ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[03 Jun 2009, 06:04 ص]ـ
أيضا علماء العربية يحتجون بالنصوص في دراستهم لمعاني العربية فكيف يكون علم المعاني حكما مرجحا ولو خالفته كل النصوص.
مثال:
" ورد في كتاب مجموعة القرارات العلمية في خمسين عاما، مجمع اللغة العربية،جمهورية مصر العربية ص:5،في القرار رقم:1،ط:1984م:
1 - الاحتجاج بلفظ الحديث.
اختلف علماء العربية في الاحتجاج بالأحاديث النبوية، لجواز روايتها بالمعنى، ولكثرة الأعاجم في رواتها.
وقد رأى المجمع الاحتجاج ببعضها في أحوال خاصة، مبينة فيما يأتي:
1 - لا يحتج في العربية بحديث لا يوجد في الكتب المدونة في الصدر الأول، كالكتب الصحاح الست فما قبلها:
2 - يحتج بالحديث المدون في هذه الكتب الآنفة الذكر، على الوجه الآتي:
أ - الأحاديث المتواترة والمشهورة.
ب - الأحاديث التي تستعمل ألفاظها في العبادات.
ت - الأحاديث التي تعد من جوامع الكلم.
ث - كتب النبي صلى الله عليه وسلم.
ج - الأحاديث المروية لبيان أنه كان صلى الله عليه وسلم يخاطب كل قوم بلغتهم.
ح - الأحاديث التي دونها من نشأ بين العرب الفصحاء.
خ - الأحاديث التي عرف من حال رواتها أنهم لا يجيزون رواية الحديث بالمعنى، مثل القاسم بن محمد، ورجاء بن حيوة، وبن سيرين.
د - الأحاديث المروية من طرق متعددة.أهـ "
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=16216
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[03 Jun 2009, 08:09 ص]ـ
وهذه بعض النقول وجدتها تخص فهم المعنى وعلاقته بحجية الخطاب كما يظهر لي:
قال شيخ الاسم ابن تيمية (لكن قد تخفى آثار الرسالة في بعض الأمكنة والأزمنة حتى لا يعرفون ما جاء به الرسول ?، إما أن لا يعرفوا اللفظ، وإما أن يعرفوا اللفظ ولا يعرفوا معناه؛ فحينئذ يصيرون في جاهلية بسبب عدم نور النبوة) مجموع الفتاوى (17/ 307).
قال الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن (وأي عالم وأي فقيه اشترط في قيام الحجة والبيان معرفة علم المخاطب بالحق 000وإنما يشترط فهم المراد للمتكلم والمقصود من الخطاب لا أنه حق وهذا هو المستفاد من نصوص الكتاب والسنة وكلام أهل العلم) مصباح الظلام 123.122 0
قال الشيخ احمد الخالدي (فإن مراد أهل العلم بفهم الدلالة هو فهم مدلول الخطاب لا معرفة الحق والصواب في نفس الأمر كمخاطبة كل أهل لغة بلسانهم فالأعجمي يخاطب باللغة الأعجمية، والعربي بلغته، وأما معرفته أن هذا حق بعينه أم لا فهذا لم يشترطه أحد من أهل العلم قال تعالى:? وما أرسلنا من رسولٍ إلابلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم ?): ((التبيان لما وقع في الضوابط منسوباً لأهل السنة بلا برهان ص 68، 69))
قال الشيخ عبد اللطيف ال الشيخ (تعريف أهل العلم للجهال بمباني الإسلام وأصول الإيمان والنصوص القطعية والمسائل الإجماعية حجة عند أهل العلم تقوم بها الحجة وتترتب عليها الأحكام، أحكام الردة وغيرها والرسول صلى الله عليه وسلم أمر بالتبليغ عنه ومن الذي يبلغ وينقل نصوص الكتاب والسنة غير أهل العلم ورثة الرسل؟ فإن كانت حجة الله لاتقوم بهم وببيانهم أن هذا من عند الله وهذا كلام رسول الله فلا حجة بالوحيين إذ النقل والتعريف يتوقف على أهل العلم كما أن بيان المعاني يتوقف عليهم كما قال علي رضى الله عنه في حديث كميل بن زياد بلى لن تخلو الأرض من قائم لله بحججه كي لا تبطل حجج الله، وبالجملة فالحجة في كل زمان ومكان إنما تقوم بأهل العلم ورثة الرسل) مصباح الظلام 124،123،
قال الشيخ صالح آل الشيخ في شرح كشف الشبهات:
" وأما فهم الحجة فإنه لا يشترط لهذا قال الشيخ هنا رحمه الله (ما فهموا ولن يفهموا) وإذا كانوا لم يفهموا فإنه لا يعني أنه يسلب عنهم الحكم بالشرك الأكبر؛ لأن فهم الحجة ليس بشرط.
وهذا مبحث بحثه علماء الدعوة والعلماء قبلهم هل فهم الحجة شرط أم ليس بشرط والله جل وعلا قال في كتابه ?وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ? ([63]) يعني جعلنا على قلوبهم أكنة أغطية وحجب أن يفهموا هذا البلاغ وهذا الإنذار (وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ) فدل على أن المشرك لم يفقه الكتاب ولم يفقه السنة يعني لم يفهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتحقيق المقام هنا لأن بعض الناس قال كيف لا تشترطون فعهم الحجة وكيف تقام الحجة إلى فهم، وتفصيل الكلام هنا أن فهم الحجة نوعان:
النوع الأول فهم لسان.
والنوع الثاني فهم احتجاج.
أما فهم اللسان فهذا ليس الكلام فيه فإنه شرط في بلوغ الحجة لأن الله جل وعلا قال ?وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ? [إبراهيم:4]، والله جل وعلا جعل هذا القرآن عربيا لتقوم الحجة به على من يفقه اللسان العربي.
وإذا كان كذلك فإن فهم اللسان هذا لابد منه؛ يعني إذا أتاك رجل يتكلم بغير العربية فأتيت بالحجة الرسالية باللغة العربية، وذاك لا يفهم منها كلمة، فهذا لا تكون الحجة قد قامت عليه بلسان لا يفهمه، حتى يَْبُلَغُه بما يفهمه لسانه.
والنوع الثاني من فهم الحجة هو فهم احتجاج يفهم أن تكون هذه الحجة التي في الكتاب والسنة حجة التوحيد أو في غيره ارجح وأقوى واظهر وأبين أو هي الحجة الداحضة لحجج الآخرين، وهذا النوع لا يشترط؛ لأنه جل وعلا بين لنا وأخبر أن المشركين لم يفقهوا الحجة فقال جل وعلا (وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ) وقال سبحانه ?وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا? [الكهف:101]، ?أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ? [الفرقان:44]، فهم لا يسمعون سمع فائدة، وإن سمعوا سمع أُذُن ولا يستطيعون أن يسمعوا سمع الفائدة وإن كانوا يسمعون سمع الأذن، وقد قال جل وعلا ?وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ? [الأنفال:23]، وقال سبحانه ?مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن [رَّبِّهِم] ([64]) مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ? [الأنبياء:2]، (إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ) حتى وصفهم بأنهم يستمعون وليس فقط يسمعون بل يستمعون يعني ينصتون ومع ذلك نفى عنهم السمع بقوله (وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا) وبقوله ?أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ? [الفرقان:44]، وقوله جل وعلا في سورة تبارك ?وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ? [الملك:10].
فإذن هم سمعوا سمع لسان لكن لم يسمعوا الحجة سمع قلب وسمع فهم للحجة يعني أنها راجحة فلم يفهموا الحجة ولكنهم فهموها فهم لسان فهموها لأنها أقيمت عليهم بلسانهم الذي يعلمون معه معاني الكلام ولكن لم يفهموها بمعنى أن الحجة هذه راجحة على غيرها، ولهذا قال تعالى (وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ).
الوجه الثاني أن الكفر والكفار أنواع:
منهم من كفره كفر عناد.
ومنهم من كفره كفر تقليد.
?إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ? [الزخرف:22]، ?وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ? [الزخرف:23].
ومن الكفار من كفره كفر إعراض معرض عن الحق ?بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ? [الأنبياء:24].
وإذا أشترط فهم الاحتجاج للحجة، فمعنى ذلك المصير إلى مخالفة الاجماع بالقول بأنه لا يكفر إلا المعاند، إذا قيل إنه يشترط فهم الاجتجاج يعني أن يفهم من أقيمت عليه الحجة أن هذه الحجة أقوى وتَدحض حجة الخصوم، فمعنى ذلك أن يصير القول إلى أنه لا يكفر إلا من كان معاندا فقط.
ومعلوم أن الكفار ليسوا كلهم معاندين؛ بل منهم المعاند، ومنهم غير المعاند، فمنهم من جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم، ومنهم المقلد ومنهم المعرض إلى غير ذلك.
فإذن فهم الحجة ليس شرط في إقامتها ونعني بفهم الحجة فهم الحجة من حيث كونها داحضة بحجج الخصوم ومن حيث كونها أوضح من حجج الخصوم، فلو قال بعد إقامة الحجة عليه وبيان الأدلة من الكتاب والسنة وبيان معنى العبادة ويقيم الحجة عالم يعلم كيف يقيم الحجة ويزيل الشبهة، لهذا يقول العلماء الحجة الرسالية، كما يقول شيخ الإسلام في مواضع كثيرة: ويكفر من قامت به الحجة الرسالية. الحجة الرسالية يعني التي يقيمها الرسل أو ورثة الرسل ممن يحسن إقامة الحجة سمع بالحجة وأنصت لها ثم لم يقتنع، وقال أنا لم أقتنع، عدم الاقتناع هو عدم الفهم ليس بشرط في سماع إقامة الحجة، لهذا الشيخ رحمه الله نبه على ذلك بقوله (ولم يفهموا) وكونهم لم يفهموا بما أشربت قلوبهم من حب الشرك وحب البدع ومخالفة السنة."
وله كذلك كلام مهم مفيد في شرح مسائل الجاهلية، فلينظر.
ـ[خلوصي]ــــــــ[03 Jun 2009, 08:29 ص]ـ
واستثنى الشوكاني من علوم اللغة علم البلاغة، فلم ير ضرورة الإحاطة به لفهم كتاب الله تعالى، لأنها ليست لازمة لاستخراج الأحكام، وإنما هي لمعرفة بلاغة القرآن الكريم وما عليه من إعجاز. (2)
بارك الله فيكم.
ــــــــــ
1 - http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=7576
2- http://majles.alukah.net/showthread.php?t=30882
و لكن الفهم فهمان:
الفهم الفكري و هذا يشترك فيه الجميع
الفهم القلبي و له درجات بقدر حال القلب و استعداده للإذعان ... و من جهة بقدر حال القلب للتفاعل مع المتكلم و خطابه إذ هو المقصود الأصلي و ثمرته .. !
فكلنا يعلم مدى قصر الدنيا كحقيقة فكرية إلا أن حال القلب فيه و تأثره مما يتأثر و منه البلاغة يجعل أحدنا إما ذاك الذي يصلي و هو شارد الذهن في هموم العيش أو ذاك الذي يصلي و الصلاة راحته!؟!
و بارك الله فيكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[03 Jun 2009, 09:21 ص]ـ
أخي الفاضل خلوصي أشكرك على إضافتك، وقد عجبت منها فاليوم بالذات في صلاتي بت أفكر في قضية الحضور والتفكر بشكل كبير، وعزائي أني سمعت العلامة عدود رحمه الله يشتكي من تسلط الشيطان ومهارته في إخرجه من جنة التدبر في الصلاة.
عن أبي هريرة، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل المسجد، فدخل رجل فصلى، ثم جاء فسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فرد عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((ارجع فصل فإنك لم تصل))، فصلى ثم جاء، فسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((ارجع فصل فأنك لم تصل)) - ثلاثاً-، فقال: والذي يعثك بالحق ما أحسن غيره، فعلمني. قال: ((إذا قمت إلى الصلاة فكبر، ثم أقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم ارفع حتى تعتدل قائماً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم ارفع حتى تطئمن جالساً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها)).
قال ابن رجب:
" وفيه: دليل على أن من أساء في صلاة تطوعٍ فأنه يؤمرُ باعادتها.
وهذا مما يتعلق به من يقول بلزوم النوافل بالشروع، ووجوب إعادتها إذا
أفسدها.
ومن خالف في ذلك حمل الامر بالاعادة على الاستحباب، وأن الأمر بالإعادة كان تغليظاً على هذا المسيء في صلاته؛ لأن ذلك أزجرُ له عن الإساءة، وأقرب إلى عدم عوده إليها. "أهـ
ويلاحظ هنا أن الإساءة في الصلاة ظاهرة للعيان.
أما حضور القلب لا يستيطع البشر الاطلاع عليه، إلا أنه في بعض الأحيان يؤدي عدم حضور القلب في الصلاة إلى عدم إتقانها، وإن الإتقان في الغالب دليل على حضور القلب وحسن القصد.
والله أعلم وأحكم.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[19 Jun 2010, 05:00 ص]ـ
وجدت موضوعا مهما يبين فائدة علم البلاغة للشيخ أبا مالك، وأتمنى أن أجد من يجيب، على السؤال المطروح؟
العلم المظلوم .. علم البلاغة
http://www.alukah.net/Sharia/0/22589/
هذا العلم (علم البلاغة) مظلوم بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ.
فقد ظُلِم هذا العلم في معرفة قدره .. وظلم في دراسته .. وظلم في تطبيقه ..
ظلم من حملته، وظلم من أعدائه ..
ظلم من القدماء، وظلم من المعاصرين ..
ظلم من العلماء، وظلم من طلبة العلم ..
مع أن هذا العلم يكاد يكون أهمَّ العلوم؛ لأنه هو الآلة التي تمكننا من فهم النصوص الشرعية فهما صحيحًا، وكذلك هو الآلة التي تمكننا من تقرير إعجاز القرآن الذي هو أساس الشرع ......(/)
من يفهم القرآن؟ وكيف يفهمه؟
ـ[عبدالرحمن الحاج]ــــــــ[02 Jun 2009, 12:17 م]ـ
من يفهم القرآن؟ وكيف يفهمه؟
عبد الرحمن الحاج
عام 2002 ـ على ما أذكر ـ التقيت صديقي البروفيسور أ. م أستاذ فلسفة (معروف جداً) في دمشق على هامش مؤتمر دار الفكر السنوي، وهناك كان قد تصادم مع بعض الشيوخ الدمشقيين الكبار، فقال لي: "إنه لا يستطيع أحد أن يفهم القرآن كالفيلسوف" فمن وجهة نظره الرؤية الفلسفية هي وحدها التي يمكن أن تزودنا بمنهجية التأويل "الحقيقية"، لا يأبه أن يكون فاهماً لتراث "الشيوخ اللاهوتيين" أو لا، فهؤلاء في النهاية لاهوتيون يصعب عليهم في النهاية القدرة على الإمساك بالمعنى.
محمد أركون والحداثيين من أضرابه يرون في العلوم الاجتماعية واللسانية أداة أساسية وإلى حد ما وحيدة تمكن من فهم القرآن فهماً معاصراً، وشرط هذا الفهم هو قطيعة تامة مع المعارف التراثية ونسقها الفكري، فالتراث ههنا هو تراكم من الماضي يجب التخلص منه عبر القطيعه معه أو حتى تفكيكيه، في هذا الإطار الإحاطة بالمعرفة التراثية وجهلها ليس امراً مهماً في فهم القرآن ذاته، فالأدوات والمناهج التي توفرها العلوم الاجتماعية كافية لهذا.
أحد أبرز النحويين العرب المعمرين (وعلى مذهب كثير من علماء النحو واللغة) يرى في الدرس النحوي والمعجمي أدوات كافية لفهم القرآن، ولا بأس بشيء من علم البلاغة والمعاني التي تساعد في فهم "جماليات التعبير القرآني"، ولا حاجة لمزيد من الأدوات والمناهج (بما فيها علم الأصول) إلى على سبيل التزيد والمبالغة في استكشاف النكات البلاغية والوجوه المرجوحة، وهو منذ سنوات يقوم بتفسير القرآن من النحو والمعجم تحت مسمى إعراب القرآن، ويكاد يرى في علماء الدين غير المتخصصين بالنحو والمعجم مجرد "شيوخ" لا يمكنهم أن يفقهوا من الدين إلا ما ينقلوه عن أسلافنا المفسرين العظام من أعلام اللغة والبيان كابن عطية والزمخشري وأبي حيان الأندلسي! ولا يهم كثيراً معرفة أصول الفقه، فأصول الفقه ـ من وجهة نظره ـ مجموع من قواعد اللغويين نفسها، فبضاعتهم إذا ترد إليهم!
متبعو منهج المحدثين يجدون أنفسهم أيضاً يفهمون القرآن أكثر من أي متخصصين آخرين، فمعرفتهم بأقوال النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته الشريفة وأقوال الصحابة والتابعبين يغنيهم عن الاستعانة بمناهج الرأي، فالرأي أساساً مرذول، ومن يميل منهم إلى قبول ما يعرف يمنهج الرأي يرى أن ثمة فهم صحيح للقرآن هو ما عليه السلف الصالح من القرون الثلاثة الأولى، وينظر متبعوا منهج المحدثين إلى التفسير بعين الريبة، فالفهم "الحقيقي للقرآن" لا يصلح إلا لعلماء الحديث والأثر القابضين على ما قاله السلف قبضاً محكماً.
دارسو الفقه وأصوله عموما لا يرون في القرآن إلا آيات الأحكام، ويرون في باقي الآيات أنها تختص بالجدل العقدي والأخلاقي وهي عموماً مكملة للتشريع وداعمه له، وهي مهمة موكلة للباحثين عن الحجج الكلامية والراغبين في تهذيب النفس وترقيتها تعبداً، وهي عموماً مهمة المفسر أيضاً، ومن الطبيعي والحال هذه أن تنحدر الدراسات القرآنية إلى ادنى مراتب العلوم الشرعية اليوم!
اللغوي النحوي والأصولي والأثري كل منهم يرى نفسه أحق ببفهم القرآن، وعندما يبدأ بعضهم بالنظر إلى إمكانية الاستفادة من العلوم الحديثة يحاول فهمه بمنطق المتربص والباحث عن نفسه في الآخر، فلابد أن العلوم الحديثة ستشهد بأننا سبقناهم، لكن علينا أن نتروى فقط لكي نمسك بالدليل والعثور على البرهان، فالتواصل مع الآخر يجب أن يقوم "على التواصل الإيجابي مع الآخر بغية إبراز عبقرية حضارتنا الإسلامية، و نبوغ علمائنا الأجلاء" لينفق بعض الباحثين 17 سنة أو 15 سنة على هذا الأساس، وتكون النتيجة الأكيدة التي وصلوا إليها "أننا في حاجة إلى اللسانيات و مناهج تحليل الخطاب في المرحلة الحالية لفهم التراث التفسيري [وحسب؟]، و ليس كما يدعي البعض الإتيان بالجديد؛ إذ لا يمكننا أن نبدع بمعنى الإضافة العلمية إلى مجال التفسير، و نحن لم نفهم بعد هذا التراث التفسيري، ولم نستوعبه، و لم نستبطنه، فكيف يمكننا الإتيان بالجديد، إنه ادعاء عار من الصحة، و مجاف للواقع"، وبما أنه لم يفهم أحد التراث التفسيري (غير الزاعم نفسه على الأقل) فالحديث عن الإبداع وهم. ولكن عندما يبدأ أصحاب هذا الزعم بعرض فهمهم للتراث سرعان ما يخلطون بين العلوم النظرية والعلوم التطبيقية في إطار واحد: فهم يرون "أن أعمال المفسرين، وعلماء التفسير وعلوم القرآن [كذا!]، وعلماء الأصول [كذا!]، واللغويين [هكذا بالجملة!] تندرج ضمن اللسانيات و مناهج تحليل الخطاب، الفارق الوحيد بينهما، و هو فارق مهم جدا، خاصة عندما نتحدث عن أعمال المفسرين، أنها ظلت أعمالا تطبيقية و لم ترق إلى مستوى التنظير."! لا بأس أن يحصل ذلك الخلط، فالذين لا ينحدرون من الاحتصاصات الشرعية لا عليهم أن يقعوا في مثل ذلك وأعظم منه.
من يفهم القرآن إذا؟
لا علماء النحو ولا اللغويين المعجميين، ولا الفلاسفة ولا حتى العلماء الاجتماعيين، يبدو وحدهم المتخصصون في الدراسات الشرعية والذين يجمعون برصانة بين المعرفة التراثية (والأصولية منه على وجه أكثر تخصيصاً) والمعرفة الحديثة قادرون على ذلك، وعلى ما يبدو أن المنحدرين من الدراسات اللغوية وجماعات الدراسات الفلسفية والاجتماعية يعانون مشكلة جوهرية هي عدم قدرتهم على ترميم معرفتهم بالتراث الإسلامي العلمي وعدم مقدرتهم على فهم الآخر ومعارفه فهماً جيداً بحيث أنهم لم يكن لهم القدرة أن يكونوا قادرين على هضهم معرفتين متباعدتين عنهم في وقت واحد، فكيف يمكنهم بهذا الفهم الأعرض فهم القرآن؟ الحقيقة أنهم في الغالب لا يطمحون لفهمه مباشرة، فشعورهم بالعجز طبيعي بسبب نمط المعرفة وسطحيتها، إنما يطمحون لفهم "التراث التفسيري" وعبره فقط يُفهم القرآن، ذلك أن مفتاح السر في فهم القرآن يكمن في جهود العبقريات السابقة، "إنهم يسبقون زمانهم، و لكننا نتيجة عبقريتهم ونبوغهم لا نستطيع مجاراتهم"، فهل يقطع القوم الطريق على استمرار فهم القرآن كما قطعوا الاجتهاد الفقهي وأغلقوه؟
والله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[02 Jun 2009, 03:01 م]ـ
أحد أبرز النحويين العرب المعمرين (وعلى مذهب كثير من علماء النحو واللغة) يرى في الدرس النحوي والمعجمي أدوات كافية لفهم القرآن، ولا بأس بشيء من علم البلاغة والمعاني التي تساعد في فهم "جماليات التعبير القرآني"، ولا حاجة لمزيد من الأدوات والمناهج (بما فيها علم الأصول) إلى على سبيل التزيد والمبالغة في استكشاف النكات البلاغية والوجوه المرجوحة، وهو منذ سنوات يقوم بتفسير القرآن من النحو والمعجم تحت مسمى إعراب القرآن، ويكاد يرى في علماء الدين غير المتخصصين بالنحو والمعجم مجرد "شيوخ" لا يمكنهم أن يفقهوا من الدين إلا ما ينقلوه عن أسلافنا المفسرين العظام من أعلام اللغة والبيان كابن عطية والزمخشري وأبي حيان الأندلسي! ولا يهم كثيراً معرفة أصول الفقه، فأصول الفقه ـ من وجهة نظره ـ مجموع من قواعد اللغويين نفسها، فبضاعتهم إذا ترد إليهم! [/ size][/font][/align]
هذا رأيه هو ليس بحجة على غيره، ولا يصح تعميم قوله على غيره. وأما كونه مذهب الكثير فهذا يحتاج إلى دليل.
متبعو منهج المحدثين يجدون أنفسهم أيضاً يفهمون القرآن أكثر من أي متخصصين آخرين، فمعرفتهم بأقوال النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته الشريفة وأقوال الصحابة والتابعبين يغنيهم عن الاستعانة بمناهج الرأي، فالرأي أساساً مرذول، ومن يميل منهم إلى قبول ما يعرف يمنهج الرأي يرى أن ثمة فهم صحيح للقرآن هو ما عليه السلف الصالح من القرون الثلاثة الأولى، وينظر متبعوا منهج المحدثين إلى التفسير بعين الريبة، فالفهم "الحقيقي للقرآن" لا يصلح إلا لعلماء الحديث والأثر القابضين على ما قاله السلف قبضاً محكماً. [/ size][/font][/align]
وهذا القول فيه كثير من التعميم وتنقصه الدقة، فكثير من المفسرين هم من علماء الحديث واللغة.
دارسو الفقه وأصوله عموما لا يرون في القرآن إلا آيات الأحكام، ويرون في باقي الآيات أنها تختص بالجدل العقدي والأخلاقي وهي عموماً مكملة للتشريع وداعمه له، وهي مهمة موكلة للباحثين عن الحجج الكلامية والراغبين في تهذيب النفس وترقيتها تعبداً، وهي عموماً مهمة المفسر أيضاً، ومن الطبيعي والحال هذه أن تنحدر الدراسات القرآنية إلى ادنى مراتب العلوم الشرعية اليوم! [/ size][/font][/align]
لماذا ترسل الكلام هكذا يا أستاذ عبد الرحمن؟ لماذا لا تعطينا الدليل؟
هل قمت بدراسة وصلت من خلالها إلى هذه النتيجة؟
إذا كنت فعلت نرجوا أن تطلعنا عليها.
اللغوي النحوي والأصولي والأثري كل منهم يرى نفسه أحق ببفهم القرآن، وعندما يبدأ بعضهم بالنظر إلى إمكانية الاستفادة من العلوم الحديثة يحاول فهمه بمنطق المتربص والباحث عن نفسه في الآخر، فلابد أن العلوم الحديثة ستشهد بأننا سبقناهم، لكن علينا أن نتروى فقط لكي نمسك بالدليل والعثور على البرهان، فالتواصل مع الآخر يجب أن يقوم "على التواصل الإيجابي مع الآخر بغية إبراز عبقرية حضارتنا الإسلامية، و نبوغ علمائنا الأجلاء" لينفق بعض الباحثين 17 سنة أو 15 سنة على هذا الأساس، وتكون النتيجة الأكيدة التي وصلوا إليها "أننا في حاجة إلى اللسانيات و مناهج تحليل الخطاب في المرحلة الحالية لفهم التراث التفسيري [وحسب؟]، و ليس كما يدعي البعض الإتيان بالجديد؛ إذ لا يمكننا أن نبدع بمعنى الإضافة العلمية إلى مجال التفسير، و نحن لم نفهم بعد هذا التراث التفسيري، ولم نستوعبه، و لم نستبطنه، فكيف يمكننا الإتيان بالجديد، إنه ادعاء عار من الصحة، و مجاف للواقع"، وبما أنه لم يفهم أحد التراث التفسيري (غير الزاعم نفسه على الأقل) فالحديث عن الإبداع وهم. [/ size][/font][/align]
ما ذكرته عن أن اللغوى والنحوي والأصولي والأثري يرى نفسه أحق بفهم القرآن، زعم منك يرده الواقع وما دون في الأدوات التي يحتاجها المفسر.
ثم لماذا الجميع عندك في قفص الاتهام حتى من يريد أن يستفيد من ما أسميته بالعلوم الحديثة؟
إنه أسلوب غريب في الطرح!
من يفهم القرآن إذا؟
لا علماء النحو ولا اللغويين المعجميين، ولا الفلاسفة ولا حتى العلماء الاجتماعيين، يبدو وحدهم المتخصصون في الدراسات الشرعية والذين يجمعون برصانة بين المعرفة التراثية (والأصولية منه على وجه أكثر تخصيصاً) والمعرفة الحديثة قادرون على ذلك، وعلى ما يبدو أن المنحدرين من الدراسات اللغوية وجماعات الدراسات الفلسفية والاجتماعية يعانون مشكلة جوهرية هي عدم قدرتهم على ترميم معرفتهم بالتراث الإسلامي العلمي وعدم مقدرتهم على فهم الآخر ومعارفه فهماً جيداً بحيث أنهم لم يكن لهم القدرة أن يكونوا قادرين على هضهم معرفتين متباعدتين عنهم في وقت واحد، فكيف يمكنهم بهذا الفهم الأعرض فهم القرآن؟ الحقيقة أنهم في الغالب لا يطمحون لفهمه مباشرة، فشعورهم بالعجز طبيعي بسبب نمط المعرفة وسطحيتها، إنما يطمحون لفهم "التراث التفسيري" وعبره فقط يُفهم القرآن، ذلك أن مفتاح السر في فهم القرآن يكمن في جهود العبقريات السابقة، "إنهم يسبقون زمانهم، و لكننا نتيجة عبقريتهم ونبوغهم لا نستطيع مجاراتهم"، فهل يقطع القوم الطريق على استمرار فهم القرآن كما قطعوا الاجتهاد الفقهي وأغلقوه؟
والله المستعان [/ size][/font][/align]
إنها مشكلة ليس لها وجود إلا في ذهنك.
أنت تصورتها وفلسفتها فابحث لها عن حل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[02 Jun 2009, 03:41 م]ـ
مقال مفيد. جزاك الله خيرا أستاذ عبد الرحمن.
فعلا، روح (المصادرة) مترسخة في عقلية المسلمين، وتتجسد في تقديري في كثير من الميادين والمقولات: الدائرة الفقهية، الدائرة العقدية، دائرة التفسير، دائرة الانتماءات، مفهوم (الفرقة الناجية) و (الطائفة المنصورة)، إلخ.
كل يصادر الحق، ويعتبر نفسه الوحيد الذي يملك الأدوات والمفاتيح الموصلة إليه.
ولست أدري أين هو موقع المسلم البسيط في هذه الحلبة: أهو مجرد تابع لهؤلاء أو هؤلاء؟ أم مناصر لفئة دون أخرى؟ أم متفرج مستمتع؟ أم غير مكترث؟
وماذا عن فهمه هو في زحمة الصراع على (حق الفهم) وامتلاك الأدوات؟
وماذا لو ثار على الجميع ورفض الاعتراف لهم بهذا الحق؟
من ناحية أخرى: لفائدة من يتصارع هؤلاء على (حق الفهم)؟
أهو لفائدتهم في الدنيا؟ أم لفائدتهم في الآخرة؟ أم لفائدة المسلم العادي؟
حل المشكلة يتمثل في تقديري، في:
1 - التخلي عن عقلية (مصادرة) والإقرار بعدم جدوى الإصرار على هذا المنهج، وأنه حتى وإن أراد أحد الأطراف مصادرة (حق الفهم)، فلن يسلّم له مخالفوه بهذا الحق، وسيواصلون ممارسة الحق من جانبهم أيضا.
2 - الاعتراف بأن التعامل مع القرآن (والسنة أيضا) فهما وتحليلا واستنباطا، هو بمثابة السباحة أو الغوص في البحر المحيط، فلكل منطقة عمقها، ولكل منطقة محاراتها، ولكل عمق أدواته. ولا يمكن لأي غواص أن يظن أنه يمتلك جميع القدرات والأدوات التي تسمح له بالغوص في مناطق المحيط المتعددة، وفي أعماقه المختلفة. وحتى لو ظن في نفسه ذلك، فواقع ممارسته سيكذّبه حتما.
ومن توفرت لديه القدرات اللازمة للغوص، فلن يعدم فقدان بعض المهارات الخاصة في التعامل مع بعض الجزئيات. ومن وصل إلى العمق المطلوب ووجد المحارات، فليس من الحتمي امتلاكه للقدرة على انتزاعها من مكانها وإخراجها للناس في أفضل الصور.
باختصار: الحل يتمثل في اعتراف كل تخصص بعجزه لمفرده، وعجز أدواته الخاصة عن القيام بكامل المهمة، وحاجته للتخصصات الأخرى وأدواتها، والبدء في التفكير بعقلية تعاونية.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[02 Jun 2009, 04:43 م]ـ
مقال مفيد. جزاك الله خيرا أستاذ عبد الرحمن.
فعلا، روح (المصادرة) مترسخة في عقلية المسلمين، وتتجسد في تقديري في كثير من الميادين والمقولات: الدائرة الفقهية، الدائرة العقدية، دائرة التفسير، دائرة الانتماءات، مفهوم (الفرقة الناجية) و (الطائفة المنصورة)، إلخ.
كل يصادر الحق، ويعتبر نفسه الوحيد الذي يملك الأدوات والمفاتيح الموصلة إليه.
ولست أدري أين هو موقع المسلم البسيط في هذه الحلبة: أهو مجرد تابع لهؤلاء أو هؤلاء؟ أم مناصر لفئة دون أخرى؟ أم متفرج مستمتع؟ أم غير مكترث؟
وماذا عن فهمه هو في زحمة الصراع على (حق الفهم) وامتلاك الأدوات؟
وماذا لو ثار على الجميع ورفض الاعتراف لهم بهذا الحق؟
من ناحية أخرى: لفائدة من يتصارع هؤلاء على (حق الفهم)؟
أهو لفائدتهم في الدنيا؟ أم لفائدتهم في الآخرة؟ أم لفائدة المسلم العادي؟
حل المشكلة يتمثل في تقديري، في:
.
سبحان الله
تخلقون مشكلة وتبحثون لها عن حل.
أنا أطلب منك ومن عبد الرحمن الحاج أن تأتونا بقول مفسر أو أصولي أو فقيه أو نحوي أو لغوي يقول إنه الأحق بتفسير القرآن دون غيره.
أما المسلم البسيط فالخطر عليه يأتي من مثل هذه المقولات.
تخلقون له مشكلة لا يراها وليس لها وجود في واقع حياته.
ومن العجيب أنكم أنكرتم على صاحب التخصص الواحد أن يحتكر فهم القرآن لأن فهمه سيكون قاصرا لقصور الأدوات، ثم تسأل عن حق المسلم البسيط الذي لا يملك من الأدوات شيئاً!!!
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[02 Jun 2009, 05:43 م]ـ
يا محب القرآن الكريم،
يؤسفني أن أقول بأنني لا أرغب في الحوار معك.
مع التحية والتقدير.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[02 Jun 2009, 06:34 م]ـ
يا محب القرآن الكريم،
يؤسفني أن أقول بأنني لا أرغب في الحوار معك.
مع التحية والتقدير.
هذا شأنك وأنت حر.
أما بضاعتك إذا عرضتها للناس فللناس أن يقولوا فيها ما يعتقدون.
مع تمنياتي لك بالتوفيق والسداد.
ـ[عبد العزيز حامد]ــــــــ[03 Jun 2009, 08:17 م]ـ
((إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون))
ـ[أبو الحارث العامودي]ــــــــ[06 Jun 2009, 12:50 م]ـ
الأخ محب القرآن: أنت إذن تلتقي مع الأخ بن جماعة.
الأخ بن جماعة: كلامك لا غبار عليه، والأخ محب القرآن يرى أنه لا يوجد أحد يزعم احتكار القدرة على فهم النص الكريم. وإن وجد أمثال هؤلاء فلا وزن لهم في ساحة التفسير ولا قيمة لزعمهم في ممارسة العلماء للتفسير.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[06 Jun 2009, 01:25 م]ـ
الأخ محب القرآن: أنت إذن تلتقي مع الأخ بن جماعة.
الأخ بن جماعة: كلامك لا غبار عليه، والأخ محب القرآن يرى أنه لا يوجد أحد يزعم احتكار القدرة على فهم النص الكريم. وإن وجد أمثال هؤلاء فلا وزن لهم في ساحة التفسير ولا قيمة لزعمهم في ممارسة العلماء للتفسير.
الأخ الفاضل عبد العزيز حامد
الأخ الفاضل أبو الحارث
أشكركما على ما تفضلتم به وجزاكما الله خيرا.(/)
الحسن بن أحمد الجلال اليمني
ـ[أبو أنس الغامدي]ــــــــ[02 Jun 2009, 04:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
هل الحسن بن أحمد الجلال اليمني مفسر، وهل رجع عن عقيدة الزيدية في آخر حياته
آمل إذا كان هناك رابط أو كتاب عن سيرته أن تسعفونا به
والله يرعاكم
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[03 Jun 2009, 06:38 ص]ـ
اَلجلاَل اليَمَني:
(1014 - 1084ه، 1605 - 1683م)
الحسن بن أحمد بن محمد بن عليّ، الحسني العلوي، المعروف بالجلال:
فقيه عارف بالتفسير والعربية والمنطق. ولد ونشأ في هجرة رُغَافة (بين الحجاز وصعدة) وتنقل في بلاد اليمن، واستوطن (الجراف) ومات فيها.
وهو أخو الهادي بن أحمد الآتي ذكره. له شروح وحواش ومختصرات، وشعر وأدب. من كتبه:
(تكملة الكشف على الكشاف) و (شرح الفصول) في أصول الدين، و (شرح التهذيب) في المنطق، و (عصام المتورعين) في أصول الدين، و (شرح الكافية) في النحو، و (بديعية) و (شرحها).
(عن كتاب الأعلام للزركلي)
ـ[أبو أنس الغامدي]ــــــــ[04 Jun 2009, 10:30 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء
ولكن يقولون أخي الكريم أن الكوكباني إبراهيم الصنعاني رد على جاشية الجلال على الكشاف بكتاب عنوانه السهم المرسل في نحر القول بأن لفظ القرآن غير منزل
فهل أحد لديه حول هذا الأمر معلومات
رعاكم الله(/)
سؤال في تفسير آيات عذاب البرزخ
ـ[أم عبداللطيف]ــــــــ[03 Jun 2009, 04:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله بركاته؛
سؤال أشكل على بعض الاخوات:
مالفرق بين الآيتين في عذاب البرزخ؟
قوله تعالى: {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَاراً فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَاراً} [نوح: 25]
وقوله تعالى: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر: 46]
في البرزخ هل يكون دخول للنار؟ أم عرض عليها فقط؟
أفيدونا مأجورين
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[03 Jun 2009, 04:50 م]ـ
أختنا الفاضلة
لو تأملت آية سورة نوح لو جدت أن لفظ"ناراً" نكرة، وهذا والله وأعلم عذاب خاص غير المذكور في حق آل فرعون فس سورة غافر وهو العرض على النار.
فتساوى الكفار في عذاب البرزخ ليس بلازم.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[04 Jun 2009, 07:12 ص]ـ
أما قوله تعالى: (مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا ناراً فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا)
فهي في سياق قصة قوم نوح عليه السلام
وقد اختلف في المراد بالنار هنا على أقوال أشهرها ثلاثة أقوال:
القول الأول: أن المراد نار جهنم، وهو قول ابن جرير الطبري وابن عطية والواحدي وابن جزي وأبي حيان وجماعة من المفسرين.
وعليه يكون التنكير للتهويل، والتعبير بالفعل الماضي لإفادة تحقق العذاب.
وتكون الفاء إما لبيان سرعة العقوبة وقرب اليوم الآخر كما قال تعالى: (ونراه قريبا) فكأنهم إذا عاينوا العذاب السرمدي كأنهم لم يلبثوا قبله إلا قليلاً، نعوذ بالله من سخطه وعقابه.
وإما سببية مؤكدة لـ (مِن) السببية في قوله: (مما خطيئاتهم)
والتعقيب بالفاء لا يقتضي عدم تعذيبهم في البرزخ بالعرض على النار، وإنما طوي على هذا المعنى ذكر عذاب البرزخ، ودلت الفاء على قرب اليوم الآخر
قال الألوسي في معنى التعقيب بالفاء في الآية على هذا القول: (وهو على هذا لعدم الاعتداد بما بين الإغراق والإدخال فكأنه شبه تخلل ما لا يعتد به بعدم تخلل شيء أصلا وجوز أن تكون فاء التعقيب مستعارة للسببية لأن المسبب كالمتعقب للسبب وإن تراخى عنه لفقد شرط أو وجود مانع)
والقول الثاني: أن المراد بالنار في هذه الآية نار يعذبون بها في البرزخ
وهذا القول ذكره السمعاني والزمخشري وأبو حيان والشوكاني والألوسي وغيرهم ولم أر من جزم به من المفسرين وإنما يذكرونه قولاً، ولم أره منسوباً لأحد من المتقدمين، وإن كان قد استدل بهذه الاية عدد من المتأخرين من المعتنين بعلم الاعتقاد على إثبات عذاب القبر، والذي يظهر أنهم إنما قالوه فهماً لا رواية.
والتعذيب بالنار في البرزخ ثابت في السنة أيضاً ففي الموطأ والصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم عام خيبر فلم نغنم ذهبا ولا وَرِقاً إلا الأموال الثياب والمتاع قال فأهدى رفاعة بن زيد لرسول الله صلى الله عليه و سلم غلاما أسود يقال له: مِدْعَم فوجَّه رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى وادي القرى حتى إذا كنا بوادي القرى بينما مدعم يحط رحل رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ جاءه سهم عائرٌ فأصابه فقتلَه.
فقال الناس: هنيئا له الجنة!
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (كلا والذي نفسي بيده إن الشملة التي أخذ يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه ناراً).
قال: فلما سمع الناس ذلك جاء رجل بِشِرَاك أو شراكين إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم؛ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (شراك أو شراكان من نار).
وللدارقطني تعليق لطيف على هذا الحديث، فليطلبه المعتنون بعلم العلل.
القول الثالث: أن النار هي من نار الدنيا عذبوا بها عند إغراقهم زيادة في تنويع العذاب عليهم جزاء وفاقاً لأعمالهم، فكانوا يغرقون من جانب ويحترقون من جانب
وهذا القول في تفصيله أقوال وهو بعمومه مروي عن الضحاك، ذكره الثعلبي والبغوي وابن الجوزي وغيرهم.
وفي الآية أقوال أخرى وتوجيهات لغوية مختلفة وما ذكرته آنفاً هو خلاصة ما قيل في المراد بالنار في هذه الآية.
وعلى القول الأول الذي هو قول نخبة من أئمة المفسرين ليس في الآية دليل على عذاب القبر ولا على نفيه.
ومما يرجح هذا القول أن صرف المعنى إلى عذاب جهنم أولى وأعظم شأناً من صرفه لعذاب البرزخ لأن ذكر النار هنا مفرد فصرفه لأعظم المعنيين أولى
وأما آية غافر فقد فصلت ذكر العذابين فهي نص في إثبات عذاب البرزخ، وهي كما هو معلوم في سياق قصة فرعون وقومه فلا تعارض أصلاً بين الآيتين على جميع الأقوال.
والعرض على نار جهنم نوع من أنواع عذاب البرزخ، وهو غير التعذيب بالنار في البرزخ. نسأل الله السلامة والعافية.
وفي الموطأ والصحيحين من حديث مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما: «أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ أحدَكم إذا مات عُرِضَ عليه مَقْعَدُه بالغَداة والعَشِيِّ، إنْ كان من أهل الجنةِ فمن أهلِ الجنةِ، وإن كان مِنْ أهلِ النارِ فمن أهلِ النار، فيقال: هذا مقعُدك حتى يبعَثَكَ الله يوم القيامة)
وقد استدل بهذا الحديث بعض أهل العلم على أن العرض عام للمؤمنين والكفار.
نسأل الله تعالى الجنة ونعوذ به من خزي الدنيا ومن عذاب القبر وعذاب النار.
والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم عبداللطيف]ــــــــ[04 Jun 2009, 04:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا
على التكرم بالإجابة والتوضيح(/)
من يُنذر من في قوله تعالى (وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ)
ـ[شاكر]ــــــــ[03 Jun 2009, 06:56 م]ـ
وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122) التوبة
من الذي يتفقه ويُنذر .. الفرقة القاعدة .. أم الفرقة النافرة؟
ـ[يسعد صباحك]ــــــــ[04 Jun 2009, 02:36 م]ـ
{122} {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ}.
يقول تعالى: -منبها لعباده المؤمنين على ما ينبغي لهم- {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً} أي: جميعا لقتال عدوهم، فإنه يحصل عليهم المشقة بذلك، وتفوت به كثير من المصالح الأخرى، {فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ} أي: من البلدان، والقبائل، والأفخاذ {طَائِفَةٌ} تحصل بها الكفاية والمقصود لكان أولى.
ثم نبه على أن في إقامة المقيمين منهم وعدم خروجهم مصالح لو خرجوا لفاتتهم، فقال: {لِيَتَفَقَّهُوا} أي: القاعدون {فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ} أي. ليتعلموا العلم الشرعي، ويعلموا معانيه، ويفقهوا أسراره، وليعلموا غيرهم، ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم.
ففي هذا فضيلة العلم، وخصوصا الفقه في الدين، وأنه أهم الأمور، وأن من تعلم علما، فعليه نشره وبثه في العباد، ونصيحتهم فيه فإن انتشار العلم عن العالم، من بركته وأجره، الذي ينمى له.
وأما اقتصار العالم على نفسه، وعدم دعوته إلى سبيل اللّه بالحكمة والموعظة الحسنة، وترك تعليم الجهال ما لا يعلمون، فأي منفعة حصلت للمسلمين منه؟ وأي نتيجة نتجت من علمه؟ وغايته أن يموت، فيموت علمه وثمرته، وهذا غاية الحرمان، لمن آتاه اللّه علما ومنحه فهما.
وفي هذه الآية أيضا دليل وإرشاد وتنبيه لطيف، لفائدة مهمة، وهي: أن المسلمين ينبغي لهم أن يعدوا لكل مصلحة من مصالحهم العامة من يقوم بها، ويوفر وقته عليها، ويجتهد فيها، ولا يلتفت إلى غيرها، لتقوم مصالحهم، وتتم منافعهم، ولتكون وجهة جميعهم، ونهاية ما يقصدون قصدا واحدا، وهو قيام مصلحة دينهم ودنياهم، ولو تفرقت الطرق وتعددت المشارب، فالأعمال متباينة، والقصد واحد، وهذه من الحكمة العامة النافعة في جميع الأمور.
(1/ 355)
تفسير السعدي
ـ[شاكر]ــــــــ[05 Jun 2009, 05:23 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا النقل من تفسير السعدي رحمه الله، وهو أحد الأقوال في تفسير الآية.
لكن يقال .. !!
إن من البديهي: أن الفرقة النافرة لم تنفر أصلا .. إلا وقد تقدم الإنذار لها .. ولهذا نفرت في سبيل الله!!
وعلما بأن الآيات التي قبلها جاءت كتأنيب للقاعدين المتخلفين عن رسول الله .. ومدح للنافرين المجاهدين ووعد لهم بالجزاء بأحسن ما كانوا يعملون .. !!
مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ اللّهِ وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (120) وَلاَ يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً وَلاَ يَقْطَعُونَ وَادِياً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (121) وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122)
؟؟!!
ـ[شاكر]ــــــــ[07 Jun 2009, 06:26 ص]ـ
قال الإمام الطبري رحمه الله في التفسير:
"وقال آخرون منهم: بل معنى ذلك:
(يُتْبَعُ)
(/)
لتفقه الطائفةُ النافرة دون المتخلفة وتحذر النافرةُ المتخلفة.
ذكر من قال ذلك: 13559 -
حدثنا محمد بن عبد الأعلى , قال: ثنا محمد بن ثور , عن معمر , عن الحسن:
{فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين}
قال: ليتفقه الذين خرجوا بما يريهم الله من الظهور على المشركين والنصرة , وينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم.
وأولى الأقوال في تأويل ذلك بالصواب أن يقال: تأويله.
وما كان المؤمنون لينفروا جميعا ويتركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وحده ,
وأن الله نهى بهذه الآية المؤمنين به أن يخرجوا في غزو وجهاد وغير ذلك من أمورهم ويدعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وحيدا ,
ولكن عليهم إذا سرى رسول الله سرية أن ينفر معها من كل قبيلة من قبائل العرب وهي الفرقة. {طائفة} وذلك من الواحد إلى ما بلغ من العدد , كما قال الله جل ثناؤه: {فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة} يقول: فهلا نفر من كل فرقة منهم طائفة!
وهذا إلى هاهنا على أحد الأقوال التي رويت عن ابن عباس , وهو قول الضحاك وقتادة.
وإنما قلنا هذا القول أولى الأقوال في ذلك بالصواب ,
لأن الله تعالى ذكره حظر التخلف خلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم على المؤمنين به من أهل المدينة , مدينة الرسول , ومن الأعراب لغير عذر يعذرون به إذا خرج رسول الله لغزو وجهاد عدو قبل هذه الأمة بقوله: {ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله} , 9 120
ثم عقب ذلك جل ثناؤه بقوله: {وما كان المؤمنون لينفروا كافة} فكان معلوما بذلك إذ كان قد عرفهم في الآية التي قبلها اللازم لهم من فرض النفر والمباح لهم من تركه في حال غزو رسول الله صلى الله عليه وسلم وشخوصه عن مدينته لجهاد عدو , وأعلمهم أنه لا يسعهم التخلف خلافه إلا لعذر بعد استنهاضه بعضهم وتخليفه بعضهم أن يكون عقيب تعريفهم ذلك تعريفهم الواجب عليهم عند مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمدينته وإشخاص غيره عنها , كما كان الابتداء بتعريفهم الواجب عند شخوصه وتخليفه بعضهم.
وأما قوله:
{ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم}.
فإن أولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال:
ليتفقه الطائفة النافرة بما تعاين من نصر الله أهل دينه وأصحاب رسوله على أهل عداوته والكفر به , فيفقه بذلك من معاينته حقيقة علم أمر الإسلام وظهوره على الأديان من لم يكن فقهه , ولينذروا قومهم فيحذروهم أن ينزل بهم من بأس الله مثل الذي نزل بمن شاهدوا وعاينوا ممن ظفر بهم المسلمون من أهل الشرك إذا هم رجعوا إليهم من غزوهم.
وإنما قلنا ذلك أولى الأقوال بالصواب ,
وهو قول الحسن البصري الذي رويناه عنه ; لأن النفر (النفير) قد بينا فيما مضى أنه إذا كان مطلقا بغير صلة بشيء أن الأغلب من استعمال العرب إياه في الجهاد والغزو فإذا كان ذلك هو الأغلب من المعاني فيه , وكان جل ثناؤه قال: {فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين} علم أن قوله: " ليتفقهوا " إنما هو شرط للنفر لا لغيره , إذ كان يليه دون غيره من الكلام.
فإن قال قائل:
وما تنكر أن يكون معناه: ليتفقه المتخلفون في الدين؟
قيل:
ننكر ذلك لاستحالته ; وذلك أن نفر الطائفة النافرة لو كان سببا لتفقه المتخلفة , وجب أن يكون مقامها معهم سببا لجهلهم وترك النفقة ;
وقد علمنا أن مقامهم لو أقاموا ولم ينفروا لم يكن سببا لمنعهم من التفقه.
وبعد , فإنه قال جل ثناؤه: {ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم} عطفا به على قوله: {ليتفقهوا في الدين}
ولا شك أن الطائفة النافرة لم ينفروا إلا والإنذار قد تقدم من الله إليها , وللإنذار وخوف الوعيد نفرت , فما وجه إنذار الطائفة المتخلفة الطائفة النافرة وقد تساوتا في المعرفة بإنذار الله إياهما؟
ولو كانت إحداهما جائز أن توصف بإنذار الأخرى , لكان أحقهما بأن يوصف به الطائفة النافرة , لأنها قد عاينت من قدرة الله ونصرة المؤمنين على أهل الكفر به ما لم تعاين المقيمة , ولكن ذلك إن شاء الله كما قلنا من أنها تنذر من حيها وقبيلتها ومن لم يؤمن بالله إذا رجعت إليه أن ينزل به ما أنزل بمن عاينته ممن أظفر الله به المؤمنين من نظرائه من أهل الشرك." اه
.
ـ[شاكر]ــــــــ[09 Jun 2009, 01:53 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال صاحب الظلال رحمه الله في تفسير نفس الآية:
(وما كان المؤمنون لينفروا كافة , فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة , ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون). .
ولقد وردت روايات متعددة في تفسير هذه الآية ,
وتحديد الفرقة التي تتفقه في الدين وتنذر قومها إذا رجعت إليهم. .
والذي يستقيم عندنا في تفسير الآية:
أن المؤمنين لا ينفرون كافة.
ولكن تنفر من كل فرقة منهم طائفة - على التناوب بين من ينفرون ومن يبقون -
لتتفقه هذه الطائفة في الدين بالنفير والخروج والجهاد والحركة بهذه العقيدة ;
وتنذر الباقين من قومها إذا رجعت إليهم ,
بما رأته وما فقهته من هذا الدين في أثناء الجهاد والحركة. .
والوجه في هذا الذي ذهبنا إليه
- وله أصل من تأويل ابن عباس - رضي اللّه عنهما -
ومن تفسير الحسن البصري , واختيار ابن جرير , وقول لابن كثير
- أن هذا الدين منهج حركي , لا يفقهه إلا من يتحرك به ;
فالذين يخرجون للجهاد به هم أولى الناس بفقهه ;
بما يتكشف لهم من أسراره ومعانيه ;
وبما يتجلى لهم من آياته وتطبيقاته العملية في أثناء الحركة به.
أما الذين يقعدون فهم الذين يحتاجون أن يتلقوا ممن تحركوا ,
لأنهم لم يشاهدوا ما شاهد الذين خرجوا ; ولا فقهوا فقههم ;
ولا وصلوا من أسرار هذا الدين إلى ما وصل إليه المتحركون
وبخاصة إذا كان الخروج مع رسول اللّه -[صلى الله عليه وسلم]-
والخروج بصفة عامة أدنى إلى الفهم والتفقه.
ولعل هذا عكس ما يتبادر إلى الذهن ,
من أن المتخلفين عن الغزو والجهاد والحركة ,
هم الذين يتفرغون للتفقه في الدين!
ولكن هذا وهم , لا يتفق مع طبيعة هذا الدين. .
إن الحركة هي قوام هذا الدين ; ومن ثم لا يفقهه إلا الذين يتحركون به ,
ويجاهدون لتقريره في واقع الناس , وتغليبه على الجاهلية , بالحركة العملية.
والتجارب تجزم بأن الذين لا يندمجون في الحركة بهذا الدين لا يفقهونه ;
مهما تفرغوا لدراسته في الكتب - دراسة باردة! -
وأن اللمحات الكاشفة في هذا الدين إنما تتجلى للمتحركين به حركة جهادية لتقريره في حياة الناس ;
ولا تتجلى للمستغرقين في الكتب العاكفين على الأوراق!
إن فقه هذا الدين لا ينبثق إلا في أرض الحركة.
ولا يؤخذ عن فقيه قاعد حيث تجب الحركة.
والذين يعكفون على الكتب والأوراق في هذا الزمان
لكي يستنبطوا منها أحكاماً فقهية "يجددون" بها الفقه الإسلامي
أو "يطورونه" - كما يقول المستشرقون من الصليبيين! -
وهم بعيدون عن الحركة التي تستهدف تحرير الناس من العبودية للعباد ,
وردهم إلى العبودية للّه وحده , بتحكيم شريعة اللّه وحدها وطرد شرائع الطواغيت. .
هؤلاء لا يفقهون طبيعة هذا الدين ;
ومن ثم لا يحسنون صياغة فقه هذا الدين!
إن الفقه الإسلامي وليد الحركة الإسلامية. .
فقد وجد الدين أولاً ثم وجد الفقه. وليس العكس هو الصحيح. .
وجدت الدينونة للّه وحده , ووجد المجتمع الذي قرر أن تكون الدينونة فيه للّه وحده. .
والذي نبذ شرائع الجاهلية وعاداتها وتقاليدها ;
والذي رفض أن تكون شرائع البشر هي التي تحكم أي جانب من جوانب الحياة فيه. .
ثم أخذ هذا المجتمع يزاول الحياة فعلاً وفق المبادئ الكلية في الشريعة
- إلى جانب الأحكام الفرعية التي وردت في أصل الشريعة -
وفي أثناء مزاولته للحياة الفعلية في ظل الدينونة للّه وحده ,
واستيحاء شريعته وحدها , تحقيقاً لهذه الدينونة , جدت له أقضية فرعية بتجدد الحالات الواقعية في حياته. .
وهنا فقط بدأ استنباط الأحكام الفقهية , وبدأ نمو الفقه الإسلامي. .
الحركة بهذا الدين هي التي أنشأت ذلك الفقه ,
والحركة بهذا الدين هي التي حققت نموه.
ولم يكن قط فقها مستنبطاً من الأوراق الباردة ,
بعيداً عن حرارة الحياة الواقعة!. .
من أجل ذلك كان الفقهاء متفقهين في الدين ,
يجيء فقههم للدين من تحركهم به ,
ومن تحركه مع الحياة الواقعة لمجتمع مسلم حي ,
يعيش بهذا الدين , ويجاهد في سبيله ,
ويتعامل بهذا الفقه الناشئ بسبب حركة الحياة الواقعة.
(في ظلال القرآن)
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[11 Jun 2009, 09:43 ص]ـ
باركك الله أخ شاكر نِعم التأويل للآية التي أشكلت على كثير من المتدبرين!
ـ[شاكر]ــــــــ[15 Jun 2009, 05:57 ص]ـ
وبكم بارك الله أخانا الفاضل عمرو
وجزاك خير الجزاء(/)
إحصاءات قرآنية
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[03 Jun 2009, 07:20 م]ـ
(1)
إحصاء قرآني محوره سورتا الشعراء والغاشية
إذا اتخذنا من سورتي الشعراء والغاشية محورين لقسمة سور القرآن الكريم، فإنها تتشكل في ثلاث مجموعات على النحو التالي:
المجموعة الأولى: وهي السور الـ 26 الأولى في ترتيب المصحف (من سورة الفاتحة – سورة الشعراء)، ونجد أن مجموع آياتها هو 3159. عدد من مضاعفات الرقم 243. فهو حاصل ضرب 13 × 243.
المجموعة الثالثة: وهي السور الـ 26 الأخيرة في ترتيب المصحف (من سورة الفجر – سورة الناس)، ونجد أن مجموع آياتها هو 243.
وهذا يعني أن مجموع الآيات في السور الـ 26 الأولى (2 × 13) هو 13 ضعف مجموع الآيات في السور الـ 26 الأخيرة.
المجموعة الثانية: وهي مجموعة السور (المتوسطة) من سورة الشعراء (السورة رقم 26) إلى سورة الغاشية (السورة المؤلفة من 26 آية) وعددها 62 سورة .. أي عدد من مضاعفات الرقم 31 (2 × 31) الذي هو معكوس الرقم 13 ..
مجموع آياتها هو 2834 آية، وهذا العدد من مضاعفات الرقم 13، فهو يساوي 218 × 13 ..
ومن روائع الترتيب القرآني هنا أن أول هذه السور هي سورة النمل المؤلفة من 93 آية، أي عدد من مضاعفات الرقم 31 (3 × 31)، وأن آخرها هي سورة الغاشية المؤلفة من 26 آية، أي عدد من مضاعفات الرقم 13 (2 × 13).
وهكذا يكون مجموع آيات القرآن:
3159: مجموع الآيات في المجموعة الأولى (الفاتحة – الشعراء)
2834: مجموع الآيات في المجموعة الثانية (النمل – الغاشية)
243: مجموع الآيات في المجموعة الثالثة.
المجموع الكلي: 6236.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: من صاحب هذا الترتيب؟ ألا تعني هذه الحقائق أن أعداد الآيات في سور القرآن محسوبة آية آية؟
هل جاءت هذه الأعداد المحكمة مصادفة؟
إن كثرة الشواهد على هذا الإحكام تحول دون هذا التفسير ..
هل ينسب مثل هذا الترتيب إلى الصحابة؟ أي أنهم قاموا بإحصاء لأعداد الآيات في سور القرآن، وراعوا في ترتيبها هذه العلاقات العددية المحكمة؟
الجواب لا. فلو كان من ذلك شيء لوصلنا عنه خبر، ولما كان هناك الاختلاف في ترتيب سور القرآن – الذي ما زال قائما حتى الآن -.
التفسير الوحيد لهذا الترتيب أنه ترتيب توقيفي من عند الله. واكتشافنا لهذا الترتيب اليوم هو دليل على أنه توقيفي، وأنه وجه الإعجاز الذي ادخره القرآن لهذا العصر، ولجيل هذا العصر.
لقد آن الأوان لتوظيف هذا الوجه في خدمة القرآن وأهله، ومواجهة المفترين على القرآن، والمشككين فيه، ومثيري الشبهات حوله، باستخدام العدد في القرآن على نحو مشبوه.(/)
الخطابة المعاصرة في ضوء قوله تعالى {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم}
ـ[أبو المهند]ــــــــ[03 Jun 2009, 09:39 م]ـ
العنوان بتماه
الخطابة المعاصرة في ضوء قوله تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} أنموذج د. السديس"
بسم الله الرحمن الرحيم
شرفني الله بسماع خطبة أستاذنا المفضال المربي الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس مباشرة من داخل المسجد الحرام بمكة المكرمة وذلك يوم الجمعة 5/ 6/1429هـ 29/ 5/2009م وقد أفدت منها وكانت بعنوان:" وسائل الاتصالات ما لها وما عليها" ولكن لاحظت بعض الملحوظات فأردت أن أنتفع بها وأصدرها إلى كل من يعمل بالدعوة إلى الله خاصة أن كاتبه " عفا الله عنه " يعمل بالخطابة قبل التفسير وعلوم القرآن كتخصص دقيق وإلى يومنا هذا، بل تفضل الله عليه فدرّس لطلاب قسم الدعوة والثقافة الإسلامية وفي دورات تدريب الدعاة بوزارة الأوقاف.
ومن خلال القرآن والسنة نغترف ما نريد إقراره فيما يخص مناسبة المقال للمقام أوالمقال لمقتضى الحال.
أو بعبارة ثانية مناسبة ما يقوله الخطيب لمخاطَبه فيثمر.
والموضوع يتناول لونا خطابيا نضعه في الميزان بغض النظر عن الأشخاص وذلك من خلال قوله تعالى:
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} {إبراهيم4}
أقول وبالله تعالى التوفيق
دار معنى "البيان" الوارد في الآية الشريفة عند العلماء حول:
الإفهام، السهولة، السرعة، الكمال في رؤية المقصود، الابتعاد عن الغلط والخطأ، إيراد العبارة المتمكنة الشافية الكافية، كل هذا لتنقطع المعاذير فلا نقول لم نفهم عن الرسول المبيِّن ..... وهذه باقة من أقوال سادتنا العلماء التي انضوت تحت ظلال الآية الكريمة:
قال الإمام الطبري: يقول تعالى ذكره: وما أرسلنا إلى أمة من الأمم يا محمد من قبلك ومن قبلِ قومك رسولا إلا بلسان الأمة التي أرسلناه إليها ولغتهم (ليبين لهم) يقول: ليفهمهم ما أرسله الله به إليهم من أمره ونَهيه، ليُثْبت حجة الله عليهم، ثم التوفيقُ والخذلانُ بيد الله، فيخذُل عن قبول ما أتاه به رسُوله من عنده من شاء منهم، ويوفّق لقبوله من شاء.
وعند الحافظ ابن كثير: {لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} بلغتهم ليفهموا عنه.
قال المحقق الآلوسي: قيد البيان بالسهولة والسرعة لغاية هي الامتثال من غير حاجة إلى الترجمة حيث قال: {لِيُبَيّنَ لَهُمْ} ما كلفوا به فيتلقوه منه بسهولة وسرعة فيمتثلوا ذلك من غير حاجة إلى الترجمة ...
قال أبو حيان في البحر:.بين تعالى العلة في كون من أرسل من الرسل بلغة قومه وهي التبيين لهم، .... فليس على الرسول غير التبليغ والتبيين.
قال الفخر: ليبن لهم فيكون فهمهم لأسرار تلك الشريعة ووقوفهم على حقائقها أسهل، وعن الغلط والخطأ أبعد. فهذا هو وجه النظم.
فيكون إدراكهم لذلك البيان أسهل ووقوفهم على المقصود والغرض أكمل
قال صاحب نظم الدرر: {ليبين} أي بياناً شافياً ... فإن لسانك أسهل الألسنة وأعذبها
فيكون فهمهم لأسرار شريعته ووقوفهم على حقائقها أسهل، ويكونون عن الغلط والخطأ أبعد.
قال القاضى البيضاوي: {لِيُبَيِّنَ لَهُمُ} ما أمروا به فيفقهوه عنه بيسر وسرعة
قال الزمخشري في كشافه: {إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} أي ليفقهوا عنه ما يدعوهم إليه، فلا يكون لهم حجة على الله ولا يقولوا: لم نفهم ما خوطبنا به، كما قال: {وَلَوْ جعلناه قُرْءاناً أعْجَمِيّاً لَّقَالُواْ لَوْلاَ فُصّلَتْ ءاياته} [فصلت: 44]
وقال المولى أبو السعود: {لِيُبَيّنَ لَهُمُ} ما أمروا به فيتلقَّوه منه بيُسر وسُرعة ويعملوا بموجبه من غير حاجة إلى الترجمة ممن لم يُؤمر به
وقال ابن عاشور: المقصود من سياق الآية: الرد على طعن المشركين في القرآن بأنه نزل بلغة لم ينزل بها كتاب قبله اقتُصر في رد خطئهم على أنه إنما كان كذلك " ليبيّن لهم " لأن ذلك هو الذي يهمهم.
قال عبد الحق بن عطية: {لنبين لهم} في أن نبعثهم بألسنة أممهم ليقع البيان والعبارة المتمكنة، .. وجعل الله العلة في إرسال الرسل بألسنة قومهم طلب البيان.
عند ابن كثير: "قوله: {فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى} أي: ذكِّر حيث تنفع التذكرة. ومن ها هنا يؤخذ الأدب في نشر العلم، فلا يضعه عند غير أهله، كما قال أمير المؤمنين علي، رضي الله عنه: ما أنت بمحدِّث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان فتنة لبعضهم. وقال: حدث الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله؟!
هذا محمول على بعض العلوم، كعلم الكلام أو ما لا يستوي في فهمه جميع العوام، فحكم العالم أن يحدث بما يفهم عنه، وينزل كل إنسان منزلته، والله تعالى أعلم.
وانظر التمهيد لشرح كتاب التوحيد
يتبع بحول الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[03 Jun 2009, 09:53 م]ـ
وصلا بما سبق .....
يقول الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ
الواجب على المسلم وبخاصة طالب العلم ألا يجعل الناس يكذبون شيئا مما قاله الله - جل وعلا - أو أخبر به رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ووسيلة ذلك التكذيب أن يحدث الناس بما لا يعرفون، وبما لا تبلغه عقولهم، جاء في صحيح مسلم: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ قَالَ مَا أَنْتَ بِمُحَدِّثٍ قَوْمًا حَدِيثًا لَا تَبْلُغُهُ عُقُولُهُمْ إِلَّا كَانَ لِبَعْضِهِمْ فِتْنَةً"
وقد بوّب على ذلك البخاري في الصحيح في كتاب العلم بقوله:
" باب من ترك بعض الاختيار مخافة أن يقصر فهم بعض الناس عنه فيقعوا في أشد منه "
وهذا من الأمر المهم الذي ينبغي للمعلم والمتحدث والواعظ والخطيب أن يعيه، وأن يحدث الناس بما يعرفون وأن يجعل تقوية التوحيد وإكمال توحيدهم والزيادة في إيمانهم بما يعرفون لا بما ينكرون.
وفي الضعفاء: عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: قالوا: «يا رسول الله، ما نسمع منك نحدث به كله؟ فقال:» نعم، إلا أن تحدثوا قوما حديثا لا تدركه عقولهم فيكون على بعضهم فتنة.
عن أبي الطفيل، قال: سمعت عليا ـ رضي الله عنه ـ يقول: " أيها الناس أتريدون أن يكذب الله ورسوله حدثوا الناس بما يعرفون، ودعوا ما ينكرون، أخرجه البخاري في الترجمة عن عبيد الله بن موسى {المدخل إلى السنن الكبرى}
عن المقدام بن معد يكرب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا حدثتم الناس عن ربهم فلا تحدثوهم بما يغرب عنهم ويشق عليهم "»
وفي جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر: "عن هشام بن عروة قال: قال لي أبي: «ما حدثت أحدا بشيء من العلم قط لم يبلغه عقله إلا كان ضلالا عليه»
عن أبي قلابة قال: «لا تحدث بحديث من لا يعرفه، فإن من لا يعرفه يضره ولا ينفعه»
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: «حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يكذب الله ورسوله»
وفي المقاصد الحسنة:
" أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم" الديلمي .. عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعاً بهذا، وسنده ضعيف، وقد عزاه شيخنا لمسند الحسن بن سفيان من حديث ابن عباس بلفظ:
" أمرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم"، قال وسنده ضعيف جداً، ورواه أبو الحسن التميمي من الحنابلة في العقل له بسنده عن ابن عباس ـ أيضاً ـ بلفظ:
" بعثنا معاشر الأنبياء نخاطب الناس على قدر عقولهم"، وله شاهد من حديث مالك عن سعيد بن المسيب رفعه مرسلاً:
"إنا معاشر الأنبياء أمرنا وذكره، بل عند البخاري في صحيحه عن علي موقوفاً:
" حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله، ونحوه ما أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه عن ابن مسعود، قال: ما أنت بمحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة.
وصح عن أبي هريرة قوله حفظت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعائين فأما أحدهما فبثثته، وأما الآخر فلو بثثته لقطع مني هذا البلعوم.
قال الحافظ في الفتح: وَالْمُرَاد بِقَوْلِهِ: "بِمَا يَعْرِفُونَ " أَيْ: يَفْهَمُونَ.
قال المناوي في فيض القدير: (ما أنت محدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان على بعضهم فتنة) لأن العقول لا تحتمل إلا على قدر طاقتها فإن أزيد على العقل فوق ما يحتمله استحال الحال من الصلاح إلى الفساد .....
فواجب على الحكيم والعالم النحرير الاقتداء بالمصطفى صلى الله عليه وسلم في قوله أنزلوا الناس منازلهم.
وقد قال عيسى ـ عليه السلام ـ: لا تضعوا الحكمة في غير أهلها فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم، وكن كالطبيب الحاذق يضع دواءه حيث يعلم أنه ينفع ..
وقد عاب حجة الإسلام على بعض المتصوفة الإتيان بعبارات يسمونها الشطح غير مفهومة حيث قال: ومن ذلك ما أحدثه بعض المتصوفة ممن تركوا فلاحتهم وأتوا بكلمات غير مفهومة يسمونها الشطح فيها عبارات هائلة وليس وراءها طائلة أو تكون مفهومة لكن لا يقدر على تفهيمها وإيرادها بعبارة تدل على ضميره لقلة ممارسته للعلم وجهله بطرق التعبير عن المعاني بالألفاظ الرشيقة فلا فائدة لذلك إلا أنه يشوش القلوب ويدهش العقول ويحير الأذهان.
ويقول شيخ الإسلام في مجموع الفتاوي: "وَأَمَّا أَنْ يَكُونَ الْكِتَابُ أَوْ السُّنَّةُ نَهَى عَنْ مَعْرِفَةِ الْمَسَائِلِ الَّتِي يَدْخُلُ فِيمَا يَسْتَحِقُّ أَنْ يَكُونَ مِنْ أُصُولِ دِينِ اللَّهِ فَهَذَا لَا يَكُونُ اللَّهُمَّ إلَّا أَنْ نَنْهَى عَنْ بَعْضِ ذَلِكَ فِي بَعْضِ الْأَحْوَالِ مِثْلَ مُخَاطَبَةِ شَخْصٍ بِمَا يَعْجِزُ عَنْهُ فَهْمُهُ فَيَضِلُّ ....
من أمثلة مالا تبلغه العقول: وَكَذَلِكَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - لِمَنْ سَأَلَهُ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ}. الْآيَةَ فَقَالَ: مَا يُؤَمِّنُك أَنِّي لَوْ أَخْبَرْتُك بِتَفْسِيرِهَا لَكَفَرْت؟ وَكُفْرُك تَكْذِيبُك بِهَا. وَقَالَ لِمَنْ سَأَلَهُ عَنْ قَوْله تَعَالَى {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} هُوَ يَوْمٌ أَخْبَرَ اللَّهُ بِهِ؛ اللَّهُ أَعْلَمُ بِهِ وَمِثْلُ هَذَا كَثِيرٌ عَنْ السَّلَفِ أ. هـ شيخ الإسلام.
قلت: ومما لا تدركه العقول: إيراد الخطيب لألفاظ غير مفهومة لعامة الناس بل غير مفهومة لخواصهم إلا بعد بحث وتنقيب؟ أ. هـ كاتبه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[03 Jun 2009, 09:54 م]ـ
قال الشيخ علي بن حسن بن ناصر عسيري في كتابه مسئولية إمام المسجد المسؤولية الثالثة: مراعاة أحوال المخاطبين، واختلاف مداركهم وبيئاتهم: " إن مراعاة أحوال المخاطبين أمر مهم لا يصح إغفاله، ومن لوازم اختيار الموضوع المناسب، والوقت المناسب، وعرضه بأسلوب يفهمه المخاطب، والحديث معهم على قدر عقولهم حتى لا يكون فتنة لهم فقد صح عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قوله: ما أنت محدثا قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنه، وصح عن الإمام علي ـ رضي الله عنه ـ قوله:"حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله ".
وجاء في إحياء علوم الدين قول الغزالي " كِل لكلِّ عبد بمعيار عقله، وزِن له بميزان فهمه حتى تسلم منه، وينتفع بك، وإلا وقع الإنكار لتفاوت المعيار ".
ويقول حجة الإسلام أبو حامد الغزالي في ميزان العمل:
الوظيفة السادسة: أن يقتصر بالمتعلمين على قدر إفهامهم، فلا يرقّيهم إلى الدقيق من الجلي، وإلى الخفي من الظاهر، هجوماً وفي أول رتبة، ولكن على قدر الاستعداد، اقتداء بمعلم البشر كافة ومرشدهم حيث قال: " إنّا معشر الأنبياء أمرنا أن ننزل الناس منازلهم، ونكلم الناس بقدر عقولهم ". وقال: " ما أحد يحدث قوماً حديثاً لا يبلغه عقولهم، إلا كان ذلك فتنة على بعضهم ".
وقال: علي ـ رضي الله عنه ـ وقد أومأ إلى صدره: " إن ههنا لعلوماً جمة، لو وجدت لها حَمَلَة ".
وقال عليه السلام: " كلموا الناس بما يعرفون، ودعوا ما ينكرون، أتريدون أن يكذب الله ورسوله "
وسئل بعض المحققين عن شيء فأعرض، فقال السائل: أما سمعت قول رسول الله عليه السلام: " من كتم علماً نافعاً، جاء يوم القيامة ملجماً بلجام من نار "، فقال: اترك اللجام واذهب فإن جاء من يفقه فككته فليلجمني به.
ولما قال تعالى: (وَلاَ تُؤْتُوا السُّفَهَاءِ أَمْوَالَكُمُ)، نبّه على أن حفظ العلم وإمساكه عمن يفسده العلم أولى.
ولما قال تعالى: (فَإنْ آنَسْتُم مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إلَيْهِمْ أَمْوَالَهُم) نبّه على أن من بلغ رشده في العلم، ينبغي أن يبث إليه حقائق العلوم، ويرقى من الجلي الظاهر، إلى الدقيق الخفي الباطن، فليس الظلم في منع المستحق، بأقل من الظلم في إعطاء غير المستحق.
فَمَنْ مَنَحَ الجهّال علماً أضَاعَهُ ******* وَمَنْ مَنَعَ المسْتَوجِبِين فَقَدْ ظَلَمْ
وادخار حقائق العلوم عن المستحق لها فاحشة عظيمة. قال الله تعالى: {وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ .. } {آل عمران187}
وفي الآداب الشرعية: وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُسِرُّ إلَى قَوْمٍ وَلا يُحَادِثُ قَوْمًا وَقَالَ عَمَّنْ وَعَظَ الْعَوَامَّ لِيَحْذَرَ الْخَوْضَ فِي الْأُصُولِ فَإِنَّهُمْ لا يَفْهَمُونَ ذَلِكَ لَكِنَّهُ يُوجِبُ الْفِتَنَ وَرُبَّمَا كَفَّرُوهُ مَعَ كَوْنِهِمْ جَهَلَةً.
وَقَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ: وَلا يَنْبَغِي ـ أي العالم ـ أَنْ يُمْلِيَ مَا لا يَحْتَمِلُهُ عُقُولُ الْعَوَامّ.
وَرَوَى الْحَاكِمُ فِي تَارِيخِهِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي قُدَامَةَ عَنْ النَّضْرِ بْنِ شُمَيْلٍ قَالَ: سُئِلَ الْخَلِيلُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَأَبْطَأَ بِالْجَوَابِ فِيهَا قَالَ: فَقُلْتُ مَا فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ كُلُّ هَذَا النَّظَرِ قَالَ: فَرَغْتُ مِنْ الْمَسْأَلَةِ وَجَوَابِهَا وَلَكِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُجِيبَك جَوَابًا يَكُونُ أَسْرَعَ إلَى فَهْمِكَ قَالَ أَبُو قُدَامَةَ: فَحَدَّثْتُ بِهِ أَبَا عُبَيْدٍ فَسُرَّ بِهِ.
وَفِي تَارِيخِ السَّرَخْسِيِّ .. قال الشَّافِعِيَّ: لَوْ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ كَانَ يُكَلِّمُنَا عَلَى قَدْرِ عَقْلِهِ مَا فَهِمْنَا عَنْهُ لَكِنَّهُ كَانَ يُكَلِّمُنَا عَلَى قَدْرِ عُقُولِنَا فَنَفْهَمُهُ.
قال ابن عقيل رحمه الله: حرام على عالم قوي الجوهر أدرك بجوهريته وصفاء نحيزته ـ طبيعته ـ علما أطاقه، فحمله أن يذهب به إلى ضعيف لا يحمله، ولا يحتمله، فإنه يفسده.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال النضر بن شميل رحمه الله: سئل الخليل عن مسألة، فأبطأ بالجواب فيها، قال: فقلت: ما في هذه المسألة كل هذا النظر؟ قال: فرغت من المسألة وجوابها، ولكني أريد أن أجيبك جوابا يكون أسرع إلى فهمك.
وقال الربيع رحمه الله: سمعت الشافعي يقول: لو أن محمد بن الحسن كان يكلمنا على قدر عقله ما فهمنا عنه، لكنه كان يكلمنا على قدر عقولنا فنفهمه.
فينبغي على الداعية الفطن أن يسالم العوام بالموعظة، وإياه والمشتبهات والغرائب، وما لا تحتمله عقولهم.
ويقول صاحب الحكمة في الدعوة إلى الله:" فدراسة البيئة والمكان الذي تبلغ فيه الدعوة أمر مهم جدًّا، فإن الداعية يحتاج في دعوته إلى معرفة أحوال المدعوين: الاعتقادية، والنفسية، والاجتماعية، والاقتصادية، ومعرفة مراكز الضلال ومواطن الانحراف معرفة جيدة، ويحتاج إلى معرفة لغتهم، ولهجتهم، وعاداتهم، والإحاطة بمشكلاتهم ونزعاتهم الخلقية، وثقافتهم، ومستواهم الجدلي، والشبه التي انتشرت في مجتمعهم، ومذاهبهم.
والداعية الحكيم يكون مدركًا لما حوله، مقدرًا للظروف التي يدعو فيها، مراعيًا لحاجات الناس ومشاعرهم، وكل أحوالهم."
ويقول صاحب خطبة الجمعة ودورها في حياة المسلم:
"ليس كل ما يعلم يصلح أن يقال في أي حال، فلكل مقام مقال، وما يخاطب به فئة العوام غير ما يخاطب به المثقفون، وما يخاطب به الشباب غير ما يخاطب به الكهول، وما يتكلم به في مناسبة الجهاد، غير ما يتكلم به في مناسبة العرس والزواج، فعلى الخطيب أن يكون ذا نظرة ثاقبة للأمور، يحسن تقدير الظروف، وقياس المؤثرات والطبائع.
فلا بد من مراعاة نوعية الخطاب، ونوعية المخاطب، أو نوعية العلم، ونوعية المتلقي لهذا العلم.
قال الشاطبي: "ومنه أن لا يذكر للمبتدي من العلم ما هو حظ المنتهي، بل يربي بصغار العلم قبل كباره، وقد فرض العلماء مسائل مما لا يجوز الفتيا بها إن كانت صحيحة في نظر الفقه ".
ويقول مصنّفوا الأمة بين سنتي الابتلاء والعمل:
كان عثمان ـ رضي الله عنه ـ من أخيار الصحابة يريد أن يبين للناس خطأ ما يقولونه ويفند فقال: لأقومن في الناس مقاما لا أدع شاردة وواردة إلا أتيت عليها يريد أن يبين للناس، قال عبد الرحمن - رضي الله عنه -: فقلت: يا أمير المؤمنين! لا تفعل؛ فإن الموسم يجمع رَعاعَ الناس وغوغاءهم؛ فإنهم هم الذين يغلبون على قُرْبك حين تقوم في الناس، وأنا أخشى أن تقوم فتقول مقالة يطيِّرها عنك كل مُطَيِّر، وأن لا يعوها، وأن لا يضعوها على مواضعها؛ فأَمْهِلْ حتى تَقْدُمَ المدينة؛ فإنها دار الهجرة والسنة فَتَخْلُصَ بأهل الفقه وأشراف الناس، فتقول ما قلت متمكناً، فيعي أهل العلم مقالتك، ويضعونها على مواضعها. فقال عمر - رضي الله عنه -:أما والله-إن شاء الله-لأقومن بذلك أول مقام أقومه بالمدينة {الحديث رواه البخاري}
وقد جعل الشاطبي الكلام في موضعه من السنة وجعل الكلام في غير موضعه جعله من البدع كما ذكر ذلك في الاعتصام استدلالا بحديث النبي عليه الصلاة والسلام في حديث علي عند البخاري: «حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يكذب الله ورسوله؟» وحديث ابن مسعود في مسلم قال: «ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة»، وهذا أمره واضح.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[03 Jun 2009, 09:57 م]ـ
يقول الشيخ سعيد ثابت في الجوانب الإعلامية في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم
وتختلف مصادر الاستشهاد تبعا لطبيعة الجمهور المستهدف, فمصادر الاستشهاد في خطبة الصفا شيء وفي خطبة حجة الوداع شيء آخر , ففي الأولى كان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يخاطب مجتمعا لا يقيم للوحي وزنا , ولذلك لم يستشهد بآية من كتاب الله , وإنما أقام على الدليل العقلي , وجعلهم إذا أعرضوا عن دعوته تناقضوا مع ما يسلمون به عقليا ومنطقيا في مجتمعهم الذي أجمع على أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ الصادق الأمين والحكم العدل، أما خطبة أول جمعة وخطب الغزوات وخطبة الفتح وخطبة حجة الوداع فكان الجمهور المتلقي جماعة المسلمين ولذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يسوق الشواهد والحجج من آيات الله والوحي بشقيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
يعلق الشيخ فؤاد بن عبد العزيز من خلال كتابه المعلم الأول صلى الله عليه وسلم وذلك من خلال إيراده لحديث ابن مسعود (ما أنت محدثاً قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة) فيقول:
" والمعلمون لهم نصيب من ذلك، وعليهم عبء كبير، إذ إن على المعلم أن يجتهد في تبسيط المسائل، وصياغة الألفاظ بعبارات واضحة مفهومة تناسب مستوى طلابه، كي لا يقعوا في حيرة من أمرهم، ولكي لا يصعب العلم عليهم ... ثم يقول:" والممارس لمهنة التعليم يلحظ فروقًا بارزة بين الطلاب، ومن مهام المدرس أن يستطيع معرفة نفسية واستعداد كل طالب، وما يقدر عليه، وهي خصيصة من خصائص المدرس الناجح.
وقد قرر الآجري هذه القاعدة بقوله - عن مقرئ القرآن -: " وينبغي له أن يستعمل مع كل إنسان يلقنه القرآن ما يصلح لمثله ".
ففي جانب حفظ القرآن الكريم تجد بعض الطلاب لديه قدرة على حفظ خمس آيات في اليوم، وبعضهم لديه قدرة على حفظ صفحة، وبعضهم لديه قابلية لحفظ ثلاثين آية أو أكثر، ولنا شاهد في عز الدين بن جماعة (ت: 819 هـ)، الذي كان يحفظ كل يوم حزبين من القرآن الكريم، فحفظه في شهر واحد، وفي جانب الفهم، تجد بعض المتعلمين يفهم بتقرير يسير من المدرس، وبعضهم يحتاج لبسط وتوضيح وإعادة، وبعضهم يحتاج لأمثلة بيانية.
ويقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين في كتاب العلم
وينبغي للمعلم عند نشر العلم أن يكون حكيمًا في التعليم، بحيث يلقي على الطلبة المسائل التي تحتملها عقولهم فلا يأتي إليهم بالمعضلات، بل يربيهم بالعلم شيئًا فشيئًا.
ولهذا قال بعضهم في تعريف العالم الرباني: العالم الرباني هو: الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره.
ونحن نعْلَمُ جميعًا أن البناء ليس يؤتى به جميعًا حتى يوضع على الأرض، فيصبح قصرًا مشيدًا بل يبنى لبنة لبنة، حتى يكتمل البناء، فينبغي للمعلم أن يراعي أذهان الطلبة بحيث يلقي إليهم ما يمكن لعقولهم أن تدركه، ولهذا يؤمر العلماء أن يحدثوا الناس بما يعرفون.
رأي الكاتب:
لا شك أن شيخنا السديس صدر في مكانه مهاب في زمانه أديب من صيارفة الأدب، وقد أبدع في خطابه من خلال طرحه لمشكلة عصرية فعالجها من خلال القرآن والسنة المطهرة، وهذا ما نرجوه من العلماء بصفة عامة ومن الخطباء بصفة خاصة.
ولكن الذي غلب على خطاب فضيلته ـ وقد تكون سمته الخطابية ـ أنه من أجل ضبط صناعة السجع وتنميقه عمد إلى ألفاظ غير مفهومة للعامة بل ولكثير من الخاصة، إذ تحتاج إلى مراجعة المعاجم اللغوية ولولا ذلك ما فهمت.
أقول هذا ونحن ممن نزل القرآن بلغتهم، بل ممن تخصص في القرآن الكريم، فما بالنا وعوام الناس؟
ماذا يفهم صاحب العربية الرقيقة، بل الأعجمي؟؟؟!!!
وما جعل المنبر إلا للتبسيط والتيسير والإفهام.
هذا يعم مساجد الله جميعا، ويخص المسجد الحرام الذي يجمع كل لون وصنف ولغة.
أما الصناعة التنميقية الترقيقية السجعية فمكانها درس الأدب ومقاماته، واللغة وآدابها.
فنحن كمعلمين نجد أنفسنا في أوقات الشرح الأكاديمي نتنزل في الشرح ـ دون إسفاف ـ مع طلاب العلم والمعرفة في دروسنا لغرض أوحد هو خروج الطالب من الدرس وقد هضم ما سمعه ووعاه.
يتبع بنموذج عملي من خطاب شيخنا العلامة السديس
ـ[أبو المهند]ــــــــ[03 Jun 2009, 09:58 م]ـ
وللقاريء الكريم نماذج مما طرق سمعي وكان سببا في كتابة هذه السطور:
قال الشيخ المكرم:
الحمد لله أعز إلها بديعًا ديانا ..
أحمده - سبحانه - على آلائه الجُلّى مما تناءى وتدانى
.....
وأشهد أن نبينا محمدًا عبد الله ورسوله ..
أندى البرية أرومةً وجلالا
وأوثقها حجة وأبلغها بيانا.
صلى الله وسلم وبارك عليه
وعلى آله الألى .. لم يثنوا دون المعالي عنانا
وصحبه بدور الحق الساطع عيانا
.... في معارج الكشوفات والتَّفنان
بلوغ الأخبار ونتائج الأفكار
وفي لمح الأبصار مهما شط المزار
*********
قربت البعيد وجددت العهيد
وغدت للعالم أجمع قطب رحى التخاطب ومزار الاتصال والتواصل.
***********
ولكنها في مقابل ذلك إن أساء حاملها وانحرف
وللإثم بها اجترح واقترف
*********
فكم أوقعت في مصائد المصائب
وألقت كثيرًا من مستخدميها بين أنياب الغوائل والنوائب
.. رباه رباه ..
كم نكأت بجهل مستخدميها جروحًا لم تندمل
وجرت أخطر افتضاح ووجل
(يُتْبَعُ)
(/)
. وقصارى القول من يسمع يَخَل، من يسمع يخل.
*******
لها منظرٌ في العين أبيضٌ ناصع ... ولكنه في القلب أسودٌ سافع
إخوة الإيمان .. ومع تهافت الناس على أرقى تقنات تلك الوسائل وأحدثها إلا أنك تلفي فئامًا منهم في استخدامها منبتا
يعيش جلها ذريعًا في حسن استعمالها وأمتا
وخطرًا محدقًا كالسبنتا
*****
ولن يُرتقَى بالوعي الشرعي والأدبي والثقافي في ذلك إلا إذا قُوِّمَتْ العقول وشُذِّبتْ الثقافات
*****
جاء الشرع الحنيف ببيانها والعرف بحسبانها
.. فلا تفتأ هذه الوسائل ضجيجًا وإزعاجا
ولا تبرح عبثًا وإحراجا
***************
فكم من مريضٍ طريح
ونائمٍ مستريح
ومشغولٍ بَريح
أرقه وأزعجه رنين هذه الأجهزة والفحيح
********************
الدرة الغالية الأدبية الثالثة الأبية
***************
وكم يغفل عن هذا الخلق القويم فئامٌ من الناس ..
**************
أو يستبدلونها بتحايا وافدةٍ
وعباراتٍ نمطيةٍ نافذة ..
يلي ذلك مباشرةً تعريف المتصل بنفسه وفصله
مفصحًا عن غرضه وأربه
بوقارٍ واحترام
دون تمويهٍ وإلغاز
ومواربةٍ وإعجاز
****************
ويبدأ المتصل بنعم ونعمة عين
****************
وأن يكون الاتصال هادفًا لطيفا
مدبجًا بالعقل وريفا.
************
اللسان معيارٌ أطاشه الجهل
وأرجحه العقل "
*********
وكم تشتت أسرٌ وتصرّمتْ علاقات
**************
الوقفة السادسة فهي مع محظورٍ شرعي يحتفُّ بهذه الوسائل والتقنات
ويتبجح بكل صفاقةٍ ورعونةٍ ودون مُسكة ارعواء أو ذرة حياء
***************
ومن استحكمت فيه هذه الجسارة
فقد باء بالوزر والخسارة
**************
أن أهم أسباب حوادث السير وإزهاق الأرواح وإشاعة الأتراح
*************
والتربويات .. ولئن دلفنا إلى البصيرة التاسعة فإنه ...
**************
لما كانت تلك الوسائل والتقنات
مظنة أخطار وأضرار
وأصبحت طوع بنان المراهقين والمراهقات
وكل صغيرٍ غرير وحدبٍ طرير ..
وجب على أولياء الأمور متابعة أبنائهم ومحمولاتهم وأجهزتهم بين الفينة والأخرى
************
بكل خبثٍ وحيلةٍ ومكرٍ وغيلةٍ************
والابتزاز لما يهصر الغيرة هصرًا ويذيب أفئدة المؤمنين عصرا
**************
وبمُغرورق الأسى واللهف يقال: إن تلك الفواجع
وهاتيك المواجع
متى استحكمت في مجتمع واستمرأها فعلى الدنيا العفاء**************
وعلى آله وصحبه منابع الفضل والسنن
وكل بالثناء قمن
والتابعين ومن تبعهم بإحسان
ما تعاقب الزمن وغردت ورقاءُ بفنن.
********************
الذي يكسر من هذه التقانات شرتها
ويحد من غلوائها
بل ويصد من بلوائها ..
**************
وما ذلك على الله بعزيز
ما صحت العزائم
واطرحت الهزائم ...
********
حيث لا غنى لهم عن رفدكم ودعمكم
**********
والرضا والابتهاج والحبور
وبلسم دون وطأة الخَلَقِ والوجوم.
*********
ومن سابقتها:
إنه رزءٌ مفجعٌ فادحٌ وجللٌ مفزعٌ قادح
قد هز الآفاق وقرَّح الأحداق
فلم يفهم المراد غير حفيه ونجيه - رضي الله عنه وأرضاه –
************
وفي تلك الأيام الحزينة
المعتكرة الأليمة
ولياليها الساجية الثقيلة
************************
في النهاية أقول:
الأدب جميل
والشيخ أديب نحرير
ولكن البلاغة مطابقة الكلام لمقتضي الحال
والمغيا من الخطبة الإفهام
بل سرعة وصول العلم إلى الأذهان.
والله الموفق والمستعان
وفي النهاية من مس الحصى فقد لغى وأخشى من فوات ثواب هذه الجمعة لتقييد غريبها.
*********************
مساء الأربعاء 10/ 6/1430ـ 3/ 6/2009م
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[04 Jun 2009, 12:57 ص]ـ
جزاك الله خيرا يادكتور خضر على هذا البيان
ومع حبنا للشيخ حفظه الله، إلا أننا نتمنى لو أن يعدل عن هذا الأسلوب،إلى أسلوب يتناسب مع روح العصر وطريقته في التخاطب.
والشيخ أحسبه يعول على أن الخطبة تبث مباشرة على الهواء وأنه بهذا الأسلوب سيصل إلى دائرة أوسع ممن يستمع له داخل الحرم المكي حيث إن شريحة كبيرة ممن يستمع داخل المسجد الحرام لا يفهمون العربية.
وأعتقد أن الشيخ بهذا الأسلوب قد فات عليه ما كان يرجوه أو بعضه، والذكي قد تفوته بعض الأمور أحيانا.
لا شك أن خطب الحرمين يحرص على سماعها شريحة عريضة من المسلمين في أصقاع المعمورة وذلك لما للحرمين الشريفين من مكانة في نفوس المسلمين، ولكن شريحة كبيرة من هذه الشريحة لا تستفيد الاستفادة المرجوة من هذه الخطب، وقد لا تزيد الفائدة عن التأثر الوجداني، والسبب هو اللغة المستخدمة.
ثم إن هناك شريحة أخرى تستمع لا لتستفيد وإنما لتنقد أو قل لتتصيد الأخطاء والعثرات واستخدامها إما للطعن أو للإثارة.
وهناك شريحة أخرى تستمع لتفهم كيف نفكر وبما نفكر والغايات من وراء ذلك مختلفة.
إن منبر الحرمين وبخاصة في هذا الزمن من الخطورة بمكان لا يخفى والعناية بما يصدر من هذا المنبر فريضة على من أوكل إليهم هذا المنبر.
وأقول إن الخطاب الذي يحمل الفكرة السهله المباشرة المستندة إلى آيات القرآن الكريم وكلام سيد المرسلين هي الكفيلة وحدها بأداء الرسالة على الوجه الأكمل بحيث يفهم كل فرد يسمعها بقدره.
لقد استمعت إلى الخطبة وشدني أسلوبها وكلماتها ولكني قلت ومعي غيري هل كل من يسمع هذا الكلام يفهمه؟
واضطررت إلى العودة إلى القاموس لأفهم معنى " السبنتا"، فإذا هو النمر أو الأسد.
ولقد هممت مرارا أن أتحدث إلى فضيلة الشيخ صالح الحصين حول هذا الموضع، ولكن لم يقدر الله ذلك، فلما كتب أخونا الفاضل الدكتور خضر هذا المقال كان مني هذا التعليق والغرض منه إن شاء الله تعالى التعاون على الخير والتواصي بالحق.
يا إخوان هذا رأي لا يغض من قدر الشيخ ولا مكانته ولا علمه ونحسبه والله حسيبه من أهل الخير والفضل والعلم، ولكنه رأي فإن كان صوابا فمن الله والحمد لله وإن كان غير ذلك فنستغفر الله ونتوب إليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[04 Jun 2009, 12:40 م]ـ
أحبك الله ورفع قدرك يا أخي محب القرآن.
وأجزم بأن هذا الموضوع الذي أرهقني جمعا وتنسيقا في أكثر من خمس عشرة صفحة يحمل ـ كما ترى ـ كامل التقدير لعالمنا الجليل ولكن كلنا بشر والمرء قليل بنفسه ـ مهما كان ـ كثير بإخوانه.
والغاية من الكتابة في هذا الموضوع: مجرد التذكير للعدول عن طريقة كانت في زمن العرب العرباء الذين كانوا يهتمون بأناقة اللفظ وغرابته فحسب.
ونحن في زمان استحكمت فيه العجمة، وكثر فيه المرض، والخطيب طبيب.
والواجب على الطبيب أن يكون:
أيسر الناس مع مريضه
وأكثرهم بشرا من خلال بسمة الوجه، وتبسيط العلة، وتحفيز المريض على الإقبال على الدواء، وإطماعه في كرم الله بالشفاء ........
هذا كله هو موضوع الخطبة
هذا كله هو الخطيب
هذه هي الدعوة
وليتني أظفر بميعاد أقابل فيه الشيخ الدكتور ـ حفظه الله ـ لأهدي إليه هدية لا تُهدى إلا إلى حبيب.
ومن كان قريبا منه أو لديه فرصة لعرض هذا الموضوع عليه فالأمانة تقتضى تبليغه، فليست هذه المرة التي أستمع فيها لشيخنا وأضرب أخماسا في أسداس لضياع المعنى بفوات الفهم المباشر للعبارة، مما يقتضى زجر نفسي حتى أرجع إلى مكتبتي للاستفسار عن غريب اللغة في خطبة الشيخ.!!!!!!!!!
... والله الموفق والهادي.
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[05 Jun 2009, 02:04 ص]ـ
يا خضر تبكيك أبها إن رحلت وقد تبكيك أبها وأنت اليوم في الدار
إذا نظرت إلى جاري وخيل لي رحيله جاش في صدري لظى النار
إف لدنيا إذا ما جمعت نثرت كل بها بين اخلاد وأسفار
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[05 Jun 2009, 08:25 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
أولا أشكر د. خضر على الموضوع المهم، والذي يمكن أن نقول يسلط الضوء على الأيات القرآنية التي يمكن أن نستنبط منها آليات وأساليب ومحاذير الخطاب الإعلامي، وأذكر أني حصلت على رسالة أو دراسة تدرس بعض جوانب الموضوع، وكانت تخص الإشاعة .. وفي وقت آخر سأطرح مواضيعها بشكل أوضح بإذن الله، فلا أدري أين هي الآن ..
وبصراحة ما يخص خطب الدكتور الفاضل عبدالرحمن السديس، لم ألاقي صعوبة في فهمها في حياتي، وأعترف أني لو استمعت للخطبة المطروحة لبحثت عن معنى السبنتا ما هو، وأيضا سأعترف بأمر آخر، يخصني، أذكر أني كنت أكتب بشكل صعب كما أظن على بعض المطالعين للمنتديات، فكنت أشعر بعدم الفهم، وربما أسيء الظن بي، فلما رحت أفكر في تبسيط العبارة أيضا شعرت أنه قد أسيء الظن بي، لا أدري ما الذي يمكن أن يفعله المرء فلا يؤذي نفسه ولا يؤذي الناس، هذا الوقت صعب، أسأل الله التوفيق،
المهم نرجع إلى الموضوع، لا بأس أن يبسط الشيخ خطبته قليلا ويكثر من المترادفات حتى يرتقي بالسامع ويزيد من مخزونه الثقافي، نظرا لواقع الناس، فكلما وضع المصور الكاميرا على وجوه الناس نراها سرحانه في خطبه وخطب غيره بصراحة، أرجوا أن يسددوا ويقاربوا، وأسأل الله أن يوفقهم جميعا.
والله أعلم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[05 Jun 2009, 05:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
وبصراحة ما يخص خطب الدكتور الفاضل عبدالرحمن السديس، لم ألاقي صعوبة في فهمها في حياتي، وأعترف أني لو استمعت للخطبة المطروحة لبحثت عن معنى السبنتا ما هو، وأيضا سأعترف بأمر آخر، يخصني، أذكر أني كنت أكتب بشكل صعب كما أظن على بعض المطالعين للمنتديات، فكنت أشعر بعدم الفهم، وربما أسيء الظن بي، فلما رحت أفكر في تبسيط العبارة أيضا شعرت أنه قد أسيء الظن بي، لا أدري ما الذي يمكن أن يفعله المرء فلا يؤذي نفسه ولا يؤذي الناس، هذا الوقت صعب، أسأل الله التوفيق،
المهم نرجع إلى الموضوع، لا بأس أن يبسط الشيخ خطبته قليلا ويكثر من المترادفات حتى يرتقي بالسامع ويزيد من مخزونه الثقافي، نظرا لواقع الناس، فكلما وضع المصور الكاميرا على وجوه الناس نراها سرحانه في خطبه وخطب غيره بصراحة، أرجوا أن يسددوا ويقاربوا، وأسأل الله أن يوفقهم جميعا.
والله أعلم.
الأخ الفاضل أبو الأشبال
ليست المشكلة في أنه لا أحد يستطيع أن يفهم خطب الشيخ، ولكن المشكلة أنه ليس كل أحد يستطيع فهمه، وليس الكل يستسيغ الأسلوب، وفي غير الأسلوب الذي يخطب به الشيخ مجال لأن يفهم الجميع،بل وأن يستمع الجميع.
وليس المهم أن تشد الناس بكلام منمق ينسي آخره أوله، المهم أن يفهم الناس الموضوع المعالج في الخطبة بشكل يمكن أن يغير من سلوكهم.
ـ[رأفت المصري]ــــــــ[05 Jun 2009, 06:27 م]ـ
جزاكم الله خيراً فضيلة الدكتور خضر، حفظك الله ورعاك ..
قد والله كنتُ ممن حضر الخطبة؛ فتوافدت على أفكاري ما حدّثتنا به، خصوصاً أن معظم من حولي كانوا من الأعاجم، فأدركتُ وقتها أنّ قلّةً من أصحاب اللغة - فضلاً عن غيرهم - سيعُون شيئاً من مراد الخطيب حفظه الله وسدّده.
وإن كان بعض العلماء قد عرّفوا البلاغة بأنها مراعاة مقتضى الحال، فإن من البلاغة بناءً عليه مراعاة حال المخاطبين، وبلوغ قلوبهم وعقولهم بالتأثير والإقناع، وليس ذلك إلا باختيار اللغة التي تناسب مستواهم، ليتحقّق الهدف من الكلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[05 Jun 2009, 09:32 م]ـ
الأخ الفاضل أبو الأشبال
ليست المشكلة في أنه لا أحد يستطيع أن يفهم خطب الشيخ، ولكن المشكلة أنه ليس كل أحد يستطيع فهمه، وليس الكل يستسيغ الأسلوب، وفي غير الأسلوب الذي يخطب به الشيخ مجال لأن يفهم الجميع،بل وأن يستمع الجميع.
.
الأخ الكريم محب القرآن الكريم،
هذه الفكرة التي أردت إيصالها، أما الخطاب البليغ والجميل فهو مهم، والتبسيط أكثر مطلب، فالأسلوبين لابد أن لا ينفك أحدهما عن الآخر والقرآن الكريم الذكر الحكيم خير مثال.
والشيخ السديس قادر على تدارك ذلك بعد أن نصحه اخوه المحب الدكتور خضر بإذن الله تعالى، وأسأل الله أن يحفظ الشيخ السديس ويبارك فيه واخوانه أئمة الحرم المكي الشريف.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[05 Jun 2009, 09:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
أولا أشكر د. خضر على الموضوع المهم، والذي يمكن أن نقول يسلط الضوء على الأيات القرآنية التي يمكن أن نستنبط منها آليات وأساليب ومحاذير الخطاب الإعلامي، وأذكر أني حصلت على رسالة أو دراسة تدرس بعض جوانب الموضوع، وكانت تخص الإشاعة .. وفي وقت آخر سأطرح مواضيعها بشكل أوضح بإذن الله، فلا أدري أين هي الآن ..
والله أعلم.
الدراسة هي الحرب النفسية في ضوء القرآن الكريم وتطبيقاتها في العصر الحديث، لفهد العايد.
وواضح أني نسيت، فقد اشتريتها واطلعت عليه سريعا، وغاصت في الكتب، واليوم ظهرت، فاكتشفت أن العنوان تحرف في الذاكرة، وأن العنوان كان مبحثا في السفر اللطيف، وفيها إشارات لطيفة مع ذلك تفيد الدارس للموضوع المتناول هنا.
والله أعلم
ـ[أبو المهند]ــــــــ[06 Jun 2009, 02:18 ص]ـ
.
أتوجه بخالص تقديري إلى أخي وشيخي الفاضل الدكتور فاضل رئيس قسمي السابق وزميلي في المكتب الذي قرض الشعر حبا في أخيه عبد الفتاح وما أنا ببالغه.
كما أشكر الفاضل الدكتور رأفت رعاه الله وحفظه وسدده.كذا الأستاذ " أبو الأشبال عبد الجبار " ما أحسن قوله حين قال:
،أما الخطاب البليغ والجميل فهو مهم، والتبسيط أكثر مطلب، فالأسلوبين لابد أن لا ينفك أحدهما عن الآخر والقرآن الكريم الذكر الحكيم خير مثال ..
هذا هو هو هو ما نريده، الأسلوب النيق المتماسك السهل المفهوم، وأنى لنا به في مقامنا هذا
.والشيخ السديس قادر على تدارك ذلك بعد أن نصحه اخوه المحب الدكتور خضر بإذن الله تعالى. [/ QUOTE][/QUOTE]
قلت: القادر ـ بفضل الله ـ على العويص والغريب و" السبنتا" قادر على السهل الميسر
ولكنني أشك في وصول صوتي إلى سماحة الشيخ الدكتور.
خاصة وقد سجلت في ملتقى مكتبة الحرم النبوي الاكترونية ومن حق من سجل أن يعلق فعلقت على خطبة الشيخ بشيء كالنسيم فذهب التعليق دون رجعة والملاحظ أنهم لا يتركون إلا الثناء الجميل وهذا لا يخدم الموقع ولا الخطباء.
هل تصدقوني أنني عندما أخطب الجمعة لا بد أن اصطحب واحدا من أهل العلم لرصد عيوبي على المنبر فأتجرد منها في الخطبة التي تليها وعلى هذا أكثر من ثلاثين سنة.
فلم يحجب أهل الموقع النصح من أهل العلم لأهل العلم؟؟؟
وأختم بشكري لمحب القرآن لطول نفسه جزاه الله خيرا.
.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[06 Jun 2009, 05:31 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام علة نبينا محمد.
أما بعد:
قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (المائدة:8).
(يُتْبَعُ)
(/)
يلاحظ في الغرب أن الطالب يلقن لغة الحوار والتخاطب مع مدرسيه، ويسمح له بالانتقاد والسؤال، طبعا مؤكد في حدود الأدب، وهذا جعلهم يرتقون في أمور، والشاهد أننا الأحوج إلى الشفافية، والانتقاد البناء وقبوله منهم، فنحن من نحمل النور، ومؤمنين بأن الكمال لله وحده، وأن أفضل البشر هو الرسول صلى الله عليه وسلم، وكم أكبر وأجل أساتذتي الذين سمحوا لي بإبداء الرأي، وربما نزل أحدهم عند وجهة نظري، وقد يظن البعض أن هذا أنتقص من قدرهم في وجهة نظري، والحقيقة أن مقامهم وصل الثريا عندي، وصاروا قدوتي؛ والشاهد أن الإنسان يقبل النصيحة وخصوصا إذا قدمت كما ينبغي، وهذا من الدين، وأظن أن الأمر الذي طرحه الدكتور خضر سيصل بإذن الله.
والله أعلم.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[14 Jun 2009, 02:24 ص]ـ
رعاك الله شيخنا الفاضل د. خضر، خضَّر الله ونضَّر بالنعيم دنياك وأخراك؛ فقد أحكمت المقال، وفصلت الخطاب، وألجمت أمثالي بقوة السبك وبديع البيان.
والحقيقة أن ما قلته ونصحت به يهون في تخصيصه، ويؤلم عمومه. فلكم سمعت من خطيب حُمِّلَ الخطابة وراثة، أو ألصقت به سياسة وما إلى ذلك، مما يدعو للحزن والأسف، والممزوج بشر البلية أحيانا.
أما هوان التخصيص فكما ذكرتم شيخنا من أن:" القادر ـ بفضل الله ـ على العويص والغريب و" السبنتا" قادر على السهل الميسر " وهذا يقيننا في الشيخ -حفظه الله ورعاه- ولعل ماذكره أخي الحبيب محب القرآن من: " أن الخطبة تبث مباشرة على الهواء وأنه بهذا الأسلوب سيصل إلى دائرة أوسع ممن يستمع له داخل الحرم المكي" من أسباب حرص الشيخ على الرقي بلغة الخطبة، ومع ذلك فيمكن إيراد القليل المتوافق مع مستوى البلغاء وهم قلة ليغلب البسيط الواضح، المتناسب والكثرة، والمتلائم مع الواقع المعاصر طرحا ومضمونا.
ولا ينقص ذلك من فصاحة شيخنا ومكانته المرموقة المشهورة، ولكنها الحاجة المحققة للمناط، وتنزيلها كضرورة إجتماعية مُلِحَةٍ.
ومما يحضرني بالمناسبة: أن أحد الفضلاء سمع ديوانا من شعر "صفي الدين الحلي" فاستحسنه وقال:
لا عيب فيه سوى أنه خال من الألفاظ الغريبة!!
فكتب اليه صفي الدين الحلي:
أنما الحيزبون والدردبيس والطخا والنقاخ والعطلبيس
والغطاريس والشقحطبُ والشقب والحربصيص والعيطموس
والجراجيح والعفنقس والعفلق والطرفسان والعسّطوس
لغة تنفر المسامع منها حين تروي وتشمئز النفوس
وقبيح أن يُسلك النافر الوحشيّ منها ويترك المأنوس
إن خير الألفاظ ما طرب السامع منه وطاب فيه الجليس
وفي رواية أخرى:
إِنَّما الحَيزَبونُ وَالدَردَبيسُ ..... وَالطَخا وَالنُقاخُ وَالعَطلَبيسُ
وَالسَبنَتى وَالحَقصُ وَالهِيَقُ ..... وَالهِجرِسُ وَالطِرقَسانُ وَالعَسطوسُ
لُغَةٌ تَنفُرُ المَسامِعُ مِنها ..... حينَ تُروى وَتَشمَئِزُّ النُفوسُ
وَقَبيحٌ أَن يُذكَرَ النافِرُ الوَحـ ..... ـشِيَ مِنها وَيُترَكَ المَأنوسُ
أَينَ قَولي هَذا كَثيبٌ قَديمٌ ..... وَمَقالي عَقَنقَلٌ قَدموسُ
لَم نَجِد شادِياً يُغَنّي قِفا نَبـ ..... ـكِ عَلى العودِ إِذ تُدارُ الكُؤوسُ
لا وَلا مَن شَدا أَقيموا بَني أُمَـ .... ـيَ إِذا ما أُديرَتِ الخَندَريسُ
أَتُراني إِن قُلتُ لِلحِبِّ يا عِلـ ..... ـقٌ دَرى أَنَّهُ العَزيزُ النَفيسُ
أَو إِذا قُلتُ لِلقِيامِ جُلوسٌ .... عَلِمَ الناسُ ما يَكونُ الجُلوسُ
خَلِّ لِلأَصمَعيِّ جَوبَ الفَيافي ..... في نَشافٍ تَخِفُّ فيهِ الرُؤوسُ
وَسُؤالَ الأَعرابِ عَن ضَيعَةِ اللَفـ ..... ـظِ إِذا أُشكِلَت عَليهِ الأُسوسُ
دَرَسَت تِلكُمُ اللُغاتُ وَأَمسى ..... مَذهَبُ الناسِ ما يَقولُ الرَئيسُ
إِنَّما هَذِهِ القُلوبُ حَديدٌ ..... وَلَذيذُ الأَلفاظِ مِغناطيسُ
مع التأكيد أن معظم ما يورده الشيخ رعاه الله في خطبه مما هو غريب، ليس غريبا حقيقة بمعناه الاصطلاحي، إنما غربته في غربتنا نحن عن لغتنا، فما بالك بالعامة وهم أكثر من يستمع لها.
وفي الأخير فلا أشك البتة في القبول الحسن من فضيلة الشيخ لما تم طرحه هنا- حال اطلاعه عليه- بل ربما العمل به، و إن كان ثمة صعوبة بداية سيجدها تبعا لما اعتاده لسانه من جودة السبك والفخامة والجزالة وكبير الرعاية. إنما هو بعض الوقت وسيجد السلاسة والسهولة وجريان وبساطة العبارة.
شاكرا لك أستاذنا الفاضل كريم الطرح، مقدرا استشعار المسؤلية، وجزاكم الله خيرا.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[14 Jun 2009, 12:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور: عبد الفتاح محمد خضر ـ حفظه الله ـ.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإني أشكر لفضيلتكم اهتمامكم بقضيا الدعوة إلى الله تعالى، ومنها أحد وسائلها البارزة و المهمة إنها خطبة الجمعة، و ما أدراك ما خطبة الجمعة خاصة عندما تكون من الحرمين الشريفين.
وصدقني أخي الكريم أننا في كثير من الأحيان نذهل عما ألمحتم إليه مما يوجب التذكير.
وقد أعجبني عرضكم العلمي المتوازن، مع الأدب الجم الذي يصون مكانة العلم والعلماء.و الذي ينم عن صدق وإخلاص، ورغبة أكيدة في النهوض بأمر الأمة.
جزاكم الله خيرا.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[14 Jun 2009, 07:04 م]ـ
رعاك الله شيخنا الفاضل د. خضر، خضَّر الله ونضَّر بالنعيم دنياك وأخراك؛ فقد أحكمت المقال، وفصلت الخطاب، وألجمت أمثالي بقوة السبك وبديع البيان.
والحقيقة أن ما قلته ونصحت به يهون في تخصيصه، ويؤلم عمومه. فلكم سمعت من خطيب حُمِّلَ الخطابة وراثة، أو ألصقت به سياسة وما إلى ذلك، مما يدعو للحزن والأسف، والممزوج بشر البلية أحيانا.
أما هوان التخصيص فكما ذكرتم شيخنا من أن:" القادر ـ بفضل الله ـ على العويص والغريب و" السبنتا" قادر على السهل الميسر " وهذا يقيننا في الشيخ -حفظه الله ورعاه- ................ شاكرا لك أستاذنا الفاضل كريم الطرح، مقدرا استشعار المسؤلية، وجزاكم الله خيرا.
وجزيت الخير كله في الدنيا والآخرة يا د. محمد عمر
فقد فصَّلت يا ابن يمن الحكمة فقرَّطت.
ودلفت إلى القلب من بابه الأوسع وشنَّفت.
وأرى أن العمود الفقري للكلام هو الإجماع على إمامة الشيخ السديس في العلم.
ولكنها النصيحة التي تهدى للإمام والمأموم وتُقبل عندما تُجرد من الهوى وحظ النفس.
{ .... وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ} {الأحزاب4}
ـ[أبو المهند]ــــــــ[14 Jun 2009, 07:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور: عبد الفتاح محمد خضر ـ حفظه الله ـ.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإني أشكر لفضيلتكم اهتمامكم بقضيا الدعوة إلى الله تعالى، ومنها أحد وسائلها البارزة و المهمة إنها خطبة الجمعة، و ما أدراك ما خطبة الجمعة خاصة عندما تكون من الحرمين الشريفين.
وصدقني أخي الكريم أننا في كثير من الأحيان نذهل عما ألمحتم إليه مما يوجب التذكير.
وقد أعجبني عرضكم العلمي المتوازن، مع الأدب الجم الذي يصون مكانة العلم والعلماء.و الذي ينم عن صدق وإخلاص، ورغبة أكيدة في النهوض بأمر الأمة.
جزاكم الله خيرا.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد
أخي سعادة أ. د. أحمد بزوي الضاوي جزاكم الله خيرا على مروركم فضلا عن تعليقكم أسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد فقد غمرتني السعادة وعمتني البهجة بما تفضلتم به
وجزاكم الله خير الجزاء.(/)
ما الحكمة من تكرار الآية (فبأي ءآلاء ربكما تكذبان) في سورة الرحمن 31 مرة؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[03 Jun 2009, 11:14 م]ـ
سؤال للأخوة الأفاضل:
ما الحكمة من تكرار الآية (فبأي ءآلاء ربكما تكذبان) في سورة الرحمن 31 مرة؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[03 Jun 2009, 11:27 م]ـ
سؤال للأخوة الأفاضل:
ما الحكمة من تكرار الآية (فبأي ءآلاء ربكما تكذبان) في سورة الرحمن 31 مرة؟
هذا أحد الأساليب التي طرقها القرآن الكريم لتقرير العقيدة في النفوس.
أقصد عقيدة توحيد الألوهية، وحكمة التكرار ظاهرة وهي اجتثاث فكرة الركون إلى غير الله تعالى في جلب نفع أو دفع ضر.
وهو أسلوب تربوي بلغ الغاية في تغيير الفكر ومن ثم السلوك، فهو من أقوى الأساليب القادرة على زعزة الفكر الباطل المسيطر على السلوك بحكم العادة أو التقليد وفي نفس الوقت إحلال الفكر الصحيح مكانه دون التعرض المباشر للفكرة التي يحملها المُخاطبُ أو لسلوكه.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[04 Jun 2009, 03:44 م]ـ
هذا أحد الأساليب التي طرقها القرآن الكريم لتقرير العقيدة في النفوس.
أقصد عقيدة توحيد الألوهية، وحكمة التكرار ظاهرة وهي اجتثاث فكرة الركون إلى غير الله تعالى في جلب نفع أو دفع ضر.
.
أولا: أشكرك على الإجابة.
ثانيا: أما كان من الممكن تحقيق هذاالهدف بتكرار الآية 7 مرات مثلا، أو 10 او 15 أو 21 أو ... ؟ ألا ترى لو أن الآية تكررت عشرين مرة وسألتك السؤال نفسه لكانت إجابتك هي نفسها؟
ويظل السؤال قائما: لماذا 31؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[04 Jun 2009, 04:19 م]ـ
أولا: أشكرك على الإجابة.
ثانيا: أما كان من الممكن تحقيق هذاالهدف بتكرار الآية 7 مرات مثلا، أو 10 او 15 أو 21 أو ... ؟ ألا ترى لو أن الآية تكررت عشرين مرة وسألتك السؤال نفسه لكانت إجابتك هي نفسها؟
ويظل السؤال قائما: لماذا 31؟
يا شيخ عبد الله
لقد فهمت ما ترمي إليه منذ البداية بسؤالك لكني لا أملك الإجابة من منظورك أنت.
أما كون الهدف الذي ذكرت في كلامي قد يتحقق بالتكرار بـ "7 أو 10، 15" فهذا ليس إلي ولست مكلفاً بالبحث عن الإجابة عنه، ولكن أقول الآية تكررت لتعدد النعم التي ذكرت قبلها.
والغرض من التكرار الذي ذكرته أنا هو الأهم في القضية ويستطيع أن يصل إليه كل أحد يتأمل السورة.
ولا يمنع ذلك من وجود غرض آخر كالذي تبحث عنه أنت.
أتمنى لك التوفيق وننتظر بحثك حول العدد "31".
ـ[ Amara] ــــــــ[04 Jun 2009, 05:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اخوتي الاعزاء أعزكم الله و نور قلوبكم
أخي الحبيب عبد الله أشكر الله تعالى أن عدت إلينا و أحمده لك لتفضله علينا و عليكم بالخير و النعمة ..
لي هده الملاحظة:
أول آية ذكر فيها
فَ بِ أَ يِّ آ ل ا رَ بِّ ك مَ ا تُ كَ ذِّبَ ا نِ
هي الآية عدد 13
عدد حروف الآية 18 حرفا
مجموعها 31
و تم ذكر الآية 31 مرة
عدد حروف الىية الأولى: ا ل ر ح م ن 6 حروف
عدد حروف الآية الاخيرة في السورة: ت ب ر ك ا س م ر ب ك د ي ا ل ج ل ل و ا ل ا ك ر ا م 25 حرفا
مجموعها 31
إ\ا جمعت الأعداد 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 التي تمثل أرقام الأيات السابقة فإن مجموعها هو 78
و هو عدد آيات السورة
اسأل الله لي و لكم التوفيق
و اسألكم الدعاء لأبي بالشفاء
عافاني و عافاكم الله يغفر الله لي و لكم
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[05 Jun 2009, 02:08 ص]ـ
** (التكرار في القرآن الكريم) **
اعلم أخي العزيز أن التكرار فن من فنون البلاغة ومنه ما يمل منه ومنه ما يجذب بأثواب سماع المرء فيقرعه،أو يردعه،أو يأمره،أو ينبهه إلى شيء من الأشياء.
وهو من عادة العرب وسنورد كلامهم عن قريب وكذاك أشعارهم في ذلك.
والتكرار: مصدر كَرًرَ إذا رَدًدَ وأعاد، وهو (تَفْعَال) بفتح التاء، وليس بقياس. بخلاف (التًفْعيل) وهذا مذهب سيبويه البصري. أما الكوفيون، فقالوا: هز مصدر (فَعًل) والألف عوضٌ عن الياء في التًفْعيل. (1)
(يُتْبَعُ)
(/)
وعرف تقي الدين الحموي التكرار فقال:" إن التكرار هو أن يكرر المتكلم اللفظة الواحدة باللفظ والمعنى والمراد بذلك تأكيد الوصف أو المدح أو الذم أو التهويل أو الوعيد أو الإنكار أو التوبيخ أو الاستبعاد أو الغرض من الأغراض " (2)، وقد اعترض على التكرار في القرآن الكريم كثر ويُعرف من هذا الاعتراض مدى جهلهم ورسفهم في قيود الجهل فلقد انصهروا في بوتقة الجهل والإنكار وألئك لعمري من الفجار وقد اعترضوا على: " تكرار قوله تعالى في سورة الرحمن: {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}، واعترضوا أيضاً على تكرار قوله تعالى: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} في سورة المرسلات.
وفات هؤلاء الضعفاء والمهازيل أن يعترضوا أيضاً على تكرار قوله تعالى: في سورة التكاثر: {كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ}.
كما فاتهم أن يعترضوا على تكرار قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [16] وجهل شياطين الإنس أن التكرار المحمود أحد فنون الإطناب وهو فن بلاغي من علم المعاني به يطابق الكلام مقتضى الحال."اهـ (3)
فالتكرار من محاسن أساليب الفصاحة العربية، خاصة إذا تعلق بعضه ببعض. وذلك أن عادة العرب في خطاباتها إذا أبهمت بشيء إرادة لتحقيقه وقرب وقوعه، أو قصدت الدعاء عليه .. كررته توكيداً.
وإنما نزل القرآن المجيد بلسانهم، وكانت مخاطباته جارية فيما بين بعضهم وبعض، وبهذا المسلك تستحكم الحجة عليهم في عجزهم عن المعارضة".اهـ (4)
قال ابن رشيق القيرواني في " باب التكرار " في كتابه " العمدة في محاسن الشعر وآدبه":
وللتكرار مواضع يحسن فيها، ومواضع يقبح فيها، فأكثر ما يقع التكرار في الألفاظ دون المعاني، وهو في المعاني دون الألفاظ أقل، فإذا تكرر اللفظ والمعنى جميعاً فذلك الخذلان بعينه.اهـ (5)
أمثلة للتكرار عند العرب:
قال أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي البغدادي الحنبلي: {579:ت}: في "كتابه الوعظي الأدبي الذي لم يكتب مثله في بابه " المدهش ":
"ومن عاداتهم ـ أي العرب ـ: تكرير الكلام، وفي القرآن: "فبأي آلاء ربكما تكذبان". وقد يريدون تكرير
الكلمة ويكرهون إعادة اللفظ فيغيرون بعض الحروف، وذلك يسمى الاتباع، فيقولون:
أسوان أتوان: أي حزين، وشيء تافه نافه، وإنه لثقف لقف، و جايع نايع، وجلّ وبلّ، وحياك الله وبياك، وحقير نقير، وعين جدرة بدرة: أي عظيمة، ونضر مضر، وسمج لمج، وسيغ ليغ، وشكس لكس، وشيطان ليطان، وتفرقوا شذر مذر، وشغر بغر، ويوم عك لك: إذا كان حاراً، وعطشان نطشان، وعفريت نفريت، وكثير بثير، وكز ولز وكن أن، وحار جار يار، وقبيح لقيح شقيح، وثقة تقة نقة، وهو أشق أمق حبق: للطويل، وحسن بسن قسن، وفعلت ذلك على رغمه ودغمه وشغمه، ومررت بهم أجمعين أكتعين أبصعين".اهـ (6)
وبعد أن رأيت أمثلة للتكرار في كلام العرب وذلك من خلال ما أوردناه عن ابن الجوزي إذاً فإليك شعر العرب في ذلك من الجاهليين إلى أهل عصر الاحتجاج وآخر عصر الاحتجاج كما هو المعروف سنة 150هـ إلى عصر المولدين ومن سلك هذا الفن
* وقال الحارث بن عباد {80ق. هـ: ت} من [الخفيف]:
يا بَني تَغلِبَ خُذوا الحِذرَ إِنّا*-*-* قَد شَرِبنا بِكَأسِ مَوتٍ زُلالِ
يا بَني تَغلِبٍ قَتَلتُم قَتيلاً *-*-* ما سَمِعنا بِمِثلِهِ في الخَوالي
قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي *-*-* لَقِحَت حَربُ وائِلٍ عَن حِيالِ
قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي *-*-* لَيسَ قَولي يرادُ لَكِن فعالي
قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي *-*-* جَدَّ نَوحُ النِساءِ بِالإِعوالِ
قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي *-*-* شابَ رَأسي وَأَنكَرَتني القَوالي
قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي *-*-* لِلسُرى وَالغُدُوِّ وَالآصالِ
قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي *-*-* طالَ لَيلي عَلى اللَيالي الطِوالِ
قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي *-*-* لِاِعتِناقِ الأَبطالِ بِالأَبطالِ
قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي *-*-* وَاِعدِلا عَن مَقالَةِ الجُهّالِ
قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي *-*-* لَيسَ قَلبي عَنِ القِتالِ بِسالِ
قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي *-*-* كُلَّما هَبَّ ريحُ ذَيلِ الشَمالِ
(يُتْبَعُ)
(/)
قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي *-*-* لِبَجَيرٍ مُفَكِّكِ الأَغلالِ
قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي *-*-* لِكَريمٍ مُتَوَّجٍ بِالجَمالِ
قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي *-*-* لا نَبيعُ الرِجالَ بَيعَ النِعالِ
قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي *-*-* لِبُجَيرٍ فداهُ عَمّي وَخالي.اهـ
* قال امرؤ القيس {80ق. هـ: ت} من [الطويل]:
ديار لسلمى عافيات بذي الخال *-*-* ألح عليها كل أسحم هطال
وتحسب سلمى لا تزال كعهدنا *-*-* بوادي الخزامي أو على رأس أو عال
وتحسب سلمى لا تزال ترى طلا *-*-* من الوحش أو بيضاً بميثاء محلال
ليالي سلمى إذ تريك منضداً *-*-* وجيداً كجيد الريم ليس بمعطال
قال ابن رشيق: ولم يتخلص أحد تخلصه فيما ذكر عبد الكريم وغيره، ولا سلم سلامته في هذا الباب.اهـ (7)
* قال الحارث بن مهلهل يرثي كليباً:
على أن ليس عدلاً من كُلَيبٍ *-*-*-*-*إذا ما ضِيمَ جيرانُ المُجيرِ
على أن ليس عدلاً من كليبٍ *-*-*-*-*إذا رجف العِضاهُ من الدَّبورِ
على أن ليس عدلاً من كليبٍ *-*-*-*-* إذا خَرَجَتْ مُخَبَّأةُ الخُدُورِ
على أن ليس عدلاً من كليبٍ *-*-*--* إذا ما أُعْلِنَتْ نَجْوى الأمُورِ
على أن ليس عدلاً من كليبٍ *-*-*-* إذا خيفَ المَخُوفُ من الثُغُورِ
على أن ليس عدلاً من كليبٍ *-*-*-* غداة تَلاتِلِ الأمرِ الكبيرِ
على أن ليس عدلاً من كليبٍ *-*-* إذا ما خارَ جارُ المستجيرِ (8)
علق الدكتور أبو موسى في كتابه " خصائص التراكيب " على هذه الأبيات فقال ـ حفظه الله ـ:
"وبهذا تستطيع تفسير التكرار في قصيدة المهلهل -على أن ليس عدلا من كليب- فقد تكرر هذا المقطع في أكثر من عشرين بيتا؛ لأنه تعبير عن إحساسه بقدر كليب، وأنه ليس له نظير في القبائل، وهذا المقطع كما ترى محور أساسي في بناء معنى القصيدة، وجوها النفسي ثم هو بعيد الغور في ضمير المهلل، فهو يلح عليه ليصوره كما يجده في أبعاده الشاعرة، فكانت كل نغمة ورنة في هذا التكرار كأنها تحمل صورًا، وأطيافًا من هذه الأبعاد الغائرة، والذي يعرف تاريخ كليب، وقدره في عشيرته، وبيئته يستطيع أن يتعمق هذا التكرار.
قلت: إن التكرار كأنه دندنة تستعذبها النفس المليئة أو المستفزة، شاجية كانت أو طروبة، وهذا يفسره من بعض جوانبه قولهم: إن باب الرثاء أولى ما تكرر فيه الكلام لمكان الفجيعة، وشدة القرحة التي يجدها المتفجع، وقيل لبعضهم: متى تحتاج إلى الإكثار؟ فقال: إذا عظم الخطب".اهـ (9)
* قالت الخنساء ـ رضي الله عنها ـ: {24:ت}:
وإن صخراً لمولانا وسيدنا *-*-* وإن صخراً إذا نشتو لنحار
وإن صخراً لتأتم الهداة به *-*-* كأنه علم في رأسه نار
وقال أيضاً ـ عليه الرحمة ـ (أي ابن رشيق القيرواني): فتكرار الممدوح هاهنا تنويه به، وإشارة بذكره، وتفخيم له في القلوب والأسماع. اهـ (10)
* قال الشاعر:
لا تقتلي مسلماً إن كنت مسلمة *-*-*-* إياك من دمه إياك إياك (11)
*قال الشاعر:
لا تقطعنّ الصديق ما طرفت*-*-*-* عيناك من قول كاشح أشر
قال الشوكاني: قال الحسين بن الفضل التكرير طرد للغفلة وتأكيد للحجة. اهـ (12)
* قالت: ابنة البشير بن النعمان الأنصاري ترثي زوجها:
وحدثني أصحابه أن مالكا*-*-*-* أقام ونادى صحبه برحيل
وحدثني أصحابه أن مالكا*-*-*-* ضروب بنصل السيف غير نكول
وحدثني أصحابه أن مالكا*-*-*-* صروم كماضي الشفرتين صقيل. اهـ (13)
* قالت ليلى الأخيلية: {80:ت}:
لَنِعْمَ الفَتى يا تَوْبَ كُنْتَ إذا الْتَقَتْ *-*-* صُدُورُ الأَعالي واسْتَشالَ الأَسافِلُ
ونِعْمَ الفَتى يا توبَ كُنْتَ ولَمْ تَكُنْ *-*-* لتُسْبقَ يوماً كُنْتَ فيه تُحاوِلُ
ونِعْمَ الفَتى يا توبَ كنتَ لخائفٍ *-*-* أتاكَ لكي يُحْمى ونِعْمَ المجاملُ
ونِعْمَ الفَتى يا توبَ جاراً وصاحِباً *-*-* ونِعْمَ الفَتى يا توبَ حين تُفاضِلُ
لَعَمْري لأَنْتَ المَرْءُ أَبكي لفَقْدِهِ *-*-* بِجِدٍّ ولَوْ لامَتْ عَلَيْهِ العَواذِلُ
لَعَمْري لأَنْتَ المَرْءُ أبكي لفَقْدِهِ *-*-* ويكْثُرُ تَسْهِيدي لهُ لا أُوائِلُ
لَعَمْري لأنْتَ المَرْءُ أَبْكِي لفَقْدِهِ *-*-* ولو لامَ فيه ناقصُ الرأيِ جاهِلُ
لَعَمْري لأَنْتَ المَرْءُ أَبكي لِفَقْدِهِ *-*-* إذا كثُرَتْ بالمُلْحمينَ التَّلاتِلُ
(يُتْبَعُ)
(/)
أبى لَكَ ذمَّ الناسِ يا توبَ كُلَّما *-*-* ذُكِرْتَ أمورٌ مُحْكَماتٌ كوامِلُ
أبى لكَ ذمَّ الناسِ يا توبَ كُلَّما *-*-* ذُكِرْتَ سماحٌ حِينَ تأْوِي الأراملُ
فلا يُبْعِدَنْكَ اللّهُ يا تَوْبَ إنَّما *-*-* لقِيتَ حِمامَ الموتِ والموتُ عاجِلُ
ولا يُبْعِدَنْك اللّهُ يا تَوْبَ إنّها *-*-* كذاكَ المَنايا عاجِلاتٌ وآجِلُ
ولا يُبْعِدَنْكَ اللّهُ يا تَوْبَ والْتَقَتْ *-*-* عَلَيْكَ الغوادي المُدْجَناتُ الهواطِلُ
*قال الشاعر:
كم وكم كم كم وكم كم كم وكم *-*-* قال لي: أنجز حر ما وعد
*قال أبو الطيب المتنبي: {354:ت}:
العارِضُ الهَتِنُ اِبنُ العارِضِ الهَتِنِ اِب*-*-*نِ العارِضِ الهَتِنِ اِبنِ العارِضِ الهَتِنِ
* قال الشيخ عز الدين الموصلي:
تكرار مدحي هدى في الشامل النعم ابن *-*-* الشامل النعم ابن الشامل النعم
* قال الشيخ صفي الدين الحليّ في مدح النبي وأجمل بها من قصيدة:
الطاهر الشيم ابن الطاهر الشيم ابن *-*-* الطاهر الشيم ابن الطاهر الشيم
وبعد أن أتينا لك بأشعار العرب وكلامهم تبين أن هذه من عادة العرب ومن فعالهم وبذلك تدري أن القرآن ما نزل غريباً عن كلامهم وعن استعارتهم وعن مجازاتهم بل إنه نزل بكلامهم وإليك الأمثلة في القرآن الكريم:
**أمثلة للتكرار في كتاب الله:
*من ذلك تكرير الجملة مرتين وهذا من قبيل التكرير الجملي مثل:
(1) {فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ}
(2) {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى}.
(3) {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ}
(4) {كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ}
*أما التكرير اللفظي (المقصود به إعادة اللفظ أو مرادفه أومؤداه في المعنى) فمنه:
(1) {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ}
(2) {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ}
**من أمثلة التكرار الموضوعي في كتاب الله (14):
*أوردها الدكتور أحمد جمال العمري فقال:
1 - تكرار الإضراب:
وقد ورد في القرآن العظيم منه ضربان:
أولهما: أن يكون ما فيه من الرد راجعا إلى العباد.
كقوله تعالى: {قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ}
وثانيهما: أن يكون إبطالا، ولكنه على أنه قد مضى وانقضى وقته، وأن الذي بعده أولى بالذكر. كقوله تعالى:
{بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ}.
وزعم ابن مالك في شرح الكافية -أن (بل) حيث وقعت في القرآن فإنها للاستئناف لغرض آخر لا لإبطال الأول. وهذا الكلام مردود بما سبق، ومردود بقوله أيضا: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ} فأضرب بها عن قولهم، وأبطل كذبهم.
2 - تكرار الأمثال:
كقوله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَلا الظُّلُمَاتُ وَلا النُّورُ وَلا الظِّلُّ وَلا الْحَرُورُ وَمَا يَسْتَوِي الأَحْيَاءُ وَلا الأمْوَاتُ}.
وكذلك ضرب مثل المنافقين -في أول سورة البقرة - ثناه الله تعالى، فقال سبحانه: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ} - مع قوله: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْت}.
قال صاحب الكشاف - معلقا على قيمة هذا التكرار: ((والثاني أبلغ من الأول، لأنه أدل على فرط الحيرة، وشدة الأمر وفظاعته، ولذلك أخر، والعرب يتدرجون في نحو هذا من الأهون إلى الأغلظ)).
3 - تكرار القصص:
(يُتْبَعُ)
(/)
وما دمنا نتحدث عن التكرار في القرآن العظيم -بوصفه آية من آيات إعجازه الكبرى، فإننا لا نستطيع أن نغفل عنصرا هاما من عناصر هذا التكرار- ألا وهو تكرار القصص القرآني، وإن كنا نعتقد أنه موضوع كامل متكامل، يحتاج إلى بحث مستقل -وسنتناوله إن شاء الله- إلا أننا نشير الآن إلى بعض ما يتصل به استيفاء لهذا البحث.
أقول .. إن من أنواع التكرار -تكرار القصص، كقصة إبليس في السجود لآدم، وقصة موسى وغيره من الأنبياء. فقد ذكر الله موسى في مائة وعشرين موضعا من القرآن العظيم، وذكر قصة نوح في خمس وعشرون آية، وقصة موسى في سبعين آية، وإنما كررها- كما يقول صاحب كتاب ((العواصم من القواصم)) لفائدة خلت عنه في الموضع الآخر. وسبب ذلك أمور:
إحداها: أنه إذا كرر القصة زاد فيها شيئا، ألا ترى أنه ذكر الحية في عصا موسى عليه السلام، وذكرها في موضع آخر ثعبانا، فقال تعالى: {فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى} وقال سبحانه: {فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ}.
وهذه سمة من سمات البلغاء .. أن يكرر أحدهم في خطبته أو قصيدته كلمة لصفة زائدة.
الثانية: أن الرجل كان يسمع القصة من القرآن، ثم يعود إلى أهله، ثم يهاجر بعده آخرون يحكون عنه ما نزل بعد صدور الأولين، وكان أكثر من آمن به مهاجريا، فلولا تكرر القصة لوقعت قصة موسى إلى قوم، وقصة عيسى إلى آخرين، وكذلك سائر القصص .. فأراد الحق سبحانه وتعالى اشتراك الجميع فيها، فيكون فيه إفادة القوم، وزيادة تأكيد وتبصرة لآخرين وهم الحاضرون .. هكذا قال ابن الجوزي.
الثالثة: تسليته لقلب النبي -صلى الله عليه وسلم- مما اتفق للأنبياء مثله مع أممهم- قال تعالى: {وَكُلاًّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ}.
الرابعة: إن إبراز الكلام الواحد في فنون كثيرة، وأساليب مختلفة لا يخفى ما فيه من الفصاحة.
الخامسة: قالها ابن فارس:- وهي أن الله تعالى أنزل هذا القرآن، وعجز القوم عن الإتيان بمثل آية لصحة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، ثم بين وأوضح الأمر في عجزهم، بأن كرر ذكر القصة في مواضع، إعلاما بأنهم عاجزون عن الإتيان بمثله، بأي نظم جاءوا بأي عبارة عبروا.
السادسة: أنه لما سخر العرب بالقرآن قال: {فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ}، وقال في موضع آخر: {فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ} فلو ذكر قصة آدم مثلا في موضع واحد، واكتفى بها، لقال العربي بما قال الله تعالى: {فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ}: (إيتونا أنتم بسورة من مثله) فأنزلها الله تعالى في تعداد السور، دفعا لحجتهم في كل وجه.
السابعة: أن القصة الواحدة من هذه القصص، كقصة موسى مع فرعون -وإن ظن أنها لا تغاير الأخرى، فقد يوجد في ألفاظها زيادة ونقصان، وتقديم وتأخير، وتلك حال المعاني الواقعة بحسب تلك الألفاظ، فإن كل واحدة لابد وأن تخالف نظيرتها من نوع معنى زائد فيه، لا يوقف عليه إلا منها دون غيرها. فكأن الله تعالى فرق ذكر ما دار بينهما وجعله أجزاء، ثم قسم تلك الأجزاء على تارات التكرار لتوجد متفرقة فيها، ولو جمعت تلك القصص في موضع واحد لأشبهت ما وجد الأمر عليه من الكتب المتقدمة، من انفراد كل قصة منها بموضع، كما وقع في القرآن بالنسبة ليوسف عليه السلام خاصة.
ويأتي التكرار لـ:
* (للتأكيد): كقوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} نقول: إنما كررت لغرض عظيم هو التأكيد.
* (للتنويه): كقول أبي الأسد:
ولائمة لامتك يا فيض في الندى *-*-* فقلت لها: هل يقدح اللوم في البحر؟
أرادت لتثني الفيض عن عادة الندى *-*-* ومن ذا الذي يثني السحاب عن القطر؟!
كأن وفود الفيض يوم تحملوا *-*-* إلى الفيض لاقوا عنده ليلة القدر
مواقع جود الفيض في كل بلدة *-*-* مواقع ماء المزن في البلد القفر
* (التفخيم):كقول الحسن بن سهل:
إلى الأمير الحسن استجدتها *-*-* أي مزار ومناخ ومحل
أي مزار ومناخ ومحل *-*-* لخائف ومستريش ذي أمل
* (التقرير و التوبيخ والإنكار): كقول بعضهم:
إلى كم وكم أشياء منكم تريبني *-*-* أغمض عنها لست عنها بذي عمي
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن حجة الحموي: "وأما ما جاء منه للإنكار والتوبيخ فهو تكرار قوله تعالى في سورة الرحمن (فبأي آلاء ربكما تكذبان) فإن الرحمن جل جلاله ما عدد آلاءه هنا إلا ليبكت بها من أنكرها على سبيل التقريع والتوبيخ كما يبكت منكر أيادي المنعم عليه من الناس بتعديدها له. اهـ
* (التكثير): كقول محمد بن مناذر الصبيري:
كم وكم كم كم وكم كم كم وكم *-*-* قال لي: أنجز حر ما وعد
* (التهديد والوعيد): كقوله تعالى: {كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ}، وقد ذكر (ثم) في المكرر، دلالة على أن الإنذار الثاني أبلغ من الأول.
و كقول الأعشى ليزيد بن مسهر الشيباني:
أبا ثابت لا تعلقنك رماحنا *-*-* أبا ثابت أقصر وعرضك سالم
وذرنا وقوماً إن هم عمدوا لنا *-*-* أبا ثابت واقعد فإنك طاعم!!
* (التهويل): كقوله تعالى: {الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ}، {الْقَارِعَةُ مَا الْقَارِعَةُ}، {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ}، {وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ}، {فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ}، قال الفراء: الكلمة قد تكررها العرب على التغليظ والتخويف.اهـ (15)
* (الاستبعاد): كقوله تعالى (هيهات هيهات لما توعدون)
* (التعجب): كقوله تعالى: {فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ} فكرر تعجبا من تقديره وإصابته الغرض، على حد ((قاتله الله ما أشجعه)).
* (الاستغاثة): كقول العديل بن الفرخ:
بني مسمع لولا الإله وأنتم *-*-* بني مسمع لم ينكر الناس منكرا
* (الازدراء والتهكم): كقول حماد عجرد لابن نوح، وكان يتعرب:
يا بن نوح يا أخا ال *-*-* حلس ويا ابن القتب
ومن نشا والده *-*-* بين الربا والكثب
يا عربي يا عربي *-*-* يا عربي يا عربي
هذا هو التكرار عموماً وقد قال العلماء: الكلام إذا تكررَ تقررَ.
أما في سورة الرحمن وتكرير آية (فبأي آلاء ربكما تكذبان) فيقول عنها أهل التفسير
(1) قال إسماعيل حقي البروسي: فالاستفهام للتقرير أي للحمل على الإقرار بتلك النعم ووجوب الشكر عليها. اهـ (16)
وقال أيضاً ـ عليه الرحمة ـ:" وقال في برهان القرآن: تكررت الآية إحدى وثلاثين مرة ثمان منها ذكرها عقيب آيات فيها تعداد عجائب خلق الله وبدائع صنعه ومبدأ الخلق ومعادهم ثم سبع منها عقيب آيات فيها ذكر النار وشدائدها على عدد أبواب جهنم وحسن ذكر الآلاء عقيبها لأن في خوفها ودفعها نعماً توازي النعم المذكورة أو لأنها حلت بالأعداء وذلك يعد من أكبر النعماء وبعد هذه السبع ثمان في وصف الجنات وأهلها على عدد أبواب الجنة وثمان أخرى بعدها للجنتين اللتين دونها فمن اعتقد الثماني الأولى وعمل بموجبها استحق كلتا الثمانيتين من الله ووقاه الله السبع السابقة".اهـ
(2) قال الإمام الشوكاني:" وكرر سبحانه هذه الآية في هذه السورة تقريرا للنعمة وتأكيدا للتذكير بها على عادة العرب في الاتساع ".اهـ
(3) قال الإمام محمد الطاهر بن عاشور في تفسيره "التحرير والتنوير ":
وفائدة التكرير توكيد التقرير بما لله تعالى من نعم على المخاطبين وتعريض بتوبيخهم على إشراكهم بالله أصناماً لا نعمة لها على أحد، وكلها دلائل على تفرد الإِلهية. وعن ابن قتيبة: (أن الله عدّد في هذه السورة نعماء، وذكر خلقه آلاءه ثم أتبع كل خلة وَصَفها، ونعمة وضعها بهذه، وجعلها فاصلة بين كل نعمتين لينبههم على النعم ويقررهم بها) اهـ. (17)
(3) قال أبو محمد الحسين بن مسعود الفراء البغويّ: {516:ت}:
" كررت هذه الآية في أحد وثلاثين موضعاً تقريراً للنعمة، وتأكيداً للتذكير بها، ثم عدد على الخلق آلاءه، وفصل بين كل نعمتين بما نبههم عليه، ليفهمهم النعم ويقررهم بها، كقول الرجل لمن أحسن إليه وتابع إليه بالأيادي، وهو ينكرها ويكفرها: ألم تكن فقيراً فأغنيتك، أفتنكر هذا؟ ألم تكن عرياناً فكسوتك، أفتنكر هذا؟ ألم تكن خاملاً فعززتك، أفتنكر هذا؟ ومثل هذا الكلام شائع في كلام العرب ". اهـ (18)
(يُتْبَعُ)
(/)
(4) قال السيد مرتضى في " الدرر والغرر ": التكرار في سورة الرحمن، إنما حسن للتقرير بالنعم المختلفة المعددة، فكلما ذكر نعمة أنعم بها، وبّخ على التكذيب، كما يقول الرجل لغيره: ألم أحسن إليك بأن خولتك في الأموال؟ ألم أحسن إليك بأن فعلت بك كذا وكذا؟ فيحسن فيه التكرير، لاختلاف ما يقرر به، وهو كثير في كلام العرب وأشعارهم. اهـ وقد أتينا بأقوالهم ولله الحمد فانظرها في موضعها.
(5) نقل القاسمي في " محاسن التأويل " رأي شيخ الإسلام في ذلك قال عليه الرحمة:
وقال شيخ الإسلام في " متشابه القرآن ": ذكرت هذه الآية إحدى وثلاثين مرة، ثمانية منها ذكرت عقب آيات فيها تعداد عجائب خلق الله، وبدائع صنعه، ومبدأ الخلق ومعادهم، ثم سبعة منها عقب آيات فيها ذكر النار وشدائدها، بعدد أبواب جهنم، وحسن ذكر الآلاء عقبها؛ لأن من جملة الآلاء: رفع البلاء، وتأخير العقاب. وبعد هذه السبعة ثمانية في وصف الجنتين وأهلها، بعدد أبواب الجنة، وثمانية أخرى بعدها في الجنتين اللتين هما دون الجنتين اللتين هما دون الجنتين الأوليين، أخذاً من قوله: {وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ} فمن اعتقد الثمانية الأولى وعمل بموجبها استحق هاتين الثمانيتين من الله، ووقاه السبعة السابقة. انتهى. (19)
(6) وقال الشيخ الشنقيطي: {1393:ت}: في كتابه " دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب":
"تكرير {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} للتوكيد ولم يكرر متواليا لأن تكريره بعد كل آية أحسن من تكريره متواليا وإذا كان للتوكيد فلا إشكال لأن المذكور منه بعد ما ليس من الآلاء مؤكد للمذكور بعد ما هو من الآلاء." (20)
(7) وقال الخطيب الشربيني: {972:ت}:
"وكرر هذه الآية في هذه السورة في أحد وثلاثين موضعاً تقريراً للنعمة، وتأكيداً في التذكير، وفصل بين كل نعمتين بما ينبههم عليها ليفهمهم النعم، ويقرّرهم بها كما تقول لمن تتابع عليه إحسانك وهو يكفره وينكره: ألم تكن فقيراً فأغنيتك؟
أفتنكر هذا؟
ألم تكن خاملاً فعززتك؟
أفتنكر هذا؟
ألم تكن راجلاً فحملتك؟
أفتنكر هذا؟
والتكرير حسن في مثل هذا، قال القائل:
*كم نعمة كانت لكم كم كم وكم*
وقال آخر:
*لا تقتلي مسلماً إن كنت مسلمة ** إياك من دمه إياك إياك*
وقال آخر:
*لا تقطعنّ الصديق ما طرفت ** عيناك من قول كاشح أشر*
*ولا تملنّ يوماً زيارته ** زره وزره وزر وزر وزر*".اهـ (21)
وقال الرازي: وكرّرت هذه اللفظة في هذه السورة نيفاً وثلاثين مرة: إما للتأكيد، ولا يعقل لخصوص العدد معنى. وقيل: الخطاب مع الأنس والجنّ والنعمة منحصرة في دفع المكروه، وتحصيل المقصود، وأعظم المكروهات: نار جهنم ولها سبعة أبواب، وأعظم
المقاصد نعيم الجنة ولها ثمانية أبواب، فالمجموعة خمسة عشر وذلك بالنسبة للإنس والجنّ ثلاثون والزائد لبيان التأكيد. اهـ (22)
(8) وقال الشيخ عبد الرحمن حسن حبنكة في كتابه الماتع " البلاغة العربية ":
جاء في سورة (الرحمن/ 55 مصحف/ 97 نزول) تكرير عبارة:
{فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}.
إحدى وثلاثين مرّة خطاباً للإِنْسِ والجنّ المخلوقين للامتحان في ظروف الحياة الدنيا.
فبأَيّ آلاءِ رَبّكُمَا تُكَذّبان: أي فبأيّ نِعَمِ رَبّكُمَا عَلَيْكُما تُكذِّبان. إنّ نِعَمَ الله على العباد لا يستطيع العباد إحصاءها، ومع كلّ فقرة من فقرات حياتهم بتتابع السّاعات والأوقات تمرُّ على كلِّ فَرْدٍ منْهُمْ نِعَمٌ كثيرة وجليلة، وانصرافه الدائم إلى الاستمتاع بها دون ملاحظة خالقها والمتفضِّل على عباده بها يحتاجُ تذكيراً بها، ليقوم بحقّ اللَّهِ عليه في مقابلها، بالإِيمان والطاعة والْحَمْدِ والشّكر.
ففي هذا التكرير عقب ذكْرِ كُلِّ فقرة من فقرات آيات صفاتِ الله في كونه، المشتملة على بعض نِعَمِه، أو الإِنْذار، بعقابه وعذابه، تنبيهٌ على حاجة العبد المبتَلَى أن يَذْكُرَ نِعَمَ اللَّهِ عَلَيْهِ دَواماً عند كلِّ فقرة من فقرات حياته، ومَوْجَةٍ من موجات نهرها الجاري، لئلاَّ تَجُرَّهُ الغفلات إلى النسيان، فالمعصية، فاجتيال الشياطين لفِكْرِه ونَفْسِه وعَواطِفه، ودفعه إلى السُّبُلِ المزلقة إلى الشقاء، فالعذاب، فنار جهنّم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فجُعِلَتْ هذه العبارة فاصلة في السّورة، وهذه الفاصلة تأثير فَنِّيّ جماليّ مستطرف، مع ما تشتمل عليه من معنىً يدلُّ على حاجَةِ العباد إلى ذكر نعم الله عليهم مع كلّ موجةٍ من موجات نَهَرِ حياتهم، سواءٌ أكانت ممّا يحبّون أو ممّا يكرهون، ممّا يَطْمَعُون فيه أو ممّا يحذرون منه. اهـ (23)
وخلاصة القول: لقد اجتمعت في هذه الخصيصة من نظم القرآن عدة معان عجيبة:
منها: أن التكرار فيها مع سائر الألفاظ لم يوقع في اللفظ هجنة، ولا أحدث مللا، فباين بذلك كلام المخلوقين.
ومنها: أنه ألبسها زيادة ونقصانا، وتقديما وتأخيرا، ليخرج بذلك الكلام أن تكون ألفاظه واحدة بأعيانها، فيكون شيئا معادا، فنزهه -الحق سبحانه- عن ذلك بهذه التغيرات.
ومنها: أن المعاني التي اشتملت عليها القصة الواحدة من هذه القصص، صارت متفرقة في تارات التكرار، فيجد المرء -لما فيها من التغيير- ميلا إلى سماعها، لما جبلت عليه النفوس من حب التنقل في الأشياء المتجددة التي لكل منها حصة من الالتذاذ به مستأنفة.
ومنها: ظهور الأمر العجيب في إخراج صور متباينة في النظم بمعنى واحد. (24)
ومن اللطائف تناص الشاعر أحمد مطر ـ حفظه الله ـ مع هاتيك اللفظة قال:
غفت الحرائق
أسبلت أجفانها سحب الدخان
الكل فان ,
لم يبق إلا وجه ربك ذو الجلالة و اللجان
و لقد تفجر شاجبا و منددا و لقد أدان
فبأي آلاء الولاة تكذبان
و له الجواري السائرات بكل حان
و له القيان ,
و له الإذاعة دجن المذياع لقنه البيان
الحق يرجع بالربابة و الكمان
فبأي آلاء الولاة تكذبان
عقد الرهان ,
و دعا إلى نصر الحوافر بعدما قتل الحصان
فبأي آلاء الولاة تكذبان
و قضية حبلى قد انتبذت مكانا ,
ثم أجهضها المكان
فتململت من تحتها وسط الركام قضيتان
فبأي آلاء الولاة تكذبان
من ما ت ما ت ,
ومن نجى سيموت في البلد الجديد من الهوان
فبأي آلاء الولاة تكذبان
في الفخ تلهت فأرتان
تتطلعان إلى ا لخلاص على يد القطط السمان
فبأي آلاء الولاة تكذبان
خلق المواطن مجرما حتى يدان
و الحق ليس له لسان
و العدل ليس له يدان
و السيف يمسكه جبان
و بدمعنا و دمائنا سقط الكيان
فبأي آلاء الولاة تكذبان
في كل شبر من دم ,
سيذاب كرسي و يسقط بهلوان
فبأي آلاء الشعوب تكذبان.
وإليك هذه الطرفة:
وقال نحوي لصاحب بطيخ: بكم تانك البطيختان اللتان بجنبهما السفرجلتان ودونهما الرمانتان؟ فقال: بضربتان وصفعتان ولكمتان، فبأي آلاء ربكما تكذبان؟
أو هذه ذهب أحد النحاة إلى بائع فقال: بكم هاتان القنينتان اللتان فيهما نكتتان خضرواتان فقال البائع: مدهامتان فبأي آلاء ربكما تكذبان؟
المراجع:
(1) مقال بمجلة " مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة" للدكتور أحمد جمال العمري.
(2) خزانة الأدب وغاية الأرب / لابن حجة الحموي
(3) مقال بمجلة " مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة" للدكتور علي البدري.
(4) مرجع سابق رقم (1)
(5) "العمدة في محاسن الشعر وآدبه" لابن رشيق القيرواني
(6) المدهش لأبي الفرج ابن الجوزي
(7) مرجع سابق رقم (5)
(8) وقد أقر الشريف المرتضي القاسمي (جمال الدين صاحب محاسن التأويل) حين أخذ منه وكذاك الشهاب الآلوسي (محمود بن عبد الله الحسيني وليس محمود شكري الآلوسي)
وقال آلوسي زاده: (عُرف بذلك لدى أهل العلم وللاستزاده اقرأ كتاب أعيان القرن الثالث عشر الهجري / لجرجي زيدان فلقد نعته بذلك ولم أجد في أي كتاب من كتب التراجم تلقيبه بذلك بل إني وجدت أن تيك اللقب يلقب به محمود شكري الآلوسي): ثم أنشد قصائد أخرى على هذا النمط ولولا خوف الملل لأوردتها. اهـ وقد أوردنا هاتيك القصائد فهي بين يديك فانظرها بالأعلى.
وقال القاسمي: ثم أنشد قصائد أخرى على هذا النمط، هو من لطائف العرب، فاعرفه.اهـ
(9) خصائص التراكيب لأبي موسي (محمد بن محمد)
(10) مرجع سابق رقم (5)
(11) ربيع الأبرار للزمخشري
(12) فتح القدير للشوكاني
(13) مرجع سابق رقم (9)
(14) مرجع سابق رقم (1)
(15) معاني القرآن للفراء ج3، صـ 287
(16) روح البيان للبرسوي
(17) التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور
(18) معالم التنزيل للبغوي
(19) محاسن التأويل للقاسمي
(20) دفع إيهام الاضطراب عن آي الكتاب
(21) السراج المنير للخطيب الشربيني
(22) مفاتيح الغيب
(23) البلاغة العربية لحبنكة
(يُتْبَعُ)
(/)
(24) مرجع سابق رقم (1)
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[05 Jun 2009, 06:50 ص]ـ
يقول الشيخ عبد الرحمن حسن حبنكة بن مرزوق الميداني الدمشقي المكي الأزهري في كتابه " قواعد التدبر الأمثل " تحت القاعدة الخامسة عشرة" (حول التكرير وأغراضه):
على متدبر كلام الله أن يبحث في كل نص يبدو له أنه من النصوص المكررة، ليكتشف غرض التكرير إذا كان النص مكرراً محرفاً، وليكتشف فوارق المعاني إذا كان النص المكرّر مختلفاً ولو بعض الشيء، ولو بكلمة أو حرف في كلمة، فكثير من النصوص التي يُتوهَّم فيها التكرار هي ليست في الحقيقة مكررة، ولكنها متكاملة يؤدي بعضها من المعاني المرادة ما لا يؤديه البعض الآخر، بزيادة بعض الأفكار على أصل الموضوع الذي يراد بيانه، وذلك من جهات مختلفة.
ولاكتشاف أغراض التكرير الحرفي لابدّ للمتدبّر من النظر في سياق الموضوع، فقد يكون للنص الواحد عدة أهداف يمكن أن يدل عليها، ومع كل سياق ٍ يبرز أن المراد التركيز على واحد أو أكثر منها، أو يكون في النص الواحد عدة أفكار جزئية، ويؤتى به في مواضع متعددة من القرآن، للتناسب بين الموضع وما فيه من أفكار، وبين بعض أفكار النصّ المكرر.
* * *
أوّلاً: من أغراض التكرير متابعة الواقع في أحداثه وصياغة النصوص بطريقة تدل عليه، فهي فيما بينها متكاملة غير مكررة.
فمن النصوص التي تبدو أنها مكررة وهي ليست كذلك بل هي متكاملة، جرت فيها متابعة الواقع البشري فيما يلي:
يقول الله تعالى في (سورة الصف /61مصحف/ 109نزول): بشأن الكافرين، وهي سورة مدنية:
{يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9)}
لقد نزل هذا النص في أواسط المرحلة المدنية، ثمّ نزل بعده في أواخرها قول الله تعالى في (سورة التوبة / 9مصحف / 113نزول): بشأن اليهود والنصارى:
{يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33)}
هذا النصان متشابهان، ولكنهما ليسا بمتماثلين تماماً، فما في الصف: {يريدون ليطفئوا} وما في التوبة {يريدون أن يطفئوا} وما في الصف: {والله متم نوره}، وما في التوبة {ويأبى الله إلا أن يتم نوره}.
ونظراً إلى هذا الاختلاف بين النصين ولو كان جزئياً، فالأولى البحث عن اختلاف دلالتيهما،ليتكاملا في أداء المعنى الكلي.
ويبدو لي في دلالة: {يريدون ليطفئوا} أنهم يريدون مرادات مختلفات يتخذونها وسائل ليطفئوا نور الله بأفواههم، أمّا {يريدون أن يطفئوا} فتدل على أنهم يريدون الإطفاء، ولعلهم بعد اتخاذهم الوسائل المختلفة تَصَوّرُوا أنّهم قد وصلوا إلى مرحلة الإطفاء، بعد أن كانوا في مرحلة إرادة الوسائل التي توصلهم إلى الإطفاء الذي هو هدفهم الأخير.
والفارق الآخر بين النصين، ولاملاحظ بين: {والله متم نوره} وبين {ويأبى الله إلا أن يتم نوره} يتناسب مع الفارق الأول، وذلك لأن الكافرين ما داموا في مرحلة إرادة الوسائل التي من شأنها أن تصل إلى إطفاء نور الله، فالله متم نوره، والتعبير هنا لا يزيد على إثبات وصف إتمام النور. لكنهم إذا وصلوا بعد اتخاذ الوسائل إلى مرحلة إرادة إطفاء نور الله.فالمناسب له أن يقال باهتمام: {ويأبى الله إلا أن يتم نوره}
فتكاملت بذلك المعاني الحركية الدالة على الدعوة، وأعدائها، وأعمالهم ضدها، وإحباط الله لأعمال الأعداء.
هذا مع تأكيد أن الأساس في هذه الرسالة الربانية واحد، دل عليه في كل من النصين قول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33)}
* * *
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً: ومن أغراض التكرير تجزئة الأفكار المراد بيانها حول موضع واحد، لتتكامل النصوص فيما بينها مؤدية غرض التأكيد لأصل الفكرة، ومؤدية جوانب بلاغية رفيعة هي من عناصر الإعجاز القرآني. ومن أمثلة ذلك ما يلي:
المثال الأول:
يقول الله تعالى في سورة (الأعراف / 7مصحف / 39نزول):
{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا}
ويقول الله تعالى في (سورة الزمر / 39مصحف / 59نزول):
{خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا ... (6)}
هاتان آيتان مكيتان، وقد نزلت آية (الأعراف) أولاً، ويُلاحظ أن فيها زيادة يسان غاية السكن من خلق الزوجة، أما آية (الزمر) ففيها زيادة بيان أن النفس الواحدة الأولى، وهي آدم ـ عليه السلام ـ، قد مرت عليه مدة بعد خلقه كان فيها وحيداً، قبل أن يخلق الله منه زوجه، بدليل أن العطف فيها قد جاء بحرف (ثم) الذي يدل على التراخي بخلاف آية (الأعراف) فالعطف فيها بحرف (الواو) الدال على مطلق الجمع كما يقول النحاة
* * *
المثال الثاني:
أنزل الله في أوائل العهد المدني قوله في سورة (البقرة / 2مصحف /87نزول):
{لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225)}
ثم أنزل في أواخر العهد المدني قوله في سورة (المائدة /5مصحف / 112نزول):
{لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ (89)}
هاتان آيتان مدنياتان، أما آية البقرة منهما، فقد دلت على فكرة كسب القلب، وهو قصد الحالف أن يخلف اليمين، لا أن تجري اليمين على لسانه وهو لايقصد الحلف ولا يريده، وأما آية (المائدة) فقد دلت على فكرة ربط اليمين ربطاً مجزوماً به {عقدتم الأيمان}
إن فكرة (كسب القلوب) قد تشمل ما دون الإرادة الجازمة، من الخاطرة والرغبة والهم، ولكن هذه من الأمور التي عفا الله عنها، فاحتاج نص (كسب القلوب) إلى بيان يكشف المراد، فأنزل الله المائدة وهي من أواخر ما نزل من السور {ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان}
فتكامل النصان على بيان الحكم المراد.
* * *
ثالثاً: ومن أغراض التكرير حكاية الواقع المكرر، سواء أكان ذلك فيما حدث في الماضي، أوفيما سيحدث في المستقبل، ومن أمثلة ذلك ما يلي:
المثال الأول:
أنزل الله في العهد المكي قوله في سورة (ص/ 38 مصحف / 38نزول)
{فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72)}
ثم أنزل الله في العهد المكي أيضاً قوله في سورة (الحجر / 15مصحف / 54نزول):
{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29)}
ولدى التأمل يظهر لنا احتمال قوي نرجحه، وهو أن الله تبارك وتعالى قد قال قولين للملائكة في زمنين.
فالمرة الأولى: حينما كان آدم في مرحلة الطين، والقول هو ما جاء في (سورة ص).
والمرة الثانية: حينما كان آدم في مرحلة الحمأ المسنون (أي المصور) أو في مرحلة جفاف الطينة التي اسودت وتغيرت رائحتها وصورت، فكانت بعد جفافها صلصالاً كالفخار، والقول هو ما جاء في سورة (الحجر)
* * *
المثال الثاني:
أنزل الله في العهد المكي قوله في سورة (الأنعام / 6 مصحف / 55نزول):
{وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (27) بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (28)}
ثم أنزل الله في العهد المكي قوله في سورة (المؤمنون / 23مصحف / 74نزول):
{حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم أنزل الله في العهد المكي قوله في سورة (السجدة / 32مصحف / 75نزول):
{وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ (12)}
هذه نصوص ثلاثة تحكي واقعاً سيتكرر حصوله في أزمنة ثلاثة:
فالكافر حينما يوقف على النار يوم الدين يتمنى أن يُردًّ إلى الدنيا ليكون من المؤمنين، ولكن لا يستجاب لأمانيه، فقد انتهى دور الامتحان، وجاء دور الجزاء.
وهذا الموقف هو ما جاء بيانه في سورة الأنعام.
والكافر عند الموت يقول: " رب ارجعونِ لعلي أعمل صالحاً فيما تركت" فيُرفض طلبه مع زجر، وهذا الموقف هو ما جاء بيانه في سورة المؤمنون.
والكافر في موقف الحساب يوم القيامة يقول مثال مقالته عند الموت، ولكن لا يلتفت إلى طلبه، لقد سبق أن رفض طلبه هذا.
وهكذا نلاحظ في هذه النصوص الثلاثة أنه لا تكرير فيها، لأن كل نص منها يتحدث عن موقف من المواقف، يضاف إلى ذلك قاعدة التكامل في هذه النصوص، ففي كل واحد منها دلالات انفراد بها كما، فيها تأكيد أصل فكرة الموضوع.
وقد أوفيت استيعاب نصوص هذا المثال مع شرحها في قاعدة تكامل النصوص القرآنية في الموضوعات التس اشتمل عليها القرآن المجيد، ويجد القارئ هنالك عدة أمثلة منها (1) (انظر الصفحات من (77ـ 82) من القاعدة السادسة.
* * *
رابعاً:
ومن أغراض التكرير قصد هدف من الأهداف التي يرمي إليها النص في كل مرة، لأن المناسبة استدعت قصد الهدف.
فمن النصوص البيانية ما له عدة أهداف، فيؤتى به في سياق ما لهدف منها، وفي سياق آخر لهدف آخر، وفي سياق ثالث لهدف ثالث، وهكذا.
إنَّ السياق مثلاً قد يستدعي الاستشهاد بجانب من جوانب قصة موسى مع قومه، فيؤتى بلمحات أساسيات منها،مع إبراز ما استدعاه هذا السياق الثاني،ليكون شاهداً أو عبرة للموضوع الذي جيء بالقصة من أجله.
وهكذا. فالقصة الواحدة قد يستشهد بها في عشرات من المناسبات المختلفة، إذْ فيها لكل مناسبة ما يصلح شاهداً أو عظة أو عبرة.
فلتمطين قلب الرسول والمؤمنين يؤتى بقصة موسى المنصور على فرعون وجنوده بتأييد الله لمن آمن معه.
ولخلع قلوب الجبابرة وجنودهم يؤتى بقصة موسى المنصور على فرعون وجنوده بالغرق ,
ولبيان دعوة الجبارين في الأرض إلى دين الله يؤتى بقصة فرعون موسى ودعوته لفرعون، وما جرى بينهما من مناظرات.
ولبيان سنةٍ من سنن الله في إمهال الذين كفروا وطغوا في الأرض، مع معالجة تأديبهم بالآيات والعقوبات الجزئية، يؤتى بقصة موسى مع قومه، وكيف تتابعت على قومه الآيات التسع.
وهكذا إلى غير ذلك من أهداف تستدعيها المناسبات، وهي أغراض تربوية، يظهر فيها توجيه الاهتمام في المرحلة التربوية للعناصر الملائمة لها من القصة.
* * *
خامساً: ومن أغراض التكرير متابعة الجرعات الدوائية، ويظهر هذا نصوص الأمر بالتقوى، وفي نصوص الترغيب والترهيب، وفي النصوص المبينة لأسس الاعتقاد الإيمانية، بغية تثبيتها وتمكينها.
فقد تستدعي الحكمة التربوية مع توجيه تكليف جديد تكرير التذكير بالتقوى، وتكرير الترغيب والترهيب، وتكرير ربط ذلك بما يوجبه الإيمان أو يستدعيه.
* * *
سادساً: ومن أغراض التكرير تحقيق جوانب بلاغية في النص، وهي لا تتحقق إلا بالتوزيع، إذْ تعرض الفكرة الواحدة بصور بلاغية مختلفة، مع مطابقة مقتضى الحال في كل منها.
وبذلك يتحقق الإعجاز التكاملي في القرآن المجيد، ومنه رواية القصة الواحدة بعبارات قليلات، وعبارات متوسطات الطول، وعبارت أطول، وفي مناسابات متعددات، وفي سور متابعدة التنزيل، وفي أزمنة مختلفة، دون أن تتعرض إلى اختلاف، بل تتكامل فيما بينها تكاملاً عجيباً، ومثل هذا لا يكون من بشر، لو كان من عند الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً.
* * *
الخلاصة: هكذا تكشفت لنا ستة أغراض التكرير في القرآن المجيد، مع تحقيق التأكيد لأصل الموضوع الذي تكررت فكرته، وقد يكتشف المتدبر المتتبع لأيات القرآن أغراضاً أخرى، كلها جديرة بالاعتبار، وبأن تقصد في كتاب عظيم معجز، فيه بيان، وتعليم، وتربية، وهداية، وتكاليف يحسن فيها التدرج، ووعد، ووعيد،وإنذار وبشارة، وجمع متشابك لهداية الناس أجمعين، وتوجيههم للصراط المستقيم، مع ما فيه من إقناع وجدليات، وغير ذلك من علوم إنسانية ونفسية،ومعارف عن الكون والوجود، والمبدأ، وواجبات رحلة الحياة، والمصير.
فمهما أمكن استبعاد فكرة التكرير لمجرد التأكيد كان ذلك هو الذي ينبغي تدبر القرآن بمقتضاه.
والبحث والتعمق في التأمل وإمعان التدبر، أمور كفيلة ـ بتوفيق الله ـ أن تكشف للفكر روائع جديدة في كتاب الله الحكيم، لم يسبق للمتدبرين أن تنبهوا لها.اهـ
(من كتاب قواعد التدبر الأمثل من صـ 307: 315 بحروفه)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[06 Jun 2009, 01:03 ص]ـ
قال شهاب الدين أحمد بن محمد بن عمرالخفاجي المصري الحنفي:
"وهكذا تكرير قوله: {فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}) استطراد لبيان ما سيأتي في سورة الرحمن يعني تكراره لما في كل جملة قبلها بما هو نعمة صريحة أو ضمنية فكرّر ذلك للتنبيه، والإيقاظ قال علم الهدى في الدرر، والغرر التكرار في سورة الرحمن إنما حسن للتقرير بالنعم المختلفة المعددة فكلما ذكر نعمة أنعم بها، وبخ على التكذيب بها كما يقول الرجل لغيره ألم أحسن إليك بأن خوّلتك في الأموال ألم أحسن إليك بأن فعلت بك كذا، وكذا فيحسن فيه التكرير لاختلاف ما يقرّر به، وهو كثير في كلام العرب، وأشعارهم ".اهـ
((حاشية الشهاب على تفسير البيضاوي (125/ 8))
وقال شيخ الإسلام / بدر الدين بن جماعة: (733 هـ):
مسألة:
قوله تعالى: (فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ). كرر ذلك إحدى وثلاثين مرة في هذه السورة؟.
جوابه:
أن المقصود بذلك التكرير التنبيه على شكر نعمة الله
تعالى، والتوكيد له.
((كشف المعانى فى المتشابه من المثانى (347))
ونقل الجمل في الحاشية عن شيخ الإسلام من كتابه " متشابه القرآن " ثم أورد رأي الخازن وهو:
"وكرر هذه الآية في هذه الصورة في أحد وثلاثين موضعاً تقريراً للنعمة وتأكيداً في التذكير بها , ثم عدد على الخلق آلاءه وفصل بين كل نعمتين بما ينبههم عليها ليفهمهم النعم ويقررهم بها كقول الرجل لمن أحسن إليه وتابع إليه بالأيادي وهو ينكرها ويكفرها ألم تكن فقيراً فأغنيتك أفتنكر هذا؟ الم تكن عرياناً فكسوتك أفتنكر هذا؟ ألم تكن حاملاً فعززتك أفتنكر هذا؟ ومثل هذا الكلام شائع في كلام العرب حسن تقريراً وذلك لأن الله تعالى ذكر في هذه السورة ما يدل على وحدانيته من خلق الإنسان وتعليمه البيان وخلق الشمس والقمر والسماء والأرض إلى غير ذلك مما أنعم به على خلقه وخاطب الجن والإنس فقال فبأي آلاء ربكما تكذبان من الأشياء المذكورة لأنها كلها منعم بها عليكم.". اهـ (لباب التأويل)(/)
الإعجاز القرآني في أسلوب العدول عن النظام التركيبي النحوي والبلاغي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Jun 2009, 11:49 ص]ـ
هذا كتاب صدر حديثاً عن دار الكتب العلمية ببيروت.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/74244a256b71bcff6.jpg
وهو رسالة علمية تقدم بها الباحث في اللغة العربية في العراق، وهي حديثة المناقشة والصدور 1429هـ.
وقد بدأ هذا الموضوع يأخذ حظه في كتابات الباحثين، وقد سبق أن طرح صديقنا الدكتور عبدالله الهتاري وفقه الله العديد من البحوث القيمة فيه، وطبعت رسالته للدكتوراه مؤخراً في موضوع العدول ودلالاته البلاغية.
ـ[د عبدالله الهتاري]ــــــــ[07 Jun 2009, 11:58 ص]ـ
بارك الله فيكم د عبد الرحمن أرجو منكم إفادتنا أين يباع الكتاب في المملكة لحرصي على الحصول عليه.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Jun 2009, 01:03 م]ـ
يباع في المكتبة التدمرية بالرياض، والرشد.(/)
النحو القرآني للدكتور إبراهيم سيد البليزي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Jun 2009, 11:57 ص]ـ
صدر كتاب
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/74244a256b723f771.jpg
مؤخراً عن دار المحدثين بالقاهرة، ويأتي ضمن المؤلفات المعاصرة التي تحاول ربط قواعد النحو بالقرآن الكريم استشهاداً وتقعيداً.(/)
حوار مع د. محمد قجوي حول (مناهج تفسير القرآن الكريم)
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[04 Jun 2009, 07:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا نص حوار حر - الأسئلة من طرف رواد الموقع - أجرته الرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب مع الدكتور محمد قجوي، أستاذ التفسير وعلوم القرآن، كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط ـ أكدال.
تحت عنوان: مناهج تفسير القرآن الكريم
إن ثراء العبارة القرآنية، واتساع آفاق النص القرآني، لممّا يفتح الباب أمام تعدد مناهج التفسير وتنوع طرائق نقد النصوص، وثراء أدوات استبانة مواطن الإعجاز في الكتاب الخاتم. بل إن عمق وخصب النص القرآني قد مكّنا من إغناء مناهج التفسير وأفسحا المجالات أمام ارتياد آفاق جديدة تفتّق عنها الفكر الإنساني، للإفادة منها في تبيّن المزيد من معاني وأبعاد كتاب الله.
والناظر في المكتبة التفسيرية يدرك أن العلماء بذلوا وسعهم، واجتهدوا ما استطاعوا ليحيطوا علما بما في القرآن الكريم، قصد استخراج واستنباط الأحكام الشرعية والوصول إلى المقاصد العليا الحاكمة التي تسري في الكتاب الخاتم. وقد تعددت مناهجهم في محاولة بيان مراد الله تعالى من كلامه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، كما أنهم تفاوتوا في الفهوم، من خلال التعامل مع النقول، واستنباط المعاني التي توصلت إليها العقول .. مما أفرز لنا عددا كبيرا من التفاسير يصعب حصرها، فضلا عن دراستها وتقويمها.
ماذا نعني بمناهج التفسير؟ وإلى أي حد استطاعت هذه المناهج الكشف عن مدلولات الكتاب الخاتم؟ وكيف كانت معاينتها للنص القرآني المتجدد؟ كيف يمكن الاستفادة من مناهج العلوم الإنسانية في توسيع دائرة التفسير ليشمل آفاقا أوسع؟
يسر موقع الرابطة المحمدية للعلماء أن يستضيف في حواره الحي لهذا الأسبوع، الدكتور محمد قجوي، أستاذ التفسير وعلوم القرآن، كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط ـ أكدال
س: ماذا نعني بمناهج التفسير؟
ج: المناهج لغة: من نهج وأنهج أي وضح، والمنهج والمنهاج والنهج الطريق الواضح، ويعني أيضا الخطة العلمية الواضحة.
وفي المصطلح المنهج هو الخطة العلمية الواضحة المعتمدة في الدراسة، وهي عبارة عن قواعد وضوابط تتحكم في هذه الدراسة، وبناءا على هذا فمناهج التفسير هي الخطة العلمية الواضحة المعتمدة في فهم كتاب الله وبيان أحكامه المستمدة من علم التفسير وأصوله، ومناهج التفسير كثيرة ومتنوعة؛ منها التفسير بالمأثور، والتفسير بالرأي، والتفسير الفقهي، والتفسير الموضوعي، والتفسير العلمي، والتفسير الصوفي وغيرها.
س: متى ظهر اسم مناهج التفسير؟ وما الفرق بينه وبين مدارس التفسير؟
ج: بالنسبة للزمن الذي ظهر فيه هذا المصطلح يصعب تحديده لما يحتاجه الأمر من تقص تام لاستعمال هذا المصطلح، أما الفرق بينه وبين المدارس؛ فالمدرسة أعم من المنهج، لأن لكل مدرسة منهجا تتميز به في فهم كتاب الله واستنباط أحكامه. فبينهما عموم وخصوص.
س: إذا كانت جميع مدارس التفسير لا تخرج عما سار عليه الأولون فيما يتعلق بتفسير معاني القرآن الحكيم من متفق عليه [تفسير القرآن بالقرآن، ثم بالسنة، وبأقوال الصحابة والتابعين (ض)] ومختلف فيه [باجتهاد المفسيرين المتوفرين على شروط وآداب المفسر] فهل يمكن دكتور فضلا منكم، أن يخضع التفسير لظروف كل بلد وتمشيا مع مستجدات قضايا وعلوم كل عصر من العصور، علما أن مدارس التفسير في مكة والمدينة والكوفة،،،الخ، كانت لكل منها مميزاتها وظروفها؟
ج: ما تقدمتهم به بخصوص الأصول المعتمدة في فهم القرآن الكريم من تفسير القرآن بالقرآن، وبالسنة، وبأقوال الصحابة والتابعين، فهذه أصول ثابتة لا تتغير يلزم كل مفسر أن يستفيد منها وأن يراعيها في الفهم، أما ما يتعلق بالاجتهاد واستيعاب المستجدات الطارئة في كل عصر، فهذا لا يتنافى إطلاقا مع هذه الأصول؛ لأن الأصول معينة على الفهم، والاجتهاد متوقف على الاستنباط بعد هذا الفهم، ولا بأس في ذلك من الاستعانة بالعلوم المستجدة إذا كانت لا تتنافى مع هذه الأصول.
س: لقد ظهرت في تاريخ الأمة مدارس متعددة ومتنوعة، تختلف في درجة قربها من الكتاب الكريم، فنجد مدرسة التفسير الفقهي، ومدرسة التفسير البياني، ومدرسة التفسير الإشاري، وغيرها من المدارس، كيف تقيمون عطاء هذه المدارس؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ج: هذا سؤال هام جدا، والإجابة التفصيلية عنه تحتاج لوقت أطول؛ وجملة القول في ذلك أن تاريخ التفسير عرف مدارس كثيرة، لم يحظ جميعها بالرضا والقبول لدى علماء هذا الفن، فكلما كانت هذه المدارس ملتزمة بأصول التفسير وضوابطه العلمية المعتمدة عند العلماء كلما كان إنتاجها سليما مقبولا، وكلما قصرت في الالتزام بهذه الأصول والضوابط كلما خرجت عن الصواب وتعرضت للنقد.
س: إلى أي حد استطاعت هذه المناهج الكشف عن مدلولات الكتاب الخاتم؟ وكيف كانت معاينتها للنص القرآني المتجدد؟
ج: المناهج المعتمدة في تفسير القرآن كما ذكرنا سالفا متنوعة كل منها قد اعتمد أداة علمية في الفهم والاستنباط، فأصحاب التفسير بالمأثور مثلا اعتمدوا تفسير القرآن بالقرآن، وبالسنة، وبأقوال الصحابة والتابعين، نظرا لقيمة هذه الأصول في الفهم والتفسير، وأصحاب التفسير اللغوي اعتمدوا اللغة في الفهم لأنها لغة القرآن، وأصحاب التفسير الفقهي اعتمدوا القواعد الأصولية والفقهية في استنباط أحكام القرآن، وهكذا نلاحظ هذا التنوع في الأداة العلمية المعتمدة وفي الجوانب المقصودة بالبيان أيضا، وكلما تتبعنا هذه المناهج كلما ازداد التنوع في الأدوات العلمية المعتمدة وفي الجوانب المقصودة في التفسير ...
س: في نظركم ماهي ماهي المخطوطات المالكية في علم التفسير التي يجب أن توجه إليها عناية الباحثين لتحقيقها وطبعها؟
ج: التراث التفسيري الفقهي المالكي كثير متنوع حسب الجهة التي ينتمي إليها؛ فهناك مصنفات صنفها المالكية في الغرب الإسلامي ومصنفات أخرى صنفها المالكية في العراق وغيرها من المناطق الإسلامية، والعناية بهذا التراث تكشيفا وتعريفا وتحقيقا ودراسة من البحوث العلمية الهامة، وهذا يلزم الباحث بعد التكشيف والفهرسة الاطلاع على هذه المخطوطات وتحديد ما يصلح منها لهذا العمل وما لا يصلح، وفي هذا الباب يمكن أن نقترح بالإضافة إلى مدرسة الأندلس مدرسة العراق، ومخطوطاتها المالكية ...
