراجعة من الأسس التى نجدها فى رسالة الخليفة عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) فى القضاء إلى الصحابى الجليل أبى موسى الأشعرى و التى جاء فيها ......
"ولا يمنعنك قضاء قضيته بالأمس، فراجعت فيه عقلك، و هديت فيه لرشدك أن ترجع إلى الحق، فإن الحق قديم، ومراجعة الحق خير من التمادى فى الباطل، الفهم ... الفهم، فيما تلجلج فى صدرك مما ليس فى كتاب ولا سنة، ثم اعرف الأمثال والأشباه، وقس الأمور بنظائرها، و اجعل للمدعى حقا غائبا أوبينة امدا ينتهى إليه، فإن أحضر بينة أخذ حقه، وإلا وجهت القضاء عليه، فإن ذلك أجلى للعمى و أبلغ للعذر" (المرجع: البيان والتبيين، ج 2 ص 23).
المراجعة هى مبدأ إسلامى فى العلم أصيل، يجب ان يلتزم به العالم والمتعلم، وبه قام العلماء المسلمين الأوائل بوضع أسس الحضارة الإسلامية.
(يتبع)
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[28 Sep 2009, 05:03 م]ـ
لماذا اقترحت المراجعة؟ (5)
(يُتْبَعُ)
(/)
اولا: المراجعة ضرورية لنتذكر الفرق بين التأويل والتفسير، وان كان المفسرين فى العصر الأول لم يفرقوا بين التفسير والتأويل، كما يمكن ملاحظة ذلك من قراءة تفسير شيخ المفسرين الطبرى و إستعمالة كلمة تأويل بمعتى تفسير، إلا انه بعد تأسسيس علوم التفسير و أصول الفقه أصبح للتأويل معنى علمى دقيق يختلف عن التفسير. فاللفط القرأنى عند العلماء له معانى راجحة ومرجوحة، والتفسير يذهب مباشرة إلى المعنى الراجح، اما التأويل فيعنى الإستغناء عن المعنى الراجح و أخذ المعنى المرجوح بدليل قوى. (المراجع: التفسير والمفسرون للدكتور حسين الذهبى، و تفسير النصوص للدكتور محمد أديب صالح، أصول المناهج الفقهية لعبد المجيد صبح، و الأصول من علم الأصول للشيخ محمد صالح العيثمين)
ومن هنا يجب مراجعة ما قيل حول الإعجاز لأنه فى كثير من الحالات يتأول عالم الإعجاز النص بلا دليل قوى، ومن ثم يخرج عالم الإعجاز اللفظ القرأنى عن سياق النص القرأنى، وهذا يقال عنه فى علم التفسير ... تكلف ... أى ان المفسر العلمى يفصل تفصيلا المعنى للأية دون دليل قوى، حتى يتفق تفسير الأية مع فهم المفسر العلمى لنتيجة ما من نتائج العلم.
ثانيا: المراجعة ضرورة حتى لا ننسى الفرق بين الحقيقة العلمية والنظرية او الفرض العلمى. فالحقيقة العلمية لا تتغير و يقينية بخلاف النظرية العلمية التى تتغير وتتبدل وهى ظنية (سأذكر لاحقا المراجع لمن يريد الإستزادة حول العلم و مناهجه)، و لذلك فالقول بالإعجاز العلمى لابد ان يستند إلى حقائق علمية ثابتة يقينية، لأن القرأن وحى يقينى و قطعى، ولا يجب ان يعتمد الإعجاز على النظريات المتغيرة الظنية، فلا يصح تفسير القطعى واليقينى بالظنى من نظريات و نتائج العلم.
و الكثير مما قيل عن الإعجاز العلمى يعتمد هلى نظريات ولا يستند إلى حقائق العلم (مثل نظرية الإنفجار العظيم، النظرية الذرية، عدد كواكب المجموعة الشمسية، عدد السموات، مكة مركز الأرض، خطوط الطول والعرض، و .. الخ، و سيأتى تفصيل ذلك لاحقا إن شاء الله).
ومن هذا يمكن لنا ان نتفق على معايير للحكم على ما كتب حول الإعجاز والتفسير، إعتمادا على التفرقة بين التفسير والتأويل، و الحقيقة العلمية و النظرية أو الفرضية العلمية. فكل تأويل يعتمد على نظرية او فرضية علمية فهو تفسير ظنى و لا يعتبر إعجازا، لانه تفسير يتغير من تغير العلم، وغير متفق عليه من العلماء، فهو بذلك ليس إعجازا بل تفسير علمى. ونحن هنا امام تفسير علمى ظنى و معياره هو "مقبول او غير مقبول"، وهذا الحكم سيعتمد على معايير أخرى ستأتى لاحقا إن شاء الله. أما إذا فسر القرأن بحقيقة علمية لا تتغير فهو صالح لان يكون إعجازاً علمياً، ولكن لو توفرت له شروط أخرى ستأتى لاحقا.
(يتبع)
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[28 Sep 2009, 05:08 م]ـ
لماذا اقترحت المراجعة؟ (6)
المراجعة أيضا ضرورية لكل ناقل و متكلم و باحث فى الإعجاز و لا يستثنى من ذلك المجتهد. والسبب ببساطة ان الحديث يدور حول العلم و الإعجاز العلمى و القرأن، وعند ذكر الوحى الإلهى و محاولة فهمة عن طريق العلم، وجب ان يلتزم المجتهد والمفسر و الباحث و المتكلم و الناقل أيضا بالدقة والضبط العلمى. لأن كلام الله يحتاج الفقه والدقة والضبط والفهم و التدبر والتأمل. و كلمة النقل هنا كلمة تعم من ينقل، والنقل هنا يعتمد على من هو الناقل: ...
المجتهد (والباحث أيضا) ينقل نتائج العلم من مصادرها، فلابد له من الدقة و الضبط العلمى فى النقل من مصادر موثقة، ولابد له من فهم مصطلحات العلم حتى ينضبط إجتهاده و بحثه عن القرأن و عن الإعجاز
و ايضا المتكلم ينقل، وحتى يكون نقله صحيحا لابد من ان يشير إلى المصدر الذى نقل منه، أما الناقل العادى، فلابد له من ان يعى ويدرك مسئوليته عن نقل كلام يخص القرأن، وهنا دور كل مسلم واع ومتعلم ان يرشد الناقل إلى أهمية دقة النقل فيما يخص القرأن
و هذه بعض الأمثلة التى توضح توثيق و دقة النقل من الباحث او المجتهد عندما ينقل نتائج العلم و حقائقه و نظرياته، قبل ان يفتى فى الإعجاز
(يتبع)
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[29 Sep 2009, 02:56 ص]ـ
أختي الغالية إذا كان الهدف من هذا بيان وجه الإعجاز العلمي الحق فلتتوحد الجهود في منتدى واحد وأهيب بالأخوة الاطلاع على ما كتب في التعليق على منتدى تهافت القول بالإعجاز العلمي، وما أدرج فيه من أدلة وبراهين.
ولسنا بحاجة إلى اقتراحات، فأصول علم التفسير حددها العلماء العالمين والعاملين بكتاب الله، وبيَّنوا القواعد وأصول العلوم التي ينبغي على المفسر الإحاطة بها. ويمكنك الاطلاع عليها مختصرة ومجموعة في بداية كتاب التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي الكلبي.
وليس الحديث عن كتاب الله تعالى بإثبات أو نفي بالأمر اليسير، فإذا كان من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم يتبوّأ مقعده من النار ومعلوم أن الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم ليس أن ينسب إليه شخص كلاما لم يقله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقط، بل من نفى شيئا قاله النبي صلى الله عليه وسلم يشمله الحديث بأنه كاذب على النبي صلى الله عليه وسلم أيضا. فما بالكم بالذي يحجر على الله تعالى قوله فيقول لو أراد الله كذا لقال كذا ... فالنتنبّه لذلك الأمر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[29 Sep 2009, 03:11 ص]ـ
مثال-1 عن أخطاء النقل
1) فى تفسير سورة الإنشقاق، نقل عالم من علماء الإعجاز صور بثتها وكالة ابحاث الفضاء (ناسا)، وهى صور لسطح القمر، وفى الصور تبدو علامات ما على سطح القمر تسمى Lunar Rilles
و هنا ارتكب عالم الإعجاز عدة أخطاء سوف أذكر بعضها: ..
00 – خطأ فى التوثيق، فنقل الصور دون الإشارة إلى من اين حصل عليها، وما هى الأهداف من أبحاث ناسا من أخذ هذه الصور. لان هدف ناسا الأساسى من الصور هو بحث هذه العلامات و معرفة ما هى، وهى من و جهة نظر علماء ناسا ليست علامة على شقوق حدثت للقمر فى الماضى.
00 - الخطأ الثانى لعالم الإعجاز هو التكلم وتفسير فيما هو ليس من تخصصه. تفسير صور ناسا يحتاج متخصص فى علوم الإستشعار عن بعد
Remote sensing
و تحليل صور الأقمار الصناعية
Image processes
وهذه التخصصات تحتاج دراسة طويلة ودقة لا تتوافر عند الكثير فى البلاد العربية.
و المشكلة هى ان الناس الذين يكتبون و ينقلون الإعجاز حول إنشقاق القمر، ينقلون صور وكالة ناسا عن القمر، و يستنتجون من الصور أكثر بكثير من علماء ناسا انفسهم، ويقولون أثبت علماء ناسا كذا وكذا وكذا، ليثبت علماء الإعجاز ما يقولون حول إنشقاق القمر، وهم لا يهتمون بدراسة العلوم المختلفة ولا بتكوين فرق بحث علمى لتحليل الصور، ولم يدرسوا مثلا ....
Image processing
Remote sensing
Data mining
Data assimilation
Data fusion
etc.
وأيضا لم يوثقوا كلامهم بالإشارة إلى مرجع واحد من علماء دراسة القمر فى امريكا او أوربا او روسيا (أوكرانيا) ليؤيدوا كلامهم. فهم انفسهم هم العلماء فى كل مجال، فينقلون صور ناسا و يحللونها بأنفسهم، دون خلفية علمية وبدون الإستعانة بأى برامج كومبيوتر ولا غيره، ولشهرتهم يصدقهم الناس، ولا يصدقوا علماء ناسا الذين لم يقولوا بإنشقاق القمر.
و حتى أقرب المثل هناك مرضى يذهبون للأطباء لفحصهم عن طريق: ..
صور الأشعة
رسم القلب
الرنين المغنطيسى
و لا يستطيع أى طبيب تحليل هذه الفحوصات إلا بتدريب معين او الإستعانة بمختص، فهل أى حاصل على الدكتوراه فى العلوم بقادر على تحليل صور فحوصات المرضى او صور الأقمار الصناعية. لو كنت انا مكان عالم الإعجاز هذا، لسألت فى تحليل صور القمر عالم خبير فى دراسة القمر وعمل فى ناسا و هو الدكتور فاروق الباز وهو عربى و مسلم.
(يتبع)
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[29 Sep 2009, 03:12 ص]ـ
مثال-2 عن أخطاء النقل
المثال الثانى حول أخطاء الدقة و الضبط العلمى هو ما جاء حول الإعجاز فى سورة الحديد، وهذا الإعجاز موجود فى مواقع الإعجاز العلم. ولكى اوضح عدم الدقة العلمية و الضبط لصاحب هذا التفسير أذكركم بما يدرسه طلاب المدارس الثانوية عن تركيب الذرة. فى المقرر الدراسى يدرس الطلاب ما يطلق عليه النظائر Isotopes
وهى ان لكل عنصر عدة نظائر لها نفس عدد الإلكترونات والبروتونات، و لكنها تختلف فى عدد النيوترونات. و لأن الوزن الذرى مرتبط بعدد النيترونات، فالعنصر الذى له نظائر له عدة أوزان ذرية. و الحديد له عدة نظائر ذرية لها أوزان ذرية، وهى أعداد غير صحيحة، و تعتمد على وحدة القياس، فإذا أ خذنا الأوكسجين هو وحدة القياس (وزن ذرى 16) نحصل على اوزان ذرية تختلف فى الكسر العشرى، و لو أخذنا وحدة القياس الأيدروجين (وزن ذرى 1) لحصلنا على كسور عشرية مختلفة.
و حتى يأول عالم الإعجاز الأية الخاصة بالحديد و يفصلها تفصيلاً عليه الأتى: ..
00 - ان يختار اى النظائر مناسب للتأويل
00 - ان يختار وحدة القياس (هيدروجين او أوكسحين)
00 - ان يقرب الوزن الذرى إلى عدد صحيح
و بعد كل ذلك التكلف و تشويه التفسير و لى عنق النص يقول ان ما فسره هو إعجاز!!! لقد إنتقى ما يريد تأويله .. إنه التكلف. و هذا من الأمثلة الواضحة لعدم الدقة و الضبط العلمى المفروضه لعالم الإعجاز فى نقله نتائج علمية لإثبات إعجاز علمى.
و لو كنت انا مكان هذا العالم لسألت عالم ذرة عربى مسلم ليدلنى على صحة النقل حول ذرة الحديد. و هذا يسوق الى الخطأ الثانى لعالم الإعجاز هنا حول الحديد، فهو لم يشر إلى مصدر او المرجع العلمى ليوثق به معلوماته عن ذرة الحديد
(يتبع)
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[29 Sep 2009, 03:14 ص]ـ
مثال-3 عن أخطاء النقل
من امثلة عدم الدقة فى النقل، عدم إعتماد الكثير ممن يكتب فى الإعجاز على مراجع علمية مضبوطة، فالمعروف فى مجال الكتابة العلمية ان الكاتب لابد ان يوثق ما ينقل من مصدر موثوق، والصحف والمجلات السيارة ولقاءات التلفزيون لا تعتبر مراجع علمية، و خصوصا للمجتهد او الباحث الذى ينقل معلوماته عن العلم من مصدر ما ليثبت إعجاز ما. وهذا الخطأ سهل الإكتشاف، فما عليك إلا ان تأخذ عدة كتب حول الإعجاز، و ابحث عن المراجع التى أشار اليها المؤلف فى الكتاب، و بخبرة بسيطة ستدرك ان كان عالم الإعجاز نقل عن مراجع معتبرة ووثق كتابه توثيقا سليما ام لا.
أما إذا كا ن القارىء عن الإعجاز لا يعرف، فيمكنه ان يسأل اساتذة العلوم فى كليات العلوم عن هذه المراجع وهل هى علمية ام لا، اما إذا لم يجد فيمكنه الؤال عنها من أحد العلماء المختصين، فليس كل استاذ دكتور فى العلم مختص فى كل العلوم.
وهناك امثلة أخرى كثيرة ستأتى لاحقاً
(يتبع)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[29 Sep 2009, 03:23 ص]ـ
اقترحت المراجعة؟ (7)
حتى نراجع ما قاله بعض العلماء حول الإعجازالعلمى و التفسير العلمى، وحتى نثرى الموضوع، لابد لنا من معرفة رأى العلماء فى الإعجاز-التفسير العلمى للقرأن، ولقد أشرت فى مداخلة سابقة لراى بعض العلماء وهى:
1 - رأى أبي اسحق الشاطبي المتوفي سنة 790هـ. قال رحمه الله في الموافقات: 2/ 55 - 56
"أن كثيراً من الناس تجاوزوا في الدعوى على القرآن الحدَّ؛ فأضافوا إليه كل علم يذكر للمتقدمين، أو المتأخرين، من علوم الطبيعيات والتعاليم، والمنطق، وعلم الحروف، وجميع ما نظر فيه الناظرون، من أهل الفنون، وأشباهها، وهذا إذا عرضناه على ما تقدم 1) لم يصح .. وإضافة إلى هذا فإن السلف الصالح، من الصحابة، والتابعين ومن يليهم كانوا أعرف بالقرآن، وبعلومه، وما أودع فيه، ولم يبلغنا أنه تكلم أحد منهم في شئ من هذا المدعى، سوى ما تقدم، وما ثبت فيه من أحكام التكاليف، وأحكام الآخرة، وما يلي ذلك، ولو كان لهم في ذلك خوض، ونظر، لبلغنا منه ما يدلنا على أصل المسألة، إلا أن ذلك لم يكن، فدل على أنه غير موجود عندهم، وذلك دليل على أن القرآن لم يقصد فيه تقرير لشئ، مما زعموا"وفيما بعد: ادعى الشاطبي أن المعاني، التي لا عهد للعرب بها، غير معتبرة فقال:"وربما استدلوا على دعواهم بقوله تعالى?وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ? (النحل:8).وقوله?مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ? (الأنعام:38).ونحو ذلك …، فأما الآيات فالمراد بها، عند المفسرين: ما يتعلق بحال التكليف والتعبد، أو المراد بالكتاب في قوله? مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ? (الأنعام:38) اللوح المحفوظ، ولم يذكروا فيها ما يقتضي تضمنه لجميع تلك العلوم، النقلية، والعقلية "…" فليس بجائز أن يضاف إلى القرآن ما لا يقتضيه، كما أنه لا يصلح أن ينكر منه ما يقتضيه، ويجب الاقتصار في الاستعانة على فهمه، على كل ما يضاف علمه، إلى العرب خاصة، فبه يوصل إلى علم ما أودع من الأحكام الشرعية، فمن طلبه بغير ما هو أداة له، ضل عن فهمه، وتقول على الله ورسوله فيه، والله أعلم وبه التوفيق" "الموافقات 2/ 55 - 56" في المسألة الرابعة من النوع الثاني، في بيان قصد الشارع، في وضع الشريعة للافهام
- آراء الشيخ د. محمد حسين الذهبي
ويمكن أن نعتبر الأستاذ الدكتور محمد حسين الذهبي ممثل المنكرين للتفسير العلمي. يعرف الدكتور الذهبي: التفسير العلمي بأنه هو: التفسير، الذي يحكم الاصطلاحات العلمية، في عبارات القرآن، ويجتهد في استخراج مختلف العلوم، والآراء الفلسفية منها.ويعترض الدكتور الذهبي على التفسير العلمي من النواحي الآتية
أولاً: الناحية اللغوية
كثير من الألفاظ القرآنية، تغيرت وتوسعت دلالاتها، بمرور الزمان. وهذه المعاني كلها تقوم بلفظ واحد، بعضها عرفته العرب وقت نزول القرآن، وبعضها لا علم للعرب به، وقت نزول القرآن، نظراً لحدوثه، وطروئه، على اللفظ، فهل يعقل أن نتوسع هذا التوسع العجيب، في فهم ألفاظ القرآن، وجعلها تدل على معان، جدت باصطلاح حادث؟
ثانياً: الناحية البلاغية
البلاغة هي المطابقة لمقتضى الحال، والتفسير العلمي للقرآن، يضر بلاغة القرآن. لأن من خوطبوا بالقرآن في وقت نزوله: إن كانوا يجهلون هذه المعاني، وكان الله يريدها من خطابه إياهم لزم على ذلك أن يكون القرآن غير بليغ، لأنه لم يراع حال المخاطب؟ وإن كانوا يعرفون هذه المعاني، فلم لم تظهر نهضة العرب العلمية، من لدن نزول القرآن، الذي حوى علوم الأولين والآخرين؟
ثالثاً: الناحية الاعتقادية
(يُتْبَعُ)
(/)
أنزل الله القرآن، إلى الناس كافة حتى قيام الساعة. ولو ذهبنا مذهب من يحمل القرآن كل شئ، وجعلناه مصدراً للعلوم، لكنا بذلك قد أوقعنا الشك، في عقائد المسلمين، نحو القرآن الكريم. وذلك لأن قواعد العلوم، وما تقوم عليه، من نظريات، لا قرار لها ولا بقاء. ولو نحن ذهبنا إلى تقصيد القرآن، ما لم يقصد، من نظريات، ثم ظهر بطلان هذه النظريات فسوف يتزلزل اعتقاد المسلمين في القرآن الكريم. لأنه لا يجوز للقرآن أن يكذب اليوم، ما صححه بالأمس.
هذا ما قاله الدكتور الذهبي ملخصاً! ونحن نظن أن الذهبي بمطالعاته هذه يرد على المفرطين، والمسرفين، في التوفيق بين النصوص القرآنية، والمسائل العلمية. وإلا فهو ليس معترضاً – فيما يبدو – على كون القرآن يشير إلى بعض الحقائق العلمية رأسا. وهذا يظهر في آخر ما كتب في هذا الموضوع:"وحسبهم أن لا يكون في القرآن نص صريح، يصادم حقيقة علمية ثابتة. وحسب القرآن أنه يمكن التوفيق بينه،وبين ماجد ويجد من نظريات وقوانين علمية، تقوم على أساس من الحق، وتستند إلى أصل من الصحة".أليس كون القرآن لا يصادم حقائق علمية ثابتة معجزة علمية؟
3 - اراء بعض العلماء (متابعة ما سبق)
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
(الجزء رقم 4، الصفحة رقم 180)
السؤال الثالث من الفتوى رقم 9247
س3: ما حكم الشرع في التفاسير التي تسمى بـ (التفاسيرالعلمية)؟
وما مدى مشروعية ربط آيات القرآن ببعض الأمور العلمية التجريبية؟
فقد كثر الجدل حول هذه المسائل
ج3: إذا كانت من جنس التفاسير التي تفسر قوله تعالى فى سورة الأنبياء الآية 30
أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ
بأن الأرض كانت متصلة بالشمس وجزءًا منها، ومن شدة دوران الشمس انفصلت عنها الأرض ثم برد سطحها وبقي جوفها حارًا، وصارت من الكواكب التي تدور حول الشمس
إذا كانت التفاسير من هذا النوع فلا ينبغي التعويل ولا الاعتماد عليه
وكذلك التفاسير التي يستدل مؤلفوها بقوله تعالى: سورة النمل الآية 88
وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرّ السَّحَابِ
على دوران الأرض، وذلك أن هذه التفاسير تحرف الكلم عن مواضعه، وتخضع
القرآن الكريم لما يسمونه نظريات علمية، وإنما هي ظنيات أو وهميات وخيالات
وهكذا جميع التفاسير التي تعتمد على آراء جديدة ليس لها
أصل في الكتاب والسنة ولا في كلام سلف الأمة؛ لما
فيها من القول على الله بغير علم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
بتصرف من موقع دار الافتاء وعلى الرابط التالي
http://www.alifta.net/fatawa
4- اراء بعض العلماء (متابعة ما سبق)
رقم الفتوى: 61775
عنوان الفتوى: الإيمان بإعجاز القرآن
تاريخ الفتوى: 26 ربيع الأول 1426/ 05 - 05 - 2005
السؤال
هناك بعض الناس لا يؤمنون بالإعجاز في القرآن ماذا نفعل لهم مع المعرفة أنهم من كبار المشايخ
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد، فإن أوجه الإعجاز في القرآن الكريم متعددة وكثيرة، ولا تنحصر أوجه الإعجاز فيه على الإعجاز البياني والبلاغي واللغوي، وما يجب على المسلم الإيمان به هو أن القرآن كلام الله وكتابه المحكم أنزله على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم هدى ورحمة وبشرى للمؤمنين، وأنه كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ. لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ
كما يجب الإيمان بأن القرآن الكريم هو المعجزة الكبرى والآية العظمى. قال ابن حجر في الفتح: وأشهر معجزات النبي صلى الله عليه وسلم القرآن، لأنه تحدى به العرب وهم أفصح الناس لسانا وأشدهم بيانا على أن يأتوا بسورة من مثله فعجزوا وغيرهم أعجز، والتحدي لا زال قائما، فقد قال تعالى: فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا
وقد أمر الله سبحانه وتعالى نبيه بالتدبر والنظر في آيات الله المسطورة والمنظورة مما يدل على كمال قدرته وبديع صنعه. قال تعالى: سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ {{فصلت 53
(يُتْبَعُ)
(/)
وكل ما نسمعه ونقرأه عن الإعجاز العلمي فيه ما هو إلا نقرة عصفور من بحر مسجور، فإن القرآن الكريم لا تنقضي عجائبه، لكن لا يجب الإيمان بتلك التجارب ولا تلك المدلولات لأن دلالة القرآن على غالبها ظنية اجتهادية، وما كان كذلك فهو مجال للأخذ والرد، والقرآن ليس بحاجة إلى إثبات ما جاء فيه بنتائج العلم الوضعي التجريبي، ولكن يستأنس بها، فقد تزيد بعض الناس إيمانا وطمأنينة، ولا حرج في ذلك، فقد قال إبراهيم لربه لما سأله: أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي {البقرة: 260} إلا أن من لم يؤمن بتلك التجارب لعدم فهمه لأسرارها وإدراكه لكنهها فلا تثريب عليه، فالذي يجب على المسلم الإيمان به اتجاه القرآن هو أن أخباره صدق وأحكامه عدل لا ريب في ذلك، وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا. وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا
فما جاء من تلك الحقائق موافقا لما في القرآن فقد ثبت عندنا في القرآن، وما كان مخالفا لما في القرآن فهو ليس بحقائق وإنما هو أوهام سيرجع عنها أصحابها ولو بعد حين، كما هو الشأن في كثير من الأمور التي اكتشفت وثبتت على أنها حقائق عندهم ثم تبين خطؤها لأن التجارب في اضطراب.
وللاستزادة يرجى مراجعة الفتوى رقم 30472.
والله أعلم
- اراء بعض العلماء (متابعة ما سبق)
رقم الفتوى: 43698
عنوان الفتوى: التفسير العلمي للقرآن بين المجيزين والمانعين
تاريخ الفتوى: 04 ذو الحجة 1424/ 27 - 01 - 2004
السؤال
سؤالي هو عن جواز تفسير القرآن بالنظريات العلمية الحديثة، وهل يكون المفسر في حالة خطأ هذه النظرية آثما؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد، فقد كثر الكلام عن حكم التفسير العلمي التجريبي المادي للقرآن، ووقع الناس فيه بين إفراط وتفريط، وانقسم العلماء إلى مجيزين ومانعين ولذا فلا بد من بسط القول وذكر ما نراه في ذلك، ونورد هنا مقتطفات من بحث "التفسير العلمي للقرآن بين المجيزين والمانعين" للشيخ محمد الأمين ولد الشيخ، وقد لخص البحث في آخره، ونحن نقدم هذه الخلاصة ثم نعود إلى بعض التفاصيل قال في آخر البحث:
والإعجاز العلمي يعني تأكيد الكشوف العلمية الحديثة الثابتة والمستقرة للحقائق الواردة في القرآن الكريم والسنة المطهرة بأدلة تفيد القطع واليقين باتفاق المتخصصين. وتهدف دراسته وإجراء البحوث فيه إلى إثبات صدق محمد صلَّى الله عليه وسلَّم في ما جاء به من الوحي بالنسبة لغير المؤمنين، وتزيد الإيمان وتقوي اليقين في قلوب المؤمنين وتكشف لهم عن عجائبه وأسراره، وتعينهم على فهم حكمه وتدبر مراميه.
ويعتمد الإعجاز العلمي على الحقائق المستقرة التي تثبت بأدلة قطعية، ويشهد بصحتها جميع أهل الاختصاص، دون الفروض والنظريات. كما يجب أن يدل نص الكتاب أو السنة على الحقيقة العلمية بطريق من طرق الدلالة الشرعية، وفقاً لقواعد اللغة ومقاصد الشارع وأصول التفسير، فإن خرجت الحقيقة العلمية المدعاة عن جموع معاني النص لم تكن حقيقة في الواقع ونفس الأمر.
ويجب أن يكون الباحث في مجال الإعجاز العلمي في القرآن والسنة من العلماء المشهود لهم بالتأهيل العلمي في مجال تخصصه، إضافة إلى قدرته على فهم النصوص الشرعية من مصادرها، والاستنباط منها، وفق قواعد اللغة وأصول التفسير، وعليه أن يستشير المتخصصين في العلوم الشرعية في ما يخفى عليه وجه الإعجاز فيه. ويستحسن أن تقوم بهذه البحوث مجموعات عمل تجمع الخبراء في العلوم الكونية والشرعية. وتقوم لجان الخبرة ومجموعات العمل التي تجمع المفسرين والعلماء الكونيين بإعداد البحوث وإجراء الدراسات في مجال الإعجاز العلمي، حتى توجد المؤسسات التعليمية التي تخرج العالم بمعاني التنزيل وحقائق العلم.اهـ
وقد ذكر جمعا من الفريقين -المجيزين والمانعين- فقال ...
المجيزون للتفسير العلمي للقرآن الكريم
(يُتْبَعُ)
(/)
أما مجيزو التفسير العلمي و يمثلهم الإمام محمد عبده، وتلميذه الشيخ محمد رشيد رضا، والشيخ عبد الحميد بن باديس، والشيخ محمد أبو زهرة، ومحدث المغرب أبو الفيض أحمد بن صديق الغماري، ونستطيع أن نعد منهم الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، صاحب أضوء البيان في تفسير القرآن بالقرآن. وهؤلاء الذين يتبنون التفسير العلمي للقرآن يضعون له الحدود التي تسد الباب أمام الأدعياء الذين يتشبعون بما لم يعطوا، ومن هذه الحدود ..
1) ضرورة التقيد بما تدل عليه اللغة العربية فلا بد من:
أ) أن تراعى معاني المفردات كما كانت في اللغة إبان نزول الوحي
ب) أن تراعى القواعد النحوية ودلالاتها
ج) أن تراعى القواعد البلاغية ودلالاتها. خصوصاً قاعدة أن لا يخرج اللفظ من الحقيقة إلى المجاز إلا بقرينة كافية
2) البعد عن التأويل في بيان إعجاز القرآن العلمي، أن لا تجعل حقائق القرآن موضع نظر، بل تجعل هي الأصل: فما وافقها قبل وما عارضها رفض
3) أن لا يفسر القرآن إلا باليقين الثابت من العلم لا بالفروض والنظريات التي لا تزال موضع فحص وتمحيص. أما الحدسيات والظنيات فلا يجوز أن يفسر بها القرآن، لأنها عرضة للتصحيح والتعديل إن لم تكن للإبطال في أي وقت.
المانعون من التفسير العلمي
أما المانعون من التفسير العلمي فيمثلهم في هذا العصر الشيخ أمين الخولى، و شيخ الأزهر الأسبق الشيخ محمود شلتوت، والأستاذ سيد قطب، ود. محمد حسين الذهبي، وهؤلاء المانعون يقولون ...
1) إن القرآن كتاب هداية، وإن الله لم ينزله ليكون كتاباً يتحدث فيه إلى الناس عن نظريات العلوم، ودقائق الفنون، وأنواع المعارف.
2) إن التفسير العلمي للقرآن يعرض القرآن للدوران مع مسائل العلوم في كل زمان ومكان، والعلوم لا تعرف الثبات ولا القرار ولا الرأي الأخير.
3) إن التفسير العلمي للقرآن يحمل أصحابه والمغرمين به على التأويل المتكلف الذي يتنافى مع الإعجاز، ولا يسيغه الذوق السليم.
4) ثم يقولون إن هناك دليلاً واضحاً من القرآن على أن القرآن ليس كتاباً يريد الله به شرح حقائق الكون، وهذا الدليل هو ما روي عن معاذ أنه قال: يا رسول الله إن اليهود تغشانا ويكثرون مسألتنا عن الأهلة. فما بال الهلال يبدو دقيقاً ثم يزيد حتى يستوي ويستدير، ثم ينقص حتى يعود كما كان. فأنزل الله هذه الآية يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ (البقرة 189)
ولكن هل تكفي هذه الحجج لرفض التفسير العلمي؟
1) إن كون القرآن كتاب هداية لا يمنع أن ترد فيه إشارات علمية يوضحها التعمق في العلم الحديث، فقد تحدث القرآن عن السماء، والأرض، والشمس والقمر، والليل والنهار، وسائر الظواهر الكونية. كما تحدث عن الإنسان، والحيوان والنبات.
2) ولم يكن هذا الحديث المستفيض منافياً لكون القرآن كتاب هداية، بل كان حديثه هذا أحد الطرق التي سلكها لهداية الناس.
3) أما تعليق الحقائق التي يذكرها القرآن بالفروض العلمية فهو أمر مرفوض، وأول من رفضه هم المتحمسون للتفسير العلمي للقرآن.
4) أما أن هذا اللون من التفسير يتضمن التأويل المستمر، والتمحل، والتكلف، فإن التأويل بلا داع مرفوض، وقد اشترط القائلون بالتفسير العلمي للقرآن شروطاً من بينها أن لا يعدل عن الحقيقة إلى المجاز إلا إذا قامت القرائن الواضحة التي تمنع من إرادة الحقيقة.
أما الاستدلال بما ورد في سبب نزول الآية يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ .. فهو بحاجة إلى أن يثبت، وإلا فهو معارض بما رواه الطبري في تفسيره عن قتادة في هذه الآية ... قالوا سألوا النبي صلَّى الله عليه وسلَّم لم جعلت هذه الأهلة؟ فأنزل الله فيها ما تسمعون هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ... فجعلها لصوم المسلمين ولإفطارهم ولمناسكهم وحجهم ولعدة نسائهم، ومحل دينهم في أشياء، والله أعلم بما يصلح خلقه، وروي عن الربيع وابن جريج مثل ذلك. ففي هذه الروايات التي ساقها الطبري، أن السؤال هو: لم جعلت هذه الأهلة؟ وليس السؤال ما بال الهلال يبدو دقيقاً ثم يزيد حتى يستوي ويستدير ثم ينقص؟ ولذلك فإنه لا دليل في الآية على إبعاد التفسير العلمي.
ثم قال الباحث: والخلاصة
1) أن التفسير العلمي للقرآن مرفوض إذا اعتمد على النظريات العلمية التي لم تثبت ولم تستقر ولم تصل إلى درجة الحقيقة العلمية.
2) ومرفوض إذا خرج بالقرآن عن لغته العربية.
3) ومرفوض إذا صدر عن خلفية تعتمد العلم أصلاً وتجعل القرآن تابعاً
4) وهو مرفوض إذا خالف ما دل عليه القرآن في موضع آخر، أو دل عليه صحيح السنة.
5) وهو مقبول بعد ذلك إذا التزم القواعد المعروفة في أصول التفسير من الالتزام بما تفرضه حدود اللغة، وحدود الشريعة، والتحري والاحتياط الذي يلزم كل ناظر في كتاب الله.
6) وهو – أخيراً – مقبول ممن رزقه الله علماً بالقرآن وعلماً بالسنن الكونية لا من كل من هب ودب، فكتاب الله أعظم من ذلك. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
(يتبع)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[29 Sep 2009, 03:26 ص]ـ
لماذا اقترحت المراجعة؟ (8)
الأخوة والأخوات الأعزاء و الافاضل الكرام
تحية طيبة ومباركة إن شاء الله
لازلنا فى اول خطوة من المنهج المقترح، و الباب مفتوح لكل إعتراض و لكل نقد، و لكل رأى مخالف، والأساس هو الحجة والدليل. و لكن الرجاء الموضوعية، و الدقة فى قراءة ما عرضته كله حتى الأن، و الرد على ما كتب فى النص، دون إقتطاع عبارة من سياقها او تجزئه الفقرات، وذلك لأن الطريقة التى اعرض بها تعتمد على ان أخدم الفكرة التى اعرضها فى مداخلات متسلسلة منطقيا مع الامثلة التى استعين بها هى لخدمة الفكرة. لذلك فالهدف من الطرح، وهو المراجعة، يجب أخذه من كل جوانبه.
والان بعد كل ما سبق، نرى ان هناك إجماع من العلماء الذين ذكرتهم على التفرقة بين الحقيقة العلمية و غيرها من نتائج العلم عندما نبحث فى التفسير العلمى او الإعجاز العلمى. و أيضا هناك إجماع على الإلتزام بقواعد اللغة العربية والأصول العلمية فى تفسير آيات الله
و إذن تلح علينا الأسئلة الأتية ...
كيف نحدد الحقيقة العلمية؟ ومن هو الذى يحددها؟
من هو الذى يضبط تطبيق قواعد اللغة العربية و التفسير؟
ثم كيف نطمئن على صحة الربط المنطقى والعقلى والعلمى بين نتائج العلم والأيات و التفسير أو الإعجاز العلمى؟
و الجميع يشهد إننا الأن فى عالم زادت فيه التخصصات العلمية، وكثرت المطبوعات العلمية، والإبحاث العلمية، بحيث لا يملك عالم العلوم الطبيعية والحيوية من الوقت ليدرس و يقرأ فى كل مجالات العلم. فهل يمكن لعالم او باحث او مجتهد واحد ان يقوم بالبحث فى الإعجاز وحده و بموضوعية؟
وما يشهده العلم المادى حاليا، فى الجامعات و مراكز الأبحاث هو عمل الفريق، هذا عن العلوم المادية، فماذا إذن عن التفسير و الإعجاز الذى يضم علوم مادية وعلوم القرأن والحديث؟
أعتقد انه فى الوقت الحاضر، يجب أن يكون الإعجاز العلمى والتفسير العلمى عمل جماعى، حتى يتسم بالموضوعية والدقة والضبط. و كما ذكرت سابقا، فإن التفسير العلمى للقرأن يعتمد على إجادة المفسر للأتى:
أولاً: معرفة جيدة بالقراّن الكريم وعلومه
ثانياً: معرفة معتبرة بمجالات العلم المرتبطة بالتفسير
ثالثاً: قدرة عقلية ومهارة منطقية، للربط بين أيات القرآن وبين المجال العلمى المناسب للأيات.
والأخطاء العلمية فى تفسير أيات القرآن تنتج من عدم تمكن المفسر من واحدة او أكثر من العناصر السابقة، و أيضاً نفس الشىء يمكن أن يطبق على المتلقى ولكن ليس بنفس الدرجة الواجب وجودها فى المفسر. و العمل الجماعى فى التفسير يضمن عدم الوقوع فى الأخطاء الكثيرة، لذلك ففريق من العلماء لهم التخصصات التالية ....
00 - التخصص فى علوم القرأن (التفسير، اللغة العربية، البلاغة، المعانى، أصول الفقه، .. إلخ)
00 - التخصص فى فرع من فروع العلم (فيزياء، فلك، كيمياء، علوم حياة، علوم فضاء، علوم أرض، ..... إلخ
00 - بالإضافة إلى قدرات و مهارات الفريق فى منهج الربط بين النص ونتائج العلم (الإستنباط، الإستقراء، .. الخ)
هذا الفريق يضمن أفضل منهج علمى لمراجعة كل ما قيل حول الإعجاز والتفسير. و فى المراجعة لكل ما قيل فى الإعجاز هناك 3 خطوات:
أولاّ: ذكر الأية المرتبطة بوجه من وجوه التفسير أو الإعجاز العلمى مع توضيح كل الجوانب اللغوية
ثانياّ: ذكر وجوه الإعجازالعلمى و أدلته عند القائل بالإعجاز، دون التعرض لشخصه
ثالثا: عرض النقد العلمى وأدلته لإثبات او تصحيح او تفنيد ما قيل بأسلوب علمى وبلغة و أسلوب ومصطلحات أهل العلم
(يتبع)
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[29 Sep 2009, 03:28 ص]ـ
لماذا اقترحت المراجعة؟ (9)
(يُتْبَعُ)
(/)
بينما نجد القراّن الكريم يقرن الإيمان بالعمل فى الكثير من اّياته، ويطلب من المسلمين الإستعداد وإعداد القوة (و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة .. ) فإننا نجد المسلمين اكتفوا بالقول ونسوا العمل. وحتى القول اكتفوا بتكرار ما هو موجود ومنشور خصوصاً فى الغرب، مع انتقاء ما يروق لهم منه. والسؤال هو: أين الفكر العربى و الإسلامى الأصيل الذى يربط الفكر والقول بالعمل وخصوصاّ فى قضية العلم وانتاجه والمشاركة فى ابحاثه؟ وقل لى بالله عليك ماذا يستطيع مفسروا القراّن بالعلم ان يقدموا اذا لم يقدم لهم الغرب العلم منشورا و مطبوعا؟
وكيف نفهم الأتى ...
-- طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة (العلم هنا بالصيغة العامة يتضمن العلم الدينى وغيره ايضا)
-- اللهم إنى أعوذ بك من هؤلاء الأربع
قلب لا يخشع
دعاء لا يرفع
عين لا تدمع
علم لا ينفع
-- أو القول المتداول .....
أطلبوا العلم ولو فى الصين
فى أى مشروع للنهوض الإسلامى-العربى- الوطنى، علينا ان نربط الفكر بالعمل. فكما أن هناك أمية كتابة وقراءة، وأمية دينية، وأمية ثقافية، وغيرها من الأميات المتدولة إلا ان هناك الأهم: أمية علمية-دينية، وأمية ربط الفكر بالعمل. كيف نقلل من تأثير الأميات هذه، وكيف نتدرب على ربط الفكر بالعمل؟ هل كل المسؤلية تقع على الغرب، وأمريكا، والمحافظون الجدد، أو أوباما؟ أم ان لنا دور أو ربما ادواراً فى رؤية مستقبلنا؟ كيف نعيد الثقة بأنفسنا؟ و نعمل على ان يكون لنا أدواراً فى الفكرو العلم والعمل .... و العلم ... العلم .. كما فعل الأجداد، ونقل عنهم الغرب؟
حالياً نتكلم عن العلم ولا نضيف شيئاً للعلم، ونتكلم عن التكنولوجيا ولا ننتجها، ونتكلم عن الإبداع ولا نبدع، ونتكلم عن الحداثة ولا نعرف غير الحدث الأكبر والحدث الأصغر، ونتكلم على ثورة المعلومات والمعرفة ولا نملك ولا نسيطر على الأدوات والأجهزة ولا البرمجيات ولا شبكات الأتصالات المؤثرة فى ثقافة المعلومات، حتى الأقمار الصناعية ندفع الملايين لدول اخرى لتنشر لنا اقماراُ مثل العرب سات وغيرها فى مدارات حول الأرض ... كل هذا يحدث ونحن لازلنا نلعن جورج دبليو بوش والمحافظين الجدد، ونشتكى مما يحدث فى العراق، و أفغانستان، وفلسطين ولبنان والصومال وغيرها ولا نفعل غير البكاء والندب ولطم الخدود والشكوى، والولولة ... كل هذا فى عالم لا يهتم إلا بالفعل!
والسؤال هو: كيف نخرج من بحر الظلمات هذا؟
(يتبع)
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[29 Sep 2009, 03:31 ص]ـ
لماذا اقترحت المراجعة؟ (10)
هناك اسباب لمعرفة الإختلافات حول التفسير العلمى و الإعجاز العلمى، و يمكن تلخيص بعضها كالأتى ...
أولا: أهم الخلافات تدور على ....
الإتفاق ..... أو .... عدم الإتفاق
على معانى الأتى:
00 - ما هو التفسير العلمى؟
00 - ما هوالإعجاز العلمى؟
00 - ما هو التأويل العلمى؟
00 - ماذا يعنى السبق؟
و عندما يفسر عالم الإعجاز القرآن يفسر الفاظ وجمل تعاريف و مفاهيم و هنا يجب معرفة الأتى ...
-- نشوء التعاريف والمفاهيم فى العلم، وكيف نفهمها و ممن نأخذها، ومن يفسرها علمياً؟
-- كيف نفهم الألفاظ المستخدمة فى وضع التعاريف والمفاهيم فى العلم و دلالتها من سياقها فى النص؟
-- كيف تم،ومن ابتكر وو ضع الألفاظ العلمية و التعاريف فى العلم فى فترة ال 200 سنه الماضية؟ وكيف ترجمت إلى العربية، واثر الترجمة فى نقل معانى للألفاظ العربية لم تكن بها أصلاً؟
-- استيعاب كيفية ارتباط المعنى العلمى باللفظ القرأنى، فهناك معانى مستنبطة من نص لها أصل لغوى فى العربية، ومعانى إضيفت للألفاظ من إستقراء الحياة والطبيعة (وضعية)
-- معرفة متقنة للألفاظ فى اللغة العربية و استعمالها فى ترجمة مصطلحات العلم، وكيف نعرف صحة كل المعانى التى يتضمنها اللفظ العربى وهل هو أصلى أم أضيف من بشر لللفظ القرآنى (أى معنى اللفظ من وضع البشر و ليس موجودا فى اللفظ الأصلى)؟
-- ما هى شروط صحة النظرية العلمية (مثلا نظرية التطور، النظرية الذرية، النظرية النسبية، نظرية الكم، ... إلخ)؟
-- ما هى الحقيقة العلمية؟
--ما هى الفرضية العلمية (فرضيات بدايات خلق الكون، الكون الواحد، الأكوان المتعددة، .. إلخ)
(يُتْبَعُ)
(/)
-- ما هى قوانين العلم (مثلا قوانين نيوتن و ماكسويل، و ... إلخ)
-- ما هى المبادىء فى العلم (مثلا مبدأ الطفو، و .. إلخ)
-- ما هى القاعدة فى العلم (مثلا قاعدة ارشميدس، قاعدة جاوس، و .. إلخ)
-- ما المسلمات فى العلم (مسلمات الهندسة الكونية، وشكل الكون، ... إلخ)
-- ثم بعد ذلك ما هو مفهوم التكلف فى التفسير، و تفصيل المعنى على النص (سورة الحديد مثال على ذلك، كما سأوضح بالتفصيل لاحقا، حيث يعتمد المفسر على الإنتقائية فى الإختيار، و أخذ متوسط الأوزان للنظائر او إختيار نظير محدد، والإختيار بين أعداد صحيحة و غير صحيحة، والتقريب لعدد صحيح بين ال 26 و ال27 وال 57 .... وهل هذا إعجاز ام إنتقائية و تكلف كما يقول علماء التفسير .. )
فإذا كان هناك عدم يقينية فى تفسير علمى لأية من الآيات، بمعنى إختلاف العلماء حول مفاهيم وتعاريف علمية، فهل عدم الإتفاق حول معنى ما للألفاظ العلمية، كما جاءت فى كتب العلم المترجمة، و فهم ما للعلم .... هل هذا اللايقين فى الفهم يضمن لنا إنه إعجاز علمى؟ ام الأفضل ان يكون تفسير علمى قابل للخطأ لأنه ظنى و ليس يقينى عند مقارنته بيقينية القرأن و ظنية الإجتهاد البشرى؟
ثانيا: انا لم أذكر أسم شخص محدد من علماء الإعجاز، وقلت عالم الإعجاز (او الباحث فى الإعجاز) ليشير إلى أى عالم يبحث فى الإعجاز و لم أحدد شخص واحد، وللعلم هناك الكثير ممن عمل فى هذا المجال، و سوف أذكر اسماء اعمالهم عندما يأتى و قت تطبيق المعايير (لاحظ ان الدقة فى القراءة مطلوبة و الحرص فى الإستنتاج من النص المكتوب و اجب القارىء .... قارىء العلم و تفسير القرأن).
وهنا لى رجاء ....
الرجاء الإلتزام بالموضوعية فى قراءة ما سبق، و الرجاء عدم التعصب لعالم ما بسبب الجنسية او غيرها، فالأشخاص زائلون، والقرآن باق، والحق ان ندافع عن القرآن بموضوعية و منهجية وليس الدفاع عن أشخاص او اتهام اشخاص دون برهان و دليل،وإعتماد على تصانيف بشرية لم ينزل الله بها سلطان
ثالثا: موضوع الإعجاز له 3 عناصر وهى .....
(1) – نص قرآنى
(2) - نتيجة من نتائج العلم (نظرية أو حقيقة، أو فرضية، أو ... )
(3) – منهج للربط بين النص و بين نتيجة العلم
وحتى الأن لم تطرح هذه العناصر طرحاً علمياً متكاملاً، وكل المشاكل تأتى من التركيز على عنصر واحد و إهمال العناصر الأخرى، او الخلط بين عدة عناصر بمناهج مختلفة، فلكل عالم من علماء الإعجاز منهجه فى التوثيق والنقل والفهم والربط. لذلك فالإختلاف فى التفسيرالعلمى، يؤخذ مثل ما تؤخذ الإختلافات فى تفسير كل أيات القرأن و أيات الأحكام، و انها تفسيرات يحتمل فيها الخطأ، ومن هنا فالتفسير العلمى هو تفسير و ليس إعجاز، لأنه ظنى و ليس يقينى.
رابعا::انا إلتزمت بمنهج، وانا اسير عليه، ونحن الأن فى اول خطوة وهى: ..
00 - -لماذا إقترحت المراجعة ... ولم انتهى منها بعد ...
00 - -و بعدها تأتى المعايير للحكم على الإعجاز مقبول وغير مقبول ..... ولم نراجعها بعد ...
00 - - و بعد ذلك خطوة التطبيق تفصيلاً على عدة نماذج من التفسير العلمى المقبول و غير المقبول
خامسا: ما ذكرته فى المداخلات السابقة كان امثلة لعدم الدقة فى النقل و أمثلة للضبط العلمى فى الفهم و فى النقل من مصادر غير موثقة و هوالنقل الذى يقوم به الكثير من علماء الإعجاز عادة ليثبت به رأيا، وهذا يوضح نقطة كنت قلتها عن أهمية التوثيق العلمى فى النقل و الدقة العلمية فى ربط الأية بما يقال إنه علم.
(يتبع)
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[29 Sep 2009, 03:51 ص]ـ
أختي الكريمة أرجو أن تراجعي الكلام الذي توردينه بدقة ففيه من الهفوات الكثير على سبيل المثال لا الحصر: هل الذي يريد أن يحلل الصور المأخوذة للقمر لا بد أن يكون عالم بالإستشعار عن بُعد .... هل تعلمين ما المقصود بالاستشعار عن بعد؟؟؟ هل هذا العلم من ضمن الحواس الخمس؟؟؟؟ ما هي أقسام علوم الباراسايكولوجي؟؟؟؟؟ هل تؤيدين جميع أقسام هذه العلوم؟؟؟؟؟
أرجو أن تكوني محبّة للقرآن بحق، فلا تتبعي المثل الذي ضربه بعض المناقشين
عنزة ولو طارت ...
فالكثير من الكلام السابق في أكثره محض إدعاء، وفهم خاص، ومحاولات للتشويش ليس إلا.
ليست العبرة بأن أعبئ الصفحات بالكلام، بل أبحث عن الحق، وليس حجم الكتابة هو الفيصل في هذه المسألة، بل الدليل الظاهر والبرهان القوي.
فحينما يذهب المريض إلى الطبيب المختص، لا يطلب من الطبيب أن يشرح له كتب الطب، وما قيل فيها وتاريخ الأمراض ... ، لا يطلب إلا أن يصف له الطبيب دواء لعلّته.
ونحن نبحث في نقاط محددة، وأي واحد من الإخوة المؤيدين للإعجاز العلمي لا يعجز على أن يضع الآف الصفحات من الأدلة والبراهين والبحوث العلمية المؤلفة من كبار علماء المسلمين في هذه المناقشات.
فالغاية أن نصل إلى الحق، وأنا أعاهدك وأعاهد الجميع إن أثبت لي أحد أي أمر بالحجّة القوية والدليل القاطع، أن أتّبعه؟؟؟؟ لكن لا يقولن أحد بأن الشمس هي التي تدور حول الأرض ثم تتوارى في آخر النهار .... وليس له حجّة إلا فهمه الخاص لآيات القرآن الكريم .. .
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[29 Sep 2009, 04:10 ص]ـ
أختي الكريمة بماذا تفسيرين قول الله تعالى:
(سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (فصلت:53)
ما معنى سنريهم، وما أثر دخول السين على الفعل؟؟؟؟ ما معنى حتى؟؟؟؟ يتبيّن لهم؟؟؟؟ هل الرسالة خاصة بالصحابة أم نحن مشمولون بها فيتبين لنا أيضا؟؟ الحق هل هو نفس الآيات أم نتيجتها؟؟؟؟
(وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ) (يوسف:105)
ما هي الآيات التي في السموات والأرض؟؟؟؟؟ ما دلالة السموات وما الفرق بينها وبين السماء؟؟؟؟؟
ما معنى الآية؟؟؟؟ وما الغاية من هذه الآيات؟؟؟ آية على ماذا؟؟؟؟ من هؤلاء الذين يمرون على هذه الآيات التي في السموات والأرض ويعرضون عنها؟؟؟؟؟؟؟ ولم ورد الفعل يمرون، وليس مرّوا؟؟؟؟
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[29 Sep 2009, 04:25 ص]ـ
أنا آسف إن قلت لك حاولت أن أضع يدي فيما أوردت من صفحات كثيرة، على شيء جديد من العلم والمعرفة أستفيد منه، وللأسف لم أجد أقرب تشبيه له إلا على النحو الذي ورد في الآية الكريمة:
( ... كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً ... ) (النور:39)
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[29 Sep 2009, 05:01 م]ـ
أختي الكريمة أرجو أن تراجعي الكلام الذي توردينه بدقة ففيه من الهفوات الكثير على سبيل المثال لا الحصر: هل الذي يريد أن يحلل الصور المأخوذة للقمر لا بد أن يكون عالم بالإستشعار عن بُعد .... هل تعلمين ما المقصود بالاستشعار عن بعد؟؟؟ هل هذا العلم من ضمن الحواس الخمس؟؟؟؟ ما هي أقسام علوم الباراسايكولوجي؟؟؟؟؟ هل تؤيدين جميع أقسام هذه العلوم؟؟؟؟؟
أرجو أن تكوني محبّة للقرآن بحق، فلا تتبعي المثل الذي ضربه بعض المناقشين
عنزة ولو طارت ...
فالكثير من الكلام السابق في أكثره محض إدعاء، وفهم خاص، ومحاولات للتشويش ليس إلا.
ليست العبرة بأن أعبئ الصفحات بالكلام، بل أبحث عن الحق، وليس حجم الكتابة هو الفيصل في هذه المسألة، بل الدليل الظاهر والبرهان القوي.
فحينما يذهب المريض إلى الطبيب المختص، لا يطلب من الطبيب أن يشرح له كتب الطب، وما قيل فيها وتاريخ الأمراض ... ، لا يطلب إلا أن يصف له الطبيب دواء لعلّته.
ونحن نبحث في نقاط محددة، وأي واحد من الإخوة المؤيدين للإعجاز العلمي لا يعجز على أن يضع الآف الصفحات من الأدلة والبراهين والبحوث العلمية المؤلفة من كبار علماء المسلمين في هذه المناقشات.
فالغاية أن نصل إلى الحق، وأنا أعاهدك وأعاهد الجميع إن أثبت لي أحد أي أمر بالحجّة القوية والدليل القاطع، أن أتّبعه؟؟؟؟ لكن لا يقولن أحد بأن الشمس هي التي تدور حول الأرض ثم تتوارى في آخر النهار .... وليس له حجّة إلا فهمه الخاص لآيات القرآن الكريم .. .
أخي الكريم ...
شكر الله لك حرصك ومتابعتك الدائمة لهذا الموضوع،وإن دل هذا على شيء فهو يدل على بحثك عن الحق .. فوفقنا الله وإياكم لفهم معانى كلمات القرآن وتدبر اياته ...
وهذا الموضوع الذي انقله ((للفائدة)) فهو كما أسلفت: بقلم د. م.عبد الحميد مظهر جعل الله ما كتبه في ميزان حسناته.
فأرجوا التريث أخي المبارك لحين إكمال الموضوع حفظكم الله ...
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[29 Sep 2009, 08:38 م]ـ
لماذا اقترحت المراجعة؟ (11)
اعتقد ان من يراجع كل ما كتبته لا يرى اى شخصنة أو عدم موضوعية فيما أكتب، و ما اعرضه هنا من امثلة محددة (من صور الإعجاز) ليس المقصود بها شخص محدد اريد ان اوجه كلامى إليه، نحن امام طرح قضية عامة و لتوضيحها نضرب الامثلة، و ذكر امثلة محددة دون التركيز على القائل (مثل المثال الخاص بسورة الحديد) المقصود منه النقطة التى اود شرحها و ليس الشخص، وهذا يفهم جيدا من طريقة العرض التى اتبعها،اما الحساسية و الاستنتاج من النص لمعرفة نية الكاتب فهذا ليس من العدل ولا من الموضوعية
و احب ان اذكر الجميع ان الهدف هو وضع معايير لقضية الاعجاز و مراجعته لنحدد .....
(يُتْبَعُ)
(/)
00 - هل ما يقال هو إعجاز علمى ام تفسير علمى مع ذكر الأدلة؟
و فى حالة كونه تفسير علمى أسأل ...
00 - ما مقدار الظنية فى هذا التفسير وهل هو مقبول او غير مقبول؟
و الإختلافات الحادثة، كما هو واضح جداً من بعض الردود، هى نتيجة عدم الإتفاق على المعايير، او فى بعض الأحيان ينقلب الموضوع للدفاع عن شخص بسبب الحب او القرابة، أو الهجوم على عالم و نسبته لفئة أو جماعة ما بتصنيف بشرى ينسب لنفسه المقدرة على فهم كل شىء، او الهجوم عليه بسبب الكراهية بسبب المذهب الفقهى او غيره.
و لذلك وحب التنبيه حتى نتفق على المعايير مستقبلاً، والرجاء مرة أخرى قراءة ما أكتب بموضوعية، ولا تستنجوا من النص ما هو ليس فيه
و ربما كان لإختلاف المحيط الذى يكتب منه الكاتب، و طريقته فى العرض (غير المألوفة) أثر فى فهم ما ليس موجوداً فى النص الأصلى، و لكن مستنتجا منه، وهل كل استنتاج من النص هو استنتاج سليم مع إختلاف الاشخاص فى قدرات ومهارات الإستنتاج؟
و هذا هو أحد جذور قضية تفسير النصوص، وكيف تفهم، وهو نفسه أصل مشكلة الإعجاز العلمى فى القرأن.
فالرجاء ... الرجاء ... الرجاء ... إلتزام الموضوعية،، ولكن ان يلتقط المعلق جملة او شبه جملة و يخرجها من النص ومن السياق و يستنتج منها اسم شخص محدد او مدرسة فقهية او تصنيف للعلماء، فبهذا يخرج المتداخل عن الموضوعية العلمية فى قراءة النص كما كتب
اما بالنسبة للمعايير للحكم فهى معروفة فى علوم كثيرة مادية و إنسانية، والإختلافات بين العلماء تكون على المعايير، و بمناسبة ما ذكرت عن العلوم المادية والعلوم الإنسانية فهذه اسئلة محددة لمن يريد العلم والموضوعية
-- هل هناك معايير فى علوم الحديث؟
-- هل هناك معايير فى علوم تفسيرالقرأن؟
-- هل هناك معايير للمجتهد سواء كان مجتهد مطلق او مجتهد مذهب او مجتهد فرع فقهى؟
-- هل هناك معايير فى القانون والقضاء والتشريع والحدود؟
--و هل لا توجد معايير فى علوم الإجتماع والإقتصاد والتاريخ و الأدب والنقد و ... و ... ؟؟؟؟؟
اليست كل هذه من العلوم التى يتكلم فيها الإنسان؟
نحن هنا فى الملتقى نناقش قضايا فكرية، وفى قضايا الفكر ... الموضوعية ... الموضوعية هى المعيار، وليس الحب او الكره اوالإنتساب لفئة ما أو جماعة ما أو تصنيف بشرى ما أو لجنسية بلد ما او قرابة الدم، وهذا هو معيار الموضوعية.
نحن نتتكلم عن العلوم المادية و ربطها بالقرآن ونحن نناقش الإعجاز العلمى .. وانا اسأل ...
00 - هل العلوم المادية و حقائقها لا يستعملها اى عالم إعجاز فى تفسيره للقرأن؟
00 - وهل لا نأخد معايير العلم المادى للتأكد من الصحة العلمية لنتائج العلم قبل الإقدام على تفسير القرأن بالعلم، على الأقل عندما نتكلم عن معانى ....
الحقيقة العلمية و النظرية العلمية
لتفسير القرأن بالعلم و الإختيار بين إعجاز علمى و تفسير علمى؟
00 - اليست هناك معايير علمية للحقيقة او الفرضية او النظرية العلمية يجب ان يعتمد عليها المفسر حتى لا يشوه القرآن و يلوى عنق النصوص القرآنية؟
00 - اليس الواجب العلمى الإلتزام بمعايير العلم الطبيعى الذى نفسر به القرأن؟ أم كيف نفرق بين الحقيقة العلمية من غيرها من اراء و فروض علمية تستعمل لتفصيل معنى علمى ظنى لأية قرأنية؟
(يتبع)
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[29 Sep 2009, 08:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا اقترحت المراجعة؟ (12)
الموضوع لازال فى اوله، وكما تعلمون الهدف الوصول لعدد من المعايير التى ترشدنا فى مراجعة ما يكتب عن الإعجاز، وسوف تكون المعايير، ان شاء الله، فى متناول الجميع بحيث يمكنهم تطبيقها بأنفسهم
و بناءا على ما سبق سوف تكون هناك انواع من المعايير
اولا: معيار حول اهمية هذا الموضوع للمسلمين و دورهم الحقيقى فى ابداع العلم و انتاجه بأنفسهم (ليس استيراده على شكل منتجات استهلاكية) و عمارة الارض، وعبادة رب العباد و ليس العباد
ثانيا: معيار خاص بما قيل و يتضمن
00 - جزء خاص بالعلم
00 - جزء خاص بالقرأن
00 - جزء خاص بالربط بين العلم والقرأن والاستنتاج من النص القرأنى، مع الحفاظ على اسس التفسير من لغة و قواعد اصول الفقه
ومن المفروض ان يقوم بهذا مجموعة من العلماء، فى عالم زادت فيه التخصصات (عمل جماعى)
(يُتْبَعُ)
(/)
ثالثا: جزء خاص بمواصفات عالم الإعجاز العلمية والمتفق عليها بين العلماء العاملين فى مجال العلوم المادية، حتى يمكن الثقة بما يقول علميا. فليست الدرجات العلمية وحدها، ولا التدريس فى الجامعة، ولا الشهرة الإعلامية، ولا الحب والكره من المعايير الموضوعية الكافية ... اقول واكرر .... ليست كافية فى هذا المجال.
مثلا هذه بعض المعايير التى يمكن ان يطبقها معظم القراء
- معيار النشر، وهى هل ما ينشر يعتمد على التحكيم العلمى من علماء قبل نشره؟ ام ينشر دون اى معايير علمية للمراجعة؟
- معيار مصادر المعلومات العلمية الذى ينقلها عالم الاعجاز. فكيف نطمئن لإستنتاج علماء الإعجاز وهم ينقلون من مصادر غير علمية؟ و يفسرون دون إستشارة المختصين (مثل تفسير إنشقاق القمر او نظرية الانفجار الكونى و النظرية الذرية و ... و غيرها)
- معيار شهادة العلماء لعالم الإعجاز على القدرة على التأويل. فكيف نطمئن لهم وهم يفصلون التفسير تفصيلا بناءا على تأويل لنظريات و فروض لم تثبت؟
- معيار النشاط العلمى فى مجال تخصصهم. فكيف نثق بعلمهم وأكثرهم تركوا مجال البحث العلمى منذ زمن طويل (يمكن معرفة ما قدموه للعلم مما ينشروه من بحوث علمية، وهى شبه معدومة، فى المجلات العلمية المعروفة، وليس على صفحات الصحف والمجلات السيارة) و اكتفوا بتدريس مقررات معروفة من عشرات السنين؟ و ترتيب الجامعات فى البحث العلمى على مستوى العالم معروفة للكثير
- معيار فهمهم لدورهم العلمى فى بلادهم كفرض عين عليهم. فكيف اطمئن لهم، و قد تركوا مجالهم العلمى الأصلى، وهو فرض عين عليهم لحل مشاكل الأمة، ودخلوا فى مجال ليس مجالهم الاساسى، وهو فرض كفاية .... ففضلوا فرض الكفاية على فرض العين
- معيار التخصص. فكيف نطمئن لإستنتاج عالم يعرف كل العلم (بتاع كله بلغة اهل مصر) و العلم الان اصبح تخصصات يقضى فيها العالم عمره، مثلا فى الغرب و امريكا لا يفتى العالم الحقيقى فى كل فروع العلم، و الشهود على ذلك كثيرة
- معيار الكتابة العلمية. فكيف نطمئن لعلمهم وهم لا يكتبون المراجع فى اخر كتبهم بطريقة العلماء، و ايضا فالمراجع العلمية التى يذكرها بعضهم قديمة؟
وللحديث بقية
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[29 Sep 2009, 08:43 م]ـ
لماذا اقترحت المراجعة؟ (13)
لمراجعة ما يقصد بكلمة العلم و مناهج علماء الطبيعة.
كما جاء سابقا، فالتفسير المعتمد على العلم، يأخذ نتائج العلم من مصدر ما، ثم يربط هذه النتائج ببعض أيات القران بطريقة ما. و لان عالم الإعجاز يأول كلام الله إعتمادا على العلم، فعليه ان يكون دقيقا فى استعمال العلم و متمرسا له، و يعرف الفرق بين ادوات عالم الطبيعة و ادوات المتفلسف، ولا يهمل ادوات مفسر القران، حتى تكون استنتاجاته تتفق مع كونه عالم اعجاز. و هنا لا يصح ان يقول قائل ما عن هذا انه هجوم على الأسلم بأسم كهنوت العلم، لان الموضوع أصلا عن العلم وعن التفسير وكل له قواعده و اصوله، فمن يفتى فى قضايا العلم او القران لابد ان يفعل كما يفعل العلماء، و ان لا يخرج عن قواعد واصول العلم
و ربما كان من المفيد هنا ان نسمع من عالم الأعجاز الأتى: ..
00 - ما هو مفهومه للعلم الذى ينقل عنه من كتب مترجمة او بلغة اجنبية؟
00 - ما معنى علوم الدين واللغة والتفسير؟
00 - ما هو مفهوم الموضوعية فى العلم؟
00 - وما الفرق بين العلم وفلسفة العلم، وكيف يمكن عدم التخلى عن دقة العالم فى التفريق بين العلم و فلسفته عندما يتقدم و يفسر القرأن؟
00 - و ما الفرق بين منهج التفكير عند الفلاسفة (يقال انه المنهج العقلى)، وبين المنهج العلمى لرصد و فهم ظواهر الطبيعة، ومنهج علماء التفسير لفهم كلام الله؟
00 - و اى منهج يستعمله عالم الإعجاز ...
المنهج العقلى للفلسفة عموما و فلاسفة العلم خصوصا؟
ام منهج علماء العلوم المادية؟
ام منهج علماء التفسير؟
ام تشكيلة مختلطة من هذه المناهج؟
00 - و اود ممن لديه خبرة بكتب نشرت فى الاعجاز ان يدلنا على الكتب التى يوضح فيها عالم الإعجاز هذه المسائل (عادة فى مقدمة كتابه) و يشرحها لنا، حتى نستطيع ان نستفيد بها فى المراجعة
وللحديث بقية
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[29 Sep 2009, 08:44 م]ـ
لماذا اقترحت المراجعة؟ (14)
و ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين
(يُتْبَعُ)
(/)
بالرغم من اهمية التوعية لدور العلم لإعادة الريادة العلمية للحضارة الإسلامية، و بالرغم من اهمية ان يعى المسلم دورة لينتج علماً بدلا من استيراد كل شىء، و بالرغم من اهمية التنبيه إلى إهمال دور فروض العين على علماء الطبيعة من المسلمين، إلا ان كل هذا يقابل برفض نفسى غير مفهوم، وعلى العكس زادت الكتابة و النقل وتكرار الحديث عن الإعجاز و السبق، لسبب لا يعلمه إلا الله
فالمصلحة من يظل المسلمون نائمون، ولا يتقدمون الصفوف، و تظل جامعتهم فى المؤخرة، و مراكز أبحاثهم العلمية مغلقة، ولا وجود لعلماءهم فى المؤتمرات العلمية، مع ندرة ابحاثهم العلمية فى المجلات العلمية والدوريات العالمية؟
و هل من مصلحة المسلمين ان يترجموا إلى الأبد الكتب العلمية إلى اللغة العربية، ولا تجد مؤلفات أصلية للعلوم مكتوبة باللغة العربية؟
***************
المقاصد الثابتة و الأساسية للدين الإسلامى و الشريعة الغراء هى التوحيد وما يتبعه من عبادات ومعاملات، وتزكية النفس (النماء الإنسانى للفرد والجماعة)، ومن ثم اهمية المعاملات وعمارة الارض لخلافة صالحة للإنسان. و لقد حدث خلل شديد فى التعليم العام اساساً وفى التعليم الدينى وفى الخطاب الدينى وفى السلوك بحيث فقد تطبيق الدين معناه فى عقول الكثير وحاد تطبيق الدين عن تحقيق أهدافه، وتركز على شكليات وعبارات تقال وتكرر. أصبح توحيد الله قولا فقط بلا إنعكاس حقيقى على حياة الغالبية التى تقول " لا إله إلا الله"، وأهمل فى تطبيق الدين الكثير من مضامينه التى ترقى بالإنسان روحاً وعقلاً و نفساً و بدنا. لقد أصبح من الصعوبة بمكان ان نرى إنعكاسات الإيمان والتدبر و التفكر وارتباطها بالعمل على عمارة الارض (للهندسة والعلوم دور كبير فى عمارة الأرض)، وتنمية النفس البشرية وحل مشاكل الخلق.
فى الظروف التى يمر بها المسلمون حاليا، فإنه من الأهمية بمكان ان ينتج المسلمون علما، بدلا من الكلام عن العلم، وان يعمل علماء المسلمين على حل مشاكل المسلمين علميا، و على علماء الأمة ان يدركوا ان هذا فرض عين ... فرض عين ... على العلماء من أهل الذكر، اما الكلام عن الإعجاز فى وضع الأمة الحالى الذى نراه، فلا يصل إلى فرض العين المطلوب من علماء المسلمين لعمارة الأرض.
و للحديث بقية
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[29 Sep 2009, 08:46 م]ـ
لماذا اقترحت المراجعة؟ (15)
ما توصلنا إليه حتى الأن هو ان هناك فرق بين التفسير العلمى لأيات القرأن والإعجاز العلمى، وان الإعجاز العلمى يعتمد على ربط الأية القرأنية بحقيقة أو حقائق علمية مؤكدة، عليها إجماع من علماء الطبيعة.
و حتى يكون الإعجاز العلمى منضبطا يجب ان يكون النص القرأنى هو الأساس و يفسر تفسيراً علميا ملتزما بقواعد اللغة العربية و قواعد تفسير القرأن، و لا يكون النص القرأنى هو التابع لنتائج العلم ومن ثم لا يجب ان يُفصل عالم الإعجاز العلمى تفسير الأية القرأنية تفصيلاً حتى يتفق مع الحقيقة العلمية التى يتصورها عالم الإعجاز!
أعتقد انه فى الوقت الحاضر، الإعجاز العلمى والتفسير العلمى يجب ان يكون عملاً جماعياً، حتى يتسم بالموضوعية والدقة والضبط. و كما ذكرت سابقاً، فإن التفسير العلمى للقرأن يعتمد على إجادة المفسر للأتى:
أولاّ: معرفة جيدة بالقراّن الكريم وعلوم اللغة والتفسير و أصول الفقه.
ثانياّ: معرفة معتبرة بمجالات العلم المرتبطة بتفسير أية او إشارة قرأنية تفسيراً علمياً.
ثالثاّ: قدرة عقلية ومهارة منطقية، للربط بين أيات القراّن وبين المجال العلمى المناسب للأيات.
والأخطاء العلمية فى تفسير أيات القراّن تنتج من عدم تمكن المفسر من واحدة أو أكثر من العناصر السابقة، و أيضاّ نفس الشىء يمكن أن ينطبق على المتلقى القارىء، ولكن ليس بنفس الدرجة الواجب توفرها فى المفسر. ولابد للمتلقى والذى ينقل ما يقرأ أو يسمع، ويستعمل القص واللصق من منتديات على الإنترنت، أن يعى دوره فى النقل لانه يتحمل جزءا من مسئولية النقل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وما يشهده العلم المادى حاليا، فى الجامعات و مراكز الأبحاث هو التخصص العلمى و عمل الفريق، وفى الوقت الحاضر لا يوجد فى مجال العلوم المادية من يعرف كل شىء عن العلم (بتاع كله بلغة أهل مصر). هذا عن العلوم المادية، فماذا إذن عن التفسير و الإعجاز الذى يضم علوم مادية وعلوم القرأن والحديث؟
لذلك ومرة أخرى، فى عصر التخصصات العلمية المتشعبة، يجب ان يكون التفسير العلمى عمل فريق جماعى و ليس عمل فرد واحد حتى تقل الأخطاء.
(يتبع)
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[29 Sep 2009, 08:48 م]ـ
لماذا اقترحت المراجعة؟ (16)
أهمية عمل الفريق
لو تم تكوين فريق من المفسرين فأقترح الخطوات التالية لمراجعة ما قيل عن الإعجاز ...
الخطوة الأولى: إختيار الأية أو الأيات من القرأن التى بها و جه ما من وجوه الإشارات العلمية
الخطوة الثانية: ذكر الجانب العلمى الذى نفسر به الأية، و نحدد هل هو
حقيقة علمية
ام
نظرية علمية
وهنا نتفرع إلى كل حالة و نبحث ...........
الحالة الأولى: إذا كان التفسير يعتمد على نظرية علمية، إذا هو ليس إعجازاً علمياً، و ليس هناك سبق، لان هذا تفسير علمى ظنى ممكن ان يتغير بتغير المعارف البشرية.
وهنا نسأل: هل هذا التفسير العلمى مقبول؟
و الإجابة هى ان هذا التفسير مقبول إذا حقق شروط الإستنتاح المنطقى السليم، و حقق شروط علوم اللغة والتفسير، ففى هذه الحالة هو تفسير مقبول و يمكن تصنيفه بصحيح أو حسن، بناءاً على مقدار قوة الربط المنطقى بين النظرية العلمية و الأية القرأنية. أما إذا لم يحقق شروط الربط المنطقى و اللغة وعلوم التفسير، فهو تفسير علمى غير مقبول و يصنف ضعيف.
الحالة الثانية: إذا كان التفسير يعتمد على حقيقة علمية، علينا ان نسأل: هل التفسير يحقق شروط الإستنتاج السليم و شروط اللغة العربية وقواعد التفسير، فإذا حققها فهو إعجاز علمى، أما إذا لم يحقق التفسير شروط الربط المنطقى و شروط اللغة و علوم التفسير فهو لا ينطبق عليه مفهوم الإعجاز، ويقال عليه فى هذه الحالة تفسير علمى وليس إعجاز علمى، و يحكم عليه بمعايير الحالة الأولى كتفسير علمى مقبول أو غير مقبول.
هذه هى الخطوات المقترحة للتطبيق العلمى لمراجعة كل ما قيل فى الإعجاز. والان إلى بعض الأمثلة التوضيحية.
(يتبع)
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[29 Sep 2009, 08:55 م]ـ
(1) السموات السبع
جاء ذكر السموات السبع فى الأيات التالية: البقرة 29، الإسراء 44، المؤمنون 86، فصلت 12، الطلاق 12، الملك 3، نوح 15
************
فى التفسير الكبير للفخر الرازى (544 - 604 هجرى) للأية 29 من سورة البقرة قال:
اعلم ان القرأن ههنا قد دل على وجود سبع سموات، قال أصحاب الهيئة أقربها إلينا كرة القمر، وفوقها كرة عطارد، ثم كرة الزهرة، ثم كرة الشمس، ثم كرة المريخ، ثم كرة المشترى، ثم كرة زحل
*****************
هذا هو تفسير الرازى العلمى للسبع سموات والذى اعتمد على علم الفلك فى عصره، الذى كان يرى ان الأرض هى مركز الكون و هناك سبع اجرام تدور فى أفلاك حولها وهى ...
الشمس و القمر و عطارد و الزهرة والمريخ والمشترى و زحل.
و لكن الصورة الفلكية العلمية تغيرت بعد ذلك فأصبحت الأرض كوكب يدور حول الشمس، وخرج القمر من أعضاء كواكب المجموعة الشمسية و أصبح تابعا للأرض، و صارت الكواكب تسعة بإكتشاف أورانس و نبتون وبلوتو.
و لكن فى السنوات الماضية اجتمع علماء الفلك و بناءا على موصفات وضعوها للكواكب خرج بلوتو من المجموعة الشمسية والتى اصبحت 8 كواكب فقط.
هذا مثال من التفسير العلمى للسبع سموات فى القرأن و ثبوت خطأه العلمى مع الزمن لأنه أعتمد على نتائج العلم المتغيرة ليفسر وحى الله القطعى بالعلم فى عصره
(2) انشقاق القمر
ذكر انشقاق القمر فى أية القمر 1
و علماء الإعجاز الذين قالوا ان الإنشقاق ثبت علمياً لم تكن معلوماتهم من أبحاث الفضاء دقيقة، فلم يثبت علمياً من صور القمر (من وكالة ناسا للفضاء أو أبحاث الفضاء الروسية او الأوربية) ان القمر قد حدث له إنشقاق فى الماضى، و الصور التى تنشر للقمر ليست عن الانشقاق و لكن لظاهرة أخرى لسطح القمر يعلمها علماء جيولوحيا القمر.
(يُتْبَعُ)
(/)
و استعمال نتائج للعلم الطبيعى غير موثقة علمياً لتفسر الإنشقاق تشجع كل من له رأى علمى ضعيف ان يلعب بتفسير آيات الله فى القرآن.
هذا عن الجانب العلمى، اما على جانب التفسير المعتمد للأية فهناك أختلافات حول هل ان الانشقاق حدث فى الماضى أو سيقع فى المستقبل، اما الأحاديث فهناك من العلماء المشهور لهم بالعلم والتقوى (الشيخ محمد رشيد رضا صاحب تفسير المنار) قد ضعفوا كل الأحاديث الواردة عن الإنشقاق (أنظر كتاب الجماعات الإسلامية فى فكر رشيد رضا ص 69 - 74، تأليف خالد بن فوزى ال حمزة- مؤسسة قرطبة – بدون تاريخ)
اذن هنا أهمية ان يتفق علماء التفسير على تفسير قطعى للأية .. هذا هو الأساس، اما ما سيأتى به العلم بخصوص أبحاث ما حدث على سطح القمر، فنحن فى الانتظار على أكل ان يقوم عالم مسلم بأبحاث حقيقة لديولوجيا القمر.
(3) نظرية الانفجار العظيم
قال بعض علماء الإعجاز ان الأية
أولم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما (الانبياء 30)، هى سبق علمى و إعجاز لنظرية الإنفجار العظيم
Big Bang Theory
من الناحية العلمية نظرية الإنفجار العظيم لازالت نظرية علمية، ولم تصل إلى الحقيقة اليقينية بعد، وهناك من العلماء مثل العالم السويسرى الفين هانز حامل جائزة نوبل فى الفيزياء يرفضها (انظر كتاب
Eric Lerner, The Big Bang Never Happened, Times Books, Random House, NY, US, 1991.
و هناك عالم انجليزى مات منذ سنوات (فرد هويل) و هو لايزال يعتقد فى نظرية أخرى يقال لها
Steady State Theory
( انظر
Martin Rees, Before the Beginning, Helix Books, Addison-Wesley, US, August 1997.
و هناك علماء أخرون لهم نظريات أخرى أكثر حداثة عن تعدد الأكوان (انظر
Michio Kaku, Parallel Worlds, Anchor Books, Random House, NY, US, 2005.
Alex Vilenkin, Many Worlds in One, Hills and Wang, NY, 2006
لذلك من الخطأ العلمى تفسير أية الانبياء 30 بنظرية الانفجار العظيم، لأن هناك اختلافات فى العلم حول نظريات نشأة الكون
اما من ناحية اللغة العربية و قواعد التفسير فالضبط اللغوى مهم. نظرية الانفجار تقول ان الكون بدأ من نقطة حجمها صفر وكتلتها هائلة، و الكلمات القرأنية " الرتق والفتق" لا تتضمن معنى النقطة الصفرية.
أيضا تقول النظرية انه بعد بداية الإنفجار العظيم السريعة حدث ما يطلق عليه
Inflation
و بعد الاف السنين ظهرت السحب و النجوم (ولا تذكر النظرية تعريف السماء فى هذه المرحلة المبكرة من بداية الكون)، وبعد تكون النجوم تكونت المجموعات النجمية (المجرات)، وحول بعض النجوم تكونت أجرام دوارة مثل المجموعة الشمسية ولها كواكب ومنها الارض. أما السماء فهى معرفة بالنسبة للكواكب، و بالتالى فإن تعريف السماء فى اللغة العربية لا ينطبق على تعريف السماء فى نظرية الإنفجار العظيم.
والأقرب ان تفسر هذه الأية بنظرية تكوين المجموعة الشمسية (وهذا هو تفسير الشيخ عبد المجيد الزندانى) وعلى كل حال فهو تفسير يعتمد مرة أخرى على نظريات علمية وليس حقائق علمية .... بمعنى تفسير الوحى الثابت بنظريات علمية متغيرة وظنية
ومن هنا نرى عدم الدقة العلمية لبعض علماء الإعجاز، فيفسرون آيات الله بتصور عن العلم غير متفق عليه بين علماء العلم
4) النظرية الذرية
لقد قرأ علماء الإعجاز الأيات الكريمة التى تضمن كلمة الذرة:
النساء 40، يونس 61، سبإ 3، 22، الزلزلة 7، 8
و قال البعض، من وجود كلمة الذرة فى القران، إنه من الممكن للعلماء ان يستخرجوا النظرية الذرية من أيات الذكر الحكيم، وهذا القول يحتاج مراجعة دقيقة. و أحب هنا أن أذكر ان النظرية الذرية اكتشفت وطورت ومرت بمراحل منذ دالتون ورذرفورد وطومسون و بوهر وغيرهم فى القرون 19 و 20. وفى القرن 19 لم يكن أحد فى العالم الإسلامى على دراية بما يجرى فى الغرب. وخير شاهد على ذلك كتابات رفاعة الطهطاوى، وما حدث بعد الحملة الفرنسية على مصر، وعندما اراد العرب ان يعرفوا المزيد عن علم الغرب بدأت حركة الترجمة والألمانية. من الإنجليزية والفرنسية
(يُتْبَعُ)
(/)
و عندما أراد المترجمون أن يجدوا كلمة ملائمة لترجمة كلمة الذرة Atom بحثوا فوجدوا أنسب كلمة هى كلمة الذرة القرأنية، ومعناها فى العربية هى الشىء الصغير جداًّ أو هى النملة (الحشرة الصغيرة المعروفة). وظهرت بعد ذلك هذه الكلمة " كلمة الذرة´ فى الكتب العلمية و فى مقررات المدارس العلمية. معنى ذلك ان كلمة الذرة فى العربية كان لها معنى لغوى قرأنى وبعد الترجمة أصبح لها معنى فيزيائى مترجم. وتصور ان المترجم العربى للنظرية الذرية قد إختار كلمة أخرى، فماذا كان يستطيع المفسر العلمى للقرأن ان يقول؟
و تصور ان المترجم العلمى اراد ان يترجم كلمة " كوارك" التى ظهرت فى الربع الأخير من القرن العشرين quark و هى أصغر جزء معترف به الأن فيزيائيا، و حيتئذ ستكون كلمة ذرة كلمة مناسبة لترجمة ال " كوارك".
و إذا عدنا للترجمة فى العصر العباسى، فقد تم ترجمة الذرة atom فى فلسفة ديمقرطيس ب "الجوهر الفرد"
وهذا مثال اخر لعدم الدقة العلمية فى تفسير الآيات العلمية فى القرآن
(5) الأرض مستوية
و على الجانب الأخر، جانب علماء الدين عندما يحاولون إثبات نتيجة علمية من تفسير أيات القرأن الكريم، هناك المثال المشهور لأحد علماء الدين المعاصرين من أصحاب الشهرة الواسعة فىعلوم الدين (لن أذكر أسمه لأنه عالم دين حقيقى مشهود له) عندما أراد ان يثبت ان الأرض مستوية وليست كروية إستناداً إلى آيات القرآن.
(6) الطائرات النفاثة
و هناك من الهواة من يتجرأ على التفسير العلمى للقرأن، دون اى شروط ألا بدعوى الإجتهاد، دون اى شروط للإجتهاد، مثال ذلك ما جاء فى محاضرة سمعتها و انا طالب فى أحد المساجد الصغيرة، يقول صاحبها ان الطائرات النفاثة جاءت فى القرأن مستشهدا بالأية
من شر النفاثات فى العقد (الفلق 4)
(7) نظرية النسبية
ايضا بعض خريجى الكليات العلمية، لا يجد ما يمنعه من الإجتهاد و ان يستنتج ان القرأن به إشارة إلى النظرية النسبية، إعتمادا على قراءة مبسطة لنظرية النسبية، و يفسر بها الأية 88 من سورة النمل، يقول الله
(وترى الجبالَ تحسبُها جامدةً وهيَ تمرُ مرَ السحابِ صُنْعُ الله ِالذي أتقنَ كلَّ شيءٍ إنهُ خبيرٌ بما تفعلون). صدق الله العظيم
و لم يهتم انه يستعمل نظرية لها شروط معينه، ولكن حب السبق بنشر الإجتهادات العلمية كان له الأولوية.
************
هذه بعض الأمثلة لعدم دقة التفسير العلمى عندما لا يلتزم بقواعد التفسير القرأنية والعلمية. و بعد وضع معايير لمراجعة بعض ما قيل سوف أتعرض لبعض أخر من الأمثلة من ناحيى العلم الطبيعى فقط، ولكن بمنهجية علمية أكثر إنضباطاً. مثل ...
1) الأرضين السبع
2) الأمواج فى المحيط (موج من فوقه موج)
3) المياه البيضاء و قطرة العين (سورة يوسف)
4) ...
5) ...
..............
وبعد توضيح الجزء العلمى سأترك الجزء الخاص بقواعد التفسير اللغوية لأصحاب الإختصاص فى علوم القرآن.
(يتبع)
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[29 Sep 2009, 08:57 م]ـ
لماذا اقترحت المراجعة؟ (18)
للتذكير بأهمية المحافظة على لغة القرأن وإجادة اللغة العربية، قراءة وفهماً وتزوقاً، لمن يريد ان يتدبر التفسير
يقول الله تعالى: ..
إنا أنزلناه قرأنا عربيا لعلكم تعقلون (يوسف 2)
وكذلك أنزلناه قرأنا عربيا (طه 113)
قرأنا عربيا غير ذى عوج لعلهم يتقون (الزمر 28)
كتاب فصلت أياته قرأنا عربيا لقوم يعلمون (فصلت 3)
وكذلك أوحينا إليك قرأنا عربيا (الشورى 7)
إنا جعلناه قرأنا عربيا لعلكم تعقلون (الزخرف 3)
وهل هناك من لا يدرك ان اللغة العربية فى خطر فى عصر المنتديات الإلكترونية و الفضائيات و تقليد لسان الغرب. ومن ناحية أخرى تأثير عدم تمكن بعض مترجمى الكتب العلمية، من المفاهيم العلمية و عدم دقة ترجمتها إلى العربية، على التفسير العلمى. بالإضاقة إلى تدهور تعليم اللغة العربية منذ سنين ولازال يتدهور، واصبح التشدق باللغات الأجنبية هو "موضة" فى الكثير من البلاد العربية. و اننى أتذكر ان معلم اللغة العربية فى مدرستى كان يدرس اللغة العربية باللهجة المصرية الدارجة، ولم أتعلم شيئاً منه. ولم أدرك أهمية و جمال و ثراء اللغة العربية إلا بعد التخرج فى الجامعة و محاولة التعليم الذاتى، ولازلت اتعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
و عندما ارى تسرع علماء الطبيعة فى تفسير الفاظ القرأن لتلائم بعض الأفكار العلمية، التى تعلموها بلغة أجنبية، او قرأوها مترجمة إلى العربية، لا أدرى لماذا أتذكر العلماء القدامى و اهتمامهم بلغة القرأن و البحث الجاد حول الحروف العربية، و ألفاظ القرأن ومعانيه، وما كتب فى هذا المجال كثير، ومن أمثلة ذلك: ..
1 - منازل الحروف للرماني: حققه د. مصطفى جواد ويوسف يعقوب مسكوني.
2 - كتاب معانى الحروف، أبى الحسن على بن عيسى الرماتى النحوى (296 - 384 هجرى)
3 - الحروف في اللغة لأبي القاسم الحسن بن بشر الآمدي.
4 - الحروف في النحو لأبي عبدالله محمد بن جعفر القزاز.
5 - معاني الحروف وأقسامها لأبي القاسم حسين بن الوليد بن العريف.
6 - معاني الحروف لعبدالجليل بن فيروز الغزنوي.
7 - شرح معاني الحروف لعلي بن فضال المجاشعي.
8 - معاني الأدوات والحروف لابن القيم.
9 - كتاب الحروف للمزني.
10 - التحفة الوفية بمعاني حروف العربية، إبراهيم بن محمد بن إبراهيم السفاقسي 742هـ.
11 - الجنىِّ الداني فيِ حروف المعاني، تأليف: ابن أُمّ قَاسِم المرادي.
12 - كتاب رسالة الحروف، للفيلسوف أبي نصر الفارابيّ.
13 - كتاب حروف المعاني للزجاجي.
14 - خصا ئص الحروف العربية ومعانيها، حسن عباس، منشورات اتحاد الكتاب العرب، 1998
15 - حروف المعاني بين الأصالة والحداثة، حسن عباس، من منشورات اتحاد الكتاب العرب، دمشق - 2000
16 - الخصائص لإبن جنى.
17 - فقه اللغة واسرار العربية للثعالبى.
18 - الأشباه والنظائر فى القرأن لمقاتل بن سليمان.
19 - كتاب الألفاظ لعبد الرحمن بن عيسى الهمذانى.
20 - منتخب قرة العيون النواظر فى الوجوه و النظائر فى القرأن الكريم، للإمام ابن الجوزى.
21 - التصاريف، تفسير القرأن مما اشتبهت أسماؤه و تصرفت معانيه، ليحيى بن سلام.
و فى عصرنا، عصر ثورة المعرفة و كثرة التخصصات العلمية، ألا يجب على علماء الإعجاز التدقيق فى المعانى العربية للقرأن، وعدم أقتطاع الألفاظ من سياقها حتى يتثنى لهم تفصيل تفسيرا لمعنى علمياً تراه عقولهم.
(يتبع
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[29 Sep 2009, 09:00 م]ـ
لماذا اقترحت المراجعة؟ (19)
حتى نسأل انفسنا ...
لماذا ظهرت هذه الكتابات و انتشرت فى هذه المرحلة من مراحل حياة الأمة، والتى تعانى فيها من مشاكل كثيرة و أزمات حقيقية على عدة مستويات فى التعليم والعلم والبحث العلمى والسياسة والتربية والإجتماع؟
**************
كيف نفهم هذه الظاهرة؟
و لماذا يترك العلماء العرب دورهم العلمى الأساسى والإسلامى الإيجابى لعمارة الارض و الإستخلاف فيها، وهو فرض عين عليهم، و يقومون بما هو فرض كفائى على الأمة؟
و لماذا لم يكتب العلماء المسلمون الاوائل عن الإعجاز العلمى للقرأن بينما كانوا اقوى فى المعرفة الدينية، وفى الفقه وفى علوم القرأن. وهم الذين انتجوا علما مثل الخورازمى وابن النفيس والرازى وابن سينا والحسن بن الهيثم وغيرهم، وهم لم يحملوا شهادات الدكتوارة وغيرها، بينما نحن فى هذا العصر، نحمل الشهادات العلمية الكبيرة والفخمة، و نتكلم عن القرأن والعلم ولا ننتج علما ولا معرفة بل نعتمد على الغرب وربما الصين، وايضا نحن اضعف علماّ دينياّ من المسلمين الأوائل؟
و لماذا يتناقل الكثير من المسلمين فى الحاضر هذه الموضوعات، و يستخدموا طرق القص و اللصق، لنشر كل ما يقال دون مراجعة وتأنى و تدبر، لفصل الثمين من الضعيف؟
و هل وصل ضعف إيمان المسلمين إلى هذه الدرجة حتى يبحثوا فى نتائج نظريات العلم الظنية عن ما يقوى إيمانهم؟
و هل نحتاج لدخول أخرين إلى الإسلام بإستعمال الإعجاز كوسيلة من وسائل الدعوة؟
و هل نحن فى حاجة الأن لإضافة أعداد أخرى للمسلمين و نحن الأن ألاف والاف الملايين؟
(و هل ينطبق حديث الرسول صلى الله علية وسلم عن غثاء السيل على عصرنا؟)
ولماذا هناك عددا من خريجى الكليات العلمية يدرسون للحصول على شهادات الماجستير والدكتوارة فى الرياضيات والهندسة و العلوم الطبيعية والكمياء والفلك و غيرها .. ، وليس هناك مراكز بحثية فى اوطانهم تستفيد منهم؟
أسئلة تحتاج مشاركة الجميع
و تحياتى
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[29 Sep 2009, 09:36 م]ـ
انتهيت من نقل الموضوع بفضل الله وتوفيقه ..
وننتظر من الأخوة الأفاضل الإجابة على ما طرح من أسئلة لتتضح الرؤيه
فالحق عليه نور يهدى به الله من يشاء من عباده، وكل يأخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[29 Sep 2009, 10:00 م]ـ
مجهود كبير بلا شك هذا الذى بذلته أختنا الفاضلة محبة القرآن، جزاها الله عليه خير الجزاء
وهذا لا يمنع من اختلافنا معها فى بعض الجزئيات والتفاصيل، ولكن بوجه عام لا يمكن انكار كثير مما أوردته
وبرغم انى من أنصار الاعجاز العلمى للقرآن الكريم فاننى أعيب على البعض توسعهم فى هذا الباب وغلوهم أحيانا فيما يوردوه من أمثلة دون تحقق ودون الالتزام بضوابط البحث العلمى
وقد سبق لى أن ذكرت فى نفس هذا الموضوع أننا يجب أن نفرق بين الحقيقة العلمية والنظرية العلمية، فلا نقبل الا ما أثبته العلم بصورة نهائية وقطعية
لقد ذكرت أختنا الفاضلة كلاما كثيرا وتوسعت فى التفاصيل
ولكن من بين كلامها المفصل استوقفتنى الفقرة التالية لأنها أعجبتنى كثيرا، وتلك هى:
ولكن هل تكفي هذه الحجج لرفض التفسير العلمي؟
1) إن كون القرآن كتاب هداية لا يمنع أن ترد فيه إشارات علمية يوضحها التعمق في العلم الحديث، فقد تحدث القرآن عن السماء، والأرض، والشمس والقمر، والليل والنهار، وسائر الظواهر الكونية. كما تحدث عن الإنسان، والحيوان والنبات.
فهذه الفقرة قد أصابت كبد الحقيقة، كما أنها لا تغلق الباب تماما فى وجه الاعجاز العلمى للقرآن الكريم، وانما تبقيه مواربا، وهذا هو النهج الصحيح
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[01 Oct 2009, 07:21 م]ـ
مجهود كبير بلا شك هذا الذى بذلته أختنا الفاضلة محبة القرآن، جزاها الله عليه خير الجزاء
وهذا لا يمنع من اختلافنا معها فى بعض الجزئيات والتفاصيل، ولكن بوجه عام لا يمكن انكار كثير مما أوردته
وبرغم انى من أنصار الاعجاز العلمى للقرآن الكريم فاننى أعيب على البعض توسعهم فى هذا الباب وغلوهم أحيانا فيما يوردوه من أمثلة دون تحقق ودون الالتزام بضوابط البحث العلمى
وجزاك الله خيرا أخي الكريم العليمى المصرى،وبارك فيك، ورفع قدرك ... أشكر لك حضورك ومتابعتك. ...
فالله أسأل أن يجمع كلمة المسلمين على الحق
ويهدينا واياكم الى سبيل الحق والرشاد
ونساله تعالى ان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا
ويرزقنا اجتنابه.
اللهم آمين
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[02 Oct 2009, 02:57 م]ـ
وجزاك الله خيرا أخي الكريم العليمى المصرى،وبارك فيك، ورفع قدرك ... أشكر لك حضورك ومتابعتك. ...
شكرا على هذا الدعاء الطيب، ولك مثله أختنا الفاضلة
فالله أسأل أن يجمع كلمة المسلمين على الحق
ويهدينا واياكم الى سبيل الحق والرشاد
ونساله تعالى ان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا
ويرزقنا اجتنابه
اللهم آمين
ـ[مرهف]ــــــــ[05 Oct 2009, 07:55 ص]ـ
يرجى من الأخوة وخاصة الأخت محبة القرآن قراءة هذه المشاركات:
- هل الاشتغال بالتفسير والإعجاز العلمي بدعة:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=10656
- مظاهر التفسير العلمي في القرون المفضلة:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=12255
- كلمة للمشتغلين بالتفسير والإعجاز العلمي:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=16075
- أبحاث الإعجاز العلمي ذات طابع جماعي:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=17567(/)
المنهجية في الورد القرآني
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[22 Sep 2009, 06:10 م]ـ
المنهجية في الورد القرآني
الشيخ/ عبد الكريم الخضير
قد يقول قائل مثلاً: أنا قررت على نفسي أن أقرأ القرآن في ثلاث، وجربت هذا ومشيت فيه مدة طويلة، وأنا مرتاح، يقرأ في اليوم عشرة أجزاء وهو مرتاح، ثم يسمع مثل هذا الكلام مع ضمه إلى قول الرسول -عليه الصلاة والسلام- لعبد الله بن عمرو: ((اقرأ القرآن في سبع ولا تزد)) ثم بدلاً من أن يختم في ثلاثة يقرأ القرآن في سبع، عدوله عن صنيعه الأول أفضل أو استمراره على ما أخذ على نفسه أفضل؟
لأنه يقول: ((لو مد لنا الشهر لواصلنا وصالاً يدع المتعمقون تعمقهم)) هذا كأنه لما خالف ((ولا تزد)) دخل في حيز التعمق، فيريد أن يرجع إلى الأمر النبوي في ((أقرأ القرآن في سبع ولا تزد)) يعني هل الأفضل له أن يستمر يقرأ القرآن في ثلاث أو يغير وينقص من ثلاث من عشرة أجزاء إلى أربعة ونصف فيقرأ القرآن في سبع؟ نقول: ما البديل؟ ما البديل؟ إذا كان يقرأ في اليوم عشرة أجزاء يجلس بعد صلاة الصبح يقرأ خمسة، وبعد صلاة العصر يقرأ خمسة، يقول: نلغي جلسة العصر ونطبق ((اقرأ القرآن في سبع ولا تزد)) هذا أفضل وإلا ما هو بأفضل؟
طالب: .......
هو عنده قدرة، يقول: أنا متفرغ متقاعد ما عندي شيء أنا بدل ما أجلس ساعة ونصف أقرأ لي خمسة من بعد صلاة العصر أدخل على فلان وعلان أقعد أسولف، من أجل إيش؟ أن أوافق: ((ولا تزد)) هو يريد من يفتيه، يقول: أنتقل إلى سبع وإلا أستمر أقرأ خمسة في العصر وأختم في ثلاث؟
نقول: ما البديل؟ ويش تبي تصنع هذا العصر؟ إن كنت تريد أن تقسم الخمسة على الصبح والعصر وتغير طريقة القراءة تقرأ بتدبر وترتيل ونية استفادة من القرآن نقول: نور على نور، قلل القراءة وهو أفضل لك، لكن إذا كنت تبي تجلس إلى إن تطلع الشمس أو بعدها بساعة، تقول: أبقرأ خمسة بعد صلاة الصبح، وكنت أقرأ بعد صلاة العصر خمسة نلغيها ما لازم ما دام هذا عمل مفضول والرسول يقول: ((لا تزد)) نقول: ما البديل؟ إن كان يستغل في عبادة نقول: ارجع إلى الأمر تكون حينئذٍ وافقت، أما إذا كان والله البديل إما أن يذهب إلى فلان أو إلى علان أو يزاول أعمال لا أجر له فيها، نقول: لا يا أخي، هذا أفضل لك أن تنشغل بأفضل الكلام وأفضل الأذكار.
فرق بين من يريد أن يخفف لأن عندنا ((لو مد لنا الشهر لواصلنا وصالاً يدع المتعمقون تعمقهم)) قد يقول قائل: أنا والله أقرأ عشرة في اليوم والنبي -عليه الصلاة والسلام- قال لعبد الله بن عمرو: ((لا تزد)) إذاً أنا متعمق، أبرجع إلى وصيته -عليه الصلاة والسلام- ولا أزيد على سبع، وبدل من أجلس الصبح والعصر أجلس الصبح فقط، نقول: أوجد بديل أفضل مما تركت؛ لئلا تكون نكصت عن العبادة، لأن العمل الأول الذي أنت فيه خير بلا شك، وفعله كثير من سلف هذه الأمة، وهو خير، لكن إن رجعت إلى أفضل كنت تقرأ الخمسة على طريق الهذ والخمسة الأخرى كذلك، اقسم الخمسة في الوقتين وغير طريقتك في القراءة، واقرأ القرآن على الوجه المأمور به وتنوي بذلك الإفادة لقلبك ولدينك وعلمك من هذا الكلام الذي هو أفضل الكلام، وتدبر هذا، نقول: هذا أفضل وإن كان المقروء أقل.
أما أن تقول: والله ما في بديل أنا العصر بدل ما أقرأ تقول: نتبع أفضل مأمور به أمر ما له داعي هذا تعمق أبتركه، هذا التعمق أتركه ولما أصلي العصر دخلت كل يوم مع واحد من الجماعة وتقهوينا إلى أن يجي وقت المغرب، ويش ... ؟ ما الداعي لهذا الكلام؟ لأن هذا الكلام هاجس عند كثير من طلاب العلم الذين تعدوا ما أمر به النبي -عليه الصلاة والسلام- عبد الله بن عمرو، ويريدون أن يرجعوا إلى ما أمره به عبد الله بن عمرو.
يعني كون الإنسان ماشي على عبادة ((أحب العمل إلى الله أدومه)) الآن ما داوم عليه تركه نقص منه، فليس بمحبوب لله -جل وعلا- ما دام ترك شيء منه، ولم يداوم عليه، نقول: إن كان البديل عبادة أخرى مثلها أو أفضل منها فلا مانع، أما أن تترك العبادة لا إلى بدل فلا شك أن هذا ملل من هذه العبادة، وإن كان لك أصل ومستند لم يعمل به من خوطب به؛ لأنه لم يفهم منه ما فهمت، فإن كان البديل قراءة القرآن على الوجه المأمور به فهذا لا شك أنه أفضل، أن يقلل القراءة وتكون هذه القراءة على الوجه المأمور به.
ـ[فيوض]ــــــــ[22 Sep 2009, 07:39 م]ـ
جزاك الله خيرآ(/)
من كتاب (التفسير) للشيخ:محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[22 Sep 2009, 07:07 م]ـ
القرآن الكريم
القرآن في اللغة: مَصْدَرُ قرأَ بمعنى تَلا، أو بمعنى جَمع، تقول: قَرَأ قَرْءاً وقُرْآناً، كما تقول: غفر غَفْراً وغُفْراناً فعلى المعنى الأول (تلا) يكون مصدراً بمعنى اسم المفعول؛ أي بمعنى متلوّ وعلى المعنى الثاني (جَمَعَ) يكون مصدراً بمعنى اسم الفاعل؛ أي بمعنى جامع لجمعه الأخبار والأحكام (1).
والقرآن في الشرع: كلامُ الله تعالى المنزل على رسوله وخاتم أنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم، المبدوء بسورة الفاتحة، المختوم بسورة الناس قال الله تعالى:) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً).
[الإنسان: 23]، وقال: {) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (يوسف:2).
وقد حَمَى الله تعالى هذا القرآن العظيم من التغيير والزيادة والنقص والتبديل، حيث تكفَّل عز وجل بحفظه فقال:) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9) ولذلك مضت القرون الكثيرة ولم يحاول أحدٌ من أعدائه أن يغيرَ فيه، أو يزيد، أو ينقص، أو يبدل إلا هتك الله تعالى ستره، وفضح أمره.
وقد وصفه الله تعالى بأوصاف كثيرة، تدلُّ على عظمته وبركته وتأثيره وشموله، وأنه حاكم على ما قبله من الكتب.
قال الله تعالى: {) وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) (الحجر:87) (وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) (ق:1)
وقال تعالى: {) كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) (صّ:29
{) وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (الأنعام:155)}،) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ) (الواقعة:77)}، {) إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) (الاسراء:9).
وقال تعالى: {) لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (الحشر:21) (وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) (التوبة:124) وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ) (التوبة:) (125).
{) وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغ) (الأنعام: الآية19)}،) فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً) (الفرقان:52).
وقال تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) (النحل: الآية89)}
وقال تعالى: {) وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ) (المائدة: الآية48).
والقرآنُ الكريمُ مصدرُ الشريعةِ الإِسلامية التي بُعِثَ بها محمد صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافَّة، قال الله تعالى: {) تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً) (الفرقان:1)}، {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) (ابراهيم:1)) اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ) (ابراهيم:2).
(يُتْبَعُ)
(/)
وسنةُ النبي صلى الله عليه وسلم مصدرُ تشريعٍ أيضاً كما قرره القرآن، قال الله تعالى: {) منْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً) (النساء:80)} {) وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً) (الأحزاب: الآية36)}، {) وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) (الحشر: الآية7)}، {) قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (آل عمران:31)
1 - نزول القرآن
نزول القرآن نَزل القرآنُ أوَّل ما نزل على رسول الله في ليلة القدر في رمضان، قال الله تعالى: {) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (القدر:1)}،) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ) (الدخان:3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) (الدخان:4) {) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) (البقرة: الآية185)}
وكان عُمْرُ النبي صلى الله عليه وسلم أول ما نزل عليه أربعين سنة على المشهور عند أهل العلم، وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما وعطاء وسعيد بن المسيِّب وغيرهم وهذه السِّنُّ هي التي يكون بها بلوغ الرشد وكمال العقل وتمام الإِدراك
والذي نزل بالقرآن من عند الله تعالى إلى النبي صلى الله عليه وسلم، جبريلُ أحدُ الملائكة المقربين الكرام، قال الله تعالى عن القرآن: {) وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الشعراء:192) (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ) (الشعراء:193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ) (الشعراء: 194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) (الشعراء:195)
وقد كان لجبريل عليه السلام من الصفات الحميدة العظيمة، من الكرم والقوة والقرب من الله تعالى والمكانة والاحترام بين الملائكة والأمانة والحسن والطهارة؛ ما جعله أهلاً لأن يكون رسول الله تعالى بوحيه إلى رسله قال الله تعالى: {) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) (التكوير:19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ) (التكوير:20) (مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ) (التكوير:21)) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) (النجم:5) (ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى) (النجم:6) (وَهُوَ بِالْأُفُقِ الأَعْلَى) (النجم:7)
) وقال:) قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدىً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) (النحل:102)
وقد بيَّن الله تعالى لنا أوصاف جبريل، الذي نزل بالقرآن من عنده، وتدل على عظم القرآن، وعنايته تعالى به؛ فإنه لا يرسل من كان عظيماً إلا بالأمور العظيمة
2 - أول ما نزل من القرآن
أول ما نزل من القرآن على وجه الإِطلاق قطعاً الآيات الخمس الأولى من سورة العلق، وهي قوله تعالى: {) اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) (العلق:1) خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ) (العلق:2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ) (العلق:3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ) (العلق:4) (عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) (العلق:5) ثم فتر الوحي مدة، ثم نزلت الآياتُ الخمسُ الأولى من سورة المدثر، وهي قوله تعالى: {) يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) (المدثر:1)) قُمْ فَأَنْذِرْ) (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) (المدثر:3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ) (المدثر:4))) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) (المدثر:5) ففي "الصحيحين": "صحيح البخاري ومسلم" (2) عن عائشة رضي الله عنها في بدء الوحي قالت: حتى جاءه الحقُّ، وهو في غار حراء، فجاءه المَلَكُ فقال: اقرأ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما أنا بقارئ (يعني لستُ أعرف القراءة) فذكر الحديث، وفيه ثم قال:) اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)} إلى قوله:) (عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)} [العلق: 1 - 5] وفيهما (3) عن جابر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو يحدث عن فترة الوحي: "بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتاً من السماء" فذكر الحديث، وفيه: فأنزل الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُقُمْ فَأَنْذِرْوَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ)} إلى (المدثر: 1 –
(يُتْبَعُ)
(/)
5).
وثمت آيات يقال فيها: أول ما نزل، والمراد أوّل ما نزل باعتبار شيء معين، فتكون أوليّة مقيدة مثل: حديث جابر رضي الله عنه في "الصحيحين" (4) أن أبا سلمة بن عبد الرحمن سأله: أي القرآن أنزل أول؟ قال جابر: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ)} [المدثر: 1] قال أبو سلمة: أنبئت أنه {) اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)} [العلق: 1] فقال جابر: لا أخبرك إلا بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "جاورت في حراء فلما قضيت جواري هبطت" فذكر الحديث وفيه: "فأتيت خديجة، فقلت: دثروني، وصبَّوا عليّ ماءً بارداً، وأنزل عليّ: {) يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ)} إلى قوله:)) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ)} [المدثر: 1 - 5] "
فهذه الأوَّلية التي ذكرها جابر رضي الله عنه باعتبار أول ما نزل بعد فترة الوحي، أو أول ما نزل في شأن الرسالة؛ لأن ما نزل من سورة اقرأ ثبتت به نبوة النبي صلى الله عليه وسلم، وما نزل من سورة المدثر ثبتت به الرسالة في قوله:) قُمْ فَأَنْذِرْ} [المدثر: 2] ولهذا قال أهل العلم: إن النبي صلى الله عليه وسلم نُبِّئ بـ: {اقْرَأْ} [العلق: 1] وأرسل بـ (المدثر) [المدثر: 1]
3 - نزول القرآن ابتدائي وسببي
ينقسم نزول القرآن إلى قسمين:
القسم الأول: ابتدائي: وهو ما لم يتقدم نزوله سبب يقتضيه، وهو غالب آيات القرآن، ومنه قوله تعالى:) وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ) (التوبة:75)} الآيات، فإنها نزلت ابتداء في بيان حال بعض المنافقين، وأما ما اشتهر من أنها نزلت في ثعلبة بن حاطب في قصة طويلة، ذكرها كثير من المفسرين، وروجها كثير من الوعاظ، فضعيف لا صحة له (5).
القسم الثاني: سببي: وهو ما تقدم نزوله سبب يقتضيه
والسبب:
أ -إما سؤال يجيب الله عنه مثل: {) يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجّ) (البقرة: الآية189)}
ب - أو حادثة وقعت تحتاج إلى بيان وتحذير مثل: {) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ) (التوبة: الآية65)} الآيتين نزلتا في رجل من المنافقين قال في غزوة تبوك في مجلس: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً، ولا أكذب ألسناً، ولا أجبن عند اللقاء، يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن فجاء الرجل يعتذر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيجيبه {(أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ) (التوبة: الآية65)} (6).
جـ -أو فعل واقع يحتاج إلى معرفة حكمه مثل:) قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) (المجادلة:1} الآيات.
فوائد معرفة أسباب النزول:
معرفة أسباب النزول مهمة جدًّا، لأنها تؤدي إلى فوائد كثيرة منها:
1 - بيان أن القرآن نزل من الله تعالى؛ وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن الشيء، فيتوقف عن الجواب أحياناً، حتى ينزل عليه الوحي، أو يخفى عليه الأمر الواقع، فينزل الوحي مبيناً له.
مثال الأول: قوله تعالى:) وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً) (الاسراء:85) ففي "صحيح البخاري" (7) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أن رجلاً من اليهود قال: يا أبا القاسم ما الروح؟ فسكت، وفي لفظ: فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يرد عليهم شيئاً، فعلمتُ أنه يوحى إليه، فقمت مقامي، فلما نزل الوحي قال: {) وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [الإسراء: 85] الآية
(يُتْبَعُ)
(/)
ومثال الثاني: قوله تعالى: {) يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَل) (المنافقون: الآية8)، ففي "صحيح البخاري" (8) أن زيد بن أرقم رضي الله عنه سمع عبد الله بن أُبَي رأس المنافقين يقول ذلك، يريد أنه الأعزُّ ورسول الله وأصحابه الأذل، فأخبر زيد عمه بذلك، فأخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم زيداً، فأخبره بما سمع، ثم أرسل إلى عبد الله بن أُبَي وأصحابه، فحلفوا ما قالوا، فصدقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فأنزل الله تصديق زيد في هذه الآية؛ فاستبان الأمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم
2 - بيان عناية الله تعالى برسوله صلى الله عليه وسلم في الدفاع عنه
مثال ذلك: قوله تعالى: {) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً) (الفرقان:32) وكذلك آيات الإِفك؛ فإنها دفاع عن فراش النبي صلى الله عليه وسلم وتطهيرٌ له عمَّا دنَّسه به الأفَّاكون.
3 - بيان عناية الله تعالى بعباده في تفريج كرباتهم وإزالة غمومهم.
مثال ذلك آية التيمم، ففي "صحيح البخاري" (9) أنه ضاعَ عقدٌ لعائشةَ رضي الله عنها، وهي مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فأقام النبي صلى الله عليه وسلم لطلبه، وأقام الناس على غير ماء، فشكوا ذلك إلى أبي بكر، فذكر الحديث وفيه: فأنزل الله آية التيمم فتيمموا، فقال أسيد بن حضير: ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر والحديث في البخاري مطولاً
4 - فهم الآية على الوجه الصحيح.
مثال ذلك قولهُ تعالى: {) إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا) (البقرة: الآية158)} أي يسعى بينهما، فإنَّ ظاهر قوله: {فلاجناح عليه} [البقرة: 158] أن غاية أمر السعي بينهما، أن يكون من قسم المباح وفي "صحيح البخاري" (10) عن عاصم بن سليمان قال: سألت أنس بن مالك رضي الله عنه عن الصفا والمروة، قال: كنا نرى أنهما من أمر الجاهلية، فلما كان الإِسلام أمسكنا عنهما؛ فأنزل الله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [البقرة: 158] إلى قوله: {أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [البقرة: 158] وبهذا عرف أن نفي الجناح ليس المراد به بيان أصل حكم السعي، وإنما المراد نفي تحرجهم بإمساكهم عنه، حيث كانوا يرون أنهما من أمر الجاهلية، أما أصل حكم السعي فقد تبين بقوله: {مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [البقرة: 158]
عموم اللفظ وخصوص السبب:
إذا نزلت الآية لسبب خاص، ولفظها عام كان حكمها شاملاً لسببها، ولكل ما يتناوله لفظها؛ لأن القرآن نزل تشريعاً عامًّا لجميع الأمة فكانت العبرة بعموم لفظه لا بخصوص سببه
مثال ذلك: آيات اللعان، وهي قوله تعالى: {) وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ)} إلى قوله (إن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ) النور:] 6 - 9] ففي "صحيح البخاري" (11) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي صلى الله عليه وسلم بشريك بن سحماء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: البيِّنة أو حَدٌّ في ظهرك، فقال هلال: والذي بعثك بالحق إني لصادق، فلينزلن الله ما يبرئ ظهري من الحد، فنزل جبريل، وأُنزل عليه: {{) وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ} [النور: 6] فقرأ حتى بلغ: {إن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ} [النور: 9] الحديث.
