أين أجد كتاب الشيخ الرومي الصلاة في القرآن؟
ـ[العنزي]ــــــــ[15 Jul 2009, 06:36 م]ـ
أرجو التكرم من الأخوة الفضلاء بإرشادي إلى مكان الكتاب.
وهل يوجد على شكل إلكتروني؟
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[16 Jul 2009, 06:02 ص]ـ
شاهدته في مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالمدينة المنورة
وإن كنت بحثت عنه في المكتبات ولم تعثر عليه فاتصل بالشيخ حفظه الله فإنه لا يرد
سائلاً.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Jul 2009, 08:03 م]ـ
سألتُ الدكتور فهد فأخبرني أنه يباع في مكتبة التوبة بالرياض، وهي التي توزع كل كتب الدكتور فهد الرومي. وهي تقع على شارع جرير بحي الملز.
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[25 Jul 2009, 12:55 ص]ـ
عذرا الان اطلعت على هذا الطلب يمكن للاخ العنزي ان يتفضل مشكورا بالاتصال علي لتزويده بنسخة من الكتاب المذكورلأن الكتاب فيما
أظن نفد ولدي نسخ معدودة احتفظ بهن عادة لإعادة الطبع وفسح الكتاب ونحو ذلك
واما النشر الالكتروني فقد قام بعض المحتسبين جزاهم الله خيرا بنشر بعض كتبي وغفر الله لبعضهم حيث قام بتصوير نسخة مستعملة
لأحد الطلاب من كتابي بحوث في اصول التفسيرومناهجه
ولمن يملك الخبرة ويرغب في نشر مؤلفاتي كاملة الكترونيا فيسرني تسليمه نسخة كاملة من المؤلفات وجزاه الله عن العلم واهله خير
الجزاء وجعل ذلك في ميزان حسناته
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Jul 2009, 05:23 ص]ـ
ولمن يملك الخبرة ويرغب في نشر مؤلفاتي كاملة الكترونيا فيسرني تسليمه نسخة كاملة من المؤلفات وجزاه الله عن العلم واهله خير
الجزاء وجعل ذلك في ميزان حسناته
نحن نتولى ذلك يا أبا خالد خدمة للعلم وطلابه ولعلمك، وجزاك الله خيراً على بذلك للعلم والإذن بنشره، وسأتواصل معكم في ذلك بإذن الله.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[25 Jul 2009, 07:27 ص]ـ
لله دركما ..
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[27 Jul 2009, 12:57 م]ـ
جزاكم الله خيرا وجعل ذلكم في موازين اعمالكم خدمة للعلم وأهله
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[28 Jul 2009, 05:34 ص]ـ
ولمن يملك الخبرة ويرغب في نشر مؤلفاتي كاملة الكترونيا فيسرني تسليمه نسخة كاملة من المؤلفات وجزاه الله عن العلم واهله خير
الجزاء وجعل ذلك في ميزان حسناته
نحن نتولى ذلك يا أبا خالد خدمة للعلم وطلابه ولعلمك، وجزاك الله خيراً على بذلك للعلم والإذن بنشره، وسأتواصل معكم في ذلك بإذن الله.
ماشاء الله، رعاكما الله أيها الفاضلان الكريمان، وحفظكما ذخرا للعلم وأهله.
وإننا لفي شوق كبير ننتظر اللحظة التي تنجز فيها هذه الأعمال الكاملة المهمة النافعة لطلبة العلم، ويصعب عليهم الوصول إليها.
فجزاكما الله خير الجزاء الأوفى.(/)
عبرة من حياة الشيخ ابن جبرين رحمه الله
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[16 Jul 2009, 02:00 ص]ـ
رحل الشيخ عبد الله ابن جبرين رحمه الله، وفقده الناس الذين أحبوه وما أكثرهم، وقد داخلني بعد الحدث لوعة وحزن تذكرت خلالها ذكريات وصورا لذلك الرجل، طاهر القلب نقي النفس – كما أحسبه ولا أزكي على الله أحدا – اجتمعت وإياه في حي شبرا بالرياض أكثر من خمس عشرة سنة، وحججت معه قبل عشر سنوات تقريبا، وخلاصة ما أقوله وما أريد بثه إلى إخواني – فقد تكلم الكثير عن الشيخ – أن الفقيد رحمه الله تميز تميزا نادرا في خصلتين:
1. التواضع الذي فطر وجبل عليه دون أدنى تكلف.
2. الجلد العجيب، الذي لا أعرف له نظيرا في المتأخرين سوى ما ذكروه عن الشيخ الألباني رحمه الله.
وكل خصلة من هاتين الخصلتين تحتاج إلى حديث خاص، لكني أشير أولا إلى الأولى، فقد كان الشيخ مدرسة بل جامعة في هذا دون تردد، ولا أستطيع أن أذكر أمثلة على ذلك لأن حياته كلها تطبيق عملي على هذا الخلق، بل قد وقع للشيخ قصة غريبة يعرفها بعض مقربيه لولا أني أخشى أن تفهم على غير وجهها لذكرتها دلالة على ما نحن فيه.
وإني لأجزم لو أن الحافظ ابن أبي الدنيا كان معاصرا للشيخ لذكره في كتابه (التواضع والخمول).
كان الشيخ رحمه الله يرفض أن يقبل رأسه وله في هذا طريقة معروفة جربتها كما جربها غيري، لكنه غُلب على ذلك في السنوات الأخيرة بعدما كبرت سنه وحطمه الناس (ويقال إن أول من كسر هذا أحد الأفاضل في قصة طريفة الله أعلم بصحتها)، بل ذُكر لي أنه كان يقبل رأس بعض من يعد في طبقة تلاميذه.
كان الشيخ بسيطا قريبا هينا لينا موطأ الأكناف، يسهل الوصول إليه والحديث معه، يأسرك بهذا حينما تراه جليا في ممشاه وحديثه ومدخله ومخرجه.
أقول هذا – أيها الإخوة - لأننا اليوم أحوج ما نكون إلى هذا الدرس العملي في زمن غرتنا فيه الألقاب وخدعتنا الشهادات، فصار أحدنا يرى نفسه شيئا مذكورا، ويبدو ذلك في مشيته ومنطقه والتفاتته وأخذه وعطائه، وربما رأيت شابا يعين معيدا في الجامعة، ثم يخاطب بـ (فضيلة الشيخ) فينتفخ وينخدع المسكين بهذا، أو ربما يعقد البعض درسا في المسجد أو يطبع كتابا ثم يداخله ما يرى على صفحات وجهه وفلتات لسانه.
إن هذا الداء الذي لا يكاد يسلم منه أحد بين مستقل ومستكثر يداوى بسيرة الشيخ ابن جبرين وأمثاله، ليعرف كل واحد منزلته وقدره، ويبكي على نفسه، وجدير أن يراجع الكتاب المذكور آنفا، وقبل ذلك هدي النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك.
أسأل الله أن يرحم شيخنا ابن جبرين ويرفع درجته، ويجمعنا به في الفردوس الأعلى .. آمين
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[16 Jul 2009, 06:24 ص]ـ
جزاك الله كل خير، وليت الأخوة المقربين من الشيخ ينقلون لنا مثل هذه المواقف
النافعة التي تصور لنا أخلاق العلماء لتكون نبراساً لكل طالب علم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Jul 2009, 09:05 م]ـ
أحسن الله إليكم يا أبا عبدالعزيز على هذه التذكرة، ورحم الله الشيخ عبدالله بن جبرين وجزاه خير الجزاء، فقد كان كما قلتَ وزيادة، شهد له بذلك كل من عرفه وصحبه.
وإن فيما ذكرتم لعبرةً وتذكرة لنا، نسأل الله أن يرزقنا جميعاً التوفيق والسداد والإخلاص والثبات على الحق حتى نلقاه.
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[20 Jul 2009, 02:57 ص]ـ
السلام عليكم
اللهم أجرنا في مصيبتنا و اخلفنا خيرا منها ......... عرف الشيخ بتبحره في الفقه فهل خلف تراثا في التفسير؟ ............(/)
فصول في أصول التفسير لمساعد الطيار .. [استفسارات-استدراكات-اقتراحات] ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 Jul 2009, 06:13 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ..
وبعد ..
فهذه ورقات قديمة غير مرتبة أنقلها على حالها من أضابير مذاكراتي؛طمعاً في أن تُفيد أبي عبد الملك في طبعته التي ستكون للكتاب -إن شاء الله -خاصة والكتاب على جدته يحتاج لإعادة كتابة تُناسب ما استجد على الساحة العلمية وما استجد من حال كاتبه زاده الله علماً ونفع به ....
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 Jul 2009, 06:32 م]ـ
(1)
في أنواع الاختلاف .. لعل القسمة الثلاثية التي نقلها المؤلف عن ابن عثيمين = هي أوفق وأدق وهي التي سار عليها شيخ الإسلام في غالب مواضعه وهي أن يُقسم الخلاف لثلاثة أقسام:
القسم الأول: الخلاف اللفظي ويُعرفه شيخ الإسلام بأنه: ((أن يكون معنى اللفظ الذي يقوله هذا هو معنى اللفظ الذي لا يقوله هذا وإن اختلف اللفظان فيتنازعان لكون معنى اللفظ في اصطلاح أحدهما غير معنى اللفظ في اصطلاح الآخر وهذا كثير)).
ش
القسم الثاني: اختلاف التنوع (ولم يعرفه الشيخ مساعد وإنما تكلم في موضع التعريف عن طريقة التعامل معه فليُستدرك) وتعريفه عند شيخ الإسلام: ((أن يكون هؤلاء يثبتون شيئا لا ينفيه هؤلاء وهؤلاء ينفون شيئا لا يثبته هؤلاء)).
القسم الثالث: اختلاف التضاد: ((أن يكون مقتضى القول الأول هو تخطئة القول الثاني)).
وهذه الطريقة أحسن من إدماج الخلاف اللفظي تحت خلاف التنوع وإنما أدمج أبو عبد الملك النوعين معاً تبعاً لشيخ الإسلام في مقدمة التفسير .. وشيخ الإسلام في غير ذلك الموضوع = يُفرق بينهما مثل قوله في: ((درء التعارض)): ((وكثير من نزاع الناس يكون نزاعا لفظيا أو نزاع تنوع)) ومثله في: ((بيان تلبيس الجهمية))
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 Jul 2009, 01:40 م]ـ
(2)
عند كلام الشيخ عن ضوابط تفسير القرآن باللغة = تكلم عن خطورة تفسير القرآن بالمصطلحات الحادثة .. والأولى أن يقول: بالألسنة الحادثة. والموضوع ثري جداً وبحثه في الرسالة قاصر جداً فليُستدرك.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 Jul 2009, 02:14 م]ـ
(3)
عند كلام الشيخ عن مسألة هل يجوز إحداث قول بعد إجماعهم في الآية ..
ذكر أن هذه المسألة الأصولية ليس لها علاقة بأصول التفسير لأن الحكم الشرعي راجع إلى افعل ولا تفعل .. أما في التفسير فالمسألة مرتبطة بالمعنى والمعنى متعدد ..
قلتُ: وهذا الكلام –عندي – غير محرر ولا عبارته محررة.
أما تحرير العبارة: فالمؤلف كأنه يريد الكلام عن أن قدرتنا على تفسير القرآن بمعنى صحيح يحتمله النص ولا يتناقض مع قول السلف = أوسع وأظهر وأكثر وقوعاً من قدرتنا على التكلم بحكم شرعي يحتمله النص ولا يتناقض؛لأن التناقض مع قول السلف أسرع دخولاً على الأحكام الشرعية لأنها افعل أو لا تفعل.
أما كون الكلام غير محرر فلأن كون الحكم الشرعي راجع إلى افعل ولا تفعل = لا علاقة له بما نحن فيه. لأن كلامنا عن الحكم الشرعي إنما هو تفسير لمراد الله ومراد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهو راجع إلى معرفة معاني كلام الوحي .. والمعاني التي يحتملها .. والانتهاء لحكم افعل أو لا تفعل إنما مقدماته تعيين تلك المعاني التي يحتملها النص. فإذا كان في الإحكام افعل أو لا تفعل ففي التفسير القرء (الحيض أو الطهر) ولا ثالث على المشتهر ..
والذي أراه أن مرجع القضية ليس إلى كون هذه أحكام وهذه معاني .. فمرجع الأحكام للمعاني = وإنما مرجع الفرق هو إلى أن الغالب على الأحكام الفقهية هو خلاف التضاد .. والغالب على تفسير المفردات هو خلاف التنوع .. فالفرق الصحيح هو بين الأحكام وبين تفسير المفردات ووجه الفرق الصحيح هو في قلة خلاف التنوع في الأول وكثرته في الثاني.
وتبقى مسألة مهمة للبحث: هل يلزم من احتمال المفردة للمعاني بلا تضاد = أن جميع المعاني مرادة للمتكلم؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 Jul 2009, 02:27 م]ـ
(4)
عند كلام الشيخ عن مسألة هل يجوز إحداث قول بعد إجماعهم في الآية ..
ذكر أن ذلك جائز بشروط ثلاثة:
الشرط الأول: أن يكون المعنى الجديد صحيحاً في نفسه.
الشرط الثاني: أن يكون المعنى الجديد مما تحتمله الآية.
الشرط الثالث: ألا ينقض هذا المعنى الجديد = المعنى الذي قاله السلف.
والذي أراه –والله أعلم- أن الشرط الأول حشو لا فائدة منه. وأن المرجع هو إلا الشرطين الثاني والثالث؛لأن المعنى إذا احتملته الآية يُصبح الحكم عليه بأنه غير صحيح = مصادرة على المطلوب لأنه سيزعم أنه معنى صحيح بدلالة الآية. وإذا لم تحتمله الآية فإنه سيمتنع تفسير الآية به ولو كان معنى صحيحاً.
وتأمل المثالين اللذين أوردهما الشيخ وهما:
1 - تفسير استوى باستولى.
2 - وتفسير خلقكم أطواراً بالأطوار الدنيوية.
وقد ردهما الشيخ لأنهما معنيين غير صحيحين وأنت ترى أن للمخالف أن يقول بل هما صحيحان بدليل الآية فالأطوار الدارونية صحيحة بدلائل طبيعية وبدلالة الآية .. ودخولنا معه في الأدلة الطبيعية تطويل ليس من عمل المفسر وإبطالنا لدلالة الآية لا يكون إلا بمنع احتمال الآية لهذا المعنى؛لحوث اللسان المتكلم بها.
وكذا في الاستواء.فكون تفسير الاستواء بالاستيلاء غير صحيح؛لأنه غير وارد في كلام العرب هو نفسه استدلال بأن الآية لا تحتمله .. فلو كان وارداً في كلام العرب لاحتملته الآية.
فالذي يظهر لي: أن شرط احتمال الآية هو أوسع الشروط وأتمها ويغني عن غيره؛لأنك ترد به المعنى الحادث ولو كان صحيحاً؛ولذا نرد من أتى بمعنى للذرة جديد (المعنى الفيزيائي) فإنه معنى صحيح في نفسه لكنه يُرد بأن الآية لا تحتمله لحدوث اللسان المتكلم به.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 Jul 2009, 09:09 م]ـ
تعرض الشيخ أبو عبد الملك لنفس قضية حكم إحداث معنى جديد في كتابه: ((مفهوم التفسير والتأويل ... )) ولكنه عبر هناك عن الضوابط بقوله: ((أن يكون المعنى صحيحاً وارداً في اللغة وأن يكون غير مناقض [أي: مبطل] لقول السلف، وأن لا يعتقد المفسر بطلان قولهم وصحة قوله فقط)).
وأرى والله أعلم أن عبارة كتاب الفصول أكثر تحريراً؛ فشرط أن لا يعتقد المفسر بطلان قولهم داخل تحت أن يكون غير مناقض لقول السلف، وقوله: وارداً في اللغة= يغني عنه وهو أصح: شرط احتمال الآية .. ووجه ذلك: أن كون المعنى ورد في اللغة لا يكفي ليجيز إحداثه بل لابد من احتمال الآية له .. وأنت ترى أن النسيان بمعنى السهو وارد في اللغة ومع ذلك لا يجوز أن نفسر به قوله تعالى: {نسوا الله فنسيهم} لأن الآية لا تحتمله لأنها تتكلم عن نسيان الحفيظ الخبيرب جل وعلا
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[19 Jul 2009, 02:59 م]ـ
(6)
[اقتراح]
أرى أن الأوفق والأتم هو دمج كتاب: ((مفهوم التفسير والتأويل .. )) مع كتاب فصول في أصول التفسير مع حذف المكرر وسبكه سبكاً حسناً ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 Jul 2009, 08:32 ص]ـ
(7)
وضع الشيخ حاشية عند كلامه عن خلاف التضاد قال فيها: ((لأمثلة التضاد يمكن الاستفادة من كتاب: التضاد في القرآن الكريم بين النظرية والتطبيق لمحمد نور الدين المنجد، نشر دار الفكر المعاصر)).
قلت: وهذا غريب جداً!
والكتاب المذكور هو في بحث ظاهرة الأضداد في اللغة وتطبيقها على ألفاظ الأضداد في القرآن الكريم.ولا علاقة له بمبحث خلاف التضاد، فليُحرر ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[22 Jul 2009, 06:22 م]ـ
(8)
بحث الدكتور خبر الزاملتين المنسوب لعبد الله بن عمرو بحثاً حسناً معجباً لم أجده عند غيره ...
غير أنه ذكر في تضاعيف بحثه وجهاً ضعيفاً ناقش به حمل الحافظ ابن كثير بعض الأخبار على أنها من الزاملتين .. فكان صنيع الشيخ أن يقول: ((هذا من خبر العرب .. أو هذا من خبر الكعبة .. ولا ذكر لهذه الأخبار في كتب أهل الكتاب كما هو ظاهر بين أيدينا)) أو كما قال ..
وهذا وجه غير محقق فكتب أهل الكتاب لو قيل إنها تُحرف كل يوم=لما كان بعيداً،واحتمال وجود تلك الأخبار في الزاملتين ثم تحريفهما بعدُ فلا تصلان إلينا = احتمال قوي يمنع المصادرة عليه .. وآية بينة: أن يطلبَ الدكتور شيئاً مما هو من أخبار أهل الكتاب بيقين في كتبهم الآن = ولن يجدَ من ذلك أشياء كثيرة .. والكتب التي كانت زمن الصحابة كانت أقل تحريفاً بكثير من الكتب الموجودة الآن .. بل ليطلب الدكتور بعد شواهد رحمت الله الهندي في كتابه إظهار الحق وسيجدها قد محيت من سائر الأناجيل المطبوعة وكذلك يفعلون ..
فمجرد خلو تلك الكتب الموجودة الآن من أخبار العرب وغيرهم مما روي عنهم بواسطة الصحابة والتابعين وغيرهم = لا يمنع وجود تلك الأخبار في الكتب التي كانت بين أيدي السلف.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[22 Jul 2009, 06:33 م]ـ
جزاك الله خيرا ..
ولكن نرجو منكم تكبير الخط حتى لا نفقد أبصارنا.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[22 Jul 2009, 06:39 م]ـ
البنط (5) والله ..
طيب ..
اطلع انت في جهازك ستجد ثالث خيار على الشمال بعد (فايل) اسمها: فيو اضغط ستجد خيار: تيكست سايز اضغط وبعدين اختار لارجست ...
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[22 Jul 2009, 06:56 م]ـ
بارك الله فيك أبا فهر.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[22 Jul 2009, 09:02 م]ـ
وفي بارك الله .. ومبارك يا مولانا ..
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[25 Jul 2009, 06:18 ص]ـ
شكر الله سعيكم أبا فهر، ولعلكم بعد انتهائكم من هذه الوقفات الماتعة أن تكتبوها لي كاملة، وترسلوها عبر البريد الإلكتروني لأتمكن من الاستفادة منها، وأسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[26 Jul 2009, 12:27 م]ـ
< p> على الرحب والسعة شيخنا .. ولو كانت منقولة لدي من الورق على (الوورد) لأرسلتها لك وإنما أكتبها من الورق منجمة.</ p>
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[14 Aug 2009, 10:21 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
نقل الشيخ عن ابن عطية كلامه في كفر الجحود ورده إلى معتقد المرجئة والأشاعرة في الإيمان،وفهم من عبارة ابن عطية: ((وأنا أستبعد العناد مع المعرفة التامة)) = ما عبر عنه الشيخ مساعد بقوله: ((فانظر كيف سلب ابن عطية ما دل عليه القرآن مع أن نص القرآن وظاهره يدل على أنهم علموا علماً يقينياً ولكنهم لم يؤمنوا))
وأخطأ الشيخ على ابن عطية في ذلك، وأبعد النجعة كذلك فأثر الإرجاء على التفاسير أوسع من أن يستدل عليه بهذا المضيق ..
ولا علاقة لهذا الموضع بإرجاء ابن عطية أبداً .. والأشاعرة جميعاً يثبتون كفر الجحود والعناد وليس هذا موطن نزاع بينهم وبين أهل السنة ..
ويكفي لتقرير ذلك أن إثبات كفر العناد ظاهر جداً في كلام ابن عطية وأمثل عليه بمثال واحد من أمثلة متكررة
يقول ابن عطية: ((وروي أن قريظة والنضير وجميع يهود الحجاز في ذلك الوقت كانوا يستفتحون على سائر العرب، وبسبب خروج النبي المنتظر كانت نقلتهم إلى الحجاز وسكناهم به، فإنهم كانوا علموا صقع المبعث، وما عرفوا أنه محمد عليه السلام وشرعه، ويظهر من هذه الآيات العناد منهم، وان كفرهم كان مع معرفة ومعاندة)).
فإن قلتَ: فما وجه كلامه هاهنا؟؟
قلنا: أصل ذلك أنه يرد على من قال: ((المعرفة تقتضي الإيمان والجحد يقتضي الكفر، ولا سبيل إلى اجتماعهما)).
وليس هذا قول الأشاعرة بل هذا مقتضى قول الجهمية الخلص ... والأشاعرة يردون عليهم بإثبات الشرع لكفر الجحود ..
لكن نظر ابن عطية نظراً في الجمع بين الأدلة فقاده إلى أن الجحود إنما يكون مع المعرفة الناقصة واليقين غير التام ولا يكون مع المعرفة التامة المستلزمة للتصديق ..
وإذاً: فليس هناك نزاع في أن ابن عطية مرجيء،وإنما الكلام في مسألتين:
الأولى: خطأ استفادة الدكتور من هذا الموضع أن ابن عطية لا يثبت كفر الجحود والعناد.
الثانية: أن كلام ابن عطية في ضبط كفر الجحود ومتى يكون وهل يقع مع المعرفة التامة أم لا يقع إلا مع معرفة ناقصة مقترنة بالحسد وهل هو بعيد وقوعاً= كل ذلك إنما هو من البحث في الأدلة وفقهها وفقه أحوال الناس وتصور ما يقع منهم ولا شك أن لنفسيتهم الإرجائية أثر في هذا البحث لكن لا يُعد ذلك الإرجاء أصلاً للبحث،بل يتصور وقوع نفس قول ابن عطية من رجل من أهل السنة؛ فهو لا ينفي وقوع كفر الجحود والعناد ولكنه يستبعد وقوعه مع المعرفة التامة بالله والرسول تلك المعرفة التي تُخضع القلب لسلطان الحجة.
ـ[محمد براء]ــــــــ[15 Aug 2009, 11:13 ص]ـ
هذا التمثيل كرره الدكتور في شرح مقدمة التفسير.
وقد أرسلت له رسالة فيها ملاحظات على التمثيل به، لعل في نقلها فائدة.
حول كلام الإمام ابن عطية في كفر الجحود
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الدكتور مساعد الطيار حفظه الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله أن تصلكم رسالتي وأنتم في احسن حال.
كنت أقرأ في شرحكم على رسالة شيخ الإسلام في أصول التفسير، واستوقفني ذكركم كلاما للإمام ابن عطية رحمه الله تعالى في كفرالجحود ضمن نماذج على الخطأ في الاستدلال بسبب بدعة يعتقدها المفسر ثم يسلب لفظ القرآن ما دل عليه بسببها.
وقد قرأت كلام ابن عطية الذي نقلتموه عنه، ثم رجعت إلى تفسيره.
وعندي هذه الملاحظات:
- قلتم ص203 بعد نقل كلامه: " فانظر كيف سلب ابن عطية ما دل عليه القرآن مع أن نص القرآن وظاهره يدل على أنهم علموا علما يقينيا لكنهم لم يؤمنوا ".
قلت: ابن عطية مقر أنهم علموا ذلك علما يقينيا كما صرح به بقوله: " هؤلاء الكفرة كانوا إذا نظروا في آيات موسى عليه السلام أعطتهم عقولهم أنها ليست تحت قدرة البشر وحصل لهم اليقين أنها من عند الله تعالى " لكن الذي ينفيه ابن عطية هو أن يستمر هذا اليقين معهم قال: " فيغلبهم أثناء ذلك الحسد ويتمسكون بالظنون في أنه سحر وغير ذلك مما يختلج في الظن بحسب كل آية، ويلجون في عماهم فيضطرب ذلك اليقين ويدفعونه في كل حيلة من التحيل لربوبية فرعون وغير ذلك، حتى يستلب ذلك اليقين أو يدوم كذلك مضطرباً، وحكمه المستلب في (وجوب) [في شرحكم " وجوه" ولعله خطأ] عذابهم ".
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا التفسير؛ كون قول القلب وهو التصديق لا يدوم لمن لم يتبعه بعمل القلب وهو الانقياد أو لمن أبى وعاند قرره شيخ الإسلام في شرح العقيدة الأصفهانية ص230 - 232 (طبعة مكتبة الرشد) بقوله: " إن تصديق القلب يتبعه عمل القلب فالقلب إذا صدق بما يستحقه الله تعالى من الألوهية وما يستحق الرسول من الرسالة تبع ذلك لا محالة محبة الله سبحانه ورسوله عليه الصلاة والسلام وتعظيم الله عز وجل ورسوله والطاعة لله ورسوله أمر لازم لهذا التصديق لا يفارقه إلا لعارض من كبر أو حسد أو نحو ذلك من الأمور التي توجب الاستكبار عن عبادة الله تعالى والبغض لرسوله عليه الصلاة والسلام ونحو ذلك من الأمور التي توجب الكفر ككفر إبليس وفرعون وقومه واليهود وكفار مكة وغير هؤلاء من المعاندين الجاحدين ثم هؤلاء إذا لم يتبعوا التصديق بموجبه من عمل القلب واللسان وغير ذلك فإنه قد يطبع على قلوبهم حتى يزول عنها التصديق كما قال تعالى وإذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم فما زاغوا أزاغ الله قلوبهم فهؤلاء كانوا عالمين فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم وقال موسى لفرعون لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السموات والأرض بصائر وقال تعالى وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل وما كيد فرعون إلا في تباب إلى قوله سبحانه كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار وقال تعالى وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية لؤمنن بها قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم انها جاءت لا يؤمنون ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون فبين سبحانه أن مجيء الآيات لا يوجب الإيمان بقوله تعالى وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون ونقلب أفئدتهم وأبصارهم أي فتكون هذه الأمور الثلاثة أن لا يؤمنوا وأن نقلب أفئدتهم وأبصارهم وأن نذرهم في طغيانهم يعمهون أي وما يدريكم أن الآيات إذا جاءت تحصل هذه الأمور الثلاثة وبهذا المعنى تبين أن قراءة الفتح أحسن وإن من قال أن المفتوحة بمعنى لعل فظن أن قوله ونقلب أفئدتهم كلام مبتدأ لم يفهم معنى الآية وإذا جعل ونقلب أفئدتهم داخلا في خبر أن تبين معنى الآية فإن كثيرا من الناس يؤمنون ولا تقلب قلوبهم لكن قد يحصل تقليب أفئدتهم وأبصارهم وقد لا يحصل أي فما يدريكم إنهم لا يؤمنون والمراد وما يشعركم إنها إذا جاءت لا يؤمنون بل نقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة والمعنى وما يدريكم أن الأمر بخلاف ما تظنونه من إيمانهم عند مجي الآيات ونذرهم في طغيانهم يعمهون فيعاقبون على ترك الإيمان أول مرة بعد وجوبه عليهم إما لكونهم عرفوا الحق وما أقروا به أو تمكنوا من معرفته فلم يبطلوا معرفته ومثل هذا كثير والمقصود هنا أن ترك ما يجب من العمل بالعلم الذي هو مقتضى التصديق والعلم قد يفضي إلى سلب التصديق والعلم كما قيل العلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل وكما قيل كنا نستعين على حفظ العلم بالعمل به فما في القلب من التصديق بما جاء به الرسول إذا لم يتبعه موجبه ومقتضاه من العمل قد يزول إذ وجود العلة يقتضي وجود المعلول وعدم المعلول يقتضي عدم العلة فكما أن العلم والتصديق سبب للإرادة والعمل فعدم الإرادة والعمل سبب لعدم العلم والتصديق ثم إن كانت العلة تامة فعدم المعلول دليل يقتضي عدمها وإن كانت سببا قد يتخلف معلولها كان له بخلفه أمارة على عدم المعلول قد يتخلف مدلولها وأيضا فالتصديق الجازم في القلب يتبعه موجبه بحسب الإمكان كالإرادة الجازمة في القلب فكما أن الإرادة الجازمة في القلب إذا اقترنت بها القدرة حصل بها المراد أو المقدور من المراد لا محالة كانت القدرة حاصلة ولم يقع الفعل كان الحاصل هي لا إرادة جازمة وهذا هو الذي عفي عنه فكذلك التصديق الجازم إذا حصل في القلب تبعه عمل من عمل القلب لا محالة لا يتصور أن ينفك عنه بل يتبعه الممكن من عمل الخوارج فمتى لم يتبعه شيء من عمل القلب علم أنه ليس بتصديق جازم فلا يكون إيمانا لكن التصديق الجازم قد لا يتبعه عمل القلب بتمامه لعارض من الأهواء كالكبر والحسد ونحو ذلك من أهواء النفس لكن الأصل أن التصديق يتبعه الحب وإذا تخلف الحب كان لضعف التصديق الموجب له ولهذا قال الصحابة كل من يعصي الله فهو جاهل وقال ابن مسعود كفى بخشية الله علما وكفى بالاغترار
(يُتْبَعُ)
(/)
جهلا " ا. هـ.
فلا أحسب أن في كلام ابن عطية أي مخالفة لمنهج أهل السنة.
- قلتم في نفس الصفحة: " فالنفي - أي نفي كفر الجحود - الذي وقع فيه ابن عطية خطأ في الدليل والمدلول ".
ونحوه ص253 - 254.
أقول: ابن عطية لم ينف كفر الجحود والعناد بل إنه قال - وقد نقلتم ذلك عنه: " وكفر العناد جائز الوقوع بمقتضى النظر وظواهر القرآن تعطيه، كقوله: {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم} [النمل: 14] وغيرها "، " وظاهر قوله تعالى: {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم} حصول الكفر عناداً ".
وهو لم يعدل عن هذا الظاهر بل نقل عن بعض المتكلمين أنهم تأولوه: "وذهب بعض المتكلمين إلى المنع من جوازه، وذهبوا إلى أن المعرفة تقتضي الإيمان والجحد يقتضي الكفر، ولا سبيل إلى اجتماعهما، وتأولوا ظواهر القرآن فقالوا في قوله تعالى: {وجحدوا بها} [النمل: 14] إنها في أحكام التوراة التي بدلوها كآية الرجم وغيرها ".
لكن الذي يستبعده ابن عطية هو حصول العناد مع المعرفة التامة، والمعرفة التامة عنده تقتضي انتفاء الحسد من القلب " لا داعية إلى كفر العناد إلا الحسد ومن عرف الله والنبوة وأن محمداً يجيئه ملك من السماء فلا سبيل إلى بقاء الحسد مع ذلك".
- فالظاهر من كلامه أنه يلزم عنده في الإيمان الذي ينجو صاحبه انتفاء الحسد وهذا عمل قلبي، فتكون الأعمال القلبية داخلة عنده في مسمى الإيمان، وإن كان يظهر من كلامه في تفسير أول الأنفال أنه لا يدخل أعمال الجوارح في مسمى الإيمان كما هو مذهب المرجئة قال: " وتترتب زيادة الإيمان بزيادة الأعمال البرة على قول من يرى لفظة الإيمان واقعة على التصديق والطاعات وهؤلاء يقولون يزيد وينقص ". فكأنه يحكيه عنهم ولا يقول به.
على أن من أدخل أعمال القلوب في مسمى الإيمان يلزمه إدخال أعمال الجوارح أيضاً، قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى: (7/ 194): " … لكنهم إذا لم يدخلوا أعمال القلوب في الإيمان لزمهم قول جهم، وإن أدخلوها في الإيمان لزمهم دخول أعمال الجوارح أيضا ".
- نفيه المعرفة التامة عن الكفار المعاندين مثل إبليس واليهود ونحوهم لا يعني أنه يسلب لفظ اليقين ما دل عليه قال تعالى: " واستيقنتها انفسهم " فهم استيقنوا بصدق هذه الآيات لكنهم لم يستيقنوا بكل ما جاء عن موسى عليه السلام أي أنهم لم يعرفوا المعرفة التامة التي يستبعد ابن عطية وجود العناد معها، قال: " إن عرفوا أشياء وعاندوا فيها فقد قطعوا في ذلك بأنفسهم عن الوصول إلى غاية المعرفة وبقوا في ظلمة الجهل فهم جاهلون بأشياء معاندون في أشياء غيرها وأنا أستبعد العناد مع المعرفة التامة ".والله أعلم.
19 - 06 - 2008
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[15 Aug 2009, 12:18 م]ـ
لا أدري كيف أعبر لكم عن غبطتي بمثل هذه الملاحظات، ولا أملك إلا أن أقول: شكر الله سعيكم جميعا، وهذه فائدة ـ في التنبيه على الأخطاء ـ ما كنت لأجنيها لو لم تكن مثل هذه الوسائل الحديثة مفعلة، وإني لأسألكم أن تفيدوا في كل ما لديكم، فهي فرصة ثمينة لي، وسأعمل بها ـ إن شاء الله تعالى ـ بعد تفريغها من هذا الملتقى المبارك.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 Aug 2009, 01:36 م]ـ
يا أبا عبد الملك ..
من يخطيء كثير ..
ومن تسمح نفسه بالتببيه على أخطائه قليل ..
ومن يغتبط = قليل من قليل ..
فهنيئاً لك خلقك الحسن وسماحة نفسك وأريحيتك التي طمعت فيها ففزتُ بطمعي ..
والله يعلم كم استفدتُ من كتبك وتقريراتك ..
آه كنت هانسى ..
لسا فيه تنبيهات يا مولانا ما يغركش الكلمتين الحلوين دول ..
ـ[محمد محمود أمين]ــــــــ[07 Sep 2009, 11:07 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين
بارك الله لك فى وقتك وجهدك ونفع بك
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 Sep 2009, 08:47 م]ـ
وفيك بارك الله .. وبك نفع ..
ـ[معلمة القرآن]ــــــــ[07 Dec 2009, 01:41 ص]ـ
(2)
عند كلام الشيخ عن ضوابط تفسير القرآن باللغة = تكلم عن خطورة تفسير القرآن بالمصطلحات الحادثة .. والأولى أن يقول: بالألسنة الحادثة. والموضوع ثري جداً وبحثه في الرسالة قاصر جداً فليُستدرك.
أخي الفاضل: بارك الله فيك
العبارة اعلاه لم اجدها في كتاب الدكتور
الكتاب لدي بالطبعة الثالثة 1420 هـ
فهل حذفها؟
ام انه اضافها في طبعة لاحقة!!
ارجوا افادتي ايضا عن هذا الموضوع مع بيان السبب في كون التعبيربالالسنة اولى؟!!
وجزاك الله خيراً
ـ[معلمة القرآن]ــــــــ[08 Dec 2009, 10:46 م]ـ
للرفع
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[26 Jun 2010, 07:55 ص]ـ
تطرق الشيخ في شرحه على: ((أصول في التفسير)) لابن عثيمين للتفريق بين علوم القرآن وعلوم التفسير وأصول التفسير،واستوفى ذلك بأمثلة حسنة ..
وحبذا لو ضم هذا لكتابه حيث إنه لم يتطرق فيه للفرق بين علوم التفسير وأصول التفسير، وهذه الفكرة مهمة،ولم يعرض لها حتى في كلامه عن الفرق بين أصول التفسير وعلوم القرآن ..
فليستدرك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 Jul 2010, 08:11 ص]ـ
ذكر الشيخ التواطؤ والاشتراك ولم يُحقق الفرق بينهما تحقيقاً حسناً، بل ذكر كلاماً ملتبساً لا يُحقق الفرق بينهما ..
وتحقيق الفرق بينهما: أن الاشتراك هو من مباحث علاقة اللفظ بمعانيه المتعددة، وفيه لا تشترك هذه المعاني مع اللفظ في معنى واحد مشترك ولا يجمع بين هذه المعاني (العين الباصرة-عين الماء) إلا مجرد الاشتراك في اللفظ ..
أما في التواطؤ: فالذي يذكر تحت هذا اللفظ (الإنسان مثلاً) هي في الحقيقة أجزاء مشتركة في معنى اللفظ الكلي يتحقق في كل منها المعنى الواحد للفظ الكلي وليست هي معاني متعددة له وإنما يجمعها جميعاً نسيج معنوي واحد تشترك فيه مثل (زيد -عمرو) فإن اندراجها تحت (الإنسان) هو اندراج بالتواطؤ فالعلاقة بين زيد وعمرو وبين الإنسان فيها اشتراك معنوي وليس مجرد اشتراك لفظي فهي أفراد لمعنى الإنسانية وليست معاني للفظ الإنسانية ..
فالمشترك اللفظي: هو لفظ اتحد ومعنى تعدد.
والمتواطئ: يتحد فيه اللفظ والمعنى ولكن تتصور الشركة في المعنى على وجه تستوي فيه المعاني في القدر المشترك.
قال في ((جمع الجوامع)): ((اللَّفْظ وَالْمَعْنَى إنْ اتَّحَدَا، فَإِنْ مَنَعَ تَصَوُّرُ مَعْنَاهُ الشَّرِكَةَ فَجُزْئِيٌّ، وَإِلَّا فَكُلِّيٌّ، مُتَوَاطِئٌ إنْ اسْتَوَى، مُشَكِّكٌ إنْ تَفَاوَتَ. وَإِنْ تَعَدَّدَا فَمُتَبَايِنٌ، وَإِنْ اتَّحَدَ الْمَعْنَى دُونَ اللَّفْظِ فمترادف وَعَكْسُهُ إنْ كَانَ حَقِيقَةً فِيهِمَا فَمُشْتَرَكٌ، وَإِلَّا فَحَقِيقَةٌ وَمَجَازٌ)).
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 Jul 2010, 07:41 ص]ـ
ذكر الشيخُ حديث عبد الله بن مسعود رض1 عن النبي صل1 «يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ زِمَامٍ مَعَ كُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَهَا».
وعزاه الشيخ لسنن الترمذي، وهو فيها، إلا أن الحديث أيضاً في مسلم (7343) وعزوه لمسلم أولى.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[24 Jul 2010, 08:30 ص]ـ
بارك الله بك أبا فهر وقفات رائعة ووجيهة تدل على العمق وحسن الفهم نفع الله بك وجزاك الله خيراً.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[24 Jul 2010, 08:40 ص]ـ
أخي الفاضل: بارك الله فيك
ارجوا افادتي ايضا عن هذا الموضوع مع بيان السبب في كون التعبيربالالسنة اولى؟!!
وجزاك الله خيراً
أظن أن الدكتور مساعد قصد المصطلحات الحديثة المتداولة والتي أصلها غير عربي مثل كلمة تقنية وتلفزيون وراديو وتلفون وغيرها. وهذه لا علاقة لها بالألسن فهي مصطلحات متداولة وليست لهجة ولا لسان. والله أعلم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 Jul 2010, 08:47 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب تيسير ..
الصواب -عندي- أن المصطلحات الحادثة تسمى لساناً.
فيقال: لسان المحدثين، ولسان الأطباء ... إلخ ..
وكذا كل كل تطور دلالي يُسمى لساناً ..
أما الاختلافات داخل اللسان الواحد في الطبقة الواحدة والذي لا يكون تطوراً دلالياً فهو لغة أو لهجة ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 Jul 2010, 11:02 ص]ـ
ذكر الشيخُ هذا الأثر: ((عن خَالِدَ بْنَ عَرْعَرَ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ: هُوَ السَّمَاءُ قَالَ: {وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ})).
قلت: والصواب: خالد بن عرعرة.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 Jul 2010, 11:12 ص]ـ
لم يجعل الشيخ من مصادر الصحابة في التفسير أقوال غيرهم من الصحابة وهذا قصور، وللباب أمثلة منها:
عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عُمَرَ عَنْ قَوْلِهِ: {تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا}. قَالَ: هُوَ الْعَبْدُ يَتُوبُ مِنَ الذَّنْبِ ثُمَّ لاَ يَعُودُ فِيهِ أَبَدًا.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 Jul 2010, 08:38 م]ـ
أجاز الشيخ إحداث قول بعد أقوال السلف بشرط أن تحتمله الآية وألا يناقض أقوال السلف، وكنتُ أرى وجوب تقييد ذلك بألا يظهر من القرائن المحيطة بالمعاني التي ذكرها السلف ما يدل على قصدهم لحصر المعنى المراد ونفيهم لما عداه، أو بعبارة أخرى: أن يظهر ما يدل على أن أقوال السلف في الآية ليست حاصرة وإنما قصدوا التمثيل أو ذكر وجه في معنى الآية دون استحضار لنفي ما عداه ..
وقد راجعتُ الشيخ في هذا الاستدراك هاتفياً قبل كتابته؛ لأهميته = فوافقني عليه من الناحية التنظيرية،ولكنه ذكر لي أن المسألة في التطبيقات ليست بهذا الوضوح الذي يُظن معه أننا سنجد قرائن هذا وذاك متوفرة وأن الأسلم والأشبه بالأغلب على حال السلف هو عدم قصدهم للحصر أو كما قال حفظه الله ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[26 Jul 2010, 06:52 ص]ـ
عند اختلاف السلف:
يكون اختلافهم أحياناً بيناً قطعياً أنه من جنس اختلاف التنوع، وأكثر ذلك يكون في التفسير بالجزء والمثال.
ويكون اختلافهم أحياناً بيناً قطعياً أنه من جنس اختلاف التضاد، كاختلافهم في القرء، وأكثر اختلافهم في مرجع الضمير.
لكن واجب التنبيه:
أن ما بين هذين هو من موارد الاجتهاد، فلا يلزم من كون المجتهد يذهب لإمكان حمل الآية على جميع أقوال السلف، وذهابه إلى أن اختلافهم فيها من جنس اختلاف التنوع = أن يكون الحال كذلك في نفس الأمر، بل قد يكون الواحد من مفسري السلف وإن فسر بمثال أو بعض المعنى المحتمل قد يجوز أن يكون يراه هو المتعين في الآية، فيكون اختلافهم بذلك من اختلاف التضاد ..
وإذاً: فلا يلزم من قول المجتهد هذا اختلاف تنوع ولا مانع من حمل الآية على جميع أقوال السلف = أن يكون الاختلاف بين السلف في هذه الآية كان كذلك بالفعل؛بل هذا اجتهاد من المفسر ونظر،قد يصيب باطن الأمر وقد يُخطيه ..
وقد راجعتُ أبا عبد الملك في هذا التقرير قبل كتابته = فوافقني حفظه الله ورعاه وسدد على الحق خطاه ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محسن المطيري]ــــــــ[27 Jul 2010, 03:36 م]ـ
بارك الله فيك أخي أبا فهر على هذه الفوائد، ولكن لم يظهر لي تفريقك في مصادر الصحابة بين ما قاله الصحابي ابتداء، وبين ما نقله عن غيره، فكلا الأمرين يؤول إلى أنه من قول الصحابي، ويلزم من قولك هذا التفريق بين ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم ابتداء أو ما جاء نقلاً من الصحابي، ويقال ذلك أيضاً في حق مصادر التابعين، فلعلك توضح المراد جزيت خيراً؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 Jul 2010, 09:09 م]ـ
بارك الله فيك ..
قصدي مصادر التفسير عند الصحابة، وليس بالنسبة لنا،فبالنسبة لنا = يكون الجميع قول صحابي ..
لكن صور نقل الصحابي عن الصحابي تفيدنا جعل أقوال الصحابة من مصادر التفسير عند الصحابة، وهذا هو وجه الاستدراك على الشيخ في كتاب ((الفصول)) حيث لم يُضف الصحابة كمصدر للتفسير عند الصحابة.(/)
مراحل التفسير اللغوي
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[17 Jul 2009, 10:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
عندما نقرأ كلام العلماء من أهل الرسوخ والإتقان لابد أن تتوارد بعض الأفكار المترابطة مع موضوع قديم قد بحثه الطالب قبلا، وهذا ما حصل لي بعد أن قرأت عبارة الشاطبي التالية:
" فليس بجائز أن يضاف إلى القرآن ما لا يقتضيه، كما أنه لا يصلح أن ينكر منه ما يقتضيه، ويجب الاقتصار في الاستعانة على فهمه على كل ما يضاف علمه إلى العرب خاصة، فبه يوصل إلى علم ما أودع من الأحكام الشرعية، فمن طلبه بغير ما هو أداته ضل عن فهمه وتقول على الله ورسوله " أهـ
بسبب العبارة السابقة، خطر في بالي خاطر وهو:
يظهر أن بيان معاني القرآن باللغة أو التفسير اللغوي له درجات، فلابد أن نبحث عن تفسير اللفظة من القرآن نفسه أولا، وهو ما يسمى بعلم "الأشباه والنظائر"، وبعد ذلك نبحث في السنة المشرفة، ومن ثم في أقوال الصحابة رضي الله عنهم، والسلف، وما نقل لنا من أشعار العرب في الجاهلية.
وقد نقلت فكرتي طلبا للنصيحة والتوجيه والفائدة.
هذا والله أعلم وأحكم.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[17 Jul 2009, 11:31 م]ـ
للأستاذ الدكتور مساعد بن سليمان الطيار - حفظه الله - كتاب حافل بعنوان: التفسير اللغوي للقرآن الكريم.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[19 Jul 2009, 12:03 ص]ـ
للأستاذ الدكتور مساعد بن سليمان الطيار - حفظه الله - كتاب حافل بعنوان: التفسير اللغوي للقرآن الكريم.
جزاك الله خيرا أخي الكريم
نعم الكتاب عندي وقد اخترت أن أقرأه بتأني هذه الأيام.
فأنا أدرسه.(/)
مصادر الرازي في تفسيره .. (من كلام الشاطبي) ..
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[18 Jul 2009, 02:16 ص]ـ
أثناء تصفحي لكتاب الإفادات والإنشادات للشاطبي رحمه الله قبل فترة وقفتُ على هذا النقل له رحمه الله في بيان مصارد الرازي في تفسيره وحتى لا تضيع الفائدة أحببت نقلها هنا، يقول الشاطبي:
"حدثني الأستاذ أبو علي الزواوي عن شيخه الأستاذ الشهير أبي عبدالله المفسر أنه قال: إن تفسير ابن الخطيب احتوى على أربعة علوم نقلها من أربعة كتب، مؤلفوها كلهم معتزلة:
1 - فأصول الدين نقلها من كتاب الدلائل لأبي الحسين.
2 - وأصول الفقه نقلها من كتاب المعتمد لأبي الحسين أيضاً، وهو أحد نظار المعتزلة، وهو الذي كان يقول فيه بعض الشيوخ: إذا خالف أبو الحسن البصري في مسألة ضَعُبَ الردُّ عليه فيها.
3 - قال: والتفسير من كتاب القاضي عبدالجبار.
4 - والعربية والبيان من الكشاف للزمخشري".
[الإفادات والإنشادات: 100 ـ 101]
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 Jul 2009, 11:01 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا النقل الطيب.(/)
اللؤلؤ والجوهر المستخرج من سورة الكوثر
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[18 Jul 2009, 05:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مرفق ملف لكتاب اللؤلؤ والجوهر المستخرج من سورة الكوثر للدكتور نايف بن أحمد الحمد
وقد انتهى من تحريره في 14/ 7/1430هـ(/)
دروس في تاريخ القرآن والتفسير للشيخ الفاضل مساعد الطيار حفظه الله.
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[18 Jul 2009, 06:04 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الأفاضل في هذا الملتقى: اليوم ستبدأ سلسلة الدروس العلمية للشيخ الفاضل
مساعد الطيار ـ حفظه الله ـ في جامع الملك عبد العزيز بمكة المكرمة بعنوان " تاريخ
القرآن والتفسير " عند حوالي الساعة الواحدة ظهراً، من يوم السبت إلى الأربعاء،
وستنقل الدروس على موقع البث الإسلامي. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[منى العبادى]ــــــــ[18 Jul 2009, 06:39 ص]ـ
جزاكم الله خيرا و نفع بكم
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 Jul 2009, 11:01 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[18 Jul 2009, 08:21 م]ـ
للتصحيح:
تاريخ التفسير فقط.
أما تاريخ القرآن، فكان في السنة الماضية، وقد وقع لبس عند بعض الإخوة المنسقين، فجاء الإعلان هكذا.
وسأجتهد في تناول الفترة الأولى للتفسير، وهي من العهد النبوي إلى ظهور ابن جرير الطبري، ولعل الله ييسر لي ذلك.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 Jul 2009, 09:19 م]ـ
بارك الله في جهودكم.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[18 Jul 2009, 10:00 م]ـ
وفقك الله يا دكتور مساعد وأعانك
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[18 Jul 2009, 11:18 م]ـ
وقد تعجبت عندما رأيت العنوان هكذا، لأن تاريخ القرآن تم تناوله سابقاً لكن قلت لعل
في ذلك معناً سيتبين أمره خلال الدروس.
نفع الله بعلمكم وعملكم.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[19 Jul 2009, 03:28 م]ـ
دروس المشايخ في هذا الملتقى دروس علمية مؤصلة، أحرص على استماعها والاستفادة منها.
فجزى الله القائمين عليها خير الجزاء.(/)
التفسير العقدي لجزء عم (سورة النازعات) المقطع الأول
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[18 Jul 2009, 04:57 م]ـ
بسم اله الرحمن الرحيم
التفسير العقدي لجزء عم
سورة النازعات
المقطع الأول
وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً (1) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً (2) وَالسَّابِحَاتِ سَبْحاً (3) فَالسَّابِقَاتِ سَبْقاً (4) فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً سميت هذه السورة الكريمة بالنازعات؛ لورود هذا اللفظ في مستهلها , ومقاصد هذه السورة قريبة من مقاصد سورة النبأ , فإن فيها ما في القرآن المكي من المقاصد العقدية:
فمن مقاصدها: إثبات البعث , وبيان أهوال يوم القيامة.
ومن مقاصدها: بيان مصارع المكذبين بالبعث، كما في قصة فرعون.
ومن مقاصدها أيضاً: تقرير توحيد الربوبية، المقتضي لتوحيد الإلوهية. كما في قوله في بقية السورة: (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً) , وما بعدها.
ثم أخيراً من مقاصدها: إثبات أفعال العباد , وترتب الثواب والعقاب عليها.
ويمكن تقسيم هذه السورة إلى مقاطع ذات وحدة موضوعية متميزة , فمنها الآيات الخمس الأول يقول الله عز وجل: (وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً (1) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً (2) وَالسَّابِحَاتِ سَبْحاً (3) فَالسَّابِقَاتِ سَبْقاً (4) فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً (5)) , هذه أمورٌ خمسة أقسم الله - سبحانه تعالى - بها , ولله - عز وجل - أن يقسم بما شاء من مخلوقاته. قيل في هذه الخمس جميعاً أن المراد بها الملائكة , وقيل أقوال أخر.
(وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً) أي: الملائكة التي تنزع أرواح الكفار نزعاً شديداً , وتجذبها جذباً أليماً. فمعنى (غرقاً) أي: شديداً , من الاستغراق بالفعل، فهو نزع شديد , كما جاء موصوفاً في حديث البراء بن عازب - رضي الله عنه -: " كما ينزع السفود من الصوف المبلول " , فإن روح الكافر عند القبض، تتفرق في أنحاء جسده , فإذا نزعتها الملائكة وقالت: (أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آَيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ) [الأنعام/93] , تتفرق روحه في جسده , فينزعها الملك نزعاً شديداً. هكذا قيل في تفسير (والنازعات غرقاً) , وهو مروي عن جمع من الصحابة - رضوان الله عليهم - , وقيل في تفسير (النازعات): أي الموت، كما يقال نزعات الموت , أو نزع الموت , وقيل أيضاً أن المراد بالنازعات: النجوم التي تنزع من جهة إلى جهة , وتتحرك من جهة إلى أخرى , فهي تنزع من جانب من السماء إلى جانب , وتنتقل من منزل إلى منزل, وقيل المقصود بالنازعات: القسي الذي يكون فيها السهم , فكأن الله تعالى أقسم بهذه القسي حينما تنزع إلى منتهاها , وقيل في تفسير (النازعات) النفس.
هذه أقوال خمسة , وأقرب هذه الأقوال هو القول الأول , وهو أن المراد بالنازعات الملائكة حين تنزع أرواح الكفار من أجسادهم.
(وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا) أحسن ما قيل فيها: الملائكة حينما تسل أرواح المؤمنين سلاً رفيقاً , كما جاء موصوفاً في حديث البراء بن عازب: " فتسل روحه كما تسل الشعرة من العجين " , وسل الشعرة من العجين أرفق ما يكون , لا صوت، ولا ألم. فأقسم الله بالملائكة حينما تسل أرواح المؤمنين من أبدانهم. وقيل فيها أيضاً ما قيل في سابقتها؛ أن المقصود بالناشطات الموت، أو النجوم حينما تنشط من جهة إلى جهة، وقيل فيها أيضاً المقصود بالناشطات: الأوهاق، يعني الحبال التي ترمى بها الأنشوطة, فيسحب بها مثلاً الصيد , والأنشوطة: حبل يكون فيه كالعقدة، يرمى على الشيء البعيد، فيجر به.
(والسابحات سبحاً) , الأصل في السبح العوم في الماء، وأيضاً في الهواء , فالسبح لا يكون فقط في الماء، بل يكون في الهواء أيضاً, ولهذا يوصف الجواد بأنه سابح
أعز مكان في الدنا سرج سابح ******* وخير جليس في الزمان كتاب
(يُتْبَعُ)
(/)
وأولى الأقوال، كما أسلفنا، أن المراد بها الملائكة حينما تعرج في أجواز الفضاء صعوداً، وهبوطاً، بأمر الله عز وجل , فإن الملائكة كما أخبر الله: (تعرج الملائكة والروح إليه) , وقال: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا) , فالملائكة تصعد وتهبط بأمر الله عز وجل , وقيل في (السابحات) أيضاً ما قيل في ما قبلها؛ أن المراد بها الموت, وقيل أن المراد بها النجوم؛ لأنها تسبح في فضاء الله عز وجل, وقيل فيها أيضاً السفن؛ لأنها تمخر اليم فهي تسبح فيه في الواقع.
(فَالسَّابِقَاتِ سَبْقاً) هذه الفاء للتفريع تدلنا على أن جميع المذكورات شيء واحد , وصفات لموصوف واحد , فالمذكورات السابقة النازعات , والناشطات , والسابحات هي لموصوف واحد وهي الملائكة على القول الراجح , وأنها ليست أنواعاً يعني ليست النازعات شيء , والناشطات شيء , والسابحات شيء , بل كل هذه صفات لجنس واحد؛ لأنه أتى بعد ذلك بالفاء للتفريع على ما مضى.
(فالسابقات سبقاً) أي: الملائكة تتسابق في امتثال أمر الله , وتنفيذ ما يطلب منها من أنواع الوظائف التي أناطها الله بها. وقيل أيضاً أن المراد بالسابقات: الموت كما قيل فيما مضى , وقيل المراد بها الخيل؛ لأن السابقات مما توصف به الخيول كما قال الله تعالى: (وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً) فهن يعدون ويتسابقن, وقيل أيضاً: المراد بها النجوم؛ لتسابقها في المطالع والمغارب.
وأولى الأقوال هو القول الأول كما أسلفنا.
(فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً) أما المدبرات فإنها بإجماع المفسرين: الملائكة , فهي تدبر الأمر الذي يأمرها الله تعالى به. وهذه الجملة الأخيرة، التي هي الوصف الخامس، تؤيد أن جميع ما مضى صفات لموصوف واحد؛ لأن الله تعالى عطف المدبرات على السابقات , والسابقات جاءت مصدرة بالفاء التي تفيد التعقيب , فهذا يرجح بقوة أن النازعات , والناشطات , والسابحات , والسابقات , والمدبرات كلها طوائف من الملائكة، أناط الله تعالى بها أعمالاً ووظائف.
هذه الآيات الخمس عبارة عن قسم , بين الله تعالى المقسم به ولم يبين جواب القسم؛ والظاهر والله أعلم، أن الله تعالى أخفاه إما تعظيماً لشأنه , وإما لشهرته؛ لكونه هو الأمر الذي كان يجري الخلف فيه مع مشركي العرب، وهو البعث. فتقدير جواب القسم: لتبعثن. كأن الله تعالى يقول والنازعات، والناشطات، والسابحات , فالسابقات، فالمدبرات لتبعثن. فيكون المعنى الإجمالي لهذه الآيات الخمس أن الله تعالى أقسم بطوائف من الملائكة منها النازعات التي تنزع أرواح الكفار بشدة، والناشطات التي تنشط أرواح المؤمنين بيسر وسهولة، والسابحات التي تسبح في أجواز الفضاء صعوداً وهبوطاً، والسابقات التي تتسابق في إنفاذ أمر ربها، والمدبرات التي تدبر ما أمرها الله تعالى بتدبيره مما يقع في الكون , أقسم الله تعالى بهذه الطوائف من الملائكة على أمر عظيم جليل , عليه مدار الحياة، وإقامة الحق, وهو البعث بعد الموت، الذي كان ينكره مشركو العرب، ولا ريب أن هذه القضية قضية عظيمة ثقيلة يتأثر بها مسار الحياة؛ فإن من امتلأ قلبه بالإيمان باليوم الآخر، انضبط، وصار عنده حس يقظ , وصار عنده تخطيط، وشعور بالمسؤولية لما هو مقبل عليه.
ونستفيد من هذه الآيات الخمس الفوائد التالية:
أولاً: إقسام الله تعالى بما شاء من مخلوقاته , فلله أن يقسم بما شاء من مخلوقاته , وليس للمخلوق أن يقسم إلا بالله وحده. فمن حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك , أما الله عز وجل فله أن يقسم بما شاء من مخلوقاته، وآياته الكونية، والشرعية.
ثانياً: إثبات الملائكة، وأعمالهم. والإيمان بالملائكة ركن من أركان الإيمان. والملائكة عالم غيبي خلقهم الله تعالى من نور, وسخرهم لعبادته وطاعته , فهم يسبحون الليل والنهار لا يسئمون , ولا يفترون , ولا يستحسرون. وقد جعل الله تعالى طبيعتهم طبيعة تعبدية، لا ينزعون إلى الشر أبداً، على النقيض من الشياطين الذين جعل الله طبيعتهم طبيعة تمردية. وبين الطائفتين الإنسان؛ فإن الإنسان ليس كالملك لا ينزعه إلا الخير, وليس كالشيطان لا ينزعه إلا الشر, بل هو كما قال الله تعالى: (ونفس وما سواها , فألهمها فجورها وتقواها , قد أفلح من زكاها , وقد خاب من دساها) , فالإنسان بين بين , فهو إن زكى نفسه صارت نفسه ملائكية؛ يعني طائعة لله عز وجل لا أنه يكون ملكاً, لكن تصبح نفسه نفساً مطيعة لله عز وجل منقادة كالملائكة, وإن كانت الأخرى صارت نفسه شيطانية.
ثالثاً: أن إخفاء المقسم عليه يكون للتعظيم , أو للشهرة , فالله تعالى قد أخفى المقسم عليه، وهذا يزيد الأمر جلالةً ومهابةً.
بقلم الشيخ: د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي حفظه الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[21 Jul 2009, 01:45 ص]ـ
الرحمن الرحيم
تفسير سورة النازعات
المقطع الثاني
(يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (7) قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (8) أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ (9) يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ (10) أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً (11) قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ (12) فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (13) فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ). تسع آيات ذات وحدة موضوعية واحدة.
(يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (7)): هذا الظرف متعلق بما أضمر، وتقديره: لتبعثن يوم ترجف الراجفة. والراجفة: قيل في تفسيرها: النفخة الأولى التي يحصل بها الصعق، والرادفة النفخة الثانية التي يحصل فيها البعث. ولا ريب في وجود نفختين، فإن الله سبحانه وتعالى قال: (ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون) فالنفختان هما: نفخة الصعق , ونفخة البعث. وأضاف بعض العلماء نفخة ثالثة، سموها نفخة الفزع , واستدلوا لذلك بأحاديث. وقيل أيضاً في تفسير الراجفة: أنها النفخة الأولى، وأن الرادفة هي النفخة الثانية , وقد ورد هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما. وقيل: إن المراد بالراجفة هي الأرض نفسها؛ لقول الله تعالى: (يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيباً مهيلاً)، والرادفة: السماء؛ لكون انشقاق السماء يأتي بعد ذلك, فتكون الراجفة الأرض حين ترجف , والرادفة السماء حين تنشق. ولعل ما ذهب إليه ابن عباس أقرب.
(قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (8) أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ (9)): صور الله سبحانه وتعالى، مظاهر الفزع، والخوف، ظاهراً، وباطناً؛ أما الباطن ففي قوله: (قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ) أي: خائفة , والخوف محله القلب وأي خوف أعظم من ذلك الخوف الذي لا يدرى صاحبه إلى أين يصار به؛ إلى جنة أم إلى نار؟ تخيل نفسك في بعض مواقف الدنيا، في أمر دنيوي عما قليل تتجاوزه، وتشتغل بغيره؟ فكيف بهذا الأمر الأبدي، السرمدي، الذي هو نهاية حال العبد؛ فلذلك كانت القلوب واجفة.
(أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ): أبصار أصحاب القلوب خاشعة، أي: ذليلة؛ لأن الخشوع هو الهبوط. ولا ريب أن القلب هو سر العبد الداخلي, ولا ريب أن العين، أعظم ما يظهر عليه الأثر. العين هي المرآة التي تكشف عما في القلب. ولما وصف الله حال الظالمين، قال: (ينظرون من طرف خفي)! فالطرف، والنظر، ينبأ عما في القلب فهو مرآته العاكسة. والخشوع يدل على الهبوط, قال تعالى: (وترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت).
(يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ): تساؤل عجيب! يكشف عن قلق، وتوتر، وعجب لا ينقطع. (لمردودون) يعني: معادون , (في الحافرة) الحافرة: هي الحياة بعد الموت. يعني أنعود نحيا بعد أن متنا , كما وصف الله عز وجل هذا في موضع آخر: (ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون) والنسلان هو الإسراع في المشي, (قالوا ياويلنا من بعثنا من مرقدنا) ما كانوا يتوقعون هذا ولا يأملون؛ لأنهم كانوا منكرين للبعث, (هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون) , فيالها من مفاجأة , وأي مفاجأة! صدمة هائلة لهؤلاء المنكرين للبعث. وتأمل وقع هذه الآيات عليهم في الدنيا، وهم ينكرون البعث, لا ريب أن مثل هذه الآيات هزت كثيراً من القلوب ودعتها إلى الإيمان , إلا من أبى. وقيل في تفسير الحافرة، أي: الأرض؛ يعني: أنحن مردودون إلى الأرض التي كنا نسكنها؟ وقيل، وهو قول بعيد: (الحافرة) النار. ولا يستقيم هذا مع قولهم (لمردودون)؛ لأنهم ما كانوا فيها حتى يردوا إليها. وأصل الحافرة في لغة العرب: رجوع المرء من الطريق الذي أتى منه. تقول العرب: " رجع فلان إلى حافرته " كأن الإنسان إذا سلك درباً حفر أثره في طريقه, فإذا قيل رجع فلان إلى حافرته، كأنما قيل رجع أدراجه يعني رجع على سيرته، وخطته التي مشاها.
(يُتْبَعُ)
(/)
(أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً نَخِرَةً): يعني بعد أن كنا عظاماً، بالية، فانية, فارغة يصوِّت فيها الريح؛ لأنها لما بليت، صارت مجوفة، فصارت الريح تصفر فيها، تدخل، وتخرج. وقيل أيضاً من معاني نخرة: مرفوتة، يعني مدقوقة محطمة.
(قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ): يعني إن كان الأمر كذلك، فهذه رجعة لا خير فيها، والعياذ بالله؛ لأنهم يعلمون أنهم أساءوا في الأولى، فهم غير متفائلين لهذه الرجعة، فلذلك حكموا على رجعتهم بأنها خاسرة،لا خير فيها.
(فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ): يعني كل ما في الأمر, فالأمر هين بالنسبة لله عز وجل، أنها زجرة واحدة، وحسب. , والزجرة: هي الصيحة, لكنها بهذا التعبير زجرة تعطي معنىً أشد، من كلمة صيحة, ففيها معنى العنت، والعنف, زجرة واحدة، لا مثنوية فيها.
(فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ): يعني فإذا القوم تنشق عنهم قبورهم، ويبعثون؛ ليكونوا في الساهرة, والساهرة: هي الأرض بعد التبديل. يقول الله عز وجل: (يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار) , فالأرض التي يبعث عليها الناس، أرض كالقرصة, وكالخبزة , ليس فيها معلم لأحد؛ فإن الله أخبر أن الجبال تدك، فتصبح: (قاعاً صفصفاً. لا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً) , مشهد مهيب، مهول, تعود الأرض ممدودة كمد الأديم، ليس فيها معلم لأحد؛ لا جبل يشرف منه الإنسان، ولا وادٍ يُكنُّه, بل يصبح الناس على حد سواء. هذه هي أرض المحشر. وقيل في تفسير الساهرة أي: أنها اسم مكان معروف من الأرض في الشام, وقيل: إنه جبل إلى جانب بيت المقدس. وأقرب هذه الأقوال أن الساهرة هي الأرض التي تكون بعد التبديل, أرض ليست كأرضنا التي نحيا عليها الآن, بل أرض مهيأة لاجتماع الخلائق عليها, منذ آدم عليه السلام إلى آخر من يموت على وجه الأرض, ليس الآدميين فحسب، بل كما سيأتي إن شاء الله , (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3) وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ) , فالعشار, والوحوش, وكل شيء يجتمع على تلكم الأرض.
هذه الآيات العظيمة تتضمن إقرار عقيدة البعث، بأوضح ما يكون، وبأشد ما يكون! فالله سبحانه وتعالى يبدأ بذكر ما يجري يوم القيامة؛ من رجف الأرض, فيخبر الله عز وجل بأن هذه الأرض المستقرة، التي امتن علينا باستقرارها في موضع، فقال: (أمن جعل الأرض قراراً) , ضع يدك على الأرض تحس أنها مستقرة, لم يدر بخلدك يوماً أن تتحرك، وتهتز, هذه الأرض ترجف (يوم ترجف الراجفة) , ورجف الأرض مقارن للنفخة الأولى, فلا تعارض بين التفسيرين, ولا مانع من الحمل عليهما معاً, (تتبعها الرادفة) نفخة أثر نفخة. وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، أن بينهما أربعون, فقيل: أربعون سنة؟ قال: أبيت، فقيل: أربعون شهراً؟ قال: أبيت , قيل: أربعون يوماً؟ قال: أبيت. فالله أعلم، بأي تقدير تلك الأربعين,. ويكون حال الناس، ما وصف الله تعالى من وجف القلوب، واضطرابها, ومن خشوع الأبصار وقلقها، وحيرتها، فزعاً مما هي مقبلة عليه. ويتساءل المنكرون للبعث في ذلك المقام، تساءل المشدوه، الفزِع، المصدوم: (أإنا لمردودون) لما كنا فيه من حياة, معادون للأرض التي كنا نسكنها؟ يا لها من خسارة فادحة! فهم قد علموا من حالهم أنهم كانوا مكذبين، وحق عليهم ما توعدهم به نبيهم صلى الله عليه وسلم، فأدركوا أن أمرهم في خسار، وسفال, فلذلك جزموا (تلك إذاً كرة خاسرة) , وبين الله تعالى أن الأمر حق، لا مثنوية فيه: (فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة).
هذه الآيات تضمنت العديد من الفوائد منها:
الأولى: إثبات النفختين.
الثانية: عظم شأن الساعة. ولهذا كان من رحمة الله عز وجل أن الساعة، لا تقوم على مؤمن , لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق.
الثالثة: بيان مظاهر الخوف؛ الظاهرة، والباطنة؛ الباطنة في القلوب , والظاهرة في الأعين.
الرابعة: صدمة الكفار يوم القيامة, وشدة ندمهم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Jul 2009, 05:40 م]ـ
أحسنتم أختي الكريمة بارك الله فيك.
فكرة التفسير العقدي فكرة بديعة، والدكتور أحمد القاضي صاحب إبداعات وفقه الله ونفع بعلمه وجهده. وليته يستمر مثل هذا المنهج في التفسير حتى يكتمل ولا سيما في السور المكية.
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[26 Jul 2009, 04:52 م]ـ
أحسنتم أختي الكريمة بارك الله فيك.
فكرة التفسير العقدي فكرة بديعة، والدكتور أحمد القاضي صاحب إبداعات وفقه الله ونفع بعلمه وجهده. وليته يستمر مثل هذا المنهج في التفسير حتى يكتمل ولا سيما في السور المكية.
وفيك بارك الله أخي الكريم ..
سأسعى قدرالمستطاع في الإستمرارفي هذا المنهج في هذا الملقى المبارك، بإذن الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[26 Jul 2009, 04:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير سورة النازعات
المقطع الثالث
(هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى): ما أجمل التعبير القرآني وألذه , وما أحسن سبكه ونظمه، حينما ينتقل من أسلوب إلى أسلوب , فقد أتى بطريقة الاستفهام، لتنبيه الأفهام، ولفت الأنظار. والمخاطب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم , وما من قصة جرى تكرارها في القرآن، كقصة موسى! كثيراً ما يذكر الله عز وجل، قصة موسى، عليه السلام، في القرآن، ويعرضها بصور متنوعة. وسر ذلك، والله أعلم، ما تضمنته قصة موسى عليه السلام من المواقف الجليلة، والعبر العظيمة، ولتشابه حال موسى، عليه السلام، بحال محمد صلى الله عليه وسلم؛ فإن موسى عليه السلام أخرج أمته من الكفر، والظلم، والبغي, وأسس دولة كما محمد صلى الله عليه وسلم. ولأن اليهود كانوا شوكة في جنب المسلمين في المدينة، فأراد الله أن يبين حالهم، وأخلاقهم، وصنيعهم مع نبيهم.
وها هنا إشكال! قد يقول قائل: أليس الله تعالى ذكر ما يدل على أن قصة يوسف أحسن القصص؛ فإنه قال بين يدي سورة يوسف: (نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القران وإن كنت من قبله لمن الغافلين) , فلم لم يقع تكراررها، كما تكررت قصة موسى؟
والجواب: أن قصة يوسف، عليه السلام، قصة من القصص, وقصص غيره من الأنبياء أعظم فائدة , فإن أنباء الرسل، وما جرى بينهم وبين أقوامهم من المسائل حول الكفر والإيمان، أكثر أهمية من قصة يوسف عليه السلام. فلا يلزم أن يكون هذا الاستهلال في أول سورة يوسف خاصاً بتلك القصة, وإنما هو وصف لقصص القرآن جميعاً, لكن، لما كانت هذه السورة من أولها إلى آخرها قصة، ناسب ذكر ذلك في أولها. وربما يقال: أنه أتى بهذا التعبير " أحسن القصص " بين يدي قصة يوسف، لأنها من الناحية القصصية البحتة، فيها ما ليس في غيرها من السور, من عنصر المفاجأة, والتنقل من حال إلى حال, ومن نعمة إلى نقمة, ومن نقمة إلى نعمة, ومن منحة إلى محنة, ومن محنة إلى منحة, ومن عز إلى ذل, ومن ذلً إلى عز. ففي هذا التنوع، من الناحية القصصية الفنية البحتة ما ليس في سواها من القصص.
(إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى): لم يسق سبحانه جميع قصة موسى هنا, وإنما ذكر سبحانه موقفاً هاماً، مؤثراً، عظيماً، جليلاً, وهو تكليم الله له تعالى له دون واسطة. فإن موسى، عليه السلام، لما سار بأهله من صحراء مدين، وقارب الطور، آنس ناراً فقصدها, فلما اقترب من النار كلمه الله عز وجل. فكان هذا الموقف بالنسبة لموسى أشرف موقف، ولا ريب.
(إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ): والمناداة هي الصوت لمن بعُد , كما أن المناجاة هي الصوت لمن قرب, (وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجياً) فالمناجاة للقريب، والمناداة للبعيد.
(بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى): المقدس: المطهر, واسمه طوى , هكذا رجح ابن كثير، رحمه الله، وغيره. وقيل: أنه بمعنى طء , يعني أمر لموسى بالوطء، والسير عليه. وقيل: معنى طوى: الذي طويته, أي طويته يا موسى وسرت فيه. وقيل: أن طوى: بمعنى مرتين , يعني: إذ ناده ربه بالواد المقدس مرتين, وكأنه قصد بالمرتين المناداة، والمناجاة, فصارت الأقوال في معنى " طوى " أربعة، أقربها أنها اسم للوادي.
(اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ): هذا هو نص النداء، نص تكليم الرب لموسى الكليم. وفرعون لقب يطلق على من ملك مصر من أهلها. وفي سورة يوسف سمى الله صاحب مصر ملكاً فقال: (وقال الملك أتوني به). وفي هذا إشارة إلى أن ملوك مصر زمن يوسف، عليه السلام، غير الفراعنة، وهم (الهكسوس). وهؤلاء (الهكسوس) قبائل أغارت على مصر في فترة معينة، إبَّان حكم الأسر الفرعونية المتعاقبة. أما في زمن موسى، عليه السلام، فقد عاد الفراعنة إلى ملك مصر. والمقصود أن (فرعون) لقب لمن ملك مصر، كما أن (كسرى) لقب لمن ملك الفرس, و (قيصر) لقب لمن ملك الروم , و (المقوقس) لقب لمن ملك القبط, و (النجاشي) لقب لمن ملك الحبشة , و (الخاقان) لقب لمن ملك الترك, وهكذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
(إِنَّهُ طَغَى): أي تجاوز الحد وتمرد وتجبر، قبحه الله، فكان يقتل أبناء بني إسرائيل, ويستحيي نسائهم. وبلغ به الأمر أن خرج على قومه مرة بصورة المجتهد، المستفرغ لطاقته، واجتهاده، ونصحه، قائلاً: (ما علمت لكم من إله غيري)!
(فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى): انظر هذا التلطف في الدعوة! لم يقل له: زكِّ نفسك! بصيغة الأمر, وإنما تلطف في الأسلوب فقال له: (هل لك) يعني: أدعوك، وأعرض عليك (أن تزكى). والتزكية تعني التطهر، بتنقية النفس من شوائب الشرك, والغل, والأخلاق الرذيلة, والتصرفات القبيحة.
(وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى): وهذا لون آخر في التلطف, فإنه وضع نفسه بموضع الهادي، والدليل كأنما يقول: أنا كالذي يمشي بين يديك, والدليل الذي يدلك على الدرب. وهذا من التواضع في الدعوة لأنه يخاطب ذا سلطان, ومعلوم أن الخطاب لأصحاب المقامات، والوجاهات، ليس كالخطاب لآحاد الناس, فينبغي أن ينزل الناس منازلهم. ويقال إن واعظاً دخل على أحد الخلفاء، فوعظه موعظة جافة, فيها غلظة, فقال له الخليفة: يا هذا! إن الله قد بعث من هو خير منك, إلى من هو شر مني, فقال: (فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى) , ولا ريب أن الله تعالى يعطي على الرفق مالا يعطي على العنف.
وفي قوله: (إلى ربك) تلطف أيضاً؛ حيث ذكَّره بربوبية الله له. وقوله: (فتخشى): أي يثمر ذلك لك خشية، وينقشع ما في قلبك من قسوة وغلظة.
(فَأَرَاهُ الْآَيَةَ الْكُبْرَى): عرض عليه أن يريه آية، قال: (فأت بها إن كنت من الصادقين. فألقي عصاه فإذا هي ثعبان مبين. ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين) يعني: ألقى عصاه، فاستحال حيةً حقيقية، وأدخل يده في جيبه، ثم أخرجها، فإذا هي تبرق بيضاء، من غير سوء! آيتان عظيمتان، باهرتان، حتى إنه أرتج على فرعون, وأخذ يخبط في التهم. ومعنى (الآية الكبرى) أي العلامة الباهرة.
(فَكَذَّبَ وَعَصَى): يعني: ومع أنه تحدى، ولم يصمد أمام التحدي , فقد كذب وعصى.
(ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى): وفوق ذلك، ما ترك الأمر مغلقاً، بل أدبر يسعى سعياً حثيثاً في الصد.
(فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى): أي جمع الناس، وأعلن قائلاً: (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى) يعني زاده ظهور الحق إصراراً على الباطل, حتى إنه قال لهامان، وزيره: (ابن لي صرحاً لعلى أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذباً) وغير ذلك من صنوف الطغيان.
(فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآَخِرَةِ وَالْأُولَى): اختلف المفسرون في هذا، فقيل: أن المراد بالآخرة: آخر كلامه, والأولى أول كلامه, فآخر كلامه " أنا ربكم الأعلى" , وأول كلامه "ما علمت لكم من إله غيري" , وقيل: أن المراد بالآخرة والأولى: الآخرة، والدنيا. فالله تعالى أذاقه عذاب الدنيا, وعذاب الآخرة؛ عذاب الدنيا بالغرق, ومن قبل الغرق الطوفان, والجراد, والقمل, والضفادع, والدم, وأما في الآخرة، فلا يخفى: (أدخلوا آل فرعون أشد العذاب)؛ وإنما قدم الآخرة لأنها أشد, وقيل في تفسير الآخرة والأولى: يعني أول عمله، وآخره , وهو قريب من المعنى الأول.
(إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى): أي موعظة، وتوقظة، لمن في قلبه خشية, لأن الآيات، والمواعظ لا ينتفع بها إلا أهل الخشية.
فالمعنى الإجمالي لهذه الآيات: أن الله سبحانه وتعالى أراد أن يضرب مثلاً للكافرين، المنكرين للبعث، بقصة جبار من الجبابرة الظالمين, وكيف كانت نهايته, فذكَّر الله تعالى بقصة موسى، عليه السلام، حينما أمره ربه أن يقصد فرعون بسبب طغيانه، وجبروته، وتمرده, وأن يعرض عليه مشروع الإيمان، وطريق الهدى، والخشية، والتزكية, فركب رأسه وأبى, وبالغ في إنكاره، وجبروته، وكفره، فادعى الربوبية، بعد أن كان قد ادعى الإلوهية. فكان من شأنه، أن أذله الله تعالى، وأخزاه خزياً ما بعده خزي, فأهلكه الله بألطف الأشياء وهو الماء, فأغرقه فيه, ثم يوم القيامة يحرقه بالنار. وفي هذا عبرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد. فلينتبه هؤلاء المشركون، المنكرون للبعث، الذين يظنون أنهم إنما يمتعون في هذه الدنيا، ثم ينتهي كل شيء.
الفوائد المستنبطة:
(يُتْبَعُ)
(/)
الفائدة الأولى: عناية القرآن بقصة موسى، عليه السلام، وكثرة تكرارها، وتنوع عرضها.
الفائدة الثانية: إثبات صفة الكلام لله، سبحانه، بصفة المناداة, فهو يتكلم متى شاء كيف شاء بما شاء.
الفائدة الثالثة: أن كلام الله، عز وجل، متعلق بمشيئته؛ لأنه قال: (هل أتاك حديث موسى , إذ ناداه) , و (إذ) تدل على ظرفية زمنية, فهذا يدل على أن الله يتكلم متى شاء، خلافاً للأشاعرة، والكلابية، والسالمية، وغيرهم من فرق الصفاتية، الذين يقولون إن كلامه هو المعنى القديم القائم في ذاته، وليس من صفاته الفعلية, بينما يعتقد أهل السنة إن كلام الله قديم النوع، حادث الآحاد, فهو قديم النوع بمعنى أن الكلام صفة ذاتية له باعتبار أصله , ولكنه يتجدد باعتبار آحاده، وأفراده.
الفائدة الرابعة: فضل موسى، عليه السلام. ولهذا يقال: موسى الكليم.
الفائدة الخامسة: فضل وادي طوى وشرفه؛ لأن الله طهره فقال: (بالواد المقدس طوى).
الفائدة السادسة: قبح الطغيان وفاعله , (اذهب إلى فرعون إنه طغى) , فالطغيان مرذول، مذموم.
الفائدة السابعة: التلطف في الدعوة, لاسيما مع أهل السلطان , فلكل مقام مقال.
الفائدة الثامنة: بيان غاية الدعوة وثمرتها, (فقل هل لك إلى أن تزكى , وأهديك إلى ربك فتخشى) , إذاً غاية الدعوة التزكية, وثمرتها الخشية (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) , إذا أردت أن تقيس حالك فانظر خشية الله في قلبك. العالمون بالله حقاً هم أهل الخشية. لا تنظر إلى ما عندك من كتب, ودفاتر, بل انظر إلى ما في قلبك, فإن كان قلبك مخبتاً، خاشعاً لله عز وجل, فأنت من أهل العلم؛ لأن الخشية ثمرة هذا العلم. وإلا لا فائدة من كثرة المرويات, والمحفوظات، مع قسوة في القلب. وليس في هذا تقليل من أهمية التحصيل, ولكن على طالب العلم أن يوظف علمه في خشية الله, فإن العلم النافع، هو الذي يورث الخشية.
الفائدة التاسعة: تأييد الله تعالى لأنبيائه بالآيات, التي يسميها بعض العلماء المعجزات. فلما علم الله تعالى، أن من الناس من لا يستجيب إلا بآية ظاهرة، خارقة للعادة, أجرى على أيدي رسله هذه الآيات , ولم يكلهم فقط إلى مضمون الدعوة, بل نوَّع دلائل النبوة. وأعظم الأنبياء آية هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ففي الحديث الصحيح (ما من نبي إلا وقد أتاه الله من الآيات ما على مثله يؤمن البشر , وإنما كان الذي أوتيته قرآن يتلى) , فأعظم آيات نبينا، صلى الله عليه وسلم، القرآن العظيم, آية خالدة , وها نحن نقرأ هذه الآيات العظيمة فنعجب، وننبهر، ونندهش من تأثيرها, ومعانيها, وحكمها.
الفائدة العاشرة: غلظ كفر فرعون, وشدة عناده. ولا يعلم أحد من البشر اشتهر بإنكار الربوبية مثل فرعون, فإنه أنكر ربوبية الله، وادعاها لنفسه, أنكرها بقوله: (وما رب العالمين) , وادعاها لنفسه في قوله: (أنا ربكم الأعلى) , فلذلك صار مضرب المثل في الكفر، الجبروت، والإلحاد.
الفائدة الحادية عشرة: شدة أخذ الله للظالم الطاغي, (إن أخذه أليم شديد).
الفائدة الثانية عشرة: وجوب الاعتبار, والاتعاظ بمصارع الظالمين, (إن في ذلك لعبرة لمن يخشى).
الفائدة الثالثة عشرة: أن الخشية سبب الانتفاع بالمواعظ, لأن صاحب القلب القاسي مهما رأى, ومهما سمع, ومهما وقع له, مقفل على قلبه, أما صاحب القلب اليقظ الواعي , الذي تسري فيه نسائم الخشية يتأثر, تأمل في حال أهل العلم النافع: (إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجداً , ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولاً , ويخرون للأذقان يبكون , ويزيدهم خشوعاً) , ما الذي أبكاهم؟ مجرد آيات طرقت أسماعهم , لكن هذه الآيات ليست مجرد حروف معجم، بل حروف ذات معاني , لامست أوتاراً حساسة في قلوبهم, فانفعلت تلك القلوب, وهملت تلك العيون, وخرت تلك الأعضاء خروراً، من أعلى إلى أسفل (يخرون للأذقان سجداً) يجعلون أذقانهم في الرغام إجلالاً لله, وخشية له,. وتأمل في حال مؤمني أهل الكتاب: (وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين) , وأخبر الله تعالى عنهم في موضع آخر، فقال: (وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق , يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع
(يُتْبَعُ)
(/)
الشاهدين). فليحرص كل مؤمن على أن يضمخ قلبه بخشية الله, هذه خشية تلين القلب , وتجعله حسن الاستقبال للمواعظ والعبر, والآيات الكونية والشرعية. نسال الله أن يرزقنا خشيته في السر والعلن.
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[27 Jul 2009, 02:59 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة النازعات
(المقطع الرابع)
قال الله تعالى: أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا
(27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا
(30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33) فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى (35) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36) فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41) يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (44) إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (45) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46) (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا): هذا استفهام تقريري، بغرض تنويع الخطاب لهؤلاء المنكرين للبعث. (أأنتم) الهمزة الأولى همزة الاستفهام , والثانية في أصل الضمير, والجواب معروفٌ سلفاً، فقد قال الله عز وجل: (لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس) , فالله تعالى ينعى على هؤلاء المنكرين للبعث، والمستبعدين له بقولهم (من يحيي العظام وهي رميم) بأن الذي خلق السموات السبع الشداد قادر على أن يعيد خلقهم، كما قال في الآية الأخرى: (وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ) [الروم/27] , ففي هذا إقامة لحجة عقلية، حسية، على هؤلاء المنكرين للبعث, ويقول في الآية الأخرى: (أوليس الذي خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم). ثم إنه سبحانه وتعالى بين كيفية خلق السماء فقال: (بناها) , على الصفة التي جاءت الآيات بعدها مفسرة لها, ومعنى بناها: أي شيدها وأقامها.
(رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا): ومرجع الضمير إلى السماء , والمراد بالسمك: الارتفاع. وقيل إن السمك المقصود به السقف, فما بين السماء والأرض مسافة هائلة طويلة. ومعنى سواها: أي جعلها معتدلة الأرجاء، واسعة الفناء، لا فطور فيها، ولا تفاوت. والناظر في هذه السماء يسرح طرفه في أرجائها، ويعجب من دقة خلقها، ومتانته, لا يجد فيها الإنسان أدنى ثقب , كما قال تعالى: (فارجع البصر هل ترى من فطور) يعني من شقوق وصدوع , (ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير) , فيكِلُّ الطرف عن العثور على مقدار ثقب إبرة في هذه السماء المحكمة. فيا لها من آية عظيمة! ولهذا ندب الله المؤمنين إلى التفكر فيها، فقال تعالى: (أفلا ينظرون إلى السماء كيف رفعت) , وهذا يدلنا على طريقة القرآن في بناء العقيدة , وهو أنه يوجه العقول والأنظار إلى مظاهر الربوبية؛ ليحصل بذلك توحيد الإلوهية.
(وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا): مرجع الضمير إلى أقرب مذكور وهو السماء. ومعنى (أغطش ليلها) أي جعل ليل السماء مظلماً. فمعنى أغطش أي أظلم. ومعنى (وأخرج ضحاها): أي أظهر ضحاها بنور الشمس , فالشمس إذا بدت في السماء بان الضحى, وأسفر المكان, وإذا احتجبت الشمس عن هذه السماء عادت الظلماء. وهى دورة متكررة في اليوم والليلة. كما قال تعالى: (يكور الليل على النهار , ويكور النهار على الليل) , وفي تعاقب الليل والنهار حكم بالغة في, يطول المقام بذكرها، لكن لا تقوم حياة الآدميين إلا بها, فلو اختل ذلك النظام لحصل اضطراب في الحياة البشرية؛ ولهذا قال الله عز وجل: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ
(يُتْبَعُ)
(/)
(71) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ) , فحياة الإنسان , وحياة الحيوان , وحياة النبات , تتأثر بتعاقب الليل والنهار كما هو معروف, وكما كشفت عنه العلوم الحديثة، بأوضح ما يكون. ويحسن أن يكون لطالب العلم نوع اطلاع على البحوث الحديثة في علم الفلك , وفي علم الفيزياء , وفي علم وظائف الأعضاء , وفي علم النبات , وفي مختلف العلوم الحديثة؛ لأنها تزيد المؤمن إيماناً , وإن كانت لا تزيد الكافرين إلا ضلالاً، كما قال ربنا عز وجل: (قل انظروا ماذا في السموات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون) , فالمؤمن، صاحب القلب المفتوح تزيده هذه المكتشفات , وهذه الحقائق العلمية إيماناً بقدرة الله عز وجل , وكمال ربوبيته. وقد ألف بعض الملحدين قبل نحو خمسين سنة كتاباً سماه " الإنسان يقوم وحده "، وهو كاتب شيوعي، يريد أن يقرر أن الإنسان مستغن بنفسه , وأنه ليس بحاجة إلى إله , فألف أحد الناس كتاباً يرد به عليه بعنوان " الإنسان لا يقوم وحده ". وهذا المؤلف رجل من النصارى, لكن عنده الإيمان بالربوبية, واعتضد بالعلوم الحديثة، والكشوف العلمية، على بيان حاجة الإنسان إلى الرب, وترجمه بعض المعرَّبين باسم " العلم يدعو إلى الإيمان ". وهو كتاب مفيد، وإن كان قد مضى على تأليفه نحو نصف قرن؛ لأنه يوقف المؤمن، ويوقف طالب العلم، على حقائق مذهلة من خلق الله عز وجل, وحكمته, ودقيق صنعه، وتدبيره في الأنفس، وفي الآفاق، مما يزيد المؤمن إيماناً.
(وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا): معنى (دحاها) أي بسطها, وقيل: حرثها، وشقها. وها هنا إشكال مشهور، وهو ما يتعلق بترتيب خلق السموات والأرض، فالله سبحانه وتعالى يقول في سورة فصلت: (قُلْأَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا) ثم قال: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا) , فهذا الترتيب يدل على أن الله سبحانه وتعالى خلق الأرض، ثم خلق السماء , والذي بين أيدينا ها هنا، أن الله سبحانه وتعالى ابتدأ بذكر السماء فقال: (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا) , فجعل ذكر الأرض بعد ذكر السماء، وهذا في ظاهره مخالف لما في سورة (فصلت)! ولأجل هذا الإشكال سلك بعض المفسرين مسالك فيها نوع تكلف، وتعسف , فمنهم من قال إن معنى قوله: (والأرض بعد ذلك) أي قبل ذلك, ولا يخفى التأويل الشديد في هذا؛ بأن يقلب اللفظ إلى ضده , ولو شاء الله لقال قبل ذلك. وقال بعضهم، ويروى هذا عن مجاهد (والأرض بعد ذلك) أي مع ذلك , فجعل " بعد " بمعنى " مع ". ولكن الجواب عن هذا هو ما قاله حبر هذه الأمة، وترجمان القرآن، عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما: أن الخلق غير الدحو , بمعنى أن الله سبحانه وتعالى خلق الأرض أولاً، ولم يدحها , ثم استوي إلى السماء فخلقها، وسواها , ثم بعد ذلك دحا الأرض. فيكون سبحانه خلق الأرض في يومين كما أخبر في سورة فصلت , لكنه خلقها في يومين من غير دحو , ثم بعد ذلك استوي إلى السماء فخلقها وسواها كما أخبر, ثم دحا الأرض بعد ذلك. وبذلك يزول الإشكال.
(أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا): وهذا يدل على أن معنى (دحاها) أي شقها، وبسطها , فكأن هذه العملية تمت بعد خلق السماء, وهو إخراج مائها؛ بأن جعلها تتفجر ينابيع، ويجرى فيها الماء من الأنهار. وأخرج هذه النباتات الهائلة، التي تملأ الغابات، والبساتين. والمرعى. اسم لمكان الكلأ والعشب , ومرجع الضمير إلى الأرض.
(يُتْبَعُ)
(/)
(وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا): لما ذكر السماء, وذكر الأرض, ذكر الجبال. والله تعالى يقرن هذه المخلوقات العظيمة في غير ما موضع. فالله تعالى قال مثلاً: (إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال) , وقال: (أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ). ومعنى (أرساها) أي أثبتها، وقررها في الأرض؛ حتى لا تميد، ولا تضطرب, كما قال في آية أخرى (أن تميد بكم) أي لئلا تميد بكم. والجبال في الحقيقة خلق عجيب؛ إذا رأى الإنسان الجبال الضخمة، الهائلة، الشاهقة، وقف متصاغراً أمام قدرة الله عز وجل, يرى هذا الخلق الهائل، العظيم، الذي يشق أجواز الفضاء بثقله، وصلابته, فيدرك ضآلة خلقه أمام هذا الخلق.
(مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ): هذه هي الحكمة من المظاهر الكونية التي ذكرت. ومعنى (متاعا) أي متعة، ومنفعة، وسخرة. فربنا، عز وجل، سخر لنا ما في السموات وما في الأرض، وأسبغ علينا نعمه ظاهرة، وباطنة. (ولأنعامكم) والأنعام هي الإبل, والبقر, والغنم. وهذه الأصناف الثلاثة أكثر ما يلابس الناس؛ لعظيم منفعتها لهم؛ من حيث الركوب, والأكل, والحلب, ونحو ذلك , فالحاجة إليها ماسة. ولهذا تعلقت بها أحكام الزكاة دون غيرها من المخلوقات والبهائم.
وهذه الآيات في الواقع تكشف لنا عن طريقة القرآن العظيمة، البديعة، في ذكر ملكوت السموات والأرض, وتوظيف ذلك في الإيمان بالله، عز وجل، وترتيبه لما بعده؛ فكما أن الله عز وجل ذكر تلك الآيات في سورة النبأ, ثم عقب عليها بذكر البعث، وما يحصل يوم القيامة, صنع سبحانه وتعالى ذلك في هذه السورة فقال: (متاعا لكم ولأنعامكم , فإذا جاءت الطامة الكبرى) , انظر هذه النقلة! بعد أن ملء قلوبهم، وأبصارهم، بهذه الصور، والمعاني , صاروا الآن مهيئين لإلقاء الحجة الثقيلة عليهم, لأنهم ينكرون البعث. إذاً هذا الخلق البديع، لم يخلقه الله عبثاً, ولن يذهب سدىً, خلق السموات والأرض بالحق, وتمام الحق بالفصل الثاني الذي يقع بعد الطامة الكبرى, فإن أفعاله سبحانه كلها معللة محكمة.
الفوائد:
1 - الاستدلال على الأخف بالأشد , وذلك في قوله تعالى: (أأنتم أشد خلقاً أم السماء).
2 - بيان دليل من دلائل البعث، والرد على المنكرين, وذلك في قوله تعالى: (أأنتم أشد خلقاً أم السماء بناها) , فإذا كان الله، سبحانه وتعالى، خلق السموات والأرض على عظمهما, فمن باب أولى، وأحرى أن يعيد خلق الإنسان.
3 - بديع خلق السموات والأرض.
4 - تسخير الله للمخلوقات؛ متاعاً لبني آدم , كما قال الله تعالى: (متاعاً لكم ولأنعامكم).
5 - أن الأصل في الأشياء الإباحة والحل.
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[27 Jul 2009, 06:33 ص]ـ
الرحمن الرحيم
تفسير سورة النازعات
(المقطع الأخير)
(فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى): الطامة اسم من أسماء القيامة وهي الساعة , والمقصود بها النفخة الثانية التي يحصل بها البعث؛ بدليل ما بعدها من الآيات. وللساعة أسماء متعددة؛ عد منها القرطبي خمسين اسماً, وعد ابن كثير ثمانين. وليعلم أن الأسماء التي سماها الله تعالى, أو سماها نبيه صلى الله عليه وسلم أعلام، وأوصاف, كما أن أسماء الله الحسنى أعلام، وأوصاف, وأسماء نبيه صلى الله عليه وسلم أعلام، وأوصاف, وأسماء القرآن أعلام، وأوصاف, وكذلك أسماء القيامة أعلام وأوصاف؛ فهي أعلام من حيث دلالتها على ذات المسمى, وأوصاف من حيث اختصاص كل اسم منها بوصف يميزه عن غيره. فالطامة، والصاخة، والحاقة، والغاشية، والآزفة , كلها أسماء لمسمى واحد , لكن كل اسم منها يحمل دلالة خاصة؛ فالصاخة تصخ الآذان , والقارعة تقرع القلوب , والآزفة قريبة الوقوع , والطامة لأنها تطم كل هائلة سواها؛ أي تغمرها. وكل داهية دونها. ولذا سماها (الكبرى) , وما عظمه الله فلا ريب أنه عظيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
(يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى): قيل أن هذا جواب " إذا " في قوله: (فإذا جاءت الطامة الكبرى) أي حينئذ يتذكر الإنسان ما سعى. وقوله: (الإنسان) أي جنس الإنسان , من مؤمن وكافر , وقوله: (ما سعى) أي في الحياة الدنيا , ما قدم، وما فرط منه. قال صلى الله عليه وسلم:} كل الناس يغدو , فبائع نفسه فمعتقها، أو موبقها {حينما يُبعث الإنسان يوم القيامة , يمر عليه شريط الحياة التي حياها ستين سنة , أو سبعين سنة , أو تسعين سنة , أو أقل , أو أكثر , يتذكره كله، كما قال تعالى: (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضراً وما عملت من سوء تود أن لو بينها وبينه أمدا بعيداً) , وكما قال تعالى في سورة الفجر: (يومئذ يتذكر الإنسان وأنا له الذكرى) هذه الذكرى لا فائدة من ورائها.
(وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى): (برزت) أي أظهرت , كما في الحديث الصحيح:} يؤتى بجهنم يوم القيامة، لها سبعون ألف زمام , مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها {, وهذا يدل على أنها خلق عظيم هائل، وأنه مشهد مخوف.
(فَأَمَّا مَنْ طَغَى): ابتدأ التقسيم , ومعنى (طغى) أي تجاوز؛ لأن الطغيان معناه التجاوز , كما قال الله، عز وجل: (إنا لمّا طغى الماء حملناكم في الجارية) يعني لما تجاوز حده , والمقصود (فأما من طغى) أي تكبر , وتجبر , وعصى , وكفر.
(وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا): (آثر) بمعنى قدّم، وفضّل الحياة الدنيا على الآخرة, وذلك باتباع الشهوات, فلم يؤمن , ولم يستجب , وقال كما قال هؤلاء المنكرون للبعث: (أرحام تدفع، وأرض تبلع، وما يهلكنا إلا الدهر) , فنظرتهم هي النظرة الدنيوية المادية، التي ترى أن الذكي، والحاذق، هو الذي يعب من الحياة عباً، ويقتنص الشهوات حيث ما توفرت له، ولا يلزم نفسه بشيء. وهذه الحياة الدنيوية هي حياة من يسمون بتعبير العصر (العَلمانيين) نسبة إلى العالَم، أي الدنيا، لا نسبة إلى العِلم، كما يلفظها بعض الناس، بكسر العين. والترجمة الصحيحة لهذه اللفظة الأوروبية (الدنيويون)، يعني الذين هم بإزاء (الدينيين) أهل الدين. فهؤلاء لا يعنيهم إلا متاع الحياة الدنيا، ولا ينظرون إلا بمنظور المادة, ولا يعنيهم أمر الدين. فهؤلاء هم الذين يصدق عليهم قول الله عز وجل: (فَأَمَّا مَنْ طَغَى. وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا.فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى).
(فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى): (الجحيم) اسم من أسماء النار , وهي علم، ووصف؛ وسميت بالجحيم لتجحمها, يعني لأنها تجحمت من شدة الإيقاد عليها، فهي سوداء مظلمة. ومعنى (المأوى) يعني المرجع، والمآل.
(وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى): هذا هو القسم الثاني , و (من) بمعنى الذي, (خاف مقام ربه) يعني خاف المُقام بين يدي الله، عز وجل. فبين عينيه دوماً أنه سيقف بين يدي الله، ليس بينه وبينه ترجمان, فينظر أيمن منه، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا عمله, ويرى النار أمامه, والله تعالى من فوقه يحاسبه، ليس بينه وبينه ترجمان، كما أخبر نبيه صلى الله عليه وسلم. فالمؤمن يخاف من هذا المقام بين يدي الله. وقد أثمر هذا الخوف نهي النفس عن الهوى, والمقصود بالهوى ما تهواه النفس, أي تميل إليه , وغلب استعمال الهوى على الأمر المذموم, وإلا فقد يهوى الإنسان أمراً محموداً. فهذا الموفق، نهى النفس عن الهوى. والنفس الله لها ثلاثة أحوال: تارة تكون مطمئنة , وتارة تكون أمارة , وتارة تكون لوامة. فالمقصود بقوله: (ونهى النفس) جنس النفس الأمارة، وهي التي تأمر صاحبها بالسوء، كما قال الله، عز وجل، على لسان امرأة العزيز: (وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي). وعلى النقيض منها النفس المطمئنة، ذات القلب المطمئن، قال الله عز وجل: (يأيتها النفس المطمئنة , ارجعي إلى ربك راضية مرضية , فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) نفس ساكنة، خاضعة، راضية، رضية , رضيت بالله رباً , وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً , ليس لها نزعات، وتطلعات، وميولات، وهفوات, فهي تحب ما يحب الله, وتبغض ما يبغض الله، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:} لا يؤمن أحدكم - يعني الإيمان الكامل - حتى يكون هواه
(يُتْبَعُ)
(/)
تبعاً لما جئت به {. هاتان نفسان متقابلتان. وبين هاتين النفسين، نفس تترد جيئة، وذهاباً, تارة تنزعها حالة النفس الأمارة, وتارة تنزعها حالة النفس المطمئنة, وهى التي أقسم الله تعالى بها بقوله: (لا أقسم بيوم القيامة , ولا أقسم بالنفس اللوامة) يعني التي تتلوم على صاحبها , والتلوم هو التلون؛ بمعنى أن لها لوناً تارة ولوناً تارة أخرى, فهي لأغلبهما. فنفوسنا في الأعم الأغلب، نسأل الله أن يصلح أحوالنا، نفوس لوامة , فإنِ الإنسان غلّب الإيمان، ووعظ نفسه، نزع إلى جانب النفس المطمئنة, وإن هو اتبع هواه، وتمنى على الله الأماني، مال إلى النفس الأمارة, فلهذا قال الله عز وجل: (ونهى النفس عن الهوى) , وهذا يحمل معنى المجاهدة؛ لأن النفس تحتاج إلى مجاهدة, لابد من فقه النفس , يجب أن تعلم أن نفسك التي بين جنبيك، قد أودعها الله الخير والشر, قال سبحانه: (ونفس وما سواها , فألهمها فجورها وتقواها) , فنفسك ليست نفس ملَك قد تمحض للخير, وليست نفس شيطان قد تمحض للشر, بل أُلهمت فجورها وتقواها, بمعنى أنه قد أُودع فيها الاستعداد للخير، والاستعداد للشر, وهذا هو محل الابتلاء، فلأجل هذا قال الله: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا, وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) , فالمؤمن يزكي نفسه وينقيها، لا يزال يصلحها، ويتعاهدها، حتى تزكو , والكافر لا يزال يدسيها، ويخفي خيرها، حتى تخيب. ومهمة المؤمن أن يجاهد، حتى يرقى في سلم الكمالات، والمراتب العالية. ألم تروا أن الله سبحانه وتعالى قال: (ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين) تأمل قوله: (آتينا إبراهيم رشده) , إذاً! عندك رشد يمكن أن تؤتاه , ويمكن ألا تؤتاه. فالموفق هو الذي يستنبط هذا الرشد في نفسه, والمحروم هو الذي يدعه مطموراً مغيباً. لقي النبي صلى الله عليه وسلم الحصين بن معبد الخزاعي، والد عمران بن الحصين، رضي الله عنهما، قال له:} يا حصين كم تعبد؟ قال: سبعة؛ ستة في الأرض، وواحداً في السماء. قال: فمن الذي تعده لرغبك ورهبك؟ يعني إذا ادلهمت الأمور، واشتد الخطب، أين يتوجه قلبك؟ قال: الذي في السماء. قال: فاعبده، ودع ما سواه فإنك إن أسلمت علمتك كلمتين {, ثم إن الحصين مضى , وبعد ذلك منّ الله عليه، فجاء للنبي صلى الله عليه وسلم مسلماً، وقال: يا رسول الله إنك وعدتني إن أنا أسلمت أن تعلمني كلمتين , فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم , قل: " اللهم ألهمني رشدي، وأعذني من شر نفسي " فالموفق هو من ألهمه الله رشده، كما آتى إبراهيم رشده، وأعاذه الله من شر نفسه. في نفسك التي بين جنبيك شر , لو خرج هذا الشر ألقاك في المهالك، فأنت تسال الله أن يقمع هذا الشر, وتسأله أن يظهر هذا الخير. وما مثل ذلك، إلا كمثل بلد يوجد في أرضه نفط، ومعادن، وأحجار كريمة, فإن أهله قاموا عليه، واستنبطوا هذه الخيرات المكنونة، ازدهر البلد، وصار من الدول المتقدمة, وإن هم تركوا هذه الخيرات تحت أطباق الأرض لم ينتفعوا منها. كذلك النفس فيها من الخير المذخور، ومن الرشد ما يحتاج إلى استنباط واستخراج. فإن أنت فعلت، واستنبطته، واستخرجته، وزكيت نفسك، انتفعت دنيا، وآخرة. وإن أنت أهملته وتركته حرمت.
(فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى): الجنة لا يدخلها إلا نفس طيبة، قد تخلصت وتنقت من شوائبها، وعوالقها الرديئة. والمأوى هو المرجع والمصير.
هذا تمام التقسيم، جواب عن قوله: (فإذا جاءت الطامة الكبرى) يعني فإذا جاءت الطامة الكبرى انقسم الناس إلى فريقين , فريق مآله إلى الجنة وفريق مآله إلى النار.
(يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا): يعني متى وقت وقوعها، وحصولها، كأنه مأخوذ من رسو السفينة , فالسفينة تمخر عباب البحر، ثم ترسو على الشاطئ.
(يُتْبَعُ)
(/)
(فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا): أي في أي شيء أنت من ذكراها, كأنه يقول: ليس هذا من شأنك , كما قال صلى الله عليه وسلم لجبريل، عليه السلام، لما سأله عن الساعة قال:} ما المسؤول عنها بأعلم من السائل {, ولما قال له أعرابي: متى الساعة؟ قال:} ما أعددت لها؟ {, فأمر الساعة قد أخفاه الله، عز وجل، كما قال في آية الأعراف: (لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السموات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها) , فالساعة قد أخفاها الله , و كل ما تسمعون من دعاوى، ومزاعم، أن انتهاء العالم سيقع عام كذا، وكذا، فهو رجم بالغيب, يقول الله، عز وجل: (قل لا يعلم من في السموات ومن في الأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون).
(إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا): أي أن موعدها، علمه عند ربك , فهو مما اختص الله تعالى بعلمه، كما أخبر عن ذلك في آخر سورة لقمان فقال: (إن الله عنده علم الساعة).
(إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا): هذه مهمتك التي ينتفع بها غيرك؛ ليس الإعلان عن موعد الساعة , وإنما النذارة من هذه الساعة , (من يخشاها) يعني من يخشى الساعة، هو الذي تحصل له النذارة , والنذارة: هي الإخبار بالأمر المخوف.
(كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا): يعني عشية يوم، أو ضحوته، والعشية هي آخر اليوم، والضحى أوله , كما أخبر سبحانه وتعالى في موضع آخر عنهم، فقال: (إذ يقول أمثلهم طريقة إن لبثتم إلا يوماً) , سبحان الله! تمضي كل هذه السنين والعقود، فتبدوا للناظر يوم القيامة، كأنما هي عشية أو ضحاها, فيالها من موعظة بليغة!.
هذه السورة تقرع القلوب , وتوقظ النفوس الغافلة , وتحقق عقيدة الإيمان بالبعث. ففيها أبلغ رد على منكري البعث الذين زعموا أن لا بعث، ولا نشور. فجاءت هذه الآيات العظيمة مثبتة لليوم الآخر، مؤكدة للبعث الذي أخبر به النبيصلى الله عليه وسلم. ويلاحظ التماثل، والتناظر بين سورتي النبأ و النازعات.
الفوائد:
1 - أن أسماء القيامة أعلام وأوصاف.
2 - هول القيامة الكبرى؛ لأن الله سماها الطامة.
3 - ذكر الإنسان لسعيه بعد البعث.
4 - إثبات الجنة والنار.
5 - أن الجزاء من جنس العمل.
6 - إثبات أفعال العباد, وترتب الثواب والعقاب عليها, مما يدل على أن للعبد فعل، ومشيئة، واختيار يؤاخذ عليه، ويثاب عليه.
7 - كمال عدل الله عز وجل.
8 - شؤم الطغيان، وإيثار الشهوات.
9 - فضل الخوف من الله، ومجاهدة النفس.
10 - تشوف الناس للعلم بالساعة.
11 - اختصاص الله تعالى بعلم الساعة.
12 - أن العبرة بالإعداد لها.
13 - حقارة أمر الدنيا في الآخرة).(/)
كلام لابن القيم في قوله تعالى: (الظَّانِّينََ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ)
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[19 Jul 2009, 11:26 ص]ـ
قال الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه زاد المعاد:
وقد فُسِّرَ هذا الظنُّ الذي لا يليقُ باللهِ، بأنه سبحانه لا ينصُرُ رسولَه، وأن أمْرَهُ سيضمحِلُّ، وأنه يُسلِمُه للقتل، وقد فُسِّرَ بظنهم أن ما أصابَهم لم يكن بقضائه وقدره، ولا حِكمة له فيه، ففسر بإنكارِ الحِكمة، وإنكارِ القدر، وإنكارِ أن يُتمَّ أمرَ رسوله ويُظْهِرَه على الدِّين كُلِّه، وهذا هو ظنُّ السَّوْءِ الذي ظَنَّهُ المنافقُونَ والمشرِكُونَ به سبحانه وتعالى في (سورة الفتح) حيث يقول: {وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينََ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً} [الفتح: 5]،
وإنما كان هذا ظنَّ السَّوْءِ، وظنَّ الجاهلية المنسوب إلى أهل الجهل، وظنَّ غير الحق، لأنه ظنَّ غير ما يليق بأسمائه الحسنى، وصفاتِهِ العُليا، وذاتِه المبَّرأة من كُلِّ عيبٍ وسوء، بخلافِ ما يليقُ يحكمته وحمدِه، وتفرُّدِهِ بالربوبية والإلهيَّة، وما يَليق بوعده الصادِق الذي لا يُخلفُهُ، وبكلمته التي سبقت لرسله أنه ينصُرُهم ولا يخذُلُهم، ولجنده بأنهم هُمُ الغالبون، فمَن ظنَّ بأنه لا ينصرُ رسولَه، ولا يُتِمُّ أمرَه، ولا يؤيِّده، ويؤيدُ حزبه، ويُعليهم، ويُظفرهم بأعدائه، ويُظهرهم عليهم، وأنه لا ينصرُ دينه وكتابه، وأنه يُديل الشركَ على التوحيدِ، والباطلَ على الحقِّ إدالة مستقرة يضمحِلّ معها التوحيد والحق اضمحلالاً لا يقوم بعده أبداً، فقد ظنَّ بالله ظن السَّوْءِ،
ونسبه إلى خلاف ما يليقُ بكماله وجلاله، وصفاته ونعوته، فإنَّ حمدَه وعزًَّته، وحِكمته وإلهيته تأبى ذلك، وتأبى أن يَذِلَّ حزبُه وجندُه، وأن تكون النصرةُ المستقرة، والظفرُ الدائم لأعدائه المشركين به، العادلين به، فَمن ظنَّ به ذلك، فما عرفه، ولا عرف أسماءَه، ولا عرف صفاتِه وكماله، وكذلك مَن أنكر أن يكونَ ذلك بقضائه وقدره، فما عرفه، ولا عرف ربوبيَته، وملكه وعظمتَه، وكذلك مَن أنكر أن يكون قدَّر ما قدَّره من ذلك وغيره لِحكمة بالغة، وغاية محمودة يستحقُّ الحمدَ عليها، وأن ذلك إنما صدر عن مشيئة مجردةٍ عن حكمة، وغايةٍ مطلوبة هي أحبُّ إليه من فوتها، وأن تلك الأسبابَ المكروهةَ المفضية إليها لا يخرج تقديرُها عن الحكمةِ لإفضائِهَا إلى ما يُحِبُّ، وإن كانت مكروهة له، فما قدَّرها سُدى، ولا أنشأها عبثاً، ولا خلقها باطلاً، {ذَلِكَ ظَنُّ الذِينَ كَفَرُواْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنَ النَّارِ} [ص: 27]
وأكثرُ النَّاسِ يظنون بالله غيرَ الحقِّ ظنَّ السَّوءِ فيما يختصُّ بهم وفيما يفعلُه بغيرهم، ولا يسلَمُ عن ذلك إلا مَن عرف الله، وعرف أسماءَه وصفاتِهِ، وعرفَ موجبَ حمدِهِ وحكمته، فمَن قَنِطَ مِن رحمته، وأيسَ مِن رَوحه، فقد ظن به ظنَّ السَّوء.
ومَن جوَّز عليه أن يعذِّبَ أولياءه مع إحسانهم وإخلاصهم، ويُسوِّى بينهم وبين أعدائه، فقد ظَنَّ به ظَنَّ السوءِ.
ومَن ظنَّ به أن يترُكَ خلقه سُدى، معطَّلينَ عن الأمر والنهى، ولا يُرسل إليهم رسله، ولا ينزِّل عليهم كتبه، بل يتركهم هَمَلاً كالأنعام، فقد ظَنَّ به ظنَّ السَّوء.
ومَن ظن أنه لن يجمع عبيدَه بعد موتِهم للثوابِ والعِقاب في دار يُجازى المحسنَ فيها بإحسانه، والمسىءَ بإساءته، ويبيِّنُ لخلقه حقيقة ما اختلفوا فيه، ويظهرُ للعالمين كلِّهم صدقَه وصدقَ رسله، وأن أعداءه كانوا هم الكاذبين، فقد ظنَّ به ظن السَّوءِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن ظنَّ أنه يُضَيِّعُ عليه عملَه الصالحَ الذي عملَه خالصاً لوجهه الكريمِ على امتثال أمره، ويُبطِلَه عليه بلا سبب من العبد، أو أنه يُعاقِبُه بما لا صُنعَ فيه، ولا اختيار له، ولا قدرةَ، ولا إرادة في حصوله، بل يُعاقبه على فعله هو سبحانه به، أو ظنَّ به أنه يجوزُ عليه أن يؤيِّدَ أعداءَه الكاذبين عليه بالمعجزاتِ التي يؤيِّدُ بها أنبياءه ورسله، ويُجرِيها على أيديهم يُضِلُّونَ بها عباده، وأنه يحسُن منه كُلُّ شئ حتى تعذيبُ مَن أفنى عمره في طاعته، فيخلدُه في الجحيم أسفلَ السافلينَ، ويُنعِمُ مَن استنفد عُمُرَه في عداوته وعداوة رسله ودينه، فيرفعه إلى أعلى عليين، وكلا الأمرين عنده في الحسن سواء، ولا يُعرف امتناعُ أحدهما ووقوع الآخر إلا بخبر صادق وإلا فالعقل لا يقضى بقُبح أحدهما وحُسنِ الآخر، فقد ظَنَّ به ظَنَّ السَّوْء.
ومَن ظن به أنه أخبرَ عن نفسه وصفاته وأفعاله بما ظاهره باطل، وتشبيه، وتمثيل، وترك الحقَّ، لم يُخبر به، وإنما رَمزَ إليه رموزاً بعيدة، وأشار إليه إشاراتٍ مُلْغِزةً لم يُصرِّح به، وصرَّح دائماً بالتشبيه والتمثيل والباطل، وأراد مِن خلقه أن يُتعِبُوا أذهانَهم وقُواهم وأفكارَهم في تحريفِ كلامه عن مواضعه، وتأويلهِ على غير تأويله، ويتطلَّبوا له وجوهَ الاحتمالات المستكرهة، والتأويلات التي هي بالألغاز والأحاجى أشبه منها بالكشف والبيان، وأحالهم في معرفة أسمائِه وصفاتِه على عقولهم وآرائهم، لا على كتابِه، بل أراد منهم أن لا يحمِلوا كلامَه على ما يعرِفُون من خطابهم ولغتهم، مع قدرته على أن يُصَرِّحَ لهم بالحق الذي ينبغى التصريح به، ويُريحَهم من الألفاظ التي توقعهم في اعتقاد الباطل، فلم يفعل، بل سلك بهم خلافَ طريق الهدى والبيان، فقد ظنَّ به ظنَّ السَّوْءِ، فإنه إن قال: إنه غيرُ قادر على التعبير عن الحقِّ باللَّفظ الصريح الذي عبَّر به هو وسلفُه، فقد ظن بقُدرته العجز، وإن قال: إنه قادِرٌ ولم يُبَيِّن، وعدَلَ عن البيان، وعن التصريح بالحقِّ إلى ما يُوهم، بل يُوقِعُ في الباطل المحال، والاعتقاد الفاسد، فقد ظنَّ بحكمته ورحمته ظَنَّ السَّوءِ، وظنَّ أنه، هو وسلفُه عبَّروا عن الحقِّ بصريحه دُونَ الله ورسوله، وأن الهُدى والحقَّ في كلامهم وعباراتهم. وأما كلام الله، فإنما يؤخذ مِن ظاهره التشبيه، والتمثيل، والضلال، وظاهِر كلام المتهوِّكين الحيارى، هو الهُدى والحق، وهذا من أسوإ الظن بالله، فَكُلُّ هؤلاء من الظانين بالله ظن السَّوْءِ، ومن الظانين به غير الحق ظن الجاهلية.
ومَن ظن به أن يكونَ في ملكه ما لا يشاء ولا يَقْدِرُ على إيجاده وتكوينه، فقد ظنَّ به ظنَّ السَّوْءِ.
ومَن ظن به أنه كان مُعَطَّلاً مِن الأزل إلى الأبدِ عن أن يفعلَ، ولا يُوصفُ حينئذ بالقُدرة على الفعل، ثم صارَ قادراً عليه بعد أن لم يكن قادراً، فقد ظنَّ به ظنَّ السَّوْءِ.
ومَن ظنَّ به أنه لا يَسمع ولا يُبصِرُ، ولا يعلم الموجودات، ولا عَدد السماواتِ والأرضِ، ولا النجوم، ولا بنى آدمَ وحركاتهِم وأفعالهم، ولا يعلم شيئاً من الموجودات في الأعيان، فقد ظنَّ به ظنَّ السَّوْءِ.
ومَن ظنَّ أنه لا سمعَ له، ولا بصرَ، ولا عِلم له، ولا إرادة، ولا كلامَ يقولُ به، وأنه لم يُكلِّم أحداً من الخلق، ولا يتكلَّمُ أبداً، ولا قال ولا يقولُ، ولا له أمرٌ ولا نهى يقومُ به، فقد ظنَّ به ظنَّ السَّوْءِ.
ومَن ظنَّ به أنه فوقَ سماواتِه على عرشه بائناً من خلقه، وأن نِسبة ذاته تعالى إلى عرشه كنِسبتها إلى أسفلِ السافلين، وإلى الأمكنة التي يُرغب عن ذكرها، وأنه أسفلُ، كما أنه أعلى، فقد ظنَّ به أقبحَ الظنِّ وأسوأه.
ومَن ظنَّ به أنه يُحِبُّ الكفر، والفسوقَ، والعِصيانَ، ويحبُّ الفسادَ كما يُحبُّ الإيمان، والبر، والطاعة، والإصلاح، فقد ظنَّ به ظن السَّوْءِ.
ومَن ظنَّ به أنه لا يُحبُّ ولا يَرضى، ولا يَغضب ولا يَسخط، ولا يُوالى ولا يُعادى، ولا يقرب من أحد من خلقه، ولا يقرُب منه أحد، وأن ذواتِ الشياطين في القُرب مِن ذاته كذوات الملائكة المقرَّبين وأوليائه المفلحين، فقد ظنَّ به ظنَّ السَّوْءِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومَن ظنَّ أنه يُسوى بين المتضادَّيْن، أو يفرِّق بين المتساويين من كل وجه، أو يُحْبِطُ طاعاتِ العمر المديد الخالصةَ الصوابَ بكبيرة واحدة تكون بعدها، فيخلد فاعل تلك الطاعات في النار أبدَ الآبدين بتلك الكبيرة، ويُحبطُ بها جميع طاعاته ويُخَلِّدُه في العذاب، كما يخلد مَن لا يؤمن به طرفة عين، وقد استنفد ساعاتِ عمره في مساخِطه ومعاداة رسله ودينه، فقد ظنَّ به ظنَّ السَّوْءِ.
وبالجملة. . فمَن ظنَّ به خِلاَفَ ما وصف به نَفسه ووصفه به رسله، أو عطَّل حقائقَ ما وصف به نفسه، ووصفته به رُسله، فقد ظنَّ به ظنَّ السَّوْءِ.
ومَن ظن أن له ولدَاً، أو شريكاً أو أن أحدَاً يشفعُ عنده بدون إذنه، أو أن بينَه وبين خلقه وسائطَ يرفعون حوائجهم إليه، أو أنه نَصَبَ لعباده أولياء مِن دونه يتقرَّبون بهم إليه، ويتوسلون بهم إليه، ويجعلونهم وسائط بينهم وبينه، فيدعونهم، ويحبونهم كحبه، ويخافونهم ويرجونهم، فقد ظنَّ به أقبحَ الظن وأسوأه.
ومَن ظن به أنه ينالُ ما عنده بمعصيته ومخالفته، كما يناله بطاعته والتقربِ إليه، فقد ظنَّ به خلافَ حِكمته وخلاف موجب أسمائه وصفاته، وهو من ظن السَّوْءِ.
ومَن ظنَّ به أنه إذا ترك لأجله شيئاً لم يُعوِّضه خيراً منه، أو مَن فعل لأجله شيئاً لم يُعطه أفضلَ منه، فقد ظنَّ به ظن السَّوْءِ.
ومَن ظنَّ به أنه يغضبُ على عبده، ويُعاقبه ويحرمه بغير جُرم، ولا سبب من العبد إلا بمجرد المشيئة، ومحض الإرادة، فقد ظنَّ به ظن السَّوْءِ.
ومن ظنَّ به أنه إذا صدقه في الرغبة والرهبة، وتضرَّع إليه، وسأله، واستعان به، وتوكَّل عليه أنه يُخيِّبُه ولا يُعطيه ما سأله، فقد ظنَّ به ظنَّ السَّوءِ، وظنَّ به خلافَ ما هو أهلُه.
ومن ظنَّ به أنهُ يُثيبه إذا عصاه بما يُثيبه به إذا أطاعه، وسأله ذلك في دعائه، فقد ظنَّ به خلافَ ما تقتضيه حِكمتُه وحمده، وخلافَ ما هو أهلُه وما لا يفعله.
ومن ظن به أنه إذا أغضبه، وأسخطه، وأوضع في معاصيه، ثم اتخذ من دونه ولياً، ودعا مِن دونه مَلَكاً أو بَشَراً حَياً، أو ميتاً يرجُو بذلك أن ينفَعَه عند ربِّه، ويُخَلِّصَه مِن عذابه، فقد ظنَّ به ظَنَّ السَّوْءِ، وذلك زيادة في بُعْدِه من الله، وفى عذابه.
ومَن ظنَّ به أنه يُسلِّطُ على رسولِهِ محمّد صلى الله عليه وسلم أعداءَهُ تسليطاً مستَقِرّاً دائماً في حياته وفى مماته، وابتلاه بهم لا يُفارقونه، فلما مات استبدُّوا بالأمر دون وَصِيَّه، وظلمُوا أهلَ بيتِهِ، وسلبُوهم حقَّهُم، وأذلُّوهم، وكانت العزَّةُ والغلبةُ والقهرُ لأعدائِه وأعدائِهم دائماً مِن غير جرم ولا ذنب لأوليائه، وأهل الحق، وهو يرى قهرَهم لهم، وغصبهم إياهم حقَّهم، وتبديلَهم دِينَ نبيهم، وهو يقدر على نُصرة أوليائه وحزبه وجنده، ولا ينصُرُهم ولا يُديلهم، بل يُديل أعداءهم عليهم أبداً، أو أنَّه لا يقدِرُ على ذلكَ، بل حصل هذا بغير قُدرته ولا مشيئته،
ثم جعل المبدلين لدينه مضاجعيه في حفرته، تُسَلِّمُ أُمتُه عليه وعليهم كل وقت كما تظنه الرافضةُ، فقد ظنَّ به أقبحَ الظنِّ وأسوأه، سواءً قالوا: إنه قادرٌ على أن ينصرَهم، ويجعل لهم الدولةَ والظفرَ، أو أنه غيرُ قادر على ذلك، فهم قادِحون في قُدرته، أو في حِكمته وحمده، وذلك مِن ظنِّ السَّوْءِ به، ولا ريب أن الربَّ الذي فعل هذا بغيضٌ إلى مَن ظنَّ به ذلك غير محمود عندهم، وكان الواجبُ أن يفعل خلافَ ذلك، لكن رَفَوْا هذا الظنَّ الفاسِدَ بخرق أعظمَ منه، واستجاروا من الرَّمضاءِ بالنار، فقالوا: لم يكن هذا بمشيئة الله، ولا له قدرةٌ على دفعه ونصر أوليائه، فإنه لا يَقْدِرُ على أفعال عباده، ولا هي داخلةٌ تحت قدرته،
فظنُّوا به ظَنَّ إخوانهم المجوس والثَّنَوِيةِ بربهم، وكلٌ مبطل، وكافر، ومبتدِع مقهور مستذل، فهو يظن بربه هذا الظن، وأنه أولى بالنصر والظفر، والعلو من خصومه، فأكثر الخلق، بل كلهم إلا مَن شاء الله يظنون باللهِ غيرَ الحقِّ ظنَّ السَّوْءِ، فإن غالبَ بنى آدم يعتقد أنه مبخوسُ الحق، ناقصُ الحظ وأنه يستحق فوقَ ما أعطاهُ اللهُ، ولِسان حاله يقول: ظلمنى ربِّى، ومنعنى ما أستحقُه، ونفسُه تشهدُ عليه بذلك، وهو بلسانه يُنكره ولا يتجاسرُ على التصريح به، ومَن فتَّش نفسَه، وتغلغل في معرفة دفائِنها وطواياها، رأى ذلك فيها كامِناً
(يُتْبَعُ)
(/)
كُمونَ النار في الزِّناد، فاقدح زنادَ مَن شئت يُنبئك شَرَارُه عما في زِناده، ولو فتَّشت مَن فتشته، لرأيت عنده تعتُّباً على القدر وملامة له، واقتراحاً عليه خلاف ما جرى به، وأنه كان ينبغى أن يكون كذا وكذا، فمستقِلٌ ومستكثِر، وفَتِّشْ نفسَك هل أنت سالم مِن ذلك؟
فَإنْ تَنجُ مِنْهَا تنج مِنْ ذِى عَظِيمَةٍ وَإلاَّ فَإنِّى لاَ إخَالُكَ نَاجِيَاً
فليعتنِ اللبيبُ الناصحُ لنفسه بهذا الموضعِ، وليتُبْ إلى الله تعالى وليستغفِرْه كلَّ وقت من ظنه بربه ظن السَّوْءِ، وليظنَّ السَّوْءَ بنفسه التي هي مأوى كل سوء، ومنبعُ كل شر، المركَّبة على الجهل والظلم، فهى أولى بظن السَّوْءِ من أحكم الحاكمين، وأعدلِ العادلين، وأرحمِ الراحمين، الغنىِّ الحميد، الذي له الغنى التام، والحمدُ التام، والحكمةُ التامة، المنزّهُ عن كل سوءٍ في ذاته وصفاتِهِ، وأفعالِه وأسمائه، فذاتُه لها الكمالُ المطلقُ مِن كل وجه، وصفاتُه كذلك، وأفعالُه كذلك، كُلُّها حِكمة ومصلحة، ورحمة وعدل، وأسماؤه كُلُّها حُسْنَى.
فَلا تَظْنُنْ بِرَبِّكَ ظَنّ سَؤْءِ ** فَإنَّ اللهَ أَوْلَى بِالجَمِيلِ
وَلا تَظْنُنْ بِنَفْسِكَ قَطُّ خَيْرَاً ** وَكَيْفَ بِظَالِمٍ جَانٍ جَهُولِ
وَقُلْ يَا نَفْسُ مَأْوَى كُلِّ سُوءِ ** أَيُرجَى الخَيْرُ مِنْ مَيْتٍ بَخيلِ
وظُنَّ بِنَفّسِكَ السُّوآى تَجِدْهَا ** كَذَاكَ وخَيْرُهَا كَالمُسْتَحِيلِ
وَمَا بِكَ مِنْ تُقىً فِيهَا وَخَيْرٍ ** فَتِلْكَ مَوَاهِبُ الرَّبِّ الجَلِيلِ
وَلَيْسَ بِهَا وَلاَ مِنْهَا وَلَكِنْ ** مِنَ الرَّحْمن فَاشْكُرْ لِلدَّلِيلِ
والمقصود ما ساقنا إلى هذا الكلام مِن قوله: {وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ} [آل عمران: 125]، ثم أخبر عن الكلام الذي صدَر عن ظنهم الباطل، وهو قولهم: {هَل لَّنَا مِنَ الأمْرِ مِن شَىْءٍ} [آل عمران: 154]، وقولهم: {لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَىْءٌ مَا قُتِلْنَا هَهُنَا} [آل عمران: 154]، فليس مقصودُهم بالكلمةِ الأولى والثانية إثباتَ القدر، ورد الأمرِ كُلِّه إلى الله، ولو كان ذلك مقصودهم بالكلمة الأولى، لما ذُمُّوا عليه، ولما حَسُنَ الردُّ عليه بقوله: {قُلْ إنَّ الأمْرَ كُلَّهُ للهِ} [آل عمران: 154]،
ولا كان مصدرُ هذا الكلام ظَنَّ الجاهلية، ولهذا قال غيرُ واحد من المفسِّرين: إن ظنَّهم الباطل هاهنا: هو التكذيب بالقدر، وظنهم أن الأمرَ لو كان إليهم، وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابُه تبعاً لهم يسمعُون منهم، لما أصابهم القتلُ، ولكان النصرُ والظفرُ لهم، فأكذبهم اللهُ عَزَّ وجَلَّ في هذا الظنِّ الباطل الذي هو ظنُّ الجاهلية، وهو الظنُّ المنسوب إلى أهل الجهل الذين يزعمون بعد نفاذِ القضاء والقدر الذي لم يكن بُدٌ من نفاذه أنهم كانوا قادرين على دفعه، وأن الأمرَ لو كان إليهم، لما نفذ القضاءُ، فأكذَبَهُم اللهُ بقوله: {قُلْ إنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ للهِ} [آل عمران: 154]، فلا يكون إلا ما سبق به قضاؤه وقدرُه، وجرى به عِلمه وكتابه السابق، وما شاء اللهُ كان ولا بُدَّ، شاءَ الناسُ أم أبَوْا، وما لم يَشَأ لم يكن، شاءه الناسُ أم لم يَشاؤوه، وما جرى عليكم من الهزيمةِ والقتل، فبأمره الكونى الذي لا سبيلَ إلى دفعه، سواء أكان لكم من الأمر شئ، أو لم يكن لكم، وأنَّكُم لو كنتم في بيوتكم، وقد كُتِبَ القتلُ على بعضكم لخرج الذين كُتِب عليهم القتل من بيوتهم إلى مضاجعهم ولا بُد، سواء أكان لهم من الأمر شئ، أو لم يكن، وهذا مِن أظهر الأشياء إبطالاً لقول القَدَرِيَّةِ النفاة، الذين يُجوِّزون أن يقع ما لا يشاؤُه اللهُ، وأن يشاء ما لا يقع.
ـ[يسعد صباحك]ــــــــ[24 Jul 2009, 02:06 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلام نفيس جزاك الله خير ,, وتوضيح شافي ووافي بارك الله بك
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم ومافيه من الآيات والذكر الحكيم
ورزقنا الله وإياكم العمل الصالح والعلم النافع
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[09 Jul 2010, 11:56 م]ـ
الاخ يسعد صباحك حياك الله وجزاك كل خير
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[09 Jul 2010, 11:57 م]ـ
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله في كتابه (قرة عيون الموحدين):
وأكثر الناس يظنون بالله ظن السوء فيما يختص بهم وفيما يفعله بغيرهم ولا يسلم من ذلك إلا من عرف الله وأسمائه وصفاته وموجب حكمته وحمده, فليعتن اللبيب الناصح لنفسه بهذا, وليتب إلى الله ويستغفره من ظنّه بربه ظن السوء, ولو فتشت لرأيت عنده تعنتاً على القدر وملامة له, وأنه كان ينبغي أن يكون كذا وكذا, فمستقل ومستكثر, وفتش نفسك, هل أنت سالم؟
فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة ... وإلا فإني لا إخالك ناجيا(/)
مسألة نكرر طرحها للأهمية لعل لها صاحب
ـ[أبو الحارث العامودي]ــــــــ[19 Jul 2009, 02:51 م]ـ
أنزلت هذه المسألة قبل ما يقارب الأسبوعين لعلي أحظى بإجابة شافية. وقد كنت أنزلتها هنا فنقلت إلى المنتدى المفتوح ولا تزال. وها أنا أكرر طرح المسألة نظراً للأهمية وما يترتب عيلها من نتائج على مستوى الأخذ والرد:
((الحديث الذي انفرد به الراوي لماذا هو حجة في الدين؟ هذا السؤال يلح علي كحديث نفس. ومعلوم أن الشهادة في أمور الدنيا تحتاج إلى عدلين، فما بالنا لا نأخذ بشهادة العدل الواحد في أمور الدنيا ونلزم به الناس في أمور الدين؟
أقول هذا لما لاحظت من أن حديث الواحد قد يتناقض مع سياق القرآن الكريم، وعلى الرغم من ذلك نلتزم الأخذ به حتى لا نكون ممن يقدّم العقل على النص. وحقيقة الأمر أنه خبر الواحد في مقابلة العقل.
خلاصة ما أريده من الأخوة الكرام أن يبينوا أدلة العلماء في التفريق بين الشهادة والرواية، أقصد الأدلة النصية. ولكم جزيل الشكر)).
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[20 Jul 2009, 09:50 ص]ـ
بغض النظر عن تعارضه مع القرآن فإنه سيظل في نهاية المطاف رواية واحد وليس اثنين! والمشكلة أن علماء الحديث تهاونوا في شرط حتمية ورود الحديث عن اثنين على الأقل واستندوا في تفريطهم هذا إلى روايات أخرى! وإلى أفهام عجيبة لبعض آيات في كتاب الله! والذي يقول به القرآن صراحة هو الاستناد إلى اثنين أو أكثر!
وأنا أدعوك أخي في الله -بعيدا عن سؤالك- إن كنت من المهتمين بالحديث, إلى أن تقرأ التأصيل الجديد لمصطلح الحديث, والذي يقدمه الدكتور محمد عمراني والذي يعمل على سد الثغرات التي تركها علماء مصطلح الحديث القدامى عند تأسيسهم لهذا العلم
ويمكنك متابعة هذا التأصيل على صفحات موقعه:
www.alhiwar.org
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[20 Jul 2009, 10:50 ص]ـ
بغض النظر عن تعارضه مع القرآن فإنه سيظل في نهاية المطاف رواية واحد وليس اثنين! والمشكلة أن علماء الحديث تهاونوا في شرط حتمية ورود الحديث عن اثنين على الأقل واستندوا في تفريطهم هذا إلى روايات أخرى! وإلى أفهام عجيبة لبعض آيات في كتاب الله! والذي يقول به القرآن صراحة هو الاستناد إلى اثنين أو أكثر!
وأنا أدعوك أخي في الله -بعيدا عن سؤالك- إن كنت من المهتمين بالحديث, إلى أن تقرأ التأصيل الجديد لمصطلح الحديث, والذي يقدمه الدكتور محمد عمراني والذي يعمل على سد الثغرات التي تركها علماء مصطلح الحديث القدامى عند تأسيسهم لهذا العلم
ويمكنك متابعة هذا التأصيل على صفحات موقعه:
www.alhiwar.org
أهل الحديث رحمهم الله حفظوا لنا سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وبذلوا في سبيل ذلك الغالي والرخيص، والنفس والنفيس، وعرضوا أنفسهم للمخاطر والمهالك، ثم يأتي واحد من القرن الخامس عشر يستدرك عليهم ويصف عملهم بالتهوان والتفريط، وأن لهم أفهاما عجيبة للقرآن الكريم ..
والفرق بين الرواية والشهادة ذكرها ابن القيم في بدائع الفوائد والقرافي في الفروق، فلا حاجة إلى هذا الاستشكال.
على أن الشهادة لا يُطلب فيها اثنان دائما، بل من الشهادة ما يطلب فيها أربعة، ومنها: ثلاثة، ومنها: اثنان، ومنها واحد، كما هو معروف عند الفقهاء رحمهم الله تعالى.
ثم إن أدلة قبول خبر الواحد كثيرة جدا، أورد ابن القيم منها في الصواعق المرسلة أكثر من عشرين دليلا، فانظره غير مأمور.
ـ[الحاتمي]ــــــــ[20 Jul 2009, 10:43 م]ـ
[ QUOTE= أبو الحارث العامودي;83483] أنزلت هذه المسألة قبل ما يقارب الأسبوعين لعلي أحظى بإجابة شافية. وقد كنت أنزلتها هنا فنقلت إلى المنتدى المفتوح ولا تزال. وها أنا أكرر طرح المسألة نظراً للأهمية وما يترتب عيلها من نتائج على مستوى الأخذ والرد:
((الحديث الذي انفرد به الراوي لماذا هو حجة في الدين؟ هذا السؤال يلح علي كحديث نفس. ومعلوم أن الشهادة في أمور الدنيا تحتاج إلى عدلين، فما بالنا لا نأخذ بشهادة العدل الواحد في أمور الدنيا ونلزم به الناس في أمور الدين؟
أقول هذا لما لاحظت من أن حديث الواحد قد يتناقض مع سياق القرآن الكريم، وعلى الرغم من ذلك نلتزم الأخذ به حتى لا نكون ممن يقدّم العقل على النص. وحقيقة الأمر أنه خبر الواحد في مقابلة العقل.
أين وجه التانقض في القرآن حفظك؟
ـ[الحاتمي]ــــــــ[20 Jul 2009, 10:46 م]ـ
ولعلك تقرأ كتاب المنهج المقترح لفهم المصطلح لعلك تجد بغيتك.
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[21 Jul 2009, 01:55 ص]ـ
السلام عليكم
في الوقت الذي يقف فيه المستشرقون الحاقدون وقفة المحتار من الدقة و التحرير الذي تميز به علماء الشريعة عموما و علماء المصطلح خصوصا نجد من بني جلدتنا من يطعن فيهم من طرف خفي!!!!
ـ[منصور مهران]ــــــــ[21 Jul 2009, 11:08 ص]ـ
(مسألة نكرر طرحها للأهمية لعل لها صاحب)
أرجو كتابة لفظ (صاحب) هكذا:
(صاحبا) = مراعاة للإعراب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحارث العامودي]ــــــــ[21 Jul 2009, 02:37 م]ـ
الأخ الكريم منصور
بوركت وجزيت خيراً على التصويب حتى لا يعمم الخطأ. ولفائدة القارئ نقول: (لعل لها صاحباً) لأن صاحباً اسم لعل، أي: لعل صاحباً لها. وقد كنت تنبهت للخطأ بعد اعتماد المشاركة ولم أنوه بذلك، وكان الأولى التنبيه
الأخ الكريم زكريا
لا يهمنا هنا من نصبوا أنفسهم للطعن في السنة، فأمثال هؤلاء لا يبحثون عن الحق. وودت لو أن واحداً ممن عقبوا أفادنا ببعض الفروق بين الشهادة والرواية. فنحن لا نقتص من القاتل حتى يقر أو يشهد على القتل أكثر من واحد. أما لو روى راو واحد أن اقتلوا مدمن الخمر فإننا نقتله (هذا مجرد تمثيل للفهم).
وأنا هنا أقر بوجوب الأخذ بخبر الآحاد في العقيدة والشريعة. وسؤالي هنا عن خبر الواحد، وليس عن خبر الآحاد.
الأخ شهاب الدين
هناك من العلماء من يشترط في الرواية ما يشترط في الشهادة. واستشكالي يتعلق بمنهج الجماهير. وأنا هنا أطلب من أهل الإختصاص أن يتصدوا للإجابة بما تطمئن به القلوب. أما الطعن من طرف خفي فزبد يذهب جفاء.
وأخيراً: أرجو أن يحمل أهل الاختصاص الأمر على محمل الجد، لأنه إذا أسقطنا الأحاديث التي انفرد بها راو من الصحابة أو من غيرهم سينبني هلى ذلك الشيء الكثير.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[21 Jul 2009, 03:17 م]ـ
وأخيراً: أرجو أن يحمل أهل الاختصاص الأمر على محمل الجد، لأنه إذا أسقطنا الأحاديث التي انفرد بها راو من الصحابة أو من غيرهم سينبني هلى ذلك الشيء الكثير.
الأخ الكريم لقد حمل أهل الاختصاص المسألة على محمل الجد منذ أمد بعيد وأشبعوها بحثا ووصلوا إلى الحق في المسألة، فارجع إلى كتب أصول الفقه ومصطلح الحديث وشروح الحديث كفتح الباري وغيره من الشروح وستأتينا أنت إن شاء الله بالجواب الذي غاب عنك.
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[21 Jul 2009, 06:38 م]ـ
(مسألة نكرر طرحها للأهمية لعل لها صاحب)
يمكن تخريج الوقف بالسكون على المنصوب على لغة ربيعة،
ويحضرني الآن نص نقله الحافظ ابن حجر عن ابن مالك النحوي في توجيه قوله في الحديث "سبع غزوات أو ستا" قال الحافظ رحمه الله: كذا للأكثر، ولا اشكال فيه. ووقع في رواية النسفي أو ست بغير تنوين، ... ثم نقل عن ابن مالك قوله: وفي ذكره له بلا تنوين ثلاثة أوجه
أجودها أن يكون حذف المضاف إليه وأبقى المضاف على ما كان عليه قبل الحذف ومثله قول الشاعر:
خمس ذود أو ست عوضت منها ... البيت
الوجه الثاني أن يكون المنصوب كتب بغير ألف على لغة ربيعة
وذكر وجها آخر يختص بالثمان ولم أره في شيء من طرق الحديث لا في البخاري ولا في غيره بلفظ ثمان فما أدري كيف وقع هذا. اهـ
انظر فتح الباري ج9ص769 كتاب الصيد والذبائح باب أكل الجراد
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[21 Jul 2009, 11:08 م]ـ
أنزلت هذه المسألة قبل ما يقارب الأسبوعين لعلي أحظى بإجابة شافية. وقد كنت أنزلتها هنا فنقلت إلى المنتدى المفتوح ولا تزال. وها أنا أكرر طرح المسألة نظراً للأهمية وما يترتب عيلها من نتائج على مستوى الأخذ والرد:
((الحديث الذي انفرد به الراوي لماذا هو حجة في الدين؟ هذا السؤال يلح علي كحديث نفس. ومعلوم أن الشهادة في أمور الدنيا تحتاج إلى عدلين، فما بالنا لا نأخذ بشهادة العدل الواحد في أمور الدنيا ونلزم به الناس في أمور الدين؟
أقول هذا لما لاحظت من أن حديث الواحد قد يتناقض مع سياق القرآن الكريم، وعلى الرغم من ذلك نلتزم الأخذ به حتى لا نكون ممن يقدّم العقل على النص. وحقيقة الأمر أنه خبر الواحد في مقابلة العقل.
خلاصة ما أريده من الأخوة الكرام أن يبينوا أدلة العلماء في التفريق بين الشهادة والرواية، أقصد الأدلة النصية. ولكم جزيل الشكر)).
اقرأ في هذا الموضوع كتاب حجية خبر الواحد للشيخ عبد الله بن جبرين رحمه الله
وكتاب أخبار الآحاد وحجيتها للقاضي برهون
وكتاب الصواعق المرسلة لابن القيم رحمه الله
وأقول لصاحب الموضوع:
إن لكل علم أهلاً، وفي كل علم مسائل وأصول معلومة لا يختلف فيها أهله، ومسائل أخرى يختلفون فيها
ومن هذه المسائل المعروفة لدى أهل العلم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم قبول خبر الواحد بشروطه المعتبرة لدى أهل الرواية.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالذي أوصيك به - أخي الكريم - أن تنظر في منهج أولئك الأئمة النقاد في خبر الواحد وتعرف حجتهم ثم تتبعهم على منهجهم فإنهم كانوا على الحق والهدى
ولو أن رجلاً لا علم له بالطب تكلم في الأمراض وعلاجها بما يخالف أصلاً من أصول الطب المعروفة لدى أهله لم يكن لقوله قبولاً ولا حظاً من النظر
فكذلك من تكلم في مسألة من المسائل الأصول في علم الحديث بما يخالف ما عليه أهل هذا العلم لم يكن لقوله قبولاً ولا حظاً من النظر
ولأختصر عليك المقال سأذكر لك زبداً من أقوالهم تكفيك عما وراءها، وتعرفك بمنهج أهل الحديث في هذا الأمر الجلل، وتنبيك عن بدعية التشكيك في خبر الواحد، وتشنيع الأئمة على من يطعن في الأسانيد بهذه الطريقة.
قال الخطيب البغدادي رحمه الله: (وعلى العمل بخبر الواحد كان كافة التابعين ومن بعدهم من الفقهاء الخالفين في سائر أمصار المسلمين إلى وقتنا هذا). الكفاية (1/ 129).
وقال الحافظ النووي رحمه الله: (أجمع من يُعتد به على الاحتجاج بخبر الواحد ووجوب العمل به، ودلائله من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين وسائر الصحابة ومن بعدهم أكثر من أن يحصر). شرح صحيح مسلم (14/ 131 (
قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله: (وكلهم يدين بخبر الواحد العدل في الاعتقادات، ويعادي ويوالي عليها، ويجعلها شرعا وديناً في معتقده، على ذلك جماعة أهل السنة والجماعة) التمهيد (1/ 8)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (و أما القسم الثاني من الأخبار , فهو ما لا يرويه إلا الواحد العدل ونحوه , ولم يتواتر لفظه ولا معناه , ولكن تلقته الأمة بالقبول عملا به , أو تصديقا له , كخبر عمر بن الخطاب رضى الله عنه ((إنما الإعمال بالنيات)) .... وأمثال ذلك , فهذا يفيد العلم اليقيني عند جماهير أمة محمد صلى الله عليه وسلم من الأولين والآخرين. أما السلف فلم يكن بينهم في ذلك نزاع , وأما الخلف فهذا مذهب الفقهاء الكبار من أصحاب الأئمة الأربعة)
قلت:
وكان عليه عمل الصحابة رضي الله عنهم
ومن ذلك:
o عمل عمر بخبر عبد الرحمن بن عوف في أخذ الجزية من المجوس
o وعمل عمر بن الخطاب بخبر عبد الرحمن بن عوف أيضاً في قصة الطاعون
o وعمل علي رضي الله عنه بخبر المقداد بن الأسود في حكم المذي
وللتفرد أحوال وأحكام لدى أهل العلم بالحديث، والكلام السابق هو على تفرد من تقبل روايته بشروطها المعتبرة لدى أهل العلم بالحديث
أما تفرد من لا تقبل روايته فلا يحتج بها
وكذلك تفرد الثقة بما يخالف من هو أوثق منه غير مقبول
وتفصيل ذلك مذكور في موضعه في كتب علوم الحديث فراجعه إن شئت.
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[21 Jul 2009, 11:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله،
أظن أن الحديث عن هذه القضية، يمكن أن يكون أكثر نفعا، إذا تم تعزيزه بأمثلة وشواهد تطبيقية، - إن وجدت- تدل على معارضة الحديث، لصريح المعقول أو صحيح المنقول.
لأن الكلام النظري في هذا الباب، قد لا ينتهي، أما إيراد الأمثلة، فإنه يعزز الجواب الذي يتطلبه الإخوة.
خصوصا وأن المسألة تحتاج إلى تحرير، ومما يعين على تحريرها الإلمام بالصناعة الحديثية، والمعرفة بمنهج المحدثين، وسلوك سبيلهم في النظر.
ثم بعد هذا كله، كم هي تلك الأحاديث التي رويت بسند صحيح، من رواية راو واحد، وكان مضمونها معارضا لما يقره العقل؟ أو تقتضيه آيات الكتاب العزيز؟
وما هي نسبة الأحاديث التي انفرد بها الرواة واحتج بها الأئمة؟ وكم تشكل نسبتها بالنسبة إلى الشريعة؟ وهل كان احتجاج الأئمة بها وحدها؟ أم انضافت إليها قرائن وأدلة أخرى عملوا بها معها؟
أسئلة واردة على مسألة الاحتجاج بخبر الواحد، ينبغي التنبه لها واعتبارها في هذا الباب، ودمتم
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[21 Jul 2009, 11:38 م]ـ
وعليكم السلام رحمة الله وبركاته
أرجو أن تجد في هذين الرابطين ما يفيد في بعض ما ذكرت من النقاط
http://www.afaqattaiseer.com/vb/showthread.php?t=3789
http://www.afaqattaiseer.com/vb/showthread.php?t=80
ـ[أبو الحارث العامودي]ــــــــ[22 Jul 2009, 12:22 م]ـ
الأخوة الكرام
قرأت أدلة من يفرق بين الشهادة والرواية فلم أجدها تجيب عن الاستشكال الذي أطرح. ومربط الفرس في هذا الكلام:
واقع الناس كل الناس -- بغض النظر عن دينهم -- أنهم يقبلون خبر الواحد، لأن الأصل صدق المخبر. ولكن قد تحف قرائن تجعلنا نتوقف عن القبول لنتثبت. وثابت أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يأخذون بخبر الواحد. وفي المقابل ثبت أحياناً أنهم كانوا يميلون إلى التثبت، كما فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما طلب من أبي موسى أن يأتيه بشاهد، وكما فعل زيد بن ثابت رضي الله عنه عندما كان يشترط أن يشهد شاهدان على أن الصحيفة كتبت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعندما نطلب شاهداً إضافياً لا يعني ذلك أننا نتّهم الشاهد الأصلي، وإنما هو حكم الله بيننا عندما نختلف ولا نقبل بشهادة شاهد واحد. فرد الشهادة إذن لا تعني التكذيب، وإنما تعني أنني أمارس حقي الشرعي. فالشرع إذن يخيّرني بين أن أقبل شهادة الشاهد وبين أن أطلب التثبت بإضافة شاهد آخر. وبعد ذلك أدخل في دائرة الإلزام ما لم أكن قادراً على الطعن في شهادة الشهود.
والناس يغلب أن يقبلوا شهادة الواحد، وهذا هو الغالب في حياة الناس مسلمين وغير مسلمين. ولكن عندما يراد أن تكون الشهادة حجة فالناس -- أعني أهل الإسلام -- لهم الخيار: إما أن يقبلوا هذه الشهادة ويمضوها، أو لهم أن يطلبوا أكثر من شاهد.(/)
لماذا قال الله تعالى (يغفر لكم من ذنوبكم ولم يقل يغفر لكم ذنوبكم)؟؟
ـ[نادرةالوجود]ــــــــ[19 Jul 2009, 06:11 م]ـ
في سورة نوح قال الله تعالى (يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)
لماذا قال الله يغفر لكم من ذنوبكم ومن يقل يغفر لكم ذنوبكم؟؟
وكذلك هناك ايتان متشابتان لهذا اللفظ في سورة ابراهيم والاحقاف
----------------------------------
والسؤاال الثاني
قال الله تعالى (وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) كيف قال الله ويؤخركم الى اجل مسمى ثم بعدها ان اجل الله اذا جاء لايؤخر؟؟؟
اريد تفسير هذي الايه بارك الله في علمكم
ـ[منى العميشي]ــــــــ[24 Jul 2009, 05:55 م]ـ
الأخت: نادرة الوجود ..
سؤالك اخذني كثيراً لذكرى جميلة حصدت منها ثمرة طيبة .. ففي اختبار المقابلة الشخصية لمرحلة الماجستير سألني احد المقابلين هذا السؤال بعد قراءتي عليه من جزء قد سمع , وقال: اعملي بها كقاعدة إذا كان الخطاب للكافر فإنه يقول:
(من ذنوبكم) وإذا كان للمؤمن فإنه يقول ك (يغفر لكم ذنوبكم).
اتمنى أكون أفدتك ..
ـ[يسعد صباحك]ــــــــ[24 Jul 2009, 10:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكر الله لكم جميعا وبارك الله بكم وجزاكم خير الجزاء
ماذكرته أختنا الكريمه منى صحيح
فو تأملنا في جميع الآيات حول ماأستفسرتي عنه ..
لوجدنا الخطاب موجه للكفار وهذا واضح من الآيات التي ماقبها
حتى أن بعض المفسرون قالوا بأن حرف من هنا زائد ..
وقيل: لا يصح كونها زائدة لأن " مِنْ " لا تزاد في الواجب،,
وإنما هي هنا للتبعيض، وهو بعض الذنوب، وهو ما لا يتعلق بحقوق المخلوقين. وقيل: هي لبيان الجنس. وفيه بعد، إذ لم يتقدم جنس يليق به. وقال زيد بن أسلم: المعنى يخرجكم من ذنوبكم.
ابن شجرة: المعنى يغفر لكم من ذنوبكم ما استغفرتموه منها
والواضح من الآيات أن المعنى كما جاءت به أختنا الفاضله والله أعلم
اما فيما يتعلق بالإستفسار الثاني ..
{وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً} قال ابن عباس: أي ينسئ في أعماركم. ومعناه أن الله تعالى كان قضى قبل خلقهم أنهم إن آمنوا بارك في أعمارهم، وإن لم يؤمنوا عوجلوا بالعذاب. وقال مقاتل: يؤخركم إلى منتهى آجالكم في عافية؛ فلا يعاقبكم بالقحط وغيره. فالمعنى على هذا يؤخركم من العقوبات "الشدائد إلى آجالكم. وقال: الزجاج أي يؤخركم عن العذاب فتموتوا غير موتة المستأصلين بالعذاب. وعلى هذا قيل: {أَجَلٍ مُسَمّىً} عندكم تعرفونه، لا يميتكم غرقا ولا حرقا ولا قتلا؛ ذكره الفراء. وعلى القول الأول {أَجَلٍ مُسَمّىً} عند الله. {إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لا يُؤَخَّرُ} أي إذا جاء الموت لا يؤخر بعذاب كان أو بغير عذاب. وأضاف الأجل إليه سبحانه لأنه الذي أثبته. وقد يضاف إلى القوم، كقوله تعالى: {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ} لأنه مضروب لهم. "لو" بمعنى "إن" أي إن كنتم تعلمون. وقال الحسن: معناه لو كنتم تعلمون لعلمتم أن أجل الله إذا جاءكم لم يؤخر.
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى
ـ[أبو زيد الشيباني]ــــــــ[26 Jul 2009, 02:40 م]ـ
- حبذا لو طبقتم القاعدة أو الضابط (إذا كان الخطاب للكافر فإنه يقول:
(من ذنوبكم) وإذا كان للمؤمن فإنه يقول ك (يغفر لكم ذنوبكم).
على عدد من الآيات حتى تستقيم القاعدة ونعرف ما يخرج أو يشذ.
- ماذا عن قوله تعالى (ويكفر عنكم من سيئاتكم) بالبقرة.
أم نحتاج إلى تفريق بين الذنب والسيئة؟ والأمر مطروح للمناقشة!
ـ[يسعد صباحك]ــــــــ[27 Jul 2009, 08:09 م]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خير اخي الحبيب أبوزيد ..
ملاحظه جيده واستفسار نافع بإذن الله
بخصوص مايتعلق بالفرق بين الذنوب والمعاصي ..
نعم هناك فرق وهذا ماذكره العديد من الأئمه والعلماء
فالمراد بالذنوب في القرآن الكبائر والمراد بالسيئات الصغائر.
وعند التدبر لآيات القرآن الكريم نجد: أن لفظ (المغفرة) يرد مع الذنوب،
أمالفظ (التكفير) فيرد مع السيئات،
قال الله تعالى: {رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا} آل عمران:193
وذلك لأن لفظ المغفرة يتضمن الوقاية والحفظ،
ولفظ التكفير يتضمن الستر والإزالة.
والدليل على أن السيئات هي الصغائر، والتكفير لها: قوله تعالى:
{إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا} النساء 31
والله تعالى أعلى وأعلم.
ونتمنى أن نرى المزيد من هذه التوضيحات والتعلقيات من قبل الأخوه
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عصام العويد]ــــــــ[03 Aug 2009, 03:22 ص]ـ
أسعد الله صباحك ومساءك ودنياك وأخراك يا "يسعد صباحك"
فقد أفدت شكر الله لك،،
ـ[نادرةالوجود]ــــــــ[03 Aug 2009, 11:19 م]ـ
حفظكم الله جميعا على افادتكم لي
ـ[نادرةالوجود]ــــــــ[03 Aug 2009, 11:20 م]ـ
00000
ـ[نادرةالوجود]ــــــــ[03 Aug 2009, 11:21 م]ـ
الأخت: نادرة الوجود ..
سؤالك اخذني كثيراً لذكرى جميلة حصدت منها ثمرة طيبة .. ففي اختبار المقابلة الشخصية لمرحلة الماجستير سألني احد المقابلين هذا السؤال بعد قراءتي عليه من جزء قد سمع , وقال: اعملي بها كقاعدة إذا كان الخطاب للكافر فإنه يقول:
(من ذنوبكم) وإذا كان للمؤمن فإنه يقول ك (يغفر لكم ذنوبكم).
اتمنى أكون أفدتك ..
حفظك الله لاشلت عشرك
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[04 Aug 2009, 12:23 م]ـ
الأخوة الكرام
كل ذنب سيئة وليس كل سيئة ذنب؛ فالذنب ما يرتكب من سيئات عن قصد بحيث يؤاخذ عليه. أما السيئة فتشمل ما يرتكب من ذنوب وما يصدر من سلبيات مقصودة أو غير مقصودة، بل تشمل ما يصيب الإنسان من مصائب. فالقتل الِخطأ مثلاً سيئة تحتاج إلى كفارة، وهو ليس بذنب، لأن القاتل لم يقصد القتل ولم يقصد المعصية. والمرض سيئة تصيب الإنسان ولكنه يكفر الذنوب.
وعليه قد يكون الذنب كبيراً فيكون سيئة كبيرة، وقد يكون صغيراً فتكون السيئة صغيرة. والمغفرة تشير إلى الصفح من غير مقابل، أما التكفير ففيه معنى الصفح لوجود ما يدعو إلى ذلك، ومن هنا كانت الكفارات. والكفارة تطلب حتى ولو لم يكن هناك ذنب.
مثال توضيحي: عندما يؤدي الله يوم القيامةعن إنسان بعض حقوق الآخرين يكون سبحانه قد كفّر عنه. وعندما يستر ذنوبه من غير أن يعاقبه عليها يكون قد غفر له.(/)
قناة المجد القرآنية
ـ[إبراهيم المصري]ــــــــ[19 Jul 2009, 07:33 م]ـ
السلام عليكم
بداية أود أن أسجل شكري وتقديري لقناة المجد على جهودهم الطيبة فب نشر كلام الله تعالى.
ولقد لفت نظري أمر في غاية الأهمية وهو أنّهم عندما يقومون بعرض برنامج الشهر فإنهم يقومون بإدخال صوت قارئ في صوت قارئ آخر.
وعلمي - على قصوره - أنّ هذا الأمر لا ينبغي أن يكون
فما هو رأيكم حفظكم الله؟؟؟
والسلام عليكم
ـ[إبراهيم المصري]ــــــــ[21 Jul 2009, 06:45 م]ـ
أين هي تعليقات السادة الكرام؟(/)
سؤال: في بعض سورالقران ومافيها من عجائب؟
ـ[أبوالوليد السقطي الشهري]ــــــــ[19 Jul 2009, 11:48 م]ـ
السؤال إلى المشائخ الفضلاء وهو كما هو واضح من العنوان.
أن المتأمل في سور القران يتعجب من أسماء هذه السور المذكوره في كتاب الله سبحانه وتعالى فعلى سبيل المثال إذا أتيت لشخص أول مره يقرأ في القران قد يتعجب من أسماء السور كما هو ملاحظ فعلى سبيل المثال ((البقرة - النمل - النحل -العنكبوت - الفيل)) - وغيرها فهل لهذه الدواب خاصية لسبب ذلك ذكرت؟ لماذا لايذكر غيرها من الحيوانات مع العلم هناك ماهو أفضل من هذه الدواب؟ أيضا يذكر سورة ((القمر والشمس)) وغيرها مع العلم أنه في العلم الحديث أكتشف أعظم من هذه المخلوقات؟ وجزاكم الله خير.
ـ[حمد]ــــــــ[20 Jul 2009, 01:53 ص]ـ
لعل هذه التسميات، لتميز سورها بها.
مثلاً: البقرة لم تُذكر قصتها إلا في سورة البقرة.
وهي قصة عجيبة.
وكذا بقية الأسماء المذكورة في قوسك الأول، لم تُذكر إلا في تلك السور.
وفي الحديث عنها ما يجعل القارئ يعجب ويتأمل ويتفكر فيما وردت بشأنه.
أما الشمس، فيكفي أنّ تأمّل آيات تلك السورة يجعلك تؤمن برب الشمس.
والقمر: ذكرَت سورةُ القمر انشقاقه!(/)
بحث حول حركة الليل والنهار في القرآن الكريم
ـ[السويلم]ــــــــ[20 Jul 2009, 09:11 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله.
مرفق بحث حول حركة الليل والنهار في القرآن الكريم ودلالتها على دوران الأرض.(/)
زخرفة الآيات
ـ[إبراهيم المصري]ــــــــ[20 Jul 2009, 02:44 م]ـ
السلام عليكم
فتوى للشيخ عبد الرحمن السحيم، تتعلق بموضوع زخرفة الآيات القرآنية، نقلتها من موقع مشكاة
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=68997
ونصها:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
وبارك الله فيك .. وشكر لك حرصك على السؤال.
هذا أقْرَب إلى العَبَث!
وهل أُنْزِل القرآن لِتُزيَّن به المجالس، وخَلفيات التصاميم، ويُجعل في التواقيع على أنه زينة وليس للعبرة والتأمل والتَّدبُّر؟
الجواب: لا
إنما أُنْزِل القرآن لِيُعْمَل به، ولِتِلاوته، وتدبّره.
قال تبارك وتعالى: (وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلا)
وقال عزّ وَجَلّ: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ)
فلا يَجوز أن تُجعل مثل هذه التصاميم خلفيات ولا شِعارات، سَواء للجوال أو للمواقع، أو في التواقيع والأسماء.
ويُمكن أن يُجْعَل بدل ذلك عبارات مُؤثِّرة، أو أبيات شِعر، أو كلمات مِن مأثور الْحِكَم، ونحو ذلك.
ومما يُنبَّه عليه في هذا السِّيَاق أن بعض الرسامين والمصمِّمِين قد يتلاعب بهم الشيطان حتى يجعلوا آيات الله على صورة طير، أو على صورة حيوان، أو على صورة ثِمار، فنجد أن الآيات قد جُعِلَتْ على هيئة طير مثلا، فإذا دَقَق الناظِر فيها النظر رأى مِن خلال ذلك ألآيات في داخل ذلك التصميم.
وهذا لا شكّ أنه استخفاف بآيات الله.
والاستخفاف بها كُفْر.
نسأل الله السلامة والعافية.
والله تعالى أعلم.
انتهى
أقول: ما يوجد في المسجد الحرام على ستارة الكعبة، وما يوجد من آيات في قبلة المصلي في مسجد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وما نراه من تداخل شديد بين كلمات الآيات، أقول لعله يدخل في هذا الباب أيضا
والمأمول منكم أيها الأحبة أن تُدلوا بدلوكم في هذا الموضوع.
وإذا تبيّن أنه لا ينبغي أن يكون مثل هذا الأمر أن نتوجه لأولي الأمر والقائمين على شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بضرورة إزالة هذه المخالفة الشرعية
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[20 Jul 2009, 06:25 م]ـ
كم من آية كريمة كتبت بخط جميل، وعلقت في مكان جليل، فأثرت في نفس من رآها ودعته إلى تدبرها، وأورثته ذكرى وعبرة!
ـ[إبراهيم المصري]ــــــــ[21 Jul 2009, 06:41 م]ـ
هذا إذا استطعت أن تقرأها
فانظر - رحمك الله - إلى ما كُتب على ستارة الكعبة، وحاول أن تقرأه.
وانظر إلى ما كتب في قبلة المصلي في المسجد النبوي ثم حاول قراءته(/)
منهج عملي لتدبر القرآن الكريم في الحِلق
ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[21 Jul 2009, 03:04 م]ـ
لا تخفى أهمية التدبر للقرآن الكريم، وأن مما تفتقده الساحة الإسلامية وحلق القران تطبيق التدبر في الحِلق وذلك لعدم وجود (منهج عملي تفصيلي يحقق التدبر) (ولو بشكل غير كامل)، والذي نعنيه هو التدبر في الحِلق والتدبر بشكل جماعي للارتقاء بمخرجات الحِلق والارتقاء بسوية المشتغلين بحفظ القران، ولا نعني التدبر بشكل فردي وإن كان المنهج المذكور يستفيد منه الفرد والجماعة إلا أن الحديث والكتابات عن تطبيق التدبر بشكل فردي كثيرة، وإذا صح العزم من المسلم استطاع بعد توفيق الله الوصول لذلك، لكن وجود حلقات تلتزم منهج يسير نحو التدبر هذا ما نفتقده و هو ما حاولنا توضيحه في هذا العمل الذي نسأل الله أن يبارك فيه وأن ينفع به،،
فساهم يا أخي المبارك في تطبيقه ونشره وتطويره والله يحفظكم،،،
ملاحظة: في المرفقات منهج التدبر، ودفتر المتابعة،،
ولا نستغني عن ملاحظاتكم وإرشاداتكم ليرتقي العلم،،
نقلته عن الشيخ/ علي بن ناصر العضيب، القاضي بمحكمة الجوف.(/)
اختلاف الألسنة ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 Jul 2009, 05:42 م]ـ
اختلاف الألسنة ..
1 - نقل الألفاظ إلى غير ما كانت تدل عليه هو اختلاف الألسنة , لا الحقيقة والمجاز
قال الله تعالى تعالى: ((ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين)) , وألسنة الناس تختلف في الأحرف التي ينطقون بها , وهو ما يسمى علم الأصوات , وفي الألفاظ المفردة , وهو التصريف أو الصرف , وفي أوجه تأليف الألفاظ وجمع بعضها إلى بعض , وهو النحو , وفيما تدل عليه الألفاظ المفردة والمؤلفة , وهو علم الدلالة, وتكلم المستشرق الألماني برجشتراسر في اختلاف الألسنة , وسمَّاه التطور اللغوي , وتبعه على ذلك د. رمضان عبد التواب وغيره (1) , وأخذوا تلك التسمية من كلام دارون وأصحابه في التطور , وكلامهم كله باطل , وقول الله تعالى هو الحق المبين , والألسنة لا تتطور , ولكنها تختلف.
وأسرع ما تختلف فيه الألسنة هو ما تدل عليه الألفاظ , فاللفظة الواحدة قد تدل بلسان قوم على غير ما تدل عليه بلسان قوم آخرين , ويختلف ما تدل عليه اللفظة الواحدة بلسان نفس القوم من قرن إل قرن , وقد يحدث ذلك الاختلاف في قرن واحد منهم , وقد يحدث في قرون متقاربة , وكلما كان أولئك القوم أكثر عزلة عن غيرهم , قل اختلاف لسانهم من قرن إلى قرن , وظلت أكثر ألفاظهم تدل بلسان القرن اللاحق على نفس ما كانت تدل عليه بلسان القرن السابق , وأعظم ما تختلف به الألسنة هو اختلاط الأمم , ونقل الكتب من لسان إلى لسان , فالناس ينقلون الألفاظ كثيراً إلى غير ما كانت تدل عليه عند غيرهم , وبذلك النقل تختلف ألسنتهم , ولا يظل اللسان بعد ذلك النقل لساناً واحداً , ولكنه يصير ألسنة مختلفة , وإذا نقل رجلٌ لفظة أو ألفاظاً إلى غير ما تدل عليه عند قوم اختلف لسانه عن لسانهم , وحدث لسان جديد , وقد يكون ذلك الرجل شاعراً أو خطيباً , أو كاتباً وقد يكون سيداً مطاعاً أو عامياً وقد يتبعه على ذلك اللسان الجديد قومه , أو تتبعه طائفة من الناس فلسان كل قوم أو رجل هو ما تدل عليه الألفاظ في كلام ذلك الرجل وأولئك القوم , ولا ريب أن لكل قوم أولاً اتبعوه على لسانه , فإذا علم ذلك الأول نسب اللسان إليه , وإذا نسي وبعد العهد به ينسب اللسان إلى أولئك القوم.
ونقل الألفاظ إلى غير ما كانت تدل عليه قد يكون خطأ أو جهلاً باللسان الأول , أو خلطاً بينه وين لسان آخر , وبين لسان آخر , وقد يكون عمداً , واللفظة قد تنقل من العموم إلى الخصوص , فتصير خاصة بعد ما كانت عامَّة , وتنقل من الخصوص إلى العموم , فتصير عامَّة بعدما كانت خاصة , وتعزل عن الإضافة بعدما كانت تذكر إلا مضافة , أو تضاف إلى غير ما كانت تضاف إليه وتقرن به وقد يزاد فيما تدل عليه شيء أو أشياء أو تنقل من شيء إلى غيره , وقد يكون ما نقلت إليه يشبه ما كانت له أو يقاربه , فيسمي الشيء باسم ما يشبهه , أو باسم مكانه , أو ما يجاوره , أو يتصل به ويسمى الكل باسم البعض , أو البعض باسم الكل , وكل ما ذكروه من المجازات والاستعارات فهي أوجه من ذلك النقل , وقد تنقل اللفظة إلى شيء لا يشبه ما كانت له ولا يقاربه , وقد يكون ما نقلت إليه أبعد شيء عما كانت عليه , وذلك النقل كله خطأه وعمد لا ميزان له , ولا يجري طريقة واحدة , بل قد يكون ما نقلت اللفظة إليه أبعد شيء عما كانت له , ولو كان نقل الألفاظ إلى غير ما كانت تدل عليه له بميزان يوزن به , أو له طريقة واحدة أو طرق معدودة يجري عليها , لكان ما نقلت إليه اللفظة باللسان الآخر , يدلُّ على ما كانت له باللسان الأول , ولكن ذلك النقل لا ميزان له , ولا يجري على طريقة واحدة , ولا طرق معدودة , وهو يكون بأوجه من العمد والخطأ لا سبيل إلى حصرها , فما نقلت اللفظة إليه باللسان الآخر لا يهدي إلى ما كانت له باللسان الأول , ولا يدل عليه , والمتكلم بلسان قوم لا يعني إلا ما تدل عليه الألفاظ بلسان أولئك القوم , ولا يخطر بقلبه ما تدل عليه بلسان قوم آخرين لا قبلهم ولا بعدهم , وإذا كان اللسان الأول محفوظاً , علم ما كانت تدل عليه الألفاظ أولاً , وما نقلت إليه بعد ذلك , وأما إذا كان اللسان الأول ليس محفوظاً , فلا يعلم ما كانت تدل عليه الألفاظ أولاً , ولا يدري أنقلت أم لم تنقل , فذلك النقل
(يُتْبَعُ)
(/)
لا سبيل إلى علمه إلا في لسانين محفوظين , أحدهما قبل الآخر.
ولسان العرب الذي حفظه الله تعالى لنا هو لسان العرب الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم وهم قومه صلى الله عليه وسلم , ولا ريب أن لسان أولئك العرب كان يختلف عن لسان العرب القديم الأول قبلهم , ولسان العرب قبلهم لم يحفظ لنا , فلا ندري ما كانت تدل عليه الألفاظ بلسان العرب الأول , ولا ما نقل منها إلى غير ما كان يدل عليه , ولا ما لم ينقل , ولو حفظ لسان العرب الأول لم ينفع في دين الله شيئاً , والله تعالى أنزل كتابه وبعث نبيه صلى الله عليه وسلم بلسان العرب الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم وليس بلسان العرب قبلهم ولا بعدهم , فما تدل عليه الألفاظ في كتاب الله تعالى وحديث رسوله هو ما كانت تدل عليه عند أولئك العرب الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم وليس ما ما كانت تدل عليه قبلهم.
فإذا كانت العرب قوم النبي صلى الله عليه وسلم , يقولون أسدٌ لذلك السبع , ويقولون أسدٌ للرجل الجرئ الذي لا يفر , فلا تدري بأيهما تكلموا أولاً , ولا سبيل إلى العلم به , لا بنبأ صادق , ولا ببرهان , فإن لسان العرب القديم الأول ليس محفوظاً , وما ثقلت اللفظة إليه بلسان الآخر , لا يهدي إلى ما كانت له بلسان الأول , ولئن قلنا إنها كانت قبلهم تدل على أحدهما دون الآخر , فلقد صارت بلسانهم تدل عليها جميعاً , وصاروا يقولون: أسد للسبع والرجل سواءً , فلا تدل تلك اللفظة على أحدهما دون الآخر إلا بينة من كلام المتكلم أو حاله , والمحفوظ من كلامهم يشهد بذلك وسيأتي ذكره إن شاء الله , فقولهم: إنها وضعت للسبع , ثم نقلت للرجل , فهي حقيقة في السبع , مجازٌ في الرجل , زعم باطلٌ , وقولهم: إنها تدل على السبع بغير قرينة , ولا تدلُّ على الرجل إلا بقرينة , زعم باطل مثله , ولابدَّ لهم من هذين الزَّعمين في كل لفظة يدَّعون فيها حقيقة ومجازاً , وكلاهما زعم باطل لا حجّة لهم به , وإذا صارت اللفظة بلسان قوم تدل أكثر من دلالة , فلابدَّ أن يكون في كلام المتكلم أو حاله ما يبيِّن ما أراده بها , وسواءٌ أراد بها ما كانت له أوَّلاً , أو ما نقلت إليه بعد ذلك , وسواءٌ علمنا ما كانت له أولاً , وما نقلت إليه بعد ذلك , أم لم نعلمه.
2 - اختلاف ألسنة العرب قبل النبي صلى الله عليه وسلم بعده
وألسنة العرب قبل النبي صلى الله عليه وسلم وبعده ألسنة كثيرة مختلفة , وليس لسان العرب واحداً من لدن معد بن عدنان إلى آخر الدهر , ولا ألسنة غيرهم من الأمم , وألسنة العرب القدماء قبل النبي صلى الله عليه وسلم ليست محفوظةً , ولو وُجد منها شيء , فلا يعلم ما يدل عليه إلا ظناً؛ وكذلك كل لسان ذهب القوم الذين كانوا يتكلمون به , ثم وجد منه شيء قليل بعدهم مكتوباً , فلا يعلم ما كان يدل عليه عندهم إلا ظناً؛ وحدثت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ألسنة كثيرة , ونقل كثيرٌ من ألفاظ العرب إلى غير ما كان يدل عليه , فإن العرب بعد النبي صلى الله عليه وسلم خالطوا كثيراً من الأمم غيرهم , وتكلم بلسانهم من ليس منهم من المستعمرين من العجم والموالي , وكل من نشأ بين لسانين أخطأ فيه وغيره , ولم يزل ينزع به إلى لسانه الأول , ونقلت إلى العربية كثير من كتب الفلاسفة وغيرها , والذين نقلوا تلك الكتب لم يكونوا عرباً , فخلطوا كثيراً من ألفاظهم وكلامهم بكلام العرب وكلامهم إلى غير ما كان يدل عليه , وأحدثت طائفة من الكتاب والشعراء مذهب البديع , وأخذوه من كتاب العجم وشعرائهم وتوسعوا في الاستعارات , فنقلوا كثيراً من ألفاظ العرب وكلامهم إلى غير ما كانت تدل عليه , وتكلموا بما لم تتكلم به العرب , والمتكلمون من المعتزلة وغيرهم أخذوا كثيراً من ألفاظ الناقلين لكتب الفلاسفة ومن ألفاظ المتكلمين من اليهود والنصارى وغيرها من الأمم , وخلطوها بكلام العرب , ونقلوا كثيراً منه إلى غير ما كان يدل عليه وكانوا من العجم والموالي , وكذلك النحويون نقلوا كثيراً من ألفاظ العرب إلى غير ما تدل عليه , وكثير من ألفاظ النحويين تدل على نفس ما تدل عليه عند المعتزلة , وأكثر النحويين من البصريين والكوفيين ومن بعدهم كانوا معتزلة , وزعم كثيرٌ منهم أنهم كانوا لا يخلطون بين كلامهم في المنطق والفلسفة وكلامهم في النحو , وهو زعم باطلٌ , وكلامهم
(يُتْبَعُ)
(/)
في النحو يكذبه , وما يدل عليه لفظ الاسم والصفة والعلة وغيرها عند النحويين هو نفس ما يدل عليه عند المعتزلة , والفقهاء من أهل الرأي والحديث , والصوفية وغيرهم من الخاصة والعامة , كلهم تكلموا بما لم تكن تتكلم به العرب , ونقلوا ألفاظ العرب إلى غير ما كانت تدل عليه , وحدثت ألسنة أخرى عربية مولدة , وكثرت تلك الألسنة واختلط بعضها ببعض وصارت اللفظة الواحدة تدل عند كل طائفة منهم على غير ما تدل عليه عند غيرهم , وقد تدل اللفظة في كلام رجل على غير ما تدل عليه عند غيره من الناس كلهم , وينقل ذلك الرجل تلك اللفظة إلى شيء لم يسبقه إليه أحدٌ , ولا تبعه عليه أحدٌ , فيكون ما تدل عليه بلسان ذلك الرجل خاصة غير ما تدل عليه بلسان غيره من الناس كلهم , وتلك الألسنة المحدثة كلها عربية أخرى غير لسان العرب الذي نزل القرآن به.
وتلك الألسنة المحدثة المولدة كانت قريباً من عهد النبي صلى الله عليه وسلم , ولعل بعضها حدث أوائله في آخر المائة الأولى , وقال أبو سليمان الخطابي في كتابه ((بيان إعجاز القرآن)): أخبرني الحسن بن عبد الرحيم , عن أبي خليفة , عن محمد بن سلام الجمحي , قال: قال أبو عمرو بن العلاء: اللسان الذي نزل به القرآن , وتكلمت به العرب على عهد النبي صلى الله عليه وسلم عربية أخرى غير كلامنا هذا (2). اهـ , وهو في طبقات الشعراء لابن سلام , وقال ابن سلام بعده: قال أبو عمرو بن العلاء: ما لسان حمير وأقاصي اليمن اليوم بلساننا ولا عربيتهم بعربيتنا (3) اهـ؛ وقال الخطابي: وقد زعم بعضهم أن كلام العرب كان باقياً على نجره الأول وعلى سطح طبعه الأقدم , إلى زمان بني أمية , ثم دخله الخلل , فاختل منه أشياء , قال: ولهذا صار العلماء لا يحتجون بشعر المحدثين , ولا يستشهدون به , كبشار بن برد , والحسن بن هانئ , ودعبل , والعتَّابي , وأحزابهم من فصحاء الشعراء والمتقدمين في صنعة الشعر , وإنما يرجعون في الاستشهاد إلى شعراء الجاهلية , وإلى المخضرمين منهم , وإلى الطبقة الثالثة التي أدركت المخضرمين , وذلك لعلمهم بما دخل الكلام في الزمان المتأخر من الخلل , والاستحالة عن رسمه الأول (4) اهـ وقال ابن برهان في كتابه ((الوصول إلى الأصول)): وأما كلام الشافعي , وأبي حنيفة رضي الله عنهما فلا يحتج به؛ لأن الحجة إنما تثبت بأقوال العرب والفصحاء الأقحاح الأفصاح , الذين أنطقتهم طباعهم , فأما من أخذ اللغة عن العلماء وتلقف من الأدباء , وقال ما قال عن الاجتهاد , فقوله لا يكون حجة , بل لابد من النظر في دليله (5) يعني لا يكون حجة في العربية وعلم لسان العرب , قال الشاطبي في كتابه ((الموافقات)): ووجه آخر وهو أن كثيراً مما ليس بمحتاج إليه في علم الشريعة قد أدخل فيها وصار من مسائلها , ولو فرض رفعه من الوجود رأسا لما اختل مما يحتاج إليه في الشريعة شيء , بدليل ما كان عليه السلف الصالح في فهمها , دع العرب المحفوظة اللسان , كالصحابة ومن يليهم من غيرهم , بل من ولد بعدما فسد اللسان , فاحتاج إلى علم كلام العرب , كمالك والشافعي وأبي حنيفة ومن قبلهم أو بعدهم , وأمثالهم , فلما دخلت تلك الأمور وقع الخلاف بسببها , ولو لم تدخل فيها لم يقع ذلك الخلاف , ومن استقرأ مسائل الشريعة وجد منها في كلام المتأخرين عن تلك الطبقة كثيراً , وقد مر في المقدمات تنبيه على هذا المعنى (6).اهـ وكلام أئمة العربية في ذلك كثير معروف.