س: كلما ذكر التفسير في تراثنا الإسلامي إلا وذكرت معه قضية الإسرائيليات. ولعلك استاذي تعلم أن تفسير الطبري، وهو إمام مدرسة التفسير بالمأثور، قد أجري حوله ما يزيد على 20 رسالة جامعية، ما بين ماجستير ودكتوراه بغية تنقيته من الإسرائليات، فما هو حجم هذه الإسرائيليات في تراثنا التفسيري؟ وكيف ومتى دخلت إليه؟ وكيف السبيل إلى تنقية هذا التراث منها؟
ج: الإسرائيليات مصدر قديم من مصادر التفسير، ظهر مع الصحابة رضوان الله عليهم، عندما كانوا يرجعون إلى مسلمة أهل الكتاب للاستئناس برواياتهم في بسط مختصر قصص القرآن، ولم يكونوا يعتمدون هذا المصدر في تأصيل عقيدتهم ولا استنباط أحكامهم الشرعية، ولذلك درج المفسرون بعدهم على اعتماد هذا المصدر في هذا الباب بالضبط، إلا أن الأمر استفحل أكثر مع بعض المفسرين الذين بالغوا في اعتماد هذه الروايات إلى درجة الاصطدام مع بقية الأصول العلمية المعتمدة؛ كالتعارض مثلا مع عصمة الأنبياء ونحو ذلك ... فصار من الضروري تنقية التفسير من هذه الروايات التي تتعارض مع دلالات القرآن وشواهد السنة ودلالة اللغة العربية، والسبيل إلى ذلك البحوث العلمية المجددة لعلم التفسير.
س: إن تقويم أي عمل تفسيري ينطلق من معرفة طبيعة العلاقةبين المكونات الثلاث التالية: الأصول والمنهج والمفسر؛ فهي التربة الحاضنة لأي عمل تفسيري، وأي خلل في العلاقة بينها، يؤدي حتما إلى خلل في العمل التفسيري قد تتباين مظاهره بحسب نوع الخلل ومداه.
والناظر في التراث التفسيري، يمكنه بوضوح أن يلحظ مدى الخلل الموجود فيه بسبب عدم التوازن بين المكونات الثلاثة. ما هي في نظركم أستاذي الكريم أسباب هذا الخلل؟ وكيف السبيل إلى تجاوزها؟
ج: هذا سؤال هام جدا؛ لأنه يلخص سبب الخلل الذي يظهر أحيانا في مسيرة التفسير، فإذا أردنا أن نجمل الكلام عن هذا الخلل فهو يقع إما من جهة التقصير في اعتماد الأصول العلمية المعتبرة عند علماء التفسير سلفا وخلفا، وإما من جهة المنهج الذي لا يتناسب مع خصوصية الكتاب المقدس، وإما من جهة المفسر الذي لا يكون من أهل هذا العلم، أو يتحكم فيه مذهبه ... والسبيل إلى تجاوز هذا الخلل هو الاحتكام إلى أصول هذا العلم وقواعده، فهو الميزان الذي نميز به بين الصحيح والسقيم من الآراء والتفسيرات.
س: كيف تقيمون أستاذي محمد قجوي الدراسات العلمية التي عرفها مجال البحث الأكاديمي في الدراسات القرآنية وفي التراث التفسيري على الخصوص، سواء تعلق الأمر بالجامعات المغربية، أو تعلق بالجامعات العربية، أو تعلق بالجامعات الغربية؟
ج: عرفت الدراسات القرآنية عموما والتفسيرية خصوصا رواجا كبيرا في البحث الأكاديمي، وقد تنوعت هذه الدراسات من حيث الجوانب التي تناولتها من كتاب الله عز وجل فمنها: الدراسات التي عنيت بالجانب اللغوي في القرآن، ومنها الدراسات التي عنيت بمواضيعه وقضاياه، ومنها الدراسات التي عنيت بالجوانب المنهجية في التفسير، وهذا يشكل رصيدا علميا هاما يدل على العناية الدائمة بالقرآن الكريم. ونرجو بعد هذا التطور في التواصل بواسطة الشبكة العنكبوتية أن نتجاوز التكرار في هذه البحوث ويبني كل باحث على خلاصة من تقدمه.
س: نشكر جزيل الشكر موقع الرابطة المحمدية للعلماء، ونشكر كذلك الضيف الكريم الدكتور محمد قجوي.
سؤالي، هناك مقولة تقول أن التفسير هو اول العلوم ظهورا، ما مدى صحتها؟
ج: يمكن أن تقول ذلك بخصوص العلوم الإسلامية؛ لأن أول من باشر التفسير هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا متقدم في تاريخ العلوم الإسلامية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[04 Jun 2009, 08:39 م]ـ
شكر الله لكم حسن مقالكم وإفادتكم
وجعل ذلك في موازين حسناتكم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Jun 2009, 05:39 ص]ـ
أشكر أخي الأستاذ يوسف محمد مازي على نقله هذا الحوار، وقد لاحظت الاختصار الشديد في الإجابات من الدكتور محمد قجوي، مع جودة الأسئلة وإمكانية التفصيل في الأجوبة من قبل الضيف الكريم وفقه الله ونفع به. ولعل مقتضى الحال هو الذي اقتضى من الدكتور محمد هذا الاختصار في الجواب.
والدكتور محمد قجوي له رسالة في (تفسير القرآن بالقرآن) ومنهجه، وهي جديرة بالنشر والطباعة، وليته يقوم بطباعتها لينتفع بها طلبة العلم. وقد قام بعرضها في ملتقى الرسائل الجامعية أستاذنا الأستاذ الدكتور أحمد بزوي الضاوي حفظه الله على هذا الرابط
عرض رسالة الدكتوراه: (تفسير القرآن بالقرآن) للأستاذ الدكتور محمد قجوي ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=52567)
وأرجو منكم يا شيخ يوسف - إن كان لكم به صلة - دعوة الدكتور محمد قجوي للتواصل معنا في ملتقى أهل التفسير ونشر أبحاثه ومقالاته هنا للإفادة منها.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[07 Jun 2009, 04:45 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
س: إذا كانت جميع مدارس التفسير لا تخرج عما سار عليه الأولون فيما يتعلق بتفسير معاني القرآن الحكيم من متفق عليه [تفسير القرآن بالقرآن، ثم بالسنة، وبأقوال الصحابة والتابعين (ض)] ومختلف فيه [باجتهاد المفسيرين المتوفرين على شروط وآداب المفسر] فهل يمكن دكتور فضلا منكم، أن يخضع التفسير لظروف كل بلد وتمشيا مع مستجدات قضايا وعلوم كل عصر من العصور، علما أن مدارس التفسير في مكة والمدينة والكوفة،،،الخ، كانت لكل منها مميزاتها وظروفها؟
ج: ما تقدمتهم به بخصوص الأصول المعتمدة في فهم القرآن الكريم من تفسير القرآن بالقرآن، وبالسنة، وبأقوال الصحابة والتابعين، فهذه أصول ثابتة لا تتغير يلزم كل مفسر أن يستفيد منها وأن يراعيها في الفهم، أما ما يتعلق بالاجتهاد واستيعاب المستجدات الطارئة في كل عصر، فهذا لا يتنافى إطلاقا مع هذه الأصول؛ لأن الأصول معينة على الفهم، والاجتهاد متوقف على الاستنباط بعد هذا الفهم، ولا بأس في ذلك من الاستعانة بالعلوم المستجدة إذا كانت لا تتنافى مع هذه الأصول.
جزاكم الله خيرا على هذا النقل المفيد أخي الكريم.
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[08 Jun 2009, 02:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزى الله خيرا مشايخنا وأساتذتنا على الاهتمام بالعلم وأهله.
شيخنا عبد الرحمن حفظك الله، سأحاول بحول الله تعالى الاتصال بالدكتور إن شاء الله تعالى فور انتهائنا من مسؤوليات اختبارات الطلبة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Jun 2009, 11:36 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزى الله خيرا مشايخنا وأساتذتنا على الاهتمام بالعلم وأهله.
شيخنا عبد الرحمن حفظك الله، سأحاول بحول الله تعالى الاتصال بالدكتور إن شاء الله تعالى فور انتهائنا من مسؤوليات اختبارات الطلبة.
أحسن الله إليك، ووفقك لكل خير. ونحن في انتظاركما.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[11 Jun 2009, 02:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الإخوة الأفاضل السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أشكركم أخي الكريم يوسف محمد مازي ـ حفظه الله ـ على هذه الالتفاتة الكريمة، التي ذكرتنا بأخ عزيز نكن له الحب و التقدير،إنه الأستاذ الدكتور محمد قجوي ـ حفظه الله ـ، الذي عاشرناه سنوات طوال كزميل لنا في شعبة الدراسات الإسلامية في الجديدة، و لمسنا فيه دماثة الأخلاق، وكفاءة علمية.
وأنا أساند أخي الفاضل الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الشهري ـ حفظه الله ـ لدعوة أخينا الكريم للمساهمة في الموقع، للاستفادة من علمه و خبرته.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.(/)
مجموعة أبحاث محكمة في التفسير للأستاذ الدكتور علي التويجري حفظه الله
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[04 Jun 2009, 10:24 م]ـ
هذه مجموعة أبحاث تفسيرية محكَّمَة لأستاذنا الدكتور علي بن غازي التويجري وفقه الله , أستاذ الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة , ومحقق كتاب (نكت القرآن) للإمام القصَّاب رحمه الله.
وقد تكرم الشيخ الفاضل بإرسالها للنشر والفائدة العامة , فجزاه الله خيراً , وأحسن إليه.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[04 Jun 2009, 10:35 م]ـ
هذه مجموعة أبحاث تفسيرية محكَّمَة لأستاذنا الدكتور علي بن غازي التويجري وفقه الله , أستاذ الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
شكر الله للاستاذ الدكتور تفضله، والشكر موصول للشيخ نايف وفقه.
ـ[رأفت المصري]ــــــــ[05 Jun 2009, 06:03 م]ـ
جزاكم الله خيراً كثيراً، فقد أفدتمونا؛ نفع الله بكم.
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[06 Jun 2009, 10:09 م]ـ
جزى الله فضيلة الدكتور علي التويجري خير الجزاء وأوفاه على هذا الجود بالعلم وزاده من فضله كما نشكر أخانا الكريم أبا بيان على هذه التحف ونرجوه المزيد منها.(/)
آياتنا كلها
ـ[أبو المنذر]ــــــــ[05 Jun 2009, 01:27 م]ـ
وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آَيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى (56) طه
ما المقصود " كلها " هل التي أتى بها موسى عليه الصلاة والسلام أم آيات أخر.
ارجو التفصيل مأجورين.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[05 Jun 2009, 02:45 م]ـ
وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آَيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى (56) طه
ما المقصود بـ " كلها " هل هي التي أتى بها موسى عليه الصلاة والسلام أم آيات أخر. ارجو التفصيل مأجورين.
حياكم الله يا أخانا أبا المنذر وأقول: إن زبدة ما قيل للإجابة عن المقصود بـ "بالآيات كلها " ـ وهي بداهة تخص نبي الله موسى وحده دون غيره من الأنبياء إذ المقام والمقال يخصه هو ويخص الآيات المعهودة التي وقعت على يديه في مواجهة فرعون لا غيره ـ ما جاء عند العلامة ابن عاشور ـ رحمه الله حيث قال:
" وإضافة (آيات) إلى ضمير الجلالة هنا يفيد تعريفاً لآيات معهودة، فإن تعريف الجمع بالإضافة يأتي لما يأتي له التعريف باللاّم يكون للعهد ويكون للاستغراق، والمقصود هنا الأول ـ أي العهد، أي:
أرينا فرعون آياتنا التي جرت على يد موسى، وهي المذكورة في قوله تعالى: {في تسع آيات إلى فرعون وقومه} [النمل: 12]. وهي انقلاب العصا حيّة
وتبدّل لون اليد بيضاء
وسِنُو القحط
والجراد
والقُمَّل
والضفادع
والدم
والطوفان
وانفلاق البحر
وقد استمر تكذيبه بعد جميعها حتى لما رأى انفلاق البحر اقتحمه طمعاً للظفر ببني إسرائيل.
وتأكيد الآيات بأداة التوكيد {كُلَّها} لزيادة التعجيب من عناده.
ونظيره قوله تعالى: {ولقد جاء آل فرعون النذر كذبوا بآياتنا كلها} في سورة القمر (41، 42).
وظاهر صنيع المفسرين أنهم جعلوا جملة ولَقَدْ أريناهُ ءاياتنا} عطفاً على جملة {قال فمن ربكما يا موسى} [طه: 49]، وجملة {قال فمن ربكما} بياناً لجملة {فَكَذَّبَ وأبى}. فيستلزم ذلك أن يكون عزم فرعون على إحضار السحرة متأخّراً عن إرادة الآيات كلها فوقعوا في إشكال صحة التعميم في قوله تعالى: {آياتِنَا كُلَّهَا.} وكيف يكون ذلك قبل اعتراف السحرة بأنهم غلبوا مع أن كثيراً من الآيات إنما ظهر بعد زمن طويل مثل: سني القحط، والدم، وانفلاق البحر. وهذا الحمل لا داعي إليه لأنّ العطف بالواو لا يقتضي ترتيباً.
قلت: وقول ابن عاشور وظاهر صنيع المفسرين .... الخ يشير إلى من اجتهد من المفسرين في بيان الآيتين {اليد والعصا} وكونهما أتيا في صورة الجمع كالآلوسي الذي قال:" وصيغة الجمع مع كونهما اثنتين إما لأن إطلاق الجمع على الاثنين شائع على ما قيل أو باعتبار ما في تضاعيفهما من بدائع الأمور التي كل منها آية بينة لقوم يعقلون وقد ظهر عند فرعون أمور أخر كل منها داهية دهياء ... كذا صاحب البحر وغيرهم.
وقد تكون الإجابة على سؤال أخي الكريم " أبو المنذر " متحققة في أول سطرين من مشاركتى فالمعذرة على الزيادة ولعلها تحمل إفادة.
والله ولي التوفيق
ـ[أبو المنذر]ــــــــ[05 Jun 2009, 07:49 م]ـ
د. خضر - بارك الله فيكم وفي علمكم - إجابتكم شافية بإذن الله تعالى أما الزيادة التي
تحمل الفائدة فحولها ندندن
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[06 Jun 2009, 10:32 م]ـ
الأخ الكريم (أبو المنذر) حفظه الله
إضافة إلى كلام الدكتور خضر حفظه الله، أحب أن أدلي بدلوي في فهم الآية الكريمة، وقد ناقشتها ــ بعد أن طرحتَ سؤالك ــ مع شيخي وإليك الخلاصة:
"وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آَيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى": عندما نقول:" قَدّمنا لهيئة المحكمة الإثباتات كلها"، فإنّما نقصد أن نقول إن الإثباتات المطلوبة قُدّمت كلها، أي أن الحجة كاملة غير ناقصة. ولا يعني ذلك أن نحشد كل ما يمكن أن يكون إثبات، لأن الزيادة على ما هو إثبات كامل يصبح من قبيل اللغو.
والآية الكريمة تنص على أن الله تعالى أرى فرعون الأدلة كلها، أي التي تقوم بها الحجة الكاملة. وقد تكون هناك أدلة لا يرتقي وعي فرعون إلى مستوى إدراكها فلا تلزمه، وإن كانت أقوى من غيرها، وإنما يَلزمه ما يُلزِمهُ الحجة.(/)
تفسير ابن القيم لقوله تعالى: (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ)
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[05 Jun 2009, 02:47 م]ـ
قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) [آل عمران: 102]
وقال تعالى: (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) [الحج: 78]
قال الامام بن القيم رحمه الله في كتابه زاد المعاد:
وأمرهم أن يُجاهدوا فيه حقَّ جهاده، كما أمرهم أن يتَّقوه حقَّ تُقاته، وكما أن حقَّ تُقاته أن يُطاع فلا يُعصى، ويُذكَرَ فلا يُنسى، ويُشكَر فلا يُكفر، فحقُّ جهاده أن يُجاهِدَ العبد نفسَه لِيُسْلِم قلبه ولِسانه وجوارِحه للهِ فيكون كُلُّه لله، وباللهِ، لا لنفسِه، ولا بنفسه، ويُجاهدَ شيطانه بتكذِيبِ وعدِهِ، ومعصيةِ أمرهِ، وارتكابِ نهيه، فإنه يَعِدُ الأمانِىَّ، ويُمَنِّى الغُرورَ، ويَعِدُ الفقَر، ويأمرُ بالفحشاء، وينهى عن التُّقى والهُدى، والعِفة والصبرِ، وأخلاقِ الإيمان كُلِّهَا، فجاهده بتكذِيبِ وعده، ومعصيةِ أمره، فينشأُ له من هذين الجهادين قوةٌ وسلطان، وعُدَّة يُجاهد بها أعداءَ اللهِ في الخارج بقلبه ولسانه ويده ومالِه، لتِكونَ كلمةُ الله هي العليا.
واختلفت عباراتُ السَلَف في حقِّ الجهاد:
فقال ابن عباس: (هو استفراغُ الطاقة فيه، وألا يَخافَ في اللهِ لومةَ لائم). وقال مقاتل: (اعملوا للهِ حقَّ عمله، واعبدُوه حقَّ عِبادته). وقال عبد الله بنُ المبارك: (هو مجاهدةُ النفس والهوى). ولم يُصِبْ مَن قال: إن الآيتين منسوختان لظنه أنهما تضمنتا الأمر بما لا يُطاق، وحقّ تُقاته وحقّ جهاده: هو ما يُطيقه كلُّ عبد في نفسه، وذلك يختِلف باختلافِ أحوال المكلَّفين في القُدرةِ، والعجزِ، والعلمِ، والجهلِ. فحقُّ التقوى، وحقُّ الجهاد بالنسبة إلى القادر المتمكن العالِم شىء، وبالنسبة إلى العاجز الجاهل الضعيف شىء.
وتأمل كيف عقَّب الأمر بذلك بقوله: {هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ في الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: 78] والحَرَج: الضِّيقُ، بل جعله واسعاً يسَعُ كُلّ أحد، كما جعل رِزقه يسع كُلّ حى، وكلَّف العبدَ بما يسعه العبدُ، ورزق العَبدَ ما يسعُ العبد، فهو يسعُ تكليفَه، ويسعه رزقُهُ، وما جعل على عبده في الدين من حَرَج بوجه ما، قال النبىُّ صلى الله عليه وسلم: (بُعِثْتُ بِالحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ) أى: بالمِلَّة، فهى حنيفيَّة في التوحيد، سمحَةٌ في العمل.
وقد وسَّع الله سبحانه وتعالى على عباده غايةَ التَّوسِعة في دينه، ورِزقْه، وعفوه، ومغفرتِهِ، وبسط عليهم التوبةَ ما دامت الروحُ في الجسد، وفتح لهم باباً لها لا يُغْلِقُهُ عنهم إلى أن تَطْلُعَ الشمسُ مِن مَغربها، وجعلَ لكلِّ سيئة كفارةً تُكفرها من توبة، أو صدقة، أو حسنة ماحية، أو مُصيبة مُكَفِّرة، وجَعل بكل ما حرَّم عليهم عِوضاً مِن الحلال أنفعَ لهم منه، وأطيَبَ، وألذَّ، فيقومُ مقامه لِيستغنى العبدُ عن الحرام، ويسعه الحلال، فلا يَضيقُ عنه، وجعل لِكل عُسْرٍ يمتحنُهم به يُسراً قبله، ويُسراً بعده، (فلن يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسرَيْنِ) فإذَا كان هذا شأنه سبحانه مع عباده، فكيف يُكلِّفُهم ما لا يسعهم فضلاً عما لا يُطيقونه ولا يقدِرُونَ عليه. أ هـ(/)
القضايا المركزية في القرآن
ـ[عبدالله الفرحان]ــــــــ[05 Jun 2009, 05:16 م]ـ
الحمد لله وبعد
فإنه لايخفاكم مدى أهمية النظرية الكلية في فهم النصوص وفي تدبرها, وليس من نظر للجزئى وأغرق فيه ينال حقيقة مراد صاحب النص إذ آحاد الجزئيات لا تعطى مراد الكلي مالم تجمع.
وهذا عند التحقيق لا وجود له عند البعض، ولهذا يخطئ من يحصر أو يظن أن مفهوم التدبر هو الوقوف عند بعض الآيات والتفتيش فيها فهذا أقرب إلى الاستنباط منه إلى التدبر.
والمقصود هنا أن الترتيب المنطقى للتفكير حال التدبر قاعدة مهمة لايتصور التدبر بدونها فليس من أراد تدبر آية ما بلا معرفة لمقصد السورة كمن عرف.
ومن هنا يكشف لك سر اندراج قوله تعالى: (حافظوا على الصلوات ... ) الاية في سياق آيات الطلاق.
إذا تقرر هذا فإن خير ما يعين على التدبر هو ماقررناه بل هو المتعين ومن ثم كان هذا الموضوع الذي أتى على جهة التذكرة وهو أيضاً من طرف الذهن لا من صميمه.
(القضايا المركزية):-
قال الشيخ شمس الدين ابن القيم: وغالب سور القران بل كل سورة في القران فهي متضمنة لنوعي التوحيد بل نقول قولا كليآ:إن كل آية في القران فهي متضمنة للتوحيد شاهدة به داعية إليه انتهى.
وتفسير هذا واضح لمن تأمله وهذا هو الصحيح في هذا المقام وما ياتي بعده فرع عنه.
وقرر الغزالي صاحب: (المحاور الخمسة للقرآن الكريم) أنها الله الواحد، والكون الدال على خالقه والقصص القراني والبعث والجزاء والتربية والتشريع.
وعندي أنها كالتالي: مفهوم العقيدة/مفهوم تربية الفرد والمجتمع/مفهوم التشريع/جزاء المكلفين/مفهوم العبودية ودعائمها.
ودخل بقولنا مفهوم ما نص عليه وما يخدمه
واعتبار هده القضايا حال قراءتك أكبر معين - كما تقدم- على التدبر ومن ثم العمل.
فانت إذا عرفت أن سورة فصلت أو يس تتكلم عن العقيدة في المقام الاول فاعلم أن مايأتي في ثنايا هذه السورة مما يظهر على خلاف مقصدها العام فهو خادم لهذا المقصد ويدعو له
(اعتبارات ينبغي ان تراعى حال التدبر):-
1/الوحدة الموضوعية للسورة
2/تنوع المخاطبين
3/مراتب المطالب على العبيد
4/تناسب الفقرات والتقديم والتأخير
5/مفهوم التكرار وأن التكرار إنما هو لقيام مقتضيه
6/تصنيف الوسائل والغايات
7/مراحل النزول
8/أسباب النزول ونظيرها في واقعنا
9/الجدل في القران والتعامل مع المخالف
10/عبودية المكلف وأثرها في التدبر
وانت جرب هدا مع كل سورة وآية واعتبر ما ذكر ولاحظه.
(تتمة):-
وأنا أختم مقالتي هذه باعتذار، فإن ما كتبته أتى أشبه بالخاطرة وأسأل الله أن ييسر تكملته بإذن الله
ولهذا قد لايتضح المراد عند البعض لكن الامور بمقاصدها
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Jun 2009, 05:34 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي العزيز ونفع بعلمكم.
وليتك - إذا تيسر لك فسحة من الوقت - أن تزيد هذه القضايا بياناً، وتبين بالأمثلة هذه القضايا. وتبين لنا سبب مخالفتك للغزالي في استنباط محاور القرآن التي ذكرتموها. والفرق بين ما ذكره في محاوره وما تفضلتم بذكره.
ثم بيان وجه هذه الاعتبارات التي ينبغي أن تراعى حال التدبر.
نفع الله بكم، وجعلنا جميعاً من المتدبرين للقرآن والعاملين به على الوجه الذي يرضيه عنا سبحانه وتعالى.
ـ[عبدالله الفرحان]ــــــــ[06 Jun 2009, 12:33 م]ـ
بأدن الله شيخنا عبدالرحمن
وارجو من الاخوة مشاركتي وابداء ماعندهم في الموضوع(/)
موقع متخصص بتراث وأبحاث العلامة عبدالحميد الفراهي (1280 - 1349هـ) رحمه الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Jun 2009, 05:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أفادني أخي العزيز الأستاذ عبدالرحمن الحاج برابط الكتروني لموقع مختص بتراث الإمام عبدالحميد الفراهي الهندي المولود عام 1280هـ والمتوفى سنة 1349هـ بعد حياة حافلة بالبحث العلمي والإبداع فيه وتقديم الجديد والمفيد في كثير من الأبحاث التي عَرضَ لها في مؤلفاته ودروسه.
وهو من العلماء المتأخرين القلائل الذين أتوا بالجديد في مؤلفاتهم، من حيث المنهجية العلمية التي عالجوا بها العلم، وقد كان نصيب القرآن وعلومه كبيراً من تلك الدراسات. وأنا من المحبين لتراث هذا الإمام، والناصحين بقراءة كتبه ورسائله على ندرتها وقلة انتشارها بين أيدي طلبة العلم.
وقد كنت اتفقت مع أخي العزيز الدكتور محمد أجمل الإصلاحي على نشر كتابه (جمهرة البلاغة) وقمت بنسخه منذ زمن، ولا زلت أراجعه وأردد النظر فيه لإخراجه لطلبة العلم، غير أنه لما فيه من الإبداع والجديد من جهة، وعدم اكتماله من جهة أخرى تأخرت كثيراً في إنجازه. وهذه من مشكلات أغلب مؤلفات الفراهي رحمه الله، وهو أنها غير مكتملة، وإنما هي أجزاء من مشروعات علمية لم تكتمل. وهو يكتب بطريقة فيها الكثير من إعمال الذهن والاستنباط الذي لا يحسنه إلا أمثاله من العلماء الأذكياء، ولذلك يصعب على أي باحث أن يكمل مشروعاته.
هذه هدية قيمة لطلبة العلم حقاً أن يكون للفراهي موقع على شبكة الانترنت ينشر فيه جميع مؤلفاته ورسائله وأبحاثه والبحوث والدراسات التي كتبت عنه أو استمدت منهجيتها من منهجيته التي دعا إليها كما يفعل الدكتور سبحاني، وذلك لندرة كتب الفراهي وقلة انتشارها في المكتبات. نسأل الله أن يجزل المثوبة لمن أنشأه ولمن دل عليه، والسلام.
عنوان الموقع:
نظام القرآن ( http://nizamulquran.org/index.html)
الرياض في 13/ 6/1430هـ
ـ[رأفت المصري]ــــــــ[06 Jun 2009, 01:46 م]ـ
جزاكم الله خيراً ..
بعض كتبه ممّا أرهقني البحث عنه فترةً من الزمان؛ وخصوصاً ما يتعلّقُ بنظام القرآن.
وكلّ شيءٍ بقدر، فلله الحمد في الأولى والآخرة، ونفع الله بكم فضيلة الدكتور ..
ففوائدكم لآلئ لا تزال تتوافد علينا، فتسرّ العيون لرؤيتها، وتسرُّ القلوب اغتباطاً بمعرفتها.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[10 Jun 2009, 01:08 ص]ـ
ما شاء الله تبارك الله , الحمد لله على تيسيره للعلم في هذا الزمان.
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[10 Jun 2009, 09:43 ص]ـ
أحسن الله إليك يا أبا عبد الله
ولكن هل من سبيل إلى تحميل كتبه لتعم الفائدة يا ترى؟
ـ[أبو المهند]ــــــــ[11 Jun 2009, 12:00 ص]ـ
.
بارك الله فيك يا دكتور عبد الرحمن وبشرك بكل خير، وكما قال الدكتور فرحات إن الفراهي مع ثراء حياته العلمية لا يعرفه كثير من أهل العلم، وقد صدق.
وأرى أنه قد آن الآوان لبيان جهود هذا العالم المتميز من خلال هذا الموقع الواعد.
والله الموفق.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Jul 2009, 03:02 م]ـ
قمتُ بالتعريف بالإمام الفراهي وكتبه ولا سيما في الدراسات القرآنية، في حلقتين من برنامج (الدراسات القرآنية) في إذاعة القرآن الكريم، من باب الوفاء بحقه والتعريف بهذا الإمام الجهبذ الذي لا يعرفه كثير من المعاصرين رحمه الله وغفر له، وجزاه عنا وعن العلم خير الجزاء.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[30 Jul 2009, 10:47 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا دكتور عبد الرحمن، ومعرفة بالعلماء ودراسة سيرهم من أنفع ما يتقوى به طالب العلم على سيره ...
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[31 Jul 2009, 07:00 ص]ـ
جزاك الله خير شيخنا الحبيب فقد كشفت لنا عن درة علمية، وشجرة وارف ظلها، طيب ثمرها، وحبذا - إن أمكن - الحصول على تسجيل الحلقتين المعنيتين، بوضعها هنا ليستفيد منها الجميع.
ـ[نعيمان]ــــــــ[24 Jun 2010, 11:21 م]ـ
.
بارك الله فيك يا دكتور عبد الرحمن وبشرك بكل خير، وكما قال الدكتور فرحات إن الفراهي مع ثراء حياته العلمية لا يعرفه كثير من أهل العلم، وقد صدق.
وأرى أنه قد آن الآوان لبيان جهود هذا العالم المتميز من خلال هذا الموقع الواعد.
والله الموفق.
درّسنا الأستاذ الدّكتور أحمد حسن فرحات -حفظه الله- مادّة "الاتّجاهات الحديثة في التّفسير" في مرحلة الماجستير في نهاية الثّمانينات؛ فلم أسمع أحداً من العلماء يكثر ذكر الفراهيّ-رحمه الله- مثله، وكذا سيّد قطب -رحمه الله-.
وكان يركّز الحديث على محور السّورة عند سيّد وعمود السّورة عند الفراهيّ، ويثني على جهودهما دوماً.
وحُقّ لشيخنا الحبيب أن يكثر من ذكرهما ويقبس من دُررهما ما يملأ القلب إيماناً والعقل فهماً ومعرفة وعرفاناً.
شكراً دكتور عبد الرّحمن على هذه الهديّة القيّمة؛ أهداك الله والإخوة اثنتين وسبعين حوريّة من حور الجنان.
(كلّ واحد: 72 حوريّة)(/)
د. حسين الحربي في ضيافة طلاب الدكتوراه بقسم الثقافة الإسلامية بجامعة الملك سعود.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Jun 2009, 06:06 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أسند إليَّ تدريس مقرر (قواعد الترجيح عند المفسرين) لمرحلة الدكتوراه في تخصص التفسير والحديث هذا الفصل الثاني من العام الجامعي الحالي 1430هـ. وقد سعدتُ بصحبة خمسة من الزملاء الطلاب في هذه المرحلة وفقهم الله وقد استفدتُ منهم أكثر مما استفادوا مني. وكان كتاب (قواعد الترجيح عند المفسرين) للدكتور حسين بن علي الحربي هو الكتاب الذي دارت حوله مدارستنا ومناقشتنا طيلة الفصل الدراسي. وكانت المحاضرات عبارة عن حلقات نقاش مفتوحة تبادلنا فيها الكثير من النظرات والرؤى حول هذا المقرر الدقيق الذي لا يزال في حاجة إلى مزيد بحث ومدارسة.
وكنتُ أطلب من الزملاء أثناء القراءة والمناقشة تدوين ما يظهر لنا خلال ذلك من الملحوظات والأسئلة والإشكاليات العلمية، وبعض وجهات النظر التي يمكن أن ترتقي بهذه المادة وبهذا المقرر، ونستضيف مؤلف الكتاب الدكتور حسين الحربي في نهاية الفصل لطرح هذه المسائل عليه في حلقة نقاشية مفتوحة في قسم الثقافة الإسلامية.
وقد تم ذلك بالفعل، وسوف يكون الدكتور حسين الحربي ضيفاً علينا هذا اليوم السبت 13/ 6/1430هـ من أجل ذلك. وأرجو أن ينفع الله بهذا اللقاء.
وسوف نوافيكم بإذن الله بملخص ما سيدور في هذا اللقاء العلمي لاحقاً.
وأنا أشكر أخي العزيز الدكتور حسين الحربي على استجابته للدعوة، وتجشمه عناء الحضور من جازان إلى الرياض تلبية لهذه الدعوة، جعل الله ذلك في موازين حسناته، وزاده توفيقاً وعلماً وقبولاً.
الرياض
السبت 13/ 6/1430هـ
6/ 6/2009م.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Jun 2009, 05:02 ص]ـ
كان لقاء موفقاً ولله الحمد. وقد حضر اللقاء معنا الأستاذ الدكتور زيد عمر وفقه الله وشارك في المناقشات. وقد تم تسجيل اللقاء كاملاً صوتياً، وسيتم وضع ملخص مركز لما دار في اللقاء من نقاشات حول (قواعد الترجيح عند المفسرين) بإذن الله.
وأنا أكرر شكري للدكتور حسين الحربي الذي جاء من أجل اللقاء وعاد مباشرة بعد الغداء متوجهاً للمطار مرة أخرى فجزاه الله خيراً.
الأحد 14/ 6/1430هـ
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[07 Jun 2009, 07:22 ص]ـ
وفقكم الله يا دكتور عبد الرحمن، ونشكر لك هذا الاهتمام الكبير بتطوير طريقة التدريس في الدراسات العليا ..
ـ[محب القراءات]ــــــــ[07 Jun 2009, 08:23 م]ـ
أحسنتم يا أبا عبد الله على هذه الافكار الرائعة للارتقاء بالدراسات العليا , وآمل أن يستفاد من هذه الفكرة في مراحل الدراسات العليا في الجامعات.
وقد كنا ندرس في السنة المنهجية في قسم القراءات كتاب: مشكل القرآن الكريم للشيخ عبدالله بن حمد المنصور , (التعريف بالكتاب ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=8316&highlight=%E3%D4%DF%E1+%C7%E1%DE%D1%C2%E4+%C7%E1%D F%D1%ED%E3)) وكنت أتمنى أن يكون يتم لنا لقاء معه لنتناقش حول الكتاب , وما زال الطلاب في قسمي التفسير والقراءات يدرسون هذا الكتاب ضمن مفردات أحد المقررات , فحبذا لوكررت تجربة د / عبد الرحمن الشهري وفقه الله , وبارك فيه.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Jun 2009, 12:39 ص]ـ
أشكركما أيها الحبيبان على تشجيعكما لمثل هذه الفكرة التي أتمنى أن تعمم، وأن يصبح تدريس الدراسات العليا في جامعاتنا عبارة عن:
- حلقات نقاش علمية تفتح للطلاب آفاق البحث والإبداع.
- واستضافات للمؤلفين للكتب المتميزة التي تُدرَّسُ في الدراسات العليا أو غيرها مِمَّا يُعدُّ عَرضاً حياً لتجربة نجاح بين يدي طلاب دراسات العليا، تدفعهم للعمل على مجاراتها في أبحاثهم ومشروعاتهم البحثية.
- وزيارات علمية مخطط لها للمتميزين من الباحثين من أهل الاختصاص في مكتباتهم، وللمبدعين وأصحاب الرؤى العلمية المتميزة الذين يمكن الوصول إليهم.
وقد قال أحد الزملاء في نهاية اللقاء: هذا اللقاء من أروع ما استفدته من هذا الفصل الدراسي. كما لمستُ البشر والسرور على محيا أخي د. حسين الحربي وفقه الله لإتاحة مثل هذه الفرصة للقاء بالباحثين وتبادل الرؤى معهم، وإعادته لأجواء البحث العلمي، وتبادل الأفكار حول موضوعه الذي قضى معه سنوات، وقد خرج بروح أخرى لمراجعة الكثير من المسائل التي طرحت للنقاش وسيكون مشاركاً نشيطاً معنا في الملتقى من الآن فصاعداً وفقه الله، وأبشر الباحثين بعودة الدكتور حسين الحربي للبحث العلمي والكتابة وسيرون قريباً عدداً من البحوث الممتعة له إن شاء الله، لتفرغه للبحث ومغادرته العمل الإداري كمدير عام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة جازان خلال سبع سنوات مضت.
هذا مع اعترافي بالتقصير في حق الزملاء في هذا المقرر لانشغالي بأمور أخرى هذا الفصل، وفي الذهن أفكار أخرى لعلي أتمكن من تطبيقها في الفصول القادمة بإذن الله، حتى لا يشعر طالب الدراسات العليا أن وقته ذهب ولم يترك أثراً في عقله ومنهجه في البحث والنظر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مها]ــــــــ[08 Jun 2009, 01:48 ص]ـ
أشكركما أيها الحبيبان على تشجيعكما لمثل هذه الفكرة التي أتمنى أن تعمم، وأن يصبح تدريس الدراسات العليا في جامعاتنا عبارة عن:
- حلقات نقاش علمية تفتح للطلاب آفاق البحث والإبداع.
- واستضافات للمؤلفين للكتب المتميزة التي تُدرَّسُ في الدراسات العليا أو غيرها مِمَّا يُعدُّ عَرضاً حياً لتجربة نجاح بين يدي طلاب دراسات العليا، تدفعهم للعمل على مجاراتها في أبحاثهم ومشروعاتهم البحثية.
خطوة رائدة - دمت مسددا - ونحن منتظرون ملخص اللقاء.
د. عبدالرحمن، ألا يمكن القيام بمثل هذه الخطوة هنا، فيعلن عن الكتاب المختار، ويعطى الأعضاء مهلة لقراءته، ثم تطرح التساؤلات حوله، إلى أن يستضاف الباحث ليجيب عليها؟
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[08 Jun 2009, 02:15 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[08 Jun 2009, 03:36 ص]ـ
أشكركما أيها الحبيبان على تشجيعكما لمثل هذه الفكرة التي أتمنى أن تعمم، وأن يصبح تدريس الدراسات العليا في جامعاتنا عبارة عن:
- حلقات نقاش علمية تفتح للطلاب آفاق البحث والإبداع.
- واستضافات للمؤلفين للكتب المتميزة التي تُدرَّسُ في الدراسات العليا أو غيرها مِمَّا يُعدُّ عَرضاً حياً لتجربة نجاح بين يدي طلاب دراسات العليا، تدفعهم للعمل على مجاراتها في أبحاثهم ومشروعاتهم البحثية.
- وزيارات علمية مخطط لها للمتميزين من الباحثين من أهل الاختصاص في مكتباتهم، وللمبدعين وأصحاب الرؤى العلمية المتميزة الذين يمكن الوصول إليهم.
ما شاء الله.
كنت قد عشت هذه التجربة في الدراسة في تخصص إدارة الأعمال، حيث كان مقرر بعض المواد يعتمد على استضافة عدد من رجال الأعمال والكتّاب لعرض تجاربهم العملية أو كتبهم، والحديث حولها. وبالفعل كانت هذه الدروس من أفضل ما استمتعنا واستفدنا به.
في اعتقادي من الهام جدا أن يكون للأستاذ مثل هذه المرونة في دعوة الآخرين للت\ريس في مكانه، ومساعدة طلابه على التحاور والنقاش والمقارنة. بل أعتقد أن من الضروري أيضا أن يتسم المقرر بالمرونة من خلال السماح للأستاذ بتجاوز الروتينية في اعتماد نفس المراجع، وعرض مراجع جديدة حتى من باب التجربة.
وقد مارس أحد أساتذتي هذه المرونة، وكان أحد أكبر المطوّرين للغة البرمجة جافا. فقد جاء في أول حصة للفصل الثاني الذي درسنا فيه، وذكر لنا أنه حصل في الأسبوع السابق على نسخة من كتاب جديد لأحد أصدقائه حول موضوع تقني لم يسبق لأحد أن تطرق إليه في موضوع البرمجة. وأنه هو نفسه لم يستوعب كثيرا ما في الكتاب من خلال القراءة السريعة له. واقترح علينا أن نترك مقرر الفصل بكامله جانبا، ونعتمد هذا الكتاب، الذي يعتبر أحدث ما صدر في التخصص. وذكر لنا أن ذلك سكون بمثابة المغامرة، لأنه سيكتشف قيمة ما سيعرضه علينا في نفس الوقت الذي سيدرسه لنا. وأن من حسن الحظ أن يكون المؤلف صديقه، وسيكون إلى جانبنا كلما احتجنا أو احتاج الأستاذ لفهم إحدى المسائل المستعصية.
هكذا بكل بساطة. وقد قمنا بالتجربة بالفعل، ونجحت كثيرا، وكان تقييم الطلبة لذلك المقرر ممتازا في آخر الفصل.
أردت من هذا المثال أن أقول إن المرونة وحب الفضول والرغبة في اكتشاف الجديد وعرضه كل هذا، في اعتقادي، من مواصفات الأستاذ الناجح ومن مواصفات القسم الناجح أيضا. ولعل مقررات الدراسات القرآنية وعلوم الدين تحتاج هي أيضا لمثل هذه المرونة والرغبة في اكتشاف الجديد وعرضه.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[08 Jun 2009, 07:11 ص]ـ
درسنا مادة في منهجية الدكتوراه عنوانها: قواعد التفسير. ومِمَّا تدارسناه فيها مواضع كثيرة من كتاب: قواعد الترجيح في التفسير , للدكتور. حسين الحربي , وقد كُنَّا نقف في كل قاعدة وقفاتُ تحرير طويلة لما ذكره المؤلف وفقه الله , وكنا نتمنى كثيراً لو كان لنا شيء من لقاء المؤلف أو التواصل معه بصورة جماعية حول ما كتب.
وأنا هنا أقترح أن يتم ذلك بدون تجشم عناء السفر ذهاباً وعودة , بل يدعى الشيخ حسين معنا هنا في الملتقى في موضوعٍ حواريٍّ حول الكتاب , ويتاح للجميع المشاركة حوله , بآلية يحددها مدير الحوار.
وأقترح إجراء ذلك في غيرما كتاب ومؤلف , وهو ما كنت أرجوه في ملتقى الرسائل الجامعية , وقد كان بعضاً منه , لكن لعل في إفراده وإظهاره هنا فرصة أكبر للإثراء والمناقشة.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[09 Jun 2009, 01:38 ص]ـ
أشكركما أيها الحبيبان على تشجيعكما لمثل هذه الفكرة التي أتمنى أن تعمم، وأن يصبح تدريس الدراسات العليا في جامعاتنا عبارة عن:
- حلقات نقاش علمية تفتح للطلاب آفاق البحث والإبداع.
- واستضافات للمؤلفين للكتب المتميزة التي تُدرَّسُ في الدراسات العليا أو غيرها مِمَّا يُعدُّ عَرضاً حياً لتجربة نجاح بين يدي طلاب دراسات العليا، تدفعهم للعمل على مجاراتها في أبحاثهم ومشروعاتهم البحثية.
- وزيارات علمية مخطط لها للمتميزين من الباحثين من أهل الاختصاص في مكتباتهم، وللمبدعين وأصحاب الرؤى العلمية المتميزة الذين يمكن الوصول إليهم.
.
استاذي الفاضل بارك الله في علمكم وعملكم وزادكم توفيقا وتسديدا
لا يخفى عليكم أهمية التدريس في مرحلة الدراسات العليا وهذا ما لمسته من خلال حديثكم وجهودكم المبذولة بارك الله فيكم
فحبذا أن تطرح مثل هذه المواضيع الهامة في مركز تفسير للدراسات القرآنية حيث يفرد لها موضعا خاصا في منهجية التدريس في جميع الجامعات في تخصص القرآن وعلومه ويدعى لها أساتذة الدراسات العليا في مرحلة الماجستير والدكتوراة لتبادل وجهات النظر والاستفادة من الخبرات
فمتى كان التأصيل العلمي قويا والعطاء متميزا خرجت لنا مخرجات قوية في التدريس وجودة التأليف
ولعلي هاهنا أطرح عدة تساؤلات:
هل المناهج في جميع الجامعات موحدة -في القرآن وعلومه على وجه الخصوص-؟
وان كانت الإجابة بلا فما سبب ذلك؟
وهل من خطط مستقبلية للرقي بالتدريس في الجامعات وخصوصا لطلاب وطالبات الدراسات العليا؟
-بارك الله في جهودكم ونفعنا وإياكم بما نقول ونسمع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[09 Jun 2009, 07:21 ص]ـ
هذه فكرة رائدة جدًا، وفيها إفادة كبيرة للطلاب، ولعل أعضاء هيئة التدريس يكتبون تجاربهم النافعة، وبارك الله في جهودكم يادكتور عبد الرحمن.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[11 Jun 2009, 12:50 ص]ـ
أحبائي في الله جميعا أحييكم وأشكر لكم ما أثمرتموه من خلال التعليقات النافعه على لقاء الدكتور الموقر حسين الحربي حفظه الله وهو غني عن التعريف وقد أسعدنا بلقاء نافع بمحافظة الدرب من خلال كتابه القيم " محور حديثنا " فلله دره.
وأحب أن أضيف على ما أسعدتمونا به ما يلي:
أنني لا حظت تشجيعا شديدا من المشاركين لهذه التجربة الناجحة من خلال حضور الكاتب وكتابه.
وأعلق على هذا فأقول إن ما تفضل به د. عبد الرحمن هو الأصل المعمول به في جامعة الأزهر ـ مثلا ـ حيث تترك الحرية كاملة لأستاذ الدراسات العليا " تمهيدي الماجستير" ليقرر على تلاميذه ما شاء من الكتب المهم ان تكون الموضوعات وفق مفردات المقرر، بل يمكن للأستاذ أن يقرر بحثه هو في مرحلة " البكارليوس" دون أدنى غضاضة. فيجتمع الأستاذ والكتاب طوال الفصل الدراسي.
ومن الغريب تقرير كتاب معين على الأستاذ الجامعي والطالب لتتحول المرحلة الجامعية إلى مرحلة ثانوية أو متوسطة أو .........
. إن الجامعة جعلت للإبداع وللتحرر من قيود الكم والهم والتضييق والرتابة الإدارية الرقابية التي تحشر الأستاذ والطالب في مضيق ينتج علما سلبيا على طريقة
ابتلاع المعلومات واجترارها في ورقة الإجابة مع انغلاق فم الطالب من المهد إلى اللحد.
ـ أذكر انني كنت أدرّس لأبنائي طلاب السنة الثانية أصول الدين كتاب الدخيل ـ قبل أن أصنف فيه ـ وكان هذا الكتاب من تأليف أستاذنا الدكتور إبراهيم خليفة ـ أمد الله في عمره ـ ولما كان من غير اليسير انتقاله إلينا من القاهرة إلى شبين الكوم وهو " بصير" كنت أذهب إليه لأفيد منه وأناقشه في مجمل ما كتب ثم أفيض على تلاميذي بما من الله به عليّ من خلال فكر هذا العالم العلامة.
ـ كما اخترت لتدريس مادة الدخيل " كتاب الدكتور أبو شهبة " الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير".
أقول هذا عن مرحلة البكارليوس فما بالنا بالدراسات العليا ومرحلتي الماجستير والدكتوراه!!!
والله الموفق
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Jun 2009, 02:53 م]ـ
أشكركم جميعاً على تعقيباتكم ومقترحاتكم الموفقة.
وفي النية بإذن الله الاستمرار في طرق هذا الموضوع ونقاشه، حتى يثمر ما يمكن تسميته بحقيبة أستاذ الدراسات القرآنية سواء للدراسات العليا أو الدراسات الجامعية. فنحن نطمح في مركز تفسير للدراسات القرآنية إلى تبني مثل هذه المسائل التي ترتقي بأساتذة الدراسات القرآنية من حيث تطويرهم علمياً بوسائل مختلفة، وتطوير طريقة التدريس كذلك. وما هذه الطريقة إلا وسيلة من وسائل كثيرة يمكن من خلالها فتح آفاق للبحث العلمي وللباحث المتخصص تزيده عمقاً، وتعينه على تأصيل معارفه.
ويمكن طرح المؤلفات للنقاش على صفحات الملتقى أيضاً كما ذكر الأخ نايف الزهراني ولو نجح مدير الحوار في متابعة الجميع بأن يشعر المؤلف أن النقاش علميٌّ جاد يثير مسائل علمية دقيقة حقاً لتحفز ونشط للجواب والبحث. وقد أخبرني الدكتور حسين الحربي وفقه الله بأنه عاد بعد النقاش للمراجعة والبحث بنشاط في بعض النقاط التي أثيرت معه حول كتابه، فوجد أدلة كثيرة جديدة تؤيد ما ذهب إليه في بعض المسائل وغير ذلك من الفوائد، وهذا من أهداف مثل هذه اللقاءات. ويبقى للقاء المباشر نكهته الخاصة يا أبا بيان. فقد كان لحضور المؤلف والنقاش معه والجلوس معه وطرح الأسئلة عليه من الجميع ما ليس للقاءات التي تتم عن بعد مع نفعها ولله الحمد، وثق أن العزائم إذا صدقت تحقق الكثير من النفع والتطوير بإذن الله.
نسأل الله أن يلهمنا رشدنا، وأن يقينا شرور أنفسنا، وأن يمدنا بعون من عنده.
وقد أرسل لي الدكتور حسين الحربي بعض المحاور والأجوبة التي تمت فطلبت منه التلطف بطرحها باسمه ليكون هو المتحدث بلسان نفسه فهو عضو معنا في هذا الملتقى رعاه الله.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[21 Jun 2009, 06:08 م]ـ
أشكركم جميعاً على تعقيباتكم ومقترحاتكم الموفقة.
وفي النية بإذن الله الاستمرار في طرق هذا الموضوع ونقاشه، حتى يثمر ما يمكن تسميته بحقيبة أستاذ الدراسات القرآنية سواء للدراسات العليا أو الدراسات الجامعية. فنحن نطمح في مركز تفسير للدراسات القرآنية إلى تبني مثل هذه المسائل التي ترتقي بأساتذة الدراسات القرآنية من حيث تطويرهم علمياً بوسائل مختلفة، وتطوير طريقة التدريس كذلك. وما هذه الطريقة إلا وسيلة من وسائل كثيرة يمكن من خلالها فتح آفاق للبحث العلمي وللباحث المتخصص تزيده عمقاً، وتعينه على تأصيل معارفه.
.......... .
بارك الله فيك استاذنا الفاضل وعودا حميدا -بارك الله في علمك وعملك-
ونحن بإنتظار هذه الحقيبة وكل ما تتحفونا به
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Jun 2009, 05:06 م]ـ
هذا نص ما أرسله لي الدكتور حسين الحربي حول اللقاء، ووعد باستكمال البقية لاحقاً بإذن الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسل الله أجمعين وبعد:
فهذه مجموعة من التساؤلات التي طرحها بعض أصحاب الفضيلة المشايخ وطلبة العلم حول كتاب قواعد الترجيح عند المفسرين.وذلك من خلال موقع ملتقى أهل التفسير وطلبة مرحلة الدكتوراه في قسم التفسير بجامعة الملك سعود لعام 1430هـ شكر الله لهم ما تفضلوا به من اهتمام بهذا الكتاب، واسأل الله تعالى أن يرزقني وإياهم العلم النافع والعمل الصالح.
وبتأمل هذه التساؤلات وجدتها تنقسم إلى أربعة أقسام:
القسم الأول: تساؤلات تتعلق بالمنهج الكلي للكتاب، أو باعتماد بعض قواعده.
السؤال الأول: هل تعتبر القواعد التي يطلق عليها [قواعد الترجيح] قواعد حقيقة؟ أو أنها قرائن ترجيح؟ أو أن بعضها يعتبر قواعد، والبعض الآخر من باب القرائن؟ وذكروا حول هذا المعنى ما يلي:
1) اتحاد معنى القراءتين أولى من اختلافه. هل هذه قاعدة أو قرينة؟ وهل هناك أمثلة كثيرة، وهل هناك اتحاد في المعنى أم اتفاق؟
2) هل يمكن أن يفصل بين القرائن والقواعد، خاصة فيما قلَّت أمثلته في الكتاب؟
3) هل تُعدُّ (قاعدة) إذا لم نجد لها إلا مثالا أو مثالين؟
4) وكذلك ملاحظة التفريق بين القواعد الكبرى في الترجيح والتفسير، وما بين القواعد الصغرى، أو التي نسبتها إلى غير التفسير أقرب، فمثلاً: الفصل الثالث: القواعد (7،10،14،15).
والإجابة على هذا التساؤل من وجوه:
الوجه الأول: أنه لابد من استحضار حد القاعدة الذي تم اعتماده في قسم الدراسة من هذا الكتاب وهو: حكم أغلبي ينطبق على معظم الجزئيات.
وقواعد الترجيح: ضوابط أغلبية يتوصل بها إلى معرفة الراجح من الأقوال المختلفة في تفسير القرآن الكريم.
فبهذا يعلم أن خروج جزئيات من الأمثلة عن حكم القاعدة لا يقدح في صحة القاعدة، ولا يسوغ إحالتها إلى قرينة، لأن أهل العلم لم يشترطوا انطباق حكم القاعدة على جميع جزئياتها على أصح القولين في المسألة.
الوجه الثاني: أنني لم التزم في هذا البحث استقصاء كافة الأمثلة على القاعدة، لكي يصح وصف قاعدة بأن أمثلتها قليلة أو كثيرة، كما أنه لا يصح الجزم بذلك إلا بعد إجراء استقراء تام وفق ضوابطه ومظانه، وتُظهر نتيجة الاستقراء أن أمثلة قاعدة معينة قليلة أو كثيرة أو لها مثال أو مثالين، وهذا الاستقراء لم يتم.
الوجه الثالث:أن قاعدة (اتحاد معنى القراءتين أولى من اختلافه) قاعدة موافقة للأصل، إذ دلالة النص الواحد المقروء على وجهين في القراءة على معنى واحد أولى من جعله لمعنيين مختلفين، لأنه نص واحد، وإنما قلنا للقراءتين أنهما كالآيتين لأجل الثبوت لا لأجل اختلاف المعاني. كما أنه لا يرد عليه (تكثير معاني الآيات أولى من تقليلها) لأن التكثير عندما يكون من قبيل التنوع فهو بمنزلة المعاني المتقاربة أو المتحدة في الدلالة العامة، والأقوال المتعددة في الآية لا تخلو من ثلاث حالات:
الأولى: مختلفة الألفاظ متقاربة المعاني، أو تدل على معنى كلي واحد في الآية، فلا يصح أن يعد مثل هذا خلافا أو تعددا في المعاني، وهو خارج الدراسة في هذه القاعدة.
الثاني: مختلفة الألفاظ مختلفة المعاني دون أن تكون متضادة. وهذا النوع هو محل الدراسة في هذه القاعدة.
الحالة الثالث: مختلفة الألفاظ متضادة المعاني لا يمكن اجتماعها وهذا من قبيل تضاد المعاني الذي لا يمكن أن يتحد فيه معنى القراءتين.وهذه التقسيمات في جانب التنظير للمسألة، وتحتاج إلى استقراء للأمثلة.
كما أن الأوجه التفسيرية المتعددة بسبب اختلاف القراءات كثيرة تحتاج إلى استقراء ورصد لمواقف العلماء منها، وقد وقفت مؤخراً على نصوص لعدد من العلماء اعتمدوا فيها هذه القاعدة ونصوا على أن (الأصل في اختلاف القراءات الصحيحة اتحاد المعاني) كابن عاشور والصنعاني والعيني والشرواني وغيرهم واستخدموها في الترجيح بين الأقوال في تفسير الآيات. وسوف أقوم ـ بإذن الله ـ بتوسيع الحديث حول هذه القاعدة وتقريرها وأمثلتها في الطبعة القادمة للكتاب.
(يُتْبَعُ)
(/)
الوجه الرابع: أنه لا يصح تسمية مثل هذه القاعدة قرينة ترجيح، لأن القرينة هي ما يوضح المراد إما من خارج السياق أو من سوابق الكلام ولواحقه بدلالته على المقصود. وكل ذلك لا يمكن قوله عندما نجعل القراءتين بمعنى الأخرى.
الوجه الخامس:أن عامة القواعد قد نص العلماء عليها بلفظها أو معناها، وقليل من القواعد التي تم استخراجها من تطبيقاتهم، ومثل هذا عندي لا يقع فيها نزاع لأني لم أعتمد مثل هذه القاعدة إلا إذا كانت مستفيضة بمئات الأمثلة عليها.
أما طلب التفريق بين القواعد الكبرى والقواعد الصغرى فهذا ممكن في الفهم والاستخدام أما في الكتاب فقد تم ترتيب القواعد فيه حسب الوحدة الموضوعية ولم يكن حسب منزلة القاعدة أو قوتها، أو كثرة المعتمدين لها.
ولا شك أنها متفاوتة في القوة والأثر يدرك ذلك المفسر الذي وظف هذه القواعد في دراسة نصوص كلام المفسرين.
السؤال الثاني: متى نعدُّ القاعدة في قواعد الترجيح أو قواعد التفسير؟
كثير من القواعد المذكورة في الكتاب هي قواعد ترجيحية كما أنها قواعد تفسيرية، فإذا كان المفسر يستخدم القاعدة لإنشاء تفسير فهي تفسيرية، وإذا كان يستخدمها للنظر في أقوال المفسرين والترجيح بينها فهي ترجيحية، وقد ذكرت ذلك في مواضع من الكتاب (1/ 12)، و (2/ 474).
السؤال الثالث: ما الفرق بين مصطلح (اختيار) و (ترجيح)؟
هذه اصطلاحات علمية مدونة حدودها في الكتب التي تعنى بالتعاريف والمصطلحات، وخلاصة القول أن الاختيار لا يقتضي ترجيحا برد قول أو تضعيفه.
السؤال الرابع:كيف يصح تسمية الكتاب بـ (قواعد الترجيح عند المفسرين) بينما ذكر المؤلف في مقدمة الكتاب أنه اعتمد على ثلاثة مصادر رئيسة هي تفسير ابن جرير الطبري وتفسير ابن عطية وتفسير الشنقيطي، لأهميتها.مع ملاحظة:
1 – أن المفسرين مختلفو الاتجاهات والمناهج والمدارس بشتى أنواعها، وهذا يقتضي اختلافهم في القواعد.
2 – أن النسبة إلى المفسرين تقتضي الاستقراء التام أو الأغلبي لنسبة القواعد إليهم، ومعلوم – مثلاً – في القواعد الفقهية أن هناك قواعد كلية وقواعد لكل مذهب، وهذا مما تقتضيه طبائع العلوم.
والمقترح أن يكون العنوان: قواعد الترجيح في التفسير.
ثم يكون البيان في كل قاعدة عمّا هو متفق عليه أو تختلف فيها أنظار المفسرين واجتهاداتهم – حسب رأي الباحث -.
الجواب عن هذا الاستشكال مبين في مقدمة الكتاب وخاصة في منهج الدراسة (1/ 12 - 16) ففيه تفصيل كيف تم جمع عينة الدراسة؟ وكيف تمت المقارنة مع بقية كتب التفسير، وهي واضحة بقدر ما يزول به الإشكال إن شاء الله.
السؤال الخامس: في (المختصر ص12):لم يذكر المؤلف الاستمداد، كما يستشكل تأخير المصادر التفسيرية - وهي ألصق بالموضوع – عن المصادر الأخرى.
أما القول بأن (المؤلف لم يذكر الاستمداد) فغريب، لأن اصطلاح العلماء على أن استمداد العلم هو مجموع ملتئم من العلوم التي يستمد منها معلوماته. وهي مذكورة.
أما الملاحظة على الترتيب بأن المصادر التفسيرية متأخرة عن المصادر الأخرى فهي في محلها، وهي من قبيل الترتيب الفني. وسوف يتم إعادة ترتيبها عند إعادة طباعة الكتاب إن شاء الله تعالى.
السؤال السادس: في (المختصر ص37) القاعدة الأولى: ونصها (إذا ثبتت القراءة القرآنية فلا يجوز ردها أو رد معناها،وهي بمنزلة آية مستقلة).
يقترح أن تكون قاعدتان:
1 – إذا ثبتت القراءة القرآنية فلا يجوز ردها أو رد معناها.
2 – كل قراءة فهي بمنزلة آية مستقلة.
لا أرى أن صاحب هذا المقترح قد أصاب، إذ لو تم فصل القاعدة بالشكل الذي اقترحه لأصبحت القاعدة الثانية (كل قراءة فهي بمنزلة آية مستقلة) متعلقة بالثبوت والأداء، ولا تعلق لها بالمعنى والترجيح فيه.
السؤال السابع: المبحث الثاني: القاعدة الأولى: (المختصر ص51). ذكر المؤلف – وفقه الله – أن الطبري – رحمه الله – أشار إلى أن الأصل هو حمل الآية على معنى يوافق سياقها إلا بخبر صحيح، أو إجماع من أهل التأويل.
أقترح جمع سائر الأدلة التي يصح معها صرف المعنى عن ظاهر السياق؛ مثل قول الصحابي أو قول كثير من أهل التأويل؛ أو نزول السورة ومقصدها، وغير ذلك. كما في المثال الذي ذكره المؤلف (ص25 من المختصر).
(يُتْبَعُ)
(/)
ويراجع مثلاً رأي ابن عاشور (26/ 20) في تفسير الأحقاف (10).
والجواب عن هذا من شقين:
أحدهما: ما يخص ما ذكر ص 51 من المختصر من كلام إمام المفسرين ابن جرير رحمه الله وهو من هو خبرة بتفسير كتاب الله وفهما لسياقاته ومخصصاته. ولم أجد بعد مقارنته بما بين يدي من كتب التفسير ـ الذي يزيد عددها عن خمسين كتاباً ـ ما ينازعه في ذلك.
الآخر: اقتراح جمع سائر الأدلة التي يصح معها صرف المعنى عن ظاهر السياق، مقترح جيد يحتاج إلى دراسة، بل يصلح أن يكون بحثاً علمياً يقوم به باحث جيد.
السؤال الثامن: يلاحظ على التعريفات والقواعد بشكل عام الاعتماد على كتب أصول الفقه، فأين كتب علوم القرآن؟ والتفسير وأصوله من هذه التعريفات؟!
والجواب عن هذا: أن هذه المسألة خاصة في صياغة التعاريف والضوابط للمصطلحات، أما مادة القواعد وتطبيقاتها الرئيسة فمستمدة من كتب التفسير وعلوم القرآن بلا منازعة.
كما أن الممارس لعلم التفسير وأصوله، وعلم أصول الفقه يلاحظ بجلاء تميز علماء الأصول في تقعيد قواعد الاستنباط وبيان حدودها أكثر من العلماء الذين كتبوا في علوم القرآن، ولعل طبيعة علم الأصول وما يتناوله من موضوعات له أثر في ذلك. بل إن كثيراً مما هو موجود في كتب علوم القرآن مما يخص هذا الجانب هو بنصه من تأصيل علماء الأصول.
وتزول الغرابة إذا تمت المقارنة بين كتابي الزركشي رحمه الله أعني (البرهان في علوم القرآن) و (البحر المحيط في أصول الفقه).
السؤال التاسع: ما الفرق بين القاعدتين صفحة (50)، (117)؟
لا يظهر لي تشابه بين القاعدتين، فالقاعدة الأولى تعنى بتفسير النص القرآني وفق سياقه، والقاعدة الثانية تعنى باستخدام قرائن السياق للنظر بين الأقوال المختلفة في التفسير.
القسم الثاني: تساؤلات تتعلق بالمنازعة في اعتماد بعض الأمثلة.
السؤال الأول: صفحة (187) من المختصر: ذكر المؤلف – وفقه الله – من أن جملة (والله عليم بما يفعلون) تأكيد لمضمون الجملة قبلها على القول الأول ليس مقتضى أصحاب القول الأول، بل الطبري – وهو من أصحاب القول الأول – يرى أن العلم في ختم الآية بمعنى الجزاء والثواب، فلا يكون من باب التأكيد.
السؤال الثاني: صفحة (52) مثال القاعدة مشكل، فآخر الآية: كأنه عن اليهود: (قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس) ثم قال تعالى: (تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا) وهذا أليق باليهود من المشركين.
السؤال الثالث: صفحة (14 - 15) في مبحث: بيان متى يكون الترجيح: المثال المذكور على النوع الأول ألا يمكن أن يدخله الترجيح، وهل الأقوال المذكورة في الآية على مرتبةٍ واحدة من حيث القوة؟ وقد رأيت ابن جرير وابن كثير قد رجحا بعض الأقوال المذكورة في الآية على بعض، مما يدل على أن الأقوال ليست على مرتبة واحدة. والله أعلم.
السؤال الرابع: صفحة (22 - 23) ذكر المؤلف أن سبب النزول المذكور قد ضعفه الحافظ ابن حجر، فكيف يُذكر هذا السبب مثالاً لقاعدة " إذا صح سبب النزول الصريح ... "؟
السؤال الخامس: صفحة (76) ذكر المؤلف أن الترجيح بالحديث الضعيف يدخل تحت القاعدة التالية وهي: "إذا ثبت الحديث وكان في معنى أحد الأقوال ... "وهذه القاعدة تنصُّ على ثبوت الحديث، فكيف يدخل الحديث الضعيف تحتها؟
السؤال السادس: صفحة (87) ألا يمكن أن يُحمل قول مقاتل بن سليمان على وجهٍ مقبول ومرضي، وهو أن مقاتل إنما أراد: أن وقت أمرِ الله للملائكة بالسجود لآدم كان قبل أن يخلقه، وأما وقت سجود الملائكة لآدم فهو بعد أن خلقه. وكلام مقاتل إنما هو متوجه على وقت أمر الله للملائكة بالسجود، ولا يقصد وقت سجودهم لآدم. فالأمر لهم بالسجود سابق على وقت سجودهم، كما يفهم ذلك من الآية المذكورة. والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالجواب عنها جميعاً أنه لا يستقيم مثال لقاعدة بالاتفاق دون منازعة، لأن أصل البحث ومادته تدور على الأقوال المختلفة، فإذا تقرر هذا فلا يسلم مثال من منازع فيه، وإنما أردت من الأمثلة هو التمثيل للقاعدة وبيان دورها في الترجيح، فالمنازعة في المثال منازعة في الفرع لا في الأصل. كما أن كثيرا مما ذكر لا يعدو أن يكون وجهة نظر في ترجيح أحد الأقوال المختلفة وهذا لا إشكال فيه، لأن قواعد الترجيح قد تتعارض فبعضها يطلب ترجيح قول والأخرى تطلب ترجيح قول آخر، فينظر بينها بمرجحات من الخارج بما يحقق غلبة الظن، كما قررته في مبحث تنازع القواعد المثال الواحد، وهو لا يزال يحتاج إلى مزيد بحث. وبالله التوفيق
ونظراً لضيق الوقت أكتفي بهذا القدر وأعدكم باستكمال بقية الأسئلة في وقت لاحق.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[26 Jun 2009, 11:29 م]ـ
جزاكم الله خيراً ايها الكرام , ولي مع هذا البيان وقفات:
الأولى: أن الاختيار ترجيح , فإن كلاهما يوجد عند تعدد الأقوال ووجود الخلاف , إلا أن أحدهما صريحٌ والآخر دونه.
الثانية: أن كثيراً مِمَّا ذكره المؤلف على أنه قاعدة في الترجيح هو في حقيقته من أساليب بعض المفسرين في الترجيح ومن قرائنه , وغاية ما في الأمر أن المؤلف صاغه على هيئة قاعدة , وهذا يسير , ولا يُحِيله ذلك إلى أن يكون < قاعدة > في الترجيح عند < المفسرين >.
وأعتقد أن الرسالة لو صيغت على جهة:
(مناهج المفسرين في الترجيح) لكانت أدق وأصح في مطابقة الموضوع لمادة البحث , ولزالت معه عامة الإشكالات المتواردة على البحث في صورة قواعد.
الثالثة: عرف المؤلف قواعد الترجيح بقوله:
(ضوابط أغلبية يتوصل بها إلى معرفة الراجح من الأقوال المختلفة في تفسير القرآن الكريم).
لكن واقع البحث في كثير منه لا يطابق ذلك!
وذلك أن المفسر لا يتوصل إلى (الراجح) من الأقوال من خلال تلك القواعد , وإنما من خلال اجتهاده في أيّ تلك القواعد يقدم ويختار , فالأقوال موجودة قبل الترجيح , وهي مبنية على أصول وأدلة في التفسير (سُمِّيَت في الكتاب قواعد) , وهناك يجتهد المفسر في الترجيح بين تلك < القواعد >.
فابن جرير مثلاً رجَّح قول ابن عباس لأنه موافقٌ للسياق (قاعدة السياق .. ) , واختاره على قول أبي هريرة المبني على الاستشهاد بالسنة (قاعدة التفسير بالسنة .. ) , وذلك في آيةٍ ما.
وفي آية أخرى اختار القول المبني على الاستشهاد بالسنة , وقدمه على القول الآخذ بالسياق. هذا مثال.
فالقاعدة ليست ما رجَّح هنا أو هناك , وإنما الذي رجَّح: اجتهاد المفسر في تقديم إحدى القاعدتين , وهذا كثيرً جداً , بل هو ما تراه في الاختلاف المُحَقَّق في التفسير , فكلا القولين معتمد على أصول معتبرة في التفسير , ومعرفة تلك < القواعد > لا يكفي في اختيارك وترجيحك , وإنما الذي تحتاجه أن تعرف كيف ترجِّح بينها , وقبل ذلك كيف رَجَّح بينها ابن جرير كما في المثال.
ولا يكفي أن يذكر المؤلف هذا الواقع الضخم من تعارض القواعد المتحقق في التفسير = يذكره في مسألة في أوائل الكتاب بعنوان: (تنازعُ القواعدِ المثالَ الواحدَ)؛ فإنه من الكثرة والوفرة بحيث لا يكفي في بيانه أقلّ من كتاب.
الرابعة: هذا الحال من التعارض الحقيقي الكثير بين تلك < القواعد > يثير سؤالاً حول جدوى كونها قاعدة , والمعهود في القواعد أنها كالأدلة تتظافر ولا تتعارض تعارضاً حقيقياً.
وأخيراً:
إننا حين نزيل صفة < القاعدة > عن صنيع المفسرين في الترجيح سنتوصل إلى أصولٍ تجمعهم في طرائق الترجيح؛ هي في الحقيقة ما تستحق الاجتهاد في تلمسها وإبرازها , ولا يغضُّ هذا من جهد أحد , فكُلٌّ مأجور بإذن الله.
(وما أجمل صنيع الفقيه ابن جُزَيّ رحمه الله , حين ذكر جملة من تلك < القواعد > في مقدمة تفسيره وسمَّاها: (وجوه الترجيح) , وهو -في علمي- أقدم من وصفها وجمع جُملةً وافرةً منها , وعِبارته هذه تسميةٌ دقيقة بالنظر إلى الغرض منها في استعمال المفسر , ولأن بعضها لا يرتقي إلى أن يكون قاعدة بمعناها الاصطلاحي , أو ليس لفظه بمسبوك في صورة قاعدة مع صحته ووضوحه) هذا ما قلته في كتاب: استدراكات السلف في التفسير. في مبحث: أثر الاستدراكات على قواعد الترجيح في التفسير , ص:433.
وبالله تعالى التوفيق.
ـ[عادل التركي]ــــــــ[10 Apr 2010, 10:24 م]ـ
أكثر ما اعجبني في فكرتك يا د. عبد الرحمن في استضافة مؤلف الكتاب
أنك تؤمن بمبدأ التخصص , وهذا ما يزيدك سمواً ومنزلة عند طلابك قبل غيرهم.
فمن ميزات القائد الناجح أن يوكل كل عمل إلى أفضل من يتقنه ليصل بمجموعته إلى الهدف الذي يضعه لهم.
مشرفنا الفاضل هل الوعد بإكمال الباقي من الأسئلة منكم أم تنقله عن ضيفكم الدكتور الحربي.
فمازلنا بانتظار باقي النقاش الثري.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Apr 2010, 09:24 م]ـ
أكثر ما اعجبني في فكرتك يا د. عبد الرحمن في استضافة مؤلف الكتاب
أنك تؤمن بمبدأ التخصص , وهذا ما يزيدك سمواً ومنزلة عند طلابك قبل غيرهم.
فمن ميزات القائد الناجح أن يوكل كل عمل إلى أفضل من يتقنه ليصل بمجموعته إلى الهدف الذي يضعه لهم.
مشرفنا الفاضل هل الوعد بإكمال الباقي من الأسئلة منكم أم تنقله عن ضيفكم الدكتور الحربي.
فما زلنا بانتظار باقي النقاش الثري.
أشكرك أخي العزيز عادل وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً للصواب والسداد دوماً.
بقية الأجوبة والنقاشات ستنشر قريباً، وقد تأخرنا في نشرها لأسباب فنية زالت الآن.
وأما بخصوص العناية بجانب التخصصات الدقيقة داخل التخصص العلمي فأؤيدك فيه، وهو يفتح للدارسين أبواباً من العلم. وقد رأيتُ الزملاء الدارسين مغتبطين بذلك اللقاء وكذلك الدكتور حسين الحربي وفقه الله وتقبل منه. وقد كنتُ في مجلس في القسم قبل مدة فجاء ذكر هذا اللقاء فأثنى عليه عدد من الأساتذة ودعوا إلى تبنيه من قبل بقية التخصصات وإتاحة الفرصة لطلاب الدراسات العليا للقاء بالباحثين الذين شاركوا ببحوث قيمة في التخصصات الشرعية. لما تمثله مرحلة الدراسات العليا من خصوصية في كيفية التدريس وابتكار طرق جديدة للرفع من كفاءة الباحثين في تخصصاتهم العلميَّة. ولولا عجزي وكسلي لربما كانت هناك طرق أخرى أكثر إفادة للباحثين ولكن لعل ذلك يكون في المستقبل إن شاء الله، فأنا أحاول أن أجرب عدد من الأفكار مع الزملاء طلاب الدراسات العليا وفقهم الله وأعانهم.(/)
علم الدلالة وتوظيفه في فهم القرآن
ـ[عبدالرحمن الحاج]ــــــــ[06 Jun 2009, 12:00 م]ـ
علم الدلالة بين القديم والحديث وتوظيفه في فهم القرآن
صحيفة الحياة (الطبعة الدولية)
السبت, 06 يونيو 2009
الدكتور عبدالرحمن حللي *
موضوع علم الدلالة هو دراسة المعنى، وقد بدأ البحث عن المعنى منذ أن حصل للإنسان وعي لغوي، ويُرجع الباحثون جذوره إلى علماء الهنود واليونان، وقد اهتم اللغويون العرب والمفسرون وعلماء الأصول بدراسة المعنى ووضعوا قواعد وأصولاً لاستنباطه، ولم يكن ثمة فصل في هذا المجال بين البحث في طرق استنباط النص وبين البحث اللغوي، بل إن مباحث الدلالة عند اللغويين تأثرت بمباحث الأصوليين ومناهجهم في تقعيد فهم النص، وتواتر استعمال مصطلح الدلالة في التعبير عن المعنى المستنبط من النصوص والألفاظ، وكان ذلك بالخصوص في كتب الأصوليين.
بدأ البحث في دلالة الألفاظ مبكراً عند العرب، وذلك منذ أن بدأ البحث في مشكل الآيات القرآنية وإعجازها وتفسير غريبها واستخراج الأحكام الشرعية منها، فقد كان موضوع العلاقة بين اللفظ والمعنى حاضراً في المدونات الأولى في الحضارة الإسلامية، فمصنفات الوجوه والنظائر في القرآن كانت الحاضن الأول للبحث الدلالي المتعدد المعنى في الألفاظ، ويرجع أقدم ما وصل منها إلى مقاتل بن سليمان (150 هـ)، وشهد القرن الثالث الهجري حركة علمية في المجال اللغوي كان من المحفزات لها علم الوجوه والنظائر في القرآن أو «ما اتفق لفظه واختلف معناه في القرآن المجيد» كما هو عنوان كتاب المبرد (286هـ)، ومن جهة أخرى خصت كتب الأصوليين قسماً خاصاً بمباحث الدلالات، إذ كان علماء الفقه والأصوليون من أوائل من احتضنوا الدراسات التي تدور حول الألفاظ ومعانيها، أما اهتمام اللغويين بدراسة الدلالة – كما يرى إبراهيم أنيس - فكان مقتصراً على الناحية التاريخية الاشتقاقية للألفاظ، كأن تقارن الكلمة بنظائرها في الصورة والمعنى حتى يتسنى إرجاعها إلى أصل معين.
كل هذا الحضور للدلالة في العلوم العربية والشرعية لم ينته إلى ظهور علم مستقل باسم «علم الدلالة»، إذ ظهر هذا الإفراد في أواخر القرن التاسع عشر (1883م) مع اللغوي الفرنسي برييل Breal Michel ليعبر عن فرع من علم اللغة العام هو «علم الدلالات» ليقابل «علم الصوتيات»، وقد تم تداول اصطلاح «علم الدلالة» بإجماع لا لبس فيه والتعبير الانكليزي عنه ( Semantics)، والأصل في هذه الكلمة أنها تعني الدراسة التاريخية لتغيرات معاني الكلمات، وواضح من تاريخ هذا العلم أنه تطور ليوسع مجاله إلى علوم أخرى كعلم النفس وعلم الإنسان والفلسفة والمنطق والبلاغة وعلم الاجتماع، إذ أصبحت كلمة Semantics توظف كمصطلح عام لدراسة العلاقات بين الدوال والأشياء التي تدل عليها.
هذا التطور في علم الدلالة في سياقه الغربي استفاد من تراكمات معرفية سابقة، لكن الباحثين في هذا المجال – فايز الداية في كتابه «علم الدلالة» - يلاحظون أن الدراسات الدلالية أغفلت جهود الدلاليين العرب القدامى فلم تأت على ذكرهم في سلسلة تطور الاهتمام الدلالي القديم، وقد أسهمت الدراسات اللغوية العربية الحديثة في إبراز جهود اللغويين والأصوليين في مجال الدلالة، وعلى رغم هذه الجهود فإنهم لم ينكروا الإضافة العلمية في علم الدلالة الحديث وآفاق الاستفادة منه، بل أبرزوا التكامل الذي يضيفه إلى الدراسات العربية.
فقضية المعنى كموضوع لعلم الدلالة لم تعالج في المعاجم والقواميس، والتي قدمت معاني ألفاظ اللغة التي ترصدها من دون أن تقدم نظرية حول طبيعة المعنى في اللغة، فما تقدمه المعاجم حكم وصفي لا يعالج سؤال (ما هو المعنى؟) الذي يهتم به علم الدلالة. ومن ناحية أخرى فإن علم الدلالة اتجه إلى العوامل الخارجية ذات الأثر في الألفاظ من أبعاد إنسانية واجتماعية، بل ونفسية وعاطفية، وما لهذه العوامل من أثر في انكماش بعض الألفاظ في دلالتها أو انحدار في سموها. وبالتالي فنحن أمام علم حديث إن لم يصل إلى نظرية نهائية متسقة في دراسة المعنى فإنه على رغم ذلك يشكل إضافة مهمة في دراسة المعنى.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا الجانب الحديث في علم الدلالة هو ما حاول الباحث الياباني ايزوتسو ( Toshihiko Izutsu) تطويره وتوظيفه في فهم القرآن، الذي افتتح كتابه «الله والإنسان في القرآن» بفصل خاص بعنوان (الدرس الدلالي والقرآن) يحدد من خلاله معالم دراسته فيذكر أن دلالات الألفاظ وتطوّرها، أو ما يسمّى عِلْم الدّلالة Semantics تمثِّل الجانبَ المنهجيّ لعمله، بينما يمثِّلُ القرآنُ جانبَه المادّي، ولا يتغاضى إيزوتسو عن حقيقة أنّ ما يسمّى عِلْم الدّلالة Semantics معقَّدٌ على نحو مُذْهِل للغاية. ومن الصّعب جدّاً، هذا إن لم يكن مستحيلاً - كما يرى - على شخصٍ غير متخصّص أن يظفر حتّى بفكرةٍ عامّةٍ عن ماهيّة هذا العِلّم، فـ «عِلْم الدّلالة»، كما يرى إيزوتسو، من حيث هو دراسةٌ للمعنى، لا يمكن أن يكون إلاّ نمطاً جديداً من الفلسفة مبنيّاً على تصوّر جديد تماماً للكون والوجود وشاملاً لأفرع كثيرة مختلفة ومتنوّعة جدّاً من أفرع العِلْم التقليديّ، التي لا تزال حتّى الآن في أيّة حال بعيدةً عن أن تكون قد أنجزت المثَلَ الأعلى لتكاملٍ تامّ. كما يلحظ أنه علم يفتقر إلى التناغم والانسجام، وأن ما نمتلكه في أيدينا عددٌ من النظريات المختلفة للمعنى.
وتأسيساً على هذه الملاحظات يسجل إيزوتسو تصوره الخاص لعلم الدلالة الذي سيعتمده في دراسته فيقول: «عِلْم الدّلالة كما فهمتهُ هو دراسةٌ تحليلية للتعابير المفتاحية Key- terms في لغةٍ من اللغات ابتغاءَ الوصولِ أخيراً إلى إدراكٍ مفهوميٍّ للنّظرة إلى العالم Weltanschauung لدى النّاس الذين يستخدمون تلك اللّغة أداةً ليس فقط للتحدّث والتفكُّر، بل أيضاً، وهذا أكثرُ أهمّيةً، لتقديم مفهوماتٍ وتفاسير للعالَم الذي يحيط بهم».
فهدف الدراسة الدلالية للقرآن عند إيزوتسو هو البحث عن رؤية القرآن لكيفية بناء عالَم الوجود، وما المكوِّناتُ الرّئيسةُ للعالم، وكيف يُرْبَط بعضُها ببعض، فيكون عِلْمُ دلالات الألفاظ وتطوّرها، في هذا المعنى، نوعاً من عِلْم الوجود ontology - علم وجود محّدد وحيّ ومتحرّك. ولإنجاز عمله وضح المرتكزات الأساسية التي تضبط تحليله الدلالي، وذلك من خلال مداخل أساسية، أو مصطلحات اعتمدها أو ابتكرها ليوضح فكرته، فيعتني بالخصوص بالتحول الدلالي من خلال السياق القرآني، ويتعمق في دراسة المعنى الوضعي والمعنى السياقي، ويبحث عن شبكة المفهومات في القرآن، والحقول الدلالية التي تقود إليها، ويمثل عمله إضافة نوعية في تطبيق الدرس الدلالي في فهم بنية القرآن الكريم، وكما لم يتطور علم الدلالة الحديث عربياً على رغم سعة آفاقه في اللغة العربية، فإنه في الدراسات القرآنية لا يزال بكراً على رغم وجود نظريات دلالية متقدمة لدى دارسي لغة القرآن جديرة بالتطوير والعناية.
* كاتب سوري.
أستاذ في كلية الشريعة بجامعة حلب
مدير تحرير الملتقى الفكري للإبداع
-------------------------------------------
يمكن مشاهدة المقال على الوصلة:
http://www.daralhayat.com/portalarticlendah/24349
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Nov 2010, 10:39 ص]ـ
بارك الله فيكم على هذا المقال القيم.
ومن الكتب الجيدة التي أشارت إلى جهود علماء التفسير المسلمين المتقدمين في دراسة المعنى كتاب الدكتور محمد المالكي (دراسة الطبري للمعنى من خلال تفسيره جامع البيان) ويُمكنُ الاطلاع عليه من هنا ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=20718).
ـ[بدر عرابي]ــــــــ[21 Nov 2010, 11:56 ص]ـ
من أهم الأمور التي تدخل في مجال دراسة علم الدلالة، هي المؤثرات على المعنى الأصلي، فالكلمة عادة لها معنيان:
الأول: هو المعنى المعجمي، وهو ما نجده في المعاجم اللغوية والذي ينسب غالبا إلى مادة الكلمة وجذرها.
الثاني: هو المعنى المستعمل، وهو موضوع علم الدلالة على الحقيقة.
والاستعمال هنا غالبا ما يضفي على الكلمة معانٍ جديدة لم تكن موجودة في معناها المعجمي، وتشكل دوائر حول ذلك المعنى - المعجمي - تتسع شيئا فشيئا حتى تبتعد كثيرا، وكل هذا من واقع الاستعمال.
أما أهم المؤثرات على هذا المعنى فهي:
= المجاز: أي الاستعمال المجازي للكلمة، مثال ذلك: قوله تعالى: " ذق إنك أنت العزيز الكريم "، فكلمتا العزيز الكريم استعملتا على سبيل السخرية، لتحملان معانٍ جديدة منها الذلة والمهانة.
= السياق: فكلمة عين - وهو مثال مشهور - تعني معان متعددة بحسب السياق الذي جاءت فيه، مثال ذلك: إذا قال كل من الطبيب والبدوي: العين بها ماء، سيختلف طبعا معنى الكلمة، فهي عند الطبيب الجارحة، وعند البدوي البئر.
ومن ذلك بيان النبي - صلى الله عليه وسلم - لمعنى كلمة الظلم في قوله تعالي: " الذين ءامنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم "، أنه الشرك، واستدل لذلك بقوله تعالى: " إن الشرك لظلم عظيم ".
= الاصطلاح: وهو نوع من الاستعمال المتخصص المرتب بمجال علمي معين، مثال ذلك كلمة: الخط، فلها معنى اصطلاحي عند الخطاط يختلف عنه عند المهندس، وهكذا.
من الكتب المفيدة في الأمر:
= كتاب التعريفات: للعالم الجليل عبد القاهر الجرجاني - رحمه الله -
= علم الدلالة: للدكتور أحمد مختار عمر - رحمه الله -
= في الدلالة والمعجم: للدكتور أحمد مختار عمر
= في التطور اللغوي: للدكتور عبد الصبور شاهين - رحمه الله -
= دلالة الألفاظ: للدكتور إبراهيم أنيس - رحمه الله -
= دور الكلمة في اللغة: تأليف ستيف أولمان، ترجمة الدكتور كمال بشر - متعه الله بالصحة والعافية -
بالتوفيق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[21 Nov 2010, 11:41 م]ـ
أشكر الأخ الفاضل على النقل
ويُرجع الباحثون جذوره إلى علماء الهنود واليونان، لست أدري كيف تمر مثل هذه الأغاليط - التي يرددها المستشرقون - على الباحثين
ومن المقرر أن أول معجم عرفته البشرية إنما هو (العين) للخليل الفراهيدي (175 هـ)(/)
مقال: خداج الأفكار (إسماعيل العبودي)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[06 Jun 2009, 07:54 م]ـ
خداج الأفكار
إسماعيل العبودي
المصدر: الملتقى الفكري للإبداع ( http://almultaka.net/ShowMaqal.php?module=db7e163c28736c2fb52a403dcb003 915&cat=14&id=664&m=5246b8cf8649ab6a277fe2f7444485bf)
بعد أن ترك مالك ابن نبي وزارة التعليم العالي الجزائرية ألف كتابه المهم (مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي) ليناقش فيه معضلة المسلمين مع الأفكار، ولتستمر مناقشة المفكرين على كل أطيافهم في هذه الحلقة المغلقة من خلال مسميات مختلفة (الأزمة الفكرية ونقد العقل وإعمال العقل وإصلاح العقل ... ) مشكلةَ المسلم مع العلم والمعرفة، لكن كل هذا الكلام لم يصنع للجيل الذي بعد افقاً ولا للوضع المتأزم حلولاً وتكاد تقتصر على فئة من المهتمين.
تحول بعض المثقفين والمفكرين من تيار إلى تيار ومن فكرة إلى فكرة جعلهم لا يملكون الفرصة لبناء أفكارهم بشكل تقني إنما هي نظرات متناثرة في علوم مختلفة، ولذلك تكثر الشعارات الفكرية التي لا هي تؤدي دور المعرفة الكاشف ولا دور الخيار العملي الاجتماعي إنما هي بين بين. ويقاس على ذلك الذين أتوا من تخصصات علمية تطبيقية ليفكروا في العلوم الشرعية، فهم في الغالب يقعون بإشكالات منهجية فاضحة وأحكام تعسفية، وكما يقال من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب، وهذا مع ثقة عمياء فيما يصدرون عنه من أحكام، وهذا يشمل جميع التيارات والمناهج.
كثرة هذه الأفكار والادعاءات والمغالطات جعلت أصحاب الثقافة الإسلامية يحجمون عن النظر النقدي والتجديدي خوفا من الاتهام، وهو شعور نفسي طبيعي حينما يشعر الإنسان أنه مهدد بذاته فيحافظ على ما هو عليه. هذه الروح جعلت هذه الفئة المؤهلة فعلا للتجديد بحكم اهليتها المعرفية في العلوم الشرعية ترضى بدور المراقب والناقد أحيانا، وتسير في طريقها المضمون العواقب وهو الطريق المعروف و المعدة نهايته سلفا، ولا بأس بشيء من الترجيحات والتجديدات المعتمدة بقوة على التراث، وحينما نقول الفئة المؤهلة ليس إقفالا لباب النظر في العلوم الإسلامية من غير ذوي الخلفية الشرعية، إنما لكل علم ومعرفة باب، فمن دخل منه ورعى أساسيته ومقاصدها فله ذلك.
فالعلم يتجه إلى البحث الأكثر تخصصاً، والأعمق رؤية، ويهدف أساساً إلى أن يعالج المشكلات و ليس فقط أن يردد الأفكار ويرجح الآراء. وإن انتقال العلم من مكانته المقدسة التي هي كشف الحقيقة إلى مجرد داعم لقناعات مسبقة ومبرر لأراء الجماعة والتيار يشكل كارثة على أي أمة، فإن العلم له أساسيات وطرق يجب إتباعها ومهما كانت نوايانا طيبة ومقاصدنا حسنة إلا أن العلم والمعرفة لن يعيننا على حل مشاكلنا إلا بقدر اتباعنا لقوانينه وطرق أداءئه وتأديته، إن الحقيقة تتعالى عن أن تأتي لمن طلبها بدون بحث واجتهاد ودون تحر لمواقعها ومظانها، ولن نستطيع حل مشاكلنا إلا بسلاح المعرفة الذي يشترط أن نتبعه لا أن نجعله تابعا لنا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Nov 2010, 10:43 ص]ـ
كلام جميل وفق الله الكاتب والناقل، وحقاً إنهما معضلتان:
- كلام غير أهل الفن العارفين به فيه بغير علم ولا حجة، وادعاؤهم التجديد على غير بينة.
- وإحجام أهل القدرة والعلم خوفاً من النقد والهجوم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[21 Nov 2010, 02:05 م]ـ
خداج الأفكار
إسماعيل العبودي
المصدر: الملتقى الفكري للإبداع ( http://almultaka.net/ShowMaqal.php?module=db7e163c28736c2fb52a403dcb003 915&cat=14&id=664&m=5246b8cf8649ab6a277fe2f7444485bf)
كثرة هذه الأفكار والادعاءات والمغالطات جعلت أصحاب الثقافة الإسلامية يحجمون عن النظر النقدي والتجديدي خوفا من الاتهام، وهو شعور نفسي طبيعي حينما يشعر الإنسان أنه مهدد بذاته فيحافظ على ما هو عليه. هذه الروح جعلت هذه الفئة المؤهلة فعلا للتجديد بحكم اهليتها المعرفية في العلوم الشرعية ترضى بدور المراقب والناقد أحيانا، وتسير في طريقها المضمون العواقب وهو الطريق المعروف و المعدة نهايته سلفا، ولا بأس بشيء من الترجيحات والتجديدات المعتمدة بقوة على التراث، وحينما نقول الفئة المؤهلة ليس إقفالا لباب النظر في العلوم الإسلامية من غير ذوي الخلفية الشرعية، إنما لكل علم ومعرفة باب، فمن دخل منه ورعى أساسيته ومقاصدها فله ذلك.
.
شكر الله لك أخانا الفاضل محمد بن جماعة على هذا الموضع المهم جدا
وشكر الله للشيخ والأديب الفاضل الدكتور عبد الرحمن على تعقيبه الذي لخص لنا المقال في الأمرين الذين ذكرهما
ولي هنا وقفة أطرحها على شكل أسئلة لعلها تثري الموضوع:
لا شك أن كلام غير أهل الفن فيه بغير علم مرفوض ومحكوم عليه بالفشل لأنه يحمل في طياته أسباب فشله، وهذا أمر ملموس محسوس.
ولكن السؤال المهم:
هل يوجد فعلا وحقيقة من يملك التجديد والإبداع ثم يحجم عنه خوفا من الاتهام؟
ثم إني أفترض ـ وربما أكون مخطئا ـ أن الذين يطرحون مثل هذا الطرح ـ وهم كثر ـ يملكون تصورا لما يمكن أن يفعله أهل الاختصاص من إبداع وتجديد، وهنا أسأل من أين لهم هذا؟
هل هم من أهل الاختصاص؟
وإذا كانوا كذلك فلماذا لا يقومون بما يدعون غيرهم إليه؟
أنا لا أشك بأن في الأمة مبدعين ولكن الابداع في الغالب أمر كامن يجد طريقه إلى الظهور حين يكون هناك بيئة تساعد على الابداع وربما كانت الظروف الصعبة أحيانا من أقوى أسباب ظهور الابداع الكامن، وشيخ الإسلام بن تيمة رحمه الله تعالى مثال من أروع الأمثلة في صفحات الابداع في هذه الأمة في الجانب العلمي، وصلاح الدين رحمه الله من أبرز الأمثلة في الجانب السياسي.
أعتقد أن هناك الكثير من الأمور التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار للخروج بحكم صائب في هذا الباب.
والله أعلم.(/)
مجلة الدراسات القرآنية (اللندنية)
ـ[عبدالرحمن الحاج]ــــــــ[07 Jun 2009, 02:29 ص]ـ
مجلة الدراسات القرآنية
القرآن مشتركا بين الشرق والغرب
الدكتور سامر رشواني
أستاذ الشريعة بجامعة دمشق
رئيس تحرير الملتقى الفكري للإبداع
العنوان الأصلي: الدراسات القرآنية
مكان الصدور: لندن
إن مما يدعو للعجب والدهشة أن نعلم أن حقلاً معرفيا خصبا وثريا ونشطا كحقل الدراسات القرآنية لم يخصص له إلا عدد قليل جدا من المجلات العلمية المتخصصة حتى يومنا هذا، إن على الصعيد العربي أو الإسلامي أو الغربي.
إذ لا تكاد تجد في العالم العربي خلال القرن العشرين أي مجلة علمية محكمة أفردت للدراسات القرآنية، ولم نشهد ظهور بضع مجلات متخصصة في هذا الحقل إلا منذ سنوات قليلة [مثل مجلة الدراسات القرآنية التي تصدر عن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف [1] وهي مجلة محكمة، ومجلة معهد الشاطبي للدراسات القرآنية [2]، ثم مجلة الفرقان .. ].
أما على الصعيد الإسلامي فقد وجدت بعض المجلات الفارسية المتخصصة بالقرآن، ولكنها عموما قليلة العدد، وغير مشتهرة أكاديميا.
أما في الغرب فعلى الرغم من قدم الدراسات الاستشراقية وكثرة الدوريات الأكاديمية المتخصصة بدراسة الإسلام؛ لم تفرد الدراسات القرآنية بمجلة علمية إلا في أواخر القرن العشرين حينما أصدر مركز الدراسات الشرقية التابع لكلية الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن أول دورية أكاديمية متخصصة بالدراسات القرآنية Journal of Qur'anic Studies"" وذلك في عام 1999. ومنذ ذلك الحين والمجلة تصدر مرتين سنويا، وصدر منها- حتى تاريخ كتابة هذه السطور- أربعة عشر عددا.
مجلة الدراسات القرآنية
لاحظ رئيس تحرير المجلة البروفسور محمد عبد الحليم [3]-الأستاذ بكلية الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن ( SOAS) ورئيس مركز الدراسات الإسلامية التابع للكلية- في كلمة التحرير التي صدَّر بها العدد الأول من المجلة، هذا القصور في مجال النشر الأكاديمي المتخصص بدراسة القرآن، فأكد على ضرورة إنشاء مجلة أكاديمية تكون قادرة على متابعة التطور المتسارع في حقل الدراسات القرآنية المتميز.
من هذا المنطلق حدد محررو المجلة أهدافهم في اتجاهين أساسيين:
أ - ضرورة متابعة التطور الذي صاحب الدراسات القرآنية منذ وقت بما جدَّ في فهم القرآن ودراسته؛ ذلك أن الاهتمام التقليدي بالبحث في جمع القرآن وتاريخه لم يعد يشكل إلا جانبا محدودا من اتجاهات متعددة يسلكها الباحثون في دراستهم للقرآن باعتباره نصاً مقدساً وظاهرة ثقافية ومصدراً تاريخيا، ونصاً أدبيا رفيع المستوى. ولأن جميع الاتجاهات يمكن أن يخدم كل منها الآخر؛ فإن تخصيص مجلة علمية لهو طريقة جيدة لتمكين الطرق المتنوعة والمتطورة في دراسة القرآن من أن تجتمع معا. لهذا كله طمحت مجلة الدراسات القرآنية أن تكون صعيدا مشتركا لكل المهتمين بالقرآن ودراسته، وأن لا تكون مسرحا لأحد الآراء على حساب الآخرين، وأن لا تغفل المسائل التي يدور حولها الخلاف.
ولأجل تحقيق هذا الهدف كان لا بد من التزام معايير أكاديمية "تقوم على البحث النزيه للوصول إلى المعرفة والأفكار والاتجاهات الحديثة التي تقوم على أحسن التقاليد في دراسة النصوص وفي الدراسات الدينية عموما" [4].
ب- تجاوز الفصل المستمر بين التراثين الإسلامي والغربي في دراسة القرآن، فالكاتبون في كل جانب يتجهون بأعمالهم إجمالا إلى القراء في داخل ثقافتهم. وهذه حقيقة مقلقة ـ في نظر محرري المجلة ـ، ولكنها واقعة لا شك فيها. لهذا فقد وضع محررو المجلة صوب أعينهم تجاوز هذا الواقع القائم؛ إذ رأوا أنه لا يمكن أن تكون المجلة مشروعا مجديا، أو يكون لعنوانها معنى صحيح إذا وجد أحد الفريقين نفسه مبعدا عن الكتابة فيها. كما لا يمكن أن تقدم إسهاما ذا شأن في دراسة القرآن إلا بفتح صفحاتها لكل ما هو جيد ومفيد في كلا الجانبين بغض النظر عن مصدره. وذلك "على أساس أن ما يشترك فيه الفريقان له أهمية ما يختلفان فيه".
(يُتْبَعُ)
(/)
ولمزيد من تعزيز التواصل بين الاتجاهات الإسلامية والغربية الاستشراقية في دراسة القرآن فقد اتخذت المجلة مسارا غير معهود، عموما، في الدوريات الاستشراقية المعروفة وهو النشر باللغتين العربية والانجليزية. وقد بيَّن محررو المجلة أنه في عالم مثالي ينبغي إدخال لغات أخرى، ولكن الواقع يفرض الاختيار، واختيارهم هذا مبني على حقيقة “أن العربية هي لغة القرآن، ولغة الدراسة العلمية للقرآن في كل أنحاء العالم الإسلامي، كما أن الإنجليزية لغة كثير من الكتابات العلمية عن القرآن، كذلك فإن العربية والانجليزية يفهمها المتخصصون في الدراسات القرآنية بوجه عام" [5]
أبواب المجلة
تقوم المجلة على أربعة أبواب:
أولا: المقالات الإنجليزية: وتحتل القسم الأكبر من المجلة، وقد شارك فيها مستشرقون غربيون، ومسلمون غير عرب، وعدد قليل من العرب المسلمين الذين يكتبون بالإنجليزية. فمن المستشرقين نجد: جوزيف فان إس، وانجيليكا نيوفرث، ونيل روبنسن، وسبيستيان غنتر، وأ. هـ. جونز. ومن المسلمين غير العرب نجد: مصطفى شاه، وهو من أكثر الكتاب مشاركة في المجلة (له ست مقالات)، وياسين داتون، وعبد الله سعيد ومستنصر مير وآخرون.
ثانيا: مراجعات الكتب: وهو باب خاص بالتعريف بالكتب التي تصدر في أوربا وأمريكا والعالم الإسلامي وتتصل بحقل الدراسات القرآنية.
ثالثا: الأخبار والتقارير والمراسلات: وهو باب تعرض فيه أنباء قصيرة عن كل ما يتصل بالقرآن من أحداث وإصدارات، وما يعقد من مؤتمرات أو يقام من مشاريع ونحو ذلك.
وقد أنشأ هذان الباب الأخيرين تلافيا للنقص الحاصل في المعلومات المتاحة عن التطورات التي تجدُّ في حقل الدراسات القرآنية من مؤتمرات أو أبحاث أو مقررات وبرامج دراسية، مما يعوق التقدم في دراسة القرآن.
رابعا: المقالات العربية: وهي لم تزل قليلة نسبيا، إذ لا يحتوي العدد في الأغلب على أكثر من مقالتين، كما أن عدد المشاركين فيها من العرب قلة، وهذا يعكس ضعف انتشارها في العالم العربي، وندرة المختصين الذين يعرفون بوجودها. فنجد من الأسماء العربية: تمام حسان (وله سبع مقالات بنسبة مقال كل عددين) وأحمد مختار عمر (ثلاث مقالات) وعبد الحميد مدكور، وحسن الشافعي وجاسر أبو صفية، عبد الرحمن المطرودي، وسنلحظ أنهم في الغالب ليسوا من المختصين تماما في حقل الدراسات القرآنية، وإن كان في صلب اهتمامهم كما هو عند اللغوي الكبير تمام حسان.
منهجية المجلة .. نموذج تطبيقي
من الصعوبة بمكان أن نحدد تفصيليا المنهجية المتبعة في الدورية وذلك لاعتبارات ضيق المقام فضلا عن كونها تجسد اتجاهات معرفية ومناهج شتى كما ورد في مقدمتها الافتتاحية. ولكن إذا أردنا أن نضرب مثلاً للكيفية التي تظهر من خلالها رسالة المجلة وغاياتها فيمكننا الإشارة بشيء من التفصيل إلى إحدى دراسات مصطفى شاه المتعددة (وهو فيما يبدو مشارك أساسي ومساهم في تطوير المجلة بشكل ما) فإذا ما أخذنا بحثه المطول عن نشأة التفكير اللغوي العربي وإسهام قراء القرآن ونحاة الكوفة والبصرة فيه؛ فسنجد فيه خطوطا منهجية أساسية:
ـ عمق الاطلاع على التراث الإسلامي، والتعامل معه برؤية نقدية.
ـ الإحاطة بالدراسات الحديثة والمعاصرة حول نشأة الفكر اللغوي العربي، سواء عند العرب أو المستشرقين، ومتابعة آخر ما يستجد في هذا الحقل من دراسات.
ـ مناقشة الدراسات والنظريات الحديثة، لاسيما تلك التي يقدمها المستشرقون، على قاعدة نقدية معرفية، تهتم بإبراز الإنجازات الجديرة بالاهتمام، بقدر اهتمامها بنقد الجوانب الفاسدة فيها.
هذه الخطوط الأساسية سنجدها في كثير من الدراسات التي ظهرت في المجلة، وهي تؤكد حرصها على ردم الفجوة بين الدرس الإسلامي والدرس الاستشراقي من جهة، وكذلك رغبتها في تجنب المقاربات الاعتذارية التي لا تقدم إضافة على المستوى المعرفي.
وفيما يلي خلاصة موجزة جدا لهذا البحث:
(يُتْبَعُ)
(/)
لاحظ مصطفى شاه أن إسهام قراء القرآن في إنشاء التراث اللغوي المبكر بقي مهملا ومتجاهلا في جلِّ الكتابات التي أرَّخت لنشأة العلوم اللغوية العربية، مثل كتب طبقات اللغويين والنحاة. ويرجع هذا التجاهل إلى أن مؤلفي هذه الكتابات كانوا في الغالب من أتباع إحدى المدرستين اللغويتين الكوفة أو البصرة، وهؤلاء قد مالوا إلى تأكيد استقلال إنجازهم اللغوي ومكانته المتميزة. وعلى الرغم من أن قراء القرآن كانوا الرائدين في إنشاء القواعد الأولى للتحليل اللغوي، فقد أهمل ذكرهم ونظر إليهم على أنهم يطبقون مناهج مهجورة وعتيقة الطراز في دراسة القرآن واللغة.
في هذا السياق يحاول مصطفى شاه أن يقدم مراجعة فاحصة للتراث اللغوي منذ بذوره الأولى، وللإسهام الذي قدمه قراء القرآن خصوصا. وقد تبين له أن العلوم اللغوية إنما نشأت بادئ ذي بدء لغاية أساسية هي خدمة النص القرآني، وأن روادها كانوا في ذلك الحين من قراء القرآن الذين اعتمدوا مقاربة وظيفية في دراسة اللغة: فصنفوا في الهجاء والرسم والنقط، كما أحصوا الاختلافات بين القراءات والمصاحف، كما قدموا بحوثا مهمة في الخصائص الصوتية للغة العربية وصلتها بتلاوة القرآن، إضافة إلى وضعهم لقواعد الوقف والابتداء.
لقد اعتبر القراء أنفسهم حفظةً لأداء القرآن، ومقاربتهم اللغوية كانت محكومة بمبدأ أساسي هو: «القراءةُ سنةٌ». ومع ذلك فقد برز في القراء أشخاص حاولوا أن يقدموا تفسيرات نظرية للخصائص اللغوية للقراءات القرآنية ويساهموا في بناء النحو النظري.
إن أدوات البحث اللغوية الذي استخدمت في تحليل الخصائص اللغوية للقراءات القرآنية وتفسيرها قد قامت في قسم كبير منها على الشعر العربي والأخبار ومأثورات الأعراب، ومن خلال هذه المادة قام القراء النحويون بتطوير نماذج للتحليل اللغوي أصبحت فيما بعد مثالا يحتذى في البحث النحوي. وكان من نتائج هذه النقلة المثيرة للجدل أن خضعت القراءات القرآنية للنقد وفقا للأعراف اللغوية المفترضة، ومن ثم للمطالبة بالإصلاح في بعض الحالات، على أن هذا لم يكن بدافع سيء، مطلقا، ولكنه الولع باللغة؛ وهذا بطبيعة الحال ما أدى إلى تقدم التفكير اللغوي العربي.
لقد كانت هذه المقاربة التجريدية البدائية للغة القرآن بداية للظهور التدريجي للتراث اللغوي في الكوفة والبصرة؛ التراث الأكثر حيوية واندفاعا نحو تشكيل نظرية عامة للغة، نظرية لا تنفك تعترف بأنها نشأت من أجل خدمة القرآن أساسا. على أن مدرستي الكوفة والبصرة لم تتخليا عن أنماط التأليف التي اشتغل بها القراء، بل صنفوا كذلك في: النقط والإعجام والهجاء والوقف والابتداء والإدغام والهمز واختلاف المصاحف ووجوه القراءات.
لقد استطاع مصطفى شاه من خلال دراسته هذه أن يقدم صورة واضحة عن تطور الفكر اللغوي العربي منذ بداياته الأولى وحتى المرحلة التي تبلور فيها على يد سيبويه وأقرانه خصوصا. وذلك من خلال درسه لإسهام قدامى القراء ومقاربتهم الوظيفية للغة، ثم من خلال بيانه الكيفيةَ التي تطور بها الفكر اللغوي في مدرستي الكوفة والبصرة، والإسهام الذي قدمه قراء المدرستين على نحو خاص في تطوير هذا الفكر وتوجيهه، وصولا إلى المرحلة التي استقل فيها الدرس النحوي واللغوي عن القراء، ونشأ التمييز الوظيفي الواضح بين القراء باعتبارهم حماةً وحفظة للنص القرآني وقراءاته، والنحويين باعتبارهم باحثين منظِّرين لخصائصه النحوية.
مواضيع المجلة
على الرغم من حداثة عهد المجلة فإنها استطاعت أن تعرض لقضايا كثيرة تتصل بجوانب مختلفة من علوم القرآن: من التفسير عموما والقصص القرآني خصوصا، والدراسات اللغوية والدلالية، ونظريات التأويل، وتاريخ التفسير وبعض اتجاهاته، والدراسات البلاغية والبيانية، كما أبدت اهتماما ملحوظا بالدراسات المتعلقة بترجمة القرآن وما يحيط بها من مشكلات وصعوبات.
أولا: الدراسات التفسيرية
وتشكل القسم الأكبر من المقالات التي نشرت في المجلة. وقد تناولت النص القرآني من جوانب عديدة:
أ- بنية السورة القرآنية:
نجد مقالات عديدة تناولت سورة بعينها من حيث وحدتها الموضوعية وتماسكها الدلالي، مثل:
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ دراسات نيل ربنسون [6] (جامعة ويلز) عن البنية والتأويل في سورة المؤمنون (1/ 2000) [7]، وكذلك دراسته الماتعة حول الترابط الموضوعي في سورة المائدة (1/ 2001)، وهنالك أيضا دراسته عن الجدل الكتابي حول الانتساب إلى إبراهيم عليه السلام في سورة الأعراف، وصلته بالجدل الذي ظهر في سورة البقرة (2/ 2004).
ـ دراسة إيان ريتشارد نيتون (من جامعة ليدز) عن سورة الكهف: بنيةً وعلاماتٍ (1/ 2000).
ب- دراسات القصص القرآني:
ـ دراسات أ. هـ. جونز (جامعة أستراليا القومية) الثلاث حول أيوب ويونس عليهما السلام (1/ 1999، 2/ 2001، 1/ 2002، 2/ 2003) وهي دراسات جمالية وبنيوية متميزة.
ـ دراسة أنجليكا نيوورث (الجامعة الحرة ببرلين) المطوَّلة عن قصة الخلق في القرآن (1+2/ 2000) وقد عالجتها من منظور يفرق بين مرحلتين القرآن الشفاهي قبل تدوينه ومرحلة النص الرسمي المدون، على أساس أنه في الفترة الفاصلة بينهما حصل تطور مهم له صلة بظهور الدراما في النص القرآني.
ـ عرض مستنصر مير (جامعة ينغستاون) لتفسير حميد الدين الفراهي (ت 1918) المفسر الهندي المجدد لسورة الفيل (1/ 2005) وتأويله المختلف كليا عن التفاسير التقليدية المعهودة لقصة أبرهة وما حلَّ بحملته المعروفة على الكعبة.
ـ دراسة إسماعيل البيرق (جامعة ساكرايا) عن قصة العجل الذهبي في القرآن (1/ 2001)، ودراسة تمام حسان (دار العلوم ـ القاهرة) عن بني إسرائيل في مصر (1/ 2000).
ج- التفسير الفقهي:
ـ من الدراسات الفقهية: دراسة ديكلان أوسوليفان (جامعة ديورهام) عن الاستشهاد بالقرآن لإثبات عقوبة المرتد أو نفيها (2/ 2001).
ـ ودراسة عبد بن إبراهيم الناصر (كلية التربية ـ الرياض) عن مبدأ الوكالة في الاقتصاد الإسلامي في ضوء القرآن.
ـ ودراسة عبد الرحمن المطرودي عن الإرهاب: رؤية قرآنية (1/ 2004)،
ـ ودراسة إدريس حامد محمد علي عن: وجوه الإنفاق المشروعة في القرآن (2/ 2004).
ـ ودراسة حامد ألجار عن الآيتين 78 - 79 من سورة الأنبياء وكونهما أساسا للاجتهاد (2/ 2002).
ثانيا: الدراسات اللغوية والدلالية
احتل هذا النوع من الدراسات أيضا مكانة معتبرة بين دراسات المجلة، ومن أبرز الدراسات في هذا الباب:
ـ دراسات مصطفى شاه (جامعة لندن SOAS) العديدة في نشأة الفكر اللغوي العربي وصلته بتاريخ القراءات القرآنية ودور قراء القرآن فيه (1+2/ 2003)؛ ودراسته عن إسهام النحويين في جمع القراءات القرآنية (1/ 2004)، ودراسته المطولة عن الأبعاد الدينية لنظريتي التوقيف والاصطلاح في نشأة اللغة والخلاف حول المجاز (1/ 1999، 1/ 2000).
ـ دراسات تمام حسان الدلالية: الصحة والجمال في النص القرآني (1/ 1999)، العلاقات النسقية في النص القرآني من جهتي التلفظ والتأويل العقلي (2/ 2001)، من وسائل الإبداع في لغة النص القرآني (2/ 2002)، المعنى الثانوي في القرآن (1/ 2005)، القرب والبعد النحوي في النص القرآني (2/ 2005).
ـ دراسات أحمد مختار عمر (دار العلوم –القاهرة) عن الفاصلة القرآنية بين ملائمة اللفظ ومراعاة المعنى (1/ 1999)، المترادف الكلي والجزئي في النص القرآني (1/ 2000)، تعدد جمع التكسير للاسم المفرد في القرآن (2/ 2001).
ـ دراسات حسين عبد الرؤوف (جامعة ليدز) عن الهندسة اللغوية في القرآن (2/ 2000)، والترابط النصي والمفهومي في النص القرآني (2/ 2003)، وكذلك دراسته حول آلية العرض والتطور النصي في القرآن (2/ 2005).
ـ كما نجد دراسة لهاروكو ساكيداني (جامعة طوكيو للدراسات الأجنبية) عن العلاقة بين الجمل الاسمية والفعلية في القصص القرآني (2/ 2004)، ودراسة لأحمد شيخ عبد السلام (الجامعة الإسلامية بماليزيا) حول إمكانية تعدد المعنى في النصوص القرآنية (2/ 2000).
ثالثا: الدراسات البيانية والبلاغية
وهي قليلة نسبيا، نجد منها:
ـ دراسة سوفيا فاسلو (جامعة لندن SOAS) عن الإعجاز القرآني: المسارات العامة والمقاربات الفردية (2/ 2002). ودراسة كايت زبيري (جامعة لندن SOAS): نحو نقد بلاغي للقرآن (2/ 2003). ودراسة توماس هوفمان (جامعة كوبنهاجن) عن اللغة الشعرية العبادية في القرآن: خصائصها وفضائلها (2/ 2004).
رابعا: دراسات في تاريخ التفسير واتجاهاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ دراسات عن التفاسير الصوفية: مثل دراسة توبي ماير (معهد الدراسات الإسماعيلية) عن الشهرستاني وإلغاز القرآن: دراسة تقييمية للمفاهيم التأويلية في مقدمة تفسيره (مفاتيح الأسرار) وتفسيره للفاتحة (2/ 2005).
ـ وكذلك دراسة أنابيل كيلر (جامعة كامبردج) التفسير الصوفي كمرآة: القشيري مرشدا في تفسيره لطائف الإشارات (1/ 2006).
ـ في قضية التفسير العلمي: دراسة بسطامي محمد خير (جامعة برمنجهام) القرآن والعلم: الجدل حول مشروعية التفسير العلمي للقرآن (2/ 2000). ودراسة ظفر إسحاق الأنصاري (معهد الدراسات الإسلامية بإسلام آباد) عن التفاسير العلمية للقرآن في الربع الأخير من القرن العشرين (1/ 2001). ومقاربة ماسيمو كامبانيني (جامعة ميلان) الهرمنيوطيقية قضية القرآن والعلم (1/ 2005).
ـ دراسات متنوعة في تاريخ التفسير: مثل دراسة بشير نافع عن الطاهر بن عاشور: حياته وفكره من تفسيره للقرآن (1/ 2005)، ودراسة عائشة كيسنجر (جامعة تورونتو) عن المرويات التفسيرية عن عائشة رضي الله عنها: دراسة في تأثيرها ودلالاتها (1/ 2004)، ودراسة كريستوفر ميلشرت (جامعة لندن) عن أحمد بن حنبل وموقفه من القرآن (2/ 2004).
خامسا: في ترجمة القرآن
احتلت قضية ترجمة القرآن وإشكالاتها وقضاياها حيزا جيدا بين موضوعات المجلة، لما لهذه القضية من أهمية بالغة خارج العالم العربي عموما. ومن الدراسات التي قدمتها المجلة في هذا الحقل:
ـ دراسة مظفر إقبال (جامعة كاليفورنياـ بيركلي) المقارنة بين ترجمتي عبد الله يوسف علي ومحمد أسد الانجليزيتين.
ـ دراسة جيمس موريس (جامعة ايكستر) حول: ترجمة القرآن وتحديات التواصل: دعوة إلى ترجمة أدبية للقرآن، ترجمة تكون قادرة على نقل الأبعاد المختلفة التي يوحي بها النص القرآني وتأثيره على جميع الحقول المتصلة بالمعارف الإسلامية المختلفة، ليس فقط الجوانب التشريعية والعقدية، بل حتى الجوانب الجمالية والموسيقية وغير ذلك (2/ 2000).
ـ وحول نفس الهدف تأتي دراسة دراسة بروس لورنس (جامعة ديوك) عن محاكاة السجع في الترجمات الإنجليزية للقرآن، من خلال دراسة خاصة لسورة الضحى والبسملة (1/ 2005).
ـ ومن الدراسات المهمة أيضا دراسة إساك أ. أجونبياي (جامعة لاجوس ـ نيجيريا) عن ترجمة القرآن إلى اللغة اليوروبية ـ إحدى لغات الإثنيات المسلمة في نيجيريا ـ وتحليلها من منظور لساني اجتماعي (1/ 2001).
ـ ودراسة س. ك. الطباطبائي عن واجبات مترجم القرآن تجاه القراءات القرآنية (1/ 2002).
سادسا: تاريخ المصحف ومخطوطاته
يبدو واضحا من خلال متابعة القضايا التي تناولتها مجلة الدراسات القرآنية، إهمالها أو تجاوزها للاهتمام بالدراسات المتصلة بتاريخ القرآن وجمعه، على الأقل بالشكل التقليدي والجذري الذي يظهر عند عدد من المستشرقين. ولكنها مع ذلك حاولت أن تغطي هذا الجانب من مداخل أخرى يمكن القول إنها تشكل جدلاً خفيا مع تلك الدراسات المشككة في صحة نقل القرآن، من جهة أنها تفند أسس تلك الدراسات الاستشراقية الواحدة تلو الأخرى. ومن هذه المداخل إعادة النظر في المخطوطات القرآنية القديمة وتحليلها ودرسها.
وقد تفرَّد في تغطية هذا الجانب من العلوم القرآنية ياسين دوتون (جامعة ادنبره) فقد قدم في ذلك عددا من الدراسات:
ـ دراسته المطولة بخصوص: النقط الحمراء والخضراء والصفراء والزرقاء: تأملات في تشكيل مخطوطات المصحف في عصر مبكر (1/ 1999، 1/ 2000).
ـ مصحف قديم على قراءة ابن عامر: دراسة لمخطوط مصحف يعد الأقدم للقرآن في أوروبا (من المكتبة الوطنية بباريس) (1/ 2001).
ـ ثم قدم دراسة لمخطوط قرآني في المكتبة البريطانية مشابه جداً للمخطوط الباريسي من حيث أنه كتب بالخط الحجازي على قراءة ابن عامر (1/ 2004).
وتثبت هاتان الدراستان أن القرآن قد كتب في عهد مبكر جدا، أي في عهد الأمويين، بما يؤكد ويبرهن على صحة كثير من الروايات الإسلامية عن تاريخ كتابة المصحف.
سابعاً: نقد الدراسات الاستشراقية للقرآن
أسلفت القول أن المجلة قد حاولت أن تقيم جدلا خفيا مع بعض الدراسات الاستشراقية لاسيما المتعلقة بتاريخ القرآن، ولكنها ضمت أيضا بعض الدراسات التي قدمت نقدا مباشرا لبعض الدراسات الاستشراقية في غير جانب من علوم القرآن، فمن ذلك:
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ مناقشة حسين عبد الرءوف (جامعة ليدز) لآراء ريتشارد بل في كتابه «مقدمة للقرآن» (1953) حول تفكك النص القرآني، ومحاولة طرح رؤية عن آليات العرض والتطور النصي في الخطاب القرآني (2/ 2005).
ـ دراسة مصطفى شاه عن: أصول القراء في التراث الإسلامي القديم، والأدوار الدينية السياسية التي ساهموا بها (2/ 2005). ناقش فيها الآراء التي ركزت على الدور السياسي والديني للقراء في التراث الإسلامي.
ـ دراسة محمد عبد الحليم (جامعة لندن) عن التوظيف القرآني لقصة نوح (1/ 2006) ناقش فيها آراء ريتشارد بيل وديفيد مارشال حول مقاصد القرآن من سرد قصة نوح، وحول ما أسموه: «أنبياء العقاب».
ثامنا: نظريات التأويل
من الدراسات التي قدمت فيه هذا المجال:
ـ دراسة أسما برلاس (كلية إثاكا –نيويورك) عن القرآن والهرمنيوطيقا ـ التأوُّليَّة ـ: قراءة في معارضة القرآن للأبويَّة (2/ 2001).
ـ دراسة ميشيل موميسا (جامعة برمنجهام) نحو نظرية هرمنيوطيقية إفريقية للقرآن (1/ 2002).
ـ دراسة أنجيليكا نيوورث: القرآن والتاريخ:العلاقة الخلافية، تأملات في تاريخ القرآن والتاريخ في القرآن.
هذه مجمل المواضيع التي تناولتها المجلة في سنواتها السبع الماضية [9]، وهي على الرغم من حداثة نشأتها قد استطاعت أن تستقطب طائفة واسعة من دارسي القرآن، لاسيما من المسلمين من غير العرب. ومن الواضح أن المجلة قد حاولت أن تستقطب المختصين ليكتبوا في مجالات اهتمامهم: مثل مصطفى شاه وتمام حسان في الدراسات اللغوية للقرآن، وياسين داتون في دراسة تاريخ المخطوطات القرآنية.
كما استطاعت أن تتجاوز الاهتمام الغربي بتاريخ القرآن، وذلك بالتواصل مع باحثين غربيين ذوي مقاربات مختلفة تقوم على قراءة النص القرآني داخليا، استكشافا لقوانينه التأويلية، وأبعاده الدلالية. هذا فضلا عن تقديمها دراسات عن تاريخ القرآن تثبت بطلان كثير من النظريات الاستشراقية المتطرفة عن تاريخ القرآن جمعا وتدوينا، وذلك دون الوقوع في شرك الكتابات السجالية التي تكثر في العالم العربي.
ولكن المجلة تبقى مقصِّرة في التواصل مع الباحثين والمختصين من العرب، فقد اقتصرت على دائرة محدودة جدا، جلُّهم من غير المتخصصين في مجال الدراسات القرآنية (أساتذة كلية دار العلوم بشكل أساسي ـ التي ينتمي إليها البروفسور محمد عبد الحليم رئيس تحرر المجلة) وبعض الباحثين السعوديين. إذ إن قلة نادرة من الباحثين والمختصين في حقل الدراسات القرآنية عرفوا بها أو اطلعوا عليها. والحقيقة أن مسؤولية هذا تعود في الأساس إلى المستوى الأكاديمي المتردي للجامعات العربية، من حيث متابعتها للبحث العلمي حول العالم، أو اشتراكها في المجلات العلمية.
لهذا فإنني أرى أن جانبا كبيرا من أهداف المجلة وغايتها لم يتحقق بعد، وهو الاختلاف الإسلامي الغربي حول القرآن ـ من حيث كون الاختلاف حوارا، وجدلا معرفيا بناءاً ـ، إذ إن المجلة تفتقر كثيرا إلى مشاركة الباحثين العرب فيها، ولعلها بحاجة لحملة إعلامية في بعض المجلات العلمية العربية (القليلة) تنبه بها الباحثين العرب إلى هذه الدورية الأكاديمية المتميزة، لاسيما من حيث إمكان النشر فيها بالعربية.
_______
[1] صدر العدد الأول منها في 2006. ويرأس تحريرها محمد سالم بن شديد العوفي الأمين العام لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
[2] تصدر عن معهد الإمام الشاطبي التابع للجمعية الخيرية للقرآن الكريم، صدر العدد الأول منها في 2006، ويرأس تحريرها: سليمان بن إبراهيم العايد، الأستاذ بجامعة أم القرى. كما أن هناك مجلة حديثة جدا صدر العدد الأول منها في مايو 2007 وسميت أيضا: (مجلة الدراسات القرآنية) وهي مجلة محكمة تصدر عن الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه، وهي تابعة لجامعة الملك محمد بن سعود الإسلامية. كما هناك مجلة قديمة ولكنها غير أكاديمية تسمى: مجلة الفرقان، تصدر عن جمعية المحافظة على القرآن، وكلها تصدر في السعودية.
[وصدر في أيار/2009 االعدد الأول لـ المجلة الدولية للدراسات القرآنية عن كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر- عبد الرحمن الحاج]
[3] مصري تخرج في كلية دار العلوم، له عدد من الإصدارات في مجال علوم القرآن، مثل كتابه: Understanding the Qur’an : themes and style, 1999 وترجمته الممتازة للقرآن الكريم، والتي صدرت عن جامعة أكسفورد في 2004، وآخر انجازاته كانت بالاشتراك مع السيد بدوي في إخراج معجم عربي انجليزي للاستخدامات القرآنية للألفاظ وقد صدر في 2007 عن دار بريل الشهيرة. وينظم البروفسور محمد عبد الحليم في مركزه مؤتمرا دوريا عن القرآن يعقد كل عامين.
[4] عن كلمة التحرير التي صُدِّر بها القسم العربي من المجلة في عددها الأول عام 1999.
[5] عن كلمة التحرير من العدد الأول للمجلة
[6] لم تهمل الدراسة الإشارة إلى بعض النحويين الحجازيين ممن كانت لديهم إسهامات في التحليل النحوي، وكانوا أساتذة لنحاة البصرة والكوفة
[7] يبدو نيل ربنسون مشغولا جدا بدراسة بنية السورة القرآنية، وإثبات الترابط والتماسك بين أطرافها حتى لو كانت من طوال السور المدنية.
[8] تشير الإحالات المثبتة أعلاه إلى رقم العدد في السنة التي صدر فيها.
[9] هناك بعض الدراسات الاجتماعية والأنثربولوجية المتصلة بالقرآن: مثل الدراسة التي قدمها هيربرت بيرغ (جامعة نورث كارولينا) عن حركات الأمريكيين الأفارقة المسلمين الأولى وصلتها بالقرآن (1/ 2006).
===========================
انظر المقال في ببليو إسلام نت على الوصلة:
http://www.biblioislam.net/Elibrary/Arabic/e_reviews/reviewCard.asp?tID=10&id=497
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Jun 2009, 04:52 ص]ـ
أشكر الأخ الكريم الدكتور سامر رشواني على هذه المقالة، وأشكر الزميل الأستاذ عبدالرحمن الحاج الذي أطلعنا عليها مشكوراً.
ليتنا نظفر بأعداد هذه المجلة السابقة، فلم أطلع عليها إلا من خلال هذه المقالة.
وقد بدأت ولله الحمد مجلات الدراسات القرآنية المتخصصة تكثر وتتميز نوعياً.
وتعقيباً على ذكر مجلة الفرقان الأردنية فهي ليست مجلة علمية محكمة، وإنما هي مجلة تعنى بالمتابعات والأخبار القرآنية. وقد صدر مؤخراً مجلة (بصائر) وهي كالفرقان في اهتماماتها.
نسأل الله للجميع التوفيق والسداد، وتبقى حاجة الباحثين شرقاً وغرباً أوسع من أن تسدها هذه المجلات، فالميدان لا يزال مهيئاً ومحتاجاً للمزيد.
ـ[عبدالرحمن الحاج]ــــــــ[07 Jun 2009, 11:33 ص]ـ
يمكنكم الاطلاع على أعداد مجلة ( Journal of Qur'anic Studies) وملخصات عن الإبحاث باللغة الإنكليزية على الوصلة:
http://www.eupjournals.com/journal/jqs(/)
مركز تفسير يعقد لقاءه الشهري الأول بالرياض باسم (ملتقى أهل التفسير)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Jun 2009, 09:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سوف يعقد مركز تفسير للدراسات القرآنية بإذن الله لقاءه الشهري الأول يوم الإثنين 15/ 6/1430هـ تحت اسم:
http://www.tafsir.net/images/tafsirtaha2.jpg
وذلك بعد صلاة العشاء مباشرة، وسيكون هذا اللقاء بداية سلسلة ملتقيات دورية ينظمها مركز تفسير للدراسات القرآنية لمناقشة عدد من القضايا الحيوية ذات البعد الاستراتيجي في خدمة الدراسات القرآنية. يشارك فيها أعضاء ملتقى أهل التفسير في الرياض والمهتمين بالدراسات القرآنية.
ويسعدنا تلقي مقترحاتكم للارتقاء بهذه الملتقيات وإنجاحها، ومشاركتكم بحضور هذه الملتقيات.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[08 Jun 2009, 06:34 م]ـ
ماشاء الله تبارك الله
خطوة مباركة.
وآمل أن يرتب لقاء سنوي أو مرتين في السنة يدعى فيه من يحب أن يشارك من أعضاء ملتقى أهل التفسير من جميع المناطق , وفقكم الله , وبارك في هذا اللقاء , وننتظر ملخصا لأهم ما دار في اللقاء , وجزاكم الله خيرا
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[08 Jun 2009, 07:34 م]ـ
بارك الله فيكم ووفقكم في هذا الملتقى وأثني على طلب أخي الفاضل محب القراءات في وضع ملخص للقاء حتى نتابع معكم.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[08 Jun 2009, 10:11 م]ـ
بارك الله في جهودكم أباعبدالله
تمنيت المشاركة، لكن حال دون ذلك حائل،، والله المستعان
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[09 Jun 2009, 12:49 ص]ـ
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
سددكم الله واعاننا وإياكم على ما يحب ويرضى
وأضم صوتي مع اخوتي في وضع ملخص للقاء وأبرز ما قيل فيه
ويسعدنا ويشرفنا أن نساهم في إنجاح هذا العمل بما نستطيع
بارك الله فيكم وزادكم من فضله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Jun 2009, 01:01 ص]ـ
بفضل الله تم عقد اللقاء الأول بنجاح، وقد حضره من أعضاء الملتقى كلٌ من:
1 - أ. د. محمد بن عبدالرحمن الشايع.
2 - أ. د. أحمد سعد الخطيب.
3 - د. محمد بن عبدالله الخضيري.
4 - د. مساعد بن سليمان الطيار.
5 - د. محمد بن عبدالعزيز الخضيري.
6 - د. ناصر بن محمد الماجد.
7 - د. أحمد بن محمد البريدي.
8 - د. حجاج رمضان.
9 - د. يوسف بن صالح العقيل.
10 - د. عبدالله بن حمد المنصور.
11 - د. عبدالحكيم بن عبدالله القاسم.
12 - د. عثمان بن عبدالمحسن التركي.
13 - الشيخ عادل التركي.
14 - الشيخ صالح الدرويش.
15 - الشيخ عوض بن أحمد الشهري.
16 - الشيخ محمود بن كابر الشنقيطي.
17 - الشيخ عبدالعزيز الداخل
18 - ريان اللويمي الدوسري.
19 - طارق العميريني.
20 - فواز المنصور.
21 - غالب المزروع.
22 - الشيخ محسن المطيري.
23 - سالم عمر باقطيان.
24 - عبدالملك بن سرور.
25 - عبدالرحمن بن معاضة الشهري.
واعتذر عن الحضور عدد من الأعضاء الذين كان من المقرر حضورهم ثم طرأت لهم ظروف منعتهم من المشاركة في هذا اللقاء.
وقد افتتحتُ اللقاء بالترحيب بالجميع وشكرهم على تلبية الدعوة، ثم تحدث الدكتور مساعد الطيار عن فكرة هذا الملتقى الشهري، وأهداف عقده، وطلب اقتراح الموضوعات الجديرة بالنقاش والبحث في اللقاءات القادمة.
ثم عرَّف كل من الحضور بنفسه للجميع، وتم نقل الحديث للحضور للحديث عن مقترحاتهم وأفكارهم لهذا الملتقى الشهري الذي ينظمه مركز تفسير للدراسات القرآنية.
وقد اتفق الجميع على أن يكون موضوع اللقاء الثاني هو (أولويات البحث العلمي في الدراسات القرآنية) وكلف بإعداد ورقة عمل فيه تطرح للحوار والنقاش كل من:
أ. د. أحمد بن سعد الخطيب.
د. محمد بن عبدالله الخضيري.
وتقرر أن يكون موعد اللقاء القادم بعد أسبوعين في 30/ 6 / 1430هـ بمشيئة الله تعالى، على أن يتم فتح موضوع في ملتقى أهل التفسير طلباً للآراء حول موضوع اللقاء القادم.
وسوف يتم إنشاء أمانة لهذا الملتقى الشهري تتولى الإعداد له، وتنظيمه تحت إشراف مركز تفسير للدراسات القرآنية.
والله الموفق سبحانه،،،
ـ[الشريفة فاطمة]ــــــــ[09 Jun 2009, 03:17 ص]ـ
ماشاء الله تبارك الله موفق ان شاء الله
نتمنى ان يكون لنا الحظ في المشاركات القادمة ولما لا كما جاءت فكرة الاخ او الاخت محب القراءا ت ليكون هناك لقاء سنوي يحضره محبي ملتقى اهل التفسير والمهتمين او المتخصصين بمجال التفسير وعلوم القران
نسال الله تعالى لكم ولنا تمام الصحة والعافية والسداد والثباث على الشدائد
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[09 Jun 2009, 07:07 ص]ـ
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
لقد كان لقاءًا موفقًا، وقد فرحنا بتفاعل الحاضرين في هذا الملتقى المبارك، وأسأل الله أن يوفقنا للرقي بالدراسات القرآنية إلى المستوى المنشود، وأن يجزي خيرًا كل من كان سببًا في هذا اللقاء، وكل من حضر وشارك بوجوده أو برأيه، وكل من لم يحالفنا الحظ بحضوره.
ونطمح إن شاء الله تعالى إلى إيجاد طريقة تفاعل مع الذين هم خارج اللقاء، وذلك عبر الغرف الصوتية أو غيرها، ليتسنى لنا في هذا الملتقى الاستفادة من أكبر عدد من المشاركين خارج الرياض، وكذا خارج المملكة، ولعل الله يوفقنا للقيام بذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نواف الحارثي]ــــــــ[09 Jun 2009, 09:23 ص]ـ
بداية موفقة -بإذن الله تعالى- ويمكن النظر في نقلها عن طريق البث المباشر مثلا في وقتها ..
كما اقترح بعقد لقاءات منتظمة ومرتبة فيما بين أهل التخصص في كل منطقة على غرار ديوانية الدراسات القرآنية بالطائف التي تبنى فكرتها الدكتور عبد الله القرشي؛ للرقي بالدراسات القرآنية كما ذكر حبيبنا وشيخنا الشيخ مساعد.
سدد الله الجميع لما فيه خير للإسلام والمسلمين.
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[09 Jun 2009, 02:29 م]ـ
اثني على مقترح الدكتور مساعد حول امكانية نقل اللقاء عبر الغرف الصوتية ختى يتسنى لنا المتابعة ولكل راغب من أي قطر
نأمل من الاخوة العمل بجدية لهذا الغرض قبل بدء اللقاء القادم، فالموضوع شيق ونحب المشاركة فيه
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[10 Jun 2009, 10:09 م]ـ
أرجو أن تتسع صدوركم للملاحظات التالية:
لم تتضح بعد معالم هذا المركز الجديد، حتى يتسنى لأعضاء ملتقى أهل التفسير معرفة موقعهم منه، وموقعه منهم:
1 - أشرت عدة مرات للحاجة إلى معرفة إن كان هذا المركز ناديا خاصا بأهل الرياض، أو ناديا خاصة بأهل المملكة، أو مركزا عربيا، أو دوليا.
ولا أدري لم بقي هذا الأمر غامضا لحد الآن.
2 - لعدة مرات، طلب بعض الإخوة، ومنهم د. الشهري من الأعضاء عرض مقترحاتهم لإفادة المركز، بدون أن يذكر بوضوح إن كان هذا نوعا من الإشراك في التخطيط للمركز، أو أن ذلك من باب الاستشارة المفتوحة التي لا تعني بالضرورة الأخذ بهذه المقترحات.
وأنا شخصيا، كعضو في المنتدى، لدي رغبة بعرض بعض المقترحات. غير أنني أحتاج للوضوح في طبيعة العلاقات. فهناك فرق كبير بين أن تقترح وتشعر بأنك عضو في فريق، وبين أن تقترح وتشعر أنك خارج الفريق.
3 - إن كان هناك أعضاء وهيئة تأسيسية ومجلس إدارة، فمن المفيد أن نعرف هذا كله. وأستغرب كيفية البدء بعقد لقاءات شهرية دون الإعلان عن هذه المسائل الضرورية. وإلا كانت هذه اللقاءات بمثابة الصالون الفكري لا غير. وأسلوب العمل المؤسسي يختلف كثيرا عن أسلوب تنظيم الصالونات الفكرية.
4 - مثل هذه اللقاءات الشهرية المفتوحة التي تعقد في الرياض ستجعل للحاضرين نوعا من الحظوة والأولوية في توجيه نشاط المركز. فهل هذا هو المراد؟
هذا الأمر يعتمد على معرفة طبيعة حقل نشاط المركز. فإن كان لأهل الرياض فمثل هذا النشاط سيفي بالغرض. وإن كان المركز مفتوحا لمن هم خارج الرياض، أو حتى خارج المملكة، فأعتقد أن البدء بمثل هذه اللقاءات الشهرية المفتوحة سيمثل تناقضا، وعدم أخذ بعين الاعتبار للآخرين (كي لا أقول تسرعا يستبطن عدم احترام لهؤلاء).
ومن الضروري في هذه الحالة إدراك أن عمل مركز للدراسات يختلف كثيرا عن عمل جمعية كالجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه. كما أنه يختلف عن العمل الدعوي، ويختلف عن أي نشاط آخر يمكن أن يتعلق بالدراسات القرآنية. وانفتاح المركز منذ اليوم الأول لعقد لقاءات شهرية "مفتوحة" يحضرها "أعضاء من ملتقى أهل التفسير" يكفي أن يكون لديهم القدرة على التنقل للرياض لحضورها، قد يكون نشاطا مفيدا، غير أنني أخشى ألا يكون منسجما مع الطبيعة التي يمكن أن تعطى لمركز للدراسات القرآنية، على الأقل في مرحلة إطلاقه.
5 - كنت قد أشرت لعدة مرات في مراسلات خاصة، إلى أن المركز إن كان يراد له أن يكون مركزا خاصا بأهل الرياض أو خاصا بأهل المملكة، فيجب أن يحترم هذا الاختيار. غير أنه من الضروري إدراك أن المشروع يحكم بذلك على نفسه بالقصور لا محالة، وسيولد قاصرا ويبقى قاصرا. ولن يحقق من الأهداف إلا ما يقدر عليه أهل المنطقة فقط.
أما إذا أريد له أن يكون مركزا دوليا ذا إشعاع دولي، فمن الضروري أن يعاد التفكير في طريقة التفكير والتخطيط له. وأول الخطوات الضرورية في هذا ال
طريق هو الانفتاح على من هم خارج المملكة. ولا يكفي لهذا أن يراسل بعض الأعضاء لطلب "مشورتهم" والتأكيد على أن "مقترحاتهم مرحّب بها". لأن من حق من يقترح أفكارا جادة ومشاريع هامة أن يعرف مجهوده في إطار العمل المؤسسي والأكاديمي.
وهذا البحث عن "الاعتراف" و"المصداقية" أمر مشروع لا يمكن التغاضي عنه. ولا يدخل في باب الرياء وإنما في إطار الاعتراف لأصحاب الفضل، تماما مثل الحقوق الفكرية في التأليف.
...
في البال أمور عديدة حول أهمية أن يكون هذا المركز دوليا، وأن يفتح لعدة تخصصات، وما معنى أن يكون التخطيط له مشتركا ما دام مفتوحا، وعلاقة المنتدى به، وكيفية استثمارها، وكثير من الأفكار الأخرى، التي لا أرغب في عرضها أولا: خشية الإطالة. وثانيا: حتى تتضح توجهات القائمين على المشروع، لأن ذلك سيحدد ما إذا كان من حقي الحديث عنها أو ليس من حقي ذلك.
...
في الحقيقة ترددت كثيرا قبل نشر هذا التعليق، غير أنني انتظرت كثيرا ولعدة شهور وراسلت القائمين على المشروع عدة مرات بشكل خاص، ولم أتلق أي جواب واضح ما عدا الوعود الغامضة.
وأعتقد أنه حان الوقت للحديث عن هذه الأمور في إطار حوار صريح يبتغي النفع لحقل الدراسات القرآنية.
وثقتي بإخواني أنهم سيفهمون أن منطلقي وغايتي في هذا الحديث العلني هو الغيرة على هذا المشروع الذي أعلنت بصدق عدة مرات، رغبتي في أن أكون أحد أعضاءه، والناشطين فيه، سواء من ناحية المقترحات العلمية (وأزعم أن لدي فيها بعض الأفكار الجيدة التي تضاهي ما يمكن للمتخصصين أن يقوموا به، رغم ابتعاد تخصصي الحقيقي عن حقل الدراسات القرآنية)، أو من ناحية الحلول الإدارية والتقنية التي يحتاجها المركز في مشاريعه.
أسأل الله عز وجل أن يهدينا جميعا لما فيه الخير والصواب والسداد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Jun 2009, 12:44 ص]ـ
أخي أبا أحمد وفقكم الله.
كنتُ أتوقع هذه الأسئلة من غيرك، فقد ظننتني أوضحت لك خلال زيارتك للمركز ما سألتَ عنه لكن لعلني لم أوفق في العرض.
وعلى أية حال سوف نقرر في مجلس المركز وقت الإعلان عن تفاصيل نظام المركز إن شاء الله، وبوسعك الانتظار حتى ذلك الوقت إن وجدت في طلبنا هذا غموضاً.
ـ[أبو محمد نائل]ــــــــ[11 Jun 2009, 11:11 ص]ـ
نسأل الله لكم العون والتوفيق.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[11 Jun 2009, 04:19 م]ـ
الأخ الكريم محمد بن جماعة
لا تعجل علينا فسترى ما يسرك إن شاء الله , والمركز للجميع , لكن نحن نؤمن بأن مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة , ونحن بحمد الله سرنا خطوات, وما زال أمامنا الكثير مما هو فرص حقيقية لتقديم الدعم والمشاركة في بناء هذا الصرح الفتي.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[11 Jun 2009, 04:25 م]ـ
حياكما الله د. أحمد البريدي، ود. الشهري،
أرجو ذلك. وأدعو لكم بالتوفيق والسداد.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Jun 2009, 05:58 ص]ـ
نشرت جريدة الجزيرة السعودية يوم الجمعة 19 جمادى الآخرة 1430 هـ في العدد 13406 خبراً مفاده ..
مركز تفسير للدراسات القرآنية ينظم ملتقى أهل التفسير الأول بالرياض
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64a33155f5ca6c.jpg
الجزيرة» - خالد الحارثي
نظَّم مركز تفسير للدراسات القرآنية الملتقى الأول لأعضاء ملتقى أهل التفسير بالرياض مؤخراً بحضور عددٍ كبير من المتخصصين في الدراسات القرآنية والمهتمين بها.
ويأتي هذا الملتقى الذي نظمه مركز تفسير للدراسات القرآنية بالرياض باكورة سلسلة لقاءات دورية ينظمها المركز كل شهر تحت عنوان (ملتقى أهل التفسير) للمتخصصين في الدراسات القرآنية لمناقشة القضايا ذات البعد الإستراتيجي للتخطيط للارتقاء بالدراسات القرآنية وبرامجها وتحقيق الريادة في ذلك. وأوضح الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري رئيس مجلس إدارة مركز تفسير للدراسات القرآنية وأستاذ الدراسات القرآنية المساعد بجامعة الملك سعود أنه تم تحديد موعد الملتقى القادم يوم الثلاثاء 30 - 6 - 1430هـ لمناقشة موضوع (أولويات البحث العلمي في الدراسات القرآنية) ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=16310)، ويقدمه كل من الأستاذ الدكتور أحمد سعد الخطيب أستاذ القرآن وعلومه بجامعة الإمام، والدكتور محمد بن عبدالله الخضيري أستاذ الدراسات القرآنية المشارك بجامعة الإمام، وهما من أعضاء ملتقى أهل التفسير البارزين، مؤكداً أن المركز يسعى إلى الارتقاء بالدراسات القرآنية وبرامجها خلال السنوات الخمس القادمة.
المصدر: جريدة الجزيرة ( http://archive.al-jazirah.com.sa/2009jaz/jun/12//ln29.htm) .
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[13 Jun 2009, 07:40 م]ـ
بداية موفقة
ونسأل الله التوفيق للجميع(/)
برامج مقترحة لتعلم القرآن والعلوم التابعة له
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[08 Jun 2009, 08:30 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فهذا برنامج كنت قد كتبته قبل سنوات، وعرضته على أكثر من متخصص وطالب علم، وكان الهدف من كتابته هو أن يكون ضمن برنامج علمي متكامل لطلب العلم الشرعي يمكن تطبيقه في دورات تأصيلية منهجية.
وقد بدأنا تطبيق هذا البرنامج – ولله الحمد – في مدينة أبها، وأكملنا سنة وأشهر.
وروعي في كتابة هذا البرنامج الشمول والواقعية؛ بحيث يصلح للجميع، ويمكن تطبيقه في الدروس والدورات، وعلى مستوى الأفراد كذلك.
وروعي فيه كذلك أن يشمل كتباً للحفظ، وكتباً للدراسة والشرح، وكتباً للقراءة والاطلاع.
وقد تأخرت عن كتابته هنا لأسباب متعددة، منها: الرغبة في مراجعته وضبطه أكثر، ومنها: إكماله؛ لأن البرنامج الثالث منه – وهو الخاص بالمتخصصين في الدراسات القرآنية – لم يكتب بعد كتابة نهائية، ومنها: ضيق الوقت وكثرة الشواغل.
وتلبية لطلب الإخوة الراغبين في أمثال هذه البرامج، وخاصة من حرص منهم وراسل وأكد رغبته بأكثر من طريقة؛ فقد عزمت على إخراجه وعرضه في هذا الملتقى المبارك ببركة القرآن وأهله.
ولا شك أن الناظر فيه سيجد فيه بعض الكتب التي قد يرى أنها غير مناسبة، أو أن غيرها أحسن وأنسب منها، كما أنه سيرى فيه ثغرات وهفوات؛ فهو اجتهاد شخصي لا يسلم من أخطاء ونقص.
وأملي أن يكتمل هذا البرنامج بتوجيهاتكم وتعليقاتكم وانتقاداتكم، وأن يكتب له القبول، وأن ينفع الله به كاتبه وقارئه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ورضي عن صحابته أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فهذه عِدّةُ برامج علمية مقترحة لدراسة القرآن والعلوم التابعة له وهي التفسير وعلوم القرآن ومناهج المفسرين والقراءات والتجويد.
البرنامج الأول: برنامج عام لجميع طبقات المجتمع غير طلبة العلم:
هذا البرنامج مقسم على مستويين:
المستوى الأول: مخصص لعامة الناس ومن في حكمهم من المتخصصين في مجالات أخرى لا تتصل بالعلم الشرعي وليس لهم قدرة على تحصيل العلم لعجزهم أو عدم تفرغهم.
والمطلوب من أهل هذا المستوى: الإلمام بالحد الأدنى من علوم هذا التخصص. ويمكن حصره في الأمور التالية:
أولاً: تلاوة القرآن تلاوة صحيحة.
ثانياً: حفظ ما تيسر منه، مع حفظ الآيات والسور التي ورد فيها فضل خاص، كآية الكرسي، وآخر سورة البقرة، والعشر الآيات الأولى والأخيرة من سورة الكهف، وسورة الملك.
ثالثاً: معرفة معاني القرآن على وجه العموم، وذلك من خلال قراءة تفسير سهل سالم من البدع والأقوال الضعيفة. ولعل كتابَي أيسر التفاسير لأبو بكر الجزائري وتيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن لعبدالرحمن السعدي يفيان بالمقصود.
ومما يعين على ذلك، ويفيد في هذا الجانب أن تكون قراءة القرآن من خلال مصحف مفسَّر - أي بحاشيته تفسير لمعاني القرآن -. ومن أفضل التفاسير الميسرة المطبوعة على حاشية المصحف التفسير الميسر لجماعة من العلماء من إصدار مجمع الملك فهد لطباعة المصحف.
**********
المستوى الثاني: يعنى بطبقة المثقفين والراغبين في الاستزادة من العلوم الشرعية وليسوا من طلاب العلم المشتغلين به. ويضاف لهذا المستوى – مع كتب المستوى الأول – كتاب في أهم فنون هذا العلم، وذلك حسب التفصيل التالي:
التجويد: كتاب من الكتب الميسرة المختصرة، ويقترح كتاب: التجويد الميسّر للدكتور عبدالعزيز القارئ.
علوم القرآن: الوجيز في علوم الكتاب العزيز لمشعل الحداري، أو أصول في التفسير للشيخ محمد العثيمين.
التفسير: تفسير السعدي – تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن -، وعمدة التفسير – اختصار تفسير ابن كثير – لأحمد شاكر أو المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير للمباركفوري.
قصص القرآن: قصص الأنبياء للشيخ عبدالرحمن السعدي.
[ويمكن إضافة بعض الكتب المناسبة.]
(يُتْبَعُ)
(/)
البرنامج الثاني: برنامج لطلبة العلم غير المتخصصين في هذا الفن:
وهذا البرنامج على ثلاثة مستويات:
المستوى الأول: للمبتدئين؛ والمطلوب من الطالب في هذا المستوى ما يلي:
1. إتقان تلاوة القرآن الكريم على يد شيخ مقرئ، وحفظ الخمسة الأجزاء الأخيرة من القرآن.
2. حفظ متن تحفة الأطفال في التجويد مع دراسة أحد شروحه. [ومنها: فتح الأقفال شرح متن تحفة الأطفال لناظمها سليمان الجمزوري.]
3. دراسة كتاب مختصر في علوم القرآن دراسة إتقان، ومن أنسب الكتب في ذلك كتاب أصول في التفسير للشيخ محمد بن صالح العثيمين – ويستحسن سماع شرح الشيخ لهذا الكتاب – وهو مسجل على أشرطة -. ولو درس الطالب مقدمة السيوطي في أصول التفسير كمتن لهذا المستوى، مع الاستماعِ لشرح الشيخ عبدالكريم الخضير لها، وحفظِ نظم هذه المقدمة للزمزمي لكان مناسباً جداً. [للشيخ خالد السبت تحفظ حول مقدمة السيوطي ونظمها حيث يرى أنها تشتت الطالب لتضمنها لكثير من علوم البلاغة.]
4. قراءة كتاب مختصر في بيان معاني مفردات القرآن أو غريب القرآن – وكتب الغريب هي التي تبين معنى ما أشكل من مفردات القرآن -. ومن الكتب الجيدة في هذا: كتاب الترجمان والدليل لآيات التنزيل للمختار الشنقيطي، أوكتاب غريب القرآن لابن قتيبة بتحقيق السيد أحمد صقر.
5. قراءة كتاب سهل مختصر في التفسير قراءةَ دراسة وإتقان. ولعل كتاب زبدة التفسير للأشقر مناسب في هذا المستوى؛ لأنه سهل متداول، ومطبوع على هامش المصحف. ومما يناسب في هذا المستوى أيضاً: تفسير الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي.
6. قراءة بعض الكتب المختصره في بيان قواعد التفسير ومناهج المفسرين، ومن الكتب المناسبة في هذه المرحلة: بحوث في أصول التفسير ومناهجه للدكتور فهد الرومي، والقواعد الحسان في تفسير القرآن للسعدي.
**********
المستوى الثاني: للمتوسطين؛ والمطلوب من الطالب في هذا المستوى ما يلي:
1. حفظ عشرة أجزاء من سورة الكهف إلى آخر سورة الجاثية. ليكون قد أتم خمسة عشر جزءاً.
2. حفظ المقدمة الجزرية في التجويد، مع دراسة أحد شروحها. ([1])
3. دراسة كتاب محرّر متوسط في علوم القرآن. ومن الكتب الجيدة التي تميزت بالتحرير وحسن العرض لمسائل علوم القرآن كتاب المقدمات الأساسية في علوم القرآن لعبدالله الجديع. ومنها كذلك كتاب محاضرات في علوم القرآن لغانم قدوري الحمد، وكتاب مباحث في علوم القرآن لمناع القطان. ومن الكتب المتقدمة التي تناسب هذا المستوى: التحبير في علوم التفسير للسيوطي.
4. قراءة كتاب مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني بتحقيق صفوان الداوودي. [وهو من أهم كتب مفردات القرآن وأشهرها.]
5. دراسة تفسير الجلالين ([2]) والحرص على قراءته على متخصص إن أمكن، وإلا فالسؤال عما أشكل فيه، مع الإفادة من شروحه والتعليقات عليه ([3])، ومن أفضلها تعليقات محمد أحمد كنعان الموسومة بـ "قرة العينين على تفسير الجلالين" .. ويقرأ أيضًا في هذا المستوى تفسير السعدي: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ([4]).
6. في أصول التفسير يدرس مقدمة التفسير لابن تيمية مع شرحها لمساعد الطيار. ومن الكتب الجيدة هنا كتاب فصول في أصول التفسير للطيار، وكتاب تفسير القرآن الكريم أصوله وضوابطه لعلي العبيد.
7. يتعرف الطالب في هذا المستوى على مناهج أشهر المفسرين وذلك من خلال الكتب التي ألفت في هذا. فيقرأ كتاب القول المختصر المبين في مناهج المفسرين لمحمد الحمود النجدي. ويرجع إلى التفسير والمفسرون للذهبي.
**********
المستوى الثالث: للمتقدمين؛ والمطلوب من الطالب في هذا المستوى ما يلي:
1. إتمام حفظ بقية القرآن الكريم. [من أول القرآن إلى آخر سورة الإسراء] مع مراجعة ما سبق ليكون بذلك قد أتقن حفظ القرآن كاملاً.
2. قراءة كتابي: التبيان في آداب حملة القرآن للنووي، وأخلاق أهل القرآن للآجري.
3. يقرأ في كتب التجويد المحررة، ومنها: كتاب أحكام قراءة القرآن للحصري، أوكتاب: فن الترتيل لمحمد أحمد الطويل ([5])، أوهداية القارئ إلى تجويد كلام البارئ للمرصفي ([6]).
(يُتْبَعُ)
(/)
4. يكثر من القراءة في كتب علوم القرآن المعتمدة، ومن أشهرها كتابا البرهان في علوم القرآن للزركشي، والاتقان في علوم القرآن للسيوطي ([7]). مع الإفادة من بعض الكتب المتأخرة المحررة كمناهل العرفان للزرقاني ([8])، وإتقان البرهان في علوم القرآن لفضل حسن عباس.
5. إتقان تفسير القرآن الكريم كاملاً وذلك باعتماد تفسيرين للقراءة الدائمة فيهما وهما: تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن كثير، وزاد المسير لابن الجوزي. ويرجع عند الحاجة لأمات كتب التفسير الأخرى، وأهمها الكتب التالية: جامع البيان لابن جرير الطبري، والمحرر الوجيز لابن عطية، والتفسير الكبير للفخر الرازي، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي، والبحر المحيط لأبي حيان، والتحرير والتنوير للطاهر ابن عاشور، وأضواء البيان للشنقيطي، وكتاب في ظلال القرآن لسيدقطب ([9]).
6. في أصول التفسير وقواعده يقرأ كتابي: قواعد التفسير لخالد السبت، وقواعد الترجيح عند المفسرين لحسين الحربي.
تنبيه: بقي البرنامج الثالث، وهو برنامج المتخصصين في الدراسات القرآنية، وهو قيد النظر والإعداد، ويحتاج إلى جهد من جهة، كما أنه ليس في أهمية البرامج السابقة من جهة أخرى؛ لأن الذين بلغوا مرحلة التخصص لا يحتاجون إلى ما يحتاج إليه غيرهم، ولكن رغبة في إكمال البرامج وحرصاً على المشاركة في إفادة المتخصصين أعد هذا البرنامج، وسأنشره بعد الانتهاء منه. ولا أستغني عن رأي مشايخنا الكرام.
فائدة: قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: (ولذلك أرى أن طالب العلم يأخذ تفسير ابن كثير ما دام في أول الطلب أو تفسير الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله أو تفسير أبي بكر الجزائري وهذا ما اطلعت عليه ... ).
--------------الحاشية والتعليقات:-----------------
([1]) (المقدمة الجزرية) لأبي الخير ابن الجزري 833 هـ، وهي منظومة في 109 أبيات تحفظ، ويدرس شرحها، وعليها شرح للشيخ زكريا الانصاري 926هـ - الدقائق المحكمة في شرح المقدمة -.
([2]) تفسير الجلالين تفسير مختصر محرر، إلا أن فيه غموضاً في بعض المواضع، كما أن فيه تأويلاً لآيات الصفات. قال الشيخ صالح الفوزان عن هذا التفسير: (" تفسير الجلالين " تفسير مختصر ألفه الحافظان: الحافظ المحلي والحافظ السيوطي، وكل منهما يلقب بجلال الدين، لذلك سمي بالجلالين، أي: تفسير جلال الدين المحلي وتفسير جلال الدين السيوطي؛ لأن جلال الدين المحلي توفي قبل إكماله فأكمله السيوطي.
وهو تفسير مختصر جدًا يسهل على طالب العلم أو المبتدئ قراءته أو حفظه، لكن من المعلوم أن كلا المُفسّرين على عقيدة الأشاعرة وهما يؤولان آيات الصفات كما هو مذهب الأشاعرة، ومن هذه الناحية يجب الحذر في الاعتماد على تفسيرهما في آيات الصفات.)
([3]) هناك طبعات ينصح بالاستفادة منهما:
1 - طبعة دار الوطن وعليها تعليقات الشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله - وضعها على مقرر المعاهد العلمية وتبدأ من سورة غافر إلى آخر القرآن.
2 - طبعة دار السلام في الرياض وعليها تعليقات الشيخ صفي الرحمن المباركفوري.
3 - طبعة بيت الأفكار الدولية، وعليها حاشية تضمنت تفسير الآيات التي فسرها الإمام محمد بن عبدالوهاب.
([4]) ومن أفضل طبعاته: الطبعة التي جققها عبدالرحمن اللويحق، ثم طبعة دار ابن الجوزي بتحقيق سعد بن فواز الصميل.
([5]) طبعه مجمع الملك فهد في مجلدين كبيرين. وقد بسط المؤلف في هذا الكتاب مجموعة من الأبواب والآداب والأحكام المتعلقة بالقرآن الكريم. ففيه تذكير للعالم والمتعلم لما جمعه فيه مؤلفه من مباحث تفرّقت في أمّهات الكتب، ولما حواه من أحكام يصعب على غير المتخصص الوصول إليها.
فمن خلال سبعة أبواب متتالية، بسط المؤلف الحديث عن ضوابط التلاوة وأحكامها، وفضل تعلّم القرآن وتعليمه، وما يلزم قارئه من أحكام فقهية. وقد ربط المؤلف ذلك كلّه بأمّات المصادر، فأشار إليها في هوامشه، لتكون دليلاً لمن أراد الاستزادة. ونحا المؤلف في كتابه منحًى تعليميًّا، بأن يسّر المادة العلمية، وختم كل مبحث بتدريبات وأسئلة على ذلك المبحث.
([6]) ويعد هذا الكتاب من أوسع الكتب التي حررت مباحث علم التجويد.
([7]) ويستفاد من ترتيبه وتهذيبه لمحمد عمر بازمول.
([8]) يقرأ معه كتاب مناهل العرفان للزرقاني دراسة وتقويم لخالد السبت.
([9]) كتاب في ظلال القرآن لسيد قطب يتميز بميزات لا توجد في غيره من كتب التفسير؛ فهو كتاب صاغه مؤلفه بأسلوب أدبي عال، وضمنه الكثير من التوجيهات التي تفيد في ربط القرآن بالواقع. والكتاب لا يخلو من أخطاء كغيره من كتب البشر.
ـ[نواف الحارثي]ــــــــ[08 Jun 2009, 03:03 م]ـ
شكر الله لكم أخ محمد على جهودكم الطيبة لكتابة هذا البرنامج المقترح لطلب علوم القرآن، وقد طلبت من الشيخ مساعد -حفظه الله وإياكم- بكتابة برنامج مثل هذا وطرحه بالمنتدى للمناقشة وابداء الملحوظات والمرئيات ليستوي على سوقه.
والجميع يلحظ أن أهل الفقه وغيرهم يدونوا طريقة تلقي علومهم وكيف يتدرج الطالب في في ذلك، وأهل القرآن أولى وأحرى.
أكرر شكري والكل ينتظر مابقي بجعبتكم، ونتمنى اثراء الموضوع من الجميع بالمناقشات والتوجيهات حتى يكتمل العقد ويصبح البرنامج مؤصلا من أهل الاختصاص.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[08 Jun 2009, 06:33 م]ـ
تنبيه: بقي البرنامج الثالث، وهو برنامج المتخصصين في الدراسات القرآنية، وهو قيد النظر والإعداد، ويحتاج إلى جهد من جهة، كما أنه ليس في أهمية البرامج السابقة من جهة أخرى؛ لأن الذين بلغوا مرحلة التخصص لا يحتاجون إلى ما يحتاج إليه غيرهم، ولكن رغبة في إكمال البرامج وحرصاً على المشاركة في إفادة المتخصصين أعد هذا البرنامج، وسأنشره بعد الانتهاء منه. ولا أستغني عن رأي مشايخنا الكرام.
لدي إضافة وهي:
تفريغ الأشرط العلمية في مجال التفسير، وتلخيصها بعد التفريغ، ونشرها لمن أراد الإستفادة منها أمر جيد، لمن أراد أن يستفيد ويفيد الغير خصوصا من لايستطيع حضور الدروس.
ـ[ضياء الرحمن بن صغير أحمد]ــــــــ[08 Jun 2009, 06:43 م]ـ
جميل جدا ... وجزاكم الله خيرا
لكن هل هذه البرامج خاصة بالطلاب المتفرغين كمن هم في الجامعات أو المدارس
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[12 Jun 2009, 02:09 م]ـ
شكر الله لكم أخ محمد على جهودكم الطيبة لكتابة هذا البرنامج المقترح لطلب علوم القرآن، وقد طلبت من الشيخ مساعد -حفظه الله وإياكم- بكتابة برنامج مثل هذا وطرحه بالمنتدى للمناقشة وابداء الملحوظات والمرئيات ليستوي على سوقه.
والجميع يلحظ أن أهل الفقه وغيرهم يدونوا طريقة تلقي علومهم وكيف يتدرج الطالب في في ذلك، وأهل القرآن أولى وأحرى.
أكرر شكري والكل ينتظر مابقي بجعبتكم، ونتمنى اثراء الموضوع من الجميع بالمناقشات والتوجيهات حتى يكتمل العقد ويصبح البرنامج مؤصلا من أهل الاختصاص.
أثني على طلب الأخ نواف، بقوله: أكرر شكري والكل ينتظر مابقي بجعبتكم، ونتمنى اثراء الموضوع من الجميع بالمناقشات والتوجيهات حتى يكتمل العقد ويصبح البرنامج مؤصلا من أهل الاختصاص.
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[24 Jun 2009, 12:07 ص]ـ
بارك الله فيك يا شيخ ونفع بك
وأعاننا الله على تعلم كتابه واتباع وحيه
[ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار]
ـ[يسعد صباحك]ــــــــ[26 Jun 2009, 06:54 م]ـ
جزاكم الله خير ونفع الله بكم ورزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح
ـ[فهد الحمود]ــــــــ[15 Jul 2009, 06:14 م]ـ
السلام عليكم
أستأذن الشيخ الدكتور أبا مجاهد بأن أجعل الموضوع في ملف وورد
الملف في المرفقات
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[17 Jul 2010, 07:58 م]ـ
السلام عليكم
أستأذن الشيخ الدكتور أبا مجاهد بأن أجعل الموضوع في ملف وورد
الملف في المرفقات
شكر الله لك أخي فهد، وبارك فيك.
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[17 Jul 2010, 11:41 م]ـ
بارك الله بك أخي الكريم على ما قدمت وأجدت ...
وحبذ لو يوضع هذا الموضوع للنقاش، ويضع المشايخ الأفاضل تعليقاتهم على هذا الموضوع، ونخرج بشيء عملي من هذا الملتقى بمنهجية حول التخصص في علم التفسير، ويصار فيما بعد إلى طباعته وإخراجه لطلاب العلم، كما وأنبه إلى أنه تم تلخيص محاضرة الدكتور مساعد الطيار المنهجية العلمية لدراسة التفسير ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=17674)
ـ[محمد بن مزهر]ــــــــ[18 Jul 2010, 07:53 ص]ـ
شيخنا الكريم أبا مجاهد:هناك تفاسير أشبه ما تكون بالمتون كالجلالين والتسهيل لابن جزي ,أليست هذه أولى بالدراسة من غيرها؟
فالجلالين للمبتدئين بحيث يشرح لهم ويعلق عليه وتفك بعض عباراته ويعلق على بعض المخالفات فيه.
والتسهيل لمن بعدهم لأنه أوسع وفيه كثير من علوم القرآن كما في مقدمته النفيسة وفيه عرض لبعض الأقوال وبعض الترجيحات التي تفيد الطالب في تكوين الملكة التفسيرية ومعرفة مأخذ بعض الأقوال.
ثم زاد المسير يكون المرحلة الثالثة التي ربما تسمى التفسير المقارن.
هذا من حيث الدراسة المنهجية التي يفترض أن يقوم عليها شيخ متقن.
أما ما ذكره بعض الفضلاء من عدم مناسبة الجلالين للمبتدئين فصحيح إن لم تكن دراسته على شيخ يشرحه ويوضحه فقد كان مقررا في بعض الجامعات والمعاهد كالأزهر وغيره.
هذه وجهة نظر أتمنى أن تُقوم إن حادة عن الصواب والله أعلم.(/)
دار إحياء التراث العربي وعبثها بالتراث - تفسير الطبري مثالاً
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[08 Jun 2009, 09:40 ص]ـ
أخواتي وإخوتي الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:ـ
فإن كتاب تفسير الإمام الطبري من التفاسير المهمة والمعتمدة ولكن هنالك بعض النقاط المهمة التي آمل إثارتها في منتداكم وهي امتداد يد العابثين إلى هذا السفر العظيم بالافتراء وعدم الآمانة العلمية والأدبية والتدليس. فقد ضمني بالأمس لقاء مع أخ حبيب هو العلامة الاستاذ الشيخ: محمود شاكر صاحب كتاب التاريخ الإسلامي والذي زادت مؤلفاته على الثلامائة وخمسين مؤلفا بين رسائل ومجلدات في السير والتاريخ والفكر الإسلامي فتطرق الحديث مع الشيخ أبي أسامة محمود شاكر إلى كتاب تفسير الطبري فتأوه وقال: " منذ سنوات أرسلت لي دار إحياء التراث العربي ـ بيروت لبنان: نسخة من تفسير الطبري لمراجعتها والتعليق عليها فعلقت على العديد من الموضوعات، ولكنهم أخذوا ما كتبت ولم تتوفر الأمانة في نشر تعليقاتي وملاحظاتي. وهذه إساءة إليَّ فنشروا الكتاب وعليه اسمي بالضبط والتعليق والطبعة المذكورة هي:
تفسير الطبري
ضبط وتعليق
محمود شاكر
الطبعة الأولى: 2001 م ـ 1421هـ
دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ـ لبنان
وذلك للمتاجرة باسمي ونسبة ما أرادوا إليَّ دون أن يكون لي بذلك ناقة ولا جمل، ولم أقل هذا جزافا وافتراءا عليهم إنما اعتمد في قولي بعد الله عز وجل على النسخة التي بين يدي والتي أرسلوها لي لأفاجئ بما ذكرت لكم. وللأمانة العلمية فإني أبرأ إلى الله مما نسب هؤلاء إلي حيث إنهم يدلسون بغرض الإساءة والكسب المادي. هذا ما لزم بيانه: فالنسخة المطبوعة إذا التي تحمل اسمي أنا (محمود شاكر) قد يقصدون من وراء ذلك أنها تحقيق محمود شاكر المصري وهذا وجه آخر من وجوه تدليسهم وخلط الأوراق أيضا ".
أحبتي الكرام:
ولقد سقت هذا الخبر البكر لكم أحبتنا للتنبه إلى هذا الأمر الخطير في عالم النشر والطباعة بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا. [/ color][/align]
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[08 Jun 2009, 09:50 م]ـ
وما فعلوه في تفسير الثعلبي أشد سوءاً وخبثاً , ينظر:
- http://www.tafsir.org/vb/showpost.php?p=3415&postcount=26
- http://www.tafsir.org/vb/showpost.php?p=5418&postcount=6
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[09 Jun 2009, 02:38 ص]ـ
بارك الله فيكم،،، لي سؤال:
ما رأيكم بطبعات دار الكتب العلمية بيروت؟
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[12 Jun 2009, 05:00 م]ـ
وما فعلوه في تفسير الثعلبي أشد سوءاً وخبثاً , ينظر:
- http://www.tafsir.org/vb/showpost.php?p=3415&postcount=26
- http://www.tafsir.org/vb/showpost.php?p=5418&postcount=6
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[12 Jun 2009, 05:09 م]ـ
بارك الله فيكم،،، لي سؤال:
ما رأيكم بطبعات دار الكتب العلمية بيروت؟
أخي: حبذا لو تعمل استطلاع رأي بمقال مستقل
عن دار الكتب العلمية ببيروت
حيث إنني أعرض هنا لمشكلة معينة قد حصلت
ولكن للأسف كثير من دور النشر
تضع الكسب المادي في رأس القائمة
وهذا ما يعاني منه كثير من الكتَّاب
بارك الله فيك(/)
هل تكلم أحد من المفسرين في معنى (يؤمنون) في هذه الآية؟
ـ[الغزالي]ــــــــ[08 Jun 2009, 02:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال سبحانه (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا)
فهل معنى (يؤمنون) إيمان عن اعتقاد أو هو موافقتهم للكفار في الظاهر دون الباطن؟
وقد وجدت إشارة للمعنى الثاني في تفسير ابن زيد -بإسناد حسن - للآية التي تليها في تفسير الطبري حيث قال في سبب النزول (1):
حَدَّثَنَا بِشْر بْن مُعَاذ , قَالَ: ثنا يَزِيد , قَالَ: ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَالَ: قَالَ كَعْب بْن الْأَشْرَف وَحُيَيّ بْن أَخْطَب مَا قَالَا , يَعْنِي مِنْ قَوْلهمَا: " هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا " , وَهُمَا يَعْلَمَانِ أَنَّهُمَا كَاذِبَانِ , فَأَنْزَلَ اللَّه: {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمْ اللَّه وَمَنْ يَلْعَن اللَّه فَلَنْ تَجِد لَهُ نَصِيرًا}
فمن عنده مزيد بيان فليتحفنا مشكوراً.
___
(1) ورد في سبب نزولها حديث ابن عباس، وقد اختلف في وصله وإرساله، وقد رجّح الشيخ مقبل الوادعي إرساله.
ـ[اسلام1]ــــــــ[12 Jun 2009, 10:01 ص]ـ
يقول الامام الطبري:
والصواب من القول في تأويل:"يؤمنون بالجبت والطاغوت"، أن يقال: يصدِّقون بمعبودَين من دون الله، يعبدونهما من دون الله، ويتخذونهما إلهين.
يقول العلامة الآلوسي:
معنى الإيمان بهما إما التصديق بأنهما آلهة وإشراكهما بالعبادة مع الله تعالى، وإما طاعتهما وموافقتهما على ما هما عليه من الباطل، وإما القدر المشترك بين المعنيين كالتعظيم مثلاً، والمتبادر المعنى الأول أي أنهم يصدقون بألوهية هذين الباطلين ويشركونهما في العبادة مع الإله الحق ويسجدون لهما.
يقول صاحب اللباب:
قوله: {يُؤْمِنُونَ} فيه وجهانِ:
أحدُهُمَا: انه حَالٌ إمَّا من: «الذين» وإمَّا مِنْ واوِ «أوتوا»، و «بالجبت» مُتعلِّقٌ به، و «يقولون» عطفٌ عليه، و «الذين» مُتعلِّقٌ ب «يقولون»، واللامُ؛ إمَّا للتبيلغِ، وإمَّا لِلْعِلةِ؛ كنظائرها، و «هؤلاء أهدى» مُبْتَدَأٌ وخَبَرٌ في محل نَصْبٍ بالقول و «سبيلاً» تَميِيزٌ.
والثَّانِي: أنَّ «يؤمنون» مُسْتأنَفٌ، وكأنَّه تعجَّبَ مِنْ حَالِهم؛ إذْ كَانَ يَنْبَغِي لِمَنْ أوتِيَ نَصيباً من الكتاب؛ إلاَّ يَفْعَلَ شَيْئاً مِمَّا ذُكِرَ، فَيكُونُ جواباً لِسُؤالٍ مُقَدَّرٍ؛ كأنَّهُ قيلَ: إلاَ تَعْجَبُ مِنْ حَالِ الذِين أوتُوا نَصِيباً من الكتاب؟ فقيل: وما حالُهم؟ فقالَ: يؤمِنُون [ويقولونَ، وهذان] منافيان لحالهم.
يقول ابن عاشور:
أعيد التعجيب من اليهود، الذين أوتوا نصيباً من الكتاب، بما هو أعجب من حالهم التي مرّ ذكرها في قوله: {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يشترون الضلالة} [النساء: 44]؛ فإنّ إيمانهم بالجبت والطاغوت وتصويبهم للمشركين تباعد منهم عن أصول شرعهم بمراحل شاسعة، لأنّ أوّل قواعد التوراة وأولى كلماتها العشر هي (لا يكن لك آلهة أخرى أمامي، لا تصنع لك تمثالاً منحُوتاً، لا تسجد لهنّ ولا تعبدهنّ). وتقدّم بيان تركيب {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب} آنفاً في سورة آل عمران (23).(/)
سؤال لأهل العلم فقط
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[08 Jun 2009, 02:52 م]ـ
انتشر في الآونة الأخيرة ظاهرة العلاج بالقرآن وصرنا نسمع على فضائيات متخصصة من يقومون بهذا الأمر على الهواء مباشرة ومنهم من يقصده العامة ويصطفون على أبوابه بالطابور ينتظرون وصفة طبية لأمراض شتى.
والذي يدّعي العلاج بالقرآن يستند إلى قوله تعالى (وننزل من القرآن ما هو شفاء) وأصبح يتعامل مع القرآن الكريم كأنه صيدلية أدوية فهناك بحسب اعتقادهم سورة لأمراض الكلى وأخرى لأمراض العيون وثالثة لالتهاب المفاصل وهكذا حتى شوّشوا على العامّة وبالأخص على النساء رقيقات القلوب ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
لذا أحببت أن أطرح هذا الموضوع على أهل العلم من أعضاء هذا الملتقى الكريم راجية أن تزودونا بما ورد في صحيح السنة عن رسولنا وقدوتنا إمام المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم فنحصل على إجابة شافية وافية ثم نضعها في المنتديات حتى نفتح أعين المسلمين والمسلمات على حقيقة هذا الأمر.
بارك الله بكم جميعاً وجزاكم عنا وعن المسلمين خير الجزاء.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[08 Jun 2009, 03:31 م]ـ
الاستشفاء بالقرآن الكريم مسألة توقيفية يجب الرجوع فيها إلى كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بفهم سلف هذه الأمة ..
وما دام الأمر كذلك، فالصور الثابتة من الاستشفاء بالقرآن الكريم هي:
1 – علاج الأمراض الحسية به، وذلك بقراءته على المريض والنفث عليه: فعن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض أحد من أهله نفث عليه بالمعوذات فلما مرض مرضه الذي مات فيه جعلت أنفث عليه وأمسحه بيد نفسه لأنها كانت أعظم بركة من يديَّ» أخرجه مسلم.
وكذلك حديث أبي سعيد الخدري في رقية الملدوغ وهو مشهور. البخاري.
2 – علاج الأمراض المعنوية به، فعن عائشة رضي الله عنها: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات» البخاري.
3 – قراءته لطرد الشياطين، وفيه حديث أبي هريرة وأسيره، وهو معروف.أخرجه البخاري.
أما بالنسبة لما ذكر في السؤال، فالظاهر أن القائلين به من الممكن أن يكونوا قاسوه على القراءة على المريض مباشرة، كما قاس بعض أهل العلم الصلاة مع التلفزيون على صلاة من لم ير الإمام وائتم بصوته، ونحو ذلك كثير لا أطيل به.
ولكن هذا القياس تعترضه أمور منها:
1 – أن الاستشفاء بالقرآن الكريم من الأمور التوقيفية، فلا يصح الاجتهاد فيها، ومن ثم يتعذر قبول القياس فيها.
2 – أن القياس المذكور هو قياس مع الفارق، والقياس مع الفارق لا يصح كما هو معروف في محله.
هذا ما تيسر لي في هذا الوقت الضيق، وقد تطفلت عليه مع أنه ليس موجها لي.
وأنصح جميع الأخوة المسلمين، وخاصة في هذا الملتقى المبارك أن يحذروا من هذه الأمور الجديدة على أمتنا، وأن يشكوا في كل شيء جديد حتى تتبين صحته شرعا، فمن شك نجا.
والله تعالى أعلم وأحكم.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[08 Jun 2009, 07:20 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم إبراهيم على هذه الإضافة وأنا معك أنتظر ردود أهل العلم في هذا الملتقى المبارك ليتم تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة بين المسلمين
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[09 Jun 2009, 07:51 ص]ـ
لا يخفى علينا ما دخل هذا الموضوع من الانحراف والتدجيل عبر عصور هذه الأمة المبارك، وأرجو أن لا يكون هذا صادًا لنا عن تحرير المسألة تحريرًا علميًا مؤصلاً.
وما ورد النص بثبوته خارج محل النزاع، لكن النزاع يقوم على تجارب الناس بالاستشفاء بالقرآن في بعض الأمراض، وتخصيصهم آيات معينة لشفاء مرض معين.
ويبدو لي أن هذه المسألة ـ من حيث الأصل جائزة ـ لأمور:
1 ـ أنه لم يرد دليل عام في التقيد بالاستشفاء بما ورد فقط.
2 ـ أن حديث النفر الذين رقى واحد منهم لديغ سيد القوم بالفاتحة فنفع الله برقيته كان مجتهدًا، ولم يكن معه النص آنذاك، فلما عادو إلى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أقرَّه على ما فعل، فكان ذلك نصًّا.ِِ
وهذا يعني أن أصل الاجتهاد في هذا الموضوع جائز، ولو كان غير ذلك لنبه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم على منعهم من هذا العمل الذي قام به هذا الصحابي باجتهادٍ منه.
3 ـ أن الآية عامة، وهي قوله تعالى (وننزل من القرآن ما هو شفاء)، وهي من أصول هذه المسألة.
4 ـ أن عمل المسلمين بهذا قد أظهر أثرًا لهم بذلك، والحكايات في هذا كثيرة، ومنها ما حكاه القرطبي عن نفسه لما كان فارًّا من الجند، فقرأ قوله تعالى: (وجعلنا من بين أيديهم سدًا ومن خلفهم سدًا)، فنفعه الله بذلك فلم يروه مع قربهم منه.
وأقول في الختام:
أولاً: إذا وقع الاستشفاء ببعض الآيات من آحاد الناس على بعض الأمراض ونفعهم، فهذا لا يعني أن كل من قرأ هذه الآية لأجل ذلك الغرض أنها تنفعه؛ لأن المسألة هنا مرتبطة بوجود شروط الانتفاع، وانتفاء موانعه.
ثانيًا: التجارب الخاصة لا يصلح تعميمها في هذا المجال، وإن كان يمكن الاستفادة منها.
ثالثًا: أنه قد ثبت بالتجربة لدى المستشفين بالقرآن الأثر الظاهر لبعض الآيات في تأثيره في بعض الأمراض؛ كالعين والسحر، وهذا الاتفاق من غير تواطؤٍ منهم دليل على صحة التجربة التي قام بها هؤلاء، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[09 Jun 2009, 08:07 ص]ـ
دار نقاش حول الموضوع منذ سنتين قد يفيد الاطلاع عليه:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=8240
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[09 Jun 2009, 08:33 ص]ـ
جزاكما الله خيراً شيخي الفاضل دكتور مساعد وأخي الفاضل محمد على ما تفضلتما به وأسأل الله تعالى أن ينفعنا به.
المشكلة في واقعنا الحالي أن البعض أصبح يضع الخاص في منزلة العام إن كان في مسألة التداوي بالقرآن أو مسألة أسماء الحسنى وما انتشر من أن كل إسم له طاقة شفائية معينة وينقلون تجاربهم الفردية الخاصة إلى مرتبة الحكم العام.
مما لا شك فيه أن لكل واحد منا تجربته الخاصة مع آيات القرآن الكريم أو أسماء الله الحسنى أو حتى أدعية معينة لكنها لا تعني أن نطلق هذا الحكم بشكل عام على الجميع تماماً مثل الأدوية فما يناسب البعض لا يناسب البعض الآخر وإن كان لديهم نفس المرض.
أنا أحببت فقط التنبيه ولفت النظر أن لا نؤخَذ بكل ما يقال وأن نميز بشكل واضح بين الحكم العام وما ورد فيه نصوص شرعية وبين الحكم الخاص أو التجارب الشخصية لأنه لا يؤخذ منها حكم عام وإلا لبلّغنا عنه صلى الله عليه وسلم الذي ما ترك لنا شيئاً من أمور ديننا ودينانا إلا وأرشدنا إليه ودلنا عليه.