فهذه الآيات نزلت بسبب قذف هلال بن أمية لامرأته، لكن حكمها شامل له ولغيره، بدليل ما رواه البخاري من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه، أن عويمر العجلاني جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، رجل وجد مع امرأته رجلاً أيقتله فتقتلونه أم كيف يصنع؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: قد أنزل اللهُ القرآنَ فيك وفي صاحبتك فأمرهما رسول الله بالملاعنة بما سمى الله في كتابه، فلاعنها الحديث (12).
فجعل النبي صلى الله عليه وسلم حكم هذه الآيات شاملاً لهلال بن أمية وغيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - المكي والمدني
نزل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم مفرقاً في خلال ثلاث وعشرين سنة، قضى رسول الله أكثرها بمكة، قال الله تعالى: {) وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً) (الاسراء:106)
ولذلك قسَّم العلماء رحمهم الله تعالى القرآن إلى قسمين: مكي ومدني:
فالمكي: ما نَزَلَ على النبي صلى الله عليه وسلم قبل هجرته إلى المدينة
والمدني: ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم بعد هجرته إلى المدينة
وعلى هذا فقوله تعالى: {) الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً) (المائدة: الآية3)} من القسم المدني وإن كانت قد نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع بعرفة، ففي "صحيح البخاري" (13) عن عمر رضي الله عنه أنه قال: قد عرفنا ذلك اليوم، والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم، نزلت وهو قائم بعرفة يوم جمعة
ويتميز القسم المكي عن المدني من حيث الأسلوب والموضوع:
أ - أما من حيث الأسلوب فهو:
1 - الغالب في المكي قوة الأسلوب، وشدة الخطاب؛ لأن غالب المخاطبين مُعرِضون مستكبرون، ولا يليق بهم إلا ذلك، اقرأ سورتي المدثر، والقمر
أما المدني: فالغالب في أسلوبه اللين، وسهولة الخطاب، لأن غالب المخاطبين مقبلون منقادون، اقرأ سورة المائدة
2 - الغالب في المكي قصر الآيات، وقوة المحاجة؛ لأن غالب المخاطبين معاندون مشاقون؛ فخوطبوا بما تقتضيه حالهم، اقرأ سورة الطور
أما المدني: فالغالب فيه طول الآيات، وذكر الأحكام؛ مرسلة بدون محاجة؛ لأن حالهم تقتضي ذلك، اقرأ آية الدَّيْنِ في سورة البقرة.
ب - وأما من حيث الموضوع فهو:
1 - الغالب في المكي تقرير التوحيد والعقيدة السليمة، خصوصاً ما يتعلق بتوحيد الألوهية والإِيمان بالبعث؛ لأن غالب المخاطبين ينكرون ذلك.
أما المدني فالغالب فيه تفصيل العبادات والمعاملات؛ لأن المخاطبين قد تقرر في نفوسهم التوحيد والعقيدة السليمة، فهم في حاجة لتفصيل العبادات والمعاملات.
2 - الإِفاضة في ذكر الجهاد وأحكامه والمنافقين وأحوالهم في القسم المدني لاقتضاء الحال؛ ذلك حيث شرع الجهاد، وظهر النفاق بخلاف القسم المكي.
فوائد معرفة المدني والمكي:
معرفة المكي والمدني نوع من أنواع علوم القرآن المهمة؛ وذلك لأن فيها فوائد منها:
1 - ظهور بلاغة القرآن في أعلى مراتبها، حيث يخاطِب كلَّ قوم بما تقتضيه حالهم من قوة وشدة، أو لين وسهولة.
2 - ظهور حكمة التشريع في أسمى غاياته حيث يتدرج شيئاً فشيئاً بحسب الأهم على ما تقتضيه حال المخاطبين واستعدادهم للقبول والتنفيذ.
3 - تربية الدعاة إلى الله تعالى، وتوجيههم إلى أن يتبعوا ما سلكه القرآن في الأسلوب والموضوع، من حيث المخاطبين، بحيث يبدأ بالأهم فالأهم، وتستعمل الشدة في موضعها والسهولة في موضعها.
4 - تمييز الناسخ من المنسوخ فيما لو وردت آيتان مكية ومدنية، يتحقق فيهما شروط النسخ، فإن المدنية ناسخة للمكية؛ لتأخر المدنية عنها.
الحكمة من نزول القرآن مفرقاً:
من تقسيم القرآن إلى مكي ومدني؛ يتبين أنه نزل على النبي صلى الله عليه وسلم مفرقاً ولنزوله على هذا الوجه حِكَمٌ كثيرة منها:
1 - تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم؛ لقوله تعالى: {) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِك (يعني كذلك نزلناه مفرقاً) لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ).
ليصدوا الناس عن سبيل الله -} إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً) [الفرقان: 32، 33].
2 - أن يسهل على الناس حفظه وفهمه والعمل به، حيث يقرأ عليهم شيئاً فشيئاً؛ لقوله تعالى:) وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً) (الاسراء:106).
3 - تنشيط الهمم لقبول ما نزل من القرآن وتنفيذه، حيث يتشوق الناس بلهف وشوق إلى نزول الآية؛ لا سيما عند اشتداد الحاجة إليها كما في آيات الإِفك واللعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - التدرج في التشريع حتى يصلَ إلى درجة الكمال، كما في آيات الخمر الذي نشأ الناس عليه، وألفوه، وكان من الصعب عليهم أن يُجَابَهُوا بالمنع منه منعاً باتًّا، فنزل في شأنه أولاً قوله تعالى:) يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا) (البقرة:219).
فكان في هذه الآية تهيئة للنفوس لقبول تحريمه حيث إن العقل يقتضي أن لا يمارس شيئاً إثمه أكبر من نفعه
ثم نزل ثانياً قوله تعالى: {) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ) (النساء: الآية43)}، فكان في هذه الآية تمرين على تركه في بعض الأوقات وهي أوقات الصلوات، ثم نزل ثالثاً قوله تعالى: {) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (المائدة:90) (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) (المائدة:91) (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) (المائدة:92) فكان في هذه الآيات المنع من الخمر منعاً باتًّا في جميع الأوقات، بعد أن هُيِّئت النفوس، ثم مُرِنَت على المنع منه في بعض الأوقات
ترتيب القرآن:
ترتيب القرآن: تلاوته تالياً بعضه بعضاً حسبما هو مكتوب في المصاحف ومحفوظ في الصدور
وهو ثلاثة أنواع:
النوع الأول: ترتيب الكلمات بحيث تكون كل كلمة في موضعها من الآية، وهذا ثابت بالنص والإِجماع، ولا نعلم مخالفاً في وجوبه وتحريم مخالفته، فلا يجوز أن يقرأ: لله الحمد رب العالمين بدلاً من
) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الفاتحة:2)
النوع الثاني: ترتيب الآيات بحيث تكون كل آية في موضعها من السورة، وهذا ثابت بالنص والإِجماع، وهو واجب على القول الراجح وتحرم مخالفته ولا يجوز أن يقرأ: مالك يوم الدين الرحمن الرحيم بدلاً من: (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) (الفاتحة) ففي "صحيح البخاري" (14) أن عبد الله بن الزبير قال لعثمان بن عفان رضي الله عنهم في قوله تعالى:) وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ) (البقرة240): قد نسختها الآية الأخرى يعني قوله تعالى: {) وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرا) (البقرة: الآية234)} وهذه قبلها في التلاوة قال: فَلِمَ تكتبها؟ فقال عثمان رضي الله عنه: يا ابن أخي لا أغيِّر شيئاً منه من مكانه.
وروى الإِمام أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي من حديث عثمان رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينزل عليه السُّوَر ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء، دعا بعض من كان يكتب، فيقول: ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا (15).
النوع الثالث: ترتيب السُّوَرُ بحيث تكون كل سورة في موضعها من المصحف، وهذا ثابت بالاجتهاد فلا يكون واجباً وفي "صحيح مسلم" (16) عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم البقرة، ثم النساء، ثم آل عمران، وروى البخاري (17) تعليقاً عن الأحنف: أنه قرأ في الأولى بالكهف، وفي الثانية بيوسف أو يونس، وذكر أنه صلى مع عمر بن الخطاب الصبح بهما.
قال شيخ الإِسلام ابن تيمية: "تجوز قراءة هذه قبل هذه، وكذا في الكتابة ولهذا تنوعت مصاحف الصحابة رضي الله عنهم في كتابتها، لكن لمَّا اتفقوا على المِصْحَف في زمن عثمان رضي الله عنه، صار هذا مما سَنَّه الخلفاء الراشدون، وقد دل الحديث على أن لهم سنة يجب اتباعها" اهـ.
5 - كتابة القرآن وجمعه
لكتابة القرآن وجمعه ثلاث مراحل:
(يُتْبَعُ)
(/)
المرحلة الأولى: في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وكان الاعتماد في هذه المرحلة على الحفظ أكثر من الاعتماد على الكتابة؛ لقوة الذاكرة وسرعة الحفظ وقلة الكاتبين ووسائل الكتابة، ولذلك لم يجمع في مصحف بل كان من سمع آية حفظها، أو كتبها فيما تيسر له من عُسُب النخل، ورقاع الجلود، ولِخاف الحجارة، وكِسر الأكتاف وكان القراء عدداً كبيراً.
ففي "صحيح البخاري" (18) عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سبعين رجلاً يقال لهم: القرَّاء، فعرض لهم حيَّان من بني سليم رِعل وذكوان عند بئر معونة فقتلوهم، وفي الصحابة غيرهم كثير كالخلفاء الأربعة، وعبد الله بن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، وأُبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبي الدرداء رضي الله عنهم.
المرحلة الثانية: في عهد أبي بكر رضي الله عنه في السنة الثانية عشرة من الهجرة وسببه أنه قُتِلَ في وقعة اليمامة عددٌ كبيرٌ من القراء منهم، سالم مولى أبي حذيفة؛ أحد من أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأخذ القرآن منهم.
فأمر أبو بكر رضي الله عنه بجمعه لئلا يضيع، ففي "صحيح البخاري" (19) أن عمر بن الخطاب أشار على أبي بكر رضي الله عنهما بجمع القرآن بعد وقعة اليمامة، فتوقف تورعاً، فلم يزل عمر يراجعه حتى شرح الله صدر أبي بكر لذلك، فأرسل إلى زيد بن ثابت فأتاه، وعنده عمر فقال له أبو بكر: إنك رجلٌ شابٌّ عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فَتَتَبَّع القرآن فاجمعه، قال: فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللِّخاف وصدور الرجال، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر رضي الله عنهما رواه البخاري مطولاً
وقد وافق المسلمون أبا بكر على ذلك وعدُّوه من حسناته، حتى قال علي رضي الله عنه: أعظم الناس في المصاحف أجراً أبو بكر، رحمة الله على أبي بكر هو أول من جمع كتاب الله.
المرحلة الثالثة: في عهد أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه في السنة الخامسة والعشرين، وسببه اختلاف الناس في القراءة بحسب اختلاف الصحف التي في أيدي الصحابة رضي الله عنهم فخيفت الفتنة، فأمر عثمان رضي الله عنه أن تجمع هذه الصحف في مصحف واحد؛ لئلا يختلف الناس، فيتنازعوا في كتاب الله تعالى ويتفرقوا.
ففي "صحيح البخاري" (20) أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان من فتح أرمينية وأذربيجان، وقد أفزعه اختلافهم في القراءة، فقال: يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى، فأرسل عثمان إلى حفصة، أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف، ثم نردها إليك، ففعلت، فأمر زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف وكان زيد بن ثابت أنصاريًّا والثلاثة قرشيين - وقال عثمان للرهط الثلاثة القرشيين: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش؛ فإنما نزل بلسانهم، ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف، رد عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يُحرق.
وقد فعل عثمان رضي الله عنه هذا بعد أن استشار الصحابة رضي الله عنهم، لما روى ابن أبي داود (21) عن علي رضي الله عنه أنه قال: واللهِ ما فعل الذي فعل في المصاحف إلا عن ملإٍ مِنَّا، قال: أرى أن نجمع الناس على مصحف واحد، فلا تكون فرقة ولا اختلاف، قلنا: فَنِعْمَ ما رأيت.
وقال مصعب بن سعد (22): أدركت الناس متوافرين حين حرق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك، أو قال: لم ينكر ذلك منهم أحد، وهو من حسنات أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه التي وافقه المسلمون عليها، وكانت مُكَمِّلة لجمع خليفة رسول الله أبي بكر رضي الله عنه.
والفرق بين جمعه وجمع أبي بكر رضي الله عنهما أن الغرض من جمعه في عهد أبي بكر رضي الله عنه تقييد القرآن كله مجموعاً في مصحف، حتى لا يضيع منه شيء دون أن يحمل الناس على الاجتماع على مصحف واحد؛ وذلك أنه لم يظهر أثرٌ لاختلاف قراءاتهم يدعو إلى حملهم على الاجتماع على مصحف واحد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما الغرض من جمعه في عهد عثمان رضي الله عنه فهو تقييد القرآن كله مجموعاً في مصحف واحد، يحمل الناس على الاجتماع عليه لظهور الأثر المخيف باختلاف القراءات.
وقد ظهرت نتائج هذا الجمع حيث حصلت به المصلحة العظمى للمسلمين من اجتماع الأمة، واتفاق الكلمة، وحلول الأُلفة، واندفعت به مفسدة كبرى من تفرق الأمة، واختلاف الكلمة، وفشو البغضاء، والعداوة
وقد بقي على ما كان عليه حتى الآن متَّفقاً عليه بين المسلمين متواتراً بينهم، يتلقاه الصغير عن الكبير، لم تعبث به أيدي المفسدين، ولم تطمسه أهواء الزائغين فلله الحمد رب السماوات ورب الأرض رب العالمين.
* * *
التفسير
التفسير لغة: من الفَسْر، وهو: الكشف عن المغطى
وفي الاصطلاح بيان معاني القرآن الكريم
وَتَعَلُّمُ التفسير واجب لقوله تعالى: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) (صّ:29) ولقوله تعالى: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمد:24
وجه الدلالة من الآية الأولى أن الله تعالى بيَّن أن الحكمة من إنزال هذا القرآن المبارك؛ أن يتدبر الناس آياته، ويتَّعظوا بما فيها.
والتدبر هو التأمل في الألفاظ للوصول إلى معانيها، فإذا لم يكن ذلك، فاتت الحكمة من إنزال القرآن، وصار مجرد ألفاظ لا تأثير لها.
ولأنه لا يمكن الاتِّعاظ بما في القرآن بدون فهم معانيه.
ووجه الدلالة من الآية الثانية أن الله تعالى وبخ أولئك الذين لا يتدبرون القرآن، وأشار إلى أن ذلك من الإِقفال على قلوبهم، وعدم وصول الخير إليها.
وكان سلف الأمة على تلك الطريقة الواجبة، يتعلمون القرآن ألفاظه ومعانيه؛ لأنهم بذلك يتمكنون من العمل بالقرآن على مراد الله به فإن العمل بما لا يعرف معناه غير ممكن.
وقال أبو عبد الرحمن السلمي: حدثنا الذين كانوا يُقرِؤونَنَا القرآن كعثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما، أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات، لم يجاوزوها، حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل، قالوا: فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعاً.
قال شيخ الإِسلام ابن تيمية: والعادة تمنع أن يقرأ قوم كتاباً في فن من العلم كالطب والحساب، ولا يستشرحوه فكيف بكلام الله تعالى الذي هو عصمتهم، وبه نجاتهم وسعادتهم وقيام دينهم ودنياهم.
ويجب على أهل العلم، أن يبينوه للناس عن طريق الكتابة أو المُشَافهة لقوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَه} [آل عمران: 187] وتبيين الكتاب للناس شامل لتبيين ألفاظه ومعانيه، فيكون تفسير القرآن، مما أخذ الله العهد على أهل العلم ببيانه.
والغرض من تعلم التفسير هو الوصول إلى الغايات الحميدة والثمرات الجليلة، وهي التصديق بأخباره والانتفاع بها وتطبيق أحكامه على الوجه الذي أراده الله؛ ليُعبَدَ اللَّهُ بها على بصيرة.
الواجب على المسلم في تفسير القرآن
الواجب على المسلم في تفسير القرآن أن يُشِعَر نفسه حين يُفَسر القرآن بأنه مترجم عن الله تعالى، شاهد عليه بما أراد من كلامه فيكون مُعظِّماً لهذه الشهادة خائفاً من أن يقول على الله بلا علم، فيقع فيما حرم الله، فَيُخزَى بذلك يوم القيامة، قال الله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) (الأعراف:33)، وقال تعالى:) وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ) (الزمر:60)
المرجع في تفسير القرآن
يرجع في تفسير القرآن إلى ما يأتي:
أ - كلام الله تعالى، فيفسر القرآن بالقرآن، لأن الله تعالى هو الذي أنزله، وهو أعلم بما أراد به
ولذلك أمثلة منها:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - قوله تعالى: {) أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (يونس:62)، فقد فسر أولياء الله بقوله في الآية التي تليها:) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) (يونس:63).
2 - قوله تعالى: () وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ) (الطارق:2)، فقد فسر الطارق بقوله في الآية الثانية: {النجم الثاقب}} [الطارق: 3]
3 - قوله تعالى: {) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا) (النازعات:30) فقد فسر دحاها بقوله في الآيتين بعدها: {) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا) (النازعات:31)) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا) (النازعات:32)
ب - كلام رسول الله، فيفسر القرآن بالسُّنة، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم مبلِّغ عن الله تعالى، فهو أعلم الناس بمراد الله تعالى بكلامه.
ولذلك أمثلة منها:
1 - قوله تعالى: {) لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ) (يونس: الآية26)} فقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم الزيادة بالنظر إلى وجه الله تعالى، فيما رواه ابن جرير وابن أبي حاتم صريحاً من حديث أبي موسى (23)، وأُبي بن كعب (24) ورواه ابن جرير من حديث كعب بن عجرة (25).
وفي "صحيح مسلم" (26) عن صهيب بن سنان عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث قال فيه: "فيكشف الحجاب فما أُعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل"، ثم تلا هذه الآية {{) لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26].
2 - قوله تعالى: {) وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ) (لأنفال: الآية60)} فقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم القوة بالرمي رواه مسلم (27)، وغيره من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه.
جـ - كلام الصحابة رضي الله عنهم لا سيما ذوو العلم منهم والعناية بالتفسير، لأن القرآن نزل بلغتهم وفي عصرهم، ولأنهم بعد الأنبياء أصدق الناس في طلب الحق، وأسلمهم من الأهواء، وأطهرهم من المخالفة التي تحول بين المرء وبين التوفيق للصواب.
ولذلك أمثلة كثيرة جدًّا منها:
1 - قوله تعالى: {) وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ) (النساء: الآية43)}، فقد صَحَّ عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه فسر الملامسة بالجماع (28).
د - كلام التابعين الذين اعتنوا بأخذ التفسير عن الصحابة رضي الله عنهم، لأن التابعين خير الناس بعد الصحابة، وأسلم من الأهواء ممن بعدهم ولم تكن اللغة العربية تغيرت كثيراً في عصرهم، فكانوا أقرب إلى الصواب في فهم القرآن ممن بعدهم.
قال شيخ الإِسلام ابن تيمية (29): إذا أجمعوا - يعني التابعين - على الشيء فلا يُرتاب في كونه حجة، فإن اختلفوا فلا يكون قول بعضهم حجة على بعض ولا على من بعدهم، ويرجع في ذلك إلى لغة القرآن، أو السُّنَّة، أو عموم لغة العرب، أو أقوال الصحابة في ذلك.
وقال أيضاً: من عدل عن مذاهب الصحابة والتابعين وتفسيرهم إلى ما يخالف ذلك، كان مخطئاً في ذلك، بل مبتدعاً، وإن كان مجتهداً مغفوراً له خطؤه، ثم قال: فمن خالف قولهم وفسر القرآن بخلاف تفسيرهم، فقد أخطأ في الدليل والمدلول جميعاً.
هـ - ما تقتضيه الكلمات من المعاني الشرعية أو اللغوية حسب السياق لقوله تعالى: {(إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ) (النساء:105)، وقوله: {) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (الزخرف:3)، وقوله) وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ) (ابراهيم: 4)
فإن اختلف المعنى الشرعي واللغوي، أُخذ بما يقتضيه الشرعي، لأن القرآن نزل لبيان الشرع، لا لبيان اللغة إلا أن يكون هناك دليل يترجَّح به المعنى اللغوي فيؤخذ به.
مثال ما اختلف فيه المعنيان، وقدم الشرعي: قوله تعالى في المنافقين: {) وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدا) (التوبة: الآية84)}، فالصلاة في اللغة الدعاء، وفي الشرع هنا الوقوف على الميت للدعاء له بصفة مخصوصة فيقدم المعنى الشرعي، لأنه المقصود للمتكلم المعهود للمخاطب، وأما منع الدعاء لهم على وجه الإِطلاق فمن دليل آخر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومثال ما اختلف فيه المعنيان، وقدم فيه اللغوي بالدليل: قوله تعالى: {) خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِم) (التوبة: الآية103)}، فالمراد بالصلاة هنا الدعاء، وبدليل ما رواه مسلم (30) عن عبد الله بن أبي أوفى، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أُتي بصدقة قوم، صلَّى عليهم، فأتاه أبي بصدقته فقال: "اللهم صلِّ على آل أبي أوفى".
وأمثلة ما اتفق فيه المعنيان الشرعي واللغوي كثيرة: كالسماء والأرض والصدق والكذب والحجر والإِنسان.
الاختلاف الوارد في التفسير المأثور
الاختلاف الوارد في التفسير المأثور على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: اختلاف في اللفظ دون المعنى، فهذا لا تأثير له في معنى الآية، مثاله قوله تعالى: {(وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) (الاسراء: الآية23)} قال ابن عباس: قضى: أمر، وقال مجاهد: وصَّى، وقال الربيع بن أنس: أوجب، وهذه التفسيرات معناها واحد، أو متقارب فلا تأثير لهذا الاختلاف في معنى الآية.
القسم الثاني: اختلاف في اللفظ والمعنى، والآية تحتمل المعنيين لعدم التضاد بينهما، فتحمل الآية عليهما، وتفسر بهما، ويكون الجمع بين هذا الاختلاف أن كل واحد من القولين ذكر على وجه التمثيل، لما تعنيه الآية أو التنويع، مثاله قوله تعالى: {) وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ) (لأعراف:175)) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاه) (الأعراف: الآية176)، قال ابن مسعود: هو رجل من بني إسرائيل، وعن ابن عباس أنه: رجل من أهل اليمن، وقيل: رجل من أهل البلقاء.
والجمع بين هذه الأقوال: أن تحمل الآية عليها كلها، لأنها تحتملها من غير تضاد، ويكون كل قول ذكر على وجه التمثيل.
ومثال آخر: قوله تعالى: {وكأساً دهاقا} [النبأ: 34] قال ابن عباس: دهاقاً مملوءة، وقال مجاهد: متتابعة، وقال عكرمة: صافية.
ولا منافاة بين هذه الأقوال، والآية تحتملها فَتُحمل عليها جميعاً ويكون كل قول لنوع من المعنى.
القسم الثالث: اختلاف اللفظ والمعنى، والآية لا تحتمل المعنيين معاً للتضاد بينهما، فتحمل الآية على الأرجح منهما بدلالة السياق أو غيره.
مثال ذلك: قوله تعالى:) إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (البقرة:173).
قال ابن عباس: غير باغ في الميتة ولا عَادٍ في أكله، وقيل: غير خارج على الإِمام ولا عاصٍ بسفره، والأرجح الأول، لأنه لا دليل في الآية على الثاني، ولأن المقصود بحل ما ذكر دفع الضرورة، وهي واقعة في حال الخروج على الإِمام، وفي حال السفر المحرم وغير ذلك.
ومثال آخر: قوله تعالى: (وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ) (البقرة: الآية237)} قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الذي بيده عقدة النكاح: هو الزوج، وقال ابن عباس: هو الولي، والراجح الأول لدلالة المعنى عليه، ولأنه قد روي فيه حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ترجمة القرآن
الترجمة لغة: تطلق على معانٍ ترجع إلى البيان والإِيضاح
وفي الاصطلاح: التعبير عن الكلام بلغة أخرى
وترجمة القرآن: التعبير عن معناه بلغة أخرى
والترجمة نوعان:
أحدهما: ترجمة حرفية، وذلك بأن يوضع ترجمة كل كلمة بإزائها
الثاني: ترجمة معنوية، أو تفسيريَّة، وذلك بأن يعبر عن معنى الكلام بلغة أخرى من غير مراعاة المفردات والترتيب.
مثال ذلك: قوله تعالى: {) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (الزخرف:3)
فالترجمة الحرفية: أن يترجم كلمات هذه الآية كلمة كلمة فيترجم (إنا) ثم (جعلناه) ثم (قرآناً) ثم (عربياً) وهكذا.
والترجمة المعنوية: أن يترجم معنى الآية كلها بقطع النظر عن معنى كل كلمة وترتيبها، وهي قريبة من معنى التفسير الإِجمالي.
(يُتْبَعُ)
(/)
حكم ترجمة القرآن:
الترجمة الحرفية بالنسبة للقرآن الكريم مستحيلة عند كثير من أهل العلم، وذلك لأنه يشترط في هذا النوع من الترجمة شروط لا يمكن تحققها معها وهي:
أ -وجود مفردات في اللغة المترجم إليها بإزاء حروف اللغة المترجم منها
ب -وجود أدوات للمعاني في اللغة المترجم إليها مساويةٍ أو مشابهة للأدوات في اللغة المترجم منها
جـ -تماثل اللغتين المترجم منها وإليها في ترتيب الكلمات حين تركيبها في الجمل والصفات والإِضافات وقال بعض العلماء: إن الترجمة الحرفية يمكن تحققها في بعض آية، أو نحوها، ولكنها وإن أمكن تحققها في نحو ذلك - محرمة لأنها لا يمكن أن تؤدي المعنى بكماله، ولا أن تؤثر في النفوس تأثير القرآن العربي المبين، ولا ضرورة تدعو إليها؛ للاستغناء عنها بالترجمة المعنوية
وعلى هذا فالترجمة الحرفية إن أمكنت حسًّا في بعض الكلمات فهي ممنوعة شرعاً، اللهم إلا أن يترجم كلمة خاصة بلغة من يخاطبه ليفهمها، من غير أن يترجم التركيب كله فلا بأس.
وأما الترجمة المعنوية للقرآن فهي جائزة في الأصل لأنه لا محذور فيها، وقد تجب حين تكون وسيلة إلى إبلاغ القرآن والإِسلام لغير الناطقين باللغة العربية؛ لأن إبلاغ ذلك واجب، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
لكن يشترط لجواز ذلك شروط:
الأول: أن لا تجعل بديلاً عن القرآن بحيث يستغنى بها عنه، وعلى هذا فلا بد أن يكتب القرآن باللغة العربية وإلى جانبه هذه الترجمة؛ لتكون كالتفسير له.
الثاني: أن يكون المُتَرْجِمُ عالماً بمدلولات الألفاظ في اللغتين المترْجَم منها وإليها، وما تقتضيه حسب السياق.
الثالث: أن يكون عالماً بمعاني الألفاظ الشرعية في القرآن
ولا تُقْبَلُ الترجمة للقرآن الكريم إلا من مأمون عليها، بحيث يكون مسلماً مستقيماً في دينه.
* * *
المشتهرون بالتفسير من الصحابة
اشتهر بالتفسير جماعة من الصحابة، ذكر السيوطي منهم:
الخلفاء الأربعة أبا بكر وعمر وعثمان وعلياً رضي الله عنهم، إلا أن الرواية عن الثلاثة الأولين لم تكن كثيرة؛ لانشغالهم بالخلافة، وقلة الحاجة إلى النقل في ذلك لكثرة العالمين بالتفسير.
ومن المشتهرين بالتفسير من الصحابة أيضاً: عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس، فلنترجم لحياة علي بن أبي طالب مع هذين رضي الله عنهم
1 - علي بن أبي طالب:
هو ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم، وزوج ابنته فاطمة رضي الله عنه وعنها، وأول من آمن به من قرابته، اشتهر بهذا الاسم وكنيته أبو الحسن، وأبو تراب
ولد قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بعشر سنين، وتربى في حِجْر النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد معه المشاهد كلها، وكان صاحب اللواء في معظمها، ولم يتخلف إلا في غزوة تبوك، خلفه النبي صلى الله عليه وسلم في أهله، وقال له: "أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي" (31)، نقل له من المناقب والفضائل ما لم ينقل لغيره، وهلك به طائفتان: النواصب الذين نصبوا له العداوة، وحاولوا إخفاء مناقبه، والروافض الذين بالغوا فيما زعموه من حبه، وأحدثوا له من المناقب التي وضعوها ما هو في غنى عنه، بل هو عند التأمل من المثالب
اشتهر رضي الله عنه بالشجاعة والذكاء مع العلم والزكاء حتى كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتعوذ من معضلة ليس لها أبو حسن، ومن أمثلة النحويين: قضية ولا أبا حسن لها، وروي عن علي أنه كان يقول: سلوني سلوني وسلوني عن كتاب الله تعالى، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أَنَزَلت بليل أو نهار، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: إذا جاءنا الثبت عن علي لم نعدل به، وروى عنه أنه قال: ما أخذت من تفسير القرآن فعن علي بن أبي طالب كان أحد أهل الشورى الذين رشحهم عمر رضي الله عنه لتعيين الخليفة، فعرضها عليه عبد الرحمن بن عوف فأبى إلا بشروط لم يقبل بعضها، ثم بايع عثمان فبايعه علي والناس، ثم بويع بالخلافة بعد عثمان حتى قتل شهيداً في الكوفة ليلة السابع عشر من رمضان، سنة أربعين من الهجرة رضي الله عنه.
2 - عبد الله بن مسعود:
هو عبد الله بن مسعود بن غافل الهذلي، وأُمه أُمُّ عَبْدٍ كان ينسب إليها أحياناً (32)، وكان من السابقين الأولين في الإِسلام، وهاجر الهجرتين، وشهد بدراً، وما بعدها من المشاهد
(يُتْبَعُ)
(/)
تلقى من النبي صلى الله عليه وسلم بضعاً وسبعين سورة من القرآن، وقال له النبي صلى الله عليه وسلم في أول الإِسلام: "إنك لغلام مُعَلَّم" (33)، وقال: "من أحب أن يقرأ القرآن غضًّا كما أُنزل فليقرأه على قراءة ابن أُم عَبْد" (34)، وفي "صحيح البخاري" (35) أن ابن مسعود رضي الله عنه قال: لقد علم أصحاب رسول الله أني من أعلمهم بكتاب الله، وقال: والله الذي لا إله غيره ما أُنزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت، ولا أُنزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن أُنزلت، ولو أعلم أحداً أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإِبل لركبتُ إليه، وكان ممن خَدَم النبي صلى الله عليه وسلم فكان صاحبُ نعليه وطهوره ووساده حتى قال أبو موسى الأشعري: قدمت أنا وأخي من اليمن فمكثنا حيناً ما نرى إلا أن عبد الله بن مسعود رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم لما نرى من دخوله ودخول أمه على النبي صلى الله عليه وسلم (36)، ومن أجل ملازمته النبي صلى الله عليه وسلم تأثر به وبهديه، حتى قال فيه حذيفة: ما أَعرف أحداً أقرب هدياً وسمتاً ودلّاً بالنبي صلى الله عليه وسلم من ابن أُم عَبْد (37).
بعثه عمر بن الخطاب إلى الكوفة؛ ليعلمهم أُمور دينهم، وبعث عماراً أميراً وقال: إنهما من النجباء من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فاقتدوا بهما، ثم أمَّرهُ عثمان على الكوفة، ثم عزله، وأَمَرَهُ بالرجوع إلى المدينة، فتوفي فيها سنة اثنتين وثلاثين، ودفن بالبقيع وهو ابن بضع وسبعين سنة.
3 - عبد الله بن عباس:
هو ابن عم رسول الله ولد قبل الهجرة بثلاث سنين لازم النبي صلى الله عليه وسلم لأنه ابن عمه، وخالته ميمونة تحت النبي صلى الله عليه وسلم، وضمه النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدره وقال: اللهم علِّمه الحكمة، وفي رواية: الكتاب (38)، وقال له حين وضع له وضوءه: اللهم فَقِّههُ في الدين (39)، فكان بهذا الدعاء المبارك َحِبْرَ الأمة في نشر التفسير والفقه، حيث وفقه الله تعالى للحرص على العلم والجد في طلبه والصبر على تلقيه وبذله، فنال بذلك مكاناً عالياً حتى كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يدعوه إلى مَجَالِسه ويأخذ بقوله، فقال المهاجرون: ألا تدعو أبناءنا كما تدعو ابن عباس؟! فقال لهم: ذاكم فتى الكهول له لسان سؤول وقلب عقول، ثم دعاهم ذات يوم فأدخله معهم ليريهم منه ما رآه، فقال عمر: ما تقولون في قول الله تعالى:) إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) (النصر:1).
حتى ختم السورة، فقال بعضهم: أُمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا فتح علينا، وسكت بعضهم، فقال عمر لابن عباس: أكذلك تقول؟ قال: لا، قال: فما تقول؟ قال: هو أجل رسول الله، أعلمه الله له إذا جاء نصر الله، والفتح فتح مكة، فذلك علامة أجلك فسبح بحمد ربك، واستغفره إنه كان تواباً، قال عمر: ما أعلم منها إلا ما تعلم، وقال ابن مسعود رضي الله عنه: لَنِعْمَ تُرجُمان القرآن ابن عباس، لو أدرك أسناننا ما عاشره منا أحد، أي ما كان نظيراً له، هذا مع أن ابن عباس عاش بعده ستًّا وثلاثين سنة، فما ظنك بما اكتسب بعده من العلم
وقال ابن عمر لسائل سأله عن آية: انطلق إلى ابن عباس فاسأله فإنه أعلم من بقي بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، وقال عطاء: ما رأيت قط أكرم من مجلس ابن عباس فقهاً وأعظم خشية، إنَّ أصحاب الفقه عنده، وأصحاب القرآن عنده، وأصحاب الشِّعر عنده، يصدرهم كلهم من وادٍ واسع.
وقال أبو وائل: خطبنا ابن عباس وهو على الموسم (أي والٍ على موسم الحج من عثمان رضي الله عنه) فافتتح سورة النور فجعل يقرأ ويفسر، فجعلت أقول ما رأيت، ولا سمعت كلام رجلٍ مثله، ولو سمعته فارس والروم والترك لأسلمت، ولَّاه عثمان على موسم الحج سنة خمس وثلاثين وولاه علي على البصرة فلمَّا قتل مضى إلى الحجاز، فأقام في مكة، ثم خرج منها إلى الطائف فمات فيها سنة ثمانٍ وستين عن إحدى وسبعين سنة.
المشتهرون بالتفسير من التابعين
اشتهر بالتفسير من التابعين كثيرون فمنهم:
أ -أهل مكة وهم أتباع ابن عباس كمجاهد وعكرمة وعطاء بن أبي رباح
ب -أهل المدينة وهم أتباع أُبي بن كعب، كزيد بن أسلم وأَبي العالية ومحمد بن كعب القرظي.
جـ -أهل الكوفة وهم أتباع ابن مسعود، كقتادة وعلقمة والشعبي.
فلنترجم لحياة اثنين من هؤلاء: مجاهد وقتادة
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - مجاهد:
هو مجاهد بن جبر المكي مولى السائب بن أبي السائب المخزومي ولد سنة إحدى وعشرين من الهجرة، وأخذ تفسير القرآن عن ابن عباس رضي الله عنهما، روى ابن إسحاق عنه أنه قال: عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحته إلى خاتمته أُوقفه عند كل آية وأسأله عنها، وكان سفيان الثوري يقول: إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به، واعتمد تفسيره الشافعي والبخاري وكان كثيراً ما ينقل عنه في "صحيحه"، وقال الذهبي في آخر ترجمته: أجمعت الأمة على إمامة مجاهد والاحتجاج به، توفي في مكة وهو ساجد سنة أربع ومئة، عن ثلاث وثمانين سنة
2 - قتادة:
هو قتادة بن دعامة السدوسي البصري ولد أكمه أي أعمى سنة إحدى وستين، وَجَدَّ في طلب العلم، وكان له حافظة قوية حتى قال عن نفسه: ما قلت لمحدث قط أَعد لي، وما سمعت أُذناي شيئاً قط إلا وعاه قلبي، وذكره الإِمام أحمد فأطنب في ذكره فجعل ينشر من علمه وفقهه ومعرفته بالاختلاف والتفسير ووصفه بالحفظ والفقه، وقال: قلَّما تجد من يتقدمه أما المِثْل فلعل، وقال: هو أَحفظُ أَهل البصرة، لم يسمع شيئاً إلا حفظه، وتوفي في واسط سنة سبع عشرة ومئة، عن ست وخمسين سنة.
* * *
القرآن محكم ومتشابه
يتنوع القرآن الكريم باعتبار الإحكام والتشابه إلى ثلاثة أنواع:
النوع الأول: الإِحكام العام الذي وصف به القرآن كله، مثل قوله تعالى: {) الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) (هود:1)}، وقوله:) الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ) (يونس:1) وقوله: {) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ) (الزخرف:4)
ومعنى هذا الإِحكام الإِتقان والجودة في ألفاظه ومعانيه فهو في غاية الفصاحة والبلاغة، أخباره كلها صدق نافعة، ليس فيها كذب، ولا تناقض، ولا لغو لا خير فيه، وأحكامه كلُّها عدل، وحكمه ليس فيها جور ولا تعارض ولا حكم سفيه.
النوع الثاني: التشابه العام الذي وصف به القرآن كله، مثل قوله تعالى: {) اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) (الزمر:23)
ومعنى هذا التشابه، أن القرآن كله يشبه بعضه بعضاً في الكمال والجودة والغايات الحميدة) وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (النساء: الآية82)}.
النوع الثالث: الإِحكام الخاص ببعضه، والتشابه الخاص ببعضه، مثل قوله تعالى:) هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) (آل عمران:7).
ومعنى هذا الإحكام أن يكون معنى الآية واضحاً جلياً، لا خفاء فيه، مثل قوله تعالى: {) يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) (الحجرات: الآية13 وقوله:) يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:21).
وقوله: {واحل الله البيع} [البقرة: 275]،) حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ) (المائدة: الآية3 وأمثال ذلك كثيرة.
ومعنى هذا التشابه: أن يكون معنى الآية مشتبهاً خفيًّا بحيث يتوهم منه الواهم ما لا يليق بالله تعالى، أو كتابه أو رسوله، ويفهم منه العالم الراسخ في العلم خلاف ذلك.
مثاله: فيما يتعلق بالله تعالى، أن يتوهم واهم من قوله تعالى: {بل يداه مبسوطتان} [المائدة: 64] أن لله يدين مماثلتين لأيدي المخلوقين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومثاله فيما يتعلق بكتاب الله تعالى، أن يتوهم واهم تناقض القرآن وتكذيب بعضه بعضاً حين يقول: {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ) (النساء: الآية79}، ويقول في موضع آخر: (وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُل كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ) (النساء: الآية78)
ومثاله فيما يتعلق برسول الله، أن يتوهم واهم من قوله تعالى:) فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَأُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) (يونس:94) ظاهره أن النبي صلى الله عليه وسلم كان شاكًّا فيما أنزل إليه.
موقف الراسخين في العلم
والزائغين من المتشابه
إن موقف الراسخين في العلم من المتشابه وموقف الزائغين منه بينه الله تعالى فقال في الزائغين: (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ) (آل عمران: الآية7)}، وقال في الراسخين في العلم: (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا) (آل عمران: الآية7) فالزائغون يتخذون من هذه الآيات المشتبهات وسيلة للطعن في كتاب الله، وفتنة الناس عنه، وتأويله لغير ما أراد الله تعالى به، فَيضِلون، ويُضِلونَ.
وأما الراسخون في العلم، فيؤمنون بأن ما جاء في كتاب الله تعالى فهو حق، وليس فيه اختلاف، ولا تناقض؛ لأنه من عند الله: (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (النساء: الآية82) وما جاء مشتبهاً ردوه إلى المحكم؛ ليكون الجميع محكماً.
ويقولون في المثال الأول: إن لله تعالى يدين حقيقيتين على ما يليق بجلاله وعظمته، لا تماثلان أيدي المخلوقين، كما أن له ذاتاً لا تماثل ذوات المخلوقين؛ لأن الله تعالى يقول: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الشورى: الآية11).
ويقولون في المثال الثاني: إن الحسنة والسيئة كلتاهما بتقدير الله، لكن الحسنة سببها التفضل من الله تعالى على عباده، أما السيئة فسببها فعل العبد كما قال تعالى:) وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) (الشورى:30) فإضافة السيئة إلى العبد من إضافة الشيء إلى سببه، لا من إضافته إلى مُقَدِّره، أما إضافة الحسنة والسيئة إلى الله تعالى فمن باب إضافة الشيء إلى مقدره، وبهذا يزول ما يوهم الاختلاف بين الآيتين لانفكاك الجهة
ويقولون في المثال الثالث: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقع منه شكٌّ فيما أنزل إليه، بل هو أعلم الناس به، وأقواهم يقيناً كما قال الله تعالى في نفس السورة: {) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ) (يونس: الآية104)}، المعنى إن كنتم في شكٍّ منه فأنا على يقين منه، ولهذا لا أعبد الذين تعبدون من دون الله، بل أكفر بهم وأعبد الله.
ولا يلزم من قوله: {) فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ) (يونس: الآية94)} أن يكون الشكُّ جائزاً على الرسول صلى الله عليه وسلم، أو واقعاً منه ألا ترى قوله تعالى:) قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ) (الزخرف:81) هل يلزم منه أن يكون الولد جائزاً على الله تعالى أو حاصلاً؟ كلَّا، فهذا لم يكنْ حاصلاً، ولا جائزاً على الله تعالى، قال الله تعالى:) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً) (مريم:92)) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً) (مريم:93)
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يلزم من قوله تعالى: (فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) (البقرة: الآية147) أن يكون الامتراء واقعاً من الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن النهي عن الشيء قد يوجه إلى من لم يقع منه ألا ترى قوله تعالى:) وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (القصص:87) ومن المعلوم أنهم لم يصدُّوا النبي صلى الله عليه وسلم عن آيات الله، وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقع منه شرك والغرض من توجيه النهي إلى من لا يقع منه: التنديد بمن وقع منهم والتحذير من منهاجهم، وبهذا يزول الاشتباه، وظن ما لا يليق بالرسول صلى الله عليه وسلم.
أنواع التشابه في القرآن
التشابه الواقع في القرآن نوعان:
أحدهما: حقيقي وهو ما لا يمكن أن يعلمه البشر كحقائق صفات الله عز وجل، فإننا وإن كنا نعلم معاني هذه الصفات، لكننا لا ندرك حقائقها، وكيفيتها لقوله تعالى: (وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً) (طه: الآية110) وقوله تعالى:) لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) (الأنعام:103)} ولهذا لما سُئِل الإِمام مالك رحمه الله تعالى عن قوله تعالى: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (طه:5) كيف استوى قال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإِيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وهذا النوع لا يسأل عن استكشافه لتعذر الوصول إليه.
النوع الثاني: نسبي وهو ما يكون مشتبهاً على بعض الناس دون بعض، فيكون معلوماً للراسخين في العلم دون غيرهم، وهذا النوع يسأل عن استكشافه وبيانه؛ لإِمكان الوصول إليه، إذ لا يوجد في القرآن شيء لا يتبين معناه لأحد من الناس، قال الله تعالى:) هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ) (آل عمران:138)، وقال: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْء) (النحل: الآية89)، وقال:) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) (القيامة:18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ) (القيامة:19)، وقال: {) يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً) (النساء:174).
وأمثلة هذا النوع كثيرة منها قوله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) (الشورى: الآية11) حيث اشتبه على أهل التعطيل، ففهموا منه انتفاء الصفات عن الله تعالى، وادَّعوا أن ثبوتها يستلزم المماثلة، وأعرضوا عن الآيات الكثيرة الدالة على ثبوت الصفات له، وأن إثبات أصل المعنى لا يستلزم المماثلة.
ومنها قوله تعالى: {) وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) (النساء:93) حيث اشتبه على الوعيدية، ففهموا منه أن قاتل المؤمن عمداً مخلد في النار، وطردوا ذلك في جميع أصحاب الكبائر، وأعرضوا عن الآيات الدالة على أن كل ذنب دون الشرك فهو تحت مشيئة الله تعالى.
ومنها قوله تعالى: {) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) (الحج:70) حيث اشتبه على الجبرية، ففهموا منه أن العبد مجبور على عمله، وادعوا أنه ليس له إرادة ولا قدرة عليه، وأعرضوا عن الآيات الدالة على أن للعبد إرادة وقدرة، وأن فعل العبد نوعان: اختياري، وغير اختياري.
والراسخون في العلم أصحاب العقول، يعرفون كيف يخرجون هذه الآيات المتشابهة إلى معنى يتلاءم مع الآيات الأخرى، فيبقى القرآن كله محكماً لا اشتباه فيه.
الحكمة في تنوع القرآن إلى محكم ومتشابه
(يُتْبَعُ)
(/)
لو كان القرآنُ كلُّه محكماً لفاتت الحكمة من الاختبار به تصديقاً وعملاً لظهور معناه، وعدم المجال لتحريفه، والتمسك بالمتشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، ولو كان كلُّه متشابهاً لفات كونه بياناً، وهدى للناس، ولما أمكن العمل به، وبناء العقيدة السليمة عليه، ولكن الله تعالى بحكمته جعل منه آيات محكمات، يرجع إليهن عند التشابه، وأُخر متشابهات امتحاناً للعباد؛ ليتبين صادق الإِيمان ممن في قلبه زيغ، فإن صادق الإِيمان يعلم أن القرآن كله من عند الله تعالى، وما كان من عند الله فهو حق، ولا يمكن أن يكون فيه باطل، أو تناقض لقوله تعالى:) لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (فصلت:42) وقوله: (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (النساء: الآية82)}
وأما من في قلبه زيغ، فيتخذ من المتشابه سبيلاً إلى تحريف المحكم واتباع الهوى في التشكيك في الأخبار والاستكبار عن الأحكام، ولهذا تجد كثيراً من المنحرفين في العقائد والأعمال، يحتجون على انحرافهم بهذه الآيات المتشابهة
* * *
موهم التعارض في القرآن
التعارض في القرآن أن تتقابل آيتان، بحيث يمنع مدلول إحداهما مدلول الأخرى، مثل أن تكون إحداهما مثبتة لشيء والأخرى نافية له.
ولا يمكن أن يقع التعارض بين آيتين مدلولهما خبري، لأنه يلزم كون إحداهما كذباً، وهو مستحيل في أخبار الله تعالى، قال الله تعالى:) وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً) (النساء: الآية87) (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً) (النساء: الآية122) ولا يمكن أن يقع التعارض بين آيتين مدلولهما حُكْمِي؛ لأن الأخيرة منهما ناسخة للأولى قال الله تعالى:) مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا) (البقرة: الآية106) وإذا ثبت النسخ كان حكم الأولى غير قائم ولا معارض للأخيرة.
وإذا رأيت ما يوهم التعارض من ذلك، فحاول الجمع بينهما، فإن لم يتبين لك وجب عليك التوقف، وتكلَ الأمر إلى عالمه وقد ذكر العلماء رحمهم الله أمثلة كثيرة لما يوهم التعارض، بينوا الجمع في ذلك ومن أجمع ما رأيت في هذا الموضوع كتاب "دفع إيهام الاضطراب عن آي الكتاب" للشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى.
فمن أمثلة ذلك قوله تعالى في القرآن: (هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) (البقرة: الآية2)، وقوله فيه: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ) (البقرة: الآية185) فجعل هداية القرآن في الآية الأولى خاصة بالمتقين، وفي الثانية عامة للناس، والجمع بينهما أن الهداية في الأولى هداية التوفيق والانتفاع، والهداية في الثانية هداية التبيين والإِرشاد.
ونظير هاتين الآيتين، قوله تعالى في الرسول صلى الله عليه وسلم: (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) (القصص: الآية56)، وقوله فيه: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (الشورى: الآية52)} فالأولى هداية التوفيق والثانية هداية التبيين.
ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ) (آل عمران: الآية18)}، وقوله: (وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ اللَّهُ) (آل عمران: الآية62)}، وقوله: (فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ) (الشعراء:213) وقوله: (فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ) (هود: الآية101)} ففي الآيتين الأوليين نفي الألوهية عما سوى الله تعالى وفي الأخريين إثبات الألوهية لغيره.
والجمع بين ذلك أن الألوهية الخاصة بالله عز وجل هي الألوهية الحق، وأن المثبتة لغيره هي الألوهية الباطلة؛ لقوله تعالى:) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) (الحج:62)
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: (قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ) (الأعراف: الآية28) وقوله:) وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً) (الاسراء:16) ففي الآية الأولى نفى أن يأمر الله تعالى بالفحشاء، وظاهر الثانية أن الله تعالى يأمر بما هو فسق.
والجمع بينهما أن الأمر في الآية الأولى هو الأمر الشرعي، والله تعالى لا يأمر شرعاً بالفحشاء لقوله تعالى:) إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْي) (النحل: الآية90)} والأمر في الآية الثانية هو الأمر الكوني، والله تعالى يأمر كوناً بما شاء حسب ما تقتضيه حكمته لقوله تعالى:) إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (يس:82)
ومن رام زيادة أمثلة فليرجع إلى كتاب الشيخ الشنقيطي المشار إليه آنفاً.
* * *
القسم
القَسَم: بفتح القاف والسين، اليمين، وهو: تأكيد الشيء بذكر مُعَظَّم بالواو، أو إحدى أخواتها وأدواته ثلاث:
الواو - مثل قوله تعالى: {) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ) (الذريات:23) ويحذف معها العامل وجوباً، ولا يليها إلا اسم ظاهر.
والباء - مثل قوله تعالى: {) لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ) (القيامة:1) ويجوز معها ذكر العامل كما في هذا المثال، ويجوز حذفه كقوله تعالى عن إبليس:) قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) (ص:82} ويجوز أن يليها اسم ظاهر كما مثَّلنا، وأن يليها ضمير كما في قولك: الله ربي وبه أحلف لينصرن المؤمنين.
والتاء - مثل قوله تعالى: {) تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ) (النحل: الآية56)} ويحذف معها العامل وجوباً، ولا يليها إلا اسم الله، أو رب مثل: تربِّ الكعبة لأحجنَّ إن شاء الله
والأصل ذكر المقسم به، وهو كثير كما في المثل السابقة
وقد يحذف وحده مثل قولك: أحلف عليك لتجتهدن
وقد يحذف مع العامل وهو كثير مثل قوله تعالى:) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) (التكاثر:8)
والأصل ذكر المقسم عليه، وهو كثير مثل قوله تعالى: (قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ) (التغابن: الآية7).
وقد يحذف جوازاً مثل قوله تعالى: {) ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) (قّ:1)
وتقديره ليهلكن.
وقد يحذف وجوباً إذا تقدمه، أو اكتنفه ما يغني عنه، قاله ابن هشام في المغني ومثَّلَ له بنحو: زيد قائم والله، وزيد والله قائم.
وللقَسَم فائدتان:
إحداهما: بيان عظمة المقسم به.
والثانية: بيان أهمية المقسم عليه، وإرادة توكيده، ولذا لا يحسن القسم إلا في الأحوال التالية:
الأولى: أن يكون المقسم عليه ذا أهمية.
الثانية: أن يكون المخاطب متردداً في شأنه.
الثالثة: أن يكون المخاطب مُنْكِراً له.
* * *
القصص
القصص والقص لغة: تتبع الأثر.
وفي الاصطلاح: الإخبار عن قضية ذات مراحل، يتبع بعضها بعضاً
وقصص القرآن أصدق القصص؛ لقوله تعالى: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً) (النساء: الآية87) وذلك لتمام مطابقتها للواقع.
وأحسن القصص؛ لقوله تعالى: (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ) (يوسف: الآية3) وذلك لاشتمالها على أعلى درجات الكمال في البلاغة وجلال المعنى.
وأنفع القصص، لقوله تعالى:) لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَاب) (يوسف: الآية111) وذلك لقوة تأثيرها في إصلاح القلوب والأعمال والأخلاق.
وهي ثلاثة أقسام:
* قسم عن الأنبياء والرسل، وما جرى لهم مع المؤمنين بهم والكافرين.
*وقسم عن أفراد وطوائف، جرى لهم ما فيه عبرة، فنقله الله تعالى عنهم، كقصة مريم، ولقمان، والذي مرَّ على قرية وهي خاوية على عروشها، وذي القرنين، وقارون، وأصحاب الكهف، وأصحاب الفيل، وأصحاب الأخدود، وغير ذلك.
*وقسم عن حوادث وأقوام في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، كقصة غزوة بدر، وأحد، والأحزاب، وبني قريظة، وبني النضير، وزيد بن حارثة، وأبي لهب، وغير ذلك.
وللقصص في القرآن حكم كثيرة عظيمة منها:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - بيان حكمة الله تعالى فيما تضمنته هذه القصص؛ لقوله تعالى:) وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ) (القمر:4)) حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ) (القمر:5)
2 - بيان عدله تعالى بعقوبة المكذبين؛ لقوله تعالى عن المكذبين:) وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّك) (هود: الآية101).
3 - بيان فضله تعالى بمثوبة المؤمنين؛ لقوله تعالى: (إِلاَّ آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ) (القمر:34) (نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ) (القمر:35).
4 - تسلية النبي صلى الله عليه وسلم عما أصابه من المكذبين له؛ لقوله تعالى:) وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ) (فاطر:25) ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ) (فاطر:26).
5 - ترغيب المؤمنين في الإِيمان بالثبات عليه والازدياد منه، إذ علموا نجاة المؤمنين السابقين، وانتصار من أُمروا بالجهاد؛ لقوله تعالى:) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) (الانبياء:88) وقوله: {) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ َجْرَمُوا وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) (الروم:47)
6 - تحذير الكافرين من الاستمرار في كفرهم؛ لقوله تعالى: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا) (محمد:10)
7 - إثبات رسالة النبي صلى الله عليه وسلم فإن أخبار الأمم السابقة لا يعلمها إلا الله عز وجل، لقوله تعالى:) تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا) (هود: الآية49)، وقوله: (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللَّه) (ابراهيم: الآية9).
تكرار القصص
من القصص القرآنية ما لا يأتي إلا مرة واحدة، مثل قصة لقمان، وأصحاب الكهف ومنها ما يأتي متكرراً حسب ما تدعو إليه الحاجة، وتقتضيه المصلحة، ولا يكون هذا المتكرر على وجه واحد، بل يختلف في الطول والقصر واللين والشدة وذكر بعض جوانب القصة في موضع دون آخر.
ومن الحكمة في هذا التكرار:
1 - بيان أهمية تلك القصة لأن تكرارها يدل على العناية بها.
2 - توكيد تلك القصة؛ لتثبت في قلوب الناس.
3 - مراعاة الزمن وحال المخاطبين بها، ولهذا تجد الإِيجاز والشدة غالباً فيما أتى من القصص في السور المكية والعكس فيما أتى في السور المدنية.
4 - بيان بلاغة القرآن في ظهور هذه القصص على هذا الوجه وذاك الوجه على ما تقتضيه الحال.
5 - ظهور صدق القرآن، وأنه من عند الله تعالى، حيث تأتي هذه القصص متنوعة بدون تناقض.
* * *
الإسرائيليات
الإسرائيليات: الأخبار المنقولة عن بني إسرائيل من اليهود وهو الأكثر، أو من النصارى وتنقسم هذه الأخبار إلى ثلاثة أنواع:
الأول: ما أقره الإسلام، وشهد بصدقه فهو حق.
مثاله: ما رواه البخاري وغيره عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله فقال: يا محمد، إنَّا نجد أنّ الله يجعل السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلائق على إصبع فيقول: أنا الملك، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقاً لقول الحبر، ثم قرأ رسول الله: {) وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (الزمر:67) (40).
الثاني: ما أنكره الإسلام وشهد بكذبه فهو باطل.
(يُتْبَعُ)
(/)
مثاله: ما رواه البخاري عن جابر رضي الله عنه قال: كانت اليهود تقول إذا جامعها من ورائها، جاء الولد أحول؛ فنزلت: {) نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) (البقرة:223) (41).
الثالث: ما لم يقره الإسلام، ولم ينكره، فيجب التوقف فيه، لما رواه البخاري (42) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية، ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام، فقال رسول الله: لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم، وقولوا: (آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ) (العنكبوت: الآية46) ولكن التحدث بهذا النوع جائز، إذا لم يخش محذور؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "بلِّغوا عنِّي ولو آية، وحدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" رواه البخاري (43).
وغالب ما يروى عنهم من ذلك ليس بذي فائدة في الدِّين كتعيين لون كلب أصحاب الكهف ونحوه.
وأما سؤال أهل الكتاب عن شيء من أمور الدين، فإنه حرام لما رواه الإمام أحمد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله: "لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء؛ فإنهم لن يهدوكم، وقد ضلوا، فإنكم إما أن تصدقوا بباطل، أو تكذبوا بحق، وإنه لو كان موسى حيًّا بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعني" (44).
وروى البخاري (45) عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء، وكتابكم الذي أنزل الله على نبيكم صلى الله عليه وسلم أحدث الأخبار بالله مَحضاً، لم يُشَبْ، وقد حدثكم الله أن أهل الكتاب قد بدلوا من كتاب الله، وغيروا، فكتبوا بأيديهم، قالوا: هو من عند الله؛ ليشتروا بذلك ثمناً قليلاً، أو لا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم؟ فلا والله ما رأينا رجلاً منهم يسألكم عن الذي أنزل إليكم.
موقف العلماء من الإسرائيليات
اختلفت مواقف العلماء، ولا سيما المفسرون من هذه الإسرائيليات على ثلاثة أنحاء:
أ -فمنهم من أكثر منها مقرونة بأسانيدها، ورأى أنه بذكر أسانيدها خرج من عهدتها، مثل ابن جرير الطبري.
ب -ومنهم من أكثر منها، وجردها من الأسانيد غالباً، فكان حاطب ليل مثل البغوي الذي قال شيخ الإسلام ابن تيمية (46) عن تفسيره: إنه مختصر من الثعلبي، لكنه صانه عن الأحاديث الموضوعة والآراء المبتدعة، وقال عن الثعلبي: إنه حاطب ليل ينقل ما وجد في كتب التفسير من صحيح وضعيف وموضوع.
جـ -ومنهم من ذكر كثيراً منها، وتعقب البعض مما ذكره بالتضعيف أو الإنكار مثل ابن كثير.
د -ومنهم من بالغ في ردها، ولم يذكر منها شيئاً يجعله تفسيراً للقرآن كمحمد رشيد رضا.
* * *
الضمير
الضمير لغة: من الضمور وهو الهزال لقلة حروفه أو من الإضمار وهو الإخفاء لكثرة استتاره
وفي الاصطلاح: ما كني به عن الظاهر اختصاراً وقيل: ما دل على حضور، أو غيبة لا من مادتهما
فالدال على الحضور نوعان:
أحدهما: ما وضع للمتكلم مثل: (وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّه) (غافر: الآية44)
الثاني: ما وضع للمخاطب مثل: (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) (الفاتحة: الآية7)
وهذان لا يحتاجان إلى مرجع اكتفاء بدلالة الحضور عنه
والدال على الغائب، ما وضع للغائب ولا بد له من مرجع يعود عليه.
والأصل في المرجع أن يكون سابقاً على الضمير لفظاً ورتبة مطابقاً له لفظاً ومعنًى مثل: {ونادى نوح ربه} [هود: 45].
وقد يكون مفهوماً من مادة الفعل السابق مثل: (اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) (المائدة: الآية8).
وقد يسبق لفظاً لا رتبة مثل:) وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّه) (البقرة: الآية124)
وقد يسبق رتبة لا لفظاً مثل: (حمل كتابه الطالب).
وقد يكون مفهوماً من السياق مثل: (وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَد) (النساء: الآية11)}، فالضمير يعود على الميت المفهوم من قوله: {مما ترك}
وقد لا يطابق الضمير معنى مثل:) وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ) (المؤمنون:12)) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً) (المؤمنون:13) فالضمير يعود على الإنسان باعتبار اللفظ؛ لأن المجعول نطفة ليس الإنسان الأول.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا كان المرجع صالحاً للمفرد والجمع جازَ عَود الضمير عليه بأحدهما مثل:) وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً) (الطلاق: الآية11).
والأصل اتحاد مرجع الضمائر إذا تعددت مثل:) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) (النجم:5) (ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى) (النجم:6) (وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى) (لنجم:7) (ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى) (النجم:8) (فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى) (النجم:9 فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى) (لنجم:10) فضمائر الرفع في هذه الآيات تعود إلى شديد القوى وهو جبريل.
والأصل عود الضمير على أقرب مذكور إلا في المتضايفين فيعود على المضاف؛ لأنه المتحدث عنه مثال الأول: (وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائيل) (الاسراء: الآية2).
ومثال الثاني: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا) (ابراهيم: الآية34)
وقد يأتي على خلاف الأصل فيما سبق بدليل يدل عليه.
الإظهار في موضع الإضمار
الأصل أن يؤتى في مكان الضمير بالضمير لأنه أبين للمعنى وأخصر للفظ، ولهذا ناب الضمير في قوله تعالى: (أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (الأحزاب: الآية35) عن عشرين كلمة المذكورة قبله، وربما يؤتى مكان الضمير بالاسم الظاهر وهو ما يسمى (الإظهار في موضع الإضمار) وله فوائد كثيرة، تظهر بحسب السياق منها:
1 - الحكم على مرجعه بما يقتضيه الاسم الظاهر.
2 - بيان علة الحكم.
3 - عموم الحكم لكل متصف بما يقتضيه الاسم الظاهر.
مثال ذلك قوله تعالى: (مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ) (البقرة:98)، ولم يقل فإن الله عدو له، فأفاد هذا الإظهارُ:
1 - الحكم بالكفر على من كان عدواً لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال.
2 - أن الله عدو لهم لكفرهم.
3 - أن كل كافر فالله عدو له.
مثال آخر: قوله تعالى:) وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ) (لأعراف:170)، ولم يقل إنا لا نضيع أجرهم؛ فأفاد ثلاثة أمور:
1 - الحكم بالإِصلاح للذين يمسكون الكتاب، ويقيمون الصلاة.
2 - أن الله آجرهم لإصلاحهم.
3 - أن كل مصلح فله أجر غير مضاع عند الله تعالى.
وقد يتعين الإِظهار، كما لو تقدم الضمير مرجعان، يصلح عوده إلى كل منهما والمراد أحدهما مثل: اللهم أصلح للمسلمين ولاة أمورهم وبطانة ولاة أمورهم، إذ لو قيل: وبطانتهم، لأوهمَ أن يكون المراد بطانة المسلمين.
ضمير الفصل
ضمير الفصل: حرف بصيغة ضمير الرفع المنفصل يقع بين المبتدأ والخبر إذا كانا معرفتين
ويكون بضمير المتكلم كقوله تعالى: {) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا) (طه: الآية14) وقوله: {) وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ) (الصافات:165)
وبضمير المخاطب كقوله تعالى: {) كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ) (المائدة: الآية117)}.
وبضمير الغائب كقوله تعالى: {) وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (آل عمران:104)
وله ثلاث فوائد:
الأولى: التوكيد، فإنَّ قولك: زيد هو أخوك أوكَد من قولك: زيد أخوك.
الثانية: الحصر، وهو اختصاص ما قبله بما بعده، فإن قولك: المجتهد هو الناجح يفيد. اختصاص المجتهد بالنجاح.
الثالثة: الفصل؛ أي التمييز بين كون ما بعده خبراً، أو تابعاً، فإن قولك: زيد الفاضل يحتمل أن تكون الفاضل صفة لزيد، والخبر منتظر، ويحتمل أن تكون الفاضل خبراً، فإذا قلت: زيد هو الفاضل؛ تعين أن تكون الفاضل خبراً، لوجود ضمير الفصل.
* * *
الالتفات
الالتفات: تحويل أسلوب الكلام من وجه إلى آخر، وله صور منها:
1 - الالتفات من الغيبة إلى الخطاب كقوله تعالى: {) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الفاتحة:2)
(لرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) (الفاتحة:3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) (الفاتحة:4) (ِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة:5) [الفاتحة] فحوَّل الكلام من الغيبة إلى الخطاب في قوله: إياك.
2 - الالتفات من الخطاب إلى الغيبة كقوله تعالى (حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بهم) (يونس: الآية22) فحوَّل الكلام من الخطاب إلى الغيبة في قوله: {وَجَرَيْنَ بهم}
3 - الالتفات من الغيبة إلى التكلم، كقوله تعالى: (أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً) (المائدة: الآية12)} فحوَّل الكلام من الغيبة إلى التكلم في قوله {وبعثنا}
4 - الالتفات من التكلم إلى الغيبة، كقوله تعالى: {) إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) (الكوثر:1)) فَصَلِّ لِرَبِّكَ) (الكوثر:2) فحوَّل الكلام من التكلم إلى الغيبة في قوله (لربك)
وللالتفات فوائد منها:
1 - حمل المخاطب على الانتباه، لتغير وجه الأسلوب عليه
2 - حمله على التفكير في المعنى، لأن تغير وجه الأسلوب، يؤدي إلى التفكير في السبب.
3 - دفع السآمة والملل عنه، لأن بقاء الأسلوب على وجه واحد، يؤدي إلى الملل غالباً.
وهذه الفوائد عامة للالتفات في جميع صوره.
أما الفوائد الخاصة فتتعين في كل صوره، حسب ما يقتضيه المقام
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين
تم ولله الحمد رب العالمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فيوض]ــــــــ[22 Sep 2009, 07:36 م]ـ
بوركتي أختي على النقل
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[22 Sep 2009, 08:04 م]ـ
وإذا رأيت ما يوهم التعارض من ذلك، فحاول الجمع بينهما، فإن لم يتبين لك وجب عليك التوقف، وتكلَ الأمر إلى عالمه وقد ذكر العلماء رحمهم الله أمثلة كثيرة لما يوهم التعارض، بينوا الجمع في ذلك ومن أجمع ما رأيت في هذا الموضوع كتاب "دفع إيهام الاضطراب عن آي الكتاب" للشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى.
فمن أمثلة ذلك قوله تعالى في القرآن: (هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) (البقرة: الآية2)، وقوله فيه: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ) (البقرة: الآية185) فجعل هداية القرآن في الآية الأولى خاصة بالمتقين، وفي الثانية عامة للناس، والجمع بينهما أن الهداية في الأولى هداية التوفيق والانتفاع، والهداية في الثانية هداية التبيين والإِرشاد.
ونظير هاتين الآيتين، قوله تعالى في الرسول صلى الله عليه وسلم: (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) (القصص: الآية56)، وقوله فيه: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (الشورى: الآية52)} فالأولى هداية التوفيق والثانية هداية التبيين.
مشايخنا الكرام
لم يتبين لي وجه توهم التناقض بين كون القرآن هدى للمتقين وهدى للناس. أليس المتقون من الناس. فما وجه توهم التناقض؟
يعني عندما نسمع: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ) (البقرة: الآية185) يتبادر إلى أذهاننا أن المهتدين من الناس هو المتقون. وعندما نسمع: (هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) (البقرة: الآية2) يتبادر أنهم الناس الذين اتقوا. فأين توهم التناقض؟
وما الفرق بين التوفيق والتبيين؟ فكلاهما من الله الذي بين بالقرآن ووفق به الإنسان. ويمكن أن يكون الرسول موفقا لمن أرشده من حيث بين له الصراط المستقيم واستجاب له.
فكيف يمكن التفريق بين التوفيق والتبيين؟
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[16 Nov 2009, 01:40 م]ـ
بارك الله فيك.(/)
قواعد مهمة للاستفادة من كتب التفسير
ـ[أبو مالك العقرباوي]ــــــــ[23 Sep 2009, 12:24 ص]ـ
منذ فترة وأنا أكتب رسالة تتحدث عن قواعد يحتاج إليها من يقرأ في كتب التفسير، هذه القواعد تساعد الباحث والقارئ على الاستفادة الحقيقية من كتب التفسير، وقد استفدتها من كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه لله (أصول التفسير)، ومن كتاب الشيخ خالد عثمان السبت (قواعد التفسير).
فأخذت القواعد التي يمكن من خلالها تقديم بعض الأقوال على بعض وغير ذلك، ومن أمثلة هذه القواعد:
قاعدة:
القول في الأسباب موقوف على النقل والسماع.
فهذه القاعدة من خلالها يتم استبعاد الكثير مما يروى من أسباب النزول ولم يكن منقولا
عن الصحابة رضي الله عنهم.
ومثل قاعدة:
أكثر الخلاف في التفسير بين الصحابة خلاف تنوع لا خلاف تضاد.
وبهذا يمكن الجمع بين الكثير من الأقوال.
ومثل قاعدة:
ما نقل إلينا، ولا طريق لنا إلى الجزم بالصدق منه عامته مما لا فائدة منه.
مثل ما يروى عن لون كلب أصحاب الكهف.
وغير ذلك من القواعد، وقد استبعدت القواعد الأصولية التي تساعد المفسر على استنباط الأحكام، لأنها خارجة عن المقصود من هذه الرسالة، فإننا نريد من القارئ أن يعرف كيف يستفيد لا أن يستنبط بنفسه.
فهل ترون في الرسالة إضافة جديدة للمكتبة الإسلامية، وإذا أرادت جمعية خيرية طباعة الكتاب تنصحوني بذلك.
بانتظار ردكم بارك الله بكم(/)
(إشكال): هل يلزم من دخول (الهمزة والسين والتاء) على الفعل الدلالة على الطلب؟
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[23 Sep 2009, 04:51 ص]ـ
الإخوة الفضلاء .. روّاد العربيّة نحواً وصرفاً .. إنني (أستطعمكم) فهل من مطعم؟
أشكلت عليَّ هذه المسألة كثيراً، و (استشكلتُ) أمرها، ولم أجد فيها شفاءً ..
وكلّ من قرأتُ له إنما يذكرها كقاعدةٍ (إذا دخلت على الفعل= دلّت على الطلب)، وهي قاعدةٌ لم (أستحسنها) على إطلاقها، و (أستعظمُ) وأدعو لمن أفادني .. فهل وقفَ أحدكم على ضابطٍ يُفرِّق؟ أو قاعدةٍ تبيِّن؟
وفي شهر رمضان مررتُ على كثيرٍ من مفردات القرآن مما دخلت عليها (الهمزة والسين والتاء) ولا يظهر منها الدلالة على الطلب ..
فـ (استغفار)، و (استسقاء)، و (استطعام) ... ونحوها = ظاهرٌ.
لكن ماذا عن:
(كمثل الذي استوقد ناراً .. ) هل طلب وقودها، أو أوقدها؟
(فاستجاب لهم ربهم) هل طلب الجواب؟
(إلاّ إبليس أبى واستكبر) هل طلب الكبر؟
(فقد استمسك بالعروة الوثقى) هل طلب التمسك؟
(إنما استزلَّهم الشيطان) هل أزلَّهم أو طلب زلَلَهم؟
(الذين استجابوا لله والرسول) وهل من فرقٍ معنويٍّ بين (أجابوا اللهَ والرسول) و (استجابوا لله والرسول)؟؟ (ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر)؟
(ولقد استهزئ برسلٍ .. )؟ (كالذي استهوته الشياطين)؟ (ربنا استمتع بعضنا ببعضٍ) .. ؟
(سحروا أعين الناس واسترهبوهم)؟؟ (فإن استقرَّ مكانه فسوف تراني)؟
(وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا)؟ (إن استحبوا الكفر على الإيمان)؟
(ثم استخرجها من وعاء أخيه)؟
(فلما استيأسوا منه خلصوا نجيّاً)؟ وما الفرق بين استيأس ويَئِسَ؟
في آياتٍ أُخر كثيرة ..
فهل من مفيدٍ؛ لـ (أستفيد)؟
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[23 Sep 2009, 04:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله.
صيغة "استفعل" من الصيغ المذكورة في أبنية الأفعال، ولها معان يذكرها المصنفون في اللغة، وقد يقتصر على معنى الطلب فيها، لكونه أشهر المعاني المتداولة فيها.
قال ابن فارس في كتاب الصاحبي في باب معاني أبنية الأفعال في الأغلب الأكثر:
" وأما اسْتفعلَ فيكون
1/ بمعنى التكلف، نحو تعظَّمَ. واسْتَعظَمَ وتكَّبَر. واستَكْبَر
2/ ويكون استفعل بمعنى الاستدعاء والطلب نحو: استَوْهبَ
3/ ويكون بمعنى فَعلَ: قرَّ. واستَقرَّ." اهـ
وقال الثعالبي في فقه اللغة في فصل أبنية الأفعال:
(استَفْعَلَ)
1/ يكون بمعنى التَّكلُّف نحو استَعْظَمَ أي تَعَظَّمَ واستَكْبَرَ أي تَكَبَّرَ
2/ ويكون استفعَلَ بمعنى الاستدعاء والطلب نحو استَطْعَمَ واستَسْقى واسْتَوْهَبَ.
3/ ويكون بمعنى فَعَلَ نحو اسْتَقَرَّ أي أقَرَّ
4/ ويكون بمعنى صار نحو اسْتَنْوَقَ الجَمَلُ واستَنْسَرَ البُغاثُ اهـ
وقال الزمخشري في المفصل في أبنية المزيد من الثلاثي:
" وزن استفعل: واستفعل
1/ لطلب الفعل، تقول استخفه واستعمله واستعجله إذا طلب عمله وخفته وعجلته. ومر مستعجلاً أي مر طالباً ذلك من نفسه مكلفها إياه، ومنه استخرجته أي لم أزل أتلطف به وأطلب حتى خرج.
2/ وللتحول نحو استتيست الشاة، [أي صارت تيسا] واستنوق الجمل، واستحجر الطين، وإن البغاث بأرضنا يستنسر.
3/ وللإصابة على صفة نحو استعظمته واستسمنته واستجدته أي أصبته عظيماً وسميناً وجيداً.
4/ وبمنزلة فعل نحو قر واستقر وعلا قرنه واستعلاه. اهـ
فهذه المعاني المذكورة التي تتوارد على صيغة استفعل، وتعرف من سياق الاستعمال ودلالة اللفظ. وما تقدم من أمثلتها يعطي نبذة عن الباقي. ولم يستقص الأئمة كل معانيها، وإنما جاءوا على ذكر جُماع المعاني. وفي كتاب: "دراسات في النحو:، لصلاح الدين الزعبلاوي. مبحث في استعراض معاني استفعل، مع ذكر قرارات مجمع اللغة العربية بالقاهرة، حول ما استجد من معانيها.
ونخلص من هذا إلى أن المعاني المذكورة في هذه الصيغة هي:
1/ الطلب وهو أشهر معانيها. نحو "استسقى"
2/ التكلف فيكون بمعنى تفعل بتشديد العين. وهذا راجع إلى من قام به الفعل. نحو "استكبر".
3/ الإصابة على صفة، فتكون صيغة استفعل في "استسمن" تعني وجدته على صفة من السمن.
3/ بمعنى الفعل مثل "استقر" بمعنى قر. لكن أفادت الزيادة في استقر معنى زائدا على قر، وهو المبالغة في الاستقرار.
4/ بمعنى التصيير والتحول والانتقال. نحو استحجر الطين، أي صار حجرا.
5/ بمعنى أفعل المتعدي بالهمزة: تقول استخلف أهله. أي أخلفهم [جعلهم يخلفونه]
6/ ومن معاني (استفعل) الحينونة تقول استحصد الزرع إذا حان حصاده
7/ ومن معاني (استفعل): الاتخاذ والجعل كقولك استعبد زيد الناس واستأجر الغلام أي جعله أجيرا.
8/ ومن معانيه الاعتقاد والرأي كقولك استحسنته إذا رأيته حسناً، وكذا استقبحته واستهجنته واستشبعته.
هذه أهم المعني المذكورة عندهم. وبالنظر والتأمل، نرى أن هذه المعاني يرجع بعضها إلى بعض في الجملة، وضابط معرفتها: تنصيص أهل العلم عليها. أو الاعتماد على دلالة اللفظ وما يقتضيه السياق والنظر في نظم الكلام. فهو معين على تعرف الدلالة.
ودمتم بخير.
راجع: باب أبنية الأفعال في فقه اللغة للثعالبي وكتاب الصاحبي لابن فارس وكتاب المفصل في علم العربية للزمخشري.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[24 Sep 2009, 12:20 م]ـ
شكر الله لك أخي المفيد عدنان ..
ولا حُرمناك مفيداً إخوانَكَ ..
للزيادة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1120213#post1120213
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[24 Sep 2009, 05:16 م]ـ
جزاكم الله خيرا، يا خليل الفائدة، ولا حرمكم الله من جميل العائدة.
وتتميما لما ذكرتم، أتبع نقل ما قيل في باب "استفعل"، ولكن ليس من جهة المعاني المستفادة منه. وإنما من جهة البنية المقتضية لهذه المعاني. وهي صيغة استفعل. فقد وقفت على توجيه مفيد ورائع. للعلامة ابن جني رحمه الله في الخصائص ذكره في باب عقده للحديث عن "إِمساس الألفاظ أشبَاَهَ المعاني" ومدار هذا الباب. في ذكر العلاقة الوطيدة بين دلالة الأصوات، وبنية الكلمات، وبين المعاني المدلول عليها. وكيف تهدى العرب بلطيف الطبع ودقيق الفطنة، إلى توخي هذه المناسبة بين الألفاظ والمعاني. في أكثر من موضع من كلامها.
قال ابن جني وهو في معرض التمثيل لهذا الباب:
" ومن ذلك - وهو أصنع منه - أنهم جعلوا (استفعل) في أكثر الأمر للطلب نحو استسقى واستطعم واستوهب واستمنح واستقدم عمرا واستصرخ جعفرا.
فرتّبت في هذا الباب الحروفُ على ترتيب الأفعال. وتفسير ذلك أن الأفعال المحدّث عنها أنها وقعت عن غير طلب إنما تفجأ حروفُها الأصولُ أو ما ضارع بالصنعة الأصول.
فالأصول نحو قولهم: طعِم ووهب ودخل وخرج وصعِد ونزل. فهذا إخبار بأصول فاجأت عن أفعالٍ وقعت ولم يكن معها دلالة تدلّ على طلب لها ولا إعمال فيها. وكذلك ما تقدّمت الزيادة فيِه على سَمْتِ الأصل نحو أحسن وأكرم وأعطى وأولى. فهذا من طريق الصنعة بوزن الأصل في نحو دحرج وَسَرْهف وقَوْقَى وزَوْزَى.
وذلك أنهم جعلوا هذا الكلام عبارات عن هذه المعاني فكلما ازدادت العبارة شَبَها بالمعنى كانت أدلّ عليهِ وأشهد بالغرض فيهِ
فلمّا كانت إذا فأجأت الأفعال فاجأت أصول المُثُل الدالة عليها أو ما جرى مجرى أصولها نحو وهب ومنح وأكرم وأحسن
كذلك إذا أخبرت بأنك سعيت فيها وتسببّت لها وجب أن تقدّم أمام حروفها الأصول في مُثُلها الدالّة عليها أحرفا زائدة على تلك الأصول تكون كالمقدّمة لها والمُؤِّدية إليها
وذلك نحو استفعل فجاءت الهمزة والسين والتاء زوائد ثم وردت بعدها الأصول الفاء والعين واللام. فهذا من اللفظ وَفْق المعنى الموجود هناك.
وذلك أن الطلب للفعل والتماسَه والسعي فيه والتأتي لوقوعه تقدّمه ثم وقعت الإجابة إليه فتبع الفعلُ السؤالَ فيهِ والتسّبب لوقوعه. فكما تبِعت أفعال الإجابة أفعالَ الطلب كذلك تبعت حروفُ الأصل الحروفَ الزائدة التي وضعت للالتماس والمسئلة.
وذلك نحو استخرج واستقدم واستوهب واستمنح واستعطى واستدنى. فهذا على سَمْتِ الصنعة التي تقدّمت في رأى الخليل وسيبويه إلا أن هذه أغمض من تلك. غير أنها وإن كانت كذلك فإنها منقولة عنها ومعقودة عليها. ومن وجد مقالا قال به وإن لم يسبق إليهِ غيره. فكيف به إذا تبع العلماء فيهِ وتلاهم على تمثيل معانيه" اهـ انظر ج 2 ص 152
وإنما نقلت كلامه بطوله للفائدة فيه، ولما فيه من لطيف النظر ودقيق التأمل، وأيضا فإن مثل هذا النظر إذا وظف في مفردات القرآن الكريم، عاد بكثير من الفوائد في التفسير.
ودمتم بخير.(/)
المشاركة في تفسير للقرآن
ـ[زمرلي]ــــــــ[23 Sep 2009, 04:12 م]ـ
أيها الأحباب الأكارم
ما رأيكم لو تناولنا في كل مرة سورة أو آية، ويتشارك الأخوة في إثراء بعضهم بعضاً ويتبادلون ما قرؤوا حولها من لطائف، لكن بشرط توثيق المنقولات من الكتب
مثلاً:قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين}:
مامعناها تفصيلاً وإجمالاً؟
أما إجمالاً: كمال الثناء (الكامل) وتمامه ثابت لله تعالى ـ حقه وملكه ـ على الصفات والأفعال والأسماء مع المحبة والرضا والإقرار بحكمته، المحمود على ربوبيته وألوهيته وعلى نعمه ومنته، المحمود على كل حال، وفي كل آن ونفس، وعلى كل ما فعل، وعلى كل ما شرع، وعلى كل ما هو متصف به، وعلى كل ما هو متنزه عنه
قبل خلق الخلق،ومن جميع الخلق،مستحق ثابت لذاته، لا لإثبات مثبت، مستقر، دائم
أما على وجه التفصيل فهذا ما ينبغي أن يشمر له الإخوة عن سواعدهم
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[23 Sep 2009, 04:34 م]ـ
فكرة عظيمة
وهذه الآية يمكن أن نستغرق في تفسيرها العمر كله لأنها حاولة لكل المعاني بالتضمن والالتزام.
لكنك أخي شرطت التوثيق، ولم توثق هذا الكلام الجميل الذي قلته، فهلا وثقته؟
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[23 Sep 2009, 04:38 م]ـ
عندي سئلة حول فقرتك فهل تتفضل بإجابتي عليها؟
لماذا قرن الله الحمد بذكر العالمين؟
هل استحقاق الله الحمد ثابتٌ قبل خلق العالمين أو معه؟
وعلى تقدير ثبوت الحمد قبل خلق العالمين هل كان ثابتا قبل خلق نوعها أو قبل خلق نوعها وجميع أفرادها فردا فردا؟
وعلى تقدير ثبوت الحمد قبل خلق جميع أفراد العالمين وأنواعها فكيف تكون القدرة ثابتة بلا وجود أي مقدور؟ أليس في ذلك تعطيل لصفة القدرة؟
ـ[زمرلي]ــــــــ[23 Sep 2009, 04:51 م]ـ
الأخ الكريم
أما عن سؤالك عن إيقاع الحمد على لفظ رب العالمين فهذا متروك للتفصيل، وكذا ما ذكرته من التوثيق، وسيأتيك إن شاء الله توثيق كل نقطة على حدة
وأما عن سؤالك عن ثبوت الحمد فلله الأسماء الحسنى والصفات العلى، وهو محمود بها وعليها، مستحق للحمد بذاته، سواء حمده الحامدون أم لم يحمدوه، وحمدهم له لا يزيد في وصفه سبحانه وتعالى(/)
معلومات قرآنية
ـ[ناصر_عزيز]ــــــــ[23 Sep 2009, 07:56 م]ـ
تسع وعشرون سورة تبدأ بالحروف المقطعة
خمس سور تبدأ بـ"الحمد لـ ..... " وهي الفاتحة والأنعام والكهف وسبأ وفاطر
سبع سور تبدأ بتسبيح الخالق جل وعلا "سبح - يسبح - سبحان" وهي الإسراء والأعلى والتغابن والجمعة والصف والحشر والحديد
ثلاث سور تبدأ بـ "يا أيّها النبي" وهي الأحزاب والطلاق والتحريم
سورتان تبدءان بـ"يا أيها المزمّل" و"يا أيها المدثّر" وهما المزمل والمدثر
ثلاث سور تبدأ بـ"يا أيها الذين آمنوا" وهي: المائدة، والحجرات، والممتحنة
خمس سور تبدأ بـ"قل" وهي الجن والكافرون والتوحيد والإخلاص والفلق، والناس
سورتان تبدءان بـ"يا أيها الناس" وهما النساء، والحج
أربع سور تبدأ بـ"إنّا" هي الفتح ونوح والقدر والكوثر
خمسة عشر سورة تبدأ بصيغة القسم وهي الذاريات والطور والنجم والمرسلات والنازعات والبروج والطارق والفجر والشمس والليل والضحى والتين والعاديات والعصر والصافات
---------------------------------------
منتدى طريق الإيمان http://www.imanway.com/vb(/)
الدورات العلمية
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[23 Sep 2009, 11:36 م]ـ
الدورة العلمية المكثفة الثانية
http://www.alkhlel.com/images/doratcat2_2.jpg
منقول(/)
ما السرفي قول الله تبارك وتعالى: (أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً)
ـ[ناصر_عزيز]ــــــــ[24 Sep 2009, 12:16 ص]ـ
لماذا لم يقل الله تبارك وتعالى: فلبث تسعمائة وخمسين سنة بدل من هذه العبارة في الآية؟
.................................................. ...............................................
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً} (14 العنكبوت) بعد المبعث، إذ روي أنه بعث على رأس الأربعين ودعا قوماً تسعمائة وخمسين وعاش بعد الطوفان ستين، ولعل اختيار هذه العبارة للدلالة على كمال العدد فإن تسعمائة وخمسين قد يطلق على ما يقرب منه ولما في ذكر الألف من تخييل طول المدة إلى السامع، فإن المقصود من القصة تسلية رسول الله صلى الله عليه وسلم وتثبيته على ما يكابده من الكفرة واختلاف المميزين لما في التكرير من البشاعة}} تفسير البيضاوي {{
.................................................. ...........................................
كان عمر نوح عليه السلام ألفاً وخمسين سنة، بعث على رأس أربعين، ولبث في قومه تسعمائة وخمسين، وعاش بعد الطوفان ستين. وعن وهب: أنه عاش ألفاً وأربعمائة سنة. فإن قلت: هلا قيل: تسعمائة وخمسين سنة؟ قلت: ما أورده الله أحكم. لأنه لو قيل كما قلت، لجاز أن يتوهم إطلاق هذا العدد على أكثره، وهذا التوهم زائل مع مجيئه كذلك، وكأنه قيل: تسعمائة وخمسين سنة كاملة وافية العدد، إلا أنّ ذلك أخصر وأعذب لفظاً وأملأ بالفائدة، وفيه نكتة أخرى: وهي أنّ القصة مسوقة لذكر ما ابتلي به نوح عليه السلام من أمّته وما كابده من طول المصابرة، تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتثبيتاً له، فكان ذكر رأس العدد الذي لا رأس أكثر منه، أوقع وأوصل إلى الغرض من استطالة السامع مدّة صبره}} تفسير الزمخشري {{
.................................................. ............................
قالُوا كان عمرُ نوحٍ عليه السَّلام ألفاً وخمسين عاماً بعث على رأس أربعين سنةٍ ودعا قومَه تسعمائة وخمسين سنة وعائ بعد الطُّوفانِ ستين سنة، وعن وهبٍ أنَّه عاشَ ألفاً وأربعمائة سنة ولعلَّ ما عليه النَّظمُ الكريمُ للدِّلالةِ على كمال العددِ فإن تسعمائة وخمسين قد بُطلق على ما يقرُب منه. ولَما في ذكرِ الألفِ من تخييلِ طولِ المدَّةِ فإنَّ المقصودَ من القصة تسليةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وتثبيته على ما كان عليه من مُكابدةِ ما يناله من الكفرةِ. وإظهارُ ركاكةِ رأي الذين يحسبونَ أنَّهم يُتركون بلا ابتلاءٍ واختلافُ المميزِ لما في التَّكريرِ من نوع بشاعةٍ.}} تفسير أبو السعود {{
.................................................. ........................
ولعل ما عليه النظم الكريم في بيان مدة لبثه عليه السلام للدلالة على كمال العدد وكونه متعيناً نصاً دون تجوز فإن تسعمائة وخمسين قد يطلق على ما يقرب منه ولما في ذكر الألف من تخييل طول المدة لأنها أول ما تقرع السمع فإن المقصود من القصة تسلية رسول الله صلى الله عليه وسلم وتثبيته على ما كان عليه من مكابدة ما يناله من الكفرة وإظهار ركاكة رأي الذين يحسبون أنهم يتركون بلا ابتلاء، واختلاف المميزين لما في التكرير في مثل هذا الكلام من البشاعة}} تفسير الألوسي {{
.................................................. ........................
.................................................. ........................
لماذا قال الله تبارك وتعالى:"سنة" ثم قال سبحانه وتعالى "عاماً "في تلك الآية؟
.................................................. ........................
وعبر بلفظ {سنة} ذماً لأيام الكفر، وقال: {إلا خمسين} فحقق أن ذلك الزمان تسعمائة وخمسون من غير زيادة ولا نقص مع الاختصار والعذوبة، وقال: {عاماً} إشارة إلى أن زمان حياته عليه الصلاة والسلام بعد إغراقهم كان رغداً واسعاً حسناً يإيمان المؤمنين وخصب الأرض.}} نظم الدرر في تناسب الآيات والسور البقاعي {{
.................................................. ........................
والنكتة في اختيار السنة أولاً أنها تطلق على الشدة والجدب بخلاف العام فناسب اختيار السنة لزمان الدعوة الذي قاسى عليه السلام فيه ما قاسي من قومه
}} تفسير الألوسي {{
.................................................. ........................
فإن قلت: فلم جاء المميز أوّلاً بالسنة وثانياً بالعام؟ قلت: لأنّ تكرير اللفظ الواحد في الكلام الواحد حقيق بالاجتناب في البلاغة، إلا إذا وقع ذلك لأجل غرض ينتحيه المتكلم من تفخيم أو تهويل أو تنويه أو نحو ذلك.}} تفسير الزمخشري {{
.................................................. ........................
أخيراً هذا ما تيسر لي جمعه من كتب التفسير وأرجو أن ينفع الله تعالى به.(/)
أسئلة إلى منكري الإعجاز العلمي
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[24 Sep 2009, 11:18 ص]ـ
هل يمكن للعالم الفلكي غير المسلم أن ينظر في آيات القرآن التي تتحدث عن خلق الكون ويجد فيها ما يدل على أن القرآن من عند الله؟
هل يمكن للطبيب غير المسلم أن ينظر في الآيات التي تتحدث عن خلق الإنسان ويجد فيها الدليل على أن القرآن من عند الله؟
هل يمكن لعالم النفس غير المسلم أن ينظر في الآيات التي تتحدث عن طبيعة النفس الإنسانية ويصل من خلال ذلك إلى أن القرآن من عند الله؟
هل يمكن لعالم الاجتماع غير المسلم أن ينظر في الآيات التي تتحدث عن تقسيم البشر وبعض التجمعات البشرية التي تحدث عنها القرآن ويصل من خلال ذلك إلى أن القرآن من عند الله؟
هل يمكن لعالم النبات غير المسلم ................. ؟
هل يمكن لعالم الحيوان غير المسلم .................. ؟
هل يمكن لعالم الأرصاد الجوية ..................... ؟
هل يمكن للمهندس غير المسلم ................. ؟
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[24 Sep 2009, 05:53 م]ـ
أولا:
سأجيب على الأسئلة وإن لم أكن من منكري الإعجاز أو التفسير العلمي.
ثانيا:
الجواب على أسئلتك:
نعم بالطبع ..
بشرط أن ينظر فيما دلت عليه الآية وقت نزولها، لا فيما يُدعى أنها دلت عليه بغير برهان جلي.
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[24 Sep 2009, 06:23 م]ـ
أخي الكريم حجازي:
عندما نزل القرآن على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، عرفت قريش والعرب وهم أهل الفصاحة والبلاغة أن هذا الكلام الذي جاء به محمد من حيث بيانه وبلاغته لا يكون لبشر، فدل هذا على أن القرآن من عند الله.
أما في باب الإعجاز العلمي المدعى، فالأمر مختلف، ذلك أني - بوصفي أحد منكري الإعجاز العلمي- لا أدعي أن القرآن أشار إلى حقائق علمية كشف عنها العلم الحديث، ولا سبق إلى تقريرها.
وبالتالي فإن الجواب: لا يمكن.
وهذا الجواب مبني على قولي بتهافت الإعجاز العلمي المدعى من حيث المبدأ. هذا رأيي في الموضوع. وهذه دعوى في مقابل دعوى القائلين بالإعجاز العلمي، فيكون المصير إلى الدليل حكماً بيننا.
وبارك الله فيك.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[24 Sep 2009, 06:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
دلالة الآيات القرآنية الكريم لا يحيط بها زمن، فإذا كان الكلام صفة المتكلم، فإن آيات القرآن الكريم ستأخذ صفة المتكلم بها، فهي كلام أزلي قديم صالح لكل زمان ومكان، لذلك فإننا لا نقف على مدلول الآيات الكريمة في عصر معين
ومعنى التفسير عند أهل التفسير هو محاولة الكشف عن معاني الايات القرآنية الكريمة بقدر الطاقة البشرية. ولا شك أن هذه القدرة البشرية تختلف من عصر إلى عصر، ولا يمكن أن تحيط بكل معاني ودلالات الآيات الكريمة.
فمن أوجه الإعجاز القرآني، أنه لا يمل قارئه، ولا يخلق على كثرة الرد، فمعانيه تتجدد باستمرار، وتحاكي أحوال البشر ومستوياتهم المتنوعة وعلومهم المتنوعة، فكل إنسان يجد من القرآن الكريم ما يقيم به الحجة على أنه كلام الله تعالى فيهتدي بهديه.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[25 Sep 2009, 02:30 ص]ـ
أخي الكريم حجازي:
عندما نزل القرآن على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، عرفت قريش والعرب وهم أهل الفصاحة والبلاغة أن هذا الكلام الذي جاء به محمد من حيث بيانه وبلاغته لا يكون لبشر، فدل هذا على أن القرآن من عند الله.
هذا أمر لا اعتراض عليه وليس هو محل النقاش، ولكن هذا يحصر قيام الحجة على العرب دون غيرهم.
أما في باب الإعجاز العلمي المدعى، فالأمر مختلف، ذلك أني - بوصفي أحد منكري الإعجاز العلمي- لا أدعي أن القرآن أشار إلى حقائق علمية كشف عنها العلم الحديث، ولا سبق إلى تقريرها.
عدم إدراكك لهذه الحقيقة ليس حجة على من أدرك، وعجز الإنسان عن إدراك بعض الحقائق ليس دليلا على عدم وجود تلك الحقائق، وأعتقد أن هذه هي مشكلتك ولا أنتقص بهذا من قدرك إطلاقا، ولكن الراسخون في العلم قد يدركون ما لايدركه غيرهم.
وبالتالي فإن الجواب: لا يمكن.
وهذا الجواب مبني على قولي بتهافت الإعجاز العلمي المدعى من حيث المبدأ. هذا رأيي في الموضوع. وهذه دعوى في مقابل دعوى القائلين بالإعجاز العلمي، فيكون المصير إلى الدليل حكماً بيننا.
وبارك الله فيك.
أما قولك: لا يمكن. فهذه كما قلت أنت دعوى منك تحتاج إلى دليل وأنت لا تملكه.
أما القول الآخر فهي حقيقة مثبتة بالأدلة، وإذا كنت لا تستطيع أن ترى الأدلة أو لا تستطيع إستيعابها فهذه مشكلتك أنت ولا تغير من الحقائق شيئا.
الناس يا أخي الكريم يختلفون في قدراتهم وأفهامهم ومداركهم وهذه سنة الله في خلقه، ولهذا قال الله تعالى:
(وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً) (النساء: 83)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[25 Sep 2009, 11:04 ص]ـ
منكرو الإعجاز العلمي في القرآن – ابتداء بأول واحد منهم وانتهاء بآخرهم - هم السبب في ما نحن فيه من التخلف.
ولولا هؤلاء المنكرون لاستطاع المفكرون المسلمون الانطلاق من الآيات القرآنية إلى الاكتشافات العلمية، ولكن أنى لهم ذلك وهناك من لا يتقن غير إعلان الحرب عليهم واتهامهم بكل ما في جعبته من التهم .. ولذلك حدث العكس، فأغلب الاكتشافات العلمية الثابتة جاءت من عند غير المسلمين، وتنبه المسلمون لوجودها في القرآن.
وهذا ما يحصل في الإعجاز العددي حاليا.
هل يغيب عن بال هؤلاء أن القرآن هو كتاب الله للناس كافة؟ وإذا كان الذين عاصروا الرسول صلى الله عليه وسلم قد وجدوا في لغته ما يدلهم على مصدره، فما العجب أن يجد البعض في إعجازه العلمي ما يدلهم على مصدره؟ وان يجد البعض في إعجازه العددي ما يدلهم على مصدره؟
بل إن البعض قد يجد في سلوك المسلم – بعيدا عن الإعجاز - ما يجعله يؤمن بهذا الكتاب.
إن وظيفة وجوه الإعجاز واحدة، فما يحققه الإعجاز البياني قد يحققه العلمي أو العددي أو أي وجه آخر ..
وليت منكري الإعجاز العلمي أن ينسوا للحظات أنهم مسلمون، ولو لم يكونوا كذلك لكانت آراؤهم غير ما هي عليه، وأن يدعوا غيرهم يعملوا فيما لا طاقة لهم عليه.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[25 Sep 2009, 06:53 م]ـ
لمن يقول الله تعالى (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق)
ويقول (والذين يتفكرون في خلق السموات والأرض ... )
(سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم)
(ما فرطنا في الكتاب ... ) .....
ما معنى أن نسير في الأرض، وكيف ننظر كيف بدأ الخلق
من الذي يتفكر في خلق السموات، وليست السماء وحدها بل السموات، الذين ينكرون أن الأرض كروية، ويقولون إن العلم بكروية الأرض لا يهمنا في شيء ولو كان مهما لذكره الله صراحة في الآيات الكريمة؟؟ هل يريد من القرآن الكريم أن ينزل له وحده على منهجه الذي يرتئيه ... حتى لو كان نزول القرآن كذلك هل تراه يتبع ما فيه؟؟؟
الذين يثبتون أوجه الإعجاز يأتون بعلم جديد، يظهر أن القرآن الكريم هو كتاب الله تعالى ويحث الناس على الدخول في هذا الدين
فما العلم الذي يأتي به من ينكر الإعجاز العلمي. وفي عرف العلماء المُثبِتُ أولى في الاتباع من المنكر؛ لأن المثبت إنما يتحدث عن أمر ظهر له، والنافي إنما ينفي أمرا غاب عنه، فالذي يظهر له العلم أولى بالاتباع.
والله تعالى أعلم
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[25 Sep 2009, 08:06 م]ـ
أيها الأحبة ..
دعونا نتكلم بعلم ..
أما العاطفة وإرسال الأقوال دون تحقيق فلا يغنيان من الحق شيئا.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[26 Sep 2009, 07:14 ص]ـ
أيها الإخوة الكرام
إن الأسلوب الذي يطرح فيه الإعجاز العلمي في الملتقى فيه إشكالات، وكله يتَّسِم بالدخول في التفاصيل قبل التأصيل.
ولو تُتُبِّعت المسألة تاريخيًا لظهر كثير من الخلل الواقع في الإعجاز العلمي الذي ملأه بعض مؤيديه بدعوى عريضة، حتى صيروا أقوالهم فيه كالوحي، وأن مخالفهم مخالف للوحي، وأنه درويش (ما يفهم حاجة).
وأتمنى أن يكون الطرح علميًا بعيدًا عن بعض التشنجات والعبارات المجازِفة.
وأنا أستغرب من الشيخ الكبير (عبد الله جلغوم) في مداخلته حيث يقول: (منكرو الإعجاز العلمي في القرآن – ابتداء بأول واحد منهم وانتهاء بآخرهم - هم السبب في ما نحن فيه من التخلف.
ولولا هؤلاء المنكرون لاستطاع المفكرون المسلمون الانطلاق من الآيات القرآنية إلى الاكتشافات العلمية، ولكن أنى لهم ذلك وهناك من لا يتقن غير إعلان الحرب عليهم واتهامهم بكل ما في جعبته من التهم .. ولذلك حدث العكس، فأغلب الاكتشافات العلمية الثابتة جاءت من عند غير المسلمين، وتنبه المسلمون لوجودها في القرآن.
وهذا ما يحصل في الإعجاز العددي حاليا).
وهذه مغالطة ظاهرة، وهل يظن أستاذنا أن القول بالإعجاز العلمي والانسياق وراءه هو الذي سيقيم لنا المصانع وآلات القوة التي ندحر بها الأعداء؟!
إن الهروب إلى الإعجاز العلمي دليل على (العجز العلمي) في الأمور الدنيوية، وهذا ظاهر لمن تأمل حال الأمة الإسلامية، ولمن تأمل سبب نشوء القول بالإعجاز العلمي الذي لم يُسبق به المعاصرون.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن الإعجاز العلمي لن يوصلنا إلى صنع قنبلة، ولا إلى مضادات طائرات كي ندافع بها عن أنفسنا، بل السبيل الصحيح أن توجد قوة تحمي العلم الديني والدنيوي لنتمكن من الأخذ بالقوة المطلوبة في قوله تعالى: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة)، وتأمل كيف قرن الله إنزال الكتاب والميزان بإنزال الحديد في قوله تعالى: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) (الحديد:25)، فإن العلم لا يمكن أن يقوم بدون قوة تحمية، وشاهد هذا من واقعنا المعاصر ظاهر، فهل احتاجت باكستان لإعجاز العلمي لتصنع القنبلة النووية؟!
وهل احتاجت إيران الإعجاز العلمي لتمشي في خطوات صنع القنبلة؟!
إننا بحاجة إلى عقل وعلم، وأقول ـ مع كامل اعتذاري ـ إن مما ينقصنا (التحرير العلمي) في جميع علومنا الدينية والدنيوية، وإننا نكتفي ـ مع الأسف ـ بالأدنى من هذه الامور، وشاهد ذلك أنك ترى اليوم الواعظ مفتيًا، والمهندس مفسرًا، والجيولوجي أصوليًًا، وهلم جرًّا مما يخالف الحرص على الأخذ من أهل الاختصاص، والحديث في هذا ذو شجون، وإني لأسأل الله أن يكون النقاش في هذا الموضوع وفي غيره نقاشًا علميًا جادًّا، وأتمنى أن من لا يكون من المختصين أن لا يبارزهم بدعوى أن القرآن ميسر لكل أحد، وأن في هذا تحجيرًا على المسلمين، فيجب أن نفرق بين أمرين: كوننا يمكن أن نفهم شيئًا من القرآن، وكوننا يمكن أن نتناقش فيه كما يتناقش فيه أهل الاختصاص، والفرق بين الأمرين ظاهر.
وإن مما يؤسف عليه في هذا المجال أن أغلب من دخل في الإعجاز العلمي حصلت له (طفرة النظَّام) التي هي من المستحيلات عند العقلاء، وهي جواز الانتقال من حال إلى حال دون المرور بالحالة الوسط بينهما، وهذا هو حال كثيرين ممن دخل في الإعجاز العلمي؛ تراه صيدليًا،ثم ـ بلا مقدمات ـ صار مفسرًا يخطِّئ كبار المفسرين، ويدعي عليهم الجهل، فهل مثل هذا يجوز؟!
إنني من خلال قراءتي لمن يُدَّعى بأنهم من أحسن من تكلم في الإعجاز العلمي يقعون في هذا، وأقف هنا لأنني لو استمرَّيت في الكتابت لما توقفت والمجال في ذلك واسع جدَّا.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[26 Sep 2009, 07:51 ص]ـ
دكتور حسن، حفظكم الله:
من هم الذين تقول عنهم (الذين ينكرون أن الأرض كروية)؟
وأتمنى أن تراجع أقوال العلماء في قوله: (ما فرطنا في الكتاب من شيء).
ثم إنه لا يلزم من ينفي أن يأتي بعلم، فقولكم: (فما العلم الذي يأتي به من ينكر الإعجاز العلمي. وفي عرف العلماء المُثبِتُ أولى في الاتباع من المنكر؛ لأن المثبت إنما يتحدث عن أمر ظهر له، والنافي إنما ينفي أمرا غاب عنه، فالذي يظهر له العلم أولى بالاتباع)، فلو أخذنا هذا على إطلاقه، فإن متفلسفة الصوفية والباطنية وغيرهم سيحتجون بمثل هذه القاعدة في تأويلاتهم الباطنية.
وإن قلت بأنهم يأتون بباطل، فستنقلب عليك الدعوى نفسها، وسيحتج عليك بمثل ما قلت من هذا التقعيد.
والمسألة لا تحتاج إلى مثل هذا، بل إن من يدَّعي أمرًا حادثًا (الإعجاز العلمي) عليه الدليل لأقامة صحته، وصحة برهانه عليه.
ـ[الحاتمي]ــــــــ[26 Sep 2009, 08:51 ص]ـ
الشيخ أبا عبدالملك جزاكم الله خيرا على طرحكم ..
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[26 Sep 2009, 10:29 ص]ـ
بارك الله فيك وأحسن إليك يا شيخ مساعد ...
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[26 Sep 2009, 02:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
وبعد سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
الأخ مساعد الطيار المحترم
(يُتْبَعُ)
(/)
بفضل الله إني مسلم ولا أنتمي إلى أي حزب أو جماعة ولا يهمني مذهب من يأتي بالحق فأنا أتّبع الحق الذي يأتي به، وإن جاء بالباطل تركت الباطل الذي يأتي به،لكن دون أن أضع حواجز بيني وبين المذاهب الإسلامية المختلفة، فالحق غايتي، والحق ما أنشد لا المذاهب. فإن جاء الصوفية أو غيرهم بالحق تبعت الحق الذي معهم، وإن جاء الوهابية أو السلفية بالحق تبعت الحق الذي معهم .... لأتحقق بنهج النبي صلى الله عليه وسلم.
والذي أعلمه وتحدثت عنه في أن الذي يثبت أولى بالاتباع من الذي ينفي ليس مطلقا كما فهمته، فالذي يثبت بالقاعدة والبرهان والدليل هو الذي أتبعه، سواء كان إثباته في تقرير أمر، أم في إثبات نفيه كل ذلك بالحجة والبرهان القوي. فالذي يقول بأن الذّرة فيها نواة متعادلة من البروتونات والنيوترونات مع الإلكترونات التي تدور حولها، ويمكن لبعض الأنوية إذا قصفت بإلكترونات في ظروف محددة أن تنتج طاقة عظيمة، ودرجة حرارة تعادل التي على الشمس، وجاء بالبرهان والدلائل والتجارب العملية على قوله، أصدّقه فيما يقول. أما إن قال لي شخص بأن هذا أمر خرافي وهذا ضرب من الجنون ولم يأتني بأي برهان على قوله، أنكِرُ عَليه قَوْلَه وبذلك يكون الأولى بالاتباع هو من يثبت وجود الأمر أو عدم وجوده بالحجة والدليل.
أما ما أشرتم علي بالاطلاع عليه، فقد قرأت فيه الكثير، وإن كان عندكم مزيد من العلم أو مراجع أو بحوث في هذا المجال سواء من تأليفكم أو من تأليف غيركم فترشدوني إليها، أكون في غاية الامتنان
وأجو الأخ مساعد الطيار أن يقرأ النص الذي سأنقله لاحقا، ويجيبني بصراحة، هل من عاقل وعالم يقول بما يوافق هذا النص؟؟؟ ألهذه الدرجة تلوى أعناق النصوص وفق فهم البعض ليقرر قوله بأي ثمن؟؟؟؟ ويأتي ويقول بأن الله يريد كذا، ويعني بقوله كذا ..
وهذا كلامه هو وليس كلام الله، فالنتق الله تعالى، ونتجرد من هذا السجن للعقول والعلوم عسى أن نعيد مجد ديننا وشعوبنا ونرتقي إلى الدرجة التي خلقنا الله تعالى لأجلها. فإذا سألت أحدا من علماء الشريعة كيف ينتقل الالكترون في مداراته حول أنوية الذرات هل ينتقل بطريق ثابتة أم بقفزات يدخل فيها بأبعاد مختلفة عن الأبعاد التي نعرفها فأكاد لا أكاد أجد جوابا، أو سألتهم ما هي الموصلات الفائقة أو ماهي وسائل التخلص من الجاذبية الأرضية .... فمتى سأجد الجواب؟؟؟؟؟؟؟؟ بقولي بأن الشمس تدور حول الأرض؟؟؟؟؟؟؟
هذا النص الذي أشرت إليه فأرجو أن تتدبره:
ثم وقفت على جواب فيه تفصيل أكثر لشيخنا العثيمين ـ رحمه الله تعالى رحمة واسعة ـ حيث يقول ـ جواباً على السؤال التالي:
ما معنى قوله تعالى (وترى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ) وهل يستدل بهذه الآية على صحة القول بدوران الأرض؟
فأجاب رحمه الله تعالى ... وأما الاستدلال بها على صحة دوران الأرض فليس كذلك هذا الاستدلال غير صحيح ... ومسألة دوران الأرض وعدم دورانها الخوض فيها في الواقع من فضول العلم لأنها ليست مسألة يتعين على العباد العلم بها ويتوقف صحة إيمانهم على ذلك ولو كانت هكذا لكان بيانها في القرآن والسنة بياناً ظاهراً لا خفاء فيه وحيث إن الأمر هكذا فإنه لا ينبغي أن يتعب الإنسان نفسه في الخوض بذلك
ولكن الشأن كل الشأن فيما يذكر من أن الأرض تدور وأن الشمس ثابتة وأن اختلاف الليل والنهار يكون بسبب دوران الأرض حول الشمس فإن هذا القول باطل يبطله ظاهر القرآن
فإن ظاهر القرآن والسنة يدل على أن الذي يدور حول الأرض أو يدور على الأرض هي الشمس فإن الله يقول في القرآن الكريم (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) فقال تجري فأضاف الجريان إليها وقال (وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ) فهنا أربعة أفعال كلها أضافها الله إلى الشمس إذا طلعت تزاور وإذا غربت تقرضهم هذه الأفعال الأربعة المضافة إلى الشمس ما الذي يقتضي صرفها عن ظاهرها ...
(يُتْبَعُ)
(/)
فنحن نقول إن نظرية كون اختلاف الليل والنهار من أجل دوران الأرض على الشمس هذه النظرية باطلة لمخالفتها لظاهر القرآن الذي تكلم به الخالق سبحانه وتعالى وهو أعلم بخلقه وأعلم بما خلق فكيف نحرف كلام ربنا عن ظاهره من أجل مجرد نظريات اختلف فيها أيضاً أهل النظر فإنه لم يزل القول بأن الأرض ساكنة وأن الشمس تدور عليها لم يزل سائداً إلى هذه العصور المتأخرة ثم إننا نقول إن الله تعالى ذكر أنه يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل والتكوير بمعنى التدوير وإذا كان كذلك فمن أين يأتي الليل والنهار إلا من الشمس وإذا كان لا يأتي الليل والنهار إلا من الشمس دل هذا على أن الذي يلتف حول الأرض هو الشمس لأنه يكون كذلك بالتكوير ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه أنه قال لأبي ذر رضي الله عنه وقد غربت الشمس (أتدري أين تذهب قال الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب فتسجد تحت العرش) إلى آخر الحديث ... وهذا دليل على أنها هي التي تدور على الأرض وهذا الأمر هو الواجب على المؤمن اعتقاده عملاً بظاهر كلام ربه العليم بكل شيء دون النظر إلى هذه النظريات التالفة ... هذا ما نعتقده في هذه المسألة
أما مسألة دوران الأرض فإننا كما قلنا أولاً ينبغي أن يعرض عنها لأنها من فضول العلم ولو كانت من الأمور التي يجب على المؤمن أن يعتقدها إثباتاً أو نفياً لكان الله تعالى يبينها بياناً ظاهراً لكن الخطر كله أن نقول إن الأرض تدور وأن الشمس هي الساكنة وأن اختلاف الليل والنهار يكون باختلاف دوران الأرض هذا هو الخطأ العظيم لأنه مخالف لظاهر القرآن والسنة ونحن مؤمنون بالله ورسوله نعلم أن الله تعالى يتكلم عن علم وأنه لا يمكن أن يكون ظاهر كلامه خلاف الحق
ونعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم كذلك عن علم ونعلم أنه أنصح الخلق وأفصح الخلق ولا يمكن أن يكون يأتي في أمته بكلام ظاهره خلاف ما يريده صلى الله عليه وسلم
فعلينا في هذه الأمور العظيمة علينا أن نؤمن بظاهر كلام الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم اللهم إلا أن يأتي من الأمور اليقينيات الحسيات المعلومة علماً يقينياً بما يخالف ظاهر القرآن فإننا في هذه الحالة يكون فهمنا بأن هذا ظاهر القرآن غير صحيح ويمكن أن نقول إن القرآن يريد كذا وكذا مما يوافق الواقع المعين المحسوس الذي لا ينفرد فيه أحد وذلك لأن الدلالة القطعية لا يمكن أن تتعارض أي أنه لا يمكن أن يتعارض دليلان قطعيان أبداً إذ أنه لو تعارضا لأمكن رفع أحدهما بالآخر وإذا أمكن رفع أحدهما بالآخر لم يكونا قطعيين
والمهم أنه يجب علينا في هذه المسألة أن نؤمن بأن الشمس تدور على الأرض وأن اختلاف الليل والنهار ليس بسبب دوران الأرض ولكنه بسبب دوران الشمس حول الأرض.