3 - لسان العرب الذي نزل القرآن به , هو لسان العرب قوم النبي
صلى الله عليه وسلم
فما تدل عليه الألفاظ في كتاب الله تعالى , وحديث رسوله صلى الله عليه وسلم هو ما كانت تدل عليه في كلام أولئك العرب , قوم النبي صلى الله عليه وسلم , وليس ما كانت تدل عليه قبلهم , ولا ما صارت تدلُّ عليه بعدهم , ولا يفقه أحدٌ في الدين حتى يعلم ما كانت تدل عليه تلك الألفاظ عند أولئك العرب الذين بعث النبي صلى الله عليه وسلم ويعلم ما تدل عليه الألفاظ عندهم من كلام أئمة العربية الموثوق بهم , وما تشهد به مواضع تلك الألفاظ في كتاب الله تعالى , وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي رواها الثقات وحفظت ألفاظها , وأشعار العرب وأمثالهم التي يوثق بعربيتها ورواتها وكلام كل قوم المحفوظ عنهم يفسر بعضه بعضاً , ويبين ما تدل عليه الألفاظ عندهم , وإذا جمعت مواضع اللفظ في كلام قوم أو كثير منها ما يدل عليه عندهم , وما اختلف فيه أئمة العربية , فتلك الشواهد تدل المجتهد على الصواب فيه إن شاء الله تعالى.
وكل من فسر شيئاً من القرآن والحديث بغير ما كان يدل عليه عند العرب قوم النبي صلى الله عليه وسلم فقد أخطأ فيه؛ والمتكلمون من المعتزلة وغيرهم فسروا كثيراً من القرآن والحديث بأهوائهم , وبما تدل عليه الألفاظ عند الفلاسفة والناقلين عنهم , وليس بما تدل عليه عند العرب , فأخطأوا واختلفوا , وضلوا وأضلوا كثيراً من الناس , وكان لسان الفلاسفة والناقلين عنهم هو أضر الألسنة للمتفقهين؛ وروي عن الشافعي رحمه الله أنه قال: ما جهل الناس ولا اختلفوا إلا لتركهم لسان العرب , وميلهم إلى لسان أرسطوطاليس (7).
===========
الحواشي:
(1) ((التطور النحوي للغة العربية)) محاضرات ألقاها برجشتراسر في جامعة القاهرة 1929 م ونشرها د. رمضان عبد التواب , و ((التطور اللغوي مظاهره وعلله وقوانينه)) د. رمضان عبد التواب
(2) ((بيان إعجاز القرآن)) ضمن ثلاث رسائل ص 45, 46
(3) ((طبقات فحول الشعراء)) 1/ 10 - 11
(4) ((بيان إعجاز القرآن)) ص 46
(5) ((الوصول إلى الأصول)) 1/ 347
(6) ((الموافقات)) 3/ 96
(7) صون المنطق والكلام: (1/ 47 - 48)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[22 Jul 2009, 07:43 م]ـ
إذا كانت اللفظة الواحدة يمكن أن تدل على أكثر من معنى في اللسان العربي، وكان السلف قد ذكروا من معاني اللفظة بعض ما تدل عليه بحسب ما توارد على فهومهم وما كان من معهودهم، وتنوعت أقوالهم في هذا، ألا يعد هذا دليلا على خطأ حصر معاني الآية بما ذكروه من معاني لهذه اللفظة؟
بمعنى:
هل نزول القرآن الكريم على معهود الأميين في الخطاب يدل على أن القرآن لا يمكن أن يدل على غير هذا المعهود حتى لو احتمل لفظ الآية معنى غيره؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[22 Jul 2009, 08:32 م]ـ
الذي أراه والله أعلم يضبط ذلك هو:
أن يكون المعنى الجديد مما تحتمله الآية.
وهذا يشمل:
1 - أن يكون المعنى مما يحتمله اللفظ في اللسان العربي القديم.وأما تحميل اللفظ ما ليس من معانيه أو ما هو من معانيه في اللسان الحادث (وقد يكون الحادث بعد الهجرة بمائتي عام فقط) = فهو فاسد.
2 - ألايكون في سياق الآية ما يمنع حمل هذا اللفظ على ذاك المعنى.
3 - ألا يكون في مجموع القرائن الخارجية (عموم كلام الشرع) ما يمنع حمل هذا اللفظ على ذاك المعنى.
4 - إذا كان المعنى الجديد وخلافه للمعاني السالفة من جنس خلاف التنوع فلا يجوز لصاحبه إبطال المعاني الواردة عن السلف.
5 - إذا كان المعنى الجديد وخلافه للمعاني السالفة من جنس خلاف التضاد فيُحكم على إبطاله لمعاني السلف بميزان قطعية الإجماع الضمني الوارد عن السلف وظنيته وقوة مستند صاحب المعنى الجديد.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[09 Sep 2009, 05:13 م]ـ
أعود للموضوع أخي الفاضل ..
الضابط الذي ذكرته صحيح وهو: "أن يكون المعنى الجديد مما تحتمله الآية"
ولكن اللإشكال فيما ذكرته بعده بقولك: "أن يكون المعنى مما يحتمله اللفظ في اللسان العربي القديم"
فما الدليل على هذا؟
فأعيد السؤال الذي ذكرتُه سابقا وهو:
إذا كان القرآن قد نزل على معهود الأميين في الخطاب، فهل هذا يدل على أنه لا يمكن أن يدل على غير هذا المعهود حتى لو احتمل لفظ الآية معنى غيره؟
بمعنى:
ما الإشكال المترتب على جعل لفظ القرآن واسعا يحتمل المعنى القديم، كما يحتمل المعنى الجديد إذا لم يمنع مانع من حمل الآية عليه من مناقضة قول السلف أو المخالفة للسياق أو الأدلة الأخرى؟
وهو سؤال للمدارسة العامة أيضا حيث يضبط كثيرا من الأمور ..
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 Sep 2009, 06:45 م]ـ
[ما الإشكال المترتب على جعل لفظ القرآن واسعا يحتمل المعنى القديم، كما يحتمل المعنى الجديد إذا لم يمنع مانع من حمل الآية عليه من مناقضة قول السلف أو المخالفة للسياق أو الأدلة الأخرى؟]
بعث النبي صلى الله عليه وسلم - وغيره من الأنبياء- بلسان قومه،وكان هذا شرطاً لإقامة الحجة وتبيين المحجة.
فلو تكلم سبحانه باللفظ وأراد معنى لا يعرفه أهل اللسان الأول (لأنه سيحدث بعدهم) = لزم من ذلك أنه سبحانه تكلم بكلام أراد به معنى لم يفقهه لا النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه، ويكون هناك بعض الحق فات على قرن النبي صلى الله عليه وسلم فلم يدركه منهم أحد وعمي عليهم، ويكونون جميعاً قد اجتمعوا على عدم فقه هذا المعنى ولا معرفته ..
وكل ذلك باطل لا يجوز،ولا يجوز أن يخاطب الله النبي والصحابة بمعان ليست من لسانهم ولا يفقهوها ولا يعرفون المراد بها.
ولا يجوز أن يكون شيء من القرآن لفظ أو معنى يغبى علمه على قرن النبي جميعه لا يدركه منهم أحد.
ولا يجوز أن يكون شيء من الدين الحق المتمم المكمل لدى هذا القرن = قد فاتهم فلم يدركه منهم أحد ..
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[09 Sep 2009, 07:19 م]ـ
ما فهمه الرعيل الأول ممن نزل عليهم القرآن الكريم هو الفهم الذي قامت به الحجة وتم به الدين، ولا إشكال في هذا والحمد لله.
ولكن ما المناع من أن تكون بعض المعاني الزائدة الداخلة في حد الاستباط التي لا تنقض الأقوال السابقة ولا يمنع منها مانع ولا تُقصر عليها الآية، ما المانع من أن تكون بعض هذه المعاني مما لم يذكره السلف ولم يكن في معهودهم =داخلا فيما تدل عليه الآية؟
ما المانع من هذا؟ وما الدليل على منعه؟
لأن قولك أخي:
ولا يجوز أن يخاطب الله النبي والصحابة بمعان ليست من لسانهم ولا يفقهوها ولا يعرفون المراد بها.
ولا يجوز أن يكون شيء من القرآن لفظ أو معنى يغبى علمه على قرن النبي جميعه لا يدركه منهم أحد.
ليس جوابا عن الإشكال، بل تقرير لما ذكرتَه سابقا ونتيجة عنه، وليس تفنيدا لما ذكرتُه وطلبت عليه جوابا ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 Sep 2009, 08:19 م]ـ
ليس كلامي تكراراً بل هو حجة ولعلي أعبر عنها بعبارة أخرى ...
1 - إذا أراد الله تلك المعاني الحادثة فقد خاطبهم بغير لسانهم وهذا ممنوع بنص القرآن.
2 - إذا أراد الله تلك المعاني الحادثة فلن يدركوها هم وهذا يقتضي غياب معنى النص عن قرن النبي وفواته لهم وهذا اجتماع منهم على تضييع بعض الحق وهو ضلالة. ولا يجتمعون على ضلالة.
3 - إذا أراد الله تلك المعاني الحادثة فلن يدركوها هم وهذا يقتضي أن الدين الذي معهم لم يكن تاماً ولا كاملاً وهذا خلاف نص القرآن المقتضي أنهم قد بلغهم الدين تاماً كاملاً.
4 - إذا أراد الله تلك المعاني الحادثة فلن يدركها النبي وهذا نافي تمام علم النبي بالرسالة والوحي.
5 - فإذا علمها بطريق ما تدعيه؛فهو لم يبلغها وهذا ينافي وجوب التبليغ التام المأمور به.
6 - وإا بلغها فهي من لسانهم وكلامهم وخرجت عن حد المسألة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[09 Sep 2009, 11:01 م]ـ
1 - إذا أراد الله تلك المعاني الحادثة فقد خاطبهم بغير لسانهم وهذا ممنوع بنص القرآن.
لعلك تقصد قوله تعالى: (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ... )
وهذه الآية لا تدل على ما ذهبت إليه أخي الحبيب، فالآية إنما تبين أن القرآن نزل باللسان العربي لا بلسانٍ غيره، وكان هذا في معارضة قول المشركين إن القرآن لا بد أن ينزل باللسان السرياني أو غيره كما كانت الكتب السابقة تنزل، فجاءت الآية ردا على هذا وبيانا أن القرآن لم ينزل إلا باللسان العربي ليتم لهم البيان.
فليست المسألة في إرادة الله تعالى، فموافقة هذه الإرادة إنما هي ظنية اجتهادية، والعبرة بالتزام أصول التفسير المعتبرة التي لا يكون بها المفسر قائلا في القرآن بمجرد الرأي.
وخلاف العلماء في التفسير إنما سببه أن كلا منهم قصد موافقة مراد الله تعالى من كلامه، فمنهم من يصيب ومنهم من يخطئ، وهذا هو الاجتهاد، فإذا كان على الأصول المرعية فهو من الرأي المحمود، ولو أخطأ صاحبه.
وعليه فما المانع بعدها من أن يقال: إن باب الفهم والاستنباط ما زال مفتوحا لمن يملك أدواته، ولو ذهب صاحبه إلى معاني لم يفهمها من سبق ما دام اللفظ يحتمله، فالعبرة بصحة حمل الآية على هذا المعنى لا بما كان من معهود الأميين.
ولو قلنا بلازم ما ذكرت لانغلق باب الاستنباط.
2 - إذا أراد الله تلك المعاني الحادثة فلن يدركوها هم وهذا يقتضي غياب معنى النص عن قرن النبي وفواته لهم وهذا اجتماع منهم على تضييع بعض الحق وهو ضلالة. ولا يجتمعون على ضلالة.
3 - إذا أراد الله تلك المعاني الحادثة فلن يدركوها هم وهذا يقتضي أن الدين الذي معهم لم يكن تاماً ولا كاملاً وهذا خلاف نص القرآن المقتضي أنهم قد بلغهم الدين تاماً كاملاً.
4 - إذا أراد الله تلك المعاني الحادثة فلن يدركها النبي وهذا نافي تمام علم النبي بالرسالة والوحي.
5 - فإذا علمها بطريق ما تدعيه؛فهو لم يبلغها وهذا ينافي وجوب التبليغ التام المأمور به.
ليس هذا من تضييع الحق في شيء، لأن المعنى الأصلي هو المأمور ببلاغه وهو الذي قد ثبتت به الحجة وقامت به المحجة وتم به الدين، وعليه فلو فاتت المعاني المحدثة لم يكن نقصا بعد ثبات المعنى الأصلي للآية.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 Sep 2009, 11:34 م]ـ
1 - كلامك في معنى الآية = مصادرة على المطلوب فلا فرق عندنا بين السريانية وبين كثير من عربية اليوم فكلاهما ليس لسان قوم النبي .. فلسان القوم هو ما يتحدثون به من الألفاظ والدلالات المنافية للسريانية وللعربية البائدة والحادثة ولو أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعربية عاد وثمود = لما كان مرسلاً بلسان قومه وإن كان أرسل بما يُسمى عربية.
2 - كلامك عن أصول التفسير مصادرة على المطلوب أيضاً لأنا نزعم أن من أصول التفسير ألا يقال في كتاب الله إلا بما هو مراد الله (ظناً أو قطعاً ليس البحث هاهنا) أما الزعم بأن معنى ما هو معنى الآية وليس مراداً لله فهذا عدول بكلام المتكلم عن مقاصده ووضع لكلام المتكلم في غير ما أراد.
3 - إذا ثبت أن للآية معنيان = وجب أن يكونا مقصودين متعبد بفقههما وفوت أحد المعنيين يعني ضياع بعض الحق والقول بأن واحداً منهما هو الأصلي الذي تقوم به الحجة ويتم به الدين والآخر ليس كذلك = محض تحكم.
4 - نحن لم نقل إن باب الفهم والاستنباط أغلق ولا نقول لابد أن يكون كل معنى يثبت للفظ القرآني ثبت تفسير اللفظ به عن السلف، وإنما نقول: يجب أن يكون هذا المعنى المثبت مما يحتمله النص وفق اللسان الأول وإن لم يتكلم به السلف تفسيراً في هذا الموضع المعين ..(/)
أبحث عن تفسير ابن حزم
ـ[بنت قدامة]ــــــــ[22 Jul 2009, 06:10 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بحثت عن تفسير ابن حزم لكني لم أجده
فهل هو موجود على الانترنيت باي صيغة كانت أوصيغة المكتبة الشاملة
وان لم يكن فهل له طبعات خارج الانترنيت
وماهواسم هذا التفسير
أفيدوني جزاكم الله خير ...
ـ[طالبة القرآن وعلومه]ــــــــ[22 Jul 2009, 11:16 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجدت هذه الروابط:
آراء ابن حزم الظاهري في التفسير جمعا ودراسة (رسائل جامعية مصورة):
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15889
الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم لابن حزم:
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=7&book=1575
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[22 Jul 2009, 03:16 م]ـ
هذا الرابط قد يفيدك:
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=16619(/)
ترجمة الشيخ السديس للشيخ محمد الأمين الشنقيطي
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[22 Jul 2009, 08:26 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم.
أما بعد، فإني ألتمس من أساتذتنا ومشايخنا أن يرشدونني إلى طريقة حصولي على
ترجمة الشيخ السديس للشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله رحمة واسعة.
وجزاكم الله عنا وعن الإسلام والمسلمين خيرا.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[22 Jul 2009, 01:42 م]ـ
هنا رسالته للماجستير و ترجم فيها للشيخ الشنقيطى رحمه الله:
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=16655
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[22 Jul 2009, 09:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أستاذي الفاضل طه محمد عبد الرحمن هذا الرابط يحيلني إلى ملف غير مقروء. فأرجوكم أستاذي جزاكم الله خيرا أشيروا علي بالحل
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[22 Jul 2009, 11:46 م]ـ
نعم!
تجد ترجمته فى المرفقات يمكنك تحميلها بالضغط عليها
و تفضل هذا رابط مباشر:
http://tafsir.org/vb/attachment.php?attachmentid=2581&d=1247349009
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[24 Jul 2009, 08:49 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
جزى الله عنا خيرا شيخنا طه، لكن اسمحوا لي حفظكم الله أن أطلب منك مرة أخرى مساعدتي في كيفية قراءة الملف بعد تحميله، لأنه غير مقروء: فهو على شكل رموز غير مقروءة. ويطلب مني اختيار الخط الذي يحوله إلى نص مقروء ..
وسامحوني مرة أخرى رعاكم الله وجعلكم ذخرا للإسلام والمسلمين.
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[24 Jul 2009, 01:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
جزى الله عنا خيرا شيخنا طه، لكن اسمحوا لي حفظكم الله أن أطلب منك مرة أخرى مساعدتي في كيفية قراءة الملف بعد تحميله، لأنه غير مقروء: فهو على شكل رموز غير مقروءة. ويطلب مني اختيار الخط الذي يحوله إلى نص مقروء ..
وسامحوني مرة أخرى رعاكم الله وجعلكم ذخرا للإسلام والمسلمين.
أخي الفاضل
الملف بصيغة PDF
إذا لم يكن لديك برنامج قارئ PDF فحاول تنزيله من الانترنت ..
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[28 Jul 2009, 07:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أخي الفاضل عبد الملك جزاكم الله خيرا وتقبل الله منكم.
وقد نزلت البرنامج أخي ولم أستطع فتح الملف. فأرجوك أخي حاولوا أنتم ثم ردوا علي.
وإن تفضلتم أخي بإرشادي إلى رقم صيغة البرنامج لأني استعملت الصيغة 8.1 ثم 9.1. ولم أتوفق.
ومرة أخرى أسأل الله أن ينفع بكم.
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[29 Jul 2009, 02:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أخي الفاضل عبد الملك جزاكم الله خيرا وتقبل الله منكم.
وقد نزلت البرنامج أخي ولم أستطع فتح الملف. فأرجوك أخي حاولوا أنتم ثم ردوا علي.
وإن تفضلتم أخي بإرشادي إلى رقم صيغة البرنامج لأني استعملت الصيغة 8.1 ثم 9.1. ولم أتوفق.
ومرة أخرى أسأل الله أن ينفع بكم.
أخي الفاضل قد جربت فتح البرنامج وقرأت ما فيه
جرب هذا البرنامج
http://mirrors.foxitsoftware.com/pub/foxit/reader/desktop/win/3.x/3.0/enu/FoxitReader30_enu_Setup.exe
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[30 Jul 2009, 05:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيرا أخي عبد الملك.
اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا
جربت أخي الفاضل عن طريق حاسوب آخر وبالبرنامج الذ يبعثته لي مشكورا فلم أتوفق
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[31 Jul 2009, 10:05 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أخي الفاضل بعد استشارة أهل التخصص في مجال المعلوميات أشاروا علي بالتماس الحصول على الموقع الأصل الذي به الرسالة. أو إعادة عملية ارفاق الملف لأن تمت خلل يحدث أثناءها. يؤدي إلى عدم تشفير قن قراءتها.
فأرجوكم شيخنا الفاضل سامحونا لكن كما يقال فصاحب الحاجة أعمى. ولن أبصر أستاذي الفاضل إلا بعد تحصيلي هذا المرغوب الذي أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجعله في ميزان حسناتكم.
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[31 Jul 2009, 01:31 م]ـ
جربت الملف قبل قليل من الرد رقم 4
وهنا الرابط مباشرة
http://tafsir.org/vb/attachment.php?attachmentid=2581&d=1247349009
وهو يعمل حفظك الله
وقد أعدت رفعه في ردي هذا ... بعد ضغطه على صيغة rar
إذا لم يعمل لديك فأرجو تبيين المشكلة هل في تحميل الملف أم في برنامج فك الضغط لديك أم في برنامج PDF
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[05 Aug 2009, 12:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أخي حقا أعتذر لك على هذا الازعاج لكن إلى حد اليوم لم أتمكن من الاستفادة من الملف. وكلما أردت فتحه بعد تحميله تطلع علي رسالة مفادها أن:
الملف دمر. أو أن هذا الملف لم يتم تشفيره بطريقة سليمة.
وجزاكم الله عنا خير الجزاء أخي
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[05 Aug 2009, 01:46 ص]ـ
هذ كتاب أضواء البيان طبعةالمجمع إشراف الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله و قد ترجموا للشيخ الشنقيطى رحمه الله و أظنهم _و الله أعلم_ اعتمدوا على نسخة الشيخ السديس
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=770
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[05 Aug 2009, 07:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
جزاكم الله عنا خير الجزاء مشايخنا الأفاضل. والله أتعبناكم فنسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يكتب هذا الجهد في موازين حسناتكم.
شيخي إن أمكنكم أن تبعثوا لي بالرسالة رسالة الشيخ السديس على عنواني البريدي Ysf750@yahoo.fr
نجرب هذه الطريقة لعل الملف يفتح بإذن الله. فتح الله عليكم ونفع بكم
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[05 Aug 2009, 08:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أخي حقا أعتذر لك على هذا الازعاج لكن إلى حد اليوم لم أتمكن من الاستفادة من الملف. وكلما أردت فتحه بعد تحميله تطلع علي رسالة مفادها أن:
الملف دمر. أو أن هذا الملف لم يتم تشفيره بطريقة سليمة.
وجزاكم الله عنا خير الجزاء أخي
أخي الكريم أعتقد بأن المشكلة من برنامج الضغط لديك
وقد أرفقت لك برنامج للضغط حاول تركيبه في جهازك ثم جرب فك الضغط عن الملف وبإذن الله يعمل لديك
14/ 8/1430هـ
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[06 Aug 2009, 10:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أستاذي الكريم من فضلكم ابعثوا لي بالرسالة رسالة الشيخ السديس على عنواني البريدي Ysf750@yahoo.fr
فقد ثبثت برنامج الضغط فلم أتوفق مرة أخرى. وقد حاول معي بعض المتخصصين دون جدوى.
فتح الله عليكم ونفع بكم.
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[08 Aug 2009, 06:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أخي لقد استشرت أحد المتخصصين فأشار علي بضرورة كتابة اسم الملف بالحروف اللاتنية قبل ضغطه ثم ارساله لأننا حاولنا بشتى الوسائل لكن دون جدوى
وجزاكم الله عنا خير الجزاء
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[09 Aug 2009, 04:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أستاذي الكريم من فضلكم ابعثوا لي بالرسالة رسالة الشيخ السديس على عنواني البريدي Ysf750@yahoo.fr
فقد ثبثت برنامج الضغط فلم أتوفق مرة أخرى. وقد حاول معي بعض المتخصصين دون جدوى.
فتح الله عليكم ونفع بكم.
أخي الفاضل يوسف
بحمد الله تم إرسال الملف من البريد بعد محاولات
وهنا أرفق لك ترجمة للشيخ الشنقيطي بصيغة txt
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[13 Aug 2009, 09:59 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
جزاكم الله عنا خير الجزاء، وتقبل الله منكم.(/)
قطوف مكية (من دورة تاريخ التفسير)
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[22 Jul 2009, 04:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
استمتعت جدا بحضوري دروس شيخنا الفاضل د/ مساعد بن سليمان الطيار ـ حفظه الله ورعاه ـ في تاريخ التفسير [المراحل الأولى من عهد النبي ? ـ 68هـ]، وذلك ضمن دروس الدورة العلمية 15 التي تنظمها مندوبية حي المعابدة بمكة المكرمة شرفها الله بحجامع الملك عبد العزيز بالحي نفسه، التي انعقدت في الفترة من 25/ 7/14303هـ ـ 29/ 7/1430هـ بعد صلاة الظهر، ورغبة مني في نشر بعض ما استفدته من خلال تلكم الدروس أقوم بنشر بعض الفوائد العلمية والأفكار العملية، والله المعين.
1ـ التنبيه على أهمية دراسة تاريخ علوم الشريعة، ومعرفة مناهج العلماء في تلك العلوم تعلما وتعليما، تأليفاً وتأصيلاً. وهذا يفيد طالب العلمة جدا من ناحية التصور والإدراك والنضح العلمي، وبخاصة في رد شبهات المستشرقين وغيرهم.
2ـ التنبيه إلى أن الكتابة في هذا الموضوع قليلة جداً، وهي على قلتها تفتقر إلى التحقيق والتمحيص والتحرير العلمي، المبني على الاستقراء والجمع والتتبع والتحليل ثم الاستنباط.
3ـ أهمية تحرير مفاهيم المصطلحات العلمية ودلالاتها، حيث أن دلالتها تتطور بمرور الزمن، ومن جلي أمثلة ذلك (مصطلح النسخ).
4ـ التنبيه إلى هذه المرحلة الحساسة من مراحل التفسير وهي مرحلة النشأة والتأسيس، وبيان جهود السلف من الصحابة والتابعين ومدى عنايتهم بتفسير كلام الله عزوجل.
ـ[د على رمضان]ــــــــ[30 Jul 2010, 03:54 م]ـ
نرجو لو كانت هناك تسجيلات للدكتور الطيار فى هذه الدورة أن يتم تحميلها على الموقع حتى يستفيد منها طلاب العلم وشكراً(/)
كيف تقرأ كتب التفسير (تفسير ابن كثير أنموذجاً) - محاضرة للشيخ مساعد الطيار
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[23 Jul 2009, 06:54 ص]ـ
كيف تقرأ كتب التفسير (تفسير ابن كثير أنموذجاً) - محاضرة للشيخ د. مساعد بن سليمان الطيار
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=63143
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[18 Jul 2010, 09:05 م]ـ
شكر الله لك أخي الكريم ونفع بك.(/)
مناقشة لرأي الأستاذ محمود محمد شاكر في الإمام محمد عبده
ـ[محمد خليل الزروق]ــــــــ[23 Jul 2009, 07:59 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تعليق على ما نشر في منتدى المجلس العلمي (الألوكة)، من نقل حسين أحمد أمين عن الأستاذ محمود محمد شاكر رأيَه في الإمام محمد عبده، وهو أنه خبيث وأس الفساد.
* * *
رحمة الله عليك - يا شيخ محمد رشيد رضا - أيها الإمام، كنت عالمًا سلفيًا، وقد تلمذت للشيخ محمد عبده، فهل كنت بهذه المنزلة من علم الدين، وبهذه المثابة من تصفح أخلاق الناس - بحيث تغفل عن إنسان خبيث أو مفسد، ولا تتفطن لخبثه وإفساده، وتتمادى في صحبته، وأخذ العلم عنه، وتلقِّي التفسير منه، وتدون كلامه على أنه أعلاق تُشَدُّ الأيدي عليها، ونفائس يُضَنُّ بها، وتبالغ - يا شيخ رشيد - في ذلك، وتسمي هذا الرجل بالأستاذ الإمام، وتكتب في سيرته كتابًا، وتنشر علمه، وتقرُّ له بالتلمذة؟ ما هذا يا شيخ رشيد رضا؟ ما هذا؟ أين عقلك الكبير، وعلمك الواسع بالدين، وخبرتك بالناس، وتصفحك للأخلاق، كيف تقضي هذا العمر مع هذا الشيخ ولا تتفطن إلى أنه من أكبر الجناة على الأمة وأجيالها؟
(1)
رويدَك - يا أخي الكريم - لا تعجل، ولا تأخذْك العجلة مآخذَها، ولا تطِرْ بك مَطارَها، وفي التثبُّت زَيْن، وفي الرَّويَّة صلاح وإصلاح، وفي الأناة فضل، ومزيد علم، وتمحيص رأي، وثوبة إلى رشاد.
وما هكذا تؤخذ الأمور، ولا هكذا يُحكَم على الرجال، وكم من عالمِ رُسوخ، وداعية حق، وإمام هدى، تقوَّل عليه المتقوِّلون، وحسده الحاسدون، وكاد له الكائدون، ينقمون منه ذكاءَه ونبوغه، ويكرهون عمله ونُجْحه، ويَضيقون برحابة صدره، وسَعة أفقه، وبعد نظره، وجمال تحقيقه، وحسن تجديده وتسديده! وما خبر الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية عنكم ببعيد، فقد كاد له خصومه من العلماء، ورموه بكل سوء، وسَعَوْا به إلى السلطان، فمات مسجونًا مظلومًا مأخوذًا برأيه، وطلاقة فكره، ونُفُوذ عقله، وحديد بصره، مما لم يألفه علماء التقليد والترديد، ولم يعرفه مَن حجتهم وجدنا آباءنا، وأطعنا كبراءنا، وتبعنا علماءنا!
وماذا فعل الأستاذ الفاضل الديِّن الغيور الأديب الدكتور محمد محمد حسين - رحمه الله - غير أن نقل في الأستاذ الإمام محمد عبده آراء معاصريه وأقرانه من مشايخ الأزهر ممن لم يعجبهم سعيه في إصلاح التعليم، ودعوته إلى تجديد الدين، فنفِسوا عليه ذلك، ورأوه غضًّا من شأنهم، وتسفيهًا لطريقتهم في العلم والتعليم والفتوى!
(2)
وهل أتاك نبأ حسين أحمد أمين الذي يُنقَل كلامُه، وتؤخذ شهادته، كأنه شاهدٌ عدل، ومسنِدٌ ثقة، وراوية ثبَت؟ وهو إنما أراد بكلامه الطعن على العلامة شيخ الآداب العربية وأستاذ أساتيذها في هذا العصر أبي فهر محمود محمد شاكر - عليه رحمة الله، وسحائب رضوانه ومغفرته! - وزرعَ الكراهة له في القلوب، بترويج أنه حديد اللسان، سريع البادرة، لا يسلم من أذاه أحد، ولا يبرأ من ذمه عالم، ولا ينجو من لسانه فاضل، كأنه وحش مفترس، أو مجنون لا عقل له، أو سفيه لا يضبطه ضابط، ولا يربطه رابط! هذا ما أراده حسين أحمد أمين، ودونك ما كتبه تلميذ الشيخ شاكر وصاحبه وصفيُّه أبو أروى محمود محمد الطناحي - رحمه الله - في رد عدوانه على الشيخ، وإبطال كلامه، وفضح تجنِّيه، وتعنيفه وتبكيته وتسكيته (انظر مقالات الطناحي 2/ 608 - 631).
وأما أن رأي الشيخ شاكر في جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده هكذا - فحق، وليس مصدر ذلك حسين أحمد أمين، ولو كان المتفردَ بهذا النقل لرُدَّ قوله، ولضُعِّفت روايته، لما عُرف من أمره. ولكن الشيخ نفسه صرَّح به في مقدمة كتاب أسرار البلاغة للإمام عبد القاهر الجرجاني، وقد نشر سنة 1412=1991.
والدكتور محمود الطناحي - برد الله مضجعه - أقرَّ به، وسلَّمه له، وأعطى فيه بيده، وعمَد إلى تسويغه وشرحه، وأثنى على الفاضلين الدكتور محمد عمارة والأستاذ فهمي هويدي - حفظهما الله - وذكر أنه لم يسمع العلاَّمة شاكرًا يذكرهما بسوء، وذكر أنه غيَّر رأيه في الدكتور عمارة بعد ما عُرف مَشْرَعه، وظهر منْزَعه.
(3)
(يُتْبَعُ)
(/)
وما لنا والبحثَ عن الناقل، والأخذ بالإسناد النازل، واعتماد الوسائط والوسائل، وهذه نشرة الشيخ من كتاب أسرار البلاغة بين أيدينا!
ذكر في مقدمتها تصحيحات الشيخ محمد عبده التي أثبتها السيد محمد رشيد رضا في نشرته من الأسرار، وقال: " وقد أوقع في قلبي الريبة من هذه التصحيحات ما أعلمه من تسرع الشيخ عبده وطغيانه في التصحيح بغير دليل، اعتمادًا على ذكائه، وحبه للظهور على أقرانه. ولكن سكّن ريبتي استعانة رشيد رضا بالشيخ الشنقيطي؛ لما أعرفه عنه من التثبُّت، وحسن بصره بلغة القوم في عصورهم المختلفة " (أسرار البلاغة 8).
فهذا ذم له في علمه بقلة التثبت، وفي نيته بحب الظهور!
ثم أثبت مقدمة الشيخ رشيد في مقدمة نشرته من الأسرار، وكرَّ عليها بتعليق طويل من ص 17 إلى ص 30، كله في رَدِّ ما أصاب الحياة الأدبية من فساد، وما دَرَج عليه زعماء التنوير أو زاعموه، من الاستهانة بالتراث، وبكُتب العلم، ومَن جاء بعدهم من باحثين أو ناكثين، ومن تلاهم من أطفال (كما سماهم) وناشئين - ردَّ كل ذلك إلى الشيخ محمد عبده، وحَمَّله وزرَه، ونسب إليه شرَّه، وجعله أول من ابتدأه، ونقب نقبه، مستدلاًّ بمعركته مع شيوخ الأزهر على أيامه، وبما كتبه من تقريظ لنشرة أحد تلاميذه لكتاب التلخيص لعلوم البلاغة للقزويني، وهو الأستاذ الأديب عبد الرحمن البرقوقي - رحمه الله - وفي هذا التقريظ قول الشيخ محمد عبده: " شرَحه كثير من الناظرين في الفن، وتعلَّق الأغلب بلفظه، ولم ينظروا الغايةَ من وضعه، فصرفوا الوقت فيه، وفاتتهم البلاغة نفسها بجميع مقاصدها، فلا هم يحسنون إذا كتبوا، ولا هم يُقنعون إذا خطبوا، ولا يحسنون السماع إذا خوطبوا، كما هو معروف لأنفسهم، ولكل من يعرفهم " (التلخيص 19).
وذكر ما وصف به الشيخ رشيد رضا عمل السكَّاكي في المفتاح ومن جاء بعده من أنه: " لم يسلم من التكلف في بعض عباراته، والتعقيد في بعض منازعه ... كان السكاكي وسطًا بين عبد القاهر الذي جمع في البلاغة بين العلم والعمل وأضرابه من البلغاء العاملين، وبين المتكلفين من المتأخرين الذين سلكوا بالبيان مسلك العلوم النظرية ... ثم تنافسوا في الاختصار والإيجاز، حتى صارت كتب البيان أشبه بالمعمَّيات والألغاز ... وكان من أثر فساد ذوق اللغة اختيار هذه الكتب التي ملكت العُجمةُ عليها أمرَها، على الكتب التي تهديك إلى العلم الصحيح بمعانيها، وتهدي إليك الذوق السليم بأساليبها ومناحيها، فكادت كتب عبد القاهر تُمحى وتُنسخ، وصارت حواشي السعد تُطبع وتنسخ " (أسرار البلاغة نشرة الشيخ رشيد ص: ز-ح).
وقال الشيخ شاكر: " ... فراعني يومئذ (أي في صدر شبابه) ما يقوله الشيخ في السعد التفتازاني الذي أثنى عليه كل من ترجم له ... ومع ذلك فقد دعاني ما كتبه عن كتب السعد أن أنظر فيها وأقرأها، فوجدت أنه قد ظلم السعد ظلمًا بيِّنًا؛ لأن الرجل كان يكتب لأهل زمانه، وما ألِفوا من العبارة عن علمهم، وأن فيه من النظر الدقيق في البلاغة قدرًا لا يستهين به أحد يحمل في نفسه قدرًا من الإنصاف ".
ثم ذكر أنه قرأ مقدمة الأستاذ البرقوقي للتلخيص، وفيها: " ظهر حوالي ذلك قوم دَرَجوا في عُش الفلسفة، فوضعوا على هذا الكتاب الشروح والحواشي، وسلكوا بها مسلكًا تنكره اللغة، ويستهجنه البلغاء، فأغمضوا عن أسرار البلاغة، وتشبَّثوا بالفلسفة، وحمي بينهم وطيس المناظرة، حتى أتوا على الذَّمَاء الباقي من هذا العلم ... " (التلخيص 4).
وأثنى الأستاذ البرقوقي على الشيخ محمد عبده، وذكر فضله في العناية بكتابي عبد القاهر الأسرار والدلائل، ونشْره لهما، إقرائه لهما، وحثه على قراءتهما. ونقل هذا الشيخ شاكر مختصَرًا قائلاً في الحاشية: " اختصار لثرثرة طويلة من مقدمة الشيخ البرقوقي " (أسرار البلاغة 18).
(يُتْبَعُ)
(/)
وذكر أن ما قاله الشيخان رضا والبرقوقي على ما حدَّثه به الكبار الذين أدركوا ذلك الزمن - إنما هو ترديد لما كان يقوله الشيخ محمد عبده في دروسه ومجالسه في ذم الكتب التي كان الطلبة في الأزهر يدرسونها، قال: " فتلقفوا عنه هذا الطعن بالتسليم دون فحص أو نظر. وهذه الخصلة وحدها ليست من خصال أهل العلم، إنما هي تشدُّق وثرثرة، كل امرئ قادر على أن يتبجح بها ويتباهى، وقبل كل شيء فهي في حقيقتها صد صريح عن هذه الكتب، يورث الازدراء، ويغري بالانصراف عما فيها، ويحمل على تحقير أصحابها. وفُتح هذا الباب ولم يغلق إلى هذا اليوم " (أسرار البلاغة 18 - 19) ... " فكان هذا أول صَدْع في تراث الأمة العربية الإسلامية، وأول دعوة لإسقاط تاريخ طويل من التأليف، وما كتبه علماء الأمة المتأخرون إسقاطًا كاملاً، يتداوله الشباب بألسنتهم ... وأورثهم الاستهانة بها " (ص 21).
ثم ذكر الدكتور طه حسين وأنه " سمع ما كانت تتناقله الألسنة الطاعنة في كتب الأزهر باستهانة وبلا مبالاة، فوقرت الاستهانة في أعماق نفسه " (ص 21 - 22) ... " وأن الذي هوَّن على الدكتور طه أن يأتي بنظريته في الطعن في الشعر الجاهلي وفي علماء الأمة هو ما تأثر به من سماع ما تناقلته ألسنة المحيطين بالشيخ عبده من الطعن في كتب البلاغة وعلمائها الكبار باستهانة، وبلا مبالاة، فوقرت هذه الاستهانة في أعماق قلبه، ونضَحت نضْحَها في كل صفحة من صفحات كتابه في الشعر الجاهلي " (ص 23).
ومضى الشيخ شاكر شوطًا آخر في تحميل الشيخ محمد عبده ما وصل إليه الناس، قال: " إنما قصصت هذا التاريخ الطويل لأنه تاريخ لداء الاستهانة وقلة المبالاة الذي سرى في الناس، ولأنه يكشف لنا بوضوح أسباب فساد حياتنا الأدبية التي نعيشها اليوم، وهي حياة فاسدة؛ لأن أساتذتنا الكبار استهانوا بما يقولون، وتركوا ألسنتهم تطول وترعى في مرتع وخيم، واستهانتهم هذه لم تقتصر جنايتها على العلم والأدب أو التاريخ أو الدين، بل جنت أيضًا على الحياة السياسية التي جاءت بعد ثورة مصر سنة 1919، بل استشرت أيضًا حتى جنت على ما هو أعظم، جنت على عامة الناس في حياتهم اليومية، وأعمالهم التي يزاولونها بأيديهم وعقولهم ليكسبوا رزق أيامهم، وقُوت أنفسهم وقوت عيالهم. كانت الاستهانة شرارة خفية تحت الرماد، وإذا بها اليوم نار ساطعة يستطير لهيبها يمينًا وشمالاً .. " (ص 25 - 26).
(4)
حنانيك - أستاذنا وإمامنا - أكلُّ هذا جناه الشيخ محمد عبده، أكلُّ ما في الحياة العربية والإسلامية من فساد في العلم والأدب والتاريخ والدين والسياسة والعمل لكسب الرزق - من ورائه محمد عبده، وآراء محمد عبده؟!! أكان الرجل مفسدًا إلى هذا القدر؟ بل أكان في قدرته وطوقه ومُكنته أن يُحدث كل هذا الفساد في كل هذه الْحيَوَات، وفي كل العلوم، حتى يصل شره إلى العامة في أعمالهم وصنائعهم؟!!
ولنا - يا أستاذنا وإمامنا - أن نستعين عليك بكلامك، ونردَّ قولك بقولك، ونحتج عليك بمثل حجتك، فقد قلت - رحمك الله وتغمدك بمغفرته! - فيما قال الشيخان رشيد والبرقوقي: " إنما هو ترديد لما كان يقوله الشيخ محمد عبده ... فتلقَّفوا عنه هذا الطعن بالتسليم دون فحص أو نظر. وهذه الخصلة وحدها ليست من خصال أهل العلم، إنما هي تشدُّق وثرثرة، كل امرئ قادر على أن يتبجح بها ويتباهى، وقبل كل شيء فهي في حقيقتها صدٌّ صريح عن هذه الكتب، يورث الازدراء، ويغري بالانصراف عما فيها، ويحمل على تحقير أصحابها ".
قلتَ هذا، فهل تأذن لنا أن نتوقف في مقالتك في الشيخ محمد عبده، وألا نردِّد ما تقوله ولا نتلقَّف هذا الطعن بلا فحص أو نظر، حتى لا ندخل فيما ذممته من التشدُّق والثرثرة، وحتى لا يورثنا ذلك الازدراء والاستهانة بكتب الشيخ محمد عبده وأصحابه وتلاميذه، وهم ليسوا بالمنزلة الهينة علينا، ولا بالقدر الضعيف عندنا، وفيهم علماء وأدباء وأئمة، ولو ذهبنا نعدهم لما أحصيناهم، وليس الشيخان رشيد والبرقوقي بأولهم ولا آخرهم، أليس منهم مصطفى صادق الرافعي، وحافظ إبراهيم، ومطفى لطفي المنفلوطي، ومحمد مصطفى المراغي، ومصطفى عبد الرازق، ومحمد كرد علي؟ حتى قال الأستاذ الدكتور محمد رجب البيومي في أول كتابه: (النهضة الإسلامية في سير أعلامها
(يُتْبَعُ)
(/)
المعاصرين)، وذكر كتاب الأستاذ أحمد أمين: (زعماء الإصلاح في العصر الحديث) - وقد أراد تكملته والتذييل عليه؛ إذ اقتصر أحمد أمين على عشرة منهم، ابتدأهم بالإمام محمد بن عبد الوهاب، وختمهم بالإمام محمد عبده، ولخص الدكتور البيومي مقالة الدكتور أحمد أمين في هؤلاء - ثم قال عند ذكر محمد عبده: " ويختم المؤلف كتابه بالحديث عن الأستاذ الإمام محمد عبده - رحمه الله تعالى - فيُفيض في تعداد مآثره إفاضة صادقة، ويفسح له من مؤلفه الحافل أطيب مكان، ومحمد عبده جدير بكل ما يساق إليه من ثناء، فهو أظهَرُ هؤلاء جميعًا جهادًا في حَوْمة الفكر الإسلامي، وأبرزُهم في حَلْبة الصراع بين الثقافة الإسلامية والثقافة الغربية؛ إذ ترك من الآراء، وخلَّف من التلاميذ مَن حمل الراية، وسار في طريقه، فأكمل الشوط مهتديًا بنبراسه. وقد لاحظتُ وأنا أتحدث عمن تلا جيل الرواد من مصلحين أن أكثرهم قد انتفع بمحمد عبده، وسار على هديه أكثر مما انتفع بزملائه الذين خصهم أحمد أمين بالحديث. ومردُّ ذلك إلى مقامه الجهير في الإصلاح من ناحية، وكثرة تلاميذه المقتدين به من ناحية ثانية؛ إذ أتيح له أن يقود الصفوة من نوابغ عصره قيادة فكرية ساطعة " (النهضة الإسلامية 1/ 36 - 37).
هل تأذن لنا أيها الأستاذ أن نتوقف، ونقول: إن الإمام محمدًا عبده لم يقصد إلى أن تُطَّرَح كتب المتأخرين مما كان يُعلّم في الأزهر جملة، وألا ينتفع بها بإطلاق، ولم يقصد أنها خالية من العلم لا خير فيها، وما أظن هذا الفهم هو المتبادر إلى الذهن من تلك الدعوة، إنما كان الحديث في تعليم المبتدئين، وتلقين المتعلمين، ولم يُرِد الإمام أيضًا أن يذهب هؤلاء المبتدئون إلى كتابي عبد القاهر وكتب المتقدمين في العلوم بغير تمهيد وتأسيس، ودليل ذلك أن صاحبه البرقوقي اعتنى بالتلخيص للقزويني، وشرَحه ونشَره، وهو واسطة بين كتابي عبد القاهر وما يمكن أن يُلّقَّنَه الشادون مما يناسبهم، ويناسب زمانهم.
وهأنت هذا - أيها الشيخ الإمام - تُقرُّ أن تلك الكتب جرَت في أساليبها على ما يناسب الأزمنة التي وُضعت فيها، فهل من جُناح علينا أن نضع لأزمنتنا ما يناسبها، ويناسب أهلها؟ فإني وجدتك تقول: " ثم خلف من بعد عبد القاهر أيمة من الخلَف اتَّبعوه وزادوا عليه، وأرادوا أن يقعِّدوا قواعد علم البلاغة، فشقُّوا لأنفسهم في زمانهم، ثم لنا من بعدهم طريقًا جديدًا يلاقي طريقه من وجه، ويخالفه من وجه آخر. كان ذلك اجتهادًا منهم أحسنوا فيه غاية الإحسان، وأساؤوا بعض الإساءة " (أسرار البلاغة 3)، ووجدتك تقول: " فوجدت أنه (الشيخ رشيد) قد ظلم السعد ظلمًا بينًا؛ لأن الرجل كان يكتب لأهل زمانه وما ألِفوا من العبارة عن علمهم " (أسرار البلاغة 17).
فإذا كنت ترى أنه لا قدرة للمبتدئ على الخوض في كتب المتقدمين لصعوبتها - وما صعوبتها إلا لأنها ألِّفت لزمان غير زماننا - وترى أن كتب المتأخرين جرَت على أساليب زمانها، فما بالنا نحن وحدَنا أهلَ هذه العصور لا نراعي الزمن، ولا نجري في شؤوننا معه، ولا نعرف له حقَّه!!
وهل ذنب الأستاذ محمد عبده أنه رأى في كتابي عبد القاهر بلاغةً غير البلاغة، وبيانًا غير البيان، وعلمًا غير العلم؛ إذ كانا معدِن هذا الفن، وكان مؤلِّفُهما أديبًا ذا بيان وبراعة، فأراد أن يعرِّف الناس بفضله وفضل كتابيه، فصحَّحهما، وأقرأهما، وحرَّض أصحابه على قراءتهما، وعلى نشرهما؟!! وما أظن أحدًا فهم من عمله أنهما يكونان مادة لتعليم الطالب الذي لم يتمكن من النحو والصرف، ولم يتقن المبادئ والأصول.
وهل كان تعريفه بهذين الكتابين وتنويهه بشأنهما في ذلك الزمن ذنبًا يؤاخذ به، أم فضلاً يُحمَد عليه؟! كيف وقد قرأهما الشيخ شاكر أول الأمر في نشرة السيد محمد رشيد رضا لهما، ولَمَّا نشرَهما جعل نشرة السيد رشيد أصلاً استعان به، وبنى عليه؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد وجدتك - أيها الأستاذ الشيخ - تثني على شيخ الأزهر في مقالة لك سنة 1940، وتقول: " وقد كتب الأستاذ الزيات ... يطالب الأزهر بالرجوع إلى المنابع الأولى للدين واللغة والأدب والعلم ... نعم إن الأستاذ الأكبر شيخ الجامع الأزهر لم يقصِّر في اجتهاده أن يجعل الأزهر مثابة للعلم الصحيح، ولم يتخلَّف عن النصيحة له بما توحي به الرغبة الصادقة في تحريره من آصار قديمة عاقته عن بلوغ غايته التي يحق له أن يبلغها. فقد وضع الأستاذ الأكبر من عشر سنين نظامه الجديد للكليات في الأزهر ... وأمدَّ هذه الكليات العالية في دراستها لما خُصصت له بالكتب الأصول المعتمدة في بابها، ككتاب سيبويه، وخصائص ابن جني، وسر صناعة الإعراب لابن جني، وتصريف المازني، وكتاب فيلسوف النحو رضي الدين الإسترباذي صاحب شرح الشافية، وشرح الكافية، وهما عمدة أصحاب النحو والتصريف. وكذلك جُعلت كتب عبد القاهر دلائل الإعجاز وأسرار البلاغة، وكتاب الصناعتين لأبي هلال، وأدب الكاتب والكامل والأمالي، وغير هذه من أصول الأدب واللغة هي مادة الدراسة في هذه الكليات " (جمهرة مقالاته 1/ 158 - 159).
وشيخ الأزهر في تلك الأيام التي يذكرها الشيخ شاكر هو الإمام محمد مصطفى المراغي، أحد تلاميذ الشيخ محمد عبده، وما يثني عليه الشيخ شاكر سنة 1940 من عمل شيخ الأزهر هو ما دعا إليه الأستاذ الإمام محمد عبده، وجاهد في سيبله، ولقي ما لقي حيًّا وميتًا!!
(5)
ما كان العلامة محمود محمد شاكر إلا مخطئًا في رأيه في الأستاذ الإمام - رحمهما الله، وأحسن إليهما - ولم يكن الشيخ شاكر معصومًا، ولا ادَّعى ذلك لنفسه، ولا حَجَر على أحد أن يخالفه، وأن يقول بخلاف قوله، وأن ينسب الخطأ إليه، وقول الشيخ محمد رشيد رضا أولى من قوله، وهو الذي صحب وصافح، وشافه وشاهد، وسمع ورأى، وسأل وأجاب، وعاين وراجع، ومبدأ صحبته للإمام سنة 1315=1897، ووفاة الإمام سنة 1323=1905، فتلك ثمان سنوات، وعاش بعده إلى سنة 1354=1935، وهذا نحوٌ من ثمان وثلاثين سنة، لم يغيِّر فيه رأيه، ولا بدَّل فيه اعتقاده.
ورأيه فيه، ومنزلته منه، بيَّنها شيخ الأزهر مصطفى عبد الرازق - رحمه الله، وهو من تلاميذ الإمام أيضًا - بقوله: " أول من ترجم للشيخ محمد عبده، وعُني بنشر آثاره، هو السيد محمد رشيد رضا، والسيد محمد رشيد رضا هو أول من لقَّب الشيخ محمد عبده بالأستاذ الإمام، وهذا اللقب نفسه ينبئ عن الصورة التي أراد أن يرسمها السيد رشيد لشيخه فيما كتب عنه، وينبئ بالفكرة السائدة في وجهة نظر التلميذ إلى أستاذه. الشيخ محمد عبده عند السيد رشيد رضا: إمام من أئمة الإسلام، وله في الدين مذهب يقوم أصحابه على روايته وتدوينه كما قام أصحاب أبي حنيفة والشافعي وغيرهما على ما لأولئك الأئمة من مذاهب. وإذا كان الشيخ محمد عبده إمامًا في الدين فالسيد رشيد رضا لا شك صاحبه ومفسر مذهبه ومكمله، وقد بذل صاحب المنار - رحمة الله عليه - في هذه الناحية مجهودًا ضخمًا حافلاً بالمباحث الدينية، والمناقشات الفقهية، وكان لهذا المجهود العظيم أثر غير ضئيل في طلاب العلوم الدينية ومن إليهم، وفي توجيه الدراسات الشرعية في بلاد الإسلام المختلفة " (مجلة الرسالة 9/ 7/1945).
ويقول الأستاذ الإمام في منزلته منه: " إن الله بعث لي بهذا الشاب ليكون مددًا لحياتي، ومزيدًا في عمري، إن في نفسي أمورًا كثيرة أريد أن أقولها أو أكتبها للأمة، وقد ابتليت بما شغلني عنها، وهو يقوم ببيانها كما أعتقد وأريد، وقد رأيت في سفري من آثار عمله، وتأثير مناره، ما لم أكن أظن ولا أحسب، فهو قد أنشأ لي أحبابًا، وأوجد لي تلاميذ وأصحابًا " (النهضة الإسلامية في سير أعلامها للبيومي 1/ 244).
(6)
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الناس ناسٌ لا يسلم السيد محمد رشيد رضا نفسه عندهم من قدح ومذمة، وما نال الأستاذَ الإمام ناله بسببه وبغير سببه، وما من حيلة لك مع امرئ لا يرضى عنك، ولا يُقرُّ لك بفضل، ولا يرعى لك حرمة، إلا أن توافقه في كل شيء، وتكون نسخة منه، وتجري على هواه، وتقول بقوله، وتنطق بألفاظه، وتقصد إلى أغراضه، وإلا كنت ما شاء هو أن ينسبك إليه من بدعة أو ضلال وما فوقهما وما دونهما. والله قد خلق الناس مختلفين، ومنحهم عقولاً ليفكروا بها، وطبعهم على طبائع لا يطيقون الانسلاخ منها، وقسَم بينهم حظوظًا من العلم ومن الفهم، فيختلفون في الرأي، وليس حتمًا أن يتعادى المختلفون، ولا أن يتدابروا أو يتقاطعوا.
فدعك من هذا إذًا إن لم تجد فيه مَقْنَعًا ولا غَناء، وانظر في رأي عالم جليل، وإمام كبير، وأحد جهابذة السنة النبوية، وأحد أئمة الفقه، وأحد أعلام الأدب في هذا العصر، إنه أبو الأشبال أحمد محمد شاكر أخو محمود، رفيق أَمِّه، ورضيع لِبان أُمِّه، وأحد أشياخ علمه، فله في الأستاذ الإمام محمد عبده رأي يخالف رأي أخيه الذي أذاعه بأخَرَة.
يقول في مقالة له سنة 1349=1931 بعنوان: (تفسير القرآن الحكيم): " ولقد كان المتقدمون يُعنَوْن في أكثر أمرهم بتفسير القرآن بما ورد من أحاديث مرفوعة، وآثار موقوفة، وباستنباط أحكام الفقه منه، تعليمًا للناس كيف يفهمون، وكيف يصلون إلى الاجتهاد. ثم ترك المتأخرون ذلك، ولم يكن من همهم إلا الإطالة في أبحاث لفظية لا جدوى لها، ولا فائدة إلا في النادر والشذوذ، حتى إن كتب التفسير التي بقيت مشتهرة فيهم، وكثيرة بين أيديهم، لا يطمئن الباحث المحقق إلى فهم معنى آية منها، ولا إلى استنباط حكم، بل ولا إلى الثقة بالنقل، فقد ملأ بعضهم تفسيره بقصص مكذوبة مفتراة، وبأحاديث موضوعة، من غير تحرٍّ في الرواية، ولا استعمال لموهبة العقل السليم " (جمهرة مقالاته 1/ 174).
وأقف هنا قبل أن أتمم النقل لأسأل: هل يُتهم الشيخ أحمد شاكر بقوله هذا بأنه مُغْرٍ بالاستهانة بالتراث وازدرائه، وداعٍ إلى إسقاطه بمرة، والاستغناء عنه جملة؟ هل يصح أن يفهم ذلك؟ لا، بلا شك، ونحو هذا ما كان يقوله الأستاذ الإمام محمد عبده.
ثم يقول الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله -: " ولقد قيض الله للإسلام إمامًا من أئمته، وعلَمًا من أعلام الهدى، وهو الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده - رحمه الله - فأرشد الأمة الإسلامية إلى الاستمساك بهدي كتابها، ودلَّها على الطريق القويم في فهمه وتفسيره، وكان منارًا يُهتدى به في هذا السبيل، وألقى في الأزهر دروسًا عالية في التفسير، وكان فيما أظن يرمي بذلك إلى أن يسترشد علماء الأزهر بذلك، فينهجوا نهجه، ويسيروا على رسمه، ولكنهم لم يأبهوا به إلا قليلاً، ولم ينتفع بما سمع منه إلا أفراد أفذاذ، وبقي دهماؤهم على ما كانوا عليه. ونبغ من تلاميذه والمستفيدين منه ابنه وخريجه أستاذنا العلامة الجليل السيد محمد رشيد رضا صاحب المنار، فلخص للناس دروس الأستاذ الإمام، وزادها وضوحًا وبيانًا، ونشرها في مجلته الزاهرة المنيرة، وجمعها في أجزاء على أجزاء القرآن الكريم، ومضى لطَيَّته بعد انتقال الإمام إلى جوار ربه، فكأنه أُلهم روحَه، لم يكِلَّ ولم يضعف ... فكان تفسير أستاذنا الجليل خير تفسير طبع على الإطلاق، ولا أستثني، فإنه هو التفسير الأوحد الذي يبين للناس أوجه الاهتداء بهدي القرآن على النحو الصحيح الواضح؛ إذ هو كتاب هداية عامة للبشر، لا يترك شيئًا من الدقائق التي تخفى على كثير من العلماء والمفسرين. ثم هو يُظهر الناسَ على الأحكام التي تؤخذ من الكتاب والسنة غير مقلد ولا متعصب بل على سَنَن العلماء السابقين، كتاب الله وسنة رسوله. ولقد أوتي الأستاذ من الاطلاع على السنة ومعرفة عللها، وتمييز الصحيح من الضعيف منها - ما جعله حجة وثقة في هذا المقام، وأرشده إلى فهم القرآن حق فهمه. ثم لا تجد مسألة من المسائل العمرانية أو الآيات الكونية إلا وأبان حكمة الله فيها، وأرشد إلى الموعظة بها، وكبَت الملحدين والمعترضين بأسرارها، وأعلن حجة الله على الناس. فهو يسهب في إزالة كل شبهة تعرض للباحث من أبناء هذا العصر ممن اطلعوا على أقوال الماديين وطُعُونهم
(يُتْبَعُ)
(/)
في الأديان السماوية، ويدفع عن الدين ما يعرض لأذهانهم الغافلة عنه، ويُظهرهم على حقائقه الناصعة البيضاء، مع البلاغة العالية، والقوة النادرة، لله دره!! ... (وأطال في الوصف إلى أن قال:) وإنه لكتاب العصر الحاضر، يفيد منه العالم والجاهل، والرجعي والمجدد، بل هو الدفاع الحقيقي عن الدين. وأنا أرى أنه من الواجب على كل من عرف حقائق هذا التفسير أن يحض إخوانه من الشبان على مطالعته والاستفادة منه، وبث ما فيه من علم نافع، لعل الله يجعل منهم نواة صالحة لإعادة مجد الإسلام، وأن ينير قلوبًا أظلمت مِن مَلئها بالجهالات المتكررة ... ولعلي أوفق قريبًا إلى بيان بعض الأبحاث الفذة النفيسة من هذا التفسير مما لم يشف فيها الصدرَ أحدٌ من الكاتبين قبله، أو لم يكن في عصورهم ما يثير البحث فيها، وذلك بحول الله وقوته " (جمهرة مقالاته 1/ 174 - 177).
فهذا هو رأي الشيخ أحمد شاكر في الشيخ محمد عبده، وفي تلميذه الشيخ رشيد رضا، وفي التفسير الذي ابتدأه الشيخ محمد عبده، وأتمه صاحبه سائرًا على نهجه، مكمِّلاً مباحثَه، ومتمِّمًا معانيه، ومحققًا أغراضَه.
ويقول في مقالة أخرى له سنة 1354=1935 في تأبين الشيخ رشيد رضا وترجمته: " ويجدر بنا في هذا الموضع أن نصحح خطأ مشهورًا يظنه كثير من الناس صوابًا، وذلك أنهم يزعمون أن السيد رشيد - رحمه الله - جاء إلى مصر لإتمام الدراسة العلمية، ولذلك تتلمذ للشيخ محمد عبده، والحقيقة أنه - رحمه الله - لم يغادر بلاده إلا بعد إتمام دراسته، وبعد نيل الشهادة العالمية والإذن له من شيوخه بالتدريس، وكان قد جاوز الثلاثين من عمره، وإنما اتصل بالأستاذ الشيخ محمد عبده كما يتصل العالم الصغير بالعالم الكبير، وبقي تلميذًا له على هذا المعنى إلى حين وفاته، كما كان يفعل سلفنا الصالح - رضي الله عنهم - ولو بقي الأستاذ الشيخ محمد عبده إلى الآن حيًّا لبقي السيد رشيد تلميذه إلى الآن، ولوفى له في حياته كما وفى له بعد مماته، رضي الله عنهما. فكان السيد - رحمه الله - مع الأستاذ الإمام تلميذًا له وصديقًا، وناصحًا ومخلصًا، وكان مستودع أسراره، والداعية لآرائه، والمدافع عنه في كل معركة من معارك جهاده، بل كان كما وصفه الأستاذ الإمام لوالدي الأستاذ الأكبر الشيخ محمد شاكر - حفظه الله -: ترجمان أفكاره (جمهرة مقالاته 2/ 658 - 659).
وهو فصل ممتع فيه أدب وعلم ووفاء، فانظره هناك، ولوددت أن أنقله لك لولا طوله، وفيه يقول الشيخ أحمد شاكر في السيد رشيد: " وكنت من أقرب الناس إليه، وأبرهم به ". وأنت ترى الإشارة إلى الوالد محمد شاكر، وهي تدل على أنه كان له صلة به، ورأي حسن فيه.
(7)
وما بي أن أجعل الأستاذ محمدًا عبده بريئًا من كل عيب، فما من البشر أحد يوصف بهذا، ولا أنا بسبيل ترجمته، أو بيان مناقبه، أو قص تاريخه، فما هذا في قدرتي الآن ولا في نيتي، ولكني أدعو إلى قراءة ترجماته التي كتبها الكبار: تاريخ الأستاذ الإمام، ثلاثة أجزاء، للشيخ رشيد رضا، وسيرة الإمام الشيخ محمد عبده للشيخ مصطفى عبد الرازق، وزعماء الإصلاح في العصر الحديث للأستاذ أحمد أمين، والمعاصرون للأستاذ محمد كرد علي، وما كتبه الأستاذ العقاد والدكتور محمد عمارة، وغيرهم.
وأختم برأي إمام آخر من أئمة الدين هو الأستاذ الدكتور يوسف القرضاوي - أطال الله في العافية بقاءه - قال بأسلوبه السهل الممتنع في التفصيل، وطريقته الساحرة التي يلقيها على المشكلات فتحلها، وعلى الملتبسات فتكشفها -: " والناظر في شخصيات المدرسة التجديدية الإحيائية الإسلامية التي بدأت بجمال الدين الأفغاني يجد أن أولها - وهو السيد جمال الدين - كان أكثرها انطلاقًا، وأقلها انضباطًا بقيود الشرع وضوابط الكتاب والسنة، فقد كان أقلهم حظًّا من التبحر في علوم الشريعة ومصادرها، ونجد تلميذه وصديقه الأستاذ الإمام محمد عبده أقرب إلى الالتزام والانضباط منه؛ لأنه أكثر علمًا بالشرع، وأكثر تبحرًا في معارفه بحكم تكوينه الأزهري الأصيل، ونجد تلميذ الأستاذ الإمام رشيد رضا أكثر التزامًا وانضباطًا من شيخه، وشيخ شيخه من باب أولى. فقد أتيح له أن يطلع على آثار المدرسة السلفية التجديدية الكبرى المتمثلة في شيخ الإسلام ابن تيمية وتلاميذه ... فالسيد جمال الدين أقرب إلى عقلية الفلاسفة، أعني فلاسفة المدرسة المشَّائية الإسلامية من أمثال الكندي والفارابي وابن سينا وغيرهم. والإمام محمد عبده أقرب إلى عقلية المتكلمين من أمثال الباقلاني وإمام الحرمين والغزالي وغيرهم. والسيد رشيد أقرب إلى عقلية فقهاء المحدثين الجامعين بين المعقول والمنقول، أمثال الإمام محمد بن إدريس الشافعي وابن دقيق العيد وابن تيمية وابن القيم وابن الوزير وأمثالهم " (فتاوى معاصرة 2/ 84 - 85).
هذا، وقد رأيتُني حقيقًا بمناقشة شيخنا الأستاذ محمود محمد شاكر في رأيه؛ لأنني ثمرة من ثمراته، وتلميذ ضعيف من تلامذته، ولكني لست بعبد الشيخ شاكر، ولا هو يرضى لأحد أن يكون كذلك، على حدته واعتداده بنفسه، وثقته بعلمه وعمله، وكما قيل: هو حبيب إلينا، والحق أحب إلينا منه.
ما أُتي الشيخ محمد عبده إلا من بعض معاصريه من علماء الأزهر الذين أشاعوا عنه قالة السوء، فسودوا صفحته، وأذاعوا زلته، وما كان إلا إمامًا فذًّا، وأحد أفراد الدهر، يخطئ ويصيب كغيره، ويؤخذ من كلامه ويترك، وقال فيهم حافظ إبراهيم:
وآذوك في ذات الإله وأنكروا * مكانك حتى سودوا الصفحات
رأيت الأذى في جانب الله لذة * ورُحت ولم تَهْمُم له بشكاة
لقد كنت فيهم كوكبًا في غياهب * ومعرفةً في أنفس نكراتغرة شعبان 1430
23/ 7/2009
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Jul 2009, 03:36 م]ـ
الأخ الكريم الشيخ محمد خليل الزَّرُّوق وفقه الله وأحسن عاقبته.
لقد استمعتُ كثيراً بقراءة مقالتك التي أحسنتَ في تأليفها غاية الإحسان، فقد وجدتُ فيها من الإنصاف والأدب ما أنتَ به حقيق، وقد أحسنتَ الانتصار للشيخ محمد عبده رحمه الله وغفر له. وقد أكثر الكُتَّابُ من الغمز واللمز فيه، مع انتفاعهم بآثاره وآثار تلاميذه.
جزاك الله خيراً، وجعل هذا الذي كتبتَه في موازين حسناتك، وما أحوجنا إلى الإنصاف وصدق النصح في كثير مما نكتبه.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 Jul 2009, 05:06 م]ـ
البحث فيه جهد وإن لم ينقلني عن رأيي -ورأي أبي فهر-في محمد عبده قيد أنملة .. وليس رأينا في محمد عبده من مجانبة الإنصاف وإنما مناط الإنصاف مما يختلف في تحديده الناس .. ولو كان الجارح مجانب للإنصاف أبداً = لما استقامت قناة الجرح ... ولو صمد الباحث إلى الشناعات التي تكلم بها محمد عبده فحاول أن يرفع عنه التهمة التي عصبت بها لأجلها = لكان أجدى من بيان يفتقر للحجة .. وسطر للثناء ليس يمحو الجرح ..
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[23 Jul 2009, 08:23 م]ـ
أحسنتَ أخي الشيخ محمد، أحسنَ الله إليك، وبارك فيك.
لا أزال أقول إن مقالاتك تذكرني بالعلامة الطناحي رحمه الله.
زدنا يرحمك الله!
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[23 Jul 2009, 08:26 م]ـ
ولو كان الجارح مجانب للإنصاف أبداً .....
ما وجه رفع (مجانب) يا أبا فهر! (ملاطفة نحوية)
:)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 Jul 2009, 09:32 م]ـ
لم أقلها عن وجه عندي يا مولانا بل هو لحن!
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[24 Jul 2009, 07:57 م]ـ
لم أقلها عن وجه عندي يا مولانا بل هو لحن!
غفر الله لك، وجزاكَ الله خيرا على أدبك، وحسن خلقك.
ـ[محمد خليل الزروق]ــــــــ[25 Jul 2009, 12:46 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لكم جميعا، سعادة الدكتور عبد الرحمن الشهري، الشيخ عمار الخطيب، أخي أبي فهر السلفي.
وأخص الدكتور عبد الرحمن بمزيد شكر لزيادته لفظ (مناقشة) في العنوان، فكان ذلك ترغيبًا في قراءة المقال. فلله أعمالك اللطيفة في حجمها، الكبيرة في أثرها ومعناها!(/)
شارك في مسابقة مركز تفسير للدراسات القرآنية (أفكار لخدمة القرآن)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Jul 2009, 11:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رغبة من مركز تفسير للدراسات القرآنية في تنشيط الأفكار الإبداعية والمشروعات النوعية في خدمة القرآن الكريم من كل الجوانب، فقد رأى مجلس الإدارة الإعلان عن مسابقة لتنشيط المشاركين. هذه تفاصيلها.
http://www.tafsir.net/images/tafsirmosabga.jpg
عنوان المركز البريدي:
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64a6780cd1e4f7.jpg
وسوف تسلم الجوائز بإذن الله تعالى مساء الثلاثاء الأول من شهر رمضان الموافق 4 رمضان 1430هـ خلال اللقاء الثالث لملتقى أهل التفسير بالرياض بإذن الله في قاعة مركز البابطين الخيري للثقافة والتراث القريب من مقر مركز تفسير للدراسات القرآنية على طريق العليا. والذي سينظم فيه ندوة علمية تخدم موضوع المسابقة.
وفق الله الجميع لكل خير.
1 شعبان 1430هـ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Jul 2009, 11:17 م]ـ
أرجو من الزملاء الكرام نشر هذا الإعلان في المنتديات العلمية الأخرى التي يملكون فيها عضويات، وقد وضعته في ملتقى أهل الحديث رغبة في توسيع دائرة المشاركين والمنتفعين بهذه المسابقة.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[24 Jul 2009, 06:59 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا
و نتعاون جميعًا بإذن الله تعالى بنشره بالمنتديات الأخرى عسى أن ينفع به الله المسلمين.
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[24 Jul 2009, 01:21 م]ـ
مسابقة قيمة
نسأل الله التوفيق لمركز تفسير
وجزى الله الداعم لمثل هذه الأنشطة ...
وهنا رابط للمسابقة في موقع بناء
http://www.benaa.com/Read.asp?PID=1458427&Sec=0
ـ[التواقة]ــــــــ[24 Jul 2009, 02:31 م]ـ
بإذن ربي سأشارك وأتمنى أن ترع الفكرة ولم تفز فليس الهدف الفوز وإنها المشاركة في خدمة القرآن ..
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[24 Jul 2009, 09:56 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله ..
فكرة رائدة أسأل الله أن يكتب لها القبول ويطرح فيها البركة ويعم بها النفع.
وهو وقت مناسب لطرحها حيث الاستعداد لشهر القرآن ..
ـ[الشريفة فاطمة]ــــــــ[25 Jul 2009, 03:49 ص]ـ
فكرة طيبة.هل يسمح بالمشاركة من خارج المملكة العربية السعودية؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Jul 2009, 05:17 ص]ـ
فكرة طيبة.هل يسمح بالمشاركة من خارج المملكة العربية السعودية؟
نعم بكل تأكيد.
يسمح لكل من تبلغه الدعوة أن يشارك إن شاء الله، ويرسل المشاركات للبريد الإلكتروني.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[26 Jul 2009, 12:13 م]ـ
وفقكم الله لكل خير شيخنا الفاضل وقد أضفت إعلاناً عن المسابقة في موقعي المتواضع إسلاميات وهذا رابطه
http://www.islamiyyat.com/forum/viewtopic.php?f=31&t=828
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[26 Jul 2009, 04:56 م]ـ
وفقكم الله لكل خير شيخنا الفاضل وقد أضفت إعلاناً عن المسابقة في موقعي المتواضع إسلاميات وهذا رابطه
http://www.islamiyyat.com/forum/viewtopic.php?f=31&t=828
جُزيتي الخير
دخلت على الرابط لكن صورة الإعلان لم تظهر لي ...
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[27 Jul 2009, 08:45 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل عبد الملك، غريب أن الصورة لا تظهر عندك تأكدت منها وهي واضحة عندي وتظهر كاملة. جرب مرة أخرى وأرسل لي إن لم تظهر.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Jul 2009, 02:12 م]ـ
بارك الله فيكم جميعاً على تعاونكم في نشر خبر هذه المسابقة، وقد بدأت تصل مشاركات قيمة للمركز نرجو أن تزيد وتستمر.
وقد قامت إذاعة القرآن الكريم بالرياض بتسجيل حلقة حول هذه المسابقة في البرنامج اليومي (ضيف وحوار) دار الحوار في البرنامج عن المسابقة وفكرتها وأهدافها وفروعها وجوائزها وطريقة التواصل مع المركز، كما تم التعريف فيه بالمركز وأهدافه وقد كنت ضيف الحلقة، ومقدمها الأخ الكريم أحمد الشدي وفقه الله المذيع بإذاعة القرآن الكريم.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[27 Jul 2009, 02:36 م]ـ
بارك الله فيكم جميعاً على تعاونكم في نشر خبر هذه المسابقة، وقد بدأت تصل مشاركات قيمة للمركز نرجو أن تزيد وتستمر.
وقد قامت إذاعة القرآن الكريم بالرياض بتسجيل حلقة حول هذه المسابقة في البرنامج اليومي (ضيف وحوار) دار الحوار في البرنامج عن المسابقة وفكرتها وأهدافها وفروعها وجوائزها وطريقة التواصل مع المركز، كما تم التعريف فيه بالمركز وأهدافه وقد كنت ضيف الحلقة، ومقدمها الأخ الكريم أحمد الشدي وفقه الله المذيع بإذاعة القرآن الكريم.
ماشاء الله أحسنتم يا أبا عبد الله , أسأل الله لكم مزيدا من التوفيق والسداد في خدمة القرآن وعلومه.
متى ستذاع هذه الحلقة التي أجريت معكم , حبذا لو أعلنتم عن موعدها ووقتها حتى نتابعها , وفقكم الله وفتح عليكم.
وقد أعلنت عن المسابقة في منتديات القراءات العشر على هذا الرابط:
شارك في مسابقة مركز تفسير للدراسات القرآنية ( http://alqeraat.com/vb/showthread.php?t=2813)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[28 Jul 2009, 04:07 م]ـ
جزاكم الله خيرًا شيخنا أبا عبد الله، وبارك فيكم، ونفع بجهودكم.
بالنسبة للمشاركين من خارج المملكة؛ هل يكتفى بإرسال الأجوبة عبر البريد الإلكتروني؟ أم يشترط الإرسال على عنوان المركز؟ (الشرطان 4، 7).
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Jul 2009, 05:46 م]ـ
جزاكم الله خيرًا شيخنا أبا عبد الله، وبارك فيكم، ونفع بجهودكم.
بالنسبة للمشاركين من خارج المملكة؛ هل يكتفى بإرسال الأجوبة عبر البريد الإلكتروني؟ أم يشترط الإرسال على عنوان المركز؟ (الشرطان 4، 7).
نعم. تقديراً لضيق الوقت يكفي الإرسال بالبريد الإلكتروني إن شاء الله.
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[28 Jul 2009, 06:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونسأل الله تعالى التيسير ومن باب إفادة المشاركين:
طرق توليد الأفكار الأبداعية (1)
هنالك العديد من الطرق لتوليد الأفكار الإبداعية نذكر هنا بعضها:
1. الإبداع بالوضوح.
2. التفكير بالمقلوب
3. الدمج
4. الإبداع بالأحلام فوق البنفسجية
5. المثيرات والمحفزات العشوائية (انظر الخروج من الصندوق)
6. مجالس الإبداع.
7. الإبداع بالأسئلة غير المألوفة
8. الإبداع بالعصف الذهني
9. الإبداع بالتنقل
10. الأحلام والرؤى
11. النظر بعيون الآخرين
12. ماذا لو
13. نعم ولكن
ولكل واحدة شرحا وتوضيحا لمن أراد ننقله له ..
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[02 Aug 2009, 11:17 م]ـ
جزاكم الله خيرا،،،،
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Aug 2009, 09:36 م]ـ
متى ستذاع هذه الحلقة التي أجريت معكم , حبذا لو أعلنتم عن موعدها ووقتها حتى نتابعها , وفقكم الله وفتح عليكم.
تم بثها اليوم الثلاثاء بعد صلاة العشاء بمكة المكرمة، وتم تسجيلها وسترفع للموقع. وسوف تعاد عصر السبت القادم الموافق 17 شعبان الساعة 5:20 بإذن الله.
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[17 Aug 2009, 10:08 ص]ـ
بارك الله في جهودكم ...
متى تظهر نتيجة المسابقة؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Aug 2009, 03:55 م]ـ
بارك الله في جهودكم ...
متى تظهر نتيجة المسابقة؟
رأت اللجنة تمديد المسابقة حتى نهاية شهر شعبان بإذن الله لكثرة طلبات تمديد المسابقة التي وردت للمركز.
فتقرر تأجيل الموعد مبدئياً حتى 30/ 8/1430هـ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Aug 2009, 05:03 م]ـ
يمكن الاستماع للمقابلة في إذاعة القرآن الكريم من هنا.
http://www.tafsir.net/audio/mosabagah_tafsir_shehri.mp3
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[20 Aug 2009, 08:51 م]ـ
استمعت للتو إلى هذه الحلقة ..
وألفيتها حلقة متميزة أفدت فيها فضيلة الشيخ وأجدت في التعريف أولا بمركز تفسير، ثم في التعريف بالمسابقة ..
جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم ..
وأرجو أن نجد جميعا ثمرة ذلك كله قريبا متتابعا بإذن الله.(/)
السيرة النبوية والقرآن
ـ[أبو معاذ البخيت]ــــــــ[24 Jul 2009, 01:11 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(السيرة النبوية والقرآن)
العطف عند اللغويين يقتضي المغايرة لكنه لا يقتضي المغايرة من كل وجه كما هو قول محققيهم
لذا بإمكانك أن تغير هذا الموضوع لتقول (السيرة النبوية هي القرآن) ولا تثريب عليك ..
فقد سبقتك إلى قريب من هذا من هي أفقه منك حين قالت لمن سألها عن خلق نبي الله صلى الله عليه وسلم: (ألست تقرا القرآن؟)
قال: بلى. قالت: (فإن خلق نبي اله صلى الله عليه وسلم كان القرآن)
فالسيرة النبوية الحياتية تعتبر بحق هي المذكرة التفسيرية الشارحة الموضحة للقرآن ..
وإن أنواعا عظيمة من فقه كتاب الله وفهم معانيه .. ومعرفة مقاصده وغاياته .. والتي يمكن من خلالها تنزيل أحكامه وتشريعاته على واقع الناس وحياتهم في مختلف الأزمنة والأمكنة تبقى متوقفة على الاطلاع على وقائع السيرة وأحداثها التي غالبا ما تكون سببا من أسباب نزول بعض الآيات ..
فإذا أضفنا لذلك أن القرآن قد شمل عموم أحداث السيرة النبوية بالذكر إما على سبيل الإجمال والإشارة، أو على سبيل التفصيل والتحليل .. تبين مدى الترابط العميق بين السيرة النبوية والقرآن ..
إن عرض وقائع السيرة في كتاب الله يختلف كليا عن أي عرض آخر؛ فهو عرض تحليلي ينتقل بقارئه إلى عمق الحدث وإن لم يغرقه في تفاصيله وملابساته الدقيقة ..
ويشعر القارئ المتدبر لآيات السيرة أنه يعايش الحدث ويستصحبه معه إلى الزمان والمكان الذي هو فيه؛ من خلال ما يعرض في ثناياه من الحكم والدروس والعبر والدلالات والإشارات التي لا يجد القارئ معها أي كلفة في تنزيلها على واقعه القريب والبعيد .. والاستفادة منها على صعيد حياته الشخصية أو الاجتماعية ..
كما يستفيد منها في تقييم الواقع من حوله حتى يكاد يرى بنور الله؛ ما الله صانع ..
وما قصة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في تنزيل آيات سورة الأحزاب على واقعه تنزيلا دقيقا، ثم توقعه للنتائج قبل وقوعها، ثم وقوعها كما ذكر من خلال تأمله وقياسه الواقع بالواقع والنتائج بالنتائج عنا ببعيد ..
إنها دعوة للجميع .. ولدارسي القرآن بالخصوص إلى مزيد العناية بعلم السيرة النبوية باعتباره رافدا مهما من روافد تفسير القرآن وتدبره .. ومن أكبر المعينات على إصلاح الحياة بالقرآن ..
إذ إن السيرة النبوية بمفهومها الواسع الشامل هي التطبيق العملي للوحي الرباني (كتاباً وسنة) ..
وبكثرة مدارستها وتأملها ينفتح للعبد من الفقه في كتاب الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ما لا يقادر قدره .. ولا يحاط بوصفه ..
وأنت واجد أن فقهاء الأمة وعلماءها الربانيين الذين عليهم المعول في سائر الأزمان هم أكثر الناس تضلعا وقربا من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ومعرفة بسنته وتفاصيل حياته ..
كما أنها دعوة لدارسي السيرة ألا يقتصروا في دراستهم وبحثهم على كتب السيرة حتى يراجعوا ما نزل في ذلك الحدث من الآيات، وما تضمنته من الوقفات والدلالات ..
وأدع المجال لمشايخنا وإخواننا ليزيدوا الأمر وضوحا وجلاء بتقويمهم ونقاشهم وتعليقهم
سائلا الله أن يرزقنا الفقه في الدين وأن يحشرنا في زمرة أوليائه المتقين
والحمد لله رب العالمين
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Jul 2009, 11:24 ص]ـ
بوركت يا أبا محمد وفقك الله ونفع بجهودك في ملتقى السيرة النبوية أنت ومن معك من الفضلاء.
وما تفضلتم به كتبت فيه بحوث ورسائل علمية تحدثت عن السيرة النبوية من خلال القرآن الكريم، وبعض هذه الدراسات مطبوعة.
ـ[أبو معاذ البخيت]ــــــــ[27 Jul 2009, 02:43 م]ـ
شكر الله لك أبا عبد الله مرورك وحفاوتك وإفادتك
والطيب من معدنه لا يستغرب
فقد كنت نعم الموجه والمستشار
ولاأنسى حفاوتك بالمشروع يوم كان مجرد فكرة
ثم دعمك العلمي والمعنوي في وقت الإعداد
ثم فرحتك واستبشارك به يوم أطلق
ولم تكتف بذلك حتى أعلنت عنه في هذا الملتقى المبارك
وإن مما أستبشر وأتفاءل به كثيراً أن يكون فضيلتكم هو أول من شارك معنا في ملتقى السيرة ..
وليس بهذا بمستغرب على كرمكم وفضلكم ..
ورغم تقديرنا لكثرة أشغالك ومشاريعك النافعة المباركة ... فإن ملتقانا يحن إلى شيء من قلمك وعلمك تضيء به نواحيه .. وتنير به جنباته ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وفقك الله وبارك فيك
ونفع بجهودك وجهود جميع مشايخنا وإخواننا في هذا الملتقى الذي يعتبر بحق أنموذجا يحتذى في عالم المنتديات والمواقع العلمية ..
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[20 Aug 2009, 10:31 ص]ـ
اطلعت على المقال (السيرة والقرآن) في ملتقى السيرة النبوية ثم رأيته هنا في هذا الملتقى المبارك
وحتى تكتمل الفائدة أحب أنقل لكم ما أضافه الشيخ/ عبد الرزاق مرزوق على المقال وهو أحد مشايخ المغرب المتخصصين في السيرة النبوية
وهي لفتة تدبرية في قوله تعالى (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبوا آياته)
وقبل أن أدعك تستمتع بما كتب أريد منك تفضلا أن تربط أصل المقال بهذه الإضافة حتى تتم الفائدة
وإليكم هذه اللفتة:
يقول:
لولا السيرة النبوية لما شوهد لآيات الكتاب دلالة ..
ولا رؤي لمراد الله تعالى منه مشهد
ينقله من السطر والصدر
إلى واقع الحياة ...
بل ما كان اصطفاء النبي صلى الله عليه وسلم ..
وما من غاية لتكريمه بشتى المناقب والشمائل
والفضائل والخصائص إلا تهيئته لتلقي الوحي المنزل ...
فتعلق فهم القرآن بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم
كتعلق الإبصار بالنور ...
وانظر رعاك الله إلى قوله تعالى من سورة ص (29)
(كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته
وليتذكر أولوا الألباب)
كم جمع من أسرار هذا المعنى ..
وكيف مزجت الآية الكريمة
- في ذكر مقتضيات تدبر القرآن -
بين خصال الكتاب المتدبَّر وخصال من نزل عليه؛
بحيث لا يكون لتدبر الآية من القرآن معنى
إلا بتأمل معانيه، وتأمل صلته بمن نزل إليه
في آن واحد ...
فإن تأمل العبد أحدهما دون تأمل الآخر
كان تدبره ناقصا لا محالة.
فكأن نفس وجوده صلى الله عليه وسلم
من خصائص الكتاب التي تقتضي لزوم تدبره
لشدة تلازمهما ..
ولعل الآية الكريمة اكتفت لأجل هذا
بأقل ما يشير إليه صلى الله عليه وسلم
دون التفصيل والإسهاب في عد فضائله
لئلا يظن أن في انفصالهما دليلا
على إمكان الاستقلال بأحدهما
في تحقيق التدبر المشروع، والله أعلم.
ثم حلى الفعل بلام الغاية بيانا لغاية نزول الكتاب
على النبي صلى الله عليه وسلم
لا بيانا لغاية نزوله المجرد
ولو كان استحضار حال من نزل عليه القرآن
غير معتبر في تحقيق الغاية من نزوله لما قال (إليك) ..
فهاهنا ثلاثة ضمائر:
ضمير يعود على المنزَل،
وضمير يعود على المنزل عليه،
وضمير يعود على المنزل لأجلهم ...
فالأول والثالث للغائب،
والوسط للمخاطَب تنويها واحتفالا بحضوره،
وإشارة إلى تعلق سبب النزول به
اصطفاء واجتباء،
وتنبيها إلى أثره الجلل
في نقله عن ربه عز وجل إلى الخلق
وتحمله عن جبريل عليه السلام،
ولولا ذلك ما عرفوه ولا دروه،
وكذا تذكيرا بشرطية استحضاره صلى الله عليه وسلم
أثناء تدبر الكتاب تقديما وتأسيا واتباعا ...
فإن قلت: (قوله تعالى في الآية " إليك "
لم يشتمل من ذكر الموصوف
إلا على كاف الخطاب ... ،
فأين ذكر الشمائل والخصال؟) ..
فالجواب: أن مجرد الإخبار بإنزاله إليه نداء عليه بغاية التكريم
لاختصاصه به واصطفائه صلى الله عليه وسلم لأجله،
فلو تساءلت: من المراد بكاف الخطاب؟ .. ،
ثم سماه لك من يعرفه لكفى بمجرد اسمه أمارة
على جلال خصاله وجمالها،
فكيف لو دلك عليه فعرفت صورته الحسنى .... ؟
وكيف لو خالطته فغمرتك صفاته المثلى .... ؟
بل مجرد التفكر في فضل الكتاب الذي نزل إليه
دال على كمال خصاله صلى الله عليه وسلم،
لاستحالة التجاذب والتساكن بين جنسين مختلفين،
فلما اتحدا في زكاة مخرجهما توافقا وتعانقا ...
ألا ترى أن (كتاب) مبتدأ،
وأن (إليك) داخلة في خبره
دخول الركن في البناء ...
فأخبر عن الكتاب وعرّفه بذكر من نزل إليه
ذكرا يعدل درجة آياته البينات في الدلالة عليه ..
فهذا من أوسع مداخل شخصه وسيرته صلى الله عليه وسلم
في سبب وجود الكتاب فضلا عن دخولها في تفسيره.
...........
وفيه سر آخر ألطف،
وهو قوله (إليك)
الدالة على المنح رعاية وعناية
ولم يقل (عليك) المشعرة بتحميل الأمانة ...
كقوله: - المزمل 5 - (إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا)
فهذا سياق وذاك سياق ...
بل قال (إليك) إشارة إلى أن سائر الخلق
تبع له صلى الله عليه وسلم
في استحقاق نعمة الكتاب ..
فصارت (إليك) مدار كل المعاني
التي ترمي إليها هذه الآية ..
وليعلم المأمورون بتدبر الكتاب
أن تدبرهم لا يصح ولا يستقيم إلا إذا تلبس
بسيرته صلى الله عليه وسلم وأحواله ...
ثم تأمل دخول كل ما ندندن حوله
في قوله تعالى: - القمر 17 -
(ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) ..
ألا ترى أن له صلى الله عليه وسلم
في تيسر القرآن للذكر نصيبا عظيما ..
بما كابد من شدائد تنزله عليه،
ولولا تحمله تلك المشاق
منذ أن فجئه جبريل عليه السلام في الغار ..
وغطه حتى بلغ منه الجهد مرارا ..
ثم صار صلى الله عليه وسلم كلما نزل عليه الوحي
عانى من ذلك شدة ...
لولا تحمله الشاق ذاك لما وجد العباد القرآن
ميسر التلاوة والفهم والتدبر والعمل ..
ولما تراكم هذا الكم الهائل المذهل
من تدبرات المصنفين في التفسير ...
فهذا من أعظم الأدلة على ما قرره
أخونا الشيخ سعد حفظه الله.
والله أعلم.(/)
هل هناك تضاد بين ما قاله الشاطبي والشوكاني!
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[24 Jul 2009, 02:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
وأنا أتصفح كتابا من الكتب لفت نظري قولان أحدهما للشاطبي والآخر للشوكاني فلاحظت أن بينهما تضاد في قضية، وهي أن لغة العرب يعرف عنها غزارة الأساليب والمعاني مما جعل السلف يطلقون قولتهم المشهورة وهي أن القرآن الكريم حمال أوجه، وذلك لأنه نزل بلغة العرب، وهذا ما يبرز في قضية الاشتراك اللغوي، وما أطلق عليه أهل العلم مصطلح (الحقيقة الشرعية)، لذلك فتفسير معاني القرآن الكريم لا يرجع إلى أصل الوضع في اللغة كما أشار الشاطبي، ومنطقة التضاد التي اعتقدتها تظهر عند قول الشوكاني:
"ولكن إذا كان معنى اللفظ أوسع مما فسروه (يقصد الصحابة رضي الله عنهم) به في لغة العرب فعليك أن تضم إلى ما ذكره الصحابي ما تقتضيه لغة العرب وأسرارها، فخذ هذه كلية تنتفع بها"،
والسؤال:
ما فائدة أن نضم إلى ما ذكره الصحابي ما تقتضيه اللغة، فما يفيدنا إبراز الاشتراك اللفظي أو البعد عن الحقيقة الشرعية، أو ما هو بحكم المرفوع، أو المعنى في الاستعمال من أرباب اللغة الصحابة رضي الله عنهم.
والحقيقة أني بهذا اكتشفت تضادا آخر في عبارة الشوكاني نفسه، فكيف نشد أيدينا على قول الصحابي، ثم نبحث عن ما تقتضيه لغة العرب؟!
هذا والله أعلم وأحكم.
هنا أنقل العبارتين للفائدة:
قال الشاطبي:
" أن يذكر أحد الأقوال على تفسير اللغة ويذكر الآخر على التفسير المعنوي وفرق بين تقرير الإعراب وتفسير المعنى وهما معا يرجعان إلى حكم واحد لأن النظر اللغوي راجع إلى تقرير أصل الوضع والآخر راجع إلى تقرير المعنى في الاستعمال كما قالوا في قوله تعالى (ومتاعا للمقوين) أي: المسافرين وقيل النازلين بالأرض القواء وهى القفر وكذلك قوله (تصيبهم بما صنعوا قارعة) أي: داهية تفجؤهم،وقيل سرية من سرايا رسول الله صلى الله عليه و سلم وأشباه ذلك " أهـ[الموافقات]
وقال الشوكاني:
"واشدد يديك في تفسير كتاب الله على ما تقتضيه اللغة العربية، فهو قرآن عربيّ كما وصفه الله، فإن جاءك التفسير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا تلتفت إلى غيره، وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل، وكذلك ما جاء عن الصحابة رضي الله عنهم، فإنهم من جملة العرب، ومن أهل اللغة، وممن جمع إلى اللغة العربية العلم بالاصطلاحات الشرعية، ولكن إذا كان معنى اللفظ أوسع مما فسروه به في لغة العرب فعليك أن تضم إلى ما ذكره الصحابي ما تقتضيه لغة العرب وأسرارها، فخذ هذه كلية تنتفع بها ".أهـ[فتح القدير]
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Jul 2009, 05:36 م]ـ
لم يظهر لي تضاد في عبارات الشيخين رحمهما الله.
فهما يقصدان أن اللفظة القرآنية قد يفسرها الصحابة تفسيراً على المثال، ويكون مدلولها في اللغة أوسع من ذلك، فينتبه من يقرأ تفسيرهم أنه مثال على المعنى المقصود الواسع وليس محصوراً فيما ذكروه رضي الله عنهم، ولذلك نبه الشوكاني على ذلك فقال: (ولكن إذا كان معنى اللفظ أوسع مما فسروه به في لغة العرب فعليك أن تضم إلى ما ذكره الصحابي ما تقتضيه لغة العرب وأسرارها، فخذ هذه كلية تنتفع بها).
ومثله كلام الشاطبي، فهو ينبه إلى أن التفسير قد يكون بالمعنى المستعمل للفظة دون إغفال للمعنى اللغوي الذي اشتقت منه العبارة، كلفظة (المقوين) في آية سورة الواقعة.
والمراد من كلامهما هو التنبيه على مسألة العناية بالنظر إلى المعنى اللغوي في لغة العرب وقت نزول الوحي مع النظر في تفسير السلف واعتبار الأمرين في تفسير الآية ومراعاة أصول التفسير في مثل هذه المسألة.
والله أعلم.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[26 Jul 2009, 07:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
أشكر لفضيلتكم تكرمكم بالإجابة والإفادة، ولأبين ما أشكل علي أزيد بمثال:
قال تعالى:
{وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (الأعراف:180)
قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: الإلحاد: التكذيب.
قال ابن القيم في تعليقه على تفسير ابن عباس:
" وهذا تفسير بالمعنى وحقيقة الإلحاد فيها:
العدول بها عن الصواب فيها، وإدخال ما ليس من معانيها فيها، وإخراج حقائق معانيها عنها، هذه حقيقة الإلحاد، ومن فعل ذلك فقد كذب على الله.
ففسر ابن عباس الإلحاد بالكذب، وهو غاية الملحد في أسمائه تعالى، فإنه إذا أدخل في معانيها ما ليس منها، وخرج بها عن حقائقها، أو بعضها فقد عدل بها عن الصواب والحق، وهو حقيقة الإلحاد ... "
قال الطبري:
" وأصل "الإلحاد" في كلام العرب: العدول عن القصد، والجورُ عنه، والإعراض. ثم يستعمل في كل معوَجّ غير مستقيم" أهـ
قلت:
في وجهة نظري أن المعنى اللغوي للإلحاد يتساوى فيه العدول عن الصواب بقصد ومن غير قصد والمخطي والمعاند، أما توجيه ابن عباس رضي الله عنه لمعنى اللفظة القرآنية نرى فيه أن حدد فقال " التكذيب "، ويظهر أن ابن عباس اختار هذا المعنى لوجود الوعيد الذي تضمنته الآية، فما كان الله ليتوعدهم وهم يفعلون ذلك جهلا أو عن غير قصد.
وقد ظهر هذا التوجيه من ابن عباس في تفسيره للإلحاد في قوله تعالى:
(وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) يعني أن تستحلّ من الحرام ما حرّم الله عليك من لسان أو قتل، فتظلم من لا يظلمك، وتقتل من لا يقتلك، فإذا فعل ذلك فقد وجب له عذاب أليم.
وهذا المثال الذي طرحته لفضيلتكم يبين ما اعتقدت من التضاد والذي ظهر في ذهني عند اطلاعي على القولين السابقين، ويظهر من خلال المثال توجيه الصحابي للمعنى، ولا يمكننا أن نوجهه بغير ذلك، وإن كان اطلاع طلاب العلم على المعنى اللغوي، ومن ثم على توجيه الصحابي فيه دربة وفائدة.
هذا والله أعلم وأحكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[09 Apr 2010, 07:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
وقال الشوكاني:
"واشدد يديك في تفسير كتاب الله على ما تقتضيه اللغة العربية، فهو قرآن عربيّ كما وصفه الله، فإن جاءك التفسير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا تلتفت إلى غيره، وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل، وكذلك ما جاء عن الصحابة رضي الله عنهم، فإنهم من جملة العرب، ومن أهل اللغة، وممن جمع إلى اللغة العربية العلم بالاصطلاحات الشرعية، ولكن إذا كان معنى اللفظ أوسع مما فسروه به في لغة العرب فعليك أن تضم إلى ما ذكره الصحابي ما تقتضيه لغة العرب وأسرارها، فخذ هذه كلية تنتفع بها ".أهـ[فتح القدير]
ربما هذا الكلام من الشوكاني يفسر ما قاله الشيخ مساعد الطيار عن منهجية الشوكاني فقد قال الدكتور مساعد:
أما كتاب الشوكاني الذي هو "فتح القدير" الجامع بين فني الرواية والدراية، هذا الكتاب من المؤلف -رحمه الله تعالى- أنا أعتبر الحقيقة هذا المنهج الذي سلكه الشوكاني منهج غريب، ولا أحبذه؛ لأن الشوكاني -رحمه الله تعالى- أخر ما يتعلق بتفسيرات السلف، بعد ما يسميه هو بالتفسير الدرائي، الذي هو التفسير بالرأي، وجعل كلام السلف متأخراً يبتدئ بقوله: "وأخرج".
فنحن إذا أردنا أن نقرأ في تفسير الشوكاني نريد أن نستفيد من عبارات السلف في التفسير، ونعرف كيف نستفيد منها وقد فصلها عن التفسير الدرائي؟ وهل التفسير الدرائي هو الأصل أو التفسير الروائي هو الأصل عند الشوكاني؟ لا نعرف، فهذا التفصيل أو هذا الفصل الذي حصل فصل غير سليم في رأيي وفي نظري، بل كان الأولى أن يفعل مثل ما فعل غيره من العلماء، بل ما فعل الذي اعتمد كتابه، هو اعتمد كتاب القرطبي، واستفاد منه كثيراً، ونقل منه كثيراً، والقرطبي -رحمه الله تعالى- مع أن كتابه كان من مقاصد التأليف عنده ذكر الأحكام الفقهية التي في الآيات إلا أنه ذكر التفسير كاملاً، وكان يخلط التفسير الوارد عن السلف بغيره ويذكر ويرجح إلى آخره، فهذا الفصل أنا بالنسبة لي يكون فيه إشكال وليس بحميد عندي، ومن دلائل ذلك: أني لم أجد أحداً ممن قرأ هذا الكتاب ذكر أنه اعتنى بمأثور السلف هذا عند قوله "وأخرج" بل إنني أذكر لما كنا في الجامعة، من درسنا هذا الكتاب؛ لأنه كان معتمد في الجامعة كان إذا وصل عند قوله "وأخرج" يقول لنا عبارة "اقلب الصفحة"، طيب الآن هذا مأثور السلف لماذا تركناه؟ أخذنا الإعراب وأخذنا البلاغة وأخذنا مسائل فيما يتعلق بالآيات، وأخذنا استنباطات، ولما جاء ما يتعلق بعبارات السلف تركناه، فيتكون لدى الطالب في مثل هذه المرحلة أن هذا الذي تركناه ليس مهماً، وليس فيه فائدة، وإنما الفائدة في هذا الكلام الذي يعتبر كلام من التحقيق والتدقيق بمكان، وهذا ليس بصواب، فهذا تقريباً إشارة لما يتعلق بتفسير الشوكاني.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[13 Apr 2010, 07:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
وقال الشوكاني:
"واشدد يديك في تفسير كتاب الله على ما تقتضيه اللغة العربية، فهو قرآن عربيّ كما وصفه الله، فإن جاءك التفسير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا تلتفت إلى غيره، وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل، وكذلك ما جاء عن الصحابة رضي الله عنهم، فإنهم من جملة العرب، ومن أهل اللغة، وممن جمع إلى اللغة العربية العلم بالاصطلاحات الشرعية، ولكن إذا كان معنى اللفظ أوسع مما فسروه به في لغة العرب فعليك أن تضم إلى ما ذكره الصحابي ما تقتضيه لغة العرب وأسرارها، فخذ هذه كلية تنتفع بها ".أهـ[فتح القدير]
قال ابن جني:
ينبغي أن يحسن الظن بابن عباس فيقال:
إنه أعلم بلغة القوم من كثير من علمائهم "(/)
تلخيص الأخ إبراهيم العروسي لدروس تاريخ التفسير المقام بدورة المعابدة بمكة
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[25 Jul 2009, 08:12 ص]ـ
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على خير البريات، وعلى آله وصحبه والتابعين إلى يوم الدين، أما بعد:
فقد منَّ الله ـ بكرمه وفضله ـ عليَّ بإلقاء دروس في تاريخ التفسير، وقد وقفت فيه على نهاية خلافة الراشدين، وقد اجتهد الطلبة بإعداد ملخصات، فاخترت أحدها، واضفت إليه بعض ما فاته من خلال ملخصات زملائه، وكذا أضفت لها النصوص التي أشار إليها، ولم يكتبها كاملة.
وإني لأهتبل هذه الفرصة لأشكر هؤلاء الطلاب الذين حرصوا على الحضور، وأفادوني في هذه الدروس بحضورهم ومناقشاتهم العلمية المفيدة، وإني لأسأل الله أن يوفقني وإياهم لما يحب ويرضى.
وإليكم هذا التلخيص:
.....................................
تمهيد:
في هذا البحث الفكرة العامة في هذا البحث هى إظهار الجانب التاريخي فيما يتعلق بتاريخ تفسير القران وهو طويل جدا ً ولكن سنحاول إبراز المنطقة التي نقول عنها مجازا ًمنطقة مظلمة في عدم وضوحها لا في نفسها وذاتها وهي مرحلة بدايات التفسير فإن كثير من طلاب العلم يجهل هذه المنطقة منطقة بدايات التفسير
نحتاج إلى معرفة كيف كان التفسير قبل عصر الإمام محمد بن جرير الطبري
بداية من العصر النبوي حتى عصر إمام المفسرين محمد بن جرير الطبري
المقصود الأعظم هو فترة ما قبل عصر ابن جرير حتى العصر النبوي
وسوف نجد إن شاء الله معلومات جديدة ولكنها ليست مبتكرة وإنما هى موجودة في بطون الكتب وتحتاج إلى اقتناص وترتيب فقط وذلك لعدم انتباه كثير من المتخصصين إلي هذه الفترة، ولاعتمادهم على ما كتبه بعض المعاصرين في مراحل تدوين التفسير، دون التنبه لما فيها من ملاحظات علمية.
إن تاريخ التفسير لو كتب بطريقة تحليلية من فترة نزول القرآن إلى عهد بن جرير لخرجت فوائد كثيرة من خلال نصوص التراجم ونصوص التفسير المنقولة عن أصحاب هذه الفترة الزمنية، وهذا الموضوع يحتاج إلى أكثر من رسالة علمية.
? نبذة تعريفية عن مفهوم علم التفسير
إن المتأمل والدارس لعلم تاريخ التفسير، ينبغي أن يتفطن بادئ ذي بدئ لأمور هامة تتعلق بالموضوع، من حيث المعنى العام والمعنى اللفظي، ولعلنا نتطرق في خطوط عريضة ـ لتلك الأمور وهي على النحو التالي:
? ينبغي أن نتتبع المصطلح لعلم تاريخ التفسير كيف سار منذ الزمن الأول إلى يومنا هذا، لأننا إذا قلنا علم تاريخ التفسير فماذا نقصد بالتفسير وما مفهومه وماهيته.
? المرحلة المقصودة بتاريخ علم التفسير هي عصور المنطقة المظلمة (من جهة العلم والجهل بها) وليس في ذاتها، أعني مرحلة ما قبل الإمام ابن جرير الطبري، حيث كانت المناهج واضحة وجلية بعده.
?تعريف التفسير:
الأولين مزجوا بين علوم القرآن وعلوم التفسير، واتفقوا على أن التفسير هو فهم المعاني واختلفوا بعد ذلك فبعضهم يدخل أحكام القرآن وحكمه كما ذكر الزركشي عن بعضهم، وكابن أبي حيان يدخل القرآءآت والبلاغة وغيرها، والضابط في التمييز بين علوم التفسير وعلوم القرآن {هو بيان وفهم المعاني} ثم اختلفوا في الزيادات.
وموضوعنا هو {تاريخ بيان فهم معاني القرآن} الذي نعني به تاريخ التفسير ومنشأ الخلاف، هل علوم القرآن والعلوم الإضافية، هل هي من مادة كتب التفسير، أم من التفسير نفسه، وهنا يقال أن جميع الزيادات والإضافات في علوم القرآن التي دخلت في علم التفسير ليست من ماهية التفسير، إنما هي من مادة كتب التفسير.
وهنا ثمة أمر ينبغي أن ننبه عليه، وهو إذا كانت تلك العلوم لها أثر في فهم المعنى فإننا ندخلها ضمن علم التفسير، ومثال ذلك، ما روي عن خالد بن معدان في قوله تعالى {لابثين فيها} أنها منسوخة بقوله {فذوقوا فلن نزيدكم} فإننا نعد هذا الضرب من علم التفسير لأن له أثرًا في فهم المعنى،، فالنسخ هنا يدخل في مراد السلف، ويُحمل على مصطلحات المتأخرين، وهو من بيان المجمل، بخلاف آية الصدقة في سورة المجادلة، ليس لها علاقة أو أثر في فهم المعنى، وإنما لها أثر في الحكم، أي في تطبيق هذا الأمر، وإلا فمعناها مفهوم، والقول بالنسخ لم يؤثر على معنى الآية وتفسيرها، فلذلك عددنا النسخ في هذه الآية من
(يُتْبَعُ)
(/)
علوم القرآن (العلوم الإضافية).
? كذلك من ما ينبغي أن ننبه عليه، أمرين مهمين.
1ـ أن بعض العلوم قد سبقت الكتابة في تاريخه أو مناهجه أو مسائله، وهذا السبق أثر في الكلام على تاريخ التفسير، وذلك حينما جاء المعاصرون ليكتبوا عن تاريخ التفسير استفادوا من الذين كتبوا في تاريخ الحديث والفقه وأصوله ..... الخ. فطبقوا ما يقال في تاريخ علم ما على التفسير، وجعلوا المسألة فيهما متوافقه، مع أن البون بين العلمين شاسع فيها، مثاله: المدرسة العراقية، والمدرسة المكية ـ مع التحفظ على كلمة مدرسة ـ، بينهما بون شاسع في المنهج، فالمعلوم عن من كتب في مناهج تلك المدارس من المفسرين المتأخرين قد تأثر بتاريخ فن آخر، فجعل مدرسة العراق (عقلية) وجعل المدرسة المكية (أثرية)، والمتأمل حقيقة يعلم منهج ابن عباس (المكي) تربية تلاميذه على الاجتهاد،، فكثُر المفسرون من تلاميذه، وكان منهج ابن مسعود (العراق) قائمًا على تربية تلاميذه على الاتباع والاقتداء، فقلَّ كلام تلاميذه في التفسير، وكثُر نقلهم عنه.
2ـ علاقة علم الحديث بعلم التفسير:
كان المفسرون من الرواة عمومًا، فهم يروون سنة نبوية، وغزوة، وحدثًا في السيرة، وتفسيرًا ... إلخ، ولم يكن المتقدمون قد أفردوا للمفسرين تراجم خاصة لهذا السبب، وقد كان المتقدمون من علماء الحديث البصيرين بنقد الرجال يفرقون بين الرواة في هذه المجالات، وإن لم يخصوهم بكتب خاصة، ولم يقع التخليط في هذا الأمر إلا متأخرًا، لذا نجد في تقويم المحدثين لبعض القراء من جهة الحديث ما يختلف عن تقويمهم من جهة القراءة، وهم يدركون الفرق بين هذين العلمين، مع أنهما يفتقران للنقل، ومن أقوالهم في ذلك: قول ابن حجر في تقريب التهذيب ـ في ترجمة الراوي حفص ـ قال: (حفص بن سليمان الأسدي أبو عمر البزاز الكوفي الغاضري بمعجمتين وهو حفص بن أبي داود القارئ صاحب عاصم ويقال له حفيص متروك الحديث مع إمامته في القراءة من الثامنة مات سنة ثمانين وله تسعون).
? وهنا ثمة أفكار هامة تتعلق بالمقدمة أيضا، ألخصها في الآتي:
?أنواع معلومات القرآن:
1ـ جزء من القرآن مرتبط بالأحكام الفقهية.
2ـ أخبار عامة.
3ـ أخبار معاصرة للقرآن.
4ـ أخبار سابقة ولاحقة.
?ومجمل القول أن القرآن ينقسم إلى: قسمين، أحكام، أخبار.
الأخبار تنقسم إلى أقسام: 1ـ أخبار تدرك معانيها وحقائقها.
2ـ أخبار غيبية لا تدرك حقائقها وإن عرف معناها مثاله {الرحمن على العرش استوى) ندرك المعنى لكن لا ندرك حقيقته.
أما الأحكام الشرعية فتُدرَك حقائقها ومعانيها.
الوجوه التي يعرف بها تأويل القرآن:
?بنى على ذلك ابن عباس الوجوه التي ذكرها في أنواع التفسير:
1ـ وجه تعرفه العرب من كلامها.
2ـ تفسير لا يعذر أحد بجهالته.
3ـ تفسير يعلمه العلماء.
4ـ تفسير لا يعلمه إلا الله، (وهذه من الغيبيات)
وعملُ المفسرين في الأقسام الثلاثة الأولى؛ لأنها مرتبطة بـ (المعاني).
وأما القسم الرابع، فإنه مما يختص به الله تعالى، وقد دخل في تأويله بعض المبتدعة والجهلة، فادعوا معرفتهم لبعض هذه الحقائق، كادعاء بعضهم معرفة بعض الغيوب من خلال بعض الآيات.
?ومما يستأنس به في هذا الباب، ما ذكر الطبري في مقدمته في أنواع التأويل:.
1ـ ما لا يعلمه إلا الله.
2ـ يعلم من جهة النبي صلى الله عليه وسلم.
3ـ يعلمه كل ذي علم باللسان، بشرط ألا تخرج عن أقوال السلف.
? الوصول إلى فهم القرآن، لا يخرج من حالين:
1ـ حال النقل، 2ـ حال الاجتهاد.
? فحال النقل أنواع:
أـ نوع لا يمكن أن يدخله رأي، وهو البيان القرآني عن القرآن مباشرة، مثل: (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولاهم يحزنون* الذين آمنوا وكانوا يتقون)، (والسماء والطارق * وما أدراك ما الطارق * النجم الثاقب) الخ.
ب/ تفسير نبوي مباشر، مثاله: لما سئل صلى الله عليه وسلم عن الظلم في قوله: (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم)، فسره بقوله (إن الشرك لظلم عظيم).
ج / أسباب النزول الصريحة الصحيحة.
د / النص الذي لا يحتمل إلا قولاً واحدًا، مثل: (قل هو الله أحد .......... ) الخ
(يُتْبَعُ)
(/)
وهنا لا بد أن نقرر هذه الحقيقة المهمة، أن علم التفسير من حيث الأغلب قائم على الرأي والاجتهاد، والدليل على ذلك استقراء تفسير السلف، ولعل هذه المقدمة مهدت لنا الطريق في الشروع في بيان أولى محطات تاريخ التفسير المعني بيانه وهي مرحلة العهد النبوي.
?العهد النبوي
كان النبي صلى الله عليه وسلم هو المبين الأول لفهم القرآن يدلنا على ذلك قوله تعالى (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) وقد بين لهم ما يحتاجون لبيانه وهو التفسير المجمل فيما يتعلق بالأحكام العامة، أما تفسير القرآن وبيان معانيه لفظة لفظة فلم يكن ذلك من منهجه صلى الله عليه وسلم.
? وأنواع التفسير في العهد النبوي:
1ـ إما بنص صريح مباشر.
2ـ نصب دلالة عليه (جملة سنة الرسول صلى الله عليه وسلم تفسر القرآن)
والنص الصريح المباشر نوعان:
أ ـ يبتدئهم هو عليه الصلاة والسلام بالتفسير، مثاله:
روى البخاري في كتاب التفسير من صحيحه بسنده عن النبي ? قال (قيل لبني إسرائيل {ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة}. فدخلوا يزحفون على أستاههم فبدلوا وقالوا حطة حبة في شعرة)
البخاري: عَنْ أَبِى سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى - رضى الله عنه - قَالَ كُنْتُ أُصَلِّى فَمَرَّ بِى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَدَعَانِى فَلَمْ آتِهِ حَتَّى صَلَّيْتُ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَقَالَ «مَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْتِىَ أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ) ثُمَّ قَالَ لأُعَلِّمَنَّكَ أَعْظَمَ سُورَةٍ فِى الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ أَخْرُجَ». فَذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِيَخْرُجَ فَذَكَرْتُ لَهُ).
روى البخاري بسنده عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضى الله عنهما - أَنَّهُ قَالَ لَمَّا تُوُفِّىَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَىٍّ جَاءَ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَعْطَاهُ قَمِيصَهُ وَأَمَرَهُ أَنْ يُكَفِّنَهُ فِيهِ ثُمَّ قَامَ يُصَلِّى عَلَيْهِ، فَأَخَذَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِثَوْبِهِ فَقَالَ تُصَلِّى عَلَيْهِ وَهْوَ مُنَافِقٌ وَقَدْ نَهَاكَ اللَّهُ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لَهُمْ. قَالَ «إِنَّمَا خَيَّرَنِى اللَّهُ أَوْ أَخْبَرَنِى فَقَالَ (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ) فَقَالَ سَأَزِيدُهُ عَلَى سَبْعِينَ». قَالَ فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَصَلَّيْنَا مَعَهُ ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ (وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ)
بـ سؤالات الصحابة:
روى البخاري في كتاب التفسير من صحيحه عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ سَأَلْتُ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى (وَالشَّمْسُ تَجْرِى لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا) قَالَ «مُسْتَقَرُّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ». أطرافه 3199، 4802، 7424، 7433 - تحفة 11993
وبسنده عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - فَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْجُمُعَةِ (وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ) قَالَ قُلْتُ مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَلَمْ يُرَاجِعْهُ حَتَّى سَأَلَ ثَلاَثًا، وَفِينَا سَلْمَانُ الْفَارِسِىُّ، وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَدَهُ عَلَى سَلْمَانَ ثُمَّ قَالَ «لَوْ كَانَ الإِيمَانُ عِنْدَ الثُّرَيَّا لَنَالَهُ رِجَالٌ - أَوْ رَجُلٌ - مِنْ هَؤُلاَءِ». طرفه 4898 - تحفة 12917 - 189/ 6
(يُتْبَعُ)
(/)
وبسنده عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - «لَيْسَ أَحَدٌ يُحَاسَبُ إِلاَّ هَلَكَ». قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ جَعَلَنِى اللَّهُ فِدَاءَكَ، أَلَيْسَ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ (فَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا). قَالَ «ذَاكَ الْعَرْضُ يُعْرَضُونَ، وَمَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ هَلَكَ». أطرافه 103، 6536، 6537 - تحفة 16254، 16232، 17463، 16231 - 208/ 6
?التفسير النبوي الغير مباشر: يتكلم أو يفعل فعلا ً يتأول منه فهم معين، ولا ينص على آية بعينها،
روى البخاري بسنده عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ «مَثَلُ الَّذِى يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهْوَ حَافِظٌ لَهُ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ، وَمَثَلُ الَّذِى يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهْوَ يَتَعَاهَدُهُ وَهْوَ عَلَيْهِ شَدِيدٌ، فَلَهُ أَجْرَانِ». تحفة 16102
، وهذا يرجح أن السفرة هم الملائكة في قوله تعالى: (بأيدي سفرة * كرام بررة)، إذ وقع الخلاف بين السلف هل هم الملائكة، ويشهد له الحديث السابقة، أم هم كتبة الوحي من الصحابة؟
ومما ينبغي أن يلاحظ في هذا المقام ما وقع من تأوُّلات نبوية لبعض الآيات القرآنية، ومن ذلك:
روى البخاري بسنده عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ وَهْوَ فِى قُبَّةٍ يَوْمَ بَدْرٍ «اللَّهُمَّ إِنِّى أَنْشُدُكَ عَهْدَكَ وَوَعْدَكَ، اللَّهُمَّ إِنْ تَشَأْ لاَ تُعْبَدْ بَعْدَ الْيَوْمِ». فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ بِيَدِهِ فَقَالَ حَسْبُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلْحَحْتَ عَلَى رَبِّكَ. وَهْوَ يَثِبُ فِى الدِّرْعِ، فَخَرَجَ وَهْوَ يَقُولُ «(سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ)». أطرافه 2915، 3953، 4877 - تحفة 6054
وبسنده عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِى رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى». يَتَأَوَّلُ الْقُرْآنَ. أطرافه 794، 817، 4293، 4967 - تحفة 17635
?هل فسر الصحابة القرآن والرسول بين أ ظهرهم؟
الجواب: نعم، لكن مما ينبغي أن يشار إليه قبل ذلك: حرص الصحابة على تعلم معاني القرآن، وقد ورد في ذلك عدة آثار، منها:
ما رواه الطبري بسنده، قال: حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق المروزي قال سمعت أبي يقول: حدثنا الحسين بن واقد قال: حدثنا الأعمش عن شقيق عن ابن مسعود قال: كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن
حدثنا ابن حميد قال: حدثنا جرير عن عطاء عن أبي عبد الرحمن قال: حدثنا الذين كانوا يقرئوننا: أنهم كانوا يستقرئون من النبي صلى الله عليه و سلم فكانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل فتعلمنا القرآن والعمل جميعا
وأما ما وقع من الصحابة من تفسيرات ـ باجتهادهم ـ فإنهم كانوا يعرضونها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يخلو الحال من أمرين:
الأول: أن يستدرك عليهم فهمهم، ويبين لهم المعنى المراد، ومن ذلك:
ما رواه البخاري عن حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مُطَرِّفٍ عَنِ الشَّعْبِىِّ عَنْ عَدِىِّ بْنِ حَاتِمٍ - رضى الله عنه - قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ أَهُمَا الْخَيْطَانِ قَالَ «إِنَّكَ لَعَرِيضُ الْقَفَا إِنْ أَبْصَرْتَ الْخَيْطَيْنِ». ثُمَّ قَالَ «لاَ بَلْ هُوَ سَوَادُ اللَّيْلِ وَبَيَاضُ النَّهَارِ». طرفاه 1916، 4509 - تحفة 9869
(يُتْبَعُ)
(/)
، والرسول صلى الله عليه وسلم لم يمنع عديًّا من أن يفهم القرآن على ما عنده من معرفة اللسان العربي؛ لأن فهمه من جهة اللغة صحيح، لكنه بين له المعنى اللغوي الآخر الذي غفل عنه عديٌّ، وهو بياض النهار وسواد الليل، ولو كان فهم القرآن ابتداءًا غير جائز لهم لنبههم صلى الله عليه وسلم على ذلك، وذلك لم يرد مع تكرر الوقائع المشبهة لأمر عديٍّ رضي الله عنه.
الثاني: أن يقرَّ فهمه، ومن ذلك ما ذكره ابن كثير في تفسير قوله تعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم)، قال: (قال الإمام أحمد: حدثنا حسن بن موسى، حدثنا ابن لَهِيعة، حدثنا يزيد بن أبي حبيب، عن عمْران بن أبي أنس، عن عبد الرحمن بن جُبَير، عن عمرو بن العاص، رضي الله عنه، أنه قال لما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم عام ذات السلاسل قال: احتلمت في ليلة باردة شديدة البرد فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك، فتيممت ثم صليت بأصحابي صلاة الصبح، قال: فلما قدمتُ على رسول الله صلى عليه وسلم ذكرت ذلك له، فقال: "يا عمرو صَلَّيت بأصحابك وأنت جُنُبٌ! " قال: قلت يا رسول الله إني احتلمت في ليلة باردة شديدة البرد، فأشفقت إن اغتسلت أن أهلكَ، فذكرت قول الله [عز وجل] {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} فتيممت ثم صليت. فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئا.
وهكذا رواه أبو داود من حديث يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، به. ورواه أيضا عن محمد بن أبي سلمة، عن ابن وهب، عن ابن لهيعة وعمر بن الحارث، كلاهما عن يزيد بن أبي حبيب، عن عمران بن أبي أنس، عن عبد الرحمن بن جبير المصري، عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص، عنه، فذكر نحوه. وهذا، والله أعلم، أشبه بالصواب.
وقال أبو بكر بن مَرْدُوَيه: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن حامد البَلْخِي، حدثنا محمد بن صالح بن سهل البلخي، حدثنا عُبَيد عبد الله بن عمر القواريري، حدثنا يوسف بن خالد، حدثنا زياد بن سعد، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن عمرو بن العاص صلى بالناس وهو جُنُب، فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكروا ذلك له، فدعاه فسأله عن ذلك، فقال: يا رسول الله، خفْتُ أن يقتلني البرد، وقد قال الله تعالى: {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ [إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا]} قال: فسكت عنه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم).
?وهنا سؤال يطرح نفسه، هل تلك التفسيرات الواردة معتمدة على النقل أو الرأي؟
الجواب: على الرأي، لكنهم كانوا يرجعون إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وبهذا يمكن القول بأن بداية التفسير بالرأي كانت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وليس المراد بالرأي هنا الرأي المذموم.
? أبرز ملامح هذا العهد النبوي يتلخص في الآتي:
أ / النبي صلى الله عليه وسلم فسر مباشرة شيء من القرآن (وهو قليل).
ب ـ إذا أدخلنا تأوُّلات النبي صلى الله عليه وسلم، وعموم سنته التي يمكن الاستفادة منها في تفسير القرآن، فيمكن القول بأن ما فسَّره النبي صلى الله عليه وسلم كثير؛ لكن هذا قائم على قدرة المفسر على الربط بين معنى الآية والحديث.
ج / بداية فهم بعض الصحابة بعض الآيات على وجه من وجوه التأويل.
د / بداية التفسير بالرأي في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
هـ ـ لم يعتن صلى الله عليه وسلم بكتابة شيء غير القرآن الكريم؛ لذا لم يظهر تدوين للتفسير ولا لغيره إلا نزر يسير معروف في تاريخ التدوين، وهو الصحيفة الصادقة لعبدالله بن عمرو.
************
التفسير في عهد الصحابة
ـ تمهيد:
مَنِ المرجع بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم في التفسير؟
الجواب: لا يوجد مرجع واحد من الناس بحيث يكون حكمًا في فهم المعاني كما هو الحال في الرسول صلى الله عليه وسلم، كما أنه لا يوجد مجموعة بعينها ـ في هذا العصر ـ تكون حجة على غيرها، ولا على من بعدها، وإنما كان الاجتهاد المحض وقد برز ذلك جلياً في عهد الصحابة.
من أولى من يقوم بفهم النص؟
الجواب: هم من عاصروا التنزيل، وشاهدوا النبي صلى الله عليه وسلم وأحواله، وعرفوا أحوال من نزل عليهم القرآن، وعاداتهم، وهذا الوصف متحقق في الصحابة رضي الله عنهم أكثر من غيرهم.
ومن جاء بعدهم فهو ناقل عنهم هذه الأمور، وهم مرجعه في هذه الأحوال والمشاهدات.
*********
(يُتْبَعُ)
(/)
تفسيم مراحل التفسير في عهد الصحابة
يمكن تقسيم التفسير في عهد الصحابة رضي الله عنهم إلى عدة أقسام:
1ـ منذ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وتولي أبو بكر الخلافة إلى مقتل علي رضي الله عنهم سنة (40 هـ).
2ـ من عام (41 هـ) حين الخلاف والنزاع في خلافة معاوية إلى (68هـ) موت ابن عباس رضي الله عنهم.
3ـ من (68 هـ) إلى بقاء بعض الصحابة ستة (100هـ) وبروز كبار التابعين انتهى.
?عهد أبو بكر رضي الله عنه: توفي (13هـ) ومدة خلافته سنتين ونصف.
?أهم أعماله:
1ـ الانشغال بحروب الردة، أغلب الصحابة انشغلوا معه وبعد ذلك انشغلوا ببداية الفتوح.
2ـ جمع القرآن، وقد كلف عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت بتلك المهمة.
وفي هذا العهد لا نكاد نجد إلا تفسيرات قليلة يمكن إعادتها إليه؛ لأنها عن أبي بكر الصديق.
?بعض تفسيرات أبو بكر الصديق.
هل ما نقل عنه من العلم يوازي الذي عنده؟
الجواب: لا، وحتى في التفسير قليل جداً.
أبو بكر رضي الله عنه لا يدخل في محيط المتصدين للتفسير، ولا يعني ذلك أنه ليس بعالم بالقرآن، وإنما انشغل بأشياء أخرى مهمه في عهده ولم يلبث طويلا.
?أمثلة على تفسيرا ت أبو بكر الصديق، ورأيه في ذلك:
أ ـ روى الطبري بسنده عن الشعبي: أن أبا بكر رحمه الله قال في الكلالة: أقول فيها برأيي، فإن كان صوابًا فمن الله: هو ما دون الولد والوالد. قال: فلما كان عمر رحمه الله قال: إني لأستحيي من الله أن أخالف أبا بكر).
ونلحظ هنا المعنى اللغوي والتكييف الفقهي.
ب/ في تفسير (قوله وفاكهة وأبا) لما سئل عن الأب، فقال: أي سماء تظلني وأي أرض تقلني، إذا قلت فيها برأيي.
ج/الاستدراكات: ومن أمثلة ذلك
استدراكه رضي الله عنه:على من فهم من قول الله تعالى: (يأيها الذين امنو عليكم أنفسكم) غير المعنى المراد من الاية، فعن قيس بن أبي حازم قال، قال أبو بكر وهو على المنبر: يا أيها الناس، إنكم تقرءون هذه الآية على غير موضعها:"لا يضركم من ضلّ إذا اهتديتم"، وإن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه، عَمَّهم الله بعقابه.
?أبرز ملامح عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه
1 - بداية ظهور تعدد الأوجه في فهم القران.
2 ـ الاستدراك على القول الضعيف.
3 - القول بالرأي والاجتهاد وخاصة فيم يحتاج إليه الناس من أمور شرعية
4 - الذي روي عن أبي بكر وغيره ـ في هذه الفترة ـ أشياء قليلة في التفسير بسبب انشغالهم بالأسباب السالفة الذكر ......
?عهد عمر رضي الله عنه منذ عام 13هـ -23هـ عشر سنوات تقريبا.
?في أول العهد كان الأمر على نفس ما كان عليه في العهد السابق عهد الصديق:
?ثم كانت بدايات التعليم المنظم:وظهر ذلك من خلال الاتي:
1 - بعث عمر رضي الله عنه بعض الصحابة إلى الأمصار أمثال:معاذ وأبو الدرداء وعبادة بن الصامت (إلى الشام تحديدا) وهنا أعرض شيأ من الذي أثر عن بعضهم مما كان له أثر في مجرى التاريخ التفسيري.
قال ابن سعد: ( ... جمع القرآن في زمان النبي، صلى الله عليه وسلم، خمسة من الأنصار: معاذ بن جبل وعبادة بن صامت وأبي بن كعب وأبو أيوب وأبو الدرداء، فلما كان زمن عمر بن الخطاب كتب إليه يزيد بن أبي سفيان: إن أهل الشام قد كثروا وربلوا وملؤوا المدائن واحتاجوا إلى من يعلمهم القرآن ويفقههم فأعني يا أمير المؤمنين برجال يعلمونهم، فدعا عمر أولئك الخمسة فقال لهم: إن إخوانكم من أهل الشام قد استعانوني بمن يعلمهم القرآن ويفقههم في الدين، فأعينوني رحمكم الله بثلاثة منكم، إن أجبتم فاستهموا وإن انتدب ثلاثة منكم فليخرجوا، فقالوا: ما كنا لنتساهم، هذا شيخ كبير لأبي أيوب وأما هذا فسقيم لأبي بن كعب، فخرج معاذ وعبادة وأبو الدرداء، فقال عمر: ابدؤوا بحمص فإنكم ستجدون الناس وجوه مختلفة، منهم من يلقن فإذا رأيتم ذلك فوجهوا إليه طائفة من الناس، فإذا رضيتم منهم فليقم بها واحد وليخرج واحد إلى دمشق والآخر إلى فلسطين. وقدموا حمص فكانوا بها حتى إذا رضوا من الناس أقام بها عبادة وخرج أبو الدرداء إلى دمشق ومعاذ إلى فلسطين، وأما معاذ فمات عام طاعون عمواس، وأما عبادة فصار بعد إلى فلسطين فمات بها، وأما أبو الدرداء فلم يزل بدمشق حتى مات).
(يُتْبَعُ)
(/)
وروى ابن سعد بسنده عن عامر أن مهاجر عبد الله بن مسعود كان بحمص فحدره عمر إلى الكوفة وكتب إليهم: إني والله الذي لا إله إلا هو آثرتكم به على نفسي فخذوا عنه
2 - المجالس العلمية العمرية.
من أمثلة ذلك ما روى الطبري بسنده عن ابن زيد في قوله:" وإذا قيلَ له اتق الله أخذته العزة بالإثم" إلى قوله:" والله رؤوف بالعباد"، قال: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا صلى السُّبْحة وفرغ، دخل مربدًا له، فأرسل إلى فتيان قد قرأوا القرآن، منهم ابن عباس وابن أخي عيينة، قال: فيأتون فيقرأون القرآن ويتدارسونه، فإذا كانت القائلة انصرف. قال فمرُّوا بهذه الآية:" وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم"،" ومن الناس من يشري نفسه ابتغاءَ مرضَات الله والله رؤوفٌ بالعباد"= قال ابن زيد: وهؤلاء المجاهدون في سبيل الله= فقال ابن عباس لبعض من كان إلى جنبه: اقتتل الرجلان؟ فسمع عمر ما قال، فقال: وأيّ شيء قلت؟ قال: لا شيء يا أمير المؤمنين! قال: ماذا قلت؟ اقتَتل الرجلان؟ قال فلما رأى ذلك ابن عباس قال: أرى ههنا مَنْ إذا أُمِر بتقوى الله أخذته العزة بالإثم، وأرى من يَشري نفسه ابتغاءَ مرضاة الله، يقوم هذا فيأمر هذا بتقوى الله، فإذا لم يقبل وأخذته العزة بالإثم، قال هذا: وأنا أشتري نفسي! فقاتله، فاقتتل الرجلان! فقال عمر: لله بلادك يا بن عباس).
?كذلك من الأمثلة في ذلك مجالس عمر الخاصة (اللقاءات الخاصة):
مجلس عمر رضي الله عنه مع أشياخ بدر والاهتمام بابن عباس وحضوره تلك المجالس فوجد بعض الصحابة في أنفسهم شيأ،فأراد عمر أن يبين لهم مراده فسألهم عن سورة النصر روى البخاري بسنده عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كَانَ عُمَرُ يُدْخِلُنِى مَعَ أَشْيَاخِ بَدْرٍ، فَكَأَنَّ بَعْضَهُمْ وَجَدَ فِى نَفْسِهِ فَقَالَ لِمَ تُدْخِلُ هَذَا مَعَنَا وَلَنَا أَبْنَاءٌ مِثْلُهُ فَقَالَ عُمَرُ إِنَّهُ مِنْ حَيْثُ عَلِمْتُمْ. فَدَعَا ذَاتَ يَوْمٍ - فَأَدْخَلَهُ مَعَهُمْ - فَمَا رُئِيتُ أَنَّهُ دَعَانِى يَوْمَئِذٍ إِلاَّ لِيُرِيَهُمْ. قَالَ مَا تَقُولُونَ فِى قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) فَقَالَ بَعْضُهُمْ أُمِرْنَا نَحْمَدُ اللَّهَ وَنَسْتَغْفِرُهُ، إِذَا نُصِرْنَا وَفُتِحَ عَلَيْنَا. وَسَكَتَ بَعْضُهُمْ فَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا فَقَالَ لِى أَكَذَاكَ تَقُولُ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ لاَ. قَالَ فَمَا تَقُولُ قُلْتُ هُوَ أَجَلُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَعْلَمَهُ لَهُ، قَالَ (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) وَذَلِكَ عَلاَمَةُ أَجَلِكَ (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا). فَقَالَ عُمَرُ مَا أَعْلَمُ مِنْهَا إِلاَّ مَا تَقُولُ. أطرافه 3627، 4294، 4430، 4969 - تحفة 5456، 10495 - 221/ 6
ـ السؤال عما أشكل:
وأخرج ابن المنذر والحاكم وابن مردويه عن ابن عباس. أن عمر بن الخطاب كان إذا دخل بيته نشر المصحف يقرأه، فدخل ذات يوم فقرأ سورة الأنعام، فأتى على هذه الآية {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} إلى آخر الآية، فانتقل وأخذ رداءه ثم أتى أبي بن كعب، فقال: يا أبا المنذر أتيت على هذه الآيه {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} وقد نرى أنا نظلم ونفعل ونفعل؟ فقال: يا أمير المؤمنين ان هذا ليس بذاك. يقول الله {إن الشرك لظلم عظيم} [لقمان: 13] إنما ذلك الشرك.
ـ وإذا كان البسؤال عن المشكل قد فعله عمرر، فهناك بحث عن مشكلات القران على جهة التعنت، وقصته مع صبيغ في ذلك مشهورة حيث كان يسأل عن متشابه القران تعنتا،فأدبه عمر حتى رجع عن ذلك.
ـ أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن بن طاووس عن أبيه أن صبيغا قدم على عمر فقال من أنت فقال أنا عبد الله صبيغ فسأله عمر عن أشياء فعاقبه قال أبو بكر في علمي أنه قال وحرق كتبه وكتب إلى أهل البصرة ألا تجالسوه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ الدارمي أَخْبَرَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ: أَنَّ رَجُلاً يُقَالُ لَهُ صَبِيغٌ قَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَجَعَلَ يَسْأَلُ عَنْ مُتَشَابِهِ الْقُرْآنِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عُمَرُ وَقَدْ أَعَدَّ لَهُ عَرَاجِينَ النَّخْلِ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا عَبْدُ اللَّهِ صَبِيغٌ. فَأَخَذَ عُمَرُ عُرْجُوناً مِنْ تِلْكَ الْعَرَاجِينِ فَضَرَبَهُ وَقَالَ: أَنَا عَبْدُ اللَّهِ عُمَرُ. فَجَعَلَ لَهُ ضَرْباً حَتَّى دَمِىَ رَأْسُهُ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حَسْبُكَ قَدْ ذَهَبَ الَّذِى كُنْتُ أَجِدُ فِى رَأْسِى. إتحاف 15810
?سؤال عمر عن ما أشكل عليه
وقال سعيد بن المسيب: بينما عمر بن الخطاب رضى الله عنه على المنبر قال: يا أيها الناس، ما تقولون في قول الله عز وجل: " أو يأخذهم على تخوف " فسكت الناس، فقال شيخ
من بنى هذيل: هي لغتنا يا أمير المؤمنين، التخوف التنقص.
فخرج رجل فقال: يا فلان، ما فعل دينك؟ قال: تخوفته، أي تنقصته، فرجع فأخبر عمر فقال عمر: أتعرف العرب ذلك في أشعارهم؟ قال نعم، قال شاعرنا أبو كبير الهذلى يصف ناقة تنقص السير سنامها بعد تمكه واكتنازه: تخوف الرحل منها تامكا قردا * كما تخوف عود النبعة السفن فقال عمر: يا أيها الناس، عليكم بديوانكم شعر الجاهلية فإن فيه تفسير كتابكم ومعانى كلامكم.
?كذلك ما جاء عنه في قوله (وفاكهةوأبا) قال:هذه الفاكهة علمناها فما الأب؟ ثم قال إن هذا لهو التكلف ....
? تنزيل الآية على الواقع.
ومثاله ما روي عن عمر رضي الله عنه حين رأى جابر رضي الله عنه يحمل معه قطعة لحم، فقال له عمر:اكلما اشتهيت أكلت ثم قرأ قوله تعالى: (أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها)
?كذلك لم يستجد أي شيء فيما يختص باقراء القران بل كانوا يقروؤن على حسب ماسمعوه.
?أبرز ملامح التفسير عهد عمر رضي الله عنه:
1 - ظهر لنا في عهده بدايات التعليم المنظم وتجلى لنا ذلك في أمور منها
أ/المجالس العمرية العامة والخاصة
ب/بعثه لبعض القراء للأمصار
2 - ظهور بدايات البحث عن المشكل تعنتًا.
3 - لم يدون أي شيء من التفسير إنما كان جل الاعتماد على الرواية.
4 - استمرار فهم القران على وجوه.
?عهد عثمان رضي الله عنه من 23هـ _ 35هـ. مدة خلافته 12سنة.
:
?أهم أعماله:
1 - نسخ المصاحف عام 25ه.
2 - الإقراء.
ولم يكن قد تصدى للتفسير وأقواله في ذلك قليلة وذلك لانشغاله بالإقراء ثم بالخلافة
لكن بقي هنا أن نذكر بعض من اشتهر من الصحابة بالعلم في عهده وهم على سبيل المثال: ابن مسعود , وأبو الدرداء وأبي بن كعب. ولعلنا نذكر شيأ مما ورد عنهم في بعض الرو ايات التفسيرية.
ـ أبو الدرداء رضي الله عنه:توفي سنة 32ه كان ممن تلا القران على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رضي الله عنه متصديا للإقراء، وقد ورد في ترجمته في سير أعلام النبلاء: (وقيل: الذين في حلقة إقراء أبي الدرداء كانوا أزيد من ألف رجل، ولكل عشرة منهم ملقن، وكان أبو الدرداء يطوف عليهم قائما، فإذا أحكم الرجل منهم، تحول إلى أبي الدرداء يعني يعرض عليه).
ولم يتصد للتفسير، لذا كان والوارد عنه في التفسير قليلا، ولا يعني ذلك أنه لا يعلم التفسير، ومن أشهر ما ورد عنه مما يتعلق بالتفسير ما رواه أبو قلابة عنه، قال: (وإنك لا تفقه كل الفقه حتى ترى للقرآن وجوهًا)،و يعني بها الوجوه الصحيحة المحتملة للآية.
ـ أبي بن كعب رضي الله عنه:قيل أنه توفي سنة 32ه واشتهر عنه قراءته بالمنسوخ، روى البخاري بسنده عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ عُمَرُ - رضى الله عنه - أَقْرَؤُنَا أُبَىٌّ، وَأَقْضَانَا عَلِىٌّ، وَإِنَّا لَنَدَعُ مِنْ قَوْلِ أُبَىٍّ، وَذَاكَ أَنَّ أُبَيًّا يَقُولُ لاَ أَدَعُ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نَنْسَأْهَا) طرفه 5005 - تحفة 71، 10493
وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقرأ القرآن على أبي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحاله في القراءة أشهر من حاله في التفسير، وإن كانت غير مستفيضة كالقراءة وقد سبق ما روي عنه أن عمر سأله عن قوله (ولم يلبسو إيمانهم بظلم) لما أشكل عليه ذلك فقال لعمر:ليس بذاك ياأمير المؤمنين ..... (إن الشرك لظلم عظيم)
ـ ابن مسعود رضي الله عنه:توفي أيضا سنة 32هـ وقيل غير ذلك. ومن الجوانب المتعلقة بتاريخ التفسير:
عن مسروق، قال: (كان عبدُ الله يقرأ علينا السُّورة، ثم يحدِّثنا فيها ويفسِّرها عامَّةَ النهار).
وؤوى الطبري بسنده عن مَسْروق، قال: قال عبد الله: (والذي لا إله غيره، ما نزلتْ آية في كتاب الله إلا وأنا أعلم فيم نزلتْ؟ وأينَ أنزلت؟ ولو أعلم مكانَ أحدٍ أعلمَ بكتاب الله مِنّى تنالُه المطايا لأتيته)
وكان حريصا على إيصال معاني كلام الله، ويجتهد في تفسيره بطرائق عده، ومنها ما رواه الطبري بسنده عن قتادة، قال: (ذُكر لنا أن ابن مسعود أهديت إليه سِقاية من ذهب وفضة، فأمر بأخدود فخدّ في الأرض، ثم قذف فيه من جزل حطب، ثم قذف فيه تلك السقاية، حتى إذا أزبدت وانماعت قال لغلامه: ادع من يحضُرنا من أهل الكوفة، فدعا رهطا، فلما دخلوا عليه قال: أترون هذا؟ قالوا: نعم، قال: ما رأينا في الدنيا شبيها للمهل أدنى من هذا الذهب والفضة، حين أزبد وانماع).
ولو وازنا بين أبي وابن مسعود.الاثنان علمان في الإقراء لكن من جهة الروايات التفسيرية الأغلب ابن مسعود.
?أبرز ملامح عهد عثمان رضي الله عنه.
1 - البارزون من القراء الذين يعلمون القران ماتوا في عهده مما كان له كبير الأثر في تلك الفترة التاريخية للعلم على وجه العموم، ومنه التفسير.
3 - كان الإقراء أشهر من التفسير.
4 - بدء ظهور نجم ابن عباس حيث كان عثمان يقربه ويبجله.
?عهد علي بن أبي طالب: من عام 35هـ _ 40هـ.
يعتبر علي بن أبي طالب من المقرئين المتصدين (أسانيد الكوفيين ترجع إليه) وأحدالمتصدين لتفسير كلام الله سبحانه وتعالى والسبب في ذلك أن الخلافة لم تشغله مبكرا وكان متفرغا أكثر من غيره من سبقه من الخلفاء الكرام.
? بعض الروايات التفسيرية المرتبطة بعلي رضي الله عنه:
أخرج أبو داود والنحاس كلاهما في الناسخ والمنسوخ والبيهقي في سننه عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: مر علي بن أبي طالب برجل يقص فقال: (أعرفت الناسخ والمنسوخ؟ قال: لا. قال: هلكت وأهلكت).
والناسخ عند علي رضي الله عنه يشتمل على تخصيص العام وتقييد المطلق وبيان المجمل، ورفع الحكم الشرعي ... الخ.
وهذا تنبيه منه ـ رضي الله عنه ـ على أهمية هذه الأنواع في بيان القرآن وتفسيره؛ لأن عدم معرفتها يؤثر على فهم المعنى.
وقد كان ـ رضي الله عنه ـ عالمًا بالقرآن، وبالتفسير ـ على وجه الخصوص ـ فقد ورد عنه قوله: (وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن أبي حسين رضي الله عنه قال: قام علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: ألا أحد يسألني عن القرآن؟ فوالله لو أعلم اليوم أحداً أعلم به مني، وإن كان من وراء البحور لأتيته. فقام عبد الله بن الكواء رضي الله عنه فقال: مَنْ {الذين بدلوا نعمة الله كفراً} قال: هم مشركو قريش، أتتهم نعمة الله الايمان فبدلوا قومهم دار البوار).
وروى عامر بن واثلة قال: شهدت على بن ابي طالب رضي الله عنه يخطب فسمعته يقول في خطبته: (سلوني، فوالله لا تسألوني عن شئ يكون الى يوم القيامة الا حدثتكم به، سلوني عن كتاب الله، فوالله ما من آية الا انا اعلم أبليل نزلت اما بنهار، ام في سهل نزلت ام في جبل).
?وقدكان علي رضي الله عنه يجيب عن من يسأله في القرآن تعنتا بخلاف ماكان عليه الأمر في عهد عمر رضي الله عنه والسبب في ذلك:اختلاف الأحوال والبيئة.
ومن ذلك ما كان يسأله عبد الله بن الكواء الخارجي، ومن أسئلته:
ـ عن عامر بن واثلة، ذكر أن عليا قام على المنبر فقال: سلوني قبل أن لا تسألوني، ولن تسألوا بعدي مثلي، فقام ابن الكوّاء فقال، من (الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ)؟ قال: منافقو قريش.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ وعن عامر بن واثلة قال: شهدت على بن ابي طالب رضي الله عنه يخطب فسمعته يقول في خطبته: سلوني، فوالله لا تسألوني عن شئ يكون الى يوم القيامة الا حدثتكم به، سلوني عن كتاب الله، فوالله ما من آية الا انا اعلم أبليل نزلت اما بنهار، ام في سهل نزلت ام في جبل، فقام إليه ابن الكواء فقال:
يا امير المؤمنين، ما الذاريات ذروا؟ وذكر الحديث.
ـ ومما ورد عنه من التفسير تنزيل بعض الآيات على المعاصرين له، ومن ذلك:
ما أورده الطبري في تفسير قوله تعالى: (قل هل أنبئكم بالأخسرين أعمالاً)، قال: (حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا يحيى، عن سفيان بن سَلَمة، عن سلمة بن كُهَيل، عن أبي الطفيل، قال: سأل عبد الله بن الكوّاء عليا عن قوله (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالا) قال: أنتم يا أهل حَروراء.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثنا يحيى بن أيوب، عن أبي صخر، عن أبي معاوية البجلي، عن أبي الصهباء البكريّ، عن عليّ بن أبي طالب، أن ابن الكوّاء سأله، عن قول الله عزّ وجلّ (هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالا) فقال عليّ: أنت وأصحابك.
حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن أبي الطفيل، قال: قام ابن الكوّاء إلى عليّ، فقال: من الأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، قال: ويْلُك أهل حَروراء منهم.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا محمد بن خالد ابن عَشْمة، قال: ثنا موسى بن يعقوب بن عبد الله، قال: ثنى أبو الحويرث، عن نافع بن جبير بن مطعم، قال: قال ابن الكوّاء لعليّ بن أبي طالب: ما الأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا؟ قال: أنت وأصحابك.
ـ حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن القاسم بن أبي بَزّة، قال: سمعت أبا الطفيل، قال: سمعت عليا رضي الله عنه يقول: لا يسألوني عن كتاب ناطق، ولا سنة ماضية، إلا حدّثتكم، فسأله ابن الكوّاء عن الذاريات، فقال: هي الرياح.
ـ الطبري حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثني يحيى بن أيوب، عن أبي صخرة، عن أبي معاوية البجليّ، عن أبي الصهباء البكريّ، عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، قال وهو على المنبر: لا يسألني أحد عن آية من كتاب الله إلا أخبرته، فقام ابن الكوّاء، وأراد أن يسأله عما سأل عنه صبيغٌ عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: ما الذاريات ذروا؟ قال عليّ: الرياح).
ـ وقد طبقَّ أسلوبًا من أساليب الترجيح، وأظهر المخالفة لابن عباس ما يدل على احتمال تعدد دلالة النص القرآني، وكان في ذلك بدايات لضوابط الترجيح أو قواعده أو قرائنه، وذلك ما ورد عن ابن عباس، قال: (بينما أنا في الحجر جالس إذ أتاني رجل فسأل عن العاديات ضبحاً فقلت: الخيل حين تغير في سبيل الله ثم تأوي إلى الليل فيصنعون طعامهم ويورون نارهم، فانفتل عني فذهب عني إلى علي بن أبي طالب وهو جالس تحت سقاية زمزم، فسأله عن العاديات ضبحاً. فقال: سألت عنها أحداً قبل؟ قال نعم. سألت عنها ابن عباس. فقال: هي الخيل حين تغير في سبيل الله. فقال: اذهب فادعه لي.
فلا وقفت على رأسه قال: تفتي الناس بما لا علم لك والله إن أول غزوة في الإِسلام لبدر، وما كان معنا إلا فرسان فرس للزبير وفرس للمقداد بن الأسود، فكيف يكون العاديات ضبحاً إنما العاديات ضبحاً من عرفة إلى المزدلفة، فإذا أدوا إلى المزدلفة أوروا إلى النيران {والمغيرات صبحاً} من المزدلفة إلى منى فذلك جمع وأما قوله: {فأثرن به نقعاً} فهو نقع الأرض حين تطؤه بخفافها وحوافرها. قال ابن عباس فنزعت عن قولي ورجعت إلى الذي قال عليّ.
ـومن أساليبه الدقيقة التي أثارها في تفسيره = التنبيه على ضابط قبول أخبار السابقين، وقد ورد ذلك في سؤاله لحبر يهودي، أورد الطبري بسنده عن عن سعيد بن المسيب قال: قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لرجل من اليهود: أين جهنم؟ قال: هي البحر، فقال عليّ: ما أراه إلا صادقاً وقرأ {والبحر المسجور} {وإذا البحار سجرت} [التكوير: 6] مخففة.
وإنما قبِل ما قاله اليهودي لما وجد له من شاهد من كتاب الله تعالى، وهذا الضابط في قبول هذه الأخبار مما وقع عليه الاتفاق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما ورد عنه من سؤال من له علم بكتب السابقين، سؤاله لهلال الهجري عن الأحقاب، فقد وأخرج عبد الرزاق والفريابي وهناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن سالم بن أبي الجعد قال: سأل عليّ بن أبي طالب هلالاً الهجري: ما تجدون الحقب في كتاب الله؟ قال: نجده ثمانين سنة، كل سنة منها اثنا عشر شهراً، كل شهر ثلاثون يوماً، كل يوم ألف سنة.
ـ وبرز في وقته خطأ بعض المسلمين في فهم القرآن وتفسيره، وهم الخوارج، وقد أرسل لهم ابن عمه عبد الله بن العباس ليناظرهم، وقد بين لهم ابن عباس خطأهم في فهم القرآن.
ـ وكان مما وقع من التفسير في عصره أنه لما أرسل ابن عمه عبدالله بن العباس ليكون أميرًا على الناس في الحج = فسَّر للناس شيئًا من القرآن، فقد أخرج الطبري وغيره عن الأعمش عن أبي وائل: استخلف علِيّ عبد الله بن عباس على الموسم، فخطب الناس، فقرأ في خطبته سورة البقرة، وفي رواية: سورة النور، ففسرها تفسيرًا لو سمعته الروم والترك والديلم لأسلموا.
وهذا يدل على حرص الصحابة على إيصال معاني القرآن للناس، وكان اجتماع الناس في هذا الموسم المبارك فرصة لبيان معاني القرآن كما هو ظاهر من هذه الرواية. رت)
= أبرز ملامح التفسير في عهد علي رضي الله عنه:
1 - تصديه رضي الله عنه للتفسير، و مبادرته ـ رضي الله ـ إلى توضيح بعض معاني القران لحاجة الناس لذلك.
2 - بدء الآراء التفسيرية المبنية على المعتقد، وهذا الزمن هو بداية وقوع الانحراف في التفسير.
3 - الظروف والأحوال كان لها بالغ الأثر في تجرؤ بعض أهل الأهواء في السؤال عن بعض مشكلات القران
4 - ظهور بداية الترجيح باعتماد الأحوال المتعلقة بالتنزيل، وذكر شيء من الضوابط في قبول الأخبار عن السابقين.
ملخص ملامح التفسير في عهد الخلفاء الراشدين:
1 ـ كان التفسير علمًا مستقلاً قائمًا بذاته.
2 ـ كان التفسير قائمًا على الرواية، وكان لبعض الصحابة مجالس خاصة للتفسير كعمر وابن مسعود.
3 ـ لم يظهر تدوين خاصٌ بالتفسير.
4 ـ ظهور الاجتهاد في التفسير، وبروز القول بالرأي المحمود.
5 ـ ظهور الوجوه المتعدد للنص القرآن، وبروز اختلاف التنوع في تفسيراتهم.
7 ـ تمازج علوم القرآن في نصوص التفسير الواردة عن الصحابة، كالناسخ والمنسوخ والمبهمات ومشكل القرآن وغيرها.
8 ـ وقوع سؤالات من الصحابة لبعض أهل الكتاب أو من عنده علم بالكتب السابقة.
9 ـ ظهور بعض الأساليب التي يُستفاد منها في تأصيل أصول التفسير، كالاستدراك الذي وقع من بعضهم على بعض.
10 ـ ظهور الانحراف في التفسير في آخر عهد الراشدين.
11 ـ كانت تفسيراتهم متنوعة، وشاملة لمعلومات القرآن من المبهمات، والغريب، وأسباب النزول، وغيرها، والمقصود أن تفسيرهم كان شاملاً، ولم يقع منهم اتفاق على التوقف عن تفسير آية ما؛ لأن القرآن معلوم المعنى.
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[25 Jul 2009, 08:43 ص]ـ
تلخيص جميل ورائع، وهذه الدروس مهمة جداً لمن يتطلع لفهم هذه المرحلة الهامة
من تاريخ التفسير.
أحسن الله إليك ياشيخ ونفع بك وبطلابك.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[28 Jul 2009, 04:05 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[28 Jul 2009, 04:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 Jul 2009, 08:18 م]ـ
ملف وورد يا سيدنا؟؟(/)
واسأل القرية ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[26 Jul 2009, 12:30 م]ـ
أما القرية في هذه الآية فهي مثل القرية في قوله سبحانه: {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آَمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آَمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ}
وقوله: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}
وقوله: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}
وهي نفسها القرية في قوله صلى الله عليه وسلم: ((وأيما قرية عصت الله ورسوله , فإن خمسها لله ولرسوله , ثم هي لكم)).
وقوله: ((فقرب الله عز وجل منه القرية الصالحة , وباعد منه القرية الخبيثة , فألحقوه بأهل القرية الصالحة)).
وقوله: ((إن نملة قرصت نبياً من الأنبياء , فأمر بقرية النمل فأحرقت , فأوحى الله إليه , أفي أن قرصتك نملةٌ أهلكت أمة من الأمم تسبح))
وذكر القرية والقرى في القرآن والحديث كثيرٌ , وفي ذلك كفايةٌ , وتلك الآيات والأحاديث كلها تدل على أن القرية بلسان العرب هي جماعةٌ من الناس لا ينتقلون تنقل البدو , وأرضهم التي يقيمون عليها , ودورهم المجتمعة غير المفترقة الآخذ بعضها ببعض , فلفظ القرية بلسان العرب لا يدل على الدور والأرض وحدها , كما حسب أولئك النحاة , ولا يدل على جماعةٍ من الناس وحدها , ولكنه يدل على جماعة الناس وأرضهم ومساكنهم , وهم أهل قرار لا يتنقلون تنقل البدو , ومساكنهم مجتمعة لاصقة بعضها ببعض غير متفرقة , وأهل قرار: أهل اجتماه وإقامة , وقرَّ الماء في الحوض اجتمع فيه وأقام , وعن ابن الأعرابي قال: المقرَّة الحوض الكبير يجمع فيه الماء , فلفظ القرية كذلك يدل على الاجتماع والإقامة , وهم جماعةٌ مقيمون وأرضهم وديارهم , فالكلام عن القرية هو كلامٌ عن جماعة من الناس في أرضهم وديارهم , أو كلام عن تلك الأرض والديار وفيها أولئك القوم , وقد تكون القرية صغيرة , أو كبيرةً جامعة , وقد تكون مدينةً , وقيل: يقال للقرية مدينة إذا بني بها حصنٌ ,وقيل غير ذلك.
فقول الله تعالى: ((واسأل القرية التي كنا فيها)) يقول بنو يعقوب لأبيهم: اسأل تلك الجماعة من الناس الذين كنا في أرضهم وديارهم , ومن كان من أهلها الذين ولدوا بها , ومن كان فيها من غيرهم , ممن قدمها للميرة مثلنا أو دخلها تاجراً , أو حلَّ بها ضيفاً , أو هاجر إليها , فكل من كان حاضراً في تلك القرية؛ولو أرادوا أهل القرية = لكان الذين يشهدون لهم ويصدقوهم هم أهلها خاصة الذين ولدوا بها , وهم لم يريدوا ذلك , ولكن أرادوا أن كل من كان فيها يشهد لهم سواءٌ كان من أهل تلك القرية أو كان حاضراً بها من غيرهم.
فأولئك النحاة سيبويه وأبو عبيدة والأخفش والفراء , كانوا هم أول من زعم أن لفظ القرية يدل على الأرض والبنيان دون من فيها من الناس , وأن القرية لا تسأل , وأن أهل القرية هم كل من فيها من الناس , وأن قول الله تعالى: ((واسأل القرية)) فيه حذفٌ واختصارٌ , وأن تقديره: واسأل أهل القرية , وكل ذلك خطأٌ محدثٌ , وليست تلك الآية كما حسب أولئك النحاة , وأولئك النحاة وضعوا لفظ القرية غير موضعه , وكذلك وضعوا لفظ أهل القرية غير موضعه بلسان العرب , وليس لفظ القرية خاصة بالأرض والدور دون من فيها من الناس , ولا لفظ أهل القرية عاماً لكل من فيها من التاس , بل القرية جماعةٌ من الناس , أهل قرار ليسوا بدواً ينتقلون , وأرضهم التي يقيمون عليها ودورهم المجتمعة غير المفترقة الآخذ بعضها ببعضٍ , فكل ذلك القرية , الناس , والأرض , والدور وأهل القرية هم الذين ولدوا بها خاصة , وليس كل من فيها , وليس ((اسأل القرية)) بلسان العرب هو واسأل أهلها , ولكن اسأل أهلها , أي اسأل أولئك الذين ولدوا بها خاصَّة دون غيرهم ممن فيها , واسأل القرية أي:اسأل كل من حضر فيها من أهلها وغيرهم , وبنو يعقوب أرادوا من أبيهم أن يسأل تلك القرية , تلك الجماعة من الناس في تلك الأرض وتلك الدور , من شاء منهم , ولم يسألوه أن يسأل أهلها خاصة دون غيرهم ممن كان حاضراً بها , وما ينبغي أن يكون ذكر الأهل وحذفه في كلام الله تعالى , ولا في كلام العرب , سواء ولا فرق بينهما , فيكون ذلك اللفظ لغواً ذكره والسكوت عنه سواءٌ , وليس قول الله تعالى: ((كانت ظالمة)) , كقوله تعالى: ((إن أهلها كانوا ظالمين)) بل القرية الظالمة التي يكون فيها ظالمين سواءً كان ظلمهم فيها أو امتدَّ ظلمهم إلى غيرها , ولا حجَّة على أن تلك الآيات والأحاديث التي ذكر فيها قرية آمنت , وقرية عصت , وقريةٌ عتت , وقرية أخرجتك , وما يشبه ذلك , كلها فيها أهلٌ محذوف سكت عنه , وما يدل عليه لفظ القرية ولفظ أهل القرية ظاهرٌ بين في القرآن والحديث فلا حاجة إلى طلبه في أشعار العرب وأمثالهم.
والقرية ليست هي جماعة الرجال وحدهم , ولا هي الدور والبنيان وحدها , وهي كلهم جميعاً الناس والدور والبنيان؛ و القرية مثل الإنسان , فكما أن الإنسان هو جسده ونفسه جميعاً , فكذلك القرية هي الناس والبنيان جميعا , وهذا هو الصواب الذي تشهد به تلك الآيات والأحاديث التي ذكر فيها لفظ القرية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[26 Jul 2009, 02:24 م]ـ
لطالما استمتعت بكلام الفاضل أبي فهر، واستمتعت بقراءة ما يكتبه من تعليقات، ولطالما استوقفتني بعض العبارات في كلامكم، وكنت أحملها على أحسن المحامل لدي، وقد قرأت مقالكم السالف، فكان مما استوقفني حديثكم عن [أولئك النحاة أمثال سيبويه وأبي عبيدة والأخفش والفراء] وتعقيبكم عليهم فيما قالوه في معنى القرية، بقولكم: وكل ذلك خطأٌ محدثٌ، وقد راعني ما رأيت من هذا الحكم الجازم، القاضي بتخطئة هؤلاء. وخلصت أن الكلام فيه مبالغة غير محمودة، لأنني نظرت إلى المسألة فقلت:
لا ريب أن هؤلاء النحاة كانوا يحفظون كتاب الله تعالى، ويتلونه آناء الليل وأطراف النهار، ولا ريب أيضا أنهم كانوا على علم بهذا اللسان العربي المبين، وكان ما يقولونه في آي الكتاب راجع إلى أمرين، إما النقل عن مشيختهم من أهل العلم والرواية واللغة، وإما ما اهتدوا إليه بعد فضل نظر وتأمل، ولا ريب أيضا أنهم لم يكونوا ليتجرؤا القول في القرآن، بدون حجة ظاهرة، وبدون أثارة من علم، فالتجرؤ على تخطئتهم جملة واحدة، وجمعهم في قرن واحد، عدول عن نهج الصواب، وتهجم على التخطئة،
ثم بعد هذا فقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله هذه المسألة بخصوصها في فتاويه، وكان مما قال فيها:
وَمِنْ الْأَمْثِلَةِ الْمَشْهُورَةِ لِمَنْ يُثْبِتُ الْمَجَازَ فِي الْقُرْآنِ: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ}. قَالُوا الْمُرَادُ بِهِ أَهْلُهَا فَحُذِفَ الْمُضَافُ وَأُقِيمَ الْمُضَافُ إلَيْهِ مَقَامَهُ فَقِيلَ لَهُمْ: لَفْظُ الْقَرْيَةِ وَالْمَدِينَةِ وَالنَّهْرِ وَالْمِيزَابِ؛ وَأَمْثَالُ هَذِهِ الْأُمُورِ الَّتِي فِيهَا الْحَالُّ وَالْمَحَالُّ كِلَاهُمَا دَاخِلٌ فِي الِاسْمِ. ثُمَّ قَدْ يَعُودُ الْحُكْمُ عَلَى الْحَالِّ وَهُوَ السُّكَّانُ وَتَارَةً عَلَى الْمَحَلِّ وَهُوَ الْمَكَانُ وَكَذَلِكَ فِي النَّهْرِ يُقَالُ: حَفَرْت النَّهْرَ وَهُوَ الْمَحَلُّ. وَجَرَى النَّهْرُ وَهُوَ الْمَاءُ وَوَضَعْت الْمِيزَابَ وَهُوَ الْمَحَلُّ وَجَرَى الْمِيزَابُ وَهُوَ الْمَاءُ وَكَذَلِكَ الْقَرْيَةُ قَالَ تَعَالَى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً}. وَقَوْلُهُ: {وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ} {فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إلَّا أَنْ قَالُوا إنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ}. وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى: {أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ}. فَجَعَلَ الْقُرَى هُمْ السُّكَّانُ. وَقَالَ: {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ}. وَهُمْ السُّكَّانُ. وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى {وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا}. وَقَالَ تَعَالَى: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا}. فَهَذَا الْمَكَانُ لَا السُّكَّانُ لَكِنْ لَا بُدَّ أَنْ يُلْحَظَ أَنَّهُ كَانَ مَسْكُونًا؛ فَلَا يُسَمَّى قَرْيَةً إلَّا إذَا كَانَ قَدْ عُمِّرَ لِلسُّكْنَى مَأْخُوذٌ مِنْ الْقُرَى وَهُوَ الْجَمْعُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: قَرَيْت الْمَاءَ فِي الْحَوْضِ إذَا جَمَعْته فِيهِ.اهـ
فدل كلامه على أن القرية في استعمال الكتاب، لفظ يطلق على معنيين، يطلق على الساكن والمساكن، وله نظائر كثيرة، ولم يخطئ لنا سيبويه وأمثاله، لأن قصارى ما في الأمر، أنهم حملوا اللفظ على وجه واحد من المعنى، لأسباب رأوها، إما اعتمادهم على ما نقل لهم مشيختهم من أهل اللغة، وإما اتكالهم على ما يحفظونه من شواهد في هذا الباب، وإما فضل نظر دلهم على هذا الأمر.
ثم إنكم ذكرتم في معرض الحديث عن معنى القرية، مادة القرار، وصنيع المعاجم أن كلمة القرية من مادة قرى. وليس من مادة قرر.
وقد عد ابن فارس القاف والراء والحرف المعتل أصلا صحيحا، يدل على جمعٍ واجتماعٍ.
ودمتم بخير
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[26 Jul 2009, 03:21 م]ـ
[فدل كلامه على أن القرية في استعمال الكتاب، لفظ يطلق على معنيين، يطلق على الساكن والمساكن،]
بارك الله فيك ونفع بك ..
وليس هذا هو قول شيخ الإسلام .. بل قول شيخ الإسلام هو قولنا .. فليست القرية لفظة تستعملها العرب في معنيين وإنما هي مجموع كلي يستعمل في الدلالة على أفراده المضمنة في نفس المجموع ... وهذه الأفراد داخلة داخل الاسم وليس الاسم يستعمل في الدلالة على هذا وهذا .. والفرق بينهما دقيق جداً ويحتاج لتأمل ...
فلو قلنا إن لفظ القرية يستعمل في الدلالة على الناس وعلى البنيان = لجاز إطلاق لفظ القرية على الناس ولو كانوا بدواً رحل .. وهذا لا يقع
ولجاز إطلاق لفظ القرية على البنيان الخالي من الناس وهذا لا يقع ...
ولا يُطلق لفظ القرية إلا على المجموع ثم أنت تخص بعض أفراد المجموع بحكم لكن هذه الأفراد لا تنفصل وحدها لتأخذ حكماً ..
قال أبو العباس ابن تيمية رحمه الله: ((القرية مثل الإنسان , فكما أن الإنسان هو جسده ونفسه جميعاً , فكذلك القرية هي الناس والبنيان جميعا)).
ومن هنا جاء خطأ النحاة الذين قالوا إن لفظ القرية يُطلق على الدور والبنيان وجعلوا إطلاق لفظ القرية على الناس هو من التجوز وجعلوا لفظ القرية بإزاء الدور وحدها
فالخطأ من جهتين:
الأولى: جعل لفظ القرية بإزاء الدور والبنيان وحدها.
الثاني: غفلة نظرهم عن المعنى العربي الصحيح للفظ القرية فلو قالوا حتى بأن لفظ القرية بإزاء المعنيين يستعمل في كل منهما وحده = لكان خطأ ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[27 Jul 2009, 12:08 ص]ـ
نعم أبا فهر، ذلك كذلك، وقد ذهب وهلي أثناء النقل، إلى أن ابن تيمية يقصد الاشتراك اللغوي، إلى أن نبهتني مشكورا، على أن الدلالة مركبة عنده من الوجهين معا.
ولكن لا زال الأمر فيه فضل نظر أحب أن أتبينه،
وذلك أن ما ذكرتم من دلالة لفظ القرية على الوجهين معا [الساكن والمساكن] يقتضي أن يكون هذا اللفظ حيثما ذكر في القرآن دل على هذا المعنى، ويقتضي أيضا، أن لا تكون اللفظة دالة على وجه دون وجه.
بيد أني نظرت في آي الكتاب، وأنا مستصحب هذا الأصل، فبان لي أنه وإن كان قد اتفق في غالب الآيات، إلا أنه غير مطرد، وأنه لا يمكن تعميم القول بالدلالة على الوجهين معا في كل الآيات. وأن بعض الآيات جاء فيه ذكر القرية وعني به المساكن، فمن ذلك قول الله تعالى:
1/ [واضرب لهم مثلا أصحاب القرية]
2/ [إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا]
3/ [ادخلوا هذه القرية فكلوا منها].
4/ [أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها]
فصنيع القرآن في هذه الآيات، أن تكون القرية هنا مرادا بها المساكن. وليس الساكن.
ثم رجعت إلى مفردات الراغب فإذا به يقول: "القرية اسم للموضع الذي يجتمع فيه الناس، وللناس جميعا ويستعمل في كل واحد منهما". فدل كلامه على أن القرية تطلق تارة على هذا وتارة على هذا.
هذا وجه من النظر بان لي، وأحببت أن أثبته هنا مدارسة وبحثا.
والله أعلم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 Jul 2009, 02:56 ص]ـ
أحسنتَ أحسن الله إليك في بصرك بكلام أبي العباس ..
أما ما أثرتَه من النظر فلعله والله أعلم يظهر لك تأويله إن أعملت أناتك المباركة في هذا الجنس من الدلالات المركبة التي يغفل عنه الناس ...
وأسألك سؤالاً لعل فيه هداية ...
(المقعد) أليس هو اسم لمجموع (الظهر) و (القاعدة) و (الأرجل)
ومع ذلك: هل يُسمى واحد من هذه وحده: مقعد
اللهم لا ..
طيب إذا لم يُسم واحد من هذه وحده مقعد = ما معنى قولك: ظهرُ المقعد؟؟
هل المقعد في عبارة (ظهر المقعد) هو القاعدة والأرجل فقط؟؟
الجواب: لا
وإنما هو الظهر والقاعدة والأرجل .. أيضاً .. وإنما أنت تخص الظهر لتعطيه حكماً لا لتخرجه عن باقي المقعد بحيث يصدق اسم المقعد على القاعدة والأرجل فقط ...
وإذاً:
فليست القرية في قولك أصحاب القرية مثلاً: هي البنيان .. وإنما هي أيضاً البنيان وسكانه .. وإنما تخص الأصحاب بالذكر لتقرير الحكم لا لإخراجهم من اسم القرية وبقاء الاسم للبنيان فقط
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[27 Jul 2009, 01:12 م]ـ
نعم أبا فهر، وما ذكرته آنفا كان مني على ذكر، وما ذكرته أيضا إنما هو في المواضع التي جاء فيها ذكر القرية مع ذكر الأهل أو الأصحاب، وبيانك لها فيه حسن وجودة.
لكن لم تعرج على قول ذكرته فيما مضى وهو: [بيد أني نظرت في آي الكتاب، وأنا مستصحب هذا الأصل، فبان لي أنه وإن كان قد اتفق في غالب الآيات، إلا أنه غير مطرد، وأنه لا يمكن تعميم القول بالدلالة على الوجهين معا في كل الآيات. وأن بعض الآيات جاء فيه ذكر القرية وعني به المساكن،]
فما رأيكم في ذلك، وهل ترون أن المعنى الذي ذكرتم للقرية، مطرد في جميع المواضع التي ذكرت فيها في القرآن؟
ودمتم بخير.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 Jul 2009, 01:35 م]ـ
نعم أراه مطرداً أخانا الكريم ...
وأُعرج معك على آية واحدة يحسبها البعض أبعد ما تكون عن تفسيري للفظ القرية ..
وهي قوله سبحانه: ((أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ... ))
وهذا الآية جارية في نفس المهيع .. والقرية فيها هي البنيان المجتمع والناس معاً .. غير أن ناس هذه القرية قد ماتوا،وآية ذلك أن السائل يسأل: أنى يحيي هذه الله بعد موتها .. وإحياء القرية هنا، هو إحياء من فيها من الناس فتدب فيها الحياة، وآيته أن الله تبارك وتعالى أماته ثم أحياه ... وليس موتهم بمخرج للقرية عن معناها المذكور فلا تزال بناء مجتمع وناسه إلا أن الناس هاهنا سلب عنهم اسم الحياة وليس حكم الحياة بالذي يشترط في إطلاق اسم القرية ..
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[27 Jul 2009, 05:24 م]ـ
شكرا لك اخي الفاضل، على تفاعلك وردك الطيب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إنه لم يبن لي وجه الاطراد في مواضع من الذكر، ومن ذلك قوله تعالى:
[لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة]
وقوله سبحانه:
[ادخلوا هذه القرية فكلوا منها]
فما هو الوجه عندكم في هذا؟
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[27 Jul 2009, 05:46 م]ـ
قد كان ما كتبته لك، ثم إني نظرت في كلام ابن تيمية من جديد، فرأيت ما دللتني عليه من معنى كلامه فيما سلف لم يكن صوابا.
وبيان ذلك: أن نصه الذي نقلته قال فيه:
1/ وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى: {أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ}. فَجَعَلَ الْقُرَى هُمْ السُّكَّانُ. وَقَالَ: {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ}. وَهُمْ السُّكَّانُ.
2/ وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى {وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا}. وَقَالَ تَعَالَى: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا}. فَهَذَا الْمَكَانُ لَا السُّكَّانُ.
3/ لَكِنْ لَا بُدَّ أَنْ يُلْحَظَ أَنَّهُ كَانَ مَسْكُونًا؛ فَلَا يُسَمَّى قَرْيَةً إلَّا إذَا كَانَ قَدْ عُمِّرَ لِلسُّكْنَى مَأْخُوذٌ مِنْ الْقُرَى وَهُوَ الْجَمْعُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: قَرَيْت الْمَاءَ فِي الْحَوْضِ إذَا جَمَعْته فِيهِ.اهـ
ففي الفقرة الأولى أتى بآيات فيها لفظ القرية يطلق على السكان. وفسره أبو العباس بذلك.
وفي الفقرة الثانية فسر فيها القرية بالمكان لا بالسكان.
وفي الفقرة الثالثة، ذكر مذهبه في معنى القرية، وهي قوله: فَلَا يُسَمَّى قَرْيَةً إلَّا إذَا كَانَ قَدْ عُمِّرَ لِلسُّكْنَى.
فدلنا هذا الصنيع منه على أن لفظ القرية، يستعمل تارة في المكان وتارة في السكان، وليس أنه كلما أطلقت لفظ القرية فهم منه الأمران معا. وإن كان يستلزمهما استلزام الحال للمحل.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 Jul 2009, 10:57 م]ـ
أخي عدنان:
هل يُطلق لفظ القرية -عند الشيخ- على الخالية من السكان؟؟
وهل يطلق على سكان في واحة هم فيها بدو رحل؟؟
أم إن دلالة القرية عند الشيخ تشمل السكان والدور جميعاً؟؟
الأخيرة هي مراده ولا شك وهو صريح عبارته في جعله القرية من جنس الإنسان والنفس ...
أما عبارته فهذا المكان دون السكان وعكسه فليس مراده أي سكان خارج دور مجتمعة وليس مراده دور ليس فيها ناس وإنما هو يذكر ما قلنا لك من فصل الأجزاء فصل حكم لا فصل دلالة ..
فأنا لا أنازعك أن من قال هدمتُ القرية يقصد أنه هدم البنيان هذا لم أنازعك فيه ..
وقولي واسأل القرية أي: واسأل من فيها من الناس جميعاً وليس: واسأل البنيان ..
ولكن هذا ليس استعمالاً للفظ القرية في الدلالة على البنيان وليس استعمالاً للفظ القرية في الدلالة على الناس = وإلا لزم جواز إطلاق لفظ القرية على سكان في واحة بدو رحل وهذا لا يقع وإلا للزم جواز إطلاق لفظ القرية على مجمع بنيان لا يوجد فيه أحد وهذا لا يقع ..
وراجع مثال المقعد: أنت تقول أن مقعدة المقعد لا تسمى وحدها مقعد ولكن أنت تجلس عليها وتقول جلست على المقعد
وأنت تقول إن ظهر المقعد لا يسمى مقعد ولكن أنت تقول أسندت ظهري للمقعد
فكذا: السكان لا يسمون وحدهم قرية ولكنك تقول واسأل القرية وتعني من فيها من الناس لأن لفظ القرية يتناول السكان والبنيان ..
وكذا: البنيان وحده لا يسمى قرية ولكنك تقول هدمتُ القرية وتعني بنيانها لأن لفظ القرية يتناول البنيان والسكان ..
وكذا: ظهر المقعد لا يسمى مقعد ولكنك تتقول أسندت ظهري للمقعد وتعني ظهره لأن لفظ المقعد يتناول المقعدة والظهر والأرجل ..
فهل يقول فقيه: إنك ما دمت قلتَ أسندت ظهري للمقعد والحال أنك تقصد ظهره = أن ظهره يُطلق عليه اسم المقعد
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 Jul 2009, 11:13 م]ـ
والفرق بين مطلق دلالة اللفظ على معنى وبين دلالة اللفظ على معنى هو بعض مسماه =هو حرف المسألة لمن فقهها
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[28 Jul 2009, 12:02 ص]ـ
[والفرق بين مطلق دلالة اللفظ على معنى وبين دلالة اللفظ على معنى هو بعض مسماه =هو حرف المسألة لمن فقهها .. ]
هذا الفرق فقهته في كلام ابن تيمية رحمه الله، وليس خلافنا حوله، وإنما جوهر المسألة بيننا فيما أظن هو فيمن قدر كلمة أهل في: [واسأل القرية] هل لهذا التقدير وجه، أم هو خطأ محض كما زعمت،
فمن هنا كان مبدأ الحديث، ثم كان من أمره ما كان، والحديث ذو شجون كما يقال.
وإذا كانت آي الكتاب، واردة في الموضعين، كان من قدرها له فيها مستند صالح. وهو الحمل على الآيات التي صرح فيها بالأهل والأصحاب.
فهذا هو معقد الحديث، هو وجه التقدير في الآية ومستنده. هل له اعتبار أم لا؟
وشكر الله لكم ما تفضلتم به من البيان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 Jul 2009, 12:56 ص]ـ
تقدير أهل هو كتقدير من يقدر في قولك: أسندت ظهري للمقعد فيقول حذف منه: (مسند) والتقدير أسندت ظهري لمسند المقعد وهو يقول لأن مسند المقعد لا تشمله دلالة المقعد؛لذا احتجنا للتقدير
وهو باطل كما ترى
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[28 Jul 2009, 02:03 ص]ـ
أولا: معنى الآية مجمعون عليه، وهو سؤال أهل القرية، وهذا يقوله سواء من يقول بالتقدير، أومن يقول بالدلالة الأصلية للكلمة. ويبقى الخلاف بينهم فقط في الوجه الذي استفيد منه المعنى، هل هو من الدلالة الأصلية للكلمة؟ أم هو من تقدير المحذوف؟
ثانيا: لا يلزم من يقول بالتقدير، أن تكون عنده القرية دالة فقط على المساكن، إلا أن يصرح بذلك. أما أن يستفاد من تقديره أنه يقول ذلك فلا.
ثالثا: أما أن يكون هذا الأمر باطلا محضا فلا، لأن الناس يختلفون في دلالات العبارات، كل بحسب علمه واجتهاده، وكل بما معه من الحفظ والرواية والنقل. وقد كان لسيبويه وأشباه سيبويه من أهل العلم ممن تقدم معرفة بهذا اللسان، وأنس به، وكانت لهم مناهجهم في النظر، ومحفوظاتهم من الرواية عن مشايخهم، ونظرهم في مسائل اللغة إن لم يكن فائقا نظر ابن تيمية فهو لن يكون دونه. وإنما هم اودية سالت بقدرها وحمل كل منهم ما حمل من العلم.
ودمتم في رعاية الله.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 Jul 2009, 03:07 ص]ـ
1 - معنى الأهل عندي باطل أجمعوا عليه أم لم يُجمعوا ...
2 - فهمهم واجتهادهم إلى آخره = ليس محل نزاع؛لكنه أيضاً لا يمنع الحكم ببطلان قولهم والمصيب واحد ..
جزاك الله خيراً ...
ـ[أسامة السلمي]ــــــــ[04 Aug 2009, 09:02 ص]ـ
أشكر الأخوين الفاضلين على مدارسة هذا الموضوع، وعلى تؤدتهما وتوازنهما فيه.
وأود أن أثري الموضوع بما يأتي:
1 - ليس النحاة هم من قالوا ذلك فحسب، بل قاله الشافعي كذلك في رسالته، ونصه: "* باب الصنف الذي يبين سياقه معناه (208) قال الله تبارك وتعالى * (وسئلهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إنما تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون) * (209) فابتدأ جل ثناؤه ذكر الامر بمسألتهم عن القرية الحاضرة البحر فلما قال: (إذ يعدون في السبت) * الآية دل على أنه إنما أراد أهل القرية لان القرية لا تكون عادية ولا فاسقة بالعدوان في السبت ولا غيره وأنه إنما أراد بالعدوان أهل القرية الذين بلاهم بما كانوا يفسقون (210) وقال * (وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوما آخرين فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون) * (211) وهذه الآية في مثل معنى الآية قبلها فذكر قصم القرية فلما ذكر أنها ظالمة بان للسامع أن الظالم إنما هم أهلها دون منازلها التي لا تظلم ولما ذكر القوم المنشئين بعدها وذكر إحساسهم الباس عند القصم أحاط العلم انه إنما أحس البأس من يعرف الباس من الآدميين الصنف الذي يدل لفظه على باطنه دون ظاهره (212) قال الله تبارك وتعالى وهو يحكي قول إخوة يوسف لابيهم * (ما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين وسئل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها وإنا لصادقون) * (213) فهذه الآية في مثل معنى الآيات قبلها لا تختلف عند أهل العلم باللسان أنهم إنما يخاطبون أباهم بمسألة أهل القرية وأهل العير لان القرية والعير لا ينبئان عن صدقهم".
والشافعي عربي فصيح يحتج بلغته.
2 - ثم إن القول بأن القرية تطلق على الساكن والمساكن معًا = لا يخلو من تكلف، فقوله تعالى {أَفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا} وقوله: "واضرب لهم مثلا أصحاب القرية"
وقوله: "إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا" وقوله:"ادخلوا هذه القرية فكلوا منها" = دليل واضح عليه.
3 - ماذا سنقول في قوله تعالى: " واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها"؟!
4 - إن القول بالتقدير لايعني بحال أن ذكره أفضل من حذفه، بل قد يكون ذكره أحيانًا مفضول عن حذفه، أو مفسد للتركيب (كقولهم مثلاً: إن الجار والمجرور متعلق بخبر محذوف تقديره: كائن أو استقر، في نحو: زيد في الدار)
5 - وأما كلام شيخ الإسلام فهو مبني على الفكرة السياقية عنده، التي طردها في العقيدة واللغة والمنطق، والتي فحواها ألا شيء في الوجود مطلق، بل حتى التجرد عن القيود =قيد، عنده؛ ولذا أنكر المجاز كله، والأصل والفرع ونحوهما. ومن تتبع هذا في كلامه يجده واضحًا متناسقًا مع بعضه.
والله أعلم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 Aug 2009, 10:18 م]ـ
[والشافعي عربي فصيح يحتج بلغته]
بارك الله فيك ..
إن كنتَ سقتَ هذه التي بين المعقوفتين تقوية للحجة وسناداً لها = فهي عندي دعوى باطلة .. وفي كلام الشافعي من تراكيب المولدين وألفاظهم مالا يُحصى ... والشافعي بعد من يُحتج بكلامهم وعربية مالك أحسن من عربيته ولكنه غلو أقوام وظن فئام والله أعلم ..
أما باقي ما تفضلتَ به فلعلي أفرغ بعدُ وإنما عجلت بتلك الإشارة لشيوع تلك العبارة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجكني]ــــــــ[08 Aug 2009, 10:25 م]ـ
وفي كلام الشافعي من تراكيب المولدين وألفاظهم مالا يُحصى
دعوى باطلة حتى يأتي دليلها.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 Aug 2009, 10:37 م]ـ
هذا كالشمس يا مولانا .. اسحب بيدك الكريمة أي مجلد من الأم للشافعي واقرأه = وستقف على أمثلة كثيرة لهذا ..
بل حتى كتبه الصغار كجماع العلم مثلاً ...
والشافعي ناظر المتكلمين والمولدين مناظرات طويلة خلطت لسانه؛ولذا كان مالك أعرب منه ...
ـ[الجكني]ــــــــ[08 Aug 2009, 10:45 م]ـ
عفواً يا سيدي: هذا كلام عام، فلو أتحفتم القراء بالأمثلة لكنتم بعيدين عن النقد والتهمة.
ثم قولكم يا سيدي:
؛ولذا كان مالك أعرب منه
ما مدى " عربيته وفصاحته ".
ودمتم للعلم وطلابه.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 Aug 2009, 11:09 م]ـ
مالك عربي فصيح أعرب من الشافعي وأفصح ولا يُحتج بعربيتهما ...
والأمثلة كثيرة جداً والله يا مولانا ..
ومع ذلك ومن الذاكرة فحسب ..
أرجو أن تتحفني بلفظة (العقل) الذي زعموا أن الإنسان يعقل به = في كلام عربي فصيح ..
مع العلم أنها وردت في كلام الشافعي مئات المرات .. وأخوك يزعمُ أن العرب لا تعرفها .. وأنها لم تثبت في شعر صحيح يوثق بعربيته فمن أين يا تُرى أتى بها الشافعي؟
واصطحب معها لفظة (إباحة) .. واطلبها لي في الكلام العربي ..
