والعجب أن منكري وصف الله بالرحمة الحقيقية بحجة أن العقل لا يدل عليها، أو أنه يحيلها، قد أثبتوا لله إرادة حقيقية بحجة عقلية أخفى من الحجة العقلية على رحمة الله، حيث قالوا: إن تخصيص بعض المخلوقات بما تتميز به يدل عقلاً على الإرادة؛ ولا شك أن هذا صحيح؛ ولكنه بالنسبة لدلالة آثار الرحمة عليها أخفى بكثير؛ لأنه لا يتفطن له إلا أهل النباهة؛ وأما آثار الرحمة فيعرفه حتى العوام، فإنك لو سألت عامياً صباح ليلة المطر: "بِمَ مطرنا؟ "، لقال: "بفضل الله، ورحمته" ..
مسألة:
هل البسملة آية من الفاتحة؛ أو لا؟
في هذا خلاف بين العلماء؛ فمنهم من يقول: إنها آية من الفاتحة، ويقرأ بها جهراً في الصلاة الجهرية، ويرى أنها لا تصح إلا بقراءة البسملة؛ لأنها من الفاتحة؛ ومنهم من يقول: إنها ليست من الفاتحة؛ ولكنها آية مستقلة من كتاب الله؛ وهذا القول هو الحق؛ ودليل هذا: النص، وسياق السورة ..
أما النص: فقد جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين: إذا قال: {الحمد لله رب العالمين} قال الله تعالى: حمدني عبدي؛ وإذا قال: {الرحمن الرحيم} قال الله تعالى: أثنى عليَّ عبدي؛ وإذا قال: {مالك يوم الدين} قال الله تعالى: مجّدني عبدي؛ وإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين} قال الله تعالى: هذا بيني وبين عبدي نصفين؛ وإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم} ... إلخ، قال الله تعالى: هذا لعبدي؛ ولعبدي ما سأل" (51)؛ وهذا كالنص على أن البسملة ليست من الفاتحة؛ وفي الصحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "صلَّيت خلف النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، وعمر؛ فكانوا لا يذكرون {بسم الله الرحمن الرحيم} في أول قراءة، ولا في آخرها" (52): والمراد لا يجهرون؛ والتمييز بينها وبين الفاتحة في الجهر وعدمه يدل على أنها ليست منها ..
أما من جهة السياق من حيث المعنى: فالفاتحة سبع آيات بالاتفاق؛ وإذا أردت أن توزع سبع الآيات على موضوع السورة وجدت أن نصفها هو قوله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين} وهي الآية التي قال الله فيها: "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين"؛ لأن {الحمد لله رب العالمين}: واحدة؛ {الرحمن الرحيم}: الثانية؛ {مالك يوم الدين}: الثالثة؛ وكلها حق لله عزّ وجلّ {إياك نعبد وإياك نستعين}: الرابعة. يعني الوسَط؛ وهي قسمان: قسم منها حق لله؛ وقسم حق للعبد؛ {اهدنا الصراط المستقيم} للعبد؛ {صراط الذين أنعمت عليهم} للعبد؛ {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} للعبد ..
فتكون ثلاث آيات لله عزّ وجل وهي الثلاث الأولى؛ وثلاث آيات للعبد. وهي الثلاث الأخيرة؛ وواحدة بين العبد وربِّه. وهي الرابعة الوسطى ..
ثم من جهة السياق من حيث اللفظ، فإذا قلنا: إن البسملة آية من الفاتحة لزم أن تكون الآية السابعة طويلة على قدر آيتين؛ ومن المعلوم أن تقارب الآية في الطول والقصر هو الأصل ..
فالصواب الذي لا شك فيه أن البسملة ليست من الفاتحة. كما أن البسملة ليست من بقية السور ..
القرآن
) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
التفسير:.
قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين}: {الحمد} وصف المحمود بالكمال مع المحبة، والتعظيم؛ الكمال الذاتي، والوصفي، والفعلي؛ فهو كامل في ذاته، وصفاته، وأفعاله؛ ولا بد من قيد وهو "المحبة، والتعظيم"؛ قال أهل العلم: "لأن مجرد وصفه بالكمال بدون محبة، ولا تعظيم: لا يسمى حمداً؛ وإنما يسمى مدحاً"؛ ولهذا يقع من إنسان لا يحب الممدوح؛ لكنه يريد أن ينال منه شيئاً؛ تجد بعض الشعراء يقف أمام الأمراء، ثم يأتي لهم بأوصاف عظيمة لا محبة فيهم؛ ولكن محبة في المال الذي يعطونه، أو خوفاً منهم؛ ولكن حمدنا لربنا عزّ وجلّ حمدَ محبةٍ، وتعظيمٍ؛ فلذلك صار لا بد من القيد في الحمد أنه وصف المحمود بالكمال مع المحبة، والتعظيم؛ و "أل" في {الحمد} للاستغراق: أي استغراق جميع المحامد ..
وقوله تعالى: {لله}: اللام للاختصاص، والاستحقاق؛ و "الله" اسم ربنا عزّ وجلّ؛ لا يسمى به غيره؛ ومعناه: المألوه. أي المعبود حباً، وتعظيماً ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله تعالى: {رب العالمين}؛ "الرب": هو من اجتمع فيه ثلاثة أوصاف: الخلق، والملك، والتدبير؛ فهو الخالق المالك لكل شيء المدبر لجميع الأمور؛ و {العالمين}: قال العلماء: كل ما سوى الله فهو من العالَم؛ وُصفوا بذلك؛ لأنهم عَلَم على خالقهم سبحانه وتعالى؛ ففي كل شيء من المخلوقات آية تدل على الخالق: على قدرته، وحكمته، ورحمته، وعزته، وغير ذلك من معاني ربوبيته ..
الفوائد:
.1 من فوائد الآية: إثبات الحمد الكامل لله عزّ وجلّ، وذلك من "أل" في قوله تعالى: {الحمد}؛ لأنها دالة على الاستغراق ..
.2 ومنها: أن الله تعالى مستحق مختص بالحمد الكامل من جميع الوجوه؛ ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصابه ما يسره قال: "الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات"؛ وإذا أصابه خلاف ذلك قال: "الحمد لله على كل حال" [53] ..
.3 ومنها: تقديم وصف الله بالألوهية على وصفه بالربوبية؛ وهذا إما لأن "الله" هو الاسم العَلَم الخاص به، والذي تتبعه جميع الأسماء؛ وإما لأن الذين جاءتهم الرسل ينكرون الألوهية فقط ..
.4 ومنها: عموم ربوبية الله تعالى لجميع العالم؛ لقوله تعالى: (العالمين .. )
القرآن
(الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)
التفسير:.
قوله تعالى: {الرحمن الرحيم}: {الرحمن} صفة للفظ الجلالة؛ و {الرحيم} صفة أخرى؛ و {الرحمن} هو ذو الرحمة الواسعة؛ و {الرحيم} هو ذو الرحمة الواصلة؛ فـ {الرحمن} وصفه؛ و {الرحيم} فعله؛ ولو أنه جيء بـ "الرحمن" وحده، أو بـ "الرحيم" وحده لشمل الوصف، والفعل؛ لكن إذا اقترنا فُسِّر {الرحمن} بالوصف؛ و {الرحيم} بالفعل ..
الفوائد:
.1 من فوائد الآية: إثبات هذين الاسمين الكريمين. {الرحمن الرحيم} لله عزّ وجلّ؛ وإثبات ما تضمناه من الرحمة التي هي الوصف، ومن الرحمة التي هي الفعل ..
.2 ومنها: أن ربوبية الله عزّ وجلّ مبنية على الرحمة الواسعة للخلق الواصلة؛ لأنه تعالى لما قال: {رب العالمين} كأن سائلاً يسأل: "ما نوع هذه الربوبية؟ هل هي ربوبية أخذ، وانتقام؛ أو ربوبية رحمة، وإنعام؟ " قال تعالى: {الرحمن الرحيم} ..
القرآن
(مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)
التفسير:
قوله تعالى: {مالك يوم الدين} صفة لـ {الله}؛ و {يوم الدين} هو يوم القيامة؛ و {الدين} هنا بمعنى الجزاء؛ يعني أنه سبحانه وتعالى مالك لذلك اليوم الذي يجازى فيه الخلائق؛ فلا مالك غيره في ذلك اليوم؛ و "الدين" تارة يراد به الجزاء، كما في هذه الآية؛ وتارة يراد به العمل، كما في قوله تعالى: {لكم دينكم ولي دين} [الكافرون: 6]، ويقال: "كما تدين تدان"، أي كما تعمل تُجازى ..
وفي قوله تعالى: {مالك} قراءة سبعية: {مَلِك}، و "الملك" أخص من "المالك" ..
وفي الجمع بين القراءتين فائدة عظيمة؛ وهي أن ملكه جلّ وعلا ملك حقيقي؛ لأن مِن الخلق مَن يكون ملكاً، ولكن ليس بمالك: يسمى ملكاً اسماً وليس له من التدبير شيء؛ ومِن الناس مَن يكون مالكاً، ولا يكون ملكاً: كعامة الناس؛ ولكن الرب عزّ وجلّ مالكٌ ملِك ..
الفوائد:
.1 من فوائد الآية: إثبات ملك الله عزّ وجلّ، وملكوته يوم الدين؛ لأن في ذلك اليوم تتلاشى جميع الملكيات، والملوك ..
فإن قال قائل: أليس مالك يوم الدين، والدنيا؟
فالجواب: بلى؛ لكن ظهور ملكوته، وملكه، وسلطانه، إنما يكون في ذلك اليوم؛ لأن الله تعالى ينادي: {لمن الملك اليوم} [غافر: 16] فلا يجيب أحد؛ فيقول تعالى: {لله الواحد القهار} [غافر: 16]؛ في الدنيا يظهر ملوك؛ بل يظهر ملوك يعتقد شعوبهم أنه لا مالك إلا هم؛ فالشيوعيون مثلاً لا يرون أن هناك رباً للسموات، والأرض؛ يرون أن الحياة: أرحام تدفع، وأرض تبلع؛ وأن ربهم هو رئيسهم ..
.2 ومن فوائد الآية: إثبات البعث، والجزاء؛ لقوله تعالى: (مالك يوم الدين)
.3 ومنها: حث الإنسان على أن يعمل لذلك اليوم الذي يُدان فيه العاملون ..
القرآن
) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)
التفسير:
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله تعالى: {إياك نعبد}؛ {إياك}: مفعول به مقدم؛ وعامله: {نعبد}؛ وقُدِّم على عامله لإفادة الحصر؛ فمعناه: لا نعبد إلا إياك؛ وكان منفصلاً لتعذر الوصل حينئذ؛ و {نعبد} أي نتذلل لك أكمل ذلّ؛ ولهذا تجد المؤمنين يضعون أشرف ما في أجسامهم في موطئ الأقدام ذلاً لله عزّ وجلّ: يسجد على التراب؛ تمتلئ جبهته من التراب. كل هذا ذلاً لله؛ ولو أن إنساناً قال: "أنا أعطيك الدنيا كلها واسجد لي" ما وافق المؤمن أبداً؛ لأن هذا الذل لله عزّ وجلّ وحده ..
و "العبادة" تتضمن فعل كل ما أمر الله به، وترك كل ما نهى الله عنه؛ لأن من لم يكن كذلك فليس بعابد: لو لم يفعل المأمور به لم يكن عابداً حقاً؛ ولو لم يترك المنهي عنه لم يكن عابداً حقاً؛ العبد: هو الذي يوافق المعبود في مراده الشرعي؛ فـ "العبادة" تستلزم أن يقوم الإنسان بكل ما أُمر به، وأن يترك كل ما نُهي عنه؛ ولا يمكن أن يكون قيامه هذا بغير معونة الله؛ ولهذا قال تعالى: {وإياك نستعين} أي لا نستعين إلا إياك على العبادة، وغيرها؛ و "الاستعانة" طلب العون؛ والله سبحانه وتعالى يجمع بين العبادة، والاستعانة، أو التوكل في مواطن عدة في القرآن الكريم؛ لأنه لا قيام بالعبادة على الوجه الأكمل إلا بمعونة الله، والتفويض إليه، والتوكل عليه ..
الفوائد:
.1 من فوائد الآية: إخلاص العبادة لله؛ لقوله تعالى: {إياك نعبد}؛ وجه الإخلاص: تقديم المعمول ..
.2 ومنها: إخلاص الاستعانة بالله عزّ وجلّ؛ لقوله تعالى: {وإياك نستعين}، حيث قدم المفعول ..
فإن قال قائل: كيف يقال: إخلاص الاستعانة لله وقد جاء في قوله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى} [المائدة: 2] إثبات المعونة من غير الله عزّ وجلّ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "تعين الرجل في دابته، فتحمله عليها، أو ترفع له عليها متاعه صدقة"؟ (54) ..
فالجواب: أن الاستعانة نوعان: استعانة تفويض؛ بمعنى أنك تعتمد على الله عزّ وجلّ، وتتبرأ من حولك، وقوتك؛ وهذا خاص بالله عزّ وجلّ؛ واستعانة بمعنى المشاركة فيما تريد أن تقوم به: فهذه جائزة إذا كان المستعان به حياً قادراً على الإعانة؛ لأنه ليس عبادة؛ ولهذا قال الله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى} [المائدة: 2)
فإن قال قائل: وهل الاستعانة بالمخلوق جائزة في جميع الأحوال؟
فالجواب: لا؛ الاستعانة بالمخلوق إنما تجوز حيث كان المستعان به قادراً عليها؛ وأما إذا لم يكن قادراً فإنه لا يجوز أن تستعين به: كما لو استعان بصاحب قبر فهذا حرام؛ بل شرك أكبر؛ لأن صاحب القبر لا يغني عن نفسه شيئاً؛ فكيف يعينه!!! وكما لو استعان بغائب في أمر لا يقدر عليه، مثل أن يعتقد أن الوليّ الذي في شرق الدنيا يعينه على مهمته في بلده: فهذا أيضاً شرك أكبر؛ لأنه لا يقدر أن يعينه وهو هناك ..
فإن قال قائل: هل يجوز أن يستعين المخلوقَ فيما تجوز استعانته به؟
فالجواب: الأولى أن لا يستعين بأحد إلا عند الحاجة، أو إذا علم أن صاحبه يُسَر بذلك، فيستعين به من أجل إدخال السرور عليه؛ وينبغي لمن طلبت منه الإعانة على غير الإثم والعدوان أن يستجيب لذلك ..
القرآن
(اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ)
التفسير:
قوله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم}: {الصراط} فيه قراءتان: بالسين: {السراط}، وبالصاد الخالصة: {الصراط}؛ والمراد بـ {الصراط} الطريق؛ والمراد بـ "الهداية" هداية الإرشاد، وهداية التوفيق؛ فأنت بقولك: {اهدنا الصراط المستقيم} تسأل الله تعالى علماً نافعاً، وعملاً صالحاً؛ و {المستقيم} أي الذي لا اعوجاج فيه ..
الفوائد:
.1 من فوائد الآية: لجوء الإنسان إلى الله عزّ وجلّ بعد استعانته به على العبادة أن يهديه الصراط المستقيم؛ لأنه لا بد في العبادة من إخلاص؛ يدل عليه قوله تعالى: {إياك نعبد}؛ ومن استعانة يتقوى بها على العبادة؛ يدل عليه قوله تعالى: {وإياك نستعين}؛ ومن اتباع للشريعة؛ يدل عليه قوله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم}؛ لأن {الصراط المستقيم} هو الشريعة التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
2 ومن فوائد الآية: بلاغة القرآن، حيث حذف حرف الجر من {اهدنا}؛ والفائدة من ذلك: لأجل أن تتضمن طلب الهداية: التي هي هداية العلم، وهداية التوفيق؛ لأن الهداية تنقسم إلى قسمين: هداية علم، وإرشاد؛ وهداية توفيق، وعمل؛ فالأولى ليس فيها إلا مجرد الدلالة؛ والله عزّ وجلّ قد هدى بهذا المعنى جميع الناس، كما في قوله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدًى للناس} [البقرة: 185]؛ والثانية فيها التوفيق للهدى، واتباع الشريعة، كما في قوله تعالى: {ذلك الكتاب لا ريب فيه هدًى للمتقين} [البقرة: 2] وهذه قد يحرمها بعض الناس، كما قال تعالى: {وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى} [فصلت: 17]: {فهديناهم} أي بيّنّا لهم الحق، ودَلَلْناهم عليه؛ ولكنهم لم يوفقوا ..
.3 ومن فوائد الآية: أن الصراط ينقسم إلى قسمين: مستقيم، ومعوج؛ فما كان موافقاً للحق فهو مستقيم، كما قال الله تعالى: {وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه} [الأنعام: 153]؛ وما كان مخالفاً له فهو معوج ..
القرآن
) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ)
التفسير:.
قوله تعالى: {صراط الذين أنعمت عليهم} عطف بيان لقوله تعالى: {الصراط المستقيم}؛ والذين أنعم الله عليهم هم المذكورون في قوله تعالى: {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً (النساء: 69)
قوله تعالى: {غير المغضوب عليهم}: هم اليهود، وكل من علم بالحق ولم يعمل به ..
قوله تعالى: {ولا الضالين}: هم النصارى قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وكل من عمل بغير الحق جاهلاً به ..
وفي قوله تعالى: {عليهم} قراءتان سبعيتان: إحداهما ضم الهاء؛ والثانية كسرها؛ واعلم أن القراءة التي ليست في المصحف الذي بين أيدي الناس لا تنبغي القراءة بها عند العامة لوجوه ثلاثة:.
الوجه الأول: أن العامة إذا رأوا هذا القرآن العظيم الذي قد ملأ قلوبهم تعظيمه، واحترامه إذا رأوه مرةً كذا، ومرة كذا تنزل منزلته عندهم؛ لأنهم عوام لا يُفرقون ..
الوجه الثاني: أن القارئ يتهم بأنه لا يعرف؛ لأنه قرأ عند العامة بما لا يعرفونه؛ فيبقى هذا القارئ حديث العوام في مجالسهم ..
الوجه الثالث: أنه إذا أحسن العامي الظن بهذا القارئ، وأن عنده علماً بما قرأ، فذهب يقلده، فربما يخطئ، ثم يقرأ القرآن لا على قراءة المصحف، ولا على قراءة التالي الذي قرأها. وهذه مفسدة ..
ولهذا قال عليّ: "حدِّثوا الناس بما يعرفون؛ أتحبون أن يُكذب الله، ورسوله" (55)، وقال ابن مسعود: "إنك لا تحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة" (56)؛ وعمر بن الخطاب لما سمع هشام بن الحكم يقرأ آية لم يسمعها عمر على الوجه الذي قرأها هشام خاصمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لهشام: "اقرأ"، فلما قرأ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "هكذا أنزلت"، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر: "اقرأ"، فلما قرأ قال النبي صلى الله عليه وسلم "هكذا أنزلت" (57)؛ لأن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فكان الناس يقرؤون بها حتى جمعها عثمان رضي الله عنه على حرف واحد حين تنازع الناس في هذه الأحرف، فخاف رضي الله عنه أن يشتد الخلاف، فجمعها في حرف واحد. وهو حرف قريش؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم الذي نزل عليه القرآن بُعث منهم؛ ونُسيَت الأحرف الأخرى؛ فإذا كان عمر رضي الله عنه فعل ما فعل بصحابي، فما بالك بعامي يسمعك تقرأ غير قراءة المصحف المعروف عنده! والحمد لله: ما دام العلماء متفقين على أنه لا يجب أن يقرأ الإنسان بكل قراءة، وأنه لو اقتصر على واحدة من القراءات فلا بأس؛ فدع الفتنة، وأسبابها ..
الفوائد:
.1 من فوائد الآيتين: ذكر التفصيل بعد الإجمال؛ لقوله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم}: وهذا مجمل؛ (صراط الذين أنعمت عليهم): وهذا مفصل؛ لأن الإجمال، ثم التفصيل فيه فائدة: فإن النفس إذا جاء المجمل تترقب، وتتشوف للتفصيل، والبيان؛ فإذا جاء التفصيل ورد على نفس مستعدة لقبوله متشوفة إليه؛ ثم فيه فائدة ثانية هنا: وهو بيان أن الذين أنعم الله عليهم على الصراط المستقيم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
2 ومنها: إسناد النعمة إلى الله تعالى وحده في هداية الذين أنعم عليهم؛ لأنها فضل محض من الله ..
.3 ومنها: انقسام الناس إلى ثلاثة أقسام: قسم أنعم الله عليهم؛ وقسم مغضوب عليهم؛ وقسم ضالون؛ وقد سبق بيان هذه الأقسام ..
وأسباب الخروج عن الصراط المستقيم: إما الجهل؛ أو العناد؛ والذين سببُ خروجهم العناد هم المغضوب عليهم. وعلى رأسهم اليهود؛ والآخرون الذين سبب خروجهم الجهل كل من لا يعلم الحق. وعلى رأسهم النصارى؛ وهذا بالنسبة لحالهم قبل البعثة. أعني النصارى؛ أما بعد البعثة فقد علموا الحق، وخالفوه؛ فصاروا هم، واليهود سواءً. كلهم مغضوب عليهم ..
.4 ومن فوائد الآيتين: بلاغة القرآن، حيث جاء التعبير عن المغضوب عليهم باسم المفعول الدال على أن الغضب عليهم حاصل من الله تعالى، ومن أوليائه ..
.5 ومنها: أنه يقدم الأشد، فالأشد؛ لأنه تعالى قدم المغضوب عليهم على الضالين؛ لأنهم أشد مخالفة للحق من الضالين؛ فإن المخالف عن علم يصعب رجوعه. بخلاف المخالف عن جهل ..
وعلى كل حال السورة هذه عظيمة؛ ولا يمكن لا لي، ولا لغيري أن يحيط بمعانيها العظيمة؛ لكن هذا قطرة من بحر؛ ومن أراد التوسع في ذلك فعليه بكتاب "مدارج السالكين" لابن القيم رحمه الله ..
--------------------------------------------------------------------------------
(47) أخرجه البخاري في صحيحه ص61، كتاب الأذان، باب 104: القراءة في الفجر، حديث رقم 772؛ وأخرجه مسلم في صحيحه ص740 في كتاب الصلاة، باب 11: وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة، حديث رقم 878 [38] 395؛ وأخرجه الترمذي في جامعه ص1968، كتاب تفسير القرآن، باب 15: ومن سورة الحجر، حديث رقم 3124، ولفظه: "الحمد لله أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني".
(48) أخرجه البخاري في صحيحه ص177، كتاب الإجارة، باب 16: ما يعطى في الرقية على أحياء العرب بفاتحة الكتاب، حديث رقم 2276؛ وأخرجه مسلم في صحيحه ص1068، كتاب السلام، باب 23: جواز أخذ الأجرة على الرقية بالقرآن والأذكار، حديث رقم 5733 [65] 2201.
(49) أخرجه البخاري في صحيحه ص77، كتاب العيدين، باب 23: كلام الإمام والناس في خطبة العيد، حديث رقم 985؛ وأخرجه مسلم في صحيحه ص1027، كتاب الأضاحي، باب 1: وقتها، حديث رقم 5064 [1] 1960.
(50) أخرجه البخاري في صحيحه ص474، كتاب الذبائح والصيد، باب 17: قول النبي صلى الله عليه وسلم: "فليذبح على اسم الله"، حديث رقم 5500؛ وأخرجه مسلم في صحيحه ص1027، كتاب الأضاحي، باب 1: وقتها، حديث رقم 5064 [2] 1960.
(51) أخرجه مسلم في صحيحه ص740، كتاب الصلاة، باب 11: وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة، حديث رقم 878 [38] 395.
(52) أخرجه مسلم في صحيحه ص741، كتاب الصلاة، باب 13، حجة من قال: لا يجهر بالبسملة، حديث رقم 892 [52] 399.
[53] أخرجه ابن ماجه في سننه ص 2703 كتاب الأدب باب 55 فضل الحامدين حديث رقم 2803 وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 499 كتاب الدعاء وقال: هذا حديث صحيح الإسناد وأقره الذهبي وحسنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه 2/ 319 حديث رقم 3066.
(54) أخرجه البخاري ص232، كتاب الجهاد، باب 72: فضل من حمل متاع صاحبه في السفر حديث رقم 2891؛ وأخرجه مسلم ص837، كتاب الزكاة، باب 16: بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف، حديث رقم 2335 [56] 1009، واللفظ لمسلم.
(55) أخرجه البخاري ص14، كتاب العلم، باب 49: من خص بالعلم قوماً دون قوم كراهية أن لا يفهموا، رقم 127.
(56) أخرجه مسلم ص675، مقدمة الكتاب، رقم 14.
(57) أخرجه البخاري ص189، كتاب الخصومات، باب 4: كلام الخصوم بعضهم في بعض، حديث رقم 2419؛ وأخرجه مسلم ص805 – 806، كتاب صلاة المسافرين، كتاب فضائل القرآن وما يتعلق به، باب 48: بيان أن القرآن أنزل على سبعة أحرف وبيان معناها، حديث رقم 1899 [270] 818.
من تفسير بن عثيمين رحمه الله تعالى
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[16 Apr 2009, 07:38 م]ـ
تفسير أعظم سورة في كتاب الله، فاتحة الكتاب وأم القرآن والسبع المثاني، والكلام في تفسير هذه السورة من وجوه:
تفسير أعظم سورة في كتاب الله، فاتحة الكتاب وأم القرآن والسبع المثاني، والكلام في تفسير هذه السورة من وجوه:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولها: أحاديث في فضلها: فقد استفاضت الأحاديث في فضل هذه السورة عن النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نذكر بعضها، فمن تلكم الأحاديث المتضمنة فضل هذه السورة ما رواه البخاري وغيره عن أبى سعيد ابن المعلّى رضى الله عنه: أنه كان يصلى فناداه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يجبه فلما فرغ أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «ما منعك أن تأتيني إذ دعوتك وفى رواية ما منعك أن تجّيبني»، قال: يا رسول الله كنت أصلي، قال: «ألم يقل الله»: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ? [الأنفال:24]، قال: بلا، ثم قال صلى الله عليه وسلم: «لأعلمنك أعظم سورة»، فانطلق يمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما بلغ الباب قال يا رسول الله وعدتني أن تعلمني أعظم سورة قال: «نعم، ?الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ?، فإنها السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أتيته»، وفى بعض طرق هذا الحديث جاء قوله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا فى القرآن مثلها».
ومنها ما رواه مسلم والنسائي عن ابن العباس رضي الله عنهما: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه جبرائيل فسمع نقيضا من فوقه (أي صوتا) فرفع جبريل رأسه فقال هذا باب من السّماء فُتح لم يفتح قط فنزل منه ملك فقال أبشر (يعنى الرسول صلى الله عليه وسلم) أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لم تقرأ حرفا منهما إلا أُتِيتَه»، وراجعوا تفسير ابن كثير فقد جمع الكثير من الأحاديث الدالة على فضل هذه السورة
:
أما الوجه الثاني وهو تفسير هذه السورة تفسيرا عاما
فنبدأ أولا: بمعنى قوله تعالى: ?بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ?:
هل هذه البسملة آية من القرآن كلّه؟ أو هي آية من سورة الفاتحة خاصة؟ أو هي آية من كل سورة؟ أو أنها آية من القرآن الكريم جيء بها للفصل بين السورة والتي تليها؟ والعلماء متفقون على أنّها بعض آية من سورة النمل: ?إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ? [النمل:30]، إذن هي بعض آية من سورة النّمل وهذه الأقوال ذكرها ابن كثير، والذي نميل إليه أنها آية من القرآن كله جيء بها للفصل بين السورة والتي تليها ويدل لذلك ما رواه أبو داود وغيره عن ابن العباس رضى الله عنهما أو ابن سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يعرف بداية السورة ونهاية التي قبلها إلا حين ينزل عليه ?بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ?.
الباء للاستعانة أي أبدأ مستعينا، والإسم مأخوذ من الوسم وهو العلامة، فإسم كل شيء علامة عليه وكما تعلمون من الأسماء العلم فمحمد أو أحمد أو بكر أو عمر أعلام، لما سمي بها والإسم إسم لإسم الله، اسم هذا هو اسم الرب سبحانه وتعالى الذي لم يشركه فيه أحد ومعناه ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين فهو متضمن توحيد الألوهية ?بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ? إسمان للحق جل علاه وهما عَلَمَان ويدلان على إتصاف الرب سبحانه وتعالى بصفة فما هي؟ نعم، الرحمة لكن الرحمان ذو الرحمة العامة التي ينالها جميع المخلوقات حتى إبليس ينال نصيبه منها والكفار ينالون نصيبهم منها رحمة عامة، ومن رحمة الله عز وجل على الكفار والظلمة أنه لم يعاجلهم بالعقوبة لحكمة. والرحيم ذو الرحمة الخاصة، بمن؟ بالمؤمنين يوم القيامة كما قال تعالى: ?وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً? [الأحزاب:43]، فرحمته سبحانه وتعالى بالمؤمنين، هذه خاصة يوم القيامة أنه ينزلهم مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وهم في ضيافته سبحانه وتعالى، وفى الدنيا من خاص رحمته بالمؤمنين التثبيت على الحق، النصر على الأعداء، العزة والتمكين إلى غير ذلك مما يختص به المؤمنين. وإجمال هذه البسملة يبدأ بها للتبرك ?بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ? أي أتبرك وأستعين بهذا الإسم العظيم إسم الرب سبحانه وتعالى ?بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ? وقد شرعت التسمية في مواضع: منها الوضوء لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا صلاة لمن لا وضوء له ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه»، لكن لا يقول ?بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ? يقول «بسم الله»، و [عند دخول الخلاء] () «بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا» وعلى الطعام «بسم الله»، هذه بعض المواضع التي شرعت فيها التسمية، وتجب مع الذكر عند الوضوء أو فى الوضوء وعلى الذبيحة وتسقط مع النسيان، هذا هو الصحيح إن شاء الله تعالى.
?الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ?:
أولا: الحمد هو الثناء على الرب سبحانه وتعالى بما هو أهله من الكمال والجلال والجمال وألف ولاّم ?الْحَمْدَُ? لإستغراق الجنس أي الحمد الكامل المطلق الخالص بالله سبحانه وتعالى، فقد يُحمَد المخلوق لكن حمد المخلوق ناقص ليس كاملا، أما حمد الرب سبحانه وتعالى هو كامل لا ينقص. ويذكر ابن جرير رحمه الله أو جاء ابن جرير رحمه الله كما ذكر ابن كثير أن بدأ الله سبحانه وتعالى هذه السورة بالحمد فيه أمر للعباد بأن يحمدوه، الله سبحانه وتعالى بدأ هذه السورة بماذا؟ بالحمد فيه أمر منه لعباده أن يحمدوه.
للشيخ عبيد بن عبد الله الجابري
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[16 Apr 2009, 07:50 م]ـ
ذكر بعض ما تضمنته سورة الفاتحة
قال العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدى فى تفسيره تيسير الكريم المنان , قال فى تفسير سورة الفاتحة:"فهذه السورة على ايجازها قد تضمنت ما لم تحتو عليه سورة من سور القران , فتضمنت أنواع التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية يؤخذ من قوله "رب العالمين" , و توحيد الالهية و هو افراد الله بالعبادة يؤخذ من لفظ "الله " و من قوله "اياك نعبد" و توحيد الأسماء و الصفات و هو اثبات صفات الكمال لله تعالى التى أثبتها لنفسه و أثبتها له رسوله من غير تعطيل و لا تمثيل و لا تشبيه , و قد دل على ذلك لفظ "الحمد" كما تقدم. (1)
و تضمنت اثبات النبوة فى قوله "اهدنا الصراط المستقيم" لأن ذلك ممتنع بدون الرسالة.
و اثبات الجزاء على الأعمال فى قوله "مالك يوم الدين" و أن الجزاء يكون بالعدل لأن الدين معناه الجزاء بالعدل.
و تضمنت اثبات القدر و أن العبد فاعل حقيقة خلافا للقدرية و الجبرية.
بل تضمنت الرد على جميع أهل البدع و الضلال فى قوله "اهدنا الصراط المستقيم" لأنه معرفة الحق و العمل به و كل مبتدع ضال فهو مخالف لذلك.
و تضمنت اخلاص الدين لله عبادة و استعانة فى قوله "اياك نعبد و اياك نستعين " فالحمد لله رب العالمين"
تقدم يعنى فى تفسير السورة حيث قال فى تعريف الحمد:" هو الثناء على الله بصفات الكمال و بأفعاله الدائرة بين الفضل و العدل فله الحمد الكامل بجميع الوجوه."
ـ[نور الدرب]ــــــــ[16 Apr 2009, 07:58 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أم أسماء]ــــــــ[17 Apr 2009, 03:11 م]ـ
موضوع رائع ومهم أختي (محبة القرآن) .. أسأل الله تعالى أن يجزيك خيرا ويجعلنا وإياكم من اهل القرآن ..
ولديّ اقتراح لتفعيل الموضوع بين أعضاء الملتقى:
أن يُكتفى بالاستنباطات واللطائف من الآيات دون عرض لتفسير معانيها خشية الإطالة،،
فعلى من يريد المشاركة قراءة تفسير الآية أولاً- حتى لا يخرج إلىتأويلات بعيدة عن معنى الآية - ثم يتأمل فيها أو ينقل ما ذُكر فيها من الاستنباطات والفوائد والتأملات ...
والله أعلم(/)
ماذا قال الذين غرهم متاع الغرور في القرآن الكريم؟
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[14 Apr 2009, 09:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
ماذا قال الذين غرهم متاع الغرور في القرآن الكريم؟
{مَتَاعُ الْغُرُورِ}
الباطل يتمتع به قليلا ثم يفنى
{وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ}
" (ولا يغرنكم بالله) في حلمه وإمهاله (الغرور) الشيطان "
{يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} (الانفطار:6)
" (ما غرك بربك الكريم) حتى عصيته "
{اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} (الحديد:20)
وماذا يفعل متاع الغرور بالإنسان متجردا عن الإيمان:
قال فرعون:
{وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ} (الزخرف:51)
{أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ} (الزخرف:52)
{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحاً لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ} (القصص:38)
قال قوم شعيب:
{قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ} (هود:91).
قالت امرأة العزيز:
{قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِّنَ الصَّاغِرِينَ} (يوسف:32)
قال الوليد بن المغيرة المخزومي، وهو المقصود بقوله تعالى:
{ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً}
{وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً}
{وَبَنِينَ شُهُوداً}
{وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيداً}
(المدثر)
قال المغيرة بعد كل ذلك:
{إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ يُؤْثَرُ إِنْ هَذَا إِلا قَوْلُ الْبَشَرِ}
أي: ما هذا كلام الله، بل كلام البشر، وليس أيضا كلام البشر الأخيار، بل كلام الفجار منهم والأشرار، من كل كاذب سحار.
فتبا له، ما أبعده من الصواب، وأحراه بالخسارة والتباب!!
[تفسير السعدي]
قال صاحب الجنة:
{وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً} (الكهف:34)
{وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً} (الكهف:35)
{وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنقَلَباً} (الكهف:36)
وقارون ومن هو قارون:
{إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} (القصص76)
قال:
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ} (غافر:23)
{إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ} (غافر:24)
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا}
" (يا أيها الناس إن وعد الله) بالبعث وغيره (حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا) عن الإيمان بذلك "
{الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ} (الأعراف:51)
{قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً} (طه125)
{قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى} (طه126)
[هذا ما تيسر]
(اللهم لا تجعلنا ممن غرهم متاع الغرور)
...
[ينظر تفسير الجلالين](/)
سورة الفاتحة
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[14 Apr 2009, 11:09 م]ـ
سورة الفاتحة - سورة 1 - عدد آياتها 7
http://www.kuwaitup.net/uploads/090414025217d5a26619.gif (http://www.kuwaitup.com)
http://img526.imageshack.us/img526/8239/439863vldufsl9vigg4.gif
هذا الأسبوع سنفتتح تدبرنا للكتاب العزيز بأم القرآن "سورة الفاتحة"
نظرا لأنها أكثر سورة نكررها يوميا والكثير منا يمر عليها مرور الكرام بلا تدبر ولا تفكر في معانيها ودلالاتها.
في انتظار تدبركم ..(/)
إعجاز الترتيب القرآني في الآية (الله الصمد)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[15 Apr 2009, 12:25 ص]ـ
إعجاز الترتيب القرآني في الآية " الله الصمد "
النصف الثاني من القرآن: هو مجموعة السور السبع والخمسون الأخيرة في ترتيب المصحف. من 58 – 114.
مجموع أعداد الآيات في هذه السور هو 1132.
هذه السور باعتبار أعداد آياتها مجموعتان:
26 سورة عدد الآيات في كل منها 13 فأقل. (2 × 13)
31 سورة عدد الآيات في كل منها أكثر من 13 آية.
فإذا انتقلنا إلى ورود لفظ الجلالة " الله " في هذه السور، سنجد أنه:
ورد في 31 سورة.
لم يرد في 26 سورة. (2 × 13).
هل من الصعب مشاهدة النظام العددي هنا؟
سبحان الله! هل يمكن ان يكون الصحابة قد اصطلحوا على ترتيب سور القرآن
وجاء بهذا الإحكام مصادفة؟
انتبهوا جيدا السور الـ 26 في المرة الأولى ليست نفسها في المرة الثانية.
أين ورد لفظ " الجلالة " الله آخر مرة؟
ورد في الآية رقم 2 في سورة الإخلاص السورة رقم 112، والآية هي (الله الصمد).
الملاحظة الأولى: أن مجموع العددين 2 و 112 هو 114 وهذا هو عدد سور القرآن الكريم. خاتمة رائعة لموقع المرة الأخيرة.
الملاحظة الثانية الرائعة:
إن عدد آيات القرآن التالية للآية 2 الإخلاص وحتى نهاية المصحف. هو 13.
13 لا غير.
وهذه مصادفة؟؟ 13 آية لا زيادة ولا نقصان!
وماذا لو علمنا أن عدد السور التي ورد في كل منها لفظ الجلالة " الله " مرة واحدة هو فقط 13 ....
فهل تكون هذه المرة أخت المرة السابقة؟
وبذلك يكون عدد الآيات السابقة للآية 2 الإخلاص ابتداء من الآية الأولى في سورة المجادلة هو 1118 آية، وهذا العدد هو من مضاعفات الرقم 13 (86 × 13).
وهذه المرة، ماذا نسميها؟
(كما انه من مضاعفات العددين 26 و 43 وهذا موضوع آخر).
ـ[محمد براء]ــــــــ[15 Apr 2009, 02:03 ص]ـ
[ align=center] مجموع أعداد الآيات في هذه السور هو 1132.
انتبه أن هذه المعلومة لن نستفيد منها شيئاً، ولن تبنى عليها معلومة، وإنما هي هدية مجانية من نفائس الكاتب الكريم.
هذه السور باعتبار أعداد آياتها مجموعتان:
26 سورة عدد الآيات في كل منها 13 فأقل. (2 × 13)
31 سورة عدد الآيات في كل منها أكثر من 13 آية.
انتبه:
31 ليست من قواسم 13.
لماذا؟ وأين النظام؟.
فإذا انتقلنا إلى ورود لفظ الجلالة " الله " في هذه السور، سنجد أنه:
ورد في 31 سورة.
لم يرد في 26 سورة. (2 × 13).
أوجد لي أيها القارىء الكريم علاقة بين رقم 13 وبين لفظ الجلالة بناء على هذه المعلومات
والكاتب سيوهمك بعد قليل أن هناك علاقة!.
هل من الصعب مشاهدة النظام العددي هنا؟
رؤية شيء غير موجود مستحيلة وليست صعبة فحسب.
قل لي:
لماذا تطابق عدد السور التي ورد لفظ الجلالة فيها مع عدد السور التي آياتها > 13، وتطابق عدد السور التي لم يرد فيها لفظ الجلالة مع السور التي عدد آياتها <= 13، وليس العكس؟!
ولماذا لم تفرد مجموعة ثالثة للسور التي عدد آياتها = 13؟!
ثم لو تطابق هذا مع هذا أو ذلك فما الفائدة؟!
سبحان الله! هل يمكن ان يكون الصحابة قد اصطلحوا على ترتيب سور القرآن
وجاء بهذا الإحكام مصادفة؟
يبدو أن الكاتب المحترم لا يعرف ما الذي يريد إثباته: الإعجاز العددي أم أن ترتيب سور القرآن توقيفي؟!
وشتان بين قضية الإعجاز - أقصد إعجاز القرآن عموماً لا الإعجاز العددي بعينه - وقضية الترتيب، فالخلاف في الأولى بين المسلمين والكفار وفي الثانية بين علماء الأمة وأئمتها أنفسهم!.
فتأمل كيف التبس الأمر على الكاتب، مما أدى به إلى كلام لا يليق في حق كثير من علماء الأمة - وبعض العلماء نسب القول بأن ترتيب السور اجتهادي للجمهور -، وإلى تضخيم مسألة الترتيب وكأن الخلاف فيها كالخلاف في مسألة الإعجاز!.
انتبهوا جيدا السور الـ 26 في المرة الأولى ليست نفسها في المرة الثانية.
انتبهنا جيداً، فكان ماذا؟
وهذا أصلا يضعف الرابط الذي ادعيته سابقاً.
أين ورد لفظ " الجلالة " الله آخر مرة؟
ورد في الآية رقم 2 في سورة الإخلاص السورة رقم 112، والآية هي (الله الصمد).
الملاحظة الأولى: أن مجموع العددين 2 و 112 هو 114 وهذا هو عدد سور القرآن الكريم. خاتمة رائعة لموقع المرة الأخيرة.
لماذا لم يكن حاصل ضرب العددين أو ناتج طرحهما أو قسمة أحدهما على الآخر = 14؟
لماذا الجمع تحديداً؟!.
الملاحظة الثانية الرائعة:
إن عدد آيات القرآن التالية للآية 2 الإخلاص وحتى نهاية المصحف. هو 13.
13 لا غير.
وهذه مصادفة؟؟ 13 آية لا زيادة ولا نقصان!
قد تقدم لك أنه لا علاقة بين لفظ الجلالة والرقم 13 وأن الرابط الذي ادعاه الكاتب مجرد تلبيس وخلط.
ثم هل عد الكاتب البسملة آية أم لا؟
أم أن الخلاف فيها أيضاً من المصائب التي ابتلي بها علماء الأمة الحمقى؟!.
وماذا لو علمنا أن عدد السور التي ورد في كل منها لفظ الجلالة " الله " مرة واحدة هو فقط 13 ....
وهذا الرابط بين لفظ الجلالة والرقم 13 ضعيف أيضاً.
لأنه يمكن أن يقال: لماذا تطابق الرقم 13 مع السور التي ورد فيها لفظ الجلالة مرة وليس مرتين أو ثلاثة أو أربعة .. إلخ؟!.
ثم هل حسب الكاتب المحترم لفظ الجلالة في " اللهم " وفي البسملة على القول بأنها آية؟.
وبذلك يكون عدد الآيات السابقة للآية 2 الإخلاص ابتداء من الآية الأولى في سورة المجادلة هو 1118 آية، وهذا العدد هو من مضاعفات الرقم 13 (86 × 13).
هذه المرة بدأ الكاتب المحترم عملية العد من المجادلة، لا من أول المصحف ..
- لماذا؟
- لا تسأل مثل هذا السؤال غير المعقول أيها الجاهل المهم أن تخرج لنا رقم له علاقة بالرقم العجيب السحري 13، ألا تلاحظ عجيبة الإعجاز القرآني: 86 * 13 = 1118.
الرقم 1118 من مضاعفات 13، ألا ترى؟ أما لك عقل؟ هذا إعجاز نتحدى به أمم الكفر كلها!
يا له من إعجاز ترضخ له أمريكا وتنصاع لعظمته أوروبا ويخر لأجله كفار العالم إلى الأذقان سجداً!!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[15 Apr 2009, 02:21 م]ـ
إكراما لأعضاء الملتقى لن أرد، .....
ولكن أين أنتم؟ أليس بينكم من يقول كلمة حق؟
ـ[ Amara] ــــــــ[15 Apr 2009, 07:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب عبد الله جلغوم .. أقسم أنه يفيدني كثيرا ما تكتب في ابحاثك ..
اما انت أخي أبو الحسنات الدمشقي .. ما هكدا تهدى الحسنات سيدي .. سأقول لك كلام الأخ المسلم لأخيه المسلم .. كلام الابن لابنه .. كلام الصغير لكبير يجله و يحبه .. و أعلم أنك أكبر مني قدرا و عمرا و علما .. غير أني ربما أنصحك فأصيب بنصحي ما لم تصبه أنت بعلمك .. و حسبي ان ادكرك غزوة الخندق و فكر سلمان الفارسي رضي الله عنه حتى يطيب خاطرك إلي .. فلعلك تأنف سماعي إدا علمت صغري في عينك .. أقول لك أخي ما هدا قول من يريد أن يتعلم .. و أن يفهم و حسبك مثلا النبي موسى عليه السلام و هو النبي كيف كان أمره مع الخضر ..
انتبه أن هذه المعلومة لن نستفيد منها شيئاً، ولن تبنى عليها معلومة، وإنما هي هدية مجانية من نفائس الكاتب الكريم.
.
على هدا ما أظن أنك فهت شيئا أخي الحبيب ..
31 ليست من قواسم 13.
لماذا؟ وأين النظام؟.
.
مادا تريد من السؤال ..
أوجد لي أيها القارىء الكريم علاقة بين رقم 13 وبين لفظ الجلالة بناء على هذه المعلومات
والكاتب سيوهمك بعد قليل أن هناك علاقة!.
.
يا سيدي الكاتب ليس ساحرا حتى يوهمنا .. الكاتب أودع إلينا ملاحظات بديعة متى ما غيرت ترتيب القرآن اختفت و لم نجد لها مثيلا .. أنا اتحدى أي انسان على وجه الارض ان يأتي بترتيب مغاير للقرآن يحمل نفس هده اللطائف الترتيبية و العددية .. القرآن امامكم .. إدا كانت هده اللطائف موجودة فقط في القرآن و فقط في ترتيبه الحالي فسيكون هدا الترتيب معجزا .. ربما يحاول بعض الجهلة رسم جمل و أبيات شعر تحمل لطيفة عددية أو اثنتين و يقول هاؤم لدينا مثيلا له .. أما مع القرآن فاللطائف تتكاثر مع الآية الواحدة حدا لا يحصره عالم .. اما مع غيره فيحصيها كل من له نظر ..
يا له من إعجاز ترضخ له أمريكا وتنصاع لعظمته أوروبا ويخر لأجله كفار العالم إلى الأذقان سجداً!!.
.
أريد ان اعلم منك أخي أبو الحسنات قدر علمك بالأعداد و بعلم العدد .. فإن لم تكن لك دراية بالأعداد و علومها لمادا تتكلم في الأعداد ..
كم أتمنى لو سألت عالما بالأرتميتيقا عن العدد المحير 13 .. و لك أن تفعل دلك مع أي عالم أروبي أو أمريكي ..
لك الشكر من صميم القلب على تفاعلك مع الأستاد جلغوم و الحمد لله أن اتسع صدره معك فلم يرد عليك ..
أعلم أن كلامك بما فيه من تجريح يحمل صفاء الحب الدي يملأ قلب المسلم تجاه اخيه و عزمه تجاه دينه ..
أعتدر إن تفلت مني كلاما بغير أدب
يغفر الله لي و لكم
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[15 Apr 2009, 10:04 م]ـ
إكراما لأعضاء الملتقى لن أرد، .....
ولكن أين أنتم؟ أليس بينكم من يقول كلمة حق؟
حسنا فعلت بعدم الرد حتى لا يصبح الحوار عقيما.
وأوافقك الرأي في ضرورة تدخل الإشراف حتى لا يصبح هذا الأسلوب في الردود قاعدة مقبولة في المنتدى.
وليس هذا حرمانا للحق في التعقيب والتعليق (وأنا ممن يرفضون التوسع في الرقابة والمنع وتكميم الأفواه)، وإنما هو فقط دعوة لالتزام أسلوب أكثر إيجابية في النقد.
ـ[محمد براء]ــــــــ[15 Apr 2009, 11:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب عبد الله جلغوم .. أقسم أنه يفيدني كثيرا ما تكتب في ابحاثك ..
اما انت أخي أبو الحسنات الدمشقي .. ما هكدا تهدى الحسنات سيدي .. سأقول لك كلام الأخ المسلم لأخيه المسلم .. كلام الابن لابنه .. كلام الصغير لكبير يجله و يحبه .. و أعلم أنك أكبر مني قدرا و عمرا و علما .. غير أني ربما أنصحك فأصيب بنصحي ما لم تصبه أنت بعلمك .. و حسبي ان ادكرك غزوة الخندق و فكر سلمان الفارسي رضي الله عنه حتى يطيب خاطرك إلي .. فلعلك تأنف سماعي إدا علمت صغري في عينك .. أقول لك أخي ما هدا قول من يريد أن يتعلم .. و أن يفهم و حسبك مثلا النبي موسى عليه السلام و هو النبي كيف كان أمره مع الخضر ..
أحسن الله إليك.
ليس في الحوار العلمي شيء اسمه كبير وصغير، وإنما هي الحجة تقارع الحجة.
مع أن كلامك كله في الحواشي، ولم يكن ردك علي في صُلبِ ما ذكرتُه، ومع ذلك سأتعقب كلامك.
(يُتْبَعُ)
(/)
على هدا ما أظن أنك فهت شيئا أخي الحبيب
أخبرني بمعلومة واحدة بنيت على قول الكاتب: " مجموع أعداد الآيات في هذه السور هو 1132 ".
مادا تريد من السؤال ..
مرادي: لماذا 26 من مضاعفات 13 و31 ليس كذلك مع أنهما قسيمان؟
كلامي واضح جداً فأعد النظر فيه.
يا سيدي الكاتب ليس ساحرا حتى يوهمنا .. الكاتب أودع إلينا ملاحظات بديعة متى ما غيرت ترتيب القرآن اختفت و لم نجد لها مثيلا .. أنا اتحدى أي انسان على وجه الارض ان يأتي بترتيب مغاير للقرآن يحمل نفس هده اللطائف الترتيبية و العددية .. القرآن امامكم .. إدا كانت هده اللطائف موجودة فقط في القرآن و فقط في ترتيبه الحالي فسيكون هدا الترتيب معجزا .. ربما يحاول بعض الجهلة رسم جمل و أبيات شعر تحمل لطيفة عددية أو اثنتين و يقول هاؤم لدينا مثيلا له .. أما مع القرآن فاللطائف تتكاثر مع الآية الواحدة حدا لا يحصره عالم .. اما مع غيره فيحصيها كل من له نظر ..
وهل قلت إنه ساحر؟ ومن أين فهمت ذلك؟
وكلامك هذا يدل أنك لم تقرأ كلامي كاملاً فانتقلت من الرد العلمي إلى الكلام الإنشائي.
ثم إذا أردت التحدي فتحدى بشيء منضبط، أما قولك: "اتحدى أي انسان على وجه الارض ان يأتي بترتيب مغاير للقرآن يحمل نفس هده اللطائف الترتيبية و العددية "
فهذا ناتج عن عدم استيعابك لآراء الكاتب المحترم:
1) الأخ لم يجرعلى قواعد علمية صحيحة، فهو يختار الجمع مرة والضرب مرة والقسمة أخرى بلا ضوابط.
وهذه الطريقة تفقد نظرياته كلها قيمتها.
وقد وقفت على كلام لشيخنا الدكتور صلاح الخالدي في كتاب البيان في إعجاز القرآن أشار فيه إلى أن الكاتب البهائي خليفة صاحب كتاب تسعة عشر كان يستخدم نفس هذا الأسلوب، ورد كلامه بنحو الكلام الذي رددت به على جلغوم.
وكذا نبه الدكتور عبد الرحمن الشهري الأخ إلى هذه القضية لكنه لم يبالي بتنبيهه، قال الدكتور: "أن الأمر في مخالفتكم - من وجهة نظري القاصرة - لأنكم تسلكون منهجاً غير منضبط بضوابط علمية مقنعة في نظر القارئ، وإنما تسلكون طرقاً متعرجة مثيرة فتصلون لكل نتيجة بطريقة مختلفة عن الأخرى، فمرة تجمعون ومرة تطرحون ومرة تقسمون وهكذا. وهذه الطريقة والمنهجية - مهما كانت النتائج مذهلة والنية صادقة - لا تشفع لها بالقبول عند القارئ لعدم اطمئنانه للمنهج، ومن حق القارئ على الكاتب أن يبين له المنهج الذي أوصله للنتيجة دون تكلف، وأن يقرب له ما يصعب فهمه من المسائل " اهـ كلامه.
2) هذا العد الذي يعتمده الأخ هو العد الكوفي وهو إحدى الأعداد الصحيحة المجمع على صحتها، والأخ لم يثبت إعجاز الأعداد الأخرى بل هو يرى ترجيح هذا العدد، ولا نسلم له حتى يثبت إعجازاً لتلك الأعداد الأخرى لأنها كلها من عند الله، وليس العد الكوفي وحده من عند الله.
والأخ منذ عام كامل أطالبه بجواب على هذا، وانظر ردي الأخير عليه هنا: http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=11733
3) الأخ يضخم قضية ترتيب السور لدرجة فيها قلة أدب وتجهيل لأئمة الإسلام وعلمائهم، وهذا من سوء فهمه، حيث كتب مقالة بعنوان: " ترتيب سور القرآن توقيفي رغم أنف المشككين " قال فيها: " إن من مصائب هذه الأمة اختلاف علمائها في ترتيب سور القرآن: هل هو توقيفي أم اجتهادي؟ إلى الحد الذي تساوى فيه الأمران لدى البعض: فسواء أكان ترتيب سور القرآن توقيفيا أم اجتهاديا فإنه يجب احترامه ".
وهذه مبالغة وسوء فهم للمسألة، لأن الخلاف فيها من الخلاف الجائز المستساغ، وليس من جنس الخلاف الذي يبدع فيه المخالف، أو لا يحترم كلامه - كما يقول الكاتب -.
على أن القاضي عياض عزا القول بأن ترتيب السور اجتهادي للجمهور، وتبعه ابن حجر والسيوطي، وكذا ابن رجب عزاه للجمهور.
وقد نبه الدكتور مساعد الطيار الأخ إلى مبالغته وسوء فهمه فقال: "ليست هذه مصيبة، فهوِّن الأمر.
أتمنى أن لا تتضخم هذه المسألة عندكم حتى تصير مشكلة، وأسأل الله لي ولكم التوفيق ".
ومع ذلك فالأخ ليس لديه منطق علمي في الحوار، فانظر مثلاً إلى قوله مناقشا قول الدكتور خالد السبت: " الراجح أن ترتيب السور ليس بتوقيفي وإنما هو اجتهادي "
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الكاتب في جوابه: " بل توقيفي وتوقيفي وتوقيفي " فهل هذا رد علمي؟ ولو كرر كلمة توقيفي إلى ما لا نهاية فهل هذا يزيد رأيه قوة؟ وهل هذا الكلام يليق بمن يدعي الإمامة في الإعجاز العددي ومع ذلك لا يحسن إثبات مسألة من أهم أصوله؟.
4) الأخ مع جهله بكثير من المسائل التي يتكلم فيها، وعدم أهليته لها، فإنه صاحب لهجة متعالية في خطاب الآخرين، ومن ذلك قوله لأخ طلب منه مراجعة كلام الدكتور الفاضل خالد السبت في الإعجاز العددي بقوله: " الأخ عبد الله جلغوم أرجو منك - تفضلا لا أمرا - أن تستمع إلى هذا التحقيق العلمي في مسألة الإعجاز العددي للقرآن الكريم في الرابط أدناه، وأن تفرغ نفسك لتأمله و مراجعته ومقارنته بما عندك وفقك الله "
فانظر إلى أدب الأخ في السؤال، فماذا كان جواب جلغوم؟ قال: " أبعد كل ما قرأت تريد أن تنزل بي إلى كلام السبت في الإعجاز العددي؟ لماذا لا تفكر بالصعود إلي؟ ".
ومن ذلك أيضاً رده على أحد الإخوة الذي سأله: " ما تفسيرك كون سورة الأعراف أطول من سورة آل عمران بست آيات؟
ما هو تفسيرك كون سورة الشعراء أطول من سورة آل عمران والأعراف؟
ما هو تفسيرك كون سورة الكوثر أقصر من سورة الناس؟
إلى قائمة لا تنتهي. "
فأجاب: " لدي الإجابة لكل تساؤلاتك، ولمائة مثلها .. ولكنني لن اجيبك لأن أسلوبك في التعامل مع هذا الموضوع لا يعجبني. أراك تغرد خارج السرب، وكلما حاول أحد الفضلاء أن يطفيء ما تفتعله من الحرائق، زدتها حطبا ".
ومن ذلك قوله مخاطباً للعبد الفقير: " أعلم أن وجود أمثالك هو من ضرورات الحياة، وهي من سنن الله في الكون، لقد يسر الله سبحانه لعمار بن ياسر من يهينه ويعذبه، لينال على ذلك الأجر والثواب ..
أكثر الله من امثالك، فإن في ذلك خيرا لي .. ووبالا عليك "
انظر: http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=15669
5) قد أسلفت في هذه الموضوع أن الكاتب متخبط في طرحه فهو لا يدري ما الذي يريد إثباته هل هو الإعجاز العددي أم أن الترتيب توقيفي.
أريد ان اعلم منك أخي أبو الحسنات قدر علمك بالأعداد و بعلم العدد .. فإن لم تكن لك دراية بالأعداد و علومها لمادا تتكلم في الأعداد ..
كم أتمنى لو سألت عالما بالأرتميتيقا عن العدد المحير 13 .. و لك أن تفعل دلك مع أي عالم أروبي أو أمريكي ..
أريد سؤالك - وهذا السؤال يجيب عليه طالب في المدرسة الابتدائية بل هو من ضرورات العقول -: في أي عملية رياضية هل جمع رقم إلى آخر مثل طرحه أم أن لكل منها معنى الفرق بينه وبين الآخر كالفرق بين الشيء وضده؟
فكيف يجوز للأخ أن يستخدم الجمع في وقت والطرح في وقت كما يحلو له، أليس في هذا جناية على الرياضيات وإقحام لها في غير محلها؟
وجزاك الله خيرا
على أنني لا أرغب بأن أناقش أحداً غير الكاتب لأنه هو المقصود بالرد، أو أحداً يحمل آراء الكاتب عينها، أما من لم يستوعب آراء الكاتب ويهضمها جيداً فحواره ليس هذا محله.(/)
وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ
ـ[محمد بن إبراهيم الحمد]ــــــــ[15 Apr 2009, 07:41 ص]ـ
[وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ]
في يوم من الأيام كنت في مجلس في الجامعة يضم نخبة من الزملاء من أهل العلم والفضل، ودار الحديث عن كيفية تلقي الإساءة، والتعامل معها إذا صدرت من سفيه لا يَحْسِبُ حِسَابَهُ فيما يقول؛ فتباينت أجوبة الحاضرين؛ فكان أسدُّها _في نظري_ إجابةً أجابها أحدهم بقوله: العلاج يوجد في قوله _تعالى_: [وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ].
فلما انفض ذلك المجلس صرت أتفكر في تلك الآية العظيمة التي تعد بلسماً لكثير من الأدواء التي يُبتلى بها كثير من العقلاء؛ حيث يبتلون بمن لا خلاق لهم من السفهاء الذين يثيرون حولهم الغبار، ويسيؤون إليهم بالكلام البذيء المؤذي.
ويكثر ذلك في بعض الدوائر التي تضم خليطاً من الناس، كما يشيع في مجتمعات الطلاب والمعلمين.
وخير علاج لتلك الإساءات هو الإعراض عن الجاهلين؛ فمن أعرض عنهم حمى عرضه، وأراح نفسه, وسلم من سماع ما يؤذيه.
قال _عز وجل_: [خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ].
فبالإعراض عن الجاهلين يحفظ الرجل على نفسه عزتها, إذ يرفعها عن الطائفة التي تلذ المهاترة والإقذاع، قال بعض الشعراء:
إني لأعرض عن أشياء أسمعها ... حتى يقول رجال إن بي حمقا
أخشى جواب سفيهٍ لا حياء له ... فَسْلٍ وظَنَّ أناسٍ أنه صدقا
وقال أبو العتاهية:
والصمتُ للمرء الحليم وقايةٌ ... ينفي بها عن عِرْضه ما يكره
فَكِلِ السفيه إلى السفاهة وانتصف ... بالحلم أو بالصمت ممن يَسْفهُ
والعرب تقول: "إن من ابتغاء الخير اتقاءَ الشر".
ورُوي أن رجلاً نال من عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- فلم يجبه, فقيل له: ما يمنعك منه؟ .... قال: التقيُّ مُلْجَمٌ.
هذا وإن من أعظم ما يعين على الإعراض عن الجاهلين زيادة على ما مضى ما يلي:
1_ الترفعُ عن السباب؛ فذلك من شرف النفس، وعلو الهمة، كما قالت الحكماء: "شرف النفس أن تحمل المكاره كما تحمل المكارم".
قال الأصمعي: "بلغني أن رجلاً قال لآخر: والله لئن قلت واحدة لتسمعن عشراً.
فقال الآخر: لكنك إن قلت عشراً لم تسمع واحدة".
وشتم رجل الحسن، وأربى عليه، فقال له الحسن: "أما أنت فما أبقيت شيئاً، وما يعلم الله أكثر".
يقول العلامة محمد كرد علي -رحمه الله-: "وإذا لاحظ الهجاؤون أَن هجاءهم مما تنخلع له قلوب المهجوين زادوا وأفرطوا, وإذا أيقنوا أن صاحب النفس العظيمة لا يأبه كثيراً لما يقال فيه يحاذرون صَرْفَ أوقاتهم فيما لا يجدي عليهم.
وقد رأينا العليَّ المنزلة النزيهَ في ذاته لا يعبأ بثرثرة الثرثارين مدحاً كان أم قدحاً, ورأينا هذا الضرب من الأقوال خفَّ الاهتمام به في عهدنا؛ لأن الناس تعلموا, والمتعلم يخجل أَن يُصَفِّقَ للباطل, وأن يهرب من الحق".
2_ استحضار كونِ الإساءة دليلاً على رفعة شأن المُساء إليه، وشرفه؛ فذلك مما يهوِّن ما يلقى من سب وتجريح.
.............................. ... وما زالت الأشراف تهجى وتمدح
وقد جرى في قريض أبي الطيب المتنبي أن من دلائل كمال الرجال رميَ الناقص له بسباب، حين يقول:
وإذا أتتك مذمتي من ناقص ... فهي الشهادة لي بأني كاملُ
ووجه هذا: أن الوضيع لا تلتفت همته إلى من كان واقفاً في صفه من الأسافل، فتحدثه بأن يَلَغَ في أعراضهم بالمذمة؛ لأنه غني في نشر مثالبهم بما تلبسوا به من الفضائح، حتى إذا ألقى نحوهم بسبة رماها على شفته من غير حرص وشدة اهتمام بالتحدث بها.
وإنما تتوجه همته بمجامعها إلى الرجل الكامل؛ حيث يقصد إنزاله في معتقد الجمهور إلى مَدْرَجَتِه، أو ما هو أسفل منها.
قال الإمام الشافعي-رحمه الله-:
إذا سبني نذل تزايدت رفعةً ... وما العيب إلا أن أكون مساببه
ولو لم تكن نفسي علي عزيزة ... لَمَكَّنْتُها من كل نذل تحاربه
وقال آخر:
ولست مشاتماً أحداً لأني ... رأيت الشتم من عي الرجال
إذا جعل اللئيم أباه نصباً ... لشاتمه فديت أبي بمالي
3_ الاستهانة بالمسيء؛ فذلك من ضروب العزة والأنفة، ومن مستحسن الكبر والإعجاب، ومن ذلك قول بعض الزعماء في شعره:
أو كلما طَنَّ الذبابُ طَرَدْتُه ... إن الذباب إذاً علي كريم
وأَكْثَرَ رجل مِنْ سَبِّ الأحنف وهو لا يجيبه, فقال السَّابُّ: والله ما منع الأحنفَ من جوابي إلا هواني عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي مثله يقول الشاعر:
نَجَا بِكَ لُؤْمك مَنْجَى الذبابِ ... حَمَتْهُ مقاذيرُه أن يُنالا
وشتم رجل الأحنف، وجعل يتبعه حتى بلغ حيَّه، فقال الأحنف: يا هذا إن كان بقي في نفسك شيء فهاته, وانْصَرِفْ؛ لا يَسْمَعْكَ بعض سفهائنا, فَتَلْقَى ماتكره.
وقيل للشعبي: فلان يتنقصك ويشتمك , فتمثل الشعبي بقول كُثَيِّر:
هنيئاً مريئاً غير داء مخامر ... لعزة من أعراضنا ما اسْتَحَلَّتِ
أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة ... لدينا ولا مقلية إنْ تَقَلَّتِ
وأسمع رجل ابن هبيرة فأعرض عنه، فقال: إياك أعني، فقال له: وعنك أعرض.
4_ أن يستحضر أن مجاراة السفهاء شر وبلاء، فهناك من إذا ابتلي بسفيه ساقط، لا خلاق له، ولا مروءة فيه _ أخذ يجاريه في سفهه وقيله وقاله، مما يجعله عرضة لسماع مالا يرضيه من ساقط القول ومرذوله، فيصبح بذلك مساوياً للسفيه؛ إذ نزل إليه، وانحط إلى رتبته.
إذا جاريت ذا خلق دنيئاً ... فأنت ومن تجاريه سواء
قال الأحنف بن قيس: "من لم يصبر على كلمة سمع كلمات، وَرُبَّ غيظٍ تَجَرَّعتُهُ مخافة ما هو أشد منه.
5_ أن يستحضر الإنسان أنه بالإعراض عن الجاهلين يكرم نفسه بذلك، ويكرم قرابة السفيه الأبرياء الأعزاء؛ لأنهم لا ذنب لهم، ولهذا قيل: "لأجل عين تكرم ألف عين".
ويقول زهير:
وذي خَطَلٍ في القول يحسب أنه ... مصيبٌ فما يُلْمِمْ به فهو قائله
عَبَأْتُ له حِلْمي وأكرمت غيره ... وأعرضت عنه وهو بادٍ مقاتله
وقد اختلف الشراح في قوله: "وأكرمتُ غيره" فقال بعضهم: معناه أكرمت نفسي بالإعراض عنه، وقال بعضهم: أكرمت أهله، وأقاربه.
وقد يظن ظان أن الإعراضَ عن الجاهلِ والإغضاءَ عن إساءته مع القدرة عليه_ موجب للذلة، والمهانة، وأنه قد يجر إلى تطاول السفهاء.
وهذا خطأ؛ ذلك أن العفو والحلم لا يشتبه بالذلة بحال؛ فإن الذلة احتمال الأذى على وجه يذهب الكرامة.
أما الحلم فهو إغضاء الرجل عن المكروه، حيث يزيده الإغضاء في أعين الناس رفعة ومكانة.
سياسة الحلم لا بطش يكدرها ... فهو المهيب ولاتخشى بوادره
فالعفو إسقاط حقك جوداً، وكرماً، وإحساناً مع قدرتك على الانتقام، فتؤثر الترك؛ رغبة في الإحسان ومكارم الأخلاق.
بخلاف الذل؛ فإن صاحبه يترك الانتقام عجزاً، وخوفاً، ومهانة نفس؛ فهذا غير محمود، بل لعل المنتقم بالحق أحسن حالاً منه؛ لأن من الناس من بلغت به الرقاعة واللؤم أن يفسر الإكرام والإغضاء بالضعف، وعليه يحمل قول أبي الطيب المتنبي:
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته ... وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
وقول الشريف الرضي:
في الناس إن فتَّشتهم ... مَنْ لا يُعِزُّك أو تُذِلَّه
فاترك مجاملة اللئيم ... فإن فيها العجزَ كُلَّه
ومعنى قوله: "أو تذله": إلا أن تذله، كما في الشاهد النحوي:
وكنت إذا غمزت قناة قوم ... كسرت كعوبها أو تستقيما
أي: إلا أن تستقيما.
وهذا راجع إلى حكمة الإنسان، وتقديره الأمورَ، وتدبره للعواقب؛ فيعرف متى يأخذ بالحزم، ومتى يأخذ بالحلم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Apr 2009, 09:25 ص]ـ
أحسن الله إليك ونفع بعلمك يا أبا إبراهيم على هذه الفوائد.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[15 Apr 2009, 10:50 ص]ـ
أحسن الله إليك على هذه اللفتة, والله لهي وقايةٌ من كثير من جرائم القتل والتدابر والكيد والتحاقد , وهي خصلةٌ تحتاجُ إلى رياضةٍ ودُربة لا يلقاها إلا ذو حظ عظيم.
جاء رجلٌ أهوجُ يفيضُ سفَها إلى الأحنف وقال له: لئن قلت واحدةً لتسمعنَّ عشراً , قفال الأحنفُ في حلم يقتاتُ به المقيمُ ويتزودُ المسافر ويتحفُ القادم (ولئن قلت عشراً لن تسمع واحدة).
قال عروة بن الزبير رضي الله عنه:
لن يدرك المجد أقوام وإن كرموا =حتى يذلوا وإن عزوا لأقوام
ويشتموا فترى الألوان مسفرة =لا صفح ذل ولكن صفح إكرام
ـ[منصور مهران]ــــــــ[15 Apr 2009, 11:07 ص]ـ
ومما يروونه من شعر الإمام الشافعي قوله:
يُخاطِبُني السَفيهُ بِكُلِّ قُبحٍ = فَأَكرَهُ أَن أَكونَ لَهُ مُجيبا
يَزيدُ سَفاهَةً فَأَزيدُ حِلماً = كَعودٍ زادَهُ الإِحراقُ طيبا
_______________
ديوانه(/)
مفهوم اليوم في القران
ـ[العمري]ــــــــ[15 Apr 2009, 10:49 ص]ـ
.. ترددت في القران الكريم الألفاظ الدالة على الزمن والتوقيت كيوم وسنة وعام ..
وتناولها المفسرون الأوائل بمدلولها الحسي كما هو متداول بيننا حتى اليوم من أن تلك الألفاظ هي علامات توقيتية كما يتبادر للحس المشترك لدى القارئ.
لكن هل مدلول كلمة (اليوم) تنتهي عند المعنى الزماني فقط؟!! أليس لها مدلول آخر؟!
هذا ما نحاول أن نجيب عليه في هذا المقال ..
اليوم الزماني
يقرر علماء الفلك أن اليوم على سطح الأرض هو دلالة دوران الأرض حول نفسها دورة كاملة لذلك" فان دوران الأرض هو مرجع الإنسان الأول في قياس الزمن في هذا الوجود الذي هو فيه " (1) ومقدار هذا اليوم هو 24 ساعة في زماننا الحاضر ولكن هذا القياس ليس ثابتا إنما يعتمد على سرعة دوران الأرض حول نفسها فكلما زادت السرعة قلت ساعات اليوم " فان اليوم كان في ازمان سالفة بعيدة طوله 4 ساعات لا أربعة وعشرين " (2) حيث كانت سرعة دوران الأرض اكبر بكثير مما هو عليه الآن وفي المستقبل البعيد سيكون طول اليوم على الأرض 36 ساعة عندما تبطئ الأرض في دورانها.
ومن دوران الارض حول الشمس دورة كاملة جاء مسمى العام أو السنة الذي تستغرق 365 يوما وكذلك مسميات الليل والنهار وظهرت التقاويم العديدة للحضارات المختلفة لتقدير الزمن أو التوقيت سواء اليومي او السنوي وإن اختلفت هذه التقاويم عن بعضها البعض لكنها كلها تتفق على اعتماد حركة الأرض وعلاقتها بالشمس هي المرجع لهذه التقاويم جميعا.
التوقيت العربي
إن ما يهمنا هنا هو التوقيت العربي لأنه هو المعوّل عليه عند نزول القران فلن يغفل القران طريقة التعامل لدى العرب عند حديثه عن التوقيت وهذا ديدن القران ان يخاطب العرب من نفس بيئتهم ..
فما هو التوقيت العربي؟
يستخدم العرب التوقيت الغروبي حيث " يبدأ اليوم عند العرب من غروب الشمس ويمتد الى غروبها التالي فليله (أي اليوم) سابق لنهاره " (3) على أن يكون الليل من غروب الشمس الى الفجر ويبدأ النهار من الفجر حتى الغروب .. وعلى هذا يكون الليل أسبق من النهار لديهم وهذا ما راعاه القران الكريم فلن تجد موضعا اجتمع فيه الليل والنهار أو الأيام والليالي إلا تقدم الليل على النهار أو الليالي على الأيام وأقرا معي:-
- الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ [البقرة: 274]
- إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ [آل عمران: 190]
- وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [الأنعام: 13]
- وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً [الفرقان: 47]
- لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ [يس: 40]
- وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ [سبأ: 18]
وحيثما اجتمعت الايام والليالي عددا تكون الليالي أكثر من الأيام لأنها السابقة بالحدوث ومن غريب ذلك قوله تعالى" سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ [الحاقة: 7]
ففي هذه الاية "نرى الأيام هنا قبل الليالي اذ لو كانت الليالي قبل الأيام كانت الأيام مساوية لليالي أو اقل قال الصفار:- ولو كان على ظاهره لقال سبع ليال وستة أيام أو سبعة أيام وأما ثمانية فلا يصح على جعل الواو للترتيب " (4) انما سبب زيادة الأيام على الليالي هنا يوضحها الإمام البقاعي في تفسيره فيقول "وقد لزم من زيادة عدد الأيام أن الابتداء كان بها قطعا وإلا لم تكن الليالي سبعا " (5) أي ابتداء العذاب من النهار (اليوم) فان الريح قد "بدت عليه صبح الاربعاء لثمان بقين من شوال إلى آخر الاربعاء تمام الشهر" (6) وفي هذا يظهر تقسيم اليوم عند
(يُتْبَعُ)
(/)
العرب بين عبارة اليوم والليلة .. ولكن كيف؟
تقسيم اليوم ووظائفه
يقسم اليوم إلى جزأين الليل والنهار لكن كلمة (اليوم) قد تخص النهار ولذلك نقول خمس صلوات في اليوم والليلة بمعنى في الليل والنهار فيكون اليوم هنا " مقداره من طلوع الشمس الى غروبها والجمع أيام" (7) لكن" قد يراد باليوم الوقت مطلقا ولا يختص بالنهار دون الليل " (8) فا صبح " اليوم يعم أجزاء الليل والنهار" (9) أي شاملة الجميع دون تحديد ..
وكون الشهر العربي (القمري) يعتمد على ظهور القمر لتحديد بداية الشهر فابتداء الشهر لدى العرب يكون من اول ليلة يظهر بها قمر الشهر يقول ابن قتيبة " وإنما أرخت (أي العرب) بالليالي دون الايام لان الليل اول الشهر فلو أرخت باليوم (أي النهار) دون الليل لذهبت من الشهر ليلة" (10) " وإنما كان عندهم كذلك لان الظلمة الأول والضياء داخل فيه وكل معتبرهم بمسير القمر فمستهله جنح العشاء وطلوعه تحت البيات" (11)
قاصبح التاريخ بالليل " فقيل: كتبت لخمس بقين وأنت في اليوم لان ليلة الشهر سبقت يومه ولم يلدها (أي اليوم) وولدته (أي الليلة) لان الأهلة لليالي دون الأيام وفيها دخول الشهر " (12)
لكن هل الزمن والتوقيت هو مقصود لفظة (اليوم) فقط؟
مفهوم آخر لليوم
اليوم يطلق على الحدث " وقد سمت العرب وقعاتها أيام فيقولون لنا يوم كذا ويوم كذا وسانح ذلك لوقوعها (أي الأحداث والوقائع) فيها" (13) حيث" يطلق اليوم بطريق المجاز على شدة وقعة وقعت فيه كقولهم يوم أحد ويوم بدر " (14) أي أن اليوم عبّر عن حدث أو واقعة وقعت فيه سواء طال زمانه أم قصر "فأيام العرب وقائعهم وأيام الله نقمه على الأمم الماضية ونعمه" (15) فزمان اليوم مازال قائما للفظة لكن تحديد هذا الزمان لم يكن هو المقصود المهم الحدث لان العرب" يستعيرونه (أي اليوم) في الأمر العظيم ويقولون نعم فلان اليوم إذا نزل" (16) فعندما نقرأ لفظة (يوم) في القران الكريم لم يعد شرطا أن نسأل عن مقدار الزمن. أيام الله او أيام الآخرة هل تخضع لمقياس الزمان من طول او قصر وأي وحدة قياس لذاك اليوم؟ فلو كان دوران الأرض حول الشمس هو المقياس للزمان واليوم فأين ذلك في عرصات القيامة وقد تلاشت الأرض وانفرط النظام الكوني؟!!!
ولا ريب إننا عندما نسمع عبارات (اليوم الآخر) و (يوم الحساب) و (يوم تقوم الساعة) وغيرها لا أظن أن الوقت مهما بقدر أهمية الحدث ..
يقول صاحب الكليات" ويومٌ أَيْوَم: أي أَزْيَد وأقوى شدة إلى غير ذلك من الموارد المقرونة بقرائن توجب أن تصحح حمل لفظ اليوم أو الأيام على ما وقع فيه من الشدة والوقعة أو الشدائد والوقائع، وعليه قوله تعالى:
(وذكرهم بأيام الله) إذ الإنذار لا يكون بنفس الأيام بل بالشدائد الواقعة فيها، وكذا قوله: (لا يرجون أيام الله) أي لا يتوقعون الأوقات التي وقتها الله لنصر المؤمنين ووعدهم بوقائعه بأعدائه وكذا قوله: (يَلْقَ
أياماً) على قراءة ابن مسعود، وهو إخبار عن لقاء الشدائد الواقعة فيها لا عن لقاء نفس الأيام،إذ لا يفيد فائدة يعتد بها عرفاً " (17)
أليس بهذا المفهوم سنخرج بجديد؟!!! ربما والله اعلم.
الهوامش:
1/مع الله في السماء د/احمد زكي ص81
2/ نفسه ص82
3/ الموسوعة العربية العالمية مادة (توقيت)
4/البرهان الزركشي ج4ص436
5/ نظم الدرر للامام البقاعي ج9ص145
6/ البحر المحيط لابي حيان الاندلسي ج10ص336
7/لسان العرب لابن منظور ج12ص649
8/نفسه
9/ الازمنة والامكنة للمرزوقي ص67
10/ ادب الكتاب لابن قتيبة ص56
11/الكليات لأبى البقاء الكفومى ص71
12/ الازمنة والامكنة ص341
13/نفسه ص68
14/الكليات ص1570
15/المعجم الوسيط لإبراهيم مصطفى واخرين ص1067
16/ مقاييس اللغة لابن فارس ج2/ص159
17/ الكليات ص1570
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[16 Apr 2009, 10:43 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي ونفع بك! وننتظر منك مزيدا من النظرات في كتاب الله تعالى!(/)
ما رأيكم بهذا القول في التفسير وهل له وجه
ـ[عبدالعزيز المشعلي]ــــــــ[15 Apr 2009, 01:55 م]ـ
المشايخ الكرام:
ما رأيكم بهذا القول في التفسير وهل يتمشى مع قواعد التفسير
في كلام بعض الباحثين: عن الدماء في الحج وأن من ترك نسكا فعليه دم قال:
والدليل على ذلك قول الله تعالى (وأتموا الحج والعمرة لله فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي) ثم أسهب في المسألة وقال: فقول الله تعالى فإن أحصرتم هذا على سبيل المثال وإلا أي ترك عليه دم فالعبرة عنده بالترك وذكر الإحصار مثال للترك ..
ثم ذكر هذا القول وعزاه للطبري.
وقد بحثت عنه بحثا قاصرا فلم أعثر على قول الطبري فما رأيكم بهذا القول وهل يتمشى مع قواعد التفسير.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 Apr 2009, 02:52 م]ـ
المشايخ الكرام:
ما رأيكم بهذا القول في التفسير وهل يتمشى مع قواعد التفسير
في كلام بعض الباحثين: عن الدماء في الحج وأن من ترك نسكا فعليه دم قال:
والدليل على ذلك قول الله تعالى (وأتموا الحج والعمرة لله فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي) ثم أسهب في المسألة وقال: فقول الله تعالى فإن أحصرتم هذا على سبيل المثال وإلا أي ترك عليه دم فالعبرة عنده بالترك وذكر الإحصار مثال للترك ..
ثم ذكر هذا القول وعزاه للطبري.
وقد بحثت عنه بحثا قاصرا فلم أعثر على قول الطبري فما رأيكم بهذا القول وهل يتمشى مع قواعد التفسير.
إذا كان يجوز الاجتهاد و القياس في العبادات فكلامه له وجه حيث إن الله أمر بالإتمام ومن ترك شيئاً من النسك فإنه يصح أن تقول إنه لم يتم نسكه.
ولكن القول الصحيح أنه لا يجوز الاجتهاد في العبادات، وعليه فإن كل مسألة تحتاج إلى دليل خاص.
وعمدة من قال أن على من ترك شيئاً من النسك ولم يرد فيه نص فهو قول بن عباس رضي الله عنهما: "مَنْ نَسِيَ مِنْ نُسُكِهِ شَيْئًا فَلْيُهْرِقْ دَمًا"
ـ[عبدالعزيز المشعلي]ــــــــ[16 Apr 2009, 05:23 ص]ـ
محب القرآن
أولا: لعل هناك فرق بين دلالة الألفاظ والقياس
ثانيا:كذلك فرق بين الدلالة المباشرة والدلالة المنقولة
وللتوضيح:ذكر في الآية قاعدة الإتمام، وأن كل نقص في النسك مخالف للإتمام؛ ثم ذكر نوع خاص وهو الإحصار؛ فهل الخاص المذكور-الإحصار-مقصود لذاته أو هوذكر خاص أريد به العموم فهو مثال على عدم الإتمام
ثم هل رأيتم للطبري-رحمه الله - قولا كما يقول الباحث؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[16 Apr 2009, 02:11 م]ـ
محب القرآن
أولا: لعل هناك فرق بين دلالة الألفاظ والقياس
ثانيا:كذلك فرق بين الدلالة المباشرة والدلالة المنقولة
وللتوضيح:ذكر في الآية قاعدة الإتمام، وأن كل نقص في النسك مخالف للإتمام؛ ثم ذكر نوع خاص وهو الإحصار؛ فهل الخاص المذكور-الإحصار-مقصود لذاته أو هوذكر خاص أريد به العموم فهو مثال على عدم الإتمام
ثم هل رأيتم للطبري-رحمه الله - قولا كما يقول الباحث؟
الأخ الفاضل عبد العزيز
لا أختلف معك في أن هناك فرقا بين دلالة الألفاظ والقياس.
وما نحن بصدده هو نوع من أنواع القياس فإذا سلمنا أن القاعدة التي ذكرت: "إن كل نقص في النسك مخالف للإتمام" صحيحة.
فدور المجتهد هو أن يتحقق أن هذا الأمر نقص في النسك أو لا. وهذا ما يعرف بتحقيق المناط.
لكن الذي يجب أن نتنبه له أن القواعد الكلية يجب أن تكون منصوصة أو متفقاً عليها، وهذا لا أظن أنه متحقق فيما ذكرت.
الأمر الثاني أن الإحصار ترك للحج بالكلية وليس نقص في النسك فكيف نلحق به كل نقص في النسك؟
أما سؤالك: هل رأيتم للطبري-رحمه الله - قولا كما يقول الباحث؟
فأقول لو نقلت لنا كلام الباحث بتمامه أو وضعت لنا رابط إن كان كلامه موجودا على الشبكة حينها يمكن أن نفيدك في المسألة.(/)
أسبوع القرآن الكريم بالجزائر
ـ[ Amara] ــــــــ[15 Apr 2009, 07:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تنظم جمعية الفرقان لتعليم القرآن فعاليات اسبوع القرآن الكريم في الفترة الممتدة من 24 ‘ل 28 لربيع الثاني 1430 ه الموافق ل 20 إلى 24 أفريل 2009 م حول موضوع مناهج التفسير و دورها في فهم النص القرآني
من يرغب في متابعة برنامج أسبوع القرآن له أن يتصل ب
forkanedz@maktoob.com(/)
ما تريدون! قد سألت الدنيا والاخرة!.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[15 Apr 2009, 07:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
ورد في تفسير القرطبي:
قال تعالى:
{وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} (البقرة:201)
والذي عليه أكثر أهل العلم أن المراد بالحسنتين نعم الدنيا والاخرة.
وهذا هو الصحيح، فإن اللفظ يقتضي هذا كله، فإن " حسنة "
نكرة في سياق الدعاء، فهو محتمل لكل حسنة من الحسنات على البدل.
وحسنة الاخرة: الجنة بإجماع ....
هذه الاية من جوامع الدعاء التي عمت الدنيا والاخرة.
قيل لانس: ادع الله لنا، فقال: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار.
قالوا: زدنا.
قال: ما تريدون! قد سألت الدنيا والاخرة!. " أهـ
كثير من الناس لا ينتبه لهذا الدعاء الطيب.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 Apr 2009, 07:57 م]ـ
روى البخاري رحمه الله تعالى من حديث أنس رضي الله عنه قال:
"انَ أَكْثَرُ دُعَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ"
وروى مسلم رحمه الله تعالى عن أنس رضي الله عنه:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَادَ رَجُلًا مِنْ الْمُسْلِمِينَ قَدْ خَفَتَ فَصَارَ مِثْلَ الْفَرْخِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ كُنْتَ تَدْعُو بِشَيْءٍ أَوْ تَسْأَلُهُ إِيَّاهُ؟
قَالَ: نَعَمْ كُنْتُ أَقُولُ اللَّهُمَّ مَا كُنْتَ مُعَاقِبِي بِهِ فِي الْآخِرَةِ فَعَجِّلْهُ لِي فِي الدُّنْيَا.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سُبْحَانَ اللَّهِ لَا تُطِيقُهُ أَوْ لَا تَسْتَطِيعُهُ أَفَلَا قُلْتَ اللَّهُمَّ
{آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.
قَالَ فَدَعَا اللَّهَ لَهُ فَشَفَاهُ.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[15 Apr 2009, 08:58 م]ـ
جزاكم الله خيرا، كل ما كتب يدل على أن هذا الدعاء يشمل خيري الدنيا والآخرة.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[20 Apr 2009, 06:06 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على ما أفدتم به.(/)
متى الساعة؟؟؟؟؟؟
ـ[بو عبدالرحمن"]ــــــــ[15 Apr 2009, 11:57 م]ـ
السلام عليكم
اخي الكريم أتعلم متى الساعة؟؟؟؟
سُأل النبي صلى الله عليه وسلم هذا السؤال؟؟
فما هي الإجابة؟؟؟؟؟
متى الساعة؟؟؟؟؟؟؟
في
سورة النازعات
{42 - 46} {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا * فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا * إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا * إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا * كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا}
أي: يسألك المتعنتون المكذبون بالبعث {عَنِ السَّاعَةِ} متى وقوعها و {أَيَّانَ مُرْسَاهَا} فأجابهم الله بقوله: {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا} أي: ما الفائدة لك ولهم في ذكرها ومعرفة وقت مجيئها؟
فليس تحت ذلك نتيجة، ولهذا لما كان علم العباد للساعة ليس لهم فيه مصلحة دينية ولا دنيوية، بل المصلحة في خفائه عليهم، طوى علم ذلك عن جميع الخلق، واستأثر بعلمه فقال: {إِلَى رَبِّكَ
مُنْتَهَاهَا} أي: إليه ينتهي علمها، كما قال في الآية الأخرى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغته
يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون}. {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا} أي: إنما نذارتك [نفعها] لمن يخشى مجيء الساعة، ويخاف الوقوف بين يديه،
فهم الذين لا يهمهم سوى الاستعداد لها والعمل لأجلها. وأما من لا يؤمن بها، فلا يبالي به ولا بتعنته، لأنه تعنت مبني على العناد والتكذيب، وإذا وصل إلى هذه الحال، كان الإجابة عنه عبثا،
ينزه الحكيم عنه [تمت] والحمد لله رب العالمين
متى الساعة؟؟؟؟؟؟
في سورة الاحزاب
[63 ـ 68] {يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا * إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا * يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَ * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا}
أي: يستخبرك الناس عن الساعة، استعجالاً لها، وبعضهم، تكذيبًا لوقوعها، وتعجيزًا للذي أخبر بها. {قُلْ} لهم: {إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ} أي: لا يعلمها إلا اللّه، فليس لي، ولا لغيرى بها علم، ومع هذا، فلا تستبطؤوها.
{وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا} ومجرد مجيء الساعة، قرباً وبعدًا، ليس تحته نتيجة ولا فائدة، وإنما النتيجة والخسار، والربح، والشقا
والسعادة، هل يستحق العبد العذاب، أو يستحق الثواب؟ فهذه سأخبركم بها، وأصف لكم مستحقها
.
فوصف مستحق العذاب، ووصف العذاب، لأن الوصف المذكور، منطبق على هؤلاء المكذبين بالساعة فقال: {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ} [أي:} الذين
صار الكفر دأبهم وطريقتهم الكفر باللّه وبرسله، وبما جاءوا به من عند اللّه، فأبعدهم في الدنيا والآخرة من رحمته، وكفى بذلك عقابًا، {وَأَعَدَّ
لَهُمْ سَعِيرًا} أي: نارًا موقدة، تسعر في أجسامهم، ويبلغ العذاب إلى أفئدتهم، ويخلدون في ذلك العذاب الشديد، فلا يخرجون منه، ولا يُفَتَّر عنهم
ساعة.
ولَا يَجِدُونَ وَلِيًّا فيعطيهم ما طلبوه {وَلَا نَصِيرًا} يدفع عنهم العذاب، بل قد تخلى عنهم الولي النصير، وأحاط بهم عذاب السعير، وبلغ منهم مبلغًا
عظيمًا،
ولهذا قال: {يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ} فيذوقون حرها، ويشتد عليهم أمرها، ويتحسرون على ما أسلفوا.
{يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولاَ} فسلمنا من هذا العذاب، واستحققنا، كالمطيعين، جزيل الثواب. ولكن أمنية فات وقتها، فلم تفدهم إلا حسرة وندمًا، وهمًا، وغمًا، وألمًا.
{وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا} وقلدناهم على ضلالهم، {فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاَ}
كقوله تعالى {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بعد إذ جاءني} الآية.
ولما علموا أنهم هم وكبراءهم مستحقون للعقاب، أرادوا أن يشتفوا ممن أضلوهم، فقالوا: {رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا} فيقول
اللّه لكل ضعف، فكلكم اشتركتم في الكفر والمعاصي، فتشتركون في العقاب، وإن تفاوت عذاب بعضكم على بعض بحسب تفاوت الجرم.
تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن للشيخ السعدي
و الله أعلم
فماذا اعددت لهذا اليوم العظيم الذي تشيب له الولدان وتضع كل ذات حمل حملها؟
و الحمد لله رب العالمين
و صلى اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[16 Apr 2009, 02:27 م]ـ
فماذا اعددت لهذا اليوم العظيم الذي تشيب له الولدان وتضع كل ذات حمل حملها؟
و الحمد لله رب العالمين
و صلى اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
حب الله، ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وبقية الصحابة رضي الله عنهم، وعباد الله الصالحين.
ـ[المغوار]ــــــــ[19 Apr 2009, 08:01 م]ـ
كل يم تقوم الساعة الاف المرات فكل من مات قامت ساعته وشكرا(/)
إعجاز الترتيب القرآني في سورتي محمد والهمزة
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[16 Apr 2009, 03:35 ص]ـ
من روائع الترتيب في القرآن الكريم
سورة محمد
الملاحظة الأولى:
سورة محمد هي السورة رقم 47 في النصف الأول من القرآن (السور من 1 – 57) وقد جاءت مؤلفة من 38 آية.
ما علاقة موقع ترتيب سورة محمد، السورة رقم 47 في النصف الأول، بالسورة رقم 47 في النصف الثاني من القرآن. (السور من 58 – 114)؟
-السورة رقم 47 في ترتيب سور النصف الثاني من القرآن هي سورة الهمزة. والمفاجأة أن عدد آياتها هو 9. وهذا يعني أن مجموع عددي الآيات في السورتين هو 47.
- بحسبة بسيطة نستنتج أن عدد السور المحصورة بين سورتي محمد والهمزة هو 56 سورة، هذا العدد يساوي 2 (7 × 4) .. فأما رائعة الترتيب القرآني هنا أن مجموع أعداد آياتها هو 1596، أي 14: × 114. (114 عدد سور القرآن) هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، فالعدد 1596 هو عبارة عن: 19 (2 × 47).
الملاحظة الثانية:
سورة محمد هي السورة الوحيدة من بين سور القرآن التي عدد آياتها من مضاعفات الرقم 19. (38 = 2 × 19).
فماذا وراء هذا العدد؟
مع خالص الود والتقدير للأخوين الفاضلين الكبيرين، الأخ عمارة، والأخ محمد جماعة.
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[16 Apr 2009, 10:26 ص]ـ
باركك الله أخ عبد الله وننتظر المزيد!
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[16 Apr 2009, 10:59 ص]ـ
ومن ناحية أخرى، فالعدد 1596 هو عبارة عن: 19 (2 × 47).
وقع هنا خطأ غير مقصود، فالعدد 1596 هو من مضاعفات الرقم 19، وهذا صحيح، وهو من مضاعفات الرقم 114، وهذا صحيح وهو من مضاعفات الرقم 38 وهذا صحيح، ولكنه ليس كما ورد في الفقرة المشار إليها. ولذلك وجب التنبيه والاعتذار.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[16 Apr 2009, 11:50 ص]ـ
سورتا محمد والهمزة
الملاحظة الثانية:
سورة محمد هي السورة الوحيدة من بين سور القرآن التي عدد آياتها من مضاعفات الرقم 19. (38 = 2 × 19). ونلاحظ هنا:
- إذا أحصينا أعداد الآيات في السور التالية لسورة محمد وحتى نهاية المصحف سنجدها 1691، أي عدد من مضاعفات الرقم 19 (89 × 19).
- وإذا أحصينا أعداد الآيات في السور ابتداء من سورة محمد وحتى بداية الهمزة سنجد أن مجموعها هو 1634 أي عدد من مضاعفات الرقم 19 (86 × 19).
- وإذا أحصينا أعداد الآيات في السور المحصورة بين سورة محمد و الهمزة سنجد أن مجموعها هو 1596 أي عدد من مضاعفات الرقم 19 (19 × 84).
- وإذا أحصينا عدد سور القرآن ابتداء من سورة محمد وحتى بداية سورة الهمزة سنجد أنها 57 أي عدد من مضاعفات الرقم 19 (3 × 19).
- وإذا أحصينا أعداد الآيات في السور ابتداء من سورة الهمزة وحتى نهاية المصحف سنجد أن عددها هو 57. (الهمزة 9، الفيل 5، قريش 4، الماعون 7، الكوثر 3، الكافرون 6، النصر 3، المسد 5، الإخلاص 4، الفلق 5، الناس 6).
(ومن الجدير بالذكر أن من بين سور القرآن ثلاث سور عدد الآيات في كل منها هو 19، وهي: الانفطار والأعلى والعلق، وبذلك يكون مجموع آياتها 57)
وبذلك يكون تقسيم الآيات في سور القرآن البالغة 6236:
4545: مجموع آيات السور السابقة لسورة محمد في ترتيب المصحف.
38: عدد آيات سورة محمد.
1596: عدد آيات السور المحصورة بين سورتي محمد والهمزة
9: عدد آيات سورة الهمزة
48: عدد آيات السور التالية لسورة الهمزة في ترتيب المصحف.
للتأمل:
بما أن رقم ترتيب سورة محمد هو 47 فهذا يعني أن عدد السور التالية لسورة محمد في ترتيب المصحف هو 67.
ظهر لدينا أن عدد الآيات في السور المحصورة بين سورتي محمد والهمزة وعددها 56 سورة هو 1596.
(خرج من مجموعة السور الـ 67، 11 سورة مجموع آياتها 95 أي: 5 × 19)
أليس من العجيب أن مجموع أعداد الآيات في أول 11 سورة في ترتيب المصحف هو أيضا 1596؟
ماذا يترتب على هذه الأعداد؟
سور القرآن مجموعتان:
67 سورة مجموع آياتها 3192 (28 × 114)
يمكننا كتابة النتيجة بالصورة: 114 (7 × 4).
47 سورة مجموع آياتها: 3044.
الفرق بين المجموعين هو 148، أي: 2 × 74.
(يُتْبَعُ)
(/)
أليس من العجيب أن عدد آيات السورة (المدثر) رقم 74 هو 56 (عدد مماثل لعدد السور المحصورة بين سورتي محمد والهمزة)
ـ[محمد براء]ــــــــ[16 Apr 2009, 07:04 م]ـ
والمفاجأة أن عدد آياتها هو 9. وهذا يعني أن مجموع عددي الآيات في السورتين هو 47 ..
لماذا لم يكن الفرق بينهما = 47؟
لماذا مجموعهما تحديداً؟
ولماذا لم تكن سور محمد هي ذات 9 آيات وسورة الهمزة ذات 38 آية؟
أو تكون سورة محمد 19 والهمزة 18؟ أو العكس أليس هذا أجمل، سيما أن الرقم 19 من الأرقام الخطيرة عند أصحاب الإعجاز العددي؟
- بحسبة بسيطة نستنتج أن عدد السور المحصورة بين سورتي محمد والهمزة هو 56 سورة، هذا العدد يساوي 2 (7 × 4) .. فأما رائعة الترتيب القرآني هنا أن مجموع أعداد آياتها هو 1596، أي 14: × 114. (114 عدد سور القرآن) هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، فالعدد 1596 هو عبارة عن: 19 (2 × 47).
انظر هذا التلبيس:
1) قال: " عدد السور المحصورة بين سورتي محمد والهمزة هو 56 سورة، هذا العدد يساوي 2 (7 × 4) "
لماذا هذا التحليل للرقم 56؟
الجواب تعرفه أيها القارىء عندما ترى أن الرقم (4) المسكين سوف يعدمه الكاتب بعد قليل.
2) قال: " فأما رائعة الترتيب القرآني هنا أن مجموع أعداد آياتها هو 1596، أي 14 × 114. (114 عدد سور القرآن) "
أرأيت ما أروعها؟
إنها رائعة تثبت لك حماقة العلماء السابقين حين اختلفوا في ترتيب السور هل هو توقيفي أم اجتهادي، واختلفوا في العد على مذاهب!
خلاص ..
حسم الخلاف الآن ..
- لكن، ما هي أخبار الرقم (4) المسكين؟
- تم إعدامه بعد تمزيقه وفصله عن أبيه (56)، وبقي أخواه 7 و 2، لكن تم تزويجهما ببعضهما لينجبا (14)، وهذا الولد الصالح (14) رضي عنه جلغوم، فاختار له زوجة شريفة وهي الرقم 114 (وهذه الزوجة شريفة، لأنها عدد سور القرآن العظيم) ثم أنجب هذان الزوجان الكريمان الولد الذي يفرح به العالم الإسلامي كله، لأنه دليل على إعجاز القرآن، ألا وهو 1596
لكن الرقم 4 الخبيث يفسد هذا الاحتفال لذا وجب إعدامه ..
رفقاً بهذه الأرقام المسيكنة يا جلغوم، فقد ذاقت من الذل والإهانة على يدك ما لم تتوقعه في عمرها، إذ اعتادت أن تكون في مكانها المحترم في علوم الفيزياء والهندسة والرياضيات!!.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[16 Apr 2009, 08:24 م]ـ
الآيتان الأولى والأخيرة في كلا المجموعتين:
عرفنا أن مجموع عددي آيات سورتي محمد والهمزة اللتين تشتركان في رقم الترتيب 47 (باعتبار نصفي القرآن) هو 47، وأن عدد السور المحصورة بينهما هو 56 سورة (الفتح – العصر) مجموع آياتها 1596، وقد عرفنا أن هذا العدد من مضاعفات الرقم 19. (84 × 19).
وأنه هو أيضا مجموع أعداد الآيات في أول 11 سورة في ترتيب المصحف (الفاتحة – هود) فمجموعها هو 1596 أيضا.
- نلاحظ هنا أن مجموع رقمي العدد 47 هو 11، وأن مجموع رقمي العدد 56 هو 11، وبذلك نقترب من فهم التماثل في عددي الآيات بين مجموعتي السور.
الملاحظة اللافتة للانتباه هنا:
إذا بحثنا عن الآيتين الأولى والأخيرة في كلا المجموعتين من السور، سنجد أن:
أول هذه الآيات في مجموعة السور الـ 11هي الآية رقم 1 في سورة الفاتحة وهي قوله تعالى:
(بسم الله الرحمن الرحيم) عدد حروفها هو 19.
آخر هذه الآيات هي الآية رقم 123 هود، وعدد حروفها 70 (انظر الآية في المصحف بالرسم العثماني).
- وفي سور المجموعة الثانية سنجد أن:
- أول هذه الآيات هي الآية رقم 1 في سورة الفتح وهي قوله تعالى:
(إنا فتحنا لك فتحا مبينا) والعجيب أن عدد حروفها هو 19 أيضا.
آخر هذه الآيات هي الآية رقم 3 سورة العصر، وعدد حروفها 51. (انظر الآية في المصحف بالرسم العثماني).
وهكذا:
يكون عدد الحروف في الآية الأولى في كلا المجموعتين هو 19. بينما نجد أن العدد 19 هو الفرق بين عددي الحروف في الآيتين الأخيرتين. (70 – 51)
ـ[محمد براء]ــــــــ[16 Apr 2009, 08:31 م]ـ
أول هذه الآيات في مجموعة السور الـ 11هي الآية رقم 1 في سورة الفاتحة وهي قوله تعالى:
(بسم الله الرحمن الرحيم) عدد حروفها هو 19.
آخر هذه الآيات هي الآية رقم 123 هود، وعدد حروفها 70 (انظر الآية في المصحف بالرسم العثماني).
- وفي سور المجموعة الثانية سنجد أن:
- أول هذه الآيات هي الآية رقم 1 في سورة الفتح وهي قوله تعالى:
(إنا فتحنا لك فتحا مبينا) والعجيب أن عدد حروفها هو 19 أيضا.
آخر هذه الآيات هي الآية رقم 3 سورة العصر، وعدد حروفها 51. (انظر الآية في المصحف بالرسم العثماني).
وهكذا:
يكون عدد الحروف في الآية الأولى في كلا المجموعتين هو 19. بينما نجد أن العدد 19 هو الفرق بين عددي الحروف في الآيتين الأخيرتين. (70 – 51)
هذه المرة استخدم الكاتب الطرح، لماذا؟!.
لكن لماذا لم تكن: الحمد لله رب العالمين هي الآية الأولى؟ أم أن هذا الخلاف بين الفقهاء والأصوليين والمقرئين ليس معتبراً ولا قيمة له أيضاً؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[16 Apr 2009, 09:28 م]ـ
ومن روائع الترتيب القرآني هنا:
عرفنا أن عدد السور المحصورة بين سورتي محمد والهمزة هو 56. وقد تكررت الإشارات إلى العدد 47 وعكسه العدد 74 .. وطرحنا السؤال:
أليس من العجيب أن عدد آيات السورة (المدثر) رقم 74 في ترتيب المصحف هو 56 (عدد مماثل لعدد السور المحصورة بين سورتي محمد والهمزة؟
لنتأمل رائعة الترتيب القرآني التالية، ففيها ما يذهب ما قد يكون شبهة لدى البعض:
مجموع أعداد الآيات في السور الـ 56 هو 1596 ويساوي 14 × 114.
- إذا أحصينا أعداد الآيات في السور ابتداء من سورة الفتح (السورة الأولى في المجموعة) وحتى سورة المدثر (المؤلفة من 56 آية) سنجدها 912 آية. هذا العدد يساوي 8 × 114.
- وبذلك يكون مجموع الآيات في السور التالية لسورة المدثر (القيامة – العصر) هو 684، أي: 6 × 114.
فأي قسمة للعدد 1596 أروع من هذه القسمة؟
لو خاطبت بها حجرا لنطق أو تشقق ..
(ومن اللطائف هنا أن مجموع رقمي ترتيب سورتي الفتح والمدثر هو 122، ومجموع رقمي ترتيب سورتي القيامة والعصر هو 178. نلاحظ أن الفرق بين المجموعين هو 56.)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[17 Apr 2009, 02:13 م]ـ
أبو الحسنات الدمشقي:
لماذا لم يكن الفرق بينهما = 47؟
لماذا مجموعهما تحديداً؟
ولماذا لم تكن سور محمد هي ذات 9 آيات وسورة الهمزة ذات 38 آية؟
أو تكون سورة محمد 19 والهمزة 18؟ أو العكس أليس هذا أجمل، سيما أن الرقم 19 من الأرقام الخطيرة عند أصحاب الإعجاز العددي؟
لا تعليق
قال: " فأما رائعة الترتيب القرآني هنا أن مجموع أعداد آياتها هو 1596، أي 14 × 114. (114 عدد سور القرآن) "
أرأيت ما أروعها؟
......... -وبقي أخواه 7 و 2، لكن تم تزويجهما ببعضهما لينجبا (14)، وهذا الولد الصالح (14) رضي عنه جلغوم، فاختار له زوجة شريفة وهي الرقم 114 (وهذه الزوجة شريفة، لأنها عدد سور القرآن العظيم) ثم أنجب هذان الزوجان الكريمان الولد الذي يفرح به العالم الإسلامي كله، لأنه دليل على إعجاز القرآن، ألا وهو 1596
لا تعليق
رفقاً بهذه الأرقام المسيكنة يا جلغوم، فقد ذاقت من الذل والإهانة على يدك ما لم تتوقعه في عمرها، إذ اعتادت أن تكون في مكانها المحترم في علوم الفيزياء والهندسة والرياضيات!!
أليس هذا المكان محترما؟!
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[17 Apr 2009, 02:24 م]ـ
عرفنا سابقا كيف تمت قسمة العدد 1596 في مجموعة السور الـ 56:
مجموع أعداد الآيات في السور الـ 56 هو 1596 ويساوي 14 × 114.
- إذا أحصينا أعداد الآيات في السور ابتداء من سورة الفتح (السورة الأولى في المجموعة) وحتى سورة المدثر (المؤلفة من 56 آية) سنجدها 912 آية. هذا العدد يساوي 8 × 114.
- وبذلك يكون مجموع الآيات في السور التالية لسورة المدثر (القيامة – العصر) هو 684، أي: 6 × 114.
السؤال الآن: كيف تمت قسمة العدد 1596 في مجموعة السور الـ 11:
مجموع أعداد الآيات في السور الـ 11 الأولى في ترتيب المصحف كما مرّ 1596، وهذا العدد يساوي: 84 × 19.
كيف تمت قسمة هذا العدد من الآيات؟
تتألف هذه المجموعة من السور من مجموعتين:
الأولى: خمس سور من بين سور الفواتح، ونجد أن مجموع آياتها هو 924. هذا العدد يساوي 84 × 11.
الثانية: ست سور، هي الباقية ومجموع آياتها هو 672. وهذا العدد يساوي 84 × 8.
عددان من مضاعفات الرقم 84. (12 × 7)
ونلاحظ أن الفرق بين المجموعين هو: 252 (924 – 672).
يمكننا كتابة العدد 252 بالصورة: 9 (7 × 4). لقد أعادنا إلى ما ابتدأنا منه ..
فأما هذه القسمة، فتأخذ بالألباب.
ومن روائع الترتيب القرآني هنا:
- إذا تأملنا مواقع ترتيب هذه السور، سنجد أن مجموع الأرقام الدالة على ترتيب سور الفواتح الخمس هو 33. أي 3 × 11.
وأن مجموع أرقام ترتيب السور الست الباقية هو أيضا 33: 3 × 11.
قسمة عادلة ..
- ونلاحظ رائعة أخرى في قسمة العدد 11 إلى مجموعتين هما: 6 و 5 ..
قسمة تأخذنا إلى العدد 56 عدد سور المجموعة الأخرى.
اهتمام الترتيب القرآني بأدق التفاصيل واخفاها ..
- السورتان الأولى والأخيرة في المجموعتين:
مجموعة السور الـ 11 هي السور من الفاتحة إلى هود.
مجموعة السور الأخرى هي السور من الفتح إلى العصر.
لنتأمل:
سورة الفاتحة هي الأولى في المجموعة الأولى، ترتيبها 1 وآياتها 7.
سورة العصر هي الأخيرة في المجموعة الثانية، ترتيبها 103 وآياتها 3.
والآن إذا جمعنا رقمي ترتيب السورتين وعددي آياتهما فالناتج هو 114.
العدد 114 من جديد، وهذا التاكيد لكل مستكبر عنيد ..
ولنتأمل أيضا:
سورة هود هي الأخيرة في المجموعة الأولى، ترتيبها 11 وآياتها 123.
سورة الفتح هي الأولى في المجموعة الثانية، ترتيبها 48 وآياتها 29 ..
نلاحظ أن مجموع عددي الآيات في السورتين هو 152، عدد من مضاعفات الرقم 19 (8 × 19).
وأن عدد الأعداد ابتداء من العدد 11 (رقم ترتيب هود) وانتهاء بالعدد 48 (رقم ترتيب الفتح) هو 38، أي عدد من مضاعفات الرقم 19 (2 × 19). والآن يمكننا ملاحظة أن الفرق بين العددين 152 و 38 هو 114.
ومن جديد العدد 114، ومن لم يقتنع بكل هذا فقد ظلم نفسه ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد براء]ــــــــ[17 Apr 2009, 03:14 م]ـ
أليس هذا المكان محترما؟!
يكون محترماً إذا كان لائقاً بها.
وأقول لك: إن إقحامك الرياضيات هنا بدعة تخالف ما كان عليه السلف ومن بعدهم، إذ أن المقتضي لاستخدامها كان قائماً والمانع منتفياً، أي: أن هذه العمليات الرياضية البدائية ليس من الصعب على الصحابة ومن بعدهم أن يستخدموها، فما تستخدمه من العمليات تعرفه البشرية منذ دهور إن لم تكن من بدايات العقول.
فإن قلت: كانت وسائل الحساب لديهم ضعيفة، ونحن اليوم لدينا الحواسيب وغيرها؟
أقول: هناك من الحسابات اليسيرة ما كان يمكنهم القيام بها دون الآلات الحاسبة، وتركهم هذا المسلك بالكلية مما يدل على بدعيته.
ثم انتبه لأمر آخر:
هذه الأرقام التي ترمز إلى ترتيب الآيات وترتيب السور ليست من كتاب الله تعالى أصلاً، فكيف تدعي أن هذا الإعجاز إعجاز قرآني؟ وأن التدبر فيها من التدبر في كتاب الله؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[17 Apr 2009, 06:43 م]ـ
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله جلغوم
أليس هذا المكان محترما؟!
أبو الحسنات الدمشقي; يكون محترماً إذا كان لائقاً بها.
أتعني ما تقول؟ لعلك أخطات التعبير ...
وعلى أي حال: أود أن أشكرك لأنك دفعتني لاكتشاف روائع الترتيب القرآني في سورة محمد، وهي غير ما كتبته حتى الان. دائما كنت أتساءل لماذا عدد آيات سورة محمد 38؟ عدد الآيات الوحيد الذي هو من مضاعفات الرقم 19 ولماذا رقم ترتيبها 47؟
البارحة عرفت الإجابة ..
ـ[ Amara] ــــــــ[18 Apr 2009, 05:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و سلم تسليما
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله جلغوم
والمفاجأة أن عدد آياتها هو 9. وهذا يعني أن مجموع عددي الآيات في السورتين هو 47 ..
لماذا لم يكن الفرق بينهما = 47؟
لماذا مجموعهما تحديداً؟
ولماذا لم تكن سور محمد هي ذات 9 آيات وسورة الهمزة ذات 38 آية؟
أو تكون سورة محمد 19 والهمزة 18؟ أو العكس أليس هذا أجمل، سيما أن الرقم 19 من الأرقام الخطيرة عند أصحاب الإعجاز العددي؟
البارحة عرفت الإجابة ..
أخي الحبيب .. كان أجمل أن تقدم السؤال بطريقة ثانية ..
إذا كان هو استعمل الجمع .. فهل في الفرق ما في الجمع من الروائع؟
يعني حتى تعلمنا ما إذا كنت ترى في الجمع من الاتساق العددي و من اللطائف العددية ما إليها يطمئن قلبك ..
عليك أن تتذوق هذا أولا فإذا اقتنعت بلذيذ طعمه أمكنك السؤال عن غيره .. و اأكد لك أخي الحبيب أن القرآن من أين أخذته لذيذ الطعم ..
ثم السؤال لماذا لم تكن سورة محمد هي ذات ال 9 آيات؟
و سورة الهمزة هي ذات ال38 آية؟
أو غير ذلك .. و نحن نسأل معك هذا السؤال لماذا هي هكذا في القرآن ..
أما عن قولك أليس هذا أجمل .. فلا و الله ليس بأجمل .. لأنه هكذا أنزل .. و أنت سوف تشاطرني هذه المرة و ربما ترى أن في كلامك بعض الخطأ ..
هذه المرة استخدم الكاتب الطرح، لماذا؟!.
لكن لماذا لم تكن: الحمد لله رب العالمين هي الآية الأولى؟ أم أن هذا الخلاف بين الفقهاء والأصوليين والمقرئين ليس معتبراً ولا قيمة له أيضاً؟
..
أخي الحبيب .. أعرف صفاء النية فيك و حرصك ان يؤخذ كتاب الله تعالى بعلم .. و أن لا نتجنى فيه بأفكارنا .. لكن دعني أقول لك شيئا .. و ربما أخطأت فصوبتني فكان لك أجرا و لي أجرا .. لأن كلينا وقف على باب الله تعالى و على مائدة كتابه يتفحص لذيذ ما فيها ..
أرأيتنا إذا تكلم الأخ عبد الله عن الجمع قلنا له لماذا لم يكن طرحا و إذا تكلم بغير ذلك قلنا لماذا لماذا كنا على طريق البحث الصحيح .. ربما يكون هكذا عندك لكن دعني أقول لك لماذا لا ننظر فيما لم ينظر فيه الأستاذ بأنفسنا فلعلنا نجد من النفائس ما عنها غفل الأستاذ جلغوم .. و نشترك في الأجر و المحبة ..
أنا هنا أتكلم من منطلق أني باحث في الرياضيات و في علم العدد خصوصا .. ليس بإمكاننا الإحاطة بكل شيء من البداية و ربما ورثنا المسألة الرياضية لأجيال حتى ننعم بحلها و ربما كان حلها جزئيا .. أيكون هذا في الرياضيات لا ننكره و مع القرآن ننكلره لأننا بعد لم نعلم أسرار ما فيه ..
أخي الحبيب .. أنا اعتذر إليك إن كنت رفعت صوتا لأني أنظر إليكم علماء أجلهم و أحترم ما يقولون .. و لعلي أنظر إليكم نظرة التلميذ الذي يتمنى أن يتعلم كل ما يعلمه أستاذه .. فلا يأحذك مني غضب .. و اصغ غلي فلعلي أفيدك و أفيد نفسي و لعلك تفيدني ..
أما عن قولك لماذا لم تكن الفاتحة هي اول الآية .. أريد ان أسألك هل أن اختلاف القراء يؤدي إلى اختلاف القرآن؟
حاشا .. إنما كل واحد منهم حكم بما وصل إليه عن رسول الله و قد أبلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم الرسالة و أتم البلاغ ..
فهل إذا قلنا أن أول آية هي البسملة يناقض القول أن الحمد لله هي أول الآيات ..
يعني هل يجوز مثلا أن نخلط الروايات في القراءة الواحدة و في السورة الواحدة .. ؟
ثم ماذا إذا كان الصحابة يختلفون في القراءة زمن النبي و يحتج بعضهم على بعض بأنه هكذا سمعه من رسول الله صلى الله عليه و سلم .. و يوافق الرسول كليهما .. هل يجوز ان يقال بعد ذلك أن في ذلك تناقض .. ؟
لكم مني كل الشكر اخوتي
يرعاكم الله و يحفظكم
يغفر الله لي و لكم
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عمارة سعد شندول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[18 Apr 2009, 09:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و سلم تسليما
ثم السؤال لماذا لم تكن سورة محمد هي ذات ال 9 آيات؟
و سورة الهمزة هي ذات ال38 آية؟
أو غير ذلك .. و نحن نسأل معك هذا السؤال لماذا هي هكذا في القرآن ..
أما عن قولك أليس هذا أجمل .. فلا و الله ليس بأجمل .. لأنه هكذا أنزل .. و أنت سوف تشاطرني هذه المرة و ربما ترى أن في كلامك بعض الخطأ ..
عمارة سعد شندول
بارك الله فيك أخي الحبيب الفاضل عمارة، لقد نطقت بالحق، في حين يلوذ الكثيرون ممن نتوقع منهم شيئا مماثلا بالصمت، والساكت عن الحق في ديننا .. كما نعلم.
إليك هذه الرائعة في ترتيب سورتي محمد والهمزة
ومن روائع الإعجاز العددي في ترتيب سورتي محمد والهمزة:
رقم ترتيب سورة محمد هو 47 وعدد آياتها 38.
رقم ترتيب سورة الهمزة هو 104 وعدد آياتها 9.
نُلاحظ في هذه الأعداد المُحكمة أن:
1 - الفرق بين موقعي ترتيب السورتين هو 57، وأن الفرق بين عددي آياتهما هو 29.
المفاجأة الأولى هنا: أن السورة رقم 57 في ترتيب المصحف (سورة الحديد) جاءت مؤلفة من 29 آية.
2 - الثانية: حاصل ضرب العددين 57 × 29 هو 1653. وهذا العدد هو مجموع أرقام ترتيب السور الـ 57 الأولى في ترتيب المصحف.
3 - المفاجأة الثالثة فهي لتأكيد ما سبق، ولدفع الشبهة لدى المعاندين:
إن مجموع أعداد الآيات في السور التالية لسورة محمد (الفتح – الناس) وحتى نهاية المصحف هو 1653.
لغة الأرقام هنا واضحة لا تزيدها لغة الحروف وضوحا.
ولمن لم يقتنع بعد، فلدينا المزيد.(/)
أقوال ابن مسعود رضي الله عنه بإسناد ابن جرير رحمه الله
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[16 Apr 2009, 03:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حظت أن ابن جرير رحمه الله عندما ينقل قولا في آية عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود يسرده بإسناد واحد فقط , الحقيقة لم أستقصي فقط ملاحظة لعدة مواضع فهل هذه الملاحظة دقيقة؟ وهل تعني أن كل ما أؤخذ عن عبد الله بن مسعود في تفسير القرآن كان من هذا الطريق وهو الهمداني عن ابن مسعود
يقول ابن جرير: حدثني موسى بن هارون الهمداني قال: حدثنا عمرو بن حماد القناد قال: حدثنا أسباط بن نصر الهمداني عن إسماعيل بن عبد الرحمن السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ......
الجزء المشترك هو:
عن إسماعيل بن عبد الرحمن السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ......
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[19 Apr 2009, 11:02 م]ـ
ملحوظة طيبة وانا الان أقوم بجمع هذه الروايات من تفسير ابن جرير رحمه الله تعالى ولعل فيها الخير والفائدة ان شاء الله
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[20 Apr 2009, 01:00 ص]ـ
ما رواه ابن جرير في تفسير ه بهذا الإسناد فهو من تفسير السدي أخرجه مفرقاً في تفسيره وأكثر ما يرويه من طريق أسباط بن نصر الهمداني
وعن أسباط يرويه عمرو بن حماد القناد وأحمد بن المفضل وغيرهما
وقد روى ابن جرير عن ابن مسعود في تفسيره من غير هذا الطريق
فروى من طريق عاصم بن أبي النجود عن زر عن ابن مسعود
وروى من طريق أبي الضحى عن مسروق عن ابن مسعود
ومن طريق عبد الرحمن بن سابط عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود
ومن طريق زبيد اليامي عن مرة بن شراحيل عن ابن مسعود
والوحدان في تفسيره عن ابن مسعود كثيرة تصل إلى أكثر من ثلاثين طريقاً
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[25 Apr 2009, 06:20 ص]ـ
جزاكم الله خير ونفع بكم شاكرا لكم تفاعلكم واهتمامكم(/)
سؤال عن مناسبة آية الصلاة
ـ[عبدالله فهد السبيعي]ــــــــ[17 Apr 2009, 09:31 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ما مناسبة ذكر آية " وحافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين " بين آيات الطلاق في سورة البقرة؟
أرجو الإفادة
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[17 Apr 2009, 09:50 ص]ـ
ذكر العلماء في ذلك أقوالاً منها:
* الاعتراضُ على مثل هذه الأسئلة , وهؤلاء يقولون إن القرآن ليس منهجاً دراسياً أو تأليفاً يلزمُ أن توجد رابطةٌ بين آياته وأغراضه, بل هو كتاب هداية تُتَلمسُ هداياته وتُتَّبعُ كيفما جيء بها.
ووجه آخرون هذا التناسب بأوجه منها:
* أنَّ هذه الأمور العائلية من الطلاق والخلاف في أجرة الرضاع وغيرها التي نبه إليها القرآن مظنةُ اختلافٍ وتنازع لا بد له من علاج ولا يكون ذلك إلا بعدم تناسي الفضل وبالصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر الذي من جملته تناسي الفضل بين الزوجين فلذلك أشار إليهم بالحفاظ على الصلاة.
*وقيل إنَّ المناسبة هي التنبيه إلى أنَّ من أضاع الصلاة فهو لهذه الحقوق الزوجية وحقوق الأبناء أضيع وأنَّ من حافظ على إقامتها فهو كذلك أهلٌ لحفظ حقوق الأهل.
* وقيل إن هذه الأمور لعائلية مظنة اشتغال عن الصلاة ونسيان لها ولذلك ذكر بها عباده.
والله أعلم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[17 Apr 2009, 10:56 ص]ـ
يمكنك أن تراجع هذا الرابط لعلك تجد فيه بغيتك
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=15117
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[17 Apr 2009, 11:21 ص]ـ
أجاب الشيخ خالد الجندي في برنامج (إنه لقرآن كريم) على هذه السؤال وهذه هي الإجابة:
لماذا وردت آية الحفاظ على الصلاة بين آيات الطلاق؟
قال تعالى في سورة البقرة (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238))
العلماء وقفوا متعجبين لماذا ذكرت الصلاة والحفاظ عليها بين آيات الأحوال الشخصية والأقوال اختلفت بين:
أن الذي لا يحافظ على صلاته لن يحفظ زوجته وهذه اشارة لكل أبٍ يتقدم لابنته خاطب أن يتحرى أنه لا يضيع الصلاة أو رب العالمين من قلبه لأنه بهذا يكمئن أن هذا الرجل لن يضيّع ابنته. قال عمر بن الخطاب: إذا كان المرء للصلاة مضيّعاً فلغيرها أضيع. فمن ليس فيه خير لربّه فكيف يكون فيه خير لغيره؟
وبعض العلماء يقولون إنها جملة اعتراضية.
ولقد وردت آية الحثّ على الصلاة في سورة البقرة ثلاث مرات:
(وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)) بين آيات خطاب بني اسرائيل.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153)) بين آيات
(حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238)) بين آيات الأحوال الشخصية
فلماذا يصرّ القرآن على وضع الصلاة بين هذه الآيات؟ هذا له معنى واحد وهو أنه لن تقوم للإنسان علاقة بالله تعالى إلا عن طريق الصلاة لأن الصلاة:
الصلاة تعلّم الانسان على الانضباط واللع تعالى يريد أن يتعلم الناس الانضباط في حياتهم الزوجية قلا قيام لهذا الانضباط إلا بالانضباط في الصلاة.
أُمِر الانسان بالمحافظة عليها فالذي يحافظ عليها سيحافظ على زوجته.
الصلاة بركة تملأ المكان والعقل والجسد والله تعالى يريد للجسدين المتقاربين أي الزوج والوزجة أن تعمّهما بركة الصلاة.
الصلاة صِلة بين العبد وربّه وعقدة الزواج علاقة بين ثلاثة أطراف: الله تعالى والزوج والزوجة.
الصلاة فيها خشوع والله تعالى يريد أن لا يتجبّر الزوج على زوجته.
الصلاة فيها خضوع والله تعالى يريد من الزوجة أن تخضع لزوجها.
الصلاة فيها استغفار والله تعالى يريد لكل من الزوجين أن يغفر للآخر.
فالصلاة إذن فيها كل شيء وحياة زوجية بلا صلاة لا خير فيها ويجب أن تكون العلاقة بين الزوجين مبنية على الدين والصلاة هي أساس الدين وعلاقة بدون صلاة يعني علاقة بدون طهارة وعلاقة فيها بُعد عن الله تعالى. وفي الحديث الشريف: " رحِم الله امرأة قامت إلى زوجها فأيقظته فتأبّى عليها فنضحت وجهه بالماء فباتا الليلة وقد غفر الله لهما".
(يُتْبَعُ)
(/)
فيجب العودة إلى الله تعالى حتى تعود البركة غلى حياة الناس. والله تعالى في آية المحافظة على الصلاة يلفت نظرن ويرشد الأُسر إلى أنه من أراد أن يبارك الله تعالى في حياته فعليه بالمحافظة على الصلاة وهل الذي يمشي مكبّاً على وجهه أهدى أم الذي يمشي سوياً على صراط مستقيم؟ (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (22) الملك)
ولقد شُبّهت الصلاة بعمود الخيمة " الصلاة عماد الدين" وفي رواية أخرى " الصلاة عمود الدين من أقامها فقد أقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين" "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر" والعلماء انقسموا في حُكم تارك الصلاة فمنهم من قال من تركها متعمّداً منكراً لها فقد كفر أما من تركها متكاسلاً فهو فاسق وسواء كان فاسقاً أو كافراً فكلاهما في خطر. وعلى الانسان أن لا يسوّف ويبادر إلى الصلاة لأننا بغيرها نكون بلا قيمة فهي التي تحفظنا.
جمع الصلوات (حافظوا على الصلوات) وإفرادها (والصلاة الوسطى)
الصلاة أهم ركن ولها ثلاثة أحوال وعلى هذه الأحوال يترتب العقاب:
شخص غير معترف بالصلاة حُكمه كافر خارج عن المِلّة عقابه جهنم (إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21) لِلطَّاغِينَ مَآَبًا (22) لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24) إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (25) جَزَاءً وِفَاقًا (26) إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا (27) وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كِذَّابًا (28) النبأ)
شخص معترف بالصلاة لكنه متكاسل عنها حُكمه فاسق أو عاصي وعقابه في الآخرة سقر وهو واد في جهنم (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) المدثر)
شخص يصلي ويسهى ويصلي فرضاً ويترك آخر أو يجمع كل الصلوات في وقت واحد أو يؤديها متقطعة عقابه في الآخرة ويل وهو واد في جهنم (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الماعون).
فترك الصلاة عاقبته وخيمة وأمره خطير جداً والرسول r لن يشفع يوم القيامة لتارك الصلاة وإنما سيشفع لمن استحق الشفاعة ولن تنفع تارك الصلاة شفاعة الشهداء والصديقين والصالحين (فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48)) فعلى كل تارك للصلاة أن يبادر ويسارع بالتوبة ويبتعد عن التسويف لأن الأمر في منتهى الخطورة "اغتنموا خمساً قبل خمس: صحتك قبل مرضك، حياتك قبل موتك، فلاغك قبل شغلك، شبابك قبل هرمك، دنياك قبل آخرتك" والناس يوم القيامة ستندم على ساعة مرت عليهم لم يذكروا الله تعالى أو يقوموا بعبادة لله أو يتنافسوا في طاعة الله وفي الحديث عن رسول الله r" ما من أحد مات إلا ندم قالوا وما ندامته يا رسول الله؟ قال يندم المسيء على إساءته ويندم المحسن على أنه لم يستزد من إحسانه". ويقول تعالى في الحديث القدسي: " يا ابن آدم خلقتك بيدي وربّيتك بنعمتي وأنت تهجرني وتعصيني فإن هجرتني وعصيتني حلمت عليك حتى تتوب لإغن تبت إلي قبلتك فإن قبلتك غفرت لك فإن غفرت لك أدخلتك الجنة وأنجيتك من النار فمن أين تجد لك رباً مثلي وأنا الغفور الرحيم".
الذي لا يصلي لا يؤتمن على زوجته وعائلته وأولاده.
ـ[عبدالله فهد السبيعي]ــــــــ[17 Apr 2009, 02:35 م]ـ
بوركتم ونفع الله بكم(/)
هل هذا زمان هذه الأية
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[17 Apr 2009, 01:59 م]ـ
هناك استفسار من أحد الأخوة عن أية من القرآن فأحببت أن أنقل سؤاله هنا لتعم الفائدة لسائل والمسؤول وهذا نص قوله:
السلام عليك ورحمة الله وبركاته ....
قال تعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تعملون" صدق الله العظيم (المائدة.اية 105)
تفسير ابن كثير ... :"
يقول تعالى آمرا عباده المؤمنين أن يصلحوا أنفسهم ويفعلوا الخير بجهدهم وطاقتهم ومخبرا لهم أنه من أصلح أمره لا يضره فساد من فسد من الناس سواء كان قريبا منه أو بعيدا. قال العوفي عن ابن عباس في تفسير هذه الآية: يقول تعالى إذا ما العبد أطاعني فيما أمرته به من الحلال ونهيته عنه من الحرام فلا يضره من ضل بعده إذا عمل بما أمرته به وكذا روى الوالي عنه وهكذا قال مقاتل بن حيان فقوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم " نصب على الإغراء " لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون" أي فيجازي كل عامل بعمله إن خيرا فخير وإن شرا فشر وليس فيها دليل على ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا كان فعل ذلك ممكنا. وقد قال الإمام أحمد رحمه الله: حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا زهير يعني ابن معاوية حدثنا إسماعيل بن أبي خالد حدثنا قيس قال: قام أبو بكر الصديق رضي الله عنه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية " يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " وإنكم تضعونها على غير موضعها وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول" إن الناس إذا رأوا المنكر ولا يغيرونه يوشك الله عز وجل أن يعمهم بعقابه " قال وسمعت أبا بكر يقول: يا أيها الناس إياكم والكذب فإن الكذب مجانب للإيمان. وقد روى هذا الحديث أصحاب السنن الأربعة وابن حبان في صحيحه وغيرهم من طرق كثيرة عن جماعة كثيرة عن إسماعيل بن أبي خالد به متصلا مرفوعا ومنهم من رواه عنه به موقوفا على الصديق وقد رجح رفعه الدارقطني وغيره وذكرنا طرقه والكلام عليه مطولا في مسند الصديق رضي الله عنه وقال أبو عيسى الترمذي حدثنا سعيد بن يعقوب الطالقاني حدثنا عبد الله بن المبارك حدثنا عتبة بن أبي حكيم حدثنا عمرو بن حارثة اللخمي عن أبي أمية الشعباني قال: أتيت أبا ثعلبة الخشني فقلت له كيف تصنع في هذه الآية؟ قال أية آية؟ قلت قول الله تعالى " يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم" قال أما والله لقد سألت عنها خبيرا سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخاصة نفسك ودع العوام فإن من ورائكم أياما الصابر فيهن مثل القابض على الجمر للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون كعملكم " قال عبد الله بن المبارك: وزاد غير عتبة قيل يا رسول الله أجر خمسين رجلا منا أو منهم قال " بل أجر خمسين منكم " ثم قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح وكذا رواه أبو داود من طريق ابن المبارك ورواه ابن ماجه وابن جرير وابن أبي حاتم عن عتبة بن أبي حكيم. وقال عبد الرزاق: أنبأنا معمر عن الحسن أن ابن مسعود رضي الله عنه سأله رجل عن قول الله " عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " فقال إن هذا ليس بزمانها إنها اليوم مقبولة ولكنه قد يوشك أن يأتي زمانها تأمرون فيصنع بكم كذا وكذا أو قال: فلا يقبل منكم فحينئذ عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل ورواه أبو جعفر الرازي عن الربيع عن أبي العالية عن ابن مسعود في قوله " يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل " الآية قال: كانوا عند عبد الله بن مسعود جلوسا فكان بين رجلين بعض ما يكون بين الناس حتى قام كل واحد منهما إلى صاحبه فقال رجل من جلساء عبد الله ألا أقوم فآمرهما بالمعروف وأنهاهما عن المنكر فقال آخر إلى جنبه عليك بنفسك فإن الله يقول " عليكم أنفسكم " الآية قال فسمعها ابن مسعود فقال مه لم يجئ تأويل هذه بعد إن القرآن أنزل حيث أنزل ومنه آي قد مضى تأويلهن قبل أن
(يُتْبَعُ)
(/)
ينزلن ومنه آي قد وقع تأويلهن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنه آي قد وقع تأويلهن بعد النبي صلى الله عليه وسلم بيسير ومنه آي يقع تأويلهن بعد اليوم ومنه آي تأويلهن عند الساعة ما ذكر من الساعة ومنه آي يقع تأويلهن يوم الحساب ما ذكر من الحساب والجنة والنار فما دامت قلوبكم واحدة وأهواؤكم واحدة ولم تلبسوا شيعا ولم يذق بعضكم بأس بعض فأمروا وانهوا وإذا اختلفت القلوب والأهواء وألبستم شيعا وذاق بعضكم بأس بعض فامرؤ ونفسه وعند ذلك جاءنا تأويل هذه الآية رواه ابن جرير. وقال ابن جرير: حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا شبابة بن سوار حدثنا الربيع بن صبيح عن سفيان بن عقال قال: قيل لابن عمر لو جلست في هذه الأيام فلم تأمر ولم تنه فإن الله قال " عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " فقال ابن عمر: إنها ليست لي ولا لأصحابي لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " ألا فليبلغ الشاهد الغائب" فكنا نحن الشهود وأنتم الغيب ولكن هذه الآية لأقوام يجيئون من بعدنا إن قالوا لم يقبل منهم. وقال أيضا: حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر وأبو عاصم قالا: حدثنا عوف عن سوار بن شبيب قال: كنت عند ابن عمر إذ أتاه رجل جليد في العين شديد اللسان فقال يا أبا عبد الرحمن نفر ستة كلهم قد قرأ القرآن فأسرع فيه وكلهم مجتهد لا يألو وكلهم بغيض إليه أن يأتي دناءة إلا الخير وهم في ذلك يشهد بعضهم على بعض بالشرك فقال رجل من القوم وأي دناءة تريد أكثر من أن يشهد بعضهم على بعض بالشرك؟ فقال الرجل إني لست إياك أسأل إنما أسأل الشيخ فأعاد على عبد الله الحديث فقال عبد الله لعلك ترى لا أبا لك أني سآمرك أن تذهب فتقتلهم عظهم وانههم وإن عصوك فعليك بنفسك فإن الله عز وجل يقول " يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم " الآية. وقال أيضا: حدثني أحمد بن المقدام حدثنا المعتمر بن سليمان سمعت أبي حدثنا قتادة عن أبي مازن قال: انطلقت على عهد عثمان إلى المدينة فإذا قوم من المسلمين جلوس فقرأ أحدهم هذه الآية" عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل " فقال أكثرهم لم يجئ تأويل هذه الآية اليوم. وقال: حدثنا القاسم حدثنا الحسن حدثنا أبو فضالة عن معاوية بن صالح عن جبير بن نفير قال: كنت في حلقة فيها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإني لأصغر القوم فتذاكروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقلت أنا: أليس الله يقول في كتابه " يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم"؟ فأقبلوا علي بلسان واحد وقالوا: تنزع آية من القرآن لا تعرفها ولا تدري ما تأويلها فتمنيت أني لم أكن تكلمت وأقبلوا يتحدثون فلما حضر قيامهم قالوا إنك غلام حديث السن وإنك نزعت آية ولا تدري ما هي وعسى أن تدرك ذلك الزمان إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بنفسك لا يضرك من ضل إذا اهتديت. وقال ابن جرير: حدثنا علي بن سهل حدثنا ضمرة بن ربيعة قال: تلا الحسن هذه الآية " يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " فقال الحسن الحمد لله بها والحمد لله عليها ما كان مؤمن فيما مضى ولا مؤمن فيما بقي إلا وإلى جنبه منافق يكره عمله. وقال سعيد بن المسيب: إذا أمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر فلا يضرك من ضل إذا اهتديت. رواه ابن جرير. وكذا روي من طريق سفيان الثوري عن أبي العميس عن أبي البختري عن حذيفة مثله وكذا قال غير واحد من السلف. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي حدثنا هشام بن خالد الدمشقي حدثنا الوليد حدثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن كعب في قوله " عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " قال إذا هدمت كنيسة دمشق فجعلت مسجدا وظهر لبس العصب فحينئذ تأويل هذه الآية.
السؤال هو هل هذا هو زمان هذه الايه؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[17 Apr 2009, 02:12 م]ـ
هناك استفسار من أحد الأخوة عن أية من القرآن فأحببت أن أنقل سؤاله هنا لتعم الفائدة لسائل والمسؤول وهذا نص قوله:
السلام عليك ورحمة الله وبركاته ....
قال تعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تعملون" صدق الله العظيم (المائدة.اية 105)
السؤال هو هل هذا هو زمان هذه الايه؟
هذه الآية صالحة لكل زمان ومكان منذ نزولها حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[17 Apr 2009, 05:05 م]ـ
هذه الآية صالحة لكل زمان ومكان منذ نزولها حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
هذا مما لا يختلف فيه اثنان ولا 000 القرآن كله صالح لكل زمان ومكان , ولكن سؤاله هل هذا زمن تأويل هذه الأية على ما جاء عن السلف فيها وقولهم أنه لم يأت زمانها بعدُ 0
أخي محب القرآن لعلك لم تقرأ المشاركة كاملة000
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[17 Apr 2009, 07:28 م]ـ
هذا مما لا يختلف فيه اثنان ولا 000 القرآن كله صالح لكل زمان ومكان , ولكن سؤاله هل هذا زمن تأويل هذه الأية على ما جاء عن السلف فيها وقولهم أنه لم يأت زمانها بعدُ 0
أخي محب القرآن لعلك لم تقرأ المشاركة كاملة000
هل كانت لا تعني شيئاً لمن نزلت في زمنهم إلى يومنا هذا؟
ـ[أبو المهند]ــــــــ[17 Apr 2009, 08:23 م]ـ
بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخاصة نفسك ودع العوام
ولكنه قد يوشك أن يأتي زمانها تأمرون فيصنع بكم كذا وكذا أو قال: فلا يقبل منكم فحينئذ عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل
السؤال هو هل هذا هو زمان هذه الايه؟
بارك الله فيك يا أبا هاجر أنت ومحب القرآن الكريم.
وبعد السماح لي بالمشاركة أقول:
نعم هذا هو تحقق زمان هذه الآية بدليل وجود ما اقتبستُه من عين المذكور آنفا، فالشح حصل والهوي متمكن، وإعجاب كل ذي رأي برأيه متيقن، ولو أمرتَ بمعروف لصُنع بك كذا وكذا من المضرة صحيح .....
ولكن لي رجاء:
أن تكون المشاركة منتقاة قصيرة بدلا من الإرهاق الذهني للوصول لمجمل المطلوب.
ويكون الرد فيه ما فيه من الود لأنه كادت الأمور تتفاقم، ومن هنا كان تدخلي بالمشاركة وأرجو أن تسامحوني.
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[17 Apr 2009, 08:59 م]ـ
هل كانت لا تعني شيئاً لمن نزلت في زمنهم إلى يومنا هذا؟
بلى أخي محب القرآن كانت تعني شيئا000 ولا يمنع ذلك أن يكون لها معنى يكون في آخر الزمان كما قال ابن مسعود رضي الله عنه وغيره
انظر إلى قول الله تعالى ((يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه)) إنه لم يأت تأويلها بعد - أي ما تؤول إليه - ومع ذلك فالأية تعني شيئا قبل زمن تأويلها 0
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[17 Apr 2009, 09:02 م]ـ
بارك الله فيك يا أبا هاجر أنت ومحب القرآن الكريم.
وبعد السماح لي بالمشاركة أقول:
نعم هذا هو تحقق زمان هذه الآية بدليل وجود ما اقتبستُه من عين المذكور آنفا، فالشح حصل والهوي متمكن، وإعجاب كل ذي رأي برأيه متيقن، ولو أمرتَ بمعروف لصُنع بك كذا وكذا من المضرة صحيح .....
ولكن لي رجاء:
أن تكون المشاركة منتقاة قصيرة بدلا من الإرهاق الذهني للوصول لمجمل المطلوب.
ويكون الرد فيه ما فيه من الود لأنه كادت الأمور تتفاقم، ومن هنا كان تدخلي بالمشاركة وأرجو أن تسامحوني.
دكتورنا الحبيب خضر الأخوة الفضلاء
لعل مشاركتي لم تكن بالقدر الكافي من الوضوح، ولكن تعمدت أن تكون بهذا الشكل.
أما كان يكفينا تفسير حبر الأمة بن عباس رضي الله عنهما؟
أما كان يكفينا قول الصديق رضي الله عنه في الآية؟
لماذا نخصها بزمن معين؟
لماذا لا نوفق بين ما ورد في الآية من أقوال وبين ثوابت الشريعة؟
أما تفاقم الأمور فلن يحدث بفضل الباري وليس في قلبي إلا الود لكل مسلم، وإن كانت العبارة أحيانا قد تشعر بخلاف ذلك.
وسلامي للجميع.
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[17 Apr 2009, 09:10 م]ـ
بارك الله فيك يا أبا هاجر أنت ومحب القرآن الكريم.
وبعد السماح لي بالمشاركة أقول:
نعم هذا هو تحقق زمان هذه الآية بدليل وجود ما اقتبستُه من عين المذكور آنفا، فالشح حصل والهوي متمكن، وإعجاب كل ذي رأي برأيه متيقن، ولو أمرتَ بمعروف لصُنع بك كذا وكذا من المضرة صحيح .....
ولكن لي رجاء:
أن تكون المشاركة منتقاة قصيرة بدلا من الإرهاق الذهني للوصول لمجمل المطلوب.
ويكون الرد فيه ما فيه من الود لأنه كادت الأمور تتفاقم، ومن هنا كان تدخلي بالمشاركة وأرجو أن تسامحوني.
أحسن الله إليك000
أنت (د0خضر) والدنا وشيخنا فمتى كان الولد يسامح والده؟؟!!
ـ[شاكر]ــــــــ[18 Apr 2009, 10:27 م]ـ
وليس الغرض من بيان حدود التبعة في الآية كما فهم بعضهم قديما - وكما يمكن أن يفهم بعضهم حديثا - أن المؤمن الفرد غير مكلف بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - إذا اهتدى هو بذاته - ولا أن الأمة المسلمة غير مكلفة إقامة شريعة الله في الأرض - إذا هي اهتدت بذاتها - وضل الناس من حولها.
إن هذه الآية لا تسقط عن الفرد ولا عن الأمة التبعة في كفاح الشر , ومقاومة الضلال ومحاربة الطغيان - وأطغى الطغيان الاعتداء على ألوهية الله واغتصاب سلطانه وتعبيد الناس لشريعة غير شريعته , وهو المنكر الذي لا ينفع الفرد ولا ينفع الأمة أن تهتدي وهذا المنكر قائم.
ولقد روى أصحاب السنن أن أبا بكر - رضي الله عنه - قام فحمد الله وأثنى عليه , ثم قال: أيها الناس إنكم تقرأون هذه الآية: يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم. . وإنكم تضعونها على غير موضعها وإني سمعت رسول الله [صلى الله عليه وسلم] يقول:" إن الناس إذا رأوا المنكر , ولا يغيرونه , يوشك الله عز وجل أن يعمهم بعقابه ".
وهكذا صحح الخليفة الأول - رضوان الله عليه - ما ترامى إلى وهم بعض الناس في زمانه من هذه الآية الكريمة. ونحن اليوم أحوج إلى هذا التصحيح , لأن القيام بتكاليف التغيير للمنكر قد صارت أشق. فما أيسر ما يلجأ الضعاف إلى تأويل هذه الآية على النحو الذي يعفيهم من تعب الجهاد ومشاقه , ويريحهم من عنت الجهاد وبلائه!
وكلا والله!
إن هذا الدين لا يقوم إلا بجهد وجهاد. ولا يصلح إلا بعمل وكفاح.
ولا بد لهذا الدين من أهل يبذلون جهدهم لرد الناس إليه , ولإخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده , ولتقرير ألوهيةالله في الأرض , ولرد المغتصبين لسلطان الله عما اغتصبوه من هذا السلطان , ولإقامة شريعة الله في حياة الناس , وإقامة الناس عليها. . لا بد من جهد. بالحسنى حين يكون الضالون أفرادا ضالين , يحتاجون إلى الإرشاد والإنارة. وبالقوة حين تكون القوة الباغية في طريق الناس هي التي تصدهم عن الهدى ; وتعطل دين الله أن يوجد , وتعوق شريعة الله أن تقوم.
وبعد ذلك - لا قبله - تسقط التبعة عن الذين آمنوا , وينال الضالون جزاءهم من الله حين يرجع هؤلاء وهؤلاء إليه:
(إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون).
(في ظلال القرآن)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[19 Apr 2009, 12:41 ص]ـ
[ size=4]
( في ظلال القرآن)
دائما يضع النقاط على الحروف.
تقبل الله كاتبه في الصالحين وجعله في سجل الخالدين ورفع درجته في المهديين:
"مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ "(/)
حكم تخطئة المخالف ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 Apr 2009, 05:04 م]ـ
الحمد لله وحده ...
المسائل بالنسبة لنظر المجتهد قسمان:
قطعية وظنية ...
أما المسائل القطعية فالجزم بتخطئة المخالف فيها لازم لا يجوز التخلف عنه ..
وأما المسائل الظنية فلازم القول بأن المصيب واحد -وهو قول أهل الحديث- الحكم بخطأ المخالف وإن لم يكن المخالف مخطئاً في نفس الأمر؛فإن العبرة بظاهر ما يبدو للمجتهد ..
وإنما العيب هو الجزم بالتخطئة في غير القطعيات .. أو ترتيب أحكام المخطيء غير المجتهد على المجتهد المأجور ..
الخلاصة: تخطئة المخالف جائزة في كل الأحوال ...
وتلزم في القطعيات ...
وفي الظنيات تجوز ويُمنع الجزم بها جزماً قطعياً .. وهذا معنى كونها ظنية ..
ومنه وفيها قولهم: ((مذهبنا صواب يحتمل الخطأ ومذهب مخالفنا خطأ يحتمل الصواب)).
ويحرم معاملة المجتهد المخطيء المعذور في القطعيات أو الظنيات = نفس معاملة من فاته الحق من غير اجتهاد بل بجنس من أجناس المعصية ...
والحمد لله وحده
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 Jul 2010, 03:19 ص]ـ
.....
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Jul 2010, 04:57 ص]ـ
وبعدين يا أبا فهر؟
ليتك تربط هذا بالتفسير حتى يشعر القارئ بارتباط مثل هذا الموضوع بتفسير القرآن، وإلا فظاهرها لا شأن له بالتفسير مباشراً.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 Jul 2010, 05:20 ص]ـ
سيدنا الشيخ، أنت تعلم أن أكثر مواضيعي هو مما يتعلق بالمنهجية العامة للعلم، والتي تُستعمل في العلوم جميعاً، وأنا أحترم تخصص الملتقى فلا أضع فيه ما لا يتعلق به ..
وأنا أثق بفقه قراء الملتقى وأنهم سيضعون الباب الذي أطرحه في موضعه من علمهم ..
فتعلق ذلك الباب الذي طرحته بالتفسير هو في بيان نهج تخطئة الأقوال العلمية في معاني الآي أو في مسائل علوم القرآن وأصول التفسير ونحوها فيما كان من بابة خلاف التضاد، وأن هذه التخطئة لا حرج فيها ولا يلزم منها القطع بالتخطئة، ولا تُمنع لمجرد أن ما مع الحاكم بالخطأ هو ظن ..
وهذا القدر أظنه قريب المأخذ لا يحوج إلى بيان ..
فهل ترى أن هناك فضل بيان لا يبين تعلق الباب بالتفسير إلا به؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Jul 2010, 08:00 ص]ـ
الآن نعم وفقك الله.