مشكلتنا في هذا العصر عدم التدقيق بما نقرأ ونسمع فكم انتشر بين العامّة أحاديث ضعيفة ومكذوبة وأموراً أخرى قد تبد في ظاهرها غير ضارة ولكن انتشارها بشكل واسع وتعلق الناس بها قد يشكل خطراً على العقيدة السليمة ومن هذه الأمور قصة الجن والسحر بحيث أصبحنا نعلّق كل شيء يحصل معنا سوءا خيراً أو شراً على الجن والسحر وأنا لا أقول ننكر هذا الأمر لكن الأمر زاد عن حده وأصبح معيباً بحق أمة القرآن أن تنصرف للاشتغال بهذه الأمور عن أصل الدين والمنهج.
بارك الله بكم جميعاً ونفعنا بعلمكم.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[09 Jun 2009, 10:57 ص]ـ
موضوع مهم شاع وذاع وأضيف إلى ثمرات الحديث اليانعة التي سبقتني قائلا:
كي نرشِّد أمر الرقية بالقرآن في أهل زمانٍ غلب عليهم فيه العبث ووضع القرآن في غير موضعه أشير إلى الآتي:
فيما يخص الراقي أو القاريء:
1ـ يجب أن نتيقن صلاحه أو على الأقل يغلِّب الظنُّ صلاحَه.
2ـ ألا يجعل عمله هذا مهنة لكسب الرزق.
3ـ ألا يختلي أبدا مهما كان بامرأة لا تحل له.
4ـ أن يكون من المجودين للقرآن الكريم العارفين به العالمين بأحكامه.
أما ما يتعلق بطالب الشفاء من الله فيجب توافر الآتي فيه:
1ـ أن يكون على يقين بأن الشفاء من الله لا من العبد مهما كان صلاحه.
2ـ ألا أن يقبل على الرقية إقبال المجرب فحسب. كمن يقول " نجرب من الجائز أن تنجع ... " بل عليه التيقن بأن أثر القرآن نافذ وفيه الشفاء وإن تخلف عنه.
3ـ الأخذ بالأسباب وولوج أبواب الطب التقليدية، فلربما يعاني من علة يظن أنها من الوساوس أو المس فيجد من الوصفات الطبية المتخصصة ما يزيل وجعه ويسكن ألمه.
والنصوص متوافرة بطلب التداوي.
4ـ من الأفضل أن يقرأ المريض بنفسه على نفسه واضعا يده على ألمه متذللا لربه فهذا أرجى وأنجع.
5ـ قد يكون المريض الإنسي من العفاريت والجان فلم يذعن يوما ما للقرآن ولم يستنخ للسنةٍ، وحياته هرج ومرج وابتعاد عن الله في حين يرجو النجاة ولم يسلك مسالكها ...
نقول له: إن السفينة لا تمشي على اليبس.
والموفق من وفقه الله تعالى والعبرة بالخواتيم.
.
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[09 Jun 2009, 04:44 م]ـ
للفائدة: سئل الشيخ سليمان الماجد عن الرقية الشرعية وتخصيص بعض الأيات بمرض معين؟
فأجاب أن الرقية الشرعية فيها خلاف هل هي توقيفية أو اجتهادية , ورجح أنها اجتهادية 0
ولكن يؤخذ بالحسبان ما قاله الشيخ مساعد حفظه الله (: إذا وقع الاستشفاء ببعض الآيات من آحاد الناس على بعض الأمراض ونفعهم، فهذا لا يعني أن كل من قرأ هذه الآية لأجل ذلك الغرض أنها تنفعه؛ لأن المسألة هنا مرتبطة بوجود شروط الانتفاع، وانتفاء موانعه)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[11 Jun 2009, 07:40 م]ـ
بارك الله بكم جميعاً أساتذتي الأفاضل على ما قدمتموه ونفع بكم الإسلام والمسلمين.(/)
تعرية الباطل وكشف أستاره
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Jun 2009, 07:46 م]ـ
تعرية الباطل وكشف أستاره منهج قرآني، يقول الحق تبارك وتعالى:
(وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ) سورة الأنعام (55)
وهذا المنهج سلكه القرآن الكريم مع جميع المخالفين؛ سلكه مع المشركين ومع اليهود ومع النصارى ومع المنافقين.
إن القرآن لا يماري ولا يداري ولا يقبل ما يسمى بالحلول الوسط أو ما يسمى مسك العصا من المنتصف.
القرآن واضح في عقائده وفي أخلاقه، وفي نفس الوقت لا يقف موقف المتفرج أو المحايد مع معتقدات الآخرين وأخلاقهم، بل إنه يستعرضها ويكشف زيفها وعُوارها ويحكم عليها.
وهذه حقيقة يجب أن يعيها الذي يريد أن يتمسك بالإسلام كما أنزله الله تبارك وتعالى، والدعاة إلى الله أحوج ما يكونون إلى استيعاب هذه الحقيقة وأن تكون منهم على بال.
إن هذا المنهج الذي سلكه القرآن من البداية جعل أتباعه في مواجهة كل فكرة وكل طريق وكل مسلك مخالف، وهذا يعنى المواجهة مع كل من لا يؤمن به.
وهذه حقيقة قد أثقل فهمها على كثير من الداعين إلى القرآن والمنافحين عنه مما دفعهم إلى الوقوع في أخطاء فادحة جرت الكثير من الويلات على الإسلام وأهله.
إن القرآن ترجمة لكلمة التوحيد "لا إله إلا الله" وقد فقه معناها مشركوا قريش قبل أن يعرفوا التفصيلات، ولهذا جاءت ردة فعلهم رافضة ومعادية وعنيفة، ودفع النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنون الثمن ولكن كانت لهم العاقبة.
وإن العالم اليوم الذي لا يؤمن بالقرآن يدرك ما أدركه كفار قريش وغيرهم من الملل بالأمس وهم يتعاملون مع المسلمين على هذا الأساس، والمشكلة ليست في إدارك أولئك، وإنما المشكلة في إدراكنا نحن أهل القرآن لهذه الحقيقة وكيف التعامل معها.
إن الغالبية العظمى من المسلمين لا يدركون هذه الحقيقة، ولو أدركها البعض فإن أكثرهم يصعب عليه أن يدرك أنه لا سبيل أمام أهل القرآن إلا أن يدفعوا الثمن كما دفعه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وإن لم يفعلوا فسيدفعون الثمن باهظا من عقائدهم وأخلاقهم وكرامتهم.(/)
اللقاء الثاني لمركز تفسير (أولويات البحث العلمي في الدراسات القرآنية: شارك برأيك)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Jun 2009, 01:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سوف يعقد مركز تفسير للدراسات القرآنية بإذن الله لقاءه الشهري الثاني يوم الثلاثاء 30/ 6/1430هـ تحت اسم:
http://www.tafsir.net/images/tafsirtaha2.jpg
وذلك بعد صلاة المغرب مباشرة بقاعة المقصورة بطريق الملك عبدالله بالرياض، وسيكون هذا اللقاء عن موضوع:
أولويات البحث العلمي في الدراسات القرآنية
وسوف يتولى طرح ورقة عمل في هذا الموضوع:
1 - الأستاذ الدكتور أحمد بن سعد الخطيب. الأستاذ بقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
2 - والدكتور محمد بن عبدالله الخضيري.الأستاذ المشارك بقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
وهما من أعضاء ملتقى أهل التفسير المميزين.
ويسعدنا تلقي مقترحاتكم وأفكاركم ومشاركاتكم حول هذا الموضوع طلباً لإثراء هذا اللقاء وتتميماً للفائدة، حتى لا يأتي موعد اللقاء إلا وقد طرحت بعض الرؤى النافعة حول هذا الموضوع الحيوي الذي سيفيد منه الباحثون والأقسام العلمية للدراسات القرآنية بإذن الله.
ـ[أبو عبدالرحمن الزهراني]ــــــــ[09 Jun 2009, 10:49 م]ـ
عنوانٌ جيّد؛ ولكن نأمل منكم أبا عبدالله تحديد المراد بأولويات البحث في هذا الموضوع.
هل هي العلوم والمهارات التي ينبغي للباحث في الدراسات القرآنية أن يُلمّ بها قبل أن يبدأ بحثه؟
أم أنّ المقصود هو العناوين التي هي أولَى بالبحث من غيرها في هذا المجال.
بورك فيكم جميعاً.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Jun 2009, 11:22 ص]ـ
عنوانٌ جيّد؛ ولكن نأمل منكم أبا عبدالله تحديد المراد بأولويات البحث في هذا الموضوع.
هل هي العلوم والمهارات التي ينبغي للباحث في الدراسات القرآنية أن يُلمّ بها قبل أن يبدأ بحثه؟
أم أنّ المقصود هو العناوين التي هي أولَى بالبحث من غيرها في هذا المجال.
بورك فيكم جميعاً.
الموضوع يقصد به المجالات والموضوعات الأولى بالبحث في الدراسات القرآنية بناء على استقراء للواقع ودراسة له مع استشراف للمستقبل وفق بعض المعطيات.
وأما العلوم والمهارات التي ينبغي للباحث في الدراسات القرآنية أن يلم بها فلها باب آخر وستطرح تحت عنوان (تأهيل الباحثين في الدراسات القرآنية) ولها جوانب مهمة جديرة بالمناقشة والبحث والمعالجة.
وأنا أدعو الجميع للتفكير في أبرز الأولويات في البحث العلمي في الدراسات القرآنية، وتحرير ما يتيسر منها ليبنى عليها الحوار في اللقاء. فستكون - مهما كانت يسيرة - مفيدة في اللقاء بإذن الله.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[11 Jun 2009, 04:25 م]ـ
من الأمور التي أراها جديرة بالبحث في تخصصنا:
1 - البحوث التي تعتمد في نتائجها على الإحصاء والاستقراء والتتبع فكثير من القضايا تتداول في كتب التخصص يظن أنها من قبيل المسلمات لكنها لم تدرس وينظر في ثبوتها من عدمها.
2 - قضايا الانتصار للقرآن ورد الشبه التي تورد على الأمة صباحاً ومساءً.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[12 Jun 2009, 06:35 ص]ـ
لا أدري هل يحق لي التقدم والإدلاء برأيي مع وجود الأساتذة الفضلاء،
ولكن سأقول ما أتمنى أن يطرح وأسأل الله أن يبارك فيما أقول:
كم أتمنى أن يهتم أكثر بمسألة دراسة المناهج، لأنها مهمة لمعرفة الأصول والقواعد، وبالتالي تثبيتها وترسيخها وتدعيمها في الأذهان والعقول.
والله أعلم.
ـ[اسلام1]ــــــــ[12 Jun 2009, 09:13 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبارك الله فيكم
اسمحوا لي بالمشاركة:
بالنظر إلى الحياة المعيشة يلحظ المرء ضرورة البحث في الامور المتعلقة بالنفس البشرية ووضع حلول لما تعانيه من أمراض نفسية متنوعة فأرجو من الاخوة أخذ هذا الأمر بعين الاعتبار ... فهذا جانب يفتح الباب على مصراعيه للدعوة إلى الله تعالى ...
كما يلحظ كذلك ضرورة البحث في الأمور المتعلقة بالناحية الاقتصادية، وكيف بنى القرآن الكريم أمة قوية في اقتصادها معتمدة على نفسها وثرواتها ... الخ
وفي هذا المجال أفكار كثيرة يطرحا المرء
وجزاكم الله خيرا
وبوركتم
ـ[شعلة]ــــــــ[12 Jun 2009, 10:45 م]ـ
هل للنساء نصيب في هذا اللقاء؟
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[12 Jun 2009, 11:04 م]ـ
النساء شقائق الرجال , وقد طرح هذا الموضوع في اللقاء الأول طرحه الدكتور محمد الشايع , والفكرة قابلة للتطبيق لكن تحتاج لبعض الترتيبات فلا تعجلوا علينا , ولعل ما طرح من نقل اللقاء عبر الشبكة العالمية يفي بالغرض إلى حين.
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[12 Jun 2009, 11:20 م]ـ
أسأل الله تعالى أن ييسر نقل هذه اللقاءات عبر البث المباشر، فالغاية منها لا شك هي إفادة الباحثين.
وأشدد على ما ذكره الدكتور أحمد البريدي من المحاور، جزى الله الجميع خير الجزاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الحاج]ــــــــ[13 Jun 2009, 03:03 م]ـ
حياكم الله
أضع بين يدكم وجهة نظر في اتجاهات البحث في الدراسات القرآنية، آملاً ان تساهم في توجيه النقاش حول البحث العلمي فيها في لقائكم المقبل:
إذ يبدو لي أن الدراسات الحديثة للقرآن تسير الآن في ثلاث اتجاهات:
1. دراسات تاريخ العلوم: تاريخ القرآن والقضايا المتعلقة بتاريخه.
2. الدراسات المنهجية: مناهج فهم القرآن وتفسيره وتحليل خطابه.
3. الدرسات التطبيقية المتعلقة بالفهم الكلي للخطاب القرآني.
فيما يخص درسات تاريخ العلوم فإن الدراسات القرآنية بحاجة للعديد من الدراسات الأكاديمية الجادة، فمثلا مازلنا بحاجة إى إطروحات جامعية حول كتابة المصحف، أخرى حول ترتيب المصحف، ومرجعيات التفسير (عند مفسرين محددين من السلف)، والروايات القصصية وفي التفاسير (المستعان بها في التفسير م غير السنة النبوية)، وتأريخ أصول التفسير، ومخطوطات القرآن (في قرون محددة)، وتأريخ علوم القرآن، وطرق الوحي، الدراسات المقارنة مع "الكتاب المقدس" للمسحيين بعهديه القديم والجديد .. إلخ.
فيما يخص الدراسات المنهجية تطرح الآن مسائل عديدة في موضوع المناهج، بدءاً من فكرة المنهجية في التفسير، ومبدأ الاستفادة من المناهج والعلوم اللسانية والاجتماعية الجديدة، وصولاً إلى المراجعة النقدية للمناهج التفسيريه في التراث والدراسات القرآنية الحداثية، وعلاقة القرآن بالسياق التاريخي، وغير ذلك.
أما الدراسات التطبيقية حيث يتم دراسة قضايا قرآنية لها مساس مباشر بقضايا العصر بالاعتماد على مفاهيم معينة، مثل موضوع الوعود القرآنية، صورة القرآن عن نفسه، غير أن التوجه الحديث يربط دوما بين بين البنية النصية اللغوية القرآنية والسياق الاجتماعي بما يكشف اثر الخطاب القرآني بمتلقيه في عصر النزول.
وقناعتي أن النوعين الأولين من الدراسات (تاريخ العلوم والدراسات المنهجية) تمثل أولوية للدرسات القرآنية المعاصرة.
لقد تشرفت بزيارة مركز تفسير للدراسات القرآنية بصحبة الصديق العزيز الدكتور عبد الرحمن الشهري والأستاذ الفاضل محمد بن جماعة، وكنت آمل لو كتب لي مشاركتكم مشاغلكم العلمية وتبادل الخبرات مع المشاركين في المركز، أههنئكم ببدء نشاطاته وأسأل الله لكم لتوفيق.
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[17 Jun 2009, 02:20 م]ـ
أظن أن من الأولويات وضع طرق عملية لعمل الناس بالقرآن وارتباطهم به مع مراعاة كون الطرق المقترحة مما يمكن تنفيذه في المنزل والمسجد والمدرسة ... إلخ
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[17 Jun 2009, 02:28 م]ـ
وتتميما لهذا أقول يلجأ الكثيرون في السنوات الأخيرة إلى تحقيق ذواتهم وتطويرها والوصول إلى الأهداف ... إلخ تلك العبارات التي نسمعها كثيراً، وأصحابها نجحوا في الوصول إلى عامة المسلمين رغم أن كثيراً مما يذكرونه قد يعد مجرد كلام لا طائل تحته لكن أسلوب العرض أثر في الكثيرين وشغلهم فهل من دراسات تنتج لنا اقتراحات تفيدنا في جعل الناس يقبلون على القرآن إقبال من يعتقد أن مصيره ونجاحه وتحقيق ذاته مرتبط بهذ القرآن، أرجو أن أكون قد أوصلت فكرتي
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[22 Jun 2009, 11:56 م]ـ
ألا يوجد رابط مباشر لبث هذا اللقاء؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Jun 2009, 12:11 ص]ـ
سيكون اللقاء اليوم الثلاثاء بإذن الله في القاعة الكبرى بقاعة المقصورة بالرياض - طريق الملك عبدالله.
والدعوة عامة لجميع الزملاء أعضاء ملتقى أهل التفسير وفقهم الله.
وسوف يتم توثيق اللقاء صوتاً وصورة بإذن الله، وستغطيه إعلامياً قنوات: المجد، ودليل، وروائع. ولعلنا ننزله على الموقع بعد ذلك.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[23 Jun 2009, 02:40 ص]ـ
وفقكم الله وسددكم
وننتظر ما سيعرض فيه
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Jun 2009, 01:17 م]ـ
عقد اللقاء بنجاح ولله الحمد.
ستجدونه قريباً هنا صوتاً وكتابة بإذن الله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Jun 2009, 08:55 ص]ـ
ملتقى أهل التفسير الثاني بالرياض يبحث أولويات البحث العلمي في الدراسات القرآنية
الجزيرة - الرياض
عقد مركز تفسير للدراسات القرآنية بالرياض اللقاء الثاني ضمن لقاءات ملتقى أهل التفسير بقاعة المقصورة بالرياض على طريق الملك عبدالله مؤخراً بحضور عدد كبير من المتخصصين في الدراسات القرآنية والمهتمين بالقرآن الكريم وقضايا البحث العلمي التي تدور حوله.
وقد نوقش في هذا اللقاء موضوع (أولويات البحث العلمي في الدراسات القرآنية) وقدَّم ورقة اللقاء فضيلة الدكتور محمد بن عبدالله الخضيري عضو ملتقى أهل التفسير والأستاذ المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وأدار اللقاء فضيلة الدكتور مساعد بن سليمان الطيار عضو مجلس إدارة مركز تفسير للدراسات القرآنية وأستاذ الدراسات القرآنية المشارك بجامعة الملك سعود. وقد تطرق المحاضر إلى أبرز أولويات البحث العلمي في الدراسات القرآنية من وجهة نظره، وأشار إلى أهمية العناية بكشف الشبهات التي تثار حول القرآن الكريم بأسلوب علمي يستوعب مناقشة الشبهات وكشفها وردها، كما أشار إلى أهمية عناية الباحثين المتخصصين في الدراسات القرآنية بالدراسات الاستقرائية في الدراسات القرآنية المعتمدة على الاستقراء والأرقام الإحصائية حتى تكون عمدة للباحثين المحللين بعد ذلك. ويعتزم مركز تفسير تحرير وثيقة هذا اللقاء حول (أولويات البحث العلمي في الدراسات القرآنية) ونشرها للمتخصصين عبر بوابته الإلكترونية الحالية ملتقى أهل التفسير، وطباعتها ونشرها بعد ذلك للإفادة منها من قبل الباحثين المتخصصين في الدراسات القرآنية. ويأتي الحديث حول هذا الموضوع محاولة من مركز تفسير للارتقاء بموضوعات البحث العلمي في الدراسات القرآنية والتخطيط الجيد لها، حيث إنه يضع الارتقاء بالدراسات القرآنية شعاراً له في المرحلة القادمة، وقد أشار مدير اللقاء د. مساعد الطيار في نهاية اللقاء إلى أن ملتقى أهل التفسير الثالث سوف يعقد بمشيئة الله في شهر رمضان 1430هـ وسوف يعلن عن موضوعه وموعده من قبل الأمانة المنظمة للملتقى لاحقاً.
المصدر: جريدة الجزيرة. ( http://www.al-jazirah.com/93326/fe8.htm)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[27 Jun 2009, 12:04 م]ـ
نفع الله بالجهود
وهذا مقال للدكتور الشاهد البوشيخي حول نفس الموضوع وبنفس العنوان:
http://alfetria.com/articles/29-quran.html
ـ[الخطيب]ــــــــ[11 Nov 2009, 10:35 م]ـ
ألإخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد،
فيسعدني أن أعرض عليكم ورقة العمل التي كانت قد أعدت لغرض إلقائها في اللقاء المعلن، أسأل الله تعالى أن تكون نافعة ويسعدني تسديدها من قبل علماء الملتقى
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Nov 2009, 06:54 ص]ـ
ألإخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد،
فيسعدني أن أعرض عليكم ورقة العمل التي كانت قد أعدت لغرض إلقائها في اللقاء المعلن، أسأل الله تعالى أن تكون نافعة ويسعدني تسديدها من قبل علماء الملتقى
جزاكم الله خيراً يا دكتور أحمد ونفع بعلمكم، وقد أحسنت بعرض الورقة في الملتقى ليطلع عليها الجميع.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[12 Nov 2009, 08:47 م]ـ
ألإخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد،
فيسعدني أن أعرض عليكم ورقة العمل التي كانت قد أعدت لغرض إلقائها في اللقاء المعلن، أسأل الله تعالى أن تكون نافعة ويسعدني تسديدها من قبل علماء الملتقى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
اطلعت على الورقة المختصرة وذات الفائدة، وأشكر أخي الباحث على جهده.
ولي تعليق على ما كتب.
قال:
" فالتخصصات الآن تدفع باتجاه التقزم، رغبة في الإجادة والاستيعاب، وذلك حتى يقوم المجموع الآن بما كان يقوم به العالم الموسوعي في العقود الماضية. "
لا فائدة ترجى من التخصص الدقيق جدا في علوم الشريعة، إنها أي علوم الشريعة مترابطة جدا، إننا ندفع ثمن هذه النظرة الغير مستشرفة لمستقبل الباحثين وواقع العلوم الشرعية، إن الدراسة يجب أن تكون شاملة ومتكاملة لأبعد الحدود بحيث يهيأ الباحث للإفتاء، أي أن يكون متمكنا من الأصول ليبني عليها الفروع، ومن ثم من أراد التبحر في علم من العلوم حتى يكون مرجعا وحجة على غيره فلا بأس.
ونتيجة لهذا الاتجاه والذي بدأمن مدة طوية، نجد إشكالات نتج عنها احتياجنا لبحوث كـ
(المسائل المشتركة بين علوم القرآن وأصول الفقه وأثرها في التفسير)
وغير ذلك من الأمور
ومن ثم من أراد بعد ذلك أن يصل لمرتبة الاجتهاد فلابد أن يتبحر في العلوم المعروفة والتي يحتاجها المجتهد، ومع وصول العالم لمرتبة الاجتهاد تبدأ الأمة في ملاحظة رأيه ورأي من هم مثله لتمشي الأمة في المسار الصحيح، وخصوصا مع ملاحظة عدم خلو أي عصر من العصور من المسجدات.
وقال الباحث:
"قال صاحب كتاب التقرير والتحبير في أصول الفقه:
وَاعْتِنَاءُ الشَّرْعِ بِدَفْعِ الْمَفَاسِدِ آكَدُ مِنْ اعْتِنَائِهِ بِجَلْبِ الْمَصَالِحِ بِدَلِيلِ أَنَّهُ يَجِبُ دَفْعُ كُلِّ مَفْسَدَةٍ وَلَا يَجِبُ جَلْبُ كُلِّ مَصْلَحَةٍ. أهـ
"وفي جانب المصلحة عندما تتزاحم المصالح فإن أولاها هو الذي يقدم "
وفي هذه النقطة أشار الباحث إلى أمر مهم يتعلق بفقة الأولويات.
نعم درء المفسدة أولى من جلب المصلحة عند الإفتاء، لكن فيما يتعلق بما يجب أن يتصدى له العلماء، فالذي يبدو لي أنه ترسيخ الأصول ونشر العلم الذي يعين على ذلك أولى على أن لا يهمل الجانب الآخر تماما، فعندما يتحصن الجندود في قلعة يسهل اصطياد المهاجمين، أما من غير حصن فالمسألة أصعب ولا تخلو من خسائر، فيجب أن يجمع أساتذة الفن الشبه، ويدرسوا الأصول ويجعلوا إبطال الشبه كدرس تطبيقي يعين الطلبة على فهم القاعدة كمثال لما يتصور أن يكون عليه الأمر.
وقال الباحث:
" إن الوقوف على مصطلحات العلوم سبيل إلى استكناه أسرارها وكشف أغوارها والتمييز بين طرق دلالاتها، وإن وفرة مصطلحات أي علم لهي دليل على ثرائه وغناه، وليس أغنى من علم التفسير الذي جعلت له كل العلوم خادمة، فهل نطمح في الفترة القادمة إلى الاهتمام بهذا الجانب؟ "
وهذا الأمر يبين لنا كم أن الباحث مدرك لمسألة وهي:
أن العلوم تراكمية، وجهد العلماء السابقين مهم جدا، ولذا فلغة العلم الذي بنوه مهمة، ومن ناحية أخرى كيف للمفتي أن يكون مفتيا وهو لا يفهمها بما يساعده على فهم مقاصد أهل العلم!.
والله أعلم وأحكم.(/)
رأي في كتابة القرآن مجزءاً
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[09 Jun 2009, 09:32 ص]ـ
في تفسير قوله تعالى: (وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا) الآية
ذكر الإمام القرطبي (637هـ) في قوله تعالى: (تجعلونه قراطيس)، وهذا ذم لهم، ولذلك كره العلماء كتب القرآن أجزاء.
الجامع لأحكام القرآن: 4/ 36 تحقيق: الحفناوي وزميله، طبعة دار الحديث ـ القاهرة.(/)
حمل الآن محاضرة (آداب القراء وأخلاقهم) للأستاذ الدكتور مصطفى أبو طالب
ـ[عبدالله القرشي]ــــــــ[09 Jun 2009, 09:53 ص]ـ
بشرى .....
يمكنكم الآن تحميل محاضرة (آداب القراء وأخلاقهم) للأستاذ الدكتور مصطفى أبو طالب والتي أقيمت في ديوانية الدراسات القرآنية بمحافظة الطائف
بتاريخ 9/ 6/ 1430
الرابط:
http://www.4shared.com/dir/14644485/ab9230cd/sharing.html
ـ[ Amara] ــــــــ[10 Jun 2009, 03:23 ص]ـ
جزاك الله خيرا(/)
أسئلة حول كليات التفسير
ـ[جمان]ــــــــ[09 Jun 2009, 01:13 م]ـ
http://www.samysoft.net/forumim/slambasmla/sdfsdfsdf.gif
قرأت في هذا الملتقى المبارك عن الفرق بين كليات التفسير وبين كليات القرآن
وسؤالي لأهل العلم الأفاضل هو:
هل هناك فرق ٌ أيضاً بين كليات التفسير وبين قواعد التفسير؟
وهل كليات التفسير فرع ٌعن قواعد التفسير؟
وهل كليات التفسير هي ذاتها مايسمى بأصول التفسير؟
ومالفرق بين مايسمى بكليات القرآن وبين مقاصد القرآن؟
أتمنى أن أجد منكم إجابة ً شافية ً كافيةً
...
http://www.samysoft.net/forumim/fwasel/1/sdfsdfs.gif
ـ[مها]ــــــــ[09 Jun 2009, 02:50 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بداية أعتذر للتقدم بين أهل العلم الأفاضل، وكون الكتاب قريب مني أجيبك منه، على ما بعض ما سألت عنه.
هل هناك فرق ٌ أيضاً بين كليات التفسير وبين قواعد التفسير؟
يقول أ. بريك القرني - سدده الله - في رسالته (كليات الألفاظ في التفسير) 1/ 31
قد اشتهر مصطلح الكليات من قديم، فظهرت مؤلفات في الفقه والقواعد الفقهية واللغة وسائر الفنون تحمل هذا المسمى، لكن إطلاقه على اصطلاحات القرآن وعاداته في الألفاظ والأساليب إطلاق حديث، ولا مشاحة في التسمية إذ لو أطلق عليها "قواعد" أو "ضوابط" أو نحوا مما يتفق ومضمونها لم يكن ذلك مخلا.
على أني آثرت تسميتها بـ "الكليات" لأسباب: (ثم ذكرها)
وهل كليات التفسير هي ذاتها مايسمى بأصول التفسير؟
يقول الباحث في خاتمة رسالته 2/ 832،831
يمكن أن ينسب علم الكليات إلى علوم القرآن، وإلى التفسير الموضوعي في آن معا.
فبالنظر إلى استقلاليته، وتنوع أقسامه، وثماره وفوائده، فهو من علوم القرآن.
وبالنظر إلى أنها قاعدة استخلصت من استقراء مواردها وتقصي أفرادها وضم النظير إلى نظيره للتقعيد لمعنى أو طريقة قرآنية، أو للتأكد من صحة الكلية وانضباطها فهي من نوع التفسير الموضوعي، أما بالنظر إلى ثمرة الكليات الكبرى وهي توظيف الكليات التفسيرية في الترجيح بين الأقوال والاحتجاج لصحيحها فإن هذا متعلق بأصول التفسير ويبحثه المفسرون في قواعد الترجيح.
وفقك الله، واسمحي لي بتنبيه:
عنوان سؤالك عام "هل هناك فرق ٌ بين ..... ؟؟؟؟ " لا يدل على شيء، فلو جعلته دالا على المضمون لكان أفضل، كنحو: (أسئلة حول كليات التفسير).
ـ[جمان]ــــــــ[09 Jun 2009, 08:39 م]ـ
أخيتي مها
زادك الله علماً وعملاً ..
وودت لو أفدتني في كيفية الحصول على رسالة أ. بريك القرني
وهل هي مطبوعة؟ وما الدار التي طبعتها؟ وهل تم رفعها على النت؟
لك غاليتي من الشكر و الدعاء أجزله وأوفره http://www.samysoft.net/forumim/fwasel/1/dfgdfgdfg.gif
وأنتظر من الكرام الإجابة عن بقية الأسئلة تفضلاً منهم وتكرماً http://www.samysoft.net/forumim/fwasel/1/dfgdfgdfg.gif
ـ[مها]ــــــــ[10 Jun 2009, 12:48 ص]ـ
ولك بمثل مادعوت وضعفه.
أختي: جمان، الرسالة مطبوعة، وقد ساعدت الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه على طباعتها عام 1426هـ، وقد اشتريتها من مكتبة الرشد قبل مدة، وأما عن رفعها على النت فلا أعلم، علما بأنه قد سبق التعريف بها على هذا الرابط:
صدر حديثاً كتاب (كليات الألفاظ في التفسير- دراسة نظرية تطبيقية) للشيخ بريك القرني ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5532&highlight=%C8%D1%ED%DF+%C7%E1%DE%D1%E4%ED)
ـ[جمان]ــــــــ[11 Jun 2009, 07:31 ص]ـ
بورك فيك من أختٍ غالية
أسعدتني مبادرتك ِومساعدتك ِ
لك دعواتي بالتوفيق بالسداد
أينما حللتِ وارتحلت ِ http://www.samysoft.net/forumim/fwasel/1/fgfgh.gif(/)
مناقشة علمية نتج عنها سؤال
ـ[أم عبداللطيف]ــــــــ[09 Jun 2009, 04:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استمتعنا بضيافة الدكتور/فهد الرومي في جامعتنا جامعة أم القرى
حيث عقدت مناقشة للأستاذة /هناء أبو داود -المبتعثة من جامعة الملك عبدالعزيز-
لمرحلة الدكتوراة بعنوان ترجيحات ابن جزي من اول سورة الرعد إلى نهاية سورة القصص عرضاً ومناقشة
امتازت المناقشة أن أركانها: د/عبدالعزيز عزت مشرفا
د/فهد الرومي مناقشا
د/ورداني حموده مناقشا
ودار فيها نقاشا علميا هادئاً حول الترجيحات عموما، و مميزات التفسير الأندلسي الذي ينتمي له ابن جزي -رحمه الله-
وانتهت المناقشة بحصول الطالبة على الدكتوراة بدرجة 98 وتوصية بالطبع والتداول بين الجامعات
نبرك للدكتورة /هناء هذا التميز،نفع الله بك رزقك الدرجات العلى في الدين والدنيا معا
واستمتعنا كثيرا بملاحظات المناقشين ورد الطالبة والمشرف
حيث اعترض د/ورداني على كلمة ترجيحات وأنها على غير الوزن والأولى أن تكون (تراجيح) ورد عليه د/عزت أنها على صيغة جمع الجمع:)
ودار خلاف حول عقيدة ابن جزي-رحمه الله- وكأننا خرجنا بنتيجة أنه أقرب للأشاعرة،حيث يؤول في بعض الصفات، وقد كانت د/هناء قد خشية من اطلاق عليه هذا الحكم تورعاً حيث لم يسبقها احد في اطلاقه، ولم يصرح به -رحمه الله-
من ملاحظات الدكتور /فهد التي أجاد فيها أن الطالبة لم تلتزم بكتابة الآيات برواية نافع التي التزمها المؤلف،وهي ملاحظة عامة في جميع طبعات تفسير ابن جزي،حيث كتبت برواية حفص؛وهذا خروج عما أراده المؤلف -رحمه الله-
وبما ان رسالتي في نفس الموضوع،حاولت الاستدراك واعادة الآيات برواية نافع إلا أني لم أجد خط المصحف برواية نافع!!!!!
أرشدوني جزاكم الله خيراً؟
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[09 Jun 2009, 04:15 م]ـ
إن كان لمجمع الملك فهد نُسخ إليكترونية للمصاحف التي طبعوها فعندهم مصحف ورش عن نافع الذي أصدروه , كما أني رأيتُ عدداً من الكتب المتعلقة بالتفسير وعلوم القرآن المطبوعة في المغرب وتونس وغيرهما تثبت الآيات بقراءة نافع رضي الله عنه ومن آخر هذه الكتب كتاب "نكت وتنبيهات في تفسير القرآن المجيد لأبي العباس البسيلي التونسي " يتحقيق محمد الطبراني.
ومن أهل المغرب عددٌ من الأعضاء في الملتفى بالإمكان أن يعينوا على توفير هذه النسخ للقرآن الكريم
ـ[عبدالرحمن المحيميد]ــــــــ[14 Jun 2009, 02:20 م]ـ
برنامج سيمانور موجود على الشبكة، ويباع في مكتبة جرير يحتوي على خط المصحف برواية نافع.
ـ[أم عبداللطيف]ــــــــ[13 Jul 2009, 08:08 م]ـ
بعد عناء البحث وجدت خط المصحف بقراءة ورش عن نافع بصيغة وورد
ولله الحمد والمنة
وأحببت أن أنقله هنا لمن يرغب في الإستفادة
على هذا الرابط من ملتقى أهل الحديث:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1040477&postcount=28
ـ[محمد الطبراني]ــــــــ[29 Sep 2009, 06:50 م]ـ
شكر الله لفضيلة د. الشنقيطي تنويهه بالعمل وثناءه عليه.
وأيا ما يكون؛ فقد درأني كلامكم هذا إلى لزوم التنبيه إلى أمر ذي بال، وهو أن رسمي للحروف القرآنية في كتاب البسيلي على مقتضى القواعد التوقيفية، كان عملا يدويا، من غير اعتماد على برنامج جاهز؛ وبيانه، أنني كتبت الحروف بالرسم الإملائي بادي الأمر، ثم عمدت إلى تجارب الطباعة المسحوبة على البلاستيك ’’الكالك‘‘، فأحلتها مراعية للرسم العثماني، على ما لحقني في ذلك من النصب والونى، وعزب عني من بعض الأوهام التي ندت على الرغم مني، لأمور تطوى ولا تروى.
وإنني لشديد الطمع أن ينجز المصحف الإلكتروني لنافع، ليرفع عنا هذا الإصر؛ والله المستعان.(/)
دراسة علمية تؤكد وجود ارتباط بين حفظ القرآن والصحة النفسية
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Jun 2009, 11:32 ص]ـ
خالد علي (سبق) جدة:
أكدت دراسة ميدانية بأنه كلما ارتفع مقدار حفظ القرآن الكريم ارتفع مستوى الصحة النفسية.
وتكونت عينة الدراسة التي أجراها الأستاذ الدكتور صالح بن إبراهيم الصنيع أستاذ علم النفس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض من مجموعتين:
- مجموعة طلاب وطالبات جامعة الملك عبدالعزيز جدة وعددهم 170 طالباً وطالبةً.
- ومجموعة طلاب وطالبات معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية التابع للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم جدة وعددهم 170 طالباً وطالبةً.
وقد حدد الباحث تعريف الصحة النفسية بأنها: الحالة التي يتم فيها التوافق النفسي للفرد من خلال أربعة أبعاد رئيسة هي:
- البعد الديني أو الروحي.
- والبعد النفسي.
- والبعد الاجتماعي.
- والبعد الجسمي.
ولقياسها استخدم الباحث مقياس الصحة النفسية من إعداد سليمان الدويرعات، وهو مكون من 60 عبارة وحصل على معامل ثبات وصدق جيدة.
وتوصلت الدراسة إلى وجود علاقة ارتباطية موجبة دالة إحصائياً بين ارتفاع مقدار الحفظ وارتفاع مستوى الصحة النفسية لدى عينتي الدراسة. وأن طلاب وطالبات المعهد (والذين يفوقون نظرائهم من طلاب وطالبات الجامعة في مقدار الحفظ) كانوا أعلى منهم في مستوى الصحة النفسية بفروق دالة إحصائياً. ولم توجد فروق في مستوى الصحة النفسية لدى عينات الدراسة يمكن أن تعزى لمتغيرات الجنس أو الجنسية أو العمر أو المستوى الدراسي.
وهذه النتيجة تتفق مع ما خرجت به .. نتائج الدراسات السابقة، في الأثر الإيجابي لارتفاع الإيمان (الذي أساسه القرآن الكريم) على ارتفاع مستوى الصحة النفسية.
فقد أكدت 70 دراسة حول علاقة الدين والتدين بمظاهر الصحة النفسية أو اختلالات الصحة النفسية، منها 28 دراسة أجنبية و 24 دراسة عربية و 18 دراسة محلية الارتباط الإيجابي بين التدين ومظاهر الصحة النفسية، وارتباط سلبي بين التدين ومظاهر اختلال الصحة النفسية.
كما توصلت دراسات أجريت في السعودية إلى نتيجة تؤكد دور القرآن الكريم في تنمية المهارات الأساسية لدى طلاب المرحلة الابتدائية، والأثر الإيجابي لحفظ القرآن الكريم على التحصيل الدراسي لطلاب الجامعة.
وبينت الدراسة أنه قد جاء من ضمن توصيات اللقاء السنوي الثالث للجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية (التوصية الحادية عشرة) وهي:
أن يكون القرآن محوراً أساسياً في مناهج وبرامج رياض الأطفال صيانة لفطرة الطفل ورعاية لنموه الخلقي والعقلي والجسمي واللغوي وغيرها.
وبينت الدراسة صورة واضحة للعلاقة بين التدين بمظاهره المختلفة، ومن أهمها حفظ القرآن الكريم، وآثاره في الصحة النفسية للأفراد وعلى شخصياتهم، وتمتعهم بمستوى عال من الصحة النفسية، وبُعد عن مظاهر الاختلال النفسي قياساً مع الأفراد الذين لا يلتزمون بتعاليم الدين أو لا يحفظون شيئاً من آيات القرآن الكريم أو يكون حفظهم لعدد يسير من الآيات والسور القصيرة.
وأوصت الدراسة بالاهتمام بحفظ القرآن الكريم كاملاً لدى الدارسين والدارسات في مؤسسات التعليم العالي للأثر الإيجابي لهذا الحفظ على كثير من مناحي حياتهم وتحصيلهم العلمي، والامتثال لأوامره ونواهيه، وذلك لأنه من أهم أسباب الوصول إلى مستوى عال من الصحة النفسية. كما أوصت بضرورة اهتمام المعلمين والمعلمات برفع مقدار الحفظ لدى طلابهم وطالباتهم حتى لو كان خارج إطار المقرر الدراسي بحيث يكون إضافياً؛ لما له من أثر إيجابي على تحصليهم وصحتهم النفسية.
المصدر ( http://www.sabq.org/?action=shownews&news=7807)
ـ[مجاهدالشهري]ــــــــ[11 Jun 2009, 02:50 م]ـ
سبحان الله وبحمد يقول الشيخ ناصر العمر حفظه الله قال الشيخ حسان الراضي أحد أطباء الصحة النفسية في الطائف أنه لم يأتنا في الصحة النفسية أحد طلبة تحفيظ القرآن ولا حافظ للقرآن فسبحان القائل (وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين)
جزاكم الله خيراً يا شيخ عبدالرحمن
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Jun 2009, 04:23 م]ـ
البحث المشار إليه في المقال أعلاه نشر ضمن بحوث العدد السادس من مجلة معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=16325) .
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[11 Jun 2009, 04:35 م]ـ
وصدق الله ومن أصدق من الله قيلاً
{وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً ".
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} يونس57
اللهم أجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وهمومنا وغمومنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القرشية]ــــــــ[15 Jun 2009, 05:29 ص]ـ
سبحان الله بلغ تأثيره حتى للأجنة في بطون أمهاتها، أعرف عن امرأة داومت على قراءة القرآن من أول حملها حتى الوضع وقد رزقت ببنية، ولقد بلغ تأثير القرآن عليها تأثيراً عجيباً، حتى لتكاد حين تراها أن تقول عنها أنها من أهل القرآن رغم صغر سنها.
ولا تسأل عن حال تلك الطفلة وقت استماعها للقرآن.
منظرها من الصعب نعته، فسبحان الله الخالق العظيم.
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[15 Jun 2009, 10:06 ص]ـ
جزاك الله خيرا سيدي الفاضل أخي عبد الرحمن على الموضوع
ونحن نقر ونؤمن بتأثير القرآن على قارئه ومستمعه
ولكن مسألة الحفظ هذه غريبة بعض الشيء!
فلو كان الحديث عن القراءة أو عن السماع أو التدبر لكان الكلام مقبولا أما أن يكون لمجرد وعي القرآن في الصدور فهذا أمر غريب, فكم من حافظ للقرآن غير عامل به ولا متأثر به, ما اعتقده هو أن القرآن يؤثر فيمن يقبل عليه, أما لو أدرنا كل محطات القرآن في العالم ليل نهار أمام إنسان لاه فلن تؤثر فيه!
ـ[احب الصالحين]ــــــــ[09 Jul 2009, 04:24 م]ـ
التاريخ:27/ 4/1429 هـ نور الإسلام_ وكالات
قراءة القرآن تعالج أمراض التخاطب
نور الإسلام_ السبت 26/ 4/1429 هـ - الموافق3/ 5/2008 م _
أكدت الدكتورة وفاء وافى أستاذ أمراض التخاطب بطب عين شمس أن القرآن كشف طريقة جديدة لمعالجة الأطفال، الذين تتأخر عملية النطق عندهم، حيث أوضحت الآية الكريمة من سورة "طه"، والتى يتوجه فيها سيدنا موسى بالدعاء للمولى عز وجل فيقول "رب اشرح لى صدرى ويسر لى أمرى واحلل عقدة من لسانى يفقهوا قولى".
وقالت إن اللسان به العديد من العقد يجب أن تحل حتى ينطق اللسان بالكلام وأن ربط القرآن بين شرح الصدر وتيسير الأمر، وعملية النطق قد قمت بتطبيقها على الأطفال متأخري النطق، حيث قمت باستخدام هذه الآية بوضعها على الكمبيوتر حتى يتمكن الأطفال من تكرارها، وأدت إلى شفاء عدد كبير من الأطفال، وأشارت إلى أهمية أن تقوم الأمهات بتعليم الأطفال حديثى الولادة كلمات خفيفة متعلقة بالدين مثل أحد، الله، الإسلام.
وأثبتت الدراسات التى قدمها مجموعة كبيرة من الأطباء المتخصصين فى مجال التخاطب أن أغلبية الأطفال الذين يرددون هذه الكلمات منذ الصغر لا يحدث لهم صعوبات فى التخاطب، وينطقون بالكلام مبكراً، كما طالبت الأمهات بمداومة الحديث مع الأطفال عقب مرور فترة الولادة ومحاولة دراسة القرآن من خلال "الكاسيت" وشاشات الحاسب الآلى.
http://www.islamlight.net/index.php?option=content&task=view&id=9379
ـ[سالم بن عمر]ــــــــ[09 Jul 2009, 05:44 م]ـ
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
صدق الله العظيم القائل
((قل هو للذين آمنو هدى وشفاء))(/)
دراسة أصولية حول أضواء البيان
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[11 Jun 2009, 01:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من فضلكم مشايخنا الأفاضل، طالب بسلك الدكتوراه، يلتمس منكم إرشاده إلى عنوان رسالة حول أضواء البيان. يتناول فيها الجانب الأصولي مما لم يبحث بعد في هذا المؤلف المبارك. وما يمكن أن يكون إضافة جديدة للمكتبة الإسلامية.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[16 Jun 2009, 09:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
بعد طول انتظار، ارتأيت أن أفتح شهية أساتذتي بذكر بعض الدراسات التي كانت بحق لفتة إلى مجال الأصول عند الشيخ الشنقيطي رحمه الله رحمة واسعة. لأذكر أولها:
"سلالة الفوائد الأصولية" للدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس الأستاذ بجامعة أم القرى، وهذا الكتاب يعتبر أول لفتة إلى مجال الأصول عند الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في كتابه أضواء البيان؛ لكنه على الرغم من أهميته والحاجة إليه لا يعدو كونه استخراجا وجمعا في غالبه، لم يتعرض للبسط والتحليل في المباحث الأصولية، ومع كل ذلك فإنه قام بمجهود جبار وخطوة محمودة في هذا المجال ذللت صعوبات جمة، وأنارت الطريق أمام الباحث المستزيد ...
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[17 Jun 2009, 06:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اولصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
" تأثير علم أصول الفقه عند الشيخ محمد الأمين آب الجكني الشنقيطي في تفسيره أضواء البيان: سورتا الفاتحة والبقرة نموذجا"
وهي رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا
كلية الشريعة فاس المغرب
سنة 2003/ 2004 م
للطالب الباحث: سيد الأمين ولد محمد السالك ولد محمد عبد الله آل حوية.
مازلت لم أطلع عليها وسأحاول بحول الله وقدرته الحصول عليها، لأطلع إخوتي على محتوياتها إن شاء الله تعالى.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[18 Jun 2009, 08:58 ص]ـ
من المُلاحظ لقارئ أضواء البيان أن مقيِّده غفر الله ورحمه كثيراً ما يُرجِّحُ بين أقوال المفسرين مستعيناً بقواعد أصوليّةٍ , ومع أني لا أعلمُ حجم المسائل التي رجَّحَ فيها الشيخُ بقواعد الأصوليين إلا أنَّ من المهم تتبُّع المسائل والأقوال التي رجحها الشيخُ لتكون تحت عنوان " توظيفُ أصول الفقه للترجيح بين المفسرين في أضواء البيان"
ومن أمثلة ذلك قوله رحمه الله في آية:
1 - (الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) فبعد أن بسط خلاف أهل العلم وساق أدلتهم قال:
هذه الآية الكريمة من أصعب الآيات تحقيقاً، لأن حمل النكاح فيها على التزويج، لا يلائم ذكر المشركة والمشرك، وحمل النكاح فيها على الوطء لا يلائم الأحاديث الواردة المتعلقة بالآية، فإنها تعين أن المراد بالنكاح في الآية: التزويج: ولا أعلم مخرجاً واضحاً من الإشكال في هذه الآية إلا مع بعض تعسف، وهو أن أصح الأقوال عند الأصوليين كما حرره أبو العباس بن تيمية رحمه الله في رسالته في علوم القرآن، وعزاه لأجلاء علماء المذاهب الأربعة هو جواز حمل المشترك على معنييه، أو معانيه، فيجوز أن تقول: عدا اللصوص البارحة على عين زيد، وتعني بذلك أنهم عوروا عينه الباصرة وغوروا عينه الجارية. وسرقوا عينه التي هي أو فضته.
وإذا علمت ذلك فاعلم أن النكاح مشترك بين الوطء والتزويج، خلافاً لمن زعم أنه حقيقة في أحدهما، مجاز في الآخر كما أشرنا له سابقاً، وإذا جاز حمل المشترك على معنيه، فيحمل النكاح في الآية على الوطء، وعلى التزويج معاً، ويكون ذكر المشركة والمشرك على تفسير النكاح بالوطء دون العقد، وهذا هو نوع التعسف الذي أشرنا له، والعلم عند الله تعالى.
ـــــــــ
ومن الأمثلة أيضاً قوله رحمه الله عند آية:
2 - (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ)
وإذا علمت ذلك فاعلم أن تخصيصه من يسبح له فيها بالرجال في قوله (يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بالغدو والآصال) يدل بمفهومه على أن النساء يسبحن له في بيوتهن لا في المساجد، وقد يظهر للناظر أن مفهوم قوله: رجال مفهوم لقب، والتحقيق عند الأصوليين أنه لا يحتج به.
قال مقيده عفا الله عنه وغفر له: لا شك أن مفهوم لفظ الرجال، مفهوم لقب بالنظر إلى مجرَّد لفظه، وأن مفهوم اللقب ليس بحجة على التحقيق، كما أوضحناه في غير هذا الموضع، ولكن مفهوم الرجال هنا معتبر، وليس مفهوم لقب على التحقيق، وذلك لأن لفظ الرجال، وإن كان بالنظر إلى مجرّده اسم جنس جامد وهو لقب بلا نزاع، فإنه يستلزم من صفات الذكورة ما هو مناسب لإناطة الحكم به، والفرق بينه وبين النساء، لأنّ الرجال لا تخشى منهم الفتنة، وليسوا بعورة خلاف النساء، ومعلوم أو وصف الذكورة وصف صالح لإناطة الحكم به الذي هو التسبيح في المساجد، والخروج إليها دون وصف الأنوثة.
والحاصل: أن لفظ الرجال في الآية، وإن كان في الاصطلاح لقباً فإنما يشتمل عليه من أوصاف الذكورة المناسبة للفرق بين الذكور والإناث، يقتضي اعتبار مفهوم المخالفة في لفظ رجال، فهو في الحقيقة مفهوم صفة لا مفهوم لقب، لأن لفظ الرجال مستلزم لأوصاف صالحة لإناطة الحكم به، والفرق في ذلك بين الرجال والنساء كما لا يخفى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[19 Jun 2009, 01:30 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اولصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
جزى الله خيرا أخي محمود على اهتمامه وغيرته على تفسير شيخنا العلامة محمد الأمين رحمه الله رحمة واسعة.
وأشهد الله أني كنت أنتظر مداخلته بفارغ الصبر. فلكم بين وأرشد وصوب ...
فجزاه الله عنا وعن المسلمين وعن أضواء البيان خيرا. وجعله دخرا للإسلام والمسلمين يذود عن حياضه. ويخدم هذا المؤلف المبارك.
أستاذي محمود حتى يكون توجيهكم بارك الله فيكم دقيقا. فإني ارتأيت أن أعرض عليك محاور رسالة دكتوراه لطالب بكليتنا تحت عنوان:
مسالك التعارض والترجيح عند الشيخ محمد الأمين الشنقيطي.
وقد تناول فيها المحاور التالية:
قال الطالب في مقدمة بحثه أثناء حديثه عن خطة البحث:
" وأما الباب الأول، والثاني في ترتيب الأبواب فيتعلق بالبحث في تعارض الأدلة وتحته تمهيد وفصلان، خصصت الفصل الأول لتعريف التعارض وفيه ثلاثة مباحث، الأول حول: التعارض لغة واصطلاحا، والثاني هل يشترط في التعارض شروط التناقض؟ والثالث جواز وقوع التعارض بين الأدلة الشرعية وأقسامه، وتحته ثلاثة مطالب: الأول في جواز وقوع التعارض بين الأدلة الشرعية، والثاني في أقسام التعارض، والثالث في موفق الشيخ محمد الأمين الشنقيطي من تعارض العام والخاص.
وأما الفصل الثاني فموضوعه الجمع بين ما ظاهره التعارض، وتحته تمهيد وثلاثة مباحث، في المبحث الأول منها: ما يمكن الجمع بينه هل هو من التعارض أم لا؟
وفي المبحث الثاني: ما ورد في كتاب أضواء البيان من الجمع بين المتعارضين، وفي المبحث الثالث: أمثلة من كتاب دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب للجمع بين ما يظن به التعارض وهو ليس كذلك.
وأما الباب الثاني، والثالث في ترتيب الأبواب فقد خصصته لما يرتبط بالترجيح بين الأدلة، وفيه تمهيد وفصلان، خُصّص الفصل الأول لماهية الترجيح وما يحتاج إليه، وتحته تمهيد وخمسة مباحث، في المبحث الأول: تعريف الترجيح، وفي الثاني أركان الترجيح ومحله، وتحته مطلبان: الأول في أركان الترجيح، والثاني: محل الترجيح، و في المبحث الثالث: شروط الترجيح، وتحته ثلاثة مطالب، في المطلب الأول: شروط الراجح والمرجوح، وفي الثاني: شروط المرجَّح به، وفي الثالث: شروط المرجِّح، وفي المبحث الرابع: متى يصار إلى الترجيح؟ وتحته ثلاث نقاط: في الأولى منها: طريقة الحنفية في دفع التعارض، وفي الثانية: طريقة الشافعية في دفع العارض، وفي الثالثة: عمل الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في الترجيح عند تعارض الدليلين.
و المبحث الخامس: في حكم الترجيح والعمل بالدليل الراجح، وفيه مطلبان، في الأول منهما: القول بوجوب الترجيح والعمل بالدليل الراجح، وفي الثاني منهما: إنكار وجوب الترجيح والعمل به.
وأما الفصل الثاني فهو حول أوجه الترجيح، وتحته تمهيد وأربعة مباحث:
- المبحث الأول: أوجه الترجيح باعتبار الإسناد.
- المبحث الثاني: أوجه الترجيح باعتبار المتن.
- المبحث الثالث: أوجه الترجيح باعتبار المدلول.
- المبحث الرابع: أوجه الترجيح باعتبار الأمر الخارج.
وفي كل واحد من هذه المباحث الأربعة أوردت أمثلة من ترجيحات الأصوليين، وعمل الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في الترجيح به.
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[22 Jun 2009, 10:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
هناك بحث جيد مفيد جدا لفضيلة الشيخ عبد الله بن حماد القرشي: كلية الدعوة جامعة أم القرى.
عنوانه: القواعد التفسيرية في تفسير أضواء البيان.
ألتمس من الإخوة الأفاضل لمن تيسر له الوصول إلى البحث المذكور أن يتحفنا به أو ببعض مباحثه. ولم لا صورة كاملة منه .. جزى الله خيرا من أعان على ذلك
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[24 Jun 2009, 01:42 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ما رأي مشايخنا الكرام في بحث بعنوان:
الإتجاه الأصولي في التفسير: أضواء البيان نموذجا.
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[04 Jul 2009, 09:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
بعد انتظار طويل وقد كنت أتوقع تفاعلا أكبر مع الموضوع إلا أنه ثبت العكس والحمد لله ... فسأقترح على أساتذتنا ومشايخنا عنوانا آخر:
الشيخ محمد الأمين وأصول الفقه من خلال تفسير أضواء البيان: دراسة تطبيقية.
فما رأي إخوتنا حفظهم الله؟(/)
ما هو سر التعبير بكلمة (الذكور) تارة، وكلمة (ذكران) تارة أخرى، في سورة الشورى؟؟
ـ[اسلام1]ــــــــ[12 Jun 2009, 09:46 ص]ـ
يقول تعالى: [للهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50)] {الشُّورى}.
ما السر التعبير في الآية الأولى بكلمة (الذكور)، وفي الاية الثانية بكلمة (ذكران)
وما الفرق بينهن؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[12 Jun 2009, 03:21 م]ـ
لفظ (ذكور) و (ذكران) كلاهما من جموع الكثرة , أحد نوعي جمع التكسير (جمع القلة-جمع الكثرة) 0
أما مناسبة ذكر لفظ (الذكور) فذلك -والله أعلم- لمناسبة ختم الأية 0
وأما مناسبة لفظ (ذكرانا) فقد يكون -والعلم عند الله-لعدم تكرار صيغة الجمع , لأن التكرار -كما هو معلوم- من غير مسوغ ليس من الفصاحة 0 والله تعالى أعلم 0
ـ[أبو المهند]ــــــــ[12 Jun 2009, 03:52 م]ـ
ما السر التعبير في الآية الأولى بكلمة (الذكور)، وفي الاية الثانية بكلمة (ذكران)
وما الفرق بينهن؟؟
حياكم الله أخي إسلام وأقول:
سر التعبير بـ {الذكور} باللام لأن الذكور هم الصنف المعهود المرغوب للعرب، فاللام لتعريف الجنس وإنما يصار إلى تعريف الجنس لمقصد أي: يهب ذلك الصنف الذي تعهدونه وتتحدثون به وترْغبون فيه لمن يشاء سبحانه أن يهبه.
فهذا تأكيد بأن الله هو الوهاب لا غيره فهو الذي يهب ما ترجونه فسلموا الأمر إليه فالملك ملكه والكائنات طوع إرادته، وأمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون.
و الآية الثانية أتت بكلمة {ذكران} لمقابلة الجمع "هم" في يزوجهم بالجمع " ذكرانا وإناثا"
والذكران: جمع ذكر مقابل الأنثى.
قال تعالى: {أَتَأْتُونَ الذكران مِنَ العالمين وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ} [الشعراء: 166،165]
وقوله تعالى: {وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الفاحشة مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ العالمين أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرجال وَتَقْطَعُونَ السبيل وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ المنكر} [العنكبوت: 2829]
فالفرق في الإفراد والجمع والله الموفق.
تنبيه: بعد اكتمال مشاركتي اكتشفت أن أبا هاجر قد أجاب وجزى الله الجميع خيرا.
.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[12 Jun 2009, 05:17 م]ـ
((للهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ، أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ))
هنا محاولة للفهم للمناقشة، أقول:
أغلب الأسر تتألف من ذكور وإناث، أي أنّ هذا هو السائد. ويبدو أن الذكور في هذه الأسر أكثر عدداً. والذي دفعنا إلى هذا القول تقديم (ذكراناً). وقد اقترح شيخي أن تتم دراسات إحصائية للتحقق من ذلك، وها أنا أعيد طرح الاقتراح.
وهناك أسر تنجب فقط الإناث، أو فقط الذكور. ويبدو أنّ الأسر التي تنجب الإناث هي أكثر، لأنّ تنكير (إناثاً) وتقديمها على (الذكور) يشعر بذلك. فالتنكير لغة يدل على الكثرة.
وهذا يحتاج إلى دراسات إحصائية.
قلنا إن الأسر التي تنجب الذكور والإناث يكون عدد الذكور أكثر، ولكن يبدو أن ذلك يصح في مرحلة الطفولة، أما فيما بعد فيصبح الأمر مختلفاً نظراً لوفاة الذكور بأعداد أكبر. والذي دفعنا إلى هذا القول كون (ذكران) فيها تصغير كقولنا (ولدان).
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[12 Jun 2009, 10:08 م]ـ
((للهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ، أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ))
هنا محاولة للفهم للمناقشة، أقول:
أغلب الأسر تتألف من ذكور وإناث، أي أنّ هذا هو السائد. ويبدو أن الذكور في هذه الأسر أكثر عدداً. والذي دفعنا إلى هذا القول تقديم (ذكراناً). وقد اقترح شيخي أن تتم دراسات إحصائية للتحقق من ذلك، وها أنا أعيد طرح الاقتراح.
وهناك أسر تنجب فقط الإناث، أو فقط الذكور. ويبدو أنّ الأسر التي تنجب الإناث هي أكثر، لأنّ تنكير (إناثاً) وتقديمها على (الذكور) يشعر بذلك. فالتنكير لغة يدل على الكثرة.
وهذا يحتاج إلى دراسات إحصائية.
قلنا إن الأسر التي تنجب الذكور والإناث يكون عدد الذكور أكثر، ولكن يبدو أن ذلك يصح في مرحلة الطفولة، أما فيما بعد فيصبح الأمر مختلفاً نظراً لوفاة الذكور بأعداد أكبر. والذي دفعنا إلى هذا القول كون (ذكران) فيها تصغير كقولنا (ولدان).
هذه الإحصائية لا طائل تحتها لأنك إذا عرفت في جيلك أن الذكور أكثر من الإناث أو العكس فمن ذا الذي يدريك عن الجيل الذي قبلك والذي بعدك أيهما أكثر0
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[13 Jun 2009, 01:14 ص]ـ
الأخ الكريم أبو هاجر حفظه الله،
يقصد بمثل هذه الدراسات الاستئناس بالواقع والتحقق من فهمنا البشري، ومحاولة للتحقق من مثل هذا الاحتمال الذي تؤيده اللغة.
اللافت على مستوى الأمم أن نسب الذكور والإناث تكاد تكون متقاربه مالم تتدخل عوامل أخرى، مما يشير إلى أن هناك نظاماً يتعلق بنسب الذكور والإناث. "من كل شيء موزون".
يمكن إجراء مثل هذه الدراسات لأجيال مضت أيضاً، وذلك لوجود سجلات ترجع إلى أجيال مضت. أما المستقبل فما لنا وله حتى نصادر الواقع القائم!!(/)
موضوع عود الضمير وأثره في التفسير وحاجته إلى إكمال الاستقراء في القرآن الكريم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Jun 2009, 03:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نوقشت رسالة دكتوراه يوم الثلاثاء 16/ 6/1430هـ بكلية التربية بجامعة الملك سعود بعنوان:
عود الضمير وأثره في التفسير
دراسة لضمير الغائب المعتمد على الهاء في حزب المفصل
لزميلنا العزيز الدكتور عبدالحكيم بن عبدالله القاسم. عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين بالرياض.
وقد أشرف على رسالته الأستاذ الدكتور زيد عمر عبدالله الأستاذ بقسم الثقافة الإسلامية بكلية التربية بجامعة الملك سعود.
وشارك في مناقشته:
1 - الأستاذ الدكتور صالح بن حسين العايد، أستاذ النحو والصرف بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام.
2 - والدكتور مساعد بن سليمان الطيار.الأستاذ المشارك بقسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين بجامعة الملك سعود.
3 - والدكتور ناصر بن محمد المنيع.الأستاذ المشارك بقسم الثقافة الإسلامية بكلية التربية بجامعة الملك سعود.
4 - والأستاذ الدكتور شافع بن ذيبان الحريري، الأستاذ بقسم الثقافة الإسلامية بكلية التربية بجامعة الملك سعود.
وكان من أبرز توصيات الرسالة التي أوصى بها الباحث في ختام رسالته:
1 - في تعيين عائد الضمير ضوابط وقرائن بحسب القوة، لكن المعتمد في ذلك بحسب كل مثال وما يظهر للمفسر من سياقه.
2 - عند تعيين مرجع الضمير يظهر أثر ذلك في التفسير والاستنباط ويتعلق به مسائل من الاعتقاد والفقه وعلوم القرآن وغيرها.
3 - لم تتجاوز الدراسة 13% من ضمير المنفصل، و 16% من ضمير المتصل، فالاستقراء ناقص يحتاج لإكمال المشروع، وهذه دعوة للباحثين لدراسة هذا الموضوع التطبيقي الذي يثري الباحث ويصنعه.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[12 Jun 2009, 04:18 م]ـ
.
نبارك للشيخ د. عبدالحكيم بن عبدالله القاسم حصوله على الدرجة في هذا الموضوع المهم وإلى الأمام دوما على طريق العلم وتطبيقه في حياتنا ـ إن شاء الله تعالى ـ.
والعقبي عند الباحثين الجادين جميعا.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[12 Jun 2009, 04:42 م]ـ
مبارك للدكتور عبد الحكيم , وما بقي من موضوعه فرصة للباحثين عن مواضيع للرسائل العلمية.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[14 Jun 2009, 11:28 ص]ـ
سم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الإخوة الأفاضل: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإني أبارك للأخ الفاضل الدكتور عبدالحكيم بن عبدالله القاسم ـ حفظه الله ـ حصوله على الدكتوراه.
وهذه مناسبة طيبة لتوجيه التحية للإخوة الأعزاء السادة الدكاترة: عبد الرحمن الشهري، و عبد الفتاح محمد خضر، و أحمد البريدي ـ حفظهم الله ـ.
أما ما يتعلق بالموضوع فأحب أن أشير إلى دراسة مهمة في الموضوع، عنوانها:
" مرجع الضمير في القرآن الكريم "
للأستاذ الدكتور محمد حسنين صبرة، أستاذ النحو والصرف والعروض بكلية دار العلوم، جامعة القاهرة، وقد طبعت طبعتين لعل الأولى كانت سنة 1981م حسب ما يبين رقم الإيداع القانوني، و الثانية سنة 2001م.
وقد قسم الباحث دراسته إلى قسمين:
1 - دراسة نظرية.
2 - دراسة تطبيقية. و هي عبارة عن معجم تتبع فيه مرجع الضمير في القرآن الكريم، مع بيانه بشكل موجزاعتمادا على مصادر وسيطة إذا كان المرجع مشكلا، ودار حوله اختلاف. مع العمل على ترجيح بعض الوجوه. وبالاجتهاد في تعيينه في بعض الحالات.
وبالإضافة إلى الملاحظات التي ذكرها الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الشهري ـ حفظه الله ـ أحب أن أضيف ملاحظتين:
1 - ذكر الأستاذ الفاضل أن من قرائن تحديد مرجع الضمير السياق، وتم إغفال المقام: أسباب النزول و ملابسات النزول، وهي كذلك من القرائن القوية في تعيين المرجع.
2 - يعتبر البحث في مرجع الضمير في القرآن الكريم حلقة مهمة من حلقات نسف مشروع القراءة الحداثية للقرآن الكريم، التي تزعم أن القرآن الكريم مفكك و لا تنتظمه أية وحدة.
يدخل هذا البحث في نطاق ما نصطلح عليه بالاتساق أي أدوات الربط اللغوية الشكلية، التي تبين أن النص القرآني الكريم متماسك، ومترابط، و تنتظمه وحدة، ولكنها وحدة تمتاز بفرادتها من جهة، و بكونها مضمرة من جهة أخرى، سيرا على النهج القرآني في التربية على التفكير الإيجابي، و تنمية التفكير،. فهو سبحانه وضع النظام في كل شيء، ودعا الناس إلى البحث عنه، و اكتشافه:
(إنا كل شيء خلقناه بقدر)
" سورة القمر، الآية49".
(أفلا يتدبرون القرآن و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا)
" سورة النساء، الآية 83".
(قل سيرا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق)
" سورة العنكبوت، الآية 20".
(وفي أنفسكم أفلا تبصرون)
"سورة الذاريات، الآية21".
آملا أن تتاح لي الفرصة لكتابة تقرير عن هذه الدراسة المهمة. كما أطلب من الباحثين في الجانب اللغوي للقرآن الكريم أن يهتموا بإبراز الوحدة التي تنتظم القرآن الكريم، سواء من حيث الاتساق ـ العناصر اللغوية الشكلية ـ، أم الانسجام ـ الترابط المعنوي ـ. وذلك لنسف أهم دعامات المشروع الحداثي لقراءة القرآن الكريم، بالبرهان العلمي، ولنبين للعالمين تهافت دعاواهم. و أن من الجهل ما قتل.
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الخطيب]ــــــــ[14 Jun 2009, 08:19 م]ـ
نبارك لأخينا الدكتور عبد الحكيم الحصول على الدرجة العلمية ونسأل الله تعالى أن عونا له على الطاعة
ـ[سالم بن عمر]ــــــــ[14 Jun 2009, 09:23 م]ـ
نبارك لأخينا الدكتور عبدالحكيم القاسم ونسأل الله له الإعانة(/)
سؤال عن كتاب (الكشف والبيان عن تفسير البيان)
ـ[خالد السهلي]ــــــــ[12 Jun 2009, 05:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتمنى على مشايخنا الأجلاء إخباري عن هذا الكتاب وصاحبه مشكورين مأجورين
واسم صاحبه
أبو إسحق أحمد بن محمد بن إبراهيم النيسابوري،
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[12 Jun 2009, 05:45 م]ـ
الكتاب اسمه:
الكشف والبيان عن تفسير القرآن لأبي إسحاق الثعلبي ت 427هـ.
الكتاب مطبوع طبعة سيئة جداً أسآت للكتاب مع ما فيه من الضعف والوضع , وقد حقق كاملا في رسائل علمية في جامعة أم القرى وهو تحت الطبع الآن يسر الله إخراجه.
ـ[خالد السهلي]ــــــــ[12 Jun 2009, 10:37 م]ـ
جزاك الله خير وبارك فيك
هل الرجل من أهل السنة هل تعرف له ترجمة
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[12 Jun 2009, 11:06 م]ـ
نعم من أهل السنة وقد وقع في تأويل بعض الصفات ,وهناك كتابات حوله في الملتقى يمكنك البحث عنها عن طريق أداة البحث.
ـ[الجنوبي]ــــــــ[20 Nov 2010, 09:11 م]ـ
الكتاب اسمه:
الكشف والبيان عن تفسير القرآن لأبي إسحاق الثعلبي ت 427هـ.
الكتاب مطبوع طبعة سيئة جداً أسآت للكتاب مع ما فيه من الضعف والوضع , وقد حقق كاملا في رسائل علمية في جامعة أم القرى وهو تحت الطبع الآن يسر الله إخراجه.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شيخنا الكريم ما أخبار طباعة الكتاب؟
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[21 Nov 2010, 12:04 ص]ـ
ما زال لم يخرج , والسبب في تأخره كما أفادني الدكتور صلاح باعثمان القائم على طباعته هو عدم تجاوب بعض الباحثين معه والذي استوجب إعادة التحقيق لبعض أجزائه مرة أخرى.(/)
هل يعني هذا شيئا عندكم؟
ـ[ Amara] ــــــــ[12 Jun 2009, 06:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على نبينا محمد و سلم تسليما
أحبتي
قد تكلم الأخ الحبيب بسام الجرار و فسر لنا ارتباط عدد كروموسومات النحل و النمل و العنكبوت بترتيب سور النحل و النمل و العنكبوت .. و أشار إلى أن حكمة الله البالغة تجعل موقع كل حرف و كل كلمة و كل سورة في القرآن مقصودا لذاته ..
و قد أشار إلي أخي الحبيب ناصر و هو أحد المختصين بالبيولوجيا إلى لطيفة قرآنية و إشارة عميقة .. ربما مررنا عليها مرات و نحن نتلو كتاب الله تعالى دون أن ننتبه إليها ..
معلوم أن عدد كروموسومات الإنسان هي 46، مع إمكانية أن يحمل عدد أكثر من ذلك و هو 47، أو أقل من ذلك و هو 46 .. و هو مثبت علميا .. فكيف يصبح الإنسان قردا .. لقد أشار القرآن إلى مسخ بعض العصاة إلى قردة .. و القرد له 48 كروموسوما .. هناك فرق واضح ..
ما لاحظه الأخ الفاضل هو أننا إذا أخذنا الآية الكريمة التي تصور لنا هذه الحادثة و أحصينا حروفها فسنجدها 48 حرفا انظروا معي: و ل ق د ع ل م ت م ا ل ذ ي ن ا ع ت د و ا م ن ك م ف ي ا ل س ب ت ف ق ل ن ا ل ه م ك و ن و ا ق ر د ة خاسئين.
العدد 48 هو بالظبط عدد كروموسومات القرد ..
فهل يعني هذا شيئا عندكم يا أهل القرآن؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Jun 2009, 08:12 م]ـ
لماذا أستثنى أحرف كلمة خاسئين من العد؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[12 Jun 2009, 08:33 م]ـ
ما لاحظه الأخ الفاضل هو أننا إذا أخذنا الآية الكريمة التي تصور لنا هذه الحادثة و أحصينا حروفها فسنجدها 48 حرفا انظروا معي: و ل ق د ع ل م ت م ا ل ذ ي ن ا ع ت د و ا م ن ك م ف ي ا ل س ب ت ف ق ل ن ا ل ه م ك و ن و ا ق ر د ة خاسئين.
العدد 48 هو بالظبط عدد كروموسومات القرد ..
فهل يعني هذا شيئا عندكم يا أهل القرآن؟
لا يعني شيئاً أبداً.
2 - أين طارت الشدات؟
3 - حادثة المسخ وردت في آية أخرى وهي قوله تعالى: " فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ " فلماذا لم تعدوا حروف هذه الآية وعددتم حروف تلك؟.
4 - لو سلمنا أن هذا العدد صحيح، مع أنه غلط، لماذا خص القرد من دون غيره من الحيوانات التي ذكرها الله في كتابه بتضمن عدد كرموسماته في الآية التي ورد فيها اسمه؟ أين الإنسان والبقرة والفيل والإبل والضأن والمعز .. إلخ.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[12 Jun 2009, 11:12 م]ـ
تم أستثناء كلمة خاسئين من العدّ , على عادة المهتمين بهذا النوع من الإعجاز حين لا يأتي العدد مع ما يراد تقريره فحتى يتوافق العدد مع المراد تقريره لا بد من الحذف , وقد قلنا للأخوة كثيراً لا بد من منهج منضبط حتى لا يكثر نقادكم.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[13 Jun 2009, 12:17 ص]ـ
الأخ الحبيب عمارة
أذكر أنك كتبت سابقا عن الكسرة اليتيمة في سورة الإخلاص ..
إليك هذه الملاحظة في سورة الإنسان فلعلها تفيد ..
سورة الإنسان هي السورة رقم 76 في ترتيب المصحف وقد جاءت مؤلفة من 31 آية.
إذا قمنا بالعدّ ابتداء من العدد 31 وانتهاء بالعدد 76، فالناتج هو 46.
فاما مجموع هذه الأعداد فهو 2461 وهذا العدد يساوي 23 × 107.
(107 هو مجموع العددين 31 و 76).
وفي السورة مزيد من الإشارات إلى العدد 46.
ـ[محمد براء]ــــــــ[13 Jun 2009, 01:07 ص]ـ
إذا قمنا بالعدّ ابتداء من العدد 31 وانتهاء بالعدد 76، فالناتج هو 46.
إن قلتُ:
لا أريد أن أَعدَّ!
وإنما أريد أن أستخدم الطرح
76 - 31 = 45 وليس 46.
إذن: فشلت خطتك، وتبين أنك متلاعب، تُطوِّع العمليات الحسابية للنتيجة التي تريدها، ثم تقول بكل جرأة: القرآن هو الذي يقول ذلك وليس أنا!!
فإن قلتَ: لا يجوز أن تطرح في هذا الموضع!
قلتُ: أنت تستخدم عملية الطرح في مواضع كثيرة، أم لأنها فشلت في هذا الموضع لجأت إلى طريقة العد حتى ينتج الرقم 46!
ويمكنني أن أجيبك بنفس الجواب وأقول: وأنت لا يجوز لك أن تعد من 31 إلى 76 في هذا الموضع، ويجب عليك أن تستخدم الطرح!.
فإن جاء ثالث فقال: بل كلاكما مخطىء، يجب استخدام عملية الضرب هنا!.
وجاء رابع فقال: كلكم لا تفقهون من الإعجاز العددي شيئاً، والصواب استخدام عملية الجمع إذ الجمع هو أشهر العمليات الحسابية!.
فجاء خامس: وقال بل استخدموا كذا .. وجاء سادس وقال: كلكم حمقى والصواب كذا ...
واحتدم النقاش وتطاير شرره!
فمن الذي سيفصل بيننا؟
هل هناك قواعد يحتكم إليها الذي يَدَّعُون الإعجاز العددي، كما أن كل أصحاب فن يحتكمون إلى قواعد تضبطه؟!
أم أنه لعب كلعب الأطفال بلا قواعد ولا ضوابط!!.
ثم إن الطريقة التي اعتمدها الأخ الذي أخبر عنه الأخ شندول، ليس هي هذه الطريقة ..
فما هذا التلاعب؟!.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[13 Jun 2009, 02:46 ص]ـ
فائدة:
ورد لفظ " الإنسان " في سورة الإنسان (أول مرة) في الآية رقم 1 (هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا). إذا قمنا بإحصاء عدد الآيات التي ورد فيها لفظ الإنسان (بصوره الثلاث) ابتداء من الآية 28 النساء حيث يرد لأول مرة في القرآن الكريم (يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا)، سنجد أن رقم الآية في سورة الإنسان في تسلسل هذه الآيات هو الرقم 46.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد براء]ــــــــ[13 Jun 2009, 03:23 ص]ـ
ما هي صوره الثلاث؟؟
الرقم التسلسلي لكلمة الإنسان في قوله تعالى: "هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا" 39 وليس 46.
وهذا إحصاء الكمبيوتر بدلالة: " الإنسان ".
أضف قوله تعالى: " وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا " صار الرقم التسلسلي 40.
ثم لماذا توقفت عند آية سورة الإنسان ولم تكمل العد إلى نهاية القرآن؟!!
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[13 Jun 2009, 11:53 ص]ـ
لا يعني شيئاً أبداً.
2 - أين طارت الشدات؟
وبناء عليه، فما عدد حروف البسملة عند فضيلتكم؟
4 - لو سلمنا أن هذا العدد صحيح، مع أنه غلط، لماذا خص القرد من دون غيره من الحيوانات التي ذكرها الله في كتابه بتضمن عدد كرموسماته في الآية التي ورد فيها اسمه؟ أين الإنسان والبقرة والفيل والإبل والضأن والمعز .. إلخ.
إذا كان لديك اعتراض فارفعه إلى صاحب الكتاب.
ـ[ Amara] ــــــــ[13 Jun 2009, 01:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أاخوتي في الله ..
جزاكم الله خيرا على هذا التفاعل .. الحقيقة أن كل كلامكم يسير نحو المرمى .. المرمى الذي من خلاله سنصيب الهدف و هو بيان عظمة القرآن الكريم .. و تجلي إعجازه و تحديه في كل ميدان من ميادين الحياة و كل ميدان من ميادين العلم .. إنه الحق و يحمل الحق و يهدي إلى سواء السبيل.
إن أسئلتكم تهمني جدا و هي تشجعني أن أبحث أكثر عن الحق .. و حتى إن تضمن بعضها ما نفهم منه الميل إلى التوقف عن دراسة جانب العدد في القرآن ..
أسئلتكم تحمل أكثر من حقيقة و أكثر من جواب عما يمكن أن نكون مختلفين فيه .. و إنما هو اختلاف مودة لا اختلاف قلوب .. و هو ما يدفعني أن أتكلم أكثر معكم لأتعلم منكم و أنهل من علمكم .. و لأصحح مساري و أقومه من خلالكم ..
و لعلي لا أجيب اليوم على كل ما طرح من الأسئلة .. مع أني سأدخرها عندي للجواب عنها بإذن الله تعالى إن وفقني الله لذلك ..
ثم أن كلامي ليس تفسيرا للقرآن إنما هو تثوير لهذا القرآن الذي حوى كل الحق .. و استنطاقا له .. و ثمة فرق بين التفسير و التثوير .. فأنا حينما أقدم هذه اللطائف الذي أعجزني فهمها و التي ذهب أخي أبو الحسنات الدمشقي احسن الله إليه أنها لا تعني شيئا، أقدمها بغرض السؤال .. فأنا أسأل القرآن .. و أسأل العالمين بالقرىن ..
لا يعني شيئاً أبداً.
2 - أين طارت الشدات؟
3 - حادثة المسخ وردت في آية أخرى وهي قوله تعالى: " فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ " فلماذا لم تعدوا حروف هذه الآية وعددتم حروف تلك؟.
4 - لو سلمنا أن هذا العدد صحيح، مع أنه غلط، لماذا خص القرد من دون غيره من الحيوانات التي ذكرها الله في كتابه بتضمن عدد كرموسماته في الآية التي ورد فيها اسمه؟ أين الإنسان والبقرة والفيل والإبل والضأن والمعز .. إلخ.
.
و جواب مثل لا تعني شيئا .. يعني أن الذي أجابني لم يستطع جوابي .. و لعل الأصح أن يجيبني لا اعرف عن معانيها شيئا .. و هو أجمل و أقرب للمنطق .. إذ ما الذي أدراك أنها لا تعني شيئا، هكذا دون تقديم دليل ..
أما قولك لماذا وردت الإشارة في الآية الأولى و لم ترد في الآية " فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ "، فإن مفهوم في القرآن أن تكرار الألفاظ في القرآن لا يوجب فقط تكرار المعاني إنما الإشارة إلى تعدد تلك المعاني، و لك ان تنظر قوله تعالى .. اقرا باسم ربك الذي خلق .. خلق الانسان من علق ..
فهل خلق الأولى تساوي في المعنى خلق الثانية .. إذن يكون التكرار لا موجب له .. فموجب التكرار هنا يكون بقصد الله تعالى .. فلا يمكن أن نرى شيئا في القرآن نقول لا معنى من خلاله أو لا يعني شيئا و إلا فقد عبرنا عن جهلنا بالقرآن .. و عليه فالواجب تدبره و التمعن في آياته ..
لقد طرح هذا السؤال قبلا لماذا وقع التكرار بتلك الكيفية و ذلك العدد و لم نجد جوابا سوى ما تنقله الردود مما قال الطبري أو ابن كثير أو غيره .. و أنا أقول ليس النقل هو كل العلم بل ماذا نفهم مما ننقل؟
(يُتْبَعُ)
(/)
إن كنا نجهل و إن كان المفسرون لم يجيبوا عن أسئلتنا لأنهم لم يجدوا جوابا أو لأنها لم تكن تطرح وقتها فلا يعني أن نتجاهلها .. لأن ذلك يعني هجران القرآن ..
إذا كانت الآية التي أوردت لا تحمل إشارة إلى عدد الكروموسومات فلا يعني أن حسابنا خاطئ ..
فإن اخطأنا فنحن نريد تفسيرا لذلك الخطأ ..
فسروا لنا هذا التوافق ..
و يقولون لنا أين البقر و الماعز و غيره .. بالفعل أنا أجهل ذلك الآن و قد لا أعلمه في حياتي أما اليقين الذي في قلبي فيجعلني مقتنع أنه موجود و بدقة .. فإن كنت لا أعلم عنه فهل يعني خلو القرآن من ذلك؟
ثم ماذا؟
لك أن تسأل أيضا عن الثمار و الخضار .. فهي أيضا لها كروموسومات .. أينها لم تذكر؟
غير أن سؤال أينها لم تذكر يعني أننا استوفينا العلم بالقرآن فلم نجد ذلك فيه .. و هذا لا يدعيه أحد .. و من ثم تبطل مثل هذه الأسئلة و الجواب عنها يكون إننا نجهل الآن ذلك .. و عليه كيف نعلم ذلك من خلال القرآن؟
و لعل تعليقا عن قول الأخ أبي الحسنات لماذا خص القرد بذلك دون غيره .. إذ أن أكاذيب التطور و التحول توقفنا على القرد والإنسان لا على الانسان و البقر .. و المسخ كان بين الانسان و القرد لا الانسان و البقرة ..
ثم أن الأخ أبو الحسنات الدمشقي يقول
إن قلتُ:
لا أريد أن أَعدَّ!
وإنما أريد أن أستخدم الطرح
76 - 31 = 45 وليس 46.
إذن: فشلت خطتك، وتبين أنك متلاعب، تُطوِّع العمليات الحسابية للنتيجة التي تريدها، ثم تقول بكل جرأة: القرآن هو الذي يقول ذلك وليس أنا!!
فإن قلتَ: لا يجوز أن تطرح في هذا الموضع!
قلتُ: أنت تستخدم عملية الطرح في مواضع كثيرة، أم لأنها فشلت في هذا الموضع لجأت إلى طريقة العد حتى ينتج الرقم 46!
ثم إن الطريقة التي اعتمدها الأخ الذي أخبر عنه الأخ شندول، ليس هي هذه الطريقة ..
فما هذا التلاعب؟!.
و من قال لك أنه من غير الممكن اعتماد الطرح ..
الباحثون في العدد في القرآن لا يطلقون هذه القوانين هم يعتمدون ما تجلى لهم .. و ما خفي عنهم فلعل من يأت بعدنا يفتح الله عليه بإظهاره ..
ثم أنك تحدثت عن الطرح و قلت أنه لا يتفقف مع العدد 46 لأن الحاصل سيكون اعتمادا على الطرح 45 و هذا بحسب ما تعتقد لا يقدم لنا العدد المرجو الذي هو عدد كروموسومات الإنسان ..
و هذا يعني أنك لا تعلم عن هذا العلم .. و الواجب عليك أن تبحث و أن تتعلم .. و أنا الآن سأوضح لك شيئا منه ..
فالعدد 46 هو عدد كروموسومات الإنسان العادي أما ما يكون خارقا فمنه ما ينقص عن ذلك فيكون 45 و منهم من يزيد بواحد وهي 47 .. فالذي وقفت عله و ظننت ان ذلك يبطل ما ذهبت إليه و هو إشارة إلى ما يسميه العلماء بالخارقة العلمية و هي تحدث عندما تنقسم الخلية في المرحلة الأولى .. فافهم ترشد
و جوابا على ألأخوين أحمد البريدي و حجازي الهوى ..
تم أستثناء كلمة خاسئين من العدّ , على عادة المهتمين بهذا النوع من الإعجاز حين لا يأتي العدد مع ما يراد تقريره فحتى يتوافق العدد مع المراد تقريره لا بد من الحذف , وقد قلنا للأخوة كثيراً لا بد من منهج منضبط حتى لا يكثر نقادكم.
لماذا أستثنى أحرف كلمة خاسئين من العد؟
أقول: هذا السؤال طرحته على أخي الحبيب ناصر .. و القول منه أن عدد الكروموسومات 48 هو عدد كروموسومات قرد الشامبونزي الذي يدعي الداروينيون أنه تطور إلى انسان لذلك كان الوقوف عليه أولا .. و قال لي إن الأبحاث عن غيره من أصناف القردة قليلة و سيحاول البحث فيها ..
ثم إن العدد الكلي للآية الذي هو 52 حرفا هو بالظبط عدد كروموسومات نوع آخر من القردة و هو ما يسمى القرد الأمريكي ..
ثم أني أشكر الأخ الحبيب عبد الله جلغوم ..
جزاكم الله خيرا اخوتي
نفعني الله بكم
يغفر الله لي و لكم
ـ[محمد براء]ــــــــ[13 Jun 2009, 06:11 م]ـ
إذا كان لديك اعتراض فارفعه إلى صاحب الكتاب.
لا، ليس اعتراضاً، وإنما هو سؤال لأئمة الإعجاز العددي الذي يعرفون أسرار كتاب الله تعالى ويغفل علماء الأئمة (الجهلة!) عنها!!.
فلماذا أزعجك هذا السؤال؟ بما أنك تدعي أن في القرآن أنظمة عددية وغير ذلك، وأن الأرقام في القرآن لها معنى، فلماذا لا تستطيع الجواب عن السؤال؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أم أن الأرقام يصير لها معنى إذا استطعتَ إيجاد رابط بينها، وتفقد معناها - بل يصبح السؤال عن معناها اعتراضاً على الله تعالى - إذا عجزت عن إيجاد روابط بينها؟!.
والمشكلة أن الإعجاز العددي الذي تزعمونه قائم على أساس التعليل، لماذا كان الرقم كذا ولماذا كان كذا، فلماذا صار البحث عن العلة هنا ممنوعاً واعتراضاً على الله؟!
ولم تجبني عن أسئلتي السابقة، ولن تستطيع ذلك.
حتى إنك لا تعرف أن تعد عدد المرات التي وردت فيه كلمة (الإنسان) من سورة النساء إلى سورة الإنسان، وهي 39 وليس 46 كما تزعم!!.
فكيف تدعي بعد ذلك أنك إمام في الإعجاز العددي وأنت لا تُحسنُ العد؟!
الأخ شندول:
فإن مفهوم في القرآن أن تكرار الألفاظ في القرآن لا يوجب فقط تكرار المعاني إنما الإشارة إلى تعدد تلك المعاني، و لك ان تنظر قوله تعالى .. اقرا باسم ربك الذي خلق .. خلق الانسان من علق .. .
طيب يا سيدي ..
هات معنى جديد ..
هل إذا حسبنا الحروف من بداية قوله تعالى: " فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئين " سيكون هناك معنى جديد؟ ما هو هذا المعنى؟ هاته إن كان كلامك صحيحاً.
أما أن تقول هناك معنى لكن لا أعرفه، فأقول لك: هل هذا المعنى لا تعرفه أنت فقط أم لا يعرفه أحد من البشر؟ فإن قلت: بل أنا لا أعرفه وهناك من البشر من يعرفه. أقول: هذه دعوى بلا برهان.
وإن قلت: ليس هناك من البشر من يعرفه، فهذا باطل، وقد حكى شيخ الإسلام الإجماع على بطلان قول من قال: ليس في القرآن ما لا يُعلم معناه.
أما قولك: " فسروا لنا هذا التوافق "
فأقول: ليس هناك توافق حتى نفسره، فالعد غلط أصلاً لأنك لم تعد الشدات.
أما قولك: " و من قال لك أنه من غير الممكن اعتماد الطرح ..
الباحثون في العدد في القرآن لا يطلقون هذه القوانين هم يعتمدون ما تجلى لهم .. و ما خفي عنهم فلعل من يأت بعدنا يفتح الله عليه بإظهاره ..
ثم أنك تحدثت عن الطرح و قلت أنه لا يتفقف مع العدد 46 لأن الحاصل سيكون اعتمادا على الطرح 45 و هذا بحسب ما تعتقد لا يقدم لنا العدد المرجو الذي هو عدد كروموسومات الإنسان ..
و هذا يعني أنك لا تعلم عن هذا العلم .. و الواجب عليك أن تبحث و أن تتعلم .. و أنا الآن سأوضح لك شيئا منه ..
فالعدد 46 هو عدد كروموسومات الإنسان العادي أما ما يكون خارقا فمنه ما ينقص عن ذلك فيكون 45 و منهم من يزيد بواحد وهي 47 .. فالذي وقفت عله و ظننت ان ذلك يبطل ما ذهبت إليه و هو إشارة إلى ما يسميه العلماء بالخارقة العلمية و هي تحدث عندما تنقسم الخلية في المرحلة الأولى .. فافهم ترشد "
فهذا جواب مضحكٌ جداً، لأن المراد حساب كروموسومات الإنسان الطبيعي وليس الخارق ولا (المنغولي) ..
وهل الإنسان المذكور في سورة الإنسان هو الإنسان الخارق أصلاً قال تعالى: " إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه " وهذا لفظ عام يدخل فيه الخارق والعادي!
ولو سلمنا لك ذلك فبماذا تجيب عما ذكرته في اعراضي السابق،: " فإن جاء ثالث فقال: بل كلاكما مخطىء، يجب استخدام عملية الضرب هنا!.
وجاء رابع فقال: كلكم لا تفقهون من الإعجاز العددي شيئاً، والصواب استخدام عملية الجمع إذ الجمع هو أشهر العمليات الحسابية!.
فجاء خامس: وقال بل استخدموا كذا .. وجاء سادس وقال: كلكم حمقى والصواب كذا " ...
فبماذا تجيب هؤلاء!!.
ولي سؤال:
لو فرضنا أن الناس بعد لم يعرفوا ان عدد كرموسومات الإنسان 46، وجاء صاحبك إلى الاطباء وأهل البيولوجيا بهذا الاكتشاف الذي اكتشفه من آية: " ولقد علمتم الذي اعتدوا .. " الآية، فهل ستكون هذه طريقة علمية يعتمدها الاطباء وأهل البيولوجيا؟!
أم أنه سيضربون بكلامه عرض الحائط؟! بل سيضربونه أيضاً؟!.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[13 Jun 2009, 06:59 م]ـ
لا، ليس اعتراضاً، وإنما هو سؤال لأئمة الإعجاز العددي الذي يعرفون أسرار كتاب الله تعالى ويغفل علماء الأئمة (الجهلة!) عنها!!.
فلماذا أزعجك هذا السؤال؟ بما أنك تدعي أن في القرآن أنظمة عددية وغير ذلك، وأن الأرقام في القرآن لها معنى، فلماذا لا تستطيع الجواب عن السؤال؟
أم أن الأرقام يصير لها معنى إذا استطعتَ إيجاد رابط بينها، وتفقد معناها - بل يصبح السؤال عن معناها اعتراضاً على الله تعالى - إذا عجزت عن إيجاد روابط بينها؟!.
والمشكلة أن الإعجاز العددي الذي تزعمونه قائم على أساس التعليل، لماذا كان الرقم كذا ولماذا كان كذا، فلماذا صار البحث عن العلة هنا ممنوعاً واعتراضاً على الله؟!
ولم تجبني عن أسئلتي السابقة، ولن تستطيع ذلك.
حتى إنك لا تعرف أن تعد عدد المرات التي وردت فيه كلمة (الإنسان) من سورة النساء إلى سورة الإنسان، وهي 39 وليس 46 كما تزعم!!.
فكيف تدعي بعد ذلك أنك إمام في الإعجاز العددي وأنت لا تُحسنُ العد؟!
سأجيبك على أسئلتك، بعد أن تقول لنا ما عدد حروف البسملة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد براء]ــــــــ[13 Jun 2009, 07:53 م]ـ
طرحت أسئلتي قبلك ..
فإذا فرغت من الإجابة عنها أجبت عن سؤالك.
هذا ما تقتضيه منهجية الحوار.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[14 Jun 2009, 12:05 ص]ـ
طرحت أسئلتي قبلك ..
فإذا فرغت من الإجابة عنها أجبت عن سؤالك.
هذا ما تقتضيه منهجية الحوار.
بل انا الأول، عد إلى المشاركة التاسعة وانظر
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الحسنات الدمشقي
لا يعني شيئاً أبداً.
2 - أين طارت الشدات؟
وبناء عليه، فما عدد حروف البسملة عند فضيلتكم؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[14 Jun 2009, 10:59 ص]ـ
ما زلنا بانتظار إجابة أبي الحسنات الدمشقي على سؤالنا البسيط:
ما عدد حروف البسملة؟
يبدو لي أن أبا الحسنات خائف من شيء ما، وإلا لما تلكأ في الإجابة على هذا السؤال السهل وقد رأينا منه سرعة في الرد وهجوما لم نعهده عند سواه، نسأل الله ان يكون المانع خيرا.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[14 Jun 2009, 11:15 ص]ـ
ولم تجبني عن أسئلتي السابقة، ولن تستطيع ذلك.
حتى إنك لا تعرف أن تعد عدد المرات التي وردت فيه كلمة (الإنسان) من سورة النساء إلى سورة الإنسان، وهي 39 وليس 46 كما تزعم!!.
فكيف تدعي بعد ذلك أنك إمام في الإعجاز العددي وأنت لا تُحسنُ العد؟!
عيب أن توجه مثل هذا الكلام لي.
لو صح زعمك هذا لأحرمنّ على نفسي أن أكتب كلمة في الإعجاز العددي.
ـ[ Amara] ــــــــ[14 Jun 2009, 12:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمدا و سلم تسليما
يقول الله تعالى: إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ.
هذه الآية تقدم لنا خارقة في الخلق و هي خلق عيسى بن مريم عليه السلام .. أحصينا حروفها فإذا هي 47 حرفا .. و علميا من الأشياء الخارقة للعادة أن يكون للإنسان 47 كروموسوما، كما كنا أوردنا ..
انظروا في هذا أخوتي الكرام ..
و لي موعد معكم غدا إن شاء الله تعالى ..
يغفر الله لي و لكم
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[14 Jun 2009, 04:46 م]ـ
الأخوة الكرام،
هذه نصيحة للأخوة الذين يعترضون على القائلين بالإعجاز العددي:
أولاً: أنا مثلكم أحياناً لا أقتنع بما يطرحه بعض القائلين بالإعجاز العددي، ولكنني في المقابل أقدّر بعض الملاحظات وأجعلها للدراسة.
ثانياً: لتكن الاعتراضات جادة ومنطقية، فعندما يقول بعض الأخوة إنهم لا يعدّون الشدّات، فإن ذلك يعني أنه لا يعرف أنهم يتعاملون مع الرسم العثماني، الذي هو توقيفي في رأي الجمهور. وحتى الذين لم يقولوا بالتوقيف يوجبون التزام الرسم العثماني في المصاحف. إذن أخي الدمشقي كن عادلاً، فهم لا يتعاملون مع اللفظ، بل مع الرسم. وهذا لا يعني أن لا يُبحث اللفظ أيضاً.
ثالثاً: الضرب في الحساب هو جمع متكرر، والقسمة هي عكس الضرب، وعندما تريد أن تقسم ثم تريد أن تعود حيث كنت تعود بالضرب أو بالجمع المتكرر. أما الناقص فهو عكس الجمع وهو حذف متكرر. وعندما تريد أن ترجع حيث كنت تكرر الجمع. خلاصة الكلام أن العمليات الحسابية الأربعة هي في حقيقتها علاقة واحدة. المهم أنك تبين أن هناك علاقة حسابية.
رابعاً: تتساءلون: لماذا وقف عند لفظة (قردة) وهذا اعتراض عجيب، لأنّ المنطق يقول إذا كان الكلام عن كروموسومات القرد فعلينا أن نقف في العدّ عند كلمة قردة، لا قبل ولا بعد. وكلامي هذا لا يعني القبول أو الرفض للفكرة المطروحة، ولكن أدعو إلى منهجية سوية في النقد حتى نكون مقنعين وحتى نطالب الآخرين بمنهجية سوية.
خامساً: رجعتُ أخي أبو الحسنات إلى المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، لأكون حكماً بينك وبين الأخ جلغوم، فوجدتُ أنّ عدد الآيات من أول آية ذُكر فيها لفظة الإنسان في القرآن الكريم إلى أول آية من سورة الإنسان، فوجدت أن عدد الآيات ــ وليس الكلمات ــ هو 46 كما ذكر الأخ جلغوم وليس كما ذكرتَ أنت. فأرجو التحقق قبل إدانة الآخرين.
وأخيراً: "وليقولوا قولاً سديدا".
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Jun 2009, 06:41 م]ـ
لفظ الإنسان في القرآن:
ورد لفظ "الإنسان" في 39 سورة من سور القرآن الكريم، كلها مكية إلا 6 سور، وهي: النساء والحج والأحزاب الرحمن والإنسان والزلزلة.
تكرر هذا اللفظ 58مرة في 56 آية من القرآن الكريم.
تكرر:
في الإسراء 5 مرات.
وفي القيامة 6 مرات.
وفي العلق 3 مرات.
وفي مريم،والزمر، وفصلت، والشورى، والرحمن، والإنسان، وعبس، والفجر: 2 مرتين في كل سورة.
وفي النساء، ويونس، وهود، وإبراهيم،والحجر، والنحل، والكهف، والأنبياء، والحج، والمؤمنون، والعنكبوت، ولقمان، والسجده، والأحزاب، ويس، والزخرف، والأحقاف، وق، والمعارج، والنازعات، والانفطار، والانشقاق،والطارق، والبلد، والتين، والزلزلة، والعاديات، والعصر: مرة واحدة في كل سورة.
هذه الفائدة لمحبي الإحصاء والمهتمين بالعدد في القرآن الكريم.
**********************
وبهذا يكون لفظ "الإنسان" معرفاً مجردا عن الزوائد قد ورد "58"مرة، وداخلاً عليه حرف الجر اللام" للإنسان" 6 مرات، ونكرة "إنسان" مرة واحدة.
***********
هذه من مشاركة سابقة في هذا المنتدى:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=15185
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد براء]ــــــــ[14 Jun 2009, 08:57 م]ـ
الأخ جلغوم:
أسئلتي سبقت أسئلتك، فلا داعي للنزاع في هذا، فارجع إلى ما قبل المشاركة الثامنة وانظر.
وأنت قلت سابقاً: إن غلطك أنك أضعت وقتك معي فما بالك تكرر خطأك والمؤمن لا يلدغ من جحر واحد مرتين؟!.
أما الأخ أبا عمرو البيراوي:
لقد ذكرتُ في نقد كلام الأخ شندول ثلاثة أوجه، وأنت اقتصرت على الجواب عن الوجه الأول. فأين جوابك عن الوجهين الآخرين؟
قولك: " فعندما يقول بعض الأخوة إنهم لا يعدّون الشدّات، فإن ذلك يعني أنه لا يعرف أنهم يتعاملون مع الرسم العثماني، الذي هو توقيفي في رأي الجمهور. وحتى الذين لم يقولوا بالتوقيف يوجبون التزام الرسم العثماني في المصاحف ".
أقول: التزام الرسم العثماني لا يكون على إطلاقه، فالتزام الرسم العثماني لا يكون في اللفظ وإنما في الخط والكتابة فحسب.
أي أن من التزم الرسم العثماني في القراءة، لا تصح قراءته، وهذا لا ينازع فيه أحد.
أما هؤلاء الذين يكتبون في ما يسمونه بالإعجاز العددي ما بالهم تركوا عد الحروف اعتمادا على اللفظ - وهو المعتمد عند أهل الأداء مثلاً، إذ هم يُعرِّفُون الحرف بأنه الصوت المعتمد على مخرج محقق أو مقدر - ما بالهم تركوه، وأخذوا يعدون بناء على الخط، أو الرسم العثماني، مع أن الرسم العثماني لا يصح الأخذ به في كل مجال كالقراءة مثلاً؟!
والقصد: أنهم أخذوا بالعد بناء على الخط والرسم وتركوا العد بناء على اللفظ بلا مرجح، والترجيح بلا مرجح لا يجوز، اللهم إلا عند هؤلاء، فغالب حساباتهم عشوائية، يرجحون فيها بلا مرجح!.
ولتوضيح هذا أضرب مثالاً ذكره البقاعي رحمه الله في البسملة، - ولعل في جواباً على سؤال الأخ جلغوم – قال: " وكون البسملة تسعة عشر حرفًا خطية وثمانية عشر لفظية إشارة إلى أنَّها دوافع للنقمة بالنار التي أصحابها تسعة عشر، وجوالب للرحمة بركعات الصلوات الخمس وركعة الوتر اللاتي هنَّ اعظمُ العبادات "
قلت: فتأمل أنه لما أراد بيان ما تشير إليه الآية – والمسلك الذي سلكه قريب جداً من بعض المسالك التي يسلكها أصحاب الإعجاز العددي -، لم يبين اللطيفة المبنية على العدد مقتصراً على الرسم، بل بينها بناء على الرسم واللفظ.
وعلى هذا، يلزم هؤلاء أن يبينوا ما يزعمونه إعجازاً بناء على اللفظ والخط ولا يقتصروا على واحد منهما، أو يبينوا علة صحيحة للأخذ بواحد منهما وترك الآخر.
لذا، فقولي: أين طارت الشدات؟ سؤال في محله والله أعلم.
أما قولك: " الضرب في الحساب هو جمع متكرر، والقسمة هي عكس الضرب، وعندما تريد أن تقسم ثم تريد أن تعود حيث كنت تعود بالضرب أو بالجمع المتكرر. أما الناقص فهو عكس الجمع وهو حذف متكرر. وعندما تريد أن ترجع حيث كنت تكرر الجمع. خلاصة الكلام أن العمليات الحسابية الأربعة هي في حقيقتها علاقة واحدة. المهم أنك تبين أن هناك علاقة حسابية ".
أقول: من ضرورات العقل أن الجمع ليس كالطرح بل هو ضده، واستخدام أحدهما في موضع بلا سبب تحكُّم، بل هو يفقد العملية معناها، وأنا أسأل الأخ لماذا تركت هذه العملية وأخذت بتلك، وهو لا يجد جواباً.
أما كون العمليات الأربع ترجع إلى واحدة، فهذا لا يرِدُ على سؤالي.
وقولك: " المهم أنك تبين أن هناك علاقة حسابية " غلط ظاهر، بيان ذلك أننا لو رجعنا إلى المثال السابق الذي ذكره الأخ وهو: "سورة الإنسان هي السورة رقم 76 في ترتيب المصحف وقد جاءت مؤلفة من 31 آية ".
فتأمل العلاقة التي سأعطيك إياها:
76 - 31 = 45.
هذه علاقة حسابية أليس كذلك؟.
لكنها علاقة فاشلة، لأننا نريد تحصيل الرقم 46 لندعي أن هناك إعجازاً لذلك نضيف رقماً: فنقول 76 - 31 +1 = 46.
أليست هذه علاقة حسابية؟!
وأنت تقول: " المهم أنك تبين أن هناك علاقة حسابية "!!.
وهكذا كل باحث في الإعجاز العددي يضيف عددا أو يطرح عدداً ليحصل القيمة المطلوبة، وكل هذه علاقات حسابية.
فتبين أن الضابط الذي ذكرته بقولك: " المهم أنك تبين أن هناك علاقة حسابية " فيه فتح لباب لا يغلق.
أما قولك: " رجعتُ أخي أبو الحسنات إلى المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، لأكون حكماً بينك وبين الأخ جلغوم، فوجدتُ أنّ عدد الآيات من أول آية ذُكر فيها لفظة الإنسان في القرآن الكريم إلى أول آية من سورة الإنسان، فوجدت أن عدد الآيات ــ وليس الكلمات ــ هو 46 كما ذكر الأخ جلغوم وليس كما ذكرتَ أنت. فأرجو التحقق قبل إدانة الآخرين ".
فأقول: سؤالي أصلاً كان سؤال مستفسر وليس تقريراً – انظر المشاركة الثامنة –، وقد قلت أنني أدخلت كلمة الإنسان في المكتبة الشاملة، ففاتني عدُّ كلمة الإنسان وهي مسبوقة بحرف جر (ل) وهي واردة في خمسة مواضع فيصير الناتج 46 كما ذكره جلغوم.
أي أن جلغوم يُحسنُ العدَّ، لكن ليس في إحسان العد وحده فضيلة، ولو كان في ذلك فضيلة لكان الحاسوب أفضل من الناس.
لكن يبقى السؤال: لماذا توقف العد عند سورة الإنسان ولم يكمله إلى نهاية المصحف؟
هل لأن اسمها سورة الإنسان؟ أرجو من الأخ جلغوم تطبيق هذه النظرية بنفس الطريقة على سورة الفيل وسورة البقرة، لأن الدليل الصحيح يجبُ طردُه، وإلا فلا يصح أن يكون دليلاً.
والله تعالى أعلم
والآن: لينجز جلغوم وعده، وليجب عن الأسئلة الواردة في المشاركتين 6، 11.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[15 Jun 2009, 12:40 ص]ـ
أبو الحسنات الدمشقي - الأخ جلغوم:
وأنت قلت سابقاً: إن غلطك أنك أضعت وقتك معي فما بالك تكرر خطأك والمؤمن لا يلدغ من جحر واحد مرتين؟!.
كان ذلك كرما مني، وظننت أنك تستحق فرصة أخرى.
ولتوضيح هذا أضرب مثالاً ذكره البقاعي رحمه الله في البسملة، - ولعل في جواباً على سؤال الأخ جلغوم – قال: " وكون البسملة تسعة عشر حرفًا خطية وثمانية عشر لفظية إشارة إلى أنَّها دوافع للنقمة بالنار التي أصحابها تسعة عشر، وجوالب للرحمة بركعات الصلوات الخمس وركعة الوتر اللاتي هنَّ اعظمُ العبادات "
دعنا من البقاعي. سؤالي لك شخصيا: ما عدد حروف البسملة؟
كفاك تهربا. الجواب بكلمة.
فتأمل العلاقة التي سأعطيك إياها:
76 - 31 = 45.
هذه علاقة حسابية أليس كذلك؟.
لكنها علاقة فاشلة، لأننا نريد تحصيل الرقم 46 لندعي أن هناك إعجازاً لذلك نضيف رقماً: فنقول 76 - 31 +1 = 46.
أن ترى العلاقة فاشلة ليس العيب فيها، وإلا لرآها الناس كلهم كذلك .. أنت تفتتقر إلى الحس الرياضي الذي يمكنك من رؤية الأشياء على حقيقتها، ولا تحسبن ذلك عيبا، فالكثيرون يعانون من نفس المشكلة. ودعني أبوح لك بسر:
حاصل طرح العددين 76 و 31 هو 45.
عدد الأعداد المحصورة بين العددين 44.
عدد الأعداد ابتداء من العدد 31 وانتهاء بالعدد 76 هو 46.
لعلمك هذه قاعدة مهمة في الترتيب القرآني.
أما قولك: " رجعتُ أخي أبو الحسنات إلى المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، لأكون حكماً بينك وبين الأخ جلغوم، فوجدتُ أنّ عدد الآيات من أول آية ذُكر فيها لفظة الإنسان في القرآن الكريم إلى أول آية من سورة الإنسان، فوجدت أن عدد الآيات ــ وليس الكلمات ــ هو 46 كما ذكر الأخ جلغوم وليس كما ذكرتَ أنت. فأرجو التحقق قبل إدانة الآخرين ".
فأقول: سؤالي أصلاً كان سؤال مستفسر وليس تقريراً – انظر المشاركة الثامنة –، وقد قلت أنني أدخلت كلمة الإنسان في المكتبة الشاملة، ففاتني عدُّ كلمة الإنسان وهي مسبوقة بحرف جر (ل) وهي واردة في خمسة مواضع فيصير الناتج 46 كما ذكره جلغوم.
لماذا هذه المكابرة؟ لماذا لا تعترف أنك على خطأ؟ أتظن أن تبريراتك هذه قد تخدعنا؟
كن أكثر جرأة وقل الحق.
أي أن جلغوم يُحسنُ العدَّ، لكن ليس في إحسان العد وحده فضيلة، ولو كان في ذلك فضيلة لكان الحاسوب أفضل من الناس.
انظر كيف تحاول تجريد الآخرين من فضائلهم. هذا يسمى مرض الامتياز.
كيف لا يكون إحسان العد فضيلة؟ وماذا تكون إساءة العد؟
ثم الحاسوب آلة صماء لا تفقه شيئا غير الذي تقدمه لها .. ولعلمك أنا أستخدم حاسوبا من صنع الله، وأعلم أنك تعتمد على حاسوب من صنع تايوان، وشتان بين الاثنين.
والآن: لينجز جلغوم وعده، وليجب عن الأسئلة الواردة في المشاركتين 6، 11.
بعد أن تخبرنا ما عدد حروف البسملة.
ـ[ Amara] ــــــــ[15 Jun 2009, 02:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما،
الحمد لله رب العالمين .. اشكر الإخوة على التفاعل .. و أنا مسرور بكم أن نجتمع في هذا المحراب .. محراب القرآن الكريم .. و أتمنى أن نبتعد عن المشادات و نهتم بما يفيدنا .. و يقوي إيماننا .. فإنا التقينا هنا لتجديد الإيمان الذي يبلى كما يبلى الثوب .. و إني غلتقيكم إخوة لي أعزاء على قلبي .. شكر الله لكم و جزاكم عني كل خير ..
و لعلي أبدأ من هذه الكلمات للأخ أبو الحسنات الدمشقي
وإنما هو سؤال لأئمة الإعجاز العددي الذي يعرفون أسرار كتاب الله تعالى ويغفل علماء الأئمة (الجهلة!) عنها!!.
.
فأقول ..
سيدي الكريم .. أترى هذا الكلام يفيدنا في الجواب على أسئلتنا .. و هل هو من تدبر القرآن .. لعلك أخي الحبيب تقول هذا الكلام توهما منك أن تظهر ضعف الدليل عندنا و قوته عندك .. أو أنه من قبيل الإستهزاء الذي لا ينفع بين المسلمين .. أو أنه من باب تأليب هؤلاء علينا و ليس ذلك من جميل الفعل ..
أخي الحبيب .. أنا أسألك لماذا نتدبر القرآن؟
لماذا نثور القرآن؟
لماذا نستنطق القرآن؟
لماذا نبحث عن تفسير القرآن؟
أنا أقول لك شيئا لأن في القرآن أسرار متجددة .. و فيه قوة دائمة تثبت الإيمان في قلوبنا و تزرعه في قلوب الآخرين ممن أقبل على الحق ..
(يُتْبَعُ)
(/)
و أسرار القرآن ليست بالضرورة ما كان علمه أسلافنا منه ..
و لعلك تحتج علي بقول شيخ الاسلام
وقد حكى شيخ الإسلام الإجماع على بطلان قول من قال: ليس في القرآن ما لا يُعلم معناه.
.
فالواضح من كلامه .. أنه ليس هنالك ما لا يُعلم لا ما لم يُعلم .. و الفرق واضح هنا و لعله الرد الأنسب على كلامك
لا يعني شيئاً أبداً.
.
لأنك قد حذفت المعنى أصلا .. و هو أبعد من القول أننا نجهل المعنى فافهم ترشد ..
ثم إني أزيدك على كلام شيخ الإسلام كلام السيد المصطفى محمد صلى الله عليه و سلم، حين قال في الحديث المشهور ..
ستكون فتنة. قلت: فما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: كتاب الله, فيه نبأ ما قبلكم, و خبر ما بعدكم, و حكم ما بينكم, هو بالفصل ليس بالهزل, من تركه من جبار قصمه الله, و من ابتغى الهدى في غيره أضله الله, وهو حبل الله المتين, وهو الذكر الحكيم, وهو الصراط المستقيم, وهو الذي لا تزيغ به الأهواء, و لا تلتبس به الألسن, و لا يخلق على كثرة الرد, و لا تنقضي عجائبه, من قال به صدق, ومن عمل به أجر, ومن حكم به عدل, ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم.
فالواضح أن فيه خبر من قبلنا و قد نعلمه بالتاريخ .. و خبر ما بيننا و قد نعلمه بالمعايشة و خبر ما بعدنا .. فافهم أخي الحبيب.
فليس الأمر تجهيل لأئمة المسلمين و عدولهم .. و لا تطفيل لمن رام التدبر في كتاب الله من خلال العدد ..
ثم لعلي أرشدك إلى ما يطمئن له قلبك ..
سئل علي كرم الله وجهه: هل عندكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء سوى القرآن؟ فقال: لا، والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، إلا أن يعطي الله عبدا فهما في كتابه، وما في الصحيفة، قلت: وما في الصحيفة؟ قال: العقل وفكاك الأسير، وألا يقتل مؤمن بكافر.
فافهم قوله و ما في الصحيفة .. و لعل ذلك الذي يفرق بين الحواسيب التي هي من صنع الانسان و اختراعه و العقل الذي هو من صنع الله الذي أتقن كل شيء خلقه.
أم أنك تريدنا أن نكون من هؤلاء الذين قيل فيهم:
يظهر هذا الدين حتى يجاوز البحار، وحتى تخاض بالخيل في سبيل الله، ثم يأتي أقوام يقرأون القرآن، فإذا قرأوا قالوا: قد قرأنا القرآن، فمن أقرأ منا؟ من أعلم منا؟! ثم التفت إلى أصحابه، فقال: هل ترون في أولئك من خير؟ قالوا: لا. قال: فأولئك منكم، وأولئك من هذه الأمة، وأولئك هم وقود النار.
فهاهو الدين قد ظهر و جاوز البحار ..
ثم أنك أخذت عنا في الشدات التي طارت .. و أين طارت أخي الحبيب .. نحن في الرياضيات و في نظرية الكلمات theorie des mots نتكلم عن ألفبائية .. التي هي مجموعة الحروف التي تكتب الكلمة بها .. فمثلا ألفبائية الكلمات التي تفقهها أجهزة الحواسيب هي الألفبائية الثنائية المتكونة من حرفين و هما 0 و 1.
الفبائية الأعداد العشرية هي مجموعة الأرقام من 0 إلى 9، و ليس بعدها إلا كلمات تكتب بهذه الحروف العشرة ..
و كذلك الكلمة في العربية تكتب بواسطة ألفبائية ذات 28 حرفا .. و لعلك تحتج علي أني لم أحسب الشدة و الهمزة لأن هذا الكلام ليس كلامي بل كلام من سبقوني في هذه القواعد .. و لك أن تعود غلى كتب الأولين الذين ذكروا من لطائف القرآن أن حروف الفواتح نصف الحروف فاسألهم لماذا لم يحسبوا الشدة .. ثم لماذا لم يحاججهم أحد على ذلك؟
و قد نبهتك أن الكتابة ثلاثة أنواع، العروضية و الإملائية و القرآنية التي هي كتابة الوحي، و لا ينبغي أن نحمل كتابة القرآن على كتابة الوحي؟
فإن قلت
التزام الرسم العثماني لا يكون على إطلاقه، فالتزام الرسم العثماني لا يكون في اللفظ وإنما في الخط والكتابة فحسب.
أي أن من التزم الرسم العثماني في القراءة، لا تصح قراءته، وهذا لا ينازع فيه أحد.
أما هؤلاء الذين يكتبون في ما يسمونه بالإعجاز العددي ما بالهم تركوا عد الحروف اعتمادا على اللفظ - وهو المعتمد عند أهل الأداء مثلاً، إذ هم يُعرِّفُون الحرف بأنه الصوت المعتمد على مخرج محقق أو مقدر - ما بالهم تركوه، وأخذوا يعدون بناء على الخط، أو الرسم العثماني، مع أن الرسم العثماني لا يصح الأخذ به في كل مجال كالقراءة مثلاً؟!
.
فسأقول لك إن الحرف عند أهل الخط ليس هو الحرف عند أهل القراءة فلماذا تخلط الأمرين .. ثم إني أسألك متى ظهر الحديث عن الشدة كحرف .. أقبل القرآن ام بعده؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أعني أقبل أن يستعجم القرآن على أهله أم حين استعجم عليهم نطقه و قراءته؟
ثم لعل سؤالك أنك تدفعنا إلى البحث في اللفظ مثلما ما بحثنا في المكتوب .. و هو أمر تشكر عليه .. و لعلك تبحث معنا فيه .. ثم لماذا لا يحسب الحرف أربعة حروف باعتبار نطقه فليس النطق بالكسر كالنطق بالنصب و الرفع و الجزم .. و ليس النطق بالمد نفسه .. فهل المد القصير و الطويل كلاهما حرف واحد عند أهل القراءة؟ فافهم ترشد ..
ثم أراك تستشهد بالبقاعي فتقول ..
ولتوضيح هذا أضرب مثالاً ذكره البقاعي رحمه الله في البسملة، - ولعل في جواباً على سؤال الأخ جلغوم – قال: " وكون البسملة تسعة عشر حرفًا خطية وثمانية عشر لفظية إشارة إلى أنَّها دوافع للنقمة بالنار التي أصحابها تسعة عشر، وجوالب للرحمة بركعات الصلوات الخمس وركعة الوتر اللاتي هنَّ اعظمُ العبادات "
.
و لعلك تطمئن إلى كلان البقاعي .. فكيف لا تطمئن إلى كلامنا و تعلم أننا نبحث في العدد الخطي البين للناس ..
ثم لعلك تقتحم علم الرياضيات لتعرفنا بقواعده .. فتقول
أقول: من ضرورات العقل أن الجمع ليس كالطرح بل هو ضده
.
و متى كان الجمع ضد الطرح .. كلاهما علاقة ثنائية لها خصائصها .. فكيف تجعل من ضرورات العقل أنهما ضدين .. و ماذا تعني بالضدية هنا؟
ثم تقول ..
عنا إلى المثال السابق الذي ذكره الأخ وهو: "سورة الإنسان هي السورة رقم 76 في ترتيب المصحف وقد جاءت مؤلفة من 31 آية ".
فتأمل العلاقة التي سأعطيك إياها:
76 - 31 = 45.
لكنها علاقة فاشلة، لأننا نريد تحصيل الرقم 46 لندعي أن هناك إعجازاً لذلك نضيف رقماً: فنقول 76 - 31 +1 = 46.
.
و قد أجبتك على هذا غير أن ذلك أضحكك أخي الحبيب ..
فهذا جواب مضحكٌ جداً، لأن المراد حساب كروموسومات الإنسان الطبيعي وليس الخارق ولا (المنغولي) ..
وهل الإنسان المذكور في سورة الإنسان هو الإنسان الخارق أصلاً قال تعالى: " إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه " وهذا لفظ عام يدخل فيه الخارق والعادي!
.
و أنا أقول لك ك اضحك الله سنك اخي الحبيب ..
و لعلك أخي الحبيب لم تفهم كلامي أصلا .. فأضحكك .. و أنا فرحت لك كثيرا .. و الآن أنبهك اخي .. انظر كلامي
لعدد 46 هو عدد كروموسومات الإنسان العادي أما ما يكون خارقا فمنه ما ينقص عن ذلك فيكون 45 و منهم من يزيد بواحد وهي 47 .. فالذي وقفت عله و ظننت ان ذلك يبطل ما ذهبت إليه و هو إشارة إلى ما يسميه العلماء بالخارقة العلمية و هي تحدث عندما تنقسم الخلية في المرحلة الأولى .. فافهم ترشد
.
نا لم أقل إنسانا طبيعيا و إنسانا غير طبيعي .. فكلهم طبيعيون و قابلون للحياة .. أنا قلت الإنسان العادي و هذا بنظرة أهل العلم .. و الواقع الخارق الذي يقع حين تنقسم خلية 46كروموسوما فتنتج خلية ذات 45 كروموسوما أو خلية ذات 47 كروموسوما .. و هذا واقع العلم و تسمية العلماء .. و كلهم مخلوقون من نطفة أمشاج فانظر تعبير القرآن الكريم .. إن ظهور الخلية ذات العدد الاكبر أو الأصغر يأتي بتدبير من الله و أمر منه تعالى لخلية ذات 46 فأصلهم كلهم خلية ذات 46 فإذا انقسمت ظهرت الفوارق .. فافهم ترشد فكلهم طبيعيون ..
ثم تقول ..
لو فرضنا أن الناس بعد لم يعرفوا ان عدد كرموسومات الإنسان 46، وجاء صاحبك إلى الاطباء وأهل البيولوجيا بهذا الاكتشاف الذي اكتشفه من آية: " ولقد علمتم الذي اعتدوا .. " الآية، فهل ستكون هذه طريقة علمية يعتمدها الاطباء وأهل البيولوجيا؟!
أم أنه سيضربون بكلامه عرض الحائط؟! بل سيضربونه أيضاً؟!.
.
سيدي الحبيب ..
البارحة كنت أمام التلفاز و استوقفني مشهد للأخ عبد العزبز الفوزان:
قال كنت و أنا صغير يسمونني عزوز فلا أعرف أني عبد العزيز .. أعرف نفسي فقط عزوز .. و لما دخل الإبتدائية سأله احد معلميه عن اسمه فغضب منه و سأله ثانية و كان المسكين يقول عزوز و لا يعرف أين الخطأ و يحملق في وجوه بقية الفصل علهم يساعدونه و دون جدوى .. و هو كذلك إذ يصفعه المعلم صفعة شديدة كادت تسقطه على الارض ..
و هذا المشهد نفسه وقع لقريب لي يتيم و يقوم أجداده بتربيته فهو لا يعرف نسبة إلا إليهم و يجهل نسبة أبيه .. فكانت نفس الواقعة له استقبل صفعة من المعلم و استهزاء من التلاميذ لأنه لا يعلم لقبه و ظن أن لقبه من لقب جده الذي رباه ..
هذان الواقعتان يجيبانك عن قولك بل يضربانه ..
أما عن قولك هل بالإمكان أن يسألهم عن 46 ما معناها .. فله ذلك
و أنا الآن أطرح بعض الأسئلة عليكم .. و لا أكتفي بل أطرحها على غيركم من المختصين في الجانب العلمي .. و الجميل أني أجد اصغاء كبيرا من البولوجيين لأسئلتي ..
و لعلك ترى ذلك في قادم الأيام ..
ثم اقول لاخي الحبيب أبو عمرو البيراوي
أنا مثلكم أحياناً لا أقتنع بما يطرحه بعض القائلين بالإعجاز العددي، ولكنني في المقابل أقدّر بعض الملاحظات وأجعلها للدراسة.
.
جزاك الله خيرا .. فإن ذلك مما يمتن الفكرة و يصقلها ..
و أقول للأخ الحبيب عبد الله جلغوم
ما زلنا بانتظار إجابة أبي الحسنات الدمشقي على سؤالنا البسيط:
ما عدد حروف البسملة؟
.
لعل الأخ أبا الحسنات قد قالها في معرض كلامه عن البقاعي ..
يغفر الله لي و لكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد براء]ــــــــ[15 Jun 2009, 06:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمدا و سلم تسليما
يقول الله تعالى: إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ.
هذه الآية تقدم لنا خارقة في الخلق و هي خلق عيسى بن مريم عليه السلام .. أحصينا حروفها فإذا هي 47 حرفا .. و علميا من الأشياء الخارقة للعادة أن يكون للإنسان 47 كروموسوما، كما كنا أوردنا ..
انظروا في هذا أخوتي الكرام ..
و لي موعد معكم غدا إن شاء الله تعالى ..
يغفر الله لي و لكم
المعلوم من علم الأحياء أن الذي يحمل 47 كروموسوماً هو المصاب بمتلازمة داون أو البلاهة المنغولية.
وهذه سجلوها في فضائح الإعجاز العددي ..
إذ فيها جمعٌ بين الجهل بعلوم الشرع والجهل بالعلوم التجريبية
ومقتضى هذا الجهل أن عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام كان مصاباً بمتلازمة داون والعياذ بالله.
ـ[ Amara] ــــــــ[16 Jun 2009, 02:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب أبو الحسنات، أحسن الله إليك .. كم أتمنى أن تتمكن من المعلومة من المعلومة قبل أن تقدمها للناس .. فإني أراك تقتحم أمورا لست بالعارف بها .. و جميل جدا أن نتعلم سويا فإن هذا يفيدني و يفيدك ..
قد كنت قلت أخي الكريم
أنهم أخذوا بالعد بناء على الخط والرسم وتركوا العد بناء على اللفظ بلا مرجح، والترجيح بلا مرجح لا يجوز، اللهم إلا عند هؤلاء، فغالب حساباتهم عشوائية، يرجحون فيها بلا مرجح!.
و إني أراك تتكلم في العلوم بلا مرجح .. فأجمل لنا و لك أن نتكلم من أجل إظهار الحق لا من أجل إبطال رأي غيرنا ..
فتقول
المعلوم من علم الأحياء أن الذي يحمل 47 كروموسوماً هو المصاب بمتلازمة داون أو البلاهة المنغولية.
وهذه سجلوها في فضائح الإعجاز العددي ..
إذ فيها جمعٌ بين الجهل بعلوم الشرع والجهل بالعلوم التجريبية
أنا أقول لك أين قرأت هذا؟
هل كل من يحمل 47 كروموسوما هو مصاب بهذه المتلازمة؟
جيد أن تأخذ معلومة تقدمها لنا .. و ليتك طرحت اعتراضك في صيغة سؤال ..
فتقول ..
إني قرأت أن المصاب بمتلازمة داون يحملون 47 كروموسوما .. فهل صحيح أن كل من له 47 كروموسوما هو مصاب بأعراض هذه المتلازمة؟
و هنا سنجيبك بالنفي ..
لأن ليس كل 47 كروموسوما يمثل هذه المتلازمة ..
أنا سأشرح لك .. لماذا لا تعتبر هذه العوارض أمراضا ..
خذ مثلا متلازمة ْ XYY التي هي متلازمة كلينفلتر:
مع أننا إلى حد الآن نجهل الأسباب الحقيقة التي تؤدي لمثل هذه العجائب التي تعطي تقسيما آخر للكروموسومات، فلا يمكن وصف هذه المتلازمة بالمرض فهؤلاء الذين يحملون هذه المتلازمة إذا وجدوا الحضوة اللازمة في الحياة فإنهم يعيشون حياة طبيعية جدا كغيرهم من الناس.
و لن يعانوا من أي تخلف ذهني .. بل سيعيشون طبيعيون كما لو أنهم لا يحملون هذه المتلازمة ..
و لعلك تجد ما يفيدك على هذا الرابط
http://www.turnercenteret.dk/French/Xyy.HTM#18
فافهم ترشد
ثم تقول
ومقتضى هذا الجهل أن عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام كان مصاباً بمتلازمة داون والعياذ بالله.
و قد بينت لك خطأ ما ذهبت إليه .. أنا أتمنى منك أن تسأل البيوليجيين المختصين لا كل من قرأ البيولوجيا .. فلعل ما ذهبت إليه يعود إلى بحث عارض منك فرحت به كونك ظننت أنه يؤيدك .. غير أن انشغالك عن دراسة الموضوع بدقة جعل من كلامك مردود و ربما يكون دافعا لك و لنا أخي الحبيب أن تبحث أكثر و تنظر إلى الأمر بجدية أكبر ..
ثم مالك لم تعلق على كلامي الأخير
جزاك الله خيرا على تفاعلك معي
يغفر الله لي ولك
ـ[محمد براء]ــــــــ[16 Jun 2009, 10:52 م]ـ
بما أن الكلام صار في مسألة بيولوجية بحتة:
أولاً: أنت لا تعرفني ولا تعرف تخصصي حتى تعلم تمكني مما أتكلم به من عدمه.
ثانياً: المعلومة التي ذكرتُها وهو كون الذي يحمل 47 كروسوماً يكون مصاباً بالبلاهة المنغولية معلومة صحيحة قطعاً، إذ يصير الزوج 21 ثلاثياً فيصير مجموع الكرموسومات 47، وهذه المعلومة أعرفها مما درسته في مادة البيولوجيا وليست ناتجة عن بحث عارض كما تدعي.
ثالثاً: أنا لم أقل إن من يحمل 47 كروموسوماً يلزم أن يكون منغولياَ أو مصاباً بمتلازمة داون، وإنما ذكرتها لأنها هي التي كانت حاضرة في ذهني.
(يُتْبَعُ)
(/)
رابعاً: متلازمة كيلنفلتر ( klinefelter syndrome xxy ) خلل وراثي، وكما يظهر من هذه الصيغة أن الكروموسوم الجنسي x يكون زائداً، وليس y كما تقول، وهذا يكفي لنعلم أنك لا تفقه هذه المباحث، وبما أن الكروموسوم الأنثوي x هو المكرر فسيكون حامل هذه الصيغة فيه صفات أنثوية، ككبر حجم الثدي ونحو ذلك، والمصاب بها يكون أيضاً ضعيفاً جنسياً ومصاباً بأعراض مرضية كثيرة، مثل صغر حجم الذكر وصغر حجم الخصية، وعدم نزول الخصية ونقص كمية شعر العانة، الابطين، كما شعر الوجه .. إلخ.
فمن الأحق منا بأن يوصف بأنه يقتحم أموراً لا يعرف بها؟!.
وهل كان عيسى عليه السلام مصاباً بهذا الداء الذي يعد نقصاً في رجولة المرء؟!.
خامساً: لو فرضانا أن هذا سبق قلم، وأنك لا تقصد متلازمة كلينفلتر، فهذه المتلازمة ( xyy) التي تُعرف بـ ( jacob syndrome) هي أيضاً من أنواع الخلل الوراثي، وليست كمالاً بل يكون صاحبها ذا سلوك عدائي، فهذا صحيح لأن الذي يحمل هذا الخلل يكون لديه كرومسومان جنسيان ذكريان ( yy) لذا يكون متصفاً بكونه قابلاً ليكون صاحب قوة كبيرة، وربما كان عدائياً، وكذلك فإنه يعاني من صعوبات في النطق.
أما هذا البحث الذي أحلتني إليه فهو بالفرنسية وأنا لا أجيدها، فإن كان فيه شيء ذو بال فلعلك تنقله مترجماً.
لكنك تقول: "فلا يمكن وصف هذه المتلازمة بالمرض فهؤلاء الذين يحملون هذه المتلازمة إذا وجدوا الحضوة اللازمة في الحياة فإنهم يعيشون حياة طبيعية جدا كغيرهم من الناس.
و لن يعانوا من أي تخلف ذهني .. بل سيعيشون طبيعيون كما لو أنهم لا يحملون هذه المتلازمة ".
أقول: إن كنت تعني متلازمة كلنفلتر بل هي مرض قطعاً وهل بعد الضعف الجنسي مرض؟، أما متلازمة xyy فهي أيضاً خلل وراثي.
وتأمل أن علماء الأحياء يسمون هذه الأشياء خللاً وراثياً وليس شيئاً خارقاً للعادة، كما تدعي فلا تتلاعب بالمصطلحات.
ثم إنك تقول: " إذا وجدوا الحضوة اللازمة في الحياة فإنهم يعيشون حياة طبيعية جدا كغيرهم من الناس. " وأقول: ماذا لو لم يجدو (الحضوة!) اللازمة للحياة!!.
وماذا تعني بالحضوة اللازمة أصلاً؟!.
سادساً: يتبين الآن أن الذي يحمل 47 كروموسوماً يكون إما مصاباً بمتلازمة داون أو كلنفلتر أو متلازمة ( xyy) ، وأنت الآن مطالب أن تقول بكل صراحة: ما هي المتلازمة التي تدعي أن عيسى عليه السلام كان يحملها، اذكر اسمها العلمي دون تهرب وتلاعب بالألفاظ.
ولا تظن أن الأمر سيقف بك هنا بل سيكون البحث في مسألة أخرى بعد إجابتك عن السؤال.
سابعاً: لم اعقب على كلامك السابق لأنه ليس فيه شيء يستحق التعقيب، إلا مسألتين:
المسألة الأولى: مسألة أن هذا الذي تزعمون أنه إعجاز عددي من تدبر القرآن وهذه سبق الكلام فيها في غير هذا الموضع.
المسألة الثانية: مسألة الخط واللفظ وأيهما يعتمد في العد، وأرجو منك أن تراجع كلامي السابق فيها لأني لا أطيق أعادته.
أما قضية عزوز وغير عزوز فلا أدري ما صلتها ببحثنا هنا، لكن يبدو أنك تنسى نفسك وتصير تكتب خواطرك مع أن هذا ليس هو المكان المناسب لها.
سابعاً: أذكرك وأذكر الأستاذ جلغوم بما قاله عمر رضي الله عنه لأبي موسى الأشعري في كتابه الذي أرسله إليه - وهو كتاب مشهور ذكره ابن القيم في أعلام الموقعين وغيره -: " ولا يمنعنك قضاء قضيته بالأمس أن ترجع عنه، فالرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل ". وقال الشيخ محنض باب ابن عبيد الديماني الشنقيطي رحمه الله تعالى:
ليَسَ مَن أخطَأ الصَّوابَ بِمُخطٍ = إن يَأُبْ لا، وَلا عَليهِ مَلامَهْ
حَسنَاتُ الرُّجوعِ تُذهبُ عَنهُ =سَيِّئاتِ الخَطَا وَتنفِي المَلامَهْ
إنَّمَا المُخطِىءُ المُسِي مَنْ إذَا مَا =ظَهرَ الحقُّ لَجَّ يَحمِي كَلامَهْ
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[17 Jun 2009, 12:57 ص]ـ
هل سمعت بالمثل: إن البغاث بأرضنا يستنسر؟
إنه قيل فيمن لا يحسن شيئا، وتراه يصول ويجول في ميدان لا ناقة له فيه ولا جمل.وهذا أنت، نصبت من نفسك متحدثا باسم رافضي الاعجاز العددي، وأنت عاجز حتى عن عدّ حروف البسملة .. وقد أسأت فهم من ردوا عليك، فحسبت نفسك ندا لهم، ولم تدرك أن ردودهم على مداخلاتك كانت شفقة عليك.
(يُتْبَعُ)
(/)
تمنيت أن أجد في كل ردودك كلمة تدل على شيء من الوعي بما تتحدث عنه، فما وجدت شيئا.
ـ[محمد براء]ــــــــ[17 Jun 2009, 02:04 ص]ـ
ملاحظة: هذا جواب عن مشاركة سابقة للأخ جلغوم رقم 21 أرجو أن لا تنسي الأخ شندول أن يجيب عن المشاركة السابقة رقم 25 فأنا انتظر جوابه.
وكذلك أنتظر جواب الأخ أبي عمرو البيراوي عن المشاركة رقم 20.
وأود من الأخوين:
عبد الله جلغوم
وأبي عمرو البيراوي
أن يبينا رأيهما في ما ذكره الأخ شندول في قوله تعالى: " إن مثل عيسى عند الله .. " الآية أي في المشاركة رقم 17؛ هل هذا يعد من الإعجاز العددي عندكما أم لا؟!
ولا تنسيا قراءة المناقشة السابقة.
وخصصت الأخوين لأنني لا أعرف أحداً يهتم بالإعجاز العددي في الملتقى غيرهما ومعهما الأخ شندول.
أرجع إلى المشاركة رقم 21
دعنا من البقاعي. سؤالي لك شخصيا: ما عدد حروف البسملة؟
كفاك تهربا. الجواب بكلمة.
أقول: من التعنت السمج أن تكرر هذا السؤال مرة أخرى، بعد أن أوضحتُ ضرورة بيان ما تسمونه بالإعجاز العددي وفق الرسم واللفظ في مشاركة سابقة.
وأرجو إن كان لديك مناقشة علمية لكلامي أن تتفضل بها، وإلا فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت.
والغريب أنك تقول: سؤال لك شخصياً، وكأنني إذا عددت الحروف سينتج معي غير ما نتج مع البقاعي بل مع أي واحد يحسن العد.
حتى إن صديقك وصديقي شندول قال لك إني أجبتك في مشاركة سابقة.
وإن كنت تريد الجواب بكلمة فسأجيبك بما تحب: عدد حروف البسملة الخطية وهو الذي تعتمدونه في أبحاثكم 19.
هكذا:
1 - ب
2 - س
3 - م
4 - ا
5 - ل
6 - ل
7 - ه
8 - ا
9 - ل
10 - ر
11 - ح
12 - م
13 - ن
14 - ا
15 - ل
16 - ر
17 - ح
18 - ي
19 - م
أن ترى العلاقة فاشلة ليس العيب فيها، وإلا لرآها الناس كلهم كذلك.
يا استاذ ركز جيداً فهذه العلاقة ليست العلاقة التي أتيتَ بها، بل هي علاقة اخترعتُها من عندي ..
فهل ترى حقاً أن هذه العلاقة 76 - 31 = 45 صحيحة؟ بمعنى أنها تحوي إعجازاً عددياً؟
وهل توافق الأخ شندول على أن عدد الكروموسومات 45 إذا كان (خارقاً)؟
بمعنى: أنه لا يلزم أن نسلك طريقة العد - التي سلكتها في أول كلامك - حتى يصير الناتج 46 وهي عدد كروموسومات الطبيعي، بل حتى لو كان العدد 45 فالإعجاز قائم؟!.
ودعني أبوح لك بسر:
حاصل طرح العددين 76 و 31 هو 45.
عدد الأعداد المحصورة بين العددين 44.
عدد الأعداد ابتداء من العدد 31 وانتهاء بالعدد 76 هو 46.
لعلمك هذه قاعدة مهمة في الترتيب القرآني.
أنت لم تذكر قاعدة، وإنما ذكرت نواتج عمليات حسابية.
والقاعدة يعرفونها بأنها: قضية كلية منطبقة على جميع جزئياتها.
وهذا الذي أراه لا ينطبق عليه تعريف القاعدة.
فليتك توضح مقصودك حتى أشعر أنني حقاً حصلت على سر!.
ثم الحاسوب آلة صماء لا تفقه شيئا غير الذي تقدمه لها .. ولعلمك أنا أستخدم حاسوبا من صنع الله، وأعلم أنك تعتمد على حاسوب من صنع تايوان، وشتان بين الاثنين.
هذا الكلام حجة عليك وليس لك، إذ ما دمت تستخدم حاسوبا من صنع الله وأنت تعني عقلك، فهذا يعني أن ما تدعيه من إعجاز عددي كان يمكن الصحابة والتابعين ومن بعدهم أن يعرفوه أم أن عقلك أكبر من عقولهم جميعاً؟!
فكيف تقول بعد ذلك: " ترتيب سور وآيات القرآن بكل تأكيد معجزة القرآن التي ادخرها لهذا العصر "!!.
ومن الغريب أنك قلت في مقابلة معك: "يجب علينا أن نراعي التغير الزماني وتغير أدوات العصر , أستطيع في عصري هذا أن اجري من العمليات الحسابية المعقدة باستخدام آلة حاسبة في ساعة واحدة ما لو فكر السيوطي أن يفعلها لاحتاج إلى عمره كله , هذا إذا توفرت له الأقلام والورق , وهذا هو السر في أنني اكتشفت ما لم يكن السيوطي قادرا على اكتشافه , لقد وفر لي العصر ما لم يكن متوفرا لدى السيوطي ".
إذا السر في الآلة الحاسبة وليس في عقلك!!.
فما هذا التناقض؟
والآن: تفضل بالجواب عن الأسئلة الواردة في المشاركتين 6، 11، وارجو منك أيضاً أن تبين رأيك بكلام الأخ شندول في المشاركة 17 جيداً.
وإن كنت ترى أن في الكلام معي إضاعة لوقتك فليتك لا توجه لي كلاماً أبداً حتى لا يضيع المزيد من وقتك، فقد لدغت من الجحر الواحد ثلاث مرات.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإما أن تسلك مسلك المحاور الذي يلتزم بآداب الحوار.
أو لا تكرر خطأك وتخاطبني بكلامك مرة أخرى.
بانتظار موقف غير متذبذب.
وفقنا الله جميعاً لما يحبه ويرضاه.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[17 Jun 2009, 11:46 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الإخوة الأفاضل السادة الأساتذة: عمارة، وعبد الله جلغوم، وأبو الحسنات الدمشقي، و حجازي الهوى، و أحمد البريدي، و أبو عمرو البيراوي ـ حفظهم الله ـ.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإني أتابع منذ مدة القضايا التي يثيرها الأستاذ عبد الله جلغوم ـ و الأستاذ الدكتور عمارة ـ حفظهما الله ـ، كما أتابع المناقشات المثارة حول الإعجاز العددي، وكنت أتحاشى الخوض في هذا الموضوع لأنني لست من المتخصصين في الرياضيات من جهة، و لعلمي بأن القرآن الكريم حوى علم الأولين و الآخرين، و أن علم الله مطلق، وعلم الإنسان نسبي، وأن العلم درجات:
(وما أوتيتم من العلم إلا قليلا).
(وفوق كل ذي علم عليم).
وإني أذكر أني قرأت منذ سنوات دراسات لأخي الفاضل الأستاذ الدكتور إدريس خرشاف ـ حفظه الله ـ التي قارب فيها سورا و آيات من القرآن الكريم مقاربة رياضية، فهمت منها إجمالا أن القرآن الكريم بناء رياضي، تحكمه معدلات رياضية معجزة. وأصدقكم القول أنني لم أكن أفهم التفاصيل و الحيثيات، لأنها تحتاج إلى خلفية علمية رياضية لا أملكها، و من ثم لا يمكنني مناقشة أهل التخصص، فسلمت له أمره خاصة عندما رأيت تجاوب المتخصصين مع أعماله.
وتكرر الأمر معي بعد ذلك، حينما فاجأني أحد الإخوة المهندسين المعماريين بسؤال عن قواعد الإنشاء المعماري في القرآن الكريم، فأخبرته ـ صدقا ـ أنه لا علم لي بذلك، فقال لي: إنه موضوع جدير بالبحث، ويكشف عن مواطن إعجاز جديدة في القرآن الكريم.
ثم رأيت كيف يتجاوب الأطباء و المهندسون وذوو التخصصات العلمية مع الإعجاز العلمي، فأدركت حقيقة قرآنية معززة بالبراهين العلمية ألا و هي تضمن القرآن الكريم علوما وحكما يدرك منها الإنسان بقدر علمه، وخبرته، وتجربته. و أن كل واحد منا يجد ذاته في القرآن الكريم، و هذا هو سر تنوع الإعجاز القرآني، كما أنه توفيق من الله تعالى، و قديما ذكر علماؤنا في شروط المفسر علم الموهبة، من عمل بما علم ورثه الله ما لم يعلم. فالقرآن معين العلوم ومنبعها ومصدرها، وكل غارف منه بقدر ما يملك من معرفة وتجارب، و بمقدار ما يوفقه الله إليه ساعة شاء و أينما شاء سبحانه. فالعلوم و الحكم موجودة في القرآن الكريم، كما هي موجودة في الطبيعة و الإنسان يكتشفها حين يريد الله ذلك: فلكل أجل كتاب. كما أثر عن سلفنا قولهم: من القرآن ما يفسره الزمان.
ومن خلال تتبعي لهذا الموضوع و المناقشات التي أثارها، تبين لي أننا نتجادل جدالا عقيما وينقصه الأدب من جهة، و لا ينتهي إلى الرشد من جهة أخرى، لأن المتحاورين يتكلمون بلغتين مختلفتين تماما، فبعضهم ينطلق من رؤية شرعية أو لغوية أو هما معا، و البعض الآخر ينطلق من رؤية علمية رياضية. فزاوية النظر عندنا مختلفة تماما، و من ثم فإننا لا نستطيع أن نتفاهم، فنتخاصم، ونتجادل، و يخطىء بعضنا في حق بعض، و تضيع الحقيقة أثناء ذلك، وتتفلت منا الحكمة.
إن أصل التفاهم أن يقدر بعضنا لبعض اختصاصه الدقيق، ويسلمه له. ومن ثم فإني أقترح على الإخوة الأفاضل أن مثل هذه الموضوعات الدقيقة هي لأهل الاختصاص الدقيق. وليس معنى أنني لا أعرفها أو غير متمكن منها أنني جاهل. فالعلم نسبي، و العلم تعطيه كل وقتك، وراحتك، وسعادتك، ويعطيك بعضه، ومن منا يدعي الإحاطة بالعلم، و من منا يحتكر الحقيقة؟.
علينا ـ أيها الإخوة الأعزاء ـ أن نتعاون بعد أن يسلم كل منا لأهل تخصص تخصصهم، ثم نعمل على الاستفادة من النتائج التي انتهى إليها أصحاب تخصص ما. بحيث نقوم بأعمال تركيبية تمكننا من تدبر القرآن الكريم، و التفاعل معه تفاعلا إيجابيا من جهة، وتمكننا من تبليغه للعالمين بطريقة علمية تتحق فيها شروط التواصل الفعال. بحيث يتكامل الجهد العلمي مع الجهد الدعوي، لعل الله يهدي على أيدينا أحدا من البشر، فنظفر برضا الله تعالى. فالناس ليسوا سواء و يتعين مخاطبة كل واحد منهم بما يناسبه.
وإني أدعو إخوتي الأعزاء ـ وهذه الدعوة لا تستثنيني ـ إلى استحضار الله تعالى في السر و العلن، حتى نكون مخلصين في أعمالنا كلها، و أن يجنبنا الانتصار لأنفسنا و أهوائنا، وأن تكون الحقيقة هي مقصدنا، و العلم و البرهان هو سبيلنا لبلوغها. مع التوجه إلى الله تعالى أن يلهمنا الصواب و يرزقنا اتباعه، وأن يرزقنا حبه و حب من أحبه، و حب كل عمل يقرب إلى حبه.
و السلام عليكم أيها الأحباب ورحمة الله و بركاته، فقد لمست فيكم حبا للعلم، و غيرة على الدين، فأحببت أن أكون واحدا منكم، عسى أن تقبلوني فأنال بركة مجلسكم.
محبكم: أحمد بزوي الضاوي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[17 Jun 2009, 01:03 م]ـ
الأخ الكريم أبو الحسنات ..... السلام عليكم،
أولاً: قمتُ بإسداء نصيحة للأخوة الذين يعارضون فكرة الإعجاز العددي من أجل أن تكون المعارضة إيجابية تفيد في تصويب الاخطاء.
ثانياً: ما تم في هذه المداخلات ليس من الإعجاز العددي، ولكن مجرد ملاحظات عددية. ومن الخطأ الاستمرار في مناقشة مسألة الكروموسومات طالما أنه لم يبن عليها مسألة تتعلق بالإعجاز. وفي الوقت الذي يتم فيه حشد ملاحظات كثيرة تتعلق بالإنسان والرقم 46 عندها يمكن أن نقبل مثل هذا الجدل. أما مسألة العدد 47 فغير مقبولة.
ثالثاً: مسألة الإعجاز العددي لا تقوم على رسم المصحف فقط، كما لاحظت في قراءاتي في المسألة. وسبق لي أن نقلت قضية عددية في هذا المنتدى ولم يوجه لها النقد. وعلى الرغم من ذلك لم أكرر تنزيل أمثالها لشعوري أن الجو غير مناسب.
رابعاً: ما نقلتَهُ عن البقاعي يدل على أنه يرى أن للكتابة دلالة وللفظ دلالة أخرى. وعندما يقول سبحانه وتعالى:" تلك آيات الكتاب وقرآن مبين"، يشير إلى المكتوب والمقروء. أما لماذا اقتصرت الأبحاث العددية ــ حتى الآن ــ على الرسم دون اللفظ، فلأن التعامل مع المكتوب أسهل ويمكن الاتفاق عليه، أما اللفظ فمداخِلُه كثيرة ويصعب الاتفاق على قاعدة محددة في عالم الأصوات. وطالما أن الجمهور يرى أن الرسم توقيفي فلا بد من أسرار يمكن كشفها يتضمنها هذا الرسم.
ـ[محمد براء]ــــــــ[17 Jun 2009, 01:44 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليك.
أولاً: قلتَ: " ما تم في هذه المداخلات ليس من الإعجاز العددي، ولكن مجرد ملاحظات عددية ".
حبذا لو بين الفرق الواضح بين الأمرين.
ثانياً: المسألة من أولها دارت حول ربط عدد الكروموسومات بعدد الحروف أو نحو ذلك فكيف يكون من الخطأ الاستمرار في مناقشتها؟
ثالثاً: رفضك للربط الذي ذكره الأخ شندول بالنسبة للرقم 47 أمر حسن وتشكرُ عليه، وأنا بانتظار كلام الأخ جلغوم حول العدد 47، وكذلك 45.
رابعاً: السبب الذي ذكرتَه في الاقتصار على الخط دون اللفظ سبب غير مقبول، بل هو مناقض لمنهج أصحاب الإعجاز العددي في البحث، إذ أنهم تخطوا كثيراً من الخلافات بلا سبب، وقد قدمت أن أبحاثهم تقوم على الترجيح بلا مرجح.
من الخلاف الذي تخطوه:
الخلاف في النقل الواقع في عدد الآيات وكل الأعداد التي صح نقلها صحيحة، ومع ذلك فأصحاب الإعجاز العددي اقتصروا على العد الكوفي.
والخلاف واقع أيضاً في كون السور توقيفياً أو اجتهادياً ومع ذلك فهم أخذو بكونه توقيفياً بل بالغ بعضهم أشد المبالغة في الإنكار على المخالف.
والخلاف أيضاً واقع في كون الرسم توقيفياً أو غير توقيفي ومع ذلك تخطوا هذا الخلاف.
فلماذا تخطوا هذه الخلافات ولم يتخطوا الخلاف الذي تقول إنه موجود في " عالم الأصوات "!.
خامساً: لماذا لم تعقب على نقدي للضابط الذي ذكرته في قولك: " المهم أنك تبين أن هناك علاقة حسابية ".
وأود أن أقول أن الشيء الوحيد الذي يمكن من خلاله لمن يدعي الإعجاز العددي أن ينصر به قوله، هو بيان الضوابط والقواعد الصحيحة التي تحكم بحثه، وإذا بقيت هذه الأبحاث بلا ضوابط وقواعد فلن تكون لها قيمة.
وأنا مع كثرة نقاشي للاخ جلغوم عجزت إلى الآن عن معرفة ضابط واحد لهذه الأبحاث.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[17 Jun 2009, 02:53 م]ـ
الاخ الكريم أبو الحسنات ... السلام عليكم
أولاً: الباحثون في الإعجاز العددي أخذوا بالعدد الكوفي ــ الذي هو عندك صحيح ــ لأن المصحف المنتشر في العالم الإسلامي هو بالعدد الكوفي. بل نجد اليوم في المغرب من يطبع مصاحف بقراءة ورش وفق العدد الكوفي. وهذا لا يعني عدم وجود ملاحظات عددية وفق العدد البصري مثلاً. وبما أن العدد مرتبط بالقراءة، وبما أن المصحف المنتشر في العالم الإسلامي يوافق قراءة حفص، فمن البدهي أن يؤخذ العدد الكوفي.
ثانياً: تطلب مني الإجابة عن مسائل لا أوافق عليها. وأنا أفرّق بين الأبحاث الجادة وغير الجادة، وبين الإعجاز العددي والملاحظات العددية.
ثالثاً: القائلون بالإعجاز العددي مقتنعون بأن قول الجمهور هو الأصح، فأين الإشكال في عدم اقتناعهم بقول من زعم بأن الرسم اصطلاحي؟ أما الإنكار على من يقول بأنه اصطلاحي فغير مقبول. وإذا تطورت أبحاث الإعجاز العددي في الاتجاه الإيجابي تصبح من المرجحات لقول الجمهور.
رابعاً: سبق أن طرحت ملاحظة عددية في سورة الكهف، وسأعود وأطرح هذا المثال لأسأل: هل هذا صدفة؟
إبدأ عد الكلمات من بداية قصة أهل الكهف وحتى قوله تعالى: " ولبثوا في كهفهم" سوف تجد أن ما بعد كلمة كهفهم يأتي:" ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا". ويأتي أيضاً الكلمة 309 فهل هذا صدفة أم مراد لله تعالى، وإذا كان مراداً لله تعالى فهل يمكن أن يحمل أسراراً يمكن كشفها؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ Amara] ــــــــ[17 Jun 2009, 05:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اخوتي الكرام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
أعوذ بالله أن أنتصر لنفسي على حساب الحق .. فإني والله ما حادثتكم إلا و في نفسي حماسة لإظهار الحق و الدعوة إليه .. و إني لا أخش نفسي إن انا وجدت الحق أن أعود إليه .. ثم إني اخوتي الأحبة الكرام على قلبي قد أسيء الأدب من دون قصد، ذلك أني لا اجيد الكلام أحيانا، و قد أقصد شيئا فيفهم غيره و يكال علي بدون ذنب .. فمن رأى مني مظلمة فليسامحني فإني جئت هنا متعلما لا معلما .. و منتصرا للحق لا ناصرا للباطل.
سأبدأ بك أخي أحمد بزوي الضاوي ..
أولا بارك الله فيك و بارك لك و لنا بك في ما قلت فأحسنت ..
أخي الحبيب .. كان ببالي سؤال كبير .. ماهو العلم الذي أرادنا الله أن نعلمه؟
هل فصل الإسلام العلم فجعل منه علم شرعي و علم غير شرعي؟
متى كان الفصل بين هذين العلمين؟
صحيح أني لم أجد جميل جواب ممن وجهت إليهم أسئلتي .. فبعضهم يقول إن العلم عند الله هو العلم بالقرآن .. و يعني العلم بالقرآن هو العلم الشرعي الذي يقصد به كيف نصلي كيف نصوم كيف نأكل كيف نشرب كيف ننام؟
و رأيت بعضهم ينكر عبى علم الرياضيات او الفيزياء أو غيره من العلوم المتعلقة بالطبيعة أو بالحركة العقلية حتى تسمية العلم ..
غير اني رجعت إلى السلف فوجذت أن هذا التقسيم للعلم لم يكن ظاهرا عندهم .. و لا تحدث أحد عنه لأنه لم يكن فصل اساسا بين العلمين .. فكان الصحابة يتعلمون الفراسة و آلة الحرب كما يتعلمون القرىن .. بل و يستنطقون القرآن إذا تعرض لمسائل الطبيعة ..
لذلك نشا العلماء في صدر الإسلام و تصح كلمة العلماء فيهم لأنهم توسعوا و أدركوا ما يمكن إدراكه فنبغوا في كل شيء .. و لو درسنا تاريخ العلم جيدا لوجدناهم في أول الركب ممن اسس للعلوم الحديثة .. و هي نتاج أفكارهم أصلا .. فهي الاصل و ما نشهده هو الفرع ..
و وددت أن ننظر لحالنا اليوم .. كيف انكفا كل واحد منا على حال .. و ادار ظهره للبقية .. فمن حفظ القرآن عن ظهر قلب حفظه دون تدبر .. و من نبغ في الفقه أو القراءة أو الحديث لم يلتفت إلى غيره من العلوم .. ثم انه يرى نفسه في محراب العلم أنه الأعلم و الأجدر بالإنصات إليه .. و هذه هي الفاجعة التي وددت أن نتحرر منها .. ثم إني رأيت من أصحاب العقل تطرفا إلى عقولهم .. لكأنما هم من خلق الخلق و تصرف فيه .. و الأصل ان نعتمد على العقل و نستحكم إلى القرآن .. لأن فيه حكم ما بيننا ..
و إني إنما أوجه ملاحظاتي دائما مستفسرا لا حاكما ..
و المستفسر ليس بمنزلة من أصدر حكما ..
فأنا أول الأمر استفسرت هل يعني ذلك شيئا عندكم؟
و طبيعي أن له معنى لأنه من القرآن .. و لو اكتفينا بجواب الأخ الحبيب أبو الحسنات الدمشقي أنه لا يعني شيئا أبدا .. لكان الخطأ عنوانا لما ذهبنا إليه؟
قد لا نعلم الحقيقة الآن .. و لكن هذا لا يمنعنا أن نتدبرها ..
ثم إني تكلمت بكلام علمي موثق .. و لست أنا من انتبه إلى ما ذكرت .. و لكن الأخ ناصر و هو دكتور متخصص في البيولوجيا .. و يقوم الآن بأبحاث في الموضوع .. و قد أشرت إلى ذلك أول ما تحدثت ..
ثم أأن هذا الأخير قد نبهني إلى عديد العلاقات الرياضية التي ترتبط ارتباطا كبيرا بخصائص تطور الأجنة عندهم .. و قال إن في القرآن تفسير لكثير من المسائل العلمية ..
ثم إنه نبهني إلى شيء هو أننا درسنا أن بعض المتلازمات اعتبرت خللا في تركيبة الكروموسومات و هذه التسميات من خطإ العلماء .. و ليست هي بالدقة التي يريدها العلم .. غننا لا نجزم أنها خللا .. إنها خارقة في الخلق و ليست هي الخلل .. لقد سموها بذلك لظنهم أنها سبب إصابة الإنسان ببعض الأمراض و هذا خطأ تؤكده الابحاث الحديثة ..
هي أمر خارق لان أحد من العلماء لا يعرف عن سبب وقوعه شيئا ..
هي الامر نفسه .. حين تكلم العلماء عن بداية خلق الكون .. تكلموا عن الإنفجار العظيم .. غير أن لفظة الإنفجار تبين عدم دقتها لأن الإنفجار لا ينتج نظاما إنما ينتج فوضى .. و لوحظ أن القرآن الكريم لما سمى الأمر بالفتق كان دقيقا جدا ..
و هي ككلمة شوب في القرآن فالشوب هو الخليط .. فلما قال تعالى: ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
و لم يعلم الناس أن الماء هو خليط من الإدروجين و الإوكسيجين تعجب و فسر بعض العلماء ذلك بأن الماء يخلط بالقطران .. و الله أعلم بمراده .. غير أنه واضح أن الماء خليط و أنه يصبح شوبا ظاهرا في حالة تسعره لذلك قال من حميم .. و هذه مشاهذة عند الكيميائيين .. و قد قدمتها لبعض الكيميائيين كسؤال، و وافقني على إجابتي، و لا أدعي تفسيرا للقرآن إنما حق لي و علي أن أثوره و أسأله .. و أسأل العارفين به.
و أظن أن الأخ الحبيب أبو الحسنات قد اعتمد مراجع قديمة في الموضوع فقدم لنا معلومات قديمة نعرفها .. فلما اتيته بالجديد ظن أني إنما اتكلم من عندي نفسي، و ربما أثاره كلامي فقال
أنت لا تعرفني ولا تعرف تخصصي حتى تعلم تمكني مما أتكلم به من عدمه.
أما لا أعرفك هذه فهي خطأ .. فإني أعرفك أخا لي في الإسلام .. و حبيبا تشرفت به .. و إن كان بيننا اختلاف في بعض الأمر .. و أنت قلتها
حتى إن صديقك وصديقي شندول
و أنا أتكلم بما هو أبلغ ربما في لغة القلوب فاقول لك أنت أخي الحبيب و لست فقط صديقا .. فافهم ..
أما عن تخصصك فانا اجهل ذلك و أود ان اعلم .. غير أن المعلومات التي سقتها قديمة و قد ثبت خطأ بعضها كما بينت ..
أما ما في الرابط و لأنه باللغة الفرنسية، فسأقوم بترجمة بعض فصوله:
س1: هل تعتبر متلازمة xyy مرضا؟
ج1: كلا .. لا يجب أن نعتبر الأطفال الحاملين لهذه المتلازمة مرضى .. إذا كانت لهم حضوة عموما فإنهم سينسجمون جيدا في الحياة.
س2: هل أن الأطفال ذوي هذه المتلازمة أذكياء؟
الابحاث العلمية التي أجريت على أطفال في الولايات المتحدة الامريكية و كندا و الإيكوس و الدانمارك أفادت أن ذكاء هؤلاء الاطفال يتطور مثل غيرهم.
س3: كيف ينمو هؤلاء الاطفال .. و هل ثمة خلل في نموهم؟
يتمتع هؤلاء الاطفال بحجم أأكبر من غيرهم .. فهم أطول بحوالي 7 سم من الحجم العادي .. و يتمتعون بهيأة جيدة (المظهر) مع أن وزنهم ينقص قليلا بالنسبة لمقدار طولهم.
س4: هل ثمة ما يضير في نموهم الجنسي؟
ج4: هؤلاء الاطفال يكون نموهم الجنسي عادي جدا .. كما أن نمو أعضائهم التناسلية يكون عادي جدا و تنمو المظاهر الجنسية الاخرى مثل الشعر و الصوت و غيره من المظاهر الثانوية بشكل عادي .. ثم أن سن البلوغ يكون السن المتوقع دائما.
س5: هل تكون لهم عوائق في القدرة الجنسية.
ج5: ليس لهم أي عوائق بل يتمتعون كغيرهم بالقدرة على ذلك ..
س6: هل يكونون معرضين إلى مرض ذهني؟
ج6: هؤلاء الأطفال إذا وجدوا الحضوة فإنهم سيعيشون حياة عادية جدا .. و لن يكون لهم أي خطر للتعرض لمثل هذا المرض ..
أما الذين لايجدون حماية من أهلهم أو يتعرضون لمشاكل عميقة في حياتهم و لا يجدون مساعدة و نصحا .. فإن زيادة طفيفة في نسبة تعرضهم للإكتئاب أو مرض عقلي مقارنة بأشقائهم غير الحاملين ..
س7: كيف تكون معاملاتهم مع الناس؟
على المستوى التأطير و العمل فإنهم اناس عاديون .. و هذا يدحض القول أنهم عدائيون ..
ثم إنهم يميلون إلى الاعمال اليدوية التي تستوجب نشاطا
و مع أني لم اقل أن سيدنا عيسى عليه و على نبينا الصلاة و السلام يحمل هذه المتلازمة إنما ذكرت توافق ذكر الله تعالى لخلق نبينا عيسى مع الآية التي عدد حروفها 47و كلاهما عجيبتين .. و ذكرت ذلك من باب الإستفسار و الإستنطاق ..
ثم أني فسرت معنى الحضوة للأخ أبو الحسنات .. و أن هذه الحضوة من البشر تذهب عنك الحديث عن ما أطلقت عليه الخلل .. فكيف بك مع امرئ يحضاه الله تعالى و يرعاه ..
ثم إني وجهت للأخ ناصر هذا السؤال .. فقال لعلنا من خلال هذه الآيات سنجد بحثا عميقا حول هذه الولادة يعني ولادة المسيح .. و قال لي اسال من يريد التكلم في الموضوع أن ينظر في قوله تعالى:
فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ..
ثم ليقل لنا لماذا قال: وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ.
و لم يقل و الله يعلم أنها أنثى مثلا .. و لا هو قال و الله أعلم ما وضعت .. بدون الباء ..
فإن كل خطاب القرآن يدلنا على شيء في علم البيولوجيا حتى هذه الكلمة .. و إن كان من هو من البيولوجيين فله أن نتحاور حول الموضوع و نتشاور ..
ثم أنك تسأل الإخوة عن رأيهم في ما أكتب .. و لعل البعض لا يعرف عن البيولوجيا إلا قليلا .. و أنا نفسي نقلت إليك ملاحظات .. غير أنها ملاحظات دقيقة و ليست أبدا عبثية ..
و لعل البعض الآخر يعارض ما أكتب و ليس هذا يضيرني مادام هو تصحيح للمسار ..
و عوضا أن تسالهم عن ذلك كيف تفهم أنت ذلك التناسب .. أم أنه لا معنى له أبدا .. بعد أن ذكرت أن لا شيء في القرآن لا يعلم ..
و لعلي أعود إلى أخي الضاوي لأسأله عن أطروحة الدكتوراه للأستاذ الخرشاف هل لديه نسخة منها يمكن اطلاعي عليها .. فإني قرأت أنها أحدثت ضجة في الأوساط العلمية في فرنسا .. و أتمنى الحصول عليها ..
ثم إني أوجه كلامي إلى الأخوين العزيزين أبو عمر البيراوي و الأخ الكبير عبد الله جلغوم .. فأقول لا ضير أن توجها إلي انتقاداتكم فإن ذلك مما يصحح المسار و يهيئ الطريق ..
جزاكم الله خيرا
يغفر الله لي و لكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد براء]ــــــــ[17 Jun 2009, 07:40 م]ـ
الأخ البيراوي:
أنا لم أسألك لماذا أخذوا بالعد الكوفي، أو أن الرسم توقيفي، وإنما قلت: لماذا تخطوا هذه الخلافات ولم يتخطوا الخلاف الذي تقول إنه يحصل عن اعتماد اللفظ.
سألتك ما الفرق بين الإعجاز العددي والملاحظات العددية ولم تُجِب.
الأخ عمارة شندول:
من العجيب أنك لم تتراجع عن خطأك رغم ظهوره، ولا أدري هل الذي يقول إن متلازمة كيلنفلتر يكون صاحبها حاملاً xyy ، هل الذي يقول هذا يفقه شيئاً من البيولوجيا فضلاً أنه يدعي أن معلوماته دقيقة، ويدعي أنه يأتي بالجديد!.
ولن أطول في مناقشتك في المسائل البيولوجية، حتى لا ينالها مزيدٌ من جنايتك، بل سأرجع لسؤالي: ما هي المتلازمة التي تزعم أن عيسى بن مريم عليه السلام كان يحملها؟.
أنت تزعم أنه كان يحمل 47 كروموسوما، فاذكر الاسم العلمي للمتلازمة التي كان يحملها بدون تهرب!!.
ـ[ Amara] ــــــــ[17 Jun 2009, 07:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب أبو الحسنات .. أحسن الله إليك
الأخ عمارة شندول:
من العجيب أنك لم تتراجع عن خطأك رغم ظهوره، ولا أدري هل الذي يقول إن متلازمة كيلنفلتر يكون صاحبها حاملاً xyy ، هل الذي يقول هذا يفقه شيئاً من البيولوجيا فضلاً أنه يدعي أن معلوماته دقيقة، ويدعي أنه يأتي بالجديد!.
ولن أطول في مناقشتك في المسائل البيولوجية، حتى لا ينالها مزيدٌ من جنايتك، بل سأرجع لسؤالي: ما هي المتلازمة التي تزعم أن عيسى بن مريم عليه السلام كان يحملها؟.
أنت تزعم أنه كان يحمل 47 كروموسوما، فاذكر الاسم العلمي للمتلازمة التي كان يحملها بدون تهرب!!.
آه أنت تتحدث عن أصل تسمية كلينفلتر .. هذا صحيح ليست المتلازمة التي ذكرت بمتلازمة كلينفلتر غير أن كل المعلومات كانت دقيقة و لا مجال للتشكيك بها و قد أعطيتك الرابط.
أما عن سؤالك أي متلازمة كان يحملها المسيح عيسى عليه السلام فهذا سؤال نتوجه به إليك لا إلي أنا ..
لأني ما قلت هذا .. أنا سألت عن هذا؟ كيف يمكن تفسير ذلك؟
و هل يمكن أن يكون هذا علميا؟
انظر ماذا كتبت أنا
يقول الله تعالى: إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ.
هذه الآية تقدم لنا خارقة في الخلق و هي خلق عيسى بن مريم عليه السلام .. أحصينا حروفها فإذا هي 47 حرفا .. و علميا من الأشياء الخارقة للعادة أن يكون للإنسان 47 كروموسوما، كما كنا أوردنا ..
انظروا في هذا أخوتي الكرام ..
الآية تقدم خارقة في الخلق .. و علميا يعتبر من الخارق للعادة هذا العدد من الكروموسومات .. انظر كلامي جيدا .. أنا قلت لكم انظروا في هذا ما معناه ..
و الواضح أنك لست بيولوجيا لذلك فقد قبلت اعتذارك الذي أوعزته إلى
حتى لا ينالها مزيدٌ من جنايتك ..
مع أني ما تجنيت على شيء و ستأتيك في قابل الأيام ما قد يزيح هذه الفوضى من أفواه المختصين
يغفر الله لي و لكم
ـ[محمد براء]ــــــــ[17 Jun 2009, 08:00 م]ـ
أجب بنعم أو لا:
هل تقول: إن للرقم 47 ارتباط بعدد الكروموسومات التي كان يحملها عيسى عليه السلام؟!.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[17 Jun 2009, 09:50 م]ـ
الأخ الكريم أبو الحسنات .... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً: أنت تريد أن تنشأ الأبحاث كاملة، فتسأل لماذا اعتمدوا المكتوب ولم يعتمدوا الملفوظ!! وهذا منطق عجيب. والجواب ببساطة: لأنهم درسوا المكتوب فوجدوا فيه ما يلفت.
ثانياً: أنت لا تنسى سؤال، وعلى الرغم من ذلك تناسيت السؤال الوحيد الذي وجهته لك في المداخلة السابقة.
ثالثاً: الملاحظات العددية لا تشكل إعجازاً حتى تكوّن بناءً عددياً يَحكم العقل بأنه ليس من صنع البشر. وما يمنعني أن أقدم صورة متكاملة حول هذه المسألة هو شعوري أن المناقشات محكومة لمنهجية معينة وتصورات سابقة. ولم يكن قصدي عندما داخلت هنا إلا تقديم نصيحة للمعارضين أن يكونوا منهجيين في مناقشة المسألة. وسبق لي أيضاً أن قدّمت نصيحة للمؤيدين.
ـ[محمد براء]ــــــــ[18 Jun 2009, 11:25 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
العجيب هو فعل من يرجح بلا مرجح، وأنت ذكرت أنفاً مرجحاً ولم تثبت عليه: " لأن التعامل مع المكتوب أسهل ويمكن الاتفاق عليه، أما اللفظ فمداخِلُه كثيرة ويصعب الاتفاق على قاعدة محددة في عالم الأصوات " ..
لما ذكرت لك أنهم تخطوا خلافات أخرى، لجأت لمرجح آخر: " لأنهم درسوا المكتوب فوجدوا فيه ما يلفت " ..
أقول: هذا سبب واه، فلماذا لم يدرسوا عدد الحروف بناء على اللفظ؟.
أما سؤالك فهذا هو السؤال الذي يكرره أصحاب الإعجاز العددي، وهم أنفسهم لا يعرفون جوابه، وهو قطعاً ليس صدفة، لكن المشكلة في فهم دلالة هذه الملاحظات، فالذي أراه من ما يكتب في هذا الملتقى أنهم متخبطون في فهم هذه الدلالة، فهل هي تدل على أن الترتيب توقيفي؟ أو أن الرسم توقيفي؟ أو أن القرآن معجز؟ أو أن القرآن من عند الله؟.
مثلاً: إذا كانت هذه الأدلة تدل على أن الرسم توقيفي فهذا محل نقاش، أعني: أنه لا يشترط أن تدل هذه الملاحظات على أن الرسم توقيفي، فلا يبعد أن يوفق الله تعالى الصحابة لرسم يحوي هذه الملاحظات ويكون في ذلك كرامة لهم.
وكذلك مسألة ترتيب السور، لا يلزم من وجود هذه الملاحظات أن يكون الترتيب توقيفياً فما المانع أن تكون هذه الملاحظات دليلاً على كرامة للصحابة الكرام رضي الله عنهم حيث وفقهم الله لهذا الترتيب الذي يحوي هذه اللطائف؟
وهذا ليس تقريراً مني لأحد القولين، وإنما هو بيان أن فهم دلالات هذه الملاحظات أو اللطائف يمكن أن يتعدد، وليس فيها دلالة قاطعة على أن الترتيب توقيفي أو أن الرسم توقيفي.
أمر آخر، وهو أنه لا يخفى أن تقرير مسألة إعجاز القرآن ليس كتقرير مسألة الترتيب هل هو توقيفي أو اجتهادي من جهة منزلتها وأهميتها، فالخلاف في الأولى بين المسلمين والمشركين، أما الثانية فالخلاف فيها من الخلاف السائغ.
ولما خلط بعض الكاتبين بين المسألتين أغلظ في الرد على من قال إن الترتيب اجتهادي حتى كأن المسألة من معاقد الملة وأصول الدين، وكأنها مثل مسألة إعجاز القرآن مثلاً، حتى كتب مقالاً بعنوان: الترتيب توقيفي رغم أنوف المشككين!
فالكاتبون في الإعجاز العددي لم يبينوا بوضوح دلالة هذه الملاحظات التي يأتون بها، فكيف يريدون من غيرهم بيان دلالتها؟!
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[18 Jun 2009, 12:43 م]ـ
سأقتصر على بعض الملاحظات - دون ترتيب -، ذلك أن الرد على كل ما ورد في هذه المداخلات يحتاج إلى عشرات الصفحات، ولعله لا يعود بفائدة غير إضاعته للجهد والوقت ..
أبو الحسنات:
وأنا مع كثرة نقاشي للاخ جلغوم عجزت إلى الآن عن معرفة ضابط واحد لهذه الأبحاث.
- ليس في كل هذه الأبحاث مخالفة لما في القرآن أو السنة الصحيحة أو لما أجمعت عليه الأمة. وهذا ضابط لا يجوز لمن يتصدى - مثلك -للآخرين أن لا يلاحظه.
- ولو قمت بمراجعة وتدقيق كل ما ورد من إحصاءات في هذه الأبحاث لوجدتها صحيحة وفي غاية الدقة .. وهذا ضابط آخر ..
- تعتمد هذه الأبحاث على العد المعتبر في مصحف المدينة النبوية - العد الكوفي - ولا تخلطه بغيره من الأعداد - البعد عن الخلط والانتقائية - وهذا ضابط ثالث ..
وكذلك مسألة ترتيب السور، لا يلزم من وجود هذه الملاحظات أن يكون الترتيب توقيفياً فما المانع أن تكون هذه الملاحظات دليلاً على كرامة للصحابة الكرام رضي الله عنهم حيث وفقهم الله لهذا الترتيب الذي يحوي هذه اللطائف؟
يعني أنك تقر بالتدخل الإلهي في الترتيب. فإين المشكلة؟ ثم أين تلك الروايات التي تذكر تعيين جبريل للرسول صلى الله عليه وسلم موقع السورة والآية؟ وأين تلاوة الرسول صلى الله عليه وسلم للقرآن امام جبريل؟
حتى كتب مقالاً بعنوان: الترتيب توقيفي رغم أنوف المشككين!
وما زلت عند كلامي ولن أغيره أبدا. لماذا؟ لأن ما أعرفه عن ترتيب سور القرآن لا يدع مجالا للشك - لدي - بأن ترتيب سور القرآن توقيفي بل ووجه من أهم وجوه إعجاز القرآن.
ثالثاً: رفضك للربط الذي ذكره الأخ شندول بالنسبة للرقم 47 أمر حسن وتشكرُ عليه، وأنا بانتظار كلام الأخ جلغوم حول العدد 47، وكذلك 45.
كان كلامي هو التالي وأعيده عليك:
ودعني أبوح لك بسر:
حاصل طرح العددين 76 و 31 هو 45.
عدد الأعداد المحصورة بين العددين 44.
عدد الأعداد ابتداء من العدد 31 وانتهاء بالعدد 76 هو 46.
لعلمك هذه قاعدة مهمة في الترتيب القرآني
أنا أتحدث عن الترتيب وليس عن عدد الكروموسومات.
وإن كنت تريد الجواب بكلمة فسأجيبك بما تحب: عدد حروف البسملة الخطية وهو الذي تعتمدونه في أبحاثكم 19.
تختزن البسملة نظاما عدديا ينعكس على جميع سور القرآن الكريم بهذا العدد ..
وسيتم نشر هذا البحث - قريبا - ولكن في غير هذا الملتقى. الإعجاز العددي في آية
البسملة سيكون فيه الرد القاطع على القائلين بأن ترتيب سور القرآن اجتهادي.
أستطيع في عصري هذا أن اجري من العمليات الحسابية المعقدة باستخدام آلة حاسبة في ساعة واحدة ما لو فكر السيوطي أن يفعلها لاحتاج إلى عمره كله , هذا إذا توفرت له الأقلام والورق , وهذا هو السر في أنني اكتشفت ما لم يكن السيوطي قادرا على اكتشافه , لقد وفر لي العصر ما لم يكن متوفرا لدى السيوطي ".
إذا السر في الآلة الحاسبة وليس في عقلك!!.
فما هذا التناقض؟
لو كان كلامك صحيحا، لكان في وسع كل من امتلك آلة حاسبة أن يخرج بأبحاث في إعجاز الترتيب القرآني مثلي .. الآلة الحاسبة لا تجدي نفعا إذا لم يكن هناك العقل الذي يحسن استخدامها.
الأخ أبو عمرو البيراوي
وفي الوقت الذي يتم فيه حشد ملاحظات كثيرة تتعلق بالإنسان والرقم 46 عندها يمكن أن نقبل مثل هذا الجدل. أما مسألة العدد 47 فغير مقبولة.
قد يتوفر هذا الحشد من الملاحظات يوما قريبا.
وأخيرا:
تحية مودة وتقدير إلى جميع الذين شاركوا في هذه المداخلات، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ Amara] ــــــــ[18 Jun 2009, 12:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب أبو الحسنات، أعرف أنك تعتمد على الإثارة من أجل الوصول إلى ما تكيفه على طريقتك .. و هذا ليس من المنهج العلمي ..
لو رجعت إلى ما كتبت لوجدت كل القرائن التي أوردتها تؤيدنا و هي ضدك ..
من كلامك عن حجة الإسلام ..
إلى كلامك عن الرياضيات و زعمك في تعريف الجمع و الطرح ..
إلى كلامك عن البيولوجيا ..
و أنا أنصحك أن تبحث جيدا قبل أن تكتب لأن البلاغة قد تخفي الحق ..
ثم تأتي أخيرا لتسألني:
أجب بنعم أو لا:
هل تقول: إن للرقم 47 ارتباط بعدد الكروموسومات التي كان يحملها عيسى عليه السلام؟!.
و هب أني أجبتك .. فهل ستفهم معنى إجابتي مع أنك لم تفهم قرائن الإجابة و لا أنت بحثت فيها ..
أنا أقول لك شيئا .. قرأت عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: ثوروا القرآن .. فلماذا نجمده نحن؟
أنا أسألك سؤالا .. مع أنك تغفل عن ما نوجه إليك و تتهرب منها .. لأنك كما تزعم
ليس فيه شيء يستحق التعقيب.
كيف نفسر علميا مسألة خلق عيسى؟ و هل يجوز ذلك علميا؟
ثم إني سأحاول أن أضع لك تمهيدا للسؤال حتى لا تعطينا إجابة عشوائية لا تتأسس على دليل ..
قال الله تعالى:
و التي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا و جعلناها و ابنها آية للعالمين.
و قال تعالى:
و مريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا و صدقت بكلمات ربها و كتبه و كانت من الموقنين.
لماذا قال تعالى في الأولى و التي؟ و قال في الثانية مريم ابنت عمران التي فذكر اسمها و نسبتها؟
لماذا كتبت ابنت بفتح التاء؟ أم أن ذلك يعود إلى عدم اتقان كتاب الصحابة للكتابة كما يزعم البعض؟
لماذا قال في الأولى و نفخنا فيها؟ و قال في الثانية و نفخنا فيه؟
لماذا قال من القانتين و لم يقل من القانتات .. و قد تقول أن القانتين تجمع الإثنين كما ذهب إلى ذلك الفخر الرازي .. فأي قرينة تدل على ذلك.
لماذا قال و جعلناها و ابنها آية للعالمين؟ فجعلهما آية واحدة و لم يجعلهما آيتين؟
ثم ماذا؟
انظروا معي غلى نفخ الروح كيف حدثنا عنه القرآن؟
1 - لما تحدث عن أبينا آدم قدم ذلك في آية واحدة من سورة الحجر و هي:
فإذا سويته و نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ..
و تكررت هذه الآية نفسها في سورة ص.
فما سر هذا التكرار؟
ثم سؤال إلى الأخ عبد الله جلغوم:
ما هي روائع الترتيب في هذه الآية التي تكررت؟
و أعود إليكم:
لما تحدث عن نفخ الروح في الإنسان عموما صوره بآية واحدة و هي:
... ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين، ثم سواه و نفخ فيه من روحه، و جعل لكم السمع و الأبصار و الأفئدة قليلا ما تشكرون ..
و السؤال هنا:
ما معنى التسوية التي تحدث فيها عن آدم و التسوية التي تحدث فيها عن الإنسان في عمومه؟ و هل بينهما فرق.
لماذا قال السمع مفردا و جمع الأبصار و الأفئدة ..
ثم ماذا:
لماذا خص الله تعالى الحديث عن نفخ الروح لآدم بآية واحدة كررها مرتين .. فلما تحدث عن الإنسان في عمومه خصه بنفخة واحدة و آية واحدة ..
فلما تحدث عن عيسى خصه بآيتين مختلفتين و عبارتين مختلفتين فقال نفخنا فيها و نفخنا فيه ..
فهل النفخة الأولى هي ذاتها النفخة الثانية؟
ثم لماذا قال مع آدم نفخت بضمير المتكلم المفرد. و مع الإنسان نفخ بضمير المفرد الغائب و مع عيسى نفخنا بضمير المتكلم الجمع؟
الذي أعلمه أن الإجابة عن هذه الأسئلة هي بداية الطريق عن الجواب عن سؤالنا الأول.