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[08 Aug 2009, 11:10 م]ـ
شكر الله للأخوة جميعاً هذا الحوار الماتع, علم غزير مع أدب جم , وهذا بحمد الله ما تميز به ملتقانا رغم خروج البعض عنه , فأكملوا ما بدئتم به وفقكم الباري.
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[09 Aug 2009, 07:10 ص]ـ
قال المعلمي اليماني - في "التنكيل " (ج 2 / ص 119)
(ومما ذكره ابن حجر في (توالي التأسيس) ومن عادته أن لا يجزم إلا بما صح عنده قال: ((قال ابن أبي حاتم عن الربيع قال: قال ابن هشام: الشافعي ممن يؤخذ عنه اللغة. قال ابن أبي حاتم وحدثت عن أبي عبيد القاسم بن سلام نحوه. وقال أيضا" سمعت الربيع يقول: كان الشافعي عربي النفس واللسان، قال: وكتب إلى عبد الله بن احمد قال: قال أبي: كان الشافعي من أفصح الناس. وقال الساجي: سمعت جعفر بن محمد الخوارزمي يحدث عن أبي عثمان المازني عن الأصمعي قال ك قرأت شعر الشنقري على الشافعي بمكة. وقال ابن أبي الدنيا: حدثنا عبد الرحمن بن أخي الأصمعي: قلت لعمي: على من قرأت شعر هذيل؟ قال: على رجل من آل المطلب يقال له: محمد بن إدريس)) - وقال أيضا": ((قال الحاكم سمعت محمد بن عبد الله الفقيه: سألت آبا عمر غلام ثعلب عن حروف أخذت على الشافعي مثل قوله: ماء مالح. وقوله / أنبغي أن يكون كذا وكذا، فقال لي: كلام الشافعي صحيح ن وقد سمعت آبا العباس ثعلبا" يقول: يأخذون على الشافعي، وهو من بيت اللغة يجب أن يؤخذ عنه)).)
وقال أيضا ((ج 2 / ص 113)
(ومع هذا فقد شهد جماعة للشافعي بأنه من الفصحاء الذين يحتج بقولهم فيكون قوله حجة على صحة الكلمة)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 Aug 2009, 11:03 ص]ـ
وتؤخذ اللغة عن أئمتها من غير الشافعي ويُسألون عن رأيهم فيجيبون ويُتحمل عنهم جوابهم وقد ترى صحته أما أن لسانه تُتحمل منه اللغة = فهو قول باطل ..
والبحث في الاحتجاج بعربية الشافعي نحواً وصرفاً بحث ونظر مقبول والراجح أنه يستأنس به وليس بحجة.
أما البحث في الاحتجاج بعربيته في الدلالات فبحث مردود ومن يزعم الاحتجاج بعربيته في الدلالات = فهو غير محقق لا لفقه الدلالات ولا لكلام الشافعي ..
ـ[محمد الأمين بن محمد المختار]ــــــــ[09 Aug 2009, 01:03 م]ـ
أرجو أن تتحفني بلفظة (العقل) الذي زعموا أن الإنسان يعقل به = في كلام عربي فصيح ..
مع العلم أنها وردت في كلام الشافعي مئات المرات .. وأخوك يزعمُ أن العرب لا تعرفها .. وأنها لم تثبت في شعر صحيح يوثق بعربيته فمن أين يا تُرى أتى بها الشافعي؟
واصطحب معها لفظة (إباحة) .. واطلبها لي في الكلام العربي ..
من أصعب ما يكون الاستدلال على الشمس في رابعة النهار
ما رأيكم سيدنا في قول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما في مجمع الأمثال للميداني: (الرجال ثلاثة، رجل ذو عقل ورأي، ورجل إذا حز به أمر أتى ذا رأي فاستشاره، ورجل حائر بائر لا يأتمر رشداً ولا يطيع مرشداً.)
أخشى أنكم تخلطون بين المولد والمصطلح
وشكرا
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 Aug 2009, 05:00 م]ـ
أي شمس يا مولانا؟؟!!
والأثر الذي أوردتموه لا أعلمه بهذا اللفظ وإنما له ألفاظ أخرى ليس فيها لفظ العقل فإن أردتم تمام الاستدلال وصحته فرجاء لا يورد ممرض على مصح ... ،ومجمع الأمثال ليس مما يُتكأ على مثله في ِإقامة هذا الجنس من الحجج،والأثر في المصنف وغيره بغير هذا اللفظ .. فإن علمتم سنداً ثابتاً لهذه اللفظة = فأقيموا حجتكم بالسند الصحيح
في انتظار إفادتكم ... وجزاكم الله خيراً على حسن المذاكرة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[09 Aug 2009, 05:36 م]ـ
خرج الشيخان (عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ خَطَبَ عُمَرُ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ
إِنَّهُ قَدْ نَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ وَهِيَ مِنْ خَمْسَةِ أَشْيَاءَ الْعِنَبِ وَالتَّمْرِ وَالْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ وَالْعَسَلِ وَالْخَمْرُ مَا خَامَرَ الْعَقْلَ)
قال الحافظ في "شرحه" (قوله (والخمر ما خامر العقل)
أي غطاه أو خالطه فلم يتركه على حاله وهو من مجاز التشبيه، والعقل هو آلة التمييز فلذلك حرم ما غطاه أو غيره، لأن بذلك يزول الإدراك الذي طلبه الله من عباده ليقوموا بحقوقه)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 Aug 2009, 10:38 م]ـ
أحسنتَ أحسن الله إليك ..
وهذا الحرف -عندي- مما غيرته الرواة فرووه بالمعنى فأدخلوا لسانهم في اللسان الأول، وهو من جنس تغييرهم لبيت عبدة بن الطبيب في قصيدته المفضلية:
فَخَامَر القلبَ مِن تَرْجيعِ ذِكْرَتِها ... رَسٌّ لطيفٌ وَرَهْنٌ منكَ مَكْبُولُ
فجعلوه في بعض رواياتهم كالتي في منتهى الطلب: فخامر العقل.
وكل ذلك شاذ لا يثبت،وهذا الكلام (أثر عمر ورواية بيت عبدة وبيت آخر للفرزدق) = مما لا يوثق بعربيته ثقة تصلح لإثبات هذا الحرف في الكلام العربي .. وهذا الباب من تحقيق الدلالات مما يغفل عنه فئام من الناس عجلة وحباً للاستكثار ..
ـ[أسامة السلمي]ــــــــ[10 Aug 2009, 10:45 م]ـ
جزاكم الله خيرًا، ولم أتنبه إلى ما قلتم إلا اللحظة، وأود أن أعقب بما يأتي:
إنما قلت: والشافعي عربي يحتج بلغته؛ لما استفيض عنه ذلك، أما الهجوم على عربية الشافعي فقد سبقك إليه أقوام، ولكنك غلظت، والشافعي قد كان يرجع إليه أهل اللغة فالأصمعي يقول: (عرضت أشعار الهذليين على شاب بمكة يقال له محمد بن إدريس الشافعي)، ويقول أيضاً: (قرأت شعر الشنفرى على علامة بمكة يقال له محمد بن إدريس)،ويقول أيضاً: (فأنشدني لثلاثين شاعراً أساميهم عمرو)، وقال مصعب بن عبد الله الزبيري: (قرأ عليّ محمد بن إدريس الشافعي أشعار هذيل حفظاً).
وقد حكى السيوطي الاحتجاج بكلامه، ونقل عن الإمام أحمد بن حنبل قوله: (والشافعي عندنا حجة في اللغة)، ويقول المازني: (الشافعي عندنا حجة في النحو).<انظر ذلك في مناقب الشافعي للبيهقي 2/ 45،42، وانظر الاقتراح للسيوطي: 46 >.
وابن الحاجب يقول: (وهي لغة الشافعي كما يقولون لغة تميم)، وكذلك الرضي يعد كلام الشافعي لغة. <انظر شرح الشافية 3/ 88 >
وقال عنه القاسم بن سلام: (كان الشافعي ممن يؤخذ عنه اللغة أو هو من أهل اللغة).<آداب الشافعي للرازي: 137.>
وتميز رحمه الله بأسلوب أدبي سهل، فوصفه يونس بن عبد الأعلى بقوله: (كانت ألفاظه كأنها سكر)، ويقول عنه الجاحظ: (نظرت في كتب هؤلاء النبغة الذين نبغوا في العلم فلم أجد مثل المطلبي كأن فاه ينظم دراً إلى در). <مناقب الشافعي للبيهقي:2/ 52>.
وحينما انتقد الشافعي في بعض آرائه اللغوية دافع عنه كثير، وكان منهم الزمخشري - على اعتزاليته - وقال: (وكلام مثله من أعلام العلم وأئمة الشرع ورؤوس المجتهدين حقيق بالحمل على الصحة والسداد .... وكفى بكتابنا المترجم بكتاب <شافي العي من كلام الشافعي> شاهداً بأنه كان أعلى كعباً وأطول باعاً في علم كلام العرب من أن يخفى عليه مثل هذا).<الكشاف 1/ 479>
ويقول السبكي: (ومسألة الاحتجاج بمنطق الشافعي في اللغة، والاستشهاد بكلامه نظماً ونثراُ مما تدعو إليه الحاجة ولم أجد من أشبع القول فيه) <طبقات الشافعية 2/ 161 >، ويقول ثعلب: (إنما توحّد الشافعي باللغة؛ لأنه كان حاذقاً بها، فأما أبو حنيفة فلو عمل كل شيء ما عوتب؛ لأنه كان خارجاً من اللغة) <ومناقب الشافعي للبيهقي 2/ 52. ولا يفهم منه انتقاد أبي حنيفة رحمه الله، بل المقصود بيان مكانة الشافعي اللغوية وتفسيراً للانتقادات اللغوية عليه.>، إلى غير ذلك.
المقصود أن هناك استفاضة في حجية الشافعي، ومهما يك من أمر فإني أوردت العبارة ونص الشافعي إثباتًا لإطلاق القرية على المساكن، ولم يك دليلا مستقلا، بل تكفي الآيات القرآنية ({أَفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا} وقوله: "واضرب لهم مثلا أصحاب القرية"
وقوله: "إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا" وقوله:"ادخلوا هذه القرية فكلوا منها") أهم أهل الأهل؟! أو أهل السكان؟!.
وعلى كل فإن إثبات المجاز = دفاع عن القرآن، وأساس للفهم الصحيح، فابن قتيبة (ت:276هـ). دافع عن القرآن بإقرار المجاز في لغة العرب حيث قال: " وأما الطاعنون على القرآن بالمجاز، فقد زعموا أنه كذب، لأن الجدار لا يريد، والقرية لا تُسأل، وهذا من أشنع جهالاتهم .... ".
والحديث في هذا يطول، لكني أود التنبيه على شيء مهم ذكره بعض المداخلين، وهو أن لفظ العقل والإباحة من كلام المولدين،وهذا فيه خلط، فإطلاق ألفاظ عربية على مفاهيم جديدة = هو من لغة العرب، وما أحسن عبارة أبي علي الفارسي (ما قيس على كلام العرب فهو من كلامهم)، وأصدق منه القرآن؛ إذا وصفه الله بأنه بلسان عربي، وأين تجد في كلام العرب الصلاة والزكاة والحج والجهاد والإيمان والإخلاص والتقوى والإسلام والكفر والفقه، ونحو ذلك.
ولعل الإيجاز أبلغ، إذ يسبق التفصيل.
والله أعم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 Aug 2009, 02:19 ص]ـ
بل تكفي الآيات القرآنية ({أَفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا} وقوله: "واضرب لهم مثلا أصحاب القرية"
وقوله: "إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا" وقوله:"ادخلوا هذه القرية فكلوا منها") أهم أهل الأهل؟! أو أهل السكان؟!
هذه قد أجبتُ عنها هاهنا مراراً،وها ما يؤلم ويُرهق = أن يضطر الواحد للجواب عن الحجة بعدد من يثيرها ولم يقرأ!!
وهو أن لفظ العقل والإباحة من كلام المولدين،وهذا فيه خلط، فإطلاق ألفاظ عربية على مفاهيم جديدة = هو من لغة العرب
هذا عجيب!!
أي عرب؟؟!!
االعرب الذين هم مطلق الناطقين بالضاد؟؟
ماشي ..
لكن العرب أهل اللسان الأول ..
أما هذه فلا .. بل هذا باطل مجرد .. والتوليد نوعان:
الأول: استعمال اللفظ العربي القديم بإزاء معنى لا تعرفه العرب الأولى ومثاله: استعمال لفظ الذرة للدلالة على المعنى الفيزيائي المعروف.
الثاني: تركيب لفظ الحروف العربية تركيباً لا تعرفه العرب الأولى سواء عرفوا المعنى الذي وضع هذا اللفظ بإزاءه أم كان اللفظ والمعنى جميعاً مولدين. كلفظة الإباحة ولفظة أرسطوطاليس.
وكلاهما توليد ليس هو من كلام أهل اللسان الأول .. ولا يُقال هو من لسانهم إلا على طريق الكذب والمين ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 Aug 2009, 02:33 ص]ـ
ويسمى الأول: التوليد الدلالي ويسمى الثاني: التوليد اللفظي، وكل لفظ أو دلالة لا أثر له يثبت في عصر الاستشهاد = يسمى مولد ..
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[12 Aug 2009, 02:01 ص]ـ
كان من خبر الحديث عن "القرية" ودلالتها، أن تشعب القول فيها إلى أفانين من العلم، وبابات منه، وسبب ذلك، ما عهد من أبي فهر، من الاطلاع والمشاركة في أفانين من المعرفة، فهو في مسالكها يتهدى، وفي شعابها ينساب، كلما وجد للقول فيها موضعا. وهذه شيمة من شيم أهل الفضل، جعلت لك منزلة عندي، فأنا أتعاهدها بالرعاية والصون.
ثم إني محدث بحديثين،
الأول: أن لغة الشافعي، ومسألة الاحتجاج بها، مما ذكره غير واحد من أهل العلم، ولا يفتأ الناظر في كتب المعاجم والغريب، أن يجد الشافعي رحمه الله في مصاف أهل اللغة الذين رضي الناس النقل عنهم. وجعلوهم حجة في اللغة. وهم شهداء عند النزاع، وإلى صنيعهم يكون المفزع عند الخلاف.
ولا يخفى في هذا الباب، أن أهل اللغة مراتب ودرجات، وأول الأدب كما يقال حفظ المراتب. وتنزيل كل في مرتبته.
الثاني: قد قرأت قولكم: في خبر عمر ابن الخطاب رضي الله عنه:"الخمر ما خامر العقل".
وقد قلتم: "وهذا الحرف -عندي- مما غيرته الرواة فرووه بالمعنى فأدخلوا لسانهم في اللسان الأول"
فقلت في نفسي: سبيل هذا الكلام أن يخرج على أمرين،
الأول: ان يكون هذا التغيير مما نقل عن بعض أهل العلم قديما، ممن نصوا على رواية هذا الخبر بعينه بالمعنى، فرضيتم بذلك، ووافق عندكم وجها من النظر.
الثاني: أن يكون مما كلف فيه أبو فهر نفسه عناء البحث والنظر والمطالعة، ثم قارن ذلك بالشواهد والأمثلة، حتى استقام له القول بأن هذا الخبر مروي بالمعنى.
وإن كنت قد استوقفني دون الجزم بهذا أمران:
الأول: قصر هذا الخبر المروي، ومن شأن الأخبار القصار، أن تروى بلفظها على الوفاء، إذ ليس كل حديث روي بالمعنى.
الثاني: أن رواته ممن شهد لهم بالحفظ، نقاد الحديث، وذكروا من حفظهم ما خلدته كتب الحفاظ والتراجم.
فإن صح القول بأنه روي بالمعنى، فهلا بينتم كيف تهديتم إليه. وعلى من تلقون عهدة الرواية في ذلك؟
ودمتم بألف خير.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[12 Aug 2009, 08:25 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
على الرغم من ندرة مشاركاتي على الشبكة منذ فترة، وانعدامها على ملتقى أهل التفسير إلا أنني لم أتمالك بعد أن أخبرني بعض الإخوة عن هذا الموضوع إلا أن أدخل لأسأل أبا فهر عن حديث عمر بن الخطاب سؤالا صريحًا واحدًا.
ترى من من الرواة هو الذي يعصب أبا فهر به جناية تغيير لفظه؟ وما دليله؟
أو لعل أبا فهر نقل هذا من بحث ما .. ولعله يفيدنا ..
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[12 Aug 2009, 10:11 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
(ترى من من الرواة هو الذي يعصب أبو فهر به جناية تغيير لفظه؟ وما دليله؟)
عدلت المشاركة مرتين فوقع هذا الخطأ غير المقصود بعد حذف وإضافة، ولم أره إلا الساعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[12 Aug 2009, 11:35 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
على كل حال، يبدو أنني لن أتمكن من متابعة الموضوع، وكيف كانت الإجابة -إن جاءت- فلن أعقب عليها.
أسأل الله أن يوفق الجميع إلى السنة المحضة والدين الخالص.
كما أسأله أن يلهمنا رشدنا ويعصمنا من الشياطين
ألا يقبضنا إلا على الرضا التام غير متلبسين ببدعة.
آمين.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 Aug 2009, 12:30 م]ـ
الحمد لله وحده ..
الإخوة الأفاضل:
عدنان أجانة ..
الأزهري السلفي ..
1 - ما هاهنا من البحث في لفظ العقل وعربية الشافعي هو اجتهادي ونظري لا أنقله عن أحد.
2 - الرواية بالمعنى ليست جناية.
ننتقل الآن لصلب البحث ...
- شعر العرب المحتج به لا يوجد فيه لفظ العقل إلا في بيت عبدة بن الطبيب في بعض رواياته المغيرة،والبيت يرويه الثقات كما في المفضليات على الصواب بدون تغيير: ((فخامر القلب .. )) وهذا من القرائن على تغيير الرواة للفظ القلب بلفظ العقل.
- القرآن الكريم خلو تماماً من لفظ العقل.
- السنة النبوية خلو تماماً من لفظ العقل.
هذا اللفظ (العقل) شريف الموضع جداً بل هو مناط التكليف فكيف يخلو الشعر والقرآن والسنة من هذا اللفظ مع اقتضاء الدواعي لظهوره؟؟
ثم تأتي الكبرى: أن ما في الشعر والقرآن والسنة = هو أن المرء إنما يعقل بقلبه وأدلة هذا أكثر وأشهر من أن تحصى.
فلفظ العقل جمع بين الزيادة على مافي الكلام الفصيح مع كونه أم في الباب لا يصح خلو الكلام الفصيح منه = ثم لم يرض حتى أضاف للزيادة المخالفة لما في الكلام الفصيح الذي فيه أن الإنسان يعقل بقلبه.
لفظ العقل لفظ ولده الناس طرداً للفعل بصوغ مصدره وكان كثيراً جداً في كلام الفلاسفة ودلالته عندهم أوسع،وليس يُعرف هذا اللفظ عند العرب.
فإذا جاء هذا اللفظ بعدُ في خبر لم يغر هذا الخبر مريد الصدق ومتحريه،وينقله عن الأصل المحكم الذي معه؛ فهو يعلم أن لفظة كهذه لو كانت عربية لظهرت في الكلام العربي ظهوراً بيناً فكيف وفي الكلام العربي ما يُخالفها. بل الحمل في تلك اللفظة وأجناسها على الرواية بالمعنى وتغيير الرواة لألفاظ الأخبار با يظنون أنه لا يغير دلالاتها.
فلفظة العقل في خبر عمر لفظة شاذة ضعيفة جداً وقرائن شذوذها بينة لمن أنصف وطلب الصدق.
ولا علينا جميعاً إن اختلفنا في هذا الموضع فلا يزال الناس في اختلاف، وحسبي أن أثرتُ النظر في هذا الباب (باب تحقيق اللفظ العربي ودلالته) وفي باب آخر: (باب تحقيق اللفظ المعين الذي تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم وتخليصه من تغيير الرواة ورواياتهم على المعنى).
وليس من شرط البحث في هذا تعيين من الذي غير فالقوة على التغيير والرواية بالمعنى ثابتة في جل الرواة لا يُنكر هذا إلا جاهل أو غير محقق، وإنما حسبُ الباحث أن يُظهر قرائنه على شذوذ اللفظة وروايتها على المعنى، وقد أبنتها بياناً لا أرى ما ينقضه .. ولو اعتنى الناس بهذا الباب من العلم = لجنوا خيراً كثيراً جداً .. وهو من مجالات الإبداع في العربية والدلالات
تنبيه: لا يضر الاختلاف في هذا الموضع في حقيقة وجود الكلام المولد في كلام الشافعي وجوداً يمنع دعوى الاحتجاج بعربيته في الدلالات ...
..
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[12 Aug 2009, 02:03 م]ـ
قرأت في مشاركتكم أمورا لم يبن لي فيها وجه الصواب.
وهي:
أولا: قولكم: " فلفظة العقل في خبر عمر لفظة شاذة ضعيفة جداً وقرائن شذوذها بينة لمن أنصف وطلب الصدق"
ومن الإنصاف وطلب الصدق، أن نتساءل عن الوجه الذي كان به هذا الخبر شاذا.
ومن الإنصاف وطلب الصدق أيضا، أني نظرت إلى هذا الأمر من زاوية أخرى فقلت:
هذا حكم منكم على الرواية المخرجة في الصحيح وغيره، بأنها شاذة وضعيفة جدا.
ومستند حكمكم ليس تتبع الطرق والروايات، وليس الاعتبار بمخرج الحديث، وليس النظر في شواهده ومتنه، بل سند حكمكم أمر آخر، أجنبي عن الصناعة الحديثية، وهو في زعمكم قلة دوران هذه العبارة واستعمالها في اللسان العربي.
الثاني: دعوى خلو القرآن والسنة وشعر العرب المحتج به، من لفظة العقل، دعوى فيها نظر. إن سلمت في النص القرآني، فقد لا يسلم ذلك في السنة والشعر المحتج به.
(يُتْبَعُ)
(/)
إلا إن أثبت لنا أمرا، وهو: أنك قمت باستقراء شامل تام، لما هو بين أيدينا من كتب السنة، ودواوين الشعر المحتج به، من العصر الجاهلي، إلى زمن بني أمية، وبعده بيسير. وكان هذا الاستقراء مبنيا على الضبط والتحليل الدقيق لكلمة العقل الواردة في بعض النصوص النبوية والأبيات الشعرية المحتج بها. ثم كانت النتيجة ما أنت ذاكره في هذا الملتقى المبارك.
ودمتم بخير.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 Aug 2009, 03:09 م]ـ
بارك الله فيك أخي عدنان ..
ليس كلامي هاهنا أجنبي عن الصناعة الحديثية،بل هو من باب فقه المتن الذي يزعم المستشرقون أن المحدثين قصروا فيه، وأرى أنا أنهم لم يُعطوه تمام حقه لكنهم لم يُقصروا ..
والباب الذي نتكلم فيه مبني على ثلاث مقدمات:
المقدمة الأولى: أن جواز تغيير الألفاظ وروايتها بالمعنى هو الذي عليه عامة المحدثين وغالبهم وحكي إجماعاً.
المقدمة الثانية: أن هذا التغيير إنما يقعُ بلسان أولئك الرواة،ولسانهم هذا يوافق اللسان القديم تارة ويوافق اللسان المولد تارة.
المقدمة الثالثة: استحالة وقوع لفظ مولد في القرآن أو السنة أو كلام الصحابة.
فالآن: نحن نطلبُ الصدق في تحقيق لفظة (العقل) هل هي من اللسان القديم أم من اللسان المولد؟؟
فاستقرأنا الكتاب ..
واستقرأنا السنة ..
واستقرأنا الشعر العربي ..
ولم يبق في أيدينا بعد هذا البحث سوى:
1 - خبر: ((الخمر ما خامر العقل .. )).
2 - بيت عبدة بن الطبيب: ((فخامر العقل .. )).
وهذا هو أحسن ما يُركن إليه في هذا الباب ... والباقي ليس من الكلام العربي الثابت ..
فنظرنا فإذا هذه اللفظة أعظم مكاناً وأجل موضعاً من أن تخفى حتى تنفرد بها هذه المواضع
ونظرنا فإذا موضع هذه اللفظة في الكلام العربي قرآناً وسنة وشعراً هو القلب وليس العقل وأدلة ذلك بالعشرات ..
وكيف يكون الإنسان يعقل بعقل ثم يخلو من تلك اللفظة عامة البيان العربي؟؟!!
ثم وجدنا الرواية المفضلية الصحيحة لبيت عبدة هي: ((فخامر القلب .. )) ..
ولما كنا نعقل أثر التوليد على ألسنة الناس، وأثر وضع الدلالات الحادثة موضع القيمة، وأثر تغيير الألفاظ والرواية بالمعنى = لم نمتنع أن نقضي بشذوذ تلك اللفظة في خبر عمر وأنها من تغيير الرواة ودليلنا ما ذكرنا ..
وإذا كان البعض يستدل على كون بعض الألفاظ روي بالمعنى بمجرد اتحاد المجلس = فلئن يستدل على أن لفظاً روي بالمعنى بخلو الكلام العربي الفصيح منها وبوجود بدلها في موضعها مما يقضي بخطأ استعمالها في هذا الموع = أحرى وأولى ..
ولستُ أزعم أن تلك جادة مطروقة بل أفخر ولا أخجل أني أعبد بعض طرقها،وإني كلما نظرتُ في أثر تضييع دلالة لفظة العقل في الكلام العربي،ووضعها في موضع عقل يعقل عقلاً، وكيف أضاع ذلك دلالة بعض الأخبار وأوقعنا في حفر الشبهات كما وقع في خبر: ((ناقصات عقل .. )) = زاد حرصي على كشف غمة هذا الغبش الدلالي ..
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[12 Aug 2009, 04:42 م]ـ
شكر الله لكم أخي أبا فهر ما تفضلتم به من حسن البيان والتوضيح.
وعندي فيما ذكرتم مواضع فيها فضل نظر أثبتها للمحاورة.
وقبل ذلك عندي تنبيهان لغويان، لعلهما وقعا سهوا.
الأول قولكم: "ليس كلامي هاهنا أجنبي عن الصناعة الحديثية " صواب العبارة أجنبيا.
الثاني: قولكم: "فاستقرأنا الكتاب " صواب العبارة فاستقرينا لأنه من قولهم: قَرَوْتُ البلاد قَرْواً وقَرَيْتُها قَرْياً واقْتَرَيْتها واسْتَقْرَيتها إِذا تتبعتها تخرج من أَرض إِلى أَرض تنظر حالهَا وأَمرها. أما استقرأ فهي بمعنى طلب القراءة.
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[12 Aug 2009, 04:44 م]ـ
ثم إنكم ذكرتم أصل المسألة وكيف هو تخريجكم لها. وعلى أي أساس تتصورون الموضوع، وهو تصور حسن، والمقدمة الأولى والثانية لا غضاضة فيها. ولكن في بعض التتمة التي ذكرتم مواضع للنظر فيها متسع، منها:
1/ أني زعمت أن كلامك في وصف شذوذ الخبر، كلام خارج عن الصناعة، لاعتبار هو: أن الشذوذ والضعف. مصطلحان مستعملان في الحديث. وهذان المصطلحان لهما مفهوم عند أهل العلم بالحديث. ولا يتسنى الحكم بالشذوذ والضعف اتكالا على ما يقتضيه التركيب والرواية بالمعنى فقط. بل الأمر عندهم زائد على ذلك كما يعلم من تعريفهم للضعف والشذوذ. وأن ذلك مرده إلى انفراد الراوي ومخالفته للجماعة، وعدم ضبطه. وخبر عمر في الخمر مما تفرد بروايته الشعبي فيما أظن عن ابن عمر. ومدار الحديث على هذا المخرج، فلا يتأتى مع هذا وصفه بالشذوذ على المعنى الذي يقصده أهل الحديث.
فلذلك قلت: إن حديثكم عن الشذوذ مجانب لما تقتضيه الصناعة الحديثية.
2/ دائرة الشعر المحتج به، تصاحبنا إلى بداية عهد بني العباس.
والشواهد الشعرية في هذه الفترة، وقبلها كثيرة، وردت فيها لفظة العقل.
فلا أدري وجهها عنكم؟
3/ أ ما ذكرتم من خبر تعبيدكم لمهيع الدلالة، فيه قوة وأصالة. كما أن فيه مهامه فيحا. نسأل الله لك التوفيق فيها والسداد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 Aug 2009, 05:14 م]ـ
بارك الله فيك أخي عدنان وجزيت خيراً على تصويباتك ومن جنسها أقول:
إن الحكم بالشذوذ عند المحديث غير متوقف على المخالفة بل مجرد التفرد قد يعد شذوذاً بل ونكارة .. والآن هاهنا أمر أرجو أن تتفضل بتأمله:
لا شك أن الحكم بالشذوذ هو في غالب تصرفات المحدثين = بحث في الرواة وضبطهم .. كلامنا الأن ليس عن خطأ الراوي من جهة الضبط وإنما عن خطأه حين استعمل لفظة مكان اللفظة القديمة يظنهما بمعنى .. هل هذا قد يقع؟؟
مقتضى كلام المحدثين في الرواية بالمعنى واحترازاتهم فيها صريح في أنه قد يقع .. إن كان قد يقع فالبحث هاهنا في تحقيق مناط الخبر الذي معنى هل هو من هذا الجنس أم لا؟؟
وعلى هذا يكون كلامنا منضبطاً من جهة جريانه على مقتضيات النقد .. غاية الأمر أنه سبيل لم يُطرق إلا نادراً على نحو من بحث شيخ الإسلام في حديث عمران بن حصين .. وزدنا نحن جادة أخرى غير مطروقة وهو الاعتبار في الحكم بخطأ ظن الرواي بتحقيق عربية الكلمة ومدى نسبتها للعربية الأولى ..
أما الكلام في زمن الاحتجاج فله بحث آخر وأنا لا أبلغ به ما ذكرتَ أبداً.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 Aug 2009, 05:44 م]ـ
طيب ..
إذا كان الناس خالفونا في العقل .. وهجرونا في الإباحة فلم يبينوا لنا عربيتها= فلنذكر ثالثاً:
لفظة القياس وما أكثرها في كلام الشافعي هل لإخواننا أن يبينوا لنا عربيتها فنحن نزعم أنها في هذا الموضع مولدة؟؟
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[12 Aug 2009, 11:07 م]ـ
شكرا على تفاعلكم وحواركم،
ويبدو أن الحديث الآن، انحصر في أمر لا زال محتاجا إلى التحرير.
وهو: أن ورود لفظة "العقل" في الأحاديث والآثار، والأخبار والأشعار، أمر لا يمكن دفعه. وهو محتمل ثلاثة مذاهب من الرأي.
الأول: أن يكون هذا اللفظ مخرجا على عدم الاحتجاج بالنص الوارد فيه. وقد ألمعتم إلى شيء منه.
الثاني: أن يكون تخريجه على وجه من القول لا يناقض المسألة المثارة.
الثالث: أن يكون مما فاتكم الوقوف عليه أثناء تأصيل هذه المسألة.
وأحب بعد هذا كله حتى لا يتشعب الحديث إلى غير هدى، أن تذكر الأصول التي تبني عليها بحثك، حتى يكون الحوار سائرا على الجادة، وحتى لا تختلف مسالك البحث والنظر.
ملاحظة: المشاركة الأخيرة، وردت فيها بعض الرموز، التي جعلت نظم الكلام متقطعا، وكان الأولى غير ذلك،
ودمتم بألف خير.
ـ[الجكني]ــــــــ[13 Aug 2009, 12:35 ص]ـ
نتابع وبكل شغف مداخلات المشايخ الكرام حفظهم الله ورعاهم، وإن كنت أشم في عبارات الشيخ أبي فهر السلفي حفظه الله رائحة إمامين جليلين يحبهما القلب و (العقل) وهما ابن حزم الأندلسي، ومحمود شاكر المصري رحمهما الله.
ما يتعلق ب " العقل " أرى أن الإخوة غير مسلّمين لأبي فهر في كل ما قاله ويقوله، وليسمح لي حفظه الله بهذا القول:
ذكر أبو عمرو بن العلاء رحمه الله أن ما وصل إلينا من كلام العرب قليل مما تكلمت به، أفبعد هذا يحق أن نجزم على لفظ شاع واشتهر من قرون هي القرون التي دون فيها هذا القليل على أنه لم يرد عن العرب كذا وكذا بالجزم؟؟؟؟
ولو أن الشيخ السلفي قيّد كلامه بما وصل إلينا من كلام العرب لكان أوجه وأسلم من النقد.
وأما ما يتعلق ب " الإباحة " فأجلب لشيخنا أبي فهر قول عنترة:
حتى استباحوا آل عوف عنوة ****** بالمشرفي وبالوشيج الذبل
وما ذكره الزبيدي رحمه الله من أنهم - العرب - استعملوا في الكلام الاباحة والاستباحة بمعنى.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 Aug 2009, 01:21 ص]ـ
[وردت فيها بعض الرموز، التي جعلت نظم الكلام متقطعا، وكان الأولى غير ذلك]
هي من العيوب التقنية للمنتدى الذي يحتاج لتعديل وتطوير تقنية صندوق الردود ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 Aug 2009, 01:29 ص]ـ
الشيخ الكريم الجكني ..
1 - تهمة أسلوب ابن حزم بعيدة عني أما أسلوب أبي فهر فلستُ أنفيها ولكن يعلم الله أني لا أتقصدها إلا لماماً وأصل ذلك أني سلخت كتب الشيخ جميعها -عدا كتاب المقالات فلم يك قد صدر-بعد مناهزتي للحلم بقليل وكررتها بعد مراراً حتى غلبني بيانه عن نفسي.
2 - ما نقلته عن أبي عمرو = صحيح غاية،ولكني أزعم أنه ما من لفظة هي مما يُحتاج إليه في الدين والأحكام الشرعية إلا ووصلتنا. وهذا من تمام الدين.
3 - محل البحث في لفظ الإباحة نفسه وأنه مولد وإلا فلسنا ننكر أن المعنى قد يوجد في الكلام العربي في صيغ صرفية أخرى،كلامنا في توليد الصيغة الصرفية.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 Aug 2009, 01:33 ص]ـ
تقريرك يا شيخ عدنان حسن .. وحبذا لو توضح سؤالك عن الأصول أو اسأل عما تظن جوابه يصلح تقريراً لتلك الأصول ...
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[13 Aug 2009, 02:23 م]ـ
شكر الله لكم أخي أبا فهر،
حديثي عن الأصول، دعاني إليه كلمة قلتها سلفا وهي قولكم:
"أما الكلام في زمن الاحتجاج فله بحث آخر وأنا لا أبلغ به ما ذكرتَ أبداً"
فهذا أصل بنيت عليه اجتهادك.
فلو كان لكم أصول أخرى تبنون عليها قولكم هذا، سيكون من الحسن اللائق إيرادها، حتى تكون قاعدة الحوار واحدة،
وأنت خبير أن معرفة الأصول تعين على ضبط الفروع.
ودمتم بألف خير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[12 Sep 2009, 07:54 م]ـ
فأولئك النحاة سيبويه وأبو عبيدة والأخفش والفراء , كانوا هم أول من زعم أن لفظ القرية يدل على الأرض والبنيان دون من فيها من الناس , وأن القرية لا تسأل , وأن أهل القرية هم كل من فيها من الناس , وأن قول الله تعالى: ((واسأل القرية)) فيه حذفٌ واختصارٌ , وأن تقديره: واسأل أهل القرية , وكل ذلك خطأٌ محدثٌ , وليست تلك الآية كما حسب أولئك النحاة
أمر عجيب يا سيدنا الشيخ السلفي.
يعني أن سيبويه وأبا عبيدة والأخفش والفراء، أهل اللسان العربي، مخطؤون، ومبتدعون في اللغة ما ليس منها؟؟؟ ويفسرون مفردات القرآن تفسيرا خاطئا؟؟
يا قوة الله.
أي جرأة دفعتكم إلى مثل هذه الدعوى العريضة الخطيرة؟؟
بالله عليك من سيلقي كلام أولئك الجبال الراسخة الشامخة في العربية وراء ظهره بمجرد دعوى يخالفها مئات المفسرين من بعد أولئك العظام؟
تسمية الكل باسم الجزء، والجزء باسم الكل وارد في القرآن العظيم وفي لسان العرب، ويستحيل أن يعلم المرء اليوم ما جهله أولئك العظام وهم أقرب عصرا لزمن النبوة وأسلم لسانا وأنقى سريرة.
يا رب سلم.
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[13 Sep 2009, 12:22 ص]ـ
كلامك - أخي أبو فهر السلفي - في مسألة المجاز في قوله تعالي (واسأل القرية) كلام جميل غير أني قد استغربت جدا كما استغرب أخي علي أبو عائشة من قولك (إن سيبويه وأبا عبيدة والأخفش والفراء , كانوا هم أول من زعم أن لفظ القرية يدل على الأرض والبنيان دون من فيها) وأقول:
- المجاز بمعناه الاصطلاحي لم بوجد في عهد علماء اللغة هولاء وإنما أول من تكلم به الجاحظ أحد أئمة المعتزلة
- قمت من قبل بنقد المجاز المرسل والمجاز العقلي عند البلاغيين المتأخرين وقد استندت في نقدي على أقوال هولاء الأئمة الأعلام والبحث منشور في هذا الملتقى
ويسمي البلاغيون المتأخرون ما جاء في الآية بالمجاز المرسل وعلاقته المحلية حيث يطلق المحل ويراد الحال؛ ويمثلون بقوله:تعالى "وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ" وقوله: "فَلْيَدْعُ نَادِيَه" وقالوا: إنما أراد أهل القرية وأهل النادي. وهذا المثال أيضا فيه نظر.
وللعلماء في ذلك أقوال مختلفة؛ منها الآتي:
أ - ذهب بعضهم إلى المراد واسأل القرية نفسها؛ يقول الإمام القرطبي: " قيل المعنى: واسأل القرية – وإن كانت جماداً – فأنت نبي الله وهو ينطق الجماد لك " ويرد ابن حزم على من قال ذلك بقوله: " بلى هو القادر على ما يشاء وكل ما يتشكل في الفكر، ولكن كل مالم يأتنا به نص أنه خرق فيه ما تمت به كلماته من المعهودات فهو مكذب"
ب - ذهب بعضهم إلى أن هذه الآية فيها حذف للمضاف وهو لفظ " أهل" وقد بالغ عبد القاهر الجرجاني في النكير على من أطلق المجاز على الحذف، وقد اعترض الإمام القرطبي على مسالة الحذف في هذه الآية محتجاً بكلام سيبويه؛ يقول الإمام القرطبي: " لا حاجة إلى إضمار " حذف"؛ قال سيبويه: لا يجوز كلَّم هنداً وأنت تريد غلام هند"
ج- ذهب بعضهم إلى أن في الآية مجاز؛ حيث أطلق المحل وأراد الحال فيه؛ وهو أهله.
والحق أن هذه الأقوال جميعاً فيها نظر؛ إذ لم يرد – عند الباحث- سؤال الجماد، كما أن الآية ليس فيها من حذف ولا مجاز، ومعلوم أن القرية لا تطلق على الأرض دون البشر؛ وكذلك النادي؛ إذ أن القرية مشتقة من قرَّ بالمكان ومنه الاستقرار، أما النادي فيقول ابن منظور: " النادي لا يسمى نادياً حتى يكون فيه أهله، وإن تفرقوا لم يكن نادياً " ويقول صاحب مختار الصحاح: " النادي مجلس القوم ومتحدثهم، فإن تفرق القوم فليس بناد" وبذلك فإنه أراد القرية نفسها والنادي نفسه باعتبار أنهما بشر ثم أرض، والحق أن قاعدة المجاز في إطلاق الجماد وإرادة البشر - إن صحت جدلا - فهي غير مطردة؛ يقول ابن الأثير: "لا يصح ذلك إلا في بعض الجمادات دون بعض؛ إذ المراد أهل القرية ممن يصح سؤالهم، ولا يجوز اسأل الحجر أو التراب"، ومعلوم أن الاطراد دليل صحة القاعدة فإن انتفى فليست بقاعدة.
انظر تفصيل نقد المجاز المرسل والمجاز العقلي في بحث بعنوان مشكلات التأويل في هذا المتلقى المبارك على هذا الرابط
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=15108
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 Sep 2009, 04:18 ص]ـ
بارك الله فيك يا دكتور جمال وهذا الذي دعوته أنت معلوماً هو ما أدعوه معلوماً ونازعني فيه هنا الناس ..
ولم أعرف ما وجه العلاقة بين كون علماء اللغة هؤلاء لم يعرفوا المجاز-وهذا غير صحيح بإطلاق- وبيمن ما انتقدته عليهم؟
ـ[عبد الرحمن الداخل]ــــــــ[16 Sep 2009, 04:28 ص]ـ
السلام عليكم
منذ سنوات وأنا أقرأ أحياناً ما يورده الأخ أبو فهر من مشاركات قيمة فيها الفائدة، وليسمح لي أخي الكريم -رغم أني لست بمنزلته في العلم والفهم- أن أشير إلى بعض الملاحظات في هذا الموضوع:
الأولى: إنّ إنكار المجاز ووجوده في كتاب الله تبارك وتعالى يَذهبُ أحياناً بكثير من الروعة والجمال والبهاء الوارد في الآيات عموماً. ولقد رأيتُ في هذا الموضوع وقد انطلقت من إنكار المجاز حتى أدى بنا إلى هذه النقطة من النقاش ... ولستُ أحجر على أحدٍ في هذا فقد أنكره أئمةٌ كبار بلغوا من العلم ما لن نبلغه.
الثانية: استفسار في قولك (مولّد) فمن ولّدها أهم العرب؟ أم العجم الذين تلكلموا العربية؟ أم من؟ ثمّ ما معنى أن تكون مولّدة أو حادثة؟ أليس كلّ لغة تتطور عبر الزمن أم تبقى جامدة على ما كانت عليه حتى تتحجر؟ فهل يعيب اللغة أن تظهر فيها ألفاظ جديدة -إن سلمنا لك بذلك- تعبّر عما يجدّ من أمور؟
الثالثة: في الاستقراء الذي ذكرته أهو استقراء كامل أم ناقص؟
الرابعة: لم تكن أنت أول من حمل على الشافعي في عربيته، وأحيلك إلى أحكام القرآن لابن العربي رحمه الله والذي ملك عليّ قلبي (أعني ابن العربي بشخصه وعلمه) فلديه بعض العبارات في حق الشافعي وعربيته قد تنصرك في مذهبك.
الخامسة: -وأكتفي بها فأحسب أني أطلتُ- هوّن عليك يا أخي فلكم رأيت المشاركين ينصحونك بالرويّة وعدم الحدّة في طرح موضوعاتك ولا يعيب أحداً ثقتُه بأفكاره، ولكن التعصّب يخليها عن القبول من الآخرين.
وسامحونا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 Sep 2009, 11:54 م]ـ
1 - ليس صحيحاً أن إنكار المجاز يُذهب بالروعة، ونحن ننكر المجاز وغيره وعندنا في كتاب الله من وجوه النظر البياني ما يخلب الألباب،بعيداً عن المضايق اليونانية والبدع الكلامية والخيالات السكاكية.
2 - محل البحث في حفظ اللسان الأول ما هو، والتنبيه على المولد هو من جنس التنبيه على الهدي الحادث بعد النبي وأصحابه،فحفظ اللسان الأول واجب كما أن حفظ الهدي الأول واجب،ومن لم يضبط فرق ما بين اللسان الأول وما حدث بعده = حمل كتاب الله وسنة رسول الله على ما لم يرده المتكلم بهما من المعاني؛لكونها حادثة بعده. واستعمال الشافعي للمولد يُبطل صلاحية لسانه للدلالة على اللسان الأول وإنما يدل على اللسان الأول = اللسان الخالص الذي لم يختلط بلسان المولدين.
3 - بعضه تام وبعضه ناقص وكل منهما حجة بحسبه.
4 - لم أحمل على عربيته وإنما أبطلت صلاحية لسانه للاحتجاج في الدلالات.
5 - الثقة بالرأي واليقين به حق أصيل،والعصبية هي سوق الرأي خلواً من حجته أو البغي على المخالف، وكل ذلك لم يكن.
جزاك الله خيراً ..
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[17 Sep 2009, 12:19 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مساك الله بالعافية أبا فهر، كان الحديث معكم فيما مضى، مفضيا إلى أفانين من القول، ومسالك من البحث، آخذ بعضها برقاب بعض، وقد انتهى ذلك بما استفسرت عنه، وكنت رجوت حينها فهم القول على وجهه. وقد نظرت إلى بعض ما كتبت في غير هذا الموضوع، فوجدت له علقة بما أوردته هنا. ووجدت أن الحديث عن الأصول التي تبني عليها هذا القول، وتؤسس عليها وجه النظر، أدعى إلى ضبط معالم النظر، حتى يكون القارئ على بينة مما تقول، عارفا وجه الرأي فيما أتيت.
ودمتم بخير.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[17 Sep 2009, 01:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
أخي أبو فهر سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
قلتم: والقرية ليست هي جماعة الرجال وحدهم , ولا هي الدور والبنيان وحدها , وهي كلهم جميعاً الناس والدور والبنيان
وقلتم أيضا: معنى الأهل عندي باطل ولو أجمعوا عليه
إذا كان معنى القرية في الآية الكريمة كما أشرتم في العبارة الأولى، فسؤال القسم الأول من تفسيرك معلوم وهم أهلها أي جماعة الرجال كما تقول، لكن أرجو أن تفسّر لنا كيف يتم سؤال القسم الثاني من المعنى الذي ذكرته وهي الدور والبنيان ليتحقق معنى الآية دون نقص أو تحديد من أهواء البشر
ثم عبارتك الثانية وهي بطلان معنى الأهل عندكم، فمعلوم أن أهل كل اختصاص هم الحكم في اختصاصهم، فلا أستطيع أن أتحدث في علم الطب ولا الفضاء ولا الذّرة إلا بالشيء العام المعلوم بالضرورة، وليس الحكيم من يضرب بعرض الحائط علم وتفسير أهل اللغة الذين نقلوها لنا وبسعيهم وجهدهم حفظها الله
والشواهد على المجاز في القرآن الكريم كثيرة فلا تغطى الشمس بقشة يضعها الإنسان في عينه
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[17 Sep 2009, 01:29 ص]ـ
1 - ليس صحيحاً أن إنكار المجاز يُذهب بالروعة، ونحن ننكر المجاز وغيره ..
أخي أبو فهر
إذا أنكرتم المجاز فبماذا تفسر قول الله تعالى:
1 - (وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (آل عمران:72) هل وجه النهار مغندر أم غير مغندر
2 - (لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (فصلت:42)
هل للقرآن الكريم يدين أو جهة أمامية أو خلفية وإذا كانت كذلك فأرجوا بيانها
3 - (وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) (الاحقاف:21)
هل معنى يديه في هذه الآية الكريمة، نفس معنى اليدين في الآية السابقة
4 - (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) (الاسراء:24) ماهو الجناح الذي يخفضه الإنسان لوالديه رحمة بهما؟ هل هو بريش أم بوبر أم بصوف ...
والشواهد على المجاز في القرآن الكريم كثيرة جدا
(يُتْبَعُ)
(/)
أرجو التكرم بمراجعة كتاب جمهرة أشعار العرب، خصوصا الموضوعات التي طرحها نافع بن الأزرق على ترجمان القرآن عبدالله بن عباس
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[17 Sep 2009, 01:57 ص]ـ
معلوم أن معنى المجاز؛ هو العدول عن المعنى الظاهر للفظ لمعنى آخر يحتمله اللفظ لعلة حائلة دون إرادة المعنى الظاهر. وله عدّة أقسام تراجع عند أهل اللغة والاختصاص
ولنطبّق هذا التعريف على هذه الآية الكريمة:
يقول تعالى: ? (وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً) (الاسراء:72) فهل يمكن أن نحمل هذه الآية الكريمة على المعنى الظاهر؟؟؟؟ وما ذنب من ابتلاه الله في دنياه فكفّ عنه بصره؟؟ هل جزاؤه أنه سيعمى في الآخرة أيضا أم أن المقصود بقول الله تعالى
لا شك في أن الذي ينفي المجاز سيأخذ المعنى على ظاهره على النحو السابق
لكن حقيقة الأمر التي تتناسب مع عدل الله سبحانه وتعالى وكرمه خلاف ذلك
فالمقصود بالأعمى في هذه الآية الكريمة هو الذي لم يتبع دين الله تعالى، ويتحقق المجاز في هذا التفسير لأننا عدلنا عن القول الظاهر بأن الأعمى في هذه الآية الكريمة هو مكفوف البصر، والمعنى الثاني هو اتباع الهدى والدين الحق، فكما أن العين تمنع الإنسان من الوقوع في المهالك في الحياة الدنيا كذلك اتباع دين الله يمنع من وقوع الإنسان في مهالك الآخرة.
أما العلة التي تمنع من إرادة المعنى الظاهر فهي عدل الله سبحانه وتعالى الذي يحيل أن يوقع على إنسان ظلما لأنه ابتلاه بحبيبتيه في الدنيا.
ومن ذلك قوله تعالى: (وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ) (لأعراف:198) فليس المقصود بأنهم لا يسمعون بآذانهم فإن الصوت يصلهم لا محالة، وليس المقصود أنهم لايبصرون شكل النبي صلى الله عليه وسلم، فلا يبصر الشكل إلا الأعمى حقيقة. بل المقصود أنهم لا يبصرون حقيقة الرسالة التي يحملها والنور الذي يهدي به سرج قلوب المؤمنين
نسأل الله تعالى أن ينير قلوبنا بنور حبيبها محمد صلى الله عليه وسلم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 Sep 2009, 02:24 ص]ـ
ولم أنس سؤالك يا شيخ عدنان .. وقريب منه سؤال أحد إخواننا عن ضوابط تحديد عربية الكلمة، ولعلني أقصد لبعض ذلك بعد العيد بإذن الله ..
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[17 Sep 2009, 02:38 ص]ـ
وأرجو أن لا تنسى إجابتي على أسئلتي لكم وكل عام وأنتم بخير
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[18 Sep 2009, 05:23 م]ـ
وقوله: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}.
إذا لم يكن المقصود بالقرى أهلها فقط فما الحكمة من أخذ البنيان وهل يجوز للبنيان أن يوصف بالظلم
أم أن المقصود هم أهل القرى وليست الأبنية فيكون الأمر على نحو ما قال أهل اللغة
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 Sep 2009, 06:21 م]ـ
الموجود في المشاركة (60،55) تمت إجابته في الموضوع من قبل وشرحته مراراًَ ...
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[18 Sep 2009, 07:41 م]ـ
أخي أبو فهر السلفي سلام الله عليكم
أرجو التكرم عن إجابتي عن جميع الآيات القرآنية الكريمة التي أوردتها في مشاركاتي ولكم كل الشكر
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 Sep 2009, 08:11 م]ـ
أسئلتك قسمان:
الأول: ما يتعلق بمسألة المجاز ككل وأنا لا زلت أذكر مقالاتي فيه وفي الآيات تلك منجمة وستجد جواب كل في حينه،وبعضه كآية العمى جوابه سهل إذا تأملت مقالاتي وفقهت قولي.
الثاني: ما يتعلق بالآية موضوع المقال وجواب أسئلتك تقدم من قبل.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[18 Sep 2009, 09:35 م]ـ
أخي الحبيب لا مانع من أن تذكر خلاصة للموضوع فهل هناك مجاز أم لا
بالنسبة لما أشرتم في حديثكم السابق إن حاولت أن أطبّقه على الآيات الكريمة التي ذكرتها وجدت في ذلك الكثير من التكلّف لفهم النص القرآني، والأمر ليس بحاجة إلى مثل هذا التعقيد، إن أقررتم بوجود المجاز بأنواعه سَهُل فهم الآيات الكريمة. أما إن لم تقروا بوجود المجاز لا بد من التكلّف في تفسير الآيات الكريمة.
وأعلم أن الجواب على يسره تبنى عليه مسائل عظيمة تؤدي إلى أن يوقع بعض الناس غيرهم في التكفير. فأرجوا التكرم بالإجابة الصريحة من حضرتكم دون أن تحيلني إلى أن أطبق ما ذكرتموه في موضوعكم لأفهم منه مرادكم، أرجو أن تذكر المراد بوضوح ليتسنى لنا بعد ذلك النقاش في المسائل التي تتبع هذا الموضوع
جزاكم الله خيرا
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[18 Sep 2009, 10:16 م]ـ
أذكر أن عكرمة رضي الله عنه المفسر الجليل فسر قوله تعالى (يا أيها المزمل): يا أيها المتلبس بالنبوة.
وهذا بإجماع العقلاء مجاز. وهذا دليل قاطع على أن القرآن حوى بدائع المجاز، وأنه خاطب العرب بحسب استعمالاتهم التي لا ينفك المجاز عنها، وأن السلف الصالح ومنهم عكرمة رضي الله عنه فسروا القرآن بناء على أنه تضمن المجاز.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[19 Sep 2009, 01:07 ص]ـ
إخوتي الأحبه
إن من أعظم الأسباب التي تفرقت فيها مذاهب المسلمين واختلفت توجهاتهم وأخذ يكفر بعضهم بعضا هو هذا السبب اليسير الذي إن ظهر للناس على وجهه الصحيح قطع دابر الخلاف بين هذه المذاهب ألا وهو المجاز
وإن ظن البعض أن هذا أمر هين، فإن ما ينبني على هذا الموضوع جد خطير وهو ما يعلمه يقينا الأخ أبو فهر السلفي.
والذي أرجوه كل الرجاء من شخصه الكريم، إن أحب أن يديم النقاش معي في هذا الموضوع أن لا يقف عند حد أن المجاز موجود في بعض آيات الكتاب وغير موجود في غيرها، وإن أحببتم أن نطرح هذا الموضوع في باب مستقل متعلق صراحة بمجاز القرآن الكريم فهو الأفضل على أن لا نبتر النقاش في هذه الصفحات
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[19 Sep 2009, 01:11 ص]ـ
وهذا بإجماع العقلاء مجاز.
أشكرك أخي الكريم على هذه اللفتة الكريمة وأتمنى أن لا يفهم الأخرون أن هذا القول يتضمن إساءة لهم، وأعلم أن قصدكم من هذه العبارة الإشارة إلى أن هذا أمر ظاهر لا يخفى على أحد ممن يعلم أصول اللسان العربي
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[19 Sep 2009, 02:31 ص]ـ
يا مشايخ .. أنا لا أكتب ما أكتب ليأتي واحد فيقول: هذا بإجماع العقلاء مجاز ..
والحال: أنه لا مجاز ولا إجماع ..
وإنما الحال كما قلت من قبل: ظاهرة لا نختلف جميعاً في وجودها وهي استعمال العرب للفظ في عدد من المعاني وقد يكون منها الحسي ومنها المعنوي.
هذا قدر لا نزاع في وقوعه ..
فأتى نفر من المتكلمين فحملوا عن فلاسفة اليونان نظرية المجاز وأن الألفاظ وضعت أولاً للحسيات ثم تنقل للدلالة على غير هذا الوضع الأول من حسيات ومعنويات.
الآن: هذا التفسير الذي نقله المتكلمون وفسروا به هذه الظاهرة = نحن نقول إنه تفسير باطل فاسد.
وعرضنا في عشرين مقالة لوجوه فساد هذا التفسير وما زال أمامنا مثلها وأكثر ...
فليس من العلم: أن يأتي واحد من الناس فيتعامل مع هذا التفسير ويضعه في نفس موضع الظاهرة المتفق عليها من اليقين والثبوت؛لمجرد أنه لا يفقه تفسيراً غيرها ..
وليس من البحث العلمي: أن يأتي باحث عاوز يخلص الموضوع في كلمتين.
وليس من البحث العلمي: أن يأتي باحث يريد أن يقصرني على ما يشاء هو،ويسأل مباشرة: فيه مجاز ولا لأ.
من لم يصبر على محنة البحث وما نعرضه من وجوه للنظر فيها = فلا عليه أن يتركنا وشأننا ..
ونعم أيها المشايخ: هذه النظرية التي فسرتم بها تلك الظاهرة والتي أسميتموها الحقيقة والمجاز = نظرية فاسدة باطلة لا أصل لها ولا تصلح لتفسير لا القرآن ولا السنة فحسب= بل ولا تصلح لتفسير كلام أي متكلم بأي لسان.
كيف؟
ولماذا؟
وبما تجيب عن كذا؟
آسف ... لن أدخل في حوارات تناسب ما في نفس كل محاور يحسب أن سيُلقي علي ما لم يُلق من قبل ...
بل أعرض ما عندي من الحق في مقالاتي تلك وأجيب عن اعتراضات ومناقشات الإخوة إلى الحد الذي أرى أنه يكفي ثم أنتقل لباب آخر من أبواب البحث في المسألة ولا أفاوض أحداً في تلك المسألة مرة أخرى ..
هذا هو منهجي الذي اخترته لنفسي ديناً .. ولا على الناس إن رفضوه = أن يذروني وما معي جميعاً
إن أقررتم بوجود المجاز بأنواعه سَهُل فهم الآيات الكريمة. أما إن لم تقروا بوجود المجاز لا بد من التكلّف في تفسير الآيات الكريمة.
وما دمتَ -أخي الكريم- قد اعتقدت هذا وصورته في نفسك = فعلام تشغل نفسك وتشغلني بالمحاورة ..
لابد .. ولا مفر ... وإجماع العقلاء ...
كل ذلك بداية خاطئة ...
والذي أراه لي ولكم:
إما أن تذروني وشأني مادمت مخالفاً إجماع العقلاء ولابد .. متكلفاً ولابد ..
وإما أن تقرأوا ما أنشره منجماً وتحاولوا فقط: فقه كلامي.
أما المحاورة .. فأنا من أصبر الناس عليها =ى إن رأيتها تنفع وتُثري ... ولستُ أرى البداية هاهنا تدل على ذلك ..
..
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[19 Sep 2009, 06:05 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
نسأل الله تعالى أن يجعل محيانا ومماتنا خالصا لوجهه الكريم، وأن يلحقنا بسيدنا وحبيبنا محمد في الدارين وبعد:
أخي أبو فهر
(يُتْبَعُ)
(/)
الذي شدني إلى هذا الموضوع الذي تحاول أن تشير إلى أنه مجرد أفكار المخاطر الجمّة التي تترتب عليه، خصوصا في أبواب العقيدة، وما نشهده من تكفير للمسلمين في عقيدتهم إنما أصله هذا الباب، فإن خفي عليك فسأتحدث بالموضوع بإسهاب إن أحببت
ولم يكن قصدي إجبارك على وجهة محددة، وأعلم أن حقيقة البحث العلمي أن يتجرد الإنسان من الحكم المسبق على المسألة حتى يبحث تفاصيلها متجردا عن كل هوى للنفس، فما وجده من حق يجب عليه أن يتَّبعه، وليس البحث العلمي أن يحاول الإنسان البحث عن أدلة يسوقها لبيان وجهة نظره فحسب.
وهذا المنتدى ليس لي وحدي أطرح فيه الأفكار التي أريد، وأنا أعلم أن الكثير من طلبة العلم يراجعون هذا المنتدى ويدرجون ما فيه من أفكار في بحوثهم العلمية، لذلك من الواجب على كل من عنده علم أن يصحح من يقع في الزلل، ولا أدعي أن الحق معي دون غيري، بل أضع ما أعرفه بين يدي القرّاء وهم يحكمون.
كيف نقول بأن أهل اللغة أخذوا أسلوب المجاز عن الفلاسفة اليونان، فلغتنا التي أنزل الله سبحانه وتعالى كتابه بلسانها هي الأصل الأصيل في كل مباحثها يقول سبحانه في وصف كتابه (بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) (الشعراء:195)، وما الدليل على مثل هذا الادعاء الذي ذكرت.
ثم أن ندعي بأن جمهور أهل اللغة وأغلب المسلمين في شتى بقاع الدنيا هم على خطأ فهذا بحاجة إلى نظر، هذا إن كان الأمر في مسألة عامة لا تعويل عليها في الحكم على عقائد الناس.
أما هذه المسألة (المجاز) فيترتب عليها الكثير، ومن ذلك صفات الله سبحانه وتعالى وما يجب في حقه سبحانه وما لا يجوز
فالذي يعلم بأوجه اللغة الحقة ينزه الله تعالى عن مشابهة أي شيء أو مخلوق فقول الله سبحانه وتعالى (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) (الفتح:10)
يعلم يقينا أن المقصود في هذه الآية الكريمة هو توفيق الله تعالى وحفظه ورعايته.
أما الذي يدعي عدم وجود المجاز فلا يقول بذلك، ويوهم الناس بأنه على الحق إذ يقول أثبت ما يثبت الله لنفسه، وإنما هو في الحقيقة يتع ظاهرا من النص غير مراد
فما من مؤمن أو مسلم ينكر ما أثبت الله لنفسه، لكن المسألة هي ما الدليل في أن الله أثبت لنفسه جارحة كذا وكذا ....
لهذا أخي أبو فهر فإن هذه المسألة (المجاز) جد خطيرة، ومن ناحيتي لا أستطيع أن أمرّ عليها مرور الكرام، بل أجد من الواجب علي تجاه ربي وديني أن أحاول بيان الصواب وأرفع اللبس عن الآخرين. وإن أحببت أن لا ترد على تفسير الآيات الكريمة التي رجوت من حضرتك بيان معانيها سابقا، فسأعلم بأنك تقر المجاز، وإذا راقبت كلام أي عربي لا تجد المجاز ينفك عنه ... وللكلام بقية، وهذه ساحة كريمة تتسع لجميع الآراء، والله من وراء القصد هذا ما أحببت أن أضيفه على عجالة فاعذروني إن شابه شيء من الخطأ في الطباعة.
وما حولي وتوفيقي واعتصامي إلا بالله عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
د. حسن عبد الجليل العبادلة
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[19 Sep 2009, 06:27 ص]ـ
ما قولكم في بيت الشعر
حلت بأرض الزائرين فأصبحت ... عسرا على طلابك ابنة مخرم
الحجة في القراءات السبع ابن خالويه م - (1/ 121)
من هم الزائرون الذين حلّت هذه المرأة بأرضهم؟ هل هذا كلام عربي؟ أم في عروبته نظر؟ هل يحتمل اللفظ غير المجاز؟
فمسألة المجاز ليست جديدة في النقاش سبق أن ناقشها سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما مع نافع بن الأزرق الذي كان يحاول أن يطعن في كتاب الله وانظر مسائله في كتب علوم القرآن الكريم وكتاب جمهرة أشعار العرب
وهذه المسألة دفعت العديد من السلف الصالح وقرونهم خير من هذا القرن إلى تصنيف العديد من المؤلفات في هذا الباب.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[19 Sep 2009, 06:23 م]ـ
وإن أحببت أن لا ترد على تفسير الآيات الكريمة التي رجوت من حضرتك بيان معانيها سابقا، فسأعلم بأنك تقر المجاز
ممتاز!!
منطق علمي رائع!!
أخانا الكريم .. أما أنا فقد أبديتُ ما عندي .. وكما قلتُ: أنت الذي لا تريد أن تقرأ وإلا فالتدليل على أصالة المجاز عند اليونان له مقال كامل مفرد .. وقد سبق نشره ..
وليس عندي مزيد على أن تقرأ أنت مقالاتي السابقة واللاحقة = أما الحوار بيننا فلستُ أركن إليه ... ضناً بالوقت لا عجزاً عن الحجة .. وتخيراً لموضع الفائدة لا ازوراراً عن المباحثة ...
ولتكن أنتَ أصل يقيس عليه غيرك ...
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[19 Sep 2009, 07:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكرك أخي الحبيب على المتابعة الدقيقة وأرجو أن يتسع صدرك لمقالتي فلست أقصد مس شخصكم الكريم بأي سوء، وكل الأعوام نحن وأنتم بحفظ الله ورعايته.
وأشكرك على ردّك اللطيف، وكنت أحب أن تكون الإجابة من جنابكم الكريم مباشرة دون إحالة، لكن الأمر في الإجابة يعود إليكم، ولا تثريب عليكم في ذلك، فجزاكم الله خيرا وأنار بصائرنا وبصائركم لفهم كتابه الكريم، والذود عن حياض هذا الدين
أخوكم د. حسن عبد الجليل العبادلة - الأردن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[20 Sep 2009, 12:49 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم، هذا ما وجدت من مواضيع أبي فهر - وفقه الله - حول المجاز، وكنت قد جمعتها لعمل مدونة خاصة به بعد عرضها عليه إن أذن، وستكون جامعة لما يربو على مائة مقال، هي كل ما وضع على ملتقيات أهل الحديث والتفسير والألوكة وشبكة أنا المسلم والفصيح، مرتبةً مؤرخة، يمكن فتح النقاش فيها.
مسائل في المجاز:
... 1 - بل شيخ الإسلام أخطأ على أبي عبيدة.
......... [25 – 12 – 2007]. [ملتقى أهل الحديث ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=120727) - شبكة التفسير ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=10490) - مجالس الألوكة ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=10385) - شبكة الفصيح]
... 2 - حول الطريقة التي سلكها الشيخ الشنقيطي - رحمه الله -.
......... [27 – 12 – 2007]. [ملتقى أهل الحديث ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=120998) - شبكة التفسير ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=10489) - مجالس الألوكة ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=10446) - شبكة الفصيح]
... 3 - والعرب تعرف (اللسان) ولا تعرف (اللغة) في موضع الكلام.
......... [30 – 12 – 2007]. [ملتقى أهل الحديث ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=121335) - شبكة التفسير ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=84429) - مجالس الألوكة ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=10554) - شبكة الفصيح ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=48255) ]
...4 - الردُّ على قولهم (إنَّ اللغة بدأت بالوضع والاصطلاح).
......... [09 – 01 – 2008]. [ملتقى أهل الحديث ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=122542) - شبكة التفسير - مجالس الألوكة ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=10924) - شبكة الفصيح ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=48249) ]
...5 - نحاة في اعتزالهم، معتزلة في نحوهم .. فهلا أفاق المغترون؟! [المجاز .. بدعة اليونان، فحمار المعتزلة]
......... [10 – 01 – 2008]. [ملتقى أهل الحديث ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=122599) - شبكة التفسير - مجالس الألوكة ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=10949) - شبكة الفصيح ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=48252) ]
...6 - اختلاف الألسنة.
......... [10 – 01 – 2008]. [ملتقى أهل الحديث ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=122621) - شبكة التفسير1 ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=10624) - شبكة التفسير 2 ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=86222) - مجالس الألوكة1 ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=37829) - مجالس الألوكة2 ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=10957) - شبكة الفصيح ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=48253) ]
...7 - من أين أتت فكرة المجاز وممن نقلها المتكلمون.
......... [13 – 01 – 2008]. [ملتقى أهل الحديث ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=122979) - شبكة التفسير - مجالس الألوكة ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=11069) - شبكة الفصيح ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=48250) ]
...8 - أبو زيد القرشي!! [الردُّ على قول الدكتور عبد العزيز المطعني (إن أبا زيد القرشي سبق أبا عبيدة التيمي إلى ذكر المجاز)].
......... [22 – 02 – 2008] [ملتقى أهل الحديث ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=127693) - شبكة التفسير - مجالس الألوكة ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=12641) - شبكة الفصيح ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=48248) ]
...9 - مسابقة ندعو إليها مثبتة المجاز.
......... [22 – 02 – 2008]. [ملتقى أهل الحديث ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=127697) - شبكة التفسير - مجالس الألوكة ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=12644) - شبكة الفصيح ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=48251) ]
(يُتْبَعُ)
(/)
.. 10 - لا تقل (الأمر للوجوب مالم يصرفه صارف)؛ صيغة افعل ليست خاصة بالأمر، وهي لا تدل على وجوب ولا غيره إلا ببينة.
......... [01 – 03 – 2008]. [ملتقى أهل الحديث ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=128617) - شبكة التفسير - مجالس الألوكة ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=12973) - شبكة الفصيح]
... 11 - أنموذج لسطحية نفر من الباحثين في معالجة قضية المجاز.
......... [12 – 03 – 2008]. [ملتقى أهل الحديث ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=129865) - شبكة التفسير - مجالس الألوكة ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=13420) - شبكة الفصيح ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=48243) ]
...12 - كلامهم في الألفاظ المشتركة هو بعض كلامهم في الحقيقة والمجاز.
......... [13 – 03 – 2008]. [ملتقى أهل الحديث ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=129985) - شبكة التفسير - مجالس الألوكة ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=13455) - شبكة الفصيح]
... 13 - لسان كل قوم هو لسانهم، ولا يحمل لسان على لسان، ولا يفسر لسان بلسان.
......... [17 – 03 – 2008]. [ملتقى أهل الحديث ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=130392) - شبكة التفسير - مجالس الألوكة ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=13610) - شبكة الفصيح]
... 14 - نقض استشهادهم بقول الله تعالى (واشتعل الرأس شيباً).
......... [19 – 03 – 2008]. [ملتقى أهل الحديث ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=130708) - شبكة التفسير ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=12025) - مجالس الألوكة ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=13697) - شبكة الفصيح ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=48228) ]
مواضيع أخرى حول المجاز:
... - نص نقل عن شيخ الإسلام في المجاز أحتاج رأيكم في صحة نسبته ودلالته.
......... [26 – 02 – 2006]. [ملتقى أهل الحديث ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=73563) - شبكة التفسير - مجالس الألوكة - شبكة الفصيح]
... - الأسد.
......... [21 – 08 – 2008]. [ملتقى أهل الحديث ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=146338) - شبكة التفسير - مجالس الألوكة ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=19279) - شبكة الفصيح ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=48227) ]
...- نقد محاضرة الشيخ الدكتور عبد المحسن العسكر حول المجاز.
......... [15 – 12 – 2008]. [ملتقى أهل الحديث - شبكة التفسير ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=14094) - مجالس الألوكة ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=23970) - شبكة الفصيح ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=47965) ]
...- واسأل القرية.
......... [26 – 07 – 2009]. [ملتقى أهل الحديث ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=181063) - شبكة التفسير ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=83826) - مجالس الألوكة ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=38117) - شبكة الفصيح]
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 Sep 2009, 04:30 ص]ـ
الله المستعان!
أي جهد هذا وأي متابعة؟؟!!
أخي الكريم حسين:
أنا لا أعرفك .. ولا أظنه حدا بك إلى ما صنعتَ = إلا محض المحبة وخالص الفائدة العلمية .. ولستُ أعلم ما يُمكنني مكافأتك به فجزاك الله خير الجزاء وأوفاه ..
ـ[ياسر عبد المؤمن معوض]ــــــــ[20 Sep 2009, 04:48 ص]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد:
ألا ما أروع العلم يعانقه الأدب! لقد أريتمانا عميق علم، و دأب بحث، فحيهلا مانرى منكما من جميل خلق، و بديع أدب، جزاكما الله خيرا، و بارك فيكما، و نفع بكما العلم و البحث و الخلق و الأدب جميعا.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 Sep 2009, 04:52 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكرك أخي الحبيب على المتابعة الدقيقة وأرجو أن يتسع صدرك لمقالتي فلست أقصد مس شخصكم الكريم بأي سوء، وكل الأعوام نحن وأنتم بحفظ الله ورعايته.
وأشكرك على ردّك اللطيف، وكنت أحب أن تكون الإجابة من جنابكم الكريم مباشرة دون إحالة، لكن الأمر في الإجابة يعود إليكم، ولا تثريب عليكم في ذلك، فجزاكم الله خيرا وأنار بصائرنا وبصائركم لفهم كتابه الكريم، والذود عن حياض هذا الدين
أخوكم د. حسن عبد الجليل العبادلة - الأردن
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً وهداناً الله وإياكم للحق الفصيح ...(/)
ملحوظات الأسير على بعض مقالات السعدي في التفسير للشيخ أبي محمد المقدسي
ـ[محمد براء]ــــــــ[27 Jul 2009, 01:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا كتاب ملحوظات الأسير على بعض مقالات السعدي في التفسير للشيخ أبي محمد المقدسي وهو كتاب صغير، حملته من موقعه، ولم أقرأه كله، وأرجو من المشايخ الأفاضل النظر فيه هذه الملاحظات وتقويمها.
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[27 Jul 2009, 07:27 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبو الحسنات
وسُمي بالأسير لأنه قد ألف الكتاب وهو في زنزاته كما ذكر ذلك في آخر كتابه ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Jul 2009, 01:17 م]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا الحسنات.
قرأتُ هذه الملحوظات القيمة التي كتبها أبو محمد المقدسي جزاه الله خيراً ونفع به، وفيها فوائد جديرة بالقراءة والإفادة منها، وهي ملحوظات نبَّه إليه عدد من الفضلاء في تفسير الشيخ رحمه الله وجزاه خيراً، وقد نبه إليها أبو محمد بأدبٍ وعلمٍ وإنصافٍ يُشكر عليه.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 Aug 2009, 12:16 ص]ـ
قرأته لمنتصفه،والحق في الملاحظات (8،9،10) مع الشيخ السعدي رحمه الله
ـ[أبو المهند]ــــــــ[10 Aug 2009, 03:18 ص]ـ
مما قاله الأسير المقدسي
بالله يا ناظرا فيه ومطلعا
اسأل لكاتبه عفوا ورضوانا
لا تبخلن وقل الله يرحمه
فردوسَ يسكنه يرضيه رضوانا
قل ربي ثبته واجعل له نورا
بالله يا سامعا تتبعه آمينا
قلت: اللهم آمين آمين آمين
وشكر الله تعالى لأبي الحسنات على ما تفضل به.
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[10 Aug 2009, 11:09 ص]ـ
للأسف أنه دس فيها سمه من تكفيره للحكومات الإسلامية
منه قوله فيها ص 16 (ولا أدري أي حكومة مسلمة تلك التي كانت في زمانه؟!)
وأكثر ما تعقب فيه الشيخ .. للشيخ فيه وجه قوي .. وكذلك لا أدري ما وجه التلازم بين مقارنته أكثر من مرة بين أخطاء الشيخ ابن سعدي في التفسير واخطاء سيد قطب في النفسير ... فالأول: عالم رباني بالاتفاق وغلطه يسير وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث ... والثاني: بالاتفاق أنه ليس من أهل العلم ولا وجود فيه لشروط المفسر التي وضعها أهل التفسير ...
ـ[أبو العالية]ــــــــ[10 Aug 2009, 01:28 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
يا أيها الرجل! ما لنا ولك في كلامك هذا.
وقد جانب الأدب مرتين؛ وتنقصت من الشيخين؛ فاتق الله
فإما أن تقول خيراً فتغنم، او اسكت لتسلم.
فإنَّ لحوم العلماء مسمومة، وسنة الله في منتقصهم معلومة.
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[10 Aug 2009, 02:34 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
يا أيها الرجل! ما لنا ولك في كلامك هذا.
وقد جانب الأدب مرتين؛ وتنقصت من الشيخين؛ فاتق الله
فإما أن تقول خيراً فتغنم، او اسكت لتسلم.
فإنَّ لحوم العلماء مسمومة، وسنة الله في منتقصهم معلومة.
يقول أبو محمد المقدسي في مقاله " زلة حمار العلم في الطين " عن هئية كبار العلماء بالسعودية وهو يتعقبهم في أحد البيانات التي ردت على أهل التفجير والتدمير والتكفير
يقول عنهم (ولكنكم يا للأسف لم تزدادوا إلا عماية وطغياناً وانحرافاً عن الحق وانسلاخاً عن التوحيد، وانحيازاً إلى الطواغيت وإلى الشرك والتنديد.)
فهذا كلامه عن تلاميذ و زملاء وأصحاب العلامة ابن سعدي
وأنا لم اتكلم عن شخصه حتى تثور هذه الثورة وتجلعه من العلماء. إنما انتقدت نفثه لسم تكفير الحكومات الإسلامية .. في هذا المقال فليتك عقبت على هذه النقطة
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[10 Aug 2009, 04:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
إخوتي الأفاضل عندي ملاحظات موجزة أوجهها لبعض الإخوة وهي كما يلي:
1 - يجب أن لا يفر بعض الناس مما يظنه غلوا وتنطعا فيقع في الغلو الحقيقي والتنطع الأصيل دون شعور منه.
2 - الحرب الإعلامية على العلماء لا تنقص من قدرهم، ولا تغطي آثارهم وعلومهم وقد أثبت التاريخ ذلك، فقد حاول الحكام على مر التاريخ تشويه العلماء الربانيين، وسخروا لذلك كل طاقاتهم المادية والمعنوية، ولكن ماذا كانت النتيجة؟ لقد زاد ذلك من تخليد علومهم وحفظ قدرهم ..
فهذا الإمام مالك تعرض لما تعرض له، وذاك ابن حنبل أصابه ما أصابه على أيدي الحكام، ومن بعده ابن حزم وما تعرض له من المحن حتى حرقت كتبه، ثم ابن تيمية وما تعرض له من السجن ومحاولة تشويه علومه بأنه يدعو إلى التكفير، وإلى زعزعة الأمن، وأنه يسب العلماء ..
والتاريخ يعيد نفسه هذه الأيام؛ فهناك جملة من العلماء الربانيين - نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحدا - يحاول بعض الحكام تشويه علومهم وطمس آثارهم عن طريق وسائل الإعلام؛ بل وعن طريق السجن والتعذيب حين لا تنفع بقية الأسلحة.
والله ما قلت ذلك إلا رغبة فيما عند الله تعالى أولا ثم لما فيه الخير لهذه الأمة.
3 - مسألة تقديس العلماء - على فرض أنهم علماء حقا - خارجة عن منهج السلف الصالح، ولا ي، قرها العقل ولا الشرع، والعلماء في المجامع الفقهية، وفي هيئة كبار العلماء في السعودية أو في مصر أو غيرها، لا شك أن منهم علماء أجلاء، ومنهم متوسطون في العلم، ومنهم من لا يعرف من العلم إلا ما يعرفه صغار طلبة العلم، ويعرف ذلك من يتابع برامجهم، ويقرأ في كتبهم ..
4 - تعيينات الحكومات في المناصب العالية لا تعطي العلم كما قال الراجز الشنقيطي:
العلم لا يأتي من الهندام ولا من القبة والحزام
ولا من الدعوى ولا من جبة ولا عمامة كمثل القبة
ولا من الألقاب والرواتب وأن ذا ضرب من المكاسب
لكنه بالدرس والتحصيل ينقاد طوعا للفتى النبيل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[10 Aug 2009, 05:25 م]ـ
الشيخ ابن سعدي في التفسير واخطاء سيد قطب في النفسير ... فالأول ابن سعدي: عالم رباني بالاتفاق وغلطه يسير وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث ...
والثاني سيد قطب: بالاتفاق أنه ليس من أهل العلم ولا وجود فيه لشروط المفسر التي وضعها أهل التفسير ...
لمن هذا الاتفاق يا هذا؟
أليس من العار أن تتكلم بمثل قولك هذا عن رجل قد أفضى إلى ما قدم وترك لنا تفسيرا يحمل صنوف الخير والهداية؟!!!
لست أدري من أنت وفي أي مدرسة تعلمت هذه الجفوة وذاك الإسفاف؟؟
أقل ما أقوله لمن على شاكلتك من جفاة هذا العصرر و " عَقَقَته " هو أن سيد قطب قدم رقبته من أجل الإسلام فمن أنت؟
وما الذي قدمته لتضع هامتك في ظل هامته أو قامتك حذو قامته؟
بل ترخصت لتزيد في القول لتحكم على صاحب الظلال بمثل هذا الحكم الـ ... ؟
يا صاحب الكنية تب إلى ربك واستغفر لذنبك إنك أنت من الخاطئين.
أنا لا أعرف الأسير صاحب البحث وليس الأستاذ سيد قطب من أقربائي نسبا، وعين ما أكنه للأستاذ الشهيد ـ إن شاء الله ـ أكنه وزيادة للشيخ ابن سعدي وغيره من علماء الإسلام، ولكن الذي لن أكنه لك أخي الكريم ولا للمدرسة التهكمية الهوائية التي تنتمي إليها هو الاحترام.
فالمرء يسمو بقوله أو يسفل.
وعندما تقول إن فلانا عالم رباني بالاتفاق وغلطه يسير وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث ...
والثاني سيد قطب: بالاتفاق أنه ليس من أهل العلم ولا وجود فيه لشروط المفسر التي وضعها أهل التفسير.
أقول لك هات ما عندك من أسماء أهل هذا الإجماع الذي لا يمكن أن يكون، لأنه إجماع ضُلال ولا تجتمع أمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على ضلالة.
سيد قطب ليس من أهل العلم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أهلا وسهلا بك في أهل العلم يا من نصبت من نفسك حكما على سيد قطب ولا أريد أن أقول مرحبا بك في أهل الجهل المطبق.
والأمة بشر حال ما دمت يا عزيزي أنت ومن على شاكلتك فيها.
تنبيه: لي أن أثبت هنا أنه من غير الحكمة عقد "الأسير المقدسي " مقارنة بين أخطاء سيد قطب والشيخ السعدي فهذا لَفَتَ نظري، ولم لا يوجه الأسير نقده لمن شاء دون أن يواجه العلماء ببعضهم وهم في برازخهم ليغرى بذلك من لا يحسن النقد؟؟؟
فهذا الملمح منقوض منتقد في كلام الأسير المقدسي.
والله الموفق
ـ[سؤال]ــــــــ[10 Aug 2009, 06:12 م]ـ
تنبيه: لي أن أثبت هنا أنه من غير الحكمة عقد "الأسير المقدسي " مقارنة بين أخطاء سيد قطب والشيخ السعدي فهذا لَفَتَ نظري، ولم لا يوجه الأسير نقده لمن شاء دون أن يواجه العلماء ببعضهم وهم في برازخهم ليغرى بذلك من لا يحسن النقد؟؟؟
فهذا الملمح منقوض منتقد في كلام الأسير المقدسي.
والله الموفق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا أيها الشيخ الفاضل الدكتور خضر
قال تعالى: ({رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ} البقرة129
{وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ} آل عمران48
{يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ} البقرة269
{ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} النحل125
{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} الجمعة2
من لم يتعلم الكتاب والحكمة ويعمل بهما فهو في ضلال مبين
ـ[سؤال]ــــــــ[10 Aug 2009, 06:20 م]ـ
رحم الله علماءنا وأسكنهم الفردوس والأعلى وفك الله أسرالأخ أبو محمد المقدسي وزاده علما وفقها وحكمة ورشادا
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 Aug 2009, 08:32 م]ـ
سيد قطب ليس من علماء الشريعة بل هو مقلد أديب صحافي مفكر وهو في فنه (النقد الأدبي) عالم مبرز أما في علوم الشريعة فهو دائر بين الجهل والتقليد والاجتهاد الجزئي غير المعتمد على أدوات،وليس هذا إجماع ولكني أزعم أن من خالفه غير محقق، والخطابة المجردة لا تقرر حقاً ولا ترفع باطلاً .. وكونه -رحمه الله-أفضى إلى ربه، أو قدم رأسه،أو نحو ذلك من الفقر الخطابية = لا مدخل له هاهنا .. وأخونا أبو عبد الرحمن أخطأ في حكايته الإجماع ولكن خطأه يرد بالحلم والعلم لا بقعقعات الخطابة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[11 Aug 2009, 03:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته:
أظن أنه من الإجحاف وصف السيد قطب رحمه الله تعالى بأنه من فئة النقد الأدبي دون النظر في علاقته بالعلم الشرعي ..
1 - السيد قطب حاول أن يضع "تفسيرا" للقرآن الكريم، وقد احتوى على كثير من الفوائد التي تدل على صدق نية صاحبة.
2 - لا شك أن له أخطاء في قراءته التفسيرية تلك وتلك الأخطاء لا تتخلف عن أي عمل بشري، فللسعدي رحمه الله تعالى أخطاء ولابن كثير كذلك، أما المفسرون الأقدمون رحمهم الله تعالى ففي تفاسيرهم من الإسرائيليات وغيرها ما هو معروف.
3 - هذا من الناحية العلمية أما من الناحية العملية فسيد قطب رحمه الله تعالى كان مجاهدا تكالبت عليه أعداء الإسلام وتعرض لمحن لا تكاد توصف ليس أقلها استشهاده رحمه الله تعالى وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، وهذه الخاصية يقل وجودها في كثير من أبناء هذه الأمة ..
وهي ذروة سنام الإسلام فكان ينبغي لمن بين تلك الأخطاء - وهي في محلها ولا شك - أن يوضح ويشهر تربعه على ذروة سنام الإسلام.
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Aug 2009, 07:40 م]ـ
ملحوظات الأخ أبي محمد المقدسي فيها صواب، وفيها وجهات نظر قد يختلف معه فيها، وموازنته بين تفسير السعدي وسيد قطب رحمهم الله كانت عارضة لا أصلية، نلتمس له العذر في ذكرها.
وينبغي دوماً أن نتقبل الحق، ونتجاوز عن بنيات الطريق التي تحرف النقاش العلمي عن مساره، وإلا فسيذهب وقتٌ طويل في نقاشات عقيمة لا قيمة علميَّة لها.
نسأل الله أن يوفقنا دوماً لقبول الحق ولو كان مُرَّاً، وأن يوفقنا للرفق وحُسْنِ الخُلُق في شأننا كله.(/)
التفسير العقدي لسورة عبس (المقطع الأول)
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[27 Jul 2009, 06:44 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
التفسير العقدي لجزء عم
سورة عبس
المقطع الأول
عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)
سورة (عبس) سورة مكية , تتضمن مقاصد عظيمة منها:
المقصد الأول: بيان القيم الحقيقية.
المقصد الثاني: إثبات البعث وأهوال القيامة.
المقصد الثالث: تقرير توحيد الربوبية.
نزلت هذه السورة في حادثة جرت للنبي صلى الله عليه وسلم في مكة، فقد كان يعرض الإسلام على عظماء قريش، وصناديدهم، من أمثال عتبة بن ربيعة , وشيبة بن الربيعة , وأبي جهل , وأمثالهم؛ رجاء إسلامهم، وطمعاً في استمالتهم، وإعزاز هذا الدين. وفي هذه الأثناء، أقبل عليه رجل أعمى، وهو عبد الله بن عمرو بن أم مكتوم، رضي الله عنه، جاءه مسترشداً, ففي حديث عائشة، رضي الله عنها، أنه كان يقول: أرشدني , فيعرض النبي صلى الله عليه وسلم عنه, فيقول: هل قلت شيئاً فيه بأس , فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا. وكلح بوجهه، وقطب، وكره سؤاله، فأنزل الله هذه الآيات، التي لا يوجد لها نظير في القرآن العظيم، في العتب على النبي صلى الله عليه وسلم، وبَّين له القيم الحقيقية التي ينبغي أن ينبني عليها تقويم الإنسان للذوات، مهما كانت المصالح الموهومة.
(عَبَسَ وَتَوَلَّى): "عبس " أي كلح بوجهه، وقطب بجبينه, وهذا التعبير كناية عن الكراهة، والامتعاض من قدوم هذا السائل الأعمى، في هذا الحال.
ومعنى " تولى " أي أعرض، وصد عنه. فقد وقع منه صلى الله عليه وسلم حيال هذا الأعمى أمر باطني، وأمر ظاهري, فالأمر الباطني: دل عليه قوله " عبس " لأن هذا العبوس ينبئ عما قام في نفسه من الكراهة، وأما الأمر الظاهري: فهو الإعراض عن ذلك السائل.
(أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى): يعني أن الحامل له على ذلك، هو مجيء الأعمى. وقد وصفه الله تعالى بهذا الوصف " الأعمى " من باب حكاية الحال, وفي هذا دليل على أنه لا بأس بوصف الإنسان بما فيه على سبيل التعريف، لا على سبيل التعيير, ولم يزل العلماء يحتملون الألقاب المعرِّفة بأصحابها، كما نجد ذلك كثيراً عند المحدثين، كقولهم: الأعمش, والأعرج, والطويل، وغير ذلك, وذلك مما استثنى من الغيبة.
كما أن في وصفه بهذا الوصف " الأعمى ": فيه نوع إعذار له، بأنه ما دخل على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو مشغول بهذا الحال، إلا بسبب كونه أعمى, وربما لو كان بصيراً، ورأى اشتغال النبي صلى الله عليه وسلم، بمن بين يديه، لتريث إلى أن يفرغ.
ونلحظ نوع تلطف من الله عز وجل بنبيه صلى الله عليه وسلم في العتاب، بأن ساق هذه الحادثة على سبيل الخبر، بالفعل الماضي فقال: (عبس وتولى) , ولم يقل: " عبست وتوليت ". وهذا يدل على أنه ينبغي لمن أراد المعاتبة، أو النصيحة، أن يتلطف ولا يعنف, فإن التعنيف قد يكون مدعاة لرد الموعظة، والنصيحة, فليتعلم الدعاة من ربهم كيف يعاتبون، وكيف ينبهون على الأخطاء.
(وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى): أي ما يعلمك أنه قد يتزكى بسؤاله هذا , ومعنى (يزكى) التزكية هي التطهر من الآثام، والذنوب، والكفر، والفسوق، وغير ذلك, وأصله يتزكى. فلعله بسؤاله هذا، وقوله: أرشدني، علمني مما علمك الله، أن يتطهر. وذهب ابن زيد، رحمه الله، إلى أن معنى يزكى: يسلم! وأن ابن أم مكتوم حين أتى النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن مسلماً، فقصد بالتزكية في الآية، الإسلام. إلا إن سياق الآيات التالية يدل على أنه، رضي الله عنه، كان مسلماً إذ ذاك.
(أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى): ومعنى الآية، مع التي قبلها، أنه لم يخله من حالين إحداهما " أن يزكى " والأخرى " أن يتذكر " وفي ذلك توجيهان:
(يُتْبَعُ)
(/)
التوجيه الأول: أن ذلك من باب التحلية بعد التخلية , أي أن تكون التزكية دالة على التطهر، والتخلص من الآفات، والذنوب، والعيوب, ثم تكون الذكرى من باب التكميل؛ بفعل الطاعات، والبر، ونحو ذلك. فيكون المقصود الترقي.
التوجيه الثاني: أن التزكية يراد بها الأكمل، الأتم، بأن يتحقق له زكاة النفس؛ إما بالإسلام إن لم يكن قد أسلم, وإما بالتوبة النصوح، إن كان قد ألمَّ بخطأ. فإن لم يتحقق ذلك كله، فلعله أن يتحقق بعضه، وهو أن يحصل تذكر, فيكون هذا انتقال من الأعلى إلى الأدنى. فيكون المقصود التنويع.
ولا يخفى أن الذكرى تنفع المؤمنين، كما قال الله عز وجل: (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) , وذلك أن القلب يتراكم عليه من الغفلات، والشهوات، ما يحجبه عن نور الإلهية، فإذا ذكِّر استنار, ولهذا جاء في الحديث:} إن القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد , فقيل: وما جلائها يا رسول الله؟ قال ذكر الله {. فتوالي الغفلات، والشهوات يلقي على القلب الران أو الغان, والران أشد من الغان، قال تعالى: (كلا بل ران على قلوبهم ما كان يكسبون) فالكسب الحرام والمعاصي غلف القلب فلا تنفذ إليه المواعظ. والغان دون ذلك، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:} إنه ليغان على قلبي حتى أذكر الله {فإذا ذكر الله عز وجل انقشع, فالذكرى نافعة على كل حال؛ إن لم تنفع نفعاً كلياً، نفعت نفعاً جزئياً.
(أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى): هذا بداية تقسيم, إما أن يكون المراد باستغنائه أنه استغنى عنك، وزهد فيك، وبدعوتك، وأظهر الإعراض عنك, وإما أن يكون استغنى أي بماله ودنياه، لكونه من أهل الثراء، والجاه. والواقع أنه لا مانع من اجتماع الأمرين، بل الغالب أنهما متلازمان؛ فإن أهل الثراء، والترف، والغنى، غالباً ما يزدرون غيرهم لما يقع في قلوبهم من الاستغناء، والشعور بالترفع عن الآخرين. ولعل هذا هو الواقع , فإن الذين تعرض لهم النبي صلى الله عليه وسلم، كانوا من صناديد قريش، وعظمائها وأغنياءها.
(فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى): أي تتعرض، وتبذل له نفسك, ونبينا صلى الله عليه وسلم، إنما فعل ذلك، بأبي هو وأمي، رغبة في إسلامهم، لا يريد منهم نوالاً، ولا عرضاً من الدنيا, ولكن حرصاً على إسلامهم؛ ليسلم بإسلامهم من خلفهم. وكان النبي صلى الله عليه وسلم، يعاني من ذلك حتى إن الله قال له: (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آَثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا) يعني لعلك مهلك نفسك حزناً، على آثارهم، واتباعهم، إن لم يؤمنوا بهذا الحديث.
(وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى): " ما " إما أن تكون استفهامية، يعني أي شيء يلحقك، ويصيبك، إن لم يتزك هذا الذي استغنى. وإما أن تكون نافية، يعني (وما عليك ألا يزكى) أي ليس عليك ضير، ولا لوم، ولا عتب، ألا يسلم؛ لأن مهمتك البلاغ. وعلى كلا التقديرين، فإن الأمر يدل على أن مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم، هي البلاغ كما قال تعالى: (إن عليك إلا البلاغ). فيجب على الرسول أن يبلغ رسالات ربه، فإن استجيب له فذاك, وإن لم يُستجب له، فلا لوم عليه ولا عتب. قال تعالى: (إنك لا تهدي من أحببت) , وقال: (وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين) وفي هذا، أيضاً، درس للدعاة إلى الله، والواعظين، أن يجعلوا همهم، وجهدهم، في بيان الحق، وإيضاحه، وألا يهتموا كثيراً بالنتائج, فإن النتائج إلى الله تعالى.
(وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى): بذاته وبدافعيته، فهو جاء بنفسه بينما الآخر تقصده وتتصدى له. وتأمل قوله " يسعى "، ولم يقل: " يمشي "، بل جاء مسرعاً، كالذي وصف الله في سورة يس: (وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى) هكذا يصنع الإيمان بصاحبه. إذا اشتعلت جذوة الإيمان في القلب، انطلقت الجوارح، وزال عنها الكسل، والوهن، وصار الإنسان يخب، ويسعى، ويستحث الخطى.
(وَهُوَ يَخْشَى): قام في قلبه من خشية الله ما حمله على قصد نبيه صلى الله عليه وسلم والسؤال عن أمر دينه. والخشية منَّة من الله، عز وجل، فإذا ألهم الله عبده الخشية، ألهمه الخير. والخشية ثمرة العلم, قال الله عز وجل: (إنما يخشى الله من عباده العلماء) , فمن كان بالله أعرف، كان لله أخوف. وفي الآية دليل على أن ابن أم مكتوم، رضي الله عنه، كان إذَّاك مسلماً.
(يُتْبَعُ)
(/)
(فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى): تتلهى وتتشاغل.
فالمعنى الإجمالي لهذه الآيات: أن الله سبحانه وتعالى عاتب نبيه صلى الله عليه وسلم في أمر اجتهد فيه، فأخطأ؛ حينما كان مشتغلاً بدعوة صناديد قريش، رغبة في دخولهم الإسلام، حيث أعرض عمن جاءه مسترشداً، مستهدياً، مقبلاً غير مدبر، راغباً غير معرض, فكلح وجهه، وقطب جبينه, هذا والرجل لا يراه، ولم يفه بكلمة واحدة , ومع ذلك عاتبه ربه هذا العتاب البليغ المؤثر. وهذا دليل على أننا يجب أن ننظر بنور الله عز وجل، وأن نقوِّم الناس، والأشخاص، بحسب منزلتهم في ميزان الله لا في ميزان البشر؛ فنعظم، ونكرم، من يستحق التعظيم والتكريم. فالمؤمن أحق بالكرامة، والإجلال، وإن كان فقيراً ضعيفاً، صعلوكاً, مملوكاً. والكافر، لا كرامة له , وإن كان غنياً، شريفاً, كما قال الله عز وجل: (ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم) , وقال: (إن أكرمكم عند الله اتقاكم).
هذه القيمة الأساسية مما أرساه هذا الدين، وكان به إعلاءً لقيمة الإنسان , فالإنسان ليس قدره بماله، وجاهه، وشرفه، ونسبه, وإنما قدره بما يختزن في قلبه من إيمان, وتقوى. وقد فقه نبينا صلى الله عليه وسلم، هذا الدرس البليغ، فاستخلف ابن أم مكتوم على المدينة مرتين في سفراته, ويروى أنه كان إذا لقيه قال: (أهلاً بمن عاتبني فيه ربي). ولما جاء بعض أشراف العرب؛ الأقرع ابن حابس التميمي, وعيينة بن حصن الفزاري, وغيرهما، ورأوا في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم، عمار بن ياسر, وبلال بن رباح، وصهيب الرومي، رضي الله عنهم, أنفوا، واستنكفوا أن تراهم العرب في مجلس يضم هؤلاء الموالي، وقالوا: يا محمد اجعل لنا مجلساً. فلم يجبهم النبي صلى الله عليه وسلم, لكن دار بخلده ذلك، فأنزل الله تعالى قوله: (وإذا جاءك الذين يؤمنون بآيتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة) , فحياهم، ورحب بهم, وأبى أن يمتثل لطلب هؤلاء الذين لم يقع الإيمان في قلوبهم بعد.
وهكذا أدب النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه، فلما قال أحدهم لبلال، رضي الله عنه: يا ابن السوداء قال:} إنك امرؤ فيك جاهلية {، فما كان من هذا العربي القح، إلا أن وضع خده في التراب، وقال لبلال: طأ بقدمك على خدي، يريد أن يستخرج هذا الدخن، هذه البقية الجاهلية من نفسه، حتى يرى الأمور بنور الله، وحتى يزن الأشياء بميزان الله. قال عمر رضي الله عنه: " أبو بكر سيدنا، وأعتق سيدنا" يعني بلالاً، رضي الله عنهم، أجمعين.
الفوائد المستنبطة:
الأولى: تلطف الله بنبيه صلى الله عليه وسلم، في المعاتبة.
الثانية: تلطف الله بالأعمى، بما يعذره في فعله.
الثالثة: الحرص على التزكية، والتطهر، من الشرك، والمعصية.
الرابعة: فضل التذكر (أو يذكر فتنفعه الذكرى).
الخامسة: ضبط المصالح والمفاسد بالضوابط الشرعية, وتقدير المصلحة والمفسدة بالمعايير الدينية. ويتفرع عن ذلك أن من الناس من يتوسع بما يسمى (مصلحة الدعوة) فربما يتقحم بعض المحظورات باسم مصلحة الدعوة. وهذا ليس إليه , فإن الدعوة ليست ملكاً لأحد، لأن الدعوة لله عز وجل، فلابد أن يدعو العبد إلى ربه، وفق مراده، ووفق شرعه، وألا يقدم، ولا يؤخر، ولا يصطفي، ولا ينحي، بناءا على محض رأيه، وتقديره، بل لابد أن يستنير بنور الله.
السادسة: هوان المستغنين عن الهدى، المعرضين عنه، على الله.
السابعة: أن وظيفة الداعية هي البلاغ، وليس عليه الهدى (لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ).
الثامنة: حرص المؤمن على الهدى، والعلم, وسعيه في تحصيلهما.
التاسعة: أن الخشية ثمرة الإيمان الصادق.
العاشرة: بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم، وإمكان صدور الخطأ منه. فهو بشر يلحقه ما يلحق البشر في الأمور البدنية، والعملية (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) إلا أنه لا يقر على الخطأ. وهذا هو معنى (العصمة) الحقيقي. بينما آحاد الناس يخطئون، وقد يشعرون، وقد لا يشعرون أما النبي صلى الله عليه وسلم، فإن من عصمة الله له أنه إذا أخطأ، بين له خطئه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا يرد به على الذين يغالون في وصف النبي صلى الله عليه وسلم، بغير ما وصفه الله تعالى به، فقد قال تعالى لنبيه: (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ) فأثبت له ذنباً، كم أثبت للمؤمنين وللمؤمنات، وأمره أن يستغفر لنفسه، ولهم. وقد استجاب لأمر ربه، فكان يستغفر الله في المجلس مائة مرة, وقال عن نفسه: (فإني استغفر الله سبعين مرة).
بقلم / د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي حفظه الله تعالى
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[02 Aug 2009, 06:27 م]ـ
المقطع الثاني
كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (12) فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (13) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (14) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرَامٍ بَرَرَةٍ (16) قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18) مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20) ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21) ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ (22) كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ (23) () كَلَّا إِنَّهَا ترذْكِرَةٌ: (كلا) كلمة ردع، وزجر, ولعلها لم تقل لنبينا صلى الله عليه وسلم في القرآن كله إلا في هذا الموضع, والمشار إليه في قوله (إنها) إما هذه الواقعة التي جرت، ففيها تذكرة. وإما أن المراد بذلك هذه الآيات التي تلوناها وأنزلناها, وهذا أقرب لدلالة ما بعدها.
(فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ): يعني فمن أراد أن يتعظ، ويدَّكر، فهاهي بين يديه. قال بعضهم: إن مرجع الضمير في قوله " فمن شاء ذكره " إلى الله عز وجل, ولكن الأليق بالسياق أن يكون المراد هذه الآيات، بدلالة ما بعدها، لأنه قال: (فمن شاء ذكره , في صحف مكرمة , مرفوعة مطهرة , بأيدي سفرة , كرامٍ بررة) , إذاً، هذه التذكرة هي هذه الآيات المتلوة، التي حفظت هذه الواقعة, وبهذا نجمع بين القولين.
(فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ): أي القرآن المتلو, في صحف مكرمة، يعني أنه مكتوب في صحف كريمة، شريفة.
(مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ): أي في منزلة عالية، رفيعة، بعيدة عن الدنس.
(بِأَيْدِي سَفَرَةٍ): قيل إن السفرة هم كتبة المصحف، يعني القراء. وإلى هذا ذهب قتادة، رحمه الله، فقال: إن السفرة هم اللذين يكتبون هذه الأسفار، وهم كتبة الوحي، أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم, أي القراء من الصحابة الذين يحفظون القرآن في السطور، وفي الصدور. وذهب ابن عباس، رضي الله عنهما، في الرواية المشهورة عنه، إلى أن المراد بالسفرة الملائكة, وربما روي من طريق آخر عنه أنهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم , وهي رواية قتادة عنه, والرواية الأخرى المقدمة، هي رواية العوفي عنه. وإنما سمي الملائكة سفرة، لأنهم سفراء بين الله وبين أنبيائه، والأقرب أن المراد بالسفرة الملائكة.
ووصفت هذه الصحف بأنها (مكرمة) و (مرفوعة) و (مطهرة) لأنها صحف الملائكة التي يستنسخون بها الوحي ويكتبونه فيها. فلا شك أن ما بأيدي الملائكة رفيع القدر، بعيد عن الدنس.
(كِرَامٍ بَرَرَةٍ): وصف الله تعالى الملائكة بوصفين: (كرام بررة) , كما قال في الآية الأخرى: (كراماً كاتبين) والكريم هو الشريف, وأصل البر ما دل على كثرة الخير , فالبار هو كثير الخير. ولهذا سمي البَر بَراً لسعته وكثرته. وقد وصف الله عباده الصالحين بأنهم أبرار , ولم يصفهم بأنهم بررة, كما قال الله تعالى: (إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ) , أما الملائكة فقد وصفوا بأنهم بررة، لكثرة طاعتهم لله، قال الله عز وجل: (يسبحون الليل والنهار لا يفترون) , (لا يسئمون) , (لايستحسرون) , وقال: (لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) عليهم صلوات الله وسلامه , وفي هذا ملحظ لطيف، ذكره الحافظ ابن كثير، رحمه الله، وهو أنه ينبغي لحامل القرآن أن يكون في أفعاله، وأقواله، على السداد، والرشاد. فإذا كان الملائكة، سفراء الله إلى أنبيائه، الذين يحملون الصحف المكرمة، المرفوعة، المطهرة، هذا وصفهم " كرام بررة "، فينبغي لحامل القرآن من عباد الله، أن يكون على طريق الرشاد، وعلى سبيل السداد؛ احتراماً، وصوناً لهذا للكلام الذي بين جنبيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
(قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ): هذا دعاء من الله عز وجل على الإنسان. ولا يستقيم في هذا المقام أن نقول جنس الإنسان, بل ينبغي أن نخصه بالكافر. وقد لاحظ ابن عاشور، رحمه الله، أن ذكر الإنسان في القرآن المكي، غالباً ما يراد به الإنسان الكافر , كما في قول الله تعالى: (كلا إن الإنسان ليطغى).
وقوله (قتل) هذا دعاء على الكافر بالقتل. والدعاء عليه بالقتل المراد به اللعن، لأن ذلك طرد، وإبعاد له عن رحمة الله.
وقوله: (ما أكفره) تحتمل (ما) معنيين:
أن تكون تعجبية: أي ما أشد كفره, فالله خلقه، ورزقه، وأعده، وأمده، ثم يكفر به! أو تكون استفهامية: يعني أي شيء أكفره؟ لماذا كفر؟ وكأنها تعجبية أوقع.
(مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ): هذا الاستفهام للتقرير؛ لأن الله سبحانه وتعالى أعلم, والمراد ما أصل خلقه؟.
(مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَه ُ): والمراد هنا: من سوى آدم عليه السلام , لأن آدم عليه السلام خلق من قبضة من تراب, والمراد بالنطفة: هو نطف المني ودفقته. هذا أصل خلق الإنسان, ما يقذفه الرجل في رحم الأنثى، يكون منتن الريح، يستحي من ذكره. وقد جاء العلم الحديث ليبين أن حال الإنسان أحقر حتى مما كان يفهم من مجرد الصورة الظاهرة للنطفة؛ فالإنسان يخلق من خلية لا ترى إلا بالمجاهر الدقيقة, فهذه النطفة، أو القذفة المنوية، تحتوي على ملايين الحيوانات المنوية. فتأمل بداية خلق الإنسان! فما الذي يجعله يشمخ بأنفه، ويتعالى على ربه، ويستنكف عن عبادته؟
(فقدره) بعد أن خلقه، أمده، وأعده, أعطاه الآلات، والأدواتن التي يقدر فيها على الفعل، والكسبنوالحرث، والضرب في الأرض.
(ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ): قيل في معنى (السبيل) قولان:
إما أن المراد بالسبيل: طريق خروجه من بطن أمه. وإلى هذا ذهب ابن عباس رضي الله عنهما. وهذا الأمر مدهش! هذا الجنين الذي احتواه الرحم تسعة أشهر، يسهل الله تعالى مخرجه من هذه المخارج الضيقة! ويجري من التغيرات العضوية على الرحم، ومخرج الولد، ما يجعله يتسع، ليخرج منه هذا الكائن.
وقيل أن المراد بالسبيل: هو طريق الحق أو الباطل. ومعنى (يسره) أي مهد له ذلك السبيل، وبين له الخير من الشر، كما قال في الآية الأخرى: (إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً). فهذه الآية تؤيد المعنى الآخر، وإلى هذا ذهب مجاهد، رحمه الله، ويشهد له قول الله عز وجل: (وهديناه النجدين) يعني الطريقين؛ طريق الخير، وطريق الشر. ولا مانع من حمل الآية على المعنيين؛ لأنه لا تعارض بينهما.
(ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ): يعني بعد أن طوى هذا العمر، سالكاً طريق الخير، أو الشر، أماته , لأن الله تعالى قضى بالموت على كل حي، حتى ملك الموت يموت , فلا يبقى إلا الله الواحد القهار. والموت أمر وجودي، كما قال الله تعالى: (الذي خلق الموت والحياة) فالموت إذاً أمر وجودي لأنه مخلوق. ومعنى (أقبره) أي أمر بدفنه؛ وفي اللغة يقال " قابر " ويقال " مُقبر " فالقابر هو الذي يباشر الدفن, والمُقبر هو الذي يأمر بالدفن. فهنا قال: (فأقبره) , ولم يقل " فقبره ". والدفن سنة كونية، ولهذا لما قتل ابن آدم الأول أخاه (بعث الله غراباً يبحث في الأرض ليريه كيف يوارى سوءة أخيه قال ياويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي فأصبح من النادمين) , فلم يزل بنو آدم يقبرون موتاهم، إلا من طمسه الله عز وجل، من الذين يحرقون الموتى, لكنهم بعد إحراقهم للموتى يدفنون رمادهم.
(ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ): أي بعثه وأحياه بعد موته. وقوله (إذا شاء) ليس المراد أنه قد يشاء أن ينشره، وقد لا يشاء ذلك؛ لأنه لابد من البعث, وإنما المراد زمن بعثه، يعني إذا شاء أن ينشره أنشره في الوقت المعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولو تأملنا في هذه الآيات، لوجدنا أن العطف يقع تارة " بثم " وتارة " بالفاء " فمن الناحية البلاغية، سنجد أن العطف جاء " بالفاء " فيما يقصد به التعقيب المباشر , و " بثم " فيما يفصله عما قبله تراخي , قال (من نطفة خلقه فقدره) أعطاه الآلات التي يقدر فيها على قضاء مصالحه, بعد ذلك قال: (ثم السبيل يسره) لأنه جرى بعد ذلك فاصل، سواء على القول الأول أنه خروجه من رحم أمه؛ لأنه أخذ يترقى في الخلقن من نطفة، إلى علقة، إلى مضغة، إلى أن كسا العظام لحماً , فأتى " بثم " لوجود فاصل زمني , أو على القول الثاني أنه الخير، والشر، بأن يمضي عليه سنوات حتى يصبح مكلفاً، فهذا فاصل زمني يناسب أن يأتي بعده " بثم ". ثم قال (ثم أماته)، لأنه قد عاش ردحاً من الزمن، فناسب أن يأتي " بثم " التي تدل على تراخ وفاصل طويل , ثم قال: (فأقبره) أتى " بالفاء " لأن الفاصل بين الموت والدفن فاصل قصير. ثم قال: (ثم إذا شاء أنشره) أتى " بثم " لأن بين موت الإنسان وبعثه زمن طويل. فتأمل!
(كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ): أي ليس الأمر كما يظن ذلك الكافر المنكر للبعث، أنه أدى ما عليه، وأنه لا شيء عليه، وغير ذلك , كلا! فإنه لم يؤد حق الله الذي افترضه عليه.
الفوائد المستنبطة:
الأولى: وصف القرءان بالتذكرة.
الثانية: إثبات مشيئة العباد، وأفعالهم (فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ) , وفي هذا رد على الجبرية الذين يسلبون العبد مشيئته، وفعله. فالعبد له مشيئة حقيقية , لكن مشيئته داخلة تحت مشيئة الله (لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ. وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ).
الثالثة: كرامة كلام الله, وكرامة محله، وحملته.
الرابعة: أن القرآن كلام الله، ليس كلام الملائكة، لقوله (سفرة) لوصفهم بالسفارة فمهمتهم النقل فقط. ففيه الرد على المعتزلة الذين قالوا إن القرآن كلام محمد، أو جبريل، وليس كلام الله الصادر منه.
الخامسة: إثبات الملائكة، ووصفهم بالكرامة وكثرة البر
السادسة: ذم الكافر الجاحد، والتعجيب من حاله.
السابعة: بيان أصل الإنسان المهين.
الثامنة: بيان فضل الله على الإنسان قدراً، وشرعاً، أما قدراً فلقوله (مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ , ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ , ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ) , وأما شرعاً فلقوله (ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَه ُ) على القول إن السبيل المراد به طريق الحق والباطل.
ـ[الجكني]ــــــــ[02 Aug 2009, 06:54 م]ـ
العاشرة: بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم، وإمكان صدور الخطأ منه. فهو بشر يلحقه ما يلحق البشر في الأمور البدنية، والعملية (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) إلا أنه لا يقر على الخطأ. وهذا هو معنى (العصمة) الحقيقي. بينما آحاد الناس يخطئون، وقد يشعرون، وقد لا يشعرون أما النبي صلى الله عليه وسلم، فإن من عصمة الله له أنه إذا أخطأ، بين له خطئه.
وهذا يرد به على الذين يغالون في وصف النبي صلى الله عليه وسلم، بغير ما وصفه الله تعالى به، فقد قال تعالى لنبيه: (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ) فأثبت له ذنباً، كم أثبت للمؤمنين وللمؤمنات، وأمره أن يستغفر لنفسه، ولهم. وقد استجاب لأمر ربه، فكان يستغفر الله في المجلس مائة مرة, وقال عن نفسه: (فإني استغفر الله سبعين مرة).
لا تعليق إلا أن أقول ولا أخاف عقباها:
بئس أدب الألفاظ مع مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وانصح الأخت الكريمة أن تخبر صاحب المقال بالرجوع إلى كتب التفسير المعتمدة ليرى هل سطر أحد قبله في الكلام على هذه السورة ما سطرته أنامله في حق النبي صلى الله عليه وسلم.
وسؤال أخير:
هل غير المغالي في رسول الله صلى الله عليه وسلم يستخدم مثل هذه العبارات والألفاظ في حقه ويتعبد الله بها؟؟؟؟
مشايخنا حفظهم الله ورحم ميتهم كانوا يعاقبوننا على وصف العالم صراحة بالخطأ الصريح إجلالاً للعلماء، ويا ترى ما حالهم لو قرؤا مثل هذه الألفاظ في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟؟؟؟
والله من وراء القصد.
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[02 Aug 2009, 07:50 م]ـ
كالذي يقول: ولا تقربوا الصلاة
مقالة هذا الرجل!!!!!!!!!! ...
أقول له على عجل: قال الله تعالى:
إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليّ
أيُّ بشر يبلغ هذه الرتبة (يوحى إليّ) فهل نميز بين بشر وبشر
وأقول أيضا سلمت يمناك اخي الفاضل د أبا إبراهيم
ولي عودة قريبة إن شاء الله تعالى
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Aug 2009, 08:14 م]ـ
ما رأيكم يا دكتور السالم لو قلتُ لكم - قياساً على أسلوبكم دوماً:
الدكتور أحمد القاضي - الذي كتب هذا الكلام - متخصص في العقيدة، ومن المشهود لهم بالرسوخ في مسائلها، وله صحبة للشيخ ابن عثيمين دامت سنوات أخذ عنه فيها العلم، وأنت متخصص في علم القراءات، فهلا تركت علم العقيدة للمتخصصين فيه؟
فماذا ستقول يا ترى؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محامي عادل]ــــــــ[02 Aug 2009, 08:41 م]ـ
جزى الله الشيخ أحمد القاضي خيرا
ولا شك أن نفسي ترتاح لمن يقرر مسألة في العقيدة وهو متخصص فيها
خصوصاً إن كان ذا منهجٍ سلفي
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[02 Aug 2009, 09:31 م]ـ
ما رأيكم يا دكتور السالم لو قلتُ لكم - قياساً على أسلوبكم دوماً:
الدكتور أحمد القاضي - الذي كتب هذا الكلام - متخصص في العقيدة، ومن المشهود لهم بالرسوخ في مسائلها، وله صحبة للشيخ ابن عثيمين دامت سنوات أخذ عنه فيها العلم، وأنت متخصص في علم القراءات، فهلا تركت علم العقيدة للمتخصصين فيه؟
فماذا ستقول يا ترى؟
نعم جزاكم الله خيرا فقد
تتلمذ الشيخ: د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي حفظه الله تعالى على فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين، رحمه الله تعالى، وصحبه، لأكثر من عشرين سنة.
ـ[الجكني]ــــــــ[03 Aug 2009, 12:29 ص]ـ
ما رأيكم يا دكتور السالم لو قلتُ لكم - قياساً على أسلوبكم دوماً:
الدكتور أحمد القاضي - الذي كتب هذا الكلام - متخصص في العقيدة، ومن المشهود لهم بالرسوخ في مسائلها، وله صحبة للشيخ ابن عثيمين دامت سنوات أخذ عنه فيها العلم، وأنت متخصص في علم القراءات، فهلا تركت علم العقيدة للمتخصصين فيه؟
فماذا ستقول يا ترى؟
أقول والله تعالى الموفق:
قال الله تعالى:" وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولاتكتمونه ".
وقال قبل هذا:" ... ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون " (من التعليم).
وفي القراءة الأخرى:" بما كنتم تَعْلمون " (من العلم).
وبعد هذا أقول:
وهل عندك أخي الكريم والحبيب الدكتور عبدالرحمن الشهري أن " تخطئة " النبي صلى الله عليه وسلم تحتاج لأن نسمع فيها قول أهل العقائد؟؟ والله العظيم لو أجمع أهل العقيدة على هذا القول لرميت به عرض الحائط.
وماذا نسمي هذه العقيدة؟؟ خاصة في ظل هذه الهجمة الشرسة المتطاولة على جنابه صلى الله عليه وسلم؟؟؟
ثم: هل هذه مسألة عقدية ينتطح فيها عنزان حتى ننتظر ما يقرره أهلها؟؟ هذا جناب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وها أنت يا أخي الكريم ومعك من شارك في المداخلات لم ترضوا من العبد الضعيف أن " خطّأ " شيخاً تتلمذ على الشيخ ابن عثيمين وصاحبه عشرين سنة؟؟؟
الله تعالى يحب العدل والإنصاف حبيبي الكريم.
هذه عقيدتي وهذا رأيي أخي الحبيب ويسألني الله عنهما يوم القيامة، فأرجو النجاة بهما.
ثم:هل صحبة وتتلمذة الشيخ القاضي - حفظه الله - على الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بمانعته من الخطأ؟؟؟
ثم: هل الشيخ القاضي عرض رأيه وكلامه هذا على شيخه رحمه الله فأجازه له؟؟؟ ما أدين الله به أن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بريء من اجتهادات تلاميذه المشاكلة لهذا الاجتهاد من الشيخ القاضي؟؟
ولا شك أن نفسي ترتاح لمن يقرر مسألة في العقيدة وهو متخصص فيها
خصوصاً إن كان ذا منهجٍ سلفي
إن كنت تقصد أن نفسك ترتاح لهذا الذي قرره الشيخ القاضي فنصيحتي لك أن تتهم نفسك وتراجعها، وإن كنت تقصد غير ذلك فهو خروج عن أصل الموضوع.
وأسألك أخي الكريم " محامي عادل ":
مّن هو سلف الشيخ القاضي في تقريره واجتهاده هذا؟؟؟؟
وآمل أن لاينظر للمسألة من باب أنها مذهب للسلف، فهذا اتهام خطير لهم أن يجرؤ أحد منهم ويقول ماهو مكتوب في المقال.
أين صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين فسروا هذه السورة؟ وأين التابعون؟ وأين أئمة التفسير؟؟
ألمجرد معنى خطر على قلب شيخ متأخر - عفا الله عنا وعنه - نقول هذا مذهب السلف؟؟؟ اتقي الله أخي الكريم.
وليعلم أخي الحبيب د/عبدالرحمن وأخي الكريم " محامي عادل " أنني لا أسيء الظن بمسلم فضلاً عن طالب علم، ولكن تخطئة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو من باب الاحتمال لا أتركها تمر دون تنبيه على خطئها.
والله الموفق.
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[03 Aug 2009, 01:18 ص]ـ
" أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا أنا قلت في كتاب الله ما لا أعلم "
?ومن من المفسرين قال: أخطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بل من منهم يقر مثل هذا الكلام في سياق الحديث عن حادثة يقول فيها الرسول صلى الله عليه وسلم مرحبا بطالب العلم .. مرحبا بمن عاتبني فيه ربي .. لم يقل خطأني فليتنبه
(يُتْبَعُ)
(/)
و في الصحيحين [عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم قال: إنما مثلي و مثل أمتي كمثل رجل استوقد نارا فجعلت الدواب و الفراش يقعن فيها فأنا آخذ بحجزكم عن النار و أنتم تقتحمون فيها] و في رواية لمسلم [مثلي كمثل رجل استوقد نارا فلما أضاءت ما حولها جعل الفراش و هذه الدواب التي في النار يقعن فيها و جعل يحجزهن و يغلبنه فيقتحمن فيها قال: فذلكم مثلي و مثلكم أنا آخذ بحجزكم عن النار هلم عن النار هلم عن النار فتغلبوني و تقتحمون فيها]
فالرسول صلى الله عليه وسلم له العصمة من الله تبارك وتعالى وسنته كما أجمعت الأمة هي القول والفعل والإقرار وكل طعن فيه إن هو إلا طعن بمصدر من مصادر التشريع أمر جلل وخطر بيِّن وسابقة خطيرة أن يقول من شاء ماشاء إذا هو ظن بنفسه بلوغ الكمال فكل تخطئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن هي إلا طعن في الأصل الثاني من أصول شريعتنا الذي أجمعت الأمة على أن الباطل لايأتيه من بين يديه ولا من خلفه .. نحن لا نقبل الطعن بالصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه حتى نقبل أن يقوم دكتورنا الفاضل ومن لف ملفه بعد أن ألقمنا المشتشرقين حجرا لطعنهم براوية الحديث عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه يقوم دكتورنا وعلى حين غرة ليبتكر طريقة أخر بزعم العقدية في التفسير فيساوي فيها بين الرسول صلى الله عليه وسلم من حيث الخطأ والصواب في أمور للشارع الكريم حكمة وبين عامة البشر فيقول:" فالمعنى الإجمالي لهذه الآيات: أن الله سبحانه وتعالى عاتب نبيه صلى الله عليه وسلم في أمر اجتهد فيه، فأخطأ؛ حينما كان مشتغلاً بدعوة صناديد قريش، رغبة في دخولهم الإسلام، حيث أعرض عمن جاءه مسترشداً، مستهدياً، مقبلاً غير مدبر، راغباً غير معرض, فكلح وجهه، وقطب جبينه, هذا والرجل لا يراه، ولم يفه بكلمة واحدة , ومع ذلك عاتبه ربه هذا العتاب البليغ المؤثر. وهذا دليل على أننا يجب أن ننظر بنور الله عز وجل، وأن نقوِّم الناس، والأشخاص، بحسب منزلتهم في ميزان الله لا في ميزان البشر؛ فنعظم، ونكرم، من يستحق التعظيم والتكريم. فالمؤمن أحق بالكرامة، والإجلال، وإن كان فقيراً ضعيفاً، صعلوكاً, مملوكاً. والكافر، لا كرامة له , وإن كان غنياً، شريفاً"
وبناء على ما تقدم لا يسعني إلا أن أقول: جزى الله د محمد بن حسين الجيزاني خيرا حيث بين في مقدمته عن الأصول الشرعية:
أصلها ومصدرها فقال: اتفق أهل السنة على أن الأدلة المعتبرة شرعًا أربعة وهي: الكتاب، والسنة، والإجماع، والقياس، وذلك من حيث الجملة (1). قال الشافعي: " ..... وجهة العلم الخبر في الكتاب، أو السنة، أو الإجماع، أو القياس" (2). واتفقوا أيضًا على أن هذه الأدلة الأربعة ترجع إلى أصل واحد، هو الكتاب والسنة، إذ هما ملاك الدين وقوام الإسلام (3). قال الشافعي: " ..... وأنه لا يلزم قول بكل حال إلا بكتاب الله، أو سنة رسوله –صلى الله عليه وسلم-، وأن ما سواهما تبع لهما" (4). وهذه الأدلة الأربعة متفقة لا تختلف، إذ يوافق بعضها بعضًا ويصدق بعضها بعضًا؛ لأن الجميع حق والحق لا يتناقض (5)، وهي كذلك متلازمة لا تفترق، فجميع هذه الأدلة يرجع إلى الكتاب (6)، والكتاب قد دل على حجية السنة، والكتاب والسنة دلا على حجية الإجماع، وهذه الأدلة الثلاثة دلت على حجية القياس (7). لذلك صح أن يقال: مصدر هذه الأدلة هو القرآن، باعتبار أنه الأصل، وأن ما عداه بيان له، وفرع عنه، ومستند إليه. ويصح أيضًا أن يقال: مصدر هذه الأدلة هو الرسول –صلى الله عليه وسلم-؛ لأن الكتاب إنما سمع منه تبليغًا، والسنة تصدر عنه تبيينًا، والإجماع والقياس مستندان في إثباتهما إلى الكتاب والسنة (8). قال ابن تيمية: " ....... وكذلك إذا قلنا: الكتاب والسنة والإجماع، فمدلول الثلاثة واحد؛ فإن كل ما في الكتاب فالرسول موافق له، والأمة مجمعة عليه من حيث الجملة، فليس في المؤمنين إلا من يوجب اتباع الكتاب، وكذلك كل ما سنه الرسول –صلى الله عليه وسلم- فالقرآن يأمر باتباعه فيه، والمؤمنون مجمعون على ذلك. وكذلك كل ما أجمع عليه المسلمون فإنه لا يكون إلا حقًا موافقًا لما في الكتاب والسنة (9). ومما مضى يتبين أن الكتاب والسنة هما أصل الأدلة الأربعة المتفق عليها، وهذا الأصل قد يسمى بالنقل، أو الوحي، أو السمع، أو الشرع، أو النص، أو
(يُتْبَعُ)
(/)
الخبر، أو الأثر، يقابله العقل، أو الرأي، أو النظر، أو الاجتهاد، أو الاستنباط. وقد امتاز هذا الأصل العظيم – أعني الكتاب والسنة – بخصائص، وتفرد بفضائل، واقترنت به آداب، أظهرها أئمة أهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى. إنها قواعد مهمة للتعامل مع النصوص الشرعية، ومقدمات ضرورية للنظر في الكتاب والسنة، وهي أصول للاستنباط وضوابط للتفكير.
خصائص أصل الأدلة "الكتاب والسنة": 1 - أن هذا الأصل وحي من الله، فالقرآن الكريم كلامه سبحانه، والسنة النبوية بيانه ووحيه إلى رسوله –صلى الله عليه وسلم- (10)؛ قال تعالى: "وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى" [النجم: 3، 4]. 2 - أن هذا الأصل إنما بلغنا عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه لا سماع لنا من الله تعالى، ولا من جبريل عليه السلام، فالكتاب سُمع منه تبليغً، والسنة تصدر عنه تبيينًا (11)، وقد قال تعالى آمرًا نبيه –صلى الله عليه وسلم- أن يقول: "وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ" [الأنعام: 19]. 3 - أن الله سبحانه وتعالى قد تكفل بحفظ هذا الأصل، كما قال سبحانه: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" [الحجر: 9] (12)، قال ابن القيم: "والله تعالى قد ضمن حفظ ما أوحاه إليه –صلى الله عليه وسلم- وأنزل عليه؛ ليقيم به حجته على العباد إلى آخر الدهر" (13). 4 - أن هذا الأصل هو حجة الله التي أنزلها على خلقه. قال الشافعي: " ......... لأن الله جل ثناؤه أقام على خلقه الحجة من وجهين، أصلهما في الكتاب: كتابه ثم سنة نبيه" (14). وقال ابن القيم: "إن الله سبحانه قد أقام الحجة على خلقه بكتابه ورسله، فقال: "تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرًا" [الفرقان: 1]. وقال: "وأوحى إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ" [الأنعام: 19]. فكل من بلغه هذا القرآن فقد أنذر به وقامت عليه حجة الله به" (15). 5 - أن هذا الأصل هو جهة العلم عن الله وطريق الإخبار عنه سبحانه. قال ابن عبد البر: "وأما أصول العلم فالكتاب والسنة (16) يوضحه". 6 - أن هذا الأصل هو طريق التحليل، والتحريم، ومعرفة أحكام الله، وشرعه. قال ابن تيمية: "وأوجب عليهم الإيمان به، وبما جاء به، وطاعته، وأن يحللوا ما حلل الله ورسوله، ويحرموا ما حرم الله ورسوله .... " (17). 7 - وجوب الاتباع لهذا الأصل، ولزوم التمسك بما فيه. قال الشافعي: " ....... وأنه لا يلزم قول بكل حال إلا بكتاب الله، أو سنة رسول –صلى الله عليه وسلم-" (18). 8 - أن وجوب اتباع هذا الأصل عام، فلا يجوز ترك شيء مما دل عليه هذا الأصل، أبدًا، وتحرم مخالفته على كل حال. قال ابن عبد البر: " ..... وقد أمر الله عز وجل بطاعته –صلى الله عليه وسلم- واتباعه أمرًا مطلقًا مجملاً، لم يقيد بشيء – كما أمرنا باتباع كتاب الله – ولم يقل وافق كتاب الله، كما قال بعض أهل الزيغ" (19). وقال ابن تيمية: " ...... فلهذا كانت الحجة الواجبة الاتباع: الكتاب والسنة والإجماع، فإن هذا حق لا باطل فيه، واجب الاتباع، لا يجوز تركه بحال، عام الوجوب لا يجوز ترك شيء مما دلت عليه هذه الأصول، وليس لأحدً الخروج عن شيء مما دلت عليه، وهي مبنية على أصلين:
أحدهما: أن هذا جاء به الرسول. والثاني: أن ما جاء به الرسول وجب اتباعه.
وهذه الثانية إيمانية ضدها الكفر أو النفاق" (20). 9 - وجوب التسليم التام لهذا الأصل وعدم الاعتراض عليه. خصص الخطيب البغدادي لذلك بابًا في كتاب "الفقيه والمتفقه"، فقال: "باب تعظيم السنن، والحث على التمسك بها، والتسليم لها، والانقياد إليها، وترك الاعتراض عليها" (21). 10 - أن معارضة هذا الأصل قادح في الإيمان. قال ابن القيم: "إن المعارضة بين العقل ونصوص الوحي لا تتأتى على قواعد المسلمين المؤمنين بالنبوة حقًا، ولا على أصول أحد من أهل الملل المصدقين بحقيقة النبوة، وليست هذه المعارضة من الإيمان بالنبوة في شيء، وإنما تتأتى هذه المعارضة ممن يقر بالنبوة على قواعد الفلسفة" (22).
(يُتْبَعُ)
(/)
11 - أن هذا الأصل به تفض المنازعات، وإليه ترد الخلافات، كما قال سبحانه:"فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول" [النساء: 59]، وقال جل شأنه: "وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله" [الشورى: 10]. قال الشافعي: "ومن تنازع ممن بعد رسول الله رد الأمر إلى قضاء الله ثم قضاء رسوله، فإن لم يكن فيما تنازعوا فيه قضاء نصا فيهما ولا في واحد منهما ردوه قياسًا على أحدهما" (23). وقال ابن تيمية: "فإذا تنازع المسلمون في مسألة وجب ردّ ما تنازعوا فيه إلى الله والرسول، فأي القولين دل عليه الكتاب والسنة وجب اتباعه" (24). 12 - أن هذا الأصل تمتنع معه الاستشارة. قال البخاري: "وكانت الأئمة بعد النبي –صلى الله عليه وسلم- يستشيرون الأمناء من أهل العلم في الأمور المباحة ليأخذوا بأسهلها. فإذا وضح الكتاب أو السنة لم يتعدوه إلى غيره؛ اقتداءً بالنبي –صلى الله عليه وسلم-" (25). 13 - أن هذا الأصل يوجب تغيير الفتوى لمن أفتى بخلافه. وقد بوب الدارمي (26) لذلك في سننه، فقال: "باب الرجل يفتي بشيء، ثم يبلغه عن النبي –صلى الله عليه وسلم-، فرجع إلى قول النبي –صلى الله عليه وسلم-" (1/ 153). 14 - أن هذا الأصل يوجب الرجوع عن الرأي وطرحه إذا كان مخالفًا له. وقد خصص الخطيب البغدادي لذلك بابًا في كتابه "الفقيه والمتفقه" فقال: "ذكر ما روي من رجوع الصحابة عن آرائهم التي رأوها إلى أحاديث النبي –صلى الله عليه وسلم- إذا سمعوها ووعوها" (1/ 138). 15 - أن هذا الأصل هو الإمام المقدم، فهو الميزان لمعرفة صحيح الآراء من سقيمها. قال الشافعي: " ..... وأن يجعل قول كل أحد وفعله أبدًا تبعًا لكتاب الله ثم سنة رسوله" (27). وقال ابن عبد البر: "واعلم يا أخي أن السنة والقرآن هما أصل الرأي والعيار عليه، وليس الرأي بالعيار على السنة؛ بل السنة عيار عليه" (28). وقال ابن القيم: "وقد كان السلف يشتد عليهم معارضة النصوص بآراء الرجال، ولا يقرون على ذلك" (29). 16 - أن هذا الأصل إذا وجد سقط معه الاجتهاد وبطل به الرأي، وأنه لا يصار إلى الاجتهاد والرأي إلا عند عدمه، كما لا يصار إلى التيمم إلا عند عدم الماء. 17 - أن إجماع المسلمين لا ينعقد على خلاف هذا الأصل أبدًا قال الشافعي: " .. أو إجماع علماء المسلمين، الذين لا يمكن أن يجمعوا على خلاف سنة له" (30). وقال أيضًا:"أما سنة يكونون مجتمعين على القول بخلافها فلم أجدها قط" (31). 18 - أن القياس موافق لهذا الأصل، فلا يختلفان أبدًا. 19 - أن هذا الأصل لا يُعارض العقل، بل إن صريح العقل موافق لصحيح النقل دائمًا. 20 - أن هذا الأصل يقدم على العقل إن وجد بينهما تعارض في الظاهر. 21 - أن هذا الأصل كله حق لا باطل فيه. قال ابن تيمية: " ..... وذلك أن الحق الذي لا باطل فيه هو ما جاءت به الرسل عن الله، وذلك في حقنا، ويعرف بالكتاب والسنة والإجماع" (32). 22 - أن هذا الأصل لا يمكن الاستدلال به على إقامة باطل أبدًا؛ من وجهٍ صحيح (33). 23 - أن هذا الأصل يحصل به العلم واليقين، خلافًا لمن قال: إن الأدلة السمعية لا تفيد إلا الظن. 24 - أن في هذا الأصل الجواب عن كل شيء، إذ هو مشتمل على بيان جميع الدين أصوله وفروعه. قال الشافعي: "فليست تنزل بأحد من أهل دين الله نازلة إلا وفي كتاب الله الدليل على سبيل الهدى فيها" (34). 25 - أن هذا الأصل واضح المعاني ظاهر المراد، لا لبس في فهمه ولا غموض. قال ابن القيم: "وكذلك عامة ألفاظ القرآن نعلم قطعًا مراد الله ورسوله منها. كما نعلم قطعًا أن الرسول بلغها عن الله، فغالب معاني القرآن معلوم أنها مراد الله خبرًا كانت أو طلبًا، بل العلم بمراد الله من كلامه أوضح وأظهر من العلم بمراد كل متكلم من كلامه، لكمال علم المتكلم وكمال بيانه، وكمال هداه وإرشاده، وكمال تيسيره للقرآن، حفظًا وفهمًا، عملاً وتلاوة. فكما بلغ الرسول ألفاظ القرآن للأمة بلغهم معانيه، بل كانت عنايته بتبليغ معانيه أعظم من مجرد تبليغ ألفاظه" (35). 26 - أن في التمسك بهذا الأصل الخير والسعادة والفلاح، وفي مخالفته والإعراض عنه الشقاء والضلال (36). قال ابن تيمية: "أصل جامع في الاعتصام بكتاب الله ووجوب اتباعه، وبيان الاهتداء به في كل ما يحتاج إليه الناس في دينهم، وأن النجاة والسعادة في اتباعه والشقاء في مخالفته" (37). وقال أيضًا: "قاعدة نافعة في وجوب
(يُتْبَعُ)
(/)
الاعتصام بالرسالة وبيان أن السعادة والهدي في متابعة الرسول –صلى الله عليه وسلم-، وأن الضلال والشقاء في مخالفته، وأن كل خير في الوجود -إما عام وإما خاص- فمنشؤه من جهة الرسول، وأن كل شر في العالم مختص بالعبد فسببه مخالفة الرسول أو الجهل بما جاء به، وأن سعادة العباد في معاشهم ومعادهم باتباع الرسالة" (38). 27 - أن هذا الأصل ضروري لصلاح العباد في الدنيا والآخرة. قال ابن تيمية: "والرسالة ضرورية في إصلاح العبد في معاشه ومعاده، فكما أنه لا صلاح له في آخرته إلا باتباع الرسالة فكذلك لا صلاح له في معاشه ودنياه إلا باتباع الرسالة، فإن الإنسان مضطر إلى الشرع" (39). وقال أيضًا: "والرسالة ضرورية للعباد، لابد لهم منها، وحاجتهم إليها فوق حاجتهم إلى كل شيء، والرسالة روح العالم ونوره وحياته، فأي صلاح للعالم إذا عدم الروح والحياة والنور؟. والدنيا مظلمة ملعونة إلا ما طلعت عليه شمس الرسالة. وكذلك العبد ما لم تشرق في قلبه شمس الرسالة ويناله من حياتها وروحها فهو في ظلمة، وهو من الأموات. قال تعالى: "أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلامت ليس بخارج منها" [الأنعام: 122] (40). 28 - أن هذا الأصل لابد له من تعظيم وتوقير وإجلال. وقد بوب الدارمي في سننه لذلك بقوله: "باب تعجيل عقوبة من بلغه عن النبي –صلى الله عليه وسلم- حديث فلم يعظمه ولم يوقره" (1/ 116). وكذلك صنع الخطيب البغدادي في كتاب "الفقيه والمتفقه"، فقال: "باب تعظيم السنن .... " (1/ 143). وبوب ابن عبد البر في جامعه قائلاً: "باب ذكر بعض من كان لا يحدث عن رسول الله إلا وهو على وضوء" (2/ 194). 29 - أن هذا الأصل ترجع إليه جميع الأدلة: المتفق عليها والمختلف فيها كذلك.
________________________________________
(1) انظر: "الفقيه والمتفقه" (1/ 54، 55)، و"مجموع الفتاوى" (20/ 401)، و"مختصر ابن اللحام" (70)، و"شرح الكوكب المنير" (2/ 5)، و"وسيلة الحصول" (8). (2) "الرسالة" (39) وانظر منه (508). (3) انظر: "جامع بيان العلم وفضله" (2/ 110)، "الصواعق المرسلة" (2/ 520)، و"رسالة لطيفة في أصول الفقه" لابن سعدي (99). (4) "جماع العلم" (11). (5) انظر: "إعلام الموقعين" (1/ 33). (6) انظر: "الرسالة" (221). (7) انظر: "مجموع الفتاوى" (19/ 195،200). (8) انظر: "روضة الناظر" (1/ 177، 178)، و"مجموع الفتاوى" (7/ 40، 19/ 195)، و"مختصر ابن اللحام" (33)، و"المدخل إلى مذهب الإمام أحمد" (87). (9) "مجموع الفتاوى" (7/ 40). (10) انظر: "الرسالة" (33)، و"الصواعق المرسلة" (3/ 880)، "المدخل إلى مذهب الإمام أحمد" (87). (11) انظر: "روضة الناظر" (1/ 178)، "ومختصر الصواعق" (463). (12) قال ابن القيم: "وكل وحي من عند الله فهو ذكر أنزله الله". "مختصر الصواعق" (463). (13) "مختصر الصواعق" (463). (14) "الرسالة" (221). (15) "الصواعق المرسلة" (2/ 735). (16) "جامع بيان العلم وفضله" (2/ 33). (17) "مجموع الفتاوى" (19/ 9). (18) "جماع العلم" (11). (19) "جامع بيان العلم وفضله" (2/ 190). (20) "مجموع الفتاوى" (19/ 5، 6). (21) (1/ 143). وفي الأصل: "الاعتراض عنها". (22) "الصواعق المرسلة" (3/ 955). (23) "الرسالة" (81).
(24) "مجموع الفتاوى" (20/ 12). (25) "صحيح البخاري" (13/ 339). (26) هو: عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام الدارمي التميمي، أبو محمد صاحب السنن، كان ركنًا من أركان الدين ممن أظهر السنة ودعا إليها وذب عنها، حدث عنه مسلم وأبو داود والترمذي، له كتاب في التفسير، توفي سنة (255ه). انظر: "سير أعلام النبلاء" (12/ 224)، و"شذرات الذهب" (2/ 130). (27) "الرسالة" (198). (28) "جامع بيان العلم وفضله" (2/ 173). (29) "مختصر الصواعق" (139). (30) الرسالة (322) (31) المصدر السابق (470). (32) "مجموع الفتاوى" (19/ 5). (33) انظر: "جامع البيان" للطبري (24/ 125). (34) "الرسالة" (20). (35) "الصواعق المرسلة" (2/ 636). (36) انظر: "الرسالة" (19)، و"الشريعة" للآجري (14)، و"الصواعق المرسلة" (3/ 837). (37) "مجموع الفتاوى" (13/ 76). (38) المصدر السابق (13/ 93). (39) المصدر السابق (19/ 99). (40) "مجموع الفتاوى" (19/ 93).
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد فهذا هو موقع رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته من قلوب الأمة وإجماعها على أن أي طعنٍ برسول الله صلى الله عليه وسلم ولو من طَرْفٍ خفي إن هو إلا طعن بدين الله تعالى لا يمكن للأمة بعلمائها أن تسكت عنه وأن تمرره دونما محاسبة ورد. هذا ما وفق الله إليه والله سبحانه وتعالى أعلم والله من وراء القصد.
ـ[محامي عادل]ــــــــ[03 Aug 2009, 02:57 م]ـ
شيخنا الفاضل د/ السالم
يقول الدكتور أحمد القاضي:
(العاشرة: بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم، وإمكان صدور الخطأ منه. فهو بشر يلحقه ما يلحق البشر في الأمور البدنية، والعملية (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) إلا أنه لا يقر على الخطأ. وهذا هو معنى (العصمة) الحقيقي. بينما آحاد الناس يخطئون، وقد يشعرون، وقد لا يشعرون أما النبي صلى الله عليه وسلم، فإن من عصمة الله له أنه إذا أخطأ، بين له خطئه.
وهذا يرد به على الذين يغالون في وصف النبي صلى الله عليه وسلم، بغير ما وصفه الله تعالى به، فقد قال تعالى لنبيه: (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ) فأثبت له ذنباً، كم أثبت للمؤمنين وللمؤمنات، وأمره أن يستغفر لنفسه، ولهم. وقد استجاب لأمر ربه، فكان يستغفر الله في المجلس مائة مرة, وقال عن نفسه: (فإني استغفر الله سبعين مرة).)
وهو لم يصف النبي صلى الله عليه وسلم بالخطأ ولم يستدل له بطريقة مستقلة توحي بسوء أدب حتى ننتقده
كلام الشيخ أحمد القاضي في مقام التعليم والتدريس، وأنت تعلم بأن علماء أهل السنة ناقشوا مسألة عصمة الأنبياء من الذنوب الصغائر، وهناك خلاف علمي في المسألة
فلا يلزم من ذكر ما قاله الشيخ أحمد أن يتكلم به أهل السنة بصفة مستقلة
فإذا جاءنا شخص وقال: الرسول صلى الله عليه وسلم أخطأ وقد خطأه الله هكذا ثم يسكت أو يستدل لكلامه بالنصوص إذا نوقش، فهنا يتجه عليه كلامك الرائع وهو (بئس أدب الألفاظ مع مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم)، وقولك الجميل (هل غير المغالي في رسول الله صلى الله عليه وسلم يستخدم مثل هذه العبارات والألفاظ في حقه ويتعبد الله بها؟؟؟؟ مشايخنا حفظهم الله ورحم ميتهم كانوا يعاقبوننا على وصف العالم صراحة بالخطأ الصريح إجلالاً للعلماء، ويا ترى ما حالهم لو قرؤا مثل هذه الألفاظ في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟؟؟؟)
لكن من كان في مقام التعليم والتدريس فالأمر مختلف، وإلا ماذا تفسر خلاف علماء العقيدة في مسألة عصمة الأنبياء من الصغائر؟!
فمن يُثبتْ عدم العصمة من الصغائر وهو في مقام التعليم والتدريس ويسوق الخلاف ثم يرجح ذلك هل سيكون غير مؤدب في حق النبي صلى الله عليه وسلم؟! وهل سيتجه عليه كلامك السابق؟.
ـ[الجكني]ــــــــ[03 Aug 2009, 06:56 م]ـ
أخي الكريم " محامي عادل " حفظك الله ورعاك:
اتضحت لي وجهة نظرك الكريم، وأحترمك وأقدرك حتى وإن كنت أختلف معك فيها، فمقام التعليم بالذات أرى أنه هو الذي يجب أن نتجنب فيه مثل هذه الأحكام في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لا تثبت في ذهن المتعلم رأساً مما يؤدي إلى نقص هيبة مقام ومكانة رسول الله صلى الله عليه وسلم في قلبه، ومما يصبح بعد ذلك أداة لأهل السخرية والاستهزاء كما نلاحظه في بعض الطبقات المنحطة البعيدة عن دين الله وشرعه.
أما قولك أخي الحبيب:
وهو لم يصف النبي صلى الله عليه وسلم بالخطأ
فجوابه: ما ذا يعني هذا الكلام إذن:
أن الله سبحانه وتعالى عاتب نبيه صلى الله عليه وسلم في أمر اجتهد فيه، فأخطأ؛؟؟؟؟
أما مسألة " عصمة الأنبياء " فشيء ووصفه صلى الله عليه وسلم ب " الخطأ " شيء آخر، تلك في " الذنب " وهذا في " الخطأ " وشتان ما هما.
حتى وإن اختلف العلماء في هذه المسألة فهي لم تقصر ولم يذكر فيها النبي صلى الله عليه وسلم وحده كما هنا، وشتان أيضاً بين عرضه صلوات الله وسلامه عليه مفرداً وبين الكلام على المسألة عموماً.
وأخيراًأخي الفاضل:
هل قرأت أو سمعت أن أحداً ممن يجيز الذنب على الأنبياء وصفهم ب " الخطأ " بمعنى: هل عندك نص من أحد أهل السنة والجماعة - ولا أقول السلفيين - تجرأ على القول للنبي صلى الله عليه وسلم وقال عنه: لقد أخطأ؟؟؟ حاشا وكلا.
غفر الله لنا جميعاً.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[03 Aug 2009, 11:34 م]ـ
غفر الله لنا جميعاً.
اللهم آمين.
قلت: الحق في هذه القضية أبلج والباطل لجلج، والذي أراه أن ما أثاره الدكتور عبد الرحمن ـ حفظه الله ـ لا يتعدى مقصده تحفيز همة الدكتور السالم ـ باركه الله ـ ليقول ما قاله من نفيس القول وبديع الحجة.
ولا أظن أن الدكتور عبد الرحمن يختلف مع أحد في ثوابت هذه القضية، هذه وجهة نظري، أرجو أن أكون قد وفقت فيها،ولله الأمر من قبل ومن بعد.
" وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى"
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[04 Aug 2009, 01:39 ص]ـ
د / السالم
د / خضر بارك الله فيكما وجزاكما الله عنا خيرا
وإن ما نوهتما به هو ما تربينا عليه في الصغر
ثم تعلمناه في الكبر ...
من هذا الذي يقول إن شدة احترامنا للنبي العربي الأمي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وحبنا البالغ وتقديرنا الشديد له عليه وآله وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسلم من قال بأن هذا مغالاة .. فما معنى قول الصحابي إذا:
فداك أبي وأمي يا رسول الله ... كل مصيبة بعدك جلل ..
ويؤسفني أنني تسلمت كتابا من إحدى الجهات فيه حديث الأعمى وفجعت عندما رأيت ختما أسود قد طمس كلمة: (يامحمد) فيه .. فما معنى هذا؟!!!!
أقول:
قال الله تعالى: (محمد رسول الله) وقال أيضا: (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) وقال العزيز الحكيم: (ولو تقول علينا بعض الأقاويل .. الآية)
فما معنى هذا الذي يطرح هنا بعد هذا البيان ـ أليس من العجب العجاب أن يقو رجل بعد أربعة عشر قرناأو يزيد فينسب الخطأ للرسول صلى الله عليه وسلم ... ثم يقوم بعدها من منطلق تصحيح العقيد فينظِّر لرسول الله صلى الله عليه وسلم بما كان من الواجب عليه أن يتصرف حرصا على سلامة العقيدة وسلامة الدعوة فيقول:
الأولى: تلطف الله بنبيه صلى الله عليه وسلم، في المعاتبة.
الثانية: تلطف الله بالأعمى، بما يعذره في فعله.
الثالثة: الحرص على التزكية، والتطهر، من الشرك، والمعصية.
الرابعة: فضل التذكر (أو يذكر فتنفعه الذكرى).
الخامسة: ضبط المصالح والمفاسد بالضوابط الشرعية, وتقدير المصلحة والمفسدة بالمعايير الدينية. ويتفرع عن ذلك أن من الناس من يتوسع بما يسمى (مصلحة الدعوة) فربما يتقحم بعض المحظورات باسم مصلحة الدعوة. وهذا ليس إليه , فإن الدعوة ليست ملكاً لأحد، لأن الدعوة لله عز وجل، فلابد أن يدعو العبد إلى ربه، وفق مراده، ووفق شرعه، وألا يقدم، ولا يؤخر، ولا يصطفي، ولا ينحي، بناءا على محض رأيه، وتقديره، بل لابد أن يستنير بنور الله.
السادسة: هوان المستغنين عن الهدى، المعرضين عنه، على الله.
السابعة: أن وظيفة الداعية هي البلاغ، وليس عليه الهدى (لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ).
الثامنة: حرص المؤمن على الهدى، والعلم, وسعيه في تحصيلهما.
التاسعة: أن الخشية ثمرة الإيمان الصادق.
العاشرة: بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم، وإمكان صدور الخطأ منه. فهو بشر يلحقه ما يلحق البشر في الأمور البدنية، والعملية (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) إلا أنه لا يقر على الخطأ. وهذا هو معنى (العصمة) الحقيقي. بينما آحاد الناس يخطئون، وقد يشعرون، وقد لا يشعرون أما النبي صلى الله عليه وسلم، فإن من عصمة الله له أنه إذا أخطأ، بين له خطئه.
وهذا يرد به على الذين يغالون في وصف النبي صلى الله عليه وسلم، بغير ما وصفه الله تعالى به، فقد قال تعالى لنبيه: (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ) فأثبت له ذنباً، كم أثبت للمؤمنين وللمؤمنات، وأمره أن يستغفر لنفسه، ولهم. وقد استجاب لأمر ربه، فكان يستغفر الله في المجلس مائة مرة, وقال عن نفسه: (فإني استغفر الله سبعين مرة).]
@ بكل صراحة ماكدت أصدق أن بشرا في عصرنا ممن ينتسب لقافلة الدعوة ويظهر بمظهر الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم يرتكب مثل هذا الخطأ الفادح أنريد أن نعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم سلامة المنهج وصدق التوجه وصحة العقيدة!!
هذا مافهمته من هذا النص فعلموني بارك الله فيكم إن كنت على خطأ فيما تبين لي.
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[04 Aug 2009, 04:26 ص]ـ
شيخنا الكريم:د. السالم الجكني،أخي الفاضل: أبو الخير كرنبة حفظكما الله تعالى.
إلى الآن لم ألتمس دليلا أونصا واضحا صريحا يثبت سبب إنكاركما لكلام الشيخ حفظه الله تعالى!!!
فكل ما ذكرتم من أدله لم تخالف ماذكره الشيخ؟
وما قاله الشيخ حفظه الله هو الظاهر في القرآن، ولا ينتقص من قدر النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما قولنا: (تتلمذ على الشيخ ابن عثيمين وصاحبه أكثر من عشرين سنة) فلا يخفى عليكم أثر الصحبة الصالحة! فما بالكم بصحبة العلماء الراسخون؟!
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Aug 2009, 05:41 ص]ـ
أقول والله تعالى الموفق:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الله تعالى:" وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولاتكتمونه ".
وقال قبل هذا:" ... ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون " (من التعليم).
وفي القراءة الأخرى:" بما كنتم تَعْلمون " (من العلم).
وبعد هذا أقول:
وهل عندك أخي الكريم والحبيب الدكتور عبدالرحمن الشهري أن " تخطئة " النبي صلى الله عليه وسلم تحتاج لأن نسمع فيها قول أهل العقائد؟؟ والله العظيم لو أجمع أهل العقيدة على هذا القول لرميت به عرض الحائط.
وماذا نسمي هذه العقيدة؟؟ خاصة في ظل هذه الهجمة الشرسة المتطاولة على جنابه صلى الله عليه وسلم؟؟؟
ثم: هل هذه مسألة عقدية ينتطح فيها عنزان حتى ننتظر ما يقرره أهلها؟؟ هذا جناب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وها أنت يا أخي الكريم ومعك من شارك في المداخلات لم ترضوا من العبد الضعيف أن " خطّأ " شيخاً تتلمذ على الشيخ ابن عثيمين وصاحبه عشرين سنة؟؟؟
الله تعالى يحب العدل والإنصاف حبيبي الكريم.
هذه عقيدتي وهذا رأيي أخي الحبيب ويسألني الله عنهما يوم القيامة، فأرجو النجاة بهما.
ثم:هل صحبة وتتلمذة الشيخ القاضي - حفظه الله - على الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بمانعته من الخطأ؟؟؟
ثم: هل الشيخ القاضي عرض رأيه وكلامه هذا على شيخه رحمه الله فأجازه له؟؟؟ ما أدين الله به أن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بريء من اجتهادات تلاميذه المشاكلة لهذا الاجتهاد من الشيخ القاضي؟؟
إن كنت تقصد أن نفسك ترتاح لهذا الذي قرره الشيخ القاضي فنصيحتي لك أن تتهم نفسك وتراجعها، وإن كنت تقصد غير ذلك فهو خروج عن أصل الموضوع.
وأسألك أخي الكريم " محامي عادل ":
مّن هو سلف الشيخ القاضي في تقريره واجتهاده هذا؟؟؟؟
وآمل أن لاينظر للمسألة من باب أنها مذهب للسلف، فهذا اتهام خطير لهم أن يجرؤ أحد منهم ويقول ماهو مكتوب في المقال.
أين صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين فسروا هذه السورة؟ وأين التابعون؟ وأين أئمة التفسير؟؟
ألمجرد معنى خطر على قلب شيخ متأخر - عفا الله عنا وعنه - نقول هذا مذهب السلف؟؟؟ اتقي الله أخي الكريم.
وليعلم أخي الحبيب د/عبدالرحمن وأخي الكريم " محامي عادل " أنني لا أسيء الظن بمسلم فضلاً عن طالب علم، ولكن تخطئة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو من باب الاحتمال لا أتركها تمر دون تنبيه على خطئها.
والله الموفق.
كلام إنشائي لا علاقة له بما نحن فيه.
ومزايدة على محبة النبي صلى الله عليه وسلم وكأن القائل لا يحب النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا غير صحيح.
قَدْرُ النبي صلى الله عليه وسلم محفوظ ومعروف ولا يحتاج إلى هذا التطويل، والدفاع عنه لا يكون بمثل هذه الطريقة يا أبا إبراهيم.
والفائدة التي أوردها الدكتور أحمد القاضي لا مطعن فيها، وليس فيها مساس بقدر النبي صلى الله عليه وسلم.
وليس تصويب الفائدة المستنبطة لأنها صدرت من أحمد القاضي ولا لصحبته لابن عثيمين بالطبع ولكن لأنها في نفسها صواب كما يظهر لي. وإن كان ردها بدليل علمي فليتك تورده حتى نستفيد فحسبُ.
وليتك توضح معنى قولك:
أما مسألة " عصمة الأنبياء " فشيء ووصفه صلى الله عليه وسلم بـ" الخطأ " شيء آخر، تلك في " الذنب " وهذا في " الخطأ " وشتان ما هما. .
وليتك تبين المقصود بالعصمة برأيك.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[04 Aug 2009, 08:32 ص]ـ
قرأت مداخلات المشايخ الأفاضل
وأحب أن أشارك بمشاركة أذكر فيها خلاصة ما في هذه المسألة بتفصيل مقتضب
فأقول:
لفظ الخطأ لفظ عام يطلق على كل ما هو خلاف الصواب سواء أكان عن عمد أم غير عمد، والناس تختلف أفهامهم في الألفاظ العامة
والأولى تفصيل هذه المسألة والأخذ بما يدل عليه النص والإجماع، والسكوت عما وراء ذلك.
فيقال:
1: ثبت بالنص والإجماع عصمة النبي صلى الله عليه وسلم من الوقوع في الشرك.
2: ثبت بدلالة النص والإجماع عصمة النبي صلى الله عليه وسلم من الوقوع فيما يسوء من الفواحش والكبائر.
3: ثبت بالنص والإجماع عصمة النبي صلى الله عليه وسلم من الخطأ والتقصير فيما يتعلق بالبلاغ وبيان ما نزل إليه.
وهذه المسائل المتقدمة مجمع عليها بين أهل السنة والأشاعرة والمعتزلة وطوائف أخرى
وخالف في بعضها الرافضة وبعض غلاة الصوفية ولا عبرة بخلافهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
بقيت أربع مسائل
المسألة الأولى: عصمة النبي صلى الله عليه وسلم من الوقوع في المعاصي دون الشرك فيما سوى الفواحش والخيانات وما يسقط العدالة ويخرم المروءة.
المسألة الثانية: عصمة النبي صلى الله عليه وسلم من فعل خلاف الأولى.
المسألة الثالثة: عصمة النبي صلى الله عليه وسلم من الخطأ في الاجتهاد في النوازل التي لا نص فيها وقت حدوثها.
المسألة الرابعة: عصمة النبي صلى الله عليه وسلم من السهو والنسيان
فأما السهو والنسيان فقد وقع منه صلى الله عليه وسلم كما ثبت في النصوص وتعلق بذلك أحكام انتفع بها المسلمون كما في الصحيحين من حديث إبراهيم النخعي عن علقمة عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - قال إبراهيم ' زاد أو نقص - فلما سلم قيل له: يا رسول اللَّهِ، أحدث في الصلاة شيء؟
قال: وما ذاك؟
قالوا: صليت كذا وكذا.
قال: فثنى رجليه واستقبل القبلة، فسجد سجدتين ثم سلم، ثم أقبل علينا بوجهه فقال: (إنه لو أُحدث في الصلاة شيء أنبأتكم به، ولكن إنما أنا بشر أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني، وإذا شك أحدكم في صلاته فليتحرى الصواب فليتم عليه ثم ليسجد سجدتين).
وفيه أدلة أخرى.
وأما اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم فيما سوى النص فثابت بدلالة النصوص لكنه معصوم من أن يقرَّ على اجتهاد خاطئ
وسأضرب لكم ثلاثة أمثلة لاجتهادات أقرَّ عليها
وثلاثة أمثلة لاجتهادات لم يقر عليها على سبيل الإشارة إذ مثلكم تكفيه الإشارة عن التطويل.
فمن أمثلة اجتهاداته التي لم يقر عليها:
1 - أخذه صلى الله عليه وسلم الغنائم يوم بدر قبل الإثخان في قتل الكفار
2 - إعراضه عن الأعمى
3 - إذنه لبعض المنافقين في التخلف عن غزوة العسرة
ومن أمثلة اجتهاداته التي أقر عليها:
1 - شربه للبن عندما خيره جبريل بين اللبن والخمر
2 - اجتهاده في قتال الكفار يوم أحد خارج المدينة
3 - تركه هدم البيت وإعادة بنائه على قواعد إبراهيم
وأما العصمة من فعل خلاف الأولى فإن كان فيما يتعلق بشؤونه في خاصة نفسه فغير معصوم لقوله تعالى: (قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء)
وإن كان فيما يتعلق بالبيان وتبليغ الرسالة فهو معصوم من الإقرار عليه.
وأما مسألة العصمة من المعاصي دون الشرك ففي تفاصيله نزاع طويل بين أهل العلم من أهل السنة وغيرهم
حتى الأشاعرة بينهم خلاف كثير في تفاصيل هذه المسألة ذكر بعضه الرازي في المحصول وذكره ابن طاهر وذكره غير واحد
وكذلك المعتزلة بينهم خلاف طويل فصل فيه عضد الدين الإيجي في كتاب المواقف
فمن أراد تفصيل ذلك فليرجع إليه.
لكن أجمع أهل السنة على عصمة النبي صلى الله عليه وسلم من الإقرار على الذنوب مطلقاً
واختُلف في نقل الإجماع على العصمة من الكبائر مطلقاً فنقل الإجماع عليه بعض أهل العلم كما فعل الشنقيطي في أضواء البيان وغيره
وذكر الخلاف في ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية
وجمهور أهل العلم على إمكان وقوع بعض الصغائر لكنه معصوم من الإقرار عليها
وكلام المحققين من المفسرين في هذا المعنى مشتهر معروف
وأختم المشاركة بمقتطفات من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
قال رحمه الله: (الْأَنْبِيَاءُ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ مَعْصُومُونَ مِنْ الْإِقْرَارِ عَلَى الذُّنُوبِ كِبَارِهَا وَصِغَارِهَا وَهُمْ بِمَا أَخْبَرَ اللَّهُ بِهِ عَنْهُمْ مِنْ التَّوْبَةِ يَرْفَعُ دَرَجَاتِهِمْ وَيُعَظِّمُ حَسَنَاتِهِمْ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ وَلَيْسَتْ التَّوْبَةُ نَقْصًا؛ بَلْ هِيَ مِنْ أَفْضَلِ الكمالات وَهِيَ وَاجِبَةٌ عَلَى جَمِيعِ الْخَلْقِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} {لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُن
ـ[الجكني]ــــــــ[04 Aug 2009, 10:17 ص]ـ
جزيتم خيراً أخي الكريم الشيخ عبدالعزيز الداخل على هذا الملخص الكامل الإفادة، وما أرى تعبيركم بعبارة " خلاف الأولى " إلا بتوفيق من الله تعالى في المداخلة، فهي تكتب بماء الذهب.
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[04 Aug 2009, 03:06 م]ـ
شكر الله للجميع حرصهم على حماية جناب الشريعة وحمايتهم لجناب محمد صلى الله عليه وسلم وهذا الإثراء المفيد
وكل كلام المداخلين لا غبار عليها
فمقام نبينا محفوظ وهو عليه الصلاة والسلام معصوم في أمور الشريعة وتبليغ الدين ولذا قال تعالى: (ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين ... ) وفي آية أخرى: (ولولا أن ثبتانك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا) فربنا قد ثبّت نبيه عن الخلل أو النقص في الدين فلبلغ أتم البلاغ وأوضح أتم إيضاح
ولذا أمر ربنا نبينا بعد التعجل بتلقي القرآن وأخبره أنه تكفل بجمعه له في سورة القيامة بقوله:
(لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه)
أما أمور الدنيا فنبينا بشر كالبشر اجتهد في تأبير النخل فخربت فقال: (أنتم أعلم بأمور دنياكم)
أرى أن الجميع متفقون لا مختلفون لكن قد قد يكون اختلاف في فهم العبارة أو أحيانا بسبب سوق العبارة في سياق معين في جملة معينة حدا بها لأن تفهم على غير المراد
والله المستعان وعليه التكلان
وأكرر شكري لكل الإخوة على غيرتهم وحبهم لنبيهم وسعيهم لحماية جناب الشريعة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[05 Aug 2009, 01:40 ص]ـ
السلام علي الكرام و بعد
الجملة التي ظهرت لي أنها تحتاج إلي مراجعة هي قول الأخ الفاضل الجكني " ... والله العظيم لو أجمع أهل العقيدة على هذا القول لرميت به عرض الحائط ... " ... فأرجو أن يرجع الكرام إلي ما سطره الأصوليون في مباحث الأجماع و خاصة مسألة رد الإجماع ..... وفق الله الجميع لما يحبه و يرضاه
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[05 Aug 2009, 01:40 ص]ـ
السلام علي الكرام و بعد
الجملة التي ظهرت لي أنها تحتاج إلي مراجعة هي قول الأخ الفاضل الجكني " ... والله العظيم لو أجمع أهل العقيدة على هذا القول لرميت به عرض الحائط ... " ... فأرجو أن يرجع الكرام إلي ما سطره الأصوليون في مباحث الإجماع و خاصة مسألة رد الإجماع ..... وفق الله الجميع لما يحبه و يرضاه
ـ[الجكني]ــــــــ[05 Aug 2009, 12:12 م]ـ
وجزيت خيراً أخي الفاضل شهاب الدين.
وأقول:
أولاً يثبت لنا الإجماع ثم يبحث في حكم منكره؟
ثانياً: والله العظيم لو أجمع أهل العقيدة على تخطئة النبي صلى الله عليه وسلم دون نص من الله تعالى لرميت بإجماعهم بل واتهمتهم في عقيدتهم.
أخي الكريم:
أبرأ إليك أن تكون ممن يصطاد في الماء العكر،ارجع أخي إلى السياق العام للعبارة فسيتبين لك شيء آخر، فإنني وإن لم أكن متخصصاً في " علم الكلام " فإني بحمدالله أعرف كل الحق والواجب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحتاج من أهل الكلام أن يبينوا لي ما يحق له مما لا يحق.
وأعتذر عن إثارة الموضوع مرة أخرى بعد أن أنهاه الشيخ عبدالعزيز الداخل والأخت الكريمة " محبة القرآن " ولو لم يصرح الأخ شهاب الدين باسمي لما كتبت فيه حرفاً آخر.
والله من وراء القصد.
ـ[الجكني]ــــــــ[05 Aug 2009, 03:36 م]ـ
تعقيب واعتذار
بعد كتابتي للمداخلة الأخيرة؛ كان بيني وبين من أعتز بصحبته وصداقته لله تعالى، وهو رجل أثق في دينه ومروءته وصدق نصيحته، وهو أخي وصديقي الشيخ الدكتور مساعد الطيار حفظه الله؛ وكان مما دار بيننا فيما يتعلق بالموضوع أن أخذ علي قولي:
والله العظيم لو أجمع أهل العقيدة على هذا القول لرميت به عرض الحائط
وبين لي وجهة نظره وأنها عبارة غير لائقة لما قد يفهم منها غير المراد الذي ذكرت من أجله.
وقد وقع قوله مني موقع القبول، والمسلم مرآة أخيه المسلم، والرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل.
وقبل أن أعتذر عن هذه الكلمة أببين أني والله ما قصدت منها التقليل من تخصص العقيدة ولا ممن ينتسب إليه، وإنما أردت التأكيد على أن هذا القول - تخطئة النبي صلى الله عليه وسلم - لا يمكن أن يجمع عليه أهل أي علم، وحتى لو أجمعوا فلا يقبل إجماعهم بمفردهم دون إجماع غيرهم من أهل العلم.
وأخيراً:
إذا كانت هذه الكلمة قد أخذها علي أي أحد من أهل تخصص العقائد فإني أعتذر إليه عن سوء العرض الذي عرضت فيه المعلومة.
والله من وراء القصد.
ـ[البهوتي]ــــــــ[05 Aug 2009, 05:48 م]ـ
ونحن نعتز بك يا شيخ , بارك الله فيك, وجزيت الجنة على غيرتك ودفاعك عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
ـ[محامي عادل]ــــــــ[05 Aug 2009, 06:39 م]ـ
هنيئاً لك ياشيخنا الفاضل د/ السالم
وهذا درس تقدمه نستفيد منه جميعا
وهو أن المناقشة إذا حصلتْ فإن الهدف منها هو البحث عن الحق والرجوع إليه بعد تبينه
فهنيئاً لك هذه المنزلة الرائعة
وهنيئاً لنا في هذا الملتقى أن يكون بحثنا ودرسنا هو للوصول إلى الحق.
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[06 Aug 2009, 07:05 م]ـ
التفسير العقدي لجزء عم
سورة عبس
المقطع الثالث
(فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26) فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (32) فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ (33) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ
(يُتْبَعُ)
(/)
عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (41) أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (42))
(فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ): هذه دعوة من الله عز وجل للإنسان , والمراد به هاهنا جنس الإنسان؛ لأن هذا لا يختص بالكافر, وإن كان الخطاب يتوجه بالدرجة الأولى إلى الكافر، المنكر للبعث, لكنه في الواقع يتناول المؤمن ليتعظ، ويتدبر. والإنسان بطبعه يتبلد حسه بالنسبة للأمور المألوفة, فلا يلقي لها بالاً، ولا يعتبر دوماً، ولا يتبصر بما يتكرر عليه ليل نهار، صباح مساء. فالله تعالى يصرف فكر الإنسان إلى أقرب الأشياء إليه، وهو هذا الطعام الذي يتناوله يومياً، ولم تحدثه نفسه أن يفكر في مصدره, وكيف سيق إليه؟
(أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا): وهذه القراءة هي المشهورة بفتح الهمزة (أَنَّا)، وعلى هذا تكون الجملة بدل اشتمال لقوله (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ). والمراد بصب الماء كون الله عز وجل أنزل المطر على الأرض غزيراً قوياً, متتابعاً.
(ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا): و " ثم " ها هنا تفيد التراخي؛ لأن الإنبات لا يحصل مباشرة , بل يقع في جوف الأرض من التكونات العضوية لهذه النباتات ما يستغرق فترة طالت، أو قصرت. ومعنى (شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا) أن الله سبحانه وتعالى فتق وجه الأرض، فأخرج هذا النبات. فتجد النبتة تشق الصعيد، أو تبحث من بين الصخور الصلبة عن شق تخرج منه , حتى إذا قويت واشتد عودها فلقت الصخر، بقدرة الله عز وجل.
(فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا): أي في هذه الأرض, والحب: اسم جنس لجميع الحبوب، فيشمل البر، والشعير، والذرة، والدخن، وغير ذلك من أنواع الحبوب.
(وَعِنَبًا وَقَضْبًا): العنب هو الكرم , وذكرهما الله تعالى لكرامتهما، عند من نزل فيهم القرآن , فإن الحب قوتهم، والعنب فاكهتهم.
وأما (القضب) التفسير الشامل أو العام لهذه اللفظة أنه كل ما يقضب من النبات، فيجز، فينبت مرة أخرى. ومعنى أنه يقضب من القضب وهو القبض، وجذرهما واحد. وقد اختلفت عبارات المفسرين في معنى القضب، فقيل في معناه: أنها الرطبة يعني أي نبت رطب، وقيل في معناه: العلف، وتحديداً القت, ويلحق به على هذا جميع أنواع البقوليات التي تنبت على وجه الأرض.
(وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا): الزيتون معروف , وقد ذكره الله في غير ما موضع في كتابه , وهو شجرة كريمة، ويخرج منه زيت مبارك (وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآَكِلِينَ) , والنخل كذلك معروف، وهو الشجرة الرئيسية، والثمرة الأساسية التي يقتاتون منها, ولا ريب أنها من أكرم أنواع الأشجار، بل هي أكرمها، وأعظمها فائدة، ولهذا شبه النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن بالنخلة, وألغز أصحابه يوماً، فسألهم عن شجرة لا يسقط ورقها، مثلها مثل المؤمن، فوقع الناس في شجر البادية, وهذا من الخطأ؛ إذا سئل الإنسان، أن يجنح إلى الأمور البعيدة، ينبغي أن يبدأ بالأقرب. فوقع في نفس ابن عمر، رضي الله عنهما، أنها النخلة، قال: فنظرت، فإذا أنا أصغر القوم، فاستحييت. فقال النبي صلى الله عليه وسلم، إنها النخلة, قال: فحدثت أبي، فأسف عمر، رضي الله عنه، وتمنى أن لو أجاب ابنه، ولا أن له بذلك كذا وكذا. والمقصود أن النخل من أكرم الأشجار، وأعظمها بركة. وقد ذكره الله عز وجل، في مواضع كثيرة من كتابه.
(وَحَدَائِقَ غُلْبًا): الحدائق البساتين؛ لأنها تحدق بمن كان بداخلها لكثافتها، والتفاف أشجارها. ومعنى (غلباً) أي غلاظاً، وقيل عظيمة، وقيل كراماً، والحق أنه يشمل ذلك كله؛ بمعنى أن الحدائق هذه حدائق تحتوي على أشجار ضخمة، عظام، كرام, ولهذا فسرت بأنها النخل الكرام, فمعنى " الغلب " ما يدل على العظمة، والمتانة، والقوة، ونحو ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
(وَفَاكِهَةً وَأَبًّا): " الفاكهة "ما يتفكه به الإنسان من أنواع الثمار, و" الأب " قيل: إنه النبات عموماً، وقيل إنه ما يختص بطعام الحيوان. وكأن هذه اللفظة " أب " مأخوذة من (آب) , فالنبات الذي يحصد، ثم يخرج يقال له " أب " من الإياب، وهو العَود. فيشمل الأعلاف، وما شابهها. فكأنه أراد التقسيم: " الفاكهة " للإنسان , و " الأب " للحيوان. وأما ما يروى عن أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، أنه قال لما سئل عن " الأب ": (أي سماء تظلنيوأي أرض تقلني أن أقول في كتاب الله ما لا أعلم) , فهو من حيث السند منقطع, ومن حيث المعنى صحيح؛ فإن الإنسان لا يحل له أن يقول في كتاب الله بمجرد الرأي, بل لابد أن يصدر في ذلك عن أثارة من علم؛ لأن القول على الله عظيم , وقد كان الصحابة، رضوان الله عليهم، يسألون عن الحديث فيحدثون، فإذا سئلوا عن تفسير القرآن أمسكوا، تعظيماً للمقام؛ لأنهم يرون أن هذا قول على الله عز وجل، وتوقيع عن رب العالمين، فكانوا يتحرجون غاية الحرج، أن يقولوا في كتاب الله مالا يعلمون. فالواجب على الإنسان ألا يخوض فيما لا يعلم, ويروى عن عمر، رضي الله عنه، أنه ساءل نفسه عن " الأب " ثم قال، إن هذا لهو التكلف يا عمر! وقد يكون هذا مشكلاً, فقد يفهم بعض الناس من هذا الأثر، وهو صحيح، أن الإنسان لا يسأل عما خفي عليه, لكن لا يظهر أن هذا هو مراد عمر، رضي الله عنه, وإنما كره أن يقول فيه بلا بينة، فعد ذلك تكلفاً، أن يستنبط شيئاً بلا جزم ولا يقين. وربما كان هذا اللفظ " الأب " ليس من لغة قريش، فخفي على عمر، رضي الله عنه؛ فإن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فبعض ألفاظه ومفرداته، قد لا تكون من لغة قريش, وإنما من لغة بعض أحياء العرب، فخفي على عمر، فنهى نفسه أن يتعجل قولاً بلا جزم ولا بينة، فقال: إن هذا لهو التكلف. ولكن هذا لا يعني أن لا يسأل الإنسان عن معاني ما أنزل الله تعالى على نبيه, لأن النبي صلى الله عليه وسلم ما ترك شاذة، ولا فاذة، إلا بينها، كما قال تعالى: (وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم) , وقال: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ) , وقال: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ) , وقال: (إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) , وقال: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) , فلابد من تعقل القرآن جميعه، ومعرفة مفرداته، وتراكيبه, ولكن هذا لا يكون بمجرد الرأي المحض، لابد من تفسيره بالمأثور، وقد بين ابن عباس، رضي الله عنهما أن تفسير القرآن على أربعة أضرب:
الوجه الأول: تعرفه العرب من لغتها: مثل معرفة " غَاسِقٍ " , و " وَقَبَ " , و " الرَّقِيمِ " , و " الأب " ونحو ذلك، فهذا يطلب من علوم العربية، وقد كانوا ينشدون الأشعار، ويحفظون الشواهد، التي يفسر بها القرآن, وقد جرى بين ابن عباس، رضي الله عنهما، ونافع بن الأزرق سجال في هذا, وكان ابن عباس يستدل على معنى كل لفظة، ببيت من شعر العرب.
الوجه الثاني: ما لا يعذر أحد بجهالته: وهو المعلوم من الدين بالضرورة. فإذا قال الله تعالى: (أَقِيمُوا الصَّلَاةَ) , فليس لقائل أن يقول: المقصود بالصلاة هنا الدعاء. لأن الشرع أتى بمعنى اصطلاحي للصلاة، وأنها عبادة ذات أقوال، وأفعال، مفتتحة بالتكبير، مختتمة بالتسليم. هكذا.
الوجه الثالث: ما يعلمه العلماء: وهو الذي يحتاج إلى طلب، ورواية، ودراية؛ كمعرفة الناسخ والمنسوخ، والمطلق والمقيد، والمجمل والمبين، والخاص والعام.
الوجه الرابع: مالا يعلمه إلا الله، فمن أدعى علمه فهو كاذب: والمقصود به الكيفيات، وحقائق المغيبات, فهذا لا يمكن أن يعلمه إلا الله. فإذا أخبر سبحانه وتعالى أنه (عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) فإننا نثبت الاستواء، ونثبت معناه؛ أنه العلو, لكننا لا ندرك كيفيته، فكيفيته لا يعلمها إلا الله. الاستواء معلوم، والكيف مجهول. وإذا أخبر الله تعالى، عن ما يقع في اليوم الآخر؛ من النفخ في الصور، والبعث، والنشور، والحشر، والصراط، والميزان, فإننا نعلم هذه المعاني من حيث اللغة , لكن لا ندرك الكيفيات, فهذا مما أستأثر به الله تعالى بعلمه، أي بعلم كيفيته.
(يُتْبَعُ)
(/)
(مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ): " متاعاً " أي منفعة مؤقتة؛ لأن المتاع يدل على النفع، ويدل على الاستمتاع. والاستمتاع لابد أن يكون موقوتاً. فهذه المذكورات فيها منفعة لكم، وفيها منفعة لأنعامكم. ثم لاحظ أن هذه الأنعام تحيل ذلك إلى طعام؛ فيؤخذ منها اللبن، ويؤخذ منها الزبد، والسمن، واللحم. إذاً هي أيضاً تعود إلى الطعام، فتدخل في عموم قوله (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ).
فهذه الجولة في هذه المكونات الغذائية، التي ينبتها الله تعالى على وجه الأرض، ويتناولها الناس، تجعل الإنسان في موقف المتدبر لطعامه، من حين أنزل الله المطر من السماء، إلى أن وصلت إلى فيه. هذه المراحل تستدعي منه النظر، والاعتبار، والتفكر.
(فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ): الصاخة: اسم من أسماء الساعة. وسميت بذلك لأنها تصخ الآذان لشدة صوتها، فهي صيحة مرعبة، مدوية.
(يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ): هذا وصف لتفاصيل القيامة، وهو مشهد مرعب، مفزع , أقرب الناس إليه، من يتمنى أن يفديهم في دنياه، وأن يدفع عنهم الأذى، ويتمنى أن يصيبه دونهم , يوم القيامة، يفزع منهم، وينفض يديه منهم، ويفر منهم , لا أحد ينعطف على أحد، ولا أحد يلتفت على أحد. حتى أخيه الذي درج معه في مراتع الصبا، لا يباليه يوم القيامة، ولا يلتفت إليه.
(وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ): سببا وجوده في هذه الحياة، أحن الناس عليه، وأشفقهم به , يفر منهم. يسألانه حسنة واحدة، فلا يبذلها لهما, يقول نفسي! نفسي! النجاء! النجاء!
(وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ): الصاحبة: هي الزوجة، ألصق الناس به, والتي جعل الله بينه وبينها، في هذه الدنيا مودة، ورحمة، يوم القيامة، يفر منها, وفلذة كبده، وبضعة منه، يفر منه يوم القيامة.
لا ريب أن هذا يدل على هول المطلع، وعظم الموقف، وأن الإنسان ما كان ليبدر منه هذا التنصل من أقرب الناس إليه، إلا لشدة الحال. ولو تأملت في حياتك الدنيا، لوجدت أنك لو رأيت بعض هؤلاء الأحبة يغرق لألقيت نفسك عليه، لتستنقذه، وربما تهلك معه, وإذا وجدته يحترق، ربما ألقيت نفسك عليه، وإذا فقدته لحقك حزن عظيم، وهم، واكتئاب. لكن تأمل! يوم القيامة، لا مكان لهذه المشاعر، لأن المرء يدرك أن أمامه مصير مستديم، وهول عظيم، يريد أن ينجو بنفسه، يريد أن ينقذ ذاته، لا يلوي على أحد.
(لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ): يعني يغنيه عن النظر إلى غيره
كلانا غني عن أخيه حياته ونحن إذا متنا أشد تغانيا
(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَة ٌ): في ذلك الموقف العصيب يتمايز الناس؛ فمن خافه في الدنيا، أمنه في الآخرة, ومن أمنه في الدنيا، أخافه في الآخرة. وإنما عبر الله تعالى عن الذوات بالوجوه، لأن الوجه هو مرآة الإنسان، بل هو مرآة القلب فتظهر انفعالات القلب على الوجه, فالوجه صفحة ظاهرة، تنبيء عما في الباطن. ومعنى (مسفرة) مضيئة مستنيرة, ووصف الوجوه بأنها (ضَاحِكَةٌ) لأن الضحك يرى في الوجه, والضحك يكون من فرح، ومن أنس، ومن موعود حسن, ومعنى (مستبشرة) أي فرحة، متفائلة، لما تنتظر ما عند الله عز وجل من النعيم، والفضل. جعلنا الله وإياكم منهم.
(وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ): كالحةٌ مظلمةٌ.
(تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ): أي سواد، وظلمة، كما قال الله في الآية الأخرى: (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ).
(أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ): جمعوا بين فسادين؛ بين فساد القلب، وفساد العمل, فساد القلب دل عليه وصفها بالكفر، وفساد العمل دل عليه وصفها بالفجور.
الفوائد المستنبطة:
الأولى:فضيلة التفكر في نعم الله وآلائه , والدعوة إلى ذلك.
الثانية: بديع صنع الله في النفس، والآفاق.
الثالثة: كرم هذه الثمرات، والنباتات, لأن الله تعالى ما خصها بالذكر إلا لمزيد مزيتها.
الرابعة: وجوب شكر المنعم وعبادته؛ لأنه قال (مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ).
الخامسة: عظم أمر الساعة، وهول أحوال يوم القيامة.
السادسة: تبرؤ الإنسان من أقرب الناس إليه يوم القيامة.
السابعة: أن الجزاء من جنس العمل.
الثامنة: أن الكفر كفران؛ كفر اعتقادي، وكفر عملي (أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ) , لأن الموصوف
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[11 Aug 2009, 11:37 م]ـ
شكر الله للأخت محبة القرآن ما أتحفتنا به من نقل لتفسير الشيخ الدكتور أحمد القاضي حفظه الله.
ولن أخوض في المسألة بعد أن هدأت العاصفة فيها.
ولكن الذي أحب أن أضيفه أن الشيخ أحمد وفقه الله يعتبر من أبرز طلاب شيخنا ابن عثيمين ومن المتخصصين في العقيدة وله موقع (العقيدة والحياة) أرجو من د/ السالم والأخوة جميعاً تصفحه والتعرف على الشيخ ومقالاته فيه، ويمكن التواصل معه من خلاله. وهذا رابط الموقع:
www.al-aqidah.com
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجكني]ــــــــ[12 Aug 2009, 01:53 ص]ـ
جزيت خيراً أخي الكريم د/ محمد الربيعة.