وينبغي عليك - وأنت المتصدي للكتابة - أن تراعي أفهام المبتدئين من أمثالي، فتأخذ بأيدينا لفكرتك، ولا تحوجنا إلى التخمين فقد نَقَعُ بَعيداً مِن مرادك، وكان الأولى بك أن تدلنا لا أن تضيعنا، وهذا شأن الكاتب مع قارئه، لا بد أن يفكر بعقل القارئ، ويفترض الأسئلة قبل طرحها فيجيب عنها ابتداءً ما دام يرمي إلى نفعه، ودلالته على الخير، ولم يكن الغموض مقصوداً لذاته.
نفع الله بك.
ـ[السراج]ــــــــ[11 Jul 2010, 08:05 ص]ـ
أقول إنَّ تخطئة المخالف - سواء فيما خالف به في الأمور القطعية أو الظنية وبالأخص فيما خالف الإجماع - لهو من نهج أهل السنة والجماعة ..
وفي ذلك يشير الإمام ابن أبي العز رحمه الله فيقول:
" فمن عيوب أهل البدع تكفير بعضهم بعضاً، ومن ممادح أهل العلم أنهم يخطئون ولا يكفرون ".
ـ[السراج]ــــــــ[11 Jul 2010, 08:16 ص]ـ
أفضل رسالة في هذا الباب، في التماس الأعذار لأهل العلم الكبار -رحمهم الله تعالى- رسالة: رفع الملام عن الأئمة الأعلام، لشيخ الإسلام علم الأعلام الإمام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى، حيث ألفها لالتماس الأعذار لأهل العلم الكبار من السلف الذين خالفوا الأدلة الصريحة أو الاجماع، وهي رسالة فريدة في بابها، ويقول في مقدمتها:
" وجميع الأعذار ثلاثة أصناف:
أحدها: عدم اعتقاده أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله.
والثاني: عدم اعتقاده إرادة تلك المسألة بذلك القول.
والثالث: اعتقاده أن ذلك الحكم منسوخ. وهذه الأصناف الثلاثة تتفرع إلى أسباب متعددة ".
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[11 Jul 2010, 09:20 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا أخي على فتحك لهذا الموضوع , وحسب فهمي لكلامك فأنت ترى أن مخالف القطعي يجزم في تخطئته ومخالف الظني لا يجوز الجزم بتخطئته , وهذا كلام مرسل أخي يجب تقيده , ويجب توضيح مقدار الخطأ في كل حكم مما ذكرت.
فالقطعي لا يحتمل الخلاف أصلا , ومن يخالف فيه يكون له أحد الحكمين التاليين:
(يُتْبَعُ)
(/)
:الأول:ان لا يكون يعلم القطعية: وبهذا يعذر لذلك فإن ثبتت القطعية وأصر على قوله كان كالصنف الثاني.
الثاني: أن يعلم قطعية النص ويخالفه , وبذلك يحكم على كفر من خالفه , وحاد حكم الشرع , لأنه بذلك كذب الله ورسوله.
ومن الصنف الأول من لم يعلم حرمة لحم الخنزير وهو حديث عهدا بالإسلام والله عز وجل قال:"حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ" [المائدة/3]
ومن الصنف الثاني كل من كذب نصا قطعيا (قطعي الثبوت قطعي الدلالة) لا ينازع في ذلك أحد من المسلمين."قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) "فيكفر من يجعل لله ندا أو ولدا أو والدا أو شريكا.وكذا من جحد وجود قوم قد ذكرهم الله تعالى كقوله عز وجل"كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ" [الشعراء/141] فمن كذب وجود قوم هم "ثمود" أو جحد أنهم كذبوا المرسلين وقع في التكذيب للقران.
فمن هنا يكون مخالفة هذا الأمر كفرا بواحا , لأنه لا يستساغ فيه خلاف , ومرد تكفير من يخالف القطعي هو تكذيبه لله ورسوله , فهو علم ثبوت القول وثبوت دلالة القول ثم أعرض عنه وزعم خطأ وكذب قائله.
أما عند كون المخالف قد خالف في ظني فلا يخلو المخالف من حالين:
الأول: مكذب خبر الآحاد الصحيح: ويحكم بفسق كل من خالف خبرا صحيحا لا ينازع في صحته , وليس الأمر كذلك لمن ضعف الحديث بعلم. وإنما يفسق كل من جعل هواه حاكما على الضعف.وهذا الأمر متعلق بالسنة دون القران ,لأن القران كله قطعي الثبوت.
الثاني:المخالف في ظنية الدلالة: ويكون المخالف هنا محكوما بخطئه إن دلت القرائن على ذلك ويجزم بذلك.
أما إذا كان الخلاف بسبب الإجتهاد فيما لم يذكر سابقا فلا سبيل على الجزم بتخطئته, مثال ذلك:وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [البقرة/228] فهل القرء حيضة أم طهر؟
ملاحظة: يستخدم الكثير ممن تعصب لقوله قطعي وهو لا يدرك معنى القطعي , ولذلك أحب أن أضع شرطي القطعية التي إتفق عليها الاصوليون:
قطعية الثبوت: وسبيل ذلك في أن يصل اليقين في نسبة القول وسبيل ذلك التواتر , وحف خبر الآحاد بالقرائن.
قطعية الدلالة:وهو عدم صرف المعنى إلا لوجه واحد , إما مباشرة كقوله تعالى "لم يلد ولم يولد" بأن الله ليس له ولد ولا والد , أو أن يكون الشرع قد صرف معنا من المعاني وأوجب غيره.ومثال ذلك "قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى" [طه/52] فالنسيان بمعنى فقد العلم لا يجوز نسبته للخالق عز وجل. فالله عز وجل يعلم كل شيء ولا يغيب عنه ولا يضيع من علمه شيء, النسيان بمعنى الترك مثل قوله تعالى:"قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى" [طه/126] فهو ترك العمل فترك في النار والنسيان بمعنى الترك وجه من وجوه لغة العرب, مع أن أصل الكلمة ظنية الدلالة إلا أن النص صرف باقي المعان.
ولذلك يا أخي ابا فهر:فقول الشافعي تتعلق بظني الدلالة أو ما لم يرد فيه نص صحيح فيستساغ عند العمل بباقي طرق الفقه من استحسان أو مصلحة مرسلة أو قياس ولا تعلق بوجود خبر آحاد صحيح ,فهو لا يقول بالإستحسان ولا المصلحة المرسلة والظاهرية لا يقولون بالقياس أصلا , ولكن مرد ذلك كله للإجتهاد.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 Jul 2010, 09:44 ص]ـ
بارك الله فيك ..
فيما تفضلتَ بتقريره خطأ وحيدة عن محل البحث ..
وسأنجم لك نقده لأني ربما لا أفرغ لنقده دفعة واحدة ..
(1)
(يُتْبَعُ)
(/)
أول أخطاء كلامك هو أن نصف ما تفضلتَ به لا علاقة له بموضوعنا، فموضوعنا عن الحكم بالتخطئة لا عن آثار التخطئة والأحكام المترتبة عليها؛ فأنت لم تنته مثلاً لأن مخالف القطعي لا نحكم بتخطئته،فالقدر الذي هو غرض الموضوع والذي هو الحكم بالتخطئة لمخالف القطعي=لم تتعرض لنفيه أصلاً، وإنما كلامك عن تكفير مخالف القطعي، وهذا ليس محل البحث أصلاً ..
يبقى قولك بالجزم بالتخطئة في الظنيات وهي نقطة الخلاف الوحيدة لكلامي وسيأتي نقضها ..
(2)
فالقطعي لا يحتمل الخلاف أصلا , ومن يخالف فيه يكون له أحد الحكمين التاليين:
:الأول:ان لا يكون يعلم القطعية: وبهذا يعذر لذلك فإن ثبتت القطعية وأصر على قوله كان كالصنف الثاني.
الثاني: أن يعلم قطعية النص ويخالفه , وبذلك يحكم على كفر من خالفه , وحاد حكم الشرع , لأنه بذلك كذب الله ورسوله ... فمن هنا يكون مخالفة هذا الأمر كفرا بواحا , لأنه لا يستساغ فيه خلاف , ومرد تكفير من يخالف القطعي هو تكذيبه لله ورسوله , فهو علم ثبوت القول وثبوت دلالة القول ثم أعرض عنه وزعم خطأ وكذب قائله.
كلامنا عن الذي لا يعلمها ولم تتبين له لشبهة سائغة، وإمكان عدم تبين بعض القطعيات وارد ..
إذ القطعيات تتفاوت
فموقفنا منه هو الجزم بخطئه والرد عليه بالرد العلمي المناسب ..
اما القطعيات= فمنها ما يبلغ أن يكون ظاهراً يعلم بالضرورة فهذا هو الذي ترتب عليه أحكام التكفير، ومنها ما دون ذلك مما يكون قطعياً لكن تحتوشه شبهة تمنع التكفير بمخالفته ولو أصر على عدم القطعية لقيام التأويل السائغ، وغاية آثاره أن يكون خلاف من خالفه هو من جنس الخلاف غير السائغ ..
قال شيخ الإسلام رداً على من نفى الوصول للقطعية بالاجتهاد: ((تضمن هذا الكلام أن ما علم بالاجتهاد لا يكون قطعياً قط، وليس الأمر كذلك، فرب دليل خفي قطعي)).
قال الجويني: ((ثم القواطع: منها الجلي ومنها خفي ... )).
ولذا لا يأثم مخالف القطعي لمجرد مخالفته له ..
قال شيخ الإسلام: ((وَالصَّوَابُ الَّذِي عَلَيْهِ الْأَئِمَّةُ أَنَّ مَسَائِلَ الِاجْتِهَادِ لَمْ يَكُنْ فِيهَا دَلِيلٌ يَجِبُ الْعَمَلُ بِهِ وُجُوبًا ظَاهِرًا، مِثْلُ حَدِيثٍ صَحِيحٍ لَا مُعَارِضَ مِنْ جِنْسِهِ فَيَسُوغُ لَهُ - إذَا عَدِمَ ذَلِكَ فِيهَا - الِاجْتِهَادُ لِتَعَارُضِ الْأَدِلَّةِ الْمُتَقَارِبَةِ.أَوْ لِخَفَاءِ الْأَدِلَّةِ فِيهَا.وَلَيْسَ فِي ذِكْرِ كَوْنِ الْمَسْأَلَةِ قَطْعِيَّةً طَعْنٌ عَلَى مَنْ خَالَفَهَا مِنْ الْمُجْتَهِدِينَ كَسَائِرِ الْمَسَائِلِ الَّتِي اخْتَلَفَ فِيهَا السَّلَفُ))
فتأمل كيف جعلها قطعية ثم جعل مخالفها من المجتهدين الذين لا يُطعن فيهم؟؟
قال شيخ الإسلام: ((فمن قال إن المخطىء في مسألة قطعية أو ظنية يأثم فقد خالف الكتاب والسنة والإجماع القديم))
يُتبع بعدُ
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 Jul 2010, 09:54 ص]ـ
(3)
أما عند كون المخالف قد خالف في ظني فلا يخلو المخالف من حالين:
الأول: مكذب خبر الآحاد الصحيح: ويحكم بفسق كل من خالف خبرا صحيحا لا ينازع في صحته , وليس الأمر كذلك لمن ضعف الحديث بعلم. وإنما يفسق كل من جعل هواه حاكما على الضعف.وهذا الأمر متعلق بالسنة دون القران ,لأن القران كله قطعي الثبوت.
لا مجال لهذا وهو خروج عن محل البحث فكلامنا في تخطئة الأقوال العلمية وأقوال المجتهدين والتي تبنى على الاجتهاد والنظر ..
وحتى الحكم بالقطعية والظنية في الثبوت يكون محل اجتهاد:
يقول شيخ الإسلام: ((ثُمَّ هِيَ-أي الأحاديث- مُنْقَسِمَةٌ إلَى: مَا دَلَالَتُهُ قَطْعِيَّةٌ؛ بِأَنْ يَكُونَ قَطْعِيَّ السَّنَدِ وَالْمَتْنِ وَهُوَ مَا تَيَقَّنَّا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَهُ وَتَيَقَّنَّا أَنَّهُ أَرَادَ بِهِ تِلْكَ الصُّورَةَ. وَإِلَى مَا دَلَالَتُهُ ظَاهِرَةٌ غَيْرُ قَطْعِيَّةٍ. فَأَمَّا الْأَوَّلُ فَيَجِبُ اعْتِقَادُ مُوجَبِهِ عِلْمًا وَعَمَلًا؛ وَهَذَا مِمَّا لَا خِلَافَ فِيهِ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ فِي الْجُمْلَةِ وَإِنَّمَا قَدْ يَخْتَلِفُونَ فِي بَعْضِ الْأَخْبَارِ هَلْ هُوَ قَطْعِيُّ السَّنَدِ أَوْ لَيْسَ بِقَطْعِيٍّ؟ وَهَلْ هُوَ قَطْعِيُّ الدَّلَالَةِ أَوْ لَيْسَ بِقَطْعِيٍّ ... وَتَارَةً
(يُتْبَعُ)
(/)
يَخْتَلِفُونَ فِي كَوْنِ الدَّلَالَةِ قَطْعِيَّةً لِاخْتِلَافِهِمْ فِي أَنَّ ذَلِكَ الْحَدِيثَ: هَلْ هُوَ نَصٌّ أَوْ ظَاهِرٌ؟ وَإِذَا كَانَ ظَاهِرًا فَهَلْ فِيهِ مَا يَنْفِي الِاحْتِمَالَ الْمَرْجُوحَ أَوْ لَا؟ وَهَذَا أَيْضًا بَابٌ وَاسِعٌ فَقَدْ يَقْطَعُ قَوْمٌ مِنْ الْعُلَمَاءِ بِدَلَالَةِ أَحَادِيثَ لَا يَقْطَعُ بِهَا غَيْرُهُمْ إمَّا لِعِلْمِهِمْ بِأَنَّ الْحَدِيثَ لَا يَحْتَمِلُ إلَّا ذَلِكَ الْمَعْنَى أَوْ لِعِلْمِهِمْ بِأَنَّ الْمَعْنَى الْآخَرَ يَمْنَعُ حَمْلَ الْحَدِيثِ عَلَيْهِ أَوْ لِغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْأَدِلَّةِ الْمُوجِبَةِ لِلْقَطْعِ.))
الثاني:المخالف في ظنية الدلالة: ويكون المخالف هنا محكوما بخطئه إن دلت القرائن على ذلك ويجزم بذلك.
كيف تجزم بخطأ قول أنت أصلاً لا تقطع بصواب القول المخالف له؟؟
بل هذا تناقض ظاهر ..
فأنت أصلاً لا تقطع بصحة الدلالة التي ذهبتَ إليها، فكيف تقطع بخطأ الدلالة الأخرى؟؟
أما إن بلغت الدلالة منك أنتَ مبلغ القطع، فهذه القطعية الخاصة لا ينى عليه أحكام الوفاق والخلاف، وإنما تبنى أخكام الوفاق والخلاف على القطعية الظاهرة والظنية الظاهرة ..
قال شيخ الإسلام: ((وَأَمَّا الْأَقْوَالُ وَالْأَفْعَالُ الَّتِي لَمْ يُعْلَمْ قَطْعًا مُخَالَفَتُهَا لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ بَلْ هِيَ مِنْ مَوَارِدِ الِاجْتِهَادِ الَّتِي تَنَازَعَ فِيهَا أَهْلُ الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ؛ فَهَذِهِ الْأُمُورُ قَدْ تَكُونُ قَطْعِيَّةً عِنْدَ بَعْضِ مَنْ بَيَّنَ اللَّهُ لَهُ الْحَقَّ فِيهَا؛ لَكِنَّهُ لَا يُمْكِنُهُ أَنْ يُلْزِمَ النَّاسَ بِمَا بَانَ لَهُ وَلَمْ يَبِنْ لَهُمْ فَيَلْتَحِقُ مِنْ وَجْهٍ بِالْقِسْمِ الْأَوَّلِ (الذي علمت مخالفته للشريعة). وَمِنْ وَجْهٍ بِالْقِسْمِ الثَّانِي (الذي لم تعلم مخالفته للشريعة))).
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 Jul 2010, 10:12 ص]ـ
تطبيق
الأصل أننا نبحث عن جهة النزاع ..
لو كنا في مسألة حديثية نختلف في ثبوت حديث ما ...
فإنه إذا كان الحديث قطعي الثبوت فإن قول المخالف بضعفه يكون خلافاً غير سائغ يُنكر عليه، وكلامنا عمن قال بضعفه ليس عمن رده بهواه من غير حجة يبديها على التضعيف ..
وهل يمكن أن يكون قطعي الثبوت ويكون معه حجة على التضعيف؟
نعم يمكن. إذ لم تكن قطعيته ضرورية بأن وقع فيها النزاع.
يقول شيخ الإسلام: ((ثُمَّ هِيَ-أي الأحاديث- مُنْقَسِمَةٌ إلَى: مَا دَلَالَتُهُ قَطْعِيَّةٌ؛ بِأَنْ يَكُونَ قَطْعِيَّ السَّنَدِ وَالْمَتْنِ وَهُوَ مَا تَيَقَّنَّا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَهُ وَتَيَقَّنَّا أَنَّهُ أَرَادَ بِهِ تِلْكَ الصُّورَةَ. وَإِلَى مَا دَلَالَتُهُ ظَاهِرَةٌ غَيْرُ قَطْعِيَّةٍ. فَأَمَّا الْأَوَّلُ فَيَجِبُ اعْتِقَادُ مُوجَبِهِ عِلْمًا وَعَمَلًا؛ وَهَذَا مِمَّا لَا خِلَافَ فِيهِ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ فِي الْجُمْلَةِ وَإِنَّمَا قَدْ يَخْتَلِفُونَ فِي بَعْضِ الْأَخْبَارِ هَلْ هُوَ قَطْعِيُّ السَّنَدِ أَوْ لَيْسَ بِقَطْعِيٍّ؟ وَهَلْ هُوَ قَطْعِيُّ الدَّلَالَةِ أَوْ لَيْسَ بِقَطْعِيٍّ ... وَتَارَةً يَخْتَلِفُونَ فِي كَوْنِ الدَّلَالَةِ قَطْعِيَّةً لِاخْتِلَافِهِمْ فِي أَنَّ ذَلِكَ الْحَدِيثَ: هَلْ هُوَ نَصٌّ أَوْ ظَاهِرٌ؟ وَإِذَا كَانَ ظَاهِرًا فَهَلْ فِيهِ مَا يَنْفِي الِاحْتِمَالَ الْمَرْجُوحَ أَوْ لَا؟ وَهَذَا أَيْضًا بَابٌ وَاسِعٌ فَقَدْ يَقْطَعُ قَوْمٌ مِنْ الْعُلَمَاءِ بِدَلَالَةِ أَحَادِيثَ لَا يَقْطَعُ بِهَا غَيْرُهُمْ إمَّا لِعِلْمِهِمْ بِأَنَّ الْحَدِيثَ لَا يَحْتَمِلُ إلَّا ذَلِكَ الْمَعْنَى أَوْ لِعِلْمِهِمْ بِأَنَّ الْمَعْنَى الْآخَرَ يَمْنَعُ حَمْلَ الْحَدِيثِ عَلَيْهِ أَوْ لِغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْأَدِلَّةِ الْمُوجِبَةِ لِلْقَطْعِ.))
ولو كنا في مسألة فقهية (بالمعنى العام للفقه) فإنه يكفي اتفاق المختلفين على صحة الحديث في الجملة يبقى النظر في دلالته ...
توضيح:
لو كنتُ ممن يقول بحرمة صيام يوم السبت وخالفني رجل وقال بعدم الحرمة فسألته عن مستنده فقال: إن الحديث ضعيف ..
فجهة نزاعه معي هي في ثبوت الخبر .. الآن ننظر هل هو قطعي الثبوت؟؟
الجواب: لا.إذاً فخلافه سائغ، ولا أجزم بتخطئته لعدم قطعي بصحة الخبر ..
طيب ..
لو سلم لي رجل آخر بصحته لزمته الحجة إلا أن يُظهر لي من جهات النظر والمعارضة ما يمنعه من قبولها بعد التسليم بصحتها .. فحينها خلافه سائغ لأن الخبر غير قطعي الدلالة ...
خلاصة:
إذا كانت جهة مخالفة من خالف النص هي جهة الثبوت فإن خلافه يكون غير سائغ مادام الخبر قطعي الثبوت. ويُجزم بتخطئته ..
أما هل يكفر؟
فهذا ينبني على حجته في الرد وعلى ضرورية القطكعية من عدمها ..
وإذا كانت جهة مخالفته هي جهة الدلالة فإن خلافه يكون غير سائغ إذا كان الخبر قطعي الدلالة.
أما هل يكفر؟
فهذا ينبني على حجته في الرد وعلى ضرورية القطعية من عدمها ..
وتعليق الأحكام بالنسبيات لا بأس به وما شهد المجتهد إلا بما علم ... والمجتهد يستطيع التفريق بين ما كان القطعُ فيه مختصاً به هو وبين ما كان القطع فيه ظاهراً ظهوراً بيناً عند فئام من المجتهدين بحيث يستحق المخالف فيه اسم الشذوذ واسم الخلاف غير السائغ ..
والزعم بأن الأحكام لا تتفاوت بتفاوت الأشخاص وما حصل لهم من الأوصاف .. زعم باطل لا أساس له ...
بل البينة هي ما كان بيناً قطعياً .. وتفاوت القطعيات لا يمنع من وجود طرفين ووسط في الحكم على الشيء بالقطعية ... وعند التطبيق يؤثر تعامل العلماء مع الخلاف وحكمهم عليه تأثيراً بيناً في هذا ..
ويقول شيخ الإسلام: ((نعم من خالف الكتاب المستبين والسنة المستفيضة أو ما أجمع عليه سلف الأمة خلافاً لا يُعذر فيه فهذا يعامل بما يعامل به أهل البدع)).
فأثبت أنه حتى خلاف القطعيات قد يعذر مرتكبه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 Jul 2010, 10:17 ص]ـ
خلاصة
كلامنا هنا عن حكم تخطئة المخالف في المسائل العلمية ..
1 - من كان مخالفاً للدليل القطعي يجزم بتخطئته، أما أحكامه وأحكام خلافه ومخالفته؟،فهذا قدر زائد على ما نحن فيه.
2 - من كان مخالفاً للدليل الظني، يحكم بخطئه من غير جزن؛ إذا كيف أجزم بخطئه وأنا لا أجزم بصوابي وإن قُدر أني أجزم بصوابي=فهذا جزم خاص لا يلزم به المخالف ولا تجري عليه قوانين الخلاف.
أما أحكام الخلاف السائغ وغير السائغ وأحكام مخالفة القطعيات وأحكام مخالفة الظنيات فلم نتعرض لها في التقرير الأصلي،وإن كنا قد ذكر فيما تقدم عدة فوائد تتعلق بها.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[11 Jul 2010, 03:12 م]ـ
أخي ابو فهر الحديث الصحيح حتى لو اتفق على صحته فهو عند الأصولين ظني الثبوت, فهو ظني., ولو دققت في كلام شيخ الاسلام لرأيته يوافق ما قلته لك.
أما بالنسبة للقطعي فإنما أوردته كي لا يقال عن المخالف أنه أخطأ مجرد الخطأ الناتج عن إجتهاد, فليس للإجتهاد محل في ذلك.أي لا يستساغ الخلاف فيه إلا فيما تعلق بغياب الدليل.
إن شاء الله أكمل لاحقا
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 Jul 2010, 08:25 م]ـ
بارك الله فيك يا شيخ مجدي ..
ليس مبحثنا الآن في صفة الظني وإن كان شيخ الإسلام وغيره يذهبون لأن الحديث يكون قطعياً بالقرائن وأي قرينة أعظم من الاتفاق على الصحة، وعلى كل حال فليس هذا بحثنا ..
أما بالنسبة للقطعي فإنما أوردته كي لا يقال عن المخالف أنه أخطأ مجرد الخطأ الناتج عن إجتهاد, فليس للإجتهاد محل في ذلك.أي لا يستساغ الخلاف فيه إلا فيما تعلق بغياب الدليل.
وهذه أصبتَ فيها فربما فهم من إدارتي للحديث عن التخطئة أن التخطئة هي الحكم الوحيد في الباب وأن مخالف القطعي أخطأ وله أجر وخلاص ..
فجزاك الله خيراً ..
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[11 Jul 2010, 10:18 م]ـ
أخي أبو فهر أعذرني لتأخري في الرد , وكي لا ندخل في دوامة لا يستفيد منها أحد أرغب أن أستفيد معك بترتيب الموضوع.
أتفق معك أن من يخالف القطعي يجزم بخطئه , وأن الحكم عليه تابع لحاله.
واختلافي معك في مخالف الظني هل يجزم بخطئه أم لا فأنت تجزم بعدم الجزم بتخطئته بقولك:
وفي الظنيات تجوز ويُمنع الجزم بها جزماً قطعياً .. وهذا معنى كونها ظنية ..
ومنه وفيها قولهم: ((مذهبنا صواب يحتمل الخطأ ومذهب مخالفنا خطأ يحتمل الصواب)).
ويحرم معاملة المجتهد المخطيء المعذور في القطعيات أو الظنيات = نفس معاملة من فاته الحق من غير اجتهاد بل بجنس من أجناس المعصية ...
أختلفت معك فيها بأمرين: الأول هل يجزم بذلك؟
الثاني:حكم المخالف؟ فأنت أعطيته العذر وكل من أعطاه العذر يرفع عنه الحرج ,ولكن هنا لا يعطى كل مخالف العذر.
أما الأول:فإنه يجزم بخطأ من ترك خبر الآحاد الصحيح لهوى أو رأي , والجزم هنا متعلق بأن خبر الآحاد أصله تساوي القول بصدقه وكذبه فلا يغلب شيء من ذلك على الآخر , فإن علم وضع الحديث أو علم كذبه أصبح القطع بخلافه مثل أي حديث موضوع مخالف لآية أو حديث صحيح ,وإن علم صدق ناقليه وخلوه مما يرده من علل ,كان العقل يقول بصحته ويقبله. ففي ذلك يرد خلاف الحديث من أقوال للرجال.
ولذلك قال الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى:"باب ذكر ما يقبل فيه خبر الواحد وما لا يقبل فيه خبر الواحد لا يقبل في شيء من أبواب الدين المأخوذ على المكلفين العلم بها، والقطع عليها، والعلة في ذلك أنه إذا لم يعلم أن الخبر قول للرسول صلى الله عليه وسلم، كان أبعد من العلم بمضمونه، فأما ما عدا ذلك من الأحكام التي لم يوجب علينا العلم بأن النبي صلى الله عليه وسلم قررها، وأخبر عن الله تعالى بها، فإن خبر الواحد فيها مقبول، والعمل به واجب، ويكون ما ورد فيه شرعا لسائر المكلفين أن يعمل به، وذلك نحو ما ورد في الحدود والكفارات وهلال رمضان وشوال وأحكام الطلاق والعتاق والحج والزكوات والمواريث والبياعات والطهارة والصلوات وتحريم المحظورات، ولا يقبل خبر الواحد في منافاة حكم العقل وحكم القرآن الثابت المحكم، والسنة المعلومة، والفعل الجاري مجرى السنة، وكل دليل مقطوع به، وإنما يقبل به فيما لا يقطع به، مما يجوز ورود التعبد به كالأحكام التي تقدم ذكرنا لها، وما أشبهها مما لم نذكره"
(يُتْبَعُ)
(/)
الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي - (ج 3 / ص 479)
ولذلك كان قول أهل العلم بإتباع الخبر الصحيح*
قال ابو حنيفة: (إذا قلت قولا يخالف كتاب الله تعالى وخبر الرسول صلى الله عليه وسلم فاتركوا قولي). (الفلاني في الإيقاظ ص 50)
وقال مالك: إنما أنا بشر أخطئ وأصيب فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه). (ابن عبد البر في الجامع 2/ 32)
الشافعي رحمه الله:
(أجمع المسلمون على أن من استبان له سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحل له أن يدعها لقول أحد). (الفلاني ص 68)
(كل مسألة صح فيها الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أهل النقل بخلاف ما قلت فأنا راجع عنها في حياتي وبعد موتي). (أبو نعيم في الحلية 9/ 107)
أحمد بن حنبل (رأي الأوزاعي ورأي مالك ورأي أبي حنيفة كله رأي وهو عندي سواء وإنما الحجة في الآثار). (ابن عبد البر في الجامع 2/ 149)
(من رد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو على شفا هلكة). (ابن الجوزي في المناقب (ص 182)
*ملحوظة جميعها مع عزوها منقولة من كتاب صفة الصلاة للألباني - (ج 1 / ص 47 - 53)
وقال الخطيب في الكفاية عن ذلك:"فمتى تواتر الخبر عن قوم هذه سبيلهم قطع على صدقه، وأوجب وقوع العلم ضرورة. وأما خبر الآحاد فهو ما قصر عن صفة التواتر، ولم يقع به العلم وإن روته الجماعة. والأخبار كلها على ثلاثة أضرب؛ فضرب منها يعلم صحته، وضرب منها يعلم فساده، وضرب منها لا سبيل إلى العلم بكونه على واحد من الأمرين دون الآخر. أما الضرب الأول، وهو ما يعلم صحته، فالطريق إلى معرفته إن لم يتواتر حتى يقع العلم الضروري به أن يكون مما تدل العقول على موجبه، كالإخبار عن حدوث الأجسام، وإثبات الصانع، وصحة الأعلام التي أظهرها الله عز وجل على أيدي الرسل، ونظائر ذلك، مما أدلة العقول تقتضي صحته، وقد يستدل أيضا على صحته بأن يكون خبرا عن أمر اقتضاه نص القرآن أو السنة المتواترة، أو اجتمعت الأمة على تصديقه، أو تلقته الكافة بالقبول، وعملت بموجبه لأجله. وأما الضرب الثاني، وهو ما يعلم فساده فالطريق إلى معرفته أن يكون مما تدفع العقول صحته بموضوعها، والأدلة المنصوصة فيها نحو الإخبار عن قدم الأجسام ونفي الصانع، وما أشبه ذلك، أو يكون مما يدفعه نص القرآن، أو السنة المتواترة، أو أجمعت الأمة على رده، أو يكون خبرا عن أمر من أمور الدين يلزم المكلفين علمه وقطع العذر فيه، فإذا ورد ورودا لا يوجب العلم من حيث الضرورة أو الدليل علم بطلانه، لأن الله تعالى لا يلزم المكلفين علما بأمر لا يعلم إلا بخبر ينقطع ويبلغ في الضعف إلى حد لا يعلم صحته اضطرارا ولا استدلالا، ولو علم الله تعالى أن بعض الأخبار الواردة بالعبادات التي يجب علمها يبلغ إلى هذا الحد لأسقط فرض العلم به عند انقطاع الخبر وبلوغه في الوهي والضعف إلى حال لا يمكن العلم بصحته. أو يكون خبرا عن أمر جسيم ونبأ عظيم، مثل خروج أهل إقليم بأسرهم على الإمام أو حصر العدو لأهل الموسم عن البيت الحرام فلا ينقل نقل مثله بل يرد ورودا خاصا لا يوجب العلم، فيدل ذلك على فساده، لأن العادة جارية بتظاهر الأخبار عما هذه سبيله. وأما الضرب الثالث الذي لا يعلم صحته من فساده فإنه يجب الوقف عن القطع بكونه صدقا أو كذبا، وهذا الضرب لا يدخل إلا فيما يجوز أن يكون ويجوز ألا يكون، مثل الأخبار التي ينقلها أصحاب الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحكام الشرع المختلف فيها، وإنما وجب الوقف فيما هذه حاله من الأخبار لعدم الطريق إلى العلم بكونها صدقا أو كذبا، فلم يكن القضاء بأحد الأمرين فيها أولى من الآخر إلا أنه يجب العمل بما تضمنت من الأحكام إذا وجد فيها الشرائط التي نذكرها بعد إن شاء الله تعالى"الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي - (ج 1 / ص 31)
والوجوب مقروون بصحة الخبر كما في الكتاب والنقل الأول من آخر كتابه.قال ابن تيمية رحمه الله:
" وَلَا رَيْبَ أَنَّ هَذَا عُمْدَةُ كُلِّ زِنْدِيقٍ وَمُنَافِقٍ يَبْطُلُ الْعِلْمُ بِمَا بَعَثَ اللَّهُ بِهِ رَسُولَهُ. تَارَةً يَقُولُ: لَا نَعْلَمُ أَنَّهُمْ قَالُوا ذَلِكَ وَتَارَةً يَقُولُ: لَا نَعْلَمُ مَا أَرَادُوا بِهَذَا الْقَوْلِ. وَمَتَى انْتَفَى الْعِلْمُ بِقَوْلِهِمْ أَوْ بِمَعْنَاهُ: لَمْ يُسْتَفَدْ مِنْ جِهَتِهِمْ عِلْمٌ فَيَتَمَكَّنُ بَعْدَ ذَلِكَ أَنْ يَقُولَ مَا يَقُولُ مِنْ الْمَقَالَاتِ وَقَدْ أَمِنَ عَلَى نَفْسِهِ أَنْ يُعَارَضَ بِآثَارِ الْأَنْبِيَاءِ؛ لِأَنَّهُ قَدْ وَكَّلَ ثَغْرَهَا بِذَيْنِك الدامحين الدَّافِعَيْنِ لِجُنُودِ الرَّسُولِ عَنْهُ الطَّاعِنَيْنِ لِمَنْ احْتَجَّ بِهَا. وَهَذَا الْقَدْرُ بِعَيْنِهِ هُوَ عَيْنُ الطَّعْنِ فِي نَفْسِ النُّبُوَّةِ؛ وَإِنْ كَانَ يُقِرُّ بِتَعْظِيمِهِمْ وَكَمَالِهِمْ: إقْرَارَ مَنْ لَا يَتَلَقَّى مِنْ جِهَتِهِمْ عِلْمًا فَيَكُونُ الرَّسُولُ عِنْدَهُ بِمَنْزِلَةِ خَلِيفَةٍ: يُعْطِي السِّكَّةَ وَالْخُطْبَةَ رَسْمًا وَلَفْظًا كِتَابَةً وَقَوْلًا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَمْرٌ أَوْ نَهْيٌ مُطَاعٌ. فَلَهُ صُورَةُ الْإِمَامَةِ بِمَا جُعِلَ لَهُ مِنْ السِّكَّةِ وَالْخُطْبَةِ وَلَيْسَ لَهُ حَقِيقَتُهَا. "مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج 1 / ص 308)
أكتفي بهذا القدر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 Jul 2010, 12:23 ص]ـ
وهذا القدر كله خارج عن محل البحث،ومسألة إعطاء العذر لكل مخالف أو لا،ليست هي صلب البحث فكلامنا عن خلاف المجتهدين، وليس كلامنا عمن رد الحديث بهواه، وليس حديثنا عمن تبينت له الحجة ظنية كانت أو قطعية فأعرض عنها،وهذه نقطة سبق بيانها، وإنما حديثنا عن موضع نزاع في دلالات أو أدلة ظنية فذهبت مجتهداً لقول وذهب مخالفك مجتهداً لقول،هل تجزم بتخطئته؟
صلب البحث: في الظنيات التي ليس فيها جزم بالصواب = كيف يُجزم فيها بخطأ المخالف؟
وليس فيما تفضلتَ به من النقول نقل واحد داخل تحت محل نزاعنا ..
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[12 Jul 2010, 01:43 ص]ـ
وهذا القدر كله خارج عن محل البحث،ومسألة إعطاء العذر لكل مخالف أو لا،ليست هي صلب البحث فكلامنا عن خلاف المجتهدين، وليس كلامنا عمن رد الحديث بهواه، وليس حديثنا عمن تبينت له الحجة ظنية كانت أو قطعية فأعرض عنها،وهذه نقطة سبق بيانها، وإنما حديثنا عن موضع نزاع في دلالات أو أدلة ظنية فذهبت مجتهداً لقول وذهب مخالفك مجتهداً لقول،هل تجزم بتخطئته؟
صلب البحث: في الظنيات التي ليس فيها جزم بالصواب = كيف يُجزم فيها بخطأ المخالف؟
وليس فيما تفضلتَ به من النقول نقل واحد داخل تحت محل نزاعنا ..
لو كنت لا أعلم صحة الحديث لما عملت به وجعلت من خالفني مخطئا.اما نقلك عن ابن تيمية رحمه الله في المداخلات السابقة فأرجوا أن تقرأ في محل نقطة الخلاف فهو يوجب العمل بها. والكلام الذب نقلته أنت عن العلم وليس العمل على رأي من أهل العلم وقد خالفهم الظاهرية في ذلك كما نقل رحمه الله.
وَأَمَّا الْقِسْمُ الثَّانِي وَهُوَ الظَّاهِرُ فَهَذَا يَجِبُ الْعَمَلُ بِهِ فِي الْأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ الْمُعْتَبَرِينَ. هذا كلام ابن تيمية رحمه الله في تتمت ما نقلته في مداخلتك.
أخي ابو فهر: من أصر على جمع أمرأة وعمتها بعصمته مع علمه عن صحة الحديث عن نهي النبي صل1 بذلك هل هو مخطيء؟ أم يحتمل فعله الصواب؟
ومن كذب على النبي ليعلم الناس الخير ويحضهم على الصلاة والذكر لأن الحديث الذي صح عن النبي بالنهي وتحريم الكذب عليه ظني أتجزم بخطئه أم لا؟
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[12 Jul 2010, 01:54 ص]ـ
حديثنا عن موضع نزاع في دلالات أو أدلة ظنية فذهبت مجتهداً لقول وذهب مخالفك مجتهداً لقول،هل تجزم بتخطئته؟
نعم أجزم بخطئه كما يلي:
إن خالف حديثا صحيحا لا يختلف أهل الحديث بصحته أجزم بأنه أخطأ وأنه ليس على الصواب.
وإن خالف دلالة ظنية للقران تدل القرائن عن صرف المعاني الى معنا واحدا أجزم بخطئه.
مثال الأول في التفسير ان أجزم بخطأ من جعل المسح بالمعنى المخصوص عند الشيعة بمسح القدم ببلل ما مسح بعد الرأس لورود الخبر الصحيح عن النبي بتخليل الأصابع وقوله عليه السلام ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار.
والثاني أن أجزم بخطأ من فسر "وكذلك اليوم تنسى " فاليوم ننساهم " بعدم العلم بعد العلم "فقد العلم"
وكذلك من فسر الخمس على مثل الزكاة ومن غير مقادير الزكاة.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[12 Jul 2010, 02:01 ص]ـ
صلب البحث: في الظنيات التي ليس فيها جزم بالصواب = كيف يُجزم فيها بخطأ المخالف؟
أخي ابو فهر المعنى مختلف تماما, عما سبق إذا لم يكن جزما بالصواب لا نجزم بالخطأ وهذا القيد غير موجود في عبارتك السابقة
وفي الظنيات تجوز ويُمنع الجزم بها جزماً قطعياً .. وهذا معنى كونها ظنية ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 Jul 2010, 02:15 ص]ـ
بارك الله فيك ونفع بك ..
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[12 Jul 2010, 08:52 ص]ـ
وفيكم بارك الله أخي ابا فهر.(/)
فكرة إنشاء ثبت بكتب الإعجاز القرآني؛ ما رأيك زاد الله فضلكم؟
ـ[النجدية]ــــــــ[17 Apr 2009, 06:16 م]ـ
بسم الله ...
أعانكم الله يا أفاضل على كل خير يحبه ويرضاه!
أفكر بإنشاء ثبت بأسماء الكتب التي تناولت الحديث عن إعجاز القرآن الكريم؛ على غرار ما قام به شيخنا الكريم (محمد الطاسان) في ثبت كتب مناهج المفسرين، فرأيت اقتداء بصنيعه الطيب عرض هذه الفكرة على حضراتكم؛ فهذا من شأنه توفير الوقت والجهد على طلاب العلم ...
فما رأيكم زاد الله فضلكم؟
وفي رضى الله دمتم
ـ[محمود البعداني]ــــــــ[17 Apr 2009, 10:00 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفكرة، وأقترح أن تقسموه حسب أنواع الإعجاز أو حسب القرون(/)
((ولقد ذرأنا لجهنم 000)) هل تصح دليلا ل00؟
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[17 Apr 2009, 06:31 م]ـ
((وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ))
هل يمكن أن تكون هذه الأية من أدلة دخول مؤمني الجن الجنة , وذلك أن الله قال تعالى (ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس000) فقوله (كثيرا من الجن) يدل على أن هناك بقية من الجن تدخل الجنة 0
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[19 Apr 2009, 06:11 ص]ـ
أخي الكريم أبا هاجر
هناك شواهد وقرائن لا تقبل الرد تدل على أن مؤمني الجن يدخلون الجنة وأظهرها قول الله تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره:
(فقد امتن الله على الثقلين بأن جعل جزاء محسنهم الجنة، وقد قابلت الجن هذا بالشكر القولي أبلغ من الإنس فقالوا:
ولا بشيء من آلائك ربنا نكذب فلك الحمد فلم يكن الله تعالى ليمتن عليهم جزاء لا يحصل لهم وأيضاً فإن كان يجازي كافرهم بالنار وهو مقام عدل فلأن يجازي مؤمنهم بالجنة وهو مقام فضل بطريق الأولى والأحرى).
ثم قال الحافظ رحمه الله:
(وقد حكي فيهم أقوال غريبة: فعن عمر بن عبدالعزيز أنهم لا يدخلون بحبوحة الجنة وإنما يكونون في ربضها وحولها وفي أرجائها ومن الناس من زعم أنهم في الجنة يراهم بنو آدم ولا يرون بني آدم بعكس ما كانوا عليه في الدار الدنيا).
وإن الجن قطعاً من أهل التكليف قال سبحانه:
(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون).
وما التكليف إلا الإيمان والعمل الصالح وقد وعد الله كل من آمن وعمل صالحاً بدخول الجنة قال سبحانه:
(إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا)
فهذه الآية ونظائرها في كلام الله يدخل تحتها مؤمن الجن والإنس، ولا نعلم دليلاً يستثني الجن من ذلك العموم ولا دليل أيضاً على قصر نعيمهم في الجنة على هيئة مخصوصة.(/)
عودة إلى الآية " وكل شيء أحصينه كتبا "
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[17 Apr 2009, 09:06 م]ـ
تحدثنا في مشاركة سابقة عن الإعجاز العددي في موقع الآية 29 النبأ وهي قوله تعالى (وكل شيء أحصينه كتبا)، وقد حالت مداخلات البعض من تكملة المشاركة.
ملخص ما ذكر:
تتحدث الآية الكريمة عن الإحصاء، إحصاء كل شيء .. يعني أن سور القرآن وآياته وكلماته تدخل في هذا الإحصاء.
السؤال: هل في هذه الآية ما يدل على أن سور القرآن وآياته تدخل في هذا الإحصاء؟ وهل من المقبول أن يزعم البعض أن الله سبحانه قد أحصى كل شيء واستثنى من ذلك القرآن وهو الأهم؟
تعالوا نتأمل ونتدبر موقع الآية القرآنية التي يخبرنا الله سبحانه فيها أنه أحصى كل شيء ..
عدد آيات القرآن الكريم هو 6236 آية (العد الكوفي).
- عدد آيات القرآن ابتداء من البسملة الآية رقم 1 وإلى نهاية الآية رقم 29 في سورة النبأ، هو 5701، وبذلك يكون عدد الآيات الباقية (ابتداء من الآية رقم 30 النبأ وحتى نهاية المصحف) هو 535. وهذا العدد هو عبارة عن: 5 × 107.
أي: أن أرقامه هي معكوس العدد 5701.
(علاقة رائعة في غاية الدقة والإتقان يستحيل نسبتها للبشر)
- وهكذا نستنتج أن عدد آيات القرآن، إذا استثنينا الآية رقم 29 التي تخبرنا عن إحصاء آيات القرآن، هو 6235. هذا العدد هو من مضاعفات الرقم 29، رقم ترتيب الآية.
انتهى الإحصاء المخزن في الآية.
والآن لنتأمل موقع الآية باعتبار سور النصف الثاني من القرآن:
عدد آيات سور النصف الثاني من القرآن هو 1132 آية.
- إذا بدانا العد من الآية الأولى (الآية رقم 1 المجادلة) فرقم تسلسل الآية 29 النبأ سيكون 597.
- عدد الآيات الباقية هو 535 - كما مر ّ - (597 + 535 = 1132)
- الفرق بين المجموعين هو 62.
- تبدأ الآيات ال535 بالآية رقم 30 النبأ وتنتهي بالآية رقم 6 سورة الناس: أي إن مجموع رقمي الآيتين (الحدين اللتين تحتضنان العدد 535) هو 36.
كما أن مجموع عددي حروفهما هو أيضا 36 .. للتأكيد.
ماذا لدينا؟
لدينا العددان: 36 و 62.
أليس عجيبا أن عدد آيات القرآن هو هذا العدد 6236.(/)
درس الشيخ مساعد الطيار في شرح المحرر الوجيز
ـ[مندوبية العزيزية والعوالي بمكة]ــــــــ[18 Apr 2009, 01:35 م]ـ
الإخوة الكرام
يسعدنا أن نذكركم بدرس شيخنا الدكتور مساعد الطيار في تفسير (المحرر الوجيز لابن عطية) وذلك يوم الثلاثاء 25/ 4/1430هـ بعد صلاتي المغرب والعشاء -بإذن الله تعالى - علما بأنه الدرس العلمي الرابع.
الموقع / جامع الأميرة نوف -طريق الطائف - جوار مستشفى علوي تونسي.
**ينقل الدرس عبر موقع البث الاسلامي www.islamlive.net
* للتنسيق والتواصل 0553131107
**يوجد مكان للأخوات.
ـ[أبو محمد البدري]ــــــــ[19 Apr 2009, 08:10 م]ـ
وفقَ اللهُ الشيخ ونفعَ به.
هنيئاً لمن حضر، فقد أصاب غرضين بسهمْ!!
حضور الدرس، والصلاة خلف القارئ المميَّز د. بندر بليلة -إمام الجامع-.
ـ[أوركيدا]ــــــــ[19 Apr 2009, 08:40 م]ـ
جزا الله الشيخ كل خير ونفع به وبعلمه
*******(/)
بصائر ذوي التمييز للفيروزأبادي نموذج من كتب علوم القرآن
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[18 Apr 2009, 02:54 م]ـ
سبق أن أشرت إلى مشكلة علمية فيما يتعلق بتاريخ (علوم القرآن)، وهي أننا نبحث عنه كما استقرَّ في أذهاننا من مباحثه، وطريقة التأليف فيه على غرار ما كتبه الزركشي (ت: 794)، والسيوطي (ت: 911)، ثم من تبعهم من المعاصرين الذين أفادوا في كتبهم في هذا المجال.
ونحن بهذا نغفل عن تنوع طرائق العلماء في الكتابة في علوم القرآن الكريم، وقد سبق ـ أيضًا ـ أن طرحت بعض النماذج، واليوم آتي بنموذج ـ أراه من كتب علوم القرآن ـ قد توفي مؤلفه بعد الزركشي (ت: 794)، وقبل السيوطي (ت: 911) بزمن، وهو كتاب (بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز) لمجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزأبادي (ت: 817)، وقد أبدع المؤلف في التقسيم، وقد ذكر في مقدمة الكتاب سبب تأليف الكتاب، وأنواع العلوم، وفصل في شروط التعلم والتعليم.
ثمَّ جاء إلى المقصد الأهم في هذا المؤلف النفيس، فقال: (فى لطائف تفسير القرآن العظيم:
اعلم أَنا رتَّبنا هذا المقصد الشريف على أَغرب أُسلوب. وقدّمنا أَمامه مقدَّمات ومواقف.
أَمَّا المقدمات ففي ذكر ..
فضل القرآن.
ووجِه إِعجازه.
وعَدّ أَسمائه.
وما لا بدَّ للمفسرين من معرفته: من ترتيب نزول سورة القرآن.
واختلاف أَحوال آياته.
وفى مواضع نزوله.
وفى وجوه مخاطباته.
وشيء من بيان الناسخ والمنسوخ.
وأَحكامه.
ومقاصده. من ابتداءِ القرآن إلى انتهائه.
وأَذكر في كلّ سورة على حِدة سبعة أَشياءَ:
موضع النّزول.
وعدد الآيات.
والحروف.
والكلمات.
وأَذكر الآيات التي اختلَف فيها القُرَّاءُ.
ومجموعَ فواصل آيات السّورة.
وما كان للسّورة من اسم أَو اسمين فصاعداً، واشتقاقه.
ومقصود السورة، وما هي متضمِّنة له.
وآيات النّاسخ والمنسوخ منها.
والمتشابه منها.
وبيان فضل السُّورة ممّا ورد فيها من الأَحاديث.
ثم أَذكر موقِفا يشتمل على تسعة وعشرين بابا، على عدد حروف الهجاء.
ثم أَذكر في كل باب من كلمات القرآن ما أَوله حرفُ ذلك الباب. مثاله أَنِّى أَذكر في أَول باب الأَلفِ الأَلِفَ وأَذكر وجوهه، ومعانيه، ثم أُتبعه بكلمات أَخرى مفتتحة بالأَلف. وكذلك في باب الباءِ، والتاءِ إِلى أخر الحروف. فيحتوى ذلك على جميع كلمات القرآن، ومعانيها، على أَتمِّ الوجوه.
وأَختم ذلك بباب الثلاثين، أَذكر فيه أَسماءَ الأَنبياءِ ومتابعيهم، من الأَولياءِ، ثم أَسماءَ أَعدائهم المذكورين في القرآن، واشتقاق كل ذلك لغةً، وما كان له في القرآن من النظائر. وأَذكر ما يليق به من الأَشعار والأَخبار. وأَختم الكتاب بذكر خاتم النَّبيِّين.
وجعلت أَوَّل كل كلمة بالحُمْرة (بصيرة) اقتباساً من قوله تعالى: {هذا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ} وقوله: {قَدْ جَآءَكُمْ بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ} وقوله: {قُلْ هذه سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ})) بصائر ذوي التمييز (1: 55 ـ 56).
وإذا تأملت هذا التقسيم وجدته في علوم القرآن، ولم يعرِّج على تفسير آيات السورة، لذا فإني أقول: إن هذا المصنف طريقة من طرق علمائنا المتقدمين في كتابة علوم القرآن، والله الموفق.
ملاحظة:
أخذ تفسير المفردات أغلب الكتاب، وقد فسر المفردات القرآنية من الألف إلى الياء، وقد حرص على ذكر علم (الوجوه والنظائر) أثناء تفسيره للمفردات.
كما يلاحظ أنه ـ رحمه الله ـ كان يرى الترادف في ألفاظ اللغة، لكنه في هذا الكتاب كان يُعمِل الفروق، وقد ظهر لي أن سبب ذلك أنه استفاد من بعض كتب من يرى الفروق اللغوية في الألفاظ ولا يرى الترادف، ككتاب الراغب الأصفهاني (مفردات ألفاظ القرآن)، والراغب كان يرى وجود الفروق بين الألفاظ، وقد بنى كتابه على ذلك.
وقد كان أستاذنا القدير محمد بن عبد الرحمن الشايع أشار إلى هذه المشكلة في كتابه (الفروق اللغوية وأثرها في تفسير القرآن الكريم: 51 ـ 52)، فقال: (يأتي الفيروزأبادي على رأس القائلين بالترادف، والمؤلفين فيه إذ يكفي أن يكون أحد القائلين بذلك أنه ألَّف كتابً دعاه (الروض المسلوف فيما له اسمان إلى ألوف) ... ومع هذا فقد جاء في كتابه (بصائر ذوي التمييز) أنه يرى أن الخشية والخوف والوجل والرهبة ألفاظ متقاربة لا مترادفة، كما أنه فرَّق بين الشحِّ والبخل ولم ير ترادفهما، وهو ما يبدو خلاف ظاهر مذهبه، وهذا يدعونا إلى عدم توسيع مذهبه في القول بالترادف اكتفاءً بظاهر عناوين كتبه).
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[20 Apr 2009, 10:48 م]ـ
أين الجزء الأول من الموضوع ..
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[22 Apr 2009, 07:57 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
جزاكم الله خيراً فضيلة الشيخ د. مساعد، فهذه درر كما تعودنا منكم
وأضيف تعليق صغير جداً (بخصوص كتاب (الفروق اللغوية) للشيخ الشايع جزاه الله خيراً:
كذلك بأن منهج ابن جرير من المانعين للترادف (ولو كان دون تصريح) فيه نظر.
فهناك امثلة كثيرة تنادي صراحتها بأنه يذهب إلى القول وكثير منها من باب التقريب أوالتفسير باللازم وغيره.
لذا ليت الشيخ الشايع جزاه الله كل خير يعيد دراسة الموضوع في كتابه ويزيد عليه امثلة كثيرة، خاصة وأنه قد طبع قبل ستة عشر سنة؛ فحتماً وأنه قد جدَّ عنده الكثير الكثير. فنتمنى عليه بارك الله بعلمه ووقته أن لا يحرمنا إعادة طبعة بحلية وزيادات جديدة
والله أعلم(/)
إعجاز العدد 39 في الترتيب القرآني
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[18 Apr 2009, 08:46 م]ـ
إعجاز العدد 39
العدد 39 عدد من مضاعفات الرقم 13 أحد المحاور الرئيسة في الترتيب القرآني. وبذلك يمكن اتخاذه محورا لقياس أعداد الآيات في سور القرآن، شأنه شأن العددين 13 و 26.
ومن اللافت للانتباه أن العدد 39 هو من بين الأعداد غير المستخدمة في القرآن للدلالة على أعداد الآيات في سوره. (أي لا توجد في القرآن سورة عدد آياتها 39)، وحينما استخدمه للدلالة على الترتيب في سور القرآن، خُصّص لسورة الزمر المؤلفة من 75 آية، حيث نُلاحظ الإشارة الصريحة إلى عدد سور القرآن في مجموع العددين الدالين على موقع السورة وعدد آياتها (39 + 75 = 114).
بعد هذا التوضيح تعالوا نتأمل قسمة سور القرآن إلى نصفين 57 سورة طويلة + 57 سورة قصيرة باعتبار أعداد آياتها، متخذين من العدد 39 محورا للقياس:
الإحصاء:
1 - عدد سور القرآن التي يزيد عدد الآيات في كل منها على 39 آية 57 سورة. مجموع آياتها 5269، ومجموع أرقام ترتيبها 1967. وبذلك يكون مجموع العددين الدالين على عدد آياتها، ومواقع ترتيبها هو: 7236.
2 - عدد سور القرآن التي يقل عدد الآيات في كل منها عن 39 آية 57 سورة. مجموع آياتها 967، ومجموع أرقام ترتيبها 4588. وبذلك يكون مجموع العددين الدالين على عدد آياتها ومواقع ترتيبها هو: 5555.
نتائج الإحصاء:
- العدد 7236، مجموع آيات وتراتيب السور الطويلة، هو عبارة عن العدد 6236 الذي هو عدد آيات القرآن + 1000.
- العدد 5555، مجموع آيات وتراتيب السور القصيرة، هو عبارة عن العدد 6555 الذي هو مجموع أرقام ترتيب سور القرآن - 1000.
- مجموع أعداد الآيات في السور القصيرة هو 967، ونلاحظ أن مجموع أرقام ترتيب السور الطويلة هو 967 + 1000.
قسمة سور المجموعتين بين نصفي القرآن:
ومن روائع الترتيب القرآني هنا ما نلاحظه في قسمة سور المجموعتين بين نصفي القرآن:
فالسور الـ 57 الطويلة جاءت: 48 في النصف الأول، و 9 في النصف الثاني.
والسور القصيرة: 9 في النصف الأول، و 48 في النصف الثاني.
ونُلاحظ هنا أن الفرق بين العددين (48 و 9) هو 39 وهو محور القياس.(/)
القرآن الكريم المعجزة العظمى (د/ أبو الحسن عطية مسعد قاسم)
ـ[د/ أبو الحسن]ــــــــ[18 Apr 2009, 11:50 م]ـ
القرآن الكريم المعجزة العظمى (د/ أبو الحسن عطية مسعد قاسم)
جرت سنة الله تعالى في أنبيائه أن يؤيدهم بالمعجزات , وقد أراد الله تعالى أن تكون معجزة النبي صلى الله عليه وسلم العظمى: القرآن الكريم.
وإذا كنا نقول أن القرآن الكريم هو المعجزة العظمى وهو معجزة معنوية فليس معنى ذلك أن النبي ? ليست له معجزات أخرى حسية فقد كان له الكثير منها مثل: انشقاق القمر ,ونبع الماء بين أصابعه الشريفه،ورد عين قتادة،وحنين الجزع،وتسبيح الحصى بين أصابعه،وغير ذلك الكثير والكثير وقد أُلف في ذلك مجلدات تذكر المعجزات الحسية للرسول ? ولكن هذا كله قليل بالنسبة للقرآن الكريم المعجزة الخالدة الباقية.
وقد جاءت المعجزات الحسية للأنبياء السابقين فكيف كان حال من شاهدها؟ (مع أن المستفيدين منها فقط هم المشاهدون أما غيرهم فلا)، الكثير منهم قال بأنها سحر، وهذا ما حدث لكثير ممن شاهدوا هذه المعجزات الحسية فها هو عيسى عليه السلام الذي بعثه الله تعالى إلى بني إسرائيل عندما جاءهم بالمعجزات الحسية من إبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى بإذن الله ورغم أن بني إسرائيل شاهدوا ذلك ولكنهم قالوا عن هذه المعجزات بأنها سحر مبين، وحاولوا قتله , وصدق الله إذ يقول: (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ) [المائدة/110] وما حدث مع عيسى حدث مع موسى ومع أكثر الأنبياء.
أما القرآن الكريم فهو المعجزة الخالدة الباقية التي لم تنته بوقت موت النبي ? بل باقية إلى يوم القيامة، هذا الكتاب الذي أحيا القلوب ونور العقول وهدى الأمم إلى ما فيه السعادة الدنيوية والأخروية، وكما قال شوقي:
أَخوكَ عيسى دَعا مَيتاً فَقامَ لَهُ وَأَنتَ أَحيَيتَ أَجيالاً مِنَ الرِمَمِ
وَالجَهلُ مَوتٌ فَإِن أوتيتَ مُعجِزَةً فَاِبعَث مِنَ الجَهلِ أَو فَاِبعَث مِنَ الرَجَمِ
والقرآن الكريم معجز بتشريعاته هذا التشريع المعجز الذي يوصل إلى السعادة والاستقامة، معجز في بلاغته وفصاحته، معجز في نبوءاته الغيبية التي أخبر فيها عن أخبار الماضي والحاضر والمستقبل، فأخبار الماضي التي أخبر فيها عن أخبار الأمم الماضية التي عفا عليها الزمن وطواها النسيان واندثرت معالمها أخبر أخباراً دقيقة وأكثرها في مكة أخباراً لم يعرفها النبي ? ولا أهل مكة، ولم يكن في مكة مدرسة ولا كُتَّاب فمن الذي أخبر النبي ? بهذه الأخبار؟ مثل قصة عاد وثمود ونوح وموسى وسليمان ومريم ... الخ وكان في بعض القصص يعقب القرآن بقوله: (تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ) [هود/49] فمن الذي أخبره بهذه الأخبار الدقيقة والتي صحح فيها أخطاء كانت شائعة في عصره وتحداهم بذلك كما قال في قصة عيسى (ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ) [مريم/34]؟ إنه الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن أنباء المستقبل الكثير والكثير فمن ذلك ما جاء في القرآن أن الله تعالى تكفل بحفظ نبيه ? وأنه لن يموت مقتولاً وقد أنزل الله تعالى في ذلك قوله تعالى: (وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) [المائدة/67] أي يعصمك من القتل، فعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- يُحْرَسُ حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ (وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) فَأَخْرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- رَأْسَهُ مِنَ الْقُبَّةِ فَقَالَ لَهُمْ «يَا أَيُّهَا النَّاسُ انْصَرِفُوا فَقَدْ عَصَمَنِى اللَّهُ». ()
فكيف يضمن النبي ? لنفسه ألا تأخذه يد الغيلة، إن هذا لا يملكه بشر لنفسه أبداً فكم رأينا الاغتيالات التي تأخذ العظماء والرؤساء وهم في مواكبهم من الأعوان والحراس , وحقاً لقد عصمه الله من القتل في مواطن كثيرة كان الموت أقرب إليه من شراك نعله ولكن الله تعالى وحده الذي عصمه، وقل مثل ذلك في قول الله تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا) [النور/55] وهذا الوعد الذي قال الله فيه (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ) أي من الصحابة ومن على نهجهم , وقد نزلت والصحابة في خوف شديد وقد تحقق هذا فبدل الله الصحابة بعد خوفهم أمناً واستخلفوا في الأرض وسادوها وعبدوا الله تعالى في أمن وأمان، ومن هذه النبوءات ما جاء أن أهل مكة استعصوا على النبي ? فدعا عليهم بسنين كسني يوسف، فأنزل الله تعالى: (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ * يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ * رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ * أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ * ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ * إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ * يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ) [الدخان/10 - 16]، ويتحقق هذا فيصيبهم القحط والجوع حتى كان الواحد منهم ينظر في السماء فيرى فيها كهيئة الدخان ثم بعد ذلك يدعون ربنا اكشف عنا العذاب إنا عائدون، ثم يقول الله: (إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ * يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ) فيكشف عنهم من ذلك عندما جاءوا يطلبون من النبي ? أن يستسقي لهم فسقاهم ولكنهم سرعان ما عاودوا إلى ما كان عليه , ثم ينتقم الله منهم يوم البطشة الكبرى يوم بدر , والمعجزات كثيرة جداً لا يستوعبها كتاب وأكتفي بهذا القدر
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
د/ أبو الحسن عطية مسعد قاسم(/)
(وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا) ... ألها علاقة بالحكم والمُلك .. ؟
ـ[شاكر]ــــــــ[19 Apr 2009, 12:22 ص]ـ
(وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا)
(الرعد:37)
فهي الآية الوحيدة التي ربطت بين الحكم و العرب.
قال الطبري رحمه الله: وكما أنزلنا عليك الكتاب يا محمد , فأنكره بعض الأحزاب , كذلك أيضا أنزلنا الحكم والدين حكما عربيا ; وجعل ذلك عربيا , ووصفه به لأنه أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وهو عربي , فنسب الدين إليه إذ كان عليه أنزل.
قال القرطبي رحمه الله: أي بلسان العرب ; ويريد بالحكم ما فيه من الأحكام. وقيل: أراد بالحكم العربي القرآن كله ; لأنه يفصل بين الحق والباطل ويحكم.
قال ابن كثير رحمه الله: أي وكما أرسلنا قبلك المرسلين وأنزلنا عليهم الكتب من السماء كذلك أنزلنا عليك القرآن محكما معربا.
سؤالي بارك الله فيكم:
هل لها علاقة بالحكم والملك من قريب أو بعيد؟(/)
تقرير عن فعاليات افتتاح ديوانية الدراسات القرآنية بحافظة الطائف
ـ[عبدالله القرشي]ــــــــ[19 Apr 2009, 12:34 م]ـ
تقرير عن افتتاح ديوانية الدراسات القرآنية المقامة بمحافظة الطائف
· موعد الافتتاح 13/ 4/ 1430 بعد صلاة العشاء.
· المكان: استراحة vip بمخطط الوسام بمحافظة الطائف.
· عدد الحضور: (65) ضيفا متخصصا.
· فقرات الحفل:
- التقديم.
- تلاوة آيات من الذكر الحكيم.
- تعريف بديوانية الدراسات القرآنية وثمراتها.
- اللقاء العلمي الأول بعنوان: (الإعجاز البلاغي في القراءات).
تفصيل التقرير
vقدم لافتتاح الديوانية الطالب: عبد العزيز الثبيتي من طلاب قسم القراءات بجامعة الطائف.
vبدء الحفل بقراءة للطالب: علون السهيمي من طلاب قسم القراءات بجامعة الطائف.
vكلمة للدكتور: عبد الله بن حماد القرشي اشتملت على:
1 - حمدِ الله والثناءِ عليه سبحانه بتيسير مثل هذه الديوانية.
2 - الترحيب بالضيوف الكرام وشكرهم على تلبيتهم الدعوة.
3 - التعريف بالديوانية، ونشأتها، وبعض ثمراتها.
ومما جاء في كلمته:
- الديوانية عبارة عن ملتقى علمي دوري متخصص في الدراسات القرآنية، يلتقي فيه المختصون والمهتمون بالقرآن وعلومه من أهل محافظة الطائف، وتستضيف الديوانية في كل لقاء متخصصا في الدراسات القرآنية ليلقي موضوعا علميا في جوانب من الدراسات القرآنية من: (تفسير، وقراءات، وعلوم للقرآن، ورسم، وتجويد….). ثم يتاح في نهاية اللقاء المداخلات والأسئلة.
- تقام الديوانية في كل فصل دراسي مرتان، وسيدرس مستقبلا -بعد سنة من إنشائها-إمكانية إقامتها شهريا.
- يقوم على الديوانية فريق عمل مكون من طلاب قسم القراءات بجامعة الطائف، وهم:
1 - الطالب: عبد العزيز الثبيتي.
2 - الطالب: أنس حمدي نوفل.
3 - الطالب: ياسر الشهري.
4 - الطالب: محمد المنصوري.
- تنقل لقاءات الديوانية على الهواء مباشرة ليعم نفعها، وهي موثقة صوتا وصورة.
- ثم استعرض عددا من ثمرات هذه الديوانية ومنها:
1 - التعارف بين المختصين والمهتمين بالقرآن وعلومه، والتواصل فيما بينهم
2 - المساهمة في نشر الحركة العلمية للدراسات القرآنية من خلال اللقاءات العلمية المتخصصة، وما يتبع ذلك من مداخلات وأسئلة.
3 - التعرف على الشخصيات العلمية المستضافة في كل لقاء من داخل الطائف وخارجها.
4 - اجتماع طلاب العلم بمشايخهم وأساتذتهم في جو حميمي أخوي.
vبعد ذلك كان اللقاء الأول بعنوان: (الإعجاز البلاغي في القراءات) لفضيلة الشيخ: محمود بن سعد شمس. المحاضر بقسم القراءات بجامعة الطائف.
v وقبل المحاضرة استعرض الدكتور: عبد الله حماد القرشي السيرة الذاتية لفضيلة الشيخ.
عناصر المحاضرة:
v تعريف الإعجاز البلاغي.
v العلاقة بين القراءات والإعجاز البلاغي.
v المبحث الأول: القراءات التي وردت في بعض الكلمات في موضع دون موضع آخر، ووجه الإعجاز في ذلك، وفيه أربعة مطالب:
المطلب الأول: وجه الإعجاز البلاغي في القراءات الواردة في قوله تعالى {مالك يوم الدين} الفاتحة 4
المطلب الثاني: الإعجاز البلاغي في القراءات الواردة في قوله تعالى {وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار} التوبة: 100
v المبحث الثاني: بعض الكلمات التي ورد فيها قراءات في بعض المواضع ولم يرد في المواضع الأخرى إلا قراءاة شاذة، ووجه الإعجاز البلاغي في ذلك. وفيه أربعة مطالب:
المطلب الأول: وجه الإعجاز البلاغي في القراءات الواردة في كلمة {والمحصَناتُ من النساء إلا ما ملكت أيمانكم} النساء: 24
المطلب الثاني: وجه الإعجاز البلاغي في القراءات الواردة في: {فعُمِّيت عليكم أنلزمكموها…} هود 28
v المبحث الثالث: القراءات الواردة في بعض الكلمات وهي من قبيل اللغات، ووجه الإعجاز البلاغي في ذلك، وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: وجه الإعجاز البلاغي في القراءات الواردة في كلمة: {فلا تقل لهما أفٍّ} الإسراء: 23
المطلب الثاني: وجه الإعجازو البلاغي في القراءات الواردة في قوله تعالى: {قل فمن يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضَرا أو أراد بكم نفعا} الفتح 11
المطلب الثالث: وجه الإعجاز البلاغي في القراءات الواردة في: {فاتخذتموهم سِخريا…} المؤمنون: 110
v المبحث الرابع: بعض الكلمات القرآنية التي وردت في مواضع متعددة واشتبهت لفظاً وتنوعت صورها وأساليبها ولم يرد في أي موضع منها قراءة أخرى، ووجه الإعجاز البلاغي في ذلك. وفيه مطلبان:
المطلب الأول: ما ورد في موضع بحذف حرف، وفي موضع آخر بذكره،ولم ترد فيه قراءة أخرى، ووجه الإعجاز البلاغي في ذلك: {يذبحون أبنائكم} البقرة: 49، {ويذبحون أبنائكم} إبراهيم: 6
المطلب الثاني: التقديم والتأخير في ذكر الكلمة واتفاق القراء جميعاً على قراءة واحدة،ووجه الإعجاز البلاغي
في ذلك.قال تعالى: {وجاء رجل من أقصا المدينة يسعى} القصص: 20 {وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى} يس: 20
vوفي نهاية المحاضرة داخل عدد من الضيوف وهم:
1 - مداخلة للدكتور: ناصر القثامي الأستاذ المساعد من جامعة الطائف قسم القراءات
2 - مداخلة للدكتور: أحمد سعيد الأستاذ المشارك من كلية المعلمين بالطائف.
3 - مداخلة للدكتور: محمد الشنقيطي الأستاذ المساعد من جامعة الطائف قسم القراءات
4 - مداخلة للدكتور: نور الدين الأستاذ المساعد من جامعة الطائف قسم القراءات
vثم كان ختام الملتقى بحمد الله والثناء عليه، ودعوة الضيوف لتناول طعام العشاء.
v تم نقل اللقاء على الهواء مباشرة في المواقع التالية: موقع آفاق القراءات، وعلى البالتوك غرفة Holy_Quran_Com ، وحدث خلل في نقله على موقع البث الإسلامي.
للاطلاع على المحاضرة عن طريق برنامج ( word) . افتح الرابط التالي:
http://www.4shared.com/dir/14644485/ab9230cd/sharing.html
للاستماع للمحاضرة افتح الرابط التالي:
http://www.4shared.com/dir/14644485/ab9230cd/sharing.html
أعد التقرير: د/ عبد الله بن حماد القرشي
المشرف على ديوانية الدراسات القرآنية بمحافظة الطائف
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Apr 2009, 12:56 م]ـ
وفقكم الله يا دكتور عبدالله ونفع بجهودكم، وأحييكم على هذه الفكرة الرائدة وأسأل الله أن يعينكم على الاستمرار في عقدها دون تكلف حتى لا تنقطع، وتؤتي ثمارها بإذن الله.
كما أشكرك على هذا التقرير النافع، والتوثيق المفصل.
ـ[هتاف الضمير]ــــــــ[19 Apr 2009, 03:37 م]ـ
بارك الله فيكم شيوخنا الأفاضل وفي جمعكم والديوانية ..
ماشاء الله .. تقرير موفق .. وشامل ..
شكر الله لكم وأثابكم ..
ـ[عصام الثبيتي]ــــــــ[21 Apr 2009, 03:54 م]ـ
نفع الله بكم وأمدكم بعون منهم وتوفيق(/)
كتاب الترجمان
ـ[الورشان]ــــــــ[19 Apr 2009, 11:08 م]ـ
ما رأيكم في كتاب الترجمان والدليل لايات التنزيل للمؤلف المختار محمود الشنقيطي(/)
سياق الآيات وعلة التحريم ومقصد الشارع.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[20 Apr 2009, 08:17 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
سياق الآيات وعلة التحريم ومقصد الشارع.
يظهر لي أن السياق من الأمور التي تفيد الفقيه والمفسر في معرفة علة التحريم
ولمقصد الشارع دور في بيان العلة أيضا كما يظهر.
"عرف أحدهم السياق فقال:
(السياق) من حيث المدلول العام، يُقصد به: الإطار العام الذي تنتظم فيه عناصر النص، ووحدته اللغوية، ومقياس تتصل بوساطته الجُمل فيما بينها وتترابط، بحيث يؤدي مجموع ذلك إلى إيصال معنى معيَّن، أو فكرة محددة لقارئ النص. " هـ
وتحدث بعد ذلك عن أنواع السياقات القرآنية، ومنها:
"السياق المقصدي: يُقصد بالسياق المقصدي النظر إلى الآية القرآنية من خلال مقاصد القرآن الكلية، وعلى ضوء الرؤية القرآنية للموضوع المعالَج. فمثلاً قوله تعالى: {لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة} (آل عمران:130)، لا يمكن أن نفهم هذا النص فهماً صحيحاً إلا إذا نظرنا إليه على ضوء موقف القرآن عموماً من الربا، وإلا لأدى بنا الأمر إلى القول بجواز أكل الربا القليل، كما ذهب إلى القول بذلك بعض المعاصرين. وأيضاً فإن الآيات الدالة على قتال المشركين لدخولهم في الإسلام، لا يمكن أن تفهم إلا على ضوء النصوص الأخرى الداعية إلى الدعوة بالحسنى والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن. " أهـ
وهل يمكننا أن نقول أن هناك سياقا تعليليا للقرآن الكريم؟
وهل المقاصد معينة على استنباط العلل؟
مثال:
قال تعالى:
[إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (271) لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (272) لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (273) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (274) الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275) يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (276)]
قال ابن عاشور:
" فالوجه عندي في التفرقة بين البيع والربا أنّ مرجعها إلى التعليل بالمظنّة مراعاة للفرق بين حالي المقترض والمشتري، فقد كان الاقتراض لدفع حاجة المقترض للإنفاق على نفسه وأهله لأنّهم كانوا يعدّون التداين همّاً وكرباً، وقد استعاذ منه النبي صلى الله عليه وسلم وحال التاجر حال التفضّل. وكذلك اختلاف حالي المُسْلِف والبائع، فحال باذل ماله للمحتاجين لينتفع بما يدفعونه من الربا فيزيدهم ضيقاً؛ لأنّ المُتسلّف مظنّة الحاجة، ألا تراه ليس بيده مال، وحال بائع السلعة تجارةً حالُ من تجشّم مشقّة لجلب ما يحتاجه المتفضّلون وإعداده لهم عند دعاء حاجتهم إليه مع بذلهم له ما بيدهم من المال.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالتجارة معاملة بين غنيّين: ألا ترى أنّ كليهما باذل لما لا يحتاج إليه وآخذٌ ما يحتاج إليه، فالمتسلّف مظنّة الفقر، والمشتري مظنّة الغِنى، فلذلك حرم الربا لأنّه استغلال لحاجة الفقير وأحلّ البيع لأنّه إعانة لطالب الحاجات. فتبيّن أنّ الإقراض من نوع المواساةِ والمعروف، وأنّها مؤكّدة التعيُّن على المواسي وجوباً أو ندْباً، وأيَّا ما كان فلا يحل للمقرض أن يأخذ أجراً على عمل المعروف. فأما الذي يستقرض مالاً ليتجَّر به أو ليوسع تجارته فليس مظنّة الحاجة، فلم يكن من أهل استحقاق مواساة المسلمين، فلذلك لا يجب على الغني إقراضه بحال فإذا قرضه فقد تطوّع بمعروف. وكفى بهذا تفرقة بين الحالين."أهـ
[التحرير والتنوير]
و القرافي نبه في كلامه فيما يلي إلى فائدة المقاصد في استنتاج العلل:
(الْفَرْقُ الْحَادِي وَالتِّسْعُونَ وَالْمِائَةُ بَيْنَ قَاعِدَةِ اتِّحَادِ الْجِنْسِ وَقَاعِدَةِ تَعَدُّدِهِ فِي بَابِ رِبَا الْفَضْلِ فَإِنَّهُ يَجُوزُ مَعَ تَعَدُّدِهِ) وَهُوَ مَبْنِيٌّ عَلَى قَاعِدَتَيْنِ (الْقَاعِدَةُ الْأُولَى) أَنَّ مَقْصُودَ الشَّارِعِ مِنْ الدُّنْيَا أَنْ تَكُونَ مَزْرَعَةَ الْآخِرَةِ وَمَطِيَّةَ السَّعَادَةِ الْأَبَدِيَّةِ، وَأَمَّا مَا عَدَاهُ فَمَعْزُولٌ عَنْ مَقْصِدِ الشَّارِعِ فِي الشَّرَائِعِ فَلَا يُعْتَبَرُ فِي نَظَرِ الشَّرْعِ مِنْ الرِّبَوِيَّاتِ إلَّا مَا هُوَ عِمَادُ الْأَقْوَاتِ وَحَافِظُ قَانُونِ الْحَيَاةِ وَمُقِيمُ بِنْيَةِ الْأَشْبَاحِ الَّتِي هِيَ مَرَاكِبُ الْأَرْوَاحِ إلَى دَارِ الْقَرَارِ وَيُلْغَى فِي نَظَرِهِ تَفَاوُتُ الْجَوْدَةِ وَالرَّدَاءَةِ؛ لِأَنَّهُ دَاعِيَةُ السَّرَفِ وَلَا يُقْصَدُ إلَّا لِلتَّرَفِ فَلَوْ رَتَّبَ الشَّرْعُ عَلَيْهِ أَحْكَامَهُ لَكَانَ ذَلِكَ دَلِيلَ اعْتِبَارِهِ وَمُنَبِّهًا عَلَى رِفْعَةِ قَدْرِهِ وَمَنَارِهِ وَهُوَ خِلَافُ الْوَضْعِ الشَّرْعِيِّ وَالْقَانُونِ الْحُكْمِيِّ)
[أنوار البروق في أنواع الفروق]
ومن أشار إلى فائدة سياق الآيات في استنباط العلة من تحريم الربا، هو ابن كثير في حد ظني وإن لم يكن بشكل مباشر، فقد قال:
" لما ذكر تعالى الأبرار المؤدين النفقات، المخرجين الزكوات، المتفضلين بالبر والصلات لذوي الحاجات والقرابات في جميع الأحوال والآنات -شرع في ذكر أكلة الربا وأموال الناس بالباطل وأنواع الشبهات، فأخبر عنهم يوم خروجهم من قبورهم وقيامهم منها إلى بعثهم ونشورهم، فقال: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} أي: لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له؛ وذلك أنه يقوم قياما منكرًا. " أهـ
والله أعلم وأحكم.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[24 Apr 2009, 02:33 م]ـ
في المثال السابق كانت العلة تحتاج إلى نوع من التدبر، لكن قد يرد السياق التعليلي واضحا:
مثال:
قال تعالى:
{إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (المزمل:20).
قال القرطبي:
" بين سبحانه علة تخفيف قيام الليل، فإن الخلق منهم المريض، ويشق عليهم قيام الليل، ويشق عليهم أن تفوتهم الصلاة، والمسافر في التجارات قد لا يطيق قيام الليل، والمجاهد كذلك، فخفف الله عن الكل لأجل هؤلاء."(/)
ابن سلام والشك فى الشعر الجاهلى: إِعَادة طَرْح
ـ[إبراهيم عوض]ــــــــ[20 Apr 2009, 08:44 ص]ـ
ابن سلام والشك فى الشعر الجاهلى: إِعَادة طَرْح
د. إبراهيم عوض
فى حدود علمى أن المقدمة التى كتبها ابن سلام لكتابه: "طبقات الشعراء" وتناول فيها النَّحْل فى الشعر الجاهلى هى أول وثيقة مفصَّلة ومؤصِّلة فى هذا الموضوع. ويكاد كل من جاؤوا بعد ابن سلام وتناولوا هذه القضية أن يكونوا عِيَالاً عليه. ولقد كنت أحسب أن الفتنة التى عَلِقَتْ بالشعر الجاهلى مبعثها ما سطرته يد المستشرق البريطانى ديفيد صمويل مرجليوث واحتذاه طه حسين حين وضع كتابه: "فى الشعر الجاهلى". لكنى لما روَّيْتُ فى الأمر وأعدت النظر وعُدْتُ فقرأت ابن سلام من جديد تبين لى أنه هو صاحب هذا كله بما أثار من زوابع شك فى ذلك الشعر دون أن يكون مستندا إلى جدارٍ صُلْب. فقلت فى نفسى: ينبغى أن أعيد طرح القضية من جديد وأنشر على الملإ ما وصلت إليه مما أرى أنه حَرِىٌّ بوضع الأمور فى نصابها. وهأنذا أفعل. ولسوف يكون منهجى تتبع ما قاله ابن سلام عن شعر الجاهلية فى المقدمة المذكورة فقرة فقرة وتقليبه على كل وجوهه وإبداء الرأى فيه.
يقول ابن سلام فى مقدمة كتابه واصفا ما صنعه فيه: "ذكرنا العرب وأشعارها والمشهورين المعروفين من شعرائها وفرسانها وأشرافها وأيامها، إذ كان لا يحاط بشعر قبيلة واحدة من قبائل العرب، وكذلك فرسانها وساداتها وأيامها، فاقتصرنا من ذلك على ما لا يجهله عالم ولا يستغنى عن علمه ناظر فى أمر العرب، فبدأنا بالشعر"، وهو لم يذكر العرب فى هذا الكتاب ولا أتى على ذكر فرسانهم وأشرافهم وأيامهم، ولم يتعرض منهم إلا للشعراء فحسب. اللهم إلا إذا كان يشير إلى كتاب له آخر انتهى منه قبل هذا الكتاب، أو كان جزء من كتابه الذى بين أيدينا قد سقط ولم يصلنا. أما استخدامه لصيغة الماضى فى السطور السالفة فمن الممكن تأويله على أنه كتب تلك الجملة بعد فراغه من تأليف الكتاب كما يفعل الواحد منا الآن، إذ يؤلف الكتاب أولا، ثم يشفعه بالمقدمة فيقول فيها إنه فعل كذا وكذا، وإن كان المفروض حسب ترتيب صفحات الكتاب وأبوابه أنه لم يكن قد فعل شيئا بعد مما قال إنه فعله، بل سيفعله لاحقا.
ثم ينتقل ابن سلام انتقالا فجائيا فيقول: "فبدأنا بالشعر. وفى الشعر مصنوع مفتعل موضوع كثير لا خير فيه، ولا حجة فى عربية، ولا أدب يستفاد ولا معنى يستخرج ولا مثل يضرب ولا مديح رائع ولا هجاء مقذع ولا فخر معجب ولا نسيب مستطرف". وقد كان المظنون أن يقول شيئا يهيّئ به الأذهان لهذه المسألة بدلا من أن يأخذنا بها على حين بغتة، كأن يقول مثلا إن وضع الشعر العربى فى الجاهلية هو كذا وكذا، وإن عدد الشعراء يبلغ كذا، وإن موضوعاتهم هى كذا وكذا، وإن ما يروى لهم من شعر كثير جدا لا يتناسب مع تعداد العرب فى الجاهلية ولا مع مستواهم الحضارى والثقافى ... إلا أننا ننظر فنُلْفِيه قد ألقانا بغتة فى قلب أَتُون الشك فى ذلك الشعر. وبمناسبة الكلام عن الشعر الجاهلى أود أن ألفت الانتباه إلى أنه لم يحدد الشعر الذى يشكو من أن فيه مصنوعا كثيرا لا خير فيه، بل أطلق القول إطلاقا، على حين أنه يقصد الشعر الجاهلى بالذات لا غير، وهذا ما نفهمه جميعا لا يشذّ أحد منا فى ذلك.
كذلك نراه يطلق الرأى فى تلك الأشعار الكثيرة التى وصفها بأنها مصنوعة مفتعلة فقال إنها تخلو من القيمة اللغوية والفنية والمضمونية جميعا، وكأن النحل عنده رديف الركاكة والضعف والتهافت رغم أن من يَغْلُون فى القول بالنحل يقولون إن واضعى الشعر الجاهلى كانوا قوما مشهودا لهم ببراعة النظم حتى إنهم ليقدرون على مساماة الشعراء الأصليين على اختلاف مشاربهم وقبائلهم وبيئاتهم وأعمارهم وظروفهم وموضوعاتهم. فهل ثم قانون يوجب أن يكون الشعر الموضوع هو بالضرورة ضعيفا متهافتا لا قيمة له فنية أومضمونية؟ ثم إنه لم يحاول أن يضع أيدينا على ما يدعيه من ضعف المنحول من الشعر فيبين لنا تطبيقيا صدق تلك الدعوى. ولو كان فعل لكان لكلامه مصداقية يفتقدها الآن! ذلك أن هناك مثلا من يرى أن لامية الشنفرى منحولة، فهل من يستطيع صادقا أن يتهمها بالضعف والركاكة؟ وهناك من يقول إنه لم يصح من قصيدة مالك بن الريب (وليسمح لى القارئ بضرب هذا المثل من الشعر الأموى) إلا ثلاثة عشر بيتا، فيما
(يُتْبَعُ)
(/)
القصيدة التى وصلتنا، وهى تزيد عن ذلك زيادة كبيرة، كلها ماء واحد فى الروعة وغزو القلوب والاستيلاء منها على مكامن الشعور.
ثم أضاف، رحمه الله، قائلا: "وقد تداوله (أى الشعر الجاهلى) قوم من كتاب إلى كتاب لم يأخذوه عن أهل البادية، ولم يعرضوه على العلماء. وليس لأحد، إذا أجمع أهل العلم والرواية الصحيحة على إبطال شئ منه، أن يقبل من صحيفة ولا يروى عن صحفى. وقد اختلف العلماء بعد في بعض الشعر كما اختلفت في سائر الأشياء. فأما ما اتفقوا عليه فليس لأحد أن يخرج منه". لكنْ من ذا الذى قال إن الكلمة الأخيرة فى أى مجال من مجالات البحث العلمى قد قيلت وانتهى الأمر؟ لاشك أن للعلماء وزنهم واحترامهم لما عندهم من علم وتجارب وخبرات، لكن هل لا بد أن يكون ما أجمعوا عليه بالضرورة صحيحا؟ ألا يمكن أن يكون إجماعهم قائما على معلومات ناقصة أو مضللة لأن ظروف عصرهم لم تكن تسمح لهم إلا بهذا المتاح لهم، ثم تزداد تلك المعلومات بعد هذا أو يتوصل الباحثون إلى ما هو أصح مما كان معلوما منها فيغير ما كان مجمعا عليه؟ وكثيرا ما يحدث هذا فى العلوم الطبيعية، وهى أكثر انضباطا ودقة من علوم الأدب والنقد واللغة وما إلى ذلك، فما بالنا بتلك العلوم التى تقل بطبيعتها عن العلوم الطبيعية انضباطا وصرامة؟
إننى دائما ما أقول لطلابى غير متواضع إن ما أسجله فى مؤلفاتى وما أقوله فى محاضراتى رغم اطمئنانى له وتعبى فى التوصل إليه لا أستطيع أن أزعم له الصحة المطلقة، وإن كنت بوصفى بشرا من البشر أحب أن يوافقنى الناس على ما أقول، إلا أن الحق أحق أن يقال ويُتَّبَع، ومن ثم فإننى أتوقع أن يجىء بعدى من ينظر فى آرائى كما نظرت فى آراء السابقين ويرى فيها غير الذى أراه كما نظرت بدورى فيما تركه السابقون واختلفت معهم بشأنه. تلك هى سنة الحياة، وليس لأحد الزعم بأنه يملك الحقيقة النهائية مهما كان اعتزازه بنفسه وعقله ومعاناته فى الوصول إلى ما وصل إليه من علم. وعلى هذا نقول لابن سلام، رحمه الله وأكرم مثواه، إن هذا الإجماع الذى تذكره، سواء كان صحيحا أو متخيَّلا، لا ينبغى أن يمنع أى باحث من النظر فيما أجمعوا عليه أو من رأى شىء آخر غير الذى كانوا يرونه.
ثم هناك مسألة الأخذ من الكتب، فماذا فى ذلك؟ أليس المصير النهائى لأى علم هو تسجيله فى كتاب؟ قد يُرَدّ علىّ بأن القراءة فى كتاب من كتب تلك الفترة قد تكون مظنة الوقوع فى الخطإ، إذ لم تكن كلها مضبوطة ولا منقوطة. ولسوف أسلم بهذا، لكنى ألفت النظر إلى أن خشية ابن سلام ليست فى هذا الاتجاه، بل فى الانخداع بالشعر المنحول وتصور صحته، وهذا أمر آخر. ثم كيف ينتظر ابن سلام من كل قارئ أن يذهب بنفسه إلى البادية إن أراد جمع الشعر الجاهلى أو أحب الاستماع إليه؟ لقد ذهب قوم من قبل إلى البادية وجمعوا من شعرها ما جمعوه، أفلا بد من البدء من نقطة الصفر إلى الأبد؟ فأين التراكم المعرفى إذن ما دام علينا فى كل مرة أن نبدأ من جديد؟ لو أنه قال إن الرجوع إلى عالم من العلماء إلى جانب الكتاب حَرِىٌّ أن يكون أجدى لكان أفضل، أما الجزم بأنه لا يحق لأحدأن يأخذ من كتاب على الإطلاق فإنه يستدعى سؤالا فى غاية الأهمية، إذ لماذا الكتاب إذن إذا كان على المتعلم والعالم أن يبقى كل منهما كالطفل الرضيع لا يجوز له الانفطام عن ثدى أمه ولبنها؟ ومعروف أن كثيرا من البشر يقرأون آلاف الكتب طوال حياتهم، فهل يجب على كل منهم كلما طالع كتابا أن يبحث عن شيخ يقرؤه عليه، وإلا ما تعلَّم؟ وها نحن الآن قد اختططنا خطة أخرى، وهى الأخذ عن الكتاب مباشرة، فهل نحن يا ترى مخطئون لا نفهم شيئا فى العلم ولا فى طريقة اكتسابه؟ ثم ما القول فى الكتب التى وضعها علماء لا سبيل إلى الاتصال بهم زمانا أو مكانا، سواء كانت كتبا مؤلفة أومترجمة؟ هذا ما أردت قوله حين أشرت إلى أن ما أجمع عليه العلماء فى عصر أو ظرف معين لا يلزم سواهم بالضرورة.
(يُتْبَعُ)
(/)
بعد ذلك يقرر ابن سلام أن "للشعر صناعة وثقافة يعرفها أهل العلم كسائر أصناف العلم والصناعات: منها ما تَثْقَفه العين، ومنها ما تثقفه الأذن، ومنها ما تثقفه اليد، ومنها ما يثقفه اللسان. من ذلك اللؤلؤ والياقوت، لا تعرفه بصفة ولا وزن دون المعاينة ممن يبصره. ومن ذلك الجهبذة بالدينار والدرهم، لا تعرف جودتهما بلونٍ ولا مَسٍّ ولا طرازٍ ولا وَسْمٍ ولا صفةٍ، ويعرفه الناقد عند المعاينة فيعرف بَهْرَجها وزائفها وسَتُّوقها ومفرغها. ومنه البصر بغريب النخل، والبصر بأنواع المتاع وضروبه واختلاف بلاده مع تشابه لونه ومَسّه وذَرْعه حتى يضاف كل صنف إلى بلده الذي خرج منه. وكذلك بصر الرقيق، فتوصف الجارية فيقال: ناصعة اللون جيدة الشَّطْب نقية الثغر حسنة العين والأنف جيدة النهود ظريفة اللسان واردة الشعر، فتكون في هذه الصفة بمئة دينار، وبمئتى دينار. وتكون أخرى بألف دينار وأكثر، ولا يجد واصفها مزيدا على هذه الصفة. وتوصَف الدابة فيقال: خفيف العنان لين الظهر شديد الحافر فتىّ السن نقىٌّ من العيوب، فيكون بخمسين دينارا أو نحوها. وتكون أخرى بمئتى دينار وأكثر، وتكون هذه صفتها. ويقال للرجل والمرأة فى القراءة والغناء: إنه لَنَدِىّ الحلق طَلّ الصوت طويل النَّفَس مصيبٌ للَِّحن، ويوصف الآخر بهذه الصفة، وبينهما بون بعيد. يعرف ذلك العلماء عند المعاينة والاستماع له بلا صفة يُنْتَهَى إليها ولا علم يوقَف عليه. وإن كثرة المدارسة لتُعْدِي علي العلم به. فكذلك الشعر يعلمه أهل العلم به. قال محمد، قال خلاد بن يزيد الباهلى لخلف بن حيان أبى محرز، وكان خلاد حسن العلم بالشعر يرويه ويقوله: بأى شئ تردّ هذه الاشعار التي تُرْوَى؟ قال له: هل فيها ما تعلم أنت أنه مصنوع لا خير فيه؟ قال: نعم. قال: أفتعلم في الناس من هو أعلم بالشعر منك؟ قال: نعم. قال: فلا تنكرْ أن يعلموا من ذلك أكثر مما تعلمه أنت. وقال قائل لخلف: إذا سمعتُ أنا بالشعر أستحسنه فما أبالى ما قلتَ أنت فيه وأصحابك. قال: إذا أخذتَ درهما فاستحسنتَه، فقال لك الصراف: إنه ردئ، فهل ينفعك استحسانك إياه؟ ".
فأما أن لكل ضرب من الصناعة والعلم متخصصيه الذين ينبغى الرجوع إليهم والتعلم منهم لما سبق من إنفاقهم العمر فى تحصيله فهذا مما لا يقبل المماراة، وعلى العين والرأس. ولكن أولئك المتخصصين لا يتنزل عليهم الوحى فلا ينبغى إذن أن يُسْأَلوا عن شىء مما يقولون أو يُرَاجَعوا فيه. كلا وألف كلا، بل كل ما يقولون يقبل المناقشة والأخذ والرد مع احترامنا لهم وتقديرنا لتخصصاتهم وما أنفقوا فيها من جهد ووقت ومال وأعصاب. ذلك أن العلم لا يعرف القول بأن بابه قد أُغْلِق بعد فلان أو عِلاّن، بل هو مفتوح دائما أبدا دون أن يقال إننا قد وصلنا فيه إلى الغاية التى ليس بعدها زيادة لمستزيد. وما دام الأمر كذلك فليس لأحد الحق فى الزعم بأن ما يقوله هو الصواب الذى لا صواب سواه، ومن ثم لا تصح مساءلته ولا مطالبته بالدليل اعتمادا على أنه ذو خبرة وأن كلامه لا يخرّ منه الماء. لا يا سيدى، نحن العلماء بشر يصيبون، نعم، ولكنهم كما يصيبون فكذلك يخطئون. وحتى حين يصيبون فإن صوابهم هذا ليس سوى خطوة على الطريق تحتاج إلى من يتابعها نحو الغاية، تلك الغاية التى لا تأتى أبدا رغم أن واجبنا هو السعى الحثيث نحوها وكأننا واصلون إليها يوما.
صحيح أن من العلماء والمتخصصين من يعتمد على الحكم الانطباعى ويكون هذا الحكم صحيحا فى كثير من الأحيان. لكن كيف نعرف أنه صحيح؟ نعرف ذلك بالمراجعة إلى أن ينجلى الأمر عن التحقق من أنه صواب. وأذكر أنى قلت لأحد الأطباء ذات مرة إن فلانا يشعر بأعراض السكر فى جسمه واضحة من نشف الريق وشدة العطش وكثرة التبول وما إلى ذلك، فكان جوابه أنه لا يكفى هذا كله، بل لا بد من تحليل الدم والبول لأن هذا هو المعيار الذى يصح الاعتماد عليه، أما ما يشعر به الشخص فهو شىء يُسْتَأْنس به، وقد يصح بعد ذلك، وربما لا يصح.
(يُتْبَعُ)
(/)
وخذ عندك أيضا ما يقوله العلماء من أن أسلوب القرآن وأسلوب الحديث متمايزان لا يلتبسان. لكن هذا حكم انطباعى لا يمكن أن يستمر هكذا إلى يوم الدين. وهذا ما حدث، فقد وفق الله كاتب تلك السطور إلى وضع كتاب يوضح فيم يتمايز الأسلوبان، اعتمادا على التحليلات والإحصاءات وتقديم الشواهد على صدق ما أقول من مفردات وصيغ وعبارات وتراكيب وأبنية. ولست أزعم أننى قلت كلمة الفصل فى الموضوع، فأنا موقن أن ما صنعته لا يزيد عن أن يكون الخطوة الأولى التى فتحت الباب لمن يأتى بعدى فيضيف إلى ما قلته أشياء وأشياء. إلا أن هذا لا يعنى أن الأوضاع بعد تلك الدراسة التى بلغت ستمائة صفحة ليس فى أية صفحة منها كلمة واحدة إنشائية، بل كل ما فيها مدعوم بالشواهد والتحليلات الواضحة المباشرة التى لا تحتاج إلى تأويل ولا لف أو دوران، هى نفسها الأوضاع قبل القيام بها. وعنوان الكتاب لمن يريد الاطلاع عليه هو: "القرآن والحديث- مقارنة أسلوبية"، وهو متاح على المشباك (الشبكة العنكبوتية).
إذن فقول العلماء شيئا ما بناءً على انطباعاتهم لا يمكن أن يكون حجة قاطعة على ما يقولون رغم أهميته مع هذا، إذ من الممكن أن يكون انطباعا خاطئا، وما أكثر ما تخطئ الانطباعات لدى العلماء! فنحن نقول مثلا إن أسلوب المازنى مميز بحيث يمكن التعرف إليه بسهولة من بين أساليب الكتاب الآخرين. بيد أن هذا لا يصح الجزم به إلا بعد تحليل أسلوب النص الذى بين أيدينا والذى نحس أنه بقلم المازنى ووجدانه متصفا بنفس السمات المميزة لأسلوب ذلك الكاتب المبدع. وهذا يتطلب بدوره أن نكون قد عكفنا قبلا على فحص ذلك الأسلوب بدقة وتعمق وتفصيل وسجلنا نتائج الفحص بحيث تكون بين يدى كل من أراد الاستعانة بها. ومع ذلك كله فمن الممكن أن نخطئ فى نتيجة الحكم على صاحب النص المعين الذى بين أيدينا، إذ الأمر فى مثل تلك الحالة هو من التعقد والتشابك والحساسية بحيث لا يستطيع محللٌ الجزم المطلق بشىء.
وها هو ذا مثال حى على صحة ما أقول، إذ أنكر ابن هشام فى "السيرة النبوية" قصيدة كان ابن إسحاق قد نسبها إلى أحد اليثربيين، ومن ثم حَذَفَها من السيرة مؤكدا أنها شعر مصنوع. قال، رحمه الله، عن هجوم تُبَّع على يثرب فى الجاهلية ثم انصرافه عنها: "فبينا تُبَّع على ذلك من قتالهم إذ جاءه حبران من أحبار اليهود من بني قريظة ... ، عالمان راسخان في العلم، حين سمعا بما يريد من إهلاك المدينة وأهلها، فقالا له: أيها الملك، لا تفعل، فإنك إن أبيت إلا ما تريد حِيلَ بينك وبينها، ولم نأمن عليك عاجل العقوبة. فقال لهما: ولم ذلك؟ فقالا: هي مُهَاجَر نبي يخرج من هذا الحرم من قريش في آخر الزمان تكون داره وقراره. فتناهى عن ذلك ورأى أن لهما علما وأعجبه ما سمع منهما، فانصرف عن المدينة واتبعهما على دينهما. فقال خالد بن عبد العزى بن غزية بن عمرو بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار يفخر بعمرو بن طلة:
أصحا أم قد نهى ذِكَرَهْ أم قضى من لذةٍ وَطَرَهْ
أم تذكرت الشباب؟ وما ذكرك الشباب أو عُصُرَهْ؟
إنها حربٌ رباعيةٌ مثلها آتي الفتى عِبَرَهْ
فاسألا عمران أو أسدا إذ أتت عَدْوًا مع الزُّهَرهْ
فيلق فيها أبو كرب سبغ أبدانها ذَفِرَه
ثم قالوا: من نؤم بها؟ أبني عوفٍ أم النجره؟
بل بني النجار. إن لنا فيهمُ قتلى، وإنّ تِرَهْ
فتلقتهم مسايفة مدها كالغيبة النثرهْ
فيهمُ عمرو بن طلة ملَّى الإلهُ قومَه عُمُرَهْ
سيّدٌ سام الملوكَ، ومن رام عمرا لا يكن قَدْرَهْ
وهذا الحي من الأنصار يزعمون أنه إنما كان حَنِقَ تُبَّع على هذا الحي من يهود الذين كانوا بين أَظْهُرهم، وإنما أراد هلاكهم فمنعوهم منه حتى انصرف عنهم، ولذلك قال في شعره:
حنقًا على سِبْطَيْن حَلاَّ يثربا أَوْلَى لهم بعقاب يومٍ مفسدِ
قال ابن هشام: الشعر الذي فيه هذا البيت مصنوع، فذلك الذي مَنَعَنا من إثباته". ومع هذا فإن ابن هشام قد أورد القصيدة كاملة فى كتابه: "التيجان" دون أن يقول فى حقها كلمة إنكار واحدة! وهذه بعض أبياتها كما أوردها فى الكتاب المذكور:
"ما بال عينك لا تنام كأنما كُحِلَتْ مآقيها بسمّ الأَسْوَدِ؟
حنقًا على سبطين حَلاَّ يثربا أَوْلَى لهم بعقاب يومٍ مفسدِ
.............
ولقد أذل الصعب صعب زمانه وأناط عروةُ عِزَّه بالفرقدِ
............
(يُتْبَعُ)
(/)
فأتى مغار الشمس عند غروبها في عين ذي خلب وثأط حرمد"
ويبقى التمييز بين الدراهم والدنانير، ولا شك أن الصيرفى يعتمد على مقياس معين فى هذا الصدد، إذ لا يصح الزعم بأنه يتلقى فى كل مرة إلهاما من السماء ينزل عليه بغتة. ولقد قال ابن سلام إنه لا بد للصيرفى حينئذ من المعاينة، فهذا هو المعيار، مثلما أن هناك أشياء أخرى معيارها ذوق اللسان، وثالثة معيارها اللمس، ورابعة معيارها السمع ... وهكذا. أما التسليم الأعمى الذى يطلبه ابن سلام من القارئ فهو كلام بعض المتصوفين، إذ يَرَوْنَ أنه لا بد للمريد أن يكون كالخِرْقَة فى يد الشيخ يفعل بها ما يشاء دون أن يكون لها اعتراض أو استفسار، إذ متى كانت الخِرَق تعترض أو تستفسر؟ لكن كلا وحاشا أن يكون هذا هو وضع القارئ تجاه الناقد الذى يسترشد برأيه وذوقه!
نعم لا مشاغبة فى أن ثم منطقا قويا فى كلام ابن سلام التالى الذى يحكى لنا فيه أنه "قال قائل لخلف (يقصد خلفا الأحمر): إذا سمعتُ أنا بالشعر أستحسنه فما أبالى ما قلتَ أنت فيه وأصحابك. قال: إذا أخذتَ درهما فاستحسنتَه، فقال لك الصراف: إنه ردئ، فهل ينفعك استحسانك إياه؟ ". لكن هنا شيئا غائبا لا تكتمل الصورة إلا به، وهو أن على العالم فى هذه الحالة أن يشرح لسائله لم يرفض نسبة هذه القصيدة إلى فلان ولم يقبل تلك، إذ ليس من المعقول أن يكتفى بإصدار فتواه دون أن يكون لنا الحق فى التساؤل والرغبة فى أن تطمئن قلوبنا. إن الله ذاته جل جلاله لم يطلب من عبده إبراهيم ذلك، بل حين أراد إبراهيم عليه السلام البرهان على ما كان ربه قد طلب منه الإيمان به أراه سبحانه وتعالى البرهان حتى يرتاح قلبا كما قال فى ابتهاله إليه.
أما التمثيل بالجوارى والمغنين والمغنيات، ومثلها الأطعمة والملابس وما إلى ذلك، فهو شىء مختلف، إذ مدار الأمر هنا على الذوق، والذوق مسألة شخصية، وإن كان هذا الذوق الشخصى قابلا للتعليل بكل تأكيد، وإن كان كثيرا ما يصل من الخفاء إلى الدرجة التى لا يستطيع صاحبه عندها أن يفتى بشىء. وقد يكون تفضيل جارية على جاريةٍ مشابهةٍ لها أن المفضَّلة أدلّ وأخفّ دما، أو أن شفتها ممتلئة قليلا أو فى صوتها بحة مثلا أو تميل إلى الامتلاء فى مجتمع يتعلق ذوق الناس فيه بالمرأة الممتلئة. وقد يكون كل ذلك غير واضح لمن فضّل تلك الجارية، لكن المهم أنه يحس بدخولها هى بالذات مزاجه دون مثيلاتها المشبهات لها. وعلى كل حال فالأمر هنا أمر إحساس شخصى لا مشاحّة فيه.
وجريًا على هذه السُّنَّة يكتب ابن سلام بعد ذلك فى ترجمة امرئ القيس مثلا ما يلى: "وجدنا رواة العلم يغلطون فى الشعر، ولا يضبط الشعر إلا أهله. وقد تروى العامة أن الشعبى كان ذا علم بالشعر وأيام العرب. وقد رُوِىَ عنه هذا البيت، وهو فاسد. ورُوِىَ عنه شىء يُحْمَل على لبيد:
باتت تَشَكَّى إلى النفس مُجْهِشةً * وقد حملتُكِ سبعًا بعد سبعينِ
فإن تعيشى ثلاثا تبلغى أملا * وفى الثلاث وفاءٌ للثمانينِ
ولا اختلاف فى أن هذا مصنوع تكثر به الأحاديث ويستعان به على السهر عند الملوك، والملوك لا تستقصى". نعم، الملوك بوجه عام لا تستقصى، إلا أن يكونوا ملوكا علماء، لكن على العلماء أيضا، ملوكا وغير ملوك، إبداء الدليل والمعيار، وإلا فلا فرق بينهم وبين من لا يستقصى من الملوك!
ثم شرع ابن سلام يهاجم محمد بن إسحاق صاحب السيرة النبوية قائلا: "وكان ممن أفسد الشعر وهجّنه وحمل كل غُثَاء منه محمد بن إسحاق بن يسار مولى آل مخرمة بن المطلب بن عبد مناف، وكان من علماء الناس بالسِّيَر. قال الزهرى: لا يزال فى الناس عِلْمٌ ما بَقِىَ مولى آل مخرمة. وكان أكثر علمه بالمغازي والسير وغير ذلك، فقبل الناس عنه الأشعار. وكان يعتذر منها ويقول: لا علم لى بالشعر. أُتِينا به فأحمله. ولم يكن ذلك له عذرا. فكتب في السِّيَر أشعار الرجال الذين لم يقولوا شعرا قط وأشعار النساء، فضلا عن الرجال، ثم جاوز ذلك إلى عاد وثمود فكتب لهم أشعارا كثيرة، وليس بشعر. إنما هو كلامٌ مؤلَّفٌ معقودٌ بقوافٍ؟ أفلا يرجع إلى نفسه فيقول: من حمل هذا الشعر؟ ومن أداه منذ آلاف من السنين، والله تبارك وتعالى يقول: "فقُطِع دابر القوم الذين ظلموا"، أى لا بقية لهم؟ وقال أيضا: "وأنه أهلك عادًا الأولى* وثمودَ فما أبقى"، وقال فى عاد: "فهل ترى لهم مِنْ باقية؟ "، وقال:
(يُتْبَعُ)
(/)
"وقُرُونًا بين ذلك كثيرا"، وقال: "ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله؟ " ... ".
ونعكس المسألة فنبدأ بآخر ما قاله ابن سلام فى هذه الفقرة، وهو أن عادا وثمود قد بادتا على بَكْرَة أبيهما فلم يبق من أى منها باقية، وعلى هذا فمن غير المعقول أن يكون قد بلغنا من أشعارهما شىء، وإلا فمن أدى إلينا ذلك الشعر، وقد استؤصلوا أجمعين فلم يكن هناك راوٍ يروى شعرا؟ ولست أذكر الآن أن أحدا ممن تناولوا قضية الشك فى الشعر الجاهلى وتعرض لما قاله ابن سلام قد رد على هذه النقطة، وهو ما يدل على أن الجميع، فى حدود ما أذكر، قد وجد فى كلام ابن سلام برهانا حاسما لا سبيل إلى نقضه. ومنذ شهور قلائل كان هناك طالب قد تخرج منذ عام، لكنه أراد أن يحضر محاضرتى للفرقة الأولى فى مادة "ثقافة العرب قبل الإسلام"، وكان الكلام وقتها عن الانتحال فى الشعر الجاهلى، فساق ما قاله ابن سلام على أساس أنه كلام لا يقبل نقضا ولا إبراما. فلما سمعته يقول ما قال وجدتنى أرد قائلا: وهل كل ثمود قد أبيدت؟ فقال: نعم، هكذا تقول الآيات. فعدت أسأله: أوتظن أن صالحا نبيّهم قد أبيد مع من أبيدوا؟ قال: لا. فسألته مرة أخرى: وهل تظن أن صالحا وحده هو الذى كتب الله له النجاة؟ ألم يكن معه مؤمنون؟ أويعقل أن يكون الله قد أخذهم فيمن أخذ عاطلا مع باطل كما تقول العامة؟ فقال: لا أظن ذلك. قلت له دون أن أتوقف لأراجع نفسى مع أننى لا أذكر أنى فكرت فى الأمر من قبل، إذ كنت كغيرى أقرأ الايات التى يوردها ابن سلام وأصدّق بها دون أن أنظر ما وراءها: فافتح إذن سورة "هود" على الآيات التى تحكى لنا قصة ذلك النبى وقصة أخيه صالح مع قوميهما لنرى ماذا تقول. ففعل.
فقرأت على الطلبة قوله تعالى: "وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلا مُفْتَرُونَ (50) يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلا تَعْقِلُونَ (51) وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52) قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آَلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (53) إِنْ نَقُولُ إِلا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آَلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (54) مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ (55) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (56) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (57) وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (58) وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (59) وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ (60) وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ (61) قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (62) قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآَتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ
(يُتْبَعُ)
(/)
تَخْسِيرٍ (63) وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ (64) فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (65) فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66) وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْدًا لِثَمُودَ (68) ".
ونظرة إلى الآيات التالية من ذلك النص الطويل نسبيا تُرِى القارئ ما أريد أن أقول: "وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (58) وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (59) وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ (60) "، "فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66) وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْدًا لِثَمُودَ (68) ". فمن الواضح الذى لا تخطئه العين نَصُّ القرآن على أن العذاب والتدمير إنما كان محصورا فى الكافرين من قَوْمَىِ النبيين الكريمين ولم يَعُمَّ القومين كلهم أجمعين. وعلى هذا فمن الممكن، إن كان هناك شعر قاله أحد من ثمود، أن يرويه بعض هؤلاء الناجين. ولست أقصد أنه قد وصلنا شعر عن ثمود بالضرورة، بل كل ما يهمنى هنا هو أن كلام ابن سلام ليس بالصلابة التى يتخيلها المتخيلون كما هو بَيِّنٌ جَلِىٌّ. وكنت أقول لطلابى قبل ذلك: فليكن أن ثمود قد هلكت جميعا، أفلم يسمع بشعرها أحد من القبائل المجاورة لها فيرويه للأجيال التالية بعدما أَوْدَى أصحابُه؟ أليس من المحتمل جدا أن يكون بعض أبناء كل من عاد وثمود مسافرين حين فاجأ كلَّ قبيلةٍ العذابُ المهلكُ فلم يهلك مع سائر أفرادها؟ فهؤلاء وأمثالهم هم الذين يمكن أن يكونوا قد رَوَوْ ا لنا أشعار عاد وثمود. وهناك احتمال آخر، وهو أن بعض تلك الأشعار كانت مكتوبة، فلهذا بقيت بعد أن باد قائلوها، ثم ضاعت الكتابة بعد أن أدت دورها.
ثم إن ثمود (وقِسْ عليها عادًا) لا ترجع فى التاريخ إلى آلاف السنين قبل عصر ابن سلام كما ظن ذلك العالم الكبير، إذ أشار كل من الجغرافى والفلكى الإغريقى المتمصّر بطليموس (من أهل القرن الأول للميلاد) والمؤرخ الرومانى بلينى (من أهل القرنين الميلاديين الأولين) إلى قبيلة عربية اسمها "ثمود" كانت تعيش فى القرن الثامن قبل الميلاد، وهزمها سارجون الأشورى. وهذا الكلام متاح فى مادة " Thamud" بالمجلدالخامس من " Encyclopaedia of the Qur'an: الموسوعة القرآنية" الصادرة عن دار بريل ( Brill) فى هولندا. ونص الكلام كالآتى: " A people called Tham?d are mentioned in non-Arabian sources such as Ptolemy (Geography) and Pliny (Natural history). The earliest mention is in a list of tribes defeatedby the Assyrian Sargon II (721-705 b.c.e.)". بل تذكر المادة المناظِرة بالمجلد العاشر من "دائرة المعارف الإسلامية: The Encyclopaedia of Islam" فى طبعتها الجديدة الصادرة عن ذات الدار أنه كان هناك فى القرن الخامس وحدتان عسكريتان ثموديتان تخدمان فى الجيش البيزنطى: إحداهما فى فلسطين، والأخرى فى مصر. وهو ما يعنى أن ثمود لم تُبَدْ كلها فردا فردا كما وضحنا من قبل. وفى نفس المادة من " Encyclopaedia Britannica: الموسوعة البريطانية" (ط2008م) أن ثمود قبيلة أو عدة قبائل كانت معروفة فى الفترة الممتدة ما بين القرن الرابع قبل الميلاد إلى السابع منه. وفى مادة "صالح
(يُتْبَعُ)
(/)
عليه السلام" من "الموسوعة العربية العالمية" أنه ليس ثم رأى مؤكد بتحديد الفترة التى وُجِدَتْ فيها ثمود، إلا أن بعض المؤرخين يقولون بأن الثموديين كانوا موجودين منذ أوائل القرن الأول قبل الميلاد إلى أواخر الخامس منه. وتقول موسوعة " Islam.about.com"، تحت عنوان " Prophet Salih"، إن صالحا قد أتى بعد هود بنحو مائتى عام، وإن بعض المؤرخين يحدد الفترة التى ظهر فيها ذلك النبى بخمسمائة عام قبل الميلاد. وفى مادة "ثمود" من النسخة الفرنسية من "الويكبيديا: Wikipedia" أن ثمود قد بادت قبل ميلاد النبى محمد عليه الصلاة والسلام بقليل. فثمود إذن لا تنتمى إلى ذلك الماضى السحيق الذى ذكره ابن سلام، وعليه فليس ثم موضع للحجة التى شهرها عالمنا الجليل فى وجه من يروون شعرا قاله بعض أفراد تلك القبيلة. وهكذا يتبين للقارئ أن ما قاله ابن سلام ليس بالقول الصُّلْب أبدا.
لكن ابن سلام قد أضاف قائلا فى تسفيه من ظنوا أن من الممكن وصول شعر عربى عن ثمود: "وقال يونس بن حبيب: أوّلُ من تكلم بالعربية ونَسِىَ لسانَ أبيه إسماعيلُ بن إبراهيم صلوات الله عليهما. أخبرنى مسمع بن عبد الملك أنه سمع محمد بن علي يقول: قال أبو عبد الله بن سلام، لا أدري أرفعه أم لا، وأظنه قد رفعه: أولُ من تكلم بالعربية ونسى لسان أبيه إسماعيلُ ابن إبراهيم صلوات الله عليهما. وأخبرنى يونس عن أبى عمرو بن العلاء، قال: العرب كلها ولد إسماعيل إلا حِمْيَر وبقايا جُرْهُم. وكذلك يروى أن إسماعيل بن إبراهيم جاورهم وأصهر إليهم. ولكن العربية التي عَنَى محمدُ بنُ عليّ اللسانُ الذى نزل به القرآن وما تكلمت به العرب على عهد النبى، وتلك عربية أخرى غير كلامنا هذا. لم يجاوز أبناء نزار فى أنسابهم وأشعارهم عدنان. اقتصروا على معد، ولم يذكر عدنانَ جاهلىٌّ قَطُّ غير لَبِيد بن ربيعة الكلابىّ في بيت واحد قاله. قال:
فإن لم تجد من دون عدنانَ والدًا ودون مَعَدٍّ فلْتَزَعْكَ العواذلُ
وقد رُوِىَ لعباس بن مرداس السُّلَمِىّ بيت في عدنان. قال:
وعَكّ بن عدنانَ الذين تلعَّبوا بمَذْحِجَ حتى طُرِّدُوا كلَّ مَطْرَدِ
والبيت مريب عند أبى عبد الله، فما فوق عدنان أسماء لم تؤخذ إلا عن الكتب، والله أعلم بها، لم يذكرها عربى قط. وإنما كان مَعَدٌّ بإزاء موسى بن عمران صلى الله عليه أو قبله قليلا، وبين موسى وعاد وثمود الدهر الطويل والأمد البعيد. فنحن لا نقيم في النسب ما فوق عدنان، ولا نجد لأولية العرب المعروفين شعرا، فكيف بعاد وثمود؟ فهذا الكلام الواهن الخبيث. ولم يرو قَطُّ عربى منها بيتا واحدا ولا راوية للشعر، مع ضعف أَسْره وقلة طلاوته".
والغالب على الظن أن ابن سلام يريد أن يقول إن الشعر الذى يرجع إلى ما قبل إسماعيل، وهو الشعر المنسوب إلى ثمود، التى يؤكد أنها بادت منذ آلاف السنين، هو شعر مزيف لأن إسماعيل هو أول من تكلم العربية. والطريف أن عالمنا الكبير يردف هذا بقوله إن إسماعيل قد نسى لغة أبيه، وهو ما يعنى أن إسماعيل قد اخترع العربية اختراعا، ولم يكن لها وجود من قبل. فهل هذا ممكن؟ إن اللغة لا يخترعها إنسان، بل هى نتاج تطورات طويلة معقدة غاية التعقيد. وفضلا عن هذا فإن العرب كانوا موجودين قبل إسماعيل، ومن المؤكد أنهم كانت لهم لغتهم. فبأى لغة يا ترى كانوا يتحدثون؟ أليس بالعربية؟ أليس إسماعيل الوافد عليهم قد اصطنع لغتهم ونسى لغة أبيه؟ هذا هو الوضع الصحيح للمسألة لا الذى قاله ابن سلام، لأنه هو الذى يدخل العقل ويجرى على أصول المنطق، وإلا فبأية لغة كان العرب يتكلمون قبل مجىء إسماعيل؟ كذلك قال ابن سلام شيئا لا معنى له حين ذكر أن العرب جميعا يرجعون فى نسبهم إلى ابن الخليل، بما يعنى أنهم لم يكن لهم وجود قبله. فعلى من وَفَدَ يا ترى حين أتى هو وأمه إلى مكان البيت الحرام؟ ومن أولئك الذين أصهر إليهم؟ أم ترى الجزيرة العربية لم تكن مأهولة بأحد قبل مجىء إسماعيل وأمه إليها؟ أم تراها كانت مأهولة بالناس، إلا أنهم كانوا خرسا لا ينطقون، فلم تكن لهم لغة؟ ألا يرى القارئ أن ما قاله ابن سلام فى هذا الموضوع لا يثبت على محك التمحيص؟ وحتى لو سلمنا بأن إسماعيل هو أول من تكلم العربية فإن ذلك لا يصح اتخاذه سلما لإنكار وجود شعر ثمودى بالعربية. ذلك أن إبراهيم وإسماعيل يسبقان فى الوجود قبيلة
(يُتْبَعُ)
(/)
ثمود، إذ كان إبراهيم يعيش قبل الميلاد بنحو ألفى عام أو أقل بناء على بعض الآراء حسبما تقول كل من " Encyclopaedia Britannica: دائرة المعارف البريطانية" و" Jewish Encyclopaedia: الموسوعة اليهودية" والنسخة الفرنسية من موسوعة " Encarta: إنكارتا" و"الموسوعة العربية العالمية" والنسخة العربية من "الويكيبيديا" فى المادة المخصصة لخليل الرحمن. وبالمناسبة فكاتب المادة فى النسخة الفرنسية من هذه الموسوعة يؤكد أن إبراهيم النبى المذكور فى العهد القديم والقرآن الكريم ليس له فى الحقيقة أى وجود تاريخى.
وعلى كل حال فهذه هى قصة إسماعيل كما وردت فى "نهاية الأرب" للنويرى، وفيها أنه كان هناك عرب فى تلك البلاد وأنه تزوج منهم مرتين. ومن الطبيعى أن يكون لهؤلاء العرب لغتهم، وإلا فكيف كانوا يتفاهمون؟ أم تراهم قد أسقطوا أمر التفاهم حتى أتاهم إسماعيل واخترع لهم لغة وعلمهم كيف يتفاهمون بها؟ لنقرأْ ولنغضّ الطَّرْف عن بعض التفصيلات التى تبدو غريبة لا تُسَاغ كمجىء إبراهيم من الشام مرتين لرؤية ابنه وانصرافه فى كلتا المرتين دون أن يراه لا لشىء إلا لأنه وجده يصطاد، وكأنه كان من نفاد الصبر بحيث لا يطيق انتظار ابنه ساعة من نهار كى يكحّل عينه بمرآه بعد كل هذا السفر الناصب وبعد مغيبه عنه سنين كِثَارًا منذ كان طفلا رضيعا حتى بلغ مبلغ الرجال وتزوج، وكعودة إبراهيم بعد ثلاثة وعشرين يوما من الشام إلى بلاد العرب كرة أخرى تلبية لداعى الشوق إلى ولده، وهو الذى لم يطق أن يصبر ساعة من نهار حتى يعود فلذة كبده من البرية حيث كان يصطاد وكأنه عليه السلام مُوَكَّل بذَرْع الفَيَافِى من الجنوب إلى الشَّمال، ومن الشَّمال إلى الجنوب لا يعرف الاستقرار، وكقول راوى القصة إن إسماعيل قد أنجب من زوجته الثانية ستة أبطن، أى ما يعادل عدد سكان قرية، أو ربما مدينة من المدن. كذلك فإن حكاية فرس الجنة التى أحضرها جبريل وحمله عليها هو وزوجه وصغيره الرضيع لم ترد لا فى قرآن ولا فى حديث صحيح.
يقول النويرى: "وأقام إبراهيم بالأرض المقدسة ما شاء الله أن يقيم حتى كبرت سارة وأيست من الولد، فخافت من انقطاع نسل إبراهيم عليه السلام فوهبته هاجر، فقبلها وواقعها، فحملت بإسماعيل ووضعته كالقمر، وفي وجهه نور نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. فأحبته سارة حتى بلغ من عمره سبع سنين، فداخلت الغيرة سارة، ولم تطق أن ترى إبراهيم مع هاجر، فقالت: يا نبي الله، إني لا أحب أن تكون هاجر معي في الدار، فحوِّلْها حيث شئت.
فأوحى الله إليه أن انقلها إلى الحرم. وجاء جبريل بفرس من الجنة فقال له: يا إبراهيم، احمل هاجر وإسماعيل على هذا الفرس. فأركب إبراهيم هاجر وإسماعيل من ورائها، وسار بهما حتى بلغ بهما الحرم. فأوحى الله إليه أَنِ انزل بهما هنا. فأنزلها بالقرب من البيت، وهو يومئذ أكمة حمراء كالربوة من تخريب الطوفان. ثم قال إبراهيم لهاجر: كوني هنا مع ولدك، فإني راجع. فبذلك أمرني ربي. فلما أراد إبراهيم أن ينصرف قال: "ربنا إني أسكنتُ من ذريتي بِوَادٍ غير ذي زرعٍ عند بيتك المحرَّم" إلى قوله: "لعلهم يشكرون". ثم رجع وتركهما هناك، ولا ثالث لهما إلا الله تعالى.
فلما علا النهار واشتد الحر ونفد ما معهما من الماء قامت هاجر تعدو يمينا وشمالا في طلب الماء فلم تجده. فعادت إلى إسماعيل فرأته يبحث بأصابعه في موضع بئر زمزم، وقد نبع الماء. فسجدت لله، وأخذت تجمع الحصا حول العين لئلا ينتشر الماء، وهي تقول: زم زم يا مبارك. فناداها جبريل: لا تخافي وأبشري، فإن الله سيعمر هذا المكان. قال وهب: لولا أن هاجر جمعت الحصا حول الماء لتمت العين نهرا جاريا على وجه الأرض إلى يوم القيامة. قال: وأقبل ركب من اليمن يريدون الشام، وطريقهم على الحرم، فرأوا الطير تهوي إلى الأرض، فقالوا: إن الطير لا تنقضّ إلا على الماء والعمارة. وأقبلوا فرأوا هاجر مع إسماعيل والعين، فسألوها، فقالت: أنا جارية خليل الله إبراهيم، وهذا ابنه. خلَّفَنا وانصرف إلى الشام. فاستأذنوها في الماء، فأذنت لهم. ثم قالوا: هل أحد ينازعك على هذا الماء؟ قالت: لا، فإن الله أخرجه لي ولولدي. قالوا: إنْ أحضرنا أهالينا وسكنَّا في جواركم هل تمنعيننا من هذا الماء؟ قالت: لا، لأنه لله يشربه خلق الله. فرجعوا إلى بلدهم، واحتملوا أهاليهم وأتوا
(يُتْبَعُ)
(/)
الحرم بهم وبمواشيهم، فصاروا لهما أنسا.
ونشأ إسماعيل حتى بلغ مبلغ الرجال، فكان يخرج إلى الصيد معهم ويرجع. وماتت أمه هاجر، وتزوج إسماعيل منهم، وبلغ إبراهيمَ خبرُ موت هاجر فاشتاق إلى إسماعيل، فاستأذن سارة في ذلك، فأذنت له، فجاءه جبريل بفرس فركبه وسار حتى وقف على بيت ولده إسماعيل بالحرم، فقال: السلام عليكم يا أهل المنزل. فقالت له المرأة: إن صاحب البيت غائب. فقال إبراهيم: إذا رجع فقولي له: أبدل عتبة دارك، فإني لا أرضاها لك. وانصرف إلى الشام.
فلما عاد إسماعيل أخبرته بالخبر، فقال: صفيه لي. فوصفته، فقال: الحقي بأهلك. فجاء أهلها وقالوا: ما الذي كرهتَ منها؟ قال: لأنها لم تعرف لخليل الله قدرا. ثم تزوج امرأة من جرهم، فأولدها إسماعيل ستة أبطن. فاشتاق إبراهيم إلى ولده، فجاءه جبريل بفرس فركبه وسار إلى الحرم، وقد عمر ذلك المكان بجرهم. فوقف على باب إسماعيل وقال: السلام عليكم يا أهل المنزل. فبادرت المرأة وسلمت عليه، وقالت: فدتك نفسي. إن صاحب البيت غائب، وإنه يعود عن قريب. قال: هل عندك طعام؟ قالت: نعم، عندنا خير كثير. وجاءته بطبق عليه لحم مشوي من الصيد، وقدح من الماء. قال: فهل غير هذا من حب أو زبيب؟ قالت: يا عماه، ما هذا طعام بلدنا، ولكنه يُجْلَب إلينا، فانزل بنا وتناول طعامنا. قال: إني صائم، ولكن عليّ ذرق الطير فاغسليه. وحول قدمه عن الفرس، ووضعه على المقام. فغسلته، فقال: إذا جاء زوجك فسلمي عليه وقولي له: الزم عتبة بابك، فقد رَضِيتُها لك. وانصرف.
فلما رجع إسماعيل من الصيد أخبرته الخبر، فقال: لقد كنتِ كريمة عليّ، وقد صرتِ الآن أكرم بإكرامك أبي خليل الله إبراهيم. ثم اشتاق إبراهيم إلى ولده ثالثا، وذلك بعد ثلاثة وعشرين يوما، فجاء إليه ولقيه، وأمره الله أن يبني البيت، فبناه، وأتاه جبريل فعلّمه مناسك الحج ... ".
أما بالنسبة إلى تأكيد ابن سلام أن اسم "عدنان" لم يرد فى الجاهلية إلا فى بيت واحد فهو غير صحيح، إذ تكرر هذا الاسم فى الشعر الجاهلى لَدُنْ عدد من شعراء ذلك العصر، منهم المهلهل بن ربيعة وليلى العفيفة وأميّة بن أبى الصلت، الذين يقولون على التوالى:
يَومٌ لَنا كانَت رِئاسَةُ أَهلِهِ دونَ القَبائِلِ مِن بَني عَدنانِ
...
يا بَني الأَعماصِ إِمّا تَقْطَعوا لِبَني عَدنانَ أَسبابَ الرَّجا
........
قُل لِعَدنان: فُدِيتُم! شَمِّروا لِبَني الأَعجامِ تَشميرَ الوَحَى
...
نَفَوْا عن أرْضِهمْ عدْنانَ طُرًّا وكانوا للقبائل قاهِرِينا
وفى "مجمع الأمثال" للميدانى بيتٌ شعرىٌّ آخرُ ورد فيه اسم "عدنان"، نسبه المؤلف لعبد الله بن همام أحد بني عبد الله بن غطفان، مضيفا أنه يُنْسَب للنابغة أيضا، وهو ما عَزَاه البغدادى فى "خزانة الأدب" لهذا الأخير فقط، وإن كان قد عاد فذكر أنه يُنْسَب فى "الفاخر" (للمفضل بن سلمة) إلى الاثنين جميعا، مع تحديد الغطفانى بأنه عبد الله بن هُمَارِق، ونصه:
بما انتهكوا من رب عدنانَ جهرةً وعوفٌ يناجيهم، وذلكمُ جَلَلْ
وفى "الإيناس بعلم الأنساب" يورد الوزير المغربى هذين البيتين لسلمة بن قيس العُكْلِىّ:
سَيبلغُ قَذْفي نَهْشَلاَ أَنّ مَجْدها قصير وقولي شَتْمُه وقَصائدهْ
ويأَتي على الفَوْرَين دون محَجَّرٍ ويَصْعَد في عكّ بن عَدنان ناشدُهْ
كذلك كنا نود لو شرح لنا ابن سلام السبب فى شعوره بالريبة تجاه البيت الثانى الذى ورد فيه اسم عدنان. إلا أنه لم يشرح شيئا، وهو ما تكرر فى قوله، على سبيل الزراية، عن ابن إسحاق إنه "كتب في السير أشعار الرجال الذين لم يقولوا شعرا قط، وأشعار النساء فضلا عن الرجال"، إذ كنا نريد منه هنا أيضا أن يوضح لنا مَنْ هؤلاء الرجال والنساء الذين لم يقولوا شعرا قط، ومع هذا روى لهم ابن إسحاق نصوصا شعرية، لكنه للأسف الشديد لم يفعل، ومن ثم لا نستطيع أن نناقشه، اللهم إلا أن نقول له إنك بهذا قد أصدرت حكما دون حيثيات، وزدت فجعلته حكما باتا لا استئناف فيه، وهو ما لا يصلح فى ميدان العلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم نتابع القراءة فنجد عالمنا يقول: "وقال أبو عمرو بن العلاء في ذلك: ما لسان حِمْيَر وأقاصى اليمن اليوم بلساننا ولا عربيتهم بعربيتنا. فكيف بما علي عهد عاد وثمود مع تداعيه ووهيه؟ فلو كان الشعر مثل ما وُضِع لابن إسحاق ومثل ما روى الصحفيون ما كانت إليه حاجة ولا فيه دليل على علم". ولا أدرى ما علاقة اختلاف عربية حمير وأقاصى اليمن عن عربية الشمال برفضه شعر عاد وثمود. إن عادا وثمود شىء، وحِمْيَر وأقاصى اليمن شىء آخر كما هو واضح. ومن الممكن أن تكون عربية حمير وأقاصى اليمن مختلفة عن عربية الشمال فى عصر أبى عمر بن العلاء دون أن تكون عربية عاد وثمود مختلفة عنها. إن لأهل النوبة مثلا لغة خاصة بهم، وليست مجرد لهجة مختلفة من لهجات اللغة العربية، لكن هذا لا يعنى أبدا أن العربية التى يستخدمها الكتاب النوبيون فى مؤلفاتهم الآن هى عربية أخرى غير العربية التى نعرفها.
ثم فليقل أبو عمرو بن العلاء ما يريد، فهل يصح أن نأخذ بكلامه ونتجاهل حقائق التاريخ التى تقول إن عرب الشمال لم يكونوا يجدون أى عنت فى التفاهم مع أى شخص أو جماعة من عرب الجنوب فى أى وقت من الأوقات حتى فى الجاهلية. ولقد كان الرسول يرسل أصحابه إلى اليمن وحضرموت سفراء ومبعوثين، كما كان عليه السلام يستقبل فى المدينة كثيرا من أهل تلك البلاد، فضلا عن اتخاذ بعضهم منها مُقَامًا لهم، ولم نسمع قط مع هذا أنه كانت هناك أية صعوبة فى تفاهم الفريقين، اللهم إلا إذ كانت هناك جيوب لغوية تتحدث فى حياتها اليومية بلهجة متميزة على نحو ماعن لهجات عرب الشمال، قليلا كان هذ التميز أو كثيرا، مع اصطناعهم فى إبداعهم الشعرى اللغة الفصحى كما هو الحال فى شعر عمرو بن معديكرب الزبيدى، وهو حميرى، وكذلك الجُعْفِيّة امرأته. ذلك أن كل ما تعيه الذاكرة من الفرق بين نطق اليمنيين ونطق الشماليين هو الحديث الذى رُوِىَ عن النبى يخاطب أهل اليمن بلهجتهم حين قال: "ليس من امْبِرِّ امْصِيَامُ فى امْسَفَر"، أى "ليس من البر الصيام فى السفر" وقول أبى هريرة لعثمان حين دخل عليه وهو محصور فى داره: "طابَ امْضَرْب"، أى "طابَ الضَّرْب" بإبدال "اللام" فى "أل" التعريفية "ميما"، ويُطْلَق على هذه الطريقة: "الطمطمانية"، وإن كان د. جواد على (فى الفصل السابع والثلاثين بعد المائة من كتابه: "المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام" تحت عنوان "لغات العرب") يشكك فى صحة ذلك الحديث، مؤكدا أن الحميرية إنما تعرّف بإلحاق "ألف ونون" فى آخر الكلمة، وأنها تختلف اختلافا شديدا عن لغة الشمال حسبما ترينا النقوش. ولكننا، حين نطّلع بعد قليل على ما كتبه العلماء القحطانيون فى هذا الصدد، وكانوا قريبى عهد بتلك اللغة، وبعضهم كتب ما كتب اعتمادا على نقوش حميرية أيضا، خليقون بأن نتروى فى الأمر ونقول إن هناك شيئا غاب عن المستشرقين الذين جمعوا تلك النقوش ومن يجرى مجراهم.
إن د. جواد على ينكر ما يقال من أن عرب الشمال لم يجدوا أية صعوبة فى التفاهم مع عرب الجنوب على أيام النبى عليه السلام: لا فى المدينة ولا فى بلاد اليمن ذاتها. ورأيه هو أن هذا ما نفهمه نحن من النصوص، أما النصوص ذاتها فلم تقل شيئا من ذلك صراحة. لكن ماذا نفعل فيما روته كتب السيرة والتاريخ من أن وفود أهل اليمن كانت تخطب وتشعر بهذه العربية التى نعرفها؟ قد يقال إن كتّاب السيرة والتاريخ العرب قد ترجموا ما قاله أهل اليمن ولم يأتوا به على وجهه الأصلى. لكن هذا، إن قُبِل فى الخُطَب، وهو أمر أشك فيه، إذ من الغريب تماما أن يُجْمِع دون أدنى داعٍ أولئك العلماء على الصمت التام فى هذه القضية فلا يقول أحدهم ولو على سبيل الخطإ إنه كان هناك من يترجم بين الفريقين أو إن التفاهم بينهم كان يتسم بالبطء والصعوبة ويعتريه الخطأ كثيرا، فإنه لا يمكن أن يُقْبَل فى الأشعار كما هو الحال فيما ألقاه منها بين يدى النبى فروةُ بن مسيك المرادى (الذى استعمله النبى على صدقات مراد وزيد ومذحج) وعمرو بن معديكرب (من وفد زبيد) ومالك بن نمط (من وفد همدان). وهذه الأشعار لم يشكك فيها ابن هشام (اليمنى الأصل)، وهو الذى لا يترك شاردة ولا واردة إلا وغلَّب فيها الشك على الطمأنينة. وبالمناسبة فمن بين كتبه التى لا تخفى دلالتها فى سياقنا الحاضر "التيجان فى ملوك حمير" و"القصائد الحميرية"
(يُتْبَعُ)
(/)
و"شرح ما وقع فى أشعار السِّيَر من الغريب".
هذا، ولم أتكلم عن الأشعار المنسوبة إلى شعراء حميريين جاهليين والتى أوردها ابن إسحاق فى سيرة النبى ولم يعترض عليها ابن هشام أدنى اعتراض، وهى موجودة لمن يبتغيها فى أول كتابه عن "السيرة النبوية". بل إن ابن هشام ليعلق موافقا على شرح ابن إسحاق لبعض العبارات الحميرية التى تختلف فى طريقة نطقها عن طريقة أهل الشمال كقول أحد أولئك الشعراء فى أبيات له أوردها ابن إسحاق: "لباب لباب"، الذى شرحه ذلك العالم الجليل بأن معناه: "لا بأس لا بأس".
كذلك يُحْكَى أن أحد ملوك اليمن كان جالسا فوق شَرَفٍ من الأرض عالٍ، وأمامه رجل من عرب الشمال قائما، فقال له: "ثِبْ"، فما كان منه إلا أن رمى بنفسه من فوق المرتفع فتحطم. وقد صنع ذلك ظنا منه أن الملك يأمره بالقفز إلى الأرض، على حين قَصَد الملك أن يقعد. جاء فى "إصلاح المنطق" لابن السكيت ما يلى: "قال الأصمعي: ودخل رجل من العرب على ملك من ملوك حمير، فقال له: ثِبْ (و"ثِبْ" بالحميرية: اقعد)، فوثب الرجل فتكسر. فقال الحميري: ليس عندنا عربيتكم. من دخل ظفار حَمَّر. قال الأصمعي: حَمَّر: تكلم بكلام حمير". وجاء فى كتاب "الروض المعطار فى خبر الأقطار" لابن عبد المنعم الحِمْيَرى: "ومن كلام بعض ملوكهم: مَن دخل ظفار حَمَّر. وسبب ذلك أن ذا جَدَن الحِمْيَري خرج يطوف في أحياء العرب فنزل في بني تميم، فضُرِب له فسطاط، فجاءه زرارة بن عدس مصعدا إليه، وكان على قارَة مرتفعة، فقال له الملك: ثب، أي "اقعد" بلغته. فقال زرارة: ليعلمن الملك أني سامع مطيع. فوثب إلى الأرض فتقطع أعضاءً، فقال الملك: ما شأنه؟ فقيل له: أَبَيْتَ اللعن، إن "الوثب" بلغته "القفز". فقال: ليست عربيتنا كعربيتكم، من دخل ظفار فلْيُحَمِّّْر. أي فليتكلم بلغة حِمْيَر".
ومن هذه الرواية يتبين أن الملك الحميرى كان يتكلم العربية مَثَلُه مَثَلُ الرجل الذى ألقى بنفسه من فوق المرتفَع، وإن كانت هناك بعض الفروق اللهجية التى لم تمنعهما من التفاهم طوال الوقت، اللهم إلا حين قضى المقدور أن يَلْقَى ذلك الرجل حتفه فاستخدم الملك لفظا له معنى فى الحميرية يختلف عن معناه عند عرب الشمال. لكن هذا الأمر موجود داخل عربية العدنانيين نفسها فيما يُعْرَف بـ"ألفاظ الأضداد"، مثل "جَوْن" (أبيض/ أسود)، و"مأتم" (اجتماع الأفراح/ اجتماع التعازى)، و"قُرْء" (فترة الحيض الشهرية/ فترة الطُّهْر الفاصلة بين الحيضتين)، و"أَوْرَقَ" (قَلَّ ماله/ كَثُرَ ماله)، و"شام السيفَ" (أغمده/ سَلَّه)، و"أَكْرَى الشىءُ" (زاد/ نقص)، و"أَسَرَّ الخبرَ" (كتمه/ أعلنه) ...
ولدينا كتاب نشوان الحميرى (من أهل القرن الثامن الهجرى): "خلاصة السِّيَر الجامعة"، الذى ينطق فيه كلّ أهل اليمن قبل الإسلام شعرا ونثرا بالعربية التى نعرفها. أفلو كان الأمر من الناحية اللغوية على ما يقول ابن سلام أكان نشوان يجهل هذه الحقيقة على هذا النحو المخزى؟ لقد كان نشوان قاضيا وعلامة فى اللغة والأدب وصاحب معجم مشهور ومتميز، وكان يتعصب لقومه ويفاخر بهم العدنانيين، فليس هو إذن مظنة التساهل فى تلك المسألة. بل لقد كتب كتابه هذا شرحا لقصيدة كان قد نظمها تخليدا لذكرى ملوك اليمن القدامى وبعثا لمفاخرهم. وأنا، حين أقول هذا، لا أقصد أن النصوص اليمنية الجاهلية التى أوردها نشوان فى كتابه صحيحة بالضرورة، بل أريد إلى التساؤل بأنه لو لم يكن يمنيو الجاهلية يستخدمون، على نحوٍ أو على آخَرَ، اللغة العربية التى نعرفها فكيف أنطقهم بالعربية؟
وفى كتاب "الإكليل" للهمدانى نصوص حميرية، والملاحظ أنها تتفق والعربية، اللهم إلا فى بعض المفردات التى قد ينظر إليها الناظر، فى بعض الحالات على الأقل، على أنها مظهر من مظاهر الترادف كالترادف بين "الأصابع" (عربية شمالية نزل بها القرآن) و"الشناتر" (عربية حميرية)، وبين "الصديق" (عربية شمالية نزل بها القرآن) و"الخِلْم" (عربية حميرية) على ما جاء فى كتاب "الصاحبى" لابن فارس. جاء فى كتاب "الإكليل": "قال اللبخي: قال الحميري في كلام الحميرية، وذكر خبر الأنواء: "أقسمن أنجوم أربع، ذو تغيب لو يرى سد بتع، ما بين حاز وبيت دفع". "ذو" بمعنى "لا"، و"لو" بمعنى حتى. ذكره الحسن في التاسع من "الإكليل". أي أقسمت الكواكب الأربعة، وهي الصواب،
(يُتْبَعُ)
(/)
لا تغيب صلاة الغداة حتى يشرب سد بتع من الغيث بآذار، هذا على حد العادة. وفي مسند بصنعاء على بعض الحجارة التي نقلت من قصور حمير وهمدان: "علهان ونهفان، ابنا بتع بن همدان، لهم الملك قديما كان". وخبرني أحمد بن أبي الأغر الشهابي من كندة قال: قرأت في مسند بناعط: "علهان ونهفان، ابنا بتع بن همدان، لهم الملك قديما كان". وحدثني محمد بن أحمد الأوساني أنه قرأ في مسند بعمران من البون دار همدان: "علهن ونهفن، ابنا بتع بن همدان صحح حصن وقصر حدقان بن زيد يبن بنينا". كذلك يكتبون بحذف الألف إذا وقعت في وسط الحروف، وقَفَاهم المسلمون في كتابة المصاحف فطرحوا ألف "الرحمن" وألف "الإنسن" وألف "السموات". وكذلك "علهن" منقوص من "علهان"، و"نهفن" منقوص من "نهفان"، و"همدن" من "همدان"، و"بنين" من "بنيان". هذا ما تؤديه أحرف الكتاب، وإياها حكى الأوساني، فأما اللفظ فعلى التمام. وكذلك يحذفون الواو الساكنة من وسط الحروف مثل مبعوث، والياء الساكنة مثل شمليل، والألف الساكنة في مثل هلال وبلال وأميال". ومن كلام أبى هريرة (الصحابى الجليل اليمنى الأصل) حين سمع كلمة "السكين" أول مرة: "والله إنْ سمعت بالسكين قبل ذلك اليوم، وما كنت أقول إلا المدية". وعلق العلماء على ذلك بأنها لم تكن من لغة قومه.
ثم يستأنف ابن سلام الحديث فى هذا الموضوع بعد شىء غير قليل من الاستطراد فيقول: "جاء الإسلام فتشاغلت عنه العرب وتشاغلوا بالجهاد وغزو فارس والروم، ولَهَتْ عن الشعر وروايته. فلما كثر الإسلام وجاءت الفتوح واطمأنت العرب بالأمصار راجعوا رواية الشعر فلم يَؤُولُوا إلى ديوانٍ مدوَّنٍ ولا كتابٍ مكتوبٍ، وأَلْفَوْا ذلك وقد هلك من العرب مَنْ هلك بالموت والقتل، فحفظوا أقل ذلك، وذهب عليهم منه كثير. وقد كان عند النعمان بن المنذر منه ديوان فيه أشعار الفحول وما مُدِح هو وأهل بيته به. صار ذلك إلى بنى مروان أو صار منه. قال يونس بن حبيب: قال أبو عمرو بن العلاء: ما انتهى إليكم مما قالت العرب إلا أقله. ولو جاءكم وافرا لجاءكم علم وشعر كثير".
وسوف أقف قليلا لدى قول ابن سلام إن الإسلام حين جاء تشاغلت به العرب عن رواية الشعر. وهذا غير صحيح بتاتا، إذ لم يستمر العرب آنذاك فى رواية الشعر الجاهلى فحسب، بل ظلوا ينظمون الشعر بغزارة لم ينقطعوا عنه يوما. ومن يراجع أشعار المخضرمين والإسلاميين وشعراء الفتوح يجد شعرا كثيرا، وكثيرا جدا جدا جدا، حتى إن الشعراء فى هذين العصرين ليُعَدُّون بالمئات، وهو ما يُبْطِل دعوى ابن سلام من قواعدها، غفر الله له. ثم إنه يتحدث عن إهمال العرب لرواية الشعر ثم عن رجوعهم إليها بعد أن فرغوا من فورة الفتوح الأولى وكأن الشعر كان موجودا آنذاك فى أوعية أهملها العرب بعض الوقت، ثم لما تذكروه وجدوه فى الأوعية التى تركوه فيها. وفضلا عن هذا كيف يا ترى عرف العرب أنهم قد نَسُوا منها القدار الأكبر؟ إن هذا يتطلب أن يكون لديهم فى ذلك الوقت الأصل الكامل الذى يمكنهم القياس عليه فيعرفون ماذا كان موجودا وماذا بقى بعد ذلك. وهذا أمر لا يمكن أن يكون بطييعة الحال.
وإذا كان الرسول ذاته يستنشد أصحابه الشعر ويستمتع بالإنصات إليه، ويثيب مَنْ حوله من الشعراء ويشجعهم على المنافحة عن الإسلام بإبداعاتهم الشعرية، فما بالنا بغير الرسول؟ نقرأ مثلا فى "أخبار أبى القاسم الزجّاجى" للزجّاجى نفسه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم قد مُدِحَ وأجاز على الشعر لأنه أجاز كعب بن زهير بالبُرْدة التي عند الخلفاء اليوم فباعها بعشرين ألف درهم. ومدحه العباس بن عبد المطلب والعباس بن مرداس وحسان بن ثابت. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لحسّان: "أَجِبْ قريشًا عن شعرهم، وروح القدس معك". وأكثر الصحابة قد قالوا الشعر. أخبرنا الأخفش عن المبرد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للنابغة الجعدي: أَنْشِدْني، فأنشده:
ولا خير في حِلْمٍ إذا لم يكن له * بوادرُ تحمي صفوه أن يكدَّرا
ولا خير في جهلٍ إذا لم يكن له * حليمٌ إذا ما أُوتِيَ الأمر أصدرا
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال له: أجدت. لا يَفْضُضِ الله فاك". و"عن عمرو بن الشريد عن أبيه، قال: استنشدني النبي صلى الله عليه وسلم شعر أمية بن أبي الصلت، فأنشدته. فكلما أنشدته بيتا قال: هيه، حتى أنشدته مائة قافية. قال: كاد ابن أبي الصلت يُسْلِم". وفى "العِقْد الفريد": "قَدِمَ العلاء بن الحَضْرميّ على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: هل تَرْوِي من الشعر شيئا؟ قال: نعم. قال: فأَنْشِدْني. فأنشِده:
تَحَبَّبْ ذَوي الأضغان تَسْبِ نفوسَهم * تَحَبُّبَك القُرْبَى فقد تُرْقَع النَّعَلْ
وإن دَحسوا بالكُرْه فاَعفُ تكرُّمًا* وإن غَيَّبوا عنك الحديثَ فلا تَسَلْ
فإن الذي يُؤْذيك منه سماعُه * وإن الذي قالوا وراءك لم يُقَلْ
فقال النبي عليه السلام: إن من الشِّعر لَحِكْمة. وفى "العمدة" لابن رشيق: "رُوِيَ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا تَدَعُ العرب الشعر حتى تَدَع الإبلُ الحنين". وفيه كذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فى حسان بن ثابت وكعب بن مالك وعبد الله بن رواحة: "هؤلاء النفر أشد على قريش من نَضْح النَّبْل. وقال لحسان بن ثابت: اهْجُهم، يعني قريشًا، فوالله لَهِجاؤك عليهم أشد من وقع السهام، في غَلَس الظلام. اُهْجُهم، ومعك جبريل روح القدس. والْقَ أبا بكر يُعَلِّمْك تلك الهَنَات" ...