ثم إني أرى أخي أبا الحسنات يسألنا:
لما ذكرت لك أنهم تخطوا خلافات أخرى، لجأت لمرجح آخر: " لأنهم درسوا المكتوب فوجدوا فيه ما يلفت " ..
أقول: هذا سبب واه، فلماذا لم يدرسوا عدد الحروف بناء على اللفظ؟. .
و أنا أجيبك .. أنت تعارض المكتوب الذي وصلنا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و تشكك فيه .. أتراك يرضيك لو اعتمدنا ما تقول؟ أم أنك ستقول إن علم الأصوات هذا لم يكن زمن النبي إنما جاء به القراء .. فإذا قلنا لك أن الأصوات القرآنية و اللفظ بالكلمة القرآنية توقيفيا، أتيتنا بغير ذلك مما يسهل عليك زعمه ..
ثم ماذا؟ مالذي يمنعك أن تنظر فيه أنت؟
و تقول
فهل هي تدل على أن الترتيب توقيفي؟ أو أن الرسم توقيفي؟ أو أن القرآن معجز؟ أو أن القرآن من عند الله؟.
.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما أنا فأقول لك إن ذلك يدل على الأربعة: فالأولى قوله تعالى:
كذلك لنثبت به فؤادك و رتلناه ترتيلا.
و الثانية قوله تعالى:
لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ.
و الثالثة قوله تعالى:
قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ.
و الرابعة قوله تعالى:
هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب.
فافهم ترشد ..
ثم قلت:
فلا يبعد أن يوفق الله تعالى الصحابة لرسم يحوي هذه الملاحظات ويكون في ذلك كرامة لهم.
.
و أنا أسألك هل كان هذا التوفيق من سبيل الإلهام إلى جماعتهم فاستقاموا عليه .. كما ألهم ربك النحل فقال:
وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ. ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ.
و التالي يكون الأمر توقيفا.
أم كيف تفسر هذه الكرامة التي جمعت كل ذلك العد من الصحابة على رأي واحد.
ثم قلت:
وهذا ليس تقريراً مني لأحد القولين، وإنما هو بيان أن فهم دلالات هذه الملاحظات أو اللطائف يمكن أن يتعدد، وليس فيها دلالة قاطعة على أن الترتيب توقيفي أو أن الرسم توقيفي.
.
و أنا أسألك أن تعدد لنا هذه الدلالات.
هذا و أجدد الشكر للجميع ..
نفعني الله بكم
و جزاكم عني خيرا
ـ[محمد براء]ــــــــ[18 Jun 2009, 01:36 م]ـ
الأستاذ عبد الله جلغوم:
جزاك الله خيرا على التجاوب، بعد أن كنت لا أجد إلا عبارات الازدراء، وإن كنتُ طرحتُ كثيراً من الأسئلة والاعتراضات ولم أجد لها جواباً منك أو من غيرك ممن يبحث في الإعجاز العددي. لكن هذه خطوة جيدة.
الأخ عمارة شندول:
كنت أنتظر جواباً بنعم أو لا، وليس كتابة لخواطر لا صلة لها بالموضوع.
فأجب عن هذا السؤال حتى نفرغ من الكلام على قضية 47 كرومسوماً.
ولدي تعليقات على ما أوردتَه في مشاركتك الأخيرة، لكن سأطرحها بعد أن نفرغ من الكلام على مسألة 47 كرومسوماً، حتى لا تضيع بين هذه المشاركات الكثيرة.
ـ[ Amara] ــــــــ[18 Jun 2009, 01:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله عليه و سلم تسليما،
لو كنت أملك جوابا عن العلاقة بين العدد الظاهر في الآية و بين الخارقة العلمية و خارقة خلق النبي عيسى .. ما كنت أسأل عن المعنى من خلال ذلك .. أنا طرحت السؤال على المختصين في البيولوجيا .. و لا يمكن لي ان أقف ما ليس لي به علم .. غير أننا غيرنا السؤال من خلق عيسى عليه السلام في ذاته إلى إمكانية ذلك علميا اليوم .. و رجوعا إلى الآيات و إلى ما اكتشف علميا فإن ذلك ممكن علميا، غير أنه يحتاج إلى أمر أكبر من الطبيعة .. و لعل الأخ ناصر يفيدنا في هذا الجانب و هو يبحث فيه .. و أنا أنتظر نتيجة بحثه الذي سيتولى نقاشه مع المختصين حين إتمامه قبل أن يناقشه معنا ..
و لعل ذلك سيجيب على ثلاثة أسئلة:
1 - بطلان الداروينية علميا، و هو إن تكلم فيه الكثير فإن هذا الموضوع مايزال يحتاج إلى تمحيص أكبر و دليلا أقوى في الوسط العلمي.
2 - امكانية ولادة المسيح عيسى من أمه علميا و هو سر تسميته في القرآن بابن مريم، وهذا الأمر يدحض المفترون بالقول أنه ابن الله، و نحن إذا تحدثنا عن امكانية ذلك علميا لا نقول أنه وقع كما ذهب إليه فهمنا.
3 - بيان أن حصورا كصفة ممدوحة ليحي عليه السلامن هي عطية من الله تعالى ..
ثم أخيرا .. أن القرآن الكريم قد شمل كل شيء .. و أن فيه نبأ ما قبلنا .. و منها ولادة عيسى من غير أب و ولادة يحي من عاقر ..
فلا تعجل علي في الأمر ..
و إني أؤمن أن في ذلك الربط علاقات علمية عظيمة .. قد تصحح بعض الأفهام الذي ذهب إليها بعض الطبيعيين .. و قد تؤكد بعض ما ذهب إليه أهل التفسير .. و لو رجعت إلى أقوال أهل التفسير في الآيات المذكورة لوجدت بعض تلك الإشارات ..
أما ما قلت عنه أنه خواطر .. فإنها إجابات عن بعض ما سألت.
سلمك الله أخي
بانتظار ردك
ـ[محمد براء]ــــــــ[18 Jun 2009, 02:03 م]ـ
أنا لا أسألك عن الرابط بين الرقم 47 وخارقة خلق عيسى عليه السلام، وإنما عن علاقة الرقم 47 بعدد الكروموسومات التي كان يحملها.
وبين الأمرين فرق واضح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ Amara] ــــــــ[18 Jun 2009, 02:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا لا أسألك عن الرابط بين الرقم 47 وخارقة خلق عيسى عليه السلام، وإنما عن علاقة الرقم 47 بعدد الكروموسومات التي كان يحملها.
وبين الأمرين فرق واضح.
ما المسؤول بأعلم من السائل
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[18 Jun 2009, 05:16 م]ـ
الأخ الكريم أبو الحسنات ..... السلام عليكم،
أولاً: عندما يبحث باحث في جانب ويجد نتائج لا يقال له لماذا لم تبحث في غيره، فالأمور التي لم تبحث كثيرة.
ثانياً: في المسائل الإجتهادية لا يُطلب الدليل القاطع، بل يكفي ما هو أقل من قاطع. أي هناك دليل وآخر أقوى منه. فنحن نلزم عندها بالأرجح. من هنا لا نكير على من يقول بأن الرسم اصطلاحي وأن ترتيب المصحف كان باجتهاد الصحابة الكرام.
ثالثاً: إذا كان رسم المصحف توفيقي وليس بتوقيفي فهذا يكفي القائلين بالإعجاز العددي.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[19 Jun 2009, 01:52 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
انظروا معي غلى نفخ الروح كيف حدثنا عنه القرآن؟
1 - لما تحدث عن أبينا آدم قدم ذلك في آية واحدة من سورة الحجر و هي:
فإذا سويته و نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ..
و تكررت هذه الآية نفسها في سورة ص.
فما سر هذا التكرار؟
ثم سؤال إلى الأخ عبد الله جلغوم:
ما هي روائع الترتيب في هذه الآية التي تكررت؟
و جزاكم عني خيرا
أخي الحبيب عمارة، سألت عن موضوع طويل ويحتاج إلى وقت لا املكه الان، ولكني لن أردك خائبا، إليك هاتان الملاحظتان حول موقعي الآيتين:
الملاحظة الأولى:
الآية هي قوله تعالى: (فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له سجدين)
وقد تكررت مرتين:
الأولى: في الآية 29 سورة الحجر، السورة رقم 15 في ترتيب المصحف والمؤلفة من 99 آية.
الثانية: في الآية 72 سورة (ص) السورة رقم 38 المؤلفة من 88 آية.
وردت الآية في سورة الحجر في موقع الترتيب 29، هذا يعني أن عدد الآيات السابقة لها هو 28، وأن عدد آيات السورة ابتداء منها وحتى نهاية السورة هو 71.
في سورة (ص) وردت الآية في موقع الترتيب 72، وهذا يعني أن عدد الآيات السابقة لها هو 71، وعدد الآيات ابتداء منها وحتى نهاية السورة هو 17.
(لاحظ العدد 71).
ما وجه الإعجاز العددي في موقعي الآيتين؟
- إن مجموع عددي الآيات السابقة للآيتين هو 99 (28+71 = 99) وهذا هو أيضا عدد آيات سورة الحجر.
- وإن مجموع عددي الآيات الباقية هو 88 (71 +17) وهذا هو أيضا عدد آيات سورة (ص).
الملاحظة الثانية:
وردت الآية في سورة الحجر في موقع الترتيب 29. إذا جمعنا أرقام الآيات التالية لها وحتى نهاية السورة أي من 30 - 99، فالمجموع هو 4515.
وردت الآية في سورة (ص) في موقع الترتيب 72. إذا جمعنا أرقام الآيات التالية لها وحتى نهاية السورة أي من 73 - 88، فمجموعها هو 1288.
الفرق بين المجموعين هو 3227. (4515 - 1288)
ما وجه الإعجاز العددي هنا؟
إن قيمة حروف هذه الآية (35 حرفا) بحساب الجمّل هو: 3227.
هذه الملاحظة تفيد المهتمين بحساب الجمل، وأعتقد أنني بت قريبا منهم.
ـ[ Amara] ــــــــ[19 Jun 2009, 01:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب عبد الله جلغوم ..
رائع أنت والله يا عبد الله .. شكر الله لك ..
و رائع ما أوردت و كتبت ..
و لعلك قلت
أخي الحبيب عمارة، سألت عن موضوع طويل ويحتاج إلى وقت لا املكه الان، ولكني لن أردك خائبا.
لا خيبك الله أخي .. مع أنك أثبت جمالا آخر للقرآن .. فإني اترقب منك المزيد و لعلك تفرده في قادم الأيام بصفحة خاصة بالآيتين .. و هذا طلب مني ..
ثم إني توجهت بأكثر من سؤال إلى أهل التفسير و أهل اللغة .. فما بالهم سكتوا و لم يجيبوا ..
و أينك أخي الحبيب أبو الحسنات الدمشقي ..
أراك كلما سألناك عن شيئ بعيد عنك و ليس لك به علم أعملت فيه عقلك لتلفتنا عنه .. فمالك لم تجبنا عما نظن أنك تعلم .. و قد كنت تنبهني إلى علم الصرف و اللغة و علم الأصوات ..
و أين هي تعليقاتك التي قلت أنك ستسوقها إلي؟
ولدي تعليقات على ما أوردتَه في مشاركتك الأخيرة، لكن سأطرحها بعد أن نفرغ من الكلام على مسألة 47 كرومسوماً، حتى لا تضيع بين هذه المشاركات الكثيرة.
.
و لعلي أزيدك سؤالا آخر:
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد جاء وصف عيسى عليه السلام في الأحاديث الصحيحة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لقيت ليلة أسري بي عيسى -فنعته النبي صلى الله عليه وسلم فقال:- ربعة أحمر كأنما خرج من ديماس). وكذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (رأيت عيسى وموسى وإبراهيم، فأما عيسى فأحمر جعدٌ عريض الصدر). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أراني الليلة عند الكعبة في المنام فإذا رجلٌ آدم كأحسن ما يرى من آدم الرجال، تضرب لمته بين منكبيه، رَجِلُ الشعر، يقطر رأسه ماءً، واضعاً يديه على منكبي رجلين يطوف بالبيت، فقلت: من هذا؟ فقالوا: هذا المسيح بن مريم). وفي رواية: (بينما أنا أطوف في الكعبة فإذا رجلٍ آدم سبط الشعر، يهادى بين رجلين ينطف رأسه ماء، أو يهراق رأسه ماء، فقلت: من هذا؟ قالوا: ابن مريم) هذا وصف عيسى عليه السلام، فما معنى هذه الأوصاف؟
أما بالنسبة لقوله عليه الصلاة والسلام عن عيسى: (إنه رجلٌ آدم) فإن المعنى أنه أبيض مشرب بحمرة.
وكذلك لما قال صلى الله عليه وسلم: (ربعة) يعني: مربوع؛ ليس بطويلٍ جداً ولا بقصير جداً. وقوله: (كأنه خرج ديماس) الديماس يعني: الحمام الذي يغتسل فيه، والمراد بذلك وصف عيسى بصفاء اللون، فهو كمن يخرج من الحمام صافياً نقياً نظيفاً، وقد وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بنقاء اللون، ونضارة الجسم، وكثرة ماء الوجه حتى كأنه كان في حمام فخرج منه ينطف رأسه ماء، وهذا يزيد في نضارة الوجه. وكذلك فإن قوله عليه الصلاة والسلام في وصف عيسى: (إنه رجلٌ سبط) نعتٌ لشعر رأسه يعني: ليس بجعد الشعر، والرواية الأخرى فيها أن عيسى جعد، والجعود عكس السبوطة، فكيف يكون الجمع؟ قالوا: هذه الجعودة في الجسم وليست في الشعر، الشعر سبط ولكن الجعودة في جسمه، يعني: جسمه مجتمع مكتنز. ومعنى: (لمته بين منكبيه) اللمة شعر الرأس، وقد جاوزت المنكبين وألمت به. (رجل الشعر) قد سرحه ودهنه، وله (لمة تقطر ماءً) هذه صفة عيسى عليه الصلاة والسلام عندما رآه النبي عليه الصلاة والسلام يطوف بالكعبة.
فهل كانت صفته هذه في الدنيا أم صقته في الآخرة؟
و أزيدك أمرا آخر.
يقول الله تعالى:
قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاء إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ.
و لعلي اسأل هنا:
لماذا قال تعالى قضى و لم يقل أراد كما في قوله ?إنَّما أمرُهُ إذا أرادَ شيئًا أن يقولَ لَهُ كُنْ فَيَكون?؟
ثم أن هذه هي الآية عدد 47 من سورة آل عمران ..
و أنا أسألك .. و أسأل الجميع ..
لماذا توافق عدد ترتيبها مع عدد حروف الآية السابقة؟ و ما سر هذا التوافق؟
لابد في الأمر من سر .. و سر عجيب أخي الحبيب ..
يغفر الله لي و لكم
ـ[محمد براء]ــــــــ[19 Jun 2009, 02:46 م]ـ
الأخ البيراوي:
قلت: " عندما يبحث باحث في جانب ويجد نتائج لا يقال له لماذا لم تبحث في غيره، فالأمور التي لم تبحث كثيرة "
أقول: بل يقال له ذلك، لأن هذا البحث يكون ناقصاً، والأبحاث الناقصة الأولى أن لا تنشر حتى تتم، وإلا تناوشتها الاعتراضات من كل جهة،فمن ادعى إعجازاً في عدد حروف الآي بناء على الرسم، لمعترض أن يقول له: لماذا لم تبحث بناء على اللفظ؟
فإن قال: أنا لم أبحث إلا بناء على الخط، أما اللفظ فلم أبحث فيه. قيل له: فبحثك هذا ناقص، والأحسن ان تبقيه حبيساً حتى تبحث بناء على اللفظ فيصير بحثك كاملاً.
مثلاً: في المثال الذي ذكرته: " إبدأ عد الكلمات من بداية قصة أهل الكهف وحتى قوله تعالى: " ولبثوا في كهفهم" سوف تجد أن ما بعد كلمة كهفهم يأتي:" ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا". ويأتي أيضاً الكلمة 309 ".
لمعترض أن يقول: لماذا لم تعد بناء على اللفظ؟ هل لأن ملاحظتك هذه ستفسد؟.
فليس أمامك حينها إلا أن تأتي بنظير هذه الملاحظة بناء على العدد اللفظي، وإلا فأنت رجحت العد بناء على الرسم بلا مرجح.
أما قولك: إن المرجح كونه أسهل ولا خلاف فيه، بخلاف اللفظ، فهذا - مع أنك تنصلت منه - معترض بما ذكرتُه سابقاً.
وأرجو منك أن تقرأ مشاركتي السابقة جيداً، لأن ما ذكرته في النقطتين الثانية والثالثة يدل أنك لم تفهم مُرادي، ولا طاقة لي بإعادة ما كتبته.
الأخ عمارة:
بما أنك لا تعرف الرابط بين الرقم 47 وعدد الكرموسومات التي كان يحملها عيسى عليه السلام، فأنت بذلك أبطلت ما ذكرته في أول كلامك: " يقول الله تعالى: إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ.
هذه الآية تقدم لنا خارقة في الخلق و هي خلق عيسى بن مريم عليه السلام .. أحصينا حروفها فإذا هي 47 حرفا .. و علميا من الأشياء الخارقة للعادة أن يكون للإنسان 47 كروموسوما، كما كنا أوردنا ".
أقول: إذا كنت لا تعرف الرابط بين الرقم 47 وبين عدد الكرموسومات التي كان يحملها عيسى عليه السلام، فما هو الرابط الذي بقي بين عيسى عليه السلام والرقم 47؟
هات رابطاً صحيحاً، فأنا أنتظرك.
ولن أعقب على ما أوردته حتى تجيب عن هذا السؤال، حتى لا يتشتت الكلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ Amara] ــــــــ[19 Jun 2009, 02:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما،
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
جاء في ردك أخي أبو الحسنات
الأخ البيراوي:
أرجو منك أن تقرأ مشاركتي السابقة جيداً، لأن ما ذكرته في النقطتين الثانية والثالثة يدل أنك لم تفهم مُرادي، ولا طاقة لي بإعادة ما كتبته.
الأخ عمارة:
ولن أعقب على ما أوردته حتى تجيب عن هذا السؤال، حتى لا يتشتت الكلام.
جواب مقنع و تام ..
غير أني لم أكن أنتبه أنه لا طاقة لك بإعادة ما كتبت .. و لا أخي البيراوي انتبه إلى ذلك ..
و أغلب الظن أن لا طاقة لك بالإجابة أيضا .. و أنا أقبل ذلك منك و أجلك عليه فقد أفدتنا كثيرا ..
ثم عن قراءة مشاركاتك .. لعلك لم تنتبه إلى تعليقاتنا عليها فالأولى أن تفهم مرادنا من ردنا قبل أن تطلب منا إعادة قراءتها ..
على كل أخي الحبيب .. أمتعتني جدا .. و أنا انتظر منك الكثير فلا تبخل علينا علنا نستفيد من علمك ..
و فقني و وفقكم الله
يغفر الله لي و لكم
ـ[محمد براء]ــــــــ[19 Jun 2009, 03:06 م]ـ
تأجيل الإجابة من أجل ترتيب الحوار شيء والحيدة عن الجواب والنكول عنه - كما فعلت في مشاركتك الأخيرة - شيء آخر ..
والتعليق على مشاركتك رقم 39 جاهز، لكن لن أكتبه حتى تجيب عن سؤالي الأخير، لأنني أراك تتعمد إضاعة مسألة الربط بين عيسى عليه السلام وال47 كروموسوماً، وهذا ما لا يرتضيه المنصف.
فأجب بلا تهرب - ومن غير كتابة خواطر عن عزوز وغير عزوز -: ما هو الرابط بين عيسى عليه السلام والرقم 47؟
ـ[أبو الحارث العامودي]ــــــــ[19 Jun 2009, 05:41 م]ـ
الأخ أبو الحسنات الدمشقي
لقد تابعت حواركم فوجدت الأخ البيراوي منصفاً في ردوده ومناقشته لك، وفي المقابل وجدتك تستخدم معه الجدل غير المقنع. تقول له مثلاً: وجدت كذا وفق المرسوم فلماذا لم يكن وفق الملفوظ. وقد سبق أن أجابك فقال لك لأنه كذلك. فأرجو أن تنحاز إلى الدليل.
أقول هذا للإنصاف على الرغم من أنني لم أهتم بقضية الإعجاز العددي ولكن الحق أحق أن يقال.
ـ[محمد براء]ــــــــ[19 Jun 2009, 06:03 م]ـ
الأخ أبا الحارث:
حبذا لو بينت أينَ قلتُ: " وجدت كذا وفق المرسوم فلماذا لم يكن وفق الملفوظ "!.
وأين أجابني أبو عمرو بقوله: " لأنه كذلك ".
ولا أريد منك أن تأتي بهذه الألفاظ بعينها، حتى لو جئت بالمعنى أقبله.
أقول هذا لأن التصور مقدم على التصديق، وما دمت لم تتصور المناقشة تصوراً صحيحاً فأنى تحكم لأحدنا بالإنصاف وللآخر بالجور والاعتساف؟!.
ـ[أبو الحارث العامودي]ــــــــ[19 Jun 2009, 11:49 م]ـ
الأخ الكريم أبو الحسنات
هذا بعض كلامك: (إن قال: أنا لم أبحث إلا بناء على الخط، أما اللفظ فلم أبحث فيه. قيل له: فبحثك هذا ناقص، والأحسن ان تبقيه حبيساً حتى تبحث بناء على اللفظ فيصير بحثك كاملاً.
مثلاً: في المثال الذي ذكرته: " إبدأ عد الكلمات من بداية قصة أهل الكهف وحتى قوله تعالى: " ولبثوا في كهفهم" سوف تجد أن ما بعد كلمة كهفهم يأتي:" ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا". ويأتي أيضاً الكلمة 309 ".
لمعترض أن يقول: لماذا لم تعد بناء على اللفظ؟ هل لأن ملاحظتك هذه ستفسد؟.
فليس أمامك حينها إلا أن تأتي بنظير هذه الملاحظة بناء على العدد اللفظي، وإلا فأنت رجحت العد بناء على الرسم بلا مرجح)
وهذا بعض كلامه: (أنت تريد أن تنشأ الأبحاث كاملة، فتسأل لماذا اعتمدوا المكتوب ولم يعتمدوا الملفوظ!! وهذا منطق عجيب. والجواب ببساطة: لأنهم درسوا المكتوب فوجدوا فيه ما يلفت).
أخي هذا جدال لا أنصح أمثال البيراوي أن يستمر فيه.
ـ[محمد براء]ــــــــ[20 Jun 2009, 12:27 ص]ـ
لم أطلب منك أن تنسخ كلامي وكلامه وتلصقه، وإنما طلبت منك أين قلت أنا هذه العبارة: " وجدت كذا وفق المكتوب لماذا لا يكون وفق الملفوظ ".
ثم أين قال الأخ: " لأنه كذلك " ..
لأن من ينسب هذا الكلام لي وله لم يفهم شيئاً من المناقشة السابقة.
فأنا لا أقول له: " وجدت كذا وفق المكتوب لماذا لا يكون وفق الملفوظ ".
وإنما الإشكال الذي أوردته: أنه يلزم أصحاب الإعجاز العددي أن يبينوا من الإعجاز في العد وفق اللفظ نظير ما يبينونه في العد وفق الرسم، حتى لا يكون ترجيح أحدهما على الآخر ترجيح بلا مرجح.
فأجابني الأخ بأن المرجح أن ذلك أسهل لأن الخلاف في اللفظ موجود.
فقلت له: أصحاب الإعجاز تخطوا خلافات كثيرة وذكرت له أمثلة على ذلك
فلم يجبني عن هذا الإيراد، وإنما انشغل في الكلام على الأمثلة مع انها ليست مقصودة بالأصالة من كلامي.
وانتقل بعدَ ذلك للقول بأن المرجح هو أنهم بحثوا فوجودوا هذه النتائج، فلا يقال لهم لم تبحثوا في اللفظ والأمور التي لم تبحث كثير.
فأجبته بمشاركتي الأخيرة وأنا أنتظر جوابه
هذا اختصار للمناقشة، لعلك تفهمها الآن.(/)
أجمل ما قرأت من كتب المعاصرين في علوم القرآن
ـ[ناصر المطيري]ــــــــ[12 Jun 2009, 08:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد
قال الشيخ بكر ابو زيد رحمه الله <الحليه ص 75 > ان شرف العلم معلوم لعموم نفعه وشدة الحاجة إليه كحاجة البدن إلى الأنفاس , وظهور النقص بقدر نقصه , وحصول اللذة والسرور بقدر تحصيله.
ولهذا اشتد غرام الطلاب بالطلب , والغرام بجمع الكتب مع الانتقاء. انتهى كلامه رحمه الله
فمن هذا المنطلق احببت طرح هذا الموضوع لتعم الفائدة به ممتثلا بما قال الامام مسلم رحمه الله في مقدمة صحيحه أول من يصيبه نفع ذلك أياي خاصة قبل غيري من الناس لأسباب كثيرة.انتهى
تنبيه الرجاء من الاخوة عدم الزيادة على خمسة كتب.
وأسأل الله جل جلاله ان يوفق الجميع لما يحب ويرضى
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[12 Jun 2009, 11:07 م]ـ
المقدمات الأساسية في علوم القرآن لعبد الله الجديع من الكتب المعاصرة المتميزة.
ـ[عذب الشجن]ــــــــ[12 Jun 2009, 11:19 م]ـ
جميع مؤلفات العلامة الدكتور / عبدالرحمن الشهري .... (وما أكثرها)
ـ[ناصر المطيري]ــــــــ[12 Jun 2009, 11:29 م]ـ
نشكر المشايخ على مرورهم وإفادتهم
ـ[رأفت المصري]ــــــــ[13 Jun 2009, 12:50 ص]ـ
كتاب "إتقان البرهان" للعلامة الدكتور فضل عباس حفظه الله تعالى.
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[13 Jun 2009, 03:02 ص]ـ
المحرر في علوم القرآن، للشيخ الدكتور مساعد الطيار.
علوم القرآن بين البرهان والإتقان، للدكتور حازم حيدر.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Jun 2009, 05:17 ص]ـ
جميع مؤلفات العلامة الدكتور / عبدالرحمن الشهري .... (وما أكثرها)
سامحك الله على هذه السخرية من أخيك بوصفك له بما لا يستحق، ومع علمك أنه لا يوجد لي أي مؤلف. وحسبك (لا يسخر قوم من قوم).
وجواباً لأخي ناصر المطيري:
1 - النبأ العظيم للأستاذ الدكتور محمد عبدالله دراز. وجميع مؤلفاته قيمة جداً.
2 - محاضرات في علوم القرآن للأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد، وجميع مؤلفاته قيمة جداً.
3 - علوم القرآن الكريم وإعجازه للأستاذ الدكتور عدنان زرزور، الطبعة الأخيرة.
4 - فصول في أصول التفسير للدكتور مساعد بن سليمان الطيار. وجميع مؤلفاته قيمة جداً.
5 - البلاغة القرآنية في تفسير الزمخشري، للأستاذ الدكتور محمد محمد أبو موسى، وجميع مؤلفاته قيمة للغاية.
ـ[أحمد بوعود]ــــــــ[13 Jun 2009, 04:54 م]ـ
ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد
ـ[ناصر المطيري]ــــــــ[13 Jun 2009, 07:37 م]ـ
يا مشايخ بعض البشر الأولى عدم الرد عليه ولا مجاراته في الكلام
ونذكر بشروط التسجيل في الملتقى فإن المسلمون على شروطهم
ونشكر الشيخ عبدالرحمن على إفادته وما اكثر إفاداته
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[13 Jun 2009, 08:05 م]ـ
ينبغي لطالب العلم ولا سيما المتخصص في الدراسات القرآنية أن يعتني بكتب المتقدمين؛ لأهميتها، وجلالة قدر مؤلفيها، ولأن كثيراً من المعاصرين لم يأت بجديد عليها، ولكي يعرف رأي الأئمة الكبار في المسائل المختلف فيها.
وأما كتب المعاصرين فمن أمثلها - بالإضافة إلى ما ذكره الإخوة -: (دراسات في علوم القرآن) للأستاذ الدكتور فهد الرومي؛ حيث يتميز بالشمول، وسهولة العبارة، وجودة الترتيب، وتعدد المصادر، وحسن الإخراج.
وهو مقرر في كثير من الجامعات داخل المملكة وخارجها، وطبع طبعات كثيرة، اكتمل فيها عند الطبعة الثالثة عشرة، ولا أعلم أنه زاد عليها في الطبعات اللاحقة.
وقد طلبتُ من المؤلف حفظه الله - كما طلب غيري- أن يهذب الكتاب ليخفَّ حمله ويسهل استيعابه، ويقلَّ سعره على الطلاب، ولكنْ رأى المؤلف أن يبقى على صورته الحالية لكي تكون الزيادات والاستطرات الموجودة فيه مادةً إثرائية للأستاذ والطالب، وللمدرس الخيار في عدم تقرير بعض المفردات والمباحث على طلابه
ـ[ناصر المطيري]ــــــــ[13 Jun 2009, 09:51 م]ـ
نشكرك يا شيخ إبراهيم على إفادتك ولا شك فيما تقول
ولكن مع ذلك هناك بعض الكتب المعاصره خصوصا المحررة منها لا يستغنى عنها لأسباب لاتخفى على مثلك منها
التتبع والاستقراء لبعض المسائل
وتحرير بعض الاقوال التي تحتاج إلى تحرير
وغير ذلك من الاسباب
ـ[أبوإبراهيم الأشقر]ــــــــ[14 Jun 2009, 12:00 ص]ـ
حياكم الله أساتذتي الفضلاء
كتاب "التبيان لبعض المباحث المتعلقة بعلوم القرآن على طريق الإتقان"
للإمام العلامة الشيخ طاهر الجزائري الدمشقي (ت 1338هـ) _رحمه الله تعالى_
اعتنى به الشيخ/عبدالفتاح أبوغدة (ت 1417هـ) _رحمه الله_
ـ[أبو يوسف الثبيتي]ــــــــ[14 Jun 2009, 01:04 ص]ـ
شرح مقدمة التفسير للشيخ مساعد حفظه الله.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[14 Jun 2009, 02:47 ص]ـ
إضافة على التأكيد على كتاب النبا العظيم الذي ذكره أستاذنا المشرف العام، فقد وجدت كتاب (لمحات في علوم القرآن واتجاهات التفسير) لمؤلفه محمد الصبّاغ، من الكتب المعاصرة المركزة، الجديرة بالاطلاع والاستفادة، لشموله رغم وجازته واختصاره.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. عبدالرحمن اليوسف]ــــــــ[14 Jun 2009, 04:54 ص]ـ
كتاب: مباحث في علوم القرآن , للدكتور صبحي الصالح.
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[14 Jun 2009, 04:42 م]ـ
بارك الله فى الشيخ عبد الرحمن ورده إلينا سالماً،
وجزى الله صاحب الموضوع خيراً ومن شارك فيه مشاركة هادفة.
ـ[أبو أنس العبسي]ــــــــ[27 Jun 2009, 05:09 ص]ـ
المقدمات الأساسية في علوم القرآن للشيخ عبدالله الجديع، وبقية مؤلفاته جميلة التحرير والترتيب.
ـ[ناصر المطيري]ــــــــ[27 Jun 2009, 01:31 م]ـ
نشكر الإخوة على إفادتهم
ـ[سفير الغرباء]ــــــــ[27 Jun 2009, 01:41 م]ـ
لعل من الكتب النافعة كتاب (مباحث في علوم القرآن) لمناع القطان - رحمه الله -.
وكتاب (المحرر في علوم القرآن) للشيخ الفاضل: مساعد الطيار - نفع الله به و أطال عمره على طاعته -.(/)
تعريف الجمهور؟؟
ـ[أم عبداللطيف]ــــــــ[13 Jun 2009, 04:15 م]ـ
السلام عليكم
ماهو تعريف (الجمهور) إصطلاحاً؟؟
وهل الضابط فيه العدد؟ أم العمد؟!
وجزاكم الله خيراً
ـ[أم حذيفة]ــــــــ[08 Jul 2009, 03:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا جواب الشيخ السحيم وجدته في موقع المشكاة نقلته لعل فيه ما تبحثين عنه
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
قال الزمخشري: جمهور الناس معظمهم، وجَمْعُه: جماهير.
وفي الاصطلاح الفقهي: يُراد به ثلاثة من الأئمة الأربعة مُقابل واحد، وقد يُطلَق ويُراد به الأئمة الأربعة.
وسُئل الشيخ الشنقيطي عن الفرق بين قولنا: جمهور العلماء، وجماهير العلماء؟
فأجاب وفّقه الله: هذا مصطلح، فإذا قيل: الجمهور. فهم الثلاثة في مقابل الواحد من الأربعة، مثلاً الحنفية والمالكية والشافعية، يقولون: يجوز، والحنابلة قالوا: لا يجوز، تقول: قال الجمهور: يجوز، وتقصد الثلاثة في مقابل الواحد. وممكن أن تقول الجمهور، إذا كان خلاف بين الحنفية والمالكية من وجه، والشافعية والحنابلة مِن وجه، إلا أن أصحاب الشافعي مع الحنفية والمالكية، فحينئذٍ تقول: الجمهور، إذا انسحبوا واختاروا قول غير إمامهم ... وأما بالنسبة للجماهير فهذا مصطلح يقارب الإجماع، إذا قيل: جماهير العلماء. فيقصد به عامة العلماء، وهو يَكاد يُقَارِب الإجماع. اهـ.
والله تعالى أعلم.
الشيخ السحيم(/)
ملتقى أهل التفسير الأول بالرياض في جريدة الجزيرة
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[13 Jun 2009, 05:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
http://search.al-jazirah.com.sa/images/logo2opt_a.gif
مركز تفسير للدراسات القرآنية ينظم ملتقى أهل التفسير الأول بالرياض
http://search.al-jazirah.com.sa/2009jaz/jun/12/ln19.jpg
« الجزيرة» - خالد الحارثي
نظَّم مركز تفسير للدراسات القرآنية الملتقى الأول لأعضاء ملتقى أهل التفسير بالرياض مؤخراً بحضور عددٍ كبير من المتخصصين في الدراسات القرآنية والمهتمين بها.
ويأتي هذا الملتقى الذي نظمه مركز تفسير للدراسات القرآنية بالرياض باكورة سلسلة لقاءات دورية ينظمها المركز كل شهر تحت عنوان (ملتقى أهل التفسير) للمتخصصين في الدراسات القرآنية لمناقشة القضايا ذات البعد الإستراتيجي للتخطيط للارتقاء بالدراسات القرآنية وبرامجها وتحقيق الريادة في ذلك. وأوضح الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري رئيس مجلس إدارة مركز تفسير للدراسات القرآنية وأستاذ الدراسات القرآنية المساعد بجامعة الملك سعود أنه تم تحديد موعد الملتقى القادم يوم الثلاثاء 30 - 6 - 1430هـ لمناقشة موضوع (أولويات البحث العلمي في الدراسات القرآنية)، ويقدمه كل من الأستاذ الدكتور أحمد سعد الخطيب أستاذ القرآن وعلومه بجامعة الإمام، والدكتور محمد بن عبدالله الخضيري أستاذ الدراسات القرآنية المشارك بجامعة الإمام، وهما من أعضاء ملتقى أهل التفسير البارزين، مؤكداً أن المركز يسعى إلى الارتقاء بالدراسات القرآنية وبرامجها خلال السنوات الخمس القادمة.
هنا الرابط
http://search.al-jazirah.com.sa/2009jaz/jun/12/ln29.htm
ـ[سالم بن عمر]ــــــــ[13 Jun 2009, 06:46 م]ـ
ماشاء الله تبارك الله أسأل الله العظيم أن يبارك في ا لجهود
والحمد لله على نجاج اللقاء الأول
ونحن في انتظار اللقاء الثاني
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[13 Jun 2009, 07:38 م]ـ
ماشاء الله تبارك الله أسأل الله العظيم أن يبارك في ا لجهود
والحمد لله على نجاج اللقاء الأول
ونحن في انتظار اللقاء الثاني
نسأل الله التوفيق للجميع
وهي بداية جيدة لمثل هذه اللقاءات المهمة ...
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[17 Jun 2009, 09:40 م]ـ
التغطية الإعلامية مهمة قبل وأثناء وبعد اللقاء , ومن المتوقع أن يكون هناك تغطية تلفزيونية في اللقاء القادم إن شاء الله.(/)
فائدة العندية الاعتراضية في قوله سبحانه (إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما).
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[14 Jun 2009, 04:39 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
الشيوخ والإخوة الأفاضل: من المعلوم كقاعدة: أن الزيادة في المبنى يقابلها زيادة في المعنى، والعندية هنا بحكم اعتراضها وما تطرحه العبارات أو الجمل الاعتراضية من دلالات ومعان، تحتاج إلى توقف، ربما على غير المألوف المشهور، وتُخرِج استنباطا يحتاج إلى مزيد مناقشة وقوة بيان، حدا بي إلى طرحه بين يديكم علّ من يتفضل منكم بدراسته والحكم عليه تأييدا أو ردا بقوة حجة وعميق بيان، والأمر -إخوتي الأحبة- يتوقف على معنى العندية في الآية الكريمة، ولِمَ جاءت في هذا الموضع وما دلالات مجيئها هنا تحديدا؟!
فمما لاشك فيه أن كل حرف أو كلمة في القرآن، وضعت بميزان إلاهي ببناء رباني محكم، تحمل في مواضعها الذي وضعت فيه، معان عميقة ودلالات بيانية دقيقة، عرفها من عرفها بفضل الله وتأييده، وجهلها من جهلها لإرادة الله وحكمته، تتدخل مكونات كثيرة في بيانها، ولعل الزمن أحد هذه العناصر، والواقع -كما هو حال سبب النزول- من أركانها.
ففي الآية الكريمة {وَقَضَى? رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُو?اْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِ?لْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ ?لْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً} الاسراء:23. ظاهرا لا يغير سياق الآية معناها خاليا من العندية، وبتتبع الكثير من التفاسير من القرن الثاني إلى قرننا الخامس عشر الهجري، لم أجد متوقفا -حتى عند من يهتم بالمعاني اللغوية والدلالات البلاغية من أهل السنة وغيرهم- عند دلالة العبارة، سوى معناها العام الظاهر المعروف المتمثل في قولهم:" خصّ حالة الكبر لأنها الحالة التي يحتاجان فيها إلى بِرّه لتغيّر الحال عليهما بالضّعف والكبر؛ فألزم في هذه الحالة من مراعاة أحوالهما أكثر مما ألزمه من قبل، لأنهما في هذه الحالة قد صارا كَلاًّ عليه، فيحتاجان أن يَلِيَ منهما في الكبر ما كان يحتاج في صغره أن يلِيَا منه؛ فلذلك خصّ هذه الحالة بالذكر. وأيضاً فطول المكث للمرء يوجب الاستثقال للمرء عادة ويحصل الملل ويكثر الضجر فيظهر غضبه على أبويه وتنتفخ لهما أوداجه، ويستطيل عليهما بدالّة البنوّة وقلّة الديانة، وأقلّ المكروه ما يظهره بتنفسه المتردَّد من الضجر. وقد أمر أن يقابلهما بالقول الموصوف بالكرامة، وهو السالم عن كل عيب فقال: «فَلاَ تَقُلْ لَهُمَا أفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً». (والقول للإمام القرطبي ت671هـ رحمه الله، وهو أقرب المعاني التي وجدتها لما نريد قوله لمناقشته).
ولا أظن غير الإجماع في إثم من خالف المعنى العام للآية واقترف مع والديه أو أحدهما مانهت عنه، خارقا البر المأمور به اتجاههما.
ولو نظرنا إلى السنة الشريفة لانبهرنا من تركيزها في بعض نصوصها المتعددة على نفس العبارة من مثل قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:" إن كعب بن عُجْرة رضي الله عنه قال قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: " أحضروا المنبر فلما خرج رَقِيَ (إلى) المنبر، فرقي في أوّل درجة منه قال آمين ثم رقي في الثانية فقال آمين ثم لما رقي في الثالثة قال آمين، فلما فرغ ونزل من المنبر قلنا: يا رسول الله، لقد سمعنا منك اليوم شيئاً ما كنا نسمعه منك؟ قال: «وسمعتموه»؟ قلنا نعم. قال: إن جبريل عليه السلام اعترض قال: بَعُد من أدرك رمضان فلم يغفر له فقلت آمين فلما رَقِيت في الثانية قال بَعُدَ من ذُكرتَ عنده فلم يصل عليك فقلت آمين فلما رقيت في الثالثة قال بَعُدَ من أدرك عنده أبواه الكبرَ أو أحدُهما فلم يُدخلاه الجنة قلت آمين ". (كتاب بر الوالدين صحيح البخاري رحمه الله).
ولا غرابة أوليسا من مشكاة واحدة. ولكن لماذا كل هذا الحرص على العندية؟!.
وحتى لا أطيل: فماداما في كنفك وعندك في آخر عمرهما، تأثم إثما بالغا يتلاءم مع المعاناة المادية عموما طوال فترة رعايتك في أول عمرك، والمعاناة المعنوية النفسية المؤلمة خصوصا حين انتقلوا إلى رعايتك في آخر عمرهما، بمجرد قولك أف المقصودة، وبالأولى ماتجاوزها قولا وعملا ممقوتا.
ومن منطلق مفهوم المخالفة: ماداما ليسا عندك، وأنت في رعايتهما عندهما، وهما المسؤلان عنك، فأنت خارج دائرة الإثم المغلظ، مالم تقصد وتتعمد الإساءة، وكانت أف أو رفع الصوت طارئ نفسي وغضب وقتي، تمحوه بطلب السماح منهما، ويغفره التذلل والتقرب إليهما، وهو دلال من فلذة كبدهما، قلبهما راض عنه، وعقلهما غير منكر له.
راجيا من أساتذتي وإخوتي المناقشة العلمية، ورد هذا الاستنباط محاججة، أو موافقته تدليلا، وهو تأمل لست معه أو ضده، فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان، وأستغفر الله إن كان ثمة محظور وقعت فيه، ووفقني الله وإياكم للتأمل في كتابه العزيز في دائرة التفكر المشروع، والله الهادي إلى سواء السبيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[15 Jun 2009, 01:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ محمد، وعلمني وإياك العلم النافع ودونك هذه المسامرة وأنت تعلمهما ـ إن شاء الله ـ مقدما.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[15 Jun 2009, 01:40 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
ومن منطلق مفهوم المخالفة: ماداما ليسا عندك، فأنت خارج دائرة الإثم المغلظ،.
جزاك الله خيرا يا شيخ محمد عمر فقد قلت قولا بليغا.
لكن مفهوم المخالفة هنا لا يمكن لفساد معناه إذ الله تعالى لا يأمر بالفحشاء، ومن الفحش أن نقول للابن قل لهما أف أو انهرهما لعدم وجودهما عندك في بيتك أو معيشتك أو حفظك ........
وهذا مثاله في القرآن والسنة النبوية كثير.
منه قوله تعالى: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} التوبة80
وقوله تعالى: { .. وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً} النساء23
وقوله تعالى: { .. وَلاتُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} {النور33}
وقوله صلي الله عليه وسلم في الحديث الصحيح " مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْلَ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ"
ومن ثوابت هذا الباب بيان أن هناك من الآيات والأحاديث ما لا مفهوم له وقد أفاض فيه العلماء من ناحية الوصف أو الشرط أو العدد أو .....................
والله الموفق والمستعان
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[15 Jun 2009, 02:56 ص]ـ
لكن مفهوم المخالفة هنا لا يمكن لفساد معناه إذ الله تعالى لا يأمر بالفحشاء، ومن الفحش أن نقول للابن قل لهما أف أو انهرهما لعدم وجودهما عندك في بيتك أو معيشتك أو حفظك ........
جزاك الله خيرا أستاذي الحبيب ورعاك.
وأشكر لك كريم مداخلتكم القيمة، وماكان لسقيم ضعيف مثلي أن يذهب بل ان يخطر مجرد خاطرة،المعنى الذي ذكرت أعلاه.
وإذا أذنتم لي أود التوضيح لبعض النقاط وماقصدته في بعض الجوانب، وماقيدته في أخرى، بحيث أشرت في بداية الموضوع إلى الربط الزمني واختلاف البيئات والثقافات وإن تلميحا، فأبناء اليوم في سلوكهم وثقافاتهم وكذلك الأباء إلا قليلا ربما لا يُعد كبيرا عندهم ما كان عند من هم قبلهم، وقد حرصت كثيرا على التقييد في معرض الاستنباط المتواضع على الجانب النفسي وما ألف من السلوك اليومي الواقعي، على القول: مالم تقصد وتتعمد الإساءة، وكانت أف أو رفع الصوت طارئ نفسي وغضب وقتي، فالكثير الكثير من الأبناء في هذا العصر يتذمرون ويرفعون أصواتهم اعتراضا او رفضا وغالبا تعبيرا عن الانفعال اللحظي، وهم في كل ذلك لا يتعمدون الإساءة، أو يتقصدون المعصية، كأن تطلب الأم -مثلا- من ابنها أو ابنتها القيام بعمل ما، حين عودته أو عودتها من الجامعة أو نحوه، فتنفجر أو ينفجر بالقول: أوووووه لا استطيع الآن، ونجد الأب أو الأم يتحمل ذلك، من منطلق إدراكهما أنه قول عابر وانفعال نفسي حادث، يزول في فترة وجيزة، بل وتجد حَسَنَ الأدب منهم يندم ويأتي مقبلا رأسهما، والقيام بطلبهما.
فما عنيته من لا يتعمد معصيتهما، وهو في حقيقته بار بهما. وقلبهما عنه راض، ويعتبران هذا سلوكا طارئ فيه تعبير عن تدلل من بهجة نفسهما، وخطأ لا يعزب عن قوله سبحانه (ربنا لا توآخذنا إن نسينا أو اخطأنا .. ). فلا إثم إذا، لأن الإصرار منتف اصلا. والقلب راض قبل كل شيئ. بعكس الأول الذي يغرز سكاكينه في القلب، ويقطع نياطه ألما، فينكسر حزينا نادما، ويغضب، فيسخط لأجله الرب.
ولماكان القرآن الكريم الكتاب المعجز المتحكم في سير الدين الخالد ومستلزماتهعية والاجتماعية ونحوه، فلا شك أنه يتلاءم مع كل عصر ومصر، غير متجاهل المقاصد التشريعية، ولا الجوانب النفسية، بل هومستوعب لجميع القضايا دون استثناء.
ولزيادة التوضيح، من باب معرفة السبب .. ، فقد وجدت من البعض من ينزل أقصى الأحكام الشرعية وهو ليس بفقيه ولا مفتي، على مثل من وقع من الأبناء في مثل هذا السلوك الغير مقصود كما بيناه، غير متأمل لمقاصد الدين، ولا تفاصيل المسألة، فقط كلمة حرام، وهو من أهل النار، وعليه غضب الله ولعنته، كلمات جاهزة للكثير مما يمر على سمعه ويحدث في حياة المسلمين اليومية.
وعليه: وكما بينتم -شيخنا الفاضل- إن الله لا يأمر بالفحشاء، فلا يقول عاقل هما ليس عندك فقل وانهر كما شئت، ولكن إن حدث شيء من ذلك غير مقصود، والجوانب النفسية تدرك ذلك، وهي غير منكرة له، فدائرة الإثم ضيقة مغلظة، فلا ندخل فيها ماليس منها، والله أعلم.
ولا زلت أقول هو تأمل بسيط لا أدعي صوابه، وهو ماحدا بي لطرحه بين أيديكم اساتذتي الأفاضل لتقوموه، وتصلحوا اعوجاجه، إن كان ثمة زلة استغفر الله منها، ووفق الله الجميع لكل مايحبه ويرضاه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[15 Jun 2009, 11:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
الشيخ الكريم
قال تعالى:
{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً} (الإسراء:23)
أخرج الإمام مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " رَغِمَ أَنْفُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ قِيلَ مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا فَلَمْ يَدْخُلْ الْجَنَّةَ "
والخطاب في الآية الكريمة والحديث الشريف موجه للمكلف البالغ العاقل، أيا كان عمره أليس كذلك، فقد يبلغ أحد الوالدين الكبر والابن مراهق لم يبلغ العشرين، فهل يخرج بذلك من الحد الذي حده الخطاب، طبعا وكما هو معروف لا يخرج؟
قال الماوردي:
" {إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما} فيه وجهان:
أحدهما: يبلغن كبرك وكما عقلك.
الثاني: يبلغان كبرهما بالضعف والهرم." أهـ
وما قاله الماوردي يرد عليه ما قلته سابقا من أن الوالدين قد يبلغا الكبر والابن في الثامنة عشر مثلا، وكان ولا زال من هم في السادسة عشر أو السابعة عشر تناط إليهم مهام عظام وتوكل إليهم، وهذه النقطة أشرت إليها للدلالة على كمال العقل، هذا طبعا إن قصد الماوردي من قوله (كبرك) التقدم في السن أكثر.
أما بالنسبة لحالنا اليوم،فحالنا هو الذي يحتاج لمراجعة ووقفة مع بعض جوانبه كالمناهج والإعلام وطريقة التربية التي تقزم الأبناء وتؤخر الثمرة المرجوة منهم، والتي تساعدهم في خدمة أنفسهم ومجتمعهم، فوا أسفي على هذا الجيل إلا من رحم الله فلن تخلوا بإذن الله لأنها لن تخرب كما أراد الله تعالى.
*وفي ما قاله ابن عاشور تأكيد لما قلته وهو فيما يلي والله أعلم وأحكم:
"والخطاب ب {عندك} لكل من يصلح لسماع الكلام فيعم كل مخاطب بقرينة سبق قوله: {ألا تعبدوا إلا إياه}، وقوله اللاحق {ربكم أعلم بما في نفوسكم} [الإسراء: 25].
وقال:
والخطاب لغير معين مثل قوله: {إما يبلغن عندك الكبر} [الإسراء: 23].
والعدول عن الخطاب بالجمع في قوله: {ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين} [الإسراء: 25] الآية إلى الخطاب بالإفراد بقوله: {وآت ذا القربى} تفنن لتجنب كراهة إعادة الصيغة الواحدة عدة مرات، والمخاطب غير معين فهو في معنى الجمع. والجملة معطوفة على جملة {ألا تعبدوا إلا إياه} [الإسراء: 23] لأنها من جملة ما قضى الله به.
وقال:
{وبالوالدين} متعلق بقوله؛ {إحساناً}، والباء فيه للتعدية يقال: أحسن بفلان كما يقال أحسن إليه، وقد تقدم قوله تعالى: {وقد أحسن بي} في سورة [يوسف: 100]. وتقديمه على متعلقه للاهتمام به، والتعريف في الوالدين للاستغراق باعتبار والدي كل مكلف ممن شملهم الجمع في ألا تعبدوا}." أهـ
ـ[أبو المهند]ــــــــ[15 Jun 2009, 02:34 م]ـ
..... فما عنيته من لا يتعمد معصيتهما، وهو في حقيقته بار بهما. وقلبهما عنه راض، ويعتبران هذا سلوكا طارئ فيه تعبير عن تدلل من بهجة نفسهما، وخطأ لا يعزب عن قوله سبحانه (ربنا لا توآخذنا إن نسينا أو اخطأنا .. ). فلا إثم إذا، لأن الإصرار منتف اصلا. والقلب راض قبل كل شيئ. ................................ فقد وجدت من البعض من ينزل أقصى الأحكام الشرعية وهو ليس بفقيه ولا مفتي، على مثل من وقع من الأبناء في مثل هذا السلوك الغير مقصود كما بيناه، غير متأمل لمقاصد الدين، ولا تفاصيل المسألة، فقط كلمة حرام، وهو من أهل النار، وعليه غضب الله ولعنته، كلمات جاهزة للكثير مما يمر على سمعه ويحدث في حياة المسلمين اليومية.
لا أدري يا شيخ محمد لماذا لم أتشرف بالإشراف العلمي على أمثالك، فلو كان الأمر بيدي لمنحتك الدرجة على فقرة مما تكتب فضلا عن موضوع أو موضوعات دون التقيد بشيء علمي آخر.
وبعد استيعاب ما تفضلت به أقول:
لو وُزنَّا بمنطق الأفِّ من كونه يدخل النار مع الفجار ما دخل واحد منا الجنة، ولقيدتُ على رأس المطلوبين إلى النار والعياذ بالله.
كما أنه لا يخال على حصافتكم أنكم أتيتم بالبراهين والحجج التي تبين أن الإصرار وعدم الاكتراث بمقام الوالدين عليهما مدار العقاب.
أما مثل ما أوردتم من " نفخات يومية أو لحظية من غِرّ أو حدث " ففي اليوم قد تحدث ملايين المرات، والسماح حاصل من الأباء وبالتبعية عندما يكون الأبناء آباء فإنهم ـ أيضا ـ يسامحون والله الخالق سبحانه عفو غفور ودود.
ومن وجهة نظري الأمر ينحصر في مقام الترهيب والنذارة حتى لا يشب الصبي لعَّانا أو متبجحا أو متأففا فيتسع الخرق على الراقع.
وبما ان الأف وقعت في حق بشر
وحقوق البشر مدار غفرها العفو ممن حدثت له فلا مشاحة في القضية.
ولعل من يتحدث بالويل والثبور وعظائم الأمور على صاحب الأف قد اصطلى بنارها من عاقل بالغ فاهم تحول حاله إلى عاق كنود.
ولكن يا دكتور محمد ليس كل ما نفصلِّه الآن يقال للعوام لحديث البخاري:" أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ مَنْ لَقِيَ اللَّهَ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ.
قَالَ أَلا أُبَشِّرُ النَّاسَ؟
قَالَ: لا إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَّكِلُوا".
كلامك طيب مقنع لكن ـ من وجهة نظري ـ عندما يبتعد عن مفهوم المخالفة ويقترب من مقاصد الشريعة وأصولها الأصيلة.
هذه وجهة فهي ونحن جميعا مع الدليل ندور معه حيث دار.
والله يرعاك ويكتب لك الأجر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 Jun 2009, 03:19 م]ـ
لما وقفت على هذا الحوار الجميل بين الأخوين الكريمين، الشيخ محمد والدكتور خضر، ثار في نفسي ما ثار من الشجون وتذكرت قول الحق تبارك وتعالى:
(رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا) الإسراء (25)
وأحسبها تصب فيما ذهب إليها الشيخ محمد ووافقه عليه أخيرا الدكتور خضر.
ثم وقفت على كلام العلامة بن عاشور رحمه الله على الآية في تفسيره فإذا هي تجلي لنا سعة رحمة الله وكيف أن شرعه جاء متوافقا مع طبيعة الضعف والجهل والتقصير الذي جبل عليه الإنسان، يقول رحمه الله:
"تذييل لآية الأمر بالإحسان بالوالدين وما فصل به، وما يقتضيه الأمر من اختلاف أحوال المأمورين بهذا الأمر قبل وروده بين موافق لمقتضاه ومفرط فيه، ومن اختلاف أحوالهم بعد وروده من محافظ على الامتثال، ومقصر عن قصد أو عن بادرة غفلة.
ولما كان ما ذكر في تضاعيف ذلك وما يقتضيه يعتمد خلوص النية ليجري العمل على ذلك الخلوص كاملاً لا تكلف فيه ولا تكاسل، فلذلك ذيله بأنه المطلع على النفوس والنوايا، فوعد الولد بالمغفرة له إن هو أدى ما أمره الله به لوالديه وافياً كاملاً. وهو مما يشمله الصلاح في قوله: {إن تكونوا صالحين} أي ممتثلين لما أمرتم به. وغير أسلوب الضمير فعاد إلى ضمير جمع المخاطبين لأن هذا يشترك فيه الناس كلهم فضمير الجمع أنسب به.
ولما شمل الصلاح الصلاح الكامل والصلاح المشوب بالتقصير ذيله بوصف الأوابين المفيد بعمومه معنى الرجوع إلى الله، أي الرجوع إلى أمره وما يرضيه، ففهم من الكلام معنى احتباك بطريق المقابلة. والتقدير إن تكونوا صالحين أوابين إلى الله فإنه كان للصالحين محسناً وللأوابين غفوراً. وهذا يعم المخاطبين وغيرهم، وبهذا العموم كان تذييلاً.
وهذا الأوْب يكون مطرداً، ويكون معرضاً للتقصير والتفريط، فيقتضي طلب الإقلاع عما يخرمه بالرجوع إلى الحالة المرضية، وكل ذلك أوْب وصاحبه آيِب، فصيغ له مثال المبالغة (أواب) لصلوحية المبالغة لقوة كيفية الوصف وقوة كميته. فالملازم للامتثال في سائر الأحوال المراقب لنفسه أواب لشدة محافظته على الأوبة إلى الله، والمغلوب بالتفريط يؤوب كلما راجع نفسه وذكر ربه، فهو أواب لكثرة رجوعه إلى أمر ربه، وكل من الصالحين.
وفي قوله: {ربكم أعلم بما في نفوسكم} ما يشمل جميع أحوال النفوس وخاصة حالة التفريط وبوادر المخالفة. وهذا من رحمة الله تعالى بخلقه.
وقد جمعت هذه الآية مع إيجازها تيسيراً بعد تعسير مشوباً بتضييق وتحذير ليكون المسلم على نفسه رقيباً."
التحرير والتنوير - (ج 8 / ص 213)
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[15 Jun 2009, 07:22 م]ـ
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد:
هذه المناقشة تذكرني بقضية، وهي أن المفتي وإن كان مطالب بأن يتحرى يسر الدين في فتواه إلا أنه لابد أن يوضح للسائل الحقيقة ويريه الصورة الحقيقية للأمور مع ذلك، فمن يضمن عمر العاق، ومن يضمن رضى قلب الوالدين فالقلوب بيد الرحمن، وانظروا ما فعل الله تعالى بابن الصالحين لأجلهم:
{وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً} (الكهف80)
ومن يضمن سكوت الوالدين عند الغضب وعدم دعاؤهم على من عقهم من الأولاد.
وقد أجمعت الأمة على حرمة العقوق وأنه من الكبائر المتفق عليها.
وقدأخرج البخاري في صحيحه عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
"ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكَبَائِرَ أَوْ سُئِلَ عَنْ الْكَبَائِرِ فَقَالَ الشِّرْكُ بِاللَّهِ وَقَتْلُ النَّفْسِ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ فَقَالَ أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ قَالَ قَوْلُ الزُّورِ أَوْ قَالَ شَهَادَةُ الزُّورِ قَالَ شُعْبَةُ وَأَكْثَرُ ظَنِّي أَنَّهُ قَالَ شَهَادَةُ الزُّورِ"
ومن عقوبة العاق لوالديه في الدنيا:
1 - يضيَّق عليه في رزقه وإن وسِّع عليه فمن باب الاستدراج.
2 - لا يُنسأ له في أجله كما ينسأ للبار لوالديه والواصل لرحمه.
3 - لا يُرفع له عمل يوم الخميس ليلة الجمعة.
4 - لا تفتح أبواب السماء لعمله.
5 - يبغضه الله.
6 - يبغضه أهله وجيرانه.
7 - يخشى عليه من ميتة السوء.
8 - يلعنه الله وملائكته والمؤمنون.
9 - لا يستجاب دعاؤه.
10 - تعجل له العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له يوم القيامة.
11 - يعقه أبناؤه وأحفاده.
ب. في الآخرة:
1 - لا يدخل الجنة إن كان من الموحدين مع أول الداخلين.
2 - لا ينظر الله إليه وإن دخل الجنة. قال صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة، والديوث"79، وفي رواية: "لا يدخل الجنة منان، ولا عاق، ولا مدمن خمر". وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "رَغِمَ أنفه، ثم رغم أنفه، ثم رغم أنفه"، قيل: من يا رسول الله؟ قال: "من أدرك والديه عند الكبر أوأحدهما ثم لم يدخل الجنة".80 وعن جبير بن مطعم رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يدخل الجنة قاطع"81، وفي رواية: "قاطع رحم".
" منقول "
نعم لابد من الوضوح فالعاق سيخسر الدنيا والدين إذا لم يتدارك نفسه قبل فوات الأوان، والله أعلم وأحكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 Jun 2009, 08:52 م]ـ
أبو الأشبال حفظك الله ورعاك وجعلنا وإياك من البارين
الحديث ليس عن العقوق أيها الحبيب، ولكن الحديث عن ذلك التقصير الذي لايسلم منه أحد إلا من رحم الله.
الحديث عن حال ذلك الشخص لا يزال يعيش في كنف والديه ينعم بحنانهما وحدبهما وخوفهما عليه وربما بلغ عقده الثالث وهو لا يزال كذلك، ثم تصدر منه بعض الهنات في جدل عابر أو خصومة عابرة وقد يغضبهما بعض الغضب لا يلبث أن يتلاشى وينسى، هل يسوى بينه وبين ذلك الذي يعيش والداه أو أحدهما في كنفه قد رق عظمهما ووهنت قوتهما وهما في أمس الحاجة إلى حبه وعطفه وحنانه ثم يجدا منه أف أو ما فوق أف؟
لا شك أخي الكريم أن تعويد الشخص وتربيته على البر هو المطلوب لأن في ذلك خير له ولوالديه.
ولكن الحكمة تقتضي أن يتغاضى الأبوان عن بعض الهنات والسقطات وبخاصة إذا كان الولد خيره يغلب شره ومحاسنه تغلب على ما يكره منه، والحكيم والموفق من أعان أبناءه على بره.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[16 Jun 2009, 05:25 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
أخي الكريم الحجازي حفظكم الله وجميع أعضاء الملتقى، و هدانا الله وإياك إلى ما يحب ويرضى وأعاننا على بر من له حق علينا وأولهم الوالدين حفظهم الله تعالى.
الحديث عن هذا الأمر ألا وهو البر سيمر في طرق ومنعطفات ووقفات، ونحن لابد أن نفرق بين الخطاب الموجه للوالدين والخطاب الموجه للولد.
فالولد لابد أن يحتال ويتحين الفرص لإرضاء والديه ويدعو الله أن يعينه على ذلك فلأمر سهل على الموفق المعان، ولابد أن لا يلتفت لبشريتهم التي تستلزم عدم كمالهم، فالكمال لله وحده، وإذا تخيلنا أن الولد موظف فما هو تصرفه مع مديره، تراه في السن الذي ذكرته مهذب لبق ذكي في تعامله مهما كان المدير شرسا، والوالدين أحق بذلك وأولى وببرهم في وقت قليل سيدير مديره بإذن الله تعالى، هذا هو الموفق.
يقول حبر الأمة وترجمان القران عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: ثلاث أيات مقرنات بثلاث لا تقبل واحدة بغير قرينتها ...
1) "و أطيعوا الله و أطيعوا الرسول " [التغابن: 12] فمن طاع الله ولم يطع الرسول لم يقبل منه ...
2) " وأقيموا الصلاة وآتو الزكاة " [البقرة: 43] فمن صلى ولم يزك لم يقبل منه ...
3) " إن اشكر لي ولوالديك " [لقمان: 14] فمن شكر لله ولم يشكر لوالديه لم يقبل منه. ومن ثم فهذه نصيحة ــ في هذا الأمر العظيم ــ أوجهها لنفسي ولكل من يطلع عليها من أخواني المسلمين. (1) "
والحمد لله من رحمة الله أن الوالدين يغلب عليهم العطف والرحمة، والله سبحانه أرحم منهم بعباده الأبناء فيمهلهم ويضع في طريقهم ما يذكرهم.
أما بالنسبة للوالدين وحقوق الأبناء عليهم، فحق الأبناء يستلزم منهم تربيتهم وفق ما أرشدهم إليه الذكر الحكيم، فيرحم الوالدين أبناءهم من التشتت والضياع في بنيات الطريق، وإذا فرضنا أن الوالدين لم يوفقا في ذلك، وقد هدي الابن إلى الطريق القويم فالهادي هو الله تعالى، هل نقول له اخسر هذا الكنز ألا وهو بر الوالدين في ما ليس فيه معصية للخالق؟ طبعا أنت لا تقصد هذا المنعطف، ولكن ما أردته هو أن أشرح معنى رحمة الوالدين كما أفهمه، وأكملت حتى لا تكون الفكرة مبتورة، يقول أحد الكتاب:
• همسة للوالدين:
يأيها الآباء ساعدو أبنائكم على بركم .. نعم إن للوالدين يد طولى في بر أبنائهما لهما .. من حسن تربية وعناية .. ودعاء ومحافظة عليهم .. ولهذا كان لزاما على الأب المسلم ألام المسلمة أن يحميا أولادهما من هذا العقاب الشديد (عقاب العقوق) عند الله تعالى ...
بان يربيا أبناءهما تربية حسنة فيعرفانهم حدود الله .. واسباب غضبه ومقته ويساعدونهم ويعينوهم على برهما ..
روى الشعبي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: " رحم الله والداً أعان ولده على بره " .. وهذا هشام بن حسان يقول: قال: سعيد بن جبير: أني لأ زيد في صلاتي من اجل ابني هذا قال هشام: رجاء أن يحفظ فيه ... (1)
ـــــــــــــــــــــــــ
1 -
http://www.saaid.net/Doat/almueidi/5.htm
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[17 Jun 2009, 01:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(يُتْبَعُ)
(/)
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
الشيخ الكريم
قال تعالى:
{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً} (الإسراء:23)
أخرج الإمام مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " رَغِمَ أَنْفُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ قِيلَ مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا فَلَمْ يَدْخُلْ الْجَنَّةَ "
والخطاب في الآية الكريمة والحديث الشريف موجه للمكلف البالغ العاقل، أيا كان عمره أليس كذلك، فقد يبلغ أحد الوالدين الكبر والابن مراهق لم يبلغ العشرين، فهل يخرج بذلك من الحد الذي حده الخطاب، طبعا وكما هو معروف لا يخرج؟
قال الماوردي:
" {إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما} فيه وجهان:
أحدهما: يبلغن كبرك وكما عقلك.
الثاني: يبلغان كبرهما بالضعف والهرم." أهـ
وما قاله الماوردي يرد عليه ما قلته سابقا من أن الوالدين قد يبلغا الكبر والابن في الثامنة عشر مثلا، وكان ولا زال من هم في السادسة عشر أو السابعة عشر تناط إليهم مهام عظام وتوكل إليهم، وهذه النقطة أشرت إليها للدلالة على كمال العقل، هذا طبعا إن قصد الماوردي من قوله (كبرك) التقدم في السن أكثر.
أما بالنسبة لحالنا اليوم،فحالنا هو الذي يحتاج لمراجعة ووقفة مع بعض جوانبه كالمناهج والإعلام وطريقة التربية التي تقزم الأبناء وتؤخر الثمرة المرجوة منهم، والتي تساعدهم في خدمة أنفسهم ومجتمعهم، فوا أسفي على هذا الجيل إلا من رحم الله فلن تخلوا بإذن الله لأنها لن تخرب كما أراد الله تعالى.
*وفي ما قاله ابن عاشور تأكيد لما قلته وهو فيما يلي والله أعلم وأحكم:
"والخطاب ب {عندك} لكل من يصلح لسماع الكلام فيعم كل مخاطب بقرينة سبق قوله: {ألا تعبدوا إلا إياه}، وقوله اللاحق {ربكم أعلم بما في نفوسكم} [الإسراء: 25].
وقال:
والخطاب لغير معين مثل قوله: {إما يبلغن عندك الكبر} [الإسراء: 23].
والعدول عن الخطاب بالجمع في قوله: {ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين} [الإسراء: 25] الآية إلى الخطاب بالإفراد بقوله: {وآت ذا القربى} تفنن لتجنب كراهة إعادة الصيغة الواحدة عدة مرات، والمخاطب غير معين فهو في معنى الجمع. والجملة معطوفة على جملة {ألا تعبدوا إلا إياه} [الإسراء: 23] لأنها من جملة ما قضى الله به.
وقال:
{وبالوالدين} متعلق بقوله؛ {إحساناً}، والباء فيه للتعدية يقال: أحسن بفلان كما يقال أحسن إليه، وقد تقدم قوله تعالى: {وقد أحسن بي} في سورة [يوسف: 100]. وتقديمه على متعلقه للاهتمام به، والتعريف في الوالدين للاستغراق باعتبار والدي كل مكلف ممن شملهم الجمع في ألا تعبدوا}." أهـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم (أبو الأشبال)، شاكرا لك كريم التأصيل، مقدراجميل التنبيه المثمر بإذن الله، مثمنا قوة الاستشعار وإدراك المسؤلية المحققة للمناط في عموم آيات البر، بما ينعكس - حال تفعيلها من الجميع- في رقي المجتمعات الإسلامية بما يتوازى في تكامل ديناميكي والتعاليم الشرعية السامية.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[19 Jun 2009, 10:30 ص]ـ
لا أدري يا شيخ محمد لماذا لم أتشرف بالإشراف العلمي على أمثالك، فلو كان الأمر بيدي لمنحتك الدرجة على فقرة مما تكتب فضلا عن موضوع أو موضوعات دون التقيد بشيء علمي آخر.
وبعد استيعاب ما تفضلت به أقول:
لو وُزنَّا بمنطق الأفِّ من كونه يدخل النار مع الفجار ما دخل واحد منا الجنة، ولقيدتُ على رأس المطلوبين إلى النار والعياذ بالله.
كما أنه لا يخال على حصافتكم أنكم أتيتم بالبراهين والحجج التي تبين أن الإصرار وعدم الاكتراث بمقام الوالدين عليهما مدار العقاب.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما مثل ما أوردتم من " نفخات يومية أو لحظية من غِرّ أو حدث " ففي اليوم قد تحدث ملايين المرات، والسماح حاصل من الأباء وبالتبعية عندما يكون الأبناء آباء فإنهم ـ أيضا ـ يسامحون والله الخالق سبحانه عفو غفور ودود.
ومن وجهة نظري الأمر ينحصر في مقام الترهيب والنذارة حتى لا يشب الصبي لعَّانا أو متبجحا أو متأففا فيتسع الخرق على الراقع.
وبما ان الأف وقعت في حق بشر
وحقوق البشر مدار غفرها العفو ممن حدثت له فلا مشاحة في القضية.
ولعل من يتحدث بالويل والثبور وعظائم الأمور على صاحب الأف قد اصطلى بنارها من عاقل بالغ فاهم تحول حاله إلى عاق كنود.
ولكن يا دكتور محمد ليس كل ما نفصلِّه الآن يقال للعوام لحديث البخاري:" أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ مَنْ لَقِيَ اللَّهَ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ.
قَالَ أَلا أُبَشِّرُ النَّاسَ؟
قَالَ: لا إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَّكِلُوا".
كلامك طيب مقنع لكن ـ من وجهة نظري ـ عندما يبتعد عن مفهوم المخالفة ويقترب من مقاصد الشريعة وأصولها الأصيلة.
هذه وجهة فهي ونحن جميعا مع الدليل ندور معه حيث دار.
والله يرعاك ويكتب لك الأجر
آمين وإياكم شيخنا الفاضل.
وتالله لقد أخجلتم تلميذكم بكريم ثنائكم، وأحسب عين الرضا مبعثه، وكريم الخلق معدنه، فجزاكم الله خيرا على حسن ظنكم.
والأمر في مجمله كما بينتم أستاذنا منحصر في" في مقام الترهيب والنذارة حتى لا يشب الصبي لعَّانا أو متبجحا أو متأففا فيتسع الخرق على الراقع".
وكلي موافقة لفضيلتك في أن ماتم تفصيله لا يقال للعوام، بل وفي ما هو أقل من ذلك، وإن مما شجعني المكانة العلمية المرموقة للملتقى وأحسب غالبية الداخلين إليه من ذوي الكفاءة والتخصص.
والحق معك أستاذي في الاقتراب من المقاصد، ولإزالة اللبس، ولما تفضلتم ببيانه -شيخنا- فإني أسحب الاعتماد على المصطلح الأصولي في مفهوم المخالفة، مؤكدا على خروج الموصوف من دائرة الإثم، الذي هو المقصد في دخول العندية، بدليل ورودها اعتراضا، متلازمة بمجيء الأمر -حينها- (فلا تقل لهما ... ) والله تعالى أعلم، وجزاكم الله خيرا.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[20 Jun 2009, 08:17 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم (أبو الأشبال)، شاكرا لك كريم التأصيل، مقدراجميل التنبيه المثمر بإذن الله، مثمنا قوة الاستشعار وإدراك المسؤلية المحققة للمناط في عموم آيات البر، بما ينعكس - حال تفعيلها من الجميع- في رقي المجتمعات الإسلامية بما يتوازى في تكامل ديناميكي والتعاليم الشرعية السامية.
وجزاكم الله خيرا.
أردت أن أن أنبهك أخي الكريم إلى حرف (إما).
ذكر الزمخشري أن " إما " حرف عطف مهمل بمعنى " أو "، وأوضح الفراء أن العرب ربما استعملت " أو " مكانها لتآخيهما في المعنى. ويعدها المفسرون أختها في الدلالة، ومعناها لا يختلف عنها كثيرا، فهي لأحد الأمرين، وللتخيير، والشك.
وما أنسب [أحد الأمرين] كدلالة للأمر الذي نوقش هنا.
فالأمر عام كما يظهر.
والله أعلم وأحكم.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[27 Jun 2009, 05:33 ص]ـ
لما وقفت على هذا الحوار الجميل بين الأخوين الكريمين، الشيخ محمد والدكتور خضر، ثار في نفسي ما ثار من الشجون وتذكرت قول الحق تبارك وتعالى:
(رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا) الإسراء (25)
وأحسبها تصب فيما ذهب إليها الشيخ محمد ووافقه عليه أخيرا الدكتور خضر.
ثم وقفت على كلام العلامة بن عاشور رحمه الله على الآية في تفسيره فإذا هي تجلي لنا سعة رحمة الله وكيف أن شرعه جاء متوافقا مع طبيعة الضعف والجهل والتقصير الذي جبل عليه الإنسان، يقول رحمه الله:
"تذييل لآية الأمر بالإحسان بالوالدين وما فصل به، وما يقتضيه الأمر من اختلاف أحوال المأمورين بهذا الأمر قبل وروده بين موافق لمقتضاه ومفرط فيه، ومن اختلاف أحوالهم بعد وروده من محافظ على الامتثال، ومقصر عن قصد أو عن بادرة غفلة.
ولما كان ما ذكر في تضاعيف ذلك وما يقتضيه يعتمد خلوص النية ليجري العمل على ذلك الخلوص كاملاً لا تكلف فيه ولا تكاسل، فلذلك ذيله بأنه المطلع على النفوس والنوايا، فوعد الولد بالمغفرة له إن هو أدى ما أمره الله به لوالديه وافياً كاملاً. وهو مما يشمله الصلاح في قوله: {إن تكونوا صالحين} أي ممتثلين لما أمرتم به. وغير أسلوب الضمير فعاد إلى ضمير جمع المخاطبين لأن هذا يشترك فيه الناس كلهم فضمير الجمع أنسب به.
ولما شمل الصلاح الصلاح الكامل والصلاح المشوب بالتقصير ذيله بوصف الأوابين المفيد بعمومه معنى الرجوع إلى الله، أي الرجوع إلى أمره وما يرضيه، ففهم من الكلام معنى احتباك بطريق المقابلة. والتقدير إن تكونوا صالحين أوابين إلى الله فإنه كان للصالحين محسناً وللأوابين غفوراً. وهذا يعم المخاطبين وغيرهم، وبهذا العموم كان تذييلاً.
وهذا الأوْب يكون مطرداً، ويكون معرضاً للتقصير والتفريط، فيقتضي طلب الإقلاع عما يخرمه بالرجوع إلى الحالة المرضية، وكل ذلك أوْب وصاحبه آيِب، فصيغ له مثال المبالغة (أواب) لصلوحية المبالغة لقوة كيفية الوصف وقوة كميته. فالملازم للامتثال في سائر الأحوال المراقب لنفسه أواب لشدة محافظته على الأوبة إلى الله، والمغلوب بالتفريط يؤوب كلما راجع نفسه وذكر ربه، فهو أواب لكثرة رجوعه إلى أمر ربه، وكل من الصالحين.
وفي قوله: {ربكم أعلم بما في نفوسكم} ما يشمل جميع أحوال النفوس وخاصة حالة التفريط وبوادر المخالفة. وهذا من رحمة الله تعالى بخلقه.
وقد جمعت هذه الآية مع إيجازها تيسيراً بعد تعسير مشوباً بتضييق وتحذير ليكون المسلم على نفسه رقيباً."
التحرير والتنوير - (ج 8 / ص 213)
جزاك الله خيرا أخي الحبيب حجازي الهوى، على إثرائك القيم للموضوع، ومداخلتك المفيدة فيه.(/)
سؤال عاجل
ـ[الجكني]ــــــــ[14 Jun 2009, 05:40 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم:
أرسل إلي أحد الطلاب سؤالاً وطلب مني عرضه على الإخوة في هذا الملتقى المبارك لكونه غير مسجل فيه، وأخبرني أنه عرضه منذ ثلالثة أيام وأكثر في ملتقى أهل الحديث ولم يجد عليه أحد بجواب، فتأمّل كل الخير أن يجد الجواب هنا وذلك لأهميته عنده، وهذا نص السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أولاً أدعو الله تعالى أن يحفظكم ويرعاكم وينفع بكم وبعلمكم.
ثانياً: أطلب المساعدة منكم في شرح وبيان مصطلحاً كثيراً ما نجده عند علماء الحديث وهم يذكرون أسانيدهم، وهو هذا:
1 - بحق سماعه من فلان. .
2 - بحق قراءته على فلان.
فالرجاء فيكم - بعد الله تعالى - بيان المراد من هاتين الكلمتين وماالمقصود بهما في مصطلح المحدثين، وليكن ذلك مشفوعاً بذكر المصدر والمرجع.للأهمية العاجلة القصوى.
وفقكم الله وحياكم.انتهى.
قال الجكني:
هذه العبارة موجودة عند أهل القراءات في أسانيدهم، فليست قاصرة على المحدثين، والله أعلم.
وهذا هو رابط ملتقى أهل الحديث الذي فيه السؤال منذ ثلاثة أيام:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=176431
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[14 Jun 2009, 06:15 ص]ـ
شيخنا الكريم الدكتور السالم: جزاك الله خيرا على حرصك لنفع إخوانك الطلاب، وإخوتك بالملتقى.
ثم إن السؤال شيخنا الفاضل خال من الأمثلة الموضحة.
فلو كان المسؤل عنه مصطلحا، فسيتصدر له أهل الفن، ولا أشك في وجودهم بيننا.
أما إن كانت عبارات لبعض العلماء والمحدثين، فإننا نحتاج لأمثلة، إذا أن السياق مفسر لكثير من العبارات كما تعلمون أستاذنا.
وحبذا وقد ذكرت أنها واردة عند أهل القراءات لو مثلت لنا بشيء من ذلك مشكورا،
ثم أني لما دخلت على الرابط وجدت أن السؤال طرح قبل يوم واحد فقط، فلا يستعجل الأخ الكريم، أو يضيق صدره، فأهل الحديث وأهل التفسير وأمثالهما، مواقع حريصة على نفع طلبة العلم، ولعل من لديه الجواب لما يرى بعد السؤال، وإن رأوه فهم لا يغفلون ضرورة البيان عند الحاجة.
وفضلا في حال الجواب عليه هناك التكرم بوضعه هنا لتعم الفائدة، وجزاكم الله خيرا.
ـ[الجكني]ــــــــ[15 Jun 2009, 06:00 ص]ـ
وجزيتم كل خير أخي الكريم الشيخ: محمد عمر الضرير، ونفع بكم وبعلمكم.
أما ما يخص الحديث فأظن أن الأخ يقصد نحو ما في بعض أسانيدهم:
" سمعت صحيح البخاري بمدينة إربل في بعض شهور سنة إحدى وعشرين وستمائة على الشيخ الصالح أبي جعفر محمد بن هبة الله بن المكرم بن عبد الله الصوفي البغدادي، بحق سماعه في المدرسة النظامية ببغداد من الشيخ أبي الوقت المذكور، في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة، بحق سماعه من أبي الحسن عبد الرحمن بن محمد بن مظفر الداودي في ذي القعدة سنة خمس وستين وأربعمائة، بحق سماعه من أبي محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي في صفر سنة إحدى وثمانين وثلثمائة، بحق سماعه من أبي عبد الله محمد بن يوسف بن مطر الفربري سنة ست عشرة وثلثمائة، بحق سماعه من مؤلفه الحافظ أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري مرتين، إحداهما سنة ثمان وأربعين ومائتين والثانية سنة اثنتين وخمسين ومائتين. انتهى.
هذا المثال من عند كاتب الحروف حسب مافهمته من كلام السائل.
أما عند أهل القراءات فقربي الآن كتاب " تحفة الإخوان في الخلف بين الشاطبية والعنوان " للإمام ابن الجزري رحمه الله، وفيه قوله بعد أن ذكر إسناداً من أسانيده لكتاب العنوان:
" كذلك وبحق إجازة عيسى بن عبدالعزيز من الشريف سماعاً وتلاوة " اهـ
وفيه أيضاً:" وقرأت به القرآن .. مع جملة كتب أخرى على شيخنا الحنفي بحق قراءته بمضمنه ...... اهـ
وفيه أيضاً: " وقرأت به على شيخنا البغدادي بحق سماعه له وتلاوته بمضمنه ... اهـ
وهناك أمثلة كثيرة في كتب القراءات لا تخفى على أمثالكم من المطالعين لأمهات الكتب.
وأعتذر للأخ صاحب السؤال إن كنت قد أجبت بما لا يقصده، فهذا قدر فهمي لسؤاله.
والله الموفق.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 Jun 2009, 11:46 ص]ـ
أظن المراد بقول "بحق سماعه" أي أنه سمعه منه بناء على سماع من سمع منه .....
وكأنه بمثابة التعليل لسماعه، فكأنه تقرير لواقع أو منهج المدرسة الحديثية أنه لا يسمع أو لا يأخذ إلا عن من سمع حتى يكون تسميعا صحيحا.
هذا اجتهاد مني
والله أعلى وأعلم
ـ[المنصور]ــــــــ[15 Jun 2009, 12:10 م]ـ
جاء في شرح التلويح على التوضيح:
فَصْلٌ فِي شَرَائِطِ الرَّاوِي، وَهِيَ أَرْبَعَةٌ الْعَقْلُ وَالضَّبْطُ وَالْعَدَالَةُ وَالْإِسْلَامُ) أَمَّا الْعَقْلُ فَيُعْتَبَرُ هُنَا كَمَالُهُ، وَهُوَ مُقَدَّرٌ بِالْبُلُوغِ عَلَى مَا يَأْتِي فَلَا يُقْبَلُ خَبَرُ الصَّبِيِّ وَالْمَعْتُوهِ. وَأَمَّا الضَّبْطُ فَهُوَ سَمَاعُ الْكَلَامِ كَمَا يَحِقُّ سَمَاعُهُ ثُمَّ فَهْمُ مَعْنَاهُ ثُمَّ حِفْظُ لَفْظِهِ ثُمَّ الثَّبَاتُ عَلَيْهِ مَعَ الْمُرَاقَبَةِ إلَى حِينِ الْأَدَاءِ، وَكَمَالُهُ أَنْ يَنْضَمَّ إلَى هَذَا الْوُقُوفُ عَلَى مَعَانِيهِ الشَّرْعِيَّةِ. وَشَرَطْنَا حَقَّ السَّمَاعِ احْتِرَازًا عَنْ أَنْ يَحْضُرَ رَجُلٌ مَجْلِسًا، وَقَدْ مَضَى صَدْرٌ مِنْ الْكَلَامِ وَيَخْفَى عَلَى الْمُتَكَلِّمِ هُجُومُهُ لِيُعِيدَهُ، وَهُوَ يَزْدَرِي نَفْسَهُ فَلَا يَسْتَعِيدُهُ.
فلعل هذا النقل يفيد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[15 Jun 2009, 10:19 م]ـ
يظهر لي والله اعلم ان المعنى: اي بحكم سماعه من فلان فله ان يرويه لغيره
أو أن من مستلزمات سماعه أن يبلغه لغيره اذمما يجب على العالم ان يبلغ علمه لغيره والله اعلم
ـ[ابوهبة الله]ــــــــ[16 Jun 2009, 10:35 م]ـ
السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أؤيد ما ذكره الأخوان الفاضلان د. الجكني والشيخ عمر جزاهما الله خيراً .. ومن ثمَّ أقول - بكل تواضع وحسب اطلاعي وفهمي القاصرين – إنَّ لهذين اللفظين عدّة صور غالبها الترادف مع الألفاظ الصَّريحة لصيغ التحمّل , ويمكنني أن أقرّبهما بما يأتي:
(1) قرأتُ جميع هذا الكتاب على الشيخ فلان بن فلان بحق سماعه عن فلان بن فلان .. وهذا لا يعني أنَّ الشيخ قرأه على شيخه مباشرة , بل ربما سمع وغيره يقرأ , ويحتمل أيضاً أنه قرأه بالمباشرة حسب القرينة.
(2) سمع جميعه على الشيخ الفلاني بحق سماعه بقراءة الشيخ فلان ابن فلان. فهنا يسمع والشيخ الثاني يقرأ.
(3) سمع جميعه على الشيخ الفلاني بحق سماعه فيه من فلان. فهنا يأتي السماع المباشر. ويحتمل الوساطة أيضاً.
(4) سمع جميع الكتاب على فلان ابن فلان؛ بحق سماعه من فلان , وإجازته من فلان ابن فلان. وهذا يعني أنه سمعه من الأول ولم يجزه , بينما الثاني أجازه بحكم الأوّل. والأفضل السَّماع والإجازة من شيخ واحد بعينه.
(5) قرأتُ جميعه على الشيخ الفلاني بحق سماع جميعه على الشيخ الفلاني , بحق إجازته من الحافظ فلان ابن فلان .. وهنا السّماع بقراءته.
(6) سمع جميع الكتاب على الشيخ الفلاني , ثمَّ الفلاني , ثمَّ بحق سماعه من الشيخين المحدّثين فلان وفلان .. وهذا السّماع المباشر.
(7) من أصل سماعه نقلت بحق سماعه على الشيخ المحدِّث الفلاني قال: أنبأنا الحافظ الفلاني سماعاً عليه , قال: سمعتُ فلان من أصل كتابه بخطه يقول سمعتُ فلان .. فهذا سماع ووجادة من غير إجازة , إلا إذا قال: أجزت من وقف عليه أو قرأه.
(8) قرأت هذا على المحدِّث الفلاني , قال: سمعتُ جميع هذا الكتاب عن المحدثين فلان وفلان , قالا قرأناه على فلان ابن فلان بحق سماعه على الثقة فلان بحق سماعه على الثقة فلان بحق سماعه من فلان .. إلخ. وهنا يمكن أن يكون قرأ الكتاب كله أو بعضه بينما المحدِّث الفلاني قد سمعه كله من المحدِّثين ,,, وهكذا.
(9) سمعته على الشيخ فلان ابن فلان من أوله إلى آخره بحق قراءته جميع الكتاب على الشيخين المحدِّثين فلان وفلان .. وهنا تصريح للشيخ بالقراءة.
(10) قرأتُ بهذا على المقرئ الفلاني بحق إجازته له على التعيين من فلان ابن فلان بسنده. وهذا تصريح بإجازة الشيخ المقرئ من فلان ابن فلان بعينه.
(11) قرأتُ هذا الجزء على الشيخ الفلاني بحق إجازته من الشيخين فلان وفلان بسندهما. وهذا تصريح أيضاً بالإجازة.
.. هذا ما فهمته والله تعالى أعلم.
ملحوظة: يمكن تتابع تلك الألفاظ من خلال الكتب الآتية:
- المسند المستخرج على صحيح مسلم: لابي نعيم الأصبهاني.
- مسند ابي عوانة:لابي عوانة الأسفرايني.
- عمدة القارئ شرح صحيح البخاري: لبدر الدِّين العيني.
- جزء فيه أحاديث نافع بن أبي نعيم: لابن المقرئ.
- العجالة في الأحاديث المسلسلة: للفاداني المكي.
- جزء ابن عيينة: لسفيان بن عيينة.
- أطراف الغرائب والأفراد: لابن طاهر المقدسي.
- الجامع لأخلاق الرَّاوي وآداب السَّامع: للخطيب البغدادي.
- الفوائد المنتخبة الصحاح والغرائب: لابي القاسم المهرواني.
- تحفة الإخوان في الخلف بين الشاطبية والعنوان: لابن الجزري.
- التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة: للقرطبي.
- مشيخة ابن الخطاب: لاحمد بن محمد السلفي.
- مشيخة الرازي: لابي طاهر السلفي.
- السنن الأبين والمورد الأمعن: للفهري.
- توجيه النّظر إلى أصول الأثر: لطاهر الجزائري الدمشقي .. وغيرها.(/)
ينصركم ... ويثبت أقدامكم .. !!!
ـ[شاكر]ــــــــ[15 Jun 2009, 06:06 ص]ـ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) محمد
نقف لحظة أمام لفتة خاصة في التعبير: (ينصركم. ويثبت أقدامكم). .
إن الظن يذهب لأول وهلة أن تثبيت الأقدام يسبق النصر , ويكون سببا فيه. وهذا صحيح.
ولكن تأخير ذكره في العبارة يوحي بأن المقصود معنى آخر من معاني التثبيت. معنى التثبيت على النصر وتكاليفه.
فالنصر ليس نهاية المعركة بين الكفر والإيمان , وبين الحق والضلال.
فللنصر تكاليفه في ذات النفس وفي واقع الحياة.
للنصر تكاليفه في عدم الزهو به والبطر.
وفي عدم التراخي بعده والتهاون.
وكثير من النفوس يثبت على المحنة والبلاء.
ولكن القليل هو الذي يثبت على النصر والنعماء.
وصلاح القلوب وثباتها على الحق بعد النصر منزلة أخرى وراء النصر.
ولعل هذا هو ما تشير إليه عبارة القرآن.
والعلم لله.
(في ظلال القرآن)
ـ[أبو المنذر]ــــــــ[18 Jun 2009, 08:50 ص]ـ
شيخي شاكر:والقارئ الكريم السلام عليكم
ألا تري ايها الفاضل ان الله تعالى وعد بالنصر والتثبيت معا وأنه لا سبيل هذا النصر إلا بالله، وهومن عند الله (وما النصر إلا من عند الله) (أن ينصركم الله فلا غالب لكم) وكذا الشأن في التثبيت (من يشأ يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم) أم لم يأتك نبأ نوح حين قال الله ـ سبحانه ـ حاكيا مقالته لقومه (ولا ينفعكم نصحي ان أردت ان انصح لكم إن كان الله يريد ان يغويكم .. الآية) الامر نفسة ان جئت للأرزاق (يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له) (يصيب به من يشاء ويصرفه عمن يشاء) ناهيك عن الآجال (وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره الا في كتاب) ولو شاء الله لجعل الناس أمة واحده وهو سبحانه (يغفر لمن يشاء) و (يعذب من يشأء) والآيات حول تقرير هذا المعنى كثيرة لا تكاد سورة تخلو منه، فهو مدبر الامر ـ سبحانه ـ وإليه ـ جل وعلا ـ يرجع الامر كله وما بكم من نعمة فمن الله، قل (كلٌ من عند الله)
الشيخ شاكر: بارك الله فيكم ونفعنا بعلمكم،
ـ[شاكر]ــــــــ[18 Jun 2009, 07:51 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا أخانا الفاضل أبا المنذر،
هو كما تفضلتم به.
لا شك أن النصر لا يكون إلا من عند الله تبارك وتعالى،
ولا شك أن النصر لا يتحقق إلا بتحقق شروطه،
ولا شك أن النصر قد يتأخر لحكمة لا يعلمها إلا المولى عز وجل.
وقد يكون النصر أيضا ابتلاء وتمحيصا. إذ قد لا يثبت على النصر إلا القليل.
ولهذا كان المنتصرين بأشد الحاجة إلى التثبيت بعد النصر .. !!
وهنا سؤال مهم .. !!
ما هي الآية أوالآيات الأخرى التي جاء فيها تأخير ذكر التثبيت عن النصر؟!!
.
ـ[شاكر]ــــــــ[20 Jun 2009, 07:09 م]ـ
أما كيف يكون الانتصار ابتلاء وتمحيصا فمثال ذلك قوله تعالى:
قَالُواْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (129) الأعراف
وأما الآيات التي ذكرت مرحلة الثبيت والتمكين فيما بعد النصر:
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) النور
وقوله تعالى:
وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6) القصص(/)
ظواهر النصوص (كتاب-سنة) بين القطع والظن (للمباحثة)
ـ[عبد الرحمن الظاهري]ــــــــ[16 Jun 2009, 12:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اعترض بعض أهل العلم على أهل الظاهر وقالوا: إنه في كثير من الأحيان ما يستدل أهل الظاهر على مسألة بما يظنونه ظاهرا والظاهر خلافه وقال أيضا إن أدلة الأحكام لا بد وان يكون فيها شئ من عدم القطع فإن دلالة العموم في الظواهر قد تكون محتملة للنقيض وكذلك خبر الواحد والقياس [1].
وحاول بعض الباحثين أن يحل معقد الإشكال فقال: إن الظاهرية لما يقولون بأن الظواهر تفيد القطع فإنهم حينئذ ينظرون إلى يجدونه في أنفسهم من الإطمئنان لا إلى ذات الدليل.ومن خالفهم فقد نظر إلى ذات الدليل لا إلى ما يجده من نفسه [2].
ويحسن ان أورد حد الظاهر عند كل من ابن حزم وجمهور الأصوليين:
أما عن معنى الظاهر عند ابن حزم رحمه:" والنص هو اللفظ الوارد في القران أو السنة المستدل به على حكم الأشياء وهو الظاهر نفسه" [3].
وأما الظاهر عند المتكلمين فسفصله الإمام أبو الوليد الباجي تفصيلا بديعا فيقول:" واما الظاهر فهو ما سبق إلى فهم سامعه معناه من لفظه ولم يمنعه من العلم به من جهة اللفظ مانع.
وهو على ثلاثة أضرب: ظاهر بالوضع وظاهر بالعرف وظاهر بالدلالة.
فأما الظاهر بالوضع: فهو كل لفظ وضع في اللغة بمعنى واستعمل فيه على حسب ما وضع له كأوامر الشرع ونواهيه , مثل قوله "فاقتلوا المشركين .. " وقوله:" لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم" مما ظاهره الوجوب , فهذا النوع إذا ورد حمل على موضوعه في اللغة ولا يجوز العدول عنه إلا بدليل.
وأما الظاهر بالعرف: فعلى ضربين: ظاهر بعرف اللغة وظاهر بعرف الشرع.
فأما الظاهر بعرف الشرع فهي الألفاظ التي هي في أصل اللغة موضوعة بجنس من الأجناس , ثم وردت في الشرع لمعنى من ذلك الجنس بعينه و مثل قوله تعالى:) أقيموا الصلاة .. (, أصل الصلاة في اللغة الدعاء ثم ورد في الشرع عبارة عن دعاء مخصوص يقترن بركوع وسجود وكقوله:) كتب عليكم الصيام .. (هو في أصل اللغة عبارة عن كل إمساك ثم ورد في الشرع عبارة عن معنى مخصوص في وقت مخصوص ’ والحج عبارة عن القصد في أصل اللغة , ثم ورد في الشرع عبارة عن وقوف وطواف وقصد إلى موضع مخصوص , وما اشبه ذلك, فهذا إذا ورد حمل على عرفه في الشرع , ولا يجوز العدول به عما وضع له في عرف الشرع إلا بقرينة ودليل.
وأما الظاهر بعرف اللغة والإستعمال فهو كقوله تعالى:) أو جاء أحد منكم من الغائط .. (أصل الإتيان من الغائط في كلام العرب , المجئ من المطمئن من الأرض على اي وجه كان لقضاء حاجة أو غيرها, ثم جرى العرف باستعماله عند العرب لكل من جاء من ناحية قضاء الحاجة حتى شهر ذلك وعرف به واستعمل فيه مع الإطلاق , فيجب أن يحمل عليه إلا أن يدل دليل على ان المراد به غيره.
وأما الظاهر بالدلالة: فهو أن يكون اللفظ موضوعا لمعنى , إلا أن الدليل قد قام على انه أريد به غير ذلك المعنى مثل قوله تعالى:) والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء (فهذا لفظه لفظ الخبر , إلا ان الدليل قد قام على ان المراد به والأمر , لأنا لو جعلناه لوقع بخلاف بمخبره لأنا نرى من المطلقات من لا تتربص , وخبر الله لا يقع بخلاف مخبره , فثبت أنه أريد به الأمر " [4]
وبما أن الظاهر هو ما تبادر إلى الذهن ابتداءا فإن التفاوت يكون في تعيينه من جهة الشخص ومدى اطلاعه على الأدلة وحسن تحريره واستدلالاته .. لا من جهة اللفظ , فإن ظاهر اللفظ كما قال الباجي رحمه الله هو "ما سبق إلى فهم سامعه معناه من لفظه ولم يمنعه من العلم به من جهة اللفظ مانع" أو هو كل لفظ- كما تقول الحنفية- أو كلام ظهر المعنى المراد به للسامع بصيغته من غير توقف على قرينة خارجية أو تأمل" [5].
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا عكس ما قاله الباحث فإن التفاوت في تعيينه يكون بحسب المواهب اللغوية والعقلية والشرعية للناظر فقط لا من جهة الدليل نفسه. وكذلك فإن كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من انه في كثير من الأحيان ما يذهب أهل الظاهر إلى ان مرادا ما من النص هو الظاهر ويكون الظاهر خلافه إنما هو راجع إلى ملكة الناظر العقلية والنقلية كما سبق وقلت وليس إلى ذات الدليل وهذا ما ذهب إليه شيخ الإسلام نفسه [6] , ولا أظن أن معترضا سيعترض على هذا إلا إن طعن في نقل اللغة وغير ذلك مما قاله العلامة الرازي رحمه الله.
وهذا ما يوضحه قول الإمام ابن حزم رحمه الله تعالى:" وهكذا نقول نحن اتباعا لربنا عز و جل بعد صحة مذاهبنا لا شكا فيها ولا خوفا منه أن يأتينا أحد بما يفسدها ولكن ثقة منا بأنه لا يأتي أحد بما يعارضها به أبدا لأننا ولله الحمد أهل التخليص والبحث وقطع العمر في طلب تصحيح الحجة واعتقاد الأدلة قبل اعتقاد مدلولاتها حتى وفقنا ولله تعالى الحمد على ما ثلج اليقين وتركنا أهل الجهل والتقليد في ريبهم يترددون وكذلك نقول فيما لم يصح عندنا حتى الآن فنقول مجدين مقرين إن وجدنا ما هو أهدى منه اتبعناه وتركنا ما نحن عليه وإنما هذا في مسائل تعارضت فيها الأحاديث والآي في ظاهر اللفظ ولم يقم لنا بيان الناسخ من المنسوخ فيها فقط أو في مسائل وردت فيها أحاديث لم تثبت عندنا ولعلها ثابتة في نقلها فإن بلغنا ثباتها صرنا إلى القول بها إلا أن هذا في أقوالنا قليل جدا والحمد لله رب العالمين" [7].
فواضح من كلام ابن حزم رحمه الله أنه لا يقطع إلا فيما لم يبلغه فيه خبر النسخ او راو مجروح لم يعرف بخير جرحه وهو في كل هذا يبقى على الصل المقطوع به وهو اليقين في حالته تلك فإن استجد مستجد صار إليه.
وقد يقول قائل إن هذا المخصص للظاهر قد اسقط الظاهر الذي تبادر ابتداء للناظر فنقول بل لم يسقطه البتة فما زال الظاهر ظاهرا ولكن طرأ ما أوجب مخالفة هذا الظاهر. فالظاهر الأول يقيني وبالمخصص انتقلنا إلى يقين آخر ابطل الأول.
----------------------
[1]- مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية ج 13 ص 111 وما بعدها.
[2]- التجديد والمجددون في أصول الفقه ص 184 - 185
[3]- الإحكام ج1 ص
[4]- المنهاج في ترتيب الحاجاج لأبي الوليد الباجي ص 15 - 16 - 17
[5]- أصول الفقه الإسلامي لوهبة الزحيلي ج1/ 317
[6]- مجموع الفتاوى ج13/ 121
[7]- الإحكام ج 1 ص 23
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[17 Jun 2009, 02:06 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخ عبدالرحمن، وموضوع الظاهر في غاية الأهمية، وما أظن الخلاف الكبير والنزاع الأليم لكثير من الفرق الإسلامية، إلا من باب الظاهر وماتعلق بتأويله، واختلاف المنهجية وتباينها في حالات كثيرة، ناهيك عن فاقدها أصلا، والمقترف للقول على الله مالم يقله، لفساد في عقيدته، أو محاربة للدين، والفرق الضالة أو من تدثر بدثارها تقية أو خفية، لا تخفى على ذي لب.
ولمَّا كان الظاهر بهذه الأهمية، بل والخطورة لكونه ومن خلاله يتوصل المغرضون إلى تحريف معاني كلام الله، والخروج بتأويلات فاسدة، يصل البعض من خفائها ودقتها أن تنطلي على البعض من العلماء، فمابالكم بطلبة العلم الضعفاء، ناهيك عن العامة البسطاء.
وعليه: فإن الضرورة ملحة، بل اعتقدها واجبة في حق علماء الأمة، خاصة مع التطور المعلوماتي وسهولة التواصل وسعته وسرعته، بالعكوف على انتاج قواعد ضابطة مؤصلة، وآليات موحدة فاعلة، تضبط التعامل مع مصطلح الظاهر -بعد الاتفاق على حده- مبينة التعامل معه (إعمالا، وإهمالا، وإكمالا)؛ تسهم بدورها في الحد من التأويلات المنحرفة، وتفضي بتفعيلها إلى التخفيف من الهوة الشاسعة بين المذاهب والفرق الإسلامية، الخارجة طبيعة عن دائرة الضلال، مما يخلق بيئة إسلامية بمساحتها الشاسعة كونيا موحدة قليلة الاختلاف والتنازع في بيان كلام خالقها.
ولعل من أبرز ما لاحظت قِلَّة إن لم أقل خلو المكتبة الإسلامية قديما وحديثا - في حدود اطلاعي البسيط-من مؤلفات تتناول هذا الموضوع استقلالا، وتشبعة دراسة، بأسلوب علمي، ومنهج موضوعي، يثمر الثمار المرجوة المفيدة لديننا العظيم.
وهي فرصة انتهزها من منطلق عالمية الموقع وما يكتنزه من نخبة علمية متميزة، بالسؤال عن ما وُجِدَ من كتابات مستقلة حول الظاهر، وإن ليست بالمواصفات السالفة. راجيا ممن لديه اطلاع أن يدلو بدلوه.
ثم إن ما طرحه الأخ الكريم عبدالرحمن جدير بالمباحثة والنقاش، فليت علماءنا يفيضوا علينا بما ينفعنا وجزى الله الجميع خيرا.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[17 Jun 2009, 02:18 م]ـ
كما هي ملاحظة لمن يعنيه الأمر، بالتكرم بنقل الموضوع إلى الملتقى العلمي، لكونه الأكثر مناسبة له.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[19 Jun 2009, 12:48 م]ـ
كما هي ملاحظة لمن يعنيه الأمر، بالتكرم بنقل الموضوع إلى الملتقى العلمي، لكونه الأكثر مناسبة له.
ولينال حظه من النقاش المثمر، كما اعتدنا من علمائنا وإخوتنا بالملتقى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[27 Jun 2009, 05:24 ص]ـ
كما هي ملاحظة لمن يعنيه الأمر، بالتكرم بنقل الموضوع إلى الملتقى العلمي، لكونه الأكثر مناسبة له.
كل الشكر والتقدير لمن تجاوب من أساتذتنا ونقل الموضوع.
فجزاكم الله خيرا.(/)
حمل نظم لمقدمة في أصول التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى
ـ[محمد براء]ــــــــ[16 Jun 2009, 12:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فهذه منظومة " تُحفَةُ النِّحرِير من مُقَدِّمَةِ التَّفْسِير " وهي نظمٌ لمُقدِّمَة في أُصُولِ التَّفسِيرِ لشَيخِ الإسلام ابن تَيميَّةَ رحمه الله تعالى.
نظمها الشَّيخِ محمد حماد بن أحمد بن سيدي الجكني الشنقيطي حفظه الله تعالى.
وكان الأخ سلطان القرني قد نشرها مشكوراً في موقع شذرات شنقيطية، فقمت بضبطها، وتنسيقها، ووضعتُ تبويبات لها مستفيداً من شرح الدكتور مساعد الطيار.
ثم أرسلتها للناظم فتكرم بمراجعتها وإصلاح الأخطاء الواقعة في ضبطها.
والحمد لله رب العالمين.
http://www.chatharat.com/vb/attachme...6&d=1245145455
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[16 Jun 2009, 01:35 م]ـ
بارك الله فيك.
الرابط لا يعمل ليتك ترفقها فى موضوعك هنا ..
ـ[محمد براء]ــــــــ[16 Jun 2009, 02:46 م]ـ
تفضل أخي الكريم:
http://www.chatharat.com/vb/attachment.php?attachmentid=396&d=1245145455
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[16 Jun 2009, 04:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
جزاكم الله خيرا
ـ[سالم بن عمر]ــــــــ[16 Jun 2009, 05:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليك أخي أبو الحسنات
وزادك الله علماً(/)
منهج لغويي القرن الثالث الهجري في دراسة الخطاب القرآني الكريم.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[17 Jun 2009, 02:32 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
(قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) (البقرة:32).
أطروحة البحث:
القرآن الكريم كتاب هداية، يهدف إلى إخراج الناس من الظلمات إلى النور، وحتى يكون كذلك فإن الحق سبحانه وتعالى بث فيه كل ما يصلح به شأن الإنسان في الدنيا والآخرة، وما ينظم علاقاته بربه وبأخيه الإنسان وبالكون من حوله، وهذه المجالات هي ما اصطلح عليه ب:
أ – العقيدة.
ب – العبادات.
ج – المعاملات.
د – الأخلاق و السلوك.
وهذه المجالات تم التعبير عنها بأسلوب عربي فصيح معجز، مما جعل للقرآن الكريم أبعادا متعددة: بعد معرفي، وبعد تواصلي، وآخر أدبي بعيد الجذور في تاريخ الأدب العربي، عظيم الأثر في توجيهه وتطويره وتقويمه في أبعاده الثلاث السالفة الذكر، مما يحتم على الباحثين في الدراسات العربية وآدابها دراسة القرآن وعلومه. ويتطلب الإلمام بالعلوم العربية وثقافتها التوسع في الدراسات القرآنية بفروعها المختلفة.
وإذا كانت الحضارة الإسلامية حضارة مؤسسة على النص القرآني، و إذا كان القرآن الكريم نصا لغويا فإن اللغة العربية وعلومها تعتبر من المصادر الأساس لتفسير الخطاب القرآني، ذلك أن القرآن الكريم قد أنزل إلى العرب خاصة، وإلى الناس عامة، ومن ثم فهو يخاطبهم بلغتهم ويتحداهم بأن يأتوا بمثله فكان ذلك تأكيدا لإعجاز بيانه وسمو بلاغته: ? وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ? (البقرة:23).
وقد اشترط العلماء بالتفسير الإحاطة باللغة العربية وعلومها في كل من يريد اقتحام باب التفسير، لأن اللغة هي الأساس الأول لكل المصادر التفسيرية. كتفسير القرآن بالقرآن، و القراءات القرآنية المفسرة للقرآن الكريم، و السنة النبوية الشريفة باعتبار رسول الله ? العربي الذي ينطق بجوامع الكلام، وليس في الكلام العربي ما يكون أصدق مصدر للاستعمال العربي الصحيح من أقواله، وأقوال الصحابة و التابعين و أتباع التابعين باعتبارهم عربا خلصا أو أخذوا عن العرب الخلص مما يجعل ما انتهوا إليه من معان لا يمكن أن يكون مخالفا للعربية ومعانيها.
وهذا المنهج قد سلكه الصحابة – رضوان الله عليهم – في تفسير القرآن الكريم فكانوا كلما أشكل عليهم معنى آية كريمة راجعوا أهل الفصاحة والبلاغة من العرب الخلص، فكانوا يحلون إشكالها بتفسيرها تفسيرا لغويا، والاستشهاد على ذلك بما جاء في شعرهم. وقد اشتهرا ابن عباس (ت 68 هـ) ـ رضي الله عنه. بالرجوع إلى الشعر القديم عند تفسيره للذكر الحكيم مما يدل على معرفتهم الواسعة بلغة العرب، وإلمامه الكبير بغريبها.
ويشكل التفسير اللغوي البدايات الحقيقية للتفسير، فالتفاسير الأولى للقرآن الكريم كلها كانت تفاسير لغوية، كما أن التفاسير التي تلتها ـ عندما ندرسها دراسة وصفية تحليلية من حيث بناؤها ومكوناتها ـ فإننا نكتشف أنها في الأساس تفاسير لغوية. بل إن الكتب التي عنيت بالتأصيل والتقعيد للتفسير ـ عندما يدرسها الباحث انطلاقا من المستويين السابقين ـ فإنه يكتشف أن قضاياها بالأساس متصلة بشكل أو بآخر باللغة وعلومها، وبمناهج تحليل الخطاب.
فكتاب التحبير في علم التفسير للسيوطي (ت 911 هـ) يقوم شاهدا على ما ذهبنا إليه، حيث إن فصوله و مباحثه لا تكاد تنفك عن القضايا اللغوية و ما يتصل بها من أمور شديدة الصلة بتحليل الخطاب اللغوي، والتي يمكن إجمالها في ما يلي:
1. توثيق النص.
2. المقام.
3. السياق.
4. المستوى الصوتي.
5. المستوى الدلالي.
6. المستوى البلاغي.
7. المعجم و قضاياه.
8. المستوى التداولي.
9. القضايا التواصلية.
(يُتْبَعُ)
(/)
و المتأمل في التفاسير اللغوية يجدها قد أصلت للتفسير و قعدت له، فساهمت بذلك في صياغة نظرية متكاملة في التفسير يمكن الاصطلاح عليها بالمذهبية الإسلامية في تحليل الخطاب عامة، والخطاب القرآني خاصة، و ذلك أنها عملت على حل الإشكال الكبير الذي يواجه الإنسان و هو يتعامل مع القرآن الكريم. كما أنها أغلقت بابا واسعا فتحه المبطلون لتحريف الكلم القرآني عن مواضعه، بجعله حمالا لكل المعاني الممكنة و ذلك بتبني مفهوم الظاهر والباطن الذي أضحى أبطنا، مما جعل القرآن الكريم على أي محمل حملته يحتمله. لقد سارعوا إلى تقييد ذلك المطلق استنادا إلى معطيات موضوعية و علمية، فالقرآن الكريم يصف نفسه في أحد عشر موضعا بأنه نزل بلسان عربي أي نزل موافقا لسنن العرب في الكلام.
ومن المعلوم أن أهم مكون في اللغة هو المكون التركيبي ذلك أن البنية التركيبية إذا تغيرت فإننا ننتقل من مستوى نسق لغوي إلى نسق لغوي آخر، فضلا عن العلاقة الجدلية القائمة بين المستوى التركيبي والمستوى الدلالي حتى استقر في العرف البلاغي قولهم: الزيادة في المبنى زيادة في المعنى، أي إن أي تغيير يطرأ على البنية التركيبية بالزيادة أو النقصان، أو التقديم أو التأخير، ينعكس على البنية الدلالية. لذلك عملوا على إعراب القرآن الكريم و ذلك بتحديد الإمكانات التركيبية التي يحتملها النص القرآني، و بالتالي عملوا على تحديد الإمكانات الدلالية، قالنص يحتمل من المعاني بقدر ما يحتمل من المباني.
لقد استقر العرف عند المفسرين و القراء أن لكل قراءة إعرابا، ومن ثم فإنه إذا كان لها إعراب فلها معنى. كما أنهم واجهوا من حاول أن يجعل النص القرآني فاقدا للمعنى الذي يستطيع البشر فهمه و وعيه، وذلك بقولهم: إن من القرآن ما استأثر الله بعلمه، أي ما لا يعلمه أي إنسان (التفويض)، وما اختص الله تعالى به نفسه العلية. إن هذا الأمر مخالف لمفهوم التواصل الذي تفيده الرسالة الربانية، فالله تعالى أرسل رسله لتبين للناس ما يرتضيه ربهم و ما ينهى عنه، فإذا كان مما نزل ما لا يعقلوه فمعنى ذلك أن جزءا من الدين سيظل معطلا.
و من هنا عملوا على التفريق بين مستويين:
أ. الفهم.
ب. الإدراك.
فصاحب اللسان العربي عندما يسمع كلام الله متحدثا عن الصفات الإلهية فإنه يعرفها لأنه يفهمها، و الدليل قدرته على التمييز بينها، فهي ليست لديه سواءا، فالسمع ليس هو العلم، و لا البصر، و لا اليد، و لا القدرة، و لا الاستواء، و إن كان لا يدركها أي ليس في وسعه معرفتها على ما هي عليه في الواقع. لقد مهدوا من هنا لدراسة قضية التأويل في بعدها اللغوي التداولي حيث أضحى فهم هذه القضية متيسرا بالنظر إليه في إطار تقسيمه إلى خبر و إنشاء.
فالخبر هو ما يحتمل الصدق أو الكذب، و الإنشاء هو ما كان أمرا أو نهيا. و من ثم فإن التأويل من حيث هو خبر هو إدراك القضايا المخبر بها على ما هي عليه في الواقع، و أما تأويل الأمر والنهي فهو تطبيقه، بمعنى تنزيل النص الشرعي على الواقع.
وبذلك نجد آثار عمل المفسرين اللغويين امتدت إلى القراءات و الفقه وأصول الفقه و علم الكلام، و علم المناظرة و الجدل، مما جعل من دراسة أعمالهم مدخلا أساسا لفهم الشريعة الإسلامية، بل الحضارة الإسلامية برمتها باعتبارها مؤسسة على نص معرفي و لغوي ألا و هو القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف. إنهما مرجعا هذه الحضارة، و المقومان الأساسيان للهوية المسلمة.
كما أننا نجد علماء المسلمين ينصون على أن من معايير الحكم على تفاسير المفسرين موافقتها لما تعارفت عليه العرب في لغاتها، فمن تجاوز دلالتها ومعانيها فهو مجحف وتفسيره مغرض.
وقد نقل السيوطي (ت 911 هـ) عن الزركشي (ت 794هـ) أن من أهم شروط المفسر إحاطته باللغة وعلومها، كما عرض آراء العلماء في هذا المصدر فوجدناهم يقررونه كأساس لأي تفسير سليم، بل إن العلماء بالتفسير وعلومه لا يجوزون تفسير القرآن إلا لمن كان محيطا إحاطة شافية كافية باللغة وعلومها، وقد نص على ذلك كثير من العلماء، من ذلك ما أورده السيوطي في كتابه " الإتقان في علوم القرآن ": ومنهم من قال يجوز تفسيره لمن كان جامعا للعلوم التي يحتاج المفسر إليها وهي خمسة عشر علما:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - اللغة لأن بها يعرف شرح مفردات الألفاظ ومدلولاتها بحسب الوضع، قال مجاهد (ت 104 هـ): لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم في كتاب الله إذا لم يكن عالما بلغات العرب، وتقدم قول الإمام مالك في ذلك، ولا يكفي في حقه معرفة اليسير منها فقد يكون اللفظ مشتركا وهو يعلم أحد المعنيين والمراد الآخر.
2 - النحو لأن المعنى يتغير ويختلف باختلاف الإعراب فلابد من اعتباره، أخرج أبو عبيد عن الحسن (ت 110 هـ) أنه سئل عن الرجل يتعلم العربية يلتمس بها حسن المنطق ويقيم بها قراءته فقال: حسن: فتعلمها فإن الرجل يقرأ الآية فيعيا بوجهها فيهلك فيها.
3 - التصريف لأن به تعرف الأبنية والصيغ، قال ابن فارس (ت 395 هـ): ومن فاته علمه فاته المعظم، لأن (وجد) مثلا كلمة مبهمة فإذا صرفناها اتضحت بمصادرها.
4 - الاشتقاق لأن الاسم إذا كان اشتقاقه من مادتين مختلفتين اختلف باختلافهما كالمسيح هل هو من السياحة أو المسح.
5 - المعاني.
6 - والبيان.
7 - والبديع.
لأنه يعرف بعلم المعاني خواص تراكيب الكلام من جهة إفادتها المعنى، و بعلم البيان خواصها من حيث اختلافها بحسب وضوح الدلالة وخفائها، وبعلم البديع وجوه تحسين الكلام وهذه العلوم الثلاثة هي علوم البلاغة وهي من أعظم أركان المفسر ".
ومما سبق يتضح لنا أن اللغة وعلومها مصدر أساس لتفسير القرآن وأي تجاهل له يفضي – لا محالة إلى التفسيرات الباطلة التي صنفها العلماء بالتفسير بالتأويل المذموم أو ما يمكن الاصطلاح عليه بالتفسير على المذهب، باعتباره تفسيرا غير مؤسس على العلم و المعرفة، و إنما هو محض تخرصات وتكهنات، و في أحسن الأحوال انطباعات عامة يعوزها الدليل، وتفتقر إلى الحجة و البرهان.
وهكذا ظهرت ضمن مدارس التفسير المدرسة اللغوية ممثلة في الدراسات المعنونة ب "معاني القرآن" و"غريب القرآن" و"مشكل القرآن"و"مجاز القرآن"و"إعراب القرآن"و"متشابه القرآن". ويقرر الدكتور أحمد نصيف الجنابي أن " التأليف في معاني القرآن سبق أي لون من ألوان التأليف في الدراسات القرآنية ونقطة البداية هي في كتاب (اللغات في القرآن) لابن عباس (ت68 هـ). وترجع أصول هذه الحركة إلى ما فسره الرسول الكريم.صلى الله عليه و سلم ـ من معاني القرآن للصحابة. وبقي قسم منه لم يفسره لأسباب منها: أن العرب تعرفه لأنه يوافق دلالات اللغة العربية يوم أن نزل القرآن ". وبعد حركة الفتوحات الإسلامية دخلت شعوب أعجمية في الإسلام، مما سيجعلها في حاجة إلى معرفة فحوى الخطاب القرآني، وأول مفاتيحه اللغة لأنه أنزل بلسان عربي مبين، ومن ثم ظهرت الدراسات اللغوية للخطاب القرآني بشكل مكثف ومطرد ابتداء من القرن الثاني الهجري، وستعرف بدايتها الحقيقية في القرن الثالث الهجري ممثلة في الكتب التالية:
1 - معاني القرآن للفراء (ت 207هـ).
2 - مجاز القرآن لأبي عبيدة (ت 210هـ).
3 - تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة (ت 276هـ).
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[17 Jun 2009, 02:35 م]ـ
رعاك الله أستاذنا الحبيب، بحث ماتع مفيد، نترقب الكثير من إخوانه، فجزاك الله خيرا.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[18 Jun 2009, 10:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل الأستاذ محمد عمر الضرير ـ حفظه الله ـ.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإني أشكركم على تواصلكم و تقديركم.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[19 Jun 2009, 12:55 ص]ـ
تهدف الدراسة اللغوية للخطاب القرآني إلى أمرين أساسيين:
1 - الحفاظ على سلامة الخطاب القرآني من الناحية الصوتية والصرفية والتركيبية والدلالية، وصيانته عن اللحن الذي أخذ يفشو في الأمة لأسباب معروفة، وقد تكفل بهذا الجانب علم النحو والصرف وفقه اللغة والقراءات القرآنية.
2 - الدفاع عن بلاغة وفصاحة الخطاب القرآني وجمالية أسلوبه، وبديع نظمه وقد تكفلت بذلك علوم البلاغة.
والواقع أن الفهم الجيد للنصوص لا يمكن أن يتم من خلال جانب واحد، فلا يمكن للصرف والمعجم والتركيب أن يفوا بهذا الغرض، كما أن الدراسة الجمالية الأسلوبية لا يمكن أن تحقق المقصود إذ النصوص في حقيقتها لغة واللغة ذات هدفين:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - تحقيق التواصل كهدف مركزي.
2 - تحقيق التأثير، كرديف للهدف الأول.
والجانب التواصلي يحققه المستوى الصوتي، والمستوى التركيبي والمستوى الدلالي.
فهذه المستويات الثلاث تعمل على وصف وتمثيل اللغة، و ينتهي بنا كل ذلك إلى التقعيد. هذه القواعد إذا كانت موضع اتفاق بين متكلم ومستمع ما تحقق التواصل بينهما بشكل إيجابي.
وأما التأثير والإقناع فإنه يقع ضمن دائرة البلاغة، أو ما يمكن تسميته بالدراسة الجمالية أو الأسلوبية للنص، وهي تعنى بدراسة مطابقة القول للمقام، أي أنها تنظر إلى المتكلم كمنتج ومبدع للنص، وللمستمع كمتلق عاقل لهذه الإرسالية، ومن ثم فإن اقتناعه بالمقولة التي يحملها النص الذي يبدعه المتكلم يوجب أن يكون النص متجاوبا مع نفسيته وواقعه الاجتماعي من غير أن نسقط الظرف الذي تلفظ فيه بذلك النص.
طالما تساءلت:هل القرآن الكريم تنتظمه وحدة نسقية مما يجعل منه نصا متكاملا؟. أوله سورة الفاتحة وآخره سورة الناس بحيث لا يمكن فهم جزئيا ته إلا في إطاره الكلي. فكيف كان تعامل اللغويين مع الخطاب القرآني؟. هل كانت نظرتهم تجزيئية؟ أم أنها في السطح فقط تبدو تجزيئية، أما في العمق فهي نظرة كلية تكاملية تعكس حقيقة الخطاب القرآني وأن الذي جعل الظاهر يطغى على الباطن هو أن تعاملهم مع الخطاب القرآني كان في البداية تعاملا عمليا ولم يرق إلى مستوى التنظير إلا في مراحل متأخرة مثلت بدايات محتشمة لعلم أصول التفسير، و لم ترق إلى المستوى الذي يجعل منها نظرية متكاملة في التفسير يمكننا أن نصطلح عليها بالمذهبية الإسلامية في التفسير؟.
ثم تساءلت عما إذا كانت دراستهم اللغوية للخطاب القرآني انطلاقا من (نحو الجملة) أو نحو (النص)؟. وما هي يا ترى الآليات التي وظفوها في وصف الخطاب القرآني وتمثيله في إطار نظرية نحوية أو لغوية متكاملة؟. وهل للغويين وعي بالوحدة النسقية التي تنتظم الخطاب القرآني؟ وما هي البواعث الحقيقية لدراسة الخطاب القرآني دراسة لغوية في هذه الفترة المبكرة من تاريخ الإسلام؟.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[20 Jun 2009, 12:52 ص]ـ
و قد يتساءل المرء عن السبب الذي جعلنا نحصر الدراسة في القرن الثالث الهجري وبالذات في الكتب التالية:
أ - معاني القرآن: للفراء (ت 207 هـ).
ب - مجاز القرآن: لأبي عبيدة (ت 210 هـ).
ج- تأويل مشكل القرآن: لابن قتيبة (ت 276 هـ).
والواقع أن هذا الاختيار يرجع لأسباب موضوعية ومنهجية:
أولها أن أغلب ما ألف في القرن الثاني الهجري هو في عداد المفقودات وكل ما نعلم عنه هو بعض الملاحظات المدونة بكتب التراجم أو معاجم المؤلفات.
وثانيها أن القرن الثالث يمثل بداية النضج والتكامل المنهجي: إذ إن هذه الكتب التي اخترناها تغطي من الناحية المنهجية الخطاب القرآني، فهي وإن كانت تشترك في اهتمامها بلغة الخطاب القرآني إلا أن لكل منها شخصيته المتميزة، فنجد "معاني القرآن " للفراء (ت 207 هـ) يركز على الجانب النحوي من زاوية نظر الكوفيين، و " مجاز القرآن " لأبي عبيدة (ت 210 هـ) الذي يركز على المعجم القرآني. و"تأويل مشكل القرآن" لابن قتيبة (ت 276 هـ) الذي يركز على الجانب البلاغي الجمالي، حيث اهتم بدراسة جمالية الخطاب القرآني.
وفضلا عما سبق فإن هذه الكتب تعتبر بحق النشأة الحقيقية للدراسة اللغوية للخطاب القرآني إذ إن الكتب التي ألفت بعد ذلك في هذا المجال هي عالة عليها، مع توسع في الاستنباط والاستدلال واجتهادات شخصية في فروع المسائل وتطوير لبعض القضايا.
وقد أدرجت في بعض الأحيان كتاب معاني القرآن للأخفش (ت 215 هـ) لأهميته، ولزيادة البيان، باعتباره يمثل المدرسة البصرية في إعراب القرآن الكريم وإبراز معانيه.
ونحب أن نبين هنا أننا لا نقصد باللغوي ذلكم العالم المهتم بجمع مفردات اللغة وتحديد دلالاتها، أي ما يمكن أن نسميه اليوم بالراوية أو بالمعجمي، وما يمكن تسمية عمله بجمع المتن اللغوي، أو بالدراسة المعجمية. وإنما نقصد باللغوي كل عالم بذل جهدا في دراسة اللغة أو ما يمكن أن نسميه بالنحوي، أو العالم بفقه اللغة، أو ما يصطلح على تسميته اليوم باللساني المهتم بدراسة البناء اللغوي للخطاب من حيث مستويات التحليل اللغوي:
1 - المستوى الصوتي.
2 - المستوى الصرفي.
3 - المستوى التركيبي.
4 - المستوى الدلالي.
5 - المستوى التداولي.
6 - المستوى الجمالي.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[20 Jun 2009, 07:24 م]ـ
أما الصعوبات التي واجهت الباحث فمتعددة يمكننا إجمالها في ما يلي:
1 - غياب نظرية متكاملة في التفسير، ذلك أن حقل التفسير على خلاف أغلب الحقول المعرفية الإسلامية لم يرق إلى مستوى التنظير، فالفقه مثلا بدأ تطبيقيا ليرتقي إلى التنظير فينتج أصول الفقه، الذي هو بمثابة منهج الفقيه في استنباط الأحكام من النصوص المعتبرة.
2 - قلة المصادر و المراجع التي عنيت بدراسة منهج المفسرين اللغويين في القرن الثالث الهجري، و ما يوجد منها فإنه اقتصر على جوانب غير التي نروم دراستها.
3 - غلبة النهج التقليدي في تناول قضايا التفسير عامة و التفسير اللغوي خاصة، حيث إن أغلب الدراسات الموجودة في المجال لم تتبن اللسانيات ومناهج تحليل الخطاب، بغية الكشف عن بنية الخطاب اللغوي.
4 - دقة المباحث التي عرض لها المفسرون اللغويون في القرن الثالث الهجري، مع اعتماد لغة علمية دقيقة تعتمد الإيجاز في التعبير، والدقة في التوصيف باعتبارها تخاطب العالم، واعتماد مصطلحات خاصة. مما جعلني مضطرا إلى الرجوع لعشرات التفاسير كوسيط يسعفني في فهم المراد، و يفتح أمامي آفاق البحث، للوصول إلى تصور يسهم في بلورة نظرية متكاملة في التفسير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[21 Jun 2009, 01:32 م]ـ
إن المنهج الذي اتبعته في دراسة موضوع هذه الأطروحة يتمثل في منهج واحد ذو خطوات منهجية ثلاث:
1 - الدراسة الوصفية.
2 - الدراسة التحليلية.
3 - الدراسة المقارنة.
ذلك أن الدراسة تنصب على نصوص مما يستدعى أولا وقبل كل شيء التعرف عليها من الداخل وذلك لا يتم إلا بتبني منهج وصفي نستطيع به أن نحقق ما يلي:
1 - تحديد معالم المنهج العام للكتب موضوع الدراسة، و بذلك نستطيع أن ندرك بناء الخطاب التفسيري اللغوي، و حصر مكوناته، ورصد طريقة ترتيبها، وبيان العلاقات القائمة بينها.
2 - الوقوف على القضايا اللغوية والنحوية والبيانية التي يطرحها الخطاب القرآني.
3 - تحديد منهج كل مفسر في تناول هذه القضايا.
4 - إدراك الطريقة التي يتم بها استخراج المعنى من القرآن الكريم، أي إن الباحث استطاع رصد عوامل استخراج المعنى، مع رصد طريقة المفسرين في توظيفها، مما جعل قراءتهم قراءة علمية وموضوعية للخطاب القرآني، مع الصدق في التوجه، و الإخلاص في العمل.
وأما المنهج التحليلي فإنه يأتي بعد الفراغ من الدراسة الوصفية، وبه حاولنا دراسة طريقة وكيفية تناول هؤلاء اللغويين للقضايا اللغوية التي يتضمنها الخطاب القرآني وذلك كمحاولة أساس للإجابة عن الأسئلة التي سبق طرحها عند ذكرنا للأسباب التي حفزتنا لاختيار هذا الموضوع مجالا للبحث و الدراسة ".
أما المنهج المقارن فهو يهدف إلى مقارنة الكتب موضوع الدراسة بنظائرها بهدف الوقوف على الإضافة العلمية. و استخلاص عوامل استخراج المعنى و طريقة إعمال المفسرين لقواعد التفسير وأصوله. ومعرفة ما إذا كانت التفاسير موضوع الدراسة متقيدة بمنهج أهل السنة والجماعة في التفسير و الذي نعتقد أنه موصل - بإذن الله تعالى - إلى الوقوف على مراد الله تعالى من كتابه العزيز أم أنها خالفته, باعتباره المنهج الأسلم و الأعلم و الأكفى. و إذا ما كانت قد خالفته فعلا فما هي انعكاسات ذلك – سلبا أو إيجابا – على فهمنا وإدراكنا لفحوى الخطاب القرآني؟.
ولدراسة هذا الموضوع على الوجه الأمثل حاولنا الاستعانة ببعض المجالات العلمية التي من شأنها أن تثري البحث، وذلك كعلم اللغة الحديث " اللسانيات "، والأسلوبية، والتداوليات، وعلم الدلالة، وعلم النص " لسانيات النص "، ومناهج تحليل الخطاب، والنقد الأدبي الحديث، وعلم الجمال. مع الاجتهاد قدر الإمكان من تفريغها من حمولتها العقدية، مراعين في كل ذلك خصوصيات الخطاب القرآني، وخصوصيات اللغة العربية وذلك حتى تظل الدراسة محتفظة بدقتها في التوصيف العلمي للنصوص.
وتوخيا للدقة في الفهم، و حتى أعصم نفسي من الوقوع في الخطأ فإني قد ألزمت نفسي بقراءة هذه الكتب قراءة متأنية و دقيقة، معتمداا في ذلك على وسائط علمية متعددة، أتبلغ بها إلى فهم هذه الكتب موضوع الدراسة، وآملا سبر أغوارها، واكتشاف أسرارها، مما مكنني من فهم كثير من القضايا المشكلة، و إن طالت المدة و بعدت الشقة.
و يمكنني أن أذكر بعض هذه الوسائط التي أعتبرها المدخل الأساس لفهم التفسير اللغوي للخطاب القرآني في مرحلة التأسيس الحقيقية لتفسير القرآن الكريم، باعتبارأن هذه الأعمال هي التي مهدت الطريق لمن أتى بعدهم لتفسير القرآن الكريم باعتماد الأصول التي وضوعها، ومراعاة القواعد التي قرروها. و يمكنني أن أجمل هذه الوسائط في ما يلي:
1 - " جامع البيان عن تأويل القرآن ": ابن جرير الطبري (ت 310 هـ).
2 - " تفسير القرآن العظيم مسندا عن الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ والصحابة و التابعين ": ابن أبي حاتم الرازي (ت 327 هـ).
4 - "إعراب القرآن": أبو جعفر أحمد النحاس (ت338 هـ).
5 - النكت و العيون: أبو الحسن الماوردي البصري (ت 450).
6 - " المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ": أبو محمد عبد الحق بن عطية (ت542 هـ).
7 - زاد المسير في علم التفسير: أبو الفرج جمال الدين بن الجوزي (ت 597 هـ).
8 - التبيان في إعراب القرآن: أبو البقاء عبد الله بن الحسين العكبري (ت 616 هـ).
9 - " الجامع لأحكام القرآن ": أبو عبد الله بن أحمد القرطبي (ت 671 هـ).
10 - أنوار التنزيل و أسرار التأويل: ناصر الدين أبو سعيد عبد الله بن عمر بن محمد الشيرازي البيضاوي (ت 685 هـ).
11 - البحر المحيط: محمد بن يوسف الشهير بأبي حيان الأندلسي (ت 745هـ).
12 - " تفسير القرآن العظيم " لأبي الفداء إسماعيل بن كثير (ت 774 هـ).
13 - الدر المصون في علوم الكتاب المكنون: شهاب الدين أبو العباس بن يوسف بن محمد بن إبراهيم المعروف بالسمين الحلبي (ت 756 هـ).
14 - الفريد في إعراب القرآن المجيد: المنتجب حسين ابن أبي العز الهمذاني (ت643 هـ).
15 - تفسير النسفي: أبو البركات عبد الله بن أحمد بن محمود النسفي (ت 710 هـ).
16 - تفسير ابن جزي: محمد بن أحمد بن جزي الكلبي (ت 741 هـ).
17 - نظم الدرر في تناسب الآيات و السور: برهان الدين أبو الحسن إبراهيم بن عمر البقاعي (ت 885 هـ).
18 - الدر المنثور في التفسير المأثور: جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت 911 هـ).
19 - فتح القدير الجامع بين فني الرواية و الدراية من علم التفسير: محمد بن علي بن الشوكاني (ت 1255 هـ).
20 - فتح البيان في مقاصد القرآن: محمد صديق خان حسن علي القنوجي (ت 1307 هـ).
21 - تفسير المنار: محمد رشيد رضا (ت 1354 هـ).
22 - في ظلال القرآن: سيد قطب (ت 1393هـ).
23 - أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن: حمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي (ت 1393 ه).
24 - " التحرير و التنوير ": الطاهر بن عاشور (ت 1393هـ).
25 - دراسات لأسلوب القرآن الكريم: محمد عبد الخالق عضيمة (ت 1404 هـ).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[23 Jun 2009, 07:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل.
وننتظر تجاوب الشيخ مساعد مع هذا الموضوع الذي نظنه ممن فتح الله عليه فيه ولا نزكي على الله أحدا.(/)
مائدة من السماء أم من الجنة؟
ـ[أبو المنذر]ــــــــ[17 Jun 2009, 04:58 م]ـ
اذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (112)
يقال ان منزلة الحواريين من عيسى عليه السلام كمنزلة الصحابة رضي الله عنهم من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فما وجه طلبهم المائدة من عيسى عليه السلام أهو على وجه الشك أم زيادة اليقين وما دلالة تعبيرهم من السماء.
ارجو إيضاح القول في تفسير الآية الكريمة مأجورين.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[17 Jun 2009, 05:52 م]ـ
الأخ الكريم أبو المنذر ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أولاً: يبدو أنّ كلام الحواريين كان في بدايات مسيرتهم الإيمانية، ويظهر ذلك في قولهم:" هل يستطيع ربك".
ثانياً: هذا الكلام لا يكون ممن تحققوا بالإيمان الكامل، بدليل قول عيسى عليه السلام لهم:" اتقوا الله إن كنتم مؤمنين".
ثالثاً: الدوافع وراء هذا الطلب لخصوه بقولهم:"قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا، وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا، وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا، وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ". واضح أنهم أرادوا التحقق من صدق عيسى عليه السلام، ليبلغوا مرحلة اطمئنان القلوب. ولأن هذا الطلب جاء من أناس يرغبون بشدة في ما هو أكثر من تصديق كانت الاستجابة، على خلاف ما كان يحصل مع الكفرة عندما كانوا يطلبون أمثال هذا الطلب، ولم يستجب لهم لأنهم لم يكونوا يطلبون الحقيقة، وإنما هي مماحكات. أما لماذا من السماء، فلأن مثل هذا النزول يشكل معجزة ملموسة. وهم يقرأون في التوراة أنّ الله تعالى أنزل على بني إسرائيل المن والسلوى.
رابعاً: ولكن مثل هذه الاستجابة تضع على عاتقهم مسئولية عظيمة:"قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ". والثابت بالنص أنهم استقاموا ولم يفرّطوا.(/)
تفسير ابن تيمية بين د / الجلنيد و د / عميرة
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[17 Jun 2009, 05:21 م]ـ
مجلة عالم الكتاب المصرية , العدد 23 سنة 1989
اضغط هنا لتحميل المقالة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=68332&d=1245219806)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[17 Jun 2009, 10:05 م]ـ
مقالة مهمة , وخلاصتها أن كتاب دقائق التفسير هو نفسه كتاب التفسير الكبير وكلاهما مطبوعان فيا للعجب.
شكراً لك أبا خطاب.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[17 Jun 2009, 11:31 م]ـ
نعم لعلنا ننشد في هذه العجيبة قول ابن الهبارية:
فَذاكَ مِن كُل عَجيب أَعجَب *-*-*-*-* وَلَيسَ في الأَيام ما يستَغرب
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[20 Jun 2009, 07:45 م]ـ
لو أكمل الموازنة بما في فتاوى شيخ الإسلام (قسم التفسير) لوجدت أيضًا توافقًا؛ لأن المخطوطات التي رجعوا إليها واحدة.
لكن الدكتور عبد الرحمن ـ عفا الله عنه ـ كان ذا دعوى عريضة.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[23 Jun 2009, 07:28 م]ـ
شكراً لك أبا خطاب علي هذا النقل
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[23 Jun 2009, 11:56 م]ـ
وقد سبق الحديث عن (محاولات جمع تفسير ابن تيمية) فيمكن الرجوع إليه للاستزادة، وشكرا لك يا أبا الخطاب على هذه الإضافة.(/)
دورة مكثفة مقترحة للاستعداد لتدبر القرآن في رمضان
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[17 Jun 2009, 07:00 م]ـ
هذه فكرة لدورة تقام في المساجد استعدادا لتدبر القرآن في رمضان، أتمنى أن يسهم الإخوة بما يقيم الفكرة ويقومها ويستدرك عليها ويضيف إليها
دورة مكثفة
لضبط تفسير القرآن
الهدف:
ضبط المعاني الأصلية لآيات القرآن في فترة وجيزة (6 أسابيع بحيث تعقد في رجب وشعبان و تنتهي قبل رمضان القادم).
الوسيلة:
دراسة تفسير الجلالين دراسة مختصرة مع الاستعانة بكتاب مخلوف في الغريب و الحميدان في أسباب النزول لإكمال ما أغفله التفسير المذكور.
البرنامج المقترح:
من السبت إلى الأربعاء:
بعد الفجر – 6:
إتمام التحضير للدرس (انظر ما سيأتي في البرنامج بعد المغرب)
من 6 – 9 صباحاً:
قراءة التفسير بإشراف متخصص أو معتنٍ بالتفسير (جماعي).
9 – 10:
إفطار + شاي.
10 – الظهر:
راحة
بعد الظهر:
1 - 2 ونصف:
مراجعة المقروء صباحاً (فردي).
2 ونصف – العصر:
غداء وراحة.
العصر - المغرب:
4 ونصف – 5 ونصف:
إتمام مراجعة المقروء صباحاً.
5 ونصف – 6 و نصف:
المراجعة اليومية (انظر النموذج المقترح).
إلى المغرب:
أذكار المساء.
بعد المغرب:
تحضير درس الغد (انظر النموذج المقترح).
بعد العشاء:
فترة مفتوحة تتخللها وقفة تدبر مع آية.
الخميس:
من الفجر إلى المغرب:
الاستعداد للاختبار التحريري.
بعد المغرب:
الاختبار الأسبوعي التحريري (انظر النموذج المقترح).
بعد العشاء:
جلسة مفتوحة.
الجمعة:
من الفجر إلى العصر:
الاستعداد للاختبار الشفوي.
بعد العصر:
4 ونصف – 6:
الاختبار الشفوي (انظر النموذج المقترح).
إلى المغرب:
جلسة مفتوحة.
بعد المغرب:
تحضير درس الغد.
نموذج التحضير (قبل الدرس)
الجزء: السابع – مثلاً- الصفحة: 126
الكلمات الغريبة المشروحة (يستخرج الطالب ما فسره الجلالان من الغريب):
الكلمات الغريبة غير المشروحة (يستخرج الطالب ما لم يفسره الجلالان من الغريب بالاستعانة بمفردات القران لمخلوف):
أسباب النزول الصحيحة (بالاستعانة بصحيح أسباب النزول للحميدان):
نموذج المراجعة اليومية
1 - اشرح (أول / آخر) ثمانية أسطر من الصفحة:
2 – اشرح (أول / آخر) ثمانية أسطر من الصفحة:
3 - اشرح (أول / آخر) ثمانية أسطر من الصفحة:
4 – هل وردت أسباب نزول صحيحة في هذا الجزء؟
نموذج الاختبار الأسبوعي التحريري
1 - اشرح الصفحات التالية: ()، ()، ().
نموذج الاختبار الأسبوعي الشفوي
1 – شرح ست صفحات عشوائية بالتناوب بين شخصين.
2 – ذكر أسباب النزول الصحيحة بالتناوب بين شخصين.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[17 Jun 2009, 09:25 م]ـ
مرحبا بك أخي الفاضل بين إخوانك في الملتقى ..
وحيهلا بباكورتك الطيبة التي أتحفتنا بها وأحسنت في عرضها ..
وهي فكرة طيبة جميلة، وتسد فراغا في الدرس القرآني المعاصر.
أجمل ما في الفكرة -من وجهة نظري- هو قيامها على مبدأ التنظيم والالتزام الجماعي، وهو المبدأ الذي قل من يجيد تطبيقه.
قد تختلف وجهات النظر في تعيين الأوقات أو الكتب المختارة، لكن تبقى الفكرة مهمة وثرية.
ـ[محمد منقذ]ــــــــ[17 Jun 2009, 10:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ محمد نصيف من طلبة العلم المميزين في علم البلاغة، وتطبيقاته البلاغية على كتاب الله تعالى جميلة جداً، ومن النادر أن نجد مثلها في هذه الأيام في دروس التفسير المطروحة.
فأدعو إخواني من طلبة العلم من أهل المدينة أن يشاركوا الشيخ محمد دروسه وألا يفوتوها، وسيجدون -إن شاء الله- فائدة كبيرة في هذه الدروس.
وجزاكم الله خيرا
ـ[وائل حجلاوي]ــــــــ[18 Jun 2009, 05:02 م]ـ
جزاكم الله خيرا
فكرة رائعة ومشروع مثمر إن شاء الله
ولكن ألا ترون أن البرنامج المقترح أطول بكثير من المادة العلمية وهي تفسير الجلالين وأسباب النزول وكلمات القرآن لمخلوف
مما يسبب الملل لدى الدارسين من التكرار عند التحضير للدرس ثم الدرس ثم المراجعة ثم الاستعداد للاختبار
بمعنى هل هذا الهدف يحتاج إلى كل هذا الوقت لكي يتحقق؟
ويا ليت شعري من يستطيع التفرغ الكامل!!
المقترحات:
1) إعطاء مرونة أكثر في الوقت
2) تحديد تفسير أو اثنين كمراجع , يُرجع إليها عند الحاجة
ولا سيما من التفاسير التي اعتمد عليها السيوطي والمحلي في كتابة تفسير الجلالين
3) إعداد مذكرة أو بحث في نهاية الدورة يكون من ثمرات الدورة
البحث أو المذكرة: مثلا في علم الغريب وأهميته وضوابطه وقواعده وفوائده
أو بحث في طريقة الاستفادة المثلى من تفسير الجلالين
أو مفاتيح للتعامل مع تفسير الجلالين
أو مقارنة بين تفسير الجلالين وغيره ...... إلخ
وفق الله الجميع
وبانتظار أفكار ومشروعات جادة للاستفادة من الإجازة فيما يحبه الله ويرضاه
ويبني الإنسان بناء عليماً واجتماعياً وثقافياً ليحقق النفع لنفسه ولأمته
والله يرعاكم والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[18 Jun 2009, 07:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن أذنتم لي " حفظكم الله " إبداء ملحوظتين على هذا البرنامج:
الأولى: هل تم استشارة أهل التخصص في مناسبة البدء بتفسير الجلالين، ولِمَ لا يبدأ مثلاً بالتفسير الميسر، فهو أسهل على الطلبة من تفسير الجلالين.
الثانية: لو تم البرنامج على ثلاث مراحل، في ثلاث سنوات، في كل سنة يتم قراءة تفسيرعشر أجزاء من القرآن الكريم، حتى لا يركز على دراسة الكم دون الكيف، ويخرج الطالب بقدر من العلم يستطيع إدراكه، وهذا أفضل مما يحفظ ثم ينسى لكثرته.
والله تعالى أعلم.
ـ[محمد العواجي]ــــــــ[18 Jun 2009, 08:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
بداية موفقة للشيخ الفاضل
ونتمنى إثراء الفكرة من حيث هي فكرة
ونود طرح بعض تجارب المشايخ في هذا الباب
ونطمح أن يكون هذا العام بداية لنا في برامج مميزة ومركزة
وبالمناسبة فالشيخ محمد صاحب تجارب وهمة عالية متميزة
أما مناقشة التفاصيل فتحتاج صولات وجولات، ولعله يكون لي جلسة مع أبي عبدالعزيز بخصوص مقترحه
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[18 Jun 2009, 11:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر للجميع ملاحظاته، وأتمنى أن يحصل اللقاء بكم يا أبا أيوب عاجلاً
وأود أن أنبه على بعض النقاط التي أثارتها مشاركات الإخوة
1 - تفسير الجلالين غني عن التعريف وقد اعتنى العلماء بشرحه والتحشية عليه وما زال يدرسه أهل العلم ومن آخرهم الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله وقبله الشيخ العثيمين رحمه الله، وقد نص بعض أهل العلم أن هذا التفسير يصلح للمبتديء وليس معنى هذا أن المبتديء سيفهم كل ما فيه، لكن سيحصل له به فهم لمعاني الآيات باختصار وبعبارة دقيقة جداً، وعموماً فليس هناك أي مانع أن يقترح أحد كتاباً آخر لكني أظن أن الأنسب هو الجلالين.
2 - اقتراحي للكتاب وبهذا الشكل تمهيد في ظني لدراسة نفس الكتاب دراسة مدققة متأنية متعمقة وهذا لا يمكن إلا لطالب له عناية بعلوم الآلة قد حصَّل منها قدراً لا بأس به.
3 - تناقَضَ الإخوة بين مستقل بالكتاب يطلب عدة كتب وبين مستقل بالمدة يريد الدورة على ثلاث سنوات، أما الأول فأقول له تعدد الكتب - في ظني- يضعف الضبط، وضبط الجلالين كمرحلة أولى خطوة جيدة خاصة و أن كثيرا من طلاب العلم ليس عنده الحد الأدنى الذي تحققه مثل هذه الدورة بل إن الكثيرين قد يقرأون في التفاسير الكثيرة في سورة أو سور بينما يفتقرون إلى الحد الأدنى في فهم سور أخرى كثيرة
وأما الثاني وهو المقترح لتقسيم الدورة إلى ثلاث دورات فأظنه محقا لكن بالتشاور مع بعض الأخوة رأى أن تكون في دورة واحدة مطولة، وأظن ان الفيصل في مثل هذا الخلاف هو إقامة الدورة على أرض الواقع وظهور نتائجها بل قد يظهر لمن يقيم الدورة ان يغير من خطتها ويقلل من القدر المدروس في سبيل الإتقان وقد يظهر له عكس ذلك فيُسرع ويتم الكتاب بسرعة.
4 - كتابا مخلوف والحميدان ليسا من صلب الدورة وإنما هما مُتِمَّان لما في الجلالين من نقص في شرح بعض الكلمات وذكرأسباب النزول، وغيرهما قد يغني عنهما ولم أقترح كتاب الراغب لأنه لا يسير على ترتيب المصحف ويستطرد في مسائل لغوية قد لا تهم المبتديء.
5 - الوقت الإجباري للحضور في الدورة هو من السادسة إلى التاسعة صباحا، أما بقية الأوقات فيمكن تأديتها بشكل فردي -باستثناء مراجعة يوم الجمعة -، مع ملاحظة إمكانية إقامة الدورة لأسبوعين فقط - مثلاً - بحيث يتم إنهاء عشرة أجزاء فقط في هذا العام
6 - يبقى - بعد كل ما ذكرته- الخلاف سائغاً في الكتاب المقرر وطريقة الدراسة والمهم أن يبقى الهدف: (الاستعداد للشهر الكريم قبل حلوله)
ولمن أراد التواصل معي في المدينة للتعاون في إقامة مثل هذه الدورة فإن رقمي هو: 0501688185
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[18 Jun 2009, 11:53 م]ـ
الشيخ محمد نصيف:
شكر الله لك مقترحك وأنا لا أوافقك أن تفسير الجلالين للمبتدئ , بل هو لطلبة العلم وهو أشبه ما يكون متناً تفسيرياً يصلح مع شيخ يبين عباراته في مجلس علمي , ولذا كثرت الحواشي عليه , ولذا فالتفسير الميسر أو تفسير أبي بكر الجزائري هو المناسب للعامة.
وفقك الله في الدارين.
ـ[مُتَّبِعَة]ــــــــ[19 Jun 2009, 12:59 ص]ـ
شيوخي وأساتِذِيَّ الأفاضل
لي تجربة ذاتية مع تفسير الجلالين – قد تنفع –: بدأتُ بقراءته قُبيل سن الحادية عشرة؛ إذ كان هو التفسير الوحيد لدينا في البيت، وبالرغم من قراءاتي المتفرقة فيه آنذاك دون إتمام له إلا أنه بدا لي سهلا ميسور الفهم.
من خلال تجربتي هذه أجد ألا حرج ذهني في تدريسه العوام، ولا خوف من التجربة، وكما رأى الشيخ الفاضل صاحب الفكرة: من خلال الممارسة والتطبيق العملي يكون للمُعلم تصوُّر واضح للمناسب وغير المناسب في برنامجه المبارَك إن شاء الله، أسأل الله لي ولكم التوفيق والقبول، وعذرًا للمداخلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[19 Jun 2009, 11:07 ص]ـ
عفواً سؤال للدكتور البريدي
أوصيتم في رسالتكم عن جهود الشيخ ابن عثيمين بدراسة خاصة لتعليقات الشيخ على الجلالين فهل بدأ أحد بهذه الدراسة؟ وهل السور التي علق عليها الشيخ محددة؟ وهل يمكنكم إفادتي بهذه السور؟
وأما العامة فلا دخل لهم بالدورة التي اقترحتها والهدف من الدورة ضبط الأصل تمهيدا لدراسته على شيخ إذ هو أقرب إلى المتن كما أشرتم؛ فضبطه مجرد مرحلة
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[19 Jun 2009, 11:10 ص]ـ
سلمت يمينك يا شيخ محمد
الفكرة جميلة وأحسب أنها ممكنة غير أنها تحتاج إلى إضافة دورة مختصرة عن منهج تفسير الجلالين
ويكفي في هذه الفكرة فضلا أنها في تعلم كتاب الله (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) ويكفيها حديث (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم ... الحديث)
أحسب أن تطبيق هذه الدورة لأول مرة سيحصل عليه بعض الملاحظات التي تتلافى في المرات القادمة فمهما تفتقت الأذهان عن أفكار نظرية سيبقى التطبيق هو المعيار لمعرفة المناسب من الأنسب من غير المناسب
فاستعن بالله واشرع
نفع الله بكم
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[19 Jun 2009, 10:05 م]ـ
الشيخ محمد:
الذي أوصيت به هو دراسة تعقبات الشيخ ابن عثيمين على تفسير الجلالين , والموضوع في طور التسجيل في جامعة القصيم , وقد علق الشيخ على سور محددة الموجود منها من سورة النور حتى نهاية سورة الزخرف.
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[20 Jun 2009, 05:15 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا دكتور أحمد
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Jun 2009, 02:40 م]ـ
أشكر الأخ الكريم محمد نصيف على هذه الفكرة الموفقة إن شاء الله، والتطبيق هو المحك وكأني أنظر إلى نجاح هذه التجربة بإذن الله، فالكمال الذي نسعى إليه لا يتحقق إلا من خلال تجارب عملية يعتريها ما يعتريها حتى تقارب الكمال، واختلاف وجهات النظر في الكتب المناسبة للتطبيق لا تكاد تتفق.
أعانكم الله وسدد خطاكم، وليته يتبنى تطبيقها أكثر من شخص في أكثر من مكان حتى تجمع الإيجابيات والملحوظات لتكتمل الفكرة بإذن الله.
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[21 Jun 2009, 08:48 م]ـ
جزاك الله خيراً د - عبد الرحمن، والتجرية ستبدأ بإذن الله في المدينة بعد أسبوعين وهناك مساع لإقامتها في نفس الوقت في جدة
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[16 Jul 2009, 12:06 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد بدأت الدورة يوم الأحد12/ 7/ 1430 وخلال أسبوعين خرج الحضور بفوائد متنوعة لعلي أبث شيئاً منها في الأيام المقبلة
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[16 Jul 2009, 06:09 م]ـ
بانتظار الثمرات ..
إلى الأمام.
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[28 Jul 2009, 12:40 م]ـ
الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فهذه أمور لاحظت أثناء تدارس الكتاب أنها تستحق العناية، وتذكرت عند ملاحظتها ما قاله الشيخ يوسف خلاوي – وهو ممن له عناية بالجلالين، وله عشرة دروس شَرَحَ فيها ربعَ حزبٍ من البقرة شرحًا يحتاجه من يريد أن يعرف قيمة الجلالين – حيث ذكر الشيخ يوسف أن الكتاب ما زال بحاجة لشرح أو حاشية تخدمه، وقد يستغرب الإنسان من هذا الكلام مع وجود حاشية الجمل الشهيرة، لكن لعل فيما سأذكره ما يبين صحة كلام الشيخ حفظه الله:
أولاً: فيما يتعلق بعلم القراءات:
1 - اشتهر بين طلبة العلم أن قول المؤلفيْن (وفي قراءة) يعني أنها متواترة، وقولهما (قريء) يعني أنها شاذة، وهنا أمران يحتاجان إلى بحث:
أ – هل هذا الاصطلاح أغلبي أم قد التزمه الجلالان في الكتاب كله؟
ب– ما المقصود بالمتواتر وبالشاذ عندهما؟
2 - متى يتعرضان للشاذ؟
3 – ثمة مواضع تعرض لها المفسران مع كون الخلاف فيها عائداً إلى الأداء وليس له تعلق بالمعنى فما سرالتعرض في كتاب مختصر لمثل هذا؟
5 - ما مدى استيفاء القراءات المتواترة االمؤثرة في المعنى؟
6 – ما هي القراءة المعتمدة عندهما؟ وقد ذكر د قباوة أنها في الغالب قراءة أبي عمرو فهل كلامه صحيح و ما سر المخالفة لهذه القراءة في بعض المواضع؟
7 – ما مدى العناية بتوجيه القراءات بما يخدم التفسير؟
8 – هل خدمت حاشية الجمل أو غيرها هذه الجوانب المشار إليها في الأسطر السابقة؟
هذا وللحديث بقية بإذن الله.
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[28 Jul 2009, 03:46 م]ـ
ثانيًا: الترجيح و الخلاف:
مع اختصار الكتاب إلا أنه يشير إلى الخلاف وقد يرجح ... إلخ، وهنا تطرح أسئلة تحتاج إلى جواب:
1 - متى يذكر المؤلفان الخلاف ومتى لا يذكرانه؟
2 - هل يراعيان في ترتيب الأقوال المختلفة اعتباراً معينا؛ مثلاً: يقدمان الراجح على المرجوح – يقدمان الحقيقة على المجاز ... إلخ.
3 – ما طريقة عرضهما للخلاف؟ ومتى يستخدمان: (أو) ومتى يستخدمان (قيل) عند سوْق الخلاف؟
4 – متى يرجحان تنصيصاً؟ ومتى يبينان وجه الترجيح؟ وما قوة ترجيحاتهما؟
5 – يعد اكتفاؤهما بقول واحد اختيارًا وترجيحًا ولكن ما مدى قوة هذا الاختيار؟
6 –إذا اختار المؤلفان قولا أو وجها إعرابياً – مثلا- فهل يطرد هذا الاختيار معهما في الكتاب كله
7 – قد يفسر المؤلفان الآية بقول ثم يعقبان بقول صحابي مخالف لما اعتمداه في التفسير فما مقصودهما بهذا؟
8– هل خدمت حاشية الجمل أو غيرها هذه الجوانب المشار إليها في الأسطر السابقة؟
هذا وللحديث بقية بإذن الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[28 Jul 2009, 05:58 م]ـ
ثالثا: الفقه:
1 - من الملاحظ من طريقتهما في الكتاب أنهما قد يفسران الآية ثم يذكران قولا للشافعي يخالف ما فسرا به الآية، أو يفسران الآية وفق المذهب الشافعي ثم يذكران قولا لصحابي – مثلا – يخالف ما نقلا عن الشافعي إلى غير من ذلك من صور تعرضهما لآيات الأحكام، والمطلوب: معرفة منهجهما في كل هذا.
2– كثيراً ما يُعزى القول إلى الشافعي فيتعقب (الجملُ) في الحاشية بأن هذا ليس قول الشافعي، والمطلوب:
معرفة مدى دقة نسبة الأقوال إلى الشافعي في تفسير الجلالين.
هذا وللحديث بقية بإذن الله.
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[29 Jul 2009, 12:10 م]ـ
رابعاً: الآثار وأسباب النزول:
أقصد بالآثار المرفوع وغيره، وهنا أمور تحتاج إلى خدمة:
1 – تخريج الأحاديث المرفوعة والآثار المذكورة بنصها، ولم يتعرض الجمل – في حدود اطلاعي - لمثل هذا، و قد خُدم المرفوع خدمة يسيرة في بعض الطبعات كطبعة (الحاج) التي قدم لها سيد العفاني، لكنه يحتاج إلى المزيد مع خدمة الموقوف وغيره، وأذكر أن هناك رسالة علمية في تخريج أحاديث الجلالين، لكن لا أظنها طبعت، ولا أعرف شيئاً عن قيمتها العلمية.
2 - قد يشيران إلى حديث دون ذكر نصه، وهذا الجانب لم يخدمه الجمل وخدمه القاضي كنعان بنسبة كبيرة، ولعله يحتاج إلى مزيد خدمة بزيادة التوثيق مع يبان درجة الحديث المشار إليه.
3 - ما منهج المؤلفيْن في ذكر أسباب النزول – بمعنى متى يذكرانها ومتى يغفلانها -؟
4 - كثيرا ما يُختصر سبب النزول اختصارا شديدا وقد يكون هذا الاختصار مخلا بالمعنى أصلاً، وهذا يحتاج إلى خدمة بالرجوع إلى أمهات كتب الحديث مع كتب أسباب النزول المسندة لتوثيق النصوص، وهذا الجانب لم يخدمه الجمل وخدمه القاضي كنعان شيئاً ما، وقد وجدت عدداً من المواضع التي فيها خلل في الاختصار في الأجزاء الخمسة الأولى من القرآن، والمسألة تحتاج إلى مزيد مراجعة حيث أني لم أرجع سوى إلى مراجع قليلة للبحث عن الرواية التي ساقها المؤلف.
هذا وللحديث بقية بإذن الله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Jul 2009, 01:23 م]ـ
أحسن الله إليكم يا دكتور محمد على هذه الأسئلة المليئة بالفوائد والوقفات القيمة. وننتظر البقية.
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[30 Jul 2009, 03:20 م]ـ
و إليكم جزاكم الله خيرا
خامساً: السيرة النبوية:
1 – ينقل المؤلف أحداثا من السيرة باختصار شديد – كما يفعل عند ذكر بعض الغزوات- فما مدى الدقة فيما ينقله؟
2 –يستفيد من السيرة في تحديد المبهمات وقد يحصل له السهو أو مخالفة المشهور في تحديد تلك المبهمات ولا نجد من الجمل تعليقاً على مثل هذا.
3 – قد يربط المؤلف أحداثا من السيرة بالآيات المفسَّرة فما مدى صحة هذا الربط؟
سادسا: البلاغة:
يلاحظ على الكتاب أنه يكثر من التعرض للأساليب البلاغية دون التعرض لنكتة التعبير بالأسلوب –غالباً – فينص على الالتفات أو الإظهار في مقام الإضمار ولا يبين سره، وكذلك يتعرض التفسير كثيراً للأساليب المجازية والكنائية باختصار شديد وبإشارة لطيفة، والغالب أنه لا ينص على وجود مجاز أصلاً، وعليه لا بد من أمرين:
1 - إكمال النقص، وقد قام الجمل بجهد لكن يُنظر هل خدم كل المواضع أو جلها أم لا.
2 – الاستفادة من النقص في تدريب الطلاب أثناء تدريس الكتاب، حيث يحاولون تحديد السر البلاغي للالتفات ... إلخ، كما يحاولون تحديد نوع المجاز وعلاقته و قرينته و في كل هذا تدريب للطالب لتكوين الملكة ومعرفة ما يصح حمله على المجاز – لوجود القرينة – وما لا يصح حمله عليه – لعدم وجودها-.
3 – كثيراً ما يكتفي المفسران بنكات تعد عند بعض المحققين نكاتاً ضعيفة أو مجملة كالتقديم لمراعاة الفاصلة أو التقديم للاهتمام، وهذا يحتاج إلى إكمال وتتميم من التفاسير المعتنية بالجانب البلاغي.
6 – كثيراً ما يعتمد قولا مرجوحاً ويغفل القول الأليق بالسياق فنجده كثيراً ما يقدر المفعول المحذوف مع إمكانية جعله لا على نية التقدير من باب تنزيل المتعدي منزلة اللازم كما هو معلوم عند البلاغيين، وهذا وأمثاله يحتاج إلى تتبع في التفسير
هذا وللحديث بقية بإذن الله
ـ[محب القراءات]ــــــــ[14 Jul 2010, 06:25 م]ـ
فضيلة الدكتور / محمد نصيف
شكر الله لكم جهدكم.
ما هو تقييمكم لدورة العام الماضي؟ وهل لديكم نية لإعادتها في هذا العام قبل شهر رمضان المبارك؟
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[15 Jul 2010, 07:18 ص]ـ
الدروة كانت مفيدة لكن كان ينقصها بعض الإمكانيات والتنظيم حتى تكون الفائدة أكبر، كما أن الكتاب - مع اقتناعي بنفاسته - لم يناسب عدداً من الإخوة لسبب جوهري هو عدم التأصيل في العلوم التي يحتاجها الدارس لهذا الكتاب من عقيدة ولغة بفروعها وأصول فقه وفروعه مع علوم القرآن وأصول التفسير، فالمفترض أن تسبق دراسة الطالب له دراسة لتلك العلوم، هذا وقد طرأت علي أسفار وأمورٌ هذا الصيف مع ضيقه فلم أتمكن من إقامة أي برنامج متعلق بالتفسير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التواقة]ــــــــ[16 Jul 2010, 03:59 ص]ـ
فضيلة الشيخ: محمد نصيف حفظكم الله
ألا يمكن تفادي هذه المرئيات لو اختير التفسير الميسر كما ذكر الإخوة فهو لا يحتاج للتأصيل في هذه العلوم؟ إذا أردنا استعارة هذه الفكرة منكم.
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[16 Jul 2010, 05:40 ص]ـ
تغيير الكتاب ممكن بتغيير الهدف فإذا كان الهدف مجرد فهم الآيات فهماً عاماً فإن كثيراً من الكتب يصلح، وإن كان الهدف تكوين الملكة والتدريب على توظيف علوم الآلة في فهم القرآن فهماً دقيقاً ... إلخ فلا بد من كتاب يناسب هذا الهدف، أما التفسير الميسر فعندي سؤال بصدده أرجو ألا يزعج أحداً وهو: ما مزية هذا الكتاب عن أمثاله من التفاسير في حاشية المصحف؟ وهناك عدد من التفاسير التي تماثله في كونها مطبوعةً في حاشية المصحف لكنها أفضلُ منه، وأنا أعرف أن من المتخصصين من يثني عليه ويقدمه لكني أريد ان أعرف سبباً واضحاً لهذا التقديم، و الكتاب الذي أرشحه لتحقيق هدف الأخت هو: المعين في تدبر الكتاب المبين للشيخ مجد مكي، والكتاب نفيس للغاية وفيه جهد وتميز يفوق التفسير الميسر بمراحل.(/)
القرآن كتاب هداية
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[18 Jun 2009, 01:11 ص]ـ
الأستاذ الدكتور أحمد بزوي الضاوي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخانا الكريم:
أكبر فيك أخلاقك وتواضعك وأدبك الجم وحبك الخير لإخوانك.
أخانا الكريم تقول:
"و لعلمي بأن القرآن الكريم حوى علم الأولين و الآخرين"
أخانا وأستاذنا الفاضل:
لقد طال الكلام في هذا الباب، وكثر فيه الجدل، وافترق الناس فيه بين موسع ومضيق، وغال ومقتصد، وقد قال الشاعر:
ولا تغل في شيء من الأمر واقتصد،،،،،،، كلا طرفي قصد الأمور ذميم
والله سبحانه وتعالى قد وصف هذه الأمة بالوسطية فقال:
(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا) سورة البقرة من الآية (143)
وقال:
(وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا) سورة الأنعام من الآية (152)
وكذلك يجب أن نكون عدولا في أحكامنا وأقوالنا، ولن نكون كذلك حتى نتحرى الدقة والحقيقة في الأقوال والأفعال، وذلك لا يكون إلا إذا استندنا في ذلك إلى دليل صحيح صريح من الشرع أو العقل أو الحس.
والذي نعلمه جميعاً أن الله سبحانه أنزل القرآن الكريم كتاب هداية فصل فيه كل ما يحتاجه الإنسان مما تستقيم به حياته في جوانب العقيدة والعبادة والمعاملات والأخلاق، وهذا هو الجانب المهم أو الأهم في هداية القرآن المذكورة في قول الله تعالى:
(إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) سورة الإسراء (9)
ومن هداية القرآن أنه حث على العلم والنظر في خلق الكون والأنفس واكتشاف سنن الله التي أودعها الله في مخلوقاته:
(وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21)) سورة الذاريات
(قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) سورة العنكبوت (20)
وتوجيه القرآن إلى اكتشاف سنن الله في الخلق الغرض منه إقامة الدليل على صدق هذا الكتاب ومن ثم قيادة البشرية إلى الغاية التي أنزل من أجلها القرآن وهي تعبيد البشرية لخالقها:
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (52) سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53)) سورة فصلت
وحين نقول إن القرآن كتاب هداية فقط وليس كتابا حوى مختلف العلوم فليس في هذا انتقاصا من قدر القرآن وإنما هي الحقيقة.
لقد عاشت البشرية قبل نزول القرآن قروناً متطاولة واكتشفت من سنن الله في الكون في مختلف العلوم الشيء الكثير، ودون في مختلف العلوم؛ الطب والهندسة والفلك وغيرها من العلوم، ولما جاء الإسلام وبسط هيمنته على الدنيا شجع العلم والعلماء، وطور العلماء المسلمون كثيرا من العلوم واكتشفوا الكثير في الطب والهندسة والفلك والرياضيات، وما نراه اليوم من تطور علمي واكتشافات إنما هو نتاج وثمرة تلك العلوم الإسلامية والتي تلقفتها أوروبا وبنت عليها حضارتها.
ولقد تكلم علماء القرآن في علاقة القرآن بمختلف العلوم وقالوا إن في القرآن إشارات إلى مختلف العلوم وهذا قد يكون صحيحا إلى حد ما، أما كون القرآن قد حوى تفصيلات العلوم أو أنه قد حوى علوم الأولين والآخرين فهذا من المجازفة التي يعوز صاحبها الدليل الذي لن يستطيع إيجاده.
إن الاستدلال بقوله تعالى: (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) سورة الأنعام من الآية (38) وقوله تعالى: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ) سورة النحل من الآية (89) على أن القرآن قد احتوى مختلف العلوم استدلال لا يقوم على ساقين ومن له أدنى معرفة بعلم أصول الفقه واستعمال القرآن وأساليبه يرد هذا الاستدلال.
وبالمثال تتضح الأمور:
لقد ذكر الله تعالى الفلك في أكثر من آية فهل يصح بناء على ذلك أن نقول إن علم صناعة السفن قديما وحديثا موجود في القرآن؟
ذكر الله تعالى المرض والشفاء في القرآن فهل يعني أن علم الطب بأصوله وفروعه موجود في كتاب الله؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكر الله تعالى الحرث والزراعة والحصاد فهل يعني ذلك أن القرآن قد احتوى على علم الزراعة؟
ذكر الله الحساب فهل يعني هذا أن القرآن قد حوى علم الرياضيات؟
لا أظن عاقلا عالما بالقرآن يقول بشيء من مثل هذا.
هل نجد في القرآن إشارات إلى بعض الأمور التي قد تكون بمثابة القواعد العامة والخطوط العريضة لعلم من العلوم؟
هل نجد في القرآن إشارات إلى بعض ما وصلت إليه البشرية من أمور لم تكن تعرفها في السابق؟
نقول نعم، ولكن هذا باب واسع لا يصح أن يتكلم فيه إلا من خلال دراسة متأنية متثبتة ثم تعرض هذه الدراسة على لجان متخصصة للنظر فيها ومن ثم الحكم عليها.
أما ما نراه اليوم في هذا الباب فأكثره أمور مرتجلة تنقصها الدقة وتنقصها القواعد المنضبطة، ولو أعيد النظر في ما صدر من دراسات في مسألة الإعجاز العلمي في القرآن من خلال لجان متخصصة لو جدنا أن كثيرا منها قد بني على فرضيات ونظريات قد تسقط يوما ما بنظريات مخالفة أو مناقضة لها، وهذا هو مكمن الخطر والمجازفة في هذا الباب.
ختاما أقول:
إن الإسلام لا يحجر على الفكر ولا على البحث ولكنه يضع الضوابط والقواعد الكفيلة بإيصال من يتبعها إلى نتائج صحيحة، والبحث في عدد سور القرآن وعدد آياته وما قد يكون أودع فيها من إعجاز يحتاج إلى ضوابط شرعية وضوابط متعلقة بعلم العدد ومتى توفرت الشروط في الباحث فلا عليه أن يبحث وإذا ما توصل إلى شيء فعليه أن يعرضه على أهل الاختصاص في العلوم الشرعية وأهل العلوم الأخرى ذات العلاقة فإن أقروه على ما توصل إليه اكتسب بحثه المصداقية والقبول عند الناس، وهذا هو المتبع في كل الدراسات المعتبرة.
أما ما يعرضه الأخ عبد الله جلغوم في هذا المنتدى فقد استحسن بعضه البعض ورده البعض وسكت عنه كثيرون ونصيحتي للأخ عبد الله تتمثل في أمرين:
إما أن يقدم قواعد منضبطة يستطيع أن يفهمها القارئ العادي أمثالي أو أن يعرض أبحاثه على المختصين الذين يعتبرون حجة على غيرهم فإما أن يقروه على ما كتبه أو يردوه.
أما نحن فواجبنا تجاهه وتجاه كل أحد أن نلتزم أدب الحوار وأخلاق القرآن وأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم.
وفق الله الجميع لما فيه الخير.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[ Amara] ــــــــ[19 Jun 2009, 02:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما ..
أخي الحبيب حجازي الهوى ..
لعل كلامك كان موجه إلى الأستاذ العزيز الدكتور أحمد الضاوي .. غير أنه في الحقيقة موضوع طريف و مهم لنا جميعا .. لذلك تقبل تطفلي و اسمح لي بالتدخل ..
لقد قلت أخي الحبيب ..
وحين نقول إن القرآن كتاب هداية فقط وليس كتابا حوى مختلف العلوم فليس في هذا انتقاصا من قدر القرآن وإنما هي الحقيقة.
.
و هنا أريد ان ألفتك .. كيف أدركت هذه الحقيقة ..
هل ورد في القرآن ما يؤكدها؟
هل ورد عن النبي حكم فيها؟
هل ورد كلام من الصحابة فيها؟
من أين لك أخي الحبيب حتى تسمي هذا بالحقيقة؟
أم أن نظرة عقلك هي التي قادتك إليها؟
أم هو كلام المتأخرين فصل الموضوع .. و متى أثير الموضوع أصلا؟
إنه أثير لما استعجم القرآن على الناس قراءته .. و متى كنا نطلب ممن لا يعرف القراءة أصلا أن يطلعنا عما فيه ..
أم أنك اطلعت على كل ما فيه فتبين لك أنه ليس بكتاب علم؟
ولقد تكلم علماء القرآن في علاقة القرآن بمختلف العلوم وقالوا إن في القرآن إشارات إلى مختلف العلوم وهذا قد يكون صحيحا إلى حد ما، أما كون القرآن قد حوى تفصيلات العلوم أو أنه قد حوى علوم الأولين والآخرين فهذا من المجازفة التي يعوز صاحبها الدليل الذي لن يستطيع إيجاده.
إن الاستدلال بقوله تعالى: (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) سورة الأنعام من الآية (38) وقوله تعالى: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ) سورة النحل من الآية (89) على أن القرآن قد احتوى مختلف العلوم استدلال لا يقوم على ساقين ومن له أدنى معرفة بعلم أصول الفقه واستعمال القرآن وأساليبه يرد هذا الاستدلال.
.
لعلك تفيدنا بما نعلم في هذا الجانب فقد سقت حكما و لم تقم دليلا .. و أوعزته إلى أمر ربما تكون به أعلم و لعلك تبين لنا و تفصل ما أوردت.
ثم إنك قلت:
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد ذكر الله تعالى الفلك في أكثر من آية فهل يصح بناء على ذلك أن نقول إن علم صناعة السفن قديما وحديثا موجود في القرآن؟
ذكر الله تعالى المرض والشفاء في القرآن فهل يعني أن علم الطب بأصوله وفروعه موجود في كتاب الله؟
ذكر الله تعالى الحرث والزراعة والحصاد فهل يعني ذلك أن القرآن قد احتوى على علم الزراعة؟
ذكر الله الحساب فهل يعني هذا أن القرآن قد حوى علم الرياضيات؟
لا أظن عاقلا عالما بالقرآن يقول بشيء من مثل هذا.
.
و هل عقلنا القرآن أخي الحبيب؟ حتى نستوفي شرط هذا الحكم ..
ثم قلت:
أما ما يعرضه الأخ عبد الله جلغوم في هذا المنتدى فقد استحسن بعضه البعض ورده البعض وسكت عنه كثيرون ونصيحتي للأخ عبد الله تتمثل في أمرين:
إما أن يقدم قواعد منضبطة يستطيع أن يفهمها القارئ العادي أمثالي أو أن يعرض أبحاثه على المختصين الذين يعتبرون حجة على غيرهم فإما أن يقروه على ما كتبه أو يردوه.
أنا أسألك أخي الحبيب ماهي القواعد المنظبطة التي يفهمها القارئ؟
إن الأخ عبد الله يبسط الأمر كثيرا و لا يحتاج الأمر إلى تبسيط أكثر ..
لعلك تقصد أن يأتيك مثلا بعلاقة طردية تحكم الترتيب في القرآن ..
و هذا أمر لا يصح منطقا أخي الحبيب ..
سأعطيك مثالا:
العدد pi الذي نصدق بوجوده .. مع معظم الحسابات العلمية قائمة عليه .. مع أننا نعرف قيمته التقريبية و هي 3.14 فإننا نجهل أي علاقة طردية تحكم الأرقام بعد الفاصلة .. فهل يفيد ذلك أن هذه الأرقام بعد الفاصلة ليس لها ترتيب محكم؟
و لعلك قلت عن القرآن أنه كتاب هداية:
و هذا صحيح .. و أنا اسألك هل اهتدينا؟
هل مناهج المسلمين العلمية هي منهج القرآن؟
هل أخلاقنا هي القرآن؟
هل حكمنا هو القرآن؟
إذن لنعتبر أنه كتاب هذاية و ليس كتاب علم؟
ماذا فعلنا معه؟
أم أن الأولى أولا أن نقضي على فكرة أنه العلم .. فلا نسأله و لا نستنطقه و لا نثوره ..
لأنه كتاب هداية ..
ثم نعوج عنه .. فلا نحن ظفرنا بالعلم الذي فيه و لا بالهدي الذي يحويه ..
يغفر الله لي و لكم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[21 Jun 2009, 03:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما ..
أخي الحبيب حجازي الهوى ..
لعل كلامك كان موجه إلى الأستاذ العزيز الدكتور أحمد الضاوي .. غير أنه في الحقيقة موضوع طريف و مهم لنا جميعا .. لذلك تقبل تطفلي و اسمح لي بالتدخل ..
لقد قلت أخي الحبيب ..
الأخ الفاضل عمارة
شكرا لك على تطفلك.
أما الموضوع فهو في نظري مهم كما ذكرت أنت، لكني لا أراه طريفا كما ذكرت ولعلك تبين لي وجه الطرافة فيه.
و هنا أريد ان ألفتك .. كيف أدركت هذه الحقيقة ..
هل ورد في القرآن ما يؤكدها؟ هل ورد عن النبي حكم فيها؟ هل ورد كلام من الصحابة فيها؟ من أين لك أخي الحبيب حتى تسمي هذا بالحقيقة؟ أم أن نظرة عقلك هي التي قادتك إليها؟ أم هو كلام المتأخرين فصل الموضوع .. و متى أثير الموضوع أصلا؟
إنه أثير لما استعجم القرآن على الناس قراءته .. و متى كنا نطلب ممن لا يعرف القراءة أصلا أن يطلعنا عما فيه ..
أم أنك اطلعت على كل ما فيه فتبين لك أنه ليس بكتاب علم؟
أسئلة عجيبة وأعجب منها هذه العبارة التقريرية:
"إنه أثير لما استعجم القرآن على الناس قراءته .. و متى كنا نطلب ممن لا يعرف القراءة أصلا أن يطلعنا عما فيه .. "
أما اطلاعي على القرآن فالحمد لله فقد اطلعت على مافيه ولم أقل إنه ليس كتاب علم، ولكني قلت إنه لم يشتمل على علوم الأولين والآخرين.
و هل عقلنا القرآن أخي الحبيب؟ حتى نستوفي شرط هذا الحكم ..
الحمد لله الذي جعله آيات بينات لقوم يعقلون.
أنا أسألك أخي الحبيب ماهي القواعد المنظبطة التي يفهمها القارئ؟
كل العلوم تقوم على قواعد منضبطة، وليس هناك علم لا يقوم على قواعد، وإذا كنت تعلم أن هناك علما لا يقوم على قواعد تحدده وتميزه عن غيره فدلنا عليه.
و لعلك قلت عن القرآن أنه كتاب هداية:
و هذا صحيح .. و أنا اسألك هل اهتدينا؟
هل مناهج المسلمين العلمية هي منهج القرآن؟
هل أخلاقنا هي القرآن؟
هل حكمنا هو القرآن؟
إذن لنعتبر أنه كتاب هذاية و ليس كتاب علم؟
ماذا فعلنا معه؟
أم أن الأولى أولا أن نقضي على فكرة أنه العلم .. فلا نسأله و لا نستنطقه و لا نثوره ..
لأنه كتاب هداية ..
ثم نعوج عنه .. فلا نحن ظفرنا بالعلم الذي فيه و لا بالهدي الذي يحويه ..
يغفر الله لي و لكم
أخي الفاضل
لا أدري ما علاقة أسئلتك بالموضوع.
ثم إن القول بأن القرآن كتاب هداية لا ينفي كونه كتاب علم.
إن أشرف العلوم هو ما تستقيم به حياة الإنسان من عقائد وأخلاق ومعاملات وهذا هو القرآن.
وإذا كان المسلمون في وقتنا هذا قد تخلوا عن الاهتداء بالقرآن في جوانب كثيرة من حياتهم فهل قولنا إن القرآن حوى علوم الأولين والآخرين ـ وهو قول يفتقر إلى الدقة بل قول فيه مجازفة كبيرة ـ سيصلح أحوال الأمة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[22 Jun 2009, 09:50 ص]ـ
حجازي الهوى
والذي نعلمه جميعاً أن الله سبحانه أنزل القرآن الكريم كتاب هداية فصل فيه كل ما يحتاجه الإنسان مما تستقيم به حياته في جوانب العقيدة والعبادة والمعاملات والأخلاق، وهذا هو الجانب المهم أو الأهم في هداية القرآن المذكورة في قول الله تعالى:
(إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) سورة الإسراء (9)
إذا كان القرآن هو مجرد كتاب هداية فما ضرورة البحث في بلاغة القرآن؟ وإعجازه في هذه الناحية؟ وما الفائدة من ذلك؟ أما كان من الممكن تحقيق هذا الهدف - الهداية - بنص لا تتوفر فيه صفة البلاغة القرآنية؟ إن تحقيق الهداية قد يتم بأسلوب
أقل بلاغة مما هو عليه في القرآن. وإذا كانت هذه الحجة صحيحة (زعم البعض بأن القرآن هو كتاب هداية وإرشاد ليس إلا) فهذا يعني أن كل دراسة تخرج عن هذا الهدف لا ضرورة لها، سواء كانت في إعجاز القرآن البلاغي (اللغوي) أو العلمي أو غير ذلك. ويجب الاقتصار على جانب الهداية.
الهدف من أي وجه من وجوه إعجاز القرآن هو إقامة الدليل على أن هذا القرآن هو كتاب إلهي منزل من عند الله وليس من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم.