أما ماذكرتم من التعريف بالشيخ الدكتور القاضي حفظه الله فيقال لمن جادل وناقش في شخصه الكريم، وكاتب هذه الحروف ليس منهم.
أما أنه أبرز تلاميذ الشيخ رحمه الله وكونه متخصصاً في العقيدة فأرى أنه لا يبيح له أن يقول لا هو ولا غيره " أخطأ " رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكونه من تلامذة الشيخ ومتخصصاً في العقيدة لا يمنعه من الخطأ والوهم والسهو.
والموضوع كما ذكرتم انتهى ولا إضافة عندي فيه غير ماسطرته وهو ما عليه أحيا وعليه ألقى الله عز وجل.
رزقني الله والمسلمين جميعاً الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأقوال والأفعال.
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[14 Aug 2009, 08:16 م]ـ
شكر الله للأخت محبة القرآن ما أتحفتنا به من نقل لتفسير الشيخ الدكتور أحمد القاضي حفظه الله.
ولن أخوض في المسألة بعد أن هدأت العاصفة فيها.
ولكن الذي أحب أن أضيفه أن الشيخ أحمد وفقه الله يعتبر من أبرز طلاب شيخنا ابن عثيمين ومن المتخصصين في العقيدة وله موقع (العقيدة والحياة) أرجو من د/ السالم والأخوة جميعاً تصفحه والتعرف على الشيخ ومقالاته فيه، ويمكن التواصل معه من خلاله. وهذا رابط الموقع:
www.al-aqidah.com
وشكر الله لكم وبارك فيكم ...
وكتب لكم الأجر على ما أضفتم ..(/)
(شوائب التفسير في القرن الرابع عشر الهجري) رسالة دكتوراه لعبدالرحيم أبو علبة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Jul 2009, 02:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لقيت الباحث عبدالرحيم فارس أبو علبة صيف عام 1426هـ بمدينة عمان في الأردن، وجلستُ معه ومعي الدكتور فهد الرومي والدكتور محمد الفوزان، وحدثنا عن رسالته للدكتوراه وما يبذله حينها لإنجازها، وطال بنا الحديث وتشتت في أودية كثيرة حينها.
ثم وقفتُ اليوم على رسالة على بريدي الإلكتروني فيها نسخة إلكترونية من رسالة دكتوراه بعنوان:
شوائب التفسير في القرن الرابع عشر الهجري
رسالة مقدمة لنيل درجة العالمية (الدكتوراة) في الدراسات الإسلامية من كلية الشريعة بجامعة بيروت الإسلامية
إعداد الطالب
عبد الرحيم فارس أبو علبة
فأخذتُ أقرؤها وقرأتُ منها المقدمات، والتوصيات.
وقد أورد الباحث فيها الكثير مما أريد من الزملاء الفضلاء في ملتقى أهل التفسير الاطلاع عليه، وإبداء الرأي حوله. وليت من يعرف الباحث أكثر أن يطلعنا على تفاصيل هذه الرسالة مشكوراً.
وقد أرفقتُ لكم نسخة الرسالة التي وصلتني على بريدي.
وبحثت عنها في Google فوجدت منها نسخة أيضاً في مكتبة صيد الفوائد. وقد اشتملت الرسالة على نتائج جريئة لا أريد الاستعجال في الحكم عليها، وأرغب في التحقق من صحتها، والوقوف على جلية الرأي العلمي الصحيح فيها، دون شطط أو تجاوز.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[27 Jul 2009, 05:42 م]ـ
قرأت في عجالة (7 دقيقة تحديدا) نتائج هذه الرسالة التي توصلت لها، وأنا على يقين من أنها حقيقة تدل على ذكاء وعمق نظر كاتبها جزاه الله خيرا ..
وأكاد أجزم أنه لم يضف جديدا لطلبة العلم حول رواد المدرسة التفسيرية العقلانية الذين ذكرهم لأنهم معروفون بكل ما قال وأكثر، إلا أن جمعه لكل تلك الملاحظات حولهم في مكان واحد يعتبر إنجازا يعد له ..
أما قوله إن أهل السنة والشيعة كانوا يعدون نحلة واحدة إلى وقت قريب فهو غير دقيق وما فتئ علماء الأمة يحذرون من خطر الشيعة بشكل عام وشيعة العصر بشكل خاص أعنى الإثنى عشرية وهي أكثر طوئف الشيعة انتشار يقدرها بعض الباحثين بمائة مليون منتشرة في العراق وإيران والكويت والسعودية والبحرين وباكستان ولبنان ..
وما عدى قوله ذلك حول الشيعة - وله مسوغاته الأمنية - فإن كل نتائجه واقعية وعلمية أرجو من الله العلي القدير أن يجزيه عليها خير الجزاء ويحفظه بها إن كان حيا ويجعلها في موازين حسناته إن كان ميتا ..
كما أنصح طلاب العلم بقراءة هذه الرسالة حتى يعرفوا حقيقة من يصورون لهم في الإعلام بأنهم سلفيون سواء من الذين ماتوا أو من الأحياء الآن الذين يسيرون على نهج أؤلئك ..
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[27 Jul 2009, 07:21 م]ـ
وبعد فهذه رسالة انا اعرف من حيثياتها الكثير وهي رسالة حشا صاحبها احكاما مقررة في دماغه اولا ثم اقام عليها رسالته ولم يكن البحث الذي اقيم فيها نزيها ولا علاقة له بالنزاهة وفي الجعبة شيء كثير لا اذكره الان
لكن ما اود ذكره انها قدمت في السودان ورفضت مناقشتها لاصرار كاتبها على رايه الذي بناه فيها قبل ان يكتبها باكثر من عشرين عاما ثم نوقشت في لبنان لاسباب يعلمها بعض الناس
والله يتولانا بفضله ويبعدنا عن الغلو واهله
وانا لست مع كل ما جاءت به مدرسة الشيخ محمد عبده في التفسير لكن من يقرا ماكتبه شيخنا العلامة فضل عباس حول هذه المدرسة وكان معاصرا لكثير من رجالاتها ثم يضيف اليه ما كتبه شيخنا الشيخ فهد الرومي فانه لامحالة واقف على طريق رشد حين يجمع بين خلاصة الكلامين
هذا وعنوان الرسالة يوحي لارباب العلم ايحاء بينا لا يكاد يجهله ذو بصيرة
ـ[أبو العالية]ــــــــ[27 Jul 2009, 11:18 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
من باب النصح لله تعالى.
انا هاتف الباحث والتقيت به على عجل في مكبتة شومان في عمان، ولست أوافق أستاذنا الدكتور جمال فيما ذهب إليه، فكما عنده حيثيات، فهناك حيثيات اخبرني بها المؤلف كان سببها خلافات شخصية مع الدكتور فضل!! ومن طالع مقدمة الجزء الثاني من إتقان البرهان يعرف ذلك وللأسف فيها ما هو ليس بصواب وبعض ظلم!!
وللأسف اليوم السياسة بالذات مع .... (اللبيب بالاشارة يفهم)
والواقع برهان.
ولا أريد المزايدة في الموضوع .. ولكن أختم: بأن الإنصاف عزيز.
المطلوب هو الإفادة مما تناوله الباحث بغض النظر عن الباحث، مع المحبة لأصابة الحق بأدلته، وبيان مجانبة الصواب بأدلته أيضاً هذا في ما يتعلق بإبداء الرأي.
والمجال مفتوح لمن يفيد.
وللعلم فقد أخبرني الدكتور الباحث بأنه زاد على رسالته وأنها قيد الطباعة في 5 مجلدات تقريباً مع زيادات وفوائد كثيرة.
فالله أعلم، وما شهدنا إلا بما علمنا، فإلى حين خروج الطبعة المعتمدة من المؤلف.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[28 Jul 2009, 11:32 ص]ـ
اما خلاف الباحث مع الشيخ فضل يا ابا العالية فلم يخطر لي على بال عندما كتبت ما كتبت واما الظلم الذي تتحدث عنه في مقدمة الجزء الثاني من كتاب الاتقان فهو راي لك ارتايته دون ان تعرف الحيثيات الخاصة وصدقني ان الذي تمت كتابته في تلك المقدمة لم يعدو من الحقيقة شيئا وليس فيه اي شيء من عدم الصواب او الخطا فانا وغيري شهداء احياء على كل الذي جرى وعلى العموم تم حذف هذا كله من الطبعة الجديدة
ولعل الايام تطلعك على ما كنت اقصد
والله يتولانا جميعا
ـ[أبو العالية]ــــــــ[28 Jul 2009, 11:47 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
أستاذي الفاضل .. ما قلت إلا بما علمت.
وغداً يخرج الكتاب فانظر انت والقارئ الكريم في طياته، فستجد ما أخبرت به من الباحث.
لكن ...
فالله أعلم
وعودة إلى الإفادة من الكتاب
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[28 Jul 2009, 10:44 م]ـ
إخوتي الأفاضل: أيا كانت الخلافات بين الدكتور الباحث، والدكتور فضل أو غيره فهي لا تهم طلبة العلم ..
الذي يهم وهو الذي طلبه كاتب الموضوع في الملتقى هو مدى إصابة الباحث فيما توصل إليه من نتائج عن دراسته لشوائب التفسير في القرن الرابع عشر ..
فإذا كانت صحيحة يشجع عليها وينصح بها طلاب العلم ..
وإن كانت عكس ذلك فليبين الدليل والبرهان على أنها غير صحيحة ..
ولا أظن أن قول الحق والتحذير من كتابات تهدم الدين يعتبر تعصبا وغلوا، اللهم إلا إذا كان القاموس الذي نتكلم به ونكتب به هو المعجم العصري، البعيد عن لغة القرآن ..
إن أهل القرآن هم اجدر الناس بقول الحق والدفاع عنه، والتعرض للمحن في سبيله، أما أن يبيع دينهم، ونصاعة أفكارهم خوفا من شيء ما أو طمعا في شيء ما، فذلك أمر مستغرب من المسلمين عامة، ومن أهل الله خاصة ..
أرجو ممن يظن خيرا بأئمة المدرسة العقلانية أن يأتينا ببرهان ..
وإن من المآخذ التي تؤخذ على الباحث أنه لم يذكر أن بعضا منهم أعضاء في الماسونية العالمية، كما ذكر ذلك بعض الباحثين، بأدلة واضحة من كتاباتهم التي خلفوها، وتواقيع لهم تركوها ..
أرجو أن لا يكون نقل ذلك عن الباحثين تنطعا، وغلوا ..
وليحفظ الله أهل القرآن من كل دس ومكر يحاك لتشويش أفكارهم والنيل من عزائمهم.
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[28 Jul 2009, 11:08 م]ـ
حتى هذه اللحظة معشر الأمجاد لم يتم فحص هذا العمل فحصا دقيقا لنتوصل إلى حكم عليه، والذي أشمه من سطوره الأولى هو رائحة الاجتراء على علماء لهم وعليهم والكمال لله وحده والعصمة للأنبياء، ولسنا ـ أبدا ـ مع ينسف جهود العلماء بجرة قلم أو من يدعي العصمة لأصحاب فكر ما مهما كانوا.
والله الموفق.
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[03 Aug 2009, 10:36 ص]ـ
للوهلة الأولى يظهر للمطالع في هذه الرسالة أن الباحث اتبع في مقدمته التعميم والشمولية في إطلاق أحكامه دون استثناء وهذه فيها شيء عن البعد عن منهجية البحث ونزاهته لكنها قد يغتفر فيها أهمية ما ترنوا إليه من نتيجة.
ثانيا: إن هذا الموضوع مهم وخطير فلا بد من تصفحه بل دراسته دراسة دقيقة وموضوعية لنخلص إلى النتيجة الحقة فيه حيث إنه يتطرق لمخاطر المدرسة العقلية التي وإن كان لها جانب إيجاب في تنشيط الحركة الفكرية إلا أنها أتت بالويل والثبور والخراب والدمار على فكرنا الناصح البياض وأضرت في عقيدة أمتنا ...
ثالثا: وكل من له مصلحة في هدم الخلافة والانجراف وراء الغرب بلا روية تروق له أفكار هذه المدرسة وينافح عنها. ولكن التفسير لم يقتصر في هذه المرحلة من حياة أمتنا على ما صدر عمن انتسب إلى هذه المدرسة فحسب فلذا يجب التأمل.
وآمل أيكون لي عودة بعد دراسة هذه الرسالة والتأكد من صحة نسبتها بهذه الصورة لمؤلفها.
بارك الله فيك أخي الفاضل د عبد الرحمن الشهري وجزاك الله خيرا على ما قدمت من بيان. وسدد الله خطاك.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[24 May 2010, 07:25 ص]ـ
وللعلم فقد أخبرني الدكتور الباحث بأنه زاد على رسالته وأنها قيد الطباعة في 5 مجلدات تقريباً مع زيادات وفوائد كثيرة.
هل من جديد حول طباعة الرسالة؟
ـ[أبو العالية]ــــــــ[24 May 2010, 09:32 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
سأسأل المؤلف وأزيدكم أمر كتابه
وأبشر يا أبا مجاهد.
ـ[يحيى بن عبدربه الزهراني]ــــــــ[26 May 2010, 12:58 م]ـ
(الاتجهات المنحرفة في تفسير القرآن الكريم ك دوافعها ودفعها)
ذلكم هو عنوان كتاب ألفه الدكتور / محمد حسين الذهبي , صاحب التفسير والمفسرون , وهو من منشورات مكتبة وهبة , والذي بين يديَّ الطبعة الثالثة 1406هـ.
والسؤال هنا: لماذا لم يذكر صاحب هذه الدراسة هذا الكتاب ضمن الدراسات السابقة , مع مكانة الذهبي - رحمه الله - في هذا الشأن , فما من شكٍ أن من أتى بعد الذهبي هم عالة عليه = لا سيما في مثل هذه المواضيع.
نريد ممن يستطيع أن يأتي لنا بحتوى الدراسة أن يفعل , ليتم مقارنته بهذا الكتاب , لا سيما أنه يتقاطع مع الذهبي في بعض العناوين. وأختم هذه العجالة بذكر قصة كتاب الذهبي التي ذكرها في آخره , فقد ذكر - رحمه الله - أنه أهدى الدكتور رمزي نعناعة مسودة هذا الكتاب ليستفيد منه إبِّان إعداد رسالته للدكتوراة - والتي كان الذهبي مشرفاً عليها - , ثم تفاجأ بأن تلك المسودة خرجت كتاباًً باسم نعناعة بعنوان ((بدع التفاسير في الماضي والحاضر)) , يقول الذهبي - رحمه الله -: ((وقد اطلعت على هذا الكتاب , فأدهشني أنه بكل ما يشتمل عليه من مادة علمية , وبكل ما فيه من تنسيق , وترتيب , ونقط , وفواصل , وعلامات استفهام , وتعجب وتأثر ,نسخة طبق الأصل - وكأنها مصورة - من بحث كتبته ونسخته على الآلة الكاتبة سنة 1966 تحت عنوان ((الاتجاهات المنحرفة في تفسير القرآن الكريم: دوافعها ودفعها))).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مالك العبيدي]ــــــــ[29 May 2010, 11:49 ص]ـ
بالنسبة لكتاب الدكتور عبد الرحيم وهو وإن كان دراسة جريئة وله رأيه ولكنه بحث مبذول فيه جهد من نوع خاص ومن قرأه علم انه موسوعة في النقولات بالنسبة للمدرسة العقلية، نعم هو لم يستوعب كثير من الشوائب من نواح أخرى وهو أمر قد يستدرك ولكن أرى أننا نتفق معه في كثير من الأفكار وخاصة ان له كتاب "رموز الإصلاح الحديث" يختص بدراسة كل من:جمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده، ومحمد رشيد رضا ... وفي الكتاب كثير من الوثائق التي لم توجد في كتاب غيره والأوراق التي تؤكد صحة نظرته وسلامتها،وانا حقيقة تربطني بالدكتور علاقة طيبة ومن كان عنده نقد فليأتنا به، وأنا أقول لشيخنا وأستاذنا الدكتور جمال هب نفسك لا تعرف شخص المؤلف وأتنا بنص تنقده به بغض النظر عن أسلوب تأليفه فقد تعلمنا منك ان لا نتعصب لمبدأ أو جهة وندخل على أي معلومة فارغين من اي مقرر سابق وأعلم ان هذا ما تصبوا إليه شيخنا فهل اتيتنا بنصوص ودلائل تؤيد او تنقد ما كتبه؟؟ والموضوع هام ولاشك ولكن بما افترضه انت على نفسك لا بما كان بينك وبين هذا الشخص او بينه وبين الشيخ فضل ولك الأجر والمثوبة.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[29 May 2010, 02:02 م]ـ
ابشر يا مالك فليس بيني وبين ابي علبه اي عداء وموقفه مع الشيخ فضل انما ذكرته للتاريخ وليس لشيء آخر وابو علبه كنت واياه في فصل دراسي واحد وكانت له عندي يد لا انساها ذلك انه كان يتكرم علي بايصالي الى البيت من الجامعة
واما مناقشة الافكار فليست تفسد للود قضية عندي ابدا وسافرغ لهذه الرسالة لاحقا فقد تكاثرت علي الاشغال جدا في هذا الفصل فادع لنا بالتيسير
ـ[مالك العبيدي]ــــــــ[29 May 2010, 05:55 م]ـ
جزيت خيرا شيخنا ونفع الله بكم وأسأل الله ان ييسر أمورك وإن كنت هنا -وأنا أقرأ من زمن- إن افادتك ليست كما أرجوها منك وليست كما اتوقعها من فضيلتكم وأعلم انك شيخنا عندك من علم التفسير ودقيق الأفكار وجديدها ما ينبغي أن يكون بأضعاف ما هو هنا وإن كان الوقت مانعا فأسأل الله لكم المعونة وأن لا نحرم من علمكم، وانا يعلم الله أنك ممن دخل قلبي فلا أفتر عن الدعاء لك حفظكم الله ورعاكم شيخنا(/)
عشر محاضرات عن المكتبة القرآنية للشيخ يوسف خلاوي وفقه الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Jul 2009, 02:09 م]ـ
هذه عشر محاضرات صوتية ألقاها الشيخ يوسف خلاوي وفقه الله وهو خبير بالكتب والطبعات، ويمكن الاستماع إليها من مكتبة واحة المسك على هذا الرابط
المكتبة القرانيه > الشيخ يوسف خلاوي ( http://www.soutiat.com/browse.php?_wm_category=297&_wm_action=show)
وأرجو ألا يكون هذا الموضوع مكرراً في الملتقى إن شاء الله.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[27 Jul 2009, 10:45 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[30 Jul 2009, 10:48 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[21 Sep 2009, 06:05 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[05 Nov 2009, 02:54 م]ـ
وفقك الله(/)
أصول التفسير في مصنفات علوم القرآن
ـ[أبو العالية]ــــــــ[27 Jul 2009, 11:25 م]ـ
الحمد لله وبعد ..
الإخوة الفضلاء ..
هل تناول باحث أصول التفسير في كتب علوم والقرآن باستيعاب، ومن ثم استخراجها وتصنيفها
(غير رسالة الشيخ د. مساعد (فصول في أصول التفسير)
جزى الله كل من أفادني(/)
مسألة مشكلة في الاختلاف في عدِّ آية الكرسي
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[28 Jul 2009, 07:38 ص]ـ
ورد خلاف في عد آية الكرسي عند علماء العد، فالعد المدني الأخير والمكي والبصري يعدون (الحي القيوم) رأس آية.
والباقون لا يعدونها رأس آية بل يقفون عند قوله تعالى: (العلي العظيم)، وهذا العد هو المشهور، وهو الوارد في الآثار.
ومن ثمَّ فما الموقف من العد الأول، وكيف يكون فضل آية الكرسي بناءً عليه، وكذا أثرها المترتب على هذا الفضل، والمسألة بحاجة إلى بحث وتحرير
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[31 Jul 2009, 11:14 م]ـ
ورد خلاف في عد آية الكرسي عند علماء العد، فالعد المدني الأخير والمكي والبصري يعدون (الحي القيوم) رأس آية.
والباقون لا يعدونها رأس آية بل يقفون عند قوله تعالى: (العلي العظيم)، وهذا العد هو المشهور، وهو الوارد في الآثار.ومن ثمَّ فما الموقف من العد الأول، وكيف يكون فضل آية الكرسي بناءً عليه، وكذا أثرها المترتب على هذا الفضل، والمسألة بحاجة إلى بحث وتحرير
وهو ما تؤيده أبحاث الإعجاز العددي
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[01 Aug 2009, 01:32 ص]ـ
في صحيح السنة ما يغني عن التكلف في بحوث الإعجاز العددي، ففي صحيح البخاري ـ في قصة أبي هريرة مع الشيطان ـ ح (2187):
"قلت قال لي إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح - وكانوا أحرص شيء على الخير - فقال النبي صلى الله عليه و سلم: "أما إنه قد صدقك وهو كذوب، ... الحديث "
وفي صحيح مسلم ح (810) عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا المنذر! أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ قال: قلت الله ورسوله أعلم! قال: يا أبا المنذر! أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ قال قلت: الله لا إله إلا هو الحي القيوم، قال فضرب في صدري، وقال: والله ليهنك العلم أبا المنذر!.
وإذا كانت الآية اسمها: آية الكرسي، فلا يصح أن تسمى كذلك عند من جعل رأسها: (الحي القيوم) إذ ستخلو من اسم الكرسي، فلم يبق إلا أن يكون العدُّ المشهور هو الصواب.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[01 Aug 2009, 02:38 ص]ـ
في صحيح السنة ما يغني عن التكلف في بحوث الإعجاز العددي ...... وإذا كانت الآية اسمها: آية الكرسي، فلا يصح أن تسمى كذلك عند من جعل رأسها: (الحي القيوم) إذ ستخلو من اسم الكرسي، فلم يبق إلا أن يكون العدُّ المشهور هو الصواب.
وهذا هو المطلوب، العدّ المشهور هو الصواب، وما سواه؟ ماذا عنه؟
ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل يمكن تطبيق هذا الحكم على الآيات الأخرى التي وقع اختلاف في تحديد مواقعها؟
فأما مسألة التكلف في الإعجاز العددي، فليس كل ما قيل في الإعجاز العددي تكلفا.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[01 Aug 2009, 07:17 ص]ـ
[عمر المقبل
في صحيح السنة ما يغني عن التكلف في بحوث الإعجاز العددي، ففي صحيح البخاري ـ في قصة أبي هريرة مع الشيطان ـ ح (2187):
"قلت قال لي إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح - وكانوا أحرص شيء على الخير - فقال النبي صلى الله عليه و سلم: "أما إنه قد صدقك وهو كذوب، ... الحديث
والسؤال هنا: هل كان هذا الحديث وغيره مما غاب عن القدماء؟ من المؤكد أن هذه الأحاديث كانت معروفة لديهم، فلماذا لم تغنهم؟ لعلها لم تصح عندهم، وقد يكون لديهم سبب آخر .. وهذا يعني أن لا دليل في هذه الأحاديث على ما ذهبت إليه، وإلا لما فات القدماء الاستناد إليها.
الاحتمال الآخر أن المسألة اجتهادية، فمن القدماء من اجتهد في تعيين آية الكرسي وأخطأ، وهذا يعني أن هناك وقائع أخرى من الاجتهادات المماثلة.
وإذا كانت الآية اسمها: آية الكرسي، فلا يصح أن تسمى كذلك عند من جعل رأسها: (الحي القيوم) إذ ستخلو من اسم الكرسي، فلم يبق إلا أن يكون العدُّ المشهور هو الصواب.
بل يصح عنده، ذلك أن كلمة (الكرسي) تقع في الجزء الثاني من الآية، وبهذا الاعتبار تبدأ آية الكرسي بقوله تعالى " لا تأخذه سنة ولا نوم .... "
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[01 Aug 2009, 12:42 م]ـ
[
والسؤال هنا: هل كان هذا الحديث وغيره مما غاب عن القدماء؟ من المؤكد أن هذه الأحاديث كانت معروفة لديهم، فلماذا لم تغنهم؟ لعلها لم تصح عندهم، وقد يكون لديهم سبب آخر .. وهذا يعني أن لا دليل في هذه الأحاديث على ما ذهبت إليه، وإلا لما فات القدماء الاستناد إليها.
الاحتمال الآخر أن المسألة اجتهادية، فمن القدماء من اجتهد في تعيين آية الكرسي وأخطأ، وهذا يعني أن هناك وقائع أخرى من الاجتهادات المماثلة.
بل يصح عنده، ذلك أن كلمة (الكرسي) تقع في الجزء الثاني من الآية، وبهذا الاعتبار تبدأ آية الكرسي بقوله تعالى " لا تأخذه سنة ولا نوم .... "
الأستاذ عبدالله:
1 ـ ليس من شرط المجتهد بلهَ العالم أن يكون محيطاً بالسنة، فهذا لم يقع لأكابر الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ فضلاً عمن بعدهم؛ لذا فأنا أفترض أن الذين رجحوا أن الآية تبدأ من (الله لا إله إلا هو الحي القيوم ... العظيم) قد اعتمدوا على حديث أبي هريرة أو حديث أُبيٍّ، أو على أمور لم يبرزوها، ولكننا الآن أمام نصوص واضحة، وهي تصلح حجةً لهم سواء ذكروها أم لا.
وأما الفريق الآخر الذي يرى أن الآية تقف عند (القيوم) فليس بالضرورة أن يطلعوا على الحديث الثاني (حديث أبي) إن قلنا إن الحديث الأول مما تنازع العلماء فيه: هل هو في حكم الموصول أم لا؟! لأن البخاري بدأ بالإسناد فيه بصيغة المعلّق، فقال: وقال عثمان بن الهيثم ... الخ.
ومسألة أنه لم يَخْفَ عليهم،فليس شرطاً، وأنت تعلم أن كثيراً من العلماء ينقل، والمحققون فيهم قلّة، والمتخصص في القرآن وعلومه لا نفترض فيه أن يكون إماماً في الحديث حتى يتكلم في أمثال هذه المسائل، والعكس صحيح، فخفاء النص وارد، والمسألة ليست من الأصول الكبار التي نفترض فيها أنه يبعد فيها خفاء النص على عدد كبير من أهل العلم.
2 ـ وبما سبق يتبين لك الجواب عن قولك: وهذا يعني أنه لا دليل فيها.
وقد جرى العلماء والباحثون المنصفون قديماً وحديثاً على ذكر كل ما يصلح دليلاً على المسألة وإن لم يذكره من سبقهم، وهذا من الشهرة بمكان.
3 ـ كيف يصح أن تسمى آية الكرسي وكلمة (الكرسي) جاءت في الجزء الثاني من الآية؟! وقد فصل بينهما فاصل! وهذا ـ فيما يبدو لي ـ هو محل الإشكال الذي أثاره د. مساعد.
4 ـ ما علاقة بحوث الإعجاز العددي في ترجيح ما ذكرتَ ـ وفقك الله ـ؟!
ولماذا لم يحتج السابقون بهذا العلم ـ الذي تدندن حوله كثيراً ـ في ترجيح هذه المسألة أو غيرها من المسائل التي أقحمتَ فيها هذا العلم الذي لم يحتف به السابقون، بل ليس هو من علوم السلف بيقين!
نسأل الله أن يهدينا رشدنا، ويقينا شح أنفسنا.
ـ[الجكني]ــــــــ[01 Aug 2009, 01:57 م]ـ
أولاً: السؤال المطروح سؤال جيد وجميل ويفتح باباً للنقاش نأمل أن لا يخرجه بعضهم إلى ما لا علاقة له به كما هو ملاحظ في بعض المداخلات السابقة.
ثانياً:
عندنا قولان في المسألة ونحتاج إلى التوفيق بينهما، ولكن قبل هذا أرى أن نسأل أنفسنا هذا السؤال:
هل القولان على مرتبة واحدة؟؟
الجواب: طبعاً: لا.
بيان ذلك:
القول بأن آية الكرسي تبدأ من قوله تعالى " الله لا إله إلا هو " وتنتهي بقوله تعالى " وهو العلي العظيم " قول مسند إلى النبي صلى الله عليه وسلم وصحيح وثابت عنه.
القول الآخر وهو أن "الله لا إله إلا هو " آية، والآية الثانية تبدأ بقوله " لا تأخذه سنة ولا نوم " قول غير مسند للنبي صلى الله عليه وسلم صراحة، لأن من ذهب إلى هذا هم علماء العدد: المكي والمدني الأخير والبصري.
أما العدد المكي: فينتهي رفعه إلى ابن عباس وأبي بن كعب رضي الله عنهما كما عند الداني، ويفق عند مجاهد رحمه الله كما عند الهذلي، ولم أجد من رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم غير الشيخ عبد الفتاح القاضي رحمه الله حيث قال في كتابيه:" عن أبي بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " اهـ ولم يذكر مستنده في ذلك مع أن هذا غير موجود في جميع المصادر التي اعتمد عليها في كتابه مما وقفت عليه، فالله أعلم.
أما العدد المدني الأخير: فمنسوب إلى إسماعيل بن جعفر، وموقوف على أبي جعفر يزيد بن القعقاع وشيبة بن نصاح.
نعم هناك رواية أن عدد " أهل المدينة " ينتهي إلى ابن عباس وأبي رضي الله عنهما كما عند الداني، وأما عند الهذلي فهو يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه الرواية ليس فيها تحديد أي العددين المراد، بل فيها عموم عدد أهل المدينة فيدخل فيه الأول والأخير.
أما العدد البصري: فهو موقوف على عاصم بن أبي الصباح الجحدري رحمه الله.
بعد بيان هذا أرى أن لا وجه أصلاً للمسألة، فلا أحد له كلام بعد كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولو أردنا أن نجمع بين القولين باعتبار أن أحدهما ثابت عن بعض الصحابة رضي الله عنهم وهو مظنة لأن يكون قد سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم فيمكن أن يقال:
الحديث الشريف فيه بيان الأجر والثواب لمن قرأ هذه الآية التي جاء فيها ذكر " الكرسي "، ونزلت آية " الله لا إله إلا هو " معها منزلة الآية الواحدة من باب التغليب لقصر هذه الآية عن مثيلاتها من آيات سورة البقرة.
وهناك احتمال آخر وهو ما يجيء على أسلوب العرب بوضع المفرد مكان المثنى، ومنه في القرآن الكريم قوله تعالى:" قال إنا رسولا رب العالمين " ومعلوم أن الرسول منهما واحد وهو موسى عليه السلام.
هذا ما ظهر لي، واستغفر الله إن كان غير صواب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[01 Aug 2009, 02:11 م]ـ
أولاً: السؤال المطروح سؤال جيد وجميل ويفتح باباً للنقاش نأمل أن لا يخرجه بعضهم إلى ما لا علاقة له به كما هو ملاحظ في بعض المداخلات السابقة.
أحسنتَ، وبوركت على هذه الإضافة العلمية، والتعليق الذي صدرتَ به هذه الإضافة.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[01 Aug 2009, 06:41 م]ـ
قد يُحمَلُ استشكال الشيخ أبي عبد الملك سدده الله - إن نحنُ أردنا الجمع بين القولين مادام ممكناً بلا تعسفٍ - على أنَّ السَّلفَ ربَّما أطلقوا لفظ الآية على الآيتين كما روى البيهقي والطبراني عن شتير في ما صدقهُ فيه مسروق رحمهما الله عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
وحدثنا أنَّ أشد آية في كتاب الله تفويضاً (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) فقال مسروق: صدقت.
مع أنها آيتان , ومع ذلك قال أشد آية في كتاب الله تفويضاً , ولم يقل أشد آيتين.
والله أعلم
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[02 Aug 2009, 12:22 ص]ـ
قد يُحمَلُ استشكال الشيخ أبي عبد الملك سدده الله - إن نحنُ أردنا الجمع بين القولين مادام ممكناً بلا تعسفٍ - على أنَّ السَّلفَ ربَّما أطلقوا لفظ الآية على الآيتين كما روى البيهقي والطبراني عن شتير في ما صدقهُ فيه مسروق رحمهما الله عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
وحدثنا أنَّ أشد آية في كتاب الله تفويضاً (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) فقال مسروق: صدقت.
مع أنها آيتان , ومع ذلك قال أشد آية في كتاب الله تفويضاً , ولم يقل أشد آيتين.
والله أعلم
شكر الله لكم شيخ محمود.
هذا الكلام لا يخلو من المحذور الذي أردتَ الهروب منه،فلا يخلو من تكلف.
والآية التي هي محل البحث جاء فيها اسم خاص، وتوقيفي، وبدايتها جاء التصريح بها بخبر ثابت لا إشكال في ثبوته، والله أعلم.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[02 Aug 2009, 02:13 ص]ـ
الأخوة الكرام،
يقول الأستاذ الكريم:"وكيف يكون فضل آية الكرسي بناءً عليه، وكذا أثرها المترتب على هذا الفضل؟ "
لا أدري لماذا أرى الأمر في غاية البساطة:
طالما أن الآثار تتحدث عن فضل آية الكرسي إذن الأمر يتعلق بآية الكرسي. أما اختلاف العدد فهو يتعلق بالقراءات. والفضل الوارد في الآثار يتعلق بالقراءة المتواترة التي فاصلتها كلمة العظيم.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[02 Aug 2009, 11:40 ص]ـ
شكر الله لكم شيخ محمود.
هذا الكلام لا يخلو من المحذور الذي أردتَ الهروب منه،فلا يخلو من تكلف.
والآية التي هي محل البحث جاء فيها اسم خاص، وتوقيفي، وبدايتها جاء التصريح بها بخبر ثابت لا إشكال في ثبوته، والله أعلم.
أحسن الله إليكم شيخنا الكريم ونفع بعلمكم, ولكن أرجو أن تسمحوا لي باستفسار:
مالذي يمنعُ أن تكون آيةً باعتبار العدد الذي يجعل فاصلتها (العظيم) ولا إشكال في ذلك , وأن تكون آيتين أطلق عليهما لفظ الآية كما في هذا الأثر؟
مع العلم أنَّ رأس الآية الثابت بالدليل التوقيفي الثابت لا ينفيه أن نجعلهما آيتين سُمِّيَتا بآية الكرسي جرياً على ما رأيناهُ عند السلف من تسمية الآيتين أو الآيات بآية , ومن ذلك غير ما جاء في آية الطلاق وهو ما جاء من أنَّ أخوف آية في القرآن (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرة شرا يره) وهما آيتان أيضاً , فيبدو والعلم عند الله أن الإطلاق بهذا الشكل أمر جرى عليه العمل عند بعض السلف.
(ولعلَّ هذا الموضوع يكونُ سببا في محاولة حصر الآيات المتعددة التي جاء عند السلف إطلاق لفظ الآية عليها)
وقد يستدل من يرى أنَّ رأس الآية هو (القيوم) بالبعض الثابت الصحيح من روايات الحديث كما في المسند والنَّاصَّة على أنه صلى الله عليه وسلم حين سُئل: أيُّ آية في القرآن أعظم؟ قال صلى الله عليه وسلم (الله لا إِلهَ إِلا هو الحيُّ القيوم) ولم يزد على ذلك شيئاً , خصوصاً لو أخذنا في الاعتبار اشتمال الصدر الأول من آية الكرسي على اسم الله الأعظم عند كثير من أهل العلم وهو (الحي القيوم).
فمعهم ظاهر هذه الروايات ونصُّها وتفضيل أولها على آخرها , وإن كانت الروايات الأخرى بينت وزادت.
والله أعلم.
ـ[الجنيدالله]ــــــــ[03 Aug 2009, 03:38 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأين بحث علمائنا من السلف الصالح للمسألة
وأين أقوالهم فيها؟ وهل فات علماء العدد وعلماء الحديث ذلك؟ هل استشكلوه؟
قبل الخوض في التحليل وطرح الاراء واعمال الفكر يجب علينا أدبا قبل أن يكون علما الرجوع إلى ما سطروه في ذلك
فإن لم يكن فنعمل فيه فكرنا أو أن ظهر لنا مالم يظهر لهم أثبتناه
أنا لا أدعوا للتحجير أو التقليد لكن طرح كل مسألة للنقاش وأعمال الفكر ويكون أخر هم طالب العلم هو قول من مضى؟(/)
فائدة جليلة لابن القيم رحمه الله في أسماء الله الحسنى.
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[28 Jul 2009, 05:40 م]ـ
قال رحمه الله تعالى: في بيان مراتب إحصاء أسمائه التي من أحصاها دخل الجنة، وهذا هو قطب السعادة ومدار النجاة والفلاح،
المرتبة الأولى: إحصاء ألفاظها وعددها،
المرتبة الثانية: فهم معانيها، ومدلولها،
المرتبة الثالثة: دعاؤه بها كما قال تعالى: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) وهو مرتبتان:
أحدهما: دعاء ثناء وعبادة.
والثاني: دعاء طلب ومسألة، فلا يثنى عليه إلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، وكذلك لا يسأل إلا بها، فلا يقال: يا موجود، أو يا شيء أو يا ذات اغفر لي وارحمني، بل يسأل في كل مطلوب باسم يكون مقتضيا لذلك المطلوب، فيكون السائل متوسلا إليه بذلك الاسم.(/)
ثلاث سور تكون حزبا كاملا
ـ[ Amara] ــــــــ[28 Jul 2009, 07:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ثمة أمر ملفت، أو على الأقل شد انتباهي .. هي كلمة (رَوْح) التي ذكرت في القرآن ثلاث مرات:
في قوله تعالى:
يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87)
و قوله تعالى:
فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (89)
و هنا سؤال: مالفرق بين الروح المذكور في الآية الأولى و الذي ينسبه الله إلى نفسه تعالى، و الروح المذكور في الآية الثانية و الذي قرنه الله تعالى بالريحان و جنة النعيم؟
أما ما يلفت في هذه الكلمة أن حروفها الثلاث ر .. و .. ح، هي الحروف الأولى لأسماء السور الثلاث الرحمن و الواقعة و الحديد. و أن هذه السور مجموعة تكون حزبا كاملا يبدأ بأول سورة الرحمن و ينتهي بنهاية سورة الحديد.
و سؤال طبيعي هنا هل يجوز أن يكون هذا من قبيل الصدف .. أم أن واقع ترتيب القرآن مبني على القصدية في كل دقائقه؟
يغفر الله لي و لكم(/)
قوله تعالى: (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً .. )
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[30 Jul 2009, 08:30 م]ـ
على من يعود الضمير في قوله:"عليهم"؟
وما معنى وقوع القول؟
ومتى؟
موضوع للمدارسة أرجو من الجميع المشاركة.
بارك الله في الجميع ونفع بهم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[03 Aug 2009, 01:47 م]ـ
أيها الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وفتح الله علينا وعليكم في فهم كتابه
لم أر أي تفاعل مع الموضوع فقلت أذكركم به
سؤال لعله يحرك الأذهان:
هل بنو إسرائيل الوارد ذكرهم في قوله تعالى:
(إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) سورة النمل (76)
معنيون بالآية أكثر من غيرهم؟
وهل للآية علاقة بما ورد في أول السورة من مخاطبة سليمان عليه السلام للطير والنمل؟(/)
تعريف (سبب النزول) ورأي الشيخ عبدالحميد الفراهي في ذلك.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Jul 2009, 10:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام السيوطي: (والذي يتحرر في سبب النزول أنه ما نزلت الآية أيام وقوعه ليخرج ما ذكره الواحدي في سورة الفيل من أن سببها قصة قدوم الحبشة فإنَّ ذلك ليس من أسباب النزول في شئ، بل هو من باب الإخبار عن الوقائع الماضية كذكر قصة قوم نوح وعاد وثمود وبناء البيت ونحو ذلك، وكذلك ذكره في قوله: (واتخذ الله إبراهيم خليلا) سبب اتخاذه خليلا، فليس ذلك من أسباب نزول القرآن كما لا يخفى) (1)
وفي هذا التعريف قصرٌ للمقصود بأسباب النزول على ما نزل القرآن بشأنه وقت وقوعه لحادثة حدثت، أو سؤال يسأله أحدٌ النبيَّ صلى الله عليه وسلم.
وقد تعقب الشيخ عبدالحميد الفراهي (2) كلام الإمام السيوطي رحمه الله فقال:
(ليس المراد من سبب النزول ما لأجله نزل الوحي. إنما هو شأن الناس وأمرهم والحالات والواقعات التي بينها وبين ما نزل نسبة وهذا هو معنى السبب في الصحيح من كلام العرب. ولذلك كانت القدماء يذكرون كل ما يتعلق بمضمون الآية، ولكن المتأخرين لم يفهموا منه إلا معناه المولد فضاق عندهم فحواه).
ثم أورد عبارة السيوطي السابقة، وعلق عليها قائلاً: (فأراد السيوطي رحمه الله أن لا يذكر من الأسباب إلا ما لأجله نزل الوحي. وأراد الواحدى أن يوسع السبب فيُدخلُ فيه كلَّ ما كان محلاً ومطمحاً للوحى.
وهذا الاختلاف إنما نشأ لاختلافهم في مراد لفظ السبب وإني أرى الصواب مع السلف؛ فإن المقصود من هذا العلم إنما هو فهم الكلام وتأويل مجمله، فإن القصة ربما لا تفصل تفصيلا لعلم المخاطبين بها. فلا بد للمتأخرين أن يعلموا شيئا من تفصيله، كما ترى في قصة أصحاب الفيل إنما ألمع إليها إلماعا، وهذا كثير في القرآن. ثم لما غيَّر المتأخرون معنى السبب وقعوا في إشكال، فانهم وجدوا الصحابة والتابعين كثُر اختلافهم في بيان أسباب النزول، ولا بأس به إذا كان المراد منه معناه الوسيع. ولكن المتأخرين لما وجدوهم يذكرون أمورا متباعدة في الزمان والمكان، والشيء الواحد لا يكون معلولا لعلل مختلفة لا سيما بهذا الاختلاف المتباعد لم يمكنهم الخروج عن الإشكال إلا بأحد الطريقين:
- إما بتعدد النزول.
- وإما بإجراء الجرح والتعديل في روايات صحيحة مسلمة.
وكلا الطريقين بادي الخلل، وفطن به بعض العلماء فاجتهد في إزاحة الاختلاف بقول متين يدل على دقة نظره وسلامة ذوقه. وهو الإمام بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي الشافعي رحمهم الله. فقال في كتابه المسمى بالبرهان في علوم القرآن كما نقله العلامة السيوطي رحمه الله في الإتقان: "قد عُرف من عادة الصحابة والتابعين أن أحدهم إذا قال: نزلت هذه الآية في كذا فإنه يريد بذلك أنها تتضمن هذا الحكم، لا أن هذا كان السبب في نزولها. فهو من جنس الاستدلال على الحكم بالآية، لا من جنس النقل لما وقع".
فرفع بهذا القول الاختلافَ فيما يذكرون من أسباب النزول. ولكنه رحمه الله لم يتعرض لما لا اختلاف فيه، والمسألة مهمة لأمر أرفع من ذلك، وهو فهم القرآن وتعيين مراده. ومداره على معرفة أسباب النزول، فإنها تبين المجمل، وتعين بعض المحتمل. ومن نظر في كتب التفسير علم أن كثيرا ممّا يذكرون في الأسباب يبدل المعنى الظاهر، فكأن أسباب النزول ملكت أزمة التأويل فتصرفه حيث تشاء.
والعاقل المتقى الذي يرى القرآن أوثق عراه ويفر إليه عما سواه يرجف فؤاده أن يعدل عن ظاهر الكتاب وواضح معناه، فيترك ما أقام الله به حجته وأبان محجته إلى أمر مشتبه وروايات ضعيفة. وقال الله تعالى: (إن الظن لا يغنى من الحق شيئا) [سورة النجم /28] فإن الحق أبلج والباطل لجلج.
فلزم الاعتناء البليغ بالبحث والتنقيب في هذا العلم العزيز، ووجب أن تؤسس أصوله وتشيد قواعده، فيجمع من الأسباب ما كان حقا ويبطل ما كان باطلا.
فنقول أولا ما هو المراد من أسباب النزول، ونعود إلى تفسير معناها وتحديدها، لتتضح شدة الحاجة إليها.
(تعريف أسباب النزول)
(يُتْبَعُ)
(/)
(1) إنما أنزل الله القرآن نجما نجما ليطابق حالهم، فيكون أقرب إليهم فهما وأبلغ فيهم تأثيرا. فإن القول كالمطر والبذر له وقت وموسم. بل للقول مناسبة بالمخاطبين. فإن شئت فاسأل الحراث والخطباء وشاهد حالهم. وقد أخبرنا الله تعالى في كتابه أن هذا كتاب عنده مكتوب مجموع قديم في لوح محفوظ، وإنما نزله حسب مقتضيات الوقت. وقد حكى القرآن قيل الكفار: (لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة) [سورة الفرقان /32] فجاء جوابهم من الله تعالى: (كذلك لنثبت به فؤادك) [سورة الفرقان /32] فكما أن الشجر يسقى بالماء حينا بعد حين ليثبت به أصله ويغلظ ويرسخ تحت الثرى فينمو وينتشر. فإن أكثر السقي فسد الأصل وربما يجعل الأرض رخصا فيسقط الشجر. وأي تعليم أو تربية تاتي جملة واحدة، فكذلك الأمر في الوحي للنبي وأمته التي تستقى بماء الوحي. وهذا مثل المطر للوحي جاء في القرآن والكتب المقدسة.
فمن آمن بأن هذا الكتاب قديم، كما قال تعالى: (وإنه في أم الكتاب لدينا لعلى حكيم) سورة الزخرف /4] وقال تعالى: (وقرآنا فرقناه) [سورة الإسراء /106] وإنما نُزل حسب المواقع التمس المواقع وصورها في ذهنه ليعلم المراد ووجهة القول.
ولذلك اعتنى العلماء بهذا العلم وسموه علم أسباب النزول، ولم يريدوا بالأسباب العلة فإنه معنى مولد، والسبب عند العرب ما يتعلق بالشئ ويهدى إليه ويتصل به. في سورة الكهف: (وآتيناه من كل شئ سببا فأتبع سببا) [84 - 85] وفي سورة المؤمن: (لعلى أبلغ الأسباب أسباب السماوات) [36 - 37] وهذا كثير في كلام العرب.
فذكروا في هذا الفن كل ما يتعلق بالكلام.
وأشهر الكتب في أسباب النزول كتاب الشيخ الإمام أبى الحسن علي بن أحمد الواحدى المفسر المتوفى 468هـ وقد طبع، ورأيته. فقد جمع فيه الأقوال ولم يشدد في النقد وتركه للناظر فيه، وهذا أحوط للمؤرخ.
(2) ولما أنه تتضح وجهة الكلام من علم موقعه ومحله وما ينطبق عليه جمع العلماء ما وصل إليهم من جماعة الصحابة الذين شاهدوا نزول القرآن من قولهم نزل كذا في كذا. أي هذا هو محل هذه الآية. وإذ قد اختلفت الروايات في هذا الباب اختلافا كثيرا أشكل على العلماء التوفيق بينها. وأكبر الإشكال أنه سبق إلى أكثر الظنون أن واقعة خاصة كانت علة لنزول آية خاصة، ويضيق في ذلك نطاق التوفيق. فبعض الروايات تذكر أمرا وقع بمكة وبعضها يذكر ما وقع بالمدينة بعد زمان. فأزاح هذا الإشكال الإمام بدر الدين محمد بن عبدالله الزركشي الشافعي المتوفى 794هـ في كتابه: البرهان، فقال: "قد عرف من عادة الصحابة والتابعين أن أحدهم إذا قال نزلت هذه الآية في كذا، فإنه يريد بذلك أنها تتضمن هذا الحكم، لا أن هذا كان السبب في نزولها. فهو من جنس الاستدلال على الحكم بالآية لا من جنس النقل لما وقع".
فجلى بهذا البيان المحكم شبهات كثيرة نشأت من الظن بأن قولهم نزلت كذا في كذا نقل واقعة وشهادة حادثة لابد أن يقبلوا الرواية فيها. فتلقى العلماء هذا القول البين بالقبول وعولوا عليه عند اختلاف الروايات.
(3) كان في قول الزركشي كفاية للماهر، ولكن صاحب الإتقان أحب أن يفصل الأمر، فذكر سبعة وجوه لرفع الاختلاف في ذكر الأسباب. والآن نوردها، ثم نبحث عن مدار الأمر ومركزه:
(1) كونها من جنس الاستدلال، وهو ما قال الزركشي رحمه الله.
(2) ترجيح المصرح على المجمل. فإن الذي يصرح فعلمه أتم وأحفظ.
(3) ترجيح الأصح على الأضعف صحة.
(4) ترجيح ما كان راويه حاضر القصة أو نحو ذلك من وجوه الترجيح، وهذا علته كما ذكرنا في الوجه الثاني.
(5) توفيق بين الأسباب بنزول الآية عقيبها، وذلك حين يحتمل قرب الأزمنة.
(6) تعدد النزول إذا تباعدت أوقات الواقعات.
(7) رد بعض الروايات إلى أن الراوي إنما سمع النبي أنه تلا وظن أنه نزل حينئذ.
وذكر صاحب الإتقان هذا الوجه السابع تحت تنبيه ولم يجعله وجها برأسه، لما أنه رحمه الله عول في ذلك على رواية ذكرت أنه تلا، ومثل هذه الرواية قليل جدا. ولا يخفى عليك أنه حينئذ يدخل في التصريح. وجعل آخر الوجوه تعدد النزول، فإنه لبعده كما تعلم لا يصار إليه إلا بعد ما انسدت جميع الأبواب. فإن أمعنت النظر في الروايات كنت في مندوحة عن هذا أضعف الوجوه ورددته إلى وجوه أخر. والآن نذكر ما يدور عليه الأمر في هذا البحث.
(يُتْبَعُ)
(/)
(4) فاعلم أن صاحب الإتقان نظر في هذه المسألة من جهة رفع الاختلاف إذا وقع في روايات سبب النزول. ولكن هذه المسألة في غاية الأهمية سواء وقع الاختلاف في سبب النزول أم لم يقع، لأن بيده زمام التأويل. ومعنى القرآن لابد أن يكون مأخوذا من مآخذ مسلمة وإلا كيف يصح الاعتصام به وكيف تتفق كلمة الأمة في مدار أمرهم. ألا ترى الناس لم يختلفوا في شئ كاختلافهم في تأويل القرآن، أفليس هذا داءاً عظيماً. فإن كان داءا فماذا دواؤه؟ ولا أرى ذلك إلا شدة الاحتياط في ذلك، فليكن الاعتماد على أصلين:-
(أ) لا يعتمد إلا على رواية صحيحة.
(ب) يستخرج شأن النزول من سياق الكلام ونظمه…
وإذ قد علمنا أن الروايات في هذا الباب أكثرها من جنس الاستدلال رددنا الأمر إلى هذين الأصلين سواء كان هناك اختلاف في الروايات أو لم يكن، وسواء كان في الباب رواية أو لم يكن. فإن قلت كيف بك حين تجد التصريح بواقعة مع بيان أن الآية نزلت حينئذ. قلنا إذا كانت الرواية ثابتة أخذنا بها، وهذا هو الأصل الأول وذلك لا يخالف الأصل الثاني أبدا. وعلى فرض خلافه للأصل الثاني فإن وجد فذلك ربما يؤول إلى ظن من سمع النبي يتلو الآية فظن نزولها في ذلك الوقت، لما أنه سمعها أول مرة. وذلك هو الوجه السابع الذي ذكره السيوطي رحمه الله وعول فيه على الرواية. ولكنك إن تأملت في أكثر الأمثلة علمت أنها منه وإن لم تصرح به رواية. وها أنا أورد بعض الأمثلة مما ذكره السيوطي رحمه الله تحت وجوه أخر، ونشير إلى كونها من باب ما يرفع فيه الاختلاف بالوجه السابع.
أنهم حاولوا رفع الاختلاف بين روايات تبين أسباب النزول وإنّا نريد ان نرفع الاختلاف بينما يظهر من نظم القرآن وبينما روى في الاخبار ونريد أن نعتصم بنظم القرآن ونرد الرواية إليه لا نؤوّل القرآن إليها.
المثال الأول - قال السيوطي رحمه الله: "الحال الرابع أن يستوى الإسنادان في الصحة فيرجح أحدهما بكون راويه حاضر القصة أو نحو ذلك من وجوه الترجيحات.
مثاله ما أخرجه البخاري عن ابن مسعود قال: كنت أمشى مع النبي بالمدينة وهو يتوكأ على عسيب فمر بنفر من اليهود فقال بعضهم لو سألتموه، فقالوا حدثنا عن الروح، فقام ساعة ورفع رأسه فعرفت أنه يوحى إليه حتى صعد الوحى ثم قال: (قل الروح من أمر ربي وما أو تيتم من العلم إلا قليلا) [سورة الإسراء /85].
وأخرج الترمذي وصححه عن ابن عباس قال قالت قريش لليهود أعطونا شيئا نسأل هذا الرجل، فقالوا اسألوه عن الروح فسألوه، فأنزل الله: (ويسألونك عن الروح) الآية. [سورة الإسراء /85]
فهذا يقتضي أنها نزلت بمكة، والأول خلافه.
وقد رجح بأن ما رواه البخاري أصح من غيره، وبأن ابن مسعود كان حاضر القصة. انتهى قول السيوطي رحمه الله.
فاعلم أن سورة بني إسرائيل مكية رواية وشهادة بينة من نفس آياتها، وإنما رأى ابن مسعود أن النبي قام ساعة وأطرق رأسه متذكراً لآية فيها جواب السائل، فإذا تذكر رفع رأسه وتلا الآية، فظن ابن مسعود أنه أوحى إليه.
وإن شئت قلت إن الله تعالى ذكره تلك الآية بالوحى. ولكن البحث في أن الآية هل نزلت أول مرة عند سؤال هؤلاء اليهود. فكون ابن مسعود حاضر القصة لم يزد شيئا خلاف ما روى عن ابن عباس.
ثم ليس في قول ابن عباس ما يدل على أنه علم بطريق السمع أن قريشا سألوا اليهود، بل أقرب الأمر أنه استنباط منه. فإن السورة مكية ولم يكن اليهود كثيرا في مكة بيد أنهم كانوا يحضرون موسم الحج وأن قريشا كانت تلاقيهم في تقلبهم في الشام واليمن. وكانت من عادة اليهود الولوع بما لا طائل تحته من المسائل الخارجة عن مدارك العلماء، كما صار ذلك من عادة المسلمين بعد خلاطهم بهم وبأمثالهم.
وأما قريش فكانوا أصحاب الأعمال النافعة لا الأقوال الفارغة. فظن ظنا صائبا ان قريشا أخذوا هذا السؤال عن اليهود.
ولا شك في أن النبي سئل به قبل نزول هذه السورة.
وأما أن هذه الآية نزلت حين ما سألوه فلا حجة على ذلك كما أنه لا حجة على أن السائل قريش أو اليهود، ولا حاجة إلى القطع بذلك. ولكن ترى أن تصريح ابن مسعود لا يرجح على استنباط ابن عباس لمحض كونه حاضر القصة.
ثم ههنا ليس الإسنادان على درجة واحدة من الصحة. وإذ ليس لتأويل الآية حاجة إلى تعيين السائل والوقت فأي داعية إلى الاشتغال به.
(يُتْبَعُ)
(/)
المثال الثاني قال السيوطي رحمه الله: "الحال السادس أن لا يمكن ذلك (أي نزول الآية عقيب الأسباب المختلفة إذا لم يكن بينها تباعد) فيحمل على تعدد النزول.
مثاله ما أخرجه الشيخان عن المسيب، قال لما حضر أبا طالب الوفاة دخل عليه رسول الله وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبى أمية فقال: أي عم قل لا إله إلا الله أحاج لك بها عند الله. فقال أبو جهل وعبد الله يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب، فلم يزالا يكلمانه حتى قال هو على ملة عبد المطلب. فقال النبي لأستغفرن لك ما لم أنه عنه، فنزلت: (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين) الآية [سورة التوبة/113] وأخرج الترمذي وحسنه عن على قال سمعت رجلا يستغفر لأبويه وهما مشركان فقلت تستغفر لأبويك وهما مشركان، فقال استغفر إبراهيم لأبيه وهو مشرك، فذكرت ذلك لرسول الله فنزلت.
وأخرج الحاكم وغيره عن ابن مسعود قال خرج النبي الوقت. ذكر السيوطي رحمه الله الأمر الأول فقال: "قد يكون في إحدى القصتين فتلاقيهم الراوي فيقول فنزل. مثاله ما أخرجه الترمذي وصححه عن ابن عباس قال مر يهودي بالنبي فقال كيف تقول يا أبا القاسم إذا وضع الله السماوات على ذه والأرضين على ذه والماء على ذه والجبال على ذه وسائر الخلق على ذه فانزل الله: (وما قدروا الله حق قدره) [سورة الزمر/67] والحديث في الصحيح بلفظ: "فتلا رسول الله " وهو الصواب، فإن الآية مكية".
وأما الأمر الثاني فهو أكثر مما يرى بادي الرأي ونذكر له مثالا. ذهب فيه السيوطي
وهذا الذي أثاره الفراهي في أول كلامه مخالف لما اعتاد عليه المتأخرون في تعريف سبب النزول، وقصره على ما نزل القرآن بشأنه وقت وقوعه خصوصاً، وإن كانت العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب في رأي جمهورهم.
وهذا الكلام الذي أشار إليه الفراهي جدير بالنقاش والتأمل، ولذلك طرحته هنا للمدراسة فيما بيننا لعلنا نصل إلى رأي علمي يطمئن إليه في التعريف الصحيح لسبب النزول.
ــــــــــــــــ
(1) لباب النقول في أسباب النزول، والإتقان في علوم القرآن.
(2) من مذكرة له في أسباب النزول تجدها على موقعه الإلكتروني رحمه الله.
ـ[ابن جرير العربي]ــــــــ[06 Jan 2010, 12:16 م]ـ
[وهذا الذي أثاره الفراهي في أول كلامه مخالف لما اعتاد عليه المتأخرون في تعريف سبب النزول، وقصره على ما نزل القرآن بشأنه وقت وقوعه خصوصاً، وإن كانت العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب في رأي جمهورهم.
وهذا الكلام الذي أشار إليه الفراهي جدير بالنقاش والتأمل، ولذلك طرحته هنا للمدراسة فيما بيننا لعلنا نصل إلى رأي علمي يطمئن إليه في التعريف الصحيح لسبب النزول.]
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[16 Jul 2010, 10:02 ص]ـ
أما كلام الفراهي - رحمه الله - فهو كلام مهم، وهو كلام من عانى كلام السلف الكثير في ذلك الجانب، والقضية عند السلف كان مدارها على الاتساع والتعبير بالنزول في كل ما يندرج تحت نطاق المعنى العام للآية سواء نزل قبل الآية أو بعدها، وسواء كان مقصودا بها قصدا أوليا أو غير مقصود.
أما المتأخرون (بتعبير الفراهي) فقد حصل منهم نوع تضييق لهذا الاتساع كالشأن في كثير من مصطلحات العلوم المختلفة، وهذا التضييق صادق على بعض تعبيرات السلف عن النزول وهو ما نزل بشأنه قرآن في واقعة حصلت في زمن النزول، وهو إطلاق صحيح في ذاته، لكن الإشكال كامن في جعل هذا المصطلح الضيق سيفا على الاستعمالات الأخرى للنزول الخارجة عن نطاقه، بحيث تهدر كل تلك الأقوال الوارد فيها لفظ النزول مما لا يدخل في نطاق المتأخرين بدعوى أنها ضعيفة السند أو حصلت قبل الآية أو بعدها بزمن طويل، وهذا الرد لها منتقد بكونها لا يشترط في مثلها صحة السند إذ هي من قبيل التفسير وبيان صدق معنى الآية على تلك الأحداث و لا علاقة لها من قريب أو بعيد بواقعة النزول ولا زمانه إلا اشتراكهما في المعنى العام أو الجزئي للآية
وقد ذكر ولي الله الدهلوي في كتابه الفوز الكبير كلاما مهما نفيسا في هذا الجانب قريب مما ذكره الفراهي حيث قال (وقد ينقل المتقدمون من المفسرين في مثل هذه المواضع أمثال هذه القصص والحوادث بغية استيعاب الآثار المناسبة الواردة حول تلك الآية، أو لبيان ما يصدق عليه العموم اللفظي من المعاني، وليس من الضروري ذكر هذه القصص والحوادث كأسباب النزول؛ لأن فهم معنى الآية لا يتوقف عليها.
وقد تحقق لدى الفقير أن الصحابة والتابعين رضي الله عنهم أجمعين كثيرا ما يقولون: نزلت الآية في كذا، ولا يكون غرضهم إلا تصوير ما تصدق عليه الآية من الأحداث والمعاني، وذكر بعض القصص والوقائع التي تشملها الآية الكريمة لعموم لفظها، سواء كانت القصة متقدمة على نزول الآية أو متأخرة عنها، إسرائيلية كانت أو جاهلية أو إسلامية، تنطبق على جميع قيود الآية أو بعضها.
وقد تبين من هنا أن للاجتهاد مدخلا في هذا القسم الثاني من أسباب النزول، وأنه يتسع لإيراد القصص المتعددة، فكل من يستحضر هذه النكتة، يستطيع أن يعالج اختلافات أسباب النزول بأدنى نظرة وتأمل " الفوز الكبير في أصول التفسير لولي الله الدهلوي ص: 175: 176.
وهذا الموضوع من الموضوعات المهمة الجديرة بالبحث ولعل الله ييسر طرح مقالة خاصة به قريبا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Jul 2010, 06:26 ص]ـ
وهذا الموضوع من الموضوعات المهمة الجديرة بالبحث ولعل الله ييسر طرح مقالة خاصة به قريبا
بارك الله فيك يا أبا صفوت فقد أحسنت التعقيب. وهناك كلام قيم للدكتور محمد عبدالله دراز يوافق ما ذكره الفراهي، موجود في مقالاته التي طبعت مؤخراً لعلي أنقله يوماً هنا فهو يقوي ما ذهب إليه الفراهي رحمه الله.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[25 Jul 2010, 08:55 م]ـ
جزاكم الله خيرا أجمعين.
وكتب الإمام الفراهي في غاية النفاسة، وفيها نظرات يحق لمن تأملها تذكر قول القائل: (كم ترك الأول للآخر) كما قال الدكتور محمد أجمل الإصلاحي في مقدمة تحقيقه لمفردات القرآن.
مما سبق نستفيد أيضا أن توسيع معنى الآية عند السلف هو من الموضوعات الجديرة بالنظر وتتبع الأمثلة، فقد كانت لهم -رحمهم الله- إطلاقات عديدة، وأمثلة متكاثرة تدل على توسعهم فيما يمكن إدخاله في معنى الآية وما تدل عليه .. والله أعلم.
ـ[محسن المطيري]ــــــــ[28 Jul 2010, 12:28 ص]ـ
في أثناء بحث الدكتوراه في تفسير القرآن بالقرآن، قرأت كثيراً من تفسير الفراهي: "نظام القرآن تأويل الفرقان بالفرقان" ووجدته من المحققين المدققين، صاحب نفس طويل في تحقيق اللفظ القرآني، وتجد لديه من الفوائد والوقفات لا تكاد أن تجدها في تفسير آخر، وتفسيره هذا مما يحتاج إلى دراسة من ناحية المنهج، والأسلوب الذي انتهجه فيه أسلوب فريد بين المفسرين، والحديث يطول عن هذا التفسير لعلي أفرده في مقال مستقل.(/)
معلومة مهمة عن الجرجاني صاحب نظم القرآن
ـ[المنصور]ــــــــ[31 Jul 2009, 11:49 م]ـ
هذه معلومة مهمة ذكرها ابن ناصر الدين الدمشقي في ص 104 في كتابه (مجالس في تفسير قوله تعالى (لقد من الله على المؤمنين)) وهي تتعلق بتحديد اسم الجرجاني صاحب نظم القرآن.
رأيت إطلاع إخواني عليها. وهي في المرفقات مصورة من الكتاب مباشرة زيادة في التوثيق ومعها صورة غلاف الكتاب.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Aug 2009, 12:34 ص]ـ
أحسنت أحسن الله إليك يا صاحب النوادر.
هذه معلومة قيمة حقاً، وقد سبق تبادل حديث في الملتقى حول التعريف بالجرجاني صاحب نظم القرآن،تجده على هذا الرابط.
http://www.tafsir.org/vb/showpost.php?p=20715&postcount=4
وفيه اتفاق مع ما نقله ابن ناصر الدين رحمه الله.(/)
برنامج الدرس الواحد الثامن
ـ[أبو آلاء]ــــــــ[01 Aug 2009, 01:09 ص]ـ
برنامج الدرس الواحد الثامن: لفضيلة الشيخ صالح بن عبدالله العصيمي.
في جامع الإيمان بالنسيم الشرقي – الرياض – من 17 - 23/ 8/ 1430
جدول الدرس
اليوم الفجر الظهر العصر المغرب العشاء
السبت
17/ 8 تفسير قوله تعالى:
(قل أغير الله أتخذ وليًّا)
لشيخ الإسلام ابن تيميَّة الوجه في
تسمية معاجم الطبراني
للعلامة الصنعاني شرح سلم الوصول
للعلامة سعيد الأنصاري جزء فيه
اعتقاد أهل السنة
للعلامة أبي بكر الرحبي بغية أهل الدراية
للعلامة بخيت المطيعي
الأحد
18/ 8 شرح اللامية
للعلامة عبد الله ابن جبرين الظاءات
للحافظ الداني التبرج
للعلامة عبد العزيز ابن باز أحاديث شهر رمضان
للحافظ ابن عساكر إعلام الأعلام
للعلامة البهوتي
الاثنين
19/ 8 الغرباء
للحافظ أبي بكر الآجري قاعدة في
إخراج الزكاة
للحافظ ابن رجب الكوكب الحثيث
للعلامة السفرجلاني فصول في الصيام
للعلامة
محمد ابن عثيمين شرح المقصور والممدود
للعلامة ابن دريد
الثلاثاء
20/ 8 قواعد الأدلة
للعلامة حمود التويجري الشرح المكمل
للحافظ
أبي موسى المديني المحبة لله سبحانه
للحافظ أبي إسحاق الختلي الرسالة المغنية
للحافظ
أبي علي ابن البناء الإنصاف
في حكم الاعتكاف
للعلامة عبد الحي اللكنوي
الأربعاء
21/ 8
نتائج الأفكار
للعلامة محمد السفاريني
تحفة الأحباب
للعلامة الزبيدي العدل في شريعة الإسلام
للعلامة عبد المحسن العباد ذم الخمر
للحافظ ابن رجب أفعل من كذا
للعلامة أبي علي القالي
الخميس
22/ 8 التعليق على الميمية
للعلامة محمد ابن عثيمين فصل مختصر
في معاملة الظالم السارق
للحافظ ابن رجب قاعدة في
فضائل القرآن
لشيخ الإسلام ابن تيميَّة القناعة
للحافظ
أبي بكر ابن السني شذرات
في فضل العلم وأهله
للعلامة عبد المحسن العباد
الجمعة
23/ 8 - - - الحفل الختامي -(/)
أثر التفسير بالمأثورفي التوجيه النحوي لايات القرآن - مقال منقول
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[01 Aug 2009, 10:17 م]ـ
أَثَرُ التَّفْسِيْرِ بِالمَأْثُورِ في التَّوْجِيْهِ النَّحْوِيِّ لآيَاتِ القُرْآنِ الكَرِيْمِِ (نَمَاذِجُ مِنْ تَفْسِيْرِ سُورَةِ البَقَرَةِ في جَامِعِ البَيَانِ للطَّبَرِيِّ)
شريف عبد الكريم النَّجّار
مُقَدِّمة:
الإعْرَابُ والتَّفْسِيْرُ عِلْمَانِ مُتَدَاخِلانِ، فَكِلاهُما غَايَتُهُ أَنْ يَصِلَ إلى المَعْنى الصَّحِيْحِ، وكُلٌّ مِنْهُما يُؤدِّي إِلى الآخَرِ، فالإِعْرَابُ السَّدِيْدُ يُؤدّي إِلى نَظْرَةٍ صَحِيْحَةٍ في تَفْسِيْرِ الآيَةِ القُرآنِيَّةِ، والعَكْسُ كَذلِكَ، فالنَّظْرَةُ الصَّحِيْحَةُ في التَّفْسِيْرِ تُؤدّي إِلى إِعْرَابٍ صَحِيْحٍ، فُكُلٌّ مِنْهُما يُؤثّرُ في الآخَرِ.
وكَانَ التَّفْسِيْرُ بِالمَأثُورِ هو أَوّلَ أَنْوَاعِ التَّفْسِيْرِ وُجُودًا، وكَانَ وُجُودُهُ مُصَاحِبًا لِنَشْأَةِ النَّحْوِ، فالتَّفْسِيْرُ بالقُرآنِ والسَّنّةِ وأَقْوَالِ الصَّحَابَةِ والتَّابِعِيْنَ كَانَ شَائِعًا في القُرُونِ الثّلاثَةِ الأُولى، وهذه القُرُونُ هي الّتي شَهِدَت نَشْأَةَ النَّحْوِ، وكَانَ لا بُدَّ للنُّحَاةِ الَّذِيْنَ عُنُوا بِتَوْجِيْهِ الآيَاتِ القُرآنِيَّةِ أَنْ يَتَأثَّرُوا بِهذا النَّوْعِ مِن التَّفْسِيْرِ؛ ولِذلِكَ وَجَدْنا كُتُبَ مَعَانِي القُرآنِ مَلِيئةً بِأَقْوالَ الصَّحَابَةِ والتَّابِعِيْنَ.
وقَدْ رَأَيْتُ أَنْ يَكُونَ مَوْضُوعُ هذا البَحْثِ تَأثِيْرَ التَّفْسِيْرِ بِالمَأثُور عَلَى تَوْجِيْهِ الآيَاتِ القُرآنِيةِ عِنْدَ المُعْرِبِيْنَ، ووَسَمْتُهُ بِـ (أَثَرُ التَّفْسِيْرِ بِالمَأْثُورِ في التَّوْجِيْهِ النَّحْوِيِّ لآيَاتِ القُرْآنِ الكَرِيْمِِ) مَدْفُوعًا بِعِدَّةِ أُمُورٍ: مِنْها بَيَانُ أَنَّ المَعْنى هو الأصْلُ في البَحْثِ اللُّغُوِيِّ، فالمُعْرِبُ لا بُدَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلى المَعْنى نَظْرَةً دَقِيقَةً قَبْلَ إِعْرَابِه، فإِعْرَابُهُ مِرآةٌ للمَعْنى، والمَعْنى يَأخُذُهُ مِن التَّفْسِيْرِ، ومِنْها الرَّغْبَةُ في إِظْهَارِ مَدى أَثَرِ التَّفْسِيْرِ بِالمَأثُورِ عَلَى تَوْجِيْهِ النُّحَاةِ لآيَاتِ القُرآنِ الكَرِيْمِ، ومِنْها إِظْهَارُ أَثَرِ سَيْطَرَةِ القَاعِدَةِ النَّحْوِيَّةِ عَلَى النُّحَاةِ، وبُعْدِ بَعْضِهِمْ عَن المَعْنى، ومِنْها إِبْرَازُ العَلاقَةِ بَيْنَ النَّحْوِ والتَّفْسِيْرِ، فلِكِليهما مَنْبعٌ وَاحِدٌ، هو المَعْنى.
ويَنْدَرِجُ هذا البَحْثُ في مَوْضُوعِ السَّمَاعِ، فالاسْتِشهادُ بالقُرآنِ الكَرِيْمِ، وبالحَدِيْثِ النَّبَوِيّ، وبِأَقْوَالِ الصَّحَابَةِ والتّابِعِيْنَ مِن السَّمَاعِ، ولكنّي أَرَدْتُ مِنْ ذلكَ تَخْصِيصَ تَوجِيْهِ آيَاتِ القُرآنِ الكَرِيْمِ بِذلِكَ، وأَثَرَ ذلِكَ عَلَيْه.
ورَأَيْتُ أَنْ أَخْتَارَ مَجْمُوعَةً مِن الآيَاتِ القُرآنِيَةِ مِنْ سُورَةِ البَقَرَةِ، وكَانَ هذا الاخْتِيَارُ رَغْبَةً مِنّي في الوُصُولِ إِلى أَثَرٍ مَا للتَّفْسِيْرِ في التَّوْجِيْهِ النَّحْوِيِّ، فتَناوَلْت مَجْمُوعةً من الآيات رأيت فيها أَثَرًا واضِحًا للتّفسير بالمأثور، ورَأَيْتُ أَنْ أُحَدِّدَ تَفْسِيْرًا يُعْنى بِالتّفْسِيْرِ المَأثُورِ، فَوَقَعَ اخْتِيَارِي على كِتابِ ابنِ جَرِيْرٍ الطَّبَرِيِّ المَوْسُوم بـ (جَامِعِ البَيَانِ في تَأوِيْل القُرآنِ)، فلا شَكَّ أَنَّهُ أَبْرَزُ الكُتُبِ الّتي اهْتَمّت بالتَّفْسِيْرِ المَأثُورِ.
وكَانَ مَنْهجي في تناوُلِ هذه الآياتِ مبْنِيًّا على إبْرازِ أمرينِ، هما آراء أهل التّفسير بالمأثور، وآراء النّحاةِ، ورأيت أنْ أبدأ بآراءِ المفسِّرين في كلّ موضعٍ كي يدركَ القارئ المعنى للآيَةِ قبلَ تَوْجِيهِها نَحْوِيًّا، ثمّ أعْرِض آراءَ النُّحَاةِ في الآيَةِ، وبيَّنْتُ بعد ذلك العلاقَةَ بين الأمرين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ورَأَيْتُ أنْ أكْتَفيَ في هذا البحْثِ بِتَحْلِيْلِ هذه النّماذج من تَفْسير الطّبري؛ ولذلك وَسَمْتُهُ بِـ (أَثَرُ التَّفْسِيْرِ بِالمَأْثُورِ في التَّوْجِيْهِ النَّحْوِيِّ لآيَاتِ القُرْآنِ الكَرِيْمِِ، نماذج مِنْ تَفْسِيْرِ سُورَةِ البَقَرَةِ في جَامِعِ البَيَانِ للطَّبَرِيِّ)، ورأيت أنّ أُبَيِّنَ خلالَ تَحْليلِي هذه النّماذج نَوَاحِيَ تأثِيْرِ التّفْسِيْرِ في التّوْجِيْهِ النَّحْوِيِّ، ووجدتُ أنّ هذا النَّهْجَ أوْلى من عرضِ نَوْاحِي التَّأثِيْرِ قبل تَقْدِيمِ الدّلِيْلِ عَلى الأثَرِ.
ويَعْتَمِدُ هذا البحثُ على مَجْمُوعَةٍ من الأَقْوَالِ، فهو بحثٌ في آراء المفسِّرين، وقد حرصتُ على ذكر النُّصوصِ الّتي تُبَيِّنُ آراءَهُم، وأودُّ أنْ أنبّهَ هنا أنّي أردت من إيراد نصين أو أكثر في موضع واحدٍ التّأكيد على المعنى الّذي ذكره المفسّرون في الآيَةِ، وأنَّ هُناك أكثرَ من روايَةٍ في هذا المعنى.
وقَدْ بَدَأتُ هذا البَحْثَ بِمُقَدِّمَةٍ تَحَدَّثْتُ فِيْها عَن التَّفْسِيْرِ بالمَأثُورِ والطَّبَرِيِّ، والعَلاقَةِ بَيْن التَّفْسِيْرِ والنَّحْوِ مِنْ خِلالِ كُتُبِ مَعانِي القُرآنِ، وبَيَّنْتُ أَنّ هذه الكُتُبَ تُعَدُّ مِن كُتُبِ عِلْمِ التَّفْسِيْرِ وعِلْمِ النَّحْوِ، ففيها تَوْجِيْهٌ نَحْوِيٌّ للآيَاتِ القُرآنِيَةِ وتَفْسِيْرٌ للقُرآنِ.
وتَنَاوَلْتُ بَعْدَ ذلِكَ الآيَاتِ المُخْتَارَةَ، وجَعْلْتُها في سَبْعَةِ مَوَاضِعَ، هي: المُبْتَدأ والخَبَرُ، والعَطْفُ ووَاوُ الصَّرْفِ، وحَذْفُ (أَنْ) والقَسَمُ، و (مَا) المَوْصُولَةُ والنَّافِيَةُ، و (مَا) التَّعجُّبِيّة والاسْتِفْهامِيّة، والبَدَل والعَطْف، و دَلالَةُ (أَنّى)، ورَتَّبْتُ هذه الآيَاتِ كَما هي في القُرآنِ الكَرِيْمِ.
وخَتَمْتُ هذه البَحْثَ بِخَاتِمَةٍ تَضَمَّنَتْ أَثَرَ التَّفْسِيْرِ بالمَأثُورِ عَلَى إِعْرَابِ آيَاتِ القُرآنِ الكَرِيْمِ، وأهَمِّيَّةَ النَّظَرِ إِلى المَعْنى عِنْدَ الإِعْرَابِ، فالمَعْنى هو الأسَاسُ الَّذي يَسْتَنِدُ إِلَيْهِ المُعْرِبُ.*
أولاً: التَّفْسِيْرُ بِالمَأْثُورِ والطَّبَرِيُّ
يُعَرّفُ التَّفْسِيْرُ بِالمَأْثُورِ بِأَنَّهُ تَفْسِيْرُ القُرآنِ بِمَا جَاءَ في القُرآنِ نَفْسِهِ مِن البَيَانِ والتَّفْصِيْلِ لِبَعْضِ آيَاتِهِ، ومَا نُقِلَ عَن الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّمَ، ومَا نُقِلَ عَن الصّحَابَةِ رَضِي اللهُ عَنْهُم، ومَا نُقِلَ عَن التّابِعِيْنَ مِنْ كُلِّ مَا هُو بَيَانٌ وتَوْضِيْحٌ لِمُرَادِ اللهِ تَعَالَى مِنْ نُصُوصِ الكِتَابِ الكَرِيْمِ.
ويُعَدُّ التَّفْسِيْرُ بِالمَأثُورِ مِنْ أَعْلَى أَنْوَاعِ التَّفْسِيْرِ مَنْزِلَةً؛ وذلِكَ لأَنَّهُ تَفْسِيْرٌ للقُرآنِ بِالقُرآنِ، قَالَ ابنُ تَيْمِيَةَ: "أَصَحُّ الطُّرُقِ في ذلكَ أَنْ يُفَسَّرَ القُرآنُ بِالقُرآنِ،" أَوْ بالسُّنَّةِ المُطَهَّرَةِ، والرَّسُولُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ هو المُبَيِّنُ لهذا الدّيْنِ، وهو أَدْرى بِالكِتابِِ المُنَزّلِ عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِهِ، أَوْ بِأَقْوَالِ الصَّحَابَةِ، وهم أَقْرَبُ إِلى صَاحِبِ الرِّسَالَةِ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّم، وشَاهَدُوا التَّنْزِيْلَ، أَو بِأَقْوَالِ التَّابِعِيْنَ، وهؤلاءُ كَانُوا أكْثَرَ النّاسِ اتّصالاً بالصّحَابَةِ، فَأَخَذُوا العِلْمَ عَنْهُم، ونَقَلُوهُ إِلى مَنْ بَعْدَهُم، وهذا كُلُّهُ إِذا صَحَّ السَّنَدُ عَن الرَّسُولِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّمَ أو الصّحَابَةِ أَو التّابِعِيْن.
وقَدْ اعْتَمَدَ هذا النَّوْعَ مِن التَّفْسِيْرِ جُمْلَةٌ مِن عُلَمَاءِ الأُمَّةِ، فَوضَعُوا الكُتُبَ والمَوْسُوعَاتِ في تَفْسِيْرِ القُرآنِ بِهذا الشَّكْلِ، وكَانَ مِنْ أَبْرَزِ هذه المؤلّفاتِ: جَامِعُ البَيَانِ في تَفْسِيْرِ القُرآنِ لابنِ جَرِيْرٍ الطَّبَرِيِّ، ومَعَالِمُ التَّنْزِيْلِ للبَغَوِيِّ، والمُحَرَّرُ الوَجِيْزُ في تَفْسِيْرِ الكِتَابِ العَزِيْزِ لابنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسيِّ، وتَفْسِيْرُ القُرآنِ العَظِيْمِ لابْنِ كَثِيْرِ، والدُّرّ المَنْثُور في التَّفِسِيْرِ المَأثُور للسُّيُوطيِّ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكَانَ ابنُ جَرِيْرٍ الطَّبَرِيّ مِن أَوّلِ مَنْ وَضَعَ تَفْسِيْرًا عَلَى هذا النَّحْوِ، والطَّبَرِيُّ هو أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ جَرِيْرٍ الطَّبَرِيُّ، وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وعِشْرِيْنَ ومائتين، تَنَقّلَ في البِلادِ طَلَبًا للعِلْمِ، وكَانَ مِنْ أَئِمّةِ الحَدِيْثِ، ومِنْ كِبَارِ عُلَمَاءِ القِرَاءاتِ، ومِنْ عُلَمَاءِ العَرَبِيَّةِ، وإِمَامٌ عَالِمٌ بِالفِقْهِ، وقد تُوفّيَ سَنَةَ ثَلاثِمَائةٍ وعَشْرٍ من الهِجْرَةِ.
ويُعَدُّ تَفْسِيْرُ ابْنِ جَرِيْرٍ مِنْ أَقْوَمِ التَّفَاسِيْرِ، قَالَ ابْنُ تَيْمِيَةَ: "وهو مِنْ أَجَلِّ التَّفَاسِيْرِ وأَعْظَمِها قَدْرًا،" ويُعَدُّ أَيْضًا المَرْجِعَ الأَوّلَ عنْد المُفَسِّرِيْنَ الّذينَ عُنُوا بالتَّفْسِيْرِ بِالمَأْثُورِِ، وذلِكَ لِمَا تَمَيَّزَ بِهِ مِن الْتِزَامِهِ بالسَّنَدِ، واهْتِمَامِهِ بِتَوْجِيْهِ الأَقْوَالِ، وغَيْرِها.
وأَمّا طَرِيْقَتُهُ في التَّفْسِيْرِ فَكَانَ إِذا أَرَادَ أَنْ يُفَسِّرَ آيَةً يَقُولُ: (القَوْلُ في تَأويلِ قَوْلِهِ تَعَالَى كَذا وكَذا)، ثُمَّ يُفَسِّرُ الآيَةَ، ويَسْتَشْهِدُ عَلَى تَفْسِيْرِهِ بِمَا يَرْوِيْهِ مُلْتَزِمًا بِالسَّنَدِ عَن الصَّحَابَةِ أَو التّابِعِيْنَ، ولا يَقْتَصِرُ ابنُ جَرِيْرٍ عَلَى عَرْضِ الرِّوَايَاتِ، فَنَجِدُه يُرَجِّحُ قَوْلاً عَلى قَوْلٍ بَعْدَ تَوْجِيْهِ الأَقْوَالِ جَمِيْعِها، ويَتَعَرَّضُ إلى مَا يَتَعَلّق بِالآيَةِ مِنْ أَحْكَامٍ فِقْهِيَّةٍ أَوْ نَحْوِيَّةٍ.
ثانياً: التَّفْسِيْرُ والنَّحْوُ
عَرَّفَ الزَّرْكَشِيُّ عِلْمَ التَّفْسِيْرِ بِقَوْلِهِ: "التّفْسِيْرُ عِلْمٌ يُعْرَفُ بِهِ فَهْمُ كِتَابِ اللهِ المُنَزّلِ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبَيَانُ مَعَانِيْهِ، واسْتِخْرَاجُ أَحْكَامِهِ وحِكَمِهِ،" ويَسْتَمِدُّ المُفَسِّرُ ذلِكَ مِن عُلُومٍ مخْتَلِفَةٍ كعِلْمِ القِرَاءَاتِ، وعِلْمِ اللّغةِ، والنَّحْوِ والتَّصْرِيْفِ، وأُصُولِ الفِقْهِ.
وقَدْ جَعَلَ أَبُو حَيّانَ الأَنْدَلُسِيُّ عِلْمَ النَّحْوِ وغَيْرَهُ مِنْ عُلُومِ اللُّغَةِ جُزْءًا مِنْ عِلْمِ التَّفْسِيْرِ، فالتَّفْسِيْرُ يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ، قَالَ: "التَّفْسِيْرُ عِلْمٌ يُبْحَثُ فِيْه عَنْ كَيْفِيّةِ النُّطْقِ بِأَلْفَاظِ القُرْآنِ، ومَدْلُولاتِها، وأَحْكَامِها الإفْرَادِيَّةِ والتَّرْكِيْبِيَّةِ، ومَعَانِيْها الّتِي تُحْمَلُ عَلَيْها حَالَة التَّرْكِيْبِ، وتَتِمّاتٍ لِذلِكَ." ثُمَّ قَالَ: "وقَوْلُنا: (وأَحْكَامِهَا الإفْرَادِيَّةِ والتَّرْكِيْبِيَّةِ) هذا يَشْمَلُ عِلْمَ التَّصْرِيْفِ، وعِلْمَ الإعْرَابِ، وعِلْمَ البَيَانِ وعِلْمَ البَدِيْعِ."
ولا غَرَابَةَ في أَنْ يَكُونَ عِلْمُ الإِعْرَابِ ضِمْنَ عِلْمِ التَّفْسِيْرِ؛ وذلِكَ لأَنَّ كِلَيْهِما يَبْحَثَان عَن المَعْنى، ويَهْدِفَانِ إِلى الكَشْفِ عَنْ مَعْنىً تَتَبَيَّنُ مِنْ خِلالِهِ أَسْرَارُ الكِتَابِ العَزِيْزِ؛ ولأَنَّ هذين العِلْمَيْنِ وغَيْرَهُما مِن العُلُومِ كُلِّها نَشَأَتْ في فَتْرَةٍ وَاحِدَةٍ، وهَدَفَت إِلى تَعْرِيْفِ النّاسِ بِأُمُورِ دِيْنِهِم، والحِفَاظِ عَلَى كِتَابِ اللهِ ولُغَتِهِ مِن اللّحْنِ الّذي أَصَابَ الأُمَّةَ في تِلْكَ الفَتْرَةِ، وكَانَ أَوْلُ هذه العُلُومِ وأَعْلاها عِلْمَ التَّفْسِيْرِ.
ويُشِيْرُ حَدُّ أَبِي حَيَّان إِلى العَلاقَةِ المَتِيْنَةِ بَيْنَ العِلْمَيْنِ؛ ولِذلِكَ كَانَ يَذْهَبُ كَثِيْرٌ مِن النُّحَاةِ في المَرحَلَةِ الأولى للنَّحْو إِلى التَّفْسِيْرِ، وأَرى أَنَّ كُتُبَ مَعَانِي القُرْآنِ الّتي اشْتَهَرَت في بِدَايَةِ نَشْأَةِ هذا العِلْمِ خَيْرُ دَلِيْلٍ عَلَى أَنَّهُم كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ مَا يَقُومُونَ بِهِ هو مِنْ عِلْمِ التَّفْسِيْرِ، وكَأَنَّ النَّحْوَ قَدْ وُجِدَ لِدِرَاسَةِ آيَاتِ القُرآنِ المَجِيْدِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
إِنَّ العَلاقَةَ بَيْنَ التَّفْسِيْرِ وتَوْجِيْهِ آياتِ القُرآنِ تَوْجِيْهًا نَحْوِيًا لا يُمْكِنُ فَصْلُها، فتَوْجِيْهُ هذه الآيَاتِ يُعَدُّ جُزْءًا مِن تَفْسِيْرِها، وكَانَ لا بُدَّ للمُعْرِبِ أَنْ يَسْتَعِيْنَ بِالمُفَسِّرِ للوُصُولِ إِلى إِعْرَابٍ صَحِيْحٍ، كَما أَنّهُ لا بُدَّ للمُفَسِّرِ أَنْ يَسْتَعِيْنَ بِإِعْرَابِ النَّحْوِيِّ لِيَصِلَ إِلى مَعْنىً صَحِيْحٍ، فالعَلاقَةُ بَيْنَهُما تَبَادُلِيّةٌ.
وكَانَ التَّفْسِيْرُ في الفَتْرَةِ الّتي نَشَأتْ فيهِ هذه العُلُومُ قَد اسْتَقَرَّ عَلَى تَفْسِيْرِ القُرآنِ بِأَقْوَالِ الرّسُولِ الكَرِيْمِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّمَ، ثُمُّ أَقُوالِ الصَّحَابَةِ والتّابِعِيْنَ، وهذا هو مَا يُعْرَفُ بِالتَّفْسِيْرِ بِالمَأْثُورِ، ولَمْ يَكُنْ غَيْرُ ذلِكَ مِن أنواع التَّفْسِيْرِ الأخرى قد اسْتَقَرّ، فَأَخَذَ النُّحَاةُ بِهذا النَّوْعِ مِن التَّفْسِيْرِ، ومُلِئت كُتُبُ مَعَانِي القُرآنِ بِالأحَادِيْثِ وأَقْوالِ الصّحابَةِ والتّابِعِيْنَ.
وكَانَ كِتَابُ مَعَانِي القُرآنِ للفَرّاءِ مِن أوّلِ الكُتُبِ الّتي دُوّنت في بَيانِ معاني آيات القرآن الكريمِ، وتوجِيهها توجيْهًا نَحْوِيًّا، واعْتَمَدَ في تَرْتِيْبِ كِتَابِهِ عَلى تَرْتِيْبِ المُصْحَفِ، قَالَ ابنُ النَّدِيْمِ: "قَالَ أَبُو العَبّاسِ ثَعْلَبُ: كَانَ السَّبَبُ في إِمْلاءِ كِتَابِ الفَرّاءِ في المَعَانِي أَنَّ عُمَرَ بنَ بَكِيْرٍ كَانَ مِنْ أَصْحَابِهِ، وكَانَ مُنْقَطِعًا إِلى الحَسَنِ بنِ سَهْلٍ، فَكَتَبَ إِلى الفَرَّاءِ أَنّ الأَمِيْرَ الحَسَنَ بنَ سَهْلٍ رُبّما سَأَلَني عَن الشَّيءِ بَعْدَ الشَّيْءِ مِن القُرْآنِ، فلا يَحْضُرُنِي فِيْه جَوَابٌ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَجْمَعَ لي أُصُولاً، أَوْ تَجْعَلَ في ذلكَ كِتَابًا أَرْجِعُ إِلَيْهِ فَعَلْتُ، فَقَالَ الفَرّاءُ لأصْحَابِهِ: اجْتَمِعُوا حَتّى أُمْلِيَ عَلَيْكُم كِتَابًا في القُرْآنِ، وجَعَلَ لَهُم يَوْمًا فَلَمّا حَضَرُوا خَرَجَ إِلَيْهِم، وكَانَ في المَسْجِدِ رَجُلٌ يُؤَذّنُ، ويَقْرَأُ بالنّاسِ في الصَّلاةِ، فالْتَفَتَ إِلَيْه الفَرّاءُ، فَقَالَ لَهُ: اقْرَأ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ نُفَسِّرُها، ثُمّ نُوفِي الكتَابَ كُلَّه، فقَرَأ الرَّجُلُ، ويُفَسِّرُ الفَرّاءُ، فَقَالَ أَبُو العَبّاسِ: لَمْ يَعْمَلْ أَحَدٌ قَبْلَهُ مِثْلَه، ولا أَحْسَبُ أَنَّ أَحَدًا يَزِيْدُ عَلَيْهِ."
والظّاهِرُ أَنَّ ثَعْلَبًا قَدْ أَخْطَأ في عَدِّهِ كَتَابَ الفَرّاء أَوّلَ هذه الكُتُبِ، فَقَدْ سَبَقَهُ أُسْتَاذُه الكِسَائِي، ونُسِبَ للرّؤَاسِيّ (ت170ه) كِتابٌ في مَعانِي القُرآنِ، وِنُسِبَ ذلِكَ أَيْضًا إِلى يُونُسَ بِنِ حَبِيْبٍ (ت183ه)، وقَد عَدَّ ابْنُ النَّدِيْمِ خَمْسَةً وعِشْرِيْنَ مُؤلّفًا في مَعَاني القُرْآنِ.
وأَهْلُ التَّفْسِيْرِ يَرَوْنَ أَنّ هذه الكُتُبَ مِنْ كتُبِ التّفْسِيْر، ولا شَكَّ في أَنَّها كَذلِك، ولكِنَّها تَمَيّزَت عَنْ غَيْرِها في أَنّها دَرَسَتْ الآيَاتِ القُرْآنِيَّة مِنْ جَانَبٍ وَاحِدٍ، وهو الجَانِبُ اللّغَوِيُّ والنَّحْوِيُّ، فَتَوْجِيْهُ هذه الكُتُبِ للآيَاتِ القُرآنِيَّةِ تَوْجِيْهٌ نَحْوِيٌّ، ويَنْتَمِي هذا التَّوْجِيْهُ إِلى عِلْمِ النَّحْو؛ ولِذلِكَ أَرَى أَنَّهُ مِن الصَّعْبِ فَصْلُ عِلْمِ النَّحْوِ عَنْ عِلْمِ التَّفْسِيْرِ في الكُتُبِ الّتي تَنَاوَلَت تَوْجِيْهَ آيَاتِ القُرآنِ الكَرِيْمِ تَوْجِيْهًا نَحْوِيًّا.
وأَرَى أَنَّه لا يُمْكِنُ قَصْرُ عِلْمِ النَّحْوِ عَلَى تَوْجِيْهِ الآيَاتِ القُرآنِيَّةِ، والكَشْفِ عَنْ مَعَانِيْها، فالنَّحْوُ عِلْمٌ وَاسِعٌ تَنَاوَلَ اللّسَانَ العَرِبِيَّ ودَرَسَهُ في شَتّى أَشْكَالِهِ، ولَمْ يَقْتَصِرْ عَلَى الآيَاتِ القُرْآنِيَّةِ، وكَانَ لِعُلَمَاءِ النَّحْوِ جُهُودٌ كَثِيْرَةٌ تَنَاوَلت القَوْاعِدَ النّحْوِيَّةَ لهذا اللّسَانِ، وكَانَتْ لَهُم أَيْضًا جُهُودٌ تَنَاوَلَت تَوْجِيْهَ أَشْعَارِ العَرَبِ، وأخْرَى تَنَاوَلَت الأحَادِيْثَ النَّبْوِيَّةَ، وكذلِكَ كَلامُ النَّاسِ، وغَيْرُهُ مِن أَشْكَالِ الكَلامِ، ولا شَكَّ أَنَّ هذا كُلَّهُ يَصُبُّ في خِدْمَةِ
(يُتْبَعُ)
(/)
لُغَةِ الكِتَابِ العَزِيْزِ.
ثالثاً: نَماذجُ مِن تَفْسِيْرِ سُورَةِ البَقَرَةِ في جَامِعِ البَيَانِ
1. المُبْتَدأُ والخَبَرُ:
قَوْلُهُ تَعَالى: ?خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ? (البقرة: 7)
نَقَلَ ابْنُ جَريرٍ الطَّبَرِيّ في تَفْسِيْرِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ?وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ? تَأْوِيْلَيْن:
الأَوّل: رُوِيَ عَن ابْنِ عَبّاسٍ، قَالَ الطَّبَرِيُّ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ, قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي, قَالَ: حَدَّثَنِي عَمّي الحُسَيْنُ بنُ الحَسَنِ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ جَدِّهِ, عَن ابْنِ عَبّاسٍ: خَتَمَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِم، وعَلَى سَمْعِهِمْ، والغِشَاوَةُ عَلَى أَبْصَارِهِم."
والثّانِي: رُوِيَ عن ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ الطّبَريُّ: "حَدَّثَنا القَاسِمُ, قَالَ: حَدَّثَنا الحُسَيْنُ, قَالَ: حَدَّثَني حَجّاج, قَالَ: حَدَّثَنا ابنُ جُرَيْجٍ, قَالَ: الخَتْمُ عَلَى القَلْبِ والسّمعِ, والغَشَاوَةُ عَلَى البَصَرِ, قَالَ اللهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ?فَإِنْ يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ،? (الشورى:24) وقَالَ: ?وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً.? (الجاثية:23) "
وقَدْ جَاءَ في الدّرِّ المَنْثُورِ أَنَّ هذا التَّفْسِيْرَ رَوَاهُ ابْنُ جُرَيْجٍ عن ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ في الدُّرِّ: "وأَخْرجَ ابنُ جُرَيْجٍ عَن ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: خَتَمَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِم، وعَلَى سَمْعِهِم، فلا يَعْقِلُونَ، ولا يَسْمَعُونَ، وَجَعَلَ عَلَى أَبْصَارِهِم -يَقُولُ: أَعْيُنُهُم- غِشَاوَةً فَلا يُبْصِرُونَ." وقَدْ نَقَلَ الطّبَرِيُّ هذا التَّفْسِيْرَ عن غَيْرِ ابنِ جُرَيْجٍ مَرْوِيًّا عَن ابنِ مسْعُودٍ.
هذان تَفْسِيْرَانِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ?وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ،? أَمّا تَوْجِيْهُ النُّحاةِ للآيَةِ بِهذا اللّفْظِ فهو وَاحِدٌ لَيْسَ فِيْهِ خِلافٌ، وهو أَنَّ هذه جُمْلَةٌ اسْمِيَّةٌ تَقَدَّمَ فِيْها الخَبَرُ، وهو شِبْهُ الجُمْلَةِ، وتَأَخَّرَ المُبْتَدَأ، وهو (غِشَاوَةٌ)، وهذا التَّوْجِيْهُ يَتَّفِقُ مَع تَفْسِيْرِ ابْنِ عَبّاسٍ، وقَدْ صَرَّحَ الطَّبَرِيُّ بِذلِكَ، قَالَ: "وبِمَا قُلْنا في ذلكَ مِن القَوْلِ والتَّأوِيْلِ, رُوِيَ الخَبَرُ عَن ابْنِ عَبّاسٍ."
ويُشِيْرُ كَلامُ الطَّبَرَيِّ أَنَّ قَوْلَ النُّحَاةِ، وتَوْجِيْهَهُم للآيَةِ مَرْوِيٌّ عَن ابْنِ عَبّاسٍ، وهو قَوْلُهُ: "والغَشَاوَةُ عَلَى أَبْصَارِهِم"، وكَأَنَّ النُّحَاةَ قَدْ أَخَذُوا تَوْجِيْهَهُم مِنْ كَلامِ ابْنِ عَبّاسٍ، ومَا فَعَلَهُ ابْنُ عَبّاسٍ أَنَّهُ أَخَّرَ مَا كَانَ مُقَدَّمًا، وقَدّمَ مَا كَانَ مُؤخّرًا، وهو المُبْتَدأ النَّكِرَةُ، ثمّ عَرَّفَها حَتّى تَصِحَّ الجُمْلَةُ، فَكَلامُ النُّحاةِ هُنا تَطْبِيْقٌ لِتَأوِيلِ ابْنِ عَبّاسٍ، ولَيْسَ في هذا التَّوْجِيْهِ خِلافٌ، والسَّبَبُ في ذلِكَ أَنّهُ لا يُوجَدُ اخْتِلافٌ في التَّأْوِيلِ، فَتَأْوِيْلُ الجُمْلَةِ وَاحِدٌ، لا خِلافَ فِيْهِ عِنْدَ أَهْلِ التّفْسِيْرِ بِالمَأثُورِ.
ولا يَتَّفِقُ التَّأويلُ الثّانِي مَع هذا القِرَاءَةِ للآيَةِ، وهي قراءَةُ رَفْعِ (غِشَاوةٍ)، وذلِكَ لأَنَّ تَأْوِيْلَ ابْنِ مِسْعُودٍ لَيْسَ بِرَفْعِ (غِشَاوَةٍ)، وإِنّما بِنَصْبِها، وهو مُعْتَمِدٌ في ذلِكَ عَلى قَوْلِهِ تَعَالى في سُورَةٍ أُخْرى: ?وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً.? (الجاثية:23)
ويَتَّفِقُ هذا التّأويلِ مَع قِرَاءةٍ أخْرى، وهي القِراءَةُ بِنَصْبِ: (غِشَاوَةٍ)، وكَأَنَّ هذا التَّأويلَ جَاءَ مُفَسِّرًا لِقِرَاءَةِ النَّصْبِ، فَأَخَذَ بِهِ النَّحَاةُ، وتَأَوَّلُوا الآيَةَ كَمَا تَأَوّلَها ابْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ الطَّبَرِيُّ: "فَإنْ قَالَ قَائِلٌ: ومَا وَجْهُ مَخْرَجِ النَّصْبِ فِيْها؟ قِيْلَ لَهُ: إِنَّ نَصْبَها بِإضْمَارِ (جَعَلَ) كَأَنَّه قَالَ: وَجَعَلَ عَلى أَبْصَارِهِم غِشَاوَةً، ثُمَّ أَسْقَطَ (جَعَلَ)؛ إِذْ كَانَ في أَوّلِ الكَلامِ مَا يَدُلُّ عَلَيْه".
(يُتْبَعُ)
(/)
وأَرَى أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ ذَهَبَ إِلى هذا التَّأويلِ مُوَافَقَةً لِقِرَاءَةِ النَّصْبِ، وهذا يُشِيْرُ إِلى أَنَّ أَهْلَ التَّفْسِيْرِ بِالمَأْثُورِ كَانُوا يُدْرِكُونَ أَنَّ تَغَيُّرَ الحَرَكَةِ عَلَى الكَلِمَةِ يَتْبَعُهُ تَغْيِيْرٌ في المَعْنى، ولِذلِكَ كَانَ لَهُم تَأْوِيْلٌ في حَالَةِ الرَّفْعِ، وآخَرُ في حَالَةِ النَّصْبِ.
وللنُّحاةِ تأويلٌ آخَرُ لِوَجْهِ النَّصْبِ، قَالَ الفارسِيُّ: "وأَمّا إِذا نَصَبَ، فلا يَخْلُو في نَصْبِها مِنْ أَنْ يَحْمِلَها عَلَى (خَتَمَ) هذا الظّاهِرِ، أَو عَلَى فِعْلٍ آخَرَ غَيْرَهُ، فَإِنْ قَالَ: أَحْمِلُها عَلَى الظّاهِرِ كَأَنِّي قُلْتُ: وخَتَمَ عَلَى قَلْبِهِ غِشَاوَةً، أَيْ: بِغِشَاوَةٍ، فَلَمّا حَذَفَ الحَرْفَ وَصَلَ الفِعْلَ، ومَعْنى: خَتَمَ عَلَيْهِ بِغِشَاوَةٍ مِثْلُ جَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشَاوَةً."
وقَدْ جَاءَ هذا التَّأويلُ النَّحْوِيُّ مُوافِقًا لِتَأويلٍ آخَرَ عِنْدِ أَهْلِ التَّفْسِيْرِ بِالمَأثُورِ، وهو مَا نُقِلَ عَن سَعِيْدٍ المَقْبَرِيِّ، جَاءَ في تَفْسِيْرِ ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ: "حَدَّثَنا عَلِيٌّ بنُ الحُسَيْنِ، ثَنَا مُحَمّدٌ بنُ المُثَنّى، ثَنَا مُحَمّدٌ بنُ جَهْضَمٍ، ثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ عَنْ سَعِيْدٍ المَقْبَرِيِّ، قَالَ: خَتَمَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِم بِالكُفْرِ."
والظّاهِرُ ممّا سَبَقَ أَنَّ كُلَّ تَأوِيْلٍ نَحْوِيٍّ كَانَ يُوَافِقُهُ تَأْوِيْلٌ عِنْدَ المُفَسِّرِيْنَ، فَتَوْجِيْهُ قِرَاءَةِ الرَّفْعِ عِنْدَ النُّحَاةِ يُوَافِقُه تَأْوِيْلُ ابْنِ عَبّاسٍ: (الغِشَاوَةُ عَلَى أَبْصَارِهِم)، وتَوْجِيْهُ قِرَاءَةِ النَّصْبِ عِنْدَ النُّحَاةِ مُتَعَدِّدٌ كَما أَنَّ تَأْويلَ المُفَسِّرِيْنَ مُتَعَدِّدٌ، فالّذي أَرَاهُ أَنَّ النُحَاةَ كَانُوا يَنْظُرُونَ تَأوِيْلاتِ مَنْ سَبَقَهُم، ثُمَّ يُوجّهُونَ الآيَةَ التَّوْجِيْهَ المُنَاسِبَ لِتَأويل المُفَسِّرِيْنَ.
2. العَطْفُ، ووَاوُ الصَّرْفِ:
قولُهُ تَعَالَى: ?وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ? (البقرة:42)
ذَكَرَ الطَّبَرِيُّ في توجيه هذه الآية وَجْهين: الأوّل: مَذْهَبُ ابْنِ عَبّاسٍ، قَالَ: "حَدَّثَنا عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنا بِشْر بنُ عَمَارَةَ عَنْ أَبِي رَوْقٍ عَنْ الضَّحَّاكِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلَهُ: (وَتَكْتُمُوا الحَقَّ) يَقُولُ: ولا تَكْتُمُوا الحَقَّ وأَنْتُم تَعْلَمُونَ."
والوَجْهُ الثّانِي: مَذْهَبُ أبِي العَالِيَةِ ومُجَاهِدٍ، قال الطّبَرِيُّ: "حَدَّثَنا أَبُو جَعْفَرٍ عَن الرَّبِيْعِ عَن أَبِي العَالِيَةِ: (وَتَكْتُمُوا الحَقَّ وأَنْتُم تَعْلَمُونَ)، قَالَ: كَتَمُوا بَعْثَ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،" وكذلكَ مَا نُقِلَ عَنْ مُجَاهِدٍ.
أمّا النُّحَاةُ فلهم في تَوْجِيْهِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ?وَتَكْتُمُوا? رَأْيَانِ، هُما:
الأَوَّلُ: هو مَجْزُومٌ بِالعَطْفِ عَلَى (تَلْبِسُوا)، والمَعْنى أَنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ نَهى أَهْلَ الكِتَابِ والكَافِرِيْنَ عَنْ أَمْرَيْنِ: خَلْطِ الحَقِّ بِالبَاطِلِ، وكِتِمَانِ الحَقِّ، والحَقُّ هو صِفَةُ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم الوَارِدَةُ في التَّوْراةِ والإِنْجِيْلِ، كَما وَرَدَ في بَعْضِ الأَقْوَالِ، فالنَّهْيُ هُنا عَن الحَدثَيْنِ.
والثّانِي: النَّصْبُ، وفِيْهِ عِدَّةُ أَوْجُهٍ، هي:
الوَجْهُ الأَوّلُ: النَّصْبُ بِإِضْمَارِ (أَنْ)، والوَاوُ بِمَعْنى الجَمْعِ، والمَعْنى في هذا الرَّأيِ أَنَّ اللهَ جَلَّ وعَلا نَهَاهُم عَن الجَمْعِ بَيْنَ الفِعْلَيْنِ: الخَلْطِ، والكِتْمَانِ، فَيَجُوزُ لأَحَدِهِم أَنْ يَقُومَ بِفِعْلٍ مِنْهُما، والتَّقْدِيْرُ: لا يَكُنْ مِنْكُم لَبْسُ الحَقِّ وكِتْمَانُهُ، وهذا رَأيُ البَصْرِيِّيْنَ، قَالَ أَبُو حَيَّانَ: "وهو عِنْدَ البَصْرِيِّيْنَ عَطْفٌ عَلَى مَصْدَرٍ مُتَوَهّم،" وهو مُتَابَعَةٌ لِرَأْيِ سِيْبَوَيْه، قَالَ: "إِنْ ِشِئْتَ جَعَلْتَ (وتَكْتُمُوا) عَلَى النَّهْيِ، وإِنْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ عَلَى الوَاوِ،" وهي عِنْدَه بِإِضْمَارِ (أَنْ).
(يُتْبَعُ)
(/)
والوَجْهُ الثّانِي: إِنَّ المَعْنى في حَالِ النَّصْبِ لَيْسَ الجَمْعَ، وإِنَّما هو إِخْبَارٌ عَن الكَافِرِيْنَ بِكِتْمَانِهِم الحَقَّ، قَالَ الطَّبَرِيُّ: "وَيَكُونُ قَوْلُهُ: ?وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ? خَبَرًا مِنْهُ عَنْهُم بِكِتْمَانِهِم الحَقَّ الّذي يَعْلَمُونَهُ، فَيَكُونُ قَوْلُهُ: "وتَكْتُمُوا" حِيْنَئِذٍ مَنْصُوبًا لانْصِرَافِهِ عَنْ مَعْنى قَوْلِهِ: ?وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِل؛ ِ? إِذْ كَانَ قَوْلُهُ: ?ولا تَلْبِسُوا? نَهْيًا، وقَوْلُهُ: ?وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ? خَبَرًا مَعْطُوفًا عَلَيْهِ، غَيْرُ جَائِزٍ أَنْ يُعَادَ عَلَيْهِ مَا عَمِلَ في قَوْلِهِ: ?تَلْبِسُوا? مِن الحَرْفِ الجَازِمِ، وذلكَ هو المَعْنى الّذي يُسَمِّيْه النَّحْوِيُّونَ صَرْفًا،" وهذا مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ أَهْلُ الكُوفَةِ.
وقَدَّرَهُ ابْنُ شُقَيْرٍ بِقَوْلِهِ: "مَعْنَاهُ واللهُ أَعْلَمُ: وأَنْتُم تَكْتُمُونَ الحَقَّ"، ثُمَّ قَالَ: "فَلَمّا أَسْقَطَ أَنْتُم نَصَبَ،" وهذا تَفْسِيْرٌ لِرَأْيِ الكُوفِيِّيْنَ، والظّاهِرُ لِي أَنَّ الوَاوَ فِيْهِ لا تَدُلُّ عَلَى الجَمْعِ، وإِنْ كَانَتْ عَاطِفَةً، قَالَ الفَرّاءُ: "فَإِنْ قُلْتَ: وَمَا الصَّرْفُ؟ قُلْتُ: أَنْ تَأْتِيَ بِالوَاوِ مَعْطُوفَةً عَلَى كَلامٍ في أَوَّلِهِ حَادِثَةٌ لا يَسْتَقِيْمُ إِعَادَتُها عَلَى مَا عُطِفَ عَلَيْها، فَإِنْ كَانَ كَذلِكَ فهو الصَّرْفُ."
وقَدْ الْتَبَسَ بَعْضُ النُّحَاةِ فِي فَهْمِ رَأْيِ الكُوفِيِّينَ، فَخَلَطُوا بَيْنَ الرَّأْيَيْنِ، ونَسَبُوا للكُوفِيّينَ القَوْلَ بِإِضْمَارِ (أَنْ) في مَفْهُومِهِم للصَّرْفِ، ولَيْسَ كَذلِك، قَالَ أبُو حَيَّانَ: "وَقَالَ ابْنُ عَطِيَّةَ فِي قِرَاءَةِ النَّصْبِ: وهذه الوَاوُ وَنَحْوُها الَّتي يُسَمِّيْها الكُوفِيّونَ وَاوَ الصَّرْفِ؛ لأَنّ حَقِيْقَةَ وَاوِ الصّرْفِ الّتي يُرِيْدُونَها عَطْفُ فِعْلٍ عَلَى اسْمٍ مُقَدَّرٍ، فَيُقَدّرُ (أَنْ) لِيَكُونَ مَع الفِعْلِ بِتَأْوِيْلِ المَصْدَرِ، فَيَحْسُنَ عَطْفُه عَلَى الاسْمِ. انْتَهَى. ولَيْسَ قَوْلُهُ تَعْلِيْلاً لِقَوْلِهِم وَاوَ الصَّرْفِ، إِنَّما هو تَقْرِيْرٌ لِمَذْهَبِ البَصْرِيّيْنَ، وأَمّا الكُوفِيّونَ فَإِنَّ وَاوَ الصَّرْفِ نَاصِبَةٌ بِنَفْسِها، لا بِإِضْمَارِ (أَنْ) بَعْدَها."
ومِمّن خَلَطَ بَيْنَ الرَّأْيَيْنِ أَيْضًا البَاقُولِيُّ الأَصْفَهَانِيُّ، وتَاجُ الدّينِ الجَنَدِيُّ، قَالَ: "فَالنَّصْبُ عَلَى أَنَّ الوَاوَ وَاوُ الصَّرْفِ، أَيْ: مَع الكِتْمانِ، وإِنَّمَا يَكُونُ ذلِكَ إِذا لَمْ يُرَد الاشْتِرَاكُ بَيْنَ الفِعْلِ والفِعْلِ، أَيْ: لا تَجْمَعُوا بَيْنَ لَبْسِ الحَقِّ بِالبَاطِلِ وبَيْنَ كَتْمِ الحَقِّ، فالمَنْهِيُّ عَنْهُ هو الجَمْعُ بَيْنَ الفِعْلَيْنِ لا نَفْسَ الفِعْلِ،" فالرّأيُ للكُوفِيّيْنَ، والتَّقْدِيْرُ للبَصْرِيّيْن.
والوَجْهُ الثّالِثُ: يَرَى أبُو جَعْفَرٍ النَّحَّاسُ، ومَكِيٌّ أَنَّ الفِعْلَ مَنْصُوبٌ لأَنَّهُ جَوَابُ النَّهْيِ، قَالَ: "تَكْتُموا مَنْصُوبٌ؛ لأَنَّهُ جَوَابُ النَّهْيِ، وحَذْفُ النُّونِ عَلَمُ النَّصْبِ،" ولَمْ يُوضّحا رَأيَهُما في الوَاوِ، كَما َلَمْ يُبَيِّنَا كَيْفَ يَكُونُ جَوَابًا للنَّهْيِ مَع وُجُودِ الوَاوِ.
هذا رَأْيُ النُّحَاةِ في هذه المَسْأَلَةِ، وأَرَى أَنَّ التَّنَوُّعَ في آرَائِهِم جَاءَ مُوَافِقًا لِتَفْسِيْرِ أَهْلِ التّفْسِيْرِ بِالمَأثُورِ، قَالَ الطَّبَرِيُّ في الوَجْهِ الأَوَّلِ، وهو الجَزْمُ: "فَأَمّا الوَجْهُ الأَوَّلُ مِنْ هذينِ الوَجْهَيْنِ اللَّذَينِ ذَكَرْنا أَنَّ الآيَةَ تَحْتَمِلُهُما فهو عَلَى مَذْهَبِ ابْنِ عَبّاسٍ،" وقَالَ في الوَجْهِ الثّانِي: "وأَمّا الوَجْهُ الثّانِي مِنْهُما فهو عَلَى مَذْهَبِ أبِي العَالِيَةِ ومُجَاهِدٍ،" فَقَدْ جَاءَ الوَجْهَانِ النَّحْوِيّانِ مُتَّفِقَيْنِ مَع مَا ذَكَرَهُ أَهْلُ التّفْسِيْرِ بِالمَأثُورِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
أَمّا مَا ذَكَرَه ابْنُ عَبّاسٍ فهو تَأوِيْلُ النّحاةِ نَفْسُهُ، لَفْظًا ومَعْنىً، وقَدْ نَقَلَ الطَّبَرِيُّ قَوْلَه، فَقَالَ: "حَدَّثَنا عُثْمَانُ بنُ سَعِيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنا بِشْر بنُ عَمَارَةَ عَنْ أَبِي رَوْقٍ عَن الضَّحَّاكِ عَن ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلَهُ: ?وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ? يَقُولُ: ولا تَكْتُمُوا الحَقَّ وأَنْتُم تَعْلَمُونَ."
وقَدْ وَرَدَ عِنْدَ الفَرّاءِ تَوْجِيْهٌ نَحْوِيٌّ مُعْتَمِدٌ عَلَى كَلامِ ابْنِ عَبّاسٍ والتَّفْسِيْرِ بِالقُرآنِ، قَالَ في تَوْجِيْهِ الجَزْمِ: "إِنْ شِئْتَ جَعلْتَ ?وَتَكْتُمُوا? في مَوْضِعِ جَزْمٍ، تُرِيْدُ بِهِ: ولا تَلْبِسُوا الحَقَّ بالبَاطِلِ ولا تَكْتُمُوا الحَقَّ، فَتُلْقِي (لا) لِمَجِيئِها في أَوّلِ الكَلامِ، وفي قِرَاءَةِ أُبَيّ: ?وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً،? (البقرة: 41) فهذا دَلِيْلٌ عَلَى أَنَّ الجَزْمَ في قَوْلِهِ: (وتَكْتُمُوا الحَقَّ) مُسْتَقِيْمٌ صَوَابٌ، ومِثْلُهُ: ?وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ،? (البقرة: 188) وكَذلِكَ قَوْلُهُ: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ،? (الأنفال:27) " وهذا يُشِيْرُ إِلى مَدَى تَأثِيْرِ التَّفْسِيْرِ بِالمَأثُورِ في التَّوْجِيْهِ النَّحْوِيِّ.
والمُلاحَظُ هُنا أَنَّ تَأْوِيلَ النُّحَاةِ هو تَأوِيْلُ ابْنِ عَبّاسٍ، وتَقْدِيْرُهُم تَقْدِيْرُهُ، والمَعْنى في الآَيَةِ عِنْدَ النُّحاةِ هو النَّهْيُ عَنْ كِتْمَانِ الحَقِّ، وكَذلِكَ المَعْنى عِنْدَ ابْنِ عَبّاسٍ، والنَّهيُ هنا عَن الحَدَثَيْنِ: خَلْطِ الحَقِّ بِالباطِلِ، وكِتْمَانِ الحَقِّ.
وأَمّا مَا ذَكَرَهُ أبو العَالِيَةِ، ومُجَاهِدٌ فَهو يَتَّفِقُ مَع مَا ذَكَرَهُ الكُوفِيُّونَ، وهو القَوْلُ بالصَّرْفِ، ومَا نُقِلَ عَنْهُما قَدْ جَاءَ في قَوْلِ الطّبَرِيِّ: "حَدَّثَنا أَبُو جَعْفَرٍ عَن الرَّبِيْعِ عَن أَبِي العَالِيَةِ: ?وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ،? قَالَ: كَتَمُوا بَعْثَ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،" وكذلكَ مَا نُقِلَ عَنْ مُجَاهِدٍ.
ويَقْصِدُ الطَّبَرِيُّ بِقَوْلِهِ: "وأَمّا الوَجْهُ الثّانِي مِنْهُما فهو عَلَى مَذْهَبِ أبِي العَالِيَةِ ومُجَاهِدٍ" أنَّ الوَجْهَ النَّحْوِيَّ وَافَقَ المَعْنى الّذي ذَهَبَ إِلَيْهِ أَبُو العَالِيَةِ ومُجَاهِدٌ، وهذا المَعْنى هو الإِخْبَارُ عَنْ كِتْمَانِهِم بَعْثَ مُحَمّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا يَتَّفِقُ مَع وَجْهِ الكُوفِيِّيْنَ، وهو القَوْلُ بالصَّرْفِ، وتَقْدِيْرُهُم للجُمْلَةِ يَحْمِلُ مَعْنى الإِخْبَارِ، وهو: وأَنْتُم تَكْتُمُونَ الحَقَّ.
وقَدْ قُرِئَ في الشَّوَاذِّ عَن ابْنِ مَسْعُودٍ: "وتَكْتُمُونَ الحَقَّ،" وهذا مِمّا يَعْضُدُ قَوْلَ الكُوفِيّيْنَ، وتَقْدِيْرَ ابْنِ شُقَيْرٍ، قَالَ العُكْبُرِيُّ: "والوَجْهُ فِيْهِ أَنَّهُ جَعَلَ الوَاوَ للحَالِ وحَذَفَ المُبْتَدَأ، تَقْدِيْرُه: وأَنْتُم تَكْتُمُونَ الحَقَّ."
أَمّا رَأْيُ البَصْرِيِّينَ وهو القَوْلُ بِتَقْدِيْرِ (أَنْ) فالمَعْنى فِيْهِ غَيْرُ وَاضِحٍ؛ إِذْ يُفْهَمُ مِنْ رَأْيِ البَصْرِيّينَ أَنّ الوَاوَ في هذه الآيَةِ للجَمْعِ، فالنَّهْيُ في الآيَةِ -كَمَا فَهِمَهُ بَعْضُهُم- عَن الجَمْعِ بَيْنَ الفِعْلَيْنِ، وهذا يَعْني جَوَازَ فِعْلِ أَحَدِهِما، وهذا أَمْرٌ تَرْفُضُهُ الشَّرِيْعَةُ، ومِمّن فَهِمُوا هذا الفَهْمَ القَوّاسُ المُوصِلِيُّ، وأَبُو حَيّانَ الأَنْدَلُسِيُّ، قَالَ في تَفْسِيْرِهَِ: "وَمَا جَوَّزُوهُ لَيْسَ بِظَاهِرٍ؛ لأَنَّهُ إِذْ ذَاكَ يَكُونُ النَّهْيُ مُنْسَحِبًا عَلَى الجَمْعِ بَيْنَ الفِعْلَيْنِ، كَمَا إِذَا قُلْتَ: لا تَأكُل السَّمَكَ وَتَشْرَبَ اللَّبَنَ، مَعْناهُ النَّهْيُ عَن الجَمْعِ بَيْنَهُما، وَيَكُونُ بِالمَفْهُومِ يَدُلُّ عَلَى جَوَازِ الالْتِبَاسِ بِوَاحِدٍ مِنْهُما، وذلكَ مَنْهِيٌّ عَنْه؛ فَلِذلِكَ رُجِّحَ الجَزْمُ."
(يُتْبَعُ)
(/)
ويَرى ابْنُ يَعِيْشَ أَنَّهُ "يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُنْصُوبًا، ويَكُونُ النَّهْيُ عَن الجَمْعِ بَيْنَهُما، ويَكُونُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُما مَنْهِيًّا عَنْهُ بِدَلِيْلٍ آخَرَ،" وذَكَرَ النِّيْلِيُّ وَجْهًا آخَرَ للنَّصْبِ، قَالَ: "وأَمّا تَجْوِيْزُهُم أَنْ يَكُونَ ?وَتَكْتُمُوا? مَنْصُوبًا فَوَجْهُهُ أَنَّ بَعْدَهُ ?وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ،? كَأَنَّ المَعْنى: لا يَجْتَمِعُ مِنْكُم لَبْسٌ وكِتْمَانٌ مَعْ عِلْمٍ؛ لأَنّ اللّبْسَ الّذي لا يَعْلَمُهُ الإنْسَانُ لا يَتَنَاوَلُهُ النَّهْيُ عَنْه."
يُلاحَظُ أَنَّ الآرَاءَ في هذه الآيَةِ قِسْمَانِ: قِسْمٌ تَوَافَقَ مَعْ مَا يَقُولُهُ أَهْلُ التّفْسِيْرِ بِالمَأثُورِ لَفْظًا ومَعْنىً، وهذا القِسْمُ تَوَافَقَ أَيْضًا مَع أَفْهامِ أَكْثَرِ النُّحَاةِ، فَكَانَ هو المُرَجّحَ عِنْدَهُم، وهذا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ النُّحَاةَ يَنْظُرُونَ إِلى أَنْ تُوَافِقَ تَأويلاتُهِم تَأْوِيلَ أَهْلِ التّفْسِيْرِ بِالمَأثُورِ مِن المُفَسّرِيْنَ، فهُم مَنْ سَبَقُوهُم في العِلْمِ بِأَسْرَارِ القُرآنِ العَظِيْمِ.
وقِسْمٌ لَمْ يَتَوَافَقْ مَع كَلامِ أَهْلِ التَّأْوِيْلِ، ولَمْ تَقْبَلْهُ أَفْهَامُ كَثِيْرٍ مِن النُّحاةِ، ثُمَّ إِنّ مِنْهُم مَنْ ذَهَبَ إِلى تَوْجِيهِ رَاْيِ البَصْرِيّيْنَ تَوْجِيْهًا غَيْرَ سَدِيْدٍ، وأَرَى أَنّ الأخْذَ بِهذا الرَّأيِ عِنْدَ بَعْضِهِم لِكَوْنِه يَحْمِلُ اسْمَ سِيْبَوَيْهِ والبَصْرِيّيْن، ويُلاحَظُ هُنا أَنَّ الرَّأيَ الّذي لَمْ يَتَوَافَقْ مَع مَا ذَكَرَه أَهْلُ التَّأوِيْلِ كَانَ رَأْيًا يَحْتَاجُ إِلى تَأْوِيْلٍ وتَقْدِيْرٍ غَيَّرَ المَعْنى؛ ولِذلِكَ الْتَبَسَت آرَاءُ النُّحَاةِ في فَهْمِ هذا الرَّأْيِ وتَوْجِيْهِه.
3. حَذْفُ (أَنْ) والقَسَمُ:
قوله تعالى: ?وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلا قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ.? (البقرة: 83)
تَتَحَدّثُ هذه الآيَةُ الكَرِيْمَةُ عَنْ َبَنِي إِسْرَائِيلَ، والمِيْثَاقِ الَّذي أُخِذَ عَلَيْهِم وبُنُودِهِ، وهو كَمَا عَرَّفَهُ الرّاغِبُ عَقْدٌ مُؤَكّدٌ بِيَمِيْنٍ وعَهْدِ، وكَانَت الآياتُ الّتي قَبْلها قد تَحَدَّثت عن النِّعَمِ التي أَنْعَمَ اللهُ بِها عَلَى بَني إسْرَائِيلَ، ومَا قَطَعُوهُ عَلَى أَنْفُسِهم مِن العُهُودِ، قَالَ تَعَالى: ?يَا بَنِي إِسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ،? (البقرة: 40) وتَضمَّنَتْ هذه العُهُودُ الإيْمَانَ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ، وإِقَامَ الصَّلاةِ، وإيْتَاءَ الزَّكَاةِ إلى غَيْرِ ذلك مِنْ أَمْرِ العلاقَةِ بَيْنَ العَبْدِ ورَبِّهِ، ثُمّ تَنَاوَلَت الآيَاتُ النِّعَمَ الّتي أَنْعَمَها عَلَيْهِم، وهي نَجَاتُهُم مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ، وتَحَدّثت الآيَاتُ الّتي بَعْدَها عَنْ نَقْضِ اليَهُودِ للمِيْثَاقِ فَعَبَدُوا العِجْلَ، وتَرَكُوا عِبَادَةَ اللهِ، ثُمّ عَفا اللهُ عَنْهُم، وقَدْ أنعَمَ اللهُ عَلَيْهم بعد ذلك بِنِعَمٍ كَثِيْرَةٍ، ثُمّ خَانُوا العَهْدَ مَرَّةً أُخْرى، وأُخِذَ عَلَيْهِم المِيْثَاقُ باتّباعِ مَا جَاءَ في التَّوْرَاةِ، فَنَقَضُوا العَهْدَ والمِيْثَاقَ، وهكذا اسْتَمَرّ اليَهُودُ في نَقْضِ العُهُودِ والمَوَاثِيْق، وكانَ مِنْها هذا المِيْثَاقُ الّذي يَنُصُّ عَلَى عِبَادَةِ اللهِ وَحْدَه، والإِحْسَانِ إِلى الوَالِدَيْنِ، وإِقَامِ الصَّلاةِ، وإيْتَاءِ الزَّكَاةِ.
وقد نقلَ الطّبَرِيُّ رأيًا لأبِي العَالِيَةِ في تفسير هذه الآية، قَالَ: "حَدّثَني المُثَنّى، قَالَ: ثَنا آدَمُ، قَالَ: ثَنا أَبُو جَعْفَرٍ عَن الرَّبِيْعِ عَن أَبِي العَالِيَةِ: أَخَذَ مَوَاثِيْقَهُم أَنْ يُخْلِصُوا لَهُ، وأَنْ لا يَعْبُدُوا غَيْرَهُ،" ونَقَلَ الطّبَرِيُّ ذلِكَ عَن الرَّبِيْعِ مِنْ طَرِيْقٍ آخَرَ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومِمّا رَوَاهُ في تَفْسِيْرِ هذه الآيَةِ قَوْلُهُ: "حَدَّثَنا القَاسِمُ، قَالَ: ثَنا الحُسَيْنُ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَجَّاجٌ عَن ابْنِ جُرَيْجَ: ?وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلا اللَّهَ،? قَالَ: المِيْثَاقُ الّذي أُخِذَ عَلَيْهِم في المَائِدَةِ." وإِذا ذَهَبْنا إِلى سُورَةِ المَائِدَةِ نَجِدُ أَنَّ المِيْثَاقَ قَوْلٌ أَمَرَ اللهُ عِيسى عَلَيْهِ السّلامُ أَنْ يَقُولَهُ لَهُم، وهو قَوْلُهُ تَعَالَى: ?مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ.? (المائدة:117)
ورَوَى الطَّبَرِيُّ أَيْضًا قَوْلاً آَخَرَ في هذه الآية، قَالَ: "حَدَّثَنِي بِهِ ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا سَلَمَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ إسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ أَبِي مُحَمَّد عَنْ سَعِيْد بنِ جُبَيْرٍ، أَو عِكْرِمَةُ عَن ابنِ عَبّاسٍ: ?وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ? مِيْثَاقُكُم لاَ تَعْبُدُونَ إِلاّ اللّهَ."
وللنُّحَاةِ في تَوْجِيْهِ قَوْلِهِ: ?لا تَعْبُدُونَ? عِدّةُ آرَاءٍ، هي:
الأَوّلُ: يَرَى سِيْبَوَيْهِ أَنَّ كَلِمَةَ (مِيْثَاقٍ) في الآيَةِ تَقُومُ مَقَامَ القَسَمِ، وأَنَّ قَوْلَهُ: (لا تَعْبُدُونَ) جُمْلَةُ جَوَابِ القَسَمِ لا مَحَلَّ لَهَا مِن الإِعْرَابِ، قَالَ في كِتَابِهِ: "واعْلَمْ أَنَّكَ إِذا أَخْبَرْتَ عَنْ غَيْرِكِ أَنَّه أَكَّدَ عَلَى نَفْسِه أَو عَلَى غَيْرِه فالفِعْلُ يَجْري مَجْراهُ حَيْثُ حَلَفْتَ أَنْتَ؛ وذلك قَولُكَ: أَقْسَمَ لَيَفْعَلَنَّ، واستَحْلَفَه لَيَفْعَلَنَّ، وحَلَفَ لَيَفْعَلنَّ ذلك، وأخَذَ عَلَيهِ لا يَفْعَلُ ذلكَ أَبَدًا، وذاكَ أَنَّهُ أَعْطاهُ مِنْ نَفْسِهِ في هذا المَوضِعِ مِثْلَ مَا أَعْطَيْتَ أَنْتَ مِنْ نَفْسِكَ حِيْنَ حَلَفْتَ، كَأَنَّكَ قُلْتَ حِيْنَ قُلْتَ: أُقْسِمُ لَيَفْعَلَنَّ، وقَالَ: واللهِ لَيَفْعَلَنَّ، وحِيْنَ قُلْتَ: أَسْتَحْلِفُهُ لَيَفْعَلَنَّ، قَالَ لَهُ: واللهِ لَيَفْعَلَنَّ، ومِثْلُ ذلكَ قَوْلُهُ تَعَالَى جَدُّهُ: ?وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلا اللَّهَ،? وَسَأَلْتُهُ: لِمَ لَمْ يَجُزْ: واللهِ تَفْعَلُ، يُرِيْدُونَ بِها مَعْنى سَتَفْعَلُ، فَقَالَ: مِنْ قِبَلِ أَنَّهُم وَضَعُوا تَفْعَلُ هاهنا مَحْذُوفَةً مِنْها (لا)، وإِنَّما تَجِيءُ في مَعْنى (لا أَفْعَلُ) فَكَرِهُوا أَنْ تَلْتَبِسَ إِحْدَاهُما بِالأُخْرى،" وأخَذَ بِهذا الرَّأيِ جُمْلَةٌ مِن النُّحَاةِ مِنْهُم الكِسَائِيُّ والمبرّد، والفَراء، وأَجْرَى ابْنُ مَالِكٍ جُمْلَةً مِن الأَلْفَاظِ مَجْرَى القَسَمِ، وذلكَ مِثْلُ: (نَشهَدُ)، و (خِفْتُ)، و (عَاهَدْتُ)، و (وَاثَقْتُ) وغَيْرَها من الألفاظِ.
الثّانِي: ذَكَرَ الأَخْفَشُ أَنَّ الفِعْلَ ارْتَفعَ بَعْدَ أَنْ حُذِفَ حَرْفُ النَّصْبِ، والتَّقْدِيْرُ عِنْدَه: أَنْ لا تَعْبُدُوا، والأخْفَشُ يَذْهَبُ هُنا إِلى أَنّ هذا أُسْلُوبُ نَفْيٍ، لا نَهْيٍ، فـ (لا) في الآيَةِ نَافِيَةٌ، أَمّا الفِعْلُ فالأَصْلُ أَنْ يَكُونَ بِحَذْفِ النُّونِ عَلَى تَقْدِيْرِ النَّصْبِ بِـ (أَنْ)، وفي الآيَةِ قِرَاءَةٌ شَاذّةٌ بِجَزْمِ الفِعْلِ: "لا تَعْبُدُوا،" وقَدْ دَفَعَت هذه القِرَاءَةُ كَثِيْرًا مِن النُّحَاةِ إِلى القَوْلِ إِنَّ هذا أُسْلُوبُ نَفْيٍ يَحْمِلُ مَعْنى النَّهْيِ، وقَدْ نُسِبَ إلى الأَخْفَشِ أَنّ الجُمْلَةَ في مَحَلّ نَصْبِ مَفْعُولٍ على إِسْقاطِ حَرْفِ الجرِّ، والتَّقْدِيرُ عِنْدَه: أَخَذَنا مِيْثاقَهُم بِأَنْ لا تَعْبُدُوا، أو عَلَى أَنْ لا تَعْبُدوا، ويَحْتَمِلُ عَلَى تَقْدِيْرِ الأَخْفَشِ أَنْ يَكُونَ مَوْضِعُ الجُمْلَةِ النَّصْبَ عَلَى البَدَلِيَّةِ مِن المِيْثَاقِ، والتَّقْدِيْرُ: أَخَذْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيْلَ تَوْحِيْدَهُم.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثّالِثُ: أَنْ تَكُونَ الجُمْلَةُ في مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى الحَالِ، والتَّقْدِيْرُ: أَخَذْنا مِيْثاقَكُم غَيْرَ عَابِدِيْنَ إِلاّ اللهَ، ونُسِبَ هذا القَوْلُ إِلى قُطْرُبٍ، والمُبَرّدِ، وهو حَالٌ مِن المُضَافِ إِلَيْهِ في قَوْلِهِ: ?مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ،? قَالَ أَبُو حَيَّانَ: "وهو لا يَجُوزُ عَلَى الصّحِيْحِ."
الرّابِعُ: أَنّ قَوْلَهُ: "لا تَعْبُدُونَ" مُتَعَلِّقٌ بِقَوْلٍ مَحْذُوفٍ، وتَحْتَمِلُ هُنا أَنْ تَكُونَ في مَحَلِّ نَصْبٍ للقَوْلِ، والتَّقْدِيْرُ: قُلْنَا لَهُم ذلِكَ.
الخَامِسُ: أَنْ يُقَدَّرَ (أَنْ) التَّفْسِيْرِيَّةُ، ويَكُونُ لا مَوْضِعَ إِعْرَابٍ للجُمْلَةِ.
هذه هي أَهَمُّ الآرَاءِ النَّحْوِيَّةِ في تَوْجِيْهِ قَوْلِهِ: ?لا تَعْبُدُونَ إِلا اللَّهَ،? وأَرَى أَنَّ رَأْيَ الأَخْفَشِ هو أَقْرَبُ الآرَاءِ إِلى المَعْنى، ولَمْ يُخَالِف القَوَاعَدَ النَّحْوِيَّةَ إِلاّ في إِضْمَارِ (أَنْ) عِنْدَ البَصْرِيِّيْنَ، فَحَذْفُ (أنْ) المَصْدرِيَّةِ لا يَنْقاسُ عَلَيْهِ عِنْدَهُم، فهو شَاذٌّ قَلِيلٌ خِلافًا للكُوفِيّيْنَ، وممّا يُؤَيِّدُ رَأْيَ الأَخْفَشِ أَنَّه قد جَاءَت (أَنْ) في آيَةٍ أُخْرى، فِيْها الأَلْفَاظُ نَفْسُها والمَعْنى، وهذا في قَوْلِه تَعَالَى: ?أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ،? (الأعراف:169) وهذا من تَفْسِيْرِ القُرآنِ بالقُرآنِ، وهو مِن التَّفْسِيْرِ بِالمَأثُورِ.
وكَانَ رَأْيُ الأَخْفَشِ مُوَافَقًا لِمَا جَاءَ عَنْ أَهْلِ التَّأْوِيْلِ مِمّا رَوَاهُ الطّبَرِيُّ في جَامِعِ البَيَانِ، فَتَأْوِيْلُهُ للجُمْلَةِ هي تَأْوِيْلاتُهُم، والمَعْنى عِنْدَه هو المَعْنى الّذي أَرَادُوه، فقد وافق مَا رَوَاهُ الطّبَرِيُّ عَن أَبِي العَالِيَةِ، وهو قوله: "أَخَذَ مَوَاثِيْقَهُم أَنْ يُخْلِصُوا لَهُ، وأَنْ لا يَعْبُدُوا غَيْرَهُ."
فيُلاحَظُ هنا أَنَّ تَأْوِيْلَ الأَخْفَشِ النَّحْوِيَّ لا يَخْتَلِفُ عَنْ تَأْوِيْلِ أَبِي العَالِيَةِ في شَيءٍ، وقَدْ ظَهَرَتْ (أَنْ) في تَأْوِيلهِما، وهذا حُجَّةٌ لَهُ، وأرى أَنَّ مَا يَرَاهُ الأخْفَشُ ها هُنا هو أَنَّ (أَنْ) مَصْدَرِيَّةٌ تتَعَلَّقُ بِالأَخْذِ، وهذا مَا يُفْهَمُ مِن كَلامِ أَبِي العَالِيَةِ، فالتَّقْدِيْرُ: أَخَذَ مِنْهُم إِخْلاصَهُم للهِ وعَدَمِ عِبَادَتِهِم إِلاّ إِيّاهُ، فالظّاهِرُ أَنَّهُ قَدْ تَأَثَّرَ في رَأْيِهِ بِكَلامِ أَبِي العَالِيَةِ كَما تَأثّرَ بِآيَةِ الأَعْرَافِ: ?أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلا الْحَقَّ،? (الأعراف:169) في تَقْدِيْرِ (أَنْ).
وما رَوَاهُ الطّبريّ من أقوالٍ أُخْرى في تفسير هذه الآيةِ سَاعَدَ عَلَى وُجُودِ التَّعَدُّدِ في التَّوْجِيْهِ النَّحْوِيِّ، فالآرَاءُ الكَثِيْرَةُ في إِعْرَابِ الآيَةِ القُرآنِيةِ جَاءَت نَتِيْجَةً لِكَثْرَةِ آرَاءِ المُفَسِّرِيْنَ في دَلالَةِ الآيَةِ، وهؤلاء المُفسِّرُونَ مِن أَهْلِ التَّأْوِيْلِ كَانُوا أَقْرَبَ النّاسِ إِلى كِتَابِ اللهِ، سَواءٌ كَانَ القُرْبُ زَمانِيًّا مِنْ عَصْرِ التَّنْزِيْلِ، أَوْ فِكْرِيًّا، فابْنُ عَبّاسٍ وابنُ عُمرَ وابْنِ مسْعُودٍ وغَيْرُهُم مِن الصّحَابَةِ أَو التّابِعِيْنَ الّذينَ شَهِدَ لَهُم رَسُولُ اللهُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّمَ بِالعِلْمِ، فتَفْسِيْرُهُم كَانَ الأَقْرَبَ إِلى الصَّوَابِ، وارْتِباطُ الصِّنَاعَةِ النَّحْوِيَّةِ بِهذا التَّفْسِيْرِ يَدُلُّ عَلَى قُوَّةِ الرّابِطَةِ بَيْنَ النَّحْوِ والمَعْنى.
وما نقله الطّبري عن ابْنِ جُرَيْج يُفَسِّرُ قَوْلَ مَنْ ذَهَبَ إِلى أَنَّ قَوْلَهُ: ?لا تَعْبُدُونَ إِلا اللَّهَ? مُتَعَلِّقٌ بِقَوْلٍ مُقَدَّرٍ، فقولُ ابن جريج اعتمد على ما جاء في سُورَةِ المَائِدَةِ، وهو قَوْلُهُ تَعَالَى: ?مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ،? (المائدة:117) فإنَّ قوله تعالى: ?أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ ? متعلّقٌ بالقول.
(يُتْبَعُ)
(/)
وما نقلَه الطَّبَرِيُّ عن ابن عباس يُمْكِنُ أَنْ يُحْمَلَ حَمْلاً مُخْتَلِفًا، فَيُفْهَمُ مِنْ كَلامِ ابنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ يُرِيْدُ أَنْ يُخْبِرَهُم عن بُنُودِ هذا المِيْثَاقِ، فَقَوْلُهُ: ?لا تَعْبُدُونَ إِلا اللَّهَ? أَحَدُ بُنُودِهِ، وهذا المِيْثَاقُ يَتَكَوَّنُ مِنْ بُنُودٍ أُخْرَى، هي: ?وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ،? (البقرة: 83) وكَأَنَّ ابْنَ عَبّاسٍ يُرِيْدَ تَفْسِيْرَ المِيْثَاقِ وذِكْرَ بُنُودِهِ، وأَرَى أَنَّ هذه الرّوَايَةَ تُفَسِّرُ لَنَا قَوْلَ مَنْ ذَهَبَ إِلى أَنّ هذه جُمْلَةٌ تَفْسِيْرِيَّةٌ، وقَدَّرَ (أَنْ) التَّفْسِيْرِيَّةَ.
ومِمّا يُؤَيِّدُ ذلكَ مَا نُقِلَ عَنْ قَتَادَةَ في الدُّرِّ المَنْثُورِ، قَالَ السُّيُوطِيُّ: "أَخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ عَنْ قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: ?وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ،? قَالَ: مِيْثَاقٌ أَخَذَهُ اللهُ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيْلَ، فاسْمَعُوا عَلَى مَا أُخِذَ مِيْثَاقُ القَوْمِ: ?لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً،?" ولا أَرَاكَ تَفْهَمُ مِنْ هذا إِلاّ تَفْسِيْرًا للمِيْثَاقِ، وبَيَانًا لِبُنُودِه.
أَمّا قَوْلُ قُطْرُبٍ والمُبَرّدِ إِنّه في مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الحَالِيَّةِ فهم يُقَدِّرُونَ في هذا الرّأيِ (أنْ) المَصْدَرِيَّةَ، وهذا مَا يَدْعَمُ رَأيَ الأَخْفَشِ في تَقْدِيْرِ (أَنْ) خِلافًا للبَصْرِيّيْنَ، أَمّا مَحَلُّ الجُمْلَةِ فَأَمْرٌ آخَرُ، فَمِنْهُم مَنْ يَفْهَمُ البَدَلِيَّةَ، ومنْهُم مَنْ يَرَى الحَالِيَّةَ، وهذا لا يَجُوزُ في الصِّنَاعَةِ النَّحْوِيَّةِ كَمَا ذَكَرَ أَبُو حَيَّان.
أَمّا رَأيُ سِيْبَوَيْهِ فَهو مَبْنِيٌّ عَلَى أَنَّ دَلالَةَ (المِيْثَاقِ) هي دَلالَةُ القَسَمِ، قَالَ الطَّبَرِيُّ: "وقَدْ كَانَ بَعْضُ نَحْوِيِّي البَصْرَةِ يَقُولُ: مَعْنى قَوْلِهِ: ?وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ? حِكَايَةٌ، كَأَنَّكَ قُلْتَ: اسْتَحْلَفْنَاهُم لا تَعْبُدُونَ، أَيْ: قُلْنا لَهُم: واللهِ لا تَعْبُدُونُ، وقَالُوا: واللهِ لا يَعْبُدُونَ،" وتَابَعَهُ ابْنُ مَالِكٍ، وأَجْرَى جُمْلَةً من الأَلْفَاظِ مَجْرَى القَسَمِ، منها: (نَشهَدُ)، و (خِفْتُ)، و (عَاهَدْتُ)، و (وَاثَقْتُ).
ولَمْ أَجِدْ في جَامِعِ البَيانِ رِوَايَةً تَعْضُدُ رَأيَهُ في دَلالَةِ (المِيْثَاقِ)، ولِكنّي وَجَدْتُ رِوَايَةً عَن ابنِ عَبّاسٍ تَدُلُّ عَلَى أَنَّه جَعَلَ المِيْثَاقَ كالقَسَمِ، قَالَ في دَقَائِقِ التَّفْسِيْرِ: "قَالَ ابْنُ عَبّاسٍ وغَيْرُهُ مِن السَّلَفِ: مَا بَعَثَ اللهُ نُبِيًّا إِلا أَخَذَ عَلَيْهِ المِيْثَاقَ لَئِنْ بُعِثَ مُحَمّدٌ وهو حَيٌّ لَيُؤْمِنَنّ بِهِ، ولَيَنْصُرنَّهُ، وأَمَرَه أَنْ يَأْخُذَ المِيْثاقَ عَلَى أُمَّتِه: لَئِنْ بُعِثَ مُحَمَّدٌ وهم أَحْيَاءٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهِ ولَيَنْصُرُنَّهُ."
ولا أَرَى أَنَّ كُلَّ (وَاثَقْتُ)، و (عَاهَدْتُ)، و (أَشْهَدُ)، و (خِفْتُ) تَقُومُ مَقَامَ القَسَمِ، والأَصْلُ في هذه الأفْعَالِ أَنْ تتَعَدّى إلى مَفْعُولٍ بِحَرْفِ الجَرِّ فتَقُولُ: عَاهَدْتُ زَيْدًا عَلَى أنْ يَفْعَلَ كَذا، وكَذلكَ (وَاثَقْت)، و (أَشْهَدُ)، وأَمّا (خِفْتُ) فالأَصْلُ فِيْهِ أَنْ لا يَدُلَّ عَلَى قَسَمٍ، ولكنَّهُ يَخْرجُ هو وغَيْرُه من الأَفْعَالِ للدَّلالَةِ عَلَى أَغْرَاضٍ مُخْتلفَةٍ، ولا أَراكَ تَفهَمُ مَعْنى القَسَمِ أو غَيْرَهُ من المَعَانِي إِلاّ إِذا وُجِدَتْ قَرِيْنَةٌ تَدُلُّ على ذلك المَعْنى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأَرَى أَنَّ هُناكَ عَلاقَةً وثِيْقَةً بَيْنَ التّفْسِيْرِ بِالمَأْثُورِ والوُجُوهِ الإِعْرَابِيَّةِ المُتَعَدّدَةِ، وكَأَنّ كُلَّ وَجْهٍ مِنها يُقَابِلُ وَجْهًا مِن وُجُوهِ أَهْلِ التَّفْسِيْرِ، وهذا يُشِيْرُ إِلى أَنَّ التَّفْسِيْرَ بِالمَأثُورِ كَانَ مَنارًا يَسْتَنِيْرُ بِهِ النُّحَاةُ في تَحْدِيْدِ الوَجْهِ النَّحْوِيِّ للآيَةِ الكَرِيْمَةِ، وهذا يُؤكّدُ ارْتِبَاطَ التَّوْجِيْهِ النَّحْوِيّ بِالمَعْنى.
4. (مَا) المَوْصُولَةُ والنَّافِيَةُ:
قَوْلُهُ تَعَالَى: ?وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ.? (البقرة: 102)
نَقَلَ الطَّبَرِيُّ في جَامِعِهِ خِلافًا بَيْنَ أَهْلِ التَّأْوِيْلِ في دَلالَةِ (مَا) في قَوْلِهِ: ?وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ،? وقَدْ نَقَلَ لَهُم في ذلِكَ رأيََيْن، هُما:
الأَوّلُ: (مَا) اسْمٌ مَوْصُولٌ.
جَاءَتْ عِدَّةُ رِوَايَاتٍ عَنْ أَهْلِ التَّأْوِيلِ تَدُلُّ بِمَعْناها عَلَى أَنّ (مَا) اسْمٌ مَوْصُولٌ، وبَلَغَ مَجْمُوعُ رِوَاياتِ الطَّبَرِيِّ في هذا المَعْنى خَمْسُ رِوَايَاتٍ، مِنْها قَوْلُهُ: "حَدَّثَنِي المُثَنّى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحٍ, قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ, عَنْ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَلْحَةَ, عَن ابنِ عَبّاسٍ قَوْلُهُ: ? وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ? قَالَ: التَّفْرِيْقُ بَيْنَ المَرْءِ وَزَوْجِهِ."
فالمَعْنى الّذي أَشَارَ إِلِيْهِ نَصُّ ابنِ عَبّاسٍ هو مَعْنى المَوْصُولِ، فالتَّقْدِيْرُ: الّذي أُنْزِلَ عَلَى المَلَكَيْنِ التَّفْرِيْقُ بَيْنَ المَرْءِ وَزَوْجِهِ، وهذا مَا جَاءَ في النُّصُوصِ الأُخْرى، حَيْثُ لَمْ يَرِدْ لَفْظُ (الّذي)، وإِنّما المَوْجُودُ هُو مَعْناهُ، قَالَ ابْنُ جَرِيْرٍ الطَّبَرِيّ في مَعْنى الآيَةِ عَلَى هذا التّأْوِيْلِ: "واتَّبَعَت اليَهُودُ الَّذي تَلَتْ الشَّيَاطِيْنُ فِي مُلْكِ سُلَيْمانَ الَّذي أُنْزِلَ عَلَى المَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ ومَارُوتَ، وهُمَا مَلَكَانِ مِنْ مَلائِكَةِ اللهِ."
الثّانِي: (مَا) حَرْفُ نَفْيٍ.
وقَدْ نَقَلَ الطَّبَرِيُّ عَنْ أَهْلِ التَّأْوِيْلِ في هذا المَعْنى رَوَايَتَيْن، هما:
الأُولى: قَوْلُهُ: "حَدَّثَنِي مُحَمّدُ بنُ سَعْدٍ, قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي, قَالَ: حَدّثَنِي عَمّي, قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي, عَنْ أَبِيْهِ, عَن ابنِ عَبّاسٍ قَوْلُهُ: ?وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ? فَإِنَّهُ يَقُولُ: لَمْ يُنَزِّل اللهُ السِّحْرَ."
الثّانِيَةُ: قَوْلُهُ: "حَدَّثَنا ابنُ حُمَيْدٍ, قَالَ: حَدَّثَنِي حَكَامٌ عَن أَبِي جَعْفَرٍ, عَن الرَّبِيْعِ بنِ أَنَسٍ: "وَما أُنْزِلَ على المَلَكَيْنِ" قَالَ: مَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَيْهِما السِّحْرَ."
والمَعْنى عَلَى هذا التَّأْوِيْلِ أَنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ نَفَى أَنْ يَكُونَ قَدْ أَنْزَلَ سِحْرًا عَلَى المَلَكَيْنِ، قَالَ ابْنُ جَرِيْرٍ: "واتَّبَعُوا الَّذي تَتْلُوا الشَّيَاطِيْنُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ مِن السِّحْرِ, ومَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ، ولا أَنْزَلَ اللهُ السِّحْرَ عَلَى المَلَكَيْنِ، ولكنّ الشَّيَاطِيْنَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النّاسَ السِّحْرَ بِبَابِلَ هَارُوتَ ومَارُوتَ."
(يُتْبَعُ)
(/)
ولَمْ يَكُنْ عِنْدَ النُّحَاةِ غَيْرُ هذين الرَّأْيَيْنِ؛ وذلِكَ لأَنَّ هذين المَعْنَيَيْنِ هُما المُتَبَادَرَانِ إِلى الذِّهْنِ، فَلَمْ يَكُنْ يَخْطُرُ بِبالِهِم أَنْ تَكُونَ شَرْطِيَّةً، أَو اسْتِفْهامِيَّةً؛ لأَنَّ مُقْتَضى هذين المَعْنَيَيْنِ غَيْرُ موجُودٍ في الآيَةِ، ومقْتَضاهُما هو مَا تَدُلُّ عَلَيْهِ الآيَةُ منْ مَعْنىً.
والمُلاحَظُ أَنَّ رِوَايَةَ النَّفْيِ أَقَلُّ منْ رِوَايَةِ الاسْمِ المَوْصُولِ، وقَدْ ظَهَرَ أَثَرُ ذلِكَ عَلَى النُّحَاةِ والمُفَسّرِينَ، فجُمْهُورُهُم أَخَذَ بِرِوَايَةِ الاسْمِ المَوْصُولِ، وهي الأَكْثَرُ رِوَايَةً، أَمّا رِوَايَةُ النَّفْيِ فلَمْ يَأْخُذْ بِها إِلاّ القَلِيْلُ، وهذا يُشِيْرُ إِلى وُجُودِ تَنَاسُبٍ بَيْنَ كَثْرَةِ الرِّوَايَاتِ والآخِذِيْنَ بِها.
وقَد أَخَذَ بِرِوَايَةِ الاسْمِ المَوْصُولِ الزَّجّاجُ، والزَّمَخْشَرِيُّ، وابْنُ عَطِيَّةَ، والبَغَوِيُّ، والعُكْبُرِيُّ، ومَكِّيٌّ، وابْنُ هِشَامٍ، واخْتَلَفُوا في مَوْقِعِ الاسْمِ المَوْصُولِ، فَمِنْهُم مَنْ ذَهَبَ إِلى أَنَّ مَحَلَّها النَّصْبُ عَطْفًا عَلَى (السِّحْرِ)، والتَّقْدِيْرُ: يُعَلّمُونَ النّاسَ السّحْرَ والّذي أُنْزِلَ عَلَى المَلَكَيْنِ، ومِنْهُم مَنْ ذَهَبَ إِلى أَنَّ مَحَلَّها النَّصْبُ عَطْفًا عَلَى ?مَا تَتْلُوا? والتَّقْدِيْرُ: واتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشّياطِيْنُ ومَا أُنْزِلَ عَلَى المَلَكَيْنِ، ومِنْهُم مَنْ رَأى أَنّ مَحَلّها الجَرُّ عَطْفًا عَلَى ?مُلْكِ سُلَيْمَانَ،? والتَّقْدِيْرُ: مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِيْنُ افْتِرَاءً عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ، وعَلَى مَا أُنْزِلَ عَلَى المَلَكَيْنِ، وهو اخْتِيارُ أَبِي مُسْلِمٍ الخُرَاسَانِيِّ.
أَمّا الرَّأْيُ الآخَرُ فلَمْ يَأْخُذْ بِهِ إِلاّ القَلِيْلُ، وذلِكَ يَعُودُ لِقِلَّةِ الرِّوَايَةِ عَنْ أَهْلِ التَّفْسِيْرِ فِيْهِ، لأَنَّ المَعْنى فِيْه غَرِيْبٌ، قَالَ السَّمْعَانِيّ فِيْهِ: "وهذا قَوْلٌ غَرِيْبٌ،" وقَدْ ذَكَرَهُ كَثِيْرٌ مِن النُّحَاةِ في كُتُبِهِم، ولَمْ يَأْخُذُوا بِهِ، وأَخَذَ بِهِ القُرْطُبِيُّ، قَالَ: " (مَا) نَفْيٌ، والوَاوُ للعَطْفِ عَلَى قَوْلِهِ: ?وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ? وذلكَ أَنّ اليَهُودَ قَالُوا: إِنّ اللهَ أَنْزَلَ جِبْرِيْلَ ومِيْكَائِيْلَ بالسِّحْرِ، فنَفَى اللهُ ذلكَ."
ومِمّا يَدُلُّ عَلَى تَأَثُّرِ النُّحَاةِ بِأَهْلِ التَّفْسِيْرِ بِالمَأثُورِ أَنَّ الزَّجّاجَ نَقَلَ أَقْوَالَهُم في هذا المَوْضِعَ، وقَامَ بِدِرَاسَتِها، واخْتَارَ رَأْيًا مِنْها، ثُمّ صَرَّحَ بِضَرُورَةِ الأَخْذِ بِالمَعْنى والتَّفْسِيْرِ، وبَيَّنَ علّةَ ذلِكَ، قَالَ: "وإِنَّما نَذْكُرُ مَع الإِعْرَابِ المَعْنى والتَّفْسِيْرَ؛ لأَنَّ كِتَابَ اللهِ ينْبَغي أَنْ يَتَبَيَّنَ، أَلا تَرَى أَنّ اللهَ يَقُولُ: ?أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ،? (محمّد:24) فَحُضِضْنا عَلَى التَّدَبُّرِ والنَّظَرِ، ولكن لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ أَنْ يَتَكَلّمَ إِلاّ عَلَى مَذْهَبِ أَهْلِ اللّغَةِ، أَو مَا يُوافِقُ نَقَلَةَ أَهْلِ العِلْمِ" فهذا تَصْرِيْحٌ مِن الزَّجَاجِ بِضَرُورَةِ الأَخْذِ عَنْ أَهْلِ التَّفْسِيْر.
5. (مَا) التَّعجُّبِيّة والاسْتِفْهامِيّة:
قَوْلُهُ تَعَالَى: ?أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ.? (البقرة: 175)
نَقَلَ لَنَا الطَّبَرِيُّ في تَفْسِيْرِ (مَا) في قَوْلِهِ: "فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ،" دَلالَتَيْن، هما:
الأولى: الاسْتِفْهَامُ، ونَقَلَ لَنَا للدّلالَةِ عَلى ذلِكَ عِدَّةَ أَقْوَالٍ، قَالَ: "حَدَّثَنِي مُوسَى بنُ هَارُونَ، قَالَ: ثَنَا عَمْروٌ، قَالَ: ثَنَا أَسْبَاطٌ عَن السّديِّ: ?فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ? هذا عَلَى وَجْهِ الاسْتِفْهامِ، يَقُولُ: مَا الّذي أَصْبَرَهُم عَلَى النّارِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
حَدَّثَنِي عَبّاسُ بنُ مُحَمّدٍ، قَالَ: ثَنَا حَجّاجٌ الأعْوَرُ، قَالَ: أَخْبَرَنا ابنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ لِي عَطَاءٌ: ?فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ،? قَالَ: مَا يُصَبِّرُهُم عَلَى النّارِ حِيْنَ تَرَكُوا الحَقَّ واتَّبَعُوا البَاطِلَ.
حَدَّثَنا أَبُوكُرَيبٍ، قَالَ: سُئِلَ أَبُو بَكْرٍ بن عَيّاشٍ: ?فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ،? قَالَ: هذا اسْتِفْهَامٌ، وَلَو كَانَتْ مِن الصّبْرِ قَالَ: فَمَا أَصْبَرُهُم رَفْعًا، قَالَ: يُقَالُ للرَّجُلِ: مَا أَصْبَرَكَ؟ مَا الّذي فَعَلَ بِكَ هذا.
حَدَّثَني يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنا ابنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابنُ زَيْدٍ في قَوْلِهِ: ?فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ،? قَالَ: هذا اسْتِفْهَامٌ، يَقُولُ: مَا هذا الّذي صَبَّرَهُم عَلَى النّارِ حَتّى جَرَّأَهُم فَعَمِلُوا بِهذا."
الثّانِيَةُ: التَّعَجُّبُ، ونَقَلَ لَنَا في هذا المَعْنى قَولاً عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: "حَدَّثَنا سُفْيَانُ بنُ وَكِيْعٍ, قَالَ: حَدَّثَنا أَبِي, عَن ابنِ عُيَيْنَةَ, عَنْ ابنِ أَبِي نُجَيْحٍ, عَن مُجَاهِدٍ: ?فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ،? قَالَ: مَا أَعْمَلَهُم بِأَعْمَالِ أَهْلِ النّار" ثُمّ قَالَ: "وهو قَوْلُ الحَسَنِ وقَتَادَةَ."
يُلاحَظُ في هذين القَوْلَيْنِ أَنَّ أَهْلَ التَّفْسِيْرِ بِالمَأْثُورِ شَارَكُوا في التَّوْجِيْهِ النّحْوِيِّ، وهذا وَاضِحٌ في قَوْلِ الأَوّلِ: "هذا عَلَى وَجْهِ الاسْتِفْهامِ"، وقَوْلِ الآخَرِ: "هذا اسْتِفْهَامٌ"، ثُمَّ إِنَّ تَفْسِيْرَهُم لِوَجْهِ الاسْتِفْهَامِ بِقَوْلِ أَحَدِهِمِ: "مَا هذا الّذي صَبَّرَهُم عَلَى النّارِ" تَوْجِيْهٌ نَحْوِيٌّ، فَأَهْلُ التَّفْسِيْرِ بِالمَأْثُورِ قَدْ شَارَكُوا في التَّوْجِيْهِ النَّحْوِيِّ، ولا غَرَابَةَ في ذلِكَ؛ لأَنَّهُم قَدْ عَاشُوا في بِدَايَاتِ جَمْعِ اللّغَةِ والتَّدْوِيْنِ والتَّقْعِيْدِ النَّحْوِيِّ.
وهذان الرَّأيانِ هُما أَبْرَزُ الآرَاءِ النَّحْوِيَّة في هذه الآيَةِ، وأَخَذَ بالقَوْلِ إِنَّه اسْتِفْهَامٌ أَبُو عُبَيْدَةَ مُعَمّرُ بنُ المُثَنّى، والكِسَائِيُّ، والفَرّاءُ، والمُبَرّدُ، ونُسِبَ إِلى ابنِ عَبّاسٍ، وابْنِ زَيْدٍ، وعَطَاءٍ، والسّديِّ، وأبُو بَكْر بنِ عَيّاشٍ مِنْ أَهْلِ التَّفْسِيْرِ بِالمَأثُورِ، وأَمّا القَوْلُ إِنَّهُ تَعَجُّبٌ فَأَخَذَ بِهِ سِيْبَوَيْه، والزَّمَخْشَرِيُّ، وابْنُ عَطِيَّةَ، والعُكْبُرِيُّ، ونُسِبَ إِلى قَتَادَةَ، والحَسَنِ، وابنِ جُبَيْرٍ، والرَّبِيْعِ، ومُجَاهِدٍ مِنْ أَهْلِ التَّفْسِيْرِ بِالمَأثُورِ.
وفي المَسْأَلَةِ آَرَاءٌ نَحْوِيَّةٌ أُخْرى، فَقَد يُفْهَمُ مِن كَلامِ أَبِي عُبَيْدَةَ أَنّها مَوْصُولَةٌ لا اسْتِفْهَامِيَّةٌ، فهو قَدْ صَرَّحَ بِمَوْصُولِيَّتِها في قَوْلِهِ: ?فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ? (مَا) في هذا المَوْضِعِ في مَعْنى الّذي، فَمَجَازُها: مَا الّذي صَبَّرَهُم عَلَى النّارِ، وَدَعَاهُمْ إِلَيْها، ولَيْسَ بِتَعَجُّبٍ،" ولَمْ أَجِدْ أَحَدًا يَنْسِبُ إِلَيْه ذلك، إِلاّ أَنّ أَحَدَ المُفَسِّرِيْنَ ذَكَرَ أَنَّهُ قِيْلَ: إِنّها مَوْصُولَةٌ، ونُسِبَ هذا الرَّأيُ إلى الأَخْفَشِ.
وقِيْلَ: هي نَافِيَةٌ، ويُمْكِنُ أَنْ يُفْهَمَ هذا مِمّا نُقِلَ عَن الحَسَنِ البَصْرِيِّ، قَالَ ابْنُ جَرِيْرٍ الطَّبَرِيُّ: "حَدَّثَنِي المُثَنّى, قَالَ: حَدَّثَنا عَمْرو بنُ عَوْنٍ, قَالَ: حَدَّثَنا هُشَيْمٌ, عَن بِشْرٍ, عَن الحَسَنِ في قَوْلِهِ: ?فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ? قَالَ: واللهِ مَا لَهُم عَلَيْها مِنْ صَبْرٍ, ولكَن مَا أَجْرَأَهُم عَلَى النَّارِ،" فيُمْكِنُ أَنْ يُفْهَمَ مِن هذا القَوْلِ أَمْرَانِ: يُفْهَمُ النَّفْيُ مِن الجُزْءِ الأَوّلِ مِن كَلامِهِ، ويُفْهَمُ التَّعَجُّبُ وتَفْسِيْرُ الصَّبْرِ مِن الجُزْءِ الثّانِي.
وقيل: هي مَوْصُوفَةٌ بِمَا بَعْدَها والخَبَرُ مَحْذُوفٌ، قَالَ أَبُو السُّعُودِ: "أَيْ: الّذي أَصْبَرَهُم عَلَى النَّار أو شَيءٌ أصْبَرَهُم عَلَى النّارِ أَمْرٌ عَجِيْبٌ فَظِيْعٌ."
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه هي الآرَاءُ النَّحْوِيَّةُ في هذه المَسْأَلَةِ، وأَقْوَالُ المُفَسِّرِيْنَ فِيْها، ولا يُعَوّلُ فيها إِلاّ عَلَى الرَّأْيَيْنِ الأَوْلِ والثّانِي، ويَظْهَرُ فِيْهِما مَدَى العَلاقَةِ بَيْنَ تَوْجِيْهَاتِ النُّحَاةِ وأَقْوالِ أَهْلِ التَّفْسِيْرِ بِالمَأثُورِ، فَهيَ تَرْجَمَةٌ لأَقْوَالِهِم، إِضَافَةً إِلى أَنَّ أَهْلَ التَّفْسِيْرِ بِالمَأثُورِ كَانُوا مُعَاصِرِيْنَ لِوضْعِ اللَّبِنَاتِ الأُولَى للنَّحْوِ، فَلَيْسَ عَجِيْبًا أَنْ تَكُونَ لَهُم مُشَارَكَةٌ في وَضْعِ هذه اللّبِنَاتِ.
6. البَدَل والعَطْف:
قوله تعالى: ?يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ.? (البقرة: 217)
يُمْكِنُ النَّظَرُ في أَثَرِ أَهْلِ التَّفْسِيْرِ بِالمَأثُورِ في التَّوْجِيْهِ النَّحْوِيِّ إِلى أَكْثَرِ مِنْ مَوْضِعٍ في هذه الآيَةِ الكَرِيْمَةِ، وسَأَتَنَاوَلُ مِنْها مَوْضِعَيْنِ، هُما:
الأَوّلُ: تَوْجِيْهُ قَوْلِه: "قِتَالٍ فِيْهِ."
رَوَى لَنا الطّبَرِيُّ في جَامِعِهِ تَفْسِيْرًا لِقَوْلِهِ: ?قِتَالٍ فِيهِ? قَالَ: "وقَدْ حَدَّثْتُ عَنْ عَمّارِ بنِ الحَسَنِ، قَالَ: ثَنَا ابنُ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيْهِ عَن الرّبِيْعِ قَوْلُهُ: ?يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ،? قَالَ: يَقُولُ: يَسْأَلُونَكَ عَنْ قِتَالٍ فِيْهِ،" وجَاءَ ذلِكَ في قِرَاءَةِ ابنِ مَسْعُودٍ، قَالَ في الدّرّ المَنْثُور: "وأَخْرَجَ ابنُ أَبِي دَاوُدَ في المَصَاحِفِ عَن الأَعْمَشِ، قَالَ: في قِرَاءَةِ عَبْدِ الله: يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشّهْرِ الْحَرَامِ عن قِتَالٍ فِيهِ."
ورَوَى ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ذلِكَ عن عُرْوةَ بن الزُّبَيْرِ، قَالَ: "حَدَّثَنا مُحَمّدُ بنُ العَبّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرو زُنَيْج، ثَنَا سَلَمَةُ، قَالَ مُحَمّدُ بنُ إسْحاقَ فِيْما حَدَّثَنِي يَزِيْدُ بنُ رُومَانَ، والزُّهْرِيُّ عَنْ عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: أَنْزَلَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ: ?يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ،? أَيْ: عَنْ قِتَالٍ فِيْهِ، وَرُويَ عَنْ عِكْرِمَةَ والرَّبِيْعِ بنِ أَنَسِ نَحْوُ ذلكَ."
يُلاحَظُ في هذه الرِّوَايَةِ، وقِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنّ المَقْصُودَ مِن السُّؤَالِ هو القِتَالُ لا الشَّهْرُ، ولَمْ يَخْتَلِف النُّحَاةُ عن المفسِّرِيْنَ في هذه الرُّؤيَةِ، قَالَ ابْنُ شُقَيْرِ في تَوْجِيْهِهِ للآيَةِ: "كَأَنَّهُ قَالَ: يَسْأَلُونَكَ عَن الشَّهْرِ الحَرَامِ عَنْ قِتَالٍ فِيْهِ،" فالتَّأوِيْلُ النَّحْوِيُّ لِهذه الآيَةِ عِنْدَ ابْنِ شُقَيْرِ لا يَخْتَلِفُ عَن تَأْوِيْلِ الرَّبِيْع، وقِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ، والمَعْنى عِنْدَ النُّحَاةِ هو المَعْنى الّّذي قَصَدُوهُ مِن أَنَّ السُّؤالَ عَن القِتَالِ، قَالَ المُبَرّدُ: "لأَنَّ المَسْأَلَةَ وَقَعَت عَن القِتَالِ،" وقالَ ابنُ السَّرَاجِ: "لأَنَّ المَسْأَلَةَ في المَعْنَى عَن القِتَالِ في الشَّهْرِ الحَرَامِ."
وللنُّحَاةِ في إِعْرَابِهِ رَأْيَانِ:
أَوّلُها: الجَرُّ عَلَى البَدَلِيَّةِ، وقِيْلَ: هو مَخْفُوضُ عَلَى تَكْرِيْرِ العَامِلِ، وهو (عَنْ)، وهذا رَأْيُ الكُوفِيِّيْنَ، ولَيْسَ هذان رَأْيَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ، إِنّما هُما رَأْيٌ وَاحِدٌ، وذلك لأَنَّ البَدَلَ عِنْدَهُم عَلَى نِيَّةِ تَكْرِيْرِ العَامِلِ، قَالَ أَبُو حَيّانَ: "لا فَرْقَ بَيْنَ هذه الأَقْوَالِ، هِيَ كُلُّها تَرْجِعُ لِمَعْنًى وَاحِدٍ."
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا الرّأيُ هو مَا ذَكَرَهُ أَهْلُ التّفْسِيْرِ بِالمَأثُورِ عَيْنُهُ، فالتَّقْدِيْرُ عِنْدَ الكُوفِيّيْنَ: يَسْأَلُونَكَ عن الشَّهْرِ الحَرَامِ عَن قِتَالٍ، وهذا مَا جَاءَ في تَفْسِيْرِهِم وقِرَاءَتِهِم، وقَدْ جَاءَ عَنْ علماء البَصْرَةِ أَنَّ المَقْصُودَ بِالسُّؤَالِ هو القِتَالُ، فيَكُونُ الرَّأيَانِ مَتَّفِقَيْنِ في المَعْنى.
وثَانِيْها الجَرُّ عَلَى الجِوَارِ، وهو رَأيُ أَبِي عُبَيْدَةَ مُعَمّر بن المُثَنّى، قَالَ: "مَجْرُورٌ بِالجِوَارِ لِمَا كَانَ بَعْدهُ،" قَالَ النّحّاس: "لا يَجُوزُ أَنْ يُعْرَبَ شَيءٌ عَلَى الجِوَارِ في كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، ولا في شَيءٍ مِن الكَلامِ، وإِنّما الجِوَارُ غَلَطٌ، وإِنّما وَقَعَ في شَيءٍ شَاذٍّ، وهو قَوْلِهُم: "هذا جُحْرُ ضَبٍّ خَرِبٍ."
الثّانِي: تَوْجِيْهُ قَوْلِه: ?وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ.?
رَوَى الطَّبَرِيُّ لأَهْلِ التَّأْوِيْلِ في تَفْسِيْرِ هذا الموضع قولين هما:
الأوّلُ: قَالَ الطَّبَرِيُّ: "حَدَّثَنا القَاسِمُ, قَالَ: حَدَّثَنا الحُسَيْنُ, قَالَ: ثَنَا حَجَّاجٌ, عَن ابْنِ جُرَيْجٍ, قَالَ: قَالَ مُجَاهِدٌ: ?قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ? قَالَ: يَُقولُ: صَدٌّ عَن المَسْجِدِ الحَرَامِ وإخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ, فَكُلُّ هذا أَكْبَرُ مِنْ قَتْلِ ابْنِ الحَضْرَمِيِّ, والفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِن القَتْلِ كُفْرٌ بِاللهِ وعِبَادَةُ الأَوْثَانِ أَكْبَرُ مِنْ هذا كُلِّهِ،" وهذا تَوْجِيْهُ ابْنِ عَبّاسٍ أَيْضًا؛ إِذ قَالَ في تَوْجِيْهِ النَّصِّ: "وصَدُّ النَّاسِ عن المَسْجِدِ الحَرَامِ."
الثّانِي: قَالَ: "حَدَّثْتُ عَن الحُسَيْنِ بنِ الفَرَجِ, قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ الفَضْلَ بنَ خَالِدٍ, قَالَ: أَخْبَرَنا عُبَيْدُ بنُ سُلَيْمانَ البَاهِلِيِّ, قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ بنَ مُزَاحِمٍ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ?يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ? كَانَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَتَلُوا ابْنَ الحَضْرَمِيِّ فِي الشَّهْرِ الحَرَامِ, فَعَيَّرَ المُشْرِكُونَ المُسْلِمِيْنَ بِذلِكَ, فَقَالَ اللهُ: قِتَالٌ فِي الشَّهْرِ الحَرَامِ كَبِيْرٌ, وأَكْبَرُ مِنْ ذلك صَدٌّ عَنْ سَبِيْلِ اللهِ وكُفْرٌ بِهِ, وإِخْرَاجُ أَهْلِ المَسْجِدِ الحَرَامِ مِن المَسْجِدِ الحَرَامِ."
يُفْهَمُ مِنْ النّصِّ الأوّل أَنَّ (المَسْجِدَ) مُتَعَلِّقٌ بـ (صَدٌّ)، فالصَّدُّ في الآيَةِ وقَعَ عَنْ سَبِيْلِ اللهِ وعَنْ المَسْجِدِ الحَرَامِ، فالمَسْجِدُ الحَرَامُ في هذا التَّأوِيْلِ مَعْطُوفٌ عَلَى (سَبِيْلِ اللهِ)، وهذا رَأْيُ الأَخْفَشِ، قَالَ في مَعَانِيْهِ: "وصَدٌّ عَن المَسْجِدِ الحَرَامِ"، وأَخَذَ بِهذا الرّأيِ النَّحَاسُ، والزَّمَخْشَرِيُّ، وابْنُ عَطِيَّةَ، وأَرَى أَنَّ تَأْوِيْلَ الأَخْفَشِ لا يَخْتَلِفُ عَن تَأْوِيْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ ومُجَاهدٍ، ولا يَخْتَلِفُ أَيْضًا عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: ?هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ،? (الفتح: 25) وهذه آيَةٌ تُؤكِّدُ تَوْجِيْهَ الأَخْفَشِ لِقَوْلِهِ: (المَسْجِدِ الحَرَامِ)، وهم قد اسْتَدَلُّوا بِهذه الآيَةِ في تَوْجِيهِ هذا الرَّأيِ، وهذا يَدُلُّ عَلى تَأثُّرِهِم بالتّفْسِيْرِ بِالمَأثُورِ.
ورَدَّ العُكْبُريُّ، وأبُو حيّانَ، والسّمِيْنُ الحَلَبِيُّ هذا التَّوْجِيْهَ مُعْتَمِدِيْنَ عَلَى قَوَاعِدَ نَحْوَيَّةٍ، ولَمْ يَعْتَمِدُا فيها عَلَى المَعْنى، قَالَ في التّبْيَانِ: "وهذا لا يَجُوزُ؛ لأَنَّه مَعْمُولُ المَصْدَرِ، والعَطْفُ بِقَوْلِهِ: (وكُفْرٌ بِه) يَفْرُقُ بَيْنَ الصِّلَةِ والمَوْصُولِ،" فالمَانِعُ عِنْدَهُم قَاعِدَةٌ تَقُولُ: لا يَجُوزُ الفَصْلُ بَيْنَ الصِّلَةِ والمَوْصُولِ، فَجَعَلُوا العَلاقَةَ بَيْنَ المَصْدَرِ ومَعْمُولِهِ كَالعَلاقَةِ بَيْنِ (الّذي) ومَوْصُولِه.
(يُتْبَعُ)
(/)
أمّا القولُ الثّاني فأَرَى أَنَّه تَفْسِيْرٌ للتَّأْوِيْلِ السّابِقِ، إِذْ كَانَ كُفّارُ قُرَيْشٍ يُخْرِجُونَ أَهْلَ المَسْجِدِ الحَرَامِ مِن المُسْلِمِيْنَ، وهذا هو الصَدُّ عَن المَسْجِدِ الحَرَامِ، وهذا التَّأوِيْلُ يَتَّفِقُ مَع قَوْلِ الزّجّاجِ في تَفْسِيْرِهِ؛ إِذْ يَقُولُ: "والمَعْنى: وصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وكُفْرٌ به وإِخْراجُ أَهْلِ المَسْجِدِ الحَرامِ منه،" فَإخْراجُ المُسْلِمِيْنَ من المَسْجِدِ صَدٌّ عن المَسْجِدِ، وعَنْ سَبِيْلِ اللهِ.
ورَوَى الطَّبَرِيُّ وغَيْرُه في مُنَاسَبَة الآيَةِ رِوَايَةً أُخْرى عَن ابْنِ عَبّاسٍ تُؤكّدُ هذا المَعْنى، فالمُشْرِكُونَ قَامُوا بِصَدِّ رَسُولِ اللهِ ورَدِّهِ عَن المَسْجِدِ الحَرَامِ في الشَّهْرِ الحَرَامِ أَوّلاً، ثُمَّ فَتَحَ اللهُ عَلى نَبِيِّه في العَامِ الّذي يَلِيْهِ في الشَّهْرِ الحَرَامِ، فَعَيَّرَ المُشْرِكُونَ المُسْلِمِيْنَ بِقِتَالِهِم في الشَّهْرِ الحَرَامِ، فَنَزَلَت الآيَةُ، قَالَ الطّبَرِيُّ: "حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثَنَا أَبِي، قَالَ: ثَنَا عَمِّي، قَالَ: ثَنَا أَبِي عَنْ أَبِيْهِ عَن ابْنِ عَبّاسٍ، قَوْلُهُ: ?يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ? وذلكَ أَنّ المُشْرِكِيْنَ صَدُّوا رَسُولَ اللهِ، وَرَدُّوهُ عَنْ المَسْجِدِ الحَرَامِ في شَهْرٍ حَرَامٍ، فَفَتَحَ اللهُ عَلَى نَبِيِّهِ في شَهْرٍ حَرَامٍ مِن العَامِ المُقْبِلِ، فَعَابَ المُشْرِكُونَ عَلَى رَسُولِ اللهِ القِتَالَ في شَهْرٍ حَرَامٍ فَقَالَ اللهُ جَلَّ وعَزَّ: وَصَدّ عَن سَبِيلِ اللهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللهِ مِن القَتْلِ فيهِ."
وفي تَوْجِيْهِ هذا الموْضِعِ آرَاءٌ نَحْوِيَّةٌ أُخْرَى لَمْ أَجِدْ لَها دَلِيْلاً مِن الرِّوَايَاتِ عِنْدَ أَهْلِ التّفْسِيْرِ، ولَمْ يَقْبَلْها المَعْنى الّذي تُشِيْرُ إِلَيْهِ الآيَاتِ، وأَرَى أَنَّ المَعَانِي الّتي تَقْبَلُها الآي قَدْ جَاءَتْ في تَوْجِيْهاتِ أَهْلِ التَّفْسِيْرِ بالمَأثُورِ، ثُمّ اطّلَعَ عَلَيْها عُلَماءُ النَّحْوِ، واسْتَفَادُوا مِنْها في تَوْجِيْهِ الآيَاتِ تَوْجِيْهًا نَحْوِيًّا، ثُمَّ إِنَّ بَعْضَ النُّحَاةِ رَأَى أَنْ يَسِيْرَ مَعْتَمِدًا عَلَى القَاعِدِةِ النَّحْوِيَّةِ بَعِيْدًا عَنْ تَوْجِيْهَاتِ أَهْلِ التّفْسِيْرِ، فَرَفَضَهُ المَعْنى، والمَقْصُودُ هنا أَنَّ أَيَّ تَوْجِيْهٍ نَحْوِيٍّ اعْتَمَدَ فِيْهِ عَلَى القَاعِدَة النَّحْوِيَّةِ دُونَ المَعْنى تَوْجِيْهٌ مَرْفُوضٌ.
مِنْ هذه الآرَاءِ رَأْيٌ للعُكْبُرِيِّ حَاوَلَ فِيْهِ أَنْ يَهْرُبَ مِنْ المَحْظُورِ، وهو الفَصْلُ بَيْنَ الصّلَةِ والمَوْصُولِ المَوْجُودُ في الرَّأيِ السّابِقِ، فَرَأَى تَقْديرَ فِعْلٍ يَدُلُّ عَلَيه: (وصَدٌّ) المَصدَرُ، تَقْدِيْرُهُ: ويَصُدّونَ عن المَسْجِدِ، فهذا هُرُوبٌ مِن المَحْظور المَوْجُودِ في الرّأيِ السّابِقِ، إِذ المَعْنى هو هو، فهاهنا يَلْجَأ إلى التّقدير حتّى يَبْتَعِدَ عن مَحْظورِ القَواعِدِ النّحْويّةِ، قالَ السّمينُ الحَلبي في رَدّه "وهذا غيرُ جَيّدٍ؛ لأَنّه يَلْزَمُ منه حَذْفُ حَرْفِ الجَرِّ وإبقاءُ عَمَلِه، ولا يجوزُ ذلك."