أما الصحابة فلنأخذ منهم عمر بن الخطاب وابن عباس مثالين: فأما الفاروق فنُلْفِى ابن سلام ذاته يروى عنه ما يلى من أخبار، وكلها تدل على اهتمامه بالشعر والاستماع إليه. وعمر بَعْدُ هو الخليفة، فما بالنا بمن ليسوا خلفاء؟ يقول ابن سلام: "ويُرْوَى أن عمر بن الخطاب قال: أى شعرائكم يقول:
فلستَ بمستبْقٍ أخا لا تلمُّه * إلى شعثٍ. أىّ الرجالِ المهذَّبُ؟
قالوا: النابغة. قال: هو أشعرهم". "عن ابن عباس، قال: قال لى عمر: أَنْشِدْنى لأشعر شعرائكم. قلت: من هو يا أمير المؤمنين؟ قال: زهير. قلت: وكان كذلك؟ قال: كان لا يعاظل بين الكلام ولا يتبع وحشيه، ولا يمدح الرجل إلا بما فيه". "وكان لَبِيد بن ربيعة أبو عقيل فارسا شاعرا شجاعا، وكان عذب المنطق رقيق حواشى الكلام، وكان مسلما رجل صدق. قال: وكتب عمر إلى عاملة أنْ سَلْ لبيدا والأغلب ما أحدثا من الشعر فى الإسلام. فقال الأغلب:
أرَجَزًا سألتَ أم قصيدا * فقد سألتَ هيِّنًا موجودا
... ". "والرابع عبد بنى الحسحاس، وهو حلو الشعر رقيق حواشى الكلام. ذكروا عن عثمان بن عفان أنه أُتِىَ بعبد من عبيد العرب نافذ فأراد شراءه، فقيل له: إنه شاعر. قال: لا حاجة لى به. إن الشاعر لا حريم له. ويقال: إنه عبد بنى الحسحاس، وذلك قبل خلافة عثمان. وأنشد عمرَ بن الخطاب قوله:
عُمَيْرَةَ وَدِّعْ إن تجهزتَ غاديا * كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا
فقال: لو قلت شعرك مثل هذا أعطيتك عليه". "قدم ضرار بن الخطاب الفهرى وعبد الله بن الزبعرى المدينة أيام عمر بن الخطاب فأتيا أبا أحمد بن جحش الأسدى، وكان مكفوفا، وكان مألفا يُجْتَمَع إليه ويُتَحَدَّث عنده ويقول الشعر، فقالا له: أتيناك لترسل إلى حسان بن ثابت فنناشده ونذاكره، فإنه كان يقول فى الإسلام، ونقول فى الكفر. فأرسل إليه فجاء، فقال: يا أبا الوليد، أخواك تطرَّبا إليك: ابن الزبعرى وضرار يذاكراك ويناشداك. قال: نعم. إن شئتما بدأت، وإن شئتما فابدءا. قالا: نبدأ. فأنشداه حتى إذا صار كالمرجل يفور قعدا على رواحلهما. فخرج حسان حتى تلقى عمر بن الخطاب وتمثل ببيت ذكره ابن جعدبة لا أذكره، فقال عمر: وما ذاك؟ فأخبره خبرهما. قال: لا جرم لا يفوتانك. فأرسل فى إثرهما فرُدَّا. وقال لحسان: أنشدهما. فأنشد حاجته. قال: أَكْتَفَيْتَ؟ قال: نعم. قال: شأنكما الآن: إن شئتما فارحلا، وإن شئتما فأقيما".
وأما ابن عباس فيكفى أن نعرف أنه، رضى الله عنه، كان ينشد الشعر فى المسجد الحرام ويفسره كما جاء مثلا فى "الجليس الصالح الكافى والأنيس الناصح الشافى" لمعافى بن زكريا: "بينما ابن عباس في المسجد الحرام، وعنده ابن الأزرق وناسٌ من الخوارج يسألونه، إذ أقبل عمر بن أبي ربيعة في ثوبين مصبوغين مورَّدين أو ممصَّرين ... يسير حتى سلَّم وجلس. فأقبل عليه ابن عباس فقال: أنشدْنا. فأنشده:
أَمِنْ آل نُعْمٍ أنت غادٍ فمُبْكِرُ * غداة غدٍ أو رائحٌ فمُهَجِّرُ؟
(يُتْبَعُ)
(/)
حتى أتى على آخرها. فأقبل عليه ابن الأزرق فقال: الله يا ابن عباس! إنا لنضرب إليك أكباد المطيِّ من أقاصي الأرض لنسألك عن الحلال والحرام فتتثاقل عنّا، ويأتيك مترف من مترفي قريش فينشدك:
رأت رجلا أما إذا الشمس عارضت * فيَخْزَى، وأما بالعشيِّ فيَخْسَرُ
فقال ابن عباس: ليس هكذا قال. قال:
رأت رجلا أما إذا الشمس عارضت * فيَضْحَى، وأما بالعَشِيِّ فيَخْصَرُ
قال: ما أراك إلا وقد حفظتَ البيت. قال: نعم. وإن شئت أن أنشدك القصيدة أنشدتكها. قال: فإني أشاء. قال: فأنشده القصيدة حتى جاء على آخرها، ثم أقبل على ابن ربيعة فقال: أَنْشِدْ. فقال:
تشطّ غدًا دار جيراننا
فقال ابن عباس: ولَلدّارُ بعد غدٍ أبعدُ.
فقال: كذاك قلت، أصلحك الله. أَسَمِعْتَه؟ قال: لا، ولكن كذلك ينبغي". وفى "العمدة" لابن رشيق: "سئل ابن عباس: هل الشِّعْر من رَفَث القول؟ فأنشد:
وهنّ يمشين بنا هميسَا * إن تصدق الطير نَنِكْ لَمِيسَا
وقال: إنما الرفث عند النساء، ثم أحرم للصلاة. وكان ابن عباس يقول: إذا قرأتم شيئا من كتاب الله فلم تعرفوه فاطلبوه في أشعار العرب، فإن الشعر ديوان العرب. وكان إذا سئل عن شيء من القرآن أَنْشَدَ فيه شعرا".
ولقد قرأت للمستشرق الفرنسى م. نويل ديفرجيه فى كتابه: " Arabie" كلمة دقيقة تبدو وكأنه كتبها خِصِّيصًا للرد على ابن سلام مؤدَّاها أن هُيَام العرب بالشعر كان من العنفوان بحيث لم يستطع ضجيج المعارك والحماس الحربى والتعصب الدينى فى المراحل المبكرة من تاريخ الإسلام أن يقضى على المنافسات والخصومات الشعرية بينهم ( M. Noel Desvergers, Arabie, Firmin Didot Frères, Paris, P. 133). وهذا نص كلامه بالفرنسية: “ Telle était la passion des Arabes pour la poésie, que dans les premiers temps de l'islamisme, alors que les nouvelles destinées de la nation s'accomplissaient au milieu du tumulte des combats, ni l'ardeur guerrière, ni le fanatisme religieux ne pouvaient faire oublier les querelles littéraires”.
لقد كان صوت الشعر يدوى فى كل مناسبة: فى الغزو وفى الرثاء وفى الفخر وفى الغزل وفى المديح وفى الوصف وفى الوفود على النبى وفى الاعتذار له صلى الله عليه وسلم ... إلخ. فكيف طاوعت ابنَ سلام نفسُه على قول هذا الكلام؟ هل كان الناس جميعا يشاركون فى الحروب والغزوات؟ وهل كانت الحروب والغزوات تستغرق تماما المشاركين فيها بحيث لا يجدون وقتا البتة ينفقونه فى تناشد الشعر، بله فى نظمه؟ إن العرب طوال تاريخهم لم يكفوا عن التحارب بل التناحر فيما بينهم، ومع هذا لم يتوقفوا يوما عن قول الشعر وإنشاده والاستمتاع بالإنصات إليه، بل كانت الحروب والغزوات نفسها مبعث إلهام وإبداع للشعراء، فلماذا يشذ الأمر فى غزوات الإسلام وفتوحه بالذات؟ كذلك فإنه، غفر الله له، قد وقع فى تناقض أبلق فى هذه الفقرة الصغيرة التى بين أيدينا التقطه د. ناصر الدين الأسد وسجله عليه فى كتابه: "مصادر الشعر الجاهلى وقيمتها التاريخية" (دار الجيل/ بيروت/ 195 - 196)، وهو قوله عن الشعر الجاهلى إن العرب "راجعوا رواية الشعر فلم يؤولوا إلى ديوان مُدَوَّن ولا كتاب مكتوب" ليستدير فيقول بعده بأسطر قليلة إنه "كان عند النعمان بن المنذر منه ديوان فيه أشعار الفحول وما مُدِح هو وأهل بيته به. صار ذلك إلى بنى مروان أو صار منه". وهو ما يبين لنا أننا ينبغى أن نأخذ ما يقوله ابن سلام ونحن مفتوحو الأعين والأذهان.
ثم يمضى عالمنا الجليل قائلا: "ومما يدل على ذهاب الشعر وسقوطه قلة ما بقى بأيدى الرواة المصحِّحين لطَرَفة وعَبِيد، اللذين صح لهما قصائد بقدرِ عَشْر. وإن لم يكن لهما غيرهن فليس موضعهما حيث وُضِعا من الشهرة والتقدمة. وإن كان ما يُرْوَى من الغثاء لهما فليس يستحقان مكانهما على أفواه الرواة. ونرى أن غيرهما قد سقط من كلامه كلام كثير، غير أن الذى نالهما من ذلك أكثر. وكانا أقدم الفحول، فلعل ذلك لذاك. فلما قَلَّ كلامهما حُمِل عليهما حملٌ كثير. ولم يكن لأوائل العرب من الشعر إلا الأبيات يقولها الرجل فى حاجته. وإنما قُصِّدَت القصائد وطُوِّل الشعر على عهد عبد المطلب وهاشم بن عبد مناف، وذلك يدل على إسقاط شعر عادٍ وثمودَ وحمير وتُبَّع".
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن أين الدليل على أن القصائد لم تطوَّل إلا على عهد عبد المطلب؟ لا دليل، ومن ثم فإن ما بُنِىَ على ذلك لا دليل عليه هو أيضا وغير مقبول. إن ابن سلام يبنى على غير مقدمات، ثم يستخلص النتيجة من لاشىء. ثم ما معنى "أوائل العرب"؟ لقد كان العرب موجودين منذ آلاف السنين، فهل يقصد ابن سلام ذلك؟ إن كان فمن الطبيعى أن يصلنا عن عاد وثمود، فضلا عن حِمْيَر وتُبَّع، أشعار، فما وجه استبعاد ابن سلام للشعر المنسوب إلى أولئك أو هؤلاء؟ ثم انظر إلى طريقته فى البرهنة على أن معظم ما يُنْسَب إلى طَرَفة وعَبِيد هو شعرٌ منحولٌ تَرَ العجب. إنه يؤكد أولا أنه لم يصح لهما إلا عشر قصائد. إلا أنه يسارع قائلا إن هذه القصائد العشر لا يمكن أن تكون هى كل ما تركه كلاهما من الشعر، وإلا فكيف تمت لهما تلك الشهرة عند العرب؟ وكأنه لا بد أن يكون شعر الشاعر، أو حتى شعر الشاعر الكبير، كله شعرا عظيما. ترى من أين له ذلك؟ ثم أَعِد النظر فيما قاله عن حمل الشعر الكثير عليهما تَرَ ما هو أعجب، إذ يؤكد أن معظم شعرهما قد ضاع. يقول ابن سلام ذلك رغم ما يُنْسَب لهما من شعر كثير. ثم يستدير من الناحية المقابلة فيقول إن ضياع معظم شعرهما قد دفع الناس إلى تزييف الشعر وإضافته إليهما. وهو ما يعنى أنه يرفض كل ما هو موجود ثم يحاول الاستعاضة عنه بشىء من عنده. كذلك ما وجه الغُثَائِيّة فى شعر طَرَفَة وعَبِيد؟ لم يحاول عالمنا الكبير تعريفنا بشىء من ذلك، بل يكتفى بإطلاق الأحكام، وعلينا أن نُصِيخ السمع ونأخذ بما يقول دون أدنى جدال. وما هكذا يُؤْخَذ العلم!
ولقد قلنا إننا لا نوافق ابن سلام على أن العرب قد أهملوا الشعر وروايته عند مجىء الإسلام وبيَّنّا مكمن الخطإ فى كلامه، ومن ثم لا نوافقه أيضا فى قوله: "فلما راجعت العرب رواية الشعر وذِكْرَ أيامها ومآثرها استقلّ بعض العشائر شعر شعرائهم وما ذهب من ذكر وقائعهم. وكان قومٌ قلَّتْ وقائعهم وأشعارهم، فأرادوا أن يلحقوا بمن له الوقائع والأشعار فقالوا على ألسنة شعرائهم، ثم كانت الرواة بعد، فزادوا فى الأشعار التى قيلت. وليس يُشْكِل على أهل العلم زيادةُ الرواة ولا ما وضَعوا ولا ما وضَع المولّدون، وإنما عَضَّل بهم أن يقول الرجل من أهل البادية من ولد الشعراء أو الرجل ليس من ولدهم فيُشْكِل ذلك بعض الإشكال. قال ابن سلام: أخبرنى أبو عبيدة أن ابن داوود بن متمم بن نويرة قَدِم البصرة فى بعض ما يَقْدَم له البدوى من الجَلَب والمِيرة فنزل النحيت، فأتيته أنا وابن نوح العطاردى فسألناه عن شعر أبيه متمّم وقمنا له بحاجته وكفيناه ضيعته. فلما نَفِد شعر أبيه جعل يزيد فى الأشعار ويصنعها لنا، وإذا كلام دون كلام متمم، وإذا هو يحتذى على كلامه فيذكر المواضع التى ذكرها متمم والوقائع التى شهدها".
والسؤال هو: كيف عرف أبو عبيدة وابن نوح العطاردى أن شعر متمّم قد نَفِد قبل أن يشرع ابنه فى التزييف ونسبة الشعر المزيف إلى أبيه كما يُفْهَم من كلام أبى عبيدة؟ بل كيف عرفا أن هذ الشعر غير ذاك؟ هلا أوضحا لنا المقياس الذى اعتمداه فى هذه التفرقة؟ ثم لماذا يُقْدِم ابن متمم على هذا النحل؟ وكيف أعربا له عن شكهما فيما يرويه لهما من أشعار؟ وبم رَدَّ عليهما وسَوَّغ ما شَكَّا هما فيه؟ ثم عندنا هنا أيضا مقياس الجودة والرداءة، وهو المقياس الذى يتصور أصحابه أنه متى كان الشعر جيدا فهو لمن نُسِب له، ومتى كان رديئا فهو منحول له. وقد أوضحنا فيما سلف أن هذا مقياس غير صالح، لأنه ما من شاعر إلا وفى شعره الجيد والردىء. ولا ننس أن ابن متمم كان قد جاء إلى البصرة من البادية حيث يعيش دون أن يكون فى ذهنه مسبقا أن هناك من سوف يسأله عن شعر أبيه حتى يقال إنه كان مستعدا لتلك المناسبة فجهّز مقدما أشعارا ينوى أن ينحلها أباه. ثم ما الفائدة التى تعود عليه من مثل هذا النحل؟ وقبل ذلك كيف لنا أن نصدّق أن الأشعار التى رواها لهما ابن الشاعر هى أشعار منحطة فنيا ما داما لم يضعا بين أيدينا الأشعار الزائفة حتى يمكننا المقارنة بينها وبين نظيرتها الصحيحة؟ ومن هنا فإنى أستبعد أن يكون الأمر كما روته لنا القصة، وإلا لساق لنا الراوى تلك الأشعار المفتراة أو شيئا منها ووضح كيف تختلف عن الأشعار الحقيقية. أما الحكاية على النحو الذى وردتنا به فلا تعنى فى الواقع
(يُتْبَعُ)
(/)
شيئا. إن الراوى هنا يقوم بمهمة الخَصْم والحَكَم معا، ويريد منا أن نتقبل ما يقول دون أدنى نقاش. وأَنَّى ذلك؟ نحن هنا فى ميدان من ميادين البحث العلمى، وفى تلك الميادين ينبغى أن يوضع كل شىء على بساط البحث ومحكّ العقل، ولسنا فى مجلس من مجالس المجاملات الاجتماعية حيث يتبادل الجالسون عبارات المودة والموافقة من طرف اللسان تسهيلا لتمضية الوقت وإشاعةً لجو الألفة!
ونمضى مع ابن سلام فنسمعه يقول: "كان أوّلَ من جمع أشعار العرب وساق أحاديثها حمادٌ الراوية، وكان غير موثوق به. وكان ينحل شعر الرجل غيره، وينحله غير شعره، ويزيد في الأشعار. قال ابن سلام: أخبرنى أبو عبيدة عن يونس، قال: قَدِمَ حمادٌ البصرةَ على بلال بن أبى بردة، وهو عليها، فقال: أما أطرفتنى شيئا؟ فعاد إليه فأنشده القصيدة التى في شعر الحطيئة مديح أبى موسى. قال: ويحك! يمدح الحطئية أبا موسى لا أعلم به، وأنا أروى شعر الحطيئة؟ ولكن دعها تذهب في الناس. قال ابن سلام: أخبرنى أبو عبيدة عن عمر بن سعيد بن وهب الثقفى، قال: كان حماد لى صديقا ملطفا. فعرض علىَّ ما قِبَله يوما، فقلت له: أَمْلِ علىَّ قصيدة لأخوالى بنى سعد بن مالك، لطرفة. فأملى علىَّ:
إن الخليط أَجَدَّ مُنْتَقَلُهْ * ولِذَاك زُمَّتْ غُدْوَةً إبلُُِهْ
عهدى بهم فى النقب قد سندوا * تَهْدِى صِعَابَ مطيِّهم ذُلُلُهْ
وهي لأعشى همدان. وسمعت يونس يقول: العجب ممن يأخذ عن حماد، وكان يكذب ويلحن ويكسر".
فأما بالنسبة لما اشتهر به حماد من كذب ونحل فإنى أتساءل: إذا كان حماد على هذه الشاكلة من الاشتهار بالنحل والتلفيق، وكذلك باللحن والكسر فوق البيعة بما يعنى أنه من الشعر لا فى العير ولا فى النفير، فما الذى كان يضطرهم إلى اللجوء إليه دائما وسؤاله عما فى جَعْبته من جديد؟ ثم هل من الحتم اللازب أن يعرف بلال بن أبى بردة كل شعر الحطيئة، أَوَكانت ذاكرته قرصا مدمجا سُجِّل عليه كل شعر الشاعر فلا يندّ عنها شاردة ولا واردة من ذلك الشعر؟ كذلك أليس من حقنا أن نسمع رد المتهم على التهمة الموجَّهة إليه؟ لكن للأسف تسكت الرواية عند هذا الحد فلا تعطى المسكين الفرصة لإبداء وجهة نظره! ثم من يا ترى أنبأ الناس بما دار بين بلال وحماد من حوار واتفاقهما فى نهاية الأمر على ترك القصيدة المزيفة تذيع فى الناس؟ إن أيا منهما لا يمكن أن يكون هو راوى القصة، وإلا لكان كمن يحفر قبره بيده. كما أنه لم يكن هناك إلا هما وحدهما كيلا يقول قائل إن شخصا ثالثا هو الذى فضح الأمر. أما لو افترضنا بعد ذلك كله أنْ قد كان هناك شخص ثالث، فإنهما لم يكونا ليجرؤا على قول هذا الكلام بمسمع منه حتى لا يشوها صورتهما فى عينه. وفى "الأغانى" أن المدائنى كان ينسب القصيدة المذكورة للحطيئة فعلا! فما الذى يمكن أن نقوله هنا؟ وهذا هو نص "الأغانى": "وذكر المدائني أن الحطيئة قال هذه القصيدة في أبي موسى، وأنها صحيحة. قالها فيه وقد جمع جيشا للغزو فأنشده: "جمعْتَ من عامرٍ فيه ومن أسدٍ"، وذكر البيتين، وبينهما هذا البيت، وهو:
فما رَضِيتَهم حتى رَفَدْتَهمو * بوائلٍ رَهْطِ ذي الجدَّيْن بسطامِ"
ثم هل يقدح خطأ حماد فى نسبة قصيدة أعشى همدان لطَرَفة فى أمانته بالضرورة؟ ألا يمكن أن تكون المشكلة مشكلة ذاكرة لا مشكلة ضمير؟ وهل هذا هو النص الشعرى الوحيد الذى أحاط به الخلاف حول نسبته لصاحبه حتى نذهب فنعلق المشنقة لحماد؟ ومرة أخرى نجد أنفسنا أمام وجهة النظر الخاصة بأحد الطرفين دون الآخر، وكأن حمادا خَرِس فلم يُحِرْ جوابا وسلّم بما قيل فى حقه. وعجيب أن يقال فى حماد إنه كان ينحل شعر الرجل غيره: هكذا دون إبداء الأسباب. ترى لماذا كان يفعل ذلك؟ أكان مصابا بلُوثَةٍ فى عقله تجعله يتبرع من تلقاء نفسه بخداع الناس وإنفاق وقته وجهده فى ذلك "لله فى لله"؟ وأعجب من هذا أن يقال إنه كان يزيد فى الأشعار رغم ما اتُّهِم به فى ذات الوقت من أنه كان يلحن ويكسر الشعر. يا له من أحمق! لكن ما القول فى الذين كانوا يصرون بعد هذا كله على البحث عنده دائما عن الجديد فى الشعر؟ أليسوا مثله حمقى بل أَعْرَق منه فى الحماقة وأَوْغَل؟ وأعجب من هذا وذاك أن يلقَّب هذا الكذاب الوضاع الخالى من الموهبة الشعرية بـ"الراوية"؟ إن مثل هذا اللقب ليس له فى الواقع من معنى إلا أنهم كانوا
(يُتْبَعُ)
(/)
يحترمون روايته ويقدرونها حتى إنهم لم يَرَوْا فيه إلا أنه "راوية"!
وفى "الأغانى" أن المفضَّل الضَّبِّىّ قد وصفه بأنه "رجل عارف بلغات العرب وأشعارها ومذاهب الشعراء ومعانيهم، فلا يزال يقول الشعر يُشْبِه به مذهب رجل ويُدْخِله فى شعره ويُحْمَل ذلك عنه فى الآفاق فتختلط أشعار القدماء". أى أنه كان عالما بالشعر ذا بصيرة نقدية عجيبة فيه وصاحب موهبة وبراعة فى التقليد ومقدرة على خلط الأمور حتى لتتداخل الأشعار الصحيحة والزائفة على يديه فلا يميز بينها إلا عالمٌ خِرِّيت. فمن نصدق يا ترى؟ أنصدق من يرميه بالجهل الفاحش بالشعر وباللحن والكسر فيه، أم نصدق من يصوره بصورة العبقرى الجهبذ الذى لا يعجزه فى هذا الميدان شىء؟
وهناك خبران آخران غريبان فى "الأغانى" مُفَادهما أنه بقى يكذب على الناس ويضع لهم الشعر الجاهلى المنحول على مدى عشرات السنين، على الأقل من أيام الخليفة الأموى الوليد بن يزيد (الذى نجح راويتنا فى امتحانٍ عقده له كى يتثبت أنه يحفظ فعلا لمن لا يعرفهم ذلك الخليفة من الشعراء مائة قصيدة على كل حرف من حروف الألفباء) حتى عصر المهدى الخليفة العباسى حين اكتشف تلاعبه فنادى فى الناس ألا يقبلوا روايته، وكأن الدولة الإسلامية كان من مهامّها نقد الأدب والكشف عن الشعر المنحول! فهل يقبل العقل أن يظل الرجل يضحك على ذقون العرب كل هاتيك العشرات من السنين دون أن يكشفه أحد قبل المهدى العباسى، وكأنه يتعامل مع أمة من الأفدام الأغتام البائسين؟ وأخيرا وليس آخرا نجد ابن سلام يبدأ كلامه قائلا إن الشعر العربى لم يعرف غير الرواية الشفوية، ليعود فيضيف بعد قليل أنه كان هناك قسط كبير منه مقيد فى ديوان عند النعمان بن المنذر وانتهى مطافه إلى أيدى بنى مروان. وذلك القسط، حسب كلامه، هو أفضل الشعر الجاهلى من الناحية الفنية لأنه شعر الفحول ومن مدحوا النعمان وأسرته. وهذا تناقض واضح كما بيَّنّا!
كذلك نقرأ فى "تاريخ بغداد" لأبى بكر بن الخطيب أن أبا عمرو الشيبانى، وهو أيضا راويةٌ كوفىٌّ كحماد، كان يجمع شعر القبائل حتى إذا انتهى من شعر إحداها كتب مصحفا بخطه ووضعه فى مسجد الكوفة. ومع هذا فقد كان خصومه يتهمونه بالسَّرَف فى شرب الخمر رغم إقرارهم بأنه ثقة فى روايته. ويعلق طه حسين قائلا: "وأكبر الظن أنه كان يؤجّر نفسه للقبائل، يجمع لكل واحدة منها شعرا يضيفه إلى شعرائها" (طه حسين/ فى الأدب الجاهلى/ دار المعارف/ 1964م/ 171)، وهو ما يعنى أن من البشر من يظل يقول: "عنزة" ولو طارت، ومنهم طه حسين. فها هو ذا الشيبانى قد اجتمع خصومه وأنصاره على توثيقه، بيد أن طه حسين لا يعجبه العجب، فيتهم الرجل بأنه كان يؤلف الشعر وينسبه إلى شعراء القبائل التى تدفع له. أما من أين أتى طه حسين بهذا الكلام، فينبغى أيها القارئ أن تخرّ على ما يقوله ساجدا ولا تسأل مثل هذا السؤال. وعجيب أن يسرف طه حسين فى الشك فى الشعر الجاهلى حتى ليزعم أنه كله تقريبا مصنوع صنعا، حاطبا بهذه الطريقة فى حبل مرجليوث المستشرق البريطانى الخبيث مع بعض التلاوين التى لا تقدم ولا تؤخر، ثم يصدّق دون أدنى تفكير أو محاولة للتثبت أية رواية تشكك فى علماء المسلمين، بل يخترع لبعضهم الاتهامات اختراعا كما رأينا فى حالة الشيبانى المسكين!
ليس ذلك فقط، بل لقد رفض ابن سلام كل ما رواه ابن إسحاق فى "السيرة النبوية" من أشعار، إذ قال لدن كلامه عن أبى سفيان بن الحارث: "ولأبى سفيان بن الحارث شعر كان يقوله فى الجاهلية فسقط، ولم يصل إلينا منه إلا القليل. ولسنا نعد ما يروى ابن اسحاق له ولا لغيره شعرا. ولأن لا يكون لهم شعر أحسن من أن يكون ذاك لهم"، لنفاجأ به يروى عدة من الأشعار التى رواها ابن إسحاق، وفى نفس كتابه هذا الذى سبق له فيه رفض أى شعر رواه ابن إسحاق: فقد روى قصيدة أبى سفيان بن الحارث الدالية التى يقول فى مطلعها:
لَعَمْرُكَ إنى يومَ أحمل رايةً * لتغلب خيلُ اللات خيلَ محمدِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وهى من الشعر الذى رواه ابن إسحاق له. وكان هذا قبل أن يجف الحبر الذى كتب به رفضه لما رواه له ابن إسحاق. ومن ذلك أيضا اعتذارية كعب بن زهير اللامية: "بانت سعاد"، التى أكسبته بردة النبى عليه الصلاة والسلام، وحائية أمية بن أبى الصلت التى ناح بها على قتلى المشركين فى بدر، ومنها هذان البيتان اللذان أوردهما ابن سلام:
ماذا ببدر فالعقنقل من مرازبة جحاجح؟
هلا بكيت على الكرا م بنى الكرام أولى الممادح
وكذلك قصيدة ابن الزبعرى عقب يوم أُحُد، وكان لا يزال على الكفر، ومطلعها:
يا غراب البين، أَسْمَعْتَ فَقُلْ * إنما تنطق شيئا قد فُعِلْ
فقد روى ابن سلام عددا من أبياتها، وكان ذلك على سبيل الاستشهاد لا الحصر. وهناك قصيدتاه الأخريان اللتان يعتذر فيهما عما أسلفت يداه فى حق النبى قبل إسلامه واللتان يقول فى مطلعيهما:
منع الرقادَ بلابلٌ وهمومُ * والليل معتلج الرواقِ بهيمُ
...
يا رسولَ المليك، إن لسانى * راتقٌ مافَتَقْتُ إذ أنا بُورُ
ومن هذا أيضا روايته لحسان بن ثابت بعض أبيات من قصيدته التى قالها فى غزوة أُحُد، وهى:
فجئنا إلى موجٍ من البحر وَسْطَه * أحابيش منهم حاسرٌ ومقنَّعُ
ثلاثة آلاف ونحن نصية * ثلاث مئينٍ إن كَثُرْنا وأَرْبَعُ
فراحوا سراعا مُوجِفين كأنهم * جهامٌ هراقت ماءه الريحُ مقلعُ
ورحنا وأخرانا تطانا كأننا * أُسُودٌ على لحمٍ ببيشةَ ظُلَّعُ
... إلخ. وهذه كلها أدلة متضافرة على أنه لم يكن يراعى الدقة والتحقيق فى كلامه وأحكامه، ومن ثم كان علينا أن نتوقى الانسياق معه دون مراجعة وتمحيص.
ومما تقدم يتبين لنا كيف كان ابن سلام يبالغ فى أحكامه أو يصدرها دون أى مسوغ أو استنادا إلى شواهد لا ترقى إلى مرتبة التصديق، كما كان يتناقض فى آرائه وفتاواه، أو يتعجل فيورد نتائج لا يُسْلِم إليها ما ساقه من مقدمات، أو يعمم الكلام بدلا من أن يقصره على الحالة التى أمامه، أو يستخلص أفكارا لا تستند إلى شىء. ومع ذلك فقد كان لكتابه هذا، وهو "أول كتاب أثار فى إسهابٍ مشكلة الانتحال فى الشعر الجاهلى" كما يقول د. شوقى ضيف (العصر الجاهلى/ ط24/ دار المعارف/ 164)، أثره الشديد على دارسى الشعر الجاهلى فى العصر الحديث، إذ رأينا ديفيد صمويل مرجليوث ( D. S. Margoliouth) وطه حسين ينفيان صحة الشعر الجاهلى: فأما المستشرق البريطانى فقد رده كله زاعما أن نَظْم الشعر لم يعرفه العرب إلا فى العصر الأموى، وأما قبل ذلك فقد عرفوا السجع أولا ثم الرجز من بعده. وقد سبق أن رددتُ على كل ما قاله مرجليوث وبينت تهافته فى كتابى: "أصول الشعر العربى"، الذى ترجمتُ فيه بحثه فى هذاالموضوع وعلقت عليه وتناولته بالدراسة بما يغنينى عن إعادة القول فيه هنا، وإن كان من الممكن بل ينبغى أن نضيف هذه المعلومة الشديدة الأهمية التى ذكرها رينيه باسيه ( René Basset) فى كتابه: " anté-islamique La poésie arabe " ( طبعة Ernest Leroux, Paris, 1880)، إذ يتحدث المستشرق الفرنسى (27 P.) عما كتبه سوزومين المؤرخ الإغريقى الكنسى (القرن 5م) من أن إحدى ملكات العرب فى القرن الرابع قد انتصرت على القوات الرومانية الموجودة فى فلسطين وفينيفية فأخذت الرعية تحتفل بهذا الانتصار مرددة الأغانى الشعبية، وإن لم يصلنا من ذلك شىء ولو عن طريق الترجمة، وهو ما أَسِفَ له باسيه. ومعنى هذا لديه أن هناك شعرا عربيا ينتمى إلى القرن الرابع قبل الإسلام. أى أن الشعر الجاهلى لا يعود إلى ما قبل دين محمد بقرن أو قرن ونصف فقط كما كنا نردد. لا بل لا بد أنه يمتد إلى ما وراء القرن الرابع نفسه لأنه لا يُعْقَل أن يكون العرب قد وصلوا إلى نظم مثل تلك الأغانى إلا بعد أن كان فن الشعر قد نضج عندهم تماما. وعند د. عمر فروخ أن "الشعر الذى وصل إلينا من الجاهلية يمثل دورا راقيا لا يمكن أن يكون الشعر قد بلغ إليه فى أقل من ألفى سنة على الأقل، غير أنه لم يصل إلينا من ذلك الشعر الأول شىء" (د. عمر فروخ/ تاريخ الأدب العربى/ ج1 - الأدب القديم من مطلع الجاهلية إلى سقوط الدولة الأموية/ ط4/ دار العلم للملايين/ بيروت/ 1981م/ 73).
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد لفتت هذه المسألة أنظار الباحثين فأَبْدَوُا استغرابهم أن يكون الشعر الجاهلى بما فيه من فنٍّ متقدمٍ وليدَ تلك المدة القصيرة التى يحددها الجاحظ بمائة وخمسين عاما أو مائتين فقط قبل الإسلام. يقول مثلا أحمد حسن الزيات: "وليس يسوغ فى العقل أن الشعر بدأ ظهوره على هذه الصورة الناصعة الرائعة فى شعر المهلهل بن ربيعة وامرئ القيس، وإنما اختلفت عليه العُصُر وتقلبت به الحوادث وعملت فيه الألسنة حتى تهذَّب أسلوبه وتشعبت مناحيه" (أحمد حسن الزيات/ تاريخ الأدب العربى/ ط24/ دار نهضة مصر/ 28). ويقول أيضا حنا الفاخورى: "وأقدم شعرٍ وصل إلينا كان ما قيل فى حرب البسوس أو قبل ذلك قليلا، وكان قصائد كاملة تدل على محاولات كثيرة سبقتها وهيأت طريقها حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من استقامة الوزن واللغة والبيان" (حنا الفاخورى / تاريخ الأدب العربى/ دون دار نشر أو تاريخ/ 52). ومثلهما فى ذلك د. عبد العزيز نبوى، الذى يقرر أن "الشعر الجاهلى، منذ أقدم نصوصه التى وصلت إلينا، قد اكتملت له أو كادت مقوماته الفنية بدءا من طرائق التعبير، وانتهاء بالموسيقى من وزن وتقفية. وهذا يعنى أنه مرت حِقَبٌ طويلة قبل أن يستقر للشعر الجاهلى سماته وخصائصه" (د. عبد العزيز نبوى/ دراسات فى الأدب الجاهلى/ 12) ... إلخ. ويؤكد تشارلز ليال أن "تعدد البحور التى كان يستعملها الشعراء الجاهليون وتعقدها، وكذلك القواعد الراسخة التى تتعلق بالوزن والقافية، فضلا عن الأسلوب الواحد الذى كانوا ينتهجونه فى بناء قصائدهم رغم المسافات التى تفصل كلا منهم عن الآخر، كل ذلك يشير إلى دراسةٍ وممارسةٍ طويلةٍ سابقةٍ لفن الشعر وإمكانات اللسان العربى، وإن لم يكن بين يدينا سجل لشىء من هذا" ( C. J. Lyall, Translations of Ancient Arabian Poetry, London, 1885, P.xvi)، وهو ما يوافقه عليه رينولد نيكلسون ( A Literary History of the Arabs, P.75- 76). وبالمثل يقرر إجناطيوس جويدى فى كتابه: " L'Arabie Antéislamique" أن القصائد الجاهلية الرائعة التى وصلتنا عن القرن السادس الميلادى تشير إلى أن وراءها صنعة طويلة ( I. Guidi, L'Arabie Antéislamique, Paris, 1921, P.21). ويعلل كليمان هوار اختفاء الشعر السابق على ذلك التاريخ بأن الذكريات البشرية، ما لم يتم حفظها كتابة على الجدران أو الحجارة أو الأوراق، فإنها حَرِيّةٌ أن تضيع مع الأيام. ومن ثم يضيف قائلا إن الشعر العربى الذى وصلنا لا يرجع إلى أبعد من القرن السادس الميلادى عندما استُعْمِلت الألفباء النبطية فى تسجيل ذلك الشعر ( Clément Huart, A History of Arabic Literature, William Heinmann, London, 1903, P.7).
وعودة إلى باسيه وما قاله هأنذا أضع بين يدى القارئ عبارته كما هى فى نصها الفرنسى:
“ nous savons que les chants guerriers étaient depuis longtemps en usage chez les Arabes. Un auteur grec, qui écrivit au ve siècle une histoire ecclésiastique, Sozomène, rapporte qu'en 372 de l'ère chrétienne, une reine des Sarrasins, Mania, ou, selon d'autres, Mavia, ayant battu les troupes romaines de Palestine et de Phénicie, le souvenir de cette victoire se conserva dans les chants populaires des Arabes. Il est à regretter que l'historien chrétien ne nous ait pas rapporté, même dans une traduction, quelques fragments de ces vers : nous aurions là le spécimen le plus ancien de la poésie arabe”
هذا عن مرجليوث، أما طه حسين فقد نفى شعر الجاهلية جُلَّه إن لم يكن كُلَّه طبقا لما قال. ولقد اتخذ د. عبد الرحمن بدوى من كتاب ابن سلام بالذات تكأة للدفاع عن نظرية طه حسين الفطيرة التى أخذها من مرجليوث على عين ذلك المستشرق وهواه، قائلا إنه كلما تذكر الحملة الشعواء الهوجاء التى أثيرت حول كتاب "فى الشعر الجاهلى" للدكتور طه حسين فإن عجبه لا ينقضى لأن ما قاله الدكتور طه عن انتحال الشعر الجاهلى وفساد رواياته وما أضيف إليه أو حُذِف منه هو، بنص عبارته، كلام سبق أن قاله وأشبع القول فيه علماء الأدب واللغة القدماء منذ القرن الثانى للهجرة. ثم لم يجد ما يستشهد به فى هذا المجال إلا ما كتبه ابن سلام فى ذلك الموضوع، ليختم اقتباساته الكثيرة من
(يُتْبَعُ)
(/)
ذلك العالم قائلا: "تلك هى النتائج التى انتهى إليها ابن سلام الجُمَحِىّ والأسباب التى ساقها لبيان منشإ الانتحال والتزييف والزيادة فى الشعر الجاهلى. وهى هى عينها النتائج والأسباب التى أوردها الدكتور طه حسين فى كتابه: "فى الشعر الجاهلى" ... "، ذلك الكتاب الذى يقول بدوى إنه قد قوبل عند ظهوره "بالدهشة الحمقاء" لعدم اطلاع المعارضين على ما كتبه أمثال ابن سلام من العلماء القدماء فى هذا المجال اطلاعَ فهمٍ دقيقٍ متبصّر حسب تعبيره، وكذلك ما كتبه المستشرقون فى ذات الموضوع (انظر كتابه: "دراسات المستشرقين حول صحة الشعر الجاهلى/ ط2/ دار العلم للملايين/ بيروت/ 1986م/ 5 - 13).
بل إن أحد العلماء المعتدلين كالدكتور شوقى ضيف لم ينج من إلحاح هاجس الشك فى الشعر الجاهلى الذى زرعه ابن سلام فى النفوس رغم تصديه، رحمه الله، لمن يريدون نسف ذلك الشعر أو إثارة الشك المبير فيه (انظر كتابه: "العصر الجاهلى"/ 164 - 175)، فقد رأيناه يقف عند هذه القصيدة أو تلك من قصائد هذا الشاعر الجاهلى أو ذاك مبديا شكه فى صحتها بناء على أسباب ليست مقنعة بالمرة. ولسوف آخذ مثالين اثنين فقط مما كتبه، رحمه الله، فى هذا الموضوع: فمثلا نراه يشك شكا شديدا فى قصيدة النابغة الذبيانى: "بانت سعاد وأمسى حبلها انجذما" لأنها، كما يقول، "نسيب خالص ولأن بها روحا إسلامية تتصح فى قوله مخاطبا صاحبته:
حيّاكِ ربى، فإنا لا يحلّ لنا * لهو النساء، وإن الدين قد عَزَما
مشمِّرين على خُوصٍ مزنَّمةٍ * نرجو الإله، ونرجو البر والطَّعَما
رغم أنها من رواية الأصمعى كما ذكر هو نفسه (العصر الجاهلى/ 278). ولست أشاطر الأستاذ الدكتور شكه فى القصيدة، فإن مجيئها نسيبا خالصا لا يُعَدّ مسوِّغا لرفض نسبتها إلى الشاعر ضربة لازب، وإلا فهل عنده دليل على أن النابغة لا يمكن أن يقول شعرا خالصا فى النسيب؟ كما أن البيتين اللذين يصفهما بأنهما ذوا روح إسلامية لا يتّسمان فى حقيقة الأمر بشىء إسلامى حَصْرًا، إذ الكلام فيهما عن الإله والدين بعامة، وهو كلام يصدق على كثير من الأديان. وحتى لو كانا إسلاميين حقا وصدقا، فإن ذلك ليس بالسبب الكافى لرفض القصيدة كلها، بل لرفض البيتين فحسب. ومع ذلك فإنه هو نفسه لم يردّ بيتين لزهير بن أبى سلمى يؤمن فيهما باليوم الآخر والحساب ويؤكد معرفة الله تعالى بغيب النفوس واطلاعه المطلق على كل شىء (المرجع السابق/ 303)، فهذا من هذا. ولا ننس أن النابغة كان يتردد على بلاط الحيرة والغساسنة، وكان ملوكهما نصارى. بل إن فى شعره، كما نعرف، كلاما عن بعض الأعياد والاحتفالات النصرانية.
وبالمثل نجد الأستاذ الدكتور ينكر صحة قصيدة الأعشى الدالية التى تقول كتب الأدب إنه كان قد أعدها لمدح الرسول عليه السلام قبل أن تلقاه قريش وتصده عن الذهاب إليه وإعلان الإيمان به، والتى تتضمن بعض التعاليم الإسلامية والعبارات القرآنية، بحجة أنها "لا تتفق فى شىء ونفسية الأعشى"، وأنه لا يمكن أن "يؤمن بتعاليم القرآن على هذا النحو ثم ينصرف عن الرسول وهديه" حسب تعبيره (السابق/ 342). يشير الأستاذ الدكتور إلى ما تحكيه كتب الأدب من أن الأعشى أعد العُدّة للوفادة على النبى عليه السلام وهو لا يزال فى مكة وجهّز فى مدحه قصيدة يقولها عند لقائه، إلا أن قريشا ما إن علمت بهذا الذى كان ينتويه حتى سارعت بمقابلته وعملت على تنفيره من الدين الجديد وصاحبه، فرجع من طريقه دون أن يفد عليه صلى الله عليه وسلم، ثم تتابعت الحوادث حتى مات ولم يدخل فى الإسلام.
لكنْ من قال إن الأعشى كان فى خاطره الانصراف عن الرسول انصرافا نهائيا؟ ربما انصاع لكلام القرشيين ريثما تتاح له فرصة أخرى، أو ربما ضَعُفَ أمام ما أعطَوْه من مال فأخذه وانصرف مؤقتا انتظارا لظروف أفضل يستطيع أن يعلن فيها إسلامه دون خوف من ضغط أو إحراج. والناس ليسوا سواء فى قوة التمسك بما يؤمنون به، ولا كُلّهم على استعداد للبذل والتضحية العنيفة، ولا من طبيعتهم جميعا المسارعة إلى تنفيذ ما ينوون عمله. وعندى أن تفسير موقف الأعشى بذلك أقوى فى الإقناع من إنكار نسبة القصيدة له والقول بأنها منحولة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وثمة أمثلة أخرى كثيرة يسارع فيها الدكتور شوقى إلى إعلان شكه فى هذه القصيدة أو تلك دون أن تكون التسويغات التى يسوقها مُرْضِيةً للعقل، ولكنى أكتفى بهذين المثلين دليلا على أنه، ككثير من الباحثين العرب، قد امتلأ قلبه بهاجس النحل والانتحال أكثر مما يصح رغم أنه قد رد هجوم مرجليوث وطه حسين وبلاشير على الشعر الجاهلى وبيّن ما فى ذلك الهجوم من مغالاة لا تستقيم ومنطق الأشياء (السابق/ 166 - 175).
خلاصة القول إن فى الشعر الجاهلى شعرًا صحيحًا، وهو الأغلبية الكبيرة، وفيه إلى جانب هذا شعر منحول أيضا، إلا أن المنحول ليس بالكثرة ولا الاتساع الذى توحى به عادةً كتاباتُ من كتبوا فى ذلك الموضوع. كذلك ينبغى ألا ندلف إلى قراءة الشعر الجاهلى ونحن ممتلئون امتلاءً بهواجس الشك فيه، بل نقرؤه ونحن هادئو الأعصاب، ومتيقظون أيضا، وعلى أساس ألا تزر وازرة وزر أخرى، بمعنى أنه إذا بدا لنا بوضوح أن ثم شيئا مريبا فى النص وقفنا إزاءه وقلبنا فيه النظر ووضعناه على محك التمحيص، وإلا فهو شعر صحيح.
ولقد مررت بتلك التجربة عدة مرات، وأبرزها المرة التى درست فيها شعر عنترة، إذ ألفيت أن بعض طبعات ديوانه تحتوى على لونين من الشعر: شعر تبدو عليه بكل وضوح سيما الشعر الجاهلى، وشعر لا يمكن أن يكون منتميا إلى ما قبل الإسلام. وهو ما حفزنى إلى دراسة الأمر بعمق، فتبين لى أن اللون الأخير ليس لعنترة، بل هو مما أضافه كتاب سيرته الشعبية توسيعا لقصته وتضخيما لشخصيته وأمجاده، وأن ثمة سمات فارقة بين الشعرين لا يمكن أن تخطئها عين الخبير رغم وقوع بعض كبار الدارسين، ومنهم أسماء طنانة، فى شبكة الانخداع والتسليم ودراستهم تلك الأشعار المزيفة دراسة المطئن إلى صحة نسبتها إلى عنترة. وقد استخرجت تلك السمات وخصصت لها فصلا كاملا فى دراستى المذكورة. أريد أن أقول إننى قد دخلت ساحة البحث فى شعر عنترة وأنا برىء الصدر، فلما شعرت بأن هناك ما يريب استربت. ثم لم أكتف بالاسترابة، بل شفعتها بالتدقيق والتحقيق حتى وصلت إلى ما شفى نفسى وأراح قلبى.
نخلص من هذا كله إلى أن فى الشعر الجاهلى أشعارا منحولة، وهذا أمر طبيعى، فالتزييف جانب أساسى من جوانب الحياة البشرية لا فَكَاك منه: يستوى فى هذا الشعر الجاهلى والشعر غير الجاهلى والنثر وغير النثر والفلوس والعقود والصكوك والشهادات والكلام اليومى العادى والكلام الرسمى ونشرات الأخبار والبيانات العسكرية والتقارير السياسية والإحصاءات الاقتصادية، وهلم جرا. ثم لا ننس أن الطبيعة الشفوية التى كان يلجأ إليها الرواة لحفظ ذلك الشعر فى الأغلب الأعم قد ساعدت على النسيان والخلط رغم ما نعرفه عن قوة الذاكرة العربية فى المجتمع الجاهلى حيث كانت الكتابة والقراءة غير منتشرة آنذاك. ولكن علينا فى ذات الوقت، إن وجدنا أكثر من رواية للنص الشعرى الواحد، ألا نظن ذلك ناتجا بالضرورة عن النسيان أو السهو من قِبَل الرواة، إذ من المحتمل جدا أن تكون هذه نسخة أخرى من القصيدة سببها مراجعة الشاعر للنسخة الأولى بعد إعادته النظر فيها فقدَّم وأخَّر وغيَّر وحوَّر وحذف وأضاف. أما الأسباب المتعددة التى اتكأ عليها وأبرزها ابن سلام فقد رأينا أنها تفتقر بقوة إلى الدليل.
وفى الفقرات التالية ما يرينا كيف أن النحل أو الخلط أو التزييف أو الشك ليس مقصورا على شعر العصر الجاهلى ولا على الشعر وحده: جاء فى "الأغانى" مثلا عن مجنون بنى عامر: "أخبرني حبيب بن نصر المهلبي وأحمد بن عبد العزيز الجوهري عن ابن شبة عن الحزامي، قال: حدثني أيوب بن عباية، قال: سألت بني عامرٍ بطنا بطنا عن مجنون بني عامر فما وجدت أحدا يعرفه. وأخبرني عمي قال حدثنا أحمد بن الحارث عن المدائني عن ابن دأبٍ قال: قلت لرجل من بني عامر: أتعرف المجنون وتروي من شعره شيئا؟ قال: أوَقد فرغنا من شعر العقلاء حتى نروي أشعار المجانين! إنهم لكثيرٌ! فقلت: ليس هؤلاء أعني، إنما أعني مجنون بني عامر الشاعر الذي قتله العشق. فقال: هيهات! بنو عامر أغلظ أكبادا من ذاك. إنما يكون هذا في هذه اليمانية الضعاف قلوبها، السخيفة عقولها، الصعلة رؤوسها. فأما نزار فلا.
(يُتْبَعُ)
(/)
أخبرني هاشم بن محمد، قال: حدثنا الرياشي، قال: سمعت الأصمعي يقول: رجلان ما عُرِفا في الدنيا قط إلا بالاسم: مجنون بني عامر، وابن القِرّيَّّة. وإنما وضعهما الرواة. وأخبرنا أحمد بن عبد العزيز، قال: حدثنا عمر بن شبة، قال: حدثني عبد الله بن أبي سعد عن الحزامي، قال: ولم أسمعه من الحزامي فكتبته عن ابن أبي سعد، قال أحمد: وحدثنا به ابن أبي سعد عن الحزامي، قال: حدثنا عبد الجبار بن سعيد بن سليمان بن نوفل بن مساحقٍ عن أبيه عن جده، قال: سعيت على بني عامر فرأيت المجنون وأتيت به وأنشدني. أخبرني علي بن سليمان الأخفش، قال: حدثنا أبو سعيد السكري، قال: حدثنا إسماعيل بن مجمع عن المدائني، قال: المجنون المشهور بالشعر عند الناس صاحب ليلى قيس بن معاذ من بني عامر، ثم من بني عقيل، أحد بني نمير بن عامر بن عقيل. قال: ومنهم رجل آخر يقال له: مهدي بن الملوح من بني جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة". فنحن هنا أمام رأيين: رأى يقول إن المجنون شخص حقيقى، والآخر أنه لا حقيقة له. والمجنون، كما نعرف، ينتمى إلى عصر بنى أمية.
وفى "الأغانى" أيضا: "أخبرني أبو خليفة عن ابن سلام أن أبا يحيى الضبي قال: قال ذو الرمة يوما: لقد قلت أبياتا إن لها لعروضا وإن لها لمرادا ومعنى بعيدا. قال له الفرزدق: ما هي؟ قال: قلت:
أحين أعاذت بي تميمٌ نساءها * وجُرِّدْتُ تجريد اليماني من الغِمْدِ
ومدت بضبعيّ الرباب ومالكٌ * وعمرٌو، وشالت من ورائي بنو سَعْدِ
ومن آل يربوعٍ زهاءٌ كأنه * زها الليل محمود الكناية والرِّفْدِ؟
فقال له الفرزدق: لا تعودن فيها، فأنا أحق بها منك. قال: والله لا أعود فيها ولا أنشدها أبدا إلا لك. فهي قصيدة الفرزدق التي يقول فيها:
وكنا إذا القيسي نب عتوده * ضربناه فوق الأنثيين على الكرد
... وروى هذا الخبر حماد عن أبيه عن أبي عبيدة عن الضحاك الفقيمي، قال: بينا أنا بكاظمة، وذو الرمة ينشد قصيدته التي يقول فيها: "أحين أعاذت بي تميمٌ نساءها" إذا راكبان قد تدليا من نقب كاظمة مقنَّعان فوقفا، فلما فرغ ذو الرمة حسر الفرزدق عن وجهه وقال لراويته: يا عبيد، اضمم إليك هذه الأبيات. قال له ذو الرمة: نشدتك الله يا أبا فراس! فقال له: أنا أحق بها منك. وانتحل منها هذه الأربعة الأبيات". ولست أقول إن هذا صحيح بالضرورة، بل أريد إلى أن ألفت الانتباه إلى أن ثم خلافا وشكوكا حول بعض النصوص الأموية، وإن الانتحال، إن صحت الرواية، كان يتم فى بعض الأحيان "عَيْنِى عَيْنَك" دون حرج أو تردد.
وفى "رسائل الجاحظ" نقرأ ما يلى: "وإني ربما ألفت الكتاب المحكم المتقن في الدِّين والفقه، والرسائل والسيرة، والخطب والخراج والأحكام، وسائر فنون الحكمة، وأنسبه إلى نفسي، فيتواطأ على الطعن فيه جماعةٌ من أهل العلم، بالحسد المركب فيهم، وهم يعرفون براعته ونصاعته. وأكثر ما يكون هذا منهم إذا كان الكتاب مؤلفا لملكٍ معه المقدرة على التقديم والتأخير، والحطِّ والرَّفع، والترغيب والترهيب، فإنهم يهتاجون عند ذلك اهتياج الإبل المغتلمة. فإن أمكنتْهم حيلةٌ في إسقاط ذلك الكتاب عند السيد الذي أُلِّف له فهو الذي قصدوه وأرادوه. وإنْ كان السيد المؤلَّف فيه الكتاب نحريرا نقابا، ونقريسا بليغا، وحاذقا فطنا، وأعجزتْهم الحيلة، سرقوا معاني ذلك الكتاب وألّفوا من أعراضه وحواشيه كتابا، وأَهْدَوْه إلى ملك آخر، ومَتُّوا إليه به، وهم قد ذمّوه وثلبوه لمّا رأوه منسوبا إليّ، وموسوما بي. وربما ألفت الكتاب الذي هو دونه في معانيه وألفاظه، فأترجمه باسم غيري، وأحيله على من تقدمني عصره، مثل ابن المقفع والخليل وسَلْم صاحب بيت الحكمة ويحيى بن خالد والعتّابيّ ومن أشبه هؤلاء من مؤلِّفي الكتب، فيأتيني أولئك القوم بأعيانهم الطاعنون على الكتاب الذي كان أحكم من هذا الكتاب لاستنساخ هذا الكتاب وقراءته عليّ، ويكتبونه بخطوطهم، ويصيِّرونه إماما يقتدون به ويتدارسونه بينهم، ويتأدّبون به ويستعملون ألفاظه ومعانيه في كتبهم وخطاباتهم، ويروونه عنيِّ لغيرهم من طلاب ذلك الجنس فتثبت لهم به رياسة، ويأتمُّ بهم قومٌ فيه، لأنه لم يترجَم باسمي، ولم يُنْسَب إلى تأليفي. ولربما خرج الكتاب من تحت يدي مُحْصَفًا كأنه متن حجرٍ أملس، بمعانٍ لطيفةٍ محكمةٍ، وألفاظ شريفة فصيحة، فأخاف عليه طعن الحاسدين إنْ أنا
(يُتْبَعُ)
(/)
نسبته إلى نفسي، وأحسد عليه من أَهِمُّ بنسبته إليه لجودة نظامه وحسن كلامه، فأُظهره مُبْهَمًا غُفْلاً في أعراض أصول الكتب التي لا يُعْرَف وُضّاعها، فينهالون عليه انهيال الرَّمْل، ويستبقون إلى قراءته سباق الخيل يوم الحلْبة إلى غايتها".
وقد يصح أن نقول إن الجاحظ يبالغ فى كلامه وإنه إنما كان يريد فقط ضرب المثل، ومع هذا تظل العبرة قائمة فى أن مثل ذلك الأمر هو من الممكنات. والجاحظ لا ينتسب إلى العصر الجاهلى، ولا إبداعه ينتسب إلى عالم الشعر. وقد يقول لى قائل: وماذا تريد من أدلة بعد الإقرار الجاحظى؟ أوليس الإقرار هو سيد الأدلة كما يقولون فى القضاء؟ نعم لكن بعد تمحيص هذا الإقرلر، فقد يكون الشخص المقرّ قد أقرّ لسبب آخر غير إبانة الحقيقة، بل قد يكون أقرَّ لتضليلنا عن الحقيقة. وكثيرا ما يحدث هذا، وهو من الأمور المعلومة من الدنيا بالضرورة.
وفى هذا المثال بالذات فإننا نتساءل: أين تلك الكتب التى نسبها الجاحظ إلى ابن المقفع مثلا؟ وما أسماؤها؟ ولماذا لم يذكر لنا صاحبها هذه الأسماء؟ إن لابن المقفع كتبا قليلة معروفة هى: "كليلة ودمنة" و"رسالة الصحابة" و"الأدب الكبير" و"الأدب الصغير" ليس إلا، وليس من بينها ما يشبه أسلوبه أسلوب كتب الجاحظ، ولا روحه روح الجاحظ، ولا فكره فكر الجاحظ. كما أنه لم يقل أحد من القدماء قَطُّ من معاصرى الجاحظ أوممن جاؤوا بعده إن هذا الكتاب لابن المقفع أو لغيره ممن أومأ إليهم الجاحظ إنما هو للجاحظ لا لهم. أولو كان ما قاله الجاحظ صحيحا على حرفه أكانوا يقرأون كلامه ويسكتون دون أن يعيّنوا هذه الكتب أو يناقشوا هذا الكلام على الأقل؟ أريد أن أقول إننا أحرياء ألا نصدق كل ما نقرأ حرفيا، بل علينا أن نمحص الأمر كلما بدا لنا منه شىء مستغرب لنرى مدى معقوليته تاريخيا ومنطقيا ونصوصيا ... وهكذا. ومن شأن هذا الأمر كذلك أن يحجزنا عن العكوف على ما قال ابن سلام أو غيره فى مسألة الشك والنحل فى شعر الجاهلية عكوف المصدِّق، بله المقدِّس. وهو ما أعالج أن أصنعه فى هذه الصفحات. وهذا الكلام بدوره ينطبق على ما قيل عن ابن المقفع من أنه كان يترجم كتب الزندقة والإلحاد كى يغرى المسلمين بترك دينهم، إذ أين مثلا تلك الكتب المزعومة طوال كل هاتيك القرون؟
وهناك كتاب "إعراب القرآن"، الذى نُشِر لأول مرة على أنه منسوب للزَّجّاج، وقال محقق الكتاب فى مقدمته إنه لأبى طالب المكى، لينتهى الأمر بعد ذلك إلى أنه للباقولى. ومثله كثير من الكتب التى ظلت تنسب إلى غير أصحابها ككتاب "نقد النثر"، الذى كان يُظَنّ أنه لقدامة بن جعفر قياسا على كتابه: "نقد الشعر"، ثم اتضح أنه لأبى الحسين إسحاق بن إبراهيم بن سليمان بن وهب.
وفى"الإمتاع والمؤانسة" لأبى حيان التوحيدى عن الصاحب بن عباد: "أما الكتّاب والمتصرفون فيخافون سطوته، وأما المنتجِعون فيخافون جفوته، وقد قتل خلقا، وأهلك ناسا، ونفى أمة نخوة وبغيا، وتجبرا وزهوا. ومع هذا يخدعه الصبى، ويخلبه الغبى، لأن المدخل عليه واسع، والمأتى إليه سهل، وذلك بأن يقال: "مولانا يتقدم بأن أُعَار شيئا من كلامه ورسائله، منظومه ومنثوره، فما جُبْتُ الارض إليه من فرغانة ومصر وتفليس إلا لأستفيد كلامه، وأَفْصُح به، وأتعلم البلاغة منه. لكأنما رسائل مولانا سُوَر قرآن، وفِقَره آيات فرقان، واحتجاجه فى أثنائها برهان. فسبحان من جمع العالم في واحد، وأبرز جميع قدرته في شخص". فيلين عند ذلك ويذوب، ويلهى عن كل مهم له، وينسى كل فريضة عليه، ويتقدم إلى الخازن بأن يخرج إليه رسائله مع الوَرَق والوَرِق، ويسهل الإذن عليه، والوصول إليه، والتمكن من مجلسه، فهذا هذا. ثم يعمل في أوقات كالعيد والفضل شعرا، ويدفعه إلى أبى عيسى بن المنجم، ويقول له: قد نحلتك هذه القصيدة. امدحني بها في جملة الشعراء، وكن الثالث من المنشدين. فيفعل ذلك أبو عيسى، وهو بغدادى محكَّك قد شاخ على الخدائع وتحنَّك، وينشد، فيقول له عند سماعه شعره فى نفسه، ووَصْفه بلسانه، ومَدْحه من تحبيره: أعد يا أبا عيسى، فإنك والله مجيد. زَهٍ يا أبا عيسى! قد صفا ذهنك، وجادت قريحتك، وتنقحت قوافيك. ليس هذا من الطراز الاول حين أنشدتنا في العيد الماضي. المجالس تخرج الناس، وتهب لهم الذكاء، وتزيدهم الفطنة، وتحول الكودن عتيقا، والمحمر جوادا. ثم لايصرفه
(يُتْبَعُ)
(/)
عن مجلسه إلا بجائزة سنية، وعطية هنية، ويغايظ الجماعة من الشعراء وغيرهم لأنهم يعلمون أن أبا عيسى لا يقرض مصراعا، ولا يزن بيتا، ولا يذوق عَرُوضا".
ولدينا كذلك أبو العلاء المعرى، الذى اتُّهِم من قِبَل بعض كتاب عصره وما بعده بالزندقة والإلحاد بناء على أشعار منسوبة إليه. إلا أن من الباحثين الكبار من يشككون فى هذه الأشعار مؤكدين أن بعضها قد فُهِم على غير وجهه، وبعضها الآخر، وهو الأخطر، قد نُحِل للرجل نحلا. ويمكن الرجوع فى ذلك إلى ما كتبه د. شوقى ضيف مثلا فى الدفاع عن المعرى فى كتبه: "عصر الدول والإمارات- الشام" و"فصول فى الشعر ونقده" و"الفن ومذاهبه فى الشعر العربى". ولعل فى المثال الواحد التالى الغناء عن التطويل فى ذلك الموضوع، فقد ذكر د. شوقى ضيف (عصر الدول والإمارات- الشام/ دار المعارف/ 1990م/ 174) أن ثم بيتا فى "لزوميات" المعرى يجرى على النحو التالى:
قد ترامت إلى الفساد البرايا واستوت فى الضلالة الأديانُ
"والبيت، على هذا النحو، يلصق تهمة الإلحاد بأبى العلاء" كما يقول الأستاذ الدكتور لولا أن ثم رواية أخرى فى شرح ابن السِّيد البطليوسى للمختار من "اللزوميات" أقدم من غيرها من روايات هذا الديوان، ومن ثم فهى أقمن بالتصديق منها. وهذه الرواية تقول:
قد ترامت إلى الفساد البرايا ونهتْنا، لو ننتهى، الأديانُ
وفضلا عن ذلك فأشعار الرجل وأنثاره مفعمة بما يدل على إيمانه بالله وحبه للإسلام وتمجيده للقرآن الكريم، وذلك رغم حملته على من اتخذوا الدين حرفة لاختلاس الدنيا، وسخطه على تشتت المسلمين فرقا متناحرة.
وفى العقود الأخيرة بالذات شاعت سرقة الكتب العربية والأجنبية. وعلى سبيل المثال تعرض كتابى: "فضيحة العصر- قرآن أمريكى ملفق: الفرقان الحق" لسرقته كله تقريبا بما فيه تنويهى فى المقدمة بالجهد الذى بذلته والوقت الذى أنفقته فى البحث عن كتاب "الفرقان الحق" على المشباك. سرقه شاب لا يزال فى أول الطريق، وحتى الآن لم يصح منى العزم على عمل أى شىء تجاه اللص. ومن الأسماء الرنانة من يشترى أصحابها الكتب ودواوين الشعر من مبدعيها ويضعون أسماءهم عليها بوصفهم هم المؤلفين. أى أن الشعر الجاهلى ليس بدعا فى مسألة الشك والنحل واضطراب النسبة.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[20 Apr 2009, 01:45 م]ـ
الأستاذ الدكتور إبراهيم محمود عوض
ما شاء الله عليك
فأنت رائع فيما تكتب وتسطر وتدافع وتنافح بروح إسلامية تذكرنا بالجيل الماضي من عمالقة الكتاب، والله يبارك فيك وفي نفسك الطيب الطويل الماتع الشائق الجذاب ..
وحججك وبراهينك الجاهزة، والتي تطبخها على نار هادئة؛ لكنها تصبح شواظا حارقة كاوية على أعداء العروبة والإسلام ..
أستاذنا الفاضل وشيخنا الفاضل الكريم
هذه قراءة أولية سريعة؛ لكن أتعبني خطها الناعم؛ لذلك حملتها على حاسوبي كي أكبرها؛ ومن ثمة أعود إليها في قراءة متأنية ..
شكرا لك، وبارك الله فيك، وفي عمرك، لاجف قلمك، ولا عدمناك
وجزاك الله خيرا
ـ[إبراهيم المصري]ــــــــ[21 Apr 2009, 08:23 ص]ـ
أستاذي الفاضل
كل الشكر والتقدير لشخصك وقلمك
أسأل الله العظيم أن ينفع بك
ـ[إبراهيم عوض]ــــــــ[04 Jun 2010, 07:54 م]ـ
الزملاء والأصدقاء الكرام، أنا لا أدخل المنتدى إلا على فترات متباعدة عادة، ومن ثم لا أستطيع دائما أن أرد على التعليقات الكريمة التى تتحفوننى بها. وفضلا عن ذلك فإننى بوجه عام أشعر بالخجل من هذا الرد. فأرجو ألا يداخلكم أى شعور غير طيب إذا لم تجدوا منى تعقيبا على التعقيب.
ولكن ما دمت قد كتبت شيئا هنا فلا بد أن أقول هذه المرة بالمرة إننى مدين لكم بالسرور بسبب تعليقاتكم اللطيفة التى أرجو أن أكون مستحقا لها ولو بنسبة واحد فى المائة. بارك الله فيكم.
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[05 Jun 2010, 01:06 ص]ـ
مساكم الله بالعافية حضرة الدكتور الفاضل إبراهيم عوض، ثم أما بعد.
فقد قرأت ما كتبتم في هذا الموضوع، وكيف أنكم جعلتم مقولة "الشك في الشعر الجاهلي" منسوبة لابن سلام الجمحي رحمه الله. وأنه أبو بجدتها، وحامل لوائها.
وقد بينت في المقالة دليل ذلك، معتمدا على النظر في ثنايا كلامه، وما ذكره في بساط حديثه من إشارات دالة على هذا المذهب، الذي رأيتم أنه مذهب له، وأنه قائل به.
ولما كان المعهود المتعارف عكس ما ذكرتم، وكان ما أتيتم به فيه جدة وفضل نظر، استوقفني بعض ما لم يبن لي فيه وجه الصواب فيما ذكرتم، فأحببت أن أستفسركم عنه، وأذاكركم بما وقفت عليه، قصد تصويبه وتسديده.
1/ قولكم في التعليق على الفقرة الأولى: "وهو لم يذكر العرب فى هذا الكتاب ولا أتى على ذكر فرسانهم وأشرافهم وأيامهم، ولم يتعرض منهم إلا للشعراء فحسب".
هذا النفي منكم فيه نظر وتوقف. لأنني رأيت الكتاب كله في ذكر العرب، وما يتعلق بهم من أخبار. وأما ذكر فرسان العرب وأيامهم وأشعارهم، فإخال أن ابن سلام قد وفى بشرطه، وحسبنا أنه ذكر جملة من فرسان الشعراء وشجعانهم. كعنترة بن شداد وعمرو بن كلثوم، وحصين بن الحمام المرى الذي وصفه بأنه: فارس شاعر شريف
ونهشل بن حرى قال فيه: شاعر شريف مشهور.
وأما الأشراف فكقوله: وسحيم بن وثيل الرياحي شريف مشهور الأمر في الجاهلية
وقوله: نهشل بن حرى شاعر شريف مشهور. وقوله: وأبو محجن رجل شاعر شريف.
وأما الأيام فنجد فيه ذكرا لخمسين يوما ونيف من أيام العرب، وقد ذكرها في الفهرس محقق الكتاب الأستاذ محمود شاكر رحمه الله.
فعلى هذا يكون ابن سلام قد ذكر الكتاب واصفا محتواه غير متزيد في القول، ولا مدع ما ليس موجودا.
فهذه المسألة الأولى. وقد يقيت لي تساؤلات أخرى أثبتها لاحقا. بعد الفراغ من كل مسألة على حدة.
ودمتم بألف خير.(/)
هل طبع اختصار الإمام الطرطوشي لتفسير الثعلبي الكشف والبيان
ـ[أم صهيب]ــــــــ[20 Apr 2009, 08:11 م]ـ
هل طبع اختصار الإمام الطرطوشي لتفسير الثعلبي " الكشف والبيان"
ـ[عبدالرحمن المطيري]ــــــــ[24 Apr 2009, 01:49 ص]ـ
الكتاب يحققه أحد الإخوة الكويتيين في إحدى الجامعات المغربية لمرحلة الدكتوراه، وأعرف أنه قطع فيه شوطاً كبيراً.
وأخبرني مرة أنه لم يجده كاملاً وأظن أنه قال من النساء حتى يوسف -عليه السلام-
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.(/)
تفسير قوله تعالى (ولن ترضى عنك اليهودولا النصارى حتى تتبع ملتهم)
ـ[أبو أنس الغامدي]ــــــــ[21 Apr 2009, 02:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام عليكم ورحمة الله
وفقكم الله
ورد في تفسير قوله تعالى: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) البقرة 120 أن المعنى ليس غرضهم يا محمد بما يقترحون من الآيات أن يؤمنوا، بل لو أتيتهم بكل ما يسألون لم يرضوا عنك ... تفسير القرطبي 2/ 345
فعلى فهمي أن حتى يمكن أن تكون بمعنى لو أي لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى ولو اتبعت ملتهم ...
السؤال: هل ورد في لغة العرب أن حتى بمعنى لو؟
آمل منكم التكرم بتوجيهي والله يرعاكم
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[21 Apr 2009, 02:51 م]ـ
المعنى الظاهر للآية الكريمة: لن يرضى أهل الكتاب عن المسلمين حتى يرتد المسلمون عن دينهم ويدخلون في اليهودية أو النصرانية. وطلب رضاهم بوسائل أخرى لن يجدي. وعلينا إذا تعاملنا معهم أن ندرك أن التعامل والمجاملات لن تُحصّل الرضى عنا. أما الموالاة فغير جائزة اطلاقاً ولن تحصّل الرضى أيضاً.
ونحن في المقابل لن نرضى عنهم حتى يسلموا، ولكن ذلك لا يمنعنا من برّهم والإقساط إليهم، مالم يظهر منهم العداء للإسلام.
والآية الكريمة تنص على أنهم سيرضونَ عنا في حال الردة واتباع ملتهم. فلماذا تريد أن تصرف (حتى) عن معناها الذي يفيد نهاية الغاية لتجعلها بمعنى (ولو). فلو هنا تفيد المعنى النقيض لحتى.
ـ[أبو أنس الغامدي]ــــــــ[21 Apr 2009, 03:45 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء
معم هذا المعنى المتبادر والذي ذهب إليه كثير من المفسرين لكن ذهب بعض المفسرين إلى أن المعنى " أي ليس غرضهم ومبلغ الرضا منهم ما يقترحونه عليك من الآيات ويوردونه من التعنتات فإنك لو جئتهم بكل ما يقترحون ...
كما ذكره الشوكاني ...
فكيف نجيب على ذلك أي لماذا صُرف المعنى هنا إلى لو ولو تفيد المعنى النقيض لحتى ... ؟
أي كيف نعلل لمن ذهب إلى هذا المعنى؟؟؟
والله يرعاكم(/)
إعجاز الترتيب القرآني في سورتي النور والممتحنة
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[21 Apr 2009, 11:50 م]ـ
إعجاز الترتيب في سورتي النور والممتحنة
عدد جميع الأعداد المستخدمة أعدادا للآيات في سور القرآن هو 77 عددا، وهي:
64 عددا من داخل سلسلة الأعداد 1 – 114.
13 عددا من خارج السلسلة (أي: كل منها أكبر من العدد 114).
من بين سور القرآن سورتان، عددا الآيات فيهما هما العددان 64 و13، والسؤال الذي نود طرحه: هل راعى القرآن في ترتيب السورتين العلاقة بالعدد 77؟
سورة النور: هي السورة التي جاءت مؤلفة من 64 آية. وقد جاءت في المصحف في موقع الترتيب 24، أي بعد 23 سورة من بداية المصحف.
سورة الممتحنة: هي السورة التي جاءت مؤلفة من 13 آية، وقد جاءت في المصحف في موقع الترتيب 60، أي قبل نهايته بـ 54 سورة.
نُلاحظ أن مجموع عددي السور، قبل سورة النور، وبعد سورة الممتحنة هو 77 (23 + 54) وهذا هو أيضا مجموع عددي آياتهما. وهو أيضا عدد جميع الأعداد المستخدمة أعدادا للآيات في سور القرآن.
لقد حدد موقعا السورتين اللتين عددا الآيات فيهما 64 و 13 على نحو متوازن مع عدد الأعداد المستخدمة.
وبذلك يكون عدد سور القرآن ابتداء من سورة النور وانتهاء بسورة الممتحنة هو 37 .. ما وجه الإعجاز هنا؟
إن عدد سور القرآن التي استخدمت فيها الأعداد المكررة، هو 37 سورة.
(توضيح: العدد المكرر هو العدد الذي استخدم في القرآن للدلالة على عدد الآيات نفسه في أكثر من السورة)
ومن روائع الترتيب القرآني هنا:
عدد الأعداد المستخدمة في القرآن للدلالة على أعداد الآيات في سوره 64 عددا لا غير .. وبما أن عدد سور القرآن أكبر من العدد 64، فقد كرر القرآن استخدام 24 عددا مرة او أكثر. وهذا يفسر لنا اشتراك مجموعة من سور القرآن في العدد الواحد نفسه من الآيات.
كيف أشار القرآن في ترتيبه لهذه الحقيقة؟
لقد جاء بالسورة رقم 24 في ترتيب سور القرآن (النور) مؤلفة من 64 آية ..
المصدر: كتاب - مخطوط " النظام العددي في القرآن ": عبدالله جلغوم. 430 صفحة
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[22 Apr 2009, 10:26 ص]ـ
عدد جميع الأعداد المستخدمة أعدادا للآيات في سور القرآن هو 77 عددا، وهي:
64 عددا من داخل سلسلة الأعداد 1 – 114.
13 عددا من خارج السلسلة (أي: كل منها أكبر من العدد 114).
تأملوا هذه الأعداد جيدا: 77: 64، 13.
هذه المعلومة حقيقة واقعة في المصحف، يمكن التاكد من صحتها، وبالتالي لا مجال لإنكارها او رفضها ولا حتى التردد في قبولها .. ولا مبرر لذلك تحت أي ذريعة.
لقد لاحظنا في المشاركة السابقة مراعاة هذه الحقيقة في السورتين اللتين جاء عددا آياتهما 64 و 13 ..
سؤالنا في هذه المشاركة: هل راعى القرآن في ترتيبه هذه الحقيقة في السورتين اللتين جاءتا في موقعي الترتيب 13 و 64؟
لا أريد الإطالة هنا، سأكتفي بذكر إحدى روائع الترتيب القرآني في سورة التغابن، السورة رقم 64 في ترتيب المصحف:
- بما أن رقم ترتيب سورة التغابن 64 (مماثل لعدد الأعداد 64) فمن السهل ملاحظة أن عدد سور القرآن التالية لسورة التغابن هو 50 سورة. مجموع أعداد آياتها هو 1019.
- عدد آيات سورة التغابن هو 18. وهذا هو العدد الموجود في المصحف.
هذه الأعداد المتعلقة بترتيب سورة التغابن وعدد آياتها وعدد السور التالية لها في ترتيب المصحف ومجموع آياتها حقائق ثابتة في المصحف، لا مجال للتردد في قبولهما ..
لنتامل ولنتدبر: (وكفانا عنادا واستكبارا)
- عدد السور التالية لسورة التغابن في ترتيب المصحف 50 سورة، أولها سورة الطلاق المؤلفة من 12 آية، وآخرها سورة الناس، المؤلفة من 6 آيات.
ما وجه الإعجاز في هذا الترتيب؟
إن مجموع العددين هو 18. وهذا هو أيضا عدد آيات سورة التغابن.
هل هي مصادفة؟
لا يقول ذلك إلا الحمقى.
-إذا استثنينا العدد 18 من العدد 1019 الذي هو مجموع الآيات في السور الخمسين، فالعدد الباقي هو 1001.
ما وجه الإعجاز في هذا الترتيب؟
العدد 1001 يساوي: 77 × 13.
سبحان الله ...
77 هو أيضا عدد الأعداد المستخدمة في القرآن للدلالة على أعداد الآيات في سوره كلها.
13 هو أيضا عدد الأعداد المستخدمة من خارج السلسلة 1 – 114.
ومن السهل ملاحظة أن الفرق بين العددين هو 64. وهذا هو عدد الأعداد المستخدمة من السلسلة 1 – 114.
لن يقول لنا القرآن: لقد استخدمت 77 عددا، 64 من بين السلسلة 1 - 114، و 13 من خارجها .. بهذا الأسلوب المباشر، إنه يقول لنا كل ذلك بأسلوبه الخاص، الذي يمكن الاهتداء إليه بالتدبر.
وهنا قال لنا كل ما يريده من خلال ترتيب إحدى سوره.
ولعل من يتساءل: وماذا عن العدد 18؟
العدد 18 هو عدد الأعداد الأولية المستخدمة في القرآن أعدادا للآيات في سوره. ولعل هذا يوضح لنا وفرة هذه الإشارات في سورة التغابن، السورة التي جاءت في موقع الترتيب 64. .
والآن جربوا زيادة آية او نقصان آية في أي سورة واكتشفوا بأنفسكم كيف تدمرون هذا الترتيب المحكم لسور القرآن وآياته. هذا البناء الرائع البديع الذي يظن البعض أنه مما اصطلح عليه الصحابة.
ويحزنني هذا الإصرار على ما تثبت الحقائق خلافه ....
المصدر: كتاب - مخطوط " النظام العددي في القرآن ": عبدالله جلغوم. 430 صفحة(/)
سؤال لأهل العلم فقط
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[22 Apr 2009, 12:08 ص]ـ
عاش النبي صلى الله عليه وسلم أربعين عاما بين قومه لم يكن في حياته ما يلفت النظر إلا صدق القول وحسن الخلق، ثم فجأة خرج على الناس فقال إني لكم نذير مبين.
والسؤال:
هل كان للرسول صلى الله عليه وسلم ما يشهد بصدق رسالته في نفوس الناس وواقع حياتهم؟
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[22 Apr 2009, 02:20 ص]ـ
جعلك الله محبا للقرآن وصاحبا له
سأجيب ليس لأني من أهل العلم الذين أشرت اليهم بالسؤال وانما طالبة للعلم في بدايات الطريق
نعم كان للرسول صلى الله عليه وسلم ما يشهد بصدق رسالته في نفوس الناس وواقع حياتهم
فجرت عدة ارهاصات تنبئ بنبوته لمن تأمل ذلك
ومن ذلك:
ما جرى في صغره من العناية الربانية وتهيئته للأمر العظيم ولا يخفى علينا ما روته مرضعته حليمة السعدية من نبأ هذا الطفل العظيم الشأن وبركته العظيمة لنفسه ولمن حوله
وما حصل له من حادثة شق الصدر
وكذلك ما كان يتميز به من أمانة وعفة في زمن كزمن الجاهلية
وما كان منه من نبذ لعبادة الأصنام والخمور والفجور
وما كان منه من حسن مشورة وروية
وما كان من شأن السحابة التي أظلته
وكذلك مما يدل على صدق رسالته عليه الصلاة والسلام أنه كان أميا
وكذلك رعيه للأغنام وشرف نسبه وخاتم النبوة الظاهر في جسده
وتحنثه في الغار للتفكر والتأمل
وكذلك ما كان يراه من الرؤى الصادقة التي تقع مثل فلق الصبح
وما شهدت له به أشد الناس احتكاكا به خديجة رضي الله عنها بقولها " أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق "
هذا ما تيسر ايراده وإلا فكتب السيرة مبثوث فيها الكثير مما يشهد بصدق رسالته صلى الله عليه وسلم قبل البعثة ....................... والله أعلم
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[22 Apr 2009, 02:27 ص]ـ
عاش النبي صلى الله عليه وسلم أربعين عاما بين قومه لم يكن في حياته ما يلفت النظر إلا صدق القول وحسن الخلق، ثم فجأة خرج على الناس
هنا لا أوافقك فحياته عليه الصلاة والسلام قبل البعثة وبعدها ملفتتة للنظر والفكر
فلو تأملت حياة اليتم التي عاشها وتنقله من مكان لمكان لوجدت أثرا كبيرا في تنشئته عليه الصلاة والسلام
فما كان الفضل المحض إلا لربه عز وجل الذي وجده يتيما فآواه
وغيرها الكثير مما يلفت النظر والفكر
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[22 Apr 2009, 11:07 ص]ـ
هنا لا أوافقك فحياته عليه الصلاة والسلام قبل البعثة وبعدها ملفتتة للنظر والفكر
فلو تأملت حياة اليتم التي عاشها وتنقله من مكان لمكان لوجدت أثرا كبيرا في تنشئته عليه الصلاة والسلام
فما كان الفضل المحض إلا لربه عز وجل الذي وجده يتيما فآواه
وغيرها الكثير مما يلفت النظر والفكر
الأخت أفنان حفظك الله
جوابك الأول طيب ومبارك وجعله الله في موازين حسناتك، ولكن ليس هو المقصود من السؤال بارك الله فيك.
أما حياة النبي صلى الله عليه وسلم فليس فيها ما يلفت للنظر لمن عاصره في ذلك الوقت إلا ما ذكرت من أمانته وصدق لهجته، أم اليتم والتنقل كما ذكرتي فهو كغيره صلى الله عليه وسلم من الناس.
والسؤال لا يزال قائما لأهل العلم.
بارك الله في الجميع.
وصلى الله وسلم وبارك على خير الورى محمد الهادي الأمين.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[22 Apr 2009, 05:48 م]ـ
جزاك الله خيرا
أنتظر الإجابة معك ...
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[23 Apr 2009, 01:29 ص]ـ
السلام عليكم
نعم الصدق أولا
ثم كونه أمي لا يقرأ ولا يكتب؛ هذا فيما يخص شخصه
ثم كون العقلاء ينتظرون مبعث نبى؛ وهذا ما يخص زمانه
ثم كون ماجاء به معجز؛ هذا ما يخص بيانه
وكل ما سبق يدل على صدق رسالته عندما يخبرهم أنه رسول
أما قبل أن يخبر هو عن رسالته فلا يمكن لأحد أن يقطع أن يكون حتى هو نفسه
والله أعلم
مسألة أهل العلم فقط؛ هل يمكنك تحديد الحد الأدنى الذى دونه لا يكون الرجل من أهل العلم؟
أنا دخلت لا لكى أدعى أننى منهم ولكن لأثير أهل العلم لكى يجيبوا
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[23 Apr 2009, 01:46 ص]ـ
السلام عليكم
نعم الصدق أولا
ثم كونه أمي لا يقرأ ولا يكتب؛ هذا فيما يخص شخصه
ثم كون العقلاء ينتظرون مبعث نبى؛ وهذا ما يخص زمانه
ثم كون ماجاء به معجز؛ هذا ما يخص بيانه
أما قبل أن يخبر هو عن رسالته فلا يمكن لأحد أن يقطع أن يكون حتى هو نفسه
والله أعلم
مسألة أهل العلم فقط؛ هل يمكنك تحديد الحد الأدنى الذى دونه لا يكون الرجل من أهل العلم؟
أنا دخلت لا لكى أدعى أننى منهم ولكن لأثير أهل العلم لكى يجيبوا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
كلام طيب وجميل وحق ولكنه لا يفي بالغرض ولا يجيب على السؤال.
أما أهل العلم فكل يعرف نفسه ولست أنا بالذي يحدد الحد الأدنى ولكن من شُهد له بالعلم فهو منهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم المصري]ــــــــ[23 Apr 2009, 08:55 ص]ـ
السلام عليكم
أولا: ينبغي أن يكون للسؤال فائدة، فما هي فائدة هذا السؤال؟
ثانيا: تلاوة الآيات القرآنية ودخولها آذانهم هي جواب سؤالك لأنّهم كانوا عربا.
وأقصد بكلمة (عربا) أنهم عرب ونحن (عجم في صورة عرب)
والسلام عليكم
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[23 Apr 2009, 05:12 م]ـ
عاش النبي صلى الله عليه وسلم أربعين عاما بين قومه لم يكن في حياته ما يلفت النظر إلا صدق القول وحسن الخلق، ثم فجأة خرج على الناس فقال إني لكم نذير مبين.
والسؤال:
هل كان للرسول صلى الله عليه وسلم ما يشهد بصدق رسالته في نفوس الناس وواقع حياتهم؟
ما تفضل به الأخوة لا علاقة له بموضوع السؤال في هذه المرحلة ..
ما يشهد بصدق رسالته في نفوس الناس أن أحدا منهم لم يفكر بادعاء النبوة، (كشريك أو منافس أو مكذب) رغم أن واقعهم كان يترقب ظهور نبي بعد عيسى، ولا بد أنه كان هناك من يتمنى ان يكون ذلك النبي، على مستوى الأفراد وعلى مستوى القبيلة ..
إن عدم ادعاء أحد أنه نبي يعني الاستسلام والقبول والتصديق، بغض النظر عن المواقف الفردية المعادية.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[23 Apr 2009, 07:18 م]ـ
الأخ الفاضل ابراهيم المصري
شكرا على مداخلتك، ولعلك تعرف الفائدة من السؤال حين يتكرم علينا أحد الأفاضل من أهل العلم بالجواب على السؤال.
الأخ عبد الله جلغوم
حياك الله وبياك
أشكرك على مداخلتك، ولكنها لا تجيب على السؤال.
ـ[ Amara] ــــــــ[23 Apr 2009, 07:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم أخوتي الاحبة إضافة إلى ما قال الاستاد عبد الله و الاخت أفنان، و الاخ ابراهيم المصريو الاخ مصطفى و ددت أن أدكر قصة لطيفة تجيبنا و لو جزئيا عن سؤال الأخ محب القرآن: هل كان للرسول صلى الله عليه وسلم ما يشهد بصدق رسالته في نفوس الناس وواقع حياتهم؟
و هي أنه إضافة إلى أخلاقه و سمو صفاته، كان من أهل مكة من يترقب بعثته ..
و منهم عمه أبو طالب الدي تجند ليحميه لحديث سمعه من بحيرا الراهب الدي قابله في أول بلاد الشام فسأله عن ظهور نبي من العرب في داك الزمن، ثم لما أمعن النظر في النبي صلى الله عليه و سلم و حادثه وتفرس في وجهه ورأى بين كتفيه إحدى علامات النبوة، كما قرأعنها في الإنجيل، عرف أنه النبي العربي الدي بشر به موسى و عيسى عليهما الصلاة و السلام، و قال لعمه إن هدا الغلام سيكون له شأن عظيم فارجع به و احدر عليه من اليهود .. ونصح أبا طالب بالعودة فوراً، حتى لا يقع إبن أخيه في يد اليهود فيقتلوه، فعاد أبو طالب ومحمد دون أن يكملا الرحلة.
و منهم أيضا ميسرة الدي قال له راهب في الشام في رحلة النبي صلى الله عليه و سلم الثانية إلى الشام بعد أن استظل بشجرة: ما نزل تحت هده الشجرة قط إلا نبي .. لعلامة مبينة في الخبر نسيتها ..
و منهم زوجته خديجة التي لما أخبرها ميسرة، دكرت دلك لابن عمها ورقة فكان قوله لها: يا خديجة إن محمدا لنبي هده الأمة.
و الحق أني وددت لو طرح السؤال بالصيغة التالية: هل كان للرسول صلى الله عليه وسلم في حياته ما ينفر الناس عن اتباعه و تصديق رسالته في نفوس الناس وواقع حياتهم؟ غير أنه ربما يكون قصد محب القرآن بسؤاله يفرض عليه هده الصيغة .. شكر الله سعيه ..
هدا و أعتدر أني أقحمت نفسي فأجبت و لست بصاحب علم ..
يغفر الله لي و لكم
و السلام عليكم و رحمته و بركاته
عمارة سعد شندول
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[23 Apr 2009, 08:12 م]ـ
الأخ عمارة
شكرا على مداخلتك
قصة بحيرة لا تصح لا سنداً ولا متناً وكذلك قصة ميسرة، وقد تكلم عن ذلك أهل العلم وأورد مختصر أقوالهم الدكتور أكرم ضياء العمري في كتابه السيرة الصحيحة فارجع إليه إن شئت.
وكلامك طيب وفيه خير وبركه ولكنه لا يجيب على السؤال بشكل علمي.
ولازلنا ننتظر الإجابة من أهل العلم.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[23 Apr 2009, 11:13 م]ـ
عاش النبي صلى الله عليه وسلم أربعين عاما بين قومه لم يكن في حياته ما يلفت النظر إلا صدق القول وحسن الخلق، ثم فجأة خرج على الناس فقال إني لكم نذير مبين.
والسؤال:
هل كان للرسول صلى الله عليه وسلم ما يشهد بصدق رسالته في نفوس الناس وواقع حياتهم؟
الفاضل محب القرآن:
هكذا يحتاج السؤال إلى التوضيح .. فلعلك تعني شيئا ونحن نفهم شيئا آخر.
عن أي مرحلة تسأل؟ قبل البعثة أم بعدها؟ ومن هم الناس الذين في نفوسهم ما يشهد بصدق رسالته؟ قبل البعثة أم بعدها؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[23 Apr 2009, 11:32 م]ـ
الفاضل محب القرآن:
هكذا يحتاج السؤال إلى التوضيح .. فلعلك تعني شيئا ونحن نفهم شيئا آخر.
عن أي مرحلة تسأل؟ قبل البعثة أم بعدها؟ ومن هم الناس الذين في نفوسهم ما يشهد بصدق رسالته؟ قبل البعثة أم بعدها؟
الأخ عبد الله
السؤال واضح
والناس كل من قال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم " إنما أنا لكم نذير مبين"
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمة الله الرحمن]ــــــــ[25 Apr 2009, 02:06 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من خلال السؤال إن كنت فهمته بشكل جيد فقد تمت الإجابة من خلال الإخوة الكرام.
وأكبر الحقائق العلمية أنه
رسول أمي لا يعرف القراءة ولا الكتابة
وأيضا أن الآيات التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم من وحي إلهي .. فهي إعجازية لا يقدر على صياغتها أحد
إضافة للمعجزات التي ايده الله بها وابرزها انشقاق القمر ...
والأدلة كثيرة جداا .... إن أخدناها بجانبها العلمي.
هذا عدا الجانب الخلقي الذي كان يتمتع به صلى الله عليه وسلم والامانة وعدم الكذب والوفاء والوقار والحياء ما قبل البعثة .... والمكانة التي كان يتصف بها بين قومه ... فأبا بكر الصديق رضي الله عنه أول من آمن من الرجال به لإعجابه بشخصية سيدنا رسول الله .. فابا بكر آمن بمحمد النبي قبل النبي محمد ... صلى الله عليه وسلم ... وذلك لإعجاب ابي بكر الصديق بأخلاق صاحبه وما عرف عنه من خلال صحبته ومعاشرته لحسن أخلاقه وحسن مروئته صلى الله عليه وسلم
لكن يبدو من سؤالك أخي الفاضل وردودك أنك تعلم الإجابة .. لأنك لا تقبل أي إجابة من الإخوة وبالتالي تخفي الإجابة في نفسك لتعلم من يصل إليها ولله العلم ....
وهذا السؤال فعلا أنتظر جوابه للعلم والمعرفة .. إن كانت كل الإجابات غير مقنعة .. فالمرجو الإجابة المنتظرة.
ـ[الجكني]ــــــــ[25 Apr 2009, 02:23 ص]ـ
حباً في مشاركة إخوتي في تسجيل جواب على هذا السؤال الذي لم يقبل صاحبه أخي الكريم " محب القرآن الكريم " أي إجابة عليه، أستعين بالله تعالى فأقول:
النبوة والرسالة وهبٌ واختيار من الله تعالى ليست كسباً، وليست منوطة بأوصاف إن وجدت وجدت.
والنبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه كان متصفاً بين قومه بأهم صفتين وهما: الصدق والأمانة، والعاقل - والعرب همو همو - عند التبشير والإنذار لا يطمئن إلا لمن اتصف بهاتين الصفتين.
ملاحظة استوقفتني، وهي عبارة:
أم اليتم والتنقل كما ذكرتي فهو كغيره صلى الله عليه وسلم من الناس
مع أن السياق واضح، إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم حاشاه أن يكون كغيره من الناس بأبي وأمي هو صلوات الله وسلامه عليه.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[25 Apr 2009, 11:47 ص]ـ
الأخت الفاضلة أمة الله
الأخ الفاضل الجكني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكر الله لكم مداخلتكما
أما السؤال فلعلي أقول ما قد يجعله أوضح مما هو عليه.
هل كان للرسول صلى الله عليه وسلم ما يشهد بصدق رسالته في نفوس الناس وواقع حياتهم؟
السؤال عن مضمون الرسالة وليس عن ما كان يتحلى به الرسول صلى الله عليه وسلم من أخلاق فاضلة تدل على صدقه فيما يخبر به.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[25 Apr 2009, 02:27 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أعتذر عن محاولة الإجابة، وأقول: لست أعني بهذه المحاولة أني حققت ما اشترطه السائل.
بالنسبة لشخص النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، فهو رجل صادق أمين، غير متهم بعيب من العيوب التي تنفر الناس، وهو عاقل، متكلم بلغة قومه. وهذا كله يكفي.
ولو أراد الله عز وجل أن يبعث مكانه ملَكًا على مراد المشركين، لبعث.
((ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون)) والآية التي قبلها.
وأيضا لم يشأ عز وجل أن يكون المبعوث هو عظيم القريتين.
((وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا القُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ القَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ)).
فلم يبق إلا الرسالة، والمعجزات.
أما الرسالة فصدقها وحُجَجها فيها، وإرهاصاتها فيما عاناه العرب قبلها من تخبط، حتى صار عقلاؤهم يبحثون عن النور ويتحسسونه.
مثل زيد بن عمرو بن نفيل، وورقة بن نوفل، وبعض أفعال عبد الله بن جدعان، وغيرهم.
والله أعلم.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[25 Apr 2009, 03:28 م]ـ
الأخت الفاضلة أمة الله
الأخ الفاضل الجكني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكر الله لكم مداخلتكما
أما السؤال فلعلي أقول ما قد يجعله أوضح مما هو عليه.
هل كان للرسول صلى الله عليه وسلم ما يشهد بصدق رسالته في نفوس الناس وواقع حياتهم؟
السؤال عن مضمون الرسالة وليس عن ما كان يتحلى به الرسول صلى الله عليه وسلم من أخلاق فاضلة تدل على صدقه فيما يخبر به.
عذرا بداية كنت أظن أن السؤال مرتبط بشخص الرسول صلى الله عليه وسلم لا رسالته كما هو ظاهر السؤال وقرينة الصدق وحسن الخلق ولذلك أجبت يالإجابة الأولى أما ان كان قصدك بالرسالة نفسها
فسأجيب بما أعرف فان كان صحيحا فبها ونعمت وان كان غير ذلك صحح الخطأ ولله الحمد وزدنا علما
نعم كان هناك ما يشهد بصدق رسالة النبي صلى الله عليه وسلم في المعجزة الخالدة كلام الله عز وجل القرآن الكريم
فأنزل على قوم أهل فصاحة وبلاغة فما استطاعوا أن يعارضوه ولو بآية
وتحدث عن أحوالهم وأمورهم الخاصة حتى ان أحدهم لو رجع لنفسه لعلم يقينا أنه كلام الخبير العليم
وكذلك ما في هذا الكلام العظيم من قوة تأثير حتى ان احدهم اذا سمعه عرف ذلك من وجهه
هذا ما تيسر يا محب القرآن
ونتمى منك الإجابة أو من غيرك
وفقكم الله وزادنا واياكم علما وحبا لكتابه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[26 Apr 2009, 12:42 ص]ـ
السلام عليكم
أما مافى واقع حياتهم فوجود البيت وبقايا من طقوس الحج والصلاة؛يشهد أن ارسال رسول من البشر قد كان فيما مضى
ثم ماكانوا عليه من ضياع للحق وفساد فى المجتمعات والعجز عن الاصلاح بيد البشر
وأما عن ما فى نفوسهم أو نفوس بعضهم
فعلمهم أن الله هو الخالق؛وأنه هو العلى الكبير؛أكبر من أن يكلمهم مباشرة ولذلك يرسل رسلا؛وعلموا أن هذا زمان نبى إما خبرا وإما استنباطا من عجز الواقع عن الاصلاح
ـ[أمة الله الرحمن]ــــــــ[26 Apr 2009, 12:46 ص]ـ
. بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بارك الله بأخي الفاضل وبجميع الإخوة الكرام
إذا كان السؤال يختص بمضمون الرسالة الإسلامية .. فسأجيب قدر الفهم ولله العلم:
وعدا الإعجاز البلاغي والبياني للقرآن الكريم وغيرها من الأمور ودلائل النبوة التي سبق ذكرها من الإخوة وبقايا الحنفية والتي تؤيد إمكانية إقتناع القوم برسالة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فسنأخد الموضوع من جانبه الحياتي آن ذاك ..
إن أهل الجاهلية عندما أتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرسالة الإسلامية وجدوا أنفسهم أمام مفارقة ومقارنة ما بين القيم التي كانوا يعيشونها بالجاهلية (من وأد للبنات وتجارة العبيد وانتشار الفواحش وهضم لحقوق النساء وقانون الغاب السائد في سيطرة القوي على الضعيف ... ) وبين ما جاء الإسلام به من قيم رفيعة (العدل والمساواة والإحسان والقسط وحفظ الحقوق وجعل الناس سواسية كأسنان المشط وتبيان لنظام حياة عادلة حسنة إصلاحية ... )
فكان تعطش أهل الجاهلية (خصوصا منهم الضعفاء) لهته القيم الإنسانية هي من جعلتهم يؤمنون بالرسالة الإسلامية خصوصا في ظل معاناتهم من عنصرية الجاهلية وزعمائها .. إضافة إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو إلى شراء العبيد من أهل قريش لتحريرهم من الطغيان والعذاب فلم يجد الإخوة ملاذا فيه أمانا وعدلا كما وجدوه بالإسلام .. ثم وما روي عن الصحابة الكرام خصوصا سيدنا ابا بكر رضي الله عنه الذي اشتهر ببذله لماله في سبيل تحرير العبيد من أيدي الطغاه من أهل قريش ..
أيضا هناك نقطة اخرى وهي أن الإسلام لم يأتي لقبيلة بني هاشم وحدهم إنما هو دين يتصف بالعالمية .. دين للعالمين من رب العالمين مما نفى الشك عند القوم بأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان يريد تزعم أهل مكة ... وبالتالي دين لا يطلب منهم أجرا ولا يعسر من حياتهم أمرا إنما ميسر لهم ودين للعالمين لكل إنسي و مضمونه الإصلاح في الأرض ... ولأن الإسلام فطرة بني الإنسان .. دخل قلوب المهاجرين والأنصار إلى أن شمل مختلف البقاع بجميع الأجناس والألوان والاعراق ...
فمن العنصرية القبلية والعبودية الوثنية والتقاليد الهمجية والحياة الجاهلية إلى حضارة عزز قوامها واعتلى مقامها وانتشرت في مشارق الأرض ومغاربها, بنور الإسلام الداعي لأسمى القيم واسمى المبادىء الإنسانية ..
إذن كل هته المواقف كشفت عن النوايا الحقيقية للإسلام لديهم .. هذا الدين العظيم الذي أقدم لأول مرة في التاريخ على إنشاء مجتمع واحد مختلط، وحياة واحدة مشتركة يقوم فيها الناس بمسؤوليات واحدة في حياتهم الدنيا مبنية على الإحسان والعدل والمساواة والتكافل الإجتماعي وجل القيم العظيمة بديننا الحنيف.
والحمدلله رب العالمين
بانتظار الإجابة وجزاكم الله خيرا
ـ[أمة الله الرحمن]ــــــــ[26 Apr 2009, 01:18 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إضافة:
إذا كانت إجابة الإخوة ليست هي من يُرجى الوصول إليها .. فأظن ولله العلم أن الإجابة التي تنتظر أخي الفاضل كامنة في ذكرك لمقولة (إني لكم ندير مبين) فلو يتوضح السؤال أكثر من حلال الجانب الذي يرتكز عليه أخي الفاضل ....
فالإجابة تمت وفق ما جاء بسؤال حضرتك:
هل كان للرسول صلى الله عليه وسلم ما يشهد بصدق رسالته في نفوس الناس وواقع حياتهم؟
والله أعلم
ـ[إبراهيم المصري]ــــــــ[26 Apr 2009, 08:21 ص]ـ
السؤال عن مضمون الرسالة وليس عن ما كان يتحلى به الرسول صلى الله عليه وسلم من أخلاق فاضلة تدل على صدقه فيما يخبر به. [/ QUOTE]
أخي في الله
جواب سؤالك فقط في كلمتين (النص القرآني).
القرآن الكريم هو في نفسه يشهد بالصدق لحمد صلى الله عليه وسلّم
للتوضيح فقط انظر في قصة عتبة وقراءة النبيّ صلى الله عليه وسلم أمامه صدر سورة حم السجدة.
مجرد القراءة كافية بالصدق لأنّهم عرب (أكرر عرب) يعني يفهمون أن هذا الكلام من الله تعالى.
لا يقول أحد من العرب مثلا (إنني أنا الله لا إله إلاّ أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري) لا يستطيع العربي الابتداء بمثل هذا الكلام من تلقاء نفسه لأنه يستشعر في نفسه الضعف والنقص.
والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[ Amara] ــــــــ[26 Apr 2009, 02:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب إبراهيم المصري .. جوابا على كلامك
مجرد القراءة كافية بالصدق لأنّهم عرب (أكرر عرب) يعني يفهمون أن هذا الكلام من الله تعالى.
هل كان القرآن فقط للعرب ..
و الذي ليس عربيا .. هل كان له أن يفهم القرآن ..
و ماذا نقول عن زعيم الحبشة لما تليت عليه سورة مريم ماذا كان جوابه ..
سلمكم الله
يغفر الله لي و لكم
عمارة سعد شندول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[26 Apr 2009, 07:24 م]ـ
الأخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر كل من شارك في الرد على السؤال.
الأخ إبراهيم المصري
أشكرك على مداخلتك.
أما قولك:"جواب سؤالك فقط في كلمتين (النص القرآني) "
فهذا هو السؤال بعينه أخي الفاضل وليس الجواب، فرسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هي القرآن.
ومن هنا أعيد السؤال بصيغة أخرى:
هل للقضايا الرئيسة التي تضمنتها الرسالة ما تستند إليه في نفوس المدعوين وواقع حياتهم؟
ثم علينا أن نتنبه جميعا إلى المسألة التي أشار إليه الأخ الفاضل عمارة سعد شندول وهي أن الرسالة عالمية رغم أنها نزلت بلسان عربي مبين.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[26 Apr 2009, 08:03 م]ـ
..... يبدو أن أحدا لم يلتفت إلى الفئة التي وجه السائل إليها سؤاله المحيّر. في صيغته وهدفه. وإن كان البعض قد نوّه إلى أنه ليس منهم، وقد بكون عدم الالتفات لدى البعض هو رفض هذا الأسلوب في طرح السؤال. والذي يعني أن السؤال هو أداة للقياس تميز أهل العلم عن سواهم ..
ورغم أن السؤال محدد بـ (ما في نفوس الناس) فالكثيرون ذهبوا للحديث عن صفات النبي وأخلاقه، وهذه الأمور ليست في نفوس الناس. وهذا يعني أن السؤال ضبابيّ غير واضح إلا في ذهن السائل، ويقودنا هذا إلى استنتاج أن السائل قد طرح سؤاله بناء على مسألة ما موجودة في ذهنه، يعتقد أنها الإجابة الصحيحة، ومن هنا رفض جميع الإجابات المقدمة له، أو لنقل أخرج أصحابها من زمرة أهل العلم، وستصبح المشكلة اكبر حينما سيدخل عليهم بالجواب السحري الذي غاب عن عقولهم، تاركا لهم أن يستنتجوا من هو من أهل العلم ..
ورغم كل ما قلناه، فالسؤال قد أثار حركة وترقبا لمفاجآت لم تحدث حتى الآن، وربما حدثت لدى البعض، وربما حال ذلك دون دخول البعض إلى قاعة الامتحان والاكتفاء بالتفرج.
لنعد إلى السؤال:
المفهوم من السؤال (وليس مما هو موجود في ذهن السائل): هل في نفوس الناس (أي خارج شخص الرسول صلى الله عليه وسلم) ما يشهد بصدق رسالته؟
فالدليل المطلوب اكتشافه هو في نفوس الناس، وبالتالي فليس بالضرورة أن يكون معلنا أي ظاهرا ..
قلت في إجابتي سابقا أن أحدا لم يحاول أن يدعي النبوة، أي لم يحاول منازعة الرسول عليها، رغم توفر الأسباب، وبذلك يكذب من يدعيها ..
إن عدم حدوث ذلك دليل على صدق الرسالة.
دليل في أنفسهم، حتى في أنفس الذين حاربوا الرسول صلى الله عليه وسلم وكذبوه.
ولنا في سورة المسد دليل. كان بإمكان أبو لهب أن يعلن إسلامه حينما نزلت فيه تلك الآيات. ولكن عدم فعله ذلك هو دليل صدق الآيات التي نزلت فيه.
وبعد، فإنني أقترح على الأخ السؤال الإجابة على سؤاله، وأن لا يظل منتظرا مجيء أهل العلم ليدقوا باب بيته، ليقوم بطردهم – بلطف – وإلا فإن البعض قد يلجأ إلى طرح سؤال ثان إلى أهل العلم ويعطيهم سنة كاملة للتفكير فيه.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[26 Apr 2009, 08:38 م]ـ
عنوان الموضوع هو الذي أثارني، وهو مستفز لأنه يستبطن عدم احترام للقراء. فما المقصود بأهل العلم؟ أهم أولئك الذين يرون أنفسهم من أهل العلم؟ أم هم أولئك الذين يراهم القراء من أهل العلم؟ وماذا لو استطاع أحد الأعضاء الإجابة دون أن يرى في نفسه من أهل العلم، ألا يفيد أن يذكر رأيه في الموضوع؟
أرجو حين نطرح بعض المواضيع أو الأسئلة العلمية ألا نطرحها بشكل يضع الآخرين في إحراجات.
وإذا رغب أحدكم في طرح السؤال على بعض الأشخاص بالتحديد، فله أن يفعل ذلك عن طريق البريد الخاص.
جزاكم الله خيرا.
ـ[أمة الله الرحمن]ــــــــ[26 Apr 2009, 08:48 م]ـ
. بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بارك الله بأخي الفاضل وبجميع الإخوة الكرام
إذا كان السؤال يختص بمضمون الرسالة الإسلامية .. فسأجيب قدر الفهم ولله العلم:
وعدا الإعجاز البلاغي والبياني للقرآن الكريم وغيرها من الأمور ودلائل النبوة التي سبق ذكرها من الإخوة وبقايا الحنفية والتي تؤيد إمكانية إقتناع القوم برسالة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فسنأخد الموضوع من جانبه الحياتي آن ذاك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
إن أهل الجاهلية عندما أتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرسالة الإسلامية وجدوا أنفسهم أمام مفارقة ومقارنة ما بين القيم التي كانوا يعيشونها بالجاهلية (من وأد للبنات وتجارة العبيد وانتشار الفواحش وهضم لحقوق النساء وقانون الغاب السائد في سيطرة القوي على الضعيف ... ) وبين ما جاء الإسلام به من قيم رفيعة (العدل والمساواة والإحسان والقسط وحفظ الحقوق وجعل الناس سواسية كأسنان المشط وتبيان لنظام حياة عادلة حسنة إصلاحية ... )
فكان تعطش أهل الجاهلية (خصوصا منهم الضعفاء) لهته القيم الإنسانية هي من جعلتهم يؤمنون بالرسالة الإسلامية خصوصا في ظل معاناتهم من عنصرية الجاهلية وزعمائها .. إضافة إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو إلى شراء العبيد من أهل قريش لتحريرهم من الطغيان والعذاب فلم يجد الإخوة ملاذا فيه أمانا وعدلا كما وجدوه بالإسلام .. ثم وما روي عن الصحابة الكرام خصوصا سيدنا ابا بكر رضي الله عنه الذي اشتهر ببذله لماله في سبيل تحرير العبيد من أيدي الطغاه من أهل قريش ..
أيضا هناك نقطة اخرى وهي أن الإسلام لم يأتي لقبيلة بني هاشم وحدهم إنما هو دين يتصف بالعالمية .. دين للعالمين من رب العالمين مما نفى الشك عند القوم بأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان يريد تزعم أهل مكة ... وبالتالي دين لا يطلب منهم أجرا ولا يعسر من حياتهم أمرا إنما ميسر لهم ودين للعالمين لكل إنسي و مضمونه الإصلاح في الأرض ... ولأن الإسلام فطرة بني الإنسان .. دخل قلوب المهاجرين والأنصار إلى أن شمل مختلف البقاع بجميع الأجناس والألوان والاعراق ...
فمن العنصرية القبلية والعبودية الوثنية والتقاليد الهمجية والحياة الجاهلية إلى حضارة عزز قوامها واعتلى مقامها وانتشرت في مشارق الأرض ومغاربها, بنور الإسلام الداعي لأسمى القيم واسمى المبادىء الإنسانية ..
إذن كل هته المواقف كشفت عن النوايا الحقيقية للإسلام لديهم .. هذا الدين العظيم الذي أقدم لأول مرة في التاريخ على إنشاء مجتمع واحد مختلط، وحياة واحدة مشتركة يقوم فيها الناس بمسؤوليات واحدة في حياتهم الدنيا مبنية على الإحسان والعدل والمساواة والتكافل الإجتماعي وجل القيم العظيمة بديننا الحنيف.
دين يدعو للإصلاح
والحمدلله رب العالمين
هل للقضايا الرئيسة التي تضمنتها الرسالة ما تستند إليه في نفوس المدعوين وواقع حياتهم؟
بانتظار الإجابة جزاكم الله خيرا
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[26 Apr 2009, 09:47 م]ـ
الأخ الفاضل عبد الله جلغوم
يعجبني أسلوبك على مافيه من الحدة ولعل هذا من أثر اشتغالك بلغة الأرقام، على أي حال ليس قصدي من صيغة السؤال ما ذكرت إطلاقاً، فأنا أحترم الأخوة جميعاً، وأنا أعلم أنك تعرف الاجابة وهي سهلة ومباشرة وخطيرة في نفس الوقت لأنها ترد على المشككين في عالمية الإسلام، لكنك يبدوا لم تتأمل السؤال جيدا والدليل هي إجابتك التي كررتها مرتين.
أما أني سأنتظر حتى يأتي من يدق باب بيتي بالاجابة، فأقول سأنتظر حتى يأتي أحد أعضاء المنتدى الفضلاء ـ وأحسبكم كلكم كذلك ـ فيضع الاجابة مستنداً في ذلك إلى آيات الكتاب الحكيم وسنرى حينها أننا في كثير من الأحيان نتعجل الأمور ونكتب دون تأمل أو روية.
الأخ الفاضل بن جماعة
ليس في الأمر أي إحراج، وإذا كنت ترى أن طريقة طرح السؤال مستفزة فأنا لا أرها كذلك، بل إني أراها عادية جدا ولا يستبطن السائل إلا التقدير والحب للجميع.
الأخت الفاضلة أمة الله الرحمن
وفقك الله تعالى للخير وسدد أقوالك وأفعالك.
فكري في السؤال بطريقة أخرى وابحثي عن إجابة أكثر دقة فأنت تحومين حول الحمى.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[27 Apr 2009, 02:05 ص]ـ
وأنا أعلم أنك تعرف الاجابة وهي سهلة ومباشرة وخطيرة في نفس الوقت لأنها ترد على المشككين في عالمية الإسلام.
[ color=#0000FF]
[color=#0000FF] الأخت الفاضلة أمة الله الرحمن
فكري في السؤال بطريقة أخرى وابحثي عن إجابة أكثر دقة فأنت تحومين حول الحمى.
أخي محب القرآن وفقني الله وإياك:
لا أخفيك أني هممت بالرد على سؤالك مذ رأيته قبل أيام، إلا أن شرطك، وما شعرت به -حينها - من درايتك بإجابته، حالا دون ذلك، أما وقد تيقنت وبدليل كلامك أعلاه، أن سؤالك موضوع لإجابة مسبقة ... ، فأبشرك أخي العزيز: أنه لن يرد عليه عالم في الملتقى وما أكثرهم، والسبب بسيط جدا، وهو أنهم يعطون العلم لمحتاجه.
ومن هذا المنطلق، فإني اتوجه إليك أخي الحبيب بنصح في إطار التوجيه الشريف المتمثل في الدين النصيحة، بإن تعدل في أسلوبك في الطرح، مع احترامي لشخصك الكريم، ولك أن تتصور كم أضعت على نفسك من الشكر والدعاء باجتنابك لطرح المعلومة التي علمكها الله؛ مباشرة وأفدت بها إخوتك من زوار الملتقى والأعضاء.
راجيا قبول نصح أخيك برحابة صدر، وطيب خاطر، وهذا ظننا بك، والله الموفق لكل خير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[27 Apr 2009, 11:32 ص]ـ
أخي محب القرآن وفقني الله وإياك:
لا أخفيك أني هممت بالرد على سؤالك مذ رأيته قبل أيام، إلا أن شرطك، وما شعرت به -حينها - من درايتك بإجابته، حالا دون ذلك، أما وقد تيقنت وبدليل كلامك أعلاه، أن سؤالك موضوع لإجابة مسبقة ... ، فأبشرك أخي العزيز: أنه لن يرد عليه عالم في الملتقى وما أكثرهم، والسبب بسيط جدا، وهو أنهم يعطون العلم لمحتاجه.
ومن هذا المنطلق، فإني اتوجه إليك أخي الحبيب بنصح في إطار التوجيه الشريف المتمثل في الدين النصيحة، بإن تعدل في أسلوبك في الطرح، مع احترامي لشخصك الكريم، ولك أن تتصور كم أضعت على نفسك من الشكر والدعاء باجتنابك لطرح المعلومة التي علمكها الله؛ مباشرة وأفدت بها إخوتك من زوار الملتقى والأعضاء.
راجيا قبول نصح أخيك برحابة صدر، وطيب خاطر، وهذا ظننا بك، والله الموفق لكل خير.
الأخ الفاضل محمد عمر
مرحباً بك أخي الكريم وبنصيحتك وعلى العين والرأس، ولكني كنت أتمنى لو قرنتها بالجواب.
ولا يمنع أخي الكريم كوني أعلم الجواب من أن يجيب على السؤال الأخوة الفضلاء فقد تكون إجابتهم أسد مما عندي، بل قد يكون جوابهم هو الصحيح.
وإذا كنت تقول إن العلماء يعطون لعلم لمن يحتاجه، فما أكثرهم يا أخي الكريم وأنا من أولهم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[28 Apr 2009, 02:47 م]ـ
رفعت الأقلام وجفت الصحف؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[30 Apr 2009, 04:22 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين
وبعد فقد طرحت هذا السؤال:
هل كان للرسول صلى الله عليه وسلم ما يشهد بصدق رسالته في نفوس الناس وواقع حياتهم؟
السؤال عن مضمون الرسالة وليس عن ما كان يتحلى به الرسول صلى الله عليه وسلم من أخلاق فاضلة تدل على صدقه فيما يخبر به.
هل للقضايا الرئيسة التي تضمنتها الرسالة ما تستند إليه في نفوس المدعوين وواقع حياتهم؟
فأجاب بعض الإخوة وسالت أودية بقدرها، وأحجم آخرون مع ظني أن فيهم من هو أقدر مني على بيان الأمر، ولعل العنوان الذي وضع تحته السؤال قد يكون هو السبب في إحجامهم، وما أردت به إلا الخير، واستثارة الهمم، ولفت النظر إلى القضية التي قد يكون غفل عنها البعض في هذا الباب.
على أي حال أقول:
القضايا الرئيسة في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم ورسالة من سبقه من الأنبياء ثلاث:
الأولى: وهي الأهم، أشار الله إليها بقوله: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) سورة يوسف (108)
الثانية: أشار الله إليها بقوله: (إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) سورة هود (4)
الثالثة: اشار الله إليها بقوله: (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ) سورة فاطر (24)
الله، البعث، النبوة، هذه هي القضايا الرئيسة في دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكل واحدة منها مرتبطة بالأخرى ارتباطا وثيقاً.
والسؤال مرة أخرى حتى يتبين المقصود:
هل كانت نفوس الناس الذين بعث فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم أو كل من بلغته أو تبلغه هذه الرسالة خالية عن أي فكرة حيال هذه القضايا الثلاث؟
والجواب بلا شك: لا، لم تكن نفوسهم ولا تأريخهم خالية من هذه القضايا.
أما نفوسهم فإن هذه القضايا لها مستندها من فطرتهم وعقولهم.
وأما تأريخهم فإن البشرية منذ يومها الأول على هذه الأرض لم تنقطع عن التذكير بهذه القضايا.
ورسالة النبي صلى الله عليه وسلم جاءت لتذكر بالفطرة وتُجليها وتٌزيل عنها الشوائب التي رانت عليها وأظلمت النفوس أو انحرفت بسببها، وكذلك جاءت لتخاطب العقل وتذكره بشواهد الحق المغروس في الفطر وتصحح الأفكار والمفاهيم المبنية على التقليد لا على العقل والتفكير، وفي نفس الوقت تذكره بالمسار الصحيح في تأريخ البشرية وما طرأ عليه من انحراف.
ولنأخذ القضية الأولى كمثال:
معرفة الله تعالى مغروسة في الفطرة، ولولا أنها كذلك لما كان للرسل أن يحتجوا على أقوامهم بها كما في قوله تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
(أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (9) قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (10)) سورة إبراهيم
وقوله تعالى:
(وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا (101) قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا (102)) سورة الإسراء
إذن القضية محسومة من ناحية الدليل الفطري والعقلي، ولكنها قد تواجه بالجحود والاستكبار، كما أخبر الله بذلك في قوله عن آل فرعون:
(فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آَيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (13) وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14)) سورة النمل
وقوله عن كفار قريش:
(قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ) سورة الأنعام (33)
ومن هنا نخلص إلى القول:
إن المعنى الذي تحمله الرسالة كافٍ لحمل الناس على قبولها، فكيف إذا جاء المعنى في قالب من الكلام إذا سمعه الإنسان تحرك وجدانه واهتزت أركانه، كلام يخاطب الفطرة فيعيد لها صفاءها ونقاءها، ويخاطب العقل فلا يجد بدا من التسليم والخضوع.
وتعالوا نرى الدليل على أن المعنى وحده كافٍ لتوصيل الحق وإقامة الحجة:
روى مسلم رحمه الله تعالى من حديث ابن عباس رضي الله عنهما:
"أَنَّ ضِمَادًا قَدِمَ مَكَّةَ وَكَانَ مِنْ أَزْدِ شَنُوءَةَ وَكَانَ يَرْقِي مِنْ هَذِهِ الرِّيحِ فَسَمِعَ سُفَهَاءَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ يَقُولُونَ: إِنَّ مُحَمَّدًا مَجْنُونٌ.
فَقَالَ: لَوْ أَنِّي رَأَيْتُ هَذَا الرَّجُلَ لَعَلَّ اللَّهَ يَشْفِيهِ عَلَى يَدَيَّ.
قَالَ فَلَقِيَهُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنِّي أَرْقِي مِنْ هَذِهِ الرِّيحِ وَإِنَّ اللَّهَ يَشْفِي عَلَى يَدِي مَنْ شَاءَ فَهَلْ لَكَ؟
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَمَّا بَعْدُ."
قَالَ: فَقَالَ أَعِدْ عَلَيَّ كَلِمَاتِكَ هَؤُلَاءِ. فَأَعَادَهُنَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.
قَالَ: فَقَالَ لَقَدْ سَمِعْتُ قَوْلَ الْكَهَنَةِ وَقَوْلَ السَّحَرَةِ وَقَوْلَ الشُّعَرَاءِ فَمَا سَمِعْتُ مِثْلَ كَلِمَاتِكَ هَؤُلَاءِ وَلَقَدْ بَلَغْنَ نَاعُوسَ الْبَحْرِ.
قَالَ: فَقَالَ هَاتِ يَدَكَ أُبَايِعْكَ عَلَى الْإِسْلَامِ. قَالَ: فَبَايَعَهُ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى قَوْمِكَ قَالَ وَعَلَى قَوْمِي قَالَ فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً فَمَرُّوا بِقَوْمِهِ فَقَالَ صَاحِبُ السَّرِيَّةِ لِلْجَيْشِ هَلْ أَصَبْتُمْ مِنْ هَؤُلَاءِ شَيْئًا فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ أَصَبْتُ مِنْهُمْ مِطْهَرَةً فَقَالَ رُدُّوهَا فَإِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمُ ضِمَادٍ.
وهذا الأمر يفسر لنا قبول الكثيرين من غير أهل اللسان العربي للإسلام بمجرد أن تُشرح لهم تعاليمه حتى دون أن يسمعوا شيئاً من القرآن، وهو سر تمسكهم به والعض عليه بالنواجذ مهما كان الثمن، ولنا في مسلمي الصين وما يسمى بالجمهوريات الروسية وغيرهم من غير الناطقين بالعربية في مجاهل القارة السوداء وغيرها من أصقاع الدنيا أعظم شاهد.
وأما أثر اللفظ أي لفظ القرآن على من سمعه فلا ينكر وسواء من عرف المعنى أو لم يعرفه والشواهد على هذا كثيرة وإليكم هذا الرابط لتروا الحقيقة بأعينكم:
http://www.isyoutube.com/musicvideo.php?vid=dcf89ec61
إن الإعجاز في الرسالة هو في الحقائق التي تحملها وتستند فيها إلى الفطرة والعقل والتأريخ الإنساني.
وختاماً أقول هذه إشارة ومفتاح للجواب عن السؤال المطروح ولعل في الإخوة الفضلاء من هو أقدر مني على بيان هذا الأمر وتجليته.
وأسأل الله تعالى أن يجعل عملنا خالصاً صواباً.
وفق الله الجميع لما فيه الخير.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[01 May 2009, 12:33 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي المحب، ولا حرمك أجر ما أفدت.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 May 2009, 01:11 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي المحب، ولا حرمك أجر ما أفدت.
وجزاك أخي الكريم
وحفظ الله اليمن وأهلها وجنبهم الشرور وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[01 May 2009, 01:43 ص]ـ
وحفظ الله اليمن وأهلها وجنبهم الشرور وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن.
آمين آمين آمين، وما أحوجها في هذه الفترة إلى دعاء المخلصين.
ـ[أمة الله الرحمن]ــــــــ[02 May 2009, 01:46 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على الجواب وبارك الله فيكم أخي الفاضل
وإني و الله كنت قد جهزت جوابا إلا أن النت اصابه عطل ... فلم أستطع الدخول .. ولله المصير.
ولكن اجوبة الإخوة كلها كانت متقاربة من هذا الجواب .. إلا أن التركيز كان عليه أن يكون حول القضايا الرئيسية للعقيدة الإسلامية .. ونحن استندنا على فروعها المتجلية بأحكام الشريعة الإسلامية. فبارك الله بجميع الإخوة الكرام والأخوات الكريمات.
والجواب إن أردنا اختصاره فهو كامن بسورة الفاتحة إن تأملنا فيها .. ابتداءا من قوله تعالى (الحمدلله رب العالمين)
وقد كنت جهزت الجواب عبر الآيات الكريمة التالية .. ولعلى ذكرها وتدبرها كاف بمشيئة الله ..
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7
سورة الفاتحة
فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30)
سورة الروم
) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158)
أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54)
سورة الأعراف
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)
سورة النساء
تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1)
سورة الفرقان
وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195) وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196) أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آَيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197) وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (198) فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (199)
سورة الشعراء
لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا (28)
سورة الجن
وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآَنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (37)
سورة يونس
وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38)
سورة الأنعام
(يُتْبَعُ)
(/)
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16)
سورة المائدة
إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9)
سورة الإسراء
وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (1)
سورة الرعد
وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179)
وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (216)
سورة البقرة
) كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110)
سورة آل عمران
حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ (39)
سورة الأنفال
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57)
سورة الذاريات
فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65)
سورة النساء
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى (7) إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (8) أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14) كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18) كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)
سورة العلق
قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (164)
سورة الانعام
) إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9) إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)
سورة الفتح
صدق الله العظيم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[02 May 2009, 11:39 ص]ـ
أختنا الكريمة أمة الله
بارك الله فيك وفي مشاركتك وجعلها في موازين حسناتك.(/)
تفسير سورة الذاريات
ـ[مندوبية العزيزية والعوالي بمكة]ــــــــ[22 Apr 2009, 09:27 ص]ـ
يسر المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بجنوب مكة
أن يدعوكم لحضور درس
تفسير سورة الذاريات
لفضيلة الشيخ الدكتور
عبدالله الشنقيطي
يوم الخميس 27/ 4/1430هـ بعد صلاة الفجر
بجامع المهاجرين بالخالدية
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[23 Apr 2009, 09:23 م]ـ
باركك الله أخي, وندعو الأخوة الأعزاء إلى الإطلاع على خواطرنا حول السورة الكريمة على هذا الرابط:
http://www.amrallah.com/ar/showthread.php?t=96(/)
نحو منحى آخر
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[22 Apr 2009, 02:52 م]ـ
حاجتنا إلى منحى آخر في الدراسات العليا القرآنية، وهي التركيز على بيان أن القرآن كتاب للحياة ـ وليس كتاباً علميا بحتا أو يقرأ على الأموات؟!! ـ، وإظهار هداياته في كل مناحي الحياة، الدينية العقائدية والفقهية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية ... وذلك إنما يتسنى بالتفسير الموضوعي، وخاصة إذا كانت البحوث تأخذ طابع الموازنة بين المنهج القرآني عرضاً وتحليلا والمناهج الأرضية البشرية، وإظهار تفوق وسمو المنهج القرآني الإلهي على ما سواه.(/)
هل تصدقون أن الفؤاد غير القلب؟
ـ[عاطف الجراح]ــــــــ[22 Apr 2009, 05:25 م]ـ
هل تصدقون أن الفؤاد غير القلب؟
عند تجوالي في أحد المنتديات المهتمة بالقرآن الكريم والإعجاز بشتى أنواعه وقع عيني على موضوع لأول مرة أقرأه.
الموضوع يتحدث عن الفؤاد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة،ويؤكّد أن الفؤاد غير القلب بأدلة قاطعة من آيات بينات وبنصوص السنة الشريفة واللغة العربية والأدلة العلمية.
وجزى الله الكاتبة هناك على بحثها أن الفؤاد موجود في المخ والقلب موجود في الصدر.
أترك لعقلكم النيّر إن شاء الله أن يقرأ هذا الموضوع متجولا بين الآيات والنصوص الشريفة بصفاء الذهن والتمعّن في القراءة.
لا يخفى على احد منا،،أن الباحث في القرآن الكريم يجد الكثير من أوجه الاعجاز العلمي،،فقد توصل العلم الحديث لكثير من الحقائق المتعلقة بالعلاقة بين العين والفؤاد والسمع ,,,وذلك رغم أن هذه العلاقة ذكرت تفصيليا في القرآن الكريم منذ أربعة عشر قرنا، ومن المعلوم كذلك أن أول خريطة تم رسمها للمخ البشري كانت بعد نزول القرآن الكريم بأكثر من 1200 عام، وقبل ذلك كانت مراكز المخ مجهولة بالنسبة للانسان، لدرجة ان العلماء كانوا يعتقدون أن مركز البصر موجود في العين، ومركز السمع يوجد في الأذن،، ولكن العلم الحديث فصل بين عضو البصر ومركز البصر ... ومركز السمع وعضو السمع أي أنه فصل بين عضو الحس ومركزه، كما كشف لنا العلم ايضا عن وجود منطقة بين مركزي السمع والبصر في المخ تسمى منطقة البيان،، وتدميرها يؤدي الى أن يصبح الانسان أبكم .. ومن الاعجاز كذلك أن رسم القرآن الكريم قبل أربعة عشر قرنا صورة مفصلة للمخ .....
ففي الآيات القرآنيةالتي تتحدث عن العين والأذن، دائما تتقدم العين (في كل آيات القرآن) الأذن اشارة الى موقعها في رأس الانسان،وهناك آيات أخرى تتحدث عن الابصار والسمع في تعبيرات تشير الى الادراك والتدبر،ودائما يتقدم السمع على الابصار .. وقد اكتشف العلم الحديث أن مراكز السمع تتقدم على مراكز الابصار ..... والشيء الملاحظ كذلك ان كلمة الفؤاد تذكر دائما بعد السمع والبصر وهذا يعني وجود علاقة عضوية بين السمع والبصر والفؤاد ..
لعل تساؤل يطرح نفسه!! هل الفؤاد هو القلب؟ فإذا كان ذلك صحيحا فإن محل الفؤاد هو الصدر .. ولكن قال الله عزوجل: (لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) ,,اذا الفؤاد ليس في الصدر!! لذا يجب الفصل بينهما ... والتمييز كذلك .....
بالفعل هناك ظواهر في القرآن والسنة تؤكد اختلاف القلب عن الفؤاد وأبرزها ذكر الفؤاد دائما بعد السمع والبصر في آيات القرآن الكريم كله ..
.بينما ياتي ذكر القلب قبل السمع والبصر كما في قوله تعالى (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم) .. وقد يأتي بين السمع والبصر كما في قوله تعالى (وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة)، وقد يأتي بعد السمع والبصر (قل أرأيتم ان اخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم) ......
بل وهناك ظاهرة أخرى تبين اختلاف القلب عن الفؤاد .. في سورة القصص حيث قال الله عزوجل: (وأصبح فؤاد أم موسى فارغا ان كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين) ... فبعد أن ألقت ام موسى بابنها الرضيع في اليم اصيبت بصدمة،فقدت على أثرها ذاكرتها .. واصبح فؤادها فارغا من الوعد الذي أخذته قبل أن تلقيه في اليم، فالفؤاد هنا معطل ... بينما كان القلب صاحب اليد العليا في هذه القضية ....
أما في السنة الشريفة فقد قال الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم): ((أهل اليمن ارق قلوبا وألين افئدة))، وهنا نسب رسولنا الكريم الرقة الى القلب،، واللين الى الفؤاد ..
بل حتى في اللغة العربية نجد أن قلب الشيء معناه ((لبه))، أما الفؤاد فيأتي من التفؤد .. وهذا كله يؤكد اختلاف القلب عن الفؤاد ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ويشير السمع والبصر الى مناطق عقلية عليا في قشرة المخ، وتتعامل هذه المناطق مع المسموعات والبصريات بكفاءة عالية،،و البعض من ضعاف النفوس يقارنون بين هذه المناطق وبين اجهزة الذكاء الصناعي التي قد تفوق المخ البشري فيما تختزنه من مسموعات ومبصرات،،ولكن الرد على هؤلاء يكون بأن هذه الأجهزة الصناعية ماهي الا أرشيف كبير مبرمج وفقا لتخطيط المخ البشري، بل يكفي المخ البشري أنه من صنع الله عزوجل ,,والباقي من صنع عبد لاحول له ولا قوة ... فالانسان يسمع وينفعل بما يسمع .. ويتفأد بما يسمع .. وهذا غير موجود في أرقى أجهزة الذكاء الصناعي ... وقد وجد العلماء في عمق المخ مناطق تتعامل مع العواطف والغرائز والأحاسيس،،ولذا لا بد لنا ان شاء الله من وقفة ثانية لنبحث الفؤاد في قلب المخ ...
الأبحاث العلمية الحديثة استطاعت أن تحدد مناطق الفؤاد في المخ، فهناك ما يسمى حصان البحر ((لأنه يشبه حصان البحر))، وهناك جزء يسمى اللوزة،، وجزء آخر اسمه الزنار،، وهناك المهاد ... وقد استطاع العلماء تحديد وظائف هذه الأجزاء .....
فالمهاد به مناطق الاحساس بالألم .... اما الزنار فيوجد به مناطق الاحساس بألم الحريق ... ولحصان البحر واللوزة علاقة بالذاكرة وتدميرها يفقد الانسان القدرة على تكوين ذكريات جديدة ولكن تظل الذكريات القديمة مخزونة، فمثلا اذا رزق انسان مصاب بمرض ما في هذه المناطق، بطفل لا يمكنه ان يتذكره الا لحظيا ثم ينسى بعد ذلك كل شيء حوله .... ويوجد باللوزة ايضا جزء خاص بالعاطفة ... أما منطقة تحت المهاد فبها مناطق الغرائز (الجوع والعطش ووو)
هذه الاجزاء كلها تمثل الفؤاد الذي أثبت القرآن أولا ثم العلم ثانيا وجوده في مخ الانسان،لبيقى القلب أميرالجوارح في صدر الانسان
بذلك يصبح السمع والبصر والفؤاد من ادوات القلب، مع الوضع في الاعتبار أن الفؤاد مكون من عدة اجزاء ومناطق وليس منطقة واحدة فقط .. ويرتبط قلب المخ بمايسترو الجسم وهو الغدة النخامية، وبالتالي تتولد الأحاسيس المختلفة في المناطق المختلفة للفؤاد قبل أن تذهب الى القشرة المخية لتتميز، ولكن الاحساس بالألم يبدأ في منطقة المهاد،ويتميز بأنواعه المختلفة في القشرة، فلو أزلنا القشرة يبقى الاحساس بالألم نتيجة وجود منطقة المهاد ...
القرآن أشار الى المناطق المختلفة للفؤاد:
فقد قال الله عزوجل ((فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم)) فهذه الآية تشير الى منطقة العواطف في الفؤاد،،فلا يمكن ان يقوم الناس بزيارة هذا الوادي الخالي من الزرع والماء الا أنه يمثل لهم عاطفة ما،،،
وقال تعالى ((وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس والجن يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا)) الى أن قال تعالى ((ولتصغي اليه افئدة الذين لا يؤمنون بالأخرة)) .. فقد فسروا العلماء زخرف القول بالكلام الفاسد الذي يثير الغرائز المختلفة،أي أن الآية تربط الغرائز بالفؤاد ...
أما في قوله تعالى (وأصبح فؤاد ام موسى فارغا) الآية تشير الى الذاكرة ..
وفي قوله (مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد اليهم طرفهم وافئدتهم هواء) فسر العلماء كلمة هواء بانها تعني خلو أفئدتهم من العقل، من شدة الخوف والرعب فقدوا اكرتهم كما في حالة أم موسى ...
وكذلك قوله تعالى (نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة) قال المفسرون ان نار الله تصل الى الأفئدة لأنها أرق ما في الجسد حيث انها مكان الاحساس بالألم، وهذه اشارة واضحة الى ان مكان الاحساس بالألم هو الفؤاد ...
مما سبق يتضح أن القرآن أشار الى مناطق الفؤاد المختلفة ووظائفها في المخ البشري .. ومن الملاحظات كذلك ان السمع في القرآن يأتي على الافراد .. أما البصر والفؤاد فيأتيان على الجمع دائما، مما يؤكد أن الفؤاد مكون من عدة مناطق وليس منطقة واحدة .. كما أن الفؤاد يمثل قلب المخ ولذلك كان ياتي ذكره في القرآن بعد ذكر السمع والبصر دائما ..
بل ان منطقة الزنار لا تتأثر الا بألم الحريق .. في حين ان البعض اشار الى ان الجلد هو مركز الاحساس بالالم واستشهدوا بقوله (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب) وهذا طبعا خطأ كبير لان الآية تشير الى ان الجلد هو مركز الاحساس بالألم، فالجلد مجرد اداة لنقل الألم حيث تدرك الألم في الفؤاد والدليل على أن الله تعالى قال (بدلناهم جلودا غيرها) ولم يقل جلودا مثلها .. لان الجلد مجرد أداة فقط اما مركز الاحساس بالألم فمكانه الفؤاد ..
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[24 Apr 2009, 08:07 ص]ـ
مرحبا بك أخ عاطف في الملتقى!
ولن أسألك لم طرحت الموضوع بهذا العنوان, لأنها المشاركة الأولى لك!
نعم أنا أصدق هذا, ولا عجب!
وأقول لك أخي في الله:
تنقل في صفحات الشبكة وستجد فيها عجبا, فإن احتجت إلى سؤال أهل تخصص فسألهم عن صحته وخطأه لا هل سيصدقون هذا أم لا!
مرحبا بك مرة أخرى ونرجو لك النفع الطيب!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عاطف الجراح]ــــــــ[11 Oct 2010, 09:06 م]ـ
شكرا لمرورك الراقيي
جزاك الله خيراً
http://www.aneeeen.com/vb/imgcache/f2399ea9a2609e740289ea5eaeb4914a.gif
والله يعطيك العآإآفيه
ـ[جمال العاتري]ــــــــ[11 Oct 2010, 11:37 م]ـ
بل وهناك ظاهرة أخرى تبين اختلاف القلب عن الفؤاد .. في سورة القصص حيث قال الله عزوجل: (وأصبح فؤاد أم موسى فارغا ان كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين) ... فبعد أن ألقت ام موسى بابنها الرضيع في اليم اصيبت بصدمة،فقدت على أثرها ذاكرتها .. واصبح فؤادها فارغا من الوعد الذي أخذته قبل أن تلقيه في اليم، فالفؤاد هنا معطل ... بينما كان القلب صاحب اليد العليا في هذه القضية ....
أما في قوله تعالى (وأصبح فؤاد ام موسى فارغا) الآية تشير الى الذاكرة ..
جزاك الله خيرا على هذا النقل الطيب ... وكما قال الاستاذ عمرو المسألة ليست مسألة تصديق وتكذيب وإنما صواب وخطأ.
بالنسبة لما ذكر صاحب او صاحبة البحث (المجهول) بخصوص أمّ موسى فالكلام بفقدانها الذاكرة غير وارد، بل ما ذكره المفسرون أن فؤادها أصبح فارغا أي خاليا من أي شيء إلا من ذكر موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام وهذا طبيعي فالانسان إذا ألمَّ به خطب نسي ولم يتذكر إلا مصيبته وهذا لا يعني على الاطلاق أنه فقد ذاكرته ... وقيل ايضا أن "فارغا" أي: ناسيا للوحي الذي أوحى الله إليها حين أمرها أن تلقيه في البحر ولا تخاف ولا تحزن، والعهد الذي عهد أن يرده إليها ويجعله من المرسلين، فجاءها الشيطان فقال: كرهت أن يقتل فرعون ولدك فيكون لك أجره وثوابه وتوليت أنت قتله فألقيته في البحر، وأغرقته، ولما أتاها الخبر بأن فرعون أصابه في النيل قالت: إنه وقع في يد عدوه الذي فررت منه، فأنساها عظيم البلاء ما كان من عهد الله إليها (تفسير البغوي)،وهذا كذلك يدل أن الأمر متعلق بالصدمة فما نسيت ذلك إلا من حرقتها على فقد وليدها والحسرة التي سببها لها الشيطان ...
والله أعلم.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[12 Oct 2010, 01:32 ص]ـ
السلام عليكم
قال د/ سامي عبد الفتاح هلال في هذا ما مفاده: أن الفؤاد بوابة القلب، ولذا غاير بينهما في قصة أم موسي لأن بوابة قلبها حدث فيها فراغ وكأنه خُلع منها. ثم ثبت القلب بعد ذهاب البوابة.
أما النبي صلي الله عليه وسلم فقد قال في حقه " كذلك لنثبت به فؤادك" أي من بداية القلب ولم يتطرق الشك إليه أبدا.
وقد دلّل علي ذلك بمعني الفؤاد من اللغة وبمعني القلب. وكلامي من الذاكرة وآمل أن اكون أوصلت الخلاصة والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[جمال العاتري]ــــــــ[12 Oct 2010, 09:49 ص]ـ
لعل في هذا الرابط ما يفيد الموضوع.
تفضلوا:
http://www.bayan7.com/bayan888/modules/xfsection/article.php?articleid=218(/)
كتاب: (كلمات قرآنية نستعملها في لهجتنا اليومية) تعريف به، وبمؤلفه
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[22 Apr 2009, 10:10 م]ـ
كتاب: (كلمات قرآنية نستمعلها في لهجتنا اليومية) للشيخ المصلح صالح بن عبد الله الجوهي
هو عبارة عن كتاب جمع من الكلمات الدارجة على اللهجة الحضرمية الوارة في القرآن الكريم، وكيفية استخدامها في اللهجة اليومية مع ضرب الأمثلة الواقعية على استخدام هذه الكلمات، وهذا الكتاب يقع في (400) صفحة من القطع المتوسط، وقد حوى على (1366) كلمة، وكتبه مؤلفه في بلاد القصيم – منطقة الرس – محل عمله في غربة عن بلده، والكتاب مخطوط، وقد حصلتُ على نسخةٍ منه من أولاد المؤلف – رحمه الله -.
والتعريف بالمؤلف: هو صالح عبدالله النسر بن عوض الجوهي.
من مواليد 23/ 11/1930 م، بقرية قاع آل عوض بمنطقة ريدة الجوهيين، التابعة لمحافظة حضرموت اليمن. وهو أحد خريجي المدرسة الوسطى بغيل باوزير (الدفعة السادسة) عام 1947/ 1946. .
له عدة مؤلفات أدبية في النثر والشعر والقصة بالإضافة إلى مساهماته و كتاباته الصحفية في كل من مجلة «العربي» الكويتية، و «الشرق الأوسط» اللندنية وغيرها من الصحف العربية، وله كتابات مؤخرة في جريدة البادية الصادرة عن مؤسسة البادية بحضرموت الوادي، وكان قد وعدني ببعض المقالات التي يشارك بها في المجلة الدعوية الصادرة عن منتدى الغيل الثقافي الاجتماعي، بعد اطلاعه على المجلة، ولكن توفي قبل موعد اللقاء بأيام قليلة – إنا لله وإنا إليه راجعون -.
مؤلفاته:
1) قصة الشعب اليمني ومصيبة القات المسرع بالفقر ثم بالممات. (مخطوط، وعندي نسخة منه عليها الإهداء منه – رحمه الله -).
2) الصفات المطلوب توفرها في شيخ القبيلة المثالي (طبع في بيروت، ونشر على شكل حلقات متتالية بصحيفة البادية).
3) كلمات قرآنية نستعملها في لهجتنا اليومية. (مخطوط).
4) له مجموعة من القصائد الشعبية الجيدة.
وله غير ذلك من المؤلفات أخبرني بها، ونسيتها الآن.
معرفتي به:
كنتُ مدرساً بقريته وهو مسافر في القصيم، وكنتُ أسأل الطلاب: هل يوجد بالمنطقة أحد مصاب بمرض أو مقعد أو وجيه فيزار، فدلُّوني على بعضهم، وأخبروني بأنَّ الشيخ صالح رجلٌ متعلّم قد جاء من بلاد الحرمين، وهو يحب طلبة العلم، فزرته الزيارة الأولى التعريفية ثم الثانية، ثمَّ الثالثة وأعطاني بعض مؤلفاته وقصائده، ثمَّ الرابعة توفي قبلها بأيام – رحمه الله – فزرتُ أولده بعدها مرتين. وقد سمعتُ منه قصائده منه مباشرة، وأخبرني عن أيام دراسته، وأراني دفاتره من الصفوف المتوسطة في بداية عمره، وعن كيفية سفره لبلاد الحرمين ولماذا سافر، وأين كان يعمل، وأين الآن يعمل، وأصدقاء الدراسة، إلى غير ذلك من حياته.
كيفية كانت وفاته:
يخبرني ابنه أنَّ أباه اتصل على ابنه – قبل موته بشهر - في المملكة لينزل إلى حضرموت من أجل أن يسافر معه للملكة فنزل ابنه لحضرموت، وفي يومه الأخير خرج مع أحد أبنائه للتجول في المنطقة، وفي نفس اليوم طلب من ابنه أن لا يخرج من البيت بل يبقى لأنه قد يحتاج له، وكان من عادة ابنه أن يخرج، وفي نفس الليلة بعد صلاة العشاء قام ليصلي العشاء في سجادته ومصلاه أحسَّ بالتعب، يقول ابنه: فإذا بالوالدة تناديه ألحق أباك، يقول: فجئتُ فوجدته نائماً على شقه الأيمن واضعاً يده تحت خدّه فحركته، فإذا به ميت، وكان ذلك ليلة الجمعة 18 صفر 1430هـ، فرحمه الله رحمةً واسعة.
تنبيه: نقلتُ هذه الأخبار مما أخبرني الشيخ بها بنفسه أو عن طريق أولاده.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[01 May 2009, 02:47 ص]ـ
رحم الله الشيخ وادخله فسيح جناته.
ومشكور أخي أبو إسحاق هذا التعريف، وودت لو اتحفتنا بنماذج مما جاء في المخطوط؟
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[01 May 2009, 09:05 ص]ـ
نعم
رحم الله الشيخ وادخله فسيح جناته.
ومشكور أخي أبو إسحاق هذا التعريف، وودت لو اتحفتنا بنماذج مما جاء في المخطوط؟
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[07 May 2009, 09:59 م]ـ
جزيت خيراً أخي نايف الزهراني
سأقوم باختصار الكتاب اختصاراً نافعاً - إن شاء الله - وستراه - إن شاء الله تعالى- على صفحات هذا المنتدى المبارك.(/)
الأيدي الخفية وراء بعض الدراسات القرآنية
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[23 Apr 2009, 01:30 ص]ـ
في أعقاب الزمن ظهرت بعض الدراسات التى تزعم أنها متعلقة بالقرآن وعلومه،هذه الدراسات يدعي أصحابها أن هدفهم هو إظهار جوانب الإعجاز في القرآن وإثبات أنه من عند الله تعالى، ولكن المتأمل في كثير من هذه الدراسات يرى أنها لاتخرج عن أحد ثلاثة أصناف:
الصنف الأول: يهدف إلى التشكيك في القرآن وذلك بقطعه عن خلفيته التأريخية، وعمدة هؤلاء هو إنكار السنة النبوية،وهذه الصنف ظهر منذ قرون ولكنه برز بشكل أكبر في هذا الزمن بسبب وسائل النشر المختلفه ومن أهمها اليوم "الأنترنت".
وهذه الفئة لها من يشجعها وبقوة من داخل العالم الإسلامي ومن خارجه لأنه يخدم توجهات سياسية متعددة.
الصنف الثاني: يهدف إلى زرع الشكوك في مصداقية القرآن من خلال زعم أن آيات القرآن تشير إلى كشوف علمية حديثة زعم أربابها أنها حقائق علمية وهي لا تخرج عن طور النظرية التي تحتمل الخطأ والصواب، وقد توسع في هذا الباب حتى اختلط فيها الحق بالباطل والغث بالسمين، ونرى كل من هب ودب يكتب في هذا الباب من الطبيب إلى الحجام ومن المهندس إلى عامل البناء، كل يزعم لنفسه أنه:" باحث في .... وضع ما شئت من العناوين.
الصنف الثالث: من يهدف إلى إشغال المسلمين عن الغرض الأساس من إنزال القرآن الكريم والسنة المطهرة بأمور لا تقدم ولا تؤخر ويصلح أن يقال عنها " علم لا ينفع وجهل لا يضر".
ومن أمثلة ذلك إشغال المسلمين بما يسمى الإعجاز العددي والذي لو اشتغل به المسلم لأورثه قسوة القلب وغلظة الطبع ولما وصل فيه إلى شيء فيه نفع.