هذا هو هدف الإعجاز البياني، وهو نفسه هدف الإعجاز العددي .. وهذا هو كلامك:
إقامة الدليل على صدق هذا الكتاب
ولا تعارض بين الاثنين ..
وبالتالي إن حجة القائلين - في اعتراضهم على الإعجاز العددي - بأن القرآن كتاب هداية، هي حجة واهية، فما المانع ان يكون القرآن كتاب هداية، محكم في لغته، محكم في ترتيبه؟ أليس ذلك أقوى في الدلالة على مصدر القرآن؟
ختاما أقول:
إن الإسلام لا يحجر على الفكر ولا على البحث ولكنه يضع الضوابط والقواعد الكفيلة بإيصال من يتبعها إلى نتائج صحيحة، والبحث في عدد سور القرآن وعدد آياته وما قد يكون أودع فيها من إعجاز يحتاج إلى ضوابط شرعية وضوابط متعلقة بعلم العدد
ما هي هذه الضوابط؟
هل وجدت في كل ما كتبه عبدالله جلغوم مخالفة لهذه الضوابط التي تتحدث عنها؟
أما ما يعرضه الأخ عبد الله جلغوم في هذا المنتدى فقد استحسن بعضه البعض ورده البعض وسكت عنه كثيرون ونصيحتي للأخ عبد الله تتمثل في أمرين:
إما أن يقدم قواعد منضبطة يستطيع أن يفهمها القارئ العادي أمثالي أو أن يعرض أبحاثه على المختصين الذين يعتبرون حجة على غيرهم فإما أن يقروه على ما كتبه أو يردوه.
سؤالي لك: من هم المختصون الذين تريد أن أعرض أبحاثي عليهم؟ وهل تعلم أن كل ما كتبته هو مما لم يُسبق إليه؟ دعني أفترض أنك تحفظ القرآن كله وتحفظ صحيحي البخاري ومسلم. هل أنت مؤهل للحكم على أبحاثي؟ وهل سيكون رأيك هو الصواب؟
إليك هذه القصة:
حينما أردت طباعة كتابي الأول (أسرار ترتيب القرآن - قراءة معاصرة) حولّ الكتاب إلى أحد المختصين -فجاءت توصيته بأن الكتاب يقدس الأرقام ويثير الشكوك حول القرآن ويأتي بأرقام لا نعلم مدى دقتها .. ودارت بيني وبين المختص معركة كلامية، وأحرجته أمام زملائه في الجامعة بأسئلتي .. وقمت بمهاجمة امثاله في إحدى الصحف ...
وأخيرا طبع الكتاب .. والآن قد مضى على طباعته خمسة عشر عاما، وما زلت أتحدى أن يكتشف أحد خطأ حسابيا فيما جاء في الكتاب .. ولو كان فيه شيء لما سكت الناس عليه .. أهذا هو المختص الذي تريد أن يقرني على أبحاثي؟
لماذا لا تحتكم إلى القرآن؟ أم أنه ليس من أهل الاختصاص ..
وتقول: إما أن يقدم قواعد منضبطة يستطيع أن يفهمها أمثالي ...
أنت لا تفهم ما أكتب وانا لا أفهم ما تريد وعم تتحدث .. دعنا نقرب المسافة بيننا. آخر مشاركاتي هي الاعجاز في آية البسملة:
ما هي الضوابط التي تريدني أن أعتمدها في هذا البحث؟ هل ما ذكرته صعب على الفهم؟
وهنا مسألة يجب أن يتنبه إليها كل من يطالب الباحثين بالضوابط:
الله هو من رتب كتابه، ومن تعهد بحفظه، وحينما أبحث في الحكمة من هذا الترتيب من خلال الكشف عن العلاقات الرياضية بين سور القرآن وآياته، فأنا لا أضع لهذا الترتيب ضوابط ولا يجوز ذلك، فالله يرتب كتابه كما يشاء، ووضع ضوابط لهذا الترتيب ليس من حق أحد .. الضوابط التي من حقنا هي ما يمكن أن نسميها بضوابط البحث، كعدم مخالفة ما أجمعت عليه الأمة مثلا ...
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[22 Jun 2009, 07:20 م]ـ
لا تتعب نفسك يا حجازيَّ الهوى , فالوحيدُ يأنسُ بكل صوتٍ آلَفَ أو جانفَ , ولا أرى النقاشَ حول هذا الموضوع مجدياً بل ربما يحملك على أن تسيئ أو يُساء لك كما عرَّضَ به الشيخُ الكريمُ عبد الله جلغوم وكما حصل غير مرة في الملتقى , وحسبُنا الاطمئنانُ للسنة الإلهية المثبتة أنَّ ما ينفع النَّاس فسيمكثُ ولو كره المعترضون خلافاً لغير النافع فلو جُعلت لهُ الجبالُ أوتاداً ما قامت لهُ قائمة.!
وكيفَ يُناقَشُ من يتبنَّى نسف الخلاف الممتد عدةَ قرونٍ ليقومَ حكماً جبرياً بين المختلفين فيقول إن الله هو الذي رتب كتابه , وأن البسملة آيةٌ من القرآن , ويقولُ بلسان الحال - وإن لم يصرح - إنَّ روايةً من 20 روايةٍ تواتر بها كلام الله هي رواية حفص أصحُّ روايات القرآن وأثبتها وأنَّ العدَّ الكوفيَّ هو عددٌ منزلٌ من عند الله (ويأبى الله ذلك ورسولُهُ والمؤمنون والكوفيونَ وحفصٌ وعاصم) إذ عسُر عليه إثباتُ الإعجاز في غيرهما.
ولو تظافرت جهود القُراء وأهل الرسم والضبط وعلماء الحساب وعكفَ الجميعُ موظفين علومهم مجتمعةً على استصدار أبحاثٍ لا تنخرمُ بأبسط اعتراضٍ يطرحه أي طالبِ علمٍ لما كان ما كان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[22 Jun 2009, 08:35 م]ـ
الأخ الفاضل الشنقيطي
كل الآراء التي أتبناها هي من أقوال القدماء أيضا، إلا أنني أؤيدها بالأدلة الرياضية ومن واقع المصحف الذي تقرأ فيه .. أليس من القدماء من قال بأن ترتيب سور القرآن توقيفي؟ وانا أتبنى هذا الرأي، فلماذا اعتراضك؟
من المؤكد أنك تتابع ما أكتبه في الملتقى، هل في وسعك أن تفسر لنا اجتماع هذه العلاقات الرياضية بين سور القرآن وآياته؟ أنا أرى فيها أدلة قاطعة على توقيفية الترتيب القرآني، أنت ماذا ترى؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[27 Jun 2009, 10:28 ص]ـ
[محمود الشنقيطي;
وكيفَ يُناقَشُ من يتبنَّى نسف الخلاف الممتد عدةَ قرونٍ ليقومَ حكماً جبرياً بين المختلفين فيقول إن الله هو الذي رتب كتابه , وأن البسملة آيةٌ من القرآن ,
وماذا تقول أنت؟ هل تعني أن ترتيب القرآن من عند غير الله؟ وأن البسملة ليست آية من القرآن؟ اكتب رأيك بصراحة حتى يفهم الجميع ماذا تريد؟
ويقولُ بلسان الحال - وإن لم يصرح - إنَّ روايةً من 20 روايةٍ تواتر بها كلام الله هي رواية حفص أصحُّ روايات القرآن وأثبتها وأنَّ العدَّ الكوفيَّ هو عددٌ منزلٌ من عند الله (ويأبى الله ذلك ورسولُهُ والمؤمنون والكوفيونَ وحفصٌ وعاصم)
هل أوكلك كل هؤلاء للحديث باسمهم؟ كيف عرفت أن الله ورسولُهُ والمؤمنون والكوفيونَ وحفصٌ وعاصم يأبون ذلك؟ طيب .. ما الذي يرضيهم ويرضيك؟
إذ عسُر عليه إثباتُ الإعجاز في غيرهما.
انا أثبت الاعجاز في رواية حفص، وأفنيت عمرا في دراستها، تفضل وأثبت الاعجاز في غيرها ان استطعت. (ثم أنا لم أحاول أن أدرس أي رواية أخرى، ولو حاولت في رواية أخرى فسيأتي أمثالك من الراسخين في العلم ويطالبون بأخرى .. ولذلك اخترت أن أتركها لكم .. )
ولو تظافرت جهود القُراء وأهل الرسم والضبط وعلماء الحساب وعكفَ الجميعُ موظفين علومهم مجتمعةً على استصدار أبحاثٍ لا تنخرمُ بأبسط اعتراضٍ يطرحه أي طالبِ علمٍ لما كان ما كان
ليتك توضح المطلوب.
ـ[ Amara] ــــــــ[28 Jul 2009, 08:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و سلم
أخي محمود الشنقيطي، هداني و هداك الله .. جاء في كلامك
لا تتعب نفسك يا حجازيَّ الهوى , فالوحيدُ يأنسُ بكل صوتٍ آلَفَ أو جانفَ , ولا أرى النقاشَ حول هذا الموضوع مجدياً ....
وكيفَ يُناقَشُ من يتبنَّى نسف الخلاف الممتد عدةَ قرونٍ ليقومَ حكماً جبرياً بين المختلفين فيقول إن الله هو الذي رتب كتابه , وأن البسملة آيةٌ من القرآن , ويقولُ بلسان الحال - وإن لم يصرح - إنَّ روايةً من 20 روايةٍ تواتر بها كلام الله هي رواية حفص أصحُّ روايات القرآن وأثبتها وأنَّ العدَّ الكوفيَّ هو عددٌ منزلٌ من عند الله (ويأبى الله ذلك ورسولُهُ والمؤمنون والكوفيونَ وحفصٌ وعاصم) إذ عسُر عليه إثباتُ الإعجاز في غيرهما.
.
أولا أريد أن أنبهك أخي الحبيب أن الكلام الذي تكلمت به في صرف الاخوة عن البحث في الموضوع لا أراه نافعا ..
فالأولى أن توججهم إلى البحث فيه و الحرص على جمال الأخلاق التي بعث النبي لإتمامها .. و نحن أولى بالنبي .. و أولى باتباعه ..
و الأمر الثاني أنك تزج أمورا في الموضوع ليست من الموضوع .. و هو ليس من جميل الخطاب .. و لا مما يخدمنا .. فأصل الموضوع عن كون القرآن كتاب هداية و هو أمر نعلمه .. فهل هو كتاب علم؟
و الجواب عن هذا السؤال اقتضى الاختلاف فيه لاختلاف كل منا في بيان ذلك ..
فالذين يقولون أنه ليس كتاب علم يستندون في قولهم إلى أنهم لا يجذون النظريات العلمية فيه أو قل الحقائق العلمية الكونية فيه .. ولو كان كتاب علم لتضمن ذلك ..
و الذين يرون فيه ذلك ينظرون فيه كونه أصل كل هذا العلم الذي بلغناه .. و أنه المثور لعقل الانسان بالنظر في الكون .. و هو الموجه لذلك .. ثم إنهم يقفون على الاشارات المدهشة لهذه الحقائق التي لو علموها من القرآن مباشرة لكفاهم ذلك ما خسروا من طائل المال و لكانوا استثمروه في شيء آخر .. ثم إن الأمر لما كان كذلك جعلهم أمام السؤال التالي، لماذا لا نتدبر القرآن لنعلم من خلاله العالم .. و هو أمر الله .. أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها .. و هنا يجدر بنا السؤال، لماذا قال قلوب و لم يقل عقول؟ لماذا قال أقفالها؟
و عوض أن نثور القرآن، انشغلنا بكلام فلان عن البسملة ..
يغفر الله لي و لكم(/)
الملحوظات المنهجية على كتاب: المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير
ـ[همام النجدي]ــــــــ[18 Jun 2009, 02:18 ص]ـ
الملحوظات المنهجية على كتاب: المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير
كتبه/عبد الرحمن بن فهد الودعان الدوسري
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فلا يزال الناس بحمد الله تعالى حريصين على معرفة تفسير كلام الله تعالى، كما إنهم لا يزالون يحرصون على تفسيرٍ موثوقٍ عِلميا وعَقديا؛ فلذلك كثر اهتمام العلماء بتفسير الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى، ومع كثرة التفاسير إلا إن هذا التفسير في عصرنا هو الْمُقَدَّمُ عند أهل العلم، ولأجل هذا كثرت اختصاراته لتسهيله على الناس في هذا العصر، واختلفت هذه الاختصارات في طريقتها وجودتها، ومن أشهرها في السنوات الأخيرة الاختصار المسمى: (المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير) لجماعة من العلماء بإشراف الشيخ صفي الرحمن المباركفوري رحمه الله تعالى، وقد تداوله الناس وأثنى عليه جمع من العلماء وطلبة العلم، ولا شك أنه قد بُذل فيه جهد مشكور أسأل الله تعالى أن يغفر لمن شارك فيه من الأحياء والأموات.
ولأجل ذلك فقد كنت أحرص عليه في قراءتي للتفسير لسهولة حمله وثناء بعض العلماء عليه، فكنت أصطحبه في سفري وإلى مقر عملي وغيره للاستفادة منه؛ إلا إنه كانت تستوقفني فيه بعض المواضع أستشكلها منه، فإذا رجعت إلى الأصل وجدت أن الأمر غير مشكل، فتبين لي وجود بعض الخلل في الاختصار مما حداني لتقييد بعض الملحوظات عليه في الصفحة الأخيرة من الكتاب، حتى اجتمع لديَّ ملحوظاتٌ متعددة متنوعة؛ فأحببت نشرها ليطلع عليها أهلُ العلم وينزلوه منزلته التي ينبغي أن يكون فيها، ولعله يتسنى لبعض المختصين بالتفسير وضع دراسة لمختصرات تفسير ابن كثير لبيان أحسنها وأسهلها.
وهذه الملحوظات متفاوتة الأهمية ولا تعد دراسة علمية بقدر ما هي إشارات وقفت عليها عند قراءتي للتفسير من غير تتبع أو قصدٍ لدراسة الكتاب والحكم عليه، فهي تفتح بابًا لأهل العلم المتخصصين في الدراسات القرآنية للنظر في الكتاب نظرة فاحصة لبيان ماله وما عليه، كما إنها تدعو أهل العلم لعدم التعجل بالحكم الجازم لواحد من مختصرات تفسير ابن كثير بأنه أحسن المختصرات أو من أحسنها دون تأمُّلٍ ومقارنة وفحص دقيق؛ وبخاصة لارتباط الموضوع بكتاب الله تعالى، ثم بتفسير ٍهو أشهر التفاسير السلفية الموثوق بها على الإطلاق، وأكثرها تداولا بين طلبة العلم.
كما إن هذه الملحوظات تدعو مَن بقي مِن القائمين على اختصار الكتاب والإشراف عليه إلى إعادة النظر في منهج الاختصار الذي ساروا عليه وتوضيحه للقرَّاء، وتلافي ما يمكن من الملحوظات الواردة عليه ليكون العمل أكثر إتقانا وأرقى لدرجات الكمال البشري الممكن.
وأنا هنا لا أزعم أن مختصرًا من المختصرات أحسنها أو أن مختصرا هو أسوؤها إذ هذا يحتاج إلى دراسة مقارنة متأنية، ولعل من أجود المختصرات لتفسير ابن كثير: مختصر العلامة أحمد شاكر المسمى: عمدة التفسير (وقد طبع كاملا)، وكذا المختصر المسمى: اليسير في اختصار تفسير ابن كثير لجماعة من الشيوخ بإشراف معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، وما قلته هنا مجرد إشارة إليهما ونظرةٍ عَجْلى، وليس حكمًا صادرًا عن دراسة للكتابين إنما هو انطباع من النظر في مواضع منهما مع مقارنتها بغيرها، وأنا بانتظار الدراسة المقترحة لمختصرات ابن كثير.
وهذا بيان بأهم الملحوظات التي وقفت عليها، وقد يقف غيري على ما هو أهم وأولى منها، وعذري أني لم أقصد دراسة الكتاب كما تقدم:
1 - أول ملحوظة تستوقفنا هي: عدم وجود منهج واضح مكتوب يسير عليه هذا المختصر، فأنتَ إذا طالعتَ مقدمة الكتاب لا تجد أن المختصرين قد انتهجوا منهجا واضحا مكتوبا ليتبين للقارئ الطريقة التي ساروا عليها في الاختصار، وإنما ذُكرت إشارات يسيرة لا تغني في مثل هذا المشروع الجليل.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - إن من أهم ما وقفت عليه من خلل في الاختصار: حَذْفُ تفسير بعض الآيات أو الكلمات مع أنه موجود في الأصل، فلا أدري لم حُذِف هذا؛ مع أنه ليس من الاختصار في شيء، فلربما أردتَّ تفسير بعض الكلمات أو الآيات فلا تجده في المختصر، فإذا رجعت للأصل وجدته فيه، وسأذكر ما وقفت عليه من ذلك من غير أن أتتبعه:
أ- ص69: في تفسير قوله تعالى: (لا شية فيها) الآية 71 من سورة البقرة، حَذف المختصرون معنى (لاشية فيها) وأبقوا معنى (مسلّمة) مع أنه موجود في الأصل، قال ابن كثير: أي: ليس فيها لون غير لونها، وأبقى المختصرون قول قتادة الذي ذكره ابن كثير عقب ذلك مع أنه ليس فيه معنى الشية بل معنى مسلَّمة، قال: لا عيب فيها، وتركوا بقية الأقوال المنقولة في معنى الشية؛ كقول مجاهد: لا بياض ولا سواد، وقول غيره؛ مع أنهم لو أبقوا قول مجاهد أو غيره لكان هو الصواب، فهل هو مجرد حذف لشيء وإبقاء لآخر بدون تأمل؟!
ب- ص293 في تفسير قوله تعالى: (والصاحب بالجنب وابن السبيل) الآية 36 من سورة النساء حذف المختصرون تفسير (الصاحب بالجنب) وتفسير (ابن السبيل) مع أنه موجود في الأصل، وقد ذَكَر الإمام ابن كثير الأقوال في بيان معنى (الصاحب بالجنب) عن علي وابن مسعود وابن عباس ?، وذَكَر قول ابن عباس-رضي الله عنهما- في تفسير ابن السبيل، وقول مجاهد: إنه المجتاز في السفر، ثم استظهره فقال: وهو أظهر. اهـ وقد حَذف المختصرون ذلك كلَّه، ولعل سبب حذفه أن ابن كثير-رحمه الله- أطال الكلام على الجار وأهميته، ثم ساق الأحاديث في الوصاية به، ثم ذَكَرَ معنى (الجار الجنب وابن السبيل)، فأخذ المختصرون أول الكلام وحذفوا آخره من غير أدنى تأمل، وكأن الأمر مجرد قَصٍّ لآخر الكلام مع إبقاء أوله كما هو متبع في غير موضع، والغريب أن ابن كثير لما ذكر معنى ابن السبيل قال: وسيأتي الكلام (على أبناء السبيل) في سورة براءة، فأبقى المختصرون هذا القدر من كلامه مع أنهم قد حذفوا تفسير ابن السبيل من هذا الموضع، فإلى أي شيء تكون الإشارة وهو محذوف أصلا، وزيادة في الإيغال حذفوا عبارة (على أبناء السبيل) من كلام ابن كثير ليكون العزو موغلا في الإيهام.
ت- ص323 في تفسير قوله تعالى: (وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً. وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً) الآيتين 112 - 113 من سورة النساء حذف المختصرون أكثر تفسير الآيتين؛ وذلك لأن ابن كثير ربط التفسير بسبب النزول الذي ذكره قبل هذا وقد حذفوه؛ فكان اختصارا مخلا جدا يفوِّت على القارئ تفسير آيتين من كتاب الله جل وعلا، وأبقى المختصرون على تفسير آخر الآية الثانية فقط (وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ).
ث- ص1273 في تفسير قوله تعالى: (فلما قُضي) من الآية 29 من سورة الأحقاف، حَذف المختصرون تفسير هذا الجزء من الآية مع أنه موجود في الأصل قال ابن كثير: أي فُرغ .. الخ.
ج- ص1382 في تفسير قوله تعالى: (لأول الحشر) من الآية 2 من سورة الحشر، حَذف المختصرون معناها تماما؛ مع أن ابن كثير قد بينه بما ساقه من الآثار عن ابن عباس والحسن.
ح- ص208 في تفسير قوله تعالى: (قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا) من الآية 13 من سورة آل عمران ذكر المختصرون أن النبي ? لما رجع إلى المدينة جمع اليهود في سوق بني قينقاع ثم انقطع السياق فلم يتضح المراد. وإذا رجعت إلى الأصل وجدت في تتمته ما يوضح المقصود، ونصُّه: وقال: (يا معشر يهود، أسلموا قبل أن يصيبكم الله بما أصاب قريشا)، فقالوا: يا محمد لا يغرنك من نفسك أن قتلت نفرا من قريش كانوا أغمارا لا يعرفون القتال، إنك والله لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس، وإنك لم تلق مثلنا، فأنزل الله في ذلك من قولهم: (قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد) إلى قوله: (لعبرة لأولي الأبصار) .. الخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - حَذْفُ بعض الأقوال في التفسير وقد تكون هي اختيار المؤلف، فَيَحذف المختصرون القول مع اختيار الشيخ له وترجيحه إياه وهذا غريب جدًّا، وقد وقفت عليه في أكثر من موضع من غير أن أتتبع المواضع فقد تكون كثيرة وقد تكون قليلة نسبيا؛ إلا أن وجود موضع واحد منها يشعرك بالخلل في منهج الاختصار، ومن ذلك:
أ- في ص1267 في تفسير قوله تعالى: (وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ) الآية 9 من سورة الأحقاف، ذكروا بعض ما ذكره ابن كثير مما يشبه أن يكون قولا في تفسير الآية، ثم حذفوا ما ذكره بعد ذلك مما هو اختياره في تفسيرها واختيار ابن جرير الطبري، وهو قوله: وهذا القول هو الذي عوَّل عليه ابن جرير وأنه لا يجوز غيره، ولا شك أن هذا هو اللائق به ? ... الخ، ثم ذكر ابن كثير خبر عثمان بن مظعون ? وقول النبي ? فيه، فذكر رواية (والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي) معزوَّة لأحمد والبخاري، ثم ذكر رواية (ما يفعل به) وعزاها للبخاري، ثم صحح أنها هي الرواية المحفوظة فقال: وهذا أشبه أن يكون هو المحفوظ ... الخ، فحذف المختصرون الرواية التي رجحها واختارها في الحديث مما يوافق التفسير الذي اختاره أيضا، وأبقوا الرواية المرجوحة عنده، وهذا قصور شديد في الاختصار، وإخلال بمقاصد المؤلف.
ب- في ص1481 في تفسير قوله تعالى: (فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى) الآية 25 من سورة النازعات، حَذف المختصرون ما يبين اختيار ابن كثير وانتصاره لتفسير الآية بما ذَكَر، حيث قال: وهذا هو الصحيح في معنى الآية أن المراد بقوله: (نكال الآخرة والأولى) أي: الدنيا والآخرة، وقيل: المراد بذلك كلمتيه الأولى والثانية، وقيل: كفره وعصيانه، والصحيح الذي لا شك فيه الأول. اهـ
وهذه الاختيارات كأنها حذفت لأن ابن كثير أخَّر ذِكرها فَذَكَرَها قولاً ثانيًا، فكأنها حُذفت لأجل هذا، مع أن الشيخ رجَّحها واختارها بصريح العبارة، فهل من منهج المختصرين اعتمادُ القول المقدَّم ما كان وحذفُ القول المؤخَّر؟! هذا ما لم يوضحوه لنا.
4 - إدخال قول في قول مما يجعل التفسير غير واضح أو بعيدا عن مراد المؤلف، ومن ذلك:
أ- في ص396 في تفسير قوله تعالى: (ولا تعتدوا) الآية 87 من سورة المائدة ذكر الشيخ في تفسيرها احتمالين هما قولان للمفسيرين، فدمج المختصرون القولين دون إشعار بذلك، وتصرفوا في عبارة المؤلف دون تنبيه، فصارت العبارة قلقة غير واضحة، ونص ابن كثير: يَحتملُ أن يكون المراد منه: ولا تبالغوا في التضييق على أنفسكم بتحريم المباحات عليكم؛ كما قاله من قاله من السلف، ويَحتملُ أن يكون المراد: كما لا تحرموا الحلال فلا تعتدوا في تناول الحلال بل خذوا منه بقدر كفايتكم وحاجتكم ولا تجاوزوا الحد فيه؛ كما قال تعالى: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا) الآية .. اهـ ونص المختَصر: أي: لا تبالغوا في التضييق على أنفسكم بتحريم المباحات عليكم، ولا تحرموا الحلال فلا تعتدوا في تناول الحلال بل خذوا منه بقدر كفايتكم وحاجتكم ولا تجاوزوا الحد فيه. اهـ وقولهم: ولا تحرموا الحلال تكرار؛ لأنه مذكور في قوله تعالى: (لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم) فقوله بعده (ولا تعتدوا) أمرٌ آخر، ولذلك عبارة ابن كثير: كما لا تحرموا الحلال فلا تعتدوا في تناول الحلال.
ب- في ص405 في تفسير قوله تعالى: (وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللّهُ عَنْهَا) الآية 101 من سورة المائدة، ذكر الشيخ في تفسيرها قولين في معنى: (تُبد لكم)، وكذا في معنى: (عفا الله عنها)، وذَكَر ما يؤيد القول الثاني، والمختصرون دمجوا القولين وكأنهما قول واحد، وحذفوا ما ذكره الشيخ مما يؤيد القول الثاني وكأنه يميل إليه، ونصُّ كلامه: وقوله تعالى: (وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم)، أي وإن تسألوا عن هذه الأشياء التي نهيتم عن السؤال عنها حين ينزل الوحي على رسول الله ? تبين لكم، (وذلك على الله يسير)، ثم قال: (عفا الله عنها)، أي: عما كان منكم قبل ذلك، (والله غفور حليم)، وقيل: المراد بقوله: (وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم)، أي: لا تسألوا عن أشياء تستأنفون السؤال عنها فلعله قد ينزل بسبب سؤالكم تشديد أو تضييق، وقد ورد في الحديث: (أعظم المسلمين جرما من سأل عن شيء لم يحرم فحرم
(يُتْبَعُ)
(/)
من أجل مسألته)، ولكن إذا نزل القرآن بها مجملة فسألتم عن بيانها بينت لكم حينئذ لاحتياجكم إليها (عفا الله عنها) أي: ما لم يذكره في كتابه فهو مما عفا عنه فاسكتوا أنتم عنها كما سكت عنها وفي الصحيح عن رسول الله ? أنه قال: (ذروني ما تركتكم فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم)، وفي الحديث الصحيح أيضا: (إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تعتدوها وحرم أشياء فلا تنتهكوها وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تسألوا عنها) اهـ.
5 - حَذْفُ كثيرٍ من الفوائد واللطائف التي يتميز بها تفسير ابن كثير على غيره من كتب التفسير، وهذه الفوائد مما قد تختلف وجهات النظر في حذفها وإبقائها حسب أهميتها وتفرُّد المصنف بالتنبيه عليها، فمن ذلك:
أ- في تفسير قوله تعالى: (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ) الآية 29 من سورة الدخان ذكر ابن كثير كلامًا حسنا في بطلان ما يروى من الأوهام والخرافات وقتَ مقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما؛ فقال بعد ذكر بعض الروايات في هذا: وفي كلِّ ذلك نظر، والظاهر أنه من سخف الشيعة وكذبهم .. الخ، وقد حَذفه المختصرون.
ب- في تفسير قوله تعالى: (إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ) الآية 11 من سورة التحريم، ذكر ابن كثير كلامًا حسنًا في أهمية الجار قبل الدار قد لا يوجد عند غيره من المفسرين، وقد حَذفه المختصرون.
ت- في تفسير قوله تعالى: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) حذفوا قول ابن كثير: وقد حَكَى الرازي في تفسيره عن بعضهم: أن مقام العبودية أشرف من مقام الرسالة؛ لكون العبادة تصدر من الخلق إلى الحق، والرسالة من الحق إلى الخلق، قال: ولأن الله يتولى مصالح عبده، والرسول يتولى مصالح أمته، وهذا القول خطأ، والتوجيه أيضا ضعيف لا حاصل له، ولم يتعرض له الرازي بتضعيف ولا رد.
ث- في تفسير قوله تعالى: (وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) من الآية31 من سورة الأحقاف حذفوا كلاما حسنًا لابن كثير في دخول مؤمني الجنِّ الْجَنَّةَ، ولو ذكروه مختصرا كان أولى، ونصُّه: وقد استدل بهذه الآية من ذهب من العلماء إلى أن الجن المؤمنين لا يدخلون الجنة وإنما جزاء صالحيهم أن يجاروا من عذاب النار يوم القيامة ولهذا قالوا: هذا في هذا المقام وهو مقام تبجح ومبالغة فلو كان لهم جزاء على الإيمان أعلى من هذا لأوشك أن يذكروه. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي قال حدثت عن جرير عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لا يدخل مؤمنوا الجن الجنة لأنهم من ذرية إبليس، ولا تدخل ذرية إبليس الجنة.
والحقُّ أن مؤمنيهم كمؤمني الإنس يدخلون الجنة كما هو مذهب جماعة من السلف، وقد استدل بعضهم لهذا بقوله عز وجل: (لم يطمثهن أنس قبلهم ولا جان) وفي هذا الاستدلال نظر، وأحسن منه قوله جل وعلا: (ولمن خاف مقام ربه جنتان فبأي آلاء ربكما تكذبان) فقد امتن تعالى على الثقلين بأن جعل جزاء محسنهم الجنة، وقد قابلت الجن هذه الآية بالشكر القولي أبلغ من الإنس فقالوا: (ولا بشيء من آلائك ربنا نكذب فلك الحمد)، فلم يكن تعالى ليمتن عليهم بجزاء لا يحصل لهم، وأيضا فإنه إذا كان يجازي كافرهم بالنار وهو مقام عدل فلأن يجازي مؤمنهم بالجنة وهو مقام فضل بطريق الأولى والأحرى. ومما يدل أيضا على ذلك: عموم قوله تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا)، وما أشبه ذلك من الآيات، وقد أفردت هذه المسألة في جزء على حدة ولله الحمد والمنة.
وهذه الجنة لا يزال فيها فضل حتى ينشيء الله تعالى لها خلقا أفلا يسكنها من آمن به وعمل له صالحا. وما ذكروه ههنا من الجزاء على الإيمان من تكفير الذنوب والإجارة من العذاب الأليم هو يستلزم دخول الجنة؛ لأنه ليس في الآخرة إلا الجنة أو النار، فمن أجير من النار دخل الجنة لا محالة، ولم يرد معنا نص صريح ولا ظاهر عن الشارع أن مؤمني الجن لا يدخلون الجنة وإن أجيروا من النار، ولو صح لقلنا به والله أعلم. وهذا نوح عليه الصلاة والسلام يقول لقومه: (يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى) ولا خلاف أن مؤمني قومه في الجنة فكذلك هؤلاء، وقد حُكي فيهم أقوال غريبة .. الخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - حَذْفُ ما يحرص عليه ابن كثير رحمه الله تعالى من ذكر اختيارات شيخ المفسرين الإمام الطبري رحمه الله تعالى وذلك في كثير من المواضع أو أكثرها (لم أتتبعها) وإن أَبقى المختصرون اختياره في مواضع أخرى، مما لا يُعرف معه المنهج المسلوك في ذلك، ولماذا تُحذف اختيارات الطبري في مواضع دون أخرى؟ هذا ما لم يبنوه لنا في منهاج الاختصار الذي سلكوه. ولا يخفى أهمية اختيارات الطبرى سواء وافقه ابن كثير أم خالفه، وبخاصة وقد اشتهر عند بعض أهل العلم أن تفسير ابن كثير مختصر للطبري، وإن كانت هذه المقولة غير صحيحة إلا إنه استفاد منه بلا ريب واختصر كثيرا مما فيه وضمَّنه كتابه.
7 - حَذْفُ بعض كلام الشيخ رحمه الله تعالى مما يعقب به على بعض الأحاديث مع الإبقاء على الحديث، ومن ذلك:
أ- في ص26 في تفسير قوله تعالى في سورة الفاتحة: (اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ)، عندما ذَكَر الشيخ حديث النواس بن سمعان ? قال عقبه: وهو إسناد حسن صحيح، فحَذف المختصرون حكمه على إسناد الحديث.
ب- ص347 ذكر الشيخ حديث (يكفيك آية الصيف)، ثم قال عقبه: وكأن المراد بآية الصيف أنها نزلت في فصل الصيف. اهـ فحذف المختصرون كلامه في معنى آية الصيف.
8 - مواضع متفرقة تخالف منهج الاختصار، ومنها:
أ- في ص51 ذكر المؤلف حديث الشفاعة بطوله من رواية مسلم، وكان يمكن للمختصرين ذكر موضع الشاهد منه لتفسير الآية الكريمة، وهذا أليق بالمختصرات، ولذكر الحديث بطوله موضع آخر يناسبه.
ب- في ص 111، 112 كرَّروا حديث البراء في تحويل القبلة، وفي ص112، 113 كرَّروا حديث ابن عمر في تحويل القبلة، وفي ص16، و25 كرَّروا حديث أبي هريرة (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين) بطوله، ولو أشير إليه في الموضع الثاني كان أليق بالاختصار.
9 - العطف على شيء محذوف:
أ- في ص23 في المختصر: ورواه غير أبي معمر عن حفص .. الخ وهو معطوف على محذوف من الأصل وهو: قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو معمر القطيعي حدثنا حفص .. الخ.
ب- ص1442 قالوا: ورواه أبو داود عن عبد الله بن الجراح عن أبي عبد الرحمن المقرئ به وليس لعبدالعزيز عنده سواه. اهـ وهو معطوف على الإسناد المذكور في الأصل لمسند الإمام أحمد وقد حَذفه المختصرون فكان الأليق حذف ما يتعلق به، والاقتصار على قوله: ورواه أبو داود.
10 - يشير ابن كثير إلى شيء فيبقون الإشارة مع أنهم قد حذفوا المشار إليه، ومن ذلك: في ص324 في تفسير قوله تعالى: (إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً) الآية 117 من سورة النساء حيث ذكر ابن كثير تفسير الإناث بالأصنام والأوثان ثم ذكر ما ادعوه في الملائكة أنهم بنات الله، ثم قال: وهذا التفسير شبيه بقول الله تعالى: (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى) وهذه الآية متعلقة بالأوثان المذكورة في كلامه وقد حَذفه المختصرون، ثم قال: وقال تعالى: (وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً)، وهذه الآية متعلقة بدعواهم في الملائكة وقد أبقاه المختصرون.
11 - في بعض المواضع اختصروا كلام الشيخ ويكون في الاختصار بعض إخلال، ويُترك من كلام الشيخ شيء من التحرير الذي عُرف به، ومن أمثلة ذلك إجمالا:
أ- ص 208 في تفسير قوله تعالى: (يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ) الآية 13 من سورة آل عمران.
ب- ص1395 في تفسير قوله تعالى: (وَإِن فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُم مِّثْلَ مَا أَنفَقُوا) الآية 11 من سورة الممتحنة.
هذه إشارات ووقفات أردت بها النصح لله تعالى ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم، فما كان فيها من صواب فمن الله تعالى وحده، وما كان فيها من نقص فمن نفسي المقصرة والشيطان الرجيم، وأسأل الله تعالى لكل عالم الرحمة والغفران فهم دياجير الظلام ومصابيح الهدى، وأخص بالدعاء شيوخنا، و اللجنة القائمة على المصباح المنير، فغفر الله لنا ولشيوخنا ولهم جميعا وجعل الفردوس مأوانا وإياهم.
وما ذكرته من ملحوظات يسيرة هي من طبيعة البشر لا يقلل من الجهد المبذول في اختصار هذا التفسير العظيم الذي كتب الله له القبول عند جميع أهل السنة.
وفق الله الجميع لما فيه رضاه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين؛؛؛
كتبه/عبد الرحمن بن فهد الودعان الدوسري
awadaan@gmail.com
0505240568
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[18 Jun 2009, 07:33 ص]ـ
بارك اللهم لنا فيك
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[18 Jun 2009, 06:57 م]ـ
جزاك الله خيرا ..
وتتبع مثل هذه المواضع مهم لقارئ المختصر، لأنه قد ينسب إلى الأصل ما ليس فيه، كما يتسبب في حدوث إشكالات عديدة في فهم المراد.
تجدر الإشارة إلى دروس الشيخ خالد السبت في التعليق على المصباح المنير، حيث ينبه إلى كثير من مواضع الإخلال فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[22 Jun 2009, 01:05 م]ـ
قضية تدعو إلى التأمل:
لماذا كثرت الاختصارات لتفسير ابن كثير، وهل الحاجة تدعو لذلك؟!
إن في وجود الأصل غناء عن هذه المختصرات.
ـ[الجعفري]ــــــــ[23 Jun 2009, 05:11 ص]ـ
جزاك الله خيراً ..
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[03 Dec 2009, 10:44 ص]ـ
ومن المآخذ على مختصر المصباح المنير كذلك مأخذ خطير ذكره الشيخ محمد الحمود النجدي في مقدمة الجزء الثاني من كتابه: "حُسن التحرير في تهذيب تفسير ابن كثير" وهو أن المختصرين ذكروا من الأحاديث الضعيفة ما يعرفه المبتدئ في هذا الشأن! بل الواهية والمتروكة، وقد نبه عليها أو على أكثرها الحافظ ابن كثير! فيوردون الحديث ويتركون تعليق الحافظ ابن كثير عليه!!.
ثم ذكر ثمانية أمثلة على هذا المأخذ الخطير.
ثم قال: (وهذه أمثلة، وإلا فالأحاديث الضعيفة الموجودة في المختصر كثيرة، فضلاً عن الآثار والموقوفات.!
كما أنه يكرر بعض الأحاديث المتشابهة دون زيادة فيها أو فائدة - كما في ص18: "إني لأعلم كلمة لو قالها .... "، وهذا مما ينافي الاختصار كما هو معلوم.) [انظر حسن التحرير 3/ 5 - 6].
قال أبومجاهد: ومن أسوء ما وجدته فيه من إخلال وسقط: تركهم لتفسير قوله تعالى: {وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} في قول الله عز وجل في آخر سورة هود: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ. إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ .. } [هود: 118، 119]، مع أن تفسير هذه الجملة مهم جداً، وهو مذكور في الأصل.!(/)
ما الفرق بين قول المفسر: هذا قول ٌباطل، وهذا قولٌ مردودٌ، وهذا قولٌ ضعيف؟
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[18 Jun 2009, 05:02 ص]ـ
يتفنن المفسرون في استعمال عباراتهم أثناء رد الأقوال التفسيرية، فتارة يحكمون على القول بالضعف، وتارة بالبطلان، وتارة بالرد، وغير ذلك!
فهل هذه المصطلحات مترادفة، أم أن لكل منها معنى خاص لا يشمل غيره؟
فلو أردت التعبير بمصطلح يجمع هذه العبارات وغيرها من صيغ التضعيف والرد، فما الأقرب لذلك، والذي دفعني إلى هذا السؤال أنه حصل إشكال في تسمية عنوان رسالتي وهي:
نقد ... للأقوال التفسيرية الضعيفة والمردودة.
أرجو إفادتي عاجلاً خلال هذين اليومين فأنا في عجلة من أمري.
ـ[رأفت المصري]ــــــــ[18 Jun 2009, 01:39 م]ـ
أوّلاً لا بدّ من بيان مسألة مهمّة، وهي أن هذه مصطلحات لم يتمّ الاتفاق عليها، ولم يُتّفق على تحديد المراد منها بدقّةٍ بين المفسّرين، فليس الأمر فيها كالأمر في علم الحديث، الذي اتفق علماؤه -إلى حدٍّ بعيد - على استعمال مصطلحات معيّنة لأنواع معيّنة من الحديث، واشتُهر ذلك، بحيث صار هو المتبادر عند الإطلاق، بدون الحاجة إلى التوضيح أو التعليق.
أما ثانياً، فالذي أراه أن هذه الاستعمالات على أصل معناها اللُّغويّ، لا زيادة اصطلاحيّة على معناها، فإذا قال المفسّرُ: هذا باطل، يعني أنه لا يصحّ بحال ولا وجه، وهكذا.
أما ثالثاً، فالفرق بين بين المردود والباطل من جهة، والضعيف من جهة أخرى، فهو - بالاستناد إلى الأصول اللّغويّة لهذه الكلمات:
أن المردود والباطل ما لا وجه له بحال، ولا يَستندُ إلى دليل يصلحُ للاعتماد عليه.
أما الضعيف، فما يَعتضد بشيءٍ من الأدلّة، النقلية أو العقلية، إلا أنها ضعيفة في مواجهة أدلّة أخرى أقوى منها استدِلَّ بها لقولٍ آخر في المسألة.
ورابعاً، فقد يكون لمفسّرٍ ما اصطلاحٌ معيّن أثناء تفسيره، فالواجب -العلمي - ههنا تتبّع استعماله لهذا اللفظ لضبط مقصوده به، ويكون اصطلاحاً خاصّاً به، والله أعلم.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[18 Jun 2009, 03:33 م]ـ
شكر الله لك هذا الإيضاح، وزادك علما.
أما ثالثاً، فالفرق بين بين المردود والباطل من جهة، والضعيف من جهة أخرى، فهو - بالاستناد إلى الأصول اللّغويّة لهذه الكلمات:
المردود لم أجد له في المعاجم اللغوية في مادته ما هو متصل بموضوعنا؛ لذا أشكل كثيرا استعمال هذا اللفظ.
ـ[عذب الشجن]ــــــــ[18 Jun 2009, 07:52 م]ـ
شكر الله لك هذا الإيضاح، وزادك علما.
المردود لم أجد له في المعاجم اللغوية في مادته ما هو متصل بموضوعنا؛ لذا أشكل كثيرا استعمال هذا اللفظ.
=================
ماذكره الأخ صحيح،فلم يتفق على هذه المصطلحات عند أهل التفسير، ولو حصل ذلك _ افتراضاً_ فقد يتجوز في العبارة ويعبر عن الباطل مثلا بالضعيف أو المردود والعكس صحيح كذلك،،،،
المشهور استعمال الباطل في مسائل الاعتقاد فهو يقابل الحق
والضعيف يقابل الصحيح، يعني مما له وجه لكن الأدلة القوية تعضد القول الآخر.، والصواب يقابل الخطأ المحض.
وبإمكانك جعل العنوان _ نقد .... للأقوال التفسيرية ......... وتبيين المراد بنقده للأقوال في تضاعيف خطة البحث، على أنه يعني:
ما يُحكم فيه على الأقوال بالبطلان أو الرد، وهذا بحسب ما يطلقه على هذه التفسيرات من أوصاف، وقد تكون أحكامه أو أوصافه مما لا يوافق عليه ....... والله أعلم
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[19 Jun 2009, 01:53 ص]ـ
شكر الله لك.
يرفع للأهمية.
ـ[مُتَّبِعَة]ــــــــ[19 Jun 2009, 02:26 ص]ـ
المشهور استعمال الباطل في مسائل الاعتقاد فهو يقابل الحق
[/ size]
ويستعمل أيضًا في المسائل الفقهية؛ مثاله ما جاء في تفسير ابن كثير عند الآية الثالثة من سورة المجادلة:
وقوله: {وَالّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِم ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُواْ} اختلف السلف والأئمة في المراد بقوله: {ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُواْ} فقال بعض الناس: العود هو أن يعود إلى لفظ الظهار فيكرره، وهذا القول باطل، وهو اختيار ابن حزم، وقول داود، وحكاه أبو عمر بن عبدالبر عن بكير بن الأشج، والفراء وفرقة من أهل الكلام.
..
أختي الفاضلة: إن أذنتِ لي باقتراحين حول اسم بحثكِ:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - البحث في أيهما أصوب أو أصح أو أفصح (نقد للأقوال .. ) أم (نقد الأقوال .. ) بحذف اللام؟
2 - ما رأيكِ لو اختصرتِ في العنوان: ... الأقوال الضعيفة والمردودة والباطلة والتي فيها نظر .. إلى غير ذلك من استعمالات المفسرين، فاعتمدتِ كلمة (الغير مقبولة أو الغير مرضية) ثم فصلتِ في أثناء البحث علة عدم قبولها أو ارتضائها عند المفسرين، مع ملاحظة: هل يقال (الغير مقبولة) أم (غير المقبولة)؟ أرجو بيان ذلك من شيوخنا الأجلاء جزاهم الله خيرًا.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[19 Jun 2009, 04:11 ص]ـ
إسهاماً في جواب السؤال مع شكري لمن سبقوني بالجواب، وإثراء لمادة السؤال
أقول:
ينبغي أن يفرق في هذا الأمر بين جانبي التنظير والحكم المبني على استقراء عبارات المفسرين في نقد بعض الأقوال التفسيرية وتنزيلها منازلها اللائقة بها.
فعند التنظير يمكن القول: إن الأقوال الضعيفة والباطلة والمردودة والساقطة والواهية ونحوها من هذه العبارات يجمعها حكم الضعف لكنها تدل على أنها على مراتب في درجة ضعفها حسب المدلول اللغوي الذي يمتاز به كل لفظ عن الآخر.
وهذه المراتب لا تخرج عن درجتين:
الدرجة الأولى: القول الضعيف الذي له مستند له حظ من النظر لكن دلت الأدلة أو قرائن الترجيح على ضعفه.
والأصل في صاحب هذا القول من المفسرين أنه مجتهد معذور في خطئه.
ومن هذا الصنف ما يبقى الاحتمال قائما لأن يوجد ما يقويه ويجاب به عما اعترض عليه فيه فيخرجه من دائرة القول الضعيف.
الدرجة الثانية: القول الباطل الذي يخالف أصول التفسير مخالفة بينه إما لعدم قيامه على دليل مع غرابة مؤداه أو لمخالفته الصريحة لدليل صحيح معلوم
فهذا القول لا يمكن أن يبقى احتمال لتقويته بما يعضده.
وهاتان الدرجتان حكمهما الرد
فالأقوال المردودة وصف حكمي للأقوال غير المقبولة وهو يشمل الأقوال الضعيفة بمراتبها.
فالرد هو حكم الأقوال الضعيفة.
وكلما ازداد القول ضعفاً ازداد نصيبه من الرد.
هذا من جهة التنظير
وأما من جهة التطبيق باستقراء نقد المفسرين للأقوال وحكمهم عليها فنجد بعض المفسرين يحمله الانتصار لقول يراه صحيحاً على الحكم على بعض الأقوال التي لها حظ من النظر وقد يكون في بعضها بعض الصواب وجزء من إصابة المعنى الصحيح فيصفها بأنها باطلة.
وفي المقابل نجد منهم من يتورع فيصف بعض الأقوال الباطلة بأنها غير معتمدة أو غير معروفة ويكتفي بذلك.
ومما يتصل بهذه المسألة تنوع عبارات المفسرين في الحكم على بعض الأقوال الضعيفة
وهذه أمثلة لبعض عباراتهم.
- قول باطل.
- قول مرذول.
- قول ساقط.
- قول مهجور.
- قول بارد
- قول بارد جداً
- غيره المعتمد.
- غيره أولى.
- غير معروف.
- لا أصل له.
- لا يصح.
- قول فاسد.
- قول شاذ.
- غير جيد.
- لا أرتضيه.
- غلط.
- معلول.
- سمج.
- تمحل.
- تكلف بعيد.
- من بدع التفاسير.
وغيرها كثير، وبعضهم ربما تحمله المقابلة على الخروج بوصف يقتضيه تحسين العبارة كما قال ابن عاشور في نقد ما ذهب إليه أبو عبيدة معمر بن المثنى في قوله تعالى: (وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة)
حيث زعم معمر أن في التركيب قلباً والتقدير عنده ما إن العصبة لتنوء بمفاتحه
قال ابن عاشور: (وأما قول أبي عبيدة بأن تركيب الآية فيه قلب، فلا يقبله من كان له قلب!!).
وكما قال الألوسي لما ذكر قولاً ذهب إليه بعض الأئمة وهو يضعفه، قال: (وعن سعيد بن منصور مثله وليس بالمنصور). يريد ذلك القول.
فينبغي للباحث في أقوال المفسرين وأحكامهم على الأقوال أن ينزلها منازلها اللائقة بها، ويميز ما تدل عليه بالدلالة اللغوية المباشرة للفظ، أو بدلالة السياق، وربما احتاج لموازنة قول ذلك الناقد بغيره لاستجلاء مقصده وإعمال بعض القرائن الخارجية.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، وختم لنا ولهم بالصالحات.
ـ[مُتَّبِعَة]ــــــــ[19 Jun 2009, 05:35 ص]ـ
أحسن الله إليكم ونفع بكم شيخنا الفاضل، والشكر موصول للأخت قطرة مسك جزاها الله خيرًا.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[19 Jun 2009, 02:47 م]ـ
..
أختي الفاضلة: إن أذنتِ لي باقتراحين حول اسم بحثكِ:
1 - البحث في أيهما أصوب أو أصح أو أفصح (نقد للأقوال .. ) أم (نقد الأقوال .. ) بحذف اللام؟
.
الأخت الفاضلة: متبعة، شكر الله لك وجزاك خيراً على مقترحاتك الطيبة.
لو قلنا: (نقد الإمام فلان للأقوال التفسيرية الضعيفة والمردودة)، هو مغايرٌ تماماً لقولنا (نقد الأقوال التفسيرية الضعيفة والمردودة عند الإمام فلان)، فالأول يفهم منه أنه هو من يتعقب هذه الأقوال برد ونقد وتوجيه، أما الثاني فيفهم منه أنه هو يوردها في تفسيره، ففرقٌ بين المصطلحين.
2 - ما رأيكِ لو اختصرتِ في العنوان: ... الأقوال الضعيفة والمردودة والباطلة والتي فيها نظر .. إلى غير ذلك من استعمالات المفسرين، فاعتمدتِ كلمة (الغير مقبولة أو الغير مرضية) ثم فصلتِ في أثناء البحث علة عدم قبولها أو ارتضائها عند المفسرين، مع ملاحظة: هل يقال (الغير مقبولة) أم (غير المقبولة)؟ أرجو بيان ذلك من شيوخنا الأجلاء جزاهم الله خيرًا.
الاختصار في العنوان أمرٌ مطلوب؛ ولذا حصل الإشكال في التسمية، فأنا أريد عبارة تجمع هذه المصطلحات كلها وغيرها، وليس الأمر مقتصراً على هذه الألفاظ الثلاثة، فهناك عبارات كثيرة للمفسرين منثورة في كتبهم في هذا المجال.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[19 Jun 2009, 03:27 م]ـ
الأستاذ عبد العزيز، جزاك الله خيراً على هذا الإيضاح والبيان، وزادك من واسع فضله.
ومن هذا الصنف ما يبقى الاحتمال قائما لأن يوجد ما يقويه ويجاب به عما اعترض عليه فيه فيخرجه من دائرة القول الضعيف.
أريد توضيحاً لهذه العبارة، شكر الله لك.
أما ثالثاً، فالفرق بين بين المردود والباطل من جهة، والضعيف من جهة أخرى، فهو - بالاستناد إلى الأصول اللّغويّة لهذه الكلمات:
أن المردود والباطل ما لا وجه له بحال، ولا يَستندُ إلى دليل يصلحُ للاعتماد عليه.
أما الضعيف، فما يَعتضد بشيءٍ من الأدلّة، النقلية أو العقلية، إلا أنها ضعيفة في مواجهة أدلّة أخرى أقوى منها استدِلَّ بها لقولٍ آخر في المسألة.
الأستاذ أبو رأفت يرى أن المردود والباطل مصطلحان مترادفان، والضعيف مغايرٌ لهما.
فالأقوال المردودة وصف حكمي للأقوال غير المقبولة وهو يشمل الأقوال الضعيفة بمراتبها.
فالرد هو حكم الأقوال الضعيفة.
وكلما ازداد القول ضعفاً ازداد نصيبه من الرد.
هذا من جهة التنظير
والأستاذ عبد العزيز يرى أن لفظ (المردود) يشمل الضعيف وغيره.
الرد: هو رد القول من حيث عدم صحة تفسير الآية به.
البطلان: القول نفسه باطل لا يصح.
هذا وجه في التفريق بين المصطلحين، والأمر في ذلك يسير.
ولأبي مجاهد العبيدي وفقه الله رأي آخر في التفريق بين المصطلحين، فهو يرى أن المردود قد يكون صحيحاً في ذاته، لكن لايصح تفسير الآية به.
أما الباطل: فهو باطلٌ في ذاته ولايصح تفسير الآية به.
والكل متفق على أن الفرق بين هذه المصطلحات وغيرها يتضح بالرجوع إلى الأصول اللغوية لهذه الألفاظ، وهذا الأمر سيتضح أثناء الدراسة - إن شاء الله -.
لكن أنا أريد عبارة جامعة لهذه الألفاظ حتى أثبتها في عنوان البحث، وإن كانت بغير ماذكرنا.
وأكرر شكري لجميع من ساهم في إثراء مادة هذا الموضوع، فلا حرمهم الله أجر الإفادة والتوجيه.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[19 Jun 2009, 08:13 م]ـ
أما الأقوال الضعيفة التي يبقى الاحتمال قائماً لوجود ما يقويها فهي الأقوال التي تكون مستندة على حجة قابلة للتقوية كأن يعلق القول في التفسير على خبر لم يظهر للمفسر صحته فيعتبره ضعيفاً حتى يثبت له صحة ذلك الخبر.
وكذلك ما كان معلقاً على صحة الاستعمال اللغوي ثم يظهر للمفسر نفسه أو لغيره بعد ذلك صحة ذلك الاستعمال
والمقصود أن الحكم على قول ما بأنه ضعيف ليس دائماً يكون وصفاً لازماً لا يتغير إلا ما انعقد الإجماع على ما يضعفه أو دل الدليل الصحيح على ضعفه.
إذ قد يوجد ما يقويه كما أن بعض الأقوال التي يتداولها بعض المفسرين ويعتقد بعضهم صحتها قد يظهر لبعض المحققين ضعفها ويبينون ذلك بأنواع من الأدلة
وهذه الأحوال موجودة بكثرة في كتب الخلاف في التفسير وغيره.
وأما النقطة الثانية وهي ما يشمله وصف المردود فقد بينت في المشاركة السابقة أن المردود وصف حكمي للأقوال الضعيفة ولم أقل إنه يشمل الضعيف وغيره
فإن كان في عبارتي السابقة ما أوجب اللبس فإني أوضح المراد ههنا
فأقول: كل قول ضعيف فهو مردود حكماً، والضعف له درجات
وأما الباطل فهو القول الشديد الضعف الذي دل النص أو الإجماع على بطلانه أو كان مخالفاً لأصول التفسير مخالفة ظاهرة.
والأقوال إما صحيحة حكماً وإما ضعيفة وليس بينهما إلا ما يتوقف فيه، والتوقف ليس بقول، وإنما حال عارضة تعرض للناقد حتى يتبين له صحة القول أو ضعفه.
فالقول الصحيح هو المقبول
والقول الضعيف هو المردود.
وكما أن الأقوال الضعيفة على درجات في ضعفها
فكذلك الأقوال الصحيحة على درجات في إصابة الحق فبعضهم يعبر عن المعنى الصحيح تعبيراً كافياً شافياً، وبعضهم يصيب جزءاً منه.
ومن الأقوال ما يكون بعضه صحيح مقبول وبعضه ضعيف مردود.
ولكل ذلك أمثلة كثيرة في كتب التفسير.
وأما العنوان الذي ذكر أولاً وهو نقد الإمام فلان للأقوال الضعيفة والمردودة
فهو عنوان صحيح مستقيم لغة واستعمالاً لشموله وصف الأقوال الضعيفة على مراتب ضعفها، وبيانه لحكمها وهو الرد.
والعطف يقتضي المغايرة وهي حاصلة ههنا بتغاير الصفات وإن كان الموصوف واحداً
أما الأقوال الباطلة فهي شديدة الضعف وإذا أضيفت للعنوان فيكون ذلك من باب عطف الخاص على العام.
أما إذا كان المراد دراسة نوع من أنواع الأقوال الضعيفة كالأقوال الشاذة، والأقوال المهجورة، والأقوال البدعية، ونحو ذلك فينبغي أن يكون العنوان محدداً لموضوع الدراسة.
وفقك الله وأعانك.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[20 Jun 2009, 04:44 م]ـ
الأستاذ الفاضل: عبد العزيز
جزاك الله خيراً على هذه الإفادة، وبلغك ما تأمله وزيادة.
أحسن الله إليك، وشكر مساعيك.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[23 Jun 2009, 04:55 م]ـ
الأخت الكريمة متبعة،
إجابة عن سؤالك: الصحيح أن نقول: (غير المقبولة)، أما قول (الغير مقبولة) فيبدو أنه خطأ شائع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مُتَّبِعَة]ــــــــ[24 Jun 2009, 02:43 م]ـ
أحسن الله إليكم جميعًا وجزاكم خيرًا.(/)
لقائي مع مجلة المعرفة السعودية (مجموعة من الأسئلة المتنوعة في القرآن وعلومه)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[18 Jun 2009, 05:59 م]ـ
هذه مقابلة أجرتها معي مجلة المعرفة في عددها (162) وهي عبارة عن مجموعة من الأسئلة المتنوعة في القرآن وعلومه وبعض القضايا المعاصرة.
س1: فيه نبأ ما قبلكم وفصل ما بينكم وخبر ما بعدكم» (حديث نبوي شريف عن القرآن الكريم).
ــ كلامٌ صحيحُ المعنى، لكنه لا يَصِحُّ مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ مع شهرته وكثرة تداوله، فقد رواه الترمذي والدارمي عن عليّ رضي الله عنه مرفوعًا وفي إسناده الحارث الأعور مُتَكَلَّمٌ فيه.
س2: «القرآن الكريم على رفوف من ذهب في منازل أثرياء المسلمين».
ــ لو أدَّوْا زكاتها التي أمرهم بها القرآنُ ما بَقِيَ فقيرٌ، وإلاَّ فليقرؤا الآية الرابعة والثلاثين وما بعدها من سورة التوبة.
س3: «أكثر من إذاعة للقرآن الكريم في أكثر من بلد عربي».
ــ ظاهرةٌ تدعو للتفاؤل بوجود أكثر من قناة تلفزيونية للقرآن الكريم في جميع البلدان الإسلامية.
س4: «بعض إذاعات القرآن الكريم تغلب عليها مواد التلاوات بشكل كبير جدًا».
ــ العبرةُ بتمام النهايات لا بنقص البدايات، والمؤمّل أن يكون ذلكَ مرحلة للانطلاق، وفي كُلٍّ خَيْر.
س5: «الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة تصدر أول مجلة علمية محكمة في مجال علوم القرآن الكريم».
ــ إضافةٌ مهمّة لخدمة القرآن وخطةٌ موفّقة فَتَحَتْ آفاقًا واسعةً للجمعيّات الخيرية لتحفيظ القرآن للقيام بالدور الشمولي دون الاقتصار على التحفيظ فقط.
س6: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة لم يصدر مجلة علمية متخصصة في علوم القرآن الكريم إلا بعد أكثر من عقدين من تأسيسه.
ــ تَأنَّ ولا تَعْجَلْ بِلَوْمِكَ صَاحِبًا لَعَلَّ لَهُ عُذْرًا وأَنْتَ تَلُومُه
س7: «تلاوات بصوت مرتفع تنبعث من سماعات مسجلات منصوبة على بوابات محلات لبيع الأشرطة الإسلامية كنوع من الدعاية والإعلان، متداخلة مع هرج السوق».
ــ أساؤوا مع ظنهم الإحسان فقد ذكر البهوتي رحمه الله في «كشاف القناع» (1/ 433) عن ابن عقيل رحمه الله أنه قال بتحريم القراءة في الأسواق يصيح أهلها فيها بالنداء والبيع، ونقل عنه أنه قال: «قال ابن حنبل: كثير من أقوال وأفعال يخرج مخرج الطاعات عند العامة, وهي مآثم عند العلماء, مثل القراءة في الأسواق, يصيح فيها أهل الأسواق بالنداء والبيع، ولا أهل السوق يمكنهم الاستماع، وذلك امتهان».
س8: «القرآن الكريم لدى بعض المسلمين في المآتم والأحزان فقط».
ــ قراءةُ القرآن في المآتم من البدَع والمحدثات، وعلى المسلم أن يتجنب ذلك، فقد جاءَ في الصحيح من حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم (مَنْ أَحْدَثَ في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رَد) ومَن جعلَ القرآنَ خاصًّا بذلكَ فقد أضافَ على بِدْعَتِهِ سُوءَ فهمٍ لما أُنْزِلَ مِن أجله القرآن.
س9: «البعض يعتقد أن هجر القرآن الكريم هو هجر التلاوة فقط».
ــ هجر التلاوة هو أحد أنواع الهجر وصوره، فتركُ الإيمان به وتصديقه من هجرانه، وترك العمل به من هجرانه، وترك تدبر معانيه من هجرانه، وعدم التحاكم إليه من هجرانه، وعدم الاستشفاء به من هجرانه، قال تعالى:} وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا {سورة الفرقان (30).
س10: «القرآن الكريم تمائم تعلق في أعناق الأطفال لدى بعض المسلمين».
ــ يقول النبي صلى الله عليه وسلم (مَن تَعَلَّقَ تميمةً فلا أَتَمَّ الله له) أيْ لا أتَمَّ له ما أراد، وليت فاعل ذلك يستعيض عن ذلك بتعليم وتحفيظ أولاده التعاويذ والأذكار المشروعة كأذكار الصباح والمساء والنوم.
س11: «مسلمون يقرؤون القرآن الكريم ولا يجاوز حناجرهم إلى أي مظهر سلوكي».
ــ أخرج الشيخان عن أبي وائل ـ رحمه الله ـ قال: جاء رجل إلى ابن مسعود رضي الله عنه فقال: إني لأقرأ المفصل في ركعة، فقال ابن مسعود - رحمه الله -: هذًا كهذا الشعر، إن قومًا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، ولكن القرآن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع.
(يُتْبَعُ)
(/)
فينبغي لقارىء القرآن أن يرى أثره عليه، قال محمد بن كعب: كنا نعرف قارئ القرآن بصفرة لونه، يشير إلى سهره وطول تهجده. وقال وهيب بن الورد: قيل لرجل ألا تنام؟ قال: إن عجائب القرآن أطرن نومي. وأنشد ذو النون قوله:
منع القرآن بوعده ووعيده مقل العيون بليلها لا تهجع
فهموا عن الملك العظيم كلامه فهمًا تذل له الرقاب وتخضع
س12: «مسلمون قراءتهم للقرآن الكريم عشوائية – غير منتظمة- كيف ما اتفق».
ــ إن كان المراد تقديم بعض الآيات على بعض فحرام وإن كان المراد السور فجائز والأولى أن يقرأ القرآن مرتبًا وأن يجعل له حزبًا يوميًا فهو أنشط له وعلى ذلك عمل السلف فعن أوس قال: (سألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يحزبون القرآن؟ قالوا: ثلاث وخمس وسبع وتسع وإحدى عشرة وثلاث عشرة وحزب المفصل وحده) أبو داود. والمعدود يراد بها سور القرآن.
وفي الجدول التالي تفصيل ذلك:
اليوم مقدار الحزب اليومي
الأول: من أول سورة البقرة إلى نهاية النساء. (ثلاث سور)
الثاني: من أول سورة المائدة إلى نهاية سورة التوبة. (خمس سور)
الثالث: من أول سورة يونس إلى نهاية سورة النحل. (سبع سور)
الرابع:من أول سورة الإسراء إلى نهاية سورة الفرقان. (تسع سور)
الخامس: من أول سورة الشعراء إلى نهاية سورة يس. (إحدى عشرة سورة)
السادس: من أول سورة الصافات إلى نهاية سورة الحجرات. (ثلاث عشرة سورة)
السابع: من أول سورة ق إلى نهاية سورة الناس. (حزب المفصل)
هذا لمن أراد أن يختم القرآن في أسبوع ومن أراد في شهر فليقرأ كل يوم جزءًا من القرآن.
س13: «الخلاف المذهبي بين المسلمين طال مسألة حفظ القرآن الكريم من الزيادة أو النقص في بعض الأحيان».
ــ يقول الله عز وجل:} إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ {سورة الحجر (9) هذا الوعد الإلهي قائمٌ منذ نزول القرآن إلى قيام الساعة، والذكر: القرآنُ المبدوء بسورة الفاتحة المختوم بسورة الناس، فمن قال بخلاف ذلك فهو مكذب للقرآن.
س14: «إننا كمسلمين قرآنيين نؤمن فقط بالقرآن الكريم كمصدر وحيد مقدس للشريعة الإسلامية» (جماعة تسمي نفسها بالقرآنيين).
ــ هؤلاء حذر منهم الرسول صلى الله عليه وسلم وكشفَ عَوَاَرَهُم قبل مجيئهم بقوله صلى الله عليه وسلم: (ألا إنِّي أوتيت الكتاب ومثله معه – يعني السنّة – ألا يوشكُ رجلٌ شبعان يتكئ على أريكته يُحدَّث بحديث مِن حديثي فيقول: بيننا وبينهم كتاب الله ما وجدنا فيه من حلال حللناه وما وجدنا فيه من حرام حرمناه) رواه أحمد وأبو داود بإسناد جيد.
س15: «القرآن لم يأتِ بجديد عما جاء في الكتب السابقة» (شبهة طالما أثيرت حول القرآن الكريم من قبل غير المؤمنين به).
ــ قال الله تعالى:} وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ {سورة المائدة (48)، ومعنى ذلك أنَّ القرآن قد جَمَعَ محاسن ما قبله وزاده من الكمالات ما ليس في غيره، كما ذكر ذلك ابن كثير في تفسيره، فالقرآنُ متَّفِقُ مع الكتب السماويّة في الكلِّيَّاتِ والأصول، وتفرَّد عنها في الجزئيات والفروع، ولا يقول بهذه الشبهة مَن قرأَ القرآنَ وقارنه بغيره لا من جهة أسلوبه ولا من جهة مضمونه.
س16: «في الإمارات العربية المتحدة تم تشييد أكبر مصحف بالعالم مكتوب وموشى بالذهب».
ــ وهكذا فعلت سوريا عام 2005 وأخشى أن ندخل في سباقِ الأكبر والأطول كناطحات السحاب، وقد مات النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن مكتوب على الحجار والرقاع وعسب النخل.
س17: «بعض المسلمين إذا حيّره أمر، يفتح المصحف فيفعل أو يحجم بحسب ما توحي إليه أول آية تصادفه».
ــ لا ينبغي فعل هذا، فهو من الأخطاء العقدية التي يقع فيها بعض عوام المسلمين، وهو من التطير المنهي عنه، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا عَدْوَى ولا طِيَرَة) وفيه إساءةٌ للقرآن، وتقليد للرافضة؛ إذ إنَّ هذه الصورة هي إحدى صور الاستخارة عندهم ويسمونها: الاستخارة بالمصحف.
س18: «تلاوة خاشعة لآيات من القرآن الكريم، متداولة على نطاق واسع في منتديات الإنترنت .. بصوت طلال مداح!»
ــ قطرةٌ في بحر من الغناء المحرّم، وقد أفضى إلى رَبِّه، وهو بين يَدَيْ حَكَمٍ عَدْل.
(يُتْبَعُ)
(/)
س19: «عرب قرؤوا القرآن الكريم وسجلوا إعجابهم به، وما زالوا معتنقين لديانات أخرى غير الإسلام».
ــ لهم سلف بحكيم العرب الوليد بن المغيرة حين قال واصفًا القرآن بعد سماعه له: والله لقد سمعت كلامًا ما هو من كلام الإنس و لا من كلام الجن و إن له لحلاوة و إن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه ليعلو ولا يعلى عليه، و ما يقول هذا بشر.
ومع وصفه للقرآن بهذه الأوصاف وإعجابه به مات كافرًا وصدق الله: «من يضلل الله فلا هادي له».
س20: «خبرات مهنية في مجال الطباعة من غير المسلمين، عملت في بعض مطابع القرآن الكريم».
ــ دعوة لهم ولغيرهم أن ينظروا إلى القرآن نظر الباحث إلى الحقيقة، إن فعلوا ذلك ما خرجوا من هذه المطابع إلا وقد شع في قلوبهم نور القرآن.
وأن يحذروا من أن يكونوا كما قال الشاعر:
كالعيس في البيداء يقتلها الظما والماء فوق ظهورها محمول
وصدق الله:} مثَل الذين حُمِلوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لايهدي القوم الظالمين {.
س21: «ترجمات القرآن الكريم من أكثر الكتب قراءة في الغرب .. بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م».
ــ نعم بعد الحادي عشر من سبتمر كان هناك إقبال متزايد من غير المسلمين في أوروبا وأمريكا على معرفة طبيعة الإسلام.
ومن بين أهم نوافذ هؤلاء لمعرفة الإسلام قراءة ترجمات معاني القرآن بلغاتهم, بل أصبحت هذه الترجمات الجسر الذي يربط المسلمين من غير ناطقي العربية أو مجيديها بالإسلام, وتفهم أوامره ونواهيه، وأشارت التقارير إلى نفاد ترجمات القرآن من المكتبات، وهذا يدعونا إلى الاجتهاد لاستغلال هذا الطلب في تقديم الصورة الحقيقية للإسلام والتي تعرضت لتشويه كبير بعد هذه الأحداث.
س22: «زجاجة زيت حبة البركة سعتها ربع لتر قيمتها 500 ريال ... والسبب أنه قد قُرأ عليها بآيات من القرآن الكريم».
ــ قال تعالى:} وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ {وقال تعالى} قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ {فالاستشفاء بالقرآن مشروع، والفتوى على جواز قراءته في ماء أو زيت والتداوي به، لكن لا ينبغي المبالغة في سعره وأن يكون القصد منه التجارة.
س23: «العلاج بالقرآن الكريم قد يأخذ أشكالا غير مشروعة، وأحيانا يكون مجالا لابتزاز البسطاء والدجل».
ــ الأولى بالإنسان أن يَرْقِي نفسه بنفسه، أو يذهب إلى من يثق به، والمريض نظرًا لحاجته يتعلق بخيوط أوهى من خيوط العنكبوت بحثًا عن الشفاء، فأصبح المرض ميدانًا رحبًا للابتزاز، والذي أقترحه أن يكون هناك تنظيم لعيادات الرقية الشرعية تشرف عليها الجهات الحكومية المعنية.
س24: «القرآن الكريم نزل باللغة العربية ولكنه ليس كتاب لغة وأدب».
ــ القرآنُ نزل بلغة العرب وأساليبهم، وبَلَغَ مِن البلاغةِ أعلاها، والإعجازُ اللغوي هو أحد أوجه إعجاز القرآن، هذا الواجب اعتقاده.
س25: «بعض اللغويين اشترط عزل القداسة عن القرآن الكريم لدراسته دراسة لغوية موضوعية ... وإن ادعوا أن ذلك لإثبات الإعجاز اللغوي فيه».
ــ الهدف من هذه الدعوى التحرّر من قداسة النص القرآني وهيبته، لأنَّ بقاء قداسة القرآن حاجزٌ كبير أمام العبث فيه، وسدٌّ عظيمٌ يَحُول دون اللعب بالنصوص، فهي دعوى ماكرة؛ فقداسةَ القرآن لا تناقض أبدًا شرحه وفهمه وبيان وجه إعجازه.
س26: «حركة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم أخذت منحى لي أعناق الآيات لتوائم نظرية أو مكتشفا علميا جديدا».
ــ سبب ذلك اعتقادُ الشيء ثم البحث عن إشارات القرآن له، فيحصل التكلف ويقع الزلل، وليت الناس اشتغلوا بما أُمِرُوا به وتَرَكُوا ما لَمْ يُؤْمَرُوا به.
س27: «نظريات علمية ربطت ببعض الآيات القرآنية لفترة من الزمن .. ولكن النظريات نفسها ثبت بطلانها».
ــ سبب ذلك تكلُّف بعض المشتغلين في إثبات دلالة القرآن على كل ما يصدر من نظريات مع عدم وصولها إلى الحقيقة، وهذا موطن الزلل، ولا يضير القرآن عدم ذكره لهذه النظريات، والتأصيل الواجب أن نقول: لا يلزم من كل حقيقة علمية أن تُذكر في القرآن، كما أنه لا يمكن التعارض بين الحقيقة العلمية والحقيقة القرآنية.
س28: «القرآن الكريم كتاب هداية وليس كتاب علوم طبيعية».
(يُتْبَعُ)
(/)
ــ هذا صحيح، لقوله تعالى:} إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ {سورة الإسراء (9) لكن يجب أن لا يغيب عن الأذهان ما في القرآن الكريم من تلك الإشارات الكونية والعلوم الطبيعية.
س29: «القرآن الكريم كتاب عبادة وليس كتاب نبوءات».
ــ لا تعارض بين الأمرين، فكون القرآن نزل للتعبّد لا ينفي وجود نبوءات فيه، لكن تعسّف بعض الناس في استخراج هذه التنبؤات من عدد كلمات القرآن وحروفه وجَزْمِهِم بحصول ذلك هو المحذور.
س30: «أنزل الله القرآن الكريم للتعبّد بتلاوته لا النظر إليه ككتاب طلاسم وأسرار».
ــ بعض الناس تَرَكَ ما أُمِرَ به واشتغل بما لم يُؤْمَر به.
س31: «مبحث الإعجاز العددي في القرآن الكريم مبحث عبثي في نظر البعض».
ــ مصطلح الإعجاز العددي في القرآن مصطلحٌ متأخّر، بدأ تناوله في العصر الحديث، وهو مصطلحٌ شَابَهُ كثيرٌ مِن الدَّخَن، إذ اتسمت كثيرٌ من الدراسات المتعلّقة به بمظاهر التكلف وصور التمحل وافتقاد المنهجية المنضبطة التي يجلّ القرآن الكريم عنه. والإعجاز العددي مصطلحٌ يتكوّن من جزئين: الإعجاز و العدد، والأمر المعجز هو: الذي لا يُسْتَطاع، ومن هنا تَعْلَم أن أكثر ما يذكر في كتب الإعجاز العددي ليس داخلًا في هذا النوع بل هي أقرب إلى الظواهر العددية التي هي مما يستطاع.
س32: «البحث عن مفارقات وتوافقات الأعداد والأرقام في القرآن الكريم آخر مظاهر لي أعناق آيات الذكر الحكيم».
ــ سبب ذلك اعتقادُ الشيء ثم البحث عن إشارات القرآن له، فيحصل التكلف ويقع الزلل، وليت الناس اشتغلوا بما أُمِرُوا به وتَرَكُوا ما لَمْ يُؤْمَرُوا به.
س33: «العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .. قد يشكل مدخلا لتحميل القرآن الكريم ما لا يحتمل».
ــ هذه القاعدة قررها جمهور الأصوليين، ومرادهم بها أن الحكم لا يختص بعين الذي ورد من أجله وإنما يعمُّ مَن كان مثل حاله، فإذا نزلت لسبب خاص، ولفظها عامٌّ كانَ حكمها شاملًا لسببها ولكل ما يتناوله لفظها؛ لأنَّ القرآنَ نَزَلَ تشريعًا عامًّا لجميع الأمّة، فكانت العبرة بعموم لفظه لا بخصوص سببه، أمَّا تحميل القرآن ما لا يحتمل استنادًا على هذه القاعدة فهو تطبيقٌ خاطئ لمراد أهل العلم منها.
س34: «البعض يرى الوسائط الحديثة تغني عن حفظ القرآن الكريم واتجاه الحفظة للتفسير وعلوم القرآن الأخرى».
ــ الوسائط الحديثة معينةٌ وميسِّرةٌ وليست مُغْنِيَةً عن حفظ القرآن، فحفظ القرآن مقصودٌ لذاته، وكان الصبيُّ في العهد الأول يَؤُمُّ الأشياخ ويُقَدَّمُ عليهم لأنَّه أكثر منهم حفظًا.
س35: «علم نفس قرآني جديد» (عنوان كتاب حديث نسبيا للدكتور مصطفى محمود).
الله تعالى يقول:} سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ {سورة فصلت (53) أما كتاب الدكتور فلم أطلع عليه.
س36: «مادة القرآن الكريم اختيارية في معظم نظم التعليم في الدول الإسلامية».
ــ وهذا من أسباب خروج جيل ليس عليهم سمات أهل القرآن.
روى مسلمٌ عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حجة الوداع: «وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنْ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ: كِتَابُ اللَّهِ».
س37: «وزارة التعليم الدانماركية تقرر تدريس القرآن الكريم كمادة أساسية في مدارسها للمرحلة الثانوية» (خبر نشر عام 2005م).
ــ لعل ذلك يطلعهم على الحقائق الغائبة عن أذهانهم والتصورات الخاطئة ويكفوا عن الإساءة لنبينا صلى الله عليه وسلم، كما أن هذا الخبر رد على من يدعو لجعل القرآن مادة اختيارية في مدارس المسلمين.
س38: «مدرسو حلقات التحفيظ في معزل تماما عن مستجدات التعليم والتعلم وطرق التدريس وتقنياته الحديثة».
ــ عجلة التغيير والتحديث سائرةٌ رغم نَقصِ الإمكانات وفي المُشَاهَدِ وواقع الحلق بعض ما يخفف من وطأة هذا الحكم العام.
س39: «ارتبطت حلقات تحفيظ القرآن الكريم بالصبية والصغار دون الكبار».
ــ الحفظ في الصغر كالنقش على الحجر.
س40: «حلقات القرآن الكريم تقتصر على الحفظ والتسميع دون التفسير والتدبر واستنباط الأحكام والتوجيهات .... »
ــ الواجب أن لا تقتصر على ذلك وفي واقع بعض الحلقات بعض البوادر التي تُبشِّر بخير.
(يُتْبَعُ)
(/)
س41: «يندر تخصص طرق تدريس القرآن الكريم في مؤسسات إعداد المعلم العربية والإسلامية».
ــ وأنا بدوري أوجه هذا السؤال لكليات التربية وأن يقوموا بواجبهم لسد هذه الثغرة.
س42: البعض يعتقد أن إجازة الحفظ كافية لتدريس القرآن الكريم.
ــ إجازةُ الحفْظ هي أُولَى ما يحتاجه المدرس، ويضم إليها المهارة والخبرة، وفوق ذلك كُلِّه التخلُّق بأخلاق القرآن.
س43: «منح الشهادة الجامعية (بكالوريوس – ماجستير- دكتوراه) مشروط بحفظ أجزاء من القرآن الكريم في جامعة أم القرى السعودية مهما كان تخصص الخريج!»
ــ خصوصيةٌ لا غرابةَ فيها، ففي أم القرى بدأ نزول القرآن ومنها شَعَّ النُّور.
س44: «تعليم القرآن الكريم يجب أن يكون مشافهة، ولا يمكن الاكتفاء بالوسائط الإلكترونية في مجاله مهما تطورت الوسائط» (أستاذ قراءات).
ــ صَدَقْ، فالقرآن أُخِذَ بالتَّلَقِّي، والوسائطُ الالكترونية مُسَاعِدَةٌ ومهمة لكنها لا تستقل بنفسها؛ إذْ يُغْنِي غَيْرُهَا عَنْهَا ولا تُغْنِي عَنْ غَيْرِهَا.
وقيل قديمًا: مَن كانَ شَيْخُهُ كِتَابه كَانَ خَطَؤُهُ أَكْثَرَ مِنْ صَوَابِه.
فَكَيْفَ بكتَابِ رَبِّنَا!
س45: «في كثير من مدارسنا يحفظ التلاميذ حروف الإدغام والإظهار والإخفاء ... قبل معرفة معنى هذه الأحكام وتطبيقاتها»
ــ بالممارسةِ تَثْبُتُ المعلومةُ، إذْ إنَّ أركان العلْم هي: (الحفظُ والفهْمُ والتطبيقُ).
س46: «في كثير من مدارسنا يحفظ التلاميذ تعاريف الإظهار والإخفاء والإقلاب والإدغام دون أن يستطيع ذكر مثال واحد على كل منها».
ــ هي مراتب متعددة، معرفةٌ وتمثيلٌ واستنباطٌ.
س47: «مدرس لغة عربية أو مدرس رياضيات أو دراسات إسلامية .. غير متخصص في التلاوة، يدرّس مادة القرآن الكريم في الصفوف الأولية بمدارسنا (إشارة إلى الخلاف حول فكرة معلم صف خصوصا في المراحل الأولية) ...
- الذي أعرفه أن للوزارة جهدا مميّزا في رفع كفاءة معلمي الصفوف الأولية من خلال دوراتٍ متخصصة في القرآن الكريم تلاوةً وتجويدًا.
س48:حفظ القرآن الكريم كاملا شرط للالتحاق بأقسام القراءات ببعض الكليات ... فماذا سيدرس الطالب طوال 4 سنوات؟
ــ الحفْظ ما هو إلاَّ قطرةٌ في بحر علوم القرآن المتعدِّدة.
س49: تقويم محتوى مقرر تفسير القرآن الكريم بالمرحلة الثانوية في ضوء اتجاهات الطلاب ومطالب نموهم (عنوان دراسة علمية).
ــ التفسير هو: فهمُ الآياتِ وبيانُ معناها، وكلما كانت الآياتُ قريبةً مِن المستوى العقلي للطالبِ آتَتْ ثمارها.
س50: تلوين بعض الحروف والحركات والمدود في بعض المصاحف وفق ترميز معين كأسلوب جديد في تعليم التلاوة.
ــ خدمةُ القرآن شرفٌ عظيمٌ، وما كانَ في دائرةِ المباح فهو نورٌ على نور، مع الأخذ بالاعتبار عدمَ التوسّع في ذلك.
س51: مقدار ما يحفظه الطالب في التعليم العام من القرآن الكريم في تناقص سنة بعد سنة.
ــ معلومةٌ تحتاجُ إلى إثبات، فما أعرفه – كمثال - أنَّ منهج القرآن في المرحلة المتوسطة ثابتٌ منذ عام 1416هـ.
س52: مقرأة إلكترونية كتطبيق لمفهوم التعليم عن بعد في مجال القرآن الكريم.
ــ الإبداعُ طريقُ النجاحِ، والاستفادةُ من وسائل التقنية مطلبٌ مُلِحٌ، ولا غنى عن التلقِّي مِن أفواه المقرئين.
س53:جمعيات تحفيظ القرآن الكريم من المؤسسات التي أشارت إليها أصابع الاتهام في أحداث الإرهاب الأخيرة.
ــ جمعيات تحفيظ القرآن من المؤسسات التي تأخذ بيد الطالب للاعتدال والوسطية وتربيه على أخلاق القرآن وأخطاءُ الأفراد إن وجدت يجب أنْ لا تُلْصَقَ بالمؤسسات والجمعيات.
س54:جفاء واضح بين البحث التربوي في كليات التربية في المملكة وبين حلقات تحفيظ القرآن الكريم.
ــ عنوان يصلح أن يقدم كدراسة علمية لطلاب كليات التربية وننتظر النتائج وسبل العلاج.
س55: «جمعيات تحفيظ القرآن الكريم ودورها في تحقيق الأمن» (ندوة نظمتها الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمنطقة الشرقية شارك فيها أكثر من 400 عضو من 110 جمعيات تحفيظ).
ــ هذا للرد على ما جاء في سؤال سابق والأمن مطلب الجميع، قال تعالى:} الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ {.
س56: «مسابقات القرآن تقتصر على الحفظ فقط دون العلوم والمهارات الأخرى المرتبطة به».
ــ ما لا يدرك جله لا يترك كله.
س57: «كثير من الطلبة الأوائل على مستوى الثانوية العامة (علمي وأدبي/شرعي) والحاصلون على جوائز محلية ودولية، هم من مدارس تحفيظ القرآن الكريم .. فما المانع أن تكون جميع المدارس مدارس تحفيظ؟».
ــ أثبت الدراسات الحديثة أنَّ حفظ القرآن مِمَّا يُقَوِّي الذاكرة ويوسِّع المدَارِك، لكن لا يلزم أنْ يكونَ ذلكَ في المدرسة فقط، بلْ وسائلُ وأبواب الحفظ كثيرة.
س58: «الحوافز المادية لمدرسي حلقات تحفيظ القرآن الكريم غير كافية» (من نتائج دراسة علمية).
ــ المالُ هو عَصَبُ الحياة، وبدعم المحسنين تنهض المؤسسات والجمعيات، ورمضان فرصة طيبة لأهل الخير في دعم هذه المؤسسات لتقوم بواجبها.
المصدر: مجلة المعرفة السعودية ( http://www.almarefh.org/news.php?action=show&id=1549)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[18 Jun 2009, 09:59 م]ـ
أسئلة محررة، وأجوبة مسددة، بوركت أبا خالد.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[19 Jun 2009, 08:04 م]ـ
بارك الله فيك أبا خالد، وياليتك تتفرغ لإضافة إجابات متكاملة على بعض الأسئلة، فهي بحاجة لكلام أمثالكم من المتخصصين.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[20 Jun 2009, 03:13 م]ـ
نعم أبا عبد الملك كانت نوعية وطريقة الإجابة مناسبة للمجلة التي نشر فيها اللقاء ,مع أعترافي بقصوري بإجابة بعض الأسئلة التي تحتاج إلى مزيد بسط , ولعل الله ييسر ذلك.(/)
رسائل جوال تفسير (في النسخ)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[19 Jun 2009, 01:56 ص]ـ
تمَّ بحمد الله تفعيل (جوال تفسير)، وقد سبق ذكره في الرابط:
مركز تفسير يطلق خدمة (جوال تفسير) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=16326)
وقد طُرحت فكرة، وهي أن تكون هذه الرسائل في الملتقى ليدور حولها النقاش، وليكون التفاعل مع هذه الرسائل عبر الملتقى، وها أنذا ألقي بين يديكم الرسائل التي أرسلت، وهي:
فوائد في النسخ (1):
النسخ نوعان:
كلي (أصولي)، ويدخل فيه الأحكام.
جزئي، ويدخل فيه ما سبق، والأخبار المحضة.
فوائد في النسخ (2):
النسخ الكلي (الأصولي): هو رفع الحكم الشرعي بدليل شرعي متأخر.
والنسخ الجزئي: رفع جزء من معنى الجملة، فيشمل التخصيص والتقييد والتبيين والاستثناء، وعبارة النسخ عند السلف تشمل النوعين.
فوائد في النسخ (3):
إذا تبين الفرق بين مصطلح السلف ومصطلح الأصوليين؛ عُلِم أن تعريف الأصوليين أضيق من تطبيقات النسخ في علوم القرآن؛ لأنه لا يدخل فيه نسخ التلاوة والحكم، ولا نسخ التلاوة وبقاء الحكم.
فوائد في النسخ (4):
إذا وردت عبارة النسخ في كلام السلف:
ـ فإن كانت في خبر محض، فالمراد بها النسخ الجزئي.
ـ وإذا كانت في خبر يتضمن حكمًا، أو في حكم، فالأولى حملها على النسخ الجزئي إلا إذا كانت العبارة لا تحتمل إلا النسخ الكلي.
وإذا أعملنا هذا ظهر لنا ما قال الشاطبي: (لم يتلخص في يدك من منسوخها إلا ما هو نادر).
فوائد في النسخ (5):
لما كانت غالب كتب الناسخ والمنسوخ تعنى بمنسوخ الحكم دون التلاوة، وكان الأصل في باب النسخ ثبوت الآثار، فإنه بقي مما يحتاج إلى بحث وتحرير منسوخ الحكم والتلاوة ومنسوخ التلاوة دون الحكم،لما فيهما من الخلاف والمطاعن.
ـ[التواقة]ــــــــ[20 Jun 2009, 02:00 م]ـ
جزاك الله خيرا فضيلة شيخنا
وقد أحسنت بكتابتها في الملتقى وذلك ليعم نفعها الراغب في النهل من معين القرآن
لكن يعيبه أنه غير متخصص ..
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[21 Jun 2009, 12:40 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد الثمينة ولكن أشكل علي ما جاء في الرسالة الثالثة:
"إذا تبين الفرق بين مصطلح السلف ومصطلح الأصوليين؛ عُلِم أن تعريف الأصوليين أضيق من تطبيقات النسخ في علوم القرآن؛ لأنه لا يدخل فيه نسخ التلاوة والحكم، ولا نسخ التلاوة وبقاء الحكم."
فالظاهر أن منسوخ التلاوة والحكم يدخل في اصطلاح الأصوليين، وإن كنت أخطأت فأرجو تصحيح ذلك.
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبوسليمان المحمد]ــــــــ[21 Jun 2009, 05:08 م]ـ
بعض الملاحظات التي لدي-باختصار-:
1/وصف النسخ على طريقة الأصوليين بأنه (كلي) فيه تجوز-خاصة على طريقة المناطقة ونحوهم في الحدود.
-لأنكم إن أردتم بالكلي: كل الحكم المقصود = فلن يكون مانعا للنوع الثاني من النسخ، وإن أردتم بالكلي: كل النص المنسوخ فهذا غير جامع-غير مطرد- = لأن بعض النصوص المنسوخة-عند الأصوليين- ليست كذلك. فحديث: (إنما الماء من الماء) -مثلا-[وهو من أشهر النصوص المنسوخة-وبعض المصنفين في الناسخ والمنسوخ يصدرون به كتبهم-] نسخ على ما استقر عليه قول عامة المتأخرين بأحاديث الغسل من الجماع، ومع ذلك فما زال الفقهاء يستدلون به على الغسل من الإنزال-الماء-.
2/يظهر أن التعبير بتعريف المتأخرين أحسن من التعبير بتعريف الأصوليين؛ لأن هذا التعريف أدق؛ لأن الأصوليين لم يستقلوا بذلك التعريف [كما توهم النسبة إليهم]، ولكن يشاركهم في ذلك عامة المتأخرين من جميع الفنون.
والتعبير بالمتقدمين والمتأخرين هو الذي استعمله غير واحد من العلماء المتكلمين في هذا الباب كالنحاس والبارزي وابن القيم والشاطبي وغيرهم.
3/<إذا تبين الفرق بين مصطلح السلف ومصطلح الأصوليين؛ عُلِم أن تعريف الأصوليين أضيق من تطبيقات النسخ في علوم القرآن؛ لأنه لا يدخل فيه ... >
لا أدري كيف بنيتم هذه النتيجة على الكلام السابق؛ إذ المفترض أن يبنى على ما سبق: ضيق النسخ الأصولي عن دخول التقييد والتخصيص ... ، لا عن دخول نسخ التلاوة أو الحكم مما لم يرد له ذكر في التعريفات السابقة. والله اعلم
بارك الله فيكم وجعلكم مباركين أينما كنتم(/)
بشرى: افتتاح فرع الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه بجامعة طيبة
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[19 Jun 2009, 02:13 ص]ـ
بشرى: افتتاح فرع الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه بجامعة طيبة
بدعم معهود من معالي مدير جامعة طيبة الأستاذ الدكتور منصور بن محمد النزهة ـ رعاه الله ـ وجَّه معاليه بافتتاح فرع الجمعية السعودية العلمية للقرآن الكريم وعلومه بجامعة طيبة، وذلك إثر زيارة قام بها كلٌّ من:
1 - أ. د. عماد زهير حافظ نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية عميد شؤون المكتبات بالجامعة الإسلامية.
2 - د. خالد بن عون العنزي عضو الجمعية رئيس قسم الدراسات القرآنية بكلية الآداب بالجامعة.
3 - أ. فهد بن مبارك الوهبي عضو الجمعية والمحاضر بقسم الدراسات القرآنية بكلية الآداب بالجامعة.
وقد لقي الوفد حفاوة بالغة من معاليه، وقد وجه بأن يكون رئيس الفرع فضيلة الدكتور خالد العنزي وأن يكون نائبه فهد الوهبي.
وقد اشتمل اللقاء على عدد من المواضيع التي تهدف إلى خدمة الجمعية، وكان مما قال معاليه: (إن الجامعة تتشرف بخدمة كتاب الله تعالى، ولا تتردد في دعم المشاريع العلمية التي تخدم كتاب الله) ..
الجدير بالذكر أن معالي مدير الجامعة عضو شرف الجمعية، وممن عُرِف عنه مبادرته في دعم المشاريع العلمية خاصة ما يخدم القرآن الكريم والسنة النبوية، وبهذه المناسبة نتقدم بالشكر الجزيل لمعاليه على هذه المبادرة الطيبة سائلين المولى الكريم له داوم التوفيق والسداد ...
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[19 Jun 2009, 02:20 ص]ـ
خبر طيب، ونسأل الله لهذا الفرع الناشئ أن يكون شعلة من النشاط والحيوية، كما هو معهود من أعضاء هذه الجمعية.
وبهذه المناسبة أشكر معالي مدير الجامعة على هذه البادرة الطيبة، وهو ممن عُرف عنه الخير والصلاح، فأسأل الله لنا وله دوام التوفيق في الدنيا والآخرة
ـ[أبو المهند]ــــــــ[19 Jun 2009, 10:15 ص]ـ
خبر طيب، ونسأل الله لهذا الفرع الناشئ أن يكون شعلة من النشاط والحيوية، كما هو معهود من أعضاء هذه الجمعية.
وبهذه المناسبة أشكر معالي مدير الجامعة على هذه البادرة الطيبة، وهو ممن عُرف عنه الخير والصلاح، فأسأل الله لنا وله دوام التوفيق في الدنيا والآخرة
اللهم آمين
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[19 Jun 2009, 10:52 ص]ـ
بشرى طيّبة في طيبة الطيّبة
عامر بن بهجت -محاضر الفقه بجامعة طيبة
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[19 Jun 2009, 12:48 م]ـ
بشرى طيبة , وننتظر نشاطاتكم يا أبناء طيبة سكناً وعملاً.
ـ[الجكني]ــــــــ[19 Jun 2009, 06:40 م]ـ
هذه ثمرة مباركة إن شاء الله تعالى من ثمرات معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور: منصوربن محمد النزهة حفظه الله ورعاه، وهذا ليس بغريب عليه، فكل من له صلة بالجامعة يدرك بجلاء ووضوح اهتمام معاليه بالقرآن الكريم وأهله وتشجيعه الدائم ومساعدته لهم ممثلاً في قسم الدراسات القرآنية حتى يؤدي رسالته على الشكل المطلوب المرجو منه.
ففي عهده – أدام الله عهده – ارتقى القسم ارتقاء حتى أصبح ولله الحمد محل نظر من أهل القرآن والقراءات ليس في المملكة العربية السعودية فحسب؛ بل وخارجها شرقاً وغرباً، فضم بين أعضائه كادراً علمياً إن لم يكن يفوق غيره- مع حداثة إنشائه نسبة لغيره - فلا أقلّ من أنه يوازيه، وأصبحت رغبات كثير من أهل التخصص داخل السعودية وخارجها يرسلون رغباتهم طلباً في الالتحاق بهذه الجامعة الفتية المباركة، وهذا من فضل الله تعالى أولاً ثم بفضل التوجيهات السديدة والإدارة الحكيمة من معاليه حفظه الله.
وإني إذ أكتب هذه الحروف أبارك للجمعية السعودية في هذا الإنجاز الذي أدعو الله سبحانه وتعالى أن يكون عوناً لها في تأدية رسالتها المنوطة بها.
قاله بفمه وكتبه بيده وقلمه:
السالم الجكني
أستاذ القراءات المشارك بقسم الدراسات القرآنية بجامعة طيبة.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[19 Jun 2009, 07:01 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله ... هنيئا للجمعية هذا التوسع وتلك فكرة رائدة وإني لأرجو تخطي الجمعية المباركة لحدود المملكة.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[21 Jun 2009, 08:29 م]ـ
بارك الله لكم , ووفقكم لكل خير , وننتظر أفكاراً ومشاريع نوعية أنتم لها أهل.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[22 Jun 2009, 02:24 ص]ـ
ماشاء الله تبارك الله
بشرى طيبة من جامعة طيبة في طيبة الطيبة
أسأل الله أن يبارك في جهود هذا الفرع على يد الأخوين الفاضلين الشيخ د / خالد بن عون العنزي , والأخ المبارك الشيخ / فهد بن مبارك الوهبي , ومن معهم من العلماء الأفاضل وعلى رأسهم فضيلة الشيخ الدكتور / السالم الجكني , بارك الله في الجميع.
ولا يفوتني أن أشكر مدير جامعة طيبة الأستاذ الدكتور منصور بن محمد النزهة ـ وفقه الله ـ الذي تكرم مشكورا بالموافقة على افتتاح هذا الفرع.
ونأمل أن يتم التنسيق والتعاون بين فرع الجمعية في الجامعة الإسلامية , وفرع الجمعية في جامعة طيبة , وأن تتظافر الجهود لخدمة كتاب الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[27 Jun 2009, 11:10 م]ـ
وهكذا غدا للجمعية في المدينة المنورة أخوان شقيقان
فأسأل الله أن يبارك فيهما وأن يكونا منارات هدى لخدمة الكتاب العزيز
وهذه دعوة أوجهها بمناسبة افتتاح فرع الجمعية بجامعة طيبة إلى استثمار الإجازة الصيفية وشهر رمضان بالبرامج النافعة التي تخدم القرآن وأهله فالناس في الإجازة يقبلون على المدينة ناهيك عن شهر رمضان
فهذا باب من أبواب الخير مفتوح .. فالمبادرة المبادرة
ـ[حساس محمد نصرالدين]ــــــــ[28 Jun 2009, 12:59 ص]ـ
السلام عليكم،
ما شاء الله تبارك الله ... هنيئا للجمعية هذا التوسع وتلك فكرة رائدة وإني لأرجو تخطي الجمعية المباركة لحدود المملكة.
آمين
ـ[أم البررة]ــــــــ[29 Jun 2009, 04:18 ص]ـ
خطوة مباركة
والعقبى ببشارة افتتاح الفرع النسائي للجمعية بجامعة طيبة بإذن الله
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[30 Jun 2009, 11:28 ص]ـ
خطوة مباركة
والعقبى ببشارة افتتاح الفرع النسائي للجمعية بجامعة طيبة بإذن الله
الأخت الكريمة أم البررة .. نبشرك بأن الفرع الذي افتتح ليس خاصاً بالرجال، ونحن الآن نجهز لمخاطبة الأقسام النسائية لتشكيل إدارة للفرع النسائي، وتفعيل العضوية في الجمعية ..
والله الموفق ..
ـ[أبوحمزه المدني]ــــــــ[02 Jul 2009, 11:00 ص]ـ
أسأل الله أن يوفق القائمين على هذا العمل(/)
روائع الإعجاز العددي في آية البسملة
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[20 Jun 2009, 04:33 ص]ـ
عدد حروف آية البسملة 19
رغم أن هذه الآية العظيمة كانت ومازالت موضع اختلاف بين العلماء، فالحديث عن الإعجاز العددي فيها طويل وزاخر بالمفاجآت.
ولعل مواقف البعض من هذه الآية تعود إلى توظيف العدد 19 - لدى فئة من الناس - توظيفا سيئا، مشوها، واستغلاله لأغراض مشبوهة، مما دفع بعض المسلمين لمحاربة فكرة أن يكون عدد حروف البسملة 19، والسعي بشتى الوسائل لإثبات أن عددها هو 20 وربما أكثر ..
ليس هدفي من هذه المشاركة بحث تفاصيل هذه المسألة، ما أود ذكره أن صياغة آية البسملة من 10 حروف من حروف الهجاء، و 9 أحرف مكررة، هو نظام يمكن تتبعه في جميع سور القرآن .. وبذلك فليست مصادفة أن يبدأ الله سبحانه كتابه بآية مؤلفة من 19 حرفا، 9 منها مكررة، و 10 الباقية. وهذا يعني أن صياغة البسملة تمت وفق العلاقة الطبيعية المجردة في العدد 19.
فالعدد 19 مؤلف من العددين 9 و 10، وقد جاءت البسملة مؤلفة من 19 حرفا، من بينها 9 مكررة، و 10 الباقية.
هذه الصياغة لآية البسملة هي مفتاح التدبر في ترتيب سور القرآن وآياته ..
وفيما يلي مثالان:
المثال الأول: إذا تأملنا أول 19 سورة في ترتيب المصحف، نجد أنها 9 سور زوجية الترتيب + 10 سور فردية الترتيب. هذه العلاقة طبيعية في العدد، ولا بد أن تأتي السور الـ 19 على هذا النحو. ولكن:
إذا تأملنا هذه السور باعتبار أعداد آياتها فإننا نجدها:
9 سور زوجية الآيات + 10 سور فردية الآيات
لقد تمت قسمة السور الـ 19 باعتبار أعداد الآيات إلى العددين 9 و 10 وفق نظام صياغة البسملة.
ولدفع الشبهة:
إذا تأملنا هذه السور باعتبار الفواتح فإننا نجدها:
9 عدد السور التي خلت أوائلها من الحروف المقطعة
10 سور من بين السور المفتتحة بالحروف.
لقد تمت قسمة السور الـ 19 مرة أخرى – باعتبار جديد - إلى عددين هما 9 و 10، وفق نظام صياغة البسملة.
المثال الثاني:
من بين سور القرآن سورة واحدة جاءت مؤلفة من 9 آيات، إنها سورة الهمزة. ما وجه الإعجاز هنا؟ لقد جاءت قبل نهاية المصحف بـ 10 سور.لقد حدد موقعها بتدبير إلهي. هذا ما تنطق به الأرقام.
والمتدبر في أعداد الآيات في سور النصف الثاني من القرآن (58 – 114) يلاحظ اشتراك أكثر من سورة في العدد الواحد من الآيات، فالعدد 3 مثلا هو عدد الآيات في ثلاث سور، والعدد 4 في سورتين، والعدد 5 في أربع سور، والعدد 6 في سورتين، والعدد 7 في سورتين، والعدد 8 في خمس سور، فإذا وصلنا إلى العدد 9 نجد أنه لم يتكرر. لقد خصص لسورة واحدة .. لنكتب هذا بالأرقام: العدد 1:9 .. هل من الصعب أن نفهم ما معنى أن لا يتكرر العدد 9؟
ومن لطائف الترتيب القرآني هنا أن مجموع أعداد الآيات في السور العشر التالية لسورة الهمزة هو 48. فإذا أضفنا إلى العدد 48 عدد آيات سورة الهمزة، فالناتج هو 57 أي 19 × 3 .. إضافة إلى هذا، فهنا إشارة واضحة إلى نظام حدود الطول والقصر في القرآن الكريم.
ومن روائع الترتيب القرآني هنا أنه لا توجد سورة في القرآن مؤلفة من 10 آيات ..
هذان مثالان – وبينهما العديد من الأمثلة والشواهد – التي تؤكد أن عدد حروف آية البسملة هو 19. ليس هذا فقط بل إن هذه الآية تختزن مفاتيح الترتيب القرآني ..
ـ[ Amara] ــــــــ[20 Jun 2009, 11:44 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب .. جزاك الله خيرا ..
أتمنى منك المزيد ..
و لعلي أنبهك إلى بحث لطيف للأخ ماهر أمين يتعلق بعلاقة الآية و حساب الجمل ..
يتناول فيه استحالة أن تحمل أي جملة في العربية الخصائص العددية التي تحملها البسملة ..
جزاك الله خيرا أخي الحبيب
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[20 Jun 2009, 06:27 م]ـ
سور القرآن باعتبار قانون الزوجية:
لقد سبق طرح هذا الموضوع في الملتقى، ما نودّ التذكير به أن سور القرآن مجموعتان باعتبار قانون الزوجية في العدد (العدد فردي وزوجي – الشفع والوتر):
السور فردية الآيات وعددها 54 سورة، أي: 9 × 6.
السور زوجية الآيات وعددها 60 سورة، أي 10 × 6.
نلاحظ أن هذه القسمة قد تمت وفق النظام العددي المخزن في آية البسملة.
فالعدد 114 عدد سور القرآن هو عبارة عن 19 × 6 ..
وبصورة أخرى (9 + 10) 6.
وقد تمت قسمة سور القرآن إلى سور فردية الآيات وسور زوجية الآيات وفق هذه المعادلة.
وهذا يعني أن القرآن قد صرح بعدد هاتين المجموعتين في أول آية فيه (البسملة) على نحو يمكننا فهمه بالتدبر.
كما أن ترتيب هذه السور قد تم وفق المعادلة نفسها.
إن المسألة من الوضوح ما لا يجوز للبعض التمادي في إنكارها أو التردد في قبولها .. لسبب بسيط، لأنها حقيقة ثابتة موجودة في المصحف.
مع التحية والتقدير للأخوين الفاضلين: عمارة والبيراوي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[20 Jun 2009, 06:33 م]ـ
.......
قلنا في مشاركة سابقة أن سورة الهمزة هي السورة الوحيدة في القرآن المؤلفة من 9 آيات .. ورائعة الترتيب القرآني هنا أنها جاءت قبل نهاية المصحف ب: 10 سور.
لقد روعي في ترتيها النظام العددي المخزن في البسملة ..
تعالوا نرتب سور القرآن تنازليا ..
سنجد أن سورة الهمزة هي السورة رقم 19 اذا ابتدانا العد من أقصر سور القرآن، أي أنها تأخذ موقع سورة العلق ..
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[21 Jun 2009, 11:50 ص]ـ
..........
فيما يلي الفقرة رقم 12 من بحث الإعجاز العددي في البسملة.
(12) العدد 9 أو مضاعفاته أعداد للآيات في سور القرآن:
هل خطر ببال احدكم ان يسأل:
ما عدد سور القرآن التي عدد الآيات في كل منها 9 أو مضاعفاته؟
هذا هو ما خطر ببالي. وبعد أن قمت بعملية البحث، كانت بانتظاري المفاجأة التالية: لقد وجدت أن عدد هذه السور هو 10.
عشر سور فقط، وليس 11 ..
أليست هذه النتيجة مفاجأة لكم أيضا؟
هذه النتيجة كافية للدلالة على مراعاة الترتيب القرآني للنظام العددي في آية البسملة (9 و 10) في هذه المجموعة من السور.
ومن روائع الترتيب القرآني في هذه المجموعة من السور:
أنها تبدأ بسورة الحجر المؤلفة من 99 آية (العدد 9 المكرر) وتنتهي بسورة الهمزة المؤلفة من 9 آيات.
لماذا سورتا الحجر والهمزة؟
سورة الحجر هي السورة رقم 15 ..
سورة الهمزة هي السورة رقم 104.
إذا ابتدانا العد من العدد 15 (رقم ترتيب سورة الحجر) وانتهاء بالعدد 104 (رقم ترتيب سورة الهمزة) فعدد الأعداد هو 90. أي: 9 × 10.
(أحد الذين يحاورونني قال في مثل هذه المسألة إنك تتحايل وتتكلف، فهو يريد مني أن أقول إن حاصل طرح العددين 104 و 15هو 89، وبما أن هذه العملية لا تقود إلى النتيجة المطلوبة - في رأيه - فقد تحايلت ولجأت إلى القول أن عدد الأعداد ابتداء من العدد 15 وانتهاء بالعدد 104 هو 90 .. وهذا يعني أنه لم يفهم شيئا،وليست المشكلة في عدم فهمه، المشكلة أنه، ولا يريد أن يفهم.
ولذلك دعونا نطرح المسألة بصورة أخرى فنقول: عدد السور ابتداء بسورة الحجر وانتهاء بسورة الهمزة هو 90. أي 9 × 10. هل بقي مجال للاعتراض؟)
ماذا نفهم؟
لقد تم تحديد السورتين الأولى والأخيرة (المؤلفة كل منهما من عدد من الآيات هو 9 أو مضاعفاته) وفق النظام العددي في البسملة ..
فالفرق بين عددي آياتهما هو 90: أي 9 × 10.
وعدد السور ابتداء بالأولى وانتهاء بالأخيرة هو أيضا 90، أي 9 × 10.
هل تحتاج هذه المسألة إلى تبسيط وتوضيح أكثر من هذا؟
هل من الصعب ملاحظة إحكام الترتيب القرآني هنا؟
هل هنا مجال للسؤال: ما الضابط الذي اتبعته للوصول إلى هذه النتيجة؟
ومن روائع الترتيب القرآني هنا أيضا:
ما نلاحظه في ترتيب هذه السور وأعداد آياتها، باعتبار ما جاء منها من بين سور الفواتح، وما كان من باقي سور القرآن.
فمجموع أعداد الآيات وأرقام الترتيب في مجموعة سور الفواتح هو: 459.
ومجموع أعداد الآيات وأرقام الترتيب في السور الأخرى هو: 549.
تأملوا هذين العددين جيدا: 459 و 549.
عددان مؤلفان من الأرقام نفسها في ترتيب عجيب لافت للانتباه، ألا ترون أن هذا الترتيب هو مما يميز الترتيب القرآني عن سواه؟ فأما المفاجأة الثانيةالرائعة هنا فهي:
إن الفرق بين العددين هو 90، أي 9 × 10.
قرأت منذ زمن لأحد الذين يردون على استفسارات السائلين عن الإعجاز العددي قوله: ومن تحايل هؤلاء الباحثين في الإعجاز العددي أنهم قاموا بقسمة العدد 19 إلى العددين 9 و 10 .. أليس الأفضل لمثل هذا - مهما كانت رتبته العلمية - أن يلوذ بالصمت بدل التسرع بالافتاء فيما لا يعرف عنه شيئا؟ وإذا كان لا بد له من الكلام فعليه أن يشكر صاحب هذا البحث.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[22 Jun 2009, 10:12 ص]ـ
.............
وقفة عند سورتي التوبة ويونس:
سورة التوبة هي السورة رقم 9، عدد آياتها 129.
سورة يونس هي السورة رقم 10، عدد آياتها 109.
ما الملاحظة هنا؟
إن عدد الأعداد المحصورة بين العددين 109 و 129 هو 19 (أي 9 + 10).
فاما مجموع هذه الأعداد الـ 19 فهو 2261.
عدد عجيب!
فهذا العدد يساوي: 17 × 19 × 7 تؤلف الأرقام هنا عددا يقرأ بالاتجاهين.
ومن الملاحظات في العددين 109 و 129 أن مجموعهما من مضاعفات الرقم 17.(/)
هل من دراسة حول منهج وطريقة تفسير الجلالين
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[20 Jun 2009, 07:49 ص]ـ
مشايخنا وزملاءنا الفضلاء: هل توجد دراسة حول منهج وطريقة تفسير الجلالين؟
وأعني بذلك الدراسة التي تعين قاريء الجلالين على التفطن للدقائق فمثلاً:
1 - إذا ورد في فعل في القرآن وكان هذا الفعل مما يستعمل لازماً وجاء في آية بعينها متعدياً فإننا نجد الجلالين يفسرانه بفعل متعد، ومن أمثلته تفسيره لـ: (أضاءت) في البقرة بـ: (أنارت) ليشير أن أضاء هنا استعمل متعدياً - والقصد التمثيل دون ادعاء أنه منهج لهما-.
2 - تفسير الواضحات يشعر أن وراء الكلام إشارة إلى مسألة دقيقة، فمثلا: إذا قال في تفسير العيشة الراضية: (مرضية) فهو إشارة إلى المجاز العقلي في الآية.
إلى غير ذلك مما يحتاج استخراجه إلى طول ممارسة للكتاب، والنتيجة المرجوة من هذا كله وجود معالم تعين طالب العلم على التفطن لدقائق الكتاب دون الرجوع إلى الحواشي في كثير من الأحيان
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[20 Jun 2009, 10:24 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ...
= لعل المشايخ الفضلاء أحمد الحذيفي ومحمد منقذ وعبد القدير الشيخ بارك الله فيهم جميعا = يتحفوننا بشيء مما ذكرتم، لا سيما وأنهم حققوا حاشية الجمالين على الجلالين في رسائل ماجستير، فلا ريب أنهم قد استقرؤوا منهج هذا التفسير المبارك، واعتنوا به عناية فائقة، فنرجو منهم التكرم بذكر هذه الفوائدة المهمة التي يحتاجها دارس هذا التفسير.
ولا أنس الأستاذ الدكتور عبد الفتاح خضر ـ حفظه الله ـ حيث إنه حقق جزءا من حاشية الجمل.
وجزاكم الله خيرا ...
ـ[رأفت المصري]ــــــــ[20 Jun 2009, 05:51 م]ـ
ثمة بحثٌ محكّمٌ منشورٌ للدكتور حيدر مختار حول "منهج السيوطي في تفسير الجلالين"، تكلّم فيه حول الخطوط العامّة للمنهج التفسيريّ على الطريقة التقليدية لدراسة المناهج، مثل: أن يَعرضَ لحال التفسير مع المأثور، وحاله مع النحو والبلاغة، وحاله مع الفقه، وأثر مذهب المفسّر على تفسيره آيات الأحكام، ثم موقفُ المفسّر من مسائل الاعتقاد، وهكذا.
أما ما طلبتَه فلم أعلم أن ثمّة من تكلّم فيه على وجه التحديد، اللهم إلا كما ذكر أخي ضيف الله من مظنة وجوده في المكتوب في الحواشي على الجلالَين، والله أعلم.
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[04 Jul 2009, 05:56 ص]ـ
جزاك الله خيرا أين نُشر بحث الدكتور حيدر مختار حول منهج السيوطي
ـ[رأفت المصري]ــــــــ[04 Jul 2009, 09:56 ص]ـ
آتيك إن شاء الله تعالى بما يخصُّه قريبا، فأنا على وجه سفر قريب، وقد حزمتُ كتبي.
ـ[بوعلام]ــــــــ[08 Jul 2010, 02:38 م]ـ
جزاكم الله خيرا أبحث عن هذا الكتاب كثيراً
ـ[أحمد صالح أحمد غازي]ــــــــ[11 Jul 2010, 01:23 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نوقشت رسالة الماجستير المقدمة لقسم الدراسات الإسلامية من الطالب مبروك الهاني وذلك تحت عنوان
"الجمالين للجلالين حاشية على تفسير الجلالين (للإمام الملا علي بن سلطان محمد القاري الهروي الحنفي المتوفى سنة (1014هـ) دراسة وتحقيق من سورة محمد صلى الله عليه وسلم إلى سورة الناس مع سورة الفاتحة) "
التاريخ: يوم السبت 27/ 12/1430هـ الموافق 14/ 12/2009م.
المكان: مبنى جامعة الجنان بلبنان.
الوقت: في تمام الساعة الثانية والنصف.
لجنة المناقشة والحكم على الرسالة:
1 - الأستاذ الدكتور علي لاغا رئيساً.
2 - الأستاذ الدكتور عبد المنعم بشناتي مشرفاً.
3 - الدكتور ماجد الدرويش مناقشاً.
4 - الدكتور إسماعيل مرحبا مناقشاً.
ـ[محمد المهوس]ــــــــ[22 Jul 2010, 10:29 ص]ـ
وإن مما يفدك أخي تفسير الشيخ ابن عثيمين فيما يخص الجلالين وقد علق عليه من سورة النور وحتى سورة الزخرف
والمطبوع حالياً سورة يس وص والصافات.
فمن المفيد الإطلاع عليها، ولا بخفى عليك منهج الشيخ ودقه فهمه(/)
إشعاعات تُطلقها قصة أصحاب الأخدود ...
ـ[شاكر]ــــــــ[20 Jun 2009, 07:23 م]ـ
{وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ، وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ، وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ، قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ، النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ، إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ، وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ، وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ، الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ، إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ، إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ، إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ، إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ، وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ، ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ، فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ... }
"إن قصة أصحاب الأخدود - كما وردت في سورة البروج - حقيقة بأن يتأملها المؤمنون الداعون إلى الله في كل أرض وفي كل جيل.
فالقرآن بإيرادها في هذا الأسلوب مع مقدمتها والتعقيبات عليها، والتقريرات والتوجيهات المصاحبة لها ..
كان يخط بها خطوطاً عميقة في تصور طبيعة الدعوة إلى الله، ودور البشر فيها، واحتمالاتها المتوقعة في مجالها الواسع
- وهو أوسع رقعة من الأرض، وأبعد مدى من الحياة الدنيا -
وكان يرسم للمؤمنين معالم الطريق، ويعدُّ نفوسهم لتلقي أي من هذه الاحتمالات التي يجري بها القدر المرسوم، وفق الحكمة المكنونة في غيب الله المستور.
إنها قصة فئة آمنت بربها، واستعلنت حقيقة إيمانها.
ثم تعرضت للفتنة من أعداء جبارين بطاشين مستهترين بحق " الإنسان " في حرية الاعتقاد بالحق والإيمان بالله العزيز الحميد،
وبكرامة الإنسان عند الله عن أن يكون لعبة يتسلى بها الطغاة بآلام تعذيبها، ويتلهون بمنظرها في أثناء التعذيب بالحريق!
وقد ارتفع الإيمان بهذه القلوب على الفتنة، وانتصرت فيها العقيدة على الحياة،
فلم ترضخ لتهديد الجبارين الطغاة، ولم تفتن عن دينها، وهي تحرق بالنار حتى تموت.
لقد تحررت هذه القلوب من عبوديتها للحياة، فلم يستذلها حب البقاء وهي تعاين الموت بهذه الطريقة البشعة،
وانطلقت من قيود الأرض وجواذبها جميعاً، وارتفعت على ذواتها بانتصار العقيدة على الحياة فيها.
وفي مقابل هذه القلوب المؤمنة الخيِّرة الرفيقة الكريمة كانت هناك جبلات جاحدة شريرة مجرمة لئيمة.
وجلس أصحاب هذه الجبلات على النار. يشهدون كيف يتعذب المؤمنون ويتألمون.
جلسوا يتلهون بمنظر الحياة تأكلها النار، والأناسي الكرام يتحولون وقوداً وتراباً.
وكلما ألقي فتى أو فتاة، صبية أو عجوز، طفل أو شيخ، من المؤمنين الخيرين الكرام في النار، ارتفعت النشوة الخسيسة في نفوس الطغاة، وعربد السعار المجنون بالدماء والأشلاء!
هذا هو الحادث البشع الذي انتكست فيه جبلات الطغاة وارتكست في هذه الحمأة، فراحت تلتذ مشهد التعذيب المروع العنيف، بهذه الخساسة التي لم يرتكس فيها وحش قط، فالوحش يفترس ليقتات، لا ليلتذ آلام الفريسة في لؤم وخسة!
وهو ذاته الحادث الذي ارتفعت فيه أرواح المؤمنين وتحررت وانطلقت إلى ذلك الأوج السامي الرفيع، الذي تشرف به البشرية في جميع الأجيال والعصور.
في حساب الأرض يبدو أن الطغيان قد انتصر على الإيمان.
وإن هذا الإيمان الذي بلغ الذروة العالية، في نفوس الفئة الخيرة الكريمة الثابتة المستعلية .. لم يكن له وزن ولا حساب في المعركة التي دارت بين الإيمان والطغيان!
ولا تذكر الروايات التي وردت في هذا الحادث، كما لا تذكر النصوص القرآنية، أن الله قد أخذ أولئك الطغاة في الأرض بجريمتهم البشعة، كما أخذ قوم نوح وقوم هود وقوم صالح وقوم شعيب وقوم لوط. أو كما أخذ فرعون وجنوده أخذ عزيز مقتدر.
ففي حساب الأرض تبدو هذه الخاتمة اسيفة أليمة!
أفهكذا ينتهي الأمر، وتذهب الفئة المؤمنة التي ارتفعت إلى ذروة الإيمان؟
تذهب مع آلامها الفاجعة في الأخدود؟
(يُتْبَعُ)
(/)
بينما تذهب الفئة الباغية، التي ارتكست إلى هذه الحمأة، ناجية؟
حساب الأرض يحيك في الصدر شيء أمام هذه الخاتمة الأسيفة!
ولكن القرآن يعلِّم المؤمنين شيئاً آخر، ويكشف لهم عن حقيقة أخرى، ويبصرهم بطبيعة القيم التي يزنون بها، وبمجال المعركة التي يخوضونها."
يتبع بإذنه تعالى
ـ[شاكر]ــــــــ[21 Jun 2009, 09:14 م]ـ
إن الحياة وسائر ما يلابسها من لذائذ وآلام، ومن متاع وحرمان ..
ليست هي القيمة الكبرى في الميزان ..
وليست هي السلعة التي تقرر حساب الربح والخسارة.
والنصر ليس مقصوراً على الغلبة الظاهرة.
فهذه صورة واحدة من صور النصر الكثيرة.
إن القيمة الكبرى في ميزان الله هي قيمة العقيدة،
وإن السلعة الرائجة في سوق الله هي سلعة الإيمان.
وإن النصر في أرفع صوره هو انتصار الروح على المادة،
وانتصار العقيدة على الألم، وانتصار الإيمان على الفتنة ..
وفي هذا الحادث انتصرت أرواح المؤمنين على الخوف والألم،
وانتصرت على جواذب الأرض والحياة،
وانتصرت على الفتنة انتصاراً يشرف الجنس البشري كله في جميع الأعصار ..
وهذا هو الانتصار ..
إن الناس جميعاً يموتون، وتختلف الأسباب.
ولكن الناس جميعاً لا ينتصرون هذا الانتصار، ولا يرتفعون هذا الارتفاع،
ولا يتحررون هذا التحرر، ولا ينطلقون هذا الانطلاق إلى هذه الآفاق ..
إنما هو اختيار الله وتكريمه لفئة كريمة من عباده لتشارك الناس في الموت،
وتنفرد دون الناس في المجد، المجد في الملأ الأعلى، وفي دنيا الناس أيضاً.
إذا نحن وضعنا في الحساب نظرة الأجيال بعد الأجيال!
لقد كان في استطاعة المؤمنين أن ينجوا بحياتهم في مقابل الهزيمة لإيمانهم.
ولكن كم كانوا يخسرون هم أنفسهم؟
وكم كانت البشرية كلها تخسر؟
كم كانوا يخسرون وهم يقتلون هذا المعنى الكبير،
معنى زهادة الحياة بلا عقيدة، وبشاعتها بلا حرية،
وانحطاطها حين يسيطر الطغاة على الأرواح بعد سيطرتهم على الأجساد؟
إنه معنى كريم جداً، ومعنى كبير جداً، هذا الذي ربحوه وهم بعد في الأرض،
ربحوه وهم يجدون مس النار، فتحرق أجسادهم الفانية،
وينتصر هذا المعنى الكريم الذي تزكيه النار!
ثم إن مجال المعركة ليس هو الأرض وحدها، وليس هو الحياة الدنيا وحدها.
وشهود المعركة ليسوا هم الناس في جيل من الأجيال.
إن الملأ الأعلى يشارك في أحداث الأرض ويشهدها ويشهد عليها،
ويزنها بميزان غير ميزان الأرض في جيل من أجيالها،
وغير ميزان الأرض في أجيالها جميعاً.
والملأ الأعلى يضم من الأرواح الكريمة أضعاف أضعاف ما تضم الأرض من الناس ..
وما من شك أن ثناء الملأ الأعلى وتكريمه أكبر وأرجح في أي ميزان من رأي أهل الأرض وتقديرهم على الإطلاق!
وبعد ذلك كله هناك الآخرة.
وهي المجال الأصيل الذي يلحق به مجال الأرض، ولا ينفصل عنه،
لا في الحقيقة الواقعة، ولا في حس المؤمن بهذه الحقيقة.
فالمعركة إذن لم تنته، وخاتمتها الحقيقية لم تجيء بعد،
والحكم عليها بالجزء الذي عرض منها على الأرض حكم غير صحيح،
لأنه حكم على الشطر الصغير منها والشطر الزهيد.
* * *
النظرة الأولى هي النظرة القصيرة المدى الضيقة المجال التي تعنّ للإنسان العجول.
والنظرة الثانية الشاملة البعيدة المدى هي التي يروض القرآن المؤمنين عليها،
لأنها تمثل الحقيقة التي يقوم عليها التصور الإيماني الصحيح.
ومن ثم وعد الله للمؤمنين جزاء على الإيمان والطاعة، والصبر على الابتلاء، والانتصار على فتن الحياة .. هو طمأنينة القلب:
{الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} ... الرعد: 28
وهو الرضوان والود من الرحمن:
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً} [مريم: 96].
وهو الذكر في الملأ الأعلى:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته:
قبضتم ولد عبدي؟
فيقولون: نعم.
فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟
فيقولون: نعم.
فيقول: ماذا قال عبدي؟
فيقولون: حمدك واسترجع.
فيقول: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسمّوه بيت الحمد " ... [أخرجه الترمذي].
وقال صلى الله عليه وسلم: يقول الله عز وجل:
(يُتْبَعُ)
(/)
أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني، فإذا ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه. فإن اقترب إلي شبراً اقتربت إليه ذراعاً، وإن اقترب إليّ ذرعاً اقتربت منه باعاً، وإن أتاني مشياً يمشي أتيته هرولة ". [أخرجه الشيخان].
وهو اشتغال الملأ الأعلى بأمر المؤمنين في الأرض:
{الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} [غافر: 7].
وهو الحياة عند الله للشهداء:
{وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ، فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ، يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 169 - 171].
كما كان وعده المتكرر بأخذ المكذبين والطغاة والمجرمين في الآخرة والإملاء لهم في الأرض والإمهال إلى حين .. وإن كان أحياناً قد أخذ بعضهم في الدنيا .. ولكن التركيز كله على الآخرة في الجزء الأخير:
{لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ، مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} [آل عمران: 196 - 197].
{وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ، مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ} .. [إبراهيم: 42 - 43].
{فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ، يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعاً كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ، خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ} [المعارج: 42 - 44].
وهكذا اتصلت حياة الناس بحياة الملأ الأعلى، واتصلت الدنيا بالآخرة،
ولم تعد الأرض وحدها هي مجال المعركة بين الخير والشر، والحق والباطل، والإيمان والطغيان.
ولم تعد الحياة الدنيا هي خاتمة المطاف، ولا موعد الفصل في هذا الصراع ..
كما أن الحياة وكل ما يتعلق بها من لذائد وآلام ومتاع وحرمان، لم تعد هي القيمة العليا في الميزان.
انفسح المجال في المكان، وانفسح المجال في الزمان،
وانفسح المجال في القيم والموازين،
واتسعت آفاق النفس المؤمنة، وكبرت اهتماماتها،
فصغرت الأرض وما عليها، والحياة الدنيا وما يتعلق بها،
وكبر المؤمن بمقدار ما رأى وما عرف من الآفاق والحيوات،
وكانت قصة أصحاب الأخدود في القمة في إنشاء هذا التصور الإيماني الواسع الشامل الكبير الكريم.
يتبع بإذنه تعالى
ـ[شاكر]ــــــــ[23 Jun 2009, 04:14 م]ـ
هناك إشعاع آخر تطلقه قصة أصحاب الأخدود وسورة البروج حول طبيعة الدعوة إلى الله، وموقف الداعية أمام كل احتمال.
لقد شهد تاريخ الدعوة إلى الله نماذج منوعة من نهايات في الأرض مختلفة للدعوات ..
شهد مصارع قوم نوح، وقوم هود، وقوم شعيب، وقوم لوط، ونجاة الفئة المؤمنة القليلة العدد، مجرد النجاة.
ولم يذكر القرآن للناجين دوراً بعد ذلك في الأرض والحياة.
وهذه النماذج تقرر أن الله سبحانه وتعالى يريد أحياناً أن يعجِّل للمكذبين الطغاة بقسط من العذاب في الدنيا،
أما الجزاء الأوفى فهو مرصود لهم هناك.
وشهد تاريخ الدعوة مصرع فرعون وجنوده، ونجاة موسى وقومه، مع التمكين للقوم في الأرض فترة كانوا فيها أصلح ما كانوا في تاريخهم.
وإن لم يرتقوا قط إلى الاستقامة الكاملة، وإلى إقامة دين الله في الأرض منهجاً للحياة شاملاً .. وهذا نموذج غير النماذج الأولى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وشهد تاريخ الدعوة كذلك مصرع المشركين الذين استعصوا على الهدى والإيمان بمحمد - صلى الله عليه وسلم - وانتصار المؤمنين انتصاراً كاملاً، مع انتصار العقيدة في نفوسهم انتصاراً عجيباً. وتم للمرة الوحيدة في تاريخ البشرية أن أقيم منهج الله مهيمناً على الحياة في صورة لم تعرفها البشرية قط، من قبل ولا من بعد.
وشهد - كما رأينا - نموذج أصحاب الأخدود ..
وشهد نماذج أخرى أقل ظهوراً في سجل التاريخ الإيماني في القديم والحديث. وما يزال يشهد نماذج تتراوح بين هذه النهايات التي حفظها على مدار القرون.
ولم يكن بدّ من النموذج الذي يمثله حادث الأخدود، إلى جانب النماذج الأخرى. القريب منها والبعيد ..
لم يكن بد من هذا النموذج الذي لا ينجو فيه المؤمنون، ولا يؤخذ فيه الكافرون!
ذلك ليستقر في حس المؤمنين - أصحاب دعوة الله - أنهم قد يدعون إلى نهاية كهذه النهاية في طريقهم إلى الله. وأن ليس لهم من الأمر شيء، إنما أمرهم وأمر العقيدة إلى الله!
إن عليهم أن يؤدوا واجبهم، ثم يذهبوا، وواجبهم أن يختاروا الله،
وأن يؤثروا العقيدة على الحياة،
وأن يستعلوا بالإيمان على الفتنة
وأن يصدقوا الله في العمل والنية.
ثم يفعل الله بهم وبأعدائهم، كما يفعل بدعوته ودينه ما يشاء.
وينتهي بهم إلى نهاية من تلك النهايات التي عرفها تاريخ الإيمان،
أو إلى غيرها مما يعلمه هو ويراه.
إنهم أجراء عند الله.
أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا، عملوا وقبضوا الأجر المعلوم!
وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أي مصير،
فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير!
وهم يقبضون الدفعة الأولى طمأنينة في القلب، ورفعة في الشعور، وجمالاً في التصور، وانطلاقاً من الأوهاق والجواذب، وتحرراً من الخوف والقلق، في كل حال من الأحوال.
وهم يقبضون الدفعة الثانية ثناء في الملأ الأعلى وذكراً وكرامة، وهم بعد في هذه الأرض الصغيرة.
ثم هم يقبضون الدفعة الكبرى في الآخرة حساباً يسيراً ونعيماً كبيراً.
ومع كل دفعة ما هو أكبر منها جميعاً. رضوان الله،
وانهم مختارون ليكونوا أداة لقدره وستاراً لقدرته، يفعل بهم في الأرض ما يشاء.
* * *
وهكذا انتهت التربية القرآنية بالفئة المختارة من المسلمين في الصدر الأول إلى هذا التطور، الذي أطلقهم من أمر ذواتهم وشخوصهم.
فأخرجوا أنفسهم من الأمر البتة،
وعملوا أجراء عند صاحب الأمر ورضوا خيرة الله على أي وضع وعلى أي حال.
وكانت التربية النبوية تتمشى مع التوجيهات القرآنية، وتوجه القلوب والأنظار إلى الجنة،
وإلى الصبر على الدور المختار حتى يأذن الله بما يشاء في الدنيا والآخرة سواء.
كان - صلى الله عليه وسلم - يرى عماراً وأمه وأباه - رضي الله عنهم - يعذبون العذاب الشديد في مكة، فما يزيد على أن يقول: " صبراً آل ياسر. موعدكم الجنة " ..
وعن خبّاب بن الأرثّ - رضي الله عنه - قال: شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو متوسد برده في ظل الكعبة، فقلنا: ألا تستنصر لنا؟ أو تدعو لنا؟ فقال: " قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها، ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين. ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه. ما يبعده ذلك عن دينه. والله ليتممن الله تعالى هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، فلا يخاف إلا الله، والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون " .. [أخرجه البخاري].
* * *
إن لله حكمة وراء كل وضع ووراء كل حال،
ومدبر هذا الكون كله، المطلع على أوله وآخره، المنسق لأحداثه وروابطه.
هو الذي يعرف الحكمة المكونة في غيبه المستور، الحكمة التي تتفق مع مشيئته في خط السير الطويل.
وفي بعض الأحيان يكشف لنا - بعد أجيال وقرون - عن حكمة حادث لم يكن معاصروه يدركون حكمته، ولعلهم كانوا يسألون لماذا؟ لماذا يا رب يقع هذا؟ وهذا السؤال نفسه هو الجهل الذي يتوقاه المؤمن. لأنه يعرف ابتداء أن هناك حكمة وراء كل قدر، ولأن سعة المجال في تصوره، وبعد المدى في الزمان والمكان والقيم والموازين تغنيه عن التفكير ابتداء في مثل هذا السؤال. فيسير مع دورة القدر في استسلام واطمئنان ..
لقد كان القرآن ينشئ قلوباً يعدها لحمل الأمانة،
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه القلوب كان يجب أن تكون من الصلابة والقوة والتجرد بحيث لا تتطلع - وهي تبذل كل شيء، وتحتمل كل شيء - إلى شيء في هذه الأرض،
ولا تنظر إلا إلى الآخرة،
ولا ترجو إلا رضوان الله،
قلوباً مستعدة لقطع رحلة الأرض كلها في نصب وشقاء وحرمان وعذاب وتضحية حتى الموت.
بلا جزاء في هذه الأرض قريب، ولو كان هذا الجزاء هو انتصار الدعوة، وغلبة الإسلام وظهور المسلمين،
بل لو كان هذا الجزاء هو هلاك الظالمين بأخذهم أخذ عزيز مقتدر كما فعل بالمكذبين الأولين!
حتى إذا وجدت هذه القلوب،
التي تعلم أن ليس أمامها في رحلة الأرض إلا أن تعطي بلا مقابل - أي مقابل - وأن تنتظر الآخرة وحدها موعداً للفصل بين الحق والباطل.
حتى إذا وجدت هذه القلوب،
وعلم الله منها صدق نيّتها على ما بايعت وعاهدت، آتاها النصر في الأرض، وائتمنها عليه.
لا لنفسها، ولكن لتقوم بأمانة المنهج الإلهي وهي أهل لأداء الأمانة منذ كانت لم توعد بشيء من المغنم في الدنيا تتقاضاه، ولم تتطلع إلى شئ من الغنم في الأرض تعطاه. وقد تجردت لله حقاً يوم كانت لا تعلم لها جزاء إلا رضاه.
وكل الآيات التي ذكر فيها النصر، وذكر فيها المغانم، وذكر فيها أخذ المشركين في الأرض بأيدي المؤمنين نزلت في المدينة .. بعد ذلك .. وبعد أن أصبحت هذه الأمور خارج برنامج المؤمن وانتظاره وتطلعه.
وجاء النصر ذاته لأن مشيئة الله اقتضت أن تكون لهذا المنهج واقعية في الحياة الإنسانية، تقرره في صورة عملية محددة تراها الأجيال ..
فلم يكن جزاء على
التعب والنصب والتضحية والآلام، إنما كان قدراً من قدر الله تكمن وراءه حكمة نحاول رؤيتها الآن!
وهذه اللفتة جديرة بأن يتدبرها الدعاة إلى الله، في كل أرض وفي كل جيل.
فهي كفيلة بأن تريهم معالم الطريق واضحة بلا غبش،
وأن تثبِّت خطى الذين يريدون أن يقطعوا الطريق إلى نهايته، كيفما كانت هذه النهاية.
ثم يكون قدر الله بدعوته وبهم ما يكون، فلا يتلفتون في أثناء الطريق الدامي المفروش بالجماجم والأشلاء، وبالعرق والدماء، إلى نصر أو غلبة،
أو فيصل بين الحق والباطل في هذه الأرض ..
ولكن إذا كان الله يريد أن يصنع بهم شيئاً من هذا لدعوته ولدينه فسيتم ما يريده الله ..
لا جزاء على الآلام والتضحيات .. لا،
فالأرض ليست دار جزاء ..
وإنما تحقيقاً لقدر الله في أمر دعوته ومنهجه على أيدي ناس من عباده يختارهم ليمضي بهم من الأمر ما يشاء،
وحسبهم هذا الاختيار الكريم،
الذي تهون إلى جانبه وتصغر هذه الحياة،
وكل ما يقع في رحلة الأرض من سراء أو ضراء.
* * *
يتبع بإذنه تعالى
ـ[شاكر]ــــــــ[24 Jun 2009, 10:00 م]ـ
هنالك حقيقة أخرى يشير إليها أحد التعقيبات القرآنية على قصة الأخدود في قوله تعالى:
{وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} ..
حقيقة ينبغي أن يتأملها المؤمنون الداعون إلى الله في كل أرض وفي كل جيل.
إن المعركة بين المؤمنين وخصومهم هي في صميمها معركة عقيدة وليست شيئاً آخر على الإطلاق. وإن خصومهم لا ينقمون منهم إلا الإيمان، ولا يسخطون منهم إلا العقيدة ..
إنها ليست معركة سياسية ولا معركة اقتصادية، ولا معركة عنصرية .. ولو كانت شيئاً من هذا لسهل وقفها، وسهل حل إشكالها. ولكنها في صميمها معركة عقيدة - إما كفر وإما إيمان .. إما جاهلية وإما إسلام!
ولقد كان كبار المشركين يعرضون على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المال والحكم والمتاع في مقابل شيء واحد، أن يدع معركة العقيدة وأن يدهن في هذا الأمر! ولو أجابهم - حاشاه - إلى شيء مما أرادوا ما بقيت بينهم وبينه معركة على الإطلاق!
إنها قضية عقيدة ومعركة عقيدة .. وهذا ما يجب أن يستيقنه المؤمنون حيثما واجهوا عدواً لهم. فإنه لا يعاديهم لشيء إلا لهذه العقيدة " إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد " ويخلصوا له وحده الطاعة والخضوع!
وقد يحاول أعداء المؤمنين أن يرفعوا للمعركة راية غير راية العقيدة، راية اقتصادية أو سياسية أو عنصرية، كي يموِّهوا على المؤمنين حقيقة المعركة، ويطفئوا في أرواحهم شعلة العقيدة. فمن واجب المؤمنين ألا يُخدَعوا، ومن واجبهم أن يدركوا أن هذا تمويه لغرض مبيت. وأن الذي يغيِّر راية المعركة إنما يريد أن يخدعهم عن سلاح النصر الحقيقي فيها، النصر في أية صورة من الصور، سواء جاء في صورة الانطلاق الروحي كما وقع للمؤمنين في حادث الأخدود، أو في صورة الهيمنة - الناشئة من الانطلاق الروحي - كما حدث للجيل الأول من المسلمين.
ونحن نشهد نموذجاً من تمويه الراية في محاولة الصليبية العالمية اليوم أن تخدعنا عن حقيقة المعركة، وأن تزور التاريخ، فتزعم لنا أن الحروب الصليبية كانت ستاراً للاستعمار .. كلا .. إنما كان الاستعمار الذي جاء متأخراً هو الستار للروح الصليبية التي لم تعد قادرة على السفور كما كانت في القرون الوسطى! والتي تحطمت على صخرة العقيدة بقيادة مسلمين من شتى العناصر، وفيهم صلاح الدين الكردي، وتوران شاه المملوكي، العناصر التي نسيت قوميتها وذكرت عقيدتها فانتصرت تحت راية العقيدة!
{وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}.
وصدق الله العظيم، وكذب المموهون الخادعون!
كتاب: معالم في الطريق.
فصل: هذا هو الطريق.(/)
وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ
ـ[محمد بن إبراهيم الحمد]ــــــــ[20 Jun 2009, 07:45 م]ـ
[وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ]
هذا العنوان _كما لا يخفى_ جزء من آية من سورة الأعراف، وتمامها [وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ].
وقبلها قوله _تعالى_: [خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ].
فهاتان الآيتان وصية ربانية عظمى للتعامل مع الأعداء من الإنس والجن.
ولهما نظير في موضعين من القرآن الكريم، أحدهما: في سورة المؤمنون وهو قوله: [ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ (96) وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97)].
والثاني: في سورة فصلت، وهو قوله _تعالى_: [وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36)].
والمقصود بيانه ههنا قوله _تعالى_ في سورة الأعراف: [وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ ... ] الآية.
ولقد تكلم المفسرون _رحمهم الله_ عن هذه الآية كغيرها، فأوضحوا معناها بياناً شافياً.
ومما قيل في ذلك: إن النزغ، والنغز بمعنىً واحدٍ، ومعناه: النخس.
فجاء تعبير القرآن البليغ بكلمة النزغ لما فيها من معنى النغز، والنخس، فكأن الشيطان يأتي بشيءٍ مُحَدَّدٍ ينخسه في الإنسان، ويغرزه فيه؛ ليثيره إلى ما لا يرضي الله _عز وجل_.
فذلك هو شعور الإنسان بالوسوسة والتثبيط عن الخير، أو الحث والإزعاج إلى الشر؛ فَأُمر _إذا وَجَدَ في نفسه تلك الخواطر_ أن يستعيذ بالله؛ فقد ضمن _جلا وعلا_ له أن يعيذه إذا استعاذ؛ لأنه هو الذي أمر بهذا، فبذلك تسلم نفسه من أن تغشاها غواشي السوء؛ فهذا معنى الآية.
وفي ذلك إشارة إلى أن نزغات الشيطان قد تزداد ثورتها في بعض الأحيان إذا صادف من الإنسان غفلة، أو شهوة، أو غضباً، أو فراغاً، أو أيَّ نوع من المثيرات التي تحرك فيه نوازع الشر.
ولهذا يجد الإنسان ذلك من نفسه؛ حيث تتحرك فيه تلك الدواعي، وتزيد في بعض الأوقات والأحوال؛ فجدير به إذا شعر بتلك النزغات أن يفزع إلى الاستعاذة بالله، وألا يستسلم ويسترسل مع تلك الخواطر.
وكلما اشتدت وطأة تلك الخواطر فليلجأ إلى الله طالباً منه العوذ، والنجاة.
وليعلم أن اشتداد الوطأة من الشيطان لا يلبث إلا فترة ثم يزول بإذن الله؛ فليبادر إلى الاستعاذة، وليتئد ويتريث؛ فلا يُقْدِمُ على ما زيَّنه له الشيطان.
وإذا هممت بأمر سوء فاتئد ... وإذا هممت بأمر خير فاعجل
ثم إذا ما أغواه الشيطان، وأزله، وأصاب منه _ فليستغفر، وليستدرك ما فَرُط منه بالتوبة، والحسنات الماحية.
وهذا ما أشار إليه قوله _عز وجل_: [إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ].
فهذا علاج رباني لنزغات الشيطان إذا ثارت ثوائرها.
ثم إنه يجدر بالإنسان أن يتقي تلك النزغات قبل حلولها، وذلك بالبعد عن المثيرات التي ينفذ منها الشيطان سواء مثيرات الغضب، أو الشهوة، أو نحوها؛ فإن مَثَلَ النفوس _بما جُبلت عليه من ميل إلى الشهوات، وما أودع فيها من غرائز تميل مع الهوى حيث مال_ كمثل البارود، والوقود، وسائر المواد القابلة للإشتعال؛ فإن هذه المواد وما جرى مجراها متى كانت بعيدةً عما يُشعل فتيلها، ويُذكي أوارها _ بقيت ساكنة لا يُخشى خطرُها، والعكس.
وكذلك النفوس؛ فإنها تظل ساكنة وادعة هادئة، فإذا اقتربت مما يثيرها، ويحرك نوازعها إلى الشرور من مسموع، أو مشموم أو منظور _ ثارت كوامنها، وهاجت شرورها، وتحرك داؤها، وطغت أهواؤها.
كما يجمل بالإنسان أن يبتعد عن المثيرات والنوازع التي تحرك شروره فكذلك يجمل به أن يصلح خواطره، وأفكاره، وذلك بتصحيح مسارها، وتوجيهها إلى ما ينفع، والبعد بها عن كل ما يضر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وللإمام ابن القيم في كتابه الفوائد ص249_251، كلام جميل في هذا الشأن، يقول -رحمه الله-: "مبدأ كل علم نظري، وعمل اختياري هو الخواطر والأفكار؛ فإنها توجب التصوراتِ، والتصوراتُ تدعو إلى الإراداتِ، والإراداتُ تقتضي وقوعَ الفعل، وكثرةُ تكراره تعطي العادةَ؛ فصلاحُ هذه المراتب بصلاح الخواطر والأفكار، وفسادُها بفسادها؛ فصلاح الخواطر بأن تكون مراقبة لوليها وإلهها، صاعدةً إليه، دائرةً على مرضاته ومحابِّه؛ فإنه _سبحانه_ به كل صلاح، ومن عنده كل هدى، ومن توفيقه كل رشد، ومن تولِّيه لعبده كل حفظ، ومن تولِّيه وإعراضه عنه كل ضلال وشقاء".
وقال: "واعلم أن الخطراتِ والوساوسَ تؤدي متعلقاتها إلى الفكر، فيأخذها الفكرُ، فيؤديها إلى التذكر، فيأخذها التذكر فيؤديها إلى الإرادة، فتأخذها الإرادة فتؤديها إلى الجوارح والعمل، فتستحكم فتصير عادة؛ فَرَدُّها من مبادئها أسهل من قطعها بعد قوتها وتمامها.
ومعلوم أنه لم يُعْطَ الإنسانُ إماتةَ الخواطر، ولا القوةَ على قطعها؛ فإنها تهجم عليه هجوم النَّفَس، إلا أن قوة الإيمان والعقل تعينه على قبول أحسنها، ورضاه به، ومساكنته له، وعلى دفع أقبحها، وكراهته له، وأنَفَته منه".
إلى أن قال-رحمه الله-: "وقد خلق الله_سبحانه_النفسَ شبيهةً بالرحى الدائرة التي لا تسكن، ولا بد لها من شيء تطحنه؛ فإن وُضع فيها حبٌّ طَحَنَتْهُ، وإن وضع فيها تراب أو حصى طحنته؛ فالأفكار والخواطر التي تجول في النفس هي بمنزلة الحب الذي يوضع في الرحى، ولا تبقى تلك الرحى مُعَطَّلةً قط، بل لا بد لها من شيء يوضع فيها؛ فمن الناس من تطحن رحاه حَبَّاً يخرج دقيقاً ينفع به نفسه وغيره، وأكثرهم يطحن رملاً وحصى وتبناً ونحو ذلك؛ فإذا جاء وقت العجن والخبز تبيَّن له حقيقة طحينه".
وقال-رحمه الله-: "فإذا دَفَعْتَ الخاطرَ الواردَ عليك اندفع عنك ما بعده، وإن قَبلْتَهُ صار فكراً جوَّالاً، فاسْتَخْدم الإرادة، فتساعَدَتْ هي والفكر على استخدام الجوارح، فإن تعذر استخدامها رجعا إلى القلب بالتمني والشهوة وتَوجُّهِهِ إلى جهة المراد.
ومن المعلوم أن إصلاح الخواطر أسهل من إصلاح الأفكار، وإصلاح الأفكار أسهل من إصلاح الإرادات، وإصلاح الإرادات أسهل من تدارك فساد العمل، وتداركه أسهل من قطع العوائد.
فأنفع الدواء أن تشغل نفسك بالفكر فيما يعنيك دون ما لا يعنيك؛ فالفكر فيما لا يعني باب كل شر، ومن فَكَّر فيما لا يعنيه فاته ما يعنيه، واشتغل عن أنفع الأشياء له بما لا منفعة له فيه".
إلى أن قال: "وإياك أن تُمَكّن الشيطان من بيت أفكارك وإرادتك؛ فإنه يفسدها عليك فساداً يصعب تداركه، ويلقي إليك أنواع الوساوس والأفكار المضرة، ويحول بينك وبين الفكر فيما ينفعك، وأنت الذي أعَنْتَه على نفسك بتمكينه من قلبك، وخواطرك فَمَلَكَها عليك".
ـ[أبوالوليد السقطي الشهري]ــــــــ[25 Jun 2009, 09:17 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الكريم.
كلام جميل ومفيد ونفع الله به.(/)
[4] أبحاث قرآنية محكمة من مجلة علمية مختلفة
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[22 Jun 2009, 06:57 م]ـ
رسالة في تفسير قوله تعالى (إنما يعمر مساجد الله) الآية , للشيخ علي الأجهوري المالكي المتوفى سنة 1066 هـ - رحمه الله تعالى -
دراسة وتحقيق: د / عيادة أيوب الكبيسي
مجلة كلية الدراسات الإسلامية والعربية - العدد 25
اضغط هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=68424&d=1245655785)
المصدر ودلالته البلاغية في القرآن الكريم , د / أبوسعيد محمد عبدالمجيد
مجلة كلية الدراسات الإسلامية بدبي.
اضغط هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=68425&d=1245659879)
- النسخ في القرآن الكريم , للشيخ عبدالله بن حمد الشبانة
مجلة البحوث الإسلامية ’ العدد 29
اضغط هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=68426&d=1245662715)
مفردة ابن محيصن المكي
ذكر ما انفرد به ابن محيصن مخالفاً به لأبي عمرو غير ما اتفقا عليه وغير ما لا خلاف فيه
لأبي علي الحسن بن علي الأهوازي 362 - 446 هـ
بتحقيق الدكتور / عمار أمين الددو
مجلة الأحمدية العدد الثاني والعشرون 1427 هـ
اضغط هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=68420&d=1245645395)
ـ[خليل إسماعيل الياس]ــــــــ[22 Jun 2009, 07:23 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[22 Jun 2009, 09:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل الأستاذ أبو خطاب العوضي ـ حفظه الله ـ.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
جزاكم الله خيرا.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[23 Jun 2009, 07:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
جزاكم الله خيرا أستاذنا الفاضل العوضي.
أخي أبا الخطاب هل بإمكانكم إرشادنا إلى طريقة الحصول على أعداد مجلة الأحمدية. فبعدما كنا من المواظبين على اقتناء أعدادها ببلدنا المغرب فوجئنا بانقطاع غريب لايعرف أحد سببه. وكلما سألنا عن السبب كان الجواب: ربما توقف صدورها بالإمارات الشقيقة؟؟؟
فهل هذا صحيح جزاكم الله خيرا؟؟
وكيف السبيل إلى الحصول على بعض أعدادها ولم لا كلها؟ حفظكم الله تعالى.
ـ[أبوحمزه المدني]ــــــــ[26 Jun 2009, 05:33 م]ـ
جزاك الله خير ونفع بك المسلمين
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[27 Jun 2009, 09:42 ص]ـ
جزاك الله كل خير، وجعل ذلك في موازين حسناتك.(/)
الإعجاز العددي في عدد آيات سورة محمد
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[22 Jun 2009, 09:13 م]ـ
تمهيد:
النظام العددي في عدد آيات القرآن يعني: استخدام القرآن لأعداد محددة للدلالة على أعداد الآيات في سور القرآن الكريم. (التعريف لعبدالله جلغوم)
مثلا: استخدم القرآن العدد 98 للدلالة على عدد الآيات في سورة مريم، السورة رقم 19.
استخدم العدد 34 للدلالة على عدد الآيات في سورة لقمان، السورة رقم 31.
استخدم العدد 13 للدلالة على عدد الآيات في سورة الممتحنة، السورة رقم 60.
لم يستخدم القرآن العدد 10 مثلا أو العدد 39 أو العدد 114 ..
لا عدد دون قصد أو حكمة ..
المثال الذي أود طرحه هنا هو: العدد 38.
العدد 38 هو عدد الآيات في سورة محمد.
هذا يعني أن القرآن استخدم العدد 38 وليس 37 وليس 40 للدلالة على عدد آيات سورة محمد السورة رقم 47 في ترتيب المصحف.
ما وجه الإعجاز العددي في تخصيص هذا العدد لسورة محمد؟
(أول ملاحظة في سورة محمد أنها السورة الوحيدة في القرآن التي عدد آياتها (38) من مضاعفات الرقم 19، وهذه الملاحظة كافية لتلفت الانتباه إلى خصوصية في ترتيب هذه السورة)
بعد هذا التوضيح لنتدبر الحقيقة التالية:
عدد الأعداد المستخدمة أعدادا للآيات في سور القرآن كلها هو 77 عددا.
السؤال الذي نود طرحه هنا: ما موقع العدد 38 عدد آيات سورة محمد، السورة رقم 47 في ترتيب المصحف، بين الأعداد المستخدمة في القرآن؟
إذا قمنا بترتيب الأعداد الـ 77 المستخدمة أعدادا للآيات في سور القرآن، تصاعديا، أي ابتداء من العدد 3 عدد الآيات في أقصر سور القرآن، سنجد أن رقم ترتيب العدد 38 هو الرقم 30، (يستنتج هنا أن هناك ثمانية أعداد لم تستخدم أعدادا للآيات في سور القرآن) وهذا يعني أن عدد الأعداد التالية للعدد 38 (أكبر) هو 47 عددا. وهذا هو رقم ترتيب سورة محمد فهي السورة رقم 47.
.
وأي دليل بعد على أن ترتيب سورة محمد هو 47 وأن عدد آياتها 38؟
طبعا هذا أولا وهناك ثانيا وعاشرا. وأسرار رائعة في تخصيص سورة محمد بالعدد 38.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[22 Jun 2009, 11:49 م]ـ
تمهيد:
النظام العددي في عدد آيات القرآن يعني: استخدام القرآن لأعداد محددة للدلالة على أعداد الآيات في سور القرآن الكريم. (التعريف لعبدالله جلغوم)
مثلا: استخدم القرآن العدد 98 للدلالة على عدد الآيات في سورة مريم، السورة رقم 19.
استخدم العدد 34 للدلالة على عدد الآيات في سورة لقمان، السورة رقم 31.
استخدم العدد 13 للدلالة على عدد الآيات في سورة الممتحنة، السورة رقم 60.
.
أستاذ عبد الله
ما هو الدليل الذي يلزمني ويلزمك أن الأرقام المذكورة استخدمت للدلالة على عدد الآيات؟
وأي دليل بعد على أن ترتيب سورة محمد هو 47 وأن عدد آياتها 38؟
طبعا هذا أولا وهناك ثانيا وعاشرا. وأسرار رائعة في تخصيص سورة محمد بالعدد 38.
أليس ترتيب سورة محمد في المصحف هو 47؟ وعدد آياتها 38؟
إذا كان الجواب بنعم فما الحاجة إلى ما تفضلت به؟
ـ[عبدالله عبدالرحيم]ــــــــ[23 Jun 2009, 02:28 ص]ـ
السؤال الذي نود طرحه هنا: ما موقع العدد 38 عدد آيات سورة محمد، السورة رقم 47 في ترتيب المصحف، بين الأعداد المستخدمة في القرآن؟
إذا قمنا بترتيب الأعداد الـ 77 المستخدمة أعدادا للآيات في سور القرآن، تصاعديا، أي ابتداء من العدد 3 عدد الآيات في أقصر سور القرآن، سنجد أن رقم ترتيب العدد 38 هو الرقم 30، (يستنتج هنا أن هناك ثمانية أعداد لم تستخدم أعدادا للآيات في سور القرآن) وهذا يعني أن عدد الأعداد التالية للعدد 38 (أكبر) هو 47 عددا. وهذا هو رقم ترتيب سورة محمد فهي السورة رقم 47.
.
هل نستطيع تطبيق هذه القاعدة على جميع سور القرآن فنوجد العلاقة بين ترتيب السورة في المصحف وعدد آياتها، باستخدام هذه القاعدة فقط؟ أم أننا نحتاج في كل سورة إلى قاعدة أخرى؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[23 Jun 2009, 01:02 م]ـ
هل نستطيع تطبيق هذه القاعدة على جميع سور القرآن فنوجد العلاقة بين ترتيب السورة في المصحف وعدد آياتها، باستخدام هذه القاعدة فقط؟؟
لا.
لكل سورة حالتها الخاصة، ولكن هناك طريقة يمكن تطبيقها على جميع سور القرآن ومن خلالها يتم اكتشاف الكثير من روائع الترتيب في سور القرآن.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[23 Jun 2009, 01:10 م]ـ
......
عرفنا ان العدد 38 عدد آيات سورة محمد عدد مميز على مستوى سور القرىن كلها ..
وعرفنا ان رقم ترتيب سورة محمد هو 47 ..
من لطائف الترتيب القرآني في سورة محمد:
أقصر آيات سورة محمد هي الآية رقم 5 وهي مؤلفة من 3 كلمات:
(سيهديهم ويصلح بالهم).
أطول آية في سورة محمد هي الآية رقم 15. والعجيب هنا أن عدد كلمات الآية المميزة بالأطول هو 44 كلمة (مثل الجنة التي وعد ....... أمعاءهم).
ما وجه الإعجاز العددي هنا؟
إن مجموع كلمات الآيتين (الأقصر والأطول هو 47) ..
لاأعتقد أن عاقلا لا يفهم دلالة هذه العلاقة.
ويستوقفنا هنا رقما الآيتين:
إذا أضفناهما إلى عدد الكلمات فالناتج هو 67 وهذا هو أيضا عدد السور التالية لسورة محمد في ترتيب المصحف ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله عبدالرحيم]ــــــــ[23 Jun 2009, 01:54 م]ـ
لا.
لكل سورة حالتها الخاصة، ولكن هناك طريقة يمكن تطبيقها على جميع سور القرآن ومن خلالها يتم اكتشاف الكثير من روائع الترتيب في سور القرآن.
ما هي هذه الطريقة؟ بارك الله فيك.
لأن عملية التوافقات العددية هذه في نظري ليست معجزة، لأنه يستطيع أي مؤلف لكتاب مثلاً أن يجعل عدد فصول الكتاب هو نفس عدد حروف عنوان الكتاب، وعدد كلمات فصل معين مثلاً هو رقم الصفحة للفصل الذي يليه وهكذا، بل يستطيع أن يجعل جميع الفصول تحتوي على عدد من الكلمات، ويكون هذا العدد دائماً من مضاعفات العدد تسعة مثلاً.
ولا يخفى عليك العصر الذي ظهرت فيه القصائد التي تقرأ بأكثر من طريقة وتعطي أكثر من معنى، ويعد المتخصصون في هذه الصنعة (الشعر) هذا العصر من عصور ضعف الشعر العربي.
والمقصود أخي الفاضل أن غالب هذه التوافقات العددية يستطيع البشر أن يأتوا بمثلها فيما أحسب، والله يغفر لي ولك.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[23 Jun 2009, 11:13 م]ـ
ما هي هذه الطريقة؟ بارك الله فيك.
والمقصود أخي الفاضل أن غالب هذه التوافقات العددية يستطيع البشر أن يأتوا بمثلها فيما أحسب، والله يغفر لي ولك.
فاما الطريقة فسأشرحها فقط لعاشقي الإعجاز العددي.
وأما قولك أن هذه التوافقات مما يقدر عليه البشر: فحكمك هذا مبني على تصورك للإعجاز العددي في القرآن. ولكنه ليس على هذه الصورة التي تتخيلها ويشاركك فيها كثيرون.
وقد سبق أن قلت وأكرر: لو أن عدد الآيات في جميع سور القرآن جاء عددا من مضاعفات الرقم 19 أو 9، أو غير ذلك لما عددت ذلك من الإعجاز.
الترتيب القرآني مختلف تماما عن هذا التصور الساذج البسيط.
ـ[عبد العزيز حامد]ــــــــ[24 Jun 2009, 07:49 م]ـ
الله تعالى قال عن القرءان: (أنزلناه إليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر أولو الألباب)
فالقرءان انزل للتذكر ولكي يكون هدى وموعظة وشفاء في الصدور
فما الذي يحققه الاعجاز العددي من هذه الامور المذكورة؟
انا ارى انه انتقاص من قدر القرءان .. فلو تفرغت في البحث عن الاعجاز البياني في القرءان ارى انه افضل
ـ[عبدالله عبدالرحيم]ــــــــ[24 Jun 2009, 09:26 م]ـ
فاما الطريقة فسأشرحها فقط لعاشقي الإعجاز العددي.
سبحان الله، إذاً يا أخي الفاضل لماذا لا تجعل جميع هذه المواضيع فقط لعاشقي الإعجاز العددي.
و الله ما سألتك و دارستك إلا وأنا أريد العلم، و لو تبين لي مما تكتب أن الأرقام والأعداد (وأنا الخبير بها بحكم تخصصي) نوع من الإعجاز في القرآن لم يكن لدي ضير من اتباعك فيها. ولكن الحاصل أنك تطبق مجموعة من القواعد على آيات معينة أو سور معينة لا تجعلها تطّرد على غيرها وهذا ليس إعجازاً. بل أظن أنك لو طبقت قواعدك هذه على هذا المنتدى وعدد مواضيعه وعدد ردوده و تواريخها لخرجت بنوع من الإعجاز، ولو كان لدي الوقت الكافي لفعلت.
فأسأل الله تعالى أن يعفو عني وعنك.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[25 Jun 2009, 03:00 ص]ـ
الله تعالى قال عن القرءان: (أنزلناه إليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر أولو الألباب)
فالقرءان انزل للتذكر ولكي يكون هدى وموعظة وشفاء في الصدور
فما الذي يحققه الاعجاز العددي من هذه الامور المذكورة؟
انا ارى انه انتقاص من قدر القرءان .. فلو تفرغت في البحث عن الاعجاز البياني في القرءان ارى انه افضل
وما الذي يحققه الاعجاز البياني من هذه الأمور المذكورة؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[25 Jun 2009, 03:05 ص]ـ
. بل أظن أنك لو طبقت قواعدك هذه على هذا المنتدى وعدد مواضيعه وعدد ردوده و تواريخها لخرجت بنوع من الإعجاز، ولو كان لدي الوقت الكافي لفعلت.
.
أنا أرى أن تضحي بساعات من وقتك الثمين وتؤيد خرافتك هذه بالدليل وتريح الناس من الاعجاز العددي وباحثي الاعجاز العددي. ألا يستحق القرآن منك هذه التضحية؟
ـ[ Amara] ــــــــ[26 Jun 2009, 03:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي الفاضل عبد الله عبد الرحيم ..
و لو تبين لي مما تكتب أن الأرقام والأعداد (وأنا الخبير بها بحكم تخصصي) نوع من الإعجاز في القرآن لم يكن لدي ضير من اتباعك فيها. ولكن الحاصل أنك تطبق مجموعة من القواعد على آيات معينة أو سور معينة لا تجعلها تطّرد على غيرها وهذا ليس إعجازاً
.
جميل جدا أن تختبر الأعداد في القرآن .. بما أنك متخصص فيها فأنا الثاني متخصص فيها .. و لعل الكلام معك سيكون أكثر توثيقا و أكثر فائدة للباحثين عن الحق .. لأني من زمن بعيد أبحث من هو متخصص في الرياضيات و بالذات في دراسة العدد و نظرية العدد .. و لعل الله من محبته لنا أن جمعني بك على هذه الصفحات.
. بل أظن أنك لو طبقت قواعدك هذه على هذا المنتدى وعدد مواضيعه وعدد ردوده و تواريخها لخرجت بنوع من الإعجاز، ولو كان لدي الوقت الكافي لفعلت.
فأسأل الله تعالى أن يعفو عني وعنك.
و أنا أقول لك إن بعض الظن إثم .. فالظن لايبنى عليه العلم إلا إذا أثبت صدقه ..
أما الوقت الكافي .. فلا أدري كيف تأخذك الدنيا عن معرفة حقيقة فتثبتها أو إدراك باطل فتظهره .. أما أنا فقد اطلعت على دراسات حاول فيها أصحابها مجاراة هذه النتائج، و وجدتها من السخافات .. و لك أن تجرب ذلك و تطلعنا و هذه الصفحات مفتوحة لك و لغيرك و أتحداك أنت و غيرك أن تأتوا بنص يقارب القرآن في توازنه العددي .. و قد كنت وجهت هذا التحدي من زمن ..
قد قال كثيرون غيرك ذلك .. و ربما ذهب البعض إلى تقديم طرق ظنوا أنهم بها سيجارون التوازن العددي في القرآن، و ليست والله إلا خرافات ..
و بما أن التحدي قائم فلماذا تلبثون تثبطوننا .. أليس أجمل و أجدر بكم أن تأتوا بنص أي كان أو تكتبوا نصا من صميم قلوبكم .. لتنظروا أي الأمرين أحق ..
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أسألكم الدعاء لي بالشفاء(/)
مساهمة في رفع اشكال في فهم آية كريمة
ـ[أبو الحارث العامودي]ــــــــ[23 Jun 2009, 06:49 م]ـ
كتب أخ كريم في ملتقى أهل الحديث يطلب رفع إشكال في فهم آية كريمة. وبما أنني غير مسجل في الملتقى فقد رأيت أن تكون الإجابة هنا. فإذا كانت الإجابة مناسبة فأطمع أن تنقل إلى ملتقى أهل الحديث.
يقول سبحانه وتعالى:"فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيق. خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ. وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ".
نلاحظ عند تدبر الآيات الكريمة أن خلود أهل النار متعلق بالمشيئة الإلهية غير المُصرَّح بها لنا:" إنّ ربك فعّال لما يريد". أما خلود أهل الجنة فمتعلق بالمشيئة الإلهيّة المصرّح بها:" عطاءً غير مجذوذ". أي غير منقطع. فالله تعالى شاء أن يكون وجود أهل الجنة في النعيم غير المنقطع. وتعبير غير المنقطع يدل على اللانهائية على خلاف تعبير خالد الذي يدل على طول البقاء.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[23 Jun 2009, 09:21 م]ـ
رغم أني لا أرى في الآية إشكال إلا إنه يمكن أن يرجع إلى المحكمات الواردة في بيان الخلود الأبدي لأهل النار نعوذ بالله منها.
ـ[أبو الحارث العامودي]ــــــــ[25 Jun 2009, 04:32 م]ـ
الخلاف في هذه المسألة معروف. وإذا كان هناك محكمات تؤكد البقاء اللانهائي للكفار في النار فالعجب أنها خفيت على ابن تيمية وتلميذه ابن القيم. ثم أين غلبة الرحمة على العذاب. ثم عذاب لا يتناهى لحياة دنيوية متناهية ألا يطعن في مفهوم العدل والحكمة. ثم إذا كان الله تعالى يقول: "إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد" فلماذا نصر نحن على الجزم أنه لا نهائي وليس مجرد خلود (أي بقاء طويل).
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[25 Jun 2009, 07:27 م]ـ
أخي الكريم أبا الحارث
إذا سلم لك مُسلِّمٌ بانقطاع عذاب المشركين والملحدين فهل يكون مآلهم إلى الجنَّة بعد انقطاع العذاب؟
لأنَّ الموت استحال على الأنفس بعد الفصل بقول المنادي (يا أهل النار خلود فلا موت) , والجنَّة حرمها الله على المشركين.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[25 Jun 2009, 08:07 م]ـ
الخلاف في هذه المسألة معروف. وإذا كان هناك محكمات تؤكد البقاء اللانهائي للكفار في النار فالعجب أنها خفيت على ابن تيمية وتلميذه ابن القيم. ثم أين غلبة الرحمة على العذاب. ثم عذاب لا يتناهى لحياة دنيوية متناهية ألا يطعن في مفهوم العدل والحكمة. ثم إذا كان الله تعالى يقول: "إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد" فلماذا نصر نحن على الجزم أنه لا نهائي وليس مجرد خلود (أي بقاء طويل).
الأخ الفاضل أبا الحارث
مشاركتك تحت عنوان "مساهمة في رفع إشكال .. " وساهمت بما أراه مع علمي أن الأشكال بل قل الخلاف في الآية لن يرتفع.
وأرجو أن يبقى الحوار في حدود المدارسة ومحاولة الفهم.
أما كون أن هناك محكمات تؤكد البقاء اللانهائي للكفار في النار فهذا هو محل الخلاف وهذا القول الذي أختاره.
وإذا كان بن تيمية وبن القيم يريان عدم الخلود الأبدي ـ مع أني لا أعلمه اختيارا لهما ـ فيقابلهما قول من لا يقل عن رتبتهما إن لم يزد عليهما في العلم والفضل.
أما قولك أين غلبة الرحمة على العذاب؟
فهل هو تساؤل مشكك أم من قصر عقله عن إدراك القضية؟
أما قولك: عذاب لا يتناهى لحياة دنيوية متناهية ألا يطعن في مفهوم العدل والحكمة؟
فننتظر منك الإجابة إذا كنت ترى أنه يطعن في العدل والحكمة أن تبين لنا وجه ذلك.
أم مسألة الاستثناء في الآية فقد ورد مع أهل النار وأهل الجنة فإذا نظرت إليه فانظر إليه في الموضعين.
ثم إن الله تعالى علق خلود الفريقين بدوام السماوات والأرض فإذا كان المقصود مدة دوام السماوات فهي تحتمل أمرين أن هذا الدوام أبدي أو أن له أمدا وينقضي، فإن كان أبديا وهذا يحتاج إلى دليل فالفريقان سيمكثون وتبقى المشيئة في أهل النار مطلقة،وإن كان الدوام إلى أمد وينقضي وهذا يحتاج إلى دليل فمكوث الفريقين سينتهي بانتهاء الأمد ويبقى قوله تعالى عطاء غير مجذوذ محل إشكال.
(يُتْبَعُ)
(/)
على أي حال ما أفهمه أن الآيات في الخلود الأبدي لأهل النار واضحة وتبقى مشيئة الله مطلقة.
ثم إن الخلاف في المسألة غير مؤثر ولا يتعلق به عمل إلا إذا تعصب البعض وحمل القول المخالف أنه يطعن في عدل الله وحكمته ومن هنا يكون مدخل الشيطان.
ـ[أبو الحارث العامودي]ــــــــ[25 Jun 2009, 08:49 م]ـ
الأخ الكريم الشنقيطي
الكافر لا يدخل الجنة، ويبدو أنه يلحق بالعدم؛ فالوجود إما موت وإما حياة:" الذي خلق الموت والحياة". ويقابل الوجود العدم وهو الاحتمال الثالث، وقد يدل على ذلك قوله تعالى:"ثم لا يموت فيها ولا يحيا" بعد قوله تعالى" الذي يصلى النار الكبرى ثم .. " فبعد أن يصلى النار مدة طويلة، تدل عليها ثم، لا يعود ميتاً ولا حياً.
الأخ الكريم حجازي
لابن تيمية مناقشة تزيد عن 250 صفحة ينتصر فيها للقول بعدم لا نهائية النار، أما ابن القيم فكلامه مشهور نقله عنه صاحب المنار والقرضاوي. أما العدل والحكمة فهي مرجحات في حال الاختلاف في فهم النصوص. ولنا أن نفهم العدل والحكمة وفق ما رسخته نصوص القرآن والسنة.
قلت في حل الإشكال: "نلاحظ عند تدبر الآيات الكريمة أن خلود أهل النار متعلق بالمشيئة الإلهية غير المُصرَّح بها لنا:" إنّ ربك فعّال لما يريد". أما خلود أهل الجنة فمتعلق بالمشيئة الإلهيّة المصرّح بها:" عطاءً غير مجذوذ". أي غير منقطع. فالله تعالى شاء أن يكون وجود أهل الجنة في النعيم غير المنقطع. وتعبير غير المنقطع يدل على اللانهائية على خلاف تعبير خالد الذي يدل على طول البقاء".
اللافت أن القرآن الكريم يستخدم عند الحديث عن أهل النار الألفاظ الدالة على التوقيت على خلاف الحديث عن أهل الجنة، انظر مثلاً:" عذاب يوم عظيم"، "لابثين فيها أحقابا" أما أهل الجنة فلم يقل:" نعيم يوم" " لابثين فيها أحقابا" .... الخ.
وفي الختام: يصعب البت في مدى خلود أهل النار، ولله في هذا حكمة. أما خلود أهل الجنة فمعناه ومداه واضح في نصوص القرآن والسنة، فلا خلاف.
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[25 Jun 2009, 11:32 م]ـ
أخي الكريم أبا الحارث
إذا سلم لك مُسلِّمٌ بانقطاع عذاب المشركين والملحدين فهل يكون مآلهم إلى الجنَّة بعد انقطاع العذاب؟
لأنَّ الموت استحال على الأنفس بعد الفصل بقول المنادي (يا أهل النار خلود فلا موت) , والجنَّة حرمها الله على المشركين.
لله درك 000
أقول: يكفي في رد مسألة فناء أهل النار أنه وقع فيها الخلاف , فيستحيل أن تكون مسألة كهذه ولا يكون فيها بيانا صريحا من الشارع , كيف وقد جاء في النصوص الصريحة المحكمة ما ينافيها 0
- ثم إذا قلنا بفناء أهل النار فما هي فائدة إخراج الموحدين منها؟؟!!
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[26 Jun 2009, 08:40 ص]ـ
الأخ الكريم الشنقيطي
الكافر لا يدخل الجنة، ويبدو أنه يلحق بالعدم؛ فالوجود إما موت وإما حياة:" الذي خلق الموت والحياة". ويقابل الوجود العدم وهو الاحتمال الثالث، وقد يدل على ذلك قوله تعالى:"ثم لا يموت فيها ولا يحيا" بعد قوله تعالى" الذي يصلى النار الكبرى ثم .. " فبعد أن يصلى النار مدة طويلة، تدل عليها ثم، لا يعود ميتاً ولا حياً ..
الأخ الفاضل أبا الحارث سلمك الله:
ومن أين جيء "بيبدو" هذه؟
فهذا مبحثٌ غيبيٌّ أخرويٌّ لا مجال فيه للتوقع والاجتهاد , وقولكم إن الوجود إما موتٌ أو حياة صحيحٌ في ذاته , وخطأٌ فيما سيق له من الاستدلال على انتهاء عذاب الكفرة المشركين وانقطاعه.
ولو سلم لكَ إخوتُك بصحة انقطاع العذاب عن المشركين والكفرة فلن تختلف معهم في أنَّ الصيرورة من العذاب الدائم أحقاباً - والمُتَجَرَّع فيهِ الحميمُ والسمومُ والزقزم - إلى العدم والفناء سيكون تخفيفاً أو موتاً.
وكلا الأمرين مما نفى الله جوازه على من خلدهُ في النار فقال (لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها) فماذا سنسمي هذا الانتقال من العذاب إلى العدم؟
وأين المفر من إقرارنا بأنه تخفيفٌ كما بين ذلك القرآنُ حين جاء فيه تمني الكافر أن لو صار إلى تراب (ويقول الكافر ياليتني كنتُ ترابا) فهي أمنيةٌ ما حملهُ عليها إلا الفرارُ من العذابُ والعلمُ بأنها أخفُّ وألطفُ بنفسه من جهنَّم.
والآيةُ الكريمة التي جئت بها (ثم لا يموت فيها ولا يحيى) هي في الحقيقة عليك لا لك , لأنَّ الضمير "في" فيصلٌ في انَّ الكافر الأشقى باقٍ في جهنمَ بقاءً لا حياة فيه لهول ما يلاقيه ولا موتَ فيه فيستريحَ من عذاب جهنم.
ولو عدنا لنظائر هذه الآية في القرآن لتبين الأمر لنا بجلاء , فتأمل معي قول الله (إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى) ولاحظ مجيئ الضمير (في) كما جاء في سابقتها.
وتأمل قول الله (وَيَأْتِيهِ الموت مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ) فبعد نفيه موت المعذبين مع إتيان الموت لهم من كل مكانٍ لهول ما لاقوه بين أن من وراء هذه الشدة عذاباً غليظاً ولم يشر لعدمٍ أو فناءٍ وفيه بيانٌ أنَّ هذه الحالة التي هي مرحلةُ اللاحياة ولا موت متوسطةٌ بين مراحل العذاب أجارنا الله منها , ويمكنُ القول بأنها داخلةٌ في عموم قوله سبحانه (وآخر من شكله أزواج) وليست هي آخر العذاب ولا منتهاه كما فهمتَهُ أنت سلمك الله من آية سورة الأعلى.
وأضف إلى ذلك أنَّ أولئك حين قالوا لخازن جهنم (يامالك لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ) لم يقل لهم إن لكم أجلاً أو أمداً أو يحلْهُم إلى سؤال الله بل كان عندهُ العلمُ بحالهم فقال الله عنه (قَالَ إِنَّكُمْ مَّاكِثُونَ) وحذفُ الظرف الزمنيِّ بعد (ماكثونَ) يدل على الامتداد والخلود.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[26 Jun 2009, 03:07 م]ـ
كنتُ أيام دراستي بالمدينة سألتُ أستاذنا الدكتور السالم الجكني - حفظه الله - عن هذه الآية؟ فأخبرني أنَّ هناك كلاماً للشيخ العلامة المفسّر محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله - ثم أتاني به، وهي عبارة عن مذكرة بخط الشيخ أحمد بن محمد الأمين - ابن عم الشيخ محمد الأمين الشنقيطي - الموجود بالمسجد النبوي عند مكتبة باب عمر بن الخطاب - في تلك الفترة - فقرأتُ هذه المذكرة، وأعجبني بما فيها، وطلبتُ من شيخنا السالم - وفقه الله - أن أصوّر. فقال: إنه سيستأذن من الشيخ أحمد في ذلك. ثم أخبرني بأنَّ الشيخ رفض التصوير، ثم أرسلتُ أحد الإخوة المقربين من الشيخ وكلَّمه بشأن هذه المذكرة، فأخبره بأنه سيطبعها - وانتظرتها طويلاً ثم رأيتها في إحدى المنتديات جزءاً منها كتبه أخونا هذا - جزاه الله خيراً.
أحببتُ أن يطلع عليه الإخوان في هذا الملتقى المبارك، وها هو دونك:
-حوار بين الشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ الشنقيطي رحمهما الله حول فناء النار
الكتاب مجالس مع فضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي من صفحة 50 إلى صفحة 72:
قال الشيخ أحمد بن محمد الأمين:
لقد استدعى المسؤولون الشيخين: شيخنا الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، والشيخ عبدالرحمن الإفريقي رحمة الله على الجميع، استُدعيا للتدريس بالمعاهد والكليات، وأُنزلا بدار الضيافة، واستقبلهما المسؤولون بحفاوة وتكريم.
وحدثني شيخي: أن يوماً من الأيام حضرت جماعة من الأساتذة المصريين للسلام عليهما , ودار بحث في المنطق بين هؤلاء وفضيلة الشيخ محمد الأمين يسألونه عن الفصل بالنسبة للإنسان , فكان يقول:
إذا قلنا الإنسان حيوان شاركه في هذا التعريف كل حيوان , وإذا قلنا هو حيوان منتصب القامة يمشي على قدمين عاري الجسد , كان بإمكان صاحب سفسطة أن يأخذ دجاجاً وينتف ريشه حتى يكون عاري الجسد، ويقول: هذا منتصب القامة يمشي على قدمين , وإذا قلنا هو الحيوان الضاحك شاركه القرد في ذلك , لكن إذا قلنا هو الحيوان الناطق اختص الإنسان بهذا الوصف , فهو الفصل بالنسبة إليه.
كل ذلك البحث والشيخ عبد الرحمن ينتظر على مائدة الإفطار!
فقال لشيخنا: أليس يا شيخ بإمكاننا أن نقول الإنسان حيوان يأكل , فضحك الجميع والتحقوا به رحمه الله ما ألطف نكتته هذه.
ولقد أقبل المسؤولون على فضيلة الشيخ محمد الأمين بغاية التقدير والاحترام، وكان هناك مصريٌّ حَضَريٌّ أزهري من أصحاب الشهادات المبروزة، وكان قبل قدوم الشيخ يُعتبر كأنه كبيرُ المدرسين ولما رأى حفاوة المشايخ بفضيلة الشيخ دونه لعل ذلك أخذ بخاطره ـ ولا أظن إلا خيراً ـ، فصار يتحين الفرص له.
أخبرني شيخي عليه رحمة الله، قال: عندما كنت خارجاً من فصلٍ كنتُ فيه في درس تفسير، ودخلتُ غرفة استراحة المدرسين، وكان الشيخان: سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبداللطيف آل الشيخ وأخوه الشيخ عبداللطيف بن إبراهيم، كانا موجودين في غرفة استراحة المدرسين، الأول مفتي الديار السعودية، والثاني المدير العام للمعاهد والكليات، فعندما دخلتُ غرفة الاستراحة، إذا ذلك المصري يقول: يا شنقيطي سمعتك تقرر في الدرس أن النار أبدية، وعذابها لا ينقطع؟.
قلتُ: نعم.
فقال: كيف تسمح لنفسك يا شنقيطي! أن تعلّم أولاد المسلمين أن النار أبدية، وعذابها لا ينقطع، وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية والمجدد محمد بن عبد الوهاب يقرران أنها تخبو وينبت في قعرها الجرجير؟؟.
قال الشيخ: وكنتُ آنذاك حديثَ عهد بالصحراء أغضبُ إذا استغضبت، فقلتُ له: يا مصري! من أخبرك أن الرسول الذي أرسل إليَّ، ووجب عليَّ الإيمان بما جاء به اسمه محمد بن عبد الوهاب؟ إن الرسول الذي أرسل إليَّ ووجب عليَّ الإيمان بما جاء به اسمه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، ولد بمكة ولم يولد بحريملا، ودفن بالمدينة ولم يدفن بالدرعية، وجاء بكتاب اسمه القرآن، والقرآن أحمله بين جنبيَّ، وهو الذي يجب عليَّ الإيمان بما جاء به؛ ولما تأملت آياته وجدتها مطبقةً على أن النار أبدية، وأن عذابها لا ينقطع، علمتُ ذلك لأولاد المسلمين لمَّا ائتمنني وليُّ أمر المسلمين على تعليمهم، أسمعتَ يا مصري؟؟.
قال: فقال سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم: سَمْ؟! وهي بلهجة أهل نجد من مدلولها ما تقول؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال الشيخ الأمين: فقلتُ لهُ: ذاك إنسان يعي ما يقول!
قال: وكان (أي: ابن إبراهيم رحمه الله) رجلاً عاقلاً، وقد علم أني مُحْتَدٌ.
فقال سماحته: أطال الله عمرك، منك نستفيد ـ يعني أفدنا ـ.
قال الشيخ الأمين: إني قلت ما قلت بعد أن اطلعتُ على ما استدل به ابن القيم تقريراً لمذهب شيخه.