ومِنْها رَأْيٌ للفَرّاءِ، قَالَ في مَعَانِيْهِ: "والمَسْجِدُ الحَرَامُ مَخْفُوضٌ بِقَولِهِ: يَسْأَلونَكَ عَن القِتَالِ وعن المَسْجِدِ،" وقَدْ رُدَّ هذا الرّأيُ من جِهَةِ المَعْنى، فالمَعنى هنا يُشيرُ إلى أَنَّهم سَأَلوا عن القِتالِ في الشَّهر الحَرامِ وعن المَسْجدِ الحَرامِ، وهذا تَفسِيْرٌ غَيْرُ صَحِيْحٍ، قَالَ أَبُو حَيَّانَ: "وضُعِّفَ هذا بِأَنَّ القَوْمَ لَمْ يَسْأَلُوا عَن الشَّهْرِ الحَرَامِ، إِذْ لَمْ يَشُكّوا في تَعْظِيمِهِ، وإِنَّمَا سَأَلُوا عَن القِتَالِ في الشَّهْرِ الحَرَامِ؛ لأَنَّه وَقَعَ مِنْهُم، ولَمْ يَشْعُرُوا بِدُخُولِهِ، فَخَافُوا مِن الإثْمِ، وكَانَ المُشْرِكُون عَيَّرُوهُم بِذلِكَ."
(يُتْبَعُ)
(/)
وهُنَاكَ رَأْيٌ رَابِعٌ في هذه المَسْأَلَةِ بَعِيْدٌ عَن المَعْنى، وهو ما نُسِبَ إلى الفَرّاءِ وليسَ له، وهو عَطْفُ المَسْجِدِ عَلى الضَّمِيْرِ في: (وكُفْرٌ به)، والتَّقْدِيرُ: وكُفرٌ باللهِ وكُفْرٌ بالمَسْجِدِ الحَرامِ، ولا أَدْري ماذا يَعْنِي الكُفْرُ بالمَسْجِدِ الحَرامِ؟ فكُفّارُ قُريش كانوا يُعَظّمون المسجِدَ الحَرامَ قبل وُجُودِ المُسْلِمِيْنَ، إِلاّ أَنْ يُرادَ الحَجُّ المَفْرُوضُ عَلَى المُسْلِمِيْن إلى البَيْتِ الحَرَامِ، وهذا خِلافُ الظّاهِرِ، وهو اخْتِيارُ أَبي حَيّانَ.
7. دَلالَةُ (أَنّى):
قَوْلُهُ تَعَالَى: ?نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ.? (البقرة:223)
للنّحَاةِ والمُفَسّرِيْنَ في مَعْنى (أَنّى شِئْتُم) في الآيَةِ الكَرِيْمَةِ عِدّةُ آراءٍ، وتُعَدُّ هذه الآرَاءُ مِثالاً وَاضِحًا لأَثَرِ أَهْلِ التَّأوِيْلِ في التَّوْجِيْهِ النَّحْوِيِّ، فالآرَاءُ النَّحْوِيّةُ كَثِيْرَةٌ، وكُلُّ رَأْيٍ من هذه الآرَاءِ يُقَابِلُهُ رَأْيٌ عِنْدَ أَهْلِ التَّفْسِيْرِ بِالمَأْثُورِ، وهذا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ التَّوْجِيْهَ النَّحْوِيِّ قد اعْتَمَدَ عَلى تَوْجِيْهِ أَهْلِ التَّفْسِيْرِ بِالمَأثُورِ.
نَقَلَ الطَّبَرِيُّ تَوْجِيْهاتٍ عِدَّةً لأهْلِ التَّفْسِيْرِ بِالمَأثُورِ في مَعْنى ?أَنَّى شِئْتُمْ? هي:
الأَوّلُ: أَنْ تَكُونَ (أَنّى) بِمَعْنى (كَيْفَ)، ونَقَلَ في ذلِكَ عَشْرَةَ نُصُوصٍ تَدُلُّ عَلَى هذا المَعْنى، وهذه النُّصُوصُ مَرْوِيّةٌ عن ابنِ عَبّاسٍ، وعِكرِمَةَ، ومُجَاهِدٍ، وأبَيِّ بن كَعْبٍ، ومُرّةَ الهَمَدَانِيِّ، وقَتَادَةَ، والسّدِيِّ، وعَبْدِاللهِ بن عَلِيٍّ.
ومنْ ذلِكَ قَوْلُ الطّبَرِيِّ: "حَدَّثَنَا أَبُوكُرَيْبٍ, قَالَ: حَدَّثَنا ابْنُ عَطِيَّةَ, قَالَ: حَدَّثَنَا شُرَيْكٌ, عَنْ عَطَاءٍ, عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ, عَن ابْنِ عَبّاسٍ: ?فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ? قَالَ: يَأْتِيْها كَيْفَ شَاءَ مَا لَمْ يَكُنْ يَأْتِيْها فِي دُبُرِها أو فِي الحَيْضِ."
وهذا رَأيُ كَثِيْرٍ مِن النُّحَاةِ، فهو رَأْيُ الفَرّاءِ، وابنِ قُتَيْبَةَ، والبَاقُولِي، والشَّرِيْفِ الكُوفِيِّ، والزّجّاجِ، قَال: "أَيْ: كَيْفَ شِئتُم، أَي: ائتُوا مَوضِعَ حَرْثِكُم كَيْفَ شئْتُم،" وأَرى أَنَّ هذا هو مَا ذَكَرَه ابْنَ عَبّاسٍ عَيْنُه، لا فَرْقَ بَيْنَهُما.
ومِمّا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ التَوْجِيْهَ النَّحْوِيَّ قد اعْتَمَدَ عَلى تَفْسِيْرِ أَهْلِ التَّفْسِيْرِ بِالمَأْثُورِ أَنَّ الفَرّاءَ قَدْ نَقَلَ كَلامًا لابْنِ عَبّاسٍ في هذه الآيَةِ مُسْتَدِلاًّ بِه، وأَخَذَ بِهِ في تفسِيْرِهِ، قَالَ: "أَيْ: كَيْفَ شِئْتُم، حَدَّثَنا مُحَمّدُ بنُ الجَهْمِ، قَالَ: حَدَّثْنا الفَرّاءُ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ عَنْ مَيْمُونِ بِنِ مَهْرَانَ، قَالَ: قُلْتُ لابْنِ عَبّاسٍ: إِنَّ اليَهُودَ تَزْعُمُ أنّ الرَّجُلَ إِذا أَتى امْرَأَتَهُ مِنْ وَرَائِها في قُبُلِها خَرَجَ الوَلَدُ أَحْولَ، قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبّاسٍ: كذَبَتْ يَهُودُ، ?نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ? يَقُولُ: ايْتِ الفَرْجَ مِن حَيْثُ شِئْتَ،" وقَدْ فَهِمَ الفَرّاءُ مِن قَوْلِ ابْنِ عَبّاسٍ مَعْنى (كَيْفَ)، وقَوْلُه يُشِيْرُ إِلى مَعْنى آخَرَ، وهو (مِن حَيْثُ)، أو (أَيّ وَجْهٍ).
الثّانِي: أَنْ تَكُونَ بِمَعْنى (مِن حَيْثُ شِئْتُم)، أَوْ (مِنْ أَيّ وَجْهٍ)، وقَدْ نَقَلَ الطَّبَرِيُّ في هذا المَعْنى خَمْسَةَ نُصُوصٍ، مِنْها قَوْلُهُ: "حَدَّثَنَا سَهْلُ بنُ مُوسَى الرَّازِيّ, قَالَ: حَدّثَنا ابنُ أَبِي فُدَيْكٍ, عَنْ إبْرَاهِيْمَ بنِ إسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي حَبِيْبَةَ الأَشْهَلِ, عَنْ دَاوُودَ بنِ الحُصَيْنِ, عَنْ عِكْرِمَةَ, عَن ابنِ عَبّاسٍ: أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ تُؤْتَى المَرْأَةُ فِي دُبُرِهَا، ويَقُولُ: إِنَّما الحَرْثُ مِن القُبُلِ الّذي يَكُونُ مِنْه النَّسْلُ والحَيْضُ، ويَنْهَى عَن إِتْيَانِ المَرْأَةِ فِي دُبُرِها، ويَقُولُ: إِنَّما نَزَلَتْ
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه الآيَةُ: ?نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ? يَقُولُ: مِنْ أَيِّ وَجْهٍ شِئْتُم."
ومِنْ ذلِكَ قَوْلُه: "حَدَّثَنا عُبَيْدُاللهِ بنِ سَعْدٍ, قَالَ: ثَنَا عَمّي, قَالَ: ثَنَا أَبِي, عَنْ يَزِيدَ, عَنْ الحَرْثِ بنِ كَعْبٍ, عَنْ مُحَمَّدِ بنِ كَعْبٍ, قَالَ: إِنَّ ابْنَ عَبّاسٍ كَانَ يَقُولُ: اسْقِ نَبَاتَك مِنْ حَيْثُ نَبَاتُه" ومِن ذلك النّصّ الّذي رَواهُ الفَرّاءُ بِمَعْنى (مِن حَيْثُ).
وهذا رَأيُ الزّمَخْشَرِيِّ، قَالَ: "مِنْ أَيِّ جِهَةٍ شِئْتُمْ"، ثمّ قالَ: "لا تُحْظَرُ عَلَيْكُمْ جِهَةٌ دُونَ جِهَةٍ، والمَعْنى: جَامِعُوهُنَّ مِنْ أَيِّ شِقٍّ أَرَدْتُمْ بَعْدَ أَنْ يَكُونَ المَأْتَى وَاحِدًا، وهو مَوْضِعُ الحَرْثِ،" وقَدْ عَبّرَ بَعْضُ النُّحَاةِ عَنْ هذا المَعْنى بِقَوْلِهِ: (مِن أَيْنَ شِئتُم)، قَالَ النَّحّاس: "ومَعْناهُ مِنْ أَيْنَ شِئْتُم، أَي: مِن أَيّ الجِهَاتِ شِئْتُم."
الثّالِثُ: أَنْ تَكُونَ بِمَعْنى (مَتَى شِئْتُم)، ونَقَلَ الطَّبَرِيُّ نَصَّيْن في هذا المَعْنى، الأَوّلُ مَرْوِيٌّ عَن الضَّحّاكِ، قَالَ الطّبَرِيُّ: "حَدَّثْتُ عَنْ حُسَيْنِ بنِ الفَرَجِ, قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ الفَضْلَ بنَ خَالِدٍ, قَالَ: أَخْبَرَنا عُبَيْدُ بنُ سُلَيْمَانَ, قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ?فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ? يَقُولُ: مَتَى شِئْتُم."
والثّانِي عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: "بَيْنا أَنَا ومُجَاهِدٌ جَالِسَانِ عِنْدَ ابْنِ عَبّاسٍ, أَتَاهُ رجُلٌ، فَوَقَفَ عَلَى رَأْسِهِ, فَقَالَ: يَا أَبَا العَبّاسِ، أَو يَا أَبَا الفَضْلِ أَلا تَشْفِيْنِي عَنْ آيَةِ المَحِيْضِ؟ فَقَالَ: بَلَى فَقَرَأَ: ?وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ? (البقرة: 222) حَتّى بَلَغَ آخِرَ الآيَةِ, فَقَالَ ابْنُ عَبّاسٍ: مِنْ حَيْثُ جَاءَ الدَّمُ، مِنْ ثَمَّ أُمِرْتَ أَنْ تَأْتِيَ, فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: يَا أَبَا الفَضْلِ، كَيْفَ بِالآيَةِ الّتِي تَتْبَعُها: ?نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ؟ ? فَقَالَ: إِيْ وَيْحَكَ وفِي الدُّبُرِ مِنْ حَرْثٍ؟ لَوْ كَانَ مَا تَقُولُ حَقًّا لَكَانَ المَحِيْضُ مَنْسُوخًا إِذا اشْتَغَلَ مِنْ ههنا جِئْتَ مِنْ ههنا، ولكنْ أَنّى شِئْتُم مِن اللَّيْلِ والنَّهَارِ."
وقَدْ جَاءَ هذا الرَّأْيُ في كَثِيْرٍ مِن كُتُبِ التّفْسِيْرِ والنَّحْوِ، قَالَ الرّازي: "المَعْنَى: أَيَّ وَقْتٍ شِئْتُمْ مِنْ أَوْقَاتِ الحِلِّ، يَعْنِى: إِذا لَمْ تَكُنْ أَجْنَبِيّةً أَوْ مُحَرّمَةً أَوْ صَائِمَةً أَوْ حَائِضًا."
الرّابِعُ: أَنْ تَكُونَ بِمَعْنى (أيْنَ شِئْتُم)، أَوْ (حَيْثُ شِئْتُم)، وقَدْ نَقَلَ الطّبَرِيُّ فِي هذا المَعْنى عِدّةَ رِوَايَاتٍ، جَمِيْعُها رِوَاياتٍ عَنْ نَافِعٍ عَن عِبْدِ اللهِ بن عُمَرَ إلاّ رِوَايَةً عَنْ مَالِكِ بنِ أَنَسٍ عن ابنِ عُمَرَ، وأُخْرى عَنْ زَيْدِ بن أَسْلَمَ، والمَعْنى فِيْها جَوَازُ الإِتْيَانِ في الدُّبُرِ، وقَدْ نُسِبَ جُوازُه إِلى الإِمَامِ مَالِكِ، وحُكِيَ أَنَّ ذلكَ في كِتابٍ لَهُ يُسَمّى كِتابُ السّرِّ، وأصْحَابُهُ يُنْكِرُونَ الكِتَابَ، وقَدْ تَبَرَّأَ مِنْ ذلكَ رَحِمَهُ اللهُ، فَقَالَ: إِنَّمَا الحَرْثُ في مَوْضِعِ الزَّرْعِ، ونَقَلَ نافُعٌ ذلكَ عن ابنِ عُمَرَ، قَالَ الرّازِيُّ: "وَسَائِرُ النّاسِ كَذّبُوا نَافِعًا في هذه الرِّوَايَةِ،" وقَدْ رُوِيَ عَنْهُ تَكْفِيْرُ مَنْ يَفْعَلُ ذلكَ، وهو رَأْيُ السَّيّدِ المُرْتَضى مِن الشِّيْعَةِ، وعِنَدَه أُمُورٌ يَحْتَجُّ بِها، ونُسِبَ هذا أَيْضًا إِلى سَعِيْدِ بنِ المُسَيّبِ، ونَافِعٍ، ومُحَمّدِ بنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ، وعَبْدِ المَلِكِ بنِ المَاجِشُونَ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويَكْفِي في رَدِّ هذا الرَّأْيِ قَوْلُ أَبِي حَيّانَ: "وقَدْ رَوى تَحْرِيْمَ ذلكَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ اثْنا عَشَر صَحَابِيًّا بِأَلْفَاظٍ مُخْتَلِفَةٍ، كُلُّها تَدُلُّ عَلَى التَّحْرِيْمِ، ذَكَرَها أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ وأَبُو دَاوُودَ والتّرْمِذِيُّ والنّسائِيُّ وغَيْرُهُم، وقَدْ جَمَعَها أَبُو الفَرَجِ بن الجَوْزِيِّ بِطُرِقِها في جُزْءٍ سَمّاهُ تَحْرِيْمَ المَحَلِّ المَكْرُوهِ."
أَمّا النُّحَاةُ فقَدْ ذَكَرَ سِيْبَوَيْه أَنَّ (أَنّى) تَكُونُ بِمَعْنى كَيْفَ، وأَيْنَ، وأشَارَ جُمْلَةٌ مِن النُّحَاةِ إِلى أَنَّ الآيَةَ قَدْ فُسِّرَتْ بالمَعَانِي الثَّلاثَةِ: كَيْفَ، وأيْنَ، ومَتى، قالَ أبُو حَيّانَ: "وَقَالَتْ فِرْقَةٌ: أنَّى بِمَعْنى أَيْنَ، فجَعَلَها مَكَانًا."
الخَامِسُ: العَزْلُ، فالمَعْنى إِنْ شِئْتُم فَاعْزِلُوا، وإِنْ شِئْتُم فَلا تَعْزِلُوا، وقَدْ نَقَلَ فِيْهِ الطَّبَرِيُّ قَوْلَيْن، هما:
الأَوّلُ: قَالَ الطّبَرِيُّ: "حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بنِ إسْحَاقَ, قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ, قَالَ: حَدَّثَنا الحَسَنُ بنُ صَالِحٍ, عَنْ لَيْثٍ, عَنْ عِيسَى بْنِ سِنَانٍ, عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ: ?فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ? إِنْ شِئْتُم فَاعْزِلُوا, وإِنْ شِئْتُم فَلا تَعْزِلوا."
الثّانِي: حَدّثَنا أَبُو كُرَيْبٍ, قَالَ: حَدّثَنا وَكِيْعٌ, عَنْ يُونُسَ, عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ, عَنْ زَائِدَةَ بنِ عُمَيْرٍ, عَنْ ابنِ عَبّاسٍ، قَالَ: إِنْ شِئْتَ فَاعْزِلْ, وإِنْ شِئْتَ فَلا تَعْزِلْ."
وأَرَى أَنَّ هذا يُمْكِنُ أَنْ يَقَعَ تَحْتِ تَوْجِيْهِ مَنْ قَالَ: إنّها بِمَعْنى (كَيْفَ)؛ لأَنّ المَقْصُودَ مِنْ كَلامِ ابنِ المُسَيّبِ وابْنِ عَبّاسٍ تَوْجِيْهٌ للآيَةِ، ولَيْسَ تَحْدِيْدًا لِدَلالَةِ (أَنّى) تَحْدِيْدًا مَكَانِيًّا، فالمَعْنى هنا قد يَكُونُ مَعْنى (كَيْفَ)، أَوْ (مِنْ حَيْثُ).
يُلاحَظُ في هذه الآرَاءِ ارْتِبَاطُها بِالدّلالَةِ الّتي ذَكَرَها أَهْلُ التَّفْسِيْرِ بِالمَأثُورِ، ومِنْ ثَمَّ ارْتِبَاطُها بِالحُكْمِ الفِقْهِيِّ، فَكُلُّ رَأْيٍ مِنْ هذه الآرَاءِ يَدُلُّ عَلَى مَعْنى مُخْتَلِفٍ عن الآخَرِ، والشَّرْعُ قَدْ أَجَازَ للرَّجُلِ أََنْ يَأتِيَ امْرَأَتَهُ في أَيِّ وَقْتِ، وعَلَى أَيّةِ كَيْفِيّةٍ، ومِنْ أَيِّ طَرِيْقٍ، فالفُقَهاءُ مُتّفِقُونَ عَلَى ذلِكَ، لكنّهُم مُخْتَلِفُونَ في المَعْنى الرّابِعِ، وجُمْهُورُ العُلَماءِ ذَهَبُوا إلى تَحْرِيْمِ الإِتْيانِ في الدّبُرِ.
وأَرَى أَنَّ تَعَدُّدَ الآرَاءِ النَّحْوِيّة مُرْتَبِطٌ بِتَعَدُّدِ آرَاءِ أَهْلِ التَّفْسِيْرِ بِالمَأثُورِ مِن المُفَسِّرِيْنَ، فَتَعَدُّدُ آرَاءِ أَهْلِ التَّفْسِيْرِ بِالمَأثُورِ سَبَبٌ في وُجُودِ الخِلافِ بَيْنَ النُّحَاةِ في التّوْجِيْهِ النَّحْوِيِّ لآيَاتِ القُرآنِ الكريْمِ، وذلِكَ لأَنَّ النَّحْوِيَّ يَنْطَلِقُ في تَوْجِيْهِهِ مِن المَعْنى، وهو يَأْخُذُ المَعْنى مِن المفَسِّرِيْنَ، فَإِذا اخْتَلَفُوا في تَأْوِيْلِهِم للمَعْنى اخْتَلَفُوا في التّأوِيْلِ النَّحْوِيِّ.
خاتِمَة:
تَبَيَّنَ للبَاحِثِ في هذه الدِّرَاسَةِ أَنَّ تَوْجِيْهَ النُّحَاةِ لآيَاتِ القُرآنِ الكَرِيْمِ قَدْ تَأَثَّرَ بالتَّفْسِيْرِ بالمَأثُورِ، سَواءٌ كَانَ بِتَفْسِيْرِ القُرآنِ للقُرآنِ، أَو بالسُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ، أَو بِمَا نُقِلَ عَن الصَّحَابَةِ والتَّابِعِيْنَ، وهذا أَمْرٌ بَدَهِيٌ، فالتَّفْسِيْرُ يَهْدِفُ إِلى بَيَانِ المَعْنى، والكَشْفِ عَنْهِ، وهذا هو غَايَةُ المُعْرِبِ، فالمَعْنى عِنْدَهُ هو مَا يُحَاوِلُ إِيْضَاحَهُ عِنْدَ الإِعْرَابِ، فلا بُدَّ إِذن أَنْ يَرْتَكِزَ عَلَى أَسَاسٍ مِن المَعْنى، وهو التَّفْسِيْرُ.
وقَدْ اسْتَطَاعَ البَاحِثُ في هذه الدِّرَاسَةِ أَنْ يَصِلَ إِلى مِجْمُوعَةٍ مِن النَّتَائِجِ، يَجْدُرُ بِهِ أَنْ يُوجِزَ أَهَمَّها:
(يُتْبَعُ)
(/)
أَوّلاً: يَرَى الباحِثُ أَنَّ عِلْمَ الإِعْرَابِ كَانَ في الفَتْرَةِ الأولى مِن نَشْأَتِهِ ضِمْنَ عِلْمِ التَّفْسِيْرِ؛ وذلِكَ لأَنَّ كِلَيْهِما يَبْحَثَان عَن المَعْنى، ويَهْدِفَانِ إِلى الكَشْفِ عَنْ مَعْنىً تَتَبَيَّنُ مِنْ خِلالِهِ أَسْرَارُ الكِتَابِ العَزِيْزِ؛ ولأَنَّ هذين العِلْمَيْنِ وغَيْرَهُما مِن العُلُومِ كُلَّها نَشَأَتْ في فَتْرَةٍ وَاحِدَةٍ، وهَدَفَت إِلى تَعْرِيْفِ النّاسِ بِأُمُورِ دِيْنِهِم، والحِفَاظِ عَلَى كِتَابِ اللهِ ولُغَتِهِ مِن اللّحْنِ الّذي أَصَابَ لُغَةَ الأُمَّةِ في تَلْكَ الفَتْرَةِ، وكَانَ أَوْلُ هذه العُلُومِ وأَعْلاها عِلْمَ التَّفْسِيْرِ.
ثَانِيًا: يَرَى البَاحِثُ أَنَّ العَلاقَةَ بَيْنَ التَّفْسِيْرِ وتَوْجِيْهِ آياتِ القُرآنِ تَوْجِيْهًا نَحْوِيًا لا يُمْكِنُ فَصْلُها، فتَوْجِيْهُ هذه الآيَاتِ يُعَدُّ جُزْءًا مِن تَفْسِيْرِها، وكَانَ لا بُدَّ للمُعْرِبِ أَنْ يَسْتَعِيْنَ بِالمُفَسِّرِ للوُصُولِ إِلى إِعْرَابٍ صَحِيْحٍ، كَما أَنّهُ لا بُدَّ للمُفَسِّرِ أَنْ يَسْتَعِيْنَ بِإِعْرَابِ النَّحْوِيِّ لِيَصِلَ إِلى مَعْنىً صَحِيْحٍ، فالعَلاقَةُ بَيْنَهُما تَبَادُلِيّةٌ.
ثَالِثًا: يرَى البَاحِثُ أَنَّهُ مِن الصَّعْبِ فَصْلُ عِلْمِ النَّحْوِ عَنْ عِلْمِ التَّفْسِيْرِ في الكُتُبِ الّتي تَنَاوَلَت تَوْجِيْهَ آيَاتِ القُرآنِ الكَرِيْمِ تَوْجِيْهًا نَحْوِيًّا، فهي كُتُبٌ تَفْسِيْرِيَّةٌ، لكنَّها تَمَيَّزَت بِأَنَّها تَنَاوَلَت الآيَاتِ مِنْ جَانِبٍ لُغَوِيٍّ.
رَابِعًا: تَأثَّرَت تَوجِيْهاتُ النُّحَاةِ بِجَمِيْعِ أَشْكَالِ التَّفْسِيْرِ بِالمَأثُور، فقد وَرَدَ تَأثُّرُهُم بالقُرآنِ الكَرِيْمِ، والسّنّةِ النّبَوِيَّةِ، وبِأَقْوَالِ الصّحَابَة، ِ والتّابعِيْن، ولَمْ يَقْتَصِر تَأثُّرُهُم عَلَى شَكْلٍ وَاحِدٍ مِنْها.
خَامِسًا: مِن مَظَاهِرِ تَأثُّرِ النُّحَاةِ بأَهْلِ التَّفْسِيْرِ بِالمَأثُورِ أَنَّهم كَانُوا في كَثِيْرٍ مِن المَوْاضِعِ يِأخُذُونَ بِتأِويلِ أَهْلِ التَّفْسِيْرِ لَفْظِيًّا، فلَمْ يَكُنْ تقْدِيْرُهم وتأويلهم للآيات يَخْتَلِفُ عَن كَلامِ أَهْلِ التَّفْسِيْرِ بِالمَأثُورِ، وفي مَوَاضِعَ أُخْرَى كَانُوا يَتَأثّرُونَ بِمَعْنى كَلامِهِم.
سَادِسًا: وَجَدْتُ أَنَّ التَّوْجِيْهَاتِ النَّحْوِيَّةَ الّتي تَلَقَّفَها النُّحَاةُ، وقَبِلُوها كَانَتْ تَسْتَنِدُ إِلى آَرَاءِ المُفَسِّرِيْنَ، ورَأَيْتُ أَنَّ التَّوْجِيْهَاتِ النَّحْوِيَّةَ الّتي لم يُؤخذ بها، وآثَرُوا عَلَيْها غَيْرها لَمْ يَكُن يُقَابِلُها أَيُّ رَأْيٍ للمَفَسِّرِيْنَ.
سَابِعًا: رأَيْتُ أَنَّ بَعْضَ النُّحَاةِ كَانَ يُحَاوِلُ الخُرُوجَ عَنْ مَا يَذْكُرُه أَهْلُ التَّفْسِيْرِ وجُمْهُورُ النُّحاةِ مُتَمَسِّكًَا بِالقَاعِدَةِ النَّحْوِيَّةِ، فَإِذا جَاءَ بِرَأْيٍ جَدِيْدٍ قَامَ عَلَيْهِ النُّحَاةُ، ورَدُّوا رَأْيَهُ مُسْتَندينَ إِلى القَاعِدَةِ أو المَعْنى.
ثَامِنًا: تَبَيَّنَ للبَاحِثِ أَنَّ تَعَدُّدَ الآرَاءِ النَّحْوِيّة مُرْتَبِطٌ بِتَعَدُّدِ آرَاءِ أَهْلِ التَّفْسِيْرِ بِالمَأثُورِ مِن المُفَسِّرِيْنَ، فالاخْتِلافُ بَيْنَ النُّحَاةِ عِنْدَ التَّوْجِيْهِ يَعُودُ إِلى كَثْرَةِ الآرَاءِ عِنْدَ المُفَسِّرِيْنَ، وهذا من الأُمُور البَدَهِيَّةِ، فالنَّحْويُّ يَنْطَلِقُ في إِعْرَابِهِ مِن المَعْنى، وهو يَأخُذُ المُعْنى مِن المُفَسِّرِيْنَ، فَإذا اخْتَلَفُوا في التَّفْسِيْرِ اخْتَلَفُوا في الإِعْرَابِ.
المصدر: مجلة إسلامية المعرفة ( http://www.eiiit.org/resources/eiiit.asp)(/)
تلخيص شرح الشيخ/ مساعد الطيار على مقدمة الإمام الطبري
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[02 Aug 2009, 12:32 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
فأضع بين أيديكم -مشايخي وإخواني - تلخيصا للدروس التي ألقاها فضيلة شيخنا الدكتور/ مساعد بن سليمان الطيار في تعليقه على مقدمة الإمام الطبري
وكانت هذه الدروس ضمن الدورة العلمية التي أقيمت في المدينة المنورة بمسجد البلوي بداية صيف هذا العام
وقد تميز شرح الشيخ بعرضه آراء الإمام وشرحها شرحا وافيا , وبيان المنهجية التي سار عليها الإمام الطبري في اختياره لأقواله.
كما تميز الشرح بتصحيحه لبعض المفاهيم التي فهمها بعض الباحثين فهما خاطئا من خلال قراءتهم أو نقدهم لابن جرير رحمه الله.
ومن المسائل التي عرضها الطبري في المقدمة وحظيت بتعليق الشيخ حفظه الله:
- تاريخ إملاء تفسير الطبري.
- منهجية ابن جرير في تفسيره.
- نزول القرآن بلغات العرب وأساليبهم.
- المعرب وهل هو موجود في القرآن.
- الأحرف السبعة ورأي الطبري.
- الوجوه التي يفسر بها القرآن.
- من ورد عنهم من السلف تفسير كلام الله, ومن ورد عنهم الإحجام عن ذلك.
- ذم التفسير بالرأي المذموم.
- مدح التفسير بالرأي الموافق لأصول التفسير ووجوه تأويله.
إلى غير تلك المسائل والفوائد.
وقد قمت بكتابة هذا التلخيص في ملف ( word) حرصا على تنسيقه بشكل مناسب وسهولة الاستفادة منه والاحتفاظ به
وتجدون الملف في المرفقات
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[02 Aug 2009, 03:40 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا عبد الرحمن على هذا المجهود ..
ـ[محب القراءات]ــــــــ[03 Aug 2009, 02:21 ص]ـ
أحسنت يا أبا عبد الرحمن , بارك الله فيك ووفقك لكل خير , وجعل هذا الجهد في ميزان حسناتك , وزادنا وإياك علما نافعا.
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[03 Aug 2009, 10:38 ص]ـ
جزاك الله خيراً ونفع بك.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[03 Aug 2009, 01:33 م]ـ
بارك الله فيك أبا عبد الرحمن على هذه الجهود الطيبة والتلخيص الموفق.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[03 Aug 2009, 03:13 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
دوماً يا أبا عبد الرحمن تتحفنا بالمفيد الطيب المبارك؛ فبارك الله لك في علمك ووقتك وجهد ومالك وذريتك.
محبك
ـ[أم أسماء]ــــــــ[04 Aug 2009, 04:32 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ورزقنا وإياكم علماً نافعاً وعملاً صالحاً ....
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[05 Aug 2009, 05:34 ص]ـ
بارك الله فيك، وشكر سعيك على هذا التلخيص الموفق، ولا حرمني الله وإياك الأجر.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[05 Aug 2009, 09:59 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل على هذا التلخيص القيم والحمد لله أننا لم نُحرم من هذه المحاضرات للدكتور الفاضل مساعد الطيار بارك الله فيه وزاده علماً.
أسأل الله تعالى أن يجعل هذا التلخيص في ميزان حسناتكما.
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[05 Aug 2009, 12:40 م]ـ
جزاكم الله خيرا وجزى الله شيخنا خير الجزاء
وهذه بعض الفوائد و الشذرات من تعليق الشيخ أحببت أن أتحفكم بها:
--قاعدة: كل أسلوب عربي مستخدم في القرآن لا يلزم أن يكون مطردا في جميع الأمثلة التي يحكى بها.
--اقتراح: دراسة أساليب العرب التي تكلم بها القرآن من خلال تفسير الطبري.
--قاعدة ذكرها الطبري في احتجاجه على أن ورود الكلمة في لغة لا ينفي كونها متوافقة معها في لغة أخرى, ولا يلزم من وجودها في لغة عدم وجودها في لغة أخرى
وهي قوله: (إِنَّمَا يَكُونُ الإِثْبَاتُ دَلِيلاً عَلَى النَّفْيِ فِيمَا لاَ يَجُوزُ اجْتِمَاعُهُ مِنَ الْمَعَانِي) ويقصد بها المتضادات فلا يمكن أن يكون فلان قائما وقاعدا, وعليه فيمكن أن تكون اللفظة فارسية عربية أو حبشية عربية
--معنى قول القائل: (في القرآن من كل لسان) إن كان مراده ما من لسان من ألسن الناس إلا هو موجود في القرآن فهذا محال, أو أن فيه ألفاظا بلغة أعجمية لم تتوافق مع العربية فهذا أيضا غير صحيح, أما إن كان يقصد الإشارة إلى كثرة ما ورد من الألفاظ التي توافقت فيها اللغات فهذا صحيح.
--رأي الطبري في الأحرف السبعة باختصار:
1.أن القرآن نزل بلغة العرب.
2.أن المراد بالأحرف (الترادف) اختلاف اللفظ واتفاق المعنى مثل (زقية) (وصيحة).
3.أن وجوه القراءات المختلفة من خطاب وغيبة وإفراد وجمع لا علاقة لها بالأحرف عند الطبري.
4.أن الأمة تركت ستة أحرف بناء على حديث عثمان وحذيفة وقرأت بحرف واحد
مما سبق: نلاحظ أن اختلاف القراءات التي بين يدينا لماكانت بمعزل عن رأي الطبري في الأحرف السبعة لم يكن عنده إشكال في أن يسير رأيه على وتيرة واحدة وهذا مهم جدا في فهم كلام الطبري إذ إن بعض المعاصرين ممن أخذ بقول الطبري لم ينتبه إلى هذا التناسق الذي سار عليه الإمام كي يصل إلى أن القرآن الذي بين يدينا على حرف واحد وأن القراءات بمعزل عن الحرف.
--يمكن أن نقسم مصادر البيان التي يُحتاج لها في التفسير كما ذكرها الطبري إلى ثلاثة:
1.ما يكون بيانه راجعا إلى الله تعالى.
2.ما يكون بيانه راجعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
3.ما يكون بيانه راجعا إلى لغة العرب وهو أوسع هذه المصادر, وهذا النوع منه ما لا يحصل فيه اختلاف وقد أشار إليه ومثَّل له بمثل قوله: (لا تفسدوا في الأرض).
ومنه ما يقع فيه الاختلاف و يحصل فيه الاجتهاد لكن المرجع في الاختلاف هو لغة العرب ..
أسأل الله لي ولكم التوفيق في الدنيا والآخرة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يزيد العمار]ــــــــ[05 Aug 2009, 04:51 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ورزقنا وإياكم علماً نافعاً وعملاً صالحاً ....
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[06 Aug 2009, 03:02 م]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
إعجاز الترتيب القرآني في العدد 39
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[02 Aug 2009, 10:53 ص]ـ
من روائع الترتيب القرآني
إعجاز العدد 39
العدد 39 عدد من مضاعفات الرقم 13 أحد المحاور الرئيسة في الترتيب القرآني. وبذلك يمكن اتخاذه محورا لقياس أعداد الآيات في سور القرآن، شأنه شأن العددين 13 و 26.
ومن اللافت للانتباه أن العدد 39 هو من بين الأعداد غير المستخدمة في القرآن للدلالة على أعداد الآيات في سوره. (أي لا توجد في القرآن سورة عدد آياتها 39)، وحينما استخدم للدلالة على الترتيب في سور القرآن، خُصّص لسورة الزمر المؤلفة من 75 آية، حيث نُلاحظ الإشارة الصريحة إلى عدد سور القرآن في مجموع العددين الدالين على موقع السورة وعدد آياتها (39 + 75 = 114).
بعد هذا التوضيح تعالوا نتأمل قسمة سور القرآن إلى نصفين 57 سورة طويلة + 57 سورة قصيرة باعتبار أعداد آياتها، متخذين من العدد 39 محورا للقياس:
الإحصاء:
1 - عدد سور القرآن التي يزيد عدد الآيات في كل منها على 39 آية 57 سورة. مجموع آياتها 5269، ومجموع أرقام ترتيبها 1967. وبذلك يكون مجموع العددين الدالين على عدد آياتها، ومواقع ترتيبها هو: 7236.
2 - عدد سور القرآن التي يقل عدد الآيات في كل منها عن 39 آية 57 سورة. مجموع آياتها 967، ومجموع أرقام ترتيبها 4588. وبذلك يكون مجموع العددين الدالين على عدد آياتها ومواقع ترتيبها هو: 5555.
نتائج الإحصاء:
- العدد 7236، مجموع آيات وتراتيب السور الطويلة، هو عبارة عن العدد 6236 الذي هو عدد آيات القرآن + 1000.
- العدد 5555، مجموع آيات وتراتيب السور القصيرة، هو عبارة عن العدد 6555 الذي هو مجموع أرقام ترتيب سور القرآن - 1000.
- مجموع أعداد الآيات في السور القصيرة هو 967، ونلاحظ أن مجموع أرقام ترتيب السور الطويلة هو 967 + 1000.
قسمة سور المجموعتين بين نصفي القرآن:
ومن روائع الترتيب القرآني هنا ما نلاحظه في قسمة سور المجموعتين بين نصفي القرآن:
فالسور الـ 57 الطويلة جاءت: 48 في النصف الأول، و 9 في النصف الثاني.
والسور القصيرة: 9 في النصف الأول، و 48 في النصف الثاني.
ونُلاحظ هنا أن الفرق بين العددين (48 و 9) هو 39 وهو محور القياس.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[02 Aug 2009, 12:14 م]ـ
من روائع الترتيب القرآني
إعجاز العدد 39
العدد 39 عدد من مضاعفات الرقم 13 أحد المحاور الرئيسة في الترتيب القرآني. وبذلك يمكن اتخاذه محورا لقياس أعداد الآيات في سور القرآن، شأنه شأن العددين 13 و 26.
.
أستاذ/ عبد الله:
المحاور الرئيسية في الترتيب القرآني , من الذي يحددها وعلى أي شيء يستند في التمييز بين الرئيسي وغيره؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[03 Aug 2009, 12:43 م]ـ
أستاذ/ عبد الله:
المحاور الرئيسية في الترتيب القرآني , من الذي يحددها وعلى أي شيء يستند في التمييز بين الرئيسي وغيره؟
الأخ الكريم:
قبل الإجابة على سؤالك أؤكد للجميع أن ما ذكرته في مشاركتي السابقة – وكل مشاركة أخرى -هو حقيقة ثابتة موجودة في المصحف لا شك فيها، وليس من الصعب –لمن يشاء – أن يتأكد من صحة الإحصاءات التي أوردتها. أما إنكارها أو رفضها فلن يغير من الحقيقة شيئا. علما أن في ترتيب القرآن ما يعزز تلك الإحصاءات ويزيدها قوة ويبتعد بها عن المصادفة.
فأما عن سؤالك:
فالحقائق والعلاقات الرياضية بين سور القرآن وآياته هي من تحدد المحاور الرئيسية في الترتيب القرآني. وبعيدا عن التفاصيل ظهر لدي أن:
1 - العدد 114 وهو عدد سور القرآن الكريم هو أساس العلاقات الرياضية بين سور القرآن وآياته. بعبارة أكثر وضوحا: لقد رتبت سور القرآن وآياته وفق العلاقات الطبيعية المجردة في العدد 114. وهذا دليل قاطع على أن القرآن هو كتاب الله الكريم المنزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ..
2 - العدد 114 يساوي 19 × 6.
حاصل طرح العددين هو 13 (19 – 6 = 13).
حاصل طرح العددين 13 و 6 هو 7 (13 – 6 = 7).
هذا يعني أن العدد 19 يساوي 13 + 6.
وأن العدد 13 يساوي 7 + 6.
وهكذا تظهر لدينا أربعة أعداد هي المحاور الرئيسة في الترتيب القرآني وهي: 19 و 13 و 6 و 7.
ما الدليل على ذلك؟:
(يُتْبَعُ)
(/)
أن العلاقات الرياضية بين سور القرآن وآياته جاءت وفق هذه الأعداد.
3 - حرص القرآن على الإشارة إلى هذه الحقيقة في أول آية وآخر آية، وفي أول سورة وآخر سورة. فالآية الأولى (البسملة) جاءت مؤلفة من 19 حرفا، وآخر آية (من الجنة والناس) جاءت مؤلفة من 13 حرفا.
وأول سورة (الفاتحة) جاءت مؤلفة من 7 آيات وآخر آية (من الجنة والناس) جاءت مؤلفة من 6 آيات. (نلاحظ المحاور الأربعة 19 و 13 و 7 و 6).
4 - حينما ندرس الأعداد المستخدمة في القرآن أعدادا للآيات في جميع سوره نجد أنها تمت وفق هذه الأعداد.
5 - وتتأكد لنا هذه الحقائق حينما نقوم بدراسة ترتيب مجموعات من سور القرآن مؤلفة من 13 سورة، حيث نلاحظ قسمتها إلى مجموعتين مؤلفتين من 6 و 7 سور .. وإذا كانت المجموعة مؤلفة من 19 سورة نلاحظ أنها تنقسم إلى مجموعتين مؤلفتين من العددين 13 و 6 (لاحظ مثلا أن مجموع الحروف المقطعة 78 حرفا تساوي 6 × 13، ولاحظ أن آخر آية في ترتيب القرآن هي الآية رقم 6 وعدد حروفها 13) ..
6 - العدد 114 يساوي 19 × 6، وقد أطلقت على هذه المعادلة: معادلة الترتيب الأولى.
ويتألف العدد 114 من مجموعتين من الأعداد هما: 57 عددا زوجيا + 57 عددا فرديا. العدد 57 = 19 × 3. وقد أطلقت على هذه المعادلة معادلة الترتيب الثانية.
ونجد أن ترتيب سور القرآن تم وفق هاتين المعادلتين والأدلة على ذلك كثيرة ..
7 - من هذه الأعداد نستنتج أعدادا أخرى نحو 29 و 31 و 91 و 169 و961 و ...... وسنجد أن الترتيب القرآني قد راعى كل هذه الأعداد في ترتيبه ..
مثلا العدد 29 (وهو عدد سور الفواتح) هو عبارة عن:
(19 – 6) + (19 – 3) أي: 13 + 16 ..
وتتأكد هذه الحقيقة حينما ندرس مجموعات السور المؤلفة كل منها من 29 سورة، حيث نجد أنها تنقسم إلى مجموعتين عددهما 13 و 16 ..
(يعتبر كتابي - النظام العددي في القرآن - 450 صفحة - والذي نبحث عمن يتبنى طباعته إجابة وافية لسؤالك)
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[03 Aug 2009, 01:07 م]ـ
الأخ الكريم:
قبل الإجابة على سؤالك أؤكد للجميع أن ما ذكرته في مشاركتي السابقة – وكل مشاركة أخرى -هو حقيقة ثابتة موجودة في المصحف لا شك فيها، وليس من الصعب –لمن يشاء – أن يتأكد من صحة الإحصاءات التي أوردتها. أما إنكارها أو رفضها فلن يغير من الحقيقة شيئا. علما أن في ترتيب القرآن ما يعزز تلك الإحصاءات ويزيدها قوة ويبتعد بها عن المصادفة.
فأما عن سؤالك:
فالحقائق والعلاقات الرياضية بين سور القرآن وآياته هي من تحدد المحاور الرئيسية في الترتيب القرآني. وبعيدا عن التفاصيل ظهر لدي أن:
1 - العدد 114 وهو عدد سور القرآن الكريم هو أساس العلاقات الرياضية بين سور القرآن وآياته. بعبارة أكثر وضوحا: لقد رتبت سور القرآن وآياته وفق العلاقات الطبيعية المجردة في العدد 114. وهذا دليل قاطع على أن القرآن هو كتاب الله الكريم المنزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ..
2 - العدد 114 يساوي 19 × 6.
حاصل طرح العددين هو 13 (19 – 6 = 13).
حاصل طرح العددين 13 و 6 هو 7 (13 – 6 = 7).
هذا يعني أن العدد 19 يساوي 13 + 6.
وأن العدد 13 يساوي 7 + 6.
وهكذا تظهر لدينا أربعة أعداد هي المحاور الرئيسة في الترتيب القرآني وهي: 19 و 13 و 6 و 7.
ما الدليل على ذلك؟:
أن العلاقات الرياضية بين سور القرآن وآياته جاءت وفق هذه الأعداد.
3 - حرص القرآن على الإشارة إلى هذه الحقيقة في أول آية وآخر آية، وفي أول سورة وآخر سورة. فالآية الأولى (البسملة) جاءت مؤلفة من 19 حرفا، وآخر آية (من الجنة والناس) جاءت مؤلفة من 13 حرفا.
وأول سورة (الفاتحة) جاءت مؤلفة من 7 آيات وآخر آية (من الجنة والناس) جاءت مؤلفة من 6 آيات. (نلاحظ المحاور الأربعة 19 و 13 و 7 و 6).
4 - حينما ندرس الأعداد المستخدمة في القرآن أعدادا للآيات في جميع سوره نجد أنها تمت وفق هذه الأعداد.
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - وتتأكد لنا هذه الحقائق حينما نقوم بدراسة ترتيب مجموعات من سور القرآن مؤلفة من 13 سورة، حيث نلاحظ قسمتها إلى مجموعتين مؤلفتين من 6 و 7 سور .. وإذا كانت المجموعة مؤلفة من 19 سورة نلاحظ أنها تنقسم إلى مجموعتين مؤلفتين من العددين 13 و 6 (لاحظ مثلا أن مجموع الحروف المقطعة 78 حرفا تساوي 6 × 13، ولاحظ أن آخر آية في ترتيب القرآن هي الآية رقم 6 وعدد حروفها 13) ..
6 - العدد 114 يساوي 19 × 6، وقد أطلقت على هذه المعادلة: معادلة الترتيب الأولى.
ويتألف العدد 114 من مجموعتين من الأعداد هما: 57 عددا زوجيا + 57 عددا فرديا. العدد 57 = 19 × 3. وقد أطلقت على هذه المعادلة معادلة الترتيب الثانية.
ونجد أن ترتيب سور القرآن تم وفق هاتين المعادلتين والأدلة على ذلك كثيرة ..
7 - من هذه الأعداد نستنتج أعدادا أخرى نحو 29 و 31 و 91 و 169 و961 و ...... وسنجد أن الترتيب القرآني قد راعى كل هذه الأعداد في ترتيبه ..
مثلا العدد 29 (وهو عدد سور الفواتح) هو عبارة عن:
(19 – 6) + (19 – 3) أي: 13 + 16 ..
وتتأكد هذه الحقيقة حينما ندرس مجموعات السور المؤلفة كل منها من 29 سورة، حيث نجد أنها تنقسم إلى مجموعتين عددهما 13 و 16 ..
(يعتبر كتابي - النظام العددي في القرآن - 450 صفحة - والذي نبحث عمن يتبنى طباعته إجابة وافية لسؤالك)
أستاذنا الكريم:
لقد حسبت الأمر في تحديد المحاور الرئيسة أمراً رياضياً بحتاً لا صلة له بالقرآن , امَّا وقد تفضلتم بالشرح فمادامت هذه العلاقات والمحاور تنبني على مسائل الخلاف الثابت بالقطعيات الشرعية مثل (ترتيب السور - البسملة - أعداد الآيات - أعداد الكلمات - أعداد الحروف - ... الخ) فهي حينئذ محاور وعلاقات رياضية ظنيةُ الثبوت في أحسن أحوالها , لأنَّ مبانيها ومآخذها الرئيسةَ ليست محل إجماع ولا اتفاق وما دام الأصل كذلك فالفرعُ أولى بهذا الخلاف , وعليه:
سيبقى الإعجاز العددي يحتمل وجها واحداً من عدة أوجة متواترة ثبت بها القرآنُ , وسيبقى باب الطعن من قِبَل أصحاب الأهواء والمآرب في كلام الله مشرعاً من الجهة التي ينَصَّبُ فيها إعجاز العدد , وسيحرَجُ المتخصصون أمام سيول الأسئلة والاستفسارات التي تتفتَّقُ عنها أذهان غير المسلمين أو غير المُسَلِّمين بحمابة القرآن من الزيادة والنقص أو حتى كل من له أبسط إلمام بعلوم القرآن يوحي إليه أن كل مباني الإعجاز العددي ومآخذه ليست محل اتفاق وأن هذا الإعجاز المزعوم لا يثبت إلا بوجه واحد من كثير من الأوجه تواتر بها كلام الله وليس لأحدها مزيةٌ في الثبوت عن بقية الأوجه غير كثرة التداول والاشتهار ..
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[05 Aug 2009, 11:32 ص]ـ
...
قلت في المشاركة السابقة ان العدد 114 العدد الذي اختاره الله عددا لسور كتابه الكريم يتألف من 57 عددا فرديا + 57 عددا زوجيا ..
وبذلك فمن الطبيعي ان يكون عدد سور القرآن فردية الترتيب 57 وعدد السور زوجية الترتيب 57 ..
الإعجاز في الترتيب القرآني - في هذه الناحية - ان عدد السور الطويلة هو 57 وعدد السور القصيرة 57 أيضا - على النحو الذي اوضحناه - ..
ويجب التنبه ان السور ال 57 الطويلة ليست السور ال 57 فردية الترتيب أو زوجية الترتيب ..
ومن الإعجاز أيضا أن عدد السور المتجانسة هو أيضا 57 وعدد السور غير المتجانسة هو 57 أيضا - وقد سبق توضيح ذلك في مشاركة سابقة - ..
هذا يعني أن سور القرآن البالغة 114 سورة:
باعتبار الترتيب: 57 و 57
باعتبار الطول والقصر 57 و 57
باعتبار التجانس 57 و 57
(هذا هو الإطار العام وبعد ذلك تأتي التفاصيل الكثيرة)
التماثل هو في العدد وليس في السور، فكل مجموعة مختلفة عن الأخرى ..
كيف نفسر هذا الترتيب؟
إن أبسط نتيجة تترتب على هذه الحقيقة أن من المستحيل أن يكون عدد سور القرآن 113 سورة، وأن ما قيل عن اعتبار الأنفال وبراءة سورة واحدة - لدى البعض - في أحسن أحواله اجتهاد خاطيء.
وبما أن جميع الروايات تعتمد العدد 114 عددا لسور القرآن فمن الخطأ أن بعض المشايخ ما زال يصر على اجترار قول من قال أن عدد سور القرآن 113 في مواجهته للإعجاز العددي .. بل يجب حذف هذه العبارة من كتبنا ..
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[05 Aug 2009, 12:14 م]ـ
...
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت في المشاركة السابقة ان العدد 114 العدد الذي اختاره الله عددا لسور كتابه الكريم يتألف من 57 عددا فرديا + 57 عددا زوجيا ..
وبذلك فمن الطبيعي ان يكون عدد سور القرآن فردية الترتيب 57 وعدد السور زوجية الترتيب 57 ..
الإعجاز في الترتيب القرآني - في هذه الناحية - ان عدد السور الطويلة هو 57 وعدد السور القصيرة 57 أيضا - على النحو الذي اوضحناه - ..
ويجب التنبه ان السور ال 57 الطويلة ليست السور ال 57 فردية الترتيب أو زوجية الترتيب ..
ومن الإعجاز أيضا أن عدد السور المتجانسة هو أيضا 57 وعدد السور غير المتجانسة هو 57 أيضا - وقد سبق توضيح ذلك في مشاركة سابقة - ..
هذا يعني أن سور القرآن البالغة 114 سورة:
باعتبار الترتيب: 57 و 57
باعتبار الطول والقصر 57 و 57
باعتبار التجانس 57 و 57
(هذا هو الإطار العام وبعد ذلك تأتي التفاصيل الكثيرة)
التماثل هو في العدد وليس في السور، فكل مجموعة مختلفة عن الأخرى ..
كيف نفسر هذا الترتيب؟
إن أبسط نتيجة تترتب على هذه الحقيقة أن من المستحيل أن يكون عدد سور القرآن 113 سورة، وأن ما قيل عن اعتبار الأنفال وبراءة سورة واحدة - لدى البعض - في أحسن أحواله اجتهاد خاطيء.
وبما أن جميع الروايات تعتمد العدد 114 عددا لسور القرآن فمن الخطأ أن بعض المشايخ ما زال يصر على اجترار قول من قال أن عدد سور القرآن 113 في مواجهته للإعجاز العددي .. بل يجب حذف هذه العبارة من كتبنا ..
يا أستاذنا وشيخنا الكريم: عبد الله جلغوم وفقك الله وكفاك
أرجو أن لا يدفعك الحماسُ العددي والتوقد الرياضي إلى النيل من جناب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين أنزل فيهم ومعهم وعليهم كتاب الله.
وهذه المسألة مما عدهُ بعض الجهابذة من السلف من المشكل , وانت تدعو لحسم هذا الخلاف وتناسي الإشكال بعملية أو لعملية حسابية , وإن كان الراجح والذي عليه الكثير أنهما سورتان , بمرجحات منثورة في بطون كتب علوم القرآن والحديث النبوي.
فأولاء الأخيارُ رضي الله عنهم هم أول من وقع بينهم الخلافُ في الاعتداد بالأنفال وبراءة سورتين أو سورة واحدة , والدعوة لحذف قولهم وانتقاص متابعهم عليه دعوة للتمرد على شرف الصحبة وتعظيم السَّبق إلى الإسلام مقابل انتصار عمليات الحساب التي ظهرت بعد كثير من علامات الساعة وجهِلَها أكثر هذه الأمة وخيارها.
ولا ينبغي وصفُ متابعيهم بأخص صفات (البعير) لتقول إن بعض المشايخ لا يزالُ يصر على اجترار هذا القول.
والوجوبُ عندنا في الإسلام حكمٌ شرعيٌّ له وسائل بنائه المنضبطةُ في الأصول, والتي لم يكن ولن يكونَ الحسابُ أحدها مادامت السماوات والأرضُ , فما هو الموجبُ عندك لحذف هذا القول من الكتب غير مخافة تعكير ضربك الأخماس بالأعشار؟
ومن الجميل جدا ذكرك اتفاق الروايات على عدد سور القرآن , وهذا مسلكٌ جميلٌ لو كان في كل العمليات العددية التي تتفضلُ بها بين آن وآخر.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[05 Aug 2009, 05:52 م]ـ
محمود الشنقيطي;84151] يا أستاذنا وشيخنا الكريم: عبد الله جلغوم وفقك الله وكفاك
, فما هو الموجبُ عندك لحذف هذا القول من الكتب غير مخافة تعكير ضربك الأخماس بالأعشار؟
يا أيها الكريم
كن مرة عادلا. أنا لا أضرب أخماسا في أعشار، ومشاركتي السابقة هي مجرد عملية إحصاء لسور القرآن وفق اعتبارات مختلفة،خالية من الضرب والقسمة والطرح، وليس فيها أدنى خطا أو مخالفة للقرآن أو لما اجمعت عليه الأمة ..
نسأل الله السداد في القول والعمل، لنا ولك.(/)
الجمعية العلمية للقرآن الكريم تفتتح فرعا لها في جامعة الملك عبدالعزيز
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[02 Aug 2009, 06:25 م]ـ
استقبل مدير جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور أسامة بن صادق طيب اليوم رئيس الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه الدكتور محمد سريع السريع.
وقد قام الدكتور محمد السريع بتقديم العضوية الشرفية للجمعية لمدير الجامعة والذي أكد سعادته البالغة بشرف حمل عضوية جمعية علمية تعنى بدراسة القرآن الكريم وعلومه.
وأبدى الدكتور طيب ترحيبه التام بافتتاح فرع للجمعية في رحاب جامعة الملك عبدالعزيز بإدارة الدكتور عادل أبو العلا، مؤكدا أن الجامعة ستسخر كافة إمكانياتها لدعم الجمعية من خلال مكتبها بالجامعة وذلك من خلال اهتمام الجامعة وعنايتها بخدمة ودعم ونشر الأبحاث التي تعنى بدراسة القرآن الكريم والسنة النبوية والاقتصاد الإسلامي داخل المملكة وخارجها من خلال الكراسي العلمية للدراسات الإسلامية ومن خلال جهود الجامعة لإنشاء مركز الاقتصاد الإسلامي باسبانيا بالتعاون مع جامعة إدارة الأعمال الاسبانية.
المصدر ( http://www.spa.gov.sa/cdetails.php?id=689441&catid=3)(/)
إشكال في ترجمة صفحة من القرآن الكريم في موقع مجمع الملك فهد؟
ـ[السندبااد]ــــــــ[05 Aug 2009, 02:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أثناء تصفح الترجمة الفرنسية للقرآن الكريم من موقع مجمع الملك فهد للمصحف الشريف
وجدت إقحام ترجمات لا علاقة لها بالنص القرآني
وذلك بين الآيتين 39 و 40 من سورة النحل صفحة 271 ( http://www.qurancomplex.org/Quran/Targama/Targama.asp?l=arb&t=frn&nSora=16&nAya=35)
أيضاً هنالك نقص في ترجمة الآية 39 من سورة النحل
الصفحة 271 تحتاج لمراجعة
... ***
حاولت مراسلة الإخوة عن طريق موقعهم لكن كانت دوماً تخرج لي الرسالة التالية:
Microsoft VBScript runtime error '800a01ad'
ActiveX component can't create object: 'EasyMail.SMTP.5'
/SendMail.asp, line 28
فأرجو من الإخوة أن يفيدونا حول ذلك
ونتمنى لو يتبرع أحد الإخوة بمراسلة الإخوة في الموقع لتوضيح سبب المشكلة وتداركها
وجزاكم الله خيراً
في الرابط التالي شرح فلاشي للمشكلة:
اضغط هنا لو تكرمت ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=69746&d=1249410668)
أيضاً نفس الإشكال موجود في الصفحة 419 ( http://www.qurancomplex.org/Quran/Targama/Targama.asp?L=arb&Page=419) من الترجمة الفرنسية
نتمنى تدارك الأمر عن طريق التواصل معهم بأي وسيلة
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[05 Aug 2009, 03:05 م]ـ
أخي الفاضل
أشكر لك حرصك على خدمة القرآن
وبإمكانك مراسلتهم بعد التأكد على الخطأ الوارد على الرابط التالي
http://www.qurancomplex.org/contact.asp?l=arb¬Menu=true
14/8/1430 هـ
ـ[السندبااد]ــــــــ[05 Aug 2009, 04:01 م]ـ
أخي الفاضل
أشكر لك حرصك على خدمة القرآن
وبإمكانك مراسلتهم بعد التأكد على الخطأ الوارد على الرابط التالي
http://www.qurancomplex.org/contact.asp?l=arb¬Menu=true
14/8/1430 هـ
بارك الله فيك أخي الكريم
لكن أنا لا أستطيع مراسلتهم وقد حاولت مراراً ولكن كانت تخرج لي الرسالة التالية:
Microsoft VBScript runtime error '800a01ad'
ActiveX component can't create object: 'EasyMail.SMTP.5'
/SendMail.asp, line 28
ليتك تتكرم أنت بمراسلتهم أو أي أخ آخر
ولكم الأجر إن شاء الله
ـ[السندبااد]ــــــــ[07 Aug 2009, 01:43 ص]ـ
السلام عليكم
نفس المشكلة في الصفحة 588
ولا يوجد أي مشكلة في الصفحات الأخرى من الترجمة الفرنسية.
فهل من مجيب؟!
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Aug 2009, 08:01 م]ـ
بارك الله فيكم أخي السندباد على عنايتك بهذا الأمر، وليتك تتكرم بمراسلة الأخ الكريم الدكتور وليد بن بليهش العمري المسئول عن موضوع الترجمات بمجمع الملك فهد على بريده هذا journal@qurancomplex.org ليكون التفاهم حول هذه المسألة معه مباشرة، وستجد ما يسرك بإذن الله. فقد يسألك عن أمور دقيقة في الترجمة لا نفقهها.
تقبل الله منكم ووفقكم لكل خير.
ـ[السندبااد]ــــــــ[11 Aug 2009, 03:55 م]ـ
بارك الله فيكم أخي السندباد على عنايتك بهذا الأمر، وليتك تتكرم بمراسلة الأخ الكريم الدكتور وليد بن بليهش العمري المسئول عن موضوع الترجمات بمجمع الملك فهد على بريده هذا journal@qurancomplex.org ليكون التفاهم حول هذه المسألة معه مباشرة، وستجد ما يسرك بإذن الله. فقد يسألك عن أمور دقيقة في الترجمة لا نفقهها.
تقبل الله منكم ووفقكم لكل خير.
جزاك الله خيراً أستاذنا الفاضل
1 - مضى ثلاثة أيام على مراسلة الدكتور وليد العمري ولم أتلق أي ردٍ ولم أجد أي تعديل!!
2 - ذهبت إلى معرض دمشق الدولي للكتاب وزرت جناح المجمع وكلمت الإخوة هنالك حول المشكلة وتقبلوا الأمر بصدرٍ رحب، وأوضحوا لي بأن هذا الموقع يشكل المرجعية الأولى للقرآن الكريم على النت، وهم حريصون جداً على إصلاح أي خطأ, وأعطيتهم رقم هاتفي وعنوان بريدي من أجل التواصل وأخذ رقم الصفحات التي تحتاج لمراجعة واتفقوا معي على أن يتصلوا بي في اليوم التالي وها نحن في اليوم الرابع!!
3 - يوم السبت ليلاً اتصلت من سورية هاتفياً بالمجمع على هذا الرقم: 009664815600
ولا أخفيك أستاذنا الفاضل وجدت استهتاراً من الإخوة وشعرت وكأني أتصل باستعلامات مشفى أو رجال الإطفاء الذين لا يعرفون كيف يريدون أن تنتهي المكالمة.
ولم أجد فائدة تذكر من هذا الاتصال.
4 - أكثر من خمسة مرات أضفت المشكلة في سجل الزوار التابع لموقع المجمع دون فائدة.
والحمد لله رب العالمين ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Aug 2009, 07:32 م]ـ
لا بأس أخي الكريم وفقك الله، ولعلنا نلتمس العذر لهم.
سأتصل بهم بطريقتي وأفيدك بالنتيجة بإذن الله، شاكراً ومقدراً لكل جهودك جعلها الله في موازين أعمالك، وتقبل منك.
ـ[السندبااد]ــــــــ[20 Aug 2009, 04:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله اليوم تصفحت الموقع فوجدت أنهم قد قاموا بإصلاح الصفحات
فجزاكم الله خيراً وبارك لكم وبكم في شهر رمضان المبارك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Aug 2009, 02:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله اليوم تصفحت الموقع فوجدت أنهم قد قاموا بإصلاح الصفحات
فجزاكم الله خيراً وبارك لكم وبكم في شهر رمضان المبارك
الحمد لله، وهذا هو الظن بالإخوان في المجمع جزاهم الله خيراً.(/)
أحتاج توضيح لمسألة في كتاب د/مساعد الطيار
ـ[رائد الذروي]ــــــــ[06 Aug 2009, 04:29 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم ونفع بكم أيه الإخوة
ذكر د/مساعد الطيار في كتابه فصول في أصول التفسير في القواعد الترجيحية
قوله (ثم إن المثال قد تتنازعه قاعدتان ويصلح أن يكون مثالا لهما)
قوله (وقد يترجح قول بإعمال قاعدة ويترجح آخر بإعمال قاعدة أخرى)
أحتاج مزيد إيضاح مع ذكر أمثلة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Aug 2009, 01:02 م]ـ
ليتك تتكرم بمراجعة كتاب (قواعد الترجيح عند المفسرين) للدكتور حسين الحربي ففيه ما طلبتَ مع الأمثلة. وهو متوفر على الانترنت.
ولعل الدكتور مساعد يتكرم بالتعقيب كذلك.
ـ[رائد الذروي]ــــــــ[24 Aug 2009, 02:59 ص]ـ
د/ عبد الرحمن أشكرك على افادتك الجيدة
وأرجو تعقيب شيخنا مساعد(/)
سؤال لأهل التفسير والأصول
ـ[الجكني]ــــــــ[06 Aug 2009, 07:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سؤال لأهل التفسير والأصول
يقوم كاتب هذه الحروف يتحقيق " مجلس إملاء " للإمام أبي الحسين نصر بن عبد العزيز الفارسي المقرئ (صاحب كتاب الجامع؛ أحد أصول النشر) ـ وهذا الإملاء جاء فيه هذا الحديث:
..... عن المنهال بن خليفة عن سلمة بن تمام عن إبراهيم قال: جاءت إلى عمر رضي الله عنه امرأة فقالت: إن لي عبد - كذا - قد رضيت دينه وأمانته، وأريد أن أتزوج به، فقال لها عمر: ليس لك ذلك.
قالت: ولِم؟ أليس الله عز وجل يقول " إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم " الآية؟
قال عمر رضي الله عنه: ويحك إنما هو للرجال دون النساء.
قالت: والله لا أدع تزويجه حتى تقرأ علي بها آية من كتاب الله أنها للرجال دون النساء.
فقال عمر رضي الله عنه: والله لئن فعلت لأجلدنك حداَ.
فكفّت حين رأت الجد منه. اهـ
السؤال:
هل تعرض أحد المفسرين أو الأصوليين لمناقشة كلام هذه المرأة؟
وهل هذا المجلس حقق من قبل أم لا؟
والله من وراء القصد.
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[12 Aug 2009, 01:14 ص]ـ
تفسير هذا الخبر مبني على ثبوته، وقد أثبتم سنده مشكورين، وفي بعض رجاله كلام لأهل الجرح والتعديل،
فالمنهال بن خليفة، من رواة السنن، وقد قال فيه النسائي: ليس بالقوي، وقال البخاري فيه نظر، وقال مرة حديثه منكر،
وسلمة ابن تمام كوفي معاصر للأعمش، قال فيه أحمد والنسائي: ليس بالقوي، ووثقه ابن معين.
ذكر ذلك الحافظ الذهبي في ترجمتهما في ميزان الاعتدال.
فظاهر الإسناد يقتضي الضعف، وعدم ثبوت الخبر من جهة الصناعة.
ودمتم بألف خير.(/)
علاقة القرآن بالصوم
ـ[سؤال]ــــــــ[10 Aug 2009, 03:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى:
({شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} البقرة185
هل استنبط أحد من العلماء الحكمة من إنزال القرآن في شهر الصوم؟
وجزاكم الله خيرا
أسأل الله باسمه الأعظم أن تكون هذه الساعة ساعة إجابة ويبارك لي ولكم وسائر المسلمين في شعبان ويبلغنا رمضان
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[10 Aug 2009, 11:47 ص]ـ
الحمد لله على نعمة الإسلام والحمد لله على نعمة القرآن العظيم.
صحيح أني لست من أهل العلم لكني أستشعر من الآية الكريمة عكس ما طرحه السؤال
هل استنبط أحد من العلماء الحكمة من إنزال القرآن في شهر الصوم؟
فمما أستشعره أن الصوم فُرض في هذا الشهر العظيم حتى يكون شكراً لله تعالى على إنزال هذا القرآن فيه وحمداً له سبحانه على هذه النعمة العظيمة وهو هذا القرآن الذي فيه نجاتنا في الدنيا والآخرة، وهل أعظم من هذه العبادة التي قال فيها تعالى "الصوم لي وأنا أجزي به".
عذراً على التطفل على موائد العلماء ولكنه رأي أحببت أن أشارككم به، هذا والله تعالى أعلم.
ـ[سؤال]ــــــــ[24 Aug 2009, 08:05 م]ـ
أختي الفاضلة سمر الأرناؤوط
جزاكم الله الفردوس الأعلى
وتقبل الله مني ومنكم وسائر المسلمين الصيام والقيام
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[25 Aug 2009, 12:28 ص]ـ
إذا صام الجسد عن الطعام تسمو الروح وتكون في أفضل أحوالها لتنتفع بغذاءها وغذاء الروح هو القرآن،ولهذا نجد أن موسى عليه الصلاة والسلام أمر بالصيام أربعين يوما ليكون في أفضل أحواله وهو يناجي ربه.
وكذلك نجد أثر القرآن على خير الخلق يزداد في شهر رمضان حين يدارسه جبريل القرآن فيزداد جودا وكرما:
روى البخاري عن بن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة.
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[27 Aug 2009, 11:09 م]ـ
- العلاقة بين القرآن والصيام والربط بينهما ظاهرة من وجوه:
1 - أن كلا منهما مذكر بالمقصد الأعظم في التشريع وهو الهداية والتقوى؛ ولهذا قال في أول السورة عن القرآن (هدى للمتقين"وقال في أول آيات الصيام عن الصيام) لعلكم تتقون".
- قال ابن عاشور: "إن نزول القرآن لما كان لقصد تنزيه الأمة وهداها ناسب أن يكون ما به تطهير النفوس والتقرب من الحالة الملكية واقعاً فيه" ((التحرير والتنوير)) (2/ 172).
2 - الصيام سبب لارتفاع القلب من الاتصال بالعلائق البشرية إلى الاتصال والتعلق بالعلائق السماوية التي نزل منها القرآن. ففيه اتصال مباشر بجهة نزول القرآن. وبهذا يلتقيان من هذا الوجه. الألوسي بتصرف ((روح المعاني)) (1/ 627).
3 - الصيام سبب لصفاء الفكر ورقة القلب التي هي سبب الانتفاع بالقرآن والاهتداء به. ولهذا قال الله تعالى {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس}
- قال البقاعي: وفي قوله تعالى: (بينات) إعلان بذكر ما يجده الصائم من نور قلبه وانكسار نفسه وتهيئة فكره لفهمه، ليشهد تلك البينات في نفسه، وكونها من الهدى الأعم الأتم الأكمل الشامل لكافة الخلق". ((نظم الدرر)) (2/ 58).
-
في قوله {بينات من الهدى والفرقان} دلالة على كمال الدين من جهة أن في قوله تعالى: (بينات" إشارة إلى أن القرآن فيه كمال شرعهم، وفي قوله تعالى: (الفرقان) " إشارة إلى كمال دينه بالنصر والتمكين، وهذا المعنى في وصف الفرقان مناسب لذكر شهر رمضان الذي هو شهر الصبر والجهاد، وكأن في هذا تعريضاً بانتصارهم فيه في غزوة بدرن ويؤكده أنه سمى غزوة بدر يوم الفرقان.
- قوله تعالى: (وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى) بعد قوله تعالى: (هدى للناس) مناسب من جهة أن فيه إظهاراً ماتضمنه القرآن من الهداية المجملة والمفصلة، فأما هدايته المجملة فبما تضمنه من المواعظ والقصص وأخبار الأمم والأمثال والوعد والوعيد وأحوال الآخرة. وهذا هو المقصود بقوله تعالى: (هدى للناس). وأما الهداية المفصلة فهي هدايته في بيان الشريعة وما تضمنته من الحدود والفرائض والأحكام، وهو المقصود بقوله تعالى: (وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى ِ)
ـ[هتاف الضمير]ــــــــ[27 Aug 2009, 11:19 م]ـ
ماشاء الله ..
رفع الله قدركم شيخنا الكريم د. محمد ..
زادكم الله من فضله .. وأثابكم وآجركم على حسن جوابكم وتوجيهكم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سؤال]ــــــــ[07 Sep 2009, 05:37 ص]ـ
أخي الفاضل حجازي الهوى جزاكم الله خيرا على المرور والتعليق
الشيخ الفاضل الدكتور محمد الربيعة جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم ونفع بعلمكم وجعلكم من المباركين أينما كنتم
أخي هتاف الضمير أحسن الله إليكم(/)
هل وقع هذا من النبي؟
ـ[ Amara] ــــــــ[11 Aug 2009, 03:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الافاضل
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يقع لبعض الأئمة أن يخطئوا في قراءة القرآن أثناء إمامتهم بالناس .. و يتولى المصلون إصلاح أخطائهم ..
فهل وقع مثل هذا للنبي محمد صلى الله عليه و سلم؟ (سواء في الصلاة أو في مجلس علم)
و جزاكم الله خيرا
ـ[ Amara] ــــــــ[12 Aug 2009, 12:43 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على محمد و سلم تسليما
بحثت في الموضوع فوجدت هذين الحديثين:
1 - أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة فقرأ فيها، فلبس عليه، فلما انصرف قال لأبي: أصليت معنا؟ قال: نعم، قال: فما منعك؟
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: النووي - المصدر: الخلاصة - الصفحة أو الرقم: 1/ 503
خلاصة الدرجة: إسناده صحيح كامل الصحة
2 - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يحيى وربما قال شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصلاة فترك شيئا لم يقرأه فقال له رجل يا رسول الله تركت آية كذا وكذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هلا أذكرتنيها
الراوي: المسور بن يزيد الأسدي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 907
خلاصة الدرجة: حسن
ـ[ Amara] ــــــــ[16 Aug 2009, 04:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على محمد و سلم تسليما
من خلال الحديثين يتبين عندنا حرص الصحابة على معرفة الآي و ترتيبها .. و أنه لا يجوز بحال تخطي آية في القراءة .. و أن الصحابة رضي الله عنهم عندهم علم برؤوس الآي فلم يقل له إنك تركت بعض آية .. و لكنه قال تركت آية كذا ..
فالإشارة للآية بكذا دالة على علمهم برؤوس الآي. و هذا يفند كلام القائلين بأن الصحابة رضي الله عنهم خلطوا رأس الآي بفواصل الوقف ..
ثم ان الحديث الأول يدل على أن النبي صلى الله عليه و سلم كان قد علم صحابته القرآن علما يقينيا ليس به نقص حتى اطمأن إليهم فيه .. و الله أعلم(/)
هل بين علم العدد و الإعجاز العددي في القرآن ارتباط؟
ـ[ Amara] ــــــــ[11 Aug 2009, 03:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما
قرأت أن الإمام الهذلي رحمه الله ذكر أن قوما جهلوا العدد فقالوا: ليس بعلم، و إنما اشتغل به بعضهم ليروج به سوقه و يتكبر به عند الناس.
و هذا جهل من قائله لم يعلم مواقع العدد و ما يحتوي عليه من العلم، و لو لم يكن العدد علما لما اشتغل به في زمن الصحابة رضي الله عنهم.
و مما يدل على أن العدد علم:
1 - ما روت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و سلم و رضي عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم قرأ الفاتحة وقف على الآي.
2 - قول ابن عمر: الوقف على الآي سنة.
3 - النهي عن خلط آية رحمة بآية عذاب. و لا يعرف ذلك إلا بسماع و معرفة في العدد.
ثم قال رحمه الله و رحمنا: و يا عجباه ممن يقول: الوقف و الابتداء علم و العدد ليس بعلم، و الوقف و الإبتداء محدث كعلم المعاني، و العدد كان في زمن الصحابة و به نزل القرآن حتى قال الرسول صلى الله عليه و سلم: سورة هي 30 آية تجادل عن صاحبها يوم القيامة.
فهل هذا تشريع لدراسة علم العدد في القرآن الكريم؟
و ما مدى ارتباطه بما نسميه اليوم الإعجاز العددي في القرآن الكريم؟
يغفر الله لي و لكم(/)
قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله [النمل:65]
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[11 Aug 2009, 09:29 م]ـ
قال ابن تيمية في تفسير قوله تعالى: (قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله) [النمل:65]
فاستثنى نفسه، واللفظ العام (من في السموات والأرض) ولا يجوز أن يقال: هذا استثناء منقطع لأن المستثنى مرفوع، ولو كان منقطعا لكان منصوبا. والمرفوع على البدل، والعامل فيه هو العامل في المبدل منه وهو بمنزلة المفرغ، كأنه قال: (لا يعلم الغيب إلا الله) فيلزم أنه داخل في (من في السموات والأرض) (دقائق التفاسير، ج5/ص50)
يجدر التنبيه إلى أن رفض ابن تيمية للاستثناء المنقطع مخالف لجمهور المفسرين، فقد قال ابن كثير مثلا في تفسير قوله تعالى: (قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله) يقول تعالى آمرا رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول معلما لجميع الخلق: إنه لا يعلم أحد من أهل السموات والأرض الغيب. وقوله (إلا الله) استثناء منقطع، اي: لا يعلم أحد ذلك إلا الله عز وجل، فإنه المنفرد بذلك وحده، لا شريك له، كما قال: وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو) الآية .. والآيات كثيرة. (ج10/ص425)
والسؤال المحير: ألا يلزم من إدخال الله في (من في السموات والأرض) القول بالمجاز في حين أن ابن تيمية يرفض المجاز مطلقا؟
وإذا كان الإطلاق حقيقيا فكيف يدخل الله تعالى في (من في السموات والأرض) وهو ليس فيهما ولا عليهما بل على العرش؟
ولماذا خالف ابن تيمية جمهور المفسرين برفض الاستثناء المنقطع مع أنه وارد في لغة العرب؟
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[12 Aug 2009, 06:23 م]ـ
أولا: قول ابن تيمية ليس مخالفا لجمهور المفسرين، بل هو رأي المحققين، كما قال ابن عاشور -وسيأتي-. وقال القرطبي: "و (مَنْ) في موضع رفع؛ والمعنى: قل لا يعلم أحد الغيب إلا الله؛ فإنه بدل من (مَن) قاله الزجاج".
ثانيا: على القول بأن الاستثناء متصل فهو جارٍ على ما يفهمه العربي من مثل هذا التركيب، وما يعتقده المسلم من إحاطته تعالى بالسموات والأرض وعدم حلوله فيها، فهو بمعنى: لا يعلم (أحدٌ) الغيبَ إلا الله.
قال ابن عطية: إنما نزلت لأن الكفار سألوا وألحوا عن وقت القيامة التي يعدهم محمد فنزلت هذه الآية فيها التسليم لله تعالى وترك التحديد، فأعلم عز وجل أنه لا يعلم وقت الساعة سواه فجاء بلفظ يعم الساعة وغيرها.
وقال ابن عاشور:
"واستثناء (إلا الله) منه لتأويل (من في السماوات والأرض) بمعنى: أحد، فهو استثناء متصل على رأي المحققين وهو واقع من كلام منفي. فحق المستثنى أن يكون بدلاً من المستثنى منه في اللغة الفصحى فلذلك جاء اسم الجلالة مرفوعاً ولو كان الاستثناء منقطعاً لكانت اللغة الفصحى تنصب المستثنى.
وبعد فإن دلائل تنزيه الله عن الحلول في المكان وعن مماثلة المخلوقات متوافرة فلذلك يجري استعمال القرآن والسنة على سنن الاستعمال الفصيح للعلم بأن المؤمن لا يتوهم ما لا يليق بجلال الله تعالى".
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[13 Aug 2009, 01:12 ص]ـ
سأوضح الإشكال المطروح بالنسبة لتفسير ابن تيمية لهذه الآية الكريمة ليتبين هل وافق الجمهور والمحققين أو لا، وهل التزم التفسير بناء على نفي المجاز أو لا.
فقد قال فيما نقل عنه في دقائق التفسير بعد الكلام المنقول أعلاه: "لفظ السماء يتناول كل ما سما، ويدخل فيه السموات والكرسي والعرش وما فوق ذلك. اهـ
فالإشكال في إدخال ما ليس من السماء حقيقة في السماء، فمعلوم أن العرش غير السموات وغير الكرسي، فلكل حقيقته، فضلا عن كون ما فوق العرش ليس من السموات أصلا، فبأي قرينة يدخل ما ليس في أجرام السموات فيها، وبأي علاقة.
ثم يرد على هذا أنه جمع بين الحقيقة والمجاز في عبارة واحدة وهذا غير جائز عند الجمهور.
ومن تتبع لفظ السموات في القرآن الكريم وجدها منعوتة بالمخلوقية، كما في الآية 60 من نفس السورة النمل حيث قال تعالى: (أمّن خلق السموات والأرض) فكيف يدخل الخالق إطلاقا في عموم ما هو مخلوق؟ لا سيما أن "في" لها معنى ظاهر تفيده وهو الظرفية، وفيها من إيهام ما لا يصح ما لا يخفى، ولهذا نزه المفسرون الله تعالى عن الكون في السماء على وجه الظرفية، كما قال العلامة ابن عاشور في تتمة الكلام الذي نقلته:
ومن المفسرين من جعل الاستثناء منقطعاً وقوفاً عند ظاهر صلة (من في السماوات والأرض) لأن الله ينزّه عن الحلول في السماء والأرض. اهـ
وهذا ما فعله ابن كثير رحمه الله. وقال الواحدي في الوسيط: (قل لا يعلم من في السموات) يعني الملائكة (والأرض) يعني الناس (الغيب) ما غاب عن العباد (إلا الله) وحده. (ج3/ص383) فجعل "في" مفيدة لظرفية الملائكة في السماء. فلا يجوز أن يقال أنهم تكلفوا تنزيه الله تعالى عن الظرفية؛ لأن "في" تفيد الظرفية بمعناها الظاهر في اللغة.
والذين جعلوا الاستثناء متصلا أولوا قوله تعالى (من في السموات والأرض) بـ"أحد"، فكان التأويل: لا يعلم أحدٌ الغيب إلا اللهُ. ولم يخطر على قلوبهم أن الله يندرج في السموات إطلاقا لكون السموات وما فيها موسوم بالمخلوقية، أللهم إلا إن أطلق أن الله في السموات بمعنى السمو والرفعة فيكون من باب المجاز .. ولم يذهب إلى ذلك المحققون من أهل التفسير في هذه الآية بخصوصها، فإن ظاهر "في" يقتضي الظرفية في "السموات" المخلوقة، ولذلك ينزه المفسرون الله تعالى عن ذلك.
بقي أن يقال: قد قال الله تعالى: (أأمنتم من في السماء) فلعله من نفس الباب؟
والجواب أن يراجع قول من وصف بالتحقيق، كالقرطبي وابن عاشور وغيرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد براء]ــــــــ[15 Aug 2009, 10:33 ص]ـ
كاتب هذا السؤال جهمي حاقد على شيخ الإسلام وعلى السنة واهلها.
وهو يترك المنتدى فترة من الزمن حتى إذا ظن أنه نُسي رجع وطرح جهالاته.
وقد جربنا النقاش معه مراراً فلم ينفع، ويرجع إلى موضوعاته القديمة بهذا المعرف، ومعرف: " نزار حمادي "، ليعلم جهله وتعصبه، بل يكفي لمعرفة سوء فهمه سؤاله الذي طرحه هنا: " ولماذا خالف ابن تيمية جمهور المفسرين برفض الاستثناء المنقطع مع أنه وارد في لغة العرب ".
قال في موضوع له بعنوان: " من يدفع إفك ابن تيمية على الإمام أبي الحسن الأشعري ": " لقد كذب ابن تيمية عامله الله بما يستحق، وكذب أذنابه، في ادعائهم أن الإيمان الشرعي عند الإمام الأشعري هو المعرفة المجردة عن الإذعان والتسليم ".
ثم قال بعد نقل عن الأشعري: " فانظروا ما أرقى تفسير الإمام الأشعري للإيمان وما أعظمه وأوضحه وما أحوج الناس اليوم للاقتداء به، ثم قارنوا كلامه ببهتان ابن تيمية والوهابية الأشرار عليه، عاملهم الله بعدله وأخلا الأرض منهم كي يعود للإسلام شبابه ".
http://razi.aslein.net/showthread.php?t=10209
فهو يدعو الله أن يخلي الأرض منا ثم يأتي ليشارك في ملتقانا!!.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[15 Aug 2009, 12:29 م]ـ
الحمد لله
والله لأن أخالف ابن تيمية في آرائه الصادرة عن اجتهاده الخاص، كما خالفه في مسائل أصلية وفرعية تلميذاه الحافظ الذهبي كما صرح بذلك والإمام ابن كثير، خير من أن أخالف جمهور علماء المسلمين والمفسرين ومشايخ الإسلام طلية عشرة قرون من العلم والتحقيق والحفظ والحكم بما أنزل الله، فإن الحق أحق أن يتبع.
ولقد كان أهل السنة والجماعة على خير هدى قبل ولادة ابن تيمية رحمه الله وغفر له، وقبل بروز اجتهاداته الخاصة التي خالف بها سائر العلماء، حتى الذين تلقى العلم على أيديهم، وأحيى مصطلحات قديمة لا تنطبق على أهل السنة والجماعة كمصطلح الجهمية وصار ينبزهم بتلك الألقاب التي عُلِم أهلها وفرغ (أهل السنة والجماعة قبل ولادة ابن تيمية) من الرد عليهم.
وهذه المصطلحات قد استحضرها المتطرفون اليوم أمثالك، مع أنها دالة على تخلف ذهني وفكري من الصادرة عنه، حيث يجعلون أهل السنة والجماعة طيلة عشر قرون جهمية، وقد علم تحديدا من هو جهم ابن صفوان وما مدى مخالفته لعلماء عشرة قرون من الإسلام، لكن أصحاب التطرف الفكري والجهل المركب يحلو لهم استعمال هذه المصطلحات الدالة على التخلف الفكري لوَصْف أهل السنة والجماعة بهذا اللقب الذي يخالف الواقع والحقيقة، وغرضهم في ذلك قلب الحقائق، أو ذلك مبلغهم من العلم.
إن المشكلة اليوم تمكن في المتطرفين الحاقدين على عشرة قرون من الإسلام يريدون فسخها وشطبها بمجرد كلمات كمصطلح الجهمية، ولا يدرك هؤلاء أنهم يرومون فعل المحال، وأن الله تعالى قد خص أهل السنة والجماعة (بمن فيهم الأشعرية) بالعلم والعمل على مقتضى الكتاب والسنة، فكانوا أعلام التفسير وشروح السنة النبوية وأعلام الجهاد الصحيح في سبيل الله، وأعلام الحكم بما أنزل الله، وحازوا قصب السبق في كل الفنون، وتراث الأمة الإسلامية اليوم المطبوع والمخطوط خير شاهد على هذا، وكفى بالمشاهدة دليلا، وهل للشواذ تراث أصلا أمام تراث أهل السنة والجماعة؟؟؟
فمن العبث وعلامات التخلف الفكري محاولة شطب هذا التراث العلمي والحضاري الضخم بمجرد مصطلحات كاذبة، كما يفعل المعجبون بالشذوذ الفكري، الذين توهموا أنهم قادرون على إبطال جهود عشرة قرون من الإسلام، ضمت آلاف وآلاف العلماء والفضلاء والأدباء في كل الميادين.
بقي أن نقول لمن يروم تمزيق الأمة وتشتيتها وتهميش عظيم تراثها إذا لم يَصْح من سكرته: (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ)
ونحن على ثقة ويقين أن الله تعالى لما أراد إظهار الحق على يد جمهور علماء وفضلاء هذه الأمة طيلة عشر قرون، وفعل ذلك فعلا سبحانه وتعالى، لم يكن ذلك لإضلال الناس وطمس الحق طيلة تلك الفترة الزمانية المباركة التي تشكلت فيها الحضارة الإسلامية العظيمة وحُكِم فيها بالإسلام في كل مكان، خلافا لما عليه الحال اليوم في جميع بقاع العالم الإسلامي، بعد ضياع المنهج الصحيح.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبناء على هذه المعطيات التاريخية التي لا يشكك فيها عاقل وبناء على أن الله تعالى لا يضل ـ تفضلا منه ـ آلاف وآلاف العلماء من المسلمين من أهل السنة والجماعة فيجمعهم على عقائد الجهمية الباطلة، ندرك أن الأمة (أهل السنة والجماعة) كانت على الهدى، وأن الخطر برز في هذا القرن الأخير حيث رام بعض الشواذ تخطئة تلك الجماهير المجمهرة من علماء المسلمين وتهمتهم بفساد العقيدة، وإلا فحتى بعد وفاة الشيخ ابن تيمية بقي أهل السنة والجماعة يدا واحدة ولم يظهر بينهم الشذوذ والتطرف الذي نشهده اليوم، ولعل هذا يصحح النظرية القائمة بأن ابن تيمية رحمه الله قد تاب توبة نصوحا بعد سنة 709 هـ ورجع إلى رشده وموافقته لجمهور أهل السنة والجماعة في المسائل الأصلية.
وها نحن نشهد أثر ذلك الشذوذ اليوم حيث يطلع بعض الشواذ المناكير فيكتب مقالات يدعي فيها أن الأمة كانت غارقة في الجهالات الاعتقادية طيلة عشرة قرون، وأن كثرتهم ـ مع أنهم فضلاء الإسلام ـ لا تفيد، وأن جميع ما صنفوه وكتبوه من علوم في القرآن والسنة النبوية المطهرة ومسكهم خطط القضاء وحكمهم بما أنزل الله كان واقعا منهم وهم على ضلال في العقدية، وأي تخلف بعد هذا التخلف الفكري؟؟
قال الله تعالى: (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا)
ونحن نعمل لما نعتقد أنه الحق، ولا يضرنا وصف المتطرفين بالجهمية وبغير ذلك من الألقاب التي يحاسبون عليها عند الله، ولا يمنعنا تعصب المتعصبين وتطرف المتطرفين من طرح المسائل العلمية ومحاولة مباحثة المخالفين لنا فيها، سواء كان في منتدياتنا أو منتدياتهم، وغالبا لما تكون المباحثة سلمية أدبية راقية، حتى يتدخل المتطرفون المغالون الذين تتمول بهم الحركات الشاذة فكريا، فينقلب أسلوب الحوار بتدخلهم.
وهذا الملتقى يضم ثلة كبيرة من المعتدلين من شتى المذاهب الفكرية، ويضم من هو مستعد للمباحثة العلمية بعلم وحلم، ولهذا نشارك فيه. وليس حكرا على المتطرفين على قلتهم.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[15 Aug 2009, 06:36 م]ـ
أبو الحسنات الدمشقي ..
أبو عبيدة الهاني ..
مثالان لفئة تعيش في دوامة الخلاف، وتتصور العالم يعيش معها في هذه الدوامة، ويشاركها طريقة تفكيرها ونظرتها، بينما الحقيقة أن الأكثر من أهل العلم وطلابه متحرر من هذه الربقة المقيتة، محب لجميع أسلافه من العلماء بشتى مشاربهم، محسن الظن بهم جميعا، قد جعل الحق هدفه، وعاش بقلب سليم مخموم لا يعادي أحداً ولا يحمل عليه ضغينةً ولا فكراً مسبقاً، حتى لو اختلف معه في جزئية قلص هذا الخلاف في نطاقه الخاص، وحمله على أن الخلاف سنة الله الجارية وأنه لا أحد معصوم بعد رسول الله، ولم يعمم هذا الخلاف، ولم يعظمه، ولم يحمِّله ما لا يحتمل، مع الحفاظ على الود والتقدير والتبجيل والاحترام ..
هذا هو خلق طالب العلم في في كل زمان ومكان ..
وهذا هو دأب الصالحين منهم في كل جيل ..
جعلنا الله منهم وألحقنا بهم في الدارين.(/)
من أجل تدبر لكتاب الله تنبيهات لأحبتنا الأئمة
ـ[خالد الغرير]ــــــــ[11 Aug 2009, 11:26 م]ـ
نظرا لما لأهمية قراءة الإمام من أثر في جلب الخشوع وحضور القلب وحصول المقصود من التدبر كان حري بالمسلم البحث عن كل ما يعينه على تدبر الآيات وحضور القلب في الصلاة ,
وحيث أن الأئمة لهم دور عظيم من خلال إمامة الناس في صلاتهم فهم بوابة كبيرة لحضور القلب والخشوع في الصلاة وتدبر القرآن ,
لذا على كل إمام الاعتناء بجميع الأسباب التي تجعل القلب حاضرا في الصلاة لأن روح الصلاة ولبها هو في الخشوع فيها وحين يقترب العبد من حضور قلبه يكون اثر الصلاة عليه واضحا جليا من امتثال أوامر الله تعالى واجتناب نواهيه فيصل الحال بالعبد لأن يقترب من أن تتحقق فيه آية سورة العنكبوت:
(اتل ما وحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) فتكون صلاته ناهية له عن الفحشاء والمنكر,
ومن أسباب ذلك بالنسبة للمصلين هو عناية إمامهم بتدبر آيات القرآن فسبحان الله الصلاة خلف إمام يتدبر لها أثر على النفس من إمام يهذ القرآن ,
ويكون ذلك باستشعاره للآيات وكذلك بطريقة قراءته وترتيله وتقيده بعلامات الوقف وغيرها فهذه وما شابهها سبب مباشر لحضور القلب ,
ودليلي في ذلك في أن العبد يبحث عن كل ما يعينه على التدبر هو ما ورد عن نبينا عليه الصلاة والسلام والذي هو قدوتنا أنه ردد آية كما ورد في آية المائدة
{إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} المائدة118
وكثير من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين وسلف هذه الأمة كانوا يرددون آيات لأجل التدبر والوقائع في ذلك كثيرة عنهم رحمهم الله تعالى, فتدبر الآيات مطلب عظيم وأساس في هذا القرآن العظيم فعلينا البحث عن كل ما يعين على التدبر
لأن التدبر معين على فهم الآيات ومعين على القيام بها ,
والقرآن أنزله تعالى ليتدبر وليعمل به ويتمثل في واقع حياتنا
قال تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} ص29
إذن الإمام في الصلاة سبب من أسباب التدبر حين يكون ذا ترتيل طيب وصوت ندي مع تقيده بضوابط القراءة الصحيحة وعنايته بها من عناية بالتجويد وعلامات الوقف وطريقته في بيان المعاني والمقصود من الآيات وغيرها مما يعين على الفهم والتدبر ولعلي أبدأ ببيان شيء من هذا مجتهدا في ذلك فإن كان صوابا فمن الله وإن كان من خطأ فمن نفسي والشيطان ... ,
1:- توضيح المعنى من خلال بيان الاستفهام في الآيات المشتملة على استفهام لأن هذا مما يبين المعنى ويزيده وضوحا وتدبرا كقوله تعالى في أل عمران: {هَاأَنتُمْ هَؤُلاء حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} آل عمران66
2:- توضيح المعنى كذلك يتمثل من خلال بيان النفي إذا كانت الآية مشتملة على نفي كما في قوله تعالى: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} آل عمران78
3:- على الإمام كذلك أن يعتني بمواطن الوقف فالوقف ينبغي أن يكون عند انتهاء المعنى وليس مربوطا بصفحة معينة أو ربع أو حزب فمثلا في سورة الأنعام الآية 81 تنتهي بآخر الصفحة كما في مصحف المدينة النبوية والوقف عندها لا يكمل المعنى فيكون السامع سمع السؤال ولم يسمع الإجابة: {وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} الأنعام81
فيلزم عدم الوقف على هذه الآية بل يكمل ما بعدها
{الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} الأنعام82
(يُتْبَعُ)
(/)
ومثلها في الأعراف آية 116 في مصحف الحرمين لا ينبغي الوقف عليها لأنها نهاية صفحة ونهاية حزب فالوقف عليها لا ينهي المعنى بل يقلبه بأن الغلبة لسحرة فرعون {قَالَ أَلْقُوْاْ فَلَمَّا أَلْقَوْاْ سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ} الأعراف116
فالأفضل والأتم للمعنى هو أن يكمل بعدها قليلا بالآيات التي بينت حال السحرة وما كان منهم بعد أن ألقى موسى عصاه {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} الأعراف117 - 118
4:- عدم الوقف على كلمات أو جمل تحيل المعنى عن مقصده فمثلا الوقف على كلمة تجري في وصف أنهار الجنة فينصرف المعنى إلا أن الجنات هي التي تجري: {وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ} البقرة25
أو كلمة قالوا كقوله تعالى {وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ .. } البقرة250
وتقف على كلمة قالوا فينصرف المعنى للقيلولة
بل أحيانا يحصل قلب للمعنى وإحالة بشكل عظيم عن مراد الله كقوله تعالى في سورة إبراهيم
{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ ... } إبراهيم7
فيقف القارئ على كلمة ولئن كفرتم فينقلب المعنى إلى أن شكر النعمة وكفرها كلاهما جالب لزيادتها ... , وهذا مناف لمراد الله جل وعلى ,
5:- البدء الخاطئ كأن تبتدئ قراءتك بآيات لها صلة بما قبلها كأن تبتدئ في منتصف قصة من قصص القرءان دون بيان لأولها ومثال لذلك كقوله تعالى:
{هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء} آل عمران38
فالمنصت للآيات والمتابع لا يعرف المقصود ويحصل لديه انقطاع في ترابط الآيات
وأحيانا يكون البدء ليس في أول الآية لكن في أثنائها بسبب الوقف الخاطئ
{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاء لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا} الأنفال31
ثم تقف وبعد ذلك تستأنف قراءتك وتكمل {إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ} الأنفال31
فكأنك تثبت مقولة الكفار تلك وهذا لا ينبغي بل يلزم ربط مثل هذه المقولة بقائلها,
6:- الوقوف قبل أدوات الاستثناء مما يقلب المعنى ويحيله عن مراد الله كقوله تعالى {فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ} البقرة246 ثم تقف فمثل هذا الوقف يوهم بأن الجميع تولّوا ولم يقاتلوا ثم تستأنف الآية بأداة الاستثناء {إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} البقرة246أو الوقف قبل ما السببية ثم الاستئناف بها فينقلب معناها لما النافية كقوله تعالى: {الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَذَا} الأعراف51
ثم تقف , فالوقف هنا وعدم وصل الآية ببعضها سيقلب المعنى لأن استئنافك لقراءتك بالآية {وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ} الأعراف51
يجعلها كأنها إثبات للنفي بأنهم كانوا بآيات الله لا يجحدون والصحيح العكس فما حصل لهم ما هو إلا بسبب نسيانهم للقاء الله وكذلك لأنهم كانوا بآيات الله يجحدون
أو الوقف على أدوات الاستدراك {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ}
ثم تقف وتستأنف بقول الله تعالى: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} البقرة177
فالأولى وصل الآيات ببعضها,
أو الإتيان بفعل الشرط دون الإتيان بجوابه {يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ}
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم تقف وبعد ذلك تستأنف {يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} الأنفال29
أو الوقف على المضاف دون المضاف إليه كقوله تعالى: {قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ} الأنعام135 فتقف ثم تستأنف بكلمة الدار {الدِّارِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} الأنعام135 الأنعام
أو كقول الله تعالى: {تَبَّتْ يَدَا} وتقف وتستأنف {أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} المسد1
فهذا خطأ لا ينبغي لقارئ القرآن فعله
7:- ومن الأخطاء كذلك هو ربط الجمل القولية بعضها ببعض كقوله تعالى في سورة البقرة {وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ} البقرة14
فتقف على كلمة شياطينهم فهنا ينصرف المعنى إلا أن ادعائهم بالإيمان يكون حال لقائهم بالمؤمنين وكذلك حين يخلون بشياطينهم , وهذا مناف لمراد الله والواجب المفترض أن تقف عند كلمة آمنا {وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ}
ثم تستأنف {وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} البقرة14
ومثلها ما في سورة أل عمران قوله تعالى: 0 (ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله) فكأن السامع يظن أن النفي هو مرتبط بكلام الكفار وقولهم هو من عند الله
والأولى هو الوقف عند قوله تعالى: (ويقولون هو من عند الله) ثم يستأنف بقوله تعالى: (وما هو من عند الله)
ومثلها ما في سورة الأحزاب: (يقولون إن بيوتنا عورة) الأفضل يقف هنا ثم يستأنف بقوله تعالى: (وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا)
8:- ومن الملاحظات كذلك عدم إظهار الأمرية في آيات الآمر والمنصت حين يسمع الأمر واضحا بصيغة الأمر يكون ادعى للتأثر به والامتثال ومن ثم العمل كقوله تعالى:
{وَذَرُواْ ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُواْ يَقْتَرِفُونَ} الأنعام120
9:- ومن الملاحظات عدم الوقف عند كلمة معينة لأن الوصل يقلب المعنى لمعنى آخر ولست هنا أقصد الوقف اللازم في القرآن لأنه موضح ومبين وله علاماته لكن هناك كلمات ينبغي لقارئ القرآن أن يقف عليها توضيحا للمعنى كقوله تعالى: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ} الأعراف184
فالواجب الوقف على كلمة يتفكروا لأن وصلها بما بعدها يقلب المعنى إلى أن المطلوب هو التفكر بالّذي في صاحبهم من جنة , فهي كأنها إثبات لما اتهموه به فتكون ما النافية عند الوصل اسم موصول بمعنى الّذي ,
ومثلها قوله تعالى في سورة الحديد: {وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً} ثم تقف على كلمة رهبانية فيكون مفهوم الآية بأن الله جعل في قلوبهم رأفة ورحمة ورهبانية وهذا مخالف لمراد الله بأن جعل سبحانه في قلوبهم رأفة ورحمة فقط وأما الرهبانية فقد ابتدعوها من عند أنفسهم فيلزم حينها أن تستانف القراءة بقول الله تعالى: {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا} الحديد27
10:- ينبغي كذلك لقارئ القرآن عدم الوقف على المعطوف خصوصا حين يكون هناك كذلك وصف أو جزاء لأن الاستئناف من آخر معطوف يقلب المعنى بأن هذا الوصف أو الجزاء يكون خاص بآخر معطوف وهذا يكون على غير مراد الله مثال ذلك في النساء {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء} ثم الاستئناف {وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً} النساء69 فهذا يوحي بأن حسن الرفقة خاصة بالصالحين وهذا مناف لمراد الله بل النبيين والصديقين والشهداء والصالحين جميع هؤلاء ممن حسنت رفقتهم
(يُتْبَعُ)
(/)
ومثلها في التوبة: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا} ثم تقف وتستأنف بعد ذلك بقول الله: {وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} التوبة24
فهذا يوحي للسامع بأن إيثار حب المساكن على الجهاد في سبيل الله فقط هو سبب لنزول عذاب الله , وهذا مناف لمراد الله وإنما جميع ما ذكر الله تعالى من إيثار الآباء والأبناء والإخوان ...... _جميع من ذكر تعالى أوصافهم_
كلها سبب لنزول أمر الله وعذابه
11:- ومن الملاحظات هو قراءة البعض للام الأمر إلى تعليل والعكس ,
فقارئ القرآن عليه أن ينتبه للفرق بين لام التعليل ولام الأمر لأن قلب إحداهما للأخرى يقلب معه المعنى فمثلا قول الله تعالى في سورة الحج {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} الحج29 فاللام هنا في لْيقضوا ولْيوفوا ولْيطوفوا جميعها لام أمر وليست لام تعليل والفرق واضح بين,
والإتيان بإحداهما مكان الأخرى يقلب المعنى بشكل ظاهر مخل ,
ومثال لام التعليل قول الله تعالى في سورة إبراهيم: {هَذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ} إبراهيم52
فنطقك لكلمة (ولْينذروا) (ولْيعلموا) (ولْيذّكر) بلام الأمر يحيل المعنى إلى أوامر وليست تعليل
12:- كذلك العناية بالمخارج مطلب عظيم لقارئ القرءان خصوصا الإمام ,
فحين تقرأ قول الله تعالى في سورة إبراهيم
{يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ} إبراهيم27
فحين تقرأ كلمة ويضل بالظاء بدل الضاد ينقلب المعنى للظل
أو في سورة القيامة قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} القيامة22
فقراءة ناضرة بالظاء يقلب المعنى إلى تكرار النظر وتأكيده , بينما ناضرة من النضرة والطلعة والبهاء, ومثلها الضاد في الفاتحة,
وكذلك غيرها من الحروف فالسين لا ينبغي أن تنقلب صادا مثلا في كلمة سورة أو أساطير أو بساطا والتاء ينبغي أن لا تكون كذلك فيها جزء من حرف الدال أو تنقلب لتاء فتنطق والتين الدين أو الدين تنطق تين وهكذا
13:- هناك حروف نتيجة قرب مخرجها يحصل لأن تندغم ببعضها فعلى القارئ الحذر من إدغامها بل الواجب إظهارها كاملة وهي على رواية حفص عن عاصم , وهي كالتالي:
* الدال بالضاد (قد ضلوا) /الدال بالجيم (قد جعل) /التاء بالجيم (وجبت جنوبها) /الدال بالسين (قد سألها) /الدال بالظاء (لقد ظلمك) /اللام بالنون (وجعلنا) /الغين بالقاف (لا تزغ قلوبنا) /الحاء بالعين (فاصفح عنهم) / التاء بالثاء (كذبت ثمود) /الظاء بالتاء (أوعظت) الذال بالتاء (اتخذتم) / العين بالغين (ويتبع غير) / (العين بالهمزة (ولا تتبع أهوائهم)
* الضاد كذلك حين تجاور بعض الحروف يلزم بيانها وإظهارها كمثل:
الضاد: (مع التاء (أفضتم) /مع الطاء (اضطر) /مع الجيم (واخفض جناحك) مع النون (لم يحضن) /مع الراء (وليضربن) /مع اللام (فضل) مع الذال (ببعض ذنوبهم) /
مع الضاد (واغضض) /مع الظاء (انقض ظهرك)
* التاء إذا جاورت الصاد يحذر أن تنقلب سينا (ولو حرصت)
* الطاء إذا جاورت الصاد يحذر أن تنقلب تاءا (واصطبر)
* إذا تكررت الياء في كلمة أو كلمتين فيجب بيانها (فأحيينا)
* الميم إذا جاورت الفاء أو الواو يحذر من إخفائها (لهم فيها)
وهذا يدفعنا لمعرفة ما يدغم حفص من الحروف سواء تقاربا أو تجانسا
(يُتْبَعُ)
(/)
فهو يدغم التاء بالدال والعكس , ويدغم التاء بالطاء والعكس , ويدغم الثاء بالذال كما في الأعراف (يلهث ذلك) ,ويدغم الذال بالظاء كما في النساء (ولو أنهم إذ ظلموا) أوالزخرف (ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم) ,ويدغم اللام بالراء , ويدغم الباء في الميم وهو في سورة هود (اركب معنا) , ويدغم القاف بالكاف ناقص أو كامل حسب الطريق وهو في سورة المرسلات ويدغم كذلك كل مثلين صغير الأول ساكن والثاني متحرك ,
14:- على القارئ كذلك بيان المشدد من الحروف دون مبالغة لأن الحرف المشدد عن حرفين, وعلى الإمام خصوصا أن يعتني بالحروف المشددة في فاتحة الكتاب لأنها ركن من أركان الصلاة لا تصح الصلاة إلا بها لحديث (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) ولقوله عليه الصلاة والسلام لصحابته عندما علم بقراءتهم خلفه:
(لا تفعلوا إلا بأم الكتاب) لذا كان من الأهمية بمكان تسميعها لدى متقن وكذلك بيان ما يكون فيها من لحن قد يحيل المعنى أو بعض الأخطاء الدقيقة التي يحسن بالعبد تصحيحها و تقويمها فينبغي معرفة كيف تقرأ الفاتحة قراءة صحيحة وكل حسب اجتهاده ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها وعلى العبد أن يتذكر أن الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة فاحرص على أن تكون منهم , وإليك بعضا من هذه الأخطاء التي اجتهدت بجمعها ,
البعض لا يبين التشديد في حرف الباء بقوله (ربّ)
أو تشديد الراء في (الرّحمن الرّحيم) وكذلك عدم بيان التشديد ب (ايّاك)
البعض يفتح حركة النون في كلمة (الرّحمن) ولا يبين حركة الكسر
البعض يمد الصوت بالضم على الدال بقوله (نعبد) فينقلب إلى واو الجمع ,
البعض لا يبين العين بقوله: (نستعين) فتكون مشمّة بالهمز وقريبة منها,
البعض لا يحقق الكسر بقوله (اهدنا) فيختلسها
البعض يفتح الهمزة فتكون بمعنى الهدية (أهدنا)
البعض يُشم الصاد في كلمة الصراط وتكون قريبة من السين أو الزاي
البعض لا يبين التشديد في لام (الّذين)
البعض يدغم نون (الّذين) مع نون (أنعمت) مع إلغائه لحرف الهمزة
البعض يقلب همزة القطع في أنعمت لهمزة وصل ,
البعض ينطق حرف الضاد ظاء في كلمة (المغضوب) وكلمة (الضالّين)
البعض يضم هاء (عليهم)
البعض لا يبين التشديد في الضاد أو اللام في كلمة (الضالّين)
هذا ما تيسر جمعه وبيانه وأسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته وأن يجعل القرآن حجة لنا لا علينا ويرزقنا تلاوته أناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيه عنا
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
كتبه: خالد بن سليمان الغرير
كلية العلوم والأداب في الرس ص ب (53)
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[12 Aug 2009, 03:44 ص]ـ
جزيت خيرا على هذه التنبيهات القيمة
21/ 8/1430هـ
ـ[رائد الكحلان]ــــــــ[12 Aug 2009, 07:57 ص]ـ
أولاً جزاك الله خيراً أخي الشيخ خالد على ما نبهتم إليه, إذ إن الأئمة لهم دور لا يخفى أثره على الناس في ربطهم بالقرآن وتدبره وتذوق حلاوته في الشهر المبارك ..
ولعلي أن أضيف إلى ما ذكرتم أمرين أحب أن تكون على ذُكر من أئمة التراويح:
أولها: أن هناك جانب وهبي, وآخر كسبي فيما يتعلق بالإمام حتى يكون ذا قلب حاضر خاشع متدبر, أما الوهبي فهو أن يسأل الله أن يهب له ذلك القلب الخاشع الحاضر المتدبر, وهي نعمة تحول دونها حُجُب الذنوب وأدران القلوب, فلا تسطع أنوار معاني القرآن في مرآة القلب مالم تُصقل وتنظف مما علق بها من وسخ الأوزار .. ولْيُلحّ على الله أن يرزقه النية الصالحة في تلاوته وإمامته, وأن تكون خالصة لوجهه تعالى .. وليتذكر حديث جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من أحسن الناس صوتا بالقرآن الذي إذا سمعتموه يقرأ حسبتموه يخشى الله)
قال الشيخ الألباني في تعليقه على سنن ابن ماجه: صحيح.
وأما الجانب الكسبي فهو أن يكون للإمام حظ من الإطلاع على التفسير وكتب المعاني وأسباب النزول ومقاصد السور والسيرة النبوية خاصة الوقائع والأحداث المتعلقة بالآيات المتلوة .. فإن لذلك أثراً بالغاً في العيش مع الآيات وتدبرها ..
ويصدق ماسبق من الجانبين على المأموم أيضاً ..
الثاني: أن مراعاة ماذكره أخي الشيخ خالد من الوقوف وطريقة الأداء أمر له أثره في الفهم وتذوق التلاوة, خاصة فيما يتعلق بالنبرات المُميِّزة لجمل الآيات من استفهام وتعجب ونفي وأمر وغيرها؛ ولذلك يحلو لبعض القراء أن يسمي هذه الطريقة في الأداء بـ (التلاوة التفسيرية)؛ لأنك عندما تستمع لإمام هذا شأنه فكأنه يفسر لك القرآن بطريقة أدائه. وأود أن أنقل كلاماً لأحمد زكي باشا في "الترقيم وعلاماته" لعله يناسب المقام إذ يقول: (دلت المشاهدة, وعززها الاختبار على أن السامع والقاريء يكونان على الدوام في أشد الأحتياج إلى نبرات خاصة في الصوت أو رموز مرقومة في الكتابة, يحصل بها الفهم والإدراك).
سائلاً الله أن يبلغنا جميعاً شهر رمضان على خير حال يرضي ربنا تبارك وتعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[12 Aug 2009, 11:23 م]ـ
لنعم التنبيهات هذه، فهي حقا مما تشتد له الحاجة ويكثر فيه التفريط ..
فجزاكم الله خيرا وأحسن إليكم.
وأحب التذكير بكتاب الدكتور إبراهيم الدوسري: (إبراز المعاني بالأداء القرآني) من إصدارات دار الحضارة، فهو نفيس في بابه ويصب في هذا الموضوع، وتجد تعريفا به هنا ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=8833).
ـ[خالد الغرير]ــــــــ[13 Aug 2009, 02:25 م]ـ
جزيت خيرا على هذه التنبيهات القيمة
21/ 8/1430هـ
جزيت خيرا أخي عبدالملك سرور وبارك الله فيك.
ـ[خالد الغرير]ــــــــ[14 Aug 2009, 03:29 م]ـ
أشكر لك أخي رائد الكحلان إضافتك المميزة والقيمة
صدقت أخي فهناك من يلزمك بالعيش مع الآيات ويجبرك على ذلك وعدم السرحان ولا تشعر إلا بتكبيره للركوع
أكرر لك شكري وتقديري وبارك الله فيك
ورزقنا وإياك تلاوة كتابه والوقوف عند حدوده على الوجه الذي يرضيه عنا
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[14 Aug 2009, 08:11 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم على هذه التنبيهات القيمة ...
ـ[خالد الغرير]ــــــــ[16 Aug 2009, 06:25 ص]ـ
الأخ العبادي بارك الله فيك وجزيت خيرا على تنبيهك لكتاب الشيخ إبراهيم الدوسري حفظه الله ونفع به
ـ[خالد الغرير]ــــــــ[19 Aug 2009, 06:16 ص]ـ
محبة القرآن
اشكر لك مرورك وبارك الله فيك ورزقنا وإياكم محبة كتابه وتلاوته وتدبره والعمل بأحكامه
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[22 Aug 2009, 04:42 ص]ـ
طلب القراءة من حسن الصوت من عادة الأخيار والمتعبدين وعباد الله الصالحين ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4158)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[22 Aug 2009, 05:15 ص]ـ
أفكار مع القرآن في شهر رمضان: ضع فكرتك. ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6462)
حتى نستفيد من قراءة صلاة التراويح ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4068)
ـ[خالد الغرير]ــــــــ[25 Aug 2009, 12:10 م]ـ
الأخ الحبيب العبادي كل شكري وتقديري لإضافاتك المميزة والتي كملت الموضوع وسددت خلله
بارك الله فيك ونفع بك
ـ[خالد الغرير]ــــــــ[19 Aug 2010, 02:04 ص]ـ
يرفع لمناسبته في هذا الشهر الفضيل(/)
أي هاتين المخالفتين أولى بأن يحمل عليها؟
ـ[البسام]ــــــــ[12 Aug 2009, 12:37 م]ـ
من القواعد التي نص عليها العلماء، وهي مفيدة في التعامل مع النص القرآني وغيره قاعدة (إذا تردد الأمر بين الحمل على الحذف والزيادة حُمِل على الحذف).
ولكن ما الحكم إذا تردد الأمر بين الحمل على الحذف وإجراء الكلام على خلاف ترتيبه؟.
ـ[البسام]ــــــــ[13 Aug 2009, 01:56 م]ـ
هل من جائبة علم؟
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[13 Aug 2009, 02:02 م]ـ
هل له مثال؟
ـ[رأفت المصري]ــــــــ[14 Aug 2009, 02:11 ص]ـ
لا شك أن القول بالحذف أولى من القول بالزيادة، كما تفضلتم حفظكم الله ..
وأقول من باب المدارسة فحسب:
إذا آل الترجيح بين قولين إلى أن أحدهما يقتضي تغيير الكلام عن ترتيبه وفق الأصل من كلام العرب، والآخر يلزم لاستقامته تقدير محذوف فلا بد من النظر فيما يلي:
مدى المخالفة في الترتيب، ومكانها من اعتياد العرب في كلامها عليها:
فإن كان مما اعتيد على تغييره لغرضٍ من الأغراض البلاغية المعلومة، كتأخير الفاعل أو الفعل عن المفعول به مثلاً، أو تقديم الجار والمجرور على متعلقهما ونحوه فإنه لا شك في كونه مقدّماً على ما يلزم منه القول بالحذف.
وإن كان بعيدا غريباً لم تعتده العرب في بليغ كلامها قُدّم ما يلزم منه القول بالحذف؛ إذ هو مما اعتادته العرب، وكثُر في كلام البلغاء، والله أعلم.
ويختلف تقدير ذلك بحسب اطلاع المفسّر، وتضلعه من كلام العرب وأساليبهم ..
ـ[البسام]ــــــــ[14 Aug 2009, 02:49 م]ـ
شكرا لفضيلتك.
ـ[البسام]ــــــــ[14 Aug 2009, 02:51 م]ـ
ثمة مثال أشار إليه أبو حيان في البحر (ط الكتب العلمية): 1/ 339 عند مناقشته الزمخشري.
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[19 Aug 2009, 10:46 ص]ـ
سألت أخي البسام فقلت:
"ولكن ما الحكم إذا تردد الأمر بين الحمل على الحذف وإجراء الكلام على خلاف ترتيبه؟ "
والذي أراه أن يسأل من هو أعلم منه هل يستطيع أن يجري الكلام على ظاهره, فإن فعل فبها ونعمت, وإن لم يستطع هو الآخر فالحق أن يتوقف ويفوض الأمر لله ويمرر الآية كما هي, لا أن يقول بحذف أو يجري الكلام على خلاف ترتيبه!
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[19 Aug 2009, 02:41 م]ـ
في كلام أبي حيان جواب سؤالك وفقك الله , حيث قال عند قوله تعالى {أفلا تعقلون} [البقرة44]:
(وزعم الزمخشري أن الواو والفاء وثم بعد الهمزة واقعة موقعها، ولا تقديم ولا تأخير، ويجعل بين الهمزة وحرف العطف جملة مقدرة يصح العطف عليها، وكأنه رأى أن الحذف أولى من التقديم والتأخير. وقد رجع عن هذا القول في بعض تصانيفه إلى قول الجماعة، وقد تكلمنا على هذه المسألة في شرحنا لكتاب التسهيل.
فعلى قول الجماعة يكون التقدير: فألا تعقلون.
وعلى قول الزمخشري يكون التقدير: أتعقلون فلا تعقلون، أمكثوا فلم يسيروا في الأرض. أو ما كان شبه هذا الفعل مما يصح أن يعطف عليه الجملة التي بعد حرف العطف).
فظاهر من هذا قول الجماعة وهو: أن التقديم والتأخير أولى من الحذف.
ولا يلزم أن تكون هذه قاعدة عامة في كل تقديم وتأخير وحذف , بل لكل مسألة حكمها , وعامَّة ما يُراعى في نحو هذه المسائل أمران:
أولهما: تقليل التغيير عن الأصل.
وثانيهما: استقامة المعنى به على وجهٍ أولى.
فحيثما اجتمع لك هذان في قولٍ فخذه , ولا تقف طويلاً على مذاهب النحويين؛ فلهم فيها مآرب أخرى.
ـ[البسام]ــــــــ[19 Aug 2009, 04:39 م]ـ
شكرا لكم.
ـ[البسام]ــــــــ[19 Aug 2009, 06:13 م]ـ
ألا يؤيد الحذف أن يقال: إن الحذف إذا توفرت قرينة له كلا حذف.
ـ[البسام]ــــــــ[20 Aug 2009, 12:29 م]ـ
ولا يلزم أن تكون هذه قاعدة عامة في كل تقديم وتأخير وحذف , بل لكل مسألة حكمها.
هذا يجري في أكثر القواعد؛ لأنها قواعد اغلبية، حتى قاعدة الحذف والزيادة السابقة، ولكن مرادي هل يمكن صوغ قاعدة (أغلبية) بأن يقال: إذا تردد الأمر بين الحذف وإجراء الكلام على خلاف ترتيبه حُمِل على الأول أو الثاني؟ مع ذكر المرجحات.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[20 Aug 2009, 08:05 م]ـ
النقل السابق جاء جواباً مطابقاً لسؤالك.
وقولك باركك الله: (هذا يجري في أكثر القواعد؛ لأنها قواعد اغلبية) لم يكن يخفى عليَّ إن شاء الله , وإنما قصدت أنها دون الأغلبية أيضاً , وقولي: (لكل مسألة حكمها) يدل على ذلك.
ـ[البسام]ــــــــ[21 Aug 2009, 12:18 ص]ـ
شكر الله تعالى لكم.
ـ[البسام]ــــــــ[21 Aug 2009, 12:24 ص]ـ
وبارَكَك اللّهُ وباركَ فيك(/)
بعض الإشكالات في تحزيب رواية الدوري عن ابي عمرو البصري
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[12 Aug 2009, 03:46 م]ـ
منذ فترة وأنا أقرأ أحياناً بنسخة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف (رواية الدوري عن ابي عمرو البصري) لكونها النسخة الوحيدة من المجمع التي توافق ما كنتُ حفظت عليه قديماً في مصحف الشمرلي.
وأثناء قراءتي في هذه النسخة الجميلة استوقفتني بعض المواضع المتعلقة بالتحزيب، منها:
1 ـ الآية195 (حسب ترقيم هذه الرواية) من سورة البقرة وضعت علامة النجمة (*) وهي تحزيب كتب عليه (ثمن 8) في وسط الآية عند كلمة أو نسك، هكذا:
{وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ * فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} فلا أدري ما وجه هذا التحزيب أو التثمين وكونه وسط الآية؟!
2 ـ في سورة المائدة،كانت بداية الجزء السابع من عند قوله تعالى: {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} والذي في رواية حفص ـ كما هو معلوم ـ من بداية قوله تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} فما سبب الاختلاف؟ هل هو قديم أم ماذا؟
أرجو الإفادة، فقد سألت أحد المختصين عن الإشكال الأول، فلم يعرف الجواب، فرغبت في طرحه لعلي أجد جواباً.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[12 Aug 2009, 10:59 م]ـ
تحزيب المصحف من الأمور الاجتهادية التي وقع فيها الاختلاف بناء على الاختلاف في عدد حروف كل حزب، وما ذكرته أخي الكريم مثال لهذا الاختلاف.
وللدكتورغانم قدوري بحث نفيس في هذا الموضوع مضمن في كتابه: (أبحاث في علوم القرآن) عالج فيه موضوع تحزيب المصحف معالجة جيدة مفيدة، ذكر فيها أساس هذا التحزيب وتاريخه وسبب الاختلاف فيه، مع البحث في المصادر والمصاحف، وذكر أقوال العلماء ومناقشتها، وخرج بأن الخروج من هذا الخلاف ممكن ومطلوب، من خلال عدد من الخطوات العملية الكفيلة بتحقيق هذا الغرض.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[12 Aug 2009, 11:20 م]ـ
بوركتم .. لكن هل من توجيه للإشكال الأول الغريب حقاً إذ كيف يوضع التحزيب داخل الآية؟ لأن الإشكال الثاني سهل وقريب، وليس بأشد غرابة من وضع بداية الجزء الخامس ـ في رواية حفص ـ من قوله تعالى: {والمحصنات من النساء ... } مع أن ذكر المحرمات من النساء لم يكتمل.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[12 Aug 2009, 11:29 م]ـ
إذا عرفنا أن النظر معتمد على عدد الحروف، ولا علاقة له بالمعنى أو نهاية الآية أو طولها زال العجب في ظني .. والعلم عند الله تعالى.
ـ[أبو زيد الشيباني]ــــــــ[14 Aug 2009, 02:20 ص]ـ
2 ـ في سورة المائدة،كانت بداية الجزء السابع من عند قوله تعالى: {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} والذي في رواية حفص ـ كما هو معلوم ـ من بداية قوله تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} فما سبب الاختلاف؟ هل هو قديم أم ماذا؟
- أما الأول فغريب!
- نعم قديم، لكن متى؟ لا أستطيع الجزم بشيئ. حتى أراجع
- وافق تحزيب مصحف الدوري هنا المصحف ذي الطبعة الباكستانية ..
- هناك فرق في التحزيب بين الطبعة العربية والباكستانية في بعض المواضع لا سيما رؤوس الأجزاء، انظر مثلا الجزء 4، 11، 20
- يفيدنا في هذا صاحب غيث النفع، فهو يهتم بتعيين أواخر الأحزاب.
- للشيخ علي الضباع كتاب صغير حول أحزاب وأثمان القرآن الكريم.
- ولأن الشيئ بالشيئ يذكر، فقد ذكر الدكتور مساعد - وفقه الله - في المحرر 229 كتابا لمحمد الصادق الهندي (كنوز ألطاف البرهان في رموز أوقاف القرآن)، أين هذا الكتاب؟ نريده مرفوعا عاجلا إن تيسر
- الدكتور مساعد تعرض للتحزيب في المحرر وفي مقالاته على ما أذكر ..
- ولي إلى الموضوع عودة إن شاء الله ويسر ...(/)
تقرير الدورة المكثفة لحفظ القرآن بالجامعة الإسلامية بإشراف الجمعية العلمية للقرآن
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[12 Aug 2009, 10:21 م]ـ
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/5064a8312ff3887f.jpg
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
فهذا تقرير موجز عما تم إنجازه في الدورة الصيفية المكثفة الأولى لحفظ ومراجعة القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية والتي تأتي ضمن انشطة اللجنة الفرعية بالمدينة المنورة للجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه وبالتعاون مع عمادة شؤون المكتبات بالجامعة الإسلامية
أولا: معلومات عن الدورة
-مدة الدورة:
استمرت الدورة ستة أسابيع من يوم السبت 11/ 7/1430هـ وحتى يوم الأربعاء 21/ 8/1430هـ
-أوقات الدورة: من يوم السبت وحتى يوم الخميس
من بعد صلاة الفجر وحتى الساعة 8,00 صباحاً.
من بعد صلاة العصر وحتى الساعة 7,00 مساءً.
-مستويات الدورة:
المستوى الأول: المراجعة والإتقان
المستوى الثاني: حفظ 10 أجزاء
المستوى الثالث: حفظ 6 أجزاء
المستوى الرابع: حفظ 3 أجزاء
المستوى الخامس: تحسين التلاوة
-الهيكل الإداري:
المشرف على الدورة د. محمد بن عبد العزيز العواجي وكيل كلية القرآن ونائب رئيس اللجنة الفرعية للجمعية
الشيخ/ محمد بن عمر الجنايني (مرحلة الدكتوراة بقسم القراءات) مدير الدورة (ويقوم بالتغطية في التدريس)
الشيخ/ أبو بكر بن محمد فوزي (مرحلة الدكتوراة بقسم التفسير) النائب (ويقوم بالتغطية في التدريس)
-المعلمون:
المستوى الأول:
الشيخ/ موسى سليمان (مرحلة الدكتوراة بقسم التفسير).
الشيخ/ عبد الرزاق محمد (مرحلة الدكتورة بقسم القراءات)
المستوى الثاني:
الشيخ/ جميل محمد سادس (مرحلة الدكتوراة بقسم القرأءات)
المستوى الثالث:
الشيخ/ محمد موسى محمد شقيفات (مرحلة الماجستير بقسم التفسير)
المستوى الرابع والخامس:
الشيخ/ عبد الرحمن السيد مصطفى (مرحلة الماجستير بقسم الدعوة)
ثانيا: تقرير موجز عما تم إنجازه
عدد المشاركين في الدورة: 120طالبا
الجنسيات المشاركة في الدورة: 50 جنسية
الفئات المستفيدة من الدورة: 8 فئات ممن لهم علاقة بالجامعة
متوسط الحضور الأسبوعي: 70 – 80 طالب
إجمالي من ختم القرآن: 22 طالب
إجمالي من حفظ من 10 - 20 جزءا: 14 طالبا
إجمالي من حفظ من 6 – 10 أجزاء: 15 طالبا
إجمالي من حفظ من جزأين إلى 5 أجزاء: 24 طالبا
إجمالي الجوائز الأسبوعية المقدمة:140 جائزة
ثالثا: مميزات الدورة:
1.أنها الأولى من نوعها التي تستهدف طلاب الجامعة في عطلة الصيف
2. استثمار وقت الإجازة بحفظ كتاب الله.
3.قرب وقت الدورة من شهر رمضان المبارك.
4.الاستفادة من الدورة في حفظ وضبط المقرر الدراسي.
5.قربها من الطلاب كونها في مسجد الجامعة.
6.سد حاجة الطلاب في وجود من يستمع لتلاوتهم ويقوّمهم.
7.تنوع المستويات وخصوصا (تحسين التلاوة – والضبط والإتقان).
8.كون أصحاب فكرتها وكذا القائمين عليها والمشاركين في التدريس من المتخصصين في القرآن وعلومه, وهذا لاشك يسهم في تميز الدورة.
9.توفير وجبة الإفطار يوميا.
10.توفير الجوائز الأسبوعية والحوافز التشجيعية.
11.استضافة بعض أعضاء هيئة التدريس لتوجيه الطلاب وتحفيزهم.
12.الترتيب والتنظيم من إدارة الدورة مع النشاط والحرص.
13.الإقبال على الدورة من الطلاب مع سفر كثير منهم إلى بلدانهم.
رابعا: قالوا عن الدورة:-
1 - جزى الله القائمين على هذه الدورة خير الجزاء وهذه بداية طيبة وأقترح أن تستمر خلال أيام الدراسة
د. محمد بن عبد الرحمن الدخيل (عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية)
2 - هذه الدورة مزرعة للحسنات بعد أفضل الصلوات (الفجر والعصر) وهي نموذج للتكامل بين الأنشطة والمقررات العلمية وفق الأهداف المشتركة بين الجامعة والجمعية، و تجربتها فريدة بحمد الله تعالى ولم أكن أتوقع ذلك الإقبال.
د. محمد بن عبدالعزيز العواجي (عضو الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه)
3 - أتيحت لي الفرصة في هذه الدورة أن أستمع لكتاب الله كاملا عشر مرات وهذا من فضل الله عليّ
الشيخ/ موسى سليمان (معلم في الدورة)
4 - لم أذق لذة مراجعة المحفوظ خلال ثلاث سنوات حتى شاركت في الدورة
أحد طلاب الدورة
وقد كانت تجربة ناجحة بفضل الله وأسأل الله أن يجزي القائمين على هذه الدورة ومن ساهم في إنجاحها خير الجزاء
كما نسعد بأي مقترح في تطوير مثل هذه الدورات
وصلى الله وبارك على نبينا محمد
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[12 Aug 2009, 11:09 م]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله!
جهد طيب، وعمل كبير، وغرس نافع مثمر بإذن الله تعالى.
وأسأل الله بأسمائه وصفاته أن يبارك في جهود كل من شارك، ويرزق الجميع من لدنه رزقا حسنا.
وإنه لخير عمل وبذل يقدم لأطهر البقاع مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم ..
فهذه الدورة بحق جمعت ما لم تجمعه دورة أخرى مماثلة في شتى المناطق، إن في القائمين على الدورة من مشرفين ومعلمين، أو في الفئة المستهدفة، أو في المكان والزمان المختارَين ..
جزاكم الله خيرا يا أهل طيبة ..
وإلى الأمام!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب القراءات]ــــــــ[13 Aug 2009, 01:45 ص]ـ
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات , أسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال وأن يعيننا وإياكم على الإخلاص لوجهه الكريم.
لقد كانت هذه الدورة بفضل الله مباركة وتجربتها رائدة ومتميزة , وبفضل الله تعالى تحققت أهدافها وآتت ثمارها ونفع الله بها نفعا عظيما , ووجدنا فيها من حرص إخواننا المشاركين وإقبالهم وهمتهم العالية ما يشجعنا على المضي قدما في هذا الطريق , وأن نسعى لأن تستمر هذه الحلقات القرآنية المباركة في مسجد الجامعة الإسلامية خلال الدراسة , وهذا ما طالب به الكثير ممن شارك في هذه الدورة.
وقد كان للجنة الفرعية للجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه بالمدينة النبوية جهد مبارك في تبني فكرة الدورة والسعي لإنجاحها
وعلى رأسهم فضيلة شيخنا أ. د / عماد زهير حافظ (رئيس اللجنة الفرعية للجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه بالمدينة النبوية , ونائب رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه , وعميد شؤون المكتبات بالجامعة الإسلامية)
وشيخنا الحبيب المبارك د / محمد بن عبد العزيز العواجي (نائب رئيس اللجنة الفرعية للجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه بالمدينة النبوية , ووكيل كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية)
اللذين بذلا من وقتهما وجهدهما كل ما يستطيعا لإنجاح هذه الدورة سواء كان بالدعم المادي أو المعنوي , فأسأل الله أن يبارك في جهودهما وينفع بهما ويجعلهما مباركين أينما كانوا.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[18 Aug 2009, 02:41 ص]ـ
بارك الله فيك يا أبا عبد الرحمن على هذا التقرير عن هذا النشاط المبارك، وهي فرصة لطلاب الجامعة لحفظ ومراجعة القرآن الكريم داخل الجامعة المحبوبة (الجامعة الإسلامية)، وأشكر القائمين على هذه الدورة وعلى رأسهم فضيلة الدكتور محمد العواجي وفقه الله والشيخ المقرئ محمد عمر الجنايني وشخصكم الكريم، والجامعة الإسلامية حرية بمثل هذه الأنشطة، وهي بعلمائها وطلابها أهل لذلك، وجزى الله خيراً معالي مديرها الدكتور الموفق محمد العقلا على ما يقدم دائماً ما يخدم العلم وأهله، وليتكم تكرمتم بعمل حفل مشترك مع حفل الجمعية في رمضان داخل المسجد النبوي، وفقكم الله وسدد خطاكم ...(/)
(أبو علي الشهرباني) هل ترجم له أحد؟ مسألة مبنيّة على ذلك.
ـ[رأفت المصري]ــــــــ[14 Aug 2009, 02:30 ص]ـ
نقل الإمام الزركشي ومن بعده السيوطي وغيرهما عن أبي علي الشهرباني أن أول من أظهر ببغداد علم المناسبة هو أبو بكر النيسابوري، ونُقل عنه ثمة كلام مما كان يذكره النيسابوري في عنايته بعلم المناسبات.
ثم اشتهر أن أبا بكر النيسابوري متقدّم معاصر للإمام الطبري رحمه الله، على هذا نهج أكثر المؤرّخين لعلم المناسبات.
وقد نحى الدكتور عبد الحكيم أنيس، وكذا الدكتور مصطفى مسلم والدكتور الخطيب إلى أن ذلك غير دقيق، والصواب - كما رأوا - أن أبا بكر النيسابوري المذكور في كلام الشهرباني متأخر من أعيان القرن السابع.
وقد أشكل ذلك عليّ من نواحٍ، إلا أن التعويل في إثبات هذا أو ردّه هو معرفة أبي عليّ الشهرباني، الذي ظهر من كلامه أنه قد سمع الكلام عن المناسبات من فم النيسابوري ..
فإن عرفنا الشهرباني عرفنا أي النيسابوريين المقصود من الكلام: أهو المتقدّم أو المتأخر؟
هذا الإشكال، فإن كان ثمة من يساعدني في حلّه فجزاه الله خيراً كثيرا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Aug 2009, 01:24 م]ـ
من أوسع من رأيته تحدث عنه الدكتور عبدالحكيم الأنيس في بحثه المنشور في مجلة الأحمدية. ولم أجد - بعد البحث - من تحدث عنه بتفصيل مفيد.
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[15 Aug 2009, 11:51 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله.
تتميما لما ذكر السادة الفضلاء، أضيف ما يلي:
أولا: الذي وقفت عليه في كتاب البرهان. هو أبو الحسن الشهراباني، وليس أبا علي.
ثانيا: السيوطي نقل هذا القول في الإتقان، ولم يسم أبا الحسن الشهراباني، بل قال: "وقال غيره: أول من أظهر ... إلخ
ثالثا: الشهراباني بإثبات الألف وليس بحذفها، لأنها من شهرابان، ذكر ياقوت: أنها قرية كبيرة عظيمة ذات نخل وبساتين من نواحي الخالص في شرقي بغداد وقد خرج منها قوم من أهل العلم. اهـ
رابعا: ذكر الأستاذ الفاضل، أن " التعويل في إثبات هذا أو ردّه هو معرفة أبي عليّ الشهرباني."
ويضاف أيضا إلى ذلك، الرجوع إلى مظان ترجمة أبي بكر النيسابوري، فإنهم لا شك سيذكرون صدى هذه الفكرة، ومن ثم يعلم أي الرجلين هو المقصود.
خامسا: النقل الذي أورده الزركشي في البرهان، يوهم ظاهره أنه نقله عن ابن العربي، فإن صح هذا زال الإشكال.
ودمتم بخير.
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[15 Aug 2009, 12:27 م]ـ
وبما أن فضيلة الدكتور عبد الرحمن الشهري، أفادنا مشكورا بعدم وقوفه على من كتب في هذا الباب بتفصيل مفيد. فعندي اقتراح، وهو أن يضيف الإخوة المشاركون، ما وقفوا عليه في طبقات المفسرين، وكتب التراجم وغير ذلك، من الأخبار المتعلقة بأبي بكر النيسابوري، لعلنا نخرج من ذلك بتحديد دقيق، يعين على معرفة من هو المقصود بالذات. فإن تم ذلك فسيكون ما يكتب في هذا الملتقى المبارك، مرجعا فيما بعد في هذه المسألة بخصوصها.
فما رأي فضيلتكم في هذا الاقتراح؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Aug 2009, 12:36 م]ـ
اقتراح جيد أستاذنا الكريم.
وأقترحُ - إن رأيتم - قبل ذلك قراءة بحث الدكتور الفاضل عبدالحكيم الأنيس في مسألة نشأة علم المناسبات في مجلة (الأحمدية) التي تصدر عن دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث في دبي بالإمارات العربية المتحدة في العدد الحادي عشر - جمادى الأولى 1423هـ بعنوان: (أضواء على ظهور علم المناسبة القرآنية) فقد بيَّن فيه أقوال العلماء في نشأة هذا العلم، وفيه تتبع جيد للموضوع، وقد يتمكن من يقرؤه من مواصلة التتبع للوصول لنتيجة علمية مفيدة إن شاء الله.
وليت أحد الزملاء في الملتقى يصور لنا هذا البحث ويرفعه على الملتقى ليطلع عليه من لم يقرؤه بعدُ.
موقع مجلة الأحمدية ( http://www.irh.ae/irhms.php?name=Ahmadiya)
لكن معظم الأبحاث غير متوفرة.
روابط ذات صلة:
- علم المناسبات ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=884) .
- علم التناسب ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=14836).
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[15 Aug 2009, 01:05 م]ـ
بارك الله فيكم، وجزاكم الله خيرا على الروابط المفيدة.
وقد وجدت رابطا فيه أعداد مجلة الأحمدية، ومن ضمنها العدد الحادي عشر، لكني لم أهتد إلى فتح العدد وقراءته. فلعل من يستطيع أن يفتح الملف. أن ينسخ لنا البحث مشكورا. ويضعه في الملتقى.
وهذا هو الرابط:
http://www.irh.ae/irhms.php?name=Ahmadiya
ـ[رأفت المصري]ــــــــ[15 Aug 2009, 03:20 م]ـ
جزاكم الله خيرا على تفاعلكم ..
وقد حاولت الولوج إلى مادة هذا العدد قبل، فلم أستطع إليها سبيلا ..
وراسلت المجلّة كذلك فما كان بأهدى سبيلا!! إذ لم يردّ عليّ أحد ..
وراجعت على عجالة ما يتعلق بالنيسابوري مَن تكنى منهم بأبي بكر، فما وقعتُ على ما يعضدُ هذا الرأي أو ذاك!! ولعل ذلك لعجلتي، وسأعود إن شاء الله.
فإن كان بحثُ الدكتور عبد الحكيم موجوداً بين يدي أحد الإخوة فليتحفنا به، أو بما يتعلق بهذ النقطة منه على الأقل مأجورا مشكورا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[15 Aug 2009, 03:48 م]ـ
المجلة عندي وسأنقل البحث هنا برمته إن شاء الله
ـ[أبو العالية]ــــــــ[15 Aug 2009, 04:29 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
كتبت بعض إشارات وتساؤلات حول الترجمتين وهل ثمة من تسموا واشتهروا بذلك، والبحث في أي القرون ذكروا، وبما أن الإخوة سبقوني بها فلا حاجة للتكرار.
ومما يفيد في المسألة ما وجدته في " برنامج الوادي آشي" في ترجمة الشيخ الفقيه المقرئ الخطيب قاضي بلد الخليل عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام
رضي الدين، أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن إبراهيم، الربعي الجعبري الخليلي، ومولده تقريبا في سنة أربعين وستمائة، قال: لأن أول مقروءاتي ومسموعاتي كانت في سنة تسع وأربعين، أخذ عن أبي علي الحسن بن الحسن بن ابي السعادات التكريتي، وجمال الدين علي بن محمد بن محمد بن وضاح الشهراباني العراقي
هذا على عجالة، ولي عودة مع الموضوع، للإجابة التساؤلات. وقد أذن العصر
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[15 Aug 2009, 04:31 م]ـ
أضواء على علم المناسبة =================== (*) د. عبد الحكيم الأنيس
التعريف بالبحث:
يتناول هذا البحث الكلام على ظهور علم المناسبة القرآنية، وتصحيح أخطاء شائعة في تاريخه، وذلك أن الزركشي نقل في برهانه عن الإمام أبي الحسن الشهراباني قوله:
" أول من ظهر ببغداد علم المناسبة، ولم نكن سمعناه من غيره الشيخ الإمام أبو بكر النيسابوري ...... ".
فجاء السيوطي وتصرف في هذه العبارة كثيراً، ومن ذلك قوله: " أول من سبق إلى هذا العلم ". ثم أتى محقق البرهان وترجم للنيسابوري على أنه الإمام الحافظ عبد الله بن محمد بن زياد الشافعي (المتوفى 324هـ)، وتابعه كل من كتب في هذا، مع إغفالهم ترجمة أبي الحسن الشهراباني، غير باحث واحد ترجم للنيسابوري على أنه الإمام المقرئ محمد بن عبدوس (المتوفى سنة 338هـ) وحكم على الشهراباني بالجهالة!
وهذا البحث يبين أن أبابكر النيسابوري المذكور في كلام الشهراباني لم يسبق إلى هذا العلم كما ظن السيوطي ومتابعوه، وأن دوره ينحصر في إظهار هذا العلم في بغداد، وأنه ليس ابن زياد ولا ابن عبدوس، ويذكر أن المعروفين باسم (أبي بكر النيسابوري)
كثيرون، وأن المقصود منهم هنا عالم من علماء القرن السابع الهجري، لأن الذي رآه ووصفه هو أبوالحسن الشهراباني توفي سنة (672هـ)، وهو عالم من علماء بغداد الكبار، وليس مجهولاً كما تسرع البعض في الحكم عليه.
وفي ضوء هذه النتائج يقرر البحث أن التأريخ لظهور علم المناسبة ـ باعتباره علماً ـ في مطلع القرن الرابع عشر الهجري ـ تبعاً لما سبق ـ غير صحيح.
ويدعو إلى إعادة النظر في تاريخه ومراحله، وإلى نسبة الفضل لأهله، ويعرض ما توصل إليه في هذا المجال، إلى غير مما اقتضاه البحث من مناقشات وتساؤلات. ومن الله التوفيق.
-----------------------------------------------------------------------
(*) باحث أول في دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث بدبي، ولد عام (1385/ 1965)، وحصل على درجة الدكتوارة في التفسير وعلوم القرآن من كلية العلوم الإسلامية في جامعة بغداد بدرجة امتياز (1416هـ/1995م)، ودرّس في جامعتي صنعاء وبغداد وغيرهما، وله عدة بحوث ومحققات.
((((تابع البحث ======= وادع لأخيك =========))))
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[15 Aug 2009, 04:44 م]ـ
أضواء على ظهور علم المناسبة __________________________ ص16
المقدمة:
من المتفق عليه أن الكشف عن تاريخ العلوم: نشأتها وتطورها والمراحل التي مرت بها بها من الأمور المهمة في فهم هذه العلوم وتصورها واستعيابها، ومعرفة الظروف التي أحاطت بها وأثرت فيها.
ومن علوم القرآن التي تلقى اهتماماً كبيراً في هذا العصر: علم المناسبة بين آياته وسوره، ويعرف بأنه علم تعرف منه علل ترتيب أجزائه (1)، وهو ما أدى إلى ما يسمى بـ (النظام) و (الوحدة الموضوعية).
وقد كتب الباحثون في تاريخ هذا العلم، في دراساتهم التي تناوله، سواء كانت في التقديم لكتب قديمة فيه، أو كتب تدرس علوم القرآن، أو في بحوث خاصة.
وفي تتبعي لتاريخ هذا العلم لحظت أخطاء كبيرة وقع فيها الدارسون والباحثون وهم يؤرخون لهذا العلم ويتكلمون عن ظهوره، فأحببت أن أصححها في هذا البحث، من خلال نص مهم في هذا الباب، قاله أبو الحسن الشهراباني عن الإمام أبي بكر النيسابوري، هذا النص الذي تُصرِّف في عباراته في ستة مواضع، وقدّم على زمانه ثلاثة قرون، وحُمِّل ما لا يحتمل، ولم يعرف المقصود به، بل جُهل قائله أيضاً.
وتفصيل القول في ذلك يأتي في المطالب الآتية:
المطلب الأول: في ذكر كلام أبي الحسن الشهراباني وما حصل فيه من تصرف.
المطلب الثاني: محاولات التعريف بأبي بكر النيسابوري.
المطلب الثالث: التعريف بأبي الحسن الشهراباني.
المطلب الرابع: علم المناسبة في النصف الأول من القرن السابع وصدى إظهاره.
المطلب الخامس: تساؤلات يثيرها قول الشهراباني.
الخاتمة: رأى أولي في أولية علم المناسبة.
نتائج البحث.
________________
(1) نظم الدرر للبقاعي 6/ 1.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[15 Aug 2009, 05:13 م]ـ
د. عبد الحكيم الأنيس ______________________________ص17
المطلب الأول
في ذكر كلام أبي الحسن الشهراباني وما حصل فيه من تصرف:
من أخطر الأمور النقل عن الآخرين بتصرف وتغيير واختصار، ويجب على من يؤثر هذه الطريقة التأني، والتريث والتفكير قبل أن يفعل هذا، حتى لا يقع منه ما يكدر النص المنقول، ومن التصرف الذي وقع للإمام السيوطي (ت 911) ـ وفيه ما يقبل وما لا يقبل ـ قوله في كتابه (الإتقان) (1)، وهو يتحدث عن علم المناسبة الآيات والسور:
((قال ابن العربي ...... وقال غيره: أول من ظهر علم المناسبة الشيخ أبوبكر النيسابوري، وكان (2) غزير العلم في الشريعة والأدب، وكان يقول على الكرسي إذا قرئ عليه:
- لم جعلت هذه الآية إلى جنب هذه؟
- وما الحكمة في جعل هذه السورة إلى جنب هذه السورة؟
وكان يزري على علماء بغداد لعدم علمهم بالمناسبة)).
وأورد هذا النص في كتابه ((معترك الأقران)) (3) من غير عزو، وبدأه بقوله: " وأول من سبق إلى هذا العلم الشيخ أبوبكر النيسابوري، وكان كثير العلم ........ ".
ونعود إلى البرهان للزركشي (ت 794) ـ لما هو معلوم من أن السيوطي بني الإتقان عليه ـ فنجد النص فيه هكذا (4): " قال الشيخ أبو الحسن الشهراباني (5):
أول من ظهر ببغداد علم المناسبة، ولم نكن سمعناه من غيره: الشيخ الإمام أبوبكر النيسابوري، وكان غزير العلم ... ".
______________
(1) النوع (62) 323/ 3
(2) في الإتقان: عزيز. وهو خطأ مطبعي.
(3) 1/ 43ـ 44.
(4) النوع (2) 132/ 1.
(5) لم يذكر الزركشي موضع كلامه الذي نقل منه، ولو فعل لساعد في القضاء على كثير من اللبس الذي حصل بعده، ولم يذكرشيئاً عن كتبه ـ وسيأتي ذكرها ـ ولم ينقل عنه في غير هذا الموضع.
---------------------------------------------------------------------------------------
أضواء على ظهور علم المناسبة ________________________ ص18
ملحوظات على نقل السيوطي:
نلحظ على نقل السيوطي أنه تصرف في ستة مواضع، وبعض هذه التصرفات ليس له كبير الأثر، ولكن بعضها الآخرفي غاية الخطورة، وهذه هي:
الأول: أنه حذف اسم القائل (أبي الحسن الشهراباني)، وذكره في غاية الأهمية كما سيأتي معنا.
الثاني: حذف ذكر المكان الذي وقع فيه الإظهار: (بغداد) والنص عليه أساسي لما ستعلم.
الثالث: حذف قول الشهراباني: " ولم نكن سمعناه من غيره ".
الرابع: حذف وصف النيسابوري (بالإمام).
الخامس: غير لفظة غزير إلى كثير.
السادس: أنه في " معترك الأقران " لم ينسب القول إلى قائله، وغيّر عبارة الشهراباني: " أول من أظهر ببغداد علم المناسبة " إلى قوله: " أول من سبق إلى هذا العلم ".
وهكذا انتقل النص من الكلام على إظهار النيسابوري علم المناسبة في بغداد إلى الحكم بأسبقيته المطلقة إلى هذا العلم (1)، وهذا غيرصحيح ـ كما سيأتي ـ (2).
_________________
(1) يذكر هنا أنه لم يتعرض لمن سبق إلى هذا العلم في كتابه " والوسائل في معرفة الأوائل ".
كما يذكر أنه كان في كلامه في النوع الثالث والستين وهو المتشابه اللفظي أدق حين قال (339/ 3):
" أفرده بالتصنيف خلق، أولهم ـ فيما أحسب ـ الكسائي"، فقوله: " فيما أحسب " احتياط جيد، وقد بيّن الدكتور حازم سعيد حيدر في كتابه القيم: " علوم القرآن بين البرهان والإتقان " ص154،155أن الحسبان منتقض، وذكر ما ينقضه، وقال مشكوراً ـ: " ....... إن إطلاق أوليات التأليف في الفنون يحتاج إلى تتبع واستقراء تام ".
(2) وانظر لزاماً تعليل تصرف السيوطي في عبارة الشهراباني في آخر المطلب الثالث.
---------------------------------------------------------------------------------------
د. عبد الحكيم الأنيس _____________________________ ص19
وترتب ـ بناء على هذا ـ أن عُدّ النيسابوري مؤسس هذا العلم، ثم ترجم على أنه الحافظ عبد الله بن محمد بن زياد لدى جميع الدارسين (1) عدا واحداً ترجمه على أنه المقرئ محمد بن عبدوس بن أحمد، ثم أُرخ لظهورهذا العلم بمطلع القرن الرابع الهجري لدى الجميع (2).
* * *
_________
(1) انظر من ذلك:
(يُتْبَعُ)
(/)
الإعجاز البياني في ترتيب سور القرآن وسوره (رسالة دكتوراة) للدكتور محمد أحمد يوسف القاسم ص38و41و235، والتناسب البياني في القرآن (رسالة دكتوراة) للدكتور أحمد أبو زيد ص34، والإمام السيوطي وجهوده في علوم القرآن (رسالة دكتوراة) للدكتور محمد يوسف الشربجي ص352.
(2) وما جاء في تفسير الأساس 24/ 1: " كان البقاعي ..... يلوم علماء بغداد لإهمالهم الكلام في هذا الشأن " فهو سهو خاطر، والمقصود النيسابوري هذا.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[16 Aug 2009, 12:19 ص]ـ
أضواء على ظهور علم المناسبة القرآنية ____________________ص20
المطلب الثاني
محاولات التعريف بأبي بكر النيسابوري:
عرفنا من النص السابق أن لأبي بكر النيسابوري شأناً مهماً إذ كان هو الذي أظهر بغداد علم المناسبة، فمن يكون هذا الرجل؟
الواقع أن الزركشي والسيوطي وعدداً ممن ذكر النيسابوري من بعدهما (1) لم يذكروا عن النيسابوري أي شيء يعرف به (2)، لكن قد نجد إشارة لدى الشيخ طاهر الجزائري إلى أنه متأخر، فبعد أن قال: " لم يشتغل المتقدمون بعلم المناسبات ..... "، قال:" وقد خالفهم في ذلك كثير من المتأخرين، فرأوا أن الاشتغال به من الأمور المهمة "، وهنا
_______________________
(1) وذلك مثل:
- المؤرخ طاش كبرى زاده (ت968) في "مفتاح السعادة " 480/ 2.
- والعلامة طاهر الجزائري (ت 1338) في " التبيان " صـ 297.
- والمفسر عبد الحميد الفراهي الهندي (ت1349)، في "فاتحة تفسير نظام القرآن " ص3
- والشيخ قاسم القيسي البغدادي (ت1375) في: " تاريخ التفسير" ص116.
- والسيد عبد المتعال الصعيدي (ت1377) في كتابه " النظم الفني في القرآن " ص5
- والأستاذ الدكتور محمد عبد الله دراز (ت 1378) في " النبأ العظيم " صـ 199.
- والأستاذ الدكتور محمد فاروق النبهان في كتابه " مقدمة في الدراسات القرآنية "ص200
(2) وهناك من تجاوز ذكر النيسابوري أصلاً:
- كالقنوجي (ت1307) في " الوشي المرقوم في بيان أحوال العلوم ".
- والشيخ مناع القطان ـ رحمه الله ـ في " مباحث في علوم القرآن ".
- والسيد محمد بن علوي المالكي في " زبدة الإتقان في علوم القرآن ".
- والدكتور القصبي محمود زلط في كتابه: " مباحث في علوم القرآن ".
- والدكتور إبراهيم بن سليمان آل هويمل في بحثه " علم المناسبات بين المانعين والمجيزين " المنشور في مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود، العدد (25)، وغيرهم.
-----------------------------------------------------------------------------------
د عبد الحكيم الأنيس ______________________________ ص21
قال: " وأول من أظهر علم المناسبة ببغداد الشيخ أبوبكر .......... " (1)، فهل يقصد الشيخ طاهر أن النيسابوري متأخر؟ ربما، وربما انتهى كلامه الذي كان فيه، واستأنف فقرة أخرى فقال: " وأول من أظهر .......... ".
وهنا يقال أيضاً: ما الحد الفاصل بين المتقدمين والمتأخرين عنده؟
* * *
هذا، وقد بقى هذا الرجل (أبوبكر النيسابوري) غير معروف إلى هذا العصر، ولكنه حين حين عُرِف به وضعت له ترجمتان ليستا له، وإنما هما لعالمين آخرين، وهكذا اختلف فيه على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أنه الإمام عبد الله بن محمد بن زياد:
وأول من ذهب إلى هذا محقق " البرهان" للزركشي في نشرته الأولى: الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم (ت1401)، وهذا نص ترجمته له: " هو عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري الفقيه الشافعي الحافظ، رحل في طلب العلم إلى العراق والشام ومصر، وقرأ على المزني، ثم سكن ببغداد، وصار إماماً للشافعية بالعراق، وتوفي سنة 324هـ (2) ".
وتابعه على هذا ـ وأذكرهم حسب تسلسل كتبهم ـ:
الدكتور صبحي الصالح (3) والدكتور محمد القاسم (4)، والدكتور زاهر بن عوض الألمعي (5)،
____________________
(1) التبيان ص297.
(2) البرهان 36/ 1وتحت يدي الطبعة الثانية مؤرخة بـ 1391ـ 1972م، ولكن تاريخ مقدمة الأولى هو: 1376ـ 1957م.
(3) في كتابه " مباحث في علوم القرآن " ص151،ط5، 1968م.
(4) في كتابه " الإعجاز البياني في ترتيب آيات القرآن الكريم وسوره " ص37،ط1، 1399=1979م.
(5) في كتابه " دراسات في التفسير الموضوعي للقرآن الكريم " ص78، ط1، 1405= 1985.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[16 Aug 2009, 01:22 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أضواء على ظهور علم المناسبة القرآنية ____________________ص22
والأستاذ علال الفاسي (1)، والدكتور سعيد الفلاح (2)، ومحققو البرهان للزركشي في نشرته الثانية: الدكتور يوسف المرعشلي، والشيخان جمال الذهبي وإبراهيم الكردي (3)، والدكتور أحمد أبو زيد (4)، والدكتور محمد يوسف الشربجي (5)، والأستاذ الدكتور نور الدين عتر (6)، والأستاذ بسام محمد بارود (7)، وغيرهم.
وقدر رجعوا في مجموعهم إلى: تاريخ بغداد 120/ 10، واللباب لابن الأثير 252/ 3،سير أعلام النبلاء65/ 15، تذكرة الحفاظ 819/ 3، غاية النهاية في طبقات القراء449/ 1، شذرات الذهب 302/ 2، كشف الظنون1636/ 2، هدية العارفين 445/ 1.
القول الثاني: أنه " محمد بن عبدوس بن أحمد بن الجنيد، أبوبكر المقرئ المفسر الواعظ النيسابوري، إمام فاضل علم بمعاني القرآن، توفي سنة 338".
ذهب إلى هذا الأستاذ محمد شعباني (8)، ورجع في الترجمة إلى طبقات المفسرين للداودي 191/ 2.
_________________
(1) في كتابه " المدخل لعلوم القرآن والتفسير" صـ 41، وجاء فيه " الشابوري" بدل النيسابوري.
(2) في تقديمه لـ " البرهان في تناسب سور القرآن " لا بن الزبير الغرناطي (ت807) ص62، وطبع الكتاب سنة 1408هـ ـ 1988م، وأرخت وفاة النيسابوري فيه: 423هـ وهو خطأ مطبعي.
(3) جاءت ترجمتهم له في الملحق بالجزء الأول534/ 1، وبين يدي الطبعة الثانية من تحقيقهم، وهي مؤرخة بـ 1415هـ ـ 1994م، لكن تصدير الكتاب مؤرخ بـ 1409ـ1988م.
(4) في كتابه " التناسب البياني في القرآن: دراسة في النظم المعنوي والصوتي" ص34، وأصله أطروحة دكتوراة أجيزت من كلية الآداب بجامعة الإمام محمد الخامس في الرباط عام 1990.
(5) في كتابه الإمام السيوطي وجهوده في علوم القرآن " ص352، وأصله أطروحة لنيل شهادة الدكتوراة أجيزت من جامعة الزيتونة عام 1993، وفي تقديمه لرسالة السيوطي " مراصد المطالع في تناسب المقاطع والمطالع " التي نشرت في مجلة الأحمدية بدبي، العدد (4) سنة 1420ـ1999م، ص78.
(6) في بحثه " علم المناسبات وأهميته في تفسير القرآن " المنشور في مجلة كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي، العدد (11) 1406ـ 1995، ص86.
(7) في تعليقه على " تفسير سورة الفاتحة الكبير" من البحر المديد لابن عجيبة (ت1224) ص125.
(8) في تقديمه لـ " البرهان في ترتيب سور القرآن " للغرناطي المذكور ص72، وتاريخ مقدمة الكتاب 1410ـ1990.
---------------------------------------------------------------------------------------
د. عبد الحكيم الأنيس ____________________________ ص23
القول الثالث: أنه يحتمل أن يكون هو (العالم الواحد) الذي ذكره أبوبكر بن العربي (ت:543) في كتابه " سراج المريدين"، وذلك في قوله (1):
" ارتباط آي القرآن بعضه ببعض، حتى يكون كالكلمة الواحدة متسقة المعاني، منتظمة المباني، علم عظيم لم يتعرض له إلا عالم واحد عمل فيه سورة البقرة ....... ".
ذهب إلى هذا الاحتمال السيد عبد الله بن الصديق الغماري (ت1413) (2)، وهو محاولة منه لبيان المبهم في قول ابن العربي، وكان دقيقاً فلم يجزم بشيء، كما أنه لم يذكر شيئاً عنه، وسنعلم مما نذكره أنه ليس هو.
وأعود إلى القولين السابقين لأقول: على أي شيء يا ترى اعتمد الأساتذة الأجلاء المذكرون في تحديد شخصية أبي بكر النيسابوري المذكور هنا بأنه الحافظ ابن زياد أو المقرئ ابن عبدوس؟
وهل يكفي أن نجد رجلاً يعرف بـ " أبي بكر النيسابوري" لنجزم بأنه المراد؟
وما الذي يجعل " ابن زياد أولى من ابن عبدوس " أو الثاني أولى من الأول؟
على أن الأمر لو اقتصر على الترجيح بينهما لكان ابن عبدوس أولى، فقد ذكر عنه ما يرشحه لذلك، وترجم في " طبقات المفسرين" بخلاف ابن زياد الذي لم يذكر عنه سوى براعته في الحديث والفقه (3)، ولم يرد له ترجمة في الكتب المعنية بالمفسرين (4)
__________________________
(1) نقله عنه الزركشي في البرهان 1/ 132، وتابعه السيوطي في الإتقان 322/ 3.
(2) في كتابه " جواهر البيان في تناسب سور القرآن "ص18.
(يُتْبَعُ)
(/)
(3) انظر ـ بالإضافة إلى ما ذكر من مصادر ترجمته _ طبقات الفقهاء للشيرازيص113،المنتظم286/ 6، تاريخ الإسلام150/ 24، العبر201/ 2،مرآة الجنان2/ 288،طبقات الشافعية الكبرى310/ 3، البداية والنهاية 11/ 245، النجوم الزاهرة 259/ 3، طبقات الحفاظ للسيوطي ص341.
وذكر له من الكتب: كتاب " الأبواب"، و " الفوائد الزيادات"في ثلاثة أجزاء، و" جزء من حديث ابن زياد "، قال ابن حجر: وهذا الجزء داخل كله في " الزيادات" الثلاثة التي ذكرت قبل، سوى ثلاثة أحاديث من آخره. انظر " المعجم المفهرس" الأرقام (36) و (1234) و (1235).
وله:" الزيادات على مختصر المزني في فروع الشافعية"، ذكره في كشف الظنون 1636/ 2.
(4) للسيوطي والداوودي، والأدنروي، وعادل نويهض.
--------------------------------------------------------------------------------------
أضواء على ظهور علم المناسبة القرآنية___________________ص24
ثم إن المعروفين بهذه الكنية والنسبة (أبي بكر النيسابوري) كثيرون، وقد عددت منهم ـ غير هذين المذكورين هنا ـ خمسة عشر رجلاً (1)، فما الذي يجعلنا نعدل عن واحد
__________________
(1) وهؤلاء هم:
- أبوبكر النيسابوري: محمد بن إبراهيم (ت310)، له تفسير، كشف الظنون 460/ 1، وفي النبلاء492/ 14 أرخت وفاته بـ (318).
-أبوبكر النيسابوري: محمد بن إسحاق بن خزيمة (ت311)، الإمام الحافظ المعروف، الوفي بالوفيات 196/ 2.
- أبوبكر النيسابوري: محمد بن الحسين بن الحسن (ت332)، الشيخ الصالح مسند نيسابور، الوافي بالوفيات372/ 2.
- أبوبكر النيسابوري: محمد بن عمر بن حفص (ت335)، الإمام الزاهد المعمر العابد، النبلاء 376/ 15.
- أبوبكر النيسابوري: محمد بن دواد بن سليمان (ت342)، الزاهد شيخ الصوفية، أحد الأئمة في الحديث والتصوف، الوافي بالوفيات 63/ 3،معجم المؤلفين 296/ 9.
- أبوبكر الصبغي النيسابوري: محمد بن عبد الله بن محمد (ت344)، من أعيان فقهاء الشافعيين، كثير السماع والحديث، طبقات الفقهاء الشافعيين لابن الصلاح 197/ 1.
- أبوبكر الصبغي النيسابوري: أحمد بن إسحاق بن أيوب (ت بعد 340)، أحد أئمة الشافعية، له تصانيف: التعليقات السنية على الفوائد البهية ص247.
- أبوبكر النيسابوري: محمد بن أحمد بن جعفر (ت قبل 360)، من أفتى مشايخ نيسابور، لواقح الأنوار 125/ 1.
- أبوبكر النيسابوري: أحمد بن الحسين بن مهران (ت381)، المقرئ المؤلف في القراءات، معرفة القراء الكبار 347/ 1، غاية النهاية 49/ 1.
- أبوبكر النيسابوري: محمد بن أحمد الشهير بالصالح، (453ت)، له تفسير، طبقات المفسرين للأدنروي ص262.
- أبوبكر النيسابوري: أحمد بن علي بن عبدالله (ت487)، كان فاضلاً عارفاً باللغة والأدب ومعاني الحديث. النبلاء 478/ 18.
- أبوبكر النيسابوري: أحمد بن سهل السراج (ت 491)، وكان فقيهاً ورعاً عابداً صالحاً، تاريخ الإسلام للذهبي 84/ 34.
-أبوبكر النيسابوري ثم البغدادي: محمد بن سعيد بن الموفق (ت643)، مسند بغداد، تاريخ الإسلام 205/ 47، ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد ابن الدبيثي 283/ 1.
- أبوبكر النيسابوري: ابن محمد بن أبي الفتح (القرن السابع أو الثامن)، أحد الأئمة، الجواهر المضية 107/ 4
---------------------------------------------------------------------------------------
د. عبد الحكيم الأنيس ______________________________ص 25
منهم إلى ابن زياد أو ابن عبدوس؟ وألا يحتمل أن يكون المراد واحداً من أولئك؟
لابد هنا من مرجح يرجح أحد هؤلاء، وهذا المرجح أحد الأمرين:
الأول: أن ينص في ترجمته على إظهاره لعلم المناسبة، إذ مثل هذا لا يسكت عليه.
والثاني: معرفة ترجمة أبي الحسن الشهراباني، والأمر الأول غير حاصل، ولكن الأمر الثاني معلوم، فأبو الحسن الشهراباني من أهل القرن السابع الهجري، إذ عرفنا هذا توصلنا إلى أن النيسابوري المقصود من أهل هذا القرن أيضاً، وبالتالي فلابد من استبعاد كل من لم يكن من أهل هذا القرن.
وكان ينبغي قبل الوصول إلى أحد هذين الأمرين أن يقال: لعله فلان، فأما الجزم هكذا بغير دليل في موضع نظر.
وتقع المسؤلية الأولى على محقق البرهان الأول ـ رحمه الله وغفر له وجزاه خيراً على جهوده ـ وقد تابعه الدارسون وثوقاً به (1)، ولعل هذا الذي جعله وجعلهم يثقون بهذه الترجمة تصرف السيوطي في النص الذي قدمته، ولاسيما تعبيره بـ " وأول من سبق إلى هذا العلم " بدل قول الشهراباني: " أول من أظهر ببغداد علم المناسبة ".
وهكذا ـ على مدى نصف قرن تقريباً ـ اعتُقد أن النيسابوري هو الحافظ ابن زيادـ إلا عند الأستاذ محمد شبعاني الذي ذهب إلى أنه المقرئ ابن عبدوس، والفرق يسير
____________________
(1) ومثل هذا وهمه في ترجمة أبي الحكم بن برجان المفسر (ت 536)، فقد وضع له ترجمة حفيده (ت 627)! انظر البرهان 18/ 1، وتابعه على ذلك آخرون. ولا مجال لبيان هذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[16 Aug 2009, 06:02 ص]ـ
أضواء على ظهور علم المناسبة القرآنية___________________ص26
إذ الرجلان متقاربان في تاريخ الوفاةـ، كما اعتقد أنه السابق إلى هذا العلم من عصر السيوطي إلى الآن فغمط حق الآخرين، وهذا كله غير صحيح، فليس النيسابوري ابن زياد، ولم يسبق إلى هذا العلم إذ كان في القرن السابع، نعم إنه أظهر ببغداد هذا العلم ولم يكن لعلمائها عناية به.
أعود وأقول:
إذا كان النيسابوري المقصود من أهل القرن السابع فقد عرفنا من أهل هذا القرن اثنين، الأول على سبيل الجزم، والثاني على سبيل الاحتمال، فهل يكون أحدهما هو الذي نريد؟ ننظر:
فالأول هو:محمد بن سعيد بن الموفق (ت643)، والمذكور عنه الحديث التصوف لا غير (1)، ثم إنه ولد في بغداد فهو من أهلها وعلمائها ولا ينطبق عليه قول الشهراباني: " وكان يزري على علماء بغداد لعدم علمهم بالمناسبة " (2).
والثاني: أبوبكر محمد بن أبي الفتح النيسابوري.
وهذا ترجم له القرشي في الجواهر المضية (3)، فقال: " أحد الأئمة، له " الأوضح " في الفقه، في مجلدين، على الهداية وقفت عليه"، ولم يزد على ذلك (4).
وصاحب الهداية توفي سنة (593) فيكون المترجم بعده، والقرشي توفي سنة (775) فيكون المترجم قبله، فمن المحتمل أن يكون من أهل القرن (السابع).
___________________
(1) انظر ترجمته في: ذيل تاريخ مدينة السلام لابن الدبيثي 283/ 1،وتاريخ الإسلام 208/ 47، وتذكرة الحفاظ1432/ 4، والنبلاء124/ 23، والإشارة إلى وفيات الأعيان ص346، والإعلام بوفيات الأعلام ص286، والعبر 179/ 5، والمعين في طبقات المحدثينص302، و النجوم الزاهرة 355/ 6، وشذرات الذهب 391/ 7.
(2) والذي يؤكد كون أبي بكر النيسابوري ليس من علماء بغداد عدم وجود ترجمة له، ولو كان من أهلها لعرف وترجم.
(3) 107/ 4.
(4) ومثل هذا في تاج التراجم ص334.
---------------------------------------------------------------------------------------
د عبد الحكيم الأنيس _______________________________ ص 27
أو " الثامن " وفي كلا الحالين لا نستطيع البت بشيء لقلة المعلومات الموجودة عنه (1).
وهكذا يبقى هذا الرجل مجهول الترجمة ـ كثرة ما بحثت عنه ـ.
لكني رأيت في ((الفلك الدائر على المثل السائر)) لعبد الحميد ابن أبي الحديد
(586ـ656هـ) ـ عصري الشهراباني ـ رأيت كلاماً فيه ذكر رجل لعل المقصود به أبوبكر النيسابوري هذا، وهذا الرجل مذكور في سياق نقد ابن أبي الحديد لابن الأثير (558ـ637هـ) مصنف المثل السائر " ومن المفيد نقل هذا النص على طوله ـ واعتذر عن ذلك ـ لتتضح الصورة (2):
قال ابن أبي الحديد: " قال المصنف [ابن الأثير] في باب العام والخاص:
إنه تعالى قال: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ}
[البقرة: 17] ولم يقل بضوئهم، لأن الضوء نور وزيادة.
فلو قال بضوئهم لكان المعنى يُعطي ذهاب تلك الزيادة، وبقاء ما يسمى نوراً، لأن الإضاءة هي فرط الإنارة، ولذلك قال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا}، فكل ضوء نور، وليس كل نور ضوءاً، فقال سبحانه: {ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ}
لأنه إذا أزال النور فقد أزال الضوء أصلاً (4).
أقول [القائل ابن أبي الحديد]: إن هذا الرجل قد شحن كتابه بأمثال هذه الترهات، وأطال فيها وأسهب، وأعجب بها، وظن أنه أتى بغريب.
________________________________
(1) ولابد من الإشارة إلى أن اسمه جاء في نسخة من الجواهر المضية: " أبوبكر محمد بن أبي الفتح ..... "
(2) نقل هذا النص الشيخ طاهر الجزائري في " التبيان " ص298ـ 299 في كلامه على من نقد علم المناسبة، ولم يقف عنده، ولم يكن من غرضه الكشف عن النيسابوري.
(3) الفلك الدائر (مع المثل السائر) 4/ 231ـ 233. ويذكر أنه كتبه في شهر ذي الحجة سنة 633هـ، كما قال في مقدمته 34/ 4.
(4) المثل السائر 210/ 2.
---------------------------------------------------------------------------------------
أضواء على ظواهر علم المناسبة ________________________ ص28
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه المعاني قد صنفت فيها الكتب الكثيرة، وتكلف الناس من قبله في استنباط أمثال هذه الوجوه الغامضة والمعاني الخفية من القرآن العزيز، وإنه لم أتى بهذه اللفظة دون تلك؟ ولم قدم هذا وأخر هذا؟ وقد قيل في هذا الفن أقوال طويلة عريضة أكثرها بارد غث، ومنها ما يشهد العقل وقرائن الأحوال أنه مراد.
وقد ورد إلينا في مدينة السلام في سنة اثنتين وثلاثين وستمائة رجل من وراء النهر كان يتعاطى هذا، ويحاول إظهار وجوه نظرية في هذه الأمور في جميع آيات الكتاب العزيز، نحو أن يقال في قوله تعالى: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ} [الأنبياء: 2]:
لم قال: {ما} ولم يقل (لا)؟ ولم قال: {يأتيهم}، ولم يقل: (يجيئهم)؟
ولم قال: {من ذكر} ولم يقل (من كتاب)؟ ولم قال: {من ربهم} ولم يقل:
(من إلههم)؟ ولأي حال قال في موضع آخر {من الرحمن}؟ [الشعراء: 5]
وما وجه المناسبة بين هذه الآية وسياقها؟ وبين لفظة {ربهم} (1).
وعلى هذا القياس.
وكذلك كان يتكلف تعليل كل ما في القرآن من الحروف التي تسقط في موضع وتثبت في موضع، نحو قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ} [الملك: 19] وقوله:
{أو لم يروا إلى ما خلق الله} (2) [النحل: 48] لم أثبت الواو هناك، وأسقطها ها هنا، ونحو قوله: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى} [النساء: 115]
وقوله:
___________________________
(1) في البرهان للكرماني ص266كلام على هذه الجزئية الأخيرة، وهي ورود لفظ {ربهم} و {الرحمن}.
(2) هكذا جاءت الآية في الفلك الدائر، وسقط منها هناك حرف الواو (أولم)، وبإثباته لا يتحقق المقصود، فلعل ابن أبي الحديد أراد الآية الأخرى في سورة النحل: {أولم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء ما يمسكهن إلا الله} [79].
---------------------------------------------------------------------------------------
د عبد الحكيم الأنيس _______________________________ ص 29
{ومن يشاقق الله} [الحشر: 4] لم فكَّ الإدغام في موضع ولم يفكه في موضع آخر؟.
وكنا نعجب منه ونستظرفه (1)، حتى وصل إلينا هذا الكتاب، فقلنا إنه فوق كل ذي علم عليم ".اهـ.
أقول: يظهر لي أن المعني هنا أبوبكر النيسابوري، وإذا قيل: إن هذا يدخل في علم " متشابه القرآن "؟ أقول: إن السيوطي يقول عن المتشابه: " هذا النوع يتداخل مع نوع المناسبات (2) ".
على أنَّ قول أبي بكر النيسابوري: " لم جعلت هذه الآية إلى جنب هذه الآية ..... "
يحتمل أنه يريد البحث في الألفاظ والمعاني، لا المعاني فقط.
ولا يعكر على هذا الاحتمال قول ابن أبي الحديد:" وهذه المعاني قد صنفت فيها الكتب الكثيرة ....... " فلعله يخبر عن حال نفسه واطلاعه، والشهراباني يخبر عن حال نفسه واطلاعه هو ومن حوله من العلماء، ولعل ابن أبي الحديد بعد أن سمع كلام الوارد عليهم من وراء النهر تتبع من تكلم هذا من العلماء قبل هذا الوارد وعرف الجهود السابقة فيه. على أنَّ وجود مصنفات في هذا العلم لا يلزم منه علم علماء بغداد به، ويدل لهذا قول ابن أبي الحديد: " وكنا نعجب منه ونستظرفه ".
ولنلحظ أن مصطلح المناسبة ورد في الشهراباني وابن أبي الحديد معاً، وقد يكون من المستبعد أن يكون كلامهما عن رجلين اثنين وردا بغداد مهتمين بهذا الجانب من علوم القرآن.
وعلى هذا فإذا صحَّ ما ظهر لي من أن كلام الشهراباني وابن أبي الحديد يتوارد على رجل واحد، فنكون قد استفدنا فائدتين:
______________________
(1) في "التبيان ": نستطرفه. من الطارف وهو الجديد.
(2) الإتقان، النوع (63) 340/ 3، معترك الأقران 66/ 1، وانظر: التبيان للجزائري ص 300، والتناسب البياني في القرآن ص 37.
---------------------------------------------------------------------------------------
أضواء على ظواهر علم المناسبة ________________________ ص30
الأولى: تأكيد ما قاله الشهراباني عن غزارة علم النيسابوري في الشريعة و الأدب (1).
الثانية: تاريخ دخوله بغداد وهو سنة (632هـ).
وقد يقال إن نيسابور ليست من بلاد وراء النهر (2)، وابن أبي الحديد يقول: إن الرجل ورد من وراء النهر؟ والجواب عن هذا سهل، وهو لأنه لا يلزم من نسبته إلى نيسابور أن يكون مقيماً بها، كما لا يلزم من مجيئه من وراء النهر ألا يكون نيسابورياًَ.
*****
_______________________
(1) يقول أبو البركات الأنباري (ت 577) في نزهة الألباء ص76 (ترجمة هشام بن الكلبي):
" إن علوم الأدب ثمانية: النحو واللغة والتصريف والعروض والقوافي وصنعة الشعر وأخبار العرب وأنسابهم ..... " ولابد لعلمي " تعليل المتشابه " و " المناسبات " من الضلاعة بعدد من هذه العلوم.
(2) انظر المقصود بـ " ما وراء النهر " معجم البلدان 45/ 5.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[16 Aug 2009, 07:52 ص]ـ
د عبد الحكيم الأنيس _______________________________ ص 31
المطلب الثالث
في التعريف بأبي الحسن الشهراباني:
في ظل غياب المعلومات الكافية عن حياة أبي بكر النيسابوري أرى أن من المهم تسليط الضوء على حياة أبي الحسن الشهراباني الذي روي خبره وأثنى عليه وأشاد به، ففي التعريف به نوع تعريف بأبي بكر، ومعرفة درجته في العلم والدين تزيدنا ثقة بشهادته له.
لابد من القول: أن الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم سكت في تحقيق البرهان عن ترجمته ـ مع أنه نهج على ترجمة الأعلام ـ واكتفى بالتعليق على نسبته فقال (1):
" منسوب إلى شهرابان، قرية شرقي بغداد، ينسب إليها كثير من العلماء"، وأصل هذا التعريف بالقرية في معجم البلدان.
وكذلك اكتفى بمثل التعليق الدكتور سعيد الفلاح، ولكنه زاد قائلاً عن أبي الحسن: " مجهول " (2)! وبذلك سد الباب أمام من تهمهم معرفته، وليته ذكر لنا أين بحث عنه؛ هذا إن لم يكن اعتمد على الأستاذ أبو الفضل.
أما محققو البرهان الآخرون فقد قالوا: " لعله ممن أخذ عن أبي بكر النيسابوري، وهم جماعة ومنهم أبو الحسن الدراقطني ".
وهذا مبني على ظنهم أن أبابكر هو الحافظ ابن زياد، وقد كان من الآخذين عنه الدراقطني.
هذا كل ما بُدل للتعريف بأبي الحسن، وهي جهود متواضعة أمام رجل إمام معروف بالعلم والدين ترجم له وذكر في أربعة وعشرين مصدراً ومرجعاً (4)!
__________________________
(1) البرهان للزركشي36/ 1.
(2) انظر مقدمات البرهان ص62.
(3) البرهان 132/ 1.
(4) وهذه الكتب هي ـ مرتبة حسب الوفيات ـ:
---------------------------------------------------------------------------------------
أضواء على ظواهر علم المناسبة ________________________ ص32
وسأترجمه هنا وأعتذر عن الإطالة فهي في نظري ضرورية لما أسلفت، ولأشياء أخرى ترد بعد ذلك:
______________________
=
- تاريخ الكازروني (ت بعد 700هـ) نقل عنه الذهبي في النبلاء.
- معجم الدمياطي (ت705هـ) مخطوط ـ منه نسخة مخرومة عند الدكتور عبد الرحمن العثيمين.
- كتاب " الحوداث " لمؤلف من أهل القرن الثامن ـ وهو الكتاب المسمى غلطاً بـ " الحوداث الجامعة والتجارب النافعة " المنسوب إلى ابن الفوطي ص412.
- بهجة الأسرار (في ترجمة الشيخ عبد القادر الكيلاني) للشطنوفي (ت 713هـ) ص227، 229.
- تلخيص مجمع الآداب في معجم الألقاب لابن الفوطي (ت 723) 230/ 5الترجمة 239.نقل عنه الدكتور ناجي معروف الآتي:
- معجم صفي الدين عبد المؤمن بن عبد الحق البغدادي (739ت). نقل منه ابن رجب.
- المقتفى للبرزالي (ت 739). ذكره محقق " تاريخ الإسلام ".
- سير أعلام النبلاء 286/ 17 (دار الفكر) ـ الجزء الذي كان مفقوداً ـ.
- تاريخ الإسلام 50/ 102.
- تذكرة الحفاظ 1463/ 4 (وفيات سنة 671).
- الأعلام بوفيات الأعلام ص 280 (وفيات سنة 672هـ).
- المختار لابن رافع السلامي (ت774).
- الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب (ت 795) 2/ 282 ـ 284.
- ومختصر الذيل ص79، ذكره محقق " تاريخ الإسلام ".
- ذيل التقييد للتقي الفاسي المكي (ت832هـ) 2/ 221.
- منتخب المختار للفاسي ص 153 ـ 154.
- المقصد الأرشد لابن مفلح (ت 884) 612/ 2.
- بغية الوعاة للسيوطي (ت911هـ) 200/ 2.
- المنهج الأحمد في ترجمة أصحاب الإمام أحمد للعليمي (ت928) 4/ 300 ـ 301، وذكر في 3/ 233.
- الدر المنضد للعليمي (ت 928هـ) 1/ 413 ـ 414، وهو مختصر من " المنهج الأحمد ".
- شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي (ت 1067) 7/ 587.
- هدية العارفين للبغدادي (ت 1339هـ) 1/ 712.
- تاريخ علماء المستنصرية للدكتور ناجي معروف (ت 1397) 1/ 108 ـ 109.
- معجم المؤلفين لكحالة (ت 1408 هـ) 7/ 231.
--------------------------------------------------------------
د عبد الحكيم الأنيس _______________________________ ص 33
اسمه ونسبه وكنيته: هو علي بن أبي بكر محمد بن محمد بن محمد بن وضاح بن أبي سعد محمد بن وضاح الشهراباني (1) ثم البغدادي.
كنيته ولقبه: هو أبو الحسن كمال الدين.
ولادته: ولد في شهرابان في رجب سنة 591هـ ـ وقيل: سنة 590ـ.
طلبه للعلم:
(يُتْبَعُ)
(/)
عُني أبو الحسن بالرواية، وسمع الكثير، وكتب الخط المنسوب، وبرع في العربية، وفي المذهب الحنبلي، وشارك في فنون من العلم، ورحل في طلب العلم فسمع بإربل (2) وغيرها، وكتب الطباق، وقال ابن الفوطي: " كتب الكثير بخطه الرائق من الكتب المطولة والمختصرة ".
شيوخه:
1 - أحمد بن محمد بن نجم المروزي: سمع منه " صحيح مسلم " في شهرابان سنة نيف عشرة وستمائة، وقد قدم عليها حاجاً (4).
وهذا يعني أن دخوله بغداد كان بعد هذا التاريخ، وكذلك دخول أبي بكر النيسابوري.
2 - علي بن إدريس اليعقوبي (ت619هـ) (5)، وليس منه الخرقة، وانتفع به.
3 - عمر بن كرم الدينوري (ت 629هـ) (6): سمع منه جامع الترمذي.
__________________
(1) في معجم البلدان 3/ 375: " شهرابان ـ النون ـ قرية
عظيمة ذات نخل وبساتين من نواحي الخالص في شرقي بغداد وقد خرج منها قوم من أهل العلم"، وهي اليوم تابعة لمحافظة ديالى، إحدى محافظات العراق، وتحرفت النسبة في هدية العارفين إلى الشهير (الشهير بأبي كمال الدين)، وفي النبلاء إلى (الشهرياني)، وفي بهجة الأسرار ص227 إلى (السهرابادي)!.
(2) ولم يترجم في الجزء المطبوع من تاريخ إربل لابن المستوفي (ت 637هـ).
(3) تاريخ علماء المستنصرية 1/ 109، وهو ينقل عن تلخيص مجمع الآداب 5/ 230.
(4) للذهبي كلام في هذا الشيخ فانظره في النبلاء 17/ 286.