وهذا الصنف أرى أن وراءه أيدي صهيونية خبيثة ولا أشك أنها وراء الأبحاث التى تعنى بزوال دولة إسرائيل وتحديد زمن معين لزوالها مستدلة بما يسمى الإعجاز العددي.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[23 Apr 2009, 06:57 ص]ـ
الأخ الكريم محب القرآن،
الكلمة أمانة. وأراك قد جلست مجلس القضاء فأخرجت من الإسلام لترتاح، ثم رميت بسهامك وأنت مغمض.
أخي المحب: أهل هذا المنتدى على بينة وعلى بصيرة، والكل يبحث عن العلم والمعرفة والقبول. ونحن في غنى عن كل ما يوغر الصدور، والصبر والنصح للمسلمين أولى وأنفع وأبر.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[23 Apr 2009, 12:17 م]ـ
الصنف الثالث: من يهدف إلى إشغال المسلمين عن الغرض الأساس من إنزال القرآن الكريم والسنة المطهرة بأمور لا تقدم ولا تؤخر ويصلح أن يقال عنها " علم لا ينفع وجهل لا يضر".
ومن أمثلة ذلك إشغال المسلمين بما يسمى الإعجاز العددي والذي لو اشتغل به المسلم لأورثه قسوة القلب وغلظة الطبع ولما وصل فيه إلى شيء فيه نفع.
وهذا الصنف أرى أن وراءه أيدي صهيونية خبيثة ولا أشك أنها وراء الأبحاث التى تعنى بزوال دولة إسرائيل وتحديد زمن معين لزوالها مستدلة بما يسمى الإعجاز العددي.
الفاضل محب القرآن:
ما دمت مطلعا على هذه الأيدي الخفية، وربما تكون من المتعاونين معها، فيا ليتك تدلهم علي .. فانا - كما تعلم - من الباحثين في الإعجاز العددي، وبصراحة يهمني كثيرا التعرف على هذه الأيدي، التي تدعم هذا النوع من الأبحاث.
ـ[ Amara] ــــــــ[23 Apr 2009, 05:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على نبينا محمد و سلم تسليما
أخي الحبيب محب القرآن .. ربما أخطأت في حق المهتمين بالإعجاز العددي، و أنا منهم، حين قلت:
الصنف الثالث: من يهدف إلى إشغال المسلمين عن الغرض الأساس من إنزال القرآن الكريم والسنة المطهرة بأمور لا تقدم ولا تؤخر ويصلح أن يقال عنها " علم لا ينفع وجهل لا يضر".
ومن أمثلة ذلك إشغال المسلمين بما يسمى الإعجاز العددي والذي لو اشتغل به المسلم لأورثه قسوة القلب وغلظة الطبع ولما وصل فيه إلى شيء فيه نفع.
و لعلك لا تدري من نحن .. فلسنا ممن وقف على أبواب الملوك بل إننا و قفنا على باب ملك الملوك، و لسنا ممن يطلب الناس حاجة .. إنما طلبنا من الله أن يشرح صدورنا للإسلام، و يمتننا بالإيمان به ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إني أعلمك أن ما يورث قسوة القلب هو ما حدثنا عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم، و هو كثرة الكلام بغير دكر الله، لا ما دهبت إليه أخي الحبيب و هو الإشتغال بالإعجاز العددي، و إن شئت سميتها مدرسة العدد في القرآن أو علم العدد في القرآن، لأن المشتغلين بدلك إنما يتدبرون القرآن، وهم يسبحون الله على كل ما يرون من آيات و يقولون ما قاله عمر بن الخطاب يوم أسلم و هو يقرأ سورة طه .. أعلى هدا أنكره الناس دلوني على محمد ..
أما غلظة الطبع فليس سببها ما دهبت إليه، إنما سببها أن كل واحد يبحث للآخر عن هنة يريد بها تعجيزه .. اليس الرسول من يقول: راس العقل بعد الإيمان بالله التودد إلى الناس، أو كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم .. فأين تودد بعضكم لبعض .. أنا جئت هنا حقيقة لا فقط كي أتعلم إنما كي أتأدب بأدب المسلمين، و أول أؤلئك بادب علماء المسلمين و احسبك أخي الفاضل منهم، و هؤلاء يفرقون بين الحماسة و الكياسة، و لسنا مثلهم، لأنهم يعلمون من أدب الرسول صلى الله عليه و سلم و أدب القرآن ما لا نعلمه، فنحن إلى أدبهم نرنو .. و لعلي أجدك بكلماتك بما فيها من سباب تسعى إلى إصلاحنا. ز و جزاك الله عنا خيرا .. و لعلنا بمنطقنا نسعى إلى إقناعك أخي الحبيب .. و لسنا بأعقل منكم و إن اشتغلنا بالمعقولات، غير أننا نعرف عنها أشياء قد لا تخطر ببالكم، ثم إني أدكرك بقول رسول الله صلى الله عليه و سلم: هل أدلكم على شيء إن فعلتموه تحاببتم .. افشوا السلام بينكم .. فأين هو السلام أحبتي، فيما تكتبون ..
ومامن كاتب الا ويفنى ......... ويبقى الدهرماكتبت يداه ..
فلاتكتب بيدك غير شي ....... يسرك في القيامة أن تراه ..
ثم أينك لا تجيبنا عما نسألك أخي الحبيب ..
ثم لعلك تقصد بقولك
وهذا الصنف أرى أن وراءه أيدي صهيونية خبيثة ولا أشك أنها وراء الأبحاث التى تعنى بزوال دولة إسرائيل وتحديد زمن معين لزوالها مستدلة بما يسمى الإعجاز العددي.
أخي بسام الجرار، و إن كنت شخصيا لا أوافق على القول بتحديد موعد زوال هدا الكيان، لأن دلك من الغيب الدي هو في علم الله تعالى، مع أني أؤمن بزوالها، لأن وعد الله أن الأرض يرثها عباده المؤمنون، و لا أنكره جملة لما ورد عن أنه لما نزلت سورة النصر و فرح المسلمون، رأى في دلك أبو بكر أو عمر رضي الله عنهما نسيت أيهما كان، رآها نبوءة بقرب أجل رسول الله صلى الله عليه و سلم، و قد كان .. و لست أعلم لسند الخبر شيئا و لعلك تنبهني إلى شيء من دلك أخي الحبيب ..
وفقني و وفقكم الله تعالى
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عمارة سعد شندول
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[23 Apr 2009, 07:23 م]ـ
الأخ الكريم محب القرآن،
الكلمة أمانة. وأراك قد جلست مجلس القضاء فأخرجت من الإسلام لترتاح، ثم رميت بسهامك وأنت مغمض.
أخي المحب: أهل هذا المنتدى على بينة وعلى بصيرة، والكل يبحث عن العلم والمعرفة والقبول. ونحن في غنى عن كل ما يوغر الصدور، والصبر والنصح للمسلمين أولى وأنفع وأبر.
الأخ الفاضل أبو عمرو
ليس في كلامي شيء مما ذكرت.
وفقنا الله وإياك إلى كل خير وصرف عنا وعنك وعن المسلمين كل شر.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[23 Apr 2009, 07:32 م]ـ
الفاضل محب القرآن:
ما دمت مطلعا على هذه الأيدي الخفية، وربما تكون من المتعاونين معها، فيا ليتك تدلهم علي .. فانا - كما تعلم - من الباحثين في الإعجاز العددي، وبصراحة يهمني كثيرا التعرف على هذه الأيدي، التي تدعم هذا النوع من الأبحاث.
أخانا الفاضل عبد الله
ألم أقل لك من قبل امض ولا تلتفت؟
أما التهمة فلن أرد عليها.
أما إذا أردت أن تعرف بعضهم فاسأل عن من كان يدعم الهالك رشاد خليفة.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[23 Apr 2009, 07:54 م]ـ
الأخ الفاضل عمارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخي الكريم أنا لا أعرفك ومع هذا فأنا لا أظن بك إلا ما هو خير.
وأنا لست هنا بصدد تصيد الهنات وتعجيز الآخرين ولا تعجيزهم، وإنما هذا منتدى للمدارسة وتبادل وجهات النظر، وأنا أقول ما أعتقده الحق والله من وراء القصد.
ثم يا أخي الكريم أين السباب في كلامي؟
يا أخي هناك من تعلم القرآن والسنة والفقه ودرس العلوم الإسلامية وتأريخ الإسلام من أجل أن يطعن في الإسلام.
فإذا قلت مثل هذا الكلام هل يعني ذلك أني قد طعنت في كل حافظ للقرآن أو عالم بالقرآن والسنة .... ؟
ـ[ Amara] ــــــــ[23 Apr 2009, 08:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب محب القرآن
الأخ الفاضل عمارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخي الكريم أنا لا أعرفك ومع هذا فأنا لا أظن بك إلا ما هو خير.
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته و مغفرته و رضوانه، أبشرك أخي بما رواه أبو داود عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: «حسن الظن من حسن العبادة» .. أحسن الله إليك .. و وفقني و وفقك م إلى ما يحب و يرضى ..
جوابا على سؤالك أخي الحبيب
ثم يا أخي الكريم أين السباب في كلامي؟
أقول:
لما مرض الشافعى -الإمام -زاره الربيع بن سليمان فقال له:قوى الله ضعفك
فقال الشافعى:لو قوى الله ضعفى لقتلنى
فقال الربيع كأنه يعتذر:والله ما أردت إلا الخير
فقال الشافعى:أعلم أنك لو شتمتنى لم ترد لى إلا الخير
و أنا أخي الحبيب أعلم لو أنك سببتني لم ترد لي إلا الخير ..
وقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه:لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرا وأنت تجد لها فى الخير محملا .. و إني فهمت حملتك على المهتمين بالإعجاز العددي، و أنا منهم، تصحيحا لهم لا سبا ..
يا أخي هناك من تعلم القرآن والسنة والفقه ودرس العلوم الإسلامية وتأريخ الإسلام من أجل أن يطعن في الإسلام.
فإذا قلت مثل هذا الكلام هل يعني ذلك أني قد طعنت في كل حافظ للقرآن أو عالم بالقرآن والسنة .... ؟
أنت هكدا لا تطعن أخي الحبيب أما هكدا
ومن أمثلة ذلك إشغال المسلمين بما يسمى الإعجاز العددي والذي لو اشتغل به المسلم لأورثه قسوة القلب وغلظة الطبع ولما وصل فيه إلى شيء فيه نفع.
فانت تفعل ..
يغفر الله لي و لكم
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عمارة سعد شندول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[23 Apr 2009, 09:14 م]ـ
أخي محب القرآن حنانيك أخي لقد قلت في كلامك كلاما ولم تقل شيئا في عين الوقت!!!
لقد قلت: في أعقاب الزمن ظهرت بعض الدراسات التى تزعم أنها متعلقة بالقرآن وعلومه،ولي أن أسألك
هل تدعو بقولك هذا إلى إلغاء المواقع المتعلقة بالدراسات القرآنية؟! وإذا لم تكن تدعو إلى هذا, فهلا بينت أي هذه المواقع جيد وأي غير ذلك حتى يكون القارئ على بينة, وإذ لم تفعل فما قلت شيئا!
ثم قلت: هذه الدراسات يدعي أصحابها أن هدفهم هو إظهار جوانب الإعجاز في القرآن وإثبات أنه من عند الله تعالى، ولكن المتأمل في كثير من هذه الدراسات يرى أنها لاتخرج عن أحد ثلاثة أصناف:
وأقول:
لقد جعلت كل أصحاب الدراسات مدعين!! ثم جعلت أن أكثرها لا يخرج عن كذا وكذا! فلم أدرجت الصالحين مع غيرهم؟!
ثم قلت:
الصنف الأول: يهدف إلى التشكيك في القرآن وذلك بقطعه عن خلفيته التأريخية، وعمدة هؤلاء هو إنكار السنة النبوية،وهذه الصنف ظهر منذ قرون ولكنه برز بشكل أكبر في هذا الزمن بسبب وسائل النشر المختلفه ومن أهمها اليوم "الأنترنت".
وهذه الفئة لها من يشجعها وبقوة من داخل العالم الإسلامي ومن خارجه لأنه يخدم توجهات سياسية متعددة.
ومن قال لك أن هذا هدفهم؟ لك أن تخالفهم أو تتفق معهم, أما أن يكون هدف الإنسان التشكيك في القرآن عن طريق إظهار وجوه جديدة للعظمة فهذا من أعجب العجب! ثم قلت:
الصنف الثاني: يهدف إلى زرع الشكوك في مصداقية القرآن من خلال زعم أن آيات القرآن تشير إلى كشوف علمية حديثة زعم أربابها أنها حقائق علمية وهي لا تخرج عن طور النظرية التي تحتمل الخطأ والصواب، وقد توسع في هذا الباب حتى اختلط فيها الحق بالباطل والغث بالسمين، ونرى كل من هب ودب يكتب في هذا الباب من الطبيب إلى الحجام ومن المهندس إلى عامل البناء، كل يزعم لنفسه أنه:" باحث في .... وضع ما شئت من العناوين.
وبغض النظر عن الاختلاف بين التشكيك وزرع الشكوك!!! يقال في هذا مثل ما قيل في سابقه ويضاف إلى ذلك أنك لم تتطلع على نيتهم! فلربما أخطأوا السبيل ولكن نواياهم حسنة!
ثم قلت: الصنف الثالث: من يهدف إلى إشغال المسلمين عن الغرض الأساس من إنزال القرآن الكريم والسنة المطهرة بأمور لا تقدم ولا تؤخر ويصلح أن يقال عنها " علم لا ينفع وجهل لا يضر".
ومن أمثلة ذلك إشغال المسلمين بما يسمى الإعجاز العددي والذي لو اشتغل به المسلم لأورثه قسوة القلب وغلظة الطبع ولما وصل فيه إلى شيء فيه نفع.
وهذا الصنف أرى أن وراءه أيدي صهيونية خبيثة ولا أشك أنها وراء الأبحاث التى تعنى بزوال دولة إسرائيل وتحديد زمن معين لزوالها مستدلة بما يسمى الإعجاز العددي.
ولا تعليق على قولك إلا بقولنا: ما الفارق بين هذا وبعض علوم القرآن والتي يمكننا إدراجها في مثل تصنيفك!
هداك الله وإيانا ونفع بنا وجعلنا خداما لكتابه
الذي أحبه كثيرا!
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[23 Apr 2009, 09:41 م]ـ
أخي محب القرآن حنانيك أخي لقد قلت في كلامك كلاما ولم تقل شيئا في عين الوقت!!!
لقد قلت: في أعقاب الزمن ظهرت بعض الدراسات التى تزعم أنها متعلقة بالقرآن وعلومه "
ولي أن أسألك
هل تدعو بقولك هذا إلى إلغاء المواقع المتعلقة بالدراسات القرآنية؟! وإذا لم تكن تدعو إلى هذا, فهلا بينت أي هذه المواقع جيد وأي غير ذلك حتى يكون القارئ على بينة, وإذ لم تفعل فما قلت شيئا!
ثم قلت: هذه الدراسات يدعي أصحابها أن هدفهم هو إظهار جوانب الإعجاز في القرآن وإثبات أنه من عند الله تعالى، ولكن المتأمل في كثير من هذه الدراسات يرى أنها لاتخرج عن أحد ثلاثة أصناف:
وأقول:
لقد جعلت كل أصحاب الدراسات مدعين!! ثم جعلت أن أكثرها لا يخرج عن كذا وكذا! فلم أدرجت الصالحين مع غيرهم؟!
ثم قلت:
الصنف الأول: يهدف إلى التشكيك في القرآن وذلك بقطعه عن خلفيته التأريخية، وعمدة هؤلاء هو إنكار السنة النبوية،وهذه الصنف ظهر منذ قرون ولكنه برز بشكل أكبر في هذا الزمن بسبب وسائل النشر المختلفه ومن أهمها اليوم "الأنترنت".
وهذه الفئة لها من يشجعها وبقوة من داخل العالم الإسلامي ومن خارجه لأنه يخدم توجهات سياسية متعددة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن قال لك أن هذا هدفهم؟ لك أن تخالفهم أو تتفق معهم, أما أن يكون هدف الإنسان التشكيك في القرآن عن طريق إظهار وجوه جديدة للعظمة فهذا من أعجب العجب! ثم قلت:
الصنف الثاني: يهدف إلى زرع الشكوك في مصداقية القرآن من خلال زعم أن آيات القرآن تشير إلى كشوف علمية حديثة زعم أربابها أنها حقائق علمية وهي لا تخرج عن طور النظرية التي تحتمل الخطأ والصواب، وقد توسع في هذا الباب حتى اختلط فيها الحق بالباطل والغث بالسمين، ونرى كل من هب ودب يكتب في هذا الباب من الطبيب إلى الحجام ومن المهندس إلى عامل البناء، كل يزعم لنفسه أنه:" باحث في .... وضع ما شئت من العناوين.
وبغض النظر عن الاختلاف بين التشكيك وزرع الشكوك!!! يقال في هذا مثل ما قيل في سابقه ويضاف إلى ذلك أنك لم تتطلع على نيتهم! فلربما أخطأوا السبيل ولكن نواياهم حسنة! [/
ثم قلت:
الصنف الثالث: من يهدف إلى إشغال المسلمين عن الغرض الأساس من إنزال القرآن الكريم والسنة المطهرة بأمور لا تقدم ولا تؤخر ويصلح أن يقال عنها " علم لا ينفع وجهل لا يضر".
ومن أمثلة ذلك إشغال المسلمين بما يسمى الإعجاز العددي والذي لو اشتغل به المسلم لأورثه قسوة القلب وغلظة الطبع ولما وصل فيه إلى شيء فيه نفع.
وهذا الصنف أرى أن وراءه أيدي صهيونية خبيثة ولا أشك أنها وراء الأبحاث التى تعنى بزوال دولة إسرائيل وتحديد زمن معين لزوالها مستدلة بما يسمى الإعجاز العددي.
يا أخانا الفاضل هدانا الله وإياك
ما دام أني لم أقل شئيا فلم أتعبت نفسك بالرد؟
كلامي واضح أنا قلت "بعض" وأعتقد أنك تفهم معنى كلمة بعض.
ولا يلزمني أن أذكر المواقع بأعيانها وإنما أنا تكلم عن توجهات موجودة في الساحة فإن كنت لا تعرفها فاسأل عنها إذا كان الأمر يعنيك في شيء.
أما من قال لي أن هذا هو هدفهم؟ فأقول من ينكر الثوابت والمسلمات من دين الأمة أمثال الزاعمين أنهم من أهل القرآن وهم في نفس الوقت ينكرون سنة من أنزل عليه القرآن فهؤلاء لا حاجة لي إلى قول أحد في هدفهم.
ثم إن حسن النية يقتضي حسن العمل.
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[24 Apr 2009, 09:34 م]ـ
يُذكر أن داود الظاهري رحمه الله لما قام فقهه على أساسٍ لم يُوافق عليه هُجرت كتبه، ولذا فإنك لاتجد ذكرا لكتاب من كتبه الآن ..
ولم يفقه ذلك معاصرو ابن حزم رحمه الله فأذاعوا بكتبه فانتشرت ..
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[25 Apr 2009, 03:40 م]ـ
واحب ان اضيف إلى النقاط التي ذكرتها يا شيخ محب القراءات:
الصنف الرابع: والذين يريدون اظهار ان القران لم يفهم إلى الان وان حتى الصحابة رضي الله عنه ومن جاء بعدهم من المسلمين لم يفهموا القرآن
هناك رجل قابلته في احد المنتديات وهو متخصص كما يقول في الاعجاز العلمي للقران
ومن هذا الباب اتى بالعجايب والغرائب وفي مرة من المرات لم يتحدث عن الاعجاز ولكن
التفسير الذي يعرفه كلنا فقام بتفسير اية تفسير لم اسمع به في حياتي وبحثت في جميع
كتب التفسير التي وقعت عليه ولم اجد ذلك التفسير الغريب.
وعندما واجهت وقلت له لقد فسرت هذه الآية بتفسير لم يسبقك إليه من الصحابة رضي الله عنهم وغيرهم
فرد علي قائلاً: الصحابة لم يكونوا يحيطون بجميع لهجات العرب ... !!
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[25 Apr 2009, 05:34 م]ـ
الأخوة الكرام،
بعيداً عن موضوع المداخلات أحب أن أوضح الأمور الآتية:
1. ما أُثر عن الصحابة رضوان الله عليهم من التفسير قليل ويغلب أن يكون في الأحكام الشرعية.
2. لا يزال القرآن الكريم يفسر إلى يوم القيامة. ولا يتحرج العلماء من النظر والتدبر والاستنباط. ومن السهل التمييز بين العالم الأصيل والمتعالم والمغرض.
وعودة إلى موضوع المداخلات:
1. الإخبار بالغيب ورد في القرآن والسنة، وإذا استنبط إنسان الغيب من القرآن الكريم أو من السنة لا يكون مؤاخذاً. ولكن إذا كان مخطئاً في الاستنباط نبين له موضع الخلل.
2. تنقل لنا كتب طبقات المفسرين أنّ المفسر الأندلسي المشهور ابن بَرّجان استنبط من القرآن الكريم وقت فتح بيت المقدس، وقد توفي رحمه الله قبل فتح بيت المقدس بعقود. وبفتوى من بعض فقهاء السلطان تمّ إلقاء جثته على المزبلة، إلا أن الجماهير الغفيرة جاءوا فغسّلوه وكفّنوه ودفنوه. وكان أن فُتح بيت المقدس على يد صلاح الدين فجاء الفتح في الوقت الذي استنبطه ابن برجان رحمه الله.
3. الحكم على الشيء فرع عن تصوره. ويُلحظ على البعض أنه يصدر الأحكام بعيداً عن التصور الصحيح. ويبدو أنه يكفي أن يكون القول جديداً علينا حتى ننكره.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[25 Apr 2009, 07:25 م]ـ
وعودة إلى موضوع المداخلات:
1. الإخبار بالغيب ورد في القرآن والسنة، وإذا استنبط إنسان الغيب من القرآن الكريم أو من السنة لا يكون مؤاخذاً. ولكن إذا كان مخطئاً في الاستنباط نبين له موضع الخلل.
2. تنقل لنا كتب طبقات المفسرين أنّ المفسر الأندلسي المشهور ابن بَرّجان استنبط من القرآن الكريم وقت فتح بيت المقدس، وقد توفي رحمه الله قبل فتح بيت المقدس بعقود. وبفتوى من بعض فقهاء السلطان تمّ إلقاء جثته على المزبلة، إلا أن الجماهير الغفيرة جاءوا فغسّلوه وكفّنوه ودفنوه. وكان أن فُتح بيت المقدس على يد صلاح الدين فجاء الفتح في الوقت الذي استنبطه ابن برجان رحمه الله.
3. الحكم على الشيء فرع عن تصوره. ويُلحظ على البعض أنه يصدر الأحكام بعيداً عن التصور الصحيح. ويبدو أنه يكفي أن يكون القول جديداً علينا حتى ننكره.
الأخ الفاضل أبو عمرو
هل يمكن أن تشرح لنا كيف يستنبط الغيب من الكتاب والسنة ولو بالمثال؟
أما إنكار القول لأنه جديد فليس هذا من دأب أهل العلم، وإنما أهل العلم يحكمون على القول من خلال تدبره وعرضه على القواعد النقلية والعقلية الصحيحة فإن وافق الحق قبلوه وإن خالفه ردوه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[26 Apr 2009, 09:00 م]ـ
الأخ الكريم محب القرآن،
1. عندما نزلت:" إذا جاء نصر الله والفتح .... " بكى الصدِّيق رضي الله عنه، لأنه فهم من الآية نعي الرسول عليه السلام، وكذلك فهم منها ابن عباس رضي الله عنه. فعلى الرغم من عدم التصريح بوفاة الرسول إلا أن الصدِّيق استنبط من الآيات الكريمة قرب موت الرسول عليه السلام.
2. سنن الله تعالى في الأمم الماضية (وقد مضت سنّة الأولين) تجعلنا نقيس ونستنبط ونتوقّع.
3. ابن برّجان سلك مسلكاً جديداً على أهل عصره في الاستنباط فأساءوا إليه فجاء الواقع ليثبت صحّة مسلكه. وعند معرفة تفاصيل هذا المسلك يمكن الحكم عليه. المهم لا ينبغي التسرّع في الحكم.
4. إليك هذه الملاحظة فقط من أجل التدبّر: يقول تعالى:" ولبثوا في كهفهم". وبما أنك من أهل القرآن أسألك: ماذا تتوقع أن يأتي بعد كلمة كهفهم؟ ستقول لي: " ثلاث مائة سنين وزدادوا تسعاً". وأقول: صحيح، وإذا قمتَ بعدّ الكلمات من بداية قصة الكهف ستجد أن بعد كلمة (كهفهم) تكون الكلمة رقم 309 وهنا نطرح سؤال: هل مثل هذا أمر مراد لله تعالى أم أنه صدفة لطيفة؟ لا أظن أن أحداً من المسلمين يقول إنه صدفة. وإذا قلنا إن ذلك مراد لله تعالى فهل يصح أن نتوقف عند هذه الملاحظة ولا نبحث عن حكمة مثل هذا التوافق.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[27 Apr 2009, 09:55 م]ـ
4. إليك هذه الملاحظة فقط من أجل التدبّر: يقول تعالى:" ولبثوا في كهفهم". وبما أنك من أهل القرآن أسألك: ماذا تتوقع أن يأتي بعد كلمة كهفهم؟ ستقول لي: " ثلاث مائة سنين وزدادوا تسعاً". وأقول: صحيح، وإذا قمتَ بعدّ الكلمات من بداية قصة الكهف ستجد أن بعد كلمة (كهفهم) تكون الكلمة رقم 309 وهنا نطرح سؤال: هل مثل هذا أمر مراد لله تعالى أم أنه صدفة لطيفة؟ لا أظن أن أحداً من المسلمين يقول إنه صدفة. وإذا قلنا إن ذلك مراد لله تعالى فهل يصح أن نتوقف عند هذه الملاحظة ولا نبحث عن حكمة مثل هذا التوافق.
الأخ الكريم أبا عمرو سلمك الله:
هذا الحسابُ يعترضهُ ما أوردتهُ سابقاً من اختلاف حساب الحروف باختلاف الروايات والقراءات , لئلا يصير إعجاز العدد مختصا بوجه واحد من عشرين وجه تواتر بها كتاب الله , بل حتى والرسم ومقطوع الكلمات وموصولها وما يكتبُ من الحروف ولا ينطق ككلمة (ولا تقولن لشاْيء إني فاعل ذلك غدا) فهل سنعتد بجميع حروف هذه الكلمة أم نقتصر على ما يُنطق منها.؟
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[27 Apr 2009, 11:49 م]ـ
الأخ الكريم الشنقيطي حفظه الله،
لنكن عمليّين، فأمامنا الآن ملاحظ تتعلق بالكلمات ولا علاقة لها بالحروف.
والسؤال على أية قراءة متواترة يختلف عدد الكلمات في المسألة المطرحة؟
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[28 Apr 2009, 06:09 م]ـ
الأخ الكريم الشنقيطي حفظه الله،
لنكن عمليّين، فأمامنا الآن ملاحظ تتعلق بالكلمات ولا علاقة لها بالحروف.
والسؤال على أية قراءة متواترة يختلف عدد الكلمات في المسألة المطرحة؟
أعيذك بالله أخي الفاضل أبا عمروٍ أن تكون العمليَّةُ تعني عندك التسليم المطلقَ كما هو حالُ بعض أرباب هذه الأطروحات , ثمَّ هل الكلماتُ إلا مجموعاتِ حروفٍ , فبم ننفي العلاقة بينهما وهما من بعض.؟
وأما السؤالُ فجوابهُ أنَّ من شدَّد زايَ (تزَّاوَرُ) واتفقت أصولهُ مع الكوفيين فلم يزد عليهم صلةً أو غيرها سيكون مجموع الكلمات عنده 310 وحينها ينعدمُ إعجازُ العدد على هذه القراءة , أمَّا من كانت له صلة الميم أو هاء الضمير فسيتجاوز 309 بكثير جداً , وعليه فلا إعجاز.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[28 Apr 2009, 07:45 م]ـ
الاخ الكريم الشنقيطي حفظه الله،
لا تؤاخذني لم أفهم مقصدك عندما قلت إن عدد الكلمات سيزيد.
فأرجو توضيح كيف سيزيد عدد الكلمات في رسم أي مصحف من المصاحف العثمانيّة.
ثم بعد ذلك أرجو أن توضح لي كيف سيزيد عدد الكلمات في القراءة وفق ما تواتر من القراءات.
مع الشكر لك.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[28 Apr 2009, 08:37 م]ـ
وتلومني يا أبا عمرو!!
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[29 Apr 2009, 08:27 م]ـ
هدية إلى الأخ الكريم أبي عمرو البيراوي
العدد 309 الذي اخبرنا سبحانه عنه، هو عبارة عن 3 × 103.
هذه الحقيقة لا يمكن ان تكون موضع شك ..
السؤال: هل راعى الترتيب القرآني هذه الحقيقة في ترتيب السورتين اللتين جاءتا في موقعي الترتيب 3 و 103؟
لنتامل:
السورة رقم 3 في ترتيب المصحف هي سورة المائدة، وقد جاءت مؤلفة من 200 آية.
السورة رقم 103 هي سورة العصر، وقد جاءت مؤلفة من 3 آيات.
والان لنجمع هذه العداد الدالة على عددي الايات في السورتين وعلى موقعي ترتيبهما ..
ما العدد الناتج لدينا؟
الجواب: إنه العدد 309.
فهل تقبل الهدية ام تردها؟
هديتي القادمة ستكون - إذا قبلت الأولى - كيف راعى الترتيب القرآني العدد 309 في ترتيب سورة الكهف، وفي سور القرآن الباقية ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجكني]ــــــــ[29 Apr 2009, 11:11 م]ـ
عفواً:
هنا سبق قلم من أخي الكريم والأستاذ الفاضل: عبدالله جلغوم حفظه الله:
فلا شك أنه يقصد سورة " آل عمران " فهي التي تتفق مع كلامه والعد المذكور.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[29 Apr 2009, 11:33 م]ـ
عفواً:
هنا سبق قلم من أخي الكريم والأستاذ الفاضل: عبدالله جلغوم حفظه الله:
فلا شك أنه يقصد سورة " آل عمران " فهي التي تتفق مع كلامه والعد المذكور.
هذا صحيح، بارك الله بك اخي الكريم.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[30 Apr 2009, 12:03 ص]ـ
الأخ الكريم عبد الله،
نعم أقبل الهدية شاكراً لك لطفك.
جمع الملاحظات هو خطوة أولى للكشف عن النظام المحتمل.
وإليك هذه الملاحظة كهدية، وقد أخذتها عن شيخي، وهي:
السورة 103 في ترتيب المصحف هي كما تعلم سورة العصر (الزمن) وإذا ضربت الترتيب بعدد الآيات: 103× 3 = 309 ولنتذكر أن العدد 309 يتعلق بزمن. ولهذه المسألة تفصيل في كتاب (ولتعلموا عدد السنين والحساب)
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[30 Apr 2009, 12:12 ص]ـ
الأخ أبا عمرو لقد زل قلمي وشططتُ عن أعداد الحروف إلى أعداد الكلمات , والذي كنت ولا زلتُ أعني انتفاء الإعجاز فيه باختلاف القراءات هو تعداد الحروف لا الكلمات , وإن كان اتفاق القراءات مع اختلاف القطع والوصل يحصل به اضطرابٌ واختلاف أعداد الكلمات ولكن في غير مثالك الممتاز هذا , وأعتذر لك أولاً وآخراً.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[30 Apr 2009, 10:31 ص]ـ
الأخ أبا عمرو لقد زل قلمي وشططتُ عن أعداد الحروف إلى أعداد الكلمات , والذي كنت ولا زلتُ أعني انتفاء الإعجاز فيه باختلاف القراءات هو تعداد الحروف لا الكلمات , وإن كان اتفاق القراءات مع اختلاف القطع والوصل يحصل به اضطرابٌ واختلاف أعداد الكلمات ولكن في غير مثالك الممتاز هذا , وأعتذر لك أولاً وآخراً.
الأخ الفاضل الشنقيطي:
وصفك للمثال بالممتاز يعني القبول به .. وهذه بداية طيبة.
فكيف ستبرر رفضك أو ترددك لقبول ظهور العدد 309 في ترتيب سور القرآن الكريم؟ ومن امثلة ذلك ما أوردته سابقا وهو:
العدد 309 = 3 × 103
السورة رقم 3 في ترتيب المصحف هي سورة آل عمران، وقد جاءت مؤلفة من 200 آية.
السورة رقم 103 هي سورة العصر، وقد جاءت مؤلفة من 3 آيات.
والان لنجمع هذه الأعداد الدالة على عددي الايات في السورتين وعلى موقعي ترتيبهما ..
ما العدد الناتج لدينا؟ الجواب: إنه العدد 309.
وكذلك ما أورده الأخ أبو عمرو من ان حاصل ضرب رقم ترتيب سورة العصر في عدد آياتها = 309.
ألا ترى أن اختيارنا لسورتي آل عمران والعصر لم يكن عشوائيا وإنما كان انطلاقا من العدد 309، فهل عدم انطباق هذه الحقيقة باعتبار عدد آخر كاف لرفضها؟ إن محاولة التوفيق بين تعدد الأعداد لا تتم من خلال رفض حقيقة ثابتة وموجودة ولا يمكن إنكارها عقلا.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[30 Apr 2009, 10:49 ص]ـ
الأخ الكريم عبد الله،
نعم أقبل الهدية شاكراً لك لطفك.
جمع الملاحظات هو خطوة أولى للكشف عن النظام المحتمل.
وإليك هذه الملاحظة كهدية، وقد أخذتها عن شيخي، وهي:
السورة 103 في ترتيب المصحف هي كما تعلم سورة العصر (الزمن) وإذا ضربت الترتيب بعدد الآيات: 103× 3 = 309 ولنتذكر أن العدد 309 يتعلق بزمن. ولهذه المسألة تفصيل في كتاب (ولتعلموا عدد السنين والحساب)
الأخ الفاضل أبو عمرو:
استوقفتني كلمة (الزمن). وإليك هذه الملاحظة تأييدا:
عدد آيا ت القرآن هو 6236.
إن حاصل ضرب 309 × 19 هو 5871.
(لمن لا يعرف لماذا 19 هو ارتباط النظام الكوني والتقويم بهذا العدد - انظر بسام جرار - إعجاز الرقم 19).
الملاحظة هنا: إن ما يبقى لدينا من العدد 6236 هو 365 .. وهذا هو عدد أيام السنة.
وقد يظن البعض أن عملية 19 × 309 هي من التكلف، وجريا من الباحث وراء العدد 19 وهذا خطا كبير، والدليل على ذلك ما نجده في سورة الكهف، السورة التي ورد فيها العدد 309، سنجد فيها المعادلة نفسها .. كيف؟ .......
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[30 Apr 2009, 01:37 م]ـ
الأخ عبد الله حفظه الله،
مشكور على الملاحظات اللطيفة بارك الله فيك. أما بالنسبة للأخ الشنقيطي فواضح أنه وقّاف وكل ما يلزم أن يقتنع، وهذه مسئوليتك ومسئولية القائلين بالإعجاز العددي. وهذا يقتضي تخيّر الملاحظات ذات الدلالة
القوية والبعيدة عن التكلّف.
الأخ الكريم محمود الشنقيطي حفظه الله،
أسأل الله تعالى أن يهبك حلاوة تجدها في قلبك في عاجل أمرك وآجله.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[30 Apr 2009, 05:20 م]ـ
[ QUOTE=Amara;77583]
لما مرض الشافعى -الإمام -زاره الربيع بن سليمان فقال له:قوى الله ضعفك
فقال الشافعى:لو قوى الله ضعفى لقتلنى
فقال الربيع كأنه يعتذر:والله ما أردت إلا الخير
فقال الشافعى:أعلم أنك لو شتمتنى لم ترد لى إلا الخير
فائدة من أعظم الفوائد التي استقيتها من حواركم النافع فلله دركم ودر الأخ عمارة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[30 Apr 2009, 05:22 م]ـ
الأخ عبد الله جلغوم
الأخ أبو عمرو
هل يعني هذا لكما شيئاً؟
البقرة =286 آية
البلد= 20 آية
الكوثر= 3 آية
المجموع= 286 + 20 + 3= 309
آل عمران = 200 آية
يونس= 109 آية
المجموع = 309
آل عمران= 200
الحجر = 99 آية
الكافرون= 6 آيات
الأخلاص= 4 آيات
المجموع= 200+ 99 + 6 +4 = 309
الأعراف = 206 آية
الحجر= 99 آية
الإخلاص = 4آيات
المجموع = 206 + 99 + 4 = 309
هل يعني هذا شيئاً؟
إذا كان يعني شيئا فإن لدي الكثير من عمليات الجمع والطرح ناتجها= 309
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[30 Apr 2009, 05:43 م]ـ
الأخ عبد الله جلغوم
الأخ أبو عمرو
هل يعني هذا لكما شيئاً؟
البقرة =286 آية
البلد= 20 آية
الكوثر= 3 آية
المجموع= 286 + 20 + 3= 309
آل عمران = 200 آية
يونس= 109 آية
المجموع = 309
آل عمران= 200
الحجر = 99 آية
الكافرون= 6 آيات
الأخلاص= 4 آيات
المجموع= 200+ 99 + 6 +4 = 309
الأعراف = 206 آية
الحجر= 99 آية
الإخلاص = 4آيات
المجموع = 206 + 99 + 4 = 309
هل يعني هذا شيئاً؟
إذا كان يعني شيئا فإن لدي الكثير من عمليات الجمع والطرح ناتجها= 309
لو قلت انا هذا الكلام، وجئت بمثل هذه العمليات، وقيل لي هذا عبث وهرطقات وتكلف وما إلى ذلك من الأوصاف ما غضبت، لأنه كذلك ..
أرى انك اكثر ذكاء، من ان تقارن هذا الذي جئت به بما نقوله.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[30 Apr 2009, 06:39 م]ـ
لو قلت انا هذا الكلام، وجئت بمثل هذه العمليات، وقيل لي هذا عبث وهرطقات وتكلف وما إلى ذلك من الأوصاف ما غضبت، لأنه كذلك ..
أرى انك اكثر ذكاء، من ان تقارن هذا الذي جئت به بما نقوله.
2البقرة =286 آية
90البلد= 20 آية
108الكوثر= 3 آية
المجموع= 286 + 20 + 3= 309
ترتيب البقرة=2
ترتيب البلد= 90
ترتيب الكوثر= 108
مجموع ترتيب السور= 2+90+108= 200
طرح مجموع ترتيب السور الثلاث من مجموع آياتها =309 - 200= 109 يساوي عدد آيات سورة يونس = ترتيب سورة الكافرون
= 109
مجموع ترتيب أرقام السور التي قبل سورة يونس= 45
مجموع ترتيب السور التي بعد الكافرون= 560
560 - 309= 251
251 - 45= 206 عدد آيات سورة الأعراف
ما رأيك الآن؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[30 Apr 2009, 07:24 م]ـ
2البقرة =286 آية
90البلد= 20 آية
108الكوثر= 3 آية
المجموع= 286 + 20 + 3= 309
ترتيب البقرة=2
ترتيب البلد= 90
ترتيب الكوثر= 108
مجموع ترتيب السور= 2+90+108= 200
طرح مجموع ترتيب السور الثلاث من مجموع آياتها =309 - 200= 109 يساوي عدد آيات سورة يونس = ترتيب سورة الكافرون
= 109
مجموع ترتيب أرقام السور التي قبل سورة يونس= 45
مجموع ترتيب السور التي بعد الكافرون= 560
560 - 309= 251
251 - 45= 206 عدد آيات سورة الأعراف
ما رأيك الآن؟
هو ما قلته لك سابقا.
ولكن يبدو لي أنك ستنجح إذا تابعت المحاولة. الإعجاز العددي في الترتيب القرآني ليس مجرد جمع وطرح، على النحو الذي تفعله.
هل تحب أن اعطيك درسا في البحث، لوجه الله، لا أريد جزاء ولا شكورا.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[30 Apr 2009, 07:36 م]ـ
هو ما قلته لك سابقا.
.
لماذ يا أخ عبد الله؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[30 Apr 2009, 08:40 م]ـ
2البقرة =286 آية
90البلد= 20 آية
108الكوثر= 3 آية
المجموع= 286 + 20 + 3= 309
ترتيب البقرة=2
ترتيب البلد= 90
ترتيب الكوثر= 108
مجموع ترتيب السور= 2+90+108= 200
طرح مجموع ترتيب السور الثلاث من مجموع آياتها =309 - 200= 109
الموضوع المطروح:
الفرق بين مجموع الايات ومجموع الترتيب هو 109، وهذا هو عدد آيات سورة يونس ... ما لسورة يونس؟ ما المعلومة التي تريد الإخبار عنها؟ مفقودة ..
الكلام مقطوع، أين العلاقة؟
ما هو ارتباط سورة يونس بالعدد 309؟
لنفترض أن ما توصلت اليه كالتالي: الفرق بين المجموعين هو 109، وهذا هو عدد الآيات في السورة رقم 109 أيضا .. أو في السورة رقم 309 مثلا .. المسألة تختلف، أو مثلا تاتي بمجموعة من السور تراتيبها 309 ومجموع آياتها 200 ...
لنقرأ ملاحظتك: الفرق بين مجموع الايات ومجموع الترتيب 109، وهذا هو رقم ترتيب سورة الكافرون (ما لها؟) المؤلفة من 6 آيات ...
أين العلاقة؟
وهذه:
مجموع ترتيب أرقام السور التي قبل سورة يونس= 45
مجموع ترتيب السور التي بعد الكافرون= 560
560 - 309= 251
هنا انت تقول: فإذا طرحنا من مجموع ارقام ترتيب السور التي جاءت في ترتيب المصحف بعد الكافرون (560)،العدد 309 مجموع اعداد الايات في سور البقرة و البلد والكوثر،ما العلاقة، غير موجودة ...
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[30 Apr 2009, 08:48 م]ـ
يا أخ عبد الله
تريد أن تقول إن كلامي ليس له قاعدة مطردة يسير عليها.
وهذا كلام أوفقك عليه تماما.
وهذا ما كنا نطالبك به من البداية ما هي القاعدة المطردة التي تسير عليها في أبحاثك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[30 Apr 2009, 10:19 م]ـ
الأخ الفاضل محب القرآن:
تامل الملاحظة التالية جيدا:
سورة الكهف هي السورة رقم 18 في ترتيب المصحف، عدد آياتها 110.
سورة الممتحنة هي السورة رقم 60، عدد آياتها 13.
(هل اختياري لهاتين السورتين جاء ضربة حظ؟ لا. هناك شيء ما انطلقت منه وهذا ضروري للباحث، وإلا فلن يظفر بشيء ذي قيمة)
بقليل من التدبر نلاحظ أن مجموع عددي الآيات في السورتين هو 113.
(إلى هنا لا يوجد ما يمكن أن نسميه إعجازا عدديا، أيضا نلاحظ أن مجموع رقمي السورتين عدد من مضاعفات الرقم 13، وعدد آيات سورة الممتحنة 13 .. أيضا لا يعد ظاهرة عددية)
بمزيد من التدبر نكتشف أن:
عدد السور المحصورة بين السورتين هو 41 سورة، تتوسطها سورة الزمر، السورة رقم 39 (3× 13) المؤلفة من 75 آية (39 + 75 = 114) ...
لاحظ السورة المتوسطة سورة مميزة وفي ترتيبها إثارة ..
20 سورة قبلها مجموع آياتها 1808 وهذا العدد من مضاعفات الرقم 113 (16 × 113).
20 سورة بعدها مجموع آياتها 1017، وهذا هو أيضا من مضاعفات الرقم 113 (9 × 113).
هنا نكون قد اكتشفنا الظاهرة اللافتة للانتباه ومنها ننطلق ...
كل ما قرأته لي لم يكن ضربة حظ، هناك نظام ما، يقوم بتوجيهي ..
؟ سيظهر في الوقت المناسب.
أشكرك لاقترابك منا.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 May 2009, 01:07 ص]ـ
هنا نكون قد اكتشفنا الظاهرة اللافتة للانتباه ومنها ننطلق ...
كل ما قرأته لي لم يكن ضربة حظ، هناك نظام ما، يقوم بتوجيهي ..
؟ سيظهر في الوقت المناسب.
أشكرك لاقترابك منا.
ونحن ننتظر
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[01 May 2009, 01:33 ص]ـ
الأستاذ الفاضل عبدالله جلغوم: مع احترامي لشخصك الكريم، ناهيك عن اعتدال موقفي من قضية الإعجاز العددي من منطلق عقلي يؤيده في بعض جوانبه، قد يستند إلى جانب شرعي إلا أنه لا يرقى في قوة حجته؛ غير أن مجمل ما تطرحه شيخنا الحبيب لا يخرج عن دائرة المنطق العقلي الرياضي البحت، وكثير منه يثير الإعجاب ويلفت الإنتباه، إلا أنه أستاذنا الفاضل يفتقر إلى الضوابط والقواعد التي يمكن ببيانها الإحتكام إليها تبعا لقوتها ومتانة حجتها، أو الابتعاد عن قضايها تبعا لعكس ذلك، ولو ابنت لنا ما تستند إليه من هذه القواعد، وما يدعم طرحك من الضوابط، لارتحت وأرحت، خاصة وأنت تأتي بجديد نسبيا، طبيعي موقف المتلقين له، وتقول على الله ما لا دليل لك عليه، فإذا كان هذا -ما تدافع عنه بقوة لا يمسها ملل ولا يعتريها كلل تحمد لك في ناحية- مراد الله، فقدم لنا دليلا حتى عقليا نطمئن إليه، وحتى بعد ذلك ما يثبت لنا عدم تغيره في إطار التوسع العلمي اللامتناهي، أقدر لك حرصك شيخنا الفاضل على بيان قيمة القرآن وإعجازه المتناسب مع الحضور العلمي وطفرته النوعية، إلا أن كتاب الله يبقى أولا وآخرا كتاب هدية، فما استنادك أستاذنا المحقق لـ (مافرطنا في الكتاب من شيئ)؟.
خالص مودتي واحترامي.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[01 May 2009, 10:15 ص]ـ
الأخ الفاضل محب القرآن:
تامل الملاحظة التالية جيدا:
سورة الكهف هي السورة رقم 18 في ترتيب المصحف، عدد آياتها 110.
سورة الممتحنة هي السورة رقم 60، عدد آياتها 13.
(هل اختياري لهاتين السورتين جاء ضربة حظ؟ لا. هناك شيء ما انطلقت منه وهذا ضروري للباحث، وإلا فلن يظفر بشيء ذي قيمة)
بقليل من التدبر نلاحظ أن مجموع عددي الآيات في السورتين هو 113.
(وقع هنا خطأ طباعة لم استطع إصلاحه في حينه بسبب وفرة الفيروسات التي تلاحقني: فمجموع العددين 110 و 13 هو 123، عدد من مضاعفات الرقم 41 (3 × 41) .. وهذا مقدمة لاكتشاف عدد السور المحصورة والمحددة بـ 41)
(إلى هنا لا يوجد ما يمكن أن نسميه إعجازا عدديا، أيضا نلاحظ أن مجموع رقمي السورتين عدد من مضاعفات الرقم 13، وعدد آيات سورة الممتحنة 13 .. أيضا لا يعد ظاهرة عددية)
بمزيد من التدبر نكتشف أن:
عدد السور المحصورة بين السورتين هو 41 سورة، تتوسطها سورة الزمر، السورة رقم 39 (3× 13) المؤلفة من 75 آية (39 + 75 = 114) ...
لاحظ السورة المتوسطة سورة مميزة وفي ترتيبها إثارة ..
20 سورة قبلها مجموع آياتها 1808 وهذا العدد من مضاعفات الرقم 113 (16 × 113).
20 سورة بعدها مجموع آياتها 1017، وهذا هو أيضا من مضاعفات الرقم 113 (9 × 113).
هنا نكون قد اكتشفنا الظاهرة اللافتة للانتباه ومنها ننطلق ...
كل ما قرأته لي لم يكن ضربة حظ، هناك نظام ما، يقوم بتوجيهي ..
؟ سيظهر في الوقت المناسب.
أشكرك لاقترابك منا.
(وقع هنا خطأ طباعة لم استطع إصلاحه في حينه: فمجموع العددين 110 و 13 هو 123، عدد من مضاعفات الرقم 41 (3 × 41) .. وهذا مقدمة لاكتشاف عدد السور المحصورة والمحددة بـ 41)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[01 May 2009, 02:35 م]ـ
ونحن ننتظر
وهذه الملاحظة هدية مني إليك:
قلنا أن عدد السور المحصورة بين سورتي الكهف والممتحنة 41، تتوسطها سورة الزمر، السورة رقم 39 والمؤلفة من 75 آية (لاحظنا ان مجموع العددين 39 و 75 = 114).
20 سورة قبلها مجموع آياتها 1808 عدد من مضاعفات الرقم 113
سورة الزمر المتوسطة (النصف)
20 سورة بعدها مجموع آياتها 1017 عدد من مضاعفات الرقم 113
من لطائف الترتيب القرآني في هذه السور:
إذا تأملنا أرقام ترتيبها سنجد أنها 20 مجموعة أو عشرين زوجا، (النصف) مجموع رقمي ترتيب كل سورتين هو 78 .. (المجموعة الأولى: السورة الأولى من المجموعة الأولى والسورة الأخيرة من المجموعة الثانية / المجموعة الثانية: السورة الثانية من المجموعة الأولى والسورة الثانية قبل الأخيرة من المجموعة الثانية .. وهكذا) ..
المفاجأة هنا: العدد 78 هو مجموع رقمي ترتيب سورتي الكهف والممتحنة (18 + 60).
المفاجأة الثانية: رقم ترتيب سورة الزمر (المتوسطة - المُنصّفة) هو 39، أي نصف العدد 78 ..
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[01 May 2009, 11:09 م]ـ
محمد عمر الضرير; الأستاذ الفاضل عبدالله جلغوم:
... وتقول على الله ما لا دليل لك عليه، ....
هلا أفصحت.
قلت مثلا عدد آيات سورة الفاتحة 7، وعدد آيات سورة الناس 6 ..
ما الذي قلته هنا على الله ما لا دليل عليه؟
أليسا هما المعتبران في المصحف؟ هل تراني جئت بشيء من عندي؟ وحينما قلت ورد العدد 6 في القرآن في 7 آيات، أليس هذا صحيحا؟
وقلت: عدد حروف البسملة 19، يقول غيري غير ذلك .. فهل انا قلت ما لا دليل عليه؟ والذي قال أنها 20 و 21 لديه دليل؟
دليلي - إضافة إلى أن هذا هو العدد الفعلي - أن البسملة هي بلغة العصر مفتاح النظام العددي في القرآن، ولدي ما يكفي من الأدلة، من لا يرى غير ذلك فعليه الدليل ..
فقدم لنا دليلا حتى عقليا نطمئن إليه،
إن كنت تقصد ترتيب القرآن، فيكفيك دليلا قوله سبحانه وتعالى في الآية 32 الفرقان:
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً {32}
فالترتيل الذي تذكره الآية هو الترتيب (وهذا لا يمنع أن تدل على معنى التجويد وتحسين التلاوة المشتق من الترتيل).
تأمل الآية جيدا: جاءت الآية ردا على تساؤل المشركين عن علة نزول القرآن مفرقا وليس جملة. فجاء الرد القرآني مبينا الحكمة من ذلك:
(وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ)
أي: أي أن الحكمة من نزول القرآن مفرقا هي التثبيت. هذا هو جواب السؤال.
ولو انتهت الآية إلى هنا لكان الجواب على التساؤل المطروح كافيا ..
بعد الإجابة، هناك إضافة هي (ورتلناه ترتيلا)، ليس المعنى انزلناه مفرقا، لأن الإشارة إلى نزوله مفرقا تمت في المقطع الأول، الترتيل إذن شيء آخر .. هذا الشيء هو الترتيب.
ومن الذي رتل القرآن؟ الله سبحانه وتعالى ..
قد تقول لي: وهل أدركت ما لم يدركه السابقون، وما إلى ذلك ..
وجوابي لا: من القدماء من قال بذلك، ولكن تضارب الأقوال في مسألة ترتيب سور القرآن حالت دون الوصول إلى إجابة حاسمة، أو اعتماد هذا المعنى .. فكل فريق كان لديه من الأقوال ما يؤيد موقفه .. ولذلك تحولت مسألة الترتيب إلى مسألة خلافية بين العلماء وما زالت .. لم يحاول أحد أن يدرس ترتيب القرآن من خلال القرآن نفسه بعيدا عن تضارب الأقوال وهذا ما فعلته ..
حتى الآن، ألا ترى ان من يجادلني يحتج بالقول أن فلانا يقول ان ترتيب سور القرآن اجتهادي، وانا أقول بل توقيفي ...... وهذا الكلام يغضب البعض، لماذا؟ من أصدق؟ فلان ام القرآن؟
القرآن بين أيدينا، المتدبر فيه سيرى نظاما رياضيا في كل سورة فيه .. فكيف يكون اجتهاديا؟ وها أنت تقرأ بعض ما أكتبه، وليس كل ما أعرفه، فهل لديك تفسير غير ما لدي؟ هل تجد فيه مخالفة لما هو موجود في المصحف الذي نتداوله؟ هل تجد فيه مخالفة لما اجمعت عليه الأمة؟
مع احترامي لشخصك الكريم
ـ[محمد براء]ــــــــ[02 May 2009, 12:41 ص]ـ
حتى لو دلت هذه الآية على أن الترتيب توقيفي، فلا دلالة فيها على صحة هذه العمليات العشوائية التي تقوم بها، والأخ طالبك بالدليل على صحة هذه العمليات لا على أن الترتيب توقيفي.
وقد نبهك الدكتور عبد الرحمن الشهري إلى هذا الخلط لكن يبدو أنك لم تنتبه فقال: " الأمر في مخالفتكم - من وجهة نظري القاصرة - ليس لأنكم نصرتم القول بتوقيفية ترتيب السور في المصحف، ومن ثم توصلتم إلى هذه النتائج، فهناك غيرك ممن يرون توقيفية ترتيب السور ولم يذهبوا هذه المذاهب ولم يقولوا بها.
وإنما لأنكم تسلكون منهجاً غير منضبط بضوابط علمية مقنعة في نظر القارئ، وإنما تسلكون طرقاً متعرجة مثيرة فتصلون لكل نتيجة بطريقة مختلفة عن الأخرى، فمرة تجمعون ومرة تطرحون ومرة تقسمون وهكذا. وهذه الطريقة والمنهجية - مهما كانت النتائج مذهلة والنية صادقة - لا تشفع لها بالقبول عند القارئ لعدم اطمئنانه للمنهج، ومن حق القارئ على الكاتب أن يبين له المنهج الذي أوصله للنتيجة دون تكلف، وأن يقرب له ما يصعب فهمه من المسائل ".
http://www.tafsir.org/vb/showpost.php?p=53733&postcount=2
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[02 May 2009, 01:46 ص]ـ
........... متابعة لطائف القرآن في العدد 309
من قصص القرآن قصة حمار العزير. الذي أماته الله مائة عام ثم بعثه. الشبيهة بقصة فتية الكهف الذين اماتهم الله سبحانه 309 سنوات ..
ورد لفظ الحمار ومشتقاته في القرآن خمس مرات:
1 - حمارك: الآية 259 البقرة
2 - الحمير: 8 النحل
3 - الحمير: 19 لقمان
4 - الحمار: 5 الجمعة
5 - حمر: 50 المدثر
1 - نلاحظ أن مجموع رقمي الآيتين حيث ورد اللفظ اول مرة وآخر مرة هو 309 (259 + 50)
2 - آخرمرة ورد فيها اللفظ جاء في الآية 50 المدثر.
رقم هذه الآية في التسلسل العام لآيات القرآن هو 5545.
نلاحظ في هذا العدد العددين 45 و 55 ومجموعهما 100.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[02 May 2009, 06:22 ص]ـ
هلا أفصحت.
أستاذي الفاضل: يشهد الله ماقصدت غير ظاهر لفظي في ذلك، وماتعمدت غيره.
وفيما يلي البيان أكثر.
.... حتى الآن، ألا ترى ان من يجادلني يحتج بالقول أن فلانا يقول ان ترتيب سور القرآن اجتهادي، وانا أقول بل توقيفي ...... وهذا الكلام يغضب البعض، لماذا؟ من أصدق؟ فلان ام القرآن؟
القرآن بين أيدينا، المتدبر فيه سيرى نظاما رياضيا في كل سورة فيه .. فكيف يكون اجتهاديا؟ وها أنت تقرأ بعض ما أكتبه، وليس كل ما أعرفه، فهل لديك تفسير غير ما لدي؟ هل تجد فيه مخالفة لما هو موجود في المصحف الذي نتداوله؟ هل تجد فيه مخالفة لما اجمعت عليه الأمة؟
مع احترامي لشخصك الكريم
أستاذي الحبيب: فضيلتك في موقع المفسر لكلام الله، وللمفسر آليات وأدوات يشتغل عليها، ولا يجهلها مثلك، فكيف نقبل منك و أنت المتخصص مالا يدعم حجتك برهانا وقوة، بل إذا تجاوزنا ذلك فإلى الآن لم نرى منك -أو العبد الفقير على الأقل- أية قواعد رياضية تنطلق منها. يقول الإمام الشافعي رحمه الله: "ما ناظرت أحداً فقبل مني الحجَّة إلا عظم في عيني" فما حجتك المعتبرة شيخنا الكريم.
فشخصيا لا أرفض ما تأتي به، لكني أطلب دليلك عليه. فإن كان يرقى والمتفق عليه، أو على الأقل المشهور منه، من ضوابط تفسير كلام الله شكرنا لك صنيعك وحمدنا جهودك، وانتفعنا بها، ودعونا لك. أما العكس فلن نبرح مطالبين .. حتى تخرج من دائرة تقديم الدليل الذي هو عين الدعوى.
وأرجو أن يكون في هذا الرابط - وإن لم يكن في صلب الموضوع، إنما في إطار القضية عامة- ما يطمئنك إلى حسن نية صاحبك، مما توجست منه وطالبته ببيانه.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=12110
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
ـ[أبو الحارث العامودي]ــــــــ[02 May 2009, 12:28 م]ـ
الأخوة الأفاضل ... لقد قمت بتتبع مناقشاتكم بما فيها من مد وجزر فتوصلت إلى ما يلي:
الأخ عبد الله جلغوم محامي غير قدير في الدفاع عن قضيته. وقد أساء إلى قضيته بخلط الغث بالسمين. وكان بإمكانه أن يكتب تحت عنوان ملاحظات في العدد القرآني ويكون في السليم. ولكن أن يجعل ذلك في باب الإعجاز العددي فأمر غير مسلّم. وآن للأخ عبد الله أن يعلم أن الأخوة من حقهم أن لا يرضوا بالبهلوانيات الرياضية.
في المقابل يستطيع الأخ عبد الله أن يتمسك بما فتح الله على يديه في مسألة الزوجي والفردي والمتجانس وغير المتجانس. وقد لاحظت أنه لما قام الأخ البيراوي في غير هذه المداخلات بعرض مسألة التجانس لم يعترض عليه أحد لأنه افلح في عرض الفكرة التي هي للأخ عبد الله. كما لاحظت أنه لما عرض المسألة المتعلقة بعدد الكلمات بعد كلمة كهفهم في سورة الكهف حاز على الإعجاب والقبول. لماذا؟ الجواب لأن الأمر يثير الدهشة ويدعو للتدبر.
نصيحتي للأخوة المعارضين لفكرة الإعجاز العددي أن لا يخلطوا بين الأبحاث الرزينة والبهلوانيات العددية. فأنا شخصيا عملت على محاولة فهم الفكرة فنبذت كل ما هو متكلف وشدني كل ما هو رزين.
وأخيراً أشكر للأخ الضرير وقاره وحسن تناوله للمسألة وصدق نصحه.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[02 May 2009, 02:44 م]ـ
الأخ عبد الله جلغوم
الأخ أبو عمرو
هل يعني هذا لكما شيئاً؟
البقرة =286 آية
البلد= 20 آية
الكوثر= 3 آية
المجموع= 286 + 20 + 3= 309
آل عمران = 200 آية
يونس= 109 آية
المجموع = 309
آل عمران= 200
الحجر = 99 آية
الكافرون= 6 آيات
الأخلاص= 4 آيات
المجموع= 200+ 99 + 6 +4 = 309
الأعراف = 206 آية
الحجر= 99 آية
الإخلاص = 4آيات
المجموع = 206 + 99 + 4 = 309
هل يعني هذا شيئاً؟
إذا كان يعني شيئا فإن لدي الكثير من عمليات الجمع والطرح ناتجها= 309
بارك الله فيك ومن خلال طرحك يتضح أن عندك ذوقا قرآنيا رفيعا، فأهل القرآن ليسوا أؤلئك الدارسين لكثير من الدراسات في علم التفسير قديما وحديثا، وليسوا أؤلئك المتلقفين لكل جديد مهما كان وأيا كان ومن أين كان، إنما أهل القرآن أؤلئك الحافظين له المتمرسين به الذين يتلونه آناء الليل وأطراف النهار حتى تتكون عندهم ملكة قرآنية فيصبح حسهم وهواهم تبعا لكتاب الله تعالى، فبدون شعور منهم يرفضون كل معارض للمنهج الرباني، ويلفظون كل فكرة دخيلة على الإسلام، فهم حراس الأمة، يردون على من يتعمد الإساءة لكتاب الله تعالى، وينبهون من تم التلاعب بأفكاره فصارموثقا بأحبال الغزو الفكري حتى بدون شعور منه ..
فليحفظك الله تعالى أنت وأمثالك من حراس الأمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحارث العامودي]ــــــــ[02 May 2009, 06:51 م]ـ
الأخ الفاضل إبراهيم الحسني
قمت بكتابة مداخلتين حول المسألة نفسها، هنا وفي موضع آخر. والملاحظ أنك أحييت في موضع آخر ما تم من سنتين ثم تنصح بترك هذا المسلك. وهذا غير مفهوم في باب النصيحة. وأنا أعلم من خلال المتابعة أن البعض يعارض لأنه لا يستطيع أن يستوعب الموضوع المطروح. وقلة هي التي تنتقد من موقع الفهم والنصح الرشيد. وقد أصبح السلف الصالح ترساً يتترس به البعض. أو سيفاً يشهر في وجوه الناس.
وإليك مرة أخرى مداخلتي السابقة والتي جاءت مداخلتك لتعيدنا إلى المربع نفسه في الوقت الذي ننتظر أن تطوى هذه الصفحة التي أخذت ما أخذت من الجهد.
هذه هي المداخلة مرة أخرى
الأخوة الأفاضل ... لقد قمت بتتبع مناقشاتكم بما فيها من مد وجزر فتوصلت إلى ما يلي:
الأخ عبد الله جلغوم محامي غير قدير في الدفاع عن قضيته. وقد أساء إلى قضيته بخلط الغث بالسمين. وكان بإمكانه أن يكتب تحت عنوان ملاحظات في العدد القرآني ويكون في السليم. ولكن أن يجعل ذلك في باب الإعجاز العددي فأمر غير مسلّم. وآن للأخ عبد الله أن يعلم أن الأخوة من حقهم أن لا يرضوا بالبهلوانيات الرياضية.
في المقابل يستطيع الأخ عبد الله أن يتمسك بما فتح الله على يديه في مسألة الزوجي والفردي والمتجانس وغير المتجانس. وقد لاحظت أنه لما قام الأخ البيراوي في غير هذه المداخلات بعرض مسألة التجانس لم يعترض عليه أحد لأنه افلح في عرض الفكرة التي هي للأخ عبد الله. كما لاحظت أنه لما عرض المسألة المتعلقة بعدد الكلمات بعد كلمة كهفهم في سورة الكهف حاز على الإعجاب والقبول. لماذا؟ الجواب لأن الأمر يثير الدهشة ويدعو للتدبر.
نصيحتي للأخوة المعارضين لفكرة الإعجاز العددي أن لا يخلطوا بين الأبحاث الرزينة والبهلوانيات العددية. فأنا شخصيا عملت على محاولة فهم الفكرة فنبذت كل ما هو متكلف وشدني كل ما هو رزين.
وأخيراً أشكر للأخ الضرير وقاره وحسن تناوله للمسألة وصدق نصحه.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[02 May 2009, 10:06 م]ـ
[ QUOTE= أبو الحارث العامودي;78226] الأخ الفاضل إبراهيم الحسني
. وأنا أعلم من خلال المتابعة أن البعض يعارض لأنه لا يستطيع أن يستوعب الموضوع المطروح. وقلة هي التي تنتقد من موقع الفهم والنصح الرشيد. وقد أصبح السلف الصالح ترساً يتترس به البعض. أو سيفاً يشهر في وجوه الناس.
أخي الكريم كنت غادرت الموقع ثم رجعت الآن، ولقلة خبرتي في الشبكة ظننت أن مشاركتي لم تكن مقروءة ثم حاولت مرة أخرى فوجدت ردك هذا وعندي عليه ما يلي:
1 - لماذا تظن بالبعض أنه لم يستطع استيعاب ما استوعبته أنت، وأنهم أدنى منك فكرا وفهما؟ لا أظن بأمثالك ما صرحت به ..
2 - لماذا تسيء الظن بإخوانك وأن قلة منهم هي التي تريد النصح، لا أجد تفسيرا لهذا من أخ فاضل مثلك.
3 - أما قضية السلف فكانوا ولا زالوا وسيظلون ترسا نتترس به ويحمينا بإذن الله تعالى من مكائد الأعداء، وحرب وسائل الإعلام على ما يسمونه نظرية المؤامرة ويدخلها البعض في كل شيء لا يهمنا ولا يضعف ثقتنا بأن هناك مؤامرات تحاك ضد الإسلام .. أما جعل السلف الصالح سيفا مشهرا في وجوه من يحاول هدم الإسلام من أساسه - عن قصد أو غير قصد - فهو كسابقه سنظل نقارع به سيوف الأعداء ..
وهل لنا إلا كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم بفهم سلف الأمة.(/)
هنا فكرة موضوع فهل تشاركني فيها؟!
ـ[أسماء الفهد]ــــــــ[23 Apr 2009, 08:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي قدم من شاء بفضله، وأخر من شاء بعدله، لا يعترض عليه ذو عقلٍ
بعقله، ولا يسأله مخلوق
عن علة فعله، هو الكريم الوهاب، هازم الأحزاب، ومُنشئ السحاب، ومسبب الأسباب،
وخالق الناس من تراب، الواحد القهار
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
أخواني أخواتي الفضلاء في هذا الملتقى المبارك ..
نعلم كثيراً في هذا الفضاء الواسع، فضاء الإنترنت أنتشار كل شيء بسهوله وكلمح
البصر!
ومما رآبني هو إنتشار الأحاديث الضعيفه،والموضوعه، عن حبيبنا ونبينا محمد عليه
أفضل الصلاة والسلام ...
ومن الأحاديث الضعيفه، والموضوعه المتناقله،مايتناقل عن القرآن ..
فكم نرى حديث يقول لك لو قرأت سورة كذا لحدث لك كذا وكذا .. الخ
الشاهد أخوتي ..
لو إجتهدنا في هذا الموضوع لجمع الأحاديث المتعلقه بالقرآن التي يتناقلها الناس وهي
ضعيفه وموضوعه ولايصح تناقلها وبيناها لناس ..
أحسب أننا قدمنا شيء عظيم للأمه من حفظ كل مايرتبط بالقرآن ومنها الأحاديث
المتعلقه بالقرآن وتصحيحها لدى ا لناس ..
فما رأيكم؟
أختكم: أسماء الفهد
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[23 Apr 2009, 01:05 م]ـ
فكرة طيبة، ولو قمت أنتِ مثلاً بطرح موضوع متجدد تعرضين كلَّ مرة حديثاً من هذه الأحاديث ولعل باقي الإخوة في المنتدى يعاونكك في ذلك ..
ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[24 Apr 2009, 01:56 ص]ـ
بارك الله فيكم.
وهذا الموضوع متشعب ويحتاج إلى ضبط وتتبع، وكتب الموضوعات لم تغفل هذا الجانب.
أما الأحاديث الضعيفة فهذا لا ضابط له، لأن العلماء والمتخصصين في الحديث يختلفون في التصحيح والتضعيف، فيصعب ضبط ذلك، لكن إن كان الحديث ضعيفاً بالاتفاق أو شديد الضعف بما لا مجال لتقويته فيمكن ذلك.
ولو تم تقسيم الموضوع بجمع الأحاديث المتعلقة بفضائل القرآن أو المتعلقة بالقرآن عموماً أولاً ثم الأحاديث المتعلقة بالسور ثانياً لكان أفضل والله أعلم.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[24 Apr 2009, 03:08 ص]ـ
الموضوع مهم جداً، وقد جمعت فكرته بين الذب عن كتاب الله تعالى والذب عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم
وبعض تلك الأحاديث الواهية مذكورة في عدد غير قليل من التفاسير التي لم يعتن أصحابها بتهذيبها وتنقيتها أو لم يكن لهم بصر بعلم الحديث
وإن كان بعض أهل العلم قد يعتذر له عن إيراده تلك الأحاديث الواهية لذكره أسانيدها
وبعضهم أراد جمع ما بلغه من النسخ التفسيرية والروايات
وبعضهم لم يكن من أهل العلم بالحديث فأدرج من تلك الروايات ما لو تركه لكان خيراً وأسلم.
ومن العلماء من تتبع أحاديث الفضائل رغبة في جمعها، وأجمع من رأيته ألف في ذلك
محمد بن عبد الواحد الغافقي (ت:619هـ) في كتابه (لمحات الأنوار ونفحات الأزهار)
وقد طبع محققاً وفي ثلاثة أجزاء، وقد فاته مع ذلك عدد منها
وقد جمعت ما ورد في هذا الكتاب وغيره من أحاديث الفضائل وشرعت في جمع طرقها وما ذكره العلماء في تخريجها والحكم عليها وفقهها
إلا أن المشروع قد يطول، وأرجو أن أخرجه على مراحل ...
وسأنشر قريباً ما يتعلق بأحاديث فضائل المعوذات ولو طبع مفرداً لكان في مجلد لطيف
وسألخصه بإذن الله لرواد هذا الملتقى العامر
فهذا ما يتعلق بالأحاديث المذكورة في كتب التفسير والآثار
أما ما يتداوله رواد الشبكة العنكبوتية من أحاديث لا أصل لها فأمر يصعب حصره
لكن أرجو أن يكون اقتراح الأخت الفاضلة مفتاحاً لتخصيص موضوع للسؤال عن هذه الأحاديث ليكون مرجعاً مشتهراً لدى رواد الشبكة عموماً لمن أراد أن يعرف حكم حديث من تلك الأحاديث أو بيان معناه
ـ[أسماء الفهد]ــــــــ[25 Apr 2009, 09:05 ص]ـ
أخي فهد الوهبي
وأخي ابوعمرالقصيمي
وأخي عبدالعزيز الداخل
أشكر لكم طيب تفضلكم بالرد على هذا الإقتراح
و كما تفضلتم الموضوع متشعب لو نظرنا له بنظره شموليه تستوجب أن لانهمل
جميع الجوانب وأن نفند له بأقسامه وكل مجالاته حتى نستوعب كل شيء ..
ولكن اجعلونا نأخذ جزء بسيط على الأقل وهو لما يتناقل عبر الإنترنت من أحاديث
وأقوال تنسب للقرآن ويستشهد بها في كثير من المواضع
وهنالك فكرة شمولية لمايتناقل بشكل عام وخصص للقرآن قسماً لصحة ماينسب له
من أحاديث وأقوال
يشرف عليها نخبه من المشائخ على رأسهم الشيخ المحدث عبدالله السعد حفظة الله
فإن أردتم أن أنزل لكم ماتم تصحيحه في هذا القسم فأبشروا
وأن أردتم أن تعرضوا أحاديث تريدون معرفة صحتها وأعرضها بدوري على
المشائخ ثم أنزلها هنا فلابأس
الهدف أن كل من يدخل هذا المنتدى المبارك يجد قسماً يهتم بمايتناقله الناس من
أحاديث منسوبه للقرآن لاتصح فنكون بذلك حفظنا القرآن والسنه
hsnsharia@hsnsharia.com
وهذا الإيميل أن أردتم إرسال الأحاديث مباشره
أو تنزيلها هنا
الأمر يعود لكم
ونسأل الله أن نكون ممكن يخدم هذا الدين على الوجه الذي يرضيه عنا
أختكم: أسماء الفهد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[25 Apr 2009, 09:18 ص]ـ
حياك الله يا أسماء ونفع بك وبارك في جهودك
وأنعم بها من شهادة التي تحملينها نسأل ربنا الإخلاص والقبول
اقتراحك مفيد ويرد كثير من الشبهات التي أحدثها أعداء الدين عن طريق الأحاديث الموضوعة والمكذوبة
وحبذا أن تفتحي موضوعا خاصا بهذا
وكل يوم يذكر حديث وبيان درجته
ولن يسعفنا ذكر الأحاديث جميعا إلا اذا خصصتي الموضوع منها أو الضعيف ومن ضعفه ولماذا؟
وفقك الله لكل خير ونفع بك العباد والبلاد
ـ[أسماء الفهد]ــــــــ[26 Apr 2009, 02:30 ص]ـ
حياك الله يا أسماء ونفع بك وبارك في جهودك
وأنعم بها من شهادة التي تحملينها نسأل ربنا الإخلاص والقبول
اقتراحك مفيد ويرد كثير من الشبهات التي أحدثها أعداء الدين عن طريق الأحاديث الموضوعة والمكذوبة
وحبذا أن تفتحي موضوعا خاصا بهذا
وكل يوم يذكر حديث وبيان درجته
ولن يسعفنا ذكر الأحاديث جميعا إلا اذا خصصتي الموضوع منها أو الضعيف ومن ضعفه ولماذا؟
وفقك الله لكل خير ونفع بك العباد والبلاد
حياك الله أخيه ...
شرفت بردك لاحرمك ربي الأجر ..
وبإذن الله سنفرد صفحة خاصه بالأحاديث حتى يستفيد منها أكثر عدد(/)
ماذا يقصد الآلوسي بقوله هذا؟
ـ[محمد كالو]ــــــــ[23 Apr 2009, 05:25 م]ـ
قال الآلوسي في تفسيره روح المعاني عند قوله تعالى: (?للَّهُ وَلِيُّ ?لَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُمْ مِّنَ ?لظُّلُمَاتِ إِلَى ?لنُّورِ):
{مِنَ ?لظُّلُمَـ?تِ} التابعة للكفر أو ظلمات المعاصي أو الشبه كيف كانت.
{إِلَى ?لنُّورِ} أي نور الإيمان أو نور الطاعات أو نور الإيقان بمراتبه.
وعن الحسن أنه فسر الإخراج هنا بالمنع فالمعنى يمنعهم عن أن يدخلوا في شيء من الظلمات.
واقتصر الواقدي في تفسير الظلمات، والنور ـ على ذكر الكفر والإيمان وحمل كل ما في القرآن على ذلك سوى ما في الأنعام من قوله تعالى: {وَجَعَلَ ?لظُّلُمَـ?تِ وَ?لنُّورَ}
فإن المراد بهما هناك الليل والنهار.
والأولى أن يحمل الظلمات على المعنى الذي يعم سائر أنواعها، ويحمل النور أيضاً على ما يعم سائر أنواعه، ويجعل في مقابلة كل ظلمة مخرج منها نور مخرج إليه حتى أنّه سبحانه ليخرج من شاء من ظلمة الليل إلى نور العيان، ومن ظلمة الوحشة إلى نور الوصلة، ومن ظلمة عالم الأشباح إلى نور عالم الأرواح إلى غير ذلك «مما لا، ولا».اهـ
***********
والسؤال:
ماذا يعني الآلوسي بقوله: إلى غير ذلك " مما لا، ولا "؟
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[24 Apr 2009, 03:24 ص]ـ
الذي يظهر لي أنه أراد: مما لا يحصى ولا يعد
ـ[محمد كالو]ــــــــ[24 Apr 2009, 09:47 ص]ـ
الأخ الفاضل عبد العزيز الداخل
بارك الله فيك
هل هناك جواب آخر لدى أساتذتنا الكرام؟(/)
إعجاز الترتيب القرآني في العدد 1593
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[23 Apr 2009, 10:06 م]ـ
من روائع الترتيب القرآني في الأعداد الأولية
إعجاز الترتيب القرآني في العدد 1593
عدد الأعداد الأولية في سلسلة الأعداد 1 – 114 هو 30 عددا، مجموعها 1593. هذه الحقيقة موجودة قبل نزول القرآن .. ومازالت، لا مجال للتشكيك فيها.
استخدم القرآن من بين هذه الأعداد 17 عددا، مجموعها 681.
وترك 13 عددا، مجموعها 912. (912 + 681 = 1593).
ما وجه الإعجاز في هذه القسمة؟
هل هي مما يقدر عليه البشر ومما يمكن أن يقع في أي كتاب؟ هل هي من العبث كما يصفها بعض رافضي الإعجاز العددي؟ هل تأتي مثل هذه القسمة دون تدبير وتقدير عظيمين؟
لنتأمل رائعة الترتيب القرآني في قسمة العدد 1593:
إن صف العددين 912 و 681، العددين اللذين تمت قسمة العدد 1593 إليهما، يعطينا العدد:
912681.هذا العدد يساوي 3951 × 231.
لا إله إلا الله.
تدبروا هذين العددين جيدا.
العدد 3951 هو معكوس العدد 1593 الذي هو مجموع العددين 681 و 912.
العدد 231، هو حاصل طرح العددين 681 و 912.
وسؤالي هنا: هل يمكن قسمة العدد 1593 إلى عددين آخرين تربطهما مثل هذه العلاقة المحكمة الفريدة التي لا يمكن أن تتوفر في غيرهما؟ لماذا لا يجرب رافضو الإعجاز العددي أن يبحثوا عن عددين آخرين تربطهما مثل هذه العلاقة الرائعة؟ ويثبتوا للناس أن مثل هذا هو مما يقدرون عليه؟ وبذلك يوجهون للإعجاز العددي ضربة قاضية ..
لن يفعلوا ذلك، لأنهم لن يجدوا .. حتى لو استعانوا بالجن ..
لأن هذه القسمة في استخدام القرآن للأعداد الأولية ليست في متناول البشر؟ ولا يمكن تفسيرها إلا أن يكون ترتيب سور القرآن وآياته ترتيبا إلهيا حكيما.
المصدر: النظام العددي في القرآن - كتاب مخطوط: عبدالله جلغوم
ـ[عبدالعزيز المشعلي]ــــــــ[24 Apr 2009, 12:22 ص]ـ
لن يفعلوا ذلك، لأنهم لن يجدوا .. حتى لو استعانوا بالجن ..
!!!
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[24 Apr 2009, 08:06 ص]ـ
لن يفعلوا ذلك، لأنهم لن يجدوا .. حتى لو استعانوا بالجن ..
!!!
!!!!!!!!!
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[24 Apr 2009, 05:17 م]ـ
ألا من قائل يقول: ما أعظمها من قسمة؟
قسمة الأعداد الأولية إلى مجموعتين:
مستخدمة في القرآن مجموعها 681
غير مستخدمة مجموعها 912.
إن من المستحيل أن يأتي أحد بقسمة أدق واحكم من ذلك .. لأنها قسمة قرآنية.
ـ[البهوتي]ــــــــ[24 Apr 2009, 06:20 م]ـ
اتق الله
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[24 Apr 2009, 06:54 م]ـ
اتق الله
(صم بكم عمي فهم لا يرجعون).
ما علينا، لن تخلو الأرض من أهل الألباب ..
ومن روائع الترتيب القرآني في هذه القسمة (681 و 912)
681: هو مجموع الأعداد الأولية المستخدمة أعدادا للآيات، وهذا العدد يساوي: 3 × 227
3: هو أصغر عدد أولي استخدم في القرآن عددا لآيات سورة.
227: هو أكبر عدد أولي استخدم لآيات سورة (الشعراء)
912: هو مجموع الأعداد الأولية غير المستخدمة. هذا العدد يساوي 8 × 114. إشارة واضحة إلى عدد سور القرآن.
ـ[ Amara] ــــــــ[24 Apr 2009, 08:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رواك الله من الباردين سيدي ..
ما أروعها و أجملها و أطيبها و أعظمها .. جل من نزل على عبده الكتاب ليكون للعالمين نديرا ..
و لعلي أخي أهمس إليك بشيء فلا تعجل بالغضب علي فإني و الله أحبك و أجلك و تعلم مني دلك و الله يعلم مني دلك .. لا تقل هدا
(صم بكم عمي فهم لا يرجعون).
.
لمن يشهد ان لا إله إلا الله و أن محمدا صلى الله عليه و سلم رسول الله، أقول لمن و لم أقل على لأني أعلم أنك قلتها لهم لا عليهم .. فلعلهم يرون غير دلك ..
فإنهم ما شهدوا بها إلا لكونهم سمعوا و رأوا و رجعوا .. غير أن من الآيات ما تغيب عن أهل العلم و هم أدرى بها في المنطق .. و لعلي أدكر لك يوم وفاة النبي و ما كان من عملر و ما كان من أبي بكر لما تلى عليهم قو له تعالى أفإن مات أو قتل ... فكانوا و كأنهم أول مرة يسمعونها و عليهم أنزلت .. كما نقرأ دلك في كتب الحديث
جزاك الله خيرا
و فقني و وفقك الله تعالى
أنار الله لك السبيل
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ابنكم
عمارة سعد شندول
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[24 Apr 2009, 10:06 م]ـ
أخي الحبيب عمارة
بارك الله فيك .. على كلماتك الطيبة الدافئة الصادقة.
ألا ترى ما الذي يحدث، هذا (البهوتي) ولا أفهم معنى لهذا اللقب إلا أنه بهوتي، قادم من مكان مجهول، متخفيا عن الأنظار، متنكرا، متلفعا بلقب بهوتي، وفي أول مشاركة له يطالبني بتقوى الله. ماذا يراني أفعل؟ ولم يوجه مشاركته الأولى باتجاهي؟
إنه كاتب مأجور، متزلف، ومادام يكتب تحت لقب مجهول فليقل ما يشاء، أي كلام، المطلوب منه ان يعكر صفو ما أكتب ..
هذه الفئة في اعتقادي هي التي تشوه صورة المسلم الذي يدافع عن حمى القرآن .. وتظهره ساكنا بليدا منغلقا ..
إنني أعتبر مشاركتي السابقة عن استخدام القرآن للأعداد الأولية من أجلّ الروائع في ترتيبه .. ناهيك عن التفاصيل التي لا أذكرها ..
ليأخذ هؤلاء الأعداد الأولية وليستعينوا بالكمبيوتر وبكل علماء الرياضيات وليبحثواعن قسمة أروع وادق واحكم من قسمة القرآن لهذه الأعداد، ويخبرونا بما توصلوا إليه ..
لن يجدوا أعظم منها ..
افعلوا ذلك وأثبتوا للباحثين في الإعجاز العددي أن هذه العلاقات التي يزعمون إعجازها، هي مما يقع في كتب البشر، ومما يقع تحت قدراتهم، كما تزعمون وتدعون .. وبذلك توجهون اليهم ضربة قاضية .. افعلوا ذلك وأريحونا .. افعلوا شيئا واثبتوا لكل الناس صدق مزاعمكم .. إن كنتم صادقين ..
من يريد أن يعترض فليتأكد من كلامي، فإن لم يجده صحيحا فليحاسبني، ولينصب لي مشنقة .. أما رمي الكلام على عواهنه فليست من صفة المسلم العاقل.(/)
هل هناك ما يمنع أن يراد بقوله تعالى: ((وهو الذي خلق من الماء بشراً)) الماءوالنطفة معا؟
ـ[حمد]ــــــــ[24 Apr 2009, 07:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
نظرت في بعض كتب التفسير المتقدمة فوجدتهم يفسرون الماء في قوله سبحانه: ((وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً)) سورة الفرقان
بأنه: النطفة.
وبعض المتأخرين يشير إلى أنه الماء المعهود.
السؤال: ما المانع أن يريد الله سبحانه وتعالى المعنيين معاً في هذه الآية الكريمة؟
فإنّ لكليهما ما يشهد من سور أخرى.
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[24 Apr 2009, 08:00 ص]ـ
الراجح يا أخي أنه الماء المعهود ويؤكد ذلك مؤكدات عدة, أولها: السياق, فهو يتحدث عن مظاهر طبيعية ومنها الماء النازل من السماء والبحرين:
أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا (45) ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا (46) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا (47) وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا (48) لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا (49) وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (50) وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا (51) فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52) وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا (53) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا (54)
فيكون هذا مرجحا!
كما أن كلمة "الماء" لم تأت في القرآن إلا مع الماء الطبيعي!
وعندما استعملت كلمة "ماء" بمعنى المني كان السياق يوضح هذا صراحة, كما أنها وردت نكرة موصوفة بوصف ك مهين, دافق! أما أن تأتي مجردة ويراد بها المني فلم يكن في القرآن!
لذا فمن البعيد جدا أن يطلق "الماء" في هذا السياق ويراد منه النطفة, لأن المشتهر أن الماء هو الماء!! , ولكي أجعله شيئا آخر فلا بد من قرينة في النص! فهل من قرينة في النص تشير إلى احتمالية أن يكون غير الماء المعروف؟
والله أعلم!
ـ[حمد]ــــــــ[24 Apr 2009, 11:16 ص]ـ
الإشكال أخي هو: هل وجدت أحداً من المتقدمين فسّر الماء هنا بغير النطف؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[24 Apr 2009, 02:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
نظرت في بعض كتب التفسير المتقدمة فوجدتهم يفسرون الماء في قوله سبحانه: ((وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً)) سورة الفرقان
بأنه: النطفة.
وبعض المتأخرين يشير إلى أنه الماء المعهود.
السؤال: ما المانع أن يريد الله سبحانه وتعالى المعنيين معاً في هذه الآية الكريمة؟
فإنّ لكليهما ما يشهد من سور أخرى.
لا مانع أخي من إرادة المعنيين
وكلاهما صحيح وإنما حمل المفسرون الآية على الماء الخاص لأنه أصدق على حقيقة تناسل الذرية كما قال الله تعالى:
(ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ) سورة السجدة (8)
وكما قال تعالى:
(وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) سورة النور (45)
أما لو كان الحديث عن أصل البشر وهو آدم فإنه في الغالب ينسبه إلى المادة الأولية وهي التراب أو إلى المادة المركبة من الماء والتراب وهي الطين ولم ينسبه إلى الماء وحده.
والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[24 Apr 2009, 03:23 م]ـ
الأخ الكريم حمد،
نعم، وجد من المفسرين من فسره بالماء وليس النطفة، وإليك أمثلة:
1. قال البيضاوي:" تعني الذي خمر به طينة آدم، أو جعله جزءاً من مادة البشر لتجتمع لتبشر وتسلس وتقبل الأشكال والهيئات بسهولة، أو النطفة"، لاحظ أنه جعل النطفة خياراً ثانياً.
2. قال ابن عطية:"إما أن يريد أصل الخلقة في أن كل حي مخلوق من الماء، وإما أن يريد نطف الرجال وكل ذلك قالته فرق، والأول أفصح وأبين"، لاحظ أيضاً أنه جعل النطفة قولاً ثانياً ورجّح القول الأول.(/)
القراءة الجديدة للقرآن وللنصوص الدينية
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[24 Apr 2009, 09:57 م]ـ
القراءة الجديدة للقرآن وللنصوص الدينية
الخميس 27 ربيع الثاني 1430 الموافق 23 إبريل 2009
مجمع الفقه الإسلامي (منظمة المؤتمر الإسلامي).
قرار رقم 146 (4/ 16)
بشأن القراءة الجديدة للقرآن وللنصوص الدينية
إن مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقد في دورته السادسة عشرة بدبي (دولة الإمارات العربية المتحدة) 30 صفر - 5 ربيع الأول 1426هـ، الموافق 9 - 14 نيسان (إبريل) 2005م. بعد اطلاعه على البحوث الواردة إلى المجمع بخصوص موضوع القراءة الجديدة للقرآن وللنصوص الدينية، وبعد استماعه إلى المناقشات التي دارت حوله.
قرر ما يلي:
أولاً: إن ما يسمى بالقراءة الجديدة للنصوص الدينية إذا أدت لتحريف معاني النصوص ولو بالاستناد إلى أقوال شاذة بحيث تخرج النصوص عن المُجمع عليه، وتتناقض مع الحقائق الشرعية يُعد بدعة منكرة وخطراً جسيماً على المجتمعات الإسلامية وثقافتها وقيمها، مع ملاحظة أن بعض حملة هذا الاتجاه وقعوا فيه بسبب الجهل بالمعايير الضابطة للتفسير أو الهوس بالتجديد غير المنضبط بالضوابط الشرعية.
وتتجلى بوادر استفحال الخطر في تبني بعض الجامعات منهج هذه القراءات، ونشر مقولاتها بمختلف وسائل التبليغ، والتشجيع على تناول موضوعاتها في رسائل جامعية، ودعوة رموزها إلى المحاضرة والإسهام في الندوات المشبوهة، والإقبال على ترجمة ما كتب من آرائها بلغات أجنبية، ونشر بعض المؤسسات لكتبهم المسمومة.
ثانياً: أصبح التصدي لتيار هذه القراءات من فروض الكفاية، ومن وسائل التصدي لهذا التيار وحسم خطره ما يلي:
• دعوة الحكومات الإسلامية إلى مواجهة هذا الخطر الداهم، وتجلية الفرق بين حرية الرأي المسؤولة الهادفة المحترمة للثوابت، وبين الحرية المنفلتة الهدامة، لكي تقوم هذه الحكومات باتخاذ الإجراءات اللازمة لمراقبة مؤسسات النشر ومراكز الثقافة، ومؤسسات الإعلام والعمل على تعميق التوعية الإسلامية العامة في نفوس النشء والشباب الجامعي، والتعريف بمعايير الاجتهاد الشرعي، والتفسير الصحيح، وشرح الحديث النبوي.
• اتخاذ وسائل مناسبة (مثل عقد ندوات مناقشة) للإرشاد إلى التعمق في دراسة علوم الشريعة ومصطلحاتها، وتشجيع الاجتهاد المنضبط بالضوابط الشرعية وأصول اللغة العربية ومعهوداتها.
• توسيع مجال الحوار المنهجي الإيجابي مع حملة هذا الاتجاه.
• تشجيع المختصين في الدراسات الإسلامية لتكثيف الردود العملية الجادة و مناقشة مقولاتهم في مختلف المجالات وبخاصة مناهج التعليم.
• توجيه بعض طلبة الدراسات العليا في العقيدة والحديث والشريعة إلى اختيار موضوعات رسائلهم الجامعية في نشر الحقائق والرد الجاد على آرائهم ومزاعمهم.
• تكوين فريق عمل تابع لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، مع إنشاء مكتبة شاملة للمؤلفات في هذا الموضوع ترصد ما نشر فيه والردود عليه، تمهيدا لكتابة البحوث الجادة، وللتنسيق بين الدارسين فيه، ضمن مختلف مؤسسات البحث في العالم الإسلامي وخارجه.
والله أعلم(/)
كلمات في قواعد التفسير
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[25 Apr 2009, 05:59 ص]ـ
الحمد لله وحده نصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزب وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد:
فهذا الموضوع أحببت تخصيصه لجمع لطائف أقوال أهل العلم في قواعد التفسير أجمع فيه بحسب التيسير ما أرجو أن ينفع الله به جامعه ومن يسهم معه، وقارءه وناقله.
وليعلم أنه ليس من شرطي إقرار كل ما أدرج منها على علاته وإنما أنقل ما أحسب أنه يجدي نفعاً أو يثير نقعاً على سنة (إذا كتبت فقمش وإذا حدَّثت ففتش)
ولما لم يحن وقت التفتيش لم يكن بد من استصحاب التقميش، وقد أعلق أحياناً بما أحسب أنه يفيد على وجه المقاربة والتسديد، والله هو المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وهذا أوان الشروع في الموضوع:
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ({قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} قد اختَلَفَ العلماءُ في مَعْنَاهُ،
فقالَ جَابِرُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ: هُوَ الصُّبْحُ.
وقالَ أبو عبدِ الرَّحْمَنِ الحُبُلِيُّ: هي جَهَنَّمُ.
وقيلَ: هو الخَلْقُ.
وقيلَ: هو وَادٍ في جَهَنَّمَ.
قالَ أبو جَعْفرٍ: وإذا وَقَعَ الاختلافُ وَجَبَ أنْ يُرْجَعَ إلى اللِّسانِ الذي نَزَلَ به القرآنُ، والعَرَبُ تقولُ: هو أَبْيَنُ من فَلَقِ الصُّبْحِ وفَرَقِه، يَعْنُونَ الفَجْرَ). [إعراب القرآن: 5/ 313]
قلت: (هذه القاعدة ليست على إطلاقها، يخصص منها ما إذا كان الخلاف ضعيفاً فإن القول الضعيف لا يقاوم القول القوي حتى يساقطه
فإذا وقع خلاف في تخصيص مدلول اللفظ في اللغة على غير سبيل التمثيل فإن كان التفسير المرفوع حقيقة أو حكماً صحيحاً وجب المصير إليه ولا تحل مخالفته حتى لو قدر وجود أقوال أخرى في المسألة
ثم في تطبيقه للقاعدة غرابة، فما الذي يخصص فلق الصبح دون غيره؟!
فإنها لا تخصص بذلك إلا إذا كانت (أل) للعهد، أما إذا كانت للجنس فهي أعم من ذلك، والله تعالى أعلم).
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[27 Apr 2009, 04:54 ص]ـ
موضوع على جانب كبير من الأهمية، يتلاءم مع قدر الملتقى وأهله، وأرجو أن ينال حقه من الاهتمام. فجزاك الله خيرا ياشيخ عبدالعزيز.
ثم اسمح لي أستاذي الكريم بالتوقف مع فضليتك عند جميل قولك:
(هذه القاعدة ليست على إطلاقها، يخصص منها ما إذا كان الخلاف ضعيفاً فإن القول الضعيف لا يقاوم القول القوي حتى يساقطه
فإذا وقع خلاف في تخصيص مدلول اللفظ في اللغة على غير سبيل التمثيل فإن كان التفسير المرفوع حقيقة أو حكماً صحيحاً وجب المصير إليه ولا تحل مخالفته حتى لو قدر وجود أقوال أخرى في المسألة
.
[ font=Simplified Arabic] فما أروعه في عمومه، ودقته في مضمونه، وهو يتماشى مع رأي شيخ المفسرين في قوله:" .. ولم يكن جلّ ثناؤه وضعَ دلالة على أنه عُنِي بقوله {بِرَبِّ الْفَلَقِ} بعض ما يُدْعَى الفلق دون بعض، وكان الله تعالى ذكره ربّ كل ما خلق من شيء، وجب أن يكون معنياً به كل ما اسمه الفَلَق، إذ كان ربّ جميع ذلك".
وإن كان -رحمه الله- قد صوَّب القول إنه الصبح، كما يرويه عنه ابن كثير في قوله:" وقال ابن جرير: والصواب القول الأول: إنه فلق الصبح، وهذا هو الصحيح، وهو اختيار البخاري في صحيحه رحمه الله تعالى".
وإني إذ أوافقك أستاذي الحبيب في مجمل ما قلت، وخاصة من حيث المنهجية والتوظيف، إلا أني أتوقف عند النتيجة والثمرة المستفادة، التي قد تشكل - بعد طرحك ماتفضلت به- على البعض منا طلبة العلم، لأذهب مع رأي الجمهور، وهو ما تبناه الإمام الشوكاني ورجحه في قوله: " والقول الأوّل - أي: الصبح- أولى؛ لأن المعنى، وإن كان أعمّ منه وأوسع مما تضمنه لكنه المتبادر عند الإطلاق".
ونعلم أنه (لا يجوز العدول عن ظاهر اللفظ، ومعهود لسان العرب في الخطاب) وهي قواعد مسلمة في أصول التفسير -كما هو معلوم - وقد أيد ما ذهب إليه النحاس، قوة الظاهر، وتأييد لسان العرب، كما في قول ذي الرّمة:
حتى إذا ما انجلى عن وجهه فلق = هادئة في أخريات الليل منتصب
وقول الآخر:
يا ليلة لم أنمها بتّ مرتفقا = أرعى النجوم لي أن نوّر الفلق
(يُتْبَعُ)
(/)
[ size=4] ثم وبالاستفادة من قولك الكريم:" فإذا وقع خلاف في تخصيص مدلول اللفظ في اللغة على غير سبيل التمثيل فإن كان التفسير المرفوع حقيقة أو حكماً صحيحاً وجب المصير إليه ولا تحل مخالفته حتى لو قدر وجود أقوال أخرى في المسألة".
ولا شيئ من ذلك حصل، فكل الأقوال الأخرى لا تعدو كونها أقوال صحابة أو ما دونهم، ولاحجة في ذلك، ولم يرد حديث صحيح يحتكم إليه، سوى الحديث المرفوع الذي جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الفلق: جب في جهنم مغطى " وقد بين ابن كثير نكارته وأن إسناده غريب، ولا يصح رفعه.
ويقابله ما رواه الإمام السيوطي في الدر المنثور، ما أخرجه ابن مردويه من طريق عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن لبيد بن الأعصم اليهودي سحر النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه:" .. ثم قلبت الصخرة إذا كدية فيها صخرة فيها تمثال فيها إحدى عشرة عقدة، فأنزل الله يا محمد {قل أعوذ برب الفلق} الصبح فانحلت عقدة .. ".
أما ما ذكرته من جميل قولك:" ثم في تطبيقه للقاعدة غرابة، فما الذي يخصص فلق الصبح دون غيره؟! "
فقد أشار إليه الإمام الشوكاني في قوله": وقد قيل في وجه تخصيص الفلق: الإيماء إلى أن القادر على إزالة هذه الظلمات الشديدة عن كلّ هذا العالم يقدر أيضاً أن يدفع عن العائذ كل ما يخافه، ويخشاه .. ".
كما ذكر الخازن في ذلك قوله:" ... وقيل إن تخصيص الصبح بالذكر في هذا الموضع لأنه وقت دعاء المضطرين، وإجابة الملهوفين، فكأنه يقول قل أعوذ برب الوقت، الذي يفرج فيه هم المهمومين والمغمومين".
ولما كان التخصيص بالصبح هو الأظهر عند أكثرية المفسرين فإن ابن عاشور رجحه، بل لم يطمئن إلى غيره، فلم يذكر سواه في تفسيره، فقال موجزا:"والمعنى: أعوذ بفالق الصبح مَنجاةً من شرور الليل، فإنه قادر على أن ينجيني في الليل من الشر كما أنجى أهل الأرض كلهم بأن خلق لهم الصبح، فوُصفَ الله بالصفة التي فيها تمهيدٌ للإِجابة".
وسواء كان التخصيص مقبولا أم لا، يبقى المعنى الأول هو الأظهر، والأقرب للقبول.
وأرجو ألا أكون خرجت بالموضوع عن مقصده الأساسي، ولكن ضرورة رفع الإشكال لزملائي طلبة العلم استوجب مني هذه الوقفة، وإن كان ماذكرته لا يعبر عن مافي نفسي بدقة، ولعل وقفة أخرى بعون الله أبين فيها ذلك، والله الموفق.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[02 May 2009, 02:17 ص]ـ
جزاك الله خيراً على هذه المداخلة الثرية، التي تدل على فهم صاحبها وعقله وأما قولي: فإذا وقع خلاف في تخصيص مدلول اللفظ في اللغة على غير سبيل التمثيل فإن كان التفسير المرفوع حقيقة أو حكماً صحيحاً وجب المصير إليه ولا تحل مخالفته حتى لو قدر وجود أقوال أخرى في المسألة فقصدت به العموم في مسائل التفسير التي تتعلق بها هذه القاعدة ولم أقصد خصوص هذه المسألة. وإلا فهذه المسألة – كما ذكرت - لم يصح فيها حديث مرفوع، وإن كان قد روي فيها عن عمرو بن عبسة وعقبة بن عامر وعبد الله بن عمرو بن العاص بما يفيد أن الفلق (جب في جهنم) وكلها أسانيدها واهية لا تصح.
وأما ما روي عن أبي هريرة فخطأ وصوابه عن كعب الأحبار وإلا لو صحت لكان الأخذ بها واجباً كما قال الشوكاني: (وَهذهِ الأحاديثُ لَوْ كانتْ صَحِيحَةً ثَابِتَةً عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لكانَ المصيرُ إِليها وَاجِباً، وَالقولُ بها مُتَعَيِّناً). وكذلك الآثار عن الصحابة روي فيها عن جابر وابن عباس أن الفلق الصبح، ولم يصح عنهما.
وأمثل ما روي عن الصحابة في هذه المسألة ما أخرجه ابن جرير من طريق معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في الفلق: يعني الخلق.
وهذا الإسناد فيه الخلاف المعروف وقد حسنه بعض أهل العلم.
وهو يتماشى مع رأي شيخ المفسرين في قوله:" .. ولم يكن جلّ ثناؤه وضعَ دلالة على أنه عُنِي بقوله {بِرَبِّ الْفَلَقِ} بعض ما يُدْعَى الفلق دون بعض، وكان الله تعالى ذكره ربّ كل ما خلق من شيء، وجب أن يكون معنياً به كل ما اسمه الفَلَق، إذ كان ربّ جميع ذلك". وإن كان -رحمه الله- قد صوَّب القول إنه الصبح، كما يرويه عنه ابن كثير في قوله:" وقال ابن جرير: والصواب القول الأول: إنه فلق الصبح، وهذا هو الصحيح، وهو اختيار البخاري في صحيحه رحمه الله تعالى".
(يُتْبَعُ)
(/)
كلام ابن كثير ههنا غريب لأمرين:
الأمر الأول: أن ابن جرير لم يرجح القول الأول الذي ذكر، بل صرح بأن الفلق يعم ما يقع عليه لفظه حتى إنه قال: (وجائز أن يكون في جهنم سجن اسمه الفلق).
وهذا نص كلامه:
قال محمد بن جرير الطبري (ت:310هـ): (والصَّوَابُ مِنَ القَوْلِ في ذلك، أن يقالَ: إن اللهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ أمَرَ نبيَّه محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يقولَ: {أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}. والفَلَقُ في كلامِ العربِ: فلَقُ الصبحِ، تقولُ العربُ: هو أبْيَنُ مِن فَلَقِ الصبحِ، ومِن فَرَقِ الصبْحِ. وجائِزٌ أن يكونَ في جهنَّمَ سِجْنٌ اسْمُه فلَقٌ. وإذا كانَ ذلك كذلك، ولم يَكُنْ جَلَّ ثَنَاؤُهُ وَضَعَ دَلاَلَةً على أنَّه عنَى بقَوْلِهِ: {بِرَبِّ الْفَلَقِ} بعضُ ما يُدْعَى الفلقَ دونَ بعضٍ، وكانَ اللهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ ربَّ كلِّ ما خَلَقَ مِن شيءٍ، وَجَبَ أن يكون مَعْنِيًّا به كلُّ ما اسْمُه الفَلَقُ؛ إذْ كانَ رَبَّ جَمِيعِ ذلك). [جامع البيان: 24/ 741 - 745]
الأمر الثاني: أن مستنده في الترجيح لم يكن إلا اختيار البخاري وتوهمه ترجيح ابن جرير.
وهذا يثير الكلام على مسألة مهمة من مسائل قواعد التفسير وهي هل يؤخذ بترجيحات المحدثين فيما مستنده اللغة؟
والذي خلصت إليه بعد تأمل:
أن المحدث إذا كان عالماً باللغة ورجح قولاً على قول بمستند لغوي فقوله معتبر كسائر أقوال علماء اللغة، وينظر فيه كما ينظر في سائر المسائل اللغوية.
وإذا كان مستنده تصحيح الرواية عمن يحتج به فقوله يفيد صحة الرواية ما لم تكن معلة بعلة لم يتبينها.
وهذه القضية تحتاج إلى زيادة تحرير.
أما ما ذكرته من جميل قولك:" ثم في تطبيقه للقاعدة غرابة، فما الذي يخصص فلق الصبح دون غيره؟! " فقد أشار إليه الإمام الشوكاني في قوله": وقد قيل في وجه تخصيص الفلق: الإيماء إلى أن القادر على إزالة هذه الظلمات الشديدة عن كلّ هذا العالم يقدر أيضاً أن يدفع عن العائذ كل ما يخافه، ويخشاه .. ".
لعلك توافقني أن ما ذكره الشوكاني ههنا إنما هو التماس للحكمة من تخصيص الاستعاذة بوصف (رب الفلق) على اعتبار أن المراد بالفلق الصبح، وهذا ليس ترجيحاً يستند إلى مخصص لغوي وقد قيل نظيره في الأقوال الأخرى.
والذي يعتبر تخصيصاً لغوياً هو ما تفضلت بنقله عن الشوكاني في قولك:
إلا أني أتوقف عند النتيجة والثمرة المستفادة، التي قد تشكل - بعد طرحك ماتفضلت به- على البعض منا طلبة العلم، لأذهب مع رأي الجمهور، وهو ما تبناه الإمام الشوكاني ورجحه في قوله: " والقول الأوّل - أي: الصبح- أولى؛ لأن المعنى، وإن كان أعمّ منه وأوسع مما تضمنه لكنه المتبادر عند الإطلاق". ونعلم أنه (لا يجوز العدول عن ظاهر اللفظ، ومعهود لسان العرب في الخطاب) وهي قواعد مسلمة في أصول التفسير -كما هو معلوم –
هذا المخصص لو صحَّ تطبيقه هنا لكان حجة لغوية مقبولة بمعنى لو أن لفظ الفلق إذا أطلق تبادر إلى الذهن منه عند الإطلاق معنى الصبح لكان ذلك مرجحاً صحيحاً
لكن لفظ (الفلق) يستعمل في لسان العرب لعدة معانٍ صحيحة ولها شواهد كثيرة
1: فيطلق ويراد به الصبح، وفيه الشواهد التي تفضلت بذكرها، وهو إطلاق صحيح لا غبار عليه.
2: ويطلق ويراد به المكان المطمئن بين ربوتين ومنه قول أوس بن حجر: (وبالشول في الفلق العاشب)
وقول زهير: ما زلت أرمقهم حتى إذا هبطت أيدي الركاب بهم من راكس فَلَقَا
وراكس: واد معروف بين الحجاز وعالية نجد.
قال الأصمعي: (الفالق والفلق مطمئن من الأرض تحفه ناحيتان مرتفعتان).
3: ويطلق ويراد به مقطرة السجان
قال الخليل بن أحمد: (والقِطارُ: جماعة القَطْر، واشتق اسم المِقْطَرةِ منه لأن من حبس فيها صار على قِطارٍ واحد، مضموم بعضها إلى بعض، ويقال لها: الفَلَق، تُجْعَل أرجلهم في خروق، وكل خرق على قدر ساق).
وقد ذكر هذا المعنى جمع من علماء اللغة كأبي منصور الأزهري وغلام ثعلب وابن دريد والجوهري وابن خالويه
4: اللبن المتفلق الذي تميز ماؤه
قال الفيروزآبادي في تعداد ما يطلق عليه اسم الفلق: (وما يَبْقَى من اللَّبَنِ في أسْفَلِ القَدَحِ، ومنه يقالُ: يا ابنَ شَارِبِ الفَلَقِ).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أبو منصور الأزهري في (تهذيب اللغة): (سمعت أعرابياً يقول لِلَبَنٍ كانَ مَحْقُونًا في السِّقَاء، فَضرَبَه حَرُّ الشَّمْسِ فتَقَطَّع: إنَّه لَلَبَنٌ مُتَفَلِّقٌ ومُمْذَقِرٌّ، وهو أن يصير اللبن ناحية والماء ناحية، ورأيتهم يكرهون شرب الماء المتفلق).
5: الخلق كله فلق، وهذا المعنى ذكره جمع من علماء اللغة، كالزجاج والنحاس والجوهري وأبي منصور الأزهري وابن فارس وابن منظور وغيرهم وهو إطلاق صحيح.
قال الزجاج (ت:311هـ): ((قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} وَهُوَ فَلَقُ الصُّبْحِ وَهُوَ ضِيَاؤُهُ، وَيُقَالُ أَيْضًا فَرَقُ الصُّبْحِ. يُقَالُ: (هُوَ أَبْيَنُ مِنْ فَلَقِ الصُّبْحِ). وَمَعْنَى الْفَلَقِ الْخَلْقُ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {فَالِقُ الْإِصْبَاحِ} {فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى}. وَكَذَلِكَ فَلَقَ الأَرْضَ بِالنَّبَاتِ وَالسَّحَابَ بِالْمَطَرِ، وَإِذَا تَأَمَّلْتَ الْخَلْقَ تَبَيَّنَ لَكَ أَنَّ خَلْقَهُ أَكْثَرُهُ عَنِ انْفِلاقٍ. فَالْفَلَقُ جَمِيعُ الْمَخْلُوقَاتِ وَفَلَقُ الصُّبْحِ مِنْ ذَلِكَ). [معاني القرآن وإعرابه: 5/ 379]
6: بيان الحق بعد إشكاله، وهذا المعنى ذكره أبو منصور الأزهري وابن منظور
7: اسم من أسماء الداهية، وهذا المعنى ذكره ابن السكيت والمبرد وابن قتيبة والصاحب بن عباد وابن دريد وغيرهم.
وهذا المعنى الأخير فيه خلاف بين فتح الفاء وكسرها.
وما سبق من المعاني صحيح لا خلاف فيه فيما أعلم وقد طويت ذكر شواهدها وأقوال العلماء اختصاراً.
ومثل هذه الألفاظ التي تطلق على أكثر من معنى يؤخذ بما يحتمله السياق منها وهذه المرتبة الثانية من مراتب الترجيح بين المعاني المحتملة للألفاظ وهي دلالة السياق.
والمرتبة الأولى: دلالة النص أو الإجماع، وهي أن يدل النص أو الإجماع على اختيار معنى من تلك المعاني.
والمرتبة الثالثة: دلالة المناسبة، وهي أضعف من دلالة السياق، وقد استعملها شيخ الإسلام في مسألتنا هذه، وهي أن يكون أحد المعاني أكثر مناسبة لموضوع السورة أو الآيات من بعض.
المرتبة الرابعة: توارد المعاني، وهي أن يحتمل التركيب عدة معاني فيؤخذ بالمعنى الأول للحالة الأولى وبالمعنى الثاني للحالة الثانية وهكذا، وهذه الدلالة أشار إليها شيخ الإسلام ابن تيمية في مسألتنا هذه أيضاً وكلامه يحتاج إلى زيادة إيضاح وتمثيل.
وخلاصة الأمر أنني لا أنكر أن من معاني الفلق: الصبح في لسان العرب، بل هو استعمال صحيح معروف، لكن تخصيص المراد به أمر فيه نظر، نعم له ما يقويه من الآثار عن التابعين كمجاهد وسعيد بن جبير وقتادة وقد صح عنهم ذلك، وهو رواية عن الحسن البصري
لكن يمكن أن يقال: إن هذا من باب التفسير بالمثال وله نظائر كثيرة.
وأحسن ما قيل في تفسير هذه الآية – حسبما اطلعت عليه – ما كتبه شيخ الإسلام في تفسيرها وهو في سجن القلعة حيث قال رحمه الله: (فصل في {قل أعوذ برب الفلق} قال تعالى: {فالق الحب والنوى} وقال تعالى: {فالق الإصباح وجعل الليل سكنا}
والفلق: فَعَلٌ بمعنى مفعول؛ كالقبض بمعنى المقبوض؛ فكل ما فلقه الرب فهو فلق.
قال الحسن: الفلق كل ما انفلق عن شيء كالصبح والحب والنوى
قال الزجاج: وإذا تأملت الخلق بان لك أن أكثره عن انفلاق كالأرض بالنبات والسحاب بالمطر.
وقد قال كثير من المفسرين: الفلق الصبح فإنه يقال هذا أبين من فلق الصبح وفرق الصبح. وقال بعضهم الفلق الخلق كله.
وأما من قال: إنه واد في جهنم أو شجرة في جهنم أو إنه اسم من أسماء جهنم؛ فهذا أمر لا تُعرف صحته لا بدلالة الاسم عليه ولا بنقل عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا في تخصيص ربوبيته بذلك حكمة؛ بخلاف ما إذا قال: رب الخلق، أو: رب كل ما انفلق، أو: رب النور الذي يظهره على العباد بالنهار؛ فإن في تخصيص هذا بالذكر ما يظهر به عظمة الرب المستعاذ به.
وإذا قيل: الفلق يعم ويخص فبعمومه للخلق أستعيذ من شر ما خلق، وبخصوصه للنور النهاري أستعيذ من شر غاسق إذا وقب؛ فإنَّ الغاسقَ قد فُسِّرَ بالليلِ كقوله: {أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل} وهذا قولُ أكثرِ المفسِّرِينَ وأهلِ اللُّغَة).
(يُتْبَعُ)
(/)
إلى أن قال: (وسورة الفلق فيها الاستعاذة من شر المخلوقات عموماً وخصوصاً، ولهذا قيل فيها برب الفلق وقيل فى هذه برب الناس فإن فالق الإصباح بالنور يزيل بما في نوره من الخير ما فى الظلمة من الشر وفالق الحب والنوى بعد إنعقادهما يزيل ما فى عقد النفاثات فإن فلق الحب والنوى أعظم من حل عقد النفاثات وكذلك الحسد هو من ضيق الإنسان وشحه لا ينشرح صدره لانعام الله عليه فرب الفلق يزيل ما يحصل بضيق الحاسد وشحه وهو سبحانه لا يفلق شيئا إلا بخير فهو فالق الإصباح بالنور الهادي والسراج الوهاج الذي به صلاح العباد وفالق الحب والنوى بأنواع الفواكه والأقوات التى هي رزق الناس ودوابهم والإنسان محتاج الى جلب المنفعة من الهدي والرزق وهذا حاصل بالفلق والرب الذي فلق للناس ما تحصل به منافعهم يستعاذ به مما يضر الناس فيطلب منه تمام نعمته بصرف المؤذيات عن عبده الذي إبتدأ بإنعامه عليه وفلق الشيء عن الشيء هو دليل على تمام القدرة وإخراج الشيء من ضده كما يخرج الحي من الميت والميت من الحي وهذا من نوع الفلق فهو سبحانه قادر على دفع الضد المؤذي بالضد النافع). وقال في موضع آخر: (في الفلق أقوال ترجع إلى تعميم وتخصيص فإنه فسر بالخلق عموماً وفسر بكل ما يفلق منه كالفجر والحب والنوى وهو غالب الخلق، وفسر بالفجر وأما تفسيره بالنار أو بجب أو شجرة فيها فهذا مرجعه إلى التوقيف).
وقد أخذ هذا المعنى تلميذه النجيب ابن القيم وحبره تحبيراً حسناً فقال في بدائع الفوائد (2/ 198): (فصلٌ: واعْلَمْ أنَّ الخلْقَ كلَّه فَلَقٌ، وذلك أنَّ فَلَقًا فَعَلٌ بمعنى مَفعولٍ: كقَبَضٍ وسَلَبٍ وقَنَصٍ بمعنى مَقبوضٍ ومَسلوبٍ ومَقنوصٍ.
واللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - فالِقُ الإصباحِ وفَالِقُ الحَبِّ والنَّوَى وفالِقُ الأرضِ عن النباتِ، والْجِبالِ عن العُيونِ، والسَّحَابِ عن الْمَطَرِ، والأرحامِ عن الأَجِنَّةِ، والظلامِ عن الإصباحِ، ويُسَمَّى الصبْحُ الْمُتَصَدِّعُ عن الظُّلْمَةِ: فَلَقًا وفَرَقًا،
يُقالُ: هو أبيضُ من فَرَقِ الصُّبْحَ وفَلَقِه.
وكما أنَّ في خَلْقِه فَلْقًا وفَرْقًا؛ فكذلك أمْرُه كلُّه فُرْقَانٌ يَفْرُقُ الْحَقَّ والباطلَ فيَفْرُقُ بينَ ظلامِ الباطلِ بالحَقِّ كما يَفْرُقُ ظلامُ الليلِ بالإصباحِ، ولهذا سَمَّى كتابَه الفُرْقَانَ ونَصْرَه فُرْقَانًا لتَضَمُّنِه الفَرْقَ بينَ أوليائِه وأَعدائِه، ومنه فَلْقُه البَحْرَ لموسى فَلْقًا وسَمَّاهُ، فظَهَرَتْ حِكمةُ الاستعاذةِ برَبِّ الفَلَقِ في هذه الْمَواضعِ، وظَهَرَ بهذا إعجازُ القرآنِ وعَظَمَتُه وجَلالتُه، وأنَّ العِبادَ لا يَقْدِرون قَدْرَه، وأنه {تَنْزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت:42]).
وتفطن إلى أن ابن القيم يرى أن الفلق يعم الخلق والأمر، وهذا له ما يؤيده من الإطلاق اللغوي كما سبق نقله عن أبي منصور الأزهري
وأرجو ألا أكون خرجت بالموضوع عن مقصده الأساسي، ولكن ضرورة رفع الإشكال لزملائي طلبة العلم استوجب مني هذه الوقفة، وإن كان ماذكرته لا يعبر عن مافي نفسي بدقة، ولعل وقفة أخرى بعون الله أبين فيها ذلك، والله الموفق
بل كان استطراداً نافعاً بارك الله فيك، ونفع بك. وننتظر وقفاتك الأخرى سددك الله وأعانك.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[02 May 2009, 08:01 ص]ـ
ما شاء الله، زادك الله علما وحكمة وحلما شيخنا الفاضل.
وماكنت أحسب مداخلتي الهزيلة، تكسبني وإخوتي في الملتقى ما تلقفناه من جميل بيان وثمين درر.
والحقيقة وما لا أخفيه أكثر، أن سريرة نفسي وميل عقلي يوافقك إلى حد كبير، إنما ضعف علمي، وقلة بضاعتي، ونقص زادي، يحتم علي التوقف.
ولعلي لن أطيل المكث في معظم ما ذكرت إذ لا غبار عليه، ولا نقص يعتريه، إنما سأتوقف مع فضيلتك في مثل قولك
كلام ابن كثير ههنا غريب لأمرين:
الأمر الأول: أن ابن جرير لم يرجح القول الأول الذي ذكر، ...
الأمر الثاني: أن مستنده في الترجيح لم يكن إلا اختيار البخاري وتوهمه ترجيح ابن جرير.
وهذا يثير الكلام على مسألة مهمة من مسائل قواعد التفسير وهي هل يؤخذ بترجيحات المحدثين فيما مستنده اللغة؟
والذي خلصت إليه بعد تأمل:
أن المحدث إذا كان عالماً باللغة ورجح قولاً على قول بمستند لغوي فقوله معتبر كسائر أقوال علماء اللغة، وينظر فيه كما ينظر في سائر المسائل اللغوية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا كان مستنده تصحيح الرواية عمن يحتج به فقوله يفيد صحة الرواية ما لم تكن معلة بعلة لم يتبينها.
وهذه القضية تحتاج إلى زيادة تحرير.
فقد توقفت عندها كذلك حينها، إلا أن خوف ابتعادي عن صلب الموضوع، وخشية إطالة استطرادي، صرفا بي النظر مؤقتا. فعمدت إلى وضع النصين في ردي السابق تذكيرا لحين عودة.
أما وقد توقفتم شيخنا عندها وأثرتم إشكالاها، فنعم لم يقل ذلك ابن جرير -فيما رأيناه أو علمناه- لكن ألا يتصور أن ابن كثير على جلالة قدره، وسعة حافظته المشهورة، وكثرة اطلاعه المعهودة، وقف على قول آخر لشيخ المفسرين لم نقف عليه، خاصة وأنه نص على تصويبه ذاكرا اسمه صراحة، ولعل هذا ينقض ما تفضلتم بطرحه، وبخاصة أن ذكره لشيخ المحدثين جاء عطفا بعد ذلكم التصريح.
ثم ما خلصتم إليه مجتهدين-رعاكم الله- في الإشكال الآخر، قيدتموه بـ"عالم في اللغة" وإن كان كذلك، فلا إشكال إذن.
والأمر في الإشكالين كما تفضلتم يحتاج إلى مزيد تحرير.
لعلك توافقني أن ما ذكره الشوكاني ههنا إنما هو التماس للحكمة من تخصيص الاستعاذة بوصف (رب الفلق) على اعتبار أن المراد بالفلق الصبح، وهذا ليس ترجيحاً يستند إلى مخصص لغوي وقد قيل نظيره في الأقوال الأخرى.
والذي يعتبر تخصيصاً لغوياً هو ما تفضلت بنقله عن الشوكاني في قولك:
هذا المخصص لو صحَّ تطبيقه هنا لكان حجة لغوية مقبولة بمعنى لو أن لفظ الفلق إذا أطلق تبادر إلى الذهن منه عند الإطلاق معنى الصبح لكان ذلك مرجحاً صحيحاً
لكن لفظ (الفلق) يستعمل في لسان العرب لعدة معانٍ صحيحة ولها شواهد كثيرة
1: فيطلق ويراد به الصبح، وفيه الشواهد التي تفضلت بذكرها، وهو إطلاق صحيح لا غبار عليه.
.....
نعم أوافقك شيخنا الكريم من حيث الإجمال، ورغم أن الكثير من المفسرين أورد تخصيصات متعددة كالتخصيص بالعرف عند البيضاوي، وغير ذلك. ولذا قلت:" وسواء كان التخصيص مقبولا أم لا، يبقى المعنى الأول هو الأظهر، والأقرب للقبول".
إلا أنكم تعلمون سيدي وكما أوردتموه من تعدد المعنى للفظ في الاستعمال اللغوي، أنه في مثل هذه الحالة يختار الأشهر منها وأقواها استعمالا، وكان الصبح كذلك، وتأمل معي أستاذي الحبيب، قول الشيخ الشنقيطي رحمه الله:" والذي يظهر أن كل الأقوال ما عدا القول بأنه جب في جهنم من قبيل اختلاف التنوع، وأنها كلها محتملة".
ثم ترجيحه للمسألة بقوله:" والذي يشهد له القرآن هو الأول، كما جاء النص الصريح في الصبح والحب والنوى، كقوله تعالى:
{إِنَّ ?للَّهَ فَالِقُ ?لْحَبِّ وَ?لنَّوَى? يُخْرِجُ ?لْحَيَّ مِنَ ?لْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ ?لْمَيِّتِ مِنَ ?لْحَيِّ ذ?لِكُمُ ?للَّهُ فَأَنَّى? تُؤْفَكُونَ فَالِقُ ?لإِصْبَاحِ وَجَعَلَ ?لْلَّيْلَ سَكَناً وَ?لشَّمْسَ وَ?لْقَمَرَ حُسْبَاناً ذ?لِكَ تَقْدِيرُ ?لْعَزِيزِ ?لْعَلِيمِ} [الأنعام: 95 - 96].
على قدرة الله، وجاء في حديث عائشة رضي الله عنها في بدء الوحي، وأنه صلى الله
وكلها آيات دالةعليه وسلم ما كان يرى رؤيا، إلا جاءت كفلق الصبح.
والفلق: بمعنى الصبح معروف في كلام العرب.
وعليه قول الشاعر:
يا ليلة لم أنمها بت مرتقبا ... أرعى النجوم إلى أن قدر الفلق.
بل كان استطراداً نافعاً بارك الله فيك، ونفع بك. وننتظر وقفاتك الأخرى سددك الله وأعانك.
آمين وإياكم شيخنا الكريم.
ووفق الله الجميع لما فيه الخير.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[04 May 2009, 07:58 ص]ـ
بارك الله فيك، وأراك كبَّرت أُخيَّك وإنما أنا طالب علم حُبِّبَ إليَّ مذاكرة العلم مع أهله
وتوسمت في أعضاء هذا الملتقى خيراً
وقد قال النووي في شرح صحيح مسلم: (ومذاكرة حاذق في الفن ساعة أنفع من المطالعة والحفظ ساعات بل أياماً)
وروى ابن عبد البر بإسناده عن عون بن عبد الله بن عتبة قال: لقد أتينا أم الدرداء فتحدثنا عندها
فقلنا: أمللناك يا أم الدرداء!
فقالت: ما أمللتموني قد طلبت العبادة في كل شيء فما وجدت شيئا أشفى لنفسي من مذاكرة العلم أو قالت من مذاكرة الفقه.
وقد قيل: إحياء العلم مذاكرته.
لكن ألا يتصور أن ابن كثير على جلالة قدره، وسعة حافظته المشهورة، وكثرة اطلاعه المعهودة، وقف على قول آخر لشيخ المفسرين لم نقف عليه، خاصة وأنه نص على تصويبه ذاكرا اسمه صراحة، ولعل هذا ينقض ما تفضلتم بطرحه، وبخاصة أن ذكره لشيخ المحدثين جاء عطفا بعد ذلكم التصريح
هذا مستبعد جداً، لأنه لو نقله عن غير مظنته لنص على ذلك، وهذا أمر يدركه ابن كثير - رحمه الله - كغيره من الحذاق، واسبر نقوله عن العلماء فيما لا تعلم مظنته تجده ينص على ذكر الكتاب، وانظر على سبيل المثال نقله عن ابن مزين الأندلسي
أضف إلى ذلك أنه ذكر اختيار البخاري وهو في مظنته في كتاب تفسير القرآن من صحيحه
ولو كان في غيره لنص على ذلك
وهو - رحمه الله - يدرك أنه لو أورد حديثاً رواه البخاري في الأدب المفرد مثلاً لكان عليه أن ينص على ذلك، بخلاف ما لو رواه في الصحيح لم يلزمه ذلك لأنه المتبادر عند الإطلاق.
وهذه الحجة قد استعملها بعض متعصبة الفقهاء في تقليد أئمتهم حتى ادعوا ذلك في الأحاديث النبوية التي يستدل بها أئمتهم
والكلام في إبطال هذه الحجة يطول إذ يلزم منها لوازم باطلة كثيرة لا أظنها تخفى عليكم.
بقي الجواب على احتجاجه باختيار البخاري وهذا يكفي في الجواب عنه أن يعلم منهج البخاري في نقل التفسير في صحيحه فهو غالباً ينقل تفسير مجاهد
وهذا الأثر جاء معلقاً في أكثر نسخ صحيح البخاري ووصله الفريابي فقال في روايته:
ثنا وَرْقَاءُ، عن ابنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، في قَوْلِهِ {بِرَبِّ الْفَلَقِ}، قال: فَلَقِ الصُّبْحِ).
كما نبه لذلك ابن حجر في الفتح والتغليق وكذلك القسطلاني
فالبخاري لم يزد على أن نقل تفسير مجاهد كما هي عادته وهذا النقل لا يقتضي تضعيف القول الآخر
وما ذكره صحيح من جهة أنه تفسير بالمثال فهو بيان لمعنى صحيح من معاني الآية وقد رواه عن مجاهد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[08 May 2010, 12:13 م]ـ
تنبيهات سريعة:
1 - كتب إعراب القرآن ومعانيه اشتملت على الكثير من القواعد التفسيرية المهمة، خاصة المتعلقة باللغة، وهي تحتاج إلى جمع ومدارسة.
2 - وجدت بالتتبع لمواضع من تفسير الحافظ ابن كثير رحمه الله أنه لا يتحرى الدقة في عزوه لتفسير الإمام ابن جرير رحمه الله، فقد ينسب إليه ما فهمه من قوله لا ما قاله ابن جرير، وقد يتصرف في كلامه فينقله بالمعنى، وغير ذلك. وهذا يحتاج إلى تتبع وبحث.
3 - الموضوع جميل ومهم وثري؛ فأرجو الاستمرار فيه، ومواصلة المدارسة والتحليل لبعض قواعد التفسير.
وفق الله الجميع لما فيه الخير والنفع والأجر.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[06 Oct 2010, 01:03 ص]ـ
ينظر هنا في معنى (الفلق) قال ابن كثير: قال ابن جرير والصواب القول الأول؟ ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=13390)
مع رجاء مواصلة الكتابة في هذا الموضوع ..
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[06 Oct 2010, 08:35 م]ـ
بارك الله فيك.
وسأواصل الكتابة فيه قريباً إن شاء الله تعالى، مع رغبتي أن يشارك الأساتذة الأفاضل بالمناقشة والإضافة والتوجيه حتى ننتفع جميعاً من تذاكرهم هذه المسائل.
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[06 Oct 2010, 10:01 م]ـ
نفع الله بكم، وأحسن إليكم.(/)
إعجاز الترتيب القرآني في سورة الماعون
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[25 Apr 2009, 09:59 ص]ـ
من روائع الترتيب القرآني - سورة الماعون
العدد 7 هو العدد الأولي الأول المستخدم في القرآن، وهو عدد آيات سورة الفاتحة الأولى في ترتيب سور القرآن. وقد تكرر استخدامه في سورة الماعون. ما سر تكراره في سورة الماعون دون غيرها؟
1: ترتيب سورة الماعون
أول ما يلفت الانتباه أن سورة الماعون قد رتبت في المصحف في موقع الترتيب 107، وبذلك يشير مجموع الرقمين الدالين على عدد آياتها وموقع ترتيبها إلى العدد 114 (7 + 107)، وهذا هو عدد سور القرآن الكريم.
2: عدد حروف سورة الماعون
إذا أحصينا عدد حروف سورة الماعون، سنجدها: 114 حرفا .. وهو مما يؤكد الملاحظة الأولى.
3: عدد السور بعد سورة الماعون
إن عدد السور التي جاء ترتيبها في المصحف بعد سورة الماعون المؤلفة من 7 آيات هو 7 سور فقط، ملاحظة ثانية تدفع عن سابقتها شبهة المصادفة.
4: مواقع ترتيب السور الـ 7
" إحدى روائع القرآن في ترتيبه ": إن مجموع الأرقام الدالة على مواقع ترتيب السور السبع هو: 777 .. وهذا العدد يساوي: 111 × 7.
5: فاصلة من السور
إن عدد السور الفاصلة بين سورة الفاتحة بعدد آياتها الـ 7 وسورة الماعون الثانية المؤلفة من عدد من الآيات هو 7، والمرتبة قبل نهاية المصحف بعدد من السور هو 7، هو 105 سور .. وهذا العدد يساوي 15 × 7.
6: ترتيب السور الـ 105
ومن الإحكام في الترتيب القرآني، أن مجموع الأرقام الدالة على مواقع ترتيب السور الـ 105 الفاصلة بين سورتي الفاتحة والماعون، هو 5670. وهذا العدد هو من مضاعفات الرقم 7 (5670 أي: 810 × 7).
7: ترتيب سور القرآن
ونلاحظ هنا إحدى روائع القرآن في ترتيبه ...
من المعلوم أن مجموع أرقام ترتيب سور القرآن وهي الأرقام من 1 إلى 114 هو 6555، ماذا نكتشف لو استثنينا العدد 777 (مجموع أرقام ترتيب السور السبع التالية لسورة الماعون) من هذا العدد؟ سنجد أن مجموع أرقام ترتيب سور القرآن الباقية وعددها 107 هو: 5778.
هذا العدد 5778 = 54 × 107؟!
لنتدبر هذه النتيجة جيدا.
العدد 107 .. إنه عدد السور .. وهو كذلك الرقم الدال على ترتيب سورة الماعون (المميزة بالعدد 7)
والسؤال هنا: فما سر العدد 54؟
إنه مجموع عددي الكلمات في سورتي الفاتحة والماعون (29 عدد كلمات سورة الفاتحة + 25 عدد كلمات سورة الماعون).
8: إشارة خفية إلى العدد 114
قلنا أن عدد كلمات سورة الفاتحة 29 وعدد كلمات سورة الماعون 25 ..
ما العدد الذي ينتج لدينا لو قمنا بتربيع هذه الأرقام الأربعة وجمعناها؟
العدد الناتج هو: 81 + 4 + 25 + 4 = 114.
العدد 114 هو عدد سور القرآن الكريم.
9 - ومما يذكر من لطائف الترتيب القرآني هنا أن عدد سور القرآن التي عدد الآيات في كل منها أقل من 7 هو 11 سورة، مجموع آياتها 49، أي 7 × 7.
سبحان الله؟ فأي ترتيب هو أعظم وأحكم؟
أين الذين لا يخشون في الحق لومة لائم؟
هل ينسب هذا الترتيب لبشر؟
وماذا نعد الإصرار على انه بشري؟
هل يترك الله ترتيب كتابه للصحابة، يرتبونه على هواهم ووفق اصطلاحاتهم؟ أم أنه رتبوه وفق ما علموه عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام؟
حينما قلنا هذا الكلام، قيل لنا هذا كلام إنشائي .. وها قد أتيناكم بعشرات الأمثلة، فماذا تريدون بعد؟
فقط تدبروا هذا الترتيب المحكم لسورة الماعون، كيف جاء؟ كيف لم يتعارض مع ترتيب سور القرآن الأخرى؟
يظن المتأمل أن كل سور القرآن قد رتبت ووظفت لتحقيق هذا الإحكام في سورة الماعون .. فإذا تركنا سورة الماعون وذهبنا إلى غيرها نظن أنها السورة المركزية التي يدور حولها الترتيب، فإذا ذهبنا إلى الثالثة نجد مثل ذلك .. فإذا أخذنا سور القرآن كلها وجدنا مثل ذلك ....
الموضوع القادم: معجزة الترتيب القرآني في سورة الهمزة إن شاء الله
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[25 Apr 2009, 06:44 م]ـ
سبحان الله
لقد أمضى العلماء خمسة عشر قرنا وهم يدرسون بلاغة القرآن، ليتهم يخصصون خمسة عشر عاما لدراسة ترتيبه.
ـ[محمد براء]ــــــــ[25 Apr 2009, 06:47 م]ـ
إيش نعمل؟!
أعاننا الله على علمائنا الأغبياء!.
ـ[محمد براء]ــــــــ[25 Apr 2009, 06:48 م]ـ
سبحان الله
لقد أمضى العلماء خمسة عشر قرنا وهم يدرسون بلاغة القرآن، ليتهم يخصصون خمسة عشر عاما لدراسة ترتيبه.
ترك العلماء لذلك دليل على أنه باطل، وليتك تقف عند ما وقفوا عنده فتسلم.
ـ[ Amara] ــــــــ[25 Apr 2009, 08:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب عبد الله جلغوم
جزاك الله خيرا .. كتبت فأبدعت ..
فقط أردت أن أشير إلى أن القرآن ذكر الاثنين و الثلاثة ... و هي أعداد أولية .. و أريد توضيح ما كتبت
من روائع الترتيب القرآني - سورة الماعون
العدد 7 هو العدد الأولي الأول المستخدم في القرآن
أو تصحيحه ..
و الثاني أنك ذكرت
من روائع الترتيب القرآني - سورة الماعون
ما سر تكراره في سورة الماعون دون غيرها؟
فأحسب أن نسأل السؤال هكذا:
ما سر تكراره في سورة الماعون؟ فإننا لا نحيط بغيرها ..
أخي الحبيب .. ليوفقك الله تعالى الذي أنعم عليك ..
أما أنت أخي أبو الحسنات الدمشقي ..
ترك العلماء لذلك دليل على أنه باطل، وليتك تقف عند ما وقفوا عنده فتسلم.
ليتك توضح لي الذي وقفوا عليه ..
يغفر الله لي و لكم
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عمارة سعد شندول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[25 Apr 2009, 11:04 م]ـ
عمارة:أخي الحبيب عبد الله جلغوم
جزاك الله خيرا .. كتبت فأبدعت ..
فقط أردت أن أشير إلى أن القرآن ذكر الاثنين و الثلاثة ... و هي أعداد أولية .. و أريد توضيح ما كتبت
استخدم القرآن من بين الأعداد الأولية في السلسلة 1 - 114 اعدادا للآيات، 17 عددا
أول هذه الأعداد ورودا في ترتيب المصحف هو العدد 7 وهو عدد آيات سورة الفاتحة. فأما العدد 2 فهو من الأعداد غير المستخدمة للدلالة على أعداد الايات (أي لا توجد في القرآن سورة مؤلفة من آيتين) فاما العدد 3 فهو آخر الأعداد الأولية المستخدمة في ترتيب المصحف، وقد استخدم للدلالة على اعداد الآيات في ثلاث سور هي العصر والكوثر والنصر.
وهكذا زال الإشكال.
فأحسب أن نسأل السؤال هكذا:
ما سر تكراره في سورة الماعون؟ فإننا لا نحيط بغيرها ..
أخي الحبيب .. ليوفقك الله تعالى الذي أنعم عليك ..
استخدمت بعض الأعداد للدلالة على عدد الايات في أكثر من سورة، فمعنى كلامي أن العدد 7 استخدم للدلالة على عدد الايات في سورتي الفاتحة والماعون. أما مظاهر الإعجاز في العدد 7 فكثيرة، ولكن الذي أشرت إليه هو ما يتعلق بعدد الايات فقط.
مع فائق التقدير والاحترام
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[26 Apr 2009, 12:12 ص]ـ
من روائع الترتيب القرآني - سورة الماعون
العدد 7 هو العدد الأولي الأول المستخدم في القرآن، وهو عدد آيات سورة الفاتحة الأولى في ترتيب سور القرآن. وقد تكرر استخدامه في سورة الماعون. ما سر تكراره في سورة الماعون دون غيرها؟
لماذا لم تأخذ العدد: 2 أو 3 أو5؟
ولعلك تقول إنك اخترت الرقم ذا العلاقة بما وجدت في سورة الماعون.
فهل ننتظر أن يكون هناك علاقة بين العدد الأول الأولي من أول القرآن "2" وموضع ما من آخر القرآن؟
وكذلك العدادن 3، 5؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[26 Apr 2009, 01:23 ص]ـ
لماذا لم تأخذ العدد: 2 أو 3 أو5؟
ولعلك تقول إنك اخترت الرقم ذا العلاقة بما وجدت في سورة الماعون.
فهل ننتظر أن يكون هناك علاقة بين العدد الأول الأولي من أول القرآن "2" وموضع ما من آخر القرآن؟
وكذلك العدادن 3، 5؟
هل قرأت مشاركتي: الإعجاز في العدد 1593؟
تلك المشاركة هي مقتطعة من فصل: الأعداد الأولية في القرآن، وبالتالي فالوصول إلى ذلك العدد جاء بعد إحصاءات كاملة لاستخدام الأعداد الأولية في القرآن، ولا بد أن اكون قد ذكرت في الفصل المخصص للأعداد الأولية شيئا عن الأعداد المستخدمة اعدادا للآيات وغير المستخدمة، بل وما هو اكبر من ذلك، أعداد الآيات في القرآن التي أرقام ترتيبها اعداد أولية.
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[25 Oct 2010, 03:59 م]ـ
لماذا لم تأخذ العدد: 2 أو 3 أو5؟
الأستاذ عبد الله جلغوم،
عطفاً على البحث في سورة الماعون ذو ال7 آيات والرقم 7 الأولي.
هل لديك بحث عن علاقة الرقم 3 وسورة الكوثر. فإن سورة الكوثر تتكون من 3 آيات. والرقم 3 هو رقم أولي أيضاً.
هل لديك بحث عن علاقة الرقم 5 وسورة الفلق. فإن سورة الفلق تتكون من 5 آيات. والرقم 5 هو رقم أولي أيضاً.
وشكراً
ـ[د. لولوه القضيبي]ــــــــ[25 Oct 2010, 06:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
آمل من الأخوة في الملتقى مشكورين مأجورين أن يهتموا ببيان إعجاز القرآن فيما يتعلق بالأنفس فالله عزوجل يقول (((وفي أنفسكم أفلا تبصرون))) أيضاً في ذكر بعض الفواكه والثمار (كالتين والزيتون،والرطب، الموز ... ) والمشروبات (كالعسل والزنجبيل واللبن ... ) وبيان ماذكره المفسرون حول الآيات الخاصة بذكر ماسبق. لنصل إلى التدبر الحقيقي والفهم التام للقرآن. والنظر للإعجاز من زاوية إيمانية. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[25 Oct 2010, 07:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
آمل من الأخوة في الملتقى مشكورين مأجورين أ يهتموا ببيان إعجاز القرآن فيما يتعلق بالأنفس فالله عزوجل يقول (((وفي أنفسكم أفلا تبصرون))) أيضاً في ذكر بعض الفواكه والثمار (كالتين والزيتون،والرطب، الموز ... ) والمشروبات (كالعسل والزنجبيل واللبن ... ) وبيان ماذكره المفسرون حول الآيات الخاصة بذكر ماسبق. لنصل إلى التدبر الحقيقي والفهم التام للقرآن. والنظر للإعجاز من زاوية إيمانية. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
لكأنك تقولين إن إعجاز القرآن في التين والموز واللبن اهم من إعجاز ترتيبه؟!
وماذا عن الخضروات،والطماطم التي ارتفع سعرها مؤخرها؟ ألا يجوز التدبر فيها هي الأخرى؟
وهل دعانا الله سبحانه للتدبر في الأنفس والفواكه وحذّرنا من التدبر في ترتيب سوره وآياته؟
على أي حال، أبشري: فإننا لن نكون كرماء - كسابق عهدنا - في أبحاثنا منذ اليوم، ولن نعرضها على من لا يفهمها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[25 Oct 2010, 08:07 م]ـ
على أي حال، أبشري: فإننا لن نكون كرماء - كسابق عهدنا - في أبحاثنا منذ اليوم، ولن نعرضها على من لا يفهمها.
أو أحسن من هذا يا شيخ عبد الله؟!! ...
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[25 Oct 2010, 08:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
آمل من الأخوة في الملتقى مشكورين مأجورين أن يهتموا ببيان إعجاز القرآن فيما يتعلق بالأنفس فالله عزوجل يقول (((وفي أنفسكم أفلا تبصرون))) أيضاً في ذكر بعض الفواكه والثمار (كالتين والزيتون،والرطب، الموز ... ) والمشروبات (كالعسل والزنجبيل واللبن ... ) وبيان ماذكره المفسرون حول الآيات الخاصة بذكر ماسبق. لنصل إلى التدبر الحقيقي والفهم التام للقرآن. والنظر للإعجاز من زاوية إيمانية. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=22648 لعلك تجدين بغيتك في هذا الرابط دكتورة لولوه. . والتنويع في أوجه الإعجاز أيضاً فيه فائدة. بارك الله بك وزادك حرصاً وطاعة وتدبراً أختي الكريمة.(/)
سؤال في قوله تعالى: وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا لَعِبٌ وَلَهْوٌ
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[25 Apr 2009, 08:14 م]ـ
ورد عليّ هذا السؤال ولم أجد له جوابا مقنعا. لذا فأرجو المساعدة.
وهو في فهم قوله تعالى:
(وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ) في سورة الأنعام، الآية 32
(إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ) في سورة محمد، الآية 36
(اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ) في سورة الحديد، الآية 20
(وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) في سورة العنكبوت، الآية 64
في هذه الآيات إقرار بأن الحياة الدنيا محل لهو ولعب وزينة، مما يعني إقرارا ضمنيا بإباحة اللهو واللعب والزينة، وإن كان العمل للآخرة أفضلا من ذلك.
والسؤال هو التالي: هل تمثل هذه الآيات نوعا من الذم المطلق للدنيا، أو إقرارا بإباحة اللهو واللعب والزينة فيها؟
وإذا كان الجواب هو الثاني، فلم يوجد لدى بعض الفقهاء نزعة نحو التشديد في تحريم أكثر أنواع اللهو واللعب؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[25 Apr 2009, 09:14 م]ـ
ورد عليّ هذا السؤال ولم أجد له جوابا مقنعا. لذا فأرجو المساعدة.
وهو في فهم قوله تعالى:
(وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ) في سورة الأنعام، الآية 32
(إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ) في سورة محمد، الآية 36
(اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ) في سورة الحديد، الآية 20
(وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) في سورة العنكبوت، الآية 64
في هذه الآيات إقرار بأن الحياة الدنيا محل لهو ولعب وزينة، مما يعني إقرارا ضمنيا بإباحة اللهو واللعب والزينة، وإن كان العمل للآخرة أفضلا من ذلك.
والسؤال هو التالي: هل تمثل هذه الآيات نوعا من الذم المطلق للدنيا، أو إقرارا بإباحة اللهو واللعب والزينة فيها؟
وإذا كان الجواب هو الثاني، فلم يوجد لدى بعض الفقهاء نزعة نحو التشديد في تحريم أكثر أنواع اللهو واللعب؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد:
المتأمل في واقع الحياة يرى أن حقيقة الدنيا هي كما أخبر الله تعالى فغاية الذين لا يؤمنون بالآخرة في هذه الحياة الدنيا أن يلعبوا ويلهوا ويتفاخروا ويكاثر بعضهم بعضا في الأموال والأولاد ثم ما هي النهاية؟
النهاية هي أن كل ذلك ينتهي فلا يبقى منه شيء، ولو أن الأمر ينتهي عند هذا لكان أهون في الخسارة، لكن الحقيقة أشد من ذلك وهو أن هذا الصنف سيحاسب على لهوه ولعبه في الحياة الآخرة ثم يعذب على ذلك.
والتعامل مع الحياة بهذا المبدأ لا يحقق الغاية من استخلاف الله للناس في الأرض وهي عبادة الله وإقامة موازين العدل في الأرض، بل إنه يسبب الفساد في الأرض والظلم والبغي بغير الحق.
والآيات ليست واردة في باب المفاضلة بين نوعين من العمل كلاهما جائز أو مباح، وأن أحدهما أفضل من الآخر،لا.
إنما الآيات واردة في بيان نوعين من التعامل مع معطيات الله تعالى للإنسان في هذه الحياة، أحدهما أساء الفهم والتصور ومن ثم أساء العمل، والآخر فهم الحياة على حقيقتها وتعامل معها بناء على هذا الفهم ومن ثم جاء عمله منتجا للخير والصلاح.
وبعبارة أخرى أقول: إن الآيات وصف دقيق لحال الكافر مع معطيات الحياة ودعوة للمؤمن لأن يسلك مسلكا مغايراً بحيث يكون تعامله مع معطيات الحياة مبنياً على منهج الله تعالى الذي أنزله في كتابه وبينه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.
أما قضية ما يباح من اللهو واللعب فالفقهاء يختلفون بمقدار اختلافهم في فهم آيات الكتاب وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم، والكلام حول هذا الموضوع له ذيول يحتاج إلى وقت ومدارسة حتى يفهم على وجهه الصحيح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يسري خضر]ــــــــ[25 Apr 2009, 10:02 م]ـ
الدين والضحك والمرح
موقع القرضاوي/21 - 4 - 2009
بقلم العلامة الدكتور القرضاوي
قد وُجّه إليّ منذ سنوات سؤال مهم عن موقف الدين من الضحك والمرح والمزاح. قال السائل:
هل يجوز للمسلم أن يضحك ويمزح، ويفرح ويمرح، وتصدر عنه النكات والطرائف والملح، بالقول أو بالفعل، فيضحك الآخرين؟
إن بعض الناس تكونت لديه فكرة: أن الدين يحرم على الإنسان الضحك والمزاح والتنكيت والمداعبة، ويفرض عليه الجد والصرامة في كل أحواله. ويؤيدون هذا الاعتقاد بأمرين:
الأول: موقف كثير من المتدينين، أو المتحمسين للدين، حيث لا يرى أحدهم إلا مقطب الجبين، عبوس الوجه، متجهمًا عند اللقاء، خشنًا في الكلام، فظًا في المعاملة مع الناس، وخصوصًا غير المتدينين.
والثاني: بعض النصوص، التي قرأوها أو سمعوها من بعض الوعاظ والخطباء، ففهموا منها أن الإسلام لا يرحب بالضحك والفرح والمزاح، مثل حديث "لا تكثر من الضحك، فإن كثرة الضحك تميت القلب" [1].
وحديث: "ويل للذي يحدث الحديث ليضحك به القوم، فيكذب، ويل له، ويل له" [2].!
وحديث وصف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، بأنه: "كان متواصل الأحزان" [3].
وقوله تعالى على لسان قوم قارون: (لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين) القصص: 76.
وحسب قراءتي ومعلوماتي عن الإسلام ـ وهي محدودة ـ أعتقد أن هذا ظلم للإسلام الذي جاء بالاعتدال في كل شيء.
فالرجاء توضيح موقف الإسلام في هذه القضية، مؤيدًا بالأدلة الشرعية. نفع الله بكم، وجزاكم خيرًا.