ـــــــــــــــــــــــ
من فتاوى نور على الدرب (النسخة الحاسوبية،الصادرة عن مؤسسة ابن عثيمين الخيرية)
أرجو التعليق من جميع الإخوة على مثل هذه النصوص
وإن أحببت أخي مساعد جئتك بالكثر الكثير. لكني لست أهدف للنيل من أحد، أسأل الله تعالى أن يغفر زلاتنا ويستر عيوبنا ويحسن ختامنا، ويعاملنا بما هو أهل له، إنه هو أهل الرحمة وأهل المغفرة.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[26 Sep 2009, 02:13 م]ـ
يا إخوتي الأحبة فاليرشدني أحدكم عن سبب التمسك بمثل هذه الأقوال التي تخالف كل قواعد العلم الحديث؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[27 Sep 2009, 02:40 ص]ـ
يا إخوتي الأحبة فاليرشدني أحدكم عن سبب التمسك بمثل هذه الأقوال التي تخالف كل قواعد العلم الحديث؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ليت الذين يتمسكون بمثل هذه الأقوال يجيبوك، ونحن معك منتظرون.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[27 Sep 2009, 07:17 ص]ـ
الأخوة الكرام،
استشهد الأخ الدكتور الطيار بقوله تعالى:" وأنزلنا الحديد ... "، ومن يرجع إلى كتب التفسير القديمة يجد أن المفسرين رحمهم الله يُخرجون كلمة:"أنزلنا " عن ظاهر معناها. ويبدو أن الذي دفعهم إلى ذلك عجزهم عن تصور أن الحديد قد نزل على الأرض كما ينزل المطر.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[27 Sep 2009, 11:23 ص]ـ
أبا عمرو
عهدتك لمَّاحًا، فما بالك خانتك دقتك اليوم؟!
أنا لم أعرج على معنى الإنزال، ولم أرده في استشهادي ياحبيبي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإنما أردت أن أقول: إن الحديد يمثل القوة المادية التي تحمي القوة الروحية المتمثلة بالقرآن والميزان، فأرجو أن تتأمل ذلك مشكورًا.
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[27 Sep 2009, 12:02 م]ـ
يا إخوتي الأحبة فاليرشدني أحدكم عن سبب التمسك بمثل هذه الأقوال التي تخالف كل قواعد العلم الحديث؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أجيبك عنها اليوم إن شاء الله، فإنني الآن مشغول ...
وإن شاء الله فلن يطول انتظارك والأخ جلغوم ...
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[27 Sep 2009, 02:58 م]ـ
أيها الإخوة الكرام
، فهل احتاجت باكستان لإعجاز العلمي لتصنع القنبلة النووية؟!
وهل احتاجت إيران الإعجاز العلمي لتمشي في خطوات صنع القنبلة؟!
إننا بحاجة إلى عقل وعلم،.
أوافقك دون تردد نحن بحاجة إلى العقل ومما لا شك فيه أن أبناء امتنا يمتلكون عقولا مثلهم مثل باقي البشر، ولكن هناك دائما من يحجر على هذه العقول،بطريقة أو بأخرى، وهذه هي المشكلة ..
فأما عن عدم الحاجة إلى الإعجاز العلمي لتصنيع القنبلة النووية لدى باكستان، فالدول النووية كلها لم تكن بحاجة إلى أي وجه من وجوه إعجاز القرآن .. لقد احترمت عقول أبنائها .. أما نحن - وكما جاء في نقل الأخ حسن - فهناك من يصر على السخرية والاستهزاء بعقولنا، يريدنا أن نصدق أن الأرض ثابتة والشمس تدور، إلى غير ذلك من المزاعم وعجائب الأقوال ... والويل لمن ينكر ذلك ..
قرأت قبل أيام عن عالمة سعودية - في امريكا - اكتشفت تقنية حديثة للجراحة بواسطة الضوء، وقد نالت على ذلك جائزة مقدارها ثلاثة ملايين دولار، والله يعلم ماذا ستكتشف بعد .... هل كان بإمكانها أن تصل إلى ما وصلت إليه لو لم تكن خارج عالمنا المنكوب بأبنائه؟
وأخيرا لماذا لا نخاطب العالم ونخبره بالحقيقة، حقيقة ثبات الأرض، والقصة الإسلامية لاختلاف الليل والنهار كما نراها؟ لماذا نتركهم يتخبطون في علومهم الباطلة ونظرياتهم المتغيرة.
مع فائق الاحترام لشخصكم الكريم
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[27 Sep 2009, 03:27 م]ـ
أخي بكر الجازي حفظك الله
أرجو إجابتي عن مقالي السابق، وعن آخر مقالة لي في نقد موضوع: تهافت القول بالإعجاز العلمي في قوله تعالى (كأنما يصعد في السماء) لأن الكلام واحد وما من داعي لإعادته هنا، ولا أعرف السبب في تفريع مباحث الإعجاز العلمي، وجعلها في أكثر من موضوع، فهذا يؤدي إلى تشتيت فكر القارئ، ويبعده عن مجاراة الأدلة والشواهد، التي قد تتكرر في جميع هذه الموضوعات المطروحة في قسم التفسير.
أنا في انتظارك
أخوك د. حسن عبد الجليل العبادلة
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[27 Sep 2009, 05:03 م]ـ
أخي بكر الجازي حفظك الله
أرجو إجابتي عن مقالي السابق، وعن آخر مقالة لي في نقد موضوع: تهافت القول بالإعجاز العلمي في قوله تعالى (كأنما يصعد في السماء) لأن الكلام واحد وما من داعي لإعادته هنا، ولا أعرف السبب في تفريع مباحث الإعجاز العلمي، وجعلها في أكثر من موضوع، فهذا يؤدي إلى تشتيت فكر القارئ، ويبعده عن مجاراة الأدلة والشواهد، التي قد تتكرر في جميع هذه الموضوعات المطروحة في قسم التفسير.
أنا في انتظارك
أخوك د. حسن عبد الجليل العبادلة
أستاذي الكريم:
سأوافيك بالجواب إن شاء الله، إن لم يكن اليوم فغداً صباحاً ...
وبارك الله فيك ...
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[27 Sep 2009, 05:11 م]ـ
أستاذنا الكريم مساعد الطيار حفظه الله
لم يكن كلامي إلا توظيفاً للفرصة التي سنحت لإعطاء المثال على الإعجاز العلمي، ولم يدر بخلدي أن أرد كلاماً لك بارك الله فيك.
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[28 Sep 2009, 10:33 ص]ـ
الأستاذ الكريم حسن عبد الجليل:
هذا جواب سؤالك كما وعدتك، وأرجو الله أن ينفع به.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا كلامه هو وليس كلام الله، فالنتق الله تعالى، ونتجرد من هذا السجن للعقول والعلوم عسى أن نعيد مجد ديننا وشعوبنا ونرتقي إلى الدرجة التي خلقنا الله تعالى لأجلها. فإذا سألت أحدا من علماء الشريعة كيف ينتقل الالكترون في مداراته حول أنوية الذرات هل ينتقل بطريق ثابتة أم بقفزات يدخل فيها بأبعاد مختلفة عن الأبعاد التي نعرفها فأكاد لا أكاد أجد جوابا، أو سألتهم ما هي الموصلات الفائقة أو ماهي وسائل التخلص من الجاذبية الأرضية .... فمتى سأجد الجواب؟؟؟؟؟؟؟؟ بقولي بأن الشمس تدور حول الأرض؟؟؟؟؟؟؟
ليس مطلوباً إلى علماء الشرع أن يأتوك بجواب على هذا ...
ولا أظنك عرفت الجواب على هذه الأسئلة من القرآن، ولا أن القرآن دلك عليها، ولكن عرفنا هذا من التجربة والملاحظة التي أدت بأهل العلوم الحديثة إلى هذه النتائج. فكيف ندعي أن القرآن دل على حقائق استفدناها من التجربة والملاحظة أو من البراهين المنطقية والرياضية لا من آيات القرآن؟
أما فتوى الشيخ ابن عثيمين، فقد ظن رحمه الله أن هناك تعارضاً بين ظاهر لفظ القرآن، ودعاوى أهل العلوم الحديثة، فقدم ظاهر القرآن والسنة على نظريات هي فيما أداه إليه نظره من المختلف فيها. ولو تأملت ما نقلتَ لنا في آخر كلامه عرفتَ أنه – رحمه الله- معذور في اجتهاده:
[[ align=justify]QUOTE= عمر المقبل;32276]
فعلينا في هذه الأمور العظيمة علينا أن نؤمن بظاهر كلام الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم اللهم إلا أن يأتي من الأمور اليقينيات الحسيات المعلومة علماً يقينياً بما يخالف ظاهر القرآن فإننا في هذه الحالة يكون فهمنا بأن هذا ظاهر القرآن غير صحيح ويمكن أن نقول إن القرآن يريد كذا وكذا مما يوافق الواقع المعين المحسوس الذي لا ينفرد فيه أحد وذلك لأن الدلالة القطعية لا يمكن أن تتعارض أي أنه لا يمكن أن يتعارض دليلان قطعيان أبداً إذ أنه لو تعارضا لأمكن رفع أحدهما بالآخر وإذا أمكن رفع أحدهما بالآخر لم يكونا قطعيين
والمهم أنه يجب علينا في هذه المسألة أن نؤمن بأن الشمس تدور على الأرض وأن اختلاف الليل والنهار ليس بسبب دوران الأرض ولكنه بسبب دوران الشمس حول الأرض.
ـــــــــــــــــــــــ
من فتاوى نور على الدرب (النسخة الحاسوبية،الصادرة عن مؤسسة ابن عثيمين الخيرية)
[/ QUOTE]
ولو كان دوران الأرض عند الشيخ –رحمه الله- من اليقينيات الحسيات المعلومة علماً يقينياً لعدل عن ظاهر القرآن إلى تأويلٍ جارٍ على أصول العربية، ولكان فهمه بأن هذا ظاهر القرآن غير صحيح كما تراه بيّناً في كلامه.
فيبقى الخطب في هذا الأمر يسيراً ...
والخطأ واردٌ في تأويلِ القرآنِ وتفسيرِه عند الأوَّلين والآخرين، وليسوا منه بمعصومين، فقد ذكرَ الإمام القرطبيُّ رحمه الله – المتوفى سنة 671 هـ- في تأويلِ قولِه تعالى ?وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ? (الرَّعد:3):
(مسألة: في هذه الآيةِ ردٌّ على من زعمَ أنَّ الأرضَ كالكُرةِ، وردٌّ على من زعمَ أنَّ الأرضَ تهوِي أبوابها عليها، وزعمَ ابنُ الرَّاونديِّ أنَّ تحت الأرضِ جسماً صَعَّاداً كالرِّيحِ الصعَّادةِ؛ وهي منحدرةٌ فاعتدلَ الهاوي والصعادي في الجِرْمِ والقوَّةِ فتوافقا. وزعمَ آخرون أنَّ الأرضَ مركَّبةٌ من جسمين: أحدُهما منحدرٌ، والآخرُ مصعدٌ، فاعتدلا، فلذلك وَقَفَت. والذي عليه المسلمون وأهلُ الكتابِ القولُ بوقوفِ الأرضِ وسكونها ومدِّها، وأنَّ حركتَها إنما تكونُ في العادةِ بزلزلةٍ تصيبُها).
فقد ظنَّ - رحمه اللهُ- أنَّ هذه الآيةَ ردٌّ على من زعمَ أنَّ الأرضَ كُرَوِيَّةٌ، وذكر أيضاً أن الذي عليه المسلمون وأهل الكتاب القول بوقوف الأرض وسكونها (أي أنها لا تتحرك)، وهذا ما أداه إليه اجتهاده، وهو فيه معذور رحمه الله، إذ لم يثبت له أن الأرض كروية، ولا أنها تتحرك.
أما الإمام الشوكاني – المتوفى سنة 1250 - فله في تفسير الآية نظرٌ آخر، إذ يقولُ في تفسير الآية نفسها:
(يُتْبَعُ)
(/)
(ولمّا ذكرَ الدَّلائلَ السَّماويَّةَ، أتبعَها بذكرِ الدَّلائلِ الأرضيَّةِ، فقالَ ?وَهُوَ ?لَّذِي مَدَّ ?لأَرْضَ?، قال الفرّاءُ: بسطَها طولاً وعرضاً. وقالَ الأصمُّ: إنَّ المَدَّ: هو البسطُ إلى ما لا يُدرَكُ منتهاه، وهذا المدُّ الظّاهرُ لِلْبَصَرِ لا يُنافي كُرِيَّتَها في نفسِها لِتباعُدِ أطرافِها).
فانظر إلى الإمام الشوكاني رحمه الله يقرر أنَّ مدَّ الأرضِ لا يُنافي كُرَوِيَّتَها، وإذا ما ثبتَ – عقلاً- أنَّ الأرضَ كُرَوِيَّةٌ كان هذا مانعاً عقليّاً من حملِ "مدِّ الأرضِ" الواردِ في الآيةِ على معنى المدِّ المقابلِ للكُرَوِيَّةِ، أي أنَّ المدَّ المقصودَ بالآيةِ هو المدُّ الظاهرُ لِلبَصَرِ، لا على معنى أنها سطحٌ غيرُ كُرويٍّ، وكذلك فإنَّ استقرارَ الأرضِ وثباتَها، وعدمَ الإحساسِ بحركتِها لا يلزمُ منه أنها لا تدورُ حولَ نفسِها وحول الشمسِ.
ونحن وقد عرفنا أنَّ الأرضَ كرويَّةٌ، عرفنا أنَّ المقصودَ بِقولِه تعالى ?مَدَّ الأَرْضَ? إنما هو بسطُها، وليس يلزمُ من كونها مبسوطةً ألاّ تكونَ كُرويَّةً، فإنَّ هذه الكرةَ الكبيرةَ الضخمةَ لا تظهرُ كُرَوِيَّتُها بالإضافةِ إلى حجمِ الإنسانِ أو طولِه، كما أنَّه لو قيلَ لك إنَّ هذا المصباحَ الكهربائيَّ في غرفتِك يضيءُ وينطفيءُ لم تصدِّق ذلك، وما تدركُه ببصرِك أنَّ ضوءَه ثابتٌ مستقرٌّ، فإن قيل لك إنَّه يضيءُ وينطفيءُ خمسين مرَّةً أو ستِّين مرَّةً في الثانيةِ، فلا تَتَمَكَّنُ عينُك من ملاحظةِ ذلك لسرعتِه، قضى عقلُك بإمكانِ ذلك، ثمَّ إذا ما أقمنا لك الدَّلائلَ الفيزيائيَّةَ والكهربيَّةَ على أنَّه بالفعلِ يضيءُ وينطفيءُ لم تَتَرَدَّدْ في قبولِ ذلك، فقولُك بأنَّه ضوءٌ مستقرٌّ ثابتٌ صحيحٌ بالإضافةِ إلى مُدرَك البصرِ، وقولُك بأنَّه ضوءٌ متقطِّعٌ متردِّدٌ صحيحٌ بالإضافةِ إلى قوانينِ الكهرباءِ في توليدِ التَّيّارِ المُتَرَدِّدِ، وليس يلزمُ من كونِه متقطِّعاً في قوانين الكهرباءِ أن يكونَ متقطِّعاً للأبصارِ، ولذلك نأخذ كلام الإمام الشوكاني ونرد كلام القرطبي – رحمهما الله- فيما ذهب إليه.
وواقعُ الأمرِ أنَّ تفسيراتِ العلماءِ السابقين واجتهاداتهم في هذا البابِ إنما هي لِدرءِ تعارضِ العقلِ والنقلِ، أي ما يُتَوَهَّمُ من أدلَّةِ النَّقلِ أنَّه معارضٌ لأدلَّةِ العَقلِ، أو ما ظاهرُه معارضةُ العقلِ، فيصارُ إلى التَّأويلِ على ما تحتمِلُه اللغةُ ومعهودُ العربِ في كلامِها. وكذلك الأمرُ هنا، يكونُ الكلامُ على وجهٍ، والمعارضُ له على وجهٍ آخرَ بحيث لا يتعارضان حقيقةً، وإن كنت تظنُّهما في ظاهرِ الأمرِ متعارضين، فإذا ما فهمنا من آيةٍ ما معنىً معيَّناً، ثم تبيَّنَ أنَّ هذا المعنى الذي فهِمناه يعارضُ أدلَّةَ العقلِ، عرفنا أنَّ هذا المعنى الذي فهمناه غيرُ مقصودٍ بالآيةِ تنزيهاً لِلقرآنِ عن التناقضِ والاختلافِ، وذلك بناءً على اليقينِ الذي لا يتطرَّقُ إليه الشكُّ بأنَّ هذا القرآنَ كلامُ اللهِ الذي لا يأتيه الباطلُ من بين يديه ولا من خلفِه. وفرقٌ كبيرٌ بين من يردُّ وجهاً من وجوهِ التأويلِ لمخالفتِه أدلَّةَ العقولِ، وبين من يدَّعي أنَّ في هذه الآياتِ إعجازاً علميّاً، ويحمِّلُ آياتِ القرآنِ ما لا تحتملُ.
غاية الأمر إذن يا أخي الكريم أن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أخطأ فيما ذهب إليه من أن الأرض تدور حول الشمس، كما أن القرطبي أخطأ حين ظن أن الأرض ساكنة غير كروية.
ثم إني محدثك بأمر آخر:
ألا ترى معي أن هؤلاء الأئمة ممن أخطؤوا معذورون فيما أداهم إليه اجتهادهم؟ ذلك أن ما فهموه من نصوص القرآن هو أول ما يغلب على الظن؟
فالشيخ ابن عثيمين – رحمه الله- ذهب إلى أن الشمس تدور لا الأرض أخذاً بظاهر قوله تعالى فإن الله يقول في القرآن الكريم (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)، إذ أسند الجريان للشمس، ومن قوله (وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ) إذ أسند للشمس، كما أن الإمام القرطبي فهم بأن الأرض غير كروية من قوله تعالى (مد الأرض) وهذا أمر يمكن أن نفهمه من ظاهر الآيات.
فلما كان هذا الفهم مخالفاً للمعقول المحسوس، عندي وعندك، صرنا إلى التأويل، وقلنا إن المقصود إنما هو حركة الشمس الظاهرية، وقلنا إن المقصود بمد الأرض ليس على ما ينافي كرويتها، وهذا تأويل جارٍ على لغة العرب.
فتحصل لدينا إذن معنيان تحتملهما الآيات من حيث ألفاظها وتراكيبها، وليست دلالة الآيات على أحد المعنيين – من حيث الألفاظ والتراكيب- بأولى من الآخر، بل إنها أظهر في المعنى الأول الخاطيء من المعنى الثاني الذي صرنا إليه؟ بل ما صرنا إلى الوجه الثاني إلا لمخالفة الأول لصريح المعقول، وليس لأن القرآن الكريم دلنا على هذه الحقيقة العلمية.
فكيف تجعل العقل حكما على معنى الآية، ثم تعود فتزعم أن القرآن يدل على هذه الحقائق العلمية؟ وتجعل من هذا إعجازاً؟
وبمعنى آخر: ألم يكن الأولى أن يقال مثلاً – وهذا فقط من باب إلزام القائلين بالإعجاز العلمي فلا يُفهمنَّ على غير وجهه- ألم يكن الأولى أن يقال مثلاً (وترى الشمس إذا بدت لها الأرض تزاور عن كهفهم ذات اليمين، وإذا مضت الأرض في دورانها تقرضهم ذات الشمال) أو شيئاً من هذا القبيل بحيث تكون الآيات دالة – قطعاً- على الحقيقة العلمية؟ بدلاً من أن تكون الآية محتملة لمعنيين متناقضين، فكيف وهي أظهر في الدلالة على المعنى الخاطيء منها على المعنى الصحيح؟
هذا والله أعلم، وصل اللهم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[29 Sep 2009, 05:17 ص]ـ
هذا جواب سؤالك كما وعدتك، وأرجو الله أن ينفع به ...
فتحصل لدينا إذن معنيان تحتملهما الآيات من حيث ألفاظها وتراكيبها، وليست دلالة الآيات على أحد المعنيين – من حيث الألفاظ والتراكيب- بأولى من الآخر، بل إنها أظهر في المعنى الأول الخاطيء من المعنى الثاني الذي صرنا إليه؟ بل ما صرنا إلى الوجه الثاني إلا لمخالفة الأول لصريح المعقول، وليس لأن القرآن الكريم دلنا على هذه الحقيقة العلمية.
فكيف تجعل العقل حكما على معنى الآية، ثم تعود فتزعم أن القرآن يدل على هذه الحقائق العلمية؟ وتجعل من هذا إعجازاً؟
وبمعنى آخر: ألم يكن الأولى أن يقال مثلاً – وهذا فقط من باب إلزام القائلين بالإعجاز العلمي فلا يُفهمنَّ على غير وجهه- ألم يكن الأولى أن يقال مثلاً (وترى الشمس إذا بدت لها الأرض تزاور عن كهفهم ذات اليمين، وإذا مضت الأرض في دورانها تقرضهم ذات الشمال) أو شيئاً من هذا القبيل بحيث تكون الآيات دالة – قطعاً- على الحقيقة العلمية؟ بدلاً من أن تكون الآية محتملة لمعنيين متناقضين، فكيف وهي أظهر في الدلالة على المعنى الخاطيء منها على المعنى الصحيح؟ ...
هذا أمر أعجب من العجب نفسه
أولا: تقول بأن ابن عثيمين أخطأ، فكيف يفتي بهذا الخطأ، أليس في الديار من هو عالم بحقيقة تفسير الآية؟؟ هل تكون الفتوى من شخص واحد أم من جماعة من العلماء يتشاورون فيمن بينهم بالحجّة والدليل .... ؟؟؟؟
ثانيا: العبد الفقير حسن عبد الجليل لم يتحصّل عندي من الآية إلا المعنى الوحيد الذي أفهمه منها، وهو أن الشمس تدور في فلك لها، والأرض تدور حول نفسها فيتعاقب الليل والنهار، وتدور حول الشمس فتتعاقب الفصول .....
أما المعنى الثاني: فهو لم يقم عندي أصلا، فكيف تقول تحصَل لدينا معنيان تحتملهما الآية، كيف تحمّل المعنى الذي تحصّل عندك وهو خاطئ وتعلم خطأه يقينا للآية القرآنية الكريمة. هذا أمر لا يسلّم لك، وبحاجة إلى نظر.
فما رآه أي بشر من خطأ في دلالات الآيات الكريمة إنما يرجع لسوء فهمه لا إلى دلالات الكتاب الكريم، وهو منزه عن الخطأ، قال تعالى: (لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (فصلت:42)
ثالثا: العبد الفقير حسن عبد الجليل لا أجعل العقل حكما على الآيات الكريمة، لكن الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نعقل آياته في الخليقة، ولم يهبنا العقل لنلغيه ثم نفسر القرآن الكريم وفق ما نشتهي، وآيات القرآن الكريم الآمرة بإعمال العقل في آيات الله في خلقه كثيرة، والوعيد بترك إعمال العقل شديد، قال تعالى:
(كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (البقرة:242)
(إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ)
(لأنفال:22) (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (يوسف:2)
(وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (الرعد:4)
(وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (النحل:12)
(وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (النحل:67)
(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) (الحج:46)
(أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً) (الفرقان:44)
(وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ) (العنكبوت:43)
(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) (العنكبوت:63)
(وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (الروم:24)
(وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ) (الملك:10)
أما العبارة الأخيرة فتضيق نفسي كلما قرأتها؟؟ أخي الحبيب كيف تجرؤ على التدارك على آيات الكريم؟؟؟ وكيف استطعت أن تكتب عبارة
[ color=#FF0000] فكيف وهي أظهر في الدلالة على المعنى الخاطيء منها على المعنى الصحيح؟ [/ color
هل هذا من وجهة نظرك إدعاء صحيح، كيف توصلت إلى هذا المعنى، بأي لغة فهمته؟؟؟؟
القرآن الكريم لم ينزل بلسان بيّن فحسب، بل نزل بلسان مبين قال تعالى:
(بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) (الشعراء:195)، وأرى أن عباراتك الأخيرة بعيدة كل البعد عن هذه الصفة القرآنية الكريمة.
ثم أين الإجابة التي وعدت بها، لم أجد لها أثر في حديثك، إلا القول بأن ابن عثيمين أخطأ في تفسيره وتعذره، ثم بعد ذلك تأتي لتقرر بأن فهمه الخاطئ هو الأقرب لمعنى الآية، إن هذا لأمر عجاب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[29 Sep 2009, 05:19 ص]ـ
هذا جواب سؤالك كما وعدتك، وأرجو الله أن ينفع به ...
فتحصل لدينا إذن معنيان تحتملهما الآيات من حيث ألفاظها وتراكيبها، وليست دلالة الآيات على أحد المعنيين – من حيث الألفاظ والتراكيب- بأولى من الآخر، بل إنها أظهر في المعنى الأول الخاطيء من المعنى الثاني الذي صرنا إليه؟ بل ما صرنا إلى الوجه الثاني إلا لمخالفة الأول لصريح المعقول، وليس لأن القرآن الكريم دلنا على هذه الحقيقة العلمية.
فكيف تجعل العقل حكما على معنى الآية، ثم تعود فتزعم أن القرآن يدل على هذه الحقائق العلمية؟ وتجعل من هذا إعجازاً؟
وبمعنى آخر: ألم يكن الأولى أن يقال مثلاً – وهذا فقط من باب إلزام القائلين بالإعجاز العلمي فلا يُفهمنَّ على غير وجهه- ألم يكن الأولى أن يقال مثلاً (وترى الشمس إذا بدت لها الأرض تزاور عن كهفهم ذات اليمين، وإذا مضت الأرض في دورانها تقرضهم ذات الشمال) أو شيئاً من هذا القبيل بحيث تكون الآيات دالة – قطعاً- على الحقيقة العلمية؟ بدلاً من أن تكون الآية محتملة لمعنيين متناقضين، فكيف وهي أظهر في الدلالة على المعنى الخاطيء منها على المعنى الصحيح؟ ...
هذا أمر أعجب من العجب نفسه
أولا: تقول بأن ابن عثيمين أخطأ، فكيف يفتي بهذا الخطأ، أليس في الديار من هو عالم بحقيقة تفسير الآية؟؟ هل تكون الفتوى من شخص واحد أم من جماعة من العلماء يتشاورون فيمن بينهم بالحجّة والدليل .... ؟؟؟؟
ثانيا: العبد الفقير حسن عبد الجليل لم يتحصّل عندي من الآية إلا المعنى الوحيد الذي أفهمه منها، وهو أن الشمس تدور في فلك لها، والأرض تدور حول نفسها فيتعاقب الليل والنهار، وتدور حول الشمس فتتعاقب الفصول .....
أما المعنى الثاني: فهو لم يقم عندي أصلا، فكيف تقول تحصَل لدينا معنيان تحتملهما الآية، كيف تحمّل المعنى الذي تحصّل عندك وهو خاطئ وتعلم خطأه يقينا للآية القرآنية الكريمة. هذا أمر لا يسلّم لك، وبحاجة إلى نظر.
فما رآه أي بشر من خطأ في دلالات الآيات الكريمة إنما يرجع لسوء فهمه لا إلى دلالات الكتاب الكريم، وهو منزه عن الخطأ، قال تعالى: (لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (فصلت:42)
ثالثا: العبد الفقير حسن عبد الجليل لا أجعل العقل حكما على الآيات الكريمة، لكن الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نعقل آياته في الخليقة، ولم يهبنا العقل لنلغيه ثم نفسر القرآن الكريم وفق ما نشتهي، وآيات القرآن الكريم الآمرة بإعمال العقل في آيات الله في خلقه كثيرة، والوعيد بترك إعمال العقل شديد، قال تعالى:
(كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (البقرة:242)
(إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ)
(لأنفال:22) (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (يوسف:2)
(وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (الرعد:4)
(وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (النحل:12)
(وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (النحل:67)
(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) (الحج:46)
(أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً) (الفرقان:44)
(وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ) (العنكبوت:43)
(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) (العنكبوت:63)
(وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (الروم:24)
(وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ) (الملك:10)
أما العبارة الأخيرة فتضيق نفسي كلما قرأتها؟؟ أخي الحبيب كيف تجرؤ على التدارك على آيات القرآن الكريم؟؟؟ وكيف استطعت أن تكتب عبارة
[ color=#FF0000] فكيف وهي أظهر في الدلالة على المعنى الخاطيء منها على المعنى الصحيح؟ [/ color
هل هذا من وجهة نظرك إدعاء صحيح، كيف توصلت إلى هذا المعنى، بأي لغة فهمته؟؟؟؟
القرآن الكريم لم ينزل بلسان بيّن فحسب، بل نزل بلسان عربي مبين قال تعالى:
(بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) (الشعراء:195)، وأرى أن عباراتك الأخيرة بعيدة كل البعد عن هذه الصفة القرآنية الكريمة.
ثم أين الإجابة التي وعدت بها، لم أجد لها أثرا في حديثك، إلا القول بأن ابن عثيمين أخطأ في تفسيره وتعذره، ثم بعد ذلك تأتي لتقرر بأن فهمه الخاطئ هو الأقرب لمعنى الآية، إن هذا لأمر عجاب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[29 Sep 2009, 11:58 ص]ـ
بل أحسب أن كلامي دقيق، وفي محله، وسأعود إن شاء الله لبيان ما أشكل عليك في كلامي ...
وما أطلبه إليك يا أستاذنا وألزم به نفسي أن يتروى كل منا في فهم كلام مخالفه.
وبارك الله فيك ...
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[29 Sep 2009, 03:46 م]ـ
الأخ الكريم حسن عبد الجليل:
1. لو تأملت الكلام جيداً عرفت أنني لم أقصد التدارك على الآيات الكريمة، وإنما هو من باب إلزام المخاطب، ولذلك جئت بجملة معترضة هي:
(وهذا فقط من باب إلزام القائلين بالإعجاز العلمي فلا يُفهمنَّ على غير وجهه)
وخشيت ألا يفهم على غير وجهه، فوكدت الأمر، ومع ذلك فقد فهمتَه - غفر الله لك- على غير وجهه، ومع ذلك أقول: إن الشيخ ابن عثيمين والإمام القرطبي رحمهما الله كانا معذورين فيما ذهبا إليه لأن الآية تتحدث عن طلوع الشمس وغروبها، ولم تسند شيئاً من الحركة للأرض.
ثم قلتُ إذا كنا في الحديث عن الإعجاز العلمي، وإثبات أن هذا القرآن من عند الله، أفلم يكن من الأولى أن تكون دلالة الآيات على الحقائق العلمية دلالة صريحة بدلاً من هذا التلميح والتلويح؟
ولا شك أن التصريح في هذا الباب أقوى من التلميح ...
فكان الأولى بناء على هذا أن تكون صياغة الآيات قاطعة في الدلالة على الحقيقة العلمية، فيكون هناك تصريح بأن الأرض تدور.
وهذا ليس من باب الاستدراك على الآية، بل من باب إلزامكم أيها القائلون بالإعجاز العلمي، فلم لم تكن الآيات قاطعة في الدلالة على الحقيقة العلمية فلا يخطيء في تفسيرها القرطبي ولا ابن عثيمين.
على كل حال:
لفت نظري قولك:
ثانيا: العبد الفقير حسن عبد الجليل لم يتحصّل عندي من الآية إلا المعنى الوحيد الذي أفهمه منها، وهو أن الشمس تدور في فلك لها، والأرض تدور حول نفسها فيتعاقب الليل والنهار، وتدور حول الشمس فتتعاقب الفصول .....
وحبذا لو شرحتَ لنا كيف فهمت من قوله تعالى ((وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ)) أن الأرض تدور حول محورها أو حول نفسها فيتعاقب الليل والنهار، وتدور حول الشمس فتتعاقب الفصول.
أين الدلالة في الآية الكريمة على ما فهمتَه منها؟؟!
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[29 Sep 2009, 04:27 م]ـ
ثم قلتُ إذا كنا في الحديث عن الإعجاز العلمي، وإثبات أن هذا القرآن من عند الله، أفلم يكن من الأولى أن تكون دلالة الآيات على الحقائق العلمية دلالة صريحة بدلاً من هذا التلميح والتلويح؟
ولا شك أن التصريح في هذا الباب أقوى من التلميح ...
فكان الأولى بناء على هذا أن تكون صياغة الآيات قاطعة في الدلالة على الحقيقة العلمية، فيكون هناك تصريح بأن الأرض تدور.
وهذا ليس من باب الاستدراك على الآية، بل من باب إلزامكم أيها القائلون بالإعجاز العلمي، فلم لم تكن الآيات قاطعة في الدلالة على الحقيقة العلمية فلا يخطيء في تفسيرها القرطبي ولا ابن عثيمين
لا، ليس من الأولى أن تكون دلالة الآيات على الحقائق العلمية دلالة صريحة
فلماذا؟
نحن لاننكر معك أن التصريح أقوى من التلميح كما تقول
لاننكر هذا وليس فى وسع عاقل أن ينكره
ولكن فلتعلم يا أخى الكريم أن التصريح - وان كان أقوى من التلميح - فانه ليس بأحكم منه
ففى كثير من الأحيان تقتضى منا الحكمة أن نلجأ الى التلميح بدلا من التصريح
وقد اقتضت الحكمة الالهية ذلك فى باب الاعجاز العلمى لأن عقول العرب الأولين لم تك مهيأة لقبول واستيعاب الحقائق العلمية التى لم تنكشف للناس الا مؤخرا جدا
هذا وجه واحد من أوجه الحكمة فى ذلك، والا فهناك وجوه أخرى لها، قد يكون منها أن الله عز وجل لا يريد منا أن نؤمن قهرا أو كرها، بل طواعية واختيارا
قال تعالى: " ان نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين "
فلو أنه عز وجل صرح بالحقائق العلمية منذ أربعة عشر قرنا لكان فى هذا الحجة البالغة علينا نحن المعاصرين مما يوجب علينا أن تخضع رقابنا لاعجاز القرآن فى هذه الحالة دون أن يأتى من يجادلنا فى الاعجاز العلمى للقرآن الكريم مثلما تفعل الآن
ولا تنسى يا أخى الفاضل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال:
" أمرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم "
وتمشيا مع هذا النهج الحكيم لم يك من الحكمة فى شىء أن يصرح القرآن الكريم بالحقائق العلمية لقوم أميين
وعلى هذا فقولك السابق ليس فيه الزام للقائلين بالاعجاز العلمى كما ظننت
وفقك الله الى الحق وأنار بصيرتك
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[29 Sep 2009, 06:20 م]ـ
بل هو في محله أخي الكريم ...
لا شك عند العقلاء أن ظاهر قوله تعالى ((وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ)) أن الشمس هي التي تتحرك، وأن الحركة أسندت إليها، ولكنا عدلنا عن هذا الظاهر لما قام لدينا من أدلة العقل.
فلماذا لم تكن على وجه يسند الدوران إلى الأرض فلا يخطيء في فهمها جهابذة العلماء كالقرطبي وابن عثيمين رحمهما الله؟
ويبقى السؤال متوجهاً للأستاذ حسن عبد الجليل ولك أنت إن كنت توافق الأستاذ حسناً في فهمه لها، ولكل من يوافق الأستاذ في فهمه:
حبذا لو شرحتَ لنا كيف فهمت من قوله تعالى ((وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ)) أن الأرض تدور حول محورها أو حول نفسها فيتعاقب الليل والنهار، وتدور حول الشمس فتتعاقب الفصول.
أين الدلالة في الآية الكريمة على ما فهمتَه منها؟؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[29 Sep 2009, 06:32 م]ـ
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
أيها الإخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من الأمراض الخطيرة التي فشت في أعقاب الزمن وأصبح مرضا مستعصيا على العلاجمرض التعالم
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[29 Sep 2009, 07:47 م]ـ
لا، ليس من الأولى أن تكون دلالة الآيات على الحقائق العلمية دلالة صريحة
فلماذا؟
نحن لاننكر معك أن التصريح أقوى من التلميح كما تقول
لاننكر هذا وليس فى وسع عاقل أن ينكره
ولكن فلتعلم يا أخى الكريم أن التصريح - وان كان أقوى من التلميح - فانه ليس بأحكم منه
ففى كثير من الأحيان تقتضى منا الحكمة أن نلجأ الى التلميح بدلا من التصريح
وقد اقتضت الحكمة الالهية ذلك فى باب الاعجاز العلمى لأن عقول العرب الأولين لم تك مهيأة لقبول واستيعاب الحقائق العلمية التى لم تنكشف للناس الا مؤخرا جدا
هذا وجه واحد من أوجه الحكمة فى ذلك، والا فهناك وجوه أخرى لها، قد يكون منها أن الله عز وجل لا يريد منا أن نؤمن قهرا أو كرها، بل طواعية واختيارا
قال تعالى: " ان نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين "
فلو أنه عز وجل صرح بالحقائق العلمية منذ أربعة عشر قرنا لكان فى هذا الحجة البالغة علينا نحن المعاصرين مما يوجب علينا أن تخضع رقابنا لاعجاز القرآن فى هذه الحالة دون أن يأتى من يجادلنا فى الاعجاز العلمى للقرآن الكريم مثلما تفعل الآن
ولا تنسى يا أخى الفاضل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال:
" أمرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم "
وتمشيا مع هذا النهج الحكيم لم يك من الحكمة فى شىء أن يصرح القرآن الكريم بالحقائق العلمية لقوم أميين
وعلى هذا فقولك السابق ليس فيه الزام للقائلين بالاعجاز العلمى كما ظننت
وفقك الله الى الحق وأنار بصيرتك
يبدو أن الأخ بكر لم يرقب قولى جيدا، أو لم يبصره بجلاء نتيجة صغر البنط الذى ظهرت به مداخلتى السابقة على غير العادة
ولذلك قمت باعادة مداخلتى مع تكبير البنط ليتبين الكلام
ومن الواضح أن كلامى كان يدور بالأساس حول قضية التصريح والتلميح فى القرآن بشأن الاعجاز العلمى
ولم أتطرق الى مسألة دوران الأرض أو الشمس وأيهما يدور حول الآخر
وكنت أحب أن يبدى الأخ بكر رأيه فيما أوردته من كلام عن حكمة التلميح الى الحقائق العلمية دون التصريح بها فى القرآن الكريم، وأن يكون رده داخل هذا الاطار ثم ننتقل من بعدها الى مسألة الدوران
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[29 Sep 2009, 07:51 م]ـ
أما فيما يخص مسألة دوران الشمس حول الأرض والتى تراها - أخى بكر - أنها الأقرب الى ظاهر النص، وذلك فى قوله تعالى: " وترى الشمس اذا طلعت. . . " فلا أرى فى الآية ما يدل على ذلك من قريب أو بعيد كما ترى أنت، وهذا لأن الآية لا تقرر صراحة أن الشمس هى التى تدور حول الأرض، بل غاية ما نستفيده منها أن الشمس تبدو كذلك فى رأى العين، أى للناظر اليها، دل على ذلك قوله (وترى)، فالآية انما تصف مشهدا بشريا لا تقرر حقيقة علمية، فانتبه أخى الى ذلك المعنى
ثم انى سائلك عن قوله تعالى فى نفس السورة والذى هذا نصه:
" حتى اذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب فى عين حمئة. . "
فبالله عليك نبئنى: هل دل هذا النص على أن الشمس تغرب بالفعل فى عين حمئة؟!!
أم أن غاية ما يفيده النص هو أنها تبدو كذلك فى رأى العين؟ أى للناظر اليها، ولذى القرنين تحديدا
هداك الله الى الحق وأنار بصيرتك
ولا تنس أن تجيبنى عما أوردته لك فى المداخلة السابقة بخصوص حكمة التلميح، هذا اذا شئت وتفضلت، والسلام عليكم أخى الفاضل
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[30 Sep 2009, 06:21 م]ـ
حياك الله أخي العليمي:
أما فيما يخص مسألة دوران الشمس حول الأرض والتى تراها - أخى بكر - أنها الأقرب الى ظاهر النص، وذلك فى قوله تعالى: " وترى الشمس اذا طلعت. . . " فلا أرى فى الآية ما يدل على ذلك من قريب أو بعيد كما ترى أنت، وهذا لأن الآية لا تقرر صراحة أن الشمس هى التى تدور حول الأرض، بل غاية ما نستفيده منها أن الشمس تبدو كذلك فى رأى العين، أى للناظر اليها، دل على ذلك قوله (وترى)، فالآية انما تصف مشهدا بشريا لا تقرر حقيقة علمية، فانتبه أخى الى ذلك المعنى
أنا لم أقل إنها تدل صراحة أخي الكريم، بل قلت "ظاهر الآية"، والمقصود هو بيان أن الأئمة السابقين معذورون في قولهم إن الأرض ثابتة، لما نرى من حركة الشمس الظاهرية أولاً، وثانياً لما نرى من إسناد الطلوع والغروب – أي الحركة- إلى الشمس.
ثم إن الأستاذ حسن عبد الجليل ادعى أنه يفهم من الآيات أن الأرض تدور حول محورها، وهذا نص قوله أنقله مرة أخرى:
ثانيا: العبد الفقير حسن عبد الجليل لم يتحصّل عندي من الآية إلا المعنى الوحيد الذي أفهمه منها، وهو أن الشمس تدور في فلك لها، والأرض تدور حول نفسها فيتعاقب الليل والنهار، وتدور حول الشمس فتتعاقب الفصول .....
فكيف فهم من الآية أن الأرض تدور حول محورها مع أنها ظاهرها يضيف الحركة إلى الشمس؟
هذا ما أريد أن أستوضحه من الأستاذ حسن أو ممن يقول بقوله؟
هل تدل الآية على حركة الأرض حول محورها؟
أما بخصوص حكمة التلميح، فلا أرى قولك فيه صواباً، بل إن التصريح في مواطن الإعجاز والتحدي أبلغ وأوكد ...
إذا كان هناك كتابان في الرياضيات أو في الفيزياء، أحدهما يشرح الحقائق العلمية على وجه التلميح والتلويح، والآخر يصرح ويستفيض في ضرب الأمثلة وعرض الحلول لها، فأي الكتابين تقرأ؟
فكيف بكتاب تزعمون أنه جاء ليدل على حقائق قبل 1400 سنة؟ ألم يكن الأبلغ والأقطع في الحجة أن يأتي بالحقائق تصريحاً؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[30 Sep 2009, 09:47 م]ـ
حياك الله أخي العليمي
أما بخصوص حكمة التلميح، فلا أرى قولك فيه صواباً، بل إن التصريح في مواطن الإعجاز والتحدي أبلغ وأوكد ...
إذا كان هناك كتابان في الرياضيات أو في الفيزياء، أحدهما يشرح الحقائق العلمية على وجه التلميح والتلويح، والآخر يصرح ويستفيض في ضرب الأمثلة وعرض الحلول لها، فأي الكتابين تقرأ؟
فكيف بكتاب تزعمون أنه جاء ليدل على حقائق قبل 1400 سنة؟ ألم يكن الأبلغ والأقطع في الحجة أن يأتي بالحقائق تصريحاً؟!
لو أنه أتى بالحقائق تصريحا لا تلميحا كما تريد لما كان هناك كافر على وجه الأرض، وهذا يتنافى مع ارادة الخالق بأن يكون الايمان به و بكتابه بالغيب وأن يصدر عن النفس طواعية واختيارا ولا يكون فيه اكراه وقهر
وقد أوردت لك الآيةالكريمة التى تفيد ذلك وتجدها فى مطلع سورة الشعراء
ثم انك تغالط نفسك بهذا المطلب، لأنك سبق أن قلت مرارا وتكرارا أن القرآن يجب فهمه على معهود العرب الأولين، فهل كانت الحقائق التى كشف عنها العلم الحديث من معهود العرب الأولين؟!!
وتخيل معى لو أن النبى صلى الله عليه وسلم قال لصناديد قريش أن الأرض التى يدبون عليها انما هى كرة تدور، وأن دورانها يكون حول نفسها وحول الشمس، فماذا تتوقع أن تكون ردة فعلهم؟!!
ثم انى قد أوردت لك حديث النبى صلى الله عليه وسلم: " أمرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم "
فهذا الأمر ممن تلقاه النبى؟
أليس من رب القرآن تبارك وتعالى؟
وعليه يمكن أن نستنبط أن القرآن انما يخاطب العرب الأولين على قدر عقولهم، وهذا يقتضى التلميح الى ما يفوق علمهم لا التصريح به
ثم علاوة على ما سبق كله كان عليك أن تتذكر أن التلميح وليس التصريح كان هو دأب النبى فى خطابه للناس
فكان صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يقول: ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا؟
فكان يستعمل التلميح حتى لا يجرح أحدا بالتصريح، وهذا من هديه الشريف ومن خلقه العظيم صلى الله عليه وسلم
وحاصل القول: أن التلميح قد يكون فى مواطن عديدة أبلغ وأحكم من التصريح
هداكم الله الى الحق باذنه وأنار بصيرتكم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[30 Sep 2009, 10:46 م]ـ
أليس من رب القرآن تبارك وتعالى؟
هذه العبارة في النفس منها شيء
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[30 Sep 2009, 11:39 م]ـ
هذه العبارة في النفس منها شيء
عفوا أخى الكريم، لم أتبين قصدك
فما وجه الاعتراض أكرمك الله؟
فانما عنيت: من أنزل القرآن تبارك وتعالى
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 Oct 2009, 05:47 ص]ـ
عفوا أخى الكريم، لم أتبين قصدك
فما وجه الاعتراض أكرمك الله؟
فانما عنيت: من أنزل القرآن تبارك وتعالى
العبارة أخي الكريم توحي بأن القرآن كسائر المربوبات "مخلوق"، والقرآن كلام الله المنزل، والكلام صفة من صفاته جل وعلا.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[01 Oct 2009, 04:26 م]ـ
العبارة أخي الكريم توحي بأن القرآن كسائر المربوبات "مخلوق"، والقرآن كلام الله المنزل، والكلام صفة من صفاته جل وعلا.
طبعا لم أقصد هذا المعنى ولا طرأ على فكرى أصلا
وقد كان من الممكن أن أقول فى ايجاز: أليس من الله؟، ولكنى أردت أن أن أضع القرآن فى صورة قياس منطقى تكون نتيجته أن القرآن يخاطب العرب الأولين على قدر عقولهم، وبالتالى يمتنع أن يصرح لهم بالحقائق العلمية التى تفوق عقولهم وتضيق عنها مداركهم فى ذلك الوقت، ولكن لأن القرآن يخاطب عصورا أخرى مقبلة ستكون أكثر تقدما فى العلوم والمعارف فكان الأسلوب الأمثل فى مخاطبتهم هو التلميح والاشارة، من حيث أن التصريح ممتنع للسبب المذكور آنفا
هذا هو - أخى الكريم - السر فى صياغتى لتلك العبارة، ولولا أن الأخ بكر لا يكف عن جدالنا حتى فى أبسط الحقائق لما كنا لجأنا الى صياغة تلك الأقيسة المنطقية ذات العبارات الموهمة خلاف ما نقصد
ومع هذا فلك الشكر أخانا الكريم على هذا التنبيه، وقد سررت به، ونرجو أن يكون هذا دأبكم معنا على الدوام، جزاكم الله خيرا
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[01 Oct 2009, 05:49 م]ـ
لا زلنا نطلب من الأخ الكريم حسن عبد الجليل، والإخوة مثبتة الإعجاز العلمي أن يشرحوا لنا كلام الدكتور حسن:
ثانيا: العبد الفقير حسن عبد الجليل لم يتحصّل عندي من الآية إلا المعنى الوحيد الذي أفهمه منها، وهو أن الشمس تدور في فلك لها، والأرض تدور حول نفسها فيتعاقب الليل والنهار، وتدور حول الشمس فتتعاقب الفصول .....
كيف يفهم من الآية ((وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ)) أن الأرض تدور حول نفسها فيتعاقب الليل والنهار؟
إذا كنت أجادل في أبسط الحقائق فأفهمونا يا إخوة كيف نستنبط هذا من الآية؟(/)
الوحدة الموضوعية عند الفراهى كما أتصورها فهل من مضيف؟
ـ[د على رمضان]ــــــــ[24 Sep 2009, 10:59 م]ـ
الأخوة الكرام ورحمة الله وبركاته سجلت طلبى قبل ذلك للحصول على خطة بحث الوحدة الموضوعية بين الفراهى وسيد قطب ولما لم يسعفنى أحد وضعت تصورا للموضوع من عندى فهل من مضيف شيئاً؟
وهو كما يلى:
الأسس التى بنى عليها الفراهى منهجه فى نظام القرآن تتمثل فى عدة أمور:
1 - القول بتوقيف ترتيب آيات وسور القرآن الكريم.
2 - تمهيده بين يدى منهجه فى النظام بعدة أمور:
أ - الأسباب التى دفعته لالتماس النظام.
ب - موانع النظام عند القائلين به والرد عليهم.
ج - الوسائل الت تهدى لالتماس النظام.
د - صعوبة استخراج النظام وأسبابه.
هـ - ذكره لأمثلة ونماذج لحل مشكلات النظام.
و - بيانه لوجوه الخطأ فى التفسير أثرها فى عدم الوصول للنظام.
3 - الربط بين محاور وأهداف ومعالم السوروالنظام (الوحدة الموضوعية).
4 - النظام (الوحدة الموضوعية) عند الفراهى وينقسم عنده لقسمين:
الأول: الوحدة الموضوعية للقرآن الكريم كله.
تعريفه، أهميته الدليل عليه ..........
الثانى: الوحدة الموضوعية للسورة القرآنية (أو عمود السورة).
تعريفها أهميتها الدليل عليها.
هذا ما عندى أيها الأحباب فأرونى ماعندكم وإن كانت هناك إضافات أو ملاحظات سأكون لكم من الشاكرين.
و ورحمة الله وبركاته
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[18 Sep 2010, 12:26 ص]ـ
اخي الفاضل هناك رسالة علمية (ماجستير) للباحث سامر رشواني بعنوان: منهج التفسير الموضوعي. يمكنك البحث عنه والافادة منه، والحقيقة عندي نسخة منه لكنها ليست عندي الان ولذلك لا اذكر الدار الناشرة.
ويمكنة الافادة من كتاب: نظرية الوحدة الموضوعية. د. محمود حجازي.
وكتاب التفسير الموضوعي د. مصطفى مسلم ط: دار القلم دمشق.
وقد أحلتك إلى هذه الكتب لأختصر لك شرحا طويلا عن فكرة (الوحدة الموضوعية للسورة القرآنية) لا سيما وبحثي في الدكتوراة تطبيقا عمليا لهذه النظرية. وبمقدار ما تتعمق بمفهومها بمقدار ما تستطيع نسج خطة متكاملة لموضوعك.
وفقك الله وأعانك.
ـ[د على رمضان]ــــــــ[17 Oct 2010, 08:57 ص]ـ
جزاكم الله خيراً أخى توفيق على اهتمامك وردك، فالذى يلفت النظر للأسف فى هذا الملتقى عدم الإهتما والرد على أحد واصة فى موضوعات علمية دقيقة، والغريب أنه أحياناً توجد موضوعات لا تستحوذ على الاهتمام تجد عدد الردود والمشاركات حولها كثيرة بدرجة غير متوقعة، وقد أنهيت بحثاً بعنوان التناسب والنظام بين الغمارى والفراهى دراسة وموازنة نشر بمجلة كلية أصول الدين والدعوة بجامعة الأزهر (فرع أسيوط)،،،،،،،، وشكرا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Oct 2010, 09:31 ص]ـ
جزاكم الله خيراً أخى توفيق على اهتمامك وردك، فالذى يلفت النظر للأسف فى هذا الملتقى عدم الإهتما والرد على أحد واصة فى موضوعات علمية دقيقة، والغريب أنه أحياناً توجد موضوعات لا تستحوذ على الاهتمام تجد عدد الردود والمشاركات حولها كثيرة بدرجة غير متوقعة
بارك الله فيكم يا دكتور علي ..
مثل هذه الموضوعات لا تنشر في العلن، فليست من الأمور التي يجيبك فيها الجميع، وإنما ينبغي للباحث أن يتحرى أناساً يستشيرهم استشارات خاصة يتوسم فيهم أن يساعدوه، وأنت دكتور كما يظهر من اسمك الكريم (1) ولست باحثاً مبتدئاً وهذا جعلني أتوقف عن المشاركة، فقد يذهب بهذا الموضوع أي باحث ويكتب فيه بحثاً ثم ندخل في مسألة: أيهما أخذه من الآخر؟
والفراهي رحمه الله مِنْ أَدَقِّ مَن كتب في هذا الموضوع، وقد كتب في منهجه عدد من الباحثين القريبين من مدرسته مثل الدكتور محمد أجمل الإصلاحي وعناية الله سبحاني وغيرهم وأرى أن العودة لكتبهم ودراستها بتأني أولى من طرح السؤال علناً هنا.
ثم إن العناصر التي كتبتها في خطتك عناصر ممتازة، جعلت الإضافة عليها صعبةً، وأتوقع أن هذا هو الذي جعل الزملاء يتوقفون عن التعقيب على موضوعك وفقك الله.
وتعقيب أخي توفيق العبيد - في نظري - يصلح لطالب في أول المرحلة الجامعية ولا يصلح لمثلك، فأنت دكتور متخصص وتعرف كل هذه المصادر وربما أنك تقوم بتدريسها، إلا كتاب سامر رشواني فقد يكون لحداثة صدوره لم يصلكم بعدُ وهو كتاب جيد وفيه مناقشات قيمة لكثير من مسائل التفسير الموضوعي.
وفقك الله ورعاك.
ـ الحواشي ـــ
(1) لا زلت أطالب الزملاء في الملتقى بكتابة تعريف مختصر بهم في التوقيع، يدل القارئ والمشارك والمعقب على مؤهلك العلمي، ومكان علمك، حتى يراعي ذلك في الرد والتعقيب والمناقشة. فلو كتبتم مثلاً د. علي رمضان أستاذ التفسير بجامعة كذا ... لكان هذا معيناً للجميع على النقاش والحوار معكم وفقكم الله. وأذكر أخي الدكتور عثمان القميحي أول ما فتحنا ملتقى أهل التفسير سأل سؤالاً هنا ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=300) عن كتاب (التفسير والمفسرون) للذهبي، فأجبته ولم أعرفه، وفصلت القول في الكتاب وهو يعرفه من قبل أن أدخل المدرسة الابتدائية رُبَّما! فوقعتُ في حرج من ذلك، وقلتُ في نفسي: ما دمتَ دكتوراً فلماذا تسأل مثل هذه الأسئلة السهلة وتحرجنا بالإجابة!(/)
ما هي فائدة الاشتغال بما يسمى بالإعجاز العلمي في القرآن الكريم
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[25 Sep 2009, 02:11 ص]ـ
عيد مبارك وسعيد، فقد كنت منشغلا عن هذا الملتقى المبارك.
إخوتي الكرام:
منذ زمن ليس بالقصير كنت أتساءل عندما أسمع شريطا من أشرطة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم عن جدوى الاشتغال بمثل هذا ..
ولم اجد حتى الآن جوابا مقنعا ..
فإذا كان لزيادة اليقين عند المسلمين في أن هذا الكتاب منزل من عند الله تعالى فذلك لغو إذ أن من شروط اعتقاد ذلك ركن من أركان الإيمان ..
وإذا كان الاشتغال بما يسمى بالإعجاز العلمي هو من أجل هداية الكفار والأمم غير الإسلامية وإقناعهم بأن هذا من عند الله تعالى فهو أيضا لغو لأن ما يسمى بالإعجاز العلمي يعتمد كليا على نظريات ونتائج علمية مستمدة من الغرب الكافر، فهي غير موثوقة علميا، وغير مامونة عقديا، وليس القرآن بحاجة إليها ..
فما فائدة الاشتغال بمثل هذا إذا كان هكذا ..
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[25 Sep 2009, 05:33 ص]ـ
عيد مبارك وسعيد، فقد كنت منشغلا عن هذا الملتقى المبارك.
إخوتي الكرام:
منذ زمن ليس بالقصير كنت أتساءل عندما أسمع شريطا من أشرطة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم عن جدوى الاشتغال بمثل هذا ..
ولم اجد حتى الآن جوابا مقنعا ..
فإذا كان لزيادة اليقين عند المسلمين في أن هذا الكتاب منزل من عند الله تعالى فذلك لغو إذ أن من شروط اعتقاد ذلك ركن من أركان الإيمان ..
وإذا كان الاشتغال بما يسمى بالإعجاز العلمي هو من أجل هداية الكفار والأمم غير الإسلامية وإقناعهم بأن هذا من عند الله تعالى فهو أيضا لغو لأن ما يسمى بالإعجاز العلمي يعتمد كليا على نظريات ونتائج علمية مستمدة من الغرب الكافر، فهي غير موثوقة علميا، وغير مامونة عقديا، وليس القرآن بحاجة إليها ..
فما فائدة الاشتغال بمثل هذا إذا كان هكذا ..
أنت قررت وحكمت ووضعت مقدمات تظن أنها صحيحة وبنيت عليها نتائج، والأمر ليس كما قررت وحكمت، ولا يسلم لك بصحة مقدماتك، ولو تأملت المقدمات التي وضعتها لوجدتها مخالفه لصريح القرآن ومخالفة لما ثبت من حال الرسول صلى الله عليه وسلم حين يظهر له من الآيات ما يزداد به يقينه فيقول: "أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله" فتنبه.
ثم إن المشتغلين بالإعجاز يتكلمون عن الحقائق العلمية الثابته وليس عن النظريات
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[25 Sep 2009, 03:07 م]ـ
ما فائدة الاشتغال بالاعجاز العلمى فى القرآن الكريم؟
كان هذا هو سؤالك أخانا الكريم
ويبدو لى الأمر كما لو كنت تسأل: ما فائدة الاشتغال بتفسير القرآن الكريم؟!
فهل يصح مثل هذا السؤال الأخير أو يجوز عندك؟
قطعا لايصح ولا يجوز
وبالمثل يكون سؤالك الأول غير جائز ولا صحيح
هل أدركت ما أعنى أم ليس بعد؟
أعنى أن الاعجاز العلمى للقرآن لم يأت من فراغ، وانما هو فرع عن أصل
هذا الأصل هو علم التفسير، فلولاه ما كان اعجاز من أى نوع علميا كان أم بلاغيا أو ماشئت من وجوه الاعجاز لهذا الكتاب المجيد
ان الاعجاز العلمى للقرآن انما هو ظاهرة انبثقت وصدرت عن محاولات تفسير وتدبر وفهم كلام الله جل وعلا على الوجه الأمثل، ولولا أن فى كلامه عز وجل اشارات علمية عديدة الى الكون الواسع بكل ما يحويه من صنوف الخلائق والى وحدة تكوينها على اختلافها بما يدل على وحدة باريها وخالقها، والى أجرام السماء وسباحتها فى أفلاك محددة بدقة، والى مرور الجبال التى تبدو فى رأى العين جامدة، والى ... والى ... ، أقول لولا ذلك كله لما كان هناك ما يسمى بالاعجاز العلمى، فاشارات القرآن ذاته الى تلك المعانى هى التى اقتضت وجود ما سألت عنه
هدانا الله واياكم أخانا الكريم الى الحق باذنه
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[25 Sep 2009, 05:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد
أخي حجازي الهوى، وأخي العليمي
بارك الله فيكما، وفي جميع القرّاء، وهذا الذي تفضلتما به هو الصواب، فإن القرآن الكريم لا تفنى عجائبه، ولا يجوز لإنسان أن يسفّه عمل الآخرين، خصوصا تلك التي تظهر للناس آيات قدرة الله، وصدق رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وعجز الناس عن مضاهات هذا الكتاب الكريم.
ليهتدوا بهديه، ويرو فيه منهج الحياة والسماحة المثلى وسعادة الإنسان في الدارين.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[26 Sep 2009, 02:47 ص]ـ
إخوتي الكرام:
أعتذر عن التاخر في الرد فأنا لا أدخل النت كثيرا.
ولكن نحن لا نريد كلاما عاما مستندا إلى مجرد دعاوى.
الذي نريده هو مثال على الإعجاز العلمي في تفسير كتاب الله تعالى، وأرجو أن يتحقق فيه ما يلي:
1 - أن يكون تفسيرا لكتاب الله تعالى بما تسمونه حقائق علمية بحيث لا تقبل الطعن علميا بمعنى أن تكون تلك الحقائق العلمية موثقة من علماء مسلمين ثقات
2 - أن يكون اللفظ العربي للقرآن الكريم يتحمل ذلك التفسير العلمي.
وهذا هو الذي يحل الإشكال.
أما أن نظل في مجرد دعاوى لا برهان عليها فذلك مضيعة للوقت.
ولا تنسوا أن الهدف هو الوصول إلى حقائق يستفيد منها طلبة العلم في هذا المجال.
ودمتم في رعاية الله تعالى وحفظه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[26 Sep 2009, 03:00 ص]ـ
أخي إبراهيم ألم تسمع حتى الآن عن آية واحدة يتحقق فيها معنى الإعجاز العلمي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ابحث عن معنى قوله تعالى: (والسماء بنيناها بأييد وإنا لموسعون)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[26 Sep 2009, 03:13 ص]ـ
أخي الكريم:
سمعت عن معناها من قبل وسمعت نظريتين متعارضتين علميا في هذا المجال:
الأولى: تقول إن الكون يتمدد ويتوسع.
الثانية: تقول إن الكون ينكمش ويتقارب.
فأيهما تدل عليه الآية الكريمة على فرض أن السماء تطلق على الكون مع استبعاد ذلك لغة وشرعا.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[26 Sep 2009, 06:44 ص]ـ
إخوتي الكرام:
أعتذر عن التاخر في الرد فأنا لا أدخل النت كثيرا.
ولكن نحن لا نريد كلاما عاما مستندا إلى مجرد دعاوى.
الذي نريده هو مثال على الإعجاز العلمي في تفسير كتاب الله تعالى، وأرجو أن يتحقق فيه ما يلي:
1 - أن يكون تفسيرا لكتاب الله تعالى بما تسمونه حقائق علمية بحيث لا تقبل الطعن علميا بمعنى أن تكون تلك الحقائق العلمية موثقة من علماء مسلمين ثقات
2 - أن يكون اللفظ العربي للقرآن الكريم يتحمل ذلك التفسير العلمي.
وهذا هو الذي يحل الإشكال.
أما أن نظل في مجرد دعاوى لا برهان عليها فذلك مضيعة للوقت.
ولا تنسوا أن الهدف هو الوصول إلى حقائق يستفيد منها طلبة العلم في هذا المجال.
ودمتم في رعاية الله تعالى وحفظه.
الأخ إبراهيم
الإعجاز العلمي ليس تفسيرا للقرآن،والقول بأن الإعجاز العلمي تفسير فهم مغلوط وقع فيه كثير من الذين وقفوا ضد هذا التوجه.
الإعجاز العلمي يقول إن هناك إشارات في القرآن وفي السنة إلى سنن أودعها الله في الكون لم تكن معروفة للبشرية وقت نزول القرآن، ثم توصلت إليها البشرية من خلال الكشوف العلمية فدل ذلك على أن القرآن كلام الله وأن محمدا رسول من عند الله تعالى.
أما الأمثلة فهي أكثر من أن تحصر وألف فيها مؤلفات وهي موجودة على مواقع النت، فما عليك إلا الرجوع إليها فإن رأيت فيها حقا فاقبله وإن رأيت فيها باطلا ودعوى بلا دليل فإن استطعت أن تبينها لنا فافعل.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[26 Sep 2009, 08:11 ص]ـ
الأخ حجازي الهوى
قولكم: (ثم إن المشتغلين بالإعجاز يتكلمون عن الحقائق العلمية الثابته وليس عن النظريات).
هذه دعوى يخالفها واقع كثير من المشتعلين بالإعجاز العلمي، ومواقع الإعجاز العلمي في الأنترنت شاهد لذلك، إلا إذا كان لمثلكم تقويم للمواقع وللقائلين بالإعجاز العلمي فنتبين المصيب من المخطئ فيهم، فهذا أمر لم يحصل بعدُ ممن يقول بالإعجاز العلمي.
وكون هذه القضية حقيقة مما يحتاج إلى إثبات طويل، وذلك مما لا يمكن للمشتغلين بالعلوم الكونية والتجريبة الجزم به، بل هي حقيقة نسبية عندهم، وهي قابلة للنقض أو التطوير، وهذا جزء من مفهوم العلم عند الغربيين، وأرى من خلال كتاباتكم أنه لا يخفى عليكم مثل ذلك، وإذا كان كذلك فالقول بأن هذا حقيقة علمية.
ولو قيل بأنها حقيقة علمية فحملكم الآية على هذه الحقيقة العلمية ظنِّي، وأرجو أن تتأمل هذا جيدًا؛ لأن الجزم الذي يدَّعيه بعض المعتنين بالإعجاز الذي يُفهم من خلال كلامهم أن هذا مرادٌ لله بلا ريب = مما لا يدعيه مثل حبر الأمة ابن عباس في هذه الأمور، فكيف بمن هو خارج عن الاختصاص الشرعي بله التفسيري.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[26 Sep 2009, 08:26 ص]ـ
أخي حجازي الهوى
مع كبير اعتذاري لكم مقدمًا، فإن قولكم: (الإعجاز العلمي ليس تفسيرا للقرآن،والقول بأن الإعجاز العلمي تفسير فهم مغلوط وقع فيه كثير من الذين وقفوا ضد هذا التوجه) = هو المغلوط، إذ لا خلاف في عملية التفسير بين أن تكون هذه حقيقة علمية أو نظرية، كمن فسر برأي شاذ أو برأي مشهور، فإنه قد فسَّر.
وأتمنى أن تتنبه لمسألة، وهي أن التفريق بين كونها حقيقة علمية او نظرية = خارجة إطار عملية التفسير، أما في إطار التفسير فالتفسير لا يختلف في ذلك، لأن المراد به بيان المعاني، والمعنى إذا بينته النظرية أو الحقيقة كان تفسيرًا.
أما كونه خطأ في بيان المعنى فهذا أمر آخر ,
وقد تلبَّس عليك كما تلبَّس على كثيرين بسبب ناشئة من قومنا حوَّلوا التفسير العلمي إلى الإعجاز العلمي، وتحكموا في المصطلحات، والتحكم لا يعجز عنه أحد.
حتى ادعى بعضهم، فقال: (أن الإعجاز العلمي متفق عليه بين أهل التفسير، والتفسير العلمي مختلف فيه، بل حرمه بعض العلماء)، وهذا القول دعوى غير صحيحة على أهل التفسير، وأنا لا أعرف إلا التفسير، وليس لي مجال آخر في العلم غيره، ولقد عشت معه سنين، ولم أر لهذا القول مستند من كلام المفسرين.
وإنما أوقعه في ذلك أنه ركَّب مصطلحات خاصة له (ويشارك فيها غيره)، ثم ركَّب عليها النتائج التي يريدها.
وأرجو أن تقرأ في تاريخ الإعجاز العلمي لترى كيف تحوَّل التفسير العلمي إلى الإعجاز العلمي، وصار لكل واحد منهما مصطلحًا خاصًّا، وهو مصطلح خارج عنا أهل علوم القرآن، ونحن أولى بالحديث عن الإعجاز من غيرنا لككنا بين مشكلتين:
الأولى: ضعف في بعض المتخصصين في الدراسات القرآنية، أو تخوُّف من الدخول في هذه المجالات، أو بعدٌ عنها بأمور أخرى.
الثانية: أن الإعجاز العلمي نشأ في أحضان علماء العلوم التجريبية والكونية فكيفوه كما يريدون، ثم تلقَّفه من تلقفه ممن لم يصل إلى الدراية الكافية في أسس هذا الموضوع، وبهره ما يراه مما يُظنُّ أنه من الحقائق الكونية والتجريبة بأنه يوافق ما عنده من الآيات القرآنية.
وأنا أدعو إلى إلى أن نعود إلى التأصيل، فالموضوع قد خرج عن التأصيل كثيرًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[26 Sep 2009, 11:39 ص]ـ
شيخنا الفاضل
أختلف معك في كثير مما تقول، ولكن الذي شدني في كلامك وتوقفت عنده كثيرا هو قولك:
ونحن أولى بالحديث عن الإعجاز من غيرنا لككنا بين مشكلتين:
الأولى: ضعف في بعض المتخصصين في الدراسات القرآنية، أو تخوُّف من الدخول في هذه المجالات، أو بعدٌ عنها بأمور أخرى.
الثانية: أن الإعجاز العلمي نشأ في أحضان علماء العلوم التجريبية والكونية فكيفوه كما يريدون، ثم تلقَّفه من تلقفه ممن لم يصل إلى الدراية الكافية في أسس هذا الموضوع، وبهره ما يراه مما يُظنُّ أنه من الحقائق الكونية والتجريبة بأنه يوافق ما عنده من الآيات القرآنية ..
أتمنى لو تكرمت علينا بمزيد بيان لمضمون هذه الفقرة حتى نفهمها على وجهه الصحيح.
ولكني معك في قولك:
وأنا أدعو إلى إلى أن نعود إلى التأصيل، فالموضوع قد خرج عن التأصيل كثيرًا.
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[26 Sep 2009, 05:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
منذ فترة وأنا أتتبع الموضوع الشيق حول قضية الإعجاز العلمي، وقد أدلى فيه الباحثون الفضلاء كل بدلوه، وكل من زاوية نظر مختلفة. وقد أنتج هذا تباينا في النظر، واختلافا في التصور. وأصبح المتتبع له يقع نظره على ما شئت من تشعب في الموضوع، وتباين في القول، وتنازع في الحجج تارة، وتناصيها تارة أخرى.
وإذا كان الدكتور الفاضل: مساعد الطيار. قد اقترح تأصيل هذه المسألة، ووافقه عليه الأستاذ حجازي الهوى. فقد جاء هذا الاقتراح ليعيد الأمور إلى نصابها. وهو اقتراح في محله ولا بد. وتتميما لما اقترحه الدكتور مساعد، أتفضل لأقترح على فضيلته أن يدير مائدة النقاش حول هذا الموضوع، وأن يقرر الإخوة الفضلاء أصول هذه المسألة. أصلا أصلا. بروية وبتؤدة، ولا ينتقلون إلى أصل إلا بعد إحكام الأصل الذي قبله. والاحتجاج له. وهذا إن تم سيعطي للنقاش بهجة ورونقا. وسيضفي عليه مصداقية أكثر.
ودمتم بخير.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[26 Sep 2009, 08:11 م]ـ
الاخ الكريم الحسني،
الذين يرفضون العلم الذي جاء به الغرب الكافر ليتهم كانوا منسجمين في دعواهم فلا يتناقضون إذ:
1. يذهبون للاستشفاء فيسلمون أنفسهم للكافر الذي يبقر البطون ويستخرج القلوب.
2. يركبون الطائرات ولا يخشون السقوط، وهم بذلك يعرضون أنفسهم للمهالك.
3. ينفقون المليارات من أموال المسلمين لشراء أسلحة الكافر.
ليتهم وليتهم ... الخ.
أما أولئك الذين يطلبون الحقيقة العلمية فنقول لهم:
ما لكم تذهبون إلى القول بحجية خبر الواحد، بل وتذهبون إلى القول بأنه يفيد العلم.
حسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[26 Sep 2009, 08:37 م]ـ
الاخ الكريم الحسني،
الذين يرفضون العلم الذي جاء به الغرب الكافر ليتهم كانوا منسجمين في دعواهم فلا يتناقضون إذ:
1. يذهبون للاستشفاء فيسلمون أنفسهم للكافر الذي يبقر البطون ويستخرج القلوب.
2. يركبون الطائرات ولا يخشون السقوط، وهم بذلك يعرضون أنفسهم للمهالك.
3. ينفقون المليارات من أموال المسلمين لشراء أسلحة الكافر.
ليتهم وليتهم ... الخ.
أما أولئك الذين يطلبون الحقيقة العلمية فنقول لهم:
ما لكم تذهبون إلى القول بحجية خبر الواحد، بل وتذهبون إلى القول بأنه يفيد العلم.
حسبنا الله ونعم الوكيل
الأخ الكريم:
الذين ينكرون الإعجاز العلمي لا يرفضون العلم الحديث، ولا ما كشف عنه من حقائق الكون، وإنما ينكرون دلالة القرآن على النظريات والحقائق التي كشف عنها العلم الحديث.
فنحن لا ننكر ما كشف عنه العلم الحديث من أسرار هذا الكون وحقائقه، واستخرج من أسرارها وخفاياها ما شئت، وليستخرج الغرب ما شاء، أما أن تزعم أن القرآن كشف عنها قبل 1400 سنة، فهذا ما ننازع فيه.
ولذلك فإن ما أوردته من ذهابنا للاستشفاء عند الغرب الكافر، أو ركوب الطائرات وغير ذلك، ليس مما يلزمنا حتى تنكره علينا، فليس يلزم من إنكار الإعجاز العلمي في القرآن إنكار ما دلت عليه التجربة والملاحظة من حقائق ...
فتنبه بارك الله فيك ...
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[26 Sep 2009, 08:40 م]ـ
وأمران ذكرتهما في رابط (تهافت القول بالإعجاز العلمي) أعيدهما هاهنا، فهما مما يلزم في تحرير محل النزاع بين منكرة الإعجاز العلمي ومثبتته:
(يُتْبَعُ)
(/)
1. أقَرِّرُ مَرَّةً أخرى أمراً نكون فيه على بيِّنةٍ: نحنُ هنا لا نُنكِرُ الحقائقَ العِلميَّةَ، وما وصلَ إليه العِلم الحديثُ من مُكتشفاتٍ ومخترعات، وليس لنا أن نُنكرَها إذا ما ثَبَتَتْ، بل نقولُ إنَّ وجودَ الحقائقِ العِلْمِيَّةِ شيءٌ، وادعاءَ أنَّ القرآنَ دل عليها وأشارَ إليها بتفصيلِها - على وجهٍ لم يكنْ معهوداً للعربِ ولا معروفاً لهم حتَّى جاءِ العِلمُ الحديثُ فَكَشَفَ عنها وعن المعنى المقصودِ بها، أي أنَّ آيات ِالقرآنِ بهذا تُفسِّرُ هذه الظواهرَ العِلميَّةَ وتذكرُ الأسبابَ الكامنةَ وراءَها- شيءٌ آخرُ. ونزاعُنا معَ أربابِ الإعجازِ العِلميِّ ليس في أصلِ الحقائقِ العِلميَّةِ، ولا في ثبوتِها، بل في زعمِهم ودعواهُم أنَّ القُرآنَ دلَّ عليها وأشارَ إليها على وجهٍ تفصيليٍّ لم يكن معروفاً للعربِ، ولا معهوداً لهم، وأنَّ معاني الآياتِ لم تكن مفهومةً لهم حقَّ الفهمِ، أو كانت من المُتشابِهِ الذي لا يُعرفُ معناهُ، حتَّى جاءَ العِلمُ الحديثُ فكشفَ عنها، أو أنَّ هذه الآياتِ بمفرداتها وتراكيبِها كانت لها معانٍ معيَّنَةٌ عند العربِ آنذاك بحسبِ معهودِهم في الكلامِ وتصرُّفِهم فيه، ثمَّ لمّا جاءَ العلمُ الحديثُ أضافَ إليها معاني أخرى جديدةً لم تكن معروفةً لدى العربِ الأوَّلين، ويجعلون من هذا التفسيرِ العِلميِّ، ومن سبقِ القرآنِ في الإشارةِ إلى هذه الحقائقِ العلميَّةِ والطبيعيَّةِ وجهاً جديداً من وجوهِ الإعجازِ القرآنيِّ!!! هذا ما ننازعُ فيهِ، ونُشَدِّدُ النَّكيرَ على القائلِ به.
2. كثيراً ما يعترض أنصار الإعجاز العلمي على منكري الإعجاز العلمي بأنهم ليسوا متخصصين في العلوم الحديثة، من طب وهندسة، وفيزياء وكيمياء وجيولوجيا وفلك .... إلخ، وأنهم لهذا لا يستطيعون أن يتصوروا الإعجاز العلمي حق تصوره، ولا أن يقدروه حق قدره، وهذا وهمٌ لا حظَّ له من التحقيق، والصوابُ الذي لا شك فيه أن نتبيَّن الفرقَ بين:
أ. دراسة العلوم الحديثة، والتعمق فيها، وسبر أغوارها، ونيل أعلى الدرجات في التخصصات المختلفة.
ب. وبين دلالة القرآن على ما كشفت عنه العلوم الحديثة من أسرار وخفايا في هذا الكون.
فمحل الأول التجربة والملاحظة، والاستنتاج المبني عليهما، محل الطب ما كشفت عنه التجارب والملاحظاتُ من أدوية وعقارات، وما وصلت إليه الآلات الطبية من قدرة على إجراء أدق العمليات الجراحية، ومحل الهندسة الرياضيات، وما فيها من تفاضل وتكامل ودوال مثلثية وديكارتية، والمباني وإنشاؤها، والآلات بمختلف أنواعها وأغراضها من حيث تصميمها وتصنيعها على وجه يؤدي الغرض منها، ومحل الزراعة التربة والنبات ..... إلخ. أما معرفة إن كان في القرآن دلالةٌ على شيءٍ من أسرار الطب أو الصيدلة أو الهندسة أو الزراعة والصناعة أوالفلك والفيزياء والجيولوجيا فمحلُّها فقهُ اللغةِ وأصولُ الفقهِ، والأصولُ التي يجب أن نسير عليها في فهم الكلام، والنظر في دلالاتِ الألفاظ على معانيها في النصوص الشرعية من قرآن وسنة إنما تكون بحسْبِ ما قَرَّرَه أَهلُ هذا الفَنِّ من عُلَمَاءِ الشَّرْعِ، فننظرُ في الأَمْرِ والنَّهْيِ، والعَامِّ والخاصِّ، والمُطلَقِ والمُقيَّدِ، والمجمَلِ والمُبَيَّنِ، والنّاسِخِ والمَنسوخِ، والحقيقةِ والمجازِ، والاشتراكِ والإِضمارِ، والمنطوقِ والمفهومِ، وفي الأدلَّةِ الإجماليَّةِ من كتابٍ وسنَّةٍ وإجماعٍ وقياسٍ، وفي التَّعارُضِ والتَّراجيحِ، وأَحكامِ الاجتهادِ والتَّقليدِ، وفي مُصطلحِ الحديثِ والنَّحوِ والصَّرفِ واللغةِ، وفنونِ البلاغةِ والبيانِ، وغيرِ ذلك ممَّا قرَّرَه أهلُ هذه الفَنونِ، وفصَّلوا القولَ فيه، والتي لا تمتُّ إلى العلومِ الحديثةِ وما أَحرَزَه فيها أَصحَابُها بِصِلَةٍ، والأطباءُ والمهندسون والفيزيائيون في هذا عيالٌ على الفقهاء وعلماء الدين. وإذا كان الكلام في العلوم الحديثة لا يكون إلا لمتخصص فيها، فكذلك علوم الشرع، واللغة، لا يجوز أن يتصدر لها إلا من ألم بشيء من فقه اللغة وأصول الفقه يُمكِّنُه من الخوضِ فيها. بل إنَّ الحقَّ الذي لا ريبَ فيه أنَّ هذه العلومَ الشرعيَّةَ من فقهٍ وحديثٍ وتفسيرٍ وكلامٍ هي أَجَلُّ المَعارفِ وأَعْظَمُها، وأَرْفَعُها دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ، وأنَّ أهلَها وأرْبابَها العُلَماءَ من
(يُتْبَعُ)
(/)
المُتَكَلِّمين والفُقَهاءِ والمُحَدِّثين والمُفَسِّرين وأهلِ العربيَّةِ هم أعلى النَّاسِ مَنْزِلةً بما استُحفِظوا من كتابِ اللهِ، وأَخَصُّ العُلماءِ في هذا الفُقَهاءُ.
هذان أمران تمسُّ إليهما الحاجة، في مبحثنا هذا، لندرك مكمن الخلل في كثير من اعتراضات القائلين بالإعجاز العلمي وأنصاره، ونكونَ منها على بينة، وهما إن شاء الله مما يلزم في تأصيل المسألة.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[26 Sep 2009, 09:30 م]ـ
الأخ الكريم:
الذين ينكرون الإعجاز العلمي لا يرفضون العلم الحديث، ولا ما كشف عنه من حقائق الكون، وإنما ينكرون دلالة القرآن على النظريات والحقائق التي كشف عنها العلم الحديث.
فنحن لا ننكر ما كشف عنه العلم الحديث من أسرار هذا الكون وحقائقه، واستخرج من أسرارها وخفاياها ما شئت، وليستخرج الغرب ما شاء، أما أن تزعم أن القرآن كشف عنها قبل 1400 سنة، فهذا ما ننازع فيه.
.
سبحان الله! منطق لا نجد له تفسيرا.
هل بين القرآن وحقائق العلم تصادم؟
لماذا تنكر دلالة القرآن على الحقائق العلمية إذا كان القرآن يدل عليها؟
إليك هذا المثال:
قال تعالى: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) سورة الذاريات (47)
وإذا تأملنا أقوال المفسرين:
وإنا لموسعون قال ابن عباس: لقادرون. وقيل: أي وإنا لذو سعة، وبخلقها وخلق غيرها لا يضيق علينا شيء نريده. وقيل: أي وإنا لموسعون الرزق على خلقنا. عن ابن عباس أيضا. الحسن: وإنا لمطيقون. وعنه أيضا: وإنا لموسعون الرزق بالمطر. وقال الضحاك: أغنيناكم ; دليله: على الموسع قدره. وقال القتبي: ذو سعة على خلقنا. والمعنى متقارب. وقيل: جعلنا بينهما وبين الأرض سعة. الجوهري: وأوسع الرجل أي صار ذا سعة وغنى، ومنه قوله تعالى: والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون أي أغنياء قادرون. فشمل جميع الأقوال.
فأي هذه الأقوال الصحيح أوقل أيها الأصح؟
وإذا أظهرت الكشوف العلمية أن الكون يتمدد ويتسع فهل هناك من مانع أن نقول:
إن القرآن قد دل على هذه الحقيقة؟
إذا قبلت دلالة اللفظ "موسعون" على أن الكون يتمدد ويتسع فهذا نوع من الإعجاز العلمي وهنا لا إشكال.
وإذا لم تقبل فقل لي لماذا قبلت الأقوال السابقة ولم تقبل هذا القول مع وضوحه؟
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[26 Sep 2009, 09:31 م]ـ
نقولُ إنَّ وجودَ الحقائقِ العِلْمِيَّةِ شيءٌ، وادعاءَ أنَّ القرآنَ دل عليها وأشارَ إليها بتفصيلِها - على وجهٍ لم يكنْ معهوداً للعربِ ولا معروفاً لهم حتَّى جاءِ العِلمُ الحديثُ فَكَشَفَ عنها وعن المعنى المقصودِ بها، أي أنَّ آيات ِالقرآنِ بهذا تُفسِّرُ هذه الظواهرَ العِلميَّةَ وتذكرُ الأسبابَ الكامنةَ وراءَها- شيءٌ آخرُ. ونزاعُنا معَ أربابِ الإعجازِ العِلميِّ ليس في أصلِ الحقائقِ العِلميَّةِ، ولا في ثبوتِها، بل في زعمِهم ودعواهُم أنَّ القُرآنَ دلَّ عليها وأشارَ إليها على وجهٍ تفصيليٍّ لم يكن معروفاً للعربِ، ولا معهوداً لهم، وأنَّ معاني الآياتِ لم تكن مفهومةً لهم حقَّ الفهمِ، أو كانت من المُتشابِهِ الذي لا يُعرفُ معناهُ، حتَّى جاءَ العِلمُ الحديثُ فكشفَ عنها، أو أنَّ هذه الآياتِ بمفرداتها وتراكيبِها كانت لها معانٍ معيَّنَةٌ عند العربِ آنذاك بحسبِ معهودِهم في الكلامِ وتصرُّفِهم فيه، ثمَّ لمّا جاءَ العلمُ الحديثُ أضافَ إليها معاني أخرى جديدةً لم تكن معروفةً لدى العربِ الأوَّلين، ويجعلون من هذا التفسيرِ العِلميِّ، ومن سبقِ القرآنِ في الإشارةِ إلى هذه الحقائقِ العلميَّةِ والطبيعيَّةِ وجهاً جديداً من وجوهِ الإعجازِ القرآنيِّ!!! هذا ما ننازعُ فيهِ، ونُشَدِّدُ النَّكيرَ على القائلِ به.
!!!!
كم مرة اقترن ذكر القرآن فى هذا الكلام بالعرب الأولين؟!!!
فهل نفهم من هذا أن القرآن انما أنزل الى العرب الأولين خاصة؟!!
فماذا عنا نحن؟!
ماذا عن العرب الآخرين؟
هل خرجوا من التاريخ؟!!
هل هم كم مهمل ساقط عن الاعتبار؟
ألا يعبأ بهم رب القرآن جل وعلا؟!!
ألا يقيم لهم وزنا على الاطلاق؟!
أليسوا عباده كذلك؟
لو كان هذا القرآن منزلا الى العرب الأولين خاصة، أفلا يسوغ هذا للمتأخرين أن يقولوا:
لا شأن لنا بهذا القرآن، فانه لم ينزل الينا!!!
سبحانك ربنا!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[26 Sep 2009, 09:43 م]ـ
أخي الكريم الحجازي:
أتمنى أن تدقق في الكلام أكثر ...
وقد قلت لك سابقاً إن ردودك لا تغني في محل النزاع، وهي أشبه بأجنحة هرم مرسلة.
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[26 Sep 2009, 09:48 م]ـ
!!!!
كم مرة اقترن ذكر القرآن فى هذا الكلام بالعرب الأولين؟!!!
فهل نفهم من هذا أن القرآن انما أنزل الى العرب الأولين خاصة؟!!
فماذا عنا نحن؟!
ماذا عن العرب الآخرين؟
هل خرجوا من التاريخ؟!!
هل هم كم مهمل ساقط عن الاعتبار؟
ألا يعبأ بهم رب القرآن جل وعلا؟!!
ألا يقيم لهم وزنا على الاطلاق؟!
أليسوا عباده كذلك؟
لو كان هذا القرآن منزلا الى العرب الأولين خاصة، أفلا يسوغ هذا للمتأخرين أن يقولوا:
لا شأن لنا بهذا القرآن، فانه لم ينزل الينا!!!
سبحانك ربنا!!
العرب الآخرون يفهمون القرآن على معهود العرب الأولين الذين نزل القرآن بلسانهم ...
وليس لهم أن يجددوا فيه ما ليس لهم به علم، ولا أن يقولوا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والعرب الأولين ما لم يقولوا ...
وهم بهذا ينزهون القرآن أن يكون ألعوبة يفهمه من شاء كما يشاء، ويفسره القاريء كما يحلو له.
فإن أبيت أخي العليمي هذا، فإن أصحاب التفسيرات الباطنية وغلاة الصوفيه جاؤوا في تفسير القرآن بما لم يسبقوا إليه، فإن أنكرت عليهم تفسيرهم فإن لهم أن يقولوا:
كم مرة اقترن ذكر القرآن فى هذا الكلام بالعرب الأولين؟!!!
فهل نفهم من هذا أن القرآن انما أنزل الى العرب الأولين خاصة؟!!
فماذا عنا نحن؟!
ماذا عن العرب الآخرين؟
هل خرجوا من التاريخ؟!!
هل هم كم مهمل ساقط عن الاعتبار؟
ألا يعبأ بهم رب القرآن جل وعلا؟!!
ألا يقيم لهم وزنا على الاطلاق؟!
أليسوا عباده كذلك؟
لو كان هذا القرآن منزلا الى العرب الأولين خاصة، أفلا يسوغ هذا للمتأخرين أن يقولوا:
لا شأن لنا بهذا القرآن، فانه لم ينزل الينا!!!
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[26 Sep 2009, 10:08 م]ـ
إخوتي الكرام:
طلاب العلم لا يريدون كلاما عاما ملقى على عواهنه، بل يرغبون في أمثلة واقعية دقيقة، ولا زلت أطلب مثالا واحدا يبين حقيقة ما يسمى بالإعجاز العلمي، ولا زلت أريده متميزا بميزتين:
الأولى: أن تكون الحقيقة العلمية واضحة جلية في الآية القرآنية.
الثانية: أن يكون اللفظ العربي للآية يحتمل المعنى العلمي المستدل - بالفتح - عليه.
ولم أجد هذا المثال بعد، وإلى أن يرشدنا أحد طلاب العلم إليه فسيبقى النقاش عقيما ومجرد أفكار مبعثرة هنا وهناك.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[26 Sep 2009, 10:24 م]ـ
العرب الآخرون يفهمون القرآن على معهود العرب الأولين الذين نزل القرآن بلسانهم.
نزل القرآن بلسانهم، هذا صحيح ولا نماريك فيه
ولكن هذا من جهة اللفظ، فماذا عن المعانى؟
ألا تعلم يا أخى الكريم أن من الألفاظ ما يتسع لأكثر من معنى؟
وهذا هو مناط الاعجاز فى ألفاظ القرآن الكريم، يفهمها العرب الأقحاح بما يناسب محيطهم وبيئتهم، ويفهمها العرب المتأخرون بما يناسب عصرهم وتتسع له مداركهم، مع أن الألفاظ هى هى لم تتبدل أو تتغير!!
ثم تقول:
وليس لهم أن يجددوا فيه ما ليس لهم به علم
فماذا عما لهم به علم؟!
كما أن عبارتك مغلوطة، فالتجديد لا يتطرق الى القرآن ذاته، وانما يكون التجديد فى فهمنا له ليصبح أقرب الى حقائق الوجود التى يقررها العلم الحديث بالبرهان القاطع الذى لا يتطرق اليه الشك
هدانا الله واياكم الى الحق
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[27 Sep 2009, 06:55 ص]ـ
الاخ الكريم الحسني،
إليك هذا المثال:
" فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحما ... "
تصرّح الآية الكريمة أن العظام تتكون قبل اللحم. ولا شك أن العربي قد فهم هذا ولكنه يعجز عن اثبات صحة المعنى. أما اليوم فيمكن الكشف عن كون هذا المعنى يطابق الحقيقة العلمية أو يناقضها. والذي أعرفه أنه يوافقها.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[27 Sep 2009, 10:44 ص]ـ
يبدو أن منطق بعض الإخوة الذين ينكرون أن يكون في القرآن إعجازا علميا هو منطق المثل العامي:
عنز ولو طارت
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[27 Sep 2009, 12:06 م]ـ
يبدو أن منطق بعض الإخوة الذين ينكرون أن يكون في القرآن إعجازا علميا هو منطق المثل العامي:
عنز ولو طارت
ألم أقل لك أخي إن حججك أشبه بأجنحة هرم مرسلة؟!
فدعك من هذه الخطابيات أخي الكريم ...
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[27 Sep 2009, 12:47 م]ـ
ألم أقل لك أخي إن حججك أشبه بأجنحة هرم مرسلة؟!
فدعك من هذه الخطابيات أخي الكريم ...
بل قلتَ، ولكنها من أوهامك التي حجبت عنك إبصار الحقائق.
ثم ما عسانا نقول لمن يطالب بالدليل على ضوء النهار؟
ثم إني سائلكَ: هذه الآية التي وضعتها مكان توقيعك:
(وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (النحل: 78)
كم فيها من وجوه الإعجاز؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[27 Sep 2009, 02:40 م]ـ
الاخ الكريم الحسني،
إليك هذا المثال:
" فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحما ... "
تصرّح الآية الكريمة أن العظام تتكون قبل اللحم. ولا شك أن العربي قد فهم هذا ولكنه يعجز عن اثبات صحة المعنى. أما اليوم فيمكن الكشف عن كون هذا المعنى يطابق الحقيقة العلمية أو يناقضها. والذي أعرفه أنه يوافقها.
لا بأس أن يكون هذا مثالنا الأول الذي سنحاول من خلال التأصيل في هذا المبحث ...
وسنبدؤ البحث في أطوار الجنين من قوله تعالى:
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) (الحج:5)
أطلب إلى الأخ الكريم أبي عمرو البيراوي وغيره ممن يقولون بالإعجاز العلمي أن يبينوا لنا أين الإعجاز العلمي في هذه الآية، وهل حقاً لم تكن العرب تعرف النطفة والعلقة والمضغة إلى أن جاء العلم الحديث فكشف عنها؟
نريد منكم يا أنصار الإعجاز العلمي جواباً واضحاً:
هل كانت النطفة والعلقة والمضغة معروفة للعرب الأولين؟ أم لم تكن معروفة؟
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[27 Sep 2009, 03:37 م]ـ
الأخ الكريم بكر،
1. كانت العرب تعرف معنى نطفة وعلقة ومضغة. ونحن نأخذ المعنى منهم.
2. لم تكن العرب، ولا أي أحد من البشر، يستطيع أن يتحقق من هذه المعلومة. ولكن بعد اكتشاف المجاهر والأشعة السينية أمكن التحقق من صدق هذا الإخبار الرباني. أي لم يكن بالإمكان أن يخبر به أحد من البشر ويبقى على صدقيته حتى الآن.
3. وحتى لا نطيل، فالقضية مشهورة، سأتحدث عن المسألة التي سألتك عنها في مداخلتي السابقة، أي:" فكسونا العظام لحما":
ثبت علمياً أن النسيج العظمي يتكون قبل النسيج اللحمي، ويكون محاطاً بنوع من البروتين. وبعد اكتمال النسيج العظمي يتحول هذا البروتين إلى بروتين لحمي.
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[27 Sep 2009, 03:54 م]ـ
ثمة حقيقة يجب التنبه لها:
المنكرون للإعجاز العلمي صدهم عن الإقرار به نفيهم للمجاز في القرآن العظيم.
والمثبتون للإعجاز العلمي لا يمكنهم إثبات تلك الحقائق إلا بالاستناد إلى المجاز الوارد في القرآن، فإن المجاز هو الذي يمكن من خلاله الانتقال لمطابقة الحقائق العلمية على الحقائق القرآنية.
ولهذا لا يجب التعجب عندما نرى المنكرين للمجاز هم الذين يسارعون لإنكار ما يسمى بالإعجاز العلمي.
والحق لاذي لا شك فيه أن القرآن ورد بلغة العرب التي لولا المجاز لما كانت أعظم اللغات، وأن من حكم ورود المجاز في القرآن أن تكون حقائق الكون مطابقة دائما لحقائق القرآن، فإنهما يصدران من مشكاة واحدة ولا يمكن التناقض بينها، فالقرآن صفة الله، والكون فعل وخلق الله.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[27 Sep 2009, 04:08 م]ـ
إخوتي الكرام:
طلاب العلم لا يريدون كلاما عاما ملقى على عواهنه، بل يرغبون في أمثلة واقعية دقيقة، ولا زلت أطلب مثالا واحدا يبين حقيقة ما يسمى بالإعجاز العلمي، ولا زلت أريده متميزا بميزتين:
الأولى: أن تكون الحقيقة العلمية واضحة جلية في الآية القرآنية.
الثانية: أن يكون اللفظ العربي للآية يحتمل المعنى العلمي المستدل - بالفتح - عليه.
ولم أجد هذا المثال بعد، وإلى أن يرشدنا أحد طلاب العلم إليه فسيبقى النقاش عقيما ومجرد أفكار مبعثرة هنا وهناك.
بسم الله الرحمن الرحيم
أخى الكريم الحسنى
الأمثلة التى طالبت بها والتى يتوفر فيها ما أشترطته ما أكثرها!!
ولكن - أخانا الكريم - هل أنت على ثقة من أننا اذا جئناك بها فانك لن تمارى فيها؟
هذا ما أشك فيه أخى الفاضل
فهل تدرى لماذا أشك فى قبولك لها؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لأنى قد جئتك بالفعل بمثال فى غاية الوضوح، ومع ذلك وجدتك تنكر دلالته الاعجازية وتتشبث بما قاله الأقدمون
هل تذكر هذا الذى أقول؟ أم لعلك نسيت؟
لقد جئتك بالتفسير العصرى الكاشف عن الاعجاز العلمى فى قوله تعالى: " وأرسلنا الرياح لواقح "
وأبنت لك عن اعجاز القرآن فى وصفه للرياح بأنها (لواقح) وذلك من حيث أنها تلقح السحب سالبة التكهرب بنظيرتها موجبة التكهرب فينتج عن هذا حدوث البرق والرعد وهطول المطر، ثم من حيث أن الرياح تنقل حبوب اللقاح بين الزهور، ومن ثم يكون وصفها بلفظ (لواقح) وصفا صادقا بالمعنى الحرفى للكلمة ويكون من اعجاز القرآن الذى الذى لم ينكشف للناس الا مؤخرا جدا
كان هذا هو ما ذكرته فى موضوع " الاعجاز العلمى للقرآن " وهذا هو رابط مداخلتى التى فيها تفصيل ذلك:
http://tafsir.org/vb/showpost.php?p=87455&postcount=9
ولكن ماذا كان ردك على هذا المثال؟
أولا وجدتك تصف هذا التفسير قائلا:
" تفسير مستحدث لا يفسر القرآن الكريم بالقرآن، ولا يفسره بالأحاديث، ولا بأقوال السلف الصالح "
وأنت بذلك تصادر كل رأى أو كل تفسير يأتى بعد عصر السلف الصالح
فان كان هذا هو مذهبك، فلماذا - والحال هكذا - تطالبنا بتفسير حديث؟!
هذا أولا.
أما ثانيا: فانك قد شككت فى صحة هذا التفسير بغير حق، وذلك حين زعمت - بغير حق أيضا - أنه ناتج عن تجارب قد تتغير يوما من الأيام فيثبت العلم أن الرياح لا تلقح السحاب!!
كان هذا هو نص كلامك بالحرف الواحد
وهذا منك - أخى الفاضل - زعم غريب جدا وفى غاية العجب!!!
ليس فقط لأنه زعم خاطىء تماما ويتنافى مع الحقائق المؤكدة، وانما - وهذا هو الأهم - لأنه يتعارض مع نص القرآن نفسه
اذ يبدو أخانا الكريم أنك قد نسيت أن القائل بأن الرياح تلقح السحاب كان هو الله عز وجل قبل أن يكون هو العلم الحديث
انظر من هو قائل (وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماءا)؟
من هو المتكلم هنا؟
أليس هو الله خالق الرياح وخالق السحاب؟!
فكيف اذا تقول: ان العلم قد يثبت خلاف ذلك؟!
أليس قولك هذا هو الذى يناقض نص القرآن ذاته وليس التفسير العلمى هو ما يناقضه؟؟
أخى الكريم، كن صادقا مع نفسك ولا تطالب بشىء أنت لن تقبل به مسبقا، لأنك - بحسب قولك أنت - لن تقبل برأى مستحدث لايفسر القرآن بالقرآن أو بالأحاديث أو بأقوال السلف الصالح
أليس هذا هو كلامك أخى الفاضل؟
مع بالغ احترامى وتقديرى لشخصكم الكريم
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[27 Sep 2009, 04:10 م]ـ
الأخ الكريم بكر،
1. كانت العرب تعرف معنى نطفة وعلقة ومضغة. ونحن نأخذ المعنى منهم.
2. لم تكن العرب، ولا أي أحد من البشر، يستطيع أن يتحقق من هذه المعلومة. ولكن بعد اكتشاف المجاهر والأشعة السينية أمكن التحقق من صدق هذا الإخبار الرباني. أي لم يكن بالإمكان أن يخبر به أحد من البشر ويبقى على صدقيته حتى الآن.
3. وحتى لا نطيل، فالقضية مشهورة، سأتحدث عن المسألة التي سألتك عنها في مداخلتي السابقة، أي:" فكسونا العظام لحما":
ثبت علمياً أن النسيج العظمي يتكون قبل النسيج اللحمي، ويكون محاطاً بنوع من البروتين. وبعد اكتمال النسيج العظمي يتحول هذا البروتين إلى بروتين لحمي.
1. لعلك تقصد أنها كانت تعرف معاني المفردات ...
2. كيف لم يتحقق العرب من هذه المعلومة؟ ألم يكن العرب الأولون يعرفون أن الإنسان يكون في بطن أمه نطفة ثم علقة ثم مضغة قبل مجيء القرآن الكريم؟
3. وهذه أيضاً بسبيل مما نحن فيه، وأعدك بالإجابة عليها، ولكن أريد أن يتم لي ولك تحقق الموضوع في أمر النطفة والعلقة والمضغة ...
وبارك الله فيك ...
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[27 Sep 2009, 04:21 م]ـ
ثمة حقيقة يجب التنبه لها:
المنكرون للإعجاز العلمي صدهم عن الإقرار به نفيهم للمجاز في القرآن العظيم.
والمثبتون للإعجاز العلمي لا يمكنهم إثبات تلك الحقائق إلا بالاستناد إلى المجاز الوارد في القرآن، فإن المجاز هو الذي يمكن من خلاله الانتقال لمطابقة الحقائق العلمية على الحقائق القرآنية.
ولهذا لا يجب التعجب عندما نرى المنكرين للمجاز هم الذين يسارعون لإنكار ما يسمى بالإعجاز العلمي.
والحق لاذي لا شك فيه أن القرآن ورد بلغة العرب التي لولا المجاز لما كانت أعظم اللغات، وأن من حكم ورود المجاز في القرآن أن تكون حقائق الكون مطابقة دائما لحقائق القرآن، فإنهما يصدران من مشكاة واحدة ولا يمكن التناقض بينها، فالقرآن صفة الله، والكون فعل وخلق الله.
الأخ الكريم علي أبو عائشة:
1. أما عن نفسي فأنا من مثبتي المجاز في اللغة وفي القرآن، والحمد لله.
2. وأنا من منكري الإعجاز العلمي.
3. والمجاز ليس قصراً على لغة العرب وحدها، فإن المجاز أمر تقتضية اللغات والألسنة عند أصحابها، بل لعل أول من تكلم في المجاز هم اليونان.
4. وحتى مع إثبات المجاز، فقد بينا لمثبتي الإعجاز العلمي أن القول بالتفسير العلمي فيه خروج على اللغة حقيقتها ومجازها.
5. وسنبين إن شاء الله تهافت القول بالإعجاز العلمي في آيات الجنين. فأين تظن الإعجاز العلمي في أطوار الجنين؟ هذا ما نطالب مثبتتة الإعجاز العلمي ببيانه ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[27 Sep 2009, 04:27 م]ـ
الإخوة الكرام مثبتة الإعجاز العلمي:
أنتم مطالبون بأن تبينوا لنا على وجه موجز أو مفصل - كما تشاؤون- الإعجاز العلمي في قوله تعالى:
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) (الحج:5)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[27 Sep 2009, 05:34 م]ـ
الأخ الكريم بكر، ... أكرر الرد هنا لما كررت السؤال:
1. كانت العرب تعرف معنى نطفة وعلقة ومضغة. ونحن نأخذ المعنى منهم.
2. لم تكن العرب، ولا أي أحد من البشر، يستطيع أن يتحقق من هذه المعلومة. ولكن بعد اكتشاف المجاهر والأشعة السينية أمكن التحقق من صدق هذا الإخبار الرباني. أي لم يكن بالإمكان أن يخبر به أحد من البشر ويبقى على صدقيته حتى الآن.
3. وحتى لا نطيل، فالقضية مشهورة، سأتحدث عن المسألة التي سألتك عنها في مداخلتي السابقة، أي:" فكسونا العظام لحما":
ثبت علمياً أن النسيج العظمي يتكون قبل النسيج اللحمي، ويكون محاطاً بنوع من البروتين. وبعد اكتمال النسيج العظمي يتحول هذا البروتين إلى بروتين لحمي.
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[27 Sep 2009, 06:01 م]ـ
الأخ الكريم أبا عمرو:
أحب أن أسمع منك أو من غيرك ممن يقول بالإعجاز العلمي تفصيلاً أكثر في هذا الباب، على غرار ما يكتبه الدكتور زغلول النجار مثلاً، تبين فيه ما كانت العرب تعرفه، وما لم تكن تعرفه، ثم تبين لنا مكمن الإعجاز في هذه الآية، فلا يكون طويلاً كمقالات الدكتور النجار، ولا قصيراً مخلاً ...
أحب أن نعرف ما يقوله مثبتتة الإعجاز العلمي في هذه الآية، حتى نتدارس معاً أقوالكم فيها ...
وحبذا لو ينضم إليك بعض الإخوة الذين يقولون بالإعجاز العلمي ...
وبارك الله فيك ...
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[27 Sep 2009, 10:10 م]ـ
أرجو التكرم بقراءة الملف المرفق في المشاركة الثامنة الرابط http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=17492
وهو لأستاذ دكتور متخصص في علم التشريح والأجنّة
وهو يعمل في المملكة العربية السعودية
والكتب والأبحاث العلمية المؤلّفة في هذا الشأن أكثر من أتحصى في هذا الموقع. ولجميع منكري الإعجاز العلمي أرجو منهم قراءة كتاب الله يتجلى في عصر العلم مع إبداء آرائهم في هذا الكتاب ومؤلفيه؟
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[28 Sep 2009, 02:51 ص]ـ
أخي الكريم:
مسألة لفظة "لواقح" رددت عليك في موضوع آخر بما يثبت أن تفسيرك لها مخالف لما عليه المفسرون، ولما تقتضيه اللغة.
وليست لي خبرة كبيرة بالنت حتى أنقل لك الرابط ولكن الموضوع في نفس هذا الملتقى المبارك.
ثم من قال إن تلك النظرية التي تقول إن الرياح تلقح السحاب حقيقة علمية؟
هل هناك علماء مسلمون ثقات قاموا بإجراء اختبارات للتأكد بما لا يقبل شكا من ذلك؟
لا تظن - اخي الكريم - أن هذا عنادا وجدلا، فأنا لا أريد أن يفسر كتاب الله تعالى بشيء ثم يأتي بحث علمي آخر فيقول إن الذي يلقح السحاب إنما هو غاز كذا، أو كذا ..
وأظنك تسمح لي بالتثبت في مثل هذا الأمر ..
فالله عز وجل يقول: "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا " وفي قراءة سبعية فتثبتوا، فإذا كان هذا في فاسق، فكيف بخبر كافر محارب لدين الله تعالى يأتي بآلاف الحيل للنيل من الإسلام.
أخي الحبيب أرجو أن لا يكون تثبتنا من أخبار الكفار مصدر قلق، وخاصة إذا تعلق بكتاب الله تعالى.
والله يحفظكم ويرعاكم ويسدد نحو الحق خطانا وخطاكم.
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[28 Sep 2009, 10:39 ص]ـ
الأستاذ الكريم حسن عبد الجليل والإخوة أنصار الإعجاز العلمي:
المطلوب هاهنا كلام موجز غير مخل يبين الإعجاز العلمي في آيات الجنين على شكل نقاط، بحيث تبينون فيه ما كانت العرب تعرفه، وما كانت لا تعرفه، والشاهد في الآية على الإعجاز العلمي.
وإنما طلبنا هذا حتى نتدارس الأمر مما تثبتونه هاهنا، لا أن نذهب لقراءة روابط منفصلة وطويلة.
وبارك الله فيكم ...
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[28 Sep 2009, 11:28 ص]ـ
أخي بكر
الملف الذي أرفقته لكم يحوي جميع ما سألتهم عنه مع بيان الصور لكل مرحلة من مراحل خلق الجنين، وقد ألّفه أستاذ دكتور تخصص تشريح وأجنّة، ويعمل في المملكة العربية السعودية وقد استشهد بآيات القرآن الكريم ودلالاتها فلا مانع من أن تتصفح هذا البحث
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[28 Sep 2009, 12:23 م]ـ
أخي الكريم:
لا تظن - اخي الكريم - أن هذا عنادا وجدلا، فأنا لا أريد أن يفسر كتاب الله تعالى بشيء ثم يأتي بحث علمي آخر فيقول إن الذي يلقح السحاب إنما هو غاز كذا، أو كذا ..
وأظنك تسمح لي بالتثبت في مثل هذا الأمر ..
فالله عز وجل يقول: "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا " وفي قراءة سبعية فتثبتوا، فإذا كان هذا في فاسق، فكيف بخبر كافر محارب لدين الله تعالى يأتي بآلاف الحيل للنيل من الإسلام.
أخي الحبيب أرجو أن لا يكون تثبتنا من أخبار الكفار مصدر قلق، وخاصة إذا تعلق بكتاب الله تعالى.
.
أقترح على الأخوة الأفاضل أن يعطوا أخاهم إبراهيم الوقت الكافي للتثبت من أقوال الكفار، فهذا من حقه.وبعد ذلك لكل حادث حديث.
طلبي الوحيد من الأخ إبراهيم أن يتدبر المثال الذي قدمه له الأخ البيراوي وطوق به عنقه مرتين،ويرد عليه.
"فكسونا العظام لحما":
ثبت علمياً أن النسيج العظمي يتكون قبل النسيج اللحمي، ويكون محاطاً بنوع من البروتين. وبعد اكتمال النسيج العظمي يتحول هذا البروتين إلى بروتين لحمي.]
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[28 Sep 2009, 02:36 م]ـ
أخي الكريم:
مسألة لفظة "لواقح" رددت عليك في موضوع آخر بما يثبت أن تفسيرك لها مخالف لما عليه المفسرون، ولما تقتضيه اللغة.
يا سيدى الفاضل: هذا ليس تفسيرى أنا، وانما هو كما أشرت فى مداخلتى مقتبس من تفسير (المنتخب) الذى وضعه نخبة من العلماء الذين يتبعون المجلس الأعلى للشئون الاسلامية والذى يتبع بدوره وزارة الأوقاف عندنا فى مصر، ولا أظن أن يكون أمثال هؤلاء العلماء الأفاضل موضع شك عندك.
.
ثم من قال إن تلك النظرية التي تقول إن الرياح تلقح السحاب حقيقة علمية؟
هى حقيقة علمية، وهى قبل ذلك حقيقة بديهية ومنطقية يستنبطها العقل المجرد ويستنتجها النظر والتفكير
ولكن العلم الحديث كشف عن تفاصيلها، وقد صارت حقيقة علمية منذ نحو قرن من الزمان، فهذا أمر مفروغ منه ولا يحتمل الجدال والشك
هل هناك علماء مسلمون ثقات قاموا بإجراء اختبارات للتأكد بما لا يقبل شكا من ذلك؟
ولماذا يكذب علماء الغرب؟!
لا يوجد أى مبرر للكذب
حتى لو قلنا انهم يكذبون علينا فانهم لن يكذبوا على أنفسهم، لن يخدعوا أقوامهم أو يضللوا شعوبهم
بل ان الكذب عند هؤلاء الذين تصفهم بالكفر يعتبر كبيرة من الكبائر، للأسف هذه حقيقة، أما لماذا اتأسف فلأننا كنا الأولى منهم بهذه المنقبة على المستوى العملى الواقعى
لا تظن - اخي الكريم - أن هذا عنادا وجدلا، فأنا لا أريد أن يفسر كتاب الله تعالى بشيء ثم يأتي بحث علمي آخر فيقول إن الذي يلقح السحاب إنما هو غاز كذا، أو كذا
ثق تماما بأنه لن يأتى مثل هذا البحث الذى تتخوف منه، ليس فقط لأن المسألة أصبحت محسومة ومقررة، ولكن لأن كلام الله عز وجل لا تفنده الأبحاث العلمية، بل تدعمه وتؤكده
وأظنك تسمح لي بالتثبت في مثل هذا الأمر
لك مطلق الحرية فى هذا، ولا يستطيع أحد أن يحجر عليك النظر، فالأمر منوط بالاقتناع أولا وأخيرا
ولا يستطييع أحد - كائنا من كان - أن يفرض عليك رأيا بغير قناعة منك أولا
أخي الحبيب أرجو أن لا يكون تثبتنا من أخبار الكفار مصدر قلق، وخاصة إذا تعلق بكتاب الله تعالى.
والله يحفظكم ويرعاكم ويسدد نحو الحق خطانا وخطاكم
وأنا أتفهم مدى حرصكم على تنزيه كلام الله عن المطاعن وأتفهم حسن نيتكم فى هذا، بارك الله فيكم
ـ[أشرف الملاحمي]ــــــــ[28 Sep 2009, 03:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالإضافة إلى ماتقدم به الأخوة جميعاً فأن إضهار الوجهة الحضاري للحضارة الإسلامية وقدرتها على التنافس الحضاري والإبداع وإثبات إمتلاكها لمنهج التجديد وروح التجدد من خلال البحث في الإعجاز القرآني المتجدد وكذلك حفز الباحثين المسلمين على تفجير كنوز القرآن في شتى المجالات ومختلف التخصصات ... مايكفي كدافع للبحث في مجال الإعجاز القرآني ...
المهم أيها الأحبة قبل ذلك البدء بجدية في البحث والدراسة لتحديد ضوابط شرعية للخوض في مجال الإعجاز القرآني لأن الضوابط القديمة بحاجة فعلية إلى تجديد وتطوير.
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[29 Sep 2009, 11:54 ص]ـ
لا بأس ...
(يُتْبَعُ)
(/)
سأبتديء بنقض الإعجاز العلمي المدَّعى في أطوار الجنين فأقول:
يقول القرطبي في تفسير الآية:
) خلقنا ذريته {مِن نُّطْفَةٍ} وهو المنِيّ؛ سُمِّيَ نطفة لقلّته، وهو القليل من الماء، وقد يقع على الكثير منه؛ ومنه الحديث: " حتى يسير الراكب بين النُّطفتين لا يخشى جَوْراً " أراد بحر المشرق وبحر المغرب. والنَّطْف: القَطْر. نَطَف يَنْطِفُ وينطُف. وليلة نَطوفة دائمة القطر. {ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ} وهو الدّم الجامد. والعَلَق الدّم العَبِيط؛ أي الطَّرِيّ. وقيل: الشديد الحمرة. {ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ} وهي لحمة قليلة قدرُ ما يمضغ؛ ومنه الحديث: " ألاَ وإنّ في الجسد مُضْغة " وهذه الأطوار أربعة أشهر).
ويقول الزمخشري في تفسيرها:
(والعلقة: قطعة الدم الجامدة. والمضغة: اللحمة الصغيرة قدر ما يمضغ. والمخلقة: المسواة الملساء من النقصان والعيب)
ويقول الشوكاني:
(إن كنتم في شكٍّ من الإعادةِ فانظروا في مبدأ خلقِكم، أي خلقِ أبيكم آدمَ، ليزولَ عنكم الريبُ، ويرتفعَ الشكُّ، وتدحضَ الشبهةُ الباطلةُ، ?فَإِنَّا خَلَقْنَـ?كُمْ مّن تُرَابٍ? في ضمنِ خلقِ أبيكم آدمَ ..
1. ثُمَّ خلقناكم ?مِن نُّطْفَةٍ? أي من منيٍّ، سمّيَ نطفةً لِقَلَّتِه، والنُّطفَةُ: القليلُ من الماءِ. وقد يقعُ على الكثيرِ منه، والنطفةُ: القطرةُ، يقالُ: نَطَفَ ينطِفُ، أي قَطَرَ. وليلةٌ نطوفٌ، أي دائمةُ القَطْرِ ...