لقد استدل بآية النبأ (لابثين فيها أحقابا * لا يذوقون فيها برداً ولا شرابا * إلا حميماً وغساقا)، وبآية هو (خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد).
واستدل بأربعة أحاديث ثلاثة منها في غاية الضعف، ولا يمكن الاحتجاج بها، والرابع حديث طاووس عن عبد الله: (يأتي على النار زمان تخفق أبوابها، وينبت في قعرها الجرجير)، وهو حسن السند صالح للاحتجاج به.
واستدل ببيت شعر هو قول الشاعر:
لمخلف إيعادي ومنجز موعدي ........
قال: لا مانع من أن يكون ما يجمل عند العرب كله موجود في القرآن، والعرب يجمل عندهم إخلاف الوعيد وإنجاز الوعد، فلا مانع إذا من إخلاف وعيده لأهل النار بالخلود.
قال: وذكر ابن القيم سفسطةً للدهريين هي قولهم: إن الله أعدل من أن يعصيه العبد حقباً من الزمن فيعاقبه بالعذاب الأبدي، قالوا: إن الإنصاف أن يعذبه قدر المدة التي عصاه فيها.
وأنا أُجِلُّ ابن القيم عن أن يكون ذكر هذه السفسطة للاحتجاج بها، وإنما ذكرها استطراداً.
فقال سماحته: أفدنا أطال الله في عمرك
قال شيخنا: فقلتُ له: إني أصبحت وإياك على طرفي نقيض، أنتم تمثلون طائفة من المسلمين تقول بفناء النار وانقطاع عذابها، وأنا أمثل طائفة من المسلمين تقول النار أبدية وعذابها لا ينقطع، والله تعالى يقول: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول) إلى قوله تعالى (ذلك خير وأحسن تأويلا).
فقد أصبحنا يا سماحة الشيخ بمثابة المتناظرين، ولا بد للمتناظرين من حَكَمٍ يُحكمانه بينهما يرجعان إليه لئلا يتسع الخلاف.
قال سماحته: فماذا ترى أن نحكم بيننا؟.
قال شيخنا: أرى أن نحكم بيننا كتاب الله تلاوةً لا تأويلا، معناه أنه لا يقبل من أحدنا الاستدلال إلا بآية يشهد له منطوقها بدلالة المطابقة.
قال سماحة الشيخ محمد: فقد حكمنا بيننا كتاب الله تلاوة لا تأويلا.
فقال الشيخ الأمين: إذا شاء سماحتكم بحثنا هذه المسألة بالدليل الجَدَلي المعروف بالسبر والتقسيم، والذي أتى به صاحب مراقي السعود ـ المسلك الرابع من مسالك العلة ـ حيث يقول:
والسبر والتقسيم قسم رابع أن يحصر الأوصاف فيه جامع
ويبطل الذي لها لا يصلح فما بقي تعيينه متضح
ومعنى البيتين: أن يجمع المتناظران أو المتناظرون الأوصاف التي يحتمل أن تكون مسألة النزاع متصفة بها، فإن اتفقا أو اتفقوا أنَّ أوصاف المسألة محصورة فيما جمعوا، شرعوا في سبرها، أي: في اختبارها، أي: بعرضها واحدة بعد واحدة على المحكم، فما رد منها المحكم وجب رده، وما بقي تعيَّن الأخذ به.
فقال سماحة الشيخ محمد: وافقنا على بحث المسألة بالسبر والتقسيم.
قال شيخنا: قيدوا ما تتفقون عليه من احتمالات للمسألة لتتمكنوا من عرضها على المحكم واحدة بعد الأخرى، فمثلاً:
يحتمل: أن النار تخبو.
ويحتمل: أنها تأكل من أُلقي فيها حتى لا يبقى من أهلها شيء.
ويحتمل: أنهم يخرجون منها فراراً منها.
ويحتمل: أنهم يموتون فيها، والميت لا يحس ولا يتألم.
ويحتمل: أنهم يتعودون حرَّها فلا يبق يؤلمهم.
ويحتمل: أنه لا يقع شيء من ذلك كله، وأنها أبدية وعذابها لا ينقطع.
ولمّا اتفق الحضور على أنه لا يوجد احتمال بعد هذه الاحتمالات الستة المقيدة، ابتدؤوا بعرض الاحتمالات على المحكم.
قالوا: يحتمل أنها تخبو، فإذا المحكم يقول: (كلما خبت زدناهم سعيراً)، ومعلوم أن (كلما) أداة من أدوات التكرار بلا خلاف، فلو قلت لغلامك: كلما جاءك زيد أعطه كذا من مالي، فإذا منعه مرة ظلمه بلا خلاف.
وقالوا: يحتمل أنها تأكلهم حتى لم يبق منهم شيء، فإذا المحكم يقول: (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب)، فلم يبق لهذا الاحتمال نصيب بموجب هذه الآية.
وقالوا: يحتمل أنهم يخرجون منها هاربين، فإذا المحكم يقول: (كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها)، ويقول: (وما هم منها بمخرجين)، فلم يبق لهذا الاحتمال أيضاً نصيب من الاعتبار.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقالوا: يحتمل أنهم يموتون فيها والميت لا يحس ولا يتألم، فإذا المحكم يقول: (إنه من يأت ربه مجرماً فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحي)، ويقول: (ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت)، فلم يبق لهذا الاحتمال نصيب من الاعتبار.
وقالوا: يحتمل أنهم يتعودون حرها فلم يبق يؤلمهم لتعودهم عليه، فإذا المحكم يقول: (فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا)، ويقول: (إن عذابها كان غراماً)، والغرام: الملازم، ومنه جاء تسمية الغريم، ويقول المحكم: (فسوف يكون لزاما)، فلم يبق لهذا الاحتمال أيضاً نصيب من الاعتبار.
قال شيخنا: فلم يبق إلا الاحتمال السادس، وهو أنها أبدية وعذابها لا ينقطع، وقد جاء ذلك مبيناً في كتاب الله العزيز في خمسين موضعاً منه.
فسردها لهم مرتبة بحسب ترتيب مصحف عثمان رضي الله عنه، وكأنها جاءت مسرودة في صفحة واحدة.
قلت أنا الفودري سبحان الله سرد الشيخ رحمه الله خمسين آية في مسألة واحدة من أول القرآن إلى آخر القرآن وكأنها في صفحة واحدة بارك الله في ذاكرة العلماء وجعلني الله وإياكم ممن يتمتعون بذاكرة مثلهم
وعند ذلك قال سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي الديار السعودية، قال: آمنا بالله وصدقنا بما جاء في كتاب الله.
فقال شيخنا على رحمة الله: وعلينا أن نجيب عن أدلة ابن القيم، وإلا تركنا المسلمين في حيرة، ولنجيبنَّ عليها بالكتاب تلاوة لا تأويلا، فنقول:
أما آية النبأ، فلا دليل فيها لما يريد الاستدلال بها عليه، إذ غاية ما تفيده آية النبأ هذه، هو: أن أهل النار يمكثون أحقاباً من الزمن في نوع من العذاب هو الحميم والغساق، ثم ينتقلون منه إلى آخر بدليل قوله تعالى في (ص): (هذا فليذوقوه حميم وغساق * وآخر من شكله أزواج)، ومعلوم أن عذاب أهل النار أنواع، وخير ما يفسر به القرآن القرآن.
وأما استدلاله ببيت الشعر فإن ما قاله يمكن اعتباره لولا أننا سمعنا الله تعالى يقول في كتابه: إن وعيده لأهل النار لا يخلف، قال في (ق): (قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد * ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد)، وقال أيضاً في نفس السورة: (كل كذب الرسل فحق وعيد).
وأما سفسطة الدهريين التي ذكرها استطراداً، فقد تولى الله تعالى الجواب عنها في محكم تنزيله، وهو الذي يعلم المعدوم لو وجد كيف يكون، وقد علم في سابق علمه أن الخُبث قد تأصل في أرومة هؤلاء الخبثاء بحيث إنهم لو عذبوا القدر من الزمن الذي عصوا الله فيه، ثم عادوا إلى الدنيا لعادوا لما يستوجبون به العذاب، لا يستطيعون غير ذلك، قال تعالى في سورة الأنعام: (ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين * بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون).
فيبقى لدينا من أدلة ابن القيم آية هود، وهي قوله تعالى: (خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد)، وحديث أبي داود وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (يأتي على النار زمان تخفق أبوابها وينبت في قعرها الجرجير)، أو كما قال صلى الله عليه وسلم، فإنهما دليلان صالحان للاحتجاج بهما، فيجب علينا البحث والتنقيب عن وجه يمكن به الجمع بين الأدلة، لأن إعمال الدليلين أولى من طرح أحدهما كما هو مقرر في فن الأصول، قال في مراقي السعود:
والجمع واجب متى ما أمكنا إلا فللأخير نسخ بينا
إن عندنا أدلة على أن النار أبدية ولا ينقطع عذابها، وهذه الآية التي من سورة هود وهذا الحديث الحسن دليلان يفيدان أن النار تفنى، فما العمل؟.
والجواب: أننا نرى إمكان الجمع بين هذه الأدلة، بحمل آية هود وحديث أبي داود على الدَّرك من النار المخصص لتطهير عصاة المسلمين، فإنه يخرج منه آخر من بقلبه مثقال ذرة من إيمان، ويخبو وتخفق أبوابه وينبت في قعره الجرجير، أما دركات النار المعدة سجناً وعذاباً للكفار فهي أبدية وعذابها لا ينقطع.
وهنا تنسج الأدلة الشرعية في بوتقة واحدة لا تعارض بينها، ولا يكذب بعضها بعضا، وبالله تعالى التوفيق، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
فقال سماحة المفتي الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبداللطيف آل الشيخ: (يا عبداللطيف ـ يعني أخاه المدير العام للمعاهد والكليات ـ الرجوع إلى الحق أولى من التمادي في الباطل، من الآن قرروا أن النار أبدية، وأن عذابها لا ينقطع، وأن تلك الأدلة المراد بها الدرك من النار المخصص لتطهير عصاة المسلمين)، وبالله تعالى التوفيق.
تنبيه:
وحيث إن سماحة المرحوم بإذن الله العلامة الشيخ محمد بن إبراهيم آل عبداللطيف آل الشيخ هو المرجع الأول للعلم ورعايته وإنه اقتنع بعد هذا المجلس بخلود عذاب أهل النار المشركين بالله وأمر بتقرير ذلك في البرامج التعليمية , فما كان يدور بخلدي أنه بقي من يتشبث بهذا القول.
(انتهت بحمد الله من رسالة (مجالس مع فضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي) للشيخ أحمد بن محمد الأمين)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[26 Jun 2009, 04:36 م]ـ
بارك الله فيك أخانا أبا إسحاق على هذه الفائدة الجليلة
رحم الله الشيخ محمد الأمين رحمة واسعة كان آية في تقرير المسائل العلمية واستنباط الأحكام وأضواء البيان خير شاهد على ذلك.
أعلم أن للشيخ رحمه الله تعالى أشرطة تحوي بعض دروسه في التفسير التي كان يلقيها في المسجد النبوي ولا أدري هل قام أحد بتفريغها واخراجها أم لا؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Jun 2009, 04:57 م]ـ
فوائد قيمة بارك الله فيكم جميعاً.
وأشكر أخي أبا إسحاق الحضرمي على هذا النقل المفيد عن الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله، وهو مثال قيم لحسن الحوار حول المسائل العلمية، وتحديد المرجعية عند الاختلاف، وطريقة فرز الاحتمالات الممكنة (السبر والتقسيم)، وتوظيف علوم الآلة في الوصول للنتائج العلمية (المنطق - أصول الفقه - علم الجدل - دقة الاستنباط من الدليل) ونحن في حاجة ماسة إلى إبراز الأمثلة الكثيرة على هذه الطريقة حتى نستفيد منها في تعلمنا ودراستنا للتفسير وفهم القرآن الكريم.
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[26 Jun 2009, 09:02 م]ـ
أعلم أن للشيخ رحمه الله تعالى أشرطة تحوي بعض دروسه في التفسير التي كان يلقيها في المسجد النبوي ولا أدري هل قام أحد بتفريغها واخراجها أم لا؟
لقد فُرغتْ أشرطة التفسير للشيخ الشنقيطي التي كان يلقيها في المسجد النبوي، وقام بهذا الجهد الشيخ الفاضل خالد بن عثمان السبت - حفظه الله - باسم (العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير) أو نحو هذا.
ثم طبعت ضمن أعمال الشيخ التي أشرف عليها تلميذه العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد - رحمه الله - والتي تشرفت بطباعتها دار عالم الفوائد بمكة المكرمة. وقد أهداني شيخي عبد الله بن الشيخ محمد الأمين الشنقيطي (ابن الأمين) نسخة منه - جزاه الله عني خيراً -.
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[13 Jul 2009, 06:34 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا، نقل مفيد جدا عن العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى(/)
رسائل جوال تدبر. . شهر جمادى الآخرة 1430هـ و. . .
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[24 Jun 2009, 11:34 ص]ـ
أعزائي أعضاء وزوار ملتقى أهل التفسير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كما وعدتكم إليكم رسائل جوال تدبر (جمادى الآخرة 1430 هـ)
مرفقات:
تدبر الكافرون والإخلاص.
تدبر المعوذتين.
تدبر سورة المسد.
تدبر سورة النصر.
تدبر سورة الكوثر.
لاتنسوا الدعاء لمشرف ملتقانا بالشفاء , ,
ولاتنسوني من صالح دعائكم. . ودمتم مباركين أينما كنتم.
ـ[عبد العزيز حامد]ــــــــ[24 Jun 2009, 07:52 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[الغني بالله]ــــــــ[24 Jun 2009, 10:39 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[28 Jun 2009, 11:32 م]ـ
الأخ: عبد العزيز حامد
وفيك بارك. .
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[29 Jun 2009, 01:53 م]ـ
ينظر الرابط التالي:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=16545
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[04 Jul 2009, 10:20 ص]ـ
الأخ: الغني بالله
وإياك. .
ـ[الورشان]ــــــــ[04 Jul 2009, 10:56 ص]ـ
الله لا يحرمك الاجر
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[12 Jul 2009, 06:03 م]ـ
فضيلة الشيخ عمر المقبل
شرفني مرورك
نظر
جزاك الله خيرا. .
ـ[أبو عبد الرحمن العتيبي]ــــــــ[19 Jul 2009, 04:33 ص]ـ
جزاك الله خيرا، وبارك فيك.(/)
ما الدليل على أن جبريل عليه السلام سمع القرآن العظيم من الرب تبارك وتعالى؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[25 Jun 2009, 12:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام أبو الحسن محمد بن عبد الملك الكرخي الشافعي في كتابه الذي سماه الفصول في الأصول عن الأئمة الفحول: " سمعت الإمام أبا بكر عبيد الله بن أحمد يقول: سمعت الشيخ أبا حامد الإسفرائيني يقول: مذهبي ومذهب الشافعي وفقهاء الأمصار أن القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال مخلوق فهو كافر، والقرآن حمله جبريل مسموعاً من الله تعالى، والنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - سمعه من جبريل، والصحابة سمعوه من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وهو الذي نتلوه نحن بألسنتنا، فما بين الدفتين وما في صدورنا مسموعاً ومكتوباً ومحفوظاً ومنقوشاً كل حرف منه كالباء والتاء كله كلام الله غير مخلوق، ومن قال مخلوق فهو كافر عليه لعائن الله والملائكة والناس أجمعين ". نقله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في شرح الأصفهانية.
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في النونية:
لكن أهل الحق قالوا إنما = جبريل بلغه عن الرحمن
ألقاه مسموعا له من ربه = للصادق المصدوق بالبرهان
قال مقيده عفا الله عنه: وقد تطلبت لهذا الأصل دليلاً، فوجدت أن أحسن ما يستدل به حديثان الأول مرفوع والثاني موقوف.
أما الأول: فقد قال إمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب ص348 - 349: " بَاب صفة تكلم الله بالوحي وشدة خوف السموات منه وذكر صعق أهل السموات وسجودهم لله عزوجل
حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ إِيَاسٍ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي زَكَرِيَّا عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُوحِيَ بِالأَمْرِ تَكَلَّمَ بِالْوَحْيِ أَخَذَتِ السَّمَاوَاتُ مِنْهُ رَجْفَةً أَوْ قَالَ رِعْدَةً شَدِيدَةً خَوْفًا مِنَ اللَّهِ فَإِذَا سَمِعَ بِذَلِكَ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ صَعِقُوا وَخَرُّوا لِلَّهِ سُجَّدًا فَيَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَرْفَعُ رَأْسَهُ جِبْرِيلُ فَيُكَلِّمُهُ اللَّهُ مِنْ وَحْيِهِ بِمَا أَرَادَ ثُمَّ يَمُرُّ جِبْرِيلُ عَلَى الْمَلائِكَةِ كُلَّمَا مَرَّ بِسَمَاءِ سَمَاءٍ سَأَلَهُ مَلائِكَتُهَا مَاذَا قَالَ رَبُّنَا يَا جِبْرِيلُ فَيَقُولُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ قَالَ فَيَقُولُونَ كُلُّهُمْ مِثْلَ مَا قَالَ جِبْرِيلُ فَيَنْتَهِي جِبْرِيلُ بِالْوَحْيِ حَيْثُ أَمَرَهُ اللَّهُ ".
والحديث أخرجه الطبراني في الكبير كما في مجمع الزوائد (7/ 94 - 95) والبيهقي في الأسماء والصفات برقم (435).
والثاني: قال الإمام عبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل رحمهم الله في كتاب السنة رقم (536): " حدثني أبي رحمه الله نا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن الأعمش عن مسلم [بن صبيح وهو أبو الضحى] عن مسروق عن عبدالله: إذا تكلم الله عز و جل بالوحي سمع صوتَه أهل السماء فيخرون سجداً، حتى إذا فزع عن قلوبهم، - قال: سكن عن قلوبهم - نادى أهل السماء ماذا قال ربكم؟ قال صلى الله عليه و سلم: الحق قال كذا وكذا ".
قال أبو نصر السجزي رحمه الله في رسالته لأهل زبيد بعد ذكره: " ما في رواته إلا إمام مقبول ".
قلت: وهذا الأثر لا يستقل بالدلالة على المراد، وإنما يوضح ما في حديث النواس الأول، من إبهام في صفة التكليم، إذ صرح ابن مسعود رضي الله عنه أن التكليم يكون بصوت مسموع، والله أعلم
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[25 Jun 2009, 01:07 م]ـ
بارك الله فيك ..
هذا الذي ذكرته مجمع عليه بين السلف رحمهم الله، وقد أطال الإمام السجزي في رسالته "الرد على من أنكر الحرف والصوت" في بيان ذلك، والرد على الجهمية والكلابية ومن وافقهم من أهل الأهواء.
ـ[محمد براء]ــــــــ[25 Jun 2009, 08:45 م]ـ
وفيكم بارك.
(يُتْبَعُ)
(/)
من العلماء نص على أن السلف أجمعوا على أن جبريل عليه السلام سمع القرآن العظيم من الرب تبارك وتعالى؟.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[29 Jun 2009, 11:12 م]ـ
أرجو من الإخوة مراعاة عدم الخروج عن الموضوع الأصلي للمشاركة، وقد تم حذف بعض المشاركات التي نحت بالموضوع منحى آخر ليس هذا محله.
وبالنسبة لهذا الموضوع فقد كتبت عنه ضمن هذه المشاركة:
والمذهب الصحيح الذي عليه أهل السنة والجماعة في كيفية وحي الله إلى جبريل بالقرآن أن جبريل - عليه السلام - قد سمع القرآن الكريم من الله تعالى بكلامه المخصوص وبالكيفية التي يعلمها الله تعالى وحده.
ويؤيد هذا ويدل عليه ماجاء في الحديث الشريف عن النواس بن سمعان - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إذا أراد الله أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي أخذت السماوات منه رجفة، أو قال: رعدة شديدة خوفاً من الله عزوجل، فإذا سمع ذلك أهل السموات صعقوا وخرّوا لله سجداً، فيكون أول من يرفع رأسه جبريل - عليه السلام - فيكلمه الله من وحيه بما أراد، ثُمَّ يمر جبريل على الملائكة كلما مرّ بسماء سأله ملائكتها: ماذا قال ربنا يا جبريل؟ فيقول جبريل: (قال الحق وهو العلي الكبير) فيقولون كلهم مثلما قال جبريل، فينتهي جبريل بالوحي إلى حيث أمره الله عزوجل}. [هذا الحديث أخرجه الطبري في تفسيره 10/ 373، والبيهقي في الأسماء والصفات 1/ 511 - 512 رقم [435] وقال محققه: إسناده ضعيف. وأخرجه أيضاً البغوي في تفسيره 6/ 398، وذكره ابن كثير في تفسيره 3/ 516 وعزاه لابن أبي حاتم ثُمَّ قال: (وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: ليس هذا الحديث بالتام عن الوليد بن مسلم - رحمه الله -).
والحديث ضعفه الألباني في ظلال الجَنَّة 1/ 227.
والحديث ثابت بلفظ قريب من هذا، وهو: (إذا تكلم الله تعالى بالوحي سمع أهل السماء للسماء صلصلة كجرس السلسلة على الصفا، فيصعقون، فلايزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل، حتى إذا جاءهم جبريل فزّع عن قلوبهم، قال: فيقولون: يا جبريل! ماذا قال ربك؟ فيقول: الحق، فيقولون: الحق الحق). فقد ذكره الألباني بهذا اللفظ في الصحيحة برقم [1293] ثُمَّ قال: (أخرجه أبو داود 2/ 536 - 537 الحلبي) وابن خزيمة في التوحيد ص 95 - 96، والبيهقي في الأسماء والصفات ص 200 عن أبي معاوية عن الأعمش عن مسلم بن صبيح عن مسروق عن عبدالله قال: قال رسول الله r فذكره. قلتُ: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ... ) السلسلة الصحيحة 3/ 282 - 283. وانظر أيضاً في تخريجه: كتاب شرح لمعة الاعتقاد للشيخ محمد بن عثيمين، بتحقيق أشرف بن عبدالمقصود ص 76، 77 - حاشية).]
ولقراءة هذا الكلام في سياقه ينظر:
مسائل في الوحي ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=392#post392)
ـ[محمد براء]ــــــــ[29 Jun 2009, 11:50 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل(/)
بشرى أزفها لإخواني رواد الملتقى الآن يمكنكم البحث في قاعدة البيانات
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[25 Jun 2009, 08:54 ص]ـ
وفاء لهذا الملتقى ولرواده أتيح لكم البحث في قاعدة البيانات الموجودة على موقعي
حيث يمكن البحث
باشكاله المتعددة
لا تبخلوا بملحوظاتكم
www.drjayousi.com
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Jun 2009, 11:16 ص]ـ
أسأل الله لكم التوفيق يا أبا البراء والاستمرار في خدمة هذا المشروع الرائع.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[25 Jun 2009, 11:39 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور عبد الله الجيوسي ـ حفظه الله ـ.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإني أشكركم على هذه الخدمة العلمية المهمة جدا، التي قدمتموها للباحثين. سائلا الله تعالى لكم دوام التوفيق و النجاح.
جزاكم الله خيرا.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[26 Jun 2009, 02:20 م]ـ
مشروع متميز يا دكتور عبد الله نفع الله بكم ..
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[26 Jun 2009, 04:49 م]ـ
شكر الله لك اخي الدكتور عبدالله هذا الجهد الرائع وجعله في ميزان حسناتك ولعلنا جميعا نعين الدكتور عبدالله على تكميل هذا المشروع الكبير اضافة أو تصحيحا فقد رأيت تكرارا في بعض العناوين
ـ[أبوحمزه المدني]ــــــــ[26 Jun 2009, 05:40 م]ـ
أسأل الله أن يوفقك لكل ما هو نافع
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[26 Jun 2009, 09:15 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا .. بهمتكم نسير ..
وجزاك الله خيرا يا د. فهد، فقد لاحظت هذا التكرار وحرصت بفضل الله تعالى على تعديله ما أمكن ... وأبقى- كما تفضلتم- بحاجة إلى عونكم جميعا ليخرج نقيا من الأخطاء
وما زلت أرحب بأية ملحوظة يلحظها أي واحد من إخواني
لكن كان هذا التعديل على النسخ التي لدي والتي أحرص عليها قبل ارسالها إلى النشر
لكن لم اتمكن بعد من تدارك التعديلات هذه على القاعدة المعروضة على الموقع
ارجو الله تعالى أن يعينني على ذلك .. وأنتم مرآتنا لتصحيح ذلك
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[26 Jun 2009, 11:40 م]ـ
أحسنتم يا أبا البراء , وفقكم الله ونفع بكم.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[27 Jun 2009, 05:11 ص]ـ
مشروع يوجب علينا شكرك، وحري بتحقيق طلبك.
وفقك الله وأعانك شيخنا الكريم.
ـ[عبدالله القرشي]ــــــــ[27 Jun 2009, 06:26 م]ـ
بشرى كم كنا ننتظرها فشكر الله جهدكم وإلى المزيد يا دكتور عبد الله
ـ[يزيد العمار]ــــــــ[27 Jun 2009, 09:12 م]ـ
مشروع متميز يا دكتور عبد الله نفع الله بكم ..
وجزاكم الله خيرا.
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[13 Sep 2010, 04:49 ص]ـ
جهودك مشكورة يا دكتور ولقد حصلت على نسخة من كتابك الرائع (كشاف الرسائل الجامعية في الدراسات القرآنية) والآن تضيف من كرمك بقاعدة بيانات البحث، فجزاك الله خيرا.
فضيلة الدكتور لما دخلت موقعك طلب مني اسم مستخدم وكلمة مرور ولا أدري لماذا؟ فأرجو المساعدة ولكم جزيل الشكر
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[15 Sep 2010, 04:36 م]ـ
أسأل الله لكم التوفيق يادكتور عبدالله.(/)
عبارة" الظاهر المفهوم " عند الطبري وعلاقتها بأصول التأويل عنده.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[25 Jun 2009, 09:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
عبارة" الظاهر المفهوم " عند الطبري وعلاقتها بأصول التأويل عنده.
قرر الأصوليون أن الأصل بقاء النصوص والألفاظ على ظواهرها، وأن التأويل ليس أصلا، وإنما هو استثناء، وأنه لا ينصرف من معناه الأصلي إلى معان أخرى إلا بدليل أو معان صارفة.
وللطبري رأي في هذه المسألة يظهر من خلال عبارته " الظاهر المفهوم " فالظاهر المفهوم من الخطاب القرآني عند الطبري مهم في قضية من أهم القضايا في عالم التفسير وهي قضية الترجيح بين الأقوال وقبل ذلك التوصل للتفسير الصحيح للخطاب القرآني.
وللطبري عبارات مهمة يتضح من خلالها مقصد الطبري من عبارته " الظاهر المفهوم " والتي من خلالها بين أصلا مهما من الأصول التي سار عليها، والتي من خلالها هدف إلى حماية قلمه من أن ينجرف نحو التأويل المذموم.
قال الطبري:
1 - " وغير جائز ترك الظاهر المفهوم من الكلام إلى باطن لا دلالة على صحته " أهـ
2 - " وتأويل القرآن على المفهوم الظاهر للخطاب دون الخفي الباطن منه، حتى تأتي دلالة من الوجه الذي يجب التسليم له بمعنىً خلافَ دليله الظاهر المتعارف في أهل اللسان الذين بلسانهم نزل القرآن أولى " أهـ
3 - " وإنما توجه معاني كلام الله جل ثناؤه إلى الأظهر والأشهر من وجوهها، ما لم يمنع من ذلك ما يجب التسليم له ... وغير جائز حمل كتاب الله تعالى ووحيه جل ذكره على الشواذ من الكلام وله في المفهوم الجاري بين الناس وجه صحيح موجود."أهـ
4 - "وغير جائز أن نحمل معاني كتاب الله على غير الأغلب المفهوم بالظاهر من الخطاب في كلام العرب" أهـ
5 - " وكتاب الله وتنزيله أحرَى الكلام أن يجنَّب ما خرج عن المفهوم والغاية في الفصاحة من كلام من نزل بلسانه " أهـ
ويظهر من عبارات الطبري السابقة شروطا للتأويل الصحيح:
1 - لابد من وجود دليل صارف للكلام من معناه الظاهر إلى الباطن.
2 - ولابد أن يكون الدليل الصارف قويا مسلما به.
وأيضا نستنتج من عبارات الطبري السابقة أنه في حال كان المفهوم الظاهر يحتمل عدة معان، فإن المعنى الأولى بالترجيح هو المعنى الأظهر والأشهر والأفصح من كلام العرب.
وهذه قرينة للترجيح بين المعاني الظاهرة أشار إليها الطبري، فأزال استغرابي من استخدامة لمركب إضافي إذا صح التعبير وهو " المفهوم الظاهر " واستخدامه لمركب إضافي آخر للدلالة على ما يضاد العبارة الأولى وهو " الخفي الباطن ".
والله أعلم وأحكم.
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[26 Jun 2009, 04:11 ص]ـ
جزاك الله خير ياأختي الفاضلة على هذه الفوائد، لكن هل كان هناك مرجع رجعت إليه
في هذا، أم هو من خلال قراءتك في تفسير الطبري.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[26 Jun 2009, 02:47 م]ـ
جزاك الله خير ياأختي الفاضلة على هذه الفوائد، لكن هل كان هناك مرجع رجعت إليه
في هذا، أم هو من خلال قراءتك في تفسير الطبري.
وجزاك الله خيرا أخي الكريم
لم أنقل الكلام من مرجع لكني قرأت مراجع وأفكر في هذا الأمر منذ مدة، وقصة ما كتبت، أني كنت أقرأ في كتاب القطع والظن في الفكر الأصولي، ومن ثم استوقفتني عبارة الطبري، فقلت أبحث في تفسير الطبري عن طريق البحث الدلالي من خلال الموسوعة الشاملة، وقد قرأت كمية لا بأس بها من تفسير الطبري فيما سبق لكنني لم أستقري الكتاب لأكتب ما كتبت. والله أعلم.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[27 Jun 2009, 05:29 ص]ـ
.. وأفكر في هذا الأمر منذ مدة ....
معذرة أختي الكريمة: ماذا تقصدين بتفكيرك في الأمر، أهو منتهي بما تفضلتي بطرحه في الموضوع؟ أم فكرة بحث مستقبلي؟
فإن كان الأخير فأرجو تنبيهي فلدي ما أقوله.
وجزاك الله خيرا على ماطرحته من معلومات قيمة، تتكامل في بعض النواحي وما تم طرحه هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=16416) مما يدلل على أهمية الموضوع، وكبير استشعاركما لذلك.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[27 Jun 2009, 01:13 م]ـ
معذرة أختي الكريمة: ماذا تقصدين بتفكيرك في الأمر، أهو منتهي بما تفضلتي بطرحه في الموضوع؟ أم فكرة بحث مستقبلي؟
فإن كان الأخير فأرجو تنبيهي فلدي ما أقوله.
وجزاك الله خيرا على ماطرحته من معلومات قيمة، تتكامل في بعض النواحي وما تم طرحه هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=16416) مما يدلل على أهمية الموضوع، وكبير استشعاركما لذلك.
جزاك الله خيرا أخي الكريم على هذه الإحالة فلم أرها إلا الآن على أهميتها، أما عن نفسي فقد شعرت بأهمية الموضوع لأني أجبت عن استفسار أحد الأخوة في أحد المنتديات عن شيء يخص هذا الأمر عدى أن هناك موضوعا مميزا في موقع الألوكة يناقش الموضوع في بعض جوانبه، وأيضا بسبب توفر الوقت كنت أستمع لبعض المحاضرات وهناك إشارات لمثل هذا الموضوع، وبما أني اخترت التوقف عن دراستي النظامية إلى إشعار آخر، وددت أن أتفرغ للتأليف، وأظنني قد وجدت ما أردت،والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[29 Jun 2009, 11:17 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم على هذه الإحالة فلم أرها إلا الآن على أهميتها، أما عن نفسي فقد شعرت بأهمية الموضوع لأني أجبت عن استفسار أحد الأخوة في أحد المنتديات عن شيء يخص هذا الأمر عدى أن هناك موضوعا مميزا في موقع الألوكة يناقش الموضوع في بعض جوانبه، وأيضا بسبب توفر الوقت كنت أستمع لبعض المحاضرات وهناك إشارات لمثل هذا الموضوع، وبما أني اخترت التوقف عن دراستي النظامية إلى إشعار آخر، وددت أن أتفرغ للتأليف، وأظنني قد وجدت ما أردت،والله أعلم.
بارك الله فيك وأعانك، وسهل لك عودتك للدراسة النظامية، ونيل أرفع الدرجات العلمية.
وحبذا لو وضعت روابط ما دار من نقاش في المنتديات المذكورة حول الموضوع، وما ترينه ذات صلة وفائدة فيه ليستفاد منها.
وبالتوفيق أختي الكريمة.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[30 Jun 2009, 04:50 ص]ـ
بارك الله فيك وأعانك، وسهل لك عودتك للدراسة النظامية، ونيل أرفع الدرجات العلمية.
وحبذا لو وضعت روابط ما دار من نقاش في المنتديات المذكورة حول الموضوع، وما ترينه ذات صلة وفائدة فيه ليستفاد منها.
وبالتوفيق أختي الكريمة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الدكتور الفاضل جزاك الله خيرا.
قال تعالى:
{وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} (الضحى11)
عندي عدة شهادات علمية راقية في نظري، والحمد لله تعالى.
وما أحتاجه فعلا هو العلم، والعلم رزق من الله، أسأل الله من فضله.
أما عن رابط المناقشة فاعذرني، فهذا رابط لمعرف آخر غير هذا المعرف.
وللفائدة:
ظنية الدلالة ونقد فكرة المعارضات عند فخر الدين الرازي.
http://www.alukah.net/articles/2/6684.aspx?cid=48
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[03 Jul 2009, 03:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الدكتور الفاضل جزاك الله خيرا.
قال تعالى:
{وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} (الضحى11)
عندي عدة شهادات علمية راقية في نظري، والحمد لله تعالى.
وما أحتاجه فعلا هو العلم، والعلم رزق من الله، أسأل الله من فضله.
أما عن رابط المناقشة فاعذرني، فهذا رابط لمعرف آخر غير هذا المعرف.
وللفائدة:
ظنية الدلالة ونقد فكرة المعارضات عند فخر الدين الرازي.
http://www.alukah.net/articles/2/6684.aspx?cid=48
- ماشاء الله وزادك الله رفعة في الدنيا والآخرة.
- أعتذر إن كان ثمة إحراج.
وفقك الله لنيل بغيتك.
- جزاك الله خيرا.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[05 Jul 2009, 10:25 م]ـ
- ماشاء الله وزادك الله رفعة في الدنيا والآخرة.
- أعتذر إن كان ثمة إحراج.
وفقك الله لنيل بغيتك.
- جزاك الله خيرا.
الشيخ الكريم
جزاك الله خيرا، لا إحراج ولكني كالجميع تقريبا، قد أملك معرفات أخرى وما مناسبة الافتخار بعرضها، والموضوع الذي في الألوكة كافي في وجهة نظري.
وللفائدة:
1 - هذا ليس مذهبا خاصا بالطبري،وهو لم يقصد بعبارة "الظاهر المفهوم" وضع اصطلاح لمعنى ما، ولكنه يريد بها معنى (ما يفهم من ظاهر الخطاب) فما يسبق الى ذهن السامع ويتبادر اليه حين سماعه خطابا ما، هو الظاهر الذي يعنيه الطبري،
2 - وليس ذلك الا فيما كان موافقا للوضع الشرعي العادي أواللغوي أو العرفي،
3 - ومتى استعمله المخاطبون في اكثر من معنى أخذ منها بما غلب استعماله وهجر ما ندر تداوله بينهم فأنت حين تسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول (من استجمر فليوتر) لا يتبادر الى ذهنك الا معنى "الاستنجاء" و هذا هو الظاهر، فإن قيل:أراد التطيب والتبخر لم يقبل منه وإن ساعد عليه المعنى اللغوي، لأن عادة الشارع في خطابه استعمال لفظ "استجمر"في المعنى الاول دون الثاني. و كذلك تأويل حديث (أفطر الحاجم والمحجوم) بالدخول في الفطرة والتلبس بها تأويل باطل للمعنى الذي ذكرته اولا. والله الموفق لا اله غيره.
أولا: أشكرك أخي الفاضل على إثراء الموضوع بما أفدت به.
ثانيا: لم أقرر أن الطبري استعمل عبارة "الظاهر المفهوم " كاصطلاح.
ثالثا: ربما يصح أن نقول أنها من قبيل "لغة التفسير" كما يطلق البعض على عبارات الفقاء المشهورة "لغة الفقه"، ويحضرني مثال:
" الدليل إذا تطرق إليه الاحتمال بطل به الاستدلال "
ثالثا: كانت العبارة مفيدة من ناحية بالنسبة لي وهي إبراز أصل من الأصول التي سار عليها هذا الإمام في تفسيره للقرآن الكريم.
رابعا: شدني استخدامه لعبارة الظاهر المفهوم كمركب إضافي، فتوقعت أن في الأمر فائدة.
والله أعلم وأحكم.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1072368#post1072368(/)
شرح مقدمة الطبري لفضيلة الشيخ د / مساعد الطيار في دورة علمية بالمدينة النبوية
ـ[محب القراءات]ــــــــ[26 Jun 2009, 02:46 م]ـ
ضمن دروس الدورة المباركة التي تقام سنويا في بداية الإجازة الصيفية لطلاب الجامعة الإسلامية في جامع البلوي بحي الفيصلية بالمدينة النبوية يلقي فضيلة الشيخ د / مساعد الطيار - حفظه الله - دروسا في التعليق على مقدمة الإمام الطبري في كتابه: جامع البيان عن تأويل آي القرآن.
وذلك من يوم السبت الموافق 4/ 7 / 1430
إلى يوم الخميس الموافق 9/ 7 / 1430
بعد صلاة الظهر بتوقيت المدينة النبوية
الجدير بالذكر أن دروس الدورة منقولة مباشرة عبر موقع البث الإسلامي ( http://www.liveislam.net/)
نسأل الله أن يبارك في علم شيخنا د / مساعد وينفع به.
وشيخنا حفظه الله له جهود مباركة في الدروس العلمية بالمدينة المنورة , فقد شرح مقدمة ابن عاشور كاملة , وشرح غيرها من الدروس , وإليكم بعض الروابط حول هذا الأمر:
مقدمات ابن عاشور في التفسير/ للشيخ مساعد الطيار ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=10813&highlight=%C7%E1%D8%ED%C7%D1)
استمع هنا لدروس الشيخ مساعد الطيار (قسم الكتاب من الموافقات للشاطبي) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=8836&highlight=%C7%E1%C8%E1%E6%ED)
ومن أراد الاستفسار فليتصل على منسق الدورات بمسجد البوي الأخ فيصل العمري ورقمه 00966503182005
ولا يفوتني في هذا المقام أن أشكر فضيلة شيخنا المبارك د / محمد العواجي (وكيل كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة) على جهوده المباركة في إنجاح هذه الدورات العلمية والتنسيق والترتيب لها فأسأل الله أن يبارك في علمه وعمله وينفع به.
كتبه / أبوأسامة
في 3/ 7 / 1430
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[26 Jun 2009, 03:59 م]ـ
مرحبا بالدكتور مساعد الطيار في مدينة الحبيب صلى الله عليه وسلم، وأثني على شكرك لفضيلة الدكتور محمد العواجي على جهوده المباركة بإذن الله في نجاح هذه الدورات، وأشكر أخي الكريم فيصل العمري على حسن التنسيق والمتابعة وأسأل الله لهم الإعانة ...
ـ[محب القراءات]ــــــــ[03 Aug 2009, 02:32 ص]ـ
قام الأخ أبو عبد الرحمن المدني وفقه الله بتلخيص دروس الشيخ د / مساعد , في التعليق على مقدمة الإمام الطبري وأرفقها في ملف ( word) على هذا الرابط ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=84088&posted=1#post84088)(/)
قال الشيخ عبدالرحمن بن ناصرالسعدى: هذه الآية تجمع كل نعيم تتعلق به الأمانىّ
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[26 Jun 2009, 03:06 م]ـ
قال الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدى فى كتابه (فتح الرحيم الملك العلام فى علم العقائد و التوحيد و الأخلاق و الأحكام المستنبطة من القرآن) ص 80:
(و هذه الآية تجمع كل نعيم تتعلق به الأمانى، و تطلبه النفوس و هى قوله تعالى (ذواتا أفنان) و هى جمع فن، لا جمع فنن، أى كل نوع و جنس من النعيم و السرور موجود فيهما،حاصل على أكمل الوجوه و أتمها، و تمام ذلك الخلود الدائم، و النعيم المستمر، و الأفراح المتواصلة التى تزداد على الدوام) انتهى.
ـ[ريان اللويمي]ــــــــ[28 Jun 2009, 02:41 م]ـ
يارب أسكنا جنانك ونعمنا بما نتمنى وفوق مانتمنى
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين يارب
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[01 Jul 2009, 05:46 م]ـ
أفنان جمع فن،فيها خلاف،فقد ذكر القرطبي عن ابن عباس وغيره:أي: ذواتا ألوان من الفاكهة،الواحد فنٌّ.
وقال مجاهد رحمه الله:الأفنان الأغصان،واحدها فنن، قال النابغة:
بكاء حمامة تدعو هديلا ..... مفجّعة على فننٍ تغني
ثم قال: والفن جمعه:أفنان،ثم الأفانين.
لها زمام من أفانين الشجر
رحم الله الجميع.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[04 Jul 2009, 02:26 ص]ـ
آمين
وجزاكم الله خيرا على ما أتحفتمونا به
ومع أني عشت مع هذا الإسم *أفنان* منذ ولدت إلا أني أجد فيه أسرار ومعاني كنت أجهلها كيف لا وهو اسم مذكور في القرآن بل وأثنى الله على جنتيه أنها ذواتا أفنان
فأسأل ربي ألا يحرمني وإياكم جنتان ذواتا أفنان
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[04 Jul 2009, 02:40 ص]ـ
آمين
وجزاكم الله خيرا على ما أتحفتمونا به
ومع أني عشت مع هذا الإسم *أفنان* منذ ولدت إلا أني أجد فيه أسرار ومعاني كنت أجهلها كيف لا وهو اسم مذكور في القرآن بل وأثنى الله على جنتيه أنها ذواتا أفنان
فأسأل ربي ألا يحرمني وإياكم جنتان ذواتا أفنان
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[03 Oct 2010, 12:52 م]ـ
فأسأل ربي ألا يحرمني وإياكم جنتان ذواتا أفنان
اللهم آمين.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[03 Oct 2010, 02:30 م]ـ
لفتة رائعة. تجعل المرء يشتاق لنعيم الجنة. اللهم لا تحرمنا جنتك. ولا تخزنا يوم العرض عليك(/)
دروس علمية
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[26 Jun 2009, 06:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بمشيئة الله تعالى تبدأ غداً سلسلة الدروس العلمية المقامة في جامع البلوي بالمدينة المنورة، وفيها دروس قيمة في مجال التفسير وهي:
من الفترة (4ـ 9/ 7)
درس " شرح مقدمة الطبري" للشيخ الدكتور مساعد الطيار
ووقته بعد صلاة الظهر.
درس "تفسير سورة المؤمنون " للشيخ الدكتور خليل المديفر
ووقته بعد صلاة المغرب.
درس " مختصر قواعد الترجيح عند المفسرين" للشيخ الدكتور حسين الحربي
ووقته بعد صلاة العشاء.
ومن الفترة (11ـ16/ 7)
درس " تدبر القرآن " للشيخ الدكتور عبد الرحمن الشمسان
ووقته بعد صلاة الظهر.
ومن الفترة (13ـ16/ 7)
درس " الظاهر والموؤل في علوم القرآن " دراسة تحليلية.
لفضيلة الشيخ الدكتور فهد الوهيبي.
ووقته بعد صلاة العشاء.
وستنقل الدروس عبر موقع البث الإسلامي وموقع المسك.
ويمكن مراجعة الجدول بتمامه على الربط:
http://saaid.net/news/news.php?id=2030
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[27 Jun 2009, 01:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
جزاكم الله خيرا أخي. وجعل الله لكم هذه الإفادة في صحائف أعمالكم.
ـ[الحاتمي]ــــــــ[28 Jun 2009, 01:13 ص]ـ
حفظك الله على هذه البشارة ..(/)
مناقشة حول قول نافع بن الأزرق:" وهل تعرف العرب ذلك"؟
ـ[أبو المهند]ــــــــ[26 Jun 2009, 06:59 م]ـ
من أنواع علوم القرآن الكريم: معرفة غريبه
ومما ينبغي الإشارة إليه أن مسائل نافع بن الأزرق الموجهة إلى ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أوعب ما ورد في نطاق تبيين الحرف الغريب من القرآن الكريم بالشعر العربي.
فمن طريق عكرمة عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال:" إذا سألتموني عن غريب القرآن فالتمسوه في الشعر فإن الشعر ديوان العرب "
وقد ساق الحافظ السيوطي هذه المسائل بتمامها
ومن أمثلة ما ورد بينهما:
قول نافع لابن عباس:
أخبرني عن قوله تعالى " ونحاس" {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنتَصِرَانِ} {الرحمن35}
قال: هو الدخان الذي لا لهب فيه.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم.
أما سمعت قول الشاعر:
يضيء كضوء سراج السليط ****** لم يجعل الله فيه نحاسا
وقد رد في نطاق السؤال والجواب:
عبارة نافع بن الأزرق سائلا ابن عباس: " وهل تعرف العرب ذلك؟ " قالها مرددا إياها أكثر من سبعين مرة.
ويجيب ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عليه بقوله " نعم، أما سمعت قول فلان ثم يسوق بيتا من الشعر ... كرر حبر الأمة عبارة" نعم أما سمعت قول ..... قرابة مئة وتسعين مرة.
السؤال محل النقاش:
هل نستطيع حمل استفهام نافع " وهل تعرف العرب ذلك؟ " على إنكار معرفة ما جاء به ابن عباس؟
أو من الصواب حمله على الاستفهام المحض لخلو ذهن نافع؟
ولو كان ما قاله نافع على سبيل الاستفهام المحض هل نستطيع حمل جواب ابن عباس " نعم .... " على مجرد الاستشهاد للمعني الذي أتي به لتفسير المفردة القرآنية الغريبة رغم اشتهار هذا المعنى عند العرب في أقوالهم؟
ومن ناحية أخرى هل لنا أن نحمل رد ابن عباس على التبكيت والإعابة لنافع لكونه لم يعلم ذلك المشهور عند العرب رغم عربيته؟
ولي طرح السؤال بمعني آخر: هل قول نافع بن الأزرق "وهل تعرف العرب ذلك" نشم منه عدم معرفة العرب ما جاء به ابن عباس أو عدم اشتهاره في لسانهم، إذ قد جهله العربي في بيئة العرب ويمثل ذلك صدور السؤال من نافع؟
سؤال يحتاج إلى جواب
.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[27 Jun 2009, 04:05 ص]ـ
السؤال محل النقاش:
هل نستطيع حمل استفهام نافع " وهل تعرف العرب ذلك؟ " على إنكار معرفة ما جاء به ابن عباس؟
أو من الصواب حمله على الاستفهام المحض لخلو ذهن نافع؟
.
رعاك الله أستاذنا الحبيب، وجزاك الخير على طرح هذا الإشكال، الذي أرجو أن نخرج من خلال مناقشة إخوتنا الأساتذة في الملتقى له بما يفيدنا فيه وأمثاله من الإشكالات العلمية في علوم الشرع أصولا وفروعا، قضايا ومسائل.
أما إذا سمحتم لي بمداخلة بسيطة، فأقول بفهمي المتواضع مجيبا على استفهامكم الكريم على الاستفهام:
أنه لا هذا ولا ذاك.
منطلقا في فقرته الأولى - مما أنتم أعلم به شيخنا الفاضل - بما اشتهر من الجرأة والمراء الشديد والمجابهة العنيفة والجدال العقيم لدى الخوارج، ونافع أحد زعمائهم، فلا يمكن إذن إذا اعتبرناه إنكارا أن يتوقف عن مصادمة حبر الأمة ويتركه يمضي في مسائله التي قاربت الثلاثمائة مسألة في بعض الروايات.
أما الثانية: فمقدمة المسائل في كثير من الروايات ومنها ما رواه الإمام السيوطي بسنده " أن نافعا ومن كان بصحبته من جماعته قال: "قم بنا إلى هذا الذي يجترئ على تفسير القرآن ما لاعلم له به .. " مما يدل على عقد نيته الواضحة بقصد التنقص من ترجمان القرآن، وإظهار عجزه وقلة علمه أمام الملأ، بل تذكر بعض الروايات كرواية شيخ المفسرين بسنده عن عكرمة رضي الله عنه، وهذا مما يحتاج إلى تبين صحته - ليت من يتفضل ببيانه- أن ابن الازرق عيَّر ابن عباس رضي الله عنه بالعمى وتجاسر على شتمه حسيا ومعنويا في قوله: " يا أعمى البصر، أعمى القلب". فلا يمكن إذن أن يكون خالي الذهن حينها، بل هو استعراض بالمعنى الحديث، ولكن أمام من؟ أمام طود عظيم صحبته دعوة النبي الكريم المشهورة" اللهم فقه في الدين".
ولي طرح السؤال بمعني آخر: هل قول نافع بن الأزرق "وهل تعرف العرب ذلك" نشم منه عدم معرفة العرب ما جاء به ابن عباس أو عدم اشتهاره في لسانهم، إذ قد جهله العربي في بيئة العرب ويمثل ذلك صدور السؤال من نافع؟
(يُتْبَعُ)
(/)
سؤال يحتاج إلى جواب
.
أما هنا فالأمر يحتاج إلى تفصيل كبير لا تستوعبه المساحة المحدودة هنا ولا ما تفرضه من الوقت الممكن، إنما اكتفي -وأنا تلميذكم الفقير الضعيف- في مقابل عمق هذا السؤال وسعته، موجزا، تاركا الإجابة لأربابها، مفسحا المجال -حقا- لمن يعطي القوس باريها من علمائنا ومشايخنا الأفاضل، بالقول:
أن ماطرحه فضيلتكم في فقرته الأولى ينطبق على البعض بحيث لا يستساغ التعميم، فمن الاستحالة بمكان أن يجهل العرب جميع ما ورد من الغريب، مدللا للانطباق بما هو معروف من سعة لسان العرب بحيث لا يحيط بها إلا نبي - على رأي الإمام الشافعي- وما تمثل من حكمة إلاهية ورحمة وسعة على العرب الخُلص متلائما مع بيئتهم وطباعهم في نزول القرآن على سبعة أحرف بخلافها الشاسع الواسع كما تعلمون أستاذنا.
أما فقرته الثانية: فكما قلتم شيخنا الفاضل، وهو وارد بقوة يستفاد فيه بجزئية سعة اللسان العربي، ويضاف إليه التنوع اللفظي الشامل للغات العرب المختلفة والممتدة المتجانسة مع ما أشرنا إليه من الحكمة الربانية المتمشية وعلمه سبحانه بالبيئة المتنزل بها وحيه، بدليل أن المفسرين وعلى رأسهم حبر الأمة يذهبون إلى تفسير هذه الكلمة القرآنية أو تلك بأن معناها كذا في لغة كذا، أو كذا في قبيلة كذا، بمساحة لا بأس بها، وصولا إلى ظهور إشكال المعرب وما تباينت فيه أقوال العلماء من وجود أعجمي في القرآن.
وخلاصة القول: أن ماقام به ابن الأزرق كان تنطعا وزهوا وجرأة كبيرة أعمته في التجاسر بمحاولة تعجيز حبر الأمة والتقليل من شأنه والتنفير عنه.
قابلها رضي الله عنه أولا: بفراسة المؤمن العالم، ففهم مقصده وأدرك بغيته، فأظهر -وماكان لولم يكن ماعلمه من قبح نية ابن الأزرق- شيئا من مقدرته الكبيرة على الحفظ والاستظهار وقوة الاستحضار، وكأنها محاولة ردع استباقية علَّ ابن الأزرق يثوب إلى رشده، واستند في ذلك إلى ما روي أنه رضي الله عنه صحح بيتا لابن الأزرق قاله الأخير متهكما معرضا بترجمان القرآن في إصغائه لفتى لاه من قريش هو عمر بن أبي ربيعة حينا ألقى عليه قصيدته التي تجاوزت ثمانين بيتا، بل وأعاد رضي الله عنه إلقاءها على مسامعه كاملة ولم يكن سمعها من ابن ابي ربيعة إلا في تلك اللحظة.
ثانيا: بين له بعلمه الواسع أحقيته بما وصل إليه من مكانة وما استحقه من ألقاب، هيئته قبلا وهو الغلام أن يجلس مجلسا خاصا بأهل بدر وأكابر الصحابة، فما بالك وهو في آخر حياته حين وقعت هذه المسائل.
ولعلي أختم بفائدة - معتذرا إن نحت بي بعيدا عن لب الموضوع-:
تتمثل في معرفة التحديد الزمني المستفاد من إطلاق اللفظ القبيح والتعيير بالعمى لحبر الأمة، ولما كان رضي الله عنه قد أصيب به في آخر عمره، وقد بدأ في أول حياته بمواقف من مثل ما كنت أدري ما فاطر السماوات وغيره، وبذلك نستدل على القيمة العلمية الكبيرة لهذه المسائل ودورها الفاعل في الإسهام بقوة في تفسير غريب القرآن.
ولكن قد يأتي متسأل ويطعن في صحة هذه المسائل، ولا يمكننا هنا الرد الشافي لأنا قد فصلناه في بحثنا للماجستير، وفعل قبلي وأفضل شيخنا الدكتور المشرف العام الذي نرجو أن يكون في تمام الصحة والعافية، في بحثه القيم للدكتوراة، وغيرنا الكثير، ولكون هذا ليس محل الموضوع، إنما بإيجاز شديد هنالك شواهد كثيرة وروايات عدة تشهد لأصل هذه المسائل وصحة وقوعها.
هذا ما خطر ببالي، وأحببت أن أشارك به، راجيا ألا أكون بفهمي القاصر لم أستوعب قصد فضيلتكم، أو ابتعدت عن مراده، فإن كان كذلك، فكلي شكر وامتنان على جميل التنبه وكريم التوجيه، والله الموفق.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[29 Jun 2009, 01:54 ص]ـ
وخلاصة القول: أن ماقام به ابن الأزرق كان تنطعا وزهوا وجرأة كبيرة أعمته في التجاسر بمحاولة تعجيز حبر الأمة والتقليل من شأنه والتنفير عنه.
أخي الحبيب الشيخ محمد عمر نفعك الله ورفعك وافاض عليك من وافر فضله وأقول:
أحسنتم أحسن الله إليكم ونحن معك في هذه الخلاصة المفيدة الوافية بالغرض ولكن
(يُتْبَعُ)
(/)
هل نستطيع ـ مع نسيان الأشخاص ـ الجزم بأن ما أورده الحبر يندرج تحت عادات العرب وسننهم القولية السائد في تراكيب كلامهم أم أن هذا أمر مظنون لا يرقى إلى درجة اليقين، وما استشهد به الحبر من القريض يدخل في باب علم الخواص المتمكنين من ناصية العربية دون غيرهم.
وما أراه من أسباب طرح ابن الأزرق لمسائله وما تحمله من معنى التحدي العلمي والإعجاز يرجح ـ عندي ـ عدم العلم بأجوبة ابن عباس لدي عامة العرب.
والله الموفق
.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[29 Jun 2009, 07:46 م]ـ
عفوًا، هل صح هذا الأثر أصلاً؟
لم أرَ أن الإمام السيوطي أورد له سندًا و اعتمده، فهل وقفتم له على سند صحيح ثم تناقشتم بصدد المتن؟
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[29 Jun 2009, 08:54 م]ـ
أخي الحبيب الشيخ محمد عمر نفعك الله ورفعك وافاض عليك من وافر فضله وأقول:
أحسنتم أحسن الله إليكم ونحن معك في هذه الخلاصة المفيدة الوافية بالغرض [/ color] ...
.
آمين وإياكم شيخنا الحبيب، وأقدر لفضيلتكم هذه الموافقة التي هي بمثابة وسام علمي رفيع يُفْخَرُ به، فجزاكم الله خيرا.
وما استشهد به الحبر من القريض يدخل في باب علم الخواص المتمكنين من ناصية العربية دون غيرهم. [/ color].
لا شك في ذلك، ولا يخالفك فيه إلا جاهل بعلوم القرآن وفقه اللسان.
ولكن ألا ترى شيخنا الكريم، أن ابن الأزرق داخل في هذه الخاصية، أليس هو السائل المتعنت، المستعرض لعلمه، المعرض ابتداء بجهل حبر الأمة، مع فارق كبير، منه: امتلاكه -رضي الله عنه- للسان قريش المتنزل القرآن به، سكناه بمكة، وما يعينيه ذلك من التعرف على الكثير من اللهجات من زوار البيت العتيق، أو ممن عاد في رحلة الشتاء والصيف. ناهيك عن الدعوة النبوية المباركة.
وما أراه من أسباب طرح ابن الأزرق لمسائله وما تحمله من معنى التحدي العلمي والإعجاز يرجح ـ عندي ـ عدم العلم بأجوبة ابن عباس لدي عامة العرب.
والله الموفق [/ color].
أما فقد فهمت قصدك الآن -أستاذي الفاضل- فما أكمل حلمك، وما أجمل حكمتك، ولكأني بأبي تمام ينظر إليك حين قال:
وتراه يصغي للحديث بطرفه ... وبقلبه ولو أنه أدرى به
وما رجحته حبيبنا هو الصواب، وفعلا هذا علم خاص لا يتقنه إلا سابح من خواص السباحين المهرة في بحر العربية الممتد بلا ساحل، ولما ذكرناه آنفا في حبر الأمة وغيره مما لم نشر إليه، يجعله من خواص الخواص، وأدلل بعد التأكيد على حرصه الشديد في معرفة لغات القبائل -وإن كان لسان قريش قد انتقى أفصحها وأجملها- على وصوله لمرتبة تمكنه من معرفة ما سيقوله العربي قبل قوله، ومن ذاك ماروي أن ابن أبي ربيعة أنشده قائلا في بعض أبياته: تشط غدا دار جيراننا ....
فقال رضي الله عنه: وللدار بعد غد أبعدُ
فقال له: هكذا قلت أفسمعتها.
قال: كلا، ولكن هكذا ينبغي أن تكون. (هذا الحوار بمعناه، لا بنصه).
ولعلكم تأذنون لي هنا بإدراج فائدة، تبرر الاهتمام الكبير والحرص الشديد على الاستماع لبعض شعراء المجون كابن ربيعة وغيره، والإصغاء لقصائدهم الطويلة وما تحويه من كلمات فاحشة غالبا، فأقول- والله أعلم- أن ذلك مرجعه إلى ما بيناه آنفا من حرص الحبر على التعرف على مفردات اللسان العربي، والشعر متربع على القمة العليا في مستوياتها، فكيف إن كان المتحدث شاعرا من قريش، مع مانعرفه من ندرة وجود الشعراء بها.
وقد بينت بحمدالله وتوفيقه الكثير من هذه القضايا في بحثي المتواضع للماجسيتر (أثر الشعر في التفسير)، متمنيا - إن كان ممكنا- من فضيلتكم التكرم بتشريفي بمراجعته، وتقويم ما فيه من أخطاء، وما تتفضلون به من نصائح في بعض مسائله، وأكون شاكرا ممتنا تفضلكم بالموافقة، حتى أطمئن وأدفعه لمن يحقق طباعته لينتفع به إخواني من طلبة العلم إن رأيتم توافر ذلك فيه.
شاكرا لفضيلتكم طرح هذا الإشكال، مثمنا طول البال وحكمة السؤال، مقدرا كريم الاهتمام، ووفق الله الجميع لكل مكرمة وخير.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[29 Jun 2009, 10:16 م]ـ
عفوًا، هل صح هذا الأثر أصلاً؟
(يُتْبَعُ)
(/)
إن قصدت مسائل نافع، فالتفصيل في ذلك يطول، وأرجو أن تعود إلى نهاية المشاركة الثانية فقد أشرنا باقتضاب لذلك ولم نغفله، ونزيدك -أخي الحبيب- أنه: قد تعرض لها جمع غفير من كبار العلماء في مؤلفاتهم، ذكرت في رسالتي المذكورة بعضا منهم، وأكتفي هنا بذكر: مستدرك الحاكم 4/ 245، المعجم الكبير للطبراني 10/ 340، مجمع الزوائد للهيثمي 6/ 303، تفسير عبدالرزاق الصنعاني 3/ 103، تفسير ابن كثير 1/ 449، إيضاح الوقف والابتداء لابن الأنباري 76 - 98، .. الخ، وكم كبير من المعاصرين كالذهبي في النفسير والمفسرون 1/ 57. والإعجاز البياني لبنت الشاطئ 270. ومسائل نافع للدكتور السامرائي .. الخ. ولعل أستاذنا المشرف العام على الملتقى حققها تحقيقا متميزا في رسالته للدكتوراة، يعد من أجود ماكتب فيها.
ولا نغفل أن هنالك إشارة للمسائل عند الإمام البخاري دون إيراد للشواهد الشعرية، ولم يسم نافع ابن الأزرق، إنما سماه الحافظ ابن حجر في شرحه بقوله: " كان هذا الرجل هو نافع بن الأزرق" (فتح الباري: 8/ 419).
وإذا تأملنا أسانيد الروايات - التي يطول ذكرها- نجد أن معظمها إن لم نقل كلها ضعيفة معلولة، وفي سند السيوطي من هو منكر الحديث بحكم البخاري.
ولكن هذا لا يعني عدم وقوع هذه المسائل، إذ ليس في متنها مايستنكر من شواهد شعرية، أو تفسير لمفردة قرآنية، فهي معروفة مشتهرة بين أهل العلم وفي كتب أمهات التفسير، والحديث واللغة، ثم أن ورودها في هذه المراجع المهمة- التي ذكرنا بعضها- وذكر كبار العلماء لها، يؤكد أن لها أصلا، وأنها وقعت لا شك في ذلك، إنما أن تكون بهذا الكم الهائل الذي تجاوز المأتي مسألة واقترب من ثلاثمائة، وبألفاظ تختلف من مصدر لآخر، فهذا مشكوك فيه.
وهي إضافات قد تكون أضيفت بحسن نية، بدليل أنها أثرت هذه المسائل بما صبغته من قيمة لغوية عالية، وفَعَّلَتْ أثر الشعر المهم في التفسير والبيان.
لم أرَ أن الإمام السيوطي أورد له سندًا و اعتمده، فهل وقفتم له على سند صحيح ثم تناقشتم بصدد المتن؟
لا أدري ما تقصد بسنده المعتمد، ولكن ما أعلمه أنه أورد في إتقانه عند حديثه عن (النوع السادس والثلاثون: في معرفة غريبه) وبعد ذكره لدفاع ابن الأنباري القوي لتفسير القرآن بالشعر، قال: قلت: ... إلى قوله: " وأخبرني أبو عبدالله محمد بن علي الصالحي بقراءتي عليه، عن أبي إسحاق التنوخي عن القاسم بن عساكر ... وساق سنده، مستوعبا الكثير من المسائل بهذا السند.
ويمكنك مراجعتها في الاتقان، وقد حرصت على أن آتيك بالنوع بدلا من الصفحة والجزء تسهيلا عليك، نظرا لاختلاف الصفحات تبعا والطبعات.
شاكرا لك مداختك الكريمة اخي يحيى، وجزاك الله خير.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[05 Jul 2009, 08:09 م]ـ
أحسن الله تعالى إليك و غفر لنا ولك
أنا قرأت هذه المسائل بتفصيلها بكتاب الإمام السيوطي و لذلك سألت عن صحة السند الذي ساقه السيوطي بكتابه "الإتقان".
لكنني هنا استفدتُ منكم أن الحافظ ابن حجر عليه رحمة الله تعالى هو الذي قام بتسمية السائل بـ "نافع"، بمعنى أن هذه التسمية - كما تفضلتم - ليست صريحة بالبخاري.
و جزاكم الله خيرًا عن حسن جوابكم(/)
ما هي الفروق في المادة العلمية بين الطبعة الأولى والثانية للتفسير الميسر (المجمع)
ـ[أبو يوسف العباسي]ــــــــ[26 Jun 2009, 07:48 م]ـ
هل نسارع بالحصول على الطبعة الثانية للتفسير الميسر؟ أم نكتفي بالطبعة الأولى؟
وما هي الفروق في المادة العلمية بين الطبعة الأولى والثانية للتفسير الميسر (المجمع)؟
ـ[زيد العنزي]ــــــــ[30 Jun 2009, 01:07 ص]ـ
للرفع لمن عند خبر
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[03 Jul 2009, 07:56 م]ـ
سألت أحد الإخوة في مجمع الملك فهد فأفاد بوجود بعض الفروقات حيث خُصِّصّتْ لجنة علمية لمراجعة الطبعة الأولى والتعديل عليها، وقد أشار معالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف في مقدمة الطبعة الثانية من التفسير الميسر إلى عمل المجمع في هذه الطبعة ...
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Jul 2009, 08:17 م]ـ
نعم أخي الكريم هناك فروقات تستحق أن تعيد شراء التفسير الميسر، وقد أخبرني د. حازم حيدر وهو من القائمين على هذا التفسير في طبعته الثانية خصوصاً أن الفروقات بلغت نسبتها 30 %.
وفق الله الجميع لكل خير.
وقد طلبت من السكرتير تصوير مقدمة الطبعة الثانية ورفعها لكم للاطلاع عليها، والتعديلات التي تمت في الطبعة الثانية، لكنني لاحظت فيها بعض الخلل، فلعله يعيد إصلاح الخلل ونرفعها لكم غداً بإذن الله إن تيسر الأمر.
ـ[الغامدي1]ــــــــ[27 Jul 2009, 06:52 ص]ـ
شيخنا الجليل عبدالرحمن الشهري رفع الله قدركم: التقيت البارحة بفضيلة الدكتور حكمت بشير وسألته عن الطبعة الجديدة للتفسير الميسر وذكر لي أن التعديلات لا تتجاوز 5%.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Jul 2009, 02:15 م]ـ
شيخنا الجليل عبدالرحمن الشهري رفع الله قدركم: التقيت البارحة بفضيلة الدكتور حكمت بشير وسألته عن الطبعة الجديدة للتفسير الميسر وذكر لي أن التعديلات لا تتجاوز 5%.
إنما أنا ناقل فحسبُ، وبإمكانك سؤال د. حازم سعيد حيدر وأحسبه أقرب للتفسير الميسر من غيره، وأستاذنا الدكتور حكمت بشير له مكانته وفقه الله وقد انتقل لكرسي بن لادن للقرآن وعلومه في جدة منذ مدة.
وإن كنتَ أخي الكريم حريصاً على تبين الأمر فخذ الطبعتين بنفسك، وقم بتتبع الفروق بدقة وأفدنا بالنسبة بدقة.
ـ[الراية]ــــــــ[27 Jul 2009, 11:50 م]ـ
أين يباع في مدينة الرياض؟
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[28 Jul 2009, 03:24 ص]ـ
أين يباع في مدينة الرياض؟
بحسب علمي فالتفسير الميسر لا يباع إلا في مركز المبيعات في المجمع، وليت مجمع الملك فهد ينيب وكلاء له في كل منطقة بل حتى في المدينة لصعوبة الوصول له، ولأن دوام المبيعات بحسب علمي في الفترة الصباحية فقط.
ـ[الغامدي1]ــــــــ[29 Jul 2009, 05:22 م]ـ
اشتريت (التفسير الميسر) من مكتبة الشنقيطي بجدة وجوال الأخ حسن هو:0504395716 وسعر النسخة:45 ريالا(/)
عشر أمثالها
ـ[محمد بن إبراهيم الحمد]ــــــــ[27 Jun 2009, 05:14 م]ـ
عشر أمثالها
السخاء خصلة إيمانية، وخلق عظيم فاضل، يقوم على الشعور بأن للمال قيمة تستدعي عَدَمَ الإسراف في إنفاقه، وأن للحياة الفاضلة مطالبَ يُبْذَل في سبيلها المال غير مأسوف عليه؛ فهو بذل ما ينبغي في الوجه الذي ينبغي الإنفاق فيه.
والسخاء يقوم على الرحمة، وقلة الحرص على جمع المال حرصاً يعمي ويصم؛ فلا غرو _إذاً_ أن يكون السخاء متصلاً بفضائل أخرى كالعفو، والحلم، والإنصاف، والتواضع.
فإذا اتصف المرء بالسخاء زكت نفسه، ولانت عريكته، وقاده سخاؤه إلى أن يترقى في المكارم، وأن يتنزه عن المساوئ والمعايب؛ فالسخي قريب من الله، قريب من الناس، قريب من كل خير وبر.
ولقد جرت سنة الله بأن السخي بحق يفوز بالحياة الطيبة، ولا تكون عاقبته إلا الرعاية من الله والكرامة؛ فالجزاء من جنس العمل.
ومما ينبغي أن يعلم أن السخاء ليس مقتصراً على بذل المال فحسب، بل إن مفهومه أوسع، وصوره أعم وأشمل، فيدخل فيه السخاء بالعلم، والجاه، والنصح، والعفو، والتغاضي، والبشاشة، ونحو ذلك.
وليس المقام ههنا مقام بسط لتلك الصور (1).
ثم إن الناس يتفاضلون بالسخاء على قدر هممهم، وإن من أرفع درجات السخاء أن يكون الرجل في حاجة مُلِحَّة إلى ما عنده، فيدع حاجته، ويصرف ما عنده في وجوه الخير، وذلك ما يسمى بالإيثار.
قال _تعالى_ في معرض الثناء على الأنصار _رضي اللَّه عنهم_: [وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ] (الحشر: 9).
وقال _تعالى_ في معرض الثناء على عباده المؤمنين: [وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً (9)] (الإنسان).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "ثم أخبر عنهم بإطعام الطعام على محبتهم له، وذلك يدل على نفاسته عندهم، وحاجتهم إليه.
وما كان كذلك فالنفوس به أشح، والقلوب به أعلق، واليد له أمسك؛ فإذا بذلوه في هذه الحال فهم لما سواه من حقوق العباد أبذل".
قال دعبل الخزاعي:
وليس الفتى المعطي على اليسر وحده ... ولكنه المعطي على العسر واليسر
وقال بعض الشعراء:
ليس جود الفتيان من فضل مال ... إنما الجود للمقل المواسي
وإن مما يحضرني في هذا الشأن قصةً غريبةً سمعتها من صاحبها مراراً، وإليكموها معاشر القراء.
كان لنا جار اسمه عبدالله بن عبدالعزيز العبيدي، وقد أَدْرَكْتُه وهو كبير في السن، وقد توفي صباح السبت 25/ 8/1422هـ عن عمر يزيد على التسعين.
وكان –رحمه الله- رجلاً فاضلاً حكيماً، حسن العشرة والحديث، عاش فترة من عمره في طلب الرزق في الكويت يعمل في البحر مع أصحاب له، ثم رجع إلى مسقط رأسه الزلفي.
وكان هذا الرجل ذا صلاح، وتَأَلُّه، ومُكْثٍ طويل في المسجد؛ فكان يمكث بعد صلاة العصر إلى المغرب أو العشاء، وإذا زاره أحد وحادثه انطلق معه بما يريد.
ولقد حدثني بحادثة حصلت له، وكان أول ما سمعتها منه عام 1410هـ، ثم طلبت منه إعادتها مراراً.
وخلاصتها _كما يقول_: أنه في يوم من الأيام وقبل ما يزيد على أربعين سنة أُدْخِلَتِ الكهرباء إلى مدينة الزلفي، فذهبت إلى شركة الكهرباء، وقلت لهم: إنني أريد أن تصل الكهرباء إلى بيتي، فقالوا: إن قيمةَ إدخالِها مائتا ريال، فرجعت إلى منزلي، وأخذت المبلغ، وكان الوقت وقت صلاة الظهر، فقلت: أصلي، وبعد الصلاة أذهب إلى الشركة؛ لدفع المبلغ.
فلما فرغتُ من الصلاة التفتُّ وإذا بجانبي رجل كبير فقير أعرفه، وأعرف فقره ومسكنته، فقال لي: يا أبا سعود! والله إن الأولاد جياع في البيت، وإنهم لا يجدون ما يسد جوعتهم؛ فأشفقت عليه، وقلت في نفسي: أعطيه مائة، وأعطي الشركة المائة الأخرى، وباقي المبلغ الذي للشركة أعطيهم إياه فيما بعد، فأعطيته مائة، ففرح، ودعا لي، ثم خرجت من المسجد، وتحسست جيبي وإذا بي لا أجد المائة الأخرى، فأدركت أنني أعطيت الرجل المائتين على سبيل الخطأ، فصرت في حِيرة من أمري: هل أرجع إليه، وأقول: إنه لم يكن في نيتي إلا إعطاؤك مائة فحسب؛ فَرُدَّ لي مائة؟ أو أنصرف إلى بيتي، وأَدَعُ التقديم على شركة الكهرباء حتى تتيسر أموري؟
وبينما أنا في ذلك التردد قررت الرجوع إلى المنزل، وإيثار الرجل بالمائتين.
ولما رجعت إلى منزلي وجدت رجلاً في انتظاري عند باب المنزل، وصرت أنظر إليه، وأحاول التعرف عليه، فلما رآني مقبلاً تقدم إليَّ بحرارة، وشوق؛ فلما اقترب مني، وسمعت صوته عرفته؛ فهو صاحب لي أيامَ كنت أعمل في البحر في الكويت، وهو من التجار، ومن أهالي القصيم، ولم أرَه منذ خمس وعشرين سنة؛ فعانقته، وفرحت به، وألححت عليه بدخول المنزل؛ لتناول الغداء، فقال: أنا في عجلة من أمري، فقد مررت في الزلفي، فخطرتَ في بالي، فسألتُ عنك، فدلوني على بيتك، وجئت للسلام عليك، فحاولتُ معه؛ كي يتناول الغداء، فلم أفلح إلا بموافقته على تناول القهوة فحسب.
ولما همَّ بالانصراف ودَّعته، فأعطاني مظروفاً لم أنظر ما فيه إلا بعد أن غادر، فلما فتحته وجدت فيه هدية، وهي عبارة عن مبلغ ألفي ريال؛ ففرحت بها أيما فرح؛ لما وجدتُ من الخلف من الله، ثم سدَّدتُ قيمة دخول الكهرباء، وتمتعت بباقي المبلغ دهراً طويلاً؛ إذ كان يعدل في ذلك الزمن الشيء الكثير.
وبعد أن قص علي القصة قلت له: يا أبا سعود، الحمد لله أنك أعطيته المائتين، ولم تعطه مائة، ولو أعطيته مائة لربما لم يأتك إلا ألف.
فضحك، وقال: الحمد لله، وفضل الله واسع؛ فله الفضل والمنة.
فهذه القصة ترينا شيئاً من فضل الله _عز وجل_ وأن الجزاء من جنس العمل، بل إن ما عند الله خير وأبقى، وأن ما يدفع من السوء قد يكون أعظم مما يأتي من الخير؛ فالعوض من الله أنواع كثيرة لا يعلمها إلا هو _عز وجل_.
**********************
(1) لقد يسر الله بيان ذلك بشيء من البسط في كتاب الهمة العالية للكاتب ص166_182.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[27 Jun 2009, 10:39 م]ـ
وصدق الله " وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين"
لكن أين اليقين
شكر الله لك دكتور محمد هذه اللفتة.
ـ[ريان اللويمي]ــــــــ[28 Jun 2009, 01:38 م]ـ
الله يجزاك خير شيخنا الفاضل
ـ[إيمان]ــــــــ[28 Jun 2009, 11:07 م]ـ
ذكرني هذا المقال بقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: " قال الله تعالى: أنفق ياابن آدم ينفق عليك "
فمتى استشعر المنفق الخلف والبركة التي تعقب النفقة فلن يتردد في البذل والعطاء ابتغاء مرضاة الله تعالى
بارك الله فيكم د. محمد على هذه الوقفات القرآنية التربوية الإيمانية ..(/)
نظرات في مفهوم الحوار في القرآن الكريم
ـ[محمد البويسفي]ــــــــ[27 Jun 2009, 08:11 م]ـ
نظرات في مفهوم الحوار في القرآن الكريم
د. الشاهد البوشيخي
بسم الله الرحمان الرحيم و صلى الله و سلم على سيدنا محمد و على آله و صحبه، و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم، ربنا آتنا من لدنك رحمة و هيئ لنا من أمرنا رشدا، اللهم انفعنا بما علمتنا و علمنا ما ينفعنا و زدنا علما، اللهم افتح لنا أبواب الرحمة
و انطقنا بالحكمة و اجعلنا من الراشدين فضلا منك و نعمة.
أيها الأحبة مدار هذه الكلمة المتواضعة المعنونة بنظرات في مفهوم الحوار في القرآن الكريم، مدارها على النقط التالية:
مقدمة في الخصوصية الدلالية للألفاظ في القرآن الكريم.
النظرة الأولى: في ورود اللفظ في القرآن الكريم.
النظرة الثانية: في معنى الحوار في المعاجم العربية.
النظرة الثالثة: في مكونات مفهوم الحوار في القرآن الكريم
النظرة الرابعة: في علاقة الحوار بمرادفاته في القرآن الكريم
النظرة الخامسة: في كون الحوار فضاء أفسح للتواصل
ثم خاتمة في ضرورة التعاون العلمي و المالي على مشروع المعجم المفهومي للقرآن الكريم.
أيها الأحبة: أبدأ بالتنبيه على أن هذه الكلمة هي مجرد تأملات أولية في الآيات التي تضمنت لفظ الحوار كما وردت في القرآن الكريم، ثم إنها لم تكد تتجاوز ما يفهم من هذا اللفظ، حيث ورد في كتاب الله عز وجل،
مقدمة في الخصوصية الدلالية للألفاظ في القرآن الكريم: هذا الكتاب كما تعلمون أنزل بلسان عربي مبين، الألفاظ التي استعملها و الجمل و التراكيب والأساليب و كل ذلك من البيان العربي، لكن هذا الكتاب انطلق من الألفاظ بدلالتها المعروفة المألوفة لكنه منذ بدأ نزوله حتى انتهاء نزوله ضمن الألفاظ مفاهيم و وضعها في سياقات بعينها جعلها في النهاية تنتقل دلاليا من المعاني التي كانت لها في اللسان العربي إلى آفاق جديدة إلى مفاهيم جديدة تنسجم مع هذه الرؤية الشمولية الربانية التي جاءتنا من الله جل جلاله و التي يجب أن نستدرجها بين جنوبنا و نصدر عنها في كل ما نأتي و ما نذر، لذلك فالألفاظ و إن كانت عربية و توجد في المعاجم العربية و في الكتب العربية إلا أن درسها الحقيقي ينبغي أن يتركز بعد التعريج على كل ذلك و استيعاب كل ذلك، ينبغي أن يتركز على استعمالاتها في القرآن الكريم لتستخلص الخصوصيات الدلالية لهذه الألفاظ ليتمهد الطريق إلى فقه عالم القرآن بصفة عامة.
النقطة الأولى: في ورود اللفظ في القرآن الكريم
مادة هذا اللفظ وردت أربع مرات مما له صلة بموضوعنا، ورد الفعل المضارع الثلاثي،في قوله جل جلاله بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه، فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا و ينقلب إلى أهله مسرورا، و أما من أوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا، و يصلى سعيرا، إنه كان في أهله مسرورا، إنه ظن أن لن يحور، بلى إن ربه كان به بصيرا) ظن أنه لن يحور: ظن أن لن يرجع.
في سورة الكهف في قصة صاحب الجنتين: (و اضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب و حففناهما بنخل و جعلنا بينهما زرعا كلتا الجنتين آتت أكلها و لم تظلم منه شيئا و فجرنا خلالهما نهرا و كان له تمر فقال لصاحبه
و هو يحاوره أنا أكثر منك مالا و أعز نفرا و دخل جنته و هو ظالم لنفسه ...... )
إلى أن يقول العبد المؤمن الصالح في جواب هذا المغتر: (قال له صاحبه و هو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم سواك رجلا لكنا هو الله ربي و لا أشرك بربي أحدا و لولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله إن ترن أقل منك مالا و ولدا فعسى ربي أن يوتيني خيرا من جنتك و يرسل عليها حسبانا من السماء فتصبح صعيدا زلقا أو يصبح ماؤها غورا فلن تستطيع له طلبا) و كانت هذه النتيجة (و أحيط بثمره)
بعد هذا وردت أيضا في سورة المجادلة في الآية الأولى: (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها و تشتكي إلى الله
(يُتْبَعُ)
(/)
و الله يسمع تحاوركما) إذن ورد:" يحور"، و "يحاور" مرتين و تحاوركما مرة واحدة، معناه أن هذه المادة وردت أساسا في الصورة الفعلية في صورة الثلاثي و صورة الرباعي "حاور " التي منها، و لا بأس أن أقول إن الحوار هذا اللفظ لم يرد هكذا بهذه الصيغة في القرآن الكريم و هو في المعاجم العربية هو اسم من المحاورة و هو قياسيا أيضا مصدر الفاعل التي لها مصدران مشهوران المفاعلة و الفعال كالمقاتلة و القتال، و هو أيضا اسم من حار يحور كذلك.
فأيضا الحوار له صلة بهذه المادة الثلاثية الأصل.
و" التحاور" هذا الخماسي هكذا وردت المادة في الصورة الفعلية و في الصورة الاسمية و لا بأس من الإشارة إلى أن ورود المادة في الصورة الفعلية يعني فيما يعني اشتغال القرآن بالجانب العملي لا بالجانب النظري، و كثيرا ما حدث هذا في عدد من المفاهيم.
النظرة الثانية: في معاني الحوار في المعاجم العربية
مداره على ثلاثة معاني، يقول ابن فارس: الحاء، و الواو، و الراء، في المقاييس ثلاثة أصول لا يعنيني الأول، أحدها ..... ، و الآخر الرجوع و الثالث أن يدور الشيء دورانا.
المدار في الحقيقة على ثلاثة معان هي الرجوع، و لكنه نوع من الرجوع خاصة نص عليه في بعض المعاجم كقول صاحب اللسان: "و أصل الحوار، الرجوع إلى النقص" ليس رجوعا مطلقا، بل الرجوع الذي يكون من درجة فيها زيادة إلى درجة فيها نقص، و لذلك قال صلى الله عليه و سلم في الحديث المشهور، في دعائه المشهور: (اللهم إني أعوذ بك من الحور بعد الكور) الكور: الذي يكون للعمامة، و الحور: الذي يأتي عكس ذلك
و هذا له صلة بمعنى المحاورة أيضا، لأن أي محاور ينطلق من محاولة الوصول .... – و سيأتي هذا في الهدف –إلى أمر عمليا يدخل فيه النقصان على الطرف الثاني و تكون عنده زيادة من جانبه، فهذا الرجوع، هذا المعنى الذي هو الرجوع و لا سيما إلى النقصان هذا معنى بارز للمادة، كذلك معنى الدوران الذي منه المحور كذلك معنى بارز للمادة، كذلك معنى التردد، و هذا الذي وقف عنده الراغب خاصة الراغب الاصفهاني في المفردات – هو معنى التردد، الشيء يتردد بين شيئين بصفة عامة يتردد بين حالين.
هذا المعنى هو الذي جعل منه المحاورة و فسرها بالمرادة في الكلام، يرد أحدهما على الآخر، و كل واحد منهما يكون له موقف بعينه و هذه المعاني من الناحية العملية بصفة عامة في الحقيقة يعني تتكامل فيما بينها، إذا أحببت أن تضع خطا جامعا لها يمكنك أن تفعل ذلك لأن هذا التردد يدور بين الطرفين.
النظرة الثالثة: في مكونات مفهوم الحوار في القرآن الكريم، انظر إلى هذا النقطة من خمس جهات:
- من جهة مادة الحوار: إذا تأملنا في هذه الآيات التي وردت فيها المادة بصفة عامة خصوصا مادة – يحاور-
و–التحاور-، و التحاور بصفة عامة التي لها صلة لصيقة و قوية بموضوعنا الذي نحن فيه، أما الأخرى فعامة.
أقول في المادة: مادة هذه المحاورة و هذا الحوار، نجدها في القرآن الكريم كلامية، دائما هناك قول: الحوار نتيجة قول سواء وقفنا عند آية التحاور (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها و تشتكي إلى الله و الله يسمع تحاوركما) هذا التحاور كان قوليا، و كان أساسا بين رسول الله صلى الله عليه و سلم و الصحابية الجليلة خولة بنت خويلد، كذلك (قال له صاحبه و هو يحاوره) بمعنى: القول موجود و ضمن القول كان هذا الكلام الذي قصه الله علينا لأن الجملة الحالية –
قال له و هو يحاوره –معناه أنه قال كلاما آخر ضمن الحوار، لكن من ضمن ما قال مما استحق أن يضعه الله عز و جل في البؤرة، في بؤرة ما ينبغي الاعتبار به مما الحاجة إليه في إرشاد الناس و هذا هو ما قصه الله علينا في الكلام الأول، ثم ما قصه الله علينا في الكلام الثاني و هو يجيب الأول، لكن التعبير ب (و هو يحاوره) معناه كلاما كثيرا كان بينهما، لكن من ضمن هذا الكلام اختار الله تعالى هذه الجمل و هذه الأقوال بالتحديد، طيب فالمادة أساسا يعني هو من مكوناته الكلامية في الصنع، من مكوناته أيضا التي لا يكون حوار بدونها لا يتصور وجود حوار يدون هذا هي الثنائية، فعلا في (قال له و هو يحاوره)، الأولى، و الثانية (يسمع تحاوركما) لكن هذه الثنائية ا لا تفيد الحصر، بل يمكن أن يكون التعدد،
(يُتْبَعُ)
(/)
و لا بأس أن أذكر هذا الحديث الذي ساقه الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في كتاب عمدة التفسير الذي يعنيني منه: (و لما بلغ رسول الله خمس و ثلاثين سنة اجتمعت قريش لبنيان الكعبة، هذا الحديث طويل مما فيه: (حتى إذا انتهى إلى الأساس أفضوا إلى حجارة خضر ....... أخذ بعضها ببعض ثم إن القبائل من قريش جمعت الحجارة لبنائها كل قبيلة تجمع على حدة ثم بنوها حتى بلغوا البنيان موضع الركن، فاختصموا فيه كل قبيلة تريد أن تضعه دون الأخرى حتى تحاوروا بالجمع – و تخالفوا و أعدوا للقتال ...
فإذن دائما الحوار بين أطراف، طرف طرفان على الأقل في الرأي، مما يستفاد دائما الحوار يكون بين مختلفين لا في الحديث و لا في القرآن، أحاديث الحوار بصفة عامة، فهذا الحديث الصحيح في الإمام البخاري: (كانت بين أبي بكر الصديق و عمر محاورة فأغضب أبو بكر عمر فانصرف عن عمر مغضبا فاتبعه عمر .... )
الحوار من جملة مكونات مفهومه الاختلاف و لكن مع هذا الاختلاف الاستقلالية في رأي الطرفين لكل طرف رأيه الخاص المختلف عن الآخر المستقل، كذلك في الهدف إذا نظرنا إلى نوع المكون في الهدف هناك مسألة الإقناع بوجهة نظر، دائما المحاور له هدف في حواره، هو أنه ينطلق باستقلال من وجهة نظره يهدف إلى أن يقنع الآخر بوجهة نظره.
الأسلوب كما في الأسلوب أيضا التبعية لنوع الشخصية، لأننا إذا حللنا حوار الذي قال: (أنا أكثر منك مالا و أعز نفرا، و الآخر قال: (أكفرت بالذي خلقك من تراب) إذا حللته تجده أسلوب الداعية الحكيم المؤمن.
النقطة الرابعة: في علاقة الحوار بمرادفاته في القرآن الكريم عندنا اللفظان المشهوران: الحجاج و الجدال.
الحجاج لم يرد في القرآن كله إلا خصومة بباطل من مبطل، و قد نص على هذا ابن عاشور، لكن من تتبع الآيات يجد أنه لم يثبت في القرآن كله لنبي أو عبد صالح.
الذين يحاججون بصفة عامة في القرآن من حيث مصدره من يحاجج بصفة عامة هو المبطل و يحاجج في باطل.
لفظ الجدال، الخصوصية التي تميزه، الجدال استدلال بقصد الدفاع و الغلبة، لذلك ربطه البعض بمعنى الجدل و الجدالة هي الأرض، يعني ألقاه على الجدالة صرعه على الأرض الصلبة.
الحوار أعم من كل ذلك و ليس من شرط وجوده وجود ما تقدم، المعاني التي توجد في الجدال و الحجاج قد لا توجد في الحوار.
النقطة الخامسة و الأخيرة: في كون الحوار الفضاء الأفسح للتواصل ننظر إليه من ثلاث زوايا في تلك الآيات: بين مريد الآخرة و مريد الدنيا، هل يكون الحوار، و بين المؤمنين أنفسهم ذكرانا و إناثا كما في سورة المجادلة، و بين الرؤساء و المرؤوسين كما في حال سورة المجادلة أيضا كل ذلك.
و أخيرا خاتمة: في ضرورة التعاون العلمي و المالي على مشروع المعجم المفهومي للقرآن الكريم.
القرآن الكريم باختصار بحاجة ماسة إلى دراسة لألفاظه من جديد تستوعب جهود الأقدمين لا في كتب التفسير، و لا في كتب المفردات و غريب القرآن، و لا في غير ذلك من جهود المعجميين بصفة عامة الذين جزاهم الله خيرا ما انفصلوا عن لغة القرآن كما ينعق بعض الناعقين اليوم ليفصلوا الأمة عن لغة القرآن هذا ما كان و ما ينبغي أن يكون.
بعد ذلك الاستيعاب ينبغي تركيز النظر بمنهجية حقيقية مثل ما هو موجود في معهد الدراسات المصطلحية –منهجية خاصة لدراسة الألفاظ في القرآن الكريم نفسه – لاستخلاص الدلالة الخاصة بكل لفظ، وفق الأنساق التي لها في بنية القرآن البنية المفهومية للقرآن الكريم و بالله التوفيق و و رحمة الله.(/)
من أسرار النظام العددي في القرآن الكريم
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[27 Jun 2009, 10:53 م]ـ
من أسرار النظام العددي في القرآن الكريم
ماذا نعني بالنظام العددي: هو استخدام القرآن لأعداد محددة للدلالة على أعداد الآيات في سوره، وكذلك للدلالة على أعداد الكلمات والحروف في تلك الآيات.
نظام أعداد الآيات:
الحقيقة الأولى التي يجب أن يعرفها الجميع عن النظام العددي في القرآن أن العدد 114 وهو العدد الذي اختاره الله عددا لسور كتابه الكريم هو أساس جميع العلاقات الرياضية بين سور القرآن وآياته. وهذا دليل على أن ترتيب القرآن هو ترتيب إلهي قد تم بالوحي، لاستحالة أن يأتي ذلك مصادفة، ولأن واقع المصحف يؤكد ذلك ..
الأعداد المستخدمة أعدادا للآيات في سور القرآن:
عدد الأعداد المستخدمة أعدادا للآيات في سور القرآن هو 77 عددا لا غير وهي مجموعتان:
64 عددا من بين سلسلة الأعداد (1 – 114)
13 عددا من خارج السلسلة (أي أكبر من العدد 114).
الأعداد الـ 64: يتألف العدد 114 من مجموعتين من الأعداد:
57 عددا فرديا، وقد استخدم القرآن من بينها 32 عددا وترك 25.
57 عددا زوجيا، وقد استخدم القرآن من بينها 32 عددا وترك 25.
(تأملوا حالة التماثل في الأعداد المستخدمة، إنها الحقيقة الموجودة في المصحف الذي بين أيدينا .. وعلى الذين يصرون أن ترتيب سور القرآن وأعداد آياته هو مما اصطلح عليه الصحابة – مجردا من التوجيه الإلهي – أن يفسروا لنا حالة التماثل هنا، وهي واحدة من حالات).
إذن لدينا 50 عددا من بين الأعداد الـ 114 لم يستخدم القرآن أي عدد منها للدلالة على أعداد الآيات في سوره. كان كافيا استخدام عدد واحد (ويتم ذلك بزيادة آية أو نقصان آية في إحدى سوره – فصل آية إلى اثنتين أو دمج اثنتين في واحدة) من بين الأعداد الخمسين لإخفاء هذا النظام وتدميره. فلماذا لم يحدث ذلك؟
كيف يكون العدد 114 أساسا لهذا النظام؟
العدد 114 = 19 × 6، ونستنتج هنا أن 19 – 6 = 13 (أي أن العدد 19 هو عبارة عن مجموع العددين 6 و 13. وأن 13 – 6 = 7، أي أن العدد 13 يتألف من العددين 7 و 6. هذه العلاقة طبيعية في العدد ولا مجال للتشكيك فيها.
والآن لنتأمل ولنتدبر: عدد الأعداد الفردية المستخدمة في القرآن أعدادا للآيات، وكذلك عدد الأعداد الزوجية المستخدمة هو 32 أي 19 + 13.
(يا أهل القرآن، يا معارضي الإعجاز العددي تأملوا: 19 + 13؟؟؟؟؟؟ أما آن لكم أن تدركوا لماذا كان عدد حروف أول آية في القرآن (البسملة) 19 حرفا، وآخر آية (6 الناس) 13 حرفا؟)
عدد الأعداد الفردية غير المستخدمة، وكذلك عدد الأعداد الزوجية هو 25، أي 19 + 6
عدد الأعداد المستخدمة من خارج السلسلة هو 13، أي 19 – 6.
هذا يعني أن استخدام القرآن لـ 32 عددا فرديا، و 32 عددا زوجيا، وتركه لـ 25 عددا فرديا، و 25 عددا زوجيا، واستخدامه لـ 13 عددا من خارج السلسلة .. كل ذلك جاء وفق العلاقات الطبيعية المجردة في العدد 114.
ورغم أن هذه الحقيقة صحيحة مائة بالمائة، وهي الحال الموجودة في المصحف فقد أودع القرآن في سوره من الأسرار ما يؤكد هذه الحقيقة ..
وأول هذه الأدلة القاطعة نجدها في سورتي الفرقان والسجدة ..
لماذا سورتا الفرقان والسجدة؟
لأن سورة الفرقان هي السورة رقم 25 (أي أن رقم ترتيبها هو عدد الأعداد غير المستخدمة)، ولأن سورة السجدة هي السورة رقم 32 (أي أن رقم ترتيبها هو عدد الأعداد المستخدمة) ..
في هاتين السورتين نجد الدليل المؤكد لعدد الأعداد المستخدمة .. لم يخزن الدليل في السورة رقم 18 مثلا. الدليل الآخر نجده في سورة الرعد .. لماذا سورة الرعد؟ لأنها السورة رقم 13 ..
الدليل الثالث والرابع والخامس والسادس ... كل ذلك موجود في ترتيب سور القرآن ..
وما زال البعض يخرفون ويزعمون أن ترتيب القرآن هو مما يمكن إيجاد مثله في أي كتاب حتى في كتاب ألف ليلة وليلة، وآخرها في ما تم نشره في هذا الملتقى من مواضيع متفرقة ..
يعني لو جمعنا ما يكتب في هذا الملتقى سنجد ترتيبا محكما يماثل ترتيب القرآن الكريم؟!
هل رأيتم ما هو أسخف من هذه المزاعم؟ وممن؟ إنها صادرة من أناس يتزعمون الدفاع عن القرآن وحمايته من القائلين بإعجازه العددي ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[01 Jul 2009, 09:32 ص]ـ
............
عرفنا أن عدد الأعداد المستخدمة في القرآن للدلالة على اعداد الآيات في سوره هو 77 عددا لا غير.
كما تلاحظون هذا العدد من مضاعفات الرقم 7. فهو يساوي 11 × 7.
السؤال هنا:
ما عدد الأعداد المستخدمة في النصف الأول من القرآن، أي في السور الـ 57 الأولى في ترتيب المصحف؟ وما عدد المستخدمة في النصف الثاني؟
الجواب:
عدد الأعداد المستخدمة في النصف الأول هو 49 عددا، أي عدد من مضاعفات الرقم 7 (49 = 7 × 7).
وبذلك يكون عدد المستخدمة في النصف الثاني 28 عددا، أي 4 × 7.
لقد تمت قسمة العدد 77 إلى عددين كلاهما من مضاعفات الرقم 7؟!
هل جاءت هذه القسمة مصادفة؟
هل أحصى الصحابة الأعداد المستخدمة في القرآن وقسموها على هذا النحو؟
أم أن هذه القسمة دليل على أن ترتيب القرآن بسوره وآياته هو من عند الله؟
لماذا لم يتم قسمة العدد 77 إلى العددين 42 و 35 مثلا؟ فكلاهما من مضاعفات الرقم 7؟
لماذا العددان 49 و 28؟ ما السر هنا؟
لاحظوا: لا توجد سورة في القرآن مؤلفة من 10 آيات أو من 16 آية أو من 23 آية ........ افترضوا وجود سورة من واحد من هذه الأعداد، سيزيد عدد الأعداد المستخدمة واحدا، ولن يكون بالامكان قسمة عدد الأعداد المستخدمة على النحو السابق ..
مسألة أخرى: هناك أعداد استخدمت في سور النصف الأول من القرآن وفي النصف الثاني، مثلا: سورة الفاتحة عدد آياتها 7، وهناك سورة الماعون في النصف الثاني من القرآن، عدد آياتها 7 .. ماذا لو استثنينا هذه الأعداد واعتبرناها لسور النصف الثاني؟ ماذا يعني اكتشافنا لمزيد من الاحكام في هذه الأعداد؟
ويقول بعض (؟) من المسلمين إن مثل هذا الاحكام هو مما يمكن ايجاده في اي كتاب. وأنا أقول دلوني على هذا الكتاب واثبتوا أنكم لا تخرفون ولا تهرفون بما لا تعرفون.
ـ[عبدالله عبدالرحيم]ــــــــ[01 Jul 2009, 07:10 م]ـ
ويقول بعض (؟) من المسلمين إن مثل هذا الاحكام هو مما يمكن ايجاده في اي كتاب. وأنا أقول دلوني على هذا الكتاب واثبتوا أنكم لا تخرفون ولا تهرفون بما لا تعرفون.
سؤالي يا أخي الفاضل: ألا تستطيع أنت الآن أن تؤلف كتاباً، يحتوى على 114 فصلاً ويكون عدد المقاطع في كل فصل لا يخرج عن 77 عدداً، وتكون الأعداد المستخدمة في النصف الأول من كتابك 49 عدداً ... وهكذا إلى نهاية الأرقام والمضاعفات التي ذكرتها؟
إن كان الجواب بنعم، لم تكن هذه الأرقام معجزة.
ولا حظ أنك في المقابل لن تستطيع أن تأتي بمثل سورة الكوثر في بلاغتها و إعجازها وهذا الذي تحدى الله تعالى به العرب. فهذا هو الفرق الذي تسأل عنه دائماً بين الإعجاز البلاغي في القرآن، وماتذكره من الإعجاز العددي.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[02 Jul 2009, 01:40 ص]ـ
سؤالي يا أخي الفاضل: ألا تستطيع أنت الآن أن تؤلف كتاباً، يحتوى على 114 فصلاً ويكون عدد المقاطع في كل فصل لا يخرج عن 77 عدداً، وتكون الأعداد المستخدمة في النصف الأول من كتابك 49 عدداً ... وهكذا إلى نهاية الأرقام والمضاعفات التي ذكرتها؟
إن كان الجواب بنعم، لم تكن هذه الأرقام معجزة.
.
أهذا كل ما علق في ذهنك مما كتبناه عن إعجاز الترتيب القرآني؟
مشكلتك أيها الفاضل، ومن يرون الاعجاز العددي في القرآن كما تراه، أنكم تنظرون إليه من (خرم الإبرة) فلا ترون منه إلا آخر عدد تسمح به (الإبرة)، ولا تتذكرون سواه ..
أنتم كمن ينتزع قطعة بسيطة من لوحة الكمبيوتر ويقول أنا أستطيع أن أصنع مثل هذه، فأين هي التقنية في هذا الجهاز؟ وينسى أن هناك مائة قطعة اخرى وأكثر، كلها تعمل بصورة منفردة وبصورة مجتمعة وفق نظام محكم ..
إعجاز القرآن العددي ليس على هذا النحو الذي تتخيله، ولو كان كذلك لما كان إعجازا.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[02 Jul 2009, 02:00 ص]ـ
............
قلنا في مشاركة سابقة، لقد تمت قسمة العدد 77 (عدد الأعداد المستخدمة اعدادا للآيات في سور القرآن) بين نصفي القرآن إلى:
49 عددا استخدمت في النصف الأول من القرآن (السور من 1 - 57)
28 عددا في النصف الثاني.
لنلاحظ أولا: إن استخدام 77 عددا للدلالة على أعداد الآيات في 114 سورة، يعني أن هناك 37 سورة عدد الآيات في كل منها هو تكرار لأحد الأعداد المستخدمة.
والآن لنتأمل السر التالي في قسمة العدد 77 إلى العددين 49 و 28: (ولعلها تكون مشاركتي الأخيرة):
إن صف العددين 49 و 28 يعطينا العدد 2849.
ما وجه الاعجاز العددي هنا؟
العدد 2849 يساوي: 77 × 37.
تأملوا العددين جيدا:
77 هو عدد الأعداد المستخدمة.
37 هو عدد السور التي استخدمت فيها الأعداد المكررة
77 + 37 = 114 عدد سور القرآن.
ويعطينا صف العددين 28 و 49 العدد 4928.
هذا العدد يساوي 77 × 64.
77 عدد الأعداد المستخدمة.
64 عدد الأعداد المستخدمة من السلسلة 1 - 114
77 - 64 = 13 عدد الأعداد المستخدمة من خارج السلسلة (أكبر من العدد 114).
والسؤال: هل يمكن قسمة العدد 77 بصورة أكثر إحكاما من هذه القسمة الموجودة في القرآن الكريم؟
وليس هذا هو كل شيء ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[02 Jul 2009, 01:13 م]ـ
فهذا هو الفرق الذي تسأل عنه دائماً [/ color] بين الإعجاز البلاغي في القرآن، وماتذكره من الإعجاز العددي.
متى رأيتني أسأل عن الفرق - دائما - بين الاعجاز البلاغي والعددي؟
على أي حال:
هل يمكن صياغة سورة الكوثر بأسلوب آخر أفضل مما هي عليه في القرآن؟ الجواب: لا.
ونطرح السؤال نفسه: هل يمكن قسمة العدد 77 (عدد الأعداد المستخدمة في القرآن أعدادا للآيات في سور القرآن) بصورة أفضل مما هي عليه في القرآن؟
الجواب: لا.
ـ[عبدالله عبدالرحيم]ــــــــ[02 Jul 2009, 09:19 م]ـ
على أي حال:
هل يمكن صياغة سورة الكوثر بأسلوب آخر أفضل مما هي عليه في القرآن؟ الجواب: لا.
ونطرح السؤال نفسه: هل يمكن قسمة العدد 77 (عدد الأعداد المستخدمة في القرآن أعدادا للآيات في سور القرآن) بصورة أفضل مما هي عليه في القرآن؟
الجواب: لا.
قال الله تعالى: (و إن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين) البقرة 23
ولم يقل: فأتوا بسورة أفضل منه.
فالتحدي أن يأتوا بمثل القرآن، وقد ذكرت لك أنك تستطيع أن تؤلف كتاباً يجمع جميع ماذكرت من أرقام في هذا المنتدى، ولكنك لن تستطيع أن تأتي بمثل سورة الكوثر.
فسؤالك خطأ من أوله، ومراوغة عن إجابة سؤالي. عفا الله عني وعنك.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[02 Jul 2009, 11:36 م]ـ
رحم الله الإمام الشافعي القائل: ما ناقشني عالم إلا غلبته، وما ناقشني جاهل إلا غلبني.
ـ[عبدالله عبدالرحيم]ــــــــ[03 Jul 2009, 05:57 ص]ـ
سامحك الله.
ـ[ Amara] ــــــــ[28 Jul 2009, 07:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب عبد الله عبد الرحيم، و بقية الأخوة الأفاضل، السلام عليكم ورحمة الله و بركاته،
جاء في كلام الأخ عبد الله عبد الرحيم
ألا تستطيع أنت الآن أن تؤلف كتاباً، يحتوى على 114 فصلاً ويكون عدد المقاطع في كل فصل لا يخرج عن 77 عدداً، وتكون الأعداد المستخدمة في النصف الأول من كتابك 49 عدداً ... وهكذا إلى نهاية الأرقام والمضاعفات التي ذكرتها؟
إن كان الجواب بنعم، لم تكن هذه الأرقام معجزة.
و الذي أراه أنك لا تستطيع، و لا أحد غيرك يستطيع .. و أتحداك و أتحدى غيرك أن يأت أحدكم بذلك .. لأني أراك ممن توهم سهولة الموضوع .. و توهم في نفسه القدرة التي هي أول الضعف .. و لعلك تتحفنا و نحن ننتظر.
ثم إن كلامك في كله لا يعدو أن يكون وهما .. فليس حقيقة العدد في القرآن بالمنظار الذي ذهبت إليه في كلامك لذلك أتمنى أن لا تتحاشى الفهم الصحيح .. و حاول أن تنفذ إليه .. فما ينظر في القرآن ليس فقط عدد سوره ال114 .. أو أن عدد مقاطع فصوله لا يخرج عن كذا و كذا .. فهذه نظرة فيها من السخف ما لا ينفع معه إلا تدبر القرآن.
لقد نظر الأوائل للقرآن على أنه كلام ليس بالشعر و لكنه قريب من الشعر، و ظنوا أنه إنما يستميل القلوب بالسجع الذي فيه .. فقالوا إن بإمكاننا أن نأت بمثل هذا .. و ظل الكذاب مسيلمة يهذي بفيله .. و القرآن الامريكي يهذي بأساطيره. فماذا كان موقف العقلاء ..
ثم يأت أحد من المسلمين و يقول إنني أستطيع .. و ماذا تستطيع؟
أليس الأولى أن تأتينا بما تستطيع .. قبل أن توهم نفسك و توهمنا بذلك ..
ثم تقول إن كان الجواب بنعم، لم تكن هذه الأرقام معجزة. فماذا إن كان الجواب بلا. هل تكون للأرقام وزنها الإعجازي.
تأمل أخي جيدا ..
ثم تقول
ولا حظ أنك في المقابل لن تستطيع أن تأتي بمثل سورة الكوثر في بلاغتها و إعجازها وهذا الذي تحدى الله تعالى به العرب. فهذا هو الفرق الذي تسأل عنه دائماً بين الإعجاز البلاغي في القرآن، وماتذكره من الإعجاز العددي.
و أنا أسألك .. هل تحدى الله العرب فقط بكتابه؟ أم أنه تحدى العالمين.
ألم يتحداهم بإنسهم و جنهم عالمهم و جاهلهم، عابدهم و من يدعون من دون الله .. أنفسهم و شهداؤهم ..
هذا هو الفرق. و ليس الذي ذكرت ..
الفرق أنك تتوهم أن الاعجاز كان اعجازا للعرب .. و ما هو مذكور في القرآن أن التحدي للناس جميعا ..
و أنا أوجه إليك سؤالا:
إذا كنت لا تستطيع أن تأت بمثل سورة الكوثر في بلاغتها و إعجازها فهل تستطيع أن تأت بمثل سورة الكوثر في بنائها العددي ..
أنا أنتظر إجابتك ..
يغفر الله لي و لكم(/)
الاسم الصحيح لتفسير الطبراني .. وتعيين مؤلفه
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[28 Jun 2009, 12:44 ص]ـ
مجلة بصائر - الرياض - العدد الثاني - رجب 1430
يُشَكِّكُ كثيرٌ من المحققين والمختصين بالدراسات القرآنية في صحة نسبة التفسير المطبوع باسم (التفسير الكبير) إلى لإمام الطبراني المحدث (ت360هـ) رحمه الله (1) , ويذهبُ أكثرهم إلى عدم صحة نسبته إليه (2) , ثم اجتهدوا في تحديد مؤلفه في ضوء إشارات من نصوص هذا التفسير وتراجم بعض المفسرين , فمنهم من ينسبه للفقيه عبد الصمد بن محمود الغزنوي الحنفي (ت723هـ) (3)؛ صاحب (تفسير الفقهاء وتكذيب السفهاء) , ومنهم من ينسبه لأحد الأحناف المتأخرين بلا تحديد (4) , وكلاهما حاول واجتهد؛ فأصابا في عدم صحة نسبته إلى الإمام الطبراني , وابتعد عن الإصابة من نسبه للغزنوي , وقارب من نسبه لأحد متأخري الأحناف ولم يُحدِّد.
والصواب الذي نحمد الله على التوفيق إليه هو أن التفسير المطبوع منسوباً إلى الإمام الطبراني ليس إلا نسخة من نسخ تفسير أبي بكر الحدَّاد اليمني الحنفي المتوفى سنة (800هـ) , والموسوم بـ: (كشف التنزيل في تحقيق المباحث والتأويل) (5) , وهو ما سأبينه بإذن الله في هذه المقالة.
فبينما كنت أراجع تفسير آياتٍ من سورة النور في عددٍ من التفاسير؛ كان آخرها تفسير الحداد , تذكرت تفسير الطبراني وقد كان يُزّهِّدُني فيه قناعتي بعدم صحة نسبته إليه , فرأيتُ أن أراجعه لعلي أظفر منه بمفيد , ففوجئتُ بنص الكلام الذي قرأته قبلُ في تفسير الحداد , ونسيت بحثي الأول , وصرت أقارن بين أول كلمة في كلا التفسيرين , ثم مقاطع منه , ثم سور مختلفة منه , ثم طالعت نسخ المخطوط التي اعتمدها كلا المُحَقِّقَين فرأيتُ ما يأتي:
اعتمد الدكتور محمد إبراهيم يحيى في تحقيقه لتفسير الحدَّاد على ثلاث نسخٍ خَطيَّة؛ الثالثة منها نسخة مكتبة ستراسبورغ الوطنية الجامعية في فرنسا برقم (4174) , وفيها هوامش جانبية تدلُّ على قراءة ومقابلة , وفُرِغَ من نسخها سنة (964هـ) (6).
وهي النسخة الوحيدة التي اعتمدها هشام البدراني في تحقيقه لتفسير الطبراني , ولم يجد غيرها , واعتمد في نسبتها للإمام الطبراني على ما كتبه الناسخ في رأس الصفحة الأولى منه: (هذا كتاب تفسير فريد دهره وحكيم عصره شيخ الإسلام الهمام الشيخ الطبراني الكبير عن تفسير القرآن العظيم) (7).
ولا يخفى على محقق أن نشر الكتاب عن نسخة وحيدة فيه ما فيه من مزلّة القدم , ومظنة الخطأ (8) , وخطأُ الناسخِ في نسبة هذا المخطوط جَرَّ معه المحققَ باستعجاله , ولست الآن في مقام تعداد ما أخطأ فيه المحقق , وإنما أود الإشارة إلى أن الخلل حين يقع في منهجية التحقيق العلمي فإنه يورث جملةً من المجازفات والتناقضات في إخراج تراثنا العلمي , كما يشغل الساحة العلمية زمناً بما لا حاجة إليه من القراءة والرد والتعقيب , والتي تأخذ بحظِّها من أوقات المشاريع العلمية الجادَّة , ومن جهد المتخصصين والمحققين.
ولستُ أُبَرِّئُ أحداً من المُحَقِّقَين من ذلك الخلل:
- فأمَّا محقق تفسير الحدّاد فلم يستوفِ قراءة هذه النسخة الثالثة من المخطوط قراءةً نقديَّة؛ يدفع بها ما قد يؤثر في النسبة , كما لم يستوفِ وصف المخطوط وصفاً صحيحاً؛ فقد أغفل ما كتبه الناسخُ في أوَّل المخطوط وفي مواضع كثيرة منه؛ حين نسب هذا التفسير للطبراني , ولم يُشِر المحقق إلى ذلك بأي إشارة , وهذا وإن كان لا ضرورة له –ربما في اجتهاد المحقق- مع توافر نسخٍ أخرى تقطع بنسبة هذا التفسير للحدَّاد , إلا أنه من أدب التحقيق وهدي المحققين , ولو لم يكن فيه إلا ردّ غائلة من يأخذه على عِلاَّته ويشغل الناس به = لكفى به فضلاً وأهمية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن مظاهر النقص في منهج التحقيق هنا أن المحقق وقد أفرد مجلداً يقع في (500 صفحة) وجعله مقدمةً ودراسةً للتفسير ومؤلفه = لم يذكر شيئاً عن مخطوطات الكتاب , وإنما أخبر بقصة وقوفه عليه ورجوعه إلى بعض فهارس الكتب والمخطوطات لإثبات نسبة الكتاب إلى مؤلفه , ثم في مقدمة الجزء الأول من التفسير ذكر باختصار هذه المخطوطات مع صورٍ قليلة منها , وقد اجتنب في تصوير النسخة الثالثة ما يشير إلى اسم الطبراني الذي كتبه الناسخ في مواضع عديدة منه. كما خلا هذا العمل من المقارنة بين النسخ الثلاث , وهي مرحلة لازمة من مراحل التحقيق , وأولى منها وألزم أن يحدِّد أيَّ نسخة منها هي المعتمدة في العمل , والمقدمة في الإثبات , وهذا ممَّا أغفله المحقق أيضاً فظهر أثره في مواضع لم تخلُ من سقط وتصحيف (9) , ولا أدري ماذا بقي للمحقق ليعمله بعد ذلك؟! فإن أعظم جهد المحقق إنما يصرف في ذلك , وهذا هو معنى اسم "التحقيق".
- وأمَّا محقق تفسير الطبراني فقد ظهر من استعجاله في نسبة هذا المخطوط إلى الطبراني دون تثبتٍ كافٍ , ومن عدم احتفاله بكثير من الإيرادات التي أوردها جملةٌ من الفضلاء على هذه النسبة , ومن التمَحُّل في الإثبات بما لا دليل فيه , ومن القطع في مقام الاحتمال , ومن المغالطة في الرد = ما جعل عمله هذا مثالاً لعدم التوفيق , ولتحقيقٍ يحتاجُ إلى تحقيق.
وفي سقوط هذا العمل من أصله ما يغني عن تعداد المآخذ المنهجية عليه مع كثرتها وظهورها , إلا أن ما لا ينبغي إغفاله من ذلك أمرين:
أولهما: الغفلة الظاهرة عن اعتبار منهج العلم والتأليف في زمن الطبراني رحمه الله , وكذا الغفلة عن منهج الطبراني نفسه في تآليفه , فواقع هذا التفسير لغةً وأسلوباً لا يمكن انطباقه على ذلك الزمن , وعلى تآليف الطبراني المحدِّث على الخصوص. واعتبار زمن التأليف وثقافة المؤلف ومنهج الكتابة في زمنه من الشروط الواجب اعتبارها في التحقيق.
ثانيهما: تجاهل النقول الوافرة عمَّن عاشوا بعد زمن الطبراني بسنين وبعضهم بقرون؛ ففيه النقل عن أبي الطيب سهل بن محمد العجلي الحنفي (ت404هـ) , والإمام الثعلبي المفسِّر (ت427هـ) , واللغويّ أبي منصور الثعالبي (ت430هـ) , والفقيه الحنفي عبدالصمد الغزنوي (ت723هـ) , وحين حاول المحقق إصلاح ذلك أتى بشرٍّ ممَّا ترك , فجعل من مات بعد الطبراني بخمسين أو سبعين سنة معاصراً له , وجعل من ذُكِرَ بعد ذلك - كالغزنوي – ممَّا أقحمه الناسخُ في النص , فحذفه من النص , وأشار في الحاشية إلى أنه من تَصَرُّف الناسخ؛ لأنه ليس من أسلوب المصنف , وقد بلغ ما حذفه في إحدى المواضع عشرة أسطر (10) , وفي موضع آخر حذفه منه فأفسد المعنى , ولم يُشر إلى ما فعل (11) , واعجب لهذا الصنيع! إذ كيف يأتمنُ المحققُ الناسخَ على اسم المخطوط وهو أجل خطراً , وأعظم أثراً , ولا شيءَ يعضده , ثم لا يأتمنه على النص , ويتهمه بالزيادة فيه بلا دليل؛ إلا أن النص المذكور لا يوافق ما بنى عليه المحقق عمله , فلابد من التصرف فيه ولو بتحميله للناسخ.
إن كُلَّ كلمة في النص المخطوط أمانةٌ بيد المحقق , والمحقق الأمين لا يجرؤ على تضييعها , وإن الرغبة المُلِحَّة في إخراج تراث أئِمَّتنا الجليل , لا تكفي دافعاً ولا شافعاً في الإعراض عن أصول التحقيق وآدابه المعتبره , ومن عانى التحقيق وخبره يعتصره الأسى ممَّا يرى من تتابع من ليس من أهله عليه , وجرأتهم على اقتحامه , وكم لهم في شكوى هذا الصنف من آهات مسطورة (12).
على أن ذلك لا يثني الجادين في فن التحقيق وأهل التخصص من أن يؤدوا حقَّ العلم عليهم , ويظهروا ما خفي من آثار أسلافهم , ويبذلوا في ذلك غاية جَهدهم , مُتحَلِّين بأصول هذا الفن وآدابه , فهناك يُحمَد كل جُهد , ويُثمِر كل أَثَر , ويُعذَر من لم يوَفَّق.
(يُتْبَعُ)
(/)
وممَّا ينبغي التنبيه عليه في هذا المقام أن الاستعجال في اعتماد كتب مشكوكٍ في نسبتها لمشاريع علمية بحثية استعجال في غير مَحَلِّه , والذَّمُّ اللاحق بمن استعجل في إخراج الكتاب بلا تحقيق أصيل؛ يلحق أيضاً من يبني عمله على هذا الأصل الذاهب , ولست أعني كتاباتٍ عن منهج الطبراني في تفسيره ونحو ذلك؛ فهذا ممَّا لا يفكر فيه من له أدنى اطلاع على هذا التفسير , وإنما أعني عدداً من المحاولات البحثية التي قامت على الكتاب باعتباره تفسيراً لعبد الصمد الغزنوي الحنفي , وهذا وإن كانت الشبهة فيه أقوى من غيره , إلا أنه دون التثَبُّت الواجب الذي لا يرضى الباحث الجادّ بأقل منه , ولا ينبغي أن تُشغَلَ المؤسساتُ العلميةُ بما دونه.
وفي ختام هذا البيان الموجز أجد من اللازم التذكير بعظم أمانة تحمل العلم ونشره , وأن ذلك من الدين الذي لا يرضى فيه المسلم بما دون الكمال؛ خاصَّة ما كان ذا علاقة بأعظم وأجلِّ كتاب؛ القرآن الكريم , فكيف إذا كان تفسيراً له , فهو أولى بالإجلال والتأني وطلب الكمال من كلِّ وجه , والله الموفق , وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه , والحمد لله رب العالمين.
-----
(1) طبع في ستة مجلدات بتحقيق هشام بن عبد الكريم البدراني , عام 1429هـ , عن دار الكتاب الثقافي , الأردن.
(2) تُنظَر مجموعة مباحثات حول هذا الكتاب في موقع (ملتقى أهل التفسير) على شبكة المعلومات العالمية الانترنت.
(3) وهو ما ذهب إليه الأستاذ إبراهيم باجس عبد الكريم في بحث له بعنوان: (تفسير الطبراني أم تفسير الغزنوي؟) , ضمن مجلة المخطوطات والنوادر , في المجلد الثاني من العدد الأول , بتاريخ المحرم-جمادى الآخرة عام 1418.
(4) وهو رأي الأستاذ الدكتور المحقق بشار عواد معروف , ضمن مقالة له نشرتها جريدة الدستور الأردنية في عددها رقم 14728 , بتاريخ الاثنين 22 جمادى الاولى 1430.
(5) طبع في سبعة مجلدات , والثامن دراسة مفردة عن التفسير , بتحقيق محمد إبراهيم يحيى , عن دار المدار الإسلامي سنة 1424هـ , وأصله رسالة دكتوراه تقدم بها المحقق إلى كلية الآداب بجامعة محمد الخامس بالرباط سنة 1411هـ.
(6) ينظر: تفسير الحدّاد 1/ 6 - 7.
(7) ينظر: التفسير الكبير , للطبراني 1/ 79 - 80 , وأضيف هنا أن الناسخ في جميع مواضع تسميته للكتاب كان يكتب: للشيخ الإمام (الطبراني الكبير) , وليس هذا الوصف بمعروف في ترجمة الطبراني المحدث , وما كان ينبغي إغفاله خاصة في مقام الشك.
(8) ينظر: في اللغة والأدب .. دراسات وبحوث , للعلامة المحقق محمود الطناحي 2/ 797.
(9) ينظر السقط في أثر ابن عباس في أول تفسير {ألم} من سورة آل عمران 2/ 6 , وكذا تصحيف (ابن حيَّان) إلى (ابن حِبَّان –بالموحدة التحتانية-) عند آية (209) من سورة يوسف 1/ 302.
(10) تفسير الطبراني 2/ 346 , وقارن بتفسير الحداد 2/ 371.
(11) المرجع السابق 3/ 471 , وقارن بتفسير الحداد 4/ 12.
(12) ينظر: في اللغة والأدب .. دراسات وبحوث , لمحمود الطناحي 1/ 295 , ومقالات العلامة المحقق السيّد أحمد صقر (ص:393).
* * *
وكتبه:
نايف بن سعيد بن جمعان الزهراني
مرحلة العالمية العالية
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[28 Jun 2009, 11:01 ص]ـ
مقال رائع، وياليتك يا شيخ نايف نقلت نصًّا من الكتابين ليكون شافعًا لما قلت، فإن أمكنك ذلك فإنه يزيد المقالة حسنا، خصوصًا أن كتاب الحداد قد لا يكون موجودًا عند كثيرين، وبارك الله لك في علمك وعملك.
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[28 Jun 2009, 04:05 م]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخ نايف على هذا المقال الطيب، فقد أزلت الغبار عن هذه المسألة، وأوضحتها - بارك الله فيك ونفع بك -.
وقد استفدتُ مما ذكرتَ أن تفسير الحداد، والموسوم بـ: (كشف التنزيل في تحقيق المباحث والتأويل)، قد طبع، وإني كنتُ أسأل عنه من فترة فلم أجد من يخبرني عنه. - جزاك الله خيراً -.
ـ[عبدالرحمن النافع]ــــــــ[28 Jun 2009, 05:54 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخ نايف
و في المرفق مصورة المقال على صيغة pdf
كما هو في المجلة
ـ[يزيد العمار]ــــــــ[28 Jun 2009, 09:31 م]ـ
جزاك الله خيرًا يا شيخ نايف
ذكرتم أن من المحققين من نسبه لأحد الأحناف المتأخرين فهلا أفدتنا به -
وهل من سبيل لمقالة الدكتور بشار وجزاك الله خيرا.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[29 Jun 2009, 07:57 ص]ـ
ما شاء الله تبارك الله
حفظك الله يا شيخ نايف وجزاك عنا خيرا.
وقد كان حقا على محقق تفسير الحداد بيان ما جاء على المخطوطة الثالثة من نسبة الكتاب للإمام الطبراني، ورد هذه الشبهة، وبيان بعض أسباب الوقوع فيها، ولو كان قام بذلك لما تجرأ بعده أحد على طباعة الكتاب بهذه النسبة الخاطئة، خصوصا وأنه قد طبع قبل سنوات .. ولكن لله الأمر أولا وآخرا,
روابط ذات صلة:
صدر حديثاً (التفسير الكبير) للطبراني بتحقيق هشام البدراني ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=11566)
استفسار عن (تفسير الحدَّاد) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7541)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[29 Jun 2009, 08:10 ص]ـ
...
ـ[أم أسماء]ــــــــ[30 Jun 2009, 02:54 م]ـ
بالنسبة لكتاب:
(تفسير الفقهاء وتكذيب السفهاء)
فهو الآن مشروع تحقيق في قسم الكتاب والسنة بجامعة أم القرى، وقد قُسّم المخطوط على عشر طالبات إلى الآن، وقد ثبت أن التفسير منسوب لـ (أبي الفتح عبد الصمد بن محمود بن يونس الغزنوي الحنفي) من علماء القرن الخامس الهجري،
وللمخطوط نسختان:
المعتمدة: هي النسخة التركية المصورة من مكتبة " مهرشاه سلطان" بالسليمانية، وقد كُتبت هذه النسخة في 935 - 936هـ مما نص عليه الناسخ.
الثانية: نسخة تم تصويرها من فرنسا من قبل الطالبات.
ـ[أبوحمزه المدني]ــــــــ[01 Jul 2009, 01:15 م]ـ
جزاك الله خير ونفع الله بك المسلمين
ـ[يحيى بن عبدربه الزهراني]ــــــــ[02 Jul 2009, 09:12 ص]ـ
أحسنت أخي أبا بيان على هذه الشاردة التي بصيدها قد أمطت اللثام عن كثير من الخلل الذي يعتري بعض طلبة العلم؛ بل والمؤسسات التعليمية , ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Jul 2009, 03:29 م]ـ
أحسنت يا أبا قيس على هذا البيان الموجز عن المؤلف الحقيقي للكتاب الذي طبع طبعة موهمةً روجت له عند الباحثين، ولولا هذا الخطأ في نسبته لما راج سوقه.
وليتك نقلت نماذج مصورة من التفسيرين، ونقلت صورة المخطوطة نفسها من الكتابين حتى تكون الصورة أوضح للجميع. وليتك تفعل فالأمر قريب، وأنت قادر.
زادك الله توفيقاً وسبقاً للخير، وأهنئك على هذه الفائدة التي وفقت إليها وسيكون لها أثر طيب في الوسط العلمي بإذن الله.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[05 Jul 2009, 07:04 ص]ـ
أنتم أحق الناس بهذه الفائدة وأمثالها , فإنما أثيرت على أيديكم بارككم الله.
وهذا خبرٌ طيبٌ أن يحقق تفسير الغزنوي في جامعة أم القرى كما أفادت الفاضلة أم أسماء , وأحسن منه أن تثبت نسبته إليه , وهو ما أشارت إليه بقولها: (وقد ثبت أن التفسير منسوب .. ) , وقد توقفت عند هذا التعبير -إن كان مقصوداً-؛ فالتعبير بالنسبة لا يلائم مقام القطع والثبوت , وإن كنت أجزم في نفسي بدقة الأساتذة الفضلاء في جامعة أم القرى في باب المخطوطات , وأعرف ما لهم من عناية متميزة به , وهم من أحرص الناس على التثبت في مثل هذا.
فلعل الأخت الكريمة تُعرِّفُ فقط النسخةَ المعتمدةَ إتماماً للفائدة.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[28 Dec 2009, 01:55 م]ـ
هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=93231#post93231) تمام الحديث عن تفسير الغزنوي والتعريف به.
وأنبه هنا إلى أن تاريخ وفاة الغزنوي الذي ذكره الأستاذ إبراهيم باجس ليس دقيقاً , وقد بينت في التعريف بتفسير الغزنوي ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=93231#post93231) أن وفاته تُقَدَّر بحدود الخمسمائة للهجرة , فلتنظر هناك.(/)
لفظ الإستفهام في كتاب الله لا يخلو من أحد الوجوه الستة؟؟
ـ[حساس محمد نصرالدين]ــــــــ[28 Jun 2009, 01:46 ص]ـ
السلام عليكم، إخوتي الفضلاء
فلفظ استفهام ورد في كتاب الله لا يخلو من أحد الوجوه الستة الآتية:
1 ـ التوبيخ.
2ـالتعجب.
3ـ التسوية.
4ـ الإيجاب.
5ـ الأمر.
6ـ التقرير ..
أما الإستفهام الصريح فلا يقع من الله تعالى في القرآن لأن المستفهم متعلم ما ليس عنده والله عالم بالأشياء قبل كونها ..
فالتوبيخ نحو:" أأذهبتم طيباتكم " والتقرير: " أأنت قلت للناس "والتسوية نحو: "سواء عليهم أأنذرتهم "و الإيجاب نحو:" أتجعل فيها من يفسد فيها "، و الأمر نحو:"أأسلمتم "
فعلى هذا يعرف ما جاء في كتاب الله فاعرف مواضعه وتدبر ...
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[28 Jun 2009, 05:51 ص]ـ
عفوا أخي الحبيب فهناك أغراض أخرى للاستفهام في القرآن وبمراجعة كتب البلاغة تجد أمثلة لذلك، ولعلك تذكر لنا المصدر الذي حصر الاستفهام في الأوجه الستة.
وأما الاستفهام الحقيقي -الذي سميته الصريح - فقد ورد في القرآن وهذا و إن كان لا يتصور في كلام الله -كما نبهت جزاك الله خيرا -ً لكنه يرد في كلام الله الذي يحكي فيه كلام غيره، ومثاله الذي يحضرني: (قال فما خطبكم أيها المرسلون)
ـ[حساس محمد نصرالدين]ــــــــ[28 Jun 2009, 08:43 م]ـ
السلام عليكم، شيخي الفاضل
لعلي أخذ الإستفهام الوارد في قوله تعالى " أتجعل فيها من يفسد فيها .. " فأهل النحو يقولون فهو للتعحب، وقيل: هي للإسترشاد أي أتجعل فيها من يفسد كمن كان فيها من قبل، وقيل استفهموا عن أحوال أنفسهم أي أتجعل فيها مفسدا و نحن مقيمون على طاعتك لا نفتر عنها طرفة عين، وقال آخرون هي للإيجاب ...
فبارك الله فيك شيخنا الفاضل، ونفع بك على هذه الإطلالة العلمية.
أما المصدر الذي حصرالإستفهام في الأوجه الستة هو كتاب " إعراب القرآن وبيانه " تأليف: الأستاذ محي الدين الدرويش. ط.دار الرشيد ج 1/ 2/3ص 78 الط. الثانية1403هـ ـ1983م ..
وها أنا أنقل بعض ما جاء في مقدمته: .... ولست أدل به لأنه عن أئمة البيان مقتبس، وفيه لمن رام البيان نعم الملتمس، ولن أتحدث عنه فهو أولى بالحديث عن نفسه،
والمسك ما قد شف عنه ذاته ... لا ما غدا ينعته بائعه ...
والسلام عليكم شيخنا الفاضل، وزادك الله بسطة في العلم والجسم .. آمين(/)
بداية المفسر - المرحلة الثانية 1430 هـ , مع الملفات الصوتية والمرئية
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[28 Jun 2009, 09:01 ص]ـ
بعون الله تعالى ستقام المرحلة الثانية من دورة: بداية المفسر, لهذا العام 1430 هـ , بمشاركة الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن معاضه الشهري , ونايف بن سعيد الزهراني , وستقام هذا العام في محافظة بالجرشي بمنطقة الباحة.
نسأل الله تعالى أن ينفع بها , ومن موضوعاتها:
- تاريخ التفسير.
- أساليب التفسير (التفسير على اللفظ , والتفسير على المعنى).
- الخطأ في التفسير , أنواعه وأسبابه.
- علوم القرآن المؤثرة في التفسير (أسباب النزول , الناسخ والمنسوخ , المكي والمدني , علوم السور: عد الآي وفضائل السور وترتيب السور , والقراءات والوقف والابتداء).
وستبدأ الدورة من السبت 11/ 7 , إلى الثلاثاء 14/ 7.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64a472bc42bab2.jpg
ـ[أم أسماء]ــــــــ[29 Jun 2009, 01:37 ص]ـ
بشرونا: هل يوجد نقل لهذه الدورة؟؟
ـ[الجعفري]ــــــــ[29 Jun 2009, 06:11 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ..
لعلها تكون منقولة على البث الانترنت ..
فيستفيد منها البعيد ..
ـ[الغزالي]ــــــــ[29 Jun 2009, 08:40 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
نأمل أن تبث الدورة، وألا يكون البث سيئاً كما وقع في الدورة الأولى.
وظننت أن الشيخ مساعد مشارك - كما قرأت إعلاناً هنا قبل فترة -
نسأل الله أن يوفق المشايخ الفضلاء
ـ[يحيى بن عبدربه الزهراني]ــــــــ[02 Jul 2009, 09:01 ص]ـ
أعانكم الله أخي أبا بيان , وسدد على طريق الحق والخير خطاكم , ونفع بكم الأمة , فقد أحييتم المنطقة , بعمل دوؤب , وجهد مشكور.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[05 Jul 2009, 07:12 ص]ـ
شكر الله لك أخي يحيى حسن ظنك , وبك وبأمثالك تشرف الديار.
والدورة مسجلة صوتاً صورة كما رأيت , ولا أدري عن البث لدى الإخوة المنظمين , وأظن لبطء الاتصال في المنطقة أثر في البث المباشر كما حصل في السنة الماضية , لكن سنحرص على تنزيلها هنا حالما تتم بإذن الله.
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[06 Jul 2009, 09:26 م]ـ
جزى الله الشيخين على إقامتهما لهذه الدورة المهمة
والشكر موصول لمركز تفسير للدراسات القرآنية لرعايته الإعلامية لهذه الدورة ..
14/ 7/1430هـ
ـ[الزرسنت]ــــــــ[07 Jul 2009, 05:54 ص]ـ
اين يمكن ان نجد التسجيل لهذه الدورة؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[08 Jul 2009, 12:22 ص]ـ
جهد مبارك أسأل الله أن ينفع بالشيخين ويبارك بهما ولهما
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[19 Jul 2009, 03:33 م]ـ
دروس الدورة من فضلكم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Jul 2009, 09:14 م]ـ
يوجد عندي الأربعة دروس الأولى للدورة بجودة متوسطة MP3 ، ووعدني الشيخ نايف الزهراني أن يوفر جودة أعلى منها. فإن تيسر له ذلك وإلا رفعنا لكم الدروس قريباً إن شاء الله.
شاكرين ومقدرين عنايتكم جميعاً، معتذرين عن التأخير والتقصير دوماً.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[15 Aug 2009, 07:20 ص]ـ
نأمل رفع الدروس وفقكم الله.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[15 Aug 2009, 07:47 ص]ـ
يوجد عندي الأربعة دروس الأولى للدورة بجودة متوسطة MP3 ، ووعدني الشيخ نايف الزهراني أن يوفر جودة أعلى منها. فإن تيسر له ذلك وإلا رفعنا لكم الدروس قريباً إن شاء الله.
شاكرين ومقدرين عنايتكم جميعاً، معتذرين عن التأخير والتقصير دوماً.
أتمنى أن يصر الشيخ الكريم على الحصول على المادة السمعية الأكثر وضوحا، فكم يشتكي الطلاب من عدم وضوح الصوت، مع الشكر.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[16 Aug 2009, 06:29 ص]ـ
بارك الله فيكم
وقد أرسلت جميع ما عندي بعد التحويل بين الصيغ والتحرير إلى أبي عبد الله من حين طلبه , ولم أتمكن من تحسين صوت بعض الملفات القليلة لعدم معرفتي بذلك , ولولا حجمها الكبير لكنت أنزلتها مباشرة من وقتها.
وستكمل بين أيديكم بإذن الله بجميعها صوتاً وصورة.
ـ[قائد الشريفي]ــــــــ[17 Aug 2009, 09:51 م]ـ
شكر الله سعيكم، و بارك الله خطاكم
وكل عام وأنتم إلى الله أقرب
ـ[سالم بن عمر]ــــــــ[21 Aug 2009, 11:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا تسجيل لدورة بداية المفسر الثانية (صوتا)
للشيخين / د. عبدالرحمن الشهري و الشيخ / نايف الزهراني.
تاريخ التفسير 1 - د. عبدالرحمن الشهري ( www.tafsir.net/audio/sound/bedayah/Tarekaltfsir-alshehri.mp3)
التفسير على اللفظ - د. عبدالرحمن الشهري ( www.tafsir.net/audio/sound/bedayah/Altafsirallfdy-alshehri.mp3)
التفسير على المعنى - نايف الزهراني ( www.tafsir.net/audio/sound/bedayah/tafsirm3naalzhrany.mp3.mp3)
يتبع بإذن الله
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[28 Sep 2009, 12:47 ص]ـ
هذه روابط مباشرة لموضوعات دورة بداية المفسر 1430 المرئية , تفضل برفعها أخي العزيز أبي زياد عبد الرحمن الزهراني حفظه الله ووفقه , وبارك له في عمره وولده:
أولاً: تاريخ التفسير1 , عبد الرحمن الشهري:
http://zahranhost.com/tafseer/Tareekh_Altafseer_Al-Shehry.avi
ثانياً: تاريخ التفسير2 , نايف الزهراني:
http://zahranhost.com/tafseer/Tareekh_Altafseer_Al-Zahrani.avi
ثالثاً: الفسير على اللفظ , عبد الرحمن الشهري:
http://zahranhost.com/tafseer/Altafser_Ala_Allafdh_Al-Shehry.avi
رابعاً: التفسير على المعنى , نايف الزهراني:
http://zahranhost.com/tafseer/Altafseer_Ala_Almaana_Al-Zahrani.avi
خامساً: الخطأ في التفسير , نايف الزهراني:
http://zahranhost.com/tafseer/Alkhataa_Fe_Altafseer_Al-Zahrani.avi
سادساً: المكي والمدني , عبد الرحمن الشهري:
http://zahranhost.com/tafseer/Almakki_Walmadani_WaoloomAlsowar_Al-Shehry.avi
سابعاً: أسباب النزول والناسخ والمنسوخ , عبد الرحمن الشهري:
http://zahranhost.com/tafseer/Asbab_Alnozool_Walnasekh_Walmansookh_Al-Shehry.avi
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[30 Sep 2009, 05:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا نايف حفظكم الله لم نتوفق في تنزيل الدروس زلا حتى مشاهدتها مشاهدة.
فنلتمس منكم أستاذنا الفاضل إرشادنا إلى الحل. جزاكم الله خيرا.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[02 Oct 2009, 10:53 ص]ـ
مرحباً أخي يوسف , ولا أدري ما هو الخلل عندك تحديداً؟
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[03 Oct 2009, 03:27 ص]ـ
السلام عليكم أخي الكريم
الروابط المرئية لا تعمل ....
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[03 Oct 2009, 04:48 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
وحياك الله أخي محمود ضيفاً كريماً , وقد جربت جميع الروابط مراتٍ كثيرة ووجدتها فعالة سليمة.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[06 Oct 2009, 01:06 ص]ـ
أحسن الله إليكم يا شيخ نايف ..
وبارك في جهودكم ..
حملت بعض الروابط وشاهدتها، وقد كانت في غاية الوضوح.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[05 Nov 2009, 06:19 م]ـ
نبهني أخي عبد الرحمن الزهراني وفقه الله إلى أن وسيلة التحميل السليمة هي بالضغط على الرابط بالزر الأيمن واختيار حفظ الهدف باسم.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[06 Nov 2009, 06:25 ص]ـ
وهذا باقي المواد الصوتية:
- تاريخ التفسير2 , الزهراني: http://arabsh.com/images/downloads.gif (http://arabsh.com/3ojd9mg8df4k.html)
- الخطأ في التفسير , الزهراني: http://arabsh.com/images/downloads.gif (http://arabsh.com/yx2ftkj14v8w.html)
- أسباب النزول والناسخ والمنسوخ , الشهري: http://arabsh.com/images/downloads.gif (http://arabsh.com/a89gvt6p3ub0.html)
- المكي والمدني وعلوم السور , الشهري: http://arabsh.com/images/downloads.gif (http://arabsh.com/jh6xxrhmi6mx.html)
ـ[شعلة]ــــــــ[02 Jun 2010, 02:53 م]ـ
الروابط الصوتية الأخيرة لاتعمل
ـ[بلال بن حسن آل علي]ــــــــ[05 Jun 2010, 07:56 م]ـ
حياكم الله أستاذنا الفاضل, هل من سبيل إلى محاضرة "علوم القران المؤثرة في التفسير ... الوقف والابتدا"؟؟؟
فهي غير متوفرة فوق.
والسلام عليكم
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[23 Jul 2010, 09:57 م]ـ
بداية المفسر .. كاملة ( http://www.tafsir.net/vb/t20917.html)
ـ[ورد محمدي]ــــــــ[23 Jul 2010, 10:22 م]ـ
شكر الله لكما ووفقكما للخير دائما .. ونفع بكما وبنا آمين
ـ[موفق محمد دخل الله]ــــــــ[01 Aug 2010, 01:15 م]ـ
جزاك الله خيرا(/)
الثلاثاء 7/ 7 لقاء مع الشيخ المغامسي بصحبة كتاب: التفسير والمفسرون
ـ[سهام]ــــــــ[28 Jun 2009, 11:51 ص]ـ
..
بسم الله الرحمن الرحيم
حمدًا لله وصلاة وسلامًا على
رسوله ومصطفاه .. أما بعد:
يتجدد اللقاء مع فضيلة الشيخ صالح بن عواد المغامسي
في دروسة الشهرية مساء يوم الثلاثاء القادم 7/ 7 / 1430 هـ
والذي سيكون بمشيئة الله تعالى بعنوان:
تقريب كتاب التفسير والمفسرون للذهبي
الدرس سيكون مباشر
عبر موقع: الراسخون في العلم
alrasekhoon.com
في الساعة التاسعة والنصف مساء
علمًا بأن حضور الدرس والإستفادة منه لا يلزم منه التسجيل في الموقع
http://www.up.6y6y.com/uploads/7f82f69520.gif
تذكير / الدال على الخير كفاعله
سهام
..
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[28 Jun 2009, 01:44 م]ـ
جزاك الله خيرا.واهتمام المرأة بالعلم الشرعي من النصرة للمرأة المسلمة.
ـ[سهام]ــــــــ[28 Jun 2009, 08:27 م]ـ
..
بارك الله فيكم على مروركم الكريم وتعليقكم المبارك
..
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[29 Jun 2009, 07:13 ص]ـ
جزاك الله خير على هذه الفائدة وعسى الله أن ينفعنا جميعاً.
ـ[سهام]ــــــــ[30 Jun 2009, 02:22 م]ـ
آمين .. وشكر الله لكم(/)
كلمة " كرها " في القرآن العظيم
ـ[ريان اللويمي]ــــــــ[28 Jun 2009, 04:23 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
هذه فائدة وإني لمتأكد أن الأغلب لديه علم بها لكن من باب التذاكر والاستفادة من ردود
أصحاب الفضيلة حفظهم الله والإخوة الأعضاء والفائدة هي
1) ـ الكُره ... و ... الكَره: كلمتان متقاربتان في البناء والتركيب والحركات، ومتقاربتان أيضاً في المعنى.
فالكُره: المشقة المرغوبة، كتكليف القتال الشاق على النفس، ولكن النفس المؤمنة
ترغبه وتطلبه رغم مشقته
وصعوبته، لذلك وصف بأنه (كُره) بضم الكاف، أي ثقيل وشاق، ولكنه مرغوب
ومطلوب مراد للمجاهدين الصادقين، وذلك لثماره الإيجابية في الدنيا والآخرة.
قال الله تعالى: " كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ
وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ".ولما كان حمل المرأة
شاق صعب متعب مرهق، يضعف جسمها، ويؤثر في أعصابها ونفسيَّتِها،
وقد يصيبها بالأمراض أو تودي بحياتها. علاوة على ذلك آلام المخاض، وأوجاع الطلق
ومشقة الولادة، ولكن رغم كل هذا فالمرأة ترغب في الحمل والإنجاب وتستعذب هذه
المشاق، وتطلب الحمل وتريده!!
ولهذا عبَّر القرآن الكريم عن حملها ووضعها بأنه» كُره «أي مشقة وصعوبة وثقل،
فيه آلام وأوجاع وأخطار، لكنه مرغوب ومطلوب لدى المرأة، مقرونة باللذة والشوق،
قال الله تعالى: " وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا "
والكَره: وردت هذه الكلمة في القرآن الكريم خمس مرات، بمعنى: الإكراه والإجبار
والقسر، قال الله تبارك وتعالى: " ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وللأرض
َلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِين"
وقال عز وجل: "َلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ
وَالآصَالِ"
فالكافر أسلم لله رغم أنفه،وهو كاره رافض، لذلك اعتبر استسلامه» كرهاً «بفتح
الكاف.
ويسجد لله مكرهاً مجبراً، وليس هكذا استسلام المؤمن لله، ولهذا وصفه القرآن
الكريم بأنه» طوعاً «وجعله مقابلاً ومضاداً لاستسلام الكافر وخضوعه الجبري لله
تبارك وتعالى.
حتى إنفاق المنافقين لأموالهم رغم أنوفهم، إنفاق بسبب القسر والإكراه، وذلك لأنهم
يريدون به التمويه على المسلمين، ولهذا وصف الله إنفاقهم بأنه» كَره «وأمرنا أن
نقول لهم: "قُلْ أَنفِقُواْ طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْمًا فَاسِقِين"ونهى القرآن الكريم عن وراثة المرأة كالمتاع والأثاث فقال تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا"
فقد كان الجاهلي إذا مات أبوه، ورث أمواله ومتاعه، ومن جملة ما يرث زوجة أبيه،
فنهى الله تعالى عن هذا التصرف الجاهلي البشع وحرَّمه عليهم، والمرأة ترفض هذا
التصرف وتكرهه، لأنه إجبار وقسر لها ولذا سماه الله تعالى في القرآن الكريم»
كَرهاً ((بفتح الكاف))
معاً لتعظيم القرآن العظيم في القلوب
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[28 Jun 2009, 05:24 م]ـ
الأخ الكريم
لا غبار على كلامك في التفرق اللغوي بين الكُره والكَره، ولكن من أين لك ما أضفته إلى معنى الكُره من أنه شاق على النفس ولكنه مرغوب؛ مرغوب هذه أين نجدها عند أهل اللغة؟!(/)
تخريج حديث " إن للقرآن ظهراً وبطناً"
ـ[عبدالله الحجي]ــــــــ[28 Jun 2009, 06:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تخريج حديث " إن للقرآن ظهراً وبطناً"
قال الطبري رحمه الله:
حدثنا محمد بن حميد الرازي، قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن مغيرة، عن واصل بن حيان، عمن ذكره، عن أبي الأحوص، عن عبد الله ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنزل القرآن على سبعة أحرف، لكل حرف منها ظهر وبطن، ولكل حرف حد، ولكل حد مطلع ".
أخرجه الطبري في تفسيره (1/ 22):وفيه كما نرى رجلاً لم يسم.
وأخرجه أيضاً الطبري، وأبو عمر الرقي الباهلي في " حديث زيد بن أبي أنيسة " (ق 32/ 2)، وأبو الفضل الرازي عبد الرحمن بن أحمد في " معاني: أنزل القرآن على سبعة أحرف " (ق 64/ 1) عن إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن ابن مسعود مرفوعا به.
وأخرجه البغوي في تفسيره (1/ 46): من طريق أبي هذيل.
وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط - (1/ 236) من طريق عبد الله بن أبي الهذيل.
وأخرجه أبو يعلى في مسنده (9/ 278) من طريق سليمان بن بلال.
ورواه ابن حبان في صحيحه (1/ 276)،
والبزار (اتحاف الخيرة المهرة (6/ 106): من طريق أبي إسحاق الهمداني.
كلهم (المجهول وإبراهيم وأبو الهذيل أو ابن أبي الهذيل وسليمان وأبو إسحاق) عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أنزل القرآن على سبعة أحرف، لكل حرف منها ظهر وبطن"
وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق - (42/ 400)
من طريق عبيدة عن شقيق عن عبد الله موقوفاً.
فللحديث إذاً عن أبي الأحوص وهو الجشمي، واسمه: عوف بن مالك بن نضلة، وهو تابعي ثقة معروف) عدة طرق:
الأول: ضعيف لانقطاعة بجهالة راويه.
وأما االثاني: فمن أجل إبراهيم الهجري، وهو إبراهيم بن مسلم وهو ضعيف، ضعفه ابن معين والنسائي وقال أبو حاتم: ليس بالقوي الجرح والتعديل 2/ 131، تهذيب الكمال 2/ 203، الضعفاء والمتروكين ص 40 ميزان الاعتدال 1/ 65 تهذيب التهذيب 1/ 164، تقريب التهذيب.)
وأما الثالث: فقد خالف فيه غيره فقال: أبو الهذيل وهو غالب بن الهذيل ولا يعرف له عن أبي الأحوص رواية.
وأما الرابع: فابن أبي الهذيل هو: عبد الله وفيه جرير عن مغيرة وجرير مدلس وقد عنعن كما قال الطبراني:لم يرو هذا الحديث عن مغيرة إلا جرير.
قال الألباني: وهذه متابعة قوية، لولا أن في الطريق إليها مغيرة - وهو ابن مقسم الكوفي - فإنه مع ثقته كان يدلس؛ وقد عنعنه.
وأما الخامس: فقد أخطأ الراوي فيه فإن المعروف من رواية سليمان عن أبي إسحاق، فهو منقطع.
وأما السادس: فأبو إسحاق الهمداني وهو السبيعي مدلس وقد عنعنه، فيحتمل أن يكون تلقاه عن إبراهيم الهجري أو غيره من الضعفاء، ثم هو إلى ذلك كان اختلط!
وقد قال البزار في مسنده 10 - (5/ 442):
وهذا الحديث لا نعلمه يروى إلا من حديث الهجري عن أبي الأحوص عن عبد الله ولا نعلم أن بن عجلان روى عن الهجري غير هذا الحديث ولا نعلم أن هذا الحديث يروى من حديث بن عجلان عن أبي إسحاق إلا من هذا الوجه.
والحديث ضعفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير رقم [1338] ص 193، وهو في السلسلة الضعيفة رقم [2989].
وذكره السيوطي في الجامع الصغير رقم: 2727، ونسبه للطبراني في المعجم الكبير، ورمز له بعلامة الحسن.
وقال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (222/ 3):
أما الحديث المذكور، فمن الأحاديث المختلقة التي لم يروها أحد من أهل العلم، ولا يوجد في شىء من كتب الحديث؛ ولكن يروى عن الحسن البصري موقوفًا أو مرسلاً: " أن لكل آية ظهرًا وبطنًا وحدّا ومَطْلَعًا ".
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (6/ 560)
وجملة القول؛ أنه ليس في هذه الطرق ما يمكن الاطمئنان إليه، وتصحيح الحديث اعتمادا عليه. والله أعلم.
ـ[أم حذيفة]ــــــــ[08 Jul 2009, 03:20 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[09 Jul 2009, 05:19 ص]ـ
جزاك الله خيرا، وبارك جهودك.(/)
أتوقف. . رسائل جوال تدبر
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[29 Jun 2009, 11:00 ص]ـ
أعزائي أعضاء وزوار ملتقى أهل التفسير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر في البداية الشيخ الفاضل الدكتور: عبدالرحمن الشهري المشرف العام على هذا الملتقى المبارك , وجميع الإخوة الذين شجعوني على مواصلة نشر رسائل جوال تدبر عبر هذا الملتقى في الفترة من رمضان 1429 هـ إلى جمادى الآخرة 1430 هـ وعلى رأسهم الشيخ الفاضل الدكتور: عمر المقبل الذي قال: افعل ما بدا لك من جهة نشرها في هذا الملتقى المبارك مع نسبتها لمصدرها. والتزمت.
وقد بلغني أن مشروع جوال تدبر أحد المشاريع الرافدة للهيئة العالمية لتدبر القرآن ولذلك فإن كل مشترك في هذا الجوال يدعم مشاريع الهيئة وخروجه يعتبر نقصا في دعمها , وقد سبب نشر هذه الرسائل في النت تقلص عددالمشتركين , فأعتذر للهيئة أن كنت سببا من غير قصد لذلك.
وأعتذر للمتابعين.
وأعلن التوقف عن نشر هذه الرسائل من أجل مصلحة الهيئة العالمية لتدبر القرآن , والتي هي جهة خيرية محضة لاربحية والجوال حاليا من أهم مصادرها في الدخل.
وأدعو الجميع للمشاركة في جوال تدبرليكن ذلك في ميزان حسناتنا ,,
لعملاء الجوال 81800
أما عملاء موبايلي و زين فلعل ذلك أن يكون بعد شوال 1430 لأن الهيئة مرتبطة بعقد مع الاتصالات والوفاء بالعقد من الإيمان. .
أرجو تثبيت هذا الموضوع للأهمية ,
ودمتم مباركين أينما كنتم.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[29 Jun 2009, 01:24 م]ـ
بارك الله فيك أخي عبدالله، وجعل ما قمتَ به في ميزان حسناتك، ولا حرمك أجر الدلالة على الخير.
والأمر كما ذكرتَ ـ وفقك الله ـ فإن أي مشترك نعتبره داعماً للمشروع الذي نعقد عليه آمالاً كباراً بإذن الله ـ وإن خالها البعض مبالغات ـ،لكن من طبيعة الأعمال المؤسسية الكبيرة أنها تحتاج إلى ثلاثة عناصر رئيسية:
1 ـ الوقت، وعدم الاستعجال على تلمس آثارها ـ مع أننا بدأنا نلمس شيئاً من ذلك ولله الحمد ـ.
2 ـ المال.
3 ـ العنصر البشري.
وبالتجربة فأيسرها الثاني، وأصعبها الثالث، وقد تيقنتُ قول النبي صلى الله عليه وسلم المخرج في الصحيحين: "الناس كإبل مائة، لا تكاد تجد فيها راحلة"!
وأجدد ما دعوت إليه في أكثر من مناسبة من حرصنا على تلقي الملاحظات سواء على البريد الخاص بتلقي الملاحظات وهو: tadabbor@gmail.com
أو على البريد الخاص باسم (جوال تدبر) فهو أحد أعضاء في هذا الملتقى المبارك.
وجزاكم الله خيراً.
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[04 Jul 2009, 10:16 ص]ـ
الشيخ الفاضل: عمر المقبل
شرفني مرورك. .(/)
هل من أحد يتحفنا بهذه الرسالة
ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[29 Jun 2009, 11:44 ص]ـ
الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبي بعده،،،
هل من أحد من الأفاضل يتحفنا بهذه الرسالة؟
وجزاكم الله خير الجزاء
والله الهادي إلى سبيل الرشاد
ـ[عبدالرحمن الحاج]ــــــــ[29 Jun 2009, 04:41 م]ـ
الرسالة في طريقها للطبع في دار نشر مصرية، ولعلها تصدر هذا العام(/)
القراءات الجديدة
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[29 Jun 2009, 05:19 م]ـ
المفكر الإسلامي المقرئ الإدريسي أبو زيد: القراءات الجديدة للقرآن الكريم هي في الأصل ثقافة علمية غربية
على هامش ملتقى فكيك الثالث للقراءات الجديدة للقرآن الكريم، التقت التجديد مع الأستاذ المقرئ الإدريسي أبو زيد، فألقى بعض الضوء على خلفيات هذه القراءات وجذورها العلمانية، وبين خطورة تبنيها في مؤسساتنا التعليمية والدينية منها على وجه الخصوص كدار الحديث الحسنية وغيرها، وفيما يلي نص الحوار:
ما هي أهم أفكار ومرتكزات القراءات الجديدة للقرآن الكريم؟
القراءات الجديدة، التي هي في الأصل ثقافة علمية غربية انطلقت من قراءة النص المقدس منذ عصر النهضة أواسط القرن السادس عشر ثم انتقلت منه إلى نصوص أدبية وفكرية وتراثية يونانية وإغريقية. القاسم المشترك بين هذه المناهج، أنها قامت على أساس اضطراب النصوص أي بشريتها، وأن الإنجيل والتوراة قد دونتا بيد إنسانية. وما تبقى من النصوص فهو أصلا منسوب إلى أصحابه من بني البشر. ولهذا فهذه المناهج سواء منها: المنهج الفينولوجي أو المنهج الفينومينولوجي أو المنهج الهيرمينوطيقي أو المنهج البنيوي أو المنهج التفكيكي، كلها مناهج تنطلق من تطبيق العلوم الإنسانية على النصوص الدينية نازعة عنها القدسية، ومؤمنة بنسبية المعنى، وشاكة في موثوقية التدوين، ومعطية مجالا أوسع للتأويل، ودورا أكبر للقارئ والشارح في إعادة إنتاج النص. بعبارة أخرى، يصبح النص ذا مصدر بشري، وسياق بشري، ومآل بشري.
ثم إن المناهج الحديثة الغربية التي تطورت بعد القرن التاسع عشر، أي في القرن العشرين أصبحت أكثر جرأة في نزع المعنى وفي تحطيم السياق وفي تفكيك العلاقات القائمة بين العبارات وفي التأويل البعيد المغرض لقلب النوايا وعكس المقاصد، والبحث في طرق ملتوية لإنتاج معنى جديد في سياق جديد لا علاقة له البتة بالسياق الذي أنتج فيه النص ومعناه الأول.
ومن خطورة هذه المناهج أنها لم تبق مقصورة على نصوص غربية وإلا لكان الإنسجام هنا حاضرا ومقبولا، لكن تم نقلها إلى القرآن الكريم بالخصوص. ويبقى السؤال لماذا القرآن من دون النصوص الأخرى؟ كنصوص البوديين والهندوس والنصوص الأدبية والفكرية؟ ولماذا التركيز سواء من قبل الأوروبيين أو من أتباعهم المتغربين من المسلمين على أن تطبق هذه المناهج بالضبط على القرآن؟ كل ذلك يقع من غير شك لنزع القدسية عنه وللتشكيك في مصدره المتعالي ولقياسه على النصوص البشرية بل ولوصمه بوصمات الدونية لا يرضاها منصف لمؤلف من البشر، فكيف بكتاب رب العزة.
ماهي آثار هذه المناهج عندما نجعلها أساسا لتكوين علماء الشريعة؟
هذه مفارقة ما كنت أحسب أنني سأحيى إلى زمن أسمع فيه هذا الذي يجري في بلادنا وفي العديد من بلاد المسلمين، كيف يعقل أن تصبح هذه المناهج النسبية وهذه المناهج الجزئية وهذه المناهج التي في الغالب لا تحترم حتى منطلقاتها ولا تلتزم حتى بمبادئها مرتكزا لتكوين علماء المستقبل في شريعة الإسلام؟ كيف تصبح هذه المناهج وهي في عرف أصحابها تنتج معاني لا نهائية وتنتج معانى مؤقتة ولا وجود لمعنى أصلي فيها ولا لمعنى نهائي ولا لمعنى نواة ولا معنى حتى لمقصد المؤلف أو الكاتب بالنسبة للقرآن لمقصد الشارع أو مقصد رب العزة؟
فهذه المناهج ترفض أن تطرح سؤال: ما مقصد منتج النص لأن منتج النص الحقيقي عندهم هو الذي يتناوله وهو الذي يتلقاه. وفي هذا الإطار توسعت نظريات التأويل والتلقي والتفكيك والقراءة الهرمنوطيقية، ووجه طلبة المسلمين، الذين يدرسون في الجامعات الغربية إلى هذه المناهج لتطبيقها في البداية على بعض النصوص الأدبية وعلى بعض نصوص التراث ثم تم تحويلها بعد ذلك إلى القرآن الكريم وإلى السنة النبوية الشريفة. والأمر الآن أصبح أخطر، فلم يعد الأمر يقتصر على طلبة المسلمين الذين يشدون الرحال إلى هذه الجامعات، وإنما شدت هذه المناهج الرحال إلى جامعاتنا، وفي البداية كان وصولها اختياريا عن طريق النخبة المتغربة التي درست هناك ثم نقلت هذه المناهج إلينا، لكن مؤخرا لاح في الأفق برنامج سياسي أمريكي غربي مفروض ومشروط في إطار سياسة القهر والعولمة، وتحت مسميات الإصلاح، ومن ذلك إصلاح مناهج التعليم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وطبق ذلك في بلاد كثيرة ومنها بلاد المغرب حيث بدأ الحديث عن إعمال المناهج الحديثة في تفسير النص القرآني، بل وغيرت حتى المصطلحات، فالقرآن لم يعد اسمه القرآن بل اسمه المدونة الكبرى، والسبب المرتبط به نزول الآية أو الآيات أصبح يسمى الواقعة القرآنية، و تم إحياء كل ما كتبه المستشرقون وكل ما نفثوه من أحقاد طيلة ثلاثة قرون، كل ذلك يتم الآن إعادة إنتاجه وتقديمه بلغة جديدة، وحذلقة جديدة، ومناهج تسمى جديدة.
ويراد الآن إلغاء مناهج التفسير وعلوم التفسير وعلوم القرآن في جامعاتنا الإسلامية ومعاهدنا الدينية والشرعية، وإحلال هذه المناهج مكانها ليصبح النص القرآني عرضة لعبث من هب ودب، ولكي تسري روح الفوضى عليه، والضياع واللامعنى، نسأل الله العافية وحسن الخاتمة.
في هذا السياق أقدمت وزارة الأوقاف على استدعاء أحد الأمريكيين وكلفته بوضع منهاج لتكوين طلبة دار الحديث الحسنية، ويحتوي على الثلثين من المواد ذكر الوزير نفسه أنها في سياق التفتح ويشمل عددا من اللغات القديمة والحديثة وكذا المناهج الحديثة وخصص الثلث فقط للعلوم الشرعية وربما بدورها بمناهج لا تخلو من مقال. في نظركم هذا التحول الذي تعرفه مؤسسة دار الحديث الحسنية إلى أي شيء يرمز وما هي دلالته؟
إنه لشيء مؤسف ومخيف بل ومرعب، أن نكل مصائرنا إلى مثل هذه الاختيارات الانتحارية، القائمة في الجوهر إذا ما أزلنا الحذلقة والتبرير على الخضوع للضغوط الأجنبية. ما معنى أن يأتي أمريكي لكي يعلمنا في دار الحديث الحسنية مناهج التدريس ولكي يملي على أساتذتنا ما سوف يملونه على طلبتنا؟ وما معنى أن يتم التستر على هذه المناهج وعدم نشرها للجمهور وكأن الأمر سر من الأسرار العسكرية أو الاستخباراتية؟ ألا يحق للشعب المغربي المسلم وعلمائه وممثليه في البرلمان ومجتمعه المدني الغيور على دينه أن يعرف حقيقة هذه المناهج التي سيتكون عليها غدا من يفتي ومن يقرر ومن يدرس؟
إذا كنا اليوم نعاني مع قلة من المتغربين درسوا عند المستشرقين في الجامعات الأوروبية وتخرجوا من بعض الشعب التي تسمى شعب الدراسات العربية الإسلامية وجاءوا مشحونين بكثير من الشكوك والأسئلة والطعون والافتراءات وبكثير من الجهل بالمقومات الأساسية للعلوم الشرعية، فكيف يكون الأمر إذا أصبحنا أمام أفواج من طلبتنا ينهلون من نفس المعين في عقر ديارنا؟
بل وكيف يكون حالنا مع انقراض هذا الجيل الملقح والذي يواجه مثل هذه التيارات وهو إلى انقراض لأنها سنة الله في الكون، هذا الجيل من العلماء الذين تكونوا بالطرق التقليدية وتشربوا العلوم الإسلامية من منابعها الصافية ومن مصادرها الأصلية، كيف إذا انقرضوا ولم يبق إلا هذا المسخ الذي يراد تخريجه بهذه المناهج الماسخة والممسوخة. وإن هذا ما يراد للمغرب وما تريده أمريكا، وللأسف فإن السياسات العليا في المغرب منبطحة للتوجيهات الأمريكية والأوامر الأمريكية، وليس غريبا أن ينخرط المغرب في برنامج الشرق الأوسط الكبير، وليس غريبا أن يستضيف منتدى المستقبل، وليس غريبا أن يصبح بلدنا الآن هو موضوع تطبيق وتجريب كل ما تريد أمريكا أن تعممه على العالم الإسلامي حتى إن الدوائر العليا الأمريكية لتمدح السياسات الرسمية المغربية لأنها متعاونة وأنها طليعة التغيير، وتعتبرها قدوة لباقي الشعوب العربية الإسلامية.
فهل يعقل أن ينتقص لطلبة العلوم الشرعية الجزء الأوفر من المواد الأساسية كالتفسير والحديث والأصول والفقه؟ وهذا التغيير نفسه هو ما بلغنا عن مقررات جامعة القرويين مما اضطر كثيرا من الطلبة أن يغادروها غاضبين ليعودوا إلى بيوتهم لأنهم لم يجيئوا ليتعلموا الهرمينوطيقا ولم يأتوا ليتعلموا الإنجليزية والفرنسية والحاسوب حتى وهذه المعارف مهمة ولكن لا ينبغي أبدا أن تكون على حساب العلوم الشرعية.
فهل يعقل مثلا أن تمحو كلية الطب من مقرراتها مواد طبية أساسية كالتشريح والجراحة والطب الباطني وتعوضه بعلم الاجتماع والاقتصاد بحجة أن الطبيب عليه أن يعرف كيف يتعامل مع المريض، وكيف يسير عيادته، وأي جامعة في الدنيا ستقبل طبيبا لم يدرس من العلوم الطبية إلا القليل ودرس الكثير من العلوم الزائدة التي ليست هي الأصل في تكوينه بزعم أنه يحتاج إليها لكي يكمل مهمته؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لماذا لا يقبل في كل تخصص إلا أن تدرس فيه العلوم النواة والعلوم الأساسية والعلوم الرئيسية التي بدونها لا يكون الطبيب طبيبا ولا يكون المهندس مهندسا ولا يكون اللساني لسانيا ولا يكون المؤرخ مؤرخا ولا يكون الميكانيكي ميكانيكيا، ثم يؤتى بالعلوم الشرعية لكي تتعاور عليها أيدي الصليبيين والصهيونيين وتابعيهم في بلاد المسلمين فيحذف من هذه العلوم الجوهر في الموضوع والجوهر في المضمون والجوهر في المنهج، و يزاحم عقل الطالب ووقته وجهده وذاكرته بمعارف أخرى ليس بالضرورة بالمرة أن يكون ملما بها كاللاتينية واليونانية والإغريقية والعبرية، هل يعقل أن يصبح الفقيه لكي يفتي خبيرا في الفيزياء والكيمياء والفلك والرياضيات وعلوم اللغة؟ هل لكي يعرف معرب القرآن عليه أن يدرس العلوم اللغوية لكل اللغات السامية التي منها كلمات في القرآن؟
إن الفقيه مثل غيره ينحاز إلى تخصصه ويتكون فيه ويتعمق فيه ويرسخ لديه ثم إذا احتاج إلى أي خبرة عند لغوي أو رياضي أو طبيب أو عالم نفس أو اقتصادي استفاد منه.
وإننا في زمن تكامل العلوم وانفتاح العلوم وتكامل المناهج وانفتاح المناهج وكما أن الطبيب قد يستشير الفقيه في بعض الجوانب دون أن يحتاج هو إلى ترك الطب ودراسة الفقه فإن الفقيه سيستشير الطبيب في بعض الجوانب دون أن يضع كراسة الفقه وينغمس في دراسة الطب.
ماذا تقترحون من سبل مواجهة مثل هذه المخططات؟
للأسف الشديد المواجهة صعبة، والسبب أن الذين يقومون على هذه الأنشطة وعلى هذه التوجهات وعلى هذه التصرفات المريبة هم رعاة الجهاز التنفيذي هم المدبرون لمصير هذا الشعب المسكين في هذه المرحلة الحرجة التي تطبعها العولمة والقولبة والإكراه الثقافي، ويتنبأ فيها معارضو العولمة من أمثال تشومسكي وجون كلود تشوزني والمهدي المنجرة بأن 50 سنة القادمة ستشهد إبادة أكثر من 80 ثقافة ولغة وهوية.
والهوية العربية الإسلامية مرشحة أن تكون ضمن هذه الثقافات الثمانين التي سوف تمحى إذا لم ينتصب الغيورون لأخذ زمام الأمور. أنا أدعو من هذا المنبر النواب البرلمانيين وأنا واحد منهم وممثلي الأمة إلى أن يقفوا وقفة قوية جريئة حازمة ضد هذا العبث؟
وأدعو ثانيا العلماء ألا يسكتوا فهذه محطة إذا سكتوا فيها سيكونون هم المعنيون بالساكت عن الحق شيطان أخرص. ماذا بقي في هذه الدنيا من تغيير وإفساد لم يحدث حتى يتكلم العلماء، تغيرت كل الميادين وأفسدت كل المجالات وهم يصمون آذانهم ويستغشون ثيابهم ويغمضون عيونهم والآن دخل عليهم الفساد معقلهم ووصل الخطر إلى عرينهم والعدو يعبث بتلاميذهم، والأمر يتعلق الآن بمؤسساتهم وتخصصاتهم ودورهم، فإذا لم يتكلموا اليوم فمتى يتكلمون؟
ثم ثالثا: المجتمع المدني الغيور من الجمعيات والمنظمات التي همها حماية مصالح المواطن. هل يعقل أن تكون لدينا جمعيات لحماية المستهلك من ما يدخل بطنه ولا تكون لدينا جمعيات وهيئات لحماية المستهلك من ما يدخل عقله ويفسد عليه روحه وهويته؟
ما هو تقييمكم لملتقى فكيك الثالث للقراءات الجديدة، وما هي في نظركم سبل تفعيل الأعمال وتوصياته؟
أريد هنا أن أشيد بهذا الملتقى وبمنظميه وبفكرته وبالغيرة الواضحة لدى مؤسسيه ومسيريه، كما أريد أن أنوه بالمستوى العلمي للأساتذة الذين ألقوا عروض علمية أكاديمية تخصصية دقيقة في كثير من هذه المناهج الفينولوجية والأنثروبولوجية والاجتماعية والهرمنوطيقية وغيرها فكشفوا للناس من موقع التخصص ومن موقع المعرفة الدقيقة وليس فقط من موقع الغيرة على الإسلام عاطفيا، كشفوا خطر هذه المناهج وخطر ظلالها وعدم صلاحيتها حتى لما طبقت عليه أصلا وحتى للبيئة التي انطلقت منها ابتداء.
فالآن الغربيون أنفسهم يهاجمون التفكيكية ويعتبرونها منهج اللامعنى، ومنهج موت المعنى ومنهج قتل المعنى. ويرفضون أن يعتدى على تراثهم حتى الأدبي وحتى المعاصر منه بإعمال المناهج التفكيكية التي لا تبقي للنص أي وجه ولا أي شكل ولا أي لون ولا تبقي فيه أية فكرة رئيسية، إذا كان الغرب الآن يواجه التفكيكية باعتبارها رمزا للإفلاس الروحي والحضاري فكيف الأمر بالنسبة لمن يريدون تطبيقها على القرآن الكريم وعلى السنة النبوية الشريفة.
وأتمنى أن يخرج هذا الملتقى الثالث من الجدران الأربعة التي حبس فيها، ويتم نقل فعاليات هذا النشاط إلى مدن أخرى كالرباط والدار البيضاء وغيرهما، وكذا العناية بطبع هذه الأعمال وإصدارها في كتب و نشر ملخصاتها الأكاديمية في المجلات العلمية و الجرائد الوطنية وتخصيص موقع إلكتروني لهذا الملتقى المبارك، وأن تتحول توصيات الملتقى إلى مخطط عملي، ويتم إرسال تلك التوصيات إلى كل الجهات المعنية لتوضع أمام مسؤولياتها، ويبين لها هذا الخطر الداهم. وأتمنى أن يكون موضوع الملتقى القادم بحول الله حول النظريات والمناهج الجديدة لقراءة القرآن الكريم والتي أبدعت من داخل النص القرآني ومن داخل الثقافة الإسلامية.
حاوره محمد بولوز
منقول عن:
http://jabaallah.maktoobblog.com/301131/%d8%ad%d9%88%d8%a7%d8%b1-%d9%85%d8%aa%d9%85%d9%8a%d8%b2-%d8%ad%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%af%d9%8a%d8%ab%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%82%d8%b1%d8%a7/
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[29 Jun 2009, 05:40 م]ـ
الاتجاه الهرمنيوطيقي وأثره في الدراسات القرآنية
الدكتور عبد الرحيم بودلال كلية الآداب وجدة (ساهم به في ملتقى فكيك الثالث حول القراءات الجديدة للقرآن الكريم)
تعريف الاتجاه الهرمنيوطيقي:
هو اتجاه فلسفي وجودي تحليلي نشأ في أحضان اللاهوت المسيحي، لتفسير النص الديني المسيحي، خصوصا بعد أن طرحت مجموعة من القضايا المشكلة المتعلق بالإنجيل، على المتعاطي للتفسير المسيحي من غير الكنسيين أو الإكليروس:
هذه المشكلات تلخص في:
- تثبيت الإنجيل المنقول شفويا عن طريق الكتابة
- تعريف العلاقة بين العهد القديم والعهد الجديد
- التباعد اللغوي بين العهد القديم والعهد الجديد
- التباعد اللغوي بين الكلمة في أصل وضعها والاستعمال الجديد
- الاعتقاد بوجود معنى خفي وراء المعنى السطحي
- انعدام الثقة في القراءة الوحيدة للإنجيل
هذه العوامل أدت إلى ظهور هذا الاتجاه في الفهم والتفسير. الإصلاح الديني وانتشار الفكر البروتستانتي، وقد أدت إلى ضعف العلاقة بكنيسة روما، وبذلك شعروا بحاجة ملحة لمنهج يتضمن قواعد معينة لتفسر الكتاب المقدس، وأول كتاب ألف في هذا المجال اسمه (الهرمنيوطيقا) ومؤلفه (دان هاور) طبع عام 1654م ذكر فيه مناهج وقواعد لتفسير الكتاب المقدس.
وقد كانت ثورة مارتن لوثر على رجال الكنيسة وفتح المجال أمام تعدد القراءة، وعدم حصرها على رجال الكنيسة أمام اتساع هذا الاتجاه، بل أدت هذه الثورة إلى انتقال التحليل الهرمنيوطيقي من مجال اللاهوت إلى كافة العلوم الإنسانية.
وتعتبر نهاية القرن العشرين فترة ازدهار بالنسبة لهذا الاتجاه، لما أتاحه من إمكانيات لقراءة التراث الإنساني عموما.
وقد حاول بعض الدارسين ربط هذا الاتجاه بالفكر اليوناني، الذي عرف أن عملية تفهيم التعاليم الدينية لم تكن بالأمر الميسر للناس، لذلك كان اللجوء إلى الواسطة المعروفة بهرمس، حيث كان هرمس هو الناقل أو الوسيط بين معاني الآلهة والناس؛ يقول احمد واعظي:" ينسب اليونانيون اكتشاف اللغة والخط إلى "هرمس"، وهما أداتا نقل المعاني للآخرين. وقد كانت عملية التفهيم هي مهمة "هرمس" الأساسية، ولعنصر اللغة دور أساس في هذه العملية بالطبع. كان "هرمس" جسراً يفسر ويشرح رسالات الآلهة, وذلك بتحوير ماهيتها ومضامينها (التي كانت فوق مستوى الفهم البشري)، من أجل تفهيمها للناس وجعلها ممكنة الإدراك من قبلهم" ومنه أخذ الاسم، وأصبحت عملية الفهم تتم بهذا الشكل، ومع ظهور ما عرف بعملية الإصلاح الديني، سيحاول هؤلاء تحويل المسألة إلى اتجاه في الفهم.
وبدأ هذا الاتجاه رومنسيا، يعتمد اللغة والمعاني النفسية بشكل متكامل، وكان هذا في القرن السابع عشر الميلادي، ومع تطور المجتمع الغربي وازدياد حيرته حول الوصول إلى ما يعرف عندهم بالحقيقية عن طريق تلمس معاني الأشياء، سيتسع مجال هذا الاتجاه؛ خصوصا وأن العقل نفسه قد عجز عن الوصل إلى المعنى المعبر عن الحقيقة، هذا العقل الذي ظل الغرب زمنا ينظر إليه المخلص الوحيد من كل الأزمات بما فيها النفسية والسلوكية والعقدية، هو نفسه أصبح محط تساؤل، لأن نتيجته كانت حربين عالميتين خلقتا أزمة فكرية وخلقية ونفسية عاشها ويعيشها المجتمع الغربي، يقول شوقي الزين "لكن القسط الأكبر من أفول المعنى بتشظي الذات وحلول الخطاب يتراءى في هذه الصدمة اللاحقة لسنة 1945 واكتشاف الغرب لفظاعته، ووحشيته، عندما أماط اللثام عن جرائم إنسانية إبان الحرب العالمية الثانية". هذا الوضع أثر بشكل سلبي على الوضع الأوروبي، مما جعل هذا الوعي الأوروبي يشكك بشكل جلي في مكتسباته المعرفية، العقلية ويجنح بشكل واسع وجلي نحو ما عرف بالوجودية والفينومينولوجيا، المشككة بشكل أساس في التكافؤ الحاصل بين العلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية. فالإنسانيات ميدانها الذات الفلسفية، والطبيعيات ميدانها العقل المادي الطبيعي.
إن الوجودية الفلسفية رفضت الموضوعية ولم تعترف بوجود ذات وموضوع، بل كل شيء راجع إلى تجلي الموضوع للذات في علاقة إدراكية تأويلية.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن اللجوء إلى هرمس كما قلت الذي كان جسرا يفسر ويشرح رسالات الآلهة، وذلك بتحوير ماهيتها ومضامينها (التي كانت فوق مستوى الفهم البشري)، من أجل تفهيمها للناس وجعلها ممكنة الإدراك من قبلهم، وفق البناء الثلاثي لعملية التفسير، والمكون من الأركان الآتية:
1 - العلامة أو الرسالة أو النص الذي يلزمه الفهم والتفسير.
2 - واسطة الفهم، أو المفسر (هرمس).
3 - إيصال فحوى النص ومعانيه إلى المخاطبين.
يبين طبيعة الغموض الذي كان يكتنف النص الديني، خصوصا العهد القديم الذي كان عندهم عبارة عن تمثيلات ورموز وكنايات، تحتاج إلى تأمل هرمنيوطيقي.
وعلى الرغم من العمل الإصلاحي الذي قام به أوغسطين للكنيسة حيث ضيق من جانب الغموض، واعتبر أن الغموض لا يطول كل الكتاب المقدس، وإنما بعض من فقراته غامضة، فإنه لم يتجاوز التأمل الهرمنيوطيقي، بل دعا إلى ضرورة الجمع بين النور الإلهي الساطع على الإنسان وقواعد التفسير،
يعد كتاب القديس اوغسطينوس "في العقيدة المسيحية" مثالاً لهذه التأويلية التفسيرية، إذ ميّز بين نوعين من العبارات التي تحتاج إلى تفسير: العبارة الغامضة، حيث يكون المعنى مستتراً أو مغلقاً بعناصر تاريخية وصيغ لغوية، وعبارات عجائبية أو غرائبية متعلقة بالمعرفة اللاهوتية المقصورة على علماء اللاهوت.
وسيستلهم كل من هيدغر وغادامير هذه الأفكار من أوغسطين لتطوير الفكر الهرمنيوطيقي.
ومع كل من هيدغر وغادامير ستأخذ الهرمنيوطيقا بعدا فلسفيا يؤصل لشروط الفهم والتفسير. وسيعطيان للذات أهمية قصوى في عملية الفهم، مبعدين كل الشروط الموضوعية المؤسسة على المنهج.
إن جادامير يطرح الهرمنيوطيقا اتجاها مهتما بشرح عملية الفهم في ذاتها لا في علاقتها بعلم بعينه، فكتابه " الحقيقة والمنهج" هو كتاب مساءلة منهجية لأسلوب وقواعد الفهم عند الغربيين.
عملية الفهم
فالفهم ليس نتيجة تطبيق قواعد، بل يرتبط بالقدرة على الاستيعاب واستثمار المخزون المعرفي والثقافي في تقويم المعنى المطلوب. يمر الفهم عبر قنطرة الذات من أجل إعادة تشكيل معالم الدلالة، وفق الأفق الذي يرنو إليه المتلقي. أما إذا ما اعتبرنا الفهم حصيلة تطبيق قواعد مخصوصة، لن يختلف الفهم آنذاك عن عملية الترجمة الآلية.
ثم إن الفهم لا بد أن يبنى على المنهج التأويلي الذي لا يحصر نفسه في التاريخ، تاريخ النص بل لا بد أن يعيش حاضره، ولا بد كما يقول غادامير من انصهار للآفاق (الماضي والحاضر) كي يحصل الفهم، ومن هنا ستبدأ عملية تحليل الفهم الهرمنيوطيقي بوضع أسس للفهم والقراءة، وهي أسس ترفض كل مكتسبات عصر التنوير الأوروبي، وخاصة الاتجاه النسقي الذي أفرز البنيوية في بعدها المؤطر للنص، حيث يعتير أصحاب الاتجاه الهرمنيوطيقي الاتجاه البنيوي نسقا من العلامات مغلقا على نفسه ولا يشير إلى شي ء خارجه مما يجعل النص "بغترب في الشكل المجرد" و تضيع هوية وخصوصية و بعده الأونطولجى ودوره التاريخي.
الأسس المنهجية للاتجاه الهرمنيوطيقي:
إن النقد الموجه للاتجاه البنيوي مرده بالأساس إلى محاولة إقصاء كل ما يجعل الفهم أو التحليل مضبوطا، ولذلك سيغير الاتجاه الهرمنيوطيقي كل أنواع التحليل المؤسس على الموضوعية، ويفسح المجال لكل الذاتيات لكي تمارس عملية الفهم دون قيد أو شرط.
فتصبح الأحكام المسبقة والتصورات القبلية وانفتاح الذات على الموضوع هي المحددات لعملية الفهم.