الإنسان حيوان ضاحك:
وقد أجبت السائل بما يلي:
الضحك من خصائص الإنسان، فالحيوانات لا تضحك؛ لأن الضحك يأتي بعد نوع من الفهم والمعرفة لقول يسمعه، أو موقف يراه، فيضحك منه.
ولهذا قيل: الإنسان حيوان ضاحك، ويصدق القول هنا: أنا أضحك، إذن أنا إنسان.
والإسلام ـ بوصفه دين الفطرة ـ لا يتصور منه أن يصادر نزوع الإنسان الفطري إلى الضحك والمرح والانبساط، بل هو على العكس يرحب بكل ما يجعل الحياة باسمة طيبة، ويحب للمسلم أن تكون شخصيته متفائلة باشّة، ويكره الشخصية المكتئبة المتطيرة، التي لا تنظر إلى الحياة والناس إلا من خلال منظار قاتم أسود.
حاجة الإنسان إلى اللهو:
على أن حاجة الإنسان السوي إلى اللهو حاجة فطرية. ونجيب الذين اعترضوا على حل الألعاب المختلفة بأنها لهو، وهو مذموم، بما أجاب الإمام الغزالي عمن قال: إن الغناء لهو ولعب بقوله: (هو كذلك، ولكن الدنيا كلها لهو ولعب ... وجميع المداعبة مع النساء لهو، إلا الحراثة التي هي سبب وجود الولد، وكذلك المزح الذي لا فحش فيه حلال، نقل ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة.
وأي لهو يزيد على لهو الحبشة والزنوج في لعبهم، فقد ثبت بالنص إباحته. على أني أقول: اللهو مروح للقلب، ومخفف عنه أعباء الفكر، والقلوب إذا أكرهت عميت، وترويحها إعانة لها على الجد، فالمواظب على التفكر مثلاً ينبغي أن يتعطل يوم الجمعة؛ لأن عطلة يوم تساعد على النشاط في سائر الأيام، والمواظب على نوافل الصلوات في سائر الأوقات ينبغي أن يتعطل في بعض الأوقات، ولأجله كرهت الصلاة في بعض الأوقات، فالعطلة معونة على العمل، اللهو معين على الجد ولا يصبر على الجد المحض، والحق المر، إلا نفوس الأنبياء عليهم السلام، فاللهو دواء القلب من داء الإعياء، فينبغي أن يكون مباحًا، ولكن لا ينبغي أن يستكثر منه، كما لا يستكثر من الدواء. فإذًا اللهو على هذه النية يصير قربة، هذا في حق من لا يحرك السماع من قلبه صفة محمودة يطلب تحريكها، بل ليس له إلا اللذة والاستراحة المحضة، فينبغي أن يستحب له ذلك، ليتوصل به إلى المقصود الذي ذكرناه. نعم هذا يدل على نقصان عن ذروة الكمال، فإن الكامل هو الذي لا يحتاج أن يروح نفسه بغير الحق، ولكن حسنات الأبرار سيئات المقربين، ومن أحاط بعلم علاج القلوب، ووجوه التلطف بها، وسياقتها إلى الحق، علم قطعًا أن ترويحها بأمثال هذه الأمور دواء نافع لا غنى عنه) انتهي كلام الغزالي [4]، وهو كلام نفيس يعبر عن روح الإسلام الحقة.
ومن الناس من استدل بقوله تعالى: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين) لقمان:5 على أن كل لهو حرام.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا غير صحيح، لأن الآية الكريمة لم تذم اللهو في ذاته، وإنما ذمت من يشتري اللهو ليضل عن سبيل الله، ويتخذها هزوا، فالمذموم هنا هو المقصود من وراء اللهو، وليس اللهو ذاته. [5]
يؤيد هذا أن القرآن قرن اللهو بالتجارة ـ وهي مشروعة قطعا ـ كما جاء في قوله تعالى (وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما، قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين) الجمعة:11.
رسول الله هو الأسوة:
وأسوة المسلمين في ذلك هو: رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان ـ برغم همومه الكثيرة والمتنوعة ـ يمزح ولا يقول إلا حقًا، ويحيا مع أصحابه حياة فطرية عادية، يشاركهم في ضحكهم ولعبهم ومزاحهم، كما يشاركهم آلامهم وأحزانهم ومصائبهم.
يقول زيد بن ثابت، وقد طلب إليه أن يحدثهم عن حال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كنت جاره، فكان إذا نزل عليه الوحي بعث إلي فكتبته له، فكان إذا ذكرنا الدنيا ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الآخرة ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الطعام ذكره معنا، وقال: فكل هذا أحدثكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ [6] وقد روي وصفه من بعض أصحابه بأنه كان من أفكه الناس. [7]
وقد رأيناه في بيته صلى الله عليه وسلم يمازح زوجاته ويداعبهن، ويستمع إلى أقاصيصهن، كما في حديث أم زرع الشهير في صحيح البخاري [8].
وكما رأينا في تسابقه مع عائشة رضي الله عنها، حيث سبقته مرة، وبعد مدة تسابقا فسبقها، فقال لها: هذه بتلك! [9] أي (تعادل) بلغة الكرة اليوم! وأذكر أني كنت أدرس لطالباتي في جامعة قطر (السيرة النبوية) وذكرت لهم القصة، وقلت لهم: ماذا تقولون لو رأيتموني مرة أتسابق في العَدْو مع زوجتي؟ ستقولون: جُنَّ الشيخ!
وقد روي أنه وطأ ظهره لسبطيه الحسن والحسين، في طفولتهما ليركبا، ويستمتعا دون تزمت ولا تحرج، وقد دخل عليه أحد الصحابة ورأى هذا المشهد فقال: نعم المركب ركبتما، فقال عليه الصلاة والسلام: "ونعم الفارسان هما"! [10]
وفي رواية: أنه صلى الله عليه وسلم كان يرفع الحسن بن علي برجليه فيقول له: حُزُقَّة تَرَقَّ عين بَقَّة [11] " [12].
وفي رواية عند الطبراني: عن أبي هريرة قال: سمعت أذناي هاتان، وأبصرت عيناي هاتان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بكفيه جميعا، حسنا أو حسينا، وقدماه على قدمي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يقول: حُزُقَّة حُزُقَّة ارَقَّ عين بَقَّة، فيرقى الغلام حتى يضع قدمه على صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم: قال له: افتح فاك، قال: ثم قبله، ثم قال:: اللهم أحبه، فإني أحبه. [13]
ورأيناه يمزح مع تلك المرأة العجوز التي جاءت تقول له: ادع الله أن يدخلني الجنة، فقال لها: "يا أم فلان، إن الجنة لا يدخلها عجوز"! فبكت المرأة حيث أخذت الكلام على ظاهره، فأفهمها: أنها حين تدخل الجنة لن تدخلها عجوزًا، بل شابة حسناء.
وتلا عليها قول الله تعالى في نساء الجنة: (إنا أنشأناهن إنشاء. فجعلناهن أبكارًا. عربًا أترابًا) الواقعة:35 - 37 [14].
وجاء رجل يسأله أن يحمله على بعير، فقال له عليه الصلاة والسلام: "إنا حاملوك على ولد الناقة"! فقال: يا رسول الله، وماذا أصنع بولد الناقة؟! -انصرف ذهنه إلى الحوار الصغير- فقال: "وهل تلد الإبل إلا النوق"؟ [15] وقال زيد بن أسلم: إن امرأة يقال لها أم أيمن جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إن زوجي يدعوك، قال: "ومن هو؟ أهو الذي بعينه بياض"؟ قالت: والله ما بعينه بياض فقال: "بلى إن بعينه بياضا" فقالت: لا والله، فقال صلى الله عليه وسلم: "ما من أحد إلا بعينه بياض" [16] وأراد به البياض المحيط بالحدقة.
وقال أنس: كان لأبي طلحة ابن يقال له: أبو عُمَيْر، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيهم ويقول: "يا أبا عُمَيْر ما فعل النُّغَيْر"؟ [17]. لنغير كان يلعب به وهو فرخ العصفور.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقالت عائشة رضي الله عنها: كان عندي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسودة بنت زمعة، فصنعت حريرة ـ دقيق يطبخ بلبن أو دسم ـ وجئت به، فقلت لسودة: كلي، فقالت: لا أحبه، فقلت: والله لتأكلن أو لألطخن به وجهك، فقالت: ما أنا بذائقته، فأخذت بيدي من الصحفة شيئًا منه فلطخت به وجهها، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس بيني وبينها، فخفض لها رسول الله ركبتيه لتستقيد مني فتناولت من الصحفة شيئًا فمسحت به وجهي! وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك. [18]
وروي أن الضحاك بن سفيان الكلابي كان رجلاً دميمًا قبيحًا، فلما بايعه النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن عندي امرأتين أحسن من هذه الحميراء ـ وذلك قبل أن تنزل آية الحجاب ـ أفلا أنزل لك عن إحداهن فتتزوجها؟! وعائشة جالسة تسمع، فقالت: أهي أحسن أم أنت؟ فقال: بل أنا أحسن منها وأكرم، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم من سؤالها إياه؛ لأنه كان دميمًا. [19] وكان صلى الله عليه وسلم يحب إشاعة السرور والبهجة في حياة الناس، وخصوصًا في المناسبات السائدة مثل: الأعياد والأعراس.
ولما أنكر الصديق أبو بكر رضي الله عنه غناء الجاريتين يوم العيد في بيته وانتهرهما، قال له: "دعهما يا أبا بكر، فإنها أيام عيد" [20]! وفي بعض الروايات: "إن لكل قوم عيدا، وهذا عيدنا " [21].
وقد أذن للحبشة أن يلعبوا بحرابهم في مسجده عليه الصلاة والسلام في أحد أيام الأعياد، وكان يحرضهم ويقول: "دونكم يا بني أرفدة" [22]!
وأتاح لعائشة أن تنظر إليهم من خلفه، وهم يلعبون ويرقصون، ولم ير في ذلك بأسًا ولا حرجًا.
كما أتاح لها أن تلعب بالبنات (اللُّعب) مع صويحباتها.
واستنكر يومًا أن تزف فتاة إلى زوجها زفافًا صامتًا، لم يصحبه لهو ولا غناء، وقال: "ما كان معها لهو؟ فإن الأنصار يعجبهم اللهو " [23]. وفي بعض الروايات: "هلا بعثتم معها من تغني وتقول: أتيناكم أتيناكم .. فحيونا نحييكم" [24].
وقد ذكر الإمام الغزالي في كتاب (الإحياء) [25] أحاديث غناء الجاريتين، ولعب الحبشة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وتشجيع النبي لهم بقوله: " دونكم يا بني أرفدة ". وقول النبي لعائشة: " تشتهين أن تنظري "؟، ووقوفه معها حتى تمل هي وتسأم، ولعبها بالبنات مع صواحبها، ثم قال: فهذه الأحاديث كلها في الصحيحين، وهي نص صريح في أن الغناء واللعب ليس بحرام، وفيها دلالة على أنواع من الرخص:
الأول: اللعب، ولا يخفى عادة الحبشة في الرقص واللعب.
والثاني: فعل ذلك في المسجد.
والثالث: قوله صلى الله عليه وسلم: " دونكم يا بني أرفدة " وهذا أمر باللعب، والتماس له، فكيف يقدر كونه حراما؟
والرابع: منعه لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما عن الإنكار والتعليل والتغيير، وتعليله بأنه يوم عيد، أي وقت سرور، وهذا من أسباب السرور.
والخامس: وقوفه طويلا في مشاهدته ذلك وسماعه، لموافقة عائشة رضي الله عنها، وفيه دليل على أن حسن الخلق في تطييب قلوب النساء والصبيان بمشاهدة اللعب أحسن من خشونة الزهد والتقشف في الامتناع والمنع عنه.
والسادس: قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة ابتداء: " أتشتهين أن تنظري "؟
والسابع: الرخصة في الغناء والضرب بالدف من الجاريتين ... إلى آخر ما قاله الغزالي في كتاب السماع.
الصحابة على هدي رسول الله:
وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان في خير قرون الأمة يضحكون ويمزحون، اقتداءً بنبيهم صلى الله عليه وسلم واهتداء بهديه. حتى إن رجلاً مثل عمر بن الخطاب -على ما عرف عنه من الصرامة والشدة- يروى عنه أنه مازح جارية له، فقال لها: خلقني خالق الكرام، وخلقك خالق اللئام! فلما رآها ابتأست من هذا القول، قال لها مبينًا: وهل خالق الكرام واللئام إلا الله عز وجل؟؟
وقد عرف بعضهم بذلك في حياته - صلى الله عليه وسلم-، وأقره عليه، واستمر على ذلك من بعده، وقبله الصحابة، ولم يجدوا فيه ما ينكر، برغم أن بعض الوقائع المروية في ذلك لو حدثت اليوم لأنكرها معظم المتدينين أشد الإنكار، وعدوا فاعلها من الفاسقين أو المنحرفين!
الصحابة الفكاهيون (الكوميديون):
من هؤلاء المعروفين بروح المرح والفكاهة والميل إلى الضحك والمزاح: النعيمان بن عمر الأنصاري، رضي الله عنه، الذي رويت عنه في ذلك نوادر عجيبة وغريبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ذكروا أنه كان ممن شهد العقبة الأخيرة، وشهد بدرًا وأُحدًا، والخندق، والمشاهد كلها. ومعنى هذا: أنه من السابقين الأولين من الأنصار الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه، كما ذكرت سورة التوبة [26].
روى عنه الزبير بن بكار عددًا من النوادر الطريفة في كتاب "الفكاهة والمرح" نذكر بعضًا منها:
قال: وكان لا يدخل المدينة طُرفة إلا اشتري منها، ثم جاء بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فيقول: هذا أهديته لك، فإذا جاء صاحبها يطلب نعيمان بثمنها، أحضره إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قائلا: أعط هذا ثمن متاعه، فيقول: "أو لم تهده لي"؟ فيقول: إنه والله لم يكن عندي ثمنه، ولقد أحببت أن تأكله، فيضحك، ويأمر لصاحبه بثمنه [27].
وأخرج الزبير قصة أخرى من طريق ربيعة بن عثمان قال: دخل أعرابي على النبي صلى الله عليه وسلم، وأناخ ناقته بفنائه، فقال بعض الصحابة للنعيمان الأنصاري: لو عقرتها فأكلناها، فإنا قد قرمنا [28] إلى اللحم؟ ففعل، فخرج الأعرابي وصاح: واعقراه يا محمد! فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "من فعل هذا"؟ فقالوا: النعيمان، فأتبعه يسأل عنه حتي وجده قد دخل دار ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب، واستخفي تحت سرب لها فوقه جريد، فأشار رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم حيث هو فأخرجه فقال له: "ما حملك على ما صنعت"؟ قال: الذين دلوك على يا رسول الله هم الذين أمروني بذلك قال: فجعل يمسح التراب عن وجهه ويضحك، ثم غرمها للأعرابي [29].
قال الزبير أيضا: حدثني عمي عن جدي قال: كان مخرمة بن نوفل قد بلغ مائة وخمس عشرة سنة، فقام في المسجد يريد أن يبول، فصاح به، الناس، المسجد المسجد، فأخذ نعيمان بن عمرو بيده، وتنحي به، ثم أجلسه في ناحية أخري من المسجد فقال له: بل هنا قال: فصاح به الناس فقال: ويحكم، فمن أتى بي إلى هذا الموضع؟! قالوا: نعيمان، قال: أما إن لله عليّ إن ظفرت به أن أضربه بعصاي هذه ضربة تبلغ منه ما بلغت! فبلغ ذلك نعيمان، فمكث ما شاء الله، ثم أتاه يومًا، وعثمان قائم يصلي في ناحية المسجد، فقال لمخرمة: هل لك في نعيمان قال: نعم، قال: فأخذ بيده حتى أوقفه على عثمان، وكان إذا صلى لا يلتفت، فقال: دونك هذا نعيمان، فجمع يده بعصاه، فضرب عثمان فشجه، فصاحوا به: ضربت أمير المؤمنين، فذكر بقية القصة. [30]
ومن الطرائف أن صحابيًا آخر من أهل الفكاهة والمزاح، استطاع أن يوقع نعيمان في بعض ما أوقع فيه غيره من "المقالب" كما في قصة سويبط بن حرملة معه، وكان ممن شهد بدرًا أيضًا، قال ابن عبد البر في "الاستيعاب" [31] في ترجمة سويبط رضي الله عنه: وكان مزاحًا يفرط في الدعابة، وله قصة ظريفة مع نعيمان وأبي بكر الصديق رضي الله عنهم، نذكرها لما فيها من الظرف، وحسن الخلق.
وروى عن أم سلمة قالت: خرج أبو بكر الصديق رضي الله عنه في تجارة إلى بصري قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم بعام، ومعه نعيمان وسويبط بن حرملة، وكانا قد شهدا بدرًا، وكان نعيمان على الزاد، فقال له سويبط، وكان رجلاً مزاحًا، أطعمني فقال: لا حتى يجيء أبو بكر رضي الله عنه، فقال: أما والله لأغيظنك، فمروا بقوم فقال لهم سويبط: تشترون مني عبدًا؟ قالوا: نعم، قال: إنه عبد له كلام، وهو قائل لكم: إني حر، فإن كنتم إذا قال لكم هذه المقالة تركتموه، فلا تفسدوا على عبدي، قالوا: بل نشتريه منك، قال: فاشتروه منه بعشر قلائص، قال: فجاءوا فوضعوا في عنقه عمامة أو حبلاً، فقال نعيمان: إن هذا يستهزئ بكم، وإني حر، لست بعبد، قالوا: قد أخبرنا خبرك فانطلقوا به، فجاء أبو بكر رضي الله عنه، فأخبره سويبط فأتبعهم، فرد عليهم القلائص، وأخذه، فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه قال: فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه منها حولا. [32]
موقف المتشددين:
ومما لا يخفى: أنه كان في الصحابة رجال تتسم حياتهم بالجد والصرامة، كما رأينا في موقف سيدنا أبي بكر حين أنكر الغناء في بيت عائشة رغم أن اليوم يوم عيد، وقال قولته الشهيرة: أمزمور الشيطان في بيت رسول الله؟ [33]
وكما رأينا في موقف سيدنا عمر، حتى أخذ الحصباء بيده ورمى بها الحبشة وهم يلعبون بحرابهم، حتى زجره النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: دعهم يا عمر.
ولا يزال الناس متفاوتين جد التفاوت في مثل هذه المواقف، والإسلام يسعهم جميعا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأفضل المواقف بلا نزاع هو موقف النبي صلى الله عليه وسلم، الذي وسع هذه الألوان من اللهو، برغم ما يحمل في صدره من هموم الدعوة والأمة.
ولا ريب أن هناك من الحكماء والأدباء والشعراء من ذم المزاح، وحذر من سوء عاقبته، ونظر إلى جانب الخطر والضرر فيه، وأغفل الجوانب الأخري.
قال بعضهم: المزاح مجلبة للبغضاء، مثلبة للبهاء، مقطعة للإخاء.
وقيل: إذا كان المزاح أول الكلام كان آخره الشتم واللكام.
وسئل الحجاج بن الفرية عن المزاح فقال: أوله فرح، وآخره ترح، وهو نقائض السفهاء مثل نقائص الشعراء، والمزاح فحل لا ينتج إلا الشر.
وقال مسعر بن كدام:
أما المزاحة والمراء فدعهما خلقان لا أرضاهما لصديق
وقيل:
لا تمازح صغيرًا فيجترئ عليك، ولا كبيرًا فيحقد عليك!
ونحوه قول الشاعر:
فإياك إياك المزاح فإنه يجرّي عليك الطفل والدنس النذلا
وقال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: لا يكون المزاح إلا من سخف أو بطر.
وقيل: المِزاح يُبدي المهانة، ويُذهب المهابة، والغالب فيه واتر، والمغلوب ثائر.
وقيل: احذر فلتات المِزاح، فسقطة الاسترسال لا تقال.
ولكن ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه أحق أن يتبع، وهو يمثل التوازن والاعتدال.
وقد قال لحنظلة حين فزع من تغير حاله في بيته عن حاله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، واتهم نفسه بالنفاق: "يا حنظلة لو دمتم على الحال التي تكونون عليها عندي لصافحتكم الملائكة في الطرقات، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة" [34]، وهذه هي الفطرة، وهذا هو العدل.
روى ابن أبي شيبة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: لم يكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متحزقين ولا متماوتين. كانوا يتناشدون الأشعار، ويذكرون أمر جاهليتهم، فإذا أريد أحدهم على شيء من أمر دينه دارت حماليق عينيه كأنه مجنون. [35]
والتحزق كما يقول الإمام الخطابي: التجمع وشدة التقبص.
وفي النهاية لابن الأثير: متحزقين: أي منقبضين ومجتمعين.
وسئل ابن سيرين عن الصحابة: هل كانوا يتمازحون؟ فقال: ما كانوا إلا كالناس. كان ابن عمر يمزح وينشد الشعر. [36] وابن عمر هو من هو، في ورعه وجده وتشدده.
وبهذا يكون موقف أولئك النفر من المتدينين أو المتحمسين للدين، وعبوسهم وتجهمهم الذي ذكره الأخ السائل، لا يمثل حقيقة الدين في شيء، ولا يتفق مع هدي الرسول الكريم وأصحابه.
إنما يرجع إلى سوء فهمهم للإسلام، أو لطبيعتهم الشخصية، أو لظروف نشأتهم وتربيتهم.
وعلى كل حال، لا يجهل مسلم أن الإسلام لا يؤخذ من سلوك فرد أو مجموعة من الناس، يخطئون ويصيبون. فالإسلام حجة عليهم، وليسوا هم حجة على الإسلام، إنما يؤخذ الإسلام من القرآن والسنة الثابتة.
تفسير النصوص الموهمة لخلاف ذلك:
وأما النصوص الدينية التي ذكرها السائل، والتي فهم منها من فهم: أن الإسلام يدعو إلى الحزن والاكتئاب والتجهم، فأود أن ألقي بعض الضوء عليها حتى لا نسيء فهمها، ونخرجها عن الإطار الذي أريد بها.
فقوله تعالى على لسان قوم قارون له ناصحين: (لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين) القصص: 76 لا يفهم منه ذم الفرح بإطلاق، فقد قال تعالى: (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون) يونس: 58.
وقال صلى الله عليه وسلم: " للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه " متفق عليه. [37]
بل الفرح المراد هنا ـ كما يدل عليه السياق ـ هو فرح الأشر والبطر والغرور والانتفاخ الذي ينسي صاحبه فضل الله عليه، وينسب كل فضل إلى نفسه، كما قال قارون عن ماله: (إنما أوتيته على علم عندي) القصص: 78 فهو فرح بغير الحق، كذلك الذي ذم به القرآن المشركين حين قال لهم بعد دخولهم النار: (ذلكم بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون) غافر:75.
وهو أشبه بفرح الذين سألهم النبي صلى الله عليه وسلم من اليهود عن شيء فكتموه إياه، وأخبروه بغيره، وخرجوا من عنده فرحين بما صنعوا من الكتمان والكذب، ولم يكتفوا بذلك، بل طلبوا الحمد على أنهم سئلوا فأجابوا بالحقيقة، وفيهم نزل قوله تعالى: (لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم) آل عمران: 188.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومثل ذلك فرح الذين غرهم علمهم المادي، فوقفوا عنده، ورفضوا ما جاء به الوحي، وفيهم جاء قول الله تعالى: (فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون) غافر: 83.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تكثر من الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب" [38] فالحديث واضح الدلالة على أن المنهي عنه ليس مجرد الضحك، بل كثرته، وكل شيء خرج عن حده انقلب إلى ضده.
وأما وصفه صلى الله عليه وسلم "بأنه متواصل الأحزان [39] " فالحديث ضعيف، والضعيف لا تقوم به حجة.
ويعارضه الحديث الصحيح الذي رواه البخاري، أنه كان صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من الهم والحزن [40].
على أن ذلك الحديث لو صح لأمكن تأويله أنه كان يمسي ويصبح وهو مشغول بهموم دعوته، وهموم أمته، وما أكثرها، بالإضافة إلى هَمِّ الآخرة وأهوالها.
ولكنه مع هذا لم يضق قلبه الكبير عن المزاح والمداعبة، وإعطاء الفطرة حقها، والناس حقوقهم، وهذه هي الإنسانية الكاملة، والأسوة المثلى.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] رواه أحمد (8095) وقال محققو المسند: حديث جيد؛ وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي طارق. ورواه البخاري في الأدب المفرد (252 - 253) وابن ماجه (4193 - 4217) عن أبي هريرة، وحسنه الألباني في " الصحيحة " برقم (506) و (930).
[2] رواه أحمد (20046،20021) وأبو داود والترمذي وحسنه عن معاوية بن حيدة، كما حسنه الألباني في غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام للمؤلف (376).
[3] أخرجه ابن سعد في " الطبقات " (1/ 422) والطبراني في " المعجم الكبير " (2/ 155) والحكم (3/ 460) والبيهقي في " دلائل النبوة " (1/ 285) وفي " شعب الإيمان " (1362) من حديث هند بن أبي هالة، وإسناده ضعيف، وضعفه الألباني في الشمائل المحمدية (6)، وفي فقه السيرة (202).
[4] الإحياء: كتاب السماع ص 1152، 1153. طبعة الشعب ـ بمصر.
[5] رددنا على هذا الاستدلال بتفصيل في كتابنا (فقه الغناء والموسيقى) ص 29 وما بعدها.
[6] رواه الطبراني في " الكبير " وفي " الأوسط " (8/ 301) بإسناد حسن كما في مجمع الزوائد (9/ 17). وضعفه الألباني في " مختصر الشمائل المحمدية " (294).
[7] رواه الطبراني في " المعجم الأوسط " (6/ 263) وفي " المعجم الصغير " (2/ 112) من حديث أنس بن مالك، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير (4488).
[8] رواه البخاري في كتاب النكاح (5189) ومسلم في كتاب الفضائل (2448) عن عاءشة.
[9] رواه أحمد (24119،24118) وقال محققو المسند: إسناده صحيح، و رواه أبو داود (2578) وابن ماجه (2010) عن عائشة وصححه الألباني في " إرواء الغليل " برقم (1502).
[10] أخرجه الحاكم (3/ 170) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: لا. وأخرجه أبو يعلى عن ابن عمر. وقال الهيثمي: رواه أبو يعلى في الكبير ورجاله رجال الصحيح، ورواه البزار بسند ضعيف. انظر: مجمع الزوائد (9/ 181).
[11] الحُزُقَّة: المقارب الخطى، والقصير الذي يقرب خطاه. وعين بَقَّة: أشار إلى البقة التي تطير، ولا شيء أصغر من عينها لصغرها. والمقصود هنا فاطمة رضي الله عنها.
[12] رواه ابن أبي شيبة (6/ 380) و عبد الله بن أحمد في فضائل الصحابة (2/ 787).
[13] رواه الطبراني في الكبير (3/ 49). قال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه أبو مزرد ولم أجد من وثقه، وبقية رجاله رجال الصحيح (9/ 176). وذكره الألباني في ضعيف الأدب (40).
[14] أخرجه الترمذي في الشمائل، وعبد بن حميد، وابن المنذر والبيهقي وغيرهم، وحسنه الألباني في: غاية المرام (375).
[15] رواه أحمد (13817) والترمذي (1991) وقال: حسن صحيح، وأخرجه أبو داود (4998) وصححه الألباني في " الشمائل المحمدية " (202).
[16] أخرجه الزبير بن بكار في كتاب الفكاهة والمزاح، ورواه ابن أبي الدنيا من حديث عبيدة بن سهم الفهري مع اختلاف، كما ذكر العراقي في تخريج الإحياء.
[17] رواه البخاري في كتاب الأدب (6129) ومسلم في كتاب الآداب (3150) عن أنس.
[18] أخرجه الزبير بن بكار في كتاب الفكاهة وأبو يعلى بإسناد جيد كما في تخريج الإحياء.
(يُتْبَعُ)
(/)
[19] قال الحافظ العراقي: أخرجه الزبير بن بكار في الفكاهة من رواية عبد الله بن حسن مرسلاً أو معضلاً، وللدارقطني نحو هذه القصة مع عيينة بن حصن الفزاري بعد نزول الحجاب من حديث أبي هريرة.
[20] رواه البخاري في كتاب العيدين (949) ومسلم في كتاب صلاة العيدين (892) عن عائشة.
[21] متفق عليه عن عائشة كما في اللؤلؤ والمرجان (512).
[22] متفق عليه عن عائشة كما في اللؤلؤ والمرجان (513)، رواه البخاري في كتاب العيدين (950) ومسلم في كتاب صلاة العيدين (2065).
[23] رواه البخاري في كتاب النكاح (5162) عن عائشة.
[24] رواه أحمد (15209) وابن ماجه (1900) وحسنه الألباني في " إرواء الغليل " برقم (1995).
[25] في كتاب السماع من ربع العادات (2/ 284).
[26] أي في قوله تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ). التوبة: 100.
[27] أخرجه ابن عبد البر في " الاستيعاب " (4/ 90)، وابن حجر في الإصابة (6/ 464).
[28] القَرم: شدة شهوة اللحم حتى لا يصبرعنه.
[29] أخرجه ابن عبد البر في " الاستيعاب " (4/ 89)، وابن حجر في الإصابة (6/ 465).
[30] ذكر هذه القصص الحافظ ابن حجر في ترجمة نعيمان من كتابه: "الإصابة" (6/ 463) وما بعدها نقلاً عن الزبير بن بكار في كتابه: "الفكاهة والمرح".
[31] انظر: الاستيعاب لابن عبد البر (2/ 690).
[32] أخرجه ابن أبي شيبة وابن ماجة. وأخرجه أبو داود الطيالسي والروياني فجعلا المازح هو النعيمان والمبتاع سويبطًا، كما في ترجمته في "الإصابة" (3/ 222).
[33] البخاري في كتاب العيدين (949) ومسلم في كتاب صلاة العيدين (892) من حديث عائشة.
[34] سبق تخريجه.
[35] المصنف لابن أبي شيبة (8/ 711) بلفظ "منحرفين" بدل "متحزقين" والتصويب من غريب الحديث للخطابي (3/ 49).
[36] رواه أبو نعيم في: الحلية (2/ 275).
[37] رواه البخاري في كتاب الصوم (1904) ومسلم في كتاب الصيام (1151) من حديث أبي هريرة.
[38] سبق تخريجه.
[39] سبق تخريجه.
[40] البخاري في كتاب الدعوات (2736) عن أنس.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[27 Apr 2009, 07:22 م]ـ
جزاكم الله خيرا.(/)
طبيعة المنهج القرآني
ـ[شاكر]ــــــــ[25 Apr 2009, 08:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ)
1 - طبيعة القرآن المكي وحله لمشكلات الإنسان
ظل القرآن المكي ينزل على رسول الله [صلى الله عليه وسلم] ثلاثة عشر عاما كاملة , يحدثه فيها عن قضية واحدة. قضية واحدة لا تتغير، ولكن طريقة عرضها لا تكاد تتكرر. ذلك الأسلوب القرآني يدعها في كل عرض جديدة، حتى لكأنما يطرقها للمرة الأولى.
لقد كان يعالج القضية الأولى، والقضية الكبرى، والقضية الأساسية، في هذا الدين الجديد .. قضية العقيدة .. ممثلة في قاعدتها الرئيسية .. الألوهية والعبودية، وما بينهما من علاقة.
لقد كان يخاطب بهذه الحقيقة "الإنسان" .. الإنسان بما أنه إنسان .. وفي هذا المجال يستوي الإنسان العربي في ذلك الزمان والإنسان العربي في كل زمان، كما يستوي الإنسان العربي وكل إنسان، في ذلك الزمان وفي كل زمان!
إنها قضية "الإنسان" التي لا تتغير، لأنها قضية وجوده في هذا الكون وقضية مصيره. قضية علاقته بهذا الكون وبهؤلاء الأحياء، وقضية علاقته بخالق هذا الكون وخالق هذه الأحياء. وهي قضية لا تتغير، لأنها قضية الوجود والإنسان.
لقد كان هذا القرآن المكي يفسر للإنسان سر وجوده ووجود هذا الكون من حوله .. كان يقول له: من هو؟ ومن أين جاء؟ ولماذا جاء؟ وإلى أين يذهب في نهاية المطاف؟ ومن ذا الذي يذهب به، وما مصيره هناك؟ وكان يقول له: ما هذا الوجود الذي يحسه ويراه، والذي يحس أن وراءه غيبا يستشرفه ولا يراه؟ من أنشأ هذا الوجود الملئ بالأسرار؟ من ذا الذي يدبره؟ ومن ذا يحوره؟ ومن ذا يجدد فيه ويغير على النحو الذي يراه؟ وكان يقول له كذلك: كيف يتعامل مع خالق هذا الكون، ومع الكون أيضا، كما يبين له كيف يتعامل العباد مع العباد؟
وكانت هذه هي القضية الكبرى التي يقوم عليها وجود "الإنسان". وستظل هي القضية الكبرى التي يقوم عليها وجوده على توالي الزمان.
وهكذا انقضت ثلاثة عشرة عاما كاملة في تقرير هذه القضية الكبرى، القضية التي ليس وراءها شئ في حياة الإنسان إلا ما يقوم عليها من المقتضيات والتفريعات.
ولم يتجاوز القرآن المكي هذه القضية الأساسية إلى شيء مما يقوم عليها من التفريعات المتعلقة بنظام الحياة , إلا بعد أن علم الله أنها قد استوفت ما تستحقه من البيان , وأنها استقرت استقرارا مكينا ثابتا في قلوب العصبة المختارة من بني الإنسان , التي قدر الله لها أن يقوم هذا الدين عليها ; وأن تتولى هي إنشاء النظام الواقعي الذي يتمثل فيه هذا الدين.
2 - حكمة البدء بالعقيدة وليس بالقومية أو الإجتماعية أو الأخلاقية.
وأصحاب الدعوة إلى دين الله , وإقامة النظام الذي يتمثل فيه هذا الدين في واقع الحياة ; خليقون أن يقفوا طويلا أمام هذه الظاهرة الكبيرة. . ظاهرة تصدي القرآن المكي خلال ثلاثة عشر عاما. . لتقرير هذه العقيدة ; ثم وقوفه عندها لا يتجاوزها إلى شيء من تفصيلات النظام الذي يقوم عليها , والتشريعات التي تحكم المجتمع المسلم الذي يعتنقها. .
لقد شاءت حكمة الله أن تكون قضية العقيدة هي القضية التي تتصدى الدعوة لها منذ اليوم الأول للرسالة. وأن يبدأ رسول الله [صلى الله عليه وسلم] أولى خطواته في الدعوة , بدعوة الناس أن يشهدوا أن لا إله إلا الله ; وأن يمضي في دعوته يعرف الناس بربهم الحق , ويعبدهم له دون سواه.
ولم تكن هذه - في ظاهر الأمر وفي نظرة العقل البشري المحجوب - هي أيسر السبل إلى قلوب العرب!
فلقد كانوا يعرفون من لغتهم معنى:"إله" ومعنى:"لا إله إلا الله". . كانوا يعرفون أن الألوهية تعني الحاكمية العليا. . وكانوا يعرفون أن توحيد الألوهية وإفراد الله - سبحانه - بها , معناه نزع السلطان الذي يزاوله الكهان ومشيخة القبائل والأمراء والحكام , ورده كله إلى الله. . السلطان على الضمائر , والسلطان على الشعائر , والسلطان على واقعيات الحياة. . السلطان في المال , والسلطان في القضاء , والسلطان في الأرواح والأبدان. . كانوا يعلمون أن:"لا إله إلا الله" ثورة على السلطان الأرضي , الذي يغتصب أولى خصائص الألوهية , وثورة على الأوضاع التي تقوم على قاعدة من هذا الاغتصاب ; وخروج على السلطات التي تحكم بشريعة من عندها لم يأذن بها الله. . ولم يكن يغيب عن العرب - وهم يعرفون لغتهم جيدا , ويعرفون المدلول الحقيقي لدعوة:"لا إله إلا الله" - ماذا تعنيه هذه الدعوة بالنسبة لأوضاعهم ورياساتهم وسلطانهم. . ومن ثم استقبلوا هذه الدعوة - أو هذه الثورة - ذلك الاستقبال العنيف , وحاربوها تلك الحرب التي يعرفها الخاص والعام. .
فلم كانت هذه نقطة البدء في هذه الدعوة؟ ولم اقتضت حكمة الله أن تبدأ بكل هذا العناء؟
يتبع بإذنه تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شاكر]ــــــــ[26 Apr 2009, 05:18 م]ـ
لقد بُعث رسول الله [صلى الله عليه وسلم] بهذا الدين , وأخصب بلاد العرب وأغناها ليست في أيدي العرب ;
إنما هي في يد غيرهم من الأجناس!
بلاد الشام كلها في الشمال خاضعة للروم , يحكمها أمراء من العرب من قبل الرومان.
وبلاد اليمن كلها في الجنوب خاضعة للفرس يحكمها أمراء من العرب من قبل الفرس. .
وليس في أيدي العرب إلا الحجاز ونجد وما إليهما من الصحارى القاحلة ,
التي تتناثر فيها الواحات الخصبة هنا وهناك!
وكان في استطاعة محمد [صلى الله عليه وسلم] وهو الصادق الأمين ;
الذي حكمه أشراف قريش قبل ذلك في وضع الحجر الأسود , وارتضوا حكمه , منذ خمسة عشر عاما ;
والذي هو في الذؤابة من بني هاشم أعلى قريش نسبا. .
كان في استطاعته أن يثيرها قومية عربية تستهدف تجميع قبائل العرب , التي أكلتها الثارات , ومزقتها النزاعات ,
وتوجيهها وجهة قومية لاستخلاص أرضها المغتصبة من الإمبراطوريات المستعمرة ;
الرومان في الشمال والفرس في الجنوب ;
وإعلاء راية العربية والعروبة ; وإنشاء وحدة قوية في كل أرجاء الجزيرة. .
ولو دعا يومها رسول الله [صلى الله عليه وسلم] هذه الدعوة لاستجابت له العرب قاطبة - على الأرجح –
بدلا من أن يعاني ثلاثة عشر عاما في اتجاه معارض لأهواء أصحاب السلطان في الجزيرة!
وربما قيل:
إن محمدا [صلى الله عليه وسلم] كان خليقا بعد أن يستجيب له العرب هذه الاستجابة ;
وبعد أن يولوه فيهم القيادة والسيادة ; وبعد استجماع السلطان في يديه والمجد فوق مفرقه. .
أن يستخدم هذا كله في إقرار عقيدة التوحيد التي بعثه بها ربه ,
وفي تعبيد الناس لسلطان ربهم بعد أن عبدهم لسلطانه!
ولكن الله - سبحانه - وهو العليم الحكيم , لم يوجه رسوله [صلى الله عليه وسلم] هذا التوجيه!
إنما وجهه إلى أن يصدع بلا إله إلا الله: وأن يحتمل هو والقلة التي تستجيب له كل هذا العناء!
لماذا؟
إن الله - سبحانه - لا يريد أن يعنت رسوله والمؤمنين معه. .
إنما هو - سبحانه - يعلم أن ليس هذا هو الطريق. .
ليس الطريق أن تخلص الأرض من يد طاغوت روماني أو طاغوت فارسي. . إلى يد طاغوت عربي. .
فالطاغوت كله طاغوت!. .
إن الأرض لله , ويجب أن تخلص لله. ولا تخلص لله إلا أن ترتفع عليها راية:"لا إله إلا الله". .
وليس الطريق أن يتحرر الناس في هذه الأرض من طاغوت روماني أو طاغوت فارسي. . إلى طاغوت عربي. .
فالطاغوت كله طاغوت!
إن الناس عبيد لله وحده , ولا يكونون عبيدا لله وحده إلا أن ترتفع راية: "لا إله إلا الله". .
"لا اله الا الله" كما كان يدركها العربي العارف بمدلولات لغته:
لا حاكمية إلا لله ,
ولا شريعة إلا من الله ,
ولا سلطان لأحد على أحد , لأن السلطان كله لله. .
ولأن الجنسية التي يريدها الإسلام للناس هي جنسية العقيدة ,
التي يتساوي فيها العربي والروماني والفارسي وسائر الأجناس والألوان تحت راية الله.
وهذا هو الطريق. .
وبُعث رسول الله [صلى الله عليه وسلم] بهذا الدين ,
والمجتمع العربي كأسوأ ما يكون المجتمع توزيعا للثروة والعدالة. .
قلة قليلة تملك المال والتجارة ; وتتعامل بالربا فتضاعف تجارتها ومالها.
وكثرة كثيرة لا تملك إلا الشظف والجوع. .
والذين يملكون الثروة يملكون معها الشرف والمكانة ;
وجماهير كثيفة ضائعة من المال والمجد جميعا!
وكان في استطاعة محمد [صلى الله عليه وسلم] أن يرفعها راية اجتماعية ;
وأن يثيرها حربا على طبقة الأشراف ;
وأن يطلقها دعوة تستهدف تعديل الأوضاع ورد أموال الأغنياء على الفقراء!
ولو دعا يومها رسول الله [صلى الله عليه وسلم] هذه الدعوة ,
لانقسم المجتمع العربي صفين: الكثرة الغالبة فيه مع الدعوة الجديدة , في وجه طغيان المال والشرف.
بدلا من أن يقف المجتمع كله صفا في وجه: "لا إله إلا الله" التي لم يرتفع إلى أفقها في ذلك الحين إلا الأفذاذ من الناس.
وربما قيل:
إن محمدا [صلى الله عليه وسلم] كان خليقا بعد أن تستجيب له الكثرة ;
وتوليه قيادها ; فيغلب بها القلة ويسلس له مقادها. .
أن يستخدم مكانه يومئذ وسلطانه في إقرار عقيدة التوحيد التي بعثه بها ربه ,
وفي تعبيد الناس لسلطان ربهم بعد أن عبدهم لسلطانه!
ولكن الله - سبحانه - وهو العليم الحكيم , لم يوجهه هذا التوجيه. .
لقد كان الله - سبحانه - يعلم أن هذا ليس هو الطريق. .
كان يعلم أن العدالة الاجتماعية لا بد أن تنبثق في المجتمع من تصور اعتقادي شامل ;
يرد الأمر كله لله ;
ويقبل عن رضى وعن طواعية ما يقضي به الله من عدالة في التوزيع ,
ومن تكافل بين الجميع ; ويستقر معه في قلب الآخذ والمأخوذ منه أنه ينفذ نظاما يرضاه الله ;
ويرجو على الطاعة فيه الخير والحسنى في الدنيا والآخرة سواء.
فلا تمتلى ء قلوب بالطمع , ولا تمتلىء قلوب بالحقد ;
ولا تسير الأمور كلها بالسيف والعصا ; وبالتخويف والإرهاب!
ولا تفسد القلوب كلها وتختنق الأرواح ; كما يقع في الأوضاع التي نراها قد قامت على غير:"لا إله إلا الله". .
يتبع بإذن الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شاكر]ــــــــ[27 Apr 2009, 05:14 م]ـ
وبُعث رسول الله [صلى الله عليه وسلم] والمستوى الأخلاقي في الجزيرة العربية
في الدرك الأسفل في جوانب منه شتى - إلى جانب ما كان في المجتمع من فضائل الخامة البدوية.
كان التظالم فاشيا في المجتمع , تعبر عنه حكمة الشاعر: زهير بن أبى سلمى:
(ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه % يهدم , ومن لا يظلم الناس يظلم)
ويعبر عنه القول المتعارف: "انصر أخاك ظالما أو مظلومًا".
وكانت الخمر والميسر من تقاليد المجتمع الفاشية ومن مفاخرة كذلك!
يعبر عن هذه الخصلة الشعر الجاهلي بجملته. .
كالذي يقوله طرفة بن العبد:
(فلولا ثلاث هن من زينة الفتى % وجدك لم أحفل متى قام عودي)
(فمنهن سبقي العاذلات بشربة % كميت متى ما تعل بالماء تزبد!)
. . . الخ
وكانت الدعارة - في صور شتى - من معالم هذا التجمع. .
كالذي روته عائشة رضي الله عنها:
"إن النكاح في الجاهلية كان على أربعة أنحاء:
فنكاح منها نكاح الناس اليوم: يخطب الرجل إلى الرجل وليته أو بنته , فيصدقها ثم ينكحها. .
والنكاح الآخر كان الرجل يقول لامرأته - إذا طهرت من طمثها - أرسلي إلى فلان فاستبضعي منه.
ويعتزلها زوجها ولا يمسها أبدا حتى يتبين حملها من ذلك الرجل الذي تستبضع منه.
فإذا تبين حملها أصابها زوجها إذا أحب. وإنما يفعل ذلك رغبة في نجابة الولد!
فكان هذا النكاح نكاح الاستبضاع. .
ونكاح آخر: يجتمع الرهط ما دون العشرة فيدخلون على المرآة , كلهم يصيبها.
فإذا حملت ووضعت , ومر عليها ليال , بعد أن تضع حملها , أرسلت إليهم ,
فلم يستطع رجل منهم أن يمتنع , حتى يجتمعوا عندها ,
تقول لهم: قد عرفتم الذي كان من أمركم , وقد ولدت , فهو ابنك يا فلان ,
تسمي من أحبت باسمه فيلحق به ولدها , ولا يستطيع أن يمتنع به الرجل.
والنكاح الرابع: يجتمع الناس الكثير فيدخلون على المرأة لا تمتنع ممن جاءها –
وهن البغايا كن ينصبن على أبوابهن الرايات تكون علما , فمن أرادهن دخل عليهن
- فإذا حملت إحداهن ووضعت حملها , جمعوا لها ودعوا القافة ,
ثم ألحقوا ولدها بالذي يرون فالتاطه , ودعي ابنه لا يمتنع من ذلك". . . [أخرجه البخاري في كتاب النكاح].
وكان في استطاعة محمد [صلى الله عليه وسلم] أن يعلنها دعوة إصلاحية ,
تتناول تقويم الأخلاق , وتطهير المجتمع , وتزكية النفوس , وتعديل القيم والموازين. .
وكان واجدا وقتها - كما يجد كل مصلح أخلاقي في أية بيئة - نفوسا طيبة ,
يؤذيها هذا الدنس ; وتأخذها الأريحية والنخوة لتلبية دعوة الإصلاح والتطهير. .
وربما قال قائل:
إنه لو صنع رسول الله [صلى الله عليه وسلم] ذلك فاستجابت له - في أول الأمر - جمهرة صالحة ;
تتطهر أخلاقها , وتزكو أرواحها , فتصبح أقرب إلى قبول العقيدة وحملها. .
بدلا من أن تثير دعوة أن لا إله إلا الله المعارضة القوية منذ أول الطريق!
ولكن الله - سبحانه - وهو العليم الحكيم , لم يوجه رسوله [صلى الله عليه وسلم] إلى مثل هذا الطريق. .
لقد كان الله - سبحانه - يعلم أن ليس هذا هو الطريق!
كان يعلم أن الأخلاق لا تقوم إلا على أساس من عقيدة , تضع الموازين ,
وتقرر القيم وتقرر السلطة التي ترتكن إليها هذه الموازين والقيم ;
كما تقرر الجزاء الذي تملكه هذه السلطة وتوقعه على الملتزمين والمخالفين.
وأنه قبل تقرير تلك العقيدة تظل القيم كلها متأرجحة ;
وتظل الأخلاق التي تقوم عليها متأرجحة كذلك ; بلا ضابط , وبلا سلطان , وبلا جزاء!
فلما تقررت العقيدة - بعد الجهد الشاق - وتقررت السلطة التي ترتكن إليها هذه العقيدة. .
لما عرف الناس ربهم وعبدوه وحده. .
لما تحرر الناس من سلطان العبيد , ومن سلطان الشهوات سواء. .
لما تقررت في القلوب: "لا إله إلا الله". .
صنع الله بها وبأهلها كل شيء مما يقترحه المقترحون. .
تطهرت الأرض من الرومان والفرس. . لا ليتقرر فيها سلطان العرب. . ولكن ليتقرر فيها سلطان الله. .
لقد تطهرت من الطاغوت كله:رومانيا وفارسيا وعربيا على السواء.
وتطهر المجتمع من الظلم الاجتماعي بجملته. وقام النظام الإسلامي يعدل بعدل الله ,
ويزن بميزان الله ويرفع راية العدالة الاجتماعية باسم الله وحده ;
ويسميها راية الإسلام ,
لا يقرن إليها اسما آخر ; ويكتب عليها:"لا إله إلا الله"!
(يُتْبَعُ)
(/)
وتطهرت النفوس والأخلاق , وزكت القلوب والأرواح ;
دون أن يحتاج الأمر إلى الحدود والتعازير التي شرعها الله - إلا في الندرة النادرة –
لأن الرقابة قامت هنالك في الضمائر ; ولأن الطمع في رضى الله وثوابه ,
والحياء والخوف من غضبه وعقابه قد قامت كلها مقام الرقابة ومقام العقوبات. .
وارتفعت البشرية في نظامها , وفي أخلاقها , وفي حياتها كلها ,
إلى القمة السامقة التي لم ترتفع إليها من قبل قط ; والتي لم ترتفع إليها من بعد إلا في ظل الإسلام. .
ولقد تم هذا كله لأن الذين أقاموا هذا الدين في صورة دولة ونظام وشرائع وأحكام ;
كانوا قد أقاموا هذا الدين من قبل في ضمائرهم وفي حياتهم ,
في صورة عقيدة وخلق وعبادة وسلوك.
وكانوا قد وعدوا على إقامة هذا الدين وعدا واحدا ,
لا يدخل فيه الغلب والسلطان. . ولا حتى لهذا الدين على أيديهم. .
وعدا واحدا لا يتعلق بشيء في هذه الدنيا. .
وعدا واحدا هو الجنة. .
هذا كل ما وعدوه على الجهاد المضني , والابتلاء الشاق , والمضي في الدعوة ,
ومواجهة الجاهلية بالأمر الذي يكرهه أصحاب السلطان , في كل زمان وفي كل مكان ,
وهو: "لا إله إلا الله"!
فلما أن ابتلاهم الله فصبروا ;
ولما أن فرغت نفوسهم من حظ نفوسهم ;
ولما أن علم الله منهم أنهم لا ينتظرون جزاء في هذه الأرض
- كائنا ما كان هذا الجزاء ولو كان هو انتصار هذه الدعوة على أيديهم , وقيام هذا الدين في الأرض بجهدهم –
ولما لم يعد في نفوسهم اعتزاز بجنس ولا قوم ,
ولا اعتزاز بوطن ولا أرض.
ولا اعتزاز بعشيرة ولا بيت. .
لما أن علم الله منهم ذلك كله ,
علم أنهم قد أصبحوا - إذن - أمناء على هذه الأمانة الكبرى.
أمناء على العقيدة التي يتفرد فيها الله سبحانه بالحاكمية في القلوب والضمائر وفي السلوك والشعائر ,
وفي الأرواح والأموال , وفي الأوضاع والأحوال. .
وأمناء على السلطان الذي يوضع في أيديهم ليقوموا به على شريعة الله ينفذونها , وعلى عدل الله يقيمونه ,
دون أن يكون لهم من ذلك السلطان شيء لأنفسهم ولا لعشيرتهم ولا لقومهم ولالجنسهم ;
إنما يكون السلطان الذي في أيديهم لله ولدينه وشريعته ,
لأنهم يعلمون أنه من الله , هو الذي آتاهم إياه.
ولم يكن شيء من هذا المنهج المبارك ليتحقق على هذا المستوى الرفيع , إلا أن تبدأ الدعوة ذلك البدء ,
وإلا أن ترفع الدعوة هذه الراية وحدها. . راية لا إله إلا الله. . ولا ترفع معها سواها. .
وإلا أن تسلك الدعوة هذا الطريق الوعر الشاق في ظاهره ;
المبارك الميسر في حقيقته.
وما كان هذا المنهج المبارك ليخلص لله ,
لو أن الدعوة بدأت خطواتها الأولى دعوة قومية , أو دعوة اجتماعية , أو دعوة أخلاقية. .
أو رفعت أي شعار إلى جانب شعارها الواحد:
"لا إله إلا الله". .
يتبع بإذن الله تعالى
ـ[ Amara] ــــــــ[27 Apr 2009, 07:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله عليه و سلم تسليما
أخي الحبيب جزاك الله خيرا
قد أبدعت .. وفقك الله ..
غير أني اريد أن انبهك إلى شيء هو عن قولك:
كان باستطاعته ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يعلنها دعوة قومية أو اجتماعية .. ولكن .. !
أو كان باستطاعته ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يعلنها دعوة إصلاحية أخلاقية .. ولكن .. !
فربما يذهب إلى الذهن أنه هو من اختار ذلك .. و الله هو الذي اختار ذلك ..
فهو لم يكن باستطاعته تغيير شيء مما اختاره الله تعالى و إلا فما بلغ رسالته .. ربما الأوفق هنا أن نسأل:
مالحكمة في أن الله لم يأمره بذلك؟
و الله تعالى أعلم
و رب شيء فهمته أنت غاب عن ذهني أنا فنبهني
و جزاك الله خيرا
على ما كتبت أخي الكريم و زادك الله في علمك
يغفر الله لي و لكم
ـ[شاكر]ــــــــ[27 Apr 2009, 10:19 م]ـ
حياك الله أخانا الفاضل،
ما تفضلت به صحيح ولكن بسبب ضيق خانة العنوان فإنها لا تتسع لتكملة العبارة فاكتفيت بكلمة (ولكن .. )
أما تكملتها وتوضيحها فقد تكرر في السياق نفسه:
فلم كانت هذه نقطة البدء في هذه الدعوة؟ ولم اقتضت حكمة الله أن تبدأ بكل هذا العناء؟
ولكن الله - سبحانه - وهو العليم الحكيم , لم يوجه رسوله [صلى الله عليه وسلم] هذا التوجيه!
إنما وجهه إلى أن يصدع بلا إله إلا الله: وأن يحتمل هو والقلة التي تستجيب له كل هذا العناء!
ولكن الله - سبحانه - وهو العليم الحكيم , لم يوجه رسوله [صلى الله عليه وسلم] إلى مثل هذا الطريق. .
لقد كان الله - سبحانه - يعلم أن ليس هذا هو الطريق!
ثانيا:
جزاك الله خيرا على حسن ظنك بأخيك ولكني ناقل فقط للموضوع، وسيتم وضع المصدر في نهايته إن شاء الله تعالى.
فرحم الله صاحبه وجزاه عنا وعن المسلمين خير الجزاء.
ـ[خلوصي]ــــــــ[28 Apr 2009, 09:44 ص]ـ
ما أحوجنا إلى تبين طبيعة المنهج القرآني ... فبارك الله فيكم أستاذنا الفاضل.
ـ[شاكر]ــــــــ[29 Apr 2009, 02:30 م]ـ
وبكم بارك الله تعالى
وجزاك خيرا على المتابعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شاكر]ــــــــ[29 Apr 2009, 02:37 م]ـ
ذلك شأن تصدي القرآن المكي كله لتقرير: "لا إله إلا الله" في القلوب والعقول ,
واختيار هذا الطريق - على مشقته في الظاهر - وعدم اختيار السبل الجانبية الأخرى ;
والإصرار على هذا الطريق. .
فأما شأن هذا القرآن (المكي) في تناول قضية الاعتقاد وحدها ,
دون التطرق إلى تفصيلات النظام الذي يقوم عليها , والشرائع التي تنظم المعاملات فيها. .
فذلك كذلك مما ينبغي أن يقف أمامه أصحاب الدعوة لهذا الدين وقفة واعية. .
إن طبيعة هذا الدين هي التي قضت بهذا. .
فهو دين يقوم كله على قاعدة الألوهية الواحدة. .
كل تنظيماته وكل تشريعاته تنبثق من هذا الأصل الكبير. .
وكما أن الشجرة الضخمة الباسقة الوارفة المديدة الظلال المتشابكة الأغصان , الضاربة في الهواء. .
لا بد لها أن تضرب بجذورها في التربة على أعماق بعيدة , وفي مساحات واسعة ;
تناسب ضخامتها وامتدادها في الهواء. . فكذلك هذا الدين. .
إن نظامه يتناول الحياة كلها ; ويتولى شؤون البشرية كبيرها وصغيرها ;
وينظم حياة الإنسان لا في هذه الحياة الدنيا وحدها , ولكن كذلك في الدار الآخرة ;
ولا في عالم الشهادة وحده ولكن كذلك في عالم الغيب المكنون عنها ;
ولا في المعاملات الظاهرة المادية , ولكن في أعماق الضمير ودنيا السرائر والنوايا. .
فهو مؤسسة ضخمة هائلة شاسعة مترامية. .
ولا بد له إذن من جذور وأعماق بهذه السعة والضخامة والعمق والانتشار أيضا. .
هذا جانب من سر هذا الدين وطبيعته ; يحدد منهجه في بناء نفسه وفي امتداده ;
ويجعل بناء العقيدة وتمكينها , وشمول هذه العقيدة واستغراقها لشعاب النفس كلها. .
ضرورة من ضرورات النشأة الصحيحة ,
وضمانا من ضمانات الاحتمال والتناسق بين الظاهر من الشجرة في الهواء , والضارب من جذورها في الأعماق. .
ومتى استقرت عقيدة: "لا إله إلا الله" في أعماقها الغائرة البعيدة ,
استقر معها في نفس الوقت النظام الذي تتمثل فيه: "لا إله إلا الله" ;
وتعين أنه النظام الوحيد الذي ترتضيه النفوس التي استقرت فيها العقيدة. .
واستسلمت هذه النفوس ابتداء لهذا النظام حتى قبل أن تعرض عليها تفصيلاته , وقبل أن تعرض عليها تشريعاته.
فالاستسلام ابتداء هو مقتضى الإيمان. .
وبمثل هذا الاستسلام تلقت النفوس تنظيمات الإسلام وتشريعاته بالرضى والقبول ,
لا تعترض على شيء منه فور صدوره إليها ولا تتلكأ في تنفيذه بمجرد تلقيها له.
وهكذا أبطلت الخمر , وأبطل الربا , وأبطل الميسر , وأبطلت العادات الجاهلية كلها ,
أبطلت بآيات من القرآن , أو كلمات من رسول الله [صلى الله عليه وسلم]
بينما الحكومات الأرضية تجهد في شيء من هذا كله
بقوانينها وتشريعاتها ونظمها وأوضاعها , وجندها وسلطانها , ودعايتها وإعلامها. .
فلا تبلغ إلا أن تضبط الظاهر من المخالفات ;
بينما المجتمع يعج بالمنهيات والمنكرات!
وجانب آخر من طبيعة هذا الدين يتجلى في هذا المنهج القويم. .
إن هذا الدين منهج عملي حركي جاد. .
جاء ليحكم الحياة في واقعها ; ويواجه هذا الواقع ليقضي فيه بأمره. .
يُقره أو يُعدله أو يُغيره من أساسه. .
ومن ثم فهو لا يشرع إلا لحالات واقعة فعلا , في مجتمع يعترف ابتداء بحاكمية الله وحده.
إنه ليس نظرية تتعامل مع الفروض!
إنه منهج يتعامل مع الواقع!
فلا بد أولا أن يقوم المجتمع المسلم الذي يقر عقيدة أن لا إله إلا الله , وأن الحاكمية ليست إلا لله ;
ويرفض أن يقر بالحاكمية لأحد من دون الله ; ويرفض شرعية أي وضع لا يقوم على هذه القاعدة. .
وحين يقوم هذا المجتمع فعلا , تكون له حياة واقعية , تحتاج إلى تنظيم وإلى تشريع. .
وعندئذ فقط يبدأ هذا الدين في تقرير النظم وفي سن الشرائع. .
لقوم مستسلمين أصلا للنظم والشرائع , رافضين ابتداء لغيرها من النظم والشرائع. .
ولا بد أن يكون للمؤمنين بهذه العقيدة من السلطان على أنفسهم وعلى مجتمعهم
ما يكفل تنفيذ النظام والشرائع في هذا المجتمع ; حتى تكون للنظام هيبته ويكون للشريعة جديتها. .
فوق ما يكون لحياة هذا المجتمع من الواقعية ما يقتضي الأنظمة والشرائع من فورها.
والمسلمون في مكة لم يكن لهم سلطان على أنفسهم ولا على مجتمعهم.
وما كانت لهم حياة واقعية مستقلة هم الذين ينظمونها بشريعة الله. .
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن ثم لم ينزل الله في هذه الفترة تنظيمات وشرائع ;
وإنما نزل لهم عقيدة , وخلقا منبثقا من العقيدة بعد اسقرارها في الأعماق البعيدة. .
فلما صارت لهم دولة في المدينة ذات سلطان تنزلت عليهم الشرائع ;
وتقرر لهم النظام ; الذي يواجه حاجات المجتمع المسلم الواقعية ;
والذي تكفل له الدولة بسلطانها الجدية والنفاذ. .
ولم يشأ الله أن ينزل عليهم النظام والشرائع في مكة ,
ليختزنوها جاهزة , حتى تطبق بمجرد قيام الدولة في المدينة!
إن هذه ليست طبيعة هذا الدين!
إنه أشد واقعية من هذا وأكثر جدية!
إنه لا يفترض المشكلات ليفترض لها حلولا. .
إنما هو يواجه الواقع بحجمه وشكله وملابساته لصوغه في قالبه الخاص , وفق حجمه وشكله وملابساته. .
والذين يريدون من الإسلام اليوم أن يصوغ قوالب نظام , وأن يصوغ تشريعات حياة. .
بينما ليس على وجه الأرض مجتمع قد قرر فعلا تحكيم شريعة الله وحدها , ورفض كل شريعة سواها ,
مع تملكه للسلطة التي تفرض هذا وتنفذه. .
الذين يريدون من الإسلام ذلك لا يدركون طبيعة هذا الدين , ولا كيف يعمل في الحياة ; كما يريد له الله. .
إنهم يريدون منه
أن يغير طبيعته ومنهجه وتاريخه ليشابه أنظمة بشرية , ومناهج بشرية.
ويحاولون أن يستعجلوه عن طريقه وخطواته
ليلبي رغبات وقتية في نفوسهم إنما تنشئها الهزيمة الداخلية في أرواحهم تجاه أنظمة بشرية صغيرة. .
إنهم يريدون منه أن يصوغ نفسه في قالب فروض , تواجه مستقبلا غير موجود. .
والله يريد لهذا الدين أن يكون كما أراده. .
عقيدة تملأ القلب , وتفرض سلطانها على الضمير.
عقيدة مقتضاهاألا يخضع الناس إلا لله , ولا يتلقوا الشرائع إلا من الله.
وبعد أن يوجد الناس الذين هذه عقيدتهم , ويصبح لهم السلطان في مجتمعهم ,
تبدأ التشريعات لمواجهة حاجاتهم الواقعية , وتنظيم حياتهم الواقعية كذلك.
كذلك يجب أن يكون مفهوما لأصحاب الدعوة الإسلامية ,
أنهم حين يدعون الناس لإعادة إنشاء هذا الدين ,
يجب أن يدعوهم أولا إلى اعتناق العقيدة - حتى ولو كانوا يدعون أنفسهم مسلمين!
وتشهد لهم شهادات الميلاد بأنهم مسلمون –
يجب أن يعلموهم أن الإسلام هو أولا إقرار عقيدة: لا إله إلا الله بمدلولها الحقيقي ..
وهو رد الحاكمية لله في أمرهم كله , وطرد المعتدين على سلطان الله بادعاء هذا الحق لأنفسهم. .
إقرارها في ضمائرهم وشعائرهم , وإقرارها في أوضاعهم وواقعهم. .
ولتكن هذه القضية هي أساس دعوة الناس إلى الإسلام كما كانت هي أساس دعوتهم إلى الإسلام أول مرة. .
هذه الدعوة التي تكفل بها القرآن المكي طوال ثلاثة عشر عاما كاملة. .
فإذا دخل في هذا الدين - بمفهومه هذا الأصيل - عصبة من الناس ,
فهذه العصبة هي التي تصلح لمزاولة النظام الإسلام في حياتها الاجتماعية ;
لأنها قررت بينها وبين نفسها أن تقوم حياتها على هذا الأساس ; وألا تحكم في حياتها كلها إلا الله.
وحين يقوم هذا المجتمع بالفعل يبدأ عرض أسس النظام الإسلامي عليه ;
كما يأخذ هذا المجتمع نفسه في سن التشريعات التي تقتضيها حياته الواقعية ,
في إطار الأسس العامة للنظام الإسلامي. .
فهذا هو الترتيب الصحيح لخطوات المنهج الإسلامي الواقعي العملي الجاد. .
ولقد يخيل إلى بعض المخلصين المتعجلين ,
ممن لا يتدبرون طبيعة هذا الدين , وطبيعة منهجه الرباني القويم ,
المؤسس على حكمه العليم الحكيم , وعلمه بطبائع البشر وحاجات الحياة. .
نقول لقد يخيل لبعض هؤلاء
أن عرض أسس النظام الإسلامي - بل التشريعات الإسلامية كذلك - على الناس مما ييسر لهم طريق الدعوة ,
ويحبب الناس في هذا الدين!
وهذا وهم تنشئه العجلة!
وهم كالذي كان يقترحه المقترحون: أن تقوم دعوة رسول الله [صلى الله عليه وسلم] –
في أولها تحت راية قومية , أو اجتماعية , أو أخلاقية , تيسيرا للطريق!
إن النفوس يجب أن تخلص أولا لله ,
وتعلن عبوديتها له , بقبول شرعه وحده ورفض كل شرع غيره. . من ناحية المبدأ. .
قبل أن تخاطب بأي تفصيل عن ذلك الشرع يرغبها فيه!
إن الرغبة يجب أن تنبثق من الرغبة في إخلاص العبودية لله , والتحرر من سلطان سواه. .
لا من أن النظام المعروض عليها. . في ذاته. . خير مما لديها في كذا وكذا على وجه التفصيل.
إن نظام الله خير في ذاته , لأنه من شرع الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولن يكون شرع العبيد يوما كشرع الله. .
ولكن هذه ليست قاعدة الدعوة. .
إن قاعدة الدعوة أن قبول شرع الله وحدة ورفض كل شرع غيره هو ذاته الإسلام.
وليس للإسلام مدلول سواه.
فمن رغب في الإسلام فقد فصل في هذه القضية ولم يعد بحاجة إلى ترغيبه بجمال النظام وأفضليته. .
فهذه إحدى بديهيات الإيمان!
يتبع بإذنه تعالى
ـ[شاكر]ــــــــ[30 Apr 2009, 04:48 م]ـ
وبعد
فلا بد أن نقول كيف عالج القرآن المكي قضية العقيدة في خلال الثلاثة عشر عاما. .
إنه لم يعرضها في صورة "نطرية "!
ولم يعرضها في صورة "لاهوت"
ولم يعرضها في صورة جدل كلامي كالذي زاوله فيما بعد ما سمي ب "علم التوحيد" أو "علم الكلام"!
كلا. .
لقد كان القرآن الكريم يخاطب فطرة "الإنسان" بما في وجوده هو وبما في الوجود من حوله من دلائل وإيحاءات. .
كان يستنقذ فطرته من الركام ; ويخلص أجهزة الاستقبال الفطرية مما ران عليها وعطل وظائفها ;
ويفتح منافذ الفطرة لتتلقى الموحيات المؤثرة وتستجيب لها. .
والسورة التي بين أيدينا (الأنعام) نموذج كامل من هذا المنهج المتفرد
وسنتحدث عن خصائصها بعد قليل. .
هذا بصفة عامة.
وبصفة خاصة كان القرآن يخوض بهذه العقيدة معركة حية واقعية. .
كان يخوض بها معركة مع الركام المعطل للفطرة. . في نفوس آدمية حاضرة واقعة. .
ومن ثم لم يكن شكل "النظرية " هو الشكل الذي يناسب هذا الواقع الحاضر.
إنما كان هو شكل المواجهة الحية
للعقابيل والسدود والحواجز والمعوقات النفسية والواقعية في النفوس الحاضرة الحية. .
ولم يكن الجدل الذهني الذي انتهجه - في العصور المتأخرة - علم التوحيد , هو الشكل المناسب كذلك. .
فلقد كان القرآن يواجه واقعا بشريا كاملا بكل ملابساته الحية ;
ويخاطب الكينونة البشرية بجملتها في خضم هذا الواقع. .
وكذلك لم يكن "اللاهوت" هو الشكل المناسب.
فإن العقيدة الإسلامية ولو أنها عقيدة , إلا أنها عقيدة تمثل منهج حياة واقعية للتطبيق العملي ;
ولا تقبع في الزاوية الضيقة التي تقبع فيها الأبحاث اللاهوتية النظرية!
كان القرآن وهو يبني العقيدة في ضمائر الجماعة المسلمة
يخوض بهذه الجماعة المسلمة معركة ضخمة مع الجاهلية من حولها ;
كما يخوض بها معركة ضخمة مع رواسب الجاهلية في ضميرها وأخلاقها وواقعها. .
ومن هذه الملابسات ظهر بناء العقيدة , لا في صورة نظرية , ولا في صورة لاهوت ولا في صورة جدل كلامي. .
ولكن في صورة تكوين تنظيمي مباشر للحياة , ممثل في الجماعة المسلمة ذاتها.
وكان نمو الجماعة المسلمة في تصورها الاعتقادي , وفي سلوكها الواقعي وفق هذا التصور ,
وفي دربتها على مواجهة الجاهلية كمنظمة محاربة لها. .
كان هذا النمو ذاته ممثلا تماما لنمو البناء العقيدي , وترجمة حية له. .
وهذا هو منهج الإسلام الذي يمثل طبيعته كذلك. .
وإنه لمن الضروري لأصحاب الدعوة الإسلامية
أن يدركوا طبيعة هذا الدين ومنهجه في الحركة على هذا النحو الذي بيناه. .
ذلك ليعلموا أن مرحلة بناء العقيدة التي طالت في العهد المكي على هذا النحو ,
لم تكن منعزلة عن مرحلة التكوين العملي للحركة الإسلامية , والبناء الواقعي للجماعة المسلمة. .
لم تكن مرحلة تلقي "النظرية " ودراستها!
ولكنها كانت مرحلة البناء القاعدي للعقيدة وللجماعة وللحركة وللوجود الفعلي معا. .
وهكذا ينبغي أن تكون كلما أريد إعادة هذا البناء مرة أخرى. .
هكذا ينبغي أن تطول مرحلة بناء العقيدة ; وأن تتم خطواتها على مهل وفي عمق وتثبت. .
وهكذا ينبغي ألا تكون مرحلة بناء العقيدة مرحلة دراسة نظرية للعقيدة ;
ولكن مرحلة ترجمة لهذه العقيدة في صورة حية ,
متمثلة في ضمائر متكيفة بهذه العقيدة ;
ومتمثلة في بناء جماعي يعبر نموه عن نمو العقيدة ذاتها ;
ومتمثلة في حركة واقعية تواجه الجاهلية وتخوض معها المعركة في الضمير وفي الواقع كذلك ;
لتتمثل العقيدة حية وتنمو نموا حيا في خضم المعركة.
وخطأ أي خطأ - بالقياس إلى الإسلام –
أن تتبلور النظرية في صورة نظرية مجردة للدراسة النظرية. . المعرفية الثقافية. . بل خطر أي خطر كذلك. .
إن القرآن لم يقض ثلاثة عشر عاما كاملة في بناء العقيدة بسبب أنه كان يتنزل للمرة الأولى. . كلا!
فلو أراد الله لأنزل هذا القرآن جملة واحدة ;
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم ترك أصحابه يدرسونه ثلاثة عشر عاما أو أكثر أو أقل , حتى يستوعبوا "النظرية الإسلامية "!
ولكن الله - سبحانه - كان يريد أمراً آخر. كان يريد منهجا معينا متفردا.
كان يريد بناء الجماعة وبناء الحركة .. وبناء العقيدة في وقت واحد.
كان يريد أن يبني الجماعة والحركة .. بالعقيدة ,
وأن يبني العقيدة .. بالجماعة والحركة!
كان يريد أن تكون العقيدة هي واقع الجماعة الفعلي ,
وأن يكون واقع الجماعة الحركي الفعلي هو صورة العقيدة. .
وكان الله - سبحانه - يعلم أن بناء النفوس والجماعات لا يتم بين يوم وليلة. .
فلم يكن بد أن يستغرق بناء العقيدة المدى الذي يستغرقه بناء النفوس والجماعة. .
حتى إذا نضج التكوين العقيدي كانت الجماعة هي المظهر الواقعي لهذا النضوج. .
هذه هي طبيعة هذا الدين - كما تستخلص من منهج القرآن المكي - ولا بد أن نعرف طبيعته هذه ;
ولا نحاول أن نغيرها تلبية لرغبات معجلة مهزومة أمام أشكال النظريات البشرية!
فهو بهذه الطبيعة صنع الأمة المسلمة أول مرة ,
وبها يصنع الأمة المسلمة في كل مرة يراد أن يعاد إخراج الأمة المسلمة للوجود , كما أخرجها الله أول مرة. .
يجب أن ندرك خطأ المحاولة , وخطرها معا ,
في تحويل العقيدة الإسلامية الحية التي يجب أن تتمثل في واقع تام حي متحرك ,
إلى "نظرية " للدراسة والمعرفة الثقافية لمجرد أننا نريد أن نواجه "النظريات" البشرية الهزيلة بنظرية إسلامية!
إن العقيدة الإسلامية يجب أن تتمثل في نفوس حية , وفي تنظيم واقعي ,
وفي حركة تتفاعل مع الجاهلية من حولها , كما تتفاعل مع الجاهلية الراسبة في نفوس أصحابها
- بوصفهم كانوا من أهل الجاهلية قبل أن تدخل العقيدة إلى نفوسهم وتنتزعها من الوسط الجاهلي.
وهي في صورتها هذه تشغل من القلوب والعقول ومن الحياة أيضا مساحة أضخم وأوسع وأعمق مما تشغله "النظرية " ;
وتشمل - فيما تشمل - مساحة النظرية ومادتها. ولكنها لا تقتصر عليها.
إن التصور الإسلامي للألوهية وللوجود الكوني وللحياة وللإنسان , تصور شامل كامل.
ولكنه كذلك تصور واقعي إيجابي.
وهو يكره - بطبيعته - أن يتمثل في مجرد تصور ذهني معرفي.
لأن هذا يخالف طبيعته وغايته.
ويجب أن يتمثل في أناسي , وفي تنظيم حي , وفي حركة واقعية. .
وطريقته في التكون أن ينمو من خلال الأناسي والتنظيم الحي والحركة الواقعية ;
حتى يكتمل نظريا في نفس الوقت الذي يكتمل فيه واقعيا ;
ولا ينفصل في صورة نظرية ; بل يظل ممثلا في الصورة الواقعية. .
وكل نمو نظري يسبق النمو الحركي الواقعي , ولا يتمثل من خلاله ,
هو خطأ وخطر كذلك بالقياس إلى طبيعة هذا الدين , وغايته , وطريقة تركيبه الذاتي.
والله سبحانه يقول:
(وقرآنا فرقناه , لتقرأه على الناس على مكث , ونزلناه تنزيلًا). .
فالفرق مقصود. والمكث مقصود كذلك. .
ليتم البناء التكويني المؤلف من عقيدة في صورة "منظمة حية " لا في صورة "نظرية معرفية "!
يجب أن يعرف أصحاب هذا الدين جيدا ,
أنه كما أن هذا الدين دين رباني , فإن منهجه في العمل منهج رباني كذلك , متواف مع طبيعته.
وأنه لا يمكن فصل حقيقة هذا الدين عن منهجه في العمل.
ويجب أن يعرفوا كذلك أن هذا الدين كما أنه جاء ليغير التصور الاعتقادي - ومن ثم يغير الواقع الحيوي –
فكذلك هو قد جاء ليغير المنهج الفكري والحركي الذي يبني به التصور الاعتقادي ويغير به الواقع الحيوي. .
جاء ليبني عقيدة وهو يبني أمة. .
ثم لينشىء منهج تفكير خاصا به بنفس الدرجة التي ينشىء بها تصورا اعتقاديا وواقعا حيويا.
ولا انفصال بين منهج تفكيره الخاص وتصوره الاعتقادي وبنائه الحيوي , فكلها حزمة واحدة.
فإذا عرفنا منهجه في العمل على النحو الذي بيناه ,
فلنعرف أن هذا المنهج أصيل ;
وليس منهج مرحلة ولا بيئة ولا ظروف خاصة بنشأة الجماعة المسلمة الأولى.
إنما هو المنهج الذي لا يقوم بناء هذا الدين إلا به.
إنه لم تكن وظيفة الإسلام أن يغير عقيدة الناس وواقعهم فحسب.
ولكن كانت وظيفته أن يغير طريقة تفكيرهم , وتناولهم للتصور وللواقع.
ذلك أنه منهج رباني مخالف في طبيعته كلها لمناهج البشر القاصرة الهزيلة.
ونحن لا نملك أن نصل إلى التصور الرباني والحياة الربانية إلا عن طريق منهج تفكير رباني كذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
منهج أراد الله أن يقيم منهج الناس في التفكير على أساسه ليصح تصورهم وتكوينهم الحيوي.
ونحن حين نريد من الإسلام أن يجعل من نفسه نظرية للدراسة نخرج عن طبيعة المنهج الرباني للتكوين ;
وعن طبيعة المنهج الرباني للتفكير. ونخضع الإسلام لطرائق التفكير البشرية!
كأنما المنهج الرباني أدنى من المناهج البشرية!
وكأنما نريد لنرتقي بمنهج الله في التصور والحركة ليوازي مناهج العبيد!
والأمر من هذه الناحية يكون خطيرا. والهزيمة تكون قاتلة!
إن وظيفة المنهج الرباني أن يعطينا - نحن أصحاب الدعوة الإسلامية - منهجا خاصا للتفكير
نبرأ به من رواسب مناهج التفكير الجاهلية السائدة في الأرض ;
والتي تضغط على عقولنا وتترسب في ثقافتنا. .
فإذا نحن أردنا أن نتناول هذا الدين بمنهج تفكير غريب عن طبيعته من مناهج التفكير الجاهلية الغالبة ,
كنا قد أبطلنا وظيفته التي جاء ليؤديها للبشرية ;
وحرمنا أنفسنا فرصة الخلاص من ضغط المنهج الجاهلي السائد في عصرنا ,
وفرصة الخلاص من رواسبه في عقولنا وتكويننا.
والأمر من هذه الناحية كذلك يكون خطيرا , والخسارة تكون قاتلة. .
إن منهج التفكير والحركة في بناء الإسلام ,
لا يقل قيمة ولا ضرورة عن منهج التصور الاعتقادي والنظام الحيوي ; ولا ينفصل عنه كذلك. .
ومهما يخطر لنا أن نقدم ذلك التصور وهذا النظام في صورة تعبيرية ,
فيجب ألا يغيب عن بالنا أن هذا لا ينشى ء "الإسلام" في الأرض في صورة حركة واقعية ,
بل يجب ألا يغيب عن بالنا أنه لن يفيد من تقديمنا الإسلام في هذه الصورة إلا المشتغلون فعلا بحركة إسلامية واقعية.
وأن قصارى ما يفيده هؤلاء من تقديم الإسلام لهم في هذه الصورة
هو أن يتفاعلوا معها بالقدر الذي وصلوا إليه هم فعلا في أثناء الحركة!
ومرة أخرى أكرر أن التصور الاعتقادي يجب أن يتمثل من فوره في تجمع حركي ;
وأن يكون التجمع الحركي في الوقت ذاته تمثيلا صحيحا وترجمة حقيقية للتصور الاعتقادي.
ومرة أخرى أكرر كذلك أن هذا هو المنهج الطبيعي للإسلام الرباني ,
وأنه منهج أعلى وأقوم وأشد فاعلية وأكثر انطباقا على الفطرة البشرية
من منهج صياغة النظريات كاملة مستقلة وتقديمها في الصورة الذهنية الباردة للناس ,
قبل أن يكون هؤلاء الناس مشتغلين بالفعل بحركة واقعية ;
وقبل أن يكونوا هم أنفسهم ترجمة تنمو خطوة خطوة لتمثيل ذلك المفهوم النظري.
وإذا صح هذا في أصل النظرية فهو أصح - بطبيعة الحال –
فيما يختص بتقديم أسس النظام الذي يتمثل فيه التصور الإسلامي ,
أو تقديم التشريعات المفصلة لهذا النظام.
إن الجاهلية التي حولنا كما أنها تضغط على أعصاب بعض المخلصين
من أصحاب الدعوة الإسلامية فتجعلهم يستعجلون خطوات المنهج الإسلامي ,
كذلك هي تتعمد أحيانا أن تحرجهم فتسألهم: أين تفصيلات نظامكم الذي تدعون إليه؟
وماذا أعددتم لتنفيذه من بحوث ومن تفصيلات ومن مشروعات؟
وهي في هذا تتعمد أن تعجلهم عن منهجهم , وأن تجعلهم يتجاوزون مرحلة بناء العقيدة ;
وأن يحولوا منهجهم الرباني عن طبيعته , التي تتبلور فيها النظرية من خلال الحركة ,
ويتحدد فيها النظام من خلال الممارسة ,
وتسن فيها التشريعات في ثنايا مواجهة الحياة الواقعية بمشكلاتها الحقيقية. .
ومن واجب أصحاب الدعوة الإسلامية ألا يستجيبوا للمناورة!
من واجبهم أن يرفضوا إملاء منهج غريب على حركتهم وعلى دينهم!
من واجبهم ألا يستخفهم من لا يوقنون!
ومن واجبهم أن يكشفوا مناورة الإحراج وأن يستعلوا عليها ;
وأن يتحركوا بدينهم وفق منهج هذا الدين في الحركة.
فهذا من أسرار قوته , وهذا هو مصدر قوتهم كذلك.
إن المنهج في الإسلام يساوي الحقيقة ; ولا انفصام بينهما. .
وكل منهج غريب لا يمكن أن يحقق الإسلام في النهاية.
والمناهج الغربية الغريبة يمكن أن تحقق أنظمتها البشرية ; ;
ولكنها لا يمكن أن تحقق نظامنا الرباني. .
فالتزام المنهج ضروري كالتزام العقيدة وكالتزام النظام في كل حركة إسلامية.
لا في الحركة الإسلامية الأولى كما يظن بعض الناس!
هذه هي كلمتي الأخيرة. .
وإنني لأرجو أن أكون بهذا البيان لطبيعة القرآن المكي ,
ولطبيعة المنهج الرباني المتمثل فيه , قد بلغت ;
وأن يعرف أصحاب الدعوة الإسلامية طبيعة منهجهم , ويثقوا به , ويطمئنوا إليه ;
ويعلموا أن ما عندهم خير , وأنهم هم الأعلون. .
(إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم). .
صدق الله العظيم.
(في ظلال القرآن)
مقدمة سورة الأنعام
ـ[خلوصي]ــــــــ[20 Apr 2010, 09:44 ص]ـ
ما أحوجنا إلى تبين طبيعة المنهج القرآني ... فبارك الله فيكم أستاذنا الفاضل.
حديث هام جدا .. و حيوي .. نرجو المتابعة أخي الفاضل .. و المشاركة من الأساتذة و الإخوة الكرام.(/)
ما رأيكم بـ "تقريب علوم القرآن لعامة الأمة"
ـ[سلمان الخوير]ــــــــ[26 Apr 2009, 01:23 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أيها المشائخ والإخوة الفضلاء.
أود الاستفسار عن أمر مهم جداً ..
وهو تقريب علوم القرآن لعامة الأمة ..
الفئة المقصودة: " عامة الأمة "
هل سبق وإن شرع فيه أحد من العلماء؟
وهل هناك مُؤلَف يناقش مفاهيم علوم القرآن لعامة الأمة؟
وإن لم يوجد:
ماهي الطريقة المثلى لتقريب هذا العلم للعامة؟
لأن أغلب الكتب الموجودة في الساحة في نظري تحاكي طلاب العلم وأهل الاختصاص بعيداً عن عامة الناس،
لأن العامي بحاجة للتزود من هذا العلم العظيم بأسلوب سهل ومختصر
وقواعد أساسية في كل علم من علوم القرآن يتزود بها مراعياً فيها الراجح من أقوال أهل العلم،،،
أتمنى أن ترشدوني إلى إجابة شافية لهذا السؤال!
أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد في القول والعمل.
والسلام عليكم
ـ[أمة الله الرحمن]ــــــــ[26 Apr 2009, 01:43 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
بانتظار حوار المشايخ الكرام
أريد فقط أن اشير إلى أنك يا أخي الفاضل قد أمسكت بخيط الصحوة والنهضة بمشيئة الله
بارك الله فيك
ـ[ Amara] ــــــــ[27 Apr 2009, 12:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوتي الافاضل
لمادا لا نسعى إلى تقريبهم من القرآن؟
نهضة الأمة و ازدهار حضارتها يوم تتعلم الأمة ..
يوم يصبح العامي فقيها ..
عالما ..
عارفا ..
و السلام
ـ[أمة الله الرحمن]ــــــــ[27 Apr 2009, 01:56 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وإن كانا الخطين يسيران لنفس المعنى
جزاكم الله خيرا
ـ[خلوصي]ــــــــ[28 Apr 2009, 09:41 ص]ـ
أظن و الله أعلم أن العوام لا يحتاجون تلك العلوم بل يحتاجون التحقق بالمعلوم في دورة إيمانية أو رحلة استبصارية تغذيهم بما في القرآن من المقاصد الأساسية!
فبهذا يأخذون أماكنهم في السياق الأصلي ل " هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون "!
مبتعدين عن المعنى التبعي و الذي لا زال يتكاثر في الأمة على حساب السياق الاصلي!
و الله تعالى أعلم.
حفظكم الله و بارك فيكم ...
ـ[سلمان الخوير]ــــــــ[05 May 2009, 07:21 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعاً على مشاركتكم في الموضوع ...
أعتقد أن علوم القرآن من أجل العلوم التي تزيد من قيمة هذا القرآن في قلوب المسلمين،
ولو اقتربوا للقرآن وعلومه لزاد مستوى الفهم والتطبيق لما في القرآن من حكم وأسرار ,,
ما زلت انتظر الإجابة من بقية رواد ومشائخ هذا الملتقى المبارك ..
لا تبخلوا علينا من آرائكم وتوجيهاتكم حول هذا الموضوع،
والسلام عليكم(/)
ما رايكم في كتاب " أثر التطور الفكري في التفسير في العصر العباسي "؟
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[26 Apr 2009, 02:06 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وركاته
ما رايكم في كتاب " أثر التطور الفكري في التفسير في العصر العباسي "؟
لمؤلفه الدكتور مساعد مسلم عبد الله آل جعفر
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[06 Jun 2010, 11:50 م]ـ
للرفع
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Jul 2010, 01:06 م]ـ
كتاب (أثر التطور الفكري في التفسير في العصر العباسي) كتابٌ قيمٌ.
http://www.tafsir.net/images/tatawer.jpg
نُشر عام 1405هـ عن مؤسسة الرسالة في بيروت.
وأصله رسالة دكتوراه تقدم بها الباحث لكلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة، وأشرف عليها الأستاذ الدكتور أحمد السيد الكومي رحمه الله.
وقد تناولت الرسالة موضوعاً قيماً وهو أثر العلوم وتطورها في علم التفسير في مرحلة الدولة العباسيَّة، ولستُ أدري هل كتب في المرحلة التي سبقتها ولحقتها كتابة مشابهة، فإن لم يكن فهي جديرة بذلك على نفس المنهج الذي سلكه الدكتور مساعد بن مسلم.
وفي الكتاب فوائد مبثوثة في مباحثه وفصوله جدير بكل متخصص في الدراسات القرآنية أن يقرأها ويستفيد منها، وفيه تفصيل جيد في جانب التفسير الفقهي ومدارسه وكتبه وهي كتب أحكام القرآن.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[08 Jul 2010, 02:45 م]ـ
ليت المساهم يرفعه لنا
ـ[المساهم]ــــــــ[08 Jul 2010, 02:55 م]ـ
ليت المساهم يرفعه لنا
يُرفع بإذن الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Jul 2010, 06:56 ص]ـ
رفع الله قَدْرَك يا أبا عبدالرحمن ورزقك الصَّبْرَ والتوفيقَ في أعمالك وأمورك كلها.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Jul 2010, 06:06 ص]ـ
ليت المساهم يرفعه لنا
لقد وَفَى أخي المساهمُ بوعده يا أبا صفوت، أسأل الله أن يكتب له الأجر، وأن ينفع الجميع بالاطلاع على هذا الكتاب.
أثر التطور الفكري في التفسير في العصر العباسي (لأول مرة) Pdf (http://www.tafsir.net/vb/t20750.html)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[16 Jul 2010, 09:38 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
جزاكم الله خيرا على رفع الكتاب.
هذه ملاحظات على ما شاهدته منه.
--يذكر الكاتب أن مدرسة التفسير سبقت مدرسة الرواية ويستدل بذلك برواية تفسير , واذا كانت الرواية هي ما نقلت التفسير فكيف يحكم بوجود التفسير بدونها؟
وهذا يعني أن تلازم الأمرين واجب عقلا لأن التفسير قد نقل إلينا.
--يذكر أن عبد الله بن مسعود من المقلين بالحديث وهذا خلاف المعروف وكذا بالنسبة لابن عباس يذكره من المقلين بالحديث والأمر خلاف ذلك وان ما جرى بين ابن عباس وابن عمر ليس إلا كما قيل في ابو هريرة في نقل الحديث , وهو الإكثار من التفسير والخوف من تغليب الرأي على النص.
--ذكر الإنقسام الى مدرستين ولم يبين كتابا يذكر فيه ما تفضل به وإنما أعطى أمثلة من الصحابة لا يصح الإستدلال بمثلها لأسباب عديدة منها ما سبق.
--عند كلامه عن السنة النبوية قرر عدم إمكانية أن يقوم التفسير بأي شكل من الأشكال بدونه , فأين ما ذكره عن مدرسة الرأي؟
وكذا في كلامه فيما بعدها.
---عند كلامه عن التفسير بالرأي لم يورد كتابا يفسر بالرأي كما ذكر.وانما ذكر الكشاف وهو يذكر الروايات كما ذكر المؤلف ولكن بدون سند.
---ما ذكره عن الوضع من أمثلة ليس لها علاقة بالوضع!!!
---ذكر انوار التنزيل غير مبرر بما ذكر كسرد عن أثر الوضع في التفسير ففضائل السور ليست تفسيرا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Jul 2010, 09:57 ص]ـ
أقترح على من يرغب في نقد أي عمل علمي أن يكمل القراءة بتأني ثم ينشر قراءته النقديَّة بعد ذلك، فالنقد يأتي بعد الاستيعاب، والمسارعة إلى الانتقاد دون استيعاب للعمل العلمي غير مقبولة علمياً.
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[16 Jul 2010, 07:30 م]ـ
:للعلم ... توجد بعض الرسائل في الباب لكن بعيدة نوعا ما عن هذا العنوان، منها:
اثر القرآن في نشأة النثر الفني وتطوره إلى نهاية العصر الأموي ... القرآن - لغة ... بوتبيا، الحسن ... دكتوراه ... عزة حسن ... جامعة محمد الخامس ... الآداب - الرباط / اللغة العربية وآدابها ... 1994.
اثر دراسات القرآن في النقد الأدبي وتطوره في القرنين الثالث والرابع - الهجريين ... القرآن - لغة ... زناتي، محمد زغلول سلام ... ماجستير ... ... جامعة الاسكندرية ... الآداب ... 1952
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Jul 2010, 11:35 م]ـ
أحسنت أبا البراء وفقك الله في تتبعك للعناوين المقاربة للدراسات في الملتقى وإفادتنا بها، أسأل الله أن يجعلك مباركاً أينما كنت جزاء حرصك على نفعنا ونشر العلم.(/)
طلاب الحلقات ومقامات الارتقاء ..... د. عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
ـ[راوية]ــــــــ[26 Apr 2009, 06:38 ص]ـ
طلاب الحلقات ومقامات الارتقاء
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد: ـ
كنا نعاني ـ في السابق ـ من قلة وندرة حفاظ القرآن الكريم، وكثرة واستفحال اللحن الجلي وما هو أشنع منه ... لكن هذه المعاناة انكشفت وانقشعت؛ إذ أجرى الله - تعالى - على أيدي حلقات القرآن الكريم الخير العميم والنفع الكبير، فكَثُر حفّاظ القرآن من الرجال والنساء، وسرعان ما اندرس اللحن الجلي، ونَدُر اللحن الخفي، وعُني طلاب الحلقات بإتقان أحكام التجويد و مخارج الحروف، فالحمد لله على نعمة الإيمان والقرآن.
وهذه الجهود المحمودة تستدعي الانتقال إلى مراحل أعلى، ومقامات أسمى، إذ الشخص لا ينفك عن تقدم أو تأخر، ولا يفارقه الارتقاء أو السفول قال تعالى: {لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ} المدثر 37.
- ومن المقامات الرفيعة التي يُحث عليها: تحريك القلوب بمواعظ القرآن وقصصه وأحكامه، والوجد والتأثر عند تلاوته وسماعه كما كان سلفنا الصالح يعتريهم وجل القلب، ودمع العين، واقشعرار الجلد عند سماع القرآن وتلاوته قال عز وجل: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} الأنفال 2. وقال سبحانه: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} الزمر23، وقال تعالى: {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً} مريم 58.
فلا يزال الضعف ظاهراً في الاهتمام والاحتفاء بهذا الجانب الوجداني التربوي، فلا بد من التفاتة جادة وعزيمة صادقة من أجل إعداد برامج وخطط عملية في سبيل تحقيق هذا المقام الشريف.
- ومن مقامات الرفعة: استصحاب هذا الفضل الكبير، واستحضاره في كل حين، والفرح به، كما قال الله تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} يونس 58.
يقول ابن القيم ـ في هذا الشأن ـ: (ولا شيء أحق أن يفرح العبد به من فضل الله ورحمته خير من كل ما يجمع الناسُ من أعراض الدنيا وزينتها، أي هذا هو الذي ينبغي أن يفرح به، ومن فرح به فقد فرح بأجل مفروح به، لا ما يجمع أهل الدنيا منها، فإنه ليس بموضع للفرح، لأنه عرضة للآفات، ووشيك الزوال، ووخيم العافية .. ) مدارج السالكين 3/ 157= باختصار.
إن غرس وترسيخ هذا المقام ليورث عزة واستغناء عن الناس وحطام الدنيا، كما يحقق لحملة القرآن كرامة واستعلاء بهذا القرآن.
- ومن مقامات الارتقاء: الاحتفاء بتدبر القرآن وفهمه وعقله (فما أشدها من حسرة وأعظمها من غبنة ممن أفنى أوقاته في طلب العلم ثم يخرج من الدنيا، وما فهم حقائق القرآن ولا باشر قلبه أسراره) بدائع الفوائد لابن القيم 1/ 18.
فتدبر القرآن يورث علما وفقها، ويحقق رسوخاً ويقيناً، ويحفظ المرء من مزالق الأهواء والبدع، فهل خرجت " الخوارج " عن جماعة المسلمين إلا بالإعراض عن فهم القرآن وعقله، إذ يقرؤون القرآن قراءة لا تجاوز تراقيهم ... !
وهل سلك أرباب التجهيل والتفويض في الصفات الإلهية إلا لمحاكاتهم الذين يقرؤون الكتاب مجرد تلاوة دون فهم أو عقل، إذ جعلوا آيات الصفات مجهولة المعاني، لا تعقل ولا تفهم! مع أن الله تعالى قد أمر بتدبر القرآن مطلقاً، ولم يستثن منه شيئا لا يتدبر ([1])، قال عز وجل {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ} ص 29.
ورحم الله أبا العباس ابن تيمية القائل " من أصغى إلى كلام الله وكلام رسوله بعقله وتدبره بعلمه، وجد فيه من الحلاوة والفهم، والبركة والمنفعة ملا يجده في شيء من الكلام لا منظومه ولا منثوره " اقتضاء الصراط المستقيم 2/ 741.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] ينظر:القاعدة المراكشية لابن تيمية , ومجموع الفتاوى لابن تيمية 17/ 396
ـ[أبو عبدالرحمن الزهراني]ــــــــ[28 Apr 2009, 06:15 ص]ـ
اقتراحاتٌ جيّدة.
وأضيف -من باب تفعيل المشاركة في الموضوع- إلى مقامات الارتقاء بقارئ القرآن وحافظه:
1 - القراءة التفسيرية للقرآن؛ بمعنى أنْ تعبِّر طريقة القارئ في أدائه عن المعنى المراد من الآية؛ فالنفي يختلف عن الموصول، والأمر يؤدّى بطريقة غير طريقة تأدية الخبر، والاستفهام يختلف عن الإنشاء، والوعد غير الوعيد، وهكذا ...
2 - العناية بالمتشابه اللفظي في القرآن الكريم؛ فهو الذي يتميز به الحفّاظ فيما بينهم، وكثيرٌ منهم تضعف ثقته بمحفوظه بسبب عدم العناية بهذا الأمر.
3 - القراءة على المتقنين من أهل التخصص وعدم الاكتفاء بمقرئ واحد حتى تتنوع الفوائد وتزداد عند الطالب.
4 - التعرّف على سير القرّاء عبر التاريخ؛ ففيها أعظم الأثر على الطالب.
5 - تدريس طلاب الحلقات العلوم ذات الصلة بالقرآن الكريم؛ كأسباب النزول، والقراءات، ورسم المصحف، والوقف والابتداء، وبلاغة القرآن، ونحو ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[28 Apr 2009, 07:35 ص]ـ
بارك الله فيكما ونفع بكما
وحقيقة بعض الحلقات لازالت بحاجة إلى إعادة نظر
فمن واقع تجربة مع حلقات الدور وادارتها كنت أعاني كثيرا من قلة الحفاظ المجيدين العاملين
قد أجد المتقنة ولكنها بعيدة جدا عن التربية والأدب بآداب حملة القرآن
وقد أجد العكس غير متقنة ولكنها تحمل من الأدب الكثير
والمعلم كما تعلمون له دور عظيم في الحلقات فحبذا أن يكون هناك دورات لهم في كل المناطق تؤهلهم وتعينهم على المهمة المناطة بهم
وكذلك مما عانيت منه عدم وجود الخطط والمنهجية في كثير من الدور فيذهب كثير من الأوقات بلا فائدة
بل والأدهى والأمر أنها تصلك بعض التعليمات ألا يدرس في الحلقات إلا التجويد فقط.
فحري بأهل القرآن الإهتمام بجانب الحلقات أيما اهتمام
بزيارتها وطرح الأفكار والتدريس فيها
فكم هي حلقات القرآن وكم عدد الطلبة والطالبات الملتحقين فيها
اقتراحاتٌ جيّدة.
وأضيف -من باب تفعيل المشاركة في الموضوع- إلى مقامات الارتقاء بقارئ القرآن وحافظه:
1 - القراءة التفسيرية للقرآن؛ بمعنى أنْ تعبِّر طريقة القارئ في أدائه عن المعنى المراد من الآية؛ فالنفي يختلف عن الموصول، والأمر يؤدّى بطريقة غير طريقة تأدية الخبر، والاستفهام يختلف عن الإنشاء، والوعد غير الوعيد، وهكذا ...
2 - العناية بالمتشابه اللفظي في القرآن الكريم؛ فهو الذي يتميز به الحفّاظ فيما بينهم، وكثيرٌ منهم تضعف ثقته بمحفوظه بسبب عدم العناية بهذا الأمر.
3 - القراءة على المتقنين من أهل التخصص وعدم الاكتفاء بمقرئ واحد حتى تتنوع الفوائد وتزداد عند الطالب.
4 - التعرّف على سير القرّاء عبر التاريخ؛ ففيها أعظم الأثر على الطالب.
.
ما أجمل أن يفعل هذا في الحلقات
5 - تدريس طلاب الحلقات العلوم ذات الصلة بالقرآن الكريم؛ كأسباب النزول، والقراءات، ورسم المصحف، والوقف والابتداء، وبلاغة القرآن، ونحو ذلك
.
حبذا حقيقة من هذا المكان أن تفرد مناهج ميسرة في علوم القرآن لتدرس في الحلقات
بإسلوب ميسر
جزاكم الله خيرا
ووفقني الله وإياكم لكل خير(/)
ملخص الآيات الناسخة والمنسوخة
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[26 Apr 2009, 05:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ملخص قام به الدكتور سليمان بن إبراهيم اللاحم في دراسته وتحقيقه لكتاب الناسخ والمنسوخ للنحاس رحمه الله قمت بنقله من الكتاب على ملف إكسل وفي الملخص يذكر الدكتور حكم النحاس , مكي , ابن الجوزي على الآيات , فإن كان لديكم آراء علماء آخرين كابن جرير وابن كثير ملخصة فأتمنى إرشادي لها كي نضمها في نفس الملخص علما أني لم أستئذن الدكتور بنقل هذا المحتوى من كتابه لأني لم أجد وسيلة للتواصل معه وأتمنى كذلك سماع ملاحظاتكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Apr 2009, 06:12 م]ـ
فكرة جميلة جداً وفقك الله.
وقد كنت قدمت محاضرات قبل عشر سنوات في أبها فصممت جدولاً مماثلاً على الباوربوينت واستفدت منه كثيراً حينها. لكن تطبيقه على الأكسل أدق لسهولة الترتيب والفهرسة.
بارك الله فيك.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[26 Apr 2009, 06:28 م]ـ
جزاك الله خيرا فكرة رائعة
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[26 Apr 2009, 08:02 م]ـ
جزاكم الله خيرا،،،جعل الله ذلك في ميزان حسناتكم،،،
الرابط لم يعمل معي ممكن إعادة الرابط من موقع تحميل آخر وفقكم الله ..
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[26 Apr 2009, 08:19 م]ـ
جزاكم الله خيرا،،،جعل الله ذلك في ميزان حسناتكم،،،
الرابط لم يعمل معي ممكن إعادة الرابط من موقع تحميل آخر وفقكم الله ..
الأخت الغالية فجر الأمة جعل الله لك نورا
الرابط ليس من موقع إلى موقع ولعل برنامج الأكسل ليس محملا في جهازك فعليك تحميله حتى يتسنى لك فتح الرابط
وفقك الله لكل خير
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[27 Apr 2009, 06:03 ص]ـ
جزاكم الله خيرا , ونفع بكم جميعا ,,,
بخصوص الأخت فجر الأمة فالمف عمل عن طريق إكسل 2007 فلربما كان الأوفيس لديكم 2003(/)
كتب عن منهج ابن عثيمين رحمه الله
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[26 Apr 2009, 06:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يمكن إفادتي عن كتب تناولت منهج الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بالدراسة سواء في التفسير أو غيره
وجزاكم الله خير الجزاء
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[02 May 2009, 11:58 م]ـ
هناك الكثير من الرسائل العلمية التي كتبت عن الشيخ ابن عثيمين بلغت فيما أعلم مايزيد عن ثلاثين رسالة في أغلب التخصصات الشرعية والتربوية.
ـ[مها]ــــــــ[03 May 2009, 12:48 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. تجد طرفا من الجواب على هذين الرابطين:
سؤال عن: رسائل أخرى تناولت علوم الشيخ ابن عثيمين؟؟ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7654&highlight=%CA%D1%CC%ED%CD%C7%CA+%C7%E1%D4%ED%CE+%C 7%C8%E4+%DA%CB%ED%E3%ED%E4)
عناوين لبعض الرسائل في مكتبة الملك فهد الوطنية ( http://www.kfnl.gov.sa:88/ipac20/ipac.jsp?session=12SG2X9037656.36307&profile=akfnl&page=1&group=0&term=%D8%B9%D8%AB%D9%8A%D9%85%D9%8A%D9%86&index=.TW&uindex=&aspect=power&menu=search&ri=1&limit=IT01%20=%20thesis&source=172.16.16.74@!kfnl1256&1241299129718#focus)(/)
عمل جديد لـ د. طيار آلتي قلاوج في المصحف العثماني
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[27 Apr 2009, 12:03 ص]ـ
لقد قام د. طيار آلتي قولاج بعمل موازنة بين المصاحف العثمانية - بضوابط وأسس معينة - كالذي أصدره سابقا، وهذه النسخ هي الذي في المتحف التركي (الإصدار السابق) والذي في مسجد الحسين وما هو في اليمن وغيره - وفيما فهمت أن العمل كان على خمس نسخ - وربما يصدر في غضون شهر، وهذا بحسب ما أفادني به د. خالد أرن مدير عام مركز أريسكا وهو المصدر للمصحف العثماني السابق والحالي.
والله الموفق،،،
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Apr 2009, 01:18 م]ـ
خبر سارٌّ يا أبا عدي وفقك الله.
وأرجو أن يوفق الدكتور طيار لإخراج هذا العمل قريباً فسيكون مفيداً للباحثين في تاريخ الرسم العثماني.(/)
المعاني
ـ[ Amara] ــــــــ[27 Apr 2009, 12:06 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اخوتي الافاضل
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لاحظت و ربما لاحظتم أن سبب ابتعاد نظرة المؤيدين للإعجاز العددي في القرآن عدم الاتفاق في المفاهيم
لدلك أردت بسؤالي تأصيلا لبعض المفاهيم، و تماما أطلب منكم جوابي عن هده الأسئلة من وجهة نظر شرعية:
1 - ما معنى الصدفة
2 - ما معنى المستحيل
3 - ما معنى الممكن
4 - هل ثمة أشياء تقع صدفة في الاسلام
5 - ما معنى المعجز
6 - هل اعجاز القرآن محدد بجانب دون آخر
7 - ماهو العلم النافع
8 - ما معنى المحكم
9 - ما معنى تدبر القرآن
10 - هل القرآن كتاب علم، أم كتاب فيه علم
لكم مني الشكر سلفا
يغفر الله لي و لكم
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عمارة سعد شندول
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[27 Apr 2009, 01:56 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اخوتي الافاضل
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لاحظت و ربما لاحظتم أن سبب ابتعاد نظرة المؤيدين للإعجاز العددي في القرآن عدم الاتفاق في المفاهيم
لدلك أردت بسؤالي تأصيلا لبعض المفاهيم، و تماما أطلب منكم جوابي عن هده الأسئلة من وجهة نظر شرعية:
1 - ما معنى الصدفة " ليس في فعل الله ما هو صدفه"
2 - ما معنى المستحيل: " ليس في حق الله مستحيل"أما البشر فما خرج عن قدرتهم فهو مستحيل"3 - ما معنى الممكن: " في حق الله الممكن وألا ممكن يتوقف على الخبر"أما البشر فالممكن هو ما عدا المستحيل"4 - هل ثمة أشياء تقع صدفة في الاسلام: ليس هناك ما يسمى صدفة في الإسلام ولا في غيره كل شيء مخلوق بقدر"5 - ما معنى المعجز:" الله لا يعجزه شيء " أما البشر فكل ما خرج عن قدرة البشر فهو معجز.6 - هل اعجاز القرآن محدد بجانب دون آخر: "القرآن معجز في كل الجوانب"7 - ماهو العلم النافع: " ما قربك من الله فهو العلم النافع"
8 - ما معنى المحكم:" هو المتقن"
9 - ما معنى تدبر القرآن: النظر في آياته وفهم معانيه ومراميه والعمل بمقتضاها"
10 - هل القرآن كتاب علم، أم كتاب فيه علم: "القرآن أشرف العلوم"
لكم مني الشكر سلفا
يغفر الله لي و لكم
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عمارة سعد شندول
أرجو أن أكون قد أجبتك
ـ[ Amara] ــــــــ[27 Apr 2009, 03:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي محب القرآن
بارك الله فيك على الإجابة، مع أني أريد توضيحا لبعض الإجابات:
1 - ما معنى الصدفة " ليس في فعل الله ما هو صدفه"،
أنا إنما سألتك عن معنى الصدفة عند أهل الشرع و ما سألتك عن فعل الله هل فيه من صدفة ..
2 - ما معنى المستحيل: " ليس في حق الله مستحيل"أما البشر فما خرج عن قدرتهم فهو مستحيل"،
3 - ما معنى الممكن: " في حق الله الممكن وألا ممكن يتوقف على الخبر"أما البشر فالممكن هو ما عدا المستحيل"
5 - ما معنى المعجز:" الله لا يعجزه شيء " أما البشر فكل ما خرج عن قدرة البشر فهو معجز.
ما الفرق بين المعجز و المستحيل
4 - هل ثمة أشياء تقع صدفة في الاسلام: ليس هناك ما يسمى صدفة في الإسلام ولا في غيره كل شيء مخلوق بقدر"
في بعض الأحيان بعض الاحيان يتفق ان يكون أحد أغضبني فافتح القرآن فأجد: ها أنتم أولاء تحبونهم و لا يحبونكم ..
هل مثل هذا الاتفاق صدفة أم هو تقدير رباني قد نجهل معناه ..
6 - هل اعجاز القرآن محدد بجانب دون آخر: "القرآن معجز في كل الجوانب"
ماذا تعني بكل الجوانب
7 - ماهو العلم النافع: " ما قربك من الله فهو العلم النافع"
إذن فكل العلم نافع إذا احسنا استعماله؟
8 - ما معنى المحكم:" هو المتقن"
هل الامر الاعطباطي محكم؟
9 - ما معنى تدبر القرآن: النظر في آياته وفهم معانيه ومراميه والعمل بمقتضاها"
هل الدعوة إليه من التدبر؟
10 - هل القرآن كتاب علم، أم كتاب فيه علم: "القرآن أشرف العلوم"
أعلم أنه أشرف العلوم أريد ان استعلمك هل يحتوي بقية العلوم أم ثمة من العلوم ما خلرج عنه؟
وفقني و وفقكم الله
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[27 Apr 2009, 03:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي محب القرآن
بارك الله فيك على الإجابة، مع أني أريد توضيحا لبعض الإجابات:
أنا إنما سألتك عن معنى الصدفة عند أهل الشرع و ما سألتك عن فعل الله هل فيه من صدفة ..
يطلق الناس الصدفة على بعض الأمور التي تحدث لهم من غير قصد منهم، كأن يقول شخص: قابلت فلان اليوم. فيقول آخر: هل كنت على موعد معه؟ فيقول: لا وإنما هي مصادفة أو صدفة. أي أن الأمر حدث من غير سبب من الجانبين.
ما الفرق بين المعجز و المستحيل
المعجز أمر نسبي، فقد يكون أمر معجزاً لبعض الناس ولا يكون كذلك للآخرين.
أما المستحيل فهو بالمعنى الدقيق ما لا يمكن وقوعه كاجتماع النقيضين مثل أن يكون الشيء أبيض وأسود في نفس الوقت.
في بعض الأحيان بعض الاحيان يتفق ان يكون أحد أغضبني فافتح القرآن فأجد: ها أنتم أولاء تحبونهم و لا يحبونكم ..
هل مثل هذا الاتفاق صدفة أم هو تقدير رباني قد نجهل معناه ..
لو افترضنا أن الذي أغضبك أحب الناس إليك كأبيك مثلاً وتعلم أيضا من واقعه أنك أحب الناس إليه، فماذا تقول؟
ماذا تعني بكل الجوانب
جانب اللغة " المعاني"، جانب الأخبار، جانب التشريع.
إذن فكل العلم نافع إذا احسنا استعماله؟
لا شك إذا كان العلم مشروعا وأحسنت النية في إستعماله.
هل الامر الاعطباطي محكم؟
أسمح لي هذه لم أفهمها.
هل الدعوة إليه من التدبر؟
لا شك أن الدعوة إلي القرآن من ثمار تدبره.
أعلم أنه أشرف العلوم أريد ان استعلمك هل يحتوي بقية العلوم أم ثمة من العلوم ما خلرج عنه؟
وفقني و وفقكم الله
لا يحتوى على الفيزئيا والكيميا ولا الجغرافيا ولا الرياضيات ولا الإداره ولا .................. بالمعنى الاصطلاحي.
أرجو أن أكون قد أجبتك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ Amara] ــــــــ[27 Apr 2009, 04:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما
أخي الحبيب محب القرآن، شكرا كثيرا على تجاوبك معي .. و جزاك الله خيرا ..
غير أنه مازال عندي ما استوضح منك و من اخوتي في المنتدى ..
يطلق الناس الصدفة على بعض الأمور التي تحدث لهم من غير قصد منهم، كأن يقول شخص: قابلت فلان اليوم. فيقول آخر: هل كنت على موعد معه؟ فيقول: لا وإنما هي مصادفة أو صدفة. أي أن الأمر حدث من غير سبب من الجانبين.
.
أنت هنا تعطيني تعريف الناس عامة لمعنى الصدفة و لم تعطيني التعريف الشرعي لها، هذا يدلني على شيئين .. إما أن يكون التعريف الشرعي هو نفسه هذا التعريف .. و إما انك لم تفهم سؤالي جيدا ..
المعجز أمر نسبي، فقد يكون أمر معجزاً لبعض الناس ولا يكون كذلك للآخرين.
أما المستحيل فهو بالمعنى الدقيق ما لا يمكن وقوعه كاجتماع النقيضين مثل أن يكون الشيء أبيض وأسود في نفس الوقت.
.
أخي الحبيب .. إذن ما معنى أن نقول أن القرآن معجز؟ إذا كان الامر نسبيا ..
لو افترضنا أن الذي أغضبك أحب الناس إليك كأبيك مثلاً وتعلم أيضا من واقعه أنك أحب الناس إليه، فماذا تقول؟
.
أنا أسألك هذا السؤال .. سواء فهمنا القصد أم لم نفهمه من هذا الاتفاق .. هل يحيلنا شرعا، و اقول شرعا، بما انكم اعلم مني و منكم أتعلم .. هل يحيلنا ذلك للقول أن الاتفاق هو محض صدفة ..
جانب اللغة " المعاني"، جانب الأخبار، جانب التشريع.
.
هل هو معجز من ناحية علمية؟
أسمح لي هذه لم أفهمها ..
كنت أقصد الأمر الاعتباطي .. هل يجوز أن يكون محكما ..
لا يحتوى على الفيزئيا والكيميا ولا الجغرافيا ولا الرياضيات ولا الإداره ولا .................. بالمعنى الاصطلاحي.
.
هل هناك في القرآن ما يدل على أنه لا يحتوي على ذلك ..
أم هو محض راي شخصي ..
أخي الحبيب .. أنا أريد أن أعلم نظرة الشرع إلى هذه المسائل .. و نظرة الشرع تحتاج إلى دليل شرعي .. و ربما قدمت إلي إجابات هكذا .. كنت وددت لو أنك دللت عليها .. و على كل جزاك الله خيرا
منتظر ردك
و لك مني كل التقدير
يوفقنا الله
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[27 Apr 2009, 09:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما
أخي الحبيب محب القرآن، شكرا كثيرا على تجاوبك معي .. و جزاك الله خيرا ..
غير أنه مازال عندي ما استوضح منك و من اخوتي في المنتدى ..
أنت هنا تعطيني تعريف الناس عامة لمعنى الصدفة و لم تعطيني التعريف الشرعي لها، هذا يدلني على شيئين .. إما أن يكون التعريف الشرعي هو نفسه هذا التعريف .. و إما انك لم تفهم سؤالي جيدا ..
لا أعلم تعريفاً شرعياً للصدفة.
لكن كما ذكرت لك إذا نسب الفعل إلى الله فالله قد خلق كل شيء بقدر: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) سورة القمر (49)
أما في عرف الناس فهو ما ذكرت لك.
أخي الحبيب .. إذن ما معنى أن نقول أن القرآن معجز؟ إذا كان الامر نسبيا ..
الاعجاز نعم هو أمر نسبي فما أعجز شخص قد لا يعجز الآخر، أما القرآن فقد أعجز الجميع الجن والأنس فهو معجز لهم.
أنا أسألك هذا السؤال .. سواء فهمنا القصد أم لم نفهمه من هذا الاتفاق .. هل يحيلنا شرعا، و اقول شرعا، بما انكم اعلم مني و منكم أتعلم .. هل يحيلنا ذلك للقول أن الاتفاق هو محض صدفة ....
أسميته صدفه أم لا فلا علاقة بين الأمرين وإلا لزم أن تربط بين فعل من أغضبك وكل حدث صاحبه وهذا لا يقول به عاقل. ثم أقول إن هذا قد يكون من الطيرة.
والربط بين الأشياء دون مناسبة واضحة ليس من فعل العقلاء.
جانب اللغة " المعاني"، جانب الأخبار، جانب التشريع.
هل هو معجز من ناحية علمية؟
..
إذا سلمنا أن القرآن كلام الله فلا غرابة إذا وجدنا فيه إشارت إلى أمور أكتشفها الناس من خلال بحثهم ودراستهم بعد أن كانت خافية عليهم لأن القائل هو الله والخالق هو الله. ولا شك أن هذا من الشواهد على صدق القرآن.
كنت أقصد الأمر الاعتباطي .. هل يجوز أن يكون محكما ..
لم أفهم قصدك حتى الآن.
"لا يحتوى على الفيزئيا والكيميا ولا الجغرافيا ولا الرياضيات ولا الإداره ولا .................. بالمعنى الاصطلاحي."
هل هناك في القرآن ما يدل على أنه لا يحتوي على ذلك ..
أم هو محض راي شخصي ..
إذا كان يحتوى فعليك الدليل
(يُتْبَعُ)
(/)
أخي الحبيب .. أنا أريد أن أعلم نظرة الشرع إلى هذه المسائل .. و نظرة الشرع تحتاج إلى دليل شرعي .. و ربما قدمت إلي إجابات هكذا .. كنت وددت لو أنك دللت عليها .. و على كل جزاك الله خيرا
منتظر ردك
و لك مني كل التقدير
يوفقنا الله
أعتقد أني ذكرت الدليل على كل قضية ذكرتها.
ـ[ Amara] ــــــــ[28 Apr 2009, 08:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شكر الله لك اخي الفاضل
ما فهمته منك أن الصدفة، عند الناس هي كل أمر غير متوقع الحدوث بالنسبة للإنسان ..
إذن فأمر الصدفة نسبي .. و هذا الأمر يجعلنا نقول أن ما يمكن أن يكون صدفة اليوم و ما اتفق عندنا عرضا لن يطلق عليه صدفة إذا علمنا قوانينه ..
سأعطيك مثالا ..
الملحدون يجهلون قولنين بداية الكون فقالوا عنها أنها صدفة .. مع أنها ليست كذلك ..
الصدفة غذن لا وجود لها منطقيا .. هي فقط في ظن الانسان لا في عقله ..
غير أن الكلام عن قوانين للصدفة يجعلنا نسال .. هل يمكن تقنين الصدفة؟
لعلك فهمتني ...
أما قولك عن الإعجاز .. فما فهمت منه انه يقوم على التحدي اولا ..
ما اعجز الآخرين لا يعجز بالضرورة صاحب التحدي .. و مثاله
تحدي سيدنا ابراهيم للذي حاجه أن يطلع الشمس من المغرب .. و هنا لا ابراهيم و لا الذي حاج ابراهيم يستطيعان ذلك ..
أو تحدي الثقلين بأن يأتوا بمثل هذا القرآن .. فالتحدي أعجز المخاطبين بالتحدي لا من تحدى الذي هو على كل شيء قدير .. فلكي يكون معجزا يجب ان يكون المخاطب به لا يستطيعه ..
بالنسبة لما قلت عنه من ربط الصدفة بالطيرة ..
أنا لم أتحدث عن الطيرة .. لقد كان سؤالي واضحا .. ماذا نسمي ذلك شرعيا .. هل يجوز ان نسمي ذلك صدفة ام أنه قدر من ترتيب الله نجهل معناه و خفاياه ..
و قلت:
إذا سلمنا أن القرآن كلام الله فلا غرابة إذا وجدنا فيه إشارت إلى أمور أكتشفها الناس من خلال بحثهم ودراستهم بعد أن كانت خافية عليهم لأن القائل هو الله والخالق هو الله. ولا شك أن هذا من الشواهد على صدق القرآن.
و الذي أراه هو أن هذا القرآن يتابع هذه العلوم متابعة دقيقة حد محاصرتها ..
حتى أنك إذا قرأت كتابا عن بعض الأقدمين يعطينا بعض ثمرات القرآن .. تجد نفسك أمام أكبر مدرس في هذا الزمن .. مع أن علماءنا لم يكن لديهم معدات يعرفون بها الاشياء كما عندنا .. أنا اقرأ لابن القيم .. و الخوارزمي .. و امثال هؤلاء .. و أتساءل من اين جاؤوا بعلومهم؟ و ليس عندهم إلا القرآن؟
شيء آخر .. في هذا الزمن .. أقع في بعض الاحيان في حوار مباشر مع بعض المختصين في العلوم الحديثة التي لم أدرس عنها إلا يسيرا .. ثم أناقشهم بما افهم من القرآن .. فأجد أن كلامي معهم منظبط جدا .. حتى يسألني البعض هل قرأت مقال فلان عن عالم لا أعرفه .. غير أني اقول لهم لا إنما قرأت قوله تعالى و آتيهم بالآية فيعجبون ..
الذي أراه أن قول الله تعالى .. ما فرطنا في الكتاب من شيء مقصود ..
القرآن فيه كل شيء .. غير أنه لا بد له من عقل متدبر يتفحص ما فيه ..
من اليسير أن ننثر القرآن .. لكن من العسير أن نتدبره ..
ما لم تفهم قصدي منه .. هو هذا
رأيت العالم مرتب بكيفية تعجز كل عقل ..
نظرت في الخلية فيما اقرأ عن البيولوجيين .. فوجدت أن لها ترتيبا محكما عجيبا ..
غير أني لاحظت شيئا أن أجزاء الخلية المسؤولة عن الحياة ليست هي مرتبة كما كان يظن الانسان .. فترتيبها غامض للغاية .. تصور أن الجينات المسؤولة عن صفة معينة ليست مجمعة في مكان واحد و لكنها متباعدة جدا .. الشيء الذي يجعل الانسان يسأل لماذا رتبت هكذا .. أم أنها ليست مرتبة بل فوضوية .. غير أن ما يشهد على عدم فوضويتها هو الحياة التي تتولد عنها ..
هنا سألت هل يمكن أن يكون أمر الله فوضويا و غير مرتب؟
و قلت:
إذا كان يحتوى فعليك الدليل
و الذي أراه أنه كذلك .. و أعطيك مثلا .. قد ذكرت لكم مرة أن الرياضيات الحديثة و المرتكزة على الجبر هي اصلا مرتكزة على علم الميراث الذي في القرآن .. و أن الذي قام بإظهاره للناس هو الخوارزمي و غليه يرجع علم الخوارزميات ..
لك الشكر أخي
جزاك الله خيرا
يغفر الله لي و لكم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[29 Apr 2009, 12:20 ص]ـ
الأخ عمارة حفظك الله ورعاك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا أخي الكريم ليس بيني وبينك خلاف على شيء، أنت سألت وأنا أجبتك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكلانا متفقان على أن الله قد خلق كل شيء بقدر، وخلق كل شيء فقدره تقديرا، وأحسن كل شيء خلقه، وأحاط بكل شيء علماً، وأحصى كل شيء عددا.
خلقه محكم وكلامه محكم، وكلاهما يشهد للآخر.
وما يسمى بالعلم الحديث ما هو إلا اكتشاف لسنن الله وقوانينه التي أودعها الله في الكون، وإذا توصل العلم الحديث إلى إكتشاف جديد لسنة من سنن الله في الكون ووجدنا في القرآن إشارة واضحة إلى تلك السنة فلا غرابة فالخلق خلقه والكلام كلامه.
ولا يلزم أن كل كشف جديد لا بد أن نجد له إشارة واضحة في القرآن.
ثم إن ثبوت أن هذا القرآن كلام الله وأنه كتاب الهداية الأخير الموحى به لا يتوقف على موافقة هذه الكشوف لما في القرآن.
ونحن لو تأملنا تأريخ هذا القرآن وكيف آمن به كثير من البشر مع اختلاف لغاتهم وثقافتهم على مدى أربعة عشر قرنا من الزمان لأدركنا حقيقة أهم جوانب الإعجاز في هذا الكتاب والذي لا يزال هو المؤثر الأقوى والسبب الأكبر في قبول الناس لهذا الدين إلى يومنا هذا.
ولهذا السبب طرحت سؤالي في مشاركتي التي عنونتها بقولي " سؤال لأهل العلم فقط" وقد ضاقت بهذا العنوان صدور الكثيرين، وما كان لصدورهم أن تضيق لو أنهم حاولوا فهم ما أرمي إليه من السؤال الذي طرحته تحته وهو:
هل كان للرسول صلى الله عليه وسلم ما يشهد بصدق رسالته في نفوس الناس وواقع حياتهم؟
ثم أوضحته بقولي:
أما السؤال فلعلي أقول ما قد يجعله أوضح مما هو عليه.
هل كان للرسول صلى الله عليه وسلم ما يشهد بصدق رسالته في نفوس الناس وواقع حياتهم؟
السؤال عن مضمون الرسالة وليس عن ما كان يتحلى به الرسول صلى الله عليه وسلم من أخلاق فاضلة تدل على صدقه فيما يخبر به.
ثم أوضحته مرة ثالثة بقولي:
هل للقضايا الرئيسة التي تضمنتها الرسالة ما تستند إليه في نفوس المدعوين وواقع حياتهم؟
ولعل بعض الإخوة أحجم عن الاجابة ظناً منه أنني إنما وضعت السؤال من أجل الاختبار أو نحوه من الأمور.
وإنما أردت أن أنبه إلى أن الإجابة على هذا السؤال سترينا جانب الإعجاز الحقيقي المؤثر في البشر في كل زمان ومكان والذي دعاهم إلى قبول القرآن والتمسك به حتى ولو كان ثمن ذلك أن تزهق أنفسهم أو تصادر أموالهم وحرياتهم أو غير ذلك من صنوف الأذى.
بينما لو تأملنا أثر ما يسمى بالإعجاز العلمي أو الرياضي أو الهندسي أو العددي سمه ما شئت لو جدناه لا يقارن بالإعجاز الذي أشرت إليه بسؤالي.
إن الذين قبلوا الإسلام بناء على ما يسمى بالإعجاز العلمي يكادون يعدون على الأصباع وبعضهم في إسلامه دخن.
بينما الذين يقبلون الإسلام بناء على الإعجاز الحقيقي للقرآن المستند لما في نفوسهم وتأريخهم وتأريخ الإنسانية، أعدادهم تكاد لا تحصر كل يوم.
وفق الله الجميع لما فيه الخير.
وصلى الله وسلم وبارك على رسوله محمد.
ـ[ Amara] ــــــــ[30 Apr 2009, 06:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما
أخي الفاضل محب القرآن شكرا على رحابة صدرك و سعيك معي نحو فهم بعض من مرامي القرآن
أريد ان أسألك أخي تعليقا على قولك
وما يسمى بالعلم الحديث ما هو إلا اكتشاف لسنن الله وقوانينه التي أودعها الله في الكون.
هل بث الله تعالى أسرار القوانين التي تحكم الكون الدي قد يبلغه الانسان بعقله في آيات كتابه؟
و لعلك تقول بغير دلك و تدهب إلى القول أن توافق الآيات مع أعمق ما توصل إليه العلم الحديث أنه من باب كون الخلق خلق الله و الكلام كلامه ..
و طبيعي جدا أني سأجيب عن كلامك
ولا يلزم أن كل كشف جديد لا بد أن نجد له إشارة واضحة في القرآن. ثم إن ثبوت أن هذا القرآن كلام الله وأنه كتاب الهداية الأخير الموحى به لا يتوقف على موافقة هذه الكشوف لما في القرآن ..
(يُتْبَعُ)
(/)
أن ثبوت القرآن كونه من عند الله لا يتوقف على موافقاته لما نكتشف من علم أو تصحيحات لما قد يخطؤه العقل .. و هنا أريد أن أسألك .. ما معنى .. ما فرطنا في الكتاب من شيء .. إني أفهمها هكدا .. كون ما من حقيقة إلا و في القرآن فيها نص .. غير أنه قد لا يمكن معرفة دلك .. لأننا لم نتدبر القرآن .. الحقائق مبثوثة في الكون و مبثوثة في القرآن .. إن فتشنا عليها هنا أو هناك سنجد ما يوصلنا و لن نجد أي تضارب .. العلماء اليوم، و المسلمون منهم، ابتعدوا عن القرآن و لم يتفكروا فيه .. لدلك اكتفوا بما يشاهدونه في الطبيعة .. و كانوا كل مرة يفتشون عن الحقيقة التي في الطبيعة بعد اكتشافها فيجدون دلالتها في القرآن .. طبيعي جدا أن الخلق خلقه و الكلام كلامه .. فمادام الكلام كلامه و أمرنا بتدبره و الخلق خلقه و أمرنا بالنظر فيه فلابد أن يكون بين الأمرين توافق .. و تكامل .. و هدا الأمر نعلمه حين نجد دقة العبارة في القرآن و التي تفوق العبارة التي يقول بها أهل العلم .. و إليك مثالا .. الكلام عن الانفجار العظيم .. لو نظرنا جيدا في هده العبارة التي قال بها العلماء و صححها القرآن بعد دلك سترى أنك أمام لخبطة علمية إد لك أن تسأل متى كانت نتيجة الانفجار شيئا منظما مرتبا بديعا .. إننا أمام عبارة خاطئة إدن لم يكن هدا الانفجار انفجارا .. طيب لنعد إلى القرآن إنه يخبرنا عن الفتق .. جيد جدا فهو يصف الحالة التي توصل إليها العلماء لكن بدقة أكبر لا تخطر ببال أحدهم إلا إدا تدبر القرآن .. أنا أعطيتك مثلا .. و لو بحثت فالأمثلة لا تحصى .. إدن لابد أن تدبر القرآن و النظر في الكون عاملان لا انفصال بينهما .. فالنظر في الكون وحده قد يجرنا إلى أخطاء كبيرة ترتكز عليها معارفنا .. و تدبر القرآن وحده سيكون ناقصا لأن آيات القرآن حين تحدثنا عن الكون تعطينا الحقيقة التي يجب أن نعلمها و علينا البحث فيها في هدا الكون .. لدلك أمرنا الله تعالى بتدبر القرآن بالقلب .. و أمرنا بالنظر في الكون بالمشاهدة .. سواء مشاهدة العين و الحواس أو مشاهدة العقل .. ترى لو سأل إمرئ هدا السؤال: لمادا يقول الله تعالى .. بلى قادرين على أن نسوي بنانه؟ لمادا ركز على البنان دون غيره .. لكان طريق لمعرفة جديدة قد توصل إليها الغرب لما طرحوا السؤال هل يمكننا معرفة السارق عن طرق لمسه شيئا .. نفس السؤال .. إني أشم ريح يوسف .. لمادا قال أشم ريح يوسف .. و سنعلم بصمات الشم ثم لمادا ارتد بصيرا .. و نعلم علاقة الرائحة بالنظر ..
ونحن لو تأملنا تأريخ هذا القرآن وكيف آمن به كثير من البشر مع اختلاف لغاتهم وثقافتهم على مدى أربعة عشر قرنا من الزمان لأدركنا حقيقة أهم جوانب الإعجاز في هذا الكتاب والذي لا يزال هو المؤثر الأقوى والسبب الأكبر في قبول الناس لهذا الدين إلى يومنا هذا. ..
و أنا أريد أن أعلم لمادا قبلوا به؟
و لعلك تجيبني .. فتقول:
وإنما أردت أن أنبه إلى أن الإجابة على هذا السؤال سترينا جانب الإعجاز الحقيقي المؤثر في البشر في كل زمان ومكان والذي دعاهم إلى قبول القرآن والتمسك به حتى ولو كان ثمن ذلك أن تزهق أنفسهم أو تصادر أموالهم وحرياتهم أو غير ذلك من صنوف الأذى. بينما لو تأملنا أثر ما يسمى بالإعجاز العلمي أو الرياضي أو الهندسي أو العددي سمه ما شئت لو جدناه لا يقارن بالإعجاز الذي أشرت إليه بسؤالي. إن الذين قبلوا الإسلام بناء على ما يسمى بالإعجاز العلمي يكادون يعدون على الأصباع وبعضهم في إسلامه دخن. بينما الذين يقبلون الإسلام بناء على الإعجاز الحقيقي للقرآن المستند لما في نفوسهم وتأريخهم وتأريخ الإنسانية، أعدادهم تكاد لا تحصر كل يوم. .
لعلك تتحدث عن زمننا هدا الدي قل فيه العلماء .. غير أني أجيبك .. من أول من أسلم .. ستقول لي الفقراء .. هل أسلموا من أجل مال .. أو جاه أو سلطان؟ لا .. لمادا إدن أسلموا .. هدا السؤال يجيبك عنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما قرأ سورة طه فتوقف و قال .. أعلى هدا يعادونه؟ هؤلاء آمنوا لما وجدوا في القرآن من الحق ..
و ربما لي نقطة أريد أن أعلمها .. فأستعلمها منك ..
هل أدى تحدي القرآن إلى أسلمة من عجز عن تحديه؟
أتركك مع هدا السؤال في انتظار الرد
و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
يغفر الله لي و لكم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[30 Apr 2009, 08:41 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما
أخي الفاضل محب القرآن شكرا على رحابة صدرك و سعيك معي نحو فهم بعض من مرامي القرآن
أريد ان أسألك أخي تعليقا على قولك
هل بث الله تعالى أسرار القوانين التي تحكم الكون الدي قد يبلغه الانسان بعقله في آيات كتابه؟
لا أستطيع أن أثبت ذلك أو أنفيه لأنه يحتاج إلى دليل.
أن ثبوت القرآن كونه من عند الله لا يتوقف على موافقاته لما نكتشف من علم أو تصحيحات لما قد يخطؤه العقل .. و هنا أريد أن أسألك .. ما معنى .. ما فرطنا في الكتاب من شيء .. إني أفهمها هكدا .. كون ما من حقيقة إلا و في القرآن فيها نص .. غير أنه قد لا يمكن معرفة دلك .. لأننا لم نتدبر القرآن ..
هذه يجب أن تفهمها في ضوء اللغة واصطلاح القرآن وأقوال أهل العلم، مثلها مثل قوله تعالى:
(وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ) سورة الأعراف من الآية 145
وقوله تعالى:
إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآَتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) سورة الكهف
وقوله تعالى:
(وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) سورة النمل
وقوله تعالى:
(إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) سورة النمل
وقوله تعالى:
(تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (25) سورة الأحقاف
وهذه كلها من باب ما يسمى بالعام المخصوص، وقد يكون المخصص له النص أو العقل أو غيرها من المخصصات.
الحقائق مبثوثة في الكون و مبثوثة في القرآن .. إن فتشنا عليها هنا أو هناك سنجد ما يوصلنا و لن نجد أي تضارب .. العلماء اليوم، و المسلمون منهم، ابتعدوا عن القرآن و لم يتفكروا فيه .. لدلك اكتفوا بما يشاهدونه في الطبيعة .. و كانوا كل مرة يفتشون عن الحقيقة التي في الطبيعة بعد اكتشافها فيجدون دلالتها في القرآن .. طبيعي جدا أن الخلق خلقه و الكلام كلامه .. فمادام الكلام كلامه و أمرنا بتدبره و الخلق خلقه و أمرنا بالنظر فيه فلابد أن يكون بين الأمرين توافق .. و تكامل .. و هدا الأمر نعلمه حين نجد دقة العبارة في القرآن و التي تفوق العبارة التي يقول بها أهل العلم ..
هذا كلام صحيح بشرط التأكد أن التوافق يكون قطعياً لا ظنياً، أي بين المكتشف العلمي والنص القرآني. ومثالك الذي ذكرت شاهد على ذلك,
فنظرية الإنفجار الكبير لا يمكن أن نقطع بأنها هي ما أشارات إليه الآيات القرآنية من سورة الأنبياء.
لأن النظرية ما هي إلا نظرية لاترقى إلى الحقيقة العلمية، والقرآن يتكلم عن حقائق لا نظريات.
ترى لو سأل إمرئ هدا السؤال: لمادا يقول الله تعالى .. بلى قادرين على أن نسوي بنانه؟ لمادا ركز على البنان دون غيره .. لكان طريق لمعرفة جديدة قد توصل إليها الغرب لما طرحوا السؤال هل يمكننا معرفة السارق عن طرق لمسه شيئا ..
البنان هي الأصابع وذكرها لفت النظر إلى قدرة الله تعالى في خلقها على هذه الصفة واكتشاف اختلاف البصمة من شخص إلى آخر بحيث لا يتحد اثنان فيهما دليل آخر على قدرة الله تعالى، ولا تحمل الآية على أن المراد فقط أنه ما تم اكتشافه.
السؤال .. إني أشم ريح يوسف .. لمادا قال أشم ريح يوسف .. و سنعلم بصمات الشم ثم لمادا ارتد بصيرا .. و نعلم علاقة الرائحة بالنظر ..
..
لعلك ذكرت الآية بالمعنى والآية أخي الفاضل هي:
إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ
و أنا أريد أن أعلم لمادا قبلوا به؟
و لعلك تجيبني .. فتقول:
هل أدى تحدي القرآن إلى أسلمة من عجز عن تحديه؟
أتركك مع هدا السؤال في انتظار الرد
و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
يغفر الله لي و لكم
الإعجاز وحده لايؤدي إلى الإيمان، وإنما الإرادة المتوقفة أو الباحثة عن الدليل هي التي تؤدي إلى الإيمان.(/)
الأصول العربية للتوراة العبرية
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[27 Apr 2009, 04:26 ص]ـ
الأستاذ. أحمد العلوي .. أستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط
- - -
في سنة 1985 نشر الدكتور كمال الصليبي جملة من المقالات في جريدة "القبس" الكويتية تحت عنوان: "التوراة جاءت من جزيرة العرب"، وقد قصد من تلك المقالات أن يبرهن على وجود تشابه بين أسماء الأماكن والبقاع والربوع في الغرب من الجزيرة العربية وبين الأسماء المذكورة في التوراة العبرانية. ولعل غايته أن يوجه الصهاينة إلى تلك الجهة أو أن يصرفهم عن فلسطين.
لا مانع عندنا من قيام ذلك التشابه، لكن الذي نسبه كمال الصليبي هو أن الأسماء نقلت من الكتاب المذكور إلى الأرض لا العكس، وأن الحوادث المذكورة في ذلك الكتاب، وما يتصل بها من أمكنة وأشخاص، أنها كانت أمثالا وتفاسير، ولم تكن تاريخا للأرض.
هذه أولى.
الثانية: أن التشابه في الأسماء دليل على الأصل العربي للتوراة العبرانية المعروفة. ماذا نقصد؟
نقصد أن ذلك الكتاب العبراني الذي يزعم الزاعمون أن الحضارة الغربية قامت عليه أصله كتاب عربي، وأنه ليس إلا ترجمة عنه، كيف؟
أولا: نلاحظ أن اسم الكتاب العربي، وأن مترجمه إلى العبرانية عجز عن ترجمته، كما كان من مترجم الأركانون لأرسطو، فإنه ترجم الكتاب ولكنه أبقى على الاسم اليوناني عنوانا للكتاب، الاسم العربي الباقي هو "التوراة". هذا الاسم لا أصل له في اللغة العبرانية، ولا يدرك معناه بها، إنه مشتق من "ورى، يوري" العربية وليس إلا مصدرا لذلك الفعل ومصدره "التوراة والتورية".
وإليك ما جاء عن ذلك في لسان العرب لابن منظور "قلب دار إذا تغشى بالشحم والسمن، وأوريته ... وكذلك وريته تورية ... وناقة وارية أي سمينة ... هو من وريت النار تورية إذا استخرجتها ... والتوراة عند أبي العباس تفعلة ... الفراء في كتابه في المصادر: التوراة من الفعل التفعلة كأنها أخذت من أوريت الزناد ووريتها فتكون تفعلة في لغة طيء، لأنهم يقولون في التوصية توصاة، وللجارية جاراة، وللناصية ناصاة ... قال البصريون: توراة أصلها فوعلة ... والأصل ووراة". (1) ومن البين أن البصريين انخدعوا في هذا بالشائع عن عبرانية الكتاب الأصلية، فتمحلوا في الاستخراج الصرفي، أما ما قاله أبو العباس، وما قاله الفراء الكوفي، فلا يحتاج إلى دليل لأنه هو نفسه دليل.
بقي أن نعرف المقصود من تسمية الكتاب بالاسم العربي "توراة".
إن جملة المعاني الواردة في مادة "وري" من لسان العرب لابن منظور رحمة الله عليه ترجع إلى التضخم والتوسيع والتسمين والاستخراج والتعظيم. فالذي يوري أو يوري يحول المورى إلى أمر مرئي محصل بالحواس. إن معنى اسم التوراة على هذا هو التبيين، ولا فرق بين اسم "التوراة" العربي وبين الاسم الآخر العربي "التورية" المعروفة في البلاغة. التورية تبين بأسلوب بلاغي، والتوراة تبيين لم يخصص لمعنى اصطلاحي، وإن كان بقي مع رفيقه أخوين مشتقين من أصل واحد هو "وري" العربي.
إذن اسم التوراة عربي لم يستطع أن يترجمه مترجم التوراة عن العربية، إما عن جهل وإما عن قصد. وإنه لدليل مشكك وكاف، مشكك لأنه يشكك في النسبة العبرانية للكتاب، وكاف لأنه عربي، ولا أثر له ولا لمثله في العبرانية، ولا معنى له في هذه اللغة فهو غريب فيها، لكننا مع ذلك لن نعده كافيا، وسنتسامح في ذلك لكفاية أدلة أخرى، فنحن هنا كالذي كثرت أدلته فهو يتسامح فيها ويؤخر بعضها ويبطل بعضها جدلا لا علما واعتقادا.
ما هي الأدلة الأخرى؟ ها هي سنستخرجها من نصوص الكتاب نفسه.
الحجة الأولى: قوله: "وهاأرتس هيت طهو وبهو" "سفر التكوين"، الطبعة العبرانية، 1967، مكتبة كولبو، باريز.
إن هذه الطبعة التي نعود إليه هنا، والتي هي من أصح الطبعات المعترف بها لأنها صححت تحت إشراف الحزان الأكبر "زادوف كاهن"، وهو الذي أشرف على الترجمة الفرنسية المصاحبة لها، إنها تترجم الجملة العبرانية بما معناه في العربية "وكانت الأرض خلاء فوضى". إن هذه الترجمة تدل على أن كلمة "طهو" وكلمة "بهو" لا حضور لها في العبرانية، إذ لو كان لها حضور لترجم معناه بالدقة المطلوبة، والحال أن لا صلة للكلمتين بالمعنى التقريبي الذي يذكره لها المفسرون والمترجمون. إن هاتين الكلمتين شأنهما كشأن كلمة "توراة"، إنها دليل النقل
(يُتْبَعُ)
(/)
من اللغة التي منها تلك الكلمتان، وتلك اللغة هي العربية.
إن مترجم "سفر التكوين" من أصله العربي عجز عن الإتيان بمقابل للطهو والبهو فتركهما على حالهما كما فعل بكلمة التوراة، لجهل أو لقصد.
ما معنى الطهو المذكور في "سفر التكوين"؟: هو "الطحو" من طحاه يطحوه إذا بسطه، "الطحو كالدحو وهو البسط ... وفي التنزيل العزيز (والأرض وما طحاها) ... والقوم يطحو بعضهم بعضا أي يدفع" (2)، ومن البين أن معنى الطحو هناك الحركة والدفع فقد طحا الله الأرض أي حركها ودفعها، وذلك المراد بالبسط، فكل باسط محرك دافع. وأما "البهو" فهو "الواسع من الأرض الذي ليس فيه جبال بين نشزين، وكل هواء أو فجوة فهو عند العرب بهو ... وبهو الصدر جوفه". (3) إذن فالمعنى في الأصل الذي نقلت عنه عبارة التوراة "العبرانية" هو: "وكانت الأرض طحوا وبهوا". يبقى على أصله، ويكون شرحه أن الأرض لم تكن إلا حركة وهواء.
الحجة الثانية: الأسماء المحرفة في "سفر التكوين" محرفة عن العربية، وأول ذلك اسم "حواء" فهو في عبرانية ذلك السفر "حوه". ولا معنى لذلك الجذر في العبرانية، إنما معناه في العربية، وهو هناك محرف عن حواء، وهو اسم على وزن فعلاء، ومذكره "أحوى" المذكورة في الكتاب العزيز. قالوا في معنى الحوة إنها سوداء إلى الخضرة، وقيل: حمرة تضرب إلى السواد، والحوة سمرة الشفة. يقال: رجل أحوى وامرأة حواء. ويبدو من جملة المعاني التي نقلها صاحب اللسان أنها تعود إلى تعيين لون، لكن يظهر أن معنى الجمع والإحراز جامع لمعاني الجذر كلها، وقد ذكر ذلك المعنى في مدخل "حوي" وبيانه أن ما ذكر في معاني الجذر عن الألوان إنما انجر إليه الجذر لدلالته على المتفق المجتمع منها. وعليه فيكون ما جاء منه عن الألوان من باب حذف المعروف كقولنا: "هذا كلام جامع". فالمقصود أنه جامع للمعاني أو للأقسام. وعليه يكون معنى "حواء" أنها جامعة ضامة مشتملة، ولعل الإشارة بذلك إلى الحمل، ويكون معنى "أحوى" المذكورة في الكتاب العزيز أن الغثاء جامع لكل فضائل المرعى الذي أخرج، وتكون الأوصاف بالحوة المذكورة دليلا على معنى اجتماع الألوان في الموصوف بها.
غاية الأمر أن هذا الإسم من أكبر الأدلة على عربية الأصل الذي نقل عنه بالترجمة المحرفة "سفر التكوين" العبراني، ومثله اسم "آدم" الذي حذفت منه صيغة الأفعلية فتحول في "سفر التكوين" إلى "آدم". وأضيف إليه هاء التعريف العبرانية.
إن اسم "آدم" لا معنى له في غير اللسان العربي، فالأدمة هي السمرة، والآدم من الناس الأسمر، وقيل: هو البياض الواضح، والجمع "أدم"، والأنثى، أدماء، وقالوا في جمعه "أدمان". والأدمة أيضا هي القرابة والوسيلة وهي الصداقة والموافقة والألفة. (4)
إن مكانة اسم "آدم" و"حواء" الاشتقاقية واضحة في العربية، وتحريفية "أدم" عن "آدم" واضحة أيضا في المآل العبراني للنص العربي المفقود.
الحجة الثالثة: اسم "هابل" واسم "فين"، فالأول محرف في "سفر التكوين" إلى "هفل". والثاني بقي على حاله، إلا أنه تحرف في الترجمات العربية التي عملت على النص العبري فصار "قابيل"، كما تحرف الإسم الأول إلى "هابيل" في تلك الترجمات، وربما كان الأمر أمر نساخ وسوء خط، والله أعلم. (5)
غاية الأمر أن اسم "هفل" من أدل الأدلة على الأصل العربي الذي نقل عنه "سفر التكوين"، نتذكر أن "آدم" حرف إلى "هأدم" فكذلك نرى في "هفل". إن الهاء هناك تعريف والإسم منقول عنه "آبل". يقال أبل الابل يأبلها ويأبلها. حذف مصلحتها، عمل في هذه الكلمة من التحريف ما أذهب صورتها، ولكن بقي في النص العبري ما يدل على الأصل العربي الذي نقلت منه. أين؟ ذلك قول كاتب "سفر التكوين" عن "هفل" إنه كان راعيا، والحقيقة أن ذلك المعنى مستخرج من اسم "آبل" فهو الراعي راعي الإبل، ويجوز أن تمد إلى راعي غير الإبل على سبيل المجاز. أما فين فقد بقي على حاله ومعناه الصانع، وبالفعل نرى أن المدعو بـ "فين" في "سفر التكوين" فلاح، والفلاح "فين" لأنه يعمل بالحديد، وكل عامل بالحديد فهو "فين" عند العرب. (6)
من أين جاء هذا التطابق بين وظائف ولدي آدم في "سفر التكوين" وبين معنى اسميهما؟
جاء من أن النص مكتوب في الأصل بالعربية، وأن الأسماء المطلقة فيه على الأشخاص عربية ذات معنى في معجمها.
(يُتْبَعُ)
(/)
الحجة الرابعة: اختلاط الأسماء الواضحة العروبة بأسماء غامضة بالانحراف الذي أصابها. مثال ذلك اسم "صلة" العربي الذي هو اسم إحدى زوجتي لمك أحد أحفاد (فين). هذا الاسم موضوع في جوار خليط من الأسماء مثل (متوشئل) و (مهويئل) وغير ذلك. لا معنى لهذا التباعد إلا مرور التحريف إلى الأسماء البعيدة عن العربية، وكأن الآخذ عن الأصل العربي بهذه البقايا العربية الواضحة مثل "صلة". دلائل ذلك الأصل.