(5) ترجمته في شذرات الذهب 7/ 150، وبهجة الأسرار للشطنوفي ص 227 ـ 230.
(6) ترجمته في الشذرات 7/ 233.
------------------------------------
أضواء على ظواهر علم المناسبة ________________________ ص34
4_ أبو حفص عمر السهروردي (ت 632هـ) (1).
5 - القاضي أبو صالح نصر بن عبد الرازق الجيلي (ت 633هـ) (2).
6_ أبو الحسن ابن روزبة (ت 633هـ) (3).
7 - أبو الحسن القطيعي (ت 634هـ): سمع منه ومن ابن روزبة (صحيح البخاري).
8 - عبد اللطيف ابن القُبَّيطي (ت 641هـ) (5).
9 - إبراهيم الكاشغري (ت 645هـ) (6).
10 - عبد الصمد بن أحمد بن أبي الجيش (ت 676هـ).
قال ابن رجب في ترجمته:
" ..... وكان شيوخ بغداد يقرأون عليه كتب الحديث، وسمع الناس بقراءتهم، كالشيخ كمال الدين بن وضاح، مع علو شأنه وكبر سنه، وقد توفي قبله ". وهما صديقان كما سيأتي.
وله إجازات من جماعة كثيرين فمن دمشق أجازه:
11 - موفق الدين ابن قدامة (ت 620هـ) (8).
___________
(1) ترجمته في الشذرات 7/ 268.
(2) ترجمته في الشذرات 7/ 281.
(3) ترجمته في الشذرات7/ 279.
(4) ترجمته في الشذرات7/ 294.
(5) ترجمته في التكملة لوفيات النقلة 3/ 264وتحرف في الذيل 2/ 283، وشذرات الذهب إلى:
ابن القطيعي، وفي المقصد الأرشد 2/ 262إلى: ابن البطي!.
(6) ترجمته في الشذرات 7/ 399.
(7) الذيل 2/ 292ـ 293.
(8) ترجمته في الشذرات 7/ 155.
-----------------------------------
د عبد الحكيم الأنيس _______________________________ ص 35
12 - أبو عمرو ابن الصلاح (1) (ت 643هـ) وغيرهما.
ونلحظ أنه لم يذكر في شيوخه " أبوبكر النيسابوري"، وعدم الوجود لا يدل وجود العدم، أو لعله اكتفى بمجالسته ولم يتلمذ عليه.
مؤلفاته:
- الدليل الواضح في اقتفاء نهج السلف الصالح.
- الرد على أهل الإلحاد (2).
- أجزاء في مدح العلماء وذم الأغنياء (3).
- الفرق بين أحوال الصالحين وأحوال الإباحية (4) أكلة الدنيا بالدين (5). سمعه منه أبو الحسن علي بن محمد البندنيجي نزيل دمشق (ت 736) [في صفر سنة 662هـ] (6).
- جزء في أن الإيمان يزيد وينقص، كتبه سنة 647هـ جواباً عن سؤال فيمن حلف بالطلاق على نفي ذلك، فأفتى بوقوع الطلاق، وبسط الكلام في المسألة.
______________
(1) في الذيل: أبو محمد بن عمرو بن الصلاح، وفي العبارة تحريف فصححتها، واسم أبي عمرو: عثمان، ولقبه تقي الدين. انظر: وفيات الأعيان3/ 243، وأبوه عبد الرحمن أبو القاسم صلاح الدين توفي سنة 618هـ، انظر طبقات الشافعية الكبرى 8/ 175.
(2) هذا هو الصواب، وبه ورد في منتخب المختار، وشذرات الذهب 7/ 588 نقلاً عن ابن رجب، وتحرف في هدية العارفين إلى الاتحاد.
(3) في منتخب المختار ص155: جزء في مدح العلماء وذم الغناء. ومثله في المنهج الأحمد 4/ 301، والدر المنضد1/ 414.
(يُتْبَعُ)
(/)
(4) في منتخبات المختار والمهج الأحمد: المباحية. وفي الدر المنضد: البائحين!.
(5) في منتخبات المختار ص155: باسم الدين.
(6) في منتخبات المختار ص155: (ترجمة البندنيجي).
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[16 Aug 2009, 09:18 ص]ـ
أضواء على ظواهر علم المناسبة ________________________ ص36
تلامذته والراوون عنه:
قال ابن رجب: حدث الشيخ بالكثير، وسمع منه خلق، وروى عنه:
- ابن حصين الفخري [ت: 717هـ] (1).
- الحافظ الدمياطي [ت:705هـ] (2) في معجمه.
- أبو الحسن البندنيجي [ت:736هـ] (3).
- إبراهيم الجعبري المقرئ [ت: 732] (4).
- أبو الثناء الدقوقي [ت: 733هـ] (5).
- أحمد بن عبد السلام بن عكبر البغدادي [ت:735] (6).
- علي بن عبد الصمد [ابن أبي الجيش 656ـ 742].
- أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز بن المؤذن الوراق، وروي عنه " صحيح البخاري" ويضاف على من ذكرهم ابن رجب:
- عز الدين الزرندي: يوسف بن الحسن الأنصاري الخزرجي (656ـ 712هـ) (8).
- المؤرخ ابن الفوطي البغدادي (642ـ 723هـ) قال في تلخيص مجمع الآداب:
__________________
(1) ترجمته في معجم الشيوخ ص363.
(2) ترجمته في الشذرات 8/ 23.
(3) ترجمته في الشذرات8/ 199.
(4) ترجمته في الشذرات8/ 171.
(5) ترجمته في الشذرات8/ 186.
(6) ترجمته في الشذرات8/ 191.
(7) ترجمته في منتخبات المختار ص 144 ـ 145، والدرر الكامنة 3/ 62، وتاريخ علماء المستنصرية 1/ 253.
(8) منتخب المختار ص236.
(9) عن تاريخ علماء المستنصرية 1/ 109.
------------------------------------------------------------------------------------
د عبد الحكيم الأنيس _______________________________ ص 37
" لي منه إجازة، وكان صديق والدي، وقد رأيته قبيل الواقعة [يقصد اجتياح بغداد سنة 656هـ]، وترددت إليه في خدمة والدي رحمهما الله ". وقد أسر ابن الفوطي في الواقعة، ولم يعد إلى بغداد إلا في سنة (679) (1) ـ بعد وفاة شيخه الشهراباني ـ.
- صفي الدين عبد المؤمن بن عبد الحق البغدادي (ت: 739) (2).
- أبوبكر السلامي.
أقوال العلماء والمؤرخين فيه:
- قال صاحب الحوادث: " كان شيخاً صالحاً زاهداً ورعاً عارفاً بالمذهب و الأحاديث النبوية " (4).
- قال الكازروني (ت بعد 700هـ) (5) في تاريخه: " كان منور الوجه، عالماً بالمذهب ".
- وقال صفي الدين عبد المؤمن بن عبد الحق البغدادي (ت 739): " كان شيخاً صالحاً، منور الوجه، كيساً، طيب الأخلاق، سمح النفس، صحب المشايخ والصالحين، وكان عالماً بالفقه والفرائض والأحاديث، ورتب عقب الواقعة مدرساً بالمدرسة المجاهدية (7) واستمر بها إلى أن مات ".
________________
(1) انظر ترجمته في صدرتلخيص مجمع الآداب جـ 4، ق1، ص23.
(2) منتخب المختارص122، والدرر الكامنة 2/ 418، وهو صاحب كتاب: " مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع ".
(3) منتخب المختارص239.
(4) ص413.
(5) ترجمته في الدرر الكامنة، والنقل بواسطة الذهبي في تاريخ الإسلام 50/ 102.
(6) من الذيل لابن رجب 2/ 283.
(7) كما بناؤها سنة (637)، وتقع في الجانب الشرقي من بغداد، ويرجح أن تكون أرض مجلة المربعة الحالية في شارع الرشيد، وهي برسم الحنابلة، وانظر الحوادث، والتعليق عليه ص157، وفيه ـ نقلاً عن ابن رافع السلامي (ت 774هـ) ـ أن هذه المدرسة كانت تعد في زمانه أكبر مدارس بغداد.
-----------------------------------------------------------------------------------
د عبد الحكيم الأنيس _______________________________ ص38
- وقال الذهبي في النبلاء (1):" الإمام الأوحد ذو الفنون، الفقيه الحنبلي، النحوي الفرضي، مدرس المجاهدية ببغداد، كان من بقايا الصلحاء الكبار، له جلالة وشهرة ... وكان صديقاًَ للشيخ يحي الصرصري (ت 656هـ شهيداً)، وللشيخ عبد الصمد [ابن أحمد بن أبي الجيش البغدادي ت: 676هـ] ".
وقال في تاريخ الإسلام (2): " الفقيه الحنبلي المحدث ". وفي تذكرة الحفاظ: " مفتي بغداد " (3).
- وقال ابن رجب (4) " الفقيه المحدث الزاهد الكاتب ".
(يُتْبَعُ)
(/)
- وقال ابن رافع (5): " الفقيه النحوي الكاتب المفتي المحدث الزاهد .... كان صالحاً محدثاً ديناً خيراً، له الشعر الفائق، حسن الملتقى منور الوجه عارفاً بالمذهب من أعيان من بقى من بغداد بعد فتنة التتار ".
- وقال السيوطي (6): " الفقيه النحوي الكاتب الزاهد، كذا ذكره الحافظ الدمياطي في معجمه وأسند عنه حديثاًَ. ولم يذكر مولده ولا وفاته ".
وفاته:
توفى ليلة الجمعة ثالث صفر سنة 672هـ ـ على الصحيح ـ، وكانت جنازته إحدى الجنائز المشهودة، اجتمع لها عالم لا يحصى، وغلقت الأسواق يومئذ، وشد تابوته بالحبال، حمله الناس على أيديهم، وصُلي عليه بالمحال البرانية، ودفن بحضرة قبر الإمام أحمد بن حنبل، مقابل رجليه (7).
_________________
(1) 17/ 286.
(2) 50/ 102.
(3) 4/ 1463.
(4) الذيل 2/ 282.
(5) منتخب المختار ص153.
(6) بغية الوعاة 2/ 200.
(7) انظر الذيل 2/ 284.
-----------------------------------------------------------------------------------
أضواء على ظواهر علم المناسبة ________________________ ص39
تعليل تصرف السيوطي في عبارة الشهراباني:
قبل أن انتقل إلى المطلب الرابع أحب أن أشير إلى أن قول السيوطي المتقدم عن الشهراباني " ..... كذا ذكره الحافظ الدمياطي ..... ولم يذكر مولده ولا وفاته ". يدلنا أنه لم يعرف مولده ولا وفاته، و إلا لكان ذكرهما، وكأنه لم ينشط لمراجعة هذا في مصدر آخر، ويؤيد هذا أنه لم يذكره في وفيات الأعلام في أيام الخليفة العباسي في مصر الحاكم (بويع سنة 661،ومات سنة 701هـ) في كتابه " تاريخ الخلفاء " (1) وقد درج في هذا الكتاب على ذكر من مات من الأعلام في عهد كل خليفة، وكأنه سها عن تاريخ وفاة الدمياطي، وأنها في سنة (705) (2)، التي يعرف منها زمن وجود شيخه الشهراباني، ولو استحضر أن الشهراباني من أهل القرن السابع لعلم أن أبابكر النيسابوري من أهل هذا القرن أيضاً، فما كان ليحكم له بالسبق المطلق إلى علم المناسبة وهو يعلم يقيناًـ كلام الدهان والكرماني، والزمخشري، وابن العربي، والرازي فيه ـ كما سيأتي ـ، وربما لهذا السبب أهمل ذكره وذكر النيسابوري في كتابيه " قطف الأزهار في كشف الأسرار "، و " تناسق الدرر في تناسب السور "، وطوى ذكره في " الإتقان "، ومعترك الأقران.
أو يقال: إن الإمام السيوطي كان يستحضر زمن وجود أبي الحسن الشهراباني من خلال معرفة زمن وجود تمليذه الدمياطي، ولكنه لما حذف اسمه في " الإتقان " من النص الذي نقله من البرهان غاب عن معرفة زمن أبي بكر النيسابوري، لم بُني على لك أن حكم له بالسبق إلى هذا العلم في " معترك الأقران ".
* * *
___________
(1) انظر: ص432.
(2) شذرات الذهب 8/ 23 ـ24.
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[16 Aug 2009, 11:38 م]ـ
جزاكم الله خيرا أبا الفداء، كفاء ما أكرمتنا به من هذا البحث الماتع. الذي أزاح الستار عن كثير من المسائل، وأبان بقلم التحرير، عما أصاب المسألة من إجحاف وتصحيف، وكيف أن التقليد والاسترواح إلى النقل عن الآخرين، دون التثبت والروية، ودون الفحص وإعمال النظر، أمر يوقع في اللبس، ويسلم إلى توالي الأخطاء.
ويبقى النظر بعد هذا في شأن الإمام النيسابوري من هو؟ وكيف أهملوا في كتب المناسبات النقل عنه؟
وأعجبني في البحث كيف أن د عبد الحكيم أنيس، استعان بنص ذكره ابن أبي الحديد، في نقده لابن الأثير.
وهذا يذكرنا بمقولة الأستاذ الكبير محمود شاكر رحمه الله: (المكتبة العربية كتاب واحد بين دفتين).
فكثيرا ما يقف الباحث في التراجم على بغيته في كتب الأدب، وطالما يجد الطالب بغيته في غير مظان البحث.
وهذا من باب ما قال فيه الأول قديما:
ويأتيك بالأخبار من لم تزود.
ودمتم بخير.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Aug 2009, 11:56 م]ـ
شكر الله للأخ العزيز أبي الفداء على نقله الموفق لهذا البحث القيم الذي أجاد فيه الدكتور عبدالحكيم الأنيس كعادته.
وليت أحد الفضلاء يتولى جمعه في ملف وورد منسق تتميماً لجهد أبي الفداء رعاه الله ووفق الجميع للعلم النافع.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[17 Aug 2009, 01:46 ص]ـ
أضواء على ظهور علم المناسبة القرآنية _____________________ ص40
المطلب الرابع
علم المناسبة في النصف الأول من القرن السابع وصدى إظهاره (1)
(يُتْبَعُ)
(/)
يبدو من التأمل في قول الشهراباني: " أول من أظهر ببغداد علم المناسبة " أن تقديمه ((بغداد)) قصداً، وهو الحديث عن مدينة بغداد بخصوصها، ذلك أن هناك من كان يلهج به في بلاد أخرى،ولعل علماء بغداد حين نبههم النيسابوري إلى هذا العلم وعاب عليهم عدم علمهم به، بحثوا عنه وعمن تكلم فيه واهتم به وذهب إليه، فتناهى إليهم من يتكلم به في وقتهم في تلك البلاد، وقبل وقتهم أيضاً، فكانت عبارة الشهراباني التي تحصر أولية إظهار هذا العلم في بغداد في جهود النيسابوري. ومن الضروري أن نشير إلى أنه قال: " أظهر " ولم يقل: "سبق ".
وقد كان في ذلك الوقت الإمام أبو الحسن علي بن أحمد التجيبي الحرالّي المغربي نزيل حماة (؟ ـ 637)، وله تفسير ذكر فيه المناسبات.
قال البقاعي (ت885) في مقدمة تفسيره " نظم الدرر " (2) عنه: " ثم بعد وصولي إلى سورة الأنفال ملكت جزءاً من " تفسيره " فيه من أوله إلى إن الله اصطفى في آل عمران، فرأيته عديم النظير، وقد ذكر فيه المناسبات، وقد ذكرت ما أعجبني منها، وعزوته إليه، يسر الله الاطلاع على بقيته بحوله وقوته ".
وقال المناوي (ت1031) في ترجمة الحرالي (3): " وصنف تفسيراً ملأه بحقائقه، ودقائق فكره، ونتائج قريحته، وأبدى فيه من مناسبات الآيات والسور ما يبهر العقول،
______________________
(1) وهذا على المعنى الذي استقر عليه مصطلح المناسبة، وما يعرف به الآن.
(2) 10/ 1.
(3) الكواكب الدرية 465/ 2
---------------------------------------------------------------------------------------
د. عبد الحكيم الأنيس _____________________________ص41
وتحار فيه الفحول، وهو رأس مال البقاعي، ولولاه ما راح ولا جاء، ولكنه لم يتم، ومن حيث وقف وقف حال البقاعي في مناسباته ".
وقد توفي الحرالي في حماة سنة (637هـ) (1) كما قدمت ـ أي بعد دخول النيسابوري بخمس سنوات ـ.
* * * *
وكان أيضاً الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأندلسي المرسي (570 ـ 655هـ) (2)، وله ثلاثة تفاسير، كبير ومتوسط وصغير، والكبير في " عشرين مجلداً فيه ارتباط الآيات بعضها ببعض، وبيّن وجوهه" (3) واسم هذا التفسير " ري الظمآن في تفسير القرآن " (4).
وتأليفه لهذا وغيره متقدم، وذلك أن ياقوتاً الحموي (ت626هـ) قال عنه: " رحل إلى خراسان ....... وقدم بغداد، وأقام بحلب ودمشق، ورأيته بالموصل، ثم حج ورجع إلى دمشق، ثم عاد إلى المدينة فأقام على الإقراء، ثم انتقل إلى مصر ـ وأنا بها ـ سنة أربع وعشرين وست مائة، ولزم النسك والعبادة والانقطاع ....... ".
ويفهم من هذا النص عكوفه على العبادة منذ هذه السنة، وكان قد بلغ من العمر (54) سنة.
_____________________
(1) انظر: الإعلام بمن حل مراكش و أغمات من الأعلام 110/ 9، والكتب التي ترجمت له كثيرة.
(2) انظر ترجمته في النبلاء 312/ 23.
(3) كشف الظنون 458/ 1.
(4) وهو من مصادر أبي حيان في " البحر المحيط " أفاد منه في مواضع كثيرة. انظر " أبو حيان وتفسيره في البحر المحيط " ص92.
------------------------------------------------------------------------------------
أضواء على ظهور علم المناسبات _______________________ ص42
فعلم المناسبات كان موجوداً في ذلك الوقت (632هـ)، وكان الحرالي والمرسي يتكلمان به ويؤلفان فيه.
ومن هنا ندرك أهمية النص على ذكر " بغداد " في كلام الشهراباني، فهو يريد أن النيسابوري أظهر هذا العلم فيها، ولا يتعرض إلى السبق المطلق، ولا إلى غير بغداد من البلدان. ويبدو أن إقبال العلماء هؤلاء العلماء الثلاثة على هذا العلم أثار رأياً مغايراً، وهو ما نجده لدى الإمام العز بن عبد السلام (577ـ660هـ) وذلك إذ يقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
" اعلم أن من الفوائد أن من محاسن الكلام أن يرتبط بعضه ببعض، ويتشبث بعضه ببعض لئلا يكون مقطعاً متبراً، وهذا بشرط أن يقع الكلام في أمر متحد، فيرتبط أوله بآخره، فإن وقع على أسباب مختلفة لم يشترط فيه ارتباط أحد الكلامين بالآخر، ومن ربط ذلك فهو متكلف لما لم يقدر عليه إلا بربط ركيك يُصان عن مثله الحديث فضلاً عن أحسنه، فإن القرآن نزل على الرسول ـ عليه السلام ـ في نيف وعشرين سنة، في أحكام مختلفة، شرعت لأسباب مختلفة غير مؤتلفة، وما كان كذلك لا يتأتي ربط بعضه ببعض، إذ ليس يحسن أن يرتبط تصرف الإله في خلقه وأحكامه بعضه ببعض مع اختلاف العلل والأسباب ....... ".
ولم يقف أحد من الباحثين ـ فيما علمت ـ عند هذا القول ليسأل عن باعثه، والمقصود به، ويبدو لي أنه يقصد واحداً من هؤلاء الثلاثة، أو يقصدهم كلهم، وقد ذكر عن العز موقف الحرالي:
قال المقري في ترجمته (2): " ووقع بينه وبين الشيخ العز بن عبد السلام شيء طلب عز الدين أن يقف على " تفسيره"، فلما وقف عليه قال: أين قول مجاهد؟ أين
_________________________
(1) ذكر هذا القول الزركشي، وتبعه السيوطي، وأفاد الجزائري أنه في مجاز القرآن فانظر الإشارة إلى إيجاز في بعض أنواع المجاز ص221ـ في أواخر الكتاب ـ.
(2) نفح الطيب 399/ 2.
---------------------------------------------------------------------------------------
د. عبد الحكيم الأنيس _______________________________ ص43
قول فلان وفلان؟ وكثر القول في هذا المعنى، ثم قال: يخرج من بلادنا إلى وطنه ـ يعني الشام ـ. فلما بلغ كلامه الشيخ قال: هو يخرج وأقيم أنا. فكان كذلك ".
والجدير بالذكر أن أحداً لم يستجب لاعتراضات العز بن عبد السلام، وقد لقى رأيه معارضة صريحة، أو ضمينة، من خلال الرد عليه أو الاستمرار في الاعتناء بهذا العلم والتأليف فيه:
- ففي أخريات هذا القرن توفي المفسر ابن النقيب المقدسي الحنفي (611ـ698هـ) وكان كذلك مهتماً بعلم المناسبة، يقول البقاعي في مقدمة تفسيره (1):
" وبعد أن وصلت إلى سورة الكهف ذكر لي أن تفسير ابن النقيب الحنفي ـ هو في نحو ستين مجلداً ـ يذكر فيه المناسبات، وفي خزانة جامع الحاكم كثير منه، فطلبت منه جزءاً فرأيته كذلك بالنسبة إلى الآيات لا جملها، وإلى القصص لا جميع آياتها ....... "
وقد عاش ابن النقيب في القدس والقاهرة (2).
- وفي أوائل القرن الثامن توفي الإمام أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير الغرناطي (627ـ 708هـ) صاحب " البرهان في ترتيب سور القرآن " ـ أي في بيان مناسبات ترتيب السور ـ.
وقد ذكر في مقدمته أنه لم ير في هذا الضرب ـ مناسبات السور ـ شيئاً لمن تقدم وغبر، قال: (3): " وإنما ندر لبعضهم توجيه ارتباط آيات في مواضع متفرقات " ولم يصرح بهذا البعض.
_____________________
(1) نظم الدرر 10/ 1.
(2) انظر ترجمته في طبقات المفسرين 150/ 2، واسمه (محمد بن سليمان) وانظر مخطوطات تفسيره: الفهرس الشامل 1/ 346.
(3) البرهان ص181 ط شبعاني.
---------------------------------------------------------------------------------------
أضواء على علم المناسبة القرآنية _______________________ ص44
- وفي سنة 719 هـ توفي المفسر القاضي البيضاوي (1)، وهو ممن عرض لهذا العلم (2).
- وفي سنة 734هـ توفى الإمام الحسن الطيبي، قال ابن عجيبة (3): " ومن أجل تفاسير المشارقة: تفسير الحسن بن محمد بن عبد الله الطيبي ـ بكسر الطاء ـ أكثر فيه من الدقائق والنكت البيانية، وتناسب السور المكية والمدنية ". ولعله يقصد حاشيته " فتوح الغيب ".
- وفي سنة 745هـ توفى المفسر أبو حيان الأندلسي، وقد التزم في تفسيره " البحر المحيط " أن يذكر مناسبة الآية وارتباطها بما قبلها (4).
- وممن رد كلامَ العز بن عبد السلام الإمامُ محمد بن أحمد العثماني الديباجي الشافعي، المعروف بابن المنفلوطي وبالملوي (713ـ 774) (5).
قال الزركشي (6): " قال بعض مشايخنا المحققين: وقد وهم من قال: لا يطلب للآي الكريمة مناسبة ...... ".
وقد بين البقاعي أن المشار إليه هو الإمام المذكور، وأنه ذكر هذا الكلام في " كلام مفرد على قوله تعالى: {وهو الذي جعلكم خلائف الأرض} [الأنعام: 165]
{ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض} [القصص: 5] (7).
_______________________
(1) هذا ما اعتمده الخفاجي في حاشيته على التفسير خلافاً للمشهور وهو سنة 685هـ. انظر الراضي 4/ 1.
(2) انظر: علوم القرآن للأستاذ الدكتور أحمد حسن فرحات ص75.
(3) تفسير الفاتحة الكبير ص121.
(4) انظر البحر المحيط 4/ 1.
(5) ترجمته في طبقات الداوودي 63/ 2، وانظر الفهرس الشامل 422/ 2.
(6) البرهان 133/ 1.
(7) نظم الدرر 8/ 1ـ 9، وصرح باسمه السيوطي في الإتقان 3/ 323، ومعترك الأقران 44/ 1.
---------------------------------------------------------------------------------------
د. عبد الحكيم الأنيس ______________________________ ص 45
- وأيد الإمام الملوي تلميذُهُ الزركشي (745ـ 794هـ) إذ قال: " اعلم أن المناسبة علم شريف، تحرز به العقول، ويعرف به قدر القائل فيما يقول ". ثم راح يفصل القول في ذلك (1).
اكتفي بذكر هؤلاء ـ وهناك غيرهم ـ وأتوقف عند نهاية القرن الثامن فليس من غرضي استيعاب ذلك أيضاً.
* * * *
_________________
(1) البرهان 1/ 131ـ 148.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[17 Aug 2009, 02:42 ص]ـ
أضواء على علم المناسبة القرآنية _______________________ ص46
المطلب الخامس
تساؤلات يثيرها قول الشهراباني:
تفيد عبارات الشهراباني: " ولم نكن سمعناه من غيره ....... " " وكان يزري على علماء بغداد لعدم علمهم بالمناسبة " أن علماء بغداد لم يكونوا عالمين به، ويثير هذا أكثر من تساؤل:
ومن ذلك أن يقال: ألم يطلع علماء بغداد في ذلك الوقت (الثلث الأول من القرن السابع) على ما تقدم في هذا العلم، ولاسيما أن الحوم حوله في القرن الخامس، والكلام فيه في القرن السادس كان موجوداً، ولنتأمل قول الإمام أبي محمد الجويني (ت 438)
- والد إمام الحرمين ـ في تفسيره في كلامه على قوله تعالى: {ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله} [البقرة: 115]: " سمعت أبا الحسن الدهان يقول: وجه اتصالها [أي بم قبلها] هو أن ذكر تخريب بيت المقدس قد سبق، أي فلا يجرمنكم ذلك واستقبلوها، فإن لله المشرق والمغرب " (1). ولنتأمل كذلك قول السيوطي في مقدمة رسالة " مراصد الاطلاع " (2):
" إن علوم القرآن العظيم: مناسبة مطالع السور ومقاطعها كما أوضحته في " الإتقان " وكتاب " أسرار التنزيل "،و قد صرح بذلك الأئمة المحققون:
كصاحب الكشاف [467ـ 538هـ]، وشيخه محمود بن حمزة الكرماني [؟ ـ ت بعد 500] صاحب البرهان في متشابه القرآن، والغرائب والعجائب في التفسير، والإمام فخر الدين الرازي [544ـ 606هـ]، والأصبهاني [694ـ 749هـ]، وغيرهم ".
___________________
(1) نقله الزركشي في البرهان 1/ 141،والسيوطي في الإتقان 330/ 3.
(2) المنشورة في مجلة الأحمدية عدد (4) ص 89ـ 90.
------------------------------------------------------------------------------------
د. عبد الحكيم الأنيس ____________________________ ص 47
إذن فالجويني تطرق إليه، وكذلك الكرماني (1)، والزمخشري والرازي ـ وأكثر منه ـ، ويؤكد هذا قول الزركشي: " وتفسير الإمام فخر الدين فيه شيء كثير من ذلك (2) "، وقول السيد عبد الله بن الصديق الغماري: " والزمخشري يتعرض في تفسيره لبيان مناسبة بعض الآي، ولكن الإمام الرازي أكثر تعرضاً منه لبيان تلك المناسبة ".
وقول الدكتور محمد القاسم عن تفسير الرازي: " إن الكتاب حافل بالمناسبات الكثيرة، سواء بين الآية و الآية، أو النجم و النجم، أو أجزاء السور عامة، أو بين السورة وسابقتها ولاحقتها". وقد ورد في كلامه استعمال لفظ " المناسبة " (5).
ولا ننسى أن الرازي هو القائل في أواخر سورة البقرة [الآية: 285] (6):
" ومن تأمل في لطائف نظم هذه السورة، وفي بدائع ترتيبها علم أن القرآن كما أنه معجز بحسب فصاحة ألفاظه وشرف معانيه، فهو أيضاً معجز بحسب ترتيبه ونظم آياته، ولعل الذين قالوا: إنه معجز بحسب أسلوبه أرادوا ذلك إلا أني رأيت جمهور المفسرين معرضين عن هذه اللطائف، غير متنبهين لهذه الأمور (7)، وليس الأمر في هذا الباب إلا كما قيل:
والنجم تستصغر الأبصار رؤيته *-*-*-*-* والذنب للطرف لا للنجم في الصغر
_________________________
(1) وهذا على حسب إشارة السيوطي، ولابد من بحث عن جهود الكرماني واستقرائها في كتابيه " البرهان "، والغرائب و العجائب لنرى ماله في ذلك.
(2) البرهان 1/ 130.
(3) جواهر البيان ص19.
(4) الإعجاز البياني في ترتيب آيات القرآن الكريم وسوره ص41.
(5) انظر تفسيره، آخر تفسير سورة المائدة.
(6) تفسير الرازي 140/ 4، وانظر الرازي مفسراً ص 163ـ 164.
(7) قول الرازي هذا: " رأيت جمهور المفسرين معرضين عن هذه اللطائف" مما ينقض مقولة التاريخ لظهور هذا العلم في ذلك الوقت المتقدم:" أوائل القرن الرابع الهجري.
-------------------------------------------------------------------------------------
أضواء على ظهور علم المناسبة _________________________ص48
هذا في المشرق، أما في المغرب فقد كان الإمام أبو بكر بن العربي (468ـ 543) ـ عصري الزمخشري ـ يقول (1):
" ارتباط آي القرآن بعضه ببعض، حتى تكون كالكلمة الواحدة متسقة المعاني، منتظمة المباني، علم عظيم، لم يتعرض له إلا عالم واحد (2) عمل فيه سورة البقرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم فتح الله عزَّ وجل لنا فيه، فلما لم نجد له حملة، ورأينا الخلق بأوصاف البطلة، ختمنا عليه، وجعلناه بيننا وبين الله، ورددناه إليه ".
وهذا الكتاب الذي يشير هنا ذكره في كتابه الناسخ والمنسوخ (3) في كلامه على سورة الأنعام فقال: والأحكام فيها قليلٌ لعارضٍ بينا وجهه في " ترتيب آي القرآن "، وهو كتاب أخفيناه بعد أن جمعناه، لما رأينا فيه من علوه على أقدار أهل الزمان، وأنه ليس له في هذا الأقطار حفي، فوضعناه في سرب خفي ".
وأعود فأتساءل: ألم تبلغ هذه المعلومات علماء بغداد فتثير لديهم الرغبة في هذا العلم والبحث فيه؟ ألم يصل إليهم تفسير الزمخشري والرازي ـ إن لم تكن قد وصلت إليهم كتب الجويني والكرماني، وابن العربي ـ ولدينا نص يفيد أن الزمخشري أرسل كتبه إلى بغداد وقفها في مشهد أبي حنيفة (4)، ولابد أن التفسير من ضمنها.
______________________
(1) في كتابه " سراج المريدين ". نقله الزركشي في البرهان 132/ 1، وتابعه السيوطي في الإتقان، ومنه نسخة مصورة في دار الكتب المصورة كما قال الأستاذ سعيد أعراب في كتابه " مع القاضي أبي بكر بن العربي " ص131، وليت له من يخدمه وينشره.
(2) ما زال هذا العالم مجهولاً، ويجب البحث عنه.
(3) 210/ 2.
(4) جاء في جوابه للحافظ أبي طاهر السلفي الذي أرسل إليه مستجيزاً: " ونقلت كتبي كلها إلى مشهد أبي حنيفة ـ رحمه الله ـ فوقفتها، وأصفرت يدي منها، إلا دفتراً واحداً قد تركته تميمة في عضدي، وهو كتاب الله المبين ". أزهار الرياض3/ 284 ـ 285.
------------------------------------------------------------------------------------
د. عبد الحكيم الأنيس ____________________________ ص49
وحين ترجم له ابن الجوزي البغدادي (510ـ 597هـ) قال: " وصنف التفسير الكبير" (1).
أما تفسير الرازي فهو مندرج في قول ابن الساعي البغدادي (593ـ 674هـ) عن الرازي: " سارت تصانيفه الأقطار، واشتغل بها علماء الأمصار " (2) لكنا لا ندري متى وصل إلى بغداد (3)، إلا أننا نعلم أن الإمام عبد الله بن عبد الرحمن الشارمساحي مدرس المالكية في " المستنصرية" (589ـ 669) (4) صنف كتاب " المآخذ" في مجلدين، بين فيهما ما في تفسير الفخر الرازي من الزيف والبهرج، وكان ينقم عليه كثيراً، ويقول: يورد شبه المخالفين في المذهب والدين على غاية ما يكون من التحقيق، ثم يورد مذهب أهل السنة والحق على غاية من الوهاء " (5) فهو ـ إذن ـ مطلع على هذا التفسير مشتغل به، ولكن قد دخل الشارمساحي بغداد سنة (633هـ) فهو حين دخول النيسابوري ـ على ما ارتأيته ـ لم يكن موجوداً، وحتى لو كان فإن رأيه بالتفسير ـ كما ترى ـ غير حميد، كما أننا لا ندري متى بدأ اهتمامه به.
وممن اشتغل بتفسير الرازي "العلامة برهان الدين النسفي المتكلم، شيخ الفلسفة ببغداد ..... " (6) فإن له " مختصر تفسير الرازي "، ولكنه إنما قصد بغداد وأقام بها سنة (675هـ) (7).
______________________
(1) المنتظم 38/ 15.
(2) الجامع المختصر 9/ 307.
(3) أما الرازي فلم يدخل بغداد، قال ابن الساعي في الجامع المختصر 9/ 307: " وكان يؤثر الوصول إلى بغداد فحال بينه وبين ذلك العوائق والأقدار ".
(4) ترجمته في معجم المؤلفين 6/ 71.
(5) ذكر هذا النجم الطوفي (657ـ 716) في الإكسير لعلم التفسير" نقلاً عن شرف الدين النصيبي عن شيخه الشارمساحي. انظر: الإكسيرص26، ولسان الميزان 427/ 4 ـ 428.
(6) انظر التقديم لتفسير سورة الناس له ص 16.
(7) المصدر السابق ص 24.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[17 Aug 2009, 03:56 ص]ـ
أضواء على ظهور علم المناسبة _______________________ ص50
ومن قبلهما عاد إلى بغداد ـ قاصداً الحج ـ وتوفي بها العلامة الموفق عبد اللطيف البغدادي (557ـ 629هـ) وله من الكتب: " الرد على فخر الدين الرازي في تفسير سورة الإخلاص " (1) ولكن " تفسير سورة الإخلاص" هذا كتاب غير " التفسير الكبير " (2).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد يجاب عن هذا التساؤل: بأن علماء بغداد يعلمون بهذه المصنفات، ولكن لم يكن فيهم من توجه لهذا العلم واعتنى به وبرز فيه، ولم يقدر أن جاء إلى بغداد في ذلك الوقت عالم مشتغل بهذا العلم غير أبي بكر النيسابوري، فلم يسمعوا أحداً يلهج به ويسألهم عنه وعن غيره. ولعلهم لم يكونوا عالمين به بالتفصيل والتوسع علمه هو.
وأبو الحسن الشهراباني ينفي سماعه عن غيره، وينفي علم علماء بغداد به، ولا ينفي علمهم بوجوده والتطرق إليه في مؤلفات سابقة، وعلمه بوجوده من حيث الجملة.
* * *
والتساؤل الثاني: يتعلق بقول الشهراباني: " وكان يزري على علماء بغداد لعدم علمهم بالمناسبة" فمن كان في بغداد من العلماء المعروفين الذين لهم اشتغال بالدراسات القرآنية في النصف الأول من القرن السابع؟
إن النظر ـ على قدر ما يتسع الوقت الآن ـ يقودنا إلى ذكر هؤلاء:
1 - الإمام محمود بن أحمد الزنجاني (573ـ 656هـ) له تفسير القرآن (3).
2 - الإمام محيي الدين بن يوسف الجوزي (580ـ 656هـ) له " معادن الإبريز في تفسير الكتاب العزيز " (4).
______________________
(1) معجم المفسرين 302/ 1.
(2) كشف الظنون 449/ 1.
(3) طبقات الداودي 310/ 2.
(4) السابق 382/ 2.
-------------------------------------------------------------------------------------
د. عبد الحكيم الأنيس ____________________________ ص51
3 - الإمام المؤرخ علي بن أنجب المعروف بابن الساعاتي (593ـ 674هـ) له " مختصر تفسيرالبغوي " (1).
4 - الإمام عبد الجبار بن عبد الخالق البغدادي (619ـ 681هـ) له " مشكاة البيان في تفسير القرآن ".
ومنهم:
5 - الإمام عبد الله بن الحسين العكبري البغدادي له تفسير القرآن و البيان في إعراب القرآن، ومتشابه القرآن، ولكنه توفي سنة 616هـ.
6 - الإمام عمر بن محمد السهروردي له " بغية البيان في تفسير القرآن " ولكنه توفي في المحرم سنة (632هـ) (4).
(7) الإمام يوسف بن قُزُغْلي المعروف بسبط ابن الجوزي (581ـ 654هـ) له " تفسير" في سبعة وعشرين مجلداً (5)، ولكنه استوطن دمشق سنة بضع وست مائة (6).
وأما المشتغلون بالإقراء القراءات، ممن كان في سنة 632هـ موجوداً فهم:
1 - أبو البركات عبد العزيز بن محمد ابن القبيطي (563ـ 534) (7).
_____________________
(1) السابق 400/ 1.
(2) السابق 1/ 264.
(3) السابق 232/ 1،و الإعراب مطبوع، أما التفسير فذكر له نسخة مخطوطة. انظر الفهرس الشامل 341/ 1.
(4) السابق 12/ 2،وانظر عن تفسيره الفهرس الشامل 244/ 1.
(5) السابق 382/ 2، وفي منتخبات المختار ص 237ـ 238: في تسعة وعشرين.
(6) الفوائد البهية ص 230.ز
(7) طبقات الإقراء 3/ 1112 ط أحمد خان.
---------------------------------------------------------------------------------------
أضواء على ظهور علم المناسبة ______________________ ص52
2 - أبو القاسم هبة الله بن الحسن البغدادي المعروف بالأشقر (ت 634وقد قارب الثمانين) (1).
3 - عبد العزيز بن دلف البغدادي الناسخ الخازن (551ـ 637) (2).
4 - أبو الحسن علي بن أنجب البغدادي المأموني الحنبلي (566ـ 642هـ) (3)
5 - إبراهيم بن محمود بن سالم البغدادي الأزجي (563ـ 648هـ) (4).
6 - أبو منصور محمد بن علي بن عبد الصمد البغدادي المقرئ الخياط (581ـ بعد 650) (5).
7 - ابن الداعي محمد بن عمر العباسي الرشيد الواسط (577ـ 668هـ) (6)
8 - على بن عثمان الجوهي البغدادي (582ـ 672هـ) صاحب " بلغة المستفيد في القراءات العشر " (7).
9 - عبد الصمد بن أحمد بن أبي الجيش البغدادي شيخ بغداد (593ـ 676هـ).
10 - يوسف بن جامع القفصي البغدادي الضرير (606ـ 682هـ) (9).
__________________________
(1) الذيل لابن رجب 211/ 2، وطبقات القراء للذهبي 3/ 1095.
(2) معرفة القراء الكبار 626/ 2، الذيل 2/ 217.
(3) طبقات القراء 1098/ 3.
(4) الذيل 243/ 2 ـ 244.
(5) طبقات القراء 1131/ 3.
(6) طبقات القراء 1135/ 3 وفيه: " تصدر للإقراء ببغداد قبل كائنة التتار، وأقرأ الناس، ثم سلم، وعاد إلى واسط وأقرأ بها ".
(7) طبقات القراء 1167/ 3، الذيل 284/ 2ـ 285.
(8) معرفة القراء الكبار 665/ 2، طبقات القراء 1151/ 3، والذيل 290/ 2ـ 294.
(9) معرفة القراء الكبار 683/ 2، طبقات القراء 1184/ 3، الذيل 303/ 2ـ 304.
(يُتْبَعُ)
(/)
-------------------------------------------------------------------------------------
د. عبد الحكيم الأنيس ______________________________ ص53
11 - عبد الرحمن بن عبد اللطيف الملقب بالفويره (599ـ 697) (1).
وهكذا نجد أن المشتغلين بالتفسير (ولا سيما في سنة 632هـ) قلة، ولعل هذا يفسر لنا التماس أهل بغداد من الإمام مجد الدين عبد السلام بن عبد الله بن تيمية (590ـ 652هـ) الإقامة عندهم.
قال الذهبي (2): " وبلغنا أن الشيخ المجد لماّ حج من بغداد في آخر عمره [651هـ] واجتمع به الصاحب العلامة محيي الدين ابن الجوزي، فانبهر له، وقال: " هذا الرجل ما عندنا ببغداد مثله. فلما رجع من الحج التمسوا منه أن يقيم ببغداد، فامتنع واعتل بالأهل والوطن ".
وقد وُصف مجد الدين بالعلم الغزير، ومن ذلك أن له " اليد الطولى في معرفة القراءات والتفسير " (3).
وكأن الاهتمام بعلم المناسبة ظل بعيداً عن اهتمام البغدادين، إذ لا نجد ـ حسب المعلومات والمصادر المتاحة الآن ـ إشارة إلى تآليف في ذلك، إلى أن جاء العلامة أبو الثناء الآلوسي (1217ـ 1270هـ)، فقد عرض لهذا العلم في تفسيره " روح المعاني (1).
وكذلك حفيده من بعده السيد محمود شكري الآلوسي (1273ـ 1342هـ) وقد
______________________
(1) طبقات القراء 1187/ 3.
(2) معرفة القراء الكبار 654/ 2، وطبقات القراء 1128/ 3، وفيه: " سمعت شيخنا أبا العباس يقول: بلغنا ........ " ونقله ابن رجب 251/ 2.
(3) المصدران السابقان، وفي الذيل: " معرفة القرآن والتفسير ".
(4) جاء في " التفسير والمفسرون " 361/ 1عنه: " أنه يعني بإظهار وجه المناسبات بين السور، كما يعني بذكر المناسبات بين الآيات ".
--------------------------------------------------------------------------------------
أضواء على ظهور علم المناسبة القرآنية ____________________ص54
بدأ بتأليف كتاب سماه " منتهى العرفان والفضل المحض في ربط بعض الآيات ببعض" ولكنه لم يكتب منه إلا اليسير (1).
* * *
والتساؤل الثالث هو من جهة أخرى ويتعلق بقول الشهراباني: " وكان يقول على الكرسي إذا قرئ عليه " فما معنى هذا، وهل يقول هذا في درس خاص أو مجلس عام؟
أم الاثنين معاً؟ وهل تولى شيئاً من التدريس وأقام في بغداد أو كان زائراً أو حاجاً؟ كل هذه الأسئلة تعرض للناظر في عبارة الشهراباني، ولا يمكن القطع بشيء من الإجابات عنها، ولكن لعل العبارة يستشف منها أنه كان يعقد مجالس يتكلم فيها، وكان من عادة الوافدين على بغداد أن يتكلموا ويعظوا (2).
وكانت العادة في بغداد أن يقرأ القراء بين بدء الشيخ بإلقاء وعظه، وقد ذكر هذا الرحالة ابن جبير (539ـ 614هـ) فيما رآه في بغداد التي دخلها سنة (580هـ) فقال (3):" فأول من شاهدنا مجلسه منهم [أي من علماء بغداد] الشيخ الإمام رضي الدين القزويني رئيس الشافعية، وفقيه المدرسة النظامية، والمشار إليه بالتقديم في العلوم
_______________________
(1) قال عنه تلميذه الأستاذ محمد بهجة الأثري (ت1416هـ) في كتابه " محمود شكري الآلوسي سيرته ودراساته اللغوية ص110:" هو من منهج البقاعي الذي طبع حديثاً، ولست أدري هل وقف عليه أم لا؟ شرع في تأليفه في أوائل سنة 1341هـ ثم حالت منيته دون أمنيته في إتمامه " اهـ
قلت: وقد رأيت مسودة المؤلف وهذا وصفها: كتب الآلوسي بخطه سورة المائدة والأنعام والأعراف وشيئاً من النساء في أوراق، وعلق على المائدة في " 11" صفحة منها، والتعليقات قليلة ـ في حواشي الصفحات ـ. وعلق على سورة الأنعام في صفحة واحدة، وعلى سورة الأعراف في صفحتين ـ ويظهر أن بعض الصفحات سقط ـ وعلق على سورة النساء في (9) صفحات. وجاء آخرها: آخر سورة النساء.
(2) انظر على سبيل المثال: المنتظم 18/ 10 (حوادث سنة 538هـ).
(3) رحلة ابن جبير ص 195.
---------------------------------------------------------------------------------------
د. عبد الحكيم الأنيس ____________________________ ص55
الأصولية حضرنا مجلسه بالمدرسة المذكورة إثر صلاة العصر من اليوم الخامس لصفر المذكور، فصعد المنبر (1)، وأخذ القراء أمامه في القراءة على كراسي موضوعة، فتوقوا وشوقوا، وأتوا بتلاحين معجبة، ونغمات محرجة مطربة (2)، ثم اندفع الشيخ الإمام المذكور فخطب خطبة سكون ووقار، وتصرف في أفانين عن العلوم، من تفسير كتاب الله عز وجل، وإيراد حديث رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، والتكلم على معانيه .... " (3).
والظاهر أن أبابكر النيسابوري مشى على هذه الخطة، وكان أكثر ما يتناوله في كلامه علم المناسبة في الآيات والسور التي تقرأ عليه بحيث لفت الأنظار واستوجب التنبيه، ولم يكن لعلماء بغداد عادة بذلك.
****
_________________
(1) وقد يجلس الواعظ على كرسي. انظر كتاب القصاص والمذكرين ص 143 ـ 147.
(2) يريد: مشجية محزنة.
(3) وذكر مثل هذا عن الإمام ابن الجوزي، فانظره.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[17 Aug 2009, 06:51 ص]ـ
أضواء على ظهور علم المناسبة القرآنية ____________________ ص56
الخاتمة
رأي أولي في أولية علم المناسبة:
تبين لنا مما سبق أن التعريف بأبي بكر على أنه الحافظ عبد الله بن محمد بن زياد (المتوفى في سنة 324هـ) وجه البحث في تاريخ علم المناسبة توجيهاً غير صحيح، والآن لابد من إعادة النظر في ذلك.
وكان أحد الأساتذة الأجلاء ـ مع أنه أرخ لأبي بكر النيسابوري بأنه المتوفى في سنة 324هـ ـ يرجع أسبقية إظهار هذا الفن إلى شيخ المفسرين الطبري (ت 310هـ) في تفسير " جامع البيان " إذ ذكر فيه نبذاً ولطائف المناسبة (1).
ويّرِدُ على هذا الرأي أمران:
الأول: أن الطبري والنيسابوري متعاصران، وإن كان الطبري ولد قبل النيسابوري بـ (14) سنة، ومات قبله بـ (14) سنة كذلك، فهما مشتركان بـ (72) سنة، والحكم بأسبقية عصري الآخر لابد له من دليل قوي.
الثاني: أنَّ النيسابوري إن كان هو المتوفى سنة 324هـ فهذا يلزم منه أن يكون الطبري من المشمولين بجملة: " وكان يزري على علماء بغداد لعدم علمهم بالمناسبة"
فكيف يكون الطبري سابقاً إلى هذا العلم، ويزري عليه النيسابوري بعدم علمه بالمناسبة؟
ثم أرى أنه لابد من التفريق بين وجود نبذ ولطائف من هذا العلم في كتب التفسير، ووجوده كعلم.
_____________________
(1) انظر: " علم المناسبات وأهميته في تفسير القرآن " ص86ـ 87.
--------------------------------------------------------------------------------------
د. عبد الحكيم الأنيس _____________________________ ص57
فالطبري وغيره من المفسرين يذكرون نبذاً من ذلك من باب السياق والسباق (1)، ولكن أبابكر النيسابوري يذكره على أنه: " علم مناسبة ".
على أن أبابكر مسبوق بتسميته علماً، فأبوبكر بن العربي سماه " علماً" كذلك، كما مّر في النص الذي نقله الزركشي في كتابه سراج المريدين.
ولابد من القول أننا لا ندري هل وضع أبوبكر النيسابوري شيئاً في هذا العلم، أم اكتفى بالكلام عليه؟
وحتى لو افترضنا أنه أفرده بالتأليف المسبوق بـ " العالم الواحد " الذي عمل فيه سورة البقرة، وبأبي بكر بن العربي الذي كتب " ترتيب آي القرآن " (2).
والخلاصة:
أن أولية هذا العلم غير واضحة تمام الوضوح إلى الآن، ولاسيما مع بقاء كثير من مصادر التفسير وعلوم القرآن مخطوطة بعيدة عن أيدي الباحثين، وقد سبق معنا ذكر الجويني ما سمعه من أبي الحسن الدهان، مما يدخل في هذا الباب، وهو نص مهم، وقد نقله الزركشي ثم السيوطي، ولم يتوقف السيوطي عنده ولا من بعده من الدرارسين ـ على أهميته ـ، ولكن من يكون أبو الحسن الدهان هذا الذي يبدو من قوله هذا أنه يعالج فكرة " المناسبة"؟ ولنلحظ أن قوله المنقول هو عن آية من سورة البقرة، فهل علاقة بما قاله ابن العربي عن ذلك " العالم الواحد " الذي عمل في هذا العلم " سورة البقرة"؟ وماذا عن تفسير الجويني غير هذا النص؟ وهل وقف ـ ياترى ـ أبو بكر النيسابوري على تفسير الجويني النيسابوري وأفاد منه؟
______________________
(1) للدكتور محمد إقبال بحث بعنوان " الوظيفة الترجيحية للسياق عند المفسرين " منشور في مجلة آفاق الثقافة والتراث، العدد (35)، فانظره إن شئت.
(2) وأما ما جاء في التقديم لرسالة السيوطي " مراصد المطالع" ص80: " لم تذكر لنا المصادر شيئاً عمن أفرد علم المناسبات بالتأليف حتى عصر الإمام أبي جعفر بن الزبير (ت708هـ / 1308م) " فهو موضع نظر.
-------------------------------------------------------------------------------------
أضواء على ظهور علم المناسبة القرآنية ____________________ص58
ولماذا لم يطبع هذا التفسير إلى الآن؟ هذه أسئلة تحتاج إلى أجوبة ووقفات، وحسبي الآن إثارتها.
ومما أن العالم الواحد الذي ذكره ابن العربي مبهماً ما زال مجهولاً، فإن من الصعب الحكم بأولية هذا العلم، لكن أقدم إشارة نقف عليها ـ إلى هذا الوقت ـ هي إشارة الجويني إلى أبي الحسن الدهان.
أما إفراده بالتأليف فلعل أولية لـ " العالم الواحد " الذي ذكره ابن العربي، ثم لابن العربي نفسه، والله أعلم.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[17 Aug 2009, 07:15 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
د. عبد الحكيم الأنيس ______________________________ ص59
نتائج البحث
ألخص فيما يأتي نتائج هذا البحث فأقول:
1 - إنَّ أبابكر النيسابوري الذي نسب إليه السبق إلى علم المناسبة القرآنية ـ ابتداء من عصر السيوطي إلى هذا الوقت ـ ليس هو السابق إليه.
2 - إن الترجمة التي وضعها الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم وتابعه كل الذين كتبوا في هذا العلم، وهي أنه الإمام الحافظ عبد الله بن محمد بن زياد الشافعي شيخ الشافعية بالعراق المتوفي سنة 324هـ: ليست ترجمة له.
وكذلك الترجمة التي وضعها الأستاذ محمد شبعاني وهي أنه الإمام المقرئ محمد بن عبدوس المتوفى سنة 338هـ.
وإن أبابكر النيسابوري المقصود بكلام أبي الحسن الشهراباني ـ الذي نقله الزركشي عالم من علماء القرن السابع الهجري جزماً، ولم تظهر له ترجمة حتى الآن.
3 - إن دور أبي بكر النيسابوري ينحصر في إظهار علم المناسبة في بغداد.
4 - إن التاريخ لظهور علم المناسبة ـ باعتباره علماً ـ في مطلع القرن الرابع الهجري تبعاً لما سبق غير صحيح.
5 - إن من أسباب هذه الأخطاء: تصرف السيوطي في كلام أبي الحسن الشهراباني ـ وكم جرّ التصرف من أخطاء ـ.
ومنها: تسرع المحقق محمد أبو الفضل إبراهيم في إلصاق ترجمة بأبي بكر النيسابوري على سبيل الجزم من غير دليل، وهذا خطير ولا سيما حين تتشابه الأسماء والألقاب والأنساب.
---------------------------------------------------------------------------------------
أضواء على ظهور علم المناسبة القرآنية ___________________ ص60
ومنها: متابعة الأساتذة الدراسين لمن قبلهم ـ في هذه المسألة ـ من غير بحث عن مستندهم.
6 - إن هذه الأسباب أدت إلى تصوراتهم وأحكام مغلوطة، وبني عليها نسبة شيء لغير أهله، وغمط آخرين حقهم وجهدهم.
7 - إن أبا الحسن الشهراباني ليس مجهولاً، وإنه علم كبير من أعلام الإسلام في القرن السابع الهجري، وليس من أهل القرن الرابع، وليس تلميذاً للحافظ ابن زياد! وإن الحكم على الرجال بالجهالة بجرة قلم أمر مؤسف جداً.
8 - إن مصطلح " علم المناسبة " في كلام أبي الحسن الشهراباني قد يكون المقصود ما يشمل علم " متشابه القرآن " وعلم " الروابط والترتيبات ".
وأوصي:
أ - بإعادة بحث تاريخ علم المناسبة في ضوء هذه النتائج لنعرف من هو مؤسس هذا العلم حقاً، ومتى بدأ بصورة مطلقة لا مقيدة وأين؟ وقد تطرق البحث إلى جوانب من هذا، وما زال في الموضوع حاجة إلى التوسع والتحقق.
ب ـ كما أوصي بهذه المناسبة بإيلاء العناية الكافية لتاريخ علم التفسير، وبحثه بدقة وشمول واستقصاء.
جـ ـ ويلزم من هذا وصية أخرى، وهي التوجه الجاد الرصين الصادق لطبع التراث التفسيري، ونفض الغبار عنه، ووضعه تحت أيدي الباحثين، فما زالت هناك كتب مهمة جداً حبيسة الخزائن! وهذا غريب جداً من أمة القرآن!!.
* * *
=============================================
مجلة الأحمدية عدد (11) جمادى الأولى 1423هـ ـ يوليو ـ تموز 2002م
=============================================
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[17 Aug 2009, 10:34 ص]ـ
6 - الإمام عمر بن محمد السهروردي له " بغية البيان في تفسير القرآن " ولكنه توفي في المحرم سنة (632هـ)
صوابه: نُغبَة البيان.
والنغبة: هي الجرعة.
ولهذا التفسير نسخة في دار المكتبات الوقفية الإسلامية بحلب؛ إذ جاء في مقال حولها في موقع الدكتور علاء الدين الزعتري:
- نغبة البيان في تفسير القرآن لأبي عبد الله العارف بالله الشيخ عمر بن محمد السهروردي البكري، وعليه خطه في أوله، وفي آخره في الذيل: سماع الكتاب عليه. وهي نسخة تامة نفسية جداً، محررة سنة /613هـ/ (74).
http://www.alzatari.net/show_art_details.php?id=70
ـ[رأفت المصري]ــــــــ[19 Aug 2009, 01:44 م]ـ
أخي أبا الفداء ..
أسأل الله أن يكتب لك أعظم الأجر، وينفعك كما نفعتنا، ويجعل ما سطّرته في هذا الموضوع مما يسرّك إذا قدمت على الله ..
جزاكم الله خيراً، فقد أثريتم الموضوع عندي، وأنضجتم فكرة كانت ما تزال غضّة ..
ـ[رأفت المصري]ــــــــ[19 Aug 2009, 11:48 م]ـ
ويبدو أن من أسباب بحثي الدائب وعدم وجداني شيئاً عن الرجل "الشهراباني":
أنني أبحث عن اسمه من غير ألف؛ هكذا: الشهرباني، وقد اتضحت الصورة، وبان الخطأ، فجزاكم الله خيراً ..(/)
" لمسات بيانية " حمّل حلقتي هذا الأسبوع. متجدد
ـ[الأديب البلاغي]ــــــــ[14 Aug 2009, 03:21 ص]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده،،، وبعد:
يُطالعنا برنامج لمسات بيانية مرتين في الأسبوع: الإثنين والخميس
مع المبدع الأستاذ الدكتور: فاضل السامرائي
وقمتُ - ولله الحمد والمنة - بتسجيل الحلقات منذ الأسبوع المنصرم، ومن ثم رفعتها على صفحتي في الفور شيرد
وسأقوم بإذن الله بتسجيل الحلقات ورفعها هنا في الأيام القادمة - ما لم يحبسني حابس -، وأسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد.
هذه حلقة الخميس 6/ 8 / 2009
1 - وإذ نجيناكم
http://www.4shared.com/file/123457307/e2d77796/____.html
2 - يا قوم
http://www.4shared.com/file/123458668/7a9a1f3c/____.html
3 - فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها
http://www.4shared.com/file/123459043/634fbfe1/_________.html
4 - فإنك لا تسمع الموتى
http://www.4shared.com/file/123461129/5616c971/______.html
5 - الفرق بين استخدام السين وسوف
http://www.4shared.com/file/123462786/2a7eef36/______.html
6 - الفرق بين التمام والكمال
http://www.4shared.com/file/123463326/6f24c805/_____.html
7 - الفرق بين الضعفاء والمستضعفين
http://www.4shared.com/file/123464103/b32bb2df/______.html
8 - الفرق بين الصحة والعافية
http://www.4shared.com/file/123464772/8fe0683c/______.html
9 - الفرق بين الفقير والمسكين
http://www.4shared.com/file/123466069/ae6f5efb/______.html
10 - الأسئلة والاستفسارات + الإجابة
http://www.4shared.com/file/123468937/dbaecb05/______.html
والله ولي التوفيق.
ـ[الأديب البلاغي]ــــــــ[14 Aug 2009, 03:25 ص]ـ
هذه حلقة يوم الإثنين 10/ 8 / 2009
1 - " ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون ". rar
http://www.4shared.com/file/124221564/adbca347/____________.html
2 - " قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا " 1 من 2. rar
http://www.4shared.com/file/124222086/c94f82e0/__________1__2.html
3 - " قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون " 2 من 2. rar
http://www.4shared.com/file/124223434/7b00f5be/__________2__2.html
4 - " إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون ". rar
http://www.4shared.com/file/124224115/a52d5df8/____________.html
5 - الأسئلة والاستفسارات + الإجابة. rar
http://www.4shared.com/file/124225614/6fd91c8e/______.html
والله ولي التوفيق.
ـ[الأديب البلاغي]ــــــــ[14 Aug 2009, 03:30 ص]ـ
هذه حلقة البارحة، الخميس 13/ 8 / 2009
1 - لمسات بيانية. أ. د. فاضل السامرائي. الحلقة كاملة 1 من 2 الخميس 13 8 2009. rar
وفيها تناول البروفيسور:
أ / " إن هذان لساحران " وتكلم فيها كلاما جميلا.
ب / " رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً "
ج / " جاهد الكفار والمنافقين "
د / " وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن "
هـ / يفعلون ويعملون، واستخدامهما في القرآن.
و / " وليس الذكر كالأنثى ".
وهذا هو الرابط:
http://www.4shared.com/file/124844305/91696e11/_________1__2__13_8_2009rar.html
2 - لمسات بيانية. أ. د. فاضل السامرائي. الحلقة كاملة 2 من 2 الخميس 13 8 2009. rar.
وفيها تناول البروفيسور:
أ / الأجر والثواب، واستخدامهما في القرآن الكريم.
ب / " ثاني اثنين إذ هما في الغار "
ج / " فاجتنبوا الرجس من الأوثان "
د / الأسئلة والاستفسارات.
وهذا هو الرابط:
http://www.4shared.com/file/124845940/3044bd29/_________2__2__13_8_2009rar.html
وبإذن الله وتوفيقه سأضع الحلقات التالية في وقتها، ومن لم يعمل معه أحد الروابط فليذكر ذلك حتى أتنبه وأعدله.
والله ولي التوفيق.
ـ[الأديب البلاغي]ــــــــ[18 Aug 2009, 11:17 م]ـ
هذه حلقة البارحة الإثنين 18/ 8 / 2009
1 - لمسات بيانية. أ. د. فاضل السامرائي. الحلقة كاملة 1 من 2 الإثنين 18 8 2009
وفيها:
أ / " إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون "
ب / " فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون إلا ما كنتم تعملون "
الرابط
http://www.4shared.com/file/125921453/d587f467/_________1__2__18_8__2009.html
2 - لمسات بيانية. أ. د. فاضل السامرائي. الحلقة كاملة 2 من 2 الإثنين 18 8 2009
وفيها:
أ / " إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون هم وأزاجهم في ضلال على الأرائك متكئون لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون "
ب / الأسئلة والاستفسارات.
الرابط:
http://www.4shared.com/file/125921459/35521d79/_________2__2__18_8__2009.html
وهذه آخر حلقة ويتوقف البرنامج في شهر رمضان وأعود في وضع الروابط بعوده - إن شاء الله - بعد شهر رمضان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[19 Aug 2009, 01:39 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل الأديب البلاغي على هذه الروابط لعالمنا الفاضل.
وأسمح لي أن ألفت نظرك أخي الكريم أن حلقات الدكتور متكوبة ومرئية ومسموعة موجودة على موقعي إسلاميات لأني أتابع البرنامج منذ سنوات وقمنا بجمع الحلقات المكتوبة في ملفات ووضعناها بين أيديكم في هذا الملتقى المبارك وفي موقع إسلاميات وكثير من المنتديات لتعم الفائدة. هذا رابط المشاركة التي فيها الملفات.
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=12049&goto=newpost
ورابط الموقع موجود في توقيعي في الأسفل.
البرنامج للأسف سيتوقف خلال شهر رمضان ويعاود البث المباشر بعد العيد إن شاء الله تعالى.(/)
برنامج لسان عربي في نسخته الثانية
ـ[د عبدالله الهتاري]ــــــــ[14 Aug 2009, 04:25 م]ـ
سيبث بمشيئة الله عز وجل برنامج (لسان عربي) في نسخته الثانية عبر القناة الفضائية اليمنية في شهر رمضان المبارك كاملا،يعرض فيه البرنامج لبلاغة القرآن الكريم وجوانب الإعجاز البياني فيه،
شاركت فيه بحلقات عن التوجيه البلاغي للقراءات القرآنية ودقائق الاستعمال لحروف الجر وبلاغة الصيغ القرآنية وجمال أسلوب العدول والتحول في النظم القرآني وتوسع المعنى وغيرها من الموضوعات البيانية المختلفة.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[14 Aug 2009, 06:24 م]ـ
جزاكم الله خيراً أستاذنا الفاضل لكن هل يمكن معرفة مواعيد بث البرنامج قبل بدء شهر رمضان حتى نرتب أمر تفريغ الحلقات إن أمكن إن شاء الله تعالى.
بارك الله بكم ونفع بكم وزادكم علماً.
ـ[العمري]ــــــــ[17 Aug 2009, 12:16 م]ـ
الاخت الفاضلة
اولا اشكركم على مجهودكم في موقع اسلاميات الرائع والمفيد
اما موعد البث لبرنامج لسان عربي
سيظهر في اواخر شعبان
معذرة على تدخلي
انا معد البرنامج
وبالمناسبة لدي 20حلقة من الاصدار السابق ل (لسان عربي) للسنة الماضية
هل يمكن وضعها على موقعكم للفائدة؟!!!
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[17 Aug 2009, 07:52 م]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل على تواصلك والحمد لله أن سخرني لخدمة المسلمين.
ما هي صيغة الحلقات الموجودة لديك؟ يشرفني أن أضيفها لموقعي إن شاء الله تعالى.
ـ[د عبدالله الهتاري]ــــــــ[25 Aug 2009, 12:22 ص]ـ
هذه الحلقة الأولى بلاغة حروف الجر في القرآن الكريم
بالصوت والصورة على موقع الفضائية اليمنية الرابط أدناه
http://yemen-tv.net/content.php?lng=arabic&id=590
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[25 Aug 2009, 12:53 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم على الحلقة لكن هل من الممكن إبلاغنا بموعد بث البرنامج فلم أتمكن من متابعته بعد لعدم معرفة موعد العرض والإعادة
ـ[د عبدالله الهتاري]ــــــــ[25 Aug 2009, 03:37 م]ـ
بارك الله فيك أخت سمر على جهودك الكبيرة في خدمة بلاغة القرآن
البرنامج يبث الساعة الثانية وأربعين دقيقة تقريبا بعد منتصف الليل بتوقيت مكة المكرمة
دون إعادة
ووعدوا بإعادته بعد رمضان المبارك.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[25 Aug 2009, 04:06 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم على موعد البرنامج وللأسف أنه متأخر جداً أسأل الله تعالى أن ييسر تسجيله والإفادة منه أو ننتظر الإعادة بعد رمضان لتفريغ حلقاته إن شاء الله تعالى.(/)
جنايات على العلم والمنهج .. (18) تضييع الغاية العظمى التي ترجى من البحث والنظر
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[14 Aug 2009, 04:30 م]ـ
جنايات على العلم .. والمنهج .. (18) تضييع الغاية العظمى التي ترجى من البحث والنظر وتعلم العلم ..
بسم الله والحمد لله ..
نعم فمن أعظم الجنايات على العلم والمنهج = تضييع الغاية والهدف السامي للبحث والنظر وطلب العلم.ولاشك أن هناك غاية عظمى هي الإطار الخارجي لكل عبادة يتقرب بها العبد إلى ربه من طلب علم وغيره وهي: بلوغ مراضي الله ومحابه بحيث يوصل ذلك إلى الجنة والفرار من مساخط الله ومعصيته وما يبغضه وما يعقب ذلك من استحقاق النار.
لكن هناك لكل عبادة غاية عليا تختص بها،كما إن غاية الصلاة العليا الإتيان بأركانها وواجباتها ومستحباتها على وجه التمام والكمال، وكذلك طلب العلم ليس بدعاً،بل له غاية عليا تختص به إذا فهمتها وعقلتها أعانك ذلك أيما إعانة على طلبك للعلم وعلى فهم مرادنا بالتفنن. ولما أضاع الناس-إلا من رحم-تلك الغاية أضلتهم عن الاجتهاد والإبداع والابتكار ووقعت بهم في وهدة التقليد والتبعية والتقرير والشرح المجرد.
وهذا أوان الفحص عن تلك الغاية؛كي لا نُسرف في وصف الباطل من غير أن ندل على الحق ..
فالغاية العليا لطلب أي علم من العلوم الشرعية هي بلوغ الهدي الأول،واللسان الأول، وأعني بالهدي الأول:معرفة ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعون وأتباعهم (القرون المفضلة) في هذا العلم ثم الأمثل فالأمثل بعد ذلك من الأئمة مالم يختلط كلامهم ومناهجهم بكلام ومناهج الفلاسفة والمتكلمين.
وأعني باللسان الأول: ذلك اللسان الذي عبر به الصدر الأول عن المعاني قبل أن يستبدل قوم الذي هو أدنى بالذي هو خير.
ولعل رجلاً يعجب فيقول: قد كان لمن سميتَ بعض كلام في أبواب العلم التي ندرسها اليوم ولكنهم لم يستوعبوا كل باب بالكلام وثمَ أبواب لم يطرقوها قط .. ثم هذا الصدر الأول ذاته قد اختلف أهله في كثير من مسائل العلم فأصاب بعضهم وأخطأ بعضُ، وإنما يَنْفُقُ قولك لو كانوا قد أجمعوا على شئ في أبواب العلم تلك .. أما وقد اختلفوا فأي هدي تأمرنا أن نطلب (؟؟)
ونكشف عجبه فنقول:
إن الله تبارك وتعالى بعث نبيَه بالهدى ودين الحق فكان فرقاناً فرق الله به بين الحق والباطل، فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم اشتد الناس في طلب الحق الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فكان من هذا الحق أبواباً بُينت بياناً ظاهراً لا عذر لأحد في الإعراض عنه،ولا زالت بينة إلى يوم الناس هذا.
وكانت منه أبواب هي أبين ما تكون عند السلف الصالح صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ولازالت بينة عند من رزقه الله معرفتها إلا أنها خفيت على أقوام آخرين أو عرفوها وأعرضوا عنها.
وكان من هذا الحق أبواب اختلف السلف في تمييزها اختلافاً محفوظاً أذن الله به؛ليبتليهم وليجعل فرض معرفة هذا الحق والاجتهاد في طلبه من أعظم وأجل أبواب عبوديته. وجعل الله هذا الحق مفرقاً في المسلمين فيصيب بعضه بعضهم ويخطئ بعضهم بعضه، ويصيب الذي أخطأ أخرى، ويخطئ الذي أصاب أخرى، ولم يجعل الله عليهم من حرج ولم يحرمهم من أجر ما آمنوا واتقوا ولزموا البينة متى ظهرت لهم ولم يبغ بعضهم على بعض.
فطلب الهدي الأول الذي هو غاية كل طالب علم: هو طلب أبواب الحق هذه بمراتبها الثلاث،مع معرفة قدر كل مرتبة وما يتعلق بها من أحكام، وأن يكون هذا الطلب وفق منهاج الصدر الأول في معرفة الحق، فيكون همُك معرفة الحق،وأن تسلك لمعرفة الحق نهج وسبيل الصدر الأول في طلب الحق.
وأنت إذا تأملتَ أحوال هذا الصدر الأول وجدت منهاجهم في طلب الحق منهاجاً فطرياً سوياً وقوامه أمران:
الأول: السُنن والآثار؛ يعرفون بها ما بلغه نبيهم عن ربهم جل وعلا وما بلغه نبيهم لصحابته، وما حُفظ عن الصحابة والتابعين وأتباعهم من سنن وهدي يُعين على فهم الوحيين، ثم ما يُنقل بعض ذلك عن أئمة الدين من كلام يكون دليلاً على الحق.
والثاني: العربية؛ ومعرفة أحكامها وسننها الذي يُفهم به مراد القرآن العربي ولسان النبي العربي وكلام العرب الأقحاح الذين حملوا هذا الدين إلينا.
ذلك أن الباطل يدخلُ على الإنسان من بابين:
الأول: قبول الكذب.
الثاني: الخطأ في تفسير الصدق.
(يُتْبَعُ)
(/)
فكان الاعتصام بالسنن وضبط أحكام نقلها وأحوال نقلتها عاصماً من قبول الكذب إلا ما شاء الله.
وكان الفقه بالعربية واللسان الأول وكيف كانت العرب تتصرف في لسانها الذي جاء الوحي به،ثم الفقه بلسان كل متكلم من بعدُ وضبط أحكام فهم كلام المتكلم =عاصماً من الخطأ في تفسير الصدق إلا ما شاء الله.
فالواجب على من طلب علماً من العلوم إذا كان يروم الهدي الأول واللسان الأول أمور:
1 - أن يطلبَ ما يتعلق بكل مسألة من مسائل هذا العلم في كلام الله وكلام رسوله.
2 - ثم يطلبُ ما يتعلق بكل مسألة من مسائل هذا العلم في كلام صحابة النبي صلى الله عليه وسلم.
3 - ثم يطلبُ ما يتعلق بكل مسألة من مسائل هذا العلم في كلام التابعين وأتباعهم القرنين المفضلين بعد الصحابة.
4 - ثم يطلبُ ما يتعلق بكل مسألة من مسائل هذا العلم في كلام أئمة الهدى بعد القرون المفضلة وإلى زماننا هذا.
5 - ثم يطلبُ ما يتعلق بكل مسألة من مسائل هذا العلم في كلام أهل البدع من المعتزلة والأشاعرة وأضرابهم، وأن يُسميهم في ذلك بأسمائهم تلك فهم ما كتبوا في تلك العلوم إلا بمنهاج يتسق وأسماءهم تلك.
حتى إذا اجتمعت لديه مادة الباب وجب عليه أن يعلم:
6 - أن اللسان الأول العربي الذي نزل به القرآن كان قد بدأ اختلاطه بألسنة المولدين وألسنة نقلة العلوم عن اليونانية في آخر دولة بني أمية.
7 - وأن الهدي الأول الذي كانت عليه القرون المفضلة علماً وعملاً كان قد بدأ اختلاطه بما نقله المترجمون ونشرته المعتزلة وباقي الفرق الناقلة من مذاهب وآراء الفلاسفة.
8 - ولازالت معاول الهدم تلك تعمل في بناء الهدي الأول قرناً من بعد قرن، فملأت المعتزلة والأشاعرة وأضرابهم أبواب الإيمان والسنة ضلالاً وبدعاً. وأثرُ بدع المعتزلة والأشاعرة المولدة من الفلاسفة على أبواب الإيمان والسنة=ليس خافياً على جمهرة المشتغلين بالعلم من أهل السنة ولله الحمد.
9 - إلا أنَّ الذي غفل أو تغافل عنه أكثر المشتغلين بالعلوم الإسلامية ودسوا رؤوسهم في التراب فراراً منه،وزعموا عدم وجوده تارة، أو قلته تارة أخرى، أو انحساره في علوم معينة تارة ثالثة=هو أثر مولودي الفلسفة (الاعتزال والتمشعر) على باقي العلوم الإسلامية (النحو والصرف والبلاغة واللغويات وأصول الفقه وعلوم الحديث وعلوم القرآن) لم ينجُ علم من علوم الإسلام من هذا الأثر، وكيف لعلم أن ينجو وجمهرة علماء كل علم بداية من القرن الثالث الهجري (وهو القرن الذي كتبت فيه أصول كتب العلم التي يرجع إليها الناس اليوم) هم من المعتزلة وإخوانهم.
10 - وأئمة المعتزلة لم يشغلوا أنفسهم بضبط منهج التلقي والاستدل كما كان عليه الصدر الأول،وإنما شقوا لأنفسهم منهجاً علمياً ورثوه عن كتب الفلسفة اليونانية،ومن البين اللائح: أنهم حين يكتبون في أبواب العلم المختلفة إنما يصدرون عن هذا المنهج الذي امتلأت به قلوبهم، فأنى لنا أن نزعم أن كتاباتهم هذه ستكون موافقة للهدي الأول (؟؟)
11 - وهذا المنهج الذي ساروا عليه هو عين المنهج الذي سطروا وفقه مذاهبهم في الإيمان والسنة،ومعركتهم مع مخالفيهم في الإيمان والسنة هي أم المعارك، وكانوا واعين متنبهين لذلك، فما كتبوا في علم من العلوم إلا وأصولهم ومذاهبهم في الإيمان والسنة أمام أعينهم يشدون بما يكتبون في كل علم تلك الأصول ويعضدونها. ومن كان منهم غافلاً عن هذا،فيكفي وحدة المنهج العلمي المأخوذ عن الفلسفة اليونانية =ليُخرج ما يكتبه عن سنن الهدي الأول.
12 - وبواسطة معبر المعتزلة هذا وقع الأشاعرة وإخوانهم فيما وقع فيه المعتزلة فمقل ومستكثر حتى كان قرن الرازي فلم يبق بين الأشاعرة والمعتزلة فروق كبيرة في المنهج، وكان الأشاعرة من القرن الخامس قد تسلموا راية التصنيف في العلوم من المعتزلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فباتت الغاية العليا لطالب العلم أن يُخلِّص المنهج الحق من المنهج الباطل في كل علم من العلوم،وأن يعلم أن اتباع الهدي الأول في دراسة العلوم ليس هو فقط معرفة الحق في نفس الأمر في كل مسألة، بل هو قبل ذلك دراسة مسائل العلم وفق المنهج الإسلامي لصحيح .. منهج الصدر الأول .. وأن يُخلِّص هذا المنهج من كل قاعدة فلسفية، وأصل يوناني،وطريقة اعتزالية ومسلك أشعري= في تلقي مسائل العلم ودراستها ومعالجتها. وأن يعلم أنه لن يسطيع بيان الحق الذي كان عليه الصدر الأول مالم يفقه الباطل الذي خرج إليه من حاد عن سنن الصدر الأول.
وإذاً: فالسلف وإن لم يتكلموا في كل علم وإن لم يتكلموا في كل مسألة من مسائل العلم =فقد كان لهم منهج فطري في تناول أبواب العلم وقد هدى الله لهذا المنهج من يشاء ممن بعدهم ومن الأئمة الأربعة ومن عاصرهم ومن بعدهم وضل عنه أكثر الناس، فكان الواجبُ طلبُ هذا المنهج والوقوف عليه ودراسة مسائل العلم على سننه،ومحاولة تقيل طريقة السلف وقول وفعل ما كانوا ليقولوه وليفعلوه لو كانوا هم درسوه وتكلموا فيه.
ولن تعدمَ وأنت تقرأ في مناهج المحدثين والنحويين والأصوليين وغيرهم من يتقيل هذا المنهج ولكنهم قليل من قليل.
ولا يهولنك أو تغتر بأنك تجد أقواماً من أهل السنة واتباع السلف قد قالوا أو كتبوا أو وافقوا شيئاً مما يجري على أصول وقواعد الفلاسفة والمتكلمين، وأخطأوا إصابة نهج السلف، ولتعلم أن الباطل لا يأتي خالصاً قط بل لابد أن يكون مشوباً بشئ من الحق، ووأن الكذب لا يأتي صريحاً قط، بل لابد وأن يُزين بشئ من الصدق؛ ولذا ربما راج على نفر ممن طلبوا منهج السلف وأعرضوا عن مناهج المتكلمين=شئ غير قليل من طرائق أولئك.
ولتعلم أن هذا الأمر الذي ندعو إليه جد صعب وأن طريقه شاق عسير، فنفض غبار اثني عشر قرناً بما فيها من ظلام كثير ونور قليل ومحاولة العودة للنور الغالب في الصدر الأول=من أشق ما يكون على فرد واحد .. ولكن إن كثر السالكون هان الوعر.
ولتعلم أن أقواماً ممن سبقونا من أهل العلم قد حاولوا هذا الباب حتى فتقوا فيه أشياء وهداهم الله إلى شئ غير قليل من الهدي الأول،كأمثال شيخ الإسلام ابن تيمية والشيخ محمد بن عبد الوهاب وغيرهم.
إلا أنهم ابتلوا برجلين:
الأول: من لا يزال مستمسكاً بزبالات الفلاسفة التي ورثها عن كتب النحو والبلاغة والأصول والحديث، يَعُدُ تحريرات هؤلاء الأئمة مجرد رأي خالفوا فيه من هو أقدم منهم وأعلم غافلاً عن أن هذا كان من هؤلاء الأئمة خرق وكشف لحجاب الظلام العائق عن تبين النور الأول، وإن أحسن هذا الرجل قبل ما أتى به الشيخان وأضرابهم في بعض الأبواب كالاعتقاد والسنة، كأن أئمته يلبسون ثوب السلفية إن تكلموا في النحو والبلاغة ثم يضعوه على المشجب مرتدين ثوب البدعة إن تكلموا في الاعتقاد والسنة.
الثاني: من يظن أن الشيخين وأضرابهما قد أصابوا من باب الكشف عن الهدي الأول=كل شئ، وأنهم ما أخطأوا منه شئ .. فإن جئتَ تقول له: ليست المسألة الفلانية مما يجري على أصول السلف بل هي جارية على أصول المتكلمين صك وجهك بقوله: كيف وقد تكلم بها شيخ الإسلام (؟؟)
وكيف ولم يُنبه على ذلك شيخ الإسلام (؟؟)
وغفلوا أولئك عن أن الجبهة أعرض من أن يبلغ الصواب فيها ويملك زمام الحق منها واحد من الناس مهما بلغ كمال عقله ووفور علمه ورجاحة رأيه، وأن زمان عيش الشيخ وأضرابه كان حافلاً بآلاف المسائل التي ضل الناس فيها عن الهدي الأول، وأن أعمارهم محال أن تستوعب الكشف عن كل ضلالة أو حتى تبينها.
فباب الاجتهاد-لمن كان أهلاً له-مفتوح على مصراعيه لكل من رام درس العلوم درساً على منهاج السلف الصالح،ولكل من رام أن يهدم لبنة في ذلكم البناء المتطاول الذي بناه المعتزلة والأشاعرة في النحو والبلاغة والأصول والحديث على أساس من المنهج الفلسفي اليوناني. وكل من تم له ما ندعوا إليه = تم له شرط التجديد في العلم.
يبقى سؤال مهم: ألا يكون أبداً في كلام أولئك العلماء المصنفين في العلوم =حق يستحق أن يُقبل (؟؟)
أم كل ما قالوه باطل يجب رفضه (؟؟).
والجواب: أن دينَنا علمنا أنه حتى إبليس يُجري اللهُ الحق على لسانه، وقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحق من يهودي وأقره عليه.
لكنَّ الواجبَ معرفتُه أنه ما من مسألة شرعية أو قدرية، من خلق الله أو أمره، إلا وبيانُها الشافي في الفرقان الذي أتى به النبي صلى الله عليه وسلم، وطريق الوصول إليها وفق منهج الصدر الأول ممكن غير متعذر ولا ممتنع.
وهل يُمكن لأهل البدع والمناهج الفلسفية والطرق الكلامية أن يَصلوا لشئ من الحق إذا ساروا على مناهجهم تلك (؟؟)
نعم. هذا ممكن غير ممتنع.كما أن المقلد تقليداً محرماً أو المتعصب لشيخه وإمامه قد يُوافق القول الحق تبعاً لشيخه، وما إصابته للحق برافعة عنه إثم سلوكه لطريق غير شرعي في إصابة هذا الحق. فالواجب عدم الاغترار بالحق الذي في كلام أولئك اغتراراً يقود إلى الغفلة عن إعراضهم عن طريق السلف الصالح في التلقي والاستدلال.
فإن وجد منهم-وهو موجود-من يصيبُ الحقَ وفق الطريق الشرعي المأذون به=طريق الصدر الأول ومنهاجه=فأهلاً وحيهلا وهو خير فيهم يُحمد ولا يذم بل يُذكر فيُشكر.
وثم جهة أخرى للصواب في كلام أولئك ترجع لإصابتهم للحق بما بقي معهم من نور الإسلام،وترجع لسلامة شيء من مناهجهم، وترجع لنوع من البحث الصناعي الذي لا يتعارض مع مع ما قررناه. ولكن لم يتم لي تحرير عبارتها بعدُ فأرجئها إلى حين ..
والحمد لله وحده ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Jul 2010, 05:34 ص]ـ
هذا كلام كبير يا أبا فهر، ودعوى عريضة رعاك الله.
لا أدري لماذا أَشعرُ بأَنَّك تُقسِّطُ علينا كلامَاً مهيأً، أو تنقل لنا كلام غيرك على دفعات، هكذا أشعرُ وأعرض عن التصريح به لكم.
إن عَرْضَ مثل هذه المشاركات المثيرة بِهذه الطريقة الاستعراضية أصبح مُمِّلاً؛ حيث لا يكفي هذا لتأييد منهجكم، يا صاحب المنهج الذي لم يفطن إليه أحدٌ من قبلك إِلا مَنْ حَظي بخاتَمكم على صواب منهجه، ولا أدري لماذا يذكرني هذا بخاتم البلدية على اللحوم الصحيَّة!
إننا مع تقديرنا لما تقوله لا نستطيع التخلي عن ما بين أيدينا من المناهج والتراث العلمي الذي تعلمناه خلال مراحل دراستنا التي نحسبها ليست بالقليلة لِمُجرَّد التشكيك فيه بهذه الصورة، وما ذكرتُموهُ ليس بغائبٍ عن العلماء، ولكنهم لا يتعاملون مع العلم بهذه الطريقة الناسفة للجهود والبدء من جديد على منهجكم، وإنما يضعون كل اجتهادٍ في موضعه ضمن منهج عام سار عليه العلماء في أخذ العلم وتَمحيصه ليس هذا مجال شرحه، وليس المعتزلة أخطأوا في كل شيء لمجرد أنهم معتزلة، ولا الأشاعرة كذلك، ولا أهل السنة أصابوا في كل شيء لمجرد أنهم أهل سنة، وإنما تجد عند هؤلاء وهؤلاء الصواب والخطأ والحق والباطل، والعلماء في مناهجهم وضعوا الأصول والقواعد التي تضبط الفهم الصحيح الذي يميز الحق من الباطل في كلام الجميع.
ودع عنك أخي الحبيب التهويل علينا بعبارات مثل (اللسان الأول) و (الفهم الأول) و (الصدر الأول)، فإن معنى ما تدعو إليه هو الصدِّ عن فهوم هؤلاء الجمع الغفير بِحُجج غير مُسلَّمةِ وإن كانت رنَّانة، يعرض الكثير منا عن التوقف عندها لما فيها من الاحتمالات والخوف من الدخول في المجادلات غير المثمرة، والتساؤل القائم: ومن أنتم حتى نعتنق منهجَكُم يا أبا فهر وأنت تتخَفَّى عن الأعينِ صنيعَ مَن يَخافُ المؤاخذةَ؟ وليس هذا شأنُ أصحاب المنهج الذي يُراد له أن يُحتذى.
وينبغي أن يعرض هذا النقد مع الصواب والتطبيقات في موضع واحد حتى نرى الصورة كاملة دون تقسيطها لنا بهذه الطريقة.
سامحني فقد أَبَتْ هذه النَّفثةُ إِلا أَن تَخرجَ يا أخي الحبيب فقد أكثرتَ علينا، وإِنَّ لها لأخوات.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 Jul 2010, 05:57 ص]ـ
بارك الله فيك شيخنا ..
هذا كلام كبير يا أبا فهر، ودعوى عريضة رعاك الله.
لا أدري لماذا أَشعرُ بأَنَّك تُقسِّطُ علينا كلامَاً مهيأً، أو تنقل لنا كلام غيرك على دفعات، هكذا أشعرُ وأعرض عن التصريح به لكم.
أما ما هاهنا فهو قطعة من مقدمة كتاب لي، وليس كلام غيري ..
إن عَرْضَ مثل هذه المشاركات المثيرة بِهذه الطريقة الاستعراضية أصبح مُمِّلاً
الملل من كواذب الأخلاق يا سيدنا وصاحب العلم يصبر ويُفاتح ويستشكل ويطالب بالحجة، أو يُعرض ..
حيث لا يكفي هذا لتأييد منهجكم.
لاشك أنه لا يكفي،ولكنها خطوات على الطريق كنت آمل في أن تزيد من تسارعها المدارسة، ولكن الموضوع ثاو من شهور فلم نحس لمباحث ركزاً ..
وما أطرحه لم أزعم أنه منهج تام قد استوفى حججه وبيناته وإنما هي أفكار ومذاكرات أطلب بها مدارسة أمثالكم وأنتفع بمخالفي فيها أكثر من انتفاعي بموافقي ..
يا صاحب المنهج الذي لم يفطن إليه أحدٌ من قبلك
وهذا خطأ خالص بل منهج طلب ما كان عليه الصدر الأول فالأمثل فالأمثل منهج منصوص ..
إِلا مَنْ حَظي بخاتَمكم على صواب منهجه، ولا أدري لماذا يذكرني هذا بخاتم البلدية على اللحوم الصحيَّة!
ليس لي خاتم كهذا لكن إن كان فلعل وجه الذكر هو أنه يقيك شر اللحوم الموبوءة:)
إننا مع تقديرنا لما تقوله لا نستطيع التخلي عن ما بين أيدينا من المناهج والتراث العلمي الذي تعلمناه خلال مراحل دراستنا التي نحسبها ليست بالقليلة لِمُجرَّد التشكيك فيه بهذه الصورة.
لم يطلب أحد منك التخلي لمجرد ما ذكر، ولكن ما ذكر غرضه تحريك الهمم لطلب ما ورائه، والالتفات إليه عند الدرس والقراءة فلعلك تلقى شواهده ..
وما ذكرتُموهُ ليس بغائبٍ عن العلماء،
بل هو عن جلهم غائب مغيب ..
ولكنهم لا يتعاملون مع العلم بهذه الطريقة الناسفة للجهود والبدء من جديد على منهجكم
(يُتْبَعُ)
(/)
وإنما يضعون كل اجتهادٍ في موضعه ضمن منهج عام سار عليه العلماء في أخذ العلم وتَمحيصه ليس هذا مجال شرحه، وليس المعتزلة أخطأوا في كل شيء لمجرد أنهم معتزلة، ولا الأشاعرة كذلك، ولا أهل السنة أصابوا في كل شيء لمجرد أنهم أهل سنة، وإنما تجد عند هؤلاء وهؤلاء الصواب والخطأ والحق والباطل،
لم نزعم غير هذا ولم ننازع فيه ..
والعلماء في مناهجهم وضعوا الأصول والقواعد التي تضبط الفهم الصحيح الذي يميز الحق من الباطل في كلام الجميع.
الشأن في هذه، والقواعد التي وضعها أولئك تصيب الباطل حيناً ويفوتها حيناً؛لما كان الباب الذي دخل منه بعض هذا الباطل باب مغفول عنه حيناً ومسلم بصوابه حيناً ..
ودع عنك أخي الحبيب التهويل علينا بعبارات مثل (اللسان الأول) و (الفهم الأول) و (الصدر الأول)
ما كان ذلك تهويلاً أبداً بل هو نص ما أمرنا الله جميعاً أن ندعو به في خاتمة السبع المثاني ..
، فإن معنى ما تدعو إليه هو الصدِّ عن فهوم هؤلاء الجمع الغفير
بل هي دعوى إلى إعادة النظر في أدوات النظر فيها وفق ما نلفتُ إليه من خلل المنهج الذي أصاب واضعي هذه العلوم ..
بِحُجج غير مُسلَّمةِ وإن كانت رنَّانة، يعرض الكثير منا عن التوقف عندها لما فيها من الاحتمالات والخوف من الدخول في المجادلات غير المثمرة،
وكيف لم يتوقف ثم علم أنها غير مسلمة وأنها رنانة فحسب ..
إنما هو دفع بالصدر لموضع الحجة وازورار عنها بمجرد الاستثقال وعدم الإساغة ..
والتساؤل القائم: ومن أنتم حتى نعتنق منهجَكُم يا أبا فهر
واتباع مناهج الناس لأجل أسمائهم هو أحد الأبواب التي أغفل الباطل بسببها من أغفل، وإنما تُتبع البينات والحجج والقرائن ..
وأنت تتخَفَّى عن الأعينِ صنيعَ مَن يَخافُ المؤاخذةَ؟ وليس هذا شأنُ أصحاب المنهج الذي يُراد له أن يُحتذى.
بل هو صنيع من يخفى مؤاخذة أخرى لا يرعاها ويعذر من فقدها كثير ممن بات آمناً في سربه لا تزعجه طوارق الأسحار، وقاك الله كل سوء ..
وصنيع من لم يزعم قط أن ما يطرحه هو نظر منتهي يتحمله تحملاً يستأهل أن يجعله راية يقاتل من تحتها، بل أن مقر أنها مذاكرات ولبنات بناء قد أقضي اليوم بما أرجع عنه غداً ولا أستحي من ذلك قط ..
وينبغي أن يعرض هذا النقد مع الصواب والتطبيقات في موضع واحد حتى نرى الصورة كاملة دون تقسيطها لنا بهذه الطريقة.
ترى هذا مطبوعاً منشوراً إذا تم اطمئناني له، أما الآن فهو منجم في أفكار وأمثلة أقرأها على مكث وأفرِّقها تفريقاً؛طلباً للنصح والمدارسة وتتميماً للبناء وتنقيحاً للأفكار، فلا أحب أن أقع فيما وقع فيه غيري من إجهاض الأفكار، خاصة وأنا أكتب في أبواب كبار لا سني ولا علمي يشهدان بأهليتي لإلقاء بيان تام فيها، كما أنهما لا يحجزانني عن المدارسة بهذه الطريقة التي أرتضيها ..
سامحني فقد أَبَتْ هذه النَّفثةُ إِلا أَن تَخرجَ يا أخي الحبيب فقد أكثرتَ علينا، وإِنَّ لها لأخوات
خد راحتك خالص يا سيدنا فلا يثقل علي ذلك من البعيد فكيف يثقل من القريب، ولأخواتك إخوان وللذكر مثل حظ الأنثيين ..
.
بارك الله في علمك وفقهك وحلمك وزادك الله رفعة وشرفاً ...
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Jul 2010, 06:08 ص]ـ
أسأل الله أن يوفقك للصواب فيما تكتب، وإني لذلكَ منكَ ومِن غيركَ مُحبُّ يا أبا فهر، ولكنني لا أحب اللغة الاستعراضية التي لا تتناسب مع ما أبديته في ردودك. فالأنا عندك زايدة حبتين! والنفوس نَافرَةٌ من ذلك غاية النفور، فأحسن التأتي بلغةٍ من لغة الصدرِ الأول - بتاعتك - حتى تسلك الأمور.
واسلم لمُحبك
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 Jul 2010, 06:14 ص]ـ
والله يا سيدنا أنا أعلم موضع نفور تلك النفوس، ولكن الإشكال أني أكتب على سجيتي ولا أذكر مرة أني توقفتُ أمام كلمة لأبدلها بأخرى، والسبب ضيق وقتي وكثرة ما أكتب مع كوني صاحب عيال ووظائف ..
وإن كان يستحب للكاتب أن يراعي عقول الناس ومواطن غِيَرِ نفوسهم=فإنه يستحب للقارئ أن يُحسن الظن بطلبة العلم، خاصة ونحن في منتديات علمية ولسنا في ساحة مسجد للعامة ..
والله يوفقنا جميعاً لسنن الصدر الأول في الهدي واللسان ..
ـ[أحمد صالح أحمد غازي]ــــــــ[11 Jul 2010, 08:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(يُتْبَعُ)
(/)
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين جعلنا الله منهم أجمعين آمين اللهم آمين، ثم أما بعد:
فأشكر أخي أبا فهر السلفي شكر الله له على هذا الجهد الطيب والبحث الشيق إلا أن لي معه وقفات أرجو أن يتأملها والقراء الكرام، ثم يأخذ منها بما شاء:
أولا لقد ضيقت الأمر على نفسك وعلى القارئ حتى يكاد يشك أنه لم يسلم أحد، وفي الحقيقة من جانب الوقوع في بعض الأخطاء لم يسلم أحد إلا المعصوم عليه الصلاة والسلام.
ثانيا أوليس الأولى من هذه التشاؤمية أن تبذر بذرة الأمل أولا ثم تنبه إلى الشوكة، فتعطي ملامح منهج السلف في التلقي، ثم بعد ذلك تدخل إلى جانب تأثير الأفكار الضالة على التأليف ومناهجه، والنسبة التي تحتمل لكل عصر وكل جهبذ من المؤلفين، ثم تعطي أمثلة على تلك النسب لدى هؤلاء العلماء الأفاضل فتحقق بذلك العمل غرضين:
1 - تدلل على ما تريد الوصول إليه من تأثر كل مؤلف من المؤلفين بهذه المنهجية الدخيلة على فكر الأمة، بنسب متفاوتة.
2 - تنبه على ما يمكن أن يكون العلماء الأفاضل قد وقعوا فيه تحت تأثير هذا الفكر على مسار ومنهجية التفكير الإسلامي بصورة عامة، فيعلم القارئ ذلك ويجتنبه من أفكارهم ويأخذ ما عداه مما لم تمسسه رياح اليونان والاعتزال.
ثالثا وأخيرا أرجو أن تكون في مسلكك الكتابي هذا سلكت مسلك السلف الذين تمثلوا الكلمة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء، ويصلح أن نمثل لهم ولأفكارهم بقطوفها دانية، وتخلقوا بأخلاق المصطفى عليه الصلاة والسلام في القرب والبساطة والسهولة حتى ضرب به المثل فقيل خل البساط أحمدي، فإنك تصل إلى مراد الشافعي رحمه الله في أي فقرة من فقرات الرسالة من أول جملة فيها دون أي غموض ولا لف ولا دوران ولا سفسطة ولا إطالة فيما يزيد الفكرة ضبابية، أفليس لك في منهج السلف مثال ناصع يامن هو أدل الناس إليه وأقربهم إن شاء الله بحسب جهده الطيب وما ابتغاه من هذا البحث، فما اللف والتطويل إلا أثر من آثار السفسطة.
أسأل الله أن يجزيك خير الجزاء، وأرجو لنا جميعا التوفيق أولا إلى منهج السلف ثم التوفيق إلى الثبات عليه.
ـ[عاطف الفيومي]ــــــــ[13 Jul 2010, 05:01 ص]ـ
فطلب الهدي الأول الذي هو غاية كل طالب علم: هو طلب أبواب الحق هذه بمراتبها الثلاث،مع معرفة قدر كل مرتبة وما يتعلق بها من أحكام، وأن يكون هذا الطلب وفق منهاج الصدر الأول في معرفة الحق، فيكون همُك معرفة الحق،وأن تسلك لمعرفة الحق نهج وسبيل الصدر الأول في طلب الحق.
وأنت إذا تأملتَ أحوال هذا الصدر الأول وجدت منهاجهم في طلب الحق منهاجاً فطرياً سوياً وقوامه أمران:
الأول: السُنن والآثار؛ يعرفون بها ما بلغه نبيهم عن ربهم جل وعلا وما بلغه نبيهم لصحابته، وما حُفظ عن الصحابة والتابعين وأتباعهم من سنن وهدي يُعين على فهم الوحيين، ثم ما يُنقل بعض ذلك عن أئمة الدين من كلام يكون دليلاً على الحق.
والثاني: العربية؛ ومعرفة أحكامها وسننها الذي يُفهم به مراد القرآن العربي ولسان النبي العربي وكلام العرب الأقحاح الذين حملوا هذا الدين إلينا.
ذلك أن الباطل يدخلُ على الإنسان من بابين:
الأول: قبول الكذب.
الثاني: الخطأ في تفسير الصدق.
فكان الاعتصام بالسنن وضبط أحكام نقلها وأحوال نقلتها عاصماً من قبول الكذب إلا ما شاء الله.
وكان الفقه بالعربية واللسان الأول وكيف كانت العرب تتصرف في لسانها الذي جاء الوحي به،ثم الفقه بلسان كل متكلم من بعدُ وضبط أحكام فهم كلام المتكلم =عاصماً من الخطأ في تفسير الصدق إلا ما شاء الله.
فالواجب على من طلب علماً من العلوم إذا كان يروم الهدي الأول واللسان الأول أمور:
1 - أن يطلبَ ما يتعلق بكل مسألة من مسائل هذا العلم في كلام الله وكلام رسوله.
2 - ثم يطلبُ ما يتعلق بكل مسألة من مسائل هذا العلم في كلام صحابة النبي صلى الله عليه وسلم.
3 - ثم يطلبُ ما يتعلق بكل مسألة من مسائل هذا العلم في كلام التابعين وأتباعهم القرنين المفضلين بعد الصحابة.
4 - ثم يطلبُ ما يتعلق بكل مسألة من مسائل هذا العلم في كلام أئمة الهدى بعد القرون المفضلة وإلى زماننا هذا.
5 - ثم يطلبُ ما يتعلق بكل مسألة من مسائل هذا العلم في كلام أهل البدع من المعتزلة والأشاعرة وأضرابهم، وأن يُسميهم في ذلك بأسمائهم تلك فهم ما كتبوا في تلك العلوم إلا بمنهاج يتسق وأسماءهم تلك ...
جزيت خيرا ابا فهر وبورك قلمك ..
ومع حبنا لك .. فهو يزيدنا أن نضيف ..
أوافق الاخوة الأفاضل في تعليقهم السابق .. ذلك أن الكاتب الكريم بحسب ما ذكر يكتب بلغته دون تكلف أو إعادة صياغة الكلمة .. ولا نلومه على صنيعه.
لكن ربما يلام أن على - الكاتب - النزول إلى مستوى - لا أقول الأدنى - كلا فهنا جهابذة أكابر ولكن إلى مستوى الأقران إذا وفقت في قولي هذا ..
فلا نكتب بقلمنا - صحائف أفكارنا - ثم نطالب غيرنا أن يرتفع لها ليفهمها بلغة ربما يستشعر فيها شيئا من العلو أو الفوقية ..
- لقد كتب سيد قطب رحمه الله - على زلاته - بقلم أدبي رصين - رفيع العماد - قوي العطاء - بالغ التعبير - حسن التصوير والإيحاء - إلا أن القارئ سيستوحي روح الصدق فيه - القلم أو الكاتب - وتتجلى له المعاني الخفية كأنها عرائس تهدى. وتتصف فيه الحقيقة كأنها الشمس تتجلى. فمع علو كعبه الأدبي مع وضوحه الفكري.
- ولما نذهب إلى سيد - وعندنا بحر العلوم الجامع ونجمها الساطع - شيخ الإسلام ابن تيمية - لقد كانت الفكرة عنده جلية واضحة رابعة النهار يستخرج لها الدليل ويؤصل ويفصل ويشرق ويغرب ويقصر ويستطرد إلا أن القارئ المحب لا يكل ولا يمل وكأن الرجل كتاب آخر فتح أمامه يستظهره ..
- وهذا علامة الزمان في عصرنا - الشيخ المبارك العثيمين - رحمه الله تعالى - من أعلى الناس كعبًا ومن أسهلهم عبارة حتى أن العوام يستمعون إليه ويفهمون مراده ..
المقصود:
أن التنزل للعلم صفة الأكابر من العلماء .. فهلا نهجنا نهجهم وسلكنا سبيلهم ..
وأما ما اقتبسته من كلام - أبي فهر - فهو كلام جيد وجليل ويستحق العناية ولا يهضم حقه بل إن كعبه عال ونفسه جيد .. ويا حبذا لو تنزل لنا لكان خيرًا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد براء]ــــــــ[13 Jul 2010, 02:17 م]ـ
ليت الدكتور عبد الرحمن يسلك طريق (النقد العلمي) لما في مقالات أبي فهر - وبذلك يستفيد أبو فهر والقراء -، بدلاً من هذا الكلام الخطابي، وهو يرمي أبا فهر بأنه صاحب دعاوى عريضة، ولا أرى إلا أنه وقع في ما رماه به.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 Jul 2010, 02:47 م]ـ
بارك الله فيك أخي محمد وبارك في جهودك ..
ما ذكره الشيخ عبد الرحمن فيه نقد إجمالي للمنهجية العامة التي أتبعها في المواضيع، وهو مصيب في بعض وجوه هذا النقد، كما أنه يرى أنه مؤتمن من قراء الملتقى فلابد له من إظهار رأيه في الذي أقول ..
وكان رأيه مجملاً لأن كلامي نفسه ليس مفصلاً ..
فالحاصل: أن ما كتبه الشيخ عن هذا المقال بالذات هو من جنس النقد العلمي فمقالي هذا هو عرض لفكرة أكثر من كونه تقرير لمسائل بحججها، فما كتبه الشيخ كان مناسباً لطبيعة المقال، أما كونه لم يُصب في بعض وجوه نقده= فهذه مسألة أخرى ..
ـ[الطبري]ــــــــ[13 Jul 2010, 03:31 م]ـ
السلام عليكم
قرأت لابي عبد الرحمن بن عقيل الظاهري مثل هذا التنظير وجعله منهجا سيلتزم به في شرحه للأحكام الصغرى لعبد الحق ولم نر شيئا حتى الآن مع أن الوعد منذ زمن طويل.
ـ[محمد براء]ــــــــ[13 Jul 2010, 04:03 م]ـ
نعم كلام الدكتور نقد .. لكن هل هو (علمي)؟ أم ((دفع بالصدر لموضع الحجة وازورار عنها بمجرد الاستثقال وعدم الإساغة))؟!
وإن كان ((ما كتبه الشيخ عن هذا المقال بالذات هو من جنس النقد العلمي)) ..
فهل رده على ردك عليه (المشاركة 5) من جنس النقد العلمي لـ (ردك)؟!
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[13 Jul 2010, 08:45 م]ـ
من دخل بين الدكتور عبد الرحمن، والشيخ أبي فهر، وهو لا يعلم ما بينهما من الود والمحبة، فقد أساء لنفسه.
ـ[عاطف الفيومي]ــــــــ[13 Jul 2010, 09:32 م]ـ
من دخل بين الدكتور عبد الرحمن، والشيخ أبي فهر، وهو لا يعلم ما بينهما من الود والمحبة، فقد أساء لنفسه.
اللهم ألف بين القلوب على طائعتك ومحبتك آمين ..
جزاك الله خيرًا
ـ[محمد براء]ــــــــ[14 Jul 2010, 12:01 ص]ـ
من دخل بين الدكتور عبد الرحمن، والشيخ أبي فهر، وهو لا يعلم ما بينهما من الود والمحبة، فقد أساء لنفسه.
صدقت ..
وإن كانت المطالبة بالنقاش العلمي مفسدة للود، فلنغلق الملتقى وننصرف إلى عمل آخر ينمي الود بيننا!!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[14 Jul 2010, 12:11 ص]ـ
اخي محمد راجع الخاص لو تفضلتَ ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Jul 2010, 12:34 ص]ـ
ليت الدكتور عبد الرحمن يسلك طريق (النقد العلمي) لما في مقالات أبي فهر - وبذلك يستفيد أبو فهر والقراء -، بدلاً من هذا الكلام الخطابي، وهو يرمي أبا فهر بأنه صاحب دعاوى عريضة، ولا أرى إلا أنه وقع في ما رماه به.
بارك الله فيكم أخي محمد، وأشكرك على حسن توجيهك، ولعل الله ييسر من الوقت ما يُمكنني من عمل ذلك، ومقصدي من التعقيب فهمه الأخ أبو فهر.
ـ[محمد براء]ــــــــ[14 Jul 2010, 11:26 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي محمد، وأشكرك على حسن توجيهك، ولعل الله ييسر من الوقت ما يُمكنني من عمل ذلك، ومقصدي من التعقيب فهمه الأخ أبو فهر.
أحسن الله إليكم
لطالما وجهتنا يا شيخنا الفاضل إلى أهمية أدب الحوار، وأنا طمعت في حوار بينك وبين الشيخ أبي فهر نستفيد منه:
- علماً.
- وأخلاقاً.
أما مجرد إبداء الرأي ثم الخروج، - الذي أراكم تسلكونه في جميع ما قرأته لكم من المشاركات - فأراه يفوت تينك الفائدتين.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Jul 2010, 11:35 ص]ـ
أما مجرد إبداء الرأي ثم الخروج، - الذي أراكم تسلكونه في جميع ما قرأته لكم من المشاركات - فأراه يفوت تينك الفائدتين.
هل أنت متأكد يا أخي؟
أما أنا فمتأكد أنني لا أفعل ذلك، وأنني أعلق كثيراً تعليقات علميَّة من وجهة نظري على الأقل، وعلى كل حال فلستُ متفرغاً لدراسة كل قضيةٍ تُطرح واستقصاء جوانبها، فهذا يقتضي مني التفرغ من كل أعمالي من أجل ذلك، ولكن حسبنا تقديم ما يَسمح به الوقتُ، والتعاون فيما بيننا لسد الحاجة والله المستعان. وليس هذا موضوعنا على كل حال هنا. ونقد ما يطرحه أخي أبو فهر لا بد له من وقت خاص بإذن الله.
ـ[محمد براء]ــــــــ[14 Jul 2010, 12:46 م]ـ
راجع الرسائل الخاصة شيخنا الفاضل ..(/)
هل التأويل صدق اللفظ على ظاهر لدليل؟
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[15 Aug 2009, 07:54 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
هل التأويل صدق اللفظ على ظاهره لدليل؟
قرأت هذه العبارة لجلال الدين السيوطي، فتعجبت منها، وصرت أفكر، وأتعبني التفكير، وبحثت عنها ولم أجد لها أثرا؟
فهل من موجه أو موضح بارك الله فيكم.
وهذه العبارة وردت في كتاب الإعلام بنزول عيسى عليه السلام.
وهذه صورة للصفحة التي وردت فيها العبارة.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[15 Aug 2009, 08:53 ص]ـ
أحسنت يا أبا الأشبال إذ أرفقت الصورة.
وبالنظر فيها يتبين أنه لا يوجد إي إشكال.
فالعبارة تعريف للإمام السيوطي عن الأصوليين في هذا الموضع للتأويل بأنه: صرف اللفظ عن ظاهره لدليل، ... .
أما على عبارتك أخي الحبيب (على - صدق) فلا يمكن فهمها إلا بتأويلات ما أحسبها إلا فاسدة. ومخالفة لما حد هنا في تعريف التأويل.
ففرق بين: صدق اللفظ على ظاهر لدليل و صرف اللفظ عن ظاهره لدليل.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[15 Aug 2009, 09:56 ص]ـ
أحسنت يا أبا الأشبال إذ أرفقت الصورة.
وبالنظر فيها يتبين أنه لا يوجد إي إشكال.
فالعبارة تعريف للإمام السيوطي عن الأصوليين في هذا الموضع للتأويل بأنه: صرف اللفظ عن ظاهره لدليل، ... .
أما على عبارتك أخي الحبيب (على - صدق) فلا يمكن فهمها إلا بتأويلات ما أحسبها إلا فاسدة. ومخالفة لما حد هنا في تعريف التأويل.
ففرق بين: صدق اللفظ على ظاهر لدليل و صرف اللفظ عن ظاهره لدليل.
نعم زال الإشكال، جزاكم الله خيرا أخي الكريم محمد.(/)
من أسرار الترتيب القرآني - عرض بالباوربوينت
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[16 Aug 2009, 04:43 م]ـ
http://www.alargam.com/sorts/jalghoom/8/asrar/index.htm
ـ[ Amara] ــــــــ[16 Aug 2009, 05:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا أخي الحبيب
وفقني و وفقك الله
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[18 Aug 2009, 08:51 ص]ـ
آمين ..
أتظن أن أهل الكهف قد يستيقظون؟(/)
رمضان وتدبر القرآن، للدكتور عويض العطوي.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[17 Aug 2009, 08:44 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رمضان وتدبر القرآن
د. عويض بن حمود العطوي.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
تلوح للإنسان في حياته لحظات مهمة، يستطيع أن ينجز فيها ما لا يُنجِز في غيرها، وقد تمتد الآمال بالإنسان وهو يسعى لتحقيق آماله فلا يظفر من ذلك بشيء رغم تطاول الزمن.
ولعل مما يؤرق المسلم كيفية إفادتهمن كنوز هذا الكتاب العظيم (القرآن)، وبما أننا مقبلون على رمضان وهو شهر القرآن، فهذا من الفرص المتاحة لتحقيق شيء من هذا المطلب العظيم، والسبيل لتحقيق ذلك هو تدبرالقرآن، وقديقول قائل: وكيف ذلك؟
بداية، أود أن أبين أنّ الكلام موجَّهٌ للجميع، لا يختص بمرتبة علمية، ولا بنوعية خاصة، فالمسلمون جميعًا مطالبون بفهمكتاب ربِّهِم، وسأذكر هنا بعضًا مِن الأفكار التي تفيد في إيجاد تدبر عملي في شهرالقرآن رمضان:
1 - تحديد سورة معينة، ولتكن سورة متوسطة الطول، ويمكن أن يتم ذلك كمايأتي:
أ) تعيين السورة قبل دخول الشهر.
ب) قراءة السورة يوميًا أو قدر خاص منها، المهم التواصل اليومي مع السورة المحددة.
ج) تجهيز دفتر خاص لكتابة الفوائد واللطائف والاستفهامات.
د) محاولة معرفة صُوَر التناسب بين بداية السورة ونهاية السورة التي قبلها.
ه) العناية ببداية السورة واستخراج الفوائد منها.
و) معرفة أسباب النزول إنْ وجدت.
ز) تحديد الكلمات أو الجمل التي تتكرر في السورة، ومحاولة تفسير ذلك.
ح) تسجيل الأفكارالرئيسة التي تدور حولها السورة، ووضع عنوان عام يجمعها جميعًا.
ط) استخراج الأحكام الواردة، أو الأخلاق، والنظر هل أنت مُطبِّقٌ لها، عامِلٌ بها؟
هذه أفكار ومراحل عملية، تجعلك تعيش مع السورة فترة طويلة، قد تستغرق الشهر كله، ولا تستعجل الثمرة، وقيّد كل ما تراه يستحق التقييد، والله يرعاك ويوفقك.
2 - قراءة القرآن كاملاً.
يحرص كثيرٌ من المسلمين على ختمالقرآن في رمضان، وهذا أمر طيب، ولا يتنافى مع ما ذكرناه من تحديد سورة معينة، ومعهذا يمكننا أن نستثمر قراءتنا لجزء واحد يوميًّا في رمضان، بحيث نقرأ وفي الوقت ذاته نتدبر، وقد نقول وكيف ذلك؟
الجواب في الخطوات الآتية:
أ) احرص على إتمام الجزء المخصص في يومه المخصص.
ب) استخرِجْ مِنالجزء الذي تقرأ ما يتعلق بالأخلاق، وإنما قلنا ذلك؛ لأن رمضان دورة عملية لتهذيب سلوكِنا وأخلاقنا، فلمَ لا نجعل الموَجِّه لنا هوالقرآن؟
ج) سَجِّل الخُلُق على ورقة، سواء أكان مأمورًا به أممنهيًا عنه.
د) اسأل نفسك هل تطبق هذا الخُلُق المأمور به، أوتنتهي عن الخُلُق المنهي عنه.
ه) عَدِّل سلوكك على ضوء هذه الأخلاق القرآنية، ستجد أنك يوميًا تتحسن، وتطبق آيات القرآن، وهذه ثمرة التدبر الحقيقية.
و) إذا كثر عليك الأمر، فاستخرج من الجزء كله صفة واحدة محمودة، وأخرى مذمومة، وافعل المحمودة، واترك المذمومة.
إذا انتهى رمضان وقد التزمت بهذا المنهج، تكون قد مارستَ ثلاثين خلقًا حسنًا، وأنتهَيْتَ عن ثلاثين خلقًا سيئًا، ولا تنزعج من تكرار الخلُق، فلا بأس بذلك؛ لأن تكراره في القرآن يعني أهميته.
ز) سجِّل الملحوظات اللطيفة التي تظهر لك في دفتركالذي خصصته لهذا الغرض.
بإذن الله ستشعر أنك استثمرت القرآن في شهر القرآن، وأن القرآن قد أسهم في تغيير سلوكك.
هاتان فكرتان سريعتان عمليتان، اختَرْهُما جميعًا أو إحداهما، وامضِ على بركة الله، وخطّط للأمر مبكرًا، وانقل الفكرة لغيرك، لعل الله أن ينفع بها.
http://www.alatwi.net/show_news.php?id=161 (http://www.alatwi.net/show_news.php?id=161)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[17 Aug 2009, 09:16 ص]ـ
جزاك الله تعالى خيراً دكتور على هذه النصائح جعلها الله تعالى في ميزان حسناتك ونفعنا بها.
اللهم بارك لنا فيما بقي من شعبان وبلغنا رمضان واجعلنا من أهل القرآن.
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[17 Aug 2009, 11:19 ص]ـ
جزاك الله خيراً،
نقل رائع.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[17 Aug 2009, 03:13 م]ـ
وجزاكم الله خيرا.
اللهم بلّغنا رمضان .. اللهم سلّمنا لرمضان، وسلّم رمضان لنا، وتسلّمه منا متقبلا ..
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[17 Aug 2009, 07:37 م]ـ
قمت بوضع هذا الموضوع على منتدى موقعي إسلاميات فقام أحد الإخوة الأعضاء بإضافة هذا الرد وأنا أنقله لكم من باب الأمانة وللفائدة:
يمكن إضافة بندين على ما ذكر تحت هذا العنوان:
-تحديد سورة معينة، ولتكن سورة متوسطة الطول، ويمكن أن يتم ذلك كما يأتي:
وهما:
(1) حفظ هذه السورة. وليكن كل يوم 3 آيات أو أقل أو أكثر حسب طول السورة.
(2) قراءة تفسير لهذه السورة.
وبذلك تتم الفائدة. تقبل الله.
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[18 Aug 2009, 11:08 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
جزى الله الشيخ عويض خيرا
ألقى قبل أيام محاضرة عن أسرار سورة يوسف أبدع كعادته بورك فيه ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[18 Aug 2009, 09:28 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[28 Jul 2010, 12:05 م]ـ
رمضان وتدبر القرآن، للدكتور عويض العطوي.
من أنفع المقالات في باب التدبر، ثبت الله تعالى أخي الدكتور عويض على الخير، وجعله ممن طال عمره وحسن عمله.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[28 Jul 2010, 01:42 م]ـ
ومن أمثلة هذا التدبر ما ذكره الدكتور العطوي جزاه الله خيراً في تدبر سورة الحجرات وأرفق العرض هنا للفائدة
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[28 Jul 2010, 04:53 م]ـ
بارك الله فيك أم الأشبال على هذا النقل المبارك وجزاك خيرا ..
وبارك الله في دكتورنا العطوي وجزاه عنا كل خير وزاده علما وعملا ...
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[29 Jul 2010, 06:25 ص]ـ
ومن أمثلة هذا التدبر ما ذكره الدكتور العطوي جزاه الله خيراً في تدبر سورة الحجرات وأرفق العرض هنا للفائدة
أختي سمر إضافة مهمة وقيمة جزاك الله خيرا وكم أستفيد من إضافاتك في هذا الملتقى المبارك لا حرمك الله تعالى الأجر والمثوبة.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[29 Jul 2010, 06:26 ص]ـ
بارك الله فيك أم الأشبال على هذا النقل المبارك وجزاك خيرا ..
وبارك الله في دكتورنا العطوي وجزاه عنا كل خير وزاده علما وعملا ...
وبارك الله فيك أختي إشراقة، وجزاك الله خيرا على دعواتك لشيخنا الفاضل الدكتور العطوي.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[29 Jul 2010, 08:56 ص]ـ
بارك الله فيك أختي الكريمة أم الأشبال وكم يسعدني أن نتعاون لاثراء أي موضوع أو مشاركة في هذا الملتقى فهذا هو الهدف من انضمامنا إليه نتعلّم ونقدّم ما لدينا وننقل عن علمائنا حتى تعم الفائدة.
وهذا نموذج آخر من سورة الكهف
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[04 Aug 2010, 02:08 م]ـ
بارك الله فيك أختي الكريمة أم الأشبال وكم يسعدني أن نتعاون لاثراء أي موضوع أو مشاركة في هذا الملتقى فهذا هو الهدف من انضمامنا إليه نتعلّم ونقدّم ما لدينا وننقل عن علمائنا حتى تعم الفائدة.
وهذا نموذج آخر من سورة الكهف
أختي الكريمة سمر الله يعطيك العافية، جزاك الله خيرا.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[04 Aug 2010, 04:09 م]ـ
جزاك الله خيراً أخت أم الأشبال والاخت الدكتورة النشيطة سمر. هنيئاً لكم فالدال على الخير كفاعله.(/)
شاهد الآن اللقاء الثالث لمركز تفسير بالرياض (أفكار وبرامج لخدمة القرآن الكريم)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Aug 2009, 03:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سوف يَعقدُ مركز تفسير للدراسات القرآنية لقاءه الشهري الثالث يوم الثلاثاء 4 رمضان 1430هـ وذلك بعد صلاة التراويح الساعة العاشرة والنصف مساء بقاعة المحاضرات بمركز البابطين بحي الصحافة بالرياض، وسيكون هذا اللقاء عن موضوع:
أفكار وبرامج لخدمة القرآن الكريم
وسوف يشارك في هذا اللقاء:
1 - الدكتور يوسف بن حمود الحوشان، الأستاذ المساعد بالكلية التقنية بالرياض، وعضو ملتقى أهل التفسير.
2 - والدكتور علي بن محمد الشبيلي، الأستاذ المساعد بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
ويسعدنا تلقي مقترحاتكم وأفكاركم ومشاركاتكم حول هذا الموضوع طلباً لإثراء هذا اللقاء وتتميماً للفائدة، حتى لا يأتي موعد اللقاء إلا وقد طرحت بعض الرؤى النافعة حول هذا الموضوع الحيوي الذي سيفيد منه الجميع ممن يقرؤن القرآن في رمضان وغيره بإذن الله.
وقد تم اختيار مركز البابطين لإتاحة الفرصة لحضور الأخوات الراغبات في حضور اللقاء لتوفر صالة نسائية مجهزة.
وسوف يتم تسليم الجوائز للفائزين في مسابقة مركز تفسير التي سبق الإعلان عنها هنا ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=83712) .
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[18 Aug 2009, 09:02 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك في جهودكم
لعلي أكتب أمنيتي هاهنا لمناسبتها
حبذا أن تدرس هذه الأفكار وتطبق وخصوصا في المدارس والمعاهد والكليات والجامعات فإن مما يؤلم عندما كنت طالبة في مدارس عامة -وقد لا يشعر بها من أكرمه الله بمدارس التحفيظ- لم يكن لكلام ربنا وتلاوته إلا حصة واحدة في الإسبوع وقد تغيب المعلمة أو الطالبة وتفوتها بل والأدهى قد لا تكون المعلمة ذات أهلية للتدريس وإن مما يذكر في هذا الباب أن احدى المعلمات عندما كانت تقرأ القرآن لطالباتها وكانت في فاتحة سورة مريم -الأحرف المتقطعة- قرأتها سردا بدون مد وعلمتها الطالبات بهذه الصورة
وكذلك مما يؤلم أن بعض جامعتنا -بل أكثرها-فيها أقسام معينة لا تدرس القرآن في مراحلها الجامعية أبدا , نعم قد يحصل على الدكتوراه ولكنه لا يتقن قراءة آية من كتاب الله وكأن تخصصه في معزل عن هذا بل حتى قسم الدراسات الإسلامية قد لا يدرس فيه القرآن إلا في أربع أترام -سنتان- فقط رغم أنه أصل العلوم كلها
وإن فكرتي التي أطرحها بين أيديكم أن تتبنوا خدمة القرآن الكريم في المدارس والجامعات وأن يكون لها الأولوية في كل شيء وينتقى لمعلميها ما لاينتقى في غيره من العلوم وأن يجعل لها أوقات أوسع في الدراسة لننشيء جيل قريب من كلام ربه قوي الصلة به
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[18 Aug 2009, 06:56 م]ـ
بارك الله فيك أخيتي الكريمة: أفنان.
-وقد لا يشعر بها من أكرمه الله بمدارس التحفيظ-
أخية ليست المشكلة في المدارس العامة فقط بل كذلك في مدارس التحفيظ حيث ذكرت لي إحدى معلماتي اللاتي قامن بتدريسي عندما كنت في المرحلة الثانوية " التحفيظ " أن لديهم في المدرسة معلمة " قرآن " لاتتقن قرائته،.
وإن فكرتي التي أطرحها بين أيديكم أن تتبنوا خدمة القرآن الكريم في المدارس والجامعات وأن يكون لها الأولوية في كل شيء وينتقى لمعلميها ما لاينتقى في غيره من العلوم وأن يجعل لها أوقات أوسع في الدراسة لننشيء جيل قريب من كلام ربه قوي الصلة به
فكرة موفقة،،، أخية.
ـ[الشريفة فاطمة]ــــــــ[19 Aug 2009, 06:56 م]ـ
نسال الله لكم التوفيق خلال اللقاء ونتمنى تتاخذ امنية الاخت افنان بعين الاعتبار.
مبارك عليكم الشهر مقدما بمزيد من المغفرة والاجر والثواب وعلى موقع اهل التفسير بالازدهار والرقي وللمشرفين عليه بتمام الصحة وموفور العافية.
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[23 Aug 2009, 04:50 م]ـ
للتذكير
فاللقاء بعد غدٍ الثلاثاء 4/ 9/1430هـ
2/ 9/1430هـ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Aug 2009, 11:14 م]ـ
هذا وصف مصور لموقع مركز البابطين الذي سيقام به اللقاء بإذن الله.
http://wikimapia.org/#lat=24.7987098&lon=46.6314&z=17&l=0&m=s&v=9
أو
http://wikimapia.org/#lat=24.7993185&lon=46.6309118&z=16&l=10&m=s&v=9
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[24 Aug 2009, 11:58 م]ـ
هل من خبر عن نتيجة المسابقة ـ شيخنا الكريم ـ؟
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[25 Aug 2009, 01:51 ص]ـ
تفضل
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?goto=newpost&t=16998
4/9/1430 هـ
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[25 Aug 2009, 10:00 ص]ـ
إضافة إلى الفكرة السابقة لدي بعض الأفكار رغم تأخرها فاعذروني
* فتح معاهد متخصصة تقرر فيها المناهج من قبل مركز تفسير وتصب الدراسة فيها في القرآن وعلومه ويكون نظام التعليم فيها نظام التعليم عن بعد حيث تتوحد الدروس وأعضاء هيئة التدريس ويكون المقر الأساسي لها مركز تفسير بحيث يخرج منها الطالب أو الطالبة حافظا لكتاب الله مجيدا له مطلعا على تفسيره وتأملاته
وحبذا أن يكون هناك توافق مع جهات رسمية في التعليم -إن تيسر- أن من يتخرج من هذه المعاهد هو الذي يتولى تدريس القرآن الكريم في المدارس والجامعات -إن كان سيتيسر المقترح السابق وهو فرض مادة القرآن الكريم على جميع التخصصات-
ويكلف بمادة القرآن الكريم فقط وتدريسها ليتفرغ تفرغا كاملا ويحسن في العطاء ويجمع كل ما تيسر له للإفادة وجعل الطلبة يعيشون جوا إيمانا لا يريدون إنقضاءه
وكم أتمنى والله أن تخصص مادة في المدارس في المرحلة الثانوية وبالأخص الثاني ثانوي لتفرغهم أوقاتا كثيرة هي مادة -ليدبروا آياته- مخصصة بالتدبر وصوره ومحاولة معايشة الطلبة في هذا
-أعذروني قد أكون أطلت في الجانب التعليمي ولكني لست أتحدث إلا عن واقع تجربة ذقت فيها ألم البعد عن كتاب الله وفجوة كبيرة بيننا وبينه في التعليم فنحن ندرس اللغة الإنجليزية -وهو أمر جيد إذا طلبنا به ما يرضي الله عنا 4 أيام في الإسبوع ولا نخرج غالبا بشيء- أما القرآن الكريم كلام ربنا فلا يُدرس إلا مرة في الإسبوع فأين نحن يااااااأهل القرآن!!!!!!
وقد كانت استاذتي -حفظها الله- تقول لي "إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع"
فنسأل الله أن يردنا إليه ردا جميلا
كذلك من الأفكار * في المساجد*
مشروع لحملة القرآن وهم الأئمة
حيث تقام لهم دورات تأهيلية واجتماعات في الترم الواحد مرتان والدورة الواحدة مدتها اسبوع ويكون لها فريق عمل مخصص بها لإقامة هذه الدورات ويتنقل من مدينة إلى آخرى حسب خطة مدروسة فيكون مثلا في شهر 1 في مكة شهر 2 في المدينة المنورة وهكذا ويراعى فيها وقت الإجتماع ويكون في أكبر جامع في المنطقة وتوزع عليهم بعض الأفكار والمشاريع المقامة والناجحة لخدمة كتاب الله ويتم في إجتماعاتهم مناقشة كثير من المشكلات وحلولها وإعطاء الدروس المقترحة وإعطاء الأئمة آليات وخطط على مدار العام سواء لأنفسهم ورقيها إيمانا أو للأسر وأهالي الحي
من الأفكار كذلك
ما ذكرته في أكثر من مره في هذا الملتقى المبارك وهو دعوة لإعادة النظر في المنهجية لكثير من دور التحفيظ النسائية -وهو من واقع تجربة-
فمعلوم أن هذه الدور لها دورها الكبير في خدمة كتاب الله وحملته
فبعض الدور وللأسف ليس في خطط مدروسه ولا مناهج محددة وإنما تسير خبط عشواء من العام إلى الآخر وكثير من النساء تعاني من عدم رفع مستواها رغم كثرة مجيئها بل قد يفوق حضورها العام والعامين ولا زالوا يعيدونها إلى نفس الجزء الذي درسته
بل أحيانا تتألم لحال كثير من المحفظات ولازلت أذكر احداهن أتت لتقرأ علي ليسمح لها بالتدريس فأخطأت في الوجه الواحد أكثر من عشرة أخطاء وبعضها لحن جلي واضح فكيف يسمح لها بالتدريس!!!!!!!
فياليت يكون هناك تواصل في مركز تفسير مع الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن والتعاون فيما بينهما ويتكفل مركز تفسير لوجود المتخصصين بتقسيم المناهج والخطط وإرسالها للجمعية لتعممها في جميع الدور ويسيرون في خطة واحدة تخرج ثمارا طيبة
ويكون للتفسير والتدبر في هذه الدور كتبا خاصا سواء للصغار أو الكبار
وإن مما يؤلم في هذا الجانب أن بعض الدور منعت من تدريس التفسير في الحلقات وشددت ألا يدرس إلا التجويد فقط وتمت الموافقة منهم على مضض
-عندما أدرس القرآن لست أريد فقط أن أعلمهم كيف يقيمون حروفه بل أريد تعليمهم كيف يقيمون حدوده وحروفه ويكونون قرآنا يمشي في الأرض ........... وأنى لي هذا بدون ربطهم بتفسيره وتدبره
أيضا من الأفكار المطروحة ما كان في موضوع جهود العلماء المعاصرين
على هذا الرابط ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=13649)
والحقيبة كما في هذا
الرابط ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=16658)
والدروس المفرغة كما في هذا
الرابط ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=15791)
واعذروني إن كنت أطلت عليكم ولكن الموضوع * أفكار وبرامج لخدمة القرآن الكريم* موضوع كبير والآماااااااااااااال عظيمة ولكن لعل فيما ذكرنا خير ونفع
ومادام هذا الملتقى قائم بفضل الله وهو بحد ذاته خدمة جليلة فسنبث فيها بإذن الله ما يراودنا من أفكار ومشاريع ونسأل الله التوفيق والسداد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مركز تفسير]ــــــــ[25 Aug 2009, 11:44 ص]ـ
شكراً لكل من شارك بفكرته ورأيه، وقد تم تسجيل كل هذه المقترحات وتوثيقها تمهيداً لتفعيلها بطريقة مناسبة بإذن الله متى تيسرت الظروف.
ونسعد بتلقي أي فكرة إبداعية مثمرة لخدمة القرآن الكريم، فشعارنا الذي نرفعه:
للارتقاء بالدراسات القرآنية
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[26 Aug 2009, 12:33 ص]ـ
نسأل الله لكم التوفيق والسداد
وحري بكل مسلم بغض النظر عن المشاركين في الملتقى أن يرفعوا أكف الضراعة بأن يوفق الله القائمين عليه وينفع به المسلمين في كل مكان
فهو خدمة عظيمة لكتاب ربنا
ووالله لن نسدد ولن نوفق ولن تبارك الجهود إلا بفضل أرحم الراحمين
ووالله لن نصل إلى شيء بغير الله فكيف نصل إلى خدمة كتابه بغير إعانته وتسديده
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[29 Aug 2009, 11:38 ص]ـ
بارك الله في جهودكم، وجزاكم خير الجزاء على خدمة كتاب الله ـ عز وجل ـ.
هل نجد اللقاء مسجلاً؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Nov 2010, 07:17 ص]ـ
يُمكن الآن مشاهدة اللقاء مسجلاً عبر قناة أهل التفسير على اليوتيوب
أفكار وبرامج لخدمة القرآن الكريم ( http://www.youtube.com/tafsirdotnet#p/u/5/Jze1-61bOKc)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[25 Nov 2010, 09:23 ص]ـ
شكر الله لكم على متابعتنا بهذه اللقاءات التي سيكون حضورها عبر القناة أضعاف الحضور الفعلي، وأسأل الله أن ينفع بها.
وقد أعجبني إخراج الإخوة لها، وكذا وضع الترقيم لكل جزء من أجزاء اللقاء، وأتمنى أن يضاف هذا لباقي اللقاءات.
س: ما عنوان الموقع الذي تحدث عنه الدكتور يوسف الحوشان؟(/)
الترجيح بين قواعد الترجيح عند المفسرين
ـ[البسام]ــــــــ[17 Aug 2009, 04:51 م]ـ
هل هناك من كتب عن الترجيح بين قواعد الترجيح عند تعارضها (بشكل موسع)؟
ـ[البسام]ــــــــ[19 Aug 2009, 04:41 م]ـ
... وَمَن يَسأَل عَنِ العِلمِ يَعلَمِ!.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Aug 2009, 05:37 م]ـ
هذه -أخي العزيز - مسألة تنازع قواعد الترجيح، وقد سبق الحوار حولها في الملتقى. وقواعد الترجيح ليست على درجة واحدة في القوة، وبعضها يقدم على بعض. وقد ناقش هذه المسألة باختصار الشيخ حسين الحربي في قواعد الترجيح، وهي من الموضوعات الجديرة بالتوسع والبحث الدقيق من قبل الباحثين، فلا أعرف بحثاً موسعاً في هذه المسألة في حدود علمي القاصر.
ـ[البسام]ــــــــ[19 Aug 2009, 05:38 م]ـ
شكرا لك فضيلة الشيخ.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[19 Aug 2009, 08:01 م]ـ
لا أدري لكن عند قراءتي لهذا الموضوع تذكرت فائدة ريما تفيد إن أرت إفراد الموضوع بالدراسة.
أنكر الإمام ابن القيم على المعتزلة في زعمهم أن لن تفيد تأبيد النفي،وكشف نيتهم في ذلك من حيث اعتقادهم، أن الله لا يرى يوم القيامة، فقال:
ومن أجلما تقدم من قصور معنى النفي في " لن "، وطوله في " لا "، يعلم الموفق قصورالمعتزلة في فهم كلام الله تعالى، حيث جعلوا " لن " تدل على النفي على الدوام،واحتجوا بقوله: {لَن تَرَانِي} [الأعراف:143].
وعلمت بهذا أن بدعتهم الخبيثة،حالت بينهم وبين فهم كلام الله كما ينبغي.
وهكذا كل صاحب بدعة تجده محجوبا عن فهم القرآن ".
/ بدائع الفوائد /
ـ[أبو العالية]ــــــــ[20 Aug 2009, 03:14 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
ربما بالاسم الدقيق الذي ذكرت في حد علمي لا يوجد، ولكن ربما تجد هذا في فصل في ثنايا كتاب، وأدلك على كتاب مميز وإن كان في أصول الفقه لكنه نفيس والعلاقة وطيدة بين التفسير والأصول، وحاول توظيف ما تقرأ على قواعد الترجيح عند المفسرين، والتدليل عليها تطبيقياً من كتب التفسير وأنصحك بحشد للأمثلة التي تبرز القاعدة.
كتاب: (التعارض والترجيح عند الأصوليين) د. محمد الحفناوي، طبع دار الوفاء المنصورة مصر. ط: 2
فإنه عقد في الباب الثاني فصلين تناول فيهما الترجيح من حيث:
_ معنى الترجيح لغة واصطلاحاً
_ موقف العلماء من العمل بالراجح
_ في شروط الترجيح.
_ في الأحكام العامة للترجيح
_ في كيفية الترجيح.
_في الترجيح بين المنقولين.
_ في الترجيح بين المعقولين.
_ في الترجيح بين منقول ومعقول
_ في تعارض الترجيحات.
وهذا ربما لا يشفي لك غليلاً، ولكن حسبه أنه يفتح لك آفاق.
والله أعلم
ـ[البسام]ــــــــ[20 Aug 2009, 12:23 م]ـ
شكرا لك يا أبا العالية.
ـ[عمر جاكيتي]ــــــــ[12 Jul 2010, 06:57 م]ـ
هذه -أخي العزيز - مسألة تنازع قواعد الترجيح، وقد سبق الحوار حولها في الملتقى. .
هل يمكن وضع رابط هذا الحوار يا شيخنا ... فقد كنت أفكر في هذا الموضوع كثيراً!!
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[12 Jul 2010, 10:19 م]ـ
تفضل يا شيخ عمر:
جزاكم الله خيراً ايها الكرام , ولي مع هذا البيان وقفات:
الأولى: أن الاختيار ترجيح , فإن كلاهما يوجد عند تعدد الأقوال ووجود الخلاف , إلا أن أحدهما صريحٌ والآخر دونه.
الثانية: أن كثيراً مِمَّا ذكره المؤلف على أنه قاعدة في الترجيح هو في حقيقته من أساليب بعض المفسرين في الترجيح ومن قرائنه , وغاية ما في الأمر أن المؤلف صاغه على هيئة قاعدة , وهذا يسير , ولا يُحِيله ذلك إلى أن يكون < قاعدة > في الترجيح عند < المفسرين >.
وأعتقد أن الرسالة لو صيغت على جهة:
(مناهج المفسرين في الترجيح) لكانت أدق وأصح في مطابقة الموضوع لمادة البحث , ولزالت معه عامة الإشكالات المتواردة على البحث في صورة قواعد.
الثالثة: عرف المؤلف قواعد الترجيح بقوله:
(ضوابط أغلبية يتوصل بها إلى معرفة الراجح من الأقوال المختلفة في تفسير القرآن الكريم).
لكن واقع البحث في كثير منه لا يطابق ذلك!
(يُتْبَعُ)
(/)
وذلك أن المفسر لا يتوصل إلى (الراجح) من الأقوال من خلال تلك القواعد , وإنما من خلال اجتهاده في أيّ تلك القواعد يقدم ويختار , فالأقوال موجودة قبل الترجيح , وهي مبنية على أصول وأدلة في التفسير (سُمِّيَت في الكتاب قواعد) , وهناك يجتهد المفسر في الترجيح بين تلك < القواعد >.
فابن جرير مثلاً رجَّح قول ابن عباس لأنه موافقٌ للسياق (قاعدة السياق .. ) , واختاره على قول أبي هريرة المبني على الاستشهاد بالسنة (قاعدة التفسير بالسنة .. ) , وذلك في آيةٍ ما.
وفي آية أخرى اختار القول المبني على الاستشهاد بالسنة , وقدمه على القول الآخذ بالسياق. هذا مثال.
فالقاعدة ليست ما رجَّح هنا أو هناك , وإنما الذي رجَّح: اجتهاد المفسر في تقديم إحدى القاعدتين , وهذا كثيرً جداً , بل هو ما تراه في الاختلاف المُحَقَّق في التفسير , فكلا القولين معتمد على أصول معتبرة في التفسير , ومعرفة تلك < القواعد > لا يكفي في اختيارك وترجيحك , وإنما الذي تحتاجه أن تعرف كيف ترجِّح بينها , وقبل ذلك كيف رَجَّح بينها ابن جرير كما في المثال.
ولا يكفي أن يذكر المؤلف هذا الواقع الضخم من تعارض القواعد المتحقق في التفسير = يذكره في مسألة في أوائل الكتاب بعنوان: (تنازعُ القواعدِ المثالَ الواحدَ)؛ فإنه من الكثرة والوفرة بحيث لا يكفي في بيانه أقلّ من كتاب.
الرابعة: هذا الحال من التعارض الحقيقي الكثير بين تلك < القواعد > يثير سؤالاً حول جدوى كونها قاعدة , والمعهود في القواعد أنها كالأدلة تتظافر ولا تتعارض تعارضاً حقيقياً.
وأخيراً:
إننا حين نزيل صفة < القاعدة > عن صنيع المفسرين في الترجيح سنتوصل إلى أصولٍ تجمعهم في طرائق الترجيح؛ هي في الحقيقة ما تستحق الاجتهاد في تلمسها وإبرازها , ولا يغضُّ هذا من جهد أحد , فكُلٌّ مأجور بإذن الله.
(وما أجمل صنيع الفقيه ابن جُزَيّ رحمه الله , حين ذكر جملة من تلك < القواعد > في مقدمة تفسيره وسمَّاها: (وجوه الترجيح) , وهو -في علمي- أقدم من وصفها وجمع جُملةً وافرةً منها , وعِبارته هذه تسميةٌ دقيقة بالنظر إلى الغرض منها في استعمال المفسر , ولأن بعضها لا يرتقي إلى أن يكون قاعدة بمعناها الاصطلاحي , أو ليس لفظه بمسبوك في صورة قاعدة مع صحته ووضوحه) هذا ما قلته في كتاب: استدراكات السلف في التفسير. في مبحث: أثر الاستدراكات على قواعد الترجيح في التفسير , ص:433.
وبالله تعالى التوفيق.
وهذا أصل الموضوع هنا ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=16285)(/)
حمل بحث: موقف مكي بن أبي طالب من القراءات المتواترة في كتابه مشكل إعراب القرآن
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[18 Aug 2009, 06:12 ص]ـ
- موقف مكي بن أبي طالب من القراءات المتواترة في كتابه مشكل إعراب القرآن
د. محسن هاشم درويش
مجلة كلية الدراسات الإسلامية بدبي - العدد الثاني والثلاثون ذو القعدة 1427 هـ , ديسمبر 2006
تفضل واضغط هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=70103&d=1250562842)(/)
رسائل قصيرة لبعض كُتَّاب ملتقى أهل التفسير .... (ابحث عن اسمك)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Aug 2009, 01:12 ص]ـ
هذه رسائل قصيرة عاجلة أوجهها لبعض أساتذتي وإخواني وأخواتي كُتَّاب ملتقى أهل التفسير الذين أرجو منهم الكثير، وينتظر منهم الملتقى الكثير، وقد قام الملتقى على جهودهم وحواراتهم وإفاداتهم. أحببت فيها إرسال بعض الرسائل القصيرة لهم لعلها تبعثُ ساكنَ العَزْمِ.
د. مساعد الطيار:
فوائدك في الملتقى لها ميزة خاصة، فلا تبخل بها علينا، وكن قريباً من قلوب محبيك ومحبي علمك وفوائدك، مع تقديري لكثرة الصوارف والأعباء أعانك الله ونفع بعلمك.
أ. د. فهد الرومي:
ذكرياتك مع البحث العلمي، ومناقشة الرسائل والإشراف عليها، والتدريس في الجامعة وتأليف الكتب، قصة نحب سماعها كلنا في حلقات على صفحات ملتقى أهل التفسير. فلا تبخل بها علينا فنحن في شوق إليها؟
د. غانم قدوري الحمد:
نشتاق لكتاباتك وبحوثك، ونترقبها ترقب الظمآن للماء البارد، فهل تشعر بهذا الشوق يا ترى؟ وأتمنى أن تخصنا في الملتقى بسلسلة حلقات بعنوان (ذكريات غانم قدوري الحمد) تحكي لنا فيها مسيرتك منذ ولدتَ وحتى اليوم دون أن تشق على نفسك بمراجعة التواريخ، وإنما تكتبها عفو الخاطر، وثق أنها ستكون محل متابعتنا وعنايتنا جميعاً. فمتى ستبدأ؟
د. سليمان خاطر:
لماذا لا تحتسب الأجر في رفع مستوى أعضاء ملتقى أهل التفسير في تخصصك الدقيق (النحو)؟ ألا تعلم ما قيل في ذم البخل بالعلم؟
د. السالم الجكني:
اشتقنا إلى بحوثك الدقيقة وفوائدك الماتعة، ونخشى من حدة قلمك وجوره، فهلا أفدتنا بالأولى وكفيتنا الثانية؟
فهد الوهبي:
نترقب انتهائك من بحث الدكتوراه، ونتوقع إقبالاً رائعاً على الملتقى بالفوائد والمشاركات.
د. أحمد خالد شكري:
أين أنت يا حبيبنا فبحوثك القيمة تعني لنا الكثير.
د. عبدالله الجيوسي:
في انتظار جديدك دوماً فكن على الموعد.
أبو فهر السلفي:
يعجبني فيك حرصك على الإفادة، ويحزنني قسوتك وإيجازك الشديد في تناول الموضوعات، فخصَّ الملتقى بكتابة محررة مكتملة حتى تؤتي موضوعاتك أُكُلَها.
خالد الباتلي:
نتوقع مشروعاً يفتتح في الملتقى بعنوان: وقفات مع الأحاديث المرفوعة في التفسير، بحيث تطرح في كل مرة حديثاً مع استنباط فوائده وفقهه. فمتى ستبدأ يا ترى؟ ولعله يكون برنامجاً إذاعياً وتلفزيونياً أيضاً.
رأفت المصري:
نحتاج تواصلك بشكل أكبر للإجابة على الأسئلة والإفادة بدقائق الحوارات العلمية.
د. عمر المقبل:
أنت مثال للمتخصص في السنة النبوية الذي يوظفها في خدمة القرآن وفهمه، فهلا أبحرت بنا في فقه الأحاديث المتعلقة بالقرآن، فنحن في حاجة لذلك دوماً.
د. أبو مجاهد العبيدي:
كنا سوياً يا أبا مجاهد في بدء هذا المشروع واليوم لم نعد نخطر ببالك! فأين مقالاتك وبحوثك وفوائدك؟
نايف الزهراني:
إذا غبت عنا توقعنا جديداً مفيداً كعادتك، فماذا أعددت لنا الآن؟
فهد الجريوي:
ننتفع بمختاراتك القيمة، وفوائدك الرصينة، فلا تبتعد عن الملتقى رعاك الله فلكتابتك نكهة خاصة.
محمد بن جماعة:
لماذا هجرتنا ونحن نحبك وننتفع بما تكتب؟
سمر الأرناؤوط:
جزاك الله خيراً على جهودك في تقريب علوم طلبة العلم للقراء على هذه الشبكة طولاً وعرضاً، وليهنك العلم والأجر.
محب القراءات:
زادك الله حباً لكتابه، ونفع بك، وننتظر أن ينعكس حبك للقراءات في دروس وأجوبة في القراءات تفيدنا بها في ملتقى القراءات.
د. عبدالله المنصور:
لك نوادر تقتنصها من بطون الكتب، ونفائس المخطوطات فلا تحرمنا منها بين الحين والآخر.
د. ناصر الماجد:
أعانك الله في مركز تفسير ووفقك، وننتظر موضوعاتك وتعقيباتك في ملتقى أهل التفسير. فهل هو بعيدٌ عنك إلى هذه الدرجة؟
أبو مالك العوضي:
أين غابت فوائدك وموضوعاتك النوعية في ربط اللغة وعلومها بالقرآن وعلومه؟
د. عبدالمجيد إحدادن:
أين أنتم يا أهل فرنسا؟ هل نسيتمونا يا ترى.
أبو معاذ البخيت:
يبدو أنك انشغلت عنا بملتقى السيرة النبوية. ألا يمكن أن نتعاون يا ترى؟
محمد الطاسان:
موضوعاتك قيمة انتفعنا منها كثيراً في الملتقى فجزاك الله خيراً، وننتظر جديدك دوماً فهل أنت قريب؟
(يُتْبَعُ)
(/)
محمد خليل الزروق:
سعدنا بانضمامك للملتقى وأنت من أحبابنا في ليبيا والأعضاء من ليبيا قليل، فلا تهجرنا وكن معنا بفوائدك وإبداعاتك.
أبو عمار المطيري:
لا زلنا ننتظر فوائدك وبلاغياتك فكن قريباً نكن على الموعد.
منصور مهران:
ارتبط اسمك بنوادر الفوائد والمؤلفات والإفادات. فليتك تكتب لنا شيئاً من ذكرياتك وفوائدك التي جنيتها من صحبة الأستاذ محمود محمد شاكر على صفحات ملتقى أهل التفسير.
أحمد الفالح:
انقطعت عنا منذ سافرت إلى ماليزيا، فهل نسيتنا يا ترى؟
يزيد الصالح:
أرجو أن تكون بخير في ماليزيا، وأرجو أن تتواصل معنا دوماً بأفكارك وموضوعاتك.
د. أبو عائشة:
غبت عنا بعد أن أطمعتنا بأبحاثك القيمة، وفوائدك البلاغية الموفقة. فهل لا زلت تذكر ملتقى أهل التفسير؟
د. أحمد بزوي الضاوي:
أنت نافذتنا على المغرب، فما جديدكم يا أهل المغرب حفظكم الله أينما كنتم.
محمد بن يوسف:
كنت قديماً تشاركنا بأبحاثك القيمة، ثم أمسكت عنا، فماذا جرى؟
عدنان أجانة:
سعدنا بقدومك لملتقى أهل التفسير، وننتفع بما تكتب وتعقب بارك الله فيك، ونرجو أن تستمر معنا بفوائدك.
د. يوسف الحوشان:
ما جديدك أيها المتجدد دوماً زادك الله توفيقاً؟
الغزالي:
أنت متخصص في الحاسب الآلي، ونستفيد منك كثيراً في تخصصنا، فلا تغب عنا وليتك تشاركنا تطوير الموقع بأفكارك وتوجيهاتك التقنية.
أ. د. عبدالفتاح خضر:
أرجو أن تكون بعد عودتك لمصر الحبيبة أقرب للملتقى وأكثر نشاطاً وإفادة كما عهدناك يا أبا عمر.
محمود الشنقيطي:
نتطلع منك إلى كتابة مطولة عن عناية أهل شنقيط بالتفسير وعلوم القرآن في حلقات تخصنا بها، فأنت ذو علاقات مميزة مع علماء الشناقطة كما لاحظتُ زادكم الله علماً وهدى.
محمد عمر الضرير:
ما جديدك وأين وصل بك المطاف في بحثك للدكتوراه؟
د. صالح صواب:
أقدر أشغالك ونتطلع إلى أبحاثك وإفاداتك في ملتقى أهل التفسير.
أبو العالية:
ما جديدكم يا أهل الأردن؟
عصام العويد:
لعلك تتحفنا بشيء من قصص المتدبرين في سلسلة حلقات ننتفع بها نفع الله بك وزادك من فضله.
عبدالرحمن الحاج:
فرحنا بمشاركاتك فلا تقطعها عنا.
د. عمار أمين الددو:
انقطعتَ عنَّا عندما اقتربتَ منَّا. كنا نقرأ لك في الملتقى أكثر وأنت في دبي، فلما انتقلت للقصيم غابت أخبارك.
مؤمل:
أين هي أسئلتك الدقيقة التي تنشطنا أكثر من الأجوبة؟ أم أن الأسئلة قد انتهت؟
د. عبدالله الهتاري:
ما جديدك في خدمة بلاغة القرآن ولغته وفقك الله؟
سمير القدوري:
ما جديدكم؟
د. مرهف سقا:
أين غابت أخبارك عن إخوانك؟
المحرر:
لم نعد نراك في الملتقى، فهل أنت بخير حفظك الله؟
د. محمد الربيعة:
أثمن جهودك في الهيئة العالمية لتدبر القرآن نفع الله بك وبها، ونتطلع لإكمال سلسلة مقالاتك عن مقاصد السور. فلا تبخل على إخوانك رعاك الله وفتح عليك.
أ. د. أحمد الخطيب:
لا تغب عنا بفوائدك وأجوبتك فنحن نتعلم منها الكثير.
سلطان العميري:
ما أندر مشاركاتك يا صاحبي!
د. جمال عبدالعزيز:
أين غبت عنا يا حبيبنا فبحوثك وتعقيباتك تعني لنا الكثير.
ابن الشجري:
ما أقربك وما أبعدك يا أبا عبدالرحمن!
العبَّادي:
أسعدُ كثيراً عندما أقرأ مشاركاتك وتعقيباتك وأجوبتك زادك الله علماً وأدباً.
إياد السامرائي:
أقدر انشغالك ببحثك للدكتوراه، وأتطلع إلى فوائدك وتعقيباتك في ملتقى أهل التفسير.
محمد رشيد:
تحضر حتى نقول لا يغيب عنا، وتغيب حتى نقول لا يعود! فهل أنت بخير؟
محمد كالو:
لم يصلنا كتابك بعدُ، فهل علمتَ بوصوله لمكتبات السعودية؟
د. إبراهيم الحميضي:
نتطلع إلى وجودك معنا يا أبا سلمان دوماً بأجوبتك وموضوعاتك القيمة، فهل أنت قريب؟
د. يوسف العليوي:
توقعنا أن تكثر مشاركاتك بعد مناقشة الدكتوراه، فما الذي حدث يا حبيبنا؟
حاتم القرشي:
ننتظر فوائدك التي تلتقطها في رحلاتك العلمية السريعة. فما الجديد يا أبا عديِّ؟
د. محمد بن إبراهيم الحمد:
منذ عرفتك ولم ألقك إلا وأنتفع بأخلاقك وعلمك وأدبك، ونترقب في الملتقى فوائدك ومقالاتك، فلا تهجر الملتقى كثيراً رعاك الله.
نايف السحيم:
فقدناك ونرجو أن تكون بخير وسلام.
أشرف الملاحمي:
(يُتْبَعُ)
(/)
نسعد بمشاركاتك معنا دوماً، ونرجو أن تتواصل مع الملتقى بأخبار جامعتكم الماليزية وأخبار تلك الديار في خدمة القرآن وعلومه.
زهير ريالات:
أين أنت يا حبيبنا، وما أخبار أهل الأردن الأعزاء؟
أ. د. إبراهيم الدوسري:
أين أنت يا شيخنا، فقد افتقدناك كثيراً في ملتقى أهل التفسير، ووجودك معنا يسعدنا ويفيدنا، فليتك تقترب رعاك الله.
ضيف الله العامري:
ننتظر منك المزيد من المشاركات والأجوبة والتعقيبات والإفادات في علم القراءات. وأسأل الله أن يفتح عليك.
د. أحمد البريدي:
ما أخبار ملتقى الانتصار للقرآن الكريم يا أبا خالد فالطموحات كبيرة؟
د. عبدالله الميموني:
ما أخباركم يا أبا محمد وأين أنتم وفوائدكم العلمية؟
أبو حاتم الأنصاري:
لم ننسك فأين أنت شفاك الله وعافاك؟
د. أنمار:
اشتاق إليك ملتقى القراءات والتجويد، فأين أنت أيها الطبيب المقرئ؟
عبدالحكيم عبدالرازق:
الحمد لله على سلامتك ورحم الله زوجك، ونترقب عودتك بالسلامة بعد الاطمئنان عليك، وننتظر فوائدك وتعقيباتك الساخنة.
د. سعيد جمعة:
أين جديدك من بحوث البلاغة التي ننتفع بها زمناً طويلاً ونتأملها كثيراً؟ في انتظار الجديد.
المجلسي الشنقيطي:
أين أنت يا أخا شنقيط، وما أخبار منظوماتك العلمية؟
محمد عز الدين المعيار:
أين أنتم يا أهل المغرب؟ أرجو أن تكون بخير وسلامة.
د. أحمد الطعان:
أين أنتم يا أبا أسيد فقد افتقدناكم كثيراً وأنتم أقرب الناس يا أهل دمشق؟
أبو بشرى:
أين بشائرك ومشاركاتك فقد تأخرت عن وعد الهوى يا حبيبنا؟
المقرئ:
هل من خبر عن حبيبنا المقرئ يا قوم؟ كنا نستفيد من كتابته كثيراً ونجد فيها متعة وفائدة فهل من خبر عنه رعاه الله وأعاده سالماً؟
د. محمد بن عبدالله الخضيري:
كم ندعوك للملتقى ولكنك تتأبى فما الذي يقنعك يا أبا عبدالله حتى تكتب معنا وتفيدنا؟
أبو عبدالرحمن المدني:
أرجو ألا يشغلك أبو معاذ بملتقى السيرة ويأخذك عنا وأنت واحد منا!
أبو إسحاق الحضرمي:
نبارك لك زواجك بارك الله لكما فيه ورزقكما الذرية الطيبة، ونرجو أن يكون زواجك وقوداً لمزيد من الإبداع العلمي والمشاركات المتميزة.
الإسحاقي:
ما جديد منظوماتك؟
أيمن صالح شعبان:
ما جديدك أيها المبدع في خدمة القرآن؟
أبو صفوت:
أنت من أضواء الملتقى التي إذا غابت يوماً واحداً ظهر غيابها، فأين أنتم؟
محمد الأمين:
أين أنت يا أخانا فقد غبت عنا طويلاً؟ نرجو أن تكون بخير وسلامة.
د. محمد بن عبدالعزيز الخضيري:
أراك كثيراً ولكنني لا أراك، فأين أنت؟ أين مشاركاتك وفوائدك في ملتقى أهل التفسير؟ والغريب أنك تملك هاتفاً متصلاً بالانترنت ولم تؤت من جهل بالتقنية، أسأل الله أن يهدي قلبك ويأتي بك.
عبدالرحيم:
ما أخبارك يا دكتور، ولماذا انقطعت عن إخوانك أخبارك بعد حصولك على الدكتوراه؟ نتطلع لطباعة بحثكم، وقراءة ما كتبتموه فيها؟ فهل من جديد؟
أبو بكر الأمريكي:
أين غبت عنا يا أخانا؟ نرجو أن تكون بخير.
حسين بن محمد:
أين انقطعت عنا يا حبيبنا وفقكم الله، فقد كنا نستفيد من مشاركاتكم ونستمتع بها؟
عادل التركي:
لماذا لم نعد نراك في الملتقى يا حبيبنا؟ هل من جديد في الموسوعات الإلكترونية؟
عبدالله الشهري:
أين أنت يا أبا ضياء فقد افقتقدنا أسئلتك وموضوعاتك المميزة في لغة القرآن ونظرياتك اللغوية التي تلتقطها من هنا وهناك؟
د. مصطفى فوضيل:
أين أنت يا أستاذنا وأين بحوثك القيمة وفوائدك الماتعة؟
أبو يعقوب:
لم نعد نرى جديدك في عالم الإصدارات الجديدة من الكتب، فهل توقفت المطابع؟
زكريا توناني:
ما أخباركم يا أهل الجزائر؟
أبو المثنى الحكمي:
أراك منذ ناقشت الدكتوراه تكبرت علينا فلم تعد تشاركنا في الملتقى يا أبا المثنى؟
أبو تيمية:
أنت من أوائل من كتب معنا في هذا الملتقى فأين أنت وأين مشاركاتك وفوائدك وفقك الله؟
أبو سليمان المحمد:
فوائدك دقيقة وقيمة، ولكنك تغيب عنا كثيراً بها فلا تبخل علينا بعلمك وفقك الله ورعاك.
د. عبدالعزيز العمار:
أين أنت يا أبا يزيد عن إخوانك في ملتقى أهل التفسير الذين يستفيدون كثيراً من موضوعاتك وأجوبتك؟ يبدو أنك قد شغلتَ عنا بالإدارة في عمادة البحث العلمي أعانك الله وردك سالماً.
د. مروان الظفيري:
أين أنتم يا أبا اسامة عن محبيك في ملتقى أهل التفسير فقد افتقدناكم كثيراً.
الموحد السلفي:
أين أنت فقد افتقدنا موضوعاتك العلمية المحررة في العقيدة ومسائلها؟
أبو بنان:
افتقدنا كتاباتك وموضوعاتك القيمة يا أبا بنان رعاكم الله، فأين أنتم؟
عبدالعزيز الضامر:
أين أنتم يا أبا حنين عن إخوانكم في الملتقى فقد استبد بنا الحنين؟ ونبارك لكم برنامجكم (خطاطون في رحاب النور) على قناة دليل هذا العام ونتطلع لمتابعته للتعرف على خطاطي المصاحف المعاصرين.
حارث الهمام:
هجرتنا يا أبا عبدالرحمن.
أحمد بن موسى:
فقدناك في ملتقى أهل التفسير، فأين أنت وما جديدك بعد تهذيبك للإمتاع والمؤانسة وجمع مقالات السيد أحمد صقر؟
عبدالله الخضيري:
انقطعت عنا رعاك الله فأين أنت وهل أنت بخير؟
أبو زينب:
أين أنتم يا أهل تونس، فنحن في شوق إلى تكملة سلسلة مقالاتك واختياراتك المميزة من تفسير ابن عاشور وغيره. أرجو أن تعود إلينا وأنت بخير.
السائح:
أين أنتم وما أخباركم وأخبار الكتب؟
د. هشام عزمي:
أرجو أن تكون بخير، وقد افتقدك الملتقى وأهله.
محمد السعيدي:
أين أنتم عنا يا شيخ محمد، فقد اشتقنا لأخباركم وأخبار أهل أنجلترا ودروس التفسير هناك وغيرها من الأخبار التي كنتم تتحفوننا بها. فلا تبخلوا علينا وكونوا معنا.
د. عبدالعزيز الجهني:
اشتقنا لكم يا أبا يزيد، ولبحوثكم وتعقيباتكم الموفقة، فما الذي أشغلكم عن إفادة إخوانكم؟
28/ 8/1430هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[19 Aug 2009, 01:33 ص]ـ
جزاك الله خيرا مشرفنا الفاضل
وكم آلمني كثرة السؤال أين أنت؟ أين أنت؟
افقتدناك
فهاهنا لا يفقد الأشخاص إنما يفقد العلم الذي حملوه
فهلا توقف كل واحد وسأل نفسه ماذا أعطيت هذا الملتقى الذي طالما استفدت منه؟
اساتذتنا نعم نحن نفقتقدكم , نفتقد علمكم وتوجيهكم
فلا تبخلوا علينا بما آتاكم الله من فضله
أسأل الله أن يبارك في الجهود ويجعل كل ما نعمله خالصا لوجهه الكريم وأن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[19 Aug 2009, 01:46 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم على تفقدكم لأعضاء الملتقى، وحرصكم على أن يشارك الجميع بالإفادة، كما شاركوا في الاستفادة، وأرجو أن تؤتي هذه الرسائل القصيرة أكلها، فإنها وإن كانت قليلة المباني، فهي غزيرة المعاني، تنفذ إلى القلب من أقصر طريق.
ـ[المنصور]ــــــــ[19 Aug 2009, 02:47 م]ـ
معكم على الخط
نفيد ونستفيد
أسأل الله تعالى للجميع التوفيق
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[19 Aug 2009, 04:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فمادام مشرفنا الحبيب الشيخ الكريم عبد الرحمن الشهري سلمه الله قد خص البعض برسالة قصيرة وترك البعض،
فللباقين فضل الله ورحمته، وخاصة الأخوات المشاركات،
وليت لناولهم سبق عكاشة بن محصن رضي الله عنه ...
اللهم إنا نسألك رضاك والفوز عند لقاك ...
وكل عام وملتقي التفسير بخير .....
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Aug 2009, 05:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فمادام مشرفنا الحبيب الشيخ الكريم عبد الرحمن الشهري سلمه الله قد خص البعض برسالة قصيرة وترك البعض،
فللباقين فضل الله ورحمته، وخاصة الأخوات المشاركات،
وليت لناولهم سبق عكاشة بن محصن رضي الله عنه ...
اللهم إنا نسألك رضاك والفوز عند لقاك ...
وكل عام وملتقي التفسير بخير .....
حياكم الله يا شيخنا، لم أنسكم أبداً وإنما كتبت المشاركة قبيل الفجر أمس فأرسلتها مع عدم تمامها، وأنت على رأس ألأحباب رعاكم الله. ولعلي أكمل بقية الرسائل لاحقاً بإذن الله.
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[19 Aug 2009, 08:40 م]ـ
فكرة طيبة هذه الرسائل القصيرة، وأتوقع لها مردودا طيبا - بإذن الله - حيث يبرز في هذه الرسائل الوضوح والنصح، وهي مفعمة بالمحبة والحث على الخيرات.
زادك الله فضلا ونبلا أبا عبد الله.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[19 Aug 2009, 10:18 م]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا الفاضل د. عبد الرحمن على هذه اللفتة الطيبة الكريمة وهذا الحرص على أهل هذا الملتقى المبارك وهذا يؤكد أن أهل هذا الملتقى أسرة واحدة إذا غاب أحد أفرادها افتقده الجميع وبادروا بالسؤال عنه، أسأل الله تعالى أن تجد رسالئلك صداها في قلوب المرسل إليهم فلا يبخلوا على أسرتهم من مشاركتهم بما منّ الله تعالى به عليهم من علم نافع.
واسمح لي أن أشكرك شكراً خاصاً لأنك ذكرتني مع هؤلاء العلماء الكرام، أين أنا منهم يا شيخي؟! أشعرتني بعظم المسؤولية تجاه هذا الملتقى وأهله وفق الله الجميع لما فيه الخير والسداد.
وكل عام وأنتم جميعاً إلى الله أقرب، حشرنا الله وإياكم في زمرة أهل القرآن اللهم آمين.
ـ[رأفت المصري]ــــــــ[19 Aug 2009, 11:42 م]ـ
أستاذنا الكريم حفظك الله تعالى ..
جزاكم الله خيرا على ما تتكرمون به من سؤالكم وتفقدكم ..
وبعد:
فقد شُغلت في الشهر الماضي بسبب انتقالي من السعودية إلى الأردن، ومنها إلى مصر، مقيماً بها إلى حين إتمام مناقشتي لرسالة الدكتوراه في التفسير وعلوم القرآن في الأزهر خلال الشهور القادمة (فلا تنسوني من الدعاء) ..
أما وإني على قلة مشاركتي متابعٌ دائم لملتقاكم المبارك، ولا غرو؛ فإن موائده مليئة بالفوائد التي لا يشبع منها طالب العلم ..
نفع الله بكم، وأجزل مثوبتكم، وتولانا وإياكم برحمته وهو يتولى الصالحين.
ـ[الجكني]ــــــــ[20 Aug 2009, 02:50 ص]ـ
أولاً: أبارك لجميع الإخوة والأخوات روّاد هذا الملتقى المبارك حلول شهر الصوم والمسامحة والخير والبركات، شهر رمضان الكريم المبارك، داعياً الله تعالى أن يوفقنا والجميع للصوم المقبول والقيام المأجور بإذنه تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً: أعتب على أخي الكريم الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله ورعاه على عبارته:
ونخشى من حدة قلمك وجوره
وهذه تهمة شنيعة وأعتبرها زلة قلم، لا أقبلها منه ولا من غيره ما لم يأت عليها بدليل صريح من كل كلامي الذي كتبته في هذا المنتدى سواء الموضوعات أو المشاركات؛ وسواء كان " الجور " بمعنى: نقيض العدل وهو الظلم، أو بمعنى: الميل عن القصد؟؟؟
وليست هذه المرة الأولى التي أرى فيها أخي الكريم " يلمز " ويغمز " وآخر " لمزه" و"غمزه" ختمه في مداخلات ليست ببعيدة الزمن كلاماً موجهاً لي وللشيخ عبد الحكيم حفظه الله - بعبارة أن الملتقى للعلم والأدب؟؟؟
وفي نفس المداخلة اتهمنا – تلميحاً كما فهمت، ومن هو أذكى مني سيفهمها تصريحاً - بأننا " نرفع العصا على كل من خالفنا حتى نسكته ونرعبه؟؟؟؟ وغير ذلك كثير من العبارات التي لم أكن أحملها – ولا أزال – إلا على محمل العتاب اللطيف بين الإخوة، أما أن يصل الوصف إلى " الجور "؟؟؟ فهذا لا وألف لا يا أخي الفاضل.
وأقول لأخي الحبيب:
الحدة التي تشتكي منها – ولست منفرداً بها ولله الحمد – يقتضيها المقام والمقال، فنحن رجال نكتب للرجال، ونناقش مسائل هي للرجال ومن الرجال، وهي إما حق فيقبل أو باطل فيرد ولو بالطريقة التي عرض بها.
وإني أسألك أخي الكريم:
أين هذا الجور الذي تتهمني به؟؟؟؟ ألأنني:
1 - لم أقبل من بعض الباحثين التعرض لكتب القراءات وهم لم يتأهلوا لذلك؟؟؟
2 - أم لأن بعض زملائك وأحبابك كانوا ضمن من تسلط الضوء على نقد بعض أعمالهم؟؟
3 - أم لأننا لم نقبل من بعض الشيوخ وصف النبي صلى الله عليه وسلم بالخطأ؟؟؟؟ وطلبتم منا الكف عن هذا لأننا غير متخصصين في علم الكلام؛ وكأن المسألة تحتاج للتخصص؟؟
4 - أم لأننا أنكرنا على بعض من يكتب في الملتقى تصنيفه علماء المسلمين وتبديعهم وتضليلهم عياناً بياناً؟؟؟
وختاماً أقول:
يعلم الله أني لم أكتب حرفاً، ولم أنتقد عملاً إلا ابتغاء مرضاة الله تعالى أولاً، وثم تقديم خدمة لأهل القراءات حتى ينتبهوا لكتبهم من ناحية، وحتى نزرع في المبتدئين منهم روح البحث والجد والنقد والتمحيص لكتبهم من ناحية أخرى،حتى يعلم المتجرؤون على تراث علماء القراءات أن هناك من يتابع صنيعهم فيقومه، وغير ذلك يعلم الله لم يكن في خلدي ولا حسباني.
وأخيراً:
يعلم الله أني أحبك في الله وأقدرك وأحترمك أخي د/ عبد الرحمن الشهري، ولكن محبتك لا تمنعني من بيان زلة لقلمك؛ وأي زلة؟؟؟؟؟
كل عام والجميع بألف خير وسعادة.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 Aug 2009, 02:57 ص]ـ
بارك الله فيكم شيخنا .. ووصلك الله كما وصلتنا .. وليس هذا موطن معاتبة ولا مجادلة .. وإذا علم حسن القصد = هان الأمر ..
بوركتم جميعاً ...
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[20 Aug 2009, 02:42 م]ـ
أثابك الله يا دكتور عبد الرحمن على هذه الرسائل الودية الجميلة، التي أرجو أن تبعث الهمم، وتوقظ الوسنان وترد الغائب، ونشكر لك حسن ظنك بإخوانك وحرصك على نفعهم ونفع الناس بهم، وهذا يدل على فضلك وطيب نفسك:
وما عبَّر الإنسان عن فضل نفسه بمثل اعتقاد الفضل في كل فاضل
ونحن وإن فترنا أو انشغلنا عن هذا المنتدى المبارك؛ فإننا مطمئنون عليه مادام أن أباه وربَّانه (المشرف العام) حاضر فيه، متابع له، نسأل الله تعالى للجميع الإعانة والتوفيق وسداد القول وصلاح العمل.
ويا فضيلة الدكتور السالم الجكني أرجوك دعنا نستمتع بعبير هذه الرسائل الحلوة،الصادرة من محب كريم.
ولقد مررت على الرسالة الموجَّة إليك بالأمس فلم يخطر على بالي ذرة مما بدا لك، وهي كما ترى ضمن عشرات الرسائل التي ربما يكَلَّ القلم من ابتداع أسلوب جديد فريد لكل واحدة منها، ويأنف من التكرار، فهي على أسوأ الأحوال عتاب حبيب وملاطفة قريب، وأحسب أن الدكتور عبد الرحمن من أنقى الناس صدراً،وأكرمهم معشراً ولا أزكي على الله أحداً، ولو كان في قلبه عليك شي - وحاشاه - لمارس السياسة التي ينتهجا بعض أرباب المنتديات الأخرى وبكل بساطة، أو على الأقل أهمل ذكر اسمك في هذه القائمة التشريفية.
نسأل الله تعالى أن يديم مودتنا فيه، وأن يجمع قلوبنا على طاعته ومراضيه، وأن يعيذنا من نزغات الشيطان ومخازيه.
ـ[السراج]ــــــــ[20 Aug 2009, 03:21 م]ـ
جزاكم الله خيراً ..
مع أني لم أكن بالقائمة ..
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[20 Aug 2009, 03:35 م]ـ
شكر الله سعيكم، وأثابكم خيرا.
وجزى الله خيرا المشرفين والمشاركين،
وبهذه المناسبة قلت:
لأهل الملتقى في القلب ود=بعيد غوره في ذا الفؤاد
تجمع فيه أصحاب كرام=تواصوا بالمعارف والرشاد
قد اجتمعوا على خير وفضل=ومعرفة وجد واجتهاد
فدونك علمهم فانهل ولازم=طريقة نهجهم سبل السداد
فأهل الملتقى إخوان ود=لهم نسب إلى القرآن باد
فحيا الله جمعكم ووفى=لكم أجرا به نيل المراد
وأشكركم على الترحاب إني=رأيت قراكم محض الوداد
وأختم ما ذكرت بشطر بيت="ترق فلا خلوت من ازدياد"
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[20 Aug 2009, 11:53 م]ـ
أولاً: أبارك لجميع الإخوة والأخوات روّاد هذا الملتقى المبارك حلول شهر الصوم والمسامحة.
وبمناسبة رمضان سامحتك يا دكتور السالم عن موقفين أنت وحدك من يعلمهما.
ثانياً: أعتب على أخي الكريم الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله ورعاه على عبارته: .....
والعتاب هدية الأحباب، والذي عهدناه فيك يا دكتور سالم بياض القلب وختمك موضوعات الخلاف معك بأرق الأقوال وأجملها والعبرة بالخواتيم.
وما نراه فيك من أدب جم عين ما نراه في الدكتور المحبوب عبد الرحمن الشهري أسأل الله أن يجمعنا على الهدى والخير ولولا صدق المودة ونقاء السريرة ما كتب الدكتور لك عين ما اطلعت عليه.
وأخيراً:
يعلم الله أني أحبك في الله وأقدرك وأحترمك أخي د/ عبد الرحمن الشهري كل عام والجميع بألف خير وسعادة.
جعل الله جمعنا جمعا مرحوما وجعل تفرقنا من بعده تفرقا معصوما وشهركم مبارك.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[21 Aug 2009, 12:08 ص]ـ
[ QUOTE= عبدالرحمن الشهري;84632]
أ. د. عبدالفتاح خضر:
أرجو أن تكون بعد عودتك لمصر الحبيبة أقرب للملتقى وأكثر نشاطاً وإفادة كما عهدناك يا أبا عمر.
أشكرك يا أبا عبد الله على تذكرك إياي وإن شاء الله أكون عند حسن ظنك يا حبيب الكل خاصة بعد أن
خفق الفؤاد
واكتحلت العين بنور البلاد
وحصل الأنس بالأولاد
واكتظت دارتنا بالزوار والعواد
ورجعت المياه إلى مجاريها من خلال لقاء المسجد بالزهاد والعبّاد
اسأل الله لي ولكل المسلمين مغفرة للذنب وقبولا للتوب بمناسبة شهر الصوم المبارك.
ـ[عذب الشجن]ــــــــ[21 Aug 2009, 12:14 ص]ـ
أولاً: أبارك لجميع الإخوة والأخوات روّاد هذا الملتقى المبارك حلول شهر الصوم والمسامحة والخير والبركات، شهر رمضان الكريم المبارك، داعياً الله تعالى أن يوفقنا والجميع للصوم المقبول والقيام المأجور بإذنه تعالى.
ثانياً: أعتب على أخي الكريم الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله ورعاه على عبارته:
[
وهذه تهمة شنيعة وأعتبرها زلة قلم، لا أقبلها منه ولا من غيره ما لم يأت عليها بدليل صريح من كل كلامي الذي كتبته في هذا المنتدى سواء الموضوعات أو المشاركات؛ وسواء كان " الجور " بمعنى: نقيض العدل وهو الظلم، أو بمعنى: الميل عن القصد؟؟؟
وليست هذه المرة الأولى التي أرى فيها أخي الكريم " يلمز " ويغمز " وآخر " لمزه" و"غمزه" ختمه في مداخلات ليست ببعيدة الزمن كلاماً موجهاً لي وللشيخ عبد الحكيم حفظه الله - بعبارة أن الملتقى للعلم والأدب؟؟؟
وفي نفس المداخلة اتهمنا – تلميحاً كما فهمت، ومن هو أذكى مني سيفهمها تصريحاً - بأننا " نرفع العصا على كل من خالفنا حتى نسكته ونرعبه؟؟؟؟ وغير ذلك كثير من العبارات التي لم أكن أحملها – ولا أزال – إلا على محمل العتاب اللطيف بين الإخوة، أما أن يصل الوصف إلى " الجور "؟؟؟ فهذا لا وألف لا يا أخي الفاضل.
وأقول لأخي الحبيب:
الحدة التي تشتكي منها – ولست منفرداً بها ولله الحمد – يقتضيها المقام والمقال، فنحن رجال نكتب للرجال، ونناقش مسائل هي للرجال ومن الرجال، وهي إما حق فيقبل أو باطل فيرد ولو بالطريقة التي عرض بها.
وإني أسألك أخي الكريم:
أين هذا الجور الذي تتهمني به؟؟؟؟ ألأنني:
1 - لم أقبل من بعض الباحثين التعرض لكتب القراءات وهم لم يتأهلوا لذلك؟؟؟
2 - أم لأن بعض زملائك وأحبابك كانوا ضمن من تسلط الضوء على نقد بعض أعمالهم؟؟
3 - أم لأننا لم نقبل من بعض الشيوخ وصف النبي صلى الله عليه وسلم بالخطأ؟؟؟؟ وطلبتم منا الكف عن هذا لأننا غير متخصصين في علم الكلام؛ وكأن المسألة تحتاج للتخصص؟؟
4 - أم لأننا أنكرنا على بعض من يكتب في الملتقى تصنيفه علماء المسلمين وتبديعهم وتضليلهم عياناً بياناً؟؟؟
وختاماً أقول:
يعلم الله أني لم أكتب حرفاً، ولم أنتقد عملاً إلا ابتغاء مرضاة الله تعالى أولاً، وثم تقديم خدمة لأهل القراءات حتى ينتبهوا لكتبهم من ناحية، وحتى نزرع في المبتدئين منهم روح البحث والجد والنقد والتمحيص لكتبهم من ناحية أخرى،حتى يعلم المتجرؤون على تراث علماء القراءات أن هناك من يتابع صنيعهم فيقومه، وغير ذلك يعلم الله لم يكن في خلدي ولا حسباني.
وأخيراً:
يعلم الله أني أحبك في الله وأقدرك وأحترمك أخي د/ عبد الرحمن الشهري، ولكن محبتك لا تمنعني من بيان زلة لقلمك؛ وأي زلة؟؟؟؟؟
كل عام والجميع بألف خير وسعادة.
=========
وفقك الله أيها الشيخ المفضال ونفع بعلمك.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[21 Aug 2009, 01:04 ص]ـ
سأفعل ذلك إن شاء متى ما سمح الوقت، وأنت تعلم العبء الذي يحمله أخوك في مشروع تدبر، نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل القرآن العاملين به حقاً.
وأشكر لك هذه الفكرة البديعة في تنبيه الإخوة الفاعلين وغير الفاعلين في هذا الملتقى المبارك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد كالو]ــــــــ[21 Aug 2009, 07:51 ص]ـ
الأخ الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري
كل عام وأنتم بألف خير
بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك
أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات
اللهم بلغ أحبتي شهر رمضان وهم في أتم الصحة والعافية
واجعلنا يارب من العابدين الصائمين التائبين إليك يارب العالمين.
******************
فاضت دموع العين جذلى = وجرت كما المشتاق عجلى
وتسابقت شكرا لمن = أهدى لنا رمضان فضلا
قالت وفي أعماقها = فرح المحب بكى وصلى
حييت يا شهر الصيام = ومرحبا أهلا وسهلا
***************
أما بالنسبة للكتاب فلا زال في المطبعة وأرجوا أن لا يتأخر أكثر، وهذه صورة الغلاف:
http://up.progs4arab.com/uploads/28cb2d82c2.jpg
ـ[محب القراءات]ــــــــ[21 Aug 2009, 02:31 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا أبا عبد الله على حرصكم ومتابعتكم المستمرة لهذا الملتقى المبارك , الذي نشرف جميعا بعضويتنا فيه.
ودائما ما أقول إن من أسباب نجاح ملتقى أهل التفسير , المتابعة المستمرة الدقيقة لكل ما يكتب من قبل مشرفه المتميز د / عبد الرحمن الشهري , رغم كثرة أعبائه ومشاركاته في عدد من البرامج الإعلامية المميزة , وغير ذلك من المهام الأكاديمية التي لا تخفى على الجميع , فأسأل الله أن يبارك في أوقاته وأعماله وعلمه , وأن يجعله مباركا أينما كان.
وحق لكل واحد من ان يكتب رسائل مطولة شكرا وتقديرا لمشرف هذا الملتقى الرائع , ردا على رسائله القصيرة التي لها مكان في القلب وأثر في النفس , وهي تدل على جهد كبير في الإشراف والمتابعة ومعرفة ما يتميز به كل كاتب في هذا الملتقى.
والترابط والأخوة التي نعيشها في هذا الملتقى والصراحة والوضوح في الشخصيات , نعمة عظيمة نغبط عليها ونسأل الله أن يديمها علينا وأن يعيننا على أداء حقها.
ولهذا الملتقى المبارك حب وتقدير ومكانة عالية في نفسي فلا يكاد يمضي يوم إلا وأطلع عليه , ولا أفتح الانترنت أحيانا إلا من أجله , ومع هذا فأعتذر عن التقصير في حقه لا نشغالي هذه الفترة بإعداد رسالة الدكتوراه , فلا تنسوني من صالح دعائكم.
وللجميع مني التحية والتقدير والمحبة , وأسأل الله أن يعيننا جميعا على صيام شهر رمضان وقيامه وكل عام وأنتم بخير.
محبكم / أبو أسامة
في 30/ 8 / 1430
ـ[محب القراءات]ــــــــ[21 Aug 2009, 02:43 م]ـ
أقترح أن يرسل رابط هذا الموضوع على البريد الاكتروني لجميع أعضاء الملتقى , ليطلع عليه الجميع , وخاصة من هو مشغول عنه , وقد لا يدخل الملتقى إلا قليلا , فهي فرصة لتذكيره بالمشاركة والتفاعل مع الملتقى.
ـ[محمد الأمين بن محمد المختار]ــــــــ[21 Aug 2009, 04:32 م]ـ
تبدع دائما أستاذنا الشيخ الدكتور/ عبد الرحمن
وأثني على ما جادت به قريحة الأستاذ الفاضل / عدنان أجانة:
لأهل الملتقى صفوُ الوداد=على رغم المشاغل والبعاد
فنعم الملتقى شكلاً وروحاً=ملاذاً للمفيد وللمُفاد
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[21 Aug 2009, 05:25 م]ـ
...
أستطيع القول إنني عاجز عن وصف بعض الأشخاص والأماكن التي كان لها دور رئيس في بناء جزء كبير من رصيدي العقلي والفكري والمعرفي والنفسي ..
هناك أشخاص قد تفيد منهم معلومة أو فكرة ..
وآخرون قد يكون لهم دور في النصح والتوجيه ..
لكن الأهم والأخطر هو الشخص والمكان الذي يصبغ حياتك كلها بصبغة تجد أثرها أينما ووقتما كنت.