2. ?ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ? والعَلَقَةُ: الدَّمُ الجامدُ، والعَلَقُ: الدَّمُ العبيطُ، أي الطريُّ أو المُتَجَمِّدُ، وقيلَ: الشديدُ الحمرةِ. والمرادُ: الدَّمُ الجامدُ المُتَكَوِّنُ من المنيّ.
3. ?ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ? وهي القِطعةُ من اللحمِ، قدرُ ما يمضغُ الماضغُ، تَتَكَوَّنُ من العَلَقَةِ، ?مُّخَلَّقَةٍ? بالجرِّ صفةٌ لمُضغَةٍ، أي مُستبينةُ الخلقِ ظاهرةُ التَّصويرِ، ?وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ? أي: لم يستبنْ خلقُها، ولا ظهرَ تصويرُها. قال ابنُ الأعرابيِّ: مخلَّقَةٍ يريدُ قد بدأَ خلقُه، وغيرِ مخلَّقَةٍ: لم تُصَوَّرْ. قالَ الأكثرُ: ما أكملَ خلقه بنفخِ الروحِ فيه فهو المُخَلَّقَةُ، وهو الذي وُلِدَ لِتَمامٍ، وما سَقَطَ كان غيرَ مخلَّقَةٍ، أي غيرَ حيٍّ بإكمالِ خلقتِه بالروحِ. قالَ الفرّاءُ: مخلَّقةٌ: تامّ الخلقِ، وغيرُ مخلَّقةٍ: السَّقْطُ، ومنه قولُ الشاعرِ:
أفي غيرِ المُخَلَّقَةِ البُكاءُ ... فأين الحزمُ – ويحك- والحياءُ)
فهاهي ذي العرب كانت تعرف هذه الأطوار، وعليها جروا في فهم الكلام ...
فأي شيءٍ لم يكن معروفاً لهم من آنذاك حتى جاء العلم الحديث فكشف عنه؟!
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[29 Sep 2009, 01:27 م]ـ
الأخ الكريم بكر،
تقول: (فهاهي ذي العرب كانت تعرف هذه الأطوار، وعليها جروا في فهم الكلام ... فأي شيءٍ لم يكن معروفاً لهم من آنذاك حتى جاء العلم الحديث فكشف عنه؟!)
لا أكتمك أن هذا من أعجب العجب. وقد بدأت أفهم لماذا يرفض البعض الإعجاز العلمي بإطلاق!!!
نعم أخي: هم عرفوا ذلك لأن القرآن الكريم قد أخبرهم، ولكن هم أعجز من أن يثبتوا أن ذلك حقيقة حتى جاء العلم فأثبت أن ما أخبر به القرآن الكريم هو الحقيقة المطابقة للواقع.
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[29 Sep 2009, 01:45 م]ـ
الأخ الكريم بكر،
تقول: (فهاهي ذي العرب كانت تعرف هذه الأطوار، وعليها جروا في فهم الكلام ... فأي شيءٍ لم يكن معروفاً لهم من آنذاك حتى جاء العلم الحديث فكشف عنه؟!)
لا أكتمك أن هذا من أعجب العجب. وقد بدأت أفهم لماذا يرفض البعض الإعجاز العلمي بإطلاق!!!
نعم أخي: هم عرفوا ذلك لأن القرآن الكريم قد أخبرهم، ولكن هم أعجز من أن يثبتوا أن ذلك حقيقة حتى جاء العلم فأثبت أن ما أخبر به القرآن الكريم هو الحقيقة المطابقة للواقع.
أخي الكريم:
بل عرفوا هذا وعاينوه ...
أما النطفة فهي الماء، وهذا معروف لنا ولهم.
أما العلقة والمضغة فعرفوها مما تسقط النساء ...
ألم تكن نساء العرب يُسقطن في الجاهلية، فإن كان السقط كقطعة الدم الأحمر فهو العلقة، وإن كانت لحمة بقد ما يمضغ الماضغ فهي المضغة.
فأي شيء لم يكن معروفاً لهم؟!
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[29 Sep 2009, 04:53 م]ـ
الأخ الكريم بكر،
(يُتْبَعُ)
(/)
إذن أنت لا تدري أن الجنين في مراحله الأولى يكون في منتهى الصغر بحيث يستحيل على القدماء أن يتعرفوا عليه. هلا راجعت بعض البحوث المتعلقة بتطور الجنين.
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[29 Sep 2009, 06:43 م]ـ
الأخ الكريم أبا عمرو:
ما قولك فيما أورده القرطبي في تفسيرِه لهذه الآيةِ، حيث يقولُ في المسألةِ الخامسةِ ما نصُّه:
(الخامسةُ: النُّطفةُ ليست بشيءٍ يقيناً، ولا يتعلَّقُ بها حكمٌ إذا ألقتها المرأةُ إذا لم تجتمعْ في الرَّحِمِ، فهي كما لو كانت في صُلبِ الرجلِ؛ فإذا طرحته علقةً فقد تحقَّقنا أنَّ النطفةَ قد استقرَّت واجتمعت واستحالت إلى أوّلِ أحوالِ ما يُتَحَقَّقُ به أنَّه وَلَدٌ. وعلى هذا فيكونُ وضعُ العَلَقَةِ فما فوقَها من المُضغةِ وضعَ حملٍ، تبرؤ به الرّحمُ، وتنقضي به العِدَّةُ، ويثبتُ به لها حكمُ أمِّ الولدِ. وهذا مذهبُ مالكٍ رضيَ اللهُ عنه وأصحابِه. وقال الشافعيُّ رضيَ اللهُ عنه: لا اعتبارَ بإسقاطِ العَلَقةِ، وإنما الاعتبارُ بظهورِ الصورةِ والتخطيطِ؛ فإن خَفِيَ التخطيطُ وكان لحماً فقولان بالنقلِ والتخريجِ، والمنصوصُ أنَّه تنقضي به العِدَّةُ ولا تكونُ أمّ ولدٍ. قالوا: لأنَّ العِدَّةَ تنقضي بالدّم الجاري، فبغيرِه أوْلى).
ويقولُ في المسألةِ الثامنةِ:
(قالَ مالكٌ رضيَ اللهُ عنه: ماطرحته المرأةُ من مضغةٍ أو علقةٍ، أو ما يُعلَمُ أنَّه ولدٌ إذا ضُرِبَ بطنُها ففيه الغُرَّةُ، وقالَ الشافعيُّ: لا شيءَ حتى يَتَبَيَّنَ من خَلقِه).
ولك أن تراجع تفسير الآية من سورة الحج عند القرطبي رحمه الله.
فهذا الإمامُ القرطبيُّ المُتَوَفّى سنةَ 671 هـ يذكرُ ما يراه حكمَ الشرعِ فيما تلقيه المرأةُ، هل تنقضي به عِدَّتها أم لا؟ وأنَّ النطفةَ ليست بشيءٍ ولا عبرةَ بها، أي لا تنقضي بها عِدَّةُ المُطَلَّقَةِ أو المتوفى عنها زوجُها، لأنها ليست حملاً، فإن ألقتها علقةً فهي أوَّلُ أحوالِ ما يُتَحَقَّقُ به أنَّه ولدٌ، وكذلك المُضغةُ وما فيها من صورةٍ وتخطيطٍ، والمقصودُ هنا أنَّ العِدَّةَ تنقضي بإسقاطِ العَلََقَةِ والمُضغةِ، بخلافِ النطفةِ عند المالكيَّةِ، وكذلك الأمرُ في ثبوتِ حكمِ أمِّ الولدِ، وأنَّه تجبُ في إسقاطِه الغُرَّةُ، أفتراه يُفتي ويحدِّثُ بما لا عهدَ له به؟ ويُنَزِّلُ أحكامَ الشرعِ على مناطٍ لم يعرفْه ولم يحقِّقْ فيه؟ ثم إنَّه يذكرُ فيها قولَ الإمامِ مالكِ بنِ أنسٍ المتوفى سنةَ 179هـ وقولَه بأنَّ العَلَقَةَ معتبرةٌ، وقولَ الشّافعيِّ المتوفى سنةَ 204 هـ بأنَّه لا عبرةَ بإسقاطِ العَلَقَةِ، أي لا تنقضي به العِدَّةُ، وأنَّ الاعتبارَ إنما هو بظهورِ الصورةِ والتخطيطِ!!!
انظر -أخي- إلى أقوالِ العلماء، ثم انظر إلى خلافِهم فيها قبلَ ما يقاربُ ثلاثةَ عشرَ قرناً من الزمنِ، أيُتَصَوَّرُ أن يكونَ خلافاً في غيرِ محسوسٍ ولا معهودٍ لهم؟ وأنهم كانوا يقولون برأيِهم في دينِ اللهِ على غيرِ هدىً؟ وأنهم كانوا يفتون فيما لا علم لهم به؟
أليس يلزمُ من قولهم إنَّ العربَ لم تكن تعرفُ أطوارَ الجنينِ تجهيلُ هؤلاء العلماءِ؟ وأنهم كانوا يُفتون الناسَ بما لم ينكشف لهم وما لم يروه؟!
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[29 Sep 2009, 07:28 م]ـ
الأخ الكريم أبا عمرو:
ما قولك فيما أورده القرطبي في تفسيرِه لهذه الآيةِ، حيث يقولُ في المسألةِ الخامسةِ ما نصُّه:
(الخامسةُ: النُّطفةُ ليست بشيءٍ يقيناً، ولا يتعلَّقُ بها حكمٌ إذا ألقتها المرأةُ إذا لم تجتمعْ في الرَّحِمِ، فهي كما لو كانت في صُلبِ الرجلِ؛ فإذا طرحته علقةً فقد تحقَّقنا أنَّ النطفةَ قد استقرَّت واجتمعت واستحالت إلى أوّلِ أحوالِ ما يُتَحَقَّقُ به أنَّه وَلَدٌ. وعلى هذا فيكونُ وضعُ العَلَقَةِ فما فوقَها من المُضغةِ وضعَ حملٍ، تبرؤ به الرّحمُ، وتنقضي به العِدَّةُ، ويثبتُ به لها حكمُ أمِّ الولدِ. وهذا مذهبُ مالكٍ رضيَ اللهُ عنه وأصحابِه. وقال الشافعيُّ رضيَ اللهُ عنه: لا اعتبارَ بإسقاطِ العَلَقةِ، وإنما الاعتبارُ بظهورِ الصورةِ والتخطيطِ؛ فإن خَفِيَ التخطيطُ وكان لحماً فقولان بالنقلِ والتخريجِ، والمنصوصُ أنَّه تنقضي به العِدَّةُ ولا تكونُ أمّ ولدٍ. قالوا: لأنَّ العِدَّةَ تنقضي بالدّم الجاري، فبغيرِه أوْلى).
ويقولُ في المسألةِ الثامنةِ:
(يُتْبَعُ)
(/)
(قالَ مالكٌ رضيَ اللهُ عنه: ماطرحته المرأةُ من مضغةٍ أو علقةٍ، أو ما يُعلَمُ أنَّه ولدٌ إذا ضُرِبَ بطنُها ففيه الغُرَّةُ، وقالَ الشافعيُّ: لا شيءَ حتى يَتَبَيَّنَ من خَلقِه).
ولك أن تراجع تفسير الآية من سورة الحج عند القرطبي رحمه الله.
فهذا الإمامُ القرطبيُّ المُتَوَفّى سنةَ 671 هـ يذكرُ ما يراه حكمَ الشرعِ فيما تلقيه المرأةُ، هل تنقضي به عِدَّتها أم لا؟ وأنَّ النطفةَ ليست بشيءٍ ولا عبرةَ بها، أي لا تنقضي بها عِدَّةُ المُطَلَّقَةِ أو المتوفى عنها زوجُها، لأنها ليست حملاً، فإن ألقتها علقةً فهي أوَّلُ أحوالِ ما يُتَحَقَّقُ به أنَّه ولدٌ، وكذلك المُضغةُ وما فيها من صورةٍ وتخطيطٍ، والمقصودُ هنا أنَّ العِدَّةَ تنقضي بإسقاطِ العَلََقَةِ والمُضغةِ، بخلافِ النطفةِ عند المالكيَّةِ، وكذلك الأمرُ في ثبوتِ حكمِ أمِّ الولدِ، وأنَّه تجبُ في إسقاطِه الغُرَّةُ، أفتراه يُفتي ويحدِّثُ بما لا عهدَ له به؟ ويُنَزِّلُ أحكامَ الشرعِ على مناطٍ لم يعرفْه ولم يحقِّقْ فيه؟ ثم إنَّه يذكرُ فيها قولَ الإمامِ مالكِ بنِ أنسٍ المتوفى سنةَ 179هـ وقولَه بأنَّ العَلَقَةَ معتبرةٌ، وقولَ الشّافعيِّ المتوفى سنةَ 204 هـ بأنَّه لا عبرةَ بإسقاطِ العَلَقَةِ، أي لا تنقضي به العِدَّةُ، وأنَّ الاعتبارَ إنما هو بظهورِ الصورةِ والتخطيطِ!!!
انظر -أخي- إلى أقوالِ العلماء، ثم انظر إلى خلافِهم فيها قبلَ ما يقاربُ ثلاثةَ عشرَ قرناً من الزمنِ، أيُتَصَوَّرُ أن يكونَ خلافاً في غيرِ محسوسٍ ولا معهودٍ لهم؟ وأنهم كانوا يقولون برأيِهم في دينِ اللهِ على غيرِ هدىً؟ وأنهم كانوا يفتون فيما لا علم لهم به؟
أليس يلزمُ من قولهم إنَّ العربَ لم تكن تعرفُ أطوارَ الجنينِ تجهيلُ هؤلاء العلماءِ؟ وأنهم كانوا يُفتون الناسَ بما لم ينكشف لهم وما لم يروه؟!
قارن كلام القرطبي بكلام أهل التخصص وسيتبين لك ما غاب عنك من فهم كلام الأولين:
"لقد حدد رسول الله صلي الله عليه وسلم تطور نمو الجنين خلال الأربعين يوما الأولي في الحديث التالي: "عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال: حدثنا رسول الله – صلي الله عليه وسلم- وهو الصادق المصدوق , قال: إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما , ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك , ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك , ثم يبعث الله ملكا يؤمر بأربع كلمات , ويقال له: اكتب عمله ورزقه وشقي أو سعيد , ثم ينفخ فيه الروح ... " (رواه مسلم , في كتاب القدر , واللفظ له و البخاري , في كتاب بدأ الخلق, و الحديث بنفس النص في البخاري إلا أنه بدون عبارة " في ذلك" ..
و الحديث السابق يعني أن تجميع عناصر خلق الإنسان (أو جمع الخلق) يتم في الأربعين يوماً الأولى وأنه خلال هذه الفترة (الأربعين يوماً الأولى) تبدأ وتنتهي مراحل النشأة المبكرة (النطفة، العلقة، والمضغة) , وحسب علم الأجنة المعاصر , نجد أن الجنين في الأسبوع الخامس يتميز باتخاذ شكلا متقوساً، ولا يتجاوز حجمه نصف بوصة، ويبلغ جزئه العلوي ثلثي حجمه الكلي، كما يكتسب براعم للأطراف، ويكون له ذيل، وقلب بدائي يخفق بانتظام , وتظهر الأطراف العليا في الأسبوع الرابع و في بداية الأسبوع الخامس تبدو مثل المجداف, إلا أنها تبدأ في التمايز إلي مناطق عند نهاية الأسبوع الخامس , حيث تنشأ صفائح اليدين والتي يظهر عليها الأصابع كالأشعة ..
و بنهاية الأسبوع السادس , وقبل اليوم الثاني والأربعين , لا يكون الوجه واضحا ولا يبدو بصورة بشرية , فقبل اليوم الأربعين , يكون للجنين أعين و آذان و أعضاء تناسلية خارجية بدائية , وهي لا تعمل ولا تبدو بشرية , ومع ذلك فخلال الأسبوع الرابع تبدأ الأعين في النشوء , وتبدأ الآذان الداخلية نشأتها في بداية الأسبوع الخامس , وخلال هذه المرحلة الأولية لا يكون للآذان هيئة بشرية , و هذا الوصف لنشأة محصول الحمل يتوافق مع عبارة " يجمع خلقه " و التي وردت في هذا الحديث حيث أنها تصف المظهر الخارجي المتقوس للجنين وكذلك تشريحه الداخلي , حيث تتجمع أجهزة وأعضاء الجسم في صورتها الأولية داخل هذه الكتلة الصغيرة , و بالتالي فإن مصطلح (يجمع خلقه) المذكور أعلاه يعبر بدقة عن الناحية التشريحية للجنين.
أطوار الجنين في الأربعين يوما الأولي , حسب الحديث السابق:
(يُتْبَعُ)
(/)
1. طور النطفة:
وهي تستغرق الأيام الستة الأولى من الحمل , وهي تبدأ مع تكون البويضة الملقحة باندماج الحيوان المنوي مع البويضة لتكوين النطفة الأمشاج , ثم بداية إنغراس النطفة الأمشاج تحت سطح بطانة الرحم في اليوم السادس أو نحو ذلك , و يكتمل طور النطفة في حوالي اليوم السابع من التلقيح , وينتهي بتعلق اللاقحة بعد تحولها للكيسة الأريمية , و تأخذ حصتها من الأربعين يوما الأوليً.
2. طور العلقة:
بعد طور النطفة يستمر تجمع الخلايا ويصبح الجنين أكثر صلابة بسبب بداية الخلايا في التجمع أكثر فأكثر، ثم ينبعج سطحه عندما تنشأ الثنيات العصبية ( neural folds ) ، وبنهاية هذا الطور (اليوم الرابع والعشرين أو الخامس والعشرين تقريبا) يكون الجنين معلقا بالساق الموصل في جدار الحويصلة المشيمية من الداخل و يشبه في سلوكه علقة برك المياه , وبهذه الطريقة تأخذ العلقة حصتها من الأربعين يوماً الأولي.
3. طور المضغة:
يبدأ هذا الطور في اليوم السادس والعشرين أو السابع والعشرين تقريبا , وفيه يستمر ظهور الكتل الجسمية أو الجسيدات ( somites ) في الجزء الظهري للجنين , وتزداد العدد تدريجيا حتى تصل إلي منطقة الذيل , وفيما بعد تكون الجسيدات العمود الفقري للجنين , ويكون حجم الجنين يعادل تقريبا قدر ما يمضغ الماضغ , ومن حيث الشكل الخارجي يسبب وجود الجسيدات أو الكتل الجسدية تشبه المضغة الشيء الذي لاكته الأسنان , أي قطعة من اللحم بلا شكل مميز , حيث لا يمكن أن يبدو علي الجنين خلال هذا الوقت أي ملامح بشرية مميزة , وتنتهي المضغة بنهاية الأسبوع السادس وتتم بقية الأيام الأربعين الأولى , وأثناء الأسبوع السابع يبدأ الجنين في اكتساب المظهر البشري تدريجيا مع نشأة الهيكل العظمي ...
وهكذا يوضح الحديث السابق أن مراحل النطفة والعلقة والمضغة تحدث خلال أول أربعين يوم من عمر الجنين , وهنا يجب أن نطرح سؤلا , من أي مصدر في القرن السابع الميلادي حصل النبي محمد صلى الله عليه وسلم علي هذه التفاصيل الدقيقة عن تكوين الجنين؟؟ ولكن قبل الإجابة علي هذا السؤال , لابد أن نعرف أن الجنين خلال هذه الأربعين يوما يكون بالغ الصغر , وأيضا يوجد فارق زمني قليل بين هذه المراحل المتلاحقة , كما أن حساب عمر الجنين قبل اكتشاف البويضة ومعرفة ارتباطها بدورة الطمث شيئا بالغ الصعوبة وأيضا من الممكن حدوث خطأ يؤدي إلي نقص في عمر الجنين بمدة قد تصل إلي 21 يوما لأنه من الممكن حدوث الحمل في أي وقت خلال الفترة ما بين دورتي طمث , والأهم من ذلك أن مراحل النطفة والعلقة والمضغة الواردة في القرآن والسنة لم تكن معروفة علميا في ذلك الوقت , ولذلك تكون الإجابة المنطقية و بلا أدنى شك هي أنها وحيا من الله العليم .... "
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[29 Sep 2009, 07:36 م]ـ
" استخدم القرآن الكريم عند وصف تكوين الجنين , مصطلح المضغة , للتعبير عن المرحلة التي تلي العلقة مباشرة , قال تعالي: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى .... " (سورة الحج , 22: آية 5) , " ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة .. " (سورة المؤمنون , 23: آية 14)
المضغة في اللغة مشتقة من مضغ أي لاك (الشيء الذي لاكته الأسنان) , أو القطعة من اللحم , ومضغ الأمور تعني صغارها , كما أوضح بعض مفسري القرآن أن المضغة هي حجم قطعة اللحم , لا شكل فيها ولا تخطيط , قدر ما يمضغ الماضغ , ولقد استخدم القرآن حرف العطف الفاء , في دلالة علي سرعة تحول الجنين من العلقة إلي المضغة , فإذا كان طور العلقة ينتهي حوالي اليوم الرابع والعشرين أو الخامس والعشرين تقريبا كما أوضحنا في وصف العلقة , فإن المضغة تبدأ اعتبارا من اليوم السادس و العشرين أو السابع و العشرين , ويتغير مظهر كليا إلي مظهر جديد , و لابد أن يكون مصطلح المضغة معبرا عن هذا التغير في المظهر الخارجي وأيضا عن المميزات الداخلية الرئيسية للجنين , ولكي نثبت دقة الوصف القرآني للجنين نعود إلي وصف علم الأجنة المعاصر
(يُتْبَعُ)
(/)
للجنين عند ذلك الوقت ...
يتوافق وقت المضغة , في علم الأجنة المعاصر مع عدة مراحل من مراحل كارينجي (من 10 إلي 17 تقريبا) , فعند بداية المضغة والتي توافق تقريبا مرحلة كارينجي 10 , يكون القرص الجنيني مستقيما نوعا ما بعد إتمام الانثناء الجانبي , وطوله من 2 إلي 3.5 ملليمتر وأهم مميزاته الخارجية , زيادة عدد الجسيدات أو الكتل الجسدية فتصبح (من 4 إلي 12) ويبدأ غلق التجويف العصبي ( neural groove) وتكون الأنبوبة العصبية ( neural tube) , كما يبدأ ظهور أول قوسين من الأقواس البلعومية ( pharyngeal pouches) ...
وفي منتصف فترة المضغة , والتي توافق تقريبا مرحلة كارينجي 13 , عند اليوم الثاني والثلاثين تقريبا , يكون الجنين مقوسا (مثل حرف C باللغة الإنجليزية) , وطوله من 4 إلي 6 ملليمتر , ويتميز بظهور أكثر 30 جسيدة مع وجود ذيل في مؤخرته , مع تكون أربع أقواس بلعومية وبراعم الطرف العلوي والسفلي , ويمكن تميز الفم البدائي (الأولي) , كما يغطي الجنين أول طبقة سطحية رقيقة من الجلد ..
أما عند نهاية مدة المضغة , في ختام الأسبوع السادس تقريبا والذي يوفق تقريبا مرحلة كارينجي 17 , يظل الجنين مقوسا , ولكن الجذع أكثر استقامة من السابق , ويزداد محيط الرأس من 10 إلي 13 ملليمتر , ويضمر ذيل الجنين , كما تظهر بدايات الأصابع في مسطحات اليدين والقدمين , وبالرغم من تكوين عدسة العين الأولية والحفرة الأنفية وفتحة صيوان الأذن الخارجي والغضاريف المحيطة به , نجد أن الجنين لا يحمل أي ملامح بشرية مميزة ...
و بفحص صور الجنين خلال الفترة من اليوم السادس و العشرين إلي اليوم الثاني والأربعين (عند نهاية المضغة في ختام الأسبوع السادس) , سنجد أن استعمال كلمة مضغة يعبر بشكل بليغ ومعجز عن الجنين في هذه الفترة , ولتوضيح بلاغة القرآن في استعمال كلمة المضغة علي أساس علمي , نقول: أولا: يزداد طوله من 2.5 إلي 3 ملليمتر في بداية المرحلة حتى يصل إلي 10 إلي 13 ملليمتر في نهايتها , ثانيا: يتغير المظهر الخارجي باستمرار من استقامة نسبية إلي تقوس واضح , وأخيرا استعادة استقامة الجذع , كما تكون جسيدات واضحة جدا في بداية المرحلة , ثم تقل في الوضوح مع ظهور الطبقة الأولية من الجلد , ثم تبدأ براعم الأطراف العلوية وتظهر مسطحات اليدين بينما يظل الطرفين السفليين مثل المجاديف , وتضح الرأس وتظهر بدايات العينين والأنف والأذنين ويبدأ تكون الوجه , وبناءا علي هذا الوصف , نجد أنه في كتلة صغيرة يتراوح طولها 10من 13 ملليمتر و لا تبدو عليها أي ملامح بشرية ولا يتميز منها أعضاء واضحة , توجد كل مكونات جسم الجنين وأعضائه بصورة مصغرة ويكون بعضها في مراحل التكوين الأولي وأخرى تكون مجرد براعم أولية ...
وبمقارنة الوصف السابق للمضغة في علم الأجنة , مع معاني كلمة مضغة في اللغة وعند المفسرين , نجد أن حجم الجنين يصل إلي أقل من 1.5سنتيمتر قرب نهاية المضغة , وهذا تقريبا يعادل قدر ما يمضغ الماضغ , ومن حيث الشكل الخارجي , يسبب وجود الجسيدات أو الكتل الجسدية خلال بداية المرحلة في أن يكون الجنين في الشكل مثل قطعة ممضوغة من العلك (اللبان) والتي تحمل أثر طبع الأسنان عليها , وهذا يطابق معنى الشيء الذي لاكته الأسنان ...
وأما من حيث تركيبه الداخلي , نجد أنه عبارة عن كتلة مقوسة من خلايا الجنين أثناء تمايزها إلي سائر أعضاء الجسم من قلب و كبد وغيرها ولكنها لا تحتوي علي عظام (لأن العظام لم تتكون بعد) , ومن الواضح أن هذا الوصف يوافق معنى قطعة من اللحم بلا شكل مميز , حيث لا يمكن أن يبدو علي الجنين خلال هذا الوقت أي ملامح بشرية مميزة ..
ونظرا لأن كل مكونات جسم الجنين وأعضائه تكون موجودة بصورة مصغرة ويكون بعضها في مراحل التكوين الأولي وأخرى تكون مجرد براعم أولية, يكون الوصف القرآني: " ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخلّقَةٍ وَغَيْرِ مُخلّقَةٍ .. " (سورة الحج , 22: آية 5) , بالغ الدقة والإعجاز لأنه يوضح كل خصائص الجنين في هذه الفترة الخارجية والداخلية , و باعتبار أن من معاني كلمة مضغة صغائر الأمور , يمكننا بشكل مجازي اعتبار أن المضغة تدل علي وجود سائر أعضاء وأجهزة الجسم بشكل مصغر في كتلة صغيرة من اللحم والتي تحتوي علي كائن بشري في أصغر حجم ... "
أرجو أن يفهم منكر الإعجاز العلمي دلالة هذا الكلام الذي لم يكن لأحد أن يطلع عليه في زمن التنزيل
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[30 Sep 2009, 01:26 ص]ـ
أخي الكريم: العليمي المصري حفظه الله تعالى
أنا كما قلت لك لا أريد كلاما عاما، وقد سألتك مرات عديدة هل هناك علماء مسلمون ثقات عندهم القدرة المادية والعلمية للتثبت من هذا الذي تسميه حقيقة علمية؟ وتثبتوا وقاموا بتجارب فأثبتوا ما تسميه مسلمة؟
اجبني على هذا السؤال؟
السؤال الثاني: هل تعارض أقوال أئمة التفسير وعمالقة السلف الصالح بأقوال تفسير حديث أعده مجموعة من طلبة العلم في هذا العصر؟
ملاحظة: قولك: من تسميهم كفارا.
أنا أسميهم كفارا، ولا أخجل من ذلك ولاأجد في نفسي شكا من تلك التسمية لهم فبماذا تسميهم أنت؟
وليكن في كريم علمك أني على يقين من أنهم يخدعون شعوبهم، ويضحكون على ذقونهم ويسخرون منهم.
أما نحن فإن من عقيدتي أنهم يمكرون ضد الإسلام، وأنهم حاولوا في الماضي ويحاولون في الحاضر وسيحاولون في المستقبل طمس كل معلم من معالمه.
أما الأخ: عبد الله جلغوم، فقد أجبته قبل عدة أشهر بعد أن كال لي من السب والشتم ما الله به عليم بقولي له: "سلاما" ولا زال ذلك هو جوابي له، لأن الكلام الساقط من عمل النساء والمخنثين، وأنا لا أتقن ذلك الفن.
والذي أتعجب منه هو أن مثل ذلك السقوط لا سبب له سوى أني أختلف معه في دعواه الإعجاز العددي،
وعزائي في كل ذلك أني لست وحدي فقد تعرض غيري من مخالفيه لأبشع من ذلك، وهو مسجل في صفحات هذا الملتقى المبارك.
والله يهدي الجميع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[30 Sep 2009, 05:28 ص]ـ
أخي الكريم: العليمي المصري حفظه الله تعالى
أنا كما قلت لك لا أريد كلاما عاما، وقد سألتك مرات عديدة هل هناك علماء مسلمون ثقات عندهم القدرة المادية والعلمية للتثبت من هذا الذي تسميه حقيقة علمية؟ وتثبتوا وقاموا بتجارب فأثبتوا ما تسميه مسلمة؟
أما الأخ: عبد الله جلغوم، فقد أجبته قبل عدة أشهر بعد أن كال لي من السب والشتم ما الله به عليم بقولي له: "سلاما" ولا زال ذلك هو جوابي له، لأن الكلام الساقط من عمل النساء والمخنثين، وأنا لا أتقن ذلك الفن. والذي أتعجب منه هو أن مثل ذلك السقوط لا سبب له سوى أني أختلف معه في دعواه الإعجاز العددي،
.
ها أنت تعطي الجميع دليلا على بلوغك القمة في الحماقة والسوقية. ما حاجتك الى مثل هذا الكلام؟ ألأنني طلبت من الاخوة ان يعطوك الوقت للتاكد من أبحاث الكفار الذين تدين لهم بالكثير واوله جهاز الكمبيوتر الذي تستخدمه وموقع الانترنت الذي جعل منك متكلما؟
وتزعم أنك لا تتقن فن السقوط؟! وأي إتقان هناك بعد ما جئت به من بذاءة وفحش؟ وماذا تركت لغيرك ممن تتهمهم بالسقوط؟
اعتب بشدة على الأخوة الأفاضل ثانية إضاعة أوقاتهم في مناقشتك، لعلك تثوب إلى رشدك إن كان لك رشد، ولكن أنى لك ذلك وقد استفحل فيك الداء.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[30 Sep 2009, 06:31 ص]ـ
أخانا الكريم الحسنى حفظه الله
لا أعتفد أن كلامى كان عاما فحسب كما تزعم، فقد أتيتك بمثال وأسهبت فى وصفه
هذه واحدة
أما الأخرى فان من قلت عنهم (طلبة علم) ليسوا كذلك، وأراك قد انتقصت من أقدارهم بغير حق، فانهم نخبة من الخبراء فى كافة التخصصات العلمية
أما المفاضلة بينهم وبين أقوال السلف على نحو ما تقول فلم يزعم أحد على حد علمى أن السلف الصالح كانواعلماء ظواهر جوية أو ما يسمى Meteorology
وتعجبنى فى هذا المقام كلمة لزميلنا فى هذا الملتقى هو الأخ الكريم محمد الأمين وقد اقتبستها لك، حيث قال:
الاعجاز العلمي داخل في الاعجاز البلاغي
ولم يقل أحد بضرورة الاقتصار على التفسير بالمأثور
فما تتحمله اللغة ويقبله العقل لا يجوز إنكاره
ثالثا: علوم الطبيعة يا سيدى لا تعرف التفرقة الدينية، والعلماء فى معاملهم كما الرهبان فى صوامعهم فى زهدهم وتجردهم، فقد نذروا جهودهم للحقيقة المجردة، فلا توجد مثلا كيمياء يهودية وأخرى نصرانية وثالثة اسلامية، بل هى كيمياء واحدة لأن العالم الذى نعيشه انما هوعالم واحد
ومن هنا فلا محل لقولكم:
وقد سألتك مرات عديدة هل هناك علماء مسلمون ثقات عندهم القدرة المادية والعلمية للتثبت من هذا الذي تسميه حقيقة علمية؟ وتثبتوا وقاموا بتجارب فأثبتوا ما تسميه مسلمة؟ اجبني على هذا السؤال؟
رابعا: الاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية، ونحن جميعا - على اختلاف مشاربنا - لنا هدف واحد هو اعلاء كلمة الله، ويكفى أن تكون النوايا حسنة حتى يعذر بعضنا بعضا، فلا تحزن من أخيك الأستاذ جلغوم والتمس له العذر
وتقبل منى كل التحية والتقدير
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[30 Sep 2009, 06:43 ص]ـ
أخي الكريم: العليمي المصري حفظه الله تعالى
أنا كما قلت لك لا أريد كلاما عاما، وقد سألتك مرات عديدة هل هناك علماء مسلمون ثقات عندهم القدرة المادية والعلمية للتثبت من هذا الذي تسميه حقيقة علمية؟ وتثبتوا وقاموا بتجارب فأثبتوا ما تسميه مسلمة؟
اجبني على هذا السؤال؟
.
إذا كانت لا تعلم ذلك فأنت تعيش في عالم آخر لا علاقة له بعالم الناس اليوم
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[30 Sep 2009, 06:49 ص]ـ
وأنت كذلك يا أستاذ جلغوم: لا تغضب من أخيك والتمس له العذر اذا هو لم يقرك على كلامك، وأنت خير من يعلم أن الاختلاف هو سنة الله فى خلقه
أنصحكم ونفسى بالاعتدال فى القول والعمل
ولا يجب - علينا جميعا - أن ننسى قوله تعالى:
انما المؤمنون اخوة
وتقبل منى كل التحية والتقدير
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[30 Sep 2009, 10:29 ص]ـ
وأنت كذلك يا أستاذ جلغوم: لا تغضب من أخيك والتمس له العذر اذا هو لم يقرك على كلامك، وأنت خير من يعلم أن الاختلاف هو سنة الله فى خلقه
أنصحكم ونفسى بالاعتدال فى القول والعمل
ولا يجب - علينا جميعا - أن ننسى قوله تعالى:
انما المؤمنون اخوة
وتقبل منى كل التحية والتقدير
أخي الفاضل العليمي
أتظنني لن انام الليل إذا لم يقرني على كلامي؟
إن كنت تعني اختلافنا في الاعجاز العددي - كا يزعم- فأنا لا احفظ اسم أي واحد ممن خالفني (لم يعد في ذاكرتي متسع لتدوين الاسماء) ولا أحتفظ لأي واحد بشيء من الحقد. ولكن كما ترى فصاحبنا قد كشر عن انيابه لمجرد أنني اقترحت عليكم أن تعطوه وقتا للتثبت مما يقوله العلماء غير المسلمين،فخلط الحابل بالنابل، وبدا محاضرته عن السقوط والنساء والمخنثين. كاشفا عما في نفسه من حقد، واحتقار للمرأة ولمخالفيه. أما كان في غنى عن ذلك؟ أم يظن نفسه الرجل الوحيد في مجتمع كله من النساء؟
وهنا أود أن أضيف معلومة مهمة:
العلماء عندنا كثيرون وبلاد المسلمين تنجب منهم الآلاف، ولكنهم يضطرون إلى الهجرة تاركين اوطانهم، أتدري لماذا؟ هربا من امثال هؤلاء الذين لا يريدون مغادرة القرن السابع الميلادي.
ولك أن تتصور كم من المعضلات ستواجه عالما مسلما يريد التثبت من هذه الحقائق،
الآلات والتصوير والمرأة .. لا أدري إن كان سيجد امراة يجري عليها دراسته غير زوجته ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[30 Sep 2009, 02:25 م]ـ
الأخ الكريم بكر،
ما طرَحتَهُ لافت يستحق النطر. وعندما نعلم أن الجنين في مراحل الأولى يكون أقل من سنتيمتر ولا يسهل تمييزه قبل اكتشاف المجاهر، ويلتبس بالدم المتجلط. إذا علمنا هذا ندرك أن حل الإشكال الذي طرحتَه يمكن أن يكون بالآتي:
1.يذهب أصحاب المذاهب الأربعة إلى أن كل مرحلة من المراحل تطور الجنين تستمر أربعين يوماً.
2. وعليه إذا تم الإجهاض في الأربعين الأولى يكون نطفة. وفي الأربعين الثانية يكون علقة وفي الأربعين الثالثة يكون مضغة، وبعد ذلك يتضح التخلق.
3. بذلك ندرك أنهم يستندون إلى المعلومة الشرعية وليس إلى المعلومة العلمية.
وغني عن البيان أن حالة الإجهاض تعرف قديما لملابسات مجربة.
ثم قل لي أخي بكر كيف يمكن لهم أن يميزوا المضغة المخلقة وغير المخلقة؟! أما العلم فيقول إنه في مرحلة المضغة يكون جزء من الخلايا متخصصة واضحة الوظيفة فيتكون منها الأعضاء المحددة. أما الخلايا الأخرى فتكون غير متخصصة وغير واضحة الوظيفة.
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[30 Sep 2009, 06:52 م]ـ
بارك الله فيك أبا عمرو:
الأخ الكريم بكر،
ما طرَحتَهُ لافت يستحق النطر. وعندما نعلم أن الجنين في مراحل الأولى يكون أقل من سنتيمتر ولا يسهل تمييزه قبل اكتشاف المجاهر، ويلتبس بالدم المتجلط. إذا علمنا هذا ندرك أن حل الإشكال الذي طرحتَه يمكن أن يكون بالآتي:
1.يذهب أصحاب المذاهب الأربعة إلى أن كل مرحلة من المراحل تطور الجنين تستمر أربعين يوماً.
2. وعليه إذا تم الإجهاض في الأربعين الأولى يكون نطفة. وفي الأربعين الثانية يكون علقة وفي الأربعين الثالثة يكون مضغة، وبعد ذلك يتضح التخلق.
3. بذلك ندرك أنهم يستندون إلى المعلومة الشرعية وليس إلى المعلومة العلمية.
وغني عن البيان أن حالة الإجهاض تعرف قديما لملابسات مجربة.
ثم قل لي أخي بكر كيف يمكن لهم أن يميزوا المضغة المخلقة وغير المخلقة؟! أما العلم فيقول إنه في مرحلة المضغة يكون جزء من الخلايا متخصصة واضحة الوظيفة فيتكون منها الأعضاء المحددة. أما الخلايا الأخرى فتكون غير متخصصة وغير واضحة الوظيفة.
أما التمييز بين المضغة والمخلفة وغير المخلقة فيكون بظهور الصورة والتخطيط، إي في بداية تشكل الجنين، وقد أشار إلى هذا المفسرون الأولون.
لاحظ أخي الكريم أبا عمرو أن القرطبي نظر في المسائل الفقهية المستنبطة من الآية، والفقه هو العلم بالأحكام الشرعية العملية، أي أنهم أنزلوا هذه الأحكام على وقائع مشاهدة محسوسة، ولم يكن نسج خيال. فالخلاف بين الشافعي ومالك في النطفة أتبرؤ بها الرحم، أي أن الحامل إذا طلقها زوجها فإن أجلها أن تضع حملها، فلو ألقته نطفة فليس بشيء، ولا تبرؤ به الرحم، وإن ألقته علقة فمذهب مالك أنها تبرؤ بها الرحم، ومذهب الشافعي أنه لا عبرة بالعلقة إذا ألقتها المرأة، أما المضغة مخلقة كانت أم غير مخلقة فلا خلاف في أنها تبرؤ بها الرحم وتنقضي بها العدة.
فكلام الشافعي ومالك ليس مجرد تفسير حتى نقول إنهم فسروها بما عرفوا من معاني المفردات، بل هو أحكام فقهية لم يكن الشافعي ومالك رضي الله عنهما ليقولا بها على غير علم.
فدل هذا على أن النطفة العلقة والمضغة كانت معلومة لهم ومعاينة فأفتوا فيها.
وهذا يبطل الإعجاز العلمي المدعى في الآية ...
والله أعلم ...
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[30 Sep 2009, 10:31 م]ـ
[ QUOTE= بكر الجازي;87848] بارك الله فيك أبا عمرو:
أما التمييز بين المضغة والمخلفة وغير المخلقة فيكون بظهور الصورة والتخطيط، إي في بداية تشكل الجنين، وقد أشار إلى هذا المفسرون الأولون.
لاحظ أخي الكريم أبا عمرو أن القرطبي نظر في المسائل الفقهية المستنبطة من الآية، والفقه هو العلم بالأحكام الشرعية العملية، أي أنهم أنزلوا هذه الأحكام على وقائع مشاهدة محسوسة، ولم يكن نسج خيال. فالخلاف بين الشافعي ومالك في النطفة أتبرؤ بها الرحم، أي أن الحامل إذا طلقها زوجها فإن أجلها أن تضع حملها، فلو ألقته نطفة فليس بشيء، ولا تبرؤ به الرحم، وإن ألقته علقة فمذهب مالك أنها تبرؤ بها الرحم، ومذهب الشافعي أنه لا عبرة بالعلقة إذا ألقتها المرأة، أما المضغة مخلقة كانت أم غير مخلقة فلا خلاف في أنها تبرؤ بها الرحم وتنقضي بها العدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فكلام الشافعي ومالك ليس مجرد تفسير حتى نقول إنهم فسروها بما عرفوا من معاني المفردات، بل هو أحكام فقهية لم يكن الشافعي ومالك رضي الله عنهما ليقولا بها على غير علم.
فدل هذا على أن النطفة العلقة والمضغة كانت معلومة لهم ومعاينة فأفتوا فيها.
[ QUOTE]
نعم كانت معلومة حيث كانوا يرون تفاصيلها تحت المجهر أوالأشعة المكبرة!!!!!!!!!
يا رجل اتق الله في نفسك ولا تهرف بما لاتعرف.
هذا الكلام الذي نقلته أنت عن أهل العلم:
"وأنَّ النطفةَ ليست بشيءٍ ولا عبرةَ بها، أي لا تنقضي بها عِدَّةُ المُطَلَّقَةِ أو المتوفى عنها زوجُها، لأنها ليست حملاً، فإن ألقتها علقةً فهي أوَّلُ أحوالِ ما يُتَحَقَّقُ به أنَّه ولدٌ، وكذلك المُضغةُ وما فيها من صورةٍ وتخطيطٍ، والمقصودُ هنا أنَّ العِدَّةَ تنقضي بإسقاطِ العَلََقَةِ والمُضغةِ، بخلافِ النطفةِ عند المالكيَّةِ، وكذلك الأمرُ في ثبوتِ حكمِ أمِّ الولدِ، وأنَّه تجبُ في إسقاطِه الغُرَّةُ، أفتراه يُفتي ويحدِّثُ بما لا عهدَ له به؟ ويُنَزِّلُ أحكامَ الشرعِ على مناطٍ لم يعرفْه ولم يحقِّقْ فيه؟ ثم إنَّه يذكرُ فيها قولَ الإمامِ مالكِ بنِ أنسٍ المتوفى سنةَ 179هـ وقولَه بأنَّ العَلَقَةَ معتبرةٌ، وقولَ الشّافعيِّ المتوفى سنةَ 204 هـ بأنَّه لا عبرةَ بإسقاطِ العَلَقَةِ، أي لا تنقضي به العِدَّةُ، وأنَّ الاعتبارَ إنما هو بظهورِ الصورةِ والتخطيطِ!!! "
أقول لك أنت لم تفهمه حيث إنهم يتكلمون عن أمور نظرية وما يمكن أن تبلغه مداركهم، فالنطفة لا ترى إلا تحت المجهر ولهذا قال:
"وأنَّ النطفةَ ليست بشيءٍ ولا عبرةَ بها"
أما العلقة فلا يمكن تمييزها من العلقة دون مجهر ولهذا رتب الإمام الشافعي الحكم على ظهور الصورة والتخطيط، وهذا لا يظهر للعين المجردة إلا في وقت متأخر جدا وهو مرحلة تخلق العظام.
فأنت يا أخانا الكريم تجادل فيما ليس لك به علم.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[01 Oct 2009, 01:36 ص]ـ
أخي الكريم: العليمي المصري حفظه الله تعالى
أنا على يقين من أن الهدف كما قلت هو البحث عن الحق، ولكن عندي ملاحظات:
الأولى: أن هذه "الحقائق العلمية" إذا كان مصدرها الوحيد هو المختبرات الغربية من أعداء الإسلام، فما هو الرد إذا خرجوا علينا بحقيقة علمية جديدة مثلا تقول إن الشمس ثابتة لا تتحرك بتاتا؟
فهل نكذبهم أم نصدقهم؟
وإذا كان الجواب كما هو متوقع أننا نكذبهم، فما هو ميزان تصديقهم في اكتشافاتهم العلمية وتصديقهم فيها؟ حتى نفسر كتاب ربنا بها.
ثانيا: إذا كان القرآن الكريم من عند الله تعالى وهو حق لا باطل فيه، فلماذا لا يشتغل المهتمون بالإعجاز العلمي بكتاب الله تعالى فيخرجون لنا بعض الاكتشافات التي لم يكتشفها الغرب بعد؟
ولماذا الانتظار حتى يقول الغرب قد اكتشفنا كذا فيأتي أحدهم ويقول هذا تدل عليه الآية كذا؟
ثالثا: فيما يخص نصائحك في الحوار فهي جيدة وقيمة ويجب أن يبقى مجال في ذهن كل منا للمخالف، وخاصة فيما يستساغ فيه الخلاف.
وإذا طالعت ما دار في هذا الملتقى بيني وبين الأخ عبد الله جلغوم في الإعجاز العددي فسوف تعذرني لسببين:
1 - أنه استفرغ وسعه في ذلك الحوار الذي دار منذ أشهر من أجل أن يستفزني، ومع ذلك أجبته بقولي له: "سلاما" وتجنبت أي موضوع يكتبه ولم أعلق عليه بعدها.
2 - أنه حتى في هذا الموضوع فإني لم أعلق عليه حتى سخر بتلك العبارات المدونة في مداخلته، فاضطررت إلى الدفاع عن نفسي.
وأعتذر للإخوة القراء في هذا الملتقى عن تلك الأمور، وأقول له هو: أخي عبد الله جلغوم أنا وأنت كخطين متوازيين فلن تلتقي أفكارنا أبدا، وأعتذر لك عن كل ما تظنه ظلما لك، وأطلب منك أن تتجنب التعليق على ما أكتبه، ولن أعلق على ما تكتب أبدا، ولك الشكر.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[01 Oct 2009, 04:36 م]ـ
أخي الكريم: العليمي المصري حفظه الله تعالى
هذه "الحقائق العلمية" إذا كان مصدرها الوحيد هو المختبرات الغربية من أعداء الإسلام، فما هو الرد إذا خرجوا علينا بحقيقة علمية جديدة مثلا تقول إن الشمس ثابتة لا تتحرك بتاتا؟
فهل نكذبهم أم نصدقهم؟
وإذا كان الجواب كما هو متوقع أننا نكذبهم، فما هو ميزان تصديقهم في اكتشافاتهم العلمية وتصديقهم فيها؟ حتى نفسر كتاب ربنا بها.
أخانا الحسنى حفظه الله
أتفهم جيدا دواعى حرصكم البالغ على كتاب الله المجيد، وعدم الزج به فيما يحتمل دحضه وتفنيده فيما بعد
ولا خلاف بيننا على هذا، ولكنى أعتقد أنكم تبالغون كثيرا فى هذا الحرص والحذر، لأن العلم البشرى لا يقوم كله على الظن والاحتمال، وانما فيه حقائق ساطعة كالشمس فى رابعة النهار ولا يمكن الطعن أو التشكيك فيها بحال من الأحوال
فلا يوجد ما يمنع أن نستشهد بأمثال تلك الحقائق على اعجاز القرآن العظيم
وتحضرنى فى هذا المقام كلمة لشيخنا الامام محمد متولى الشعراوى عليه رحمة الله، وقد ذكرنا بها اليوم الأخ بلفاع فى آخر مشاركة تجدونها بموضوع (هل قوله تعالى " وترى الجبال تحسبها جامدة " فى الدنيا أم فى الآخرة؟) وليتك تطالع هذا الموضوع من أوله وتبدى رأيك فيه، قال شيخنا الشعراوى يرحمه الله:
في الماضي وقبل تطور العلم كانوا يعتقدون في المنجِّمين وعلماء الفلك الكفرة أنهم يعلمون الغيب، أما الآن وقد توصَّل العلماء إلى قوانين حركة الأرض وحركة الكواكب الأخرى في المجموعة الشمسية واستطاعوا حساب ذلك كله بدقة مكّنتهم من معرفة ظاهرة الخسوف والكسوف مثلاً (قبل وقوعهما) ونوع كل منهما ووقته وفعلاً تحدث الظاهرة في نفس الوقت الذي حددوه بدقة متناهية ولا تتخلف أبدا.
واستطاعوا بحساب هذه الحركة أنْ يصعدوا إلى سطح القمر، وأن يُطلِقوا مركبات الفضاء ويُسيِّروها بدقة حتى إنَّ إحداها تلتحم بالأخرى في الفضاء الخارجي.
كل هذه الظواهر لو لم تكن مبنية على حقائق مُتيقَّنة لأدتْ إلى نتائج خاطئة وتخلفتْ
وفقكم الله أخانا الكريم وسدد خطاكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[01 Oct 2009, 05:38 م]ـ
نعم كانت معلومة حيث كانوا يرون تفاصيلها تحت المجهر أوالأشعة المكبرة!!!!!!!!!
أفتراهم أفتوا على غير علم؟!
أما العلقة فلا يمكن تمييزها من العلقة دون مجهر ولهذا رتب الإمام الشافعي الحكم على ظهور الصورة والتخطيط، وهذا لا يظهر للعين المجردة إلا في وقت متأخر جدا وهو مرحلة تخلق العظام.
فأين تذهب بقول الشاعر:
أفي غيرِ المُخَلَّقَةِ البُكاءُ ... فأين الحزمُ – ويحك- والحياءُ.
وكيف عرف الشاعر أنها غير مخلقة إذا لم تظهر بالعلين المجرة؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 Oct 2009, 05:51 م]ـ
أفتراهم أفتوا على غير علم؟!
فأين تذهب بقول الشاعر:
أفي غيرِ المُخَلَّقَةِ البُكاءُ ... فأين الحزمُ – ويحك- والحياءُ.
وكيف عرف الشاعر أنها غير مخلقة إذا لم تظهر بالعلين المجرة؟
أفتوا بعلم ولكنك لم تفهم فتواهم، كما أنك لم تفهم قول الشاعر، ولله في خلقه ......
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[01 Oct 2009, 05:55 م]ـ
أفتوا بعلم ولكنك لم تفهم فتواهم، كما أنك لم تفهم قول الشاعر، ولله في خلقه ......
فأفهمنا ما قال الشاعر ...
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 Oct 2009, 06:41 م]ـ
فأفهمنا ما قال الشاعر ...
عد إلى هذا الرابط وستعرف معنى قول الشاعر:
www.afifedu.gov.sa/attachment.php?attachmentid=1939&d
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[01 Oct 2009, 06:56 م]ـ
حبذا لو توجز فهمك لكلام الشاعر هاهنا ...
ـ[حمد]ــــــــ[02 Sep 2010, 02:53 ص]ـ
ونظرا لأن كل مكونات جسم الجنين وأعضائه تكون موجودة بصورة مصغرة ويكون بعضها في مراحل التكوين الأولي وأخرى تكون مجرد براعم أولية, يكون الوصف القرآني: " ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخلّقَةٍ وَغَيْرِ مُخلّقَةٍ .. " (سورة الحج , 22: آية 5) , بالغ الدقة والإعجاز لأنه يوضح كل خصائص الجنين في هذه الفترة الخارجية والداخلية , و باعتبار أن من معاني كلمة مضغة صغائر الأمور , يمكننا بشكل مجازي اعتبار أن المضغة تدل علي وجود سائر أعضاء وأجهزة الجسم بشكل مصغر في كتلة صغيرة من اللحم والتي تحتوي علي كائن بشري في أصغر حجم ... "
جزاك الله خيراً(/)
حلقة التدبر وأكاديمية التدبر (فكرة للتأمل)
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[25 Sep 2009, 01:38 م]ـ
هذا تعريف بمشروع طرحه الشيخ علي العضيب جزاه الله خيرا
http://www.islamtoday.net/bohooth/artshow-86-115662.htm
فما رأي المهتمين بهذا المشروع؟
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[25 Sep 2009, 01:49 م]ـ
شكر الله لكم د. خالد
ونبشركم بأن الهيئة العالمية لتدبر القرآن ستقعد الملتقى الثاني لها حول موضوع (التدبر مناهج وبرامج) في بداية العام القادم1431 هـ بإذن الله يقدم فيه كل من له تجربة أو اهتمام تجربته أو فكرته، ولعل ماكتبه الشيخ علي العضيب يكون منها بإذن الله تعالى.
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[25 Sep 2009, 05:35 م]ـ
بارك الله بك أخي الكريم،،،،،
لكن أخي محمد ما السبيل للمشاركة في هذا الملتقى بارك الله بكم ....
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[25 Sep 2009, 08:33 م]ـ
جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم.
وأود إضافة نقطتين:
- هذه فكرة رائدة وعملية لازلنا نرى من يهتم بالدعوة إليها، وقليل من شرع في تطبيقها، وممن دعا إليها بالطريقة ذاتها: مجدي الهلالي وله في هذا كتابتات عديدة، كما طرحها د. محمد الأنصاري في أحد أعداد مجلة البيان تحت مسمى: (المدارسة القرآنية) ومما قاله:
" واجب الدراسة بمنهج التدارس: وهو ما يصطلح عليه عند العلماء الربانيين بواجب (المدارسة القرآنية)، هذا الواجب الذي ضمر في الأمة ضموراً خطيراً، فحلت محلّه أمور أخرى لا تخلو من فائدة، إلا أنها أقل منه كثيراً.
إن المدارسة القرآنية هي أم الواجبات المتقدمة وأساسها؛ ففي إطارها يتم واجب القراءة بمنهج الترتيل، ويتم الاستماع والإنصات للقرآن، ويتم التعلم والتدبر، ولهذا فإن الحديث عنها يقتضي تفصيل الكلام في معناها، ومشروعيتها، ومنهجها، وثمارها وفضائلها.
1ـ معناها: المدارسة مشتقة من مادة (درس)، يقال: درسَ الكتابَ يدرُسه دَرْساً ودراسةً، أي: ذلّله بكثرة القراءة حتى انقاد لحفظه. ودرس الكتاب: تَعَلَّمَهُ. ويقال: درست السورة، أي: حفظتها. والمُدارِسُ: الذي قرأ الكتب ودرسها، والمِدْراس: البيت الذي يُدْرَسُ فيه القرآن، وفي الحديث: «تدارسوا القرآن»؛ أي اقرؤوه وتعهدوه لئلا تنسوه. وأصل الدراسة: الرياضة والتعهد للشيء، والمدارسة من هذا القبيل. يقال: تدارس القوم القرآن، أي: قرؤوه وتدبروا معانيه، وقلبوا النظر في فهمه واستخلاص هداه؛ فالمدارَسة على صيغة مُفَاعَلة، والتدارُس على وزن التفاعُل، والمراد بها المشاركة الجماعية في فهم القرآن وإدراك أسراره واستنباط بصائره وهداياته.
2 ـ مشروعيتها: المدارسة القرآنية مشروعة بالقرآن والسنة؛ فأما القرآن فقوله ـ تعالى ـ: {وَلَكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ} [آل عمران: 79]؛ وأما السنة فحديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن؛ فلَرَسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة». وحديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ، وفيه: « ... ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفّتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده ... ».
3 ـ منهجها: إن الاهتداء في المنهج للتي هي أقوم هو أساس النجاح في كل شيء، إذ بقدر التفقه في المنهج والرشد فيه يكون مستوى النجاح كمّاً وكيفاً.
ومن هنا فإن نجاح المدارسة يتوقف على مدى النجاح في اتباع منهجها الخاص؛ فالقرآن الكريم وظيفته الأساس هداية الناس إلى صراط الله المستقيم، ولعل هذا هو السر في تكرار الفاتحة في كل الصلوات المفروضة والمسنونة لتضمنها دعاء خاصاً في بيان القصد من القرآن ووظيفته الأساس: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: 6]. إنها وظيفة الهداية للتي هي أقوم وأرشد في التفكير والتعبير والتدبير، وهي المشار إليها في قوله ـ تعالى ـ: {إنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9]، فبلوغ مرتبة الأقوم في الهداية يتوقف على اتباع المنهج الأقوم في تدارس القرآن
(يُتْبَعُ)
(/)
الكريم. والمدارسة القرآنية لها منهجها الخاص الذي به تتم، وهو منهج يقوم على قاعدتين:
* القاعدة الأولى: قاعدة: «اقرأ وتدبر ثم أبصر»، وهذه القاعدة تهم الدارس للقرآن بمفرده، وتهم المجتمعين لمدارسته؛ فهي السبيل لاستخلاص الهدى المنهاجي من القرآن الكريم، وبيانها في حقيقتين:
أ ـ حقيقة واجب التحقق بالقرآن: والمراد بها: التحقق بالقرآن فهماً وإدراكاً وعلماً، إذ بهذا التحقق يستقيم الفكر ويصح الفهم عن الله تعالى، ولا يتم هذا إلا بالقراءة أولاً ثم التدبر ثانياً؛ القراءة بمعنى التلاوة، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ... »، والتدبر بمعنى التأمل والتفكر في المقروء، لقوله ـ تعالى ـ: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 24]. إنه تدبُّر يتجاوز مرتبة دائرة التدبر بالعقول إلى مرتبة التدبر بالقلوب ليتحقق بذلك الإبصار، وهو إبصار يتجاوز الإبصار الفردي إلى الإبصار الجماعي للبصائر القرآنية وهداياته المنهاجية.
ب ـ حقيقة واجب التخلُّق بعد التحقُّق: وهي حقيقة تخص الفرد الدارس والجماعة، وسبيلها التبصر بعد القراءة والتدبر والإبصار. والإبصار هنا:
ـ إبصار العقول الواعية والقلوب الحية للطريق المستقيم والمنهاج القويم. قال ـ تعالى ـ: {قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا} [الأنعام: 104].
ـ وإبصار للنور القرآني والهدى الرباني وتبصر بهما: {وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} [الشورى: 52].
ـ إبصار للميزان الذي به يعرف الحق من الباطل، والهدى من الضلال، والنور من الظلام: {هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [الجاثية: 20].
ـ وإبصار لمنهج القراءة العام: {اقْرأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1]، سواء أتعلق الأمر بقراءة الوحي أم بقراءة الأكوان والمخلوقات؛ فالمقروءات كلها ينبغي أن تقرأ باسم الله حتى يتحقق المقصود منها وتعرف أسرارها.
ـ وإبصار لحقيقة الله ـ تعالى ـ خالق كل شيء، وحقيقة غيره من المخلوقات، وذلك بالرحيل من الأكوان المخلوقة إلى عظمة المكون الخالق سبحانه وتعالى.
ـ وإبصار للأولويات وتبصّر بالعمل بها، وإبصار لمنهج العدل القرآني ولمنهج تسخير السنن الكونية وعمارة الأرض بما ينفع الناس؛ فإرسال الرسل وإنزال الكتب إنما كان القصد منهما ذلك. قال ـ تعالى ـ: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} [الحديد: 25].
وخلاصة الأمر، فإن المراد بحقيقة التخلُّق: التخلق بالهدى المنهاجي المستنبط من الوحي، وذلك بالاهتداء بهدايات القرآن، واتباع منهجه والاستقامة عليه، {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا} [هود: 112]. فالاتباع والاستقامة هما سبيل الفلاح في الدنيا والآخرة، قال ـ تعالى ـ: {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الأعراف: 157].
* القاعدة الثانية: قاعدة: «أخذ القرآن بمنهج التلقي» (1)، فالواجب على الدارس للقرآن فرداً كان أو جماعة يجتمعون في مجلس للمدارسة .. ، الواجب عليهم جميعاً أن يتعاملوا مع القرآن بهذه القاعدة المنهجية في تلقّي القرآن، فالتلقي هنا تلقٍّ خاص، المراد به: استقبال القلب للوحي، وهو على ضربين:
ـ استقبال على سبيل النبوة؛ وهو خاص بالرسول - صلى الله عليه وسلم -، لقوله ـ تعالى ـ: {وَإنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ} [النمل: 6]، فهو تلقٍّ لرسالة الوحي من الله تعالى، اقتضته طبيعته: {إنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً} [المزمل: 5].
ـ واستقبال قلبي للوحي على سبيل الذكر؛ وهو عام في كل مؤمن أخذ القرآن بمنهج التلقي وقصد به التذكر: {إنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إلَى رَبِّهِ سَبِيلاً} [المزمل: 19].
(يُتْبَعُ)
(/)
فالمتدارسون للقرآن في مجالس المدارسة ينبغي أن يستقبلوا القرآن بهذه الكيفية وكأنه ينزل عليهم في تلك اللحظات غضاً طرياً، إنه استقبال بمعنى الإنصات الكامل للقلب والعقل إلى كلام الحق ـ سبحانه وتعالى ـ وهو يخاطبهم، ثم يتدبروه بتقليب النظر وإجالة الفكر فيه، ليتحقق بذلك الإبصار ثم التبصر والاهتداء بهداه.
4ـ ثمارها وفضائلها: للمدارسة القرآنية ثمار جليلة وفضائل عظيمة وكثيرة؛ فالمدارسة خير كلها وبركة كلها، فالله ـ تعالى ـ يبارك فيها فيفيض بنوره على المجتمعين لمدارسة قرآنه، فيثمر ذلك ثماراً نافعة وفضائل عديدة، منها:
أ ـ أن المدارسة سبيل التعلم والتعليم: فالعلم الحق هو علم القرآن، والمدارسة هي السبيل إلى تحصيل هذا العلم؛ العلم بأحكام القرآن ومعرفة أسراره وحكمه، واكتشاف بصائره المبثوثة في سوره وآياته، قال ـ تعالى ـ: {وَلَكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ} [آل عمران: 79]. فالرسول - صلى الله عليه وسلم - إنما تعلَّم القرآن وفهِمَ معانيه ومقاصده وأسراره وطريقة تنزيله، بالتدارس؛ فقد كان جبريل ـ كما جاء في حديث ابن عباس المتقدم ـ يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن. والصحابة الكرام إنما تعلموا القرآن وعلّموه بمنهج مدارسة الرسول - صلى الله عليه وسلم - القرآن لهم، وبمجالسهم الخاصة بتدارسه فيما بينهم.
ب ـ أن المدارسة سبيل تزكية الأنفس: فالتزكية إحدى الوظائف الأساسية للقرآن، وحصولها يتم بالمجاهدة الفردية والجماعية كما هو الحال في مجالس المدارسة القرآنية، لقوله ـ تعالى ـ: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} [الجمعة: 2]. ففي هذه المجالس يتعلم الجلساء علم القرآن، ويتربون على معاني الخير وقيم الصلاح التي تزكو بها النفوس وتتطهر القلوب، وهذا ليس غريباً في مجلس قرآني تحف أهله الملائكة الأطهار.
ج ـ أن السكينة تتنزل على المتدارسين للوحي وتحفهم الملائكة، وتغشاهم الرحمة، ويذكرهم الله فيمن عنده.
والشرط في تحقق هذه الفضائل العظيمة: المدارسة الجماعية للقرآن المعبر عنها في الحديث بقوله - صلى الله عليه وسلم -: «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه ... ».
د ـ أنها سبيل التذكر والتبصر: فالحاضرون لها إنما يدفعهم للحضور رغبتهم في فهم القرآن والاستفادة منه، فيوفقهم الله ـ تعالى ـ وييسر لهم سبل التذكر، قال ـ تعالى ـ: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} [القمر: 17].
هـ ـ أن القلوب تطمئن فيها بذكر الله، لقوله ـ تعالى ـ: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].
و ـ بها تتحقق النذارة والخشية من الله في الدنيا ومن عذابه في الآخرة؛ لأنّ مادتها هي القرآن، ووظيفته الإنذار، لقوله ـ تعالى ـ: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [الأنعام: 51].
ز ـ أن القلوب تخشع فيها لذكر الله؛ لأنَّ المجتمعين اختاروا التعامل مع القرآن وآمنوا بأنه الحق المنزّل من الله، فخشعت قلوبهم له. قال ـ تعالى ـ: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} [الحديد: 16]، فالمتدارسون للقرآن بصدق وجد وإخلاص آنَ لقلوبهم أنْ تخشع لذكر الله.
ح ـ أن المدارَسَة والتدبر الجماعي للقرآن تتكشف بهما حقائقه ومعانيه وأسراره وحكمه، فيكون ذلك أدعى لاستخلاص الهدى المنهاجي منه.
وخلاصة الأمر، فإن غاية المدارسة الأساس هي استخلاص هذه الثمرة؛ ثمرة الهدى المنهاجي وتجميعه في برنامج عملي يضم أهم العناصر التربوية والدعوية، النظرية والعملية التي يجب الاشتغال بها، تحققاً وتخلقاً، علماً وعملاً، سلوكاً وحالاً؛ تفكيراً وتعبيراً وتدبيراً.
وهكذا يمكننا القول: إن جميع الواجبات التي تجب على المسلمين نحو القرآن الكريم تخدم الواجب الأم؛ واجب المدارسة. والمطلوب أن تكون كذلك حتى يتحقق الغرض الأساس منها كلها ومن التدارس خاصة؛ وهو استخلاص الهدى المنهاجي العام والخاص؛ إذ عودة الأمة إلى مرتبة الخيرية التي أخرجها الله من أجلها تتوقف على الرشد المنهجي في التعامل مع الوحي فهماً وتنزيلاً؛ فالغرض الأول من القرآن هو الهداية إلى هذا الأمر، {إنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} [الإسراء: 9].
بهذا الأمر وحده يمكن اختصار الطريق لعودة الأمة إلى التوحد والقوة بدل التفرق والضعف، وإلى السيادة والإمامة بدل التبعية، وإلى العمران البشري الحضاري المادي والمعنوي بدل الخراب والتخلف والوهن، كل ذلك وغيره إنما يتم بالانطلاقة من الوحي والعودة إليه في كل قضايا الدين والحياة، ليستبين سبيل الهداية، وليستقيم ويرشد السير، فتتمكن الأمة بإذن الله ـ تعالى ـ وتوفيقه من أداء الرسالة المنوطة بها، لإنقاذ نفسها وإنقاذ العالم معها من التيه والضياع؛ فتخرجه من ظلام جاهليته إلى نور الإسلام، ومن جور دياناته إلى عدل القرآن، ومن عبادة المادة والأوثان إلى عبادة خالق الأكوان سبحانه وتعالى.
وبهذه العودة المنهاجية النصوح للوحي تتحقق للأمة الخيرية وترتفع إلى مستوى أداء رسالة الشهادة المنوطة بها على الناس أجمعين " ا. هـ.
(واجب المسلمين نحو القرآن) مجلة البيان - العدد 237 - جمادى الأولى 1428هـ
- موضوع التدبر من أولى الموضوعات التي ينبغي أن يكون لها في ملتقانا هذا نصيب وافر من العناية، ولعل هذا يكون ضمن المشروعات الجديدة التي يتكفل بها الملتقى في خطته التطويرية ..
والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[02 Oct 2009, 08:43 م]ـ
بالنسبة للملتقى فسيعلن عنه في حينه بإذن الله
وموعده المقترح في بداية العام القادم بإذن الله
ـ[بلفاع]ــــــــ[03 Oct 2009, 08:42 م]ـ
لقد سررت فعلا بهذا المشروع الرائع .... (أكادمية التدبر)
أرجو من الله تعالى أن يتكلل هذا المشروع بالنجاح .. لما له من أهمية عظمى على جميع المسلمين ...
و هو المشروع (تدبر كلام الله) الذي غفل الناس عليه كثيرا و بما فيهم علماء أجلاء حيث لم يعطو له الأهمية البالغة لما فيه من خير كثير ... و هذا الأمر أو المشروع واجب شرعي لكل مسلم نطق بالشهادة ... غير أن الشيطان قد اخفاه على كثير من خلقه .. !!!
وبارك الله في الجميع(/)
قراءة في كتاب (فك أسرار ذي القرنين ويأجوج ومأجوج) مقال للدكتور محمد منير الجنباز
ـ[السراج]ــــــــ[25 Sep 2009, 04:00 م]ـ
قراءة في كتاب (فك أسرار ذي القرنين ويأجوج ومأجوج)
مقال للشيخ د. محمد منير الجنباز
صحيفة الجزيرة:
الكتاب (فك أسرار ذي القرنين ويأجوج ومأجوج) لكاتبه حمدي بن حمزة أبوزيد، وعدد صفحاته - 543 - من القطع المتوسط، فإنه لم يمض كبير وقت على إصدار الطبعة الأولى لهذا الكتاب عام -1425هـ- حتى أطلت علينا الطبعة المنقحة والمحدثة -1428هـ- وخلاصة الكتاب أن المؤلف - حفظه الله - قد توصل إلى حل لغز شخصية ذي القرنين التي أحدثت عند المفسرين جدلاً حول شخصيته الحقيقية التاريخية ومسقط رأسه ومكان العمل الجبار الذي حجز خلفه قوم يأجوج ومأجوج وأعني به السد العظيم.
لقد أطل علينا الكاتب بهذا الكتاب وقد عرته نشوة الفوز في حل هذا اللغز الذي عجز عن حله السابقون، يقول في مقدمة الكتاب: (ولم يدر في خلدي أبداً بأني سأكون في يوم من الأيام واحداً من الباحثين في هذا الموضوع، ولكن مشيئة الله شاءت أن أسير في درب قادني إلى البحث في قصة ذي القرنين ويأجوج ومأجوج ومغرب الشمس ومطلع الشمس وما ارتبط بهذه الموضوعات من أحداث واستكشافات .. فبعون الله وتوفيقه تمكنت من فك سر يأجوج ومأجوج .. ومن خلل ذلك تكشفت لي إحدى أجمل مخرجات هذا البحث والمتمثلة في الوصول إلى أدلة قوية تثبت أن ذا القرنين ما هو إلا الملك المؤمن (أخناتون) أحد ملوك مصر .. كما توفرت أدلة قوية على أن أختاتون أي (ذو القرنين) هو ابن الفرعون (أمنحوتب) الثالث الذي تبع موسى عليه السلام حتى البحر ليمنعه من الخروج بقومه إلى صحراء سيناء فأغرقه الله هو وجنده في اليم .. وتوفرت أدلة على أن (الرجل المؤمن) الذي جاء ذكره في سورة غافر والذي كان يدافع عن موسى عليه السلام في بلاط فرعون - أمنحوتب الثالث - إنما هو أخناتون ابن ذلك الفرعون وأنه هو ذو القرنين بعينه).
هذا مقتطف مما جاء في مقدمة الطبعة الأولى. وفي الطبعة الثانية يركز على تاريخ الفراعنة وعلى أخناتون بالذات، يقول: إن هذا الكتاب في طبعته المنقحة يروي قصة ذلك الطفل أمنحوتب الرابع أخناتون ذي القرنين، كما يرجع فكرة معاصرة أربعة من الفراعنة لموسى عليه الصلاة والسلام؛ فرعون التبني وفرعون التربية في الصبا وفرعون التربية في المرحلة التالية وفرعون الدعوة والغرق).
أقول: أريد أن أركز على مناقشة بعض ما ورد تاركاً كثيراً من فصول الكتاب التي لا يستقيم منهجها ففيما سأذكره فيه الغناء لبيان أخطاء هذا الكتاب آخذاً بالأهم فإذا جليتُها تهافت غيرها، وقبل البدء سأضع مقدماً صفات ذي القرنين التي وردت في القرآن.
- التمكين له في الأرض بالقوة والغلبة.
- مده بأسباب القوة والتمكين الروحية والمادية بمعنى منحه قوة خارقة.
- طاف الأرض من مغربها إلى مشرقها، ثم عرّج على قوم يأجوج ومأجوج.
- مؤمن يحمل رسالة، وملهم دون إلهام النبوة.
- يجازي بالحسنى من أحسن ويعاقب من كفر وأساء، مع وعيده لمن أساء بعذاب ينتظره من الله تعالى في الآخرة.
- بنى السد بقوة وهندسة خارقة من حديد أذابه بالفحم وسكب فوقه النحاس المذاب تقوية له وقيل بناه طبقات طبقة من الحديد وأخرى من النحاس إلى أن ارتفع.
درس المؤلف تاريخ الفراعنة فوقر في قلبه أن الأسرة الثامنة عشرة هي التي خرج منها ذو القرنين واختار من هذه الأسرة أخناتون، فاضطر لأن يقول إن موسى عليه الصلاة والسلام عاصر أربعة من الفراعنة لأنه لم يجد لواحد منهم في التاريخ مدة حكم تساوي مدة حياة موسى عليه الصلاة والسلام في مصر فاضطر لأن يقول: فرعون الميلاد وفرعون المعيشة علماً بأن فرعون موسى هو نفسه من الولادة وحتى الغرق لينال جزاء ما فعل من ذبح الأطفال إلى الكفر والتنكيل وادعاء الألوهية وكذلك لتتحقق رؤياه من مولود بني إسرائيل الذي سيدمر ملكه على يديه وهو موسى عليه الصلاة والسلام .. ثم وصل المؤلف إلى أمنحوتب الثالث والد أخناتون الذي سماه فرعون الغرق ثم خلفه أمنحوتب الرابع وهو أخناتون الذي هو ذو القرنين وهيأ له أسباب الإيمان فهو مؤمن آل فرعون وهو الذي غير نمط العبادة في مصر وأمر بالتوحيد مخالفاً الكهنة ثم يستشهد له بأناشيد قال إنها الأصل لمزامير دواد فيما بعد.
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول: إن المسائل في مثل هذه الأمور لا تبنى على الظن - فهناك من قال إن فرعون موسى من الأسرة التاسعة عشرة وهو رمسيس الثاني - أما جمعه الناس على إله واحد فلا يعني أنه أصبح مسلماً، لقد أحب الشمس فجمعهم على عبادة الشمس وما الفرق بينه وبين بلقيس (وجدتُّها وقومَهَا يسجُدون للشمسِ من دونِ الله) ثم تعدى ذلك إلى أن جعله نبياً، وأما شواهد مزاميره على التوحيد فإن أدنى طالب علم عندما يقرؤها سيتبين أنه يناجي الشمس ويعدها الإله والمؤلف أورد نموذجاً منها، يقول:
أنت تطلع ببهاء في أفق السماء (مناجاة للإله الذي هو الشمس)
عندما تبزغ في الأفق الشرقي تملأ البلاد بجمالك (من الذي يطلع؟ إنها الشمس)
أنت جميل عظيم متلألئ وعال فوق كل بلد وتحيط أشعتك بالأراضي كلها التي خلقتها لأنك أنت رع فإنك تصل إلى نهايتها وتخضعها لأنك المحبوب.
وعندما تغرب في الأفق الغربي، تسودُّ الأرض كما لو كان حل بها الموت.
ويلف الظلام كل شيء ويعم الأرض السكون.
ويرفعون أذرعتهم ابتهالاً عند ظهورك (هؤلاء عبّاد الشمس) لذلك منع الإسلام الصلاة عند شروق الشمس منعاً للتشبه بهؤلاء.
فهل هذا كلام موحد أو نبي؟ والكلام طويل وكله من هذه الهرطقات التي تنسب كل شيء للشمس الذي هو الإله باعتقاده.
يقول المؤلف: يبدو من مجمل الأحداث التي مر بها أخناتون في آخر عهده أنه لم يستطع إقناع قومه بعقيدة التوحيد التي بعثه الله لإبلاغها لهم .. فقرر الهجرة من بلده إلى أرض الله بحثاً عن مغرب الشمس ومطلع الشمس.
أقول: إن الذي فشل في بلده من نشر الدعوة -كما يزعم المؤلف- وهو ملك محاط بالجند وقد رحل من عاصمة بلاده وبنى مدينة أختاتون وأقام فيها التماثيل والرسومات فكيف عجز عن مقاومة الكهنة ثم يريد أن يخرج بحفنة من الأتباع للطواف حول الأرض وإصلاح الناس -ونذكر هنا بصفات ذي القرنين- فهل يمكن لهذا الضعيف أن يصلح الناس كما فعل ذو القرنين الحقيقي؟ ثم من الذي كلفه بالبحث عن مغرب الشمس ومشرقها؟ إنه من خلال الطواف بالعالم وصل ذو القنرنين إلى أقصى الغرب بحيث لم يعد هناك معمورة وكذلك بالنسبة لأقصى الشرق، أما أن يكون قد كُلف للوصول إلى مكان اسمه مشرق الشمس وآخر اسمه مغرب الشمس فهذا ضعف في تأويل الآيات، حيث لا يوجد مكان على سطح الأرض اسمه مشرق الشمس أو مغربها، وكما نقول اليوم عن الدول الأوروبية وأمريكا دول الغرب وعن الصين واليابان دول الشرق، تجاوزاً فالأرض كروية وأي بلد على هذه الأرض لها مشرقها ولها مغربها، والمؤلف يرى أن مطلع الشمس هو غير الشروق وأنها منطقة محددة عند خط الاستواء وبعد البحث وجدها جزيرة كيريباتي في المحيط الهادي، يقول إن الشمس تطلع عليها أولاً دون غيرها، ولا أدري كيف هذا والأرض كروية دوارة، حيث تطلع الشمس عليها كما تطلع أولاً على من كان شرقيها ثم تالياً على من كان غربيها وهكذا، والحقيقة أن أخناتون لم يغادر مصر وعدم وجود جثته أو آثارها ليس دليلاً على هجرته من مصر فكثير من مخبآت الفراعنة لم تكتشف حتى الآن، وربما من تولى بعده نبش قبره وأخرج جثته بغضاً وانتقاماً.
ثم يقول المؤلف: إن في هذا الكتاب محاولة لتصحيح بعض المفاهيم .. ويضرب أمثلة منها: القول بأن آسيا بنت مزاحم هي امرأة فرعون التي ضرب الله بإيمانها مثلاً .. هو قول غير صحيح ويتنافى مع كل حقائق التاريخ المدون .. فتلك المرأة هي الملكة (تي) زوجة الفرعون أمنحوتب الثالث والدة أخناتون فهي أم ذي القرنين.
أقول لقد وردت أحاديث صحيحة بشأنها فهل تلغي هذه الأحاديث لأن التاريخ الظني قد ذكر خلاف ذلك، فعند البخاري عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم ابنة عمران، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام) وكذلك أخرجه مسلم، وأخرج الترمذي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (حسبك من نساء العالمين مريم ابنة عمران، خديجة بن خويلد، وفاطمة بنت محمد وآسية امرأة فرعون) والحديث صحيح، وفي مسند أحمد عن ابن عباس قال: خط النبي صلى الله عليه وسلم أربعة خطوط قال: أتدرون ما هذا؟ فقالوا الله ورسوله أعلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية بنت مزاحم
(يُتْبَعُ)
(/)
امرأة فرعون ومريم ابنة عمران).
ويخطئ الكاتب حين يقول عن سد ذي القرنين بأنه سد، بل هو ردم.
أقول ورد في القاموس المحيط أن الردم بمعنى السد بل هو أعظم، لأن القوم لما طلبوا من ذي القرنين أن يقيم سداً يمنع عنهم يأجوج ومأجوج قال: (فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا) ثم طلب منهم المساعدة في تحضير ما يلزم من الحديد والنحاس المذاب .. وليس في صفات سور الصين الذي رشحه المؤلف ما يطابق صفات ردم ذي القرنين.
وأخيراً لا أريد الإطالة فالكتاب جهد شخصي وعمل فردي لا يمكن الوثوق بمعلوماته ولو كان رسالة دكتوراه لكان هناك لجان تقويمية له، ولذلك أود لو شكلت لجنة من المتخصصين في هذا المجال من هيئة رسمية وجامعية للنظر في هذه المعلومات الواردة في هذا الكتاب الذي خرج عن الصواب، خصوصاً أن مؤلفه يعده فتحاً وإنجازاً لم يُسبق إليه ويطلب تصحيح كثير من المفاهيم السابقة وفق ما يرى مخطئاً من سبه في هذه الدراسة، قديمهم وحديثهم، وأنه قد وصل إلى حقيقة لا لبس فيها مع كثير من الثقة المفرطة بما أعد، وأقول لو كان ما وصل إليه هو الصحيح حتماً وكان قد قرر مثل هذا في الطبعة الأولى فلم غيّر وبدّل في الطبعة المزيدة والمنقحة حتى أصاب هذا التغيير اسمه، ففي الطبعة الأولى (حمدي بن حمزة أبوزيد) وفي الطبعة المنقحة (حمدي بن حمزة الصريصري الجهني) وعليه فإن الأمر مهما بلغ من الدقة في البحث فلن يكون في مثل هذه الأمور يقينياً، فالتاريخ موغل في القدم والجزم فيه ضرب من المبالغة التي لا تؤصل للمعرفة، إن الحماسة في مثل هذه الأمور عمل غير محمود، فالذي ينبغي أن يقال في مثل هذه البحوث أن يقول المؤلف: حسبي أني بذلت جهدي فإن كان صواباً فلله الحمد والمنة على توفيقه لي وإن كان غير ذلك فهو تقصير مني وعذري أني عملت واجتهدت.
د. محمد منير الجنباز
المصدر: صحيفة الجزيرة: الثلاثاء 27 رمضان 1428هـ، العدد12794
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[25 Sep 2009, 04:56 م]ـ
لقد قرأت هذا الكتاب ومع تقديري لجهد المؤلف لكني ندمت على الثمن الذي دفعته فيه لسبب واحد وهو أنه خيب ظني حين لم يصدق مضمون الكتاب عنوانه البراق الذي يدفع المتلهف للمعرفة إلى شرائه.
باختصار الكتاب يفتقد المنطق العلمي، لكنه لا يخلو من بعض الفوائد.(/)
التفسير بالإعجاز العلمي قائم على الظنِّ والاحتمال، وليس على اليقين
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[26 Sep 2009, 01:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد بقي تفسير القرآن بما ورد في كتب العلوم التجريبية والكونية يسمى بالتفسير العلمي، وهو اجتهاد في ربط بعض ظواهر الكون المكتشفة حديثًا بالقرآن، وإبراز أن القرآن قد دلَّ عليها، وهذه النتيجة لا تختلف عن الانتقال من تسمية هذه الظاهرة التفسيرية الجديدة باسم الإعجاز العلمي، فهذا يفسر، وذاك يفسر، وإنما الاختلاف في كون المفسَّر به نظرية أو حقيقة.
وفي كلا الحالتين (أي: كونه تفسيرًا علميًّا أو إعجازًا علميًّا) لا يختلف الحال في أن تفسير القرآن بهذا أو ذاك إنما هو تفسير احتمالي ظني.
فلو وصلنا إلى ظاهرة كونية ما إلى كونها حقيقة علمية ثابتة، فإن رَبْطَنَا لها بالقرآن، وجعلنا لها تفسير لآية من الآية جهد بشري ظني احتمالي، وهو كأي تفسير اجتهادي آخر غيره لا يختلف عنه أبدًا، ولا شكَّ أن مخرج هذا التفسير هو الرأي والاجتهاد.
ومن ادعى في (الإعجاز العلمي) خلاف ذلك، فهذا يدلُّ على خلل علمي في فهم التفسير عند الجازم بالتفسير بالإعجاز العلمي.
ولأضرب لكم مثالاً تتضح به المسألة.
يقول الشيخ عبد الله المصلح: (إن الإعجاز العلمي هو الأمر الخارق للعادة المقرون بالتحدي السالم من المعارضة الذي يتعلق ببحث قضية علمية وصل العلم فيها إلى سقف المعرفة وكانت دلالة النص على ها دلالة ظاهرة، فاتفقت الحقيقة العلمية مع الدلالة الشرعية الظاهرة الواضحة في القرآن و السنة .. الله سبحانه و تعالى حدثنا في كتابه عن أخفض وأدنى بقعة في الأرض ذاكرا أنها البقعة التي وقعت فيها معركة بين الروم والفرس فقال جل ذكره: (ألم. غلبت الروم) أين غلبت؟ (في أدني الأرض) في أدني بقعة من الأرض تحت مستوى سطح البحر وهي المنطقة القريبة من بحيرة طبرية إحدى بقاع اغوار الأردن، والتي تنخفض عن سطح البحر 395م ..
(غلبت الروم في أدنى الأرض) أي في تلك البقعة المنخفضة .. فكيف عرف محمد (صلى الله عليه وسلم) ومن أخبره بذلك؟
إنه الله الذي خلق الأرض ويعلم حقائقها و أسرارها سبحانه و تعالى .. لقد فهم أكثر الأولين أن الأدنى هو الاقرب، لان المعركة وقعت في منطقة متاخمة للجزيرة العربية، وهو فهم صحيح يحتملة النص لغة وحدثا إلا أن مكتسبات العلم الحديث اعطتنا معنى هو اكثر دقة في بيان دلالة اللفظ القرآني على موقع الحدث .. وهو ما لم يكن من الاولين أن يدركوه في ضوء إمكاناتهم و معارفهم .. إن أدنى الأرض اخفضها وأدناها عن مستوى سطح البحر، وهذا المعنى لم يكن معروفا أو مكتشفا من الناحية الجيولوجيه، وعرف حديثا بعد أن رصدت بقاع الأرض وأجريت الدراسات لمعرفة أعلى بقعة في العالم عن مستوى سطح البحر، وهي قمم جبال الهملايا بشرق آسيا وأدنى نقطة في منطقة النحر الميت.وفي ضوء هذا المعنى يكون القرآن قد اخبرنا عن أدنى بقعة في الأرض وهي الأرض التي دارت فيها تلك المعركة. ويؤكد ذلك أن ابن عباس رضي الله عنهما فسرها بأرض الأردن و فلسطين، وهذه بعض شواهد الإعجاز في القرآن وهي كثيرة ومتجددة). (1)
إن النتيجة التي يريد أن يصل إليها الشيخ الفاضل أن (أدنى) في الآية بمعنى (أخفض)، والسؤال القائم كالآتي:
هل يمكن (الجزم) بأن هذا المعنى مرادٌ من الآية؟
إذا كان نعم، فما الدليل؟
وإذا كان لا، فإن معنى هذا أن دلالة الآية على هذا الاكتشاف الذي يُقال بأنه حقيقة علمية دلالة احتمالية ظنية، وما دام دلالة احتمالية ظنية فأين مقام الإعجاز؟!
وأما قوله حفظه الله: (فاتفقت الحقيقة العلمية مع الدلالة الشرعية الظاهرة الواضحة في القرآن)، فإن دعوى الاتفاق ظنيٌّ وليس يقينيًّا، فهو في نظر بعض الناس فقط، وهذا محل نظر واجتهاد، فالحقيقة العلمية قد تكون صحيحة، والآية الشرعية لا خلاف فيها، لكن الخلاف في دعوى الاتفاق والربط بين هذه الحقيقة العلمية وتلك الحقيقة الشرعية، وهذا الاتفاق الظني هو مناط الإعجاز العلمي عند المعتنين به.
ولا يخفى على من ينظر في كلام بعض المعتنين بالإعجاز من إيراد تفسيراتهم بالإعجاز العلمي على أنها حقٌّ مطلقٌ، ويعبرون بعبارات توهم هذا، ومن ذلك قول الشيخ الفاضل هنا: ((غلبت الروم في أدنى الأرض) أي في تلك البقعة المنخفضة .. فكيف عرف محمد (صلى الله عليه وسلم) ومن أخبره بذلك؟)
فقوله هذا يلزم منه أن محمدًا صلى الله عليه وسلم عرف هذا المعنى، ولكننا لا نجد فيما بين يدينا من كتب التفسير أي إشارة لمعرفته صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى.
وإذا كان لا نجد أي إشارة في كتب التفسير لمعرفته صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى فإن هذا التعبير من الشيخ عبد الله ادِّعاءٌ على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا لا يجوز إلا ببرهان.
ومما قد يقوله من يرى صحة هذا الادعاء أنه عرفه ولم يخبر به.
وهذا يعني أن هذا المعنى الذي عرفه الرسول صلى الله عليه وسلم قد ظهر لبعض المعاصرين فقط دون غيرنا من الصحابة والتابعين لهم إلى يومنا هذا، فهل يُعقل مثل هذا؟!
وأما إن قال قائل: إنك حملت كلام الشيخ عبد الله على غير محمله، وهو يريد أنه عرف اللفظ، وهو (أدنى) قراءة.
فأقول: إن هذا لا يُتصوَّر فيه الاختلاف، فكلنا نقر ونجزم بذلك؛ لأنه بلغنا عنه صلى الله عليه وسلم، وإنما الخلاف في معنى (أدنى) فلينتبه لذلك.
ومحصلة القول أننا لو أجزنا تفسير (أدنى) بأنه (أخفض)، وليس هو كذلك عندي، فإن هذا التفسير رأي واجتهاد واحتمال وظنٌّ، وليس تفسيرًا يقينيًا بأن هذا المعنى مرادٌ من هذا اللفظ.
وإذا أدركت هذا بان لك وظهر سقوط شطر من مصطلح الإعجاز العلمي الذي يقوم في تفسيراته على الظن والاحتمال.
ــــــــــــ
(1) ينظر كلامه على هذا الرابط: http://www.nooran.org/O/3/3-1.htm
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[26 Sep 2009, 02:18 م]ـ
إن موضوعات الإعجاز العلمي تتكرر في العديد من الصفحات، ومن أراد أن يتابعها على هذه النحو وقع في زلل وتشتت فكره، أرجو توحيد الجهود للخروج بالقول الحق الذي يظهر للقارئ من البراهين والأدلة التي يسوقها أطراف النقاش
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[26 Sep 2009, 02:22 م]ـ
قول الشيخ الفاضل هنا: ((غلبت الروم في أدنى الأرض) أي في تلك البقعة المنخفضة .. فكيف عرف محمد (صلى الله عليه وسلم) ومن أخبره بذلك؟)
فقوله هذا يلزم منه أن محمدًا صلى الله عليه وسلم عرف هذا المعنى، ولكننا لا نجد فيما بين يدينا من كتب التفسير أي إشارة لمعرفته صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى.
وإذا كان لا نجد أي إشارة في كتب التفسير لمعرفته صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى فإن هذا التعبير من الشيخ عبد الله ادِّعاءٌ على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا لا يجوز إلا ببرهان.
ومما قد يقوله من يرى صحة هذا الادعاء أنه عرفه ولم يخبر به.
وهذا يعني أن هذا المعنى الذي عرفه الرسول صلى الله عليه وسلم قد ظهر لبعض المعاصرين فقط دون غيرنا من الصحابة والتابعين لهم إلى يومنا هذا، فهل يُعقل مثل هذا؟!
ــــــــــــ
(1) ينظر كلامه على هذا الرابط: http://www.nooran.org/O/3/3-1.htm
هذا في نظري من باب لزوم ما لا يلزم.
وفي الحقيقة الجهل بعلم المنطق (وهو من أجل العلوم) جعل البعض يسوق قياسات استثنائية تتضمن لوازم باطلة في نفس الأمر، وتنبني على وجوه في الإلزام لا صحة لها.
وفي مثالنا هذا لا يلزم من عدم وجدان تصريح في كتب التفسير بأن الرسول صلى الله عليه وسلم اراد بأدنى أخفض أن لا يوجد هذا التفسير من الرسول صلى الله عليه وسلم في نفس الأمر. والقاعدة القائلة بأنه لا يلزم من عدم الوجدان عدم الوجود أشهر من أن تذكر لولا حاجتنا إليها في هذا المقام.
وهل كل ما ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم مفسرا به القرآن وصلنا على وجه القطع واليقين؟؟ لا يجوز عاقل ذلك. فإذن يجوز أن يكون تفسير أدنى بأخفض قد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولكن لم يصلنا. وهل يجب على الله تعالى إيصال جميع ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم في باب التفسير؟ قطعا لا يجب، لا سيما أنه ليس مما يتوقف عليه تمام تبليغ الرسالة.
وليس كل ما نسبه العلماء من تفسيرات للنبي صلى الله عليه وسلم ادعاء باطل عليه؟؟ بل هذه دعوى خطيرة، فمعلوم أن علماء الفقه يبنون أحكاما كثيرة بناء على نسبتهم أفهاما مختلفة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو عليه الصلاة والسلام لم يصرح بها تصريحا، ولم يقل عاقل بأن الفقهاء افتروا وادعوا على النبي شيئا لم يقله. وكذلك هنا لما قلنا بأن من معاني الأدنى الأخفض وكان ذلك سائغا في اللغة فلا وجه للإنكار، لا سيما أن العلوم التجريبية تثبت جواز إرادة ذلك.
ثم لا يخفى أن السؤال الذي ينطلق منه الباحث يريد الوصول منه إلى أن محمدا صلى الله عليه وسلم لم يأت بهذا القرآن من عنده، وإنما علمه إياه من يعلم تلك الحقائق ومن خلقها مطابقة لعلمه إياها وهو الله تعالى.
ثم ما الإشكال في أن تظهر لبعض المعاصرين حقائق من هذا القبيل لم تظهر للصحابة والتابعين؟؟ وهل يجب أن نأله الصحابه والتابعين ونجعلهم قد علموا جميع حقائق القرآن حتى نكون سلفيين؟؟
للقرآن حقائق وأسرار لا تنقضي، وقد علم الصحابة والتابعون ما يحتاجون إليها منه، والمعاصرون لم يعلموا كثيرا مما علمه الصحابة والتابعون، والتابعون والصحابة لم يعلموا كثيرا مما علمه وسيعلمه المعاصرون، كدقة تطور الأجنة مثلا بالصورة وهلم جرا، وليس هذا قادحا في علم الصحابة.
والله أعلم.
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[27 Sep 2009, 02:48 م]ـ
إن موضوعات الإعجاز العلمي تتكرر في العديد من الصفحات، ومن أراد أن يتابعها على هذه النحو وقع في زلل وتشتت فكره، أرجو توحيد الجهود للخروج بالقول الحق الذي يظهر للقارئ من البراهين والأدلة التي يسوقها أطراف النقاش
نطلب جوابك أستاذنا الكريم حسن وكذلك الأستاذ علي أبو عائشة على آية أطوار الجنين في سورة الحج على هذا الرابط:
http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=17479
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[27 Sep 2009, 05:40 م]ـ
الأخ الكريم بكر، إليك الإجابة مكررة لأنك كررت السؤال:
1. كانت العرب تعرف معنى نطفة وعلقة ومضغة. ونحن نأخذ المعنى منهم.
2. لم تكن العرب، ولا أي أحد من البشر، يستطيع أن يتحقق من هذه المعلومة. ولكن بعد اكتشاف المجاهر والأشعة السينية أمكن التحقق من صدق هذا الإخبار الرباني. أي لم يكن بالإمكان أن يخبر به أحد من البشر ويبقى على صدقيته حتى الآن.
3. وحتى لا نطيل، فالقضية مشهورة، سأتحدث عن المسألة التي سألتك عنها في مداخلتي السابقة، أي:" فكسونا العظام لحما":
ثبت علمياً أن النسيج العظمي يتكون قبل النسيج اللحمي، ويكون محاطاً بنوع من البروتين. وبعد اكتمال النسيج العظمي يتحول هذا البروتين إلى بروتين لحمي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[27 Sep 2009, 06:02 م]ـ
أستاذنا الكريم مساعد الطيار حفظه الله
1. لا نشك لحظة أن هناك من يتعسف ويحمّل النص الكريم ما لا يحتمل. وأمثال هؤلاء يميزهم الناس ولا يخفى تهافتهم على أهل العلم.
2. ولا نشك أيضاً أن هناك من النصوص ما يحتمل أكثر من وجه، فيقوم البعض بحمل النص على وجه بعينه وينسبه إلى الإعجاز العلمي. وهذا نشكره ولا نقبل منه الجزم بوجه، وإن كان ما جاء به لا بد أن نُعرّف الناس أنه من الوجوه المحتملة.
3. هناك من النصوص ما لا يحتمل الظن، انظر مثلاً قوله تعالى:" وجعلنا من الماء كل شيء حي". فهل يوجد كائن حي لا يدخل الماء في تكوينه؟! وإذا لم يكن فيه ماء فهل يمكن أن تظهر عليه علامات الحياة؟! وكيف يمكن لبشر عاش قبل قرون متطاولة أن يجزم مثل هذا الجزم؟! ثم أين الظن عندما يُصرّح النص الكريم بأن العظم يتكون قبل اللحم:" فكسونا العظام لحماً"؟!
4. القول بالإعجاز العلمي يحتمه العقل، كيف؟!
إذا كان الذي خلق هو الذي أنزل، وإذا كان الخالق الذي يكلم الناس يتوسع في وصف الكون ومظاهره المختلفة، ويحدث الناس عن الكائنات المُبدعة، فلا بد عندها أن يطابق وصفه سبحانه للواقع المخلوق، وإلا فالبديل هو الاختلاف والتضاد الدال على بشرية الكلام:"لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً".
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[27 Sep 2009, 06:42 م]ـ
الدكتور مساعد
التفسير أغلبه قائم على الظن والاحتمال وليس على القطع واليقين.
وإذا كان الأمر كذلك فما ذكرتم لا يكفي لرد القول بالإعجاز العلمي.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[27 Sep 2009, 08:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصبح ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أخي حجازي الهوى، قولك إن التفسير قائم على الظن أمر خطير جدا لأن صريح نص آيات القرآن الكريم بأمرنا بعدم اتباع الظن، فهل الحق أن نترك كل التفاسير؟؟؟ أم أن قولك مخالف للصحة؟؟؟؟
قال سبحانه وتعالى: (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) (الأنعام:116)
وقال سبحانه: (أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) (يونس:66)
وقال سبحانه: (إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى) (لنجم:23)
وقال سبحانه: (وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً) (لنجم:28)
وأرجو ممن سألني عن رأيي في الإعجاز العلمي في مراحل خلق الجنين، أن يقرأ بحث أستاذ دكتور متخصص في مجال التشريح وعلم الأجنّة، يعمل في المملكة العربية السعودية، والبحث في المرفقات
علما أن هناك الكثير الكثير من المؤلفات في هذا الموضوع، ومن العلماء من تابع هذا الأمر بالتصوير الحي لجميع هذه المراحل (مراحل خلق الجنين)، الأمر الذي لا يدع مجالا للشك في أن القرآن الكريم هو كتاب الله تعالى.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[28 Sep 2009, 09:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصبح ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أخي حجازي الهوى، قولك إن التفسير قائم على الظن أمر خطير جدا لأن صريح نص آيات القرآن الكريم بأمرنا بعدم اتباع الظن، فهل الحق أن نترك كل التفاسير؟؟؟ أم أن قولك مخالف للصحة؟؟؟؟
.
الأخ الفاضل حسن
أرجو منك أن تتأمل الموضوع جيدا وتنظر في أقوال أهل العلم في هذه المسألة حتى يتبين لك المراد.
ولا يلزم من قولي: "إن أغلب التفسير قائم على الظن"، لا يلزم منه ترك كل التفاسير.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[28 Sep 2009, 10:38 ص]ـ
الأخ الفاضل حسن
أرجو منك أن تتأمل الموضوع جيدا وتنظر في أقوال أهل العلم في هذه المسألة حتى يتبين لك المراد.
ولا يلزم من قولي: "إن أغلب التفسير قائم على الظن"، لا يلزم منه ترك كل التفاسير.
وبناء عليه فأن يكون اغلب ما قيل في الإعجاز العلمي قائم على الظن، فإن في الإعجاز العلمي من الحقائق ما لا يمكن التنكر له او رفضه إلا عنادا واستكبارا.
وهناك ملاحظة مهمة لعل البعض قد تنبه إليها:
الذين يكتبون في الإعجاز العلمي كان هدفهم أن يثبتوا صدق النبي صلى الله عليه وسلم وأن القرآن هو كتاب الله الكريم، ولكنهم انحرفوا عن ذلك حينما توسعوا في كتاباتهم، فانطلقوا يكتبون عن الإعجاز في البحار والأشجار وفي كل ما خلق الله من صغيرة او كبيرة، وهكذا فما يكتبونه هو دليل على قدرة الله وبديع خلقه وليس على صدق النبي صلى الله عليه وسلم، ولا علاقة له بالإعجاز العلمي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحاتمي]ــــــــ[29 Sep 2009, 03:09 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[محمد الأمين بن محمد المختار]ــــــــ[30 Sep 2009, 12:46 ص]ـ
الاعجاز العلمي داخل في الاعجاز البلاغي وكلاهما ليس قطعيا، ولا ضرورة لأن يكون قطعيا،
ولم يقل أحد بضرورة الاقتصار على التفسير بالمأثور
فما تتحمله اللغة ويقبله العقل لا يجوز إنكاره
لكن لا يظن أن المقصود بإعجازيته أن القرآن جاء فقط ليذكر الحقيقة العلمية، كلا.
بل إن مكمن الإعجاز في أنه يشرح أمرا آخر واضحا في عصر تنزله، ومع ذلك يحمل "إشارة" تنكشف حين يحين وقتها
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[30 Sep 2009, 07:03 ص]ـ
الاعجاز العلمي داخل في الاعجاز البلاغي وكلاهما ليس قطعيا، ولا ضرورة لأن يكون قطعيا
ولم يقل أحد بضرورة الاقتصار على التفسير بالمأثور
فما تتحمله اللغة ويقبله العقل لا يجوز إنكاره
أحييك بشدة على هذا الكلام النفيس، وان كنت أخالفك فحسب فى قولك أن الاعجاز البلاغى ليس قطعيا، أما فيما عدا ذلك فأوافقك تمام الموافقة
بارك الله فيك أخى الحبيب
ـ[محمد الأمين بن محمد المختار]ــــــــ[30 Sep 2009, 05:22 م]ـ
أحسنت أستاذنا العليمي، وشكرا لك على التنبيه
فربما كان تعبيري موهما غير المقصود
أعني أن كثيرا من الاوجه البلاغية التي يذكرها أهل اللغة، ويتفننون فيها، لا يلزم أن يكون كلامهم فيها قطعيا، لا يتطرق إليه الاحتمال،
بل أكثر أحكام الشريعة قائمة على الظن وغالب الظن
والنصوص قطعية الدلالة هي الأقل
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[30 Sep 2009, 09:38 م]ـ
أحسنت أستاذنا العليمي، وشكرا لك على التنبيه
فربما كان تعبيري موهما غير المقصود
أعني أن كثيرا من الاوجه البلاغية التي يذكرها أهل اللغة، ويتفننون فيها، لا يلزم أن يكون كلامهم فيها قطعيا، لا يتطرق إليه الاحتمال،
الآن استقام معنى عبارتك بعد هذا التوضيح
وقد توقعت أن يكون قد خانك التعبير، وهذا أمر يحدث لنا جميعا
وهذا الذى أشرت اليه أمر صحيح، وهو ما يسمى (التكلف)، حيث نجد أهل الصناعة من البلاغيين يتكلفون أحيانا لاثبات اعجاز لفظ دون أن يتمهلوا فى تدبره حق التدبر، أو دون أن يقولوا: الله أعلم بمراده اذا لم يتبين لهم وجه الاعجاز فيه، فتراهم يحاولون فحسب دون أن يقروا بعجزهم
بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[مرهف]ــــــــ[04 Oct 2009, 11:09 م]ـ
- الدلالة القرآنية إما أن تكون قطعية أو تكون ظنية، والظنية على مراتب وأنواع، والعلوم الشرعية التي هي في الحلال والحرام المستنبطة من القرآن كلها ظنية واحتمالية، لأنها مستنبطة استنباطاً، وكذلك العلوم المختلفة الأخرى المستنبطة من القرآن ظنية تتعلق بدلالة النص القرآني.
- إن ذكر خلق الإنسان في القرآن قطعية الدلالة من حيث الأطوار التي نص عليها القرآن، أما تفاصيل الخلق المستنبطة من نظم القرآن وسياقه ودلالات مفرداته وتراكيبه ظنية، ومن المعلوم أن خلق الإنسان من أبحاث الإعجاز العلمي وهي في القرآن نصا واستنباطاً، فإذن ليس كل قضايا الإعجاز العلمي ظنية.
- إن حصر تعريف التفسير العلمي باجتهاد ربط الظاهر الكونية بالقرآن وبيان أن القرآن دل عليها، هذا التعريف كتعريف من عرفه بأنه تحكيم المصطلحات العلمية في دلالات القرآن الكريم، وهذا التعريف يعطي مفهوم التفسير العلمي عند قائله، ولكن التفسير العلمي للقرآن الذي ينبغي أن يكون هو توظيف المعارف الكونية المختلفة في بيان القرآن الكريم، ولا ريب أن هذا التوظيف اجتهاد ضمن القواعد العلمية التي تضبط هذا الاجتهاد، وما دام اجتهاداً مضبوطاً فهو مقبول ومأجور ويدخل تحت الخطأ والصواب.
ولكن هناك نوعا آخر من التفسير العلمي وهو استنباط المعارف العلمية والكونية من القرآن، وهو الذي ذكره السيوطي في الاتقان في أحد أنواع علوم القرآن بـ (العلوم المستنبطة من القرآن الكريم). وهذا النوع اجتهاد أيضاً.
- أما الإعجاز العلمي في القرآن الكريم فهذا بحثه طويل وأنتم ترون أن لا فرق بينهما وكلامك عندي فيه نظر، وبسط ذلك يطول ولا بد له من مقدمات وتعريفات وليس محل ذلك هنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن التفسير العلمي مقدمة للإعجاز العلمي، وعندما يثبت المفسر والمتخصص أن المعلومات الكونية الموظفة أو المستنبطة من القرآن يقينية أو حقائق أو هي ثابتة بتراكم التجارب؛ وتكون الدلالة عليها من القرآن موجودة - وإن كانت ظنية - فهي إعجاز علمي، وليس شرطاً في الإعجاز العلمي أن تكون الدلالة عليه من القرآن قطعية، لأن القول في آية أن فيها إعجازاً علمياً لا يعني توقف دلالة القرآن على المعنى المدلول عليه في الإعجاز العلمي، بل قد تدل على معانٍ أخرى مع المعنى الذي دلت عليه في الإعجاز العلمي حين ثبوته، لأن القرآن لا تنقضي عجائبه والله أعلم.
ـ[مرهف]ــــــــ[11 Oct 2009, 12:50 م]ـ
لقد أعدت قراءة ما كتبه الدكتور مساعد مرة أخرى والذي استوقفني بالقراءة الثانية هو تعريف الإعجاز العلمي للدكتور الفاضل عبد الله المصلح حفظه الله، بأنه "أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي السالم من المعارضة الذي يتعلق ببحث قضية علمية وصل العلم فيها إلى سقف المعرفة وكانت دلالة النص على ها دلالة ظاهرة، فاتفقت الحقيقة العلمية مع الدلالة الشرعية الظاهرة الواضحة في القرآن و السنة .. الله سبحانه و تعالى".
مع أن المصدر الذي نقل عنه أخي الدكتور مساعد لم يذكره ولكن هذا التعريف - في رأيي - فيه ملاحظات عدة، أولها إسقاط تعريف المعجزة على الإعجاز العلمي في القرآن، وهذا الإسقاط سيوقع صاحبه في مشاكل اصطلاحية كثيرة، وينبغي أن يكون تعريف الإعجاز العلمي تعريفا خاصاً يضبطه ويحدد مفهومه على طريقة وضع المصطلحات الشرعية المتبعة عند العلماء.
ثانياً: إن العلوم التي في القرآن الكريم داخلة ضمن التحدي الذي في القرآن إذ لا يتصور أن يقوم التحدي بنظم دون دلالة ومعنى، ولكن جعل التحدي على قضية معينة فهذا يحتاج لنظر.
كما أن حصر كون الإعجاز العلمي بالدلالة الظاهرة فقط أيضاً مشكل في تعريف الإعجاز العلمي، لأن ذكر القرآن للعلوم جاء بدلالات متنوعة وفي سياقات مختلفة وأغراض مقصودة، فالذي يدرس الإعجاز العلمي والتفسير العلمي دون اعتبار ذلك فسيكون بحثه غير مطابق للواقع العلمي للأبحاث الشرعية.
والخلاصة: إن حصر دلالة الإعجاز العلمي بالدلالة الظاهرة والدلالة اليقينية هو تقييد لعمل الباحثين دون دليل أو مسوغ شرعي، بل ينبغي أن تكون أنواع الدلائل المعتبرة عند العلماء معتبرة في الإعجاز العلمي والتفسير العلمي.والله أعلم.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[12 Oct 2009, 04:18 ص]ـ
ثانياً: إن العلوم التي في القرآن الكريم داخلة ضمن التحدي الذي في القرآن إذ لا يتصور أن يقوم التحدي بنظم دون دلالة ومعنى، ولكن جعل التحدي على قضية معينة فهذا يحتاج لنظر ..
بارك الله فيك يا دكتور مرهف
وقد أعجبتنى للغاية الفقرة الواردة فى الاقتباس أعلاه، وبخاصة قولكم:
" اذ لا يتصور أن يقوم التحدى بنظم دون دلالة ومعنى "
انها عبارة بليغة وحكيمة جدا، وليت الكل يفهمها!
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[12 Oct 2009, 02:15 م]ـ
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
وجزاك الله خيرا اخي علي أبو عائشة على ما تفضلت به في ردك الاول وقد كفيتني ما أردت قوله وزدت عليه
وقول شيخنا المصلح: هنا: ((غلبت الروم في أدنى الأرض) أي في تلك البقعة المنخفضة .. فكيف عرف محمد (صلى الله عليه وسلم) ومن أخبره بذلك؟)
معناه: أن محمدا صلى الله عليه وسلم لم يأت بهذا القرآن من عنده، وإنما علمه إياه من يعلم تلك الحقائق ومن خلقها مطابقة لعلمه إياها وهو الله تعالى.
وقول الدكتور مساعد:وإذا كان لا نجد أي إشارة في كتب التفسير لمعرفته صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى فإن هذا التعبير من الشيخ عبد الله ادِّعاءٌ على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا لا يجوز إلا ببرهان.
ادعاء على الشيخ لايجوز إلا ببرهان ايضا،
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Oct 2009, 06:55 م]ـ
[ align=center] فقوله هذا يلزم منه أن محمدًا صلى الله عليه وسلم عرف هذا المعنى، ولكننا لا نجد فيما بين يدينا من كتب التفسير أي إشارة لمعرفته صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى.
وإذا كان لا نجد أي إشارة في كتب التفسير لمعرفته صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى فإن هذا التعبير من الشيخ عبد الله ادِّعاءٌ على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا لا يجوز إلا ببرهان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما قد يقوله من يرى صحة هذا الادعاء أنه عرفه ولم يخبر به.
وهذا يعني أن هذا المعنى الذي عرفه الرسول صلى الله عليه وسلم قد ظهر لبعض المعاصرين فقط دون غيرنا من الصحابة والتابعين لهم إلى يومنا هذا، فهل يُعقل مثل هذا؟!
http://www.nooran.org/O/3/3-1.htm
لا يلزم أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم كل ما علمه ولا يلزم أن يبلغنا كل ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم وتكلم به.
الشيء المتفق عليه هو أن النبي صلى الله عليه وسلم بلغ ما أمره الله أن يبلغه وقد فعل صلى الله عليه وسلم وقامت ببلاغه الحجة وقطعت به الأعذار.
أما الفهم في كتاب الله فهو أمر مفتوح لن ينقطع ما دام هناك من يتدبر في هذا القرآن ويستنبط، وكما في الحديث عن علي رضي الله عنه الذي يرويه البخاري رحمه الله:
عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قُلْتُ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ مِنْ الْوَحْيِ إِلَّا مَا فِي كِتَابِ اللَّهِ؟
قَالَ لَا وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ مَا أَعْلَمُهُ إِلَّا فَهْمًا يُعْطِيهِ اللَّهُ رَجُلًا فِي الْقُرْآنِ وَمَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ قُلْتُ وَمَا فِي الصَّحِيفَةِ قَالَ الْعَقْلُ وَفَكَاكُ الْأَسِيرِ وَأَنْ لَا يُقْتَلَ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ.
إما استبعاد الشيخ مساعد وفقه الله أن يظهر لبعض المتأخرين في فهم القرآن ما لم يظهر لمن سبقهم من الصحابة والتابعين وأن هذا لا يعقل فهو أمر يحتاج إلى نظر وتأمل لأن القول به يؤدي إلى القول بغلق باب الاجتهاد في فهم كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أن نصوص القرآن والسنة تدعو إلى الاجتهاد في فهم النصوص ولا أدل عل ذلك من قوله صلى الله عليه وسلم:
" نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ"
وفق الله الجميع لفهم كتابه والعمل به
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[17 Oct 2009, 06:52 ص]ـ
أخي مرهف:
المرجع موجود في حاشية المقال، وأرجو أن تراجعه على هذا الرابط ( http://www.nooran.org/O/3/3-1.htm ) .(/)
نماذج في سرعة القراءة والسماع على الشيوخ والأخذ عنهم
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[26 Sep 2009, 06:10 م]ـ
نماذج في سرعة القراءة والسماع على الشيوخ والأخذ عنهم
يقول العبد الفقير يحيى الغوثاني: لقد أكرمني الله بزيارة الشيخ عبد الرحمن الكتاني أكثر من مرة وقرأت خلالها كتبا عدة: من ذلك أنني قرأت الشمائل للترمذي في مجلس واحد، وقريبا من نصف البخاري في ثلاثة أيام وقد أثنيت على صبره وتحمله وجلده في السماع فأخبرني أنه تعود على ذلك من مجالسته لأبيه وكثرة سرده بين يديه
وأخبرني شيخنا العلامة المسند المحدث الفقيه الشيخ عبد الرحمن الكتاني الإدريسي الحسني عن أبيه الشيخ عبد الحي الكتاني أنه قال:
1 ـ وعلى ذكر سرعة القراءة والصبر على السماع أردت أن أسوق هنا ما للعالم الصالح الحافظ أبي عبد الله محمد بن صعد التلمساني الأنصاري في كتابه روضة النسرين في مناقب الأربعة المتأخرين ونصه: رأيت النقل عن الشيخ سيدي محمد بن مرزوق أنه كان يقول سيدي أبو القاسم حافظ المغرب في وقته وإمام الدنيا يعني العبدوسي الفاسي نزيل تونس إن الله أجرى عادته في علماء الإسلام أن يبارك لأحدهم في قراءته والآخر في إلقائه وتفهيمه والآخر في نسخه وجمعه والآخر في عبادته وسيدي أبو القاسم ممن جمع الله له ذلك كله وبارك في قراءته وإلقائه ونسخه وجمعه وعبادته.