هناك مثال آخر هو "عدة" الذي هو اسم الزوجة الأخرى للمك. كتبوا في النص العبري "عده". وكتبوا فيه اسم الزوجة الأخرى "صله" فهل كان الكاتب المترجم يحرف الأسماء بمقادير متفاوتة أولها ما عمله بصلة؟ ثم ما عمله بعده؟ ثم ما عمله بالأسماء الأخرى التي أخفى وجهها العربي؟
وفي كل الأحوال، ما سر تتابع الأسماء العربية في "سفر التكوين" مع أسماء غريبة الوجه في سلسلة النسب الواحدة؟ إن ذلك ما يجعلنا نشك في حقيقة أسماء مثل "إنس" و"هنوك" و"يرد"، فهل تكون محرفة عن أصول عربية غطيت بحركات أذهبت عربيتها؟ ذلك رأينا.
من الأسماء العربية التي نجدها في "سفر التكوين"، والتي تؤكد الحجة التي نسوقها هناأسماء ذكرت في قصة نوح من "سفر التكوين" وذلك مثل "سام" من السمو، و"حام" من الحماية، و"سبا". هذه الكلمة الأخيرة مذكورة في ذلك السفر بذلك الرسم في العبرانية، ومن البين أنها "سبأ" المعروفة في تاريخ اليمنيين. قال المسعودي: "أول من يعد من ملوك اليمن سبأ بن يشجب بن يعرب" (7) لكنها في "سفر التكوين"، تعني اسم رجل هو ابن كوش بن حام.
لا يعنينا هذا الخلاف الأنسابي وإن كان يجرنا إلى النظر إلى الكتاب العبراني المدعو عند أهله بالتوراة، كما ينظر إلى رواية للتاريخ والأنساب تدخل في علاقة مع جملة من الروايات الأخرى الممثلة في نقول المسعودي والطبري، وغيرهما من المؤرخين والإخباريين.
إن في مروج الذهب نقولا عن "توراة" أخرى يمنية ومضرية تجعل الناظر في التوراة العبرانية، التي نستدل هنا على أصولها العربية، ينظر إليها على أساس أنها لا تعدو أن تكون نصا من جملة نصوص مشابهة بقيت آثارها عند المؤرخين العرب. لكن الدليل اللغوي الذي نأتي به هنا لا يزيد على أن يفضي بأن هذه "التوراة" العبرانية ليست إلا ترجمة لنص عربي كان جزءا من ذلك التراث الإخباري الأنسابي الممثل في النقول الإخبارية الأنسابية اليمينية والمضرية المنتصبة في كتابات المؤرخين الذين ضربنا لهم المسعودي هنا مثلا.
الحجة الخامسة: بقاء أثر الإعراب العربي كما هو قائم في إعرابات نوعية في اللسان العربي، بقاء ذلك بارزا في أسماء لم يكن من الممكن تحريفها، وهي الأسماء المركبة من جزأين هما "أبو+ اسم" كأبي زيد، وأبي مالك وما شابههما. نجد من ذلك في قصة نوح من "سفر التكوين" اسم "أبي مائل" الذي نسب ابنا ليفطن. وقد ذكر في ذلك السفر معربا بالكسر، نقلا عن صورته في الأصل العربي المفقود، ومن ذلك السفر محركا بالإمالة، ومحافظا على إعرابه العربي بالكسر في صورته النوعية "أبي". (8) ولا ينحصر الأمر فيما ذكرنا هنا من أمثلة.
الحجة السادسة: وهذه حقها أن تذكر مع الحجة الثانية، لكن فصلناها هنا لأنها نوع من الأسماء المذكورة في سفر آخر عند """سفر التكوين"""، هو "سفر الخروج"، ذلك هو اسم موسى، كيف كتب بالخط العبري؟: كتب (م ش ه) وفسر على لسان بنت فرعون التي زعم هناك أنها مسميته كما يلي "كي من هميم مشيتهو" ومعناها "لأنني من الماء مشيته" والمقصود أنها أخرجته من الماء.
أولا: نلاحظ أن الاسم "م ش ه" من لغة بنت فرعون لا من لغة العبرانييت. وأن "مشيتهو" من لغتها.
ثانيا: نلاحظ أن "م ش ه" من صيغة المبني للمجهول القربية، وأن الهاء هناك للسكت، والمقصود ان بنت فرعون سمته "مشي" أي أخرج.
ثالثا: يلاحظ أن "مشى" في لغة بنت فرعون تعني "مشى" في عربيتنا، وأنها استخرجت من ذلك فعلا مبنيا للمجهول على الطريقة العربية هو (م ش) وأضيفت الهاء للسكت.
رابعا: يلاحظ أن هذه المعاني لا تستقيم إلا بالعربية، أعني أن كاتب النص كان يتحدث عن ناطقة بالعربية، وكان يكتب لقارئين بالعربية، فلذلك فسر الاسم بمقتضى العربية كما فهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا كله ليس إلا اجتهادا في تفسير العلاقة بين (م ش ه|) والفعل المذكور في عبارة بنت فرعون، لكنه ليس موافقة على تلك العلاقة التي ليست إلا تفسيرا للاسم يأتي به كاتب النص المدعو "سفر الخروج".
إن اسم (م ش ه) ليس كما ذكر كاتب سفر الخروج اشتقاقا من المشي على لهجته العربية التي كتب بها في الأصل "سفر الخروج"، إن هو إلا تحريف لكلمة "موسى" التي تعني السكين. كل ما كان من ناقل النص إلى العبرانية أنه نقل هناك نصا عربيا يفسر الأصل الاشتقاقي لاسم (م ش ه). وعلى ذلك يكون كاتب النص العربي الأصلي قد قرأ في خط لا يثبت الحركات والنقط وحروف اللين، ويكون قرأ (م ش ه) في نص فيه (م. س)، وأضاف هاء السكت كما أضاف الحركات من بعد وحروف اللين.
ومعنى ذلك، أن كاتب النص العربي الأول الذي ترجم عنه النص العبراني أخطأ في القراءة. لماذا؟ لأن القراءة الصحيحة (م. س) هي "موسى" وتعني السكين، بل إننا نضيف إلى ذلك أن المترجم إلى العبرانية اضطر إلى إدخال فعل "مشى" محرفا إلى العبرانية، وذلك ليفسر اسم (م ش ه) به، وكأن الأصل الذي نقل عنه كان كما يلي: "لأنني من الماء مشيته"، وكأن القراءة التي جعلت للاسم في الأصل العربي هي "مشي" بصيغة البناء للمجهول العربية، فاضطر المترجم العبراني إلى الحفاظ على الأصول العربية مع تحريفها لتناسب النطق العبراني، وذلك ليتم له في النص العبراني بيان العلاقة بين الاسم وسبب التسمية.
الحجة السابعة: هذه حقها أن ترد مع الحجة الأولى، بل قبلها عند ذكر الأصل العربي لكلمة التوراة المحرف عند العبرانيين إلى "طورا".
ما القصة؟
إنها قصة اسم الإنجيل. ما يقال عن اسم التوراة يقال على اسم الإنجيل. لا نجد أسرة اشتقاقية يعود إليها ذلك الاسم إلا الأسرة الاشتقاقية لذلك الجذر في اللسان العربي. كيف؟ إنه صيغة "إفعيل" من (ن ج ل)، "النحل النسل وقد نجله أي ولده، والنجل القطع ومنه المنجل يحصد به، والمنجول من الجلود الذي يشق من عرقوبيه جميعا ثم يسلخ، ونجله بالرمح طعنه، وطعنة نجلاء أي واسعة، والنجل بالتحريك سعة شق العين نع حسن، والنجل بالتحريك سعة شق العين مع حسن، والنجل الماء السائل. والنجل محو الصبي اللوح، يقال نجل لوحه إذا محاه". (9)
وما ذكرناه هنا ليس إلا مختصرا شديدا للمذكور في لسان العرب. وما ذكر هناك ليس كله واردا على الحقيقة، بل معظمه على المجاز، ولعل المقصود بالإنجيل الأصل والمصدر، ويكون معناه على هذا متصلا بمعاني المادة التي ربطت النجل بالنسل والولد والوالد. وقد انتبه إلى ذلك القدماء فقال صاحب اللسان: "وقيل: هو عربي ... والإنجيل مثل الإكليل والإخريط، وقيل اشتقاقه من النجل الذي هو الأصل، يقال: هو كريم النجل أي الأصل والطبع". (10)
هل كان نص الإنجيل عربيا؟ ذلك ما يدل عليه اسمه.
هذه أمثلة لا تستغرق مثيلاتها في العهد القديم والعهد الجديد أي في كتابي العبرانيين وأهل الكنائس، وسنعود إلى أمثلة أخرى بتفصيل في مقال آخر.
-----
1) ص: 388 - 389، مادة (وري).
2) ص: 5 مادة (طحا)، الجزء 15 من لسان العرب.
3) ص: 98. مادة بها لسان العرب الجزء 14.
4) 8، 9، 10، 11، 12/ 12 لسان العرب، انظر عن "حواء" الجزء 14 من لسان العرب ص: 206.
5) انظر ص: 6 من "سفر التكوين"، الطبعة المنوه بها من قبل، وانظر مادة هبل في لسان العرب ص: 686/ 11.
6) 350/ 13، لسان العرب، مادة (فين).
7) 48 مروج الذهب، الجزء الثاني، دار الأندلس 1965.
8) (انظر هذا المثال في قصة إبراهيم 31 من "سفر التكوين"، الطبعة المذكورة من قبل. انظر مثال "أبي مائل" في سفر نفسه ص: 15.
9) لسان العرب ص: 648، مادة (نجل)، الجزء 11.
10) ص: 648، مادة (نجل) الجزء 11، لسان العرب.
- - -
مجلة دعوة الحق - المغربية , عدد 307 , رجب 1415.
http://www.daouatalhaq.ma/article.aspx?ida=7795&id3=278
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[28 Apr 2009, 08:08 ص]ـ
باركك الله أخ نايف وأنا أومن أن التوراة كانت عربية وكذلك الإنجيل, (مع ملاحظة التطور اللغوي والانزياحات الدلالية للكلمات والتي تحدث باختلاف الأزمة والأمكنة) ولكني أخالف المنظور الذي يقول به كمال الصليبي ومن تبعه من أن كل مراحل الدين الإسلامي كانت محصوة في قرى معدودة لم تتعدها إلى غيرها, فموسى كان في مصر غير مصرنا!! ويوسف كذلك!!! فبهذا يحصر الدين في هذه البقعة من العالم وماذا عن باقي الأماكن؟!!
ـ[لطفي الحسيني]ــــــــ[13 Nov 2010, 03:14 م]ـ
فموسى كان في مصر غير مصرنا!! ويوسف كذلك!!! فبهذا يحصر الدين في هذه البقعة من العالم وماذا عن باقي الأماكن؟!!
أحسن الله إليك، هذا من كلامك أم من كلام السيد المُشار إليه؟
ومن أين جاء هذا القول؟(/)
هنا تجد تصحيح الأحاديث المتعلقه بالقرآن
ـ[أسماء الفهد]ــــــــ[27 Apr 2009, 09:54 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي قدم من شاء بفضله، وأخر من شاء بعدله، لا يعترض عليه ذو عقلٍ
بعقله، ولا يسأله مخلوق
عن علة فعله، هو الكريم الوهاب، هازم الأحزاب، ومُنشئ السحاب، ومسبب الأسباب،
وخالق الناس من تراب، الواحد القهار
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
أخواني أخواتي الفضلاء
كنت في موضوع اخر قد تحدثت عن فكرة لجمع للأحاديث الضعيفة والموضوعه
المتعلقه بالقرآن
وهانحن نفرد لها موضوع هنا نضع الأحاديث التي ضعفت وبينت عدم صحتها ونستقبل
هنا ايضاً الأحاديث التي يتمنى القارىء معرفة صحتها
لإرسال مباشرة على هذا الإيميل
hsnsharia@hsnsharia.com
أو وضعها هنا في الموضوع
والله نسأله أن يعيننا وأن ييسر لنا الخير ولايكلنا لانفسنا طرفة عين
أختكم: أسماء الفهد
ـ[أسماء الفهد]ــــــــ[27 Apr 2009, 10:03 ص]ـ
عشرة تمنع عشرة
قال الرسول صلى الله علية وسلم:- ((عشرة تمنع عشر))
سورة الفاتحة تمنع غضب الله
سورة يس تمنع عطش يوم القيامه
سورة الدخان تنمع أهوال يوم القيامة
سورة الواقعةتمنع الفقر
سورة الملك تمنع عذاب القبر
سورة الكوثر تمنع الخصومة
سورة الكافرون تمنع الكفر عند الموت
سورة الإخلاص تمنع النفاق
سورة الفلق تتمنع الحسد
سورة الناس تمنع الوسواس
أجاب فضيلة الشيخ الدكتورعادل بن عبد الشكورالزرقي
عن هذا الحديث فقال (هذا الحديث حديث كذب ولايصح تناقله)
تعريف بالشيخ الدكتورعادل بن عبد الشكورالزرقي لمن لايعرفه
أستاذ مساعد في قسم الدراسات الإسلامية بكلية المعلمين بجامعة الملك سعود بالرياض
بكالوريوس أصول دين.
وماجستير في الحديث وعلومه
ودكتوراه في الحديث وعلومه
البحوث والإنتاج العلمي:
علل ألفاظ حدبث المغيرة بن شعبة في المسح
المحبة لله سبحانه للختلي (تحقيق)
أحاديث الموطأ للدارقطني (تحقيق)
العلل الصغير للترمذي (تحقيق)
طبقات المكثرين
المشهور من أسانيد الحديث
منسك عطاء
التاريخ الكبير للبخاري
قواعد العلل وقرائن الترجيح
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[27 Apr 2009, 11:52 ص]ـ
أسماء الفهد
أجاب فضيلة الشيخ الدكتورعادل بن عبد الشكورالزرقي
عن هذا الحديث فقال (هذا الحديث حديث كذب ولايصح تناقله)
الأخت الفاضلة: أشكرك جزيل الشكر على اختيارك طرح هذا الموضوع، فإننا في أمس الحاجة إليه ..
لقد ذكرتني بحادثة لي مع أحدهم انتهت بخصومة مازالت آثارها باقية رغم ما يزيد على عشر سنوات .. علق أحدهم هذا الكلام على لوحة، وكان يحمل منه نسخا،يوزعها على من يميل قلبه إليه، أو من يريد هدايته إلى الحق، فأبديت استغرابي ودهشتي واستنكاري .. ومما قلته له، والله لا تاتيني الوسوسة إلا وانا قائم أصلي .. وإنني لو قرأت سورة الناس عشرين مرة ما ذهبت ..
فاتهمني بإنكار السنة ومخالفة الامة، وغير ذلك من قوالب التهم الجاهزة .... ورافقته إلى شيخه الذي هو إمام مسجد كبير، فقال مثل قوله، وصار لي خصمان ..
ما أود أن أقوله: إن كثيرا من خطباء المساجد هم في أمس الحاجة إلى معرفة هذه الأحاديث، قبل غيرهم، فإن بعضهم لا يعرف غيرها ..
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[27 Apr 2009, 01:14 م]ـ
ومما قلته له، والله لا تاتيني الوسوسة إلا وانا قائم أصلي .. وإنني لو قرأت سورة الناس عشرين مرة ما ذهبت ..
..
الأخ الفاضل عبد الله جلغوم
بعيداً عن تصحيح الآحاديث وتضعيفها، أقول لك إن الله أنزل هذا القرآن رحمة وشفاء لما في الصدور، ومنه سورة الناس، فمن قرأها موقناً بها أعاذه الله من شر الوساس الخناس.
ثم إن بذل الأسباب لدفع الوسوسة في الصلاة مع الاستعاذه مطلوب، ومن ذلك:
إستشعار الوقوف بين يدي الله.
التدبر في معاني الآيات التي يتلوها في الصلاة والأذكار التي يقولها في ركوعه وسجوده وجلوسه.
عدم الانسياق وراء الخواطر التي ترد على المصلي أثناء الصلاة.
إذا غلبه الشيطان ولبس عليه صلاته فعليه بالعلاج النبوي:
"عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ حَالَ بَيْنِي وَبَيْنَ صَلَاتِي وَقِرَاءَتِي يَلْبِسُهَا عَلَيَّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاكَ شَيْطَانٌ يُقَالُ لَهُ خَنْزَبٌ فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ فَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْهُ وَاتْفِلْ عَلَى يَسَارِكَ ثَلَاثًا قَالَ فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَهُ اللَّهُ عَنِّي" رواه مسلم رحمه الله تعالى.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[27 Apr 2009, 02:41 م]ـ
الأخ الفاضل محب القرآن:
ما وددت قوله أن لا احد ينجو من وسوسة الشيطان، بل إنه من الطبيعي أن يظهر الشيطان للمصلي في وقت صلاته، وأن يكون هو هدفه، أم انه سيتركه ويذهب للجالس في حانة او مرقص؟
إن افتراض عدم وجود الوسوسة قد يوهم البعض أن صلاتهم غير مقبولة ويشككهم في ايمانهم.
نسأل الله العفو والعافية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[27 Apr 2009, 03:03 م]ـ
الأخ الفاضل محب القرآن:
ما وددت قوله أن لا احد ينجو من وسوسة الشيطان، بل إنه من الطبيعي أن يظهر الشيطان للمصلي في وقت صلاته، وأن يكون هو هدفه، أم انه سيتركه ويذهب للجالس في حانة او مرقص؟
إن افتراض عدم وجود الوسوسة قد يوهم البعض أن صلاتهم غير مقبولة ويشككهم في ايمانهم.
نسأل الله العفو والعافية.
كلامك صحيح أخي عبد الله
ويشهد له حديث النبي صلى الله عليه وسلم:
"إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ ضُرَاطٌ حَتَّى لَا يَسْمَعَ التَّأْذِينَ فَإِذَا قَضَى النِّدَاءَ أَقْبَلَ حَتَّى إِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلَاةِ أَدْبَرَ حَتَّى إِذَا قَضَى التَّثْوِيبَ أَقْبَلَ حَتَّى يَخْطِرَ بَيْنَ الْمَرْءِ وَنَفْسِهِ يَقُولُ اذْكُرْ كَذَا اذْكُرْ كَذَا لِمَا لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ حَتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ لَا يَدْرِي كَمْ صَلَّى" رواه البخاري وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وفي هذا الحديث دلالة أن كيد الشيطان ضعيف وأن من استعان بالله وبذل الأسباب من حضور القلب وتدبر معاني القرآن والذكر ينجو من كيد الشيطان بإذن الله تعالى.
لكن الذي ينساق وراء الخواطر الشيطانية فإن الشيطان يفسد عليه صلاته ومع هذا فقد بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم العلاج في هذه الحالة وهو قوله صلى الله عليه وسلم:
" إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ فَلَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى ثَلَاثًا أَمْ أَرْبَعًا فَلْيَطْرَحْ الشَّكَّ وَلْيَبْنِ عَلَى مَا اسْتَيْقَنَ ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ فَإِنْ كَانَ صَلَّى خَمْسًا شَفَعْنَ لَهُ صَلَاتَهُ وَإِنْ كَانَ صَلَّى إِتْمَامًا لِأَرْبَعٍ كَانَتَا تَرْغِيمًا لِلشَّيْطَانِ" رواه مسلم رحمه الله تعالى من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
* المراد بالتثويب الإقامة.
ـ[أسماء الفهد]ــــــــ[01 May 2009, 05:46 ص]ـ
أشكر أخي عبدالله الجلغوم
محب القرآن الكريم
تفضلكم وردكم فلاحرمكم الله الاجر
ـ[أسماء الفهد]ــــــــ[01 May 2009, 05:50 ص]ـ
جعل 70 ألف ملك يصلون عليك وإذا مت تموت شهيدا
عن معقل بن يسار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قال حين يصبح ثلاث مرات أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم وقرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر وكل الله به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يمسي وان مات في ذلك اليوم مات شهيدا , ومن قالها حين يمسي كان له بتلك المنزلة؟
أجاب فضيلة الشيخ الدكتور عادل عبدالشكور الزرقي
أخرجه أحمد (5/ 26) والترمذي (2/ 151) والدارمي (2/ 458) كلهم من طريق خالد بن طهمان أبي العلاء الخفاف حدثني نافع بن أبي نافع عنه. وقال الترمذي: (حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه)
خالد هذا قال بن معين عنه: (ضعيف خلط قبل موته بعشر سنين وكان قبل ذلك ثقة وكان في تخليطه كل ما جاؤوا به يقرؤه به). وساق الذهبي له في (الميزان) هذا الحديث وقال (لم يحسنه الترمذي)(/)
البناء الرياضي في سورة العلق
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[27 Apr 2009, 11:29 ص]ـ
سورة العلق، من المواقع الرئيسة في الترتيب القرآني، وفيها من أسرار الترتيب ما يأخذ بالألباب ..
ما سأذكره في هذه المشاركة، ملاحظة تتعلق بعدد كلمات سورة العلق:
ذهب البعض إلى اعتبار عدد كلمات الآية الخامسة في سورة العلق، وهي قوله تعالى (علم الإنسن ما لم يعلم) 4 كلمات، باحتساب اللفظ (ما لم) كلمة واحدة ..
طبعا، هذا خطأ كبير، فعددها هو 5.
واول من قال بذلك رشاد خليفة وتبعه عبدالرزاق نوفل وآخرون، والسبب أن اعتبار عدد الكلمات 4، يجعل من الآيات الخمس الأولى - وهي اول ما نزل - 19 كلمة، متناسبا مع عدد آيات السورة، فإذا اعتبرنا عددها 5 فهي 20، وبذلك يختفي العدد 19 .. (إعجاز العدد 19 موجود في سورة العلق، ولسنا بحاجة إلى اعتبار " ما لم " كلمة لتاكيد هذا الإعجاز)
والان لنتامل الإحصاء التالي لعدد آيات وكلمات وحروف سورة العلق (بالرسم العثماني):
عدد آيات سورة العلق 19، وعدد كلماتها 72، وعدد حروفها 285.
إذا اتخذنا من الآية رقم 13 في سورة العلق محورا للقياس في سورة العلق، نجد النظام التالي في سورة العلق:
عدد الآيات السابقة لها 12، عدد كلماتها 45، وعدد حروفها 171.
عدد كلمات الآية رقم 13 (محور الترتيب) هو 4 وعدد حروفها 15.
عدد الآيات التالية لها 6، وعدد كلماتها 23، وعدد حروفها 99.
الملاحظات:
1 - عدد حروف سورة العلق 285، وهذا عدد من مضاعفات الرقم 19 (15 × 19).
2 - العدد 171 هو مجموع حروف الآيات الـ 12السابقة للآية رقم 13، وهذا العدد من مضاعفات الرقم 19 (9 × 19).
3 - عدد كلمات الآية رقم 13 هو 4 وعدد حروفها هو15 (4 + 15 = 19)
4 - العدد 99 هو عدد حروف الآيات الست التالية للآية رقم 13.
5 - إذا أضفنا عدد حروف الآية رقم 13 (المحور)، إلى العدد 171 فالناتج 186 عدد من مضاعفات الرقم 31 عكس الرقم 13 (6 × 31).
6 - وإذا أضفناه إلى العدد 99 (مجموع حروف الآيات التالية للآية رقم 13) فالناتج 114، عدد سور القرآن.
7 - رائعة الترتيب هنا أن الفرق بين مجموع حروف الآيات السابقة للآية رقم 13 (171) والتالية لها (99) هو 72 ..
ما وجه الإعجاز في العدد 72؟
إنه عدد كلمات سورة العلق (باعتبار ما لم كلمتين لا كلمة).
فأما ما يترتب على هذه الملاحظات، أنها باعتبار الرسم العثماني، فكيف نفسر هذا النظام في سورة العلق؟
قد يلجأ البعض إلى طرح الأسئلة: لماذا أخذت الآية رقم 13، وغير ذلك ..
هذا لن يغير من الحقيقة شيئا، وليس أكثر من هروب من مواجهة التساؤل ..
(علما أن الإجابة عل مثل ذلك التساؤل متوفرة، والأدلة المعززة للظاهرة موجودة)
ـ[لطفي الحسيني]ــــــــ[22 Sep 2010, 07:43 م]ـ
سبحان الله،
كم ترهقون أنفسكم، وكم تستهلكون من الأوقات في مثل هذه الأشياء؟
أليس شغل الوقت بما هو أولى أولى؟
إذاً لاستفدتم وأفدتم،
أصلحنا الله وإياكم.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[22 Sep 2010, 08:14 م]ـ
سبحان الله،
كم ترهقون أنفسكم، وكم تستهلكون من الأوقات في مثل هذه الأشياء؟
أليس شغل الوقت بما هو أولى أولى؟
إذاً لاستفدتم وأفدتم،
أصلحنا الله وإياكم.
إن كنت لا تستفيد مما تقرأ، فليس الذنب ذنبنا. ابحث عن السبب وعالجه بنفسك.
واسأل الله العون.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[22 Sep 2010, 09:53 م]ـ
الحاجة إلى كتابة علمية حول الإعجاز العددي. ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=22222)(/)
استعاذ واستعاذت بالله من شخصيتين بينهما بون شاسع.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[27 Apr 2009, 12:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
قال تعالى:
{وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} (يوسف:23)
وقال تعالى:
{قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً} (مريم:18)
الأخوة الكرام
في الآية الأولى امرأة العزيز تأكد لنا أنها راودت يوسف عليه السلام
وفي الآية الثانية تأكد لنا أن الشخصية (جبريل عليه السلام) لم تراود مريم
وهذا من خلال سياق الآيتين فقط.
هل توافقوني، ولماذا؟
أريد أن أتأكد من صحة تصوري.
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[27 Apr 2009, 12:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
قال تعالى:
{وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} (يوسف:23)
وقال تعالى:
{قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً} (مريم:18)
الأخوة الكرام
في الآية الأولى امرأة العزيز تأكد لنا أنها راودت يوسف عليه السلام
وفي الآية الثانية تأكد لنا أن الشخصية (جبريل عليه السلام) لم تراود مريم
وهذا من خلال سياق الآيتين فقط.
هل توافقوني، ولماذا؟
أريد أن أتأكد من صحة تصوري.
جزاكم الله خيرا.
الأخ الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
غريبٌ طرحك هذا يا أخي الكريم
آية سورة يوسف تقول"وَرَاوَدَتْهُ" فلا إشكال.
أما آية سورة مريم فما علاقتها بالمراوده؟
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[27 Apr 2009, 02:43 م]ـ
الأخ الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
غريبٌ طرحك هذا يا أخي الكريم
آية سورة يوسف تقول"وَرَاوَدَتْهُ" فلا إشكال.
أما آية سورة مريم فما علاقتها بالمراوده؟
الأخ الفاضل:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ليس غريبا في وجهة نظري،
قد قلت سابقا:
[وفي الآية الثانية تأكد لنا أن الشخصية (جبريل عليه السلام) لم تراود مريم]
لاحظ قلت (تأكد لنا)
وربما أنا الملام، سأوضح أكثر:
أشعر أن القرآن الكريم يرسم لنا صورة لنتخيلها، ومن ثم نصل إلى المعلومة الصحيحة، وكأننا نرى الموقف، ونشاهد تعابير الوجوه، فأنا عندما أقرأ الآية الأولى أتصور معالم الشر التي على وجه امرأة العزيز، وعندما أقرأ الآية الثانية أشعر بوجه طيب،رأته السيدة مريم وإن كانت خائفة.
أين تأكد ذلك،عندي تصور سابق، ولكن أردت أن يستشف أحدكم هذا من خلال الآية، فأتأكد من تصوري السابق الذي دونته على صفحات هذا الملتقى ,
والله أعلم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[27 Apr 2009, 03:18 م]ـ
الأخ الفاضل:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ليس غريبا في وجهة نظري،
قد قلت سابقا:
[وفي الآية الثانية تأكد لنا أن الشخصية (جبريل عليه السلام) لم تراود مريم]
لاحظ قلت (تأكد لنا)
وربما أنا الملام، سأوضح أكثر:
أشعر أن القرآن الكريم يرسم لنا صورة لنتخيلها، ومن ثم نصل إلى المعلومة الصحيحة، وكأننا نرى الموقف، ونشاهد تعابير الوجوه، فأنا عندما أقرأ الآية الأولى أتصور معالم الشر التي على وجه امرأة العزيز، وعندما أقرأ الآية الثانية أشعر بوجه طيب،رأته السيدة مريم وإن كانت خائفة.
أين تأكد ذلك،عندي تصور سابق، ولكن أردت أن يستشف أحدكم هذا من خلال الآية، فأتأكد من تصوري السابق الذي دونته على صفحات هذا الملتقى ,
والله أعلم.
أخي الفاضل وفقني الله وإياك للخير
كلامك يوحي بأن هناك من يقول أن هناك من رواد مريم عليها السلام.
وإذا أحد قال بهذا فهو كلام غريب.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[27 Apr 2009, 05:32 م]ـ
أخي الفاضل وفقني الله وإياك للخير
كلامك يوحي بأن هناك من يقول أن هناك من رواد مريم عليها السلام.
وإذا أحد قال بهذا فهو كلام غريب.
أخي الفاضل بارك الله فيك ووفق الجميع في الملتقى لكل خير.
أبدا لم أقرأ أن أحدا قال هذا الكلام.
لكن ما أود الإشارة إليه
هو أن يوسف عليه السلام استعاذ بالله وكذلك السيدة مريم، ما الذي دفعهما لذلك.
سيدنا يوسف عليه السلام دفعه لذلك ما ورد في الآية، لكن السيدة مريم ما دفها لذلك فالآية لا تصور لنا مشهدا، ما الذي تتخيله عندما تقرأ الآية، أو بالأحرى كيف تتصور الموقف.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[27 Apr 2009, 08:13 م]ـ
أخي الفاضل بارك الله فيك ووفق الجميع في الملتقى لكل خير.
أبدا لم أقرأ أن أحدا قال هذا الكلام.
لكن ما أود الإشارة إليه
هو أن يوسف عليه السلام استعاذ بالله وكذلك السيدة مريم، ما الذي دفعهما لذلك.
سيدنا يوسف عليه السلام دفعه لذلك ما ورد في الآية، لكن السيدة مريم ما دفها لذلك فالآية لا تصور لنا مشهدا، ما الذي تتخيله عندما تقرأ الآية، أو بالأحرى كيف تتصور الموقف.
الأخ الفاضل بارك الله فيك
نعم هنا يصح السؤال: ما الذي دفع مريم عليها السلام إلى الاستعاذه؟
مريم قال الله تعالى عنها:
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17)) سورة مريم
امرأة شابة اعتزلت الناس وجعلت بينها وبينهم حجابا وفجاءة ظهر لها الملك في صورة بشر فماذا تتوقع منها؟ ستخاف على نفسها لأول وهلة حتى ولو لم تر أو تسمع منه ما يسوؤها فجاء رد فعلها متوافق مع الطبيعة البشرية فاستعاذت بالله منه كي لا يمسها بسوء.
وإذا كان داود عليه السلام فزع من الخصمين حين تسورا المحارب على غرة منه فكيف بامرأة صغيرة السن؟
فهذا وجه استعاذتها أخنا الكريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[28 Apr 2009, 05:08 ص]ـ
الأخ الفاضل بارك الله فيك
نعم هنا يصح السؤال: ما الذي دفع مريم عليها السلام إلى الاستعاذه؟
مريم قال الله تعالى عنها:
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17)) سورة مريم
امرأة شابة اعتزلت الناس وجعلت بينها وبينهم حجابا وفجاءة ظهر لها الملك في صورة بشر فماذا تتوقع منها؟ ستخاف على نفسها لأول وهلة حتى ولو لم تر أو تسمع منه ما يسوؤها فجاء رد فعلها متوافق مع الطبيعة البشرية فاستعاذت بالله منه كي لا يمسها بسوء.
وإذا كان داود عليه السلام فزع من الخصمين حين تسورا المحارب على غرة منه فكيف بامرأة صغيرة السن؟
.
الأخ الفاضل جزاك الله خيرا.
نعم هذا ما أردت الإشارة إليه، والقضية التي أردت التأكيد عليها هي هذه.
حيث أن البعض يقول أن السيدة مريم استعاذت، فقالت:
{قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً} (مريم:18) فكيف تستعيذ منه مع اشتراطها كونه تقي (أي إن كنت تقيا فأنا أعوذ بالله منك)، هذه القضية التي ناقشتها سابقا.
والمقارنة السابقة تؤكد لي ما أردت قوله، فيوسف عليه السلام استعاذ بالله منها وهو متأكد من أنها تنوي شرا، أما السيدة مريم فلم تتأكد من ذلك فاشترطت، أي قالت إن كنت صاحب تقوى والآن تركتها فأنا أعوذ بالله منك.
ومما يؤكد ذلك ألفاظ الآية مع مقارنتها بآية يوسف:
فيوسف قال: (أعوذ بالله) ولم يشترط.
وهي قالت: (أعوذ بالرحمن) واشترطت.
مما يؤكد شعورها بتقوى هذ الشخط، وسيماه الدالة على الصلاح، فهذ جبريل، أكيد رأته في صورة يشع منا الرحمة والجلال والتقوى، مع أن الموقف مخيف، فما كان منها إلا أن اشترطت، وهي قد تعودت على الكرامات فما كان خوفها كخوف غيرها مؤكد ستكون أكثر صلابه وإيمانا:
{فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (آل عمران37)
وشعورها هذا المتردد شعر به جبريل عليه السلام فأكد لها بقوله:
{قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَاماً زَكِيّاً} (مريم19)
فهذا دليل جديد أردت إضافته وتنبيه الطلبة إليه.
والله أعلم وأحكم.
وللفائدة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=123193
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=10955
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[28 Apr 2009, 09:47 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
قال تعالى:
{وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} (يوسف:23)
وقال تعالى:
{قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً} (مريم:18)
فيوسف قال: (أعوذ بالله) ولم يشترط.
وهي قالت: (أعوذ بالرحمن) واشترطت.
قال يوسف: معاذ الله، ولم يقل اعوذ بالله ..
الأخوان الفاضلان: ألا تريان فرقا بين " معاذ الله " و " أعوذ بالله "؟
ـ[محمد كالو]ــــــــ[28 Apr 2009, 10:59 ص]ـ
قال يوسف: معاذ الله، ولم يقل اعوذ بالله ..
الأخوان الفاضلان: ألا تريان فرقا بين " معاذ الله " و " أعوذ بالله "؟
الأخوة الأفاضل أليس هناك أيضاً سر في التعبيرين، ففي الآية الأولى ذكر لفظ الجلالة (الله) وفي الآية الثانية لفظ (الرحمن)؟
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[01 May 2009, 10:49 م]ـ
الأخوة الكرام،
" قال معاذ الله "، المعنى هو: أعوذ بالله وأتحصن وأحتمي به. وأيضاً: أعوذ عوذاً بالله. وأيضاً: عياذاً بالله.
وهذا للتفكير وقدح الذهن:
(يُتْبَعُ)
(/)
اللافت أنّ مريم عليها السلام انتبذت من أهلها، ثم اتخذت بينها وبينهم حجاباً. والسؤال هنا: لماذا تبتعد عن أهلها، ثم لماذا تتخذ حجاباً يحجبها عنهم؟! فالمرأة تتخذ حجاباً يحجبها عن الأغراب وليس عن أهلها.
إذا عرفنا لماذا فعلت، عليها السلام، ذلك فقد يسهل علينا أن ندرك لماذا أصيبت بالخوف الشديد عندما رأت الملك في صورة رجل.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[06 May 2009, 05:24 م]ـ
الأخ الفاضل جزاك الله خيرا.
نعم هذا ما أردت الإشارة إليه، والقضية التي أردت التأكيد عليها هي هذه.
حيث أن البعض يقول أن السيدة مريم استعاذت، فقالت:
{قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً} (مريم:18) فكيف تستعيذ منه مع اشتراطها كونه تقي (أي إن كنت تقيا فأنا أعوذ بالله منك)، هذه القضية التي ناقشتها سابقا.
والمقارنة السابقة تؤكد لي ما أردت قوله، فيوسف عليه السلام استعاذ بالله منها وهو متأكد من أنها تنوي شرا، أما السيدة مريم فلم تتأكد من ذلك فاشترطت، أي قالت إن كنت صاحب تقوى والآن تركتها فأنا أعوذ بالله منك.
ومما يؤكد ذلك ألفاظ الآية مع مقارنتها بآية يوسف:
فيوسف قال: (أعوذ بالله) ولم يشترط.
وهي قالت: (أعوذ بالرحمن) واشترطت.
مما يؤكد شعورها بتقوى هذ الشخط، وسيماه الدالة على الصلاح، فهذ جبريل، أكيد رأته في صورة يشع منا الرحمة والجلال والتقوى، مع أن الموقف مخيف، فما كان منها إلا أن اشترطت، وهي قد تعودت على الكرامات فما كان خوفها كخوف غيرها مؤكد ستكون أكثر صلابه وإيمانا:
{فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (آل عمران37)
وشعورها هذا المتردد شعر به جبريل عليه السلام فأكد لها بقوله:
{قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَاماً زَكِيّاً} (مريم19)
فهذا دليل جديد أردت إضافته وتنبيه الطلبة إليه.
والله أعلم وأحكم.
وللفائدة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=123193
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=10955
تذكرت الحديث
(قال أبو هريرة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن)
وهذا في شرعنا وشرع من قبلنا.(/)
وصبغ للآكلين
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[27 Apr 2009, 06:42 م]ـ
تنبت بالدهن وصبغ للآكلين (رؤية جديدة)
نعيش مع السطور التالية في ظلال آية من آيات القرآن الكريم لنرى الإعجاز العلمي فيها قال تعالى: (وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاء تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ {20} وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ {21} وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ) [1].
قال المفسرون:
إن الشجرة هي شجرة الزيتون، وأن في ثمارها ما ينتفع به من الدهن والأصباغ وقال ابن عباس رضي الله عنه ألم تر أن الرجل أبيض وأحمر وأسود.
ومن التفسير السابقين نفهم أن شجرة الزيتون تعطي ثماراً (الزيتون) وأن هذه الثمار بها دهن (زيت الزيتون) وصبغ للآكلين.
وهذا يعني أن ثمار الزيتون بها أصباغ للآكلين وأرجع ابن عباس رضي الله عنه لون البشرة في الناس إلى هذا الصبغ الموجود في ثمار شجرة الزيتون التي تخرج من طور سيناء وتنبت بالدهن وصبغ للآكلين وقال المفسرون: أنها شجرة الزيتون.
وهذا كلام عين الحق وقمة الإعجاز النباتي في القرآن الكريم والقرآن كله معجز.
فإذا حللنا ثمار الزيتون بالطرق العلمية الحديثة في التحليل سنجد بها علاوة على الدهن كميات من الأحماض الأمينية (وهي الأحماض التي ترتبط مع بعضها البعض في سلسلة ببتيدية طويلة لتكون البروتين).
بعض هذه الأحماض تسمى بالأحماض الأمينية الأساسية وهي الأحماض الأمينية التي يمرض الإنسان إذا لم يتناولها في طعامه لمدة طويلة أحد هذه الأحماض الأمينية الأساسية هوحمض الفنيل ألانين وهذا الحمض موجود في ثمار الزيتون (وهذا ما استنتجته من الآية نفسها) وله دوراً أساسي في إعطاء لون البشرة ولون رموش الأعين ولون الشعر في الإنسان.
ولكن كيف يحدث ذلك علمياً؟
يتناول الإنسان الحمض الأميني فنيل ألانين في الطعام فيتحول إلى تيروزين والتيروزين يتحول إلى الميلانين والميلانين هوالمادة الكيميائية الحيوية التي تصبغ جلد وشعر ورموش الإنسان عندما تترسب في بعض طبقات الجلد والشعر والرموش.
من الخطوات السابقة نفهم أن شجرة الزيتون تعطي ثماراً،هذه الثمار بكل تأكيد بها الدهن والصبغ للآكلين كما قال تعالى: (وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين).
وهذه العظمة في العطاء العلمي القرآني فمن كان يعلم من العباد أن شجرة الزيتون تعطي أصباغاً للآكلين.
حتى المفسرون عندما قالوا إن فيها ما ينتفع به من الدهن والأصباغ معتمدين على التفسير اللفظي ـ لم يكونوا يعلمون ما أوضحناه ونحن العلميين المتخصصين لم نكن نربط بين التركيب الكيميائي الحيوي لمنتجات شجرة الزيتون ولون البشرة لولا أن القرآن الكريم أنبأنا بذلك وفسر لنا ذلك ابن عباس رضي الله عنه وأرضاه.
هل كان ابن عباس عالماً في الطب والكيمياء الحيوية وعلم النبات وأيضاً الكائنات الحية والإنسان حتى يقول هذا الكلام العلمي الأكيد، ويوجز هذه العمليات العلمية في قوله رضي الله عنه (الم تر أن الرجل أبيض وأحمر وأسود).
ولقد فهمت أيضاً وبعد سنوات من الفهم العلمي السابق أن شجرة الزيتون عندما تنبت في بداية حياتها فإنها تستغل الدهن الموجود بالبذور والذي يحوله الجنين إلىمواد كربوهيدراتية خلال دورة جليكزوليت ( Glyxlate) المكتشفة سنة 1957م.
وفي هذه الدورة يعتمد الجنين في إنباته على الدهن المخزن الذي يتحول في الدورة إلىمواد كربوهيدراتية وخلات نشطة وهذا إعجاز آخر في الآية.
وحتى تكتمل الصورة في التفسير الأول نقول: أن الفارق بين الرجل الأوروبي الأبيض والرجل الأفريقي الأسود والرجل القمحي اللون هو فارق في كمية صبغ الميلانين في طبقات الجلد الملونة.
الرجل الأبيض والرجل القمحي عندما يتعرضا لأشعة الشمس مدة طويلة يسمر لون الجلد عندهما وتزداد كمية الميلانين في الجلد.
الأسوداد والسمرة نعمة من الله على عباده الذين يعيشون في البلاد الحارة المشمسة لأن اللون الأسود يحميهم من أشعة الشمس الضارة بهم، وإذا غاب هذا اللون الأسود أصيبوا بسرطان الجلد.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِين) [2].
فانظر كيف ربط الله سبحانه وتعالى بين خلق السموات والأرض واختلاف الألوان وذلك لأهمية هذا الاختلاف اللوني وعظمته التي تقارب عظمة خلق السموات والأرض ولذلك ربط الله سبحانه وتعالى بينهما في الآية.
والذي يتحكم علمياً في عملية تحويل الفنيل الانين الموجود بثمار الزيتون إلى التيروزين ثم الملانين في الجسم هو الأنزيمات هذه الأنزيمات تتحكم فيها العوامل الوراثية المسماة بالجينات التي أودعها الله سبحانه وتعالى في الإنسان.
والذي يتحكم أيضاً في عملية تحويل الدهن إلى مواد غذائية أخرى في جنين بذور الزيتون هو الأنزيمات التي يتحكم فيها أيضاً العوامل الوراثية المسماة بالجينات في النبات والتي أودعها الخالق سبحانه وتعالى في النبات.
الرجل الأبهق: (عدو الشمس ـ الألبينو) عنده خلل وراثي يؤدي إلى غياب الأنزيمات المتحكمة في تكوين الميلانين في جسمه، فيصبح أبيض الجلد والشعر والرموش ولا يقاوم أشعة الشمس.
وبذور الزيتون التي لا تعطي الأنزيمات المحللة والمحولة للدهن المخزن فيها فتحوله من دهن إلى خلات وتحوله إلى طاقة، إذا غابت لسبب وراثي فإن البذور لا تنبت ولا يقاوم أشعة الشمس.
وبذور الزيتون التي تعطي الأنزيمات المحللة والمحولة للدهن المخزن فيها فتحوله من دهن إلى خلات وتحوله إلى طاقة إذا غابت لسبب وراثي فإن البذور لا تنبت ولا تخرج الأشجار.
فهل كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عالماً بعلوم الوراثة والخلية والكيمياء الحيوية، والنبات، والتحلل الكيميائي حتى يوجز هذه العمليات الحيوية والتي مسسناها مساً في هذا الموضوع في كلمات معجزة موجزة جامعة هي: (تنبت بالدهن، وصبغ للآكلين) في قوله تعالى: (وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاء تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ).
أم أنه الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، الذي لا تنتقضي عجائبه ولا يخلق من كثرة الرد، والمعجزة الباقية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
المصدر:كتاب آيات معجزات من القرآن وعالم النبات
بقلم الدكتور نظمي خليل أبو العطا موسى
أستاذ علوم النبات في جامعة عين شمس
ومدير مركز ابن النفيس للخدمات الفنية في البحرين
http://www.nazme.net
--------------------------------------------------------------------------------
[1] سورة المؤمنين
[2] سورة الروم 22
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[27 Apr 2009, 07:31 م]ـ
الزيتون في الآياتالقرآنية:
الزيتون لم يكتسب مكانته بعد اكتشاف أهميته العلمية, ولكنه
أكتسبها بذكر الله تعالى له في القرآن الكريم في عدة آيات، يقول الله تعالى في محكمتنزيلهوشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين) سورةالمؤمنين/20.المعنى:أن من نعم الله علينا هذه الشجرة شجرة الزيتون حيث أنها تحتويعلى الدهن (الزيت) فيكون إدَام يَصْبُغ اللُّقْمَةَ بِغَمْسِهَا فِيهِ عند الأكل.
(والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين) سورة التين/1.يقسم اللهتعالى بالأماكن المقدسة الثلاثة بيت المقدس فلسطين أرض الأنبياء وجبل الطور حيث كلمموسى عليه السلام ومكة المكرمة حيث الرسالة الخاتمة
(وجنات من أعنابوالزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه) سورة الأنعام/ 99.
(والنخل والزرعمختلفا أكله والزيتون والرمان) سورة الأنعام/141.
) ينبت لكم به الزرعوالزيتون والنخيل والأعناب) سورة النحل /11.
) فأنبتنا فيها حبا، وعنباوقضبا، وزيتونا ونخلا) سورة عبس /27 - 29.
قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهعَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (كُلُوا الزَّيْت وَادَّهِنُوا بِهِ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرَةمُبَارَكَة (
الموطن الأصلي لشجرة الزيتون هي فلسطين أرض التين والزيتون وانتقل الزيتون من بلاد الشام إلى أوروبا وازدهرت زراعته أيام حكم المسلمين فيالأندلس.
القيمة الغذائية:
يعتبر زيت الزيتون المادة السائلة الوحيدةالتي تستعمل بحالتها الطازجة وهي محتفظة بكامل صفاتها البيولوجية بما فيهاالفيتامينات, وأفضل نصيحة تقدم لمزارعي الزيتون ومنتجي الزيت هي قطف الثماروإرسالها مباشرة لمعاصر الزيت.
فوائده:
ذكرت وكالة (رويتر) أن المواطنالألباني هو الأطول عمرا بين نظرائه في القارة الأوروبية, وأضاف الخبر أنه بالرغممن أن ألبانيا تعتبر من أفقر البلاد الأوروبية إلا أن شعبها يتميز بالصحة الجيدةوطول العمر, وأرجعت الدراسة السبب في ذلك إلى النظام الغذائي الذي يتبعه الشعبالألباني واعتماده على زيت الزيتون والفواكه والخضراوات ويسمى (نظام حوض البحرالمتوسط الغذائي).
وأثبتت الدراسات أن هذا النظام يضمن إيجاد مضادات بالجسمضد الأمراض المزمنة, وذكرت أن زيت
لزيادة الفائدة نقلت هذا الموضوع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عصام العويد]ــــــــ[01 May 2009, 06:06 م]ـ
جزاك الله خيرا لا ينقطع.
كان هذا الموضوع من مواضيع القرآن قد جذبني قديما،
ولم أجد نهمتي فيه إلا الآن فقط.(/)
بشرى انطلاق دورة التحفيظ المكثفة بمركز [الفاروق] بدبي
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[27 Apr 2009, 09:31 م]ـ
اضغط على الرابط أدناه وانتظر ظهور الملف , أو اضغط زر الأيمن من الفأرة وحمله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attach...2&d=1240855925(/)
كتاب (أضواء على مناهج بعض المفسرين من زوايا علوم القرآن) لعبدالحميد متولي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Apr 2009, 09:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر منذ مدة كتاب:
أضواء على مناهج بعض المفسرين من زوايا علوم القرآن
للدكتور عبدالحميد محمود متولي
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/742449f34f70946e9.jpg
وقد عرض المؤلف لعدد من أهم كتب التفسير ومناهجها ومميزاتها.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[27 Apr 2009, 10:21 م]ـ
جزاك الله خيرا استاذنا الفاضل
وحبذا انزال نسخة منه الكترونية ليتسنى لنا قراءته
بارك الله فيك وزادك من فضله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Apr 2009, 10:59 م]ـ
لا يوجد منه نسخة الكترونية أختي أفنان، وحسبي هنا أن أدلَّ عليه من يرغب في قراءته والإفادة منه.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[27 Apr 2009, 11:06 م]ـ
جزاك الله خيرا وأحسن إليك(/)
الشيخ / محمد المديفر ومحمد الربيعة وفهد الوهبي في الدورة العلمية بجامع البلوي
ـ[فيصل العمري]ــــــــ[28 Apr 2009, 02:14 ص]ـ
تستضيف الدورة العلمية بجامع البلوي بالمدينة المنورة كلا من
الشيخ / محمد بن صالح المديفر في تفسير آل عمران فجرا ومغربا
والشيخ محمد الربيعة في علم مقاصد السور ظهرا
والشيخ فهد الوهبي في المحكم والمتشابه في القرآن دراسة تحليلية عشاءا بداية من الاثنين 2/ 5
والجدير بالذكر أن الدورة بدأت من الأربعاء 26/ 4 بعد الصلوات وتنتهي في الخميس 6/ 5
وتنقل على موقع البث المباشر
ويشرف على الدورة العلمية الشيخ محمد العواجي(/)
إعجاز الترتيب القرآني في سورتي الرعد والسجدة
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[28 Apr 2009, 08:36 ص]ـ
إعجاز الترتيب القرآني في سورتي الرعد والسجدة
سورة الرعد: هي السورة رقم 13 في ترتيب المصحف، عدد آياتها 43.
سورة السجدة: هي السورة رقم 32 في ترتيب المصحف، عدد آياتها 30.
ما السر في ترتيب هاتين السورتين في هذين الموقعين دون سواهما؟
هل تم ترتيبهما في هذين الموقعين بناء على اصطلاح الصحابة؟ أم انه ترتيب تم بالوحي، عن الله سبحانه؟
إذا كان الصحابة قد اصطلحوا على ترتيب هاتين السورتين في موقعيهما هذين، فهل كان لديهم سبب لاختيار هذين الموقعين أم هي (ضربة حظ)؟
هل لدى القائلين بأن ترتيب سور القرآن اصطلاحي ما يثبت أن ترتيب هاتين السورتين تم اتفاقا؟ أما آن لهم أن يدركوا أن ترتيب سور القرآن لا يمكن أن يكون اتفاقا؟ وأن يتوقفوا عن الاستمرار في تضليل الأمة؟
إنني على ثقة أنهم لن يجدوا سببا لترتيب الصحابة هاتين السورتين في موقعيهما هذين، لأن لا شأن للصحابة بترتيبهما.
ويقول بعض هؤلاء في ردهم على عبدالله جلغوم، إن ما تكتبه عن ترتيب سور القرآن هو امر سهل وبسيط، ولا يمكن ان يكون قد غاب عن الصحابة ..
فإذا كان الأمر هكذا، بسيطا وسهلا، وفي وسع من عاش قبل أربعة عشر قرنا، فلماذا لا يرينا أحدكم قدراته في بيان الحكمة من ترتيب هاتين السورتين في موقعيهما هذين، ولماذا جاءا من هذين العددين من الآيات؟
ما يدرينا أن سورة الرعد كانت في الأصل السورة رقم 14، ولسبب ما، استقرت في الموقع 13؟
انا العبد الفقير لله تعالى يقول: لا علاقة لا للنبي صلى الله عليه وسلم ولا للصحابة أي دور اجتهادي في ترتيب سور القرآن، لقد كان دورهم محصور في تنفيذ توجيهات جبريل عليه السلام. ولم يكن الصحابة هم المستهدفون بذلك الترتيب، المستهدفون هم الأجيال التي لم تأت بعد، ونحن منهم .. نحن الذين سنكتشف الحكمة من ترتيب القرآن على غير ترتيب نزوله .. وحينما نفعل ذلك سنكتشف وجها جديدا لإعجاز القرآن الكريم، يخاطب هذا الجيل بلغة الأرقام، لغة التخطيط والتنظيم والدقة والحساب ..
لكل عصر ما يناسبه ..
وشتان بين قائل: ترتيب سور القرآن الكريم وجه من وجوه إعجاز القرآن .. وقائل لقد اصطلح الصحابة على هذا الترتيب، وعلينا احترامه والإبقاء عليه .. دون المساس به أو محاولة تغييره.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[28 Apr 2009, 07:31 م]ـ
إلى أبي الحسنات اوأبي السيئات الدمشقي ومن يدور في فلكهم، ويدورون في فلكه:
أتحداكم ..
لقد تحاشيتك، وبما انك تصر على مطاردتي، فاصبر على ما قد تجد من كلامي ..
إعجاز الترتيب القرآني في سورتي الرعد والسجدة
سورة الرعد: هي السورة رقم 13 في ترتيب المصحف، عدد آياتها 43.
سورة السجدة: هي السورة رقم 32 في ترتيب المصحف، عدد آياتها 30.
ما السر في ترتيب هاتين السورتين في هذين الموقعين دون سواهما؟
هل تم ترتيبهما في هذين الموقعين بناء على اصطلاح الصحابة؟ أم انه ترتيب تم بالوحي، عن الله سبحانه؟
إذا كان الصحابة قد اصطلحوا على ترتيب هاتين السورتين في موقعيهما هذين، فهل كان لديهم سبب لاختيار هذين الموقعين أم هي (ضربة حظ)؟
هل لدى القائلين بأن ترتيب سور القرآن اصطلاحي ما يثبت أن ترتيب هاتين السورتين تم اتفاقا؟ أما آن لهم أن يدركوا أن ترتيب سور القرآن لا يمكن أن يكون اتفاقا؟ وأن يتوقفوا عن الاستمرار في تضليل الأمة؟
.
ـ[إبراهيم المصري]ــــــــ[30 Apr 2009, 12:15 م]ـ
اللهم اهدني لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلاّ أنت
واصرف عني سيء الأخلاق، لا يصرفها عني إلاّ أنت
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[30 Apr 2009, 01:58 م]ـ
اللهم اهدني لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلاّ أنت
واصرف عني سيء الأخلاق، لا يصرفها عني إلاّ أنت
يبدو لي أنك قادم من المريخ، لماذا لا تحدثنا عن تضاريس ذلك الكوكب قليلا؟
هل تقرأ ما يكتبه الجميع أم أنك ترى بعين واحدة؟ أليس السكوت والوقوف على الحياد هو الأفضل لك؟
إن كنت تقصدني ولا يعجبك كلامي، فاعتبر نفسك ممن اعنيهم، هاتان السورتان تختزنان في ترتيبهما أسرارا عظيمة، تفضل وأرنا طول باعك وذراعك ...(/)
أفكار لمؤسسة قرأنية - شاركنا برأيك
ـ[أسماء الفهد]ــــــــ[28 Apr 2009, 01:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي قدم من شاء بفضله، وأخر من شاء بعدله، لا يعترض عليه ذو عقلٍ
بعقله، ولا يسأله مخلوق
عن علة فعله، هو الكريم الوهاب، هازم الأحزاب، ومُنشئ السحاب، ومسبب الأسباب،
وخالق الناس من تراب، الواحد القهار
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
أخواني أخواتي في الله ..
كنت قد سمعت عن مؤسسة قرأنية يترأسها احدى المشائخ وبحثت عن هذه المؤسسة
وماهي فكرتها وأهدافها ولكن لم أجد مايرد على تساؤلي ..
فوجد نفسي تلح علي بكتابة بعض الأفكار التي اتمناها في أي مؤسسة تهتم بالقران
فخرجت بهذه الأفكار البسيطه التي كتبتها في لحظتها فأضعها بين أيديكم لتعطوني
أرائكم فيها وليستفاد منها في المؤسسات القرأنية وأسأل الله جل في علاه أن يتقبل
منا وأن يتجاوز عنا
الآفكار ..
*الأشرطة المسموعة / لوأخرج لشخينا الشيخ ابن باز وابن عثيمين شريط مسموع
من خلال دروسهم ومحاضراتهم وكتبهم أقوالهم المتعلقه في القرآن في جميع نواحية
، وأخرجت بصورة جميلة إما مسائل علمية، أواقوال دعوية، لكانت الفكرة رائع عند
محبين الشيخين ونستطيع تطبيقها ايضاً وإخراجها في كتيب فنكون بذلك جمعنا
الحسنيين ..
*ايضاً من الأفكارعمل شريط مسموع لسور من القرآن ويكون الإختيار على الشباب
الصغارالشباب الذين لم تتجاوز اعمارهم 18 سنه ويملكون صوتاً جميلاً ومتقنين
لقراءة القرآن ويكون هذا دافع لهم وفي نفس الوقت طرح متجدد في الأسواق ..
*من الأفكار ايضاً لوجعلت محاضرات منوعه تخص القران دمج معها اصوات القراء
المؤثرين ومحاضرات بعض المشائخ واخرجناها بقالب منوع مؤثر لكان له بالغ الأثر
*ايضاً لوجمع تلاوةللأعاجم من المسلمين المتقنين للقرآن تلاوة وتجويداً في شريط
منوع وأخرج للأسواق لكان فيه دافع لهذه الفئه ومنها تجدد في الطرح وتنويع
*من الأفكارأيضاً لو أخرج شريط خاص لفتاوى القرآن وطرح بشكل جميل مرتب،
وتوقف عند مسائل علميه متجددة حتى يعم تثقيف الناس في مسائل القران مثال ذلك،
لوكانت لدي خادمة كافرة وهي تنظف المكتبة وأمسكت القرآن مالحكم في ذلك؟ وهل أثم؟
.ماحكم دخول الإنسان للقرآن للخلا إن خيف إهانة القرآن في دول الغرب؟
ماحكم إهداء القرآن للكافر لعله يهتدي بذلك؟ الخ من هذه الأسئلة التي تفيد الأمه
*تخريج أشرطة تتكلم عن بلاغة القرآن وإعجازه بصورة جميلة مؤثرة لانا نفتقد هذا
الجانب
*تخريج شريط أدعية مخصص بأدعية القرآن الوارده في القرآن مع مرعات ترتيبها
على نسق القرآن
*أيضاً من الأفكار الصوتية إخراج شريط صوتي لتصحيح الأحاديث الضعيفه المتعلقة
بالقران المشتهره على اللسنة الناس وبيان ضعفها
*من الأفكار في الأشرطة المرئية أخراج فيلم وثائقي يجمع الإعجاز القرآن مدعم
بالصور مع الأيات المؤثرة التي تستوقف بديع خلق الله ويترجم هذا الفيلم إلى لغات
حتى يصل للعالم الغربي
*اما الأفكار في مجال المقروء إنشاء مجلة متخصص بالقرآن يشارك فيها المتخصصين
بهذا العلم وأساتذة اللغه والدعاة وكل يعطي في مجاله ونشر فيها كل مايتعلق بالقرآن
والمناشط المتخصصة للقرآن.
*ايضاً من الأفكار دعم المؤسسة المؤلفين في مجال القرآن إن كان الكتاب يستحق
فيطبع على حساب المؤسسة فيكون بذلك مكسب وإعلان للمؤسسة
*من الأفكار إنشاء خدمة الجوال بشقيها الصوتي والنصي ..
*من الأفكار في خدمة الجوال أن يراعى الفوارق العلمية من ناحية طالب العلم عن
العامي فتكون مقسمة إلى قسمين لطالب العلم وتكون الرسائل ذات فائدة له تناسب عقله
وعلمه فتزيدة قربه إلى الله وفائدة .. لان طالب العلم إذا قيس بالعامي فلن يستفيد من
معلومات مكررة عليه .. وكذلك عامة الناس مرعاة إعطائهم مادة جميلة اما صوتيه
ونصيه بصورة جميلة مبسطة يستفيد منها
*من الأفكار المتعلقة باخدمة الجوال الحرص على جمع كافة العلوم المتخصصة في
القران من تفسير، وبلاغه، ونحو، وإعجاز، وحديث، وتجويد مع الحرص معلومات
يستفاد منها متجددة مثل قصة تبسيط حفظ مواضع السجود في القران، طريقة معرفه
بدية كل جزء من القران، حساب طرق الختم، الخ وايضاً الأهتمام بجانب فتاوى القرآن
(يُتْبَعُ)
(/)
في هذه الخدمة، وايضاً بيان الأحاديث الضعيفة المتعلقه بالقرآن
*أيضاً من الأفكار أن تكون هذه الخدمة ليست فقط باللغه العربيه بل السعي إلى ترجمتها
إلى لغات كثيرة للمتواجدين في المملكة من المسلمين للإستفاده منها
*وكذلك من الأفكار لوجعل في هذه الخدمة قسم مخصص لدعوة غير المسلمين
الوافدين كل بلغته وتوضيح الإسلام وعظم القرآن بصورة جميلة تساهم في إسلامهم
وتكون هذه الخدمة بجلب أرقام غير المسلمين وإرسال لهم رسائل جوال ويمكننا
الإستعانه بامكاتب الجاليات بهذه الفكرة لترجمة الرسائل النصيه او صوتية بلغات
المرسلين لهم
**من الأفكار البعيدة المدى هي إنشاء قناه متخصصة بالقران وكل مايتعلقه به ليست
قناه مخصصة بالتلاوة لا بل قناه تجمع كل شيء ويحاضر بها المتخصصين والألمام
بجوانب القرآن وحتى السعي لجعل شق منها بلغات حتى تصل لكل بقاع الدنيا
*من الأفكار عمل المسابقات المتخصص بالقرآن إما كتابيه او صوتيه ووضع الجوائز
عليها وتكون منوعه وبأجزاءبأن يكون الجزء الاول منوعه والثاني بلاغي والثالث
إعجازي والرابع تجويدي، والخامس فتاوي وهكذا طبعاً بطريقه اعطاء كتاب فيه
المعلومة والبحث في ثنايها واستخراج المعلومة
*من الأفكار أيضاً تنظيم الحملات ورعايتها بما تتظمنه من محاضرات ودروس
والإعلانات ومسابقات وجوائز مثال ذلك هيا نقراء القرآن، تعالوا نفهم القرآن، كيف
نخدم القرآن، كيف نعمل بالقرآن وهكذا
*من الأفكار عمل البرامج التلفزيونيه المتعلقه بقرآن وأقلها لو أخذ دقائق معدودة
لفوائد بسيطة وتكون بمثابة الفواصل تكون معدة إعداد محكم شامل، تذكير بكلمات
،وآيات صوتيه تفسير، وهكذا تكون المؤسسة هي من يرعاه ويخرجها، ايضاً
رعاية المؤسسة للبرامج المتعلقة بالقرآن للمشائخ والدعاة
**من الأفكار اغتنام مواسم الخيرات بأن يكون للمؤسسة بالغ الأثرفي هذه المواسم
ومن الأفكار في هذه المواسم
*عمل برنامج دعوي هو تفسير أجزاء القرآن التي ستتلى في صلاة التراويح من قبل
إمام المسجد ويكون هذا البرنامج بعد صلاة العصر ويبدأ لليلة الأول من رمضان
بأن يجمع كل من المشائخ والدعاة المهتمين بعلم القرآن مثال ذلك في مدينة الرياض
على إفتراض إحياء الرياض شرق، غرب، شمال، جنوب وكان من إنضام إلى هذه
الفكرة 30 شخص وقسم كل حسب جهته فسنكون بهذه الطريقه سعينا إلى أن يفهم
الناس القرآن ويتعلقون به فعندما تفسسر لهم تفسيراً مجملاً مفيداً سيجدون أثر ذلك
عند سماعهم لتلاوة الشيخ في التراويح ويكون ذلك برعاية المؤسسة ومتابعتها
ويسلم جدول تفصيلي في نهاية رمضان عن هذا العمل الدعوي
*كذلك من الأفكار في مواسم الخيرات موسم الحج بأن يعمل جدول في تفسير سورة
الحج والآيات المتعلقه بالحج وتحت رعاية المؤسسة ومتابعتها
من الأفكار ايضاً عمل الدورات التدريبية المتعلقه بالقرآن، كيف نحفظ القرآن، كيف
نفهم القرآن. كيف نربي ابنائنا على القرآن، الخ وتكون هذه الدورة مدتها أسبوع
مثلاً وبسعر رمزي 100 ريال على أن لايتجاوز الأعداد 50 شخص .. وتنظم كل ثلاث
أشهر او شهرين
*من الأفكار فكرة الباص الدعوي الجوال وفكرة هذا الباص بأن يجوب القرى في مناطق
المملكة ببرنامج معد عن القران مواعظ وفتاوى الخ لان القرى يكثر فيها الجهل
*من الأفكار اعداد الدورات التدريبية خاصه بمدرسين حلقات تحفيظ واعدادهم الإعداد
الصحيح لتدريس هذا الكتاب العظيم واهم جانب مرعاة مدرسين القرى والتركيز عليهم
*من الأفكار إنشاء قسم خاص في المؤسسة يهتم بالأبحاث المتعلقه بالقران من حيث
عدد حفاظ كتاب الله والحافظات بشكل عام في المملكة، عمل ابحاث للحافظين
والحافظات بشكل سنوي، المناشط المتعلقه بالقرآن، الابحاث والكتب التي خرجت في
القرآن، المحاضرات والدروس التي القيت، وهكذا
*من الأفكار عمل البلوتوث الدعوي المتخصص بالقران ونشرة في المخيمات الدعوية
*من الأفكار ايضا عمل موقع رسمي بالمؤسسة وعرض جميع مايتعلق بالمؤسسة
يضم كل شيء عن المؤسسة بثمارهها
*السعي إلى عمل برامج الكترونيه تخدم القرآن وأهله وكل ذلك عن طريق استقطاب
المبرمجين المتخصصين في علم الكمبيوتر واستغلالهم والإستفاده منهم
هذه أفكار كتبتها على عجل وفي لحظتها وقابله لزياده والتعديل وهي فكرة لمؤسسة
تهتم بالقرآن رسمتها في خيالي وأتمنى أن يستفاد منها
أسأل الله جل في علاه أن يرزقنا الأخلاص في الأقوال والأعمال وأن لايكلنا إلى انفسنا
طرفة عين .. وأن يهيأ لنا خدمة هذا الدين على الوجه الذي يرضيه عنا
وسامحوا ماكان فيها من خلل
أختكم: أسماء الفهد
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Apr 2009, 07:54 م]ـ
بارك الله فيك أختي الكريمة ونفع بك.
هناك عدد من المؤسسات التي تتبنى مجمل هذه الأفكار، وتطبق بعضها.
مثل مؤسسة آيات التي أنشأها الأخ ناصر القطامي مؤخراً تعتني بكثير من الجوانب التي ذكرت في التسجيلات الصوتية القرآنية.
وهناك الهيئة العالمية لتدبر القرآن تعتني بجوانب من هذه التي ذكرت.
وكثير من المكاتب الدعوية تتبنى بعض هذه الأفكار وتنظمها سنوياً.
وقيام مؤسسة واحدة بكل هذه الأفكار يحتاج إلى دعم مادي يصعب توفيره بحسب تجربتي.
جزاك الله خيراً ونفع بك.(/)
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[28 Apr 2009, 02:56 م]ـ
في سورة الفلق أمر الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بقوله:
(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)
ولا شك أن الثلاث الآيات الأخيرة هي من باب ذكر الخاص بعد العام وهذا كثير في القرآن ولكل موضع أسبابه الخاصة.
لكن السؤال هنا هو:
هل هناك علاقة مشتركة بين الشرور الثلاثة المذكورة؟
أرجو التكرم والتفضل بالمشاركة.
أخوكم محب القرآن الكريم.
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[02 May 2009, 02:38 م]ـ
الشر الأول شر طبيعي والشران التاليان هما شرور إنسانية نفسية اجتماعية والناظر في السورة الكريمة يجد فيها معان شاملة يمكن أن تتمثل في كلمة واحدة وهي الواردة في الآية الأولى منها والتي شملت السورة كلها وهي الاستعاذة من الانقسام والشقاق ونتائجه! ونلاحظ أن السورة تسير على نسق تنازلي يبدأ بالاستعاذة برب القانون العام الجامع لكل الأفراد المندرجة تحته ثم يبدأ بعد ذلك سرد أفراده بدأ من الأشمل إلى الفرد الواحد. فتبدأ الأفراد بالخلق كله ثم بعد ذلك بما فيه خير ولكنه بكثرته يصبح شرا , ثم بالمسببين للفصل والقطع المفتتين للمجتمع عن طريق تعقيده ثم تُختم السورة بالضرر الفردي المتمثل في الحاسد إذا حسد. و تتمثل عظمة السورة في تنبيه الإنسان المسلم على أهمية الوحدة والتعاون والتواد والتحاب والشفافية والصراحة.
ويمكن لك أخي محب القرآن أن تتابع تناولنا لها على هذا الرابط:
http://www.amrallah.com/ar/showthread.php?t=91
والذي قدمنا فيه تصورا عاما شاملا للسورة وفهما جديدا للغاسق الواقب وللنفاثات في العقد!
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[02 May 2009, 04:54 م]ـ
الشر الأول شر طبيعي والشران التاليان هما شرور إنسانية نفسية اجتماعية والناظر في السورة الكريمة يجد فيها معان شاملة يمكن أن تتمثل في كلمة واحدة وهي الواردة في الآية الأولى منها والتي شملت السورة كلها وهي الاستعاذة من الانقسام والشقاق ونتائجه! ونلاحظ أن السورة تسير على نسق تنازلي يبدأ بالاستعاذة برب القانون العام الجامع لكل الأفراد المندرجة تحته ثم يبدأ بعد ذلك سرد أفراده بدأ من الأشمل إلى الفرد الواحد. فتبدأ الأفراد بالخلق كله ثم بعد ذلك بما فيه خير ولكنه بكثرته يصبح شرا , ثم بالمسببين للفصل والقطع المفتتين للمجتمع عن طريق تعقيده ثم تُختم السورة بالضرر الفردي المتمثل في الحاسد إذا حسد. و تتمثل عظمة السورة في تنبيه الإنسان المسلم على أهمية الوحدة والتعاون والتواد والتحاب والشفافية والصراحة.
ويمكن لك أخي محب القرآن أن تتابع تناولنا لها على هذا الرابط:
http://www.amrallah.com/ar/showthread.php?t=91
والذي قدمنا فيه تصورا عاما شاملا للسورة وفهما جديدا للغاسق الواقب وللنفاثات في العقد!
الأخ الفاضل عمرو
لقد وقفت على كلامك حول سورة الفلق.
وظهر لي أن لك منهجاً غريبا في التفسير، فأحيناً تنكر ما ثبت بالأدلة الشرعية القاطعة كما هو في نفيك للسحر الذي وقع على الرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك ما سميته بالفهم الجديد لمعنى النفاثات والحسد.
وأحيانا تأتي بما لاسبيل لك على إثباته بدليل صحيح كقولك في حقيقة الحور العين.
فأنا أرى من باب النصيحة أن تراجع ما كتبت وبخاصة ما كتبته عن سورة الفلق ففيه الكثير من التناقضات.
أما قولك:
"أما مسألة أنها نزلت كرقية للرسول الكريم عندما سُحر , فهذا ما نرفضه تماما , فلم يسحر الرسول الكريم وحاشا له أن يسحر , ثم إن القرآن ينفي تأثير السحر من أوله إلى آخره – ما عدا السحر التخييلي وهذا لا يؤثر في الإنسان في شيء – فهل يأتي في السورة قبل الأخيرة منه فيثبته! ثم يثبته بصورة غير صحيحة تماما وهذا ما سنراه عند التعرض لآية النفاثات! أما الآن فسنقدم المنظور العام للسورة ليرأى القارئ الكريم كيف أن السورة تقدم تصورا علميا فكريا عظيما مصاغا بصياغة أدبية جبارة لا يرقى إليها البشر"
فهنا أنت ترد الدليل الثابت من سنة النبي صلى الله عليه وسلم وهو ما جاء في الصحاح من خبر ما وقع على الرسول صلى الله عليه وسلم من السحر.
وفي نفس الوقت أنت ترد صريح القرآن في إثبات السحر وضرره وهو قول الله تعالى:
(وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) سورة البقرة (102)
وأيضا تنكر الواقع الذي هو مصداق ما جاء في الآية من ضرر السحر؛فمن السحر ما يمرض ومنه ما يذهب العقل ومنه ما يقتل.
فنصيحتى مرة أخرى أن تراجع ما كتبت والله أسأل أن يهدينا جميعا للحق إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ولعلي إذا وجدت الوقت أن أبين لك ما وقعت فيه من أخطاء في كتابتك حول سورة الفلق.
هذا وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.(/)
مَنْ صَحَّ فِرارُه إلى اللّهِ صَحَّ قَرارُه مع الله.في رحاب " ففروا إلى الله"
ـ[أبو المهند]ــــــــ[28 Apr 2009, 05:16 م]ـ
الفرار إلى الله تعالى
مما لاشك فيه أننا عرضة لمواقف كثيرة منها ما يفرح القلب ويسعد الخاطر، ومنها ما يكدر الصفو ويحزن القلب، والقرآن العظيم ما ترك خيرا إلا دلنا عليه، وما ترك شرا إلا حذرنا منه، علم ذلك من علم، وجهل ذلك من جهل.
ومن العلاجات القرآنية الناجعة المخرجة من ضيق الصدور إلى سعة رحمة الله " الفرار إلى الله "
يقول الله تعالى: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ} الذاريات50
طبق نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ الآية الكريمة حيث إنه كان إذا حزبه أمر, فزع إلى الصلاة, وهذا فرار إلى الله.
ودونك أخي الكريم رحلة مباركة في رحاب هذه الآية الكريمة نستنطق من خلالها ما جادت به قرائح علماء التفسير لنعمل بأجودها وكلها " أجود"
عند الإمام القرطبي في تفسير الفرار إلى الله قال:
قال الحسين بن الفضل: احترزوا من كل شئ دون الله فمن فر إلى غيره لم يمتنع منه.
وقال أبو بكر الوراق: فروا من طاعة الشيطان إلى طاعة الرحمن.
وقال الجنيد: الشيطان داع إلى الباطل ففروا إلى الله يمنعكم منه.
وقال ذو النون المصري: ففروا من الجهل إلى العلم، ومن الكفر إلى الشكر.
وقال عمرو بن عثمان: فروا من أنفسكم إلى ربكم.
وقال أيضا: فروا إلى ما سبق لكم من الله ولا تعتمدوا على حركاتكم.
وقال سهل بن عبد الله: فروا مما سوى الله إلى الله.
وعند البغوي في معالمه: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ}، فاهربوا من عذاب الله إلى ثوابه، بالإيمان والطاعة.
قال ابن عباس: فروا منه إليه واعملوا بطاعته.
وفي البحر {ففروا إلى الله}: أمر بالدخول في الإيمان وطاعة الله، وجعل الأمر بذلك بلفظ الفرار، لينبه على أن وراء الناس عقاب وعذاب. وأمر حقه أن يفر منه، فجمعت لفظة ففروا بين التحذير والاستدعاء.
وعند الشوكاني في فتح القدير: {فَفِرُّواْ إِلَى الله إِنّى لَكُمْ مّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ} أي: قل لهم يا محمد: ففرّوا إلى الله بالتوبة من ذنوبكم عن الكفر والمعاصي،
وقيل: معنى {فَفِرُّواْ إِلَى الله} اخرجوا من مكة.
وقيل: فرّوا من الجهل إلى العلم
وقال الفخر: عادة المديون أنه إذا رأى صاحب الدين من البعد فإنه يفر منه، والله الكريم يقول: عبادي: أنتم غرمائي بكثرة ذنوبكم، ولكن لا تفروا مني، بل أقول: {فَفِرُّواْ إِلَى الله} [الذاريات: 50] فإني أنا الذي أقضي ديونكم وأغفر ذنوبكم، وأيضًا الملوك يغلقون أبوابهم عن الفقراء دون الأغنياء، وأنا أفعل ضد ذلك.
وعند النيسابوري: وإذا عرفتم الله {ففروا إلى الله} أي التجؤا إليه ولا تعبدوا غيره أمر بالإقبال عليه وبالإعراض عما سواه.
وعند الزمخشري: {ففروا إِلَى الله} أي إلى طاعته وثوابه من معصيته وعقابه، ووحدوه ولا تشركوا به شيئاً.
وعند الماوري: {فَفِرُّوْا إِلّى اللَّهِ} أي فتوبوا إلى الله.
وعن ابن عاشور: الفرار: الهروب، أي سرعة مفارقة المكان تجنباً لأذىً يلحقه فيه فيعدي بـ (من) الابتدائية للمكان الذي به الأذى يقال: فَرَّ من بلد الوباء ومن الموت، والشيء الذي يؤذي، يقال: فر من الأسد وفر من العدوّ.
وجملة {إني لكم منه نذير مبين} تعليل للأمر ب {فروا إلى الله} باعتبار أن الغاية من الإِنذار قصد السلامة من العقاب فصار الإِنذار بهذا الاعتبار تعليلاً للأمر بالفرار إلى الله، أي التوجه إليه وحده.
وعند صاحب الظلال:.التعبير بلفظ الفرار عجيب حقاً. وهو يوحي بالأثقال والقيود والأغلال والأوهاق، التي تشد النفس البشرية إلى هذه الأرض، وتثقلها عن الانطلاق، وتحاصرها وتأسرها وتدعها في عقال. وبخاصة أسباب الرزق والحرص والانشغال بالأسباب الظاهرة للنصيب الموعود. ومن ثم يجيء الهتاف قوياً للانطلاق والتملص والفرار إلى الله من هذه الأثقال والقيود! الفرار إلى الله وحده منزهاً عن كل شريك. وتذكير الناس بانقطاع الحجة وسقوط العذر: {إني لكم منه نذير مبين}. . وتكرار هذا التنبيه في آيتين متجاورتين، زيادة في التنبيه والتحذير!
وقال التستري: فروا من الجهل إلى العلم، ومن عذاب الله إلى رحمته، ومن سخطه إلى رضوانه.
وقال القشيري: قوله جلّ ذكره: {فَفِرُّواْ إِلَى اللَّهِ إِنّى لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ}.أي فارجِعوا إلى الله - والإنسان بإحدى حالتين؛ إِمَّا حالة رغبةٍ في شيءٍ، أو حالة رهبة من شيء، أو حال رجاء، أو حال خوف، أو حال جَلْبِ نَفْعٍ أو رفع ضُرٍّ. . . وفي الحالتين ينبغي أَنْ يكونَ فِرارُه إلى الله؛ فإنَّ النافعَ والضارَّ هو اللَّهُ.
ويقال: مَنْ صَحَّ فِرارُه إلى اللّهِ صَحَّ قَرارُه مع الله.
ويقال: يجب على العبد أَنْ يفرَّ من الجهل إلى العلم، ومن الهوى إلى التُّقَى، ومن الشّكِّ إلى اليقين، ومن الشيطانِ إلى الله.
ويقال: يجب على العبد أَنْ يفرَّ من فعله - الذي هو بلاؤه إلى فعله الذي هو كفايته، ومن وصفه الذي هو سخطه إلى وصفه الذي هو رحمته، ومن نفسه - حيث قال: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} [آل عمران: 28] إلى نفسه حيث قال: {فَفِرُّواْ إِلَى اللَّهِ}.
وفي البحر المديد: الشيطان كالكلب، كلما اشتغلت بدفعه قوي نبحه عليك، فإما أن يخرق الثياب، أو يقطع الإهاب، فإذا رفعت أمره إلى مولاه كفه عنك.
وقد قال علي الجمل: عداوة العدو حقًا هو اشتغالك بمحبة الحبيب حقا، وأما إذا اشتغلت بعداوة العدو، فاتتك محبة الحبيب، ونال مراده منك
فافزعوا سريعا إلى الله - تعالى - وفروا إلى طاعته، فإنه لا مهرب منه.
ماذا بعد ... أنحن على استعداد لنفر جميعا إلى الله؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[28 Apr 2009, 05:34 م]ـ
الفرار إلى الله تعالى
......................
لنعمل بأجودها وكلها " أجود"
...............................
وقد قال علي الجمل: عداوة العدو حقًا هو اشتغالك بمحبة الحبيب حقا، وأما إذا اشتغلت بعداوة العدو، فاتتك محبة الحبيب، ونال مراده منك
فافزعوا سريعا إلى الله - تعالى - وفروا إلى طاعته، فإنه لا مهرب منه.
ماذا بعد ... أنحن على استعداد لنفر جميعا إلى الله؟؟
فتح الفتاح عليك استاذنا الفاضل وأسبغ عليك نعمه
ورزقنا الفرار إليه وحسن الوفادة عليه
"كم نحن بحاجة لمثل هذه الكلمات"
ـ[ Amara] ــــــــ[28 Apr 2009, 07:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فتح الله عليك أخي و جزاك عنا خيرا
ذكرتنا .. فأحسنت
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[29 Apr 2009, 12:39 ص]ـ
طلتك كالقمر مرة في الشهر إذا استدار أنار
بيض الله وجهك، وبارك عملك، وأنار طريقك
ـ[أم ياسر]ــــــــ[29 Apr 2009, 01:24 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[29 Apr 2009, 01:43 ص]ـ
جزاك الله خيرا دكتور خضر .......... و الله إننا بحاجة لمثل هذه المواضيع التى جمع بين التزكية و العلم ..... قال ربنا - عز و جل - في وصف نبينا - عليه الصلاة و السلام - " هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ............ "
اللهم لين قلوبنا لذكرك .........
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[29 Apr 2009, 01:43 ص]ـ
جزاك الله خيرا دكتور خضر .......... و الله إننا بحاجة لمثل هذه المواضيع التى تجمع بين التزكية و العلم ..... قال ربنا - عز و جل - في وصف نبينا - عليه الصلاة و السلام - " هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ............ "
اللهم لين قلوبنا لذكرك .........
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[29 Apr 2009, 01:47 ص]ـ
الفرار إلى الله تعالى
ماذا بعد ... أنحن على استعداد لنفر جميعا إلى الله؟؟
هذا الاستعداد متوقف على مقدار خشيتنا منه سبحانه، فكلما كانت خشيتنا أكثر، كان مدى فرارنا إليه أكبر.
وما أبدع المعنى في قولهم: كل شيئ تخافه وتخشاه تفر منه، إلا الله، فإنك إذا خشيته فررت إليه.
وما أروع المعاني التي انتقيتها في موضوعك أستاذنا الكريم. وهكذا تتحفنا في سائر مواضيعك، وما أشد حاجتنا لغذاء أرواحنا، فجزاك الله عنا كل خير.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[29 Apr 2009, 11:25 م]ـ
.
شكر الله لكم [الأخت أفنان وأم ياسر] [والإخوة الأساتذة عمارة ومحب القرآن وشهاب الدين ومحمد عمر] وتقبل منكم الدعاء ونفعكم بمثله وزيادة.
ونحن دائما في حاجة ماسة إلى ما يرطب القلوب ويبردها أثناء الاشتباك بالدرس التخصصي.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[30 Apr 2009, 11:46 م]ـ
أحسنت اخي الكريم بتقديم هده الاختيارات النافعه اسال الله ان يوفقنا جميعا للتحقق بها ونطمع في المزيد(/)
مقدمات في القرآن
ـ[خالد البكري]ــــــــ[28 Apr 2009, 10:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم:
أما بعد:-
مما لا شك فيه أن القرآن الكريم هو أفضل ما يُتعلم، وأفضل ما يُعلَّم، ومصداق ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلَّم القرآن وعلمه) رواه البخاري.
وكان صلى الله عليه وسلم حريصاً كل الحرص على تعليم صحابته القرآن، وتعاهدهم على تلاوته والعمل به، فقد جاء عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرئهم القرآن. ونُقل عن ابن مسعود أنه أقرأ رجلاً، فقال له حين أخطأ: ما هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان من أمره صلى الله صلى الله عليه وسلم أن يرسل القراء إلى كل بلد يعلِّمون أهله كتاب الله، فأرسل مصعب بن عمير وابن أم مكتوم إلى أهل المدينة قبل هجرته، وبعث معاذ بن جبل إلى مكة بعد فتحها. وعلى هذا الدرب سار السلف الصالح من بعدُ، فاهتموا بتعلِّم كتاب ربهم وتعليمه، فأقاموا المساجد والمدارس تحقيقاً لهذا الغرض.
وإلى جانب اهتمام سلف هذه الأمة وخلفها بأمر قرآنها تعلُّماً وتعليماً، فقد أولو كذلك عناية خاصة بآداب تعلُّم القرآن وتعليمه، فقرروا في ذلك جمله من الآداب نقف على أهمها فيما يأتي:
آداب المتعلم
لا بد لمتعلم القرآن أن يُخلص النية لله أولاً، لينال عمله القبول عند الله سبحانه. والنية قد يُتساهل فيها مع الناشئة في بداية أمرهم، لكن لابد من التنبيه عليها ومراعاة تصحيحها عند من بلغ رشده، وأصبح مكلفاً شرعاً.
ولا بد لمتعلم القرآن أن يأخذ القرآن عمن تأهَّل وظهر دينه، وكان أهلاً للتلقي عنه، كما قال بعض أهل العلم: "العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم".
ومن الآداب ألاَّ يرفع المتعلم صوته بلا حاجة عند معلمه، ولا يضحك، أو يكثر من الكلام الذي ليس فيه مصلحة شرعية، ولا يعبث بيده، ولا يلتفت إلا لحاجة، بل يتوجه بوجهه إليه.
ولا يقرأ على الشيخ حال ملله، وعليه أن يحتمل جفوته وسوء خلقه. وليحرص على الإتيان إليه مبكراً؛ ليحصل له الخير والبركة.
وعلى متعلم القرآن كذلك أن يكون متواضعاً لمعلمه ومتأدباً مع إخوانه، فلا ينظر إلى معلمه إلا بعين الاحترام، ولا يُعامل إخوانه إلا بما فيه رفق وأدب، فإن في ذلك عون له على الانتفاع بما يتعلمه.
قال علي رضي الله عنه: "من حق المعلم عليك أن تسلِّم على الناس عامة، وتخصَّه دونهم بتحية، وأن تجلس أمامه، ولا تشيرن عنده بيدك، ولا تغمزن بعينك، ولا تقولن: قال فلان خلاف ما تقول، ولا تغتابن عنده أحداً".
ومن آداب متعلم القرآن تجنب الأسباب الشاغلة عن تعلم كتاب الله، كالانشغال بما لا يُسمن ولا يُغني من جوع، كالجلوس أمام الرائي "التلفاز" وتضييع الأوقات لمتابعة المسلسلات الفارغة، وأنواع الرياضات الشاغلة، وما شابه ذلك من أمور لا يليق بالمؤمن أن يشغل نفسه بها، ويضيع أوقاته لأجلها.
آداب المعلم
أول الآداب التي ينبغي أن يتحلَّى بها معلم القرآن أن يبتغي بعمله مرضاة الله، فيخلص لله في عمله، فلا يعلِّم القرآن لأجل مغنمٍ دنيوي أو مكسب معنوي، بل عليه أن يكون زاهداً بما في أيدي الناس، عفيف النفس، واسع الخلق، طلْق الوجه، صابراً ومحتسباً أجره عند الله، مستحضراً قوله تعالى: ? وما أسألكم عليه من أجرٍ إن أجريَ إلا على رب العالمين ? (الشعراء:109).
وليحذر كل الحذر من الحسد والرياء والعجب بالنفس واحتقار الغير، بل عليه أن يكون ناصحاً مرشداً رفيقاً بمن يعلمه، معتنياً بمصالحه، وأن يحب له ما يحبه لنفسه وولده. ولا ينبغي للمعلم أن يكون عنيفاً أو متساهلاً في تعليمه، بل مقتصداً في أمره، خشية أن ينفِّر من هو بين يديه، وخاصة إذا كانوا ناشئة في العلم، وفي الحديث المتفق على صحته، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله يحب الرفق في الأمر كله، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف) وفي رواية لمسلم: (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا يُنزع من شيء إلا شانه).
وعليه أن يصبر على من بطأ فهمه، وأن يعذر من قلَّ أدبه أحياناً. وأن يأخذ طلبته بإعادة محفوظاتهم، ويثني على من ظهر تفوقه وإقدامه، ويعنِّف من قصَّر تعنيفاً لطيفاً، ويقدم في القراءة السابق فالسابق، إلا إن كان ثمة مصلحة فيقدِّم اللاحق. وعليه أن يتفقد أحوال طلبته، ويسأل عن غائبهم.
وعلى معلم القرآن أن يكون قدوة للمتعلم في سلوكه كله، من احترام للوقت، والعدل بين المتعلمين، فلا يُفضِّل أحداً على أحد، إلا لمصلحة تتطلب ذلك، ولا يخاطب أحداً بعينه ويعرض عن غيره، بل يكون عدلاً في كل ذلك حتى في نظراته، فهو يعلِّم كلام الله، فليراعِ أمر الله القائل في كتابه: ? يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ? (النساء:135) وعليه أن يصون يديه حال الإقراء عن العبث، وعينيه عن النظر فيما لا حاجة له إليه. وليرعَ الأمانة التي حُمِّلها، وهي أمانة هذا الكتاب، وليتحلَّ بأوصاف أهل القرآن، الذين هم أهل الله وخاصته، ففي ذلك كله فلاح له إن شاء الله.
وجملة القول هنا إن أهل القرآن وحَمَلَتُه إذا أرادوا أن يكونوا أهلاً لهذا الوصف الذي وصفهم به رسول الله، فعليهم أن يتحلُّوا بآداب القرآن، وآداب حَمَلَة القرآن، لينالوا عز الدنيا وعز الآخرة، والله الموفِّق والهادي إلى سواء السبيل.
المصدر ( http://www.quranway.net/index.aspx?function=item&id=1617)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[01 May 2009, 12:22 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي خالد، ولعل رابط المصدر فيه خلل.(/)
الجمعية العمومية للجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه وتهنئة الفائزين بالجائزة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Apr 2009, 04:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تعقد الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه جمعيتها العمومية مساء الأربعاء 18/ 5/1430هـ بعد صلاة المغرب مباشرة وذلك في القاعة الكبرى بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض. وسيكون الحفل برعاية كريمة من معالي الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد رئيس مجلس القضاء الأعلى وإمام وخطيب المسجد الحرام، وعضو شرف الجمعية.
وسوف يتم في هذا الاجتماع انتخاب مجلس الإدارة الجديد للجمعية, حيث انتهت مدة مجلس الإدارة الحالي كما تنص عليه القواعد التنفيدية للجمعية.
كما سيتم توزيع جائزة الجمعية للرسالة العلمية المتميزة في مجال تخصص الجمعية، وهي جائزة تمنحها الجمعية للرسائل المتميزة في مجالات تخصص الجمعية, وعمر هذه الجائزة ثلاث سنوات.
والجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه تحث جميع أعضائها على الحضور والمشاركة والتفاعل في اختيار أعضاء مجلس الإدارة الجديد الذي سوف يقتصر ترشيحه على الأعضاء العاملين الذي قاموا بتسديد رسوم الاشتراك قبل انعقاد الجمعية العمومية بما لا يقل عن أسبوع ويمكن تسديد الرسوم بإيداعها مباشرة في حساب الجمعية لدى مصرف الراجحي (441608019014445) ثم أرسل إيصال الإيداع على الفاكس 2582695/ 01.
وقد قام مجلس الإدارة في جلسته الأخيرة بتشكيل لجنة للانتخابات للإشراف ومتابعة تنفيذ الانتخابات بشكل نزيه ومنظم.
وسوف يتم توزيع مطبوعات الجمعية وإصداراتها للأعضاء الحضور.
وسوف تكون المشاركة للأخوات من منسوبات الجمعية في مركز دراسة الطالبات بالملز بإذن الله.
نسأل الله للجميع التوفيق والسداد.
مصدر الخبر: الموقع الرسمي للجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه ( http://www.alquran.org.sa/index.php?page=news&nid=18) .
ـ[أبو المهند]ــــــــ[29 Apr 2009, 06:04 م]ـ
.
. بالتوفيق إن شاء الله تعالى
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[01 May 2009, 09:18 م]ـ
بارك الله في جهودكم، أتعبتم من بعدكم.
ـ[غانم الغانم]ــــــــ[04 May 2009, 05:46 ص]ـ
شكر الله لكم , ونفع بجهودكم.
فقد بلغت الجمعية مبلغاً علمياً مميزاً
وبإذن الله من إبداع إلى إبداع وتطوير أعظم.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[05 May 2009, 01:48 ص]ـ
وفقكم الله وسدد خطاكم
ـ[بلال]ــــــــ[06 May 2009, 04:09 م]ـ
أود معرفة ميزات عضوية الانتساب ... هل تصله مجلة الجمعية ومطبوعاتها باستمرار وقت إصدارها ,
وفق الله الجميع للعلم النافع
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[06 May 2009, 06:39 م]ـ
نعم تصله المجلة وجميع المطبوعات.
الفرق بين العضوية العاملة (وهي للمتخصصين) وعضوية اللانتساب= أن العضو المنتسب ليس له حق الترشح والترشيح لمجلس الإدارة فقط.
وفق الله الجميع لخدمة كتابه العزيز،،،
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[07 May 2009, 12:37 ص]ـ
هل هناك ندوة أو محاضرة كالمعتاد في يوم الحفل.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[07 May 2009, 02:37 ص]ـ
للفائدة من موقع الجمعية هذه أنواع العضويات وشروطها:
أنواع العضوية وإجراءاتها
أولاً: أنواع العضوية:
= عضوية عاملة: ويشترط لها:
1. أن يكون طالب العضوية حاصلاً على درجة علمية أو ما يعادلها في مجال تخصص الجمعية.
2. أن يدفع الاشتراكات السنوية.
3. ما يراه مجلس الإدارة من شروط.
4. أن يصدر بقبوله قرار من مجلس الإدارة.
= عضوية شرفية:
تمنح بقرار من الجمعية العمومية لمن أسهم في تطوير مجالات اهتمام الجمعية، أو قدم لها خدمات مالية أو معنوية، ويعفى عضو الشرف من شرط سداد الاشتراك، ويجوز له حضور جلسات الجمعية العمومية ولجانها المختلفة والاشتراك في المناقشات.
= عضوية انتساب: ويتمتع بها:
1. الطلاب الجامعيون في مجال تخصص الجمعية.
2. العاملون والمهتمون في مجال الجمعية ممن لا يتوافر فيهم شرط المؤهل العلمي المحدد للعضوية العاملة.
ويعفى العضو المنتسب من 50% من قيمة الاشتراك السنوي، ويجوز له حضور جلسات الجمعية ولجانها المختلفة والاشتراك في المناقشات دون أن يكون له حق التصويت.
ثانياً: شروط وإجراءات العضوية:
يشترط في عضو الجمعية ما يلي:
1. أن يكون حسن السيرة والسلوك طيب السمعة.
2. أن يدفع ما تقرره الجمعية من رسوم تسجيل واشتراكات سنوية.
3. أن يتقدم طالب العضوية العاملة أوعضوية الانتساب بطلب انضمام إلى الجمعية.
4. تعرض طلبات العضوية العاملة وعضوية الانتساب على مجلس إدارة الجمعية، ولا يعتبر الطالب للعضوية مقبولاً إلا بصدور قرار المجلس بالموافقة على عضويته.
ثالثاً: إنهاء العضوية:
تنتهي العضوية في الجمعية في الحالات التالية:
1. انسحاب العضو أو وفاته.
2. إذا لم يسدد الاشتراك السنوي بعد مضي سنة من استحقاقه.
3. إذا فقد شرطاً من شروط العضوية.
4. إذا قام بأي عمل أو نشاط يترتب عليه إلحاق ضرر بالجمعية مادياً كان أم أدبياً، و لا تسقط العضوية في هذه الحالة إلا بموافقة مجلس إدارة الجمعية.
رابعاً: إعادة العضوية:
يجوز بقرار من مجلس الإدارة إعادة العضوية إلى العضو الذي فقدها بناء على طلبه إذا زالت أسباب إسقاط العضوية السابقة.
(منقول من موقع الجمعية انقر هنا للانتقال للموقع) ( http://www.alquran.org.sa/index.php?page=page&PageID=35)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 May 2009, 04:55 ص]ـ
هل هناك ندوة أو محاضرة كالمعتاد في يوم الحفل.
ليس هناك ندوة أو محاضرة. وإنما بين المغرب والعشاء يكون هناك حفل لتسليم الجائزة والتعريف بكل من الرسالتين. ثم بعد العشاء تعقد الجمعية العمومية.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 May 2009, 04:52 ص]ـ
كانت ليلة البارحة ليلة مميزة في تاريخ الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه، وهي ليلة الخميس 19/ 5/1430هـ. حيث اجتمع فيها عدد كبير من أعضاء الجمعية الفضلاء في القاعة الكبرى بكلية أصول الدين.
وقد شرف اللقاء صاحب المعالي الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد رئيس المجلس الأعلى للقضاء وعدد من أصحاب الفضيلة أعضاء شرف الجمعية وأضعء الجمعية.
وقد جرى في آخر اللقاء بعد صلاة العشاء انتخاب مجلس إدارة جديد للجمعية في الدورة الثالثة، وتم اختيار نخبة متميزة من أعضاء الجمعية، وهم:
1 - أ. د. عماد زهير حافظ.
2 - أ. د. فهد بن عبدالرحمن الرومي.
3 - أ. د. حكمت بشير ياسين.
4 - د. محمد بن سريع السريع.
5 - د. عيسى بن ناصر الدريبي.
6 - د. إبراهيم بن صالح الحميضي.
7 - د. ناصر بن محمد آل عشوان الدوسري.
8 - د. إبراهيم بن علي الحكمي.
9 - د. ناصر بن سعود القثامي.
وقد استبشرنا جميعاً بهذا المجلس الموفق ولله الحمد.
أسأل الله لهم التوفيق والسداد والعون في هذه الدورة الثالثة للجمعية في سنتها السابعة، ونحن نتوقع منهم الكثير من العطاء والبذل والارتقاء بالجمعية، وارتياد آفاق جديدة بإذن الله.
صباح الخميس 19/ 5/1430هـ.
ـ[أبو محمد البدري]ــــــــ[14 May 2009, 01:27 م]ـ
من الذي حصل على جائزة الجمعية؟
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[14 May 2009, 03:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزى الله خيرا اعضاء مجلس الجمعية السابقين على جهودهم العظيمة،
وتمنياتنا للمجلس الجديد بالتوفيق والسداد،
وهم من الخيرة، والنشطاء المتميزين في التخصص، ولانزكي على الله أحدا ... أسأل الله أن يبارك في الجميع.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[14 May 2009, 07:37 م]ـ
[ QUOTE= عبدالرحمن الشهري;79162] اختيار نخبة متميزة من أعضاء الجمعية، وهم:
1 - أ. د. عماد زهير حافظ.
2 - أ. د. فهد بن عبدالرحمن الرومي.
3 - أ. د. حكمت بشير ياسين.
4 - د. محمد بن سريع السريع.
5 - د. عيسى بن ناصر الدريبي.
6 - د. إبراهيم بن صالح الحميضي.
7 - د. ناصر بن محمد آل عشوان الدوسري.
8 - د. إبراهيم بن علي الحكمي.
9 - د. ناصر بن سعود القثامي.
أسأل الله تعالى أن يجري الخير على أيديهم جميعا فلله درهم.
ـ[غانم الغانم]ــــــــ[14 May 2009, 08:04 م]ـ
شكر الله جميع أعضاء مجلس الإدارة السابق على ما بذلوه في خدمة كتاب الله عزوجل
وقد بلغت الجمعية مرتبة مميزة , وما ذاك التفاعل البارحة من جميع الأعضاء إلا علامة نجاح , بل وتميز للجمعية. فأسأل الله أن يكتب الأجر للسابقين.
وبهذه المناسبة أهنئ جميع مشايخنا الفضلاء أعضاء المجلس الجديد , وأسأل الله أن يبارك بجهودهم, وأوقاتهم.
وبالنسبة للباحثين الذين حصلا على جائزة الجمعية , هما:
د. أحمد بن عبدالعزيزالقصير - في أطرحته الدكتوراه (الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم في الكتب التسعة) , وقد طبعت بحمد الله.
أ- مها بنت عبدالله الهدب في أطروحتها الماجستير (كتابة القرآن الكريم بغير الرسم العثماني) , وقد أشرف على هذه الرسالة شيخنا أ. د إبراهيم بن سعيد الدوسري حفظه الله , ويثني على هذه الرسالة ثناء عطراً.
وحبذا لو طُبعت الرسالة ليستفيد منها جميع المتخصصين والمهتمين.(/)
قضية للنقاش: إشكالات في منهج التفسير للباحثة فريدة زمرد
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Apr 2009, 04:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اطلعتُ على مقالة قيمة بعنوان (قضية للنقاش: إشكالات في منهج التفسير للباحثة فريدة زمرد (*)) وقد لفتت الباحثة النظر إلى الخلل الواقع في الدراسات المطبوعة والمنجزة حول مناهج المفسرين. والتي اقتصرت على الجانب الوصفي لصنيع المفسرين في مؤلفاتهم. ولم تتوقف عند المنهج وعلاقته بأصول التفسير واستنباط المنهج استنباطاً يؤصل للمنهجية الصحيحة في تفسير القرآن الكريم. وقد طرحت في مقالها هذه القضية وغيرها للنقاش، فرأيتُ نقل الحوار هنا لعله يحظى بتعقيبات مفيدة من قبلكم وفقكم الله. وهذا نص مقالتها.
من المسلمات المنهجية في مجال علم التفسير أن المنهج التفسيري يجب أن ينشأ نتيجة تصور معين لأصول هذا العلم ومبادئه الأساسية، ذلك أن مناهج التفسير ليست سوى مظاهر عملية لتلك الأصول والمبادئ، أو هي صورة تطبيقية تعكس وعي المفسر بتلك الأصول، ومدى احتكامه إليها، وكيفية تطبيقها على التفسير، ومن ثم فإن العملية التفسيرية تتكون من أصول نظرية عامة تصاغ منها أسس منهجية تساعد المفسر على عرض معاني الآيات و ما تحمله من أحكام وما تكتنزه من دلالات.
هذه المكونات الثلاثة: الأصول والمنهج والمفسر هي التربة الحاضنة لأي عمل تفسيري، وأي خلل في العلاقة بينها، يؤدي حتما إلى خلل في العمل التفسيري قد تتباين مظاهره بحسب نوع الخلل ومداه.
من هنا يمكن القول بأن تقويم أي عمل تفسيري ينطلق من معرفة طبيعة العلاقة بين هذه المكونات الثلاثة، أي من خلال ملاحظة الصلة بين أصول التفسير والمسلك المنهجي الذي يتبناه المفسر، دون إغفال عنصر المفسر نفسه المتفاعل مع الزمان والمكان والمناخ العلمي والثقافي الذي يعيش فيه.
والناظر في التراث التفسيري، يمكنه بوضوح أن يلحظ مدى الخلل الموجود فيه بسبب عدم التوازن بين المكونات الثلاثة.
لكن تشخيص أسباب هذا الخلل وتحليل مظاهره اقتصر، عند بعض دعاة التجديد في التفسير ـ كأصحاب مدرسة المنار مثلا ـ على حصره في ما يتعلق بالمفسر الذي جعل ثقافته ومذهبه الخاص موجها لمنهجه التفسيري، وجعل التفسير عموما خادما لأصوله ومبادئه المذهبية والفكرية وليس العكس. وهذا ما نلحظه من كلام الشيخ محمد عبده وتلميذه رشيد رضا في مقدمة تفسير المنار، حيث أشارا إلى بعد التفسير عن مقاصد القرآن العالية وانشغال المفسرين عنها (بمباحث الإعراب وقواعد النحو، ونكت المعاني ومصطلحات البيان) أو (بجدل المتكلمين، وتخريجات الأصوليين، واستنباطات الفقهاء المقلدين، وتأويلات المتصوفين، وتعصب الفرق والمذاهب بعضها على بعض ... ) [تفسير المنار: 1/ 7]. وهي كلها مظاهر لتغليب ثقافة المفسر عن أصول التفسير وقواعده ومنهجه.
لكن الغائب الأكبر في تحليل أسباب هذه الاختلالات التي عرفها التفسير هو ما يتعلق بالمنهج. والسؤال المثار هنا هو: ما الخلل الذي عرفه المنهج التفسيري في علاقته بأصول التفسير من جهة وبواقع المفسر وثقافته من جهة أخرى، وهل يمكن تحليل وتقويم ونقد مناهج المفسرين انطلاقا من طبيعة هذه العلاقة؟
هل نكتفي في دراسة مناهج التفسير، بعرض الخطوات التي يتبعها المفسر في عرض الآيات، والمراحل التي تمر بها العملية التفسيرية عنده، أم المطلوب تعميق النظر في المنهج التفسيري من حيث هو تطبيق لقواعد وأصول معينة في التفسير؟
إن معظم الدراسات التي أنجزت في تحليل مناهج التفسير والمفسرين، لم تتعد الوصف القائم على رصف النصوص والشواهد، وغاب فيها:
التحليل العميق القائم على استنباط آليات المنهج التفسيري من بين ثنايا تلك النصوص والشواهد.
والنقد والتمحيص القائم على الاحتكام لأصول هذا العلم وقواعده، نظرا للعلاقة العضوية بين الأصول والقواعد والمنهج.
كما لم تستطع تلك الدراسات الارتقاء إلى مستوى التأريخ للمنهج التفسيري برصد لحظات التطور والتحول، أو الخمول والضمور، التي عرفها في فترات زمنية مختلفة، ومدى تأثره ـ أو عدمه ـ بالتطور الحاصل في علوم مجاورة (كعلم أصول الفقه مثلا)، إلى غير ذلك من الأسئلة المرتبطة بالتأريخ للعلوم بالمعنى الفلسفي "الإبستيمولوجي" له.
ولعل من أغرب المفارقات في مجال البحث الأكاديمي في الدراسات القرآنية وفي التراث التفسيري على الخصوص، أن أغلب ما أنجز منها متعلق بدراسة مناهج المفسرين (هناك قوائم تحصي هذه الأبحاث بالمئات)، ومع ذلك فإن معالجة هذه الإشكالات لم تتم، بل ربما ـ حسب ما تم الاطلاع عليه ـ لم تثر أصلا.
لذلك اختير هذا الموضوع لعرضه على الباحثين والمهتمين والمتخصصين في هذه النافذة المفتوحة للنقاش العلمي المثمر. والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: موقع الملتقى الفكري للإبداع.
(*) تعمل الباحثة أستاذة للتفسير وعلوم القرآن بدار الحديث الحسنية بالرباط ـ المغرب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[29 Apr 2009, 06:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اطلعتُ على مقالة قيمة بعنوان (قضية للنقاش: إشكالات في منهج التفسير للباحثة فريدة زمرد (*)) وقد لفتت الباحثة النظر إلى الخلل الواقع في الدراسات المطبوعة والمنجزة حول مناهج المفسرين. والتي اقتصرت على الجانب الوصفي لصنيع المفسرين في مؤلفاتهم. ولم تتوقف عند المنهج وعلاقته بأصول التفسير واستنباط المنهج استنباطاً يؤصل للمنهجية الصحيحة في تفسير القرآن الكريم. وقد طرحت في مقالها هذه القضية وغيرها للنقاش، فرأيتُ نقل الحوار هنا لعله يحظى بتعقيبات مفيدة من قبلكم وفقكم الله. وهذا نص مقالتها.
من المسلمات المنهجية في مجال علم التفسير أن المنهج التفسيري يجب أن ينشأ نتيجة تصور معين لأصول هذا العلم ومبادئه الأساسية، ذلك أن مناهج التفسير ليست سوى مظاهر عملية لتلك الأصول والمبادئ، أو هي صورة تطبيقية تعكس وعي المفسر بتلك الأصول، ومدى احتكامه إليها، وكيفية تطبيقها على التفسير، ومن ثم فإن العملية التفسيرية تتكون من أصول نظرية عامة تصاغ منها أسس منهجية تساعد المفسر على عرض معاني الآيات و ما تحمله من أحكام وما تكتنزه من دلالات. .
هل أصول هذا العلم ومبادئه الأساسية متفق عليها عند جميع المشتغلين بهذا العلم؟
هذه المكونات الثلاثة: الأصول والمنهج والمفسر هي التربة الحاضنة لأي عمل تفسيري، وأي خلل في العلاقة بينها، يؤدي حتما إلى خلل في العمل التفسيري قد تتباين مظاهره بحسب نوع الخلل ومداه ..
هل هناك معيار للتوافق بين الأصول والمنهج والمفسر؟
وهل يمكن أن يكون هناك خلل بين المفسر ومنهجه في التفسير؟
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[30 Apr 2009, 11:38 م]ـ
[ align=center]
...
إن معظم الدراسات التي أنجزت في تحليل مناهج التفسير والمفسرين، لم تتعد الوصف القائم على رصف النصوص والشواهد، وغاب فيها:
التحليل العميق القائم على استنباط آليات المنهج التفسيري من بين ثنايا تلك النصوص والشواهد.
والنقد والتمحيص القائم على الاحتكام لأصول هذا العلم وقواعده، نظرا للعلاقة العضوية بين الأصول والقواعد والمنهج.
ولعل من أغرب المفارقات في مجال البحث الأكاديمي في الدراسات القرآنية وفي التراث التفسيري على الخصوص، أن أغلب ما أنجز منها متعلق بدراسة مناهج المفسرين (هناك قوائم تحصي هذه الأبحاث بالمئات)، ومع ذلك فإن معالجة هذه الإشكالات لم تتم، بل ربما ـ حسب ما تم الاطلاع عليه ـ لم تثر أصلا.
.
جزاك الله خيرا يا أبا عبدالله. وهو مقال ينبغي على كل طالب علم متخصص في العلوم الشرعية الا يغفل عن تأمل مقاصده.
والحقيقة ورغم أني مشرقي، إلا أن الدراسات في المشرق -رغم كثرتها الطافحة- لا تتجاوز ما انتقدته الكاتبة، وهي محقة، (حاشا بعض الدراسات الجادة التي تتعرض في عمقها لمناقشة وعلاج الإشكالات الجوهرية، أو على الأقل إثارتها عل من يتبناها مستقبلا).
وفي ذلك خلل منهجي كبير غفل أو تغافل عنه الكثيرون رغم المستويات الأكاديمية العليا والمرموقة التي يحتلونها؛ مما نجم عنه إسهال كمي، انعكس في نتيجته بتكديس المكتبات وإثقالها بوصفيات لا تساوي في قيمتها العلمية الحبر والورق المخصص لها.
وفي المقابل لا حظت واقعاً وخاصة في الدراسات المغاربية اهتماما منقطع النظير بالمنهج، يستعين نعم بالوصف ضرورة، إلا أنه يثير الإشكالات متعمقا في الدراسات، وصولا للمعالجات وما يصاحبها من مقترحات.
وهذا لا يعني عدم وجود شيء مما ذممناه في الصنف المشرقي، أبدا هو موجود، ولكنه يساوي القليل الذي حمدناه فيه.
قد يكون التأثير الأندلسي، والاحتكاك بالمنهج الغربي، له تاثيره في ذلك، ولكنه تأثير منهجي علمي ايجابي محمود.
فالنقد والتمحيص القائم على الاحتكام لأصول العلم وقواعده، نظرا للعلاقة العضوية بين الأصول والقواعد والمنهج- على رأي زمردة- مهم جدا، تخلصنا من حالة استجرار المعلومات الثرية أصلا، المملة طرحا، للخروج بدراسات علمية شرعية، تسمو وسمو الخطاب السماوي، وتسهم بدورها في العمران البشري، محققة الشهود الحضاري، معززة الخلافة الحقة كما أرادها الله لأكرم خلقه.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Apr 2010, 06:11 م]ـ
هذا الذي دعاني لنقل المقال في البدء أخي أبا عمر، ولعله يأخذ حقه من التأمل والبحث لتلافي هذا القصور في تلك الدراسات مستقبلاً.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[28 Apr 2010, 09:45 م]ـ
لقد حظي هذا البحث بعمق وافر ينمّ على اطلاع واسع للحركة التفسيرية والحق يقال أن الكاتبة قد أصابت كبد الحقيقة بجميع نقاط المقالة قليلة الكلمات عظيمة المعاني
وإذا كان لا بد من قول فإنه بعيداً عن محور الاصول في علم التفسير والتي لا ينبغي عن إغفالها ورغم أهميّتها الركنيّة في علم التفسير إلا أن الركن الأهم والذي هو السبب الأصيل في ظهور وجهات مختلفة للتفسير هو المنهج أو الاتجاه. والذي يحتكم للظروف السياسية التي يعيشها المفسر بالأضافة الى احتياجات الامة القائمة على العرض والطلب في الزمن والمكان. فالمنهج ينطلق من اهتمام المفسر نفسه واتجاهه في التفسير. بل إنه هو الانطلاقة الأكثر اندفاعاً في ظهور ثورة التفسير ومحطاتها الكثيرة وأكلها المختلفة والتي لا يُستغنى عنها بالجملة. ابتداءً من ابن كثير وانتهاءً بسيد قطب وظلاله الوارفة.
ومما لا شك فيه أن اندفاعات التفسير ونتاجاته قد تأثرت سلباً بالمماحكات السياسية التي عصفت بالدولة الإسلامية في محطاتها المختلفة حيث أن رأي الخليفة أحياناً واتجاهه الفكري قد ساعد على قلب موازين المفسرين وإحجام بعضهم عن الكتابة وإيثار السلامة الى حين. وما قضية خلق القرآن وظهور الفكر المعتزلي والخارجي عنا ببعيد. ثم ظهور بعض المدارس التفسيرية المتطرفة مثل الفكر الخارجي والشيعي والاشعري والى غير ذلك من محطات ساعدت على تجميد حركة التفسير وإضعاف قوامها في بعض مربعات ساعة الزمن الذي عاشته أمة الاسلام. المقالة رائعة وفيها كثير من العمق حيث تحتاج الى إثراء وارف يليق بمقامها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[30 Apr 2010, 05:32 م]ـ
هذا موضوع من الموضوعات المهمة التي تحتاج إلى مدارسة كثيرة، وقد أجادة الباحثة في وصف كثير من الدراسات الأكاديمية وغيرها في مناهج المفسرين بأنها (وصفية)، وقد طرحت هذا الموضوع في دورة علمية، ومما ذكرته فيها:
((منهجُ المفسِّرِ: يبحث في الطريقة التي سار فيها المفسر في تفسيره، وطريقة ذكره لمسائل علوم القرآن وغيرها مما يذكره في تفسيره.
وكثير من هذه المسائل التي يبحث فيها في منهج المفسر طريق مسلوكة معروفة، ولا تخرج في الغالب هذه النقاط
1 ـ عصر المؤلف وحياته، وعقيدته ومذهبه.
2 ـ مصادر المؤلف.
3 ـ تأثُّر المؤلف وتأثيرُه.
4 ـ طريقةُ المؤلِّفِ في ترتيبِ معلوماتِ كتابِه.
5 ـ الأسلوب التَّفسيريِّ الذي سلكه المفسِّرُ، وهي ثلاثةَ: أسلوبُ التَّحليلِ، وأسلوب المقارنة، وأسلوبُ الإجمالِ.
6 ـ جملةُ علومُ القرآنِ التي طرقها المفسِّرُ في تفسيرِه، منهجه في إيرادِها، وموقفه منها، كعلمِ القراءات، والنَّاسخ والمنسوخ، والإسرائيليات، والتَّفسير المأثور، والتَّفسير الإشاري، وغيرها مما يطرحه من خلال تفسيرِه.
7 ـ جملة العلوم الأخرى التي طرقَها، وكيفيَّةِ طرقِها، ومدى الاستفادةِ منها، كعلم اللُّغة، والنَّحو، والبلاغة …الخ.
8 ـ القواعد العلمية التي سار عليها في تفسيره.
9 ـ القيمة العلميَّة للتَّفسيرِ، ويذكر فيها المحاسنُ العامَّةُ للتَّفسيرِ، وجملةُ المآخذِ عليه، وقد يُذْكَرُ فيها الموازنة بينه وبين غيره من التَّفاسيرِ.
ومما يحسنُ طرحُه هنا بيانُ حالِ المفسِّرِ في تفسيرِه، هل هو ناقلٌ لا رأي له، أو هو مختصرٌ لتفسيرِ غيرِه، أو هو مرجِّحٌ بين الأقوالِ، أو هو متخيِّرٌ بين الأقوالِ، ويذكرُ ما ترجَّحَ عنده دونَ عيرِه، ودون مناقشةٍ له؟
كما يحسنُ بيان حالِ التَّفسيرِ من حيثُ مستواه للقُرَّاءِ، هل يصلحُ للمبتدئينَ، أو يصلح من درجَ في هذا العلمِ.
والدراسات المطبوعة في المناهج لا تخرجُ عن نوعينِ:
الأول: الدِّراسةُ الوصفيَّةُ:
ويقومُ هذا المنهجُ على الوصف العامِّ لمنهجِ المؤلِّفِ، وغالبًا ما يكونُ الباحثُ في هذا مُسبِقًا الحُكمَ في القضايا، وقصده بيان إيراد المؤلِّفِ للقضايا السَّابقةِ، دونَ ذكرٍ لتميُّزه في عرضها، وهذا في كثيرٍ من كُتبِ مناهجِ المفسِّرِين.
الثاني: الدراسةُ التحليليَّةُ:
وتقومُ هذه الدِّراسةُ على الوصفِ أوَّلاً، ثُمَّ على تحليلِ ما جمعه الباحثُ من البيانات المتعلِّقةِ بالموضوعِ المجموعِ.
ويظهرُ نتيجةً لذلك ما يتميَّزُ به المفسِّرُ في هذه المعلوماتِ التي يتكلَّمُ عنها الباحث، فمثلاً:
v تفسيرُ القرآنِ بالقرآنِ:
لا يخلو منه تفسيرٌ في الغالبِ، لكن إذا درستَهُ في تفسير ابن كثير (ت: 774)، وجدت أنه ذكرَه في مقدمة تفسيره، وأنَّه طبَّقَ ما ذكرَه فيها خلالَ تفسيرِه، كما ستجدُ أنَّ تفسيرَه للقرآنِ بالقرآنِ مما تميُّزَه به عن كثيرٍ من المفسِّرينَ، من حيثُ الكثرة والضوابط المتعلقة بتفسيرِ القرآنِ بالقرآنِ، ولو وازنته بما عند ابن جرير (ت: 310) في هذا الموضوعِ، لظهرَ لكَ تميُّزَه عليه)).
والكتابة في هذا الموضوع (مناهج المفسرين) بحاجة إلى نقد وتقويم، وقد كنت طرحته على بعض طلاب الدراسات العليا ليكون في رسالة عليمة.
والدورة موجودة على هذه الروابط:
1 ـ http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=19189
2 ـ http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=19190
3 ـ http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=19191
4 ـ http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=19192
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Apr 2010, 05:53 م]ـ
أخي العزيز تيسير الغول وفقه الله.
ليتك تعرفنا بنفسك أكثر في التوقيع رعاك الله.
تعقيبك هذا لم أفهم أكثره، فقولك:
ورغم أهميّتها الركنيّة في علم التفسير إلا أن الركن الأهم والذي هو السبب الأصيل في ظهور وجهات مختلفة للتفسير هو المنهج أو الاتجاه. والذي يحتكم للظروف السياسية التي يعيشها المفسر بالأضافة الى احتياجات الامة القائمة على العرض والطلب في الزمن والمكان.
فالمنهج ينطلق من اهتمام المفسر نفسه واتجاهه في التفسير. بل إنه هو الانطلاقة الأكثر اندفاعاً في ظهور ثورة التفسير ومحطاتها الكثيرة وأكلها المختلفة والتي لا يُستغنى عنها بالجملة. ابتداءً من ابن كثير وانتهاءً بسيد قطب وظلاله الوارفة.
ومما لا شك فيه أن اندفاعات التفسير ونتاجاته قد تأثرت سلباً بالمماحكات السياسية التي عصفت بالدولة الإسلامية في محطاتها المختلفة حيث أن رأي الخليفة أحياناً واتجاهه الفكري قد ساعد على قلب موازين المفسرين وإحجام بعضهم عن الكتابة وإيثار السلامة الى حين. وما قضية خلق القرآن وظهور الفكر المعتزلي والخارجي عنا ببعيد. ثم ظهور بعض المدارس التفسيرية المتطرفة مثل الفكر الخارجي والشيعي والاشعري والى غير ذلك من محطات ساعدت على تجميد حركة التفسير وإضعاف قوامها في بعض مربعات ساعة الزمن الذي عاشته أمة الاسلام.
فيه عبارات رنانة ولكن الثمرة ....
(كاتب وباحث إسلامي) لا يكتب مثل هذا الكلام يا أخي الحبيب، فراجع قبل أن تكتب واحرص على العمق والمشاركة التي تضيف لنا الجديد في الملتقى. فنحن لا نرضى في الملتقى بأقل من الممتاز، ولا نقبل غيرَه إِلاَّ إِغماضاً على مَضَضٍ.
وفقك الله وسددك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[30 Apr 2010, 10:00 م]ـ
الفكرة الاهم التي أريد أن أوصلها. أن المفسر يرضخ لظروف كثيرة يتأثر من خلالها منهجه في الكتابة , فمثلاً تفسير الظلال لسيد قطب يغلب عليه التفسير السياسي الذي ينتقد فيه واقع الأمة وفقه الواقع. وهكذا ...
أنا يا دكتور طالب علم فقير أقبل بأقل الناس أن يصححوا لي ناهيك عن أفضلهم. أجتهد أن أنهل من جميع العلوم منذ ثلاثين سنة. ولا أظنني بمستوى الممتاز. ولكن لن يمنعني ذلك من مزاحمة العلماء وخط المداد شعاري قول نبي الرحمة بلّغوا عني ولو آية.
ـ[محمد أبو زيد]ــــــــ[30 Apr 2010, 11:14 م]ـ
الحمد لله، أشكر سعادة الدكتور عبد الرحمن الشهري على صيده الثمين الذي اختاره مائدة علمية أراد أن يجلسنا عليها. وتلبية لهذه الدعوى أقول:
قد أجادت الأخت الفاضلة الباحثة فريدة فيما ذكرت من تقصير في دراسة مناهج المفسرين حسب المحاور الثلاثة التي ذكرتها، وهي في الحقيقة ليست محاور مبتدعة، وإنما هي المحاور التي لا بد منها في تناول أي علم سواء أكان التفسير أم الرياضيات أم الفلك أم الطب أم غيرذلك.
وأضم صوتي إلى صوتها وصوت الدكتور عبد الرحمن الشهري في إثارة مثل هذا الحوار، لوضع اللمسات الشافية لما نعاني منه من تقصير.
إلا أنني أريد أن أنطلق في هذا الموضوع من زاوية أخرى، فأقول: هل يمكن تحليل وتقويم ونقد مناهج المفسرين انطلاقا من مدى تحقيقها للهداية التي أرادها الله لعباده؟ فالهداية هي الهدف الذي نشأ بسببه علم التفسير، فعلم التفسير أصلا هو العلم الذي يكشف عن مراد الله من كلامه، لهداية البشرية، ومراد الله من كلامه كثير جدا، لايحصى، لا تدركه الأقلام ولو كانت البحار مدادا لها! والمفسر مغترف بكفه من تلك الحكم والعلوم، وغرفته متناسبة مع سعة كفه، ولذلك كان الصحابة كالإخاذ منه ما يروي الرجل الواحد ومنه ما لو ورد عليه أهل الأرض لأصدرهم.
والأصول والقواعد ليست أهدافا بنفسها وإنما أدوات ينبغي أن لا تشغلنا عن الهدف من التفسير. وماهي إلا درجات سلم يرتقيه المفسر ليصل إلى مراد الله من كلامه، فيخرجه ـ بشخصيته وثقافته ـ للناس بلسانهم وثقافتهم.
فعند دراستنا لمنهج المفسر سندرس أصوله وقواعده ومنهجه ليس على أنها الهدف من الدراسة كما يتخيل البعض! وإنما على أنها الأداة التي نحكم على المفسر من خلالها: هل سلك الطريق السليم للوصول إلى مراد الله أم لا؟ فإن كان يهدف لمعرفة مراد الله سلك هذا الطريق للوصول إليه قدر استطاعته وتوفيق الله له، وإن أراد غير ما أراد الله، سلك طرقا أخرى وهذا ما يسميه البعض ـ مع الأسف ـ تجديدا.
وهذا ما ينبغي أن يكون في نتيجة كل دراسة لمنهج مفسر ما.
إلا أن مراد الله من كلامه في هداية البشر لا يمكن الوصول إليه بمجرد القواعد والأصول قبل أن تكون معها:
1 - عقلية ناضجة تستوعب العلم وتحسن التحرك به وفيه، ومعلوم أن الحفظ هو الدرجة الأولى من السلم المعرفي ذي الدرجات الست. فكم من حافظ للدليل لا يحسن الاستدلال به.
2 - ثقافة المفسر بأحوال زمانه من كل الجوانب، فكلما كان أكثر ثقافة كان الأقدر على إيصال مراد الله لعباده في زمانه. فالطريقة التي أوصل بها ابن كثير مراد الله لعباده، قد لا تكون كافية في إيصال مراد الله لعباده في زماننا مثلا. ولذلك كانت معجزات الأنبياء متناسبة مع ثقافة أقوامهم مع أنها كلها للدلالة على صدق الرسول فيما يبلغه عن ربه. وقد قال تعالى:) وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ (ولسان القوم يشمل معارفهم وثقافتهم إلى جانب لغتهم. وكم من عالم غير مثقف يضيع علمه ولا يأخذ قدره بين الناس، بل قد يقول ويفتي ـ أحيانا ـ بما يضر الناس بدل أن يصلحهم؛ لأن معرفة الحال من أسس الفتوى. ومعلوم ما ينسب للإمام الشافعي من مذهبه القديم والجديد بناء على ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولما كان القرآن الكريم حاويا لكل ما يحتاجه الناس في هدايتهم شق ذلك على المفسر إذ لزمه أن يكون موسوعيا في علمه ليشمل بكفاءة عالية كل الجوانب، وما حصل من تقصير من علماء وأئمة بارزين في تاريخ الأمة فيبدو أنه كان نتيجة غفلة عن بعض الجوانب وليس عجزا عن تغطيتها، ومن جهة أخرى لم تكن الدواعي عظيمة كما هي في زماننا، لما كان عليه حال الإسلام وأهله من استقرار في كثير من المجالات، وكانت الفِرَق تؤرقهم؛ لذلك لم تخل كتبهم من الرد عليها وإفحامها.
وحتى يدرس الباحث منهج مفسر كان لا بد له من أن ينخلع من زمانه ليزرع نفسه في زمان صاحب التفسير، بشرط أن ينتحل شخصية المثقف واسع الاطلاع والثقافة في زمان صاحب التفسير، وبعد جمعه لكل ما يتعلق بالتفسير وصاحبه يرجع ليعرض بضاعته بثقافة زماننا وأهله، ثم يتخيل تاريخ التفسير ومراحله وميزاته في كل مرحلة وزمان وكأنه عقدا؛ ليضع لنا الحبة التي في يده في مكانها من هذا العقد، ويخبرنا بمدى تناسبها مع ما قبلها وما أضافته لهذا العقد من جانب جمالي أو غير جمالي. ثم يعقد الموازنة بين التفسير الذي يدرسه وبين الأصول والقواعد الأساسية، وبين الأصول والقواعد التي سار عليها المفسر، ومدى أداء هذا المفسر لدوره في تبيين مراد الله في زمانه، ومدى الاستفادة من تفسيره في زماننا.
هذا بالإضافة إلى ما نفترضه من قدرات عقلية مناسبة لدى الباحث.
والذي أراه أن الباحث غالبا دون هذا المستوى لعدة أسباب:
1 - ضعف التأسيس العلمي بشكل عام في أكثر بلاد المسلمين
2 - ضعف التأسيس الشرعي على وجه الخصوص
3 - الانشغال بهموم هذا الزمان وتفتح العالم على بعضه بشكل مفاجئ ونحن غير مستعدين لذلك.
4 - ضعف الأداء العلمي في الدراسات العليا في أكثر الجامعات الإسلامية
5 - الضعف في ثقافة الزمان الذي نعيشه، ومن باب أولى أن نكون ضعفاء في زمان المفسر وأحواله.
6 - مناهج التعليم في زماننا تخرج متخصصين ولا تخرج موسوعيين، والمتخصص في زماننا يكاد أن يكون من العوام في غير تخصصه، ومعلوم أن العلوم الشرعية على تنوعها وثيقة العلاقة ببعضها، وهذا من سلبيات التعليم المعاصرة، بينما كان العلم الموسوعي سابقا أكثر من أيامنا.
إن هذا الضعف الموسوعي كان سببا من أسباب وجود التخصص بالشكل الغريب الذي نراه في زماننا، فصار الباحث يقصد بعض الجوانب ويترك بعضها الآخر لمن هو أكفأ منه فيها.
7 - أكثر هذه الأبحاث يكتبها الطلاب كبحوث ورسائل علمية، وليس العلماء، وبالتالي تكون دون المستوى المطلوب، وحبذا لو تم تدارك بعض هذا التقصير من خلال أداء الأمانة في الإشراف.
وفي الختام أقول ليت أختنا الفاضلة لم تستعمل كلمة "الإبستيمولوجي" وحدثتنا بما في معناها حتى لا تقطع سلسلة أفكارنا ونحن نتابع مقالتها الطيبة فنذهب لنبحث عن معنى كلمة لا نجدها في قواميسنا العربية.
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[01 May 2010, 08:56 ص]ـ
في موضوعها؛ اشكالات في منهج التفسير للباحثة؛ فريدة زمرد قدمت لاشكالات ظاهرها اقتحام لمواطن خلل واشارة الى ازمة، ولكن المتامل سوف لن يجد سوى محاولة وخطوة اولى ولكنه لايرقى الى كونه تشخيصا فعالا، وليس نقدي هذا هو نقدا لذات الكاتبة او اطروحتها وانما مثالا ونموذج للحال الذي نعيشه والذي انتج مثل هذه النظرة والنظرية، كما اني اقدمه كمثال ونقدا لجميع ازمة التفسير ومناهجه ونموذجا لحالة وازمة مكررة وتخبط مستمر لم تفلح الكاتبة - كما غيرها - في نقدها فضلا عن الانفلات منها اوتقديم الجدوى في علاج ازمة قراءة القرءان الكريم التي من اشد مظاهرها الركام الهائل من التفاسير والمرويات والمتناقضات التي الى جوار كتاب الله مما يخوي كتاب الله الى جانب هذا اللغو من مضمونه لدى قارئه في ظل التفاسير المزعومة وليس منفردا بغير لغوها، ومحاولة الكاتبة ليست جديدة وانما تندرج في ضمن محاولات مشابهة ومتكررة وهي تعبير عن ازمة قاتلة تعيشها امة الذين اوتوا كتاب الله القرءان الكريم، ويشكل نقد الكاتبة تعبير سطحي غير معمق لتلك الازمة التي يعيشها الذين اوتوا كتاب الله ولايجدون لها اي حل او مخرج،
قالت الكاتبة:
اقتباس:
من المسلمات المنهجية في مجال علم التفسير أن المنهج التفسيري يجب أن ينشأ نتيجة تصور معين لأصول هذا العلم ومبادئه الأساسية،،،،،
(يُتْبَعُ)
(/)
فما هو هذا التصور المعين لاصول العلم ومبادئه الاساسية؟ لماذا هو معين بغير تعيين منها؟ وهل هو مُتفَق على تعيينه سلفا؟ ام هل هو معين بتصور الكاتبة؟ كان يجب على الكاتبة ان تضع نبذة ولو مختصرة حول هذا التصور بحيث لايبقى هلاميا او وفق تصور الكاتبة او تصور ذو غبش او تحار به الظنون، او بالاحرى لانجد لهذا التعيين اي حقيقة على ارض الواقع،
ستظل مثل هذه الاطروحات النقدية هزيلة ولاتتعدى الحديث عن الاشكال والعورات التفريعية وستظل عاجزة عن تقديم اي ثمرة قراءية قرءانية او ثمرة في التحليل المناهجي وستظل تدور في حلقة مفرغة بسبب مايعتور نظرتها السطحية التي تقبل بها على القرءان، وستظل تلحق بالنظرات التفسيرية الروائية القديمة المتهالكة، التي تهدم ولاتبني وتؤخر ولاتقدم ولايمكن تصنيفها سوى لغو في كتاب الله وحسب،
والسؤال الذي لم يطرحه المفسرون ولم تطرحه الكاتبة والذي لم يعد يطرح نفسه هو؛ هل لعمل المفسرين تاصيل من كتاب الله؟ فمن اعطاهم وظيفة التفسير وصلاحيته ونيابة حديثهم عن الله وباسم الله؟ من فوضهم بتفسير كلام الله؟ او هل اذن الله وامر ان يقوم طائفة من الناس بتفسير كلام الله وتقديمه على انه ليس مُفسَر او انه ليس تفسير؟ فهل جعل الله مراده في حجاب ثم لياتي مفسرين يزيلون الحجاب ويبين مراد الله من كلامه او لم يجعل الله خطابه لخلقه مباشرا لايفهمه الا اقل القليل فكانوا هم القليل الذين يقدمون دلائل - كما يسمونها " معاني "! - كلام الله فوجب ان تمر عن طريقهم؟
لقد ادخلت الكاتبة ثلاث مكونات غريبة على القرءان وجعلت منها مكونا وطرفا في تقديم وفهم القرءان لقاريء القرءان هي؛ الأصول والمنهج والمُفسِر؛
اقتباس:
تصاغ منها أسس منهجية تساعد المفسر على عرض معاني الآيات و ما تحمله من أحكام وما تكتنزه من دلالات ....
فحيل بين القرءان ومن يقرأه بهذه الوسائل او بالاحرى الحجب، ومع اقرراي بوجود حجب تحول بين القرءان وبين طرفا من الذين يتلونه الا انها ليست الحجب التي قدمتها الكاتبة او قدمها المفسرون، وانما هي حجب اشار اليها الله في كتابه صريحة ومن غير لبس ومن غير حاجة الى تفسير المفسرين او بالاحرى حجبهم الاضافية، وقدمت على ان الخلل في هذه الكونات يؤدي الى الخلل في العملية التفسيرية وفاتها ان تلك المكونات هي ذاتها الخلل باكمله للتفسير، فهي مكونات ليس لها اي اصل في كتاب الله، كما ان منهج قراءة كتاب الله حاضرة وبقوة في ذات كتاب الله وليست متعلقة بمناهج المؤصلين والمفسرين المزعومين والتي هي اضفاء بشري مقطوع الصلة بكتاب الله المبين،
ولقد اشارت الى مدى الخلل الواضح في التراث التفسيري بقولها:
والناظر في التراث التفسيري، يمكنه بوضوح أن يلحظ مدى الخلل الموجود فيه بسبب عدم التوازن بين المكونات الثلاثة.
ولكنها لم تجد ان التراث التفسيري يعتوره الخلل ليس في تفاصيله وركامه الهائل على حساب كتاب الله وحسب، وانما لم تجد ان التراث التفسيري باجمعه خطأً من حيث التاصيل و نقطة الانطلاق وركيزته ومن حيث التفصيل،
كان من اللازم واشد صرامة قبل الشروع في الحديث عن اصول التفسير ومناهج التفسير اوفي التفسير، كان اللازم الحديث عن مفهوم التفسير وتاصيل مفهوم التفسير تاصيلا اساسيا واصيلا وجذريا ومن ذات القرءان، فلا ينبغي الحديث عن الموضوع ومتعلقاته والذي يدور حول التفسير بمفهوم عمومي وضبابي وغير مؤصل له ذاتيا واولا وقبل اي شيء، وجميع الذين يتحدثون عنه نجد انهم غير مدركين لدلالته واشارته كما ورد في القرءان الكريم، بل ويتجنبون عن وعي وغير وعي الحديث عن مفهوم التفسير تاصيليا وقرءانيا ذاتيا، فنتج لدينا بالحقيقة مفهومين للتفسير: الاول هو مفهوم القرءان للتفسير والاخر هو مفهوم المفسرين للتفسير، ولست ارى اي تماثل بينهما بل ان لكل منهما خاصته ولايتفقان سوى بالصيغة او بمبنى الكلمة دون دلالتها،
ان جميع الذين يفسرون ويتحدثون حول التفسير يجعلون منه قرينا ورديفا ومساويا لمفهوم كل من؛ البيان، التاويل، التفصيل، الكشف، الايضاح!!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان يجب وضع مفهوما للتفسير مؤصلا قرءانيا قبل الشروع بالمناهج او التفسير، فهل التفسير هو؛ البيان؟ ام التفصيل؟ ام التأويل؟ ام الكشف والايضاح؟ ام هو ليس جميع ذلك فما هو اذا؟
وكان يجب قبل الشروع في تناول مناهج التفسير او التفسير ذاته، طرح تصور لمستوى القرءان التفسيري، اي؛ هل هو؛ تفسير، ام مُفََسَر، ام مُفَسِر ام هو ليس تفسير ولامُفَسَر ولا مُفَسِر، فهو لايُفسِر بذاته وينبغي اذا ان يُفَسَر، ومن هو المُطالب بالتفسير؟ هل انه الله؟ ام انه القرءان الذي اودع الله فيه تفسيره؟ ام انه الرسول ام اتباع الرسول؟ ام المفسرين المختصين؟ ام كل احد له الحق بالتفسير؟ وهل اطلق الله التفسير للجميع ووضع شروطا من لدنه؟ ام بغير شروط؟ ام لم يفوض احدا غير الرسول وخاصة الخاصة؟
وهل اذن الله بهذا التفسير الذي يقدمه البشر او امر به ام هو جهد اعتباطي؟ وان لم يكن فما هو اذا؟
ومن هو المطلوب له ان يُفَسَر هل هو القرءان ام الانسان ام فهم الانسان؟
فهل نحن نسير بالاتجاه الصحيح ام انقلبت الءاية؟
وهل القرءان يخلو من مناهج التفسير واصوله لذلك لابد ان نستعير له المناهج واصول التفسير من خارجه ام انه كفيل بتلك المناهج والاصول؟
واين نجد المنهج ومن اين نستمده ان كان من داخل القرءان او من خارجه؟ هل القرءان يخلو من ذلك المنهج وهل ينبغي ان نضع المنهج من خارج القرءان ام من ذات القرءان؟ فقبل الحديث عن المنهج والخلل في المناهج او خلل المنهج ينبغي الاجابة على تلك الاسئلة؟
جميع تلك الاسئلة اساسية وشرعية قبل الشروع والحديث عن التفسير ومناهج التفسير،
وجميع تلك الاسئلة تحتاج اجوبة بارزة وصريحة، في حين اننا لانجد لها اجوبة لدى المفسرين، او الناقدين او الباحثين، ولكن الذي نجده في الواقع هو دس اجوبتها في التراب وعدم امساكها بقوة فضلا عن عدم امساكها ولو بهون،
ولعل من اغرب المفارقات ان الكاتبة وقعت في نفس المفارقات ونفس الاشكالات التي طرحتها ولم تتجاوز التناقضات الطاغية وليست السائدة وحسب، ولم تتقدم اي خطوة للامام بحسب تصورها - ربما - او تصور القارئين لها،
لقد وصف الله كتابه انه؛ الاحسن تفسيرا، اي هو ليس مجرد التفسير وانما هو الاحسن المطلق والذي ليس بعده تفسير والذي بعده ليس الا الذي ضد التفسير، ووصفه بانه المبين، والمبيّن، والبيّن، والمفصل، وتفصيلا، وعربيا، وبلسان عربي، وجميع هذه الاوصاف تم تجاهلها وضربها عرض الحائط وبمنتهى التناقض والغرابة، ولم يُلتفت اليها ولم تتخذ ركيزة من قبل اهل التفسير قديما وحديثا ومن قبل مناهج التفسير واصوله، بل اتخذ عملهم ركيزة ومنطلق نقيض لتلك الاوصاف ضمنا وليس تصريحا، ونجد مصداقية زعمي هذا في اننا لانجد اي ثمرة او مفاعيل لتلك الاوصاف التي اطلقها رب العزة ورب البيان العربي على كتابه في ماهية عمل ونتاج المفسرين فعملهم هو بالضد لتلك الاوصاف، وبما يؤدي الى خلو القرءان وافراغه من ذلك التوصيف لنفسه وليُلبَس عليه بالنتيجة اوصاف مناقضة لتوصيفه لنفسه هو، وهي؛ ليس هو التفسير، وهوغير المُفَسَر وغير المُفَسِر، وغير العربي، وبغير اللسان العربي، والمتداخل غير المفصل، وغير المبين،
ان التفسير البشري وزعمه هو ببساطة نقض لكلا من كون القرءان تفسيرا، وكونه مُفَسِرا، وكونه مُفَسَرا، وهو ببساطة يشير بكون القرءان مُختَصَرا ومُعَوما ومُلتبِسا غير مُفَصلا ومطلقا لزم تقييده ومقيدا في جهة اخرى ولزم من يطلقه، ولايجد لاي من يطلق هكذا حكم على القرءان بالضمن والنتيجة - وليس بالتصريح - اي سند من كتاب الله بل هو يناقض القرءان مناقضة تامة وصارخة، كما وان التفسير هو حكم بكون القرءان محجوبا ومشكلا وكونه لايمكن فهمه ذاتيا باللسان العربي وباللسان الذي يسر الله به القرءان، ويمثل التفسير نقل القرءان من عربيته ومن لسانه العربي الى لسان اخر هو ليس لسانه ولا عربيته بل نقله بعد اعجامه وافراغه من عربيته واضفاء اللغو البشري اليه،
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو ببساطة يشير الى اعادة صياغة حديث القرءان بلغة اعجمية، وهو ببساطة يشير الى ان لسان حال المُفسرين انهم يعيدون صياغة القرءان بما يتلائم وافهام الناس بعدما عجز كتاب الله عن مواكبة افهامهم ولايمكن فهمه بلسانه الاول اي لسانه العربي المبين وانما يُمكنون الناس من فهمه بلغتهم واعجميتهم عن الحق،
كما ان جميع ذلك سوف يهون لو كان الزعم بان التفسير هو مقاربة بسبب تغير وانزياح المفاهيم، ولكن الامر اكبر من ذلك واشد نكاية، فالتفسير اولا وقبل كل شيء ينسب الى القوم الذين نزل عليهم القرءان رطبا وميسرا بلسان الرسول الذي هو بلسانهم وهم اتباعه وقومه، وبذلك فان التفسير المزعوم سوف يمثل ضربة قاصمة لكل من القرءان واتباع النبي من قومه، فهو يمثل ان الاشكال والابهام حاصل منذ حين نزل القرءان، وانه حتى اتباع الرسول كان كتاب الله عليهم مشكلا وليس عربيا وليس بلسان عربي مبين،
وفي الزعم بتفسير الصحابة اتهام ضمني للصحابة بانهم قاموا بنيابة عن الله حيث لم يفلح كتاب الله في الابانة عن نفسه، او ان عملهم يوصف بانه كمثل من قام بشرح وترجمة لمتحدث لم يحسن الحديث والابانة عن مقصده بنفسه فقام اخر بالتطوع بالابانة والتوضيح وتتميم التفسير بالتفسير، وهذا يمثل مطعن مزدوج بالقرءان وبصحابة رسول الله عليهم السلام،
انا لا انكر الازمة والضياع الذي نعيشه في قراءة القرءان، الا ان ذلك له اسباب اخرى وعلاج هو غير المطروح والمزعوم بالتفسير، ويجب معالجة تلك الزمة معالجة علمية وتنطلق من ذات القرءان وتشخيصه للاشكال وليس من خارجه اومن تخرصات المتخرصين، ولست في هذه النقطة اُنظِر تنظيرا خياليا وبعيدا عن الواقع، بل هو تمام الاشارة الى الحقيقة، فجميع الاشكالات التي يعاني منها اي احد مرصودة في كتابه وقدم الله لها العلاج فيه،
كما وانه من الاشد غرابة انه لم يتم طرح اشكال التفسير ولماذا كان القرءان بحاجة الى التفسير ومكمن الخلل ذاك، وهل هو عائد للكتاب ام من يتلقى الكتاب، فاذا كان الخلل في الكتاب كان على رب الكتاب اصلاح ذلك الخلل، واما ان كان عائدا الى من يتلقى الكتاب فلماذا اذا يتوجه المفسرون نحو الكتاب في اصلاح ذلك الخلل؟
وكان يجب قبل الاقدام على طرح التفاسير وطرح مناهجها تعيين الاشكال ومصدر الاشكال؟ هل هو في الكتاب؟ - وسيُنكر المفسرون ذلك تقية - واذا يجب الانطلاق في علاج الاشكال من اصلاح الكتاب وهذا هو حقيقة حال صنيعة التفسير، فالتفسير ياتي لاصلاح خلل البيان والتفسير الذي اعتور الكتاب بزعمهم الضمني وليس الصريح، وان كان للخلل سبب اخر فلماذا اذا اللجوء الى زعم تفسير الكتاب؟ ولماذا لم يكن موجها الى الخلل ذاته واصلاح ذلك الخلل اذا؟ اي اصلاح اشكال التلقي والقراءة حين لم يكن بسبب قصور الكتاب وانما في خارج الكتاب، ومثال ذلك ان الخلل في الافهام وفي من يتلوا القرءان ولايحسن قراءته، والخلل ايضا في انزياح اللسان وبالاحرى تحريفه عن مواضعه بفعل الفاعلين وبفعل النبذ والابدال والحرب على الله ورسوله، ان التفسير البشري المزعوم هو ببساطة حكم على القرءان بنقيض اوصافه او هو النقض العملي التام لحقيقة القرءان في كونه تفسيرا اوعرضا للحق،
فيكون واقع حال التفسيرالزعم هو: تفسير حديث الله المبهم والذي لم يُفَسِّر ذاته،
وهذا نقيض الذي قدمه القرءان ووصف به نفسه،
لذلك وجب تحديد الاشكالية في قراءة القرءان تحديدا صارما، وعند تحديد تلك الاشكالية ومن طريق ذات القرءان ايضا، فان التفسير ومناهجه واصوله ستسقط ويتبين انها افتراض وهمي ومناقض لحقيقة القرءان، وان الذي ينبغي ان يُفسر هو لغو الناس ولغتهم التي هي اعجمية وان زعموا انها عربية، فهم يتصفون باعجمية الباطل واعجمية اللسان وان الذي يتصف بعربية الحق وعربية اللسان هو القرءان وحده،
ان اشكال التفسير المزعوم هو ليس اشكال اصطلاحي ومفهومي وحسب وانما هو- ايضا والأهم - اشكال منهجي وجذري ومفصلي وعميق يرسم طريقا مفارقا للحق العربي ويتخذ اللغو الاعجمي رفيقا له،
واخيرا ارى ان الباحثة - ولو اني اصنف محاولتها بانها جادة وخطوة بالاتجاه الصحيح واتوقع وارجو لها التوفيق - الا انها بنفس الوقت وقعت في نفس المطبات التي اشارت اليها وتريد علاجها، وهي التهميش والتجاوز لركائز اصيلة واساسية في تناول وقراءة التفسير الحق الذي هو القرءان الكريم، ومنها تهميش؛ مفهوم التفسير، واللسان العربي، ولسان قومه، وعربية القرءان، وتهميش وتجاوز لحكم القرءان في المسالة واستمداد منهج قراءته منه وبادواته وبمفهومه منفردا بغير شريك لاغي الى البحث عن التفسير في الشريك اللاغي في القرءان،
والحقيقة ان ليس لنا من طريق غير التاصيل للقرءان بمفاهيم القرءان ذاتيا،
والتمس العذر على ملامح الحدة والقسوة التي تكتنف تعليقي،
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[01 May 2010, 05:33 م]ـ
(فالمنهج ينطلق من اهتمام المفسر نفسه واتجاهه في التفسير. بل إنه هو الانطلاقة الأكثر اندفاعاً في ظهور ثورة التفسير ومحطاتها الكثيرة وأكلها المختلفة والتي لا يُستغنى عنها بالجملة. ابتداءً من ابن كثير وانتهاءً بسيد قطب وظلاله الوارفة).