يقول أحمد واعظي "تعرضت القراءة التقليدية للنص، و التفكير الديني الدارج، لتحديات و إشكاليات على يد بعض الاتجاهات الهرمنوطيقية في القرن العشرين. فقد أثارت الهرمنوطيقا الفلسفية بشتى فروعها سجالات حول تفسير النص وقضية الفهم بصورة عامة، مسّت العديد من أصول المنهج الدارج لفهم النص ... وخلخلت أركانها, ناحتةً إشكالات وشبهات جديدة للتفكير الديني، فقد أشرنا منذ البداية إلى أن التفكير الديني وثيق الصلة بالمنهج التقليدي لفهم النص
وإجمالا فإن أبرز التحديات التي فرصتها الهرمنيوطيقا الفلسفية أمام الأسلوب المعهود للنص لخصها أحمد واعظي في:
1 - فهم النص حصيلة امتزاج أفق المعاني لدى المفسر مع أفق المعاني في النص. ولذلك فإن إشراك ذهنية المفسر في عملية الفهم ليس بالمذموم، بل هو شرط وجودي لحصول الفهم، وينبغي التسليم له كواقع لا مندوحة منه.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - الفهم الموضوعي للنص، بمعنى الفهم المطابق للواقع، غير ممكن؛ لأن العنصر الباطني أو ذهنية المفسر وقبلياته شرط لحصول الفهم، فخلفيات المفسر ذات دور حتمي في كافة فهومه وتفاسيره كافة.
3 - عملية فهم النص عملية غير منتهية، فإمكانية القراءات المختلفة للنص لا تعرف حدوداً تتوقف عندها، إذ إن الفهم تركيب وامتزاج بين أفق معاني المفسر وأفق معاني النص، ومع كل تحوّل في المفسر وأفقه تتاح إمكانية جديدة للتركيب والامتزاج وولادة فهم جديد.
إذن لا نهاية لاحتمالات التراكيب ولإمكان القراءات والتفاسير المختلفة للنص.
4 - ليس ثمة فهم ثابت غير متحرك، ولا يصح تحديد فهم، بوصفه الفهم النهائي الذي لا يتغير لنص من النصوص.
5 - ليست الغاية من تفسير النص القبض على "مراد المؤلف"، فنحن نواجه النص، وليس المؤلف. وما المؤلف إلاّ أحد قراء النص، ولا يتميز عن باقي المفسرين والقراء بشيء. والنص كيان مستقل يتحاور مع المفسر، فينتج عن ذلك فهم للنص. وهكذا فالمفسر لا يعبأ بالمقاصد و الغايات التي أراد المؤلف التعبير عنها.
6 - لا يوجد مناط أو معيار لفحص التفسير القيّم من غير القيّم، إذ لا يوجد أساسا شيء اسمه تفسير قيّم، والرؤية التي تتحدث عن شيء اسمه تفسير قيّم أو صحيح تقرر إدراك مرامي المؤلف كغاية للتفسير، بينما الهرمنيوطيقا الفلسفية ترى "أصالة المفسر" ولا تتوخى معرفة قصد المؤلف إطلاقاً. ولأن مفسّري النص كثر، ولهم على مر الزمان آفاق متعددة مختلفة، ستظهر فهوم للنص جد متباينة، لا يصح اعتبار أي منها أفضل من الآخر.
7 - الهرمنوطيقا الفلسفية ملائمة تماماً لـ"النسبية التفسيرية"، وتفتح مجالاً رحباً لتفاسير متطرفة.
هذه الأفكار وجدت صداها بشكل واضح وواسع في المحاولات التجديدية لدراسة وتفسير القرآن العظيم.
صور من التأثير الهرمنيوطيقي على أهل التجديد:
التقابل في اللفظتين (هرمنيوطيقا وتأويل).
ويكفي أن أشير في البداية إلى أن الترادف اللفظي بين هرمنيوطيقا والتأويل ساعد دعاة التجديد على تبني المنهج الهرمنيوطي بنوع من الاطمئنان، خصوصا وأن اللفظة مفردة قرآنية، واستعملت في سياق معرفي، وإرجاع الشيء إلى أصله مع وجود فارق واسع بين التأويل في الثقافة الإسلامية التي ضبطت المفردة – التأويل – ضبطا دقيقا. وبين الثقافة الغربية المعترضة على تسمية الهرمنيوطيقا بالعلمية.
فيكفي الرجوع إلى كتب الأصول والبلاغة لكي يعرف القارئ صور استعمال اللفظ في الثقافة الإسلامية.
بعد تبني اللفظ في صيغته العربية بدأ دعاة التجديد يحملونه كل المعاني الهرمنيوطيقية المؤسسة على ثقافة الغرب، الباحثة عن اغتراب الإنسان في الثقافة المادية، والباحثة عن القراءة الصحيحة للكتب المقدسة التي أصابها التحريف والتغيير.
فالتأويل في الثقافة الإسلامية خصه الحق تعالى بذاته حين قال (وما يعلم تاويله إلا الله) وإن شارك فيه أحد من خلقه فهو إما نبي مثل يوسف عليه السلام (رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تاويل الأحاديث) وإما راسخ في العلم (وما يعلم تاويله إلا الله والراسخون في العلم). وهكذا يُعوِّل الخطاب العلماني كثيراً على التأويل في قراءته للقرآن الكريم، لأن التأويل مفهوم قرآني يمكن الولوج منه بسهولة إلى الغايات التي يبحث عنها هذا الخطاب، وتحت هذه المظلة يمارس هذا الخطاب آلياته في القراءة، والتي لا صلة لها بالمفهوم القرآني مطلقاً. وبالمناسبة فإن بعضهم أمثال نصر حامد أبي زيد يقدم لفظ التأويل في كل كتاباته على أنه لفظ مظلوم، ولا بد من إرجاعه إلى وضعه الطبيعي، ويستشهد ببعض المحاولات المنسية وغير المؤصلة علميا من أمثال معنى الأساطير والأمثال والعبر والعضات الموجودة في القرآن الكريم التي ذهب بعضهم أنها وردت في القرآن الكريم للاعتبار فقط، وليست حقائق قرآنية.فلابد أن تؤول وتقرأ قراءة هرمنيوطيقية.
بشرية النصوص أو الأنسنة:
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد هذا التقابل غير المتكافئ يشرع هؤلاء قي الدفاع عن هذا التوحه، فيسوون بين النصوص، كحال الغرب الذي لا يميز بين النص الديني، وغير الديني. فمنذ أن نزل القرآن إلى البشر أصبح نصاً تاريخيا، ً لأنه تحول من كتاب تنزيل إلى كتاب تأويل، فأصبح كتاباً بشرياً " تاريخياً واجتماعياً وتراثياً. إن كتاب التنزيل طلق كتاب التأويل وأحدث معه نمطاً من القطيعة الإبستمولوجية النسبية وتحول "" النص منذ لحظة نزوله الأولى - أي مع قراءة النبي له لحظة الوحي - تحول من كونه نصاً إلهياً، وصار فهماً " نصاً إنسانياً " لأنه تحول من التنزيل إلى التأويل.
مفاد هذا التوجه عند الهرمنيوطقيين أن النص بمجرد أن يكتب يصبح ملكا للقارئ، وليس للمؤلف، وإن القارئ هو الذي يضفي عليه المعاني المناسبة وهو صاحب القصد.
وفي هذا الاتجاه فإن الغرب يميز في هذا الاتجاه وغيره خاصة التفكيكي بين المكتوب والمسموع، يقول أركون وهو يدعو إلى إعادة ومراجعة قضية تدوين المصحف:" ... لأن الخطاب الشفهي له قواعده اللغوية الخاصة للتحليل، وللدلالات قواعد خاصة للتفسير مغاير للقواعد التي تدل على الخطاب، إذا كان مكتوبا، لا ترى الأيدي تتكلم، كما تتكلم يداي الآن وأنا أكلمك، ووجهي يكلمك، وصوتي يكلمك، عندما يرتفع وينخفض، هكذا هو ولكن الناس يخلطون".
والمكتوب لا علاقة له بمن كتبه لأن الكتابة تحول المنطوق إلى مقروء، والقراءة له شروط مخالفة للمنطوق، كما أن النص لم يعد مملوكا لصاحبه بل يصبح ملكا للقارئ.
ويقول حسن جابر في مقالة له بعنوان "تصور منهجي لفهم القرآن الكريم":"لكن الثابت في علاقة النص الديني، بالنص البشري، أنه يمكن كلاهما أن يخضعا لمنهج واحد، هو منهج التأويل القائم على تفكيك المعنى، وفتح مدايات واسعة أمام إمكان المعنى، وكلاهما أيضا، يمكن أن ينفعلا في حركة كشف المعاني بألوان التفكير وأفق ووعي القارئ، فمن الثابت، لدى جميع من اشتغل في علم النص، أن ثمة علاقة بين القارئ والنص، لا يستطيع أحد إنكارها، حيث الإقرار بأنه لا وجود للمعنى إلا في الوعي البشري، الذي هو نسيج من الأهواء والتقاليد والانفعالات، والمؤثرات واللون الثقافي والحضاري، ويستوي في ذلك قارئ النص الديني والنص البشري، فكلاهما يحضران في عملية تناسل المعاني". هذا الكلام ينفي المعاني القرآنية ويجعل القرآن الكريم نصا لغويا يستخرج منه القارئ المعاني، عن طريق عملية التأويل وهذا مخالف نسبة القرآن الكريم لله عز وجل صراحة.
إن مثل هذا الكلام، حصل بعد أن انهارت قداسة الكتاب المقدس في الغرب، وتخلى الغربيون عن الإيمان بهذه القداسة بعد عصر النهضة، وتفاقم الشك والإلحاد، فأصبح الكتاب المقدس كأي كتاب أدبي آخر يُدرس من منظور إنساني دون أي اعتبار للبعد الغيبي الإلهي.
فقد صار التأويل "لعبة لغوية" -يقول أمبرتو إيكو- بما أن البحث عن مقاصد المؤلف تحول إلى قراءة للنص اللغوي في ذاته (مقاصد النص)، ثم صار الأمر إلى القارئ نفسه يشحن السياق بمقاصده، ويسقط مفاهيمه على النص.
ولم يحصل مثل هذا في الثقافة الإسلامية، فعلى أي أساس تبني المقارنة، بل إن اغتراب الذات عند الغربيين يقابله نقاء وصفاء ووضوح في معرفة الذات ووظيفة الذات. بمعرفة المقصد الأسمى من الوجود، ولذلك ظلت الذات المسلمة تحتهد وفق مكر مقاصدي أساسه العبادة، وثماره الاستخلاف.
التاريخية والفهم:
يعتبر غادامير الوعي التاريخي مكتسبا من مكتسبات التجربة الإنسانية، لأنه موجه لفهم الذات وذاتية الفهم، لأن الوجود التاريخي يختزن معايير عالمية للحياة العملية.
المنهج التاريخاني الذي يعتبر أن تفسير النص يجب أن يكون مرهوناً بتاريخه، ويجب أن يكون ساكناً هناك لحظة ميلاده، فلا يمكن فصل أي نص عن تاريخه. فغادامير يرى بأن الفهم فعل تاريخي، بمعنى أن النص لا يفهم إلا في سياق متطلبات العصر، ولهذا فإن الفهم يرتبط دائما بالزمن الحاضر، لأن تاريخية انتساب الإنسان إلى الزمان والمكان تهيئ له القدرة على الفهم الأفضل، عوضا أن تكون هي العائق في تعطيل عملية الفهم. بل على الذات أن تكشف عن حدود المعرفة التاريخية في الممارسة التأويلية، لكن هذه الأحداث يجب أن تؤول وفق واقع المؤول، ولشدة الربط بين الذات وتاريخها يعيب غادامير على الإنسان الذي يعيش دون وعي لتاريخه.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن القول بتاريخية النصوص أفضى إلى القول بالتفسير التاريخي للقرآن بأن عدت التعبيرات في القرآن "موافِقة لظروف معيشة وأفق محمد (صلى الله عليه وسلم) ومستمعيه الأوائل، لكنها لم تعد تتوافق مع ظروف معيشة وأفق قارئ اليوم الحضاري.
إن القول بالتاريخية يعني نفي صفات الخلود وصلاحيته لكل زمان ومكان، وأنه نص غير مساير للحياة، وهذه دعوة صريحة إلى إزاحة القرآن الكريم عن الحياة، وإبعاده عن كل تشريع وتوجيه.
إن الكتاب الخالد الذي جعله الحق سبحانه وتعالى خاتم الرسالات والهادي إلى الحق إلى يوم الدين، وهذا أصل الاعتقاد يتحول عند هؤلاء كتابا تاريخيا على الرغم من أن الأدلة العلمية أثبتت أنه المخبر عن العالمية والاستمرارية. وأن صفة الغيب التي يختص بها ويتميز بها عن غيره ستزول بصفتي البشرية والتاريخية وهذا مناف لصفته الوجودية.
اللغة والتأويل:
هذا العنصر من أخطر المباحث الهرمنيوطيقية لأن كل ما سبق وما يمكن أن يذكر في هذا الاتجاه يبني عليه ومؤسس به، اللغة لم تعد نسقا، ولا بنية ولا نظاما من العلامات، وليست دالا ومدلولا، العلاقة بينهما اعتباطية، وظيفة اللغة ليست التواصل. لم تعد اللغة وسيلة للإبلاغ، ولا وسيلة الفكر، باختصار لم تعد اللغة أداة يستعملها المتكلم كيف ما شاء ومتى شاء. ولا ألفاظا حاملة للدلالات.
إن اللغة أصبحت علامات ورموزا، تتحول معانيها، حسب القارئ بما يحملها من معان ناتجة عن مخزونه الثقافي، يناسب ما يحمله القارئ النص.
لقد جعلت الفلسفة التحليلية كل شيء يتم باللغة وعبر اللغة.
وإذا كانت بداية الحديث عن اللغة باعتبارها رموزا، فإن الرمز سيأخذ بعدا تصويريا حيث إن العلامات و الرموز تشكل عالما موازيا للعالم الخارجي هو ما يمكن تسميته بالنظام اللغوي الرمزي، بل يصبح بديلا للأشياء المادية، نحن إذن لا نتعامل مع الأشياء والموجودات كما هي، بل كما يحددها النظام اللغوي، وهنا ستصبح اللغة تصويرا للواقع، وفي هذه الحال تصبح الكلمات تعبيرا عن الأشياء، وسنقف عند حدود الألفاظ لتصوير عالم الأشياء.
التوجه في الهرمنيوطيقا يتجاوز هذا التحليل وينظر إلى اللغة نظرة وجودية مما جعل قضايا الفلسفة ليست قضايا واقعية factual، بل لغوية في طبيعتها.
فكيف سينظر أصحاب هذا الاتجاه للغة؟
يقول نيتشة: "إننا نفكر داخل اللغة. ولا يحصل لنا الوعي بأفكارنا المحددة الواقعية إلا عندما نمنحها شكلا موضوعيا، ونفصلها بذلك عن حياتنا الداخلية، ونضفي عليها شكلا خارجيا، ولكن هذا الشكل ينطوي بدوره على خاصية من خصائص الأنشطة الذاتية الداخلية، وإنه لمن من العبث أيضا أن نعتبر احتياج الفكرة للكلمة عيبا أو نقصا فيها. يعتقد عادة، وهذا الاعتقاد وارد بالفعل، أن أكثر الأشياء سموا هي الأشياء، التي يتعذر التعبير عنها. ولكن هذا الرأي سطحي ولا أساس له من الصحة. والواقع أن ما لا يمكن التعبير عنه هي الفكرة الغامضة، الفكرة التي لا زالت في طور الاختمار، والشيء الذي لا يصبح واضحا إلا بعد أن يجد الكلمة المناسبة للإفصاح عن نفسه. وبالتالي فإن الكلمة هي التي تمنح للفكرة وجودها الحقيقي الأكثر سموا. لقد اعتبر نيتشة أن الفكر يتم داخل اللغة، وأن اللغة وحدها، هي التي تمنح للفكر وجوده، هذا التصور سيعتمده هيدغر بشكل موسع وسيعتبر اللغة مسكنا للوجود، ولذلك لا شيء يتم خارج اللغة، يقول توفيق سعيد: "إن ماهية اللغة عند هيدجر تكمن في كونها كشفا أو إظهارا للوجود، واللغة تكشف الوجود عندما تظهر الوجود الإنساني والموجودات الفردية من خلال تحجبها. فكيف يتكشف الوجود على هذا النحو في اللغة؟ لنستمع إلى هيدجر ... فاللغة وحدها تجلب ما يكون - باعتباره شيئا ما يكون أي تجلب ماهية شي ء ما، إلى المجال المفتوح لأول مرة. فحيث لا تكون هناك لغة، كما هوا لحال في وجود الحجر والنبات والحيوان، لا يكون هناك أيضا انفتاح لما يكون (أي لماهية شيء ما) ... ومن خلال تسمية الموجودات، لأول مرة تجلب اللغة الموجودات ابتداء إلى الكلمة والى الظهور".
ويعتبر غادامير الفهم كله تأويل والتأويل كله يحدث بواسطة اللغة التي تسمح للموضوع بأن يحل في جسد الكلمات. ونجد أن البرهان ينطلق هنا من مقدمتين منطقيتين: 1 ـ الفهم كله تأويل. 2 ـ التأويل كله لسانيّ.
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد عاب غادامير على المفسرين السابقين اعتمادهم ما سماه بـ"الإحلال اللغوي" حيث لا يتجاوز المفسر، إحلال كلمة محل كلمة أخرى، يقول سعيد توفيق:" إن اللغة عند غادامير ليست ألفاظا، أو تعبيرات لفظية، يمكن أن تحل إحداهما محل الأخرى، على أساس افتراض نوع من التكافؤ القائم بينها، بل هي كيان متفرد من التركيب اللغوي، والأسلوب التعبيري، أو القدرة على الخطاب والإيحاء"
إن اللغة لم تعد ألفاظا تحمل دلالات بل رموزا وإيحاءات، بل إن الدلالة اللغوية للفظ أصبحت تمثل عائقا أمام كشف المعنى لأن:" النسق الرمزي ( Allegorical) للنصوص على قبلية أن لغة النص تبتعد عن لغة التحاور الدارجة، وتتلبس أغلفة كنائية رمزية متكاثفة، لذا يجب التوغل إلى المعاني الحقيقية الكامنة وراء هذه الرموز والتمثيلات، ولا يتعذر على المعاني الظاهرية للألفاظ تقديم العون لنا في استكناه المعنى الحقيقي وحسب، بل تمثل معوقات تعرقل جهودنا في هذا السبيل"
هكذا لم تعد الألفاظ في اللغة قوالب للمعاني، وإنما أصبحت الألفاظ رموزا وكنايات، يحملها القارئ أو المستعمل ما يريد من المعاني، وأصبحت الحقائق القرآنية أمثال رمزية وليست حقائق تاريخية حكاها القرآن الكريم من أجل الاعتبار بالأساس ومن أجل تصحيح مسار الحياة وفق إتباع المنهج القرآني في الحياة، إن تغيير كل ما أخبر عنه القرآن الكريم بصريح العبارة وليس من باب التأويل كما يفعل هواة التجديد، يعد مخالفا للحقيقة العلمية.
ومن باب المخالفة العلمية الصريحة مخالفة آيات البيان القرآني الذي أخبرنا الله عز وجل أن وسيلة القراءة تبتدأ من اللغة المبينة، ولعل الوصف الكريم للقرآن المجيد: (كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون بشيرا ونذيرا) أنسب إلى الفهم حول اللغة التي نزل بها، فقد ربط بين العربية والعلم والإنذار، وهذا الربط بين العربية المبينة والعلم والعقل يتكرر في كتاب الله، في آيات كثيرة ففي سورة يوسف مثلا يقول الحق سبحانه وتعالى: (إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن) وقد تكررت الآية في سورة الزخرف الآية 2.
ولعل الآية الكريمة الواردة في سياق ضرب المثل تجيب عن كل ما يجوز أن يتبادر إلى الذهن من فصل بين عربية القرآن الكريم المبينة وبين قراءة القرآن الكريم وفق شروط هذا البيان، فقد ذكر ابن كثير في تفسير قوله تعالى: (قُرْءَانًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ) أي: هو قرآن بلسان عربي مبين، لا اعوجاج فيه ولا انحراف ولا لبس، بل هو بيان ووضوح وبرهان.
أليس ما يدعيه هؤلاء من أن لغة القرآن الكريم إيحائية وأن القرآن الكريم ذو طبيعة بشرية هو ما نفاه الحق سبحانه وتعالى في آيات كتابه المنزل: (ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين).
إن الربط بين البيان والوضوح والإفصاح هو ما عمل العلماء على إنجازه طيلة التاريخ الإسلامي، وانتهوا إلى تقرير الحقيقة التي خلدت معاني القرآن الكريم ومازالت تظهر كل يوم مظاهر خلود وإعجاز هذا الكتاب الذي لا يأتيه الباطل، لأنه محفوظ بالعناية الإلهية.
هذه الحقيقة عبر عنها علماء الأصول أحسن تعبير وهي:
هذه الشريعة عربية فعلى أسلوب العرب تفهم، وأسلوب العرب بيان وإفصاح ووضوح، وليس غموض والتباس وتعقيد.
ولعل كلام الشاطبي:"إنما البحث المقصود هنا- يقصد بيان قصد الشارع في وضع الشريعة للإفهام – أن القرآن نزل بلسان العرب على الجملة، فطلب فهمه إنما يكون من هذه الطريق خاصة؛ لأن الله تعالى يقول: (إنا أنزلناه قرآنا عربيا) وقال: (بلسان عربي مبين) وقال: (لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين) وقال: (ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي) إلى غير ذلك مما يدل على أنه عربي وبلسان العرب، لا أنه أعجمي ولا بلسان العجم، فمن أراد تفهمه، فمن جهة لسان العرب يفهم، ولا سبيل إلى تطلب فهمه من غير هذه الجهة"
أحسن ما يرد به على ما ورد في حق لغة التنزيل.
وختاما، فلا بد من ضرورة البحث في جملة من الدراسات الواردة حول الإنجيل عند المسيحيين، وما يكتنفه من غموض، وإبهام ومقابلتها بالدراسات القرآنية حول البيان والوضوح ليتضح فساد تطبيق الاتجاه الهرمنيوطيقي على النص القرآني.
(يُتْبَعُ)
(/)
عبد الرحيم بودلال
كلية الآداب والعلوم الإنسانية
جامعة محمد الأول وجدة
18/ 04/ 2007.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[29 Jun 2009, 06:01 م]ـ
وصفي عاشور: باحث في العلوم الشرعية - كلية دار العلوم - جامعة القاهرة.
منذ أن صدع النبي - صلى الله عليه وسلم - بأمر الله وأعلن أنه رسول الحق - عز وجل - ومكلَّف بتبليغ الرسالة وأداء الأمانة إلى الناس؛ طفقت فئة من الناس تقف في وجه الحق وترفض رسالة الباري - عز وجل - خوفاً على مصالحها، وتشبُّثاً بمراكزها.
ولجأت هذه الفئة من الناس إلى معارضة الحق بالوسائل والحماقات كافة فقالوا: {اللَّهُمَّ إن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [الأنفال: 23].
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ} [فصلت: 62].
وتقلَّب المناهضون للحق بين حماقات مختلفة، وافتراءات متنوعة تكشف عن اضطرابهم وقلة حيلتهم وفقدانهم لصوابهم؛ فقالوا عن القرآن الكريم: إنه شعر، أو سحر، أو كهانة، أو افتراء، أو أضغاث أحلام، أو غير ذلك. ولم يستقروا على قرارٍ كالمُتهم الذي ينتقل من كذبة إلى أخرى ليتخلص من الإدانة، ولكنه يزيد في فضيحة نفسه وكشف حقيقة حاله.
ولأن القرآن الكريم يتنزل من علو، ويفيض بجلال الربوبية؛ لم يخش أن يعرض شبهات المشركين الآنفة في مواضع متكررة ومتعددة، ولكنه فنَّدها بكلمات قليلة بليغة موجزة تستقر في بؤرة العقل، وتنغرس في صميم الوجدان.
وما أشبه الليلة بالبارحة، فإذا كان المشركون قالوا عن الوحي: إنه شعر؛ فقد قال ورثتهم المعاصرون: إنه شعور داخلي، وإذا كان أولئك قالوا: سحر؛ فقد قال هؤلاء: عبقرية، وإذا كان أولئك قالوا: كاهن؛ فقد قال هؤلاء: استبطان أو هذيان، وإذا كان أولئك قالوا: جنون؛ فقد قال هؤلاء: صرع أو هلوسة، وإذا كان أولئك قالوا: بل افتراه إنما يعلمه بشر سموه رحمان اليمامة؛ فقد قال هؤلاء: إنما يعلمه بحيرا أو أهل الكتاب وغير ذلك.
وهكذا فإن الشبهات التي طرحها أبو جهل، أو الوليد ابن المغيرة، أو اليهود القدماء؛ يطرحها أتباعهم المعاصرون ولكن بصياغات جديدة، وبأشكال عصرية، تحاول أن تتسلل إلى العقول، وتتسرب إلى الفكر، ولكن القرآن الكريم يظل - ولله الحمد - كالطود الشامخ لا يزيده الطعن والمناهضة إلا ثباتاً ورسوخاً.
وإذا كان الخطاب العَلْماني العربي قد اجترَّ مقولات المشركين فإنه لم ينسَ أيضاً أن يلجأ إلى الغرب ليستفيد من تجربته في الصراع مع النصرانية، وأراد أن يكرر المعركة مرة ثانية في ديار الإسلام لعله يربح المعركة كما ربحها الفكر الفلسفي الغربي مع النصرانية. ويطمع أو يطمح بعض العَلْمانيين العرب أن يكونوا في مستقبل التاريخ رجالاً مثل رجال النهضة الغربيين وأن تسجل أسماؤهم في سجل الخالدين كما سجلت أسماء (ديكارت، وسبينوزا، وهيجل، ونيتشه) وغيرهم؛ لأنهم يظنون أن الإسلام سينهار كما انهارت النصرانية، وسيصبح ديناً من أجل الذكرى فقط، ولكن هؤلاء نسوا أن الإسلام مرَّ بتجربة شبيهة بالتجربة التي مرت بها النصرانية من حيث الدراسات النقدية والطعنات الفكرية وذلك في عصر ابن الراوندي والرازي الطبيب وغير هؤلاء كثير، ذلك العصر الذي مثَّل نقطة تحول الكثير من الأمم إلى الإسلام، ولكن في حين خسرت النصرانية المعركة فإن الإسلام خرج ظافراً، وأيضاً فقد مرَّ الإسلام بتجربة أخرى في العصر الحديث حيث لم تُقصِّر الدراسات الاستشراقية في القرنين الماضيين في توجيه أقوى ما لديها من طعنات إلى الإسلام والقرآن؛ ولكن - بحمد الله عز وجل - يخرج الإسلام مرة أخرى ظافراً منتشياً رغم تخلف أهله وضعفهم، ويكاد يسيطر بتفسيره للكون والوجود على أصقاع المعمورة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكانت المعركة الجدلية قد انتهت في الغرب إلى القول بتاريخية النصرانية وتاريخية الكتب المقدسة وأن الأديان من صنع البشر وتعبير عن مطامحهم وأحلامهم، وأراد الفكر العَلْماني العربي أن يستثمر هذه المقولات الجاهزة ليتعامل على أساسها مع الإسلام وكتابه القرآن؛ فأخذت تشيع بين فئة من الباحثين العرب فكرة التاريخية وتاريخية النص عموماً، وتاريخية القرآن الكريم خصوصاً في بعض المؤتمرات والندوات والبحوث والمقالات، إلا أن مسألة التاريخية تُطرح أحياناً بطريقة مراوغة دون أن ينتبه إليها العقل الإسلامي وذلك حين يقال: إن القرآن ثابت المنطوق؛ متحرك المفهوم، أو إن القرآن ثابت من حيث اللفظ؛ تاريخي من حيث المعنى. والمتأمل يكاد لا يرى في هذا القول أي مشكلة للوهلة الأولى، ولكن التمعُّن يبين أن القضية ليست بهذا العموم وهذا الإطلاق؛ لأن القرآن الكريم فيه ما هو ثابت المعنى كأمور العقائد وما هو معلوم من الدين بالضرورة، وفيه ما هو متحرك يحتمل دلالات مختلفة وأوجهاً متعددة، ولكن الخطاب العَلْماني العربي يمزج بين المحورين دون تفرقة بين ثوابت ومتغيرات، بالإضافة إلى كون المتغير عنده والذي يخضع للاجتهاد لا تحكمه ضوابط ولا تحدُّه حدود.
وفي هذا الإطار جرت مؤخراً في كلية دار العلوم في جامعة القاهرة مناقشة رسالة علمية بقسم الفلسفة الإسلامية بعنوان: «موقف الفكر العربي العَلْماني من النص القرآني، دعوى تاريخية .. النص نموذجاً» للطالب السوري أحمد إدريس الطعان الحاج الموفد من جامعة دمشق، والذي حصل بها على درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى. وقد تكونت لجنة المناقشة من الأستاذ الدكتور السيد رزق الحجر أستاذ الفلسفة بدار العلوم مشرفاً، والأستاذ الدكتور حسن حنفي أستاذ الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة مناقشاً، والأستاذ الدكتور محمد عمارة المفكر الإسلامي المعروف مناقشاً.
وعن منهج الباحث في هذه الرسالة فقد اقتضت طبيعة الموضوع المعالج أن تستخدم فيه أكثر المناهج؛ فكان المنهج الوصفي في عرض الأفكار وتقريرها، ويتداخل أحياناً المنهج الوصفي مع المنهج التحليلي، وأحياناً تتداخل معظم المناهج فيكون الوصف والتحليل والنقد والمقارنة كلها ضرورياً في الفكرة الواحدة نفسها.
وقد جاءت خطة البحث في مقدمة وثلاثة أبواب وخاتمة:
الباب الأول: عنوانه «العَلْمانية من الغرب إلى الشرق»، وفيه أربعة فصول:
الفصل الأول: الجذور الفلسفية والتاريخية للعَلْمانية في العالم الغربي:
وتناول فيه علاقة الفكر الكنسي مع الفكر الرشدي - نسبة إلى ابن رشد - كما فهمه الغربيون، ثم الصراع بين الكنيسة والعلم والفلسفة، وكيف انتهى هذا الصراع بخسارة الكنيسة خسارة فادحة واجتياح العَلمانية مؤيدة بالعِلمانية لكل مجالات الحياة الغربية، ولكن في الوقت الذي كانت فيه العَلْمانية تحقق نجاحات هائلة على مستوى العلم والطبيعة؛ كانت تُمنى بإخفاقات خطيرة جداً على مستوى الفلسفة والعقل والحقيقة والسعادة، فكان حصاد العَلْمانية مزيداً من اليأس والمرارة والدمار الذي لحق بالإنسانية على مستوى الأفراد والمجتمعات والشعوب. وقد وصل الباحث من خلال هذا الفصل إلى نتيجة قد تبدو طريفة وهي أن العقل الغربي ممثلاً بالعقل اليوناني والعقل الأوروبي الحديث قد جازف مرتين واعتمد على نفسه في كلتا المرتين مستبعداً الوحي.
- ففي المرة الأولى: يمكن اعتبار بدء هذه المجازفة منذ السوفسطائيين في القرن السادس قبل الميلاد، وانتهائها بآخر الشكاك الذي يسمى «إسكستوس» في القرن الثاني للميلاد والذي ألف كتاباً أسماه (الحجج البيرونية) نصر فيه أستاذه «بيرون» (إمام الشكاك) وقد رأى «إسكستوس» أن المعرفة ممتنعة المنال.
- وفي المرة الثانية: تبدأ مجازفة العقل الأوروبي الحديث منذ أن شاعت سفسطة الرشديين وانتشار فكرة الحقيقة المزدوجة أو الحقيقة ذات الوجهين، وتنتهي في القرن العشرين بالفلسفات اللاأدرية أو الشكية التي يمثلها «برتراندرسل» وغيره من المدارس الفلسفية التي تمثل العدمية والإحباط واليأس والقنوط من الوصول إلى المعرفة وانفصام الإنسان عن العالم، يقول «برتراندرسل»: «إننا نعيش اليوم فيما أطلق عليه اسم عصر الشك والقلق والنسبية والسخرية من كل شيء».
(يُتْبَعُ)
(/)
وهكذا نجد أن العقل الغربي قد جازف مرتين واستهلك في كل مرة قرابة سبعة قرون يبدأ بالسفسطة وينتهي بالشك واللاأدرية، وذلك بسبب غرور العقل الإنساني واعتداده المفرط بنفسه وإعراضه عن الوحي الإلهي.
وفي الفصول الثلاثة الأخيرة من هذا الباب حاول الباحث أن يبين كيف تسلَّلت العَلْمانية إلى العقل العربي ودنيا المسلمين، وكيف تغلغلت في المجتمع وعاداته وتقاليده العربية والإسلامية. كما رصدت بعض المفاهيم المتشابكة مع العَلْمانية كالعِلمانية والعَلْمانوية والعَلْمنة والعَلْمانية الشاملة والعَلْمانية الجزئية، والعَلْمانية الصلبة والعَلْمانية اللينة، والعَلْمانية والسلام.
ثم حاول الباحث أن يحل إشكالية الدور الفلسفية التي يستعيدها الخطاب العَلْماني من أجل التأسيس لعَلْمانية تقوم على أسس فلسفية محضة بعيداً عن أي اعتبارات تاريخية أو اجتماعية أو نصوصية. وقد ناقش الباحث هذه القضية وبيَّن الفرق بين الرؤية الكلامية والرؤية العَلْمانية لقضية الدور وإلى أين تظل سارية في الرؤيتين.
وفي المبحث الأخير من هذا الباب حاول الباحث أن يصنف خصائص العَلْمانية كما هي شائعة في التنظيرات العربية، ثم حاول أن يستخلص منها تعريفاً جامعاً للعَلْمانية، ثم حاول أن يضغط التعريف مرة أخرى بكلمة واحدة؛ فكان تعريف العَلْمانية بأنها «الدنيوية».
أما الباب الثاني فقد جاء بعنوان: «التاريخية ومداخلها المعلنة» وتحدث فيه عن مفهوم التاريخية عموماً، ثم تاريخية القرآن خصوصاً، وكيف حاول الخطاب العَلْماني العربي أن يسقط النظريات الغربية في دراسة الأديان على الإسلام بوصفها وهماً من أوهام الجماهير أو أساطير وخرافات أنتجها التراكم المعرفي عبر الحضارات.
وقد عرَّف الباحث التاريخية العامة بأنها «إخضاع الوجود بما فيه لرؤية (زمكانية) قائمة على الحتمية والنسبية والتطورية»، وقد انعكس ذلك على القرآن الكريم فوُصف بأنه نص أو خطاب تاريخي، وأنه مُنتَج ثقافي ذو بنية أسطورية. وقد عرف مصطلح تاريخية القرآن بأنه «إخضاع القرآن الكريم لأثر الزمان والمكان والمخاطب».
وقد كان القول بالتاريخية يتسلَّل عبر مفاهيم إسلامية مثل: المقاصد وعلوم القرآن، ومفاهيم حداثية مثل: الفن الأدبي والقصص الأسطوري، ويراد من خلال هذه المفاهيم ذرُّ الرماد في العيون وتمرير الأيديولوجيا العَلْمانية دون مصادمة صريحة مع الفكر الإسلامي، ومعلوم أن مقاصد الشريعة مبدأ أصولي له ضوابطه وأصوله، ولكن الخطاب العَلْماني يستخدمه مجرداً من أي ضوابط، ومعلوم أن المقاصد المرادة هي مقاصد الباري - عز وجل - ولكن الخطاب العَلْماني يبحث عن مقاصد الإنسان ومراداته وأهوائه، وتكون المقاصد وسيلة أساسية لتحييد اللغة من أجل إتاحة الفرصة أمام العقل ليتحكم بالنص.
وإذا كانت الغاية من المقاصد تحكيم العقل بالنص فإن علوم القرآن استخدمت لتحكيم الواقع بالنص، فالنص ضمن هذا المنظور ينزل بناءً على طلب الواقع واستجابة لدعوته، والنص عليه دائماً أن يبارك الواقع وإلا فإن التاريخية ستطويه تحت جناحها المطاط.
ولم يكتف الخطاب العَلْماني بإخضاع القرآن الكريم لحكومة العقل والواقع وإنما تم في المدخلين الأدبي والأسطوري تحكيم العواطف والمشاعر والهواجس الإنسانية أيضاً في فهم النص أو التخلص منه. وفي المدخل الكلامي استُلِب الخطاب العَلْماني للجدل التبشيري فأعيدت صياغة قضية خلق القرآن من أجل أنسنة القرآن الكريم، وشُبِّه تجسُّد القرآن في مصحف بتجسُّد المسيح في شبح إنساني.
ونصل إلى الباب الثالث وعنوانه «الأصول الحقيقية للقراءة التاريخانية العَلْمانية»، وقد حاول الباحث أن يكشف عن مدى الاجترار العَلْماني للنظريات الغربية المتعلقة بالأديان وإسقاطها على القرآن الكريم وفهمه وتفسيره. ومن أهم هذه الأسس المستوردة: النزعة الإنسية التي كرستها فلسفات (سبينوزا، وأوجست كونت، وهيجل، وفيورباخ، ونيتشه، وسارتر)، وقد تولى بعض الباحثين العرب نقل هذه الفلسفات إلى الفكر العربي فكانت (النيتشوية القصيمية) على يد عبد الله القصيمي، وقد اعتبروه نيتشه العربي لما يظهر في مؤلفاته من نزعة تمجيدية للإنسان وناقمة على الألوهية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم (الوجودية البدوية) التي تكفل بنقلها مع نزعتها الإنسية عبد الرحمن بدوي، وأجرى مقارنات بين الإنسان الأوحد في الوجودية والإنسان الكامل في الفلسفة الصوفية.
ثم كانت (الفيورباخية) التي قام بإسقاطها حسن حنفي على العقيدة الإسلامية والفكر الإسلامي. وقد تم تفسير الوحي طبقاً لذلك عند بعضهم من خلال منهج شعوري وعند آخرين من خلال منهج غير شعوري، وكلا التفسيرين لا يعترف إلا بالمحسوس ويتجنب الحديث عن الغيب أو المفارق.
والأصل الثاني هو (النزعة الماركسية) التي استقطبت أكثر العَلْمانيين العرب وقد تم من خلالها تفسير الوحي والألوهية والتاريخ الإسلامي والسيرة النبوية ثم القرآن الكريم.
والأصل الثالث هو (الهرمنيوطيقا) ولعلها أخطر ما يتصل بتفسير النصوص عموماً والنص الديني خصوصاً، وقد اعتُبرت (الهرمينوطيقا) نقطة بدءٍ أصيلة لتفسير القرآن الكريم، وقد حاول البحث أن يكشف عن التواصل بين التأويل (الهرمنيوطيقي) والتأويل (الغنوصي)، والجامع بينهما هو مبدأ التناظر وما يسميه (إمبرتو إيكو): مبدأ الانتقال المزيف حيث تكون هواجس القارئ وانطباعاته وتداعياته الفكرية والشعورية هي الأساس الأول في أي عملية تأويل.
وفي الفصل الأخير من هذا البحث حاول الباحث أن يبين الانعكاسات الخطيرة للقراءة التاريخانية العَلْمانية للقرآن الكريم، وأول هذه الانعكاسات هو هدم قداسة القرآن الكريم وإعجازه وتفرُّده ودمجه في إطار النصوص البشرية والمحرفة، وقد كان ذلك نتيجة للإصرار العَلْماني على زحزحة الثوابت، والإلحاح المستمر على زعزعة الأصول، وخلخلة العقائد، وهذه المصطلحات - أعني: الزحزحة والخلخلة والزعزعة - هي مصطلحات عَلْمانية يتم تكرارها دائماً في بنية الخطاب العَلْماني بوصفها أهدافاً أساسية لتحقيق مشروعه في النهضة.
أما مآل الإسلام فقد طوته التاريخية؛ إما تحت عبثية الحداثة، أو تحت معاول الهدم والاجتثاث، أو تحت مقصات التشتيت والتشطير، أو تحت دوامة النسبية والصيرورة. ولم يبقَ من الإسلام القرآني المحمدي إلا الاسم، بل إنه حتى اسم الإسلام يفضل التخلص منه؛ لأنه بنظر الخطاب العَلْماني لفظ تقليدي لم يبقَ له رصيد نفسي لدى الجماهير وعلينا أن نستخدم لفظ (التحرر) مثلاً أو (الأيديولوجيا) عوضاً عنه.
وهكذا يبرز الدين العَلْماني الجديد المنفتح الذي يقبل كل الناس تحت جناحيه المطاطين إلى ما لا نهاية، ويستوعب كل الأفهام. إن الدين الجديد له أركانه العصرية؛ فالشهادة ليست هي شهادة (أن لا إله إلا الله) وإنما الشهادة على العصر، والجزء الثاني من الشهادة ليس ضرورياً لأنه أضيف إلى الأذان فيما بعد.
أما الصلاة فليست واجبة، وتغني عنها رياضة (اليوغا)، والصوم يحرم على المسلمين اليوم؛ لأنه يقلل الإنتاج، والحج يغني عنه الحج العقلي، والزكاة لم تعد كافية وإنما المطلوب هو الشيوعية المطلقة.
وكما تغير مفهوم الإسلام لدى هؤلاء القوم تغير مفهوم الإيمان أيضاً؛ لأن العقائد تصورات مرتهنة بمستوى الوعي والمعرفة في كل عصر، وعلى ذلك فإن الله الجديد الذي يؤمن به العَلْمانيون ليس هو الله الذي يؤمن به المسلمون والموصوف في القرآن الكريم بكل صفات الكمال والجلال والجمال، وإنما هو العدالة والحرية والتقدم، والأمل والتفاؤل. وكذلك فإن الإيمان باليوم الآخر لا يعني اليوم الآخر كما فهمه المسلمون وإنما اليوم الآخر هو المستقبل والمعاد والجنة والنار على هذه الأرض.
إن كل ما قاله الباحث هو خلاصة لنصوص الخطاب العَلْماني بكل صراحة، وهكذا يُطمَس الإسلام القرآني المحمدي لدى هؤلاء المتخرصين ليحلَّ محله الدين العَلْماني الجديد وعلى رأسه قبعة (سكسونية) بدلاً من الطربوش أو العمامة.
منقول:
http://www.albayan-magazine.com/bayan-261/bayan-20.htm
ـ[خلوصي]ــــــــ[30 Jun 2009, 09:06 ص]ـ
أمرهم سهل جدا ..
و ذلك بقراءة قراءاتهم قراءة جديدة!؟! بسمات.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[30 Jun 2009, 09:22 م]ـ
أمرهم سهل جدا ..
و ذلك بقراءة قراءاتهم قراءة جديدة!؟! بسمات.
خلوصي
سلام الله عليك ورحمته وبركاته
أمرهم ليس بالسهل إطلاقا، بل أخطر بكثير مما يظن الكثير من المنتسبين للعلم فضلا عن عامة المسلمين.
إن ما يحاك للإسلام يحاك بدقة وبخطوات مدروسة تدعمه أجندات سياسية وعلى مستوى القمة في الدول الغربية.
والمحزن في القضية أن كثيرا من المسلمين من ينكر هذا ومع الأسف أن من هؤلاء من ينتسب للعلم الشرعي.
ومن المحزن أن البعض يدرك الخطر ولكنه لا يعمل شيئاً مع قدرته على العمل.
ومن المحزن أن كثيرا من المسلمين يبتلع الطعم بسهوله ويفتح الأبواب أمام هذا الهجمة المنظمة والمدروسة على الإسلام وعلى القرآن بالذات.
ومن المحزن أننا لا نرى في الأفق ما يدعو إلى التفاؤل.
ولكن نقول: والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.(/)
سؤال عن العرضة الأخيرة للقرآن
ـ[خالد السهلي]ــــــــ[29 Jun 2009, 06:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مشايخنا الأفاضل
عندي إشكال أرجو مساعدتكم في حله
الذي اعرفه أن القرآن لم يكن مجموعا في مصحف بل كان في الصدور والعسب واللخاف ولم يجمع في مصحف إلا في وقت أبي بكر رضي الله عنه
السؤال:
إذن العرضة الاخيرة التي شهدها زيد بن ثابت كانت على ماذا؟
إن كانت على ماتفرق من العسب واللخاف والعظام فكيف وهي مفترقة؟ وإن كانت جمعت فكيف يقال إن من جمعها هو أبوبكر
فهل العرضة الأخيرة كانت قراءة من الحفظ؟
ـ[خالد السهلي]ــــــــ[30 Jun 2009, 09:36 م]ـ
أين المشايخ جزاهم الله خيرا
ـ[المنصور]ــــــــ[01 Jul 2009, 12:23 ص]ـ
نعم هي من الحفظ
والمعارضة مفاعلة - يعني من طرفين-
فيفهم من لفظ معارضة أن القرآن في رمضان الأخير تمت قراءته أربع مرات، من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مرتين ومن جبريل مرتين، كل واحد يقرأ على الآخر مرة، ولا أعلم في ذلك خلافا. ولا يظن بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا بجبريل أنهما كانا يقرآن من العسب واللخاف، بل من الصدور. وبناء على هذه المعارضة تم كتابة المصحف بترتيبه المعروف الآن.
واختلف أهل العلم: من أقرب الصحابة قراءة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد معارضته القرآن في رمضان مع جبريل؟ فقيل:أقربهم من وقت المعارضة زيد بن ثابت أو ابن مسعود أو أبي بن كعب، ويؤيد القول بأن زيداً هو أقربهم الاهتمام بقراءته من كبار الصحابة، ولذلك اعتمد عليه أبوبكر في الجمع، وولاه عثمان كتابة المصحف.
أرجو أن أكون وضحت لك ما أشكل عليك.
والله الموفق.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[01 Jul 2009, 09:01 ص]ـ
نعم هي من الحفظ
والمعارضة مفاعلة - يعني من طرفين-
فيفهم من لفظ معارضة أن القرآن في رمضان الأخير تمت قراءته أربع مرات، من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مرتين ومن جبريل مرتين، كل واحد يقرأ على الآخر مرة، ولا أعلم في ذلك خلافا. ولا يظن بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا بجبريل أنهما كانا يقرآن من العسب واللخاف، بل من الصدور. وبناء على هذه المعارضة تم كتابة المصحف بترتيبه المعروف الآن.
.
جزاك الله خيرا على هذه الإجابة الصائبة .. والتي أؤيدها دون تحفظ.
لقد اجتهد الصحابة في ترتيبهم للقرآن أن يكون وفق ما علموه عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وفق ما علمه عن جبريل عليه السلام .. أي أنهم لم يأتوا بترتيب من عندهم، وبناء عليه فترتيب سور القرآن وآياته هو ترتيب توقيفي ..
والسؤال الذي يطرح نفسه: فلماذا الاختلاف في ترتيب القرآن والذي مازال سائدا حتى الآن؟ فرغم الاتفاق على أن ترتيب الآيات توقيفي فهناك من يرى أن بعضها سماعي وبعضها قياسي .. وأما في سور القرآن فهناك ثلاثة أقوال ..
لو أخذ المسلمون بما جاء في إجابتك للسائل (وبناء على هذه المعارضة تم كتابة المصحف بترتيبه المعروف الآن). لكان خيرا لهم ..
ـ[خالد السهلي]ــــــــ[01 Jul 2009, 01:48 م]ـ
جزاكم الله خيرا
أفهم من هذا
أن زيدا قرأ القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم حفظا ثم في وقت أبي بكر قابل المحفوظ بالمكتوب المفرق فجمع
بارك الله فيكم(/)
هل لهذا الوقف أصل؟
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[29 Jun 2009, 06:42 م]ـ
الإخوة أعضاء ملتقى أهل التفسير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لحظت على بعض الأئمة أنه يتحاشى الوقوف على آية عذاب ويقرأ ما بعدها ثم يركع على سبيل المثال قول الله تعالى (فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا. إن للمتقين مفازا) وبعضهم يقول أن هذا من قبيل الفأل الحسن. . والسؤال الذي أطرحه هل لهذا الوقف أصل؟ مع ذكر المرجع , لأن الذي أشكل علي أن بعض السور ختمت بآية عذاب كسورة الإنسان على سبيل المثال ,قال تعالى: {يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} [الإنسان: 31] فلا بد أن تقف. أفتونا؟
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[11 Jul 2009, 10:35 م]ـ
لازال السؤال يطرح نفسه. . أفتونا مأجورين؟
ـ[كامل]ــــــــ[12 Jul 2009, 12:10 ص]ـ
أخي الكريم: بالنسبة لهذه المسالة لاأعلم نصا صريحا فيها , وان كان يسعها الاجتهاد مثل الوقف على قوله تعالى (أن المتقين في جنات وعيون) في سورة الحجر بعد قراءةآيات العذاب قبلها.
فليس فيه محذور وان كانت علته ليست قوية وهي الفأل والرجاء والترغيب خصوصا أن آيات النعيم متواصلة فلم تبتر ............... والله اعلم.(/)
استفسار
ـ[المرابط]ــــــــ[29 Jun 2009, 08:26 م]ـ
اختلف العلماء في عدد آيات سورة النور مثلا
فقال بعضهم: 62 آية.
وقال آخرون: 64 آية.
أرجو من الإخوة الأفاضل تحديد موطن الاختلاف من السورة.
هل هناك كتاب يبين لنا مواطن الاختلاف في عد الآي؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[29 Jun 2009, 11:33 م]ـ
اختلف العلماء في عدد آيات سورة النور مثلا
فقال بعضهم: 62 آية.
وقال آخرون: 64 آية.
أرجو من الإخوة الأفاضل تحديد موطن الاختلاف من السورة.
هل هناك كتاب يبين لنا مواطن الاختلاف في عد الآي؟
انظر: الاتقان في علوم القرآن - السيوطي - الجزء الأول ص 147.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[30 Jun 2009, 12:34 ص]ـ
الأخ الكريم المرابط .... السلام عليكم
يرجع الاختلاف في العدد إلى الاختلاف في القراءة. أما بالنسبة لعدد آيات سورة النور:
العدد المدني الأول والمدني الأخير والعدد المكي: 62 آية.
العدد الكوفي والبصري والشامي: 64 آية.
العدد الحمصي: 63 آية
الآية 36 (والآصال): كوفي، بصري، شامي (دمشقي وحمصي).
الآية 43 (يذهب بالأبصار): كوفي، بصري، شامي (دمشقي وحمصي).
الآية 44 (لعبرة لأولي الأبصار): كوفي، بصري، مكي، مدني أول، مدني أخير، دمشقي.
المرجع: دراسات في علم الفواصل، حمدي عزت عبد الحافظ.(/)
ما هو التفسير الذي تنصح بقراءته!؟
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[29 Jun 2009, 10:49 م]ـ
فضيلة العلامة د. صالح بن فوزان الفوزان: لا شك أن التفاسير كثيرة - والحمد لله - وهذا من نِعَمِ الله - سبحانه وتعالى -. والتفاسير متفاوتة منها المطول، ومنها المختصر، ومنها التفسير السالم من الأخطاء، ومنها التفسير الذي فيه أخطاء ولا سيما في العقيدة. والذي أنصح به إخواني من الشباب هو " تفسير ابن كثير " فإنه من أعظم التفاسير وأحسنها طريقة ومنهجًا بالرغم من اختصاره لأنه يفسر القرآن بالقرآن أولاً ثم بالسنة النبوية ثم بأقوال السلف ثم بمقتضى اللغة العربية التي نزل بها فهو تفسير متقن وموثوق.
وأيضًا هناك " تفسير البغوي "، و " تفسير الحافظ ابن جرير الطبري " فهو تفسير واسع وشامل فهذه التفاسير موثوق بها، وكذلك " تفسير الشيخ عبد الرحمن السعدي " فهو تفسير جيد وسهل العبارة غزير العلم.
أما بقية التفاسير فهي تجيد في بعض النواحي ولكنها فيها أخطاء ولا سيما في العقيدة. ولا يصلح أن يقرأ فيها إلا الإنسان المتمكن بحيث يأخذ منها ما فيها من الخير، ويتجنب ما فيها من الخطأ لكن المبتدئ لا يستطيع هذا فعليه أن يأخذ التفسير الذي ليس فيه مزالق وليس فيه أخطاء مثل: " تفسير ابن كثير "، و " تفسير البغوي "، و " تفسير الحافظ ابن جرير " وكلها تفاسير والحمد لله قيمة وجيدة.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[30 Jun 2009, 04:57 ص]ـ
[] فضيلة العلامة د. صالح بن فوزان الفوزان:
تفسير الشيخ عبد الرحمن السعدي فهو تفسير جيد وسهل العبارة غزير العلم.
.
بالتأكيد
جزاك الله خيرا.
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[04 Jul 2009, 09:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
توجيه سديد، ونصيحة نافعة ...
لكني أعترض على هذا المنهج الانتقائي. خصوصا وأننا لا نختلف على أنه كلا ممن ذكر يؤخذ من كلامه ويرد. فقد ألفت رسائل كثيرة في نقد و - التحذير- من عقائد الجهابذة من أهل العلم ممن يستحيي المسلم من ذكر ما كتب في حقهم. مثل رسالة محمد عادل عزيزة: بيان وتحذير من عقيدة الإمام الحافظ ابن كثير - والحمد لله فقد رد عليه وعلى غيره مشايخنا الكرام -
وحتى لا نعطي أمثال هؤلاء المتطاولين، فرصة النيل من علمائنا الأجلاء، بسبب حماسة أو حب بعضنا لسلفنا الصالح .. علينا أن نتجنب منهج الاقصاء خصوصا في مجال التفسير الذي لاينبغي أن ننكر أن التفاسير يكمل بعضها بعضا. عدا ما كتب من طرف الفرق الضالة المضلة من متصوفة وباطنية وشيعة ... وغيرهم
وأما غير هذه المدارس فأرى والله أعلم أن المسلم يقرأ من التفاسير بحسب:
* حاجته إلى التفسير.
* مرحلته في الطلب.
* التخصص الذي يرومه من أنواع التفسير.
وهكذا تتحكم أسباب وعوامل كثيرة ومتنوعة في نصح غيرنا لينهل من كتب التفسير ويستفيد.
أما أن نحجر على عقول غيرنا كما يفعل الشيعة وغيرهم ويتخذون لأنفسهم مراجع ومصادر لعلومهم لا يحيذون عنها ... فهذا لا يتوافق مع منهج السلف الصالح في طلب العلم. والله أعلم
فأولى لنا أن نرشد طلبة العلم إلى مدارسة كتب التفسير مع شيوخهم. من أن نشير عليهم بمؤلفات مجردة لأن هذا العلم لا يؤخذ لا من صحفي ولا من مصحفي .. والله الموفق
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[05 Jul 2009, 04:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
توجيه سديد، ونصيحة نافعة ...
لكني أعترض على هذا المنهج الانتقائي. خصوصا وأننا لا نختلف على أنه كلا ممن ذكر يؤخذ من كلامه ويرد. فقد ألفت رسائل كثيرة في نقد و - التحذير- من عقائد الجهابذة من أهل العلم ممن يستحيي المسلم من ذكر ما كتب في حقهم. مثل رسالة محمد عادل عزيزة: بيان وتحذير من عقيدة الإمام الحافظ ابن كثير - والحمد لله فقد رد عليه وعلى غيره مشايخنا الكرام -
وحتى لا نعطي أمثال هؤلاء المتطاولين، فرصة النيل من علمائنا الأجلاء، بسبب حماسة أو حب بعضنا لسلفنا الصالح .. علينا أن نتجنب منهج الاقصاء خصوصا في مجال التفسير الذي لاينبغي أن ننكر أن التفاسير يكمل بعضها بعضا. عدا ما كتب من طرف الفرق الضالة المضلة من متصوفة وباطنية وشيعة ... وغيرهم
وأما غير هذه المدارس فأرى والله أعلم أن المسلم يقرأ من التفاسير بحسب:
* حاجته إلى التفسير.
* مرحلته في الطلب.
* التخصص الذي يرومه من أنواع التفسير.
وهكذا تتحكم أسباب وعوامل كثيرة ومتنوعة في نصح غيرنا لينهل من كتب التفسير ويستفيد.
أما أن نحجر على عقول غيرنا كما يفعل الشيعة وغيرهم ويتخذون لأنفسهم مراجع ومصادر لعلومهم لا يحيذون عنها ... فهذا لا يتوافق مع منهج السلف الصالح في طلب العلم. والله أعلم
فأولى لنا أن نرشد طلبة العلم إلى مدارسة كتب التفسير مع شيوخهم. من أن نشير عليهم بمؤلفات مجردة لأن هذا العلم لا يؤخذ لا من صحفي ولا من مصحفي .. والله الموفق
كلام سليم، لكن أعتقد أن الشيخ قصد أن يجيب على السؤال، ولكل مقام مقال.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوحمزه المدني]ــــــــ[09 Jul 2009, 03:59 ص]ـ
أنا أحب من كتب التفسير
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي
وتفسير البغوي
وأحكام القرآن لابن العربي
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[09 Jul 2009, 02:33 م]ـ
الأخوة الكرام حفظهم الله،
كان شيخي ينصح غير المختص بكتب التفسير المعاصرة؛ لأنها تستفيد من مسيرة التفسير لأكثر من ألف عام. ثم هي أبعد عن الإسرائيليات، ثم هي أبعد عن الاستشهاد بغير الصحيح من الآثار، ثم هي أسلس
عبارة وأقرب إلى فهم غير المختص. ثم هي تستفيد من تصاعد الوعي البشري.
أما المختص فلا بد له من التواصل مع التفاسير عبر العصور.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[10 Jul 2009, 07:51 ص]ـ
وأتمنى أن يتخذ المختص من تفسير ابن كثير أصلا ومرجعا يقرأه ويستظهره.
كما فهمت من نصائح أهل العلم.(/)
فوائد من أحكام القرآن لابن العربي
ـ[ناصر المطيري]ــــــــ[29 Jun 2009, 11:50 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه اجمعين
الفائدة الاولى عن الخنثى المشكل قال رحمه الله 4/ 99
وانكره قوم من رؤوس العوام فقالوا إنه لا خنثى فإن الله تعالى قسم الخلق الى ذكر وانثى
قلنا هذا جهل باللغة وغباوة عن مقطع الفصاحة وقصور عن معرفة سعةالقدرة أما قدرة الله تعالى فإنه واسع عليم
وأما ظاهر القرآن فلا ينفي وجود الخنثى لأن الله تعالى قال <لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء> فهذا عموم فلا يجوز تخصيصه لأن القدرة تقتضيه واما قوله <يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور> فهذا إخبار عن الغالب في الموجودات وسكت عن ذكر النادر لدخوله تحت عموم الكلام الاول والوجود يشهد له والعيان يكذب منكره.انتهى كلامه رحمه الله
والحامل لي ان ابتدي بهذه الفائدة اني سمعت من احد المشايخ عزوه لابن العربي انكاره للخنثى المشكل
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[29 Jun 2009, 11:55 م]ـ
بارك الله فيك، وحبذا لو جعلت موضوعك هذا متمما للموضوع الذي طرحته سابقاً بعنوان:
فوائد وقواعد وضوابط وكليات من كتاب أحكام القرآن لابن العربي ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=22942#post22942)
ـ[ناصر المطيري]ــــــــ[30 Jun 2009, 07:51 م]ـ
ابشر يا شيخ محمد
الفائدة الثانية قال رحمه الله 1/ 71 وهم وتنبيه:
قال الفراء معنى قوله <فلا جناح عليه ألا يطوف بهما> معناه ان يطوف وحرف لا زائدة.
وهذا ضعيف من وجهين:
احدهما انا قد بينا في مواضع انه يبعد ان تكون لا زائدة
الثاني انها لا لغوي ولا فقيه يعادل عائشة رضي الله عنها وقد قررتها غير زائدة وقد بينت معناها فلا رأي للفراء ولا لغيره. انتهى كلامه رحمه الله
وفي هذا الكلام من الشيخ رحمه الله تنبيه لقيمة كلام السلف في التفسير(/)
هدية لأعضاء الملتقى
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[30 Jun 2009, 12:50 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الموقع العظيم هدية مني لكم أسأل الله تعالى ينفعني واياكم به
تفضل من هنا ( http://quran.elshabab.com/web/index.html )
انه موقع المصحف الجامع
وانه جامع حقا
ادخلوا واكتشفوا بأنفسكم وانشروه بارك الله فيكم
نفعني الله واياكم بالقرآن العظيم
ـ[أبو المهند]ــــــــ[30 Jun 2009, 01:12 ص]ـ
شكر الله لك أختنا الفاضلة على الموقع إلا أنه لم يفلح معي إذ يسمح لنا ـ مشكورا ـ أن نختار سورة أو آية دون أن يجود لا بالسورة ولا بالآية فليتأمل والله المستعان
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[05 Jul 2009, 08:12 م]ـ
عفوًا، من أين يعمل؟(/)
دورة في منظومة الجزرية والإجازة مالها وماعليها
ـ[معهد ابن الجزري]ــــــــ[30 Jun 2009, 09:19 ص]ـ
*ينظم المعهد دورة في شرح منظومة الجزرية للإمام محمد ابن الجزري لمدة عشرة أيام يقدمها الشيخ المقرئ نادي بن محمد القط.من السبت 11/ 7 حتى 22/ 7/1430هـ
*ودورة في الإجازة مالها وماعليها لمدة يومين
من السبت 25/ 7 حتى 26/ 7/1430هـ
*ودورة في مهارات اكتشاف وتصحيح الأخطاء في التلاوة ليومين
من الاثنين 27/ 7 حتى 28/ 7/1430هـ
آخر موعد للتسجيل يوم الأربعاء 8/ 7/1430هـ
والتسجيل في مقر المعهد أو الاتصال على هاتف المعهد 063650959 تحويلة 103 أو 107
http://www.aljazry.com/albumsm/38.jpg
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[30 Jun 2009, 11:02 ص]ـ
جزى الله الإخوان في معهد ابن الجزري خيراً على اهمامهم بعلم التجويد والقراءات وعلم الإجازات، والشكر موصول بعد شكر الله تعالى لشيخي الفاضل نادي القط الذي استفدتُ منه في علم التجويد أيام تدريسه بالمدينة النبوية.
وهل هذه الدروس ستنقل عن طريق شيء من المواقع؟؟؟.
ـ[أبوحمزه المدني]ــــــــ[01 Jul 2009, 01:11 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[معهد ابن الجزري]ــــــــ[05 Jul 2009, 08:34 ص]ـ
جزى الله الإخوان في معهد ابن الجزري خيراً على اهمامهم بعلم التجويد والقراءات وعلم الإجازات، والشكر موصول بعد شكر الله تعالى لشيخي الفاضل نادي القط الذي استفدتُ منه في علم التجويد أيام تدريسه بالمدينة النبوية.
وهل هذه الدروس ستنقل عن طريق شيء من المواقع؟؟؟.
تفضل أخي الكريم .. من هنا تسجيل الدورة ..
http://www.aljazry.com/news.php?action=show&id=15
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[05 Jul 2009, 06:04 م]ـ
جزى الله إدارة معهد ابن الجزري خيراً على هذا المعهد الخاص بالقرآن وعلومه، وأعجبني ما فيه مع حداثته، فهو نواة لدخول علم القراءات وعلومها لأرض القصيم.
اللهم يسَّر لهم أعمالهم وسدِّد خطاهم.(/)
أحسن الحديث ....
ـ[عاشق البلاغة]ــــــــ[01 Jul 2009, 12:52 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين؛
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على النبيّ محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فقد كان للعلماء سببان جامعان للتأليف والكتابة:
أولهما: الدخول في زمرة العلماء.
الثاني: القيام بمهمّة الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
والأوّل يدخل فيه: شعور القدرة السابقة واستبانتها في النفس أنّه يستطيع أن يكتب في هذا الفنّ فيجمع ويحقّق ويرجّح ويعرض، ولهذا يجلس على كتبه بنفس هادئة صبورة مع الورق والحبر، ويطيل النَّفس في الكتابة بحسب مراده، لا يتعجّل أن يُخرج ما بيده للنّاس ليعلموه بمقدار أن يهتمّ بإتقانه وتحسين بنائه، وهذا السبب يدخل فيه الكثير من الإرادات الدافعة للكتابة، منها: رغبة خدمة العلم، ذلك ببسطه وتسهيله، وتنويع أنماط التأليف وما شابه ذلك.
أمّا الثاني فصاحبه مقهور للكلمة، العبارة تقوده ولا يقودها، تدفعه أن يخرجها من نفسه للنّاس، مِن غير كبير اهتمام بالصورة والشكل، فالحاجة شديدة فلا حاجة للانتظار، وليس هو في منطقة الاختيار في طريقة الكتابة ولا في تطويلها، وهو لا يمشي في طريق يرسمه لنفسه، بل ما يقع من أمور تحتاج إلى إصلاح هي الحاكمة والمؤثّرة. ومن نظر في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رأى أنّ هذا جليّاً في أغلب كتبه، ولذلك كانت هذه مزيّة له، وما من كتاب له إلاّ وله سبب واقعي دَفَعه لخطّه وكتابته، ولهذا استحقّ هذا العالم أن يكون مصلحاً بحقّ، وكان لزاماً أن يعاني ما يعانيه أصحاب هذا الطريق.
أن يكتب المرء في التفسير في هذا العصر لا يمكن أن ينفع الناس ولا يستطيع أن يقدّم شيءاً زائداً عمّا قاله الأوائل إن لم يكن مقهوراً للكلمة أسيراً لها، يريد بها إصلاح أمر وتقويم قضيّة، يعالج ما ألمّ فيكوي ويجرح ويؤلم ولكن إن بارك الله تعالى في عمله أشفى وأبرأ، وإلا كان جامعاً معيداً لما قاله المتقدّمون من روايات، وفي نهاية الأمر وبعد انتهائه من تأليف كتابه ينطبق عليه قول من قال في بعض المؤلّفات: «لو قيل لكلّ كلمة فيها إرجعي إلى مكانك لم يبق له منها كلمة». نعم هو لا يعدم الفضل ولكن هناك فرق بين من أراد هذا وبين من أحسّ بالأمر ضرورة فصرخ وأجلب بالخير ليمحو به الكثير من الشرور.
فما كتبه الأستاذ سيّد قطب في كتابه الطيّب -في ظلال القرآن- هو أقرب ما يكون من هذا اللون والنّمط، ذلك أنّه رأى هذه الوحدة الجامعة في كتاب الله لقضيّة الألوهيّة، وهي مدار القرآن الذي أُنزِل من أجلها، ورأى من واقعه ما يقابلها خلافاً ومعاندة، فبدأ ينسج من مقتضيات ولوازم هذه القضيّة من الأحكام ما يردّ على دعاوى الجاهلية المعاصرة، المتجدّدة على هيئة خبيثة من التزوير والتزيّن الذي يخفي حقيقتها المستورة، مع ما أعطاه الله تعالى من البيان الصارم الذي لا يهتمّ كثيراً بسجع المتأخّرين ولا تنميقاتهم اللفظيّة، بل جعل الجمال أكثر ما يكون حين يكون المعنى جيّداً وصحيحاً، فتطربك المعاني، وتهتزّ لها، وتغبطه عليها، على شرط واحد أن لا تكون متعصّباً لصيغ وأنماط التفسير التي يظنّ أنصارها أن القرآن لا يصلح إلاّ لها، ولا يمكن أن يُبسَط إلاّ من خلالها.
حيث يعترف المرء أن الفقيه من حقّه أن يأخذ من القرآن حظوظه، وأن البيانيّ والبلاغيّ له من الحقّ أن يأخذ بغيته، فمن الواجب علينا أن نقرّ للإنسان المسلم أن يأخذ من القرآن راحته واطمئنانه، فحينئذ يعبّر الفقيه عن حظوظه بلغته، ويشرح البلاغيّ والبيانيّ ما أخذ بعبارته، وكذا من حقّ المتذوّق لإنسانيّته في القرآن الكريم أن يشرح للناس عواطفه وأحاسيسه مع هذا الكتاب العظيم الجليل. فمن أعرض عن قراءته فله ذلك، فهو أدرى بنفسه ماذا يحبّ وماذا يشتهي وماذا يريد، لكن ليس له أن يحجر على الآخرين ويقيّد الكلّ في ذاته ومراده، وهذا النوع من الكتابة لم يكتب ليأخذ به شهادة العلم والتقدير، ولم يكتبه كذلك ليأخذه الناس فيستشهدوا به في أبحاثهم وعلومهم، فهو لم يرد هذا وليس هو في نيّته، لكنّه شعر بقهر الكلمة له وأسرها له، فكتب، فإن شئت قرأت، وإن شئت أعرضّت، ولن يضيره في ذلك شيء.
(يُتْبَعُ)
(/)
لا يعني كلامنا أبداً فتح الباب لكلّ من هبّ ودبّ، فالفهم الصحيح له قواعده وله أصوله، ولا يستطيع أحد معه مسكة من عقل أن يجعل الأمر نهباً لكلّ أحد، وهذا الأمر -أعني التفسير- هو ككلّ أمور الحياة العلمية لا يمكن للمرء أن يصيب مراده إلاّ بقواعد وأصول صارمة، ولكنّ الحديث هنا ليس عن الخطأ والصواب في مسألة علميّة وفهم مراد الربّ منها، ولكن حديثنا عن الحق ّالمطلق لكلّ عالم أن يأخذ حظّه من كتاب الله تعالى في أيّ مسألة من نواحي الحياة ودروبها سواء كانت علميّة أو عمليّة، وأن يكتبها على أيّ وجه كان ملتزماً بالقواعد الصحيحة، والأصول العلميّة الواضحة. فإنّ كتاب الله تعالى هو كتاب هداية لكل مناحي الحياة، وكتاب بصيرة لكلّ مشكلة، وكتاب علاج لكلّ طوارق الدروب، فالناس نوازعهم شتّى، وظروفهم مختلفة، وميولاتهم متعدّدة، وكتاب الله تعالى يقوم لذلك كلّه.
هذه وغيرها إن أقررنا بها علمنا خطأ من أغلق باب الفهم عن الله في كتابه، وانحراف زَعْم من زَعَم أنّه «ما ترك الأوّل للآخر شيءاً»، فإن كان القرآن قد توقّف نزوله بموت النبيّ صلى الله عليه وسلم ولحوقه بالرفيق الأعلى، ونحن نعلم أنّ ما عند الله خير لرسول الله ?، لكنّنا نجزم أن تنزلات الرحمة والفهم ستبقى ممدودة موصولة بين السماء والأرض ما دام القرآن بين أيدي المؤمنين به، يقرؤونه ويتذوّقونه، فتبكيهم آياته، وتزيدهم هدى فوق هداهم، وتفتح عليهم من المعارف والمعاني ما يحمدون الله تعالى عليها. ولهذا سيتجدّد في الناس من يصرخ صرخة سيّد قطب حين قال: «لقد وجدّت القرآن». أو يقول ما قاله والد شاه ولي الله الدهلوي لابنه: " يا بنيّ، اقرأ القرآن وكأنّه عليك ينزل ".
نعم هذا النوع من البيان ليس هو من النوع الواجب، بل قد يمنعه أقوام بحجّة ذاتيّته، والناس يريدون من المفسّر فهم الموضوع مجرّداً لا دخل للمفسّر ولا لمشاعره ولا لعواطفه، وأنا أظنّ أن هذا الفصل بين الذاتيّة والموضوعيّة ضرب من الخيال الذي لا وجود له، فإنّ انتقال القرآن من كونه نصّاً تكلّم الله به إلى تفسير مسلم موحّد له بلفظه وعبارته سيكون المزج تماماً بين الكلام والأثر، أي بين كلام الله تعالى وبين الهداية الحاصلة في القلب والعقل، فمن أراد قراءة النصّ والكلام وحده فلن يمنعه أحد، بل هو الأصل والمطلوب من كلّ مسلم، ولكن حين تطلب تفسيراً فإنّك تطلب أثر هذا النصّ على إنسان بعواطفه ومشاعره وعلومه ومعقولاته، فهاتان قراءتان لكلّ منهما ظروفها وأهدافها. ولعلّنا نحبّ كثيراً أن نقرأ ما في نفوسنا من كلام الآخرين، وحين يتمّ التطابق بين المقروء وبين ما في نفوسنا سنصرخ بكلّ جوارحنا: هذه والله هي البلاغة، وهذا هو تعليم الله لعباده أو كقول القدماء: «للّه درّك! لقد أتيت على ما في نفوسنا». فجلال المعنى الحاصل في النفس ووضوحه وتبيّنه هو الذي يعطي للكلمة جمالها، ويحبّب للنّاس سماعها، وهذا هو الذي يُطرب له ويُصغَى له ويعلم الناس أنّه ذوّاق رفيع النفس، أديب العقل والقلب، يفهم عن نفسه فيفهم الناس عنه.
قال عبدالقاهر الجرجاني في دلائل الإعجاز: «خبّرنا عمّا اتّفق عليه المسلمون من اختصاص نبيّنا عليه السلام بأن كانت معجزته باقية على وجه الدهر أتعرف له معنى: غير أنّه لا يزال البرهان منه لائحاً، معرضاً لكلّ من أراد العلم به، وطلب الوصول إليه، والحجّة فيه وبه ظاهرة لمن أرادها، والعلم بها ممكناً لمن التمس؟ فإذا كنت لا تشكّ في أنّه لا معنى لبقاء المعجزة بالقرآن إلاّ أنّ الوصل الذي له كان معجزاً قائماً فيه أبداً، وانّ الطريق إلى العلم به موجود، والوصول إليه ممكن، فانظر أي رجل تكون إذا أنت زهدّت في أن تعرف حجّة الله تعالى، وآثرت فيه الجهل على العلم، وعدم الاستبانة على عدم وجودها. وكان التقليد فيها أحبّ إليك، والتعويل على علم غيرك آثر لديك، ونحِّ الهوى عنك، وراجع عقلك، واصدق نفسك، تبين لك فحش الغلط فيما رأيت، وقبح الخطأ في الذي توهّمت، وهل رأيت رأياً أعجز، واختياراً أقبح: مِمَّن كره أن تعرف حجّة الله تعالى من الجهة التي إذا عرفت منها كانت أنور وأبهر، وأقوى وأقهر، وآثر أن لا يقوي سلطانها على الشرك كلّ القوّة، ولا تعلو على الكفر كل العلوّ؟ والله المستعان». اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا هو والله المراد من كتاب الله ومن تلاوته وتدبّره؛ راحة نفسيّة، ومعاني شريفة، واطمئنان بال، وذهاب همّ، ومتعة تذوّق. قال تعالى {الله نزّل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعرُّ منه جلود الذين يخشون ربّهم ثمّ تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله، ذلك هدى الله يهدي به من يشاء، ومن يضلل الله فما له من هاد} [الزمر: 23]. فجعل سبحانه آثار هذا القرآن على القلب والنفس و البدن هي الهداية ومن لم يجعل له شيء من ذلك أو بعضه فهو على طريق الضلالة، ولقوّة هذا السبب في تحصيل هذه الآثار فإنّ غيره إن كان فيه هذه الآثار وله القدرة على تحصيلها فهو من مشكاته صادر، وهو أضعف ولا شكّ من الأصل، فمن لم يهتدِ به فهو عن غيره أبعد، وهذه الآية قالها الربّ عقب قوله {أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربّه، فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين} [الزمر: 22].
فهداية الله لعبيده إلى الإسلام وشرح قلوبهم له إنّما طريقه هو هذا الشعور النفسي والقلبي لهذه الكلمات الربّانية الجليلة. فالحديث عن هذه المشاعر وهذه المعاني القلبيّة هو حديث عن مقصد القرآن وهدفه ومراده، وهو أجلّ أنواع التفسير بالرأي، وهو ليس بدعاً من القول، ولا بالطريقة المحدثة فيما يزعم من لا بصر له بأقوال السلف وعباراتهم، نعم لم يكونوا يطيلون التقرير لمثل هذه القضايا، إذ يرون أنّ الرواية أجلّ من الدراية (وهذا حقّ)، ولكن مع هذا كلّه فخذ ما يشفي غليلك ويروي ظمأك.
قال الباقلانيّ في إعجاز القرآن:
" فالقرآن أعلى منازل البيان، ... وإذا علا الكلام في نفسه كان له من الوقع في القلوب والتمكّن في النفوس ما يذهل ويبهج، ويقلق ويؤنس، ويطمع ويؤيس، ويضحك ويبكي، ويحزن ويفرح، ويسكن ويزعج، ويشجن ويطرب، ويهزّ الأعطاف، ويستميل نحوه الأسماع، ويورث الأريحيّة والعزّة، وقد يبعث على بذل المهج والأموال شجاعة وجوداً، ويرمي السامع من وراء رأيه مرمىً بعيداً، وله مسالك في النفوس لطيفة، ومداخل إلى القلوب دقيقة ". ا. هـ
فانظر إلى كلام هذا البيانيّ الفحل كيف فسَّر قيمة الكلام وأهمّيته، وكيف جعله عظيماً عالياً، فالكلام العالي هو الذي يحدث آثاره على إرادات الإنسان وقراراته وتصوّراته، فيأسر سامعه، فههنا تكمن قيمة الكلام وأهمّيته أوّلاً، نعم عظمة القرآن ليس في هذا الباب فقط، لكنّه الباب الأوّل الذي لا تقوم بقيّة الأبواب إلاّ به، من علومٍ ومواعظ وحقائق ونبؤات وترغيب وترهيب ووعد ووعيد، لكن كلّ هذه وغيرها من مقاصد القرآن مطويّة في داخل ما تقدّم، وبهذا تعلم أن الحديث عن هذا الجانب هو حديث عن القرآن، وتفسير له، حتّى لو رأيت إعراض الناس عنه، أو كثر لديك كثرة الشاتمين له: إذ همّهم أن يقفوا مع الحرف، أو يهيموا في الأطر القديمة، ومن هنا كان إعراض من أعرض عن تفسير سيّد قطب في كتابه «في ظلال القرآن» إذ لم يروا فيه الأبحاث التي اعتادوا أن يروها في الكتب القديمة، فأخطأوا ولم يصيبوا.
حين يقرأ المؤمن كتاب الله فيأسره، ويتخلّل قلبه وروحه ومشاعره، فيرتقي معه في درجات الصفاء والنور والحقّ، فما يخرج منه حينئذ من عبارات (إن كان صاحب عبارة) هو تفسير لكتاب الله تعالى، وكشف لبعض جوانب الحقّ والنور فيه، وحينئذ يكون ولا شكّ مع واقعه الذي غُيِّر وبُدِّل عن فطرة الله تعالى وأعرض عن شريعة الرحمن، آمراً وناهياً، مصلحاً ومقوّماً، فسيدخل ولا شكّ مع القسم الثاني في التأليف الذي ذكرناه في أوّل المقال.
فالمصلح الحقيقي هو من انطلق من كتاب الله تعالى، قرأه فارتقى به، وانفعل معه، فأسرته الكلمة؛ وقهرته وحكمت على مشاعره وعلى جوارحه، فتحوّلت هذه المشاعر والمعاني إلى قذائف حقّ ضدّ الباطل الذي تهوي به البشريّة في جاهليّتها. فهذا هو المصلح الذي بدأ مع القرآن ويسير معه ويموت من أجله. قال تعالى {أفمن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زيّن للكافرين ما كانوا يعملون}.
هذا أوّلاً ..
(يُتْبَعُ)
(/)
أمّا ثانياً .. فإنّ كتاب الله تعالى لا يمكن أن يعطي آثاره كاملة ويحدث هذه المشاعر والمعاني حتّى يكون قارؤه ذوّاقاً للكلمة، عالماً بها، يحسّ بجرسها على نفسه وعقله، فإنّ ما يميّز الإنسان على العجماوات هو البيان وهو سرّ الله في خلقه {الرحمن خلق الإنسان. علّمه البيان} فإنّ من رحمة الله تعالى على الإنسان أنّه خلقه على هذه الهيئة القويمة الحسنة، وإنّ أعظم منّة على إنسانيّة هذا الإنسان بعد حسن الخلقة هو البيان، هذا في أصل الخلقة، وأمّا حين كان الأمر متعلّقاً ببداية المنّة الإلهيّة بالهداية والإرشاد فإنّ الله تعالى ذكر منّة «القراءة» وأداتها القلم. {إقرأ وربّك الأكرم ... الذي علّم بالقلم}. فالإحساس القويّ بالكلمة هو الذي يحفظ لهذا الإنسان إنسانيّته. قال الشيخ الإمام محمود محمّد شاكر: «كلّ حضارة بالغة تفقد دقّة التذوّق تفقد معها أسباب بقائها، والتذوّق ليس قواماً للآداب والفنون وحدها، بل هو أيضاً قوامٌ لكلّ علمٍ وصناعة -على اختلاف بابات ذلك كلّه وتباين أنواعه وضروبه- وكلّ حضارة نامية تريد أن تفرض وجودها وتبلغ تمام تكوينها، إن لم تستقلّ بتذوّق حسّاسٍ حادٍّ نافذٍ، تختصّ به وتنفرد لم يكن لإرادتها في فرض وجودها معنىً يُعقل، بل تكاد هذه الإرادة أن تكون ضرباً من التوهّم والأحلام لا خير فيه، فحسن التذوّق يعني سلامة العقل والنفس والقلب من الآفات» [أباطيل وأسمار، 134]. فتذوّق الكلمة الآسرة هو سرّ التفسير الأسير الصادق، والكلمة العربيّة لها ذوقٌ خاصّ بجرسها ودلالاتها، ففيها سحرٌ خاصّ قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ من البيان لسحراً». وهذا سرٌّ من أسرار العربية تتميّز عن غيرها به، والعربيّ الأوّل لمّا كان ذوّاقاً للكلمة، عالماً بها، ملكت عليه حياته كلّها، فعماد حياته: عطاء ومنح، حرب وسلم، حبّ وبغض، ولاء وبراء .. كان مبناه على الكلمة، والتي هي أداة الإبانة عن النفوس، والقرآن كلام الله تعالى أبان لنا به عن نفسه، وفضل كلامه على كلام غيره كفضل الله على خلقه، فهو كلام عالم حكيم رحيم متكبّر، وكلامه هو إبانة لمقتضيات هذه الصفات الحسنى الجليلة، فحينئذٍ سيكون في كلامه جلّ جلاله: جليل المعاني وعظيم الغايات وأشرف الهدى، وسيكون فيه الحقّ الذي يطمس كلّ باطل، والنور الذي يذهب كلّ ظلمة، ولا يمكن لأحد أن يعرف ذلك حقّ معرفته إلاّ إن كان الناظر فيها، التالي لها ذوّاقاً لهذه الكلمات، وكلّما ازداد المرء بصيرة بهذه الكلمات كلّما ارتقى في درجات العلم بهذا الكلام.
قال تعالى: {الله نزّل أحسن الحديث}.
وهذا التذوّق لا يصنع رذيلة كما يفعل ذائقو الرجس الحرام، إنّما هو ذوق يصنع ملكات الخير والفضيلة، ولذلك حُقَّ لمن تذوّق الكلمة أن يُسمّى في لغتنا «أديباً»، وعلى هذا فمن تذوّق هذا الكلام الحسن، وسرى في نفسه وقلبه وعقله، فإنّه ولا شكّ سيرتقي في أعمال الخير، وستسمو نفسه معه، وهذا فرقٌ بين أمّتنا وبين غيرنا، فأنت ترى ذواق الكلمة عندنا وفي تاريخنا هو الرجل الملتزم، فهو مثال لكلمته، وحقيقة لصورة عبارته. قال أستاذ العصر وجاحظ الوقت وأديب العربيّة؛ مصطفى صادق الرافعيّ: «والعجب الذي لم يتنبّه له أحد إلى اليوم من كلّ من درسوا الأدب العربي قديماً وحديثاً، أنّك لا تجد تقرير المعنى الفلسفيّ الاجتماعيّ للأدب في أسمى معانيه إلاّ في اللغة العربيّة وحدها، ولم يغفل عنه مع ذلك إلاّ أهل هذه اللغة وحدهم!» [وحي القلم]
ففقه المرء للقرآن يُعرف حين تظهر آثار هذا القرآن على نفس الإنسان وعلى خُلقه وعلى سلوكه كما هو شأن النبيّ صلى الله عليه وسلم كما وصفته عائشة رضي الله عنها: «كان خُلقه القرآن». وكلّما ازداد المرء تذوّقاً لهذا الكلام الحسن كلّما ازداد قرباً من عبوديّته لهذا المتكلّم الجليل.
وهناك فرق بين التذوّق الفطري وهو المقصود به في القسم الأوّل وبين هذا التذوّق، وهو القائم على الأصول والقواعد والفهم والفقه، فالأوّل في داخل كلّ إنسان وهو يقع عن طريق الفطرة وإحساس المرء بإنسانيّته، أمّا هذا فهو لا يقع إلاّ بالفقه والتبصّر والإدراك والنظر المتوالي مرّة بعد مرّة في داخل كلام الله تعالى حتّى تعلم ما يريد، وتفقه على الله تعالى خطابه فتخرج منه باللآلي والدرر ومعالي العلوم والمعارف، ولهذا التذوّق أدوات أعظمها هو فقه اللغة التي نزل بها كلام الله تعالى ومعرفة الأصول والإحاطة بالسنن الشارحة لهذا الكلام.
فهذان أمران أخي المسلم كُنْ على ذكرهما وأنت تقرأ كلام الربّ العظيم، أمّا الأمر الأوّل:
فهو الذي يكشف لك ربوبيّة المتكلّم، وهو أمر تحسّ به ضرورة شئت أم أبيت، أمّا الثاني: فهو الذي يجعلك متألّهاً لهذا الإله العظيم.
قال تعالى: {الله نزّل أحسن الحديث}.
قال النابغة الجعديّ:
أتينا رسول الله إذ جاءه بالهدى ويتلو كتاباً كالمجرّة نيراً
بلغنا السماء بجدّنا وجدودنا وإنّا لنرجوا فوق ذلك مظهراً
قلت: وقد أُلقِيت هذه القصيدة التي فيها هذين البيتين أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث لم يصحّ. [أنظر ترجمته في السير وتعليق مخرج الحديث عليه 3/ 177].
والحمد لله ربّ العالمين
[عن مجلة نداء الإسلام
مقال للشيخ عمر الفلسطيني المكنى بأبي قتادة - فكّ الله أسره -(/)
اختصار شرح مقدمة ابن تيمية في أصول التفسير للطيار.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[01 Jul 2009, 04:44 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
اختصار شرح مقدمة ابن تيمية في أصول التفسير للطيار.
الدرس الأول:
المقدمة التعريفية:
1 - المراد بأصول التفسير:
أولا: أصل مادة الأصول في اللغة:
الأصول جمع أصل، وفي اللغة أسفل الشيء أو أساس الشيء.
قال تعالى:
{كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء} (إبراهيم:24)
ففارق بين الأصل والفرع.
قال تعالى:
{أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا} (الحشر:5)
وكلمة الأساس والقاعدة مقاربتان لمعنى الأصل في اللغة:
قال ابن فارس في مقاييس اللغة:
الهمزة والسين أي: (أس) يدل على الأصل والشيء الوطيد الثابت.
قال تعالى:
{أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ} (التوبة:109)
أما لفظ (القاعدة) فسنجد عند رجوعنا لمقاييس اللغة أنه يدل على ثبوت الشيء على الشيء ومنه قواعد البيت، وهي أسسه التي يبنى عليها، فالبناء يرفع على القواعد.
قال تعالى:
{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ} (البقرة:127).
ثانيا: أصل مادة التفسير في اللغة:
التفسير مأخوذ من مادة فسر، فالتفسير تفعيل من الفسر. ففسر أصل مادتها ثلاثي، وفسر أصل مادتها ثلاثي، وفسر لفظة تدور حول:
الكشف – والإيضاح – والبيان.
*الفرق بين التفسير والتأويل:
أن التأويل إذا أتى بمعنى تبيين معاني الكلام فهو تفسير.
فالتأويل له معنيان:
الأول: التفسير.
الثاني: ما تؤول إليه حقائق الأشياء، يعني ما تصير إليه المآلات.
مثال:
تأويل الرؤى، إذا عبر المؤول رؤيا من الرؤى ثم وقعت في الحقيقة فنقول: هذا تأويل الرؤيا، يعني ما صارت إليه، وهذا مثل ما قال يوسف عليه السلام:
{هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً} (يوسف:100)
وكل ما ذكره العلماء في الفرق بين التأويل والتفسير يدخل تحت ما ذُُكر.
2 - التفسير في الاصطلاح:
المقصود بتفسير القرآن:
هو بيان معاني القرآن، أو الكشف عن معاني القرآن، أو إيضاح معاني القرآن.
ويمكن أن نصنف معلومات كتب التفسير إلى 3 أقسام:
1 - صلب التفسير.
2 - علوم القرآن.
3 - علوم أخرى.
* وصلب التفسير يدخل فيه:
1 - بيان معنى المفردة.
2 - سبب النزول.
لأن أسباب النزول الأصل فيها أنها تعين على فهم المعنى؛ لأنها أشبه بالسياقات الحالية للكلام، فالنص قد يحتمل أكثر من معنى من جهة اللغة، لكن يأتي سبب النزول ويحدد المعنى.
3 - الناسخ والمنسوخ:
والمقصود الناسخ والمنسوخ بمصطلح السلف سواء كان نسخ للأحكام الشرعية أو كان تقييد مطلق أو كان تخصيص عام، أو بيان مجمل، أو استثناء سنرى أن كل هذا يدخل في صلب التفسير، وذلك لأنه يبنى عليه فهم المعنى، والحكم المنصوص عليه في الآية، وليس المستنبط الذي بعد النص.
* أما علوم القرآن فيمكن أن نقسمها 3 أقسام:
1 - علوم السورة: هي التي يقدم بها المفسرون تعريفا عن السورة كـ:
اسم السورة – فضل السورة – مكان نزول السورة –
وعلوم السورة لا تؤثر في صلب التفسير، فكون سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن لا يؤثر في فهم معنى السورة.
2 - علوم الآية:
علوم الآية المرتبطة بعلوم القرآن مثل:
ما هي أطول آية – ما هي أفضل آية.
3 - علم الاستنباط من علوم القرآن:
و الاستنباط من القرآن له مقدمات، أن تعلم علوما تسمى بعلوم الآلة، وهي العلوم المساعدة على الاستنباط:
أ- علوم إسلامية:
النحو – اللغة – البلاغة – أصول الفقه – الفقه.
ب- علوم أخرى:
قد تكون علوم كونية – أو علم الأنساب – الفلسفة – المنطق ... وغير ذلك.
3 - تعريف " أصول التفسير ":
التعريف باختصار:
" هي أصول فهم المعنى "
لكن هذا لا يكفي في بيان معنى أصول التفسير، بل نقول:
" هي الأسس العلمية التي يرجع إليها المفسر حال الاختلاف في التفسير وحال بيانه للمعاني "
وذلك لأنه لدينا جانبان:
الجانب الأول: أن نعرف التفسير الصحيح في حال الاختلاف.
(يُتْبَعُ)
(/)
الجانب الثاني: والأصول التي يحتكم إليها مؤكد ستكون هناك أصول معتبرة وغير معتبرة.
مثال الأصول غير المعتبرة:
مثل التفسير الباطن، فلا يلزم أن يكون لكل آية باطن لا يعلمه إلا القليل من الناس، وهذا من أصول تفاسير الباطنية. أهـ /د/ الأول.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[04 Jul 2009, 04:26 ص]ـ
الدرس الثاني:
أولا: موضوعات أصول التفسير:
تقسيمات هذا العلم تختلف باختلاف المؤلف، ولا شك أنهم يتفقون على أمور معينة أنها داخلة في علم التفسير تعتبر موضوعات كلية، وهي:
أولاً: التعريفات والمقدمات.
وثانياً: الطرق والمصادر.
وثالثاً: اختلاف المفسرين.
ورابعاً: كيفية التعامل مع اختلاف المفسرين.
1 - التعريفات والمقدمات:
يختلف أهل العلم في ما يضعونه في هذا القسم.
أ- تقسيم ابن عباس:
1 - ما تعرفه العامة.
2 - ما تعرفه العرب من كلامها.
3 - ما يعلمه العلماء.
4 - ما لا يعلمه إلا الله، ومن ادعى علمه فقد كذب.
ب- وبعضهم يقسم كالتالي:
1 - التفسير بالمأثور
2 - التفسير بالرأي.
ج – وبعضهم يقسم بحسب الاتجاهات العلمية:
1 - التفسير النحوي.
2 - التفسير اللغوي.
2 - الطرق والمصادر:
* بالنسبة لطرق التفسير:
وطرق التفسير: هو طريقة الوصول للتفسير.
1 - التفسيرعن طريق النقل:
أ - فننقل التفسير عن طريق السماع من العالم نفسه.
ب - أو عن طريق الوجادة كأن ننقل من كتابه.
2 - التفسير عن طريق الرأي:
وهو الاجتهاد للوصول إلى معنى من المعاني.
* والنقل لأجل التفسير قد يكون:
أ- نقلا بحتا.
ب- أو نقلاً نسباً.
أولا - النقل البحت: وهو الذي لا دخل للمفسر فيه البتة.
1 - كأسباب النزول.
2 - التفسير النبوي المباشر، مثال:
قال تعالى:
? وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ ? [الأنفال: 60]، قال صلى الله عليه وسلم: (ألا إن القوة الرمي).
3 - الغيبيات، مثل أخبار أهل الجنة والنار.
4 - قصص الأنبياء بتفاصيلها.
* وهناك نوع يمكن أن يندرج تحت هذه الأنواع، وإن لم يكن من المنقول البحت، ولكنه يوافقها في كون لا يمكن للمفر أن يتصرف فيه، وهو ما يكون له وجه واحد في التفسير.
مثال ذلك إذا كانت الآية لا تحتمل إلا معنى واحد نجد أن المفسر لا يستطيع أن يأتي بمعنى جديد، فنقول أن هذه بمرتبة التفسير بالمنقول نقلا بحتا.
ثانيا: النقل النسبي:
مثال ذلك:
قال تعالى-: ? وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ? [العاديات: 1] ذكر أن ابن عباس - رضي الله عنه- فسر الآية بأن المراد بها: الخيل.
فعلم علي رضي الله عنه فبين له أنه ليس المراد بها الخيل، واحتج علي بالواقع، واقع المسلمين أن الآية نزلت في مكة، وأيضاً لما بدأ الجهاد لم يكن معهم إلا فرسان، فقال علي -رضي الله عنه-: إنما المراد بها إبل الحجيج،، فالآن اختلف التفسير، بين علي وبين ابن عباس، يقول ابن عباس فرجعت إلى قول علي - رضي الله عنه.
في المثال السابق اعتمد الصحابة رضي الله عنهم على الرأي، وكان تفسيرهم مبني على علم ومعرفة بلغة العرب، فهم يطلقون العاديات على الإبل والخيل، لكن علي رضي الله عنه دعم رأيه بتاريخ وواقع المسلمين عند نزول هذه الأية.
س- لكن متى بدأ التفسير بالرأي؟
أولا: التفسير بالرأي المحمود:
التفسير بالرأي بدأ في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، فالرسول أقر الصحابة على المنهج الذي ظهر في المثال السابق، وهو أن يفهموا القرآن بما عندهم من اللغة وغيرها من المصادر التي يعتمدون عليها، ومن خلال بعض الآثار ظهر جليا أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يرجعون إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن يفهموا الآية بآرائهم وعقولهم، فلما رجعوا للنبي صلى الله عليه وسلم صحح لهم في حال كان فهمهم غير صائب.
مثال ذلك:
قال عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه:
لَمَّا نَزَلَتْ
{الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ}
قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّنَا لَا يَظْلِمُ نَفْسَهُ قَالَ: لَيْسَ كَمَا تَقُولُونَ
{لَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ}
بِشِرْكٍ أَوَلَمْ تَسْمَعُوا إِلَى قَوْلِ لُقْمَانَ لِابْنِهِ
{يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} " (صحيح البخاري)
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيا: التفسير بالرأي المذموم:
والتفسير المذموم بدأ لما بدأت البدع بالظهور، فالتفسير المذموم إما أن يكون عن جهل أو عن هوىً، وسيأتي تفصيل ذلك بإذن الله تعالى.
* أما مصادر التفسير:
ومصدر التفسير: هو ما نأخذ التفسير منه.
- الطرق والمصادر الكلية للتفسير:
1 - القرآن الكريم:
تفسير القرآن بالقرآن تفسير نقلي، ولا يلزم أن يكون نقليا، أي أن المفسر يمكنه أن يجتهد في تفسير آية بآية.
2 - السنة المشرفة:
أن يبين النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه.
3 - تفسير السلف:
الصحابة رضي الله عنهم – التابعين – وأتباع التابعين.
4 - اللغة:
واللغة اعتمد عليها الصحابة رضي الله عنهم والتابعين وأتباعهم.
3 - اختلاف المفسرين:
وهو من أهم موضوعات أصول التفسير.
وهناك 3 نقاط مهمة تندرج تحت هذه النقطة:
1 - اسباب الاختلاف. 2 - أنواع الاختلاف. 3 - عبارات التفسير، ويمكن أن تلحق بها المصطلحات أيضا.
أ- اسباب الاختلاف:
1 - الاشتراك اللغوي:
يعني أن تكون اللفظة قد تكلمت بها العرب على أكثر من معنى مثالاً لذلك في قوله: ? فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ ? [المدثر: 51]، أي: فرت من الأسد أو فرت من الرامي الذين هم رجال القنص، وبعضهم أيضاً قال: فرت من النبل،، يعني العرب أطلقت على ما سبق هذه اللفظة.
2 - الحذف أو الإضمار:
مثال ذلك:
قال تعالى:? وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ ? [النساء: 127]، هل ترغبون؟ مراد ترغبون بهن؟ أو ترغبون عنهن؟ الآية تحتمل هذا وتحتمل هذا، فبسبب حذف هذا الجار والمجرور وقع خلاف هل المراد الرغبة بالنكاح، أو الرغبة عن النكاح، وكل واحد من المعنيين له حكمه المستقل.
3 - مرجع الضمير:
يعني مرجع الضمير من أسباب الاختلاف إذا صار يحتمل أكثر من مذكور، مثل ما ذكر في مثل قوله -سبحانه وتعالى-: ? لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ? [الفتح: 9]، يعني أجمع المفسرون على أن الضمير في "تسبحوه" يعود إلى من؟ لأن التسبيح من حق الله، وليس من حق أحد فهذا واضح، لكن ? وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ ? هل هو يعود إلى الله؟ أو يعود إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم-؟ هناك قولان في التفسير.
4 - الوصف المحتمل لأكثر من موصوف:
فقد يكون الوصف الذي ورد في الآية وصفا مطلقا، أي أن الوصف يمكن أن يحتمل أكثر من موصوف، نثال ذلك:
قال تعالى: ? وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا ? [النازعات: 1]، عند الطبري ذكر أكثر من أربعة أقوال، فبعضهم قال: "النازعات" الملائكة، فإذن الآن الموصوف بالنزع من هو؟ فكأن الملائكة النازعات، وبعضهم قال: النازعات هي النجوم، تنزع من أفق إلى أفق، و الذي سبب الاختلاف هو أن قوله: "والنازعات" وصف، واحتمل الموصوف الآخر.
5 - النسخ والإحكام:
الحديث هنا عن النسخ الكلي، والنسخ من أسباب الاختلاف؛ لأن بعض العلماء يرى أن الآية منسوخة وبعضهم لا يرى ذلك.
6 - النظر للعموم والخصوص:
مثال ذلك:
قال تعالى:
? وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الأَرْضِ ? [الشورى: 5] وفي الآية الأخرى: ? وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ? [غافر: 7]، في الآية الأخرى فمن حمل آية ? وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ? على آية ? وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الأَرْضِ ? قال الاستغفار لا يكون إلا للمؤمنين، فجعل آية ? لِمَنْ فِي الأَرْضِ ? مخصوصة بتلك الآية، ومن جعل هذه الآية مستقلة، وهذه الآية مستقلة قال: الاستغفار يكون للمؤمنين وكذلك يكون للكافرين على رجاء ماذا؟ أن يسلموا على رجاء أن يسلموا، قل يستغفر لهم رجاء أن يسلموا.
7 - اختلاف المصدر الذي يعتمد عليه المفسر.
المصادر هي القرآن والسنة وأقوال الصحابة والتابعين وأتباعهم، واللغة.
أحياناً يجهل المفسر حديثا نبويا فيفسر الآية بمعنىً لغوي، فيقع اختلاف بينه وبين المفسر الذي اعتمد على الحديث النبوي في تفسيره.
مثال:
في قوله -سبحانه وتعالى-: ? يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ ? [القلم: 42]، قوله: ? يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ ? نلاحظ الآن أن الآية لما ذكرت الساق ذكرته نكرة، ولم تحدد هذا الساق ساق من، فإذا رجعنا إلى ابن عباس وتلاميذه سنجد أنهم فسروا الساق بأنها الكربة والشدة، اعتماداً على قول العرب: كشفت الحرب عن ساقها، أي كشفت عن هول شديد.
أما بعض المفسرين فقد قال: المراد ساق الرب - سبحانه وتعالى-، ويستدلون بحديث: (يكشف ربنا عن ساقه)، من فسر الآن الساق بالهول والشدة والكرب مصدره اللغة، والذي فسر الساق بأنها ساق الرب - سبحانه وتعالى- مصدره السنة، إذن اختلف المصدر فاختلف التفسير.
8 - اختلاف التعبير عن اللفظ بما يطابقه أو الخروج عن ما يطابق معنى اللفظ:
وهذا كثير في تفسير السلف. قد يفسر بعض السلف اللفظة بالمعنى المعروف لها من جهة اللغة، ويفسر آخر بمعنىً هو من لوازمها وليس معناها المعروف من جهة اللغة، مثل ما فسر ابن جريج قول -سبحانه وتعالى-: ? وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ? [البقرة: 49] بأن المراد بها ماذا؟ يسترقون نساءكم يجعلونها رقيق، فهذا ليس تفسيراً للاستحياء من جهة اللغة، وإنما تفسير للازم الاستحياء في هذا السياق، فجمهور المفسرين فسروا ? وَيَسْتَحْيُونَ ? معنى يستبقون أحياء، وهذا هو المعنى اللغوي للاستحياء.
* وهناك أسباب للاختلاف ظهرت بعد جيل السلف يمكن أن تدخل تحت أسباب الاختلاف منها:
أ- الاختلاف العقدي.
ب- الاختلاف الفقهي.
ج- الاختلاف النحوي.
...
أهـ / د/ 2.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[04 Jul 2009, 08:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
جزاكم الله خيرا وتقبل الله منكم صالح الأعمال.
مادمت اعتمدت بحول الله الكتابة في موضوع التلخيص والاختصار
تحت عنوان اختصار شرح مقدمة ابن تيمية في أصول التفسير للشيخ الطيار حفظه الله تعالى.
فإن أمكنك اعتماد تقنية التشجير فستكون إضافة نوعية لموضوع البحث. والله تعالى أعلم. وتقبل الله
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[05 Jul 2009, 04:52 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
جزاكم الله خيرا وتقبل الله منكم صالح الأعمال.
مادمت اعتمدت بحول الله الكتابة في موضوع التلخيص والاختصار
تحت عنوان اختصار شرح مقدمة ابن تيمية في أصول التفسير للشيخ الطيار حفظه الله تعالى.
فإن أمكنك اعتماد تقنية التشجير فستكون إضافة نوعية لموضوع البحث. والله تعالى أعلم. وتقبل الله
أخي الكريم جزاك الله خيرا أسأل الله تعالى القبول
وفي الحقيقة منذ مدة وأنا أحاول أن أجد فرصة للاستماع لهذه الدروس، ولكن الانشغال بالدراسة كان عائقا، وقد بدأت بتلخيص الدرس لنفسي منذ مدة وبعد ذلك قررت أن أضيفه للملتقيات، وقد أضيف دروسا أخرى لمشايخ آخرين في فرصة أخرى، وجزا الله الشيخ الكريم مساعد الطيار كل خير على هذه الدروس، فعند التدقيق في المعلومات يظهر الإتقان، ولا نزكيه على الله تعالى.
أما التشجير فأختك لا تتقن التعامل مع الحاسب لهذه المهمة وأيضا أعتقد أن التخطيط الذهني للمادة فن بحد ذاته لم أتقنه بعد. والله أعلم
ـ[أم البررة]ــــــــ[06 Jul 2009, 10:02 ص]ـ
فإن أمكنك اعتماد تقنية التشجير فستكون إضافة نوعية لموضوع البحث. والله تعالى أعلم. وتقبل الله
كنتُ أبحث عن البرامج التي تفيدني في هذا فلم أعثر على برنامج عربي، فلو تدلّونا مشكورين
وبارك الله جهد الفاضلة أم عبد الله
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[07 Jul 2009, 06:37 ص]ـ
الدرس الثاني:
مثال ذلك:
قال عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه:
لَمَّا نَزَلَتْ
{الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ}
قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّنَا لَا يَظْلِمُ نَفْسَهُ قَالَ: لَيْسَ كَمَا تَقُولُونَ
{لَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ}
بِشِرْكٍ أَوَلَمْ تَسْمَعُوا إِلَى قَوْلِ لُقْمَانَ لِابْنِهِ
{يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} " (صحيح البخاري)
. [/ FONT][/COLOR]
أهـ / د/ 2.
عفوا الراوي هنا هو ابن مسعود رضي الله عنه.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[07 Jul 2009, 06:38 ص]ـ
وبارك الله جهد الفاضلة أم عبد الله
وبارك الله فيك أختي
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[07 Jul 2009, 09:28 م]ـ
كتب الله ذلك في ميزان حسناتك
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[20 Jul 2009, 05:12 م]ـ
كتب الله ذلك في ميزان حسناتك
اللهم آمين، وجزاكم الله خيرا.
ـــــــــــــــ
الدرس الثالث:
الموضوع الأول: كتب أصول التفسير.
هذه الكتب لا يلزم أن تكون كلها في أصول التفسير، أو صلب أصول التفسير خصوصاً، إذا سميت بأصول التفسير أو قواعد التفسير، لكن قطعاً سيكون فيه شيئاً منها أو جزء من هذه الكتب مرتبط بهذا العلم.
1 - التيسير في قواعد التفسير، للطوفي (ت:716هـ)، هذا الكتاب بناه الطوفي على المسائل البلاغية، وهذا الكتاب هو في الحقيقة نظرة في البلاغة القرآنية.
2 - مقدمة في أصول التفسير، لابن تيمية (ت: 728هـ)، وسيأتي الحديث عنه لاحقا بإذن الله تعالى.
3 - التيسير في قواعد علم التفسير، للكافيجي (ت:879 هـ) وهذا الكتاب هو في الحقيقة بعض موضوعاته مرتبطة بعلوم القرآن، وهي أكثر منها ارتباطاً بأصول التفسير.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - الفوز الكبير في أصول التفسير لولي الله الدهلوي، وهو من الكتب المهمة والنفيسة، وهذا الكتاب أيضاً بناه مؤلفه على مسائل أو على العلوم الخمسة، وطرح هذه العلوم علماً علماً، مثل علم الجدل وبسط فيه، ثم ذكر بعدها جملة من العلوم، وختم الكتاب بطبقات المفسرين وبغريب القرآن، ولكنه جعله كتاباً آخر لاحقاً لهذا الكتاب،هذا الكتاب تأتي أهميته إلى أن فيه مسائل مهمة جداً في أصول التفسير، وفيه نظرات خاصة للمؤلف، وهي نظرات موفقه، وهذا الكتاب في الحقيقة أعده من الكتب التي يحسن أن تدرس كما يدرس كتاب شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى-.
5 - القواعد الحسان" للشيخ عبد الرحمن بن السعدي (ت: 1376) وهذا الكتاب في حقيقته فيه شيء من القواعد المرتبطة بالتفسير، وكيف نفسر؟ وفيه قضايا كثيرة مرتبطة بأساليب القرآن في التعبير، وهي نظرة استقرائية من الشيخ - رحمه الله تعالى- للقرآن، وهذا الكتاب أيضاً من الكتب المهمة والنفيسة التي يحسن تدريسها ومدارسة هذا الكتاب مهمة جداً.
6 - "مقدمة التفسير" وكذلك "حاشية المقدمة"، للشيخ عبد الرحمن بن قاسم - رحمه الله تعالى- (ت:1392)، هذا الكتاب ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
أ- قسم يتعلق بقضايا في علوم القرآن. وهذا أخذها غالباً من الإتقان.
ب- قسم يتعلق بأصول التفسير. وهذه أخذها من مقدمة شيخ الإسلام.
ج- قسم يتعلق بالتلاوة وآداب التلاوة.
7 - "أصول في التفسير" هو للشيخ محمد بن عثيمين، وإذا نظرت إليه ستجد أنه في حقيقته كتاب في علوم القرآن؛ لأن المباحث التي فيه أغلبها في علوم القرآن، والذي يتعلق بأصول التفسير منها قليل، فقد يراد بعلوم القرآن أصول التفسير أحياناً عند العلماء.
8 - بحوث في أصول التفسير، محمد لطفي الصباغ، وهذا أيضاً كتاب مفيد ونافع، وقد عمد المؤلف إلى مجموعة من مقدمات التفاسير وذكر القضايا التي ذكروها وهي أشبه بالتحليل ووصف لمقدمات المفسرين، وذكر ما يتعلق بأصول التفسير من هذه المقدمات.
9 - أصول التفسير وقواعده، لخالد العك، والكتاب يشمل جملة من أصول التفسير المتعلقة بالأصول، ويشمل جملة متعلقة بعلوم القرآن.
10 - دراسات في أصول التفسير، لمحسن عبد الحميد، وهذا الكتاب تطبيقات علمية على مسائل أصول الفقه من خلال القرآن، يعني مثلاً بعد الأمر والنهي، العام والخاص، المحكم والمتشابه إلى آخره، فالمؤلف بنى كتابه على أن يكون تطبيقات قرآنية لمسائل أصول الفقه، وليس في أصول التفسير التي نتحدث عنها.
11 - قواعد التدبر الأمثل، لعبد الرحمن حبنكة، وهو من الكتب المهمة أيضاً وهذا الكتاب فيه فوائد نفيسة.
12 - بحوث في أصول التفسير ومناهجه، للأستاذ الدكتور فهد الرومي، وهذا الكتاب كما تلاحظون في علمين: في علم الأصول، وفي علم المناهج، وقد ذكر فيه ما يتعلق بتعريف التفسير، وتاريخ التفسير ثم أسباب الاختلاف، وأنواع الاختلاف، وشيء من قواعد الترجيح، ثم انتقل إلى ما يتعلق بمناهج التفسير.
13 - فصول في أصول التفسير هذا الكتاب للشيخ الدتور مساعد الطيار، وقد ذكرت لكم الفكرة فيه، في أنه مبني على المقدمات العلمية والطرق والاختلاف والقواعد و كيفية التعامل مع الاختلاف.
14 - التفسير أصوله وضوابطه، وهذا الكتاب أيضاً فيه فوائد نفيسة جداً، ويحسن أيضاً مراجعته، ذكر فيه المؤلف قضايا كثيرة مرتبطة بأصول التفسير.
15 - اختلاف المفسرين أسبابه وآثاره، للأستاذ الدكتور سعود الفنيسان، وقد اعتنى كثيراً بالخلاف الفقهي والخلاف العقدي.
16 - أسباب اختلاف المفسرين، للأستاذ الدكتور محمد الشايب وهذا خاص بأسباب اختلاف المفسرين، وهو أيضاً مفيد جداً مع كتاب الشيخ سعود الفنيسان،، فيما يتعلق بأسباب اختلاف المفسرين.
17 - قواعد الترجيح، للدكتور حسين الحربي، وهو كتاب نفيس جداً، ومن أراد أن يقرأ في التفسير خصوصاً في الاختلاف وكيفية التعامل مع الاختلاف فإنه لزاماً عليه أن يقرأ هذا الكتاب.
18 - قواعد التفسير، للدكتور خالد السبت.
وكثيراً ما يقع السؤال: ما الفرق بين كتاب الدكتور خالد، وكتاب الدكتور حسين الحربي؟
كتاب الدكتور حسين الحربي "قواعد الترجيح عند المفسرين" اعتنى بالتفسير حال الاختلاف، فهو مرتبط بالتفسير حال الاختلاف.
(يُتْبَعُ)
(/)
والدكتور خالد ذكر شيئاً من قواعد الترجيح، ولكن أغلب الكتاب في القواعد التي يمكن أن يستخدمها المفسر حال تفسيره ابتداءً لكلام الله -سبحانه وتعالى-، فالكتابين لا يغني أحدهما عن الآخر.
الموضوع الثاني: نظرة عامة في مقدمة شيخ الإسلام.
1 - أهم طبعات المقدمة:
في نظري أن أفضل طبعة هي طبعة الدكتور عدنان زرزور، وطبعت طبعات لنفس التحقيق الذي هو تحقيق الدكتور عدنان زرزور، وقد اعتنى د. عدنان بهذه المقدمة وبسط الحديث عنها وبين ما فيها من الموضوعات، وإخراجها أيضاً من جهة الإخراج الفني من أحسن الإخراج.
2 - الذي سمى هذه المقدمة بأصول التفسير:
قاضي الحنابلة بدمشق الذي وهو محمد جميل الشطي نشر رسالة عام 1355هـ وكانت قد نشرت قبله، ثم نشرها هو، وسماها "مقدمة في أصول التفسير" واستمر هذا الاسم إلى وقتنا هذا باسم "مقدمة في أصول التفسير"، وإلا فالشيخ - رحمه الله تعالى- لم يسم هذه الرسالة، ولم يعنون لها، كعادته في كثير من كتبه تأتيه رسائل ويرد عليها ثم تسمى بعده.
و نلاحظ أن الشطي -رحمه الله تعالى- أخذ العنوان من عبارة شيخ الإسلام لما قال: إن السائل سأل أن أكتب له مقدمة تتضمن قواعد كلية تعينه على فهم القرآن ومعرفة تفسيره ومعانيه.
3 - الوقت الذي كتب فيه شيخ الإسلام هذه المقدمة:
قال ابن القيم - رحمه الله تعالى- وهو من كبار تلاميذ الشيخ:
" وبعث إلي في آخر عمره قاعدة في التفسير بخطه " الموجود عندنا الآن من تراث شيخ الإسلام المتعلق بقواعد التفسير لا يوجد إلا هذه المقدمة، فنحن نقول الآن: إن القاعدة التي ذكرها ابن القيم يحتمل أن تكون المقدمة نفسها التي نعرفها.
ويظهر أن شيخ الإسلام كتب هذه المقدمة متأخراً؛ لأن فيها اطلاعاً على كثير من كتب التفسير سواءً كتب التفسير التي اعتنت بالمأثور عن السلف، أو كتب التفسير التي اعتنت بنقل كلام أهل البدع، أو حتى بكتب أهل البدع أنفسها في التفسير؛ فمعنى ذلك أن هذه المقدمة كتبها، وهي محررة من جهة القضايا العلمية بعد فترة كبيرة جداً من القراءة في كتب التفسير وليست من الكتب المتقدمة له - رحمه الله تعالى-.
4 - وممن استفاد من هذه المقدمة من العلماء:
1 - تلميذ الشيخ ابن كثير الدمشقي في مقدمة تفسيره.
2 - والزركشي في كتابه البرهان.
3 - والسيوطي في كتابه الإتقان.
4 - والقاسمي في مقدمة تفسيره محاسن التأويل.
أما العلماء المعاصرون فكثير جدا.
وهذه المقدمة يمكن أن نقسمها إلى خمسة موضوعات:
الأول: مقدمة الكتاب التي بدأ بها المؤلف، وهذه المقدمة، ذكر فيها:
1 - سبب التأليف.
2 - وذكر فيها الطرق الموصلة إلى العلم وطريق العلم.
3 - وذكر فيها حاجة الأمة إلى فهم القرآن.
4 - وذكر فيها أن هذه المقدمة ألفها اختصاراً وإملاءً.
الثاني: بيان النبي - صلى الله عليه وسلم- للقرآن، فقال: فصل في البيان النبوي للقرآن.
1 - ذكر دلائل البيان النبوي. يعني الأدلة الدالة على أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد بين معاني القرآن للصحابة.
2 - ذكر اعتناء الصحابة بتعلم معاني القرآن.
3 - ذكر قلة نزاع الصحابة في التفسير.
4 - ذكر أن التابعين تلقوا التفسير عن الصحابة.
5 - ذكر أن بعض التابعين قد يتكلم أيضاً بالاجتهاد في التفسير، يعني يجتهد في التفسير.
الثالث: ثم بعد ذكر اختلاف السلف في التفسير، وقد أطال فيما يتعلق باختلاف السلف في التفسير، وذكر له أمثلة.
وذكر الاختلاف على النوعين: اختلاف تضاد، واختلاف تنوع، لكنه لم يعتني -رحمه الله تعالى- بتعريف اختلاف التضاد.
الرابع: بعد ذلك انتقل إلى سبب الاختلاف الواقع في كتب التفسير، وقسم كتب التفسير إلى قسمين:
القسم الأول: الكتب التي تعتمد النقل:
سواءً كان لأصحابها آراء مثل ابن جرير الطبري، أو لم يكن لأصحابها آراء مثل تفسير ابن أبي حاتم أو تفسير عبد الرزاق الصنعاني أو تفسير الإمام أحمد، أو تفسير دحيم، وهذه التفاسير إن وقع فيها خلل فإنه يقع في المنقول، وليس في الرأي، والذي يقع فيه خلل في المنقول ثلاث قضايا عندهم:
القضية الأولى: الإسرائيليات.
القضية الثانية: المراسيل.
القضية الثالثة: الموضوعات.
والموضوعات قليلة جدا في هذه الكتب لكنها قد تقع.
القسم الثاني: الكتب التي تعتمد الاستدلال.
كتب الاستدلال؛ لأن أصحابها ليسوا من أهل الحديث يقع فيها من الموضوعات شيء كثير.
وقسم شيخ الإسلام أصحاب الاستدلال إلى قسمين:
الأول: من اعتقدوا معاني ثم حملوا ألفاظ القرآن عليها، وهؤلاء أيضاً جعلهم إلى قسمين:
1 - من يستدل بلفظ القرآن وما دل عليه وأريد به.
2 - من يحملون لفظ القرآن على ما لم يدل عليه ولم يراد به.
القسم الثاني: من فسر القرآن بمجرد اللغة دون النظر إلى الملابسات المرتبطة بالآية.
الخامس: أحسن طرق التفسير.
وذكر الطرق الأربعة المشهورة:
1 - القرآن بالقرآن.
2 - القرآن بالسنة.
3 - القرآن بأقوال الصحابة.
4 - القرآن بأقوال التابعين.
وقد ختم شيخ الإسلام الرسالة بأثر ابن عباس في تقسيم التفسير. أهـ/د/3
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[23 Jul 2009, 08:43 م]ـ
الدرس الرابع:
الموضوع الأول: اعتناء المفسرين بأصول التفسير التي تعين على التمييز بين صحيح التفسير وضعيفه:
في مقدمة التفسير ورد أن السائل طلب من شيخ الإسلام أن يبين له كيفية التمييز بين صحيح التفسير وضعيفه، وهذا لا يتأتى إلا بمعرفة أصول التفسير.
* ومن المفسرين الذين اعتنوا بهذه القضية:
1 - ابن جزي الكلبي، فقد أشار إلى أن من أراد أن يقرأ كتب التفسير لابد أن يميز بين صحيح التفسير وضعيفه في كتابه، وقد ذكر أنه سيذكر وجوه التفسير التي تعين الطالب على التمييز.
2 - الثعلبي في مقدمة تفسيره، فقد ذكر جملة من أهل الأهواء من المصنفين في علم التفسير، وأشار إلى أنهم لم يوفقوا لأن علم التفسير لم يكن حرفتهم ولا التأويل صنعتهم، وقد صنف ردا على هؤلاء.
3 - الكرماني في كتابه غرائب التفسير وغرائب التأويل، وكتابه خص بالضعيف والباطل من التفسر، وأراد بذلك أن يتضمن هذا الكتاب ما يستغرب وقد يحتمل، وما يتعجب منه ولا يحتمل، وهو يفرق بين النوعين بقوله في كتابه، ومن الغريب ومن العجيب.
4 - النقاش في مقدمة تفسيره أشار إلى ما يتعلق بشواذ التفاسير، وذكر بعض الأقوال الضعيفه في كتابه (شفاء الصدور)، وقد أسماء بعض العلماء (شقاء الصدور) بسبب الأباطيل الكثيرة التي أوردها في كتابه.
الموضوع الثاني: طرق تحصيل العلم:
بين شيخ الإسلام أن تحصيل العلم له طريقان:
1 - منقول عن معصوم.
* والأدله المعصومة عندنا في الشريعة:
- القرآن
– السنة
– إجماع السلف.
2 - قول عليه دليل معلوم.
والقول الذي عليه دليل معلوم يكون في الأمور الاجتهادية، وشيخ الإسلام يرى أن الله تعالى نصب للحق دليلا، فقطعا الحق سيكون مع أحد المجتهدين عند الاختلاف، والأقوال الأخرى غير القول الذي عليه دليل معلوم والتي ليس لها أثر علمي ولا أثر عملي من المسائل الأصولية يرى شيخ الإسلام أن هذه لا تخلو إما أن تكون قولا باطلا ليس عليه دليل، وإما أن تكون قولا متوقفا فيه؛ لعدم ظهور ما يدل على قبوله أو عدم قبوله.
الموضوع الثالث: البيان النبوي للقرآن الكريم.
أولا:في مسألة بيان النبي صلى الله عليه وسلم القرآن لأصحابه رضي الله عنهم ذكر شيخ الإسلام خمس قضايا:
1 - أن النبي صلى الله عليه وسلم بين القرآن للصحابة رضي الله عنهم.
2 - أشار إلى عناية الصحابة رضي الله عنهم بتعلم معاني القرآن.
3 - قلة النزاع بين الصحابة في التفسير.
4 - تلقي التابعين التفسير عن الصحابة.
5 - أن التابعين تكلموا في التفسير بالاستلال.
ثانيا: ما قصده شيخ الإسلام من أشارته إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم بين للصحابة رضي الله عنهم معاني القرآن كما بين ألفاظه.
هذه العبارة من شيخ الإسلام جعلت البعض يعتقد أنه قصد أن النبي صلى الله عليه وسلم بين لأصحابه جميع معاني القرآن آية بعد آية، ولكن شيخ الإسلام لم يقصد ما فهموه، ودل على ذلك أن شيخ الإسلام:
1 - أشار إلى تنازع الصحابة في رسالته.
2 - وأشار إلى وجوه الاستدلال عند التابعين.
3 - وكذلك أنه رتب أربع طرق من طرق التفسير وجعل السنة أحد هذه الطرق.
4 - وقد ذكر في آخر الرسالة حديث ابن عباس الذي قسم فيه التفسير إلى أربعة أقسام،فقال: - ماتعرفه العامة - وما تعرفه العرب من كلامها – وما يعلمه العلماء – وما لا يعلم تأويله إلا الله – ومن ادعى علمه فقد كذب.
ولذلك فشيخ الإسلام لم يقصد ما فهموه، والمراد من إشارته السابقة هو:
أن الرسول صلى الله عليه وسلم بين للصحابة رضي الله عنهم المعاني التي يحتاج إلى بيانها.
والتفسير النبوي للصحابة:
1 - إما أن يكون مباشرا، أي أن النبي صلى الله عليه وسلم قصد أن يفسر الآية أو اللفظة.
2 - والتفسير النبوي غير المباشر، وهذا يدخل في عموم سنته صلى الله عليه وسلم، وهي التي عبر عنها الشافعي بقوله " إن السنة شارحة للقرآن ومبينة له "، ويظهر أن هذا الذي أراده شيخ الإسلام.
الموضوع الرابع: بعض الملحوظات حول التفسير في عصر النبوة.
1 - لابد أن نعلم جيدا أنه لا يوجد في القرآن ما لا يعلم معناه، وهذا يعني أن لا يمكن أن يقع المتشابه الكلي الذي قال عنه ابن عباس " لا يعلمه إلا الله " في باب معاني القرآن، لكن يوجد ما لا يدرك من جهة غير جهة المعنى على سبيل المثال قال تعالى:
{وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ ... } (النمل:82)، فمعنى "دابة" عند العرب حيوان يدب على الأرض، لكن ما لون هذه الدابة؟ ما شكلها؟ من أي أجناس الدواب هي؟ وهذه الأسئلة لا توجد إجابة عليها وهي غير مرتبطة بعلم المعاني وإنما هي مرتبطة بالكيفيات.
2 - أن عدم كلام الصحابة في بعض الأمور لا يعني جهلهم بها أو تفويضهم لها، لأنه قد يقول قائل لا نجد للصحابة كلاما في معاني أسماء الله الحسنى على سبيل المثال، نقول لا يلزم أنهم تكلموا في كل شيء فالمعلوم عندهم لا يلزمهم التكلم في معناه، ولا يقال أنهم فوضوا أو أولوا إلا بدليل، فالمفوض يقول "لها معنى لكني لا أعلمه"، والمؤول يقول "هذا المعني ليس بصحيح وإنما المعنى الثاني هو الصحيح"، والصحابة لم يقع منهم ما سبق.
3 - لا يوجد في معاني القرآن ما أخفاه الرسول صلى الله عليه وسلم عن الصحابة، وهذا فيه رد على الباطنية الذين زعموا أن عند الرسول علما لم يخبر به أحدا، وأنه انتقل إلى شيوخهم أو إلى الأولياء، أو الأوصياء، وبناء عليه نقول أنه لا يوجد ما خفي على الصحابة خفاء تاما من جهة المعاني، وعلمه من بعدهم، فلا يمكن أن يقال أن الصحابة لم يفهموا معنى آية وفهمها المتأخرون.
4 - أن الصحابة رضي الله عنهم كان لهم اجتهاد في فهم القرآن وتفسيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[25 Jul 2009, 06:06 ص]ـ
شكر الله سعيك يا أم عبد الله، وأسأل الله أن يوفقك لما يحب ويرضى، وأن يجزيك عني خير الجزاء لما تقومين به من هذا التلخيص، ولست أدري هل ذكرت المادة التي تلخصينها هل هي مادة صوتية أم مادة كتابية؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[26 Jul 2009, 12:25 م]ـ
بوركتم ...
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[26 Jul 2009, 07:35 م]ـ
شكر الله سعيك يا أم عبد الله، وأسأل الله أن يوفقك لما يحب ويرضى، وأن يجزيك عني خير الجزاء لما تقومين به من هذا التلخيص، ولست أدري هل ذكرت المادة التي تلخصينها هل هي مادة صوتية أم مادة كتابية؟
بالنسبة للدعاء: اللهم آمين، وأسأله تعالى أن يتقبل ما كتبت.
وأشكر فضيلتكم، أما عن التلخيص فهو مستفاد من المادة الصوتية، وقد تنكر الترتيب وبعض الاختلاف في السياق، ولكني أدرس وحاولت أن أشارك الطلبة والطالبات بما فهمت، وبارك الله في جهودكم.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[26 Jul 2009, 07:36 م]ـ
بوركتم ...
وبارك الله فيك.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[27 Jul 2009, 09:19 م]ـ
الدرس الخامس:
الموضوع الأول: الاختلاف بين الصحابة رضي الله عنهم في التفسير:
بما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان المصدر الوحيد للتفسير بالنسبة للصحابة رضي الله عنهم، وجدنا أن النزاع بينهم كان قليلا، وهذا ما أشار إليه شيخ الإسلام في مقدمته.
وقد لوحظ أن الخلاف كان أكثر في عهد التابعين، وقد ذكر بهذه المناسبة شيخ الإسلام قاعدة وهي أنه كلما كان العصر إلى النبي صلى الله عليه وسلم أقرب كان الاختلاف فيه أقل، والعلم والبيان فيه أكثر، وهذه قاعدة مهمة تلاحظ في كل العلوم.
الموضوع الثاني: تلقي التابعين التفسير عن الصحابة رضي الله عنهم:
وضح شيخ الإسلام في مقدمته أن التابعين أخذوا التفسير عن الصحابة كما أن الصحابة أخذوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وذكر مثالا، وهو "مجاهد بن جبر " في عبارته التي قال فيها:
" عرضت المصحف على ابن عباس أوقفه عند كل آية منه وأسأله عنها "، وسفيان الثوري امتدح تفسير مجاهد وقال: " إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به "، ولهذا يعدون مجاهدا إمام التابعين في التفسير، وذكر شيخ الإسلام علمين من أعلام الإسلام اعتمدوا على كلام مجاهد في التفسير وهما الشافعي والبخاري، وكذلك اعتمد غيرهم كالإمام أحمد، والطبري في تفسيره.
ولم يكن مجاهد وحده الذي برع في علم التفسير من التابعين، بل هناك عكرمة والذي اعتنى به ابن عباس أيما اعتناء وحرص على تلقينه العلم لما رأى من نباهته.
الموضوع الثالث: اجتهاد التابعين في علم التفسير:
أشار شيخ الإسلام إلى نقطة وهي أن بعض التابعين اجتهد في التفسير، وكان اجتهادهم واستنباطهم واستدلالهم عن علم، سواء كان علما يقينيا أو غلبة ظن، ولم يتكلم أحدهم عن جهل أبدا، ولذلك قتادة لما سئل عن مسألة قالها " هل هذا الشيء قلته برأيك " يعني الرأي المجرد المطلق، فذكر للسائل أنه لم يقل مسألة إلا وعنده فيها نقل، فقد كانوا يعتمدون على المصادر التي اعتمد عليها الصحابة، ويعتمدون على قول الصحابي كمصدر لهم أيضا.
الموضوع الرابع: حقيقة الاختلاف في التفسير في عصر السلف:
أكد شيخ الإسلام أن الاختلاف بين السلف في التفسير قليل وكانت هذه المعلومة نتيجة لعلم واستقراء للخلاف من قبله، وهو أهل لهذا الحكم لسعة علمه واطلاعه، ولاحظ شيخ الإسلام أن أكثر اختلاف السلف هو اختلاف تنوع في التفسير لا تضاد، وإذا تأملنا كلام شيخ الإسلام عن اختلاف التنوع سنجد أنه لا يخرج عن نوعين:
الأول: الخلاف الذي يرجع لمعنى واحد.
الثاني: الخلاف الذي يرجع لأكثر من معنى.
ولم يعرج شيخ الإسلام لاختلاف التضاد ولم يمثل له، ومثاله:
قال تعالى:
{وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ} (البقرة:228)
فبعضهم قال القرء: الطهر، وبعضهم قال: الحيض، فإما أن تتربص المرأة ثلاث أطهر أو ثلاثة حيضات، وهذا اختلاف التضاد فلا يمكن حمل الآية على المعنيين في نفس الوقت.
أما اختلاف التنوع فمثاله:
قال تعالى:
{وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} (هود:114)
بعض السلف قال "الحسنات " الصلوات؛ لأنها تكفر ما بينها، وبعضه قال " ذكر الله "، وهذا كله صحيح، وحتى لو جاء أحد ما وقال الحسنات " كبر الوالدين " سيكون تفسيره تفسير صحيح، لأن لفظ الحسنات عام وله أمثلة متعددة، وكل الأمثلة ترجع لمعنى واحد وهي " الحسنة ".
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[02 Sep 2009, 06:04 ص]ـ
وبدى لي بعد أن وصلت إلى هذا الدرس أن أتوقف وأحيلكم إلى الشرح مكتوبا ومنسقا من قبل الشيخ الكريم نفسه ولم أكن أدري أن الكتاب قد رفع على الشبكة.
http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=19163
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[02 Sep 2009, 08:33 ص]ـ
شكر الله سعيك أختي الكريمة, وأثابك على ما قدمتيه خير الثواب وأجزله.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[03 Sep 2009, 05:40 ص]ـ
شكر الله سعيك أختي الكريمة, وأثابك على ما قدمتيه خير الثواب وأجزله.
وجزاك الله خيرا أخي الكريم.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[15 Oct 2010, 05:47 ص]ـ
للفائدة.(/)
وقفات مع هدهد سليمان
ـ[أبوحمزه المدني]ــــــــ[01 Jul 2009, 12:55 م]ـ
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين , والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. أما بعد:
فإن الله عز وجل خلق الخلق , وجعل لكل صنف منهم حاجة عند الآخر , فالفقير محتاج للغني , والغني يحتاج للفقير , والخلق يحتاج بعضهم إلى بعض , رأى الإمام أحمد رجل يدعوا الله "اللهم لا تحجني إلا إليك " قال الإمام أحمد: دعا على نفسه بالموت , ولذالك لا يحتقر شيء من مخلوقات الله لا لصغر جسمه ولا لضعفه , فله منافعه في هذه الدنيا.
ومن هذا المنطلق أحببت أن أبحث وأستقصي عن خلق من مخلوقات الله ألا وهو الطير ومن أسباب تقديم الطير على جميع الحيوانات الأسباب التالية:
1) إن أكثر الطيور غذائها الحشرات التي يتأذى منها بنو آدم , فلوا انقرضت الطيور لنتشرت هذه الحشرات ولأدى ذالك إلى أذيتنا.
2) أن لحمه طعام للإنسان في الدنيا والآخرة , كما ذكر الله سبحانه وتعالى.
3) أنها تبعث للإنسان الراحة كلما رآها بألوانها الباهرة.
4) أنه كان يستخدم في نقل الرسائل في الماضي قبل وسائل النقل الحديثة.
ومن العجيب أن الاختراعات الحديثة تحاكي ماهو موجود في الطبيعة , ومن هذه الاختراعات اختراعهم لطائرات فهم يحاكون خلقة الطير في رأسه وأجنحته وكيف يطير وكيف يهبط ,
وصدق الشاعر عندما قال:
لله في الحركات ينتهى عجبي * ومن عجائبه جرى الجمادات
سبحان من جعل الطيار من جمد * كهيئة الطير يسمو للسماوات
ينهضُ ينْقَضُ كالبازى على عجل * وكم يواصِِلُ رناتٍ بأنات
يحكى الطُّيورَ جئاجئا واجنحة *والرعْد يحكيه في ترديد أصوات
لله ما فيه من هولٍ ومن عَجَبٍ *ومن شيات وءايات وءالات
والطيور أمم وجماعات وأنواع منها المهاجر ومنها المستقر ومنها الجارح ومنها غير الجارح , والطير يطلق على ما يطير في السماء.
وأول ما أبداء من أصناف الطيور هو (الهدهد)
وقد ورد ذكر الهدهد في القرآن في موضع واحد قال تعالى {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ} النمل20
الهدهد: طائر مشهور بقنزعته المنتصبة , ذات اللون البندقي المحمر , والمنتهي ريشاتها بالسواد وبمنقاره المقوس , ريش الرأس والرقبة بندقي محمر , والرداء يميل إلى البني. الظهر والكتف والجناحان مقلمة بمناطق سوداء وعسليّة عريضة , العجز أبيض , والذنب أسود يقطعه من الوسط شريط أبيض عريض.
طوله 25 - 26سنتم , وبسطته 44 - 47سنتم , ووزنه 51 - 80 غراماً , منقاره طويل معقوف إلى الأدنى , يقتات الخنافس , والديدان , والعناكب , والحشرات.
تضع الأنثى 4 - 8 بيضات تحضنها 15 – 19 يوماً , وتترك الفراخ العش بعد 22 - 28 يوماً من التفريخ. ويعتبر الهدهد من الطيور جزيلة النفع الواجب حمايتها.
أسماؤه: الهدهد , الهُداهد , النّباح , أبو الأخبار , أبو سجاد , أبو ثمامة
صوته: الهَدهَدة , العَندَلة , القَرقَرة , النُباح.
ولنستمع لابن عباس وهو يحدث عن الهدهد
حدث يوما عبد الله بن عباس وفي القوم رجل من الخوارج يقال له نافع ابن الأزرق وكان كثير الاعتراض على ابن عباس فقال له قف يا ابن عباس غلبت اليوم قال ولم , قال إنك تخبر عن الهدهد أنه يرى الماء في تخوم الأرض وإن الصبي ليضع له الحبة في الفخ ويحثو على الفخ ترابا فيجئ الهدهد ليأخذها فيقع في الفخ فيصيده الصبي فقال ابن عباس لولا أن يذهب هذا فيقول دررت على ابن عباس لما أجبته ثم قال له ويحك إنه إذا نزل القدر عمى البصر وذهب الحذر فقال له نافع والله لا أجادلك في شيء من القرآن أبدا.
ومن الفوائد التي يستاقها المؤمن من قصة سليمان عليه السلام والهدهد مايلي:
أ) إنكار الهدهد لمّا رأى أمرآة تقود رجال, وهذه من الأمور التي جعلها الله فطرة في الإنس والجن والهوام, أن الرجل هو الذي يقود النساء.وفيها أيضاً حسن التدرج في الإبلاغ فقد أبلغ الهدهد سليمان من الأصغر إلى الأكبر من قيادة المرآة لرجال إلى الشرك بالله وهذا فيه حسن أدب وفطنة
ب) عندما رأى الهدهد قوم سبأ يشركون بالله ذهب مباشرة إلى سليمان داعياً إلى الله , واليوم يرى العالم أقوام يعبدون البقر ولا يتحرك ساكناً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ت) نقل الهدهد الصورة كما كانت ولم يحكم عليهم , بل ترك الحكم لسليمان عليه السلام.
ث) ولما أرسله سليمان إلى قوم بلقيس لم يحرف ولم يبدل بل أدى الرسالة كما كانت.
ج) ولنتأمل أنهم أشركوا بالله وسجدوا لشمس ومع ذالك لم يشتمهم ولم يقبحهم , لأن السب ليس من صفات الداعية المسلم , فهوا هدفه الأول أن يقيم التوحيد.
ح) واستخدم الهدهد في هذه الآية القاعدة الفقهية المشهورة "إذا تزاحمت المصالح يقدم الأعلى من المصالح " فقدم الدعوة إلى الله على الحضور عند سليمان.
خ) وفي الآيات دليل على أن الذي يعلم حجة على الذي لا يعلم.
د) وفي الآيات دليل على سموا أخلاق نبي الله سليمان عليه السلام , في تواضعه في قبول خبر الهدهد وحسن ظنه عندما قال {سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} النمل27.
ذ) قال القرطبي: فيه دلالة على أن الأنبياء لايعلمون الغيب.
ر) قال ابن العربي: وفي الآيات دليل على أن الحد على قدر الذنب لا على قدر الجسد.
ز) كتاب سليمان لبلقيس قال {إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} النمل30 {أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} النمل31. مع كونه ملك لم يذكر مدحاً له قبل الاسم أو بعد الاسم , بل ذكر اسمه فقط وهذا من كمال تواضعه , وكمال بلاغته.
س) ذكر الهدهد {أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ} النمل25 , فيه أن الهدهد أعظم ما يعلم هذا الأمر فلذالك لا يرى أعظم منه في نظره.
ش) لم يعاقبه لأنه اعتذر له ولا أحد أحب إليه العذر من الله ولذلك بعث النبيين مبشرين ومنذرين.
ص) قال العلماء فعل سليمان يدل على تفقده أحوال الرعية والمحافظة عليهم فانظروا إلى الهدهد وإلى صغره فإنه لم يغب عنه حاله فكيف بعظائم الملك.
وسنكمل بإذن الله هذه السلسلة. وصلى الله وسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين(/)
أحتاج إلى رأيكم في تأمل آيتين
ـ[أبوحمزه المدني]ــــــــ[01 Jul 2009, 01:41 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد:
فإني وأنا أكتب بحثي في التفسير الموضوعي (الطير في القرآن الكريم) مررت بهذه الآيتين وكان عندي تأمل فيها فأحببت أن تشاركوني النصح والتوجيه.
الآية الأولى:
{أَلَمْ يَرَوْاْ إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاء مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ اللّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} النحل79
ذكر الله في الآية التي سبقتها قوله تعالى {وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} النحل78 ثم ذكر {أَلَمْ يَرَوْاْ إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاء مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ اللّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} النحل79 فهل هنالك ربط بين هذين الآيتين المتتابعتين وهل الإنسان هو السبب في طيران الطير؟ بطبع لا , فإذاً الآية تشير وتلمح إلا أن هنالك شيء يطير من صنع الإنسان بين السماء والأرض.
والإشارة فيها من وجوه:
الوجه الأول: الآية التي قبلها ذكر الله فيها أن الإنسان لم يخلق من بطن أمه متعلم بل الله فتح عليه في العلم والفهم.
الوجه الثاني: قوله تعالى {مسخرات} قال الإمام الألوسي: "مذللات للطيران وفيه إشارة إلى أن طيرانها ليس بمقتضى طبعها" (روح المعاني ج14 ص202).
وطبعاً الحديد لا يطير.
الوجه الثالث: قوله {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}: إن غير المؤمن التقي ينظر إلى هذه الطائرات بأنها اختراع بشري تُوصل إليه عن طريق العلم الحديث , وأما المؤمن فيقول هذا كله من عند الله ولذالك قال عز وجل: لقوم يؤمنون ولم يقل: للعالمين أو غيرها.
الوجه الرابع: لم يذكر الله في هذه الآية مثل آية سورة الملك {صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ} , بل جعل الامتنان في طيرها فقط.
الوجه الخامس: أن الله سبحانه قال في سورة الأنعام {وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ} فيها إشارة على أن هنالك طائر غير الطائر الذي تعنيه هذه الآية ولذالك قيده الله بهذا القيد.
الآية الثانية:
{أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ} الملك19
ذكر الإمام ابن كثير معنى صافات ويقبضن فقال: تارة يصففن أجنحتهن في الهواء وتارة تجمع جناحا وتنشر جناحا. (تفسير القرآن العظيم ج4 ص399)
ثم ذكر طائفة من العلماء أن معنى ما يمسكهن أي مايمسكهن من الوقوع إلى الأرض مع كبر حجمهن وطبيعة الأجسام الثقيلة.
وهذا التأويل يحتمل , والذي ظهر من تأويل هذه الآية خلاف ذالك وهي
أن معني يمسكهن أي أن يرسل على شرار هذه الأمة حجارة من سجيل والذي يؤكد هذا المعنى عدة أمور
1) أن الآية التي قبلها جاءت تذكر الأمم السابقة وكيف دمرها الله بريح أو خسف فقال تعالى {أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ} الملك16, وقال تعالى {أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ} الملك17 وقال تعالى: {وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ} الملك18. وسياق الآيات ليس فيها امتنان من الله على عباده , بل فيها توعد ووعيد. ولذالك يستقيم معنى الآية مع سياق الآيات.
2) أن الله سبحانه قال بعد ما يمسكهن إلا الرحمن ولو كان المعنى كما قال المفسرون لقال سبحانه اسماً غير الرحمن (ولله أن يختار من أسماءه ما شاء) واسم الرحمن يليق بالمعنى الذي ذكرته وهو أن الله رحمان بهذه الأمة ولذالك أمسكت الطيور عن إرسال هذه الحجارة.
3) أن في ختام الآية قال سبحانه {إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ} والمعنى أن الله بصير بذنوب عباده ولكن رحمته سبحانه سبقت غضبه , ولو كان يريد المعنى الآخر لقال قدير أو عليم والله أعلم.
4) أن آخر عذاب عذب الله به الأمم هو أبرهة وجنوده , ولذالك حسن أن يذكرهم بالقريب كما ذكرهم بالبعيد.
5) أن سورة الملك سورة مكية.
ـ[أبوحمزه المدني]ــــــــ[25 Jul 2009, 02:46 ص]ـ
أين الأخوة الكرام فلا أريد منكم إلا الرأي(/)
مداخل إعجاز القرآن لأبي فهر محمود محمد شاكر؟
ـ[ابن الجزري]ــــــــ[01 Jul 2009, 11:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بين يدي الكتاب
االكتاب يبين بداية الكلام عن الإعجاز وتاريخه
والكتاب كتب بأسلوب أدبي شيق مع سرد تاريخي تحليل
بين فيه أن لفظ الإعجاز لم يوجد عند السلف
وأن لفظ إعجاز القرآن لفظ مولد والتحدي ليس على المفهوم القديم
ولم كتب في الإعجاز ابتداء من الجاحظ والنظام والمتكلمين
وجال وصال مع الجاحظ والخطابي والباقلاني والجرجاني (رحم الله الجميع)
وعرج على الواسطي والرماني والقاضي عبد الجبار الرأس
وكثيرا ما يتضجر من المتكلمين وتفريعاتهم وتقسيماتهم
وانا هنا أسأل عن الكتاب هل هو مشهور
فعند دراستنا لمادة الإعجاز في كلية القرآن لم نتطرق إليه
مارأي المختصين فيما كتب فيه
والكاتب هل هو أخو أحمد شاكر
أفيدونا مأجورين ولكم جزيل الشكر
ـ[محمد خليل الزروق]ــــــــ[02 Jul 2009, 12:25 ص]ـ
السلام عليكم
نعم يا أخي هو محمود محمد شاكر الأديب العلامة المحقق أخو الشيخ أحمد محمد شاكر ومحقق بعض من تفسير الطبري بمشاركة أخيه، وصاحب الكتب والتحقيقات المعروفة.
وجزء من الكتاب الذي بين يديك المقدمة التي كتبها لكتاب الظاهرة القرآنية لمالك بن نبي، وترجمه الدكتور عبد الصبور شاهين.
رحم الله من مات، وأخلف منه خيرا، وحفظ من بقي ومتعه بالصحة.
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[02 Jul 2009, 01:04 ص]ـ
السلام عليكم
لقد استنصحت الشيخ عبد الرحمان الشهري فنصحني به و أثني عليه خيرا
و زيادة علي ما تفضل به الأخ ابن الجزري (محمد زين) فإن العلامة شاكر قد تطرق إلي مقولة الصرفة و فندها تفنيدا سواء الصرفة النظامية أم الصرفة الجاحظية و أظن أن هذا المبحث هو أهم مبحث - على الأقل بالنسبة لي - في الكتاب ....
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[02 Jul 2009, 02:25 م]ـ
الكتاب ثمين، ومفيد، وفيه تحليل لا تكاد تجده في كثير من كتب الإعجاز، وأنا أستغرب من بعض المتخصصين الذين كتبوا في الإعجاز أو درَّسوا الإعجاز؛ من عدم استفادتهم منه، بل إن بعض من رجع إليه ممن كتب في إعجاز القرآن لم يظهر في كتابه واختياراته أثر رجوعه إلى كتاب الشيخ محمود شاكر.
والكتاب بحاجة إلى تلخيص علمي يخرج به عن الأسلوب الأدبي الذي عُرِف عن الشيخ محمود رحمه الله، فإني أرى أن تقريبه من خلال نقاط علمية سيكون مفيدًا للمتخصصين، وللدارسين في إعجاز القرآن.
وقد ظهر لي ذلك خلال تدريسي لهذا الكتاب أكثر من مرة، فوجدت أن تلخيص مباحثه للطلاب كانت نافعة جدًا، ولولا ضيق وقتي لفعلت ذلك؛ إذ ليس كل التلخيص عندي مكتوبًا، ولعل من يطلع عليه ممن درسه عندي وعنده تلخيصات أن ينشط لذلك، والله الموفق.
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[03 Jul 2009, 02:10 م]ـ
السلام عليكم
سؤال لفضيلة الشيخ الطيار - حفظه الله - بحكم تدريسك لهذا الكتاب القيم و تخصصكم هل توافقون العلامة شاكر في وضع الجاحظ في خانة التناقض بإثباته للإعجاز البلاغي إلي جانب القول بالصرفة؟ أم الأمر بخلاف ما رجحه العلامة شاكر - و أيضا الرافعي - كما ذهب إليه بعض الباحثين من أن الصرفة الجاحظية تختلف نوعا ما عن الصرفة النظامية - و إن كان المبدئ واحد فإنه يمكن أن يجمع مع الإعجاز البلاغي صرفة الجاحظ؟ - أرجو أني أبنت عن الإشكال
جزاكم الله خيرا
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[05 Jul 2009, 05:57 م]ـ
السلام عليكم
لتجديد السؤال .............
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[15 Jul 2009, 09:59 ص]ـ
أعجبني مثال لبعض طلاب العلم يؤيد محمود شاكر فيما ذهب إليه،وأن القول بالصرفة مناقض للإعجاز البلاغي شعر القائل أم لم يشعر، والمثال:لووثّقت شخصا بوثاق ثم تتحداه أن يسبقك!
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[15 Jul 2009, 05:36 م]ـ
أخي شهاب الدين، لعلي أحيل السؤال إلى الدكتور عبد الرحمن الشهري، فقد كتب بحثًا خاصًّا في الصرفة.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 Jul 2009, 07:22 م]ـ
لعل سبب عدم الرجوع للكتاب من قبل المتخصصين = تأخر نشره
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[16 Jul 2009, 01:49 ص]ـ
الكتاب موجود على الرابط التالي لمن لم يحصل عليه بعد. وهو بصيغة pdf
http://www.4shared.com/get/96297820/cc4f649d/___-__.html
وقد كان لمؤلفه رغبة في أن يمهد القول في إعجاز القرآن على وجه يؤسس به إلى علم خاص هو "علم إعجاز القرآن". يضارع "علم البلاغة" الذي استدعى نشأته بحث أهل القرنين الثالث والرابع في إعجاز القرآن. (انظر ص 10) من الكتاب.
ولكن للأسف مات الشيخ رحمه الله دون استكمال هذا المشروع.
وأسال بهذه المناسبة فضيلة الدكتور مساعد الطيار الذي له خبرة بهذا الكتاب.
هل يمكن انطلاقا من المعالم التي ذكرها المؤلف في كتابه استكمال هذا المشروع العلمي؟ أم أن هذا المشروع كان رهنا بمؤلفه ومات معه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الجزري]ــــــــ[18 Jul 2009, 12:05 م]ـ
ذكر المؤلف رحمه الله أن الجاحظ وافق النظام ثم عدل عن ذلك ورد بكتابه حجج النبوة فقال الجاحظ (كتبت لك كتابا أجهدت فيه نفسي بلغت منه أقصى ما يمكن مثلي في الاحتجاج للقرآن وللرد على كل طعان فلم أدع فيه مسألة لرافضي ولا لحديثي ولا لحشوي لا لكافر مباد ولا لمنافق مقموع ولأصحاب النظام ولمن نجم بعد النظام ممن يزعم أن القرآن حق وليس بأليفه بحجة ... )
قال المؤلف رحمه الله ثم بيت رفضه كل ما قال خليله (قلت: أي النظام) أحسن إبانة ينظر ص64دار المدني
وأشكر المشايخ على ردودهم وإجابتهم
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[18 Jul 2009, 08:30 م]ـ
أخي عدنان أفضل من يجيب على تساؤلكم: (هل يمكن انطلاقا من المعالم التي ذكرها المؤلف في كتابه استكمال هذا المشروع العلمي؟ أم أن هذا المشروع كان رهنا بمؤلفه ومات معه؟) هو تلاميذ الشيخ الملازمين له، فإنه لا ينفك يتباحث معهم مثل هذه الأمور، ولو أن طالبًا جمع مقولاته لهم في هذا الموضوع من خلال مقابلات علمية مدونة؛ لظفر بصيد ثمين، وطلاب الشيخ الخاصين لا زالوا موجودين، ولعل بعض الإخوة ينبري لمثل هذا رجاء اكتمال منظومة هذه الأفكار.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Jul 2009, 09:22 م]ـ
كتاب (مداخل إعجاز القرآن) للعلامة أبي فهر محمود محمد شاكر رحمه الله كتاب ثمين حقاً كما تفضلتم جميعاً، وكتابات محمود محمد شاكر كلها كذلك.
ولا بد من قراءته عدة مرات لتصل الفكرة بشكل كامل، علماً أنه لم يقل كل ما يريد قوله في موضوع الإعجاز، وإنما هي ثلاث مقالات جمعت في هذا الكتاب الصغير.
وأما نسبة الجاحظ للتناقض في جمعه بين القول بالصرفة والإعجاز البلاغي فهذا هو مقتضى قول الجاحظ حقاً، وقد نسبه للتناقض غيرُ واحد من الباحثين الذين تناولوا موضوع الصرفة والقول بها وجهاً من أوجه إعجاز القرآن. لأن القول بالصرفة يقتضي أن الإعجاز للمعاني التي وردت في القرآن وليس لبلاغته ونظمه، في حين أن إثبات إعجازه البلاغي يردُّ القول بالصَّرفةِ، ويثبت الإعجاز الذاتي للقرآن نفسه. وقد سبق مناقشة هذا الموضوع في سؤالكم أخي شهاب الدين عن موضوع الصرفة في الملتقى من قبل.
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[21 Jul 2009, 01:36 ص]ـ
السلام عليكم ............ قد أحالني الشيخ الطيار إلي الشيخ الشهري - و نعم المحيل و المحال إليه - قائلا " ........... فقد كتب بحثًا خاصًّا في الصرفة " فهل يمكنني أن أحصل علي نسخة من هذا البحث ...........
أما ما يخص الفرق بين صرفة الجاحظ و صرفة النظام - علي حسب ما فهمته - فإنه يتمثل فيما إذا خل الله بين المكذبين و القرآن فعلي المذهب الأول يبقي العجز من أن يأتوا بمثل القرآن لإعجازه البلاغي - الذي أثبته الجاحظ - أما علي المذهب الثاني فقد يأتوا بمثل القرآن - عياذا بالله - كما صرح به بعضهم , فتكون صرفة " الجاحظ " محافظة علي هيبة القرآن و مكانته في قلوب المؤمنين ليس إلا - (و علي كل حال فهو محاج بما استفيض في كتب السيرة من ذكر لمحاولات فاشلة للإتيان بمثل القرآن) - و عندئذ فيمكن إبعاد تهمة التناقض عن الجاحظ .... ما رأي الدكتور الشهري - حفظه الله - في هذا التوجيه؟؟؟
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[22 Jul 2009, 05:08 م]ـ
مسألة الصرفة، أليست مشابهه لقول القدرية في نفي القدر،فتكون من مسائل الاعتقاد.
فمن يقول: إنهم لم يصرفوا عنه،أليس قوله مشابه للقدرية الذين يقولون إن الأمر أنف وينفون القدر.فكيف نجعل بلاغة النظم القرآني قسيمة لمسألة قدرية لايمكن لمسلم أن ينفي صرف الله قلوبهم عنه.
وأعتقد أن المسألة تحتاج إلى تحرير من جهة اللفظ،مع ضبط مسألة أهل السنة في الإيمان بالقدر.
ورحم الله من أفاد أخاه.(/)
افتتاح موقع خاص بالدكتور عبد العزيز بن عبد الفتاح القارئ ...
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[02 Jul 2009, 12:22 ص]ـ
تم افتتاح موقع خاص بفضيلة الأستاذ الدكتور عبد العزيز بن عبد الفتاح قارئ وفقه الله على هذا الرابط:
موقع الشيخ عبد العزيز القارئ ( http://www.alqary.net/)
وقد سبق أن عمل الملتقى لقاء مع فضيلته على الرابط:
أجوبة لقاء شبكة التفسير مع الأستاذ الدكتور عبد العزيز القارئ ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=10331)
وهذه ترجمة مختصرة للشيخ وفقه الله:
ترجمة الأستاذ الدكتور عبد العزيز القارئ:
للشيخ وفقه الله كتاب في سيرته الذاتية " السيرة الذاتية " ننقل منه بنصه ملخصاً:
" أبو عاصم وأبو مجاهد عبد العزيز بن عبد الفتاح بن عبد الرحيم بن الملاَّ محمد عظيم القارئ.
ولدت بمكة المكرمة ... عام خمس وستين وثلاثمائة وألف من هجرة خير البرية صلى الله عليه وسلم.
الدراسة:
درست القرآن الكريم وجودته وحفظته على والدي الشيخ عبد الفتاح القارئ، وأجازني في رواية حفص، ثم تلقيت قراءة نافع بروايتي ورش وقالون على تلميذ والدي الشيخ محمد الأمين أيدا الشنقيطي وبمضمن " الدرر اللوامع " لابن بري الغرناطي، وأجازني في قراءة نافع ...
بعض الشيوخ الذين درست عليهم:
أهمهم وأكثرهم تأثيراً في نفسي والدي الشيخ المقرئ عبد الفتاح بن عبد الرحيم القارئ ...
ثم سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله ...
ثم العلامة المفسر الشيخ محمد الأمين الجكني الشنقيطي رحمه الله مؤلف أضواء البيان ... درست عليه أبواب القياس من روضة الناظر ... وحضرت دروسه في التفسير التي يلقيها في شهر رمضان بالمسجد النبوي.
ثم العلامة الشيخ محمد المختار المزيد الشنقيطي رحمه الله درست عليه التفسير من الجلالين ورائية الشاطبي في رسم المصحف، وقطر الندى لابن هشام في النحو.
والشيخ المقرئ محمد الأمين أيدا الشنقيطي رحمه الله درست عليه منظومة ابن بري الغرناطي الأندلسي المتوفى سنة (730هـ) وهي الدرر اللوامع في نظم مقرأ الإمام نافع ...
ودرست التوحيد من الواسطية على الشيخ يوسف الملاحي بالرياض، ثم من العقيدة الطحاوية على الشيخ عبد المحسن العباد بالمدينة.
ودرست الحديث من سبل السلام على الشيخ المحدث حماد بن محمد الأنصاري، وعلى المحدث المسند الشيخ عبد الغفار الهندي.
ودرست على الشيخ عبد القادر شيبة الحمد التفسير من فتح القدير للشوكاني ... ".أ. هـ.
أهم وظائف التدريس وعضوية هيئة التدريس والمناصب الإدارية:
- التدريس بالمعهد التابع للجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية من عام 1389هـ إلى عام 1393هـ.
- التدريس بكلية القرآن بالجامعة عام 1394 هـ قبل ابتعاثه للأزهر.
- عين أستاذاً مساعداً عام 1397هـ.
- التدريس بكلية القرآن من 1400هـ بعد الابتعاث مع قيامه بوظيفة وكيل الكلية.
- عين عميداً لها من عام 1401هـ إلى 1408هـ.
- رقي إلى أستاذ مشارك عام 1405هـ.
- التدريس بقسم الدراسات العليا في شعبة التفسير وعلوم القرآن من عام 1408 هـ إلى عام 1415هـ تولى خلالها رئاسة الشعبة لمدة عامين.
- رقي إلى أستاذ عام 1414هـ.
- أحيل للتقاعد في 11/ 2 / 1416هـ.
اللجان العلمية:
شارك في كثير من المجالس العلمية والمؤتمرات وتولى رئاسة لجنة مراجعة المصحف الذي بدئ بطباعته بمجمع الملك فهد عام 1405هـ.
كما عين خطيباً لمسجد قباء من عام 1405هـ إلى 1414هـ.
أهم المؤلفات والبحوث والدواوين:
- حديث الأحرف السبعة: دراسة لإسناده ومتنه واختلاف العلماء في معناه وصلته بالقراءات القرآنية.
- سنن القراء والمجودين.
- تفسير سورة العصر.
- رحلة المخطوطات من طيبة إلى طنجة (نظم).
- حرم المدينة النبوية.
- لغات العرب في القرآن (بحث نشر في مجلة الجامعة الإسلامية عام 1391هـ).
- شجون غريب (ديوان شعر).
الأسانيد:
- إسناد في رواية حفص من الشيخ عبد الفتاح القارئ رحمه الله (والد الشيخ).
- إسناد في قراءة نافع من الشيخ محمد الأمين أيدا الشنقيطي رحمه الله.
- إجازة في الحديث المسلسل بالأولية، وفي ثلاثيات البخاري، من الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله.
- إجازة في جميع مرويات الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله من الكتب الستة.
ـ[أبوحمزه المدني]ــــــــ[02 Jul 2009, 11:08 ص]ـ
جزاك الله خير
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[02 Jul 2009, 12:40 م]ـ
بشرى طيبة
نسأل الله تعالى أن يبارك في علم الشيخ وينفع به
ونأمل أن يكون الموقع متجددا تفاعليا فإنهما من أهم أسباب نجاح المواقع
ونشكر الشيخ فهد على هذا الخبر السار
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[02 Jul 2009, 02:22 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله ..
عمل مهم يستحقه الشيخ حفظه الله.
وأود الإشارة إلى أنه من الضرورة بمكان أن يتابع الموقع بكل ما للشيخ من أعمال قديمة وجديدة، ولا يكون حاله كحال كثير من مواقع النخب، حيث يفتتح الموقع ويكون مجرد عناوين ليس تحتها إلا الموضوع والموضوعان كأنه متحف وضعت فيه بعض العينات.
فللشيخ كثير من الموضوعات الجديرة بالجمع والنشر، والعديد من الكتب المطبوعة المتداولة وغير المتداولة، والعديد من المحاضرات والخطب والدروس والمناقشات العلمية التي تشتد الحاجة لطرح رأي صائب فيها ويكون للشيخ فيها القدح المعلى، كما أن مجلس الشيخ اشتهر بالكثير الطيب والفريد من التجارب الخاصة والقصص والمواقف الخالدة التي يرويها مشافهة ولم يحظ بها كتاب ...
كل هذا مما ينبغي أن يحفل به الموقع حتى يسد فعلا هذه الخلة ويكون له دور حقيقي لائق بمقام الشيخ الكريم.
ولعل هذا لا يتحقق إلا بتكوين لجنة من طلبة العلم المقربين، وعلى رأسهم فضيلة الشيخ فهد الوهبي، وغيره من التلاميذ النجباء الذين يلازمون الشيخ في مجالسه العامة والخاصة ..
أرى أن كل هذا مما ندين به جميعا لهذا الشيخ الفاضل الذي غمط حقه في حين رفع آخرون لا يبلغ كل ما عندهم مد الشيخ ولا نصيفه!(/)
هل لتفسير ابن النقيب (التحرير والتحبير) مقدمتان؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[02 Jul 2009, 06:25 م]ـ
خرج تحقيق (مقدمة تفسير ابن النقيب في علم البيان والمعاني والبديع وإعجاز القرآن) الذي حقَّقه الدكتور زكريا سعيد علي في مجلد، وخرج عن مكتبة الخانجي بالقاهرة.
وقد خلص الدكتور إلى إثبات هذا الكتاب لابن النقيب (ت: 698)، وهو من شيوخ أبي حيان (ت: 745)، وقد استفاد في إثباته من نقول عن السيوطي (ت: 911) في كتابه (الإتقان في علوم القرآن)، غير أني وجد السيوطي (ت: 911) يذكر نقولاً عن ابن النقيب (ت: 698)، وينسبها إلى مقدمة تفسير ابن النقيب (التحرير والتحبير)، ومن ذلك هذه النقول:
1 ـ في النوع الأول: المكي والمدني ـ نقلاً عن ابن النقيب (ت: 698)، قال: (قال ابن النقيب في مقدمة تفسيره: المنزل من القرآن على أربعة أقسام: مكي، ومدني، وما بعضه مكي وبعضه مدني، وما ليس بمكي ولا مدني).
(1: 44 / ط: مجمع الملك فهد).
وفي النوع السابع: أول ما نزل: (القول الرابع: بسم الله الرحمن الرحيم. حكاه ابن النقيب في مقدمة تفسيره قولاً زائداً). (1: 165 / ط: مجمع الملك فهد).
وفي النوع السادس عشر: في كيفية إنزاله، قال: (وقال ابن حجر: ذكر القرطبي عن ابن حبان أنه بلغ الاختلاف في معنى الأحرف السبعة إلى خمسة وثلاثين قولاً، ولم يذكر القرطبي منها سوى خمسة، ولم أقف على كلام ابن حبان في هذا بعد تتبعي مظانه. قلت: قد حكاه ابن النقيب في مقدمة تفسيره عنه بواسطة الشرف المزني المرسي فقال: قال ابن حبان: ... ). (1: 329 / ط: مجمع الملك فهد).
وهذا النُّقول المذكورة عند السيوطي لم أجدها في (مقدمة تفسير ابن النقيب في علم البيان والمعاني والبديع وإعجاز القرآن) الذي حقَّقه الدكتور زكريا سعيد علي.
وهذا الكتاب كما بيَّن الدكتور زكريا هو عين كتاب (الفوائد المشوق إلى علوم القرآن وعلم البيان) الذي نُسب إلى ابن قيِّم الجوزية (ت: 751).
ونسبت هذا الكتاب لابن القيم ظاهر البطلان كما ذكر الدكتور زكريا، وكما نقل عمن نقل عنه.
وهذا ظاهر لا مشكل فيه اليوم، لكن المشكل عندي هو عدم وجود هذه النقول في الكتاب الذي حققه الدكتور زكريا.
وقد أورث هذا عندي سؤالاً: هل لتفسير ابن النقيب مقدمة أو أكثر من مقدمة؟
وإذا كان هذا الكتاب كان مقدمة تفسير ابن النقيب، فلا يخلو الحال من الآتي:
أن يكون هذا الكتاب منفصلاً عن التفسير، وجعله كالمقدمة له، وهذا الصنيع نجده عند بعض العلماء، كما فعل البلقيني (ت: 824) في كتابه (مواقع العلوم من مواقع النجوم)، فقد قال في مقدمة هذا الكتاب: (وقد اقتفيت آثار العلماء في جمع تفسير عند إلقاء الدروس، وقصدت بذلك إحياء طرق التصنيف بعد الدروس ... وأنواع القرآن شاملة، وعلومه كاملة، فأردت أن أذكر في هذا المصنَّف ما وصل إلى علمي مما حواه القرآن الشريف من أنواع علمه المنيف، وأجعل ذلك مقدمة للتفسير ... ).
ويشهد لهذا أمران:
الأول: ما ذكره أبو حيان (ت: 745): (في مقدمة تفسيره، قال: (الوجه الثالث كون اللفظ أو التركيب أحسن وأفصح، ويؤخذ ذلك من علم البيان والبديع.
وقد صنف الناس في ذلك تصانيف كثيرة، وأجمعها ما جمعه شيخنا الأديب الصالح أبو عبد الله (محمد بن سليمان النقيب)، وذلك في مجلدين قدمهما أمام كتابه في التفسير)).
الثاني: صنيع السيوطي (ت: 911) في مسرده لكتب غير المحدثين في كتابه: الإتقان (1: 42 / ط: مجمع الملك فهد) حيث جعل مقدمة تفسير ابن النقيب كتابًا مستقلاً.
وإذا كان كذلك، فلعله قدَّم مقدمة أخرى متصلة بالتفسير، فذكر ذلك الذي نقله السيوطي عنه.
وهذا ما سيظهر صحته الوقوف على تفسير ابن النقيب (ت: 698)، ولعل من عنده علم بهذا الكتاب أن يفيدنا في هذا المقام الذي ذكرته من حال تفسير ابن النقيب، والله الموفق.
عصر الخميس 9: 7: 1430.
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[04 Jul 2009, 06:48 م]ـ
ما تفضله د. مساعد هو موطن إشكال، ولعل مما يساعد في الجواب عنه النظر في المخطوطات المتوفرة من تفسير ابن النقيب، لا سيما وأن د. زكريا سعيد - رحمه الله - قد أخرج مقدمة ابن النقيب من النسخة المطبوعة باسم "الفوائد المشوق" المنسوب لابن القيم، ولم يجد النسخ الخطية له أثناء عمله على المقدمة كما قال في ص (38):"وأما مقدمة هذا التفسير الكبير فلا أعلم أن لها اليوم أصلاً مخطوطاً، إلا هذه الطبعة التي نُشرت بعنوان "الفوائد المشوق" أو "كنوز العرفان"، وقد اجتهدت في البحث عن أصلها المخطوط ولكن دون فائدة. ولعل الأيام تكشف لنا عن هذا الأصل المخطوط ".أهـ
ثم علق في الحاشية رقم (5) بذكره لمعلومات بعض النسخ الخطية التي أُرسلت إليه ولكنه لم يطلع عليها رحمه الله، وهي: عدة أجزاء في مراكش وتونس وتركيا غير محددة المواضع.
كما أنني قد وجدت قطعة من تفسير ابن النقيب في المكتبة المحمودية من أول الكتاب إلى أثناء الآية 43 من سورة البقرة، وقد كُتب في القرن العاشر تقديراً، ولكنها مبتورة الأول والآخر فيصعب تحديد وجود المقدمة من عدمه.
ولقد سألت الأستاذ يحيى بن زكريا سعيد عن علمه بوجود مقدمة أخرى لتفسير ابن النقيب بحكم اهتمام أبيه بها فنفى علمه بذلك في حياة والده رحمه الله.
ومما ينبغي النظر فيه كذلك النسخة الخطية التي اعتمد عليها من أخرج الفوائد المشوق المنسوب لابن القيم، فهل هي تامة أم ناقصة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[04 Jul 2009, 08:07 م]ـ
وعندي استفسار آخر: هل ابن النقيب الذي ينقل عنه السيوطي هو محمد بن سليمان (ت 698هـ) صاحب المقدمة المشتهرة، أم أنه محمد بن أبي بكر بن إبراهيم (ت 748هـ) وكلاهما له مقدمة لتفسيره واشتهرا بابن النقيب. قال د. زكريا سعيد في مقدمة ابن النقيب ص (38) ح (4):" هناك مقدمة أخرى في التفسير اشتهرت بمقدمة تفسير ابن النقيب، ويقع بينها وبين مقدمة ابن النقيب التي معنا شيء من اللبس حتى عند بعض القدماء، وابن النقيب الآخر هذا هو محمد بن أبي بكر بن إبراهيم ... ".أهـ
قال كحالة في معجم المؤلفين (9/ 104) عن محمد بن أبي بكر بن إبراهيم:" من آثاره مقدمة التفسير ".أهـ
فهل يكون هو المقصود لدى السيوطي؟ وبالتالي يكون ابن النقيب الأول له مقدمة واحدة مطبوعة، وأما المقدمة الأخرى فهي لابن النقيب الثاني محمد بن أبي بكر وهي مفقودة.
في كل الحالات المسألة تحتاج مزيد نظر وتحرير، والله الموفق.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[05 Jul 2009, 06:27 م]ـ
ما ذكرتم أخي حاتم، بحاجة إلى مزيد بحث، وهذا يزيد الأمر تشويقًا، ولعل من عنده اطلاع بابن النقيب أن يتحفنا بذلك، فكم يقع من الخطأ بسبب اشتراك الألقاب؟!(/)
التيسير في قواعد علم التفسير للكافيجي
ـ[حَنان]ــــــــ[02 Jul 2009, 11:41 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل من أحد يستطيع تزويدنا ب pdf لكتاب التيسير في قواعد علم التفسير للإمام الكافيجي
جزاكم الله خيرا
ـ[حَنان]ــــــــ[07 Jul 2009, 06:20 م]ـ
غريب!!!!!!!!!!!!!!
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Jul 2009, 08:37 م]ـ
لقد بحثت عن الكتاب بصيغة إلكترونية فلم أجد فمعذرة. ولعل غيري يساعدنا في الحصول عليه لكم.(/)
حال المؤمنين عند سماع القرآن الكريم
ـ[جمال القرش]ــــــــ[03 Jul 2009, 05:08 ص]ـ
حال المؤمنين عند سماع القرآن الكريم
1 - قال تعالى: [وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ] [المائدة:83].
قال أبو جعفر: وإذا سمع هؤلاء الذين قالوا:+إنا نَصَارى" الذين وصفت لك، يا محمد، صفتهم أنك تجدهم أقرب الناس مودة للذين آمنوا ما أنزل إليك من الكتاب يُتْلى +ترى أعينهم تفيض من الدمع".وفيض العين من الدمع، امتلاؤها منه، ثم سيلانه منها، كفيض النهر من الماء، وفيض الإناء، وذلك سيلانه عن شدة امتلائه، وقوله: +مما عرفوا من الحق"، فيض دموعهم، لمعرفتهم بأنّ الذي يتلى عليهم من كتاب الله الذي أنزله إلى رسول الله حقٌّ " يقولون ربنا آمنا"، أنهم يقولون: يا ربنا، صدَّقنا لما سمعنا ما أنزلته إلى نبيك محمد صلى الله عليه وسلم من كتابك، وأقررنا به أنه من عندك، وأنه الحق لا شك فيه. " فاكتبنا مع الشاهدين"، فاجعلنا مع الشاهدين، وأثبتنا معهم في عِدَادهم. الذين يشهدون لأنبيائك يوم القيامة، أنهم قد بلغوا أممهم رسالاتك، (1)
قال السعدي: +إذا سَمِعُوا مَا أُنزلَ إِلَى الرَّسُولِ" محمد صلى الله عليه وسلم، أثر ذلك في قلوبهم وخشعوا له، وفاضت أعينهم بسبب ما سمعوا من الحق الذي تيقنوه، فلذلك آمنوا وأقروا به فقالوا: +رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ" وهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم، يشهدون لله بالتوحيد، (2).
1) الطبري (10/ 506)
(2) السعدي (1/ 243)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[03 Jul 2009, 09:39 ص]ـ
اللهم اجعلنا منهم دائماً أبداً واجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا واجعلنا من أهله.
ـ[ريان اللويمي]ــــــــ[03 Jul 2009, 05:04 م]ـ
" تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله "
يالله ما أقسى قلوبنا
ـ[جمال القرش]ــــــــ[04 Jul 2009, 10:01 م]ـ
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
حال الذين يخشون ربهم عند سماع القرآن
قال تعالى:+اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ" [الزمر: 23]
قال ابن كثير: هذه صفة الأبرار، عند سماع كلام الجبار، المهيمن العزيز الغفار، لما يفهمون منه من الوعد والوعيد. والتخويف والتهديد، تقشعر منه جلودهم من الخشية والخوف، لما يرجون ويُؤمِّلون من رحمته ولطفه، فهم مخالفون لغيرهم من الكفار من وجوه:
أحدها: أن سماع هؤلاء هو تلاوة الآيات، وسماع أولئك نَغَمات لأبيات، من أصوات القَيْنات.
الثاني: أنهم إذا تليت عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا، بأدب وخشية، ورجاء ومحبة، وفهم وعلم
الثالث: أنهم يلزمون الأدب عند سماعها، كما كان الصحابة، رضي الله عنهم عند سماعهم كلام الله من تلاوة رسول الله صلى الله عليه وسلم تقشعر جلودهم، ثم تلين مع قلوبهم إلى ذكر الله. لم يكونوا يتصارخُون ولا يتكلّفون ما ليس فيهم، بل عندهم من الثبات والسكون والأدب والخشية ما لا يلحقهم أحد في ذلك؛ ولهذا فازوا بالقِدح المُعَلّى في الدنيا والآخرة (1).
نسأل الله أن يجعلنا منهم
1) ابن كثير: (7/ 94)(/)
لماذا تركوا هذا الشاهد الشعري؟!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 Jul 2009, 01:43 م]ـ
قال لبيد رضي الله عنه في معلقته:
فالضيف والجار الجنيب كأنما ................ هبطا تبالة مخصبا أهضامها
وفي نظري القاصر أن هذا البيت يصلح شاهدا لغويا في تفسير قوله تعالى: {والجار الجنب}.
ولكن العجيب أني لم أر أحدا من المفسرين استشهد بهذا البيت في تفسير الآية.
وكذلك في معجمات اللغة لم أر أحدا استشهد بهذا البيت في شرح معنى الجنب.
مع أن شراح المعلقات يتعرضون عند شرح هذا البيت إلى هذه الآية، كما فعل ابن الأنباري، وكما فعل الزوزني.
فلا أدري حقيقة ما السبب في هذا الهِجران، فإن كان ذلك بسبب قصور في بحثي، فأرجو إحالتي على أحد التفاسير التي استشهدت بهذا البيت.
وإن كان هذا الهجران حقا، فهل له سبب، أو هو مجرد الاكتفاء بغيره من الشواهد؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[04 Jul 2009, 02:30 م]ـ
لد تتبعت بعض شروح الأشعار، ووجدت أمثلة كثيرة من الأبيات التي يمكن أن يُستشهد بها، وقد لا تجدها عند المفسرين، ويظهر لي في ذلك أمران:
الأول: أن المفسرين المتقدمين لم يقصدوا استقصاء الشواهد، بل ربما فاتهم ذكر بعضها القريب المتداول، كما ذكرت في هذا البيت.
الثاني: أن كثيرًا من المتأخرين نقلوا عن السابقين، ولم يكن من عنايتهم الإضافة على ما قاله السابقون، ففات بذلك شيء كثير.
ومن ثَمَّ، فإنه لو انبرى أحد لجمع الشواهد الشعرية، ورتبها على ألفاظ القران ترتيبًا ألأفبائيًا؛ لخرجت بذلك شواهد عديدة لم يتطرق لها المفسرون.
ولعل أخانا أباعبد الله عبدالرحمن الشهري يتحفنا بما عنده من خلال رسالته في الدكتوراه (الشاهد الشعري عند المفسرين).
سؤال: من ابن الأنباري، وما كتابه؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 Jul 2009, 02:38 م]ـ
ولعل أخانا أباعبد الله عبدالرحمن الشهري يتحفنا بما عنده من خلال رسالته في الدكتوراه (الشاهد الشعري عند المفسرين).
لقد اطلعت على هذه الرسالة في مكتبة جامعة الإمام، ووجدتها أفضل مما كنت أظن بكثير، وإني لنسختها المطبوعة بالأشواق.
سؤال: من ابن الأنباري، وما كتابه؟
أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار، الإمام العلامة السلفي الكوفي اللغوي.
وكتابه (شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات) وهو أفضل شرح للمعلقات فيما أحسب.
ولا أظنه يخفى عليكم يا شيخنا الفاضل، ولكنكم أردتم إفادة القراء.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[04 Jul 2009, 05:14 م]ـ
[وهو أفضل شرح للمعلقات فيما أحسب.]
بل هو أفضلها من غير ما تحسب .... :)
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[05 Jul 2009, 06:46 ص]ـ
الإعراض عن ذكرٍ شاهدٍ قد يكون لعلة وقد لا يكون , فإذا تركوا شيئاً لعلة فقد تبيّن وقد لا تبيّن , ومجال الاختيار في الشواهد واسعٌ جداً , وللذوق والاستحسان أثرٌ ظاهرٌ فيه.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[05 Jul 2009, 06:25 م]ـ
معذرة أبا مالك، فقد كنت أقرأ ما في رأسي، وليس ما كتبتم، فقد قرأت (الملعلقات): (المفضليات)، والذي عندي من شرحها هو للأب (القاسم)، وليس للابن (محمد)، لذا وقع سؤالي لكم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[05 Jul 2009, 07:16 م]ـ
والذي في نفسي أن هذا الحرف (الجنيب) هو التابع أما الجنيب في موضع الغريب فربما كان غير محفوظ لا من كلام لبيد ولا من كلام العرب فليبحث ... بل الجنيب في بعض شعرهم -إن ثبت- هو القريبُ المجاور ..
ومنه قول كثير:
وآتِى بُيوتًا حَوْلَكُم لا أُحِبُّها ... وأُكْثِرُ هَجْرَ البَيْتِ وهو جَنِيبُ
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[06 Jul 2009, 07:33 ص]ـ
الشواهد الشعرية التي لم يستشهد بها المفسرون كثيرة، وقد حصلت من ذلك قدراً لا بأس به
وكنت قد دربت من بداية قراءتي في التفسير على تعليق ما أستحضره وأستفيده من الشواهد على نسختي من تفسير البغوي.
وكذلك أفعل إذا قرأت ديوان شعر من شعراء عصر الاحتجاج فأشير إلى مواضع الشواهد في آخره.
حتى اجتمع لي قدر لا بأس به من تلك الشواهد في سنوات عدة علمت فيما بعد استشهاد بعض المفسرين ببعضها، ولم أر أثراً للاستشهاد ببعضها.
بل إن بعض القصائد ثرية بالشواهد ويندر الاستشهاد بأبياتها في كتب التفسير مع شهرتها عند أهل الأدب
كقصيدة لبيد:
بلينا وما تبلى النجوم الطوالع = وتبقى الجبال بعدنا والمصانع
وقصيدة المثقب العبدي:
ألا إن هنداً أمس رث جديدها = وضنت وما كان المتاع يؤودها
وقصيدة امرئ القيس:
سما لك شوق بعد ما كان أقصرا = وحلت سليمى بطن قوٍّ فعرعرا
وقصيدة تأبط شراً:
يا عيد ما لك من شوق وإيراق = ومر طيف على الأهوال طراق
وقد رفعتها منشدة على هذا الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=62886
وقصيدة الحارث بن جحدر:
أتهجر أم لا اليوم من أنت عاشقه = ومن أنت مشتاق إليه وشائقه
وضادية طرفة، وطائية المتنخل، وميمية المتلمس، وغيرها من عيون القصائد التي استرعاني وفرة شواهدها ونفاستها وندرة الاستشهاد بها كتب التفسير فيما أحسب.
فلو جمعت هذه القصائد وأضرابها وشرحت لطالب علم التفسير شرحاً جيداً يُعتنى فيه بالتفسير اللغوي لرجوت أن يكون له أثر حسن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[06 Jul 2009, 01:18 م]ـ
ليس الإشكال في مجرد عدم الاستشهاد ولا أظن هذا وحده حرك أبي مالك ..
وإنما محل الإشكال: هو نفاسة الشاهد وكونه فريداً في الدلالة على معناه .. ولا بديل له تم الاستشهاد به ...
وهذا أشبه بالقضية الحديثية: ترك رواية الخبر وهو أم في بابه ..
ـ[نهاية الأرب]ــــــــ[08 Jul 2009, 08:31 م]ـ
من شؤون الشاهد الشعري عدم دلالته على المعنى المراد في كثير من الأحيان،
فيحتاج هو أيضًا إلى استدلال أو شرح.
وهذا إشكال -عندي- ولعل شيخنا عبدالرحمن الشهري يفيدنا لعنايته بهذا.