هذا الموقع بالنسبة لي يمثل مدرسة كان لها الأثر القوي في توجيهي وبنائي إذ عرفته في المرحلة الثانوية وما زلت متابعا له حتى تخرجت من الجامعة، وفي كل هذا كنت أجد المكان الملائم الذي آوي إليه وأتزود منه.
أستطيع أن أذكر هنا بعض الأمور التي أدين بها لهذا الموقع ورواده الكرام:
* الحب الشديد والتعلق بالدراسات القرآنية عموما، فمع أنها تخصصي الجامعي لكن ثمت فرق بين من يقدم لك المعلومة ومن يحببها لك، ويثريها عندك، ويستثيرك للبحث والتفتيش وجمع المصادر والمناقشة وسؤال أهل العلم ...
* تكوين خبرة وعقلية مستعدة للدراسة والبحث، واكتساب الملكة، عن طريق معرفة مصادر الدراسات القرآنية، ومناهج الكتاب فيها، والموضوعات المطروقة وغير المطروقة فيها، وإثارة الإشكالات والتساؤلات، ما يضيء جوانب عديدة في التفكير، وهذه في نظري أبرز فائدة جنيتها من هذا الموقع البنّاء.
* التعرف على رفقة صالحة من مشايخ وطلبة علم يلتقط منهم أطايب الثمر من علم وأدب كان لهم دور كبير في رفع الهمة، وإذكاء المنافسة، واكتساب الخصال الحميدة، ولا أخفيكم أنني قد أحببت كثيرا ممن يكتب هنا -دون أن ألقاه- حبا يفوق حب من ألقاه كل يوم! إضافة لما اكتسبته منهم من أدب الحديث، وأسس النقاش العلمي، ومناهج التفكير والاستقراء والاطلاع ...
في الحقيقة، هذا غيض من فيض، ولو أردت سرد الأمثلة لطال الحديث.
وباختصار: هذا الصرح يمثل -في نظري- نقلة نوعية وإضافة تجديدية للدراسات القرآنية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[21 Aug 2009, 05:51 م]ـ
(وأما السابقون المقربون فنستغفر الله الذي لا إله إلا هو أولا من وصف حالهم وعدم الاتصاف به , بل ما شممنا له رائحة , ولكن محبة القوم تحمل على تعرف منزلتهم والعلم بها وإن كانت النفوس متخلفة منقطعة عن اللحاق بهم000) 0
أحب الصالحين ولست منهم ... وأرجوا أن أنال بهم شفعة 0
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[21 Aug 2009, 07:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
شكر الله لك أخي الكريم عبد الرحمن الشهري ..
ودوما تلزمنا بشكرك، على صنيعك الطيب وجهودك المبثوثة في هذا الصرح المبارك ..
وكلمة أدين الله بها يوم أن ألقاه:
وهو أنني أشهده تعالى وملائكته على حب هذا الملتقى وأهله ..
وكنت أتمنى أن أكون صاحب قلم يفيد كي أكتب فيه ما ينفع ولكن قدر الله أن أكون قارئا جيدا لما فيه من درر المعاني، وما لي من مشاركات سبقت فهي من باب الاستعجال أرجوا أن تسامحونا عليها .. (فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ) ..
وأخيرا: الشكر موصول لجميع الأخوة من شيوخ وأساتذة وطلاب علم، والله يجزي الجميع خير الجزاء على ما قال وقدم ..
وتقبل الله منكم الطاعة في هذا الشهر الفضيل، وختم لي ولكم بالعفو والمغفرة ..
وسامحونا على التطفل ..
والحمد لله أولا وآخرا
ـ[محمد الجعبة]ــــــــ[21 Aug 2009, 08:05 م]ـ
كُلُّ عامٍ والجَمِيْعُ بخَيْرٍ وعافِيَةٍ ..
الحَمْدُ للهِ أنْ لمْ يَكُنِ اسمِيْ مَكْتُوْبَاً
ـ[جود فلسطين]ــــــــ[21 Aug 2009, 08:13 م]ـ
إسمي ليس موجود
...
أسأل الله أن يجمعنا على الخير والطاعة
وأن يجعل جهود الجميع في موزاين حسناتهم
ويبارك لهم في الشهر الفضيل
نفع الله بكم والسلام عليكم
ـ[بسمة أمل]ــــــــ[21 Aug 2009, 09:09 م]ـ
جزاكم الله شيوخنا وأساتذتنا الأفاضل خير الجزاء.
وأسأل الله أن يجعل اجتماعنا في هذا الملتقى على خير وأن ينفعنا بعلمكم.
كما أبارك للجميع بشهر رمضان المبارك وفقنا الله وإياكم لحسن صيامه وقيامه.
كل عام والجميع بخير
ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[21 Aug 2009, 11:52 م]ـ
الأخ الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري، وفقه الله
الإخوة الأفاضل رواد ملتقى أهل التفسير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ورمضان مبارك، وكل عام وأنتم بخير. وبعد
فأنا أشتاق للملتقى وأهله، وأحاول دائماً أن أمر ولو بسرعة على عناوين الموضوعات، وأقف أحياناً عند بعضها، وتتوارد على خاطري أفكار بالمشاركة، لكن ذلك يحتاج إلى وقت، وفراغ بال، وهمة صرت أفتقدها في أكثر وقتي، والله المستعان.
والدكتور عبد الرحمن مشكور على هذه الرسائل الطريفة التي حركت ما ركد في النفوس، ولا أدري ما الذي جعله يفكر في موضوع الذكريات، فالإنسان إذا تقدم به العمر تعتلج في نفسه الذكريات، فيلتفت إلى الوراء، ويتطلع إلى الإمام، وقد يفكر في تجميع ما بقي من ذكريات، ولكن هل تستحق تلك الذكريات التدوين، وهل يرتجى أن تحقق فائدة ما للقارئ؟!
حين أعود إلى ما كتبته من يوميات في أوقات سابقة أجد فيها متعة، لكن غيري قد لا يجد فيها شيئاً من ذلك، لأن أكثرها يتعلق بأمور شخصية، أو أحداث بعيدة عن تصور غير من عاشها.
أعتذر إليكم عن هذا الاسترسال الذي جرني إليه حديث أخي الدكتور عبد الرحمن، فقد جدد في نفسي رغبات قديمة، عسى أن أتمكن من تحقيقها قبل أن يتوقف القلم عن الكتابة، وتطوى صحائف الأعمال، ختم الله لي ولكم بالحسنى.
ـ[نايف السحيم]ــــــــ[22 Aug 2009, 12:05 ص]ـ
جزاك الله خير شيخ عبدالرحمن
وان شاء الله ننقل حلقات التفسير المباشر لهذه السنه
وكل عام وانت بخير ومبارك عليك الشهر
ـ[بديع الزمان الأزهري]ــــــــ[22 Aug 2009, 12:24 ص]ـ
أين اسمى؟:)
ـ[أم ياسر]ــــــــ[22 Aug 2009, 12:56 ص]ـ
جزى الله شيخنا عبد الرحمن الشهري خيراً على هذا التفقد لمشايخنا الأجلاء ..
بارك الله في علمهم وعملهم جميعاً ..
ونحن معه نقول في انتظار مشاركاتكم القيمة وأطروحاتكم النيرة ..
والله الموفق
ـ[فلاسه]ــــــــ[22 Aug 2009, 01:28 ص]ـ
وصلتني رساله لبريدي الالكتروني عن طريق الموقع ...
وأعجبتني هذه البادره الطيبه ... وأسأل الله أن يجعلها في ميزان حسنات الشيخ
وجميل أن توجه رسائل للمجتهدين وذلك لإدخال السرور على قلوبهم ولتشجيعهم في الاستمرار على هذا العطاء ولتحميس أمثالي على الاجتهاد للنفع والانتفاع ونبذ المشاهده فقط بدون المشاركه ...
والله لا ندري لعل كلمه طيبه وفائده نكتبها يستفيد منها شخص تشفع لنا يوم العرض الأكبر ....
فأسأل الله ان يزيدكم جميعاً من فضله وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا
لي الفخر أني عضوه في هذا الملتقى المبارك ... وأعلم بتقصيري ولكن بإذن الله القادم خير مما مضى إن أمد الله في أعمارنا
جزاكم الله خيراً ورفع الله قدركم
.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هشام الشويكي]ــــــــ[22 Aug 2009, 09:47 ص]ـ
أهنىء رواد هذا المنتدى المبارك في هذا الشهر الفضيل،أعاده الله علينا وعلى أمة الإسلام،وقد وحدت كلمتها،وحررت أرضها من كل عدو وحاقد، وقد غفرت الذنوب ....
وأرجو من الإخوة تصوير كتابي
1ـ تفسير الكواشي 2 ـ تفسير سليم الرازي
كي أطلع عليهما من خلال هذا الموقع المبارك أهله ....
ولكم جزيل الشكر
ـ[أبو معاذ البخيت]ــــــــ[22 Aug 2009, 02:46 م]ـ
أخي وشيخي الحبيب أبا عبد الله .. أبارك لك ولجميع من هنا الشهر الكريم
وشرفني وأسعدني تفقدكم الكريم .. وإن كان مثلي لا يفتقد في مثل هذا الجمع المبارك الزاخر ..
لكن هو كرم الطبع وجود الشمائل المعهود ..
والحقيقة أني أشرف بالمشاركة والكتابة في هذا الملتقى ....
وأما قول فضيلتك:
.. ألا يمكن أن نتعاون يا ترى؟
فأنا أرسله لك في مطلع هذا الشهر الكريم وأنا ألتمس من فضيلتك ومن مشايخنا المبجلين هنا أن يتحفونا بفوائدهم في ملتقاهم (ملتقى السيرة النبوية)
وقريبا بإذن الله ترى جواب دعوتك الكريمة
وأؤكد معك على مطالبة الدكتور غانم الحمد بذكرياته ومذكراته وأن يبدأ بها في أقرب فرصة
وفقكم الله وسددكم
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[22 Aug 2009, 02:50 م]ـ
بارك الله في المشرف المبارك والحبيب المجاهد الدكتور عبد الرحمن الشهري - حفظه الله ورعاه -
وهذا الحرص من الشيخ على متابعة الملتقى ومتابعة أعضائه رغم مشاغله الكثيرة أشعرني بالخجل، وقد كنت أزور مقالا أتردد في رفعه على الملتقى لثقتي أنه أقل بكثير مما يحبه رواد الملتقى الكرام، ولكن نداء الحبيب ألهب فؤادي وأخجلني فرفعت هذا المقال، سائلا الله أن يوفقني وإياه لكل خير، وأن يخلص نياتنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
طلباتك أوامر يا أبا عبد الله
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[22 Aug 2009, 03:39 م]ـ
مهما غاب الإنسان عن هذا الملتقى المبارك فإنه يستحيل عليه نسيانه.
ـ[طالبة المعالي]ــــــــ[22 Aug 2009, 04:24 م]ـ
أحسن الله إليكم وشكر الله لكم .. وصلني أيضاً على بريدي من الموقع
والله نعلم أننا مقصرون جداً ولكن سنعود إن شاء الله ننهل من علم مشائخنا الكرام وعفا الله عن الجميع وشكر الله لكم وأحسن إليكم ...
ـ[حساس محمد نصرالدين]ــــــــ[22 Aug 2009, 04:25 م]ـ
السلام عليكم، شيوخي الأفاضل
وأنا بدوري يسرني أن أتقدم بالتهنئة لكم شيوخي الأفاضل د. عبد الرحمن الشهري ود. مساعد الطيار، ود. عبد العزيز الخضير خاصة ولجميع المسلمين في أنحاء المعمورة بمناسبة حلول شهر رمضان، شهر القرآن والعتق من النيران، شهر الصيام والقيام والجود والإحسان ...
سائلين المولى جل وعلا أن يجعله شهر خير ونصر ورفعة، وأنم يبارك فيه الأعمال،÷ ويوفق فيه شيوخنا الأشاوس للطاعات وعمل الصالحات كما أسأله أن ينصر الإسلام ويعز المسلمين، وأن يجمع كلمتهم ويوحد صفهم ....
آمين
ـ[أحمد بن موسى]ــــــــ[22 Aug 2009, 11:40 م]ـ
مر على خاطري وأن أقرأ اسمي من بين أعضاء الملتقى؛ عبارة أبي علي البناء المشهورة: ''ليت الخطيب ذكرني في تاريخه ولو في الكذابين"
ولستُ في تواضع وصدق أبي علي حتى أقول: " ليت الدكتور عبد الرحمن ذكرني في ملتقاه ولو في ... "
كما أني لست بذلك المغرور حتى أظن أنني ممن يفقد في هذا الملتقى الأغر،
ولكنه والله شرف نفس مشرفنا وصفاء روحه ورقة طبعه وذكاء قلبه
فلا أقول إلا
اللهم وفق مشرفنا لكل خير وصلاح، وأعنه على ما أقدم عليه من دعوة وتعليم وتربية وإصلاح، واجعل عمله وجهوده ذخيرة له في الدنيا والأخرى – آمين –
واستميح المشرف بنشر رأيي في ملتقى أهل التفسير في هذه الموضع فإن النفس لا تطمئن حتى تذكر بالخير كل من تحب في كل مناسبة وفي كل موضع
رأيي في ملتقى أهل التفسير
وعاء باذخ من أوعية النهضة العلمية الإلكترونية الحديثة، وركن شامخ من أركان التواصل الحواري الجاد، في صفحات تتسم بالأصالة والدقة والأمانة، يحيطها جوٌ من الخلق العلمي الجليل، والذوق الأدبي الرفيع.
ولا أعلم – والله - ملتقى يزخر بشيوخ العلم الراسخين وشبانه الطامحين المستفيدين كما يزخر ملتقى أهل التفسير، حيث المودة الصادقة والتشجيع الصادق، في رحابة صدر ونقاوة منهج، تُستثار فيه الدرة إثر الدرة، والنادرة تلو النادرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما لا أعلم ملتقى أبعَدَ مِن مِراءٍ، ولا أزهَدَ في جدالٍ، من ملتقى أهل التفسير.
ثم لا أعلَمُ ملتقى أحسنَ موَافاة، ولا أحضَرَ مَعُونة ً، من ملتقى أهل التفسير.
وأخيراً: لا أعلم ملتقىً يجمَعُ من الأذهانِ اللطيفةِ، والمذاهب القوِيمةِ، والتجارِبِ الحكيمةِ، ما يجمَعُ لنا ملتقى أهل التفسير
والله الموفق ... تقبل الله منا جمياً الصيام والقيام وصالح الأعمال والحمد لله رب العالمين
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[23 Aug 2009, 12:17 م]ـ
أغبط الدكتور عبدالرحمن على ذاكرته لتذكر هذا العدد من الأعضاء وأماكنهم وكناهم وخصائصهم ومايحتاجه من كل واحد منهم
وأثني مؤيداً على ما أشار إليه فضيلة الدكتور البحاثة غانم قدوري الحمد من معاناة بعض الأعضاء من تزاحم الأعمال التي - حسب اعتقادي - لاتترك له الخيار فيما يقرأ أو يكتب أحياناً، مما يظهر أثره في الانقطاع أو شبهه بين حين وآخر.
ولئن خصني بذكريات الإشراف والمناقشات ومعارض الكتب التي سبق أن حدثته عنها فإني أجزم كما قلت له أن هناك من هو أولى مني وأكثر إشرافا ومناقشة فليت أن الطلب يتم تعميمه لكل من شارك في مناقشة أو إشراف.
وكثير من هذه المواقف خاص ومن المتعذر الإفصاح عنها وإعلانها، لكون بعضها يمس المشرف أحيانا أوالعضو المناقش أو الطالب بل يمس القسم حينا، أو نظام المناقشة في بعض الدول.
ولايفوتني أن أهمس في أذن الحبيب الغالي والرفيق العزيز أخي الفاضل الدكتور السالم أن يتذكر وهو بذلك أعلم مني أن الدين يقوم على النية ولذا قدم بعض أئمة الحديث حديث إنما الأعمال بالنيات، وفضيلة الدكتور عبدالرحمن كان قصده من هذه الرسائل ما ذكر منها وما سيذكر لاحقا دفع بعض من يريد تواصلهم الى العطاء ولو لم يرد ذلك من كل من ذكر لما أرسل إليه رسالته بل حمد الله على غيابه كما ألمح أبو سلمان وأنت ممن ذكرهم، فهي تزكية لك قبل أن تكون نقداً، ولعله ذكر بعض الصفات لبعض الأعضاء مداعبةً وممالحةً والأمر أيسر من التعامل معه بحدة وما ذكرته عن المسامحة يقتضي إغفال الأمر.
والدكتور عبدالرحمن ليس بحاجة إلى دفاعي ولكنه الحرص على صفاء الملتقى، ولن يعكر صفوَه كَدَرٌ بإذن الله ما دام روادُه أهلَ القران.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[23 Aug 2009, 03:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
أبارك للجميع بمناسبة حلول الشهر الفضيل أعادنا الله تعالى جميعا لرحابه سنين عديدة وأزمنة مديدة، ولا حرمنا أجر أعمالنا فيه، اللهم آمين.
وقد وصلتني رسالة ترشد إلى المشاركة في هذا الموضوع على البريد الالكتروني:
وأقول أسأل الله سبحانه أن يبارك في علم وعمل كل من شارك في هذا الملتقى طمعا في ما عند الله تعالى وجاهد لخدمة كتابه والذود عنه وبيان فوائده.
وإني إن تحدثت عن نفسي فقد شاركت بما أستطيع كطالب علم وبذلت ما أظن أنه مفيد ولا أعتقد أني وفيت شكر نعمة واحدة من نعم الله تعالى علي، ولا أزكي نفسي فالنفس أمارة بالسوء إلا من رحم ربي، وإن العلم يزداد ببذله وينطفي بكتمه، وأذكى عالم من يخلص ويبذل العلم، وإن كنا قد نجد من يصفه في هذا الزمان بالغبي، من الذين ما قدروا الله حق قدره.
والفضل كل الفضل لله تعالى، أشكره وأحمد فضله، ولا أريد شكرا من أحد إن استفاد مما أكتب، بل احمدوا الله تعالى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[الجكني]ــــــــ[24 Aug 2009, 12:38 ص]ـ
ولايفوتني أن أهمس في أذن الحبيب الغالي والرفيق العزيز أخي الفاضل الدكتور السالم أن يتذكر وهو بذلك أعلم مني ...... الخ
أقول:
سمعاً وطاعة شيخي الكريم وأستاذي الفاضل الدكتور فهد الرومي حفظكم الله ورعاكم ولا حرمنا من علمكم وفضلكم وتوجيهاتكم.
وإني أستغفر الله العظيم إن كنت انتصرت للنفس في لحظة شيطانية أجارنا الله والجميع منها.
وأعتذر للأخ الحبيب الفاضل - الذي يعلم الله أني أحبه في الله صدقاً صدقاً - د/عبدالرحمن الشهري حفظه الله ورعاه ونفع به وبعلمه.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[24 Aug 2009, 12:51 ص]ـ
نعم هو شهر القرآن شهر زيادة الإيمان
وما أجمل ما سمعت ..................
"إذا كانت هذه لذة كلامه فكيف بلذة النظر إلى وجهه الكريم"
نسأل الله من فضله
وجزاكم الله اساتذتنا خير الجزاء فمنكم نتعلم العلم والأدب وحسن الظن
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[24 Aug 2009, 01:58 ص]ـ
قلت في خاتمة تعليقي أن صفو هذا الملتقى لن يعكره كدر مادام رواده أهل القران وهاهو أخي الدكتور السالم ذو الخلق الرفيع يرجع بعد أن نزغ الشيطان بينه وبين أخيه فأبى القران الذي في صدورهم إلا أن يغيض الشيطان في هذه الليالي المباركة اسأل الله أن يلتقي أهل الملتقى جميعا في الفردوس الأعلى وغفر الله لأخي الدكتور السالم الذي رفعني - والله - فوق منزلتي وأنا دون ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[24 Aug 2009, 02:26 ص]ـ
عبدالله الشهري:
أين أنت يا أبا ضياء فقد افقتقدنا أسئلتك وموضوعاتك المميزة في لغة القرآن ونظرياتك اللغوية التي تلتقطها من هنا وهناك؟
غالي وحبيب وحقك علينا كبير. متعك الله بالصحة والعافية وحسن العلم والعمل.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[25 Aug 2009, 04:17 ص]ـ
محمود الشنقيطي:
نتطلع منك إلى كتابة مطولة عن عناية أهل شنقيط بالتفسير وعلوم القرآن في حلقات تخصنا بها، فأنت ذو علاقات مميزة مع علماء الشناقطة كما لاحظتُ زادكم الله علماً وهدى.
شكر الله لك أبا عبد الله هذه الرسائل الدالَّةَ على ما استُحفظَهُ صدركَ من مكنون الود وصادق الإخاء ومحبة الخير ..
وأشكركَ نزلةً أخرى على كريم ثقتك التي رفعتَ بها همةَ أخيك وشرفتَهُ بها.
وأحبُّ - سلمك الله - أن أذكِّركم بأنَّ مفسري الشناقطة رحمهم الله وجهودَهم في التفسير خلال القرن الثالث عشر كانت عنوان أطروحةٍ تقدم بها فضيلة الشيخ الدكتور/ محمد بن سيدي محمد بن مولاي الشنقيطي – حفظه الله – عضو الإفتاء بوزارة الأوقاف الكويتيَّةِ (سابقاً) ونال بها درجة الدُّكتوراه من جامعة محمد الخامس , وكان عنوانها (التفسير والمفسرون ببلاد شنقيط).
وقد ذكر في رسالته تلك مدرستهم في التفسير واتجاهاتها , و الخصائص الأسلوبية والمنهجية الفكرية للمفسرين الشناقطة, وطريقتهم في الدِّراسة والتصنيف , وتنوعهم في نظم التفسير ونثره , كما ساق فيها تراجمَ لمشاهير مفسري شنقيط الذين ختمهم بالعلامة محمد الأمين الشنقيطي صاحب أضواء البيان والعلامة محمد عبد الله بن الإمام الجكني.
وتحدَّث عن بعض المعاصرين الأحياء وعدَّ منهم فضيلة الشيخ الدكتور/ محمد بن سيدي الحبيب الذي سيكونُ ضيفاً لعدة حلقاتٍ في برنامج التفسير المباشر هذا الشهرَ الكريم
وأما ما يتعلقُ بأحيائهم المُعاصرين المشتغلين بعلوم القرآن والتفسير فلعل الله يهيئُ الوقت الكافي لتدوين أطراف من أخبارهم ودروسهم وتحصيلهم , ولكن:
(أرى نفسي تتوقُ إلى أمورٍ) ... ودونَ بلوغِها حالَ اشتغالي
فأسأل الله أن يعين على ذلك ويسدد.
وامتثالاً لأمر الله ورسوله بمجازاة الإحسان بالإحسان , وفراراً من مذمة عدم شكر من أحسن وهدى وأرشد , فإني أتوجهُ بجزيل الشكر لمن أسَّس هذه الدَّوحةَ الغنَّاء التي اهتزت وربت وازدهت بالدرِّ المنثور المرصَّعِ بالتحرير والتنوير ليتفيَّأ أهلُها ومرتادوها ظلالَ القرآن , ويستهدوا في غياهب الحيرة بأضواء البيان.
والشكر موصولٌ لكل عضوٍ هو في الحقيقةِ غصنٌ ميَّاسٌ في هذه الدوحة القرآنيةِ يتطلعُ الزرَّاعُ إلى عبير زهره اللامع , وجَنى ثمَره اليانع , إذْ كانت جهودُهمُ المُتَّفقَةُ بغير ميعادٍ أو تعارفِ أشخاصٍ أو سابقِ صحبةٍ وتواد شاهداً عدلاً أمام كل ذي عينيْن بأنَّ أهل القرآنِ في كل مصرٍ وعصرٍ هم أشرافُ الأمةِ لعظيم شرفِ ما اختصَّهُمُ الله به , ولا أجحدُ أني - بحمد الله - حسنةٌ من حسناتِ هذه اللطائف والشوارد والبحوث والمسائل والتحقيقات والنقاشات التي ينهلُّ صيِّبُها بهدايات القرآن انهلالَ الهتًّان على الأرضِ المجدبة فتحيا بإذن الله.
ولولا إعجاز العدِّ وعجزُ العادِّ لسميتُ كلَّ من أفدتُّ منهُ باسمه , ولكن هيهات أن أحصي وأحصر , فلكل من شارك وبارك أو كثر سواد المجتمعين على كلام الله أزجي أرقَّ الشكر وأصدقه وأخلص العرفان وأوثقه.
ـ[عبدالعزيز العمار]ــــــــ[25 Aug 2009, 02:27 م]ـ
السلام عليكم أهلا بك أخي الفاضل الدكتور عبدالرحمن المشرف على هذا الملتقى الذي ضم كوكبة من خير علماء الأمة، في خير تخصص، التفوا جميعا على مأدبة القرآن، وأكرم بها من مأدبة، أخي الفاضل، وأستاذي الكريم، لكم سرني سؤالك عني، وكم ساءني غيابي عن هذا المنتدى المبارك، وإن غبت عنكم بالجسد فقلبي معكم يرفرف في سماء هذا المنتدى المبارك، ويطوف في أرجائه، لا أكتمك أمرا بأن العمل الإداري قد أخذ من وقتي الكثير والكثير، وارتباطات أخرى، وأعمال لا تنتهي، بيد أن هذا كله لا يشفع ولن يشفع لي بالغياب عن هذا المنتدى المبارك، وعل هذا الشهر أن يكون بداية للعودة، وانطلاقة في المشاركات، ويشهد الله أني أنا المستفيد الأول والأخير من هذا المنتدى، وإلا فالبضاعة مزجاة، والذهن مكدود، وقد تفرق الفكر
(يُتْبَعُ)
(/)
شذر مذر في متاهات شتى في طرق الحياة المتعددة
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[25 Aug 2009, 02:40 م]ـ
وكيف الوصول إلى هذه الرسالة العلمية (التفسير والمفسرون ببلاد شنقيط).أخي الحبيب محمود ليتك تسعى لنشرها في هذا الملتقى المبارك أولنشر ملخص واف لها فتفسير الشناقطة مميز كتميزهم في العلوم الشرعية واللغة والأدب
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[25 Aug 2009, 03:17 م]ـ
د. أبو مجاهد العبيدي:
كنا سوياً يا أبا مجاهد في بدء هذا المشروع واليوم لم نعد نخطر ببالك! فأين مقالاتك وبحوثك وفوائدك؟
الحمد لله الذي يسّر لنا هذا الملتقى الذي أفدنا منه كثيراً، وتعرفنا من خلاله على كثير من العلماء وطلبة العلم والباحثين من أقطار متعددة وأماكن متفرقة.
ولا أنسى أيام انطلاقة هذا الموقع، وما بُذل فيها من جهود من أجل تأسيس قوي لهذا البناء، وكنت أقضي أكثر وقتي لأجله، وأكتب فيه أكثر مما كنت أكتب في رسالتي للدكتوراه، وكنت أنا وأخي عبدالرحمن نتعاون في سبيل نشر هذا الموقع، وتعريف المتخصصين به؛ فكانت أياماً لا تُنسى وجهوداً موفقة أرجو ألا تضيع سدى.
وأنا - يعلم الله - ما نسيت هذا الملتقى، وما نسيت المشرف عليه ولا الزملاء والمشايخ المشاركين في الإشراف، ولكن لما رجعت إلى أبها فتحت لي أبواب كثيرة من الخير فشُغلت بها، وأصابني مع ذلك شيئ من الفتور في الكتابة والبحث أرجو ألا يطول، ولعل دعوة صادقة من أخ صادق يقرأ كلامي هذا تكون سبباً في بركة الوقت وعونا لي على الجد والنشاط.
أسأل الله تعالى أن يستعملنا في طاعته، وأن يوفقنا لمرضاته، وأن ينفع بنا وأن يجعلنا مباركين أينما كنا.
وأشكرك أخي أباعبدالله على رسالتك الطيبة، وحرصك الجميل، ووفائك الأصيل.
وأعدك وأعد من سأل عني بالحرص على العودة إلى الكتابة والتعليق بما أرجو أن يكون نافعاً مفيداً.
ـ[عبدالرحمن الحاج]ــــــــ[25 Aug 2009, 03:29 م]ـ
الصديق العزيز الدكتور عبد الرحمن الشهري
هذه الالتفاتة الطيبة أقدرها لكم، ويسرني مشاركتكم دوماً، وإذا كنت انقطعت عن الكتابة والمشاركة فإني لم أنقطع عن المتابعة.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[25 Aug 2009, 05:01 م]ـ
وكيف الوصول إلى هذه الرسالة العلمية (التفسير والمفسرون ببلاد شنقيط).أخي الحبيب محمود ليتك تسعى لنشرها في هذا الملتقى المبارك أولنشر ملخص واف لها فتفسير الشناقطة مميز كتميزهم في العلوم الشرعية واللغة والأدب
حياك الله شيخنا الكريم ونفع بكم وجزاكم عني خير الجزاء.
وأرجو أن تأذنوا لي حفظكم الله بقولِ:
إنَّ هذا الكتابَ خرج مطبوعاً في بيروت قبل سنوات , وقد أخبرني المؤلفُ بأنهُ تناول فيه الدراسة الوصفيةَ والدَّراسة النقديةَ لتفسير الشناقطة.
وأنهُ جعلَ مقدمتهُ عبارةً عن دراسةٍ للمحاضر واتجاهاتها الفكرية وإسهامها في الحركة الثقافية ومقارنتها بالتعليم النِّظامي.
ثم تحدث عن نشأة العناية بالتفسير في بلاد شنقيط , وخصائص التصنيف فيه بين النظم والنَّثر , ثم مصادر الشناقطة في التفسير , واتجاهاته بين الأثر واللغة , وتناول التفسير الإشاريَّ والرَّمزيَّ وأثرهُ في بعض تفاسير الشناقطة أصحاب الاتجاه الصوفي كالشيخ محمد المامي وغيره رحمهم الله.
ثم جعل القسم التالي لما سبق خاصاً بتفاسير الشناقطة ومفسريهم ذاكراً في ذلك تراجمَ لأشهر التفاسير والمفسرين في القرنين الثاني عشر والثالث عشر الهجريين.
وختم ذلك بحديث عن حركة الشناقطة المعاصرة في التفسير.
ولعلي أذكر منهجهُ في الرسالة فور وصولها إلي بتفصيل لا يترك إشكالاً إن شاء الله.
ـ[سلمان الخوير]ــــــــ[29 Aug 2009, 03:54 ص]ـ
إلى الشيخ الحبيب والفذ الأريب الدكتور/ عبد الرحمن الشهري
بارك الله لك في أعمالك وأوقاتك وأهل بيتك
وجعل الله جنة الفردوس مستقرك ومأواك
ويشهد الله على حبي لك فيه أيها الشيخ الجليل
لك رسالة حب موسومة بالشكر والتقدير
لحرصك على استمرار العطاء في ملتقى أهل التفسير
أفكارٌ جميلة ورسائل تعيد الذكريات في رقة العبارات
تجمع القلوب وتحرك النفوس وتلم الشمل
وتنتظر إشراقة مواضيع ومناقشات ودراسات وتأملات
في سماء ملتقى أهل التفسير
بأقلام هؤلاء العلماء الكبار الذين خدموا القرآن وعلومه
فنحن الصغار بحاجة لمثل هؤلاء الأفذاذ
لننهل من مزيد علومهم وسابق تجاربهم عبر هذا الملتقى الطيب
أسأل الله جل جلاله أن يجمعني وإياكم على خير في هذه الدنيا
وأسأله أن يرزقني ووالدي وإياكم السكنى في فردوس الجنان
إن ربي سميع مجيب
ـ[النبع الصافى]ــــــــ[30 Aug 2009, 10:43 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كل عام و انتم جميعا و كل المسلمين بخير .. و تقبل الله الصيام و القيام منا و منكم ..
جزاكم الله خيرا على الاهتمام بأعضاء الملتقى و على الرسائل الرائعة ..
ـ[د على رمضان]ــــــــ[30 Aug 2009, 03:21 م]ـ
إخوانى الكرام كل عام وأنتم بخير وجزاكم الله خيرا وبارك فى جهودكم وإلى الأمام دوما لرفعة هذا الملتقى وإثراءه ليبقى منارة لطلبة العلم فى كل زما ن و مكان، ولى رجا ء وهو أن يتجاوز كل منا عن أخيه و يسامحه فى تلك الكلمات التى ماصدرت إلا من قلب محب عاتب، وكما قيل: ويبقى الود ما بقى العتاب،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[30 Aug 2009, 11:37 م]ـ
بارك الله فيك يا ابا عبد الله
رسالتكم لنا تكشف عن صدقكم في إدارة الملتقى .. ونحن دوما معكم .. لكننا غالبا نؤثر المتابعة .. ولا عذر لنا في التقصير .. لكن نقول .. قريبا باذن الله تخرج المكتبة القرانية بالثوب الجديد .. وأسأل الله ن يعيننا على ذلك
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[31 Aug 2009, 10:51 م]ـ
أخي الحبيب الدكتور عبد الرحمن ذوقكم الرفيع يخجلنا وإن كان تقصيرنا بأعذار وفقكم الله أخي وسدد خطاكم فما تقومون به أمر كبير نسأل الله تعالى أن يتقبله خالصا لوجهه الكريم
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[01 Sep 2009, 11:42 ص]ـ
لعل هذه الرسالة التذكيرية فرصة لإعادة النشاط في الملتقى لمن شغل عنه بأشياء أخرى، وقد ذكر عدد من الإخوة الذين سبقوني بالتعليق كثرة المشاغل وتعدد الأعباء لكل منهم، ولا ينبغي لها أن تثنينا عنه، ولهذا الملتقى دور بارز ظاهر في إثارة المسائل العلمية ونقاشها وتعارف المهتمين في الموضوع الواحد.
جزى الله تعالى الأخ المشرف العام خيرا على هذا التنبيه وأعاننا جميعا على القيام بالواجبات بالوجه الحسن.
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[02 Sep 2009, 06:31 ص]ـ
عجبت لهمتك وفاعليتك أبا عبدالله، فأنت صاحب السبق والفضل على أهل هذا التخصص بهذا الموقع المبارك.فسر بتوفيق الله ونحن معك بإذن الله.
ـ[محمد العواجي]ــــــــ[03 Sep 2009, 03:26 ص]ـ
أثابك الله يا دكتور عبد الرحمن على هذه الرسائل الودية الجميلة، التي أرجو أن تبعث الهمم، وتوقظ الوسنان وترد الغائب، ونشكر لك حسن ظنك بإخوانك وحرصك على نفعهم ونفع الناس بهم، وهذا يدل على فضلك وطيب نفسك:
وما عبَّر الإنسان عن فضل نفسه بمثل اعتقاد الفضل في كل فاضل
ونحن وإن فترنا أو انشغلنا عن هذا المنتدى المبارك؛ فإننا مطمئنون عليه مادام أن أباه وربَّانه (المشرف العام) حاضر فيه، متابع له، نسأل الله تعالى للجميع الإعانة والتوفيق وسداد القول وصلاح العمل.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[05 Sep 2009, 07:30 م]ـ
محمد عمر الضرير:
ما جديدك وأين وصل بك المطاف في بحثك للدكتوراه؟ 28/ 8/1430هـ
رعاكم الله يا أبا عبدالله وأثابكم على هذه الرسائل الودية الجميلة، التي أرجو أن تبعث الهمم، وتوقظ الوسنان وترد الغائب، ونشكر لك حسن ظنك بإخوانك وحرصك على نفعهم ونفع الناس بهم، وهذا يدل على فضلك وطيب نفسك:
وما عبَّر الإنسان عن فضل نفسه ... بمثل اعتقاد الفضل في كل فاضل
ونحن وإن فترنا أو انشغلنا عن هذا المنتدى المبارك؛ فإننا مطمئنون عليه مادام أن أباه وربَّانه (المشرف العام) حاضر فيه، متابع له، نسأل الله تعالى للجميع الإعانة والتوفيق وسداد القول وصلاح العمل.
وبالنسبة لودود سؤالكم الكريم: فتلميذكم يسعى حاليا لتعديل عنوان البحث السابق الخاص بالاستنباط، لأسباب لا أثقل عليكم بتفاصيلها؛ ويتابع الإجراءت الإدارية الروتينية فيه.
وبالنسبة لسيره: -ولما تعلموه من ضعفنا- فإنا نسير معه بالاستفادة من التوجيه النبوي في ذلك.
أشكرك شيخي الحبيب، مثمنا كريم سؤالك، مستغربا كبير استحضارك، مقدرا عميق حرصك وإخلاصك، ونبل مودتك، وصادق مشاعرك لإخوانك.
سائلا المولى عز وجل أن ينفع بهذا الملتقى سائر مرتاديه، وأن يوفق الجميع لكل فضيلة وخير، ومزيد تقى وعلم، وصلى الله وسلم على نبينا الكريم وصحبه وآله أجمعين، ومن تبعهم وسار على نهجهم إلى يوم الدين.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[05 Sep 2009, 10:53 م]ـ
يا أبا عبد الله!
ماذا تقول لمن أتاك ممتطيا جواد شوقه، يقلب بصره ذات اليمين وذات الشمال ... حتى إذا لم يجد اسمه رجع في حافرته منشدا:
مولاي قد طال التباعد بيننا ** أوما سئمتَ قطيعتي وملالي!
إن لم ترق لحالتي يا هاجري ** مولاي قل لي من يرق لحالي!
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[06 Sep 2009, 09:42 م]ـ
بارك الله فيكم وسددكم يا أبا عبدالله، ولا يفي السطر بما الصدر.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[17 Sep 2009, 12:46 ص]ـ
ابا عبدالله
وإن كنت من غير أهل الفن، ولذا قلت مشاركاتي
إلا أني توقعت أن تجامل أخاك (ابتسامة)
ثم إن تاريخ تسجيلي يشفع لي ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 Sep 2009, 09:21 ص]ـ
وهناك شفاعة أخرى لك يا مولانا = أنك من طلاب تلك الدكتوراة الل .....
: (
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[17 Sep 2009, 10:23 ص]ـ
ما جديدك أيها المبدع في خدمة القرآن؟
: (
مولانا الحبيب الدكتور عبد الرحمن الشهري بارك الله فيكم وسدد خطاكم
جميل أن تذكرني رغم مشاغلكم ...
جديدي كان سرا ..... لكن .... على أمرك أقول:
برنامج خاص حصري لأعضاء الملتقى لتحسين الخطوط اليدوية عبر استخدام الحاسوب وفيه تقليد نماذج خطية وإعطاء درجة للمتعلم وبيان للفروق التي وقع فيها أثناء الرسم بالقلم.
وتقبل وافر احترامي وتقديري
محبكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السيد محمد على]ــــــــ[06 Oct 2009, 10:24 ص]ـ
أما أنا فلا أملك وسط هذا البحر الزاخر بالعلماء المصلحين وطلبة العلم المجدين إلا أن أقول أنى أحبكم فى الله لعلنى لا أشقي بمجالستكم فأنتم القوم لا يشقي بهم جليسهم.
وفقكم الله تعالى علماء وطلاب علم ومجالسين لما فيه عز الاسلام والمسلمين.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[18 Oct 2009, 02:36 ص]ـ
فهد الوهبي:
نترقب انتهائك من بحث الدكتوراه، ونتوقع إقبالاً رائعاً على الملتقى بالفوائد والمشاركات.
أشكرك يا دكتور عبد الرحمن على هذه اللفتة الكريمة، وهذه الرسائل المليئة بالتشجيع والمودة، وأبشرك بانتهائي من بحث الدكتوراه، والحمد لله، ومع كوني لم أنقطع عن الملتقى مستفيداً خلال الفترة الماضية، فأبشر بما أستطيع ..
ورسالتي لك: أنك ثروة علمية، وملكة متميزة، وشخصية قيادية، ففجر ما عندك من أفكار، واستفد من طاقاتك، وأبدأ برؤوس المشاريع وستجد من يتلقفها عنك ويحيلها واقعاً ملموساً، ولا تلتفت إلى المعوقات، ونتوقع لك بإذن الله تعالى غداً مشرقاً، وهنيئاً لأهل التخصص بك وبما تقوم به ... وفقك الله لكل خير وسددك ..
الأحد 29/ 10/1430هـ
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[18 Oct 2009, 02:32 م]ـ
أبو إسحاق الحضرمي:
نبارك لك زواجك بارك الله لكما فيه ورزقكما الذرية الطيبة، ونرجو أن يكون زواجك وقوداً لمزيد من الإبداع العلمي والمشاركات المتميزة.
جزاك الله شيخنا على هذه اللفتة، وإن شاء الله أكون عند حسن ظنك، وإنما منعني هذه المدة من المشاركة انقطاع الانترنت من البيت فترة لا بأس بها، والآن أرجعته، فإن شاء الله نشارك معكم بما يفتح المولى - جلَّ جلاله -.
وأسأل الله أن يحفظكم ويبارك فيكم
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[18 Nov 2009, 02:09 م]ـ
د. سعيد جمعة:
أين جديدك من بحوث البلاغة التي ننتفع بها زمناً طويلاً ونتأملها كثيراً؟ في انتظار الجديد.
28/ 8/1430هـ[/ font]
لعلَّ هذا الأخ الكريم د/ سعيد جمعة هو أقل المذكورين عدد مشاركات، ومع هذا لم يخف على أهل الفضل من إدارة الملتقى فضلُه ... الحمد لله.
الدكتور سعيد جمعة من خيرة شيوخي،
ليس في الجامعات أو المحاضرات، بل في بلدتنا (مليج) فهو من صفوة أبنائها، وقد استمعت إليه في أفضل البقاع - المساجد - وفي أفضل الأوقات: [خطب الجمعة، والعيد، ودروس التراويح، ... ] والحمد لله.
وعرضت عليه أشعارًا لي، وسألته عن حديث: ((لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يريه ..... )) ونبهني إلى أن الكراهة عند الإكثار وامتلاء الجوف.
وحضرت مع نخبة من أبناء البلدة مناقشة رسالته للدكتوراه.
وهو أكبر مني سنا بحوالي 7 سنوات، وأكثر معرفة وفضلا.
راسلني أحد الإخوة على الخاص وسألني عن الشيخ/ أحمد أبو الحسن المليجي وشيوخه، فاعتذرت عن قلة معلوماتي لأني بعيد عن البلدة، وأحلته وأُحيل غيره إلى الدكتور / سعيد جمعة؛ فهو الأولى بذلك.
جزاكم الله خيرًا
[/ size]
ـ[عادل التركي]ــــــــ[23 Nov 2009, 12:33 ص]ـ
سلمك الله يا مشرفنا الفاضل
واحبك الله كما احببتنا
إني لأغبطك على كثرة أحبابك وكلهم من صفوة المجتمع وخيرة الخلق
وإني لأسعد لو كنت اعرفهم كلهم
فكيف وهم يعرفونك بل ويحبونك
أسأل الله أن يجمعني بك وبهم في الفردوس الأعلى اخوة متحابين
ولا اكتمك سراً إن قلت لك أن ملتقى أهل التفسير هو الصفحة الرئيسية لي
وكثرة متابعتي لمقالاتك وكتاباتك في الموقع
وأيضاً برامجك في التلفاز -نفع الله بها-
تجعلني احس بقربك واشعر بعدم مفارقتنا عن بعض
وإن كنت مقصر في الكتابة إلا أني متابع نشط
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[06 Mar 2010, 01:51 م]ـ
لعلَّ هذا الأخ الكريم د/ سعيد جمعة هو أقل المذكورين عدد مشاركات، ومع هذا لم يخف على أهل الفضل من إدارة الملتقى فضلُه ... الحمد لله.
الدكتور سعيد جمعة من خيرة شيوخي،
ليس في الجامعات أو المحاضرات، بل في بلدتنا (مليج) فهو من صفوة أبنائها، وقد استمعت إليه في أفضل البقاع - المساجد - وفي أفضل الأوقات: [خطب الجمعة، والعيد، ودروس التراويح، ... ] والحمد لله.
وعرضت عليه أشعارًا لي، وسألته عن حديث: ((لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يريه ..... )) ونبهني إلى أن الكراهة عند الإكثار وامتلاء الجوف.
وحضرت مع نخبة من أبناء البلدة مناقشة رسالته للدكتوراه.
وهو أكبر مني سنا بحوالي 7 سنوات، وأكثر معرفة وفضلا.
راسلني أحد الإخوة على الخاص وسألني عن الشيخ/ أحمد أبو الحسن المليجي وشيوخه، فاعتذرت عن قلة معلوماتي لأني بعيد عن البلدة، وأحلته وأُحيل غيره إلى الدكتور / سعيد جمعة؛ فهو الأولى بذلك.
جزاكم الله خيرًا
وهذا موضوع للدكتور سعيد أحمد جمعة تم نشره على موقع الألوكة:
الفكر البلاغي والنقدي في كتاب عيار الشعر ( http://www.alukah.net/articles/1/10604.aspx)
ـ[خلوصي]ــــــــ[30 Mar 2010, 10:05 ص]ـ
أغبط الدكتور عبدالرحمن على ذاكرته لتذكر هذا العدد من الأعضاء
وأماكنهم
وكناهم
وخصائصهم
ومايحتاجه من كل واحد منهم
.
أثابك الله يا دكتور عبد الرحمن على هذه الرسائل الودية الجميلة،
التي أرجو أن تبعث الهمم،
وتوقظ الوسنان
وترد الغائب،
ونشكر لك حسن ظنك بإخوانك وحرصك على نفعهم ونفع الناس بهم، وهذا يدل على فضلك وطيب نفسك:
وما عبَّر الإنسان عن فضل نفسه بمثل اعتقاد الفضل في كل فاضل
اللهم بارك بارك ...
و لا تجعل اسمي بين الغائبين المتفقَّدين .. و لا حتى كما تفقد سليمان عليه السلام الهدهد! بسمة.(/)
لِمَ لم يَرِدْ هذا الكتاب في كتاب (النحو وكتب التفسير)
ـ[البسام]ــــــــ[19 Aug 2009, 04:50 م]ـ
مما لاتفوت ملاحظته في كتاب الدكتور رفيدة (النحو وكتب التفسير) إغفاله ذكر معاني القرآن للأخفش، وهو - كما لا يخفى على كريم علمكم - من أوالي كتب المعاني، واعظمها تأثيرا في كتب اللاحقين.
فما السبب في ظنكم؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Aug 2009, 06:07 م]ـ
هو لم يغفله تماماً، وإنما لم يخصه بدراسة في أحد الفصول. وإلا فقد ذكره ضمن كتب (معاني القرآن). ونقل كلاماً في كونه مأخوذاً من كتاب أبي عبيدة في (معاني القرآن)، ولعله أغفله اكتفاءً بدراسة كتاب (معاني القرآن وإعرابه للزجاج) كنموذج لكتب البصريين في معاني القرآن، وقبله كتاب أبي عبيدة (مجاز القرآن) وهذه كتب للبصريين. ودرس الفراء كنموذج للكوفيين. والله أعلم.
ـ[البسام]ــــــــ[19 Aug 2009, 06:19 م]ـ
أحسنتم.
أقصد إغفاله لذكره في دراسة خاصة.
ـ[البسام]ــــــــ[04 Nov 2010, 06:57 م]ـ
بارك الله تعالى في الجميع.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[04 Nov 2010, 10:53 م]ـ
إضافة إلى ما سبق
طبع " معاني القرآن " لأبي الحسن الأخفش (ت 215 هـ)، طبعته الأولى سنة 1400= 1979م بتحقيق الدكتور فائز فارس، على نسخة إيرانية فريدة.
أي ظهر معاني القرآن للأخفش بعد انتهاء الشيخ الدكتور إبراهيم ارفيده من بحثه " النحو وكتب التفسير " [رسالته للدكتوراه]، وذلك كان سنة 1396= 1976م.
ولم يذكره في قائمة مصادره المخطوطة (مج 2 ص 1477 وما بعدها).
فالظاهر أنه لم يطلع عليه.(/)
المصحف العثماني بالمسجد الحسيني بالقاهرة طبع في تركيا أيضاً
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Aug 2009, 04:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سبق في عيد الفطر من عام 1428هـ الحصول على نسخة إلكترونية من المصحف العثماني المنسوب إلى سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، والمحفوظ بالمسجد الحسيني بالقاهرة بواسطة حبيبنا الأستاذ أيمن شعبان وفقه الله، وقد تم رفعه على الملتقى حينها على هذا الرابط
هدية عيد الفطر 1428هـ من ملتقى أهل التفسير ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=9751)
وقد سجل الزميل العزيز الأستاذ إياد السامرائي وفقه الله رسالته للدكتوراه في دراسة هذا المصحف من جميع جوانبه من حيث الرسم وغيره. وقد أخبرني مؤخراً الأستاذ إياد السامرائي أن هذا المصحف طُبعَ في تركيا، وقام على خدمته الدكتور طيار آلتي قولاج وفقه الله كما خدم المصحف التركي من قبل.
وقد بعث لي ببعض الصور من هذا المصحف الذي خرج في مجلدين كبيرين.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64a8d490682613.jpg
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64a8d49064f9ad.jpg
أشكر أخي الكريم إياد على هذا الخبر، وأرجو أن تتاح لنا فرصة الحصول على نسخة من هذا المصحف بإذن الله.
29/ 8/1430هـ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Aug 2009, 04:36 م]ـ
وقد سبق الحديث عن المصحف العثماني المحفوظ في طوب قابي سراي بتركيا في الملتقى.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64a8d509e1cf98.jpg
مصحف عثمان بن عفان (رضي الله عنه) المحفوظ بطوب قابي سراي بتحقيق: طيار آلتي قولاج ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=78473)
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[20 Aug 2009, 06:23 م]ـ
بارك الله في الشيخ الدكتور عبد الرحمن الشهري، ونسأل الله ان ييسر لنا اتمام العمل على ما يحب الله ويرضاه وان يجعله خالصا لوجهه الكريم وسببا للفوز بجنات النعيم
ـ[د. إسلام المازني]ــــــــ[21 Aug 2009, 09:03 م]ـ
الأخ والدكتور الحبيب
وفقكم الله تعالى شأنه وعز جاهه وبارك عليكم وقربكم
يطيب لي رؤية هذه الأحرف المباركة التي يرتجف لعبقها الجلد ويقشعر البدن لهيبتها وذكراها
جزاكم الله خيرا وأعاد رمضان عليكم بالتقى والعفاف والغنى، وأعانكم فيه على الهدى وتدبر الفرقان
في شهر رمضان وفي ليلة ** منه تسمى ليلة القدر
شريفة ليس يرى مثلها ** حاوية للفضل والفخر
يغنيك عن بيانها أنها ** قد شرفت من عالم الذر
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[18 Sep 2009, 01:20 ص]ـ
الحمد الله قبل ايام حصلت على نسخة من هذا المصحف الشريف وتقع في مجلدين وأنا الآن أراجعها مع عملي وقد أكملت المجلد الأول وأفدت منها كثيرا لأن فيها مقابلات مع أربعة مصاحف مخطوطة ثبتت في الهامش (مصحف طشقند، ومصحف طوب قابي سراي، ومصحف صنعاء، ومصحف الآثار التركية) نسأل الله عز وجل التوفيق والسداد خدمة لكتابه
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[18 Sep 2009, 01:25 ص]ـ
أفهم مما سبق أن القاهرة كانت تحوي نسختين من هذا المصحف:
الأولى: أُهديت إلى السلطان العثماني وحفظت في قصر طوب قابي، وهي التي طبعت مؤخرا على نفقة حاكم الشارقة.
الثانية: هي هذه النسخة المحفوظة في المشهد الحسيني.
وكلا النسختين -القاهريتين- قام بتحقيقهما الأخ طيار آلتي قولاج.
فهل ما فهمته صحيح؟
وهل هناك سبب جعل مصر تملك نسختين من هذا المصحف دون باقي الأمصار؟
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[18 Sep 2009, 02:20 ص]ـ
نعم ما فهمته صحيح ونسخة المصحف الحسيني طبعت على نفقة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان
ـ[أبوحمزه المدني]ــــــــ[19 Sep 2009, 06:04 م]ـ
جزاكم الله خير(/)
دعوة لقراءة كتاب (البرهان في نظام القرآن في الفاتحة والبقرة وآل عمران) لمحمدعناية الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Aug 2009, 09:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر هذا الكتاب عام 1426هـ،ولستُ أدري هل سبق لي أو لغيري التنويه بهذا الكتاب في الملتقى أم لا، وقد بحثت بحثاً سريعاً فلم أعثر له على أثر في الملتقى، وأصله رسالة دكتوراه للباحث الدكتور محمد عناية الله سبحاني. وقد قدم له الأستاذ الدكتور محمد أديب الصالح حفظه الله، والأستاذ الشيخ أبو الحسن الندوي رحمه الله، وأستاذنا الدكتور مصطفى مسلم حفظه الله، وأثنوا على الكتاب.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64a8d32f95e77e.jpg
وقد قرأتُ هذا الكتاب وراجعته مرات، وانتفعتُ بما فيه كثيراً. وللمؤلف فيه اجتهادات لم يسبق إليها في بيان كثير من الآيات في السور الثلاث التي تناولها، معتمداً في ترجيحه لما يذهب إليه على نظم الآيات القرآنية. وقد يوافق فيما ذهب إليه وقد يخالف، إلا أنه يشكر على جهده العلمي الذي بذله في هذه الرسالة العلمية التي تقدم بها للدكتوراه لدى قسم القرآن وعلومه بجامعة الإمام، وله قبلها رسالة ماجستير بعنوان (إمعان النظر في نظام الآي والسور)، وقد خصصها للتقعيد وجعل الدكتوراه للتطبيق وكلاهما مطبوعتان في دار عمار بالأردن.
وقد أحببتُ التنويهَ بهذا الكتاب اليوم 29/ 8/1430هـ قبيلَ رمضان - نسأل الله أن يبارك لنا ولكم فيه، وأن يجعله شهر خير وبركة ونصر للأمة الإسلامية - رغبةً في لفت نظر الإخوة الراغبين في مدارسةٍ عميقةٍ للقرآن الكريم في السور الثلاث التي تعرضت لها الرسالة (الفاتحة والبقرة وآل عمران)؛ فإنَّه مناسبٌ جداً للمدارسة العلميَّة بين طلبة العلم في مثل هذه المواسم القرآنية المباركة. ففيه لفتات تحتاج إلى تدبرٍ وتأملٍ ومراجعةٍ قد تؤدي إلى اقتناع بما توصل إليه أو اختلاف معه في رأيه، لكنها تضيف للمتدبر كثيراً في باب الفهم للقرآن الكريم.
ليلة الجمعة 30/ 8/1430هـ
ـ[السراج]ــــــــ[20 Aug 2009, 10:30 م]ـ
الرسالة نفيسة جداً، واستفدت منها كثيراً، وهي دراسة قيمة و جميلة خاصة في باب تدبر وفهم القرآن الكريم .. وليت الأخوة الباحثين في هذا المضمار يسيروا على نفس نهجه العلمي المتين ...
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ..
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[20 Aug 2009, 11:05 م]ـ
للفائدة هو على هذا الرابط:
http://www.archive.org/details/borhan_827
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Aug 2009, 12:59 م]ـ
بارك الله فيكم يا أبا الفداء على وضع رابط تحميل الكتاب.
وهذه هي الطبعة الأولى للكتاب عام 1414هـ بدار المجتمع، والطبعة التي عندي هي في دار عمار عام 1426هـ، وفيها مقدمة أخرى لأبي الحسن الندوي.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Jul 2010, 10:57 ص]ـ
ويُمكنُ الاطلاع على بعض الآراء الجريئة للمؤلف وهي في الكتاب ضمن هذه الحلقات المنتقاة التي ينشرها الباحث هنا ...
سلسلة مشكل القرآن للدكتور محمد عناية الله أسد سبحاني ( http://nizamulquran.org/silsila.html)
ـ[هاني درغام]ــــــــ[12 Jul 2010, 11:18 م]ـ
بارك الله لكم دكتورنا الفاضل
لقد يسر الله عزوجل لي شراء نسخة من هذا الكتاب قبل عامين وهو كتاب رائع جدا أشار إلي لطائف دقيقة وفريدة في الربط بين
الآيات ... علي أن المؤلف خالف جمهور المفسرين في تفسير بعض الآيات كما ذكرت سيادتكم وذكره أيضا الدكتور مصطفي مسلم في تقديمه للكتاب ... فجزي الله المؤلف خير الجزاء
ـ[ابو عمر الهلالي]ــــــــ[28 Oct 2010, 07:05 م]ـ
سبحان الله اشتريت الكتاب اليوم واعجبت به كثيرا: ثم بحثت لعلي أجد من تكلم عنه فلم أجد الا شيخنا: بوركت.(/)
من يوضح لي هذا النص في كتاب (التفسير اللغوي)؟
ـ[البسام]ــــــــ[21 Aug 2009, 08:11 م]ـ
جاء في كتاب فضيلة الشيخ الدكتور مساعد الطيار (التفسير اللغوي) - (ص: 264) ما نصه: " أما الإعراب، فهو أكثر وأشهر في كتاب الأخفش، ثم الفراء ... "
وقد ورد إلى ذهني سؤال، وهو كيف يكون كتاب الفراء في المنزلة الثانية بعد كتاب الأخفش من حيث الإعراب، على الرغم من الأمور الآتية:
أن عدد الآيات والقراءات التي تضمنها معاني الفراء أكثر.
أن المنهج الذي اتخذه في التعامل معها يغلب عليه الجانب النحوي وإذا أردنا الدقة قلنا: الإعرابي.
أن ظاهرة التعدد الإعرابي للكلمة المعربة عنده أبدى وأظهر.
وهذا كله يجعله يفوق معاني الأخفش إعرابًا.
أرجو الإفادة منكم.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[25 Aug 2009, 12:07 م]ـ
قول أخي الأستاذ الدكتور مساعد الطيار:
(أما الإعراب، فهو أكثر وأشهر في كتاب الأخفش، ثم الفراء)
ومجيئه بلفظ (ثم) يثير تساؤلا قبل سؤال أخي البسام:
هل أراد الدكتور بهذا اللفظ ترتيبا زمنيا لوفاة الرجلين؟
لا أحسب ذلك؛ لأن وفاة الفراء سنة 207 أو 209،
ووفاة الأخفش الأوسط صاحب (معاني القرآن) سنة 215
أو أراد ترتيبا زمنيا للتأليف؟
لا أحسب ذلك أيضا؛ لأن أبا العباس أحمد بن يحيى (ثعلب) قال عن كتاب الفراء:
(لم يعمل أحد قبله ... )
فلو كان ثعلب لا يعلم عن كتاب الأخفش شيئا وتأكد ذلك لنا لسقط الاستدلال به.
أو أراد ترتيب المكانة للكتابين؟
فهنا يبرز سؤال أخي البسام ويحتاج إلى جوابٍ من المؤلف نفسه.
وبالله التوفيق.
ـ[البسام]ــــــــ[25 Aug 2009, 05:29 م]ـ
تحليل عميق.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[27 Aug 2009, 02:15 ص]ـ
أشكر أخي البسام على هذا السؤال، والحكم عندي بالنظر إلى النسبة بين إيراد المعاني والإعراب، فالمعاني في كتاب الأخفش أقل منها في كتاب الفراء، ولذا قلت ما قلت،
ولو نظرت إلى السياقات بعده، فلعله يبين لك إن شاء الله.
وأعتذر عن التأخير، وأشكر الأستاذ القدير منصور مهران، فقد اشتقت إلى مشاركاته القيمة.
ـ[البسام]ــــــــ[27 Aug 2009, 01:47 م]ـ
شكرا لك يا فضيلة الشيخ.(/)
السبع المثاني هن 14.سورة في القرآن تختص بحوادث للأمة والعالم
ـ[محمد العسكري]ــــــــ[21 Aug 2009, 08:22 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وسلم.وبعد إن كثير من المعاني في القرآن العظيم لم تزل طلسما ينتظر حلا. والله يهدي من يشاء لعلمه وهو على كل شيء قدير.
وقد توصلت بعون الله إلى فك بعض الطلاسم ,أعرضها للنقاش مع المتخصصين في اللغة خاصة لأن القرآن قمة البلاغة في اللغة العربية.
قال الله العلي العظيم. وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ.87.الحجر. صدق الله العلي العظيم.
يتبين مما ورد في الآية أن السبع المثاني شيء مستقل بذاته ,غير أننا لا ندرك له حصر ولا يكفي هذا للدلالة على التحديد حتى نعرف معنى كلمة القرآن. التي أشار الله لها بأنها الفرقان.فنبحث في معنى الكلمة.
قال الله العلي العظيم.
نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ.03. مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ.04.آل عمران
وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ.53.البقرة.
من هنا نستنتج أمرا وهو أن الله جعل للقرآن والتوراة نفس التسمية ولم ترد هذه التسمية بخصوص الإنجيل.
فننظر فيما تختلف الكتب السماوية.نعلم أن التوراة فيها حكم الله.لقول الله العلي العظيم.
وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ.43.المائدة.
كما نعلم أن القرآن هو حكم الله. لقول العلي العظيم.
وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ.37.الرعد. كما نعلم أن الإنجيل لم يتضمن حكما مستقلا عن التوراة.
فيتبين لنا أن معنى القرآن هو الحكم.أي أنه شريعة والشريعة فصول تفصل بين الناس جميعا وبين الناس والطبيعة وذلك بالمحافظة على البيئة بما حملت.
وقد وردت كلمة الفرقان لبيان هذا المعنى.نقول فرق فرقا وفرقانا أي حال بين الشيء وفصل بينه.وقد ورد هذا المعنى في قول الله العلي العظيم. فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ.63.الشعراء.
وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ.50.البقرة.
كما وردت في آية أخرى وهي.
وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.41.الأنفال.
هنا ذكر أيضا الجمعان وكيف فصل الله بينهما بتقدير قدره فكان رغما عن الجميع.لقوله في الآية التي تليها مباشرة. إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدتَّمْ لاَخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِن لِّيَقْضِيَ اللّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ.42.الأنفال.
وخلاصة القول أن السبع المثاني كلام الله جمع مع القرآن فأسماه الله الكتاب. لقول الله العلي العظيم. ُهوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ.07.آل عمران.صدق الله العلي العظيم. فالمتشابهات هنا هي السبع المثاني قال العلي العظيم. وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ.87.الحجر. صدق الله العلي العظيم. هنا بين الله العدد فقال- سبعا – فظهر العدد. وقال مثاني والتي تعني التشابه بين اثنين أو اثنتين آيتين أو سورتين. سورتين. ولو نظرنا في القرآن الكريم لرأينا العدد أكثر من ذلك في الآيات بينما في السور ممكن.فتكون الخلاصة.إن السبع المثاني هن أربعة عشرة سورة في القرآن لم يرد فيها حكم شرعي إلا أن يكون سردا لما كتب الله على الذين خلوا من قبلنا تتشابه اثنتين اثنتين والله أعلم وأدرى.
كما كان لله حكمة في عدم إظهار تلك السور وبيانها للناس ربما يسعى لفصلها عن الكتاب لدراستها مثلا. وهي التي تستحق التأويل لما فيها مما يحدث للأمة والعالم إلى يوم الدين. وهي بمثابة الزبور عند اليهود بل هي أشد دقة وأشد تصريحا.
ومن هنا أدعوا كل الباحثين والعلماء لإفساح المجال للشباب خاصة والباحثين بصفة عامة لتدارس ديننا الحنيف وعدم إقصاء الأفكار مع إقرار الحق من الباطل بالحكمة والموعظة الحسنة كما جاء في شريعتنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Aug 2009, 02:51 م]ـ
الأخ الكريم محمد العسكري وفقه الله.
أولاً مرحباً بكم في ملتقى أهل التفسير، ونرجو أن ينفع الله بكم وبعلمكم وأن تنتفعوا بما في هذا الملتقى من العلم.
أما المقصود بالسبع المثاني في قوله تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ.87.الحجر) فقد أجاب عن ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام البخاري فقال عليه الصلاة والسلام في حديث أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه: (الحمد لله رب العالمين، هي السبع المثاني وهي القرآن العظيم الذي أوتيته).
ولعلك تتكرم بمراجعة مقالة للدكتور أبي مجاهد العبيدي بعنوان:
وقفات مهمة مع قوله تعالى: (ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1106)
ـ[محمد العسكري]ــــــــ[23 Aug 2009, 03:21 م]ـ
الأخ الكريم محمد العسكري وفقه الله.
أولاً مرحباً بكم في ملتقى أهل التفسير، ونرجو أن ينفع الله بكم وبعلمكم وأن تنتفعوا بما في هذا الملتقى من العلم.
أما المقصود بالسبع المثاني في قوله تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ.87.الحجر) فقد أجاب عن ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام البخاري فقال عليه الصلاة والسلام في حديث أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه: (الحمد لله رب العالمين، هي السبع المثاني وهي القرآن العظيم الذي أوتيته).
ولعلك تتكرم بمراجعة مقالة للدكتور أبي مجاهد العبيدي بعنوان:
وقفات مهمة مع قوله تعالى: (ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1106)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخي إن العقل أداة فاعلة في التمييز بين الحق والباطل بقرائن تتعدد فصولها أحيانا وتنحصر أحيانا. .وفي هذا الموضوع يعتمد المعنى على اللغة أولا في بيان السبع المثاني. المثاني يعني مثنى يعني اثنتين أليس كذلك؟ كما نقول في حكم الزواج مثنى وثلاث ورباع.
والمثنى تعني إثنتين والفاتحة لا تثنى بل جمعها مفرد. هذا أولا. كما لا تتشابه آياتها في أي شيء. والله قال متشابها مثاني.فما الذي نحققه من الحديث الذي أوردته.ما دام يناقض القرآن أولا ثم النص ثانيا؟ أرجو منك أخي الكريم أن تدقق في الأمر دون فكرة مسبقة فستكتشف الحقيقة كاملة. ويشجعك على ذلك أن من الحديث من هو منسوب للرسول عليه وآله الصلاة والسلام كذبا.
لك السلام والتحية ورمضان مبارك.
ـ[رأفت المصري]ــــــــ[23 Aug 2009, 04:56 م]ـ
أخي محمد العسكري حفظك الله ..
أودّ أن أعلق بنقاطٍ على ما تفضّلت به في كلامك السابق، فأقول - وبالله التوفيق -:
- كنتَ قد ذكرت في بداية كلامك أن "طلاسم" ما تزال في القرآن الكريم بدون حلّ، وأنك هُدِيت إلى حلّ شيء منها ...
وهذا الكلام عليه مأخذان:
الأول:
قال في تاج العروس: "الطلسم: اسم للسر المكتوم .. والجمع طلاسم".اهـ.
وجاء في المعجم الوسيط: "الطلسم: - في علم السحر - خطوط و أعداد يزعم كاتبها أنه يربط بها روحانيات الكواكب العلوية بالطبائع السفلية لجلب محبوب أو دفع أذى، وهو لفظ يوناني لكل ما هو غامض مبهم كالألغاز و الأحاجي".اهـ.
وعلى ذلك؛ فاستعمالك للفظ: "طلاسم"، وادعاء وجودها في القرآن خطأ، بل مدفوع من جهتين:
أ- أنه يحمل في طياته اللغوية معاني تخصّ السحر، وهذا معلوم البطلان وجوده في القرآن عند المسلمين.
ب- أنه إن لم يُقصد به السحر، فإنه يُقصد بـ "الطلاسم": المعاني غير المفهومة.
وهذا كذلك فيه تفصيل، وعليه تعقّب، ذلك أن الله لم يُخاطب عباده بما لا يفهمون، ولم يخاطبهم بـ"طلاسم" لم يستطيعوا في خير القرون فهمها، ولا تزال محاولات فهمها حتى الساعة؟؟
والله تعالى قد أنزل القرآن بلسان العرب {قرآنا عربيا غير ذي عوج}.
وقال تعالى: {ولو جعلناه قرآنا أعجمياً لقالوا: لولا فصلت آياته أاْعجمي وعربيّ ... }
ولو وجد العرب فيه شيئا من ذلك لسارعوا إلى اتهامه بـ "الطلاسم السحرية"، ولوجدوا على ذلك دليلاً - لو كان الأمر كما تزعم - ..
ولكنهم لم يفعلوا، بل وجدوا فيه حلاوة الخطاب، وطلاوة المعاني، وما يتفق مع العقل، وتحبه النفس ..
الثاني - من المأخذين المشار إليهما في صدر الكلام -:
أنك هُديت إلى حل شيء من هذه الطلاسم - على حدّ تعبيرك -، وهذا -أيضا - عليه تعليقان:
أ - أنك قد حللت ما غرق المتقدّمون والمتأخرون في حله، فضلّوا عنه ضلالاً بعيدا - كما هو لازم كلامك - ثم جئت بعد إطباقهم على قول، لتعلن خطأهم، ولتأتي بقول جديد لم تُسبق إليه؟؟
فهل يتناسب ذلك مع المنهجية العلمية بشيء؟؟
ب- أن الكلام في كتاب الله تعالى بالرأي المجرد، بعيدا عن أدوات الاجتهاد، من إتقان لغة العرب، والعلم بالحديث، والنظر في الأصول، ومعرفة مسائل الإجماع، وسائر أبواب علوم القرآن، كالناسخ والمنسوخ، وأسباب النزول، والعام والخاص، والمطلق والمقيد، والمحكم والمتشابه ... أقول: الكلام في تفسير كتاب الله بدون أدوات الاجتهاد - المذكور طرف منها - محظور ممنوع، توعد الشرع عليه وحذر منه.
والسؤال: أين أنت من أدوات الاجتهاد حتى تخرج بمثل هذا القول؟؟
ولا أنسى أن أنبّه على أن الحديث المفسّر للآية - كما أورده فضيلة الدكتور عبد الرحمن - هو مما أخرجه البخاري في صحيحه، ولا سبيل إلى ردّه بمثل هذا الكلام، بل تفسير الآية به واجب لا محص عنه، فإن من نُزّل عليه القرآن أدرى بعانيه، والله أعلم.
على أنني أختم الكلام بأنه لا ينبغي أن يُفهم حظر التفكر والتدبر، بل إن ذلك واجب، كما قال الله تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن}، إلا أن ذلك مضبوط بالأصول العلمية التي قررها العلماء.
والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[23 Aug 2009, 05:13 م]ـ
كلام الأستاذ رأفت لطيف وجميل جدا، وليت الأخ محمد العسكري التونسي يتأمله حق التأمل.
وإذا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم تفسير السبع المثاني بالفاتحة الشريفة، واحتف بذلك التفسير قرائن مقوية له كسبب نزولها عند من اطلع عليه، فالواجب على المتدبر العاقل أن لا يعدل عن تفسير رسول الله صلى الله عليه وسلم لا سيما وأنه ورد من طريق صحيح صريح، حتى وإن وردت بعض التفاسير المرجوحة عن بعض السلف الصالح لأنها لا تصمد عند التأمل والنظر، شأنها شأن الكلام الصادر عن غير المعصوم صلى الله عليه وسلم، ثم يحسن بالمتأمل والمتدبر أن يبحث عن وجه تسمية الفاتحة بالسبع المثاني، ولا شك أن السبع والمثاني ألفاظ مجملة تحتمل عدة معاني بحثها أئمة التفسير، والذي أراه قويا بعد البحث والتأمل في تفاسير الأئمة المعتبرين أن السبع إشارة إلى ما عليه جمهور المسلمين من أن عدد آي الفاتحة سبع آيات باتفاق بينهم وإن اختلفوا في عد البسملة آية، وأما المثاني فهي محتملة لغة بحسب اشتقاها للتكرار والإعادة، وللثناء والحمد، والذي أرجحه بحسب تتبع أقوال الأئمة أن المراد هو الثناء والحمد والمدح، فقد قال الزجاج إمام العربية: سميت الفاتحة مثاني لاشتمالها على الثناء على الله تعالى. اهـ. ولا شك أنه نظر إلى كون المثاني مشتقة من الثناء كما قال أبو السعود: المثاني من الثناء لاشتمالها على ما هو ثناء على الله واحدتها مثناة. اهـ
وقد بين المفسر برهان الدين البقاعي أن وجه اشتمالها على الثناء هو ما في آيها من بيان استحقاق الله تعالى لجميع المحامد وصفات الكمال، واختصاصه بملك الدنيا والآخرة، وباستحقاق العبادة والاستعانة بالسؤال في المنّ بإلزام صراط الفائزين والإنقاذ من طريق الهالكين، وفي جميع ذلك إثبات لإحاطة علمه تعالى ونفوذ إرادته وقدرته وقيومته، ففي كل آية منها ثناء على الله تعالى بجوامع الكلم المتضمنة لمحامد لا تحصى ولا تعد. والله أعلم.
ـ[الجكني]ــــــــ[23 Aug 2009, 05:42 م]ـ
فما الذي نحققه من الحديث الذي أوردته.ما دام يناقض القرآن أولا ثم النص ثانيا؟ أرجو منك أخي الكريم أن تدقق في الأمر دون فكرة مسبقة فستكتشف الحقيقة كاملة. ويشجعك على ذلك أن من الحديث من هو منسوب للرسول عليه وآله الصلاة والسلام كذبا.
ما هذا السخف في القول يا " العسكري "؟؟؟؟؟
الرجل يقول لك " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيح " وتجيبه بمثل هذا الهراء الذي تشم منه رائحة " الرفض " و " الزيغ "؟؟؟
أترد على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسخافات ولوثة فكرية وتحتها " الطعن " المبطّن بأمين وأمير و " إمام " الأمة في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟
الذي نعرفه أن أي " عسكري " في الدنيا إذا جاءه الأمر من قائده أن يلزم ويسكت، وما أراك فعلت هذا مع القائد المبجل رسول الله صلوات الله وسلامه عليه.
ـ[أبو إياد]ــــــــ[23 Aug 2009, 07:02 م]ـ
هذا نتاج من يقول في القرآن برأيه.
أما إن استنكرت معنى (مثاني) فإن أكثر المفسرين على أن معنى (مثاني) أنها تُثنَّى -أي: تكرر- وتتلى مراراً وتكراراً، فهي تقرأ في الصلاة، بل في كل ركعة، نفلاً كانت أو فرضاً، وتقرأ في مواطن كثيرة ليس هذا موضع اسقصائها.
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[24 Aug 2009, 01:15 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخي إن العقل أداة فاعلة في التمييز بين الحق والباطل بقرائن تتعدد فصولها أحيانا وتنحصر أحيانا. .وفي هذا الموضوع يعتمد المعنى على اللغة أولا في بيان السبع المثاني. المثاني يعني مثنى يعني اثنتين أليس كذلك؟ كما نقول في حكم الزواج مثنى وثلاث ورباع.
والمثنى تعني إثنتين والفاتحة لا تثنى بل جمعها مفرد. هذا أولا. كما لا تتشابه آياتها في أي شيء. والله قال متشابها مثاني.فما الذي نحققه من الحديث الذي أوردته.ما دام يناقض القرآن أولا ثم النص ثانيا؟ أرجو منك أخي الكريم أن تدقق في الأمر دون فكرة مسبقة فستكتشف الحقيقة كاملة. ويشجعك على ذلك أن من الحديث من هو منسوب للرسول عليه وآله الصلاة والسلام كذبا.
لك السلام والتحية ورمضان مبارك.
الأخ الكريم / محمد
أولا: العقل قبل أن يكون أداة يميز فيها بين الحق والباطل هو إناء, وبما يحويه هذا الإناء من علم ومعرفة يكون تمييزه فليس كل عقل يستطيع أن يميز
ولذلك لم يجعل الله تبارك وتعالى التشريع للبشر بل كان هو المشرع سبحانه واختار جل وعلا رسوله صلى الله عليه وسلم.
وإذا خُير العبد بين أمر قرره النبي صلى الله عليه وسلم وه ذو العقل الراجح الكامل بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم وبين عقل أي شخص, آخر فالعاقل المميز يختار ما قرره النبي صلى الله عليه وسلم, فكيف إذا كان ما يقوله وحي يوحى.
ثانيا: عقلاء الأمة الذين حفظوا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بينوا وكشفو عما هو صحيح وما هو ضعيف وما هو مكذوب, لا أنه كل ما عن لهم رأي ووجدوا حديثا يخالف رأيهم تذرعوا بأن من الحديث ما هو مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم, فكيف والحديث في البخاري.
ثالثا: هل التجديد والإبداع وإعمال العقل لا يكون إلا فيما يخالف النص!
هناك أمور قد تحتاج إلى إعادة نظر وبحث وتجديد ولكن بمنطلقات صحيحة توافق الكتاب والسنة
أسال الله أن يوفقنا إلى الصواب في القول والعمل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العسكري]ــــــــ[24 Aug 2009, 02:05 ص]ـ
أخي محمد العسكري حفظك الله ..
أودّ أن أعلق بنقاطٍ على ما تفضّلت به في كلامك السابق، فأقول - وبالله التوفيق -:
- كنتَ قد ذكرت في بداية كلامك أن "طلاسم" ما تزال في القرآن الكريم بدون حلّ، وأنك هُدِيت إلى حلّ شيء منها ...
وهذا الكلام عليه مأخذان:
الأول:
قال في تاج العروس: "الطلسم: اسم للسر المكتوم .. والجمع طلاسم".اهـ.
وجاء في المعجم الوسيط: "الطلسم: - في علم السحر - خطوط و أعداد يزعم كاتبها أنه يربط بها روحانيات الكواكب العلوية بالطبائع السفلية لجلب محبوب أو دفع أذى، وهو لفظ يوناني لكل ما هو غامض مبهم كالألغاز و الأحاجي".اهـ.
وعلى ذلك؛ فاستعمالك للفظ: "طلاسم"، وادعاء وجودها في القرآن خطأ، بل مدفوع من جهتين:
أ- أنه يحمل في طياته اللغوية معاني تخصّ السحر، وهذا معلوم البطلان وجوده في القرآن عند المسلمين.
ب- أنه إن لم يُقصد به السحر، فإنه يُقصد بـ "الطلاسم": المعاني غير المفهومة.
وهذا كذلك فيه تفصيل، وعليه تعقّب، ذلك أن الله لم يُخاطب عباده بما لا يفهمون، ولم يخاطبهم بـ"طلاسم" لم يستطيعوا في خير القرون فهمها، ولا تزال محاولات فهمها حتى الساعة؟؟
والله تعالى قد أنزل القرآن بلسان العرب {قرآنا عربيا غير ذي عوج}.
وقال تعالى: {ولو جعلناه قرآنا أعجمياً لقالوا: لولا فصلت آياته أاْعجمي وعربيّ ... }
ولو وجد العرب فيه شيئا من ذلك لسارعوا إلى اتهامه بـ "الطلاسم السحرية"، ولوجدوا على ذلك دليلاً - لو كان الأمر كما تزعم - ..
ولكنهم لم يفعلوا، بل وجدوا فيه حلاوة الخطاب، وطلاوة المعاني، وما يتفق مع العقل، وتحبه النفس ..
الثاني - من المأخذين المشار إليهما في صدر الكلام -:
أنك هُديت إلى حل شيء من هذه الطلاسم - على حدّ تعبيرك -، وهذا -أيضا - عليه تعليقان:
أ - أنك قد حللت ما غرق المتقدّمون والمتأخرون في حله، فضلّوا عنه ضلالاً بعيدا - كما هو لازم كلامك - ثم جئت بعد إطباقهم على قول، لتعلن خطأهم، ولتأتي بقول جديد لم تُسبق إليه؟؟
فهل يتناسب ذلك مع المنهجية العلمية بشيء؟؟
ب- أن الكلام في كتاب الله تعالى بالرأي المجرد، بعيدا عن أدوات الاجتهاد، من إتقان لغة العرب، والعلم بالحديث، والنظر في الأصول، ومعرفة مسائل الإجماع، وسائر أبواب علوم القرآن، كالناسخ والمنسوخ، وأسباب النزول، والعام والخاص، والمطلق والمقيد، والمحكم والمتشابه ... أقول: الكلام في تفسير كتاب الله بدون أدوات الاجتهاد - المذكور طرف منها - محظور ممنوع، توعد الشرع عليه وحذر منه.
والسؤال: أين أنت من أدوات الاجتهاد حتى تخرج بمثل هذا القول؟؟
ولا أنسى أن أنبّه على أن الحديث المفسّر للآية - كما أورده فضيلة الدكتور عبد الرحمن - هو مما أخرجه البخاري في صحيحه، ولا سبيل إلى ردّه بمثل هذا الكلام، بل تفسير الآية به واجب لا محص عنه، فإن من نُزّل عليه القرآن أدرى بعانيه، والله أعلم.
على أنني أختم الكلام بأنه لا ينبغي أن يُفهم حظر التفكر والتدبر، بل إن ذلك واجب، كما قال الله تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن}، إلا أن ذلك مضبوط بالأصول العلمية التي قررها العلماء.
والله الموفق.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تطلق كلمة الطلاسم في مجلات شتى منها ما ذكرت.كما تذكر على كل كلام يصعب تأويله أو تفسيره. وفي القرآن ما أعجز العقول عن ادراكه. و لا ينكر أحدا بلاغة القرآن وإعجازه. والذي قصدت هو اعجاز القرآن الذي لم يصل العالم كله إلى فهم معانيه.
أما ما قلت عن الحديث فأنت تعلم متى كتب الحديث. كما أنك تعلم أن الحجة الأكمل هو القرآن وما الحديث إلا استأناسا يستأنس به بعد القرآن. كل ما تعارض مع القرآن فهو باطل. أنا أستغرب أن العرب يكذبون التوراة والإنجيل ولا يكذبون بعض الأحاديث التي تتضارب مع القرآن. خاصة والدلائل التي أورت قوية ولا شك فيها.إن الذين سبقونا اجتهدوا وتعاونوا على فهم دينهم واثبات الحق الذي يصلون إليه حسب فهمهم ونحن حرمنا عن أنفسنا الإجتهاد وعدم قبول الرأي الآخر ولو كان صحيحا. لاتستوي عقولنا بعقولهم فلما لا نصنع لأنفسنا فكرا مستقلا حسب زماننا وعلمنا.أم نقول -إبَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم
(يُتْبَعُ)
(/)
مُّهْتَدُونَ.22.الزخرف.
الحوار هو وسيلة لإثبات الحق من الباطل.
ـ[محمد العسكري]ــــــــ[24 Aug 2009, 02:21 ص]ـ
كلام الأستاذ رأفت لطيف وجميل جدا، وليت الأخ محمد العسكري التونسي يتأمله حق التأمل.
وإذا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم تفسير السبع المثاني بالفاتحة الشريفة، واحتف بذلك التفسير قرائن مقوية له كسبب نزولها عند من اطلع عليه، فالواجب على المتدبر العاقل أن لا يعدل عن تفسير رسول الله صلى الله عليه وسلم لا سيما وأنه ورد من طريق صحيح صريح، حتى وإن وردت بعض التفاسير المرجوحة عن بعض السلف الصالح لأنها لا تصمد عند التأمل والنظر، شأنها شأن الكلام الصادر عن غير المعصوم صلى الله عليه وسلم، ثم يحسن بالمتأمل والمتدبر أن يبحث عن وجه تسمية الفاتحة بالسبع المثاني، ولا شك أن السبع والمثاني ألفاظ مجملة تحتمل عدة معاني بحثها أئمة التفسير، والذي أراه قويا بعد البحث والتأمل في تفاسير الأئمة المعتبرين أن السبع إشارة إلى ما عليه جمهور المسلمين من أن عدد آي الفاتحة سبع آيات باتفاق بينهم وإن اختلفوا في عد البسملة آية، وأما المثاني فهي محتملة لغة بحسب اشتقاها للتكرار والإعادة، وللثناء والحمد، والذي أرجحه بحسب تتبع أقوال الأئمة أن المراد هو الثناء والحمد والمدح، فقد قال الزجاج إمام العربية: سميت الفاتحة مثاني لاشتمالها على الثناء على الله تعالى. اهـ. ولا شك أنه نظر إلى كون المثاني مشتقة من الثناء كما قال أبو السعود: المثاني من الثناء لاشتمالها على ما هو ثناء على الله واحدتها مثناة. اهـ
وقد بين المفسر برهان الدين البقاعي أن وجه اشتمالها على الثناء هو ما في آيها من بيان استحقاق الله تعالى لجميع المحامد وصفات الكمال، واختصاصه بملك الدنيا والآخرة، وباستحقاق العبادة والاستعانة بالسؤال في المنّ بإلزام صراط الفائزين والإنقاذ من طريق الهالكين، وفي جميع ذلك إثبات لإحاطة علمه تعالى ونفوذ إرادته وقدرته وقيومته، ففي كل آية منها ثناء على الله تعالى بجوامع الكلم المتضمنة لمحامد لا تحصى ولا تعد. والله أعلم.
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على محمد وآله وعلى جميع عباد الله الصالحين.
أما بعد أخي الكريم قال الله العلي العظيم. هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ.07.آل عمران. صدق الله الع_لي العظيم.
أخي إن الله نزل الوحي على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم فأطلق عليه اسم -الكتاب- كما ورد في الآية المذكورة آنفا. منه آيات محكمات هن أم الكتاب.فأطلق علها اسم القرآن. وأما المتشابهات هن السبع المثاني. بدليل قول الله العلي العظيم. وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ.87.الحجر. وإذا سلمنا أنها الفاتحة كما قلت.فكيف يقول الله.فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِه. هل في سورة الفاتحة ما تطلب فيه الفتنة أو التأويل؟
أرجو أن تحاورني فيما قلت وتلزمني الحجة من كلامي بالقرآن أولا.
ـ[محمد العسكري]ــــــــ[24 Aug 2009, 02:31 ص]ـ
ما هذا السخف في القول يا " العسكري "؟؟؟؟؟
الرجل يقول لك " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيح " وتجيبه بمثل هذا الهراء الذي تشم منه رائحة " الرفض " و " الزيغ "؟؟؟
أترد على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسخافات ولوثة فكرية وتحتها " الطعن " المبطّن بأمين وأمير و " إمام " الأمة في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟
الذي نعرفه أن أي " عسكري " في الدنيا إذا جاءه الأمر من قائده أن يلزم ويسكت، وما أراك فعلت هذا مع القائد المبجل رسول الله صلوات الله وسلامه عليه.
السلام عليكم.
أخي الكريم الجنكي.لماذا تقدسون الحديث وتجعلون كتاب الله في الدرجة الثانية؟
أنا رددت عن الذي روى الحديث وليس عن الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم.ولو قلت لي أنك أنت الذي سمعته منه أكذب حديثك لتناقضه مع الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
نحن نقول رسول الأمة ونبيها ... -والأمير هذه لم يصفه الله بها.
والعسكري لم يكن أميره من روى الحديث.
ـ[محمد العسكري]ــــــــ[24 Aug 2009, 02:41 ص]ـ
هذا نتاج من يقول في القرآن برأيه.
أما إن استنكرت معنى (مثاني) فإن أكثر المفسرين على أن معنى (مثاني) أنها تُثنَّى -أي: تكرر- وتتلى مراراً وتكراراً، فهي تقرأ في الصلاة، بل في كل ركعة، نفلاً كانت أو فرضاً، وتقرأ في مواطن كثيرة ليس هذا موضع اسقصائها.
بسم الله الرحمان الرحيم.
القرآن حجة تلزمن من آمن به. أما ما قلت عن المثاني فهي بالحق تثنى أي تتشابه مع أخرى لقول الله - متشابها مثاني- وآيات الفاتحة لا تتشابه أبدا. أما ما ذهبت إليه من تكرار الفاتحة.فكل القرآن يكرر ويتلى آناء الليل وأطراف النهار في كل بقعة من بقاع الأرض. وما قرأت الفاتحة إلا وقرأ معها القرآن في كل صلاة أو غيرها. وهذا الأمر لا يبين تفسير.متشابها مثاني. ولا السبع المثاني.
رمضان مبارك والسلام عليكم ورحمة الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجكني]ــــــــ[24 Aug 2009, 03:17 ص]ـ
أخي الكريم العسكري:
ماذا يقول منهجك ومذهبك في قوله تعالى:" وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم "؟؟
وما ذا يقول منهجك في قوله صلى الله عليه وسلم:" لقد أوتيت القرآن ومثله معه "؟؟
ثم سؤال أخير:
كيف تصدق النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم ولا تصدقه في أقواله الأخرى؟؟؟
ومن أخبرك أن السنة الصحيحة تعارض القرآن الكريم؟؟؟
أما قولك:
أنا رددت عن الذي روى الحديث وليس عن الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم
فالأمة كلها تعرف من رددت عليه - على حد زعمك - فأبن لنا من أنت وما حقيقتك،حتى نحكم بينكما؟؟؟؟؟ والحمدلله على نعمة العقل.
تنبيه أخير:
اسم محدثك " الجكني " بتقديم الكاف على النون وليس العكس.
وفقنا الله جميعاً لما فيه الخير والسداد.
ـ[الجكني]ــــــــ[24 Aug 2009, 03:19 ص]ـ
أخي الكريم العسكري:
ماذا يقول منهجك ومذهبك في قوله تعالى:" وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم "؟؟
وما ذا يقول منهجك في قوله صلى الله عليه وسلم:" لقد أوتيت القرآن ومثله معه "؟؟
ثم سؤال أخير:
كيف تصدق النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم ولا تصدقه في أقواله الأخرى؟؟؟
ومن أخبرك أن السنة الصحيحة تعارض القرآن الكريم؟؟؟
أما قولك:
أنا رددت عن الذي روى الحديث وليس عن الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم
فالأمة كلها تعرف من رددت عليه - على حد زعمك - فأبن لنا من أنت وما حقيقتك،حتى نحكم بينكما؟؟؟؟؟ والحمدلله على نعمة العقل.
تنبيه أخير:
اسم محدثك " الجكني " بتقديم الكاف على النون وليس العكس.
وفقنا الله جميعاً لما فيه الخير والسداد.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Aug 2009, 06:48 ص]ـ
الأخ الكريم محمد العسكري بارك الله فيك
أريد منك أن تتكرم بتلبية طلبي هذا حتى نستفيد من الحوار:
كل الذين تفضلوا بالتعقيب على موضوعك بعدي من طلبة العلم المعروفين بتخصصهم في الدراسات القرآنية، وكتاباتهم في الملتقى وغيره تدل على علمهم ومعرفتهم بأصول تفسير القرآن الكريم الصحيحة، وما ينبغي على من يتصدى للكلام في تفسير القرآن الكريم أن يكون عليه من العلم.
فليتك تتكرم بتعريفنا بشخصك الكريم، وطلبك للعلم، على وجه الاختصار حتى يعرف الجميع مع من يتحاورون، فيقدرون له قدره جزيت خيراً. ولو أمكن كتابة تعريف وجيز في توقيعكم لكان أفضل.
وهذا الطلب ينبني عليه معرفة مبلغك من العلم بالقرآن الكريم وأدوات فهمه، ومن أهم أدوات فهم القرآن الكريم معرفة السنَّة النبويَّة المبينة للقرآن الكريم وأصول التعامل مع السنة النبوية فإن لها صناعةً يعرفها المتخصصون فيها كذلك. حيث قد يُفهمُ مِنْ كلامك السابق وردودك على الأساتذة أنك تجهل قيمة السنة النبوية، ومعنى المقبول منها من غير المقبول، وربما قد يسيءُ البعضُ ممن يقرأ كلامَك الظنَّ بك فيتهمك بأنك تردُّ شيئاً من قول النبي صلى الله عليه وسلم، وتنكره وهو ثابت عنه عليه الصلاة والسلام فيوقعك هذا من حيث لا تشعر في الكفر والعياذ بالله.
وأنت تعلم أخي الكريم محمد العسكري أنَّه ليس ثمةَ بابٌ من العلم إلا له أصولٌ وضوابط تحكمه وتضبطه، وإلا قال مَنْ شاء مَا شاء، واختلط الحابلُ بالنابلِ، ولا أظنُّ أنه يخفى عليكم هذا الأمر بارك الله فيكم ورزقنا جميعاً العلم النافع، وحسن القصد في كل ما نقول ونكتب.
وثق يا أخي محمد أنَّ الزملاء الذين سبقوني في التعقيب ناصحون لك، محبون لك الخير، ويخافون عليك من مغبةِ وخطورة ردك لكلام الرسول صلى الله عليه وسلم فتأمل كلامهم بقلبك وستهتدي للصواب بإذن الله.
ـ[محمد العسكري]ــــــــ[24 Aug 2009, 01:35 م]ـ
أخي الكريم العسكري:
ماذا يقول منهجك ومذهبك في قوله تعالى:" وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم "؟؟
وما ذا يقول منهجك في قوله صلى الله عليه وسلم:" لقد أوتيت القرآن ومثله معه "؟؟
ثم سؤال أخير:
كيف تصدق النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم ولا تصدقه في أقواله الأخرى؟؟؟
ومن أخبرك أن السنة الصحيحة تعارض القرآن الكريم؟؟؟
أما قولك:
فالأمة كلها تعرف من رددت عليه - على حد زعمك - فأبن لنا من أنت وما حقيقتك،حتى نحكم بينكما؟؟؟؟؟ والحمدلله على نعمة العقل.
(يُتْبَعُ)
(/)
تنبيه أخير:
اسم محدثك " الجكني " بتقديم الكاف على النون وليس العكس.
وفقنا الله جميعاً لما فيه الخير والسداد.
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على محمد وآله وجميع الصالحين.
السلام عليكم أخي الجكني ورحمة الله وبركاته.سألتني ما منهجي من.وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم "؟؟ أقول لك منهجي هو اظهار الحق والدعوة بالحكمة والموعضة الحسنة للإلتزام ثم العمل على فرضه كأمر من عند الله العلي العظيم.
فكلام الله عندي فوق كل كلام قيل أو يقال.فيه البينة والحجة والعدالة المطلقة كما أن الله قال.ما فرطنا في الكتاب من شيء.
وقد أثريت الموضوع وزدته حجة في ذكرك لحديث الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم. لقد أوتيت القرآن ومثله معه.صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وهكذا يكون الحوار.إذا طرح موضوع عملت العقول بكل ما تملك فيه وايراد ما تعلم عنه كي تكتمل فكرته وبذلك يؤخذ فيه القرار بالسلب أو الإيجاب.بارك الله فيك أخي.
أنا أصدق الرسول عليه الصلاة والسلام في كل قول وحركة وفعل. ولكني لا أصدق الموروث من الحديث مما رواه البشر عن المصطفى والتي تتعارض مع الموثق من القول الذي هو قول الله. وأنت قلت. من أخبرك أن السنة الصحيحة تتعارض مع القرآن. أنت تعلم أخي العزيز إذا وجد المكذوب والباطل والصحيح في شيء. وجب على العقول التبين في أمر ذلك الشيء بالحق. لأن الشك دخله.لكونه حمل ما ليس منه كالحب لا يستغل كأكل للبشر حتى ينقى.ولا عيب أن نسعى لتطهير سنة حبيبنا ومعلمنا وقائدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
أما عن سؤالك عن شخصي.أنا عبد من عبيد الله اسمي -محمد علام الدين العسكري. شاعر متدين.باحث في الأديان.علمني ربي من سر كتبه فكان لزاما علي أن أبين ذلك للناس.أسعى لجمع شتاة الأمة والمصالحة بينها وبين الله.ولا أتردد عن اجابتك عن أي سؤال عني.
لك السلام والتحيات.ورمضان مبار وكل عام وأنتم بخير.
ـ[محمد العسكري]ــــــــ[24 Aug 2009, 01:52 م]ـ
الأخ الكريم محمد العسكري بارك الله فيك
أريد منك أن تتكرم بتلبية طلبي هذا حتى نستفيد من الحوار:
كل الذين تفضلوا بالتعقيب على موضوعك بعدي من طلبة العلم المعروفين بتخصصهم في الدراسات القرآنية، وكتاباتهم في الملتقى وغيره تدل على علمهم ومعرفتهم بأصول تفسير القرآن الكريم الصحيحة، وما ينبغي على من يتصدى للكلام في تفسير القرآن الكريم أن يكون عليه من العلم.
فليتك تتكرم بتعريفنا بشخصك الكريم، وطلبك للعلم، على وجه الاختصار حتى يعرف الجميع مع من يتحاورون، فيقدرون له قدره جزيت خيراً. ولو أمكن كتابة تعريف وجيز في توقيعكم لكان أفضل.
وهذا الطلب ينبني عليه معرفة مبلغك من العلم بالقرآن الكريم وأدوات فهمه، ومن أهم أدوات فهم القرآن الكريم معرفة السنَّة النبويَّة المبينة للقرآن الكريم وأصول التعامل مع السنة النبوية فإن لها صناعةً يعرفها المتخصصون فيها كذلك. حيث قد يُفهمُ مِنْ كلامك السابق وردودك على الأساتذة أنك تجهل قيمة السنة النبوية، ومعنى المقبول منها من غير المقبول، وربما قد يسيءُ البعضُ ممن يقرأ كلامَك الظنَّ بك فيتهمك بأنك تردُّ شيئاً من قول النبي صلى الله عليه وسلم، وتنكره وهو ثابت عنه عليه الصلاة والسلام فيوقعك هذا من حيث لا تشعر في الكفر والعياذ بالله.
وأنت تعلم أخي الكريم محمد العسكري أنَّه ليس ثمةَ بابٌ من العلم إلا له أصولٌ وضوابط تحكمه وتضبطه، وإلا قال مَنْ شاء مَا شاء، واختلط الحابلُ بالنابلِ، ولا أظنُّ أنه يخفى عليكم هذا الأمر بارك الله فيكم ورزقنا جميعاً العلم النافع، وحسن القصد في كل ما نقول ونكتب.
وثق يا أخي محمد أنَّ الزملاء الذين سبقوني في التعقيب ناصحون لك، محبون لك الخير، ويخافون عليك من مغبةِ وخطورة ردك لكلام الرسول صلى الله عليه وسلم فتأمل كلامهم بقلبك وستهتدي للصواب بإذن الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
السلام عليكم أخي العزيز ورحمة الله وبركاته.أخي الكريم قد سبق أن قدمت نفسي قبل هذا المقال بقليل. ولكن معذرة لا يقاس القول بدرجة أو منصب القائل بل بما يحمل القول.واخوتي المتخصصين في الدراسات القرآنية يعلمون ذلك. لكونهم يعالجون القول أولا وقبل كل شيء فإن كان باطلا أبطلوه وإن كان حقا قبلوه دون تردد ولا ترمرم لأنه أمر ملك الناس اله الناس ورب الناس تبارك وتعالى.
أم عن معرفتي بالسنة فلا أضن أن من تربى ونشأ وشاخ مسلما بين الكتب لا يعرف السنة.ومن يحب حبيبه أحب سنته كما تتملكه الغيرة عليها وعليه لوجود الشوائب فيها.منيتي تجمع العلماء تحت راية الله مبتغاهم تطهير السنة.فهل الى ذلك من سبيل؟
لك مني السلام والتحية ورمضان مبارك وكل عام وأنتم بخير
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[24 Aug 2009, 03:09 م]ـ
أرجو أن تحاورني فيما قلت وتلزمني الحجة من كلامي بالقرآن أولا.
وإن كان يظهر ظهورا جليا أن منهجك في الفهم لا يرجى منه الخلوص إلى نتيجة معك، حيث إنك تأخذ تفسيرك وكأنه مسلم، ثم تبني عليه الأوهام والخيالات والطلسمات، لكن استجابة لمطلبك أقول:
خلاصة ما تريد قوله أن السبع المثاني هي 14 سورة من سور القرآن، وكما هو جلي لم يقل أحد من العقلاء الذين أفنوا أعمارهم في تدبر القرآن هذا الكلام المطلسم، وهذا يفيد أنهم ليسوا عقلاء وأنت وحدك العاقل، أو لست بعاقل لما تقول وهم العقلاء، ولا شك أن العاقل يختار الأخير.
أما منشا وهمك وخيالك، فهو حصر المثاني لغة في معنى التكرار والزوجية، وهذا الحصر باطل بحسب اللغة العربية التي تدعي أنك تعتمدها في الفهم، ولا قدرة لك على منع احتمال المثاني لمعنى الثناء والمدح، أما إذا حصرت معنى المثاني في الزوجية ثم تجري عملية حسابية لا اصل لها فتقول بأن السبع مضروبة في اثنين ينتج الرقم 14 وهو عدد السور المسماة بالسبع المثاني فهو تحكم لا يسمع فضلا عن يناقش صاحبه، ولو شاء أي إنسان أن يعتمد هذا الطريق في القرآن لأخرج ما لا نهاية له من الطلسمات، لكن الحمد لله أن (العقلاء) من صنفك قليلون.
هل في سورة الفاتحة ما تطلب فيه الفتنة أو التأويل؟
ومنشأ وهمك ربطك العري عن أي دليل بين المتشابهات والسبع المثاني، فتخيلت أن القول بأن الفاتحة هي السبع المثاني يوجب القول بأن الفاتحة تتضمن المتشابه الذي يزيغ بعض الناس به، وهذا مجرد وهم منك لم يقل به عاقل ..
وقد تسبب لك هذا الوهم وغيره في رد ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم وكانت دلالته في غاية الوضوح .. على أنا لو سلمنا أن في الفاتحة ما يزيغ به بعض الناس لكنت أنت أحق الناس بالزيغ باعتقادك أن السبع المثاني ـ الفاتحة ـ هي 14 سورة من القرآن مجهولة وأن ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم هو كذب من بعض الناس انطلى على ملايين العقلاء وتفطنت أنت إلى بطلانه.
ومنشأ وهمك تلاعبك بين ألفاظ مثل (القرآن) و (الكتاب) و (الفرقان)، فتوزعها كيفما كان وكيفما تشاء على بعض أجزاء التنزيل التي تشاء، وهذه تقسيمات وتوزيعات باطلة لا دليل ولا قرينة عليها سوى الوهم المحض، وإلا فماذا ستفعل في قوله تعالى: (كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ)؟؟؟ فبناء على طلسماتك يمكننا استنباط مفاهيم وأسرار عجيبة من هذه الآية بناء على فهمك للمتشابه وتوزيعك له بحسب وهمك ..
ثم من أسباب سقوطك في الغلط اعتقادك أنه يحل لك الاجتهاد والقول في القرآن بما تشاء بلا تقيد بالمناهج التي قررها العلماء بناء على البحث التدقيق والتمحيص، وترمي جهودهم بمجرد قولك بأنك لا تقبل أقوالهم ومناهجهم لأنهم غير النبي صلى الله عليه وسلم، وكأنك القادر على الوصول إلى مراد النبي بمفردك بلا تقيد بمنهج علمي، وهذا عين الغرور منك ..
ويمكن للعقلاء أن يقلبوا عليك الدعوى ويطالبونك ببيان منهجك في الفهم، فهم خلصوا إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، وتفسيره للقرآن العظيم ـ الذي وصلنا بطريق صحيح ـ صحيح قطعا لأنه معصوم عن القول بالرأي في القرآن بلا وحي، وخلصوا إلى منهج معتبر دقيق في التمييز بين ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم وما لم يقله، وفيما نحن بصدده ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم من أن السبع المثاني هي الفاتحة قول صحيح ورد بطريق صحيح، ولا عبرة عند العقلاء بمن يشكك في منهج العقلاء المسلمين، خصوصا وأن الذي لا يقبله كما تفعل أنت لا بديل له إلا مجرد النقد والتكذيب الخالي عن أي دليل.
وتفسير الرسول صلى الله عليه وسلم للسبع المثاني بالفاتحة تفسير يدعمه سبب النزول، واللغة العربية، وقد بينت لك بعض وجوه ذلك بكلام سليم واضح، فكيف تريد من العقلاء أن يعدلوا عن جميع ذلك إلى طلسمات وترهات مبنية على دعوى الاجتهاد الغير متقيد بأي منهج واضح أو طريق سديد؟؟
لا شك أن العقلاء لا يقبلون مثل هذه الأطروحات التي تأتي بها، بل لا أخفيك إن صرحت لك بأني أرى من هم في شاكلتك في تعاملهم مع القرآن العظيم هم غالبا ما يعانون عقدة نفسية حادة الله اعلم بسببها تدفعهم إلى إصدار مثل هذه المقالات الشاذة بدعوى الاجتهاد، وهذا من وجهة نظري يستوجب العلاج النفسي .. والله الهادي إلى الصراط المستقيم.
(أبو عبيدة التونسي)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رأفت المصري]ــــــــ[24 Aug 2009, 03:25 م]ـ
أما ما قلت عن الحديث فأنت تعلم متى كتب الحديث. كما أنك تعلم أن الحجة الأكمل هو القرآن وما الحديث إلا استأناسا يستأنس به بعد القرآن.
يبدو أن الأمر قد اتّضح الآن ..
حسبنا الأمر أوّلاً زلّة قلم، أما وإنه قد بان كونه على هذه الطريقة هدماً للدين من أصوله، على طريقة ((يوشك الرجل متكئاً على أريكته يحدَّث بحديث من حديثي، فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله، فما وجدنا فيه من حلال حللناه، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه، ألا وإن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله تعالى))
فما هو واضح مما نقلته من كلامك أنك تردّ الاستدلال بسنة النبيّ صلى الله عليه وسلم من وجهين:
- التشكيك بالنقل الكلي للسنة، من حيث تأخر التدوين.
- أنك تزعم أنها على فرض كونها ثبوتها، فإنها للاستئناس فحسب.
أظن أننا خرجنا بهذا عن الموضوع من جهة، وخرجنا من جهة أخرى عن الأصول التي ينبغي أن تتوفّر لتبادل النقاش في المسألة.
والكلام في هذا الأصل ليس محله هنا.
ـ[محمد العسكري]ــــــــ[26 Aug 2009, 03:34 ص]ـ
وإن كان يظهر ظهورا جليا أن منهجك في الفهم لا يرجى منه الخلوص إلى نتيجة معك، حيث إنك تأخذ تفسيرك وكأنه مسلم، ثم تبني عليه الأوهام والخيالات والطلسمات، لكن استجابة لمطلبك أقول:
خلاصة ما تريد قوله أن السبع المثاني هي 14 سورة من سور القرآن، وكما هو جلي لم يقل أحد من العقلاء الذين أفنوا أعمارهم في تدبر القرآن هذا الكلام المطلسم، وهذا يفيد أنهم ليسوا عقلاء وأنت وحدك العاقل، أو لست بعاقل لما تقول وهم العقلاء، ولا شك أن العاقل يختار الأخير.
أما منشا وهمك وخيالك، فهو حصر المثاني لغة في معنى التكرار والزوجية، وهذا الحصر باطل بحسب اللغة العربية التي تدعي أنك تعتمدها في الفهم، ولا قدرة لك على منع احتمال المثاني لمعنى الثناء والمدح، أما إذا حصرت معنى المثاني في الزوجية ثم تجري عملية حسابية لا اصل لها فتقول بأن السبع مضروبة في اثنين ينتج الرقم 14 وهو عدد السور المسماة بالسبع المثاني فهو تحكم لا يسمع فضلا عن يناقش صاحبه، ولو شاء أي إنسان أن يعتمد هذا الطريق في القرآن لأخرج ما لا نهاية له من الطلسمات، لكن الحمد لله أن (العقلاء) من صنفك قليلون.
ومنشأ وهمك ربطك العري عن أي دليل بين المتشابهات والسبع المثاني، فتخيلت أن القول بأن الفاتحة هي السبع المثاني يوجب القول بأن الفاتحة تتضمن المتشابه الذي يزيغ بعض الناس به، وهذا مجرد وهم منك لم يقل به عاقل ..
وقد تسبب لك هذا الوهم وغيره في رد ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم وكانت دلالته في غاية الوضوح .. على أنا لو سلمنا أن في الفاتحة ما يزيغ به بعض الناس لكنت أنت أحق الناس بالزيغ باعتقادك أن السبع المثاني ـ الفاتحة ـ هي 14 سورة من القرآن مجهولة وأن ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم هو كذب من بعض الناس انطلى على ملايين العقلاء وتفطنت أنت إلى بطلانه.
ومنشأ وهمك تلاعبك بين ألفاظ مثل (القرآن) و (الكتاب) و (الفرقان)، فتوزعها كيفما كان وكيفما تشاء على بعض أجزاء التنزيل التي تشاء، وهذه تقسيمات وتوزيعات باطلة لا دليل ولا قرينة عليها سوى الوهم المحض، وإلا فماذا ستفعل في قوله تعالى: (كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ)؟؟؟ فبناء على طلسماتك يمكننا استنباط مفاهيم وأسرار عجيبة من هذه الآية بناء على فهمك للمتشابه وتوزيعك له بحسب وهمك ..
ثم من أسباب سقوطك في الغلط اعتقادك أنه يحل لك الاجتهاد والقول في القرآن بما تشاء بلا تقيد بالمناهج التي قررها العلماء بناء على البحث التدقيق والتمحيص، وترمي جهودهم بمجرد قولك بأنك لا تقبل أقوالهم ومناهجهم لأنهم غير النبي صلى الله عليه وسلم، وكأنك القادر على الوصول إلى مراد النبي بمفردك بلا تقيد بمنهج علمي، وهذا عين الغرور منك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ويمكن للعقلاء أن يقلبوا عليك الدعوى ويطالبونك ببيان منهجك في الفهم، فهم خلصوا إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، وتفسيره للقرآن العظيم ـ الذي وصلنا بطريق صحيح ـ صحيح قطعا لأنه معصوم عن القول بالرأي في القرآن بلا وحي، وخلصوا إلى منهج معتبر دقيق في التمييز بين ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم وما لم يقله، وفيما نحن بصدده ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم من أن السبع المثاني هي الفاتحة قول صحيح ورد بطريق صحيح، ولا عبرة عند العقلاء بمن يشكك في منهج العقلاء المسلمين، خصوصا وأن الذي لا يقبله كما تفعل أنت لا بديل له إلا مجرد النقد والتكذيب الخالي عن أي دليل.
وتفسير الرسول صلى الله عليه وسلم للسبع المثاني بالفاتحة تفسير يدعمه سبب النزول، واللغة العربية، وقد بينت لك بعض وجوه ذلك بكلام سليم واضح، فكيف تريد من العقلاء أن يعدلوا عن جميع ذلك إلى طلسمات وترهات مبنية على دعوى الاجتهاد الغير متقيد بأي منهج واضح أو طريق سديد؟؟
لا شك أن العقلاء لا يقبلون مثل هذه الأطروحات التي تأتي بها، بل لا أخفيك إن صرحت لك بأني أرى من هم في شاكلتك في تعاملهم مع القرآن العظيم هم غالبا ما يعانون عقدة نفسية حادة الله اعلم بسببها تدفعهم إلى إصدار مثل هذه المقالات الشاذة بدعوى الاجتهاد، وهذا من وجهة نظري يستوجب العلاج النفسي .. والله الهادي إلى الصراط المستقيم.
(أبو عبيدة التونسي)
بسم الله الرحمان الرحيم.
في الأول أرى أنك تتمادى في التجريح ولا تلتزم بالأخلق الإسلامية التي تحرم القذف والشتم والتنابز بالأقاب. والمفروض أني أحاور مثقفين متدينين في موقع أحترمه.
ثانيا إذا كان فهمك للعربية جرك للقول أن المثاني من الثناء فإني أقول لك عفوا يا عربي.
لأن المثاني اقترنت بالتشابه.والتشابه كالتوأم مثلا. هما اثنان متشابهان.
ماذا نقول لإثنين توأمين؟
أجد لي كلمة غير متشابهين؟
فالتشابه صفة بين اثنين أو أكثر.
والفاتحة فيها ثلاثة آيات فيها الثناء على الله. الحمد لله رب العالمين1.الرحمان الرحيم2.ملك يوم الدين3.والباقين إقرار بالعبادة ودعاء.
هنا يظهر لك أن آيات الثناء أقل من غيرها.فكيف يصح ادعاء من ادعى على الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم؟
أما قولك كيف لم يصل إليها غيري من الناس؟ أقول لك.فوق كل ذي علم عليم.
هل ألغيت عقولنا؟ أم نبقى مثل الببغاء نردد ما يقول الآخرون ولو كان خطأ؟ لماذا ندرس إذا أليس لنتفكر قي القرآن وفي الخلق وفي كل شيء يعترض سبيلنا.
وكيف تنكر حديثا للرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم وتثبت حديثا في نفس الموضوع؟ ألم يقل لقد.أوتيت القرآن ومثله معه؟ فأين هذا المثل؟ عرفني أين هو ووالله لا أجد في تراجعي عن قولي شيئا.
أما إن لم تفعل فتوخى الحذر في ما يصل إليك وأعمل فيه العقل فكل زمان مر بعد الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم توجد فيه ما يوجد اليوم قليل الإيمان وكامله.وليس كل الرواة على كمال من التدين.
لك مني السلام.
محمد علام الدين العسكري
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[26 Aug 2009, 05:05 ص]ـ
أخي العسكري , عندي سُؤالٌ بسيطٌ:
لقد أجمع المتكلمون في معاني القرآن من المفسرين على عدةِ مصادر للتفسير لا تخفى على مثلك , وسأذكرها للذكرى:
القرآنُ
السُّنَّةُ
أقوال الصحابة المنزَلُ عليهم وفيهم القرآنُ
أقوالُ التابعين
لغةُ العرب
فمن أي هذه المصادر جئتَ بهذه الفتوحات , وهل هي إلهامٌ خصَّك الله به , أم نتيجة بحث واستقراء لا زلت تخفيها لتفيدنا بها بعد دراستك لردود الفعل , أم ماذا .. ؟؟
وأرجو ألا يكون الجوابُ ماذا.!!
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[26 Aug 2009, 10:26 ص]ـ
كان فهمك للعربية جرك للقول أن المثاني من الثناء فإني أقول لك عفوا يا عربي.
هذا ليس فهمي الخاص، بل هو فهم علماء العربية، وقد ذكرت الإمام اللغوي الزجاج، والمفسر العلامة أبا السعود، فكيف لا نعتبر بآراء أمثال هؤلاء الأئمة ونتبع شخصا نكرة مثلك مشاركاته كلها أخطاء في العربية؟؟؟ ثم يدعي أنه يفسر القرآن بناء على اللغة العربية .. أي غرور هذا الذي يدفعك إلى إطلاق مثل هذه الدعاوى الباطلة التي لا أصل لها؟؟.
أجد لي كلمة غير متشابهين؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أولا مثالك سخيف جدا، والشيء من مصدره لا يستغرب، ثم يمكننا التعبير عن التوأمين بأنهما متجانسان، ومتماثلان، ومتفقان، ومتقاربان، ومتشاركان، إلى آخر ما تحتمله اللغة العربية .. لكن لا يفقه ذلك من يجهل العربية.
والفاتحة فيها ثلاثة آيات فيها الثناء على الله. الحمد لله رب العالمين1.الرحمان الرحيم2.ملك يوم الدين3.والباقين إقرار بالعبادة ودعاء.
هذا من عظيم جهلك بدلالات اللغة العربية أولا ودلالات القرآن العربي العظيم ثانيا، فاللغة العربية دلالاتها متنوعة إلى دلالة مطابقة وإلى دلالة تضمن وإلى دلالة التزام، وقد تضمن القرآن العظيم جميعها، والفاتحة كلها ثناء على الله إذا اعتبرنا جميع هذه الدلالات، وقد استخرج الأئمة ذلك كما نقلت لك مثالا عن البقاعي صاحب التفسير القيم نظم الدرر، ولا عبرة بعد ذلك بمن يجهل اللغة العربية إذا صعب عليه فهم اشتمال كل آية من آيات الفاتحة على الثناء على الله سبحانه وتعالى، وإنكاره واستبعاده لتضمن كل آية من آيات الفاتحة الثناء على الله تعالى أو لزوم ذلك منها لا يعتد به، ولا يلقى له بال أصلا.
أما قولك كيف لم يصل إليها غيري من الناس؟ أقول لك.فوق كل ذي علم عليم.
كلام حق أريد به باطل؛ وذلك أن هذه الآية تتضمن مدح العلماء الراسخين الذين بينوا مناهجهم في درك العلوم وبسطوا معارفهم للناس وطرق وصولهم إليها، ولا تنطبق بحال على الجهلة الذي يدعون أنهم على شيء وهم يخالفون العلماء ولا منهج ولا طريقة لهم في استنباط العلوم سوى الدعاوى الكاذبة، كما تفعل أنت تماما في ادعاء تفسير آية بكلام ما أنزل الله به من سلطان، محتقرا جهود العلماء وحاسبا نفسك من المفسرين، وما أتيت إلا بمجرد طلسمات لا أصل لها ولا فصل.
هل ألغيت عقولنا؟
لو علمت معنى العقل لما قلت ما قلت، فإن العقل من شأنه أن يعقلك ويحسبك عن القول في كتاب الله بغير علم، ومن شأنه أن يعينك على فهم كلام المفسرين وفهم مناهجهم في التفسير، لكنه ما تورعت عن القول في القرآن بغير علم، وما فتحت عقلك لفهم كلام الأئمة، فعن أي عقل تتكلم، العقول مثل عقولك ينبغي أن تخضع للعلاج فإن لم تعالج فحري بها أن تلغى، فعقول الأنعام أحسن حالا منها.
لماذا ندرس إذا أليس لنتفكر في القرآن وفي الخلق وفي كل شيء يعترض سبيلنا.
وهل ظننت أن باب دراسة القرآن وتدبره مشرع لكل واحد وأنه يدخله الواحد بعد الواحد؟؟ هذا ظن كاذب، فإن القرآن لا يدرسه ويتفكر في معانيه حق التفكر إلا من استوفى 15 علما وأتقنها كما بين العلماء، ومع ذلك ينبغي أن يكون ورعا تقيا يحفظ حقوق العلماء ولا يكابر ولا يأتي بالكلام الساقط عن الاعتبار ويريد أن يجادل به أئمة العربية وهو كما تبين كتاباته يجهل مبادئ العربية، ولو أخرجت لك بعض أخطائك الإعرابية لاستحييت ـ إن كنت عاقلا ـ أن تكتب كلمة أخرى، فضلا عن أن تدعي أنك تفهم القرآن من خلال اللغة العربية، والحاصل أنك كما يظهر جليا لست من أهل دراسة القرآن واستنباط معانيه، والناس درجات، وأحسن ما يمكنك فعله الآن هو السعي في تقويم لسانك ومحاولة فهم مناهج العلماء في التفسير وفهم كلامهم.
وكيف تنكر حديثا للرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم وتثبت حديثا في نفس الموضوع؟
هذا من تخيلاتك فحسب، وإلا فالسنة الصحيحة لا تتعارض ولا يضرب بعضها بعضا، نعم بعض الجهلة يتخيلون أن ثمة تضاربا وتناقضا، لكن الحمد لله الذي سخر العلماء لدفع تلك التوهمات والتخيلات، ولا يدعي التناقض إلا جاهل بتفسير الأحاديث وبحوث أئمة المسلمين في ذلك الشأن.
أما إن لم تفعل فتوخى الحذر في ما يصل إليك وأعمل فيه العقل فكل زمان مر بعد الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم توجد فيه ما يوجد اليوم قليل الإيمان وكامله.وليس كل الرواة على كمال من التدين.
وهل تعتقد أنك جئت بشيء جديد؟؟ لقد قام العلماء المسلمون بجهود عظيمة في تبيين صحيح الأحاديث من غيرها، وعدلة الرواة من غيرهم بحسب جميع طبقاتهم، فهل تعتقد أننا اليوم وبعد أن تميز الحق من الباطل أكمل تميز واستقرت المناهج وتقررت في حاجة إلى مثل ملاحظاتك هذه؟؟ أما أنك تجهل جهود المسلمين في هذا الشأن فهذا شأنك الخاص، وما عليك إلا رفع الجهل حتى لا تتوهم أن المسلمين اليوم في حاجة إلى مثل ملاحظاتك هذه، وكان الأجدر بك أن تتهم نفسك ودينك حيث إنك تحاول إسقاط تفاسير باطلة على الآيات القرآنية، وهذا بلا شك من قلة الدين والمروءة.
والمفروض أني أحاور مثقفين متدينين في موقع أحترمه.
أنا أحترم من يحترم نفسه ولا يدعي شيئا أكبر منه بمراتب لا تحصى، وأحترم من يعرف قدره وطوره فلا يتعداه، ولا أحترم من لا يحترم القرآن العظيم، ولا أحترم من لا يحترم علماء المسلمين، ولا أحترم من يفقد أدنى مقومات البحث والفهم ثم يدعي أنه من العلماء الذين قال الله في شأنهم وفوق كل ذي علم عليم، كيف وأخطاؤه الدالة على جهله بأقل العلوم العربية ماثلة أمامنا؟؟ ولا أحترم من يدعي أن الطلاسم عمل عقلي مبني على منهج فكري، ثم لا يأتي بدليل معتبر على ذلك، ولا أحترم من ينكر حجية الأحاديث الصحيحة في تفسير وفهم معاني القرآن العظيم، ويدعي سفها أن الذين نقلوا لنا تلك الأحاديث لا عبرة بهم .. ولا أحترم من يرى معاني القرآن بعين واحدة ويقصي المعاني الصحيحة الأخرى لمجرد أنها لا توافق هواه وطلسماته .. والله تعالى يقول: (والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة) فما عاملتك إلا بما تقتضيه هذه الآية الكريمة لأنك أسأت كل الإساءة فيما أتيت به، هذا إن اعتبرت أنت أني أسيء إليك، أما أنا فأعتبر أني ناصح لك لعلك تفيق وتدرك حالك ...
والله الهادي إلى الصراط المستقيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[26 Aug 2009, 01:03 م]ـ
قد توصلت بعون الله إلى فك بعض الطلاسم
ولو نظرنا في القرآن الكريم لرأينا العدد أكثر من ذلك في الآيات بينما في السور ممكن.فتكون الخلاصة.إن السبع المثاني هن أربعة عشرة سورة في القرآن
ربما يسعى لفصلها عن الكتاب لدراستها مثلا.
وهي التي تستحق التأويل لما فيها مما يحدث للأمة والعالم إلى يوم الدين.
وهل في هذا الانتقال الفجئي بيان لوجه الدلالة؟؟ وهل بمثل هذا الظن والتخمين مثل "ممكن و"ربما" يفسّر القرآن العظيم بلا منهج واضح وطريق لائح؟؟ وهل بمثل هذه الاحتمالات الواهية والتخيلات الفاسدة يرد الحديث الصحيح المعيّن لمعنى السبع المثاني؟؟ هداك الله.
ـ[محمد العسكري]ــــــــ[26 Aug 2009, 01:05 م]ـ
أخي العسكري , عندي سُؤالٌ بسيطٌ:
لقد أجمع المتكلمون في معاني القرآن من المفسرين على عدةِ مصادر للتفسير لا تخفى على مثلك , وسأذكرها للذكرى:
القرآنُ
السُّنَّةُ
أقوال الصحابة المنزَلُ عليهم وفيهم القرآنُ
أقوالُ التابعين
لغةُ العرب
فمن أي هذه المصادر جئتَ بهذه الفتوحات , وهل هي إلهامٌ خصَّك الله به , أم نتيجة بحث واستقراء لا زلت تخفيها لتفيدنا بها بعد دراستك لردود الفعل , أم ماذا .. ؟؟
وأرجو ألا يكون الجوابُ ماذا.!!
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله محمد وكل والأنبياء والمرسلين وآله الطاهرين.
أولا لم ينزل على الصحابة شيء من السماء وما كانوا مرسلين.غير أني أستثني الإمام عليه كرم الله وجهه منهم لسماعه ما نزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم وليس على علي.
أتعلم أخي أن الهدى هذى الله يهدي به من يشاء.وتعلم أن الله قال.ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء. فتلك مشيئة الله في وفي خلقه يهب لمن يشاء من عباده والحكيم الخبير.
وقال ومن أظلم ممن دعى إلى الله بغير هدى ولا كتاب منير.فقدم الهدى على الكتاب لأن الكتاب في متناول الجميع يصل إليه كل من أراد بينما الهدي بيد الله وحده.
فيكون في القلوب كما قلت الهاما ثم يمرر إلى العقل لبحث الدلائل لدعم الأمر.
كما أني نشأت على البحث في كتاب الله القرآن العظيم طيلة حياتي خاصة واالكتب السماوية والدينية عامة.وقد هداني الله إلى كثير من الأمور أردت نشرها فصلا فصلا وذلك لمناقشتها مناقشة جادة بعيدا عن التشبث بالرأي. لأن المجال ليس سياسي يمكن الإلتواء عليه وفيه.ولكنه ديني لا يمكن إلا السماع إليه بصفاء سريرة.
لك مني أطيب المنى بالنجاح والعافية والهداية وكل ما تتمنى والسلام.
ـ[محمد العسكري]ــــــــ[26 Aug 2009, 01:17 م]ـ
وهل في هذا الانتقال الفجئي بيان لوجه الدلالة؟؟ وهل بمثل هذا الظن والتخمين مثل "ممكن و"ربما" يفسّر القرآن العظيم بلا منهج واضح وطريق لائح؟؟ وهل بمثل هذه الاحتمالات الواهية والتخيلات الفاسدة يرد الحديث الصحيح المعيّن لمعنى السبع المثاني؟؟ هداك الله.
السلام عليكم ورحمة الله. أنا أعلم وأحدد السور التي يسميها الله السبع المثاني.وهن كما قلت سورا لا يوجد فيها حكم شرعي من أمر أو نهي.ولكني تجنبت بيانها لأسباب ذكرتها.وقد ورد في هذه بعض هذه السور ما يجري بأمتنا اليوم وفيهن بيان أكثر ما نختلف فيه بيننا وبين غيرنا في أمور عدة.
فاقرأ القرآن كلما وجدت سورة ليس فيها حكم شرعي تتشابه مع سورة أخرى بنفس المواصفات وستقترب من الحقيقة إن لم تبلغها.وتستحق تلك السور التأويل لا التفسير.
السلام عليكم ورحمة الله
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[26 Aug 2009, 01:35 م]ـ
ما يحدث لك الآن يسمى الخذلان
إضافة إلى أنك تلقي دعوى خطيرة وبعيدة كل البعد عن الواقع وليس لك أدنى دليل عليها، فانظر كيف افتضحت وتناقض كلام، وهذا من علامات الخذلان والعياذ بالله
فإنك ادعيت أنك نشأت على البحث في القرآن طيلة حياتك كما قلت:
نشأت على البحث في كتاب الله القرآن العظيم طيلة حياتي
ثم نقلت عن القرآن العظيم الذي بحثت فيه طيلة حياتك كلاما لم نجده في الكتاب المبين، فقلت:
وقال: ومن أظلم ممن دعى إلى الله بغير هدى ولا كتاب منير.
هذه الآية من كتاب الله تعالى؟؟؟
ومن تناقضك أنك في أول مشاركة كنت تقول بأنه يمكن أن يكون كلامك صحيحا، وأنه ربما كان صحيحا، مما يدل على الظن والتخمين، ثم قلت:
أنا أعلم وأحدد السور التي يسميها الله السبع المثاني.
وهذا تناقض، ثم إن العلم لا يسمى علما نافعا للجميع ويجوز طرحه بين العقلاء إلا إذا كان ثمة طريقا واضحا للوصول إليه، كما أنه لا يكون علما إذا ناقض الصحيح الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم، والإلهام كما هو معروف لا يلزم الغير الاعتقاد به، ولا يجوز أصلا طرحه بين العقلاء لأنهم لا يشتركون في أسبابه، وبهذه النكتة تعرف أن تفسير الباطنية بما فيهم الشيعة لا يعتد به ولا يحصّل علما لأنه لا طريق لعامة الناس للوصول إليه، هذا على فرض صحته وإلا فمنشأه سوء الاعتقاد وحمل الآيات على الهوى، وما هذا شأنه لا يكلف الله باعتقاده ولا باتباعه ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[26 Aug 2009, 01:45 م]ـ
غير أننا لا ندرك له حصر
وهن كما قلت سورا
لو أدركك سيدنا علي رضي الله عنه وأرضاه لقطع لسانك، أولا لما ادعيت عليه كذبا، وثانيا لدعواك الفهم في العربية مع الألحان التي تظهر في كتاباتك.
وهل بمثل هذا اللحن الدال على الجهل باللغة العربية وأبسط قواعدها تريد أن تفسر القرآن وتكون من الملهمين؟؟؟
سبحان الله ماذا جرى لبعض الناس؟؟ يا ترى ما هي الأمراض والعلل النفسية التي تخلف مثل هذا السلوك؟؟ إنها ظاهرة تستحق الدرس فعلا.
ـ[يزيد العمار]ــــــــ[26 Aug 2009, 02:34 م]ـ
سبحان الله!
قرأت ما مضى وتعجبت:
كيف يجرؤ على تفسير كلام الله من لا يحسن قراءته.
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وهدى إنك أنت العليم الحكيم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[26 Aug 2009, 02:57 م]ـ
مع تقديري لجميع الأخوة الذين ردوا على من سمى نفسه بمحمد العسكري أقول لقد أتبعتم أنفسكم في الرد لأن الشخص الذي تردون عليه سيقول لكم في النهاية إنه الإمام المعصوم الذي هو أعلم الناس بالقرآن وأحق الناس بتفسيره.
قاتل الله الرافضة ما أخبث أساليبهم وطرقهم في التدليس والتلبيس، ولكن لا غرابة فهم تلاميذ بن سباء.
يا عسيكري ليس هذا بعشك فادرجي.
ـ[الجكني]ــــــــ[26 Aug 2009, 04:01 م]ـ
أولا لم ينزل على الصحابة شيء من السماء وما كانوا مرسلين.غير أني أستثني الإمام عليه كرم الله وجهه منهم لسماعه ما نزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم وليس على علي.
يا " العسكري ":
1 - هل نزل على سيدنا علي رضي الله عنه شيء من السماء؟
2 - هل انفرد سيدنا علي رضي الله عنه بالسماع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم دون غيره؟؟ وأين سيدتنا فاطمة رضي الله عنها؟ ألم تسمع شيئاً من أبيها صلى الله عليه وسلم؟ إن أجبت نعم تكون قد كذبتك في اختصاصك علياً رضي الله عنه، وإن نفيت تكن كذّبت الأمة كلها من سنة وشيعة ورافضة؟؟
3 - لا أرى قولك " محمد صلى الله عليه وسلم وليس على علي " إلا " تقية "، وأنت أيضاً فيها أسأت الأدب مع سيدنا علي رضي الله عنه.
ويظهر لي أنك تتكلم عن قرآن غير ما نتكلم نحن فيه، وهذا إن صح فعلى من يقوله لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
وأخيراً:
انصحك باستماع نصائح الشيخ " أبوعبيدة الهانئ " لك فقد محضك النصح بالعقل والتعلم وعدم الخوض فيما لا تحسن حتى لا تكون أضحوكة للعقلاء من سنّة وشيعة وغيرهم ممن يعرف البحث الجاد والصادق القائم على الأسس والمناهج وليس القائم على الأوهام والترهات والسخافات.
والله من وراء القصد.
ـ[محمد العسكري]ــــــــ[26 Aug 2009, 07:15 م]ـ
يا " العسكري ":
1 - هل نزل على سيدنا علي رضي الله عنه شيء من السماء؟
2 - هل انفرد سيدنا علي رضي الله عنه بالسماع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم دون غيره؟؟ وأين سيدتنا فاطمة رضي الله عنها؟ ألم تسمع شيئاً من أبيها صلى الله عليه وسلم؟ إن أجبت نعم تكون قد كذبتك في اختصاصك علياً رضي الله عنه، وإن نفيت تكن كذّبت الأمة كلها من سنة وشيعة ورافضة؟؟
3 - لا أرى قولك " محمد صلى الله عليه وسلم وليس على علي " إلا " تقية "، وأنت أيضاً فيها أسأت الأدب مع سيدنا علي رضي الله عنه.
ويظهر لي أنك تتكلم عن قرآن غير ما نتكلم نحن فيه، وهذا إن صح فعلى من يقوله لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
وأخيراً:
انصحك باستماع نصائح الشيخ " أبوعبيدة الهانئ " لك فقد محضك النصح بالعقل والتعلم وعدم الخوض فيما لا تحسن حتى لا تكون أضحوكة للعقلاء من سنّة وشيعة وغيرهم ممن يعرف البحث الجاد والصادق القائم على الأسس والمناهج وليس القائم على الأوهام والترهات والسخافات.
والله من وراء القصد.
العجب العجاب فيك وفي كلماتك. هل أنزل الله القرآن على غير رسول الله؟ لحد علمي أن الرسول هو رسول واحد في الاسلام. أما وان كان هناك رسولا غير محمد ينزل عليه الوحي القرآني وأقول القرآني لفضا.رجائي أن تخبرني به.أما ما قلته أنا في علي صلى الله عليه وسلم فهو اشارة لكونه ربيب الوحي كان يسمعه مع رسول الله محمد عليه وآله الصلاة والسلام.أما لعنة الله فيختارها الله لمن يستحقها.
ـ[محمد العسكري]ــــــــ[26 Aug 2009, 07:28 م]ـ
لو أدركك سيدنا علي رضي الله عنه وأرضاه لقطع لسانك، أولا لما ادعيت عليه كذبا، وثانيا لدعواك الفهم في العربية مع الألحان التي تظهر في كتاباتك.
وهل بمثل هذا اللحن الدال على الجهل باللغة العربية وأبسط قواعدها تريد أن تفسر القرآن وتكون من الملهمين؟؟؟
سبحان الله ماذا جرى لبعض الناس؟؟ يا ترى ما هي الأمراض والعلل النفسية التي تخلف مثل هذا السلوك؟؟ إنها ظاهرة تستحق الدرس فعلا.
الحصر ما حاصر عقلك فأبى وعاند الشمس بضيائها.وذلك لموروث حملته كالروبوت فما أنت غير مخزن تستقبل ما يأتيك.أما أنا فلا أقبل عن الحق باطل.ولوكنت محارا لأوردت النص كما بينته ولرددت على أسإلتي.أما القعقعة فلا تثير سحابا ولا مطرا لكن الودق يأتي بالركام من الجهام كما أن ناره يصيب بها الله من يشاء.
والله لن تخرج الأمة من إهانتها التي تسبب فيها أبناؤها بفكر الضلاميين من العصور الحجرية.ألا تدري لو أن أحد من رواة الحديث رأى اليوم بشرا منا بطائرة وهاتف وسلاح لضن أنه جبرائيل عليه الصلاة والسلام؟ بربك ما أفضل فكر من علم كيف بدأ الخلق وفكر من علم علمنا أم فكر من عاش قبلنا بالف سنة وأكثر. ادخل الموضوع وناقش النص بعيدا عن العناد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العسكري]ــــــــ[26 Aug 2009, 07:37 م]ـ
مع تقديري لجميع الأخوة الذين ردوا على من سمى نفسه بمحمد العسكري أقول لقد أتبعتم أنفسكم في الرد لأن الشخص الذي تردون عليه سيقول لكم في النهاية إنه الإمام المعصوم الذي هو أعلم الناس بالقرآن وأحق الناس بتفسيره.
قاتل الله الرافضة ما أخبث أساليبهم وطرقهم في التدليس والتلبيس، ولكن لا غرابة فهم تلاميذ بن سباء.
يا عسيكري ليس هذا بعشك فادرجي.
كل إناء بما فيه يرشح وينضح ويفوح ويصدح.
أنا لست شيعيا ولم أرى طوال حياتي شيعيا إلا في التلفاز.هذا أولا.
أما ثانيا ثبت في علم النفس أن المهزوم يصرخ صرختين الأولى ليرهب طمعا في آخر فرصة وصرخته التالية بكاء.
يا هوى ابتعد عن الهوى.
ـ[الجكني]ــــــــ[26 Aug 2009, 08:43 م]ـ
أيها العسكري:
يظهر أنك لا تفهم العربية حتى مفرداتك وجملك التي تسطرها أنت لا تفهمها، أنت قلت بالحرف الواحد:
أولا لم ينزل على الصحابة شيء من السماء وما كانوا مرسلين.غير أني أستثني الإمام عليه كرم الله وجهه منهم لسماعه ما نزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم
فعلي - رضي الله عنه - تستثنيه من ماذا؟؟؟
أليس علي داخل في الصحابة؟؟
الصحابة - وعلي منهم - لم ينزل عليهم شيء من السماء + غير أني أستثني علي: فما هي نتيجة هذا الكلام بالله عليك؟؟؟؟
نصيحتي لك استر نفسك وجهلك.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[26 Aug 2009, 10:12 م]ـ
قد يعجب بعضُ من عنَّى نفسهُ بنقاش الأخ العسكري إن علم أنهُ يسترقُ شُبهه أو حججهُ وفتوحاته كما يحب أن نسميها من كتابات المدعو سعد عبد المطلب العدل خصوصاً في موضوع السبع المثاني.
ولست بأعجب من جرأته على الاستنساخ أكثر من عجبي من عجزه عن تقمص دور سعد العدل وصياغة شبهه كما هي في مصادرها الأصيلة.
ولا يكاد ينقطعُ العجبُ إن علمتم أن سيدنا علياً رضي الله عنهُ قد فسَّر السبع المثاني بأنها الفاتحةُ خلافاً لمزاعم العسكري التي يسترقها من سعد العدل وغيره.
فهل سيرد العسكريُّ تفسيرَ علي بن أبي طالب الذي أساء إليه بتحصيل الحاصل والتدليل على المسلمات المجممع عليها عند العقلاء ومنها (أن القرآن ما نزل إلا على قلب سيدنا محمد رسول الله) ربما.! فهذا زمان العجائب.
والمنبغي في مثل هذه الأطروحات التي ترى أن الحق لا يمكنُ أن يصدرَ في معاني القرآن إلا من طريق سيدنا علي رضي الله عنهُ أن يكونُ أربابها على درايةٍ بما حاء عنهُ في الآية وعلى قدرةٍ في ردها وتفنيدها - ولو بالباطل - إذ ليس ثمةُ غيرُ الباطل.!
فهل سيستهدي السيد العسكري إلى مكان ورود هذا التفسير عن هذا الصحابي الجليل , وهل سيحمل الأثر إلى سعد أو غيره ليوردوهُ مشتملين ويفندوهُ , ربما.!
يقول العسكري - هداه الله وعافاه -
أنا عبد من عبيد الله اسمي -محمد علام الدين العسكري.
شاعر متدين.
باحث في الأديان.
علمني ربي من سر كتبه فكان لزاما علي أن أبين ذلك للناس.
أسعى لجمع شتاة الأمة والمصالحة بينها وبين الله.
وليته يبحث عمن يصالحهُ مع الله قبل أن توهمهُ أمَّارته بالسوء أنه الوسيطُ بين الله وخلقه.
وإن أخشى ما أخشاهُ (وقد أشار العسكريُّ إلى تحصيله العلمَ اللدنُّي بكتب الله بلا استثناءٍ) أن يكون أخونا العسكري كصبري النبي الذي كان يكتب معنا في الملتقى سابقاً وادَّعى النبوة فأعانه الشيخ عبد الرحمن على نشر وتبليغ الدعوة وحذف معرفه ليدعو الناس لنبوته الجديدة ويستكثر أنصاره.
ـ[محمد العسكري]ــــــــ[27 Aug 2009, 02:25 ص]ـ
قد يعجب بعضُ من عنَّى نفسهُ بنقاش الأخ العسكري إن علم أنهُ يسترقُ شُبهه أو حججهُ وفتوحاته كما يحب أن نسميها من كتابات المدعو سعد عبد المطلب العدل خصوصاً في موضوع السبع المثاني.
ولست بأعجب من جرأته على الاستنساخ أكثر من عجبي من عجزه عن تقمص دور سعد العدل وصياغة شبهه كما هي في مصادرها الأصيلة.
ولا يكاد ينقطعُ العجبُ إن علمتم أن سيدنا علياً رضي الله عنهُ قد فسَّر السبع المثاني بأنها الفاتحةُ خلافاً لمزاعم العسكري التي يسترقها من سعد العدل وغيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهل سيرد العسكريُّ تفسيرَ علي بن أبي طالب الذي أساء إليه بتحصيل الحاصل والتدليل على المسلمات المجممع عليها عند العقلاء ومنها (أن القرآن ما نزل إلا على قلب سيدنا محمد رسول الله) ربما.! فهذا زمان العجائب.
والمنبغي في مثل هذه الأطروحات التي ترى أن الحق لا يمكنُ أن يصدرَ في معاني القرآن إلا من طريق سيدنا علي رضي الله عنهُ أن يكونُ أربابها على درايةٍ بما حاء عنهُ في الآية وعلى قدرةٍ في ردها وتفنيدها - ولو بالباطل - إذ ليس ثمةُ غيرُ الباطل.!
فهل سيستهدي السيد العسكري إلى مكان ورود هذا التفسير عن هذا الصحابي الجليل , وهل سيحمل الأثر إلى سعد أو غيره ليوردوهُ مشتملين ويفندوهُ , ربما.!
يقول العسكري - هداه الله وعافاه -
أنا عبد من عبيد الله اسمي -محمد علام الدين العسكري.
شاعر متدين.
باحث في الأديان.
علمني ربي من سر كتبه فكان لزاما علي أن أبين ذلك للناس.
أسعى لجمع شتاة الأمة والمصالحة بينها وبين الله.
وليته يبحث عمن يصالحهُ مع الله قبل أن توهمهُ أمَّارته بالسوء أنه الوسيطُ بين الله وخلقه.
وإن أخشى ما أخشاهُ (وقد أشار العسكريُّ إلى تحصيله العلمَ اللدنُّي بكتب الله بلا استثناءٍ) أن يكون أخونا العسكري كصبري النبي الذي كان يكتب معنا في الملتقى سابقاً وادَّعى النبوة فأعانه الشيخ عبد الرحمن على نشر وتبليغ الدعوة وحذف معرفه ليدعو الناس لنبوته الجديدة ويستكثر أنصاره.
السلام عليكم ورحمة الله.
موضوع النقاش هو محل النقد لماذا تركته واتجهت جانبا آخر؟
كنت أضن أن يناقشني متخصصون ودارسون في لب الموضوع لمتابعة الأمر والحكم عليه بالبينة أخطأ هو أم صواب؟ فكلنا بشر قد نخطىء. لكن تبقى البينة هي الحجة. ما العيب في الحوار الجاد.
ولكني وجدت ردود أغلبها خارج الموضوع. إلا قليلا من المتدخلين أشكرهم علىالحوار الجدي في الموضوع بغض النظر عن نوع الرد بالسلب أو بلايجاب.
متى نتعلم الحوار الجدي دون عصبية والتواء؟ فكل كاتب وجب عليه قبول النقد الجدي ومن لا يقبل النقد لا يدخل في حوار أو في كتابة. المهم أن نخرج من كل موضوع بفائدة لا بسب وشتم وتنابز.
لك السلام.
ـ[ Amara] ــــــــ[27 Aug 2009, 05:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما
و بعد،
اخوتي الأفاضل، السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ما هكذا يحسن بالمسلم رد الكلام ..
فإن السؤال له جواب .. و جواب المسلم بالحسنى .. و قد قيل إذا قلنا لكم شيئا فاسألونا الدليل .. و هو راجع لتحدي الله تعالى في كتابه: قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ..
و حقيقة لم أشأ التدخل في البداية في هذا الموضوع .. حتى رأيت من الإخوة حيادا عما ينبغي أن يكون ..
و إليكم بعض الملاحظات،
سابدا مع الأخ الحبيب أبو عبيدة الهاني، هنأنا و هنأه الله تعالى و رزقنا و رزقه الخير و ملأ قلوبا و إياه إيمانا يبلغ اليقين، يقول الأخ أبو عبيدة
وليت الأخ محمد العسكري التونسي.
فالأول عرفناه من خلال مقالته فلماذا ألحقت له التونسي أم هو تعريض بأهلها ..
لقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أحسن الظن بأخيك المسلم .. لذلك سأحسن بك ظنا .. و سأدعوك للبعد عن مثل هذا لأني لا أظنه يصلح في شيء
لقد أتبعتم أنفسكم في الرد لأن الشخص الذي تردون عليه سيقول لكم في النهاية إنه الإمام المعصوم الذي هو أعلم الناس بالقرآن وأحق الناس بتفسيره.
.
لا أرى أن مثل كلامك جوابا .. و إن كان نصحا قبلناه غير أن للنصح أساليبه و براعة لفظ .. فأنت تطلق حكما لا نعلم صحته من خطئه .. و لم تقدم دليلا .. و حتى ان افترضنا أن كلامك صحيح و أن هذا الكلام مجرد تقية .. أفلا يجب أن تقام الحجة عليه أولا ..
أما أنت أخي العسكري فقد قلت قولا عظيما، لا أراه يستند إلى منطق .. و ربما و الحال أنك أمضيت عمرك بين الكتب تعلم أساليب المنطق جيدا، و أورد من كلامك مثلا قولك
والمثنى تعني إثنتين والفاتحة لا تثنى بل جمعها مفرد
.
(يُتْبَعُ)
(/)
و أنا أقول لك كيف تقول أن الفاتحة لا تثنى و قد روى سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: قال الله تعالى: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: مالك يوم الدين، قال: مجدني عبدي، وقال مرة: فوض إلي عبدي، فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين، قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين، قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل) وفي رواية: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فنصفها لي ونصفها لعبدي).
فإن كانت نصفين قبلت أن تثنى أليس كذلك
ثم قولك
قال الله العلي العظيم. هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ.07.آل عمران. صدق الله الع_لي العظيم.
أخي إن الله نزل الوحي على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم فأطلق عليه اسم -الكتاب- كما ورد في الآية المذكورة آنفا. منه آيات محكمات هن أم الكتاب.فأطلق علها اسم القرآن. وأما المتشابهات هن السبع المثاني. بدليل قول الله العلي العظيم. وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ.87.الحجر. وإذا سلمنا أنها الفاتحة كما قلت.فكيف يقول الله.فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِه. هل في سورة الفاتحة ما تطلب فيه الفتنة أو التأويل؟
.
فظاهر الأية يقول أن أم الكتاب آيات و ليس سورا .. و مفهوم السورة معلوم في القرآن كمفهوم الآية فافهم ترشد ..
ثم قولك أن الكتاب يحوي القرآن و القرآن لا يحتوي الكتاب فيه خلل .. لقوله تعالى:
لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ
و هنا سأسألك هل الآيات داخلة في الكتاب أم لا؟
و لعلك ستضطرب .. و لن تجد جوابا
و أنا أعطيك الجواب فافهم ترشد
أولا: هي منة من الله هذا الذي هدينا إليه .. و استجابة لدعوة سيدنا ابراهيم و سيدنا اسماعيل عليهما السلام من الله.
فكان الرسول من أنفسهم
يتلوا عليهم الآيات حتى إذا زكوا علمهم ما في الكتاب
فحصول التزكية بمنة الله تعالى لا تستوجب علم الكتاب كله ..
و أنت تر كيف آمن سيدنا عمر من آيات سورة طه .. و كيف أسلم علماء و عباد بعد سماعهم لآية أو آيتين ..
و حصول التزكية يستوجب الإيمان بكل الكتاب لا ببعض الآيات التي بها حصلت و يبينه قوله تعالى:
هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
فإذا آمن المرء بالكتاب سعى إلى علم ما فيه ..
فإذا تعلم مافيه حصل بذلك على الحكمة .. و الله تعالى أعلم.
و لعلك تنظر في قوله تعالى:
طس تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ
و قوله تعالى:
الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآَنٍ مُبِينٍ
و يعضدنا في هذا النهج أيضا قوله تعالى:
قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ
و قوله تعالى:
قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا
(يُتْبَعُ)
(/)
و يعضدنا أيضا قوله تعالى:
كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
أما المثاني فإن شئت أنها صفة لهذه السبعة و هي صفة للكتاب على عمومه .. و يبينه قوله تعالى:
اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ
فإن قلت أن ذلك أحسن الحديث و هو كتاب أيضا .. أصبح الكتاب كتابين .. و هو كلام باطل .. و إن اطمأن إليه قلبك على بطلانه أبطل ما ذهبت إليه من كون القرآن جزء من الكتاب ..
فالقرآن هو ما يقرأ بالوحي و الكتاب ما خطه القلم بالوحي أيضا .. و الذي يحاججنا بأن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يكتب أصلا و لا تعلم الخط قلنا له إنه لم يتعلم فمن أين آتاه القرآن .. و سيقولون من عند الله .. و سنقول لهم إن الذي علمه الحرف وحيا قادر أن يرسم شكله في قلبه دون أن يتعلم كتابته بيده .. و هذا كلام يطول شرحه و ليس هذا مجاله غير أنه من البد الإشارة إليه ..
فالكتاب هو ما خط و يفسره قوله تعالى:
وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ
لذلك يضاف إليه فعل اقرأ كما في قوله تعالى:
اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا
و قوله تعالى:
فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ
و قوله تعالى:
أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا
و هو ما ذهب إليه الناس أن ينزل عليهم كتابا مكتوبا .. و يفسره قوله تعالى:
وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ
و الذي أنزله الله من كتاب و قرآن إنما أنزله وحيا ..
ثم قولك أن ليس في الفاتحة ما تطلب فيه الفتنة أو التأويل .. فإن ما حصل من طرح الموضوع يجيبك عنه ..
ثم أني أنبهك إلى شيء هو أن تمحص القول جيدا قبل أن تطلق الحكم على من سبقك بالعلم و الصحبة أنهم ليسوا على شيء من هذا العلم .. و لعلي أذكرك بقوله تعالى:
وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
فإن كنت ترى أن العقل وسيلة للإدراك .. فإني أقول لك إنه وسيلة لإدراك ما يدرك .. و من علم القرآن ما لا يدركه العقل فتبينه لنا سنة النبي المصطفى محمد صلى الله عليه و سلم.
ثم أجدك تقول
أولا لم ينزل على الصحابة شيء من السماء وما كانوا مرسلين.غير أني أستثني الإمام عليه كرم الله وجهه منهم لسماعه ما نزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم وليس على علي.
.
فأنت تقول أن استثنائك لعلي من بين الصحابة رضي الله عنهم أجمعين كان مرده كون علي كرم الله وجهه كان سمع القرآن مباشرة من النبي عليه الصلاة و السلام، و أنا أقول لك أين كان بقية الصحابة حين كان علي يستمع لذلك، أم إنهم وقتها كانوا مشتغلين بكرة القدم؟
و هل أمر الرسول بإبلاغ القرآن و إسماعه فقط لعلي؟ فأين الخبر الذي يورد ذلك؟
إنك تسقظ بهذا الكلام .. غير أني لا أحب لك العثرة لذلك فأنا أكلمك بإخلاص قلب و إن كان في قولي شيء من الغلظة التي أظنك ستتحملها مني ..
ثم قلت:
ألا تدري لو أن أحد من رواة الحديث رأى اليوم بشرا منا بطائرة وهاتف وسلاح لضن أنه جبرائيل عليه الصلاة والسلام؟ بربك ما أفضل فكر من علم كيف بدأ الخلق وفكر من علم علمنا أم فكر من عاش قبلنا بالف سنة وأكثر
.
فهذا لا أدريه .. أما الذي أدريه هو أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان ذات يوم يخطب على المنبر في المدينه .. فسمعوه يقول في أثناء الخطبة: ياسارية .. الجبل ... ياسارية الجبل ..
فتعجبوا .. من يخاطب؟ وكيف يقول هذا الكلام في أثناء الخطبة ..
فإذا الله سبحانه وتعالى قد كشف له عن سرية في العراق ..
كان قائدها سارية بن زنيم وكان العدو قد حصرهم .. فكشف الله لعمر عن هذه السرية كأنما يشاهدها رأي عين ..
فقال لقائدها ياسارية .. الجبل ...
يعني تحصن بالجبل ..
فسمعه سارية وهو القائد .. وهو في العراق .. ثم اعتصم بالجبل ...
فأنى يعجب من يكشف الله عين البصيرة ممن أنعم الله بعين البصر ..
من يعجب من من .. فافهم ترشد
أما أفضلية من علم علم السابق و علم من علم علمنا فإني أقول لك أن علمنا لم يكن بدون سابق العلم و هو الأصل، و بذلك فالفضل يرجع إليهم لا إلينا .. و لولاهم لكنت اليوم تدور عاريا في فناء الكعبة أو قل لباعوك عبدا بنصف درهم أو لتولاك يهودي لدين لم يقدر أبوك تسديده ...
و لا أظنك تكون من أرباب الدولة لأن منطقك غير منطق الأرباب ..
و لولاهم لما تعلمت الحرف و أتقنته ..
و لولاهم لما صغت فكرا ..
و لولاهم لما ركبت طائرة و لا جبت بحرا بسفينة ..
و لولاهم ما وقفت معنا في هذا المنتدى تستجدي من يستمع إليك ..
فكيف تنكر فضلهم عليك من ليس لك عليهم فضلا .. و لا تسدد دينك لمن أنت مدين لهم بإيمانك ..
أم أنك ترى في الطائرة قوة أقوى من فرس يركبه المجاهد منهم في سبيل الله .. فأين هي هذه الطائرات .. فإنا نسمع وقع ما تمطر على الأرض و مع ذلك لا تنبض القلوب إلا بالحق و بما يرضي الله ..
اذهب و تعلم عن ذلك العلم و هذا العلم ..
تعلم ممن حررك .. و أسرج لك النور لتهتدي ..
يغفر الله لي و لكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ناصر]ــــــــ[27 Aug 2009, 08:32 ص]ـ
أعتقد أنه آن الأوان لحذف هذا الموضوع. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[27 Aug 2009, 01:35 م]ـ
يا العسكري حفظك الله وهداك
ما دام موضوع النقاش هو محل النقد فنقول لك باختصار:
أنت قلت إن الصحابة بشر وكذا وكذا إلا عليا رضي الله عنهُ , وأنت قلت إن السبع المثاني لها معنى خصَّك الله بمعرفته دون سائر أمة محمد صلى الله عليه وسلم , ونحن أثبتنا لك أن سيدنا علياً رضي الله عنهُ قد فسَّر السبع المثاني بأنها الفاتحةُ خلافاً لتفسيرك اللَّدُنِّي.!
وبإعمال العقل الذي قلت إنه حكَمٌ منصفٌ أقول:
هل ترى من الرشد ترك قول علي رضي الله عنهُ - الذي سمع القرآن وحدهُ دون الصحابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم - إلى قول محمد علام الدين العسكري الذي لا يحسنُ قراءة وكتابة وحفظ القرآن فضلاً عن تأويله , كما تدل عليه كتابته.؟
أجب عن هذه النقطة تحديداً.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[27 Aug 2009, 02:00 م]ـ
قال السيوطيُّ رحمه الله في سورة الفاتحة:
وأخرج الدارقطني والبيهقي في السنن بسند صحيح عن عبد خير قال: سئل علي رضي الله عنه عن السبع المثاني فقال الحمد لله رب العالمين فقيل له: إنما هي ست آيات! فقال بسم الله الرحمن الرحيم آية. انتهى
وانظر سنن البيهقي الكبرى2/ 66 رقم 2388
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[27 Aug 2009, 03:12 م]ـ
الإخوة الأفاضل الرد على المهرجين ينقص قدر العلم والعلماء، وأنتم قد أعطيتم هذا المهرج المسمى العسيكري أكبر من حجمه هذا إن كان له حجم.
وكان الأجدر حين يورد مثل هذا السخف على المنتدى أن يبين ما فيه من خطل ومن ثم يقفل الموضوع.
ويكفي في خطل الكاتب وصمه للقرآن بأنه طلاسم وهذا كفر فاضح يشهد بزندقة قائله لأنه يكذب وصف الله تعالى لكتاب بأنه هدى ونور وشفاء وآيات بينات.
والدليل على أن هذا الكويتب يهرف بما لا يعرف أنه جعل السبع المثاني من المتشابهات وأنه تتبعها وعرفها فقال:
"فالمتشابهات هنا هي السبع المثاني قال العلي العظيم. وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ.87.الحجر. صدق الله العلي العظيم. هنا بين الله العدد فقال- سبعا – فظهر العدد. وقال مثاني والتي تعني التشابه بين اثنين أو اثنتين آيتين أو سورتين. سورتين."
فهل يعد هذا الكويتب نفسه ممن قال الله عنهم:
"فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ"
؟؟؟؟
ـ[محمد العسكري]ــــــــ[27 Aug 2009, 03:51 م]ـ
الإخوة الأفاضل الرد على المهرجين ينقص قدر العلم والعلماء، وأنتم قد أعطيتم هذا المهرج المسمى العسيكري أكبر من حجمه هذا إن كان له حجم.
وكان الأجدر حين يورد مثل هذا السخف على المنتدى أن يبين ما فيه من خطل ومن ثم يقفل الموضوع.
ويكفي في خطل الكاتب وصمه للقرآن بأنه طلاسم وهذا كفر فاضح يشهد بزندقة قائله لأنه يكذب وصف الله تعالى لكتاب بأنه هدى ونور وشفاء وآيات بينات.
والدليل على أن هذا الكويتب يهرف بما لا يعرف أنه جعل السبع المثاني من المتشابهات وأنه تتبعها وعرفها فقال:
"فالمتشابهات هنا هي السبع المثاني قال العلي العظيم. وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ.87.الحجر. صدق الله العلي العظيم. هنا بين الله العدد فقال- سبعا – فظهر العدد. وقال مثاني والتي تعني التشابه بين اثنين أو اثنتين آيتين أو سورتين. سورتين."
فهل يعد هذا الكويتب نفسه ممن قال الله عنهم:
"فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ"
؟؟؟؟
السلام على الجميع ورحمة الله وبركاته.
أما أنت يا من أطلقت على نفسك اسم الهوى ثم أكدت الصفة بما جاء في ردك.
لا تتبع الهوى فيصدك عن سبيل الله. ما أسهل ما تلوك ألسنتكم من تكفير الناس؟
حذاري من تكفير الناس لأنك لست عليهم بمسيطر.
أسأل الله لك الهدى بدل الهوى.
العرب أهلي وليس الغرب أنجبني ... والشاهد الشعر والقرآن والكرم
في الكون شمس وكل الخلق تتبعني ... فكيف أتبع نجما ميتا عدم
تلألأ النجم من أنواري مقتبا ... إذ جن ليل بسطح الأرض يغتنم
حق التداول في الأكوان فطرتها ... متى ترى الشمس حتما تنطفي النجم
محمد علام الدين العسكري
ـ[محمد العسكري]ــــــــ[27 Aug 2009, 04:07 م]ـ
قال السيوطيُّ رحمه الله في سورة الفاتحة:
وأخرج الدارقطني والبيهقي في السنن بسند صحيح عن عبد خير قال: سئل علي رضي الله عنه عن السبع المثاني فقال الحمد لله رب العالمين فقيل له: إنما هي ست آيات! فقال بسم الله الرحمن الرحيم آية. انتهى
وانظر سنن البيهقي الكبرى2/ 66 رقم 2388
أخي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ورمضان مبارك.
أخي أنا لا أصر على رأيي دون روية ولكن أخي الكريم قارن بين ما قلت وقيل وقل لي بربك من أصح حسب التفسير وأقرب للحقيقة؟ هل الرواة الذين يحبون أن تخلد أسماؤهم في السنة فيكذبون على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وعلى الصحابة في الكثير من الحديث على حق؟ والكاذب دائما يترك ما يعري كذبه وإن لفي هذا الحديث لحجة على كذب الراوي.إذا كانت بسم الله الرحمان الرحيم تعد آية تابعة للفاتحة لما ا اختلف على قراءة البسملة في الصلاة. ولكانت نزلت مع سورة الفاتحة. ولو حسبت مع الفاتحة وجبت على الباقي من السور.
لك مني أطيب المنى والسلام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ Amara] ــــــــ[27 Aug 2009, 05:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى اله على سيدنا محمد و سل تسليما
و بعد، أيها الفضلاء السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي الحبيب حجازي الهوى
الإخوة الأفاضل الرد على المهرجين ينقص قدر العلم والعلماء، وأنتم قد أعطيتم هذا المهرج المسمى العسيكري أكبر من حجمه هذا إن كان له حجم.
وكان الأجدر حين يورد مثل هذا السخف على المنتدى أن يبين ما فيه من خطل ومن ثم يقفل الموضوع.
ويكفي في خطل الكاتب وصمه للقرآن بأنه طلاسم وهذا كفر فاضح يشهد بزندقة قائله لأنه يكذب وصف الله تعالى لكتاب بأنه هدى ونور وشفاء وآيات بينات.
والدليل على أن هذا الكويتب يهرف بما لا يعرف أنه جعل السبع المثاني من المتشابهات وأنه تتبعها وعرفها فقال ..... ؟؟؟؟
دعك من هذا الكلام فليس هذا بأسلوب عالم و لا أسلوب واعظ .. أنت لا ثبت على رأي من وصم بالرافضة إلى وصف بالمهرج إلي تكفيره جملة واحدة .. و أنا أقول لك راجع علماءك في كل هذه المسائل فعسى أن يفتح لك باب من العلم من خلالها ..
فهذا الذي يتكلم به العسكري .. و إن كنت أقدح جرأت في بعض المسائل .. كان تكلم بها شيوخا أجلاء من قبله. و إن كان في كلامه نظر في هذا الرأي ففي كلامهم أيضا نظر و حسبكم أن تعودوا إلى مو قع الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
http://www.alfawzan.ws/alfawzan/fatawasearch/tabid/70/default.aspx?PageID=434
السؤال:
يقول تعالى في سورة الحجر: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} [سورة الحجر: آية 87] ما هي السبع المثاني؟ ولماذا سميت كذلك؟
الجواب:
السبع المثاني قيل: إنها الفاتحة؛ لأنها سبع آيات، وهذا هو المشهور، وقيل: إن المراد بالسبع المثاني السبع الطوال التي هي البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، والأنفال، والتوبة، لأن الأنفال والتوبة سورة واحدة، والقرآن العظيم هذا معطوف على السبع المثاني من عطف العام على الخاص، والمثاني هي التي تكرر فيها المواعظ والعبر
المفتي: الشيخ صالح بن فوزان الفوزان أطال الله عمره في طاعته
فإن كان الفوزان قد أفتى بهذا فكيف ننكره من هذا الذي يتعلم ..
ثم إنه في معرض الأحاديث عن هذه المسألة و زيادة عن ما أورده أخي الحبيب الشنقيطي أورد هذين الحديثين:
1 - عن عمر ثم علي قال: السبع المثاني فاتحة الكتاب. زاد عن عمر تثنى في كل ركعة
الراوي: - المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: فتح الباري لابن حجر - الصفحة أو الرقم: 8/ 233
خلاصة الدرجة: بإسنادين جيدين، وبإسناد منقطع عن ابن مسعود مثله
2 - مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي بن كعب، فقال: أتحب أن أعلمك سورة لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها؟ قلت: نعم يا رسول الله! قال: فكيف تقرأ في الصلاة؟ فقرأت عليه أم الكتاب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده، ما أنزلت سورة في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها، وإنها لهي السبع المثاني والقرآن العظيم
الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن جرير الطبري - المصدر: تفسير الطبري - الصفحة أو الرقم: 8/ 2/75
خلاصة الدرجة: صحيح
أما أنت أخي العسكري فإني أدعوك نصحا أن تعلم قبل أن تتكلم
هل الرواة الذين يحبون أن تخلد أسماؤهم في السنة فيكذبون على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وعلى الصحابة في الكثير من الحديث على حق؟ والكاذب دائما يترك ما يعري كذبه وإن لفي هذا الحديث لحجة على كذب الراوي.إذا كانت بسم الله الرحمان الرحيم تعد آية تابعة للفاتحة لما ا اختلف على قراءة البسملة في الصلاة. ولكانت نزلت مع سورة الفاتحة
فإنك تصف من هم أعلم منك بكتاب الله بالكذب و هو كلام يرد على صاحبه فاحذر .. فإنه من هنات أهل العلم تكذيب صلحائهم و علمائهم فلا تسقط في هذا المستنقع ..
أليس أولى بك أن تسأل عن معنى هذاالذي لم تفهمه قبل أن تنعتهم بالكذب فيما لم يكذبوا ..
و إنك تقول كلاما ينم عن جهل .. كثيرا ما وقع فيه المتطفلون في هذا الزمن .. لأنكم لا تمحصون ما تقرؤون ..
و لو تدبرت القرآن لعلمت علة الإختلاف على قراءة البسملة و لوجدت أن ذلك يرجع إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم .. فافهم ترشد
فإنه أجدر بك أن تبحث عن أصل العلم .. و أن تطمئن إلى من هم أوثق منك و مني .. و أخلص ..
فإنك تتكلم عن قوم هذبهم الكتاب و تعلموا منه فتزدريهم و تنظر في حال نفسك و ما تعيش فيه فتكبر في عين حالك .. و هذا أول الجهل و عتمة ظلامه .. فإنهم إنما تعلموا الكتاب و تعلمنا الأسباب
و لعلك تنظر في قوله تعالى: قال الذي عنده علم من الكتاب ..
و إن الرسول آتاهم بالآيات فزكاهم بها و علمهم الكتاب فما وهنوا حتى وصلنا نور الله من خلالهم ..
و الذي أنبهك به:
أمسك عليك لسانك و ليسعك بيتك و ابك على خطيئتك
يغفر الله لي ولكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[27 Aug 2009, 07:12 م]ـ
أخي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ورمضان مبارك.
أخي أنا لا أصر على رأيي دون روية ولكن أخي الكريم قارن بين ما قلت وقيل وقل لي بربك من أصح حسب التفسير وأقرب للحقيقة؟ هل الرواة الذين يحبون أن تخلد أسماؤهم في السنة فيكذبون على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وعلى الصحابة في الكثير من الحديث على حق؟ والكاذب دائما يترك ما يعري كذبه وإن لفي هذا الحديث لحجة على كذب الراوي.إذا كانت بسم الله الرحمان الرحيم تعد آية تابعة للفاتحة لما ا اختلف على قراءة البسملة في الصلاة. ولكانت نزلت مع سورة الفاتحة. ولو حسبت مع الفاتحة وجبت على الباقي من السور.
لك مني أطيب المنى والسلام
أمَّا وقد كشفت عن جهلك وصرحت بسوأتكَ هداك الله فإني أقول لك وليتك تعي:
إن كنت تصفُ حملة السُّنَّة وجهابذة المُحدِّثين بالكذب ابتغاء تمرير أساطيرك التي تسترقها من سعد عبد المطلب العدل فأنت أولى منهم بالكذب ومحبة الشهرة وخلود اسمك في التاريخ - ولا متسع لك فيه فصفحاته ضيقةٌ لا تتحمل تدوين غير العظماء - ولك مما بهتَّهُم به من السوء حظَّان تستوجبهما بالفرض والتعصيب فليهْنَيَاك.
ـ[محمد العسكري]ــــــــ[27 Aug 2009, 07:34 م]ـ
أمَّا وقد كشفت عن جهلك وصرحت بسوأتكَ هداك الله فإني أقول لك وليتك تعي:
إن كنت تصفُ حملة السُّنَّة وجهابذة المُحدِّثين بالكذب ابتغاء تمرير أساطيرك التي تسترقها من سعد عبد المطلب العدل فأنت أولى منهم بالكذب ومحبة الشهرة وخلود اسمك في التاريخ - ولا متسع لك فيه فصفحاته ضيقةٌ لا تتحمل تدوين غير العظماء - ولك مما بهتَّهُم به من السوء حظَّان تستوجبهما بالفرض والتعصيب فليهْنَيَاك.
أهذه لغة عربية لم أعرفها؟ أم لغة محلية لم أفهم ما جاء في ثناياها. ماذا تعني هذه الكلمات؟ بهتَّهُم /تسترقها من سعد /ولا متسع لك فيه فصفحاته / من السوء حظَّان./بلغ أبوك أو أستاذك أو شيخك أني أريد التحدث إليه بخصوصك.
وابعث غيرك يتكلم معي حتى يحين الأمر الأول.
ـ[محمد العسكري]ــــــــ[27 Aug 2009, 07:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى اله على سيدنا محمد و سل تسليما
و بعد، أيها الفضلاء السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي الحبيب حجازي الهوى
دعك من هذا الكلام فليس هذا بأسلوب عالم و لا أسلوب واعظ .. أنت لا ثبت على رأي من وصم بالرافضة إلى وصف بالمهرج إلي تكفيره جملة واحدة .. و أنا أقول لك راجع علماءك في كل هذه المسائل فعسى أن يفتح لك باب من العلم من خلالها ..
فهذا الذي يتكلم به العسكري .. و إن كنت أقدح جرأت في بعض المسائل .. كان تكلم بها شيوخا أجلاء من قبله. و إن كان في كلامه نظر في هذا الرأي ففي كلامهم أيضا نظر و حسبكم أن تعودوا إلى مو قع الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
http://www.alfawzan.ws/alfawzan/fatawasearch/tabid/70/default.aspx?PageID=434
السؤال:
يقول تعالى في سورة الحجر: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} [سورة الحجر: آية 87] ما هي السبع المثاني؟ ولماذا سميت كذلك؟
الجواب:
السبع المثاني قيل: إنها الفاتحة؛ لأنها سبع آيات، وهذا هو المشهور، وقيل: إن المراد بالسبع المثاني السبع الطوال التي هي البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، والأنفال، والتوبة، لأن الأنفال والتوبة سورة واحدة، والقرآن العظيم هذا معطوف على السبع المثاني من عطف العام على الخاص، والمثاني هي التي تكرر فيها المواعظ والعبر
المفتي: الشيخ صالح بن فوزان الفوزان أطال الله عمره في طاعته
فإن كان الفوزان قد أفتى بهذا فكيف ننكره من هذا الذي يتعلم ..
ثم إنه في معرض الأحاديث عن هذه المسألة و زيادة عن ما أورده أخي الحبيب الشنقيطي أورد هذين الحديثين:
1 - عن عمر ثم علي قال: السبع المثاني فاتحة الكتاب. زاد عن عمر تثنى في كل ركعة
الراوي: - المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: فتح الباري لابن حجر - الصفحة أو الرقم: 8/ 233
خلاصة الدرجة: بإسنادين جيدين، وبإسناد منقطع عن ابن مسعود مثله
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي بن كعب، فقال: أتحب أن أعلمك سورة لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها؟ قلت: نعم يا رسول الله! قال: فكيف تقرأ في الصلاة؟ فقرأت عليه أم الكتاب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده، ما أنزلت سورة في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها، وإنها لهي السبع المثاني والقرآن العظيم
الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن جرير الطبري - المصدر: تفسير الطبري - الصفحة أو الرقم: 8/ 2/75
خلاصة الدرجة: صحيح
أما أنت أخي العسكري فإني أدعوك نصحا أن تعلم قبل أن تتكلم
فإنك تصف من هم أعلم منك بكتاب الله بالكذب و هو كلام يرد على صاحبه فاحذر .. فإنه من هنات أهل العلم تكذيب صلحائهم و علمائهم فلا تسقط في هذا المستنقع ..
أليس أولى بك أن تسأل عن معنى هذاالذي لم تفهمه قبل أن تنعتهم بالكذب فيما لم يكذبوا ..
و إنك تقول كلاما ينم عن جهل .. كثيرا ما وقع فيه المتطفلون في هذا الزمن .. لأنكم لا تمحصون ما تقرؤون ..
و لو تدبرت القرآن لعلمت علة الإختلاف على قراءة البسملة و لوجدت أن ذلك يرجع إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم .. فافهم ترشد
فإنه أجدر بك أن تبحث عن أصل العلم .. و أن تطمئن إلى من هم أوثق منك و مني .. و أخلص ..
فإنك تتكلم عن قوم هذبهم الكتاب و تعلموا منه فتزدريهم و تنظر في حال نفسك و ما تعيش فيه فتكبر في عين حالك .. و هذا أول الجهل و عتمة ظلامه .. فإنهم إنما تعلموا الكتاب و تعلمنا الأسباب
و لعلك تنظر في قوله تعالى: قال الذي عنده علم من الكتاب ..
و إن الرسول آتاهم بالآيات فزكاهم بها و علمهم الكتاب فما وهنوا حتى وصلنا نور الله من خلالهم ..
و الذي أنبهك به:
أمسك عليك لسانك و ليسعك بيتك و ابك على خطيئتك
يغفر الله لي ولكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكرك على النصيحة للجميع ومحاولتك الرجوع بالجميع للجادة والتكلم في لب الموضوع والبعد عن كل ما هو خاج عن الحوار.
أنا لم أكذب الصالحين ولكن كذبت فئة وجدت حتى زمن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. وما كان كل العرب إذاك مسلمين. ثم أن الفترة التي دون فيها الحديث جاءت بعد زمان من الزيغ والبعد عن الشريعة واراقة الدماء إلخ ... فلا يمكن تزكية الجميع أبدا.
وقد أثبتت السنة الكثير الأحاديث المكذوبة والضعيفة. ولم يكن اعمال العقل مذمة أو حرام في شيء أبدا إلا ذات الله تبارك وتعالى لكونها لا شبيه لها ولا نظير فلا يمكن تصورها بحال من الأحول.ولذلك لم يوجد نص في الكتاب يحرم العلم في أي مجال.
أما العلم فهو موهبة يؤتيها الله من يشاء ويريد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[الجكني]ــــــــ[27 Aug 2009, 07:59 م]ـ
أصوتي لصوت أخي " حجازي الهوى " أننا أعطينا لهذا أكبر من حجمه.
في الأول ألمح إلى وصف الإمام البخاري بالكذب، والآن صرح بوصف الدارقطني والبيهقي بالكذب حاشاهم من ذلك - مما يظهر أنه لا يملك نفساً في البحث والدفاع عن رأيه إلا بتسفيه أقوال أسياده وأسياده من علمه ومن هم على شاكلته.
والله إن من طهارة القلم عدم مجاراته في سخافته وطغيانه، ففي كل مشاركاته السخافة مع سبق الإصرار والترصد.
ـ[محمد العسكري]ــــــــ[27 Aug 2009, 08:14 م]ـ
يا العسكري حفظك الله وهداك
ما دام موضوع النقاش هو محل النقد فنقول لك باختصار:
أنت قلت إن الصحابة بشر وكذا وكذا إلا عليا رضي الله عنهُ , وأنت قلت إن السبع المثاني لها معنى خصَّك الله بمعرفته دون سائر أمة محمد صلى الله عليه وسلم , ونحن أثبتنا لك أن سيدنا علياً رضي الله عنهُ قد فسَّر السبع المثاني بأنها الفاتحةُ خلافاً لتفسيرك اللَّدُنِّي.!
وبإعمال العقل الذي قلت إنه حكَمٌ منصفٌ أقول:
هل ترى من الرشد ترك قول علي رضي الله عنهُ - الذي سمع القرآن وحدهُ دون الصحابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم - إلى قول محمد علام الدين العسكري الذي لا يحسنُ قراءة وكتابة وحفظ القرآن فضلاً عن تأويله , كما تدل عليه كتابته.؟
أجب عن هذه النقطة تحديداً.
السلام عليكم أخي ورحمة الله وبركاته.
لقد قلت أن موضوع النقاش هو محل النقد ثم دخلت إلى موضوع ثاني يطول الحديث فيه وإذا قلت فيه أمرا لن نفرغ من الردود.ونخرج عن الموضوع.
(يُتْبَعُ)
(/)
أنا قد أكدت عديد المرات أني لا أكذب الإمام علي صلى الله عليه وسلم. ولكني كذبت من كذب عليه. لا أكثر ولا أقل بالبينة والبرهان.
أما نقدك لشخصي فهو خارج عن الموضوع.وأما لكتاباتي فما الذي تعنيه من قولك.
لا يحسنُ قراءة وكتابة كتابات من تنقد.
ومع ذلك لك مني السلام والتحية
ـ[ Amara] ــــــــ[27 Aug 2009, 08:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما
اخوتي الافاضل السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أنا لم أكذب الصالحين ولكن كذبت فئة وجدت حتى زمن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ..
هل لك أن تبين لنا هذه الفئة؟
وما كان كل العرب إذاك مسلمين ..
و هل أصبح كلهم مسلمون الآن؟ أليس منهم المشككون و المبطلون و الملحدون و الغافلون و المتهافتون و المتكلمون بغير علم؟
فلا يمكن تزكية الجميع أبدا. ..
و لا يمكن تزكية أنفسنا .. فكيف لا تقبل تزكيتهم و تزكي نفسك؟
.ثم أن الفترة التي دون فيها الحديث جاءت بعد زمان من الزيغ والبعد عن الشريعة واراقة الدماء إلخ ... ..
هل تعلم متى دون الحديث؟
إن تراثنا الفكري والثقافي حافل بالوثائق و الصحف التاريخية التي تقطع بكون السنة النبوية الشريفة قد بدأ تدوينها منذ عصر رسول الله صلى الله عليه و سلم و ليس في القرن الهجري الثاني كما يتوهم المستشرقون و من صار على نهجهم.
فهل تميز زمن رسول الله صلى الله عليه و سلم بما تفوهت به ظنا ..
و لن أسألك عن رجال التدوين فأنا أفهم قلة درايتك في هذا الجانب.
ولم يكن اعمال العقل مذمة أو حرام في شيء أبدا ..
و من قال لك أن إعمال العقل مذمة أو حرام .. و لكن إعمال العقل في كلام الله تعالى هو من قبيل إعمال العقل في ذات الله و لك أن تقرأ قوله تعالى:
) وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ
و قوله تعالى:
لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
يغفر الله لي و لكم
ـ[الجكني]ــــــــ[27 Aug 2009, 08:41 م]ـ
مع التحية والتقدير للأخ " عمارة " أقول:
القضية الآن لم تعد مناقشة العسكري في رأيه حول السبع المثاني، بل في قلة أدبه مع علماء حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووصفه لهم بالكذب ووووو.
والله من وراء القصد.
ـ[ Amara] ــــــــ[27 Aug 2009, 08:58 م]ـ
بسم اله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما
أخي الحبيب الجكني و فقني و وفقك الله تعالى و حياك و رفع قدرك و منزلتك
القضية الآن لم تعد مناقشة العسكري في رأيه حول السبع المثاني، بل في قلة أدبه مع علماء حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووصفه لهم بالكذب ووووو.
تماما .. غير أني أريد ان أسألك هل تظن أنه يفعل ذلك جهلا أم عنادا؟
إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أمرنا بإحسان الظن بالمسلمين لذلك فسأقول لك إن مرد ذلك إلى الجهل لا إلى العناد.
و أسألك ثانية: كيف نفعل بهؤلاء هل نقدحهم و نطردهم أم ماذا نفعل معهم؟
أنا أشكر حماسة الجميع للذود عن حمى رسول الله صلى الله عليه و سلم و حمى أصحابه رضوان الله عليهم .. و مع ذلك فأنا أدلكم إلى شيء:
كيف تصرف رسول الله صلى الله عليه و سلم مع الأعرابي الذي جاء فبال في المسجد؟
هكذا يجب أن نتصرف مع من لا علم عندهم.
و هذا الذي يظهر من كلامه أنه لا يعلم عن علم الحديث و حقيقة أنا نفسي لا أعلم عنه سوى ما أقرأ وحدي .. و ما أطلع عليه من خلال منتداكم و بعض صفحات النت و بعض الكتب التي أملكها .. و ما كنت تعلمت تعليما أكاديميا مثلكم في هذا الباب مع أني أتمنى ذلك ..
و من لا يعلم قد يخطئ .. و هو تماما يفعل الجاهل بنفسه ما لا يفعله العدو بعدوه ..
و نحن أمة مع أن أولنا جاهد من أجل العلم فإني أرى بعضنا يجاهد من أجل الجهل .. و أول الجهل أن تتكلم بما لا تعلم .. فمن تكلم في غير فنه أتى كما قيل بالعجائب ..
فصبر جميل و الله المستعان
و أجركم على الله في تبليغ دعوته بالحسنى
فإن قلت صوابا فمن الله و إن قلت خطأ فمن نفسي و من الشيطان
هذا و إن رأيتم مني زيغا فصوبوني فإنما أنا متعلم .. و المتعلم تكثر هناته.
يغفر الله لي و لكم
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[27 Aug 2009, 10:03 م]ـ
أهذه لغة عربية لم أعرفها؟ أم لغة محلية لم أفهم ما جاء في ثناياها. ماذا تعني هذه الكلمات؟ بهتَّهُم /تسترقها من سعد /ولا متسع لك فيه فصفحاته / من السوء حظَّان./بلغ أبوك أو أستاذك أو شيخك أني أريد التحدث إليه بخصوصك.
وابعث غيرك يتكلم معي حتى يحين الأمر الأول.
أنا أستغرب ممَّن يعجزهُ فهم هذه الجمل البسيطة فيعمد بإرشاد عقله إلى نفي العربية عنها وهو مع ذلك يزعم العلم بأسرار الكتاب المنزل بلسان عربي مبين.
وشكراً لك على وضع هذا الحد للنقاش , فقد برهنت لنا أن تعلقك بسيدنا علي رضي الله عنه ليس إلا دوي زنبور أو طنين ذباب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[28 Aug 2009, 12:32 ص]ـ
صدق من قال:
إن الرافضة شر من وطئ الحصى
يا أخانا الفاضل عمارة سعد شندول:
اعلم إن الرفض والتهريج قرينان، فالرافضة مهرجون، لا عقل ولا نقل،فمن أراد أن يضيع عمره ويزري بنفسه فليحاور الرافضة.
وهذا الذي تدافع عنه ما هو إلا رافضي مهرج لا يخفى أسلوبه على ذي لب سبر الرافضة وطريقتهم في الحوار ....... أسأل الله العلي القدير أن يطهر الأرض من رجسهم ودنسهم فو الله الذي لا إله إلا هو ما ظهرت ثلمة في الإسلام أشد وأنكى من ثلمة الرافضة ......
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[28 Aug 2009, 01:04 ص]ـ
هذا تفسير باطني للقرآن، قرمطي المعالم، لا يشك في ذلك من قرأ أدنى شيء عن الباطنية ومذهبهم وإلى من ينتسبون. والسنة عند هؤلاء لا قيمة لها. وقد دخلت معترك الجدال والحوار معهم على مدى 3 أعوام، حتى أني شككت في السنة على سبيل الفرض، فخرجت بعد هذا الصراع كله بنتيجة واحدة - بعد البحث والنظر والقراءة والتمحيص على مدى 3 أعوام - وهي: أن السنة تستمد قوتها التشريعية من القرآن نفسه وظهر لي أن محاولة إنكار هذا يولّد من الإشكالات مالا ينجلي ومن السؤالات ما لا ينتهي، ورحم الله الإمام مالك فقد عبر عن مكانة السنة بأوجز عبارة: "السنة مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تركها غرق".