2 ـ وحدث عنه بعض من قيد عنه قال سمعت سيدي أبا القاسم يقول قرأت البخاري في حصار فاس الجديد في يوم واحد ابتدأته بعد أذان الفجر وختمته بعد العتمة بقليل ... قلت كان سيدي أبو القاسم ممن فتح عليه في حفظ البخاري والقيام عليه نسخا وفهما وقراءة رأيت في بعض التقاييد أنه نسخ منه ثماني نسخ وربما فعل أكثر أكثرها في سفر واحد ونسخ أيضا من صحيح مسلم تسع نسخ وأما غيرهما من كتب الحديث والفقه فنسخ من ذلك ما لا يأتي عليه العد والإحصاء وخصوصا الشمائل والشفا لعياض فإنه نسخ منهما كثيرا وهذا من أعظم الكرامات اه كلام ابن صعد
3 ـ وفي ترجمة أبي الحسن علي بن عبد الله بن أحمد العلوي التوقادي أصلا المصري دارا الحنفي من معجم الحافظ مرتضى الزبيدي قرأ علي الصحيح في اثني عشر مجلسا في رمضان سنة 1188 في منزلي ثم سمع الصحيح ثاني مرة مشاركا مع الجماعة مناوبة في القراءة في أربعة مجالس وكان مدة القراءة من طلوع الشمس إلى بعد كل عصر وصحيح مسلم في ستة مجالس مناوبة بمنزلي اه منه
4 ـ ونحوه ذكر الجبرتي في ترجمة السيد علي المذكور من تاريخه وفي الحطة نقلا عن السيد جمال الدين المحدث عن أستاذه السيد أصيل الدين أنه قال قرأت صحيح البخاري نحو مائة وعشرين مرة في الوقائع والمهمات لنفسي وللناس الآخرين فبأي نية قرأته حصل المراد وكفى المطلوب اه
5 ـ وفي ترجمة الحافظ برهان الدين الحلبي من الضوء اللامع للسخاوي أنه قرأ البخاري أكثر من ستين مرة ومسلم نحو العشرين اه
6 ـ وفي ترجمة الحجار من تاريخ الحافظ ابن حجر أنه حدث بالصحيح أكثر من سبعين مرة بدمشق وغيرها
7 ـ وفي ترجمة البرهان إبراهيم ابن محمد بن إبراهيم البقاعي الحنبلي من شذرات الذهب في أخبار من ذهب للعلامة عبد الحي ابن العماد العكري الحنبلي الدمشقي أنه قرأ على البدر الغزي البخاري كاملا في ستة أيام أولها يوم السبت 11 رمضان عام 930 وصحيح مسلم كاملا في رمضان عام 931 في خمسة أيام متفرقة في عشرين يوما اه
8 ـ وقد قال الحافظ السخاوي حكى الحافظ الذهبي عن الحافظ شرف الدين أبي الحسن اليونيني أنه سمعه يقول إنه قابل نسخته من صحيح البخاري وأسمعه في سنة إحدى عشرة مرة انظر الشهاب الهاوي على منشى الكاوي
9 ـ وفي طبقات الخواص للشهاب أحمد الشرجي اليمني في ترجمة سليمان بن إبراهيم العلوي أنه أتى على البخاري نحوا من مائتين وثمانين مرة قراءة وسماعا وإقراء
10 ـ وفي ترجمة غالب بن عبد الرحمن بن عطية المحاربي الغرناطي الأندلسي من الغنية للقاضي عياض بلغني عنه ولم أسمعه منه أنه قال كررت البخاري سبعمائة مرة اه
11 ـ وفي ترجمة المذكور من صلة الحافظ ابن بشكوال يذكر أنه كرر صحيح البخاري سبعمائة مرة اه مع أن غالبا المذكور عاش 78 سنة خذ منها ما قبل بلوغه إلى وفاته يبقى عندك 60 سنة فعلى هذا كان يقرؤه في كل سنة نحو عشر مرات في كل شهر مرة تقريبا
(يُتْبَعُ)
(/)
12 ـ وفي أول تاج العروس للحافظ أبي الفيض الزبيدي نقلا عن إجازة لشيخ مشايخه أحمد زروق بن محمد ابن قاسم البوني التميمي ومن أغرب ما منح الله به المجد صاحب القاموس أنه قرأ بدمشق بين باب النصر والفرج تجاه نعل النبي صلى الله عليه وسلم على ناصر الدين أبي عبد الله محمد بن جهبل صحيح مسلم في ثلاثة أيام وافتخر بذلك فقال
قرأت بحمد الله جامع مسلم === بجوف دمشق الشام جوفا لإسلام
على ناصر الدين الإمام ابن جهبل === بحضرة حفاظ مشاهير أعلام
وتم بتوفيق الإله وفضله === قراءة ضبط في ثلاثة أيام
قلت والقصة في أزهار الرياض
13 ـ ووجدت في ثبت الشهاب أحمد بن قاسم البوني رأيت خط الفيروزبادي في آخر جزء من صحيح الإمام البخاري قال إنه قرأ صحيح البخاري أزيد من خمسين مرة اه
14 ـ وذكر القسطلاني عن نفسه أنه قرأ البخاري على رحلة الآفاق أبي العباس أحمد بن طريف الحنفي في خمسة مجالس وبعض مجلس قال متوالية مع ما أعيد لمفوتين أظنه نحو العشر وذلك عام 882
15 ـ وفي تاريخ الحافظ الذهبي في ترجمة إسماعيل بن أحمد الحيري النيسابوري الضرير ما نصه وقد سمع عليه الخطيب البغدادي بمكة صحيح البخاري في ثلاثة مجالس قال وهذا شيء لا أعلم أحدا في زماننا يستطيعه اه
16 ـ وفي مشتبه النسبة للحافظ الذهبي وإسماعيل ابن أحمد الحيري الضرير صاحب التفسير قرأ عليه الخطيب صحيح البخاري في ثلاثة مجالس وهذا أمر عجيب وذلك في ثلاثة أيام وليلة اه
17 ـ وذكر غيره أن إسماعيل المذكور كان يبتدى من المغرب ويقطع القراءة في وقت الفجر ومن الضحى إلى المغرب والثالث من المغرب إلى الفجر انظر فتح المتعال للمقري والمشرع الروي للشمس الشلي وخلاصة الأثر للمحبي الدمشقي
18 ـ وفي كنز الرواية لأبي مهدي الثعالبي لدى ترجمة الخطيب قرأ صحيح البخاري بمكة في خمسة أيام على كريمة المروزية وقرأه على أبي عبد الرحمن إسماعيل ابن أحمد الحيري النيسابوري الضرير في ثلاثة مجالس قال الخطيب اثنان منهما في ليلتين بحيث ابتدأ القراءة وقت المغرب وقطعها عند صلاة الفجر الثالث قرأ من ضحوة النهار إلى المغرب ثم من المغرب إلى طلوع الفجر ففرغ الكتاب قال الذهبي وهذا شيء لا أعلم أحدا في زماننا يستطيعه اه
19 ـ وذكر السخاوي أن شيخه الحافظ ابن حجر قرأ سنن ابن ماجة في أربعة مجالس وصحيح مسلم في أربعة مجالس سوى مجلس الختم وذلك في نحو يومين وشيء قال وهو أجل مما وقع لشيخه المجد الفيروزبادي وقرأ كتاب النسائي الكبير على الشرف ابن الكويك في عشرة مجالس كل مجلس منها نحو أربع ساعات قال وأسرع شيء وقع له أنه قرأ في رحلته الشامية معجم الطبراني الصغير في مجلس واحد بين الظهر والعصر وهذا أسرع ما وقع له وقال هذا الكتاب في مجلد يشتمل على نحو ألف حديث وخمسمائة حديث
20 ـ وفي ذيل الحافظ تقي الدين ابن فهد على ذيل الشريف أبي المحاسن الحسيني الدمشقي لطبقات الحفاظ للذهبي ما نصه قرأ الحافظ أبو الفضل العراقي صحيح مسلم على محمد بن إسماعيل بن الخباز بدمشق في ستة مجالس متوالية قرأ في آخر مجلس منها أكثر من ثلث الكتب وذلك بحضور الحافظ زين الدين ابن رجب وهو يعارض بنسخته اه
21 ـ وقال التقي المذكور في ترجمة الحافظ ابن حجر من ذيله المذكور بلغ ابن حجر الغاية القصوى في الكتابة والكشف والقراءة فمن ذلك أنه قرأ البخاري في عشرة مجالس من بعد صلاة الظهر إلي العصر ومسلما في خمسة مجالس في نحو يومين وشطر يوم والنسائي الكبير في عشرة مجالس كل مجلس منهما قريب من أربع ساعات وأغرب ما وقع له في الإسراع انه قرأ في رحلته الشامية المعجم الصغير للطبراني في مجلس واحد فيما بين صلاتي الظهر والعصر وفي مدة إقامته بدمشق وكانت شهرين وثلث شهر قرأ فيها قريبا من مائة مجلد مع ما يعلقه ويقضيه من أشغاله اه
22 ـ قلت ممن ذكر قراءة الحافظ ابن حجر لمعجم الطبراني الصغير في مجلس واحد الحافظ تقي الدين الفاسي في كتابه ذيل التقييد لابن نقطة قائلا قرأ المعجم الصغير للطبراني بمجلس واحد بصالحية دمشق فألحق الحافظ ابن حجر بخطه تحدثا بنعمة الله بهامش التذييل المذكور بين الظهر والعصر كما قرأت الترجمة وملحقاتها بخط الحافظ السخاوي في كناشته ناقلا عن خط شيخه ابن حجر رحمهم الله
23 ـ وذكر المنلا أبو طاهر الكوراني في بعض إجازاته أنه قرأ الموطأ على شيخه أبي الأسرار العجيمي في أحد عشر مجلسا وفي الغنية للقاضي عياض حين ترجم لأبي القاسم خلف بن إبراهيم المعروف بابن النخاس قال حدثني برسالة ابن أبي زيد بقراءتي عليه في مجلس واحد في داره بقرطبة اه
23 ـ وفي ترجمة عبد الله بن أحمد بن عمروس الشلبي من تكملة ابن الأبار أنه قرأ التلقين للقاضي عبد الوهاب على ابن العربي في مجلس واحد وبقراءته سمع أبو بكر ابن خير وذلك في سنة 532 اه
24 ـ وسبق في ترجمة الشيخ عابد السندي في حرف العين أنه كان يختم الكتب الستة في شهر واحد رواية ودارية في ستة أشهر
25 ـ وفي فهرس مولانا فضل الرحمن الهندي الذي جمعه له صاحبه الشيخ أحمد أبو الخير المكي أنه قرأ الصحيح على شيخه الشيخ محمد إسحاق الدهلوي بالهند في بضعة عشر يوما
26 ـ وجامع هذه الشذرة محمد عبد الحي الكتاني قرأ صحيح البخاري تدريسا بعنزة القرويين وغير قراءة تحقيق وتدقيق في نحو خمسين مجلسا لم يدع شاذة ولا فاذة تتعلق بأبوابه ومحل الشاهد منها إلا أتى عليها مع غير ذلك من اللطائف المستجادة ولعله أغرب وأعجب من كل ما سبق والله خالق القوى والقدر
http://montada.gawthany.com/VB/showthread.php?p=146510#post146510
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[11 Dec 2010, 06:32 ص]ـ
22 ـ قلت ممن ذكر قراءة الحافظ ابن حجر لمعجم الطبراني الصغير في مجلس واحد الحافظ تقي الدين الفاسي في كتابه ذيل التقييد لابن نقطة قائلا قرأ المعجم الصغير للطبراني بمجلس واحد بصالحية دمشق فألحق الحافظ ابن حجر بخطه تحدثا بنعمة الله بهامش التذييل المذكور بين الظهر والعصر كما قرأت الترجمة وملحقاتها بخط الحافظ السخاوي في كناشته ناقلا عن خط شيخه ابن حجر رحمهم الله
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[11 Dec 2010, 12:10 م]ـ
شيخَنا الفاضل.
نسألُ الله – عزَّ وجلَّ - علوَّ الهمَّة.
أظنُّ أنَّه لا بأس هنا بإيراد ما ذكره ابن الجزري في النشر، ولعل الجميع قد قرأه من قبل.
قال:
وقَدْ قَرَأَ شَيْخُنا [الشهاب] أحْمَدُ بْنُ الطَّحَّانِ على الشَّيْخِ أبِي العَبَّاسِ بْنِ نَحْلَةَ خَتْمَةً كَامِلَةً بِحَرْفِ أبي عَمْرٍو مِنْ رِوَايَتَيْهِ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، وَأُخْبِرْتُ عَنْهُ أنَّهُ لَمَّا خَتَمَ قَالَ لِلشَّيْخِ: هَلْ رَأَيْتَ أَحَدًا يَقْرَأُ هَذِهِ القِرَاءَةَ؟ فَقَالَ: لا تَقُلْ هَكَذَا، قُلْ: هَلْ رَأَيْتَ شَيْخًا يَسْمَعُ هَذَا السَّمَاعَ؟
وَلَمَّا رَحَلَ ابْنُ مُؤْمِنٍ إِلَى الصَّائِغِ قَرَأَ عَلَيْهِ القِرَاءَاتِ جَمْعًا بِعِدَّةِ كُتُبٍ فِي سَبْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا.
وَقَرَأَ عليَّ شَخْصٌ خَتْمَةً لابْنِ كَثِيرٍ مِنْ رِوَايَتَيْهِ في أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ، ولِلكِسَائِيِّ كَذَلِكَ في سَبْعَةِ أَيَّامٍ.
....... ..... .......
وأعْظَمُ مَا بَلَغَنِي في ذَلِكَ قصة الشَّيْخِ مَكِينِ الدِّينِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَنْصُورٍ، المَعْرُوفِ بِالأَسْمَرِ، مَعَ الشَّيْخِ أبي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بنِ وَثِيقٍ الإِشْبِيلِيِّ.
.. .. وفي آخرها:
فابْتَدَأَ عَلَيْهِ المَكِينُ الأَسْمَرُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ الخَتْمَةَ بِالقِرَاءَاتِ السَّبْعِ [مِنْ أَوَّلِهَا]، وعِنْدَ طُلُوعِ الفَجْرِ إذَا بِهِ يَقُولُ: "مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ"؛ فَخَتَمَ عَلَيْهِ جَمِيعَ الخَتْمَةِ جَمْعًا بِالقِرَاءَاتِ السَّبْعِ في لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ.
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[11 Dec 2010, 07:08 م]ـ
مشاركة رائعة من السيد القارئ المليجي
تبين لنا تلك الهمم
وحبذا لو رجعتم لترجمة يحيى اليزيدي في غاية النهاية ففيها خبر قريب من هذا لكنه ليس تحت يدي الآن
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[18 Dec 2010, 10:57 ص]ـ
وحبذا لو رجعتم لترجمة يحيى اليزيدي في غاية النهاية ففيها خبر قريب من هذا لكنه ليس تحت يدي الآن
الشيخ الفاضل.
لعلكم تقصدون هذا الخبر.
قال ابن الجزري - رحمه الله -:
قرأتُ على محمَّدِ بن أحمد المقرئ [يعني أبا المعالي]، عن الوجيهية بنت الصعيدي، أنبأنا ابنُ وثيقٍ، عن ابن زرقون، عن الخولاني، عن أبي عمرو الحافظ، أنا خلف بن إبراهيم، ثنا محمد بن عبد الله، ثنا المعدَّل يعني محمد بن يعقوب، أخبرني عُبيد الله بن محمد، عن أخيه، عن يحيى بن المبارك، قال:
"كان أبي - يعني المبارك - صديقًا لأبي عمرِو بن العلاء، فخرج إلى مكَّة، فذهب أبو عمرٍو يُشيِّعه، قال يحيى: وكنتُ معه، فأوصى أبِي أبا عمرٍو بي في وقت ما ودَّعه، ثمّ مضى.
فلم يرنِي أبو عمرٍو حتَّى قدم أبي، [فـ] ذهب أبو عمرو يستقْبلُه ووافقني عند أبِي، فقال: يا أبا عمْرٍو، كيف رضاك عن يَحيى؟ فقال: ما رأيتُه منذ فارقتُك إلى هذا الوقت.
فحلفَ أبي أن لا يدخُل البيت حتَّى أقرأ على أبِي عمرو القرآنَ كلَّه قائمًا على رجلي.
فقعد أبو عمرٍو وقمتُ أقرأ عليه، فلم أجْلِس حتى ختمتُ القرآن على أبي عمْرو.
وقال: أحسبه قال كانت اليمين بالطلاق".(/)
استئناف درس (التعليق على تفسير الإمام الطبري) للدكتور مساعد الطيار
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Sep 2009, 07:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سوف يستأنف درس الدكتور مساعد الطيار بإذن الله يوم السبت القادم 14 شوال 1430هـ بجامع الراجحي بمخرج 15 بالرياض.
عنوان الدرس: التعليق على تفسير الإمام الطبري.
وسيبدأ الدرس بعد صلاة العشاء أسبوعياً يوم السبت. وهو ينقل مباشرة على البث المباشر، وعلى موقع جامع الراجحي على الانترنت.
وسوف يبدأ الدكتور بالتعليق على تفسير سورة المرسلات من تفسير الطبري.
نسأل الله للدكتور مساعد التوفيق والسداد،،
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[26 Sep 2009, 08:06 م]ـ
اللهم آمين
وجزاكم الله خيرا ...
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[27 Sep 2009, 01:07 ص]ـ
عودا حميدا فضيلة الشيخين الكريمين:
عبد الرحمن الشهري و مساعد الطيار
ولبقية المشرفين الكرام والمشايخ الأفاضل ..
تتحفون الملتقى بعلمكم وتوجيهكم ..
بارك الله فيكم ووفقكم ونفع بكم.
ـ[البهوتي]ــــــــ[27 Sep 2009, 04:05 ص]ـ
خبر سعيد وايضا محزن
متى سينتهي الشيخ من التعليق على الطبري كامل؟!
الظن انه في عام 1644هجري!!!
سؤال لماذا يتشبث بعض المشايخ بدرس المحبين!
درس واحد في الاسبوع؟
الحمد لله ان دروس ابن عثيمين وابن جبرين رحمهما الله متوفرة في اشرطة وعلى النت
انا اسف ولكن هذا ما توصلت اليه من دروس المحبين.
ـ[الحاتمي]ــــــــ[27 Sep 2009, 06:36 ص]ـ
بارك فيكم يا شيخ عبدالرحمن ..
وحفظ الله الشيخ مساعد.
ـ[غانم الغانم]ــــــــ[27 Sep 2009, 02:42 م]ـ
شكر الله للشيخ عبدالرحمن على التذكير
كما أسأل الله أن يبارك بعلم الشيخ مساعد الطيار وأن ينفعنا بعلمه
وتعقيباً على كلام أخي البهوتي
أقول إن طريقة الشيخ في الشرح ليست تفسيراً للآيات تفسيراً بحتاً - مع فائدة هذه الدروس (أعنى التفسير العام).
وإنما هي أقرب ما يقال عنها: دراسة تأصيلية تطبيقية لعلم التفسير من خلال تفسير ابن جرير , ولهذا ليس المقصود انهاء التفسير , مع ما يكون في الدرس من المحاورات العلمية والمناقشات الجادة
لذا تميز هذا الدرس عن كثير من الدروس بتلك الطريقة.
وإلا لقلنا كما ذكرت: إن دروس كبار العلماء رحمهم الله مسجلة
والكل فيه الخير والنفع العظيم. فتعدد الطرق يفيد في تنوع الفائدة.
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[27 Sep 2009, 10:39 م]ـ
بارك الله بك , شكراً أخي الكريم
ـ[يزيد العمار]ــــــــ[28 Sep 2009, 12:56 م]ـ
شكر الله للشيخ عبدالرحمن على التذكير
كما أسأل الله أن يبارك بعلم الشيخ مساعد الطيار وأن ينفعنا بعلمه
ومثل ما تفضل الشيخ غانم, دروس الشيخ مساعد لا تخلو من مناقشات وتعليقات.
ولهذا ليس المقصود انهاء التفسير , مع ما يكون في الدرس من المحاورات العلمية والمناقشات الجادة.
ـ[أحمد بن محمد إبراهيم]ــــــــ[30 Sep 2009, 03:20 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا، وحفظ الله الشيخ وبارك في علمه.
وللفائدة -كما تفضل مشايخنا الأفاضل- قال ساجقلي زاده في ترتيب العلوم ص206 - 207:
(وبالجملة فإن غرض الطالب أمران:
أحدهما معرفة قواعد الفنون.
والآخر تشحيذ الذهن.
- وبعض الكتب يقرأ لمعرفة القواعد، فينبغي للطالب أن لا يطلب عند قراءته الوجوه الدقيقة؛ لئلا يعوقه عن إتمامه وعن فهم أصول مسائله.
- وبعض الكتب يقرأ لتشحيذ الذهن، فينبغي للطالب أن لا يطلب إتمامه بالدرس، بل يطلب الغوص إلى أعماقه، وإعمال قوته الناظرة بدرك الوجوه الخفية، فإن قراءة كراس موجز منه إلى تمام سنة خير من قراءة جميعه إلى تمام السنة) اهـ.
ـ[عبدالله الفرحان]ــــــــ[01 Oct 2009, 01:38 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا اخي احمد على مانقلت فوالله انه لنفيس جدا
وكنت اقول لزملائي (وانا واياهم لنا سنتان في الطلب):لاتحرم نفسك من الاطلاع على الكتب المتقدمة في الفن بحجة قصر فهمك عنها , فان اعمال النظر فيها (احيانا) تشحذ الذهن وتقويه وتأسسه للمرحلة القادمة
وانظر الى طالبين احدهما يطالع المغني مع قراءته في الفقه لكتاب الروض المربع, واخر لايطالع, ستجد الاول اوسع ذهنا واشرح صدرا وافقه واعرف بعلل الاحكام من الاخر
وكنت ومازلت اسلك طريقة في مطالعتي للكتب: وهي اني اعتمد في الفن كتابا مناسبا لمرحلتي (كما يفعله كل طلاب العلم) ولكني مع ذلك اضع كتب الفن الاخرى من حولي (متقدمة كانت ام مبتدأة) وعند كل مسألة انظر في تلك الكتب , فوالله لايعلم الا الله كم انتفعت بهذه الطريقة, حتى يظن الاخرون اني قرأت تلك الكتب, والامر كما ذكرت
ـ[عبدالله الفرحان]ــــــــ[01 Oct 2009, 02:25 ص]ـ
وهل مع تفسير الطبري الاتقان للسيوطي؟
واين وصل شيخنا في الاتقان؟
ـ[بدر الجبر]ــــــــ[02 Oct 2009, 11:01 ص]ـ
أخي عبد الله يبدأ الشيخ درسه بتعليقات موجزة على كتاب الإتقان الذي وصل فيه إلى النوع التاسع والستين: ما وقع في القرآن من الأسماء والألقاب والكنى وسبدأ غدا -بإذن الله- بالنوع السبعين منه.(/)
سؤال عن مصطلح علم الفعال
ـ[زمرد]ــــــــ[28 Sep 2009, 01:58 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: وبعد
مصطلح (علم الفعال) * عند ابن أبي زمنين في تفسيره هل سبقه إليه غيره، وهل استعمله أحد المفسرين بعده؟ وهل يوجد مقابل لهذا المصطلح في كتب أهل العلم؟
*عرفه بأنه العلم الذي تقوم به الحجة وعليه يكون الجزاء، وقد علمه الله قبل الخلق.
جزيتم خيرا
ـ[محمد كالو]ــــــــ[28 Sep 2009, 09:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: وبعد
مصطلح (علم الفعال) * عند ابن أبي زمنين في تفسيره هل سبقه إليه غيره، وهل استعمله أحد المفسرين بعده؟ وهل يوجد مقابل لهذا المصطلح في كتب أهل العلم؟
*عرفه بأنه العلم الذي تقوم به الحجة وعليه يكون الجزاء، وقد علمه الله قبل الخلق.
جزيتم خيرا
يقابل هذا المصطلح في كتب أهل العلم قولهم (قيام الحجة).
ويمكن القول لبيان معنى قيام الحجة: بأن علم الله الأزلي غيب ولا تقوم به الحجة علينا؛ بمعنى أن الحجة غير ظاهرة بيننا، ولكن حين يبرز علم الله إلى الوجود أمامنا؛ فإنه علم تقوم به الحجة واضحة أمام من آمن ومن لم يؤمن، وذلك حتى لا يدعي أحد بأنه كان سيفعل ولكن الفرصة لم تواته، وهكذا تأتي المواقف الاختيارية ليعلم كل منا نفسه، وتبرز الحجة علينا جميعاً.
ـ[زمرد]ــــــــ[30 Sep 2009, 07:36 ص]ـ
شكر الله لكم
قيام الحجة الذي ذكرتم مَن مِن العلماء استعمله وأين أورده؟
ـ[محمد كالو]ــــــــ[30 Sep 2009, 01:14 م]ـ
استعمله كثير من العلماء منهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب في كتابه (الرسائل الشخصية) القسم الخامس: ص 220 و 244.
ـ[زمرد]ــــــــ[02 Oct 2009, 08:26 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
فى قوله تعالى " ... أَوَلَمْ يَكْفُرُواْ بِمَآ أُوتِيَ مُوسَى? مِن قَبْلُ .. "
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[29 Sep 2009, 02:16 ص]ـ
السلام عليكم
قال تعالى " فَلَمَّا جَآءَهُمُ ?لْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُواْ لَوْلا? أُوتِيَ مِثْلَ مَآ أُوتِيَ مُوسَى? أَوَلَمْ يَكْفُرُواْ بِمَآ أُوتِيَ مُوسَى? مِن قَبْلُ قَالُواْ سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُواْ إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ "القصص 48
ظاهر السياق أن القائلين هم أهل مكة؛ فهل بلغتهم دعوة موسى عليه السلام؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[29 Sep 2009, 09:06 ص]ـ
السلام عليكم
قال تعالى " فَلَمَّا جَآءَهُمُ ?لْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُواْ لَوْلا? أُوتِيَ مِثْلَ مَآ أُوتِيَ مُوسَى? أَوَلَمْ يَكْفُرُواْ بِمَآ أُوتِيَ مُوسَى? مِن قَبْلُ قَالُواْ سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُواْ إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ "القصص 48
ظاهر السياق أن القائلين هم أهل مكة؛ فهل بلغتهم دعوة موسى عليه السلام؟
نعم بلغتهم
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[29 Sep 2009, 11:40 م]ـ
السلام عليكم
نعم بلغتهم فلزمهم الايمان بها واتباعها؟
ونفهم أن دعوة موسى عليه السلام كانت للناس عامة؛ وقد كلف علماء بنى اسرائيل أن يبينوا الكتاب للناس ولا يكتمونه
كما نفهم أنه لم يرفع التكليف عمن عرفوا بأهل الفترة؛
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[30 Sep 2009, 06:03 ص]ـ
السلام عليكم
نعم بلغتهم فلزمهم الايمان بها واتباعها؟
ونفهم أن دعوة موسى عليه السلام كانت للناس عامة؛ وقد كلف علماء بنى اسرائيل أن يبينوا الكتاب للناس ولا يكتمونه
كما نفهم أنه لم يرفع التكليف عمن عرفوا بأهل الفترة؛
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لقد توقعت منك حفظك الله هذا الإلزام، ولكن لا أظن الأمر كما تعتقد.
نحن أمام نص نبوي واضح لا لبس فيه وهو أن كل نبي قبله صلى الله عليه وسلم بعث في قومه خاصة، ولا يزال في كتب القوم ما يصدق كلام الحبيب صلى الله عليه وسلم،
جاء في ما يسمى بإنجيل متى الإصحاح الخامس عشر:
"ثم خرج يسوع من هناك وانصرف الى نواحي صور وصيدا. 22 واذا امرأة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت اليه قائلة ارحمني يا سيد يا ابن داود. ابنتي مجنونة جدا. 23 فلم يجبها بكلمة. فتقدم تلاميذه وطلبوا اليه قائلين اصرفها لانها تصيح وراءنا.24 فاجاب وقال لم أرسل الا الى خراف بيت اسرائيل الضالة. 25"
بل إن المسيح حسب رواية ما يسمى بالكتاب المقدس نهى تلاميذة عن دعوة غير الإسرائليين كما هو في متى الإصحاح العاشر:
"5 هؤلاء الاثنا عشر ارسلهم يسوع واوصاهم قائلا. الى طريق امم لا تمضوا والى مدينة للسامريين لا تدخلوا.6 بل اذهبوا بالحري الى خراف بيت اسرائيل الضالة. 7 وفيما انتم ذاهبون اكرزوا قائلين انه قد اقترب ملكوت السموات. 8 اشفوا مرضى. طهروا برصا. اقيموا موتى. اخرجوا شياطين. مجانا اخذتم مجانا اعطوا. 9"
إن النصوص والواقع التأريخي تبين أن موسى عليه السلام لم يرسل إلى جميع الناس.
أما كفر قريش بما أوتى موسى عليه السلام لا يلزم منه أنه كان مرسلا إليهم، وإنما لأنهم كفروا بدين الخليل عليه السلام الذي كان عليه أسلافهم، وكما تعلم فالكفر بواحد من الرسل كفر بالجميع، لأن الملة واحدة.
وأما ما أمر به علماء أهل الكتاب من البيان فلا يلزم منه عالمية دعوة موسى عليه السلام.
أما رفع التكليف عن أهل الفترة فهذا مبحث آخر يحتاج إلى تفصيل.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[30 Sep 2009, 02:56 م]ـ
الأخوة الكرام،
1. في المسائل العقدية ليس هناك خصوصية. أما المسائل التشريعية والتكاليف العملية فتختلف من رسول إلى آخر وفق حاجات الأمم السابقة واستعداداتها.
2. هم يطلبون ديناً مثل ما أوتي موسى عليه السلام، وهم في الحقيقة يكفرون بتوحيد موسى عليه السلام ويصرون على الوثنية. بل إنهم عندما شعروا بوجود أمور مشتركة بين الرسالتين قالوا:" سحران تظاهرا"، ثم بعد ذلك يقولون نريد رسالة مثل رسالة موسى عليه السلام!!
3. وعليه فالقضية جدل تقام به الحجة عليهم وليس الموضوع المطروح هو خصوص أو عموم الرسالات.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[02 Oct 2009, 01:38 ص]ـ
السلام عليكم
كما قال الأخ أبو عمرو في المسائل العقدية ليس هناك خصوصية. فالايمان مطلوب من الجميع
(يُتْبَعُ)
(/)
فقول كفار قريش " ... لَوْلا? أُوتِيَ مِثْلَ مَآ أُوتِيَ مُوسَى? ... " يلزمهم أنهم علموا به وبدعوته وبالآيات التى أوتيها؛ وترتب عليه أنهم يلزمهم اجابة دعوة موسى؛
فإن قيل أنه لايلزمهم ذلك فأقر أن موسى ليس رسولا للناس ولم تكن التوراة للناس بل لبنى اسرائيل؛ ويكون لأي فرد أن لايؤمن إلا بدعوة رسول جاء قوم هذا الفرد!!
والنص الذي نُقل عن الانجيل لاشيء فيه لأنه لايُتصور أن يدعوا السومريين ويتركوا الضلال من بنى قومهم؛بل يجب أن يدعو قومهم ثم من حولهم ثم من حولهم .. وهو ماكان حتى اعتنق المصريين والحبشيين النصرانية
من قوله تعالى "وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ?لْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَآ أَهْلَكْنَا ?لْقُرُونَ ?لأُولَى? بَصَآئِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ " نعلم أن التوراة -قبل القرآن - كانت للناس .. كل الناس
ما أعلمه أن الرسول يُرسل فى أم القرى فى زمنه ويدعو من حولها ويكمل الأتباع مابدأه
إن الحديث ""أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى كل أحمر وأسود .... "وقوله تعالى " ... وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى? بِ?للَّهِ شَهِيداً " النساء 79 يدلان على أن الرسول عليه الصلاة والسلام لكل الناس
وآيات كثيرة قد يستدل بها على أنه صلى الله عليه وسلم لقومه فقط
"وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ ?لطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَـ?كِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ " القصص 46
" أَمْ يَقُولُونَ ?فْتَرَاهُ بَلْ هُوَ ?لْحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ " السجدة 3
" وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّتُنذِرَ أُمَّ ?لْقُرَى? وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ ?لْجَمْعِ لاَ رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي ?لْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي ?لسَّعِيرِ " الشورى 7
فكيف نخرج هذه المسألة؟(/)
وَالْكَاظِمِيْنَ الْغَيْظ .. !
ـ[أم جويرية]ــــــــ[29 Sep 2009, 06:49 م]ـ
قال تعالى: (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)
كلنا نواجه هذا اللون من الاستفزاز الذي هو اختبار لقدرة الإنسان على
الانضباط، وعدم مجاراة الآخر في ميدانه، وهناك تسعة أسباب ينتج عنها
أو عن واحد منها ضبط النفس:
أولاً: الرحمة بالمخطئ والشفقة عليه، واللين معه والرفق به.
قال سبحانه وتعالى لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-:
(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ
عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْر) [آل عمران: 159].
وفي هذه الآية فائدة عظيمة وهي: أن الناس يجتمعون على الرفق واللين،
ولا يجتمعون على الشدة والعنف؛ لأن الله سبحانه وتعالى قال:
(وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) [آل عمران: من الآية159].
وهؤلاء هم أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- من المهاجرين والأنصار
-رضي الله عنهم-، والسابقين الأولين؛ فكيف بمن بعدهم؟!
وكيف بمن ليس له مقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الناس؛ سواء
كان من العلماء أو الدعاة أو ممن لهم رياسة أو وجاهة؟!
فلا يمكن أن يجتمع الناس إلا على أساس الرحمة والرفق.
َقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه لِرَجُلٍ شَتَمَه: "يَا هَذَا لَا تُغْرِقَنَّ فِي سَبِّنَا
وَدَعْ لِلصُّلْحِ مَوْضِعًا فَإِنَّا لَا نُكَافِئُ مَنْ عَصَى اللَّهَ فِينَا بِأَكْثَرَ مِنْ أَنْ نُطِيعَ
اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ".
وَشَتَمَ رَجُلٌ الشَّعْبِيَّ فَقَالَ له الشَّعْبِيُّ: "إنْ كُنْتُ كمَا قُلْتَ فَغَفَرَ اللَّهُ لِي
وَإِنْ لَمْ أَكُنْ كَمَا قُلْتَ فَغَفَرَ اللَّهُ لَكَ".
وشتم رجل معاوية شتيمة في نفسه، فدعا له وأمر له بجائزة.
فلا بد من تربية النفس على الرضا، والصبر، واللين، والمسامحة هي قضية
أساسية، والإنسان يتحلّم حتى يصبح حليمًا.
وبإسناد لا بأس به عن أَبي الدَّرداءِ قالَ: قالَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-:
" إِنَّما العلمُ بالتعلُّم، وإِنما الحِلْمُ بالتحلُّمِ، مَنْ يَتَحَرَّ الخيرَ يُعْطَهُ، ومَنْ يَتَّقِ الشرَّ يُوقَه ُ".
فعليك أن تنظر في نفسك وتضع الأمور مواضعها قبل أن تؤاخذ الآخرين،
وتتذكر أن تحية الإسلام هي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، التي
أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن نقولها لأهلنا إذا دخلنا، بل قال الله
-سبحانه وتعالى-: (فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ) [النور: من الآية61].
وأن نقولها للصبيان والصغار والكبار ومن نعرف ومن لا نعرف.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو - رضي الله عنهما - أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِيَّ
-صلى الله عليه وسلم-: أَيُّ الإِسْلاَمِ خَيْرٌ؟ قَالَ: " تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ
السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ" أخرجه البخاري ومسلم.
وعن عمار رضي الله عنه قال:" ثَلاَثٌ مَنْ جَمَعَهُنَّ فَقَدْ جَمَعَ الإِيمَانَ:
الإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِكَ، وَبَذْلُ السَّلاَمِ لِلْعَالَمِ، وَالإِنْفَاقُ مِنَ الإِقْتَارِ"
لهذه التحية معان، ففيها معنى السلام: أن تسلم مني، من لساني ومن قلبي
ومن يدي، فلا أعتدي عليك بقول ولا بفعل، وفيها الدعاء بالسلامة، وفيها الدعاء
بالرحمة، وفيها الدعاء بالبركة… هذه المعاني الراقية التي نقولها بألسنتنا علينا
أن نحولها إلى منهج في حياتنا، وعلاقتنا مع الآخرين.
ثانيًا: من الأسباب التي تدفع أو تهدئ الغضب سعة الصدر وحسن الثقة، مما يحمل
الإنسان على العفو.
ولهذا قال بعض الحكماء: "أحسنُ المكارمِ؛ عَفْوُ الْمُقْتَدِرِ وَجُودُ الْمُفْتَقِرِ"،
فإذا قدر الإنسان على أن ينتقم من خصمه؛ غفر له وسامحه، (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ
إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) [الشورى:43].
وقال صلى الله عليه وسلم لقريش:"مَا تَرَوْنَ أَنِّى صَانِعٌ بِكُمْ؟ " قَالُوا
: خَيْرًا! أَخٌ كَرِيمٌ وَابْنُ أَخٍ كَرِيمٍ. قَالَ: "اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ".
وقال يوسف لإخوته بعد ما أصبحوا في ملكه وتحت سلطانه: (لا تَثْرِيبَ
(يُتْبَعُ)
(/)
عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [يوسف:92].
ثالثًا: شرف النفس وعلو الهمة، بحيث يترفع الإنسان عن السباب،
ويسمو بنفسه فوق هذا المقام.
لَنْ يَبْلُغَ الْمَجْدَ أَقْوَامٌ وَإِنْ عَظمُوا
حَتَّى يَذِلُّوا وَإِنْ عَزُّوا لأقْوَامِ
وَيُشْتَمُوا فَتَرَى الأَلْوَانَ مُسْفِرَةً
لا صَفْحَ ذُلٍ وَلَكِنْ صَفْحَ أَحْلامِ
أي: لابد أن تعوِّد نفسك على أنك تسمع الشتيمة؛ فيُسفر وجهك، وتقابلها بابتسامة
عريضة، وأن تدرِّب نفسك تدريبًا عمليًّا على كيفية كظم الغيظ.
وَإِنَّ الذِي بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي أَبِي
وَبَيَن بَنِي عَمِّي لَمُخْتَلِفٌ جِدَا
فَإِنْ أَكَلُوا لحَمْي وَفَرْتُ لُحُومَهُم
وَإِنْ هَدَمُوا مَجْدِي بَنَيْتُ لَهُمْ مَجْدَا
وَلَا أَحْمِلُ الْحِقْدَ الْقَدِيم عَلَيهِم
ولَيْسَ رَئِيسُ الْقَوْمِ مَنْ يَحْمِلُ الْحِقْدَا
رابعًا: طلب الثواب عند الله.
إنّ جرعة غيظ تتجرعها في سبيل الله- سبحانه وتعالى- لها ما لها عند الله -عز
وجل- من الأجر والرفعة.
فعَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ:
" مَنْ كَظَمَ غَيْظًا - وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ - دَعَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رُؤوسِ
الْخَلاَئِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ اللَّهُ مِنَ الْحُورِ مَا شَاءَ "، والكلام سهل وطي
وميسور ولا يكلف شيئًا، وأعتقد أن أي واحد يستطيع أن يقول محاضرة
خاصة في هذا الموضوع، لكن يتغير الحال بمجرد الوقوع في كربة تحتاج
إلى الصبر وسعة الصدر واللين فتفاجأ بأن بين القول والعمل بعد المشرقين.
خامسًا: استحياء الإنسان أن يضع نفسه في مقابلة المخطئ.
وقد قال بعض الحكماء: "احْتِمَالُ السَّفِيهِ خَيْرٌ مِنْ التَّحَلِّي بِصُورَتِهِ وَالْإِغْضَاءُ
عَنْ الْجَاهِلِ خَيْرٌ مِنْ مُشَاكَلَتِه".
وقال بعض الأدباء: "مَا أَفْحَشَ حَلِيمٌ وَلَا أَوْحَشَ كَرِيمٌ".
وَقَالَ لَقِيطُ بْنُ زُرَارَةَ:
وَقُلْ لِبَنِي سَعْدٍ فَمَا لِي وَمَا لَكُمْ
تُرِقُّونَ مِنِّي مَا اسْتَطَعْتُمْ وَأَعْتِقُ
أَغَرَّكُمْ أَنِّي بِأَحْسَنِ شِيمَةٍ
بَصِيرٌ وَأَنِّي بِالْفَوَاحِشِ أَخْرَقُ
وَإِنْ تَكُ قَدْ فَاحَشْتَنِي فَقَهَرْتَنِي
هَنِيئًا مَرِيئًا أَنْتَ بِالْفُحْشِ أَحْذَقُ
وقال غيره:
سَأُلْزِمُ نَفْسِي الصَّفْحَ عَنْ كُلِّ مُذْنِبٍ
وَإِنْ كَثُرَتْ مِنْهُ إلَيَّ الْجَرَائِمُ
فَمَا النَّاسُ إلاّ وَاحِدٌ مِنْ ثَلاثَةٍ
شَرِيفٌ وَمَشْرُوفٌ وَمِثْلٌ مُقَاوِمُ
فَأَمَّا الَّذِي فَوْقِي فَأَعْرِفُ قَدْرَهُ
وَأَتْبَعُ فِيهِ الْحَقَّ وَالْحَقُّ لازِمُ
وَأَمَّا الَّذِي دُونِي فَأَحْلُمُ دَائِبًا
أَصُونُ بِهِ عِرْضِي وَإِنْ لَامَ لائِمُ
وَأَمَّا الَّذِي مِثْلِي فَإِنْ زَلَّ أَوْ هَفَا
تَفَضَّلْت إنَّ الْفَضْلَ بِالْفَخْرِ حَاكِمُ
وفي حديث خروج النبي -صلى الله عليه وسلم- من الطائف، وقد ردوه شر رد.
. تقول عائشة – رضي الله عنها- زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إنَّهَا قَالَتْ
لِلنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ؟ قَالَ:
" لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ مَا لَقِيتُ، وَكَانَ أَشَدُّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ،
إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلاَلٍ، فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ،
فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي، فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلاَّ وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ، فَرَفَعْتُ
رَأْسِي، فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي، فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ؛ فَنَادَانِي فَقَالَ:
إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ، وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ
لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ، فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ، فَسَلَّمَ عَلَيَ ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ،
فَقَالَ ذَلِكَ فِيمَا شِئْتَ، إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمِ الأَخْشَبَيْنِ! فَقَالَ النبيُّ
(يُتْبَعُ)
(/)
صلى الله عليه وسلم: بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلاَبِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ
وَحْدَهُ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا " أخرجه البخاري ومسلم.
سادسًا: التدرب على الصبر والسماحة فهي من الإيمان.
إن هذه العضلة التي في صدرك قابلة للتدريب والتمرين، فمرّن عضلات القلب
على كثرة التسامح، والتنازل عن الحقوق، وعدم الإمساك بحظ النفس،
وجرّب أن تملأ قلبك بالمحبة!
فلو استطعت أن تحب المسلمين جميعًا فلن تشعر أن قلبك ضاق بهم، بل سوف
تشعر بأنه يتسع كلما وفد عليه ضيف جديد، وأنه يسع الناس كلهم لو استحقوا
هذه المحبة.
فمرّن عضلات قلبك على التسامح في كل ليلة قبل أن تخلد إلى النوم، وتسلم
عينيك لنومة هادئة لذيذة.
سامح كل الذين أخطؤوا في حقك، وكل الذين ظلموك، وكل الذين حاربوك،
وكل الذين قصروا في حقك، وكل الذين نسوا جميلك، بل وأكثر من ذلك .. انهمك
في دعاء صادق لله -سبحانه وتعالى- بأن يغفر الله لهم، وأن يصلح شأنهم،
وأن يوفقهم .. ؛ ستجد أنك أنت الرابح الأكبر.
وكما تغسل وجهك ويدك بالماء في اليوم بضع مرات أو أكثر من عشر مرات؛
لأنك تواجه بهما الناس؛ فعليك بغسل هذا القلب الذي هو محل نظر ا لله
-سبحانه وتعالى-!
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-:
(إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ)
أخرجه مسلم.
فقلبك الذي ينظر إليه الرب سبحانه وتعالى من فوق سبع سموات احرص
ألا يرى فيه إلا المعاني الشريفة والنوايا الطيبة.
اغسل هذا القلب، وتعاهده يوميًّا؛ لئلا تتراكم فيه الأحقاد، والكراهية، والبغضاء،
والذكريات المريرة التي تكون أغلالاً وقيودًا تمنعك من الانطلاق والمسير والعمل
، ومن أن تتمتع بحياتك.
سابعًا: قطع السباب وإنهاؤه مع من يصدر منهم، وهذا لا شك أنه من الحزم.
حُكِيَ أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِضِرَارِ بْنِ الْقَعْقَاعِ: وَاَللَّهِ لَوْ قُلْت وَاحِدَةً؛ لَسَمِعْت عَشْرًا!
فَقَالَ لَهُ ضِرَارٌ: وَاَللَّهِ لَوْ قُلْت عَشْرًا؛ لَمْ تَسْمَعْ وَاحِدَةً!
وَفِي الْحِلْمِ رَدْعٌ لِلسَّفِيهِ عَنْ الأَذَى
وَفِي الْخَرْقِ إغْرَاءٌ فَلَا تَكُ أَخْرَقَا
فَتَنْدَمَ إذْ لَا تَنْفَعَنكَ نَدَامَةٌ
كَمَا نَدِمَ الْمَغْبُونُ لَمَّا تَفَرَّقَا
وقال آخر:
قُلْ مَا بَدَا لَك مِنْ زُورٍ وَمِنْ كَذِبِ
حِلْمِي أَصَمُّ وَأُذْنِي غَيْرُ صَمَّاءِ
وبالخبرة وبالمشاهدة فإن الجهد الذي تبذله في الرد على من يسبك لن يعطي
نتيجة مثل النتيجة التي يعطيها الصمت، فبالصمت حفظت لسانك, ووقتك, وقلبك
؛ ولهذا قال الله سبحانه وتعالى لمريم عليها السلام: "فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ
أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا" [مريم: من الآية26].
والكلام والأخذ والعطاء، والرد والمجادلة تنعكس أحيانًا على قلبك، وتضر أكثر
مما تنفع.
ثامنًا: رعاية المصلحة، ولهذا أثنى النبي -صلى الله عليه وسلم- على الحسن
رضي الله عنه بقوله: (ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ)
أخرجه البخاري.
فدل ذلك على أن رعاية المصلحة التي تحمل الإنسان على الحرص على الاجتماع
, وتجنب المخالفة هي السيادة.
تاسعًا: حفظ المعروف السابق, والجميل السالف.
ولهذا كان الشافعي - رحمه الله- يقول: إِنَّ الْحُرَّ مَنْ رَاعَى وِدَادَ لَحْظَةٍ وَانْتَمَى
لِمَنْ أَفَادَ لَفْظَةً.
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَإِنَّ حُسْنَ الْعَهْدِ مِنَ الْإِيمَانِ) وأمثلة ذلك كثيرة.
وتِلكُم هيَ يا أحبتي تسعة مخارجٍ نصِل من خلالها ..
إلى أشرف السجايا .. وأسمى الخصال .. !
إقتبستها لكم من أحد محاضرات فضيلة الشيخ الدكتور .. سلمان العودة ..
باركهُ الله .. وجزاه عنّا خير الجزاء ..
منقول(/)
تناسق وائتلاف عجيب
ـ[سيف المعتق]ــــــــ[29 Sep 2009, 07:33 م]ـ
تأملت في سورتي الكافرون والإخلاص التي ورد الندب إلى قراءتهما في ركعتي الفجر
فوجدت ائتلافا عجيبا بينهما
إذ في سورة الكافرون براءة ممَّا يعبدون
هم لا يعبدون من نعبد
ونحن لا نعبد ما يعبدون
فمن نعبد؟؟؟
تجيئ هنا سورة الإخلاص لتجيب
قل هو الله أحد, الله الصمد, لم يلد ولم يولد, ولم يكن له كفوا أحد.
فعرفنا ربُّنا بنفسه أبلغَ تعريفٍ وأضبطَه
فمن عبد إلها هذا صفته لم يشرك
فكل الملل والنحل غير الإسلام بمعناه الشامل لم يكن معبودها على صفة معبودنا
ومن تأمَّل تبيَّن ذلك
حيث الصفات الجامعة المانعة في هذه السورة وهي":
1 - الأحدية وهو مبدأ التفرُّد
2 - الصمدية وهي صنو القيُّومية وهما صفتا إثبات
3 - التقدُّس عن نقص الولادة والميلاد
4 - والتقدُّس عن المثيل والمكافئ وهما صفتا تنزيه
فلا تجد قوما من غير المسلمين معبودهم تصدق عليه هذه الصفات أبدا.
سبحان من هذه بلاغته في وصف ذاته
المجال مفتوح لمزيد من التأمل(/)
التين والماعون
ـ[سيف المعتق]ــــــــ[29 Sep 2009, 07:40 م]ـ
ما رأيُّكم في الجمع بين سورتي التين والماعون في الصلاة؟
فالرابط بينهما جميل لمن تأمله!!
وما رأيُّكم بعدُ في الفكرة عموما؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[29 Sep 2009, 08:42 م]ـ
ما رأيُّكم في الجمع بين سورتي التين والماعون في الصلاة؟
فالرابط بينهما جميل لمن تأمله!!
وما رأيُّكم بعدُ في الفكرة عموما؟
الجمع بين السورتين جائز
وأما الرابط فالماعون تبين بعض صفات المكذب بالدين الذي وردت الإشارة إليه في سورة التين، وهنا نلاحظ أن القرآن كثيرا ما يربط بين العقيدة والسلوك، فمن صحت وخلصت عقيدته صحت أخلاقه وسلوكه، وهذا ما يجب أن يتنبه له أهل الإسلام ....
أما السؤال عن الفكرة فما أدري ما هي.
وفقنا الله وإياك لكل خير وصرف عنا وعنك كل شر
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[سيف المعتق]ــــــــ[29 Sep 2009, 11:31 م]ـ
الفكرة هو أن يقصد القارئ إلى الجمع بين السور والآيات التي يفسِّر بعضها بعضا أو يؤكد بعضها بعضا ,
جوزيت الخير.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[30 Sep 2009, 06:16 ص]ـ
الفكرة هو أن يقصد القارئ إلى الجمع بين السور والآيات التي يفسِّر بعضها بعضا أو يؤكد بعضها بعضا ,
جوزيت الخير.
لا أرى ما يمنع من ذلك.
وجزاك الله خيرا(/)
ركوعات المصحف الفارسي؟
ـ[سيف المعتق]ــــــــ[30 Sep 2009, 01:03 ص]ـ
التقسيم الموجود في المصاحف المكتوبة بالخطِّ الفارسي الذي يقطّع السور إلى مقاطع نهاياتها تدعى ركوعات هل له أصل؟ ومن وضعه؟ وهل هي منضبطة؟
فقد سمعت من أحدهم أن الشيخ الغديان حفظه الله يوصي به؟
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[30 Sep 2009, 05:50 ص]ـ
قال الدكتور مساعد بن سليمان الطيار - وفقه الله -[المحرر في علوم القرآن / 250]:
" اعتمد مصحف (تاج كمبني) - وهو المصحف الذي يُقرأ في القارة الهندية (الهند والباكستان وبنغلاديش) - على تجزئة تتعلق بالركوع، ويرمز لها بحرف (ع) يضعها على رقم الآية التي يحسن الركوع عندها، وهذا التقسيم لا ينظر إلى طول المقطع أو قِصَرِه، بل إلى تمام المعنى، حيث يعتمد على المواطن الصالحة للوقف، وقلَّ أن يخرج عن ذلك. وقد تتبعت كثيرا من مواطن الركوعات، فوجدتها تتبع المعنى، فتقف على معنى تام أو كاف، وهذا التقسيم المعتمد على الركوعات يصلح للقراءة في صلوات الفرض وصلاة التراويح وغيرها من الصلوات ".
وقال في الهامش:
" قد ذكرت علامات هذا المصحف ورموزه في كتاب (كنوز ألطاف البرهان في رموز أوقاف القرآن) لمحمد الصادق الهندي، وقد طبع بمصر قديما 1290 هـ. " [وله نسخة مخطوطة بجامعة الإمام رقم:1139، انظر هنا ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=15034#7) ]
- وانظر: (سؤال حول علامة الركوع في المصحف ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=304) ) .
- وهذا موقع شركة (تاج كمبني TAJ COMPANY (http://www.tajcom.com/taj09/Contactus.asp) ) المشهورة بطباعة المصاحف في المشرق الإسلامي.
وللمناسبة: بعض المصاحف في المشرق طبعت ولها هامش واسع مسطر لتقييد الفوائد وغيرها [انظر هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=186134) ] ، وكان الدكتور عبد الرحمن الشهري أو الدكتور مساعد الطيار - وفقهما الله - عرض بالملتقى مذ فترة بعض صفحات من مصحف له هامش واسع مسطر، وقد حاولت البحث عن هذا الموضوع ثانية بالملتقى فلم أفلح، فمن استطاع إرشادي إلى الموضوع جزاه الله خيرا. والله المستعان.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[30 Sep 2009, 06:12 ص]ـ
هذه صورة لصفحة من أحد مصاحفهم
http://www.tajcom.com/taj09/uploads/4277-k%20innert.jpg.jpg
ـ[سيف المعتق]ــــــــ[30 Sep 2009, 10:51 ص]ـ
بارك الله فيك
وجزاك خيرا
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[26 Jun 2010, 03:16 م]ـ
كان هذا هو الموضوع ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=12773) الذي قصدتُ بخصوص المصحف ذي الهامش المسطر.
وهذا موقع به مصاحف عدة يمكنكم تصفحها؛ منها مصحفا المدينة القديم والجديد، ومصحف الشام، ومصحف الشمرلي، والمصحف ذو 12 سطرا، ومصحف التجويد الملون، وآخر بالترجمة الإنجليزية، وآخران بروايتي ورش وقالون، ومنها اثنان بعلامات الركوع (مصحفي الأردو)؛ وغيرها:
http://www.quranflash.com/images/banner_300_400.jpg (http://www.quranflash.com/quranflash.html)
[ اضغط على الصورة أعلاه]
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[27 Jun 2010, 05:59 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم حسين وبارك فيك، والموقع الذي تفضلتم بوضعه هنا أكثر من رائع
وقضية اعتماد المعنى عند الوقف في الصلاة وغيرها قضية مهمة، وتكثر حاجة الأئمة إليها عندنا في المشرق لكون كثير من الأئمة يعتمد تقسيم الأرباع في المصاحف المشرقية فيجعل هذا التقسيم عمدة عنده ولا يلتفت للمعنى، ويندر أن يفطن الأئمة لمثل ذلك، ولا أدري إذا كان بإمكان مجمع الملك فهد وضع علامة الركوع على هامش المصحف ليسهل على الأئمة اعتماد المعنى أم لا؟ فلمصحف المدينة من الانتشار ما ليس لغيره.
ومن باب نشر الفكرة يمكن حصر مواطن الركوع في المصحف وجمعها في ملف مستقل ونشره حتى يستفيد منه المتصدرون للإمامة بدلا من اعتمادهم على الأرباع التي يحصل نتيجة الالتزام بها بتر لبعض المعاني، وقطع لما اتصل من الكلام.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[05 Jul 2010, 09:05 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن باب نشر الفكرة يمكن حصر مواطن الركوع في المصحف وجمعها في ملف مستقل ونشره حتى يستفيد منه المتصدرون للإمامة بدلا من اعتمادهم على الأرباع التي يحصل نتيجة الالتزام بها بتر لبعض المعاني، وقطع لما اتصل من الكلام.
بارك الله فيكم يا شيخ محمد، كنت قد أحصيتها مع أخي - وفقه الله -، من أحد مصاحف الأردو التي على الموقع المشار إليه في مشاركتي السابقة (وقد كتب عليه أنه من إصدار مجمع الملك فهد):
وإليكم بيان بكل سورة ومواضع الركوعات فيها (لاحظ: أرقام الآيات بالعد الكوفي):
البقرة: 7، 20، 29، 39، 46، 59، 61، 71، 82، 86، 96، 103، 112، 121، 129، 141، 147، 152، 163، 167، 176، 182، 188، 196، 210، 216، 221، 228، 231، 235، 242، 248، 253، 257، 260، 266، 273، 279، 283، 286.
آل عمران: 9، 20، 30، 41، 54، 63، 71، 80، 91، 101، 109، 120، 129، 143، 148، 155، 171، 180، 189، 200.
النساء: 10، 14، 22، 25، 33، 42، 50، 59، 70، 76، 87، 91، 96، 100، 104، 112، 115، 126، 134، 141، 152، 162، 171، 176.
المائدة: 5، 11، 19، 26، 34، 43، 50، 56، 66، 77، 86، 93، 100، 108، 115، 120.
الأنعام: 10، 20، 30، 41، 50، 55، 60، 70، 82، 90، 94، 100، 110، 121، 129، 140، 144، 150، 154، 165.
الأعراف: 10، 25، 31، 39، 47، 53، 58، 64، 72، 84، 93، 99، 108، 126، 129، 141، 147، 151، 157، 162، 171، 181، 188، 206.
الأنفال: 10، 19، 28، 37، 44، 48، 58، 64، 69، 75.
التوبة: 6، 16، 24، 29، 37، 42، 59، 66، 72، 80، 89، 99، 110، 118، 122، 129.
يونس: 10، 20، 30، 40، 53، 60، 70، 82، 92، 103، 109.
هود: 8، 24، 35، 49، 60، 68، 83، 95، 109، 123.
يوسف: 6، 20، 29، 35، 42، 49، 57، 68، 79، 93، 104، 111.
الرعد: 7، 18، 26، 31، 37، 43.
إبراهيم: 6، 12، 21، 27، 34، 41، 52.
الحجر: 15، 25، 44، 60، 76، 99.
النحل: 9، 21، 25، 34، 40، 50، 60، 65، 70، 76، 83، 89، 100، 110، 119، 128.
بني إسرائيل: 10، 22، 30، 40، 52، 60، 70، 77، 84، 93، 100، 111.
الكهف: 12، 17، 22، 31، 44، 49، 53، 59، 70، 82، 101، 110.
مريم: 15، 40، 50، 65، 82، 98.
طه: 24، 54، 76، 89، 104، 115، 128، 135.
الأنبياء: 10، 29، 41، 50، 75، 93، 112.
الحج: 10، 22، 25، 33، 38، 48، 57، 64، 72، 78.
المؤمنون: 22، 32، 50، 77، 92، 118.
النور: 10، 20، 26، 34، 40، 50، 57، 61، 64.
الفرقان: 9، 20، 34، 44، 60، 77.
الشعراء: 9، 33، 51، 68، 104، 122، 140، 159، 175، 191، 227.
النمل: 14، 31، 44، 58، 66، 82، 93.
القصص: 13، 21، 28، 42، 50، 60، 75، 82، 88.
العنكبوت: 13، 22، 30، 44، 51، 63، 69.
الروم: 10، 19، 27، 40، 53، 60.
لقمان: 11، 19، 30، 34.
السجدة: 11، 22، 30.
الأحزاب: 8، 20، 27، 34، 40، 52، 58، 68، 73.
سبأ: 9، 21، 30، 36، 45، 54.
فاطر: 7، 14، 26، 37، 45.
يس: 12، 32، 50، 67، 83.
الصافات: 21، 74، 113، 138، 182.
ص: 14، 26، 40، 64، 88.
الزمر: 9، 21، 31، 41، 52، 63، 70، 75.
المؤمن: 9، 20، 27، 37، 50، 60، 68، 78، 85.
السجدة: 8، 18، 25، 32، 44، 54.
الشورى: 9، 19، 29، 43، 53.
الزخرف: 15، 25، 35، 45، 56، 67، 89.
الدخان: 29، 42، 59.
الجاثية: 11، 21، 26، 37.
الأحقاف: 10، 20، 26، 35.
محمد: 11، 19، 28، 38.
الفتح: 10، 17، 26، 29.
الحجرات: 10، 18.
ق: 15، 29، 45.
الذاريات: 23، 46، 60.
الطور: 28، 49.
النجم: 25، 32، 62.
القمر: 22، 40، 55.
الرحمن: 25، 45، 78.
الواقعة: 38، 74، 96.
الحديد: 10، 19، 25، 29.
المجادلة: 6، 13، 22.
الحشر: 10، 17، 24.
الممتحنة: 6، 13.
الصف: 9، 14.
الجمعة: 8، 11.
المنافقون: 8، 11.
التغابن: 10، 18.
الطلاق: 7، 12.
التحريم: 7، 12.
الملك: 14، 30.
القلم: 33، 52.
الحاقة: 37، 52.
المعارج: 35، 44.
نوح: 20، 28.
الجن: 19، 28.
المزمل: 19، 20.
المدثر: 31، 56.
القيامة: 30، 40.
الدهر: 22، 31.
المرسلات: 40، 50.
النبأ: 30، 40.
النازعات: 26، 46.
وإلى آخر المصحف عدّوا كل سورة ركوعا واحدا؛ فيكون المجموع كاملا 558 ركوعا، بمتوسط 18 ركوعا في كل جزء.
وإليك هذي الهدية الأخرى:
صور الإصدارات ( http://publications-img.qurancomplex.gov.sa/)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[06 Jul 2010, 11:33 ص]ـ
التقسيم الموجود في المصاحف المكتوبة بالخطِّ الفارسي الذي يقطّع السور إلى مقاطع نهاياتها تدعى ركوعات هل له أصل؟ ومن وضعه؟ وهل هي منضبطة؟
فقد سمعت من أحدهم أن الشيخ الغديان حفظه الله يوصي به؟
السلام عليكم وشكرا على الموضوع القيم، وللإخوة المعلقين ولكن هذا الخط ليس بالخط الفارسي، فالخط الفارسي هو خطّ التعليق، أما هذه المصاحف فمكتوبة بخط يمزج بين النسخ والثلث فهو أقرب لخط الإجازة، ولكنه ليس بالخطّ الفارسي قطعاً، والله أعلم
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[06 Jul 2010, 11:40 م]ـ
شكر الله لك أخي حسين وبارك في جهودك ولا حرمنا الله من هداياك أيها المبارك، وقد وضعت المواطن التي تكرمت بنقلها في ملف وورد وأرفقتها بالمشاركة تسهيلا لتحميلها لعل الأئمة يستفيدون منها مع اقتراب رمضان
ـ[المساهم]ــــــــ[07 Jul 2010, 02:35 ص]ـ
شكر الله للأخ حسين بن محمد وصاحبه على هذا المجهود الذي بذلاه في حصر مواطن الركوع، وهذه المواطن مما أضيفت إلى مصحف دولة الكويت [تجده هنا ( http://tafsir.net/vb/showpost.php?p=106169&postcount=1) ] .
فكرة: هل هناك مشمر ممن يجيد النظم فينظم لنا هذه المواطن ويخرج لنا بمنظومة تجمع مواطن الركوع، فمثلا: في المائة الأولى من سورة البقرة وجدت هذه المواطن في نهاية الآيات التالية:
(((عظيم، قدير، عليم، خالدون،
راجعون، يفسقون، يعتدون، يفعلون،
خالدون، يُنصرون، يعملون)))(/)
المنهجية العلمية لدراسة التفسير للدكتور مساعد الطيار حفظه الله
ـ[عبدالله القرشي]ــــــــ[30 Sep 2009, 04:00 م]ـ
يسر ديوانية الدراسات القرآنية بمحافظة الطائف دعوتكم لحضور اللقاء الثالث بعنوان (المنهجية العلمية لدراسة التفسير) لفضيلة الدكتور / مساعد الطيار حفظه الله
ليلة الثلاثاء الموافق 17/ 10/ 1430. بعد صلاة العشاء الساعة الثامنة وخمس وأربعون دقيقة بتوقيت مكة المكرمة
سينقل اللقاء بمشيئة الله على الهواء مباشرة على موقع البث الإسلامي: www.liveislam.net
وعلى موقع آفاق القراءات على الرابط:
http://alq10com.s.roomsserver.net/
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Oct 2009, 05:57 ص]ـ
نفع الله بكم يا دكتور عبدالله وبالدكتور مساعد وجعل ذلك في موازين حسناتكم.
موضوعٌ مهمٌ، وضيفٌ مميز.
ـ[عبدالله الفرحان]ــــــــ[06 Oct 2009, 10:42 ص]ـ
نفع الله بك
الموضوع مهم فان كثيرا من الدارسين -وان قرأ ودرس- فمنهجيته لا تأهله لسبر هذا العلم وتحليله على الوجه المطلوب
فليست العبرة بالكم بل بالكيف
فارجو من الشيح بيان هذا وتوضيحه
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[06 Oct 2009, 05:45 م]ـ
فارجو من الشيح بيان هذا وتوضيحه
لا تخف، فأبو عبدالملك يحمل همّ هذا الموضوع من زمن ليس بالقريب، وهو لا يحتاج في هذا إلى تحضير، ولو حدثك من طرف ذهنه لأفادك، من كثرة حديثه عن هذا الموضوع بصور متنوعة، وانزعاجه من انفلات الأمر في بعض الجوانب المتعلقة بالدراسات القرآنية، وقد جمعني به أكثر من مجلس، فزاده الله توفيقا وأجرى الحق على لسانه.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[06 Oct 2009, 09:42 م]ـ
الحمد لله على كل حال
لا أدري ما هو الإشكال
فدرس السبت في جامع الراجحي لم أستمع للمحاضرة من البث المباشر
وهذا الدرس الذي تمنيته انقطع علي عندما وصل إلى كتاب البيضاوي
فهلا أدرجتم في هذه الصفحة أثابكم الله النسخة المسجلة؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[06 Oct 2009, 11:19 م]ـ
أعجبتني فكرة الديوانية فليت الفكرة تعمم ونرى أكثر من ديوانية , وفقكم الباري دكتور عبد الله وبارك في جهودكم فالموضوع متميز كما ضيفه.
ـ[عبدالله القرشي]ــــــــ[07 Oct 2009, 03:40 م]ـ
تقدم ديوانية الدراسات القرآنية بمحافظة الطائف شكرها وتقديرها لفضيلة الدكتور مساعد الطيار على سرعة تلبيته دعوتنا وتشريفه للديوانية، وقد أمتعنا بحديثه الذي لا يمل.
وسيرفع قريبا في هذا الملتقى النافع تسجيلا كاملا لمحاضرته.
وبهذه المناسبة فإني ارغب من إخواني إثراء الديوانية بالعناوين الهامة المقترحة، والأسماء المستضافة، ومن أحب أن يقدم شيئا نافعا لإخوانه فنحن نرحب به ويمكن التواصل من خلال بريدي الالكتروني
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[07 Oct 2009, 04:13 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
جزاكم الله خيرا ونحن بإنتظار المادة المسجلة
ـ[التواقة]ــــــــ[14 Oct 2009, 09:50 ص]ـ
لقد استمعت إلى المادة المسجلة فاستمعت بها وهي رائعة جداً ولا أخفيكم أني كنت أبحث عن هذا طويلاً وهو موضوع رائع للدورات العلمية ..
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[15 Oct 2009, 02:40 ص]ـ
ما شاء الله
بارك الله بكم
ـ[أبو فهد]ــــــــ[09 Nov 2009, 05:56 ص]ـ
هذا رابط للمحاضرة مفرغة على ملف PDF
ـ[بنت الحارث]ــــــــ[09 Nov 2009, 08:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم
هل ممكن نقلها على وورد؟
ـ[أحمد بن محمد إبراهيم]ــــــــ[09 Nov 2009, 09:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم
هل ممكن نقلها على وورد؟
موجودة هنا في المشاركة 6
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=192038
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[09 Nov 2009, 11:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم
هل ممكن نقلها على وورد؟
الملف في المرفقات بصيغة وورد
21/ 11/1430هـ
ـ[عبدالله القرشي]ــــــــ[10 Nov 2009, 11:57 م]ـ
يسر ديوانية الدراسات القرآنية بمحافظة الطائف أن تقدم شكرها لمن قام بتفريغ المادة المسجلة كاملة - والتي ألقيت في الديوانية - سواء على صيغة بي دي إف أو الوورد فجزى الله الجميع خيرا الجزاء.
ـ[بنت الحارث]ــــــــ[15 Nov 2009, 07:24 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[د أديب محمد]ــــــــ[23 Nov 2009, 09:54 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك بالشيخ وجمعنا به على الخير وطاعة الرحمن(/)
أطول سور القرآن سبع سور
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[30 Sep 2009, 08:10 م]ـ
أطول سور القرآن سبع سور:
قسم العلماء سور القرآن إلى أربعة أقسام، وهي: الطوال، والمئين، والمثاني، والمفصل. فالطوال سبع سور: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، فهذه ستة، واختلفوا في السابعة أهي الأنفال وبراءة معا لعدم الفصل بينهما بالبسملة أم سورة يونس؟
والمئون: هي السور التي تزيد آياتها على مائة أو تقاربها.
والمثاني: هي التي تلي المئين في عدد الآيات.
والمفصل: هو آخر القرآن، واختلفوا في تعيين أوله على اثني عشر قولا، وهو ثلاثة أقسام: طوال وأوساط وقصار ... (مناهل العرفان: الزرقاني 1/ 352).
السؤال المطروح هنا:
ماذا يقول واقع المصحف الذي بين أيدينا؟
الاعتبار الأول: عدد الآيات
أطول سبع سور باعتبار عدد الآيات هي:
1 - سورة البقرة، وعدد آياتها 286.
2 - الشعراء: 227.
3 - الأعراف: 206.
4 - آل عمران: 200.
5 - الصافات: 182.
6 - النساء: 176.
7 - الأنعام: 165.
نلاحظ أن مجموع أعداد الآيات في السور السبع هو 1442.
هذا العدد يساوي 7 × 206.
اللافت للانتباه أن السورة رقم 7 في ترتيب المصحف هي سورة الأعراف، وعدد آياتها 206. وهذا يعني أن ناتج حاصل ضرب رقم ترتيب السورة السابعة في عدد آياتها، هو مجموع أعداد الآيات في السور السبع الأطول في القرآن الكريم.
بالمقارنة بالقول: ((فالطوال: سبع سور: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف. فهذه ستة، واختلفوا في السابعة أهي الأنفال وبراءة معا لعدم الفصل بينهما بالبسملة أم هي سورة يونس؟.)
نلاحظ أن خمس سور تحتفظ بمراكزها، وتدخل اثنتان جديدتان هما: الشعراء والصافات، وتخرج سور المائدة والأنفال وبراءة ويونس.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[01 Oct 2009, 08:36 ص]ـ
وبناء عليه، فسور القرآن البالغة 114 سورة:
1 - 7 سور هي الأطول إطلاقا، مجموع أرقام ترتيبها 85 ومجموع أعداد آياتها 1442.
2 - 107 سور الباقية، مجموع أرقام ترتيبها 6470،ومجموع آياتها 4794.
نلاحظ:
1 - الفرق بين العددين6470 (أرقام الترتيب) و4794 (مجموع الآيات) هو 1676.
2 - الفرق بين العددين 1442 و 4794 (وهما مجموعي الآيات في السور الـ 7 وفي السور الـ 107) هو 3352. وهذا العدد يساوي 2 × 1676.
3 - مجموع أرقام ترتيب السور الـ 7 وعدد آياتها هو 1527.
مجموع أرقام ترتيب السور الـ 107 وعدد آياتها هو 11264.
الفرق بين المجموعين هو 9737، وهذا العدد عبارة عن:
13 (7 × 107).
(أليس من العجيب أن سورة الماعون وهي السورة رقم 107 جاءت مؤلفة من 7 آيات؟ وأن عدد حروفها هو 114: 7 +107)؟(/)
ونفعهما أكبر من إثمهما
ـ[سيف المعتق]ــــــــ[30 Sep 2009, 11:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
طاب مساؤكم
لديَّ سؤال
قول الله تعالى في سياق تحريم الخمر والميسر
وإثمهما أكبر من نفعهما
هل هو قيد؟
أم صفة؟
فإن كان قيدا فمفهوم المخالفة سائغ؟
لو كان شيء ما نفعه أكبر من إثمه يختلف الحكم؟ فيجوز
ما رأيكم؟
أضرب لذا مثلا برامج المستقلة فيها فوائد علمية كبيرة ولكن فيها تجاوزات؟
ـ[سيف المعتق]ــــــــ[01 Oct 2009, 03:22 م]ـ
* ما معنى قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا} [سورة البقرة: آية 219]؟
أجاب سماحة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله:
الله سبحانه وتعالى حرم الخمر على التدريج لما كان الناس في أول الإسلام مغرقين في شرب الخمر، ولا يستطيعون تركه دفعة واحدة إلا بالتدريج شيئاً فشيئاً، فالله جل وعلا من حكمته حرمه على التدريج، في الأول قال سبحانه وتعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا} [سورة البقرة: آية 219]، فبين سبحانه وتعالى أن ضرر الخمر أكثر من نفعه، والعاقل إذا عرف أن ضرر الشيء أكثر من نفعه فإنه يبتعد عنه، لأن الإنسان لا يريد لنفسه أن يأخذ شيئاً أو يتناول شيئاً ضرره أكثر من نفعه، فالعاقل من حين يسمع هذه الآية فإنه يترك الخمر والميسر، لأن العقل يأمره بذلك، لأن مفسدته راجحة، والعاقل لا يقدم على شيء مفسدته راجحة، ثم في المرحلة الثانية حرمه عليهم في بعض الأوقات، وهي الآية التي في سورة النساء وهي قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ} [سورة النساء: آية 43]، فحرمه عليهم في وقت وهو وقت الصلوات، وإذا كان محرم على المسلم أن يشرب الخمر في وقت الصلاة مع أن الصلوات الخمس تتكرر في اليوم والليلة خمس مرات، فهذا يأخذ عليه وقتاً طويلاً يحرم عليه شرب الخمر في اليوم والليلة فيكون قد خفت عليه وطأت الخمر، لأنه يتركه في فترات خمس من اليوم والليلة، فحينئذ تخف وطأته عليه، ثم إنه جل وعلا بعد ذلك حرمه تحريماً قاطعاً في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ. وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ} [سورة المائدة: الآيات 90 - 92].
فحرم الخمر تحريماً قاطعاً في جميع الأوقات وفي جميع عمر الإنسان ولم يبق لها وقت من حياة الإنسان، بل هي حرام على المسلم طول عمره، وكانت هذه هي نهاية الخمر، وهي أن الله أراح المسلمين منه، وحرمه عليهم تحريماً قاطعاً، وأمرهم باجتنابه، وقال: {فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [سورة المائدة: آية 90].
http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=10300
ـ[سيف المعتق]ــــــــ[01 Oct 2009, 03:25 م]ـ
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى (وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا)
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: يَعْنِي بِذَلِكَ عَزَّ ذِكْرُهُ: وَالْإِثْمُ بِشُرْبِ [الْخَمْرِ] هَذِهِ وَالْقِمَارِ هَذَا أَعْظَمُ وَأَكْبَرُ مَضَرَّةً عَلَيْهِمْ مِنَ النَّفْعِ الَّذِي يَتَنَاوَلُونَ بِهِمَا. وَإِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَكِرُوا وَثَبَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَقَاتَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَإِذَا يَاسَرُوا وَقَعَ بَيْنَهُمْ فِيهِ بِسَبَبِهِ الشَّرُّ، فَأَدَّاهُمْ ذَلِكَ إِلَى مَا يَأْثَمُونَ بِهِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي الْخَمْرِ قَبْلَ أَنْ يُصَرَّحَ بِتَحْرِيمِهَا، فَأَضَافَ الْإِثْمَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ إِلَيْهِمَا، وَإِنَّمَا الْإِثْمُ بِأَسْبَابِهِمَا؛ إِذْ كَانَ عَنْ سَبَبِهِمَا يَحْدُثُ.
وَقَدْ قَالَ عَدَدٌ مِنْ أَهْلِ التَّأْوِيلِ: مَعْنَى ذَلِكَ: وَإِثْمُهُمَا بَعْدَ تَحْرِيمِهِمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا قَبْلَ تَحْرِيمِهِمَا.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
4138 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا "، قَالَ: مَنَافِعُهُمَا قَبْلَ التَّحْرِيمِ، وَإِثْمُهُمَا بَعْدَ مَا حُرِّمَا.
4139 - حُدِّثْتُ عَنْ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ " [ص: 330] الرَّبِيعِ: وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا " يُنَزِّلُ الْمَنَافِعَ قَبْلَ التَّحْرِيمِ، وَالْإِثْمَ بَعْدَ مَا حُرِّمَ.
4140 - حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ سَمِعَتُ الضَّحَّاكَ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: " وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا "، يَقُولُ: إِثْمُهُمَا بَعْدَ التَّحْرِيمِ أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا قَبْلَ التَّحْرِيمِ.
4141 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلَهُ: " وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا "، يَقُولُ: مَا يَذْهَبُ مِنَ الدِّينِ وَالْإِثْمِ فِيهِ أَكْبُرُ مِمَّا يُصِيبُونَ فِي فَرَحِهَا إِذَا شَرِبُوهَا.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَإِنَّمَا اخْتَرْنَا مَا قُلْنَا فِي ذَلِكَ مِنَ التَّأْوِيلِ لِتَوَاتُرِ الْأَخْبَارِ وَتَظَاهُرِهَا بِأَنَّ هَذِهِ نَزَلَتْ قَبْلَ تَحْرِيمِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ فَكَانَ مَعْلُومًا بِذَلِكَ أَنَّ الْإِثْمَ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ فَأَضَافَهُ إِلَيْهِمَا، إِنَّمَا عَنَى بِهِ الْإِثْمَ الَّذِي يَحْدُثُ عَنْ أَسْبَابِهِمَا - عَلَى مَا وَصَفْنَا - لَا الْإِثْمَ بَعْدَ التَّحْرِيمِ.
ذِكْرُ الْأَخْبَارِ الدَّالَّةِ عَلَى مَا قُلْنَا مِنْ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ قَبْلَ تَحْرِيمِ الْخَمْرِ:
4142 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ عَنْ سَالِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: " يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ " فَكَرِهَهَا قَوْمٌ لِقَوْلِهِ: " فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ "، وَشَرِبَهَا قَوْمٌ لِقَوْلِهِ: " وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ "، حَتَّى نَزَلَتْ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ) [سُورَةُ النِّسَاءِ: 43]، قَالَ: فَكَانُوا يَدَعُونَهَا فِي حِينِ الصَّلَاةِ وَيَشْرَبُونَهَا فِي غَيْرِ حِينِ الصَّلَاةِ، حَتَّى نَزَلَتْ: (إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ) [سُورَةُ الْمَائِدَةِ: 90] فَقَالَ عُمَرُ: ضَيْعَةً لَكِ! الْيَوْمَ قُرِنْتِ بِالْمَيْسِرِ! [ص: 331]
(يُتْبَعُ)
(/)
4143 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ عَنْ أَبِي تَوْبَةَ الْمِصْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْخَمْرِ ثَلَاثًا، فَكَانَ أَوَّلُ مَا أَنْزَلَ: " يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ " الْآيَةَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَنْتَفِعُ بِهَا وَنَشْرَبُهَا كَمَا قَالَ اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ فِي كِتَابِهِ! ثُمَّ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى) الْآيَةَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا نَشْرَبُهَا عِنْدَ قُرْبِ الصَّلَاةِ. قَالَ: ثُمَّ نَزَلَتْ: (إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ) الْآيَةَ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حُرِّمَتِ الْخَمْرُ ". [ص: 332]
4144 - حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ عَنْ يَزِيدَ النَّحْوِيِّ عَنْ عِكْرِمَةَ وَالْحَسَنِ قَالَا قَالَ اللَّهُ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ) وَ" يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا "، فَنَسَخَتْهَا الْآيَةُ الَّتِي فِي الْمَائِدَةِ، فَقَالَ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ)، الْآيَةَ.
4145 - حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنْ أَبِي الْقَمُوصِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْخَمْرِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. فَأَوَّلُ مَا أَنْزَلَ قَالَ اللَّهُ: " يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا "، قَالَ: فَشَرِبَهَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ مَنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْهُمْ عَلَى ذَلِكَ، حَتَّى شَرِبَ رَجُلَانِ فَدَخَلَا فِي الصَّلَاةِ فَجَعَلَا يَهْجُرَانِ كَلَامًا لَا يَدْرِي عَوْفٌ مَا هُوَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِمَا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ)، فَشَرِبَهَا مَنْ شَرِبَهَا مِنْهُمْ، وَجَعَلُوا يَتَّقُونَهَا عِنْدَ الصَّلَاةِ، حَتَّى شَرِبَهَا - فِيمَا زَعَمَ أَبُو الْقَمُوصِ رَجُلٌ، فَجَعَلَ يَنُوحُ عَلَى قَتْلَى بَدْرٍ:
تُحَيِّي بِالسَّلَامَةِ أُمُّ عَمْرٍو وَهَلْ لَكِ بَعْدَ رَهْطِكِ مِنْ سَلَامِ [ص: 333] ذَرِينِي أَصْطَبِحْ بَكْرًا، فَإنِّي
رَأَيْتُ الْمَوْتَ نَقَّبَ عَنْ هِشَامِ وَوَدَّ بَنُو الْمُغِيرَةِ لَوْ فَدَوْهُ
بِأَلْفٍ مِنْ رِجَالٍ أَوْ سَوَامِ كَأَيٍّ بِالطَّوِيِّ طَوِيِّ بَدْرٍ
مِنَ الشِّيزَى يُكَلَّلُ بِالسَّنَامِ كَأَيٍّ بِالطَّوِيِّ طَوِيِّ بَدْرٍ
مِنَ الْفِتْيَانِ وَالْحُلَلِ الْكِرَامِ
قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ فَزِعًا يَجُرُّ رِدَاءَهُ مِنَ الْفَزَعِ، حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهِ، فَلَمَّا عَايَنَهُ الرَّجُلُ، فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا كَانَ بِيَدِهِ لِيَضْرِبَهُ، قَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ! وَاللَّهِ لَا أَطْعَمُهَا [ص: 334] أَبَدًا! فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَحْرِيمَهَا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ) إِلَى قَوْلِهِ: (فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ)، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
(يُتْبَعُ)
(/)
انْتَهَيْنَا، انْتَهَيْنَا!!
4146 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ عَنْ زَكَرِيَّا عَنْ سِمَاكٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: نَزَلَتْ فِي الْخَمْرِ أَرْبَعُ آيَاتٍ: " يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ "، فَتَرَكُوهَا، ثُمَّ نَزَلَتْ: (تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا) [سُورَةُ النَّحْلِ: 67]، فَشَرِبُوهَا ثُمَّ نَزَلَتِ الْآيَتَانِ فِي " الْمَائِدَةِ ": (إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ) إِلَى قَوْلِهِ: (فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ)
4147 - حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ هَارُونَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ عَنِ السُّدِّيِّ: قَالَ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: " يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ " الْآيَةَ، فَلَمْ يَزَالُوا بِذَلِكَ يَشْرَبُونَهَا، حَتَّى صَنَعَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ طَعَامًا، فَدَعَا نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَقَرَأَ: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ)، وَلَمْ يَفْهَمْهَا. فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يُشَدِّدُ فِي الْخَمْرِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ)، فَكَانَتْ لَهُمْ حَلَالًا يَشْرَبُونَ مِنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ حَتَّى يَرْتَفِعَ النَّهَارُ، أَوْ يَنْتَصِفَ، فَيَقُومُونَ إِلَى صَلَاةِ الظُّهْرِ وَهُمْ مُصْحُونَ، ثُمَّ لَا يَشْرَبُونَهَا حَتَّى يُصَلُّوا الْعَتَمَةَ - وَهِيَ [ص: 335] الْعَشَاءُ - ثُمَّ يَشْرَبُونَهَا حَتَّى يَنْتَصِفَ اللَّيْلُ، وَيَنَامُونَ، ثُمَّ يَقُومُونَ إِلَى صَلَاةِ الْفَجْرِ وَقَدْ صَحَوْا - فَلَمْ يَزَالُوا بِذَلِكَ يَشْرَبُونَهَا حَتَّى صَنَعَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَاصٍّ طَعَامًا، فَدَعَا نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِمْ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَشَوَى لَهُمْ رَأْسَ بَعِيرٍ ثُمَّ دَعَاهُمْ عَلَيْهِ، فَلِمَا أَكَلُوا وَشَرِبُوا مِنَ الْخَمْرِ، سَكِرُوا وَأَخَذُوا فِي الْحَدِيثِ. فَتَكَلَّمَ سَعِدٌ بِشَيْءٍ فَغَضِبَ الْأَنْصَارِيُّ، فَرَفَعَ لَحْيَ الْبَعِيرِ فَكَسَرَ أَنْفَ سَعِدٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ نَسْخَ الْخَمْرِ وَتَحْرِيمَهَا وَقَالَ: (إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ) إِلَى قَوْلِهِ: (فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ)
4148 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ - وَعَنْ رَجُلٍ عَنْ مُجَاهِدٍ - فِي قَوْلِهِ: " يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ "، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ شَرِبَهَا بَعْضُ النَّاسِ وَتَرَكَهَا بَعْضٌ، حَتَّى نَزَلَ تَحْرِيمُهَا فِي " سُورَةِ الْمَائِدَةِ ".
4149 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ: " قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ "، قَالَ: هَذَا أَوَّلُ مَا عِيبَتْ بِهِ الْخَمْرُ.
4150 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ قَوْلَهُ: " يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ "، فَذَمَّهُمَا اللَّهُ وَلَمْ يُحَرِّمْهُمَا، لِمَا أَرَادَ أَنْ يَبْلُغَ بِهِمَا مِنَ الْمُدَّةِ وَالْأَجْلِ. ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ فِي " سُورَةِ النِّسَاءِ " أَشَدَّ مِنْهَا: (لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ)، فَكَانُوا يَشْرَبُونَهَا، حَتَّى إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ سَكَتُوا عَنْهَا، فَكَانَ السُّكْرُ عَلَيْهِمْ [ص: 336]
(يُتْبَعُ)
(/)
حَرَامًا. ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ فِي " سُورَةِ الْمَائِدَةِ " بَعْدَ غَزْوَةِ الْأَحْزَابِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ) إِلَى (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) فَجَاءَ تَحْرِيمُهَا فِي هَذِهِ الْآيَةِ، قَلِيلُهَا وَكَثِيرُهَا، مَا أَسْكَرَ مِنْهَا وَمَا لَمْ يُسْكَرْ. وَلَيْسَ لِلْعَرَبِ يَوْمَئِذٍ عَيْشٌ أَعْجَبُ إِلَيْهِمْ مِنْهَا.
4151 - حُدِّثْتُ عَنْ عَمَّارِ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الرَّبِيعِ قَوْلَهُ: " يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا "، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ رَبَّكُمْ يُقَدِّمُ فِي تَحْرِيمِ الْخَمْرِ، قَالَ: ثُمَّ نَزَلَتْ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ)، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ رَبَّكُمْ يُقَدِّمُ فِي تَحْرِيمِ الْخَمْرِ. قَالَ: ثُمَّ نَزَلَتْ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ)، فَحُرِّمَتِ الْخَمْرُ عِنْدَ ذَلِكَ.
4152 - حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: " يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ " الْآيَةَ كُلَّهَا، قَالَ: نُسِخَتْ ثَلَاثَةً، فِي " سُورَةِ الْمَائِدَةِ "، وَبِالْحَدِّ الَّذِي حَدَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَضَرْبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضْرِبُهُمْ بِذَلِكَ حَدًّا، وَلَكِنَّهُ كَانَ يَعْمَلُ فِي ذَلِكَ بِرَأْيِهِ، وَلَمْ يَكُنْ حَدًّا مُسَمًّى وَهُوَ حَدٌّ وَقَرَأَ: (إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ) الْآيَةَ.
[ص: 337]
مسألة: الجزء الرابع التحليل الموضوعي
القول في تأويل قوله تعالى (وإثمهما أكبر من نفعهما)
قال أبو جعفر: يعني بذلك عز ذكره: والإثم بشرب [الخمر] هذه والقمار هذا أعظم وأكبر مضرة عليهم من النفع الذي يتناولون بهما. وإنما كان ذلك كذلك، لأنهم كانوا إذا سكروا وثب بعضهم على بعض، وقاتل بعضهم بعضا، وإذا ياسروا وقع بينهم فيه بسببه الشر، فأداهم ذلك إلى ما يأثمون به.
ونزلت هذه الآية في الخمر قبل أن يصرح بتحريمها، فأضاف الإثم جل ثناؤه إليهما، وإنما الإثم بأسبابهما؛ إذ كان عن سببهما يحدث.
وقد قال عدد من أهل التأويل: معنى ذلك: وإثمهما بعد تحريمهما أكبر من نفعهما قبل تحريمهما.
ذكر من قال ذلك:
4138 - حدثني محمد بن سعد قال: حدثني أبي قال: حدثني عمي قال: حدثني أبي، عن أبيه عن ابن عباس: " وإثمهما أكبر من نفعهما "، قال: منافعهما قبل التحريم، وإثمهما بعد ما حرما.
4139 - حدثت عن عمار قال: حدثنا ابن أبي جعفر عن أبيه عن " [ص: 330] الربيع: ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما " ينزل المنافع قبل التحريم، والإثم بعد ما حرم.
4140 - حدثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذ قال: أخبرني عبيد بن سليمان قال سمعت الضحاك يقول في قوله: " وإثمهما أكبر من نفعهما "، يقول: إثمهما بعد التحريم أكبر من نفعهما قبل التحريم.
4141 - حدثني علي بن داود قال: حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله: " وإثمهما أكبر من نفعهما "، يقول: ما يذهب من الدين والإثم فيه أكبر مما يصيبون في فرحها إذا شربوها.
قال أبو جعفر: وإنما اخترنا ما قلنا في ذلك من التأويل لتواتر الأخبار وتظاهرها بأن هذه نزلت قبل تحريم الخمر والميسر فكان معلوما بذلك أن الإثم الذي ذكره الله في هذه الآية فأضافه إليهما، إنما عنى به الإثم الذي يحدث عن أسبابهما - على ما وصفنا - لا الإثم بعد التحريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكر الأخبار الدالة على ما قلنا من أن هذه الآية نزلت قبل تحريم الخمر:
4142 - حدثنا أحمد بن إسحاق قال: حدثنا أبو أحمد قال: حدثنا قيس عن سالم عن سعيد بن جبير قال: لما نزلت: " يسألونك عن الخمر والميسر قل فيها إثم كبير ومنافع للناس " فكرهها قوم لقوله: " فيهما إثم كبير "، وشربها قوم لقوله: " ومنافع للناس "، حتى نزلت: (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون) [سورة النساء: 43]، قال: فكانوا يدعونها في حين الصلاة ويشربونها في غير حين الصلاة، حتى نزلت: (إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه) [سورة المائدة: 90] فقال عمر: ضيعة لك! اليوم قرنت بالميسر! [ص: 331]
4143 - حدثني محمد بن معمر قال: حدثنا أبو عامر قال: حدثنا محمد بن أبي حميد عن أبي توبة المصري قال: سمعت عبد الله بن عمر يقول: أنزل الله عز وجل في الخمر ثلاثا، فكان أول ما أنزل: " يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير " الآية، فقالوا: يا رسول الله، ننتفع بها ونشربها كما قال الله جل وعز في كتابه! ثم نزلت هذه الآية: (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى) الآية، قالوا: يا رسول الله، لا نشربها عند قرب الصلاة. قال: ثم نزلت: (إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه) الآية، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حرمت الخمر ". [ص: 332]
4144 - حدثنا ابن حميد قال: حدثنا يحيى بن واضح قال: حدثنا الحسين عن يزيد النحوي عن عكرمة والحسن قالا قال الله: (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون) و" يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما "، فنسختها الآية التي في المائدة، فقال: (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر)، الآية.
4145 - حدثنا ابن بشار قال: حدثنا عبد الوهاب قال: حدثنا عوف عن أبي القموص زيد بن علي قال: أنزل الله عز وجل في الخمر ثلاث مرات. فأول ما أنزل قال الله: " يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما "، قال: فشربها من المسلمين من شاء الله منهم على ذلك، حتى شرب رجلان فدخلا في الصلاة فجعلا يهجران كلاما لا يدري عوف ما هو، فأنزل الله عز وجل فيهما: (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون)، فشربها من شربها منهم، وجعلوا يتقونها عند الصلاة، حتى شربها - فيما زعم أبو القموص رجل، فجعل ينوح على قتلى بدر:
تحيي بالسلامة أم عمرو .. وهل لك بعد رهطك من سلام
[ص: 333] ذريني أصطبح بكرا، فإني رأيت الموت نقب عن هشام
وود بنو المغيرة لو فدوه .. بألف من رجال أو سوام
كأي بالطوي طوي بدر .. من الشيزى يكلل بالسنام
كأي بالطوي طوي بدر .. من الفتيان والحلل الكرام
قال: فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء فزعا يجر رداءه من الفزع، حتى انتهى إليه، فلما عاينه الرجل، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا كان بيده ليضربه، قال: أعوذ بالله من غضب الله ورسوله! والله لا أطعمها [ص: 334] أبدا! فأنزل الله تحريمها: (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس) إلى قوله: (فهل أنتم منتهون)، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: انتهينا، انتهينا!!
4146 - حدثنا سفيان بن وكيع قال: حدثنا إسحاق الأزرق عن زكريا عن سماك عن الشعبي قال: نزلت في الخمر أربع آيات: " يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس "، فتركوها، ثم نزلت: (تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا) [سورة النحل: 67]، فشربوها ثم نزلت الآيتان في " المائدة ": (إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام) إلى قوله: (فهل أنتم منتهون)
(يُتْبَعُ)
(/)
4147 - حدثني موسى بن هارون قال: حدثنا عمرو بن حماد قال: حدثنا أسباط عن السدي: قال نزلت هذه الآية: " يسألونك عن الخمر والميسر " الآية، فلم يزالوا بذلك يشربونها، حتى صنع عبد الرحمن بن عوف طعاما، فدعا ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم علي بن أبي طالب، فقرأ: (قل يا أيها الكافرون)، ولم يفهمها. فأنزل الله عز وجل يشدد في الخمر: (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون)، فكانت لهم حلالا يشربون من صلاة الفجر حتى يرتفع النهار، أو ينتصف، فيقومون إلى صلاة الظهر وهم مصحون، ثم لا يشربونها حتى يصلوا العتمة - وهي [ص: 335] العشاء - ثم يشربونها حتى ينتصف الليل، وينامون، ثم يقومون إلى صلاة الفجر وقد صحوا - فلم يزالوا بذلك يشربونها حتى صنع سعد بن أبي وقاص طعاما، فدعا ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم رجل من الأنصار، فشوى لهم رأس بعير ثم دعاهم عليه، فلما أكلوا وشربوا من الخمر، سكروا وأخذوا في الحديث. فتكلم سعد بشيء فغضب الأنصاري، فرفع لحي البعير فكسر أنف سعد، فأنزل الله نسخ الخمر وتحريمها وقال: (إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام) إلى قوله: (فهل أنتم منتهون)
4148 - حدثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن قتادة - وعن رجل عن مجاهد - في قوله: " يسألونك عن الخمر والميسر "، قال: لما نزلت هذه الآية شربها بعض الناس وتركها بعض، حتى نزل تحريمها في " سورة المائدة ".
4149 - حدثنا محمد بن عمرو قال: حدثنا أبو عاصم قال: حدثنا عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد: " قل فيهما إثم كبير "، قال: هذا أول ما عيبت به الخمر.
4150 - حدثنا بشر بن معاذ قال: حدثنا يزيد بن زريع قال: حدثنا سعيد عن قتادة قوله: " يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس "، فذمهما الله ولم يحرمهما، لما أراد أن يبلغ بهما من المدة والأجل. ثم أنزل الله في " سورة النساء " أشد منها: (لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون)، فكانوا يشربونها، حتى إذا حضرت الصلاة سكتوا عنها، فكان السكر عليهم [ص: 336] حراما. ثم أنزل الله جل وعز في " سورة المائدة " بعد غزوة الأحزاب: (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر) إلى (لعلكم تفلحون) فجاء تحريمها في هذه الآية، قليلها وكثيرها، ما أسكر منها وما لم يسكر. وليس للعرب يومئذ عيش أعجب إليهم منها.
4151 - حدثت عن عمار بن الحسن قال: حدثنا ابن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع قوله: " يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما "، قال: لما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن ربكم يقدم في تحريم الخمر، قال: ثم نزلت: (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون)، قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن ربكم يقدم في تحريم الخمر. قال: ثم نزلت: (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه)، فحرمت الخمر عند ذلك.
4152 - حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله: " يسألونك عن الخمر والميسر " الآية كلها، قال: نسخت ثلاثة، في " سورة المائدة "، وبالحد الذي حد النبي صلى الله عليه وسلم، وضرب النبي صلى الله عليه وسلم. قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يضربهم بذلك حدا، ولكنه كان يعمل في ذلك برأيه، ولم يكن حدا مسمى وهو حد وقرأ: (إنما الخمر والميسر) الآية.
[ص: 337]
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=50&ID=627(/)
تأمل بديع من ابن القيم لـ ((وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا))
ـ[ناصر_عزيز]ــــــــ[01 Oct 2009, 01:40 ص]ـ
وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) الفرقان
وقد أثنى الله سبحانه على عباده المؤمنين الذين يسألونه أن يجعلهم أئمة يهتدى بهم فقال تعالى في صفات عباده والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما قال ابن عباس يهتدى بنا في الخير وقال أبو صالح يقتدى بهدانا وقال مكحول أئمة في التقوى يقتدي بنا المتقون وقال مجاهد اجعلنا مؤتمين بالمتقين مقتدين بهم وأشكل هذا التفسير على من لم يعرف قدر فهم السلف وعمق علمهم وقال يجب أن تكون الآية على هذا القول من باب المقلوب على تقدير واجعل المتقين لنا أئمة ومعاذ الله أن يكون شيء مقلوبا على وجهه وهذا من تمام فهم مجاهد رحمه الله فإنه لا يكون الرجل إماما للمتقين حتى يأتم بالمتقين فنبه مجاهد على هذا الوجه الذي ينالون به هذا المطلوب وهو اقتداؤهم بالسلف المتقين من قبلهم فيجعلهم الله أئمة للمتقين من بعدهم وهذا من أحسن الفهم في القرآن وألطفه ليس من باب القلب في شيء فمن ائتم بأهل السنة قبله ائتم به من بعده ومن معه
ووحد سبحانه لفظ إماما ولم يقل واجعلنا للمتقين أئمة فقيل الإمام في الآية جمع آم نحو صاحب وصحاب وهذا قول الأخفش وفيه بعد وليس هو من اللغة المشهورة المستعملة المعروفة حتى يفسر بها كلام الله
وقال آخرون الإمام هنا مصدر لا اسم يقال أم إماما نحو صام صياما وقام قياما أي اجعلنا ذوي إمام وهذا أضعف من الذي قبله
وقال الفراء إنما قال إماما ولم يقل أئمة على نحو قوله إنا رسول رب العالمين ولم يقل رسولا وهو من الواحد المراد به الجمع لقول الشاعر
يا عاذلاتي لا تردن ملامتي ... إن العواذل ليس لي بأمير
أي ليس لي بأمراء وهذا أحسن الأقوال غير أنه يحتاج إلى مزيد بيان وهو أن المتقين كلهم على طريق واحد ومعبودهم واحد وأتباع كتاب واحد ونبي واحد وعبيد رب واحد فدينهم واحد ونبيهم واحد وكتابهم واحد ومعبودهم واحد فكأنهم كلهم إمام واحد لمن بعدهم ليسو كالأئمة المختلفين الذين قد اختلفت طرائقهم ومذاهبهم وعقائدهم فالائتمام إنما هو بماهم عليه وهو شيء واحد وهو الإمام في الحقيقة
[رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه - ابن قيم الجوزية]
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[02 Oct 2009, 01:23 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ورحم الله الشيخ العلامة ابن القيم فكم هي قيمة كلماته .........
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[03 Oct 2009, 03:30 ص]ـ
بارك الله بك , شكراً أخي الكريم
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[03 Oct 2009, 08:12 ص]ـ
السلام عليكم
أفهم أن يكون العبد إماما للمتقين بأحد طريقتين
إما أن يكون أعلى درجة منهم كأن يكون من الأبرار والمتقون يأتمون به
أو أنه لايريد أن يكون إماما لعموم الناس بل لفئة المتقين
والقول أن الآية تفيد أنه يدعو أن يأتم بالمتقين قبله قول بعيد!!
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[03 Oct 2009, 08:41 ص]ـ
السلام عليكم
أفهم أن يكون العبد إماما للمتقين بأحد طريقتين
إما أن يكون أعلى درجة منهم كأن يكون من الأبرار والمتقون يأتمون به
أو أنه لايريد أن يكون إماما لعموم الناس بل لفئة المتقين
والقول أن الآية تفيد أنه يدعو أن يأتم بالمتقين قبله قول بعيد!!
لا ليس فيه بعد بل هذا ما أمر به سيد الخلق وإمام المتقين محمد صلى الله عليه وسلم فقد قال له ربه:
(أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ) (الأنعام: 90)
فهو صلى الله عليه وسلم أمر بالاقتداء بمن سبقه من الأنبياء مع أنه سيدهم وأفضلهم.
ـ[فيوض]ــــــــ[03 Oct 2009, 09:11 ص]ـ
(وهذا من تمام فهم مجاهد رحمه الله فإنه لا يكون الرجل إماما للمتقين حتى يأتم بالمتقين فنبه مجاهد على هذا الوجه الذي ينالون به هذا المطلوب وهو اقتداؤهم بالسلف المتقين من قبلهم فيجعلهم الله أئمة للمتقين من بعدهم وهذا من أحسن الفهم في القرآن وألطفه ليس من باب القلب في شيء فمن ائتم بأهل السنة قبله ائتم به من بعده ومن معه)
بارك الله فيك
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[04 Oct 2009, 12:46 ص]ـ
السلام عليكم
هل الإمام هو القدوة
(يُتْبَعُ)
(/)
آية الأنعام فى الاقتداء وليس الامامة
الخليل ابراهيم جعله الله للناس إماما وليس للمتقين
فهل من فرق؟!!
آية الفرقان تتكلم عن صنف من المؤمنين يدعون أن يجعلهم الله أئمة للمتقين فأين الدعاء أن يقتدوا بالمتقين فى الآية؛ وهل يقارن هؤلاء ا بالأنبياء والرسل؟!!
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[04 Oct 2009, 08:45 ص]ـ
السلام عليكم
هل الإمام هو القدوة
آية الأنعام فى الاقتداء وليس الامامة
الخليل ابراهيم جعله الله للناس إماما وليس للمتقين
فهل من فرق؟!!
آية الفرقان تتكلم عن صنف من المؤمنين يدعون أن يجعلهم الله أئمة للمتقين فأين الدعاء أن يقتدوا بالمتقين فى الآية؛ وهل يقارن هؤلاء ا بالأنبياء والرسل؟!!
وعليكم السلام ورحمة الله
المسألة واضحة أخي الكريم مصطفى
لن ينال الإنسان الإمامة حتى يتأم بالمتقين من قبله.
أما التفريق بين القدوة والإمامة فلا أرى فرقا بينهما، لأن الإمام يقتدى به وقد يكون إماما في الخير وقد يكون إماما في الشر، قال تعالى:
(وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ) (التوبة: 12)
(وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) (القصص: 5)
(وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ) (القصص: 41)
(وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ) (السجدة: 24)
أما الخليل عليه السلام فقد جعله الله للناس إماما فمن قبل إمامته واقتدى به في ملته فهو من المتقين، ومن رفض إمامته ولم يسر على ملته فهو من الهالكين، وبهذا يتضح الأمر.(/)
قناة فضائية تعرض القرآن على طريقة "الفيديو كليب"
ـ[سالمين]ــــــــ[01 Oct 2009, 05:41 م]ـ
تصور القارئ داخل مسجده وخلفه المصلون
قناة فضائية تعرض القرآن على طريقة "الفيديو كليب"
?سبق (الرياض): أعلن الدكتور علي بن حمزة العمري رئيس جامعة مكة المكرمة المفتوحة أنه سيتم افتتاح قناة فضائية متخصصة في عرض القرآن الكريم بطريقة "الفيديو كليب" منتصف 2010.
وقال:إن سبب إنشاء القناة يعود إلى أن طريقة عرض التلاوات القرآنية في القنوات القرآنية المتواجدة المتخصصة لم تفِ بالغرض المطلوب وهو التأثير في حياة الناس وسلوكياتهم".
وبين - طبقا لـ"الوطن"- أن القناة ستقوم بتصوير القارئ وهو داخل مسجده وخلفه المصلون، حيث قمنا بتصوير العديد من المساجد الجميلة حتى يتعايش الناس مع أجواء المسجد الروحانية" مضيفاً: "بعض المساجد وضعنا فيها ثلاث كاميرات، وبعضها أكثر من ذلك بالإضافة إلى استخدام الكاميرا المتنقلة المتطورة (الكرين) التي تساعد على إظهار المسجد بطريقة فنية".
وأضاف أن القناة ستعتمد على القراء أصحاب الأصوات الحسنة، مؤكداً أن هناك العشرات الذين لم يُستثمروا من قبل بعض القنوات القرآنية. وتعود أغلب ملكية القنوات القرآنية المتخصصة لرجال أعمال سعوديين كقناة المجد القرآنية، وقناة الفجر، وقناة الحافظ.
وأشار العمري إلى أن بعض المقاطع ستصور المصلين حال دخولهم للمسجد وتقترب عدسة الكاميرا حتى تصل إلى داخل المسجد، مشيراً إلى أنه: "يتنوع التصوير من داخل المسجد ما بين المصلين والإمام بحيث يعيش المشاهدون أجواء جمالية فنية تقرب الناس أكثر من المسجد وتحببهم في الصلاة بهذه الطريقة، مضيفاً أن تصوير الأمثلة القرآنية ستكون على طريقة "الفيديو كليب" بحيث يقترب المعنى القرآني للمشاهد، بالإضافة إلى بعض الشرح الذي يوضح الإعجاز القرآني".
وأضاف: سير القناة سيتنوع من قارئ لآخر بحيث لا يتسبب ذلك في ملل المشاهد، وقال: يأتي القارئ الأول فيتلو القرآن في مدة لا تتجاوز عشر دقائق، ويتبعه القارئ الذي يليه بنفس المدة ولكن في مسجد آخر، ثم تنتقل القراءة إلى الحرم المكي، وبعدها تلاوة من الحرم المدني القديم، وبعد إنتهاء نصف ساعة من التلاوة المتتابعة يأتي فاصل متجدد يتنوع بين تفسير الآيات أو إيضاح أمثلة قرآنية، بالإضافة إلى بعض الحكم القرآنية والحديث عن التفسير الموضوعي في القرآن.
واستبعد العمري أن تكون في القناة برامج قرآنية، موضحاً أن التركيز سيكون على التلاوات ولكن بالطريقة التي تشد المشاهدين، مؤكداً أن رسالة القناة هي سماع وتدبر القرآن الكريم، وليس تغطية البرامج القرآنية.
المصدر ( http://www.sabq.org/sabq/user/news?section=5&id=798)(/)
سؤال عن الآية الكريمة (يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور)
ـ[عمر السنيدي]ــــــــ[01 Oct 2009, 06:40 م]ـ
يقول تعالى
((ولله ملك السموات والارض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور))
من سورة الشورى
الآية 49
فما توجيه تقديم الاناث على الذكور؟
وتنكير الاناث، وتعريف الذكور؟
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[01 Oct 2009, 06:59 م]ـ
سُئل الدكتور فاضل السامرائي في برنامجه لمسات بيانية هذا السؤال وكانت هذه الإجابة:
(يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50) الشورى) لماذا إناثاً نكرة والذكور معرفة ولماذا استعمال ذكراناً وليس ذكوراً؟ قال تعالى (يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا (50)) لماذا قال ذكراناً وليس ذكوراً؟
القرآن يستعمل كلمة ذُكران فيما هو أقل من الذكور من حيث العدد كما يستعمل العميان أقل من حيث العدد من العُمي (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ (18) البقرة) هذا عموم الكافرين بينما العميان هو قالها في وصف المؤمنين (وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73) الفرقان) لأن المؤمنين هم أقل من الكافرين (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103) يوسف) فلما ذكر المؤمنين قال عمياناً ولما يذكر الكافرين يقول عمي. هنا قال يهب لمن يشاء إناثاً وحدهم أو يهب لمن يشاء الذكور وحدهم أو يخلطهم (أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا). أيها الأكثر أن تلد المرأة ذكوراً وحدهم أو ذكوراً وحدهم من حيث عدد الذكور؟ أن تلد ذكوراً فقط أو ذكور وإناث؟ ذكور فقط فلما أفردهم قال ذكور (وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ) ولما يخلطهم يصبح العدد أقل فقال ذكراناً (أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا) يخلطهم بنين وبنات فيكون البنين أقل. يبقى التنكير والتعريف العرب تحاول أن تستر حتى أعلام الإناث لا تذكرها بينما تذكر الذكور. حتى عندما تسأل أحدهم تقول له كيف أحمد؟ كيف فلان؟ لكن لما تسأله كيف ليلى؟ لا يقبلها، تسأله عن أبيه لكن لما تسأله عن اسم أمه يغضب. إذن العرب تذكر الذكور ولا تكاد تذكر الإناث لذلك عرّف الذكور ولم يعرف الإناث حتى المرأة في الغرب تُنسب لزوجها ولا تُنسب لأمها.
وفي مرة أخرى أجيب على نفس السؤال الإجابة التالية:
سؤال: (لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50) الشورى) لماذا قدّم الإناث على الذكور في الهبة وفي مسألة التزويج قدّم الذكران على الإناث؟
أولاً ربنا سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء لا ما يحبه الإنسان ويرضاه، هذه قاعدة، ما يشاء هو لا ما يشاؤه الإنسان أو ما يرغب به الإنسان، ما يشاء هو لا ما يحبه الإنسان ويهواه. المشيئة هنا لله وليس للعبد، إذا واحد شاء ذكوراً فهل يعطيه الله كما يشاء العبد؟ الله يعطي كما يشاء هو وربنا يفعل ما يشاء هو لا ما يحبه الإنسان ويهواه، هذه قاعدة، هذه من فعله هو ومشيئته هو سبحانه وتعالى وليس للإنسان أمر في هذه، هذه من الأمور التي يفعل الله تعالى فيها ما يشاء هو، هذا أمر. الأمر الآخر المقرر عندنا في علم البلاغة أن التقديم والتأخير لا يجري على الأفضلية دوماً هذه ليست قاعدة التقديم والتأخير ليس للأفضل دائماً قد يكون يقدم ما هو غير الأفضل عندما قال (لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ (20) الحشر) (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ (2) التغابن) قدم الكافر (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا (40) الحج) (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ (32) فاطر) قدم الظالم على السابق بالخيرات، إذن المقام هو المعيار في التقديم والتأخير قد يكون هنالك خطوط وقد يكون القصد من القلة إلى الكثرة أو من الكثرة إلى القلة إذن لنعلم أن هذا التقديم والتأخير لا يجري بحسب الأفضلية، هذا أمر. نلاحظ أنه استعمل للجنسين (يهب) والهبة إنما تكون في الخير فكلاهما بمنزلة واحدة وهو هبة من الله سبحانه وتعالى، الإناث والذكور كلاهما هبة من الله سبحانه وتعالى. قدّم الإناث أولاً وقدم الذكور في الآية بعدها لئلا يظن أن بعضهم أفضل من بعض إذا كان بمقياس التقديم والتأخير تساويا من هذا الميزان. نكّر الإناث وعرف الذكور لأن العرب يصونون الإناث عن الذِكر هذه قاعدة عامة. أنت تعرف الشخص من أبوه ومن أخوه لكن لا تعرف أمه أو أخواته. وحتى في حياتنا الآن من حيث الذكر الذكور أكثر شيوعاً من الإناث، عندما تدخل إلى الصف وتذكر الطالب إسمه وإسم أبوه فلان وفلان أحمد محمد كذا لكن لا تذكر إسم أمه أو أخته، لو قلت لأي شخص كيف حالك؟ كيف محمود؟ لكن لا تقول له كيف خالدة؟ لا نقول ولا تحتمل المسألة. أصلاً الذكور يجري ذكرهم في كل مكان فعرّفهم ونكّر الإناث ليصونهم عن الذِكر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فيوض]ــــــــ[01 Oct 2009, 08:19 م]ـ
بارك الله فيك أختي سمر نقل مبارك ..
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[02 Oct 2009, 06:02 ص]ـ
ولابن القيم رحمه الله توجيه.
قال تعالى: (لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور)
بدأ سبحانه بذكر الإناث فقدم ماكانت تؤخره الجاهلية من أمر البنات حتى كانوا يئدوهن فقال الله هذا النوع المؤخر عندكم مقدم عندي عند الذكر.
وتأمل كيف نكر سبحانه الإناث وعرف الذكور فجبر نقص الأنوثة بالتقديم وجبر نقص التأخير للذكور بالتعريف فإن التعريف تنويه والله أعلم بالمراد من ذلك.
ابن القيم ـ تحفة المودود بأحكام المولود.
ـ[عمر السنيدي]ــــــــ[16 Oct 2009, 02:02 م]ـ
جزاكم الله خير
ـ[حاتم ظهران]ــــــــ[16 Oct 2009, 02:40 م]ـ
الله يبارك فيكم ويجزى الجميع كل خير(/)
قول متوازن في مسألة الإعجاز العلمي
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[02 Oct 2009, 12:55 ص]ـ
هذا اقتباس من كتاب دراسات في الفكر الإسلامي للشيخ بسام جرار. قد يساهم في تقريب وجهات النظر في مسألة الإعجاز العلمي:
يمكن اعتبار القرآن الكريم معجزة علميّة من ناحيتين:
1. عدم تناقضه مع معطيات العلم التي هي حقائق على الرغم من كونه يتناول إلى العديد من القضايا التي لها صلة بعلوم مختلفة.
2. توافقه مع معطيات العلم في الكثير من المسائل التي هي من اختصاص القرون الأخيرة، والتي هي قرون الانفجار المعرفي.