لقد قال الدكتور مساعد الطيار في كتابه مفهوم التفسير قريب مما قلت فقال:
إن أيُّ معلومةٍ فيها بيانٌ للمعنى، فإنَّها خارجةٌ عن مفهومِ التَّفسيرِ، وإنما ذُكرت، إمَّا لقربها من علمِ التَّفسيرِ بكونها من علومِ القرآنِ، وإمَّا لتفنُّنِ المفسِّر بذكرِ العلمِ الذي برز فيه، فجعل تفسيره للقرآن ميدانًا لتطبيقاتِ علمِه، وإمَّا لوجودِ علاقةٍ أخرى بينها وبين ما يذكره المفسِّرُ، وإمَّا أن لا يكون لها علاقةٌ البتَّةَ، وإنما ذكرَها المفسِّرُ بسببِ المنهجِ الذي نهجَه في تفسيرِه.
ـ[يحيى بن عبدربه الزهراني]ــــــــ[02 May 2010, 01:15 ص]ـ
لا يشك أحد ممن اشتغل بهذا الفن في أهمية هذا الموضوع , والمتابع للنتاج العلمي فيه يتبين له التكرار المُمل , حتى في خطط تلك البحوث التي عالجته , وكذلك عدم العمق - كما ذكر الإخوة - سلفاً.
لكن الذي أود أن أشير إليه أن هذه الدعوة - أعني: مناقشة إشكالات في منهج التفسير- تكتنفها مخاطر, وهذه المخاطر أخشى أن تكون ذاتها ماكان عند بعض دعاة التجديد في التفسير , لأنك ترى من بعض من ينتسب إلى هذا العلم - ممن لا يملكون أبجدياته - جرأة عجيبة على من سلف من المفسرين , وقد يكون من أهله؛ لكنه ينطلق في دراسته متكأ على ما يحمل من معتقدات غير صحيحة , وأنا هنا لا أقدس الأشخاص؛ لكن ينبغي ان لا يتصدر لمثل هذا النوع من الدراسة إلاَّ من رسخت قدمه فيه , وممن لا يُشكُّ في اعتقاده , وأن لا يفتح الباب على مصراعيه لكل من زعم أنه متسب لهذا العلم الشريف , لأن النتائج المترتبة على هذا التجرؤ لا تخفى عليكم أيها الكرام.(/)
تأملات قرآنية للشيخ صالح المغامسي حفظه الله
ـ[الأبية]ــــــــ[30 Apr 2009, 06:49 م]ـ
تأملات قرآنية اسم لسلسة 4 ألبومات (أشرطة) صدرت للشيخ صالح المغامسي حفظه الله ,,,
أشرطة قيمة جدا انصح كل طالب وطالبة علم ومهتم بتفسير كلام الرب جل وعلا ان يسمعها ,,,
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=323
ومن أردادها مفرغة فقد قامن أخوات مباركات في منتدى القطوف الدانية بتفريغها ومراجعتها وتنقيحها ,,,
تقبل الله من الجميع
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[30 Apr 2009, 09:19 م]ـ
جزاك الله خير اختي وأحسن إليك
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[30 Apr 2009, 11:02 م]ـ
جزاك الله خيرا، وبارك في جهودك.(/)
مفاجأة: تفسير بضع آيات من سورة النحل بصوت عبدالله دراز
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[30 Apr 2009, 08:05 م]ـ
ينسب هذا الملف الصوتي للشيخ محمد عبد الله دراز في تفسير ما تيسر من سورة النحل. ويبدو أنه مسجل من أحد برامجه الإذاعية (رحمه الله):
تحميل الملف من هنا ( http://www.tafsir.net/audio/sound/draz_alnahal.zip)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Apr 2009, 08:12 م]ـ
مفاجأة سارة وفقك الله وجزاك خيراً على هذه الهدية الثمينة جداً. ورحم الله الدكتور محمد بن عبدالله دراز فهذا العالم الجليل من أعمق العلماء المتأخرين نظراً وتأليفاً، ومثاله قليل بين العلماء المؤلفين، وصدق المتنبي:
وأفجعُ مَنْ فَقدَنا مَنْ وَجَدْنا = قُبيلَ الفَقْدِ مفقودَ المثال
وكما تفضلتم يبدو أنه يتحدث في برنامج إذاعي حول مقاصد سورة النحل، وكيفية انتقال الكلام بين موضوعات هذه السورة العظيمة، وفي حديثه شبه بكتابته وعلو لغته، ونصاعة تعبيره.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[30 Apr 2009, 11:06 م]ـ
مفاجأة سارة وفقك الله وجزاك خيراً على هذه الهدية الثمينة جداً. ورحم الله الدكتور محمد بن عبدالله دراز فهذا العالم الجليل من أعمق العلماء المتأخرين نظراً وتأليفاً، ومثاله قليل بين العلماء المؤلفين، وصدق المتنبي:
في قوله:
وأفجعُ مَنْ فَقدَنا مَنْ وَجَدْنا = قُبيلَ الفَقْدِ مفقودَ المثال.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[30 Apr 2009, 11:12 م]ـ
قام الزميل الشيخ احمد مصطفي فضليه بجمع ونشر احاديث الشيخ محمد عبد الله دراز فجزاه الله خير الجزاء
ـ[إبراهيم المصري]ــــــــ[01 May 2009, 07:25 ص]ـ
مشكور ومأجور بإذن الله سبحانه وتعالى
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[10 May 2009, 04:59 م]ـ
قام الزميل الشيخ احمد مصطفي فضليه بجمع ونشر احاديث الشيخ محمد عبد الله دراز فجزاه الله خير الجزاء
ليتكم تتكرمون و تضعون هذه الأحاديث هنا لننتفع بها.
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[12 May 2009, 01:56 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وأنا أضم صوتي إلى الأخ صالح(/)
عرض كتاب (النظر في القرآن: Penser le Coran) أحمد بابانا العلوي
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[30 Apr 2009, 11:02 م]ـ
من وحي القرآن: قراءة في منهجية فهم الخطاب القرآني
أحمد بابانا العلوي
Penser le Coran
المصدر: موقع الملتقى للإبداع الفكري ( http://almultaka.net/ShowMaqal.php?module=8848fd4660810f52ae0c7fdead1e4 2a9&cat=1&id=657&m=b233f4e683ec1784f3e17c3a0f3c587f)
صدر عن دار النشر الفرنسية "غراسي Grasset" كتاب "النظر في القرآن" أو بالأحرى "من وحي القرآن" Penser Le Coran " للمؤلفين " بهجت النادي وعادل رأفت" المشهورين باسمهما المستعار ""محمود حسين ""منذعقد الستينيات من القرن الماضي ...
وقد صدر للمؤلفين عن نفس الدار سنة (2005و2007) كتابا في جزئيين حول سيرة الرسول عليه السلام كما رواها أصحابه Al Sira. Le Prophète de l’Islam raconté par ses compagnons) 2 vol – 2005-2007)
والكتاب الصادر مؤخرا يصب موضوعه حول دراسة القران الكريم ضمن منظور أو منهجية " القراءات Lectures " وهي طريقة تقارب النص وتبحث في طواياه عن ما تحمله الألفاظ والمعاني من دلالات وأحكام بغية الاستفادة منها في وضع تصورات أو الدفاع عن رأي أو مذهب.
ومن جملة هذه القراءات الحديثة في هذا الباب تجدر الإشارة إلى دراسة محمد أركون " Lecture du Coran" الصادر سنة 1982 وكذلك دراسة المفكر التونسي محمد الطالبي ( réflexions sur le coran ) الصادرة سنة 1989.
وإذا كان "أركون" يستعمل المناهج الغربية لمقاربة النص القرآني فان الطالبي على العكس تماما يجعل من المنهج الإسلامي أداته للكشف عما كمن أو أشكل في آي الذكر الحكيم.
ويمكن أن ندرج كتاب (محمود-حسين) ضمن هذه القراءات الحديثة التي تتأثر بمناخ الصدام بين الإسلام والغرب.
وقبل أن نشرع في تناول ما يتضمنه الكتاب من أفكار، أود أن أقف قليلا للتمعن والتأمل في المعاني الدلالية والمعرفية والمنهجية التي توحي بها دراسة القران الكريم للذين ""يتدبرون""، ويتفكرون، ويتأملون معانيه ويتبصرون ما فيه ...
يرى العلامة حسين فضل الله بأن التدبر هو أخذ الشيء والنظر في عواقب الأمور، والفرق بين التدبر والتفكر هو أن التدبر تصرف في العواقب، والتفكر تصرف القلب بالنظر في الدلائل ... ((أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كبيرا)) (سورة النساء -82)
اختلافا بمعنى تناقضا في معانيه وتفاوتا في بيانه ومتانة أسلوبه. والاختلاف المخالف أي أن يأخذ كل واحد طريقا غير طريق الأخر في حاله أو في قوله ...
وقال الطبرسي، الاختلاف هو امتناع أ حد الشيئين أن يسد مسد الآخر فيما يرجع إلى ذاته، كالسواد الذي لا يسد مسد البياض، فكلام الله لا يمكن أن يكون موضع للاختلاف والتنافر، والتنافي، بل هو الذي يصدق بعضه بعضا، ويبن أوله آخره، وآخره أوله. وينبغي أن ندرس القرآن ونتدبر في مدا ليله فقد نزل في حالات متباينة، وأوضاع مختلفة، وتعرض لاكثرمن موضوع وقضية، وربما تعرض للقضية الواحدة أكتر من مرة واحدة في أكثر من مناسبة ...
فلا بد إذن من التعمق في معانيه لئلا يتوهم القارئ وجود اختلاف فيما ليس فيه اختلاف: كالذي يقرأ بعض الآيات التي ظاهرها الجبر في مقابل بعض الآيات التي يظهر منها حرية الاختيار أو التجسيم من عدمه، وهكذا فيما اختلفت فيه أساليب التعبير، فقد يطلق اللفظ الظاهر في معنى، بحسب أصل الوضع ويراد به المعنى الآخر على سبيل الكناية والمجاز، بسبب بعض العوائق العارضة للفظ عن معناه الحقيقي، وذلك كما في الآيات التي تتحدث عن وجه الله ويده التي هي كناية عن ذاته، وقدرته ونعمته فيتوهم البعض أنها تعبر عن العضو الجسدي الخاص، فيذهب إلى التجسيم ونحو ذلك ...
فلابد اذن من أن نتعلم بأن للفظ العربي قواعد معينة مضبوطة في طريقته في التعبير عن المعنى، فلا يجوز إغفالها فيما نريده من فهم الكلام القرآني لكي لا نقع في الخطأ الناشئ عن عدم التدبر'' (1) ومن هدا المنطلق لابد من التدقيق في الأبحاث على أساس معرفة دقيقة بقواعد اللغة العربية، وحركة العقل السليم، تجنبا لكل انحراف وقصور في فهم معاني كتاب الله العظيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ورد في تفسير الكشاف للزمخشري بان معنى تدبر القرآن أي تأمل معانيه وتبصر فيه (لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) بمعنى لكان الكثير منه مختلفا متناقضا، وقد تفاوت نظمه، وبلاغته، ومعانيه، وكان بعضه بالغا حدالإعجاز وبعضه قاصرا عنه، يمكن معارضته .. ، فلما تجاوب كله بلاغة معجزة فائتة لقوى البلغاء، وتناصر صحة معان وصحة أخبار علم انه ليس إلا من عند قادر على ما لا يقدر عليه غيره (2)
ويقول صاحب الظلال رحمه الله ""يعرض عليهم الأحتكام في أمر القرآن إلى إدراكهم هم وتدبر عقولهم ويعين لهم منهج النظر الصحيح، كما يعين فهم الظاهرة التي لا تخطئ إذا اتبعها ذلك المنهج: التناسق المطلق الشامل الكامل هو الظاهرة التي لا يخطئها من يتدبر القرآن .. ،
إن كل واحد يستطيع عند التدبر، وفق منهج مستقيم أن يدرك أن من هده الظاهرة ظاهرة عدم الاختلاف أو ظاهرة التناسق، ما تهيئ له قدرته وثقافته وتجربته وتقواه، بإدراكها في حدودها الخاصة.
تتجلى ظاهرة التناسق ابتداء في التعبير القرآني من ناحية الأداء وطرائقه الفنية فيما يخص التعبير اللفظي والأداء الأسلوبي، فهناك مستوى واحد في هذا الكتاب المعجز، تختلف ألوانه باختلاف الموضوعات التي يتناولها ولكن يتخذ مستواه وأفقه والكمال والأداء بلا تغير ولا اختلاف من مستوى إلى مستوى، انه يحمل طابع الصنعة الإلهية ويدل على الصانع، يدل على الموجود الذي لا يتغير من حال إلى حال ...
كما تتجلى في المنهج الذي تحمله العبارات ويؤدي به الأداء منهج التربية للنفس البشرية والمجتمعات البشرية، منهج التنظيم للنشاط الإنساني ومنهج التقويم للإدراك البشري ذاته، وتناول شتى قواه وطاقاته، والتنسيق بين الكائن الإنساني وبين الكون الذي يعيش فيه، وبين دنياه وآخرته وما يشجر من علاقة بينهما ومن ملابسات في عالم كل فرد، وفي عالم كل إنسان وهو يعيش في هذا الكون.
يحمل الطابع البشري رؤية النظر الجزئية والتأثر الوقتي بالملابسات الوقتية وعدم رؤيته المتناقضات.
في النظرية أو المذهب أو الخطة التي تؤدي إلى الاصطدام بين مكوناتها إن عاجلا أو آجلا .. إلى عشرات النقائص الناتجة عن محدودية الإدراك البشري. ومن الجهل البشري بما وراء اللحظة الحاضرة فوق جهله بكل مكونات اللحظة الحاضرة ... أما المنهج القرآني فهو الشامل المتكامل الثابت الأصول، ثبات النمواميس الكونية، الذي يسمح بالحركة الدائمة مع ثباته. كما تسمح النمواميس الكونية (3).
أما ما يختلف الناس في إدراكه فيتمثل في آماد وآفاق وأبعاد ذلك التناسق العجيب.
ومن دروس التدبير في آي الذكر الحكيم ما يتعلق بصلاح العقيدة والاعتقاد. لان قدسية العقيدة مصدرها حكمة الوجود العليا.
فالإنسان يتجه إلى الدين من أجل تقرير مكانه في هذا الكون او في هذه الحياة وبالتالي فيتعلق من الدين بمعنى الحياة ...
وإذا طلب الحياة الأبدية فلأنه يريد لحياته معنى، وهو لا يطلب ذلك، لأنه فرد من أفراد النوع، فإن النوع قد يبقى ألوف السنين، إلا أن كل ذلك لا يغنيه عن طلب الحياة الأبدية، لأنه يريد لحياته معنى، لا يزول، ويريد أن يتصل بحياة الكون كلهفي أوسع مداه.
وقد يعلم الإنسان أسرارا من الكون وهو يشعرانه غريب عنه أو عارض فيه فإذا اعتقد فإنما يعتقد لأنه يريد أن يشعر بأنه ليس في الكون بالغريب، ويؤمن انه موصول الحياة بحياته. وليس بالعارض فيه.
وحسب العقيدة الصالحة من الصلاح أنها تنهض بالعقل والفريضة، ولا تصدهما عن سبيل العلم والصناعة، ولا تحول بين معتقديها، وبين التقدم في الحضارة، وأطوار الاجتماع. (4).
ويرى أستاذنا العقاد رحمه الله بأن موضوع الفلسفة القرآنية هو صلاح العقيدة الإسلامية لحياة الجماعة البشرية، وان الجماعات التي تدين بها تستمد منها حاجتها إلى الدين الذي لا غنى عنه، ثم لا تفوتها منها حاجتها إلى العلم والحضارة ولا استبعادها لمجارات الزمن حيث اتجه مجراه (5).
"ويبدو إلى الذهن أن الشمول الذي امتازت به العقيدة الإسلامية صفة خفية عميقة لا تظهر للناظر من قريب، ولابد لإظهارها من بحث عويص في قواعد الدين وأسرار الكتاب وفرائض المعاملات.
(يُتْبَعُ)
(/)
فليست هي ما يراه الناظر الوثني، أو الناظر البدوي لأول وهلة، قبل أن يطلع على حقائق الديانة ويتعمق في الاطلاع. ومن المحقق أن إدراك الشمول (ومن الوجهة العلمية لا يتأتى بغير الدراسة الوافية والمقارنة المتغلغلة في وجوه الاتفاق ووجوه الاختلاف بين الديانات ولكن الناظر القريب قد يدرك شمول العقيدة الإسلامية من مراقبة أحوال المسلم ومعيشته وعبادته ويكفي أن يرى المسلم مستقلا بعبادته عن الهيكل والصنم والأيقونة والوثن ليعلم أنه وحدة كاملة في دينه، ويعلم من ثم كل ما يرغبه في ذلك الدين أيام كان الدين كله حكرا للكاهن وقفا على المعبد وعالة على الشعائر والمراسيم مدى الحياة.
فلما ظهر المسلم في تلك الآونة ظهر الشمول في عقيدته من نظرة واحدة ظهر أنه وحدة كاملة في أمر دينه يصلي حيث شاء، ولا تتوقف له نجاة في مشيئة أحد من الكهان وهو مع الله في كل مكان "فأينما تولوا فثم وجه الله" (6). فليست العقيدة إذن مجموعة من الأزياء الموسمية التي يغيرها الإنسان ثارة بعد ثارة لا يمزجها ببواطن الضمير إنها العقيدة إيمان، موافقة لدواعي الحياة ومطالب الفكر وخلجات الشعور.
إنها ذخيرة قوة، وحوافز الحياة تمد الجماعات البشرية بزاد صالح، لا تستمده من غيرها.
إن هذه الذخيرة الضرورية خلقت لتعمل عملها، ولم تخلق ليعبث بها العابثون .. وفي هذا العصر الذي تتصارع فيه معاني الحياة بين الإيمان والتعطيل، بين الروح والمادة، بين الأمل والقنوط تلوذ الجماعات الإسلامية بعقدتها المثلى ولا تخطئي الملاذ .. ، لأنها عقيدة تعطيها كل ما يعطيه الدين من خير ولا تحرمها شيئا من خيرات العلم والحضارة (7).
والقرآن كتاب عقيدة يخاطب الضمير، وخير ما يطلب من كتاب العقيدة في مجال العلم أن يحث على التفكير، ولا يتضمن حكما يشل حركة العقل في تفكيره أو يحول بينه وبين الاستزادة من العلم ما استطاع .. ، وكل هذا مكفول للمسلم في كتابه، كما لم يكفل فيها في كتاب من كتب الأديان .. ، فقد جعل من التفكير السليم والنظر الصحيح إلى آيات الله وسيلة من وسائل الإيمان بالله: (الدين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض، ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار).
ولا يرتفع المسلم بفضيلة كما يرتفع بفضيلة العلم (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أتوا العلم درجات) (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) (وقل ربي زدني علما).
فضيلة الإسلام الكبرى انه يفتح للمسلمين أبواب المعرفة ويحثهم على ولوجها والتقدم فيها وقبول كل مستجدات من العلوم.
فلا بد إذن من فهم مناهج القرآن باعتباره المصدر الأول لثقافة المسلم.
إن المسلمين اليوم يعانون من أمية عقلية عميقة أدت إلى أزمة فهم والى غياب (مناهج الفهم) و (وسائل المعرفة) وبالتالي فيجب أن تنصب الجهود إلى صياغة مناهج للفهم التي تمكننا من القراءة الواعية والتفكيرالسليم والتدبير الصحيح.
ومن يتدبر القرآن ويتغلغل في أعماق معانيه وأسراره سيجعله يبصر الكون والتاريخ والحياة برؤية إيمانية جامعة، تستوعب الأشياء، وتمنح العقل التوهج والتآلق لينفذ إلى ما وراء الأشياء، ويفسر حركة الحياة، تفسيرا جامعا للعوالم المنظورة والعوالم الغير المنظورة.
القرآن كتاب جامع لفنون المعاني والحقائق ولا بد للباحث في علومه، أن يمتلك منهجا معرفيا جامعا، ملما بخصائص البيان القرآني، مالكا لأدوات الذوق والمعرفة والقدرة على التمييز بين أنماط البيان المختلفة، عارفا بعلوم التفسير وعلوم القرآن في علومه أن يمثلك منتهى معرفيا جامعا، ملما بخصائص البيان القرآني، مالكا لأدوات الذوق والمعرفة والقدرة على الميز بين أنماط البيان المختلفة، عارفا بعلوم التفسير وعلوم القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
قادرا على النظر الطويل والتأمل العميق في التراث الإسلامي باحثا في علومه عن الزاد المعرفي والمنهجي الذي يسمح للباحث الكشف عن حقائقه والنفاذ إلى جوهر معانيه. لقد أردنا من هذا التقديم أن نلمح إلى ما تنطوي عليه الدراسات والمباحث القرآنية من قضايا فكرية ومعرفية جليلة ودقيقة، لا ينبغي اختزالها في بعض "الطروحات" أو القراءات الحديثة المتهافتة والمبسترة، نتيجة ابتعادها عن قواعد المنهج الصحيح لدراسة القرآن للتوصل إلى مدلول النص. وقد تطرق الإمام الغزالي (8) إلى أن فهم النص يحتاج إلى معرفة اللغة ومنطقها، سواء تعلق الأمر عن دلالة المطابقة، ودلالة التضمين والمزايلة والمشكلة والمتشابهة والمستعارة والمنقولة، وعن المعنى الحقيقي والمعنى المجازي. وعن الخاص والعام والمطلق والمقيد، في إطار العلاقة بين المنقول والمعقول، فهناك رأي يجعل المعقول أصلا والمنقول تابعا، ورأي آخر يجعل من المنقول أصلا والمعقول تابعا، ورأي ثالث يجمع بين المعقول والمنقول.
وخلاصة رأي الإمام الغزالي انه يجب أن نفرق بين الإمكان والاستحالة العقلية المنطقية والإمكان والاستحالة الوجودية. وبين الإمكان الذي يتبادر إلى الذهن وبين الذي لا يدرك إلا بدليل. إلا أن التوفيق بين المعقول والمنقول بدقيق النظر هو المنهج الذي يتيح للفكر مقاربة مدلول النص والكشف عن معانيه الحكمية.
هذا ما أردت التأكيد عليه كمدخل لقراءة كتاب "النظر في القرآن"
( Penser le coran) الصادر باللغة الفرنسية سنة 2009 للكاتبين (محمود حسين). وسوف أبدا من العنوان حيث تستوقفنا كلمة ( Penser) وللكلمة في اللغة الفرنسية معان كثيرة ومضامين جمة: (ملكة التفكير La faculté de penser ) أن نفكر يعني أن نصدر حكما كما يقول الفيلسوف كانط ( Penser c’est juger) ومن معانيها أيضا النظر والتفكر والتأمل والتدبر ( Méditer réfléchir) وطريقة التفكير ( façon de penser)
وفي لسان العرب: نظر ينظر نظرا): النظر تأمل الشيء بالعين وكذلك النظرات. والنظر الفكر في الشيء تقدره وتقيمه.
يبدأ المؤلفان بشرح الدوافع التي دعتهم إلى تأليف هذا الكتاب حول القرآن الكريم.
يقول المؤلفان بأنه بعد صدور كتابهم حول سيرة الرسول عليه السلام قاما بجولة في أوربا والبلدان العربية، من أجل إلغاء سلسلة من المحاضرات، مما أتاح لهم لقاء شريحة واسعة من الجمهور .. ، وقد طرحت عليهم العديد من الأسئلة حول القرآن الكريم وربطه بالمحيط الذي نزل فيه rendue à son contexte) ) إلا أن السؤال الذي اعتبر انه يستحوذ على اهتمامات الجمهور يتعلق بمضامين الخطاب القرآني
( Ce que dit le Coran).
ما كان يريده الجمهور هو أجوبة بسيطة وقاطعة ومقنعة. وهذا النوع من الأجوبة يصعب عليهما تقديمه. ويتطرق المؤلفان لنماذج من الأسئلة التي طرحت عليهم " (هل يجيز القرآن عمل "الكامكاز Kamikazes أي أن يقوم شخص ما بتفجير نفسه في مكان عمومي يعرض فيه حياة الأبرياء للموت المحقق، دون التفريق بينهم وبين العدو المقاتل.
ويجيبان على هذا السؤال بأن القرآن لا يجيز قتل الأبرياء أو تعريض حياتهم للخطر، كما أن الرسول (ص) قد نهى عن ذلك. ويضيف المؤلفان بهذا الخصوص بأن هناك من يستشهد بالآية 5 من سورة التوبة (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد .. ). فالآية تشير إلى المشركين
( Les polythéistes). إلا أن هناك من يؤول القرآن حسب هواه
( Ils font dire au coran ce qui les arrangent) كما يقول المؤلفان فيطبق معنى هذه الآية على من يعتبرهم أعداءه رغم أنها نزلت في المشركين .. ،
ونفس الأمر يقولان انه ينطبق على حالة المرتد l’apostasier حيث يستشهد رجل بالآية 27 من سورة البقرة (الذين ينقضون عهد الله بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولائك هم الخاسرون).
ويتحدث المؤلفان عن رجم الزانية باعتبار أن القرآن لم ينص على الرجم، وأيضا عن المساواة بين الرجل والمرأة وعن مسألة والرق. وعن اللباس الشرعي للمرأة المسلمة. وعن إباحة التعدد في الزواج، إلى ما هنالك من القضايا والمسائل التي تثار حول الإسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
بالنسبة للمرأة يرى المؤلفان أن القرآن حسن من وضعية المرأة في المجتمع وأعطاها حقوقا كانت محرومة منها. وجعلها على المستوى الإيماني مساوية للرجل.
أما بخصوص الرق فإن القرآن حض على تحريرهم ابتغاء مرضاة الله ومغفرته. فالقرآن حسب رأيهم إنما سعى إلى إصلاح الأوضاع المختلفة الظالمة، من اجل أن يتحقق فيها التكافؤ .. ،
بعد هذا ينتقل بنا المؤلفان إلى ما يمكن اعتباره طريقتهم في مقاربة النص القرآني وقراءته بشكل متبصر ومن منطلق أن النص القرآني ( La parole coranique) يقيم علاقة حية ( Lien vivant) مع الوسط أو المحيط الذي نزل فيه، وبالتالي فإن الغالبية من المسلمين ترفض هذا الخطاب لأن مذهبا ترسخ بعد وفاة الرسول (ص) وقد أدى إلى تصدع فكري بالغ.
وأصحاب هذا المذهب يقولون بما أن القرآن كلام الله فإنه ليس مرتهنا بالزمن ومن ثم فإن الآيات القرآنية ليست مقرونة بالملابسات التي نزلت فيها.
(والحقيقة أن ما يقوله علماء القرآن بعيد كل البعد عن ما فهمه المؤلفان. ولا بأس من التذكير به بإيجاز وإن كنا سوف نعود إليه في سياق هذا العرض عندما نصل إلى الحديث حول أسباب النزول .. أما ما نريد الإشارة إليه هنا هو أن فهم ما حول النص بترتيب الآيات فيه حسب نزولها لمعرفة ظروف الزمان والمكان. كما يستأنس بالمرويات في أسباب النزول من حيث هي قرائن لا سبب نزول الآية. لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب الذي نزلت فيه الآية). وقد أدى الفهم الضيق للمؤلفين إلى إطلاقهما أحكاما عامة، متشنجة، لا نرى لها أي مبرر، كقولهم بأن التسليم بحرفية القول ان القرآن ليس مرهونا بالزمن سيؤدي لا محالة الى بلبلة الضمائر والى تمزق رهيب بين ضرورة التمسك بحرفية النص او القبول بضغوط المتغيرات والتجارب المعاشة ..
وبين الحقيقة المطلقة والنسبية وبين الخضوع للمعتقد السائد أو الاهتداء بالتأمل والنظر الفردي.
ويعتبر المؤلفان أن هذا التمزق والتيهان ليس مصدره القرآن وإنما يرجع إلى التيار التقليدي الذي يرفض التسليم بان في القرآن مكونات زمنية
La composante temporelle du livre)) ، في حين أن قراءة لا تعتمد على المعارف المنقولة تكشف أن للقرآن بعدا زمنيا وبعدا إلاهيا .. ، باعتبار أن الوحي نزل في مكان محدد وزمان معلوم. ووجه إلى العرب في القرن السابع الميلادي. ونزل بلغتهم مستجيبا لتطلعاتهم وانتظاراتهم، سواء تعلق الأمر بالجانب الروحي الذي يتشابك مع أحوال معاشهم.
وبناء عليه فإن الوحي ( La parole de Dieu) يمتزج بالزمن البشرى الذي سجل فيه. ولابد من بذل الجهد لتفسير القرآن من اجل ملائمة توجهاته وتعاليمه مع الأحوال المتغيرة للحياة.
وقبل المضي مع المؤلفين في قراءتهما العصرية للقرآن، لابد من الإشارة بأن علماء الإسلام لمقاربة الكتاب المبين وضعوا تصانيف شملت كل علم وتناولت كل فن، متنوعة الطرائق، متغايرة تضم من قوانين وبدائع الحكم ..
وهكذا وضع تاريخ اللغة وعلومها وتاريخ البلاغة وأسرارها وتاريخ الفقه ومذاهبه وتاريخ الأصول ومدارسه، وتاريخ التفسير وأطواره.
ولا تنكشف الحقيقة للمؤرخ إلا متى عالج بنفسه علم التفسير وفنه، وتبحر فيه، وعرفه بطويل المتافنة لكتبه والوقوف على مصادره وهذا ضرب عزيز وهو الأكمل والأجود (9).
لقد وسعت الشخصية العلمية الإسلامية علوم الوسائل والمقاصد على أكمل وجه وعرفت تطورات العلوم العقلية والنقلية وانفتحت على الحضارات الإنسانية ...
وقد انعقد الإجماع على أن كل لفظ في القرآن له معناه الافرادي وان لكل كلام معناه التركيبي. ومن هذا المنطلق فإن تاريخ النزول كان منظورا فيه إلى مناسبة الظروف والوقائع مناسبة ترجع إلى ركن من أركان مطابقة الكلام لمقتضى الحال.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبهذا الخصوص يرى العلامة الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور رحمه الله بان ترتيب التلاوة أو الترتيب التعبدي كان منظورا فيه تسلسل المعاني، وتناسب أجزاء الكلام بعضها مع بعض، وذلك يرجع إلى مطابقة الكلام بمقتضى الحال. وكلا الترتيبين راجع إلى الوحي وكلاهما واقع به التحدي ألإعجازي إلا أن أولهما مؤقت زائل بزوال ملابساته من الوقائع والأزمنة والأمكنة، والترتيب الآخر هو ترتيب التلاوة التعبدي باق لأنه في ذات الكلام يدركه كل واقف عليه، وتال له من الأجيال المتعاقبة، بينما الترتيب التاريخي لا يدركه إلا شاهد العيان لتلك الملابسات من الجيل الذي كان معاصرا لنزول القرآن. ممن كانت لهم تلك الملابسات دلائل وقرائن على ما أريد من المعاني التي استفادوها من التراكيب القرآنية. إن الرجوع إلى الملابسات الوقتية إنما نحتاجه إلى معرفتها معرفة نقلية تصورية ليتمكن الأتون من استعمال القرائن والدوال التي اهتدى بها إلى معاني التراكيب القرآنية سابقوهم. وبذلك طلبوا الرجوع إلى المعارف المنقولة عن تواريخ نزول الآيات ومحالها والمناسبات التي جاءت فيها للاستعانة بذلك على استضاح المعاني المقصودة من التراكيب استعانة فقط لأن للتراكيب دلالتها الذاتية التي لا تحددها، ولا تتحكم في تكييفها تلك المناسبات وإن كانت معينة على استجلائها (10).
هذا إذن هو الفهم الصحيح للعلاقة بين النص والملابسات الزمنية وقد صعب على المؤلفين فهم دلالته بجهلهما بقوانين التركيب اللغوي العربي.
يتطرق المؤلفان إلى مدارس التفسير ( écoles de lecture du coran) وما كان بينها من اختلاف فبعضها كان يتمسك بحرفية النص الى ابعد الحدود ليبقى قريبا من النص ( Près du texte ) في شروحاته آخذا بالمأثور من السلف، أما البعض الآخر فقد فضل الاجتهاد بناء على النظر العقلي.
عندما تشكلت المدارس الدينية وشب الصراع بين التيار العقلي والتيار التقليدي (بين القائلين بالقدر والقائلين بالجبر) وعندما انتشرت الفلسفة اليونانية نتيجة الترجمة إلى العربية وخاصة منطق أرسطو ( La logique d’Aristote ) فإن التيار العقلي عزز مكانته ..
وقد أدى التأثر بالفلسفة إلى ظهور الجدل ( le grand débat théologique) ومن أبرز الفرق التي ظهرت في هذا المجال "المعتزلة" الذين قالوا بخلق القرآن وقاوم مذهبهم الإمام أحمد بن حنبل.
وقد تبنى المؤلفين مذهب المعتزلة حول خلق القرآن ورأوا ان القول بأن القرآن مخلوق ( le Coran est créée ) معناه أنه يتميز عن الذات الإلهية، وبالتالي فهو حادث survenu dans le temps ) ) في الزمن يحتكم فيه للعقل في حين أن الله قديم.
وبالتالي فعلى المؤمنين أن يأولوا النص حسب ما لديهم من قدرات تماشيا مع الأوضاع المختلفة عن تلك التي أنزله الله فيها.
وهذا بخلاف ما يراه "" ابن حنبل "" الذي يقول بأن القرآن غير مخلوق
Incréé) le coran est) بمعنى أنه يعلو على العقل أي لا ينبغي أن يحتكم في تأويله إلى النظر العقلي.
وهنا لابد من إيضاح عدة أمور أغفلها المؤلفان يصعب على غير الملم بتاريخ الفكر الإسلامي، فهمها على وجهها الصحيح
أولا: أن الفرق الفكرية الكبرى في تاريخ الإسلام هم الفقهاء والمتكلمون والفلاسفة.
ثانيا: المعتزلة فرقة كلامية (تدافع عن العقيدة)، والأصول الجامعة لمذهب المعتزلة هي التوحيد والعدل والوعد والوعيد والمنزلة بين المنزلتين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وكانوا يعتمدون في الاستدلال على عقائدهم على القضايا العقلية دون الآثار النقلية، يعرضون كل مسألة من مسائلهم على العقل، فما قبله أقروه وما لم يقبله رفضوه (11).
تأثر المعتزلة بالفلسفة اليونانية في أرائهم، وأخذوا عنها في مقدمة دلائلهم وأقيستهم واستخدموا بعض طرق الفلاسفة في الجدل والنظر وقد تصدوا للدفاع عن الإسلام في مواجهة الفرق الهدامة (الزنادقة والرافضة والمتنوية وغيرهم) خالف المعتزلة طريقة السلف في فهم عقائد الدين الحنيف وحكموا العقل في كل شيء وجعلوه أساس بحثهم، فجلب عليهم عداوة الفقهاء وكراهيتهم.
وقد اشتغلوا بالجدل والمجادلة نوع من النزال والمحاربة والمحارب مأخوذ بطرق محاربه في القتال مقيدا بأسلحته متعرف لخططه دارسا لمراميه، متقص لغايته، وكل ذلك من شأنه أن يجعل الخصم متأثرا بخصمه، أخذ عنه بعض مناهجه ...
(يُتْبَعُ)
(/)
فالمعتزلة إذن تأثروا إلى حد ما بآراء مخالفيهم وأفكارهم (لان من نازل عدوا عظيما في معركة فهو مربوط به مقيد بشروط القتال وتقلب أحواله) وربما تؤثر فيه روح العدو وحيله.
وكذلك في معركة الأفكار وفي الجملة فللعدو تأثير في تكوين الأفكار، ليس بأكثر من تأثير الحليف فيه، فلاغرو اذا رأيت شذوذا في أراء المعتزلة لتأثرهم بهذه المجادلة.
كانت طريقتهم في معرفة العقائد عقلية خالصة، لا يعتمدون على نص، اللهم إلا إذا كان موضوع الكلام حكما شرعيا أو له صلة بحكم شرعي، وللعقل نزوات وغرة، لذلك وقعوا في مجموعة من الهينات نتيجة نزعتهم العقلية الخالصة (12).
أما بخصوص مسألة خلق القرآن التي تطرق إليها المؤلفان، فان أول من قال بخلق القرآن (الجعد ابن الدرهم) في العصر الأموي، فقتله ولي الكوفة، ولما جاء المعتزلة، ونفوا صفات المعاني ثم بالغوا فأنكروا أن يكون الله متكلما، وأولوا ما ورد في القرآن بأن الله خلق الكلام كما خلق كل شيء ...
وقد اشتد الخوض في شأن القرآن في عصر الرشيد، ودار الحديث هل القرآن قديم أو حادث ... ، ولما جاء المأمون أحاط به المعتزلة وكان جل حاشيتهم من شيوخهم، وكان لهم الأثر الكبير عليه فزينوا له القول بخلق القرآن فأعلن ذلك سنة 212 هـ، ثم حمل الناس بقوة السلطان على اعتناق القول بخلق القرآن.
لقد بالغ المؤلفان في تصوريهم لمسألة خلق القرآن، واتخذوا منها الأساس الذي قام عليه التفكير العقلاني، وهذا غير صحيح.
فالمسألة إذا ما دققنا فيها النظر، سوف نجد أنها لا تعدو نظرية كلامية جدلية، كما أن موقف ابن حنبل من خلق القرآن ومن بعض نزعات الاعتزالية المغالية وهو نفس الموقف الذي اتخذه (مالك والشافعي) وغيرهم من كبار الفقهاء.
وقد تناول أبو حسن الأشعري الموضوع من منظور زواج بين مناهج العلوم النقلية والعقلية، كان الأحرى بالمؤلفين الوقوف عنده.
يرى الأشعري بأن كلام الله يطلق إطلاقين أحدهم الصوت والأخر بكلام النفس، ليس بصوت ولا حرف، وهو المعنى القائم بالنفس الذي يعبر عنه بالألفاظ، فالمعنى النفسي وهو القائم بذاته وهو الأزلي والقديم وهو لا يتغير بتغير العبارات ولا يختلف باختلاف الدلالات وهذا الذي نريده اذا وصفنا كلام الله بالقدم وهو الذي يطلق عليه كلام الله حقيقة، أما الأصوات والحروف الدالة على المعاني فهي مخلوقة حادثة (13)، وهكذا يتضح أن كلام الله صفة لذاته. وأن الأدوات المعبرة عنها بالألفاظ هي وحدها الحادثة في الزمن.
و يرى المؤلفان أن التصور التقليدي ساد في العالم الإسلامي لقرون طويلة وتواصل مع تعاليم ابن تيمية وأحمد ابن عبد الوهاب وطيلة هذه الحقبة فإن النهج التقليدي (النقلي Littéraliste ) سيكون هو المهيمن والمعبر عن الإسلام، ونتيجة لهذا الواقع فإن غالبية المسلمين اليوم ينظرون إلى القرآن باعتباره نصا يلجأون إليه لتقوية إيمانهم دون عقولهم حيث يتوقف النظر عند تفسير معاني الألفاظ. ومن ثم فهم غير قادرين على تدبر النص أو اكتشاف مضامينه ومن الصعب أن يغامروا بالبحت في معاني النص وتأويله وبالتالي فإنهم يحرمون أنفسهم من فهم خاص لمعاني القرآن، الأمر الذي يؤدي إلى فقدانهم جزءا من هويتهم وثقتهم في أنفسهم وهذا ما يؤدي إلى عزلتهم عن العالم، بدلا من الانخراط مع باقي المكونات البشرية في صنع المصير المشترك.
ويتطرق المؤلفان إلى رؤيتهم لفهم القرآن ( comprendre le coran ) وينطلقان من أن مقولة عدم خلق القرآن تسد السبل أمام مقاربة حرة وذكية وعقلانية للقرآن الكريم
( une approche libre intelligence rationnelle )
وتأسيسا على ذلك يدعوان إلى قراءة مباشرة للقرآن lecture directe) ) تجتهد في فهم معانيه على ضوء ملابسات نزوله.
ويرى المؤلفان أن القرآن صعب المنال ( d'un accès ardu )
وبالتالي فإن فهمه ليس ميسورا لأنه يحتوي على"" 6236"" آية جمعت في كتاب بعد 20 سنة من وفات الرسول (ص) وتم ترتيبها ترتيبا مبهما
( dans un ordonnancement inexpliqué ) لأنه لا يتوافق مع تاريخ النزول وأسبابه.
(يُتْبَعُ)
(/)
انطلاقا من هذه الصعوبة في الفهم ( cette difficulté de lecture) ترسخ الاتجاه النقلي الذي يرفض القيام بتأويل النص، وللخروج من هذا الإشكال يجب الرجوع أإلى معاني الآيات القرآنية وفقا لأسباب نزولها أي إلى النص وملابسته texte et contexte ) )
وقد استشهد المؤلفان ببعض الروايات الخاصة بأسباب نزول بعض الآيات وخلاصة القراءات التي قاموا بها أن القرآن كتاب لا يمكن عزله عن المجال التاريخي الذي ظهر فيه، سواء في مضمونه أو شكله
( dans son contenu comme dans sa forme ) فهو بمثابة حوار بين السماء والأرض يخاطب فيه الله بواسطة نبيه الرجال والنساء من أهل الجزيرة العربية في القرن السابع للميلاد، وكان هؤلاء الناس الذين عاشوا في عصر النبوة يتطلعون إلى أن يستجيب الوحي لما خالج أنفسهم بنيل مرضاة الله وتحقيق السعادة في الدنيا والفوز بالجنة في الآخرة.
ويؤكد المؤلفان بأن أسباب النزول تكشف عن حقيقة بديهية، هي أن الوحي (نزل) طبقا لظروف بشرية
( celle d’une parole Divine décendue dans le tempshumain) إلا أن العلماء لا يعتبروا السبب علة لنزول الآية ( lui ont refusé toute validité causale)
و يطرح المؤلفان في هذا السياق أمثله عديدة حول الملابسات التي أحاطت بأسباب نزول الآيات القرآنية، وكذلك العلاقة الشرطية أو العلية التي تربط بين نزول الآية والحدث الذي رافق نزولها .. ، إلى ما هنالك من ألأمثلة التي تحاول ربط النص بأسباب نزوله بحيث يعتبر حادثا في الزمان لا يمكن إسقاطه على حقبة أو عصر أخر مختلف عن عصر النزول.
ويربط المؤلفان أسباب النزول بنظرية خلق القرآن، لأن نزول القرآن حادث في الزمان كما أن له علاقة بملابسات الحدث أو صلة الوحي بالواقع ومن ثمة أهمية هذه الملابسات في فهم معنى النص.
في هذا الجزء من عرضنا للكتاب لا بد من إبداء بعض الملاحظات حول بعض القضايا التي أثارها المؤلفان، سواء بخصوص جمع القرآن وترتيبه أو بأسباب النزول أو بمسألة العقل والنقل ... ، وقد وقع المؤلفان في أخطاء منهجية جسيمة نتيجة جهلهم بمباحث علوم القرآن التي تضم جهود العلماء المسلمين في تعاملهم مع نص المصحف ومحاولاتهم تفهم مسائله وتدبر قضاياه.
وبخصوص القرآن الكريم فإن التعريف الاصطلاحي المتفق عليه بين الأصوليين والفقهاء وعلماء اللغة ويشاركهم فيه المتكلمون هو أنه كلام الله المعجز المنزل على محمد (ص) المكتوب في المصاحف المنقول إلينا بالتواتر المتعبد بتلاوته.
ويقول الزمخشري في مقدمة تفسيره الكشاف (الحمد لله الذي أنزل القرآن مؤلفا ونزله بحسب المصالح منجما)
والدارس لتاريخ القرآن يعلم أن القرآن كان يدون فور نزول آياته من طرف كتاب الوحي، كما كان بعض الصحابة أيضا ينسخون بعض آياته ويحفظونه في صدورهم. وقد جمعت صحفه المنثورة بعد وفات النبي عليه السلام في عهد أبي بكر الصديق (رضي الله عنه) كما تم جمعه في مصحف إمام جمعا مرتبا في عهد عثمان ابن عفان (رضي الله عنه)
ويعلق الدكتور محمد حسين هيكل على منهج اللجنة التي كلفت بجمع القرآن الكريم والتي كان على رأسها زيد بن ثابت يقول: " تستطيع أن تقول في غير تردد أنه تبع طريقة التحقيق العلمي المألوف في عهدنا الحاضر وقد اتبع هذه الطريقة بدقة دونها كل دقة "
أما ترتيب السور والآيات فهو ترتيب توقيفي كما يقر بذلك جمهور العلماء لأنه من عمل النبي الموحى به ولذلك كان ترتيب القرآن في كل سورة بتنزيل من الله تعالى (15).
وبهذا الصدد قال الإمام مالك إنما ألف القرآن على ما كانوا يسمعونه من رسول الله (ص).
ثم إن من يدرس الأسلوب القرآني سوف يرى كما يوضح ذلك البقلاني في كتابه (إعجاز القرآن) بأن تاخي المعاني والألفاظ ونسقها ونغمها ومعانيها واضح في كل آيات القرآن لا في آية دون الأخرى ولا في سورة دون سورة (16).
ويقول أيضا "وقد تأملنا نظم القرآن فوجدنا جميع ما يتصرف فيه من الوجوه على حد واحد في حسن النظم وبديع التأليف والصف لا تفاوت فيه، ولا انحطاط عن المنزلة العليا، ولا إسفاف فيه إلى المرتبة الدنيا، وكذلك قد تأملنا ما تنصرف إليه وجوه الخطاب في الآيات الطويلة والقصيرة. فرأينا الإعجاز في جميعها على حد واحد لا يختلف (17).
(يُتْبَعُ)
(/)
وباعتبار أن الكلام هو مرآة المعنى فإذا ساء نظمه انحلت وحدة معناه وتقوض من أجزائها ما كان مجتمعا وانفصل ما كان متصلا، وتبددت صوره البيانية.
فلا بد إذن من أحكام تلك الوحدة الفنية البيانية بالتأليف بين عناصره حتى تتماسك
ومن نافلة القول أن من لم يفهم أسرار البيان القرآني لن يستطيع إدراك مقاصد الوحي وحقائق التنزيل سواء فيما يتعلق بترتيب تاريخ النزول أو ترتيب التلاوة أي الترتيب التوقيفي
أما بخصوص ما ذهب إليه المؤلفان فيما يتعلق بأسباب النزول معتبرين أن زمنية النص تقتضي عمومية السبب وعلته وقد تطرقنا إلى ذلك من قبل ولكن لابد من الإشارة إلى أنه اذا كان العلماء والفلاسفة متفقون على اقتران الحوادث بأسبابها، كما يقول ذلك عامة الناس، فإن الخلاف الأكبر يدور حول السبب: (ما هو السبب؟)
- هل هو موجد الشيء الذي خلقه ولولاه لم يخلق؟
- أو هو حادث سابق للشيء أو مقترن به يلازمه كلما حدث على نسق واحد؟
فكل ما يقرره العقل أن سبب الشيء يسبقه أو يقترن به كلما حدث على نسق واحد ... ، ولكن السبق لا يستلزم الإيجاد لأن التلازم بين الأسباب والنتائج في وقائع الطبيعة ليس تلازما عقليا كتلازم المقدمة والنتيجة في القضايا العقلية إنما هو تلازم المشاهدة وهذا ما قال به علماء التفسير.
ومن المعلوم أن الكلام ينقسم إلى خصوص يراد به الخصوص وعموم يراد به العموم، وعموم دل القرآن والسنة على استثناء شيء منه فخرج المستثني عن الحكم الوارد بذلك اللفظ، فالخصوص إخراج لفئة استثناء من العموم وإذا ورد العام بعد الخاص يبنى العام على الخاص، وكأن الخاص أتى بعد العام ويكون ذلك نوعا من التقديم والتأخير في الكلام.
وإذا حصل لفظ عام لم يفسر على ما يوجب تخصيصه يظل عاما، فالعموم هو الأصل والخصوص هو الفرع، العموم هو المبدأ والخصوص هو المبدأ الثاني. العموم هو الأساس والخصوص هو المؤسس عليه. العموم يطلب أولا ثم ينشأ منه الخصوص ثانيا. وبلغة المناطقة العموم هو القضية الكبرى والخصوص هو القضية الصغرى المستغرقة في الكبرى (18).
وهذا أيضا ما قال به جمهور العلماء.
وهكذا يتضح أن فهم المؤلفين لأسباب النزول كشف عن قصور معرفي بالعلوم الإسلامية التي لا يمكن فهم الكتاب المبين دون التعمق في تراثها.
وقد تناول المؤلفان مسألة الناسخ والمنسوخ في القرآن
( Versets abrogés et versets abrogeants)
و يعتقدان بأن وجود آيات منسوخة وآيات ناسخة يؤكد بأن القرآن مقيد بالظرف الزمني ويستشهدون بالآية 106 من سورة البقرة ((ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير)) وجاءت ترجمتهما كالتالي:
( Dés que nous abrogeons un verset ou que nous l’effaçons d es mémoires nous apportons un autre meilleur ou analogue).
والملاحظ أن الجزء الاخيرمن الآية تم إغفاله، كما تمت إضافة كلمة ( des mémoires)
أي من الأذهان وهي غير موجودة في النص الأصلي.
ومن باب الاستئناس والمقارنة نقدم صيغة الترجمة لنفس الآية كما وردت في ترجمة المستشرق الفرنسي "بلاشير " للقرآن الكريم:
( Dés que nous abrogeons une aya ou la faisons oublier. Nous en apportons une meilleure ou une semblable. Ne sais-tu. Point qu’allah sur toute chose est omnipotent ?) (19)
من الواضح أن المؤلفين توقفا عند المعنى الحرفي واللفظي لمعنى "" النسخ "" أي التبديل أو المحو أو النقل من حكم إلى حكم ...
في حين أغفلا المعنى التركيبي والاصطلاحي الذي تطرق له جمهور المحققين في أبحاث علوم القرآن، "" يقول الزمخشري في تفسيره أن الله تعالى إذا أراد أن يبدل حكما توجبه المصلحة أتى بحكم خير منه أي آية العمل بها أكثر ثوابا أو مثلها في ذلك وهو على ذلك قدير (على كل شيء قدير) (له ملك السموات والأرض) وهو أعلم بأمور عباده
يجهد المؤلفان نفسيهما في مسألة الناسخ والمنسوخ، بغية إثبات أن مفهوم النسخ la notion d’abrogation ) ) تؤدي إلى القبول بأن في القرآن فترات بعضها سابق وبعضها يأتي لاحقا، ولحظات أهم من أخرى ولحظات تطمس أخرى ..
وتبعا لذلك فإن آيات القرآن لم تعد في مجملها غير قابلة للتعرض للنسخ أو التقادم.
(يُتْبَعُ)
(/)
( Tous les versets du Coran ne sont plus dés lors imprescriptibles)
و تأسيسا على ذلك فان جعل القرآن مقيد بمفهوم الزمن أمر لا يمكن تلافيه أو دفعه، وربما يثير ضيق المتشبتين بالنقل ( littéralistes) إلا أنه لا يوجد أي سبب لكي يثير أي إحراج للمسلمين ( les croyants ) مادام يحيل إلى الرجوع إلى قدرة الله وعلمه.و لأن الله عالم بمصلحة عباده فإنه قادر على إصدار حكما طبقا لما تتطلبه الأحوال العارضة ( vérités relatives) وبتبدل الأحوال تتبدل تبعا لذلك المصالح، بدليل تغير الأحكام بتغير الزمان.
ما أريد أن أقف عنده بخصوص موضوع النسخ أنه موضوع مهم ودقيق. وبالتالي لا يجوز اختزاله بالطريقة التي قام بها المؤلفان فغابت عنهم الحكمة من النسخ وهو تجديد الشريعة مما يدل على كمال الشريعة ورحمتها والنسخ في الأحكام وليس في العقائد، في علم أصول الفقه وليس في علم أصول الدين. والنسخ جزئي وليس كلي يمس بعض الأحكام كما أن الثوابت لا تنسخ.
وقد وقع معظم النسخ بالمدينة أي في التشريع والعمل وليس في مكة أي في العقائد والنظر، والعمل هو موضوع النسخ وليس النظر فقد نزلت القواعد الكلية أولا بمكة ثم تفصيلا تاما في المدينة. وفي المدينة بدأت الأصول الكلية في تفريعات الجزئية (20).
إن ما دفعنا إلى تقديم كتاب (النظر في القرآن) هو أن نلفت الأنظار إلى نموذج من القراءات الحديثة التي تصدر في الغرب من تأليف بعض المثقفين المسلمين المقيمين في الغرب ....
و لعلهم تأثروا بالمناخ الثقافي في الغرب وخاصة بالمناهج الغربية في تناول الإسلام وقضاياه ولا ريب بأن هذا التأثر بالأساليب الغربية انعكس بشدة على طريقة تفكيرهم، فأصبحوا مكبلين بالمنطق الغربي والرؤية الغربية ووقعوا في نفس الأسر والانبهار والتهافت مثل بعض فلاسفة الإسلام الأوائل الذين جذبتهم الفلسفة اليونانية وسحر عقولهم منطق الحكيم أرسطو.
إذن نحن أمام ظاهرة ثقافية أصبح لها حضور في المحافل الثقافية والمنابر الإعلامية، ولابد من الحوار الفكري الرصين مع ما تنتجه من فكر.
غايتنا من ذلك إبراز الحقيقة فالحقيقة ضالة المؤمن يجتهد في البحث عنها لأنها تجعلنا ندرك ونشعر بجوهر الأشياء ونكشف عن لبابه وصلته بالحياة وصلة الحياة به ..
والحقيقة وحدها تضيء لنا الطريق الموصل إلى الحق ..
والحق قيمة تعطي للحياة معنى وللوجود غاية ..
ومن ثم فإن القوة الكبرى والحق الأكبر لا يختصمان والجمال الشامل والحق الخالد لا يختلفان.
والقرآن كتاب نزل بالحق، ويهدي إلى الحق.
ومن لم يجعل الله له نورا فماله من نور.
الهوامش:
1. العلامة حسين فضل الله تفسير القرآن-ج -7 ص 369 - 370
2. تفسير الكشاف للزمخشري – ج-1 - ص 529
3. سيد قطب في ظلال القرآن - ج -2 ص721 - 723
4. عباس محمود العقاد – الفلسفة القرآنية – ص 5 - 6
5. العقاد ن م – ص 7
6. العقاد حقائق الإسلام وأباطيل خصومه ص 28 - 29
7. العقاد الفلسفة القرآنية 10
8. عبد الله حسن رزق – نظرية المعرفة عند الغزالي- مجلة الإسلام المعاصر العدد 48 السنة 1407هـ /1987م
9. الشيخ محمد الفاضل بن عاشور التفسير ورجاله دار السلام2008 ص 8 - 9
10. الشيخ محمد فاضل بن عاشور ن م ص 19 - 20
11. الشيخ محمد أبو زهرة - تاريخ الجدل ص 201
12. الشيخ محمد أبو زهرة م س_ ص 205 - 206
13. أحمد أمين ضحى الإسلام ص 542
14. حسني أبو سليمان أضواء البيان في تاريخ القرآن /دارعالم الكتب ط 2005/ص 42
15. الشيخ محمد أبو زهرة المعجزة الكبرى، القرآن / دار الفكر العربي 1998/ص 21
16. الشيخ أبو زهر (م_س) ص 95
17. المصدر السابق ص207
18. د حسن حنفي من النص إلى الواقع الجزء الثاني بنية النص المركز الكتاب والنشر ط 1 2005 - ص 329
19. Regis Blachème _ le coran traduction de l’arabe maison neuve et Larose – ed 2005.
20. حسن حنفي المصدر السابق ص 123
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[01 May 2009, 01:56 ص]ـ
جزيت الخير أخي محمد.
ويظهر جليا من المُحَلِلِ والمُحَلَلِ الابتعاد عن منهج أهل السنة المشهور، ولكن لا يمنع ذلك من الاطلاع عليه إن أمكن، أو الاستفادة من بعض مافيه.
فهل لفضيلتكم معرفة بأي مكتبة مغربية يمكن تواجده؟
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[01 May 2009, 01:59 ص]ـ
فهل لك معرفة بأي مكتبة مغربية يمكن تواجده؟
للأسف لا. غير أنه يباع على موقع أمازون الإلكتروني:
http://www.amazon.ca/PENSER-CORAN-MAHMOUD-HUSSEIN/dp/2246740819(/)
إشكال في تفسير قوله تعالى (أو كصيب من السماء) الآية ..
ـ[أبو هاجر النجدي]ــــــــ[01 May 2009, 10:31 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بعض أهل العلم عند تفسيره لهذه الآية يقرر أن الصيب هو الوحي والقرآن والرعد هو زواجر القرآن والبرق هو حججه وبراهينه ..
لكن على هذا التفسير ماذا نقول في قوله تعالى (فيه ظلمات)؟ ..
أرجو من المتخصصين حل هذا الإشكال ..
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 May 2009, 11:31 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بعض أهل العلم عند تفسيره لهذه الآية يقرر أن الصيب هو الوحي والقرآن والرعد هو زواجر القرآن والبرق هو حججه وبراهينه ..
لكن على هذا التفسير ماذا نقول في قوله تعالى (فيه ظلمات)؟ ..
أرجو من المتخصصين حل هذا الإشكال ..
ليس هناك إشكال أخي الكريم
يقول الطاهر بن عاشور رحمه الله في تفسيره:
"والظلمات مستعار لما يعتري الكافرين من الوحشة عند سماعه كما تعتري السائر في الليل وحشة الغيم لأنه يحجب عنه ضوء النجوم والقمر، والرعد لقوارع القرآن وزواجره، والبَرْق لظهور أنوار هديه من خلال الزواجر فظهر أن هذا المركب التمثيلي صالح لاعتبارات تفريق التشبيه وهو أعلى التمثيل."
فالمثل مركب يصور حال المنافقين وليس حقيقة القرآن.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[01 May 2009, 11:51 ص]ـ
((أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ. يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)).
يقول الأخ الكريم أبو هاجر:" بعض أهل العلم عند تفسيره لهذه الآية يقرر أنّ الصيّب هو الوحي والقرآن والرعد هو زواجر القرآن والبرق هو حججه وبراهينه ... لكن على هذا التفسير ماذا نقول في قوله تعالى: فيه ظلمات؟ ".
هذا كلام صحيح، وقد سبق لي أن نقلت تفسير شيخي للمثل الذي يسبق هذا المثل:" مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً .. "، حيث إنّ الذي يستوقد ناراً فتضيء ما حوله هو الرسول عليه السلام. وفي هذا المثل يرى شيخي أنّ الصيّب هو المطر الذي ينزل بالخير فيصيب مواضعه. والمقصود هنا الوحي الذي ينزل بالخير والهدى فيصيب القلوب ذات الاستعداد فيُحييها. أما القلوب المتحجِّرة، والتي تراكمت عليها شوائب المعاصي، فإنّها لا ترى أنوار الحق، بل لديها انعكاس نفسي فترى النور ظلمة. ومما يؤيد ذلك خواتيم سورة التوبة:" وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا، فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ. وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ". فنلاحظ هنا تفاوت التأثير.
وكذلك الآية 41 من سورة الإسراء:"وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآَنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا "، فالقرآن لا يزيدهم إلا نفوراً. ثم نقرأ في الآية 45:"وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا ".
وكذلك الآية 44 من سورة فصلت:"وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ"، نعم: وهو عليهم عمى.
أما الظلمات التي تكون في الصيّب فهي جزء من القانون الإلهي في الخلق والتكوين، وكل ذلك لحكمة:" فيه ظلمات ورعد وبرق"، فالظلمات لها وظيفة، والرعد له وظيفة، والبرق له وظيفة. وعندما نعلم أنّ الحكيم الذي خلق هو نفسه الحكيم الذي أنزل، ندرك وحدة الخلق والتنزيل.
والرعد فيه تخويف وإنذار، وفيه وفيه ... الخ. والبرق يكاد يخطف الأبصار لشدة إنارته. والوحي الذي يبهر بأدلته وبراهينه وموافقته للفطرة ... يضيء أحياناً لأهل النفاق فتجدهم يُعجَبون ويَستجيبون. وفي المقابل نجدهم في أحيان كثيرة تتناوشهم ظلمات الشك والحيرة.
مثال: قد يُعجَب المنافق بالتوحيد وبعض المكارم التي دعى إليها القرآن الكريم، ولكنك تجده يحيص ويُدبر عندما يسمع آيات قطع يد السارق، أو ضرب المرأة الناشز، أو الزواج من أربع على الرغم من كونه يستسهل الزنا ويتقبله ... الخ.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 May 2009, 12:54 م]ـ
هذا كلام صحيح، وقد سبق لي أن نقلت تفسير شيخي للمثل الذي يسبق هذا المثل:" مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً .. "، حيث إنّ الذي يستوقد ناراً فتضيء ما حوله هو الرسول عليه السلام. .
الأخ الفاضل أبو عمرو
هل أنت متأكد من هذه العبارة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[01 May 2009, 02:42 م]ـ
الأخ الكريم محب القرآن حفظه الله،
إليك مقال شيخي، أرجو قراءته بتمعن:
جاء في الآية 17 من سورة البقرة:" مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً، فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون".
تكرر السؤال حول تفسير هذه الآية الكريمة، وكنا نلحظ أنّ السائلين يستشكلون المثال المضروب. ويرجع جزء من هذا الاستشكال إلى التوجه العام للمفسرين؛ حيث يرون أنّ المنافقين- في المثال المضروب- هم الذين يستوقدون النار. فَمثلُ المنافقين إذن: كمثل شخصٍ أوقد ناراً ليستضيء بها، فلما أضاءت النار ما حوله، ذهب الله بنوره فلم يعد بقادر على الإبصار. وهذا القول هو مدار أقوال عامة المفسرين. وهنا لنا على هذا التفسير الملاحظات الآتية:
أولاً: المنافق لا يطلب الحقيقة ولا يسعى لها ولا يبذل جهداً من أجلها. وكلمة (استوقد) توحي بهذا الطلب وهذا الجهد.
ثانياً: الذي استوقد هو فرد واحد بدليل (الذي، حوله)، والذين ذهب الله بنورهم هم جماعة، كما هو النص الكريم. ويقول البيضاوي:" والذي: بمعنى الذين، كما في قوله تعالى: وخضتم كالذي خاضوا". وهذا غريب، لأنّ المقصود: وخضتم كالخوض الذي خاضوه، أي خضتم كخوضهم.
والذي نراه أقرب لظاهر اللفظة القرآنية الآتي:
مثلهم: أي مثلهم في موقفهم من دعوة الرسول، عليه السلام. وبعبارة أخرى: مثلهم معك يامحمد. والمثل هنا يتعلق بطرفين: الطرف الأول هو الرسول، عليه السلام، والطرف الثاني هو أهل النفاق. وعليه يصبح المعنى: مثلهم في موقفهم منك ومن دعوتك يا محمد، كمثل رجل اجتهد في إيقاد نار، فلما أفلح في ذلك وأضاءت النار ما حوله ... ، فالرسول عليه السلام هو ذلك الرجل الذي اجتهد في إنارة ما حوله بنور الهدى، فلما أفلح في ذلك وأُنيرت مِن حَوله البلاد بنور الهدى، واستجاب له الناس من حوله، كانت المفاجأة أنْ ذهب الله بنور هؤلاء لنفاقهم وفساد طويتهم. نعم، ذهب الله بالنور الذي خلقه فيهم ليهديهم؛ من عقل وفطرة وفرقان يجده من لم يدنس بالمعاصي ... الخ. فليس الإشكال إذن في نور الوحي، فقد أضاء وأنار، وإنما الإشكال في العمى الداخلي الذي نتج عن معاصيهم ونفاقهم.
وعليه نقول:
1. النور: كل ما يهديك ويوصلك إلى حقائق الأشياء؛ فالوحي نور، والعلم نور، والفطرة السوية نور، والضوء نور ... الخ
2. كما لا يكفي وجود الضوء في الغرفة حتى نبصر، كذلك لا يكفي نور الوحي حتى يهتدي الإنسان، لأنه لا بد من القدرة الداخلية على الإبصار والاهتداء. فهناك إرسال وهناك استقبال. وصلاحية القدرة على الاستقبال لا بد منها.
3. المعاصي تُذهب الأنوار الداخلية التي تجعل الإنسان مبصراً لحقائق الدين، والتي تختلف عن حقائق الدنيا؛ فالله ـ تعالى ـ غاية شريفة لا يصلها الإنسان حتى يسلك سلوكاً شريفاً سوياً.
4. لا تعجب من الذين يملكون عقولاً ثم هم لا يدركون أبسط الحقائق الإيمانية. ولكن انظر إلى سلوكهم في الحياة، لتعلم أنّ الإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي. وهذه حقيقة دينية يمكن استقراؤها في حياة الناس. ألا ترى في واقع الناس أنّ أكثرهم التزاماً بمطالب الدين يكون أشدهم إيماناً وتصديقاً. وإذا كانت حقائق الفيزياء والكيمياء، وغيرها من العلوم الطبيعية، تحتاج إلى عقول فقط، فإنّ الحقائق الإيمانية تحتاج إلى عقول وقلوب. والقلوب تحتاج إلى سلوك سوي، والسلوك السوي يُفصّله الدين الحق.
5. قد ننخدع أحياناً بالسلوك السوي الذي لا يُنتِج إيماناً سوياً، لأننا لا نطّلع على سلوك القلوب، ولكنّ الله يطّلع. والكِبرُ من أخطر أمراض القلوب التي تصرف المتكبّر عن حقائق الإيمان. انظر الآية 146 من سورة الأعراف:" سأصرفُ عن آياتيَ الذين يتكبرونَ في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها ... ".
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 May 2009, 03:38 م]ـ
الأخ أبو عمرو
جزاك الله خيرا
وهذا هو القول الصحيح في معنى المثل وإنما أردت أن يتضح أكثر، وهذا ما أشار إليه ابن القيم رحمه الله في كتابه أمثال القرآن.
وهذا من المثل المركب فالله مثل حال المنافقين مع دعوة النبي صلى الله عليه وسلم
كحال شخص أستوقد أي أوقد نارا فلما أضاءت النار ما حولها وهذا مثل نور الرسالة التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم وانتفع بنورها الناس ومنهم بعض المنافقين في أول أمرهم ثم نكسوا على أعقابهم فذهب الله بنورهم هم وبقي نور الرسالة كما هو، وهذا جزاء عملهم كما قال الله تعالى:
(ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ) سورة المنافقون (3)
ومثله قوله تعالى في نفس السورة "البقرة":
(وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ) سورة البقرة (171)
فشبه حال الكفار مع دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم، بحال البهائم مع الراعي لا تعقل وإنما تسمع أصوات لا تفقه معناها.
وهذا تشبيه هيئة بهيئة كما قال بن عاشور رحمه الله تعالى، وذلك تشريفا لمقام الرسول صلى الله عليه وسلم.(/)
توصيف لمقرر مقترح فى (الاتجاهات المعاصرة فى الدراسات القرانية) .. ارجو ابداء الرأى
ـ[بديع الزمان الأزهري]ــــــــ[01 May 2009, 05:15 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه وبعد
فقد طلب الى بعض الاخوان ممن يثق بالعبد الفقير ان اضع هذا التوصيف كمقترح ليدرس فى احدى الجامعات الاسلامية وقد عرضته على مجموعة من الاساتذة والمشايخ ممن عرفوا بالعلم والفضل كالاستاذ الدكتور عدنان زرزور فأثنى عليه خير .. ثم رأيت عرضه هنا على اساتذتنا واخواننا من طلبة العلم .. ولن نعدم منهم نصيحة او فائدة ان شاء الله تعالى
واليكم
توصيف لمقرر
(الاتجاهات المعاصرة فى الدراسات القرآنية)
أولا: أهداف المقرر
1 – أن يقف الطالب على احدث الاتجاهات فى التفسير وعلوم القران ليواكب حركة الفكر حول النص القرانى داخل المجتمع المسلم أو خارجه
2 – أن يستفيد الطلاب والعلماء من النظرات والمناهج والاتجاهات الجديدة فى التفسير وعلوم القران وتوظيف الجيد منها وقوفا على وجه من وجوه عطاء القران المتجدد ومعينه الذى لا ينضب
3 – أن يتجنب الطلاب والعلماء من النظرات والمناهج والاتجاهات الجديدة ما يخالف قواعد التفسير المعتبرة أو مقاصد الشرع الشريف ونصوصه الواضحة أو إجماع الأمة واقفين على مواطن الزلل فى تلك النظرات والمناهج والاتجاهات
4 – أن يتكون لدى الطلاب والعلماء تصور لكيفية إنزال النص القرانى وعرض هدايته على الواقع بكل تجلياته وإشكالاته
5 – شحذ همم المشتغلين بالدراسات القرانية لمتابعة ما يستجد على الساحة الإسلامية والعالمية أداء لحق الأمانة التى حملوها
ثانيا: مفردات المقرر
نرى ان يتكون المقرر من الأبواب السبعة الآتية: -
الباب الأول:سمات العصر و أحواله
(نتناول فيه من السمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والفكرية ما له أثر فعلى أو متوقع فى فهم النصوص أو تكوين الاتجاهات إزائه أو تبنى آراء ترتبط به)
الباب الثانى: المدرسة الممتدة
(يتم فى هذا الباب إلقاء الضوء على أهم الأعمال التى تعد امتدادا لمناهج التفسير وطرقه التقليدية سواء فى مجال التفسير أو قواعده ومقدماته مع كون ما اشتملت عليه من تجديد لا ينفذ الى صلب المناهج وإنما يتناول التطبيقات او العرض بطرق جديدة مبتكرة مع التركيز على مواطن الجدة والابتكار .. ولا يتناول الباب تلك الأعمال التى هى تكرار للسابق دون جهد فكرى حقيقى من المؤلف)
الباب الثالث: المدرسة الحديثة
(وهى تلك المدرسة التى نسبة التجديد فيها عالية وطرحت أفكارا حقيقية وبذلت جهودا فى التجديد. او كان التجديد فيها يقع فى صميم المنهج مع كون هذه المدرسة نبتت فى البيئة الإسلامية وتتبنى أطروحات الإسلام ولا تتمرد على قواطعه أو ثوابت الأمة وان وقعت فى تأويلات وآراء اختلف فيها)
الباب الرابع: مدارس الحداثة و قضايا الساعة
(وهى مجموعة مدارس وليست مدرسة واحدة إذ كل علم فيها أو عمل فكرى يعد قائما برأسه ويجمعها جميعا أن أصحابها متأثرون بالاتجاهات العالمية – الغربية منها خاصة - أو الفلسفات الغربية الحداثية أو الماركسية فهى لا تعد اكثر من كونها صدى لأفكار وفلسفات غريبة عن المجتمع المسلم وفلسفته مع كون الأعمال المؤلفة فيها صدرت من مسلمين او ممن يعيشون فى المجتمعات الإسلامية)
أما القضايا الحية (نتناول فيه ابرز القضايا على الساحة الفكرية المتعلقة بالدراسات القرآنية رصدا لها ومتابعة كقضايا الإعجاز العلمى والعددى وأسباب النزول والنسخ والتأويل وحجية الظواهر ومداها ومقاصد القران ..... وما يستجد مع تحليل عميق لتلك القضايا ورد للأصول وإزالة الأوهام وكشف الالتباس)
الباب الخامس: مدارس أخرى
(وهى تلك المدارس التى تعد جزءا من الأمة الإسلامية أو تنتسب إليها لكنها خارجة عن الجماعة اذ لها نظرة مغايرة فى فهم النصوص كلية أو فى بعض القضايا الرئيسية مع القاء الضوء على الكتب المعتمدة للدراسة فى معاهد العلم لديها سواء جديدة أو قديمة)
الباب السادس: المدارس الاستشراقية
(وفيها نتناول الجديد والمعتمد عند المدرسة الاستشراقية الحديثة ورصد تطوراتها فى العالم خاصة فى أماكن البحث الاكاديمى ومتابعة الكتب المعتمدة للدراسة فى تلك المعاهد)
(يُتْبَعُ)
(/)
الباب السابع: بحث ببليوجرافي
(يتم فى هذا الباب عمل قائمة ببليوجرافية بأحدث ما ألف فى الدراسات القرآنية خلال الربع قرن الأخير مصنفا حسب المدارس السابقة تأليفا أو تحقيقا أو رسائل جامعية)
ثالثا: أهم المراجع مصنفة حسب الأبواب السابقة
(الاعمال المذكورة فى معظمها ليست مصادر أو مراجع بالمعنى المعروف لكنها فى الأغلب ستكون هى محل الدراسة عدا ما يذكر فى الباب الأول)
الباب الاول: سمات العصر وأحواله
1 - سمات العصر رؤية مهتم د/ على جمعة
2 - الكامن فى الحضارة الإسلامية د / على جمعة
3 - الفِرْدَوس الأرضي: دراساتٌ وانطباعات عن الحضارة الأمريكية د / عبد الوهاب المسيرى
4 - إشكالية التحيز: رؤيةٌ معرفيةٌ ودعوةٌ للاجتهاد د / عبد الوهاب المسيرى
5 - قضية المرأة بين التحرُّر والتمركز حول الأنثى د / عبد الوهاب المسيرى
6 - فكر حركة الاستنارة وتناقضاته د / عبد الوهاب المسيرى
7 – مباحث فى منهجية الفكر الاسلامى د / عبد المجيد النجار
الباب الثانى: المدرسة الممتدة
1 – التفسير الوسيط الدكتور محمد سيد طنطاوى
2 – التفسير المنير الدكتور وهبة الزحيلى
3 – تفسير القران للناشئة والشبيبة كريمان حمزة
4 – فتح الرحمن فى تفسير القران د / عبد المنعم تعيلب
5 – التفسير والمفسرون فى ثوب جديد د / عبد الغفور مصطفى جعفر
6 - مؤلفات الدكتور مساعد الطيار
7 – علوم القران واعجازه د / عدنان زرزور
8 – يتيمة البيان فى شئ من علوم القران البنورى
9 – تطور تفسير القران دراسة جديدة د / محسن عبد الحميد
10 – القران الكريم رؤية منهجية جديدة لمباحث القران الكريم د / صلاح الدين رسلان
الباب الثالث: المدرسة الحديثة
1 – كيف نتعامل مع القران ش/ محمد الغزالى
2 – كيف نتعامل مع القران د/ يوسف القرضاوى
3 – اعجاز الرسم القرانى د / عبد العظيم المطعنى
4 - تفسير الظلال سيد قطب
5 – لا يأتون بمثله محمد قطب
6 – سورة الكهف منهجيات فى الإصلاح والتجديد د / صلاح سلطان
7 – التفسير التوحيدي د / حسن الترابى
8 – الفوز الكبير فى أصول التفسير الدهلوى
9 – الدخيل فى التفسير د/ إبراهيم خليفة
الباب الرابع: مدارس الحداثة وقضايا الساعة
1 – مدخل الى القران محمد عابد الجابرى (وسائر أعماله المتعلقة)
2 – القران من التفسير الى تحليل الخطاب محمد أركون (وسائر اعماله)
3 –الفن القصصى فى القران محمد أحمد خلف الله
4 – أصول الشريعة محمد سعيد العشماوى (وسائر أعماله المتعلقة)
5 - مفهوم النص دراسة فى علوم القران نصر حامد ابو زيد
6 – فلسفة التأويل نصر حا مد ابو زيد
7 - إشكاليَّة تأويل القرآن قديمًا وحديثًا نصر حامد ابو زيد
8 – الاتجاه العقلى فى التفسير نصر حامد أبو زيد (وسائر أعماله المتعلقة)
9 - الكتاب والقران محمد شحرور
10 – تثوير القران جمال البنا
11 – قضية الفقه الجديد جمال البنا (وسائر أعماله المتعلقة)
12 – التفسير العصرى مصطفى محمود
13 - التأثير المسيحي في تفسير القرآن مصطفى بو هندي
14 - شبه الجزيرة العربية بين أسباب الصعود وأسباب النزول إبراهيم الزيني
15 - وهم الإعجاز العلمي د. خالد منتصر
16 - النسخ في الوحي سيد القمني
17 - دفاع عن القرآن ضد منتقديه د. عبد الرحمن بدوي
18 - في العلاقة بين الشعر المطلق والإعجاز القرآني أبو يعرب المرزوقى
19 – نحن والقران مصطفى بو هندى
20 – الفكر الاسلامى قراءة علمية محمد اركون
21 – أسباب النزول بسام الجمل
22 – اسباب النزول بين الفكر الاسلامى والفكر العلمانى د / محمد سالم ابو عاصى
23 – العجيب والغريب فى كتب التفسير وحيد السعفى
24 – تاريخية التفسير القرانى نائلة السلينى الراضوى
25 – الاسلام بين الرسالة والتاريخ عبد المجيد الشرفى
26 – تحديث الفكر الاسلامى عبد المجيد الشرفى
27 – لبنات عبد المجيد الشرفى
28 – مقالتان فى التأويل معالم فى المنهج ورصد للانحراف د / محمد سالم ابو عاصى
29 – ثنائية السائد والمهمش فى الفكر الاسلامى ناجية بوعجيلة
30 - الهيروغليفية تفسير القرآن الكريم شرح ما يسمى بالحروف المقطعة سعد عبد المطلب
31 - قصة الخلق من العرش الى الفرش عيد الورداني
32 – النظام القرانى عالم سبيط النيلى (وسائر مؤلفاته المتعلقة)
33 – التفسير الماركسى للإسلام وسقوط الغلو العلمانى محمد عمارة
الباب الخامس: مدارس أخرى
1 – تفسير محمد حسين فضل الله
2 – التفسير والمفسرون فى ثوب قشيب محمد هادى معرفة
3 – التمهيد فى علوم القران محمد هادى معرفة
4 – البيان الخوئى
5 – علوم القران محمد باقر الحكيم
6 - التأويل منهج الاستنباط فى الإسلام احمد البحرانى
7 – ايات الولاية فى القران ناصر مكارم الشيرازى
8 – تفسير ميرزا بشر الدين محمود (أحمدى قاديانى)
الباب السادس: المدارس الاستشراقية
(يحتاج الى التواصل مع الأماكن البحثية أو زيارتها لرؤية الجديد والكتابة حوله)
الباب السابع: بحث ببليوجرافى
(يتم اختيار الأعمال التى تؤثر بشكل مباشر فى مسار الفكر المعاصر المتعلق منها بالدراسات القرآنية)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[03 May 2009, 08:21 ص]ـ
هذا لا يمكن تدريسه في فصل واحد والواقع ان هذه الخطة تتضمن ثلاث مساقات في آن واحد وهي اتجاهات التفسير في العصر الحديث ثم القران في الدراسات المعاصرة ونعني به اهم الجهود الحديثة في التفسير انطلاقا من المدرسة الحديثة لكن باختصار مع ضرورة ان يكون نصف المساق للحداثيين والعلمانيين والثالث هو عن الدراسات الاستشراقية فكيف تلتئم هذه كلها في فصل واحد؟
ـ[بديع الزمان الأزهري]ــــــــ[04 May 2009, 09:20 م]ـ
شكرا لكم استاذنا الدكتور جمال ..
كلامكم مهم وانا حين وضعت هذا التوصيف كان الغرض عمل مسح شامل لكل ما يتعلق بالقران وعلومه فخرج كما ترى .. وهو توصيف مازال فى طور النظرية وعندما نبدأ بالكتابة لا شك ان الامور ستتضح وسيكون للواقع كلمته
لكن هل ترى استاذنا اننى استوعبت او قمت باستقراء شامل حتى يكون الاسم متوافقا مع المضمون؟
بارك الله بكم
ـ[بديع الزمان الأزهري]ــــــــ[10 May 2009, 11:19 م]ـ
للرفع
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[17 Dec 2010, 05:25 م]ـ
للرفع والمدارسة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Dec 2010, 05:47 م]ـ
المنهج في حاجة إلى تحرير ومراجعة وعندي فيه أفكار أرجو أن يتسع الوقت لكتابتها، والوقت المقرر لدراسته لا يتجاوز ساعتين في الأسبوع وفي الفصل الدراسي لن يتجاوز 15 ساعة وبهذه الطريقة هو غير مناسب، فيحتاج إلى التركيز في مفردات المقرر أولاً، وتحديد الفئة المستهدفة هل هي طلاب البكالوريوس أم الماجستير أم الدكتوراه.
لا بد أن يكون لهذا المقرر متطلبات سابقة مثل:
1 - علوم القرآن.
2 - أصول التفسير.
3 - مناهج المفسرين.
4 - مدخل إلى علم القراءات.
حتى لا يكون ما يعرض عليه في المقرر جديداً لم يسبق له دراسته.
والحديث ذو صلة لولا ضيق الوقت الآن.
ـ[مليكة]ــــــــ[17 Dec 2010, 05:49 م]ـ
لو اعتبرت نفسي طالبة واحتاج مثل هذا المقرر للدراسة أرى أنكم يجب ادراج (حتى ولو بتعريف الأسماء فقط) ماكتب سابقا في علم التفسير, لابد أن أعرف تاريخي وتراثي (أقصد في التفاسيروتصنيفها) أعتقد لا يجب وجود دراسة في علم ما دون معرفة الدراسات السابقة , لنصنع المستقبل لابد من من دراسة الماضي
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[17 Dec 2010, 10:03 م]ـ
إن كان هذا المقرر لطلاب المرحلة الجامعية (البكالوريوس) فأرى أنه غير مناسب لمستواهم إطلاقاً وهم أحوج إلى معرفة مناهج كبار المفسرين ... ، وإن كان لطلاب الدراسات العليا فيحتاج إلى تأمل ونظر، ودراسة حاجة الطلاب إليه، وقدرتهم على استيعابه، ثم إن دراسة كتب بعض المنحرفين قد تورث عند الطالب غير المؤصل تأصيلا كافيا بعض الشبه ... ثم إن بعص هؤلاء المذكروين من أصحاب الآراء الضالة ولاسيما الأموات ينبغي أن يترك ذكرهم ونبش تراثهم لعله ينسى وينسوا.
ـ[محمد العواجي]ــــــــ[19 Dec 2010, 03:27 م]ـ
السلام عليكم
أما الجرد والمسح فمتميز ومفيد بإذن الله تعالى
ولكم تناسينا هذه النابتة المستعرة فينا لضعفنا وجهلنا وتقصيرنا
ومثل ما ذكر الإخوة هو كمنهج بحاجة إلى مراعاة أمور مهمة لنجاحه
ولكن مدارسة مثل هذه الفكرة والكتابة فيها لاشك أنه طريق لإنضاجها أولاً
والإفادة منها ثانياً، وبلورة عناصرها وترتيبها بشكل يجني ربحها ويذهب ضررها بإذن الله تعالى
ولكم الشكر
وبانتظار المزيد(/)
من أفضل ما سمعت: مكانة اللغة العربية (محمد سالم ولد عدود)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[01 May 2009, 05:53 م]ـ
استمعت هذا الصباح لمحاضرة مرتجلة من أفضل ما سمعت عن مكانة اللغة العربية، للشيخ (محمد سالم ولد عدود) رحمه الله:
http://www.chingit.net/sun/11.mp3
مدتها نصف ساعة، متبوعة بساعة أخرى لا تقل أهمية، خصصها للإجابة عن الأسئلة.
ـ[السرخسي]ــــــــ[02 May 2009, 10:36 م]ـ
رحم الله الشيخ واسكنه فسيح جناته .. ان العين لتدمع وان القلب ليحزن ولا نقول الا مايرضي ربنا.
نتمنى ان يكون هناك موقع للشيخ يجمع فيه جميع تراثه العلمي .. وهذا اقل الواجب على طلبته ومحبيه.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[03 May 2009, 08:44 ص]ـ
تولَّى عن النَّفسِ الولوعِ بحُبِّه = تصبُّرها , والقولُ منيَ أعجماَ
وماذا عسى شعري تُبينُ حروفهُ = فلو كانَ سحبانٌ إذاً كانَ أبكماَ
ولو مسَّ قساً بعضُ ما كان مسَّني = إذاً كان فأفأءً تنحَّىَ وأحجماَ
جزءٌ من مرثيتي له رحمه الله سأنشرها كاملةً بحول الله.(/)
بإشراف عالم فاضل: نجم جديد يبزغ في سماء أهل القرآن.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[02 May 2009, 03:11 ص]ـ
بشارة فضل وخير تلقيتها من شيخي ونبراس دربي، الحبيب الدكتور/ فريد الإنصاري حفظه الله ورعاه ورزقه الشفاء التام، مفادها: الرغبة الصادقة المخلصة من بعض أهل العلم -في إطار المسايرة العصرية- بالإسهام في خدمة أهل القرآن والعلم والعلماء عموما، فكانت الإشراقة الفطرية بدلالتها الشرعية إنجازاً لـ:
http://img183.imageshack.us/img183/382/affiche111.jpg
تحت إشراف: الدكتور فريد الأنصاري.
فكانت الفِطْرِيَّةُ - كما علمت-:
- مَوْقِعا لتلقِّي حقائق القرآن الكريم وبياناته النبوية ..
- محاولة لاستعادة الفطرة الإنسانية الضائعة .. بتجديد الاستمداد من نور الوحي!
- فضاء رحب لعقد "مجالس القرآن"
- كَشْفٌ لمنهاج التداول الاجتماعي للقرآن المجيد في الأمة، وبلاغ رسالاته في كل مكان ..
* وكانت منتدياتُ الفِطْرِيَّةِ:
- ملتقياتٌ لمدارسة كتاب الله بالمنهاج الفطري
- فرصة للالتحاق بقافلة الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين، وحَسُنَ أولئك رفيقاً!
- عَرْضٌ حي لحركة السير عبر منازل الإيمان، ومدارج الربانية
- وفرصة للتعرف على محبي القرآن، و"أهل القرآن"، حُمَّالِ رسالات القرآن ..
- مجالس لارتشاف كؤوس المحبة، وأقداح الإيمان، والتحلي بأردية التعاطف والمودة.
- إنها مجالس للاستظلال بأنوار السكينة والرحمة، والدخول تحت أجنحة الملائكة إن شاء الله ..
- حِلَقٌ للتفقه في الدين، والتعاون على صياغة فقه دعوي أصيل.
- مجالس لتبادل الخبرات الدعوية؛ إرشاداً واسترشاداً ..
- ومدرسة لتخريج الدعاة الربانيين إن شاء الله ..
- إنها فرصة للتحقق بأهلية تأسيس "مجالس القرآن" وإدارتها، في كل منطقة وقطاع.
* والفطرية ببدايتها المتألقة وإمكانيتها المتوفرة، ترحب بمشاركة:
- من يحب الإسهام في دعوة القرآن، وحمل رسالاته؟
- من يحب الانتساب إلى أهل القرآن، أهل الله وخاصته؟
فكل من كان كذلك، فإن "مَوْقِعُ الفِطْرِيَّةِ" يتيح له الفرصة، إن شاء الله! وذلك متاح على: www.alfetria.com
وفق الله الجميع لكل خير.
تنويه: من باب أن الدال على الخير كفاعله، يرجى من الفضلاء الدعم الفني للموقع بالتعريف به وإشهاره في ما يعرفه من مواقع الانترنت.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[02 May 2009, 05:14 م]ـ
جزاك الله خيرا استاذنا الفاضل وبارك في جهودكم
ـ[منى العبادى]ــــــــ[02 May 2009, 06:29 م]ـ
ما شاء الله
تقبل منكم و نفع الله بكم
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[02 May 2009, 07:38 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله!
مشروع رائد وفكرة متميزة تغذي جانبا رئيسا من المقاصد القرآنية ألا وهو جانب الانتفاع والتزكية بالقرآن.
وقد سبق أن أشار الدكتور عبدالرحمن الشهري لكتاب (مجالس القرآن) للدكتور فريد الأنصاري هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=11071)، وقد تمنيت حينها أن أرى عملا متكاملا على نسق هذا الكتاب، فالحمد لله أن يسر فتح هذا الموقع ليعم نفعه ويبلغ مداه الذي يستحقه.
أسأل الله أن يعين الإخوة القائمين عليه بتحقيق ما يصبون إليه من النفع للأمة والدعوة للقرآن.
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[25 Jul 2009, 01:33 ص]ـ
ومن البشائر أني اطلعت في زيارتي الاخيرة للمغرب الشقيق على العدد الثاني من المجلة الفصلية رسالة القران وهي مع صغر حجمها احتوت على بحوث قيمة والدكتور فريد الانصاري وفقه الله لكل خير هو المدير المسؤول للمجلة ولاادري ان كان هو صاحب كتاب الاخطاء الستة للحركة الاسلامية في المغرب ام لا
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[28 Jul 2009, 06:50 ص]ـ
أشكر لكم جميعا مروركم وتعليقاتكم الطيبة المشجعة
فجزاكم الله خيرا.
ووفق القائمين على موقع الفطرية، لتحقيق أهدافهم النبيلة في خدمة كتاب الله بما يرضيه عز وجل، ويسهم في مدارسة كتابه الكريم على النحو النافع، وأن يشفي شيخنا الدكتور فريد الأنصاري شفاء تاما لا يغادر سقما.
فقد كنا قد استبشرنا في الاسابيع الماضية بخروجه لإلقاء دروسه، ومحاضراته وإن لم يستطع السير، إلا أنه وكما هو متوقع من إرهاقه الكبير لنفسه، وتحميلها فوق طاقتها رغم ظروف صحته، فقد عاوده ضغط المرض وانقطع عن طلابه ومحبيه مجددا، وصدق المتنبي في قوله:
وإذا كانت النفوس كبارا ... تعبت في مرامها الأجسام
فما بالكم بمن يحمل هم أمة.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[28 Jul 2009, 07:01 ص]ـ
ومن البشائر أني اطلعت في زيارتي الاخيرة للمغرب الشقيق على العدد الثاني من المجلة الفصلية رسالة القران وهي مع صغر حجمها احتوت على بحوث قيمة والدكتور فريد الانصاري وفقه الله لكل خير هو المدير المسؤول للمجلة ولاادري ان كان هو صاحب كتاب الاخطاء الستة للحركة الاسلامية في المغرب ام لا
من دواعي سروري أن أجد تعليقكم الكريم أعلاه أستاذي الحبيب.
ولعل تساؤلكم الكريم عن الكتاب المذكور، بسبب ماخلقه من ضجة كبيرة بين مؤيديه ومعارضيه - كما تعلمون -، وعموما أستاذي وشيخي الفاضل، أرجو التكرم بالاطلاع على هذا الرابط ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=12308) وتحديدا المشاركة رقم8 ففيها إجابة شافية كما أظن، وجزاكم الله خيرا.
تنويه: يستحسن تصفح الرابط المذكور بمتصفح انترنت اكسبلورر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[28 Jul 2009, 12:31 م]ـ
بشرى طيبة سيقت على يدي حبيبنا، نفع الله بهذا الموقع الثري ورزق الدكتور فريد الانصاري الصحة والعافية والسلامة.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[31 Jul 2009, 07:07 ص]ـ
بشرى طيبة سيقت على يدي حبيبنا، نفع الله بهذا الموقع الثري ورزق الدكتور فريد الانصاري الصحة والعافية والسلامة.
آمين.
وجزاكم الله خيرا شيخنا وحبيبنا الفاضل الدكتور خضر.
وأدامك الله منهلا عذبا يستقي منك طلبة العلم ما ينتفعون به في دنياهم وأخراهم، ومتعك بالعافية وراحة البال، وسلو الخاطر، وجنبك كيد الفجار، وشر طوارق اليل والنهار إلا طارقا يطرق بالخير من الرحمن.
ـ[خلوصي]ــــــــ[10 Aug 2009, 01:05 م]ـ
شفى الله شيخنا الجليل الجميل ...
و أظن أن المشروع من مواليد رسائل النور؟!؟ أليس كذلك أستاذي الفاضل؟:)(/)
رسائل جوال تدبر. . شهر ربيع الآخر 1430هـ. . وغيرها
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[02 May 2009, 02:36 م]ـ
أعزائي أعضاء وزوار ملتقى أهل التفسير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كما وعدتكم إليكم رسائل جوال تدبر (ربيع الآخر1430 هـ)
مرفق بالملف: تدبر الفاتحة , تدبر آية الكرسي , تدبر آخر البقرة , تدبر آخر آل عمران
أعتذر عن التأخير لظروف السفر,,
ولاتنسوني من صالح دعائكم. . ودمتم مباركين أينما كنتم.
ـ[عبدالله المحمدي]ــــــــ[03 May 2009, 11:35 م]ـ
الله يوفقك ويرزقك ويجعلك نافعآ أينما كنت. . .
ـ[معيوض الحارثي]ــــــــ[04 May 2009, 09:49 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[07 May 2009, 10:05 م]ـ
أخي:عبدالله المحمدي
وإياك
شكرا لمرورك
ودمت مباركا أينما كنت. .
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[28 May 2009, 11:34 ص]ـ
أخي معيوض الحارثي
وإياك
شكرا لمرورك
ودمت مباركا أينما كنت , ,(/)
تقرير عن الدورات التدريبية للجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه
ـ[سالم بن عمر]ــــــــ[02 May 2009, 06:48 م]ـ
اللجنة الفرعية للجمعية العلمية السعودية بالقصيم تقيم عدداً من الدورات التدريبية
لمعلمي ومعلمات الحلقات القرآنية
أقامت اللجنة الفرعية "للجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه بالقصيم" أربع دورات تدريبية لمعلمي ومعلمات الحلقات القرآنية في كلٍ من: مكة المكرمة، ومحافظة الرس، ومحافظة شروره، والمنطقة الشرقية، حضرها عدد من معلمي ومعلمات حلقات التحفيظ في الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في المدن الأربع، ومدة كل دورة ثلاثة أيام،بعدد اثنتي عشرة ساعة تدريبية.
وقد قدم الدورات كلٌ من المدربين:
الأستاذ الدكتور: علي بن إبراهيم الزهراني رئيس قسم التربية في الجامعة الإسلامية، وعضو الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه،
والدكتور: إبراهيم بن صالح الحميضي،الأستاذ المساعد، في قسم القرآن وعلومه بجامعة القصيم، وعضو مجلس الإدارة.
وقد نفذت الدورة بالصورة المطلوبة، ونالت استحسان المشرفين المشاركين في جمعيات تحفيظ القرآن الكريم.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[05 May 2009, 01:50 ص]ـ
جهد مبارك وفقكم الله وسدد خطاكم
ـ[التواقة]ــــــــ[05 May 2009, 03:20 ص]ـ
ياحبذا لو تعطينا أسماء الدورات وأوراق عملها لتعم الفائدة.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[05 May 2009, 07:03 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك في جهودكم
والدورات التدريبية لمعلمين ومعلمات الحلقات لها أهمية كبيرة فشكر الله سعيكم(/)
أهل القرآن بيت المقدس: من، متى، ولماذا؟. *
ـ[أبو محمد نائل]ــــــــ[02 May 2009, 09:55 م]ـ
من، متى، ولماذا؟.
?وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا?
وعن نبي الله صلى الله عليه وسلم قوله:
"أَلاَ إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تُتْلَى الْمَثْنَاةُ فَلاَ يُوجَدُ مَنْ يُغَيِّرُهَا.
قِيلَ لَهُ: وَمَا الْمَثْنَاةُ؟ قَالَ: مَا اسْتُكْتِبَ مِنْ كِتَابٍ غَيْرِ الْقُرْآنِ"!.
وعن أبي موسى الأشعري، قال: "إن بني إسرائيل كتبوا كتاباً فاتبعوه، وتركوا التوراة" ..
وبعدما بات القرآن معطَّلاً مؤَخّراً، من الخاصة الدارسين، كما من العامة المتبعين؛ عكوفاً وانشغالاً بكتب الناس والعلماء أنفسهم، بشهادة علَمٍ كابن تيمية، إذ كتب في سجنه الأخير: "ندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن! ". وهو من هو، في مكانة العلماء. فلا حاجة بعد "ندمه" إلى زيادة تدليل على الخرق والثلمة في العلاقة مع القرآن، عند كثير من العلماء والدارسين والدعاة، عدا عن العامة المقلدين؛ وزلة العالم الدارس أشد وقعاً!.
هذا، وما بتنا نراه من تقديم "متون" العلماء ونصوصهم وسطورهم، سواء بسواء مع كتاب الله وتنزيله، –مع تقديرنا وشكرنا لجهدهم-. فيكفي أن تنظر في رسالة دارس أو عالم، أو تسمعه واعظاً أو خطيباً، لترى اعتماده واقتباسه من "متون" العلماء –حرفاً حرفا، بالهيبة والإجلال- كما اقتباسه من كلام الله، بل هو أكثر وأسبق، حتى يظن المؤمن أن هذه "التنصيصات المتنية" هي من أصول الدين، لها ما للقرآن والنبي -صلى الله عليه وسلم- كِفلاً سواءً.
وحتى بات الدارس العالم، يجمع ويجمع من "كتب" العلماء، مستكثراً منها، مكاثراً بها، متقللاً زاهداً بكتاب الله!.
وليس هذا من النبوة ولا هدي أصحابها في شيء، بل هو الإحداث والتبديل بعينه. فبعد أن كان "الكتاب" متفرداً، صار شريكاً مزاحَماً، واحداً بين كثير!.
وهذا حذر الصحابة الأركان من قبل، وعن مثل هذا كانوا ينهون، فقد ورد أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أراد أن يكتب السنن –وهي أصل المسلمين بعد الكتاب، ولسان النبي محمد صلى الله عليه وسلم-، فاستشار أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في ذلك، فأشاروا عليه أن يكتبها، فطفق عمر يستخير الله فيها شهراً، ثم أصبح يوماً وقد عزم الله له، فقال:
"إني كنت أردت أن أكتب السنن، وإني ذكرت قوماً، كانوا قبلكم، كتبوا كتباً، فأكبوا عليها، وتركوا كتاب الله، وإني والله لا ألبس كتاب الله بشيء أبداً"!.
فانظر –حفظك الله- إلى فرقان الفاروق، وانظر كم عندنا من الكتب الملابسات المنازعات القرآن حظه!.
على أننا "أهل القرآن" نحمد الله، أن هيأ للمسلمين من حفظ لهم سنة نبيهم في الصحيح المسند.
وما ورد كذلك عن علي رضي الله عنه، قال:
"أعزم على من كان عنده كتاب إلا رجع فمحاه، فإِنما هكذا الناس، حيث يتبعون أَحاديثَ علمائهم، ويتركون كتاب ربهم"!.
وما ورد كذلك، أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أُتي بصحيفة فيها حديث، فدعا بماء فمحاها، ثم غسلها، ثم أمر بها فأحرقت، ثم قال:
"أُذَكِّرُ بالله رجلاً يعلمها عند أَحدٍ إلا أعلمني به، والله لو أَعلم أَنها بدار الهند لابتلغتُ إليها، بهذا هلك أهل الكتابِ قبلكم حتى نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم، كأنهم لا يعلمون".
وعن ابن سيرين كذلك، قال: "إِنما ضلت بنو إِسرائيل بكتب ورثوها عن آبائهم".
ثم نحن اليوم مثلهم، نتبع سننهم شبراً بشبر، فورثنا كتب التراث، حتى تضايقت أوقاتنا بالقرآن، وانصرفت هممنا إلى غيره من كتب العلماء والمصنفين والمفكرين.
فلأجل نصيحة لكتاب الله، قام "أهل القرآن"؛ ليرجع الناس إلى وصية نبيهم -صلى الله عليه وسلم-، وأصحابه الأمناء، فيتخففوا من كل "المشارِكات الملابسات"، ويتكثروا من القرآن، جهدهم واستطاعتهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا نقصد بالمشارِكات الملابِسات، إلا تلك التي كرهها أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ونعَض عليها نحن اليوم بالنواجذ، من "الأمهات" و"المتون"، ومما نعظمه تعظيماً، فلعمرو الله ما أعقل أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-، ولعمرو الله كم عندنا مما يخشون ويكرهون، من المذاهب والفروع، ومن "أمهات الكتب" المزاحمة لأم الكتاب!. فأيم الله، ما كُتب كتاب إلا نازع القرآن، ولو أن تنظر فيه!. ومن ارتاب بقولنا، أو شك فيه، فليعد النظر في حديث نبي الله -صلى الله عليه وسلم-:
"أَلاَ إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تُتْلَى الْمَثْنَاةُ فَلاَ يُوجَدُ مَنْ يُغَيِّرُهَا. قِيلَ لَهُ: وَمَا الْمَثْنَاةُ؟ قَالَ: مَا اسْتُكْتِبَ مِنْ كِتَابٍ غَيْرِ الْقُرْآنِ"!.
لأجل نصيحة الدين، يوم اجتمع نفر من المؤمنين على عهدٍ بينهم، في محراب بيت المقدس في المسجد الأقصى، في التاسع من ذي الحجة، يوم عرفة من عام 1425 للهجرة، نصرة لكتاب الله، وتقديمه ورفعته، على ما يزاحمه من متون الناس والمعلِِّمين والدارسين، وأن يُخرج القرآن من كهف الصرف، الذي حصره في التجويد والتزيين، دونما ورود لحوض الحياة فيه، واستبصار بسرجه ونوره وإمامته.
أو كمن جعله فقها يبساً، أحكاما وحدوداً، تاركاً هاجراً كثيره وثقيله من البينات والعبر والأمثال الشاملات المفصلات، فيكفي أن تقيس عدد كتب الفقه إلى ما سواها من عدد التدبر في العبرة والقصص، والذكر الحكيم!.
فجاء "أهل القرآن" لتتقدم كلمة الله على كلمات الناس، عالمهم وجاهلهم، إماماً كان أم تابعاً، وليصبح القرآن شاغل الناس الأول والأوسط والأخير، يتحلقونه كما تتحلق الإبل المساقي، فما لم يكن عند أبي بكر وعمر من "المصنفات"، فلا حاجة لـ"أهل القرآن" بها، إلا ما جُمع من صحيح السنة، فهو حق المؤمنين في البلاغ، ومن خالف هذه اليسيرة الكبيرة، فقد خالف صريح النبوة والكتاب، وما عليه الأصحاب، وجادل بالباطل ليدحض به الحق، واتبع هواه، وزعم أن القرآن والسنة الخالصة، لا تهدي كفاية بذاتها، ولا يؤمَن على من استهدى بها، فلا بد لها من شريك معين!.
ثم ليتحمل كل مؤمن حظه من قراءته -هو بنفسه- لكلمة الله، فيقرأه بقلبه هو، وعينه هو ?أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا?. ناظراً متدبراً مجتهداً حياته كلها لكلمة الله، واهبة الحياة والنور، ?أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ?. غير متعبدٍ لأحد سوى إلهنا وسيدنا العليم الحكيم، تقدست أسماؤه.
بوضوح وجلاء ..
نريد لكل مستطيع ذي عقل وبصيرة، أن ينظر ويتدبر ويدّكر، بما أعطاه الله من العقل والقلب، غير معتكف ولا ملتجم بمقالة السالفين والآخَرين، دونما شك ولا طعن بخيرهم وصلاحهم!، فأن تطالع كتبهم شيء، وأن تتعبد بها شيء آخر، واستعباد العقل شر من استعباد الجسد!.
فلا ضير من مطالعة مقالة المؤمنين والعلماء، فلا بد فيها من علمٍ حق، كما لا تخلو من الزلل والخطأ، ولربما حوت فساداً فاحشاً!. فالتخفف منها والتكثّر من القرآن، هو الأصل عند "أهل القرآن".
فنريد أن نقرأ كلام الله من كتاب الله نفسه، لا من كتب الناس، ولو كانت مشيخة التفسير واُمهاتها، ثم إن عازنا شيء، تخيّرنا الأحسن، ولكن لا نبدأ بالكتب والتفاسير قبل النظر الخالص في كتاب الله!. فقد كان القرآن وكان محمد -صلى الله عليه وسلم-، ولم يكن تفسير ولا مصنفات، وكانت كلمات النبي بذلاً للخاصة والعامة، وكان الخير تميماً عميماً. ?الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا?. ثم جاء التفسير، ودخله الزلل والخلل!.
فلا يُرجع للعالم إلا بما فاتنا من علم بـ"النص الخالص" لآيات الكتاب، أو سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وما سوى ذلك فهو تأويله وفقهه ومذهبه، نأخذ ونترك بالميزان.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإنما الكتاب والسنة عند "أهل القرآن" –حصراً-، هو ما جاء به نبينا الخاتم المعصوم -صلى الله عليه وسلم-، بغير تأويل من "أحد"، ولا تعليق ولا تفسير من أحد، ولا علاقة له البتّة بفقه الفقيه، ولا مذهبه، ولاتفسير المفسرين، فـ"المرفوع" إلى محمد -صلى الله عليه وسلم- دين، و"الموقوف" على غير محمد -صلى الله عليه وسلم- ليس بدين!. "فَبَلَّغَهُ كَمَا سَمِعَهُ"!.
ونريد أن يميّز الناس بين القرآن –كلام الله- كامل العلم والحكمة، عالم الغيب والشهادة، وبين تأويل المتأولين، واجتهاد المتفقهين، وتفسير المفسرين، -بلا استثناء بينهم-، لما يعتريها من قصور البشر وجهالة الإنسان، مهما بلغ أصحابها من العلم والإمامة، وفي أمهات التفسير شهادة على مثل ما نقول.
فأطر الناس على فهم أحد –دون إجماع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم- هو من الإحداث في الدين، والعدوان على النبوة والكتاب، ولا يستثني "أهل القرآن" في ذلك أحداً أبداً.
ويشهد لنا مقالة إمام الحديث وغيره في عهد السابقين، شعبة بن الحجاج، قال: أقوال التابعين في الفروع ليست حجة، فكيف تكون حجة فى التفسير؟.
فنريد أن لا نقف عند موقفِ مَن سلف من الصالحين والمجتهدين من العلماء –محتفظين لهم بمقام محمود-، فما كان رسول الله ليمسك عن تأويل القرآن، ليفرض علينا أحد من الناس تأويل "أحد" من الناس.
فكم من مسألة ذات خطر في ذات الدين، نزل بها الناس عند "ظن" واحد من العلماء، التبست عليه، وزلّ بها، فتابعوه، وليس لهم ولا له فيها بينة ولا برهان، لا من نبوة ولا من كتاب، ثم صار الدين ما يقول، وصار فهمه ورأيه ديناً نصيباً من دين الله!.
فنريد لكل مؤمن ومؤمنة أن يقرأ كتاب الله بنفسه هو، بكل التعظيم والتمجيد والتقديس، مستجمعاً له كل مداركه، سمعاً وبصراً وفؤاداً، ناظراً وسائلاً ومشاركاً كل ذي علم، منزلاً قوله وقول غيره، عالماً أو غير عالم، إماماً أو مجتهداً، كائناً من كان، سلفاً أو خلفاً، أن ينزله القسطاس المستقيم، أن يُسأل عن بينة ما يقول، من كتاب الله أوحديث رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ?وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِالقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً * وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً?.
وما سوى ذلك ممن لم يأت ببينة، فليس بشيء، قاله من قاله، والله لا يستحيي من الحق ?فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ?، ?إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا?. "فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ"، كما بلغنا عن نبينا المعصوم محمد -صلى الله عليه وسلم-.
فالحرمة عندنا لشخص العالم وشخص المؤمن، ولا حرمة لتقوّله ما لم يكن ببرهان، من النبوة والكتاب، ولا ثالث عندنا نحن "أهل القرآن"، إلا ما كان من إجماع الأربعة الخلفاء الراشدين المهديين، على ما سلف لهم من وصية النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد ورد أن علياً رضي الله عنه، كان يستحلف "أصحاب رسول الله"، فيما يحدثونه عنه ليتثبت في دينه، أثم نتبع كل ناعق بغير تبيان؟. فعلى الجميع البينة، وإن كانوا طباق ما بين السماء والأرض ?وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ?.
وقد خلقك الله يوم خلقك فرداً، وهكذا ترجع إليه ?وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ?، فلا تجعل نفسك ظلاً لأحد!، فقد أخرجه الله كما أخرجك، لا تعلمون شيئاً، فتعلّمْ كما تَعَلم هو، ?وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا?، واستعن بالله ولا تعجز، وأكبر أهل العلم، دون أن تميت نفسك!، فطلب العلم فريضة على كل مسلم، كما جاء عن نبينا -صلى الله عليه وسلم-، وقوله: "مَثَلُ أُمَّتِى مَثَلُ الْمَطَرِ لاَ يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَمْ آخِرُهُ".
فمنهج القرآن قائم على الحث والبعث والإحياء والتبصير، بينما مناهج العلم اليوم، على الفرض والإملاء والتقليد والتلقين، فيُخرِج القرآن العلماء العمّال، وتُخرج "مناهج العلم"، نسلاً "نسخاً"، مقلدين معطَّلين.
فاحترم شخص المؤمن –عالماً أو غير عالم- وامتحن قوله، ولو كان إمام الأئمة، فلا نعلم معصوماً ولا نبياً بعد أحمد -صلى الله عليه وسلم-. ?وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا?، فكذبت الأنس وكذبت الجن!، ومن لم يكذب فليس أقل من أن يزل ويخطئ، فتبين ثم تبين ثم تبين، ولو كانت من أئمة الدين ومشيخة الإسلام، فكل يؤخذ من فمه ويرد عليه، إلا إمام النبيين محمد -صلى الله عليه وسلم-.
فالتشدد في البينة في رواية الدين، أقوم وآمن من الاستحياء واللين. ?الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ?.
كل هذا، ليكون السلطان كله للنبوة والكتاب، لا ينازعه فيه كتاب، ولو كان من صالح عن صالح، فلا ينبغي لمن يؤمن بالله ورسوله أن يُحيل أحداً على كتاب غير كتاب الله وسنة أحمد -صلى الله عليه وسلم-، ولا يحتج بكتاب العبد كما يُحتج بكتاب الله، إلا من لا يؤمن بالله واليوم الآخر، ?فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً?.
ولا ينشغل بكتب العبيد، كما ينشغل بكتاب الملك العظيم، إلا مفتون مصروف!.
فما لم يكن في حياة رسول الله، عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فليس من دين "أهل القرآن"، ومن كتب بعدها كتاباً فله أو عليه، وليس من دين الله في شيء، إنما الدين الوحي، نبوة أو كتاب.
?ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ?.
صلاح الدين إبراهيم أبو عرفة
بيت المقدس 1427
ـــــــــــــــــــــــ
* نقلاً عن موقعهم بتصرف خاص.
1430هـ
ن. س.أ / القدس.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحارث العامودي]ــــــــ[02 May 2009, 11:04 م]ـ
الأخ الفاضل أبو محمد نائل
يبدو أن كاتب المقال بعيد عن واقع مسيرة التفسير المباركة. وليس هناك من أهل العلم الذين يعتد بهم من يقدس كلام البشر. ولكن الاستفادة من مسيرة التفسير عبر القرون لا بد منها ابتداء قبل أن ندلوا بدلونا. وهذا شأن كل علم.
ولا أكتمك أخي أنني عندما قرأت المقال شعرت بعدم ارتياح وشعرت وكأن ظلمات تظلل المعاني. وكنت قبل أن اقرأ المقال قرأت مقالاً لأخ كريم ينتقد فيه بعض التفاسير القديمة وسرني كلامه وشعرت بصدقه وإخلاصه. أما مقال الأخ صلاح فلم يزدني إلا ضيقا لما فيه من انتفاش وتهافت أسس.
ولا أكتمك أخي أني قرأت للأخ صلاح فوجدته بعيداً تماماً عن المزاعم التي يزعمها ووجدته يغرب في التفسير ويأتي بالأعاجيب التي يذهل لها كل صاحب فهم سوي. فأرجوك أن تبعد عنا مثل هذه المنغصات التي لا تزيد الإنسان إلا حيرة وبلبلة.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[02 May 2009, 11:11 م]ـ
المقال باختصار شديد ضد قواعد العلم والتعلم، بل هو ضد بعض توجيهات القرآن الكريم.
وفق الله الجميع للفهم عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم حق الفهم.
ـ[أبو محمد نائل]ــــــــ[07 May 2009, 12:24 م]ـ
الأخ الفاضل أبو محمد نائل
يبدو أن كاتب المقال بعيد عن واقع مسيرة التفسير المباركة. وليس هناك من أهل العلم الذين يعتد بهم من يقدس كلام البشر. ولكن الاستفادة من مسيرة التفسير عبر القرون لا بد منها ابتداء قبل أن ندلوا بدلونا. وهذا شأن كل علم.
ولا أكتمك أخي أنني عندما قرأت المقال شعرت بعدم ارتياح وشعرت وكأن ظلمات تظلل المعاني. وكنت قبل أن اقرأ المقال قرأت مقالاً لأخ كريم ينتقد فيه بعض التفاسير القديمة وسرني كلامه وشعرت بصدقه وإخلاصه. أما مقال الأخ صلاح فلم يزدني إلا ضيقا لما فيه من انتفاش وتهافت أسس.
ولا أكتمك أخي أني قرأت للأخ صلاح فوجدته بعيداً تماماً عن المزاعم التي يزعمها ووجدته يغرب في التفسير ويأتي بالأعاجيب التي يذهل لها كل صاحب فهم سوي. فأرجوك أن تبعد عنا مثل هذه المنغصات التي لا تزيد الإنسان إلا حيرة وبلبلة.
الأخ الطيب أبو الحارث ..
قرأت ردك ولن أتعجل بالرد وأشكرك والمسلم حيث وقع نفع.
ـ[أبو محمد نائل]ــــــــ[07 May 2009, 12:28 م]ـ
المقال باختصار شديد ضد قواعد العلم والتعلم، بل هو ضد بعض توجيهات القرآن الكريم.
وفق الله الجميع للفهم عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم حق الفهم.
أخي محب القرآن تحية الإسلام وبعد ..
أرحب بدعائك لفهم القرآن أو للفهم عن الله ورسوله ..
لا أملك إلا الدعاء الى الله بأن نتحلى بالصبر وسعة الصدر وخدمة الإسلام وأن لا نميت التناصح بيننا.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[07 May 2009, 02:23 م]ـ
أخي محب القرآن تحية الإسلام وبعد ..
أرحب بدعائك لفهم القرآن أو للفهم عن الله ورسوله ..
لا أملك إلا الدعاء الى الله بأن نتحلى بالصبر وسعة الصدر وخدمة الإسلام وأن لا نميت التناصح بيننا.
الأخ الفاضل أبو محمد
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم إن تعليقاتنا ما هي إلا من باب التناصح.
أما المقال ففيه تجني كبير، وخلط عريض، وحسن القصد لا يغني عن حسن العمل.
ولأن الوقت لا يتسع للرد على كل مافي المقال من التجني والخلط وعدم الفقه إلا إني أشير إشارات، وهي كالتالي:
يقول الكاتب:
من، متى، ولماذا؟.
?وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا) سورة الفرقان (30) "
هذه الآية في حق الكفار حيث أعرضوا عن سماعه ومحاولة فهمه، كما قال الله تعالى عنهم:
(حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (4) وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آَذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ (5)) سورة فصلت
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا شك أن كل صفة وصف الله بها الكفار وذمهم عليها فيها تحذير لأهل الإيمان من الاتصاف بها، لكن تنزيلها على واقع المسلمين مباشرة من الخطأ الفادح وهذا المسلك هو الذي أودى بالكثير من طلبة العلم إلى الشطط في الأحكام.
يقول الكاتب:
وعن نبي الله صلى الله عليه وسلم قوله:
"أَلاَ إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تُتْلَى الْمَثْنَاةُ فَلاَ يُوجَدُ مَنْ يُغَيِّرُهَا.
قِيلَ لَهُ: وَمَا الْمَثْنَاةُ؟ قَالَ: مَا اسْتُكْتِبَ مِنْ كِتَابٍ غَيْرِ الْقُرْآنِ"!.
هذا الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو.
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6/ 774:
و هو من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، يرويه عنه عمرو
ابن قيس الكندي، رواه عنه جمع رفعه بعضهم و أوقفه بعضهم، و هو في حكم المرفوع لأنه لا يقال بمجرد الرأي، و هم: أولا: يحيى بن حمزة: حدثني عمرو بن قيس الكندي قال: كنت مع أبي الفوارس و أنا غلام شاب، فرأيت الناس مجتمعين على رجل، قلت: من هذا؟ قالوا: عبد الله بن عمرو بن العاص، فسمعته يحدث عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: فذكره.
أخرجه الحاكم (4/ 554) و أورده
الهيثمي في " المجمع " (7/ 326) مرفوعا عن عبد الله بن عمرو، و قال: "
رواه الطبراني و رجاله رجال الصحيح "
. قلت: لعله عند الطبراني من طريق أخرى
غير طريق الكندي هذا، و إلا فالهيثمي واهم في حشره إياه في جملة (رجال الصحيح
)! ثانيا: الأوزاعي عن عمرو بن قيس السكوني قال: خرجت مع أبي في الوفد إلى
معاوية، فسمعت رجلا يحدث الناس يقول: " إن من أشراط الساعة .. " الحديث. قال
: فحدثت بهذا الحديث قوما و فيهم إسماعيل بن عبيد الله، فقال: أنا معك في ذلك
المجلس، تدري من الرجل؟ قلت: لا، قال: عبد الله بن عمرو.
أخرجه الحاكم أيضا، و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (13/ 593 - المدينة) و قال الحاكم: "
صحيح الإسناد ". و وافقه الذهبي. ثالثا: معاوية بن صالح قال: أخبرني عمرو
بن قيس الكندي قال: سمعت عبد الله ابن عمرو بن العاص قال: فذكره موقوفا بلفظ
: " .. كل كتاب سوى كتاب الله ".
أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " (15/ 165/ 19395): زيد بن الحباب قال: أخبرنا معاوية بن صالح ... رابعا: إسماعيل بن عياش عن عمرو بن قيس به إلى قوله: " و يخزن العمل ". أخرجه أبو عمرو الداني في " الفتن " (ق 53/ 1 - 2) و البيهقي في " الشعب " (4/ 306 / 5199) بتمامه.
خامسا: بشر: حدثني عمرو بن قيس به. أخرجه ابن عساكر. (فائدة):
هذا الحديث من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم، فقد تحقق كل ما فيه من الأنباء
، و بخاصة منها ما يتعلق بـ (المثناة) و هي كل ما كتب سوى كتاب الله كما فسره
الراوي، و ما يتعلق به من الأحاديث النبوية و الآثار السلفية، فكأن المقصود
بـ (المثناة) الكتب المذهبية المفروضة على المقلدين. التي صرفتهم مع تطاول
الزمن عن كتاب الله، و سنة رسوله صلى الله عليه وسلم كما هو مشاهد اليوم مع
الأسف من جماهير المتمذهبين، و فيهم كثير من الدكاترة و المتخرجين من كليات
الشريعة، فإنهم جميعا يتدينون بالتمذهب، و يوجبونه على الناس حتى العلماء
منهم، فهذا كبيرهم أبو الحسن الكرخي الحنفي يقول كلمته المشهورة: " كل آية
تخالف ما عليه أصحابنا فهي مؤولة أو منسوخة، و كل حديث كذلك فهو مؤول أو منسوخ
" <1>. فقد جعلوا المذهب أصلا، و القرآن الكريم تبعا، فذلك هو (المثناة)
دون ما شك أو ريب."
ولا شك أن ما ذكره الألباني رحمه الله تعالى صحيح وواقع لكن لا يعنى هذا أن الأمة ليس فيها من يعتني بكتاب الله تعلما وتعليما وتفسيرا. ولو أنا نظرنا نظرة ضيقة لمعنى الحديث لقلنا أن الألباني رحمه الله تعالى قد اشتغل بغير القرآن.
ويقول الكاتب:
(يُتْبَعُ)
(/)
"وبعدما بات القرآن معطَّلاً مؤَخّراً، من الخاصة الدارسين، كما من العامة المتبعين؛ عكوفاً وانشغالاً بكتب الناس والعلماء أنفسهم، بشهادة علَمٍ كابن تيمية، إذ كتب في سجنه الأخير: "ندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن! ". وهو من هو، في مكانة العلماء. فلا حاجة بعد "ندمه" إلى زيادة تدليل على الخرق والثلمة في العلاقة مع القرآن، عند كثير من العلماء والدارسين والدعاة، عدا عن العامة المقلدين؛ وزلة العالم الدارس أشد وقعاً!."
هذا كلام فيه شيء من الصحة ولكنه نظرة من جانب واحد، ولنتأمل العبارة المنسوبة إلى ابن تيمة رحمه الله تعالى، وننظر في نتاج بن تيمة،ألم يكن كله في فهم القرآن والأحكام المستنبطة من القرآن؟ ألم يكن دفاعاً عن القرآن؟
ويقول الكاتب:
"هذا، وما بتنا نراه من تقديم "متون" العلماء ونصوصهم وسطورهم، سواء بسواء مع كتاب الله وتنزيله، –مع تقديرنا وشكرنا لجهدهم-. فيكفي أن تنظر في رسالة دارس أو عالم، أو تسمعه واعظاً أو خطيباً، لترى اعتماده واقتباسه من "متون" العلماء –حرفاً حرفا، بالهيبة والإجلال- كما اقتباسه من كلام الله، بل هو أكثر وأسبق، حتى يظن المؤمن أن هذه "التنصيصات المتنية" هي من أصول الدين، لها ما للقرآن والنبي -صلى الله عليه وسلم- كِفلاً سواءً.
وحتى بات الدارس العالم، يجمع ويجمع من "كتب" العلماء، مستكثراً منها، مكاثراً بها، متقللاً زاهداً بكتاب الله!.
وليس هذا من النبوة ولا هدي أصحابها في شيء، بل هو الإحداث والتبديل بعينه. فبعد أن كان "الكتاب" متفرداً، صار شريكاً مزاحَماً، واحداً بين كثير!."
وهذا فيه شيء من التجني لأن الدارس والعالم أو الواعظ أو الخطيب الواعي الفقيه بما يقول إنما يورد أقوال العلماء لأنه قد استقر في ذهنه ومن خلال بحثه ودراسته أن هذه الأقوال إنما هي فهم صحيح لكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وليس في هذا مزاحمة لكتاب الله.
ويقول الكاتب:
"وهذا حذر الصحابة الأركان من قبل، وعن مثل هذا كانوا ينهون، فقد ورد أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أراد أن يكتب السنن –وهي أصل المسلمين بعد الكتاب، ولسان النبي محمد صلى الله عليه وسلم-، فاستشار أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في ذلك، فأشاروا عليه أن يكتبها، فطفق عمر يستخير الله فيها شهراً، ثم أصبح يوماً وقد عزم الله له، فقال:
"إني كنت أردت أن أكتب السنن، وإني ذكرت قوماً، كانوا قبلكم، كتبوا كتباً، فأكبوا عليها، وتركوا كتاب الله، وإني والله لا ألبس كتاب الله بشيء أبداً"!.
فانظر –حفظك الله- إلى فرقان الفاروق، وانظر كم عندنا من الكتب الملابسات المنازعات القرآن حظه!.
على أننا "أهل القرآن" نحمد الله، أن هيأ للمسلمين من حفظ لهم سنة نبيهم في الصحيح المسند.
وما ورد كذلك عن علي رضي الله عنه، قال:
"أعزم على من كان عنده كتاب إلا رجع فمحاه، فإِنما هكذا الناس، حيث يتبعون أَحاديثَ علمائهم، ويتركون كتاب ربهم"!.
وما ورد كذلك، أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أُتي بصحيفة فيها حديث، فدعا بماء فمحاها، ثم غسلها، ثم أمر بها فأحرقت، ثم قال:
"أُذَكِّرُ بالله رجلاً يعلمها عند أَحدٍ إلا أعلمني به، والله لو أَعلم أَنها بدار الهند لابتلغتُ إليها، بهذا هلك أهل الكتابِ قبلكم حتى نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم، كأنهم لا يعلمون".
وعن ابن سيرين كذلك، قال: "إِنما ضلت بنو إِسرائيل بكتب ورثوها عن آبائهم".
ثم نحن اليوم مثلهم، نتبع سننهم شبراً بشبر، فورثنا كتب التراث، حتى تضايقت أوقاتنا بالقرآن، وانصرفت هممنا إلى غيره من كتب العلماء والمصنفين والمفكرين.
فلأجل نصيحة لكتاب الله، قام "أهل القرآن"؛ ليرجع الناس إلى وصية نبيهم -صلى الله عليه وسلم-، وأصحابه الأمناء، فيتخففوا من كل "المشارِكات الملابسات"، ويتكثروا من القرآن، جهدهم واستطاعتهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا نقصد بالمشارِكات الملابِسات، إلا تلك التي كرهها أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ونعَض عليها نحن اليوم بالنواجذ، من "الأمهات" و"المتون"، ومما نعظمه تعظيماً، فلعمرو الله ما أعقل أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-، ولعمرو الله كم عندنا مما يخشون ويكرهون، من المذاهب والفروع، ومن "أمهات الكتب" المزاحمة لأم الكتاب!. فأيم الله، ما كُتب كتاب إلا نازع القرآن، ولو أن تنظر فيه!. ومن ارتاب بقولنا، أو شك فيه، فليعد النظر في حديث نبي الله -صلى الله عليه وسلم-:"
وأنا هنا أسأل الكاتب:
كيف تجمع بين نقولك عن عمر وعلي رضي الله عنهما وقولك:
"على أننا "أهل القرآن" نحمد الله، أن هيأ للمسلمين من حفظ لهم سنة نبيهم في الصحيح المسند."
وهل كتب التفسير والفقه إلا نتاج النظر في الكتاب والسنة؟
يقول الكاتب:
"فجاء "أهل القرآن" لتتقدم كلمة الله على كلمات الناس، عالمهم وجاهلهم، إماماً كان أم تابعاً، وليصبح القرآن شاغل الناس الأول والأوسط والأخير، يتحلقونه كما تتحلق الإبل المساقي، فما لم يكن عند أبي بكر وعمر من "المصنفات"، فلا حاجة لـ"أهل القرآن" بها، إلا ما جُمع من صحيح السنة، فهو حق المؤمنين في البلاغ، ومن خالف هذه اليسيرة الكبيرة، فقد خالف صريح النبوة والكتاب، وما عليه الأصحاب، وجادل بالباطل ليدحض به الحق، واتبع هواه، وزعم أن القرآن والسنة الخالصة، لا تهدي كفاية بذاتها، ولا يؤمَن على من استهدى بها، فلا بد لها من شريك معين!.
ثم ليتحمل كل مؤمن حظه من قراءته -هو بنفسه- لكلمة الله، فيقرأه بقلبه هو، وعينه هو ?أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا?. ناظراً متدبراً مجتهداً حياته كلها لكلمة الله، واهبة الحياة والنور، ?أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ?. غير متعبدٍ لأحد سوى إلهنا وسيدنا العليم الحكيم، تقدست أسماؤه.
بوضوح وجلاء ..
نريد لكل مستطيع ذي عقل وبصيرة، أن ينظر ويتدبر ويدّكر، بما أعطاه الله من العقل والقلب، غير معتكف ولا ملتجم بمقالة السالفين والآخَرين، دونما شك ولا طعن بخيرهم وصلاحهم!، فأن تطالع كتبهم شيء، وأن تتعبد بها شيء آخر، واستعباد العقل شر من استعباد الجسد!."
هذا كلام خطابي عجيب ولو أن المسلمين فعلوا ما أشار به الكاتب لخرجنا بمفاهيم ومدارس فقهية بعدد أنفاس المتدبرين والدارسين، ولوقعنا في شر مما حذر منه.
ولعل للكلام بقية
وفق الله الجميع لما فيه الخير
ـ[بلفاع]ــــــــ[07 May 2009, 06:46 م]ـ
من، متى، ولماذا؟.
?وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا?
وعن نبي الله صلى الله عليه وسلم قوله:
"أَلاَ إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تُتْلَى الْمَثْنَاةُ فَلاَ يُوجَدُ مَنْ يُغَيِّرُهَا.
قِيلَ لَهُ: وَمَا الْمَثْنَاةُ؟ قَالَ: مَا اسْتُكْتِبَ مِنْ كِتَابٍ غَيْرِ الْقُرْآنِ"!.
وعن أبي موسى الأشعري، قال: "إن بني إسرائيل كتبوا كتاباً فاتبعوه، وتركوا التوراة" ..
وبعدما بات القرآن معطَّلاً مؤَخّراً، من الخاصة الدارسين، كما من العامة المتبعين؛ عكوفاً وانشغالاً بكتب الناس والعلماء أنفسهم، بشهادة علَمٍ كابن تيمية، إذ كتب في سجنه الأخير: "ندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن! ". وهو من هو، في مكانة العلماء. فلا حاجة بعد "ندمه" إلى زيادة تدليل على الخرق والثلمة في العلاقة مع القرآن، عند كثير من العلماء والدارسين والدعاة، عدا عن العامة المقلدين؛ وزلة العالم الدارس أشد وقعاً!.
هذا، وما بتنا نراه من تقديم "متون" العلماء ونصوصهم وسطورهم، سواء بسواء مع كتاب الله وتنزيله، –مع تقديرنا وشكرنا لجهدهم-. فيكفي أن تنظر في رسالة دارس أو عالم، أو تسمعه واعظاً أو خطيباً، لترى اعتماده واقتباسه من "متون" العلماء –حرفاً حرفا، بالهيبة والإجلال- كما اقتباسه من كلام الله، بل هو أكثر وأسبق، حتى يظن المؤمن أن هذه "التنصيصات المتنية" هي من أصول الدين، لها ما للقرآن والنبي -صلى الله عليه وسلم- كِفلاً سواءً.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحتى بات الدارس العالم، يجمع ويجمع من "كتب" العلماء، مستكثراً منها، مكاثراً بها، متقللاً زاهداً بكتاب الله!.
وليس هذا من النبوة ولا هدي أصحابها في شيء، بل هو الإحداث والتبديل بعينه. فبعد أن كان "الكتاب" متفرداً، صار شريكاً مزاحَماً، واحداً بين كثير!.
وهذا حذر الصحابة الأركان من قبل، وعن مثل هذا كانوا ينهون، فقد ورد أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أراد أن يكتب السنن –وهي أصل المسلمين بعد الكتاب، ولسان النبي محمد صلى الله عليه وسلم-، فاستشار أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في ذلك، فأشاروا عليه أن يكتبها، فطفق عمر يستخير الله فيها شهراً، ثم أصبح يوماً وقد عزم الله له، فقال:
"إني كنت أردت أن أكتب السنن، وإني ذكرت قوماً، كانوا قبلكم، كتبوا كتباً، فأكبوا عليها، وتركوا كتاب الله، وإني والله لا ألبس كتاب الله بشيء أبداً"!.
فانظر –حفظك الله- إلى فرقان الفاروق، وانظر كم عندنا من الكتب الملابسات المنازعات القرآن حظه!.
على أننا "أهل القرآن" نحمد الله، أن هيأ للمسلمين من حفظ لهم سنة نبيهم في الصحيح المسند.
وما ورد كذلك عن علي رضي الله عنه، قال:
"أعزم على من كان عنده كتاب إلا رجع فمحاه، فإِنما هكذا الناس، حيث يتبعون أَحاديثَ علمائهم، ويتركون كتاب ربهم"!.
وما ورد كذلك، أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أُتي بصحيفة فيها حديث، فدعا بماء فمحاها، ثم غسلها، ثم أمر بها فأحرقت، ثم قال:
"أُذَكِّرُ بالله رجلاً يعلمها عند أَحدٍ إلا أعلمني به، والله لو أَعلم أَنها بدار الهند لابتلغتُ إليها، بهذا هلك أهل الكتابِ قبلكم حتى نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم، كأنهم لا يعلمون".
وعن ابن سيرين كذلك، قال: "إِنما ضلت بنو إِسرائيل بكتب ورثوها عن آبائهم".
ثم نحن اليوم مثلهم، نتبع سننهم شبراً بشبر، فورثنا كتب التراث، حتى تضايقت أوقاتنا بالقرآن، وانصرفت هممنا إلى غيره من كتب العلماء والمصنفين والمفكرين.
فلأجل نصيحة لكتاب الله، قام "أهل القرآن"؛ ليرجع الناس إلى وصية نبيهم -صلى الله عليه وسلم-، وأصحابه الأمناء، فيتخففوا من كل "المشارِكات الملابسات"، ويتكثروا من القرآن، جهدهم واستطاعتهم.
ولا نقصد بالمشارِكات الملابِسات، إلا تلك التي كرهها أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ونعَض عليها نحن اليوم بالنواجذ، من "الأمهات" و"المتون"، ومما نعظمه تعظيماً، فلعمرو الله ما أعقل أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-، ولعمرو الله كم عندنا مما يخشون ويكرهون، من المذاهب والفروع، ومن "أمهات الكتب" المزاحمة لأم الكتاب!. فأيم الله، ما كُتب كتاب إلا نازع القرآن، ولو أن تنظر فيه!. ومن ارتاب بقولنا، أو شك فيه، فليعد النظر في حديث نبي الله -صلى الله عليه وسلم-:
"أَلاَ إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تُتْلَى الْمَثْنَاةُ فَلاَ يُوجَدُ مَنْ يُغَيِّرُهَا. قِيلَ لَهُ: وَمَا الْمَثْنَاةُ؟ قَالَ: مَا اسْتُكْتِبَ مِنْ كِتَابٍ غَيْرِ الْقُرْآنِ"!.
لأجل نصيحة الدين، يوم اجتمع نفر من المؤمنين على عهدٍ بينهم، في محراب بيت المقدس في المسجد الأقصى، في التاسع من ذي الحجة، يوم عرفة من عام 1425 للهجرة، نصرة لكتاب الله، وتقديمه ورفعته، على ما يزاحمه من متون الناس والمعلِِّمين والدارسين، وأن يُخرج القرآن من كهف الصرف، الذي حصره في التجويد والتزيين، دونما ورود لحوض الحياة فيه، واستبصار بسرجه ونوره وإمامته.
أو كمن جعله فقها يبساً، أحكاما وحدوداً، تاركاً هاجراً كثيره وثقيله من البينات والعبر والأمثال الشاملات المفصلات، فيكفي أن تقيس عدد كتب الفقه إلى ما سواها من عدد التدبر في العبرة والقصص، والذكر الحكيم!.
فجاء "أهل القرآن" لتتقدم كلمة الله على كلمات الناس، عالمهم وجاهلهم، إماماً كان أم تابعاً، وليصبح القرآن شاغل الناس الأول والأوسط والأخير، يتحلقونه كما تتحلق الإبل المساقي، فما لم يكن عند أبي بكر وعمر من "المصنفات"، فلا حاجة لـ"أهل القرآن" بها، إلا ما جُمع من صحيح السنة، فهو حق المؤمنين في البلاغ، ومن خالف هذه اليسيرة الكبيرة، فقد خالف صريح النبوة والكتاب، وما عليه الأصحاب، وجادل بالباطل ليدحض به الحق، واتبع هواه، وزعم أن القرآن والسنة الخالصة، لا تهدي كفاية بذاتها، ولا يؤمَن على من استهدى بها، فلا
(يُتْبَعُ)
(/)
بد لها من شريك معين!.
ثم ليتحمل كل مؤمن حظه من قراءته -هو بنفسه- لكلمة الله، فيقرأه بقلبه هو، وعينه هو ?أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا?. ناظراً متدبراً مجتهداً حياته كلها لكلمة الله، واهبة الحياة والنور، ?أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ?. غير متعبدٍ لأحد سوى إلهنا وسيدنا العليم الحكيم، تقدست أسماؤه.
بوضوح وجلاء ..
نريد لكل مستطيع ذي عقل وبصيرة، أن ينظر ويتدبر ويدّكر، بما أعطاه الله من العقل والقلب، غير معتكف ولا ملتجم بمقالة السالفين والآخَرين، دونما شك ولا طعن بخيرهم وصلاحهم!، فأن تطالع كتبهم شيء، وأن تتعبد بها شيء آخر، واستعباد العقل شر من استعباد الجسد!.
فلا ضير من مطالعة مقالة المؤمنين والعلماء، فلا بد فيها من علمٍ حق، كما لا تخلو من الزلل والخطأ، ولربما حوت فساداً فاحشاً!. فالتخفف منها والتكثّر من القرآن، هو الأصل عند "أهل القرآن".
فنريد أن نقرأ كلام الله من كتاب الله نفسه، لا من كتب الناس، ولو كانت مشيخة التفسير واُمهاتها، ثم إن عازنا شيء، تخيّرنا الأحسن، ولكن لا نبدأ بالكتب والتفاسير قبل النظر الخالص في كتاب الله!. فقد كان القرآن وكان محمد -صلى الله عليه وسلم-، ولم يكن تفسير ولا مصنفات، وكانت كلمات النبي بذلاً للخاصة والعامة، وكان الخير تميماً عميماً. ?الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا?. ثم جاء التفسير، ودخله الزلل والخلل!.
فلا يُرجع للعالم إلا بما فاتنا من علم بـ"النص الخالص" لآيات الكتاب، أو سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وما سوى ذلك فهو تأويله وفقهه ومذهبه، نأخذ ونترك بالميزان.
فإنما الكتاب والسنة عند "أهل القرآن" –حصراً-، هو ما جاء به نبينا الخاتم المعصوم -صلى الله عليه وسلم-، بغير تأويل من "أحد"، ولا تعليق ولا تفسير من أحد، ولا علاقة له البتّة بفقه الفقيه، ولا مذهبه، ولاتفسير المفسرين، فـ"المرفوع" إلى محمد -صلى الله عليه وسلم- دين، و"الموقوف" على غير محمد -صلى الله عليه وسلم- ليس بدين!. "فَبَلَّغَهُ كَمَا سَمِعَهُ"!.
ونريد أن يميّز الناس بين القرآن –كلام الله- كامل العلم والحكمة، عالم الغيب والشهادة، وبين تأويل المتأولين، واجتهاد المتفقهين، وتفسير المفسرين، -بلا استثناء بينهم-، لما يعتريها من قصور البشر وجهالة الإنسان، مهما بلغ أصحابها من العلم والإمامة، وفي أمهات التفسير شهادة على مثل ما نقول.
فأطر الناس على فهم أحد –دون إجماع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم- هو من الإحداث في الدين، والعدوان على النبوة والكتاب، ولا يستثني "أهل القرآن" في ذلك أحداً أبداً.
ويشهد لنا مقالة إمام الحديث وغيره في عهد السابقين، شعبة بن الحجاج، قال: أقوال التابعين في الفروع ليست حجة، فكيف تكون حجة فى التفسير؟.
فنريد أن لا نقف عند موقفِ مَن سلف من الصالحين والمجتهدين من العلماء –محتفظين لهم بمقام محمود-، فما كان رسول الله ليمسك عن تأويل القرآن، ليفرض علينا أحد من الناس تأويل "أحد" من الناس.
فكم من مسألة ذات خطر في ذات الدين، نزل بها الناس عند "ظن" واحد من العلماء، التبست عليه، وزلّ بها، فتابعوه، وليس لهم ولا له فيها بينة ولا برهان، لا من نبوة ولا من كتاب، ثم صار الدين ما يقول، وصار فهمه ورأيه ديناً نصيباً من دين الله!.
فنريد لكل مؤمن ومؤمنة أن يقرأ كتاب الله بنفسه هو، بكل التعظيم والتمجيد والتقديس، مستجمعاً له كل مداركه، سمعاً وبصراً وفؤاداً، ناظراً وسائلاً ومشاركاً كل ذي علم، منزلاً قوله وقول غيره، عالماً أو غير عالم، إماماً أو مجتهداً، كائناً من كان، سلفاً أو خلفاً، أن ينزله القسطاس المستقيم، أن يُسأل عن بينة ما يقول، من كتاب الله أوحديث رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ?وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِالقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً * وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ
(يُتْبَعُ)
(/)
أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً?.
وما سوى ذلك ممن لم يأت ببينة، فليس بشيء، قاله من قاله، والله لا يستحيي من الحق ?فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ?، ?إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا?. "فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ"، كما بلغنا عن نبينا المعصوم محمد -صلى الله عليه وسلم-.
فالحرمة عندنا لشخص العالم وشخص المؤمن، ولا حرمة لتقوّله ما لم يكن ببرهان، من النبوة والكتاب، ولا ثالث عندنا نحن "أهل القرآن"، إلا ما كان من إجماع الأربعة الخلفاء الراشدين المهديين، على ما سلف لهم من وصية النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد ورد أن علياً رضي الله عنه، كان يستحلف "أصحاب رسول الله"، فيما يحدثونه عنه ليتثبت في دينه، أثم نتبع كل ناعق بغير تبيان؟. فعلى الجميع البينة، وإن كانوا طباق ما بين السماء والأرض ?وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ?.
وقد خلقك الله يوم خلقك فرداً، وهكذا ترجع إليه ?وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ?، فلا تجعل نفسك ظلاً لأحد!، فقد أخرجه الله كما أخرجك، لا تعلمون شيئاً، فتعلّمْ كما تَعَلم هو، ?وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا?، واستعن بالله ولا تعجز، وأكبر أهل العلم، دون أن تميت نفسك!، فطلب العلم فريضة على كل مسلم، كما جاء عن نبينا -صلى الله عليه وسلم-، وقوله: "مَثَلُ أُمَّتِى مَثَلُ الْمَطَرِ لاَ يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَمْ آخِرُهُ".
فمنهج القرآن قائم على الحث والبعث والإحياء والتبصير، بينما مناهج العلم اليوم، على الفرض والإملاء والتقليد والتلقين، فيُخرِج القرآن العلماء العمّال، وتُخرج "مناهج العلم"، نسلاً "نسخاً"، مقلدين معطَّلين.
فاحترم شخص المؤمن –عالماً أو غير عالم- وامتحن قوله، ولو كان إمام الأئمة، فلا نعلم معصوماً ولا نبياً بعد أحمد -صلى الله عليه وسلم-. ?وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا?، فكذبت الأنس وكذبت الجن!، ومن لم يكذب فليس أقل من أن يزل ويخطئ، فتبين ثم تبين ثم تبين، ولو كانت من أئمة الدين ومشيخة الإسلام، فكل يؤخذ من فمه ويرد عليه، إلا إمام النبيين محمد -صلى الله عليه وسلم-.
فالتشدد في البينة في رواية الدين، أقوم وآمن من الاستحياء واللين. ?الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ?.
كل هذا، ليكون السلطان كله للنبوة والكتاب، لا ينازعه فيه كتاب، ولو كان من صالح عن صالح، فلا ينبغي لمن يؤمن بالله ورسوله أن يُحيل أحداً على كتاب غير كتاب الله وسنة أحمد -صلى الله عليه وسلم-، ولا يحتج بكتاب العبد كما يُحتج بكتاب الله، إلا من لا يؤمن بالله واليوم الآخر، ?فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً?.
ولا ينشغل بكتب العبيد، كما ينشغل بكتاب الملك العظيم، إلا مفتون مصروف!.
فما لم يكن في حياة رسول الله، عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فليس من دين "أهل القرآن"، ومن كتب بعدها كتاباً فله أو عليه، وليس من دين الله في شيء، إنما الدين الوحي، نبوة أو كتاب.
?ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ?.
صلاح الدين إبراهيم أبو عرفة
بيت المقدس 1427
ـــــــــــــــــــــــ
* نقلاً عن موقعهم بتصرف خاص.
1430هـ
ن. س.أ / القدس.
بسم الله الرحمان الرحيم
لقد قرأت موضوعك جيدا و قد أعجني كثيرا قولك:
(وحتى بات الدارس العالم، يجمع ويجمع من "كتب" العلماء، مستكثراً منها، مكاثراً بها، متقللاً زاهداً بكتاب الله!.
وليس هذا من النبوة ولا هدي أصحابها في شيء، بل هو الإحداث والتبديل بعينه. فبعد أن كان "الكتاب" متفرداً، صار شريكاً مزاحَماً، واحداً بين كثير!.)
فأن أوافق كثيرا على ما جاء في كلامك و تحليلاتك .. و هذا واقع نراه و نلحظه في جميع أوساط المحتمعات الإسلامية.إلا من رحم ربك .. أصبح الناس عامة يتهافتون على كل الكتب الإسلامية أو دينية .. و يتسابقون في اقتنائها .. خاصة تلك المتعلقة بمذهب كل واحد أو عالم أو واعظ كل طائفة .. !!!!
تعصب خطير جدا ظهر إلى الوجود وانتشر في الأوساط و في كل الشرائح .. ؟؟
يفرحون .. و يهللون لعلمائهم و مذهبهم و طوائفهم .. و لا يفرحون لكلام الله الذي أصبح مهجورا ..
لاحظوا جيدا في خطب الجمعة لهذا الأسبوع مثلا.: كم هو عدد آيات الله المذكورة في كل خطبة .. ؟؟ و بما ذا يفتتحون جل الخطباء خطبهم .. و ستعلمون حينها مقدار هجران كلام الله .. ؟؟ و هل يذكرون النبيئين .. و القصص القرآني .. في خطبهم.وووو؟؟
و لنا عودة في الموضوع بحول الله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[07 May 2009, 11:58 م]ـ
لاحظوا جيدا في خطب الجمعة لهذا الأسبوع مثلا.: كم هو عدد آيات الله المذكورة في كل خطبة .. ؟؟ و بما ذا يفتتحون جل الخطباء خطبهم .. و ستعلمون حينها مقدار هجران كلام الله .. ؟؟ و هل يذكرون النبيئين .. و القصص القرآني .. في خطبهم.وووو؟؟
و لنا عودة في الموضوع بحول الله ..
الأخ الفاضل بلفاع عد إلى ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم وما صح عن الصحابة من الخطب وانظر كم فيها من القرآن الكريم.
خذ مثالاً خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في يوم عرفة ويوم النحر وقل لنا كم فيها من الآيات؟
لماذا نهرف أحياناً بما لا نعرف؟
إن الله أمرنا بقوله:"وإذا قلتم فاعدلوا"
فلماذا الشطط في الأحكام؟
ـ[بلفاع]ــــــــ[08 May 2009, 01:17 ص]ـ
الأخ الفاضل بلفاع عد إلى ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم وما صح عن الصحابة من الخطب وانظر كم فيها من القرآن الكريم.
خذ مثالاً خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في يوم عرفة ويوم النحر وقل لنا كم فيها من الآيات؟
لماذا نهرف أحياناً بما لا نعرف؟
إن الله أمرنا بقوله:"وإذا قلتم فاعدلوا"
فلماذا الشطط في الأحكام؟
يا محب القرآن انا لست في صدد الكلام عن خطب الرسول أو التعليق عليها .. فأنا أقصد و أعنيى بكلامي الجيل الصاعد من الوعاظ و الدعاة .. تابع بالله عليك خطب هذا الجمعة .. و ستعلم أني (لا أهرف .. و لا اشطط .. ) و إلى الملتقى إن شاء الله
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[08 May 2009, 01:41 ص]ـ
الأخ الكريم بلفاع
يبدو أنك لم تفهم مقصد الأخ محب القرآن، فأظنه يريد أن يقول لك إنّ خطب الرسول عليه السلام وكذلك الصحابة الكرام لم تكن تحتوي بالضرورة على الكثير من الآيات الكريمة.
المساجد في العالم الإسلامي تعد بالملايين. والخطباء درجات في العلم والخبرة والمقدرة والكفاية. ويغلب أن تكون الخطبة دقائق معدودات، ويغلب أن تتضمن آيات كريمة أو أحاديث شريفة.
من السهل على كل إنسان أن ينتقد وأن يصول ويجول مبرزاً للسلبيات، ولكن من الصعب أن نقدّم للناس الأفكار الإبداعية الأصيلة. وما أنصح به هنا أن نقدم للناس فهماً عميقاً فيه جدة وأصالة.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 May 2009, 01:23 م]ـ
من السهل على كل إنسان أن ينتقد وأن يصول ويجول مبرزاً للسلبيات، ولكن من الصعب أن نقدّم للناس الأفكار الإبداعية الأصيلة. وما أنصح به هنا أن نقدم للناس فهماً عميقاً فيه جدة وأصالة.
بارك الله فيك أخي أبو عمرو
هذه مشكلتنا في هذا الزمن نضخم السلبيات وننفخ فيها وننسى أو نتجاهل الجوانب الإيجابية، وهذا له أثره السيء وبخاصة حين يكون الحديث عن تأريخ الأمة وتراثها.