ـ[محمد العسكري]ــــــــ[28 Aug 2009, 01:08 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما
اخوتي الافاضل السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هل لك أن تبين لنا هذه الفئة؟
و هل أصبح كلهم مسلمون الآن؟ أليس منهم المشككون و المبطلون و الملحدون و الغافلون و المتهافتون و المتكلمون بغير علم؟
و لا يمكن تزكية أنفسنا .. فكيف لا تقبل تزكيتهم و تزكي نفسك؟
هل تعلم متى دون الحديث؟
إن تراثنا الفكري والثقافي حافل بالوثائق و الصحف التاريخية التي تقطع بكون السنة النبوية الشريفة قد بدأ تدوينها منذ عصر رسول الله صلى الله عليه و سلم و ليس في القرن الهجري الثاني كما يتوهم المستشرقون و من صار على نهجهم.
فهل تميز زمن رسول الله صلى الله عليه و سلم بما تفوهت به ظنا ..
و لن أسألك عن رجال التدوين فأنا أفهم قلة درايتك في هذا الجانب.
و من قال لك أن إعمال العقل مذمة أو حرام .. و لكن إعمال العقل في كلام الله تعالى هو من قبيل إعمال العقل في ذات الله و لك أن تقرأ قوله تعالى:
) وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ
و قوله تعالى:
لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
يغفر الله لي و لكم
بسم الله الرحمان الرحيم. والصلاة والسلام على رسول الله محمد وآله وسلم.
الفئة التي حذر الله منها فقال.يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ... وما تخفي صدورهم أكبر. وأنت تعلم مكان البطانة.
أما تزكية النفس فهو مرض أصاب الكثير حيث لا يقبلون الآخر ولو قبله الله بصريح الآية في القرآن.وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم في ما كانوا فيه يختلفون. صدق الله العلي العظيم. ومن هم الذين لا يعلمون لو سمحت. ذكر اليهود والنصارى وأشار إليهم الله بقوله الذين لا يعلمون فمن هم؟ أرجوك.
أما ما قولك. و لكن إعمال العقل في كلام الله تعالى هو من قبيل إعمال العقل في ذات الله: هنا حرمت على المؤمنين دراسة القرآن.
هداكم الله إلى الحق ومعرفة الصواب وأبعد عنكم حمية الجاهلية آمين
ـ[ Amara] ــــــــ[28 Aug 2009, 01:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما
ردا على كلامك
(يُتْبَعُ)
(/)
الفئة التي حذر الله منها فقال.يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ... وما تخفي صدورهم أكبر. وأنت تعلم مكان البطانة.
إن كنت تقصد بطانة رسول الله صلى الله عليه و سلم فقد سقطت إلى القاع .. و من بلغ القاع ليس له أن ينحدر أكثر .. لذلك اتمنى أن تحدث نفسك أن تصعد إلى أعلى لترى النور
و إلا ..
فمن لا يريد صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر
فافهم ما أنصحك به و اعمل فيه عقلك جيدا فإني خائف عليك أن تعتنق الباطل فيعميك ..
أما تزكية النفس فهو مرض أصاب الكثير حيث لا يقبلون الآخر ولو قبله الله بصريح الآية في القرآن.
وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم في ما كانوا فيه يختلفون. صدق الله العلي العظيم
ومن هم الذين لا يعلمون لو سمحت. ذكر اليهود والنصارى وأشار إليهم الله بقوله الذين لا يعلمون فمن هم؟ أرجوك.
.
أما الذين لا يعلمون فقول الجمهور أنهم كفار العرب الذين قالوا ليس محمد على شيء .. فإن شئت أن تكون منهم فجارهم و قل ليس أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم و بطانته رضي الله عنهم على شيء ..
و ردا على قولك
أما ما قولك. و لكن إعمال العقل في كلام الله تعالى هو من قبيل إعمال العقل في ذات الله: هنا حرمت على المؤمنين دراسة القرآن.
.
أقول إن للعقل ضوابط يحتكم إليها و حدودا لا يتجاوزها و في كلام الله ما يدرك بكلام النبي صلى الله عليه و سلم ..
و من العلم ما يكون بالتقوى لا بإعمال العقل و في ذلك قوله تعالى:
و اتقوا الله و يعلمكم الله ..
و من العلم ما يكون بالقراءة و فيه قال تعالى:
اقرأ
و فيه ما يأتي بالمشاهدة و فيه ما يأتي بالتفكر و فيه ما يأتي بالنظر، و كل هذه الأمور تجد لها في القرآن إشارة و هي من عظيم دلالات إعجازه ..
فإذا رجعت إلى العقل لا تجده يسع كل هذا لوحده فافهم ترشد ..
يغفر الله لي و لكم
ـ[محمد العسكري]ــــــــ[28 Aug 2009, 02:36 ص]ـ
هذا تفسير باطني للقرآن، قرمطي المعالم، لا يشك في ذلك من قرأ أدنى شيء عن الباطنية ومذهبهم وإلى من ينتسبون. والسنة عند هؤلاء لا قيمة لها. وقد دخلت معترك الجدال والحوار معهم على مدى 3 أعوام، حتى أني شككت في السنة على سبيل الفرض، فخرجت بعد هذا الصراع كله بنتيجة واحدة - بعد البحث والنظر والقراءة والتمحيص على مدى 3 أعوام - وهي: أن السنة تستمد قوتها التشريعية من القرآن نفسه وظهر لي أن محاولة إنكار هذا يولّد من الإشكالات مالا ينجلي ومن السؤالات ما لا ينتهي، ورحم الله الإمام مالك فقد عبر عن مكانة السنة بأوجز عبارة: "السنة مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تركها غرق".
السلام عليكم جميعا ورحمة الله.
أما بعد.قال تعالى في وصف آيات الكتاب. «كتابا متشابها مثاني» يؤكد الله تبارك وتعالى على وجود آيات من القرآن تشبه بعضها البعض. كما أكد أن من آياته مثاني. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يصف القرآن. (يصدق بعضه بعضا) أي أن القرآن حجة بالغة لا تستحق تأكيد من غيرها فهي كاملة. وعن الإمام علي عليه الصلاة والسلام قال أيضا وهو يصف القرآن (ينطق بعضه ببعض و يشهد بعضه على بعض) وتظهر كلمة المثاني أنها جمع مثنى أي تكرير وإعادة وتشابه
بين كل اثنين أو بيان آية بأخرى مثلا أو سورة بأخرى إذا اعتبرنا أن المتشابه في القرآن سورا لا آيات.
وللرجوع لكلمة القرآن وتفسيرها الذي هو الفارق بين الحق والباطل ويعني الفصل بين الخير والشر كما يعني ا (لحكم) لقول الله العلي العظيم. إنا أنزلناه حكما عربيا.
والله قال.سبعا من المثاني والقرآن العظيم. أي أن القرآن شيء والسبع المثاني شيء آخر. حدد الله عدته بقوله سبع من المثاني. ولا أرى هنا أن الفاتحة سبعا من المثاني لعدم التشابه بين آياتها. ونحن نعرف أن معنى المتشابه في القرآن هو ما يشبه بعضه بعضا كقول الله تبارك وتعالى. والزَّيْتُونَ والرُّمَانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابهٍ.
فوضح معنى المتشابه. أي الشبه - المثل - أو المشابه - أو النضير. وهذا معنى الشبه في اللغة العربية أيضا. وقال الله العلي العظيم.هَذا الذي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ واُتُوا بِهِ مُتَشَابهاً. أي أن ثمار الجنة قريبة الشبه من ثمار الأرض.
ولو لم توجد في القرآن متشابهات لقلنا أن ما ذهبت إليه خطأ.
وفي نهاية المداخلة أقول لمن يلوحون بألقاب الطائفية نحن في بلاد المغرب الإسلامي لا نفرق بين المسلمين في أي مكان على الأرض فكل من قال الشهادتان فهو في نظرنا مسلم بغض النظر عن تصرفاته التي سيحاسب عليها عند الله. لذا رجائي من الإخوة جميعا أن تكون تدخلاتهم في صلب الموضوع كي لا تجرنا الكلمات لمواضيع أخرى.
لكم السلام من رب السلام ودمتم جنودا للقرآن الحجة البالغة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العسكري]ــــــــ[28 Aug 2009, 06:36 ص]ـ
يا " العسكري ":
1 - هل نزل على سيدنا علي رضي الله عنه شيء من السماء؟
2 - هل انفرد سيدنا علي رضي الله عنه بالسماع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم دون غيره؟؟ وأين سيدتنا فاطمة رضي الله عنها؟ ألم تسمع شيئاً من أبيها صلى الله عليه وسلم؟ إن أجبت نعم تكون قد كذبتك في اختصاصك علياً رضي الله عنه، وإن نفيت تكن كذّبت الأمة كلها من سنة وشيعة ورافضة؟؟
3 - لا أرى قولك " محمد صلى الله عليه وسلم وليس على علي " إلا " تقية "، وأنت أيضاً فيها أسأت الأدب مع سيدنا علي رضي الله عنه.
ويظهر لي أنك تتكلم عن قرآن غير ما نتكلم نحن فيه، وهذا إن صح فعلى من يقوله لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
وأخيراً:
انصحك باستماع نصائح الشيخ " أبوعبيدة الهانئ " لك فقد محضك النصح بالعقل والتعلم وعدم الخوض فيما لا تحسن حتى لا تكون أضحوكة للعقلاء من سنّة وشيعة وغيرهم ممن يعرف البحث الجاد والصادق القائم على الأسس والمناهج وليس القائم على الأوهام والترهات والسخافات.
والله من وراء القصد.
بسم الله الرحمان الرحيم.
اللهم صلي وسلم وبارك على محمد وآل محمد كما صليت وسلمت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد. آمين.
هكذا صلى الله في عرشه على محمد وآل محمد ليكون محمد كما كان إبراهيم وآل محمد كما كان آل إبراهيم. والكل يعرف من هم آل ابراهيم.هم أنبياء ومرسلين أخصهم الله بالرسالة دون غيرهم فأين تذهبون؟ نعم آل محمد هم ورثت الرسالات السماوية جميعا وليس غيرهم. وذلك كان عطاء ربي ولا يملك عطاء ربي غيره.
قال العلي العظيم.
حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا24.
قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا25.عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا.26.إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا.27.لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا28.الجن. وذلك وعد ربي ولن يكن وعد ربي إلا حقا. فمن هو الذي ارتضى من رسول؟ أليس هو على المرتضى؟ أم هل هناك مرتضى آخر؟ بالطبع لا.
أما نزول القرآن فهو خاص بالرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم.بدليل الآية.
نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وانزل التوراة والانجيل.
نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ193.عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ194.الشعراء. قال على قلبك ولم يقل على صحابتك.
لذلك قلت أن القرآن نزل على الرسول ومنه إلى كل المؤمنين بل كل العالم.
هل تريد أن تجعل شريكا للرسول في رسالته فنشهد له ونشهد به كما نشهد بالرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم؟ هذا ما بقي لكم لم تقولوا به.
علما أنك خرجت عن الموضوع الذي بيانه أدناه فرد على ما كتب بالحجة وليس باللعن.
.قال تعالى في وصف آيات الكتاب. «كتابا متشابها مثاني» يؤكد الله تبارك وتعالى على وجود آيات من القرآن تشبه بعضها البعض. كما أكد أن من آياته مثاني. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يصف القرآن. (يصدق بعضه بعضا) أي أن القرآن حجة بالغة لا تستحق تأكيد من غيرها فهي كاملة. وعن الإمام علي عليه الصلاة والسلام قال أيضا وهو يصف القرآن (ينطق بعضه ببعض و يشهد بعضه على بعض) وتظهر كلمة المثاني أنها جمع مثنى أي تكرير وإعادة وتشابه
بين كل اثنين أو بيان آية بأخرى مثلا أو سورة بأخرى إذا اعتبرنا أن المتشابه في القرآن سورا لا آيات.
وللرجوع لكلمة القرآن وتفسيرها الذي هو الفارق بين الحق والباطل ويعني الفصل بين الخير والشر كما يعني ا (لحكم) لقول الله العلي العظيم. إنا أنزلناه حكما عربيا.
والله قال.سبعا من المثاني والقرآن العظيم. أي أن القرآن شيء والسبع المثاني شيء آخر. حدد الله عدته بقوله سبع من المثاني. ولا أرى هنا أن الفاتحة سبعا من المثاني لعدم التشابه بين آياتها. ونحن نعرف أن معنى المتشابه في القرآن هو ما يشبه بعضه بعضا كقول الله تبارك وتعالى. والزَّيْتُونَ والرُّمَانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابهٍ.
فوضح معنى المتشابه. أي الشبه - المثل - أو المشابه - أو النضير. وهذا معنى الشبه في اللغة العربية أيضا. وقال الله العلي العظيم.هَذا الذي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ واُتُوا بِهِ مُتَشَابهاً. أي أن ثمار الجنة قريبة الشبه من ثمار الأرض.
ولو لم توجد في القرآن متشابهات لقلنا أن ما ذهبت إليه خطأ.
وفي نهاية المداخلة أقول لمن يلوحون بألقاب الطائفية نحن في بلاد المغرب الإسلامي لا نفرق بين المسلمين في أي مكان على الأرض فكل من قال الشهادتان فهو في نظرنا مسلم بغض النظر عن تصرفاته التي سيحاسب عليها عند الله. لذا رجائي من الإخوة جميعا أن تكون تدخلاتهم في صلب الموضوع كي لا تجرنا الكلمات لمواضيع أخرى.
لكم السلام من رب السلام ودمتم جنودا للقرآن الحجة البالغة.
رد مع اقتباس
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العسكري]ــــــــ[28 Aug 2009, 02:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما
و بعد،
اخوتي الأفاضل، السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ما هكذا يحسن بالمسلم رد الكلام ..
فإن السؤال له جواب .. و جواب المسلم بالحسنى .. و قد قيل إذا قلنا لكم شيئا فاسألونا الدليل .. و هو راجع لتحدي الله تعالى في كتابه: قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ..
و حقيقة لم أشأ التدخل في البداية في هذا الموضوع .. حتى رأيت من الإخوة حيادا عما ينبغي أن يكون ..
و إليكم بعض الملاحظات،
سابدا مع الأخ الحبيب أبو عبيدة الهاني، هنأنا و هنأه الله تعالى و رزقنا و رزقه الخير و ملأ قلوبا و إياه إيمانا يبلغ اليقين، يقول الأخ أبو عبيدة
فالأول عرفناه من خلال مقالته فلماذا ألحقت له التونسي أم هو تعريض بأهلها ..
لقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أحسن الظن بأخيك المسلم .. لذلك سأحسن بك ظنا .. و سأدعوك للبعد عن مثل هذا لأني لا أظنه يصلح في شيء
لا أرى أن مثل كلامك جوابا .. و إن كان نصحا قبلناه غير أن للنصح أساليبه و براعة لفظ .. فأنت تطلق حكما لا نعلم صحته من خطئه .. و لم تقدم دليلا .. و حتى ان افترضنا أن كلامك صحيح و أن هذا الكلام مجرد تقية .. أفلا يجب أن تقام الحجة عليه أولا ..
أما أنت أخي العسكري فقد قلت قولا عظيما، لا أراه يستند إلى منطق .. و ربما و الحال أنك أمضيت عمرك بين الكتب تعلم أساليب المنطق جيدا، و أورد من كلامك مثلا قولك
و أنا أقول لك كيف تقول أن الفاتحة لا تثنى و قد روى سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: قال الله تعالى: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: مالك يوم الدين، قال: مجدني عبدي، وقال مرة: فوض إلي عبدي، فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين، قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين، قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل) وفي رواية: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فنصفها لي ونصفها لعبدي).
فإن كانت نصفين قبلت أن تثنى أليس كذلك
ثم قولك
فظاهر الأية يقول أن أم الكتاب آيات و ليس سورا .. و مفهوم السورة معلوم في القرآن كمفهوم الآية فافهم ترشد ..
ثم قولك أن الكتاب يحوي القرآن و القرآن لا يحتوي الكتاب فيه خلل .. لقوله تعالى:
لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ
و هنا سأسألك هل الآيات داخلة في الكتاب أم لا؟
و لعلك ستضطرب .. و لن تجد جوابا
و أنا أعطيك الجواب فافهم ترشد
أولا: هي منة من الله هذا الذي هدينا إليه .. و استجابة لدعوة سيدنا ابراهيم و سيدنا اسماعيل عليهما السلام من الله.
فكان الرسول من أنفسهم
يتلوا عليهم الآيات حتى إذا زكوا علمهم ما في الكتاب
فحصول التزكية بمنة الله تعالى لا تستوجب علم الكتاب كله ..
و أنت تر كيف آمن سيدنا عمر من آيات سورة طه .. و كيف أسلم علماء و عباد بعد سماعهم لآية أو آيتين ..
و حصول التزكية يستوجب الإيمان بكل الكتاب لا ببعض الآيات التي بها حصلت و يبينه قوله تعالى:
هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
فإذا آمن المرء بالكتاب سعى إلى علم ما فيه ..
فإذا تعلم مافيه حصل بذلك على الحكمة .. و الله تعالى أعلم.
و لعلك تنظر في قوله تعالى:
طس تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ
و قوله تعالى:
الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآَنٍ مُبِينٍ
و يعضدنا في هذا النهج أيضا قوله تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ
و قوله تعالى:
قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا
و يعضدنا أيضا قوله تعالى:
كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
أما المثاني فإن شئت أنها صفة لهذه السبعة و هي صفة للكتاب على عمومه .. و يبينه قوله تعالى:
اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ
فإن قلت أن ذلك أحسن الحديث و هو كتاب أيضا .. أصبح الكتاب كتابين .. و هو كلام باطل .. و إن اطمأن إليه قلبك على بطلانه أبطل ما ذهبت إليه من كون القرآن جزء من الكتاب ..
فالقرآن هو ما يقرأ بالوحي و الكتاب ما خطه القلم بالوحي أيضا .. و الذي يحاججنا بأن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يكتب أصلا و لا تعلم الخط قلنا له إنه لم يتعلم فمن أين آتاه القرآن .. و سيقولون من عند الله .. و سنقول لهم إن الذي علمه الحرف وحيا قادر أن يرسم شكله في قلبه دون أن يتعلم كتابته بيده .. و هذا كلام يطول شرحه و ليس هذا مجاله غير أنه من البد الإشارة إليه ..
فالكتاب هو ما خط و يفسره قوله تعالى:
وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ
لذلك يضاف إليه فعل اقرأ كما في قوله تعالى:
اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا
و قوله تعالى:
فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ
و قوله تعالى:
أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا
و هو ما ذهب إليه الناس أن ينزل عليهم كتابا مكتوبا .. و يفسره قوله تعالى:
وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ
و الذي أنزله الله من كتاب و قرآن إنما أنزله وحيا ..
ثم قولك أن ليس في الفاتحة ما تطلب فيه الفتنة أو التأويل .. فإن ما حصل من طرح الموضوع يجيبك عنه ..
ثم أني أنبهك إلى شيء هو أن تمحص القول جيدا قبل أن تطلق الحكم على من سبقك بالعلم و الصحبة أنهم ليسوا على شيء من هذا العلم .. و لعلي أذكرك بقوله تعالى:
وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
فإن كنت ترى أن العقل وسيلة للإدراك .. فإني أقول لك إنه وسيلة لإدراك ما يدرك .. و من علم القرآن ما لا يدركه العقل فتبينه لنا سنة النبي المصطفى محمد صلى الله عليه و سلم.
ثم أجدك تقول
فأنت تقول أن استثنائك لعلي من بين الصحابة رضي الله عنهم أجمعين كان مرده كون علي كرم الله وجهه كان سمع القرآن مباشرة من النبي عليه الصلاة و السلام، و أنا أقول لك أين كان بقية الصحابة حين كان علي يستمع لذلك، أم إنهم وقتها كانوا مشتغلين بكرة القدم؟
و هل أمر الرسول بإبلاغ القرآن و إسماعه فقط لعلي؟ فأين الخبر الذي يورد ذلك؟
إنك تسقظ بهذا الكلام .. غير أني لا أحب لك العثرة لذلك فأنا أكلمك بإخلاص قلب و إن كان في قولي شيء من الغلظة التي أظنك ستتحملها مني ..
ثم قلت:
فهذا لا أدريه .. أما الذي أدريه هو أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان ذات يوم يخطب على المنبر في المدينه .. فسمعوه يقول في أثناء الخطبة: ياسارية .. الجبل ... ياسارية الجبل ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فتعجبوا .. من يخاطب؟ وكيف يقول هذا الكلام في أثناء الخطبة ..
فإذا الله سبحانه وتعالى قد كشف له عن سرية في العراق ..
كان قائدها سارية بن زنيم وكان العدو قد حصرهم .. فكشف الله لعمر عن هذه السرية كأنما يشاهدها رأي عين ..
فقال لقائدها ياسارية .. الجبل ...
يعني تحصن بالجبل ..
فسمعه سارية وهو القائد .. وهو في العراق .. ثم اعتصم بالجبل ...
فأنى يعجب من يكشف الله عين البصيرة ممن أنعم الله بعين البصر ..
من يعجب من من .. فافهم ترشد
أما أفضلية من علم علم السابق و علم من علم علمنا فإني أقول لك أن علمنا لم يكن بدون سابق العلم و هو الأصل، و بذلك فالفضل يرجع إليهم لا إلينا .. و لولاهم لكنت اليوم تدور عاريا في فناء الكعبة أو قل لباعوك عبدا بنصف درهم أو لتولاك يهودي لدين لم يقدر أبوك تسديده ...
و لا أظنك تكون من أرباب الدولة لأن منطقك غير منطق الأرباب ..
و لولاهم لما تعلمت الحرف و أتقنته ..
و لولاهم لما صغت فكرا ..
و لولاهم لما ركبت طائرة و لا جبت بحرا بسفينة ..
و لولاهم ما وقفت معنا في هذا المنتدى تستجدي من يستمع إليك ..
فكيف تنكر فضلهم عليك من ليس لك عليهم فضلا .. و لا تسدد دينك لمن أنت مدين لهم بإيمانك ..
أم أنك ترى في الطائرة قوة أقوى من فرس يركبه المجاهد منهم في سبيل الله .. فأين هي هذه الطائرات .. فإنا نسمع وقع ما تمطر على الأرض و مع ذلك لا تنبض القلوب إلا بالحق و بما يرضي الله ..
اذهب و تعلم عن ذلك العلم و هذا العلم ..
تعلم ممن حررك .. و أسرج لك النور لتهتدي ..
يغفر الله لي و لكم
السلام عليكم أخي عمارة ورحمة الله وبركاته.أشكرك على مجهودك الذي قمت به وما يدل ذلك إلا على نور مستقر في فؤاد اشتم راحة الحقائق فتاق اليها بل طلبها
وتلك ميزة عظيمة لا نجدها في القلوب إلا قليلا.
أخي العزيز كل جيل من كل أمة عليه ترك بصمته على فترة عاش فيها يذكر بها أو تذكر به. وجيلنا جيل مقيد الفكر حرم عليه الخوض في دينه بهتانا فأصبحنا كالروبوت مخازن لمعلومات ربما يكون أكثرها خطأ. و ما قصدته كان دعوة للجميع وخاصة الشباب لتكوين فكر جديد خاص بهذا الجيل فلم يحرم الله تبارك وتعالى البحث في أي مجال من المجالات الفقهية أو العلمية.
وبالنظر إلى حال الأمة اليوم لا بدا أن يكون ثمة خطأ في المعتقد أو الفكر لأنهما العاملان الرئيسيان في تكوين الشعوب.و ولا يمكن أن يكون الخطأ في أعظم رسالة نزلت من السماء إلى الأرض.إذا الخطأ في الفكر والفكر العربي معطل يجب أن يعمل في كل شيء حتى الوصول إلى اليقين بما هو موجود من أدوات علمية في هذا العالم.
أشكرك أخي العزيز كما أشكر كل الإخوة الذين يناقشون المواضيع بجدية مدافعين عن آراء رأوا أنها صواب.
هذا موقعي.
ـ[الجكني]ــــــــ[28 Aug 2009, 02:55 م]ـ
فمن هو الذي ارتضى من رسول؟ أليس هو على المرتضى؟ أم هل هناك مرتضى آخر؟ بالطبع لا.
لا والذي خلق علياً وكرّم وجهه، ليس المراد هنا، ولكن لجهلك بلغة العرب قبل جهلك بالقرآن قلتَ ما قلت، وفسرت القرآن بما لم يفسره حتى سيدنا علي رضي الله عنه.
" عالم الغيب ": الله سبحانه وتعالى " فلا يُظهر ": الله تعالى،" على غيبه أحداً " أي أحد، ثم استثنى الله تعالى مَن يطلعه على الغيب فقال " إلا من ارتضى " أي إلامن ارتضاه الله من رسول فإنه يظهره على غيبه لأن الرسل مؤيدون بالمعجزات ومنها الإخبار عن بعض المغيبات، والذي ارتضاه الله من الرسل يعني اصطفاه للنبوة وأطلعه على بعض الغيب ليكون دالاً على نبوته ولا أعتقد أنك تقول إن علياً رضي الله عنه رسول.
ولكن يظهر كما ظهر في جميع مداخلاتك أنك لا تفرق بين الفعل المبني للمعلوم وابن عمه المبني للمجهول، وهذا سبب جنايتك على التفسير وعلى الأئمةالبخاري والبيهقي والدارقطني وأخيراً كذبكم على سيدنا علي رضي الله عنه.
ولي سؤال نأمل من جنابكم الإجابة عنه وهو:
ما تفسيركم لهذه الآية؟ وهل هو مما فتح الله به عليكم كفتحه عليكم في بيان السبع المثاني؟ أم هو نقل نقلتموه عن عالم سبقكم أياً كان منهجه ومشربه؟؟
ـ[ Amara] ــــــــ[28 Aug 2009, 03:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما
إليك بعض الأحاديث التي وردت في ذكر صفة الصلاة الابراهيمية:
في كنز العمال
(يُتْبَعُ)
(/)
عن عليّ بن ابي طالب:
قال: قالوا: يا رسول الله وكيف نصلّي عليك؟ قال: (قولوا: اللهم صلِّ على محمد وآل محمد كما صلّيت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد).
في صحيح مسلم وسنن ابي داود والترمذي والنسائي وموطأ مالك ومسند احمد وسنن الدارمي
2 - عن ابي مسعود الانصاري قال: أتى رسول الله (ص) فجلس معنا في مجلس سعد بن عبادة، فقال له بشير بن سعد وهو ابو النعمان بن بشير: امرنا الله ان نصلّي عليك يا رسول الله فكيف نصلّي عليك؟ قال: فصمت رسول الله (ص) حتى تمنينا انه لم يسأله، ثم قال: (قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد والسلام كما قد عَلِمتُم)
في صحيح البخاري وسنن النسائي وابن ماجة ومسند احمد:
4 - عن ابي سعيد الخدري:
قال: قلنا يا رسول الله هذا السلام عليك قد عرفناه فكيف الصلاة؟
قال: (قولوا الله صلِّ على محمد عبدك ورسولك كما صليت على ابراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على ابراهيم).
في تفسير الطبري والسويطي
5 - عن ابن عباس:
... ، فقلنا او قالوا: يارسول الله قد علمنا السلام عليك، فكيف الصلاة عليك؟ فقال: (اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد
في سنن النسائي
6 - زيد بن خارجة عن النبي (ص):
(صلّوا عليّ واجتهدوا في الدعاء وقولوا: الله صلِّ على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد).
في سنن النسائي ومسند احمد
7 - عن ابي طلحة: قال: قلنا: يا رسول الله كيف الصلاة عليك؟ قال: (قولوا: اللهم صلِّ على محمد وآل محمد كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد).
وفي رواية
ان رجلا أتى نبي الله (ص) فقال: كيف نصلي عليك يا نبي الله؟ قال: (قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم انك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم انك حميد مجيد).
في كنز العمال
8 - عن طلحة قال:
قلنا: يا رسول الله قد علمنا كيف السلام عليك، فكيف الصلاة عليك؟ قال: (قولوا: الله صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وآل محمد كما صليت وباركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد).
في صحيحي البخاري ومسلم وسنن ابي داود والدارمي والنسائي والترمذي وابن ماجة ومسند احمد والطبري والسويطي في تفسيرهما
9 - عن كعب بن عجزة قال:
كنت جالسا عند النبي (ص) اذ جاء رجل فقال: قد علمنا كيف نسلّم عليك يا رسول الله فكيف نصلّي عليك؟
قال: (قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد، اللهم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد)
في مسند احمد والدر المنثور
عن بريدة الخزاعي عن النبي (ص): (قولوا: اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد كما جعلتها على ابراهيم انك حميد مجيد).
في كنز العمال
عن محمد بن عبد الله بن زيد عن النبي (ص): (قولوا: اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد والسلام كما علمتم)
في تفسير الطبري السيويطي
عن ابراهيم: في قوله: (ان الله وملائكته) الآية قالوا: يا رسول الله هذا السلام قد عرفناه فكيف الصلاة عليك؟ فقال: (قولوا: (اللهم صلِّ على محمد عبدك ورسولك واهل بيته كما صلّيت على ابراهيم انك حميد مجيد))
في كنز العمال
عن أمّ المؤمنين عائشة:
(قالت: قال اصحاب النبي (ص): يا رسول الله أُمِرنا ان نكثر الصلاة عليك في الليلة الغراء واليوم الازهر و احبّ ما صلينا عليك كما تحب، قال: قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم وارحم محمد وآل محمداً كما رحمت ابراهيم وآل ابراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد، واما السلام فقد عرفتم كيف هو).
(يُتْبَعُ)
(/)
و السؤال هنا من هم الآل أأتباعه أم قرابته؟
و جوابك
بسم الله الرحمان الرحيم.
اللهم صلي وسلم وبارك على محمد وآل محمد كما صليت وسلمت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد. آمين.
هكذا صلى الله في عرشه على محمد وآل محمد ليكون محمد كما كان إبراهيم وآل محمد كما كان آل إبراهيم. والكل يعرف من هم آل ابراهيم.هم أنبياء ومرسلين أخصهم الله بالرسالة دون غيرهم فأين تذهبون؟ نعم آل محمد هم ورثت الرسالات السماوية جميعا وليس غيرهم. وذلك كان عطاء ربي ولا يملك عطاء ربي غيره.
و أنا أقول لك ..
دعنا من آل محمد و لنعد إلى آل ابراهيم .. هل آزر أبو ابراهيم من آل ابراهيم؟
الذي أفهمه أنك لا تفهم .. و أنك تجادل بكلام غيرك ..
و لعلك ترى في كلام غيرك ما زرع الشك في قلبك فأصبحت لا تقوى على الإفصاح بما في خاطرك جملة .. لأنك تخشى أن يغلق موضوعك و أن لا يستمع إليك لما وجدت من صد الإخوة الأفاضل .. أما أنا و سواء أغلق الموضوع أم لم يغلق فإني أنصحك بأشياء قد لا تكون نصحت بها نفسك .. فالعلة ليست فيما تكتب و لكن العلة في العقل الذي تفكر به .. إنك أنست إلى بعض الكلام ربما لغرابته و أخذك تيار النقد و وجدت نفسك محاطا بهذه الردود فاغتررت و كبرت في عينك نفسك .. و لم تعلم ان من تكبر نفسه في عينه يصغر فافهم ترشد ...
لقد قلت
قال العلي العظيم.
حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا24.
قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا25.عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا.26.إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا.27.لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا28.الجن. وذلك وعد ربي ولن يكن وعد ربي إلا حقا. فمن هو الذي ارتضى من رسول؟ أليس هو على المرتضى؟ أم هل هناك مرتضى آخر؟ بالطبع لا.
أما نزول القرآن فهو خاص بالرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم.بدليل الآية.
نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وانزل التوراة والانجيل.
نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ193.عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ194.الشعراء. قال على قلبك ولم يقل على صحابتك.
لذلك قلت أن القرآن نزل على الرسول ومنه إلى كل المؤمنين بل كل العالم.
هل تريد أن تجعل شريكا للرسول في رسالته فنشهد له ونشهد به كما نشهد بالرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم؟ هذا ما بقي لكم لم تقولوا به.
تتلوا الآية و تسأل و لا تعرف كيف تسأل: يقول الله تعالى: إلا من ارتضى من رسول ...
و تسأل من هو الذي ارتضى من رسله؟
هناك فرق بين أن نقول من ارتضى و أن نقول الذي ارتضى ..
فعلى الأول يكون السؤال من هم الذين ارتضى؟
و مثاله قوله تعالى:
يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ
و على الثاني أمكنك السؤال بمن هم و من هو؟ و مثاله قوله تعالى:
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ
و أنت إنما قلت من هو الذي .. لتحصر ذلك الخير الذي ارتضاه الله تعالى في شخص واحد تزعم بعدها أنه علي المرتضى بلا دليل عقلي و لا منطقي ..
و دعني أقول إن كلامك هذا لو صدقناه لوجب عليك تصديق هذا:
يقول الله تعالى:
أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
و من عمارة هذا؟
فلو قلت لك أني أنا عمارة هذا الذي تحدث الله عنه وجب عليك التصديق .. و لأن هذا الكلام بين البطلان فكذلك كلامك بين البطلان ..
و لن تجد له أي دليل عقلي يمرره ..
فإن جئتنا بخبر في ذلك فقد بينت أن الخبر عن الرسول صلى الله عليه و سلم مكذوب فكيف يصدق الخبر عن من هو دونه؟
إلا إذا جاز عندك أن يكون ذلك .. و هو عين الباطل
وقال ابن جبير: ((إلا من ارتضى من رسول)) هو جبريل عليه السلام. وقال آخرون أي لا يظهر على غيبه إلا من ارتضى أي اصطفى للنبوة، فإنه يطلعه على ما يشاء من غيبه: ليكون ذلك دالاً على نبوته.
فلما تمدح سبحانه بعلم الغيب واستأثر به دون خلقه، كان فيه دليل على أنه لا يعلم الغيب أحد سواه، ثم استثنى من ارتضاه من الرسل، فأودعهم ما شاء من غيبه بطريق الوحي إليهم،
و الذي أريد علمه من الآية ما هو الغيب الذي ارتضاه الله تعالى فأطلع عليه بعض عباده؟
و لعلي أسألك أيضا عن قوله تعلى:
{قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ}،
و انا اسألك إعراب هذه الآية ..
و هل في ما يوحى إلى النبي في الآية من خزائن الله و هل فيها من علم الغيب؟
و هل هذا النفي أنه لا يعلم الغيب؟ ينفي نطقه صلى الله عليه و سلم بالغيب وحيا؟
و هل نفيه صلى الله عليه و سلم عن نفسه خزائن الله لا تجعله يتمتع منها فكيف نفسر نبع الماؤ من أصابعه و مؤنة الجيش بمؤنة الفرد ... ؟
و هل نفيه عن نفسه أنه ليس ملك نفي سموه إلى درجة الملائكة فكيف نفسر عروجه إلى السماء و كيف نفسر قول جبريل له إنك إن تقدمت اخترقت و إن تقدمت (انا) احترقت؟
و خلاصة القول هل أن فيما أوحى الله تعالى لرسله غيب؟
انتظر إجابتك و لي تعقيب على رسالتك الأخيرة بعد صلاة الجمعة بمشيئة الله تعالى ..
يغفر الله لي و لكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[28 Aug 2009, 05:37 م]ـ
رجاء خاص إلى الدكتور السالم محمد
لا تزر بنفسك وبالعلم وبالجامعة التي تنتسب إليها
هذا المهرج لا يستحق من يرد عليه
حق هذا الموضوع أن يغلق بل يحذف
يا إخوان إذا أعطيتم المهرجين قيمة فقد تلبسون على العامة وأنصاف المتعلمين
وفق الله الجميع لما فيه الخير
ـ[ Amara] ــــــــ[28 Aug 2009, 06:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما
أخي الفاضل حجازي الهوى
هذا المهرج لا يستحق من يرد عليه
قد سأل اليهود و النصارى و كفار قريش رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا له: انسب لنا ربك من أبوه من أمه من أي شيء هو أمن ذهب أم من فضة؟ ...
و سئل: مالروح؟ ...
و سئل و سئل فما وقفت فيما أعلم على النبي رمى سائلا بالتهريج مع علمه خبث النوايا ..
فهل يصح أن يكون جوابنا أن نسكت عن مثل هذا؟
فإن كان هذا رد المتعلمين و العارفين فماذا نقول لو تكلم إلى من هو دونكم علما و دراية؟
ألستم أنتم من واجبكم اسكات الباطل بالحجة؟
و انت أيها العسكري .. كنت قلت أنك
شاعر متدين.
باحث في الأديان
علمني ربي من سر كتبه فكان لزاما علي أن أبين ذلك للناس.
أسعى لجمع شتاة الأمة والمصالحة بينها وبين الله.
أما أن تكون شاعرا فذاك لك و ان تكون متدينا فبينك و بين الله ..
أما أن الله علمك من سر كتبه .. فهل علمك وحيا أم أنه وفقك لتدرس ذلك بمحض إرادتك .. و ما هي هذه الكتب؟
لقد اطلعت على بعض ما كتبت في صفحتك و وجدتك تغرد خارج السرب .. تستشهد بكتب أهل الكتاب و قد نسخها القرآن .. و تحاول توحيد الأديان و الله ليس عنده أديا إنما هو دين واحد .. إن الدين عند الله الإسلام ..
إنك انشغلت بفلسفة أكبر من عقلك .. و أرى من الأيسر و الأفضل لك أن تهتم بما ينفعك ..
اعرف ربك ..
أما هذه الترهات من قبيل حوار الحضارات و توحيد الأديان فماقال بها القرآن و لعلك تقرأ:
لكم دينكم و لي دين .. فيستريح قلبك إليها فليست هي بالحديث الذي قد تشكك في صدق رواته و لكنها من القرآن الذي قلت أن لا تشك في صدقه فافهم ترشد ..
و لعلك تقرأالسورة كلها (الكافرون) و تعرف عن أسباب نزولها و تنظر فيما تقول أنت الآن ..
أدعوك إلى الإنتصار لدينك لا خذلانه فإن أبيت .. فأجدر أن لا تضيق على الحق .. اترك الحق على ما فيه من ضيق ..
يغفر الله لي و لكم
ـ[محمد العسكري]ــــــــ[28 Aug 2009, 07:42 م]ـ
لا والذي خلق علياً وكرّم وجهه، ليس المراد هنا، ولكن لجهلك بلغة العرب قبل جهلك بالقرآن قلتَ ما قلت، وفسرت القرآن بما لم يفسره حتى سيدنا علي رضي الله عنه.
" عالم الغيب ": الله سبحانه وتعالى " فلا يُظهر ": الله تعالى،" على غيبه أحداً " أي أحد، ثم استثنى الله تعالى مَن يطلعه على الغيب فقال " إلا من ارتضى " أي إلامن ارتضاه الله من رسول فإنه يظهره على غيبه لأن الرسل مؤيدون بالمعجزات ومنها الإخبار عن بعض المغيبات، والذي ارتضاه الله من الرسل يعني اصطفاه للنبوة وأطلعه على بعض الغيب ليكون دالاً على نبوته ولا أعتقد أنك تقول إن علياً رضي الله عنه رسول.
ولكن يظهر كما ظهر في جميع مداخلاتك أنك لا تفرق بين الفعل المبني للمعلوم وابن عمه المبني للمجهول، وهذا سبب جنايتك على التفسير وعلى الأئمةالبخاري والبيهقي والدارقطني وأخيراً كذبكم على سيدنا علي رضي الله عنه.
ولي سؤال نأمل من جنابكم الإجابة عنه وهو:
ما تفسيركم لهذه الآية؟ وهل هو مما فتح الله به عليكم كفتحه عليكم في بيان السبع المثاني؟ أم هو نقل نقلتموه عن عالم سبقكم أياً كان منهجه ومشربه؟؟
بسم الله الرحمان الرحيم.
أوردت فعل ارتضى لبيان اسم المرتضى وكان هذا الطرح دون تفصيل وقد فهم خطأ.
قال تعالى. يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يشفعون الا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون.
الا من ارتضى من رسول فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا.
نقول ارتضى فلانا فلانا أي ميزه وفضله واختاره لخدمته لأنه رضي عليه فرضي بعمله. وقد سمي الإمام علي بالمرتضى. لكونه مرضيا عنه من الله جل جلاله ومن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.كما ورد في الحديث عن المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.إيتوني برجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. فلم يكن من الصحابة أحد غير المرتضى من بعد ما كشف الله السرائر وهو القادر عليها.
والحقيقة أني أعرف حساسية الجميع من الإمام المرتضى عليه الصلاة والسلام والتي ظهرت في كثير من الردود.لكني لم أقصد ما كتبت بالصفة التي فسرتموها.
وقصدي أن كل نبي أتاه الله فضل الميراث الديني.يعني أن كل نبي أو رسول أرسله الله جعل في ذريته الأملنة السماوية.وما كان الرسول بدعا من الرسل. فهل أنقص الله هذا الفضل لرسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم؟ أم أنقصه بعض المسلمين وهم يقولون أنه خير المرسلين؟ حاشى أن يكون الله أنقص لرسول الله فضلا.أو أن يكون رسول الله أنقص من المرسلين فضلا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Aug 2009, 11:14 م]ـ
الأخ محمد العسكري هداه الله
للأسف الشديد أنك لستَ مؤهلاً للكتابة في هذا الملتقى، وقد تركتُ لك فرصةً أن تبينَ وجهة نظرك بعلمٍ ودليل فلم تنجح في ذلك، لضعفك في العلم واللغة والفهم.
ولم تُحسِنْ تقدير هذه الفرصة الثمينة للنقاش مع الزملاء في هذا الملتقى، الذين حرصوا على دلالتك وبيان الحق لك، ولكن دون استجابة منك.
ولذلك سأضطر لمنعك من الكتابة في الملتقى حرصاً على وقت الزملاء وذوق القراء.
وليس المنع من منهجنا في ملتقى أهل التفسير، ولكنَّ النقاشَ بغير علمٍ، ولا رغبةٍ في التعلم والوصول للحق مضيعةٌ للوقتِ الثمين دوماً، وفي رمضان خصوصاً.
أسأل الله لك الهداية والتوفيق للحق.
(فأمَّا الزَّبَدُ فيذهبُ جُفاءً وأَمَّا ما ينفعُ النَّاس فيمكثُ في الأَرض).
ـ[محمد العسكري]ــــــــ[28 Aug 2009, 11:26 م]ـ
الأخ محمد العسكري هداه الله
للأسف الشديد أنك لستَ مؤهلاً للكتابة في هذا الملتقى، وقد تركتُ لك فرصةً أن تبينَ وجهة نظرك بعلمٍ ودليل فلم تنجح في ذلك، لضعفك في العلم واللغة والفهم.
ولم تُحسِنْ تقدير هذه الفرصة الثمينة للنقاش مع الزملاء في هذا الملتقى، الذين حرصوا على دلالتك وبيان الحق لك، ولكن دون استجابة منك.
ولذلك سأضطر لمنعك من الكتابة في الملتقى حرصاً على وقت الزملاء وذوق القراء.
وليس المنع من منهجنا في ملتقى أهل التفسير، ولكنَّ النقاشَ بغير علمٍ، ولا رغبةٍ في التعلم والوصول للحق مضيعةٌ للوقتِ الثمين دوماً، وفي رمضان خصوصاً.
أسأل الله لك الهداية والتوفيق للحق.
(فأمَّا الزَّبَدُ فيذهبُ جُفاءً وأَمَّا ما ينفعُ النَّاس فيمكثُ في الأَرض).
السلام عليكم أخي عبد الرحمان ورحمة الله وبركاته.
أنت ربما تابعت الردود كلها لم أخالف القانون في شيء بل إني أسمع التجريح ولا أرد عليه لأنه لا فائدة من الشجار في هذا المنتدى ولكن إذا أرد ت ذلك فلا تثريب عليك يغفر الله لي ولك إنه ولي التوفيق.
أشكرك رغم قرارك فالمندى لكم وأعتبر نفسي ضيفا عليه وكنت أتمنى أن أطرح الكثير من المناقشات التي ربما فيها ما يفيد لكن ...
السلام عليكم مرة أخرى ورحمة الله وبركاته. هدانا الله جميعا لما يحب ويرضى.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Aug 2009, 06:32 ص]ـ
السلام عليكم أخي عبد الرحمان ورحمة الله وبركاته.
أنت ربما تابعت الردود كلها لم أخالف القانون في شيء بل إني أسمع التجريح ولا أرد عليه لأنه لا فائدة من الشجار في هذا المنتدى ولكن إذا أرد ت ذلك فلا تثريب عليك يغفر الله لي ولك إنه ولي التوفيق.
أشكرك رغم قرارك فالمنتدى لكم وأعتبر نفسي ضيفا عليه وكنت أتمنى أن أطرح الكثير من المناقشات التي ربما فيها ما يفيد لكن ...
السلام عليكم مرة أخرى ورحمة الله وبركاته. هدانا الله جميعا لما يحب ويرضى.
بارك الله فيكم أخي الكريم وأصلح أحوالنا جميعاً.
لم تخالف الأدب معنا ولو فعلتَ لكان الأمر سهلاً، ولكنك خالفت قوانين العلم نفسه فلم تنطلق من أي أصول علمية معتبرة في طرحك للموضوع، وإنما من أفكار مضطربة تحسبها أنت من العلم وما هي من العلم، وتقول إنها من الأصول وما هي من الأصول. ولذلك فإنني أتمنى لك التوفيق وأقترح عليك العناية بتعلم العلم من البداية؛ فإنَّه ظهر لي من خلال مداخلاتك وتعقيباتك هنا، وكتاباتك في موقعك الشخصي أنك تتكلم بغير علم في كتاب الله، ولا تعتبر السنة النبوية، وتدعو إلى الأباطيل في وحدة الأديان بطريقة سفسطائية سطحية تدل على غياب عن أبسط الحقائق العلمية الشرعية، وحسبُك بهذا مخالفة لقانون العلم وآدابه.
ونحن نحرص في الملتقى على النقاش المثمر لعل الله ينفع به، بخلاف النقاش العقيم الذي لا فائدة منه.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[29 Aug 2009, 03:18 م]ـ
الأخ محمد العسكري هداه الله
للأسف الشديد أنك لستَ مؤهلاً للكتابة في هذا الملتقى، وقد تركتُ لك فرصةً أن تبينَ وجهة نظرك بعلمٍ ودليل فلم تنجح في ذلك، لضعفك في العلم واللغة والفهم.
ولم تُحسِنْ تقدير هذه الفرصة الثمينة للنقاش مع الزملاء في هذا الملتقى، الذين حرصوا على دلالتك وبيان الحق لك، ولكن دون استجابة منك.
ولذلك سأضطر لمنعك من الكتابة في الملتقى حرصاً على وقت الزملاء وذوق القراء.
وليس المنع من منهجنا في ملتقى أهل التفسير، ولكنَّ النقاشَ بغير علمٍ، ولا رغبةٍ في التعلم والوصول للحق مضيعةٌ للوقتِ الثمين دوماً، وفي رمضان خصوصاً.
أسأل الله لك الهداية والتوفيق للحق.
(فأمَّا الزَّبَدُ فيذهبُ جُفاءً وأَمَّا ما ينفعُ النَّاس فيمكثُ في الأَرض).
أحسنت صنعا يا أبا عبد الله , وقد كنا ننتظر منكم هذا القرار الحكيم حفاظا على أوقات الفضلاء المشاركين والزائرين في هذا الملتقى المبارك.
وصونا للعلم وأهله.
فجزاكم الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نورالدين شندول]ــــــــ[12 Sep 2009, 03:11 م]ـ
اخوتي في الله
السلام عليكم
لحمد لله الذي خَصَّ الأمة المحمدية بشرف الإسناد، وأعلى مقام الكتاب الكريم والسنة المطهرة في كل نادٍ، ويسر لمن استهداه سبيل الهدى والرشاد، وأقام علماء المسلمين من فقهاء ومحدثين حراساً أمناء على حفظ حديث خير العباد، نبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم المصطفى والرسول الأمين المجتبى.
اللهم صلِّ أفضل صلاةٍ وسلم أكمل سلامٍ على سيدنا محمد الذي جاء بالدين القويم والصراط المستقيم وعلى آله وأصحابه الميامين، الذين استمعوا كتاب الله وحديث نبيه خير استماع واتبعوه أحسن اتباع ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد:
فلطالما غفل الكثير من طلاب العلم في أيامنا هذه ــ إلا من رحم ربك ــ عن أمر ما رأيت شيئاً هو أعظم دفعاً في قلب طالب العلم، ولا أمضى في علاج آفاته، ولا أكثر عوناً على القول المقترن بالعمل، والعمل المقترن بالإخلاص، والإخلاص المقترن بالتواضع، أقول ما رأيت أمراً هو أجدى في ذلك كله من هذا الأمر الذي دفعني حقيقة إلى أن أكتب هذا الكلام، وأبذل فيه جهدي طالباً من الله سبحانه العفو عن الذلل والتقصير.
إذ كلما كان طالب العلم على معرفة ودراية، بأحوال الرجال وتراجمهم وسيرهم، كلما علت همته وقويت حافظته واهتدى قلبه وتنور بصره وبصيرته، فهو إذا رأى عظيم شأنهم، وكثرة رحلتهم في طلب العلم، وتكبدهم المشقات، وتعدد فنونهم وعلومهم، وطول سهرهم وقيامهم، وحالهم مع ربهم وورعهم، نظر إلى تقصيره واحتقر عمله واستصغر شأنه، فشدّ مئزره وقام يلحق القوم ويسير على قدمهم، ويخطو خطواتهم.
ولقد عُرِفَ علماء المسلمين بحبهم للرحلة في طلب العلم والإسناد العالي، فنرى أحدهم يسافر من بلد إلى بلد ليجلس بين يدي أحد العلماء الكبار ليأخذ عنه حديثاً أو حديثين لا يجدهما عند غيره من العلماء، واقرأ كتاب (الرحلة في طلب الحديث) للإمام الحافظ أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت المعروف بالخطيب البغدادي ترى العجب العجاب من أمر علماء المسلمين، وشدّة حرصهم على العلم والإسناد العالي في الحديث الشريف.
ورحم الله أبا الفضل العباس بن محمد الخراساني إذ ينشد فيقول: رحلتُ أطلبُ أصل العلمِ مجتهداً وزينة المرءِ في الدنيا الأحاديثُ
لا يطلب العلم إلا باذلٌ ذكرٌ وليسَ يُبغضُهُ إلا المخانيثُ
لا تُعجَبَنَّ بمالٍ، سوف تتركُه فإنما هذه الدنيا مواريثُ
إذ لما كان للإسناد أهمية كبيرة في صيانة الشريعة من التحريف والتبديل، وحفظها من الزيادة أو النقص، إذ بوساطته يمكن الاعتماد على صحة الحديث أو ضعفه، أو أنه خبر موضوع لا أصل له، لأننا حين نسمع بالخبر نعود إلى طريقه وهو السند، فنتعرف على رجاله وأحوالهم وصفاتهم، ونبحث عن أخلاقهم ومدى صدقهم والتزامهم لدينهم، وعن صلة بعضهم ببعض وإمكان نقله عنه ونحو ذلك، وعندها نقبل الحديث أو نرده، بناءً على ما نتوصل إليه بنتيجة البحث والتمحيص، ولولا السند والإسناد لما كان بالإمكان معرفة شيء
من ذلك.
وهذه الطريقة في رواية الأخبار بالسند لم تكن معروفة قبل الإسلام، حتى إذا جاء الإسلام وجدنا أن المسلمين يقررون: أن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم، ويقررون: أن الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء، ويقررون: أنه لا يؤخذ بالخبر، ولا يضاف إلى النبي عليه الصلاة والسلام إلا إذا عرف من حدث به عنه، ومن نقله إلينا، وعرف حاله من الصدق والضبط وقوة الحفظ.
وإذا كان الإسناد في الأخبار من خصائص هذه الأمة الإسلامية، فذلك مزيد فضل الله تعالى الذي امتن به عليها إذ وعدها بحفظ ما أوحى به إلى نبيها عليه الصلاة والسلام من تشريع فقال جل وعلا: {إنَّا نحن نزَّلنا الذِّكرَ وإنَّا له لحافظون ** [الحجر9]، وإذا كان الذكر هو القرآن الكريم، فإن حديث النبي عليه الصلاة والسلام هو المبين له، والمفصل لأحكامه، فكان حفظه بحفظه.
واسمع لكلام الإمام الشافعي رضي الله عنه إذ يقول: (مثل الذي يطلب الحديث بلا إسناد كمثل حاطب ليل يحمل حزمة حطب وفيه أفعى وهو لا يدري!) وقال بعض الحفاظ: (مثل الذي يطلب دينه بلا إسناد مثل الذي يرتقي السطح بلا سلم، فأنى يبلغ السماء!)، وقال الإمام الأوزاعي رحمه الله تعالى: (ما ذهاب العلم إلا ذهاب الإسناد)، وقال الحافظ يزيد بن زُرَيْعٍ رحمه الله تعالى: (لكل دين فرسان، وفرسان هذا الدين أصحاب الأسانيد)، وهذا أبو العالية يقول: (كنا نسمع بالرواية عن أصحاب رسول اللهصلى الله عليه وسلم بالمدينة بالبصرة فما نرضى حتى أتيناهم فسمعنا منهم)، وقال الإمام عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: (طلبُ علوِّ الإسنادِ من الدين).
فإذن خصيصة الإسناد هذه أهم خصائص الأمة المحمدية، فقد كان السند هو الشرط الأول في كل علم منقول فيها، حتى الكلمة الواحدة، يتلقاها الخالف عن السالف، واللاحق عن السابق بالإسناد.
لذلك علينا إخوتي
أن نتحرى ماننقل و أن يكون مصدرنا مصدر موثوق وأن لا
ننشر أي شيء حتى نتأكد من صحته.
والصّلاةُ والسّلامُ على سيّدِنَا مُحَمَّدٍ، عليه الصّلاةُ والسّلامُ(/)
تعيين إمام جديد لصلاة التراويح 1430 بالمسجد النبوي الشريف
ـ[نايف السحيم]ــــــــ[22 Aug 2009, 12:13 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احببت ان انقل لكم هذا الخبر
لجينيات - عاجل
تأكد موقع لجينيات أنه صدرت برقية اليوم الجمعة الموافق 30 شعبان 1430هـ بتعيين الشيخ سعد الغامدي إمام وخطيب جامع كانو بالدمام إماما لصلاة التراويح في المسجد النبوي الشريف طوال شهر رمضان المُبارك.
وعلم موقع لجينيات أن الشيخ سعد الغامدي سيبدأ صلاة التراويح من الليلة الثالثة من شهر رمضان.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[22 Aug 2009, 12:17 ص]ـ
قرأت في موقع لجينيات الخبر التالي , وأحببت نقله هنا:
تأكد موقع لجينيات أنه صدرت برقية اليوم الجمعة الموافق 30 شعبان 1430هـ بتعيين الشيخ سعد الغامدي إمام وخطيب جامع كانو بالدمام إماما لصلاة التراويح في المسجد النبوي الشريف طوال شهر رمضان المُبارك.
وعلم موقع لجينيات أن الشيخ سعد الغامدي سيبدأ صلاة التراويح من الليلة الثالثة من شهر رمضان.
المصدر
موقع لجينيات ( http://www.lojainiat.com/?action=dnews&mid=19286)
ـ[محب القراءات]ــــــــ[22 Aug 2009, 01:24 ص]ـ
مصدر آخر للخبر
موقع البشير ( http://www.islamtoday.net/albasheer/artshow-12-118213.htm)
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[22 Aug 2009, 01:53 ص]ـ
جزاك الله خير أبا أسامة على هذا الخبر الجميل
ومن المصادفات أن الشيخ صلاح البدير قبل تعيينه إماما للمسجد النبوي كان إماما في مسجد (كانو) بالدمام والآن الشيخ سعد الغامدي
يبدو أني سأسعى لأكون إماما فيه:)(/)
القرآن والصيام
ـ[محمد خليل الزروق]ــــــــ[22 Aug 2009, 02:43 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فُرض الصيام في الشهر الذي أنزل فيه القرآن، فاختيرت هذه العبادة الخاصة التي هي سر بين الله وعبده لهذا الزمن الخاص الذي شرُف بنزول هذا الكتاب الخاتم لكتب الله.
الغاية المرجوة من الصيام (التقوى): (كُتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)، والقرآن الكريم هُدى للناس إلى التي هي أقوم، فهو الميسَّر للذكر، ولكنَّ له هدايةً خاصة للمتقين: (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين)، ولذلك ما ترى الهدى ذكر مرتين في آية الصيام: (شهر رمضان الذي أنزل في القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)، والفرقان مزية خاصة للمتقين: (إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا)، فيظهر أن فرض الصيام في شهر نزول القرآن تهيئة للانتفاع بالقرآن بالتزود من التقوى في هذا الشهر لكل العام.
والتقوى الاجتهاد في حفظ النفس من المضار المحيطة بها والعارضة لها في طريقها في هذه الدنيا، ومن النكال المعد للظالمين في الآخرة، بتحري مرضاة الله، وقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الصوم جُنة، أي وقاية. وإنما يعرِّض الإنسان إلى الآفات جواذب الطين الذي خلق منه، وذلك الشهوات المفطور عليها، وبها قوام حياته، فإذا أشبعها وَفْق الناموس الإلهي وُقي شرها، وإن ملَّكها زمامه، وجعلها القائد له، ولم يبال بحلال أو حرام - أوردته المعاطب، وكانت حُجُبًا كثيفة بينه وبين الحق، وظلمة تُزل الأقدام، وتُضل الأفهام. وليس الأكل والشرب والباه إلا مبادئ ومواد لشهوات نفسية أخرى كالغضب والشح والاستعلاء. والصوم تدريبٌ على امتلاك الهوى، وإعلاءِ نفخة الروح، والارتفاع على مقتضيات الطين، وتزكيةِ النفس وتخفُّفها من ثقل التراب، فتكون مهيأة لتدبر الوحي، والادِّكار بتذكيره، والاتعاظ بموعظته، والاستشفاء بشفائه.
وإنما كان الصيام مظنة لتحقيق التقوى لثلاثة أمور:
- أحدها أن فيه تجديدَ الإيمان، والإيمان يخلَق بالعصيان والنسيان، ويتجدد بالطاعة والذكر، والصيام طاعة خاصة؛ لأن فيها بعض المشقة، فلا تكون إلا بالصبر، حتى سمي شهر رمضان في بعض الأحاديث بشهر الصبر.
- والثاني أن فيه إحياءً للإخلاص، لأنه عبادة بالامتناع، ويمكن للمرء أن يتناول المفطرات سرًّا ولا يطلع على إفطاره الناس، فإذا صام امتثالاً للأمر، ومراقبة لله، كان هذا من أقوى موقظات الإخلاص في القلب، وهو ما تشير إليه الأحاديث: (يدع شهوته من أجلي)، (إلا الصوم فإنه لي).
- والثالث أن فيه إشعارًا بأهل العوَز، والمواساةُ هي الجزء الآخر من الأخلاق الإسلامية، فهي لا تكتفي في التزكية باستقامة النفس، حتى تكملها مواساة الناس.
ومن ههنا كان شهر رمضان موسمًا سنويًّا لمدارسة القرآن، وكان رسول - صلى الله عليه وسلم - يدارس فيه جبريل القرآن كل ليلة، وسَن في لياليه القيام بالقرآن، فتكون عبادة نهاره الصيام، وعبادة ليله القيام. والأصل في القيام أن يكون بتلاوة القرآن في الصلاة، فقد قال الله - تعالى -: (يا أيها المزمل، قم الليل إلا قليلاً، نصفه او انقص منه قليلا، أو زد عليه، ورتل القرآن ترتيلا)، وجاء في آخر السورة: (فاقرؤوا ما تيسر من القرآن).
وفي قوله - تعالى -: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، فمن شهد منكم الشهر فليصمه) - ما يشير إلى أن الصيام في هذا الشهر المفضل بنزول القرآن شكر لله على هذه النعمة، فقد عدَّد النعمة في القرآن تمهيدًا للتصريح بإيجاب الصوم فيه، وأكد هذا آخر الآية: (ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم، ولعلكم تشكرون).
ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشكر الناس لله كان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل يدارسه القرآن، حتى يكون كالريح المرسلة من جوده، شكرًا لله، وفرحًا بنعمته، يقابل إحسان الله إليه بالإحسان إلى خلقه. (يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين. قل: بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا، هو خير مما يجمعون).
بنغازي 20 - 8 - 2009(/)
الكنَّاشة الرمضانية
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[22 Aug 2009, 04:57 ص]ـ
الكناشة: هي مجموعة من أوراق تكون كالدفتر يكتب عليها كل شاردة وواردة.
رمضان هو شهر القرآن، ونحن في ملتقى أهل التفسير، وكل منا أثناء قراءته أو استماعه للقرآن الكريم تظهر له وتلوح بعض الاستنباطات أو الإشكالات التي يكون كثير منها دقيقا وناتجا عن تدبر ..
ومن التفريط تفويت مثل هذه الأمور دون تقييد ..
من هنا جاءت هذه الفكرة بتخصيص هذا الموضوع ليكون كُنَّاشة لهذه التأملات والاستنباطات والإشكالات التي تظهر لكل منا أثناء قراءته أو استماعه لكتاب الله الكريم ..
والتي أرجو أن يخرج منها الجميع بثمرات طيبة وفوائد ثمينة ..
وفقني الله وإياكم لكل خير
مكة المكرمة
سحر اليوم الأول من رمضان 1430هـ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Aug 2009, 07:38 ص]ـ
بارك الله فيك يا أبا إبراهيم وتقبل منك.
ولعلنا نجعل هذا الموضوع للأسئلة التي تعرض لنا أثناء القراءة، أو فوائد تعرض أو أفكار، والغاية هي الإفادة والفائدة التي تحصل للجميع بإذن الله.
أولاً: في قوله تعالى: (وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (191)). لماذا عبر أولاً بقوله: (عند المسجد الحرام) وبعدها قال: (حتى يقاتلوكم فيه) .. لماذا لم يكن نظم الكلام:
وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ عنده.
أو
وَلا تُقَاتِلُوهُمْ في الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فيه.
ثانياً:
لماذا قال: (فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ)، ولم يقل: فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فقاتلوهم؟
أو
فَإِنْ قَتلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ؟
ثالثاً: لفت نظري في سورة البقرة كثرة مخالفة رسم المصحف العثماني للإملائي في كثير من الكلمات (نعمت - رحمت - إبراهم) فهل يُمكنُ لبعض الباحثين أن يجمعَ هذه الظواهر الموجودة في سورة البقرة خصوصاً، ويدرسها بوجه خاص، وعلاقة ذلك بهذه السورة؟
قد تكون فكرة بحثية مناسبة.
رابعاً: في سؤال الملائكة: (قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ) إشارةٌ إلى أنَّ آدم سيكون من لحمٍ ودم (وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ). فكيف عرف الملائكة ذلك؟ وهذا السؤال أخبرني به الدكتور مساعد الطيار عن أحد السائلين في حلقة من حلقات (بينات) ولا أدري هل ذلك أثناء التسجيل أم بين الحلقات.
خامساً: من الفوائد التي ظهرت لي أثناء القراءة أن الله لم يذكر القتل في حق رسول من الرسل أصحاب الكتب، وإنما ذكره في حق بعض الأنبياء.
وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61) البقرة
قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (91) البقرة
وَقَتْلَهُمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181) آل عمران
فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ (155) النساء
إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21) آل عمران
وغيرها ربما، ولعل الحكمة في ذلك أن الرسلَ الذين جاءوا برسالات وشرائع جديدة معصومون من القتل بعصمة الله لهم وحفظه، فلا يصل إليهم الأعداء. وأما الأنبياء الذين يأتون ليجددوا رسالات السابقين فقد يقتلون والله أعلم.
ولم أجد آية يمكن أن تخرم هذا الاستقراء إلا قوله تعالى: (قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (183)
والرسل فيها المقصود بهم الأنبياء في الآيات التي قبلها بقليل، فقد لا تعتبر خارمة لهذا الاستقراء والله أعلم. ولعل مزيد من الاستقراء يصحح هذه المعلومة أو يبطلها.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه مجرد خواطر وتساؤلات كتبتها مباشرة دون مراجعة لكتاب، وقد ظهرت لي بعض التوجيهات التي قد تكون مناسبة، غير أني لم أرجع فيها لكتاب فآثرتُ تأجيلها، ولعل أحد الفضلاء يملك جواباً أو ينشط للبحث عن الجواب فنستفيد جميعاً رعاكم الله.
وأعدُك يا أبا إبراهيم أن أتعاهد موضوعك هذا بمثل هذه الأسئلة أو الأفكار التي تعترضي في هذا الشهر الكريم، رمضان 1430هـ.
السابعة صباح السبت 1 رمضان 1430هـ
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[22 Aug 2009, 08:31 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم فكرة رائعة وكناشة قيمة
ونرجوا تثبيتها في هذا الشهر أثابكم الله
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[22 Aug 2009, 01:28 م]ـ
أولا:
جزاك الله خيرا أخي محمد على هذه النافذة الرمضانية الجميلة وخصوصا بعد تحديد مسار محدد لها من مشرفنا الشيخ عبد الرحمن الشهري
وقد يكون من المناسب تثبيت مثل هذا الموضوع
ثانيا: لي تساؤلات على ماتفضل به الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله في الفائدة الخامسة:
خامساً: من الفوائد التي ظهرت لي أثناء القراءة أن الله لم يذكر القتل في حق رسول من الرسل أصحاب الكتب، وإنما ذكره في حق بعض الأنبياء.
وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61) البقرة
قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (91) البقرة
وَقَتْلَهُمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181) آل عمران
فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ (155) النساء
إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21) آل عمران
وغيرها ربما، ولعل الحكمة في ذلك أن الرسلَ الذين جاءوا برسالات وشرائع جديدة معصومون من القتل بعصمة الله لهم وحفظه، فلا يصل إليهم الأعداء. وأما الأنبياء الذين يأتون ليجددوا رسالات السابقين فقد يقتلون والله أعلم.
ولم أجد آية يمكن أن تخرم هذا الاستقراء إلا قوله تعالى: (قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (183)
والرسل فيها المقصود بهم الأنبياء في الآيات التي قبلها بقليل، فقد لا تعتبر خارمة لهذا الاستقراء والله أعلم. ولعل مزيد من الاستقراء يصحح هذه المعلومة أو يبطلها.
من الآيات التي ذكر فيها قتل الرسل كذلك: (أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون) البقرة (87) وبداية سياق الآية ذكر فيها نبي الله موسى وعيسى عليهما السلام.
ومن الآيات كذلك قوله تعالى في سورة المائدة: (لقد اخذنا ميثاق بني إسرائيل وأرسلنا إليهم رسلا كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون) آية 70.
ومن التساؤلات التي ترد على ما تفضلتم به قول النبي صلى الله عليه وسلم في مرض وفاته (يا عائشة ما أزال أجد الم الطعام الذي اكلته بخيبر وهذا اوان وجدت انقطاع ابهري من ذلك السم) وقد استدل بعض الرواة بهذا الحديث انه عليه الصلاة والسلام قتل شهيدا
ألا يدل ما سبق على أن القتل حاصل للرسل والله تعالى أعلم
ـ[أمة الرحمن]ــــــــ[22 Aug 2009, 02:04 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بعلمكم
استوقفتني في الجزء الأول وأنا أستمع لصلاة التراويح في الحرم المكي قوله تعالى:
(قالوا ادع " لنا " ربك)
ما المعنى الذي أضافته وجود كلمة (لنا)؟
وما الغرض من تقدمها على المفعول به؟
ـ[جود فلسطين]ــــــــ[22 Aug 2009, 04:42 م]ـ
لي عودة بإذن الله بعد التفكير
للتفكير والاستنباط في الآيات لذة خاصة
بارك الله فيكم
ـ[عبدالعزيز المشعلي]ــــــــ[23 Aug 2009, 01:55 م]ـ
من الفوائد في سورة الفاتحة حين التأمل تقديم قوله: (الرحمن الرحيم) ودلالة ذلك على قوله: (مالك يوم الدين)
وذلك أن رحمة الله سبقت غضبه
فالرحمة مقدمة هنا بالتعريف على مالك يوم الدين
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[23 Aug 2009, 06:35 م]ـ
جزا الله الجميع خير الجزاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
أحببت أن أسير بإذن الله على أجزاء القرآن الكريم، ذاكرا ما يظهر لي من إشكال، ثم أتبعه بجوابه مكتفيا بتفسير الأمام ابن عاشور ومتصرفا بكلامه، وإذا أردت ذكر فائدة فأسبقها بكلمة: (فائدة).
الجزء الأول
لماذا اهتم القرآن في هذه السورة (سورة البقرة) بتوجيه الخطاب إلى بني إسرائيل؟
لأنهم أمثل أمة ذات كتاب مشهور في العالم كله، وهم الأوحداء بوصف (أهل الكتاب) من المتكلمين باللغة العربية الساكنين المدينة وما حولها، وهم أيضا الذين ظهر منهم العناد والنواء لهذا الدين.
والفِرَق المعرضة عن القرآن تنحصر في صنفين: إما مشركين أو متدينين (أي: كتابيين) والمنافقون يدخلون في الثاني، فوعظ المشركين بقوله: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم ... ) الآيات، ثم ثنى هنا بتوجيه الخطاب إلى أهل الشرائع والكتاب، فبهذا تتم موعظة جميع أصناف الفرق المعرضة.
قوله تعالى: (وأوفوا بعهدي أوفِ بعهدكم) ما هو عهدهم الذي وعدهم الله به؟ ولماذا سماه عهدا؟
عهدهم الذي وعدهم الله به هو الثواب في الآخرة والنصر في الدنيا، وهو استعارة تمثيلية بأن شبه الهيئة الحاصلة من قولهم لما أمرهم الله به وأن لا يقصروا في العمل ومن وعد الله إياهم على ذلك بالثواب بهيئة المتعاهدين على التزام كل منهما بعمل للآخر ووفائه بعهده في عدم الإخلال به فاستعير لهذه الهيئة الكلام المشتمل على قوله: {وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم} وبهذا يتبين وجه استعمال لفظ العهد الثاني في قوله تعالى: {أوف بعهدكم} وتقربه المشاكلة.
لطيفة: من لطائف القرآن في اختيار لفظ "العهد" للاستعارة هنا لتكليف الله تعالى إياهم: أن ذلك خطاب لهم باللفظ المعروف عندهم في كتبهم، فإن التوراة المنزلة على موسى عليه السلام تلقب عندهم بـ"العهد" لأنها وصايات الله تعالى لهم، ولذا عبر عنه في مواضع من القرآن بالميثاق، وهذا من طرق الإعجاز العلمي الذي لا يعرفه إلا علماؤهم وهم أشح به منهم في كل شيء بحيث لا يعرف ذلك إلا خاصة أهل الدين فمجيئه على لسان النبي العربي الأمي دليل على أنه وحي من العلام بالغيوب.
ما مناسبة قوله تعالى: (إن الذين آمنوا والذي هادوا والنصارى ... ) الآية لما قبلها وما بعدها؟
توسطت هاته الآية بين آيات ذكر بني إسرائيل بما أنعم الله عليهم وبما قابلوا به تلك النعم من الكفران وقلة الاكتراث، فجاءت معترضة بينها لمناسبة يدركها كل بليغ وهي أن ما تقدم من حكاية سوء مقابلتهم لنعم الله تعالى قد جرَّت عليهم ضرب الذلة والمسكنة ورجوعهم بغضب من الله تعالى عليهم، ولما كان الإنحاء عليهم بذلك من شأنه أن يفزعهم إلى طلب الخلاص من غضب الله تعالى؛ لم يترك الله تعالى عادته مع خلقه من الرحمة بهم وإرادته صلاح حالهم فبين لهم في هاته الآية أن باب الله مفتوح لهم وأن اللجأ إليه أمر هين عليهم وذلك بأن يؤمنوا ويعملوا الصالحات، ومن بديع البلاغة أن قرن معهم في ذلك ذكر بقية من الأمم ليكون ذلك تأنيساً لوحشة اليهود من القوارع السابقة في الآيات الماضية وإنصافاً للصالحين منهم، واعترافاً بفضلهم، وتبشيراً لصالحي الأمم من اليهود وغيرهم الذين مضوا مثل الذين كانوا قبل عيسى وامتثلوا لأنبيائهم، ومثل الحواريين، والموجودين في زمن نزول الآية مثل عبد الله بن سَلاَم وصهيب، فقد وفَّت الآية حق الفريقين من الترغيب والبشارة، وراعت المناسبتيْن للآيات المتقدمة مناسبةَ اقتران الترغيب بالترهيب، ومناسبةَ ذكر الضد بعد الكلام على ضده.
في قوله تعالى: (وإن يأتوكم أسارى تفادوهم .. ) لماذا ذُكر هذا ضمن ما ذُم به بنوا إسرائيل من إخلاف الميثاق؟
ليس فداء الأسير بمذموم لذاته، ولكن ذمه باعتبار ما قارنه من سبب الفداء، فحَمْل التوبيخ هو مجموع المفاداة مع كون الإخراج محرماً وبعد أن قتلوهم وأخرجوهم. ففي قوله: {وهو محرم عليكم إخراجهم} تشنيع وتبليد لهم إذ توهموا القُربة فيما هو من آثار المعصية أي كيف ترتكبون الجناية وتزعمون أنكم تتقربون بالفداء وإنما الفداء المشروع هو فداء الأسرى من أيدي الأعداء لا من أيديكم فهلا تركتم موجب الفداء؟
وفي الآية دلالةً أن القُربة لا تكون قربة إلا إذا كانت غير ناشئة عن معصية.
فائدة: ظهر لي في مناسبة قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا) مع الآيات التي قبلها، أن فيه تحذير من مشابهة الكفار في أي شيء، والتنفير من سبيلهم، فالتنبيه على مخالفتهم بدقيق الاقوال دليل من باب أولى إلى مخالفتهم فيما هو وراء ذلك من سائر الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.
فائدة: في ذكره تعالى لأحوال الأمم السابقة، وقصه لنا ما حدث مع الأنبياء السابقين، وما وصى به إبراهيم ويعقوب عليهما السلام، وغير ذلك كله مما يبعث في نفس المؤمن الطمأنينة ويشعره ببرد اليقين بهذا الدين العظيم، وأنه دين الأمم الصالحة من قبلنا، وهو الدين الذي كتبه الله وارتضاه لخلقه أجمعين، فيستشعر المؤمن أنه سائر في طريق واحدة قد سار فيها كل من سبقه من الأنبياء والأولياء وعباد الله الأتقياء، فيزداد يقينا وثباتا ورضا واطمئنانا بهذا الدين العظيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[23 Aug 2009, 08:47 م]ـ
رابعاً: في سؤال الملائكة: (قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ) إشارةٌ إلى أنَّ آدم سيكون من لحمٍ ودم (وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ). فكيف عرف الملائكة ذلك؟
سؤال جميل واستشكال في محله ..
وأجاب عنه ابن عاشور بأن الله قد وصف لهم هذا الخليفة، أو أنهم رأوا صورة تركيبه قبل نفخ الروح فيه وبعده، فيكون هذا الخطاب قد وقع بعد خلق آدم، وهذا الثاني هو الأظهر.
وسؤال آخر يترتب على هذا السؤال وهو: كيف عرفوا أنه سيفسد في الأرض ويسفك الدماء؟
قال ابن عاشور: " والأظهر أنهم رأوه بعد نفخ الروح فيه فعلموا أنه تركيب يستطيع صاحبه أن يخرج عن الجبلة إلى الاكتساب وعن الامتثال إلى العصيان ... وإن طبيعة استخدام ذي القوة لقواه قاضية بأنه سيأتي بكل ما تصلح له هذه القوى خيرها وشرها فيحصل فعل مختلط من صالح وسيء، ومجرد مشاهدة الملائكة لهذا المخلوق العجيب المراد جعله خليفة في الأرض كاف في إحاطتهم بما يشتمل عليه من عجائب الصفات على نحو ما سيظهر منها في الخارج لأن مداركهم غاية في السمو لسلامتها من كدرات المادة، وإذا كان أفراد البشر يتفاوتون في الشعور بالخفيات، وفي توجه نورانية النفوس إلى المعلومات، وفي التوسم والتفرس في الذوات بمقدار تفاوتهم في صفات النفس جبلية واكتسابية ولدنية التي أعلاها النبوة، فما ظنك بالنفوس الملكية البحتة؟
وفي هذا ما يغنيك عما تكلف له بعض المفسرين من وجه اطلاع الملائكة على صفات الإنسان قبل بدوها منه من توقيف واطلاع على ما في اللوح أي علم الله، أو قياس على أمة تقدمت وانقرضت، أو قياس على الوحوش المفترسة إذ كانت قد وجدت على الأرض قبل خلق آدم كما في سفر التكوين من التوراة. وبه أيضاً تعلم أن حكم الملائكة هذا على ما يتوقع هذا الخلق من البشر لم يلاحظ فيه واحد دون آخر، لأنه حكم عليهم قبل صدور الأفعال منهم وإنما هو حكم بما يصلحون له بالقوة، فلا يدل ذلك على أن حكمهم هذا على بني آدم دون آدم حيث لم يفسد، لأن في هذا القول غفلة عما ذكرناه من البيان " ا. هـ.
ـ[عبدالعزيز اليحيى]ــــــــ[24 Aug 2009, 12:54 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع
وهذه بعض التأملات والاستنباطات من الآيات:
- حكى الله عن الفتية أصحاب الكهف أنهم قالوا: < فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا)
تأمل تفائلهم وحسن ظنهم بالله رغم أن المعطيات المادية لا تبشر بخير فالكهف مظنة الضيق والجوع والوحشة، فكان الله عند ظنهم الحسن فحفظهم وخلد ذكرهم .. فما أحوجنا إلى تذكر هذا المعنى عند المصائب والمضائق والحوائج.
- وصف الله المنافقين يوم أحد بأنهم (طائفة قد أهمتهم أنفسهم)
ويستفاد منه بأن التفكير والاشتغال في المصالح الشخصية فحسب في وقت الشأن العام الذي يحتاج إلى تكاتف الجهود هو من صفات المنافقين، ومن فعل ذلك فقد عرّض نفسه للخذلان كما خذل الله المنافقين فلم يغشهم النعاس المورث للطمأنينة كما غشي المؤمنين.
- (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا)
كلما قويت عبودية الله في قلب المؤمن ضعف سلطان الشيطان عليه فتنشط النفس للطاعة وتنزجر عن المعصية بلا مجاهدة تذكر، وهذه بشارة عظيمة ووصفة ربانية لتقليص نفوذ الشيطان على القلوب.
- إذا عصى العبد ربه فقد:
1. سهّل الطريق أمام الشيطان ليجرّه إلى معصية أخرى (إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا)
2. حرم نفسه باباً من أبوب تثبيت الله له على الحق (ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشدّ تثبيتاً).
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[25 Aug 2009, 01:41 ص]ـ
الجزء الثاني
ما مناسبة قوله تعالى: (سيقول السفهاء من الناس .. ) لما قبلها وما بعدها من الآيات؟
(يُتْبَعُ)
(/)
مناسبة وقوع هذه الآية هنا مناسبةٌ بديعة وهي أن الآيات التي قبلها تكرر فيها التنويه بإبراهيم وملته، والكعبة وأن من يرغب عنها قد سفِه نفسه، فكانت مثاراً لأن يقول المشركون، ما ولَّى محمداً وأتباعه عن قبلتهم التي كانوا عليها بمكة أي استقبال الكعبة مع أنه يقول إنه على ملة إبراهيم ويأبى عن إتباع اليهودية والنصرانية، فكيف ترك قبلة إبراهيم واستقبل بيت المقدس؟ ولأنه قد تكررت الإشارة في الآيات السابقة إلى هذا الغرض بقوله: {ولله المشرق والمغرب} وقوله: {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم} وقد علم الله ذلك منهم فأنبأ رسوله بقولهم وأتى فيه بهذا الموقع العجيب وهو أن جعله بعد الآيات المثيرة له وقبل الآيات التي أُنزلت إليه في نسخ استقبال بيت المقدس والأمر بالتوجه في الصلاة إلى جهة الكعبة، لئلا يكون القرآن الذي فيه الأمر باستقبال الكعبة نازلاً بعد مقالة المشركين فيشمخوا بأنوفهم يقولون غيَّر محمد قبلته من أجل اعتراضنا عليه فكان لموضع هذه الآية هنا أفضل تمكن وأوثق ربط، وبهذا يظهر وجه نزولها قبل آية النسخ وهي قوله: {قد نرى تقلب وجهك في السماء} الآيات، لأن مقالة المشركين أو توقُّعَها حاصل قبل نسخ استقبال بيت المقدس وناشئ عن التنويه بملة إبراهيم والكعبة.
تكرر الأمر بالتوجه إلى الكعبة أكثر من مرة (ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام ... )، فما الغرض من هذا التكرار؟ وما علاقة هذه الأوامر بالآيات التي فَصَلت بين كل أمر وآخر؟
قد تكرر الأمر باستقبال النبي الكعبة ثلاث مرات، وتكرر الأمر باستقبال المسلمين الكعبةَ مرتين. وتكرر أنَّه الحقُّ ثلاث مرات، وتكرر تعميم الجهات ثلاث مرات، والقصد من ذلك كله التنويه بشأن استقبال الكعبة والتحذير من تطرق التساهل في ذلك تقريراً للحق في نفوس المسلمين، وزيادةً في الرد على المنكرين ... وقد ذكر في خلال ذلك من بيان فوائد هذا التحويل وما حَفَّ به، ما يدفع قليل السآمة العارضةِ لسماع التكرار، فذُكر قوله: {وإنه للحق من ربك وما الله بغافل} الخ، وذُكر قوله: {لئلا يكون للناس} الخ.
بم وقع التشبيه بالكاف في قوله تعالى: (كما أرسلنا فيكم رسولا ... )؟
تشبيهن للعلتين من قوله: {ولأتم} وقوله: {ولعلكم تهتدون} أي ذلك من نعمتي عليكم كنعمة إرسال محمد - صلى الله عليه وسلم - وجعل الإرسال مشبهاً به لأنه أسبق وأظهر تحقيقاً للمشبه أي إن المبادىء دلت على الغايات وهذا كقوله في الحديث " كما صليت على إبراهيم ".
ما المناسبة بين قوله تعالى: (يأيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة ... ) وما بعدها وبين الآيات التي قبلها وبعدها؟
هذه جمل معترضة بين قوله تعالى: {وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره} وما اتصل به من تعليله بقوله: {لئلا يكون للناس عليكم حجة} وما عطف عليه من قوله: {ولأتم نعمتي عليكم} إلى قوله: {واشكروا لي ولا تكفرون} وبين قوله: {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب} [البقرة: 177] لأن ذلك وقع تكملة لدفع المطاعن في شأن تحويل القبلة فله أشد اتصال بقوله: {لئلا يكون للناس عليكم حجةً} المتصل بقوله: {وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره} وهو اعتراض مُطْنِبٌ ابتُدىء به إعداد المسلمين لما هم أهله من نصر دين الله شكراً له على خَولهم من النعم المعدودة في الآيات السالفة من جعلهم أمة وسطاً وشهداء على الناس، وتفضيلِهم بالتوجه إلى استقبال أفضل بقعة، وتأييدهم بأنهم على الحق في ذلك، وأمْرِهم بالاستخفافِ بالظالمين وأَنْ لا يخشوهم، وتبْشيرهم بأنه أتم نعمته عليهم وهداهم، وامتن عليهم بأنه أرسل فيهم رسولاً منهم، وهداهم إلى الامتثال للأحكام العظيمة كالشكر والذكر، فإن الشكر والذكر بهما تهيئة النفوس إلى عظيم الأعمال، من أجل ذلك كله أَمرهم هنا بالصبر والصلاة، ونبههم إلى أنهما عون للنفس على عظيم الأعمال، فناسب تعقيبها بها، وأيضاً فإن ما ذكر من قوله: {لئلا يكون للناس عليكم حجةً} مشعر بأن أناساً متصدُّون لشغبهم وتشكيكهم والكيد لهم، فأُمروا بالاستعانة عليهم بالصبر والصلاة. وكلها متماسكة متناسبة الانتقال عدا آية: {إن الصفا والمروة من شعائر الله}.
وما مناسبة آية: (إن الصفا والمروة ... ) لما قبلها وما بعدها؟
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا كلام وقع معترضاً بين محاجة أهل الكتاب والمشركين في أمر القبلة، نزل بسبب تردد واضطراب بين المسلمين في أمر السعي بين الصفا والمروة وذلك عام حجة الوداع، كما جاء في حديث عائشة، فهذه الآية نزلت بعد الآيات التي قبلها وبعد الآيات التي نقرؤها بعدَها، لأن الحج لم يكن قد فُرِض، وهي من الآيات التي أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإلحاقها ببعض السُّوَر التي نزلت قبل نزولها بمدة، والمناسبةُ بينها وبين ما قبلها هو أن العدول عن السعي بين الصفا والمروة يشبه فعل من عبر عنهم بالسفهاء من القبلة وإنكار العدول عن استقبال بيت المقدس، فموقع هذه الآية بعد إلحاقها بهذا المكان موقعُ الاعتراض في أثناء الاعتراض.
قال تعالى: (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات ... ) ثم بعدها بآيات قال تعالى: (إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ... ) فلماذا جاء الإخبار عن الكتمان مرتين؟
آية: {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى} نزلت في علماء اليهود الذين كتموا دلائل صدق النبي صلى الله عليه وسلم وصفاته وصفات دينه الموجودة في التوراة وكتمهم آية الرجم، وفي قوله تعالى: {إن الذين يكتمون ما أنزل من الكتاب ... } عود إلى محاجَّة أهل الكتاب لاَحِقٌ به بمناسبة قوله: {إنما حرم عليكم الميتة والدم} تحذيراً للمسلمين مما أحدثه اليهود في دينهم من تحريم بعض ما أحل الله لهم وتحليل بعض ما حرم الله عليهم.
في قوله تعالى: (كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت ... ) لماذا لم يجئ حكم الوصية مبتدأ بالنداء للمؤمنين كما جاء في أحكام القصاص والصيام (يأيها الذين كتب عليكم القصاص في القتلى) (يايها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام)؟
لأن الوصية كانت معروفة قبل الإسلام، فلم يكن شرعها إحداث شيء غير معروف، لذلك لا يحتاج فيها إلى مزيد تنبيه لتلقي الحكم.
ما مناسبة ذكر رفع الجناح عن التجارة بين آيات الحج؟ لأنها جاءت بعد النهي عن أعمال في الحج تنافي المقصد منه، فنقل الكلام إلى إباحة ما كانوا يتحرجون منه في الحج وهو التجارة ببيان أنها لا تنافي المقصد الشرعي، إبطالاً لما كان عليه المشركون، إذ كانوا يرون التجارة للمُحْرم بالحج حراماً.
قوله تعالى: (كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون * في الدنيا والآخرة) بمَ يتعلق الجار والمجرور؟
قوله {في الدنيا والآخرة} يتعلق بـ (تتفكرون) لا بـ (يبيِّن)، لأن البيان واقع في الدنيا فقط. والمعنى ليحصل لكم فكر -أي علم- في شؤون الدنيا والآخرة، وما سوى هذا تكلف.
قال تعالى: (وعلى المولود له رزقهن ... ) لماذا لم يقل: (وعلى الوالد ... )؟
عبر عن الوالد بالمولود له، إيماء إلى أنه الحقيق بهذا الحكم؛ لأن منافع الولد منجرة إليه، وهو لاحق به ومعتز به في القبيلة حسب مصطلح الأمم، فهو الأجدر بإعاشته، وتقويم وسائلها.
قال تعالى: (فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف) وقال في الموضع الثاني: (فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهم من معروف) فلماذا اختلف التعبير في الموضعين؟
لم أجد حتى الآن تفسيرا لهذا، على أن ابن عاشور قد قال: " قال ابن عرفة في تفسيره: وتنكير (معروف) هنا وتعريفه في الآية المتقدمة، لأن هذه الآية نزلت قبل الأخرى، فصار هنالك معهوداً" لكنه تعقب هذا بقوله: "وأحسب هذا غير مستقيم، وأن التعريف تعريف الجنس، وهو والنكرة سواء" فلم يشر إلى تعليل، وإنما اكتفى بالتعقب.
قوله تعالى: (إلا من اغترف غرفة بيده) مستثنى من أي شيء؟ وكيف يكون ترتيب الكلام؟
الاستثناء في قوله: {إلا من اغترف غرفة بيده} من قوله: {فمن شرب منه} لأنه من الشاربين، وإنما أخره عن هذه الجملة، وأتى به بعد جملة {ومن لم يطعمه} ليقع بعد الجملة التي فيها المستثنى منه مع الجملة المؤكدة لها؛ لأن التأكيد شديد الاتصال بالمؤكد، وقد علم أن الاستثناء راجع إلى منطوق الأولى ومفهوم الثانية، فإن مفهوم (من لم يطعمه فإنه منّي) أن من طعمه ليس منه، ليعلم السامعون أن المغترف غرفة بيده هو كمن لم يشرب منه شيئاً، وأنه ليس دون من لم يشرب في الولاء والقرب، وليس هو قسماً واسطة. والمقصود من هذا الاستثناء الرخصة للمضطر في بلال ريقه.
فائدة: نرى أن آيات هذه السورة قد جاءت بأحكام متنوعة كالقصاص، والوصية، والصيام، وأكل المال بالباطل، والأهلة، والقتال، والحج، والخمر، واليتامى، وأحكام النساء، والطلاق ... الخ من الأحكام والتشريعات الجليلة، وقد يتساءل الواحد منا عندما يجد آية تتحدث في حكم أو معنى لا يظهر له ارتباط أو مناسبة بالكلام قبله أو بعده، فيسأل عن ارتباط الكلام بعضه ببعض، ويتطلب له المناسبة، ولكن هذا لا يتأتى دائما، بل كثير منه يدخله التكلف، وقد ذكر ابن عاشور كلاما جميلا في هذا تحسن الإشارة إليه ليستحضره القارئ عندما يجد مثل هذا الأمر، يقول: "الانتقال من غرض إلى غرض في آي القرآن لا تلزم له قوة ارتباط، لأن القرآن ليس كتاب تدريس يرتب بالتبويب وتفريع المسائل بعضها على بعض، ولكنه كتاب تذكير وموعظة، فهو مجموع ما نزل من الوحي في هدى الأمة وتشريعها وموعظتها وتعليمها، فقد يجمع به الشيء للشيء من غير لزوم ارتباط وتفرع مناسبة، وربما كفى في ذلك نزول الغرض الثاني عقب الغرض الأول، أو تكون الآية مأموراً بإلحاقها بموضع معين من إحدى سور القرآن كما تقدم في المقدمة الثامنة، ولا يخلو ذلك من مناسبة في المعاني، أو في انسجام نظم الكلام".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[25 Aug 2009, 07:57 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي عبد العزيز على هذه الاستنباطات الجديرة حقا بالفكر والتأمل
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[25 Aug 2009, 08:02 م]ـ
أولاً: في قوله تعالى: (وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (191)). لماذا عبر أولاً بقوله: (عند المسجد الحرام) وبعدها قال: (حتى يقاتلوكم فيه) .. لماذا لم يكن نظم الكلام:
وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ عنده.
أو
وَلا تُقَاتِلُوهُمْ في الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فيه.
ثانياً:
لماذا قال: (فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ)، ولم يقل: فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فقاتلوهم؟
أو
فَإِنْ قَتلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ؟
مما قد يفيد في هذا ما ذكره السمين الحلبي عند هذه الآية حيث قال: " و (عند) منصوب بالفعل قبله، و (حتى) متعلقة به أيضا غايةٌ له بمعنى (إلى)، والفعل بعدها منصوب بإضمار (أنْ) كما تقرر. والضمير في (فيه) يعود على (عند) إذ ضمير الظرف لا يتعدى إليه الفعل إلا بـ (في)، لأن الضمير يرد الأشياء إلى أصولها، وأصل الظرف على إضمار (في) " ا. هـ.
فهو يجعل الضمير في (فيه) عائدا على (عند) وليس على (المسجد الحرام) ويعلل هذا بما قد يفيد في تعليل اختيار هذا الأسلوب.
ثم ذكر معنى (فإن قاتلوكم فاقتلوكم) فقال: "ولا بد من حذف .. أي فإن قاتلوكم فيه فاقتلوهم فيه) و قال ابن عاشور: " أي فإن قاتلوكم عند المسجد الحرام فاقتلوهم عند المسجد الحرام"ا. هـ. فيكون المعنى واحدا على التقديرين.
ولعل التعبير بـ (ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه) يفيد معنى دقيقا، لأن (عند) تفيد معنى أوسع من معنى (في) كما لا يخفى، فيكون المعنى: لا تقربوا المسجد الحرام بالقتال حتى يحدث القتال فيه، فالنهي عن القتال (عند) المسجد الحرام تفيد التحذير من مقاربته أصلا، إلا أن يحدث هتك لحرمته بأن يبدأ المشركون بالقتال (فيه)، فعدها يجوز القتال، والله تعالى أعلم.
وقد قرأ الأخوان: (ولا تقتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقتلوكم فيه فإن قتلوكم فاقتلوهم) قال ابن عاشور: "وهذه القراءة تقتضي أن المنهي عنه القتل، فيشمل القتل باشتباك حرب (وهو ما تدل عليه قراءة الجمهور) والقتل بدون ملحمة" (وهو ما تدل عليه قراءة الأخوين). وهذا قول جيد يفيد إعمال القراءتين، لأن القاعدة أن القراءتين المتواترتين بمنزلة الآيتين.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[25 Aug 2009, 08:11 م]ـ
خامساً: من الفوائد التي ظهرت لي أثناء القراءة أن الله لم يذكر القتل في حق رسول من الرسل، وإنما ذكره في حق بعض الأنبياء.
وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61) البقرة
قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (91) البقرة
وَقَتْلَهُمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181) آل عمران
فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ (155) النساء
إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21) آل عمران
وغيرها ربما، ولعل الحكمة في ذلك أن الرسلَ الذين جاءوا برسالات وشرائع جديدة معصومون من القتل بعصمة الله لهم وحفظه، فلا يصل إليهم الأعداء. وأما الأنبياء الذين يأتون ليجددوا رسالات السابقين فقد يقتلون والله أعلم.
ولم أجد آية يمكن أن تخرم هذا الاستقراء إلا قوله تعالى: (قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (183)
والرسل فيها المقصود بهم الأنبياء في الآيات التي قبلها بقليل، فقد لا تعتبر خارمة لهذا الاستقراء والله أعلم. ولعل مزيد من الاستقراء يصحح هذه المعلومة أو يبطلها.
ثانيا: لي تساؤلات على ماتفضل به الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله في الفائدة ... الخ
ألا يدل ما سبق على أن القتل حاصل للرسل والله تعالى أعلم
ما ذكره الشيخ عبد الرحمن هو الصحيح، وقد أشار إليه ابن عاشور بقوله:
" وإنما قال الأنبياء لأن الرسل لا تسلط عليهم أعداؤهم لأنه منافٍ لحكمة الرسالة التي هي التبليغ، قال تعالى: (إنا لننصر رسلنا) وقال: (والله يعصمك من الناس) " وقال: "والعصمة هنا الحفظ والوقاية من كيد أعدائه".
وأجاب عن الإشكال الذي أورده الأخ أبو عبد الرحمن المدني عند قوله تعالى: (كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون) في المائدة بقوله: " فالمراد بالرسل هنا الأنبياء ... وإطلاق الرسول على النبي الذي لم يجئ بشريعة إطلاق شائع في القرآن، لأنه لما ذكر أنهم قتلوا فريقا من الرسل تعين تأويل الرسل بالأنبياء، فإنهم ما قتلوا إلا أنبياء لا رسلا".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[25 Aug 2009, 08:27 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بعلمكم
استوقفتني في الجزء الأول وأنا أستمع لصلاة التراويح في الحرم المكي قوله تعالى:
(قالوا ادع " لنا " ربك)
ما المعنى الذي أضافته وجود كلمة (لنا)؟
وما الغرض من تقدمها على المفعول به؟
اللام في قوله: (لنا) لام الأجل، أي اسأل لأجلنا، أو ادعُ عنا ..
وتقديمه للاهتمام به.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[25 Aug 2009, 08:31 م]ـ
الجزء الثالث
في قوله تعالى: (يوم تجد كل نفس ما عملت محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيد) على ماذا يعود الضمير في (بينه)؟ وما هو ترتيب الكلام في الآية؟
أصل نظم الكلام فيها: تَوَدّ كل نفس لَوْ أنّ بينهَا وَبيْن ما عملت من سوء أمداً بعيداً يومَ تَجِدُ مَا عملت من خير مُحْضراً، فالضمير في قوله (وبينه) على هذا يعود إلى ما عملتْ من سوء.
أو يكون أصل الكلام: يوم تجد كل نفس ما عملت من خير ومن شرّ محضراً، تودّ لو أنّ بينها وبين ذلك اليوم أمداً بعيداً؛ ليكون ضمير (بينه) عائداً إلى يوم أي تودّ أنّه تأخّر ولم يحضر ... وهذا أحسن الوجوه في نظم هذه الآية وأومأ إليه في «الكشاف».
قوله تعالى: (وليس الذكر كالأنثى) هل هو مما حكاه الله تعالى على لسان مريم، أم أنه كلام مستقل؟
أكثر المفسرين على أن هذا مما قالته مريم تحسرا على أن المولود لم يكن ذكرا حتى تحرره لخدمة بيت المقدس، وذكر ابن عاشور أنه هو الأظهر.
ثم أشار إلى القول الثاني بصيغة التمريض ونسبه إلى صاحب الكشاف وصاحب المفتاح، فيكون تكملة للجملة المعترضة التي قبلها (والله أعلم بما وضعت) لأنها بالاتفاق من كلام الله تعالى وليست من كلام مريم المحكي، وهو ما يسميه العلماء بالمتصل لفظا المنفصل معنى.
ما نوع الاستفهام في قول زكريا –عليه السلام- (أنى يكون لي غلام)؟ ولماذا استغرب الولد مع أنه قد طلبه من الله؟
هو استفهام مراد منه التعجب، لأنه لما سأل الولد فقد تهيأ لحصول ذلك، فلا يكون قوله: (أني يكون لي غلام) إلا تطلبا لمعرفة كيفية ذلك على وجه يحقق له البشارة، وليس من الشك في صدق الوعد، وهو كقول إبراهيم (ليطمئن قليي).
ما معنى قوله تعالى: (قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثلما أويتم أو يحاجوكم عند ربكم) وما ترتيب الكلام فيه؟
أشكل موقعُ هذه الآية بعد سابقتها وصفَ نظمها، ومصرَف معناها: إلى أي فريق. وقال القرطبي: إنها أشكَلُ آية في هذه السورة. وذكر ابن عطية وجوها ثمانية. ترجع إلى احتمالين أصليين:
الاحتمال الأول: أنها تكملة لمحاورة الطائفةِ من أهل الكتاب بعضهم بعضاً، وأن جملة {قل إن الهدى هدى الله} معترضة في أثناء ذلك الحِوار، وعلى هذا الاحتمال تأتي وجوه نقتصر منها على وجهين واضحين:
أحدهما: أنهم أرادوا تعليل قولهم: {ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم} فتقدير الكلام لأن لا يوتى أحد مثل ما أوتيتم، والمعنى: أنّ قصدهم من هذا الكلام تثبيتُ أنفسهم على ملازمة دين اليهودية.
الوجه الثاني: أنهم أرادوا إنكار أن يوتَى أحد النبوءة كما أوتيها أنبياءُ بني إسرائيل فيكون الكلام استفهاماً إنكارياً حذفت منه أداة الاستفهام لدلالة السياق؛ ويؤيده قراءةُ ابن كثير قوله: {أن يؤتى أحد} بهمزتين.
الاحتمال الثاني: أن تكون الجملة مما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يقوله لهم بقيةً لقوله: «إنّ الهُدى هُدى الله» أي قلتم ذلك حسَداً من أنْ يؤتي أحدٌ مثلَ ما أوتيتم وتنصلا من أن يحاجوكم أي الذين آمنوا عند الله يوم القيامة، فجمعتم بين الإيمان بما آمن به المسلمون، حتى إذا كان لهم الفوز يوم القيامة لا يحاجونكم عند الله بأنكم كافرون، وإذا كان الفوز لكم كنتم قد أخذتم بالحَزم إذ لم تبطلوا دين اليهودية.
وهذا الاحتمال أنسب نظماً بقوله تعالى: {قل إن الفضل بيد اللَّه}، ليكون لِكلّ كلام حُكي عنهم تلقينُ جوابٍ عنه: فجواب قولهم: {آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا} الآية، قولُه: {قل إن الهدى هدى الله}. وجواب قولهم: {ولا تؤمنوا} إلخ قولُه: {قل إنّ الفضل بيد الله} إلخ. فهذا مِلاك الوجوه.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[26 Aug 2009, 02:03 ص]ـ
الجزء الرابع
ما مناسبة ذكر آيات الربا (يأيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة ... ) لما قبلها من الآيات؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ساق ابن عاشور ما ذكره المفسرون من تطلب مناسبة لهذه الآيات، ولكنه ضعف ما ذكروه وقال بعدها: "وعندي بادىء ذي بدء أن لا حاجة إلى اطّراد المناسبة، فإن مدّة نزول السورة قابلة لأن تحدث في خلالها حوادث ينزل فيها قرآن فيكون من جملة تلك السورة، فتكون هاته الآية نزلت عقب ما نزل قبلها فكتبت هنا ولا تكون بَينهما مناسبة إذ هو ملحق إلحاقاً بالكلام".
لماذا جاء التنويه بالذكر والأنثى وأن بعضهم من بعض في قوله تعالى: (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض)؟
وجه الحاجة إلى هذا البيان هنا أنّ الأعمال التي أتوا بها أكبرها الإيمان، ثم الهجرة، ثم الجهاد، ولمّا كان الجهاد أكثر تكرّراً خيف أن يتوهّم أنّ النساء لا حظّ لهنّ في تحقيق الوعد الذي وعد الله على ألسنة رسله، فدفع هذا بأنّ للنساء حظّهنّ في ذلك فهنّ في الإيمان والهجرة يساوين الرجال، وهنّ لهنّ حظّهنّ في ثواب الجهاد لأنّهن يقمن على المرضى ويُداوين الكلْمى، ويسقين الجَيش، وذلك عمل عظيم به استبقاء نفوس المسلمين، فهو لا يقصر عن القتال الذي به إتلاف نفوس عدوّ المؤمنين.
قال تعالى: (ولا تؤتوا السفاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم) لماذا لم يتعد الفعل بـ (من) فيكون: وارزقوهم منها؟
لأنه لا يقصد التبعيض الموهم للإنقاص من ذات الشيء، بل يراد أنّ في جملة الشيء ما يحصل به الفعل: تارة من عينه، وتارة من ثمنه، وتارة من نتاجه، وأنّ ذلك يحصل مكرّراً مستمرّاً. وهذا معنى بديع في الاستعمال لم يسبق إليه المفسّرون هنا، فأهمل معظمهم التنبيه على وجه العدول إلى (في)، واهتدى إليه صاحب «الكشاف» بعض الاهتداء.
قال تعالى: (ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة) ما نوع الاستثناء هنا؟ وماذا يفيد؟
ليس إتيانهنّ بفاحشة مبيّنة بعضاً ممّا قبل الاستثناء لا من العضل ولا من الإذهاب ببعض المهر. فيحتمل أن يكون الاستثناء متّصلا أي إلاّ حال الإتيان بفاحشة فيجوز إذهابكم ببعض ما آتيتموهنّ. ويحتمل أن يكون استثناء منقطعاً في معنى الاستدراك، أي لكن إتيانهنّ بفاحشة يُحِلّ لكم أن تذهبوا ببعض ما آتيتموهنّ.
والحكم واحد على الاحتمالين والمقصود به الخُلع.
قال تعالى: (وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم) ما الفائدة من هذا الوصف للأبناء؟
قوله: {الذين من أصلابكم} تأكيد لمعنى الأبناء لدفع احتمال المجاز، إذ كانت العرب تسمّي المتبنَّى ابناً، وتجعل له ما للابن، حتّى أبطل الإسلام ذلك.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[26 Aug 2009, 08:01 م]ـ
الجزء الخامس
ختم قوله تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ... ) بـ (إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا) فلماذا جاء الذم بهاتين الصفتين تحديدا؟
لأنهما منشأ للغلظة والجفاء، فينافيان الإحسان المأمور به.
قال تعالى: (يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا) هل قوله: (ولا يكتمون ... ) استئناف أم متعلق بما قبله؟
هذه الجملة يجوز أن تكون مستأنفة والواو عاطفة لها على جملة: (يود ... )، ويجوز أن تكون حالية، أي: يودون لو تسوى بهم الأرض في حال عدم كتمانهم، فتمنوا أن يخفوا ولا يظهروا حتى لا يُسألوا فلا يضطروا إلى الاعتراف الموبق ولا إلى الكتمان المهلك.
ما إعراب (والمستضعفين) في قوله تعالى: (وما لكم لا تقاتلون في سبل الله والمستضعفين ... )؟
مجرورة عطفا على المجرور بـ (في) قبلها، أي: ما لكم لا تقاتلون لأجل دين الله ومرضاته، ولأجل المستضعفين، أي لنفعهم ودفع المشركين عنهم.
ما مناسبة قوله تعالى: (وإذا حييتم بتحية ... ) للآيات قبلها؟
أنّ الشفاعة تقتضي حضور الشفيع عند المشفوع إليه، وأنّ أول بَوادر اللقاء هو السلام وردّه، فعلّم الله المسلمين أدب القبول واللقاء في الشفاعة وغيرها، وهذا دأب القرآن في انتهاز فرص الإرشاد والتأديب.
وبهذا البيان تنجلي عنك الحيرة التي عرضت في توجيه انتظام هذه الآية مع سابقتها، وتستغني عن الالتجاء إلى المناسبات الضعيفة التي صاروا إليها.
ما الحكمة من التكرار في قوله تعالى: (إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا)؟
ليس المراد بقوله: (ثم ازدادوا كفرا) أنهم كفروا كفرة أخرى، بل المراد الإجمال، أي ثم كفروا بعد ذلك، كما يقول الواقف: وأولادهم وأولاد أولادهم وأولاد أولاد أولادهم، لا يريد بذلك الوقوف عند الجيل الثالث. ويكون المراد من الآية: أن الذي عُرف من دأبهم الخفة إلى تكذيب الرسل، وإلى خلع ربقة الديانة، هم قوم لا يغفر لهم صنعهم، إذ كان ذلك عن استخفاف بالله ورسله.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[27 Aug 2009, 12:54 ص]ـ
أحسنت يا أبا إبراهيم , فتح الله عليك وزادك توفيقا وعلما.
واصل حفظك الله ونحن متابعون معك.
وأحب أن أضيف هنا فائدة من الجزء الخامس ذكرها فضيلة الشيخ / محمد بن عبدالله القحطاني (أبو مجاهد العبيدي) في حلقة اليوم 5/ 9 / 1430 الماتعة من برنامج التفسير المباشر على قناة دليل الفضائية.
وهي أنه ينبغي للمسلم أن يحرص على تنفيذ ما يوعظ به, فقد ذكر الله تعالى أربع فوائد لمن فعل ما يوعظ به قال تعالى (ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا وإذا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما ولهديناهم صراطا مستقيما)
1. (لكان خيرا لهم).
2. (وأشد تثبيتا).
3. (لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما).
4. (ولهديناهم صراطا مستقيما).
ضيف الحلقة 70 من التفسير المباشر يوم الأربعاء 5 رمضان 1430هـ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=17004)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[27 Aug 2009, 06:06 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي العزيز أبا أسامة ..
وهذه الموضوع مثبت لإثراءه بالمشاركة من الجميع أمثالك، حتى نستفيد جميعا وتتحصل به الفوائد وتتلاقح الأفكار، تفاعلا مع كتاب الله الكريم في هذا الشهر الكريم.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[27 Aug 2009, 06:09 م]ـ
الجزء السادس
في قوله تعالى: (فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله ... ) ما هو متعلق هذه الأسباب؟
يجوز أن يكون متعلقها محذوفا لتذهب نفس السامع مذاهب الهول، وتقديره: فبسبب هذه الأمور فعلنا بهم ما فعلنا.
ويجوز أن يتعلق بـ (حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم) وما بينهما مستطردات.
ما مناسبة ذكر الاستقسام بالأزلام ضمن المحرمات من المأكولات؟
لا جرم أن هذا المعطوف من نوع المتعاطفات التي قبله، فالمراد به النهي عن أكل اللحم الذي يستقسمون عليه بالأزلام، وهو لحم جزور، يقسمونه على أجزاء، ويتقامرون على أجزائه، فأخبر بالنهي عن أكل هذا اللحم.
ومن الاستقسام بالأزلام ضرب آخر كانوا يفعلونه في الجاهلية، يتطلبون به به معرفة عاقبة فعل يريدون فعله: هل هي النجاح والنفع أم هي خيبة وضر. وإذا قد كان لفظ الاستقسام يشمله فالوجه أن يكون مرادا من النهي أيضا، على قاعدة استعمال المشترك في معنييه.
قوله تعالى: (وما علمتم من الجوارح مكلبين) ما فائدة ذكر هذا الوصف؟ وهل يشمل سباع الحيوان والطير؟
المكلَّب –بكسر اللام- هو معلم الكلاب، وفائدة ذكر هذا الوصف هو بيان نوع التعليم، وهو التأديب والتعويد على الصيد، وهو يشمل غير الكلاب من فهود وبزاة، وإنما اشتق هذا الاسم من الكلب جريا على الغالب في صيد الجوارح.
قال تعالى: (يأيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط) وفي سورة النساء: (كونوا قوامين بالقسط شهداء للناس) فما وجه اختلاف الترتيب؟
وجه ذلك أن الآية في سورة النساء وردت عقب آيات القضاء في الحقوق، فلذلك قدم فيها (كونوا قوامين بالقسط شهداء لله) فالقسط هو العدل في القضاء.
وأما الآية التي نحن بصددها فهي واردة بعد التذكير بميثاق الله.
وقد حصل من مجموع الآيتين: وجوب القيام بالعدل والشهادة به، ووجوب القيام لله والشهادة له.
قال تعالى: (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم) وقال بعدها: (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة) فهل المراد التشنيع على النصارى بأن هذه هي أقوالهم جميعا، أم المراد أن هناك فرقة منهم تقول بالأول وفرقة أخرى تقول بالثاني؟
بل هما مقالتان مختلفتان قالت بكل واحدة طائفة من النصارى، وإن كان التثليث هو أصل في عقيدة النصارى كلهم ولكنهم مختلفون في كيفيته، لذا كان قوله تعالى في سورة النساء: (ولا تقولوا ثلاثة) من إعجاز القرآن لأنه مع إيجازه يجمع الرد على طوائف النصارى كلهم.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[28 Aug 2009, 11:01 م]ـ
الجزء السابع 1/ 2
قال تعالى: (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وأمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا) لماذا تكرر العطف ثلاث مرات بحرف (ثم)؟ وما الغرض من تغير صيغة العطف كل مرة؟
جملة {ثمّ اتَّقوا وآمنوا} تأكيد لفظي لجملة {إذا ما اتّقوا وآمنوا وعملوا الصالحات} وقُرن بحرف (ثمّ) الدالّ على التراخي الرتبي ليكون إيماءً إلى الازدياد في التقوى وآثارِ الإيمان، كالتأكيد في قوله تعالى: {كلاّ سيعلمون ثمّ كلاّ سيعلمون} ولذلك لم يكرّر قوله: {وعملوا الصالحات} لأنّ عمل الصالحات مشمول للتقوى. وأمّا جملة {ثمّ اتّقوا وأحسنوا} فتفيد تأكيداً لفظياً لجملة {ثمّ اتّقوا} وتفيد الارتقاء في التقوى بدلالة حرف {ثمّ} على التراخي الرتبي. مع زيادة صفة الإحسان وهذا يتضمَّن الإيمان لا محالة فلذلك استغني عن إعادة {وآمنوا} هنا.
هل يمكن أن تدل الآية السابقة على نفي الجناح عن المؤمنين عموما فيما أكلوه إذا ما اتقوا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
من المفسرين من قال هذا، لأنّهم رأوا أنّ سبب نزولها لا يقصرها على قضيَّة السبب بل يُعمل بعموم لفظها على ما هو الحقّ في أنّ عموم اللفظ لا يخصّص بخصوص السبب، فقالوا: رَفَع الله الجناح عن المؤمنين في أي شيء طعموه من مستلذّات المطاعم وحلالها، إذا ما اتّقوا ما حَرّم الله عليهم، أي ليس من البرّ حرمانُ النفس بتحريم الطيّبات بل البرّ هو التقوى، وفسر به في «الكشاف» مبتدئاً به.
قال تعالى: (تحبسونهما من بعد الصلاة فيقسمان بالله إن ارتبتم لا نشتري به ثمنا ... ) بمَ يتعلق قوله: (إن ارتبتم)؟
تظافرت أقوال المفسّرين على أنّ هذا شرط متّصل بقوله {تحبسونهما} وما عطف عليه، واستغني عن جواب الشرط لدلالة ما تقدّم عليه ليتأتّى الإيجاز، فيقتضي هذا التفسير أنّه لو لم تَحصل الريبة في صدقهما لما لزم إحْضارهما من بعد الصلاة وقسمهما، وجملة الشرط معترضة بين فعل القسم وجوابه.
والوجه عندي –الكلام لابن عاشور- أن يكون قوله: {إن ارتبتم} من جملة الكلام الذي يقوله الشاهدان، ومعناه أنّ الشاهدين يقولان: إن ارتبتم في شهادتنا فنحن نقسم بالله لا نشتري به ثمناً ولو كان ذا قربى ولا نكتم الشهادة، أي يقولان ذلك لاطمئنان نفس المُوصي، فيكون شُرع هذا الكلام على كلّ شاهد ليسْتوي فيه جميع الأحوال بحيث لا يكون توجيه اليمين في بعض الأحوال حَرجاً على الشاهدين الذين توجّهت عليهما اليمينُ من أنّ اليمين تعريض بالشكّ في صدقهما، فكان فرض اليمين من قِبَل الشرع دافعاً للتحرّج بينهما وبين الوليّ، لأنّ في كون اليمين شرطاً من عند الله معذرة في المطالبة بها.
قال تعالى: (فإن عثر على أنهما استحقا إثما فآخران يقومان مقامهما من الذين استحق عليهم الأوليان) ما إعراب (الأوليان)؟ وما معنى هذه الجملة من الآية الكريمة؟
على هذه القراءة –قراءة حفص- تكون (الأوليان) فاعل للفعل (استحق)، والمفعول محذوف تقديره: الوصية أو الإثم.
فيكون التقدير: فآخران يقومان مقامهما من الذين استحق الأوليان عليهم الوصية أو الإثم.
و (من) تبعيضية، أي شخصان آخران يكونان من الجماعة من الذين استحق عليهم.
و (استحق) أي: كان حقيقا به، وهو مضمن معنى (وجب)، يقال: استحقّ زيد على عمرو كذا، أي وجب لزيد حقّ على عمرو، فأخذه منه.
و (الأوليان) جمع (أولى).
والمعنى أنّه إن اختلّت شهادة شاهدي الوصية انتقل إلى يمين الموصى له سواء كان الموصى له واحداً أم متعدّداً. وإنّما جاءت الآية بصيغة الاثنين مراعاة للقضية التي نزلت فيها.
ولكن هنا أشكل علي أمر، وهو:
كيف تدل الآية –بهذه القراءة- على أن الشاهدين الآخرين يجب أن يكونا من أولياء الميت الموصى لهم؟
أرجو أن يتكرم الإخوة المشايخ بإيضاح هذا الإشكال وحله لأنه أعياني كثيرا!
ما مناسبة قوله تعالى: (كتب ربكم على نفسه الرحمة) للسياق؟
وجملة: {كتب ربكم على نفسه الرحمة} معترضة، وهي من المقول الذي أمر الرسول بأن يقوله. وفي هذا الاعتراض معان:
أحدها: أنّ ما بعده لمّا كان مشعراً بإنذار بوعيد قُدّم له التذكير بأنّه رحيم بعبيده عساهم يتوبون ويقلعون عن عنادهم.
والثاني: أنّ الإخبار بأنّ لله ما في السماوات وما في الأرض يثير سؤال سائل عن عدم تعجيل أخذهم على شركهم بمن هم مِلكه. فالكافر يقول: لو كان ما تقولون صدقاً لعجّل لنا العذاب، والمؤمن يستبطئ تأخير عقابهم، فكان قوله: {كتب على نفسه الرحمة} جواباً لكلا الفريقين بأنّه تفضّل بالرحمة، فمنها رحمة كاملة: وهي رحمته بعباده الصالحين، ومنها رحمة مؤقّتة وهي رحمة الإمهال والإملاء للعصاة والضّالّين.
قال تعالى: (الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون) ما نوع الفاء هنا؟ وما معنى هذه الجملة من الآية الكريمة؟
الفاء في في قوله: (فهم) للتفريع والسببية.
وجملة (الذين خسروا أنفسهم) خبرَ مبتدأ محذوف تقديره: أنتم. فأصل التركيب: فأنتم لا تؤمنون لأنّكم خسرتم أنفسكم.
وقيل: (الذين خسروا أنفسهم) مبتدأ، وجملة: (فهم لا يؤمنون) خبره، وقرن بالفاء لأنّ الموصول تضمّن معنى الشرط على نحو قوله تعالى: (واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهنّ أربعة منكم).
(يُتْبَعُ)
(/)
وذلك أنّهم لمّا أعرضوا عن التدبّر في صدق الرسول -عليه الصلاة والسلام - فقد أضاعوا عن أنفسهم أنفع سبب للفوز في العاجل والآجل، فكان ذلك سبب أن لا يؤمنوا بالله والرسول واليوم الآخر. فعدم الإيمان مسبّب عن حرمانهم الانتفاع بأفضل نافع.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[28 Aug 2009, 11:18 م]ـ
وفقكم الله يا شيخ محمد وبارك فيكم على هذه الفوائد الموفقة.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[29 Aug 2009, 03:17 ص]ـ
الجزء السابع 1/ 2
قال تعالى: (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وأمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا) لماذا تكرر العطف ثلاث مرات بحرف (ثم)؟ وما الغرض من تغير صيغة العطف كل مرة؟
جملة {ثمّ اتَّقوا وآمنوا} تأكيد لفظي لجملة {إذا ما اتّقوا وآمنوا وعملوا الصالحات} وقُرن بحرف (ثمّ) الدالّ على التراخي الرتبي ليكون إيماءً إلى الازدياد في التقوى وآثارِ الإيمان، كالتأكيد في قوله تعالى: {كلاّ سيعلمون ثمّ كلاّ سيعلمون} ولذلك لم يكرّر قوله: {وعملوا الصالحات} لأنّ عمل الصالحات مشمول للتقوى. وأمّا جملة {ثمّ اتّقوا وأحسنوا} فتفيد تأكيداً لفظياً لجملة {ثمّ اتّقوا} وتفيد الارتقاء في التقوى بدلالة حرف {ثمّ} على التراخي الرتبي. مع زيادة صفة الإحسان وهذا يتضمَّن الإيمان لا محالة فلذلك استغني عن إعادة {وآمنوا} هنا.
.
أحسنت يا ابا إبراهيم , وكنت أتساءل عن فائدة تكرار لفظ (اتقوا) في الآية ثلاث مرات؟ وسألت فضيلة الشيخ الدكتور محمد ولد سيدي حبيب الجكني الشنقيطي عن ذلك في برنامج التفسير المباشر يوم الجمعة 7 رمضان 1430 , فأفاد بأنها للتأكيد ثم وقفت على كلام جميل للقرطبي حول ذلك:
قال الإمام القرطبي رحمه الله في تفسير هذه الآية: قوله تعالى: (إذا ما اتقوا وءامنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين) فيه أربعة أقوال:
الأول: أنه ليس في ذكر التقوى تكرار , والمعنى: اتقوا شربها , وآمنوا بتحريمها , ومعنى الثاني: دام اتقاؤهم وإيمانهم , والثالث: على معنى الإحسان إلى الاتقاء.
الثاني: اتقوا قبل التحريم في غيرها من المحرمات , ثم اتقوا بعد تحريمها شربها , ثم اتقوا فيما بقي من أعمارهم , وأحسنوا العمل.
الثالث: اتقوا الشرك ,, وآمنوا بالله ورسوله , ومعنى الثاني: ثم اتقوا الكبائر , وازدادوا إيمانا , ومعنى الثالث: ثم اتقوا الصغائر , وأحسنوا أي: تنفلوا.
وقال محمد ابن جرير: الاتقاء الأول: هو الاتقاء بتلقي أمر الله بالقبول , والتصديق , والدينونة به , والعمل , والاتقاء الثاني: التقاء بالثبات على التصديق , والاتقاء بالإحسان , والتقرب بالنوافل.
انتهى كلام الامام القرطبي رحمه الله.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[29 Aug 2009, 03:32 ص]ـ
ولكن هنا أشكل علي أمر، وهو:
كيف تدل الآية –بهذه القراءة- على أن الشاهدين الآخرين يجب أن يكونا من أولياء الميت الموصى لهم؟
أرجو أن يتكرم الإخوة المشايخ بإيضاح هذا الإشكال وحله لأنه أعياني كثيرا!
.
أخي الحبيب: هذه الآية أعيت العلماء من قبلك , فقد استفدنا من الشيخ الدكتور محمد ولد سيدي حبيب الجكني الشنقيطي في برنامج التفسير المباشر يوم الجمعة 7 رمضان 1430 أن هذه الآية أصعب آية في القرآن تفسيرا وإعرابا وتوجيها للقراءات , حتى إن الدكتور / عبد الرحمن الشهري قال له: (من أصعب الآيات) فقال له الشيخ: بل هي أصعب الآيات على الإطلاق.
ثم اطلعت على تفسير القرطبي فوجدته نقل عن الإمام مكي رحمه الله قوله: هذه الآيات الثلاث (106 - 107 - 108) عند أهل المعاني من أشكل ما في القرآن إعرابا ومعنًى وحُكماً.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[29 Aug 2009, 06:14 م]ـ
وفقكم الله يا شيخ محمد وبارك فيكم على هذه الفوائد الموفقة.
جزاك الله خيرا أخي الحبيب
وأنت ممن تميز بالنكت العلمية، واللطائف القرآنية، فأرجو أن تتحفنا بما تحويه كناشتك هنا.
أحسنت يا ابا إبراهيم , وكنت أتساءل عن فائدة تكرار لفظ (اتقوا) في الآية ثلاث مرات؟ وسألت فضيلة الشيخ الدكتور محمد ولد سيدي حبيب الجكني الشنقيطي عن ذلك في برنامج التفسير المباشر يوم الجمعة 7
رمضان 1430 , فأفاد بأنها للتأكيد
ثم وقفت على كلام جميل للقرطبي حول ذلك ...
أحسنت وجزاك الله خيرا أخي أبا أسامة ..
وأنا في الحقيقة لا أتمكن من مشاهدة البرنامج ولذا تفوتني العديد من الفوائد، والعشم في أمثالكم لإتحافنا بالمفيد.
وأشكرك على ما تفضلت به من سوق كلام الإمام القرطبي، ويظهر أن أقوى هذه الاقوال هو الأول وإليه يعود قول الأمام الطبري الذي جاء آخرا.
وكلام ابن عاشور الذي سقتُه في المشاركة يعود إليه أيضا، لأن ذكر أن التأكيد لفظي، وأشار إلى المعاني الجديدة التي تفيدها كل جملة.
أخي الحبيب: هذه الآية أعيت العلماء من قبلك , فقد استفدنا من الشيخ الدكتور محمد ولد سيدي حبيب الجكني الشنقيطي في برنامج التفسير المباشر يوم الجمعة 7 رمضان 1430 أن هذه الآية أصعب آية في القرآن تفسيرا وإعرابا وتوجيها للقراءات , حتى إن الدكتور / عبد الرحمن الشهري قال له: (من أصعب الآيات) فقال له الشيخ: بل هي أصعب الآيات على الإطلاق.
ثم اطلعت على تفسير القرطبي فوجدته نقل عن الإمام مكي رحمه الله قوله: هذه الآيات الثلاث (106 - 107 - 108) عند أهل المعاني من أشكل ما في القرآن إعرابا ومعنًى وحُكماً.
نعم أخي هذا هو الواقع، وقد بقيت أمس لساعات أحاول الإجابة على السؤال بالتأمل فيما قاله المفسرون ولم أهتدِ إلى نتيجة.
والعلماء يصرحون بأن الإعراب على قراءة حفص هو الأقل إشكالا، وأنا إنما أشكل علي ما نصصت عليه في السؤال من حيث استنباط الحكم من الآية على هذه القراءة ..
والملتقى يزخر بالمتخصصين أمثالك ممن لديه القدرة بمشيئة الله على الجواب وإرشادنا إلى الصواب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[29 Aug 2009, 06:19 م]ـ
الجزء السابع 2/ 2
قال تعالى: (وهو الذي يتوافكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضى أجل مسمى) [الأنعام 60] علامَ يعود الضمير في قوله: (ثم يبعثكم فيه)؟ وما المراد بالبعث هنا؟
الضمير يعود إلى النهار، والمراد الإفاقة من النوم، وإنما استعير لفظ البعث لأنه البعث شاع في إحياء الميت وخاصة في القرآن (وقالوا أئذا كنا ترابا وعظاما إنا لمبعوثون) وحسن هذه الاستعارة كونها مبنية على استعارة للتوفي للنوم تقريبا لكيفية البعث التي حارت فيها عقولهم، فكل من الاستعارتين مرشح للأخرى.
قال تعالى: (ويوم يقول كن فيكون قوله الحق) [الأنعام 73] ما إعراب هذه الجملة من الآية الكريمة؟ وكيف يكون معناها؟
أشكل نظم هذه الآية على المفسرين، والوجه أن (ويوم يقول كن فيكون) ظرف وقع خبرا مقدما للاهتمام به، والمبتدأ هو (قوله)، و (الحق) صفة للمبتدأ، فأصل التركيب: وقوله الحق يوم يقول كن فيكون.
ونكتة الاهتمام بتقديم الظرف: الرد على المشركين المنكرين هذا التكوين بعد العدم.
وهذا القول قول مستقبل، وهو الخلق الثاني بعد الخلق الأول، ولذلك أتى بكلمة (يوم) للإشارة إلى أنه يوم تكوين خاص مقدر له يوم معين. ووصفه بالحق للرد على المشركين أيضا، فالله تعالى قد أنشأ السماوات والأرض بالحق، وهو يعيد الخلق الذي بدأه بقول حق، فلا يخلو شيء من تكوينه الأول ولا من الثاني عن الحق.
ما نوع الاستثناء في قوله تعالى: (ولا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربي شيئا)؟ وما توجيهه؟
جعل ابن عطية هذا الاستثناء منقطعا، وهو ظاهر كلام الطبري، وهو الأظهر، فإنه لما نفى أن يكون يخاف إضرار آلهتهم وكان ذلك قد يتوهم منه السامعون أنه لا يخاف شيئا، إذ كان قومه لا يعترفون برب غير آلهتهم، استدرك عليه بما دل عليه الاستثناء المنقطع، أي لكن أخاف مشيئة ربي شيئا مما أخافه، فذلك أخافه.
وفي هذا الاستدراك نكاية لقومه، إذ كان لا يخاف آلهتهم في حين أنه يخشى ربه المستحق للخشية.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[30 Aug 2009, 01:21 ص]ـ
الجزء الثامن
ما المراد بقوله تعالى: (وكذلك جعلنا في قرية أكابر مجرميها) [الأنعام 123]؟ وما سر التعبير بهذا اللفظ؟
في قوله تعالى: (اكابر مجرميها) إيجاز، لأن المعنى: جعلنا في كل قرية مجرمين، وجعلنا لهم أكابر، فلما كان وجود الأكابر يقتضي وجود من دونهم استغنى بذكر أكابر المجرمين.
ما المراد بقوله تعالى: (ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن) [الأنعام 154]؟
(الكتاب) هو المعهود، أي التّوراة، و (تماما) حال من الكتاب، والتّمام الكمال، أي كان ذلك الكتاب كمالاً لما في بني إسرائيل من الصّلاح.
والموصول في قوله: (على الذي أحسن) مراد به الجنس، فلذلك استوى مفرده وجمعه. والمراد به هنا الفريق المحسن، أي تماماً لإحسان المحسنين من بنِي إسرائيل.
قرأ حفص: (دينا قِيَما ملة إبراهيم حنيفا) [الأنعام 161] بكسر القاف وفتح الياء مخففة، فما معنى هذه الكلمة على هذه القراءة؟
هذا من صيغ مصادر (قام)، فهو وصف للدّين بمصدر القيام المقصودِ به كفاية المصلحة للمبالغة، وهذه زنة قليلة في المصادر، مثل عِوَض وحِوَل، وهذَا كشذوذ جياد جمع جواد.
ما المراد بالأعراف على الراجح؟
ذكر الله تعالى أن هناك سورا ضُرب فاصلاً بين مكان الجنّة ومكان جهنّم، وهو ما سماه الله هنا حجابا، وفي سورة الحديد سماه سورا: (فضرب بينهم بسور).
و (أل) في الأعراف للعهد. وهي الأعراف المعهودة التي تكون بارزة في أعالي السّور. فنظم الآية يأبى أن يكون المراد من الأعراف مكاناً مخصوصاً يتعرّف منه أهل الجنّة وأهل النّار، إذ لا وجه حينئذٍ لتعريفه مع عدم سبق الحديث عنه.
أما أهل الأعراف فما نقل عن بعض السّلف أنّهم قوم اسْتوت موازين حسناتهم مع موازين سيّئاتهم، ويروى فيه أخبار مسندة إلى النّبي صلى الله عليه وسلم لم تبلغ مبلغ الصّحيح ولم تنزل إلى رتبة الضّعيف: روى بعضَها ابنُ ماجة، وبعضَها ابنُ مردويه، وبعضَها الطّبري، فإذا صحت فإنّ المراد منها أن من كانت تلك حالتهم يكونون من جملة أهل الأعراف المخبر عنهم في القرآن بأنّهم لم يدخلوا الجنّة وهم يطمعون. وليس المراد منها أنّهم المقصودُ من هذه الآية كما لا يخفى على المتأمّل فيها.
والذي ينبغي تفسير الآية به: أن الأعراف جعلها الله مكاناً يوقف به من جعله الله من أهل الجنّة قبل دخوله إياها، وذلك ضرب من العقاب خفيف، فجعل الدّاخلين إلى الجنّة متفاوتين في السبق تفاوتاً يعلم الله أسبابه ومقاديره، وخصّ الله بالحديث في هذه الآيات رجالاً من أصحاب الأعراف.
قوله تعالى: (أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون) [الأعراف 49] هل هو مما حكاه الله من كلام أصحاب الأعراف؟
نعم هذه الجملة من كلام أصحاب الأعراف.
وجملة: (ادخلوا الجنة) قيل مقول قول محذوف اختصاراً لدلالة السّياق عليه، وحذفُ القول في مثله كثير ولا سيما إذا كان المقول جملة إنشائيّة، والتّقدير: قال لهم الله ادخلوا الجنّة فكذّب اللَّهُ قسمَكُم وخيّب ظنّكم، وهذا كلّه من كلام أصحاب الأعراف.
والأظهر أن يكون الأمر في قوله: (ادخلوا الجنة) للدّعاء لأنّ المشار إليهم بهؤلاء هم أناس من أهل الجنّة، وإذ قد كان الدّخول حاصلاً فالدّعاء به لإرادة الدّوام كما يقول الدّاعي على الخارج: أخرج غير مأْسوفٍ عليك، ومنه قوله تعالى: (وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[30 Aug 2009, 02:03 ص]ـ
فائدة ظهرت لي بالتأمل أثبتها هنا.
وهي: تستوقفنا في القرآن الكريم، أربع سور مطالعها جاءت متفقة.
وهي سورة الفتح وسورة نوح وسورة القدر وسورة الكوثر.
إذ كل واحدة منها مفتتحة بلفظة "إن" المصحوبة بنون العظمة، ويليها الحديث عن أربعة أمور كلها منن عظيمة من الله تعالى:
الأولى: منة الفتح الأعظم، في سورة الفتح
والثانية: منة إرسال الرسل، في سورة نوح. ونوح عليه السلام، أول المرسلين.
والثالثة: منة إنزال القرآن، في سورة القدر.
والرابعة: منة الله على نبيه بالكوثر. في سورة الكوثر.
فاطرد في هذه المطالع الأربعة، الحديث عن المنن الكبرى، التي كل منة فيها تحمل مننا عظيمة، ونعما جلى.
ثم ترتيبها على هذا النسق، له وجه بديع،
فأول المنن هو الفتح من الله، المتضمن فتح مغاليق القلوب، وإعدادها لقبول الهداية السماوية.
ثم بعد الإعداد والاستعداد، يكون إرسال الرسل الحاملين لمشعل الهداية والنور، وأكرم الرسل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
ثم يتبع ذلك إنزال القرآن عليه دستورا للناس، وهاديا لهم إلى الصراط المستقيم.
ثم الختام في التذكير بإعطاء الله هذه النعم، على القول بأن الكوثر الخير الكثير الذي لا ينقطع.
فجاء ترتيبها في المصحف على وفق ترتيبها في الوقوع.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[30 Aug 2009, 12:43 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
أخي عدنان بارك الله فيك استنباط عجيب لم أتفطن له فهل من مرجع في هذا؟!
أم أخي محمد العبادي فأسأل الله أن يفتح عليك ويزيدك علما وعملا
وحبذا أن تقف مع الآيه 143 من سورة الأعراف في الجزء التاسع نسأل ربنا لذة النظر إلى وجهه الكريم
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[30 Aug 2009, 01:55 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أفنان على المرور الكريم، أما ما سألت عنه من المراجع في هذا الباب، فما ذكرته من الاستنباط، لم أنقله من مرجع، وإنما كان مقتضى تأمل ونظر، وذلك أنه قد عهد إلي تفسير سورة الفتح في أحد المعاهد، فبدأت أجيل النظر في السورة، وكان أول ما استوقفني فيها مطلعها، فرأيت السور التي تتفق معها في المطلع، ثم نظرت في الخيط الناظم بينها فاهتديت إلى مثل ما ذكرت. والله أعلم.
على أنك واقف في كتب علوم القرآن والتفسير وغيرها على قواعد تصلح أن تكون منطلقا لمثل هذه التأملات.
ودمتم بألف خير.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[30 Aug 2009, 02:14 م]ـ
جزاك الله خيرا وفتح عليك أخي الفاضل عدنان
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[31 Aug 2009, 03:56 م]ـ
الجزء الثالث
[ color=#006600]
قوله تعالى: (وليس الذكر كالأنثى) هل هو مما حكاه الله تعالى على لسان مريم، أم أنه كلام مستقل؟
أكثر المفسرين على أن هذا مما قالته مريم تحسرا على أن المولود لم يكن ذكرا حتى تحرره لخدمة بيت المقدس، وذكر ابن عاشور أنه هو الأظهر.
ثم أشار إلى القول الثاني بصيغة التمريض ونسبه إلى صاحب الكشاف وصاحب المفتاح، فيكون تكملة للجملة المعترضة التي قبلها (والله أعلم بما وضعت) لأنها بالاتفاق من كلام الله تعالى وليست من كلام مريم المحكي، وهو ما يسميه العلماء بالمتصل لفظا المنفصل معنى.
.
أولاً:
الكلام على لسان أم مريم وليس على لسان مريم.
ثانياً:
سواء كان الكلام كلاما محكيا على لسان أم مريم أو كلام الله تعالى يبقى مضمون العبارة صحيحا فليس الذكر كالأنثى.
للتنبيه ورفع التوهم.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[31 Aug 2009, 06:06 م]ـ
الجزء التاسع
قال تعالى: (وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة) [الأعراف: 142] ما سر هذا التعبير المفصل دون قول: واعدنا موسى أربعين ليلة؟
جعل الله تعالى مدة المناجاة ثلاثين ليلة، فلما قضاها وزادت نفسه الزكية تعلقا ورغبة في مناجاة الله وعبادته، زاده الله من هذا الفضل عشر ليالٍ.
ففي هذا التعبير إشارة إلى أن زيادة العشر كانت لحكمة عظيمة تكون مدة الثلاثين بدونها غير بالغة أقصى الكمال، ولكنه لما أمره بها أمره بها مفرقة لحكمة الاستئناس والتيسير، ولتكون تلك العشر عبادة أخرى فيتكرر الثواب، وليكون إقباله على إتمام الأربعين باشتياق وقوة.
ما المراد بقوله تعالى: (وأمر قومك يأخذوا بأحسنها) [الأعراف: 145]؟
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا وصف مسلوب المفاضلة مقصود به المبالغة في الحسن، فإضافتها إلى ضمير الألواح على معنى اللام، أي: بالأحسن الذي هو لها، وهو جميع ما فيها، لظهور أن ما فيها من الشرائع ليس بينه تفاضل بين أحسن ودون الأحسن.
وهذه الآية نظير قوله تعالى: (واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم) في سورة الزمر.
والمعنى: وأمر قومك يأخذوا بما فيها لحسنها.
قال تعالى: (ولما سقط قي أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا ... ) [الأعراف: 149] متى كان ذلك؟ وما سببه؟
كان مقتضى الظاهر في ترتيب حكاية الحوادث أن تتأخر هذه الآية عن قوله: (ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا) لأنهم ما سقط في أيديهم إلا بسبب حادث حدث انكشف لهم بسببه ضلالهم، وهو رجوع موسى وما رأوه من فرط غضبه وتوبيخه أخاه وإياهم.
وإنما خولف مقتضى الترتيب تعجيلا بذكر ما كان لاتخاذهم العجل من عاقبة الندامة وتبين الضلالة، موعظة للسامعين لكيلا يعجلوا في التحول عن سننهم حتى يتبينوا عواقب ما هم متحولون إليه.
ما سبب قول موسى: (رب لو شئت أهلكتهم من قبل ... ) [الأعراف: 155]؟ وقوله: (أتهلكنا بما فعل السفهاء منا)؟ وما معناه؟
(لو) في قوله: (لو شئت أهلكتهم) يجوز أن تكون مستعملة في التمني، أي: ليتك أهلكت السبعين من قبل خطيئة القوم التي تسبب عنها الرجوع إلى المناجاة، وأهلكتني فلا أشهد هلاكهم.
ويجوز أن يكون الحرف (لو) مستعملا في معناه الأصلي من امتناع جوابه لامتناع شرطه، أي: لو شئت لأهلكتهم من قبل وإياي، فيكون المعنى اعترافا بمنة العفو عنهم فيما سبق، وتمهيدا للتعريض بطلب العفو عنهم الآن
والاستفهام في قوله: (أتهلكنا) مستعمل في التفجع، أي: أخشى ذلك، لأن القوم استحقوا العذاب، ويخشى أن يشمل عذاب الله من كان مع القوم المستحقين وإن لم يشاركهم في سبب العذاب.
فالمعنى: أنك لم تشأ إهلاكهم حين تلبسوا بعبادة العجل فلا تهلكهم الآن.
قال تعالى: (اسكنوا هذه القرية وكلوا ... ) [الأعراف: 161] وقال في البقرة: (ادخلوا هذه القرية فكلوا ... ) هل هذه القرية هي المرادة بقوله تعالى: (يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة) في سورة المائدة؟ وما سر التعبير كل مرة بصيغة؟
نعم هي القرية ذاتها.
وكثير من اختلاف الألفاظ في هذه القصة بين هذه السورة وسورة البقرة إنما هو تفنن في حكايتها، فهم قد قيل لهم: ادخلوا القرية واسكنوها، كما هي عادة القرآن في تغيير أسلوب القصص استجدادا لنشاط السامع.
وفي بعض الاختلافات أوجه ذكرها ابن عاشور عند هذا الموضع.
(كما أخرجك ربك) [الأنفال: 5] ما نوع الكاف هنا؟ وعلامَ تدل؟
الكاف هنا للتشبيه.
وهو تشبيه حال بحال، متصل بما قبله، بتقدير مبتدأ محذوف تقديره: هذا الحال كحال ما أخرجك ربك من بيتك بالحق. ووجه الشبه هو كراهية المؤمنين في بادئ الأمر لما هو خير لهم في الواقع.
فالتشبيه تمثيلي وليس مراعى فيه تشبيه بعض أجزاء الهيئة المشبهة ببعض أجزاء الهيئة المشبه بها، أي أن ما كرهتموه من قسمة الأنفال على خلاف مشتهاكم سيكون فيه خير عظيم لكم كما هي عادة الله بكم في أمره ونهيه.
وهذا أحسن الوجوه.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[31 Aug 2009, 06:16 م]ـ
الأخوين: عدنان، وأفنان:
جزاكما الله خيرا.
أولاً:
الكلام على لسان أم مريم وليس على لسان مريم.
ثانياً:
سواء كان الكلام كلاما محكيا على لسان أم مريم أو كلام الله تعالى يبقى مضمون العبارة صحيحا فليس الذكر كالأنثى.
للتنبيه ورفع التوهم.
أحسنت أخي، وحقا قد وقع لي سبق كتابة فأنا أقصد امراة عمران.
أما ما ذكرته فيفيد فيما يسميه العلماء بالمتصل لفظا المنفصل معنى، ويصلح له مثالا، وإن كان المعنى صحيحا في كلا الحالين كما تفضلت.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[31 Aug 2009, 07:41 م]ـ
أخي الحبيب: هذه الآية أعيت العلماء من قبلك , فقد استفدنا من الشيخ الدكتور محمد ولد سيدي حبيب الجكني الشنقيطي في برنامج التفسير المباشر يوم الجمعة 7 رمضان 1430 أن هذه الآية أصعب آية في القرآن تفسيرا وإعرابا وتوجيها للقراءات , حتى إن الدكتور / عبد الرحمن الشهري قال له: (من أصعب الآيات) فقال له الشيخ: بل هي أصعب الآيات على الإطلاق.
ثم اطلعت على تفسير القرطبي فوجدته نقل عن الإمام مكي رحمه الله قوله: هذه الآيات الثلاث (106 - 107 - 108) عند أهل المعاني من أشكل ما في القرآن إعرابا ومعنًى وحُكماً.
جزاكم الله خيراً على هذه الكناشة الرمضانية الملئية بالفوائد القيمة. لكن هل تسمحون لأمثالي من طويلبات العلم المشاركة معكم ولو بخواطر تأتي في البال عند تدبر آيات القرآن الكريم؟
أضيف سؤالاً آخر كنت قد طرحته ليُسأل في التفسير المباشر لكن لم يتم الإجابة عنه وهو بخصوص الشاهدين الآخرين أسأل كيف يشهدان على ما لم يروه عندما وصى الميت أمام الشاهدان الأوليان وكيف يؤخذ شهادة من لم ير أو يحضر الوصية على من شهادة من رأى وحضر؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[31 Aug 2009, 07:49 م]ـ
خامساً: من الفوائد التي ظهرت لي أثناء القراءة أن الله لم يذكر القتل في حق رسول من الرسل، وإنما ذكره في حق بعض الأنبياء.
وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61) البقرة
قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (91) البقرة
وَقَتْلَهُمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181) آل عمران
فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ (155) النساء
إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21) آل عمران
وغيرها ربما، ولعل الحكمة في ذلك أن الرسلَ الذين جاءوا برسالات وشرائع جديدة معصومون من القتل بعصمة الله لهم وحفظه، فلا يصل إليهم الأعداء. وأما الأنبياء الذين يأتون ليجددوا رسالات السابقين فقد يقتلون والله أعلم.
ولم أجد آية يمكن أن تخرم هذا الاستقراء إلا قوله تعالى: (قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (183)
والرسل فيها المقصود بهم الأنبياء في الآيات التي قبلها بقليل، فقد لا تعتبر خارمة لهذا الاستقراء والله أعلم. ولعل مزيد من الاستقراء يصحح هذه المعلومة أو يبطلها.
إسمحوا لي برأي في موضوع عدم ذكر قتل الرسل لأن الرسل يجب أن يكونوا معصومين من القتل وإلا لكان كل رسول أتى بما لم يعجب قومه لقتلوه من أول لحظة وما تركوا له فرصة ليُبيّن رسالته ولا ليدعو قومه فعلى سبيل المثال لو تمكن فرعون من قتل موسى عليه السلام من أول ما بدأ الدعوة لما خرج بنو إسرائيل من مصر ولبقي فرعون يستبد ببني إسرائيل ولو قتل قوم نوح نوحاً لما حمل معه في السفينة من كل زوجين اثنين ونشر الدين ولو تمكن كفار قريش من قتل النبي قبل خروجه إلى المدينة لما أسست دولة الإسلام في المدينة المنورة وهذا ينطبق على باقي الرسل، هذا والله أعلم.
ـ[جود فلسطين]ــــــــ[31 Aug 2009, 10:04 م]ـ
إستنباطات جميل
لا تنقضي عجائبه ....
وفقنا الله لإستخراج المكنون من كنوز الكتاب الكريم ....
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[01 Sep 2009, 02:37 ص]ـ
الجزء العاشر
قال تعالى: (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله ... ) [التوبة: 36] ما المراد بهذه الأشهر؟
في هذه الآية استئناف قصد به إقامة نظام التوقيت للأمّة على الوجه الحق الصالح لجميع البشر، والمناسب لما وضع الله عليه نظام العالم الأرضي، وما يتّصل به من نظام العوالم السماوية، بوجه محكم لا مدخل لتحكّمات الناس فيه.
والمراد بالشهور: الشهور القمرية بقرينة المقام، لأنّها المعروفة عند العرب وعند أغلب الأمم، وهي أقدم أشهر التوقيت في البشر وأضبطها لأنّ اختلاف أحوال القمر مساعد على اتّخاذ تلك الأحوال مواقيت للمواعيد والآجال، وتاريخِ الحوادث الماضية، بمجرّد المشاهدة، فإنّ القمر كرة تابعة لنظام الأرض
فمعنى قوله: (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً):أنّها كذلك في النظام الذي وضَع عليه هذه الأرض التي جعلها مقرَّ البشر باعتبار تمايز كلّ واحد فيها عن الآخر، فإذا تجاوزت الاثني عشر صار ما زاد على الاثني عشر مماثلاً لنظير له في وقت حلوله فاعتبر شيئاً مكرّراً.
وهذه الأشهر معلومة بأسمائها عند العرب، وقد اصطلحوا على أن جعلوا ابتداء حسابها بعد موسم الحجّ، فمبدأ السنة عندهم هو ظهور الهلال الذي بعد انتهاء الحجّ وذلك هلال المحرّم، فلذلك كان أول السنة العربية شهر المحرم بلا شكّ.
قال تعالى: (ويحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون) [التوبة: 56] ما وجه الاستدراك هنا بلفظ (يفرقون)؟
(يُتْبَعُ)
(/)
مقتضى الاستدراك: أن يكون المستدرك أنّهم ليسوا منكم، أي كافرون، فحُذف المستدرك استغناء بأداة الاستدراك، وذُكر ما هو كالجواب عن ظاهر حالهم من الإيمان بأنّه تظاهر باطل وبأنّ الذي دعاهم إلى التظاهر بالإيمان في حال كفرهم: هم أنّهم يفرَقون من المؤمنين، فحصل إيجاز بديع في الكلام إذ استغني بالمذكور عن جملتين محذوفتين.
قال تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ... ) [التوبة: 71] ختمت الآية بقوله: (إن الله عزيز حكيم) فما وجه المناسبة في ذلك؟
جملة: (إن الله عزيز حكيم) تعليل لجملة (سيرحمهم الله) أي: أنّه تعالى لعزّته ينفع أولياءه وأنّه لحكمته يضع الجزاء لمستحقّه.
قال تعالى: (يحلفون بالله ما قالوا) ولم يذكر الذي هذا الذي حلفوا أنهم لم يقولوه، فما هو؟
مفعول ما قالوا محذوف دلّ عليه قوله: (ولقد قالوا كلمة الكفر).
فكلمة الكفر جنس لكلّ كلام فيه تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم. فالكلمات الصادرة عنهم على اختلافها ما هي إلاّ أفرادٌ من هذا الجنس كما دلّ عليه إسناد القول إلى ضمير جماعةِ المنافقين
وقيل: المراد كلمة صدرت من بعض المنافقين تدلّ على تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم فعن عروة بن الزبير، ومجاهد، وابن إسحاق أنّ الجُلاَسَ بنَ سُويد بننِ الصامت قال: لئن كان ما يقول محمد حقّاً لنحن أشرّ من حميرنا هذه التي نحن عليها، فأخبَر عنه ربيبُه النبي فدعاه النبي وسأله عن مقالته، فحلف بالله ما قال ذلك. وقيل: بل نزلت في عبد الله بن أُبي بن سَلُول لقوله الذي حكاه الله عنه بقوله: (يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليُخْرِجَنّ الأعز منها الأذل) فسعى به رجل من المسلمين فأرسل إليه رسول الله فسأله فجعل يحلف بالله ما قال ذلك.
فعلى هذه الروايات يكون إسناد القول إلى ضمير جمعٍ كناية عن إخفاء اسم القائل كما يقال ما بال أقوام يفعلون كذا. وقد فعله واحد، أو باعتبار قولِ واحدٍ وسماع البقية فجُعلوا مشاركين في التبعة كما يقال: بنو فلان قتلوا فلاناً وإنّما قتله واحد من القبيلة، وعلى فرض صحّة وقوع كلمة من واحد معيّن فذلك لا يقتضي أنّه لم يشاركه فيها غيره لأنّهم كانوا يتآمرون على ما يختلقونه. وكان ما يصدر من واحد منهم يتلقفه جلساؤه وأصحابه ويشاركونه فيه.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[01 Sep 2009, 11:49 ص]ـ
ومما ورد في حلقة الأمس من التفسير المباشر في الجزء العاشر:
ما سبب ورود الآيات (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31)) التي تتحدث عن اليهود والنصارى بين الآيات التي تتحدث عن المشركين؟
الآيات وهي تتكلم عن اليهود كان الكلام عن جانب معين وهو جانب الشرك حيث أشركوا مع الله فجعلوا عُزير ابن الله وكذلك النصارى أشركت وجعلت المسيح ابن الله فحتى الحديث عن اليهود والنصارى كان من جانب الشرك الذي يشابهون فيه مشركي العرب.
ويستطرد الحديث بعض ما وقع فيه اليهود والنصارى من اتخاذ أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله وكنزهم للذهب والفضة وعدم إنفاقهم في سبيل الله.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[01 Sep 2009, 11:55 ص]ـ
ومما جاء في سبب تأخير الإجابة عن السؤال الذي ورد في أول سورة الأنفال (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) إلى الآية 41 من السورة (وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ) أن في أمران:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولهما: صرف نظر المؤمنين لما هو أهمّ من الغنائم ألا وهو الجهاد في سبيل الله وتربيتهم على معنى الجهاد فليست الغنائم هي الهدف بحد ذاتها وإنما الهدف هو الجهاد في سبيل الله، فبعد أن جاءت الاية الأولى بالسؤال عن الأنفال ترك الإجابة عليه وتحدثت الآيات عن الجهاد ثم بعد أربعين آية ذكر الإجابة على سؤالهم.
وثانيهما: تأديب المؤمنين على معنى التسليم لله ورسوله فإذا قال الله تعالى (قل الأنفال لله ورسوله) فهذه تكفي المؤمنين لأن يسلموا لله ورسوله.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[02 Sep 2009, 07:10 م]ـ
الجزء الحادي عشر
قال تعالى: (لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار ... ثم تاب عليهم) [التوبة: 117] ما الذي يفيده حرف (ثم) هنا؟ وما معنى التوبة في كل موضع؟
جملة (ثم تاب عليهم) عطف على جملة (لقد تاب الله) أي تاب على غير هذا الفريق مطلقاً، وتاب على هذا الفريق بعد ما كادت قلوبهم تزيغ، فتكون (ثم) على أصلها من المهلة. وذلك كقوله في نظير هذه الآية: (ثم تاب عليهم ليتوبوا). والمعنى تاب عليهم فأهموا به وخرجوا فلقوا المشقة والعسر، فالضمير في قوله: (عليهم) للـ (فريق).
وجوز كثير من المفسرين أن تكون (ثم) للترتيب في الذكر، والجملة بعدها توكيداً لجملة (تاب الله)، فالضمير للمهاجرين والأنصار كلهم.
والمقصود من التوبة عليهم في الموضعين هو أنه تعالى قد غفر لهم ولم يؤاخذهم بما قد يحسبون أنه يسبب مؤاخذة.
قال تعالى: (أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ... ) [التوبة: 126] ما لمراد بالفتنة هنا؟
معنى (أنهم يفتنون) أن الله يسلط عليهم المصائب والمضار تنال جماعتهم مما لا يُعتاد تكرر أمثاله في حياة الأمم بحيث يدل تكرر ذلك على أنه مراد منه إيقاظ اللّه الناس إلى سوء سيرتهم في جانب الله تعالى، بعدم اهتدائهم إلى الإقلاع عما هم فيه من العناد للنبي صلى الله عليه وسلم فإنهم لو رزقوا التوفيق لأفاقوا من غفلتهم، فعلِموا أن ما يحل بهم كل عام ما طرأ عليهم إلا من وقت تلبسهم بالنفاق.
ولا شك أن الفتنة التي أشارت إليها الآية كانت خاصة بأهل النفاق من أمراض تحل بهم، أو متالف تصيب أموالهم، أو جوائح تصيب ثمارهم، أو نقص من أنفسهم ومواليدهم؛ فإذا حصل شيئان من ذلك في السنة كانت الفتنة مرتين.
قال تعالى: (دعواهم فيها سبحانك اللهم ... ) [يونس: 10] لماذا جاء الاقتصار على هذه الأمور الثلاثة؟ وما المراد بهذه الآية؟
الاقتصار على كون دعواهم فيها كلمة (سبحانك اللهم) يشعر بأنهم لا دعوى لهم في الجنة غير ذلك القول، ولكن قوله: (وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين) يفيد أن هذا التحميد من دعواهم، فتحصل من ذلك أن لهم دعوى وخاتمة دعوى.
ووجه ذكر هذا في عدد أحوالهم أنها تدل على أن ما هم فيه من النعيم هو غايات الراغبين بحيث إن أرادوا أن ينعَموا بمقام دعاء ربهم الذي هو مقام القرب لم يجدوا أنفسهم مشتاقين لشيء يسألونه فاعتاضوا عن السؤال بالثناء على ربهم فألهموا إلى التزام التسبيح لأنه أدل لفظ على التمجيد والتنزيه، فهو جامع للعبارة عن الكمالات.
ووجه ذكر تحيتهم في هذه الآية الإشارة إلى أنهم في أنس وحبور، وذلك من أعظم لذات النفس.
ومعنى (آخر دعواهم) أنهم يختمون به دعائهم، فهم يكررون: (سبحانك اللهم) فإذا أرادوا الانتقال إلى حالة أخرى من أحوال النعيم أنهوا دعائهم بجملة (الحمد لله رب العالمين).
جعلني الله وإياكم منهم .. اللهم آمين.
ما وجه التفرقة بين قوله تعالى: (ومنهم من يستمعون إليك) [يونس: 42] وقوله: (ومنهم من يَنظر إليك) إذ جيء بضمير الجمع في الأول وبضمير المفرد في الثاني؟
الوجه أن كلا الاستعمالين سواءٌ في مراعاة لفظ (من) ومعناها، فلعل الابتداء بالجمع في صلة (مَن) الأولى الإشارة إلى أن المراد بـ (من) غير واحد معيَّن وأن العدول عن الجمع في صلة (من) الثانية هو التفنن وكراهية إعادة صيغة الجمع لثقلها لا سيما بعد أن حصل فهم المراد، أو لعل اختلاف الصيغتين للمناسبة مع مادة فعلي (يستمع) و (ينظر). ففعل (ينظر) لا تلائمه صيغة الجمع لأن حروفه أثقل من حروف (يَستمع) فيكون العدول استقصاء لمقتضى الفصاحة.
قال تعالى: (وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء إن يتبعون إلا الظن) [يونس: 66] ما نوع (ما) هنا؟ وكيف يكون المراد بالآية؟
(يُتْبَعُ)
(/)
(ما) نافية لا محالة، بقرينة تأكيدها بـ (إنْ) النَّافية، وإيراد الاستثناء بعدهما. و (شركاء) مفعول يدْعون) الذي هو صلة (الذين).
وجملة: (إن يتبعون) تَوكيدٌ لَفظي لجملة (ما يتبع الذين يدعون) وأعيد مضمونها قضاء لحق الفصاحة حيث حصل من البعد بين المستثنى والمستثنى منه بسبب الصلة الطويلة ما يشبه التعقيد اللفظي وذلك لا يليق بأفصح كلام مع إفادة تلك الإعادة مفاد التأكيد لأن المقام يقتضي الإمعان في إثبات الغرض.
و (الظن) مفعول لِكلا فعلي (يتَّبعُ، ويتْبعون) فإنهما كفعل واحد.
فالتقدير: وما يتبع المشركون إلا الظنّ وإن هم إلا يخرصون.
على أن من المفسرين من يجعل (ما) استفهامية، فيكون التقدير: وأي شيء يتبع من يدعو غير الله من الشركاء؟ ما يتبعون إلا الظن وإنهم إلا يخرصون.
ما تقدير الكلام وترتيبه في قوله تعالى: (قال موسى أتقولون للحق لما جاءكم أسحر هذا) [يونس: 77]؟
مفعول (أتقولون) محذوف لدلالة الكلام عليه وهو (إنّ هذا لسحر مبين) فالتقدير: أتقولون هذا القول للحق لمَّا جاءكم.
وجملة: (أسحر هذا) مستأنفة للتوبيخ والإنكار، أنكر موسى عليهم وصفهم الآيات الحق بأنها سحر.
قال تعالى: (قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله) [يونس: 81] ما إعراب هذه الآية؟ وكيف يكون معناها؟ (ما) في قوله: (ما جئتم به) اسم موصول مبتدأ، و (السحرُ) عطفَ بيان لاسم الموصول. و (إن الله سيبطله) خبر (ما) الموصولة.
قال تعالى: (ربنا إنك آتيت فرعون ملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك) [يونس: 88] ما نوع اللام في قوله: (ليضلوا)؟
تردد المفسرون في محل اللام. والذي سلكه أهل التدقيق منهم أن اللام لام العاقبة. ونُقل ذلك عن نحاة البصرة: الخليل وسيبويه، والأخفش، وأصحابهما، على نحو اللام في قوله تعالى: (فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدواً وحزناً).
قال تعالى: (فلولا كانت قرية فنفعها إيمانها إلا قوم يونس ... ) [يونس: 98] ما معنى الآية؟ وما نوع الاستثناء هنا؟
(لولا) هنا مستعملة للتغيلط والتنديم والتوبيخ على فوات هذا الأمر وهو الإيمان. كقوله تعالى: (لولا جاؤا عليه بأربعة شهداء) وقوله: (فلولا إذ جاءهم باسنا تضرعوا) ونظير هذه الآية استعمالا ومعنى قوله تعالى: (فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم).
والمستخلص من الروايات الواردة في قوم يونس أنهم بادروا إلى الإيمان بعد أن فارقهم يونس، توقعاً لنزول العذاب، وقبل أن ينزل بهم العذاب، وذلك دليل على أن معاملة الله إياهم ليست مخالفة لما عامل به غيرهم من أهل القرى، وأن ليست لقوم يونس خصوصية، وبذلك لا يكون استثنائهم استثناءاً منقطعاً، فهذا هو وجه تفسير الآية.
وجمهور المفسرين جعلوا جملة: (فلولا كانت قرية آمنت) في قوة المنفية، وجعلوا الاستثناء منقطعاً منصوباً ولا داعي إلى ذلك.
قال تعالى: (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا) [يونس: 89] ما سبب التأكيد بلفظي (كل) و (جميع)؟
التأكيد بـ (كلهم) للتنصيص على العموم المستفاد من (مَن) الموصولة فإنها للعموم، والتأكيد بـ (جميعاً) لزيادة رفع احتمال العموم العرفي دون الحقيقي.
هكذا وجهها ابن عاشور، وهو أوضح من بيَّن الفرق من المفسرين الذين اطلعت على أقوالهم ولم أستقصِ.
ولكن لم يتبين لي تماما مقصوده من العبارة الأخيرة: (زيادة رفع احتمال العموم العرفي دون الحقيقي)
فمن يوضحها؟
جزاكم الله خيرا.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[02 Sep 2009, 07:24 م]ـ
الأخت سمر ..
أشكرك على كلماتك الطيبة، وعلى فوائدك الثمينة.
بالنسبة لقولك:
أضيف سؤالاً آخر كنت قد طرحته ليُسأل في التفسير المباشر لكن لم يتم الإجابة عنه وهو بخصوص الشاهدين الآخرين أسأل كيف يشهدان على ما لم يروه عندما وصى الميت أمام الشاهدان الأوليان وكيف يؤخذ شهادة من لم ير أو يحضر الوصية على من شهادة من رأى وحضر؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فالشاهدان الآخران لا يتم الانتقال لشهادتهما إلا بعد أن يتبين أن الشاهدين الأولين قد كتما أو بدلا في الوصية وحنثا في يمينهما، وهذا لا يكون إلا ببينة واضحة، لأن الأصل أن الوصية تكون مطابقة للواقع، فإذا جاء أحد أولياء الميت وأثبت للميت شيئا كان الشاهدان لم يذكراه فهذا دليل على أنهما قد خانا، فيتم الانتقال إلى أيمان الشاهدين الآخرين.
وهذان الآخران إنما يثبتان إخفاء بعض التركة، أما باقي التركة فقد أثبتها الشاهدان الأولان اللذان حضرا الوصية، فمن باب أولى أن يثبتها الآخران، فبهذا تكتمل الوصية ويصل لكل ذي حق حقه دون نقصان.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[03 Sep 2009, 12:34 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل العبادي على هذا التوضيح بارك الله فيك. فعلاً هذه الآية هي اصعب آية في القرآن الكريم.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[03 Sep 2009, 06:33 م]ـ
الجزء الثاني عشر
ما معنى قوله تعالى: (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ... ) الآية [هود: 17]؟
أغلقت معاني هذه الآية لكثرة الاحتمالات التي تعتورها.
وأوضح وجه وأقرب بالمعنى المقصود شبها: أن الفاء للتفريع على جملة: (أم يقولون افتراه ... ) إلى (فهل أنتم مسلمون) [هود: 13 - 14] وأن ما بينهما اعتراض. أي: إن كان حال أولئك المكذبين كما وصف؛ فثم قوم هم بعكس حالهم قد نفعتهم البينات والشواهد، فهم يؤمنون بالقرآن وهم المسلمون، وذلك مقتضى قوله: (فهل أنتم مسلمون) أي كما أسلم من كانوا على بينة من ربهم منكم ومن أهل الكتاب.
والهمزة للاستفهام التقريري، أي: إن كفر به هؤلاء أفيؤمن به من كان على بينة من ربه؟ كقوله تعالى: (أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار) أي أنت تنقذ من في النار الذي حق عليه كلمة العذاب.
و (من كان على بينة من ربه) لا يراد بها شخص معين، وإفراد ضمائر (كان على بينة من ربه) مراعاة للفظ (من)، والجمع في (أولئك يومنون) مراعاة لمعناها، والتقدير: أفمن كانوا على بينة من ربهم أولئك يؤمنون به.
والذين هم على بينة من ربهم يجوز أن يكونوا من النصارى فقط أو من النصارى واليهود ممن آمن.
والبينة هي حجة مجيء الرسول صلى الله عليه وسلم المبشر به في التوراة والإنجيل.
و (يتلوه) أي: يتبعه، مضارع التلو وهو الاتباع وليس من التلاوة. والضمير عائد إلى (من كان على بينة من ربه).
والمراد بـ (شاهد منه) شاهد من ربه، أي شاهد من الله وهو القرآن. ويجوز أن يعود الضمير على القرآن، أي شاهد من القرآن ذاته دال على صدقه وإعجازه.
و (من قبله) حال من (كتاب موسى) أي: ويتلوه (يتبعه) كتاب موسى (التوراة) حالة كونه من قبل هذا الشاهد (القرآن) أي سابقا عليه في النزول.
و (إماما ورحمة) حالان كذلك، ثناء على التوراة.
والإشارة في (أولئك) إلى (من كان على بينة من ربه)، وجملة (أولئك يومنون به) خبر (من كان على بينة من ربه). وضمير (به) عائد إلى القرآن.
وحاصل معنى الآية وارتباطها بما قبلها: فهل أنتم مسلمون فإن الذين يؤمنون به هم الذين كانوا على بينة من ربهم، مؤيدة بشاهد من ربهم، ومعضودة بكتاب موسى عليه السلام من قبل بينتهم.
قال تعالى: (ولا يزالون مختلفين * إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم) [هود: 119] ما معنى الاستثناء هنا؟ وما نوع اللام في قوله: (ولذلك خلقهم)؟
الحكمة التي أقيم عليها نظامُ هذا العالم اقتضت أن يكون نظام عقول البشر قابلاً للتطوّح بهم في مسلك الضّلالة أو في مسلك الهدى على مبلغ استقامة التفكير والنظر، لأنّ ذلك أوفى بإقامة مراد الله تعالى من مساعي البشر في هذه الحياة الدنيا الزائلة المخلوطة، لينتقلوا منها إلى عالم الحياة الأبديّة الخالصة إن خيراً فخير وإن شراً فشر، فلو خلق الإنسان على إلهام متّحد لا تَعْدوه -كما خلق إدراك الحيوانات العُجم على نظام لا تتخطّاه- لما كان العمل الصالح مقتضياً ثواب النعيم ولا كان الفساد مقتضياً عقاب الجحيم، فلا جرم أنّ الله خلق البشر على نظام من شأنه طريان الاختلاف بينهم في الأمور، ومنها أمر الصلاح والفساد في الأرض وهو أهمّها وأعظمها ليتفاوت الناس في مدارج الارتقاء ويَسْموا إلى مراتب الزلفى فتتميز أفراد هذا النوع في كل أنحاء الحياة.
فدل ذلك على الاختلاف دائم بينهم لأنّه من مقتضى ما جُبِلت عليه العقول.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولمّا أشعر الاختلاف بأنه اختلاف في الدّين، وأنّ معناه العدول عن الحق إلى الباطل، لأنّ الحق لا يقبل التعدّد والاختلاف، عُقّب عموم (ولا يزالون مختلفين) باستثناء من ثبتوا على الدين الحق ولم يخالفوه بقوله: (إلاّ من رحم ربك)، أي فعصمهم من الاختلاف.
فاللاّم في قوله: (ولذلك خلقهم) للتعليل لأنّه لمّا خلقهم على جِبِلّة قاضية باختلاف الآراء والنزعات وكان مريداً لمقتضى تلك الجبلّة وعالماً به كما بيّناه آنفاً كان الاختلاف علّة غائية لخلقهم.
ما أقوال العلماء في توجيه قوله تعالى: (ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه) [يوسف: 24]؟
جملة (ولقد همت به) مستأنفة استئنافاً ابتدائياً. أي أنها كانت جادة فيما راودته لا مختبرة. والمقصود من ذكر هَمّها به التمهيد إلى ذكر انتفاء همه بها لبيان الفرق بين حاليهما في الدين فإنه معصوم.
وجملة (وهَمّ بها لولا أن رأى برهان ربه) معطوفة على جملة (ولقد همت به) كلها. وليست معطوفة على جملة (همت) التي هي جواب القسم المدلول عليه باللام، لأنه لما أردفت جملة (وهمّ بها) بجملة شرط (لولا) المتمحض لكونه من أحوال يوسف عليه السّلام وحْده لا من أحوال امرأة العزيز تعين أنه لا علاقة بين الجملتين، فتعين أن الثانية مستقلة لاختصاص شرطها بحال المسند إليه فيها.
فالتقدير: ولولا أن رأى برهان ربه لَهَمّ بها، فقدم الجواب على شرطه للاهتمام به.
فيحسن الوقف على قوله: (ولقد همت به) ليظهر معنى الابتداء بجملة (وهَمّ بها) واضحاً. وبذلك يظهر أن يوسف عليه السّلام لم يخالطه همّ بامرأة العزيز لأن الله عصمه من الهمّ بالمعصية بما أراه من البرهان.
قال أبو حاتم: كنت أقرأ غريب القرآن على أبي عبيدة فلما أتيت على قوله: (ولقد همّت به وهمّ بها) الآية قال أبو عبيدة: هذا على التقديم والتأخير، أي تقديم الجواب وتأخير الشرط، كأنه قال: ولقد همّت به ولولا أن رأى برهان ربه لَهَمّ بها.
وطعن في هذا التأويل الطبري بأن جواب (لولا) لا يتقدم عليها. ويدفع هذا الطعن أن أبا عبيدة لما قال ذلك علمنا أنه لا يرى منع تقديم جواب (لولا).
وقال جماعة: هَمّ يوسف بأن يجيبها لما دعته إليه ثم ارعوى وانكفّ على ذلك لما رأى برهان ربه. قاله ابن عباس، وقتادة، وابن أبي مليكة، وثعْلب. وبيان هذا أنه انصرف عمّا همّ به بحفظ الله أو بعصمته، والهمّ بالسيئة مع الكف عن إيقاعها ليس بكبيرة فلا ينافي عصمة الأنبياء من الكبائر قبل النبوءة على قول من رأى عصمتهم منها قبل النبوءة، وهو قول الجمهور، وفيه خلاف، ولذلك جوز ابن عباس ذلك على يوسف. وقال جماعة: هَمّ يوسف وأخذ في التهيّؤ لذلك فرأى برهاناً صرفه عن ذلك فأقلع عن ذلك. وهذا قول السديّ، ورواية عن ابن عباس. وهو يرجع إلى ما بيناه في القول الذي قبله.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[04 Sep 2009, 03:14 م]ـ
الجزء الثالث عشر
قال تعالى: (ولما جهزهم بجهازهم قال اتوني بأخ لكم من أبيكم) [يوسف: 59] ما تعليل هذا الطلب؟ وكيف طلبه منهم دون أن ينكشف أمره لهم؟
قوله: (ائتوني بأخ لكم) يقتضي وقوع حديث منهم عن أن لهم أخا من أبيهم لم يحضر معهم وإلا لكان إنبَاء يوسف عليه السلام لهم بهذا يشعرهم أنه يكلمهم عارفاً بهم وهو لا يريد أن يكشف ذلك لهم. وفي التوراة أن يوسف عليه السلام احتال لذلك بأن أوهمهم أنه اتهمهم أن يكونوا جواسيس للعدو وأنهم تبرئوا من ذلك فعرفوه بمكانهم من قومهم وبأبيهم وعدد عائلتهم، فلما ذكروا ذلك له أظهر أنه يأخذ أحدهم رهينة عنده إلى أن يرجعوا ويأتوا بأخيهم الأصغر ليصدّقوا قولهم فيما أخبروه.
ما المقصود بقوله تعالى: (قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه) [يوسف:75]؟
(جزاؤه) الأول مبتدأ، و (مَن) يجوز أن تكون شرطية وهي مبتدأ ثان و جملة (وجد في رحله) جملة الشرط وجملة (فهو جزاؤه) جواب الشرط، والفاء رابطة للجواب، والجملة المركبة من الشرط وجوابه خبر عن المبتدأ الأول.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويجوز أن تكون (من) موصولة مبتدأ ثانياً، وجملة (وجد في رحله) صلة الموصول. والمعنى أن من وجد في رحله الصوَاع هو جزاء السرقة، أي ذاته هي جزاء السرقة، فالمعنى أن ذاته تكون عِوضاً عن هذه الجريمة، أي أن يصير رفيقاً لصاحب الصواع ليتمّ معنى الجزاء بذات أخرى. وهذا معلوم من السياق إذ ليس المراد إتلاف ذات السارق لأن السرقة لا تبلغ عقوبتها حدّ القتل. فتكون جملة (فهو جزاؤه) توكيداً لفظياً لجملة (جزاؤه من وجد في رحله)، لتقرير الحكم وعدم الانفلات منه. وقد حَكَم إخوة يوسف عليه السلام على أنفسهم بذلك وتراضوا عليه فلزمهم ما التزموه.
(قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل) [يوسف:77] ماذا يقصدون؟
لما بُهتوا بوجود الصُّوَاع في رحل أخيهم اعتراهم ما يعتري المبهوت فاعتذروا عن دعواهم تنزُّهِهم عن السرقة إذ قالوا: (وما كنا سارقين) عذراً بأن أخاهم قد تسرّبت إليه خصلة السرقة من غير جانب أبيهم فزعموا أن أخاه الذي أشيع فقده كان سرق من قبلُ، وقد علم فتيان يوسف عليه السلام أن المتهم أخ من أمّ أخرى، فهذا اعتذار بتعريض بجانب أمّ أخويهم وهي زوجة أبيهم، فكان قولهم: (قد سرق أخ له من قبل) بهتاناً ونفياً للمعرة عن أنفسهم.
مما شاع أن قول يعقوب عليه السلام (سوف أستغفر لكم ربي) يدل على التسويف، فهل يصح هذا؟
الذي يعلم من السياق أنه استغفر لهم في الحال بدلالة الفحوى؛ ولكنه أراد أن ينبههم إلى عظم الذنب وعظمة الله تعالى وأنه سيكرر الاستغفار لهم في أزمنة مستقبلة.
وقيل: أخّر الاستغفار لهم إلى ساعة هي مظنة الإجابة. وعن ابن عباس مرفوعاً أنه أخر إلى ليلة الجمعة، رواه الطبري. وقال ابن كثير: في رفعه نظر.
قال تعالى: (أفلم ييأس الذين آمنوا ألو يشاء الله لهدى الناس جميع) [الرعد: 31] ما دلالة كلمة (ييأس) على المقصود؟ (ييأس) بمعنى يوقن ويعلم، ولا يستعمل هذا الفعل إلا مع (أن) المصدرية، وأصله مشتق من اليَأس الّذي هو تيقّن عدم حصول المطلوب بعد البحث، فاستعمل في مطلق اليقين على طريقة المجاز المرسل بعلاقة اللزوم لتضمن معنى اليأس معنى العلم وشاع ذلك حتى صار حقيقة، ومنه قول سُحَيم بن وَثيل الرياحي:
أقول لهم بالشّعْب إذ يَيْسرُونَنِي ألم تأيسوا أني ابنُ فارس زهدم
وشواهد أخرى.
وقد قيل: إن استعمال يَئِس بمعنى عَلِم لغة هَوازن أو لغة بنِي وَهْبيل (فخذ من النخَع سمي باسم جَد). وليس هنالك ما يلجىء إلى هذا. هذا إذا جعل (أن لو يشاء الله) مفعولاً لـ (ييأس).
ويجوز أن يكون متعلق (ييأس) محذوفاً دل عليه المقام. تقديره: مِن إيمان هَؤلاء، ويكونَ (أن لو يشاء الله) مجروراً بلام تعليل محذوفة. والتقدير: لأنه لو يشاء الله لهدى الناس، فيكون تعليلاً لإنكار عَدَم يأسهم على تقدير حصوله.
ما سر التعبير بقوله تعالى: (وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال) [إبراهيم: 46] للدلالة على أن مكرهم ليس بشيء؟
في هذا تعريض بأن الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين الذين يريد المشركون المكر بهم لا يزعزعهم مكرهم لأنهم كالجبال الرواسي.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[05 Sep 2009, 06:36 م]ـ
الجزء الرابع عشر
علامَ يعود الضمير في قوله تعالى: (وإنهما لبإمام مبين) [الحجر: 79]؟ لأنه قد تقدم قوله: (وإنها لبسبيل مقيم)
ضمير (إنهما) لقرية قوم لوط وأيكة قوم شعيب عليهما السلام.
والإمام: الطريق الواضح لأنه يأتمّ به السائر، أي يعرف أنه يوصل إذ لا يخفى عنه شيء منه. والمبين: البيّن، أي أن كلتا القريتين بطريق القوافل بأهل مكّة.
وقد تقدم قوله (وإنها لبسبيل مقيم) فإدخال مدينة لوط عليه السلام في الضمير هنا تأكيد للأول.
ويظهر أن ضمير التثنية عائد على أصحاب الأيكة باعتبار أنهم قبيلتان، وهما مدين وسكان الغيضة الأصليون الذين نزل مدين بجوارهم، فإن إبراهيم عليه السلام أسكن ابنه مَدين في شرق بلاد الخليل، ولا يكون إلا في أرض مأهولة. وهذا عندي هو مقتضى ذكر قوم شعيْب عليه السلام باسم مَدين مرّات وباسم أصحاب الأيكة مرّات.
قال تعالى: (أو يأخذكم على تخوُّف فإن ربكم لرءوف رحيم) [النحل: 47] ما أقوال العلماء في معنى التخُّوف؟
التخوّف في اللغة يأتي مصدر تخوّف القاصر بمعنى خاف ومصدر تخوّف المتعدّي بمعنى تنقّص، وهذا الثاني لغة هذيل، وهي من اللغات الفصيحة التي جاء بها القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
فللآية معنيان: إما أن يكون المعنى يأخذهم وهم في حالة توقّع نزول العذاب بأن يريهم مقدماته مثل الرعد قبل الصّواعق، وإما أن يكون المعنى يأخذهم وهم في حالة تنقّص من قبل أن يتنقّصهم قبل الأخذ بأن يكثر فيهم الموتان والفقر والقحط.
ما وجه العبرة في قوله تعالى: (أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيؤ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون) [النحل: 48]؟
في هذه الآية انتقال إلى دلالةٍ من حال الأجسام التي على الأرض كلِّها مشعرةٍ بخضوعها لله تعالى خضوعاً مقارناً لوجودها وتقلّبها آناً فَآناً علم بذلك من علمه وجهله من جهله. وأنبأ عنه لسان الحال بالنسبة لِما لا علم له، وهو ما خلق الله عليه النظام الأرضي خلقاً ينطق لسان حاله بالعبودية لله تعالى، وذلك في أشدّ الأعراض مُلازمةً للذوات، ومطابَقَةً لأشكالها وهو الظلّ.
ومعنى سجود الظلال أن الله خلقها من أعراض الأجسام الأرضية، فهي مرتبطة بنظام انعكاس أشعة الشمس عليها وانتهاء الأشعة إلى صلابة وجه الأرض حتى تكون الظلال واقعة على الأرض وُقوعَ الساجد، فإذا كان من الناس من يأبى السجود لله أو يتركه اشتغالاً عنه بالسجود للأصنام فقد جعل الله مثاله شاهداً على استحقاق الله السجود إليه شهادة رمزية. ولو جعل الله الشمس شمسين متقابلتين على السواء لانعدمت الظلال، ولو جعل وجه الأرض شفافاً أو لامعاً كالماء لم يظهر الظل عليه بيّنا. فهذا من رموز الصنعة التي أوجدها الله وأدقّها دقة بديعة. وجعل نظام الموجودات الأرضية مهيئة لها في الخلقة لحكم مجتمعة، منها: أن تكون رموزاً دالّة على انفراده تعالى بالإلهية، وعلى حاجة المخلوقات إليه، وجعل أكثرها في نوع الإنسان لأن نوعه مختص بالكفران دون الحيوان.
والغرض من هذا الاستدلال الرمزي التنبيه لدقائق الصنع الإلهي كيف جاء على نظام مطّرد دال بعضه على بعض، كما قيل:
وفي كل شيء له آية تدلّ على أنه الواحد
والاستدلال مع ذلك على أن الأشياء تسجد لله لأن ظلالها واقعة على الأرض في كل مكان.
قال تعالى: (وإن لكم في الأنعام لغبرة نسقيكم مما في بطونه) [النحل: 66] ما وجه تذكير (بطونه)؟
وإفراد ضمير الأنعام هنا مراعاة لكون اللفظ مفرداً لأن اسم الجمع لفظ مفرد، إذ ليس من صيغ الجموع، فقد يراعى اللفظ فيأتي ضميره مفرداً، وقد يراعى معناه فيعامل معاملة الجموع، كما في آية سورة المؤمنين (نسقيكم مما في بطونها).
قال تعالى: (وإذا بدلنا آية مكان آية والله أ‘لم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر) [النحل: 101] ما المراد بالتبديل هنا؟
روي عن ابن عباس أنه قال: «كان إذا نزلت آية فيها شدّة ثم نزلت آية ألين منها يقول كفار قريش: والله ما محمد إلا يسخر بأصحابه، اليوم يأمر بأمرٍ وغداً ينهى عنه، وأنه لا يقول هذه الأشياء إلا من عند نفسه» اهـ.
وهذه الكلمة أحسن ما قالهُ المفسّرون في حاصل معنى هذه الآية. فالمراد من التبديل في قوله تعالى؛ (بدلنا) مطلقُ التغاير بين الأغراض والمقامات، أو التغاير في المعاني واختلافها باختلاف المقاصد والمقامات مع وضوح الجمع بين محاملها.
فيشمل التبديلُ نسخ الأحكام، وهذا قليل في القرآن الذي يقرأ على المشركين لأن نسخ الأحكام إنما كثر بعد الهجرة حين تكوّنت الجامعة الإسلامية، وأما نسخُ التلاوة فلم يرد من الآثار ما يقتضي وقوعه في مكّة فمن فسّر به الآية كما نقل عن مجاهد فهو مشكل.
ويشمل التعارض بالعموم والخصوص ونحو ذلك من التعارض الذي يحمل بعضه على بعض، فيفسّر بعضه بعضاً ويؤوّل بعضه بعضاً.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[06 Sep 2009, 01:17 ص]ـ
الجزء الخامس عشر
ما رأي ابن عاشور في الإفسادين الذين قال الله عنهما: (وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين) [الإسراء: 4]؟
هذه الآية تشير إلى حوادث عظيمة بين بني إسرائيل وأعدائهم من أمتين عظيمتين: حوادث بينهم وبين البابليين، وحوادث بينهم وبين الرومانيين. فانقسمت بهذا الاعتبار إلى نوعين: نوع منهما تنْدَرج فيه حوادثهم مع البابليين، والنوع الآخر حوادثهم مع الرومانيين، فعبر عن النوعين بمرتين لأن كل مرة منهما تحتوي على عدة ملاحم
(يُتْبَعُ)
(/)