إنّ قضية عدم التناقض هي الأهم في مسألة الإعجاز العلمي، لأنّه من غير المألوف إطلاقاً أن لا يتناقض كتاب يرجع إلى ما قبل 1400 سنة مع معطيات العلم المعاصر. فكيف إذا عرفنا أنّ القرآن يتحدث بكثافة حول قضايا كثيرة تنتمي إلى فروع العلوم المختلفة!!
ويزداد الأمر إعجازاً عندما نعلم أنّ الرسول، صلى الله عليه وسلم، قد عاش في دوائر من ظلمات أربع:
1. ظلمة أميّة العصر: حيث إنّ الحضارات البشريّة كانت في حالة من الركود والتراجع الفكري والحضاري لأكثر من قرنين سابقين على زمن البعثة.
2. ظلمة أميّة المجتمع: فلم يشهد المجتمع المكي وما حوله نهوضاً حضارياً. وكانت الأميّة هي الظاهرة السائدة، ومعرفة الكتابة هي الشذوذ. ومن ينظر إلى بساطة بنيان الكعبة يدرك ذلك.
3. ظلمة فقدان المعلم: فلم تعرف مكة المدارس، بل لم توجد روضة أطفال.
4. ظلمة أميتهِ، عليه السلام: فقد نشأ، عليه السلام، وترعرع أميّاً. ويشير القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة:" وما كنتَ تتلو من قبله من كتابٍ ولا تَخُطّه بيمينك إذاًلارتاب المبطلون" العنكبوت:48
كيف يمكن لبشر، بعد كل هذه الظلمات، أن يتكلم في فروع العلوم المختلفة، ثم هو لا يتناقض في مسالة واحدة، على الرغم من مضي 1400 سنة، وعلى الرغم من النهوض العلمي الهائل في العصور الأخيرة؟!
المقصود بعدم التناقض:
نُقل القرآن الكريم إلينا بالتواتر، أي أنّه قطعي الثبوت إلى الرسول، صلى الله عليه وسلم. وفي القرآن الكريم ألفاظ لا تحتمل أكثر من معنى، مثل قوله تعالى:" إنّما إلهكم إله واحد"؛ فكلمة واحد لا تحتمل أكثر من معنى، أي أنها قطعيّة الدلالة. وقد سمّى البعض ما يثبت بقرآن لا يحتمل أكثر من معنى حقيقة قرآنيّة. أما الحقيقة العلميّة فهي القانون الذي أثبته العلم وأقام عليه الأدلة القطعيّة.
عندما نقول: لا تناقض بين القرآن الكريم ومعطيات العلم فإنّما نقصد بذلك أن لا تناقض بين حقيقّة قرآنيّة وحقيقة علميّة. وهذا يعني إمكانية حصول تناقض بين نظريّة علميّة وحقيقة قرآنيّة، أو حقيقة علميّة وقرآن يحتمل أكثر من معنى ويكون التناقض مع أحد المعاني المحتملة.
حاول الطبيب الفرنسي المشهور موريس بوكاي أن يكتشف تناقضاً بين حقائق العلم وحقائق القرآن الكريم فلم يستطع. وقد أشار بوكاي إلى ذلك في كتابه الرصين: (التوراة والإنجيل والقرآن والعلم). فكيف يمكن لبشر عاش قبل 1400 سنة أن يتحدث في قضايا تمس شتّى العلوم ثمّ لا يتناقض في مسألة واحدة، على الرُّغم من التباين الهائل بين المعطيات العلميّة للعصور الحديثة ومعطيات العصور القديمة؟!. أليس هذا خرقاً للمألوف والعادة، وهل نجدُ في تاريخ البشريّة مثالاً على ذلك غير القرآن الكريم؟!
توافق ليس من معطيات العصور القديمة:
بعد الحديث عن عدم التناقض يأتي الحديث عن التوافق بين الحقائق القرآنيّة والحقائق العلميّة. وحتى يكون التوافق إعجازاً لا بد أن تكون المسائل المطروحة تتعلق بعلوم هي من اختصاص العلم المعاصر، أي العلوم التي نعلم تماماً أنّها معطيات العصور الحديثة ولا يسهل الزعم بإمكانيّة توصل الإنسان إليها في الماضي.
فعلى سبيل المثال، لو أخبرَ الرسول، صلى الله عليه وسلم، أنّ نبتة معينة تشفي من مرض معين، فإنّ ذلك لا يُعتبر من باب الإعجاز العلمي، لاحتمال أن يكون البشر قد توصلوا إلى ذلك من خلال التجربة. أمّا التفصيل في الحديث حول تطور الجنين في رحم أمّه فإنّ ذلك من باب الإعجاز، لأنّ معرفة مثل هذا الأمر يحتاج أولاً إلى اكتشاف المجاهر، ثم إلى اكتشاف الأشعة السينيّة والموجات فوق الصوتيّة ... الخ، وذلك كله لم يكُن متيسراً للبشر قديماً. وعندما تكثر الأمثلة المتعلقة بالتوافقات المتنوعة، والمنتمية لأكثر من فرع من فروع العلم، يصبح الأمر أشد إعجازاً. وبذلك يحصل التكامل المطلوب بين مبدأ عدم التناقض ومبدأ التوافق.
وقد يعمد البعض، ممن يكتبون في الإعجاز العلمي، إلى التوسع المؤدّي إلى التعسّف وتحميل النصوص ما لا تحتمل، رغبة منهم في جذب الناس وتقريبهم إلى الدين. وهذا مسلك يأباه الدين الحنيف، وهو بناء على أسس هشّة غير متينة. من هنا ينبغي التنبه إلى ذلك والتدقيق والتمحيص قبل إصدار الحكم بوجود الإعجاز العلمي.
مثال على خطأ في منهج التفكير:
ترجع بعض الأخطاء في هذا الباب إلى خلل في منهجيّة التفكير أو غفلة يدعو إليها التسرّع أو التقليد غير الواعي. ومن أبرز الأمثلة على ذلك المسالة المشهورة، والتي يرددها حتى بعض كبار العلماء المعاصرين، عندما يقولون: إنّ القرآن الكريم قد تحدث عن الذرّة باعتبارها أصغر جزء في المادة. وهذا فهم عجيب لأمور:
1. لم ينص القرآن الكريم على أنّ الذرّة هي أصغر جزء في المادة، بل على العكس تماماً فقد ذكر أنّ هناك ما هو أصغر من الذرّة؛ جاء في الآية 61 من سورة يونس:" ... وما يعزُبُ عن ربّك من مثقال ذرّة في الأرض ولا في السماء ولا أصغرَ من ذلك ولا أكبرَ إلا في كتاب مبين". وورد مثل هذا المعنى في الآية 3 من سورة سبأ.
2. الذرّة: لغة هي النملة الصغيرة، والذّر هو النمل الصغير. فكيف تمّ تحريف هذا المعنى ليصبح معنى الذرة هو أصغر جزء في المادة؟!
3. يتألّف أصغر جزء في المادة من بروتونات ونيوترونات وإلكترونات. وهو يسمى في لغة مكتشفيه ( Atom) أما تسميته (ذرّة) فاجتهادُ مُترجَم بعد قرون من نزول القرآن الكريم، وكان يمكن أن تترجم الكلمة ترجمة أخرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[02 Oct 2009, 01:26 ص]ـ
السلام عليك و رحمة الله
براك الله فيك على هذه النظرة المتوازنة و تتميما لما تفضلت به في الملحوظة الأخيرة فإنه قد طرح بعض الباحثين الفزيائيين نظرية أخرى في التكوين الجزيئي للمادة حيث قالوا أن الذرة بدورها تتكون من جزيئات أصغر بملايين المرات من الذرة نفسها حيث تكون هذه الجزيئات حبالا ذات تموجات غير متناسقة تحمل طاقة مجردة عن الزمن و هو ما يسمى بنظرية الحبال , the string theorie بالإنجليزية و la theorie des cordes بالفرنسية ............. فياترى ماذا يفعل من جزم أن القرآن قد نص على أصغر جزيء يدخل في تركيب المادة ..... و ما يدرينا لعل علماء العرب يصطلحون علي هذه الجزيئات الصغيرة بالمثقال!!! ثم يحملون النص القرآني علي أنه نص عليها!! كعادتهم ........
و السلام
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[02 Oct 2009, 10:53 ص]ـ
السلام عليكم
فياترى ماذا يفعل من جزم أن القرآن قد نص على أصغر جزيء يدخل في تركيب المادة ..... و ما يدرينا لعل علماء العرب يصطلحون علي هذه الجزيئات الصغيرة بالمثقال!!! لا ياأخى لن يصطلحون على تسميتها بالمثقال؛ بل هو شيء مادى مثقاله أصغر من مثقال الذرة
ولما كان هناك كيان مادى له مثقال أصغر من مثقال الكيان الذى يسمى ذرة،فدل هذا على أن الذرة ليست أصغر كيان مادى بل هى نفسها مركبة من كيانات أصغر
ونظرية الأوتار؛والطبيعة المزدوجة للجسيمات -موجية وجسيمية - لاينفى أن لها كتلة ومن ثم لها مثقال؛حتى الفوتون له كتلة
ولاأعلم أن أحدا فى القرن العشرين حتى الآن قال أن الذرة هى أصغر كيان مادى؛ وعليه يبطل الدليل على الخطأ فى منهجية التفكير
أما مسمى الذرة فهو مانحن عليه الآن والعرب هم الذين لم يكونوا يعرفونه؛ وليس هذا غريبا فقد قال صحابى " ما أدرى ما الأب " فى قوله تعالى "وَفَاكِهَةً وَأَبّاً " عبس31؛
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[02 Oct 2009, 12:47 م]ـ
ولاأعلم أن أحدا فى القرن العشرين حتى الآن قال أن الذرة هى أصغر كيان مادى؛ وعليه يبطل الدليل على الخطأ فى منهجية التفكير
أما مسمى الذرة فهو مانحن عليه الآن والعرب هم الذين لم يكونوا يعرفونه؛
لى رأى فى دلالة لفظ (ذرة) فى القرآن أراه جديرا بالنظر، حيث لاحظت ما يلى:
أولا: ورد لفظ (ذرة) فى القرآن الكريم فى ستة مواضع، وقد جاء فيها كلها بصيغة التنكير (ذرة) ولم يأت أبدا بصيغة التعريف (الذرة)، وهذا ملحظ هام للغاية ولم يأخذ حقه من التدبر
ثانيا: لم يأت لفظ ذرة فى المرات الست كلها مستقلا، وانما جاء فيها جميعا مضافا الى لفظ (مثقال)، أى جاء فيها جميعا بصيغة (مثقال ذرة)، وهذا أيضا ملحظ هام
وعلى ضوء تلك الملاحظات أمكننى أن أستنتج ما يلى:
اختيار القرآن لصيغة التنكير فقط (ذرة) يدل على عدم التحديد بحيث يناسب مدلولها ومعناها كل عصر، وذلك كما يلى:
لو أن القرآن قال (الذرة) بالتعريف لكان هذا قاطعا فى انه يخاطب العرب الأولين وحدهم وأنه يعنى الذرة التى يعرفونها فحسب (صغيرة النمل) أما التنكير فانه يفيد الاطلاق وعدم التحديد
وعليه يمكن أن تعنى الذرة ما كان العرب يفهمونه منها، كما يمكن أن تعنى ما نفهمه نحن الآن منها بعد أربعة عشر قرنا من نزول القرآن، حيث لا توجد قرينة تدل على التحديد (كالتعريف مثلا)
فالذرة حسب هذا التوصيف هى: أصغر كيان مادى فى كل عصر
ومما لا شك فيه أن مفهوم (الأصغر) يعد مفهوما نسبيا يختلف مدلوله من عصر لآخر، حيث كان يدل عند العرب الأولين على صغار النمل، فالذرة عندهم هى النملة الصغيرة جدا التى يرونها بالكاد، ولكن بما أن النملة ذاتها مكونة ومركبة من أعضاء مثل كل كائن حى فهذا يعنى أنه يوجد ما هو أصغر منها كما أشار الى ذلك القرآن، وقياسا على ذلك تكون الذرة فى العصر الحديث، حيث نجدها مكونة من نواة والكترونات وبروتونات ونيوترونات مثلما تتكون النملة الصغيرة جدا من أعضاء عديدة، وعليه يصدق حديث القرآن فى كل عصر، وهذا من اعجازه فى اختيار ألفاظه وفى صياغته لها بما يناسب تقدم العلوم والمعارف
أما القول الذى ذهب اليه أخونا الفاضل مصطفى والذى يحصر معنى الذرة فى عصرنا الحاضر فحسب وزعمه أن العرب لم يكونوا يعرفون لها معنى فهذا ما لا يمكن قبوله، لأن القرآن الكريم كان يخاطبهم هم قبل أن يخاطبنا نحن، وكان يخاطبهم بما يعهدونه ويعرفونه وليس بالأحاجى والألغاز، ومن ثم لا يبطل الدليل على الخطأ فى منهجية التفكير الذى نقله الأخ البيراوى عن شيخه الكريم
والله عز وجل هو أعلى وأعلم
ـ[محمد الأمين بن محمد المختار]ــــــــ[02 Oct 2009, 02:14 م]ـ
جزاك الله خيرا على حسن الاختيار أستاذنا أبا عمر
وأحسن الشيخ بسام في بحثه هذا وفي غالب بحوثه العلمية الرائعة
بيد أن لي اعتراضا على نسبة "الظلمة" أو "الظلمات" إلى النبي صلى الله عليه وسلم ففي ذلك شناعة كبيرة
وكثير من دعاتنا المعاصرين يقصدون معاني حسنة وبنية حسنة، ولكنهم أحيانا يفتقرون إلى اللباقة في التعبير
فينبغي الاحتراز في العبارة إذا كانت في هذا المجال
وشكرا مرة أخرى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[02 Oct 2009, 07:10 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله بك أخونا العليمى
لفظ ذرة ومشتقاته لا يوجد حولها دراسة وافية
وقد وردت كما ذكرت بدون ألف ولام العهد وجاءت مضاف إليه حيث أضيف إليها مثقال من شيء معنوى
" فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ "الزلزلة 7
أو مثقال من شيء مادي
"عَالِمِ ?لْغَيْبِ لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي ?لسَّمَ?وَ?تِ وَلاَ فِي ?لأَرْضِ وَلاَ أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ " سبأ 3
وليس جذرها هو الذى فى الآية
"وَ?ضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ ?لْحَيَاةِ ?لدُّنْيَا كَمَآءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ ?لسَّمَاءِ فَ?خْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ ?لأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ ?لرِّياحُ وَكَانَ ?للَّهُ عَلَى? كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِراً الكهف 45
ولا علاقة لها بالذرية
"ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً " الاسراء 3
"فَمَآ آمَنَ لِمُوسَى? إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَى? خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ "يونس 83
وعليه فإن ذرية النمل أو ذرارى النمل ليس فيها من كلمة ذرة من شيء
ثم مسألة ورودها نكرة لا يعنى أنها غير معلومة أو هى مفتوحة للاحتمالات
أتراك لو قرأت نصا فيه كلمة رسول أو كلمة إله بدون ألف ولام يعنى هذا أنها غير معلومة أم يعنى أنها أكثر وضوحا بحيث لايلتبس معناها عليك
ومن المعانى التى قال بها العرب كما فى تفسير الألوسى " وقيل: الذرة ليس لها وزن ويراد بها ما يرى في شعاع الشمس الداخل في النافذة ... "أصغر شيء يعرفونه من الغبار والتراب والذى تحمله الرياح لصغره هكذا تصوروه غير قابل للقسمة وإن آمنوا أن هناك مثقال أقل من مثقاله
وورودها معرفة بالاضافة " ذرة خير " يعنى أن كل شيء منه ذرة فتقول ذرة خير؛ذرة شر؛ ذرة علم؛ ذرة ماء؛ ذرة ملح .. إلخ فأصبحت علم على كل وحدة كاملة من شيء ما مادى أو معنوى
ومادونها لايمثل وحدة كاملة من الشيء المتحدث عنه فتقول ذرة حديد ولا تقول بروتون حديد لأن البروتون الذى فى الحديد لايختلف عن البوتون الذى فى الهيدروجين
هذا والله أعلم
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[02 Oct 2009, 07:23 م]ـ
الأخ الكريم مصطفى،
1. الأصل أن نرجع في التفسير إلى معاني المفردات في عصر الرسول عليه السلام. وعليه ما معنى كلمة ذرة عندكم؟ ونرجو أن تكون إجابتك مستندة إلى مرجع قديم.
2. الشيخ يقول في مقاله إن الذرة بالمفهوم العلمي هي أتوم وترجمت بعد نزول القرآن الكريم ذرة، وكان يمكن أن تترجم ترجمة أخرى لا علاقة لها بكلمة ذرة. فما رأيكم؟
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[02 Oct 2009, 10:35 م]ـ
أخى الكريم أبا عمرو حفظه الله
عزيز على نفسى أن أخالفكم - أنت والشيخ الكريم بسام - فى الرأى
ولكن عزائى أنى أعهد فيكم رحابة الصدر وسعة الأفق، وأنى لا أكتب الا ما بدا لى أنه الحق، لذا اسمح لى أن أخالفكم فيما يلى:
نقلتم عن شيخكم الكريم قوله:
2. الذرّة: لغة هي النملة الصغيرة، والذّر هو النمل الصغير. فكيف تمّ تحريف هذا المعنى ليصبح معنى الذرة هو أصغر جزء في المادة؟!
وهذا السؤال يبدو استنكاريا، ولكن اذا تعاملنا معه كسؤال استفهامى لكان الجواب عليه كالتالى:
نعم، الذرة لغة: النملة الصغيرة، ولكن فلماذا؟
لماذا سماها العرب القدماء بذلك الاسم؟
والجواب فيما أرى: لأنها كانت أصغر شىء مدرك لهم فى ذلك الوقت، وليس لسبب آخر يتعلق بجنس النمل بصفة خاصة، فالذى يبدو لى أن العرب الأولين كانوا يطلقون لفظة (ذرة) على كل ما بدا لهم متناهيا فى الصغر، ومن ثم قيل أنهم قد أطلقوها كذلك على الهباءة من الغبار الذى يظهر فى ضوء الشمس الداخل من كوة أو نافذة، فالاثنان (النملة الصغيرة وهباءة الغبار) يشتركان معا فى صغرهما البالغ
ومن نفس هذا المنطلق يمكن الجواب على السؤال الآخر للشيخ، والذى يقول:
3. يتألّف أصغر جزء في المادة من بروتونات ونيوترونات وإلكترونات. وهو يسمى في لغة مكتشفيه ( Atom) أما تسميته (ذرّة) فاجتهادُ مُترجَم بعد قرون من نزول القرآن الكريم، وكان يمكن أن تترجم الكلمة ترجمة أخرى.
والجواب هو: لا، لم يك هذا ممكنا، فلماذا؟
لأنهم بحثوا ونقبوا عن أكثر الفاظ اللسان العربى قربا من معنى التناهى فى الصغر فلم يجدوا أبلغ من هذه اللفظة (ذرة) للدلالة على الصغر الشديد بوجه عام دون تخصيص لشىء بعينه
ومن هنا تبدو لفظة (ذرة) أقرب الى أن تكون اسم جنس لكل بالغ الصغر، مثلها فى ذلك مثل لفظة (حبة) التى هى اسم جنس لكل ما يكون فى السنابل من الحبوب
والمهم فى الأمر أن هذا الفهم للفظة (ذرة) يجعل معناها قابلا للتوسع والاضافة كلما اكتشف الانسان ما هو أصغر مما كان معروفا له من ذى قبل
هذا ما بدا لى أنه الحق، والله هو أعلى وأعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[02 Oct 2009, 10:55 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله بك أخونا العليمى
. . . . .
فتقول ذرة خير؛ذرة شر؛ ذرة علم؛ ذرة ماء؛ ذرة ملح .. إلخ فأصبحت علم على كل وحدة كاملة من شيء ما مادى أو معنوى ومادونها لايمثل وحدة كاملة من الشيء المتحدث عنه فتقول ذرة حديد ولا تقول بروتون حديد لأن البروتون الذى فى الحديد لايختلف عن البوتون الذى فى الهيدروجين
هذا والله أعلم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك بك أخى مصطفى
هأنت قد وضعت الأمور أخيرا فى نصابها وذكرت أن للذرة معنى - بل معانى - عند العرب، وهذا ينسخ رأيك السابق ويصححه، وحسنا ما فعلت
وأتفق معك فى قولك الظاهر فى الاقتباس أعلاه، ولكن أضيف تعديلا بسيطا فى عبارتك لتصبح كالتالى:
فأصبحت (الذرة) علما على كل أصغر وحدة كاملة من شىء ما مادى أو معنوى
وفقكم الله وسدد خطاكم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[02 Oct 2009, 11:24 م]ـ
الذرة يعبر بها العرب عن الشيء المتناهي في الصغر يقول الشاعر:
ما أنت إلا ذرة مكنونة ******* قد أودعت في نطفةٍ أمشاجِ
ويقول الآخر:
هي النّفسُ إن ألقَتْ هواها تضاعفت ****** قُواها وأعطَتْ فِعَلها كُلَّ ذرّة
ويقول الآخر:
رب يوم تحيل هذا الوجودا ******** حكمة الله ذرةً من غبار
وكلمة" atom" تعني بالأغريقية جوهر المادة الذي لا ينقسم.
وإذا كانت الذرة تعني الشيء المتناهي في الصغر فلماذا لا يكون القرآن قد أشار إلى هذا الذي كان يعتقده البشر ويعبرون عنه بطريقتهم المختلفة وأفاد فوق ذلك ما لم يكن لمداركهم أن تصل إليه في وقت من الأوقات؟
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[03 Oct 2009, 12:30 ص]ـ
الأخوة الكرام،
إذن العرب تعبر عن الصغير المتناهي في الصغر أنه ذرة، فأين الإعجاز العلمي إذن؟ ولا أشك أن كل لغة فيها مفردة تعبر عن الشيء الصغير المتناهي في الصغر.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[03 Oct 2009, 01:04 ص]ـ
السلام عليكم
إذن نتفق أخى العليمى على هذا التعريف
فأصبحت (الذرة) علما على كل أصغر وحدة كاملة من شىء ما مادى أو معنوى
الأخ أبو عمرو
الذرة عندى كما فى التعريف أعلاه
ولايوجد مرجع قديم قال به ولكن تعدد الأقوال في المعاجم من النملة الصغيرة للهباءة يدل على عدم وضوح المفهوم لدى أصحاب المعاجم
وقوله تعالى " فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ "الزلزلة 7 يدل على أن الذرة كيان مستقل من أي شيء فنقول ذرة خير؛ذرة نحاس ولو كانت شيئا بعينه -النملة الصغيرة - لجاء النص .. مثقال ذرة من خير .. مثل "وَنَضَعُ ?لْمَوَازِينَ ?لْقِسْطَ لِيَوْمِ ?لْقِيَامَةِ فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى? بِنَا حَاسِبِينَ "الأنبياء 47
وعليه فكل شيء يتكون من ذرات كأصغر جزء من الشيء يمكن أن يحمل اسم هذا الشيء؛ فهل تترجم اللفظة الأعجمية ترجمة أفضل من هذه؟!
وقلت أن مادونها غير متمايز فى الأشياء المختلفة فلا يوجد نيوترون خاص بالحديد وآخر خاص بالنحاس فلا يسمى النيوترون ولا البزوترون ولا الالكترون ولا ... الخ أصغر وحدة بنائية من المادة المعينة فيحمل اسمها وإن كان يقال أنه أصغر مكون مادى من غير تعيين لمادة بعينها؛ ونعلم أن أصغر مكون مادى هو ذلك الفوتون
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[03 Oct 2009, 01:10 ص]ـ
الأخوة الكرام،
إذن العرب تعبر عن الصغير المتناهي في الصغر أنه ذرة، فأين الإعجاز العلمي إذن؟ ولا أشك أن كل لغة فيها مفردة تعبر عن الشيء الصغير المتناهي في الصغر.
نعم - أخى الكريم - أتفق معك فى أن جل اللغات - ان لم تك كلها - فيها مفردة معبرة عن الشىء المتناهى فى الصغر
لا جدال فى هذا، ولكن:
هل وجدت من بينها جميعا لغة واحدة تحدثت عن مثقال لهذا الشىء المتناهى فى الصغر؟
وحتى ان وجدت ذلك فهل بامكانك أن تجد لغة واحدة من سائر اللغات تحدثت عن امكانية انقسام ذلك الشىء متناهى الصغر
فان يتحدث القرآن العظيم عما هو أصغر من هذا المتناهى فى الصغر فهذا يعنى امكانية انقسامه، وأشك كثيرا فى أن لغة من اللغات - باستثناء لغة القرآن العظيم - قد أشارت الى ما هو أصغر من مضرب المثل فى الصغر!!
فهذا هو الاعجاز العلمى الذى تسائلت عنه
مع بالغ تحياتى وتقديرى أخى الكريم
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[03 Oct 2009, 07:37 ص]ـ
بارك الله في الجميع وكل عام انتم بخير
قال أخونا أبو عمرو - وفقه الله -:
ويزداد الأمر إعجازاً عندما نعلم أنّ الرسول، صلى الله عليه وسلم، قد عاش في دوائر من ظلمات أربع.
هذه العبارة غير مناسبة في حقه - صلى الله عليه وسلم - وما ورد في الفقرة الرابعة كذلك وفق الله الجميع لما فيه الخير والصواب فقد اتحفونا بما يسر ويفيد
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[03 Oct 2009, 08:03 ص]ـ
السلام عليكم
الاعجاز فى الآتى
الاخبار أن السموات والأرض مكونتين من ذرات "عَالِمِ ?لْغَيْبِ لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي ?لسَّمَ?وَ?تِ وَلاَ فِي ?لأَرْضِ وَلاَ أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ " سبأ 3
وبالطبع الذرات التى فى السموات ليست صغار النمل
الاخبار بأن الذرة أصغر وحدة بنائية من مادة ما تحمل صفاتها واسمها قبل أن يكتشف ذلك
الاخبار أن هناك ماهو أصغر من الذرة قبل أن يعلم أحدهم ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[03 Oct 2009, 10:24 ص]ـ
السلام عليكم
الاعجاز فى الآتى
الاخبار أن السموات والأرض مكونتين من ذرات "عَالِمِ ?لْغَيْبِ لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي ?لسَّمَ?وَ?تِ وَلاَ فِي ?لأَرْضِ وَلاَ أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ " سبأ 3
وبالطبع الذرات التى فى السموات ليست صغار النمل
الاخبار بأن الذرة أصغر وحدة بنائية من مادة ما تحمل صفاتها واسمها قبل أن يكتشف ذلك
الاخبار أن هناك ماهو أصغر من الذرة قبل أن يعلم أحدهم ذلك
الأخ الفاضل مصطفى
الذي لا يعزب عن الله هو "مثقال ذرة" أي: وزن ذرة، ووزن الذرة وأقل منه وأكثر موجود في السماوات وفي غيره.
والإعجاز في نظري أن الآية أشارت إلى ما أعتاد أن يعبر عنه البشر عن أصغر الأشياء وهي الذرة وسواء كانت النملة الصغيرة أو رأسها أو الهباءة التي ترى في ضوء الشمس أو جوهر المادة الذي لا يقبل القسمة،وأشارت إلى أن هناك ما هو أصغر منها وهذا هو المهم.
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[03 Oct 2009, 12:57 م]ـ
بارك الله بكم جميعاً
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[03 Oct 2009, 02:42 م]ـ
الأخ الكريم فاضل الشهري،
تحسس قبلك الأخ الكريم محمد الأمين من عبارة: "قد عاش في دوائر من ظلمات أربع "، ولا بأس في ذلك، وهي حساسية محمودة، ولكن ليس إلى درجة الاعتراض، وقد قال سبحانه وتعالى:" ووجدك ضالاً فهدى"، فعلى أي وجه فسرنا الضلال فلن يكون إلا ظلمة. وإنما كان النور نور الهداية ونور الوحي والنبوة، أما قبل ذلك فلا شك أنها ظلمات.
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[04 Oct 2009, 09:40 ص]ـ
الأخ الكريم أبا عمرو:
الحق أن يدي لم تقع على كتاب الشيخ بسام، ولعلك نقلت من كتابه ما تراه أليق وألصق بمحل البحث.
لذلك فسأعلق على ما كتبه الشيخ ها هنا، فإن كان للشيخ بسام في هذا الباب ما لم تذكره مما نحن فيه بسبيل فلا تبخل به علينا ...
يمكن اعتبار القرآن الكريم معجزة علميّة من ناحيتين:
1. عدم تناقضه مع معطيات العلم التي هي حقائق على الرغم من كونه يتناول إلى العديد من القضايا التي لها صلة بعلوم مختلفة.
2. توافقه مع معطيات العلم في الكثير من المسائل التي هي من اختصاص القرون الأخيرة، والتي هي قرون الانفجار المعرفي.
إنّ قضية عدم التناقض هي الأهم في مسألة الإعجاز العلمي، لأنّه من غير المألوف إطلاقاً أن لا يتناقض كتاب يرجع إلى ما قبل 1400 سنة مع معطيات العلم المعاصر. فكيف إذا عرفنا أنّ القرآن يتحدث بكثافة حول قضايا كثيرة تنتمي إلى فروع العلوم المختلفة!!
1. أما عدم تناقضه فقد تحدثنا عنه بما فيه الكفاية، وذكرنا أن العلماء إذا فهموا الآية على وجه ما ثم تبين لهم خطأ فهمهم لما فيه من مخالفة المحسوس، فلا بد من المصير إلى التأويل حتى لا يداخل كلام الله التناقض والاختلاف. على سبيل المثال: ذكرنا خطأ الإمام القرطبي فيما ذهب إليه من تفسير قوله تعالى ?وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ? (الرَّعد:3) من أنها دالة على امتداد الأرض، وأنها رد على من زعم أن الأرض كرة! بخلاف الإمام الشوكاني الذي قال: وهذا المد الظاهر للبصر لا ينافي كريتها لتباعد أطرافها.
والذي نراه من لفظ الآية مجرداً أنها ظاهرة في الدلالة على امتداد الأرض، ولكنا لمّا علمنا بدلائل العقل أن الأرض كروية، قلنا إن المقصود بالمد ليس المد المقابل للكروية، وإنما المد الذي يظهر للبصر، والذي لا ينافي كروية الأرض لعظمها وتباعد أطرافها.
وعندما نسمع قوله تعالى ((وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال)) والذي هو ظاهر في إضافة الحركة إلى الشمس، لم يكن لأحد أن يدعي أن الأرض تدور من ظاهر النص مجرداً (أي من دلالة النص فقط)، إلا أننا لما عرفنا أن الأرض هي التي تدور حول محورها فيحصل من ذلك تعاقب الليل والنهار، قلنا إن المقصود بذلك حركة الشمس الظاهرية، لا أن الشمس متحركة على الحقيقة.
وهكذا نجري في فهم القرآن على وجه لا يخالف أدلة العقل ...
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا يعني ابتداء إمكان أن يفهم من ظاهر كلام الله ما هو مخالف لأدلة العقل، كما فهم القرطبي أن الأرض ممتدة، وكما فهم ابن عثيمين أن الشمس تدور حول الأرض، إلا أننا نلجؤ للتأويل حتى لا يناقض المنقول المعقول، وليس المقصود أي تأويل، بل تأويل سائغ جار على معهود العرب.
2. وعليه فإن الزعم بأن توافق القرآن مع معطيات العلم في كثير من المسائل ... إلخ، لا يغني في محل النزاع، بيان ذلك أننا إذا سلمنا بإمكان أن يفهم من ظاهر القرآن ما يخالف أدلة العقل، ثم صرنا إلى تأويل سائغ على معهود العرب في كلامها، فلا محل للاستدلال بأن القرآن يتوافق مع معطيات العصر.
وأعيد ذكر المثال بما يتضح به المقصود فأقول: لو أن الناس فهموا ما فهمه القرطبي من قوله تعالى ((مد الأرض)) بأن الأرض ممتدة وليس كروية، ثم ثبت لنا بأدلة العقل ما هو بخلاف هذا، لم نحكم ببطلان الآية، بل حكمنا ببطلان ما فهمه القرطبي من الآية، وكذلك الأمر في بطلان قول ابن عثيمين بأن الشمس تدور حول الأرض.
وهذا – يا أخي الكريم- آت من أننا نومن بأن القرآن من عند الله، ونومن بأنه لا يجوز أن يداخله الاختلاف والتناقض، لذلك فإنه إذا أوهم ظاهره خلاف العقل، صرنا إلى تأويل سائغ تنزيهاً لكلام الله أن يداخله الاختلاف.
فلا يجوز إذن أن يكون فعلنا نحن في تأويل كلام الله بما يوافق أدلة العقل دليلاً على الإعجاز العلمي للقرآن.
وهذه نقطة دقيقة في تحرير محل النزاع: عدم التناقض الذي تكلم عنه الشيخ بسام، والذي هو عمل المفسر في دفع ما ظاهره التعارض، لا يجوز أن يجعل دليلاً على الإعجاز العلمي في القرآن، وبمعنى آخر أقول:
إن من عمل المفسر أن يدفع ما ظاهره التعارض بين القرآن وأدلة العقل أو حقائق العلم الحديث على وجه سائغ من التأويل تقبله لغة العرب، فلا يجوز للمفسر بعد ذلك أن يدعي أن هذا التأويل الذي صار إليه لدفع التعارض – والذي هو عمل المفسر- دليل على أن القرآن من عند الله، لأنه متفق مع أحدث النظريات العلمية، ذلك أن المفسر بتأويله هو من دفع ذلك التعارض، فكيف يعود ويجعله دليلاً على الإعجاز العلمي للقرآن!!!
كيف يمكن لبشر، بعد كل هذه الظلمات، أن يتكلم في فروع العلوم المختلفة، ثم هو لا يتناقض في مسالة واحدة، على الرغم من مضي 1400 سنة، وعلى الرغم من النهوض العلمي الهائل في العصور الأخيرة؟!
ونحن لا نسلم أن محمداً صلى الله عليه وسلم تكلم في فروع العلوم المختلفة، بل إنه صلى الله عليه وسلم بعث لبيان أمر الدين، وما يتعلق به حال العبد من التكليف والتعبد، لا ليخبرنا بأن التصعد في السماء يؤدي إلى الاختناق، ولا ليكشف لنا عن بصمات الأصابع، فإن تكلم بشيء مما هو في حيز العلوم، فهي من جنس علوم العرب التي كانوا يعرفونها كما أشار إلى ذلك الإمام الشاطبي ...
المقصود بعدم التناقض:
نُقل القرآن الكريم إلينا بالتواتر، أي أنّه قطعي الثبوت إلى الرسول، صلى الله عليه وسلم. وفي القرآن الكريم ألفاظ لا تحتمل أكثر من معنى، مثل قوله تعالى:" إنّما إلهكم إله واحد"؛ فكلمة واحد لا تحتمل أكثر من معنى، أي أنها قطعيّة الدلالة. وقد سمّى البعض ما يثبت بقرآن لا يحتمل أكثر من معنى حقيقة قرآنيّة. أما الحقيقة العلميّة فهي القانون الذي أثبته العلم وأقام عليه الأدلة القطعيّة.
عندما نقول: لا تناقض بين القرآن الكريم ومعطيات العلم فإنّما نقصد بذلك أن لا تناقض بين حقيقّة قرآنيّة وحقيقة علميّة. وهذا يعني إمكانية حصول تناقض بين نظريّة علميّة وحقيقة قرآنيّة، أو حقيقة علميّة وقرآن يحتمل أكثر من معنى ويكون التناقض مع أحد المعاني المحتملة.
لاحظ – أخي- أن هذا قائم على تثبيت أن القرآن من عند الله أولاً، ولذلك نسلك في دفع ما ظاهره التعارض إلى تأويل سائغ على معهود العرب. ولذلك لن يكون هناك تعارض بين كلام الله وأدلة العقل. إلا أن هذا مبني على الإقرار والاعتراف بأن هذا كلام الله، فكيف يكون هذا دليلاً على إعجاز القرآن؟
(يُتْبَعُ)
(/)
بعد الحديث عن عدم التناقض يأتي الحديث عن التوافق بين الحقائق القرآنيّة والحقائق العلميّة. وحتى يكون التوافق إعجازاً لا بد أن تكون المسائل المطروحة تتعلق بعلوم هي من اختصاص العلم المعاصر، أي العلوم التي نعلم تماماً أنّها معطيات العصور الحديثة ولا يسهل الزعم بإمكانيّة توصل الإنسان إليها في الماضي.
فعلى سبيل المثال، لو أخبرَ الرسول، صلى الله عليه وسلم، أنّ نبتة معينة تشفي من مرض معين، فإنّ ذلك لا يُعتبر من باب الإعجاز العلمي، لاحتمال أن يكون البشر قد توصلوا إلى ذلك من خلال التجربة. أمّا التفصيل في الحديث حول تطور الجنين في رحم أمّه فإنّ ذلك من باب الإعجاز، لأنّ معرفة مثل هذا الأمر يحتاج أولاً إلى اكتشاف المجاهر، ثم إلى اكتشاف الأشعة السينيّة والموجات فوق الصوتيّة ... الخ، وذلك كله لم يكُن متيسراً للبشر قديماً. وعندما تكثر الأمثلة المتعلقة بالتوافقات المتنوعة، والمنتمية لأكثر من فرع من فروع العلم، يصبح الأمر أشد إعجازاً. وبذلك يحصل التكامل المطلوب بين مبدأ عدم التناقض ومبدأ التوافق.
الحق أن الأمر بخلاف ما قال الشيخ بسام، فلو أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال – على سبيل المثال-: الصاعد في السماء يختنق، أو قال – مثلاً-: الخطوط الجلدية (البصمات) لا تتفق بين بني البشر كما لا تتشابه الوجوه، أو قال –مثلاً-: النجوم لها أصوات كما لو طرق أحدكم باب بيته، لكان هذا صريحاً في الدلالة على الحقيقة العلمية، ولنزلنا هذا منزلة الأخبار الصادقة التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم ووقعت، كما أخبر بفتح القسطنطينية، وبمقتل عمار ابن ياسر رضي الله عنه. أما تلك الإشارات البعيدة الخفية المزعومة فليست بشيء، وقد بينا بحمد الله تهافت القول بالإعجاز العلمي في آية ((كأنما يصعد في السماء))، وفي أطوار الجنين بما فيه مقنع، مع أن أنصار الإعجاز العلمي يزعمونها من أقطع الآيات في الدلالة على الحقيقة العلمية.
ثم إنه قد سبق لنا البيان بأن دفع التعارض بين القرآن والحقائق العلمية أو العقلية، والذي يؤدي إلى التوافق بين القرآن وحقائق العقل إنما هو عمل المفسر في حمل آيات القرآن على ما لا يخالف أدلة العقل. وهذا مبني على تثبيت أن القرآن من عند الله وليس كلام بشر، ولا يجوز أن يكون لهذا مدخل في إثبات الإعجاز، وباختصار:
المفسر يدفع ما ظاهره التعارض بين القرآن وأدلة العقل أو حقائق العلم الحديث على وجه سائغ من التأويل تقبله لغة العرب.
فلا يجوز للمفسر بعد ذلك أن يدعي أن هذا التأويل الذي صار إليه لدفع التعارض دليل على أن القرآن من عند الله، لأنه متفق مع أحدث النظريات العلمية، ذلك أن المفسر بتأويله هو من دفع ذلك التعارض، فكيف يعود ويجعله دليلاً على الإعجاز العلمي للقرآن!!!
وقد يعمد البعض، ممن يكتبون في الإعجاز العلمي، إلى التوسع المؤدّي إلى التعسّف وتحميل النصوص ما لا تحتمل، رغبة منهم في جذب الناس وتقريبهم إلى الدين. وهذا مسلك يأباه الدين الحنيف، وهو بناء على أسس هشّة غير متينة. من هنا ينبغي التنبه إلى ذلك والتدقيق والتمحيص قبل إصدار الحكم بوجود الإعجاز العلمي.
مثال على خطأ في منهج التفكير:
ترجع بعض الأخطاء في هذا الباب إلى خلل في منهجيّة التفكير أو غفلة يدعو إليها التسرّع أو التقليد غير الواعي. ومن أبرز الأمثلة على ذلك المسالة المشهورة، والتي يرددها حتى بعض كبار العلماء المعاصرين، عندما يقولون: إنّ القرآن الكريم قد تحدث عن الذرّة باعتبارها أصغر جزء في المادة. وهذا فهم عجيب لأمور:
1. لم ينص القرآن الكريم على أنّ الذرّة هي أصغر جزء في المادة، بل على العكس تماماً فقد ذكر أنّ هناك ما هو أصغر من الذرّة؛ جاء في الآية 61 من سورة يونس:" ... وما يعزُبُ عن ربّك من مثقال ذرّة في الأرض ولا في السماء ولا أصغرَ من ذلك ولا أكبرَ إلا في كتاب مبين". وورد مثل هذا المعنى في الآية 3 من سورة سبأ.
2. الذرّة: لغة هي النملة الصغيرة، والذّر هو النمل الصغير. فكيف تمّ تحريف هذا المعنى ليصبح معنى الذرة هو أصغر جزء في المادة؟!
3. يتألّف أصغر جزء في المادة من بروتونات ونيوترونات وإلكترونات. وهو يسمى في لغة مكتشفيه ( Atom) أما تسميته (ذرّة) فاجتهادُ مُترجَم بعد قرون من نزول القرآن الكريم، وكان يمكن أن تترجم الكلمة ترجمة أخرى.
كلام الشيخ هنا جميل، إذ بين كثيراً من الأخطاء التي يقع فيها مدعو الإعجاز العلمي، في تحميل آيات القرآن ما لا تحتمل ...
ولعلي أزيد فأقول: إن الآيات التي يدعونها قاطعة في الدلالة على الحقيقة العلمية قد تبين تهافتها، كما في آية ((كأنما يصعد في السماء))، إذ بينا أن في القول بما يدعيه أرباب الإعجاز العلمي خروجاً على أصول البلاغة وحسن الإفهام، وأن القول بالإعجاز العلمي في آيات الجنين يلزم منه اتهام العلماء السابقين كالإمام مالك والشافعي وغيرهم ممن أفتوا في العلقة والمضغة ...
ولو تأملت أخي آخر ما وقع فيه الإخوة في موضوع ((تهافت القول بالإعجاز العلمي في قوله تعالى (كأنما يصعد في السماء)) إذ زعموا الآية دالة على قانون الجاذبية، وعلى اختراع الطائرة ... إلخ، عرفت إلى أين وصل الخلل منهجية التفكير، والتسرع والتقليد غير الواعي الذي أشار إليه الشيخ بسام ...
هذا ما رأيته في كلام الشيخ الذي أوردته، أرجو به أن أكون زدت في بيان الأمر وإجلائه، فإن كان صواباً فمن الله، وإن كان خطأ فمن نفسي ومن الشيطان ...
وبارك الله فيك ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[04 Oct 2009, 12:19 م]ـ
ولو تأملت أخي آخر ما وقع فيه الإخوة في موضوع ((تهافت القول بالإعجاز العلمي في قوله تعالى (كأنما يصعد في السماء)) إذ زعموا الآية دالة على قانون الجاذبية، وعلى اختراع الطائرة ... إلخ، عرفت إلى أين وصل الخلل منهجية التفكير، والتسرع والتقليد غير الواعي الذي أشار إليه الشيخ بسام ...
...
المشكلة هو أن بعض الناس تقصر عقولهم عن إدراك بعض الأمور ثم لا يدركون هذا القصور ومن ثم يهرفون بما لا يعرفون ويتهمون الآخرين بالخلل والتسريع والتقليد غير الواعي.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[04 Oct 2009, 12:45 م]ـ
الأخ الكريم بكر،
1. أما أن القرآن الكريم لم يتحدث في مسائل شتى هي من فروع العلوم المختلفه فيرده واقع القرآن الكريم. كيف لا، وخالق الكون يصف لنا خلقه، ويلفت انتباهنا إلى عظمة خلقه. فمثلاً عندما يقول سبحانه:" وجعلنا من الماء كل شيء حي"، ألا تصرح هذه الآية الكريمة بأن كل حي خلق من ماء؟ أليست هذه مسألة من أهم مسائل العلم المعاصر؟! مع ملاحظة أن الماء سائل من السوائل، أي ليس كل سائل ماء.
2. لغة العرب ليست مطاطة إلى ما لا نهاية، من هنا كان يجدر بنا أن نجد التناقض بكثافة، لأنه يستحيل أن يكون القرآن من وضع بشر ثم لا نجد التناقض يتكرر بشكل لافت. وعندما تكون محاولة إزالة التناقض متكلفة فإنها لا تخفى على الناس.
3. التأويل في تفسير القدماء أكثر منه الآن، ويرجع ذلك إلى عجزهم عن إدراك الصورة الكلية للمعنى. بل قد نجدهم أحياناً يولدون معاني جديدة للمفردات، لأنهم عجزوا عن تصور المعنى.
4. في لغة العرب عندما نقول:"طلعت الشمس" لا يوجد في هذه العبارة ما يدل على حركة الشمس أو عدم حركتها. وكذلك عندما نقول:" كشفت الغطاء فبان المخبوء". وهذا مفهوم في كل لغات البشر. من هنا لا علاقة للمسألة بالتأويل. أما عندما يقول الله:" والشمس تجري" فظاهر النص أنها تجري. وقد وجد العلماء أن الشمس تجري بسرعة 19 ميل في الساعة وتكمل دورة واحدة في فلكها كل 200 مليون سنة. ومن يظن ثبات الشمس يذهب إلى التأويل.
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[04 Oct 2009, 04:29 م]ـ
حياك الله أبا عمرو وشكر لك:
الأخ الكريم بكر،
1. أما أن القرآن الكريم لم يتحدث في مسائل شتى هي من فروع العلوم المختلفه فيرده واقع القرآن الكريم. كيف لا، وخالق الكون يصف لنا خلقه، ويلفت انتباهنا إلى عظمة خلقه. فمثلاً عندما يقول سبحانه:" وجعلنا من الماء كل شيء حي"، ألا تصرح هذه الآية الكريمة بأن كل حي خلق من ماء؟ أليست هذه مسألة من أهم مسائل العلم المعاصر؟! مع ملاحظة أن الماء سائل من السوائل، أي ليس كل سائل ماء.
بل هذه دعوى لا بد لك عليها من دليل ...
فنحن نومن بأن محمداً صلى الله عليه وسلم قد أرسله الله بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه. ونومن بأنه جاء يعلمنا أمر ديننا، وأنه قد بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة.
أما أنه تحدث في فروع العلوم المختلفة، فلا بد من دليل، وحادثة تأبير النخل المشهورة حجة لنا في هذا الباب.
أما بخصوص الآية فلأهل العلم فيها أقوال إن شئت نقلتها لك، ولا أظنك إلا عارفاً بها، ثم إننا لو فرضنا أن هناك مخلوقاً حياً لم يخلق من ماء، فلا يعارض هذا القرآن، لأنه يكون من باب العام المخصوص على ما هو معروف في أصول الفقه.
2. لغة العرب ليست مطاطة إلى ما لا نهاية، من هنا كان يجدر بنا أن نجد التناقض بكثافة، لأنه يستحيل أن يكون القرآن من وضع بشر ثم لا نجد التناقض يتكرر بشكل لافت. وعندما تكون محاولة إزالة التناقض متكلفة فإنها لا تخفى على الناس.
إذا كان الإخوة في باب الإعجاز العلمي قد مطوا معاني الآيات لتدل على ما لا يخطر في ذهن بشر، فلا أظن أننا نعجز عن مط أقل منه في دفع التعارض في أي كلام.
لاحظ أننا نلجؤ لدفع التعارض إيماناً منا بأن هذا القرآن لا يداخله الاختلاف والتناقض، ولذلك فلو ظهر لك شيء من التناقض اندفعت للتأويل سريعاً للجمع بين الأدلة، وحتى لا يخالف بعضها بعضاً، ولو أنك تومن – مثلاً – بأن المتنبي رسول، لاندفعت إلى بيان ما يظن أنه تناقض في كلامه، وانظر إلى ضلال القاديانية كيف يبذلون الوسع في درء التعارض في كلام نبيهم المزعوم.
وعلى هذا فقس ...
(يُتْبَعُ)
(/)
3. التأويل في تفسير القدماء أكثر منه الآن، ويرجع ذلك إلى عجزهم عن إدراك الصورة الكلية للمعنى. بل قد نجدهم أحياناً يولدون معاني جديدة للمفردات، لأنهم عجزوا عن تصور المعنى.
وهذا مما لا دليل لك عليه، فإنه قد جرت عادة المفسرين عند تفسير الآيات على ذكر شواهد من كلام العرب يؤيدون بها ما ذهبوا إليه في فهم الآيات، وتجد هذا مبثوثاً في أمهات التفاسير، أما توليد المعاني فلا أجده إلا عند أرباب الإعجاز العلمي الذي يزعمون أن الآيات تدل على معان جديدة لم تكن معروفة للعرب الأولين، فكانوا هم أولى بالتوليد لا الأولون.
وكيف يعجز العرب عن إدراك الصورة الكلية في كلام ما وقد نزل بلسانهم، هلا أتيتنا بمثال واحد؟
أما التصعد في السماء فقد بينت بحمد الله تهافت القول بالإعجاز العلمي فيها.
وأما أطوار الجنين فقد بينت لك أن القول بالإعجاز العلمي يلزم منه اتهام الفقهاء الأولين، والأئمة الأربعة بالذات.
ولو رجعت إلى كل ما يدعون فيها إعجازاً علمياً من آيات القرآن، ثم نظرت في أمهات كتب التفسير أدركت خطأ ما ذهبت إليه يا أخي.
ثم لي أن أقول – على سبيل المعارضة- إن الذين شرحوا شعر المتنبي عندما سمعوا قوله:
إذا غامرت في شرف مروم ... فلا تقنع بما دون النجوم
عجزوا عن تصور حقيقة ما أراد المتنبي من أن الصعود إلى السماء ممكن، فأولوا المعنى إلى أن المقصود هو ارتفاع الشرف لا الارتفاع على الحقيقة، أي أنهم لجؤوا إلى التوليد لأنهم عجزوا عن تصور المعنى.
ولكن لما كشف العلم الحديث عن إمكان الصعود إلى السماء أدركنا ما كان يرمي إليه المتنبي؟
وهذا مني على سبيل المعارضة، فتأمل بارك الله فيك.
4. في لغة العرب عندما نقول:"طلعت الشمس" لا يوجد في هذه العبارة ما يدل على حركة الشمس أو عدم حركتها. وكذلك عندما نقول:" كشفت الغطاء فبان المخبوء". وهذا مفهوم في كل لغات البشر. من هنا لا علاقة للمسألة بالتأويل. أما عندما يقول الله:" والشمس تجري" فظاهر النص أنها تجري. وقد وجد العلماء أن الشمس تجري بسرعة 19 ميل في الساعة وتكمل دورة واحدة في فلكها كل 200 مليون سنة. ومن يظن ثبات الشمس يذهب إلى التأويل.
عندما يقول الله " والشمس تجري" فظاهر الأمر أنها تجري، فلم لا يكون الأمر كذلك في قوله "وترى الشمس إذا طلعت ... الآية"؟
ما الفرق بين تجري وطلعت؟
أليس الفعل مسنداً إلى الشمس في كلتا الحالين، وما يظهر لنا أنه أسناد على وجه الفاعلية.
فكيف تزعم أنه ليس هناك ما يدل على حركة الشمس في قوله "طلعت"، بخلاف قوله "تجري"؟
أجيبك فأقول: لأننا عرفنا بدلائل العقل أن الأرض هي التي تدور حول محورها فيحصل تعاقب الليل والنهار.
ولكننا عرفنا هذا بدلائل العقل لا من الآية الكريمة.
فكيف يزعم بعض الإخوة أنهم عرفوا من آية "وترى الشمس ... إلخ" أن الأرض تدور حول محورها؟؟!!
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[04 Oct 2009, 08:38 م]ـ
الأخ الكريم بكر،
1. إذا كانت الحقيقة تعني مطابقة الفكرة للواقع. فكل ما يرد في كلام الله لابد أن يطابق الواقع، وإلا كان المتكلم غير الله. بعد هذا انظر إلى القرآن الكريم لتجد عدداً ضخماً من الآيات تتكلم عن الخلق. ثم تقول لي إن القرآن لم ينزل ليتكلم عن العلم!!! ثم من قال لك إن الإعجاز العلمي ليس من الهداية، هل تراه من الضلال؟! ثم ما معنى قوله تعالى:" تبياناً لكل شيء؟ ". ولا يهمني من زعم أنه تبياناً لبعض الأشياء على الرغم من قوله تعالى:"لكل شيء".
2. أليس من الهداية أن يعرف الوثني حقيقة الشمس والقمر حتى لا يعود إلى عبادتها من دون الله. أليس من الهداية تصحيح المعلومات وتصويب الأوهام .... ؟!
3. العام المخصوص يكون في الأحكام الشرعية وليس في الأخبار. ثم إن التخصيص يكون من الشارع وليس من قِبلنا.
4. ما لنا وللذين يَمُطُّونَ معاني المفردات!! هل يجوز لنا أن نقلدهم لنثبت أننا وهم نخبط خبط عشواء. ثم هل رأيت أن باطل القاديانيين يستقيم في العقل وتقوم به الحجة؟!
5. المفسرون يقدِّمون لنا معنى المفردة. أما المعنى المستفاد من الجُمَل فقد تجدهم غير قادرين على تصوره. وهذا أمر نجده في كل لغات البشر؛ فمن قال لك إن كل إنجليزي يفهم معاني المفردات الإنجليزية يستطيع أن يفهم كل المعاني التي وردت في كلام الفلاسفة أو علماء الاجتماع أو علماء الحياة ... من الإنجليز؟!!
6. أما التصعد في السماء الذي أطلتَ الخوض فيه فقد ظهر أن الخلاف بيننا وبينك في كون الكلام موجه للعرب فقط أم للبشرية إلى يوم القيامة. القرآن الكريم نزل بلغة العرب إلى كل البشر. فقد يفهم العربي المقصود بالمفردة فيُفهِمُه غير العربي المراد من الكلام. فلعلك تقول إن العرب الأقحاح الذين كانوا يعيشون في البادية قبل سنة 250 هـ هم أقدر منا اليوم على فهم المعاني المرادة من النص الكريم!!! وأذكرك قول الرسول عليه السلام:"إنما أنا قاسم والله يعطي"، وقصة الخيط الأبيض والأسود معروفة لديك.
7. أما كلام المتنبي فلا علاقة له بالأخبار. فإنما يأمرك أن لا تقنع بما هو دون النجوم ومن هنا لا حد لطموحك.
8. طلعت وظهرت لا تستلزم حركة. أما تجري فتستلزم حركة. والفاعلية لا تستلزم دائماً حركة، كأن تقول: كتم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[05 Oct 2009, 01:42 ص]ـ
إذا كانت الحقيقة تعني مطابقة الفكرة للواقع. فكل ما يرد في كلام الله لابد أن يطابق الواقع، وإلا كان المتكلم غير الله. بعد هذا انظر إلى القرآن الكريم لتجد عدداً ضخماً من الآيات تتكلم عن الخلق. ثم تقول لي إن القرآن لم ينزل ليتكلم عن العلم!!!
. . . . .
المفسرون يقدِّمون لنا معنى المفردة. أما المعنى المستفاد من الجُمَل فقد تجدهم غير قادرين على تصوره. . . . . فقد يفهم العربي المقصود بالمفردة فيُفهِمُه غير العربي المراد من الكلام. فلعلك تقول إن العرب الأقحاح الذين كانوا يعيشون في البادية قبل سنة 250 هـ هم أقدر منا اليوم على فهم المعاني المرادة من النص الكريم!!!. . . وقصة الخيط الأبيض والأسود معروفة لديك.
بارك الله بك أبا عمرو، فهذا فهم سديد
وقد أعجبتنى اشارتك الى قصة الخيطين الأبيض والأسود، ودلالتها لا تخفى على المتأمل، ولا أعرف ماذا سيكون رأى الأخ بكر فيها؟
زادكم الله فقها وعلما
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[05 Oct 2009, 04:27 م]ـ
الأخ الكريم أبا عمرو:
لاحظت أخي أنك لا تزال تقع في نفس المصادرة التي وقع فيها الإخوة بوجه أو بآخر:
1. إذا كانت الحقيقة تعني مطابقة الفكرة للواقع. فكل ما يرد في كلام الله لابد أن يطابق الواقع، وإلا كان المتكلم غير الله. بعد هذا انظر إلى القرآن الكريم لتجد عدداً ضخماً من الآيات تتكلم عن الخلق. ثم تقول لي إن القرآن لم ينزل ليتكلم عن العلم!!! ثم من قال لك إن الإعجاز العلمي ليس من الهداية، هل تراه من الضلال؟! ثم ما معنى قوله تعالى:" تبياناً لكل شيء؟ ". ولا يهمني من زعم أنه تبياناً لبعض الأشياء على الرغم من قوله تعالى:"لكل شيء".
لا زلت لا أسلم لك أن القرآن نزل ليشكف لنا خبايا العلوم التجريبية وأسرارها، فكان لا بد من دليل على ما ذهبتَ إليه. أما الآيات التي تدعو الإنسان إلى التدبر والتفكر في خلق الله فنهمها كما ينبغي أن نفهمها، هي جاءت تدعو الإنسان إلى النظر في خلق الإنسان والسماء وفي خلق الأرض والجبال والأنعام .... إلخ. ولا شك أن ما يصل إليه الإنسان من علوم وكشوف واختراعات يزيد في إيمان المرء ويقويه، فيظل يلهج بحمد الله وشكره على ما يسر له، وما من به عليه.
كل هذا لا ننكره ولا نجحده، وهذه الآيات الكثيرة إنما تدعو الإنسان إلى التفكر والتدبر، والوصول من هذا إلى الخالق الذي تستند هذه الأشياء في وجودها إليه، ولا يستند هو سبحانه وتعالى إلى شيء.
أما أن نقول إن الآيات جاءت لتكشف لنا عن أسرار العلوم التجريبية، والكشوف والمخترعات، وعن نظريات علمية لم نتبينها إلى آخراً فهذا ما ننازع فيه، وقد قلنا مرات كثيرة: إننا لا ننكر حقائق العلم التجريبي ولا نجحدها، وليس لنا أن ننكر شيئاً منها إذا ما ثبت، وإنما ننازع في زعمكم ودعواكم أن القرآن دل عليها وأشار إليها ...
نحن لا ننكر حقيقة أن الأكسجين يقل في طبقات الجو العليا، وإنما ننكر أن يكون القرآن دل عليها في قوله تعالى ((كأنما يصعد في السماء))، ولا ننكر أن البصمات تختلف من شخص لآخر، وإنما ننكر أن يكون قوله تعالى ((بلى قادرين على أن نسوي بنانه)) دالاً على اختلاف البصمات .... وهكذا.
وعلى هذا، فالقرآن دعا إلى التفكر والتأمل والنظر للوصول إلى ضرورة وجود الله سبحانه وتعالى، أما أن يكون دل على أصول العلوم التجريبية والنظريات العلمية وغير ذلك، فهذا ما ننكره، ونشدد النكير على القائل به.
أما أن الإعجاز العلمي هداية أو ضلال؟ فلا زلت أطلب الدليل عند القائلين به على ثبوته، أما وهو لم يثبت بعد، فلا وجه للقول به.
أما قوله تعالى "تبياناً لك شيء" فهو من العام الذي أريد به الخصوص، على غرار قوله تعالى (تدمر كلَّ شيءٍ بأمر ربها) (الأحقاف:25)، وهي لم تدمر إلا قوم عاد!
فكيف ذلك والله يقول "تدمر كل شيء"؟!!
إذا لم يكن يهمك زعم من زعم أنه "تبياناً" لبعض الأشياء على الرغم من قوله تعالى "لكل شيءٍ"، فأجدر بك ألاّ يهمك أنه لا تزال توجد حياة على وجه هذه البسيطة!!!
2. أليس من الهداية أن يعرف الوثني حقيقة الشمس والقمر حتى لا يعود إلى عبادتها من دون الله. أليس من الهداية تصحيح المعلومات وتصويب الأوهام .... ؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
وما الذي زاده العلم الحديث في أمر الشمس والقمر مما يبعد الوثنيين عن عبادتها؟!
3. العام المخصوص يكون في الأحكام الشرعية وليس في الأخبار. ثم إن التخصيص يكون من الشارع وليس من قِبلنا.
وقوله تعالى (تدمر كل شيء بأمر ربها) من باب الأخبار، لا من باب الأحكام الشرعية؟!
ثم إن التخصيص يكون بالشرع، ويكون بالعقل ويكون بالعرف، وهذا مبسوط في أصول الفقه.
4. ما لنا وللذين يَمُطُّونَ معاني المفردات!! هل يجوز لنا أن نقلدهم لنثبت أننا وهم نخبط خبط عشواء. ثم هل رأيت أن باطل القاديانيين يستقيم في العقل وتقوم به الحجة؟!
فلا بد إذن عند الحديث عن تفسير الكلام ومعرفة مراد المتكلم من أصول نجري عليها في فهم الكلام، وإلا وقعنا في الخطأ وحملنا كلام المتكلم ما لا يحتمله، وهذه الأصول نزعم أن أرباب الإعجاز العلمي وأنصاره قد خالفوها، ولمن أراد أن يعرف صدق ذلك أن يرجع إلى شيء من فقه اللغة كما هو عند علماء أصول الفقه، وإلا كان ممن يخبطون خبط عشواء.
وما أراه أن الإعجاز العلمي لا تقوم به حجة، فإن كان عندكم ما تحتجون به في هذا الباب على صدق مدعاكم، فجيؤونا به بارك الله فيك.
5. المفسرون يقدِّمون لنا معنى المفردة. أما المعنى المستفاد من الجُمَل فقد تجدهم غير قادرين على تصوره. وهذا أمر نجده في كل لغات البشر؛ فمن قال لك إن كل إنجليزي يفهم معاني المفردات الإنجليزية يستطيع أن يفهم كل المعاني التي وردت في كلام الفلاسفة أو علماء الاجتماع أو علماء الحياة ... من الإنجليز؟!!
ليس شرطاً أن يفهم كل عربي معنى الكلام، بل قد روي أن عمر بن الخطاب لم يكن يعرف معنى كلمة "تخوف" حتى أخبره بها الهذلي، وكذلك "الأب" في قوله تعالى (فاكهة وأبا) ...
أما أن ألا يعرف المعنى أحد من العرب أو المفسرين فلا، فكيف وأنت تدعي أن المفسرين لجؤوا إلى توليد المعاني بعد أن عجزوا عن تصور المراد؟!
وقد تجد المفسرين يختلفون في معرفة المراد بكلام الله، وتجد أحدهم يذهب إلى ما لا يذهب إليه غيره، وهم في كل هذا لا يجاوزون معهود العرب في كلامها وتصرفها فيه، أما أن نزعم أن المعنى بقي غير متصور لقرون متطاولة حتى جاء العلم الحديث فكشف عنه، فأجدر بقائل هذا ألاّ يقضى منه العجب.
6. أما التصعد في السماء الذي أطلتَ الخوض فيه فقد ظهر أن الخلاف بيننا وبينك في كون الكلام موجه للعرب فقط أم للبشرية إلى يوم القيامة. القرآن الكريم نزل بلغة العرب إلى كل البشر. فقد يفهم العربي المقصود بالمفردة فيُفهِمُه غير العربي المراد من الكلام. فلعلك تقول إن العرب الأقحاح الذين كانوا يعيشون في البادية قبل سنة 250 هـ هم أقدر منا اليوم على فهم المعاني المرادة من النص الكريم!!! وأذكرك قول الرسول عليه السلام:"إنما أنا قاسم والله يعطي"، وقصة الخيط الأبيض والأسود معروفة لديك.
القول بالإعجاز العلمي في آية (كأنما يصعد في السماء) فيه خروج على اللغة، وأصول البلاغة وحسن الإفهام. ولم أجد فيما كتب الإخوة ما ينفصلون به عن الإلزامات التي توجهت عليهم.
لا شك أن العرب الأولين كانوا أقدر منا على فهم القرآن، فالقرآن إنما نزل بلسانهم، ولم يكونوا في الغالب الأعم بحاجة إلى معاجم لغوية، ولا إلى شيء من النحو والصرف يقومون به ألسنتهم، ولا إلى شيء من أصول الفقه، وهم وإن كان قد خالط ألسنتهم اللحن عندما اختلطوا بالأعاجم إلا أنهم كانوا أقرب منا إلى لسان العرب ومعهودها في الألفاظ والمعاني.
فكيف بمن يدعي أنه الآن أقرب إلى فهم القرآن وهو لا يستطيع أن يقيم جملة واحدة لا يلحن فيها، ولا شيء عنده من فقه اللغة، ولا من أصول الفقه، ثم يتجاوز هذا كله، ويريد أن يفهم القرآن كما يحلو له ...
أنت تتحدث يا أخي الكريم عما قبل 250 هـ؟
عن سيبويه، والخليل بن أحمد، وأبي عمرو بن العلاء، الحضرمي والكسائي والفراء، ويونس بن حبيب، وعيسى بن عمر الثقفي وغيرهم كثير ...
ثم تذكر هذا على سبيل التعجب؟!
كلامك ها هنا لا يقضى منه العجب ...
7. أما كلام المتنبي فلا علاقة له بالأخبار. فإنما يأمرك أن لا تقنع بما هو دون النجوم ومن هنا لا حد لطموحك.
هذا لا يجديك ...
الأمر قد يفهم منه الإخبار مثل "إذا لم تستح فاصنع ما شئت"، كما أن الأخبار قد يفهم منها الأمر كما في قوله تعالى (والوالدات يرضعن أولادهن).
8. طلعت وظهرت لا تستلزم حركة. أما تجري فتستلزم حركة. والفاعلية لا تستلزم دائماً حركة، كأن تقول: كتم.
"طلعت" أو "ظهرت" تستلزم حركة، سواء كانت ظاهرية أم حقيقية، ومعرفة إذا ما كانت الحركة ظاهرية أم حقيقية لا يمكن أن نستنبطه من الآية.
فتأمل بارك الله فيك ...
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[05 Oct 2009, 05:10 م]ـ
كيف تريد أن تفهم من لا يريد أن يفهم!!!!؟
إن الله تعالى حينما قال:" بلى قادرين على نسوي بنانه" أراد تبارك وتعالى أن ينبهنا إلى عظيم قدرته وعجيب صنعه في خلقه، وهنا يقف المؤمن المتفكر المتدبر ويتسأل: لماذا خص الله البنان دون غيرها، كالألوان والأطوال والألسن ...... ألخ؟
ثم يأتي العلم ليكشف لنا عجيبة من عجائب صنعه وعظيم قدرته التي لا حدود لها ويكشف لنا أن كل مخلوق يختص ببصمة تميزه عن غيره بحيث لا يوجد شخصان يتطابقان في بصمتهما بل إن بصمات الشخص الواحد تختلف من إصبع إلى آخر، وهنا يتبين لنا الحكمة من تخصيص البنان دون غيرها من الأمور المختلفة الظاهرة لكل أحد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[05 Oct 2009, 05:19 م]ـ
كيف تريد أن تفهم من لا يريد أن يفهم!!!!؟
إن الله تعالى حينما قال:" بلى قادرين على نسوي بنانه" أراد تبارك وتعالى أن ينبهنا إلى عظيم قدرته وعجيب صنعه في خلقه، وهنا يقف المؤمن المتفكر المتدبر ويتسأل: لماذا خص الله البنان دون غيرها، كالألوان والأطوال والألسن ...... ألخ؟
ثم يأتي العلم ليكشف لنا عجيبة من عجائب صنعه وعظيم قدرته التي لا حدود لها ويكشف لنا أن كل مخلوق يختص ببصمة تميزه عن غيره بحيث لا يوجد شخصان يتطابقان في بصمتهما بل إن بصمات الشخص الواحد تختلف من إصبع إلى آخر، وهنا يتبين لنا الحكمة من تخصيص البنان دون غيرها من الأمور المختلفة الظاهرة لكل أحد.
ولماذا قال العرب: إن له عليها إصبعاً؟؟!!
لماذا خص العرب الإصابع بالذكر دون غيرها كاليد والذراع والعضد والأرجل؟!
إن العرب عندما قالت: إن له عليها إصبعاً، إنما أرادت تنبهنا إلى عظيم قدرة الله وعجيب صنعه في خلقه، وهنا يقف المؤمن المتفكر المتدبر ويتسأل: لماذا خصت العرب الأصبع دون غيرها، كالألوان والأطوال والألسن ...... ألخ؟
ثم يأتي العلم ليكشف لنا عجيبة من عجائب صنع الله وعظيم قدرته التي لا حدود لها ويكشف لنا أن كل مخلوق يختص ببصمة تميزه عن غيره بحيث لا يوجد شخصان يتطابقان في بصمتهما بل إن بصمات الشخص الواحد تختلف من إصبع إلى آخر، وهنا يتبين لنا الحكمة من تخصيص الأصابع دون غيرها من الأمور المختلفة الظاهرة لكل أحد.
فكيف تنفصل عن هذا؟؟
ستقول: القرآن كلام الله وليس من الأمثال، ولا أدري كيف طاوعتك نفسك على موازنة كلام الله بأمثال العرب .... إلخ.
وهذه مصادرة، وجوابك مردود عليك ...
فابحث عن جواب آخر ...
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[05 Oct 2009, 06:16 م]ـ
الأخ الكريم بكر،
1. الآيات القرآنية لم تقتصر على الدعوة إلى النظر، بل وصفت وقائع كثيرة تتعلق بالكون والكائنات. وهذا الوصف إما أن يوافق الواقع وإما أن يخالفه.
2. قوله تعالى:"كأنما يصعد في السماء" لا يذكر الأوكسجين، ولا يذكر الضغط الجوي، وإنما يقرر حقيقة أن من يصعد في السماء يضيق صدره. ونحن نؤكد أن الكلام إذا لم يفهمه البعض في بعض العصور، فإن الكل في عصر محدد هم بعض المخاطبين. وأنا معك أن قوله تعالى: "بلى قادرين على أن نسوي بنانه" لا يشير إلى البصمة أو غيرها، ولكن لا مانع أن يذكر هذا ليساعد في فهم الاحتمالات التي يحتملها النص .. ولكن قوله تعالى:" وجعلنا من الماء كل شيء حي" فيشير إلى أن الأحياء خلقت من ماء، وأنت تريد أن تخصص هذه الآية لتنفي أن الآية نص في حقيقة علمية، لأنك تنكر أن يكون كلام الخالق مطابقاً للواقع، أي حقيقة علمية.
2. أما قوله تعالى:"تدمر كل شيء" فالمقصود به كل شيء أمرها الله أن تدمره. بدليل قوله تعالى:"تدمر كل شيء بأمر ربها". مع إقراري بخطأ قولي إن التخصيص لا يكون إلا في الأخبار.
3. إذا عرف الإنسان حقائق الأشياء أصبح من السهل عليه أن يعرف ربه. وإليك هذا المثال: امرأة تذهب بوليدها إلى المشعوذين طلباً للشفاء. فإذا قمنا بشرح حقيقة مرض وليدها وطرائق معالجته، سهل علينا اقناعها بجدوى الذهاب إلى الطبيب." وكيف تصبر على ما لم تحط به خبراً". ومعرفة حقيقة الشمس والقمر والأفلاك يساعد في اقناع من يعبدها أنها لا تستحق العبادة، بل هي مسخرة لمصالح الإنسان.
4. إنكار الإعجاز العلمي بإطلاق هو ما نعارضه، أما طلب الدليل على صدقية الاستنباط فأمر مشروع. ومن هنا لا يجدي التمسك بالأمثلة المتهافتة لتكون الدليل على رفض الإعجاز العلمي. فعندما قلت لك إن العلم يجزم بأن النسيج العظمي في الجنين يتكون قبل اللحمي، بما يوافق قطعي القرآن الكريم:" فكسونا العظام لحما" ذهبت لمناقشة أمور أخرى ولم تجب عن هذه المسألة. وهل مثل هذه الآية لا تمس العلم؟
5. أكرر أن فهم المفردات لا يعني فهم الجملة. فقد يفهم الخليل بن أحمد كل مفردة من مفردات قوله تعالى:"وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي"، وقد يجهل السبب الحقيقي وراء التأنيث في قوله تعالى:"اتخذي" فيذهب إلى القول: إن التأنيث كان هنا لأن النحل من الحشرات، أو يقول إن ذلك يجوز في لغة أهل الحجاز. وليس بالضرورة أن يعرف الخليل بن أحمد حقائق عالم النحل فيدرك أن الأنثى هي التي تصنع العسل. وهنا أنبهك أخي بكر إلى أن الأصل في العربية تذكير كلمة النحل، فالعدول عنه إلى التأنيث فيه دقة تمنع التعارض مع الواقع. وهذا مثال قد يصلح لتوضيح مبدأ عدم التعارض الذي ذكره الشيخ بسام جرار.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[05 Oct 2009, 11:02 م]ـ
ولماذا قال العرب: إن له عليها إصبعاً؟؟!!
لماذا خص العرب الإصابع بالذكر دون غيرها كاليد والذراع والعضد والأرجل؟!
إن العرب عندما قالت: إن له عليها إصبعاً، إنما أرادت تنبهنا إلى عظيم قدرة الله وعجيب صنعه في خلقه، وهنا يقف المؤمن المتفكر المتدبر ويتسأل: لماذا خصت العرب الأصبع دون غيرها، كالألوان والأطوال والألسن ...... ألخ؟
ثم يأتي العلم ليكشف لنا عجيبة من عجائب صنع الله وعظيم قدرته التي لا حدود لها ويكشف لنا أن كل مخلوق يختص ببصمة تميزه عن غيره بحيث لا يوجد شخصان يتطابقان في بصمتهما بل إن بصمات الشخص الواحد تختلف من إصبع إلى آخر، وهنا يتبين لنا الحكمة من تخصيص الأصابع دون غيرها من الأمور المختلفة الظاهرة لكل أحد.
فكيف تنفصل عن هذا؟؟
ستقول: القرآن كلام الله وليس من الأمثال، ولا أدري كيف طاوعتك نفسك على موازنة كلام الله بأمثال العرب .... إلخ.
وهذه مصادرة، وجوابك مردود عليك ...
فابحث عن جواب آخر ...
أقول كلامك ساقط لا يقوله طويلب علم فضلا عن عالم، وهذا دليل على جهل مطبق، واسمح لي أن أقول لك إنك تهرف بما لا تعرف وتردد عبارات أظنك قد حفظتها أو نقلتها ولا تعرف معناها، فرجاء أن تكف عن الهذيان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[05 Oct 2009, 11:57 م]ـ
ولماذا قال العرب: إن له عليها إصبعاً؟؟!!
..
البنان: أطراف الأصابع (المعجم الوسيط 1/ 72)
الإصبع: أحد أطراف الكف أو القدم.
.. وتطلق الإصبع على الأثر.يقال: عليه من الله إصبعٌ حسنة ٌ: أثرُ نعمةٍ.
ويقال: وله في هذا الأمر إصبع. (المعجم الوسيط 1/ 506)
فالإصبع هنا هو الأثر.
والبنان غير الإصبع.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[06 Oct 2009, 01:55 ص]ـ
الإخوة أبا عمرو وبكر ..
أحسن الله إليكما على هذا النفس العلمي في الألفاظ والمضامين.
الأخ حجازي الهوى:
قل شيئا نفيد منه علما بارك الله فيك أو دعنا نستمتع بهذا النقاش.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[06 Oct 2009, 02:08 ص]ـ
ونحو قول متوازن في مسالة الإعجاز العلمي أود أن أنقل اقتباسين من موضوع سابق فيها كثير من النفع والفائدة إن شاء الله.
1/ تعليق للدكتور ناصر الماجد -المشرف على الملتقى- على مقال للشيخ مساعد الطيار قال فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الموضوع له أطرافه وجوانبه المتعددة
وأحب أن أعلق على مقالة أخي د. مساعد، بأمرين:
الأمر الأول: أظن أن رأيك أخي الكريم فيما يتعلق بالإعجاز العلمي ومن خلال تتبع كثير من مقالاتك القيمة في هذا المجال ينبني على أصل لا أظنه حظي بحقه من التحقيق والتحرير، ولو تحرر هذا الأصل لزال إشكال كبير يتعلق بهذا المجال، ولتوضيح هذا الأصل أطرح عدة أسئلة أرجو أن تلقي الضوء على ما أريد الوصول إليه:
1. هل الأمة بمجموعها ملزمة بفهم كل معاني القرآن ودلالته؟
2. وهل في وسعها ذلك؟
3. وهل معاني القرآن الكريم كلها قد فهمتها الأمة؟
4. وهل بقاء شي من تلك المعاني غير مفهوم يقدح في الأمة؟
5. ألا يمكن أن يفرق بين الدلالات الأصلية والتابعة؟
6. ألا يمكن أن يفرق بين الدلالات المتعلقة بالتكليف الذي يتعلق به الثواب والعقاب، من تلك المتعلقة بالهدايات العامة التي هي في معنى قوله تعالى: إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم.
أن مدار الإشكال أن تضيق دلالات القرآن الكريم مع ما تواضع عليه أهل العلم من أن القرآن حمال للوجه واسع الدلالة.
الأمر الثاني: يتعلق بمسألة الظنية في تلك الدلالات ـ وقد أشار إلى هذا أيضا أخي الكريم أبو بيان سلمه الله، وأيضا أحب أن أطرح تساؤلا:
هل كون تلك المعاني التي يقررها الإعجاز العلمي ظنية الدلالة ـ على فرض صحة هذا ـ يقدح في دلالاتها على الإعجاز العلمي، لأنه لو صح هذا فإن ذلك قادح أيضا في دلالة الإعجاز البياني والتشريعي وغيره من مجالات الإعجاز؛ لأن كثيرا من المعاني التي تقرر هناك مما يتعلق ببلاغة القرآن أو تشريعاته ونحو ذلك هي في حقيقتها اجتهاد من الناظر فيها وليبست مسألة قطعية.
والمقصود أن هذه القضايا الظنية المفردة إذ جمعت شكلت في مجموعها مسألة قطعية، وإن كان آحادها ربما كان فيه ما هو ظني الدلالة
والله أعلم
2/ تعليق للشيخ فهد الوهبي -عضو لجنة الإشراف العلمي في الملتقى- على الموضوع ذاته قال فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً: أنه ينبغي أن يُعلم أن التفسير بمفهومه العام ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: معرفة معاني مفردات القرآن: وهذا هو عمل غالب المفسرين، وهذا القسم الذي لا يمكن أن يقال أن السلف قد جهلوا منه شيئاً، فمعرفة معاني كتاب الله تعالى معلومة كلها للسلف، وفي جيل الصحابة رضي الله عنهم استقرت تلك المعرفة، إذ هم العرب الأقحاح، والقرآن نزل بلسان عربيٍّ مبين، فالصحابة بمجموعهم علموا جميع معاني كتاب الله تعالى، وهكذا تناقل من بعدهم علمَهم ثم دوِّن في كتب التفسير.
القسم الثاني: معرفة حقائق ما ذكر في القرآن: وهذا ما قد يطلق عليه مصطلح التأويل في أحد معانيه، وهذا القسم الذي نجزم بعدم معرفة السلف رحمهم الله لبعضه، ويدخل في ذلك أمور:
أ ـ حقيقة الساعة وأهوالها، وحقيقة صفات الله تعالى المذكورة في القرآن.
ب ـ الحقائق الكونية المذكورة في القرآن: كحقيقة إنزال المطر وتكوينه، وحقيقة الرعد والبرق وتكوينهما، وحقيقة الزلازل، وغيرها، وقد يوجد لدى العرب بقيةٌ من علوم الأقدمين في هذه الحقائق ولكنها لا تصل إلى ما وصل إليه العلم المعاصر فيها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ج ـ حقيقة بعض ما ذكره القرآن مما استقر في أذهان العرب التمثيل به، كرؤوس الشياطين التي مثل الله تعالى بها طلع شجرة الزقوم في قوله تعالى: (طلعها كأنه رؤوس الشياطين)، فالعرب لا تعرف حقيقة رؤوس الشياطين، وإنما استقر في أذهانها قبحها، وقريبٌ من ذلك، ظلمات البحار التي مثل الله تعالى بها في قوله: (ظلماتٌ بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها) فالعرب لم تصل إلى تلك الظلمات وإنما هو امرٌ قد استقرَّ في أذهانهم.
وفي هذا القسم يكون للإعجاز العلمي مدخل في معرفة ما يمكن الوصول إليه من الحقائق كمعرفة إخراج الأرض للأثقال عند حدوث الزلازل، وإن كانت الآية في يوم القيامة، وذلك في قوله تعالى: (إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها)، فههنا يتكلم أهل الإعجاز فيما يستنبطونه من القرآن.
القسم الثالث: معرفة دلالات القرآن الكريم: وهذا الباب هو باب الاستنباط من القرآن، ولا يمكن لأي جيل أن يدَّعي معرفة جميع ما يستنبط من القرآن، بل كل جيل يستخرج من مكنونات القرآن ما يدل ذلك على عظمة هذا الكتاب ومنزله جل وعلا، وكل ما يستنبطه العلماء داخل في هداية القرآن التي ذكرها الله جل وعلا بقوله تعالى: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم)، ولأهل الإعجاز أيضاً ههنا مدخلٌ؛ إذ كثير مما يذكرونه داخل في باب دلالات القرآن، ولكن الخطأ يقع في صحة تلك الدلالات، أي: صحة ارتباط تلك المعاني الإعجازية بالقرآن. ومثال دخول ما يذكره الإعجازيون في هذا القسم؛ قوله تعالى: (كأنما يصعد في السماء) إذ يربطون بالآية النظرية القائلة أن الأكسجين يقل كلما صعد الإنسان في السماء. ويبقى النقاش في صحة هذا الربط.
ثانياً: أن النقاش في المعاني الإعجازية المأخوذة من القرآن يكون في أمرين:
أ ـ صحة ذلك المعنى في نفسه، أي: ثبوت تلك النظرية واستقرارها، إذ لا يجوز ربط القرآن بأمر مشكك، لا تعلم صحته، ومن باب أولى بما ثبت خطأه.
ب ـ صحة دلالة القرآن على ذلك المعنى، فلا بد من دلالة لفظية أو قاعدة استنباطية تدل على ذلك المعنى، إذ ليست نسبة هذا المعنى بالقرآن أولى من نفيه عنه إذا لم يوجد وجه صحيح يدل على الربط.
أرجو التأمل في هذين النقلين ففيهما خلاصة لمسائل عديدة ونفس علمي سديد أرجو أن نسير على منوالهما لنصل إلى وجهة نظر واضحة في هذا الموضوع.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[06 Oct 2009, 08:46 ص]ـ
الإخوة أبا عمرو وبكر ..
أحسن الله إليكما على هذا النفس العلمي في الألفاظ والمضامين.
الأخ حجازي الهوى:
قل شيئا نفيد منه علما بارك الله فيك أو دعنا نستمتع بهذا النقاش.
إن كنت ترى فيما يكتبه الجازي كلاما علميا فنصيحتى لك أن تراجع معلوماتك وما درسته في تخصصك.
أما كلامي فإذا لم تر فيه شيئا تفيد منه علما فغض الطرف عنه.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[06 Oct 2009, 09:55 ص]ـ
الأخ حجازي الهوى:
دعنا نستمتع بهذا الجدل البيزنطي
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[06 Oct 2009, 07:02 م]ـ
جزاك الله خيراً ...
1. الآيات القرآنية لم تقتصر على الدعوة إلى النظر، بل وصفت وقائع كثيرة تتعلق بالكون والكائنات. وهذا الوصف إما أن يوافق الواقع وإما أن يخالفه.
ونحن نزعم أن هذا الوصف مطابق للواقع، ونزيد عليه أن هذا الوصف كان من جنس ما كانت العرب تعرفه، ولم يكن هناك شيء لم تكن العرب تعرفه حتى جاء العلم الحديث فكشف عنه.
وهذا محل النزاع أخي الكريم ...
عندما ذكر القرآن أمر النحل والنمل والأنعام والنجوم، لم يكن هناك شيء مما لم تكن العرب تعرفه.
ومثال النطفة والعلقة والمضغة خير دليل على ذلك.
فالقرآن ذكرها ليبين لمنكري البعث أنكم إن كنتم تستبعدون أمر البعث فانظروا إلى مبدأ خلقكم وأطواره .... ، وهذا كله مما كانت العرب تعرفه، ومما كانت جرت به الفتوى عند العلماء آنذاك.
(يُتْبَعُ)
(/)
2. قوله تعالى:"كأنما يصعد في السماء" لا يذكر الأوكسجين، ولا يذكر الضغط الجوي، وإنما يقرر حقيقة أن من يصعد في السماء يضيق صدره. ونحن نؤكد أن الكلام إذا لم يفهمه البعض في بعض العصور، فإن الكل في عصر محدد هم بعض المخاطبين. وأنا معك أن قوله تعالى: "بلى قادرين على أن نسوي بنانه" لا يشير إلى البصمة أو غيرها، ولكن لا مانع أن يذكر هذا ليساعد في فهم الاحتمالات التي يحتملها النص .. ولكن قوله تعالى:" وجعلنا من الماء كل شيء حي" فيشير إلى أن الأحياء خلقت من ماء، وأنت تريد أن تخصص هذه الآية لتنفي أن الآية نص في حقيقة علمية، لأنك تنكر أن يكون كلام الخالق مطابقاً للواقع، أي حقيقة علمية.
واسمح لي أن أخالفك ها هنا بما سبق أن بينته في مدراسة في آية ((كأنما يصعد إلى السماء))، فقد ذكرت أن العرب فهموها بمعنى المشقة، وذكر المفسرون أنها من الأمثلة التي تضرب على التكليف بما لا يطاق، كما يقال مثلاً " فلان بدو يقيم الدين في مالطا" دلالة على تكلفه ما لا يطاق، وطلبه ما ليس في الوسع، وكذلك "روح بلط البحر"، وكذلك أيضاً " روح طير"، فأنت تأمره بالطيران في السماء؟!
فهي أمثلة تضرب وتجد الكثير منها مما لا يفهم فهما حرفياً أو إفرادياً، بل لا بد من النظر في ذلك القول والمقصود به، وكذلك قول العرب "اصعد في السماء" لا يفهم فهماً إفرادياً، بل نطلب فيه فهم التركيب، وأنه مثل يقال في التكليف بما لا يطاق.
فإذا كشف العلم الحديث عن أن الأكسجين ينقص في طبقات الجو بالصعود في السماء، فنحن لا ننكر هذا، وإنما ننكر أن تكون للآية علاقة بهذا الكشف الجديد، حتى وإن كان الواحد منا يأنس بتفسير كهذا، ولكنه – والله أعلم- ليس من الحق في شيء، وقد ذكرت عليه ثلاثة اعتراضات:
1. فهم الآية على ما يقوله أرباب الإعجاز العلمي فيه خروج على أصول البلاغة وحسن الإفهام.
2. العرب فهموها وفهموا أنها بمعنى التكليف بما لا يطاق، وهذا الفهم كان على معهود العرب الأولين، فلا يقال إن العرب الأولين لجؤوا إلى التوليد لما عجزوا عن تصور المعنى، فإن أبيت أخي فلي أن أزعم أننا لجأنا إلى التوليد في المثل الجاري عندنا "روح بلط البحر"، ولكن ربما يأتي زمان نكتشف فيه أن أرض البحر غير صالحة للتبليط ... إلخ، فيكون هذا إعجازاً في مثلنا نحن.
قد تستبعد هذا أخي، ولكنه محتمل، وإن أسعفتني الذاكرة فلعلني آتيك بأمثلة أخرى مما يجري على ألسنتنا تحتمل التفسير العلمي.
3. الأصل أن نتبع في فهم الكلام معهود الناس في كلامهم وتصرفهم فيه، فلفظ "طول اليد" كان يدل في السابق على الصدقة وبذل الخير، وهو الآن يدل على السارق أو الحرامي، فإذا أوردنا الآن في كلامنا انصرفت أذهاننا إلى طول اليد بمعنى السرقة، لا بمعنى البذل والجود، والإنفاق، فلا يحق لك أن تقول إذا وصفت رجلاً بذلك في أيامنا هذه أنك قصدت إلى بذله وجوده، كما لا يحق لك أن تحمل هذه الكناية إذا وردت في كلام العرب الأولين على معنى السرقة ...
وكذلك الأمر في القرآن، فهو إنما نزل على معهود العرب الأولين أهل اللسان، فنتبع في فهمه وتفسيره معهودهم هم، لا معهودنا نحن.
2. أما قوله تعالى:"تدمر كل شيء" فالمقصود به كل شيء أمرها الله أن تدمره. بدليل قوله تعالى:"تدمر كل شيء بأمر ربها". مع إقراري بخطأ قولي إن التخصيص لا يكون إلا في الأخبار.
بارك الله فيك، وأحسن إليك ...
نعم أخي، المقصود أنها تدمر كل شيء مرت عليه، ولقد استفدنا هذا التخصيص بالرغم من أن اللفظ جاء عاماً "كل شيء".
وكذلك الأمر ها هنا في قوله تعالى "تبياناً لكل شيء"، فإننا نستفيد التخصيص من أن الرسل إنما بعثوا لتبليع الرسالة.
قال تعالى ((قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً))
وقال جل وعلا ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً))
وإنما قصدت بذلك أخي الكريم أن فهم المفسرين بأن المقصود كل شيء من أمر الدين، وليس كل شيء على العموم أمر تقبله اللغة، ويكون من العام المخصوص.
(يُتْبَعُ)
(/)
لك أن تتمسك بعموم قوله تعالى ((تبياناً لكل شيء)) أن لو لم يكن هناك ما يخصص هذا العموم، ويكفي في تخصيصه معرفتنا بأن الأنبياء إنما بعثوا لتبليغ الرسالة، وفيما سوى ذلك هم بشر مثلنا.
3. إذا عرف الإنسان حقائق الأشياء أصبح من السهل عليه أن يعرف ربه. وإليك هذا المثال: امرأة تذهب بوليدها إلى المشعوذين طلباً للشفاء. فإذا قمنا بشرح حقيقة مرض وليدها وطرائق معالجته، سهل علينا اقناعها بجدوى الذهاب إلى الطبيب." وكيف تصبر على ما لم تحط به خبراً". ومعرفة حقيقة الشمس والقمر والأفلاك يساعد في اقناع من يعبدها أنها لا تستحق العبادة، بل هي مسخرة لمصالح الإنسان.
أخالفك في أن كمال معرفتنا بأمر الشمس والقمر يساعد في إقناع من يعبدها أنها لا تستحق العبادة؟؟ فذلك أمر وهذا أمر آخر.
وعلى سبيل المعارضة، انظر ما جنى العلم الحديث على الغرب، إذا قاد بعضاً من علمائهم إلى الإلحاد ونكران الخالق سبحانه وتعالى. وظنوا أنهم بما أوتوه من علوم الدنيا ملكوا أسباب الحياة.
4. إنكار الإعجاز العلمي بإطلاق هو ما نعارضه، أما طلب الدليل على صدقية الاستنباط فأمر مشروع. ومن هنا لا يجدي التمسك بالأمثلة المتهافتة لتكون الدليل على رفض الإعجاز العلمي. فعندما قلت لك إن العلم يجزم بأن النسيج العظمي في الجنين يتكون قبل اللحمي، بما يوافق قطعي القرآن الكريم:" فكسونا العظام لحما" ذهبت لمناقشة أمور أخرى ولم تجب عن هذه المسألة. وهل مثل هذه الآية لا تمس العلم؟
قد بينت أخي الكريم في آية ((كأنما يصعد في السماء)) كلاماً أحسبه قاطعاً في رد ما ذهب إليه أرباب الإعجاز العلمي في تفسيرها.
أما في باب ((فكسونا العظام لحماً)) فقد ظننت أنني إذ سبقت إليك بموضوع النطفة والعلقة والمضغة أجبتك على ذلك، ذلك أن الفقهاء الأولين عرفوها، وتبينوها، وأفتوا بها، فكيف ومرحلة العظام تأتي بعد ذلك؟
لا شك أنها ستكون معروفة ...
فإن كان هناك شيء لم أفطن إليه في جوابك، فبينه بارك الله فيك.
5. أكرر أن فهم المفردات لا يعني فهم الجملة. فقد يفهم الخليل بن أحمد كل مفردة من مفردات قوله تعالى:"وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي"، وقد يجهل السبب الحقيقي وراء التأنيث في قوله تعالى:"اتخذي" فيذهب إلى القول: إن التأنيث كان هنا لأن النحل من الحشرات، أو يقول إن ذلك يجوز في لغة أهل الحجاز. وليس بالضرورة أن يعرف الخليل بن أحمد حقائق عالم النحل فيدرك أن الأنثى هي التي تصنع العسل. وهنا أنبهك أخي بكر إلى أن الأصل في العربية تذكير كلمة النحل، فالعدول عنه إلى التأنيث فيه دقة تمنع التعارض مع الواقع. وهذا مثال قد يصلح لتوضيح مبدأ عدم التعارض الذي ذكره الشيخ بسام جرار.
قولك إنه قد يُجهل السبب الحقيقي من وراء التأنيث لا يسلم لك. فما يدريك أن ما وصل إليه أرباب الإعجاز العلمي في هذا الباب – لو سلمنا لهم به- هو السبب الحقيقي؟؟
أنت أيضاً لا تستطيع أن تجزم.
أما أن التأنيث هو لغة الحجاز أو تميم، فأظن أنه لا بد من قبوله، فهذا قول علماء اللغة الذين أخذوا اللغة عن أهلها والناطقين بها، فإن كان يجري على لسان بعضهم التذكير، وعلى لسان آخرين التأنيث، ولا ضير بعدها أن ينزل القرآن بالتأنيث أو التذكير.
كما أن الهمز كان لغة تميم، وترك الهمز كان لغة الحجاز.
وكما أن "ما" الحجازية تنصب، و"ما" التميمية لا تنصب، فهذه كلها من لهجات العرب، وبها جرت ألسنتهم، فلا يجوز أن نزعم إن الأمر كان لشيءٍ أبعد من اللهجات. هذه دعوى لا بد لها من دليل.
والقول بأن هذا التأنيث إنما كان لمراعاة الحقيقة العلمية لا يسلم لك، فما يدريك أن هناك ما هو أبعد من ذلك؟
ثم لماذا أنثوا الشمس وذكروا القمر، ولا مدخل لها في التذكير والتأنيث؟ ولماذ لم يكن هناك وصف آخر أو شيء آخر يجرونه فيما هو ليس بالمذكر والمؤنث؟
وغير ذلك كثير في اللغة ...
وقد ذكرت لك أخي قبل أن عدم التعارض الذي قال به الشيخ بسام جرار إنما هو عمل المفسر في درء التعارض، والمصير إلى تأويل سائغ عند وجود تعارض ظاهر، فكيف يجعل عدم التناقض (درء التعارض) الذي هو من عمل المفسر دليلاً على إعجاز القرآن؟؟
وبارك الله فيك.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[07 Oct 2009, 01:10 م]ـ
الأخ الكريم بكر،
1. ماذا تقول في قوله تعالى: "وأنزلنا الحديد"، هل كان العرب يعرفون أن الحديد قد نزل من السماء كما ينزل المطر، ثم ما بال جمهرة أهل التفسير يُخرِجون معنى "أنزلنا" عن ظاهرها؟ ّ!
2. هناك فرق بين قولك:" اذهب فاصعد في السماء"، الذي ظاهره التعجيز، وبين قولك:" يضيق صدره كالذي يصعد في السماء"، والذي قصد به تبيان حقيقة الضيق والحرج الذي يحصل في الصدر، ولا يقصد به التعجيز كما هو ظاهر. ولا نقبل أن يستبدل البعض السماء بالجبل، بل إن مثل هذا الاستبدال يدل على أن المقصود وفق أفهامهم ليس التعجيز. إذن النص الكريم لا يشير اطلاقاً إلى الاستبعاد وليس المقام مقام تعجيز، بل هو اثبات وتقرير. أما المسألة البلاغية فقد تم مناقشتها طويلاً.
3: "تدمر كل شيء بأمر ربها" المقصود كل شيء أمرها الله أن تدمره، وليس كل شيء مرّت عليه. وإذا كان:"تبياناً لكل شيء" مما يختص به الأنبياء من أمور الهداية فلا شك أن الإعجازات المثبتة للنبوّات تدخل في ذلك، كيف لا وهي تقدم الإثبات وتزيد الإيمان!! بل إن القضية الإيمانية مقدّمة على التشريعية ولا ينفصلان.
4. لا يمكن أن يكون العلم سبباً للإلحاد، وإنما ذلك ينتج عن الانحراف السلوكي. ومن هنا قال العلماء:" الإيمان يزيد وينقص؛ يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي".
5. ليس فقط النحل عدل به من التذكير إلى التأنيث، بل أيضاً العنكبوت:" كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً" على الرغم من أن التذكير أظهر، مع اقرارنا بجواز الوجهين. فالتزام التأنيث عندما يكون التذكير أظهر يلفت الانتباه، وعندما نجد أن أنثى العنكبوت هي التي تتخذ البيت ندرك الدقة التي تمنع حصول التناقض مع الواقع (مبدأ عدم التناقض) الذي ذكره الشيخ، ولا أتكلم عن مبدأ التوافق.
سددنا الله وإياك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[07 Oct 2009, 05:21 م]ـ
بارك الله فيك أخي أبا عمرو، وأثابك الله على هذه المدراسة النافعة ...
1. ماذا تقول في قوله تعالى: "وأنزلنا الحديد"، هل كان العرب يعرفون أن الحديد قد نزل من السماء كما ينزل المطر، ثم ما بال جمهرة أهل التفسير يُخرِجون معنى "أنزلنا" عن ظاهرها؟ ّ!
يقابله قوله تعالى ((خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ)) (الزمر:6). فهل نزلت الأنعام كما ينزل المطر؟
وبذلك نعرف أن جمهرة المفسرين اتبعوا المعنى ...
ثم هل يستطيعون إثبات هذا أم أنها كلها نظريات؟
2. هناك فرق بين قولك:" اذهب فاصعد في السماء"، الذي ظاهره التعجيز، وبين قولك:" يضيق صدره كالذي يصعد في السماء"، والذي قصد به تبيان حقيقة الضيق والحرج الذي يحصل في الصدر، ولا يقصد به التعجيز كما هو ظاهر. ولا نقبل أن يستبدل البعض السماء بالجبل، بل إن مثل هذا الاستبدال يدل على أن المقصود وفق أفهامهم ليس التعجيز. إذن النص الكريم لا يشير اطلاقاً إلى الاستبعاد وليس المقام مقام تعجيز، بل هو اثبات وتقرير. أما المسألة البلاغية فقد تم مناقشتها طويلاً.
والاعتراض البلاغي قوي ومتجه أخي الكريم، إذ لو أخذنا بما يقول به أرباب الإعجاز العلمي أبطلنا الغرض من التشبيه. ثم قلنا إن هذا مثل تضربه العرب في التكليف بما لا يطاق كقولنا ((بلط البحر))، ولو راجعت أخي الكريم مادة ((صعد)) في لسان العرب، عرفت أنها مرتبطة بالمشقة. وفي هذا كفاية.
3: "تدمر كل شيء بأمر ربها" المقصود كل شيء أمرها الله أن تدمره، وليس كل شيء مرّت عليه. وإذا كان:"تبياناً لكل شيء" مما يختص به الأنبياء من أمور الهداية فلا شك أن الإعجازات المثبتة للنبوّات تدخل في ذلك، كيف لا وهي تقدم الإثبات وتزيد الإيمان!! بل إن القضية الإيمانية مقدّمة على التشريعية ولا ينفصلان.
هذا متوقف على ثبوت الإعجاز العلمي في نفسه، أما وأنه لم يثبت بعد، فلا وجه للقول به ...
4. لا يمكن أن يكون العلم سبباً للإلحاد، وإنما ذلك ينتج عن الانحراف السلوكي. ومن هنا قال العلماء:" الإيمان يزيد وينقص؛ يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي".
ما قصدته أخي الكريم أن العلم الحديث سلاح ذو حدين، فهو يزيد إيمان المومن، ويزيد في كفر الكافر المعاند. ودعوة القرآن إلى التفكر والتدبر في خلق السماوات والأرض والجبال والإنسان أمر من شأنه أن يقود إلى الإيمان بالله ...
ولكن هل تثبت به نبوة محمد صلى الله عليه وسلم؟!
لا بد من دليل عليها، ونحن نقول إن الإعجاز البياني دليل على أن القرآن من عند الله، ودليل على أن محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله.
ثم جاء أرباب الإعجاز العلمي وأنصاره يدعون إن بإمكانهم التدليل على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم من وجه آخر هو ما يسمونه سبق القرآن إلى كشوف ونظريات لم يكتشفها العلم إلا حديثاً؟؟
ونحن لا نسلم لهم هذا الوجه من الاستدلال على أن القرآن من عند الله، وعلى نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، ولو أعدت النظر فيما دار في موضوع ((تهافت القول بالإعجاز العلمي في قوله تعالى ((كأنما يصعد في السماء)))) لعرفت كيف انتهى الأمر بالإخوة إلى المصادرة على المطلوب، وهو ما لا يجوز في أصول المناظرة.
لذلك أرجو أن نفرق أخي بين دلالة هذه الكشوفات والمخترعات على وجود الله الذي لا إله إلا هو، وهذا مسلم، وبين ما يزعمه أرباب الإعجاز العلمي من دلالة القرآن عليها، وهذا لا نسلمه لهم.
5. ليس فقط النحل عدل به من التذكير إلى التأنيث، بل أيضاً العنكبوت:" كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً" على الرغم من أن التذكير أظهر، مع اقرارنا بجواز الوجهين. فالتزام التأنيث عندما يكون التذكير أظهر يلفت الانتباه، وعندما نجد أن أنثى العنكبوت هي التي تتخذ البيت ندرك الدقة التي تمنع حصول التناقض مع الواقع (مبدأ عدم التناقض) الذي ذكره الشيخ، ولا أتكلم عن مبدأ التوافق.
سددنا الله وإياك.
بل نتبع معهود العرب في كلامها أخي الكريم، ونقول إن العرب قد تذكر هذا مؤنثاً أو مذكراً، كما أنهم أنثوا الشمس وذكروا القمر.
والله أعلم ...
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[07 Oct 2009, 09:12 م]ـ
الأخ الكريم بكر،
1. نعم أخي بكر لا بد من دراسة الأنعام وكيفية خلقها، وهل يمكن أن تكون قد خُلقت خارج الأرض، لأن القرآن الكريم يُصرّح بأنه أنزلها. وأعتقد أن هذه من المسائل التي يمكن للمسلم أن يهتم بها ليتحقق من حقيقة إنزال الأنعام. ولو رجعت أخي بكر إلى القرآن الكريم لوجدته يتكلم عن الأنعام بطريقة تختلف عن باقي الدواب. ولشيخي مقال في هذه المسألة موجود في موقع مركز نون الالكتروني.
2. أما باقي الملاحظات فيكفيني أن ينظر إليها القارئ فيرى فيها رأيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[08 Oct 2009, 12:55 ص]ـ
لا بد من دراسة الأنعام وكيفية خلقها، وهل يمكن أن تكون قد خُلقت خارج الأرض، لأن القرآن الكريم يُصرّح بأنه أنزلها ..
بالفعل لقد استوقفتنى من قبل هذه الآية الكريمة (التى تصرح بانزال الأنعام) وفكرت كذلك فى احتمال أنها قد خلقت - كما ذكرتم - خارج الأرض!!
ولو رجعت أخي بكر إلى القرآن الكريم لوجدته يتكلم عن الأنعام بطريقة تختلف عن باقي الدواب.
نرجو مزيد توضيح لقولكم هذا، وجزاكم الله خيرا
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[08 Oct 2009, 10:29 ص]ـ
أخي أبا عمرو بارك الله فيه:
أعذرني لو قلت لك:
جوابك الأخير كجناح هرم مرسل ...
فهل تعرف ما أقصد؟!
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Oct 2009, 11:17 ص]ـ
أخي أبا عمرو بارك الله فيه:
أعذرني لو قلت لك:
جوابك الأخير كجناح هرم مرسل ...
فهل تعرف ما أقصد؟!
شر البلية
ما يضحك
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[08 Oct 2009, 12:42 م]ـ
هذا إذا كنت فهمت شيئاً مما أقول ...
فهل فهمت المقصود؟!
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[08 Oct 2009, 03:18 م]ـ
الأخ الكريم العليمي،
انظر الآيات الآتية:
1. " خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الأنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ ... ": جاء الكلام عن إنزال الأنعام في هذه الآية بعد الكلام عن خلق الإنسان. والعجيب أن الكلام بعد ذلك استمر في الحديث عن خلق الإنسان، أي أن الكلام عن إنزال الأنعام جاء في وسط الكلام المستمر عن خلق الإنسان.
2. " أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ": لاحظ قوله تعالى:"مما عملت أيدينا" ومثل هذا ورد فقط في القرآن الكريم عند الحديث عن خلق الإنسان:" قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ".
3. "وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ": لاحظ هنا كيف تم الحديث عن الأنعام كشيء يتميز عن الدواب.
4. "وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ، أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ": لاحظ هنا الكلام عن نعمة الأنعام والبنين. واللافت تقديم الأنعام، ويبدو أن ذلك يرجع إلى كون النزول كان قبل خلق الإنسان ومن أجله.
وللمزيد يمكن مراجعة مقال الشيخ بسام جرار في صفحة مركز نون تحت عنوان متفرقات.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[09 Oct 2009, 04:19 ص]ـ
الأخ الكريم العليمي،
انظر الآيات الآتية:
1. " خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الأنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ ... ": جاء الكلام عن إنزال الأنعام في هذه الآية بعد الكلام عن خلق الإنسان. والعجيب أن الكلام بعد ذلك استمر في الحديث عن خلق الإنسان، أي أن الكلام عن إنزال الأنعام جاء في وسط الكلام المستمر عن خلق الإنسان.
2. " أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ": لاحظ قوله تعالى:"مما عملت أيدينا" ومثل هذا ورد فقط في القرآن الكريم عند الحديث عن خلق الإنسان:" قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ".
3. "وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ": لاحظ هنا كيف تم الحديث عن الأنعام كشيء يتميز عن الدواب.
4. "وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ، أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ": لاحظ هنا الكلام عن نعمة الأنعام والبنين. واللافت تقديم الأنعام، ويبدو أن ذلك يرجع إلى كون النزول كان قبل خلق الإنسان ومن أجله.
وللمزيد يمكن مراجعة مقال الشيخ بسام جرار في صفحة مركز نون تحت عنوان متفرقات.
شكرا لك أخى الكريم البيراوى
حقا ما ذكرتم من أن حديث القرآن عن الأنعام يبدو مميزا لها عن الدواب
والأمر يستحق المزيد من البحث والتدبر بالفعل كما أشرتم من قبل
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[14 Oct 2009, 11:19 م]ـ
كنت أفكر فى الكلام الذى أورده أخى أبو عمرو عن حديث القرآن المتميز عن الانعام، وعن انزالها من عند الله للناس كما توحى بذلك آية سورة الزمر
وهدتنى تأملاتى فى المسألة الى أن الأنعام مرتبطة ارتباطا وثيقا بوجود الأنسان، فليس الانسان وحده هو الذى فى حاجة ماسة الى وجودها، بل انها هى الأخرى لا غنى لها عن الانسان فى الحفاظ على نوعها من الانقراض والاندثار، وذلك من حيث أن الأنعام تعد بوجه عام من الحيوانات الضعيفة التى لا يتسنى لها أن تدافع وتذود عن أنفسها بكفاءة وأن تدرأ عنها خطر مهاجمتها وافتراسها من قبل الحيوانات الشرسة الضارية كالذئاب والسباع والنمور وما الى ذلك من أنواع الوحوش
ومن هنا فكرت فى كونها بحاجة ماسة الى الانسان الذى يرعاها ليستفيد منها أيما فائدة، وبالتالى فانه يرعاها كذلك بتوفير الملاذ الآمن لها (الحظائر والزرائب والمزارع وخلافه)، وهذا كله يستتبع أن يكون خلق الأنعام متزامنا مع خلق الانسان أو قريبا منه
وسبحان الله!! فاننى حين وصلت الى هذه النقطة من التفكير ذهبت استطلع مقال الشيخ بسام جرار على موقعه الالكترونى الذى أشار اليه أخى أبو عمرو، فاذا به يذكر كلاما مماثلا لما هدانى اليه تفكيرى، حيث كان مما قاله:
لا شك أنّ تذليل الأنعام وتدجينها للإنسان من الأمور اللافتة في خلقها، فكأنّ واقعها يقول: لقد خُلِقتُ لخدمة هذا الكائن المكرم، وجُعلت قريبة منه. بل هي بحاجة إلى رعاية الإنسان وحمايته، فانظر إلى الخراف، مثلاً، هل تملك لنفسها شيئاً أمام اعتداء الحيوانات المفترسة، على خلاف ما هو عليه الغزال من سرعة وحذر
ومن هنا أرى أن نستطلع رأى علماء الأحياء والتاريخ الطبيعى لمعرفة تقديرهم لزمن تواجد الأنعام على الأرض، وعلى من يعرف شيئا بهذا الخصوص أن يفيدنا به مشكورا.(/)
جدول للدروس الإسبوعية في القرآن وعلومه ....
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[02 Oct 2009, 01:56 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد
أتمنى أن تحدد هذه الصفحة للدروس العلمية في القرآن وعلومه على أن يذكر فيها
*الوقت (اليوم, الساعة) ومكانه - موضوع الدرس - المحاضر - رابط البث
وإن تيسر بعد كل درس المادة المفرغة والتسجيل الصوتي
حتى نستفيد جميعا ولايحصل هناك نوع من التشتت ويثبت الموضوع
وسأبدأ أنا بما أعرفه مما هو مذكور في مواضيع سابقة:
* يوم السبت 14 شوال 1430هـ بعد صلاة العشاء بجامع الراجحي بمخرج 15 بالرياض / التعليق على تفسير الإمام الطبري-رحمه الله- (سيبدأ التعليق من سورة المرسلات) / الدكتور مساعد الطيار -حفظه الله- /
1) http://www.liveislam.net/browsesubject.php?sid=&id=9969&action=listen
2) http://www.grajhi.com/
* ليلة الثلاثاء الموافق 17/ 10/ 1430 بعد صلاة العشاء الساعة الثامنة وخمس وأربعون دقيقة بتوقيت مكة المكرمة في ديوانية الدراسات القرآنية بمحافظة الطائف / (المنهجية العلمية لدراسة التفسير) / الدكتور مساعد الطيار -حفظه الله- /
1) موقع البث الإسلامي: www.liveislam.net
2) موقع آفاق القراءات على الرابط:
http://alq10com.s.roomsserver.net/
وأتمنى من كل من يعرف دروسا علمية في القرآن وعلومه أن يتحفنا بها لنستفيد ونرتب جداولنا عليه
جزاكم الله خيرا ونفعنا بما نقول ونسمع .............(/)
إعجاز الترتيب القرآني في العدد 169
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[03 Oct 2009, 11:26 ص]ـ
إعجاز الترتيب القرآني في العدد 169
ورد العدد 6 في القرآن الكريم في موضوع واحد هو خلق الكون , وقد ورد في 7آيات من بين آيات القرآن البالغة 6236 آية. (الكتاب المنظور)
من الملاحظ في هذه الآيات أنها رتبت في المصحف في مواقع مخصوصة نتج عنها ان يكون مجموع أرقام ترتيبها 169. (13 × 13)
ونلاحظ في الترتيب القرآني أن عدد سور القرآن التي يزيد عدد الآيات في كل منها على 114 آية هو 13 سورة، وقد رتبت هذه السور في مواقع مخصوصة بحيث جاء مجموع الأرقام الدالة على مواقع ترتيبها هو 169 أيضا. (الكتاب المقروء)
والآن لنتأمل العجيبة التالية:
بناء على ما سبق فمجموع الأرقام الدالة على ترتيب السور الباقية (101 سورة) هو 6386 (6555 – 169) وهذا العدد من مضاعفات الرقم 31 فهو يساوي:
206 × 31.
كما أن مجموع الأرقام الدالة على مواقع ترتيب آيات القرآن الباقية وعددها 6229 آية هو 333498 (333667 – 169). هذا العدد هو من مضاعفات الرقم 31 أيضا، فهو يساوي 10758 × 31.
هذا يعني بكل وضوح أن عدد سور القرآن، وعدد آياته، ومواقع ترتيبها، كل ذلك محدد بدقة وبتدبير بالغ الإحكام لا يمكن نسبته للبشر.
ولعل المطلوب الأول من أهل القرآن ومؤسساته بعض الاهتمام بالترتيب القرآني، ومراجعة السائد حول هذا الموضوع بعيدا عن تضارب الآراء والأقوال.
وكالعادة، قد يتوقف البعض عند هذه الظاهرة ليقول أليس في وسعنا أن نحاكي مثل هذه الظاهرة؟ وكأنه يظن أن إعجاز الترتيب القرآني يتوقف عند ما ذكرت، أقول له: لا وألف لا.
فهذه الظاهرة مؤيدة ومعززة بعشرات الظواهر الأخرى التي تقوم كل منها دليلا على صحة الأخرى.
أما لماذا 13؟ لماذا 169؟ لماذا 31؟ لماذا 6؟ لماذا 7؟
فلكل هذه الأسئلة أجوبة وأدلة.
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[03 Oct 2009, 12:56 م]ـ
بارك الله بك , شكراً أخي الكريم
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[03 Oct 2009, 09:03 م]ـ
(لعل البعض لا يرى في هذه العلاقة المحكمة ما نراه , ولذلك إليكم هذا التوضيح البسيط بعيدا عن التفاصيل:
تتألف كل من سورتي المسد والفلق من 5 آيات (تماثل).
افتراضا: إذا اعتبرنا سورة الفلق 4 آيات , وسورة المسد 6 آيات , يظل عدد آيات القرآن 6236 , ولكن ما الذي يحدث:
مجموع أرقام الآيات في سورة الفلق هو 15 (1+2+3+4+5 = 15) فإذا اعتبرنا عدد آياتها 4 سيصبح مجموع الأرقام 10 (نقص 5).
وإذا اعتبرنا عدد آيات سورة المسد 6 سيصبح مجموع أرقام الآيات 21 (زيادة 6).
وينتج عن ذلك أن يصبح مجموع أرقام آيات القرآن كلها 333668 مما يؤدي إلى الخلل في العلاقة المحكمة السابقة.