هذا ومن خير شروح المعلقات المعاصرة، شرح الشيخ طه الدرة (شرح وإعراب)،
وقد سبق للشيخ الدرة أن أعرب القرآن كاملا.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[09 Jul 2009, 05:17 ص]ـ
ولعل أخانا أباعبد الله عبدالرحمن الشهري يتحفنا بما عنده من خلال رسالته في الدكتوراه (الشاهد الشعري عند المفسرين).
إذا كان من يقول هذا: هو شيخنا وحبيبنا الدكتور مساعد وهو من هو، فلا اخال مداخلتنا مع وجود أبي عبدالله، إلا من باب أو في صميم " لا يُفتى ومالك في المدينة ".
فنحن أولاء نعطي القوس باريها، طلبا للحسم ورغبة في الفائدة، وطمعا في أسلوب الحكيم، فهلا لبيت النداء أبا عبدالله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Jul 2009, 08:35 م]ـ
وفقكم الله جميعاً لكل خير، وقد استفدت من هذه المداخلات كثيراً كما هي عادة محاورات أمثالكم فأحسن الله إليكم وبارك في علمكم.
ما تفضل بذكره أخي أبو مالك حديث ذو شجون، والإطالة فيه قد تكون مملة في هذا الموطن، وقد فصلتُ في بحثي جوانب هذا الأمر بما ظهر لي حينها.
ويمكن القول هنا إن تقنين عملية الاستشهاد بالشعر في كتب أهل العلم لم تكن واضحة المعالم كما هي اليوم، ولذلك فقد فإن الاستدراكات كثيرة جداً في باب الشواهد الشعرية، وقد ظهر لي من صنيع أبي بكر بن الأنباري وهو الذي عرف بسعة محفوظه من شواهد الشعر على تفسير القرآن أنه يحاول بقدر الاستطاعة استقصاء الشواهد المباشرة الدالة على المقصود، بخلاف غيره من المفسرين الذين ربما يكتفون بشاهد أو شاهدين وقد لا تكون مباشرة، أو يعتريها سبب من أسباب إضعاف الاستشهاد بها أحياناً.
وقد يُدرك سبب الإغفال أحياناً وقد لا يُدرك، والمفسر يكتب ويؤلف تفسيره وليس بين يديه مادة مهيأة في ذهنه للاستشهاد، فربما نقل شاهداً ذكره غيره ولم يزد، وربما أتى بشاهد لم يسبق لغيره الاستشهاد به وهذا تميز به أبو عبيدة معمر بن المثنى، والطبري له في ذلك جهود مشكورة.
وهذا باب ممتع لو استقصاه اليوم مستقصٍ لوجد مادة علمية مميزة، وقد جمعت من ذلك الكثير، وهذا أخي عبدالعزيز الداخل صنع ذلك أيضاً، وأبومالك وقع له مثل ذلك، ولعل أبا فهر أيضاً تتبع مثل هذه الشواهد.
وقد قسمت هذه الشواهد بعد اشتراط صحتها إلى:
- الشواهد المباشرة. وأعني بها الموثوقة من حيث عصر الاستشهاد، والمباشرة من حيث الدلالة.
- الشواهد المساندة. وهي الشواهد التي تدل على المراد بنوع تأويل وشرح.
وقد وجدتُ شعر الجاهلية أحفل الحقول بهذه الشواهد، وأغناها بما يبين لغة القرآن الكريم.
وكم وقع لي من الشواهد البديعة أثناء شرحي للمفضليات في إحدى الدورات العلمية وبيان شواهد التفسير فيها، وكذلك في بعض دروس المعلقات.
ويمكنُ اليومَ صنعُ معجمٍ رائع لشواهد التفسير الموجودة والمستدركة وتشرح شرحاً موجزاً دقيقاً يكون فيه فوائد لطالب علم التفسير واللغة، وقد شرعتُ في شرح شواهد الطبري شرحاً على هذا المنوال، وفي نيتي أن أكمله إذا أعانني الله ويسر لي الوقت لذلك. أسأل الله أن يوفقني أو غيري ممن هم أقدر مني على ذلك لإنجاز هذه الفكرة. فهي تربط القارئ والمستمع بالتفسير من باب الشعر والأدب وهو باب تألفه النفوس وتُحبِّهُ.
ولأخي محمد بن عمر الضرير باع طويل في العناية بالشعر في كتب التفسير ورسالته للماجستير رسالة قيمة في هذا الباب يسر الله نشرها وطباعتها، وكلامه في هذا الباب كلام أديب خبير.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 Jul 2009, 09:40 م]ـ
[ويمكنُ اليومَ صنعُ معجمٍ رائع لشواهد التفسير الموجودة والمستدركة وتشرح شرحاً موجزاً دقيقاً يكون فيه فوائد لطالب علم التفسير واللغة، وقد شرعتُ في شرح شواهد الطبري شرحاً على هذا المنوال، وفي نيتي أن أكمله إذا أعانني الله ويسر لي الوقت لذلك. أسأل الله أن يوفقني أو غيري ممن هم أقدر مني على ذلك لإنجاز هذه الفكرة. فهي تربط القارئ والمستمع بالتفسير من باب الشعر والأدب وهو باب تألفه النفوس وتُحبِّهُ].
ليس من الألفة والمحبة فقط يا مولانا ..
بل هو باب فقه العربية الذي لا باب لها غيره!
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Jul 2009, 06:12 ص]ـ
وأحب التنبيه على مسألة قبل أن أنساها ويذهب وقتها، وهي ذات صلة بهذا الموضوع.
ممن عني بهذه المسألة وتتبع الشواهد الشعرية الدالة على كثير من مسائل التفسير العلامة عبدالحميد الفراهي العالم الهندي المتأخر المتوفى سنة 1349هـ رحمه الله وغفر له. فقد رأيتُ له ولتلاميذه عناية فائقة بتتبع شواهد الشعر الدقيقة التي تدل على كثير من معاني مفردات القرآن الكريم، والتي لم يتطرق لها من قبله من العلماء. وقد سألتُ بعض تلاميذ مدرسته كالدكتور محمد أجمل الإصلاحي حفظه الله - وهو من أهل العناية بشواهد الشعر كذلك - فأخبرني بأن الفراهي رحمه الله كان يقرأ دواوين الشعراء الجاهليين وغيرهم ويعلق على الأبيات الشواهد، ويهيئها تهيئة للاستشهاد بها في مواضعها من تفسيره وتحليله للمفردات اللغوية في القرآن الكريم.
وقد ظهر شيئ من ذلك في كتابه مفردات القرآن، وفي تفسيره لعدد من السور. وهذا الجانب لدى عبدالحميد الفراهي جدير ببحث مختصر يسلط الضوء على هذا المنهج ويجليه ويبرزه للباحثين، والطريقة المثلى للتعامل مع أمثال هذه الشواهد في دواوين الشعر وكيفية استخدامها في تفسير القرآن، فهي ثروة لغوية لا تقدر بثمن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[28 Jul 2009, 06:23 ص]ـ
فنحن أولاء نعطي القوس باريها، طلبا للحسم ورغبة في الفائدة، وطمعا في أسلوب الحكيم، فهلا لبيت النداء أبا عبدالله.
جزاك الله خيرنا شيخنا الحبيب، فقد لبيت نافعا مجيدا.
ولأخي محمد بن عمر الضرير باع طويل في العناية بالشعر في كتب التفسير ورسالته للماجستير رسالة قيمة في هذا الباب يسر الله نشرها وطباعتها، وكلامه في هذا الباب كلام أديب خبير.
رعاك الله أبا عبدالله، وجزاك الخير على حسن ظنك بتلميذك، والفضل بعد الله لكم وأساتذتي الأفاضل الذي غمروني بكامل النصح وجميل التوجيه وكريم الإرشاد.
سائلا المولى أن يستجيب دعاءكم وييسر في طباعتها.
ليس من الألفة والمحبة فقط يا مولانا ..
بل هو باب فقه العربية الذي لا باب لها غيره!
حفظك الله يا أبا فهر، ويعجبني - غالبا - انتقاداتك (الصائب منها)، وتتبعك الدقيق للألفاظ الذي ينم عن دراية وفطنة وحب للعربية، ورغبة في البيان -على العموم- لطلبة العلم.
إلا أني هنا استسمح فضيلتك في رفض إضرابك، أو قل عدم استساغته، فالمتأمل للسياق في الجملة الأخيرة في قول الدكتور:" فهي تربط القارئ والمستمع بالتفسير من باب الشعر والأدب وهو باب تألفه النفوس وتُحبِّهُ". مع ربطها بفكرة الشرح الذي هو نعم المعين على الفهم، في بداية عبارته، والتركيز على لفظة " تربط" في عبارته، يلحظ بوضوح إشارة الشيخ لباب فقه العربية، وزاد عليه بأسلوب الحكيم، توفر المحبة والأنس بذلك.
إذ أنه - وفي الغالب - لا يكون الفهم لمادة ما دون توفر محبتها، وأنس النفس بها، فمن ذا الذي فقه التفسير دون محبته وشغفه بمعرفة مراد الله، ومن ذا الذي فقه أقوال الرسول الكريم دون شغفه بشخصه القرآني المطبق خلقا وسلوكا، وهكذا قل في معظم العلوم.
وعليه أعتبر عبارتك السالفة زائدة لا ضرورة لها، إلا من باب مداعبة الأصدقاء، والمتقين الأخلاء.
ووفقني الله وإياك لكل مكرمة وخير.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 Jul 2009, 12:55 م]ـ
الشيخ المكرم ...
قصدي: أنه إذا كانت النفس تقبل على الشعر والعناية به في التفسير فقط؛لأنها تألفه وتحبه وترى فيه متعة روحية وعقلية = فهذا لا يكفي بل لابد أن يُعلم أن ربط التفسير بالشعر حتم لازم وليس لمجرد الإيناس بل هو باب فقه العربية ..
وجزاك الله خير الجزاء وأوفاه ..
ـ[عبدالله الفرحان]ــــــــ[28 Jul 2009, 03:22 م]ـ
كتاب شواهد القرآن لأبي تراب الظاهري لعله يفيد في هذا الموضوع(/)
درس علمي: (منهجية التفسير: سورة الإسراء من تفسير ابن كثير أنموذجاً) للدكتور مساعد
ـ[الغزالي]ــــــــ[04 Jul 2009, 09:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يقيم جامع الأمير سلمان بجدة درساً علمياً يبدأ مساء كل يوم بعد العشاء من هذا الأسبوع بعنوان (منهجية التفسير: سورة الإسراء من تفسير ابن كثير أنموذجاً) للشيخ
د. مساعد الطيار - وفقه الله -
ورابط الدرس
http://www.liveislam.net/browsesubject.php?id=11190&action=listen&sid=
ملحوظة:
درس اليوم لم يبث حتى الآن - ولعل من عنده مزيد علم فليخبرنا عن السبب، وهل سيبث غداً -
ـ[الغزالي]ــــــــ[06 Jul 2009, 05:42 ص]ـ
لم ينقل الدرس لليوم الثاني فلا أدري ما سبب عدم النقل
وليت الدكتور مساعد يفيدنا
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[07 Jul 2009, 03:21 م]ـ
السلام عليكم
هناك مشكلة في النقل، والحمد لله هي مسجلة،ولعلهم يرفعونها بعد انتهاء الدروس.(/)
مشروع التفسير التربوي للباحثين
ـ[جمال القرش]ــــــــ[05 Jul 2009, 03:45 م]ـ
مشروع التفسير التربوي للباحثين:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
بدأت في مشروع قناة جوال (تربويات) وأردت أن أضع أهدافا حاولت قدر الإمكان أن تكون لها علاقة بالقرآن الكريم، لكن في الحقيقية لاحظت قلة كتب التفاسير التي ركزت على تناول الجوانب التربوية في الآيات،ما دفعني إلى التفكير في عرض مشروع على منتسبي هذا الموقع المبارك عسى الله أن ينفع به الأمة
الفكرة: إعداد تفسير خاص بالجوانب التربوية يمسى (التفسير التربوي)
نلاحظ اختلاف مناهج المفسرين، فهناك التفسير اللغوي، وهناك التفسير الفقهي، وهناك المنوع .... إلخ
هذا التفسير يتعرض لتفسير الآية من حيث جميع الجوانب التربوية أو حدد (إيمانية، أخلاقية، جسدية، ...... إلخ)
يهدف بالدرجة الأولى إلى تسليط الضوء على الآيات التي يمكن أن يستضيء بها المربون في عملهم.
ويقوم على الاستفادة من جهد الذين لهم سبق في هذا المجال.
ولا يشترط التعرض لجميع الآيات بنفس النهج بل يكون التركيز على الآيات التي يمكن الاستفادة منها، في هذا الجانب، فعند التعرض للآيات الفقهية مثلا لا يتوسع فيها وكذلك اللغوية،أو البلاغية،إلا ما كان له علاقة وثيقة بالموضوع،
وهذه الموضوع لا يمكن أن يقوم به باحث واحد بل من الممكن أن يقسم بين بعض الباحثين
بحيث يتناول بعض الباحثين التربية الإيمانية، والآخر التربية الأخلاقية، والآخر الجسدية، ..... إلخ، وفي نهاية المشروع تضم جميع الموضوعات في كتاب واحد كبداية لتفسير تريوي
ويمكن ان يشارك فيه أكثر من قسم في الجامعة، كأقسام التفسير، والتربية والاجتماع، وعلم النفس ممن لديهم القدرة العلمية والشرعية على تحرير المسائل القرآنية.
وبداية الغيث قطرة، فيكن تقويم العمل بصفة مستمرة وعرضه على المختصين حتى الوصول إلى الإتقان
أسأل الله العلي الكبير أن يهيء لنا من أمرنا رشدا
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[06 Jul 2009, 05:06 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
يمكن الاستعانة ب:
التفسير التربوي للقرآن الكريم لأنور الباز.
دار النشر للجامعات -- دار ابن حزم
وهو من ثلاث مجلدات
ـ[جمال القرش]ــــــــ[06 Jul 2009, 02:14 م]ـ
أكرمك الله يا شيخ يوسف ونفع الله بكم الإسلام والمسلمين(/)
درس: تاريخ القرآن والتفسير .. د. مساعد الطيار
ـ[إيمان]ــــــــ[05 Jul 2009, 10:28 م]ـ
سيقام ضمن دروس الدورة العلمية الخامسة عشرة في مسجد الملك عبدالعزيز بالمعابدة بمكة المكرمة درس لفضيلة الدكتور: مساعد الطيار بعنوان: " تاريخ القرآن والتفسير " بتاريخ: 25/ 7/1430هـ
وسوف يتم نقل الدرس مباشر من موقع البث الإسلامي ...
الرابط:
http://www.liveislam.net/
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[07 Jul 2009, 09:56 م]ـ
جزاه الله خيرا
وهنا الرابط للنقل في أوقات البث
http://www.liveislam.net/browsesubject.php?sid=&id=11257&action=listen(/)
رحلة القرآن العظيم
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[06 Jul 2009, 12:50 م]ـ
كلام رب العالمين .. نزل به الروح الأمين .. حُفظ في الصدور .. ودوّن في السطور .. تواترت به الأخبار .. وتناقلته الأجيال .. بدقة وعناية .. وإتقان ورعاية .. رحلة القرآن العظيم ..
أقدم لكم حلقات برنامج "رحلة القرآن العظيم" الذي عرض على عدد من القنوات الفضائية ومن باب حرصي على تقديمه لكم فقد جمعت حلقاته التي وجدتها مطبوعة على موقع قناة الفجر ووضعته في ملف واحد بصيغة وورد وبي دي أف.
عدد حلقات البرنامج 24 حلقة
مع تمنياتي لكم بقراءة نافعة طيبة
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[07 Jul 2009, 08:47 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيرا أخي سمر وتقبل الله منكم
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[07 Jul 2009, 09:37 م]ـ
كتب الله لك الأجر
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[07 Jul 2009, 10:52 م]ـ
جزاكما الله خيراً أخواي الفاضلان ووفقنا الله تعالى جميعاً لما فيه الفائدة والنفع.
ـ[أم ديالى]ــــــــ[08 Jul 2009, 12:19 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[10 Jul 2009, 08:53 ص]ـ
وجزاك خيراً مثله أختي الكريمة أم ديالى
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Jul 2009, 08:09 م]ـ
بارك الله فيكم يا أستاذة سمر على هذه الجهود الرائعة في خدمة القرآن الكريم. وقد شاهدت بعض حلقات هذا البرنامج الوثائقي المتميز في قناة المجد الوثائقية أو العامة، وتمنيت الحصول على نسخة منه وحاولت مع قناة المجد ووعدوني مواعيد كثيرة لم يصدق منها شيئ بعدُ.
فأحسن الله إليك على تفريغه وكتب لك أجره وثوابه.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[26 Jul 2009, 09:12 ص]ـ
جزاك الله خيراً استاذي الفاضل الدكتور عبد الرحمن على تعقيبك ولكن اسمح لي أن أوضح أنني لم أفرِّغ الحلقات بنفسي ولكني وجدتها على موقع قناة المجد فجمعتها لتكون بمتناول الجميع. وهو فعلاً برنامج قيّم جزى الله خيراً كل من ساهم في إعداده وإخراجه.
ـ[الكوكب المنير]ــــــــ[26 Jul 2009, 04:14 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد:
جزاكِ الله خيرا، و بارك فيكِ، و نفع بكِ العلم و أهله.(/)
(مكتبة سيمانور) مجانا
ـ[يوسف الحوشان]ــــــــ[07 Jul 2009, 01:22 م]ـ
الإخوة المشايخ الفضلاء /
أزفُّ لكم بشرى موافقة إدارة شركة (سيمانور) ... بالاستخدام المجاني لـ (مكتبة سيمانور للنشر المكتبي).
وتأمل الشركة من الجميع موافاتها بالملحوظات والاقتراحات ... لتطوير الإصدار مستقبلا ... بإذن الله.
فنسأل الله أن يجزي رئيس الشركة:
الاخ/ عماد الدغيثر ...
خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه ..
البرنامج هنا
http://www.semanoor.com.sa/downloads_upgrade.html
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[07 Jul 2009, 03:26 م]ـ
بارك الله فيك يادكتور يوسف، وبارك في الأخ عماد الدغيثر، وأسأل الله أن لا يحرمكم الأجر.
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[07 Jul 2009, 09:46 م]ـ
جزى الله من قام على إعداد هذه المكتبة خير الجزاء ...
ـ[يوسف الحوشان]ــــــــ[08 Jul 2009, 11:51 م]ـ
غفر الله لكم جميعا وآمل من الاخوة الاحتساب في نشرها
ـ[محمد العليان]ــــــــ[09 Jul 2009, 06:53 م]ـ
بارك الله فيك دكتورنا الفاضل يوسف الحوشان
برنامج رائع بحق، وغني عن التعريف.
تم النشر ..
http://www.factway.net/vb/showthread.php?p=259946#post259946
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[09 Jul 2009, 11:06 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخ يوسف، وبارك في جهودكم.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[09 Jul 2009, 11:08 م]ـ
بارك الله فيكم ووفقكم لكل خير
وسؤالي عن البرنامج:
فقد قمت بتنصيبه أول مرة ولم أجده من ضمن البرامج أو على سطح المكتب = بمعنى أنه لم ينصب كاملاً , ثم حذفته عن طريق أيقونة التنصيب مرة أخرى ونصبته من جديد ولم أجد له أثراً كذلك , فما السبب؟
علماً أن الأوفيس لدي 2007 , والويندوز xp التحديث الثالث.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[10 Jul 2009, 12:26 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[10 Jul 2009, 04:00 م]ـ
جزاكم الله خيراً لكن
الملف التنفيذي فيه تروجان
tr/dropper.gen
كشف عنه ببرنامج avira
ـ[يوسف الحوشان]ــــــــ[10 Jul 2009, 04:37 م]ـ
بارك الله فيكم ووفقكم لكل خير
وسؤالي عن البرنامج:
فقد قمت بتنصيبه أول مرة ولم أجده من ضمن البرامج أو على سطح المكتب = بمعنى أنه لم ينصب كاملاً , ثم حذفته عن طريق أيقونة التنصيب مرة أخرى ونصبته من جديد ولم أجد له أثراً كذلك , فما السبب؟
علماً أن الأوفيس لدي 2007 , والويندوز xp التحديث الثالث.
ستجد البرنامج في مجلد البرامج في C:\Program Files
ثم اجعل اختصار للبرنامج على سطح المكتب
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[10 Jul 2009, 07:27 م]ـ
بارك الله فيك أستاذنا الفاضل
وجزاكم الله خيراً وجعل أعمالكم خالصة لوجهه(/)
اختصار محاضرة (تفسير القرآن بالقرآن والسنة وأقوال الصحابة) للشيخ عبدالرحمن بن معاضة
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[08 Jul 2009, 06:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى حمدا طيبا مباركا فيه، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
اختصار محاضرة تفسير القرآن بالقرآن والسنة وأقوال الصحابة رضي الله عنهم.
للشيخ الدكتور: عبدالرحمن بن معاضة الشهري حفظه الله تعالى.
محاضرة مقتطفة من الدورة العلمية بداية المفسر.
* مقدمة:
طرق التفسير:
1 - تفسير القرآن بالقرآن.
2 - تفسير القرآن بالسنة.
3 - تفسير القرآن بأقوال الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
وتسميتها بطرق التفسير لعلها أخذت من مقدمة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله [مقدمة في أصول التفسير] وهي في الحقيقة مصادر للتفسير؛ فتفسير القرآن بالقرآن على سبيل المثال أوثق مصدر للتفسير، فهو من جهة مصدر للتفسير، ولكن كيفية الاستفادة من هذا المصدر هي التي يمكن أن تسمى طريقة.
المصدر الأول: وهو تفسير القرآن بالقرآن:
الله سبحانه وتعالى أعلم بمعاني كلامه؛ لذلك إذا وجدت معنى الآية في القرآن الكريم فاشدد بها يدك؛ فالله سبحانه وتعالى قد يجمل في موضع من كتابه الكريم ثم يبين في موضع آخر،فيحمل المجمل على المبين، ولكن هذا لا يتأتى إلا للعالم بالقرآن الكريم.
1 - أول من بدأ تفسير القرآن بالقرآن.
أول من بدأ تفسير القرآن بالقرآن هو النبي صلى الله عليه وسلم، مثال ذلك:
ما ورد في حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، فعندما نزل قوله تعالى في سورة الأنعام:
{الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ} [82]، ففهم الصحابة رضي الله عنهم هنا أن المقصود بالظلم هو مطلق الظلم، وهذا فهم صحيح ويستقيم مع قواعد الاستنباط وقواعد اللغة العربية؛ ولذلك قال الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم: " وأينا لا يظلم نفسه يا رسول الله " فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
" ليس الذي تعنون، ألم تسمعوا قول العبد الصالح [المقصود لقمان]:
{يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان:13] " أهـ
ففسر النبي صلى الله عليه وسلم الظلم هنا بمعنى خاص وهو الشرك المصطلح الإسلامي الجديد؛ فالذي يشرك مع الله أحدا في عبادته مع الله يسمى مشرك في الإسلام؛ فحمل النبي صلى الله عليه وسلم معنى الظلم العام على معنى خاص للظلم وهو الشرك اعتمادا على آية قرآنية، وهذه سنة سنها النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير القرآن بالقرآن، وقد سار الصحابة والتابعين وأتباعهم والمفسرين الأولين على هذا المنهج، كل على حسب الفهم الذي رزقه إياه ربه سبحانه وتعالى لكتابه الكريم.
2 - أقسام تفسير القرآن بالقرآن:
القسم الأول: تفسير القرآن للقرآن:
تفسير القرآن للقرآن هو ما جاء بيان القرآن فيه واضحا لا خلاف في دلالته على تفسير الآية، وهو ما كانت دلالة القرآن فيه على الآية المفسرة لا خلاف فيها، مثاله:
أ- ما يكون البيان فيه متصلا:
مثال ذلك:
قال الله سبحانه وتعالى:
{وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ} {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ} {النَّجْمُ الثَّاقِبُ} [الطارق آية:1 - 2 - 3].
فلا خلاف في تفسير الطارق؛ لأنه جاء في الآية نفسها، فالطارق هو النجم الثاقب، فتفسير القرآن للقرآن يقول العلماء ما كان بينان القرآن للقرآن فيه متصلا في نفس السياق في نفس الآية.
ب- ما كان البيان فيه منفصلا:
وهو أن تأتي الآية في موضع، ويأتي تفسيرها في موضع آخر منفصلا عنها، إما في نفس السورة وإما في سورة أخرى، ويجتمع مع النوع الأول بأنه لا خلاف بأنه لا خلاف في أن هذه الآية تفسير لهذه الآية، مثاله:
قال تعالى:
{الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة:2]
ما معنى العالمين؟
وجدنا أنه سبحانه وتعالى قال في آية أخرى:
{قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ} {قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا} [الشعراء: 23 - 24] فكل ما سوى الله تعالى السماوات والأرض وما بينهما المقصود بالعالمين.
يتبع بإذن الله تعالى ...
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[08 Jul 2009, 08:12 ص]ـ
جزاك الله خيراً أختي الفاضلة أم عبد الله على هذا النقل النافع وجزى الله سيخنا الفاضل الدكتور عبد الرحمن خير الجزاء على ما يقدمه لنا.
بانتظار التتمة إن شاء الله تعالى.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[08 Jul 2009, 09:00 ص]ـ
جزاك الله خيراً أختي الفاضلة أم عبد الله على هذا النقل النافع وجزى الله شيخنا الفاضل الدكتور عبد الرحمن خير الجزاء على ما يقدمه لنا.
بانتظار التتمة إن شاء الله تعالى.
وجزاك الله خيرا أختي الفاضلة سمر، ولا أخفيك بأني وجدت نشاطا كبيرا وشعرت كأني أُساعد على التلخيص، فظننت أن علم الشيخ مبارك ولا نزكيه على الله وفقه الله واخوانه أهل العلم الذين يشاركون معه في هذا الملتقى المبارك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[08 Jul 2009, 10:42 ص]ـ
القسم الثاني: تفسير القرآن بالقرآن:
هذا النوع من التفسير في دلالته نوع من الغموض، يحتاج لمستنبط يقرر بأن هذه الآية في القرآن تفسرها آية معينة من القرآن الكريم.وأنواع هذا النوع من التفسير:
1 - تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن بالقرآن:
فسر النبي صلى الله عليه وسلم القرآن بالقرآن، ومثال ذلك ما ورد عن ابن مسعود وقد ذكر سابقا فقد فسر الرسول صلى الله عليه وسلم لفظ "الظلم" والذي ورد في آية معينة بالشرك لوجود قرينة تدل على ذلك في آية أخرى من القرآن الكريم، وهذا النوع من تفسير القرآن بالقرآن حجة؛ لأن الذي قام بالتفسير هو النبي صلى الله عليه وسلم.
2 - تفسير الصحابة رضي الله عنهم للقرآن بالقرآن:
مثال ذلك:
جاء رجل لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما فقال:
[يا ابن عباس يقول الله تعالى:
{أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} (الأنبياء:30)
ما معنى: [كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا]، فقال:
" كانت السماء رتقا لا تمطر ففتقها الله بالمطر، وكانت الأرض رتقا لا تنبت ففتقها الله بالنبات"، ثم استشهد ابن عباس بقوله تعالى:
{وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ} {وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ} [الطارق:11 - 12] " أهـ
وهذا تفسير للقرآن بالقرآن قام به الصحابي، ومن حيث الحجة له حكم تفسير الصحابي وسيأتي معنا بإذن الله، لكنه يعتمد على مكانة الصحابي وقوة الاستدلال؛ وبذلك نرى أن تفسير القرآن للقرآن يدخل تحت الاجتهاد وإعمال الرأي.
3 - تفسير القرآن للقرآن من قبل التابعين وغيرهم من المفسرين.
إذا فسر القرآن بالقرآن تابعي من التابعين، فيقال أيضا له حكم تفسير التابعي، أو أي مفسر من المفسرين.
3 - الذي يدخل تحت تفسير القرآن بالقرآن:
أ- ما يتعلق بأسباب النزول.
ب- والناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم.
4 - من عني بتفسير القرآن بالقرآن من المفسرين:
أ- عني بتفسير القرآن بالقرآن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره من الصحابة رضي الله عنهم، وميزة علم ابن عباس أنه أخذ علم علي ابن أبي طالب وكان من أعلم الصحابة بالقرآن الكريم.
ب- وأيضا عني بهذا النوع من التفسير التابعين،مثل: عكرمة ومجاهد وزيد بن أسلم، وأيضا عني به أتباعهم، مثل زيد بن عبد الرحمن بن أسلم الذي تميز بتفسير القرآن بالقرآن.
ج - ومن المفسرين تميز:
- ابن جرير الطبري بتفسير القرآن للقرآن، ولو جمع تفسيره للقرآن بالقرآن لكان مبحثا نفيسا.
- وكذلك اهتم ابن كثير بهذا النوع من التفسير بل هو من أكثر من عني بهذا النوع من التفسير.
- ومن المتأخرين جاء الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمة الله عليه في كتابه أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، فخصه بهذه الطريقة، وأورد مقدمة نفيسة في كتابه هذا ذكر فيها أوجه بيان القرآن للقرآن.
- وأيضا قام ثناء الله الأمر تسري العالم الهندي في كتابه المسمى تفسير القرآن بالقرآن بتفسير القرآن بالقرآن، وتكلف فيه كثيرا، فبعض المفسرين يريد أن يجد لكل آية تفسيرا في القرآن الكريم، وفي هذا تكلف.
يتبع بإذن الله تعالى.
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[09 Jul 2009, 04:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاك الله خيرا وبارك الله جهدك وجعله في ميزان حسناتك
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[09 Jul 2009, 07:44 م]ـ
لا تطيلي علينا أختي الفاضلة بإضافة المزيد فالموضوع قيم ونحن بالانتظار بارك الله في جهدك وكتب لك بكل حرف نقلتيه ألف ألف حسنة والله يضاعف لمن يشاء.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[10 Jul 2009, 07:55 ص]ـ
أخي يوسف بن مازي جزاك الله خيرا، وبارك فيك.
أختي سمر جزاك الله خيرا وبارك فيكِ.
وأدعو لك بمثل ما دعوت لي.
والمحاضرة دسمة جدا وتحتاج بعض الوقت، مع ملاحظة وقتي الذي بدأ يزدحم.
وبإذن الله أنتهي من اختصارها قريبا.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[10 Jul 2009, 07:58 ص]ـ
3 - الذي يدخل تحت تفسير القرآن بالقرآن:
أ- ما يتعلق بأسباب النزول.
ب- والناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم.
.
ج- القراءات القرآنية:
والقراءات القرآنية مهمة جدا في تفسير القرآن بالقرآن؛ لأن القراءات القرآنية كما تعلمون هي من القرآن، وقد ورد فيها تفسير كثير للقرآن بمعنى: أن تأتي قراءة فتفسر القراءة الأخرى.
مثال:
قال تعالى: [أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى]
نجد أن هناك قراءة صحيحة أخرى:
بتسكين"الذال" من (تُذْكِرَ) وتخفيف كافها، أي: فتصيِّر إحداهما الأخرى ذَكرًا باجتماعهما، كما فسرها المفسرون ووجهوها، لكن عندما نلاحظ القراءة الأخرى (فَتُذَكِّرَ) دل على أن المقصود بها التذكير من النسيان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[10 Jul 2009, 07:58 ص]ـ
المصدر الثاني: تفسير القرآن بالسنة:
وهو نوعين:
النوع الأول: التفسير النبوي للقرآن الكريم:
تبيين القرآن الكريم من أهم وظائف الرسول صلى الله عيه وسلم، فمنذ أن أنزل القرآن على النبي صلى الله عيه وسلم تكفل الله تعالى لنبيه بأنه سيعلمه بيانه:
قال تعالى:
{فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} (القيامة:18 - 19).
فالنبي صلى الله عيه وسلم كان يعجل بالقرآن وراء جبريل ليحفظه قال تعالى:
{وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ} (طه:114)
، فتعهد الله تعالى له بأنه لن ينسى القرآن.
{سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى} (الأعلى:6)
وقال تعالى في ما يخص بيان الرسول صلى الله عيه وسلم للقرآن:
{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} (النحل:44)
{وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً} (النساء:113)
و التفسير النبوي للقرآن الكريم يظهر من خلال المثال التالي:
ورد في حديث عقبة بن عامر الجهني أنه قال:
" خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ قوله تعالى:
{وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ} (الأنفال:60)
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي)
فالنبي صلى الله عليه وسلم فسر " القوة " في الآية بالرمي.
وهذا تفسير نبوي، وهو تفسير للقرآن بالسنة، وهو حجة، وحجيته مثل حجية تفسير القرآن للقرآن بالقرآن؛ لأنه صادر من المعصوم عليه الصلاة والسلام.
س: لكن ما هو القدر من القرآن الذي بينه النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة رضي الله عنهم؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مقدمته:
" وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ألفاظ القرآن كما بين لهم معانيه "
فذهب الشراح إلى أن مقصوده أن النبي صلى الله عليه وسلم قد فسر القرآن الكريم كاملا، وقد وجدت كلاما لابن حبان في كتابه المجروحين ذكر فيه معنى بيان النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن، وأن المقصود باختصار: " أن تبين للناس ما بهم حاجة لبيانه "؛ ولذلك فإن المسائل التي حفظت من بيان النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن قليلة.
والصحابة رضي الله عنهم ما كانوا يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن كل لفظة؛ فهم أهل اللغة وأهل السليقة، وشهدوا التنزيل، ولو تأملتم قولهم في القرآن الكريم [يَسْأَلُونَكَ] لوجدتم أنها أسئلة محصورة، وأغلبها في الفقه، أما أسئلة التفسير فكانت قليلة جدا.
وفهم الصحابة رضي الله عنهم في للقرآن بهذه الطريقة أمر منطقي، فالقرآن الكريم رسالة الغرض منها العمل، ومن أهم وأخص خصائص الرسالة أن تكون واضحة لمن ترسلها إليه، حتى يقوم بتنفيذ ما فيها.
س: لكن ما هو البيان النبوي الذي قصدناه فيما سبق؟
النبي صلى الله عليه وسلم كان فعله وقوله وأخلاقه كلها بيان للقرآن الكريم، قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} (التوبة:119)
كانت حياة النبي صلى الله عليه وسلم صدق كلها؛ ولذلك عندما سئلت عائشة أم المؤمنين رض الله عنها عن أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم قالت للسائل:
هل قرأت القرآن؟
قال: نعم.
قالت: " كان خلقه القرآن "
فمكارم أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وصفاته العظيمة تفسير منه عليه الصلاة والسلام للقرآن، لكن نحن عندما نقول [البيان] نقصد البيان القولي اللفظي الظاهر، بمعنى أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم معنى الآية كذا، وهذا قليل.
النوع الثاني: من تفسير القرآن بالسنة:
وهو أن يأتي من بعد النبي صلى الله عليه وسلم فيفسر بعض الآيات القرآنية بقول النبي صلى الله عليه وسلم، فيأتي صحابي فيقول هذه الصحابة يفسرها قول النبي صلى الله عليه وسلم كذا وكذا، وله حكم تفسير الصحابي.
وهنا لا بد من ملاحظة نقطة:
وهي إذا كان التفسير فيما لا مجال للرأي فيه فلا شك أنه حجة.
مثال:
قال تعالى: {كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكّاً دَكّاً} {وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً} {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى} (الفجر:21 - 22 - 23).
فجاء ابن كثير ففسر قوله تعالى: [وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ]، فقال معناها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف مَلَك يجرونها ". (أخرجه الإمام مسلم في صحيحه)
ولا شك أن الحديث ظاهر الدلالة على الآية.
فإذن تفسير القرآن بالسنة قد يكون من فعل الصحابي وقد يكون من فعل التابعي، وقد يكون من فعل المفسرين، ويتفاوت ظهورا وردا بحسب وضوحه وظهوره وصحته، وأيضا لابد أن يفسر المفسر الآية بحديث صحيح، وإلا كان تفسيره مردود.
ويدخل في تفسير القرآن بالسنة ما يسمى بالأحاديث القدسية ففيها تفسير كثير للقرآن الكريم.
يتبع بإذن الله تعالى ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[10 Jul 2009, 08:47 ص]ـ
جزاك الله تعالى عنا كل خير أختي الفاضلة وبورك فيك وأعانك على استكمال النقل.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[10 Jul 2009, 10:39 ص]ـ
جزاك الله تعالى عنا كل خير أختي الفاضلة وبورك فيك وأعانك على استكمال النقل.
بارك الله فيك يا أختي
لكن أرى أني لابد أن أوضح نقطة:
أنا لا أنقل، بل أحاول دراسة هذه الدروس بهذه الطريقة ألخص، بفهمي فأستفيد وأفيد، والحمد لله المشايخ هنا في الملتقى، فسيصوبون لي بإذن الله إن جانبت الصواب، فأنا لا أنقل بل أدرس، فقد تركت الدروس لانشغالي مدة وآن الوقت للاستماع والاستفادة.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[10 Jul 2009, 11:37 ص]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله. بارك الله في علمك وزادك من فضله وبارك في شيوخنا الأفاضل في هذا الملتقى القرآني القيم.
أرجو أن تقبلي اعتذراي لأني ظننت أنك تنقلين المحاضرة من الشيخ الفاضل بتلخيص منك.
أنتظر جديدك أختي الفاضلة زادك الله علماً وفهماً وتدبراً لكتابه العزيز ونفع بك الإسلام والمسلمين.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[11 Jul 2009, 09:08 ص]ـ
المصدر الثالث: تفسير القرآن الكريم بأقوال الصحابة ري الله عنهم:
أولا: تعريف الصحابي:
"من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به، ومات على ذلك، وإن تخللت ردة بالأصح كما قال ابن حجر."
وهذه خصيصة من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم، فالصحابي في اللغة لا يطلق إلا على من يصحبك مدة طويلة.
ثانيا: تفاوت الصحابة رضي الله عنهم في أخذ التفسير عن النبي صلى الله عليه وسلم:
قال مسروق بن الأجدع:
لقد جالست أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -, فوجدتهم كالإخاذ فالإخاذ يروي الرجل، والإخاذ يروي الرجلين، والإخاذ يروي العشرة، والإخاذ يروي المائة، والإخاذ لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم، فوجدت عبد الله بن مسعود من ذلك الإخاذ." [والإخاذ هو الغدير]
قال ابن تيمية:
"إذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة رجعت في ذلك إلى أقوال الصحابة فإنهم أدري بذلك لما شاهدوه من القرآن والأحوال التي اختصوا بها، ولما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح والعمل الصالح لا سيما علماؤهم وكبراؤهم
" أهـ
* ومن أعلم الصحابة بتفسير القرآن الكريم:
1 - عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، فقد كان من السابقين الأولين للإسلام.
2 - وأبي بن كعب رضي الله عنه، جار الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة ومن كتاب الوحي.
3 - وعبدالله بن عباس رضي الله عنه، الذي دعا له الرسول صلى الله عليه، فقال:" اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل "، وقد أخذ علم علي بن أبي طالب وعبدالله بن مسعود وأبي بن كعب وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
ثالثا:طرق تفسير الصحابي للقرآن الكريم:
1 - تفسير الصحابي للقرآن بالقرآن.
2 - تفسير الصحابي للقرآن بالسنة.
3 - تفسير الصحابي للقرآن بقوله واجتهاده.
رابعا: حجية تفسير الصحابي:
تفسير الصحابي حجة إذا كان ليس له مخالف من الصحابة، وتفسير الصحابي حجة إذا كان يفسر القرآن باللغة، فالصحابة رضي الله عنهم أدرى بلغتهم.
* نصيحة:
تفسير الصحابة رضي الله عنهم ينبغي على الطالب أن يعتني به، وأن يعيد له مكانته التي يستحقها، فالحرص على معرفة آراء الصحابة رضي الله عنهم، أولى من الحرص على معرفة آراء غيرهم." أهـ
وبذلك انتهيت من اختصار المحاضرة
والحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[11 Jul 2009, 04:24 م]ـ
جزاك الله خيراً أختي الفاضلة على هذه المحاضرة القيمة وبارك فيك وفي علمك وحفظ الدكتور عبد الرحمن الشهري وبارك في علمه وزادكما علماً بكتابه وتدبراً وتعمقاً في علومه وجعلكم من أهل القرآن وحشرنا في زمرتكم يوم القيامة.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[11 Jul 2009, 06:20 م]ـ
جزاك الله خيراً أختي الفاضلة على هذه المحاضرة القيمة وبارك فيك وفي علمك وحفظ الدكتور عبد الرحمن الشهري وبارك في علمه وزادكما علماً بكتابه وتدبراً وتعمقاً في علومه وجعلكم من أهل القرآن وحشرنا في زمرتكم يوم القيامة.
بارك الله فيك
المحاضرة محاضرة الشيخ ولخصتها بفهمي، وهذا وفقط، وكيف تضعيني في مع الدكتور الشهري في كفة واحدة فما أنا إلا طالبة علم.
ولقد أتعبني مدحك فالنفس أمارة بالسوء إلا من رحم ربي، أخاف على نفسي من العجب، وكل توفيق فهو من فضل ربي. ويكفيني منك أخية قولك:
جزاك الله خيرا.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[12 Jul 2009, 11:52 ص]ـ
جزاك الله خيراً أختي الفاضلة على ما قدمتيه وعلى ملاحظتك. وكوني جمعت بينك وبين شيخنا الفاضل في دعاء واحد لا يدعو للعجب أختي وإنما واجبنا أن نشمل جميع المسلمين والمسلمات بدعائنا. وكونك طالبة علم لا يقلل من شأنك أختاه فرب تلميذ تفوق على أستاذه. وهذا لا يضيرك ولا ينقص من علم الشيخ في شيء بل ربما كان حافزاً لك للمزيد من العلم أختي الفاضلة.
لا تتصوري مدى سعادتي عندما أجد أخوات فاضلات تتعلمن هذا العلم وتنشرنه في وقت انشغلت فيه أخريات بأمور الدنيا ومتاعها الزائل، ربما هذا الشعور يدفعني للحماس لكني ما زلت أصر على شكرك على صنيعك وعلى جهدك وسأستمر بعد غذنك بالدعاء لك وللدكتور عبد الرحمن ولكل علماء هذا الملقتي وأعضائه وللمسلمين والمسلمات في أنحاء الأرض بالزيادة في العلم والفهم وتدبر كتاب الله العزيز وأن يحشرنا جميعاً في زمرة أهل القرآن. ولا تنسي أختي أنه يُحشر مع العلماء حتى من برى لهم قلماً أو ملأ لهم دواة، نحن نتعامل مع رب كريم رحيم بنا لطيف رؤوف بحالنا يعلم سرائرنا ومطلع على أحوالنا وما خفي عن غيرنا. وأنا لا أزكي على الله أحداً ولكني أحسبنا جميعاً أصحاب نوايا صادقة مع الله فلا تحرميني من لذة الدعاء لك ولنا جميعاً.
أطلت عليك فلا تؤاخذيني وأكرر:
جزاك الله خيراً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[02 Sep 2009, 06:11 ص]ـ
وجزاك الله خيرا أختي سمر.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[15 Oct 2010, 05:49 ص]ـ
للفائدة.(/)
استحباب خفض الصوت عند بعض الآيات
ـ[نهاية الأرب]ــــــــ[08 Jul 2009, 08:17 م]ـ
استحب بعض العلماء خفض الصوت عند بعض الآيات
كقوله تعالى: "وقالت اليهود يد الله مغلولة"
ونحوها، يروى هذا عن النخعي وغيره.
فهل ورد في هذا الباب نص من الكتاب أوالسنة؟
وهل يقال: إن من لم يفعل ذلك قد خالف الأولى؟
ألتمس الإجابة من شيوخنا الأفاضل.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Jul 2009, 08:40 م]ـ
الذي يظهر لي يا أبا عمار أن هذا من كمال التأدب مع الله سبحانه وتعالى لشناعة مثل هذه المقولات، ولكنني لم أجد دليلاً ينهى عن رفع الصوت ببعض الآيات دون بعض، وإنما هو من الكمالات التي يسعى لها بعض العلماء رحمهم الله اجتهاداً منهم وتعظيماً لله سبحانه وتعالى. وليس هناك نص في المنع من رفع الصوت عند هذه الآيات أو نظائرها بحسب ما اطلعتُ عليه قبل سؤالك وبعده.
ولعل من لديه مزيد اطلاع في هذا أن يفيدنا مشكوراً، وهي عادة تذكر عن آداب التلاوة.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[24 Jul 2009, 10:45 م]ـ
أحسن الله إليك أبا عمَّار.
ويبقى في المسألة جانبٌ مهمٌ أيضاً وهو أن "الاستحباب" حكمٌ شرعيٌّ لا يثبت بغير الوحي , وفي إطلاقه أو نقله عن العلماء على مثل هذا الصنيع نظرٌ أيضاً.(/)
إعلان إقامة بعض الدروس العلمية المختصة بالدراسات القرآنية
ـ[إيمان]ــــــــ[09 Jul 2009, 03:17 م]ـ
- يقام ضمن دروس الدورة العلمية السادسة بمسجد البلوي بالمدينة النبوية درس لفضيلة الشيخ: فهد الوهبي بعنوان: " الظاهر والمؤول من علوم القرآن " دراسة تحليلية، وذلك يوم الخميس بتاريخ: 16/ 7/1430هـ، الساعة: التاسعة مساءً.
رابط البث: http://www.liveislam.net .
- ويقام كذلك ضمن دروس كبار العلماء في جامع والدة خادم الحرمين الشريفين بالطائف درس لفضيلة الشيخ: عبدالله الغديان بعنوان: "القواعد الحسان في تفسير القرآن "، وذلك يوم الثلاثاء بناريخ: 21/ 7/ 1430هـ، الساعة: التاسعة وأربعة وخمسون دقيقة مساءً.
رابط البث: http://www.liveislam.net
- ويقام كذلك ضمن دروس الدورة العلمية التاسعة بجامع العتيق بحوطة بني تميم درس لفصيلة الشيخ: عبدالله الحكمة بعنوان: " كيف تستفيد من كتب التفسير " وذلك يوم الجمعة: 24/ 7/ 1430هـ، الساعة: الرابعة مساءً.
رابط البث: http://www.liveislam.net(/)
حمل بحث: الجدل القرآني عند نجم الطوفي
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[09 Jul 2009, 03:49 م]ـ
الجدل القرآني عن نجم الدين الطوفي
د. عائشة يوسف المناعي
حولية كلية الشريعة والقانون والدراسات الإسلامية العدد الخامس عشر 1418هـ - 1997 مـ
اضغط هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=68885&d=1247134613)
والله الموفق
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[13 Jul 2009, 02:30 م]ـ
بارك الله فيكما أخي أبي خطاب أنت والدكتورة عائشة!
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[14 Jul 2009, 08:26 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
جزاكم الله خيرا أخي العوضي(/)
معنى الزيادة في كلام المعربين للقرآن.
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[10 Jul 2009, 08:14 م]ـ
هذا بحث ماتع في موضوع الزيادة في القرآن، التي تقع العبارة بها على لسان كثير من المعربين. وقد يذهب الوهم بالناظر إلى أنهم عنوا بالزيادة ما كان زائدا لغير معنى، وليس الأمر كذلك، ولتجلية هذا المعنى أثبت للقارئ الكريم مقالين، في هذا الباب، أولهما لأستاذنا الدكتور عبد الرحمن بودرع نشره في مقهى اللغة العربية،
وهو على هذا الرابط، أثبته هنا مع قليل من التصرف.
http://www.al-maqha.com/showthread.php?t=588
قال حفظه الله:
(قضية الزيادة لحروف المعاني
*/ المقصود في حديثنا ههنا بالزيادة في الحروف، حروف المعاني مثل حروف الجر، وأدوات الشرط والاستفهام وحروف النفي ... وليس المقصود الحروف الصرفية التي تتصل بالكلمة فتُحدثُ فيها معنى، كتاء التأنيث ونحوها.
*/ قضية الزّيادة لحروف المعاني مسألة اختلفت فيها أقوال علماء العربية:
- هل هناك مقاصد من الإتيان بهذه الحروف أو يؤتى بها لمجرد الزيادة التي يقال عنها إنّها زيادة وإقحام للحرف تأكيدا أو تحسينا أو تقوية؟
- إذا جاز القول بالزيادة لحروف المعاني فهل يصحّ أن يُقالَ إنّ في كتابِ الله حروفا زائدة؟
أولا سميت هذه الحروفُ حروفَ معانٍ تمييزاً لها عن حروف المباني التي تتركّب منها الكلمة، من حروف المعجم التسعة والعشرين، أما حرف المعنى فهو قسيمُ الاسم والفعل، وهو يتضمن معنى وظيفيا يحدده السياق والمقام، ولا يحصل في الذّهن كامل الدّلالة إلا بذكر ما ينضمّ إليه من الأفعال والأسماء والجمل.
وللزّيادة عند النحاة أكثر من مفهوم:
1 - فقد يطلقون الحرف الزّائد على بعض الأحرف لأنها تتصل باللفظ رسماً، حتّى لا يُظنَّ أنّها جزء منه، والمثال على ذلك قول ابنِ خالويه: «بالله: جرّ بباء الصّفة، وهي زائدة، لأنك تقول: اللهِ، فتُسقطُ الباء، وحروف الزوائد في صدور الأسماء ثلاثة: اللام والكاف والباء، فالكاف للتشبيه، واللام للمِلك، والباء للاتصال و اللّصوق» [إعراب ثلاثين سورةً لابن خالويه: ص5، القاهرة، 1941، سر صناعة الإعراب، لابن جنّي:120 - 122]
2 - وقد يُطلقون زيادة الحروف على ما يصل العاملَ بمعمولِه ولا يمنعه من ذلك، وإن كان المعنى لا يصحّ بدونِه، مثل "لا" في قولِه تعالى: "وحَسِبوا ألاّ تَكونَ فِتنةٌ"، فيسمّون هذا الحرفَ زائدا
3 - أمّا الزّيادة الاصطلاحيّة في حروف المعاني فهي أن يكون الحرفُ الواحدُ لمعنى مغاير لِما يُفيده من المعاني التي يتضمنها أصالةً أو استعارةً، فيصحّ التّركيبُ بوظائفه وعلاقاتِه من دون تدخّل ذلك الحرف، والسبب في هذا أن الحرف المذكور جاء ليفيد قوّةً للتّركيب، وليس المُرادُ أنّه لا معنى له أو أن دخولَه في الكلام كخروجه منه.
فالكاف مثلا معناها الأصليّ التّشبيه أو الخِطاب، وقد تستعير من اللامِ معنى السببية أو التعليل، ومن "على" معنى الاستعلاء، ومع ذلك فقد ترد لغير هذه المواضع، مثلما قال الشّاعر أوس بنُ حجرٍ:
وقَتْلى كَمِثْلِ جذوعِ النّخيلِ /// تَغَشّاهُم مُسبِلٌ مُنهمِرْ
فالكاف التي قد تفيد التشبيه، دخلت على مثل التي تفيده أصلا، ولذلك قال عنها النّحاة إنها جاءت لتوكيد التّشبيه، فأغنت عن تَكرار الجملة وأدّت وظيفةَ تحقيق المعنى، ومثلُه قولُه تعالى: "ليسَ كَمِثْلِه شيءٌ" (الشورى:11) زيدت لتوكيد نفيِ المِثْل، لأنّ زيادة الحرف بمنزلة إعادة الجملة ثانياً
وقيلَ: الكافُ في الآية غير زائدة وإنّما الزّائد "مثل" كما زيدت في قولِه تعالى: "فإن آمَنوا بِمثْلِ ما آمنْتُم بِه فقد اهتدَوْا" (البقرة: 137) [انظر: مغني اللبيب:237 - 238]
4 - أطال أبو عُبيدة في ذِكر الزّائد في كتابِه [مجاز القرآن] في معرض إيضاحه لبعض الآيات الكريمة، فضاق المفسّرون بذلك وأنكروا عليه صنيعَه، وذكر الرازي في معرض تفسيره لقوله تعالى: [إنّ الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقَها.] [البقرة:26]: " معاذ الله أن يكون في القرآن زيادة ولغو والأصح قول أبي مسلم لأن الله تعالى وصف القرآن بكونه هدى وبياناً وكونه لغواً ينافي ذلك "
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا كان الأمر كذلك فإن الزيادة مصطلح نحويّ وليس من اللازم أن يكون المصطلح مطابقا للدلالة المقامية، فهم يريدون به أن الحرف زائد من جهة الإعراب لا من جهة المعنى، ولا يصح إسقاطه لأنه لم يُؤتَ بِه للوصل بين الألفاظ في الجملة ولكن جيء به لمقاصد بيانية تُدرك بالحس العربي السليم وبسجيّة الفصاحة، وقال الزركشي في البرهان: " سئل بعض العلماء عن التوكيد بالحرف وما معناه إذ إسقاط كل الحرف لا يخل بالمعنى فقال هذا يعرفه أهل الطباع إذ يجدون أنفسهم بوجود الحرف على معنى زائد لا يجدونه بإسقاط الحرف" [البرهان: 3/ 74]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تُراجع المراجع التالية:
إعراب ثلاثين سورةً لابن خالويه، القاهرة، 1941، سر صناعة الإعراب، لابن جنّي
مغني اللبيب لابن هشام الأنصاري
البرهان في علوم القرآن للامام بد ر الدين محمد بن عبد الله الزركشي تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم لطبعة الاولى 1376 هـ - 1957 م دار أحياء الكتب العربية عيسى البابى الحلبي وشركاؤه
إشكاليات في البحث والنقد النحويين، د. فخر الدين قباوة، دار الملتقى، حلب، ط.1، 2004م [/)
والمقال الثاني للباحث أبي مالك العوضي وهو على الرابط التالي:
http://www.alukah.net/Counsels/CounselDetails.aspx?CounselID=517
( استفتحه بالسؤال الآتي:
هل تحدث العلماء الأوائل عن الوظيفة البلاغية للأحرف الزائدة في النظم خاصة في القران الكريم، أم أنه لم يسبق الرافعي أحد حينما تحدث عنها في كتابه الإعجاز؟
الجواب:
قولنا (الحرف الزائد) ما معناه؟ إن كان معناه الزيادة التي دخولها كخروجها، فلا معنى لذكر الوظيفة البلاغية حينئذ، وإن كان المقصود أن الحرف إنما زيد في النظم لمعنى، فحينئذ ينبغي أن لا يسمى زائدًا.
ولذلك نقول: إن المسألة متعلقة بالاختلاف الاصطلاحي؛ فالقدماء يعبرون بـ (الزيادة) و (الحشو) و (الصلة) ونحو ذلك، ولكنهم لا يقصدون أن هذا اللفظ دخوله كخروجه، أو أنه زيد لغير معنى، وإنما يقصدون أنه لو حذف من السياق لم يكن الكلام ملحونًا ولا خارجًا عن قوانين العربية.
والقدماء لم يفردوا هذا المبحث بالتصنيف فيما اطلعت عليه، مع أنهم تكلموا في هذه المسألة كلاما منثورا في مواطن وروده وخاصة في القرآن الكريم.
وكان للنحويين النصيبُ الأكبر من الكلام في هذا الباب، ولكنهم قصروا كلامهم في الأعم الأغلب على الوظيفة النحوية وصحة التركيب، ولم يتعرضوا للوظيفة البلاغية إلا نادرًا.
ومع أن أكثر النحويين يوجد في كلامهم التعبيرُ بالزيادة في القرآن وكلام العرب، إلا أن مرادهم بذلك أنها زيدت لضرب من التأكيد كما قال ابن يعيش، ويعبرون بالصلة لأنها يتوصل بها إلى زنة أو إعراب لم يكن عند حذفها كما قال ابن الحاجب، أو لتزيين اللفظ واستقامته كما قال السيوطي.
وأما البلاغيون فقد تعرضوا لهذه المسألة إجمالا وتفصيلا:
أما التفصيل فقل أن ترى آية في كتاب الله عز وجل تحتمل الزيادة إلا وجدت كلاما فيها للمفسرين، وخاصة أصحاب الاتجاه النحوي والبلاغي؛ كالزمخشري وأبي حيان والسمين الحلبي والألوسي وابن عاشور.
وأما الإجمال فقد اتفقت كلمتهم أو كادت على أن الكلام البليغ يمتنع أو يندر أن يوجد فيه الزيادة المحضة التي يكون دخولها كخروجها، فإذا كان هذا من شروط الكلام البليغ فهو في القرآن أولى، ولذلك نبهوا على أن القرآن لا يحتوي على شيء زائد، ونبهوا على أن النحويين إذا ذكروا الزيادة والحشو ونحو ذلك فإن مقصودهم بذلك ضبط قوانين الإعراب، وأن حذف هذه الحروف لا يخل بالإعراب ولا يخرج الكلام عن قوانين العربية، ويبقى بعد ذلك بيان الفروق الدقيقة بين معنى الكلام بالزيادة ومعناه بغيرها، وتلك وظيفة البلاغي.
ونستعرض هنا بعض من أشار إلى ذلك من القدماء:
• ابن قتيبة (276هـ):
تعرض لهذه المسألة باختصار في (تأويل مشكل القرآن) وجعلها من باب التوكيد.
• الرماني (384هـ):
أشار إلى ذلك في كتابه الجامع كما نقله ابن سنان الخفاجي في سر الفصاحة.
• الخطابي (388هـ):
تعرض لهذه المسألة في (إعجاز القرآن) وجعلها من باب الفصاحة؛ لأن ذكرها أفصح من تركها.
• ابن سنان الخفاجي (466هـ):
(يُتْبَعُ)
(/)
تعرض لهذه المسألة في (سر الفصاحة) فقال (ص 156 - 157): "فأما زيادة (ما) في قول الله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ} وقوله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ} فإن لها هنا تأثيرًا في حسن النظم وتمكينًا للكلام في النفس، وبعدًا به عن الألفاظ المبتذلة، فعلى هذا لا يكون حشوًا لا يفيد ... ".
• عبد القاهر الجرجاني (471هـ):
تعرض باختصار لهذه المسألة في (أسرار البلاغة)، وخلاصة رأيه أن الزيادة المفيدة تعني انتقال الحرف من دلالته أو إيحائه الأصلي إلى دلالة أو إيحاء آخر.
• الزمخشري (538هـ):
تعرض في (الكشاف) لهذه المسألة في مواضعها، وجاء بفوائد ولطائف لا نكاد نجدها عند من سبقه؛ فهو لا يتوقف عند مجرد التوكيد كما يذكر السابقون، بل يبين الدلالة المتعلقة بكل موضع، ويربطها بالسياق، ويوضح فائدتها البلاغية.
• ابن الأثير (637هـ):
تعرض لهذه المسألة في المثل السائر فقال: " ... لو سلمت أن ذلك من المجاز لأنكرت أن لفظة (ما) زائدة لا معنى لها، ولكنها وردت تفخيمًا لأمر النعمة التي لان بها رسول الله له، وهي محض الفصاحة، ولو عري الكلام منها لما كانت له تلك الفخامة وقد ورد مثلها في كلام العرب ... وإنما جاءت لفظة (ما) ههنا تفخيما لشأن صاحب تلك الشيمة وتعظيما لأمره، ولو أسقطت لما كان للكلام ههنا هذه الفخامة والجزالة، ولا يعرف ذلك إلا أهله من علماء الفصاحة والبلاغة ... ومن ذهب إلى أن في القرآن لفظا زائدا لا معنى له فإما أن يكون جاهلا بهذا القول وإما أن يكون متسمحا في دينه واعتقاده، وقول النحاة إن (ما) في هذه الآية زائدة فإنما يعنون به أنها لا تمنع ما قبلها عن العمل، كما يسمونها في موضع آخر كافة أي أنها تكف الحرف العامل عن عمله؛ كقولك إنما زيد قائم، فما قد كفت (إن) عن العمل في زيد وفي الآية لم تمنع عن العمل ألا ترى أنها لم تمنع الباء عن العمل في خفض الرحمة".
• الزركشي (745هـ):
تعرض لهذه المسألة في (البرهان) تفصيلا في باب الحروف والأدوات.
وتعرض لها إجمالا في نوع أساليب القرآن فقال: "واعلم أن الزيادة واللغو من عبارة البصريين، والصلة والحشو من عبارة الكوفيين ... والأوْلى اجتناب مثل هذه العبارة في كتاب الله تعالى؛ فإن مراد النحويين بالزائد من جهة الإعراب لا من جهة المعنى ... وقد اختلف في وقوع الزائد في القرآن؛ فمنهم من أنكره؛ قال الطرطوسي في العمدة: زعم المبرد وثعلب ألا صلة في القرآن، والدهماء من العلماء والفقهاء والمفسرين على إثبات الصلات في القرآن، وقد وجد ذلك على وجه لا يسعنا إنكاره، فذكر كثيرا. وقال ابن الخباز في التوجيه: وعند ابن السراج أنه ليس في كلام العرب زائد؛ لأنه تكلم بغير فائدة وما جاء منه حمله على التوكيد. ومنهم من جوزه وجعل وجوده كالعدم وهو أفسد الطرق".
وبعد أن بينا بعض ما ورد عند علمائنا السابقين في هذا الباب نأتي إلى الرافعي:
فنجده يقول (في إعجاز القرآن والبلاغة النبوية ص 224 - 225): "ولما كان الأصل في نظم القرآن أن تعتبر الحروف بأصواتها وحركاتها ومواقعها من الدلالة المعنوية، استحال أن يقع في تركيبه ما يسوغ الحكم في كلمة زائدة أو حرف مضطرب أو ما يجري مجرى الحشو والاعتراض، أو ما يقال فيه إنه تغوث واستراحة كما تجد من كل ذلك في أساليب البلغاء، بل نزلت كلماته منازلها على ما استقرت عليه طبيعة البلاغة، وما قد يشبه أن يكون من هذا النحو الذي تمكنت به مفردات النظام الشمسي وارتبطت به سائر أجزاء المخلوقات صفة متقابلة بحيث لو نزعت كلمة منه أو أزيلت عن وجهها، ثم أدير لسان العرب كله على أحسن منها في تأليفها وموقعها وسدادها لم يتهيأ ذلك ولا اتسعت له اللغة بكلمة واحدة".
وإلى الآن فليس في كلام الرافعي جديد عما سطره القدماء.
ويقول بعد ذلك (ص 231 - 232):
(يُتْبَعُ)
(/)
"ثم الكلمات التي يظن أنها زائدة في القرآن كما يقول النحاة، فإن فيه من ذلك أحرفا: كقوله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ} وقوله {فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا} فإن النحاة يقولون إن (ما) في الآية الأولى و (أن) في الثانية زائدتان، أي في الإعراب، فيظن من لا بصر له أنهما كذلك في النظم ويقيس عليه، مع أن في هذه الزيادة لونا من التصوير لو هو حذف من الكلام لذهب بكثير من حسنه وروعته، فإن المراد بالآية الأولى تصوير لين النبي صلى الله عليه وسلم لقومه وإن ذلك رحمة من الله، فجاء هذا المد في (ما) وصفا لفظيا يؤكد معنى اللين ويفخمه، وفوق ذلك فإن لهجة النطق به تشعر بانعطاف وعناية لا يبتدأ هذا المعنى بأحسن منهما في بلاغة السياق، ثم كان الفصل بين الباء الجارة ومجرورها (وهو لفظ رحمة) مما يلفت النفس إلى تدبر المعنى وينبه الفكر على قيمة الرحمة فيه، وذلك كله طبعي في بلاغة الآية كما ترى.
والمراد بالثانية تصوير الفصل الذي كان بين قيام البشير بقميص يوسف وبين مجيئه لبعد ما كان بين يوسف وأبيه عليهما السلام وأن ذلك كأنه كان منتظرا بقلق واضطراب تؤكدهما وتصف الطرب لمقدمه واستقراره غنةُ هذه النون في الكلمة الفاصلة وهي (أن) في قوله (أن جاء).
وعلى هذا يجري كل ما ظن أنه في القرآن مزيد: فإن اعتبار الزيادة فيه وإقرارها بمعناها، إنما هو نقص يجل القرآن عنه، وليس يقول بذلك إلا رجل يعتسف الكلام ويقضي فيه بغير علمه أو بعلم غيره .. فما في القرآن حرف واحد إلا ومعه رأي يسنح في البلاغة، من جهة نظمه، أو دلالته، أو وجه اختياره، بحيث يستحيل البتة أن يكون فيه موضع قلق أو حرف نافر أو جهة غير محكمة أو شيء مما تنفذ في نقده الصنعة الإنسانية من أي أبواب الكلام إن وسعها منه باب. ولكنك واجد في الناس من ينقبض ذرعه ويقصر به علمه ولا يدع مع ذلك أن يقدم على الأمر لا يعرف من أين مُطَّلعه ومأتاه فيمضي القول على ما خيل؛ ويفتي بما اختال، ولا يمنعه تقصيره من أن يستطيل به ولا استطالته من أن يكابر عليها، ولا مكابرته من اللجاج فيها، فيخطئ صواب القول إن قال، ثم يخطئ الثانية في تصويب خطئه إن احتج، وما في الخطإ جهة ثالثة إلا أن يصر على الخطإ))
فهذا كل ما قاله الرافعي، وهو في مجمله ليس ببعيد عن كلام البلاغيين في هذه المسألة، فقد أخذ جل كلامه من ابن الأثير وابن سنان الخفاجي وغيرهما، كما ذكر د. فتحي عبد القادر في كتابه بلاغة القرآن في أدب الرافعي (ص 217).
ولكن الجديد الذي لم يُسبق إليه الرافعي -كما ذكرت د. هيفاء عثمان عباس- هو إضافته الرائدة لأثر الحرف الصوتي في إقامة المعنى، ومن ثم الحكم للحرف بالأصالة، فإن مثل هذا لا تلتقطه إلا أذن شديدة الإحساس بالصوت بالغة الدقة في استيعاب إشاراته وجرسه وأحواله.
ولا يفوتنا أن نشير إلى بعض الفوائد التي يذكرها العلماء للحروف الموسومة بالزيادة، فمنها:
1 - التأكيد. 2 - تنصيص العموم.
3 - التقليل. 4 - الجرس الصوتي.
5 - إفادة الفصل الزمني. 6 - الفصاحة.
... إلى غير ذلك من الفوائد التي تعرف من السياق.
والله تعالى أعلم.
وللتوسع في هذه المسألة ينظر:
1 - زيادة الحروف بين التأييد والمنع وأسرارها البلاغية في القرآن الكريم، دكتوراه، د. هيفاء عثمان عباس فدا.
2 - الزيادة في القرآن الكريم، ماجستير، الباحثة: سهير إبراهيم أحمد سيف.
3 - وينظر هنا ما كتبه علي النجدي ناصف:
- alukah.net/articles.
- alukah.net/articles.
انتهى.)
وعبارة الزركشي المشار إليها في البرهان هي قوله: ص 381 ج1في سياق حديثه عما ينبغي للمفسر مراعاته.
الثالث: تجنب لفظ الزائد في كتاب الله تعالى أو التكرار ولا يجوز إطلاقه إلا بتأويل كقولهم الباء زائدة ونحوه مرادهم أن الكلام لا يختل معناه بحذفها لا أنه لا فائدة فيه أصلا فإن ذلك لا يحتمل من متكلم فضلا عن كلام الحكيم
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن الخشاب في المعتمد اختلف في هذه المسألة فذهب الأكثرون إلى جواز إطلاق الزائد في القرآن نظرا إلى أنه نزل بلسان القوم ومتعارفهم وهو كثير لأن الزيادة بإزاء الحذف هذا للاختصار والتخفيف وهذا للتوكيد والتوطئة ومنهم من لا يرى الزيادة في شيء من الكلام ويقول هذه الألفاظ المحمولة على الزيادة جاءت لفوائد ومعان تخصها فلا أقضى عليها بالزيادة ونقله عن ابن درستويه قال والتحقيق أنه إن أريد بالزيادة إثبات معنى لا حاجة إليه فباطل لأنه عبث فتعين أن إلينا به حاجة لكن الحاجات إلى الأشياء قد تختلف بحسب المقاصد فليست الحاجة إلى اللفظ الذي زيد عندها ولا زيادة كالحاجة إلى الألفاظ التي رأوها مزيدة عليه وبه يرتفع الخلاف
وكثير من القدماء يسمون الزائد صلة وبعضهم يسميه مقحما ويقع ذلك في عبارة مستوية
وقال 79ج3
القسم السادس العشرون: الزيادة.
والأكثرون ينكرون إطلاق هذه العبارة في كتاب الله ويسمونه التأكيد. ومنهم من يسميه بالصلة ومنهم من يسميه المقحم.
قال ابن جنى: كل حرف زيد في كلام العرب فهو قائم مقام إعادة الجملة مرة أخرى وبابها الحروف والأفعال.
كقوله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ}. {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ}.
وقوله: {قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً} قيل: [كان] هاهنا زائدة وإلا لم يكن فيه إعجاز لأن الرجال كلهم كانوا في المهد، وانتصب [صبيا] على الحال.
وقال ابن عصفور: هي في كلامهم زيدت في وسط الكلام للتأكيد وهي مؤكدة للماضي في [قالوا].
ومنه زيادة [أصبح] قال حازم: إن كان الأمر الذي ذكر أنه فيه أصبح يكن أمسى فيه فليست زائدة وإلا فهي زائدة كقوله: أصبح العسل حلوا.
وأجاب الرماني عن قوله: {فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ} فإن العادة أن من به علة تزاد عليه بالليل يرجو الفرج عند الصباح فاستعمل [أصبح] لأن الخسران جعل لهم في الوقت الذي يرجون فيه الفرج فليست زائدة.
وهو معنى قول غيره إنها تأتي للدوام واستمرار الصفة كقوله تعالى: {فَأَصْبَحُوا لا يُرَى إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ}، {وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأَمْسِ}.
وأما قوله تعالى: {ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ} فهو على الأصل لظهور الصفة نهارا والمراد الدوام أيضا أي استقرت له الصفة نهاره.
واعلم أن الزيادة واللغو من عبارة البصريين والصلة والحشو من عبارة الكوفيين قال سيبويه عقب قوله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ}: إن [ما] لغو لأنها لم تحدث شيئا.
والأوْلى اجتناب مثل هذه العبارة في كتاب الله تعالى فإن مراد النحويين بالزائد من جهة الإعراب لا من جهة المعنى فإن قوله: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ} معناه: [ما لنت لهم إلا رحمة] وهذا قد جمع نفيا وإثباتا ثم اختصر على هذه الإرادة وجمع فيه بين لفظي الإثبات وأداة النفي التي هي [ما].
وكذا قوله تعالى: {إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ} فـ[إنما] ها هنا حرف تحقيق وتمحيق إن هنا للتحقيق وما للتمحيق فاختصر والأصل: [ما الله اثنان فصاعدا وأنه إله واحد].
وقد اختلف في وقوع الزائد في القرآن فمنهم من أنكره قال الطرطوسي في [العمدة]: زعم المبرد وثعلب ألا صلة في القرآن والدهماء من العلماء والفقهاء والمفسرين على إثبات الصلات في القرآن وقد وجد ذلك على وجه لا يسعنا إنكاره فذكر كثيرا.
وقال ابن الخباز في التوجيه: وعند ابن السراج أنه ليس في كلام العرب زائد لأنه تكلم بغير فائدة وما جاء منه حمله على التوكيد. ومنهم من جوزه وجعل وجوده كالعدم وهو أفسد الطرق.
وقد رد على فخر الدين الرازي قوله إن المحققين على أن المهمل لا يقع في كلام الله سبحانه فأما في قوله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ} فيمكن أن تكون استفهامية للتعجب والتقدير: فبأي رحمة؟ فجعل الزائد مهملا وليس كذلك لأن الزائد ما أتى به لغرض التقوية والتوكيد والمهمل ما لم تضعه العرب وهو ضد المستعمل وليس المراد من الزيادة حيث - ذكرها النحويون - إهمال اللفظ ولا كونه لغوا فتحتاج إلى التنكب عن التعبير بها إلى غيرها فإنهم إنما سموا [ما] زائدة هنا لجواز تعدى العامل قبلها إلى ما بعدها لا لأنها ليس لها معنى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما ما قاله في الآية: إنها للاستفهام التعجبي فقد انتقد عليه بأن قيل: تقديره: فبأي رحمة، دليل على أنه جعل [ما] مضافة للرحمة وأسماء الاستفهام التعجبي لا يضاف منها غير [أي] وإذا لم تصح الإضافة كان ما بعدها بدلا منها والمبدل من اسم الاستفهام يجب معه ذكر همزة الاستفهام وليست الهمزة مذكورة فدل على بطلان هذه الدعوى وسنبين في فصل زيادة الحروف الفائدة في ادخال [ما] ها هنا، فانظر هناك.
تنبيهات:.
الأول: أهل الصناعة يطلقون الزائد على وجوه: منها ما يتعلق به هنا وهو ما أقحم تأكيدا نحو: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ} {إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً} {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}. ومعنى كونه زائدا أن أصل المعنى حاصل بدونه دون التأكيد فبوجوده حصل فائدة التأكيد والواضع الحكيم لا يضع الشيء إلا لفائدة.
وسئل بعض العلماء عن التوكيد بالحرف وما معناه إذ إسقاط الحرف لا يخل بالمعنى؟ فقال: هذا يعرفه أهل الطباع إذ يجدون أنفسهم بوجود الحرف على معنى زائد لا يجدونه بإسقاط الحرف قال ومثال ذلك مثال العارف بوزن الشعر طبعا فإذا تغير البيت بزيادة أو نقص أنكره وقال: أجد نفسي على خلاف ما أجده بإقامة الوزن فكذلك هذه الحروف تتغير نفس المطبوع عند نقصانها ويجد نفسه بزيادتها على معنى بخلاف ما يجدها بنقضانه.
الثاني: حق الزيادة أن تكون في الحرف وفي الأفعال كما سبق وأما الأسماء فنص أكثر النحويين على أنها لا تزاد ووقع في كلام كثير من المفسرين الحكم عليها في بعض المواضع بالزيادة كقول الزمخشري في قوله تعالى: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا}: إن اسم الجلالة مقحم ولا يتصور مخادعتهم لله تعالى.
الثالث: حقها أن تكون آخرا وحشوا وأما وقوعها أولا فلا لما فيه من التناقض إذ قضية الزيادة إمكان اطراحها وقضية التصدير الاهتمام ومن ثم ضعف قول بعضهم بزيادة لا في قوله تعالى: {لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ}. وأبعد منه قول آخر: إنها بمعنى [إلا] والظاهر أنها ردا لكلام تقدم في إنكار البعث أي ليس الأمر كما تقولون ثم قال بعده: {أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ}،وعليه فيجوز الوقف على [لا] وفيه بعد. اهـ
ومما يذكر في هذا الباب أن الجرجاني نقل في أسرار البلاغة ص 419 عن الشيخ أبي علي الفارسي (أنه كان يقول في الكلمة إذا كانت تزول عن أصلها من وجه ولا تزول من آخر: [معتد بها من وجه، غير معتد بها من وجه] كما قال في اللام من قولهم لا أبا لزيد جعلها من حيث منعت أن يتعرف الأب بزيد معتداً بها ومن حيث عارضها لام الفعل من الأب التي لا تعود إلا في الإضافة نحو أبو زيد وأبا زيد غير معتد بها وفي حكم المقحمة الزائدة. وكذلك توصف لا في قولنا مررت برجل لا طويل ولا قصير بأنها مزيدة ولكن على هذا الحد فيقال هي مزيدة غير معتد بها من حيث الإعراب ومعتد بها من حيث أوجبت نفى الطول والقصر عن الرجل ولولاها لكانا ثابتين له).(/)
مدارسة حول فقرة من تفسير الماتريدى .. رجاء الافادة من المشايخ
ـ[بديع الزمان الأزهري]ــــــــ[11 Jul 2009, 06:50 م]ـ
يقول الماتريدى فى تفسير سورة النحل:
ثم قوله (والله جعل لكم من انفسكم ازواجا) وقوله فى اية اخرى (قوا أنفسكم) وقوله (ولا تقتلوا انفسكم) ونحوه ذكر الانفس فى كله .. ثم لم بفهم من الخطاب من هذا كله معنى واحدا وشيئا واحدا وان كان فى حق اللسان واللغة واحدا وان كان فى كل غير ما فهموا فى اخر. فهذا يدل أنه لا تفهم الحكمة والمعنى فى الخطاب بحق ظاهر اللسان واللغة ولكن بدليل الحكمة المجعولة فى الخطاب. ومن اعتقد فى الخطاب الظاهر حسم باب طلب الحكمة فيه والمعنى لأنه يجعل المراد منه الظاهر
فقد اشكلت على عبارة (الحكمة المجعولة فى الخطاب) هل يريد بها السياق بمعنى انه لا يجب النظر عند تفسير النص القرانى الة اللغة والظاهر فقط ولكن لا بد معهما من اعتبار السياق.
وقد حللت العبارة بهذا الشكل: الخطاب فيه حكمة. والحكمة هى وضع الشيء فى موضعه. فالخطاب القرانى كل كلمة فيه موضوعة فى موضعها الذى به تختلف لو وضعت فى موضع اخر والا لانتفت الحكمة. فالكلمة لها معنى فى سياقها يختلف ذالك المعنى لو وضعت فى سياق اخر اذ موضعها فى كل يختلف بحسب الحكمة. ارجو من الاخوة الاكارم تصويب الفهم او تسديده ..
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[11 Jul 2009, 10:32 م]ـ
ظاهر الكلام، أنه جعل [الحكمة المجعولة في الخطاب]، أمرا زائدا على ما تقتضيه الأوضاع والدلالات اللغوية. وجعل معرفة هذه الحكمة عليها المدار والمعول في رصد الدلالات المختلفة، والتمييز بينها في لغة الكتاب.
ويبدو لي أن الحكمة في قوله [الحكمة المجعولة في الخطاب] يريد بها المقصد المجعول في الكلام، ويكون المعنى: أنه ينبغي أن يكون نظر المفسر متجها إلى المقصود من القول، وأن النظر إليه يعين في تبين دلالات الألفاظ، أما النظر المجرد عن اعتبار المقصد، فهو حري أن يجعل صاحبه متخبطا في تفسير المعاني، بحيث تشتبه عليه،
ويؤيد هذا قوله بعد ذلك:
ومن اعتقد فى الخطاب الظاهر حسم باب طلب الحكمة فيه [أي الحكمة المتوخاة التي قصدها المتكلم] والمعنى لأنه يجعل المراد منه الظاهر.
والله أعلم بالصواب.
ـ[بديع الزمان الأزهري]ــــــــ[26 Jul 2009, 03:40 م]ـ
جزاكم الله خيرا أستاذنا الدكتور: عدنان أجانة
قرأت كلامكم واستفدت منه ..
ثم عرض لى قوله بعد ذالك فى سورة النحل أيضا 3/ 119 و120 عند قوله تعالى (فإذا قرأت القران فاستعذ بالله) قال رحمه الله:
((ثم فى هذه الاية وفى غيرها من قوله (فإذا قمتهم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم) لم يفهم أهلها منها التعوذ على ظاهر المخرج ولكن فهموا على مخرج الحكمة لأن ظاهر المخرج أن يفهم التعوذ بعد الفراغ من القراءة وكذالك يفهم من الامر بالقيام الى الصلاة الوضوء بعد القيام اليه ثم لم يفهموا فى هذا ونحوه هذا ولكن فهموا إذا أردت قراءة القران فاستعذ بالله وكذالك فهموا من قوله (إذا قمتم) أى اذا اردتم القيام الى الصلاة فاغسلوا كذا، ولم يفهمواكل قيام إنما فهموا قياما دون قيام أى اذا ارتم القيام الى الصلاة وأنتم محدثون.
وفهموا من قوله (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض) وفهموا من قوله (فإذا طعمتم فانتشروا) وكذالك فهموا من قوله (فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله) الفراغ منها.
دل أن الخطاب لا يوجب المراد والفهم على ظاهر المخرج ولكن على مخرج الحكمة والمعنى)) أهـ
والسؤال سيدى: هل الكلام المذكور يؤيد ما ذكرتموه من أن المراد من (الحكمة): المقصود من الكلام أو يجعل المراد منها فى كلامه رحمه الله ما هو مرادف للمعنى فتكون الحكمة من الكلام هى بعينه معناه أو يرشح ما قلته سابقا من أن المراد منها السياق؟
واذا كان يؤيد ما ذكرتموه أرجو التوضيح؟ واذا لم يكن فكيف يفهم الكلام السابق الذى نقلته من قبل؟
مع خالص الاحترام
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[26 Jul 2009, 10:21 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
شكر الله لكم حضرة الباحث الفاضل، والنص الذي نقلتموه مشكورين، فيه مشابهة للنص الأول الذي سألتم عنه، والفكرة فيهما واحدة، وهي أن الإمام الماتريدي يجعل عملية فهم الدلالة تعتمد على أمر زائد على مقتضى اللفظ وحده، ويجعل الفهم السليم لآي الكتاب، هو المعتمد على الدلالة اللغوية، مع ما تقتضيه الحكمة والمعنى، وعطفه المعنى على الحكمة، مؤذن بأن بينهما علاقة وطيدة، وإذا اعتبرنا أن الأصل في العطف أن يقتضي المغايرة، كانت الحكمة عنده دالة على غير المعنى،
وأظن أن هذا النص الذي ذكرتم، يؤيد ما قلته سلفا من أن الحكمة تشبه أن تكون عنده بمعنى القصد من الكلام.
ودليل ذلك انه ذكر أمثلة لم يأت فيها التفسير على وفاق الظاهر، بل على المعنى والقصد.
وتأمل قوله "مع تصرف في النص": (فإذا قمتهم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم) لم يفهم أهلها منها ظاهر المخرج، [أي ظاهر التركيب] ولكن فهموا على مخرج الحكمة [أي القصد المراد من الكلام] لأن ظاهر المخرج [أي ظاهر التركيب اللغوي] يقتضي: أن يفهم من الامر بالقيام الى الصلاة، الوضوء بعد القيام إليه. ثم لم يفهموا [أي أهل التفسير] فى هذا [التركيب] ونحوه هذا [المعنى] ولكن فهموا [معنى آخر لا يدل عليه التركيب وهو] إذا قمتم أى: إذا أردتم القيام إلى الصلاة فاغسلوا كذا، ولم يفهموا كل قيام إنما فهموا قياما دون قيام، أى إذا اردتم القيام الى الصلاة وأنتم محدثون. اهـ
إذا كيف فهم المعنى من الآية؟ فهم المعنى عندما اعتبرنا قصد الشارع وحكمته من هذا القول، وأنه لا يريد به إيقاع الوضوء بعد الصلاة، بل إيقاع الوضوء قبل الصلاة.
فالماتريدي رحمه الله بهذا البيان، يحيلنا على كيفية فهم الدلالة من آي الكتاب، وعلى أي وجه تكون، كما يحيلنا على آلية مهمة جدا، وهي معرفة القصد، الذي بموجبه تتأطر عملية الدلالة وتستقيم.
ومما يساعد على هذا المذهب: أن الماتريدي يعرف التفسير بأنه: [القطعُ على أن المرادَ من اللفظ هذا، والشهادةُ على الله سبحانه وتعالى أنه عنَى باللَّفظِ هذا]
وكأني به في كتابه التفسير، يؤصل لكيفية استنباط الدلالة على وجه يحصل معه القطع، ولما كان ذلك غير ممكن اعتمادا على التراكيب اللغوية فقط، نص في مواضع من كلامه، على أهمية اعتبار القصد، أو الحكمة من الخطاب، لتضمن سلامة التفسير، من التعسف والحمل على غير المراد.
أما فيما يتعلق بالسياق، ففكرة السياق كانت قبل الإمام الماتريدي بزمن، وكانت مطبقة باعتبارها منهجا فعالا في كشف الدلالة وتحديدها، وقد اعتمد المفسرون قديما على بعض الظواهر السياقية، كالأشباه والنظائر وأسباب النزول، والمناسبات، ونحو ذلك.
ويمكن إدراج اعتبار القصد من الكلام، في السياق المقاصدي، وهو: النظر إلى الآيات القرآنية من خلال مقاصد القرآن والرؤية القرآنية العامة للموضوع.
والله أعلم
ـ[بديع الزمان الأزهري]ــــــــ[27 Jul 2009, 12:57 ص]ـ
جزاكم الله خيرا استاذنا
اذا:
فالحكمة المجعولة فى الخطاب والتى يفهم التركيب/ الظاهر فى ضوئها أو من خلالها هى = المقصود من الكلام ..
اذا كان كذالك:
فكيف نصف العلاقة بين المقصود من الكلام ومعنى الكلام؟
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[27 Jul 2009, 12:49 م]ـ
[فكيف نصف العلاقة بين المقصود من الكلام ومعنى الكلام؟]
أما القصد، فهو الإطار الذي يحدد المعنى ويوجهه. وأما المعنى فهو ما يفهم من التركيب والعبارات، على ضوء القصد.
وفكرة القصد تجدها جلية عند النحاة، الذين اشترطوا القصد في الكلام،
قال ابن آجروم: الكلام هو اللفظ المركب المفيد بالوضع.
فدل قوله المفيد على ما كان مفيدا للمعنى.
وقوله: بالوضع على ما كان مقصودا.
فيكون القصد هو الغرض الذي قصد المتكلم الإبانة عنه، بألفاظ وعبارات تفهم منها معان معينة،
وتعرف مقاصد القرآن الكريم، بتتبع مجاري عاداته في الاستعمال، وبتتبع النظائر،
[وإذا رجعنا إلى نص الماتريدي، نجده يقول:" وفهموا من قوله (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض) وفهموا من قوله (فإذا طعمتم فانتشروا) وكذالك فهموا من قوله (فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله) الفراغ منها"] اهـ
فقد استحضر بعض النظائر، ليثبت بها عادة من عادات القرآن في التعبير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إن المعنى قد يكون صحيحا والقصد باطلا، ومن هذا الباب الكلمة المشهورة من قول علي رضي الله عنه: "كلمة حق أريد بها باطل" فمعنى ما قالوه من تحكيم الشرع معنى صحيح في نفسه، لكن عارضه قصد باطل.
فالقصد إذا هو الذي يضمن لنا سلامة المعنى، ومقاصد كل كلام بحسبه.
والله أعلم.
ـ[بديع الزمان الأزهري]ــــــــ[29 Jul 2009, 11:22 م]ـ
شكر الله لكم استاذنا الفاضل
ان كلامكم عن فكرة القصد من الكلام التى اعتبرها الماتريدى رحمه الله وجعل التفسير مبنيا على اساسها أو هى على الاقل معلم من معالم منهجه فى التفسير نبهنى الى طريقة يذكرها الماتريدى كثيرا فى تفسيره للايات ويستخدم فى ذالك لفظة (التخريج) فيقول مثلا: يخرج على العتاب أو يخرج على التوبيخ أو التذكير ويذكر ما أسميته أنا خلال قراءتى لتفسيره تأويل التأويل أى ما يؤول اليه الكلام بعد تفسيره ....
ولإكمال هذه المدارسة الممتعة أسألكم -سيدى - سؤالين:
الاول:
قلتم فضيلتكم: فالماتريدي رحمه الله بهذا البيان، يحيلنا على كيفية فهم الدلالة من آي الكتاب، وعلى أي وجه تكون، كما يحيلنا على آلية مهمة جدا، وهي معرفة القصد، الذي بموجبه تتأطر عملية الدلالة وتستقيم.
ومما يساعد على هذا المذهب: أن الماتريدي يعرف التفسير بأنه: [القطعُ على أن المرادَ من اللفظ هذا، والشهادةُ على الله سبحانه وتعالى أنه عنَى باللَّفظِ هذا]
وكأني به في كتابه التفسير، يؤصل لكيفية استنباط الدلالة على وجه يحصل معه القطع، ولما كان ذلك غير ممكن اعتمادا على التراكيب اللغوية فقط،
الا ترى معى استاذنا أن معرفة قصد المتكلم أمر نسبى جدا - وفيه قدر كبير من الاجتهاد واعمال العقل - بخلاف الظاهر الذى يبنى على قواعد ودلالات لغوية معلومة فالقطع بالمعنى بمجرد الظاهر أوثق منه بناء على فكرة قصد المتكلم، فكيف يؤصل لكيفية استنباط الدلالة على وجه يحصل معه القطع مع ذالك؟
الثانى: اذا اردنا التوسع فى فكرة قصد المتكلم وأهميتها فى فهم المراد بحيث يكون فهمك السامع مطابقا للواقع ونفس الأمر .. فما المراجع التى يمكن الرجوع اليها غير المراجع اللغوية؟
لك تحياتى واحترامى
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[12 Aug 2009, 02:19 ص]ـ
معرفة قصد المتكلم ليس بالأمر النسبي جدا كما ذكرتم، بل هو إلى الضبط والظهور أقرب منه إلى الخفاء والنسبية.
وبيان ذلك ان معرفة قصد المتكلم هو الغرض الأعلى الذي يسعى إليه من يفسر نصا معينا، ومثال ذلك من التفسير، أن المفسر لكي يصل إلى المقصود من الآية، فهو ينظر في ألفاظها وتراكيبها، وما يستدعيه ذلك من النظر في النحو واللغة ومناهج الاستنباط. لكن أهم ما يفعله، أو ينبغي أن يفعله المفسر، هو التنبه إلى المفردات التي ذكرت في الآية، ودلالتها في القرآن كيف هي؟ أي كيف يستعملها القرآن؟ [واعتبر في هذا الباب بفن الأشباه والنظائر] مع استصحاب مقاصد القرآن، ومناسبات الآيات.
وأنت خبير بأن مثل هذا النظر، كفيل أن يوصل الناظر إلى مقصود القرآن، ضامن مصداقية أوفر للتفسير، وحظا أكبر من السداد.
بمعنى آخر: أن مقصود المتكلم، يساعد في فهمه عناصر متعددة، لغوية ومقامية، تعمل مجتمعة على رصد المقصود، وبيان المراد. واجتماع هذه العناصر هو الذي يعطيها قوة القطع.
أما إذا أردتم التوسع فى فكرة قصد المتكلم وأهميتها فى فهم المعنى. فإنك واجد من كتب الأصول وعلوم القرآن أبوابا تعينك على هذا، كما أن الكتب المؤلفة في هذه المباحث مفيدة مثل كتاب:
مقاصد القرآن للدكتور عبد الكريم حامدي.
وإن شئت أن تستعين بما كتب في هذا المجال في الدراسات اللسانية المعاصرة، فأفضل من وقفت له على بحث في هذا المجال: الدكتور محمد محمد يونس علي في كتابه "علم التخاطب الإسلامي" ففيه فصل نافع عن هذا الموضوع بخصوصه. كما يمكن أن تستعين بما كتبه "بول غرايس" أيضا في نظرية الاستلزام التخاطبي، فهي مفيدة في هذا الباب.
لكن مراجع الأصول وعلوم القرآن، هي الأقرب لموضوعك لأنها تتحدث عن مقاصد القرآن وطرائق خطابه بالأساس.
ودمتم بخير.
ـ[بديع الزمان الأزهري]ــــــــ[22 Aug 2009, 12:15 ص]ـ
جزاكم الله خيرا الاستاذ الدكتور الفاضل
فقد استفدت من المدارسة معكم .. وقد وجدت جزءا كبيرا من بغيتى حول فكرة قصد المتكلم مما سطره علماؤنا رحمهم الله فى علم المعانى خاصة عند حديثهم عن الخبر وأغراض الخبر وأضربه والانشاء بنوعيه الطلبى وغير الطلبى وما يتضمنه من أمر ونهى واستفهام والاغراض البلاغية لكل منها .. الخ .. وبالجملة فعلم المعانى تكفل بهذه المهمة على أحسن ما يكون أما الدراسات اللسانية المعاصرة فما زلت أطالع فيها وان كنت أشك فى اتيانها بجديد عما سطر فى علم المعانى .. ولله الحمد أولا واخرا ..
ولكم منى أجمل التحية مع رجاء التواصل معكم فى مدارسات أخرى
تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وسائر الأعمال
ورمضان كريم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بديع الزمان الأزهري]ــــــــ[03 Sep 2009, 05:51 ص]ـ
الاستاذ الفاضل
يقول الماتريدى عند قوله تعالى (والله يعلم وانتم لا تعلمون) من سورة النور: أى يعلم حقائق الأشياء وانتم لا تعلمون حقائقها وفيه: دلالة تعليق الحكم بالظواهر دون تعليقه بالحقائق
فكيف يتسق هذامع ما قاله سابقا؟
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[03 Sep 2009, 06:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله.
قول الماتريدي في قوله تعالى: (والله يعلم وانتم لا تعلمون): أى يعلم حقائق الأشياء وانتم لا تعلمون حقائقها. وفيه [أي وفي هذا الخبر الذي تضمتنه الآية وجه من الدلالة مستفاد منها. وهو:] دلالة تعليق الحكم بالظواهر، دون تعليقه بالحقائق [أي أن الحكم قد يتعلق بظاهر الشيء وما يبدو منه، دون أن يتعلق بحقيقته. ويدل على هذا قصة أصحاب الإفك التي تخرص فيها المتخرصون، وعلق الحكم فيها ناس على ما بدا لهم من الظاهر، تماشيا مع مقولة المنافقين والمرجفين. ولكن هذا الحكم كان عريا عن الصواب، بعيدا عن الحق، لأن حقيقة الأمر هو عفة الصديقة وطهارتها، وعفة بيت النبوة وعصمته من هذه السفاسف.
فجاء تأديب الله للمرجفين، بأنهم لم يعلموا حقيقة الأمر، وإنما جرى على لسانهم الإفك والبهتان، دون أثارة من علم. بل قصارى أمرهم هو التعلق بالظواهر. وليس لهم من معرفة الحقيقة شيء، وهذا كما قال تعالى: (ولكن أكثر الناس لا يعلمون، يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا .. ) سورة الروم، فهؤلاء تعلق حكمهم بالظواهر، ولم يتعلق بالحقائق.
وراجع تفسير الماتريدي لآية الروم التي سلف ذكرها. وانظر ما يقول هناك.
هذا ما فهمته من كلام الماتريدي رحمه الله.
ودمتم.
ـ[بديع الزمان الأزهري]ــــــــ[03 Sep 2009, 11:17 م]ـ
لآ أدرى .. أنا فهمت شيئا آخر وهو أنه يصح تعلق الحكم بالظاهر فقط خاصة وأنه لم يعلق بعده بشيئ (وفيه دلالة تعليق الحكم بالظواهر دون تعليقه بالحقائق) .. وسكت
بمعنى: أن من علق الحكم على الظاهر فقط دون علمه بالحقيقة التى وراء الظاهر فهو معذور و تعليقه الحكم على الظاهر فقط صحيح ولا شيئ فيه طالما لا يعلم الحقائق أو لم تصل اليه بدليل أن الحد لم يقم على من خاض فى الافك الا بعد نزول الايات
فما رأيكم أستاذنا الفاضل فى هذا؟
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[04 Sep 2009, 12:47 ص]ـ
شكر الله لكم،
ولكن الذي منعني من أن أذهب هذا المذهب في الرأي،
أن نظم الآية دال على إثبات العلم لله، ونفيه عن الناس،
(والله يعلم وأنتم لا تعلمون) وما دام قد نفى العلم عنهم، فهذا حكم بنفي مصداقية هذا العلم، ونفي ما يترتب عليه من أحكام، والله أعلم
وإن كان ظاهر كلام الماتريدي يقتضي ما ذكرته.
وأرجو إن كان في كلام الماتريدي تتمة أن تنقلها فلعل فيها فضل بيان.
أما تعلق الحكم بالظاهر، فهذا أمر عليه العمل في كثير من أبواب الفقه، وقد أصلوا له بما أخرجه البخاري وغيره: "إنما أقضي بنحو مما أسمع".
ومنه الخبر المشهور على الألسنة: "نحن نحكم بالظاهر والله يتولى السرائر". لكنه لا يثبت عند اهل العلم بالنقل.
ويبقى النظر في كلام الماتريدي هل يحتمل هذا المعنى، وبالمدراسة يتضح المحتمل إن شاء الله.
ودمتم.
ـ[بديع الزمان الأزهري]ــــــــ[04 Sep 2009, 01:56 ص]ـ
أستاذنا الفاضل
ليس فى كلام الامام الماتريدى تتمة فلم يزد عما ذكرته هنا
نعم العلم الحقيقى عند الله وهو منفى عن الناس فى ظاهر الآية لكن لا تنتفى كل معرفة أو علم ليس مصدره الله تعالى ولا ينتفى ما يترتب عليه من أحكام وشواهد ذالك كثير لا يحصى
وأظن أن الامام رحمه الله يريد أن يقول: ان حقائق الأمور وان كانت عند الله فانه اذا لم يأت بيان عن الله فعندها يصح تعليق الحكم على الظاهر. أما إن أتانا البيان عنه تعالى بخلاف ما يظهر لنا فعندها ينبغى التسليم لأمره تعالى وان كان بخلاف الظاهر لأنه تعالى (يعلم وأنتم لا تعلمون)
فهل توافقون على ذالك بارك الله بكم؟
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[04 Sep 2009, 04:15 ص]ـ
نعم حضرة الباحث المحترم،
الأمر على ما وصفت. ولكن ينبغي أن نتنبه هنا إلى مقامين مختلفين.
المقام الأول: وهو الذي وردت فيه الآية، وهو الحكم المستند إلى الظاهر الذي لا سند له ولا حجة، وإنما هو قول ملقى بلا بينة، وحكم بلا برهان. وتقول وافتيات، وإلقاء بالتهم ووصم الأبرياء بها رجما بالغيب، وتخرصا وافتراء. فهذا المقام، هو الذي جاء التأديب الإلهي فيه بقوله تعالى: (والله يعلم وأنتم لا تعلمون). فكانت هذه الآية تكميما للأفواه المتخرصة، وحفظا للمجتمع المسلم أن تعصف به الشائعات المبنية على ظاهر متوهم.
المقام الثاني: وهو الاعتماد على الظاهر المبني على القرائن والاعتبار بالأحوال، فهذا أمر زكته الشريعة واعتبرته، بل وبنت عليه كثيرا من أحكام الفقه والقضاء والمعاملات، وهذا يخالف ما تقدم من المقام الأول، من كونه ليس اتكالا على الظاهر فقط. بل هو اعتبار لما يصحب الظاهر من قرائن من شأنها أن يحتج بمثلها، وإعمال لها في تقوية الظواهر التي تصاحبها.
وبهذا تكون الآية واردة في سياق التأديب ووضع السياج الحامي لبيضة المجتمع المسلم.
بينما يحمل غيرها من الآيات القاضية باعتماد الظواهر، على اعتبار ما يصاحبها من قرائن وأمارات. وتوظيفها في تقوية الظاهر.
ودمتم بخير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بديع الزمان الأزهري]ــــــــ[04 Sep 2009, 05:42 م]ـ
الأستاذ الفاضل:
جاء فى تفسير الماتريدى الامام عليه الرحمة ما يعد توضيحا وشرحا وبيانا لمقولته السابقة وذالك بعد ايات فى نفس السورة حيث جاء عند قوله تعالى (فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا) .. ما يلى
(وفى قوله تعالى " وكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا " دلالة القول بعلم العمل على ظاهر الأسباب دون تحقيق العلم به حين قال " ان علمتم فيهم خيرا " وإنما يوصل ما ذكر من الخير بأسباب تكون لهم على نحو ما ذكروا فيه من الحرفة والوفاء وأداء الأمانة وأمثاله. وتلك أسباب توصل الى الخير على أكبر الظن والعلم لا على الحقيقة. وفيه دلالة العمل بالاجتهاد على ما يرى بهم من مظاهر الأسباب. والله أعلم) انتهى
وقوله الأخير: (وفيه دلالة العمل بالاجتهاد على ما يرى بهم من مظاهر الأسباب) يؤكد ما قلتموه فضيلتكم من وجوب التفرقة بين ما يبنى على الظاهر مع وجود قرينة دالة من جهة وما لا قرينة عليه من جهة أخرى .. اذ اجتهاد المجتهد فى الحكم الشرعى لا يكون من الهواء أو اتيا من الفراغ بل لأدلة كثيرة تشبعت بها نفس المجتهد من علم بمقاصد الشرع وتخريج على مسائل اخرى .. الخ
وبناء على ذالك يكون معنى العبارتين: صحة العمل يالظاهر ما توفرت القرائن ..
فما قولكم؟
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[04 Sep 2009, 06:06 م]ـ
نعم ذلك كذلك.
وما ذكرته –مشكورا- يفسر ما سبق. وهو اعتماد الأسباب الظاهرة، واعتبار القرائن والأحوال. التي تفضي إلى غلبة الظن ورجحانه.
والظن المعمول به في هذا الباب. هو المبني على الأسباب الحقيقية وليس المتوهمة، وعلى الأسباب التي من شأنها أن يحتج بها في تلك المسألة بخصوصها. وأن يكون النظر فيها صادرا ممن عنده أهلية النظر في الأسباب ومراتبها. فإذا ما اعتبر هذا فإن الحكم المبني على الظن المعتمد على هذه الأسباب، حكم معتبر شرعا. وقد بنوا عليه كثيرا من أبواب الفقه كما تقدم. وفي كلام الماتريدي رحمه الله بعض الأمثلة على الأسباب الموجبة للظن الغالب في باب مكاتبة الأرقاء.
لكن يبقى النظر في الآية المتقدمة (والله يعلم وأنتم لا تعلمون) فيحمل على محمل التأديب، والإرشاد إلى التثبت والأناة، وعدم التسرع في الأخذ بالظواهر،
ودمتم بخير.
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[04 Sep 2009, 06:11 م]ـ
"وبناء على ذالك يكون معنى العبارتين: صحة العمل يالظاهر ما توفرت القرائن"
نعم، هذا التوجيه صحيح.
حيث يحمل كلام الماتريدي، في تفسير الآية الأولى، القاضي باعتماد الظواهر، وهو كلام عام، يحمل على التفصيل الذي ذكره في آية المكاتبة.
ـ[بديع الزمان الأزهري]ــــــــ[13 Sep 2009, 03:19 ص]ـ
الاستاذ العزيز
ورد كلام فى تفسير الماتريدى استشكل على جدا ولا أدرى حقيقة فى أى اطار يمكن أن يوضع .. أورده لكم هنا للاستفادة منكم
فى تفسر سورة النمل عند قوله تعالى (إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ) قال:
{وقال فى اية أخرى (إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى) .. وقال فى اية أخرى (إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ)
ذكر على التقديم والتأخير على اختلاف الالفاظ والحروف، والقصة واحدة، والممتحن بذالك موسى لا غيره. فهذا يدل أن ليس على الناس تكلف حفظ الالفاظ والحروف بلا تقديم ولا تأخير ولا تغيير بعد أن أصابوا المعنى المودع فيها، أعنى فى الالفاظ، وحفظوها من غير تغيير يدخل فى المعنى المودع، اذ قصة موسى هذه وغيرها من قصص الأنبياء صلوات الله عليهم ذكرت فى الكتاب على التقديم والتأخير على اختلاف الالفاظ والحروف فى كثير من الاحكام فى الشهادات والاخبار وغيرها، انما عليهم اصابة المعنى} أهـ
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[13 Sep 2009, 04:17 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله.
ما ذكره الإمام الماتريدي، رحمه الله، هو جواب منه لسؤال وارد على القصة، تقديره: ما وجه إيراد قصة موسى عليه السلام، في مواضع من الكتاب، بعبارات مختلفة، مع أن القصة واحدة؟
وجوابه رحمه الله في محله. وبيان ذلك.
أن الأصل في اللفظ أنه جيء به لغرض الإفهام، فهو سيلة لا غاية. وما دام الأمر كذلك فينبغي أن ينزل عند هذه المنزلة ولا يتعداها.
ومما تقتضيه هذه المنزلة، أن لا يطلب اللفظ لذاته، وأن يكون النظر متوجها إلى المعنى مصروفا إليه، لا يثني الناظر عن المعنى اللفظ الموضوع له، وإلا دخل الضيم على المعنى وذهب من تفهمه مقدار ما انصرف إلى اللفظ من النظر.
وهذه القاعدة معمول بها في مواضع. وقد احتج لها الماتريدي رحمه الله، بقضية التكرار، التي كانت موجبة لاتحاد اللفظ بسبب اتحاد مخرجها. لكن لما جاء الأمر على خلاف ذلك، كان ذلك دليلا على ما ذكره الماتريدي رحمه الله من عدم الاعتداد باللفظ متى ما فهم المعنى.
وقريب من هذا قول الأصوليين: العبرة في العقود للمقاصد والمعاني لا للألفاظ والمباني.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[13 Sep 2009, 04:21 ص]ـ
وما ذكره الماتريدي رحمه الله، يجري على سنن العرب في الخطاب ومعهودها في الكلام، وقد قرر هذه القاعدة بتفصيل الإمام أبو إسحاق الشاطبي في موافقاته: فإنه ذكر عند حديثه عن أمية الشريعة، وأن معانيها تنزل على المعاني الجمهورية المشتركة، المعهودة من لسان العرب، قال رحمه الله: [ج2ص68 طبعة دراز]
"معهود العرب أن لا ترى الألفاظ تعبدا عند محافظتها على المعاني، وإن كانت تراعيها أيضا، فليس أحد الأمرين عندها بملتزم، بل قد تبنى على أحدهما مرة، وعلى الآخر أخرى، ولا يكون ذلك قادحا في صحة كلامها واستقامته.
ثم ذكر أن من أدلة ذلك: أن العرب من شأنها الاستغناء ببعض الألفاظ عما يرادفها أو يقاربها، ولا يعد ذلك اختلافا ولا اضطرابا إذا كان المعنى المقصود على استقامة، والكافي من ذلك نزول القرآن على سبعة أحرف، كلها شافٍ كافٍ، وفي هذا المعنى من الأحاديث وكلام السلف العارفين بالقرآن كثير، وقد استمر أهل القراءات على أن يعملوا بالروايات التي صحت عندهم مما وافق المصحف، وأنهم في ذلك قارئون للقرآن من غير شك ولا إشكال، وإن كان بين القرائتين ما يعده الناظر ببادئ الرأي اختلافا في المعنى؛ لأن معنى الكلام من أوله إلى آخره على استقامة لا تفاوت فيه بحسب مقصود الخطاب، كـ: {مَالِكِ} و "مَلِكِ" [الفاتحة: 4]. ... إلى كثير من هذا لأن جميع ذلك لا تفاوت فيه بحسب فهم ما أريد من الخطاب، وهذا كان عادة العرب.
ألا ترى ما حكى ابن جني عن عيسى بن عمر، وحكى عن غيره أيضا، قال: سمعت ذا الرمة ينشد:
وظاهر لها من يابس الشخت واستعن///عليها الصبا واجعل يديك لها سترا
فقلت: أنشدني: "من بائس"، فقال: "يابس" و"بائس" واحد.
فأنت ترى ذا الرمة لم يعبأ بالاختلاف بين البؤس واليبس، لما كان معنى البيت قائما على الوجهين، وصوابا على كلتا الطريقتين، وقد قال في رواية أبي العباس الأحول: "البؤس واليبس واحد"، يعني: بحسب قصد الكلام لا بحسب تفسير اللغة.
وعن أحمد بن يحيى، قال: أنشدني ابن الأعرابي:
وموضع زير لا أريد مبيته///كأني به من شدة الروع آنس
فقال له شيخ من أصحابه: ليس هكذا أنشدتنا، [وإنما أنشدتنا]: "وموضع ضيق" فقال: سبحان الله! تصحبنا منذ كذا وكذا ولا تعلم أن الزير والضيق واحد؟!
وقد جاءت أشعارهم على روايات مختلفة، وبألفاظ متباينة، يعلم من مجموعها أنهم كانوا لا يلتزمون لفظا واحدا على الخصوص، بحيث يعد مرادفه أو مقاربه عيبا أو ضعفا، إلا في مواضع مخصوصة لا يكون ما سواه من المواضع محمولا عليها، وإنما معهودها الغالب ما تقدم." اهـ
وهذا كلام نفيس، يفسر لنا ما قصده الماتريدي رحمه الله، وينسجم مع فكرة القصد التي تقدمت، وأن لا عبرة للمباني، إذا ما عرفت المقاصد والمعاني.
فهذا هو الإطار الذي يمكن أن نضع فيه كلام الماتريدي، وهو منسجم مع فكرته التي دعا إليها، وهي: مراعاة الحكمة من القول، دون النظر المجرد في الألفاظ.
هذا ما بدا لي من تفسير كلام الماتريدي والله أعلم.
ودمتم بخير.
ـ[بديع الزمان الأزهري]ــــــــ[02 Oct 2009, 09:06 ص]ـ
لقد تبادر الى ذهنى معنى فاسدا لا اعتقد ان الامام الماتريدى قصده الا وهو: جواز قراءة وحفظ القران بالمعنى .. وهو أمر فى غاية الخطورة والفساد وهو ما جعلنى استشكل هذا الكلام ولو رجعت الى كلامه الذى نقلته لك غير مامور لشعرت بذالك
لكم منى الود والاحترام
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[02 Oct 2009, 05:53 م]ـ
ما فهمتموه من كلام الماتريدي رحمه الله غير وارد.
لأن القرآن متعبد بلفظه، وهذه قاعدة مقررة عند جميع أئمة الإسلام، ولم يقل أحد بجواز قراءة القرآن بالمعنى والتصرف فيه، والماتريدي يعلم هذا ولا شك، لكونه مما يعلم ضرورة في أصول الدين. وقوله الذي أشكل عليكم هو:" فهذا يدل أن ليس على الناس تكلف حفظ الالفاظ والحروف بلا تقديم ولا تأخير ولا تغيير بعد أن أصابوا المعنى المودع فيها"
فحديثه هنا حديث مرسل، لا يقصد به القرآن، بل يقصد به الاحتجاج بصنيع القرآن على جواز هذا الأمر، ولعل القاعدة الفقهية "العبرة في العقود للمقاصد والمعاني لا للألفاظ والمباني" يستند في تأصيلها إلى مثل ما قرره الماتريدي رحمه الله. فيكون تخريج القول على ما سبق النقل فيه من كلام الشاطبي رحمه الله. ويكون هذا هو الإطار الذي يندرج فيه كلام الماتريدي
والله أعلم.
ـ[بديع الزمان الأزهري]ــــــــ[06 Nov 2009, 10:58 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفعنا بكم
ولى عودة ان شاء الله تعالى ان لم يكن فى هذا ما يزعجكم
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[06 Nov 2009, 05:33 م]ـ
حياكم الله وبياكم. وباب المدارسة مفتوح لقاصديه. وأعانكم الله فيما أنتم بصدده من البحث.(/)
سؤال عن الشعراوي و كشك رحمهما الله رحمة واسعة ..
ـ[طالبة العلم .. ]ــــــــ[12 Jul 2009, 06:45 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعرف أن الشعراوي صوفي لكن لا يمنع أن يسمع منه تفسير القرآن والاستفاده ..
لكن العجيب أن أقرأ في أحد المواقع رجل يسب كشك!! و الشعراوي و ويصفهما بالجهل المركب في الحديث ..
هل كلامه صحيح؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Jul 2009, 03:49 م]ـ
الشيخان محمد الشعراوي وعبدالحميد كشك رحمهما الله رحمة واسعة من أهل العلم الفضلاء الذين نفع الله بعلمهما أمماً كثيرة، وليسا بمعصومين. والوقوع في أعراضهما مُحرَّم، والكمال فيهما أو في غيرهما من أهل العلم غير ممكن. فلا ينبغي الخوض في أعراضهما وتنقصهما بحجة أن بضاعتهما في علم الحديث ليست كبيرة. فالتنبيه على مثل هذه الملحوظات في محله وبقدره، وليس بالتشهير والتطاول.
نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص والتوفيق.
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[15 Jul 2009, 10:15 ص]ـ
الشيخ الفاضل /عبدالرحمن الشهري
توجيهك مبارك،وأنموذج في التعامل مع الخطأ، لكن السائل يريد أن يعرف الخطأ ليتجنبه، كما هو ديدن العلماء ينبهون على الأخطاء المنهجية والعقدية بعدل وإنصاف،وحكمة وروية.
ألبسك الله لباس العافية،ونفع بك.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[15 Jul 2009, 04:07 م]ـ
في أحد المواقع رجل يسب كشك!! و الشعراوي و ويصفهما بالجهل المركب في الحديث .. هل كلامه صحيح؟
قلت: جزى الله الجميع خيرا، ومن كان بضاعته سب الفضلاء والعلماء والأثبات فهو الناقص المحتقر الفاسق مهما تسربل بسربال الصالحين
أليس قد قال حبيبنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما صح عنه: " سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ" متفق عليه
ومن تجرد وسأل هل في مناهج نقد العلماء سبهم؟؟؟!!! هل النقد بالشتم وقلة الأدب؟؟!!
ولكن كل بئر بما فيه ينضح.
وإياك تبغي سكرا من حنظل ****** فالشيء يرجع في الأصول لأصله.
ولا يعرف الشعراوي ولا كشك بما لهما وما عليهما {وكل إنسان له وعليه} إلا من كان من فصيلهما تمكنا وتثبتا وتواضعا وعلما ونبلا وفضلا وأدبا.
وللأسف الشديد طغت على الساحة الفكرية المعاصرة مجموعة من الغلمان لا يلوون على شيء، ومنتهي مجهودهم: الشتم والهزأ والسخرية من العلماء.
وأحمد ربي أن أيديهم خلت من مقاليد الجنة أو مفاتيح النار.
وسنتنا في الحكم على العلماء أن الكمال لله وحده والعصمة للأنبياء وكلنا لنا وعلينا.
ولي أن أحكي عن شيخ دعاة هذا العصر هذا الموقف:
عندما حضر الشعراوي لجامعة القاهرة محاضرا في لقاء خاص، وسمع الطلاب علما ما سمعوه من قبل وأفادوا منه إفادات قيمة، تنادوا أننا نريد أن نكرم الشيخ بما لا يتوقع، فما كان منهم إلا أن اجتمعوا ورفعوا سيارته عن الأرض بعد أن ركب هو ومرافقوه فيها، ثم ذهب إلى بيته فتلمسه جلساؤه فما وجدوه، ولكن بعد ذلك وجدوه قد أغلق المسجد على نفسه وقام بتنظيف الحمامات تواضعا وانكسارا لله ولإذهاب أي عجب وقع في نفسه بعد رفع سيارته بأكف الشباب ولما سألوه لم فعلت هذا قال: لأنني أعيش بين خلقين التواضع لله والإخلاص له سبحانه. فهل هذا العالم يسب.
أما كشك الذي هز عروش الطغيان وعلّم وفهّم وأخلص دعوته لله تعالى فقد سمعت من طلاب أفريقيه في مدينة البعوث الإسلامية بالقاهرة أن النصارى والصابئة يسلمون لله كل يوم عقيب سماع" كاستتاته " وصوتياته المسجله فمن منا أو من " السابين " من شرح الله على يديه صدراً؟؟؟!!
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
ـ[هتاف الضمير]ــــــــ[15 Jul 2009, 04:41 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
رحم الله الشيخين: الشعراوي، وكشك .. وغفر لهما ..
ونعم ما عقّب به شيخانا: د/عبد الرحمن الشهري ..
و د/عبد الفتاح خضر ..
ذب الله عنكما وعن الجميع السوء والنار ..
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[16 Jul 2009, 11:44 ص]ـ
يا أخوتي /بارك الله فيكم
نحن أمام مدرستين في النقد:
المدرسة الأولى:سوداوية،لاترى إلا الخطأ،وتجور فيه،وتدخل في النوايا،وتجعل النقد واللوم هجيراها، دون مشاركة في إصلاح، أوتربية علمية هادئة.
المدرسة الثانية: ليس في قاموسها خطأ أو انحراف، وتواجه كل زيغ وانحراف بعمومات وتبريرات، حتى يلتبس الأمر على السامع والقاريء،فلا يدري الصواب من الخطأ.
وتوسط العلماء الربانيون فنبهوا على الخطأ، وعدلوا مع المخالف، ورحموا الخلق، وواصلوا مسيرتهم الإصلاحية،ولم يشغلوا طلابهم ويجعلوا الأصل لهم هو الوقوف على الأخطاء،وتتبعها صباحا ومساء، فتمتليء قلوب الناشئة بالحقد والضغينة، وتضيق عن الهدى والنور.
وفقنا الله جميعا للعلم النافع والعمل الصالح.
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[16 Jul 2009, 02:59 م]ـ
الأخ محمد الصاعدي ... أشعر من مشاركاتك عموما حرصك على الخير للناس ولذلك تكتب ما تكتب ... ولكن
هل تعتقد أن هناك من يحتاج حقاً إلى من ينبهه -في هذا المنتدى خصوصاً- على استشهاد الشيخ كشك رحمه الله بأحاديث ضعيفة أو موضوعة؟ أظن أن الأمر شاع وذاع ولم يبق كلامٌ في هذا إلا لمن يريد أن يغتاب؛ إذ أن البيان الذي تطلبه قد تحقق في المجالس العامة والخاصة، والضرورات تقدر بقدرها، وبعض من يسأل مثل هذا السؤال - ولا أريد التعميم - عنده جوابه لكن يريد أن يصنف المجيب، ولو انشغلت بتأصيل الناس علمياً لتجنبوا كل حديث موضوع - مثلاً - في أي كتاب بدلاً من استقصاء كل الكتب التي فيها أحاديث موضوعة، وتحفيظ كل من يبدأ في طلب العلم قائمة طويلة بكتب التفسير المحتوية على أحاديث موضوعة، أو بكتب التفسير التي فيها تأويل باطل، أّصِّل القاريء ثم لا تحمل هماً
وأخيرا أعتذر إن كان أسلوبي غير مهذب(/)
دورة علمية للشيخ المغامسي في التفسير
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[12 Jul 2009, 01:53 م]ـ
دورة علمية للشيخ المغامسي في التفسير بجامع عثمان بحي الوادي
نُقام الدورة العلمية لفضيلة الشيخ صالح بن عواد المغامسي سدده الله بعنوان: [قراءة في تفسير ابن كثير] وذلك في جامع عثمان بن عفان رضي الله عنه بحي الوادي بالرياض من السبت 18/ 7/1430هـ المغرب والعشاء لمدة أسبوع.
وللاستفسار يُرجى زيارة موقع جامع عثمان بن عفان رضي الله عنه
موقع الجامع
http://www.norayn.org.sa/o/
وهنا إعلان للدورة
http://www.norayn.org.sa/o/ima_ges/tafser_IbnKather_saleh_1430.JPG
تنبيه هام / الدورة تأجلت ليومين .. حيث ستبدأ بإذن الله يوم الاثنين 20/ 7/1430 هـ
يوجد مكان للنساء
هناك بث مباشر عبر الانترنت
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[12 Jul 2009, 04:05 م]ـ
أشكر الأستاذ عبد الملك على الإعلان
كتب الله له الأجر.
دمتم، والسلام ...
ـ[محبة الخير للغير]ــــــــ[14 Jul 2009, 08:18 م]ـ
جزاكم الله خيراً , لكن أين رابط البث المباشر؟ دخلت موقعهم ولم أجد
ليتفضل علينا أحد بالرابط ..
ـ[مشبب آل ناصر]ــــــــ[15 Jul 2009, 12:52 ص]ـ
الحقيقة ليست دوره علميه
والعنوان موهم
ولا قراءه في تفسير ابن كثير رحمه الله
كل ما هنالك ...
تسجيل حلقات تلفزيونه لشهر رمضان المبارك لصالح التلفزيون السعودي
وفقنا الله ووفق الشيخ لعمل الصالحات
مشبب
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[15 Jul 2009, 09:51 م]ـ
أشكر الأستاذ عبد الملك على الإعلان
كتب الله له الأجر.
دمتم، والسلام ...
العفو أخي الفاضل بلال
وجزيت خيرا
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[15 Jul 2009, 09:52 م]ـ
جزاكم الله خيراً , لكن أين رابط البث المباشر؟ دخلت موقعهم ولم أجد
ليتفضل علينا أحد بالرابط ..
بالنسبة للبث المباشر فليس متواجد وقد كان البث حصريا على القناة الأولى
كان من المفترض من الموقع التنبيه لذلك كما تم التنبيه على تأخير الموعد
ولم أعلم عن عدم وجود البث إلا عبر الاتصال عليهم ...
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[15 Jul 2009, 09:53 م]ـ
الحقيقة ليست دوره علميه
والعنوان موهم
ولا قراءه في تفسير ابن كثير رحمه الله
كل ما هنالك ...
تسجيل حلقات تلفزيونه لشهر رمضان المبارك لصالح التلفزيون السعودي
وفقنا الله ووفق الشيخ لعمل الصالحات
مشبب
أخي مشبب هي دوة علمية وقراءة في تفسير ابن كثير
ولا يعارض ذلك وجود تسجيل لحلقات تلفزيونية لصالح أحد القنوات ...(/)
تصحيح المفاهيم ــ 2 ــ " إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ " .. من هم العلماء؟!؟
ـ[خلوصي]ــــــــ[13 Jul 2009, 03:41 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هناك:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=13215
أيها السادة الفضلاء و الفضليات تباحثنا في أحد المفاهيم التي شاع الخطأ فيها و استفحل حتى استتبع مكامن خلل كارثي في أعمالنا الدعوية و " العلمية " ... و الأمة كما تعلمون من أحوالها ما لا يخفى!!
فلا بد من صيحة قوية مباشرة سريعة فعالة لتصحيح المفاهيم!؟!
أتدرون إخوة الإيمان و مشايخنا الكرام أنني منذ أيام فقط علمت أن تفسير العلماء في قوله تعالى:
" إنما يخشى الله من عباده العلماء "
عند ابن عباس رضي الله عنهما هو أنهم
الذين يعلمون أن الله على كل شيء قدير!!!؟؟!!!
يعني أن لب اللباب من جهد " التبليغ " يخرّج في محاضنهم العلماء الحقيقيين!!!!!
و نصدق عندها كلام الأستاذ النورسي رحمه الله:
" إن من يقرأ رسائل النور في سنة يصبح عالما جليلا في هذا العصر "!!!!!!
يا عجبا و يا عجبا و يا عجبا ملء الأرض!!!؟؟!!!
من قوم من " العلماء " و " طلاب العلم " يقولون
عن " التبليغ " جهلة سذج!!!!!!!
و عن " طلاب رسائل النور ":
مسؤولّري مجهول .. تابعلري جاهل "!!!!!!!!
وا إسلاماااااااااااااااااااااااه!!؟؟!!
ـ[أبو دجانة المهاجر]ــــــــ[14 Jul 2009, 04:56 ص]ـ
سياق الآية واضح.
قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (*) وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (*) إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (*) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (*)}.
أما بالنسبة للتبليغ ورسائل النور والنورسي:
فنحن نقبل الحق من الجميع، والعبرة ليس بالكم، إنما العبرة بالكيف!
وزكاة العلم العمل، لا فائدة للعلم بلا عمل.
فإن صاحب الحديث عند أحمد بن حنبل -رحمه الله- هو من يعمل به.
وخشية الله تبارك وتعالى تفضي إلى فضح الصوفيين ومنهم التبليغيين وليس نشر أفكارهم وما صنفوا من مصنفات.
ورسائل النور هذه مليئة بالأخطاء العقيدة، التي لا تكاد تخلو من كتب الصوفية، وصحاب هذه الرسائل هو النورسي.
ويلزمني أن أنقل هذه النبذة عن النورسية التي زعيمها النورسي -عن ملتقى أهل الحديث-:
النورسية
التعريف:
النورسية: جماعة دينية إسلامية هي أقرب في تكوينها إلى الطرق الصوفية منها إلى الحركات المنظمة، ركز مؤسسها على الدعوة إلى حقائق الإيمان والعمل على تهذيب النفوس مُحْدِثاً تياراً إسلامياً في محاولة منه للوقوف أمام المد العلماني الماسوني الكمالي الذي اجتاح تركيا عقب سقوط الخلافة العثمانية واستيلاء كمال أتاتورك على دفة الحكم فيها.
التأسيس وأبرز الشخصيات:
· المؤسس هو الشيخ سعيد النورسي 1873ـ 1960م ولد من أبوين كرديين في قرية نورس القريبة من بحيرة وان في مقاطعة هزان بإقليم بتلس شرقي الأناضول، تلقى تعليمه الأولي في بلدته، ولما شبّ ظهرت عليه علامات الذكاء والنجابة حتى لقب بـ (بديع الزمان) و (سعيدي مشهور).
ـ في الثامنة عشر من عمره ألَمَّ بالعلوم الدينية وبجانب كبير من العلوم العقلية، وعرف الرماية والمصارعة وركوب الخيل، فضلاً عن حفظه القرآن الكريم، آخذاً نفسه بالزهد والتقشف.
ـ عمل مدرساً لمدة خمسة عشر عاماً في مدينة وان وهناك بدأ دعوته الإرشادية التربوية.
ـ انتقل إلى استانبول لتأسيس الجامعة الزهراء لتكون على شاكلة الجامع الأزهر بمصر، وصادف أن كان هناك الشيخ بخيت شيخ الجامع الأزهر الذي أبدى إعجابه الشديد ببديع الزمان.
ـ عين عضواً في أعلى مجلس علمي في الدولة العثمانية وهو دار الحكمة الإسلامية.
ـ عندما دخل الحلفاء استانبول محتلين كان في مقدمة المجاهدين ضدهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ في عام 1908 م بعد الإطاحة بالسلطان عبد الحميد بتآمر من جمعية الاتحاد والترقي التي رفعت شعار (الوحدة ـ الحرية ـ الإصلاحية) لتخفي وراءه دسائسها ومؤامراتها على الإسلام والمسلمين، ألّف بديع الزمان جمعية (الاتحاد المحمدي) واستخدموا نفس شعارات الاتحاديين ولكن بالمفهوم الإسلامي كشفاً لخدعهم التي يتسترون خلفها وتجلية لحقيقتهم الماسونية.
ـ أرسل الماسونيون (قرّه صو) اليهودي لمقابلته، لكنه ما لبث أن خرج من عنده وهو يقول: "لقد كاد هذا الرجل العجيب أن يزجني في الإسلام بحديثه".
ـ في الحرب العالمية الأولى التحق بالجيش التركي ضابطاً فيه، وفي الأمسيات كان يلقي على تلاميذه وعساكره علوماً في القرآن.
ـ قبض عليه الروس ونفوه إلى سيبيريا، لكنه استطاع أن يهرب ويعود إلى استانبول عن طريق ألمانيا فبلغاريا فتركيا.
ـ حينما أعلن مصطفى كمال أتاتورك (1880ـ1938م) العصيان بالأناضول حاول استدراج بديع الزمان إلى جانبه إذ عرض عليه قصراً فخماً ومناصب عليا، لكنه رفض كل ذلك منصرفاً عن السياسة كليًّا جاعلاً شعاره "أعوذ بالله من الشيطان والسياسة" عاكفاً على العبادة والتربية وصقل النفوس.
ـ لقد كان العلمانيون الذين حكموا تركيا بعد زوال الخلافة يخشون من دعوته ويعارضونها أشد المعارضة فما كان منهم إلا أن استغرقوا حياته بالسجن والتعذيب والانتقال من سجن إلى منفى، ومن منفى إلى محاكمة.
ـ أصدرت المحاكم ضده أحكاماً بالإعدام عدة مرات لكنهم كانوا يعدلون عن تنفيذ هذا الحكم خوفاً من ثورة أتباعه وأنصاره.
ـ في عام 1327هـ انتقل إلى سوريا وأقام في دمشق وألقى في المسجد الأموي خطبته التي عرفت بالخطبة الشامية وضح فيها أسباب تقدم أوروبا وتخلف المسلمين بما يلي:
1 ـ اليأس الذي بلغ بالمسلمين مبلغه.
2 ـ فساد الأخلاق وفقدان الصدق في الحياة الاجتماعية والسياسية.
3 ـ انتشار العداوة والبغضاء بين صفوف المسلمين.
4 ـ فقدان روابط الحبة والتعاون والتكافل بين المسلمين.
5 ـ الاستبداد المنتشر انتشار الأمراض السارية.
6 ـ تقديم المصالح الشخصية على المصالح العامة.
ـ عاش آخر عمره في إسبارطة منعزلاً عن الناس، وقبل ثلاثة أيام من وفاته اتجه إلى أورفه دون إذن رسمي حيث عاش يومين فقط فكانت وفاته في اليوم السابع والعشرين من شهر رمضان سنة 1379هـ.
الأفكار والمعتقدات:
· فكر هذه الجماعة هو ما كتبه المؤسس ذاته حتى إنك لا تكاد تجد ذِكراً لآخرين تركوا إضافات مهمة على أفكارها.
·قامت هذه الدعوة لإيقاظ العقيدة الإسلامية في نفوس أتباعها فكان عليها أن تواجه الظروف القاسية بتكتيك يناسب هذه الظروف التي كان مجرد الانتماء إلى الإسلام فيها يعد جريمة يعاقب عليها القانون.
· كان بديع الزمان متواضعاً زاهداً يتحرز عن مواطن الشبهة، وكان شعاره الدائم (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك).
· التخلي عن السياسة واعتبرها من وساوس الشيطان وذلك إثر عدة مواجهات ومصادمات بين بديع الزمان ومصطفى كمال الذي كان يحاول استدراج الشيخ إلى صفه حيث غادر سعيد النورسي أنقره عام 1921م إلى (وان) تاركاً السياسة خلف ظهره ووُصِفَ هذا التاريخ بأنه فاصل بين مرحلتين: سعيد القديم وسعيد الجديد.
· قال بديع الزمان للمحكمة عندما كان مسجوناً في سجن اسكشير: (لقد تساءلتم هل أنا ممن يشتغل بالطرق الصوفية وإنني أقول لكم: إن عصرنا هذا هو عصر حفظ الإيمان لا حفظ الطريقة، وإن كثيرين هم أولئك الذين يدخلون الجنة بغير طريقة ولكن أحداً لا يدخل الجنة بغير إيمان).
· وقال: "أقسم بالله أنني سأكرس نفسي للقرآن باذلاً حياتي مهما كانت مكائد الوزير البريطاني القذرة". ويقصد به وزير المستعمرات البريطاني غلادستون الذي قال آنذاك: "طالما أن القرآن مع المسلمين فسيبقون في طريقنا ولذلك يجب علينا أن نبعده عن حياتهم".
· من أقواله: "لو أن لي ألف روح لما ترددت أن أجعلها فداء لحقيقة واحدة من حقائق الإسلام .. إنني لا أعترف إلا على ملة الإسلام .. إنني أقول لكم وأنا أقف أمام البرزخ الذي تسمونه السجن إنني في انتظار القطار الذي يمضي بي إلى الآخرة ... ".
ـ وله كذلك: "كما أنه لا يناسب الشيخ الوقور أن يلبس لباس الراقصين فكذلك لا يناسب استانبول أن تلبس أخلاق أوروبا".
(يُتْبَعُ)
(/)
· إن التهم الرئيسية التي كانت توجه إلى بديع الزمان في المحاكمات يمكن تلخيصها فيما يلي:
ـ العمل على هدم الدولة العلمانية والثورة الكمالية.
ـ إثارة روح التدين في تركيا.
ـ تأليف جمعية سرية.
ـ التهجم على مصطفى كمال أتاتورك.
لكنه كان يتصدى لهذه التهم بمنطق بليغ من الحجة والبرهان حتى أصبحت هذه المحاكمات مجال دعاية له تزيد في عدد أتباعه.
· لقد كرس المؤسس نشاطه ودعوته على مقاومة المد العلماني الذي تمثل في:
ـ إلغاء الخلافة العثمانية.
ـ استبدال القوانين الوضعية ـ والقانون السويسري المدني تحديداً ـ بالشريعة الإسلامية.
ـ إلغاء التعليم الديني.
ـ منع الكتابة بالحروف العربية وفرضها بالحروف اللاتينية.
ـ تغيير الأذان من الكلمات العربية إلى الكلمات التركية.
ـ فرض النظرية الطورانية "وأن الترك أصل الحضارات".
ـ إلزام الناس بوضع القبعة غطاء للرأس.
ـ جعل يوم الأحد يوم العطلة الرسمية بدلاً من يوم الجمعة.
ـ ارتداء الجبة السوداء والعمامة البيضاء مقصور على رجال الدين.
ـ ترجمة القرآن إلى اللغة التركية وذلك عام 1350هـ/1931م وتوزيعه في المساجد.
ـ تحريم الاحتفال بعيدي الأضحى والفطر وإلغاء التقويم الهجري وإحداث تغييرات في نظام المواريث.
ـ الاتجاه نحو الغرب ومحاكاته في عاداته وتقاليده واهتماماته.
ـ طمس العقيدة الإسلامية في نفوس الناس بعامة والناشئة بخاصة.
· يمتاز شباب هذه الجماعة بالعفة والنظافة، شباب قابض على دينه في عصر شاعت فيه الفتن والإغراءات والانحلال.
· هذا وثمة بعض المآخذ على هذه الجماعة:
ـ أن هذه الجماعة لم تُعن بنشر عقيدة السلف والتوحيد الخالص بين أتباعها وبين عوام المسلمين ممن يحتاجون إلى تصحيح عقائدهم قبل شغلهم بأمور أخرى.
بل تبنت عقيدة الماتريدية التي كانت تُدعم من قبل الدولة العثمانية؛ فلم تحاول التخلص من هذه العقيدة البدعية.
ـ أنهم لم يستطيعوا تأسيس عمل إسلامي منظم يستطيع التصدي للمكر اليهودي الذي كان متغلغلاً في معظم نواحي الحياة السياسية المعادية للإسلام والمسلمين إذ ذاك. لكن الإنصاف يقتضينا أن نقر بأن الظروف المحيطة بنشأة هذه الجماعة لم تكن لتسمح لها بالظهور في غير الشكل الذي ظهرت فيه.
ـ أن اشتراك بديع الزمان مع آخرين في تأليف جمعية الاتحاد المحمدي ليس أكثر من رد فعل سرعان ما انفرطت فضلاً عن استعداء الاتحاديين عليه وتركيزهم الكيد والتآمر للقضاء عليه وعلى دعوته.
ـ إن تخلي هذه الجماعة عن السياسة واتخاذ سعيد النورسي شعار أعوذ بالله من الشيطان والسياسة وذلك منذ عام 1921م قد ترك أثراً سلبياً على أتباعها إذ وقع بعضهم فريسة لأحزاب علمانية.
ـ يؤخذ على الشيخ تخليه عن مساندة الشيخ سعيد الكردي الذي قام بثورة ضد مصطفى كمال أتاتورك سنة1925م واقفاً إلى جانب الخلافة، وقد حدثت معارك رهيبة بينه وبين الكماليين في منطقة ديار بكر سقط فيها آلاف من المسلمين.
ـ ويأتي هذا الموقف انطلاقًا من فكره في وجوب جهاد النفس أولاً ثم الدعوة إلى تنوير الأفكار، وقد نادت الجماعة بإصلاح القلوب وعدم الدخول في معارك داخلية مع المخالفين المسلمين سواء كانوا حكامًا أو محكومين والتزام طريق الدعوة السلمية، والتطور التدريجي، ولا يلجأ إلى الجهاد المسلح إلا ضد العدو الخارجي من الكفار والزنادقة.
ـ لدى بعض أفراد جماعة النور ـ مؤخراً ـ شعور بالانعزالية والاستعلاء وهذا أفقدهم القدرة على التغلغل بين طبقات الشعب المسلم لدعوته وتوعيته.
· تفرقت هذه الجماعة بعد موت المؤسس وانقسمت إلى ثلاثة أقسام رئيسية متنافرة:
· قسم التحق بحزب السلامة.
· قسم التزم الحياد.
· وقسم ثالث عادى حزب السلامة (حزب الرفاه) متحالفاً مع حزب العدالة الذي يرأسه (ديميريل) ويملك هذا القسم كل وسائل الدعم والتأييد. وهناك محاولة واسعة لتخريب أفكار شبابه. ومن ذلك مجموعة يني آسيا جي لر مصدرو صحيفة يني آسيا التي اشتركت مع صحيفة أخرى اسمها يني نسل في التشهير بحزب السلامة (حزب الرفاه) وبزعيمه نجم الدين أربكان.
الجذور الفكرية والعقائدية:
ـ ليست جماعة النور إلا واحدة من الجماعات الإسلامية؛ لكنها على العقيدة الماتريدية عقيدة تركيا والخلافة العثمانية.
ـ سلكت الجماعة طريق التربية وعملت على حفظ الإيمان في النفوس وعليه فإنها تُشَبه بالطرق الصوفية من بعض الوجوه.
ـ يطلق بعضهم على هذه الجماعة اسم المدرسة اليوسفية أي التي يتحمل أصحابها في سبيل عقيدتهم السجن والتعذيب دون أن يتصدوا للطغيان إلا بالحجة والمنطق والصبر والمصابرة.
الانتشار ومواقع النفوذ:
ـ بدأت جماعة النور في المنطقة الكردية شرقي الأناضول وامتدت إلى أرض روم واسبارطة وما حولها ثم انتقلت إلى استانبول.
ـ وصلت هذه الدعوة إلى كل الأراضي التركية واكتسحت كل التنظيمات القائمة على أرضها آنذاك.
ـ بلغ عدد أعضائها أكثر من مليون شخص، يقضي أحدهم عمره في استنساخ رسائل النور وتوزيعها، وكانت الفتيات نشيطات في ذلك كثيراً.
ـ لهذه الجماعة أتباع وأنصار في كل من الباكستان والهند. وكذلك لها نشاط في أمريكا يتمثل في الطلاب الأتراك من أتباع هذه المدرسة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[16 Jul 2009, 06:29 ص]ـ
أخي الفاضل:
شكرا لكم
و أرجو أن لا نشتت البحث ... فكل ما قررته يمكن وضعه على بساط البحث في مواضيع أخرى أعدك بها أو تعدني بها؟!
أما هنا فمحل البحث هو:
إنه بينما يصف البعض هؤلاء بالدراويش و الجهلة و السذج .... لاعتبارات " علمية " هي في الحقيقة جزء من جزء من جزء من العلم (على حد تعبير الإمام ابن تيمية رحمه الله) بالمعنى الأول الأصلي القرآني النبوي ... نجد أن معناه هذا الأخير أي لب لبابه هو الذي يعتنون به!؟!
افليس هذا عجيبا؟!؟
فكيف إذا ما أضفت إلى ذلك أن هذا المعنى بالذات هو الحاجة الماسة العاجلة للمسلمين اليوم الذين تعلقت قلوبهم بالأسباب إلى درجة خبيثة خطيرة تشبه العبودية .. ! و هي السبب الأقوى في خذلاننا كما شخصه لنا حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم " حب الدنيا و كراهية الموت "!؟!
و كيف إذا أضفت إلى ذلك حال المسلمين من الاستعداد القلبي لالتقاط هذا الصد و التحريف ليركنوا إلى أرض الدعة و الخمول و الأسباب!؟! تأمل أخي في أوضاعنا تجد العجب العجاب.!! غير أن الأعجب يظهر فقط عند المحك " فلما كتب عيهم القتال تولوا ... "
و كيف إذا ..
و كيف إذا ..
و كيفات كبار كثيرات ......
و بارك الله فيكم من ناصحين مشفقين.
ـ[خلوصي]ــــــــ[28 Dec 2009, 09:12 م]ـ
أن تفسير العلماء في قوله تعالى:
" إنما يخشى الله من عباده العلماء "
عند ابن عباس رضي الله عنهما هو أنهم
الذين يعلمون أن الله على كل شيء قدير!!!؟؟!!!
و لكن أليس كل مسلم يؤمن بأن الله على كل شيء قدير؟
فما المعنى الحقيقي الكامل إذن لهذا التفسير؟(/)
ما أكثر كتب التفسير عنايةً بالبلاغة العربية .. ؟
ـ[لطيفة]ــــــــ[14 Jul 2009, 04:19 ص]ـ
شرعت بحمد الله في جمع المادة العلميةلبحثي في البلاغة القرآنية
وليقيني بضرورة البدء بالأهم فالمهم
فأود أن أبدأ بأكثر التفاسير عنايةً بالبلاغة
ولكون تخصصي الأساس لغة عربية
فإني أرغب إلى أرباب علوم القرآن
بإتحافي بأغرز التفاسير بلاغة
وقد أنهيت ـ بحمد الله ـ:
التحرير والتنوير لابن عاشور
والكشاف للزمخشري
وروح المعاني للألوسي
فمن يضيف ... ؟؟
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[14 Jul 2009, 08:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ما شاء الله لا قوة إلا بالله. هذه المراجع لعلها تكفيك بإذن الله تعالى، باعتبارها من أهم الأمهات بالنسبة لموضوعك.
وعملا بقاعدة البحث العلمي:
تحجيم مساحة بحث الموضوع أفضل من تحجيم الموضوع.
فيكفيك والله تعالى أعلم ما درست إذا ما أضفت له: إشارات وتوجيهات الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في ذات الموضوع بأضواء البيان.
وما أفرد للبلاغة من مؤلفات متخصصة ودراسات علمية ... والله تعالى أعلم وأحكم.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[14 Jul 2009, 11:20 ص]ـ
تفسير إرشاد العقل السليم لأبي السعود العمادي
نظم الدرر في تناسب الآي والسور لأبي بكر البقاعي
الفتوحات الإلهية بتوضيح تفسير الجلالين للدقائق الخفية لأبي داود الجمل(/)
معجزة الترتيب القرآني في سورة المعارج
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[14 Jul 2009, 12:14 م]ـ
معجزة الترتيب القرآني في سورة المعارج
لماذا سورة المعارج؟
سورة المعارج هي إحدى سور خمس من بين سور القرآن، يؤلف مجموع رقم ترتيب كل منها وعدد آياتها العدد 114 عدد سور القرآن الكريم. وهذه السور الخمس - حسب تسلسل ترتيبها في المصحف – هي الموضحة في الجدول التالي:
لنتأمل الجدول، فملاحظاتنا التالية له:
1 - سورة الحجر 15/ 99، 15+99 = 114
2 - الزمر 39/ 75، 39 + 75 = 114
3 - المعارج 70/ 44، 70 + 44 = 114
4 – الغاشية 88/ 26، 88 + 26 = 114
5 – الماعون 107/ 7، 107 + 7 = 114
الملاحظات:
1 - مجموع أرقام ترتيب السور الخمس:
نلاحظ – انظر الجدول - أن مجموع الأرقام الدالة على ترتيب السور الخمس - المميزة بين سور القرآن كلها،بأن مجموع العددين الدالين على رقم ترتيب كل منها وعدد آياتها 114، بعدد سور القرآن الكريم – هو 319.
ما سر العدد 319؟
العدد 319، هو الفرق بين مجموع أرقام ترتيب سور القرآن، وعدد آياته. فمجموع أرقام ترتيب سور القرآن، أي مجموع الأرقام المتسلسلة من 1 إلى 114، هو 6555. فإذا طرحنا من هذا العدد، العدد 319 فناتج الطرح هو 6236. وهذا هو أيضا عدد آيات القرآن الكريم.
6555 – 319 = 6236.
2 - موقع سورة المعارج بين السور الخمس
لقد جاءت هذه السور في ترتيب المصحف على النحو الموضح سابقا: الحجر فالزمر فالمعارج فالغاشية فالماعون ..
ماذا تلاحظون يا أهل القرآن، ويا أيها القائلون بأن ترتيب سور القرآن اجتهادي؟ ويا أيها المعارضون للإعجاز العددي؟
هل من الصعب أن تلاحظوا أن سورة المعارج هي السورة التي تتوسط السور الخمس؟
قد تبدو هذه الملاحظة بسيطة لدرجة أنها لا تثير الاهتمام، وإلا لماذا لم يلتفت أحد إليها من قبل؟
تعالوا نتدبر ماذا يعني توسط سورة المعارج السور الخمس؟ ولماذا لم تكن سورة غيرها؟
3 - ترتيب السور الأربع
سورتا الحجر والزمر هما السورتان السابقتان لسورة المعارج في ترتيب المصحف. من لطائف الترتيب هنا أن مجموع رقمي ترتيب سورتي الحجر والزمر (السابقتان لسورة المعارج في ترتيب المصحف) هو 54، ومجموع رقمي ترتيب سورتي الغاشية والماعون (التاليتان لها) هو 195.
وبذلك يكون الفرق بين المجموعين هو 141 (195 – 54 = 141).
فإذا تأملنا أعداد الآيات في هذه السور، نجد أن مجموع عددي الآيات في سورتي الحجر والزمر هو174 (99+75)، وأن مجموع عددي الآيات في سورتي الغاشية والماعون هو 33 (26+7). وبذلك يكون الفرق بين المجموعين هو 141 أيضا.
(174 – 33 = 141)
كيف نفسر هذه العلاقة؟ أليس من الواضح أن مواقع ترتيب هذه السور، وأعداد آياتها محددة وفق نظام محكم؟ هل يمكن نسبة هذا الإحكام إلى المصادفة أو إلى الصحابة – رضي الله عنهم -؟
4 - علاقة عددية بين مواقع الترتيب وأعداد الآيات
ومن لطائف الترتيب هنا أن الفرق بين رقمي ترتيب سورتي الحجر والزمر هو 24، كما أن الفرق بين عددي آياتهما هو أيضا 24.
(39 – 15=24)، (99 - 75=24).
ومن لطائف الترتيب أيضا أن الفرق بين رقمي ترتيب سورتي الغاشية والماعون هو 19، كما أن الفرق بين عددي آياتهما هو أيضا 19.
(107 - 88 =19)، (26 - 7=19).
وكيف تفسرون هذه العلاقة أيضا؟
5 - العلاقة العددية بين سورتي الحجر والماعون
رقم ترتيب سورة الحجر هو 15 ورقم ترتيب سورة الماعون هو 107. نلاحظ أن الفرق بين رقمي الترتيب هو 92 (107 – 15 = 92).
عدد آيات سورة الحجر هو 99، وعدد آيات سورة الماعون هو 7. وبذلك يكون الفرق بين عددي الآيات هو 92 أيضا. (99 – 7 = 92).
وهذه، كيف تفسرونها؟
6 - العلاقة العددية بين سورتي الزمر والغاشية
رقم ترتيب سورة الزمر 39، ورقم ترتيب سورة الغاشية 88. نلاحظ أن الفرق بين رقمي ترتيب السورتين هو 49 (88 – 39 = 49).
عدد آيات سورة الزمر هو 75، وعدد آيات سورة الغاشية هو 26. وبذلك يكون الفرق بين عددي الآيات هو 49 أيضا (75 – 26 = 49).
وهذه أيضا؟
6 - إشارة خفية في سورتي الزمر والغاشية
رقم ترتيب سورة الزمر 39، وعدد آياتها 75. وبذلك يكون الفرق بين العددين هو 36 (75 – 39 = 36).
رقم ترتيب سورة الغاشية هو 88، وعدد آياتها هو 26. وبذلك يكون الفرق بين العددين هو 62 (88 – 26 = 62).
نلاحظ أن ناتج هاتين العلاقتين هما العددان 36 و 62.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: أليس من العجيب أن عدد آيات القرآن هو 6236؟
أليس من العجيب أن الفرق بين مجموع أرقام ترتيب سور القرآن (6555) وعدد آياته (6236) هو 319 (مجموع أرقام ترتيب السور الخمس المميزة)؟
7 - مجموع مواقع ترتيب السور الخمس وأعداد آياتها
ونلاحظ أن مجموع أعداد الآيات في السور الخمس، ومجموع أرقام ترتيبها هو 570. (319 + 251) هذا العدد يساوي 19 × 30.
السؤال هنا: أليس من العجيب أن الآية التي تذكر العدد 19 في القرآن، وهي قوله تعالى (عليها تسعة عشر) المدثر: 30، هي الآية رقم 30 في سورة المدثر؟!
8 - سور القرآن الباقية
مجموع أرقام ترتيب السور الخمس هو 319، ومجموع آياتها هو 251.
إذا استثنيا السور الخمس، فعدد سور القرآن الباقية هو 109 (114 – 5)، مجموع أرقام ترتيبها هو 6236 (6555 – 319)، ومجموع آياتها هو 5985 (6236 – 251).
الملاحظة هنا إن الفرق بين مجموع أرقام ترتيب السور الـ 109 ومجموع أعداد آياتها هو 251. (6236 – 5985 = 251).
ما العجيب هنا؟ العدد 251 هو أيضا مجموع أعداد الآيات في السور الخمس.
بقي أن تعرفوا أن ما ذكرته لكم هو واحد من مظاهر إعجاز الترتيب القرآني في هذه السور،ويكفي دليلا على إحكام الترتيب فيها، وأن توسط سورة المعارج قد تم وفق تقدير وتدبير محكم ..
وإذا كان هناك - كعادة البعض - من سيخرج علينا بالزعم أن في إمكانه أن يأتي بمثل هذا الترتيب، فليعلم أن الترتيب القرآني لم يفته تعزيز كل ظاهرة بمجموعة من الظواهر المؤكدة المخصصة للمعاندين والمستكبرين ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[14 Jul 2009, 08:49 م]ـ
يبدو أن أحدا لم يفهم إعجاز الترتيب في سورة المعارج، فهل ينفع الحديث عن باقي السور؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[15 Jul 2009, 10:02 ص]ـ
الملاحظة العاشرة:
وينشأ عن الترتيب المخصوص لهذه السور الخمس الظاهرة التالية:
10 - علاقة متبادلة بين السور الخمس
رائعة الترتيب القرآني في هذه السور الخمس هي تلك العلاقة العددية بين أي سورة من بينها والسور الأربع الأخرى، وهي على النحو التالي:
(1) سورة الغاشية:
1 - رقم ترتيب سورة الغاشية هو 88 وعدد آياتها 26.
رقم ترتيب سورة الحجر هو 15 وعدد آياتها 99.
نلاحظ أن الفرق بين رقمي ترتيب السورتين هو 73، كما أن الفرق بين عددي آياتهما هو 73. (88 – 15 = 73، 99 – 26 = 73).
2 - رقم ترتيب سورة الغاشية هو 88 وعدد آياتها 26.
رقم ترتيب سورة الزمر 39، وعدد آياتها 75.
نلاحظ أن الفرق بين رقمي ترتيب السورتين هو 49، كما أن الفرق بين عددي آياتهما هو 49. (88 – 39 = 49، 75 – 26 = 49).
3 - رقم ترتيب سورة الغاشية هو 88 وعدد آياتها 26.
رقم ترتيب سورة المعارج 70، وعدد آياتها 44.
نلاحظ أن الفرق بين رقمي ترتيب السورتين هو 18، كما أن الفرق بين عددي آياتهما هو 18. (88 – 70 = 18، 44 – 26 = 18).
4 - رقم ترتيب سورة الغاشية 88، وعدد آياتها 26.
رقم ترتيب سورة الماعون 107، وعدد آياتها 7.
نلاحظ أن الفرق بين رقمي ترتيب السورتين هو 19، كما أن الفرق بين عددي آياتهما هو 19. (107 – 88 = 19، 26 – 7 = 19).
(2) سورة الحجر:الحجر والزمر:
الفرق بين رقمي ترتيبهما مماثل للفرق بين عددي آياتهما، وفي الحالين هو 24.
(39 – 15 = 24، 99 – 75 = 24).
الحجر والمعارج:
الفرق بين رقمي ترتيبهما مماثل للفرق بين عددي آياتهما، وفي الحالين هو 55.
(70 – 15 = 55، 99 – 44 = 55).
الحجر والغاشية:
الفرق بين رقمي ترتيبهما مماثل للفرق بين عددي آياتهما، وفي الحالين هو 73.
(88 – 15 = 73، 99 – 26 = 73).
الحجر والماعون:
الفرق بين رقمي ترتيبهما مماثل للفرق بين عددي آياتهما، وفي الحالين هو 92.
(107 – 15 = 92، 99 – 7 = 92).
(3) سورة الزمر:الزمر والحجر:
الفرق بين رقمي ترتيبهما مماثل للفرق بين عددي آياتهما، وفي الحالين هو 24.
(39 – 15 = 24، 99 – 75 = 24).
الزمر والمعارج:
الفرق بين رقمي ترتيبهما مماثل للفرق بين عددي آياتهما، وفي الحالين هو 31.
(70 – 39 = 31، 75 – 44 = 31).
الزمر والغاشية:
الفرق بين رقمي ترتيبهما مماثل للفرق بين عددي آياتهما، وفي الحالين هو 49.
(88 – 39 = 49، 75 – 26 = 49).
الزمر والماعون:
الفرق بين رقمي ترتيبهما مماثل للفرق بين عددي آياتهما، وفي الحالين هو 68.
(107 – 39 = 68، 75 – 7 = 68).
(4) سورة المعارج:المعارج والحجر:
الفرق بين رقمي ترتيبهما مماثل للفرق بين عددي آياتهما، وفي الحالين هو 55.
(70 – 15 = 55، 99 – 44 = 55).
المعارج والزمر:
الفرق بين رقمي ترتيبهما مماثل للفرق بين عددي آياتهما، وفي الحالين هو 31.
(70 – 39 = 31، 75 – 44 = 31).
المعارج والغاشية:
الفرق بين رقمي ترتيبهما مماثل للفرق بين عددي آياتهما، وفي الحالين هو 18.
(88 – 70 = 18، 44 – 26 = 18).
المعارج والماعون:
الفرق بين رقمي ترتيبهما مماثل للفرق بين عددي آياتهما، وفي الحالين هو 37.
(107 – 70 = 37، 44 – 7 = 37).
(5) سورة الماعون:الماعون والحجر:
الفرق بين رقمي ترتيبهما مماثل للفرق بين عددي آياتهما، وفي الحالين هو 92.
(107 – 15 = 92، 99 – 7 = 92).
الماعون والزمر:
الفرق بين رقمي ترتيبهما مماثل للفرق بين عددي آياتهما، وفي الحالين هو 68.
(107 – 39 = 68، 75 – 7 = 68).
الماعون والمعارج:
الفرق بين رقمي ترتيبهما مماثل للفرق بين عددي آياتهما، وفي الحالين هو 37.
(107 – 70 = 37، 44 – 7 = 37).
الماعون والغاشية:
الفرق بين رقمي ترتيبهما مماثل للفرق بين عددي آياتهما، وفي الحالين هو 19.
(107 – 88 = 19، 26 – 7 = 19).
هل ستحرر هذه الملاحظات البعض من صمتهم؟ وتصحح اعوجاج البعض الآخر؟ لعل وعسى.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[17 Jul 2009, 10:14 ص]ـ
سورتا المعارج والدخان:
سورة الدخان هي السورة رقم 44 في ترتيب المصحف، وبما أن عدد سور القرآن 114، فهذا يعني أن عدد السور التالية لها في ترتيب المصحف وحتى نهايته هو: 70 سورة، وأن السورة التي ستأتي في موقع الترتيب 70 سيكون بعدها في ترتيب المصحف 44 سورة.
فما هي هذه السورة؟
أليس من العجيب أن السورة التي جاءت في ترتيب المصحف في موقع الترتيب 70 جاءت مؤلفة من 44 آية؟
إنها سورة المعارج.
هذه الملاحظة هي لفت للانتباه .. المرحلة التالية هي التدبر. ما العلاقة بين عددي الآيات في السورتين؟ ما العلاقة بينهما وباقي سور القرآن؟(/)
فائدة في تفسير قول الله تعالى: ((ومن دونهما جنتان)) ..
ـ[حمد]ــــــــ[14 Jul 2009, 08:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
قال القرطبي في تفسيره لسورة الرحمن:
وقال ?بن جريج: هي أربع: جنتان منها للسابقين المقرَّبين {فِيهِمَا مِن كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ} و {عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ}، وجنتان لأصحاب اليمين {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ} و {فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ}. وقال ?بن زيد: إن الأُوليين من ذهب للمقرّبين، والأُخريين من ورِقٍ لأصحاب اليمين.
قلت: إلى هذا ذهب الحَلِيميّ أبو عبد الله الحسن بن الحسين في كتاب (منهاج الدين) له؛ و?حتج بما رواه سعيد بن جُبير عن ?بن عباس {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} إلى قوله: {مُدْهَآمَّتَانِ} قال: تانك للمقرَّبين، وهاتان لأصحاب اليمين. وعن أبي موسى الأشعري نحوه. ولما وصف الله الجنتين أشار إلى الفرق بينهما فقال في الأُوليين: {فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ}، وفي الأُخريين: {فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ} أي فوّارتان ولكنهما ليستا كالجاريتين لأن النضخ ذون الجري. وقال في الأوليين: {فِيهِمَا مِن كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ} فعمّ ولم يخصّ. وفي الأخريين: {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ} ولم يقل من كل فاكهة، وقال في الأوليين: {مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَآئِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ} وهو الديباج، وفي الأخريين {مُتَّكِئِينَ عَلَى? رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ} والعبقرِيّ الوَشْي، ولا شك أن الديباج أعلى من الوشي، والرفرف كِسَر الخِباء، ولا شك أن الفرش المعدّة للاتكاء عليها أفضل من فضل الخِباء. وقال في الأوليين في صفة الحور: {كَأَنَّهُنَّ ?لْيَاقُوتُ وَ?لْمَرْجَانُ}، وفي الأخريين {فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ} وليس كل حسن كحسن الياقوت والمرجان. وقال في الأوليين: {ذَوَاتَآ أَفْنَانٍ} وفي الأخريين {مُدْهَآمَّتَانِ} أي خضراوان كأنهما من شدّة خضرتهما سوداوان، ووصف الأوليين بكثرة الأغصان، والأخريين بالخضرة وحدها، وفي هذا كله تحقيق للمعنى الذي قصدنا بقوله: {وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ} ولعل ما لم يذكر من تفاوت ما بينهما أكثر مما ذكر.
فإن قيل: كيف لم يذكر أهل هاتين الجنتين كما ذكر أهل الجنتين الأوليين؟ قيل: الجنان الأربع لمن خاف مقام ربه إلا أن الخائفين لهم مراتب، فالجنتان الأوليان لأعلى العباد رتبة في الخوف من الله تعالى، والجنتان الأخريان لمن قصرت حاله في الخوف من الله تعالى.(/)
دراسة حديثية في تفسير آية (الحلقة الأولى).
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[14 Jul 2009, 11:50 م]ـ
مما تعارض فيه الاتصال والانقطاع، ورُجح الانقطاع لأن من رواه منقطعاً أثبت وأجل ما روى محمد بن عبيد الطنافسي، عن سفيان بن سعيد، عن أبيه، عن أبي الضحى (1)، عن مسروق، عن عبد الله، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ لكلِّ نبيٍّ وُلاةً من النبيينَ، وإنَّ وليي أبي وخليلي إبراهيم))، ثم قرأ: (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) (2).
أخرجه: الحاكم 2/ 292 من طريق محمد بن عبيد الطنافسي، بهذا الإسناد.
قال الحاكم: ((هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه)).
وهذا إسناد رجاله ثقات، وثقة رجال الحديث توحي بصحته.
وقد توبع محمد بن عبيد على هذه الرواية الموصولة.
إذ تابعه أبو أحمد الزبيري عند الترمذي (2995)، والبزار (1973)
و (1981)، والطبري في " تفسيره " (5700) ط. الفكر و5/ 488
ط. عالم الكتب، والطحاوي في " شرح مشكل الآثار " (1009) وفي (تحفة الأخيار) (6433)، والشاشي (406) ومن طريقه أخرجه: ابن عساكر في
" تاريخ دمشق" 6/ 216 (3) من طريق أبي أحمد الزبيري، عن الثوري،
به (4).
قال البزار عقيب (1973): ((وهذا الحديث لا نعلم أحداً وصله إلا أبو أحمد عن الثوري ورواه غير أبي أحمد، عن الثوري، عن أبيه، عن أبي الضحى، عن عبد الله)).
وكلام البزار هذا فيه نظر؛ فأبو أحمد الزبيري لم ينفرد بوصله، بل وصله محمد بن عبيد كما قدمناه.
قلت: أبو أحمد الزبيري وإن كان ثقة إلا أنه يخطئ في حديث الثوري، إذ نقل المزي في " تهذيب الكمال " 6/ 370 (5934) عن الإمام أحمد قوله: ((كان كثير الخطأ في حديث سفيان))، وقال ابن حجر في " التقريب " (6017): ((ثقة ثبت، إلا أنه قد يخطئ في حديث الثوري)) (5).
وقد تابعه محمد بن عمر الواقدي عند الحاكم 2/ 553 فرواه عن سفيان الثوري بالإسناد المتقدم موصولاً. وهذه المتابعة كسابقتها لا تصح؛ لأنَّ محمد ابن عمر الواقدي متروك، قال عنه البخاري في " الضعفاء الصغير" (334)
: ((متروك الحديث)) وفي " التاريخ الصغير "، له 2/ 283: ((تركوه))، وقال عنه النسائي في " الضعفاء والمتروكون " (531): ((متروك الحديث)).
وذكر ابن أبي حاتم في " العلل " (1677) متابعة أخرى لمحمد بن عبيد فذكر أنَّ روح بن عبادة قد تابع محمد بن عبيد، وروح بن عبادة ثقة إلا أني لم أقف على من أخرجه مسنداً للتأكد من صحة الإسناد إليه.
وعلى الرغم من أن رواية محمد بن عبيد الطنافسي ظاهرها الصحة، إلا أنَّ الحديث معلول بالانقطاع؛ إذ روي هذا الحديث منقطعاً.
فأخرجه: أحمد 1/ 401، ومن طريقه ابن عساكر 6/ 216.
وأخرجه:الترمذي (2995) (م2)، وابن أبي حاتم في "تفسيره " 2/ 674 (3656)، والواحدي في " أسباب النزول " (122) بتحقيقي من طريق وكيع (6)، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي الضحى، عن عبد الله بن مسعود، به.
وهذا إسناد ضعيف؛ لانقطاعه، وأبو الضحى – هو مسلم بن صبيح – لم يدرك ابن مسعود. (7)
وتوبع وكيع على هذه الرواية المنقطعة.
فأخرجه: الترمذي (2995) (م1)، والطبري في " تفسيره" (5700) ط. الفكر و5/ 489 ط. عالم الكتب من طريق أبي نعيم.
وأخرجه: الحاكم 2/ 553 من طريق أبي نعيم، عن سفيان (8)، عن أبيه، عن أبي الضحى، أظنه عن مسروق (9)، عن عبد الله. هكذا على الشك في زيادة مسروق.
وأخرجه: أحمد 1/ 429 - 430، ومن طريقه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " 6/ 216.
وأخرجه: ابن أبي حاتم في" تفسيره " 2/ 674 (3656)، وابن عساكر في " تاريخ دمشق "6/ 216 من طريق عبد الرحمان بن مهدي.
وأخرجه: أحمد 1/ 429 - 430 ومن طريقه ابن عساكر 6/ 216 من طريق يحيى.
ثلاثتهم: (أبو نعيم، وعبد الرحمان بن مهدي، ويحيى القطان) رووه عن سفيان، عن أبيه، عن أبي الضحى، عن عبد الله منقطعاً بمثل رواية وكيع.
وقد رجح الرواية المنقطعة على الرواية الموصولة الترمذي، فقال عقيب حديث (2995) (م1): ((هذا أصح من حديث أبي الضحى عن مسروق)) يعني: رواية محمد بن عبيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن أبي حاتم في " العلل" (1677): ((وسألت أبي وأبا زرعة، عن حديث رواه أبو أحمد الزبيري، وروح بن عبادة، عن سفيان الثوري، عن أبيه، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عبد الله، عن النبيِّ ... الحديث، فقالا جميعاً: هذا خطأ؛ رواه المتقنون من أصحاب الثوري، عن الثوري، عن أبيه، عن أبي الضحى، عن عبد الله، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، بلا مسروق)).
وهذا هو الصواب، فإذا قارنّا بين من رواه موصولاً ومن رواه منقطعاً، وجدنا أنَّ من رواه منقطعاً هم الثقات الأثبات من أصحاب سفيان. فاتضح بذلك أنَّ الصواب عن الثوري ما روي منقطعاً.
ولقائل أن يقول: قد قدمتم أن سفيانَ رواه عنه أربعةٌ من الرواة فذكروا في أسانيدهم مسروقاً، وخالفهم ثلاثة من الرواة فلم يذكروا مسروقاً فهل
يجعل هذا الاضطراب على سفيان على اعتبار عدم إمكانية الجمع بين
الروايتين؟
فنقول: قد تقدم أن الروايات التي فيها ذكر مسروق عامتها ضعيفة وإن اختلفت أسباب الضعف، أما الروايات التي لم يذكر فيها مسروق فعامتها صحيحة، وأصحابها أجلة هذا العلم وعليهم المعول في معرفة الصحيح من السقيم، وهم أوثق الناس في سفيان فلو كان ذكر مسروق فيه صحيحاً لكان هؤلاء هم أولى بحفظه من نظرائهم فلا شك في ترجيح روايات عبد الرحمان بن
مهدي ومن وافقه على روايات مخالفيهم، زد على ذلك ترجيح الأئمة
لرواياتهم، والله أعلم.
ووقفت على طريق آخر يرويه سعيد بن منصور (501) (التفسير) قال: حدثنا أبو الأحوص، عن سعيد بن مسروق، عن أبي الضحى، عن
مسروق، عن ابن مسعود، به (10).
وظاهر هذا الإسناد الصحة، فرجاله ثقات، وهو بهذه الصورة يكون متابعاً جيداً لحديث محمد بن عبيد الطنافسي ومن تابعه، إلا أنَّ محقق كتاب "سنن سعيد بن منصور" ذكر أنَّ عبارة (عن مسروق) ليست في أصل المخطوط التي اعتمدها في التحقيق وأنه ذكرها لوجود الحديث بهذا الإسناد عند ابن كثير في " تفسيره ": 373.
والذي يظهر لي والله أعلم أنَّ لفظة: ((عن مسروق)) ليست في حديث سعيد بن منصور لعدم وجودها في النسخة المحققة، كما أنَّ العلماء المتقدمين قد حكموا على حديث سفيان المنقطع بالصحة، ولو كان حديث سعيد بن منصور ثابتاً عندهم بنحو ما ذكره ابن كثير في " تفسيره " لما أغفلوه ولا اعتبروا به حين الترجيح بين الروايات.
وقد اغترّ الشيخ أحمد محمد شاكر بطريق أبي الأحوص هذا فرجح من خلاله ما روي عن سفيان الثوري متصلاً باعتبار رواية سعيد بن منصور عن أبي
الأحوص متابعة لحديث سفيان المتصل.
وللحديث طريق آخر:
أخرجه: وكيع في " تفسيره " كما في " تفسير ابن كثير ": 373 قال: حدثنا سفيان، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره.
وهذا الطريق وهمٌ أو خطأ من النساخ يدل على ذلك أن ابن المنذر أخرج هذا الحديث في " تفسيره " (583) من طريق وكيع، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي الضحى، عن عبد الله، به.
وأخرجه: ابن المنذر في " تفسيره " (582) قال: أخبرنا علي بن
عبد العزيز، قال: حدثنا إبراهيم، قال: حدثنا سفيان، عن أبي الضحى، عن عبد الله، قال: أراه قال: عن النبي صلى الله عليه وسلم، به.
انظر: " تحفة الأشراف " 6/ 429 (9581) و 6/ 431 (9588)،
و " أطراف المسند " 4/ 224 (5759)، و " إتحاف المهرة "10/ 474 (13219) و 10/ 520 (13328).
...............................................
(1) في مستدرك الحاكم: ((وعن أبي الضحى)) وهو خطأ، والتصويب من"الإتحاف" 10/ 474
(13219) وقد تكرر هذا الخطأ في طبعة علوش 3/ 8.
(2) آل عمران: 63.
(3) سقط من مطبوع " تاريخ دمشق ": ((مسروق)) والذي يدل على ثبوته في السند أن ابن عساكر أخرجه من طريق الشاشي، وعند رجوعي إلى المسند له وجدته في السند المذكور.
(4) الروايات مختلفة الألفاظ.
(يُتْبَعُ)
(/)
(5) تعقب صاحبا " التحرير " ابن حجر بقولهما: ((قوله: إلا أنه قد يخطئ في حديث الثوري أخذه من قول أحمد الذي تفرّد به حنبل بن إسحاق عنه: كان كثير الخطأ في حديث سفيان وهو قول فيه نظر لأمرين، الأول: أنّ أبا بكر الأعين قال: سمعت أحمد بن حنبل، وسألته عن أصحاب سفيان، قلت له: الزبيري ومعاوية بن هشام أيهما أحب إليك؟ قال: الزبيري، قلت له: زيد ابن حباب أو الزبيري؟ قال: الزبيري.
والثاني: أنّ الشيخين أخرجا له من روايته عن سفيان)).
قلت: هذا كلام مُعتَرض عليه، وأنا أتعقبهما من ثلاثة أوجه:
الأول: إنَّ الحافظ لم يقل فيه: ((يخطئ)) بل قلل ذلك فقال: ((قد يخطئ)) ومعلوم أنَّ (قد) تفيد التقليل، ثم إنه أردف هذه الجملة بعد أن قال: ((ثقة ثبت)) فنسبة ما أخطأ فيه مع كثرة روايته قليلة جداً، ثم إنَّ الحافظ لم يأت بهذا من كيسه، بل من إمام معتبر عالم بالجرح
والتعديل، وهو إمام أهل السنة والجماعة أبو عبد الله أحمد بن حنبل.
الثاني: إن الخطأ ثابت في رواية الزبيري عن سفيان، وإلا لما قال الإمام أحمد ذلك.
ومما أخطأ فيه أبو أحمد الزبيري هذا الحديث الذي نحن بصدده الآن فقد خالف الحفاظ المتقنين، فليس من المعقول أن يخطئ هؤلاء الحفاظ الجهابذة ويصيب أبو أحمد الزبيري، لذا نجد أبا حاتم وأبا زرعة الرازيين رجحا رواية الجمع وأشارا إلى خطأ رواية أبي أحمد الزبيري. ومن العجب!! أنّ الدكتور بشاراً في تعليقه على جامع الترمذي رجح ما ذهب إليه أبو حاتم وأبو زرعة والترمذي، وهو تخطئة أبي أحمد، فما له في التحرير انتقد ابن حجر في مضمون
ذلك؟.
الثالث: قولهما: ((إن الشيخين أخرجا له من روايته عن سفيان)) فيه نظر شديد، وقد قال الحافظ ابن حجر، وهو الخبير بصحيح البخاري: ((وما أظنُّ البخاري أخرج له شيئاً من أفراده عن سفيان)). انظر: " هدي الساري ": 440 – أي أنه لم يخرج له عن سفيان إلا ما توبع عليه على سفيان.
(6) جاء في رواية ابن عساكر مقروناً بـ: ((يحيى وعبد الرحمان)).
(7) انظر: " تحفة الأشراف " 6/ 430 قبيل حديث (9587).
(8) سقط من المطبوع وأثبتناه من " إتحاف المهرة " 10/ 474 (13219).
(9) وما يدحض هذا الظن أن الترمذي رحمه الله، قال عقب رواية أبي نعيم: ((ولم يقل فيه، عن مسروق)).
(10) وجاء في مطبوع " التفسير " لابن أبي حاتم إسنادٌ آخر هكذا (ح) وحدثنا أحمد بن عصام، عن مسروق، عن عبد الله. أما أحمد بن عصام، فقال عنه ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " 2/ 23 (119): ((كتبنا عنه وهو ثقة صدوق)) غير أني لم أقف على روايته عن مسروق والسند عال جداً، فقد يكون فيه سقط.
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[15 Jul 2009, 03:15 م]ـ
بارك الله فيكم، يا دكتور ماهر، ونفع بك.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[15 Jul 2009, 07:43 م]ـ
هذه الدراسة حسنة لكن من قال ان هذا الحديث هو في تفسير هذه الاية وهل كون النبي صلى الله عليه وسلم قرا الاية بعده يعني انه تفسير لها؟
قضية تحتاج الى نظر
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Jul 2010, 10:29 م]ـ
بارك الله فيكم يا دكتور ماهر، وليت هذه الحلقات تستمر.
وأرجو النظر في سلسلة الأخ د. يحيى بن عبدالله على هذا الرابط والتعقيب بما تراه
علل أحاديث التفسير (8) ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=2714)
وما قبلها من حلقات تظهر في توقيع د. يحيى
وفقكم الله لكل خير.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 Jul 2010, 10:49 م]ـ
هذه الدراسة حسنة لكن من قال ان هذا الحديث هو في تفسير هذه الاية وهل كون النبي صلى الله عليه وسلم قرا الاية بعده يعني انه تفسير لها؟
قضية تحتاج الى نظر
إذا صح الحديث
((إنَّ لكلِّ نبيٍّ وُلاةً من النبيينَ، وإنَّ وليي أبي وخليلي إبراهيم))
فالذي نفهم منه أن النبي صلى الله عليه وسلم يستشهد بالآية على توكيد ما أخبر به
وليس تفسيرا للآية
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[14 Jul 2010, 12:46 ص]ـ
هذه الدراسة حسنة لكن من قال ان هذا الحديث هو في تفسير هذه الاية وهل كون النبي صلى الله عليه وسلم قرا الاية بعده يعني انه تفسير لها؟
قضية تحتاج الى نظر
العلماء يعدون هذا تفسيراً , ويستعينون به في بيان المعنى , سواء كان نصاً أو دونه , وكتبهم مليئة بهذا النوع من الاستشهاد.(/)
حلقات (رمضانية) في التفسيرللشيخ / المغامسي
ـ[مشبب آل ناصر]ــــــــ[15 Jul 2009, 12:47 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيكون الشيخ صالح المغامسي ضيفاً دائماً على مائدة التلفزيون السعودي, (يومياً) وعلى مدار ثلاثين يوماً , وذلك طيلة شهر رمضان المبارك
وسيكون حديثه في التفسير من خلال آيات منتخبه
التسجيل في أحد مساجد الرياض
يسجل الشيخ في اليوم ما يقارب (خمس أو ست حلقات) وقد بدأ التسجيل بالفعل
وفق الله الشيخ لنفع المسلمين
ولا شك أن إشغال الناس بالخير والتحضير لعمل الخير أولى وأنفع من ما يسمى بالدراما
كتبه / مشبب آل ناصر(/)
تراث الشيخ عبدالله بن جبرين في القرآن وعلومه
ـ[عبدالله بن عمر]ــــــــ[15 Jul 2009, 12:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مشايخنا الكرام ..
إن من وفائنا للشيخ عبدالله بن جبرين - غفر الله له ورحمه - أن نعتني بتراثه وخاصة فيما يختص بالقرآن وعلومه، وقد أحببت أن أبادر بهذا الموضوع لأسن سنة حسنة في ذلك ..
فمن كانت عنده مقولات للشيخ فيما يختص بذلك فليتحفنا بها مشكوراً مأجوراً ..
واقترح في نهاية هذه الافتتاحية موضوعاً لرسالة جامعية بعنوان هذا الموضوع.
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[15 Jul 2009, 02:11 م]ـ
الاخ عبد الله بن عمر جزاك الله كل خير وبارك فيك
واتمنى ان ارى تراث الشيخ في علوم الدين عامة في القران خاصة معتنا به
علماً بان موقع الشيخ رحمه الله الالكتروني فيه الشيء الكثير والمهيل من تراث الشيخ
وهو متوفر مدوناً او صوتياً ومفهرس فهرس اكثر من رائعة وهذا اربط القران وعلومه
http://ibn-jebreen.com/subj.php?view=subj&subid=32174&subpartid=32475
وهنا رابط لشرح الشيخ رحمه الله لمقدمة ابن تيمية في التفسير
http://ibn-jebreen.com/book.php?cat=7&book=214&toc=8383
ـ[هتاف الضمير]ــــــــ[15 Jul 2009, 04:48 م]ـ
أكرمكم الباري أخي الكريم .. وبارك فيكم وأثابكم أجر هذه الفكرة الطيبة ..
" لكن لي تحفظ على تسمية العلم " تراث " .. !
سأشارك بما أجد - إن شاء الله - ..
وفقتم لكل خير ..
ـ[عبدالله بن عمر]ــــــــ[16 Jul 2009, 08:29 ص]ـ
بوركت هذه الروابط .. وبورك ناقلها.
ها قد عُلق الجرس.
وبانتظار بقية المشايخ غفر الله لهم.(/)
اختتام دورة شرح المقدمة الجزرية
ـ[معهد ابن الجزري]ــــــــ[15 Jul 2009, 02:23 م]ـ
بحمد الله تم اختتام دورة شرح المقدمة الجزرية عصر هذا اليوم الاثنين 20/ 7/ 1430هـ في معهد الإمام ابن الجزري , والتي ألقاها الشيخ: نادي حداد القط بواقع 8 ساعات تدريبية على مدار الأسبوعين , وقد حضر الدورة جمع من المهتمين بعلم التجويد , كما تم تسليم شهادات الدورة بحضور فضيلة الشيخ: عبدالله بن محمد المانع نائب رئيس مجلس إدارة جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمحافظة عنيزة ,
وتجدر الإشارة إلى أن دروس الدورة مسجلة كاملة في موقع معهد الإمام ابن الجزري الالكتروني www.aljazry.com .
وبإذن الله ستنطلق المرحلة الثانية من دورات المعهد يوم السبت القادم 25/ 7/1430هـ(/)
فكرة بحث في موضوعات القرآن من خلال حديث أنزل القرآن على سبعة أحرف من سبعة أوجه
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[15 Jul 2009, 05:30 م]ـ
إن الملاحظ أن الآثار عندنا فيها نفائس، لكننا نغفل عنها لأسباب متعددة، منها ـ على سبيل المثال ـ أننا نبحث عن الحديث الصحيح على شرط الشيخين، ولا ننتبه إلى أنَّ بعض المسائل يكفي فيها جمع الأحاديث والآثار الضعيفة التي يتكوَن منها فكرة واضحة عن موضوع من الموضوعات.
وأطرح بين يديكم فكرة بحث (موضوعات القرآن) من خلال الأحاديث والآثار الواردة في وجوه القرآن التي جاء عدُّها في بعض الآثار إلى عشر، وفي بعضها إلى خمسة، ومنها:
1 ـ ما أخرجه الحاكم بسنده حدثنا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي، ثنا الحسن بن أحمد بن الليث الرازي، ثنا همام بن أبي بدر، ثنا عبد الله بن وهب، أخبرني حيوة بن شريح، عن عقيل بن خالد، عن سلمة بن أبي سلمة، عن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: كان «الكتاب الأول نزل من باب واحد على حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف، زاجر، وآمر، وحلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال، فأحلوا حلاله، وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به، وانتهوا عما نهيتم عنه، واعتبروا بأمثاله، واعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه، وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا، وما يذكر إلا أولو الألباب» «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه»
2 ـ ما أخرجه الطبراني بسنده حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن دَاوُدَ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بن مَطَرٍ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بن سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَلَمَةَ بن عُمَرَ بن أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بن مَسْعُودٍ:"إِنَّ الْكُتُبَ كَانَتْ تَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ، وَإِنَّ الْقُرْآَنَ أُنْزِلَ مِنْ سَبْعَةِ أَبْوَابٍ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ: حَلالٌ، وَحَرَامٌ، وَمُحْكَمٌ، وَمُتَشَابِهٌ، وَضَرْبُ أَمْثَالٍ، وَآمِرٌ، وَزَاجِرٌ، فَحِلَّ حَلالَهُ، وَحَرِّمْ حَرَامَهُ، وَاعْمَلْ بِمُحْكَمِهِ، وَقِفْ عِنْدَ مُتَشَابِهِهِ، وَاعْتَبِرْ أَمْثَالَهُ، فَإِنْ كُلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلا أُولُو الأَلْبَابِ".
3 ـ ما أخرجه البيهقي بسنده أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو بكر القاضي، قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن الجهم بن هارون السمري، حدثنا الهيثم بن خالد، عن عبيد بن عقيل، أخبرني معارك بن عباد، حدثني عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري، حدثني أبي، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعربوا القرآن، واتبعوا غرائبه وغرائبه فرائضه وحدوده، فإن القرآن نزل على خمسة أوجه: حلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، فاعملوا بالحلال واجتنبوا الحرام واتبعوا المحكم وآمنوا بالمتشابه واعتبروا بالأمثال»
وهناك غيرها من الأحاديث والآثار.
وفي هذه الأحاديث والآثار نظرة موضوعية لأقسام موضوعات القرآن، وكيفية التعبد لله بكل قسم، وهذا جانب عملي مهم.
وأرى أن هذا الموضوع لو بُحث في رسالة ـ إن كان يرقى لذلك ـ أو في بحث ترقية، ويكون فيه تجلية لفكرة أقسام موضوعات القرآن الكريم، وقد يطرأ على الباحث مسائل تتعلق بهذه الآثار غير هذه التي طرحت.
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[16 Jul 2009, 12:17 ص]ـ
شيخنا الفاضل ألا ترى أن تصنيف موضوعات القرآن على هذه الأوجه سيخلق شيئا من التداخل؟ ..
إذ إن هذه الأوجه وإن كانت شاملةً للموضوعات، لكنها لاترتبها ..
فقد يكون الموضوع الواحد متضمنا ثلاثة أوجه، كما لو اجتمع في أمرٍ ما:
الزجر والتحريم والإحكام ..
وكأني ألحظ أن تقسيم الكتاب المنزل إلى هذه الأوجه إنما هو من جهة كونه مصدرا للتشريع ومحلا لاستقاء المكلف منه ماضمنه الله تعالى فيه ..
وهو ماأشرتم إليه بقولكم: (وفي هذه الأحاديث والآثار نظرة موضوعية لأقسام موضوعات القرآن، وكيفية التعبد لله بكل قسم، وهذا جانب عملي مهم)
فهي إلى بيان الواجب على المكلف القيام به تجاه هذا القرآن أقرب منها إلى كونها أجناسا لأنواع تندرج تحتها ..
والله تعالى أعلم(/)