والسؤال: هل يمكن التدخل في أعداد الآيات والمحافظة على العلاقة المحكمة – على النحو الذي سبق توضيحه -؟ وما دلالة ذلك؟
جربوا وأخبرونا ...
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[03 Oct 2009, 11:44 م]ـ
- وبناء على ما سبق:
عدد آيات القرآن 6236 آية:
7 آيات مجموع أرقام ترتيبها 169 أي 13 × 13.
6229 آية مجموع أرقام ترتيبها 333498 أي 10758 × 31.
عدد سور القرآن 114 سورة:
13 سورة مجموع أرقام ترتيبها 169 أي 13 × 13.
101 سورة مجموع أرقام ترتيبها 6386 أي 206 × 31.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[04 Oct 2009, 12:25 م]ـ
مجرد ملاحظة:
طرحت هذه المقالة في ملتقى أهل التفسير وفي موقع آخر في نفس الوقت.
حتى هذه اللحظة كان عدد مشاهدي المقالة في ملتقى أهل التفسير 59، بينما بلغ في الموقع الآخر 240 ..
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[04 Oct 2009, 09:41 م]ـ
ترتيب محوره العدد 319:
وهذه علاقة أخرى بين عدد آيات القرآن , وأرقام ترتيبها , وأرقام ترتيب سور القرآن:
1 - عدد آيات القرآن هو 6236 , ومجموع أرقام ترتيب سوره هو 6555.
نلاحظ أن الفرق بين العددين هو 319 (6555 – 6236 = 319).
2 - مجموع أرقام ترتيب آيات القرآن البالغة 6236 هو: 333667.
حاصل قسمة العدد 333667 على 6555 يساوي 50 عدد صحيح والباقي 5917.
الملاحظة هنا:
العدد 5917 يقل عن العدد 6236 عددا هو 319. (6236 – 5917 = 319).
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[05 Oct 2009, 11:49 ص]ـ
وما أهمية العددين 13 و 31؟
العددان 13 و 31 (العدد 13 وعكسه) هو محوران رئيسيان في الترتيب القرآني. شأنهما شأن العدد 19.
لا بأس أن أذكركم بالآية المميزة على مستوى القرآن كله (فبأي آلاء ربكما تكذبان) انها تتكرر في سورة الرحمن 31 مرة ..
والآية الشارحة للحكمة من ذكر العدد 19 , إنها الآية رقم 31 في سورة المدثر ..
واليكم هذا المثال عن العددين 13 و 31:
سورة الرعد هي السورة رقم 13 في ترتيب المصحف، نلاحظ أن عدد آياتها 43.
إذا بحثنا عن السورة رقم 31 أي عكس الرقم 13، نجد انها سورة لقمان والمفاجاة ان عدد آياتها هو 34 أي معكوس العدد 43 ..
أترون: تطبيق عملي للعلاقة بين العددين 13 و 31. لقد تمت مراعاة هذه الحقيقة في ترتيب السورتين اللتين جاءتا في موقعي الترتيب 13 و 31 ..
فأما التفاصيل فموضوعها في كتاب قد يصدر في يوم عسى ان يكون قريبا.
(بلغ عدد قراء هذه المقالة في الموقع الآخر 671؟!)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[05 Oct 2009, 11:56 ص]ـ
وهذا مثال آخر:
هناك ارتباط بين آية البسملة: 1 الفاتحة والآية (عليها تسعة عشر) 30 المدثر.
لاحظوا اولا أن مجموع رقمي الآيتين هو 31 ..
عدد حروف البسملة هو 19، وعدد حروف الآية (عليها تسعة عشر) 12.
من السهل ان تلاحظوا ان مجموع الحروف في الآيتين هو 31 ..
فإذا أردتم معرفة عدد ما ورد في الآيتين من حروف الهجاء، يمكنني أن اخبركم انه 13.
في وسع أي كان ان يتاكد من صحة هذه الحقيقة.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[05 Oct 2009, 07:27 م]ـ
لا بأس أن أذكركم بالآية المميزة على مستوى القرآن كله (فبأي آلاء ربكما تكذبان) انها تتكرر في سورة الرحمن 31 مرة ..
هذا التعبيرُ في وصفِ وخلعِ صفةِ التميزِ على بعض آي القرآنِ دونَ البعضِ الآخَرِ أمرٌ عجيبٌ منكَ يا شيخنا الكريم عبد الله فالقرآنُ متميزةٌ كلُّ آياتهِ , ولا مجالَ في التفضيل بينهنَّ لغير الوحي كما ثبت ذلك للفاتحة والإخلاص ولآية الكرسي والمعوذتين وخواتيم البقرة وغيرها , أما مطابقة نتائجُ التخميس والتعشير لعدد آيةٍ معينةٍ فليس مخولاً للتفضيل على مستوى آيات القرآن الكريم كله , خصوصاً عند من يرى أنَّ التفاضلَ بين ىيات القرآنِ منحصرٌ في عظمِ أجر تلاوة بعضها دونَ بعضٍ ولا يتعدى إلى غير ذلك.
وهذا التعبيرُ يصدِّقُ أهميةَ ما أخبرتُكَ به سابقاً من ضرورة جعل الإعجاز العدديِّ مشروعاً مؤسَّسِيّاً يجتمعُ فيه أصحابُ الرياضيات المتخصصين كجَنَابكمُ الكريم مع المتخصصين في الرسم والقراءات والتفسير لتجنُّبِ مثل هذه الأخطاء التي يتكوَّنُ بها الإشكال في ذهنِ أيِّ مطالعٍ بسيط
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[05 Oct 2009, 08:26 م]ـ
هذا التعبيرُ في وصفِ وخلعِ صفةِ التميزِ على بعض آي القرآنِ دونَ البعضِ الآخَرِ أمرٌ عجيبٌ منكَ يا شيخنا الكريم عبد الله فالقرآنُ متميزةٌ كلُّ آياتهِ , ولا مجالَ في التفضيل بينهنَّ لغير الوحي
وهذا التعبيرُ يصدِّقُ أهميةَ ما أخبرتُكَ به سابقاً من ضرورة جعل الإعجاز العدديِّ مشروعاً مؤسَّسِيّاً يجتمعُ فيه أصحابُ الرياضيات المتخصصين كجَنَابكمُ الكريم مع المتخصصين في الرسم والقراءات والتفسير لتجنُّبِ مثل هذه الأخطاء التي يتكوَّنُ بها الإشكال في ذهنِ أيِّ مطالعٍ بسيط
الأخ الكريم:
ما عنيته بتميز الآية هو أنها الوحيدة التي تكررت عددا من المرات لافتا للانتباه، ومحددا بـ 31 مرة. هل تعرف آية غيرها؟ ولم أقصد بذلك المفاضلة بين آيات القرآن.
فاما اقتراحك لمشروع مؤسسي فأشكرك عليه وأضم صوتي إلى صوتك، ونسأل الله أن يوفق من عباده من ينهض بمثل هذا المشروع.
ولعلك لاحظت في مشاركتي ما قلته من انني طرحت نفس الموضوع في موقع آخر في نفس الوقت الذي طرحتها هنا، العجيب أن قراء المقالة في الموقع الآخر بلغ حتى هذه اللحظة ما يزيد على السبعمائة 700 .. ألا ترى أن هناك من يشده الاعجاز العددي أو لنقل إعجاز الترتيب القرآني .. مما يستدعي الاهتمام بهذا الوجه من الاعجاز وبيان حقيقته للناس بعيدا عن الانغلاق والتعصب والمهاترات.
مع فائق الاحترام والتقدير
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[05 Oct 2009, 09:03 م]ـ
فاما اقتراحك لمشروع مؤسسي فأشكرك عليه وأضم صوتي إلى صوتك، ونسأل الله أن يوفق من عباده من ينهض بمثل هذا المشروع.
ولعلك لاحظت في مشاركتي ما قلته من انني طرحت نفس الموضوع في موقع آخر في نفس الوقت الذي طرحتها هنا، العجيب أن قراء المقالة في الموقع الآخر بلغ حتى هذه اللحظة ما يزيد على السبعمائة 700 .. ألا ترى أن هناك من يشده الاعجاز العددي أو لنقل إعجاز الترتيب القرآني .. مما يستدعي الاهتمام بهذا الوجه من الاعجاز وبيان حقيقته للناس بعيدا عن الانغلاق والتعصب والمهاترات.
مع فائق الاحترام والتقدير
هذا هو المأمولُ من أمثالك يا شيخُ حفظك الله.
وأما كثرةُ القراء والمعجَبين والمؤيدين فإنهُ لا عبرةَ بها في مجالاتٍ لا يحسنُ تقييمها وتقويمها غيرُ المتخصصين , وهذا حالُ كثيرٍ من مطالعي المواقع وزوارها.
وبيانُ حقيقة الإعجاز هي الهدفُ المنشودُ و ولكن المشكلة الاتفاقُ على وسائل بيان الحقيقة وشروطها.
وفقك الله.(/)
أبحاث الإعجاز والتفسير العلمي في القرآن الكريم ذات طابع جماعي
ـ[مرهف]ــــــــ[04 Oct 2009, 06:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أبحاث الإعجاز والتفسير العلمي في القرآن الكريم ذات طابع جماعي
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
إن علم الإعجاز العلمي ومثله التفسير العلمي في القرآن الكريم ليس تخصصاً شرعياً فقط، وإنما هو مجموعة تخصصات تشترك مع بعضها، ذلك لأن الإعجاز والتفسير العلمي يتعلق بمختلف العلوم: كالطب والفيزياء والفلك والجيولوجيا و .. الخ، ولكن العلم الذي لا يجوز تخطيه والذي يعتبر الأساس بين هذه العلوم كلها هو العلم الشرعي وبالأخص منه تخصص التفسير وأصول الاستنباط، بل هو ركن علم الإعجاز العلمي والتفسير العلمي للقرآن الكريم، لأن هذه العلوم يستدل لها وعليها من القرآن.
أي: إن أبحاث الإعجاز العلمي علم ذو تخصصات مختلفة مشتركة تتعلق هذه التخصصات كلها في دلالات القرآن الكريم، فعلى الباحث في الإعجاز العلمي في القرآن إن كان من تخصص علم الفلك مثلاً أن يعود في بحثه إلى أهل التفسير وعلوم القرآن، لأنهم أدرى بأصول الاستنباط ومدارك الفهم لأساليب القرآن الكريم وتصريف المعاني، كما أن من الواجب على المختص بالعلوم الشرعية – ومنها التفسير وعلوم القرآن - أن يعود إلى أهل التخصص في العلم الذي يكتب فيه ليتحقق من مصداقية المعلومات التي يستدل بها في بحثه، وأن يفهمها فهماً يساعده على صحة التعامل معها في كتابة بحث في الإعجاز العلمي والتفسير العلمي للقرآن الكريم.
ولذلك لا أبالغ في الحكم إن قلت: إنه لا يجوز لكاتب في الإعجاز العلمي أن يصدر بحثاً أو كتاباً إلا أن يتوفر في هذا الكتاب شرطين أساسيين حتميين:
- أحدهما: أن يكون الباحث متخصصاً في العلم الذي يتكلم به، بل ومن المتمكنين بتخصصه، وأن يكون بحثه قد مر على لجنة علمية مختصة بعلم التفسير وأصول الاستنباط.
- والثاني: أن يكون الباحث من أهل التفسير وأصول الاستنباط، وقد مر بحثه على متخصصين متمكن في العلم الذي يكتب فيه، وأن يكون قد تأكد من صحة المعلومات المستخدمة في بحثه.
أي: إن أبحاث التفسير والإعجاز العلمي ليست أبحاثاً فردية وإنما هي أبحاث جماعية؛ تتضافر فيها جهود علماء الأمة في خدمة كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
ومن هنا يأتي أهمية دور اللجان العلمية التي تشكلها مؤسسات وهيئات الإعجاز العلمي في العالم الإسلامي إذ ينبغي عليها أن تراعي هذا الأمر في تشكيلها للجانها العلمية، إذ ينبغي أن تضم كل لجنة متخصصة في علم ما متخصصين في التفسير وعلوم القرآن وأن يكون هؤلاء المتخصصين على درجة من العلم وممارسة للتفسير العلمي، أو أن تمر أبحاث اللجان العلمية المختلفة على لجنة كبيرة من المتخصصين في علم التفسير وأصول الاستنباط.
ويجد ربي من هذا الباب أن أقول: إن كتابة الأبحاث في التفسير والإعجاز العلمي غالباً ما تكون على طريقتين:
ـ أن يخطر للباحث المختص بالعلوم الشرعية وبالأخص التفسير وعلوم القرآن سؤالات يثيرها النظم القرآني حول قضايا كونية، ففي هذه الحالة من الواجب عليه أن يرجع لأهل التخصص في العلم الذي يريد البجث فيه وأن يتابع معه أحدث ما قيل في هذا العلم.
ـ أن يكون الباحث مختصاً في علم من العلوم الكونية الأخرى، وقد عرض له أثناء تدبره لكتاب الله تعالى قضايا تعلمها من سابق أو مسائل علمية يتحدث بها المختصون في علمه وقد وجد ملامح ودلالات ذلك في القرآن الكريم، ففي هذه الحالة عليه تسجيل ملاحظاته، ومواطن الاستنتاج الذي خرج به، ثم يعرض ذلك على أهل التخصص الشرعي في التفسير وأصول الاستنباط، والله أعلم.
ويجد ربي أن أنبه على قضية مهمة في ختام البحث وهي أن امتلاك الباحث لثقافة عامة في تخصص ما فإن هذا لا يعني أن تؤهله هذه الثقافة ليتكلم في العلم الذي تثقف فيه، بل يجب أن يدقق التظر والبحث وأن يمتثل لقوله تعالى:
((ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً)).
د. مرهف عبد الجبار سقا
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[06 Oct 2009, 02:45 ص]ـ
وفقك الله أخي الفاضل مرهف ..
وأشكرك على هذا الطرح الجميل والرصين ..
وعلى جميع ما تطرحه في هذا الشأن الذي أنت من فرسانه.
وأقول: قد يجمع الله تعالى لأحد علماء التفسير بين طول الباع في العلوم الشرعية، مع معرفة جيدة بجملة من العلوم الطبيعية أو التاريخية وغيرها، فيوظف معرفته لخدمة كتاب الله تعالى.
وممن عُرِفَت عنه هذه المعرفة الواسعة العلامة ابن عاشور -رحمه الله تعالى- حيث سخر هذه المعرفة في تفسيره، إذ يشبع الآية تفسيرا وتوضيحا وبحثا في دلالاتها وما يمكن أن تدل عليه من علوم، مستخدما معرفته الواسعة أولا بلغة العرب وكلامها وأساليبها ومعهود خطابها، ومستفيدا مما ذكره المفسرون في الآية بالاختيار والتوجيه والتفنيد لو لزم، ومضيفا لذلك ما يخدم في بيان الآية الكريمة من حقائق علمية وتاريخية وغيرها.
وحق لمن يقرأ هذا السفر العظيم أن يقول: كم ترك الأول للآخر!
ولكن أين من هو مثل هذا العالم المتبحر؟
لذا نحن حقا بحاجة إلى العمل الجماعي الذي نكمل به نقصنا ونتجنب به الزلل والقصور.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مرهف]ــــــــ[11 Oct 2009, 07:32 م]ـ
أخي العبادي:
أشكر لك مرورك وتعليقك القيم، وأسأل الله أن يلهمنا السداد في القول والعمل.
إن وجود العلماء الموسوعيين صار كالكبريت الأحمر، وإن العمل الجماعي من المتخصصين حتى مع وجود علماء موسوعيين أفضل لأنه يجعل البحث أقرب للصواب وأبعد عن الخطأ والله أعلم
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[12 Oct 2009, 01:36 م]ـ
وفقك الله أخي الفاضل مرهف ..
وأشكرك على هذا الطرح الجميل والرصين ..
وعلى جميع ما تطرحه في هذا الشأن الذي أنت من فرسانه.
وأقول: قد يجمع الله تعالى لأحد علماء التفسير بين طول الباع في العلوم الشرعية، مع معرفة جيدة بجملة من العلوم الطبيعية أو التاريخية وغيرها، فيوظف معرفته لخدمة كتاب الله تعالى.
وممن عُرِفَت عنه هذه المعرفة الواسعة العلامة ابن عاشور -رحمه الله تعالى- حيث سخر هذه المعرفة في تفسيره. . . وحق لمن يقرأ هذا السفر العظيم أن يقول: كم ترك الأول للآخر!.
صدقت أخى الفاضل العبادى فيما قلت
ولكن مما يؤسف له بشدة أنه لا يزال البعض منا اليوم يظنون أن الأولين لم يتركوا شيئا للآخرين!!
ونشكر معك أخانا الفاضل الدكتور مرهف على طرحه العلمى الرصين
ـ[مرهف]ــــــــ[20 Oct 2009, 12:41 ص]ـ
لا يقول بأن الأولين لم يتركوا للآخرين شيئاً إلا من يريد أن يحجر على عقول الناس ويحبس المواهب التي خلقها الله تعالى، وإنه لقول مانع من الإبداع، مثبط للهمم.
أشكر لكم مروركم وللكلام حول قضية الاعجاز العلمي في القرآن بقية إن شاء الله.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[20 Oct 2009, 02:14 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا، نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
قال تعالى: (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ) (الزمر:18)
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[20 Oct 2009, 02:21 ص]ـ
ويجد ربي من هذا الباب أن أقول: إن كتابة الأبحاث في التفسير والإعجاز العلمي غالباً ما تكون على طريقتين:
ويجد ربي أن أنبه على قضية مهمة في ختام البحث
أخي الحبيب ضغط اصبعك سهوا على المسافة فتغير المعنى
ـ[مرهف]ــــــــ[20 Oct 2009, 03:21 م]ـ
أحسنت جزاك الله خيرا وحبذا لو تكرم المشرف تصحيح هذا مشكوراً
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[20 Oct 2009, 06:51 م]ـ
الأخ الكريم مرهف:
أرجو أن تتكرم بمطالعة رابط "تهافت القول بالإعجاز العلمي في قوله تعالى ((كأنما يصعد في السماء)) "
المهم هو أصل المسألة، من حيث الجواز أو المنع:
هل يجوز ابتداء أن نقول بوجود إعجاز علمي؟؟ أم لا؟؟
ثم بعد ذلك يبنى عليها ما تفضلت به ...
ـ[مرهف]ــــــــ[21 Oct 2009, 12:55 ص]ـ
المكرم بكر:
أشكر لك مرورك وتفضلك بالتعليق .. لقد اطلعت على الموضوع من بدايته أثناء نقاشكم فيه، ولكن ما تناقشونه قد تجاوزته بحثاً من زمن بعيد ولا يسع نقاش هذا الموضوع في طرح جوانب جزئية منه، لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، كما أن الذي يريد نقاش قضية علمية ينبغي خلو ذهنه من أحكام مسبقة على ذلك كي لا تتحكم في نتيجته، اللهم إلا إن كان وصل إلى قناعة بدليل اطمأنت نفسه به، وما أكتبه يا أخي الكريم أكتبه بقناعة ودراية ولو اطلعت على ما كتبته في هذا الملتقى بما يتعلق بالتفسير والإعجاز العلمي في القرآن لرأيت بعض ذلك.
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[21 Oct 2009, 09:35 ص]ـ
بارك الله فيك ...
وأنا أصدقك أن ما كتبته في بيان تهافت الإعجاز العلمي لست أقصد به الاستفزاز أو النيل من القائلين به أو الانتقاص من قدرهم، وإنما أكتب عن قناعة بدليل اطمأنت به نفسي.
وليس مطلوباً من الإنسان أن يجرد نفسه من فكرته التي آمن بها، فهو يدعي صحتها، وإنما يُطلب إليه إقامة الدليل عليها أو على صحتها. فيبدؤ بإقامة الدليل على دعواه فيثبت صحتها بصحة دليله الذي استدل به.
وما كتبته في بيان تهافت الإعجاز العلمي في قوله تعالى ((كأنما يصعد في السماء)) ليس إلا بداية، وسأوافيكم إن شاء الله بأمثلة أخرى على تهافت القول بالإعجاز العلمي، أبين فيها أن أصل المسألة "الإعجاز العلمي" مما لا دليل عليه.
لذلك أقول: الأصل أن نبحث في أصل المسألة من حيث الجواز أو المنع.
وأنا أعرف أنك تكتب مومناً بجواز أصل المسألة، إلا أنني أدعوك إلى بحث أصل المسألة مرة أخرى.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[21 Oct 2009, 10:34 م]ـ
أخي بكر: أغلب دعاة ما يسمى بالإعجاز بفروعه (علمي، عددي، ترتيبي ... ) حسب متابعتي لما يكتبونه في هذا الملتقى لا يرون المسألة تحتاج إلى بحث؛ بل يعتقدون ويصرح أغلبهم بذلك مرارا أنها من المسلمات، وأن الذي ينكرها، ويريد أدلة عليها تطمئن نفسه لها يعيش في عالم آخر ..
وحتى يكون للوقت الذي يضيع في هذه المسألة فائدة ينبغي الاتفاق - كما بينت سابقا - على مرجعية عند الاختلاف يتم التحاكم إليها، ومن ثم يجب سرد الأدلة على ما يسمى بالإعجاز العلمي الذي ربما ولكثرة القائلين به يستحق بعض النقاش والبحث ..
فإلى أن تتفقون على تلك البدايات لن تصلوا إلى نهايات مفيدة يقنع بها طالب الحق في هذه المسألة.
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[24 Oct 2009, 06:43 م]ـ
أخي بكر: أغلب دعاة ما يسمى بالإعجاز بفروعه (علمي، عددي، ترتيبي ... ) حسب متابعتي لما يكتبونه في هذا الملتقى لا يرون المسألة تحتاج إلى بحث؛ بل يعتقدون ويصرح أغلبهم بذلك مرارا أنها من المسلمات، وأن الذي ينكرها، ويريد أدلة عليها تطمئن نفسه لها يعيش في عالم آخر ..
وحتى يكون للوقت الذي يضيع في هذه المسألة فائدة ينبغي الاتفاق - كما بينت سابقا - على مرجعية عند الاختلاف يتم التحاكم إليها، ومن ثم يجب سرد الأدلة على ما يسمى بالإعجاز العلمي الذي ربما ولكثرة القائلين به يستحق بعض النقاش والبحث ..
فإلى أن تتفقون على تلك البدايات لن تصلوا إلى نهايات مفيدة يقنع بها طالب الحق في هذه المسألة.
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
بارك الله فيك أخي الحسني ...
ما تفضلت به صحيح، والأصل أن تكون هناك مرجعية، ولا مرجعية لنا في فهم القرآن والسنة إلا كلام العرب وفقه اللغة، فإنما نزل القرآن بلسان العرب الأولين.
لذلك فقد بينتُ بحمد الله تهافت القول بالإعجاز العلمي في قوله تعالى ((كأنما يصعد في السماء)) على أساس من فقه اللغة، والذي يجب أن يكون مرجعية لنا.
وكذلك الأمر في الإعجاز العددي، نطلب إلى الإخوة القائلين بالإعجاز العددي أن يأتونا بشيء من فقه اللغة يدل على صدق مدعاهم. ومنذ متى كنا ننصرف من فقه كلام المتكلم إلى عدّ الحروف والكلمات، والحركات والسكنات؟!
هل عندهم من فقه اللغة ومن كلام العرب الأولين ما يدلهم على أصل المسألة؟!
كل ما جاءنا به الإخوة في باب الإعجاز العلمي إنما هو آيات يزعمون أنها دلت على أحدث الكشوف العلمية، فبينا تهافت هذا القول في آية يرونها قاطعة في الدلالة على الحقيقة العلمية ((كأنما يصعد في السماء)).
وأما القائلون بالإعجاز العددي فقد نظروا في آيات القرآن وترتيب السور، فحاولوا إيجاد علاقات بين الأرقام جمعاً وطرحاً وضرباً وقسمة، وليس عندهم في هذا الباب قاعدة مطردة، وإن قلتَ لهم لم كان الأمر هاهنا على هذا الوجه، وفي السورة الأخرى على وجه آخر؟! قالوا: لكل سورة نظامها العددي!!!!
ثم جعلوا من تلفيقاتهم هذه وجهاً من وجوه الإعجاز؟!
ولا زلنا نطالبهم بالدليل؟! بشيء يدلهم على أصل المسألة؟! بمرجعية يرجعون إليها في التعداد؟!
فلا تجد عندهم شيئاً يستحق النظر ...
لذلك نحن ندعوهم إلى وضع أصول في هذا الباب، ثم ننظر في صحة هذه الأصول أو بطلانها.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[24 Oct 2009, 07:44 م]ـ
الأخ الكريم بكر،
1. مرجعية القائلين بالإعجاز العددي هو النص الكريم: الحروف، الكلمات، الآيات، ترتيب السور .. ومن هنا لسنا بحاجة لفقه اللغة ولسنا بحاجة لسلف من العرب أو من المسلمين، وأصحاب الإعجاز العددي يصفون واقع الألفاظ، فدليلهم على الإعجاز العددي هو وجود النظام العددي في النص الكريم.
2. وينبني على ذلك أن بإمكان كل باحث أن يلاحظ علاقات عددية من غير أن يرجع إلا إلى النص الكريم. ولا علاقة لأهل المعاني أو للمفسرين أو للمحدثين أو للفقهاء بالمسألة
3. إذا كنت قادراً على الجدال في الإعجاز العلمي فليت شعري ما يغني عنك الجدل في حقائق ظاهرة في اللفظ القرآني.
4. تطالبون بالدليل ونحن نقول لكم الدليل هو الأبحاث التي يسهل الحصول عليها لمن يريدها. وإذا لم ترغب في البحث فهذا شأنك.
5. سأكرر لك مثالاً وقل لي هل يمكن أن يكون مقصودا أم أنه صدفة ظهرت في كتاب العليم الخبير، وإذا كان مراداً فهل يكفي الوقوف عند هذه الملاحظة:
سورة الكهف هي السورة 18 في ترتيب المصحف، والملاحظ أن عدد آيات قصة الكهف هو أيضاً 18 وإذا بدأتَ العد من بداية قصة الكهف تجد أن الكلمة التي تأتي بعد قوله تعالى:" ولبثوا في كهفهم" هي الكلمة 309
5. قد تقول إنها مجرد ملاحظ واحدة ونقول لك بل هناك المئات من أمثالها. وما عليك إلا أن تطلب العلم وتشعرنا بجديتك في المعرفة حتى نتحفك بما يسرك.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[24 Oct 2009, 08:44 م]ـ
لذلك فقد بينتُ بحمد الله تهافت القول بالإعجاز العلمي في قوله تعالى ((كأنما يصعد في السماء)) على أساس من فقه اللغة، والذي يجب أن يكون مرجعية لنا.
.
يا بكر
أتمنى عليك أن تعيد التفكير في ما تقول حتى لا تقع ضحية تصوراتك الشخصية وخصوصا في هذا الموضوع الذي تزعم أنك بينت تهافته مع أني لم أر من وافقك على قولك ممن يعتد بقوله من أهل المنتدى مع تقديري الشديد للجميع.
كان يكفيك عبارة الدكتور مرهف:
"ولكن ما تناقشونه قد تجاوزته بحثاً من زمن بعيد"
يا بكر نصيحتى لك لا تبد كمن يناطح الصخر.
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[25 Oct 2009, 09:34 ص]ـ
وأنا أحب لك أن تلزم الصمت يا حجازي، فإنك لا تفقه كثيراً مما يُقال ...
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[25 Oct 2009, 10:34 ص]ـ
وأنا أحب لك أن تلزم الصمت يا حجازي، فإنك لا تفقه كثيراً مما يُقال ...
فعلا لقد تجاوزك الزمن فاقبع حيث أنت ولا تسود صفحات المنتدى بما يشوه صورة العقل المسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[26 Oct 2009, 07:03 م]ـ
الأخ الكريم أبا عمرو:
1. مرجعية القائلين بالإعجاز العددي هو النص الكريم: الحروف، الكلمات، الآيات، ترتيب السور .. ومن هنا لسنا بحاجة لفقه اللغة ولسنا بحاجة لسلف من العرب أو من المسلمين، وأصحاب الإعجاز العددي يصفون واقع الألفاظ، فدليلهم على الإعجاز العددي هو وجود النظام العددي في النص الكريم.
بل يلزمك الدليل على أصل المسألة، وقولك إن مرجعيتي هي الحروف والكلمات والآيات وترتيب السور ليس بشيء. نحن نريد منكم دليلاً على مسلككم هذا في الانصراف إلى تعداد السور والآيات والحروف ... إلخ.
ثم ما يكون ردك يا أخي إن سلكنا هذا المسلك في شعر العرب؟!
فنقول إن مرجعيتنا هي الحروف والكلمات والصدور والأعجاز وترتيب القصائد في الديوان، والتفعيلات والبحور ... إلخ. ,لسنا بحاجة إلى فقه اللغة والسلف، وأصحاب الإعجاز العددي في شعر العرب يصفون واقع الألفاظ، فدليلهم على الإعجاز العددي هو وجود النظام العددي في الشعر؟!!
ما يمنع من هذا؟!
كل ما في الأمر يا أبا عمرو أنكم تريدون أن تجعلوا من هذه التلفيقات شيئاً، وليست بشيء ما لم تأتوا بشيء يدلكم على أصل المسألة.
وإذا لفتنا أنظاركم إلى وجود مثل هذه التلفيقات في شعر العرب، ضربتم عنه صفحاً وأشغلتم أنفسكم بالقرآن!
إذا كانت مرجعيتكم هي الحروف والكلمات والآيات وترتيب السور دون شيء آخر فهذا عندنا آية البطلان، وعلامة الفساد في كل ما تأتوننا به مما تزعمونه إعجازاً، وحسبكم دليلاً على بطلان من تذهبون إليه أنه ليس معكم شيء من فقه اللغة ولا من كلام المفسرين ولا من أصول الفقه.
فإن أصررتم على مدعاكم هذا فاعلموا أن تعداد الكلمات والحروف الذي تجعلونه مرجعية لكم يمكن أن تأتوا بمثله في شعر العرب، وفي أي كلام بشري، فلماذا تقصرون أبحاثكم العددية على القرآن؟!
2. وينبني على ذلك أن بإمكان كل باحث أن يلاحظ علاقات عددية من غير أن يرجع إلا إلى النص الكريم. ولا علاقة لأهل المعاني أو للمفسرين أو للمحدثين أو للفقهاء بالمسألة
وكذلك بإمكان كل باحث أن يلاحظ علاقات عددية من غير أن يرجع إلا إلى شعر العرب، ولا علاقة لأهل المعاني أو شراح الدواوين أو الأدباء واللغويين بالمسألة.
ولكنكم أبيتم ذلك، وسميتم ما جيناكم به تلفيقات، وليس ما جيناكم به إلا من جنس تلفيقاتكم.
فإن سميتم ما جيتم به إعجازاً، فما جيناكم به لا يقل عنه إعجازاً.
وإن سميتم ما جيناكم به تلفيقات، فما جيتم به لا يزيد على هذا ...
لاحظ – يا أبا عمرو- أنك لم تجعل لنفسك في هذه المسألة مرجعية من فقه اللغة ولا من كلام المفسرين أو المحدثين. فكيف تمتنعون من النظر في شعر العرب واستخراج أبنية رياضية مذهلة في دواوين الشعر؟!
إذا لم يكن لك مرجعية في هذه المسألة إلا الحروف والكلمات والآيات وترتيب السور، فلتكن هذه مرجعيتكم في دراسة شعر العرب، ولتنظروا في الحروف والكلمات والأبيات والبحور والتفعيلات ... إلخ.
وأعيد مرة أخرى: إذا لم تكن لك مرجعية إلا مجرد التعداد، فينبغي ألا تأنف النظر في أي كلام، سواء أكان قرآناً أم غيره، وأن تمضي قدماً في عده واستخراج أبنيته الرياضية والعددية.
لا تقل لي إن تنظر في القرآن وتتوقع فيه وحده المفاجآت، وتأنف أن تنظر في شعر العرب أو في كلام البشر. فهذا لا يجديك وأنت تسمي ما جيت به إعجازاً! ومعنى الإعجاز أنك تريد أن تثبت عددياً أن هذا الكلام كلام الله، وهذا يقتضي أن نعجز عددياً عن الإتيان بشيء من ذلك، وها نحن هؤلاء لم نعجز وقد جينا بأمثلة من شعر العرب، ومن حياة مايكل جاكسون.
3. إذا كنت قادراً على الجدال في الإعجاز العلمي فليت شعري ما يغني عنك الجدل في حقائق ظاهرة في اللفظ القرآني.
لستُ أتبينُ مقصدك بهذا الكلام!
4. تطالبون بالدليل ونحن نقول لكم الدليل هو الأبحاث التي يسهل الحصول عليها لمن يريدها. وإذا لم ترغب في البحث فهذا شأنك.
وهذه الأبحاث التي ترجعنا إليها لا قيمة لها ما لم تستند إلى أساس، فإن كان الأساس هو مجرد التعداد (الحروف والكلمات والآيات والترتيب ... ) فما أسهل أن نأتيك بمثل هذا وقد جيناك.
ثم ما أسهل أن نتبين تلفيقاتكم التي ما أنزل الله بها من سلطان.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأقول لك – وأنا أرى أني قد بلغت الغاية في هذا الباب، وبينت لك حجتي بما لا مزيد عليه-، أقول:
إن كنتم لا تهتمون لتأصيل المسألة، وتكتفون بمجرد تعداد الحروف والكلمات وعثوركم على توافقات عددية، ولا ترجعون إلى شيء من فقه اللغة، ولا من كلام العرب، فما أبعد كلامكم عن التحقيق أياً كان القائلون به، ومهما بلغ أنصاره، ومثلكم في هذا كمثل من أسس بنيانه على شفا جرف هارٍ فانهار به، أو هو كالسراب يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً.
فإن أغفلت هذا المفصل الأساس في تأصيل ما تسمونه إعجازاً عددياً، وضربتَ عنه صفحاً، واكتفيت بمجرد العثور على التوافقات فهذا شأنك.
5. سأكرر لك مثالاً وقل لي هل يمكن أن يكون مقصودا أم أنه صدفة ظهرت في كتاب العليم الخبير، وإذا كان مراداً فهل يكفي الوقوف عند هذه الملاحظة:
سورة الكهف هي السورة 18 في ترتيب المصحف، والملاحظ أن عدد آيات قصة الكهف هو أيضاً 18 وإذا بدأتَ العد من بداية قصة الكهف تجد أن الكلمة التي تأتي بعد قوله تعالى:" ولبثوا في كهفهم" هي الكلمة 309
5. قد تقول إنها مجرد ملاحظ واحدة ونقول لك بل هناك المئات من أمثالها. وما عليك إلا أن تطلب العلم وتشعرنا بجديتك في المعرفة حتى نتحفك بما يسرك.
لا يجديك هذا كله، ولا يغني شيئاً في تأصيل المسألة، والرد عليه من وجوه:
1. بالنسبة لعدد آيات قصة أهل الكهف والذي هو نفس ترتيب سورة الكهف (18)، هل عدد آيات قصة يوسف يساوي ترتيب سورة يوسف؟ وهل هذا الأمر متحقق في سورة هود ويونس، وهل عدد آيات قصة البقرة يساوي ترتيب سورة البقرة؟ ..... إلخ. هي إذن تلفيقات، أو توافقات عثرت عليها.
2. بالنسبة لتعداد كلمات قصة الكهف إلى قوله تعالى ((ولبثوا في كهفهم)) وأنه يساوي 309. فسؤالي لماذا اعتمدت التعداد إلى هذه الكلمة، ولماذا لم يكن إلى قوله تعالى ((ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمداً))، وخاصة أن الأمر متعلق بالإحصاء؟! فلم لم تكن هذه إشارة لك لتبدأ الإحصاء من ها هنا، أو تنتهي به إلى قوله ((أمدا))، أو لماذا لم يكن التعداد إلى قوله تعالى ((فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عدداً))، فيكون عد كلمة "سنين" 309، فيكون موافقاً لسنوات مكثهم. ولماذا لم يكن التعداد إلى قوله تعالى ((ربكم أعلم بما لبثتم))، فيكون عد كلمة "لبثتم" 309، فيوافق سنوات مكثهم، ولا سيما أنهم قالوا ((ربكم أعلم))؟ لا جواب عندك إلا أن ((ولبثوا في كهفهم)) هي التي وافقت العدد 309، فأنت تجعل الرقم 309 أساساً ثم تنظر في إمكان إيجاد تلفيق يوصلك إليه، وقد فعلتَ ...
3. ثم: هل تعداد كلمات سورة العنكبوت من أول السورة مثلاً إلى قوله تعالى ((فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً)) يساوي 950؟! لا أظن ذلك، ومع ذلك فإني لا أستبعد أن تأتينا بتلفيق يوصلك إلى العدد 950، ما عليك إلا أن تضع هذا الرقم (950) أساساً ثم تبني عليه، كما تبنون على الرقم (19) وغيره، ويمكنكم أن تصلوا إلى شيء، ويمكنكم أن تبينوا لنا عددياً مكث سيدنا موسى في مدين .... إلخ.
وبعد:
فهذا البحر من التلفيقات واسع لا آخر له، ولا أشكك في قدرتك على أن تأتيني بمئات الأمثلة، أو آلاف الأمثلة من التفليقات، ولكن ثق تماماً أن هذا مضيعة للوقت، إذ لا أساس لك تستند إليه في كل ما تذهب إليه إلا مجرد التعداد والبحث عن التوافقات والعثور عليها، وهذه بضاعة كاسدة لا تنفق في سوق الحجج، وكان خيراً لك أن تشغل وقتك بقراءة تفسير الطبري مثلاً، أو القرطبي، أو الشوكاني، أو الرازي، أو شيء من فقه اللغة وأصول الفقه، فتنتفع وتنفع، بدلاً من قضاء الوقت فيما لا يسمن ولا يغني من جوع.
ويبقى سؤالنا لك يا أبا عمرو، ولكل القائلين بالإعجاز العددي:
هل تملكون فيما ذهبتم إليه أساساً تستندون إليه؟!
لا شيء عندكم إلا مجرد تعداد الكلمات والحروف والآيات، ثم العثور على توافقات أو تلفيقات، وليس هذا من التحقيق في شيء.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[26 Oct 2009, 10:54 م]ـ
الأخوين الكريمين بكر الجازي وحجازي الهوى.
أرجو منكما النقاش بهدوء وعلمية؛ فأنتما وجميع من في هذا الملتقى المبارك أعلى من مثل هذا الكلام الذي لا يليق بمقاميكما ..
فالمسألة التي تبحثونها - كأي مسألة اخرى - تعرض فيها الأدلة ويتم التحاور بشأنها بأدلة واعتراضات علمية واضحة ..
أما دعوى بعض الإخوة أنه تجاوز كذا من المسائل فهذا دليل عليه إذ أنه وبحسب دعواه يستطيع توضيح ما تجاوز للمبتدئين أمثال الذين لم يفقهوا بعد لا الإعجاز العلمي ولا العددي وأنا من أولهم ..
وإنما سيفيدنا هو وغيره بالأدلة العلمية الناصعة أما الدعاوى بأنه تجاوز كذا أو أن اكثر المشاركين في بعض الملتقيات يساندون هذا الرأي فالمسألة ليست معروضة للتصويت والعلم لا ديمقراطية فيه أصلا، وإنما هو البرهان والدليل، وكم من حق غفل عنه بل وحاربه أكثر من على وجه الأرض ..
أرجو فهم كلامي على حقيقته؛ فلا أقصد منه إلا البحث عن الحق في مسألة الإعجاز فلم تركن نفسي بعد إلى حقيقة ما يدعى فيه ..
وألاحظ أن بعض الإخوة يجعل المرجعية هي اللغة وحدها، ويتنطع آخرون فيجعون الرياضيات هي المرجع في فهم كتاب الله تعالى، وكلا القولين لم أجد له مستندا عند أهل العلم من السلف الصالح؛ بل وجدتهم يفسرون بعض الآيات بما يتناقض مع اللغة بل ومع العقل وهم مصيبون في ذلك؛ فالعقل قاصر وله حدود ينتهي عندها، وفي قصة الخضر وموسى وغيرها تصريح بذلك، واللغة هي الأخرى وإن كانت هي التي حملت بعض معاني القرآن الكريم إلا أن الحقيقة الشرعية مقدمة على اللغوية كما هو معروف في علم الأصول.
وفق الله الجميع لما اختلف فيه من الحق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[26 Oct 2009, 11:25 م]ـ
وألاحظ أن بعض الإخوة يجعل المرجعية هي اللغة وحدها، ويتنطع آخرون فيجعون الرياضيات هي المرجع في فهم كتاب الله تعالى.
أخي الكريم لا شك أن اللغة هي وسيلة فهم كتب الله تعالى وليس الرياضيات، ولكن من خلال اللغة نفهم أوجه الإعجاز إلى العلمي في القرآن الكريم، وإليك هذا المثال وهو بحث موجود على الملتقى تحت هذا الرابط:
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=17759
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=17777
فتكرم بالنظر إليه بقلب وعقل مفتوح وقلنا رأيك بعد ذلك بكل صراحة وتجرد
هل أغفل الباحث اللغة وأقوال السلف؟
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[27 Oct 2009, 12:50 ص]ـ
الأخ الكريم بكر،
1. تسأل عن سورة يوسف وهنا أقول لك: ألا تلاحظ أن مدار السورة على قصة نشأة الأسباط الـ12 أي أبناء يوسف عليه السلام وأخوته، وألا تلاحظ أنها السورة 12 في ترتيب المصحف. ثم تسأل لماذا سورة كذا وسورة كذا .... وأنا أعلم أنك تسأل لأنك فعلاً لا تعرف المدى الذي وصلت إليه الأبحاث العددية، وهذا أمر لا يضرك.
2. أما لماذا أخذنا الكلمة التي بعد قوله تعالى:"ولبثوا في كهفهم" فببساطة لأن بعد كلمة كهفهم جاء قوله تعالى:"ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا". وإذا كنت تناقش حتى في مثل هذا الأمر الظاهر فكيف يمكن أن نتواصل بعد ذلك للوصول للحق؟!!!
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[27 Oct 2009, 11:27 ص]ـ
1. تسأل عن سورة يوسف وهنا أقول لك: ألا تلاحظ أن مدار السورة على قصة نشأة الأسباط الـ12 أي أبناء يوسف عليه السلام وأخوته، وألا تلاحظ أنها السورة 12 في ترتيب المصحف. ثم تسأل لماذا سورة كذا وسورة كذا .... وأنا أعلم أنك تسأل لأنك فعلاً لا تعرف المدى الذي وصلت إليه الأبحاث العددية، وهذا أمر لا يضرك.
1. لاحظنا ذلك، ولكن هل هذا مقصود؟! وما الدليل على أنه مقصود؟!
2. إذا كان الله قد ذكر قصة أصحاب الكهف في سورة الكهف، فكان عدد آيات قصة الكهف في سورة الكهف موافقاً لترتيب سورة الكهف، فلماذا لمّا ذكر الله قصة يوسف في سورة يوسف لم يكن عدد آيات قصة يوسف موافقاً لترتيب سورة يوسف؟!
ثم ما علاقة الأسباط الـ 12 بما نحن فيه؟!
نحن نتحدث عن مطابقة عدد آيات قصة معينة كان عليها اسم السورة لترتيب السورة في المصحف، فاستقام لك هذا في الكهف، ولم يستقم لك في يوسف!!
ألم أقل لك إن ما تأتون به تلفيقات لا أكثر ولا أقل؟!
لمّا وجدتم التوافق في سورة الكهف ذكرتموه، ولما لم تجدوه في سورة يوسف تأولتم ذلك إلى أن مدار السورة على قصة الأسباط الـ 12!!
إذن ليس لكم في هذا الباب قاعدة تسيرون عليها، وإن طالبناكم بشيء من ذلك قلتم: لكل سورة نظامها العددي!!!
أنتم يا أخي فعلاً لا تعرفون المدى الذي وصلتم إليه في التلفيقات العددية التي تريدون أن تجعلوا منها إعجازاً!
فأي إعجاز هذا الذي ليس له أصل يقوم عليه؟!
2. أما لماذا أخذنا الكلمة التي بعد قوله تعالى:"ولبثوا في كهفهم" فببساطة لأن بعد كلمة كهفهم جاء قوله تعالى:"ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا". وإذا كنت تناقش حتى في مثل هذا الأمر الظاهر فكيف يمكن أن نتواصل بعد ذلك للوصول للحق؟!!!
وهل يستقيم لك هذا في سورة العنكبوت ((فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً))؟؟
لاحظ أنه بعد كلمة "فيهم" جاء قوله "ألف سنة إلا خمسين عاماً" ...
أنت من سمى هذا أمراً ظاهراً ...
أما نحن فنقول إن أبعد الناس عن فهم القرآن وتدبره ذلك الذي ينصرف عن الألفاظ ومعانيها إلى الأعداد ...
ولا زلنا نطلب الدليل فلم نظفر منكم بشيء ...
ثم تسمون هذا إعجازاً، وتتهمون مناظركم بأنه لا يمكن التواصل معه للوصول إلى الحق!!
فمن الذي لا يريد الحق؟!
قوم انصرفوا عن تدبر كلام الله إلى عد الحروف والكلمات والسور وترتيبها، ثم جعلوا من هذا إعجازاً؟!
أم قوم يدعونكم إلى إقامة الدليل على أصل مدعاكم، فإذا لم يستقم لكم دليل فأولى بكم الرجوع إلى الحق ونبذ هذه البدعة؟!
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[27 Oct 2009, 11:59 ص]ـ
الأخ الكريم بكر،
أكثرتَ من الكلام عن الانصراف عن تدبر القرآن الكريم إلى عد الحروف والكلمات، فليت الذين ينكرون الإعجاز العددي يتدبرون القرآن الكريم أعشار ما يفعله أصحاب فكرة الإعجاز العددي. ويكفيك أن ترجع إلى موقع مركز نون لتجد أنه يتخصص في العدد القرآني وفي تدبر آيات الله تعالى، بل ويطغى التدبر على ما سواه.
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[27 Oct 2009, 12:06 م]ـ
الأخ الكريم بكر،
أكثرتَ من الكلام عن الانصراف عن تدبر القرآن الكريم إلى عد الحروف والكلمات، فليت الذين ينكرون الإعجاز العددي يتدبرون القرآن الكريم أعشار ما يفعله أصحاب فكرة الإعجاز العددي. ويكفيك أن ترجع إلى موقع مركز نون لتجد أنه يتخصص في العدد القرآني وفي تدبر آيات الله تعالى، بل ويطغى التدبر على ما سواه.
بارك الله فيك وشكر لك ...
أظن أن الجدل في هذا الموضوع استوفى حقه، كما ذكرت هذا في الرابط الآخر.
ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[28 Oct 2009, 01:08 ص]ـ
أخي الكريم لا شك أن اللغة هي وسيلة فهم كتب الله تعالى وليس الرياضيات، ولكن من خلال اللغة نفهم أوجه الإعجاز إلى العلمي في القرآن الكريم، وإليك هذا المثال وهو بحث موجود على الملتقى تحت هذا الرابط:
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=17759
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=17777
فتكرم بالنظر إليه بقلب وعقل مفتوح وقلنا رأيك بعد ذلك بكل صراحة وتجرد
هل أغفل الباحث اللغة وأقوال السلف؟
اخي الكريم: فتحت المقال المذكور الآن وقرأت أغلبه، وملاحظاتي عليه كالآتي:
1 - المقال جيد ومنسبك ومتوازن علميا ولغويا ..
2 - قوله حفظه الله تعالى أن لفظ "قطع" في قوله تعالى "وفي الأرض قطع متجاورات" لا يستقيم إطلاقه إلا على شيء صلب، لا أعرف هذا التقييد في اللغة بل الذي أتذكره أن فعل "قطع" يطلق على تقطيع أي شيء صلبا كان أم لا ..
3 - قوله إن ذا القرنين رأى الشمس وهي تغرب في عين حمئة كما يراها أي إنسان عادي، لا أعرف حقيقة ذلك عند أهل التفسير، ولا أراه يستقيم مع قوله تعالى: "إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا"
4 - استدلاله بقضية الألواح كأن النفس تطمئن إليه علميا، ولكن أفسدها علينا بأن رجع فقال إنها نظرية وضعها فلان ولقت رواجا ..
5 - خلاصة القول في الإعجاز العلمي أني أريد فيه ما يلي:
أ - حقيقة علمية، تأكد من صحتها علماء مسلمون ثقاة غير منبهرين بالحضارة الغربية، وغير منجرين وراء كل جديد؛ بل علماء أمناء يثقون في تراثهم وحضارتهم ويستفيدون من حضارات الغير دون التسليم بكل ما قيل ويقال لهم ..
ب - آيات قرآنية صريحة الدلالة لغة على تلك الحقيقة، ولا تعارض بين ما تعطيه تلك الحقيقة العلمية، وبين فهم السلف الصالح، بل يمكن الجمع بينهما ولو بوجه من الوجوه.
ج - أن كل ذلك ليس الهدف منه زيادة إيماننا بأن القرآن من عند الله تعالى فذلك لا نزداد فيه بكل الحقائق العلمية،؛ بل يكون البحث في ذلك من قبيل البحث في العلوم، ومن الثراء الفكري لا غير.
وإلى أن اجد ذلك سيظل في نفسي شيء من هذا الأمر ..
واعذرني أخي الكريم؛ فمن كثرة ما رأيت من مؤامرات تلبس قناع العلم أحيانا، وقناع القوة أحيانا، وقناع البراءة أحيانا، وكلها تصب في مصب واحد هو الكيد والمكر من أجل إضعاف هذا الدين، صار في نفسي حذر شديد وخوف رهيب وشك في كل شيء وليسمها من شاء أن يسمها نظرية المؤامرة، أو نظرية صناعة العدو ..
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[28 Oct 2009, 06:31 ص]ـ
بارك الله فيك أخي إبراهيم
كلامك جميل وموزون ولكني أظن أنك تحتاج إلى بحث وتحقيق في هذه المسائل حتى يتبين لك الحق في هذه المسألة.
ما قاله الباحث عن ذي القرنين صحيح فذو القرنين رأى الشمس تغرب في عين حمئة كما أرى أنا وأنت الشمس تغيب في البحر أو في كثبان الرمل، فهل هي فعلاً غابت في البحر أو في كثبان الرمل أم أنه يبدو لنا أنها كذلك بينما هي في الحقيقة لاتزال في السماء في فلكها الذي جعلها الله لها؟
أما قضية الصفائح فالحقائق تبدأ نظريات ثم يعمل عليها العلماء حتى يتبين لهم إما صدقها وإما بطلانها.
أما الحقائق العلمية التي تطالب بها فما عليك إلا أن تعود إلى أبحاث الهئية العلمية للبحث في الإعجاز العلمي التابعة لرابطة العالم الإسلامي وانظر في الأبحاث وانظر في سير الباحثين وستصل إلى نتيجة بإذن الله تعالى.
أما ما تطالب به من آيات صريحة الدلالة فلو قلنا بهذا المبدأ بحيث لا نقبل إلا الصريح " النص" لما عملنا بكثير من الأحكام لأنا ألغينا بقية الدلالات.
أما زيادة الإيمان فأقول إذا كان مجرد تلاوة الآيات القرآنية يزيد الإيمان فكيف إذا رأينا آيات الله المتلوة تطابق آياته المنظورة ألا نزداد بذلك إيمانا وتصديقا؟
أما قضية المؤامرة والكيد فهي موجودة وهي شاهد على إعجاز هذا القرآن وتأمل قول الله تعالى:
"وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ"
"لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا "
فانظر في أحوال المسلمين الذين قبلوا أن يتنازلوا عن بعض ثوابت دينهم ومسلماته ليرضوا اليهود والنصارى هل رضوا عنهم؟
وانظر من أين يأتي الأذى للمسلمين اليوم، أليس هو من أهل الكتاب" اليهود والنصارى" والمشركين" الهندوس والبوذيين وغيرهم من الملل المشركة"؟
ولكن كل هذا لا يمنع من معرفة الحق والباطل والصحيح والفاسد وبخاصة في مسألة البحوث العلمية لأنها ليست حكرا على أمة دون أخرى.
وفقنا الله جميعا لكل خير وصرف عن وعن المسلمين كل شر.
وجزاك الله خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[28 Oct 2009, 09:56 ص]ـ
وألاحظ أن بعض الإخوة يجعل المرجعية هي اللغة وحدها، ويتنطع آخرون فيجعون الرياضيات هي المرجع في فهم كتاب الله تعالى، وكلا القولين لم أجد له مستندا عند أهل العلم من السلف الصالح؛ بل وجدتهم يفسرون بعض الآيات بما يتناقض مع اللغة بل ومع العقل وهم مصيبون في ذلك؛ فالعقل قاصر وله حدود ينتهي عندها، وفي قصة الخضر وموسى وغيرها تصريح بذلك، واللغة هي الأخرى وإن كانت هي التي حملت بعض معاني القرآن الكريم إلا أن الحقيقة الشرعية مقدمة على اللغوية كما هو معروف في علم الأصول.
وفق الله الجميع لما اختلف فيه من الحق.
أخي الكريم الحسني:
بارك الله فيك وشكر لك.
انتبهت بأخرة إلى مشاركتك، فاعذرني على التأخير.
ما ذكرته بخصوص المرجعية، فالأصل أن القرآن نزل بلغة العرب، وعلى معهودهم في الكلام، وتصرفهم فيه، فكان لا بد أن ينزل كلام الشارع على معهود العرب الأولين أهل اللسان.
وهذا الأمر تجده مبثوثاً في كتب أصول الفقه، فإنهم يتناولون اللغة أو اللسان، ويسهبون في ذلك أيما إسهاب.
ويكفيك أخي الكريم أن السلف في هذا كانوا إذا أرادوا أن يحملوا آية على معنى معين، ذكروا من شواهد الشعر وكلام العرب ما ينصر قولهم، فمثلاً قوله تعالى ((والسماء والطارق)) يقولون فيه: إن الطارق هو الآتي ليلاً، وسمي النجم طارقاً لأنه يظهر بليل، ويذكرون من كلام العرب ما يبين هذا.
ولا أظن أنه أثر عن السلف أنهم يصيرون إلى تفسير الآيات بما يتناقض مع اللغة، ولا باس أن تورد ما أشكل عليك، فنحاول فيه على قدر ما علمنا.
والحقيقة الشرعية هي أيضاً جزء من اللغة، وليست خارجة عنها، والمقصود عند أهل الأصول أن اللفظ المعين إذا ورد في كلام الشارع ودار بين الحقيقة الشرعية والحقيقة اللغوية، فالحقيقة الشرعية هي المقدمة، لأن هذا أولى أن يكون مقصوداً للشارع، فيحمل اللفظ عليه.
ولذلك فإننا نطلب إلى أرباب الإعجاز العددي دليلاً واحداً من كلام العرب أنهم كانوا ينصرفون إلى تعداد الحروف والكلمات في كلام المتكلم. ومنذ متى – مثلاً- يقول الرجل لك: كيف حالك؟
فتقول له: كلامك مكون من كلمتين مجموع حروفهما سبعة، والعدد سبعة له سر في الكلام .... إلخ.
لا شك أن هذا خارج عن فقه اللغة، ولا شأن للغات والألسنة به.
ولا يكفي أن نقول وجدنا هذا التوافق في القرآن، بل لا بد من دليل.
لذلك فإن كون المرجعية في الكلام هي فقه اللغة، ومعهود العرب الأولين في كلامهم وتصرفهم فيه كلام لا غبار عليه، وتجد مصداق هذا في كتب أصول الفقه بما يفي بالغرض.
بارك الله فيك، وأرجو أن أكون أجبتك ...
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[28 Oct 2009, 11:34 ص]ـ
ولذلك فإننا نطلب إلى أرباب الإعجاز العددي دليلاً واحداً من كلام العرب أنهم كانوا ينصرفون إلى تعداد الحروف والكلمات في كلام المتكلم. ومنذ متى – مثلاً- يقول الرجل لك: كيف حالك؟
فتقول له: كلامك مكون من كلمتين مجموع حروفهما سبعة، والعدد سبعة له سر في الكلام .... إلخ.
لا شك أن هذا خارج عن فقه اللغة، ولا شأن للغات والألسنة به.
...
يا بكر
ما هذا الكلام الساقط
هل هذا ما يفعله الباحثون عن الإعجاز العددي؟
هذا أسلوب ممجوج مرفوض لا يتفوه به طالب علم.
أعتقد جازما أن عجزك عن استيعاب الموضوع هو الذي دفعك إلى هذا الأسلوب الساقط.
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[28 Oct 2009, 11:37 ص]ـ
يا بكر
ما هذا الكلام الساقط
هل هذا ما يفعله الباحثون عن الإعجاز العددي؟
هذا أسلوب ممجوج مرفوض لا يتفوه به طالب علم.
أعتقد جازما أن عجزك عن استيعاب الموضوع هو الذي دفعك إلى هذا الأسلوب الساقط.
أسقط منه ردك ...
ولعل عجزك عن تصور إمكان تهافت كل الكلام الذي تسطره فيما يسمى الإعجاز العلمي أو العددي هو الذي يدفعك إلى هذه الردود الساقطة التي تدل على قلة فقهك.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[28 Oct 2009, 11:42 ص]ـ
أسقط منه ردك ...
.
الحمد لله الذي أقررت على نفسك بأن كلامك ساقط.
فأرجوك لا تعد لمثله
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[28 Oct 2009, 05:25 م]ـ
وسكوتك عن بقية الكلام إقرار منك بأن كلامك أسقط ...
فلا تعد لمثله يا حجازي ...
فقد طلبنا إليك أن تعتزل هذا الجدل، إلا أنك تأبى إلا تلقي بنفسك في هذه المزالق ...
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[28 Oct 2009, 09:20 م]ـ
أخي الكريم: حجازي الهوى
كلامك علمي وجميل بارك الله فيك، وليست مجاملة، وليست من باب أسلفني على أن أسلفك.
ولكن عندي استشكال: قول الأخ في مقاله - ونصرت قوله - إن ذا القرنين رأى الشمس تغيب كما أراها أنا وأنت هل هو مناسب لقوله تعالى: "وجدها تغرب" فهل وجدها بمعنى رآها.
وهل تتناسب عندك قدرات ذي القرنين الذي قال الله فيه "إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا" مع قدراتنا ..
أما قولك إن المطالبة بالصريح في غير محلها فأنت مصيب فيه إذ أن الدلالات الأخرى محتج بها في الجملة، وأتنزل على ما قلت درجة (واحدة الدرج) واصبحت يكفيني يكون النص القرآني يدل على الحقيقة العلمية بأي دلالة معتبرة شرعا (لزوما أو اقتضاء .. ) أو يكون ظاهرا في تلك الدلالة على الحقيقة العلمية.
وأعاود دعوتك أنت واخانا بكر إلى النقاش بهدوء حتى نستفيد من أقوالكما وبحوثكما القيمة، فالمسلم أخو المسلم ... وعرض المسلم محرم، وأنتم أهل التفسير والدعاة إلى الله تعالى، ولا بأس أن يغلب الإنسان الشيطان مرة أو مرتين، ولكن لا تتركوه يحرش بينكما دائما ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[28 Oct 2009, 09:29 م]ـ
أخي الكريم: حجازي الهوى
كلامك علمي ومنصف، وليست مجاملة، ولا من باب أسلفني على أن أسلفك ..
ولكن عندي استشكالات:
1 – قرر الأخ في المقال – ووافقته أنت – أن ذا القرنين رأى الشمس وهي تغرب كما أراها أنا وأنت؛ فهل قوله تعالى: "وجدها تغرب في عين حمئة" بمعنى رآها؟
2 – هل رؤية ذي القرنين للشمس كمثل رؤيتنا لها؛ وإذا كان ذلك كذلك فكيف يستقيم مع قوله تعالى: "إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا" فما فائدة أسبابه التي أعطيت له من كل شيء إذا كانت لا تفيده في معرفة حقائق الكون الذي مكن له فيه.
3 – قولك إن مطالبتي بأن تكون الآيات صريحة الدلالة على الحقائق العلمية غير مصيب كلام حق، ولا شك أنك مصيب فيه؛ وتنزلت معك درجة (واحدة الدرج التي يصعد عليها) وأقبل الآن أن تكون تلك الآيات ظاهرة في تلك الحقائق أو تدل عليها ولو بطريق اللزوم أو الاقتضاء ..
وأعاود دعوتك أنت والأخ بكر أن تناقشا بهدوء وعلمية فالمسلم أخو المسلم، وكلنا يغلبه الشيطان أحيانا، ولكن يجب أن لا نتمادى في ذلك، وخاصة طلاب العلم أمثالكم فاعرضوا الأدلة وابحثوا عن الحق دون تجريح شخصي، أو تنقيص ..
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[28 Oct 2009, 10:27 م]ـ
وسكوتك عن بقية الكلام إقرار منك بأن كلامك أسقط ...
فلا تعد لمثله يا حجازي ...
فقد طلبنا إليك أن تعتزل هذا الجدل، إلا أنك تأبى إلا تلقي بنفسك في هذه المزالق ...
أخانا الكريم بكر
سلام الله عليك ورحمته وبركاته
أما أنت فقد أقرت أناملك بسقوط قولك.
وأما أنا فأذكرك بمقولة الشافعي رحمه الله ورضي عنه " لا ينسب إلى ساكت قول".
وعلى أي حال هذه نهاية المطاف معك إلا أن يجد جديد في موضوع آخر، أما هذا الموضوع فقد علم كل أناس مشربهم.
ختاماً غفر الله لي ولك ولوالدين وللمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[28 Oct 2009, 10:59 م]ـ
أخي الكريم: حجازي الهوى
كلامك علمي وجميل بارك الله فيك، وليست مجاملة، وليست من باب أسلفني على أن أسلفك.
ولكن عندي استشكال: قول الأخ في مقاله - ونصرت قوله - إن ذا القرنين رأى الشمس تغيب كما أراها أنا وأنت هل هو مناسب لقوله تعالى: "وجدها تغرب" فهل وجدها بمعنى رآها.
وهل تتناسب عندك قدرات ذي القرنين الذي قال الله فيه "إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا" مع قدراتنا ..
أما قولك إن المطالبة بالصريح في غير محلها فأنت مصيب فيه إذ أن الدلالات الأخرى محتج بها في الجملة، وأتنزل على ما قلت درجة (واحدة الدرج) واصبحت يكفيني يكون النص القرآني يدل على الحقيقة العلمية بأي دلالة معتبرة شرعا (لزوما أو اقتضاء .. ) أو يكون ظاهرا في تلك الدلالة على الحقيقة العلمية.
وأعاود دعوتك أنت واخانا بكر إلى النقاش بهدوء حتى نستفيد من أقوالكما وبحوثكما القيمة، فالمسلم أخو المسلم ... وعرض المسلم محرم، وأنتم أهل التفسير والدعاة إلى الله تعالى، ولا بأس أن يغلب الإنسان الشيطان مرة أو مرتين، ولكن لا تتركوه يحرش بينكما دائما ..
الأخ الفاضل إبراهيم
لم يتبين لي وجه استشكالك لفهم الباحث لقوله تعالى " وجدها تغرب"، ثم إن سؤالك يوحي أن لك فهما خاصا لهذه العبارة أرجو لو تكرمت أن تطلعني عليه حتى نتناقش حوله والله الموفق للصواب.
أما بخصوص قدرات ذي القرنين فهي والله أعلم لا تخرج عن المألوف في حق الملوك كثيرا، ولهذا تراه قال للناس الذين طلبوا منه بناء السد " أعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهما ردما".
وأما قدراتنا إن كنت تعني به قدرات البشرية اليوم فلا أظن البشرية توفر لها من القدرات كما توفر لها اليوم.
أما بخصوص أبحاث الإعجاز ودلالة القرآن فتحتاج فيه إلى قرائتك الخاصة المتأنية وأرجو أن تصل من خلالها إلى نتيجة ترتضيها ويطمئن لها قلبك.
وأما أخانا بكر فلا أكن له إلا الخير ولكن الناقش أحيانا يخرج عن المألوف من أجل استخراج ما في جعبة المحاور وإلا فنحن إخوة والله أسأل أن يغفر لنا جميعا.
شكرا الله لك أخي إبراهيم.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[28 Oct 2009, 11:05 م]ـ
أخي الكريم:
سؤالي هو: هل "وجدها تغرب" "وجدها تطلع" كلاهما بمعنى رآها رأي العين كما ذكر الأخ، أم أن الوجود شيء زائد على الرؤية بالعين؟
وفقني الله وإياك وكل المسلمين لما فيه الخير والسداد.
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[29 Oct 2009, 09:30 ص]ـ
الأخ الكريم حجازي:
وكلامي كان بناء على تسليم جدلي، وليس إقراراً ...
أنت ادعيت أن كلامي ساقط،، فقلت لك: أسقط منه كلامك وردودك ..
والمعنى أنني لو سلمت لك سقوط كلامي فاعلم بأن كلامك أسقط وأوهى.
إلا أنك تفهم الكلام على غير وجهه، كما هي العادة منك ...
وكنت قد تركت حوارك منذ زمن، إلا أنك تأبى إلا أن تعود ...
ولو أنك تركتني وقت تركتك، لم تنل مني ولم أنل منك ...
غفر الله لنا ولك ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[29 Oct 2009, 11:14 ص]ـ
الأخ الكريم حجازي:
غفر الله لنا ولك ...
آمين
ـ[مرهف]ــــــــ[30 Oct 2009, 03:18 ص]ـ
إنني لأعجب من هذا النقاش الذي لا علاقة له بأصل الموضوع كما أني حزين لتبادل التنقيص الذي لا يرضاه الله ورسوله حتى صارت فيه النصرة للنفس حتى قلت ليتني لم أكتب هذه المشاركة هنا ..... أما كفاكم ما تحاورتم به من قبل ....
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[30 Oct 2009, 10:51 ص]ـ
إنني لأعجب من هذا النقاش الذي لا علاقة له بأصل الموضوع كما أني حزين لتبادل التنقيص الذي لا يرضاه الله ورسوله حتى صارت فيه النصرة للنفس حتى قلت ليتني لم أكتب هذه المشاركة هنا ..... أما كفاكم ما تحاورتم به من قبل ....
هكذا هي دائما حال المنتديات تتفرع فيها المواضيع وتتشعب حتى ينسى أصل الموضوع، ولكنها في الغالب لا تخلو من فائدة حتى قضية التنقص التى سببت لك الحزن فهي تكشف لك عن مدى قدرة الشخص في التحكم في نوازعه وردود فعله وربما تعلم المتحاورون من بعض الانتقادت الموجهة لهم من إخوانهم كيف يتحكمون في نوازعهم وردود أفعالهم.
وعليه أقول لك يا دكتور لا تحزن ولا تندم على مشاركتك فهي لا تزال في الذاكرة رغم التشقيق والتفريع والكلام بما لا يليق الناتج عن المشاركات، والسبب هو مداخلات من لا يؤمن بقضية الإعجاز.
أما من يعتقد وجود الإعجاز العلمي في القرآن فلا شك أنه يثمن لك ما سطرته ولخصته في قولك:
ولذلك لا أبالغ في الحكم إن قلت: إنه لا يجوز لكاتب في الإعجاز العلمي أن يصدر بحثاً أو كتاباً إلا أن يتوفر في هذا الكتاب شرطين أساسيين حتميين:
- أحدهما: أن يكون الباحث متخصصاً في العلم الذي يتكلم به، بل ومن المتمكنين بتخصصه، وأن يكون بحثه قد مر على لجنة علمية مختصة بعلم التفسير وأصول الاستنباط.
- والثاني: أن يكون الباحث من أهل التفسير وأصول الاستنباط، وقد مر بحثه على متخصصين متمكن في العلم الذي يكتب فيه، وأن يكون قد تأكد من صحة المعلومات المستخدمة في بحثه.
أي: إن أبحاث التفسير والإعجاز العلمي ليست أبحاثاً فردية وإنما هي أبحاث جماعية؛ تتضافر فيها جهود علماء الأمة في خدمة كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ..
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[30 Oct 2009, 10:47 م]ـ
لا أظن أن المشاركات خرجت عن الموضوع؛ فهي كلها في مسألة الإعجاز ..
وأهل الملتقى - كما هو حال غيرهم - مختلفون بشأنه، فالبعض عنده لا يحتاج إلى نقاش بل هو مسلمة مدركة حسا وعقلا ..
وآخرون من أمثالي لم يتأكدوا من وجوده، ويظنونه مؤامرة ومكيدة جديدة لبست قناع "العلم" ..
أما قضية التجريح الشخصي فلا ينبغي، وقد حذرت منه مرارا، ولا أجد العذر الذي تفضل به حجازي الهوى - مع احترامي لرأيه - مسوغا شرعيا له ..
ومع ذلك لا زال سؤالي الذي طرحت على الأخ حجازي الهوى مطروحا ..
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[30 Oct 2009, 11:15 م]ـ
أخي الكريم:
سؤالي هو: هل "وجدها تغرب" "وجدها تطلع" كلاهما بمعنى رآها رأي العين كما ذكر الأخ، أم أن الوجود شيء زائد على الرؤية بالعين؟
وفقني الله وإياك وكل المسلمين لما فيه الخير والسداد.
أخانا الكريم
إليك كلام أهل العلم في تفسير الآية:
تفسير ابن كثير:
وقوله: {وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ} أي: رأى الشمس في منظره تغرب في البحر المحيط، وهذا شأن كل من انتهى إلى ساحله، يراها كأنها تغرب فيه، وهي لا تفارق الفلك الرابع الذي هي مثبتة فيه لا تفارقه.
أضواء البيان:
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: «وجدها تغرب في عين حمئة» أي رأي الشمس في منظره تغرب في البحر المحيط، وهذا شأن كل من انتهى إلى ساحله يراها كأنها تغرب فيه - إلى آخر كلامه. ومقتضى كلامه أن المراد بالعين في الآية البحر المحيط، وهو ذو طين أسود. والعين تطلق في اللغة على ينبوع الماء. والينبوع: الماء الكثير. فاسم العين يصدق على البحر لغة. وكون من على شاطىء المحيط الغربي يرى الشمس في نظر عينه تسقط في البحر أمر معروف. وعلى هذا التفسير فلا إشكال في الآية.
تفسير زاد المسير:
وربما توهَّم متوهِّم أن هذه الشمس على عِظَم قدْرها تغوص بذاتها في عين ماءٍ، وليس كذلك. فإنها أكبر من الدنيا مراراً، فكيف تَسَعُها عين [ماء؟!. وقيل: إِن الشمس بقدر الدنيا مائة وخمسين مَرَّة، وقيل: بقدر الدنيا مائة وعشرين مَرَّة، والقمر بقدر الدنيا ثمانين مرة]. وإِنما وجدها تغرب في العين كما يرى راكب البحر الذي لا يرى طَرَفه أن الشمس تغيب في الماء، وذلك لأن ذا القرنين انتهى إلى آخر البنيان فوجد عيناً حَمِئة ليس بعدها أحد.
تفسير السعدي:
فأعطاه الله"أي: ذي القرنين"، ما بلغ به مغرب الشمس، حتى رأى الشمس في مرأى العين، كأنها تغرب في عين حمئة، أي: سوداء، وهذا هو المعتاد لمن كان بينه وبين أفق الشمس الغربي ماء، رآها تغرب في نفس الماء وإن كانت في غاية الارتفاع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[31 Oct 2009, 05:18 م]ـ
أخي الكريم:
إذا كان هذا هو كلام المفسرين رحمهم الله تعالى، وأنا قرأته قبل أن أطالبك به؛ فلماذ لا نبقيه على حاله بمعنى آخر لماذا نستدل بأقوال المفسرين حين تكون دليلا لنا، ولا نستدل بها حين تخالف رأينا في مسألة الإعجاز؟
وأضيف لك من قول الشنقيطي رحمه الله تعالى حول هذه الآية قوله: (أضواء البيان - (3/ 341)
وعلى قراءة حامية بصيغة اسم الفاعل، فالمعنى: أنها حارة، وذلك لمجاورتها وهج الشمس عند غروبها، وملاقاتها الشعاع بلا حائل) فهل العلم الحديث وأبحاث الإعجاز تؤكد ما قال الشيقيطي هنا أم تنفيه؟
وعلى هذا التفسير فما هي العين الحمئة أو الحامية التي وجد ذو القرنين الشمس تغرب فيها؟
وهل في قواميس اللغة وجد بمعنى رأى؟
وإذا كان العلم الحديث قد تطور لدرجة أنه أدرك كثيرا من هذه المسائل؛ فأين هو سد ذو القرنين؟ هل هو سور الصين العظيم؟
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[31 Oct 2009, 07:20 م]ـ
أخي الكريم:
سؤالي هو: هل "وجدها تغرب" "وجدها تطلع" كلاهما بمعنى رآها رأي العين كما ذكر الأخ، أم أن الوجود شيء زائد على الرؤية بالعين؟
وفقني الله وإياك وكل المسلمين لما فيه الخير والسداد.
نعم، صدقت يا أخى الكريم فى هذه الملحوظة الدقيقة فالوجود فيه معنى زائد عن مجرد الرؤية
لقد كان من الممكن أن يقول القرآن: (رأها)، بدلا من قوله: (وجدها)
ولكن لأن القرآن كلام رب العالمين فانه جاء هنا بهذا اللفظ عمدا ليلفت أنظارنا الى معنى لطيف لا تدركه الأفهام الا بعد تدبر وتفكير
فالذى بدا لى بعد تدبر الآية أن هذا اللفظ انما جاء فى هذا الموضع ليدلنا على أن ذا القرنين - عليه السلام - انما كان يتتبع حركة الشمس ويقتفى أثرها وأن هذا كان مقصوده الأول، وأنه لما بلغ حافة اليابسة والتقى بالبحر المحيط (وجد) الشمس (التى كان يتتبعها) كأنها تغرب فيها
فهذا اللفظ يدل على التتبع والترصد المتعمد، بخلاف لفظ (رأها) الذى لا يدل على شىء من هذا
وربما نستأنس فى هذا الفهم بما ورد فى نفس السورة فى قوله تعالى عن موسى وفتاه عليهما السلام: " فارتدا على اثارهما قصصا، فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما "
فهنا كذلك نجد لفظ (فوجدا) الذى يفيد التتبع المتعمد والذى دل عليه من قبل قوله تعالى حكاية عن موسى: " لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضى حقبا "
فهنا بالمثل نجد هدفا محددا من ذى قبل هو بلوغ مجمع البحرين، ويصح أن يقال بالمثل أن ذا القرنين كان له كذلك هدفا من رحلته هو بلوغ مغرب الشمس ومطلعها، وربما دل على ذلك أيضا قوله تعالى عنه " ثم اتبع سببا " الذى يفيد أنه كان يسير وينطلق على هدى وبصيرة لبلوغ غاية محددة ومتعينة سلفا
أقول: هذا ما بدا لى، والله عز وجل أعلى وأعلم
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[31 Oct 2009, 07:42 م]ـ
جزاك الله خيرا ..
هذا الكلام متزن ومصيب ويدل عليه ظاهر القرآن الكريم مع تحفظي على "كأنها تغرب فيه"
لأن الله تعالى قال: "وجدها تغرب" ثم كررها مع المطلع فقال "وجدها تطلع" فإذا تدبرت ذلك متسلحا بقضيتين اتضح لك أمر زائد على ذلك، وهاتان القضيتان هما:
1 - أن تتجرد من النظرة المغروسة في أذهاننا عن الكون، وأن الأرض مكتشفة جميعا، وأن الشمس بعدها كذا، وهي عبارة عن كذا، وأن النجوم كذا ..
2 - أن تعلم أن كل ذلك الذي نعتبره مسلمات الآن ليس عندنا عليه من دليل إلا أن النصارى درسوه لنا في المدارس، وقالوا لنا سرعة الضوء كذا، والضغط الجوي يساوي كذا، وأبعد نجم اكتشفناه هو كذا، ولا يبعد أن يكون كل ذلك من الحرب الإعلامية على الأمة الإسلامية ..
أعرف أن هذا قد يعتبر عند البعض تشددا وتنطعا، وبعدا عن الواقع، وخروجا عن المألوف، ولكن هو ما أعتقده، وأدين به ..
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[31 Oct 2009, 09:57 م]ـ
جزاك الله خيرا ..
هذا الكلام متزن ومصيب ويدل عليه ظاهر القرآن الكريم مع تحفظي على "كأنها تغرب فيه"
لأن الله تعالى قال: "وجدها تغرب" ثم كررها مع المطلع فقال "وجدها تطلع" فإذا تدبرت ذلك متسلحا بقضيتين اتضح لك أمر زائد على ذلك، وهاتان القضيتان هما:
1 - أن تتجرد من النظرة المغروسة في أذهاننا عن الكون، وأن الأرض مكتشفة جميعا، وأن الشمس بعدها كذا، وهي عبارة عن كذا، وأن النجوم كذا ..
2 - أن تعلم أن كل ذلك الذي نعتبره مسلمات الآن ليس عندنا عليه من دليل إلا أن النصارى درسوه لنا في المدارس، وقالوا لنا سرعة الضوء كذا، والضغط الجوي يساوي كذا، وأبعد نجم اكتشفناه هو كذا، ولا يبعد أن يكون كل ذلك من الحرب الإعلامية على الأمة الإسلامية ..
أعرف أن هذا قد يعتبر عند البعض تشددا وتنطعا، وبعدا عن الواقع، وخروجا عن المألوف، ولكن هو ما أعتقده، وأدين به ..
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
أخي الكريم إبراهيم
هذا ما كنت أخشى أن أسمعه منك
وما دام أنك ختمت مداخلتك بقولك:
"أعرف أن هذا قد يعتبر عند البعض تشددا وتنطعا، وبعدا عن الواقع، وخروجا عن المألوف، ولكن هو ما أعتقده، وأدين به .. "
فهذا في نظري أنك قد قطعت الطريق على نفسك لفهم وجهة النظر الأخرى.
وفقك الله وأنار بصيرتك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[31 Oct 2009, 10:19 م]ـ
وهل في قواميس اللغة وجد بمعنى رأى؟
أخي الكريم
ما كنت أرغب في الدخول في مثل هذا النقاش لأن وجهات النظر تبدوا مختلفة جداً، ولكن لا ما نع من محاولة لتقريب وجهات النظر، فأقول:
إذا لم يكن المعنى عندك أنه رأى الشمس تغرب فقل كيف وجدها؟
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[01 Nov 2009, 12:32 ص]ـ
جزاك الله خيرا ..
هذا الكلام متزن ومصيب ويدل عليه ظاهر القرآن الكريم مع تحفظي على "كأنها تغرب فيه"
لأن الله تعالى قال: "وجدها تغرب" ثم كررها مع المطلع فقال "وجدها تطلع" فإذا تدبرت ذلك متسلحا بقضيتين اتضح لك أمر زائد على ذلك.
الحمد لله أن كلامى قد أعجبكم
ولكنى لم أفهم ما وجه التحفظ على قولى (كأنها تغرب)؟
ثم انك أخى الحبيب قد أشرت الى قضيتين دون أن توضح لى ماذا يكون هذا الأمر الزائد الناتج عنهما؟
فهل يريد أخى الحبيب أن يقول أن الشمس كانت تغرب بالفعل فى عين حمئة وعلى وجه الحقيقة؟!!
لا أظن أن هذا القول يمكن أن يقبله أو يستسيغه أحد الآن
وأنتم خير من يعلم أن التمسك بظاهر النص له حدوده، ولا يكون على اطلاقه
وفقكم الله لما يحب ويرضى، ونحبكم فى الله
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[01 Nov 2009, 12:44 ص]ـ
أخي الكريم: حجازي الهوى
لا تذهب بالأمر بعيدا، فالذي أقصده من كلامي هو ما بينت سابقا أني أريد أدلة على مسألة الإعجاز حتى أجد نفسي مجبرة علما وعقلا على الاقتناع والقبول بهذا الجديد.
واعذرني إن أسأت التعبير ..
فالذي يجرحني أن كل ما نعرفه عن هذا الكون الفسيح مما يقوله دعاة الإعجاز العلمي كله عبارة عن نظريات علمية غربية، أو حقائق لم يستطع أن يتأكد منها - على الأقل حتى الآن - إلا علماء الغرب النصاري ..
وكيف - أخي العزيز - تريدني أن أتصور كونا وشمسا وقمر، ووصول الإنسان إلى القمر، وكل تلك المجرات العائمة أو السابحة في ذلك الفضاء السحيق، وأحجام كتلها التي لا يتصور العقل البشري إلا على شكل أرقام؛ بل وربعضها لا يتصور بالأرقام إلا عن طريق معادلات التي تختصر مليارات الأرقام ..
كيف أتصور كل ذلك لمجرد أن باحثا في جامعة اكسفورد قاله وسانده نخبة من الباحثين في هذا المجال ..
وإن قبلت كل ذلك وسلمت جدلا به مع أنه - من وجهة نظري فيه ما يتناقض مع كتابي الذي أومن به - فكيف أستطيع تكذيبهم لو ادعوا ما يتناقض صراحة ومن كل وجهات النظر مع القرآن الكريم؟
ما هو المعيار الذي يجعلني أنتقي هذا فأصدقه، وأختار ذلك فأكذبه؟
هذا ما يحيرني أخي الكريم، وهو ما يجعلني أنظر لمسألة الإعجاز يشيء من الشك والخوف.
لا شيء أكثر من ذلك.
وجزاك الله خيرا على حسن حوارك، وجمال أسلوبك، وتتبعك للأدلة.
أما قضية "وجدها" فلا أعرف كيف أتصورها، وإذا تصورتها فلا أعرف كيف أقولها لك إذن لقطعت رقبتي (بسمة)
وإن ضمنت لي أن لا فسأفعل.
بارك الله فيك.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[01 Nov 2009, 01:30 ص]ـ
الأخوة الكرام،
بعيداً عن قضية الإعجاز العلمي أود أن أعقب على المداخلات الأخيرة بالآتي:
1. وجدها تغرب: لو كنت في موريتانا لرأيت الشمس تغرب في المحيط الأطلسي. والماء هو الذي يُغيّبها على الحقيقة. فهي تغيب فعلاً في البحر. ولو قمنا بشفط ماء البحر عند المغيب لتأخر مغيبها حتى تغيب في شيء آخر. ومن هنا لا معنى لقولنا كأنها تغيب، بل هي تغيب في بحر أو جبل أو أو ... الخ.
2. فأتبع سببا: كان ذو القرنين يتخذ الأسباب الموصلة إلى هدفه. وهذا يعني أنه على علم بالمكان الذي يقصده. فعندما وصل شرق المكان المستهدف وجد أن شرق هذا المكان صفته كذا وكذا. وعندما وصل أقصى غرب المنطقة المستهدفة وجد أن غروب الشمس يكون في عين ماء .. ألخ.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 Nov 2009, 06:18 ص]ـ
أخي الكريم: حجازي الهوى
لا تذهب بالأمر بعيدا، فالذي أقصده من كلامي هو ما بينت سابقا أني أريد أدلة على مسألة الإعجاز حتى أجد نفسي مجبرة علما وعقلا على الاقتناع والقبول بهذا الجديد.
واعذرني إن أسأت التعبير ..
فالذي يجرحني أن كل ما نعرفه عن هذا الكون الفسيح مما يقوله دعاة الإعجاز العلمي كله عبارة عن نظريات علمية غربية، أو حقائق لم يستطع أن يتأكد منها - على الأقل حتى الآن - إلا علماء الغرب النصاري ..
وكيف - أخي العزيز - تريدني أن أتصور كونا وشمسا وقمر، ووصول الإنسان إلى القمر، وكل تلك المجرات العائمة أو السابحة في ذلك الفضاء السحيق، وأحجام كتلها التي لا يتصور العقل البشري إلا على شكل أرقام؛ بل وربعضها لا يتصور بالأرقام إلا عن طريق معادلات التي تختصر مليارات الأرقام ..
كيف أتصور كل ذلك لمجرد أن باحثا في جامعة اكسفورد قاله وسانده نخبة من الباحثين في هذا المجال ..
وإن قبلت كل ذلك وسلمت جدلا به مع أنه - من وجهة نظري فيه ما يتناقض مع كتابي الذي أومن به - فكيف أستطيع تكذيبهم لو ادعوا ما يتناقض صراحة ومن كل وجهات النظر مع القرآن الكريم؟
ما هو المعيار الذي يجعلني أنتقي هذا فأصدقه، وأختار ذلك فأكذبه؟
هذا ما يحيرني أخي الكريم، وهو ما يجعلني أنظر لمسألة الإعجاز يشيء من الشك والخوف.
لا شيء أكثر من ذلك ..
أحترم وجهة نظرك، ومن حقك أن تطالب بالدليل على كل قضية لا تؤمن بها، ولكن أرجو منك أن تشرح لي عبارتك التالية:
أما قضية "وجدها" فلا أعرف كيف أتصورها، وإذا تصورتها فلا أعرف كيف أقولها لك إذن لقطعت رقبتي (بسمة)
وإن ضمنت لي أن لا فسأفعل.
بارك الله فيك.
وأنا ضامن لك في هذه خاصة ألا تمس رقبتك بسوء إلا أن يشاء الله غير ذلك.
بارك الله فيك وأنار بصيرتك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[01 Nov 2009, 08:47 ص]ـ
أخي الكريم: ما دمت ضمنت فسأقول لك تصوري.
علينا أولا أن نتجرد من تصورنا الحالي عن الكون.
ثم علينا أن نؤمن بأن الأسباب التي أعطى الله تعالى لذي القرنين ليست عادية بدليل توكيد الله تعالى لها.
وانطلاقا من ذلك يكون الوجود في قوله تعالى: "وجدها تغرب" "وجدها تطلع" يحتمل معنيين:
إما أن ذا القرنين أعطاه الله تعالى من الأسباب ما جعله يصل إلى الشمس ويجدها تغرب في عين حمئة الله تعالى أعلم بحقيقتها ..
وإما أن الشمس - وأرجو أن تتحمل مني هذه - تغرب في مكان ما من الأرض ووجدها ذو القرنين تغرب فيه.
ومن الصعب تصور هذين التفسيرين لأنه من المغروس في أذهاننا أن الشمس عبارة عن نجم قطره كذا، وهو عبارة عن كمية هائلة من الانفجارات النووية المتوالية، وأنه يبعد عن الأرض كذا، وأنه لا يطلع ولا يغرب حقيقة وإنما في نظر الرائي، وغير ذلك.
والله تعالى أعلم.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[01 Nov 2009, 11:52 م]ـ
وعند تأملي للآيات الكريمات وجدت قرينة أخرى تدل على أن وجد هنا ليست بمعنى رأى، وهي:
قوله تعالى: "وجدها تغرب في عين حمئة، ووجد عندها قوما " فهل كل هذا التعبير بفعل: "وجد" يكون بمعنى رأى، فيكون التقدير رآها كأنها تغرب في عين حمئة ورأى عند الشمس، أو عند العين قوما؟(/)
سؤال عن منهجية استقراء كلمة في كتاب الله
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[05 Oct 2009, 03:31 م]ـ
في برنامج (التفسير المباشر) وبرنامج (بينات) كان مشائخنا الفضلاء يوجهون المشاهد إلى أنه لو أن أحدًا استقرأ كلمة (كذا) من القرآن ...
وسؤالي ماهي المنهجية لاستقراء كلمة ما من كتاب الله وماهي المراجع التى يمكن الرجوع إليها لمبتدئة مثلى وليست من أهل التخصص في علم التفسير .. وهل يمكن الاستفادة من كتاب مفردات القرآن للراغب الأصفهاني في ذلك.
أرجو توجيهي وجزاكم الله خيرًا
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[06 Oct 2009, 02:22 ص]ـ
أختي الكريمة
لاستقراء كلمة وردت في القرآن الكريم نعيد الكلمة إلى جذرها الذي اشتقت منه. ثم نبحث عن هذا الجذر وجميع مشتقاته في القرآن الكريم، ثم نبحث عن دلالات هذه الكلمات ومعانيها التي وردت في الآيات القرآنية الكريمة.
وكتاب مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني مفيد في هذا الباب لكن لابد من تتبع جميع الآيات الكريمة لتحقيق الاستقراء، والأفضل أن نستخدم عدّة مراجع:
وهذا نصّ منقول يوضح أسلوب الراغب في بيانه لألفاظ القرآن الكريم:
((كتاب الراء
رب
- الرب في الأصل: التربية، وهو إنشاء الشيء حالا فحالا إلى حد التمام، ويقال ربه، ورباه ورببه. وقيل: (لأن يربني رجل من قريش أحب إلي من أن يربني رجل من هوازن) (هذا من حديث صفوان بن أمية لأبي سفيان يوم حنين قالها لما انهزم الناس أول المعركة من المسلمين انظر: الروض الأنف 4/ 124؛ والنهاية لابن الأثير 2/ 180). فالرب مصدر مستعار للفاعل، ولا يقال الرب مطلقا إلا لله تعالى المتكفل بمصلحة الموجودات، نحو قوله: {بلدة طيبة ورب غفور} [سبأ/15]. وعلى هذا قوله تعالى: {ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا} [آل عمران/80] أي: آلهة، وتزعمون أنهم الباري مسبب الأسباب، والمتولي لمصالح العباد، وبالإضافة يقال له ولغيره، نحو قوله: {رب العالمين} [الفاتحة/1]، و {ربكم ورب آبائكم الأولين} [الصافات/126]، ويقال: رب الدار، ورب الفرس لصاحبهما، وعلى ذلك قول الله تعالى: {أذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربه} [يوسف/42]، وقوله تعالى: {ارجع إلى ربك} [يوسف/50]، وقوله: {قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي} [يوسف/23]، قيل: عنى به الله تعالى: وقيل: عنى به الملك الذي رباه (وهو قول أكثر المفسرين، ويرجحه قوله: (أكرمي مثواه))، والأول أليق بقوله. والرباني قيل: منسوب إلى الربان، ولفظ فعلان من: فعل يبنى نحو عطشان وسكران، وقلما يبنى من فعل، وقد جاء نعسان.
فالرباني كقولهم: إلهي، وزيادة النون فيه كزيادته في قولهم: لحياني، وجسماني (راجع: تفسير القرطبي 4/ 122؛ وعمدة الحفاظ: رب). قال علي رضي الله عنه: (أنا رباني هذه الأمة) والجمع ربانيون. قال تعالى: {لولا ينهاهم الربانيون والأحبار} [المائدة/63]، {كونوا ربانيين} [آل عمران/79]، وقيل: رباني لفظ في الأصل سرياني، وأخلق بذلك (قال السمين: فقد اختار غير المختار. عمدة الحفاظ: رب)، فقلما يوجد في كلاهم، وقوله تعالى: {ربيون كثير} [آل عمران/146]، فالربي كالرباني. والربوبية مصدر، يقال في الله عز وجل، والربابة تقال في غيره، وجمع الرب أرباب، قال تعالى: {أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار} [يوسف/39]، ولم يكن من حق الرب أن يجمع إذ كان إطلاقه لا يتناول إلا الله تعالى، لكن أتى بلفظ الجمع فيه على حسب اعتقاداتهم، لا على ما عليه ذات الشيء في نفسه، والرب لا يقال في التعارف إلا في الله، وجمعه أربة، وربوب، قال الشاعر:
*كانت أربتهم بهز وغرهم ** عقد الجوار وكانوا معشرا غدرا*
(البيت لأبي ذؤيب الهذلي، وهو في ديوان الهذليين 1/ 44؛ والمجمل 2/ 371؛ واللسان (ربب) ... ))
مفردات ألفاظ القرآن الأصفهاني م دار القلم/2 محققة - (1/ 375 - 376)
وأرفق لجنابكم برنامجا يمكن أن تفعّليه على الوورد word لكي تبحثي بواسطته عن جذر الكلمة.
ولا بد من التنبيه هنا إلى وجود اختلاف في رسم بعض الكلمات في هذا البرنامج عما هو مثبت في رسم المصحف، فلا بد من مراجعة رسم المصحف للتثبّت من صحّة الرسم.
وأنوّه إلى أن هذا البرنامج موجود على صفحات النت لكني أرفعه تسهيلا
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[07 Oct 2009, 02:44 ص]ـ
أحسن الله إليكم دكتورنا الفاضل، استفدت كثيرًا مما كتبتم، وسأحاول تطبيق ذلك عمليًا وعرض محاولتي هنا بإذن الله تعالى.
(البرنامج الذي أرفقتموه لم يفتح معي يحتاج إلى رقم سري لفتحه!!!)
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[07 Oct 2009, 02:57 ص]ـ
أختي الكريمة الرقم السري مرفق مع البرنامج في صفحة منفردة
وكلمة السر هي drkhateeb.tk فانسخي هذه الكلمة وألصقيها عند تحميل البرنامج
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[07 Oct 2009, 03:11 ص]ـ
تم التثبيت بنجاح ....
جزاكم الله خيرًا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[07 Oct 2009, 10:39 ص]ـ
إذا استخدمت برنامج القرآن الصادر عن مجمع الملك فهد سيساعدك كثيرا في ذكر جميع مشتقات الجذر في القرآن ..
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[07 Oct 2009, 11:33 م]ـ
وسؤالي ماهي المنهجية لاستقراء كلمة ما من كتاب الله وماهي المراجع التى يمكن الرجوع إليها لمبتدئة مثلى وليست من أهل التخصص في علم التفسير.أرجو توجيهي وجزاكم الله خيرًا
أجيب الأخت الفاضلة بما يلى:
عن نفسى أنا شخصيا حينما أريد استقراء لفظ ما من كتاب الله فاننى أفعل الآتى:
1 - أرد هذا اللفظ الى جذره اللغوى أو مادته اللغوية
2 - افتح (المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم) الذى وضعه محمد فؤاد عبد الباقى - يرحمه الله - على الجذر اللغوى لهذا اللفظ فيعطينى المصدر بكل مشتقاته اللغوية وذلك حتى أحصر جميع مشتقاته وأحيط بها جميعا (حصر شامل)
3 - اذهب الى (معجم ألفاظ القرآن الكريم) الذى أصدره مجمع اللغة العربية فى مصر وابحث فيه عن نفس المادة اللغوية، وتحتها أطالع معنى اللفظ أو معانيه كلها - ان كان له أكثر من معنى - ولا بأس بمطالعة كل معانى مشتقاته الأخرى
4 - أحيانا أرجع الى كتب التفسير للتأكد من أن ما طالعته بمعجم ألفاظ القرآن ليس موضع خلاف بين المفسرين
هذا ما أفعله أنا، ولكن قد يكون لدى الأخوة طرق أفضل، وفقك الله
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[08 Oct 2009, 01:39 ص]ـ
إذا استخدمت برنامج القرآن الصادر عن مجمع الملك فهذا سيساعدك كثيرا في ذكر جميع مشتقات الجذر في القرآن ..
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أخي أبو عاتكة
إذا توفر لديكم البرنامج المذكور أرجو التكرم برفعة، أو إرساله على العنوان
abadela@yahoo.com
abadela@bau.edu.jo
ولكم خالص الشكر والتقدير
أخوكم حسن العبادلة
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[08 Oct 2009, 06:24 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعًا.
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[08 Oct 2009, 06:45 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشائخنا وأساتذتنا في هذا الملتقى المبارك ...
سأعرض استقرائي لكلمة (السفهاء) وأرجو أن أجد من يوجهني ويقومني ....
السفهاء:
1ـ أرجعتها إلى أصلها: (سفه)
2ـ بحثت في كتاب المعجم المفهرس لألفاظ القرآن ـ بما أنه متوفر لدي ـ وجدت في ستة كلمات (سفه، سفهًا، سفاهة، سفيهًا، سفيهنا، السفهاء،) بمواضع مختلفة وهي كالآتي:
1. {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء} البقرة13
2. (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَكِن لاَّ يَعْلَمُونَ} البقرة13
3. {سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} البقرة142
4. {وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً} النساء5
5. {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِي مَن تَشَاء أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ} الأعراف155
6. {وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً} الجن4
7. (َإن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ) ا لبقرة282
8. {قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ} الأعراف67
(يُتْبَعُ)
(/)
9. (قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ) 10. {وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ} البقرة 130
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[08 Oct 2009, 07:02 ص]ـ
3ـ رجعت لكتب التفاسير (الطبري، السعدي) وفهمت معنى (السفه) حسب سياق الآيات فمافهمته مختصرًا:
1ـ. {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء} البقرة13
2. (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَكِن لاَّ يَعْلَمُونَ} البقرة13
(خلاصة القول هنا السفهاء الجهال ويعنون الصحابة والمؤمنون)
قال الطبري:
والسفيه: الجاهل، الضعيفُ الرأي، القليلُ المعرفة بمواضع المنافع والمضارّ.
وقال السعدي:
يريد المنافقون:الصحابة
كما قال السعدي (أي: إذا قيل للمنافقين آمنوا كما آمن الناس، أي: كإيمان الصحابة رضي الله عنهم، وهو الإيمان بالقلب واللسان، قالوا بزعمهم الباطل: أنؤمن كما آمن السفهاء؟ يعنون - قبحهم الله - الصحابة رضي الله عنهم، بزعمهم أن سفههم أوجب لهم الإيمان، وترك الأوطان، ومعاداة الكفار، والعقل عندهم يقتضي ضد ذلك، فنسبوهم إلى السفه; وفي ضمنه أنهم هم العقلاء أرباب الحجى والنهى.
فرد الله ذلك عليهم، وأخبر أنهم هم السفهاء على الحقيقة، لأن حقيقة السفه جهل الإنسان بمصالح نفسه، وسعيه فيما يضرها، وهذه الصفة منطبقة عليهم وصادقة عليهم، كما أن العقل والحجا، معرفة الإنسان بمصالح نفسه، والسعي فيما ينفعه، وفي دفع ما يضره، وهذه الصفة منطبقة على الصحابة والمؤمنين وصادقة عليهم، فالعبرة بالأوصاف والبرهان، لا بالدعاوى المجردة، والأقوال الفارغة.)
3ـ. {سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} البقرة142
(خلاصة القول هنا الجهال من الناس والمراد بهم المنافقون)
قال الطبري:
("، سيقول الجهال"منَ الناس"، وهم اليهود وأهل النفاق.
وإنما سماهم الله عز وجل"سُفهاء"، لأنهم سَفِهوا الحق. فتجاهلت أحبارُ اليهود، وتعاظمت جهالهم وأهل الغباء منهم، عن اتِّباع محمد صلى الله عليه وسلم، إذ كان من العرب ولم يكن من بني إسرائيل، وتحيّر المنافقون فتبلَّدوا.
)
4ـ. {وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً} النساء5
(خلاصة القول هنا الأطفال والنساء)
قال أبو جعفر: والسفهاء جمع سَفِيه، كما العلماء جمع عليم (1)، والحكماء جمعُ حكيم. والسفيه: الجاهل، الضعيفُ الرأي، القليلُ المعرفة بمواضع المنافع والمضارّ. ولذلك سمى الله عز وجل النِّساء والصبيانَ سفهاء، فقال تعالى: (وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا) [سورة النساء: 5]، فقال عامة أهل التأويل: هم النساء والصبيان، لضعف آرائهم، وقلة معرفتهم بمواضع المصالح والمضارِّ التي تصرف إليها الأموال.
5ـ {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِي مَن تَشَاء أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ} الأعراف155
(خلاصة القول هنا قولين لمعنى السفهاء:
1ـ من عبد العجل.
2ـ من سألوا موسى أن يريهم ربهم)
قال الإمام الطبري:القول في تأويل قوله: {أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (155)}
قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال بعضهم: معنى ذلك: أتهلك هؤلاء الذين أهلكتهم بما فعل السفهاء منا، أي: بعبادة من عبد العجل؟ قالوا: وكان الله إنما أهلكهم لأنهم كانوا ممن يَعبد العجل. وقال موسى ما قال، ولا علم عنده بما كان منهم من ذلك.
وقال آخرون: معنى ذلك: إن إهلاكك هؤلاء الذين أهلكتهم، هلاك لمن وراءهم من بني إسرائيل، إذا انصرفت إليهم وليسوا معي= و"السفهاء"، على هذا القول، كانوا المهلَكين الذين سألوا موسى أن يُرِيهم ربَّهم).
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[08 Oct 2009, 07:15 ص]ـ
6ـ {وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً} الجن4
(المراد به هنا: إبليس)
قال الإمام الطبري:
(يقول عزّ وجلّ مخبرا عن قيل النفر من الجنّ الذين استمعوا القرآن (وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا) وهو إبليس.)
7ـ (َإن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ) ا لبقرة282
(خلاصة القول هنا:
ذكر الإمام الطبري لمعنى السفيه هنا قولين:
1ـ الطفل الصغير.
2ـ الجاهل بالإملاء وهو الذي رجحه).
قال الطبري:
(قال أبو جعفر: يعني بقوله جل ثناؤه:"فإن كان الذي عليه الحق سفيهًا أو ضعيفًا"، فإن كان المدين الذي عليه المال"سفيهًا"، يعني: جاهلا بالصواب في الذي عليه أن يُملَّه على الكاتب
وقال آخرون: بل"السفيه" في هذا الموضع، الذي عناه الله: الطفلُ الصغير.
ال أبو جعفر: وأولى التأويلين بالآية تأويل من قال:"السفيه في هذا الموضع: الجاهل بالإملاء وموضع صواب ذلك من خطئه"، لما قد بينا قبل من أن معنى"السفه" في كلام العرب: الجهلُ.
وقد يدخل في قوله:"فإن كان الذي عليه الحق سفيهًا"، كل جاهل بصواب ما يُملّ من خطئه، من صغير وكبير، وذكر وأنثى. غير أن الذي هو أولى بظاهر الآية أن يكون مرادًا بها: كلُّ جاهل بموضع خطأ ما يملّ وصوابه: من بالغي الرجال الذين لا يُولىَّ عليهم = والنساء. لأنه جل ذكره ابتدأ الآية بقوله:"يا أيها الذين آمنوا إذا تدينتم بدَين إلى أجل مسمى"، والصبي ومن يُولّى عليه، لا يجوز مُداينته، وأنّ الله عز وجل قد استثنى من الذين أمرَهم بإملال كتاب الدَّين مع السفيه، الضعيفَ ومن لا يستطيع إملاله، ففي فصْله جل ثناؤه الضعيفَ من السفيه ومن لا يستطيع إملاء الكتاب في الصفة التي وصف بها كل واحد منهم: (1) ما أنبأ عن أن كل واحد من الأصناف الثلاثة الذين ميَّز بين صفاتهم، غير الصنفين الآخرين. (2)
وإذا كان ذلك كذلك، كان معلومًا أنّالموصوف بالسفه منهم دون الضعف، هو ذو القوة على الإملال، غيرَ أنه وُضع عنه فرض الإملال بجهله بموضع صواب ذلك من خطئه = وأن الموصوف بالضعف منهم، هو العاجز عن إملاله، وإن كان شديدًا رشيدًا، إما لعيّ لسانه أو خرس به = وأنّ الموصوف بأنه لا يستطيع أن يملّ، هو الممنوع من إملاله، إما بالحبس الذي لا يقدر معه على حضور الكاتب الذي يكتب الكتاب فيملّ عليه، وإما لغيبته عن موضع الإملال، فهو غير قادر من أجل غيبته عن إملال الكتاب.
فوضع الله جلّ وعز عنهم فرض إملال ذلك، للعلل التي وصفنا - إذا كانت بهم - وعذرهم بترك الإملال من أجلها، وأمرَ، عند سقوط فرض ذلك عليهم، وليَّ
الحق بإملاله فقال:"فإن كان الذي عليه الحقّ سفيهًا أو ضعيفًا أو لا يستطيع أن يملّ هو فليملل وليه بالعدل"، يعني: وليُّ الحقّ.
* * *
ولا وجه لقول من زعم أن"السفيه" في هذا الموضع هو الصغير، وأن"الضعيفَ" هو الكبير الأحمق. لأن ذلك إن كان كما قال، يوجب أن يكون قوله:"أو لا يستطيعُ أن يملّ هو" هو، العاجز من الرجال العقلاء الجائزي الأمر في أموالهم وأنفسهم عن الإملال، إما لعلة بلسانه من خرس أو غيره من العلل، وإما لغيبته عن موضع الكتاب. وإذا كان ذلك كذلك معناه، لبطل معنى قوله:"فليملل وليه بالعدل"، لأن العاقل الرشيد لا يولى عليه في ماله وإن كان أخرس أو غائبا، ولا يجوز حُكم أحد في ماله إلا بأمره. وفي صحة معنى ذلك، ما يقضي على فساد قول من زعم أن"السفيه" في هذا الموضع، هو الطفل الصغير، أو الكبير الأحمق.
)
8. {قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ} الأعراف67
9. (قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ)
(خلاصة القول قال الإمام الطبري:
سفاهة أي: ليس بي ضلالة عن الحق والصواب).
قال الطبري:
(يعنون: في ضلالة عن الحق والصواب
بتركك ديننا وعبادة آلهتنا)
10 ـ {وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ} البقرة 130
(خلاصة القول هنا المراد بهم المقصود هنا اليهود والنصارى)
قال االطبري:
فمعنى الكلام: وما يرغب عن ملة إبراهيم الحنيفية، إلا سفيه جاهل بموضع حظ نفسه فيما ينفعها، ويضرها في معادها،
)
بقيت مرحلتين ... سأذكرها لاحفًا إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[08 Oct 2009, 07:34 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أخي أبو عاتكة
إذا توفر لديكم البرنامج المذكور أرجو التكرم برفعة، أو إرساله على العنوان
abadela@yahoo.com
abadela@bau.edu.jo
ولكم خالص الشكر والتقدير
أخوكم حسن العبادلة
أخي العزيز حسن تجده هنا ..
http://www.qurancomplex.org/MaterialCMS/viewSection.asp?matId=134&id=135&l=arb&matLang=arb&SecOrder=15&SubSecOrder=2
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[08 Oct 2009, 07:37 ص]ـ
وموضع آخر من سورة الأنعام 140
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[08 Oct 2009, 07:30 م]ـ
أخي العزيز حسن تجده هنا ..
أشكرك أخي الحبيب، حمّلت البرنامج ووجدته رائعا، أسأل الله تعالى أن يُكرم كل من ساهم في هذا البرنامج وهدى إليه
أخوكم حسن العبادلة
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[08 Oct 2009, 07:42 م]ـ
أختي أم عبد الله
كي يتم العمل والجهد الذي بذلته على أكمل وجه، لا بد من الاجتهاد في مراجعةالكتب، وبعد نقل المعلومات التي أوردتها وغيرها نقوم بتمحيص هذه المعلومات.
على سبيل المثال تخصيص السفيه بالنساء والأولاد فيه نظر.
مع أن هذا القول ورد في كتب التفسير، حكما على التغليب، إلا أن الأمر ليس على إطلاقه، حيث نجد أن من الصبيان من قاد جيوشا، وبإمكانك مراجعة سيرة أسامة بن زيد. وهنالك من النساء من يرجح عقلها وفهمها الكثير من الرجال ... إذا لا ينبغي أن نطلق الأمر دون التنويه إلى هذه المسائل، فالسفه حالة من عدم القدرة على تقدير الأمور وهذه الحالة لا تعتمد على السن أو الجنس. لذلك نجد الآية الكريمة تتحدث عن هذه الحالة ولم يرد فيها ولا تؤتوا الصبيان أو النساء أموالكم ... وهكذا في جميع ما هو منقول لابد من تمحيصه لنخرج بدلالات ومعاني هذا اللفظ الذي اخترته مدار بحثك
وكلما زادت أفادتنا من المراجع دق حكمنا وحسن فهمنا للآيات الكريمة بعد توفيق الله تعالى.
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[09 Oct 2009, 04:10 ص]ـ
أختي أم عبد الله
كي يتم العمل والجهد الذي بذلته على أكمل وجه، لا بد من الاجتهاد في مراجعةالكتب، وبعد نقل المعلومات التي أوردتها وغيرها نقوم بتمحيص هذه المعلومات.
على سبيل المثال تخصيص السفيه بالنساء والأولاد فيه نظر.
مع أن هذا القول ورد في كتب التفسير، حكما على التغليب، إلا أن الأمر ليس على إطلاقه، حيث نجد أن من الصبيان من قاد جيوشا، وبإمكانك مراجعة سيرة أسامة بن زيد. وهنالك من النساء من يرجح عقلها وفهمها الكثير من الرجال ... إذا لا ينبغي أن نطلق الأمر دون التنويه إلى هذه المسائل، فالسفه حالة من عدم القدرة على تقدير الأمور وهذه الحالة لا تعتمد على السن أو الجنس. لذلك نجد الآية الكريمة تتحدث عن هذه الحالة ولم يرد فيها ولا تؤتوا الصبيان أو النساء أموالكم ... وهكذا في جميع ما هو منقول لابد من تمحيصه لنخرج بدلالات ومعاني هذا اللفظ الذي اخترته مدار بحثك
وكلما زادت أفادتنا من المراجع دق حكمنا وحسن فهمنا للآيات الكريمة بعد توفيق الله تعالى.
جزاكم الله خيرًا على تنبيهكم وتوجيهكم ... فأنا وضعت هذا العمل هنا لأستفيد من علمكم جميعًا ...
لكنني لم أفهم مرادكم ... هل يعني ذلك أنه كان علي ّ قراءة أكثر في كتب التفاسير؟!
ولا يكفي ماذكرته من مرجع (الطبري والسعدي)؟!
فإذا كان هذا هو المراد فأرجو أن تذكروا لي ماهي الكتب التى يجب علي ّ مطالعتها؟!
ثم إنه أشكل علي أمر وهو قولكم (إلا أن الأمر ليس على إطلاقه) كيف يمكنني أن أعرف ذلك؟! هل يُعرف ذلك بالاطلاع على كتب التفسير أم يٌعرف ذلك بمن له علم بعلوم القرآن؟!
أرجو التوضيح بارك الله فيكم ...
وأنا مستعدة لاعادة ماكتبته إن كان هناك أمور تحتاج إلى إعادة المهم أن أتعلم.
جزاكم الله خيرًا.
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[09 Oct 2009, 04:15 ص]ـ
وموضع آخر من سورة الأنعام 140
بارك الله فيكم ... تنبيه جيد غفلت عن هذا الموضع:
وهو الموضع (11) وهو قوله تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
(قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلاَدَهُمْ سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ اللّهُ افْتِرَاء عَلَى اللّهِ قَدْ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ {140} الأنعام)
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[10 Oct 2009, 12:33 ص]ـ
... لكنني لم أفهم مرادكم ... هل يعني ذلك أنه كان علي ّ قراءة أكثر في كتب التفاسير؟!
ولا يكفي ماذكرته من مرجع (الطبري والسعدي)؟!
فإذا كان هذا هو المراد فأرجو أن تذكروا لي ماهي الكتب التى يجب علي ّ مطالعتها؟!
ثم إنه أشكل علي أمر وهو قولكم (إلا أن الأمر ليس على إطلاقه) كيف يمكنني أن أعرف ذلك؟! هل يُعرف ذلك بالاطلاع على كتب التفسير أم يٌعرف ذلك بمن له علم بعلوم القرآن؟!
أرجو التوضيح بارك الله فيكم ...
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أختي الكريمة أم عبد الله
لقد فَهمًتِ المراد على أكمل وجه، فالأمر الذي هو مدار البحث جدّ مهم؛ فنحن نبحث في تفسير كلام الله تعالى، ومعلوم أن التفسير: هو الكشف عن مراد الله تعالى في كتابه الكريم بقدر الطاقة البشرية.
والطاقة البشرية متفاوته، فلابد لنا من بذل الجهد في المطالعة والتقصّي، ولا يحبطنا تكرار الأقوال في بعض الكتب، لأننا سنجد في بعضها الآخر ما يفتح لنا أبوابا جديدة للفهم، وكلما زاد اجتهاد الإنسان وبحثه، زاد فهمه لكتاب الله تعالى – وهذا أيضا ليس على إطلاقه-.
أما الشق الثاني: فكتب التفسير ومعاجم اللغه وفقه اللغة وتطور الدلالات اللغوية وشواهد اللغة من الشعر الجاهلي إلى غير ذلك مما له علاقة بهذا الموضوع. ولست أحبطك أحتي الكريمة فهذا هو البحث العلمي. فإن كنت ستقولين بأن مراد الله تعالى في الآية الكريمة كذا وكذا، لابد أن يكون هذا القول مبني على علم.
أختي الكريمة الشق الثاني من سؤالك جمعه الإمام الشافعي رحمه الله تعالى وإجابته أوفى من إجابتي، لذلك اسمحي لي أن أورد قوله، يقول رحمه الله تعالى:
أَخي لَن تَنالَ العِلمَ إِلّا بِسِتَّةٍ سَأُنبيكَ عَن تَفصيلِها بِبَيانِ
دََكاءٌ وَحِرصٌ وَاِجتِهادٌ وَبُلغَةٌ وَصُحبَةُ أُستاذٍ وَطولُ زَمانِ
والدكاء بالدال المهملة، فطنة القلب، وهذه هبة من الله تعالى، وفقا لحديث سيدنا علي رضي الله عنه
صحيح البخاري ترقيم عبد الباقي - (11/ 111)
3047 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ أَنَّ عَامِرًا حَدَّثَهُمْ عَنْ أَبِى جُحَيْفَةَ - رضى الله عنه - قَالَ قُلْتُ لِعَلِىٍّ - رضى الله عنه هَلْ عِنْدَكُمْ شَىْءٌ مِنَ الْوَحْىِ إِلاَّ مَا فِى كِتَابِ اللَّهِ قَالَ وَالَّذِى فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ مَا أَعْلَمُهُ إِلاَّ فَهْمًا يُعْطِيهِ اللَّهُ رَجُلاً فِى الْقُرْآنِ، وَمَا فِى هَذِهِ الصَّحِيفَةِ. قُلْتُ وَمَا فِى الصَّحِيفَةِ قَالَ الْعَقْلُ وَفَكَاكُ الأَسِيرِ، وَأَنْ لاَ يُقْتَلَ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ.
وهذا أمر يخص الله به العلماء العاملين، وأشار إلى ذلك ابن خزيمة -أثناء ذكره للعلوم التي على المفسّر أن يُلِمّ بها قبل التفسير، - بقوله:
((عِلْمُ الْمَوْهِبَةِ وَهُوَ عِلْمٌ يُورِثُهُ اللَّهُ لِمَنْ عَمِلَ بِمَا عَلِمَ كَمَا أُشِيرَ فِي حَدِيثِ مَنْ عَمِلَ بِمَا عَلِمَ وَرَّثَهُ اللَّهُ عِلْمَ مَا لَمْ يَعْلَمْ))
صحيح ابن خزيمة الأعظمي/4 - (5/ 170)
نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإيّاكم من العلماء العاملين وأن لا يحجب عنّا فهم كتابه الكريم.
وهذا الباب من العلم لا يعرف بقراءة الكتب ولا بكثرة الاطلاع، فإبليس عنده من المعارف بما عايشه من تطاول عُمُر ما يفوق معارف الكثيرين، لكن معرفته هذه لم تحل بينه وبين أن يطرد من رحمة الله تعالى.
وطريق تحصيل هذا العلم هو الإخلاص لله تعالى ومراقبة الله في كل حركة وسكنة يجترحها الإنسان.
(خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) (المطففين:26)
والله سبحانه وتعالى من وراء القصد وهو الهادي سواء السبيل
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[10 Oct 2009, 05:54 ص]ـ
نعم، بارك الله فيكم ... ونفع بعلمكم ...
هل أبدأ البحث من جديد آية ... آية .... بحيث آخذ الآية وأمر على كتب التفسير ثم أسأل ماأشكل علي ّ حتى أتوصل إلى معنى (السفه) في سياق كل آية ....
ثم أخرج بنتيجة نهائية وأن السفه في كتاب الله ورد كذا من المرات وجاءت بمعنى كذا وكذا .....
أم أن كوني غير متخصصة في علم التفسير لايؤهلني لهذا البحث؟!
أرجو توجيهي ...
بوركتم.(/)
ابن القيم وتأمله لآيات الإنفاق
ـ[ناصر_عزيز]ــــــــ[06 Oct 2009, 11:24 م]ـ
وقال تعالى ((مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم))
وهذه الآية كأنها كالتفسير والبيان لمقدار الأضعاف التي يضاعفها للمقرض ومثل سبحانه بهذا المثل إحضارا لصورة التضعيف في الأذهان بهذه الحبة التي غيبت في الأرض فأنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة حتى كأن القلب ينظر إلى هذا التضعيف ببصيرته كما تنظر العين إلى هذه السنابل التي من الحبة الواحدة فينضاف الشاهد العياني إلى الشاهد الإيماني القرآني فيقوى إيمان المنفق وتسخو نفسه بالإنفاق وتأمل كيف جمع السنبلة في هذه الآية على سنابل وهي من جموع الكثرة إذ المقام مقام تكثير وتضعيف وجمعها على سنبلات في قوله تعالى وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات فجاء بها على جمع القلة لأن السبعة قليلة ولا مقتضى للتكثير وقوله تعالى والله يضاعف لمن يشاء قيل المعنى والله يضاعف هذه المضاعفة لمن يشاء لا لكل منفق بل يختص برحمته من يشاء وذلك لتفاوت أحوال الإنفاق في نفسه ولصفات المنفق وأحواله في شدة الحاجة وعظيم النفع وحسن الموقع وقيل والله يضاعف لمن يشاء فوق ذلك فلا يقتصر به على السبعمائة بل يجاوز في المضاعفة هذا المقدار إلى أضعاف كثيرة واختلف في تفسير الآية فقيل مثل نفقة الذين ينفقون في سبيل الله كمثل حبة وقيل مثل الذين ينفقون في سبيل الله كمثل باذر حبة ليطابق الممثل للممثل به فههنا أربعة أمور منفق ونفقة وباذر وبذر فذكر سبحانه من كل شق أهم قسميه فذكر من شق الممثل المنفق إذ المقصود ذكر حاله وشأنه وسكت عن ذكر النفقة لدلالة اللفظ عليها وذكر من شق الممثل به البذر إذ هو المحل الذي حصلت فيه المضاعفة وترك ذكر الباذر لأن القرض لا يتعلق بذكره فتأمل هذه البلاغة والفصاحة والإيجاز المتضمن لغاية البيان وهذا كثير في أمثال القرآن بل عامتها ترد على هذا النمط ثم ختم الآية باسمين من أسمائه الحسنى مطابقين لسياقها وهما الواسع والعليم فلا يستبعد العبد هذه المضاعفة ولا يضيق عنها عطاؤه فإن المضاعف واسع العطاء واسع الغنى واسع الفضل ومع ذلك فلا يظن أن سعة عطائه تقتضي حصولها لكل منفق فإنه عليم بمن تصلح له هذه المضاعفة وهو أهل لها ومن لا يستحقها ولا هو أهل لها فإن كرمه وفضله تعالى لا يناقض حكمته بل يضع فضله مواضعه لسعته ورحمته ويمنعه من ليس من أهله بحكمته وعلمه
من كتاب طريق الهجرتين(/)
إلى أصحاب الإعجاز العددي: هل هذا داخل تحت شرطكم؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[07 Oct 2009, 10:55 ص]ـ
لغز الرقم 7 في حياة مايكل جاكسون
لوس انجلس، واشنطن: يبدو أن الرقم "7" لعب دوراً مؤثراً في حياة ملك البوب الأميركي الراحل مايكل جاكسون وحتى في وفاته. ولاحظ موقع "تي إم زي" الأميركي أن معظم الأشياء التي شهدتها حياة النجم الراحل كانت مرتبطة بهذا الرقم وركزت على انه كتب وصيته في السابع من يوليو/تموز (الشهر السابع من العام) عام 2002، في حين ان حفل تأبينه إثر وفاته المفاجئة صادف في السابع من يوليو/تموز 2009.
كما لفتت إلى ان المفارقة هي أن تحتل اثنتان من أبرز أغاني ملك البوب الناجحة هما "أبيض وأسود" و"بيلي جين"، المرتبة الأولى طوال 7 أسابيع. أما أهم 3 ألبومات لجاكسون "مثير" و"سيء" و"خطير"، فأنتج كل منها 7 أغاني حققت نجاحاً باهراً.
ولفت الموقع إلى ان مايكل جاكسون هو الولد السابع في عائلته المؤلفة من 9 أولاد، أما السنة التي ولد فيها فهي 1958، وإذا أضيفت الـ19 الى الـ58 تكون النتيجة 77.
وأشار "تي إم زي" أيضاً إلى ان ملك البوب توفي في 25 حزيران/يونيو وإذا أضيفت الـ5 الى الـ2 تكون النتيجة 7. وسجل الموقع مفارقة إضافية وهي ان كلمتي مايكل ( Michael) وجاكسون ( Jackson) بالإنكليزية مؤلفتان من 7 أحرف.
مستفاد من مشاركة شيخنا عصام البشير هنا http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1079060&postcount=14
والموضوع بتمامه هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=83481
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[07 Oct 2009, 01:23 م]ـ
لغز الرقم 7 في حياة مايكل جاكسون
]
هذا سخف وهراء ولا علاقة له بالاعجاز العددي المنسوب الى القرآن. ونقله كذلك.
وقد نظرت في الرابط الذي ذكرته فلم أجد غير حوار سخيف وأمثلة اكثر سخافة ..
والأسخف من كل ذلك محاكمة الاعجاز العددي الحقيقي على اساس تلك الأمثلة التافهة.
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[07 Oct 2009, 03:33 م]ـ
أحسن الله إليك أبا الحسنات ...
أعجب بقوم ينصرفون عن تدبر آيات الله إلى الضرب على الآلات الحاسبة؟؟!!
حضرت درساً لرجل في الإعجاز العددي، وكان يقول: الإعجاز العددي بقدر ما هو ممتع، ورائع، بقدر ما هو متعب، يقرأ الإمام القرآن، فتذهب بك الخواطر إلى ترتيب السورة، ورقم الآية وعلاقة هذا بترتيب سور المصحف ... إلخ.
قلت: وهذا آية الضلال ...
أن تنصرف عن تدبر آيات الله إلى الضرب على الآلات الحاسبة، جمعاً وطرحاً وضرباً وقسمة، وصفاً؟!!
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[07 Oct 2009, 09:03 م]ـ
الأخوة الكرام،
1. ما هكذا تورد الإبل. وإذا لم نكن نقصد تبليغ كلمة حق فلماذا هذا الاستهزاء.
2. نعلم تماماً أيها الدمشقي العزيز والأخ بكر جزاه الله خيرا ووفقه، ومن هم على منهجكم في الاستنباط، أنكم لا تهتمون بهذا العلم الجديد، ولا بأس في ذلك، ولكنكم تتورطون في رفض ما لا تعرفون. بل أكاد أجزم من مداخلات سابقة لبعضكم أنكم لا تعرفون من هذا العلم إلا المحاولات غير الجادة.
3. بدأ هذا العلم يفرض نفسه على قطاعات واسعة من المثقفين، وهذا بشرى وتبشير بمستقبل واعد لهذا العلم. وكيف نؤمن لكم ونحن نرى أن هذا العلم هو أشد ما يلفت انتباه الكثير من المخالفين للإسلام، بل ويُحرج الملاحدة والعلمانيين، ويحاربه المبشرون النصارى بشراسة.
4. أنتما ما شاء الله على بينة من صدق الرسالة، ومن هنا لا يهمنا عدم اكتراثكم بمثل هذا العلم، لأنكم لا تحتاجونه في مسيرتكم الإيمانية، ولكن لا تكونوا حجر عثرة أمام دعوة الله من حيث لا تعلمون.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[07 Oct 2009, 09:14 م]ـ
بغض النَّظر عن حجم السخرية التي تحملها هذه المقارنةُ إلاَّ أنَّها تُعطي مؤشِّراً على أنّ التَّكلُّفَ في الضربِ والطَّرحِ قد يصنعُ علاقاتٍ معينةً بين أعدادٍ معينةٍ في قصائد أو تراجمَ أو مقالاتٍ أو غير ذلك.
وأعيدُ هنا ما اقترحتُهُ سابقاً من أنَّ جهودَ الإعجاز العددي على كثرتها وتناثرها لو تمَّ إحكامُها بإخضاعها لنظرةٍ جماعيةٍ فاحصةٍ من قِبَلِ المتخصصين في القراءات والرسم والضبطِ واللغة والتفسيرِ فتكونَ الجهودُ في هذه الدراسات المعاصرة ذات طابعٍ مؤسَّسِيٍّ محكَمٍ تنسدُّ معهُ نوافذُ الرَّدِّ والتجهيل وتؤمَنُ معهُ أعاصيرُ السخرية من قبل الغيورين على القرآن أو أعدائه من الباحثين عن المزالق
أمَّا والإعجازُ العدديُّ يستطيعُ أي طالبِ علمٍ أن يعكر أجواء الباحثين فيه بتناسيه أو تجاهله لبعض مسلمات الفنون المتصلةِ بالقرآن فوصفه بالإعجاز معجزٌ جداً للقائمين عليه , ولا يغُرَّنَّا ما يشهدُ به أهل الفضاءات الواسعة من المثقفين فشهادتهم كعدمها لأنهم ليسوا أهلاً للتقييم والتصحيح والتشجيع , إنَّما الصوابُ هو أن يتجاوز الجهدُ في الإعجاز العددي ما يطرحه طلبةُ مدارس تحفيظ القرآن المتوسطة من عدم قناعتهم باعداد آية معينة نظراً لخلاف العلماء في مقطوعها وموصولها , وما يطرحه طلابُ الثانويةِ من إشكالاتٍ في التسليم بإعجاز آيةٍ معينةٍ وقد تعلموا في قراءاتها المتواترة أن حروفها تزيد وتنقص بتعدد القراءات , وما يستشكلهُ طلبةُ العلم فوق ذلك من مخالفة كثير من النظريات العدديَّة وإغفالها قواعد الحذف والإثبات في الرسم والإملاء , فإذا كان ذلك كان للإعجاز العددي حجمهُ وثمرتهُ وإن لا فلا ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الأمين بن محمد المختار]ــــــــ[07 Oct 2009, 11:12 م]ـ
الأخ الكريم أبا الحسنات / بارك الله فيكم
مع كامل الاحترام، ما كان يليق أن تطرح الموضوع بهذه الطريقة.
وما دمتَ قد طرحته فأقترح عليك أن توجه سؤالك إلى الإمام ابن عباس رضي الله عنه بعد أن تقرأ هذه الرواية عنه، وهي - من باب المفارقة أو الإعجاز إن شئت - في موضوع السبعة أيضا:
قال الامام السيوطي في الدر المنثور:
أخرج محمد بن نصر وابن جرير والحاكم وصححه والبيهقي من طريق عاصم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان عمر رضي الله عنه يدعوني مع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ويقول: لا تتكلم حتى يتكلموا، فدعاهم فسألهم فقال: أرأيتم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر: «التمسوها في العشر الأواخر وتراً أي ليلة ترونها؟» فقال بعضهم: ليلة إحدى وعشرين، وقال بعضهم: ليلة ثلاث، وقال بعضهم: ليلة خمس، وقال بعضهم: ليلة سبع. فقالوا: وأنا ساكت. فقال: ما لك لا تتكلم؟ فقلت: إنك أمرتني أن لا أتكلم حتى يتكلموا. فقال: ما أرسلت إليك إلا لتكلم فقال: إني سمعت الله يذكر السبع فذكر سبع سموات ومن الأرض مثلهن، وخلق الإِنسان من سبع، ونبت الأرض سبع. فقال عمر رضي الله عنه: هذا أخبرتني بما أعلم أرأيت ما لا أعلم؟ فذلك نبت الأرض سبع. قلت: قال الله عز وجل {شققنا الأرض شقاً فأنبتنا فيها حباً وعنباً وقضباً وزيتوناً ونخلاً وحدائق غلباً وفاكهة وأباً} [عبس: 26] قال: فالحدائق غلباً الحيطان من النخل والشجر {وفاكهة وأبا} فالأب ما أنبتت الأرض مما تأكله الدواب والأنعام ولا تأكله الناس. فقال عمر رضي الله عنه لأصحابه: أعجزتم أن تقولوا كما قال هذا الغلام الذي لم يجتمع شؤون رأسه، والله إني لأرى القول كما قلت، وقد أمرتك أن لا تتكلم معهم.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[07 Oct 2009, 11:16 م]ـ
أمَّا والإعجازُ العدديُّ يستطيعُ أي طالبِ علمٍ أن يعكر أجواء الباحثين فيه بتناسيه أو تجاهله لبعض مسلمات الفنون المتصلةِ بالقرآن فوصفه بالإعجاز معجزٌ جداً للقائمين عليه ...
الأخ الكريم محمود الشنقيطى حفظه الله،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد
منذ بضعة أشهر طالعت لكم مداخلة فى هذا الملتقى المبارك وجدتكم تصفون فيها أحد أمثلة الاعجاز العددى بأنه (مثال ممتاز)
وهذا يعنى القبول به، وهذا هو رابط مداخلتكم المشار اليها:
http://tafsir.org/vb/showpost.php?p=78004&postcount=25
أما المثال ذاته الذى حاز قبولكم ونال استحسانكم فكان للأخ الكريم أبى عمرو البيراوى فى قوله لأحد الأخوة الأفاضل:
4 - إليك هذه الملاحظة فقط من أجل التدبّر: يقول تعالى:" ولبثوا في كهفهم". وبما أنك من أهل القرآن أسألك: ماذا تتوقع أن يأتي بعد كلمة كهفهم؟ ستقول لي: " ثلاث مائة سنين وزدادوا تسعاً". وأقول: صحيح، وإذا قمتَ بعدّ الكلمات من بداية قصة الكهف ستجد أن بعد كلمة (كهفهم) تكون الكلمة رقم 309 وهنا نطرح سؤال: هل مثل هذا أمر مراد لله تعالى أم أنه صدفة لطيفة؟ لا أظن أن أحداً من المسلمين يقول إنه صدفة. وإذا قلنا إن ذلك مراد لله تعالى فهل يصح أن نتوقف عند هذه الملاحظة ولا نبحث عن حكمة مثل هذا التوافق.
وهذا هو رابط المداخلة بتمامها:
http://tafsir.org/vb/showpost.php?p=77776&postcount=15
والسؤال الآن:
أليس فيما ذكرته توا ما يتعارض مع اطلاق الحكم وتعميمه على هذا الوجه من الاعجاز؟
فاذا كان فى الاعجاز العددى ما أمكنه أن يلفت النظر وينال القبول، بل والاعجاب، فلما ذا الهجوم عليه، وتعجيز القائمين عليه كما يستفاد من قولكم فى الاقتباس أعلاه؟
انه محض استفسار، مع بالغ احترامى وتقديرى لشخصكم الكريم
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[08 Oct 2009, 12:59 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
عقب الإمام المحقق ابن عطية الأندلسي على الأثر المذكور عن ابن عباس ب: " و هذا من ملح التفسير، و ليس من متين العلم " ثم قال الإمام المحدث الفقيه ابن رجب الحنبلي: " و هو كما قال " ........
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[08 Oct 2009, 05:38 ص]ـ
الأخ الكريم محمود الشنقيطى حفظه الله،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد
منذ بضعة أشهر طالعت لكم مداخلة فى هذا الملتقى المبارك وجدتكم تصفون فيها أحد أمثلة الاعجاز العددى بأنه (مثال ممتاز)
وهذا يعنى القبول به، وهذا هو رابط مداخلتكم المشار اليها:
http://tafsir.org/vb/showpost.php?p=78004&postcount=25
أما المثال ذاته الذى حاز قبولكم ونال استحسانكم فكان للأخ الكريم أبى عمرو البيراوى فى قوله لأحد الأخوة الأفاضل:
[/ color]
وهذا هو رابط المداخلة بتمامها:
http://tafsir.org/vb/showpost.php?p=77776&postcount=15
والسؤال الآن:
أليس فيما ذكرته توا ما يتعارض مع اطلاق الحكم وتعميمه على هذا الوجه من الاعجاز؟
فاذا كان فى الاعجاز العددى ما أمكنه أن يلفت النظر وينال القبول، بل والاعجاب، فلما ذا الهجوم عليه، وتعجيز القائمين عليه كما يستفاد من قولكم فى الاقتباس أعلاه؟
انه محض استفسار، مع بالغ احترامى وتقديرى لشخصكم الكريم
شكراً لك أخي الفاضل العليمي
ولم أكن أتوقعُ تتبعاً منك لتعقيبٍ مني مضت عليه بضعةُ أشهر , وقد استعجلتَ عن تأمل هذا المثال اليتيم أيضاً فأرجو أن تعيد قراءتهُ , وليتك حين استللت هذا الإعجاب من بين المشاركات التي أكتُبها عن الإعجاز العددي نظرت في سابقِ هذه المشاركةِ ولاحقِها لتتبيَّن الموقف الذي أقفُهُ منهُ على وجه الحقيقة.
وقَبولُ مثالٍ واحدٍ يا أخي الكريم لا يلزمُ منهُ قبولُ كل عمليات الضَّربِ والطَّرحِ التي يعترضُها ما يعترضُها من تناسي المُسلَّمات والأصول , لكن يلزمُ منهُ أنَّ ما أكتبُهُ ليسَ هجوما كما تسميه بقدر ما هو دعوةٌ إلى ترشيد البحث وتقويمه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[08 Oct 2009, 10:12 ص]ـ
أخي أبا عمرو ...
بارك الله فيك ...
لا بد لهذا العلم من أصل يقوم عليه، وأن يكون هناك ما يدل على صحته والدعوة إليه ...
وإنه وإن كان فيما أوردته سخرية مبطنة، إلا أنها من باب إلزام المناظر ...
ألا ترى إلى هذه المصادفات العددية للرقم 7 في حياة المغني الأمريكي؟
انظر مثلاً إلى التكلفات التي أوردها الدكتور زغلول النجار في سورة الحديد، وعن علاقة ترتيب سورة الحديد في المصحف بترتيب عنصر الحديد في الجدول الدوري، وعن العدد الذري للحديد برقم الآية التي ورد فيها ذكر الحديد ... إلخ.
أولاً: كل هذا من التكلفات، وكلام لا دليل عليه ....
ثانياً: يمكننا أن ندعي أمراً كهذا في كلامنا العادي، أو أن نورد بيت شعر فيه ذكر للحديد، فنجمع أو نطرح أو نضرب حتى نصل إلى عين النتائج التي وصل إليها الدكتور زغلول النجار. هذا سهل جداً ...
ما عليك إلا أن تعثر على بيت شعر فيه ذكر للحديد، ثم تتلاعب بعدد الحروف والكلمات حتى تحصل على مقصودك ...
والله أعلم ...
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Oct 2009, 11:47 ص]ـ
أبحاث الأستاذ عبد الله جلغوم تحتاج إلى تأمل ونظر
وفيها الكثير مما يلفت النظر ويستحق الوقوف عنده
وأعتقد أنها ستقود إلى شيء ما في يوم ما
وعدم فهم الناس لبعض المسائل المطروحة ليس دليلا على عدم صحتها
ومن الغباء أن يهاجم طالب العلم كل ما عجزت مداركه عن استيعابه وفهمه
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[08 Oct 2009, 12:39 م]ـ
يبدو لي أن البعض ممن ينكرون الاعجاز العلمي، وينكرون الاعجاز العددي، سائرون في طريق قد تنتهي بهم إلى رفض قضية الاعجاز كلها، والزعم أنهم ليسوا بحاجة إلى شيء من ذلك. أرجو أن لا يكون ذلك هو من اهدافهم.
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[08 Oct 2009, 12:44 م]ـ
أبحاث الأستاذ عبد الله جلغوم تحتاج إلى تأمل ونظر
وفيها الكثير مما يلفت النظر ويستحق الوقوف عنده
وأعتقد أنها ستقود إلى شيء ما في يوم ما
وعدم فهم الناس لبعض المسائل المطروحة ليس دليلا على عدم صحتها
ومن الغباء أن يهاجم طالب العلم كل ما عجزت مداركه عن استيعابه وفهمه
فانظر فيها كما تشاء ...
وبانتظار أن تقودك إلى شيء ما في يوم ما ...
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[08 Oct 2009, 12:45 م]ـ
أبحاث الأستاذ عبد الله جلغوم تحتاج إلى تأمل ونظر
وفيها الكثير مما يلفت النظر ويستحق الوقوف عنده
وأعتقد أنها ستقود إلى شيء ما في يوم ما
وعدم فهم الناس لبعض المسائل المطروحة ليس دليلا على عدم صحتها
ومن الغباء أن يهاجم طالب العلم كل ما عجزت مداركه عن استيعابه وفهمه
الأخ الكريم حجازي
ليس من حقكم حفظكم الله خلعُ نعتِ الغباء على من استمسك بأصول العلم وقواعده في وجه عشوائيِّ عمليات الحساب , وهذا ليس عجزاً.
وطيرانُ بعضِ النَّاسِ فرحاً بهذه العمليات الحسابية أيضاً لا يمكنُ عدهُ دليلاً على صحتها , إنما الدليلُ على صحتها هو حلُّ الإشكلات التي تعترضُ طريق هذه الحسابات بوجهٍ لا يبقى معهُ في ذهن المتلقي أيُّ مانعٍ من التسليم.
والعجزُ حقيقةً أن يكونَ ذهنُ أحدنا كمشعرِ مِنى بجامع أنهُ مناخُ ما سبقَ إليه من قناعةٍ لن تجد لها تبديلاً ولا تحويلاً.
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[08 Oct 2009, 12:49 م]ـ
يبدو لي أن البعض ممن ينكرون الاعجاز العلمي، وينكرون الاعجاز العددي، سائرون في طريق قد تنتهي بهم إلى رفض قضية الاعجاز كلها، والزعم أنهم ليسوا بحاجة إلى شيء من ذلك. أرجو أن لا يكون ذلك هو من اهدافهم.
هذا متوقف على ثبوت الإعجاز العلمي والإعجاز العددي ...
نحن ننكر هذه الوجوه المدعاة في إعجاز القرآن والتي لا تقوم على دليل.
بأي شيء حكمت على لغز الرقم 7 في حياة المغني الأمريكي بأنه سخف وهراء، وما أتيت به في هذا الباب مما تدعيه من الإعجاز العددي في القرآن يخرج من مشكاة واحدة؟!
حكمت على نفسك إذن ...
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[08 Oct 2009, 01:00 م]ـ
هذا متوقف على ثبوت الإعجاز العلمي والإعجاز العددي ...
نحن ننكر هذه الوجوه المدعاة في إعجاز القرآن والتي لا تقوم على دليل.
بأي شيء حكمت على لغز الرقم 7 في حياة المغني الأمريكي بأنه سخف وهراء، وما أتيت به في هذا الباب مما تدعيه من الإعجاز العددي في القرآن يخرج من مشكاة واحدة؟!
حكمت على نفسك إذن ...
من الواضح أنك ما سجلت في هذا الملتقى إلا للعبث واللهو، وإشغال الجميع بما لا فائدة فيه، فابحث لك عمن تلهو معه، فلا وقت لدي أضيعه معك.
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[08 Oct 2009, 01:03 م]ـ
من الواضح أن ما سجلت في هذا الملتقى إلا للعبث واللهو، فابحث لك عمن تلهو معه، فلا وقت لدي أضيعه معك.
بارك الله فيك ...
هلا بينتَ لنا الفرق بين ما تدعيه من إعجاز عددي، وبين المثال الذي أورده أبو الحسنات؟!
وبأي شيء كان كلام أبي الحسنات هراءً وسخفاً، وكلامك أنت محققاً دقيقاً؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Oct 2009, 01:14 م]ـ
الأخ الكريم حجازي
ليس من حقكم حفظكم الله خلعُ نعتِ الغباء على من استمسك بأصول العلم وقواعده في وجه عشوائيِّ عمليات الحساب , وهذا ليس عجزاً.
وطيرانُ بعضِ النَّاسِ فرحاً بهذه العمليات الحسابية أيضاً لا يمكنُ عدهُ دليلاً على صحتها , إنما الدليلُ على صحتها هو حلُّ الإشكلات التي تعترضُ طريق هذه الحسابات بوجهٍ لا يبقى معهُ في ذهن المتلقي أيُّ مانعٍ من التسليم.
والعجزُ حقيقةً أن يكونَ ذهنُ أحدنا كمشعرِ مِنى بجامع أنهُ مناخُ ما سبقَ إليه من قناعةٍ لن تجد لها تبديلاً ولا تحويلاً.
أخانا الفاضل محمود حفظك الله ورفع قدرك
أنا لم أخلع نعت الغباء على من استمسك بأصول العلم وقواعده
وإنما قلت:
"ومن الغباء أن يهاجم طالب العلم كل ما عجزت مداركه عن استيعابه وفهمه"
ولا أظنك تخالفني في هذا
أنا ممن تحفظ على أبحاث الأستاذ عبد الله جلغوم وذكرت أنها لا تخلوا من بعض الإشكالات، ولكن لا يمكن مقارنة أبحاثه بمثل الهراء المذكور عن جاكسون.
نحن نتكلم عن نص إلهي معجز وكل ما ذكر فيه من جميع الوجوه حقائق قد علمها من أنزل القرآن ومن ذلك الأعداد المذكورة في القرآن ومنها طول السورة وقصرها وموقعها وغير ذلك من الأمور التي لا تخلو من حكمة لأن القائل حكيم وعليه أقول:
لماذا نثرب على من أراد أن يبحث عن هذه الحقائق ويكشف أسرارها وبخاصة إذا لم يكن في عمله ما يخالف نصا من الكتاب أو السنة؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[08 Oct 2009, 01:15 م]ـ
الأخ الكريم حجازي
ليس من حقكم حفظكم الله خلعُ نعتِ الغباء على من استمسك بأصول العلم وقواعده في وجه عشوائيِّ عمليات الحساب , وهذا ليس عجزاً.
وطيرانُ بعضِ النَّاسِ فرحاً بهذه العمليات الحسابية أيضاً لا يمكنُ عدهُ دليلاً على صحتها , إنما الدليلُ على صحتها هو حلُّ الإشكلات التي تعترضُ طريق هذه الحسابات بوجهٍ لا يبقى معهُ في ذهن المتلقي أيُّ مانعٍ من التسليم.
.
1 - الأخ حجازي لم ينعت أحدا بالغباء، فلا يوجد أحد يلم بكل شيء.
2 - أبعد كل ما أوردناه لك تتمسك بكلمة العشوائية؟! بماذا تريدني أن أصفك؟ بالعبقرية؟
3 - ليس الفرح بهذه العمليات هو الدليل على صحتها، الدليل انها موجودة في المصحف على النحو الذي ذكرناه. اتحداك ان تكتشف فيها مخالفة للقرآن ..
4 - إنكارك لها لا يعني أنها غير صحيحة. هناك من ينكر إعجاز القرآن البياني الذي تعترف به، هل إنكاره يلغي الاعجاز البياني؟
5 - ما دليلك على عدم صحتها؟ هل بحثت في القرآن ووجدتها غير صحيحه أم هو التعصب الأعمى؟
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[08 Oct 2009, 01:59 م]ـ
نحن نتكلم عن نص إلهي معجز وكل ما ذكر فيه من جميع الوجوه حقائق قد علمها من أنزل القرآن ومن ذلك الأعداد المذكورة في القرآن ومنها طول السورة وقصرها وموقعها وغير ذلك من الأمور التي لا تخلو من حكمة لأن القائل حكيم وعليه أقول:
لماذا نثرب على من أراد أن يبحث عن هذه الحقائق ويكشف أسرارها وبخاصة إذا لم يكن في عمله ما يخالف نصا من الكتاب أو السنة؟
أخي حجازي:
هذا هدفٌ منشودٌ عند كل العقلاء لا يختلفون فيه أعني البحث والتقصي وإظهار دلائل إعجاز كتاب الله , ولكن:
لا بُدَّ أن يكونَ البحثُ في هذه الجوانبِ بحثاً بمعنى البحث , أمَّا ادِّعاءُ الإعجازِ في وجهٍ من عشرين وجهاً ثبت بها القرآنُ لا يمتازُ أحدها عن التسعة عشر الباقية بميزةِ صحة أو ثبوتٍ , وبوجهٍ واحدٍ من أوجه عدِّ الآي وترك مذاهب العد الأخرى , وبقولٍ واحدٍ من أقوال أهل الرسم في الحذف والإثبات والزيادة والنقص , فلا يمكنُ جعلُ ذلك إعجازاً وإثباته , لأنَّ إعجاز القرآنِ يمتازُ بثبوته في كل وجهٍ ثبت به القرآنُ , أما أن يتخلف الإعجازُ وينمحي من القرآن في أغلب أوجهه التي ثبت بها فهو أمرٌ معجِزٌ لأهل الحساب.
وببساطة: كيف لي أن أقنعَ أخاً سودانياً - حفظَ القرآنَ ورسَمَهُ وأتقنهُ برواية الدوري وعرف عددهُ على مذهب البصريين - أو ليلبيا أو موريتانياً فعلا ذلك برواية ورش أو قالون أو غيرهم , بأبحاث الإعجاز العددي التي لا تتجاوزُ مصحف المدينة النبوية الذي التزمَ كتبتُهُ روايةً واحدةً ومذهبَ عدٍّ واحدٍ ورسماً اعتُمدَ فيه ترجيح مذهب الإمام أبي داود عند الخلاف مع غيره.؟
فهل السعيُ لإحكام هذه الأوجه في ما يُسمى الإعجاز العددي وضبطِها بحيثُ تتناولُ جميع أوجه القرآن يُعَدُّ تثريباً في نظرك.؟
لا أظنُّ ذلك.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Oct 2009, 02:17 م]ـ
لا أخالفك أخي الكريم محمود في شيء مما قلت
وما أوردته من إشكالات لعل الأستاذ عبد الله قد أجاب عن بعضها وقد لا تكون إجابته شافية لك وربما لي أنا أيضا.
ولكن لا يزال في أبحاث الأستاذ عبد الله ما يستحق التأمل ولربما قصرت أفهمنا عن تصور بعض وجوه الإعجاز فيما كتب.
وفق الله الجميع لما فيه الخير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[08 Oct 2009, 06:20 م]ـ
أخي حجازي:
هذا هدفٌ منشودٌ عند كل العقلاء لا يختلفون فيه أعني البحث والتقصي وإظهار دلائل إعجاز كتاب الله , ولكن:
لا بُدَّ أن يكونَ البحثُ في هذه الجوانبِ بحثاً بمعنى البحث , أمَّا ادِّعاءُ الإعجازِ في وجهٍ من عشرين وجهاً ثبت بها القرآنُ لا يمتازُ أحدها عن التسعة عشر الباقية بميزةِ صحة أو ثبوتٍ , وبوجهٍ واحدٍ من أوجه عدِّ الآي وترك مذاهب العد الأخرى .....
وببساطة: كيف لي أن أقنعَ أخاً سودانياً - حفظَ القرآنَ ورسَمَهُ وأتقنهُ برواية الدوري وعرف عددهُ على مذهب البصريين - أو ليلبيا أو موريتانياً فعلا ذلك برواية ورش أو قالون أو غيرهم , بأبحاث الإعجاز العددي التي لا تتجاوزُ مصحف المدينة النبوية الذي التزمَ كتبتُهُ روايةً واحدةً ومذهبَ عدٍّ واحدٍ ورسماً اعتُمدَ فيه ترجيح مذهب الإمام أبي داود عند الخلاف مع غيره.؟
.
لا أريد أن أكرر ما سبق وقلناه في هذه المسألة ....
ما أود قوله:
لا أظنك تخالفني في أن لفظ الجلالة (الله) قد ورد عددا من المرات في القرآن، هو عدد واحد في جميع الروايات - المعضلة -.
ماذا ستقول إذا أثبت لك أن ورود لفظ الجلالة في القرآن ورد على نحو متوافق تماما مع ترتيب سور القرآن وآياته حسب العد الكوفي (مصحف المدينة النبوية).
(ملاحظة: أخطط لهذا البحث وقد أقوم به بالتعاون مع فريق)
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[08 Oct 2009, 08:50 م]ـ
لا أريد أن أكرر ما سبق وقلناه في هذه المسألة ....
ما أود قوله:
لا أظنك تخالفني في أن لفظ الجلالة (الله) قد ورد عددا من المرات في القرآن، هو عدد واحد في جميع الروايات - المعضلة -.
ماذا ستقول إذا أثبت لك أن ورود لفظ الجلالة في القرآن ورد على نحو متوافق تماما مع ترتيب سور القرآن وآياته حسب العد الكوفي (مصحف المدينة النبوية).
(ملاحظة: أخطط لهذا البحث وقد أقوم به بالتعاون مع فريق)
والدنا الكريم عبد الله
وأنا كذلك لا أريد تكرار ما سبق وقيل من قبلُ , ولكن هذه سقطةٌ ثانيةٌ منك بعد جعلك آية الرحمن المكررةَ للاستكار على من كذب بآلاء الله متميزةً على آيات القرآن كلها بسبب عدد مرات تكررها مع غض الطرف عن ميزان التفضيل بين الآيات والخلاف المعتبر القائم فيه , والآنَ يا والدنا الكريم تصفُ الروايات المتواترة للقرآن الكريم بالإعضال , وهذا مما أجمع المسلمونَ على تنزيه القرآن عنهُ فحاشا كلامَ الله المُيسَّرَ أن يوصف بالإعضال.
سأقول إن فعلت ذلك أنَّ هذا من مُلَحِ العلم ومحسَّناته وليس من متينه ولا يرقى لأن يكونَ إعجازاً ينسَبُ للقرآنِ لأننا سنواجهُ مشكلةً في إقناع طلبة العلم وعامة المسلمين ممن لم يسمعوا برواية حفص قطُّ فضلاً عن الملاحدة ومتصيدي عثرات البحثين للطعن في القرآن ,ولتخلف هذا الإعجاز العددي في العدَّ المدني بنوعيه والبصري والشامي وغير ذلك.
لو لم نظفر من خلال طلبنا من جنابكم حلَّ إشكالاتنا إلا بالاستعداد لتكوين فريق من بين متخصصين في فنون علوم القرآن لإحكام هذه الدراسات لكفانا ذلك غُنْماً , ولعلكم يا والدُ تكونون نواةً لفريقٍ من مجموعة باحثين يتناولون دراستكم وحساباتكم السابقة ويفحصها كلٌ منهم بتخصصه الدقيق ليُقَرَّ المتَّفَقُ عليه منها مما لا مجالَ لطاعنٍ أن ينالَ منهُ أو يردَّه , ويُستبعدَ ما لا يمكنُ الاصطلاحُ على تسميته إعجازاً قرىنياً عددياً.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[08 Oct 2009, 09:11 م]ـ
والدنا الكريم عبد الله
والآنَ يا والدنا الكريم تصفُ الروايات المتواترة للقرآن الكريم بالإعضال , وهذا مما أجمع المسلمونَ على تنزيه القرآن عنهُ فحاشا كلامَ الله المُيسَّرَ أن يوصف بالإعضال.
.
ما اعنيه بالمعضلة هو التوفيق بين ما تم كشفه باعتماد مصحف المدينة النبوية والروايات الأخرى .. ومثل هذا العمل يتطلب فريقا لا باحثا بمفرده.
وبغض النظر عن أي شيء فلدي من الحقائق ما لا أستطيع إنكارها او التشكيك فيها او ادعاء عدم صحتها، في هذا الموضوع المطروح حاليا (9 و 10) وفي غيره ..
ولعلني أذكر لك بعضها في مشاركة اخرى.
وتقبل فائق التقدير والاحترام
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[09 Oct 2009, 02:28 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
إذا علمنا أن الخلاف لا يزال قائما في اعتبار البسملة آية في الفاتحة فإن في إثباتها سنضيف لفظ الجلالة (الله) في - بسم الله الرحمن الرحيم - إلى عدد (الله) الواقع في القرآن كله فإذا كان العدد وترا فسيشفع و إن كان شفعا فسيوتر فأين أحادية عدد لفظ الجلالة في القرآن و بالروايات " المعضلة " - و الأصوب أن يقال بالروايات الشاذة كذا في عرف العلماء - ........ فما هو الحل؟
ملحوظة: سؤال مطروح للمناقشة العلمية و ليس للمناوشة البيزنطية ... أرجو الإحترام في الخطاب (و يا ليت المشرفين على هذا الموقع مراقبة طريقة الحوار و المناقشة) ........
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[09 Oct 2009, 04:07 ص]ـ
شكراً لك أخي الفاضل العليمي
ولم أكن أتوقعُ تتبعاً منك لتعقيبٍ مني مضت عليه بضعةُ أشهر , وقد استعجلتَ عن تأمل هذا المثال اليتيم أيضاً فأرجو أن تعيد قراءتهُ , وليتك حين استللت هذا الإعجاب من بين المشاركات التي أكتُبها عن الإعجاز العددي نظرت في سابقِ هذه المشاركةِ ولاحقِها لتتبيَّن الموقف الذي أقفُهُ منهُ على وجه الحقيقة.
وقَبولُ مثالٍ واحدٍ يا أخي الكريم لا يلزمُ منهُ قبولُ كل عمليات الضَّربِ والطَّرحِ التي يعترضُها ما يعترضُها من تناسي المُسلَّمات والأصول , لكن يلزمُ منهُ أنَّ ما أكتبُهُ ليسَ هجوما كما تسميه بقدر ما هو دعوةٌ إلى ترشيد البحث وتقويمه.
عفوا أخى الفاضل محمود
أولا: ليس فى تتبعى لتعقيب منك مضى عليه زمان شيئا اؤاخذ عليه فيما أظن
ثانيا: لم أتبين من تقصد بالاستعجال عن تأمل هذا المثال، خاصة وقد أعربت عن اعجابك به صراحة واصفا اياه بالممتاز؟!
ثالثا: اننى لم أستل هذا الاعجاب من مشاركتك العديدة الا لأننى قد نظرت جيدا فيما سبقه وفيما تلاه على حد سواء، وبعد أن تبين لى بجلاء تام أن اعجابكم هذا هو الشىء الملفت للنظر لأنه قد شذ عن حقيقة موقفكم العام، ولذا لم يك من العجيب أن أخصه بالذكر كما تقول، بل ان العجيب حقا أن أمر عليه دون أن يستوقفنى ويلفت انتباهى اليه
رابعا: قبول مثال يا أخى الكريم يعد أكثر من مجرد دعوة الى ترشيد البحث وتقويمه
قبول مثال يا أخى الفاضل يعد أمرا ايجابيا، بينما الدعوة الى التقويم يفترض فيها ألا تصدر حكما قبل استبيان حقيقة البحث والتحقق من جدواه
مع بالغ احترامى وتقديرى
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[09 Oct 2009, 05:18 ص]ـ
انظر مثلاً إلى التكلفات التي أوردها الدكتور زغلول النجار في سورة الحديد، وعن علاقة ترتيب سورة الحديد في المصحف بترتيب عنصر الحديد في الجدول الدوري، وعن العدد الذري للحديد برقم الآية التي ورد فيها ذكر الحديد ... إلخ.
أولاً: كل هذا من التكلفات، وكلام لا دليل عليه ....
ثانياً: ...
ما عليك إلا أن تعثر على بيت شعر فيه ذكر للحديد، ثم تتلاعب بعدد الحروف والكلمات حتى تحصل على مقصودك.
بل كلامك أنت هو الذى لا دليل عليه
ثم كيف تستدرك على فضيلة الدكتور زغلول النجار (ذلك الصرح العلمى الكبير) فى أمر هو من صميم تخصصه؟!!
أما الطامة الكبرى فى كلامك فهى تلميحاتك غير البريئة الى أن الدكتور النجار قد وضع النتيجة مسبقا فى ذهنه، ثم عمد الى التلاعب (هكذا) حتى يحصل على مراده!!!!
بينما الكل يعلم أن هذه النتيجة هى التى كانت ملفتة للنظر بقوة وبحد ذاتها، وهى التى فرضت نفسها بنفسها، ولم تك فى حاجة الى تلاعب من أحد لاثباتها وتكلفها كما تزعم وتدعى بغير بينة، فكيف بك وأنت تنسب هذا التلاعب المزعوم الى واحد من رموز الفكر الاسلامى فى هذا العصر
فهل بلغت بك الجرأة الى هذا الحد فى اتهام العلماء الأفاضل؟ ّّّ!!
ألم تعلم أن لحوم العلماء مسمومة؟
فكيف تنهش فيها على هذا النحو العجيب؟!
اللهم انا نستغفرك ونتبرأ اليك من هذا البهتان العظيم
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[10 Oct 2009, 10:07 ص]ـ
الأخ العليمي:
أن يستدرك عليك أخوك، وأن يبين لك خطأك، فضيلة لأخيك ينبغي أن تشكرها إن كنت من أهل العلم. أياً كان تخصصك، وأياً كان علمك!
وليس من غرضنا التعرض لأحد بشخصه، ولا الإزراء به والانتقاص من قدره، وإنما نلفت النظر إلى مواطن التكلف فيما يسمى بالإعجاز العلمي وما يسمى بالإعجاز العددي، بما يتبين به الناظر صدق دعوانا في إبطالهما.
وأشرنا ها هنا إلى تكلف الدكتور زغلول النجار في إثبات أن رقم سورة الحديد في المصحف يتفق مع الوزن الذري لأحد نظائر الحديد، وأن رقم آية الحديد هو نفس العدد الذري لعنصر الحديد، ولم يتمكن من هذا إلا بعد أن حذف الفاتحة من تعداد السور حتى يحصل على الرقم 56، وأضاف البسملة إلى تعداد الآيات حتى يحصل على الرقم 26.
وهذا تكلف يتبينه الناظر بأدنى نظر.
فإن أبيت إلا سوء الظن، فحبذا لو تنصرف عني راشداً ...
فلست حريصاً على جدالك ...
وإنما أبين لمن أراد أن يسمع مني ما أراه حقاً ...
ولك أن تراسل إدراة المنتدى، وتحذرهم مما أكتب، فإن رأوه خيراً أبقوه، وإن رأوه شراً حذفوه ...
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[10 Oct 2009, 01:47 م]ـ
الأخ الكريم بكر،
مسألة الحديد ذكرها الشيخ بسام جرار في كتابه إرهاصات الإعجاز العددي المطبوع عام 1998م وخلاصتها كالآتي:
1. جُمّل كلمة (الحديد) هو 57 وقد لاحظ الشيخ أن ترتيب السورة في المصحف هو أيضاً 57.
2. النظائر المستقرة للحديد أوزانها الذرية (56، 57، 58) وكما نلاحظ أن النظير المتوسط هو 57
3. جُمّل كلمة (حديد) هو 26 وهذا هو العدد الذري للحديد.
4. إذا جمعنا أرقام السور من الفاتحة حتى سورة الحديد يكون الناتج 1653 وهذا هو ناتج ضرب رقم السورة في عدد آياتها أي: 57×29 = 1653 وهناك ما يشير في بعض الدراسات العلمية أن عدد نظائر الحديد المشعة والمستقرة هو 29
وهناك مسائل مطولة حول علاقة كلمات الحديد في القرآن الكريم بالعدد 57 ولكن قصدت هنا تصويب المعلومة التي أوردها النجار حفظه الله.
وعندما نعلم أن ترتيب سورة النحل في المصحف هو 16 وأن هذا هو عدد كروموسومات ذَكَر النحل، وكذلك الأمر في ترتيب النمل والعنكبوت، عندها ندرك أن الأمر يتستحق المتابعة. ولا مانع من تتبع الأمر وتمييز المتكلف من الجاد، لأن السكوت عن الأبحاث المتكلفة يسيء إلى هذا العلم الناشئ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[10 Oct 2009, 03:47 م]ـ
السلام عليكم
لا زلت أنتظر حلا علميا للإشكال الذى طرحته. . . فهل من مجيب - طبعا بعلم أو ليسكت بحلم -؟
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[10 Oct 2009, 07:37 م]ـ
الأخوة الكرام،
1. الإعجاز العددي يتعلق بـ: الحرف، الكلمة، القيمة العددية للحروف (الجُمّل)، الآية، ترتيب السورة بين السور، ترتيب الكلمة بين الكلمات، ترتيب الآية في السورة، ترتيب الآية في المصحف .. ومن هنا إذا اختلفت بعض الأمور باختلاف القراءات فلا يخل ذلك بالفكرة، لأن انعكاس ذلك يكون جزئياً.
2. لا نقبل قراءة حتى تكون ثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم. ومن هنا يصح إجراء البحوث وفق قراءة ثابتة. وإذا لم تنطبق قراءة مع غيرها فلا إشكال، لأن اختلاف القراءة لا بد أن يترتب عليه فائدة زائدة.
3. إذا وجدت بحوث عددية تثبت فكرة الإعجاز العددي في النص القرآني فإن ذلك سيسهل علينا الجزم بتوقيفه من غير نفي لتوقيف الوجوه الأخرى إذا كان لها سند.
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[12 Oct 2009, 06:55 م]ـ
الأخ الكريم أبا عمرو:
بخصوص ما أوردته في مسألة الحديد التي ذكرها الشيخ بسام جرار في كتابه إرهاصات الإعجاز العددي، أضع بين يديك جوابي على ما ذكرته، راجياً الله سبحانه وتعالى أن ينفع به.
لنا في الرد على ما أورده الشيخ بسام جرار مسلكان:
المسلك الأول:
أن نقول: لا بد للقائلين بالإعجاز العددي على أصل مسألتهم، والتي هي الاستدلال بحساب الجمل، أو بضرب الأعداد وقسمتها، وجمعها وطرحها على ما يدعونه. ولا يكفيهم أن يقولوا تأملنا سورة الحديد، فوجدنا بشيء من الجمع والضرب والجمل شيئاً مما يدل على خواص فيزيائية للحديد.
لا يجديكم شيء من هذا مهما كثرت الشواهد، ومهما تعددت المصادفات العددية التي تجدونها، ذلك أن ما نطلبه هو الدليل على أصل هذا التوافق لا على وقوعه.
بأي وجه من الوجوه، وبأي دلالة تستدلون بالأرقام على خواص الحديد؟!
أم أنها أرقام نتجت عندكم في جمع أو ضرب أوقسمة أو جمل، وافقت شيئاً من خواص الحديد؟!
وكذلك الأمر في باب النحل والنمل والعنكبوت ...
1. قلتم بأن جمل كلمة (الحديد) هو 57، وهو يوافق ترتيب سورة الحديد في المصحف.
فهل جمل كلمة (الكهف) و (مريم) و (النحل) و (النساء) و (المائدة) و (والأنعام) مثلاً يوافق ترتيب السور في المصحف؟!
ولماذا لم تعرضوا إلا إلى هذا المثال بالذات.
2. وقلتم بأن النظائر المستقرة للحديد أوزانها الذرية (56، 57،58) .... إلخ. وأحد هذه النظائر هو 57، وهو جمل كلمة الحديد.
فهل جمل كلمة (الذهب) و (الفضة) و (النحاس) يوافق الوزن الذري لها؟!
ثم إن هذه الكلمات (الحديد والذهب والفضة والنحاس) معادن عرفتها العرب وعرفت أسماءها قبل نزول القرآن، فكان العرب أولى بفضيلة هذا التوافق من القرآن، لأن علمهم بهذه المعادن وبأسمائها سابق على نزوله، والقرآن إنما نزل بلسانهم.
3. وتقولون بأن جمل كلمة "حديد" هو 26، وهذا هو العدد الذري للحديد.
فهل جمل كلمة (نحاس) و (ذهب) و (فضة) يوافق العدد الذري لها؟!
ثم إن هذه الكلمات (حديد وذهب وفضة ونحاس) أسماء معادن عرفتها العرب وعرفت أسماءها قبل نزول القرآن، فكان العرب أولى بفضيلة هذا التوافق من القرآن، لأن علمهم بهذه المعادن وبأسمائها سابق على نزوله، والقرآن إنما نزل بلسانهم.
4. وقلتم بأنكم إذا جمعتم أرقام السور من الفاتحة إلى الحديد كان الناتج مساوياً لحاص ضرب رقم السورة بعدد آياتها .... إلخ.
فماذا لو جمعنا أرقام السور من الفاتحة إلى النحل، أو إلى الكهف أو غيرها، هل يكون هذا مساوياً لحاصل ضرب رقم السورة بعدد آياتها؟ هل ينطبق هذا على كل السور بحيث نقول:
مجموع أرقام السور من الفاتحة إلى السورة المعينة = رقم السورة المعينة x عدد آياتها؟!
قطعاً لا ...
5. ترتيب سورة النحل في المصحف هو 16، وهذا هو عدد كروموسومات ذكر النحل، وكذلك في النمل والعنكبوت ...
فماذا عن كروموسومات أنثى النحل؟!
ولا تنس أن الأنثى هي التي تصنع العسل! وهذا ما جعلك تقول في مشاركة سابقة:
5. أكرر أن فهم المفردات لا يعني فهم الجملة. فقد يفهم الخليل بن أحمد كل مفردة من مفردات قوله تعالى:"وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي"، وقد يجهل السبب الحقيقي وراء التأنيث في قوله تعالى:"اتخذي" فيذهب إلى القول: إن التأنيث كان هنا لأن النحل من الحشرات، أو يقول إن ذلك يجوز في لغة أهل الحجاز. وليس بالضرورة أن يعرف الخليل بن أحمد حقائق عالم النحل فيدرك أن الأنثى هي التي تصنع العسل. وهنا أنبهك أخي بكر إلى أن الأصل في العربية تذكير كلمة النحل، فالعدول عنه إلى التأنيث فيه دقة تمنع التعارض مع الواقع. وهذا مثال قد يصلح لتوضيح مبدأ عدم التعارض الذي ذكره الشيخ بسام جرار.
فإذا كان الحديث هنا عن تأنيث النحل، وإذا كنت تزعم أن وراء تأنيث النحل سراً، أفلم يكن من الأولى أن يكون ترتيب سورة النحل في المصحف هو عدد كروموسومات أنثى النحل؟؟!!!
ثم ماذا عن البقرة؟!
هل ترتيب سورة البقرة هو عدد كروموسومات البقر؟!
وهل ترتيب سورة الإنسان هو نفس عدد كرموسومات الإنسان؟!
نريد يا أخي الكريم قاعدة عامة في هذا الذي يعدده أرباب الإعجاز العددي.
ثم لا بد لهذه القاعدة من أصل تستند إليه، ولا يجديك أن تقول: وجدت هذا مطرداً في سورة الحديد أو غيرها، فهذه مفارقات أو مصادفات رقمية لا دليل عندكم على أنها معتبرة في فهم القرآن، أو حتى في فهم الكلام من حيث هو كلام ...
ولذلك يبقى السؤال قائماً:
ما الدليل على أن الأرقام معتبرة في فهم القرآن، أو في استخراج شيء من أسرار القرآن؟!
هذا تمام المسلك الأول في الرد على ما أوردتّه من كلام الشيخ بسام جرار ...
ويليه المسلك الثاني:
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[12 Oct 2009, 07:02 م]ـ
المسلك الثاني:
المعارضة: وهي أن نأتي بشيء من كلام العرب وأشعارها يحتمل ما ترونه في القرآن محتملاً ...
وهذا ما جعلني أتأخر، وأتريث قبل الرد، قلت آتي ببيت من الشعر أو قصيدة فيها ذكر الحديد، ثم أتلاعب بالأرقام والكلمات إلى أن أحصل على مطلوبي.
أما بيت الشعر فأحفظه منذ زمن بعيد، وقد ورد فيه ذكر الحديد:
نحن قومٌ تذيبنا الأعين النجـ ... ــلُ على أننا نذيب الحديدا
وأما الأرقام المتعلقة بخواص الحديد، فبحثت على موقع ( google) عن عنصر الحديد، ووجدت موقعاً يعرض خواص الحديد الفيزيائية والذرية.
والآن يبقى أن نتلاعب بأعداد الحروف والكلمات إلى أن نصل إلى رقم معين، يشر إلى خاصية معينة ...
يمكِنُ لنا أن نَدَّعِيَ في هذا البيتِ إعجازاً عددياً يضاهي الإعجازَ العَدَدِيَّ أو التَّوافُقَ العجيبَ المزعومَ في ترتيبِ سورةِ الحديدِ في المُصحَفِ الشَّريفِ والذي يوافِقُ الوزنَ الذَّرِّيَّ لأكثرِ نظائرِ الحديدِ انتشاراً (56) على رأي الدكتور النجار، أو (57) على رأي الشيخ بسام، أو (58) وذلك من وجوه:
نحن قومٌ تذيبنا الأعين النجـ ... ــلُ على أننا نذيب الحديدا
1. عَدَدُ حروفِ كلمةِ "الحديدا" هو سبعة (7)، وعَدَدُ كلماتِ البيتِ باستثناءِ كلمةِ "الحديدا" هو ثماني كلمات (8)، فإذا ما ضَرَبْنا عَدَدَ كلماتِ البيتِ باستثناءِ كلمةِ "الحديدا"، بعددِ حروفِ كلمةِ "الحديدا":
8 × 7 = 56 ................ وهو الوزنُ الذَّرِّيُّ لأكثرِ نظائرِ الحديدِ انتشاراً.
2. جمل كلمة "الحديدا" الواردة في البيت هو (58)، وهو الوزن الذري لإحدى نظائر الحديد المستقرة.
3. جمل كلمة "حديد" هو 26، وهذا هو العدد الذري للحديد، وكما قلت لك في المسلك الأول: العرف عرفت الحديد واسم الحديد قبل نزول القرآن، فإذا زعمتم هذه الفضيلة للقرآن وحده كان هذا تحكماً منكم، بل إن العرب أولى بهذه الفضيلة من القرآن، فهم من سموا الحديد حديداً.
4. عدد حروف "نذيب الحديدا" هو: 11 ................ (أ)
عدد حروف "نحن قوم تذيبنا الأعين" هو: 18 .............. (ب)
وبِصَفِّ الرقمين أو برصفِ الرَّقمين الذين نتجا في (أ) و (ب) ترتيباً صفِّيَّاً، ينتج لنا الرقم: 1811. وهي درجةُ الحرارةِ التي ينصهرُ عندها الحديدُ (أو يذوبُ) على مقياسِ كلفن، والشَّاعرُ هنا يَتَحَدَّثُ عن إذابةِ الحديدِ!!!
بل هناك شيء أعجب من هذا:
جمل كلمة "ذوبان" هو ..... 759.
عدد المرات التي ورد فيها ذكر معنى الذوبان "تذيبنا + نذيب" ...... 2.
نضرب 759 *2= 1518.
هذا الرقم 1518 يختزن أمراً عجيباً في جزأيه 18 و 15.
نجزيء هذا العدد إلى جزأين:
18 ............ (ج)
15 ............. (د)
عدد حروف "نذيب الحديدا" هو: 11 ........ (هـ)
وأيضاً: عَدَدُ حروفِ الشَّطرِ الثاني (ـل على أننا نذيب الحديدا)، هو (19) حرفاً، وهذا هو الشطر الثاني من البيت، شطر رقم (2):
19 × 2 = 38 ............... (و)
برصف الأرقام الناتجة في (ج) و (هـ) ينتج لدينا: 1811، وهي درجة انصهار الحديد على مقياس كلفن كما سبق بيانه.
وبرصفِّ الأرقام النَّاتجةِ في (د) و (و) ينتجُ لدينا: 1538، وهي درجةُ انصهارِ الحديدِ على المقياسِ المئويِّ.
5. ولعلَّ مرادَ الشاعِرِ بقولِه "تذيبنا الأَعينُ النُّجلُ": تهزمُنا الأعينُ النُّجْلُ، وتبطِشُ بنا وتكْسِرُنا، مع أَنَّنا نذيبُ الحديدَ: أي نكسِرُه، ونفوقُه قوَّةً وبأساً، أي أنَّ المرادَ بالذَّوبانِ هو البطشُ وشدَّةُ البأسِ.
ولو نظرْنا إلى عددِ حروفِ بيت الشعر الذي وردَ فيه ذكرُ الحديدِ وجدناها (41) حرفا.
ولو ضربنا عددَ الحروفِ بعددِ المرَّاتِ التي وَرَدَ فيها ذكر الذَّوَبانِ في البيتِ (وَرَدَ مرَّتين) ينتج لنا:
41 × 2 = 82. وهذا يُطابِقُ مُعامِلَ القَّصِّ الذي يُشيرُ إلى بأسِ الحديدِ والذي يبلغُ 82 GPa.
6. وأيضاً: عَدَدُ حروفِ كلمةِ "حديد" هو أربعةٌ، وهو مُطابِقٌ لرقم (موس) في صلابَةِ الحديدِ (4).
7. ثم بحثت في الإنترنت عن بيت الشعر المذكور، فعثرتُ على بيتين آخرين يذكران مع البيت الأول، وإليك هذه الأبيات الثلاثة كاملة:
نحن قومٌ تُذيبنا الأعين النُّجـ ... ـلُ على أنَّنا نُذِيبُ الحديدا
(يُتْبَعُ)
(/)
طوعُ أيدي الغرامِ تقتادُنا الغيـ ... ـدُ ونقتادُ في الطِّعانِ الأسودا
فَتَرانا يومَ الكريهةِ أبطا ... لاً وفي السِّلمِ لِلحِسانِ عبيدا
والعجيب أن مجموع كلمات هذه الأبيات هو 26، وهو العدد الذري للحديد، وهو جمل كلمة "حديد".
8. ولو ذهبنا إلى بحور الشعر، فإن النظم هنا على البحر الخفيف "فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن" أو "فعلاتن متفعلن فاعلاتن".
عدد حروف التفعيلات في الشطر الثاني من البيت الأول هو 19. وكذلك الأمر في الشطر الثاني في البيتين الثاني والثالث.
فيتحصل لنا
19 * 3 = 57. وهو مساوٍ للنظير المتوسط.
فماذا تسمي هذا يا أبا عمرو؟!
إذا سميت ما في القرآن إعجازاً عددياً، فليس ما جيت به بأقل إعجازاً!
وإن سميته توافقاً عددياً عجيباً، فليس ما جيت به بأقل من ذلك!
وبعد:
فأذكرك بما قلته سابقاً: أعجب بقوم ينصرفون عن تدبر القرآن إلى الضرب على الآلات الحاسبة!!
هذا والله آية الضلال ...
لقد أخذت هذه الحسابات من وقتي ما يزيد على الساعتين!
أفليس من الضلال أن ننصرف عن تلك المعاني الرقيقة في أبيات الشعر، يقول فيها الشاعر إنه من قوم يذيبون الحديد، إلا أنهم على بطشهم وسطوتهم تذيبهم عيون النساء، وأنهم ينقادون لهن على الرغم من أنهم يقتادون الأسود، وأنهم في الحرب أبطال وفي السلم عبيد للحسان.
أقول أفليس من الضلال أن ننصرف عن هذه المعاني إلى الضرب على الآلة الحاسبة، والعبث بالأرقام من أجل استخراج العدد الذري للحديد، والوزن الذري لنظائر الحديد، ودرجة انصهار الحديد على مقياس كلفن والمقياس المئوي؟!
ما للشاعر وهذا كله؟!
ثم نقول: وما للقرآن الذي جاء ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، بشيراً ونذيراً، وفيه من قصص الأنبياء والمرسلين، ومن آيات الأحكام ما فيه ... إلخ.
ما للقرآن وهذه الأعداد؟!
وما للقرآن والنظريات العلمية؟!
إن كان عندكم ما يدلكم على أصل المسألة، فأوردوه، وإلا فإن التوافق العددي أمر يمكن تحصيله في أي كلام ....
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[12 Oct 2009, 08:38 م]ـ
الأخ الكريم بكر،
1. لا شك أنك قد أضعت وقتك - كما تقول - وأنت تبحث في كلام البشر. ولا شك أنها إضاعة للوقت، لأنك تفعل وأنت مدرك أنها تلفيقات. وهل تعتقد أن من ينظر في كتاب الله تعالى يمكن أن يضيع وقته؟!
2. لم أكن معنياً بمتابعة صدق ما تقول لأنني أعلم مرادك، ولو كانت المسألة جادة لبحثت في كل ملاحظة ورددت عليك، وكيف أفعل ذلك وأنا أراك تؤمن أنك تضيع وقتك؟!
3. كان مقصدي من مسألة الحديد أن أصحح المعلومة والمسألة أكبر مما تتخيل.
4. اختلف علماء اللغة في كون اللغة العربية توقيفية أو اصطلاحية. وقدّم كل طرف أدلته. ونحن نرى أن منها ما هو توقيفي. فانظر مثلاً كلمة إبليس، التي اشتق منها أبلس، كيف أنها وجدت قبل خلق الإنسان. وأقول هذا للرد على ملاحظتك حول الجُمّل المتعلق بكلمة الحديد.
5. كل ما هو موجود في القرآن الكريم هو مراد لله تعالى على خلاف كلام البشر، وبالتالي لا يجوز أن نهمل أية ملاحظة تتعلق بكتاب الله المعجز. ولا أظنك تزعم أن كون ترتيب سورة الحديد الذي يوافق الجُمّل والوزن الذري غير مراد لله تعالى. وأقبلُ هذا الزعم من غير مسلم. أما المسلم فيعلم أنه كتاب لا تنقضي عجائبه، وبالتالي لا يهمل أية ملاحظة.
6. لم يتوقف الأمر في سورة النحل على ترتيب السورة في المصحف بل هناك ملاحظات عديدة تتعلق بالعدد 16. أما لماذا 16 وليس 32 (الأنثى) فلأن وحدة البناء في النحل هو العدد 16 ومضاعفاته. وذكرنا النمل والعنكبوت ولم نذكر البقرة، لأن الجامع الذي يجمع السور الثلاث كونها حشرات فلماذا نحشر معها الفيل والبقرة؟! ولكن لكل سورة نظامها العددي.
7. كلما زادت الملاحظات بَعُدَ أن يكون الأمر من قبيل المصادفة (ولا يوجد في كتاب الله مصادفات بل كله يراد). فكيف بنا والملاحظات لدينا تتوارد وتتواتر كلما بحثنا، وهي الآن تتجاوز المئات. ولا شك أن القانون الجامع يأتي بعد جمع أكبر عدد ممكن من الملاحظات، وهذا هو المنطق السوي في منهجية البحث. وكما تلاحظ فقد سمى الشيخ بسام كتابه"إرهاصات الإعجاز العددي". فهو يعتبر أن هذه مقدمات ترهص بوجود الإعجاز العددي. وله كتاب في عنوانه:" مقدمات تنتظر النتائج". فهل تقترح علينا أن نهمل هذه الملاحظات ولا نتابع البحث حتى لا نضيع وقتنا!! وهل ترى أن إثبات وجود وجه ومن وجوه الإعجاز القرآني لا يدخل في باب الهداية؟! إذا كان الأمر كذلك فلماذا بحث الإعجاز البلاغي، والغيبي، والتشريعي .. ؟!
8. لابد من التفريق بين الأبحاث الجادة والأبحاث المتكلفة، وهذا مطلوب في كل وجه من وجوه الإعجاز. فكم من باحث في الإعجاز البياني لا يُبين.
9. الحكم على الشيء فرع عن تصوره، وواضح أنك تحكم على علم ترى أنه تضييع للوقت، ومن هنا لا أتصور أنك كلّفتَ نفسك عناء أن تبحث فيه. والفرق بيني وبينك أنني تابعتُ أبحاث شيخي ناقداً لها، فكانت من أكبر المفاجآت، بل والمتع الفكرية والروحية. وكم حلّقت بي في آفاق السرور والنشوة، لما أجده من آفاق إعجازية يسهل أن تميّز بينها وبين ما يمكن أن يتكلفه البشر من بناء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[14 Oct 2009, 09:39 ص]ـ
الأخ الكريم أبا عمرو:
1. لا شك أنك قد أضعت وقتك - كما تقول - وأنت تبحث في كلام البشر. ولا شك أنها إضاعة للوقت، لأنك تفعل وأنت مدرك أنها تلفيقات. وهل تعتقد أن من ينظر في كتاب الله تعالى يمكن أن يضيع وقته؟!
الرد على هذا من وجوه:
1. نعم، أضعت وقتي لأنني أومن ببطلان الإعجاز العددي المدعى. أما على شرط أرباب الإعجاز العددي فما أوردته من ملاحظات عددية في بيت الشعر أمر يستحق النظر! كيف لا وفيها من التوافقات العددية ما يروق ويعجب؟!
2. وإذا كنتُ أنا مومناً بأن هذه أوهام وتخرصات، فالأصل ألا يمنعك هذا من النظر فيما أوردته، وما يدريك أنك بإهمالك لما أوردتُه من توافقات عددية في البيت تضيع أصلاً عظيماً من أصول العلم؟! وتغفل باباً واسعاً في فهم كلام العرب وأشعارها؟! بل ربما كان الأصل أن يقودك هذا إلى قراءة أشعار العرب، والمعلقات، والنظر في ترتيب أبياتها، وما ورد فيها من ذكر الذباب والناقة والجمل والصحراء، ثم تربط هذا بالحقائق والأسرار العلمية المكتشفة حديثاً، فتستدرك ما فاتك في هذا الباب؟!!
3. أما قولك بأن هذا بحث في كلام البشر، فهذه مصادرة لم يكن لك أن تقع فيها! على غرار المصادرة التي وقع فيها المدافعون عن الإعجاز العلمي، وبيانها كالتالي:
أ. أنتم تزعمون أن هذا الكتاب الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم هو كلام الله وليس كلام بشر، ودليلكم على ذلك إما اشتمال القرآن على أسرار في العلوم التجريبية، وإما اشتمال القرآن على أسرار عددية في ترتيبه أو في إشارة هذه الأعداد إلى أسرار علمية!!
ب. فجيناكم بشيء من كلام العرب ندعي فيه اشتماله على أسرار في العلوم التجريبية، أو أسرار عددية تشير إلى حقائق وأسرار علمية!
ت. فماذا كان الجوب؟! تقولون: لا ينبغي أن نزن كلام الله بكلام البشر!
ث. فكيف وأنتم بعد لم تثبتوا أنه كلام الله من حيث وجود الإعجاز العلمي أو العددي فيه؟!
ج. فاعتراضك بأنني أبحث في كلام البشر مردود، وهو حجة عليك لا لك.
4. إيمانك بأن هذا من متين العلم، وإيماني بأن هذه أوهام وتخرصات وتلفيقات، مما لا يجديني ولا يجديك في محل النزاع، فالحكم للدليل. وما كان ينبغي لك أن تذكر هذا، هل تريدني أن أسلم لك بصدق دعواك في الإعجاز العددي حتى لا أضيع وقتي؟! كيف وأنت لم تثبت صدق دعواك؟!
5. إذا نظر الناظر في كتاب الله تعالى على غير وجهه فقد أضاع وقته، ولا شك في ذلك.
ثم إذا كنتَ مومناً بإمكان دلالة آيات القرآن – عددياً- على شيءٍ من أسرار الكون، فلم لا توسع دراستك فتضم إليها شيئاً من شعر العرب، وهذه المعلقات السبع أو العشر، ودواوين الشعراء كالمتنبي والمعري وأبي تمام والبحتري بين يديك؟!
هل تعتقد أن من ينظر في كلام العرب وأشعارها ودلالتها العددية بالإضافة إلى القرآن يضيع وقته؟!
على شرطي نعم ...
أما على شرطك فلا ...
2. لم أكن معنياً بمتابعة صدق ما تقول لأنني أعلم مرادك، ولو كانت المسألة جادة لبحثت في كل ملاحظة ورددت عليك، وكيف أفعل ذلك وأنا أراك تؤمن أنك تضيع وقتك؟!
هذا هروب لا يجديك ...
إذا لم أكن جاداً فيما ذكرت من أسرار عددية في بيت الشعر، فذلك أني لا أومن بهذه الدلالة العددية ابتداءً.
أما على مذهبك، فالأصل أن تكون جاداً، وأن توسع دراستك العددية حتى تشمل شعر العرب قديمها وحديثها، وأنا واثق بأنك ستخرج بأشياء كثيرة. ذلك أن المسألة بسيطة، إلا أنها بحاجة إلى خبرة في حساب الجمل، وفي جمع الأعداد وطرحها، وهذا ما لا أحسنه.
ما الذي يمنعك أن توسع دراستك في الأعداد حتى تشمل شعر العرب؟!
لا تعد إلى نفس المصادرة فتقول: ننظر في كتاب الله ولا ننظر في شعر العرب، فأنت بعد لا يستقيم لك إثبات أن القرآن من عند الله بناءً على ثبوت الإعجاز العددي فيه ...
3. كان مقصدي من مسألة الحديد أن أصحح المعلومة والمسألة أكبر مما تتخيل.
4. اختلف علماء اللغة في كون اللغة العربية توقيفية أو اصطلاحية. وقدّم كل طرف أدلته. ونحن نرى أن منها ما هو توقيفي. فانظر مثلاً كلمة إبليس، التي اشتق منها أبلس، كيف أنها وجدت قبل خلق الإنسان. وأقول هذا للرد على ملاحظتك حول الجُمّل المتعلق بكلمة الحديد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك مسألة الحديد في بيت الشعر، ومسألة الذباب في شعر عنترة العبسي، والناقة في شعر امريء القيس ما يدريك أن وراءها أسراراً عجيبة أكبر مما تتخيل!
ما عليك إلا أن تحاول ...
أما أن اللغة اصطلاح أو توقيف، فليس هذا محل بحثنا، محل البحث أن أسماء هذه العناصر كانت معروفة للعرب قبل نزول القرآن، فلا وجه لجعل حساب الجمل خاصاً بالقرآن دون لسان العرب.
5. كل ما هو موجود في القرآن الكريم هو مراد لله تعالى على خلاف كلام البشر، وبالتالي لا يجوز أن نهمل أية ملاحظة تتعلق بكتاب الله المعجز. ولا أظنك تزعم أن كون ترتيب سورة الحديد الذي يوافق الجُمّل والوزن الذري غير مراد لله تعالى. وأقبلُ هذا الزعم من غير مسلم. أما المسلم فيعلم أنه كتاب لا تنقضي عجائبه، وبالتالي لا يهمل أية ملاحظة.
وهذا مسلك ضعيف، إذ لا زلت تقع في نفس المصادرة!!
أخي الكريم:
إن كنت تسمي ما في القرآن من توافقات عددية إعجازاً، فأنا أسمي ما ورد في بيت الشعر إعجازاً، أو دليلاً على بطلان زعمكم تفرد القرآن بالتوافقات العددية العجيبة.
وإن سميتَه توافقاً عددياً عجيباً، فأنا أسمي ما ورد في بيت الشعر توافقاً عددياً عجيباً، فلا يتميز ما تزعمونه من توافق في القرآن عما أزعمه من توافق في شعر العرب.
ثم ما الذي تريدونه من إثبات هذه التوافقات العددية في القرآن؟!
إذا كان المقصود بذلك الاستدلال على أن القرآن من عند الله، فما ينبغي لك أن تقول هذا مراد في القرآن على خلاف كلام البشر، لأنك لم تثبت بعد أنه كلام الله.
وإن كان المقصود لفت النظر إلى هذه التوافقات العددية، فاقبلوا من أن نلفت أنظاركم إلى هذه التوافقات في أشعار العرب.
وأخيراً: نريد منك دليلاً على دعواك أن ترتيب سورة الحديد الذي يوافق الجُمّل والوزن الذري مراد لله تعالى!
ولا يشفع لك أن هذا هو الواقع، فإنه أيضاً في كلام العرب واقع، فلم لا يكون مراداً للشاعر؟!
ولا حاجة بنا إلى عجيبة لم يستطع أصحابها أن يقيموا عليها دليلاً واحداً ....
6. لم يتوقف الأمر في سورة النحل على ترتيب السورة في المصحف بل هناك ملاحظات عديدة تتعلق بالعدد 16. أما لماذا 16 وليس 32 (الأنثى) فلأن وحدة البناء في النحل هو العدد 16 ومضاعفاته. وذكرنا النمل والعنكبوت ولم نذكر البقرة، لأن الجامع الذي يجمع السور الثلاث كونها حشرات فلماذا نحشر معها الفيل والبقرة؟! ولكن لكل سورة نظامها العددي.
ولماذا لا تكون وحدة البناء في النحل العدد 32 وقواسمه؟!
ولا سيما أنك تزعم أن وراء التأنيث سراً، هو أن القرآن أشار إلى أن الأنثى هي التي تنتج العسل ...
فكان الأولى أن تجتمع هذه التوافقات بأن يكون ترتيب السورة موافقاً لعدد كروموسومات أنثى النحل؟!
ثم ما يمنع أن تجمع إليها سورة البقرة وسورة الإنسان لاشتراك هذه جميعاً في الحيوانية، فإن كان لديك دليل على أن كونها حشرات معتبر فهاته ...
إما دعواكم أن لكل سورة نظامها العددي فلنا أن نقول في مقابل ذلك إنها ذريعة تتهربون بها من ذكر قاعدة عامة معتبرة فيما تذهبون إليه من التعداد.
ولنا أن نقول أيضاً: تأملوا شعر العرب، وانظروا فيه، فلكل قصيدة فيه نظامها العددي، وتأملوا شعر الجاهليين بيتاً بيتاً، لأن وحدة البناء في القصيدة الجاهلية عند أهل الأدب هي البيت، ولكل بيت من شعر الجاهليين نظامه العددي الخاص.
7. كلما زادت الملاحظات بَعُدَ أن يكون الأمر من قبيل المصادفة (ولا يوجد في كتاب الله مصادفات بل كله يراد). فكيف بنا والملاحظات لدينا تتوارد وتتواتر كلما بحثنا، وهي الآن تتجاوز المئات. ولا شك أن القانون الجامع يأتي بعد جمع أكبر عدد ممكن من الملاحظات، وهذا هو المنطق السوي في منهجية البحث. وكما تلاحظ فقد سمى الشيخ بسام كتابه"إرهاصات الإعجاز العددي". فهو يعتبر أن هذه مقدمات ترهص بوجود الإعجاز العددي. وله كتاب في عنوانه:" مقدمات تنتظر النتائج". فهل تقترح علينا أن نهمل هذه الملاحظات ولا نتابع البحث حتى لا نضيع وقتنا!! وهل ترى أن إثبات وجود وجه ومن وجوه الإعجاز القرآني لا يدخل في باب الهداية؟! إذا كان الأمر كذلك فلماذا بحث الإعجاز البلاغي، والغيبي، والتشريعي .. ؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
وأنا واثق أن بإمكان الشيخ بسام أو غيره ممن يقولون بالإعجاز العددي أن يجدوا مئات الملاحظات العددية في شعر العرب ودواوينها ومعلقاتها لو أنهم أعطوها حقها من التأمل والبحث، ولم يضربوا عنها صفحاً ...
فإن شيتم أن تهملوا هذه الملاحظات التي تجدونها في القرآن، فلا تضيعوا وقتكم، فافعلوا ...
وإلا، فأقترح عليكم أن توسعوا دراستكم لتشمل شعر العرب فتستدركوا ما فاتكم في هذا الباب.
8. لابد من التفريق بين الأبحاث الجادة والأبحاث المتكلفة، وهذا مطلوب في كل وجه من وجوه الإعجاز. فكم من باحث في الإعجاز البياني لا يُبين.
واصدقك إذ أقول: إنني لا أجد في دعاوى الإعجاز العلمي والعددي إلا التكلف ...
وإذا كان الباحثون في الإعجاز البياني لا يبينون، فهل كشف لنا أرباب الإعجاز العلمي والعددي عن شيء يستحق النظر؟!
9. الحكم على الشيء فرع عن تصوره، وواضح أنك تحكم على علم ترى أنه تضييع للوقت، ومن هنا لا أتصور أنك كلّفتَ نفسك عناء أن تبحث فيه. والفرق بيني وبينك أنني تابعتُ أبحاث شيخي ناقداً لها، فكانت من أكبر المفاجآت، بل والمتع الفكرية والروحية. وكم حلّقت بي في آفاق السرور والنشوة، لما أجده من آفاق إعجازية يسهل أن تميّز بينها وبين ما يمكن أن يتكلفه البشر من بناء.
بارك الله فيك ...
أنا لم أحكم ببطلان الإعجاز العددي إلا بعد أن تصورته، وتحققته، ثم تبينت مواطن الخلل فيه.
ولو أنني لم أكلف نفسي عناء البحث كما تدعي، لما تمكنت من إثبات توافق عددي في شعر العرب على مثال التوافق العددي في القرآن.
ثم اعلم أن بعض أهل الباطل كالنصارى والبوذيين وغيرهم يحلقون في خيالات وأوهام يحسبونها حقيقة، ويحصل لهم من السرور والنشوة ما تجده في نفسك، فليس حصول النشوة من حيث هو دليلاً على صحة المدعى.
وختاماً:
فكن على ثقةً أنه لم يكن من غرضي الاستهزاء، فأنا أحرص كل الحرص على أن يستمر حوارنا هادئاً، وإنما أهدف إلى بيان فساد ما ذهبتَ إليه بطريق الإلزام والمقابلة.
بيت الشعر الذي أوردته:
نحن قوم تذيبنا الأعين النجـ .... ـل على أننا نذيب الحديدا
يحفل بالتوافقات العددية التي أوردتها، ولم أجد عندك في الرد إلا عين المصادرات التي رأيتها من الأخوة سابقاً، وما كان ينبغي لك أن تقع فيها.
ثم ادعيت أنك لم تنظر فيما أوردته من توافقات لأنني لستُ جاداً!!
فما لك ولجديتي؟!
لقد أوردت هذا لإلزامك، فكان ينبغي أن تأتي بجواب تنفصل به عن هذه الإلزامات!
إلا أنك لم تفعل ...
لذلك أعيد عليك السؤال:
ما الفرق بين ما تزعمونه من توافق عددي في القرآن، وبين ما أوردناه من توافق عددي في شعر العرب؟!
سؤال لم تجب عنه يا أبا عمرو؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Oct 2009, 10:36 ص]ـ
[ QUOTE= بكر الجازي;88866]
3. أما قولك بأن هذا بحث في كلام البشر، فهذه مصادرة لم يكن لك أن تقع فيها! على غرار المصادرة التي وقع فيها المدافعون عن الإعجاز العلمي، وبيانها كالتالي:
أ. أنتم تزعمون أن هذا الكتاب الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم هو كلام الله وليس كلام بشر، ودليلكم على ذلك إما اشتمال القرآن على أسرار في العلوم التجريبية، وإما اشتمال القرآن على أسرار عددية في ترتيبه أو في إشارة هذه الأعداد إلى أسرار علمية!!
ب. فجيناكم بشيء من كلام العرب ندعي فيه اشتماله على أسرار في العلوم التجريبية، أو أسرار عددية تشير إلى %
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Oct 2009, 10:50 ص]ـ
3. أما قولك بأن هذا بحث في كلام البشر، فهذه مصادرة لم يكن لك أن تقع فيها! على غرار المصادرة التي وقع فيها المدافعون عن الإعجاز العلمي، وبيانها كالتالي:
أ. أنتم تزعمون أن هذا الكتاب الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم هو كلام الله وليس كلام بشر، ودليلكم على ذلك إما اشتمال القرآن على أسرار في العلوم التجريبية، وإما اشتمال القرآن على أسرار عددية في ترتيبه أو في إشارة هذه الأعداد إلى أسرار علمية!!
ب. فجيناكم بشيء من كلام العرب ندعي فيه اشتماله على أسرار في العلوم التجريبية، أو أسرار عددية تشير إلى حقائق وأسرار علمية!
ت. فماذا كان الجوب؟! تقولون: لا ينبغي أن نزن كلام الله بكلام البشر!
ث. فكيف وأنتم بعد لم تثبتوا أنه كلام الله من حيث وجود الإعجاز العلمي أو العددي فيه؟!
ج. فاعتراضك بأنني أبحث في كلام البشر مردود، وهو حجة عليك لا لك.
يا بكر الجازي أما آن لك أن تدرك أن الموا زنة بين كلام الله المعجز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيلا من حكيم حميد، وبين الشعر موازنة ساقطة لا تليق بطالب علم.
ثم إنك تقع في مغالطة بنيت عليها حجتك التي هي أوهى من بيت العنكبوت.
والمغالطة هو أنك تدعي علينا دعوى كاذبة لم نقلها وهي إن دليلنا على أن القرآن كلام الله هو ما اشتمل عليه القرآن من أسرار في العلوم التجريبية، وهذا كذب منك وزور وبهتان.
نحن دليلنا على أن القرآن كلام الله هو دليل كل من آمن بهذا القرآن من أهل اللسان العربي وهو أنه كلام معجز في مبناه ومعناه وليس في مقدور بشر أن يتكلم بمثله ووجوه الإعجاز فيه متعددة ومنها:
الإعجاز اللفظي والإعجاز التشريعي والإعجاز الغيبي والإعجاز التأثيري .....
وعليه فقد استقر في عقيدتنا أن هذا كلام الله وعليه نؤمن أن كل كلمة فيه تدل على حقائق لا على أوهام وتخرصات.
أما كلام الشعراء فأكثره كذب وأباطيل ولم يدع أحد من الشعراء العصمة لشعره وإذا صادف أن في كلام الشاعر ما يشير إلى حقيقة علمية أو سر من أسرار الكون فنعلم يقينا أنه لم يقصد إلى ذلك لأنه بشر ليس في مقدوره أن يطلع على مثل تلك الحقائق والأسرار بخلاف كلام الله الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين.
نحن لا نحجر عليك أن تستشكل بعض ما قيل في الإعجاز العلمي أو العددي ولكن الذي لا نقبله هو هذه الموازنة الساقطة المتهافتة بين كلام الله وبين كلام الشعراء الذين وصفهم الله وأتباعهم بالغواية والهيام.
إذا لم تقتنع بأن ما تفعله موازنة ساقطة فاسأل من تثق به من أهل العلم لعل الله أن ينير بصيرتك وتكف عن هذا الهذيان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[14 Oct 2009, 11:34 ص]ـ
من مداخلة بكر الجازي
أنتم تزعمون أن هذا الكتاب الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم هو كلام الله وليس كلام بشر، ودليلكم على ذلك إما اشتمال القرآن على أسرار في العلوم التجريبية، وإما اشتمال القرآن على أسرار عددية في ترتيبه أو في إشارة هذه الأعداد إلى أسرار علمية!!
إليك هذا السر في ترتيب سور القرآن وآياته:
1 - عدد سور القرآن 114 سورة , وباعتبار قانون الزوجية في العدد فهي: باعتبار عدد الآيات: إما زوجية الآيات وإما فردية الآيات.
وباعتبار الترتيب: إما زوجية الترتيب وإما فردية الترتيب.
وبالاعتبارين , فهي واحدة من أربع:
1 - فردية الآيات فردية الترتيب (27 سورة)
2 - فردية الايات زوجية الترتيب (27 سورة)
3 - زوجية الآيات زوجية الترتيب (30 سورة)
4 - زوجية الآيات فردية الترتيب (30 سورة)
2 - عدد سور القرآن زوجية الآيات 60 سورة , 27 سورة جاء ترتيبها في النصف الأول من القرآن (السور من 1 - 57) مجموع أعداد آياتها 2690 , و 33 سورة في النصف الثاني , (السور من 58 - 114) مجموع أرقام ترتيبها 2690.
3 - عدد سور القرآن غيرالمتجانسة 57 سورة , مجموع آياتها 3303 , وهو نفس مجموع أرقام ترتيب السور الـ 57 المتجانسة , فهو 3303.
4 - مجموع آيات السور المتجانسة 2933 ومجموع تراتيبها 3303. المجموع هو 6236 وهذا هو أيضا عدد آيات القرآن الكريم.
5 - مجموع آيات السور غير المتجانسة 3303 ومجموع تراتيبها 3252. ناتج جمع العددين هو 6555 وهذا هو مجموع أرقام ترتيب سور القرآن الكريم.
والآن – رغم أنني لا أرى مجالا للمقارنة بين كتاب الله وأي كتاب – ولكن؛ بما أنك تقارن بين ديوان المتنبي والقرآن الكريم وترى أن ما نجده في القرآن هو مما يوجد في ديوان المتنبي ... اختر لنا 114 قصيدة من ديوان المتنبي وقم بترتيبها كيفما شئت , فهل سينتج لديك مثل هذا الترتيب؟
وهل تعتقد أن هذه الأعداد جاءت بفعل مصادفة عمياء؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[14 Oct 2009, 12:08 م]ـ
وإليك - وإلى منكري الإعجاز العددي من أمثالك - هذا السر أيضا (نظام محكم):
تنقسم سور القرآن الكريم إلى مجموعتين 29 و 85 باعتبارات مختلفة:
(باعتبار الحروف في أوائلها):
29 سورة مميزة بافتتاحها بالحروف المقطعة.
85 سورة خلت أوائلها من مثل تلك الحروف. (الظاهرة المفتاح)
فإذا نظرنا إليها من زاوية أخرى (العدد 17) نجدها:
29 سورة عدد الآيات في كل منها يقل عن 17 آية.
85 سورة عدد الآيات في كل منها 17 آية فأكثر.
فإذا نظرنا إليها من زاوية أخرى (العدد 78) نجدها:
29 سورة عدد الآيات في كل منها 78 آية فأكثر.
85 سورة عدد الآيات في كل منها يقل عن: 78 آية.
فإذا نظرنا إليها باعتبار ورود لفظ الجلالة " الله " نجدها:
29 سورة لم يرد في أي منها لفظ الجلالة.
85 سورة ورد في كل منها لفظ الجلالة مرة أو أكثر.
السور هي نفسها: 114 سورة.
الاعتبارات تتغير , وزوايا النظر تتغير , ولكن المعادلة تبقى واحدة: 29 و 85 ..
فالسور التسع والعشرون الأولى ليست الثانية أو الثالثة أو الرابعة.
والسور الخمس والثمانون الأولى ليست الثانية أو الثالثة أو الرابعة.
إن كل مجموعة مختلفة تماما عن الأخرى.
بماذا نصف هذا الترتيب؟ هل استخدم الصحابة آلاتهم الحاسبة وصمموا هذا الترتيب؟ أم أنهم فعلوا ما فعلوا وجاء هذا الترتيب بفعل مصادفة ليس إلا؟
أم أنه ترتيب إلهي " توقيفي "؟ أليس هذا الأخير هو الوصف المناسب؟
هل من المنطق أن تقارن هذا الترتيب بما يمكن أن تجده في ديوان شعر؟!
الإشارة إلى العدد 29 في معادلتي الترتيب:
لماذا العدد 29؟ لنتأمل معادلتي الترتيب القرآني:
114 = 19 × 6 , 19 - 6 = 13
57 = 19 × 3 , 19 - 3 = 16
(19 - 6) + (19 - 3) = 29.
13 + 16 = 29. (أساس العدد 29 هو العدد 114 عدد سور القرآن الكريم)
ولعل السؤال المطروح هنا: ما مدى صحة هذا الافتراض؟ أن العدد 29 مؤلف من العددين 13 و 16 على النحو الذي أوضحناه؟
إذا عدنا إلى مجموعات السور المؤلفة كل منها من 29 سورة سنجد في ترتيبها ما يؤكد هذه الحقيقة. إنها على النحو التالي:
نظام محوره العددان 13 و 16:
لنتأمل الحقائق التالية في ترتيب هذه المجموعات:
جاءت السور الـ 29 التي لم يرد في أي منها لفظ الجلالة:
13 سورة فردية الآيات. (العدد الدال على عدد آياتها عدد فردي)
16 سورة زوجية الآيات.
جاءت السور الـ 29 التي عدد الآيات في كل منها 78 آية فأكثر:
13 سورة فردية الآيات.
16 سورة زوجية الآيات.
وجاءت السور الـ 29 التي عدد الآيات في كل منها أقل من 17 آية:
13 سورة زوجية الترتيب. (الرقم الدال على موقع ترتيبها رقم زوجي)
16 سورة فردية الترتيب. وجاءت هذه المجموعة باعتبار ورود لفظ الجلالة فيها:
13 سورة ورد في كل منها لفظ الجلالة.
16 سورة لم يرد في أي منها لفظ الجلالة.
ونكرر القول: اختر 114 قصيدة من أي ديوان شعر , ورتبها كيفما تشاء , فهل سينتج لديك مثل هذا الترتيب؟
وهل تظن أن هذا الترتيب الذي تراه عيناك جاء مصادفة؟
وبعد ما رأيت , يمكننا أن نأخذ هذه السور مجموعة مجموعة ,وواحدة واحدة ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[14 Oct 2009, 03:32 م]ـ
الأخ الكريم بكر،
حتى لا يلتبس عليك مقصدي في مداخلتي السابقة أحب أن تلاحظ الآتي:
1. كلامنا في الإعجاز العددي لا يقصد به فقط غير المسلم، بل نخاطب به أيضاً من يؤمن بأنه كتاب رباني. ومن هنا يختلف كلامنا مع المؤمن عنه مع الكافر.
2. فعندما أقول لك لا يوجد في كتاب الله إلا ما هو مراد لله، هذا على اعتبار أنك مؤمن، أما غير المؤمن فلا نقول له ذلك.
3. عندما لا يصدر عن الشاعر العربي أية إشارة إلى أسرار في كلامه لماذا أضيع وقتي في البحث عن شيء لم يصنعه. أما عندما أجد المسلمين يقولون إن القرآن كتاب رباني معجز، عندها لا أشعر بأنني أضيع وقتي لأن احتمالات الكشف عن الأسرار موجودة. كما هو الأمر في الكون المخلوق؛ فلأن العلماء يعرفون أن الكون منظم تجدهم يبحثون عن أسراره وتجدهم في معرفة متصاعدة لهذه الأسرار.
4. أما ما كررته من اعتراض على مسألة النحل، فالآية القرآنية تتحدث عن الأنثى التي تبني البيت وتصنع العسل، أما ترتيب السورة فعندما يكون 16 فإنه يشمل الذكر والأنثى في قضية الكرموسومات. أي 16 و 16×2 فالـ 16 هي وحدة البناء في النحل
5. صراحة: لم نجد من غير المسلمين غير الاندهاش أما المسلمين فعندهم الجدل الجاد يختلط بالجدل البيزنطي.
6. يرجع موقف بعض المسلمين إلى عدم تصور حقيقي للمسألة، وهذا يرجع إلى احاطة جزئية بالمسألة أو لوجود أبحاث غير جادة تنغص على الجادة.
7. أنت أخي بكر لا تهمني كثيراً، لأنك مؤمن مطمئن الإيمان، وبالتالي لا يلزمك طبيب، ولو علمتُ فيك مرضاً لوجدتني أهتم بما استشهدت به من الشعر.
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[14 Oct 2009, 05:39 م]ـ
الأخ عبد الله جلغوم:
أقترح عليك أن تجري دراسة على شعر المتنبي، أو شعر المعري، أو أبي تمام أو البحتري، ولا أظن إلا أنك ستخرج بنتائج رائعة في هذا الباب.
ما عليك إلا أن تحاول، لتستدرك ما فاتك في هذا الباب. إذ يبدو أن اهتمامك بالأعداد في القرآن جعلك تذهل عن إمكان وجود هذا في شعر العرب.
والأمثلة التي أتيت بها في بيت الشعر اليتيم يمكن أن تكون مفتاحاً لك لولوج هذا العلم ...
ومن يدري؟!
فلعلك من أبحاثك في هذا الباب تخرج بشيء ما في يوم ما مصداقاً لنبوءة الأخ حجازي الهوى ...
أما أنا فلا أستطيع، ذلك أني لا أحسن لغة الأرقام مثلك، وانظر عند قراءتي للقرآن أو لشعر العرب إلى المعاني، لا إلى الأرقام ...
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[14 Oct 2009, 05:47 م]ـ
أما أنت يا حجازي الهوى فحبذا لو تركت عنك هذه الردود الساقطة المتهافتة التي لا تليق بطويلب علم.
ولو أنك تتأمل الكلام تأمل المتعلم لا تأمل المتعالم عرفت مكمن الخطأ في كلامك، فدعواي عليكم ليست كاذبة، إلا أنك لا تحسن فهم الكلام كعادتك.
أما الموازنة الساقطة المتهافتة بين كلام الله وكلام الشعراء، فأسقط منها تلك الردود التي تأتينا بها دون أن تفطن إلى مكمن المصادرة، أنتم تزعمون أن في القرآن أسراراً عددية أو علمية لتستدلوا بها على أن القرآن من عند الله، وتجعلون هذه الدلالة المزعومة على أسرار العلوم أو على الأعداد وجهاً من وجوه إعجاز القرآن، وتخرجون علينا بكلمات رنانة طنانة "الإعجاز العلمي في القرآن" و"الإعجاز العددي في القرآن".
فلفتنا أنظاركم إلى أن أمراً كهذا يمكن لنا بسهولة أن نزعمه في كلام العرب وأشعارها!!
إلا أنك تأبى أن تلتفت لهذا كعادتك، وتهجم على ما لا تحسن، وتنسب غيرك إلى التعالم والجهل وسوء الفهم وأنت به أجدر وأولى ...
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Oct 2009, 06:58 م]ـ
أما أنا فلا أستطيع، ذلك أني لا أحسن لغة الأرقام مثلك، وانظر عند قراءتي للقرآن أو لشعر العرب إلى المعاني، لا إلى الأرقام ...
مادام أنك لا تحسن لغة الأرقام فلماذا تجادل فيما ليس لك به علم؟ هل هو حب الجدل والمعارضة؟
ها أنت شهدت على نفسك فلا تعد إلى النقاش فيما لا تحسن وكف عن الهذيان.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Oct 2009, 07:04 م]ـ
أما أنت يا حجازي الهوى فحبذا لو تركت عنك هذه الردود الساقطة المتهافتة التي لا تليق بطويلب علم.
ولو أنك تتأمل الكلام تأمل المتعلم لا تأمل المتعالم عرفت مكمن الخطأ في كلامك، فدعواي عليكم ليست كاذبة، إلا أنك لا تحسن فهم الكلام كعادتك.
أما الموازنة الساقطة المتهافتة بين كلام الله وكلام الشعراء، فأسقط منها تلك الردود التي تأتينا بها دون أن تفطن إلى مكمن المصادرة، أنتم تزعمون أن في القرآن أسراراً عددية أو علمية لتستدلوا بها على أن القرآن من عند الله، وتجعلون هذه الدلالة المزعومة على أسرار العلوم أو على الأعداد وجهاً من وجوه إعجاز القرآن، وتخرجون علينا بكلمات رنانة طنانة "الإعجاز العلمي في القرآن" و"الإعجاز العددي في القرآن".
فلفتنا أنظاركم إلى أن أمراً كهذا يمكن لنا بسهولة أن نزعمه في كلام العرب وأشعارها!!
إلا أنك تأبى أن تلتفت لهذا كعادتك، وتهجم على ما لا تحسن، وتنسب غيرك إلى التعالم والجهل وسوء الفهم وأنت به أجدر وأولى ...
وأنا أقول لكم من أنتمُ حتى تلفتوا أنظارنا أيها الفهامة!!!!؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[14 Oct 2009, 07:29 م]ـ
[بكر الجازي;
الأخ عبد الله جلغوم:
أقترح عليك أن تجري دراسة على شعر المتنبي، أو شعر المعري، أو أبي تمام أو البحتري، ولا أظن إلا أنك ستخرج بنتائج رائعة في هذا الباب.
وبئس الاقتراح. كنت أظن أنك تعبث وتلهو وتعاند وتكابر، ولكنني الآن على يقين من ذلك، وكان يجب أن لا أنجرّ إلى مجادلتك.
أما أنا فلا أستطيع، ذلك أني لا أحسن لغة الأرقام مثلك، وانظر عند قراءتي للقرآن أو لشعر العرب إلى المعاني، لا إلى الأرقام ... كل ما في هذا الكون منظم، وفهم هذا النظام لا يكون إلا بالتدبر في هذا النظام بلغة الأرقام والرياضيات. وخالق الكون هو منزل القرآن، ولا يمكن أن يكون الله قد رتب كل شيء في هذا الكون واستثنى من ذلك كتابه المعجزة الخالدة، أم تظن القرآن فوضوي الترتيب؟
اعلم أن التدبر في أرقام القرآن لا يقل أهمية عن التدبر في معانيه، فكل منهما يصدق الآخر ويعززه .. ولا تعارض بينهما.
وأخيرا أنا لا أستغرب منك هذا الموقف من الإعجاز العلمي أو العددي، وتعصبك للإعجاز البياني؛ ولكن دعني أقول لك: لقد عاصر الرسول صلى الله عليه وسلم أناس من أهل اللغة والفصاحة،- الذين تعترف بهم - وشهدوا الآيات تتنزل على النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يؤمنوا بها رغم فصاحتهم، إما عنادا ومكابرة أو رياء ومفاخرة أو غباء أو لمصلحة ما، تعددت الأسباب والجهل واحد ..
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[14 Oct 2009, 08:54 م]ـ
نحن لا نحجر عليك أن تستشكل بعض ما قيل في الإعجاز العلمي أو العددي ولكن الذي لا نقبله هو هذه الموازنة الساقطة المتهافتة بين كلام الله وبين كلام الشعراء الذين وصفهم الله وأتباعهم بالغواية والهيام.
إذا لم تقتنع بأن ما تفعله موازنة ساقطة فاسأل من تثق به من أهل العلم لعل الله أن ينير بصيرتك ...
الأخ حجازى يوصيك بالحق يا أخ بكر، وينصحك بصدق واخلاص
وقد أثبت بذلك أنه يريد لك الخير
فاعمل بنصيحته واسأل أهل العلم الثقات لتعرف مدى تهافت هذه الموازنة ومدى اثمها، فترتد بصيرا، فتستغفر الله العظيم وتتبرأ مما اجترأت على ذكره
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[14 Oct 2009, 09:02 م]ـ
الأخ الكريم بكر،
1. كلامنا في الإعجاز العددي لا يقصد به فقط غير المسلم، بل نخاطب به أيضاً من يؤمن بأنه كتاب رباني. ومن هنا يختلف كلامنا مع المؤمن عنه مع الكافر.
2. فعندما أقول لك لا يوجد في كتاب الله إلا ما هو مراد لله، هذا على اعتبار أنك مؤمن، أما غير المؤمن فلا نقول له ذلك.
3. عندما لا يصدر عن الشاعر العربي أية إشارة إلى أسرار في كلامه لماذا أضيع وقتي في البحث عن شيء لم يصنعه. أما عندما أجد المسلمين يقولون إن القرآن كتاب رباني معجز، عندها لا أشعر بأنني أضيع وقتي لأن احتمالات الكشف عن الأسرار موجودة. . .
هذا الكلام هو نبراس لك يا أخ بكر من أخينا البيراوى بارك الله فيه
وحبذا لو حفظته عن ظهر قلب، ثم استظهرته كلما لاحت لك شياطين الجدل والمراء، قاتلهم الله أنى يؤفكون؟!
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[14 Oct 2009, 09:12 م]ـ
الأخ عبد الله جلغوم:
أقترح عليك أن تجري دراسة على شعر المتنبي، أو شعر المعري، أو أبي تمام أو البحتري، ولا أظن إلا أنك ستخرج بنتائج رائعة في هذا الباب ...
الأخ الفاضل بكر:
الأخ عبد الله جلغوم ليس سفيها - حاشاه - ليفعل ما اقترحته عليه
وهو لن يثق مطلقا فى ضمانتك وتعهدك له بروعة النتائج التى تزعم أنه سيجدها
لن يثق فى ضمانك هذا ولو مثقال ذرة من ظن
وهو لن يضيع وقته وجهده فى دراسة كلام لم يزعم أصحابه أنفسهم أن فيه اعجاز من أى نوع
ولم يتحدوا به الانس والجن جميعا كما تحدى القرآن
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[14 Oct 2009, 09:22 م]ـ
الأخ عبد الله جلغوم:
الأمثلة التي أتيت بها في بيت الشعر اليتيم يمكن أن تكون مفتاحاً لك لولوج هذا العلم ....
الأمثلة التى أتيت بها هى أمثلة ظاهرة التكلف والاعتساف والافتعال معا
وهذا يبدو لكل ذى بصيرة
ولا أدرى كيف أنك لم تخجل من ذكرها؟
أو كيف واتتك الجرأة على أن تتفوه بها فى معرض المقارنة مع اعجاز القرآن العظيم؟!
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[14 Oct 2009, 09:35 م]ـ
الأخ عبد الله جلغوم:
أما أنا فلا أستطيع، ذلك أني لا أحسن لغة الأرقام مثلك، وانظر عند قراءتي للقرآن أو لشعر العرب إلى المعاني، لا إلى الأرقام ...
ان كنت تنظر الى المعانى حقا - كما تزعم - وليس الى الأرقام فقل لنا:
ماذا تعنى الحروف المقطعة فى فواتح السور؟
وما يدريك؟ فلعل لها اعجاز باهر ومذهل يقوم أساسا على الأرقام؟!
أليس هذا بمحتمل وممكن يا أخ بكر؟
فعليك بالصبر يا أخى فان غدا لناظره قريب، ولكل حادث حديث، ولكل مقام مقال
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[14 Oct 2009, 09:46 م]ـ
أما أنت يا حجازي الهوى. . . فدعواي عليكم ليست كاذبة، إلا أنك لا تحسن فهم الكلام كعادتك ...
بل هى دعوى كاذبة كل الكذب
والعجيب أننى قد أبنت لك عن هذا كثيرا جدا، ومع ذلك تتهم الآخرين بأنهم لا يحسنون فهم الكلام!!
فلترجع الى ردودى عليك فى موضوعك (تهافت القول بالاعجاز العلمى. .) وبخاصة الى ردودى منذ المشاركة 122 والى نهاية الموضوع
ارجع اليها وسوف تدرك أن دعواك علينا جميعا كاذبة تماما للأسف
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[14 Oct 2009, 10:00 م]ـ
أما أنت يا حجازي الهوى. . . . . أما الموازنة الساقطة المتهافتة بين كلام الله وكلام الشعراء، فأسقط منها تلك الردود التي تأتينا بها دون أن تفطن إلى مكمن المصادرة، أنتم تزعمون أن في القرآن أسراراً عددية أو علمية لتستدلوا بها على أن القرآن من عند الله.
لا زلت تردد نفس زعمك القديم!!
ولا أقول الا كما قلت لك فى المشاركة السابقة:
لقد أبنت لك كثيرا جدا عن تهافت زعمك هذا، ولكنك لا تريد أن تفهم!
قلت لك مرارا وتكرارا أننا لسنا فى حاجة الى أن نثبت لأنفسنا أو لأى أحد أن القرآن من عند الله، لأن هذا هو ما نؤمن به كل الايمان وعن يقين كامل
فلماذا يا أخى تردد هذا البهتان وتنسبه الينا جميعا فى كل مرة؟!
هذا عجيب منك يا أخى! عجيب غاية العجب!!
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[15 Oct 2009, 02:29 م]ـ
الأخ الكريم أبا عمرو:
1. كلامنا في الإعجاز العددي لا يقصد به فقط غير المسلم، بل نخاطب به أيضاً من يؤمن بأنه كتاب رباني. ومن هنا يختلف كلامنا مع المؤمن عنه مع الكافر.
ونحن من جملة المسلمين الذين يرون خطأ ما ذهبتم إليه في باب الإعجاز العلمي أو العددي مع إيماننا بأنه كتاب رباني. ونبين لكم أن بإمكاننا أن ندعي في شعر العرب وكلامهم ما تدعونه في القرآن.
ونحن على إيماننا بأن القرآن كلام الله نومن بأنكم جاوزتم الحد في تأويل آيات القرآن وتحميلها ما لا تحتمل، فكما أنكم لا تريدون أن تحملوا شعر العرب ما لا يحتمل، وتأبون أن تعترفوا بدلالة شعر العرب على الحقائق العلمية وأسرار العلوم والأعداد، فقيسوا على ذلك القرآن الذي نزل بلسان العرب، ولا تحملوه ما لا يحتمل.
2. فعندما أقول لك لا يوجد في كتاب الله إلا ما هو مراد لله، هذا على اعتبار أنك مؤمن، أما غير المؤمن فلا نقول له ذلك.
ونحن من جملة المسلمين المومنين الذين يرون خطأ هذه الدعوى، ونقول بأنه لا يلزم من كون القرآن كتاب الله أن تكون فيه دلالة على كل أسرار العلوم التجريبية والأعداد .... إلخ. بل نقول إن القرآن نزل بلسان العرب، وعلى معهودهم في الألفاظ ومعانيها، وليس من معهود العرب ما تذهبون إليه من تفسير القرآن بالعلم الحديث والأعداد التي ما أنزل الله به من سلطان.
فهل عندكم من دليل أو أثارة من علم على ما ذهبتم إليه في دعواكم من أن المقصود بترتيب سورة النحل (16) هو الدلالة على عدد كروموسومات النحل؟!!!!
أو أن المقصود بترتيب سورة الحديد الدلالة على نظائر الحديد؟!!!
ما للقرآن ولهذه الأسرار التي تزعمون أن القرآن دل عليها، أو أشار إليها بلا دليل أو أثارة من علم؟!
هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ....
فإن اكتفيتم بمجرد وقوع هذا التوافقات العددية في القرآن، فليس هذا من البرهان في شيء. إنما هو تكلف جيناكم بمثله في شعر العرب وكلامها، فإبيتم أن تنظروا فيه بحجة أنني لست جاداً!!!
وليس هذا بجواب ...
ثم إن للفرق الباطنية غرائب في التأويل يزعمون أنهم فطنوا إليها، وسبقوا إليها، وأنها مرادة لله! فكيف تبطلون مذهبهم في تأويل القرآن وأنتم تشاركونهم في أصل الضلال بزعمكم أنكم فطنتم إلى أشياء في تأويل القرآن وزعمكم أنها مرادة لله هكذا بلا دليل ولا برهان ...
3. عندما لا يصدر عن الشاعر العربي أية إشارة إلى أسرار في كلامه لماذا أضيع وقتي في البحث عن شيء لم يصنعه. أما عندما أجد المسلمين يقولون إن القرآن كتاب رباني معجز، عندها لا أشعر بأنني أضيع وقتي لأن احتمالات الكشف عن الأسرار موجودة. كما هو الأمر في الكون المخلوق؛ فلأن العلماء يعرفون أن الكون منظم تجدهم يبحثون عن أسراره وتجدهم في معرفة متصاعدة لهذه الأسرار.
وما يدريك أنها غير مرادة؟!
ثم إن هذا هو عين ما نطلبه منكم في القرآن الكريم! فتأبون علينا وتفرون إلى ما ليس بشيء!
طلبنا منكم دليلاً على أن الإشارة إلى أسرار العلوم والأعداد مرادة لله في كتابه، فلم نجد عندكم إلا أنكم عثرتم على أشياء كثيرة في القرآن تجاوزت في زعمكم حد المصادفة والاتفاق.
فجيناكم بمثال من شعر العرب دللنا فيه على ما زعمتم أن القرآن دل عليه من أسرار العلوم التجريبية والأعداد، ولو أردنا أن نزيد لزدنا على قلة خبرتنا في حساب الجمل وعد الحروف جمعاً وطرحاً وقسمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلم تزيدوا على أن قلتم: أنت لست جاداً، ولو كنت جاداً لنظرنا في كل ما قلته!
هذا اعتراض يرد عليكم، ويلزم منه إبطال مذهبكم، فلا ينبغي أن يكون هذا جواباً.
ثم إننا نقول لكم: كون القرآن كتاباً ربانياً معجزاً لا يلزم منه أن يكون دالاً على أسرار العلوم والأعداد!!
فأين الدليل على صدق مدعاكم؟!!
4. أما ما كررته من اعتراض على مسألة النحل، فالآية القرآنية تتحدث عن الأنثى التي تبني البيت وتصنع العسل، أما ترتيب السورة فعندما يكون 16 فإنه يشمل الذكر والأنثى في قضية الكرموسومات. أي 16 و 16×2 فالـ 16 هي وحدة البناء في النحل
وما شأننا ها هنا بوحدة البناء؟!
الحديث هنا عن التأنيث الذي تزعم أن فيه سراً مراداً، فلم لم تجتمع هذه الأسرار لك؟!
ثم أليس الأصل أن يكون للذكر 32 كروموسوماً، وللأنثى 16 على اعتبار أن للذكر مثل حظ الأنثيين؟!!
ثم ما يدريك أن هذا الذي تدعيه مراد لله؟!
لا زلنا نطالبك بالدليل ...
قلنا لك: لماذا لم يكن ترتيب البقرة والإنسان مطابقاً لعدد الكروموسومات في البقرة والإنسان، فقلت: لأن الحديث عن الحشرات؟!
فسألناك: وما الدليل على أن الحشرات معتبرة ....
أسئلة كثيرة لا جواب لها عندكم يا أبا عمرو ...
5. صراحة: لم نجد من غير المسلمين غير الاندهاش أما المسلمين فعندهم الجدل الجاد يختلط بالجدل البيزنطي.
ذلك أنا من جملة المسلمين الذي لا يريدون لإخوانهم أن يضيعوا وقتهم فيما لا نفع فيه، ولا يريدون لهم أن ينجرفوا في بدعة لا دليل عليها إلا زعماً يزعمونه، ونريد لهم ألا يغرهم إعجاب من لا علم له في هذا الباب واندهاشه مما يوردونه من أشياء ما أنزل الله بها من سلطان.
وما كان ينبغي لكم أن تعدوا طلبنا للدليل جدلاً بيزنطياً، فنحن في مقابل هذا ندعي أنكم أولى به أخي الكريم، إذ نطلبكم الدليل فتفرون إلى ما ليس من التحقيق في شيء.
6. يرجع موقف بعض المسلمين إلى عدم تصور حقيقي للمسألة، وهذا يرجع إلى احاطة جزئية بالمسألة أو لوجود أبحاث غير جادة تنغص على الجادة.
ولنا أن نقول أيضاً إنكم لم تتصوروا دلالة شعر العرب على أسرار العلوم والأعداد حق تصورها، ولو تصورتموها حق تصورها ما تركتم النظر في شعر العرب، فما يمنعكم أن تنظروا فيه بخبرتكم في حساب الجمل والأعداد.
ثم إننا سبق أن قلنا لكم: لو لم نكن نتصور المسألة حق تصورها ما أوردنا عليكم شعر العرب، فقد جينا فيه بمثل ما جيتم به في القرآن، فلم تزيدوا على أن قلتم: لن نضيع وقتنا في النظر في شعر العرب!!
فنقول لكم:
فلا تضيعوا أوقاتكم في النظر في القرآن على غير الوجه الذي يكون به النظر؟!
7. أنت أخي بكر لا تهمني كثيراً، لأنك مؤمن مطمئن الإيمان، وبالتالي لا يلزمك طبيب، ولو علمتُ فيك مرضاً لوجدتني أهتم بما استشهدت به من الشعر.
ونحن يهمنا أن تدركوا هذه الإلزامات التي تتوجه على مذهبكم، والتي لا يجديكم نفعاً زعمكم أنكم غير مهتمين لها؟!
ثم إننا نومن بأن ما تذهبون إليه من دلالة القرآن على أسرار العلوم والأعداد من جملة الأمراض التي ينبغي لنا نحن أن نهتم لها، ونرى أنه لا بد أن نطلب لكم فيها شيئاً من الطب! بل وربما الجراحة! ولذلك تجدنا نبذل الجهد في فهم دعواكم وتصورها حق التصور، ومن ثم بيان الحق في بطلانها.
فإذا كنتَ ممن يعتني بإثبات صحة ما يعتقده من دلالة القرآن على أسرار العلوم والأعداد فلا بد أن تنفصل بجواب على ما أوردته من شعر العرب على مثال ما تزعمونه في القرآن، ولا يجديك جواباً أنك غير مهتم لما أوردناه.
هذا والله أعلم ...
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[15 Oct 2009, 05:45 م]ـ
الأخ الكريم بكر،
1. إذا كان ترتيب سورة النحل في المصحف هو 16 فلا بد أن يكون ذلك مرادا لله تعالى. أما أن يكون المقصود الكروموسومات فهذا لا نجزم به ولكن نلاحظه. أما مقاصد البشر في نصوصهم النثرية والشعرية فيعلنون عنها. وإذا ادخروا فيها سراً يعلنون عن ذلك. وإلا فالبحث عن مصادفات عدديه هو أمر عبثي.
2. أكثرتَ من الكلام عن الشعر وما فيه من نظام فاصطرني ذلك إلى مراجعة مداخلتك فدهشت من تهافت ما أتيتَ به فاكتفيتُ بقراءة أسطر قليلة، فتحققت أن خلافنا معك هو خلاف في منهج البحث والتفكير. وإليك عبثية الاستهلال في مثالك،:
تقول: ((عَدَدُ حروفِ كلمةِ "الحديدا" هو سبعة (7)، وعَدَدُ كلماتِ البيتِ باستثناءِ كلمةِ "الحديدا" هو ثماني كلمات (8)) لاحظ أنك استثنيت كلمة الحديد من أجل أن تصل إلى مرادك العبثي.
وتقول: ((بل هناك شيء أعجب من هذا: جمل كلمة "ذوبان" هو ..... 759. عدد المرات التي ورد فيها ذكر معنى الذوبان "تذيبنا + نذيب" ...... )) الشيء العجيب هنا أنك لم تأخذ جمل تذيبنا ونذيب الواردة في البيت وإنما أخذت كلمة الذوبان أي تعاملت بالمعنى ولم تتعامل مع اللفظ. ثم ضربت الذوبان في اثنين!!!
ثم تقول: ((عدد حروف "نحن قوم تذيبنا الأعين")) ولم تكمل شطر البيت!!
بالله عليك كيف يمكنني بعد ذلك أن أصبر على قراءة المثال بكامله؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)