يا أخي الكريم أمة بلا تأريخ وبلا تراث أمة بلا هوية.
وإن المرء ليصاب بالأسى والحزن حين يرى من يحاول تجاوز تأريخ الأمة وتراثها بدعوى التجديد تارة وبدعو التصحيح تارة.
وأنا لست ضد التجديد ولا ضد التصحيح،بل هو مطلب و فريضة، لكن ليس بالأسلوب الذي نراه اليوم والذي يريد أن يمسح ذاكرة الأمة.
وما ذكرته أخي الكريم هو الحق والصواب نريد أفكارا فيها إبداع مع المحافظة على الأصالة، وهذا لا يكون إلا من عقليات ناضجة على دراية كافية بواقع الأمة وتأريخها.
وفق الله الجميع لما فيه الخير.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[بلفاع]ــــــــ[08 May 2009, 03:36 م]ـ
الأخ الكريم بلفاع
يبدو أنك لم تفهم مقصد الأخ محب القرآن، فأظنه يريد أن يقول لك إنّ خطب الرسول عليه السلام وكذلك الصحابة الكرام لم تكن تحتوي بالضرورة على الكثير من الآيات الكريمة.
المساجد في العالم الإسلامي تعد بالملايين. والخطباء درجات في العلم والخبرة والمقدرة والكفاية. ويغلب أن تكون الخطبة دقائق معدودات، ويغلب أن تتضمن آيات كريمة أو أحاديث شريفة.
من السهل على كل إنسان أن ينتقد وأن يصول ويجول مبرزاً للسلبيات، ولكن من الصعب أن نقدّم للناس الأفكار الإبداعية الأصيلة. وما أنصح به هنا أن نقدم للناس فهماً عميقاً فيه جدة وأصالة.
بسم الله الرحمان الرحيم
سأرد على تعقيبكم يا أبو عمرو إن شاء الله .. بكل هدوء أرجو منكم التحلي بالصبر و لا داعي للتسرع و إصدار الأحكام ..
و لقد قلتم:
(يُتْبَعُ)
(/)
(يبدو أنك لم تفهم مقصد الأخ محب القرآن، فأظنه يريد أن يقول لك إنّ خطب الرسول عليه السلام وكذلك الصحابة الكرام لم تكن تحتوي بالضرورة على الكثير من الآيات الكريمة.)
أنا لا أسطيع أن أحكم على الخطب و ما روي عنها و وصل إلينا .. الله أعلم .. فأنا لا أستطيع أن أكذب أو أؤكد .. فهذا ليس من اختصاصك و لا من اختصاصي .. فهذا متروك للعلماء التقاة .. أقول التقاة ..
و أضفتم كذلك: أن
(المساجد في العالم الإسلامي تعد بالملايين. والخطباء درجات في العلم والخبرة والمقدرة والكفاية. ويغلب أن تكون الخطبة دقائق معدودات، ويغلب أن تتضمن آيات كريمة أو أحاديث شريفة.)
نعم انا متفق معك أن الخطباء في العالم درجات فعلا .. و ليست القضية في الدقائق و لكن ماذا يقال في هذه الدقائق.؟ و ما ذا يتلقى المستمع في هذه الدقائق أو في هذه السويعات .. ؟؟
و الله تعالى يقول في محكم كتابه في شأن الدعوة إلى الله .. :
ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ [النحل: 125]
لاحظ جيدا: سبيل ربك .. ما هو سبيل الله؟ إنه القرآن .. و أرجوك يا أبو عمرو أن لا تفهم أني في صدد نفي السنة!!! لا .. و ألف لا .. فأنا من المواضبين لسنة رسولنا الكريم بحول الله و لا أريد أن أزكي نفسي ..
لاحظ جيدا (سبيل ربك) ثم في نفس الآية هناك (ضل عن سبيله) و السبيل دائما يأتي في القرآن بمعنى كلام الله
لاحظ جيدا:
قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [يوسف: 108]
و الله تعالى يقول لرسوله قل هذه سبيلي .. أدعو
.. بمعنى ذلك اني أريد أن اوضح فقط أن الدعوة إلى الله تكون دوما وغالبا بكلام الله لأن كلام الله هو الذي يهدي وحده ..
إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي ...
وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي ..
وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ ...
قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ.يَهْدِي بِهِ اللّهُ ...
ألا ترون أن كلام الله هو الذي يهدي. لأن فيه سر غيبي لا يعلمه إلا الله .. فشتان بين كلام الله و كلام البشر ..
و أخيرا قلتم لنا:
(من السهل على كل إنسان أن ينتقد وأن يصول ويجول مبرزاً للسلبيات، ولكن من الصعب أن نقدّم للناس الأفكار الإبداعية الأصيلة. وما أنصح به هنا أن نقدم للناس فهماً عميقاً فيه جدة وأصالة. [/ QUOTE])
أنا لست هنا كي أنتقد بل أصوب بإذن الله .. و أحاور إخواني بما أوتيت من العلم القليل ..
و هذا هو مفهومي الذي رجوت أن أبلغه و أوصله لكافة الناس ..
و لكم منا جزيل الشكر يا أبو عمرو .. و طيب الله أوقاتك
ـ[أبو محمد نائل]ــــــــ[05 Jun 2009, 10:55 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
الأصل في العلم النشر وليس الحشر
تجد أخي الكريم
متابعة للموضوع هنا:
http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?p=1373&posted=1#post1373
ـ[أبو محمد نائل]ــــــــ[13 Sep 2010, 07:55 ص]ـ
1431هـ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Sep 2010, 08:09 ص]ـ
أشكر أخي أبا الحارث العمودي وأخي أبا سعد الغامدي على ما تفضلا به من التعقيب، وقد سبق نقاش مثل هذه المقالات المتجاوزة لفهم العلماء والمنتقصة للتراث العلمي الأصيل بحجة الأخذ من الكتاب والسنة مباشرة دون واسطة.
نسأل الله للجميع الهداية للحق والصواب.(/)
إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[02 May 2009, 10:01 م]ـ
أيهما الدليل على الآخر الخشية أم العلم؟
لا تبخلوا علينا بمشاركتكم، وفق الله الجميع لما فيه الخير.
اللهم صل وسلم وبارك عل عبدك ورسولك محمد.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[02 May 2009, 11:48 م]ـ
السلام عليكم
سؤال جيد
الخشية عمل قلبى
أما العلم فله دلائله؛ فإن كان شخصا ما من العلماء فأستطيع أن أقول عنه أنه يخشى الله؛ أي أن العلم دليل على الخشية
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[03 May 2009, 08:41 ص]ـ
ربما يكونُ الأولى والأوَّلُ في السؤال: أيُّ علمٍ ذلك المورثُ للخشية , أو المُرادُ في الآية , فإذا عُلم ذلك سُئلَ عن أيهما يدل على الآخر.؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[03 May 2009, 01:12 م]ـ
أيهما الدليل على الآخر الخشية أم العلم؟
لا تبخلوا علينا بمشاركتكم، وفق الله الجميع لما فيه الخير.
اللهم صل وسلم وبارك عل عبدك ورسولك محمد.
أرى أن الخشية هي الدليل على العلم وليس العكس، ولهذا قُدمت الخشية على العلم في الآية.
ثم هل مجرد التحصيل العلمي كاف ليجعل صاحبه ممن يخشون الله؟ عالم الرياضيات وعالم الذرة وباقي العلوم الطبيعية، هل مجرد كونهم علماء في تخصصاتهم يجعلهم يخشون الله؟ لو كان ذلك لأعلن نيوتن اسلامه.
إذن يبقى العلماء في مجال الدراسات الدينية، وهؤلاء أيضا هل كلهم ممن يخشون الله؟ لا. إن من الممكن ان يبدع في مجال الدراسات الدينية شخص غير مسلم، وبذلك فهو من العلماء في هذا المجال ولكنه يظل على دينه .. ومن العلماء ممن تختلف أفعاله (المنافية للخشية) عن أقواله في أمور الدين ..
وبناء عليه، فالخشية الحقيقية هي صفة العلماء الحقيقيين، صنف من العلماء هم أصحاب الوجه الواحد وأصحاب كلمة الحق الذين لا يخشون غير الله، ولا يخافون لومة لائم، ولا ينظرون إلى مصلحة دنبوية او كسب مادي ـ، أو إرضاء لحاكم.
هؤلاء تسيرهم خشية الله، ويحكمونها في كل أمورهم، هؤلاء هم العلماء الذين تعنيهم الآية. والله أعلم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[03 May 2009, 01:39 م]ـ
الأخ الفاضل مصطفى سعيد
والخشية لها دلائلها أيضا.
الأخ الفاضل محمود بن كابر
بإمكانك أن تجيب عن الأثنين معاً.
الأخ الفاضل عبد الله جلغوم
كلمات موفقة وسديدة
وفق الله الجميع لما فيه الخير.
ـ[شاكر]ــــــــ[03 May 2009, 10:59 م]ـ
حياك الله أخانا الفاضل محب القرآن
الخشية هي الدلالة على العلم،
وعكسها تماما .. عدم مراقبة الله وتقواه .. فإنها دلالة على الجهل.
كما قال السلف الصالح " كل من عصى الله فهو جاهل".
وقال أبو الدرداء رضي الله عنه:
" يرزق الله العلم السعداء ويحرمه الأشقياء"
وقال الشاطبي رحمه الله:
"العلم المعتبر شرعا هو العلم الباعث على العمل، الذي لا يُخلي صاحبه جاريا مع هواه كيفما كان،
بل هو المقيد لصاحبه بمقتضاه، الحامل على قوانينه طوعا وكرها " (الموافقات ج1 ص65)
ولهذا فإن الخشية هي علامة من علامات العلماء الصالحين وبها يتميزون عن علماء السؤ.
وكم من حامل علم لا يتق الله في في أقواله ولا أعماله أو بمجرد كتمانه لما أنزل الله من بينات.
ومثل هؤلاء وصفهم الله تعالى في كتابه الكريم تارة بالكلب الذي إن تحمل عليه يلهث ..
وتارة بالحمار يحمل اسفارا .. وتارة لعنهم جل جلاله وكذلك لعنهم اللاعنون ..
وقد وصف أهل العلم الساكت عن قول الحق يالشيطان الأخرس، فكيف بمن يقول بخلافه وهو يعلم؟!
أللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع، وقلب لا يخشع ..
أللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[03 May 2009, 11:11 م]ـ
السلام عليكم
العلوم -علوم الخلق -المذكورة فى الآيات {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ *وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} فاطر27 ,28.
(يُتْبَعُ)
(/)
نيوتن واخوانه علماء نعم ولكن ليسوا من عباد الله؛ لأن -عباد - تأتى للمؤمنين؛ و-عبيد - للكافرين
المقارنة تكون بين مؤمن عالم ومؤمن غير عالم بعلوم الكون وعالم الخلق؛ فأيهما يخشى الله
ونحن فى شوق لنعلم دلائل الخشية
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[04 May 2009, 12:25 ص]ـ
السلام عليكم
ونحن فى شوق لنعلم دلائل الخشية
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
دلائل الخشية لا تخفى تظهر على أهلها في ألفاظهم وألحاظهم في حركاتهم وسكناتهم في طاعتهم لله في أمره ونهيه، في وقوفهم عند حدود الله، في أخلاقهم؛ في تواضعهم، في رحمتهم، في رفقهم،في حلمهم، في عفوهم، في مسارعتهم في الخير ........... ما أجمل أوصافهم في كتاب الله وإليك بعضاً منها:
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4)) سورة الأنفال
(أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (19) الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ (20) وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ (21) وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24) سورة الرعد
(وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67) وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71) وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76)) سورة الفرقان
(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19)) سورة الذاريات
أخي الفاضل مصطفى سعيد
إن العمل دليل الإيمان ودليل الخشية ودليل العلم في نفس الوقت، وكلما كان المرء أعلم بالله كان له أتقى وأخشى، ولما كان الرسول صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بالله كان أتقاهم له وأشدهم خشية.
إذن الخشية من أعمال القلوب والأعمال الظاهرة دليل عليها.
أسأل الله تعالى بفضله ومنه وكرمه أن يجعلني وإياك والمسلمين أجمعين من أهل خشيته العاملين بما علموا، فإنهم خير بريته كما قال تعالى:
(إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8)) سورة البينة
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وآله الطيبين الطاهرين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[04 May 2009, 01:29 ص]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك
يقول البعض أن آية فاطر اختصت علماء الكونيات المؤمنين بالخشية؛فهل توافقهم؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[04 May 2009, 09:57 ص]ـ
الأخ الفاضل شاكر
حياك الله وبياك
وجزاك خيرا على مداخلتك القيمة وجعلها في موازين حسناتك
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[04 May 2009, 10:27 ص]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك
يقول البعض أن آية فاطر اختصت علماء الكونيات المؤمنين بالخشية؛فهل توافقهم؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
التخصيص يحتاج إلى دليل
وظاهر الأدلة النقلية والعقلية تدل على خلاف التخصيص، ومن ذلك ما أشارت إليه السورة نفسها في قوله تعالى:
(وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ) (18)
فكل من انتفع بنذارة النبي صلى الله عليه وسلم فهو من أهل خشية الله تعالى.
وهناك إشارة أخرى في الآيات التي تلي الآية محل النقاش:
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27) وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28) إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30))
فتلاوة الكتاب وإقام الصلاة والإنفاق إشارة إلى أظهر صفات أهل الخشية.
ولا شك أن العالم المؤمن أحق أن يكون أخشى لله من غيره، ولكن السؤال ما هو معيار العلم؟ أو ما هي حقيقة العلم والعالم؟
هل هي مجرد المعرفة بمجموعة من الحقائق والنظريات ودقائق الأمور؟ أم هو شيء آخر؟
ـ[ Amara] ــــــــ[04 May 2009, 02:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما
اخوتي و احباء قلبي
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته،
لعلي أتكلم وإن كنت في العلم قل، تثويرا للقرآن فإن فيه من المعاني ما تخفى عن البصير ..
كان سؤال الأخ محب القرآن .. أيهما الدليل على الآخر الخشية أم العلم؟
و لعلي أراجعه السؤال: فأقول .. هل العلم متعلق بالناس في عمومهم أم بعباد الله؟
لننظر في الآية:
ألم تر ان الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها و من الجبال جدد بيض و حمر مختلف ألوانها و غرابيب سود و من الناس و الدواب و الأنعام مختلف ألوانه كدلك إنما يخشى الله من عباده العلماء ...
فالله تعالى يحدثنا عن عباد الله إدن ..
و في هده الآيات أمر مخفي هو وجوب النظر فيما دعانا إليه .. و هو من أسباب الخشية و ضروراتها .. وهدا ما يسجله الله تعالى أن الدي يعبد الله على علم ليس كمن يعبده على جهل .. و لعلها إجابة لمن يتكلم عن الاعجاز العلمي فيقول أن من آمن عن طريق العلم يكون هش الايمان .. فهده الآية تجيبه و تكفيه .. و العلم المترتب على النظر في آيات الله تعالى في القرآن و في آثار الصنعة و الخلق في الكون .. إنما يحصل فيمن حصلت فيه صفة التفكر و التدبر .. و لا يحصل دلك لمن لا ينظر و لا يتفكر ..
و هنا أتساءل عل الله يبعث من يجيبني:
هل أن الخشية تخصيص للعلماء من جملة العباد؟
أعني هل أن عامة العباد لا تخشى الله؟ و هو الغالب و الدي نراه و نقف عليه في حياتنا إد نجد من يرتاد المسجد و هو يظلم و يعتدي ...
أما القول في نيوتن و غيره، فإنهم علماء لا العلماء .. لأن الله تعالى في الآية يسند إلى من تحدث عنهم و وصفهم بالخشية و ميزهم بها الف و لام التعريف .. فالعالم عند الله لا يكون عالما معرفة إلا إدا اقترنت فيه الصفتان العبادة و العلم .. و هنا نتساءل تماما .. هل أن العلم الدي دلنا عليه الآية، و هو العلم بالكون و قوانينه يمكن أن يؤدي إلى الخشية؟ و قبله نسأل هل يؤدي إلى الإيمان؟ فإن قلنا أنه يؤدي إلى الايمان كنا أجبنا .. لأن من آمن يترتب عليه أن يعبد .. و عن كون العلم بالكونيات يؤدي للإيمان .. ففيه كلام .. لأن من المتعلمين من تزكى و منهم من تكبر .. فالدي تزكى ثم تعلم آمن و الدي تعلم و تكبر و لم يتزكى ركب عنان رأسه الشيطان فلم يؤمن ..
و لعلكم تنظرون في أمر التزكية كونها وردت في القرآن مقدمة عن العلم ..
يغفر الله لي ولكم
والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته
عمارة سعد شندول(/)
إعجاز الترتيب في سورتي هود والهمزة
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[02 May 2009, 10:04 م]ـ
من روائع الترتيب القرآني
(35) إعجاز الترتيب في سورتي هود والهمزة
زعم المشككون والمفترون أن القرآن الكريم هو من تأليف النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وجاء رد القرآن متحديا هؤلاء أن يأتوا بعشر سور مثله مفتريات، وذلك في الآية رقم 13 في سورة هود:
أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {13}
هل هي مصادفة أن تأتي الآية المطالبة (بعشر سور) في سورة هود؟ (ويمكننا أن نطرح السؤال نفسه عن مواقع آيات التحدي الأخرى.
هل هي مصادفة أن تأتي الآية في موقع الترتيب 13؟ لماذا ليست 14؟
هل هي مصادفة أن تأتي سورة هود في موقع الترتيب الذي يدل عليه العدد 11؟ وأن تأتي مؤلفة من 123 آية؟
كيف نفهم الحكمة من هذا الترتيب؟ أم أن كل شيء هنا مصادفة ودون قصد أو هدف؟
حينما يذكر القرآن العدد 10، لا يأتي به كيفما اتفق، بل يضعه في المكان المناسب، شأنه شأن الكلمة القرآنية التي لا تأتي إلا في محلها .. ومعنى ذكر العدد 10 في هذا الموقع دون سواه، يعني أن القرآن يعطيك مفتاح التدبر، الذي منه تنطلق للبحث في الحكمة من ترتيب القرآن، يضعك على أول الطريق، وعليك الباقي .. والمسألة هنا لا يتساوى فيها الجميع، كأي علم آخر ..
1 - لعل أول ما يلاحظه المتدبر في هذا الترتيب أن الآية التي ورد فيها التحدي " بعشر سور " جاءت في سورة هود، السورة رقم 11 في ترتيب المصحف، أي التالية لـ "عشر سور " من بداية المصحف.
هذه واحدة. التحدي بعشر يأتي في السورة التالية لعشر ..
لنعتبرها مصادفة ..
ونتدبر عدد آيات السورة .. عدد آيات سورة هود هو 123 آية، عجيب، لماذا؟ لقد جاءت الآية المطالبة بعشر سور في موقع الترتيب 13، هذا يعني أن موقع الآية المطالبة بعشر سور، جاءت قبل نهاية السورة بـ 110 آيات، العدد 110هو حاصل ضرب 10 × 11 .. إن نتيجة ترتيبها في هذا الموقع في غاية الإحكام، ولا يمكن أن يفسر بالمصادفة، لماذا؟
10 هو عدد السور المطالب بها، 11 هو رقم ترتيب سورة هود.
هل كانت تظهر هذه النتيجة لو أنها في غير موقعها هذا؟ أليس واضحا أن موقعها محدد بعناية، وأن موقع سورة هود وعدد آياتها كذلك ..
الآية تتحدى بسور من القرآن ... ونعود إلى بداية السورة، ونجد أن الآية الأولى، وهي قوله تعالى:
الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ {1}
قد جاءت مؤلفة من عشر كلمات (10)، وتتحدث عن آيات القرآن بأنها قد أحكمت، ثم فصلت من لدن حكيم خبير. (وهنا يعطيك القرآن مفتاح التدبر: الفاتحة " الر " وكيف يكون التدبر؟ يجب أن تتساءل: لماذا " الر " وليس " الم "؟ الآية تقول لك: قف وتدبر، تدبر في هذه الفاتحة وعلاقتها بسورة هود، لا تذهب الآن إلى " طس " ..
2 - لعل إشارة موقع الآية المطالبة بعشر سور إلى موقع السورة وعدد آياتها واضحة .. يمكننا أن ننتقل إلى التدبر في موقع ترتيب سورة هود وعدد آياتها ..
ما الذي يمكن أن نتساءل عنه؟ من أين نبدأ؟ أين نسير؟ كيف نتدبر؟
لما لا نقوم بإحصاء أعداد الآيات في السور الـ 11، ابتداء من سورة الفاتحة وحتى نهاية سورة هود؟
نفعل ذلك، ونكتشف أن مجموع أعداد الآيات في هذه السور هو 1596. عدد عجيب فعلا (إدراك الأمور هنا يختلف من شخص إلى آخر، أحدنا سيصاب بالذهول لمجرد أن يرى العدد 1596، وآخر لا يعني له شيئا) ..
على أي حال، لماذا العدد 1596 هو عجيب؟ لأنه يساوي 14 × 114.
الإشارة فيه إلى القرآن واضحة، إنه يشير إلى عدد سور القرآن البالغة 114 ..
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، إن الفرق بين العددين 14 و 114 هو 100، أي 10 × 10 .. أيضا إنه يختزن الإشارة الواضحة المكررة إلى العدد عشرة .. عدد السور التي تطالب بها الآية ..
نلاحظ هنا اهتمام الترتيب القرآني بأدق التفاصيل وأخفاها ..
3 - العدد 1596 عدد من مضاعفات الرقم 114 .. ومن الطبيعي أن يكون من مضاعفات الرقم 57، فهو يساوي 28 × 57 ..
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد أصبح من الواضح لدينا أن هذا العدد هو مجموع أعداد الآيات في أول 11 سورة في ترتيب القرآن ..
ما الذي يلفت انتباهنا في قولنا: أول 11 سورة .. ؟
أليس من الطبيعي أن نتحول في تفكيرنا إلى آخر 11 سورة؟ أيكون هذا هو الطريق الصحيح؟ تعالوا نذهب إلى آخر 11 سورة في ترتيب المصحف، ونرى هل هناك علاقة بين أول 11 سورة وآخر 11 سورة؟
4 - آخر 11 سورة في ترتيب المصحف هي السور من سورة الهمزة إلى سورة الناس. وهذا يعني أن سورة الهمزة هي السورة رقم 11 إذا ابتدأنا العد من نهاية المصحف، وسورة هود هي السورة رقم 11 من بدايته.
وأول ما يمكن ملاحظته أن رقم ترتيب سورة الهمزة هو 104 وعدد آياتها 9.
نحتاج إلى وقفة للتأمل؟ ما العلاقة العددية بين سورتي هود والهمزة؟ ما الحكمة من مجيء سورة الهمزة مؤلفة من 9 آيات؟ ما علاقة ذلك بعدد آيات سورة هود؟
بقليل من التدبر، نكتشف إحدى الروائع في هاتين السورتين:
عدد آيات سورة هود السورة رقم 11 من بداية القرآن هو 123، وعدد آيات سورة هود السورة رقم 11 من نهايته هو 9 ..
هذا يعني أن الفرق بين العددين هو 114 .. العدد 114 يظهر مرة ثانية .. هل كان العدد 114 سيظهر لو لم يكن عدد الآيات في سورة الهمزة 9؟ نحن لم نذهب إلى سورة الهمزة على غير هدى، ولو كان المر عشوائيا لذهبنا إلى سورة الفيل .. ذهبنا إلى سورة الهمزة لأنها تشترك مع سورة هود في الرقم 11 الدال على ترتيب كل منهما باعتبار.
5 - حينما أحصينا أعداد الآيات في السور الـ 11 من الفاتحة إلى هود، الأولى في ترتيب المصحف اكتشفنا أن مجموعها هو 1596 وعرفنا أن هذا العدد يساوي 28 × 57. ولعل السؤال الذي سيتبادر إلى الذهن الآن هو: فما عدد الآيات في السور الـ 11 الأخيرة في ترتيب المصحف؟
ما أروعها من لحظة حينما قمت بعد تلك الآيات، ووجدت أن عددها هو 57 ..... فأي ترتيب هذا؟ وأي إحكام؟ لا غرابة في ذلك، لأنه الترتيب القرآني المحكم ...
5 - وبشيء من التدبر نلاحظ الآن أن مجموع الآيات في مجموعتي السور من (الفاتحة- هود) ومن (الهمزة إلى الناس) وعدد كل منهما 11، هو 1653.
كيف لي أن أعبر عما تراه عيناي من الإحكام؟
إن لغة الأرقام هنا تتفوق على لغة الحروف، ولكن حينما نترك العدد 1653 دون أن نعلق عليه فالبعض قد لا يرى فيه ما نراه ..
العدد 1653 هو أيضا مجموع أرقام الترتيب الدالة على مواقع السور الـ 57 الأولى في ترتيب المصحف.
لكأن هذه النتيجة تقول لك: نعم إن مجموع أعداد الآيات في السور الـ 11 الأخيرة في ترتيب المصحف هو 57 .. كما أن مجموع الآيات في السور الـ ا1 الأولى ترتيبا هو أيضا عدد من مضاعفات الرقم 57 ...
(وتقول لك شيئا آخر: تدبر في هذا العدد، العدد 57، الآن عرفت أن العدد 57 هو نصف العدد 114 .. تذكر هذا جيدا)
6 - ونعاود النظر قليلا في مجموعة السور الـ 11 ..
وفي ذهننا العدد 10، عدد السور المطالب بها.
هذا يعني أن عدد السور السابقة لسورة هود هو 10، وعدد السور التالية لسورة الهمزة هو 10 .. ماذا يخفي هذا الترتيب؟
وكيف لنا أن نعرف إن لم نمارس التفكير والتدبر؟ والعد ّ؟
أول ما لاحظته أن السور الـ 10 الأخيرة تبدأ بسورة الفيل المؤلفة من 5 آيات وتنتهي بسورة الناس المؤلفة من 6 آيات ..
لم يكن من الصعب أن ألاحظ أن مجموع العددين هو 11 .. هل تحتاج دلالة هذا العدد إلى بيان؟ لماذا 11؟
ومن السهل أن نستنتج أن مجموع أعداد الآيات في السور الـ 10 هو 48 (57 – 9). ماذا بعد؟ ما علاقة هذا المجموع بعدد الآيات في السور الـ 10 الأولى؟
7 - من السهل أن نستنتج أن مجموع أعداد الآيات في السور الـ 10 الأولى هو 1473. (1596 – 123) بطرح عدد آيات سورة هود البالغة 123 من المجموع 1596.
ما العلاقة بين العددين؟ مجموع الآيات في السور العشر الأولى ومجموعها في السور العشر الأخيرة؟
الجواب: إن الفرق بين العددين هو 1473 – 48 = 1425 .. من أدرك العلاقة الرائعة الرائعة بين العددين؟ العدد 1425 هو حاصل ضرب 25 × 57 ..
57 .. ماذا يقول لك هذا العدد؟ إن لغته واضحة مفهومة .. يقول لك هذا الترتيب هو ترتيب قرآني .. ترتيب محكم .. كل رقم فيه بحساب .. طبعا هنا الرقم 57 سيحدثك باللغة التي تتقنها، فإن كنت عربيا حدثك بالعربية، وإن كنت فرنسيا حدثك بالفرنسية ..
8 - ولعل التساؤل الذي يطرح نفسه الآن:
عدد سور القرآن المحصورة بين سورتي هود والهمزة هو 92 سورة .. وهي السور من يوسف – العصر.
ما علاقة هذه السور بهذا الترتيب؟ بسورتي هود والهمزة؟
المفاجأة الأولى أن أول هذه السور هي سورة يوسف المؤلفة من 111 آية، وآخرها هي سورة العصر المؤلفة من 3 آيات ..
يا الله ... هل يوجد مخلوق ذو عقل لا يفهم هذه اللغة؟
إن مجموع عددي الآيات في السورتين هو 114 ...
من جديد يظهر العدد 114 .. يذكرنا بنفسه، ويؤكد لنا أن هذا الترتيب لا يمكن أن يفسر بمصادفة، وأن الباحث لم يأت بشيء من عنده ..
9 - لماذا جاء عددا الآيات في سورتي يوسف والعصر 114؟
ماذا بشأن السور الباقية؟
لماذا خزنت هذه الأسرار العددية في سورتي هود والهمزة؟
لماذا العدد 9؟
الأخوة الكرام:
كل ما ذكرته لكم في هذه المشاركة هو جزء من إعجاز الترتيب في سورتي هود والهمزة، وبقي الكثير .. وليس في وسعي أن اكتب كل شيء .. من لم يقنعه هذا الكلام فليس العيب في الكلام، ولا في الباحث، وإنما فيه ..
وهذا النمط من الترتيب ليس مقتصرا على سورتي هود والهمزة، وإنما في جميع سور القرآن ..
(كتبت هذا ردا على المناقشات الأخيرة - على عجل -، بأسلوب سهل بسيط، لعل بعضهم يفهم ما عجز عن فهمه في المشاركات السابقة)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[03 May 2009, 01:07 ص]ـ
والآن:
هل يمكن وصف العمليات السابقة بالعشوائية؟
هل هي من التقول على الله؟
هل هي من العبث؟
هل هي من التكلف؟
هل يمكن التشكيك بصحتها؟
هل تحتاج إلى دليل ليثبت انها صحيحة؟ هل تحتاج إلى قانون رياضي علمي ننطلق منه لاكتشافها؟
هل يمكن إنكارها او التشكيك بها؟
هل يجب أن نبحث في أقوال القدماء ما يثبت صحتها وجدواها؟
هل هي عديمة الفائدة؟
هل فيها مخالفة للقرآن؟
هل فيها خطأ في العد؟
الإجابة على كل هذه التساؤلات بكلمة واحدة: لا.
السؤال الأخير: أليس وجودها في المصحف دليل على صحتها؟
إذا أردتم إخفاء هذه الحقائق، ومئات غيرها، فغيروا عدد الآيات في واحدة من سور القرآن؟ وسترتاحون من الإعجاز العددي.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[03 May 2009, 12:11 م]ـ
أين الذين لا يخشون في الحق لومة لائم؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[03 May 2009, 12:39 م]ـ
أليس عجيبا قبول هذا الكلام الكثير عن التناسب بين اول السورة وآخرها وعن هذه السورة والتي تليها والترحيب به والدعاء لصاحبه، و .....
وعند الكلام عن العلاقة العددية بين سور القرآن، يهب البواسل المدافعون عن حماه
للذود عنه، ورد هذه الشبهة عن سوره؟ أيكون بين سور القرآن علاقة عددية، وتناسب عددي! ما هذا الهراء؟
أوقفوا هذا الرجل، إنه يتهم القرآن الكريم بأنه محكم الترتيب، وبين سوره علاقات رياضية! من أين جاء بهذا العلم؟ أليس هو من علوم الغرب أعداء الإسلام وخصومه؟ فكيف يتخذ منه وسيلة لإثبات إحكام الترتيب القرآني؟ أما سمع قول الرسول عليه الصلاة والسلام اننا أمة لا تكتب ولا تحسب ..
بالله عليكم، أليست هذه العلاقات التي كشفتها لكم هي من أعظم صور التناسب بين سورتي هود والهمزة؟ هل هناك ما هواعظم واوضح وأقوى من هذه العلاقات على وجود ما يسمى بالتناسب بين سور القرآن؟
التناسب الرياضي بين سور القرآن، لا يقل أهمية عما تقولون .. بل قد يكون هو الأهم ..
إن ما يكتب عن التناسب بين السورة وما يليها، لا يمكن أن يفسر السر في ترتيب هذه السورة او تلك ..
للسيوطي كتابه المعروف (أسرار ترتيب القرآن) هل ما جاء فيه عن الحديث عن سورة وأخرى يكشف الحكمة من ترتيب سور القرآن؟ أليس معنى كتابه كله ان ترتيب سور القرآن توقيفي؟ وإلا فكيف يجوز ربطه بين هذه السورة وتلك إذا كان ترتيب سور القرآن اجتهاديا خالصا؟
هل ما قاله السيوطي هو الصحيح وما يقوله عبد الله جلغوم خطأ؟ أي تناقض هذا، وأي ميزان؟
أعرف ما الذي يعجبكم، تريدون من يكتب عن القمر أن يتغزل بجماله، وأن يشبه به من يحب، أما أن يفكر بقياس بعده وعلاقته بما حوله، فهذا لا يعجبكم، ولهذا فقد هبط غيرنا على القمر ونحن ما زلنا نتغزل بجماله ونكتب له القصائد .. لا تستغربوا استشهادي بالقمر هنا، فالله سبحانه وتعالى بعد أن ذكر الرقم 19 في الآية 30 المدثر، ثم الحكمة من ذكر العدد 19 في الآية 31، انتقل مباشرة في الاية 32 فقال: (كلا والقمر) ..
لا أرى في ذلك غير دعوة للتدبر والتفكير في النظام الكوني وفي النظام القرآني ... لا أحد يمكنه ان ينكر أن الكون منظم وفق قوانين رياضية، فلماذا ننكر وجود ذلك في القرآن؟ ولكن لأننا أعراب ... فقد فضلنا على التدبر في الاثنين أن نظل في سكرتنا نحلم بموعد في ضوء القمر ...
ولدفع التهمة عن أنفسنا زعمنا ان التدبر لا يشمل الترتيب في سور القرآن وما يزعمه البعض من وجود علاقات رياضية بينها ..(/)
هل يوجد كتاب يفصل تفسير آيات الأحكام
ـ[سهير علي]ــــــــ[03 May 2009, 12:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يوجد كتاب يشرح ربط الآيات بالأحكام غير كتاب الشيخ الصابوني؟
وجزاكم الله كل خير
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 May 2009, 05:07 ص]ـ
نعم هناك كتب قديمة ومعاصرة.
فالقديمة مثل:
- أحكام القرآن للإمام الشافعي، جمع الإمام البيهقي.
- أحكام القرآن للقاضي إسماعيل بن إسحاق المالكي (ت282هـ)
- أحكام القرآن لبكر بن العلاء القشيري. وهو مختصر للسابق.
- أحكام القرآن الكريم لأبي جعفر الطحاوي (ت321هـ).
- أحكام القرآن للجصاص الحنفي (ت370هـ).
- أحكام القرآن للقاضي ابن العربي المالكي.
- أحكام القرآن لابن الفرس الغرناطي المالكي.
- أحكام القرآن للهراسي الشافعي.
- الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (ت671هـ)
- منتهى المرام في شرح آيات الأحكام لمحمد بن الحسين بن الإمام القاسم بن محمد.
- تيسير البيان لأحكام القرآن، لمحمد بن علي الموزعي.
والمتأخرة مثل:
- أحكام القرآن للعلامة المحدث الشيخ ظفر بن أحمد التهانوي.
- تفسير آيات الأحكام لعلي السايس وزميليه.
- تفسير آيات الأحكام للشيخ مناع خليل القطان.
- تفسير آيات الأحكام للدكتور سليمان اللاحم.
- تفسير آيات الأحكام للدكتور القصبي محمود زلط.
ـ[سهير علي]ــــــــ[03 May 2009, 12:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله كل خير لسرعة الرد
وكنت أبحث عن كتاب نيل المرام من تفسير آيات الأحكام لصديق حسن خان
حاولت أن أحملة من عدة صفحات ولكنه لا يفتح عندي
وجزاكم الله كل خير(/)
معنى النفي في قوله تعالى: ((لئلا يعلم أهل الكتاب أن لا يقدرون على شيء من فضل الله))
ـ[حمد]ــــــــ[03 May 2009, 11:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
قرأت هذه الفائدة في تفسير البقاعي رحمه الله فأحببت نقلها لكم:
{لئلا يعلم} أي ليعلم علماً عظيماً يثبت مضمون خبره وينتفي ضده - بما أفاده زيادة النافي
ـ[أبو المهند]ــــــــ[04 May 2009, 02:42 ص]ـ
الأخ حمد حياه الله لعلكم تجدون ما تريدون وزيادة من خلال هذا النقل:
قال الفخر: قال الواحدي: هذه آية مشكلة وليس للمفسرين كلام واضح في اتصالها بما قبلها.
أي: هل هي متصلة بقوله: {يؤتكم كفلين من رحمته} [الحديد: 28] الآية؟
أو متصلة {فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم} إلى قوله: {والله ذو الفضل غفور رحيم} [الحديد: 27، 28].؟
يريد الواحدي: أن اتصال الآية بما قبلها ينبني عليه معنى قوله تعالى: {لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله}.
فاللام في قوله: {لئلا يعلم أهل الكتاب} يحتمل أن تكون تعليلية فيكون ما بعدها معلولاً بما قبلها، وعليه فحرف (لا) يجوز أن يكون زائداً للتأكيد والتقوية.
والمعلَّل هو ما يرجع إلى فضل الله لا محالة وذلك ما تضمنه قوله: {يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نوراً تمشون به ويغفر لكم} أو قوله: {فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم إلى غفور رحيم} [الحديد: 27، 28].
وذهب جمهور المفسرين إلى جعل (لا) زائدة. وأن المعنى على الإِثبات، أي: لأن يعلم، وهو قول ابن عباس وقرأ {ليعلم}، وقرأ أيضاً {لكي يعلم} (وقراءته تفسير). وهذا قول الفرّاء والأخفش، ودرج عليه الزمخشري في «الكشاف» وابن عطية وابن هشام في «مغني اللبيب»، وهو بناء على أن (لا) قد تقع زائدة وهو ما أثبته الأخفش، ومنه قوله تعالى: {ما منعك إذ رأيتهم ضلوا أن لا تتبعني} [طه: 92، 93] وقوله: {ما منعك أن لا تسجد إذ أمرتك} [الأعراف: 12] وقوله: {فلا أقسم بمواقع النجوم} [الواقعة: 75] ونحو ذلك وقوله: {وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون} [الأنبياء: 95] على أحد تأويلات،
والمعنى: على هذا الوجه أن المعلَّل هو تبليغ هذا الخبر إلى أهل الكتاب ليعلموا أن فضل الله أُعطيَ غيرهم فلا يتبجحوا بأنهم على فضل لا ينقص عن فضل غيرهم إذا كان لغيرهم فضل وهو الموافق لتفسير مجاهد وقتادة.
وذهب أبو مسلم الأصفهاني وتبعه جماعة إلى أن (لا) نافية، وقرره الفخر بأن ضمير {يقدرون} عائد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والذين آمنوا به (أي على طريق الالتفات من الخطاب إلى الغيبة وأصله أن لا تقدروا) وإذا انتفى علم أهل الكتاب بأن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ والمسلمين لا يقدرون على شيء من فضل الله ثبت ضد ذلك في علمهم أي: كيف أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ والمسلمين يقدرون على فضل الله، ويكون {يقدرون} مستعاراً لمعنى: ينالون، وأن الفضل بيد الله، فهو الذي فضلهم، ويكون ذلك كناية عن انتفاء الفضل عن أهل الكتاب الذين لم يؤمنوا بالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ
ويرى ابن عاشور: أن دعوى زيادة (لا) لا داعي إليها، وأن بقاءها على أصل معناها وهو النفي متعينّ، وتجعل اللام للعاقبة، أي أعطيناكم هذا الفضل وحرم منه أهل الكتاب، فبقي أهل الكتاب في جهلهم وغرورهم بأن لهم الفضل المستمر ولا يحصل لهم علم بانتفاء أن يكونوا يملكون فضل الله ولا أن الله قد أعطى الفضل قوماً آخرين وحَرمَهَم إيّاه فينسون أن الفضل بيد الله، وليس أحد يستحقه بالذات.
وبهذا الغرور استمروا على التمسك بدينهم القديم، ومعلوم أن لام العاقبة أصلها التعليل المجازي كما علمته في تفسير قوله تعالى: {فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدواً وحزناً} في سورة [القصص: 8].
وقوله: {أهل الكتاب} يجوز أن يكون صادقاً على اليهود خاصة إن جعل التعليل تعليلاً لمجموع قوله: {فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم} [الحديد: 27] وقوله: {يؤتكم كفلين من رحمته} [الحديد: 28].
ويجوز أن يكون صادقاً على اليهود والنصارى إن جعل لام التعليل علة لقوله: {يؤتكم كفلين من رحمته}.
و (أن) من قوله: {أن لا يقدرون} مخفّفة من (أنَّ) واسمها ضمير شأن محذوف.
والمعنى: لا تكترثوا بعدم علم أهل الكتاب بأنهم لا يقدرون على شيء من فضل الله وبأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء، أي لا تكترثوا بجهلهم المركب في استمرارهم على الاغترار بأن لهم منزلة عند الله تعالى فإن الله عالم بذلك وهو خلقهم فهم لا يقلعون عنه، وهذا مثل قوله تعالى: {ختم الله على قلوبهم} في سورة [البقرة: 7].
وجملة والله ذو الفضل العظيم} تذييل يعمّ الفضلَ الذي آتاه الله أهل الكتاب المؤمنين بمحمد صلى الله عليه وسلم وغيرَه من الفضل.
والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حمد]ــــــــ[04 May 2009, 06:33 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الدكتور عبد الفتاح.
ويمكن - على تأويل ابن عاشور - أن تكون اللام للتعليل.
وتكون
بالتعريض بفِكْر أهل الكتاب، بتوبيخهم.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[04 May 2009, 10:51 م]ـ
الأخوة الكرام،
سبق للأخ المشرف العام حفظه الله أن طرح في هذا المنتدى مقالاً للشيخ بسام جرار يفسر فيه هذه الآية المشكلة. وقد وجدت من المناسب أن أعيد تنزيل المقال للفائدة.
يقول الشيخ:
آية تختم فيها سورة الحديد أشكلت على عامة أهل التفسير. والمتدبر يكتشف أنّ سبب الاستشكال يرجع إلى عدم إدراك المستشكِل للمعنى وظلالِه. وهذا الأمر يتكرر عند أهل التفسير، وهو أمر لا بد منه، وذلك لقصور العقل البشري وعدم إحاطته بمرامي كتاب الله العزيز. وهذا يعني أن تستمر مسيرة التفسير والتدبّر فلا تتوقف عند شخص أو جماعة أو عصر من العصور.
جاء في الآيتين 28 و29 من سورة الحديد:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ. لِئلا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ".
" لِئلا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ": تذهب الغالبية العظمى من أهل التفسير إلى أنّ لا في لفظة لئلا هي زائدة. وعليه يصبح المعنى: ليعلم أهل الكتاب. والقول بالزيادة غير مقبول في كتاب الله. ومن يذهب إلى القول بالزيادة يكون قد أعلن عن عجزه عن فهم المعنى. بل إنّ الفهم غير الدقيق للمعنى هو الذي يَحمل البعض على القول بالزيادة.
أما الأمثلة التي تُضرب للتدليل على وجود الزيادة في بعض ألفاظ القرآن الكريم فلا تصلح للاستدلال نظراً إلى أنّ مردّها إلى عدم الدقة في الفهم. ومن الأمثلة الشائعة التي تساق للتدليل على الزيادة في بعض الألفاظ القرآنية، قوله تعالى في سورة الأعراف، مخاطباً إبليس:" قال ما منعك ألا تسجدَ إذ أمرتك"، فـ لا هنا عندهم زائدة بدليل قوله تعالى في سورة ص:" قال يا إبليس ما منعك أن تسجدَ لما خلقتُ بيدي". والصحيح أنْ لا زيادة هنا، لأنّ عدم السجود قد يكون لمانع مع توفر الرغبة فيه. وفي مثل هذه الحالة يقال:" ما منعك؟ ". أي ما الشيء الذي منعك أن تسجد؟. أما إذا كان لا يريد السجود لأمر في داخله حمله على ذلك، فيقال له:" ما الذي منعك ألا تسجد؟ "، أي: ما الذي حملك على أن لا تسجد؟!. وما قلناه هنا قُصد به تأكيد القول بعدم الزيادة، وليس استقصاء الفروق في المعنى.
بالرجوع إلى السياق نجد أنّ الآية 25 من سورة الحديد تتحدث عن إرسال الرسل وإنزال الكتب من أجل أن يقوم الناس بالقسط. وأنّ إنزال الحديد كان من أجل منفعة الناس، ومن أجل أن تكون القوة الماديّة معززة لقوة الفكرة الحقّة. ثم تتحدث الآية 26 عن إرسال إبراهيم ونوح، عليهما السلام، وجَعل النبوّة والكتاب المنزّل في ذريتهما، فكان المآل أن انحرف الناس بعد هدى فأصبح أكثرهم فاسقين. ثم تتحدث الآية 27 عن إرسال عيسى، عليه السلام، وما آل إليه أتباعه بعد حين فأصبح أكثرهم فاسقين.
أما الآية 27 فهي:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ".
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ": ظنّ البعض أنّ الكفل هو النصيب السّيّئ، وهذا غير صحيح بدلالة هذه الآية. وظنّ آخرون أنّ الكفل هو النصيب، وأنّ السياق هو الذي يحدد إن كان سيئة أو حسنة. والصحيح أنّ الكفل هو النصيب المكفول أي المضمون حصوله، سواء أكان في عالم السيّئة أم في عالم الحسنة. وعليه نقول:
كأنّ المعنى: إن اتّقيتم الله وآمنتم برسوله يؤتكم ضمانتين فيهما رحمة، ويجعل لكم نوراً تستعينون به في سيركم إلى الله، ويغفر لكم. الضمانة الأولى من شأنها أن تمنع أهل الكتاب من أن يدركوا حقيقة عجزهم عن نيل فضل الله أو منعه أن يصل إلى أهل الإيمان:" لِئلا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ": فجهل أهل الكتاب بحقيقة عجزهم هذا مطلوب؛ لأنّهم لو أدركوا أنهم لا يقدرون على منع فضل الله والاستئثار به، لتوقفوا عن الكيد لأهل الحق لإحساسهم بعدم جدوى ذلك. وهذا يعني أنه قد تمّ تحييد عامل مهم من عوامل تسريع ظهور الفكرة الإسلاميّة ومن ثَمّ سيادتها بين الناس. فما يقوم به الغرب، مثلاً، من حملات تبشيريّة ودراسات استشراقيّة وحملات تشكيكيّة وهجمات سياسية وعسكرية ... كل ذلك له دور كبير في تسريع الوعي وتسريع عودة المسلمين إلى دينهم الحق. ومن يرصد الواقع يجد أنّ المكر الغربي اليوم لا يصل إلى أهدافه، ويجد أنّ الهجمة الغربيّة تأتي بنتائج معاكسة. أما هم ففي حيرة من أمرهم لأنه لا يعلمون أنهم لا يقدرون على شيء من فضل الله، ولا يعلمون أنّ الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء.
فهم إذن يجهلون حقيقة عجزهم، ويجهلون حقيقة أنّ الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء. وفي ذلك ضمانة ثانية أنّ فضل الله ورحمته ستصيب من اتقى وآمن. وعليه يكون المعنى: إذا اتقيتم الله وآمنتم برسوله يؤتكم نصيبين مكفولين هما من رحمته سبحانه؛ ضمانة ينتج عنها عدم قدرة أهل الكتاب على معرفة حقيقة عجزهم عن منع فضل الله أن يناله المؤمنون. وضمانة ينتج عنها جهل أهل الكتاب بحقيقة أنّ الفضل كله بيد الله، وأنه لا بد أن يناله أهل التقوى والإيمان. كيف لا، والتقوى والإيمان الحق هما من فضل الله تعالى. وإصرار أهل الكتاب على شركهم وفسوقهم وظلمهم دليل صارخ على عدم قدرتهم على نيل الفضل الرباني وبالتالي هم أعجز من أن يمنعوه عن غيرهم، وهم يحاولون دائماً أن يفعلوا ذلك، لأنهم لا يدركون حقيقة عجزهم.(/)
ما رأيكم مقصد سورة يونس العام (الحق)
ـ[عبدالعزيز المشعلي]ــــــــ[04 May 2009, 12:01 ص]ـ
لكل سورة مقصد عام فهل يكون المقصد العام لسورة يونس (الحق)
(ذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق .. )
(الحق من ربك)
(إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق)
(قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق)
(ويحق الله الحق بكلماته)
(ما خلق الله ذلك إلا بالحق)
ثم في آخر السورة (قل ياأيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[04 May 2009, 12:53 ص]ـ
لكل سورة مقصد عام فهل يكون المقصد العام لسورة يونس (الحق)
(ذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق .. )
(الحق من ربك)
(إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق)
(قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق)
(ويحق الله الحق بكلماته)
(ما خلق الله ذلك إلا بالحق)
ثم في آخر السورة (قل ياأيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم)
الأخ الفاضل عبد العزيز المشعلي
لي بعض التحفظ على ما يسمى بمقصد السورة، وتحديد معنى المصطلح ووضوحه في غاية الأهمية سواء في ذلك العلوم الشرعية وغيرها من العلوم.
فمثلاً ما سطرته أنت هنا وذكرت أن المقصد العام لسورة يونس هو "الحق" فما معنى هذا؟
هل تقصد أنها جاءت لبيان الحق في موضوع معين؟
فكل القرآن جاء لبيان الحق.
إن ما درج عليها بعض المفسرين بذكر مقصد أو أكثر للسورة بين يدي تفسيرها قد يحصر الذهن في هذه المقاصد، ويجعله لا يتنبه لكثير من المقاصد المبثوثة في آيات السورة.
فمثلاً هذه السورة يونس لماذا لا يكون المقصد هو بيان قدرة الله المطلقة وضعف الإنسان، غنى الله المطلق وفقر الإنسان الدائم إلى الله، والدلائل:
(وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (12)
(وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (18)
(وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آَيَاتِنَا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ) (21)
(قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ) (49)
(وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ) (106)
(وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (107)
ـ[الغزالي]ــــــــ[04 May 2009, 08:56 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيكم جميعاً؛ لو أذنتم لي - مع قلة بضاعتي في هذا العلم - وإنما هي هذه مباحثة - لا أكثر - أكتب فيها ما تعلمته من الشيخ د. محمد الربيعة - وفقه الله -
1 - سورة يونس في الجملة سورة مكية - على خلاف في مدنية بعض الآيات - وينبغي استحضار مقاصد السور المكية الدالة على التوحيد وإثبات الرسالة والإيمان باليوم الآخر.
2 - سميت السورة باسم نبي الله يونس؛ وقصته مع قومه في قوله (فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس) الآية؛ واسم السورة له نصيب - في الغالب - في بيان مقصدها؛ فقوم يونس آمنوا بالله لما رأوا الأمارات من خروج نبيهم ولمّا يحل عليهم العذاب فنفعهم إيمانهم فصرف الله عنهم العذاب؛ وفي هذا - والله أعلم - تعريض بأهل مكة كي يؤمنوا قبل نزول العذاب فتلحظ هنا أسلوباً في الترغيب.
فسورة يونس - والله أعلم - في الدعوة بالترغيب كما أن سورة هود - والله أعلم - في الدعوة بالترهيب. وما ورد من آيات دفع الضر بعد نزوله هو في سياق الترغيب فالذي دفع عنهم الضر بعد نزوله؛ أحق بأن يعبد ويدعى قبل نزول الضر؟ وكذلك ما ورد من آيات الحق فيها؛ والحق واحد لا يتعدد ففيه ترغيب لأن يؤمنوا بالله الحق.
وختاماً؛ فإن مقاصد السور علم اجتهادي قد يظهر للمرء شيء صحيح فيعبر عنه وإن كان لا يشمل جميع آيات السورة؛ وفيما أذكر أن بعضهم صنف في تفسير سورة يونس مؤلفا ذهب إلى أن مقصد سورة يونس في التوحيد - ولا يحضرني - ويرى د. فاضل صالح السامرائي أنها في الإيمان بالقدر؛ والعلم مواهب نسأل الله أن يؤتينا من فضله.
ـ[عبدالعزيز المشعلي]ــــــــ[04 May 2009, 01:25 م]ـ
الأخ الفاضل محب القرآن
ولدفع توهم الحصر قلت (المقصد العام)
الأخ الغزالي قولك: (فسورة يونس - والله أعلم - في الدعوة بالترغيب كما أن سورة هود - والله أعلم - في الدعوة بالترهيب. وما ورد من آيات دفع الضر بعد نزوله هو في سياق الترغيب فالذي دفع عنهم الضر بعد نزوله؛ أحق بأن يعبد ويدعى قبل نزول الضر؟ وكذلك ما ورد من آيات الحق فيها؛ والحق واحد لا يتعدد ففيه ترغيب لأن يؤمنوا بالله الحق.)
يرِد عليه ما يقوله الأخ محب القرآن (كل القرآن دعوة)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[04 May 2009, 02:08 م]ـ
الأخ الفاضل عبد العزيز
القول بأن هذا أو ذاك هو المقصد العام للسورة هو ما أتحفظ عليه.
فهذا في نظري تضييق لأفق السورة الواسع، وبخاصة في السور الطوال التي تتناول الكثير من القضايا والتي إذا تأملت واحدة منها قلت هذا هو المقصد العام للسورة، فإذا تأملت الأخرى قلت بل هذا هو المقصد العام ....
وكون الحديث عن سورة يونس ممكن أن نقول أن المقصد العام للسورة هو إثبات أن القرآن هو كلام الله الموحى به إلى رسوله صلى الله عليه وسلم وذلك من خلال الآيات المبثوثة في السورة حول هذا الموضوع من أولها إلى آخرها:
(الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (1) أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ (2))
(وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (16) فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (17))
(وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآَنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (37) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (38) بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (39) وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ (40) وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (41))
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58))
(فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (94) وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (95) إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (96) وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آَيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (97))
(قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (108) وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (109))
وهكذا أيضاً ممكن أن نقول المقصد العام للسورة هو إثبات التوحيد.
وممكن أن نقول المقصد العام للسورة هو إثبات النبوة.(/)
إعجاز أم مصادفة؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[04 May 2009, 03:46 م]ـ
أول سور القرآن ترتيبا سورة الفاتحة، وآخره سورة الناس، وبين هاتين السورتين تقع باقي سور القرآن الكريم ..
نلاحظ أن: مجموع عددي الآيات في سورتي الفاتحة والناس هو: 13، وأن مجموع كلماتهما هو: 49 (7 × 7). كما أن مجموع أرقام آياتهما هو 49 ..
نلاحظ في العددين 49 و 13 الإشارة العجيبة التالية:
مجموع العددين هو: ــــــ 62 (49 + 13)
حاصل طرحهما هو: 36 __ (49 – 13)
العدد المرسوم أمامنا هو: 6236، كما أن عدد آيات القرآن هو: 6236.
هل هذه مصادفة؟ أم أنه الترتيب القرآني المحكم؟ ترتيب له لغته الرقمية الخاصة في التعبير عن أسراره، أو التوجيه إليها ..
لو افترضنا أي تغيير في عددي الآيات، أو في عددي الكلمات في إحدى السورتين، فهل كانت تظهر هذه الإشارة إلى العدد 6236؟ بالتأكيد لا.
إشارة خفية إلى العدد 17:
ومن اللطائف هنا أن صف العددين 49 و 13 بالصورة: 4913، يعطينا عددا هو حاصل ضرب: 17 × 17 × 17. ومن المعلوم لدينا أن عدد الركعات المفروضة على المسلم في كل يوم وليلة هو 17، وبما أن الصلاة لا تجوز بدون سورة الفاتحة، فهذا يعني أن أقل عدد من المرات يتلو المسلم سورة الفاتحة في اليوم هو 17.
ومن الملاحظات الجديرة بالذكر هنا أن مجموع أرقام العدد 6236 الدال على عدد آيات القرآن هو 17 أيضا. (6 + 3 + 2 + 6 = 17).
هل هذه مصادفة؟ أم أنه الترتيب القرآني المحكم؟
ـ[أبو الحارث العامودي]ــــــــ[04 May 2009, 08:12 م]ـ
الأخ الفاضل عبد الله جلغوم
أنا من الذين يقبلون بفكرة الإعجاز العددي. ولكن ليس بالطريقة التي تطرحها. والملاحظات العددية التي طرحتها الآن تعتبر مثال مثالي على التكلف والتمحّل. وأنت بهذه الطريقة تحارب فكرة الإعجاز العددي وتجعلها تبدو سخيفة. ولم أعد ألوم الأخوة الذين يخالفونك. أنت بهذا المسلك تحرج الأخوة الجادين في بحوثهم ونتائجهم. آن لك أخي عبد الله أن تدرك ذلك. وأرجو أن يتسع صدرك لكلامي لأنني ناصح يرجو أن تصوب الأخطاء ولا يكون ذلك إلا بالمصارحة.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[04 May 2009, 11:36 م]ـ
الأخ الفاضل أبو الحارث
أشكرك على صراحتك.
وسأشكرك إذا أبديت رأيك في مشاركتي (إعجاز الترتيب في سورتي هود والهمزة).
ولعلني فيما بعد أقدم لك مثالا آخرمما يوصف بالتكلف .. لعلنا نصل في النهاية إلى تحديد المتكلف من سواه، فنتجنبه أو نرى فيه رأيا ..
مع احترامي
ـ[إبراهيم المصري]ــــــــ[05 May 2009, 07:16 ص]ـ
اتفق العلماء على أنّ عدد الآيات 6200، وكسر.
وهذا الكسر عندنا 36 وعند غيرنا 9، و غير ذلك فما الذي ينبغي لنا اعتماده حتى نقف على حقيقة الإعجاز في العدد؟؟!!!
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[05 May 2009, 01:20 م]ـ
ما زلت بانتظارك يا أبا الحارث؟
ويا حبذا أن يتكرم البعض بإبداء آرائهم في المشاركة:
(إعجاز الترتيب في سورتي هود والهمزة)
ـ[ Amara] ــــــــ[05 May 2009, 01:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و صلى اله على سيدنا محمد وسلم تسليما أخي الحبيب ابراهيم المصري، جوابا على كلامك
اتفق العلماء على أنّ عدد الآيات 6200، وكسر. وهذا الكسر عندنا 36 وعند غيرنا 9، و غير ذلك فما الذي ينبغي لنا اعتماده حتى نقف على حقيقة الإعجاز في العدد؟؟!!!
لعلي أسألك هنا عن قوله تعالى: أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا وفي قراءة الأخرى: "أو لمستم النساء" ولهذا اختلف العلماء في مسألة مس الرجل المرأة، هل ينقض الطهارة أم لا؟ يعني هل لمس الرجل للمرأة ينقض الطهارة أم لا؟ على أقوال، فما الذي ينبغي لنا اعتماده أخي الحبيب حتى نقف على حقيقة الحكم الشرعي؟ فإن كان اختلاف العلماء في القراءة كيف ننكر اختلافهم في العد؟ و لعلي أكون خاطئا فتصوبني أخي الجليل، لأني متعلم .. و لعلك تقف على الحق من متعلم إدا انتبه .. و إني أحسبني منتبه إلى ما تقولون.
آن لك أخي عبد الله أن تدرك ذلك. وأرجو أن يتسع صدرك لكلامي لأنني ناصح يرجو أن تصوب الأخطاء ولا يكون ذلك إلا بالمصارحة.!!!
و لعلي أرشدك أن مطارحتك للأخ عبد الله و مصارحتك هي لنا جميعا و للمسلمين أن نصلح و نرتقي، و لعلنا نرى منك من التصويب ما يجلك الله تعالى عليه، فلا تبخل أجلك الله بالنصيحة على اخوانك، و كلنا و الأخ عبد الله جلغوم صدورا واسعة و نفوسا طيبة لمن أراد النصيحة و الاصلاح، و جزاك الله عنا وعنه كل خير .. غير أني أخي الحبيب قد قرأت رسالتك ولعلي أفهم مما تقصد كلام الاستاد عبد الله عن العدد 17، و قد أدرج دلك ضمن اللطائف و الملاحظات المباشرة فلم أعرف أين يظهر التكلف و التمحل بالضبط. و لعل ترشدني إلى ما لم أفهم من كلامك أو كلامه ..
و لعلي أنبه الأخ عبد الله إلى
لو افترضنا أي تغيير في عددي الآيات، أو في عددي الكلمات في إحدى السورتين، فهل كانت تظهر هذه الإشارة إلى العدد 6236؟ بالتأكيد لا.!!!
فأتمنى أن لا نتعرض لما فيه خلاف فنبني عليه و نستحسنه و نطمئن إليه دون غيره، و أظن أن هدا الأمر هو الدي أراد الأخ ابراهيم المصري التنبيه إليه ..
و جزاكم الله خيرا .. فإنكم تجتهدون وتصيبون بإدن الله ..
وفقني و وفقكم الله
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحارث العامودي]ــــــــ[05 May 2009, 03:53 م]ـ
الأخ الفاضل عمارة
أوافقك في مسألة القراءات. أما التكلف فيظهر في كل ما ورد في المقال المطروح. فإذا كان العد هو 17×17×17 فمما علاقته بالصلاة؟!! ثم ما علاقة العدد 62 والعدد 36 بالعدد 6236؟!! وبمثل هذا المسلك تصبح كل كتب البشر معجزة لأننا لا نعدم البحث عن توافقات وتلفيق أخريات. ولا شك أن مثل هذا المسلك تسخيف لقضية الإعجاز العددي. ويبدو أن بعض الأخوة قد أصيبوا بنوع من الهوس بهذه القضية فلم يعودوا ينضبطون بضابط.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[05 May 2009, 07:13 م]ـ
أوافقك في مسألة القراءات. أما التكلف فيظهر في كل ما ورد في المقال المطروح. فإذا كان العد هو 17×17×17 فمما علاقته بالصلاة؟!!
العلاقة هي: التماثل في العدد 17.
ومثل ذلك: سورة الفاتحة 7 آيات .. في الحج نسعى 7 أشواط، ونرمي 7 جمرات ..
ما العلاقة: التماثل في العدد 7.
ومثل ذلك: عدد خزنة جهنم 19 .. عدد حروف البسملة 19 ..
العلاقة: التماثل في العدد 19 ..
ليس بالضرورة أن يعني كل منهما الاخر عينه، لكأنهما واحد .. ولكن لا يمنع الدلالة على احدهما بالآخر ..
ومثل هذا يقال عن علاقة العددين 36 و 62 بالعدد 6236 ..
لندع القرآن جانبا: اكتب العددين 36 و 62 على ورقة واكتب تحتها السؤال لشخص لم يسمع بالقرآن ولا بالعدد 6236، واسأله: ما علاقة العددين 36 و 62 بالعدد 6236؟
سيقول لك إن صفهما يؤلف العدد 6236، وقد يقول لك العدد 6236 يتركب منهما ..
لن يقول لك انه لا توجد علاقة ..
ولو سألته ما علاقة العددين 36 و 62 بالعدد 98؟ سيقول لك إن مجموعهما يساوي هذا العدد .. هذه حقائق مجردة ولا مجال للتشكيك فيها.
رفضك ووصفك لهذا المسلك، يعزز من موقف الرافضين لإعجاز العدد 19 لأن فئة البهائيين تقدس العدد 19 .. ورفضهم ان يكون عدد حروف البسملة 19 لنفس السبب.
وانت هنا: تريد أن تستبعد أن يكون بين العددين 36 و 62 علاقة بالعدد 6236، لنفس الأسباب.
ويبقى المطلوب منك أخي الفاضل ان تثبت بطريقة علمية، أنه لا توجد علاقة.
ولو أخذنا برأيك هذا في مناقشة الأبحاث التي تصفها بالجادة، فإننا لا بد ان نرفض تلك الأبحاث جملة وتفصيلا.
ولنأخذ ما اعتبرته - وغيرك - مثالا جيدا غير متكلف: العدد 309 وهو مدة لبث أصحاب الكهف في نومهم .. (وسأعود إلى هذه المسألة قريبا)
الباحث قام بعد عدد من كلمات القرآن ووجد أنها 309 واستدل بها على مدة لبث اهل الكهف .. اعتبر كل كلمة تعني سنة. فما علاقة عدد الكلمات بمدة لبث اهل الكهف؟
عدد الكلمات 309 نعم.
مدة لبث اهل الكهف 309 .. نعم
لكن ما العلاقة؟ لماذا يكون عدد الكلمات دالا على عدد سنوات لبثهم؟ أليس هذا تكلفا وتمحلا؟ هناك علاقة التماثل في العدد لا أكثر ولا أقل؟ والموضوعان مختلفان ..
مسألة عد كلمات مقطع ما من سورة هي مسألة متعلقة بالترتيب، وقد وجد أن عدد كلمات هذا المقطع متماثل مع العدد 309، ولكن ليس بالضرورة ان يكون المقصود به المدة الفعلية لعدد السنوات ..
مفهوم كلامي: ما قلته عن العدد 17 مثلا، محور العلاقة الرابطة بين هذه الأعداد العدد 17 ..
العدد 17 هو أيضا عدد الركعات المفروضة ..
العدد 17 هو أيضا مجموع أرقام العدد 6236 ...
لك أن تأخذ المسألة على أنها تماثل ولا يعني أحدها الاخر عينه، لا أن تقول لا توجد بينها أي علاقة ..
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[05 May 2009, 07:38 م]ـ
لك أن تأخذ المسألة على أنها تماثل ولا يعني أحدها الاخر عينه، لا أن تقول لا توجد بينها أي علاقة ..
الأخ الفاضل عبد الله جلغوم
لا ننكر أن هناك علاقة بين الأعداد، لكن ما هي الثمرة؟
ستقول إنه يثبت أن ترتيب القرآن توقيفي وهذا وإن وقع فيه الخلاف فهو غير مؤثر إطلاقاً، لأننا لم نجد من يرفض القرآن على أنه كلام الله بناء على الخلاف في هذه المسألة.
ثم لو افترضنا أنك وصلت من خلال بحثك إلى دليل قاطع يرجح القول بأن ترتيب سور القرآن توقيفي فهل تعتقد أنك ستقنع من أغلق سمعه وبصره عن ما دلت عليه آيات القرآن من شواهد الإيمان في الكون وفي الأنفس؟
مثال:
إن الذي يرفض دلالة قوانين الحركة من الذرة إلى المجرة أن يكون وراءها خالقاً مدبراً عالما قديرا، لن يقنعه كلامك عن الإعجاز العددي في القرآن على أنه كلام الخالق.
على أي حال أسأل الله أن لا يضيع جهدك.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[05 May 2009, 08:58 م]ـ
الأخ الفاضل أبو الحارث العامودي:
تعجبني صراحتك، وأرجو ان تعجبك صراحتي .. إن هدفنا واحد، الحقيقة.
لم تجبني على سؤالي: ما قولك في مشاركتي -
(إعجاز الترتيب في سورتي هود والهمزة)
الأخ الفاضل عمارة: أشكرك لمداخلتك.
الأخ الفاضل محب القرآن:
الإجابة على ما طرحته في مداخلتك، ستكون إن شاء الله خاتمة الكتاب الذي اعمل عليه الآن ..
وسأعود بعد قليل إلى تهمة أبي الحارث لي، ذلك أنه ممن ينتصر للإعجاز العددي، ولو صدرت من غيره ما توقفت عندها ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[05 May 2009, 09:43 م]ـ
أول سور القرآن ترتيبا سورة الفاتحة، وآخره سورة الناس، وبين هاتين السورتين تقع باقي سور القرآن الكريم ..
نلاحظ أن: مجموع عددي الآيات في سورتي الفاتحة والناس هو: 13، وأن مجموع كلماتهما هو: 49 (7 × 7). كما أن مجموع أرقام آياتهما هو 49 ..
نلاحظ في العددين 49 و 13 الإشارة العجيبة التالية:
مجموع العددين هو: ــــــ 62 (49 + 13)
حاصل طرحهما هو: 36 __ (49 – 13)
العدد المرسوم أمامنا هو: 6236، كما أن عدد آيات القرآن هو: 6236.
هل هذه مصادفة؟ أم أنه الترتيب القرآني المحكم؟ ترتيب له لغته الرقمية الخاصة في التعبير عن أسراره، أو التوجيه إليها ..
لو افترضنا أي تغيير في عددي الآيات، أو في عددي الكلمات في إحدى السورتين، فهل كانت تظهر هذه الإشارة إلى العدد 6236؟ بالتأكيد لا.
ماذا لو عكست الطرح والجمع فتقول:
حاصل طرحهما هو: 36 __ (49 – 13)
مجموع العددين هو: ــــــ 62 (49 + 13)
ماذا ينتج أمامك؟!!!!!
أخي الكريم تعلق الشيء بالاعجاز هو تعلق الشيء بما يعجز المقابل عنه.
فيستطيع اي منا ان يرتب الكلمات لتتناسق مع الارقام واذا دخل الاحتمال بطل الاستدلال.
القران عربي ولكن لا يستطيع أحد أن يأتي بمثله مع انه يستطيع ان يستخدم نفس الكلمات والحروف
وما يستدل به عن اشارة القران لبعض الحقائق العلمية التي لم تعرف الا حديثا هي مستندة على عدم امكانية معرفة ذلك في عصر النبي صلى الله عليه وسلم.
أما كون القران يتوافق مع الارقام والارقام تتوافق مع القران بطريقة ما فهذا استخدمه غير المسلمين كالنصارى. واما حساب الجمل فان اول ما اشير اليه هو استخدام اليهود لحساب عمر امة الاسلام.
هذه العبارة من أحد مواقع النصارى تأملها رعاك الله:سنرى في هذا الفصل جانباً من الإعجاز الرقمي في الكتاب المقدس. وسنرى ما سبق أن اكتشفه داود في الخليقة أن «الله طريقه كامل» (مز18: 30)، وفي الكتاب أن «ناموس الرب كامل» (مز19: 7).
(فالرقم 1) مدلوله الأولوية والرئاسة وكذلك الوحدة
ولهذا يرتبط الرقم (1) في الكتاب المقدس بالله الواحد (تث6: 4، يع 2: 19)، وبالمسيح الرأس (إش 44: 6، رؤ1: 17، 2: 8، 22: 13)، وبالكنيسة باعتبار وحدة أفرادها (أف4: 3 - 6، يو10: 16، 17: 10، 21 - 23). وهكذا
وهذه العبارة:
ومن الجميل أن نعرف أن الاسم الكامل «الرب يسوع المسيح» مذكور فى العهد الجديد 88 مرة، وكذلك أيضاً «ابن الإنسان» مذكور88 مرة.
ثم أن القيمة العددية لاسم «يسوع» باليوناني هو 888. ولاسم «المسيح» وباليوناني "كريستوس" 1480 (8×185)، ولاسم «الرب» وباليوناني «كريوس» 800 (8×100) ولاسم «المخلص» وباليوناني "سوتر" 1408 (8× 176) ولاسم «يسوع المسيح» هو 2368 = 37×8×8.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[05 May 2009, 10:26 م]ـ
[مجدي ابو عيشة
ماذا لو عكست الطرح والجمع فتقول:
حاصل طرحهما هو: 36 __ (49 – 13)
مجموع العددين هو: ــــــ 62 (49 + 13)
ماذا ينتج أمامك؟!!!!!
العدد 6236
أخي الكريم تعلق الشيء بالاعجاز هو تعلق الشيء بما يعجز المقابل عنه.
فيستطيع اي منا ان يرتب الكلمات لتتناسق مع الارقام واذا دخل الاحتمال بطل الاستدلال.
من جهل شيئا عاداه، والحكم على الشيء فرع عن تصوره، ويبدو من كلامك أنك تجهل ترتيب القرآن العظيم، وبالتالي تظنه كأي ترتيب، وتقارنه بغيره، بل وتدعي قدرة أي منا على محاكاته .. ألهذا الحد ترى ترتيب القرآن بسيطا؟!
فاعلم أخي الفاضل لا أنت ولا غيرك يقدر على محاكاة ترتيب القرآن، ولو استعنت بكل أجهزة الكمبيوتر في العالم ..
وأما ما استشهدت به فهو دليل على عظمة الترتيب القرآني .. وإن كان لا يشبهه لا من قريب ولا من بعيد.
ـ[خلوصي]ــــــــ[05 May 2009, 10:46 م]ـ
شكرا لكم و هذا رابط ذو علاقة:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=15941
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[05 May 2009, 10:54 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أما التكلف فيظهر في كل ما ورد في المقال المطروح. فإذا كان العد هو 17×17×17 فمما علاقته بالصلاة؟!! ثم ما علاقة العدد 62 والعدد 36 بالعدد 6236؟!! وبمثل هذا المسلك تصبح كل كتب البشر معجزة لأننا لا نعدم البحث عن توافقات وتلفيق أخريات. ولا شك أن مثل هذا المسلك تسخيف لقضية الإعجاز العددي
الرد على ما جاء في هذه الفقرة يحتاج إلى عدد من المقالات، ووقتي لا يسمح بذلك ..
ولذلك سأكتفي بالقليل، والسهل، وما يحقق الغرض ..
أذكر بأن العدد الناتج من صف العددين 13 و 49 الذي هو 4913 يساوي 17 × 17 × 17.
السؤال الذي سنطرحه هنا: هل روعيت هذه العلاقة في ترتيب السورتين اللتين جاءتا في موقعي الترتيب 13 و 49؟
السورة رقم 13 في ترتيب المصحف هي سورة الرعد ...
السورة رقم 49 في ترتيب المصحف هي سورة الحجرات ..
من السهل ملاحظة أن عدد السور المحصورة بين السورتين هو 35 سورة ..
ماذا في هذا العدد؟
ستعرفون بعد قليل؟ ولكن لا بأس من المحاولة ..
بما أن عدد السور المحصورة بين سورتي الرعد والحجرات (35) عدد فردي، فهذا يعني أن السورة التي تتوسط هذا العدد من السور تقسمه إلى قسمين عدد كل منهما 17.
وهنا لاحت لي فكرة: لماذا لا أبحث عن السورة التي تتوسط هذا العدد؟ فتقسمه إلى نصفين 17 و 17؟
إنها فكرة طيبة ...
وأسرعت أبحث عن تلك السورة، وفي ذهني ارتباط العدد 17 بعدد الركعات المفروضة على المسلم في كل يوم وليلة. وكانت المفاجأة لي أن السورة التي تتوسط هذه المجموعة من السور هي سورة لقمان .. يا إلهي، ماذا أرى؟
ما الذي فاجأني في سورة لقمان؟
إن عدد آياتها هو 34، أي 17 + 17 ..
لكأنها تشير إلى عددي السور على جانبيها. إن من غير المعقول أن يكون هذا الذي أراه مجرد مصادفة.
وهنا اكتشفت السر في العدد 35 .. إن مجموع تربيع رقميه (5 و 3) هو 34 (25 + 9) .. لم يخطر ببالي أنه يشير إلى سورة لقمان .. ولكنني فهمت ذلك الان.
وتوقفت عند سورة لقمان متأملا ومتدبرا، وشدتني ملاحظة أنها إحدى سور الفواتح التسع والعشرين المفتتحة بالحروف المقطعة (الم)، فأسرعت أبحث عن موقع ترتيبها بين سور الفواتح ... وقد غمرتني الرهبة حينما اكتشفت أن سورة لقمان هي السورة رقم 17 في ترتيب سور الفواتح ..
ما أعظم هذا الترتيب، وما أحكمه! والآن أيها الأفاضل لو أردنا أن نعبر عنه بالأرقام، ماذا سنكتب؟ سنكتب العدد 17 ثلاث مرات: 17 (17) 17.
وسنفهم ما تقوله هذه الأعداد: تقول إن السورة رقم 17 باعتبار سور الفواتح تقسم السور المحصورة بين سورتي الرعد والحجرات، السورتين ذواتي الترتيب 13 و 49إلى 17 و 17.
إن في هذه الحقيقة ما يدفع شبهة المصادفة عن الأولى ..
4913 = 17 × 17 × 17.
ألا تشعرون بالرهبة وأنتم تتاملون هذا الترتيب؟ فماذا لو تعلمون شيئا عن الباقي؟
لقد أخبرتكم بملاحظة وليس عشر .. لأننا أخشى أن لا تتحملوا كل ذلك دفعة واحدة.
ولعل الأخ ابو الحارث يسحب تهمته الموجهة إلينا بدافع الحرص علينا وعلى الإعجاز العددي ..
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[06 May 2009, 02:43 م]ـ
الرد على ما جاء في هذه الفقرة يحتاج إلى عدد من المقالات، ووقتي لا يسمح بذلك ..
ولذلك سأكتفي بالقليل، والسهل، وما يحقق الغرض ..
أذكر بأن العدد الناتج من صف العددين 13 و 49 الذي هو 4913 يساوي 17 × 17 × 17.
السؤال الذي سنطرحه هنا: هل روعيت هذه العلاقة في ترتيب السورتين اللتين جاءتا في موقعي الترتيب 13 و 49؟
السورة رقم 13 في ترتيب المصحف هي سورة الرعد ...
السورة رقم 49 في ترتيب المصحف هي سورة الحجرات ..
من السهل ملاحظة أن عدد السور المحصورة بين السورتين هو 35 سورة ..
فهذا يعني أن السورة التي تتوسط هذا العدد من السور تقسمه إلى قسمين عدد كل منهما 17.
وهنا لاحت لي فكرة: لماذا لا أبحث عن السورة التي تتوسط هذا العدد؟ فتقسمه إلى نصفين 17 و 17؟
وكانت المفاجأة لي أن السورة التي تتوسط هذه المجموعة من السور هي سورة لقمان ..
إن عدد آياتها هو 34، أي 17 + 17 ..
لكأنها تشير إلى عددي السور على جانبيها. إن من غير المعقول أن يكون هذا الذي أراه مجرد مصادفة.
وهنا اكتشفت السر في العدد 35 .. إن مجموع تربيع رقميه (5 و 3) هو 34 (25 + 9) .. لم يخطر ببالي أنه يشير إلى سورة لقمان .. ولكنني فهمت ذلك الان.
وقد غمرتني الرهبة حينما اكتشفت أن سورة لقمان هي السورة رقم 17 في ترتيب سور الفواتح ..
ما أعظم هذا الترتيب، وما أحكمه! والآن أيها الأفاضل لو أردنا أن نعبر عنه بالأرقام، ماذا سنكتب؟ سنكتب العدد 17 ثلاث مرات: 17 (17) 17.
وسنفهم ما تقوله هذه الأعداد: تقول إن السورة رقم 17 باعتبار سور الفواتح تقسم السور المحصورة بين سورتي الرعد والحجرات، السورتين ذواتي الترتيب 13 و 49إلى 17 و 17.
إن في هذه الحقيقة ما يدفع شبهة المصادفة عن الأولى ..
4913 = 17 × 17 × 17.
..
ما المشكلة؟ أما حركت هذه الظاهرة مشاعر أحد منكم، فيقول: جزاك الله خيرا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[06 May 2009, 03:26 م]ـ
وقفة في رحاب سورة لقمان:
- تقسم سورة لقمان مجموعة السور إلى 17 و 17.
- عدد آيات سورة لقمان 34، أي 17 + 17.
- سورة لقمان هي السورة رقم 17 (باعتبار سور الفواتح).
- الآية رقم 17 في سورة لقمان مؤلفة من 17 كلمة (بالرسم العثماني)
-عدد حروف الآية رقم 17 هو 68 حرفا أي 4 × 17.
- عدد ما ورد في الآية من حروف اللغة – دون تكرار – هو 17.
- عدد آيات القرآن ابتداء من البسملة وحتى أول الآية رقم 17 لقمان عدد من مضاعفات الرقم 17 (3485 = 205 × 17).
لو تقدر الحجارة على الكلام، لنطقت.
ـ[ Amara] ــــــــ[06 May 2009, 03:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اخوتي الكرام السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
أخي الحبيب محب القرآن، كنت قلت
الأخ الفاضل عبد الله جلغوم لا ننكر أن هناك علاقة بين الأعداد، لكن ما هي الثمرة؟ هل تعتقد أنك ستقنع من أغلق سمعه وبصره عن ما دلت عليه آيات القرآن من شواهد الإيمان في الكون وفي الأنفس؟ إن الذي يرفض دلالة قوانين الحركة من الذرة إلى المجرة أن يكون وراءها خالقاً مدبراً عالما قديرا، لن يقنعه كلامك عن الإعجاز العددي في القرآن على أنه كلام الخالق. على أي حال أسأل الله أن لا يضيع جهدك.
أنت قلتها أخي الفاضل .. أنك لا تنكر أن هناك علاقة بين الاعداد في القرآن ظاهرة ..
فمن أدراك أن من يسمع دلك من المعاندين لا يهديه الله .. ثم مادا أخي .. أليس علينا البلاغ و على الله الهداية .. ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر .. هل وكلنا بهداية المعاندين؟ أم كلفنا ببلاغهم؟ ألسنا مأمورين بتدبر القرآن .. فأي حكم شرعي يثنينا أن ننظر في ترتيب القرىن و نتدبر أعداد القرآن .. كنت سألت هدا السؤال و أعدته و لم يجبني احد .. و هو دلالة أن دلك لا يعارضه الشرع بل يؤيده .. ثم ما يدريك .. تصور اني تحدثت عن الكسرة اليتيمة في سورة الاخلاص و كيف تنصف السورة إلى نصفين كل نصف فيه 23 حرفا و لعل بعض من أنست فيهم علما أجابني أنه لا يظن أن مسالة خلقة الانسان مقصودة في السورة .. و أنا كلما حدثت بها دارسا للبيولوجيا إلا قال سبحان الله، و الله لا أرى إلا أنه كان يقصد دلك، فإن من ينظر في نفسه يعلم ان الله واحدن و من يعرف أنه ينسب إلى غيره يعرف ان الله لا ينسب إلى غيره، و نسبته تعالى هي سورة الاخلاص ..
هل تحدثت إلى عالم بالعدد فأنكر عليك ما في القرآن .. تكلم إلى عالم عدد .. و إن شئت لا تقل له أن هدا هو القرآن .. قل له اعطنا رأيك في كتاب هده نصوصه و هدا ترتيبه و انظر ..
.. لنمض مع الاخ الفاضل ابو ريشة، نحلق معه في سماء القرآن،
أخي الكريم تعلق الشيء بالاعجاز هو تعلق الشيء بما يعجز المقابل عنه. فيستطيع اي منا ان يرتب الكلمات لتتناسق مع الارقام واذا دخل الاحتمال بطل الاستدلال. .
سيدي الفاضل، على هدا نتحدث، من منا يستطيع أن يرتب الكلمات لتتناسق مع الارقام دون ان يضيع معنى الجملة و بلاغتها و فصاحتها .. لا احد .. و أنا أتحداك أن تفعل .. لقد حاول البعض دلك، و قرأت ما كتبوه، و حقيقة أضحكني مافعلوا .. كانوا فعلوا نفس فعل مسيلمة اما ظن أن القرآن ليس إلا كلاما مسجوعا فظل يفيل في فيله و يخرطمه .. ليس منا احد يستطيع دلك اخي .. حاول إن شئت .. ربما ستقرا عن البعض أن بإمكانك لبلوغ دلك ان تعتمد أكثر من 20 طريقة .. غير اني أأكد لك انك لن تستطيع لأن دلك في لطيفة واحدة، فمابالك بما يعرض عليك من اللطائف .. فإدا لم نستطع كبشر الاتيان بمثل هده اللطائف و تركيب الكلمات كماهي في القرىن .. مادا يمكن ان نسمي دلك .. إدا استحال دلك رياضيا علينا مادا يمكننا ان نقول حينها .. سنقول عجزنا .. و مادا سنسمي تلك اللطائف .. ستكون إعجازا ..
ثم مادا؟ انظر أخي الحبيب ..
القران عربي ولكن لا يستطيع أحد أن يأتي بمثله مع انه يستطيع ان يستخدم نفس الكلمات والحروف وما يستدل به عن اشارة القران لبعض الحقائق العلمية التي لم تعرف الا حديثا هي مستندة على عدم امكانية معرفة ذلك في عصر النبي صلى الله عليه وسلم. أما كون القران يتوافق مع الارقام والارقام تتوافق مع القران بطريقة ما فهذا استخدمه غير المسلمين كالنصارى. واما حساب الجمل فان اول ما اشير اليه هو استخدام اليهود لحساب عمر امة الاسلام. .
(يُتْبَعُ)
(/)
أما عن قولك ان القرآن عربي و لا يستطيع أحد أن يأتي بمثله مع أنه يستطيع أن يستخدم نفس الكلمات و الحروف .. لإازيد عليه أنه لا يستطيع الاتيان بمثله و لو استخدم الاوزان الرياضية لهده الحروف و هده الكلمات .. أما عن ما قلت عن الاشارات العلمية، فهي ليست فقط اشارات إنما هي معلومات في غاية الدقة .. تتجاوز دقتها ما يتوصل إليه علماء اليوم .. لذلك كان نبينا محمد صلى الله عليه و سلم يحثنا على مجالس القرىن فيقول: ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله و يتدارسونه بينهم .. فماذا فعلنا .. أكثرنا حظا من اشتغل بتلاوته .. و ليس فينا اليوم من اشتغل بدراسته .. و إنما فينا من يحاول ذلك فيجد صدا .. و ليس خطاب من اراد ذلك بالقول: افرض أنك فهمت الغاية من كذا ماذا بعد؟ إلا توهين له .. انظروا احبتي في كلام عبد الله بن مسعود: ثوروا القرآن، فإن فيه كل العلم ..
أما قولك عن اليهود و النصارى .. فإنما أرادوا استدلالا على باطلهم، فلم ينكر عليهم و أردنا أن نستدل على الحق عندنا فانكر دلك علينا .. و ما الذي يقلل من قيمة علم العدد في القرآن إذا استدل به اليهود و النصارى .. إنما في ذلك بيان الحق و ظهوره .. لا غرابة أن نجد مثالا من الإعجاز العددي في التوراة أو الانجيل لأن الذي يقوله القرآن في تلك الكتب أنها محرفة، و بطلانها واضح من تحريفها .. و سهل جدا أن تلاحظ ذلك حتى عدديا .. كما نلاحظه في ابواب التشريع .. ألسنا نقول أن الله حرم الخمر .. و في إنجيلهم حرم الخمر كذلك .. فإن توافق في هذا الامر مع أن الانجيل محرف .. إن التحريف لا يعني التغيير و التبديل الكلي فهم يتحدثون عن الله و نالقرآن كذلك .. لكن الذي يتحدثون به باطل و ما يتحدث به القرآن هو الحق .. لذلك يجوز أن ترى بعض الامثلة لكن دراسة معمقة لتلك الكتب ستكشف لك اباطيل ما يرونه .. و دراسة دقيقة للقرىن ستفيدك بقوة ما ترى و عظمة ما تجد بين آياته .. ثم ماذا عن المعادلة التي قدمتها .. سأجيبك بآية في القرآن فافهم و تدبر، يقول الله تعالى:
وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً
هذا و أشكر الأخ الفاضل ابو الحارث العامودي ..
و أقول للاخ الفاضل عبد الله جلغوم جزاك الله خيرا .. و وفقك الله
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عمارة سعد شندول
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[06 May 2009, 05:01 م]ـ
الأخ الفاضل عمارة
بارك الله فيك، وأكثر من أمثالك، فينصرون الحق والحقيقة، لا يخشون في ذلك غير الله سبحانه.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[06 May 2009, 10:33 م]ـ
الأخ الفاضل عمارة
أوافقك في مسألة القراءات. أما التكلف فيظهر في كل ما ورد في المقال المطروح. فإذا كان العد هو 17×17×17 فمما علاقته بالصلاة؟!! ثم ما علاقة العدد 62 والعدد 36 بالعدد 6236؟!! وبمثل هذا المسلك تصبح كل كتب البشر معجزة لأننا لا نعدم البحث عن توافقات وتلفيق أخريات. ولا شك أن مثل هذا المسلك تسخيف لقضية الإعجاز العددي. ويبدو أن بعض الأخوة قد أصيبوا بنوع من الهوس بهذه القضية فلم يعودوا ينضبطون بضابط.
أشكرك أخي الفاضل أبو الحارث العامودي جزيل الشكر على مداخلتك هذه الرائعة ..
لا تعجب، فلقد فتحت علي بابا من الخير كان محكم الإغلاق، وحديقة ملأى بالقطوف والثمار الطيبة .. شكرا لك ثانية، ولا تبخل علينا بمثل هذه المثيرات.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[08 May 2009, 10:42 ص]ـ
إعجاز العددين 36و62 أو العدد 6236.
فقد وصف البعض ما طرحته في بداية هذا الموضوع، حول العددين 13 و 49 بالعددين 36 و 62 اللذين يؤلفان العدد 6236 عدد آيات القرآن بالتكلف وتسخيف فكرة الإعجاز العددي ...
ورغم محاولتي دفع التهمة فالطرف الاخر يصر على عناده، لدرجة تثير الريبة، وكأنه يستفزني لهدف ما في نفسه ..
على أي حال، سأطلعكم في هذه المشاركة على أحد أسرار هذه المسألة، وهو أبسطها .. ولعلي مستقبلا أطرح الموضوع مستقلا، ولعلي أحتفظ به للوقت المناسب، ولكن لا بأس ان اخبركم أن سور القرآن كلها ترتبط بهذين العددين ...
والان إلى موضوعنا الأول:
سورة الطور:
سورة الطور هي السورة رقم 52 في ترتيب المصحف (لاحظوا موقع ترتيب السورة، عدد من مضاعفات الرقم 13).
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه السورة أيها الأفاضل جاءت مؤلفة من؟؟ من 49 آية.
أليست مفاجأة؟ من المؤكد أنها كذلك، ومن تابع معنا الحديث من اوله يعرف لماذا نرى انها مفاجاة ..
ولكن لا يخلو الأمر من عنيد راكب رأسه، يغني على ليلاه ..
ما علينا، لنتركه وشأنه، مستمتعا بعناده وصموده العجيب في مواجهة الحقيقة ..
وتعالوا ننظر في السورة التالية لسورة الطور.
مفاجأة أخرى: هذه السورة هي سورة النجم، إن عدد آياتها هو 62 (بالعربي: 13 + 49). لعلها جاءت لدفع ما قد يكون من الشك في أنفسنا ..
لا أرى من المعقول، بعد هذذه البينة الواضحة، أن يصر البعض على موقفهم الحديدي، وإن كان ذلك مطلوبا فليس هنا مكانه المناسب.
ومع ذلك فقد حرص القرآن على ايلاء هذه الفئة اهتماما خاصا، كيف؟
تأييد الظاهرة بمزيد من الأدلة لدفع الشك والمساعدة في إخراجهم من ظلمة الحيرة والتردد إلى نور الحقيقة الواضحة الساطعة ..
ماذا يعني أن تأتي سورة النجم - كما أوضحنا - مؤلفة من 62 آية؟ وفي موقع الترتيب 53.
ليس من الصحب ان تحصوا عدد سور القرآن ابتداء من سورة النجم المؤلفة من 62 آية وحتى نهاية المصحف. لماذا لا تقومون بذلك وتكتشفوا بأنفسكم ان عددها هو 62 سورة؟
هل زال الشك من نفوسكم؟ بقي القليل .. إذن تأملوا معي هذه العجيبة:
إن اول السور الـ 62 هي سورة القمر، وقد جاءت مؤلفة من 55 آية.
آخر هذه السور في ترتيب المصحف هي سورة الناس، وقد جاءت مؤلفة من 6 آيات.
أليس هذا عجيبا؟
قد يقول البعض وما العجيب؟
العجيب أن الفرق بين عددي آيات السورتين هو 49 ..
عدنا إلى العدد 49.
طلبي الوحيد منكم، إذا خرج احد بالقول أن العددين 36 و 62 من اهم محاور الترتيب في القرآن، ان تتذكروا أنني من قال قبله ذلك، وان بعضهم وصف قولي بما لا يليق.
ولعلي أصطحبكم في جولة مع هذين العددين مع ترتيب المصحف وجميع سوره، ولكن حينما يصل البعض إلى مستوى يمكنهم من تقدير أبحاث عبدالله جلغوم.
مع احترامي للجميع.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[08 May 2009, 09:30 م]ـ
(هذه المشاركة إكراما للأخ الفاضل عمارة شندول، الذي جهر بكلمة الحق)
...................
ذهبنا في تحليلنا للعددين 13 و 49 إلى أنهما يشيران إلى العددين 36 و62 .. وهما العددان اللذان يؤلفان العدد 6236.
وقد تصدى لنا بعض الأخوة، ولم يبخلوا علينا بما لا يليق سامحهم الله ..
ما رأيكم أن نبحث عن أول آية وآخر آية في ترتيب آيات القرآن رقم ترتيبها 49؟
هيا إذن، لماذا التردد؟ فلعلها تزيل بعض الشك مما قد يكون عالقا بقلوبكم ..
1 - من السهل أن نحدد موقع أول آية رقم ترتيبها 49، إنها الآية رقم 49 في سورة البقرة، بينما قد نحتاج بعض الوقت لتحديد موقع آخر آية رقم ترتيبها 49، يمكننا العودة إلى المصحف، وسنجد أنها الآية رقم 49 في سورة المرسلات.
(اسمحوا لي أن أذكركم بنص الآية رقم 49 في سورة المرسلات، إنها قوله تعالى (ويل يومئذ للمكذبين) ..
كيف نحدد موقعي الآيتين في ترتيب آيات القرآن؟
ليس أمامنا إلا أن نحصي أعداد الآيات السابقة والتالية للآيتين.
لن نجد مشقة في تحديد موقع الآية الأولى في سورة البقرة، إنها تأتي في ترتيب المصحف بعد 55 آية من بداية المصحف، بينما قد يحتاج تحديد موقع آخر آية رقم ترتيبها 49 بعض الوقت والجهد والصبر، ولكننا في نهاية البحث – وبالعودة إلى فهرس المصحف - سنحدد موقع الآية الأخيرة، وبالتدبر نكتشف أنها جاءت قبل نهاية المصحف بـ 565 آية.
والآن هاتوا آلاتكم الحاسبة واجمعوا العددين إذا كنتم تشكون من صعوبة في الجمع، ما قبل الآية رقم 49 البقرة، وما بعد الآية 49 المرسلات .. إن مجموعها هو 620.
أليست مفاجأة بديعة؟
العدد 620 هو من مضاعفات الرقم 62، الذي هو مجموع العددين 13 و 49.
أليس كذلك؟
أليس في هذه الحقيقة ما يؤكد من جديد صحة تحليلنا للعددين 13 و 49؟ تلك الإشارة الرائعة التي حرص القرآن على وضعها في سورتي الفاتحة والناس، أول سور القرآن وآخره ترتيبا؟ هل وضعها لنمر عليها مرور العابرين، أم لنتدبرها ونفكر فيها؟
هل في هذه الحقيقة شيء من التكلف؟ هل يحتاج الأمر لقانون رياضي، ولعلوم الإحصاء الحديثة؟ لا أعتقد أن أحدا سيزعم ذلك.
2 - ظهور العدد 6236 من جديد:
والآن تعالوا نطرح العدد 620 الذي شاركتم في جمعه، من العدد 6236 عدد آيات القرآن ..
العدد الباقي هو 5616 (6236 – 620). يمكنكم التأكد من صحة الطرح، لمزيد من الاطمئنان، ولا بأس من الاستعانة بآلة حاسبة وتكرار عملية الطرح.
والآن جاء الدور لي للسؤال:
ما وجه الإعجاز في هذا العدد؟
هذا العدد يا أيها الأفاضل هو من مضاعفات الرقم 36. (156 × 36). والعدد 36 هو كما قلنا في تحليلنا سابقا هو عبارة عن 49 – 13.
لقد أعادتنا الآيتان ذواتا الرقم 49 إلى العددين 36 و 62 مرة أخرى .. ومن جديد يطل عليكم العدد 6236. وهذا العدد هو أيضا عدد آيات القرآن الكريم.
أترونه مصادفة وتكلفا أم إعجازا؟
هل يستحق صاحب هذا الاكتشاف الثناء أم الذم؟
طبعا الكلام في هذا الموضوع لم ينته بعد، فهناك الكثير من المفاجآت.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[09 May 2009, 12:26 ص]ـ
هذا العدد يا أيها الأفاضل هو من مضاعفات الرقم 36. (156 × 36). والعدد 36 هو كما قلنا في تحليلنا سابقا هو عبارة عن 49 – 13.
ما يعنينا من المشاركة أن عدد آيات القرآن قسمت إلى قسمين:
620: عدد من مضاعفات الرقم 62
5616: عدد من مضاعفات الرقم 36.
ملاحظة للتأمل:
العدد 5616 يتألف من العددين 16 و56.
إذا بحثنا عن السورتين اللتين جاءتا في موقعي الترتيب 16 و56، نجدهما:
سورة النحل، هي السورة رقم 16 وعدد آياتها 128.
سورة الواقعة، هي السورة رقم 56 وعدد آياتها 96.
نلاحظ أن مجموع عددي الآيات هو 224 وهذا العدد من مضاعفات الرقم 56 (4 × 56) وهذا الرقم هو رقم ترتيب سورة الواقعة.
حاصل طرح العددين هو 32 (128 - 96) وهذا العدد من مضاعفات الرقم 16 (2× 16) وهذا الرقم هو رقم ترتيب سورة النحل.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[10 May 2009, 11:07 م]ـ
لعل من يتساءل، فماذا عن الرقم 13؟
لماذا اخترت الرقم 49 وتركته؟
لإزالة هذا التوهم، تعالوا نبحث عن أول آية في ترتيب آيات القرآن رقمها 13، وعن آخر آية رقم ترتيبها 13 ...
اول آية رقم ترتيبها 13 هي الآية رقم 13 في سورة البقرة السورة رقم 2. لاحظوا انها تاتي في الترتيب العام لآيات القرآن بعد 19 آية من بدايته.
آخر آية رقم ترتيبها 13 هي الآية رقم 13 في سورة العلق، السورة رقم 96 في ترتيب المصحف. لاحظوا أن عدد الآيات التالية لها وحتى نهاية المصحف هو 117 آية.
والان، ماذا ترون في هذه الأعداد؟
1 - إن مجموع رقمي ترتيب سورتي البقرة والعلق حيث الآيتين هو 98، أي 2 × 49 .. أترون العدد 49؟ هل حاولتم ان تسألوه ماذا يقول لكم؟ لماذا هذا الظهور المتكرر له؟
2 - عدد الآيات السابقة للآية في سورة البقرة هو 19.
عدد الآيات التالية للآية في سورة العلق هو 117.
يا الله، ما هذا ..
إن حاصل طرح العددين هو 98، أي 2 × 49.
مرة ثانية يطل عليكم العدد 49 ..
وتقولون أنني أتكلف ...... !!!!!!!!!
وما بقي أكبر. والله أكبر.
ـ[ Amara] ــــــــ[13 May 2009, 03:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وما بقي أكبر. والله أكبر.
الله أعلى و أكبر ..
جزاك الله خيرا
وفقني و وفقكم الله(/)
دعوة لحضور اللقاء العلمي للجنة الفرعية بالقصيم
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[04 May 2009, 11:22 م]ـ
دعوة لحضور اللقاء العلمي للجنة الفرعية بالقصيم
--------------------------------------------------------------------------------
يسر الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه
أن تدعوكم لحضور اللقاء العلمي للجنة الفرعية بالقصيم بعنوان:
التفسير بالمأثور مدارس ومؤلفات
للدكتور: أحمد بن عايش البدر، أستاذ الدراسات القرآنية المساعد في جامعة القصيم يوم الثلاثاء الموافق 10/ 5/ 1430 هـ الساعة التاسعة مساءً في قاعة المدرج الغربي في مبنى كلية الشريعة وأصول الدين.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[05 May 2009, 12:31 ص]ـ
سنحضر بحول الله
ونسأل الله للجميع العلم النافع والعمل الصالح
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 May 2009, 12:01 م]ـ
وفقكم الله يا أبا سلمان وأعانكم على مواصلة الجهود في تنشيط الدراسات القرآنية.
والأخ الكريم الدكتور أحمد بن عايش البدر من الناشطين المتواصلين دوماً مع أنشطة الجمعية وبرامجها جزاه الله خيراً ونفع بعلمه.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[05 May 2009, 12:11 م]ـ
نسأل الله تعالى للدكتور المحاضِر التوفيق وللمحَاضَر النفع والإفادة.(/)
بشرى: طباعة ربع مليون نسخة من التفسير الميسر.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[05 May 2009, 05:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وردتني رسالة مساء الأمس من أحد الإخوة الدارسين في مرحلة الماجستير في مدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قد تم السماح بطباعة التفسير الميسر بعد منعه، وأن المُجَمع قد طبع منه مليون نسخة بأربعة أحجام سيتم تداولها بعد شهر بإذن الله.
وأوعز إلي أن أخبر الإخوة في ملتقى أهل التفسير.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 May 2009, 05:35 ص]ـ
بشرى طيبة وفقك الله يا أبا الوليد.
أرجو أن يكون الخبر صحيحاً ونرى النسخ، فقد سمعنا مراراً بقرب صدوره، ولكنه يطول الانتظار ...
ـ[عبدالعزيز المشعلي]ــــــــ[05 May 2009, 06:31 ص]ـ
بشرى طيبة
ولكن ما زال الخبر يحتاج إلى تأكيد!
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[05 May 2009, 06:38 ص]ـ
بشرك الله برضوانه ويسره الله ويسر تداوله والإنتفاع به
جزاكم الله خيرا
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[05 May 2009, 08:17 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي!
معذرة هل ستكون هذه الإصدارات مجانية أم بمقابل مادي؟!
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[05 May 2009, 02:17 م]ـ
بشرى طيبة.
ـ[التواقة]ــــــــ[06 May 2009, 01:38 م]ـ
بشرى طيبة ...
لكن ..
هل ستصل المكتبات؟؟؟ أم يطول الانتظار؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[06 May 2009, 04:43 م]ـ
اتصلت اليوم الأربعاء 11/ 5 / 1430هـ على مجمع الملك فهد للتثبت من هذا الخبر السار فرد علي مدير إدارة التسويق والبيع الأستاذ حامد أبوخضير، فأكد الخبر، وقال بأنه سيكون في الأسواق بعد شهرين بالكثير. وهو الآن في الطباعة.
فالحمد لله الذي يسر طباعته، ونسأله أن يتم هذا الأمر وييسر إخراج هذا التفسير المهم.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[06 May 2009, 04:51 م]ـ
بشري عظيمة يعقبها نفع من جنسها.
ـ[سيف التوحيد]ــــــــ[06 May 2009, 07:15 م]ـ
بشرى طيبة , ونفع الله بكم.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[07 May 2009, 12:04 م]ـ
جزاكم الله خيرًا أجمعين، وحمدًا لله على هذه النعمة، لو يعلمون كم ستفيد طلاب الحلقات، وتسد ثغرة في هذا الجانب!
والشكر للشيخ الكريم الدكتور محمد على تأكيد الخبر.
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[07 May 2009, 02:36 م]ـ
بشرك الله برحمة والديك يا شيخ ابو الوليد
ـ[يزيد العمار]ــــــــ[07 May 2009, 05:38 م]ـ
بشرى طيبة
نسأل الله أن يعين القائمين عليها
شكراً لكم أبو الوليد وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[07 May 2009, 07:15 م]ـ
جزاكم الله خيرا بشرى طيبة ..
وأتمنى أن تكون ترجمة القرآن لنص هذا التفسير وليس للنص الأصلي ..
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[09 May 2009, 06:14 م]ـ
أسعد الله من أتانا بالخبر ,, فقد كنت أبحث عنه بشغف
هذه مقدمة الكتاب:
بقلم الدكتور
عبد الله بن عبد المحسن التركي
وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد "سابقاً"
المشرف على إعداد "التفسير الميسر"
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران: 102]
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء: 1]
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب: 70 - 71]
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثه بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن من نعم الله على عباده، وتمام حجته على خلقه أن تكون آيات النبوة وبراهين الرسالة الخاتمة العامة لجميع الثقلين، خالدة معلومة لكل الخلق، فكان إنزال الله - تعالى - كتابه العظيم: تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ [النحل: 89]
بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ [الشعراء: 195] على قلب خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم المبعوث رحمة للعالمين، معجزة ظاهرة، وحجة قاطعة، في استمراره وحفظه وإعجازه وهدايته، والتعبد بتلاوته وسماعه، والافتقار إلى هدايته، وتعاهد الإيمان به: اعتقادا وقولا وعملا.
فالقرآن العظيم، آية باقية على وجه الدهر، ومعجزة خالدة، من جهة فصاحة لفظه، وبلاغة نظمه وأسلوبه، ودقة أحكامه وأوامره ونواهيه، وبيان أسماء الله وصفاته، ودلائله اليقينية، وبراهينه العقلية، في أمثاله المضروبة، وإخباره بالغيب، وتحدي الثقلين بالإتيان بمثله، وغير ذلك من العجائب الخارقة للعادة.
تولى الله -سبحانه- حفظه، فقال: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر: 9]
حفظه الله من أن تزيد فيه الشياطين باطلا أو تنقص منه حقا، فلم يزل محفوظا في الصدور مكتوبا في السطور.
لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ [فصلت: 42]
ونفى عنه التبديل والتحريف، فقال تعالى: وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلا لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [الأنعام: 115]
ووفق الله -سبحانه- أهل ملة الإسلام ليكونوا حفَّاظًا له يتناقلونه بالتواتر، فحفظوه في الصدور، وقرؤوه بالألسن، وكتبوه في المصاحف كما أُنزل.
وبهذا يرتبط استمرار الرسالة الإسلامية وأبديتها، وختمها وعمومها، باستمرار معجزتها -القرآن الكريم- وختمه للكتب، وعمومه للثقلين.
والقرآن العظيم أُنزل هداية للخلق إلى السعادة في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ [النحل: 89] ودلالة على صدق رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم في رسالته ونبوته، وأن ما جاء به حق من عند ربه سبحانه وتعالى.
فالقرآن عصمة لكل مسلم، وبه نجاحه وفلاحه، وقيام دينه ودنياه، وسعادته في أولاه وأخراه، بتثبيت التوحيد وسائر أركان الإسلام في قلبه، وتزكية نفسه بأخلاق القرآن، وإعداده فردا صالحا في أمته.
فكل إنسان مفتقر إلى هدايته، وتطهير النفس به من أرجاس الشرك وأدران المعاصي، وتعاهد الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، وباليوم الآخر، والقدر خيره وشره.
وذلك بتلاوته، والعمل به، والاتعاظ بمواعظه: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ [الزمر: 23]
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [الأنفال: 2]
وكل عبد مسلم، متعبد بتلاوته، وتدبر آياته، وتفهم معانيه، والعمل بمحكمه، والإيمان بمتشابهه، قال الله -عز شأنه-: كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ [ص: 29]
وقال -سبحانه-: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا [المزمل: 4]،
وقال -سبحانه-: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا [النساء: 82]
وقال -عز من قائل-: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد: 24]
وقد يسر الله على الألسن قراءته، وعلى العقول فهمه وتدبر معانيه، قال تعالى: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ [القمر: 17، 22،32،40]
فقد بين سبحانه آياته بآياته، وهذا أشرف أنواع التفسير بالإجماع؛ إذ لا أحد أعلم بكتاب الله جل وعلا من الله عز شأنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبينه رسوله محمد صلى الله عليه وسلم لأمته، قال سبحانه: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ [النحل: 44]
وهذا التبيين شامل لبيان معاني القرآن وألفاظه، وهو من سنته، وسنته وحي من ربه، فالسنة مفسرة للقرآن وموضحة له، قال الله تعالى: وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى [النجم: 3، 4].
وقال صلى الله عليه وسلم "ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه" رواه أحمد وأبو داود.
واجتهد الراسخون في العلم من علماء الأمة وفقهاء الملة، في بيان معاني القرآن وتفسيره، وكشف الغطاء عن وجوه بلاغته وعلومه، مؤتمين برسول الله صلى الله عليه وسلم وفي مقدمتهم أهل الاختصاص بتفسير كتاب الله -تعالى- من الصحابة -رضي الله عنهم-؛ وذلك لكمال درايتهم بمشاهدة التنزيل، ولما ميزهم الله به من الفهم والفقه في دينه، والعلم الصحيح، وسلامة السليقة ونقاء العربية.
ثم تسلم التابعون لهم بإحسان هذا الميراث الشرعي، فدرجوا فيه على سننه المذكورة: التفسير بالقرآن، وبالسنة، وبتفسير أشياخهم من الصحابة -رضي الله عنهم- وتنامت على أيديهم مدارس التفسير بالأثر في داري التنزيل: مكة والمدينة، -حرسهما الله تعالى- ثم في الكوفة، وغيرها من أمصار المسلمين.
وتنقل هذا الميراث المبارك من طبقة إلى أخرى، وقد أُولع المفسرون به حتى تكوَّنَ من ذلك أعظم مكتبة في العلوم الإسلامية، وأوسعها دائرة، واتضح أن طرق التفسير خمسة: تفسير القرآن بالقرآن، وبالسنة، وبأقوال الصحابة -رضي الله عنهم-، وبأقوال التابعين لهم بإحسان، وباللغة العربية.
وما اختلف فيه الصحابة -وهو قليل- أو التابعون، فالمرجع فيه إلى الطريقين الأولين، وإلى لغة العرب.
وقد تنوعت المشارب في التفسير بعد عصر الصحابة والتابعين، ففسر القرآن -أحيانا- بالرأي المخالف لصحيح المأثور، ولقواعد اللغة العربية.
ومنه التفسير الباطني، الذي ينكر دلالة بعض الآيات حينا، ويحملها على غير المراد منها حينا آخر.
وفسر القرآن -أحيانا- بالروايات الضعيفة أو الموضوعة.
وهذا وذاك تحريف للكلم عن مواضعه، وبعد عن سبيل القرآن وهدايته: وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ [الأعراف: 146].
ولهذا أفاض العلماء -رحمهم الله تعالى- في بيان تحريم هذين الاتجاهين، والدعوة إلى تخليص كتب التفسير منهما.
وكان من أعمالهم المسددة، توجيه الأنظار إلى تأصيل أصول التفسير وقواعده، وضوابطه، لحماية كتاب الله، وتنقية تفسيره مما داخله؛ ليبقى في أحضان مدرسة الأثر، فانتشرت مؤلفاتهم الحافلة بذلك.
إن تلاوة كتاب الله، وتدبر آياته، وتفهمها، سنة ماضية في حياة المسلمين، قال ابن جرير -رحمه الله تعالى-: (إني لأعجب ممن قرأ القرآن ولم يعلم تأويله، كيف يلتذ بقراءته؟).
وإن إعانة المسلمين التالين لكتاب ربهم على فهم آياته، والتزود بمقاصده، ونفوذ سلطانه على النفوس، وردهم إلى الاستمساك بالوحي، والإذعان لحكمه، وتحصيل المقاصد منه: اعتقادا وقولا وعملا من أوجب الواجبات، وأعظم الأعمال الصالحات، وهذا من نصرة المسلمين، وإعانتهم، وتثبيت الإسلام في قلوب أهله، والدعوة إليه على بصيرة في العالمين.
من هنا تتبين حاجة الأمة إلى وجود تفسير مختصر، على ضوء مدرسة الأثر، في عهدها الأغر، في محيط أصول التفسير، وقواعده، وطرقه، يعين التالي لكتاب الله بما تطمئن له القلوب، وتتأدى به أمانة المفسِّر، وأمانة التفسير؛ لأن القارئ لكتاب ربه، الذي يريد الوصول إلى المقصد الأول من التفسير، وهو فهم الآيات الكريمة على معناها الصحيح، استهداء بقول الله تعالى: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ [الإسراء: 9]، وهو من غير المتخصصين، يجد أمامه من التفاسير ما لا يصل منها إلى ما يريد؛ لطولها وتعدد الأقوال، أو لصعوبة فهمها، أو لاختلاطها بما داخلها مما لا يصح رواية ولا دارية.
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد رغَّبَ رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم في تعلّم القرآن وتعليمه، فقال: " خيركم من تعلم القرآن وعلمه " رواه البخاري.
وكان الصحابة -رضوان الله عليهم- لا يجاوزون عشر آيات من كتاب الله إلى غيرها حتى يعلموا ما فيها من العلم والعمل.
وتابعهم السلف الصالح من بعدهم بإحسان تلاوته، وفهمه، والعمل به، وبيان ما فيه.
وكان غير العرب -بمجرد دخولهم في الإسلام- يتعلمون لغة العرب؛ ليقرؤوا القرآن ويفهموه ويعملوا به.
وحينما انحسر المد الإسلامي، وضعف المسلمون، وقل الاهتمام بالعلوم الإسلامية ولغتها العربية، ظهرت الحاجة إلى ترجمة معاني كتاب الله لمن لا يتكلم اللغة العربية ولا يفهمها؛ إسهاما في تبليغ رسالة الإسلام للناس كافة، ودعوة لهم إلى هدي الله وصراطه المستقيم.
وتعددت الترجمات، ودخل في الميدان من ليس أهلا له، بل قام بذلك أناس من غير المسلمين، مما جعل الحاجة ملحة إلى أن يعتني المسلمون بتوفير ترجمات صحيحة لمعاني كتاب الله، وبيان ما في بعض الترجمات من أخطاء وافتراء ودس على كتاب الله الكريم، ورسالة نبينا محمد صلى عليه وسلم.
وقد بذلت جهود مباركة من عدد من العلماء المسلمين، والهيئات والمراكز العلمية الإسلامية، لكنها مع ذلك جهود بشر، يعتريها ما يعتري البشر من النقص، فالكمال لله وحده سبحانه وتعالى.
وندر أن يسلم كتاب من كتب التفسير من النقص والملاحظة، بما في ذلك التفاسير التي قام بها علماء كبار أفنوا حياتهم في سبيل العلم بكتاب الله، وبيان مراده سبحانه منه.
فكانوا فرسان هذا الميدان، وخدموا الإسلام وعلومه وأمته خدمة عظيمة، أجزل الله لهم المثوبة، على عنايتهم بكتاب الله الكريم وتفسيره.
لقد وفق الله قادة المملكة العربية السعودية إلى العمل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والاعتناء بهما تعليما وتطبيقا ونشرا.
وكان من أعظم الوسائل التي هدى الله إليها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود ووفقه لإنشائها: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة النبوية.
إذ اعتنى بطباعة المصحف الشريف، وتوزيعه بمختلف الإصدارات والروايات على المسلمين في مختلف أنحاء المعمورة، واعتنى بترجمة معاني القرآن إلى مختلف اللغات التي يتحدث بها المسلمون، وتوزيعها عليهم.
وقد تجاوز إنتاجه خلال السنوات الثلاث عشرة الماضية مائة وعشرين مليونا، وزعت ابتغاء مرضاة الله.
ولقد واجهت المجمع مشكلة سلامة الترجمات المتوافرة حاليا من الملحوظات والأخطاء، وعلى وجه الخصوص في أمور العقيدة؛ إذ يصعب توفر ترجمة وافية موافقة لما كان عليه السلف الصالح وما درج عليه مفسروهم، من تفسير القرآن بالقرآن، وبالسنة النبوية، وبأقوال الصحابة، وبمقتضى لغة العرب، بعيدا عن التأويل والتحريف، والقول في كتاب الله بغير علم.
وكانت أي ترجمة يراد طبعها في المجمع، تخضع لفحص ومراجعة دقيقة من لجان موثوقة ومتخصصة، ويتم تلافي ما يظهر من الملحوظات قدر الإمكان.
ومع الجهود التي تبذل، تبقى الترجمة دون ما يطمح إليه المجمع.
فمن ثم اتجه المجمع -بعد دراسة مستفيضة- إلى إصدار تفسير ميسر لكتاب الله الكريم باللغة العربية على أصول التفسير وطرقه الشرعية التي نهجها السلف الصالح، سالم من تحريف الكلم عن مواضعه، يكون هو الأساس لما يصدره المجمع مستقبلا من ترجمات.
وتم دعوة عدد من أساتذة التفسير للإسهام في هذا التفسير، وفق ضوابط، من أهمها:
1) تقديم ما صح من التفسير بالمأثور على غيره.
2) الاقتصار في النقل على القول الصحيح أو الأرجح.
3) إبراز الهداية القرآنية ومقاصد الشريعة الإسلامية من خلال التفسير.
4) كون العبارة مختصرة سهلة، مع بيان معاني الألفاظ الغريبة في أثناء التفسير.
5) كون التفسير بالقدر الذي تتسع له حاشية "مصحف المدينة النبوية".
6) وقوف المفسر على المعنى المساوي، وتجنب الزيادة الواردة في آيات أخرى حتى تفسر في موضعها.
7) إيراد معنى الآية مباشرة دون حاجة إلى الأخبار، إلا ما دعت إليه الضرورة.
8) كون التفسير وفق رواية حفص عن عاصم.
9) تجنب ذكر القراءات ومسائل النحو والإعراب.
10) مراعاة المفسر أن هذا التفسير سيترجم إلى لغات مختلفة.
11) تجنب ذكر المصطلحات التي تتعذر ترجمتها.
(يُتْبَعُ)
(/)
12) تفسير كل آية على حده، ولا تعاد ألفاظ النص القرآني في التفسير إلا لضرورة، ويذكر في بداية تفسير كل آية رقمها.
وقد اجتهد هؤلاء الأساتذة في الالتزام بهذه الضوابط قدر الإمكان، وتمت مراجعة ما كتبوه من قبل علماء أفاضل؛ حرصا على أن يكون هذا التفسير أسلم من غيره، وأقرب إلى تحقيق الهدف من إصداراه، من حيث السهولة واليسر، مع بيان معنى الآية بيانا مختصرا وواضحا.
فجزى الله الجميع خير الجزاء، وشكر لهم تعاونهم مع المجمع.
ولا يزعم معدو هذا التفسير ولا مراجعوه، أنه بلغ الغاية المتوخاة، ولكنه في نظرهم أفضل ما تم التوصل إليه، في وقت محدود، وبجهود متواضعة محدودة؛ نظرا للحاجة الملحة لإصداره.
وقد تم الآن -بفضل الله وتوفيقه- إنجاز هذا: "التفسير الميسر" فجزى الله جميع من أسهم فيه أحسن الجزاء، وأثابهم، وجعل عملهم في ميزان حسناتهم آمين.
هذا وتمت طباعته حاشية على "مصحف المدينة النبوية" الذي يصدره "مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف".
نسأل الله -سبحانه- أن يكون هذا التفسير نافعا لعموم المسلمين، مؤديا الغرض من تأليفه، وهو صواب الفهم لكلام رب العالمين، وأن يوزعنا شكر ما أنعم به علينا، وأن يغفر زلاتنا، ويقيل عثراتنا، إنه سميع الدعاء، والحمد لله أولا وآخرا.
كما نسأله أن يجزي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود أحسن الجزاء، على جهوده في خدمة كتاب الله، وتيسير الحصول عليه، وعلى ترجمات معانية لكل مسلم، وأن يوفقه وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، وحكومته الرشيدة، وأعوانه إلى ما يحب ويرضى، وأن ينصر بهم دينه، ويعلي كلمته.
ولا ننسى إعلان الحاجة إلى الإفادة بتصحيح أو استدراك، وهي أمانة نستودعها كل قادر على الإفادة بها، وندعو له بظهر الغيب أن يثيبه الله عليها، وهذا -إن شاء الله- من تمام النصح والتعاون بين المسلمين.
وفي الختام نتلو قول الله تعالى رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ [آل عمران: 53]
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان.
عبد الله بن عبد المحسن التركي
وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد "سابقًا"
المشرف على إعداد "التفسير الميسر".
وهذا هو التفسير للتصفح: http://www.qurancomplex.org/Quran/ta...&SubSecOrder=5
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[09 May 2009, 06:33 م]ـ
وهذه صور متعددة لغلاف الكتاب في طبعاته السابقة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=67196&stc=1&d=1241882239
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=67197&stc=1&d=1241882239
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=67198&stc=1&d=1241882239
ـ[الجعفري]ــــــــ[09 May 2009, 07:27 م]ـ
الكتاب من أفضل كتب التفسير المختصرة ..
ولا أدري لم فقد؟ أكان فيه أخطاء أم لا؟
بشرك الله بالجنة ..
ـ[عبدالعزيز اليحيى]ــــــــ[10 May 2009, 01:01 ص]ـ
بشرك الله بالخير
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[10 May 2009, 02:01 ص]ـ
عفوا هذا هو رابط تصفح الكتاب:
http://www.qurancomplex.org/Quran/tafseer/Tafseer.asp?l=arb&t=moyasar&nSora=1&nAya=1#1_1
ـ[ضياء الرحمن بن صغير أحمد]ــــــــ[10 May 2009, 11:24 م]ـ
بشركم الله جمعياً بجنات عدن تجري من تحتها الأنهار
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[12 May 2009, 02:37 م]ـ
بارك الله فيكم، وجزى الله أبا زارع على إضافته القيمة لهذا المقال.
الأخ ماجد: وفقك الله، ليتك ماقلت ماقلت.
ـ[أبو زيد الشيباني]ــــــــ[12 May 2009, 03:12 م]ـ
بشركم الله بالخيرات والمسرات!
- هل تطبع منه نسختان؟ على الطبعة الأولى للمصحف وعلى الطبع الجديدة؟
- أنا من أنصار الطبعة القديمة للمصحف وعليها اعتمادي.
- أقترح وأرجو من القائمين على المجمع طبع التفسير على الطبعتين.
- أقترح وأرجو من القائمين على المجمع محاولة تصغير حجم الكتاب حتى يكون سهل الحمل والانتفاع: أعني ممكن طباعته بحجمين أو ثلاثة ...
- أقترح وأرجو من القائمين على المجمع إعادة نشاط الطبعة القديمة من المصحف!
- أقترح على الملتقى ومشرفيه أن يتيحوا أو يقوموا بالتصويت للطبعة القديمة وننظر النتائج!
ما رأيكم دام فضلكم
ـ[التواقة]ــــــــ[14 May 2009, 10:05 م]ـ
جزاكم الله خيرا على تأكيد الخبر ..
لكن هل سيصل إلى مكتبات الشرقية؟
فكم الحاجة ماسة إليه
بشركم الله وننتظر منكم إعلامنا عند وصول الكتاب للمكتبات
ـ[أبو زيد الشيباني]ــــــــ[15 May 2009, 10:56 م]ـ
- أقترح وأرجو من القائمين على المجمع محاولة تصغير حجم الكتاب حتى يكون سهل الحمل والانتفاع: أعني ممكن طباعته بحجمين أو ثلاثة ...
ج / ... وأن المُجَمع قد طبع منه مليون نسخة بأربعة أحجام سيتم تداولها بعد شهر بإذن الله
وأعتذر .. !
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[07 Jun 2009, 11:38 م]ـ
بارك الله فيكم.
هل وصل لأحدكم خبر جديد عنه؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Jun 2009, 11:23 ص]ـ
أخبرني اليوم الإثنين 15/ 6/1430هـ الدكتور حازم سعيد حيدر الباحث في مركز الدراسات القرآنية بمجمع الملك فهد في اتصال هاتفي جواباً للسؤال المطروح هنا عن صدور التفسير الميسر بأنه قد صدر الحجم العادي من التفسير ولونه بني، وسيكون في منفذ البيع قريباً. وستصدر الأحجام الثلاثة الباقية تباعاً، وأنه قد طبع من التفسير ربع مليون نسخة وليس مليون نسخة، وسيكون سعر جميع الأحجام موحداً وهو 35 ريالاً للنسخة.
والدكتور حازم حيدر هو الذي قام بمراجعة التفسير وكتب مقدمتيه، وأخبرني أن نسبة الإضافة للتفسير تقارب 30 % من محتواه، وقد اشتملت المقدمة التي كتبت على بيان هذه الإضافات والفروق بين الطبعتين الأولى والثانية.
نسأل الله أن ينفع بهذه الجهود وأن يتقبلها.
ـ[نواف الحارثي]ــــــــ[08 Jun 2009, 02:34 م]ـ
شكر لله للإخوة جميعا وللأخ عبد الرحمن على الخبر (الطازج)
ولا مزيد على ماذكر الإخوة من الشكر على هذه البشارة الطيبة، والشكر موصول لكل من ساهم في إعداد التفسير سابقا ولاحقا، وسعى في طبعه. فشكر الله للجميع.
وكما ذكر أحد الإخوة بأنه سيسد ثغرة كبيرة في حلقات التحفيظ وغيرها
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[09 Jun 2009, 03:11 ص]ـ
الشيخ الدكتور عبد الرحمن - بارك الله فيك -:
هل تتوقع نزوله قبل الإجازة؟
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[18 Jun 2009, 09:58 ص]ـ
أخبرني مسؤول المبيعات في المجمع أن خروج التفسير للبيع سيكون في شهر رمضان - إن شاء الله -
ـ[متفائل]ــــــــ[18 Jun 2009, 10:48 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
نفع الله بمجمع الملك فهد الاسلام والمسلمين.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Jun 2009, 02:03 م]ـ
التفسير الميسر يباع الآن - اليوم الأحد 28/ 6/1430هـ - كما أخبرني بذلك الدكتور حازم سعيد حيدر، وثمنه 35 ريال. ويمكن الحصول عليه الآن من مركز المبيعات في مجمع الملك فهد، وسأعرض عليكم مقدمته كاملة قريباً في ملتقى أهل التفسير إن شاء الله.
ـ[بلال]ــــــــ[21 Jun 2009, 03:40 م]ـ
| بشرك الله بما تحب أبا عبد الله ~
| وكتب لك أوفر الحظ والنصيب لجهدك المستمر في هذا الملتقى وشكر مسعاك ,,
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[22 Jun 2009, 01:44 م]ـ
جزاك الله خيرًا يا أبا عبد الله.
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[22 Jun 2009, 10:53 م]ـ
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[23 Jun 2009, 06:35 م]ـ
التفسير الميسر يباع الآن - اليوم الأحد 28/ 6/1430هـ - كما أخبرني بذلك الدكتور حازم سعيد حيدر، وثمنه 35 ريال. ويمكن الحصول عليه الآن من مركز المبيعات في مجمع الملك فهد، وسأعرض عليكم مقدمته كاملة قريباً في ملتقى أهل التفسير إن شاء الله.
غفر الله للمسؤول الذي حادثني
والله هممت بشراءه لكنه قال لي نزوله في رمضان
جزاك الله خيرا شيخنا الكريم على تنبيهك
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[23 Jun 2009, 06:44 م]ـ
فائدة: يمكن أن تشتري الكتاب ويرسلوه لك عبر مكاتب الشحن في أي مكان
فقط اتصل بهم على رقم / 048615600
ـ[أم باسل]ــــــــ[10 Sep 2009, 05:41 ص]ـ
يعلم الله أني استفدتم منكم في هذا المنتدى الطيّب .. فجزاكم الله خيرا ... وزادكم من فضله .. وما زلت ممتنة أيضا لتفعيل عضويتي ..
أما فيما يخص الموضوع هُنا ..
أيها الفضلاء ..
أود أن أسأل هل في أحجام التفسير الميسر نسخة بحجم الكف المنبسطة .. (لا أدري هل تسمى ربع أو ماذا؟)
فهذا الحجم مناسب للقراءة ولأجعل منه مرافقا في حقيبة اليد .. بخلاف الحجم الكبير أو الصغير ..
الأمر الآخر .. أين أجده في مكتبات الرياض .. ؟
ودمتم موفقين إلى الخير مرشدين ..
.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Sep 2009, 05:45 ص]ـ
يعلم الله أني استفدتم منكم في هذا المنتدى الطيّب .. فجزاكم الله خيرا ... وزادكم من فضله .. وما زالت ممتنة لتفعيل عضويتي ..
أما فيما يخص الموضوع هُنا ..
أيها الفضلاء ..
أود أن أسأل هل في أحجام التفسير الميسر نسخة بحجم الكف المنبسطة .. (لا أدري هل تسمى ربع أو ماذا؟)
فهذا الحجم مناسب للقراءة ولأجعل منه مرافقا في حقيبة اليد .. بخلاف الحجم الكبير أو الصغير ..
الأمر الآخر .. أين أجده في مكتبات الرياض .. ؟
ودمتم موفقين إلى الخير مرشدين ..
.
حياكم الله ونفع بكم.
لا يوجد منه الآن إلا الحجم المتوسط، وأظنه يمكن حمله بسهولة في حقيبة اليد، وهو نفس حجم المصحف العادي الموجود في المساجد.
أما الحجم الأصغر منه لم يطبع بعدُ، وسوف يطبع منه 250 ألف نسخة أيضاً، ومثلها من الحجم الكبير.
التفسير الآن يباع في مجمع الملك فهد في المدينة، وسمعتُ أنه بيع منه نسخ في مكتبة ابن الجوزي في الدمام، وأما في الرياض فلم أره بعدُ، وقد انقطعتُ عن المكتبات منذ فترة فلعل من يزورها يفيدنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم باسل]ــــــــ[10 Sep 2009, 06:10 ص]ـ
.
جزاكم الله خيرا شيخنا ..
أتمنى ممن اطلع على نسخة مكتبة ابن الجوزي أن يوضح لي ما اختلافها عن نسخة المجمع؟ لا حرمكم الله الأجر ..
.
ـ[معاذ صوالحة]ــــــــ[12 Sep 2009, 01:23 ص]ـ
بورك الله فيكم .. وجزاكم الله كل الخير
ـ[أبو بكر الأمريكي]ــــــــ[19 Nov 2009, 02:24 م]ـ
هذا أول ما سمعت عن هذا الخبر وأخشى أن يكون الكتاب قد فاتني! إنا لله وإنا إليه راجعون
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[25 Nov 2009, 03:39 م]ـ
وجدت التفسير الميسر يباع في مكتبة المؤيد في المدينة النبوية، وهي خطوة جيدة بإخراج مطبوعات المجمع لنقاط التوزيع الخارجية. وقد قفز سعره إلى (60) ريالاً، وقد طبع التفسير على نسخة القرآن الجديدة ..
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[25 Nov 2009, 08:21 م]ـ
وجدت التفسير الميسر يباع في مكتبة المؤيد في المدينة النبوية، وهي خطوة جيدة بإخراج مطبوعات المجمع لنقاط التوزيع الخارجية. وقد قفز سعره إلى (60) ريالاً، وقد طبع التفسير على نسخة القرآن الجديدة ..
وقد رأيته منذ شهرين يباع في المكتبات التي بجوار الحرم النبوي، ولكنهم يبيعونه بضعف سعره في المجمع، بحوالي السبعين ريال، وبعضهم بثمانين. والذي يظهر أن هناك من يشتريه من المجمع ثم يبيعه عليهم بزيادة.
ولو أن المجمع قاموا بتوزيعه في المكتبات مثل المصاحف لكان أفضل وأعظم نفعا.
ـ[ابن الجزري]ــــــــ[29 Nov 2009, 02:42 ص]ـ
إن لم تخني الداكرة
ففي مكتبة المؤيد بالمدينة نسخ وأظنها بستين ريالا
ـ[أبو بكر الأمريكي]ــــــــ[07 Dec 2009, 09:09 م]ـ
وجدته في مكة في مكتبة الأسدي عند جامعة أم القرى في العزيزية
يباع الكبير ب (100) ريال والوسط ب (70) ريال. أما الكبير فقد نفد عندهم وأظن أن هناك عدد من نسخ الوسط باقية عندهم.
ـ[معلمة القرآن]ــــــــ[09 Dec 2009, 12:49 ص]ـ
فعلا ماذا عن الرياض؟
اين يمكن ان اجده؟
كذلك بقية كتب المجمع الاخرى كا لاتقان والاتحاف
كيف يمكن طلبها بارك الله فيكم!!(/)
دعوة لقراءة كتاب (التفسير العلمي للقرآن الكريم بين النظريات والتطبيق) لهند شلبي.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 May 2009, 06:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر كتاب (التفسير العلمي للقرآن الكريم بين النظريات والتطبيق) للدكتورة هند شلبي وفقها الله عام 1406هـ /1985م.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/742449ff1e3050df2.jpg
والدكتورة هند شلبي باحثة تونسية لها عدد من البحوث والتحقيقات القيمة في الدراسات القرآنية. وتعمل - عندما ألفت هذا الكتاب - أستاذة مساعدة بالكلية الزيتونية بالجامعة التونسية.
وعلى كثرة البحوث والدراسات في التفسير العلمي للقرآن الكريم فإن هذا الكتاب يعد من أجود البحوث والدراسات - على وجازته - في هذا الموضوع، حيث حرصت الباحثة فيه على أمرين:
1 - محاولة الإلمام بمواقف العلماء من التفسير العلمي للقرآن مع عرض للحجج المؤيدة والأدلة المناقضة، وقد خصصت لذلك القسم الأول من البحث وهو القسم النظري.
2 - الاحتكام في الموضوع إلى القرآن وعلومه وإلى اللغة العربية بالاعتماد على الأمهات من كتب اللغة والتفسير وعلوم القرآن.
وقد حرصت الباحثة على التدقيق في تقسيمها لمواقف الباحثين حول تأييد هذا اللون من التفسير أو معارضته، فقسمت المعارضين إلى المعارضين مطلقاً والمعارضين المحترزين، وفصلت المعارضين مطلقاً إلى معارضين مطلقاً مع عدم التحيز إلى العلم، ومعارضين مع التحيز إلى العلم. كما فرقت بين المؤيدين مطلقاً والمؤيدين المحترزين كذلك. وقد حللت بالتفصيل مذاهب هؤلاء العلماء والباحثين.
وأرجعت الباحثة تعدد مواقف الباحثين على هذا النحو إلى تنوع مواقفهم من مسائل هامة قامت عليها قضية التفسير العلمي،من أبرزها موقفهم من حقائق الدين وحقائق العلم، وموقفهم من مسألة إعجاز القرآن، وعلاقة اللغة بالمعاني، وتغير المفاهيم، والروح التي ينظر بها الباحثون في القرآن ومصدريته.
وفي القسم التطبيقي قدمت الباحثة فيه بالحديث عن المنهجية التي ينبغي اتباعها لفهم الحقائق في القرآن الكريم.
ثم درست ثلاث مسائل من مسائل التفسير العلمي في القرآن، اثنتان منها كونيتان هما كروية الأرض ودور الجبال في تثبيت الأرض، ومسألة فيزيولوجية أو تشريحية وهي البنان ومعناها في اللغة وموازنة ذلك بمفهوم البصمات.
وقد وقع الاختيار على هذه الايات كنماذج للآيات التي فسرت تفسيراً علمياً ودار حولها الكثير من الجدل بين المؤيدين والمعارضين.
وقد استطاعت بأسلوبها العلمي المميز، وصبرها وأناتها في الوصول إلى النتائج المقنعة أن تثبت جدوى مثل هذه الدراسات وثمرتها، والحاجة الملحة للمواصلة في دراسة بقية مسائل التفسير العلمي بهذه الطريقة.
وختمت كتابها بقولها: (والذي وصلنا إليه بعد البحث هو أن الذي ينبغي فهمه من عبارة التفسير العلمي يتمثل في الوقوف على سر المطابقة الكلية التي يلاحظها الباحث بين اللفظة القرآنية والواقع الذي تشير إليه ولا يمكن الوقوف على هذه المطابقة إلا عن طريق العلم.
فالعلم يسعى جاهداً إلى الكشف عن أسرار الكائنات ليطلع الباحثين على حقائقها، ومقارنة نتائجه التي وصل إليها بما جاء مذكوراً في القرآن، وملاحظة المطابقة بين حقائق هذا ونتائج ذاك هو الذي جعل القول بالتفسير العلمي ضرورة قائمة لا ادعاء مزعوماً. فالذي توصل إليه العلم عن طريق البحث والدراسة كشف عنه القرآن عن طريق الوحي. لذلك لاحظنا أنه من أوجه الإعجاز في القرآن ما سميناه أسبقية زمنية وهي كما رأينا قاسم مشترك بين معجزات الأنبياء جميعاً.
فطريق العلم مطيته الزمن تنكشف حقائق الكائنات فيه على التدريج، وطريق المعجزة صادر عن الوحي وفيه تتجلى حقائق الكائنات تجلياً فورياً لا قدرة للعقل - وهو أداة العلم - أن يدركه إلا بعد اجتياز المراحل الزمنية التي تمكنه من فك رموزها، فكان على العلم أن يلتحق بركب الوحي ... الخ)
والحق أن هذا الكتاب جدير بالقراءة لما اشتمل عليه من حسن العرض، وجودة التحليل مع صغر حجمه الذي لم يتجاوز مع فهارسه 192 صفحة من القطع الصغير. وهو نموذج جيد للبحوث المتوازنة في النظر والحكم على التفسير العلمي التي تأخذ بيد القارئ للنتيجة العلمية بهدوء وطمأنينة، وهي الروح التي يعز وجودها في كثير من أبحاث التفسير العلمي المؤيدة والمعارضة على حد سواء.
وفق الله الباحثة لكل خير، ونفعنا جميعاً بالعلم.
الرياض في 10/ 5/1430هـ
ـ[غانم الغانم]ــــــــ[05 May 2009, 06:43 ص]ـ
شكر الله للشيخ د. عبدالرحمن الشهري هذه الدعوة.
وإتماماً للفائدة فقد أثنى على هذا الكتاب أيضاً شيخنا د. مساعد الطيار حفظه الله.
والكتاب غير موجود في الأسواق - فيما أعلم -
لكن بحمد الله قد صُوِّر الكتاب كاملاً وواضحاً , والمصورة موجودة في مكتبة خالد شامان (2) - (قسم خدمات الطالب للتصوير) بالرياض حي الروضة (2) , شارع عبادة بن الصامت.
وأقرب طريق للمكتبة من عند مخرج12 تتجه شرقاً.ثم بعدالإشارة الثانية من المخرج تتجه جنوباً ثم أول إشارة (شارع عبادةبن الصامت) تتجه شرقاً , فتكون المكتبة (قسم خدمات الطالب) بعد مسافة طويلة بعض الشيءعلى يمينك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[05 May 2009, 06:47 ص]ـ
آمين
جزاك الله والباحثة خير الجزاء وبارك في جهودكم
الأخ غانم جزاك الله خيرا من هو خارج الرياض كيف يتسنى له الحصول على الكتاب؟
وهل بالإمكان تصويره إذا لم يكن هناك حقوقا محفوظة؟
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[05 May 2009, 08:03 ص]ـ
شكر الله لأخي الدكتور عبدالرحمن هذا العرض الوافي لهذا الكتاب القيم وقد كنت أود أن أعرف به حين تفضلت الدكتورة هند بإهدائي نسخة منه حين صدوره
ثم تجدد العزم حين زرت تونس بصحبة أبي تركي الدكتور محمد الشايع قبل سنتين والتقينا على عجل لظروف خاصة بالدكتورة هند ووجدت الكتاب في احدى المكتبات في شارع بورقيبة واشتريت نسخا منه ثم طال الزمن وفتر العزم والله المستعان
وقد تفضلت الدكتورة هند (فرج الله كربها وأعانها) قبل عدة سنوات بارسال بحث لها بخط يدها عن التركيب والدوام في الاعجازالقراني فإن أذن الدكتور عبدالرحمن أهديته نسخة من البحث لنشره في الملتقى مع أنها حفظها الله لاتحب النشر وتريد كما تقول لظروفها أن تعيش في الظل إلا أني ارى أن العلم ليس حكرا على أهله ومن حقه أن ينشر وإن أبى أهله تواضعا وزهدا
ومما أعجبني في منهجها العلمي أني وجدتها إذا حررت مسألة وتبنت قولا وذكرت أدلته ووثقتها واقنعتك بصوابها كرت على أدلتها في نزاهةعلمية نادرة تبين وجوه الضعف فيها وتورد الاحتمالات مفسحة المجال لها ولغيرها لمزيد البحث ولانكاد نجد من ينقض جهده بعد أن يظن أنه أحكمه
ـ[أبوإبراهيم الأشقر]ــــــــ[05 May 2009, 08:19 ص]ـ
كيف أتمكن من الحصول على هذا الكتاب القيّم؟؟؟
أفيدوني جزاكم الله خيراً.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 May 2009, 11:30 ص]ـ
وقد تفضلت الدكتورة هند (فرج الله كربها وأعانها) قبل عدة سنوات بارسال بحث لها بخط يدها عن التركيب والدوام في الاعجازالقراني فإن أذن الدكتور عبدالرحمن أهديته نسخة من البحث لنشره في الملتقى مع أنها حفظها الله لاتحب النشر وتريد كما تقول لظروفها أن تعيش في الظل إلا أني ارى أن العلم ليس حكرا على أهله ومن حقه أن ينشر وإن أبى أهله تواضعا وزهداً.
جزاكم الله خيراً يا أبا خالد ويسعدنا نشره متى شئتم، وأرجو أن تعذرني يا أبا خالد لتقصيري في حقكم حفظكم الله ورعاكم.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[05 May 2009, 01:16 م]ـ
حفظها الله وبارك فيها وزادها من فضله
كم أتمنى أن ألتقي بأمثالها
جمعني الله بها على خير
وإنا ننتظر بشوق ما يجود به الملتقى
بارك الله فيكم وزادكم من فضله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Jun 2009, 09:56 م]ـ
قام أحد الإخوة الفضلاء جزاه الله خيراً، بتصوير الكتاب. ولعلنا ننزله على هيئة PDF قريباً لكم جميعاً هنا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Apr 2010, 12:20 ص]ـ
قام الأخ الكريم المساهم بتصوير الكتاب ورفعه على هذا الرابط جزاه الله خيراً.
التفسير العلمي للقرآن الكريم بين النظريات والتطبيق (لأول مرة) Pdf (http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=101122#post101122)
ـ[عبيدة احمد السامرائي]ــــــــ[28 Apr 2010, 10:14 ص]ـ
جزاك الله ألف خير يا شيخنا عبد الرحمن على هذا الكتاب المبارك ووفق الله الباحثة لكل خير
والشكر والدعاء موصول للأخ الكريم الذي صور الكتاب لتعم الفائدة به
حفظكم الله وفقكم لكل خير
ـ[التواقة]ــــــــ[28 Apr 2010, 04:44 م]ـ
ليتكم تضعون لنا شيئا من ترجمة الدكتورة هند شلبي.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[28 Apr 2010, 07:11 م]ـ
بارك الله بشيخنا الاستاذ عبد الرحمن على ما قدم
والحقيقة لقد تصفحت الكتاب المذكور الذي صدر عام 1985حيث كان موضوعاً رائعاً في حينه عندما كان التفسير العلمي في أوله والبحوث ما زالت يانعة. أما الآن فلا أظن أن أحداً من العلماء لا يقر التفسير العلمي المدروس غير المتهور والذي لا يقبل التأويل أو الترجيح. مثل كروية الارض وبرودة القمر ومواقع النجوم وسرعة الضوء وما يترتب على ذلك من مسائل زمنية قياسية حقيقية غير قابلة للتطور أو علم الاجنة التي أصبحت ترى من خلال الشاشة والتي وافقت مراحلها ما تحدث به القرآن بكل دقة والى غير ذلك من علوم كثيرة.
أما ما ذكرته الكاتبة من انقسام آراء العلماء حول جواز اقحام القرآن في العلم أو عدمه أو التوسط بين ذلك. فأظن أن المسألة الآن شبه محسومة لصالح العلم وقواعده المتينة. ناهيك عن الشريحة العلمية التي أخذت بها الكاتبة وأهليتها في الرأي. فقد لاحظت أنها أستبعدت من لهم ذراع طويل في البحوث العلمية ممن هم أعلام في هذا المضمار مثل زغلول النجار ومصطفى محمود وغيرهما من نوابغ الامة. بالإضافة الى ركاكة الآراء التي تمنع استخدام النصوص وتسخيرها للقواعد العلمية وضعف حجتهم في هذا الموضوع.
البحث قيّم في زمانه فيه فائدة ولا شك ولكنه الآن وفي زحام المعركة العلميّة وتأجج سرعتها وبيان نتائجها وقلّة تعرضها للخطأ فإني أظن أن القرآن يعتلي بناصيته فوق كل علم هادياً وبشيراً وسراجاً منيراً وفوق كل علم عليم. يتمترس خلفه كل العلماء يقولون بصوت واحد ما قاله رب العزة: سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[29 Apr 2010, 06:32 ص]ـ
أدعو الاساتذة المتخصصين بموضوع التفسير العلمي أن لا يمروا على هذا الموضوع مر الكرام. وليدلوا بما لديهم من علم فيخرجوه لنا حول هذا الجانب. وبارك الله بكم
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[30 Apr 2010, 09:30 ص]ـ
أما الامثلة على الاثبات العلمي في القرآن والتي ذهبت اليه الكاتبة الدكتورة جزاها الله تعالى خير الجزاء حيث ضربت ثلاثة أمثلة قد نص عليها القرآن الكريم قد أثبتها العلم. وهذه الثلاثة التي ذكرتها الكاتبة هي كروية الارض ورسوخ الجبال وفائدتها للأرض. وعلم البصمات من خلال الآية (نسوي بنانه).
والحقيقة أن الكاتبة الدكتورة قد وفقت في اختيار المثلين الأولين واستطاعت أن تقود النظريات العلمية نحو النص القرآني بطريقة لا تخلو من الإعجاب والذكاء والبيان. ولكنني كنت أرغب وأتمنى أن لم تتطرق للمثال الثالث والذي يشوبه بعض الثبات. حيث أن العلماء في هذه الاوقات قد أستبدلوا بصمات الاصابع بما يسمى بالبصمات الوراثية ( DNA) فقد ثبت حسب قولهم عدم استحالة التشابه في بصمات اليد رغم أن الاحتمال نادر جداً. ولكن البصمات الوراثية لا تعدو أن تكون أدق وأقوم وأحسن.
ولو ثبت هذا الرأي فقد أوقعنا النص القرآني في مزلق حاد كنا في غنىً عنه. لو أنّا أخذنا النص على ظاهره الذي لا يخلو على تجرده أيضاً من الاعجاز لكان أسلم لنا وأحوط. فتسوية البنان اعجازية بدون أن ندخلها في متاهات البصمات. فهي تدل على قدرة الخالق سبحانه وتعالى التي جعلت من هذه اليد آلة عجيبة في التقاط الأشياء والإنتفاع بها أيما انتفاع بسبب هذه المفاصل الصغيرة دقيقة الحركة والتركيز والتي يستطيع رب العزة أن يحولها الى حافر أو خف كما الحيوانات ليمنع عنها القدرة ويحرم صاحبها من لذة الاستمتاع. هذا هو التفسير الاجمالي لدى أهل التفسير القدامى في معنى البنان والذي يعد أيضاً من اعجازات الخالق جلّ وعلا.دون اقحام النص في مغامرات لا تخلو من خطورة. والله أعلم(/)
تقرير شامل لمؤسسة " آيات " التي يترأسُها الشيخ القارىء ناصر القطامي حفظه الله
ـ[أسماء الفهد]ــــــــ[05 May 2009, 02:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي قدم من شاء بفضله، وأخر من شاء بعدله، لا يعترض عليه ذو عقلٍ بعقله، ولا يسأله مخلوق
عن علة فعله، هو الكريم الوهاب، هازم الأحزاب، ومُنشئ السحاب، ومسبب الأسباب، وخالق الناس من تراب، الواحد القهار
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
أخواني أخواتي في الله ..
قبل أشهر سعدنا بخبر إنطلاق وتدشين مؤسسة آيات التي يترأسها الشيخ القارىء ناصر بن علي القطامي، والشيخ القارىء ياسر بن راشد الدوسري
http://www.e3lame.com/inf/newsm/235.jpg
http://e3lame.com/inf/infimages/myuppic/4978343e68751.jpg
http://e3lame.com/inf/infimages/myuppic/49783489c5335.jpg
http://e3lame.com/inf/infimages/myuppic/4978343e9dab8.jpg
http://e3lame.com/inf/infimages/myuppic/49783514571a2.jpg
WIDTH=425 HEIGHT=344
WIDTH=425 HEIGHT=344
واليوم أتينا لكم بتقرير شا مل عن هذه المؤسسة المباركة التي نسأل الله لها القبول والنجاح لتخدم كتاب الله تعالى على الوجه الذي يرضيه سبحانه جل في علاه
http://www.benaa.com/DataFile.asp?FileID=6710
http://www.benaa.com/DataFile.asp?FileID=6711
http://www.benaa.com/DataFile.asp?FileID=6712
http://www.benaa.com/DataFile.asp?FileID=6713
بداية،،
لما أنزل الله تعالى كتابة العظيم، كان نوراً ونبراساً وهداية وروحاً للبشرية، ومنه تقتبس رسالتها وعزها وشرفها وإيمانهاً ..
ومع بزوغ فجر الإعلام وتسارع تقنياته، وتجدد وسائلة، ازدادت الحاجه إلى ربط الناس بكلام ربهم واستلهام عِبره، وحِكمه، وعظاته،،
اليوم ومع تأثير سلاح الإعلام الفعال، بل وحياة البشر داخل منظومته، وشتى صورة، كان لزماً على أهل القرآن أن يزاحموا، ويجاهدوا لتبلغ رسالتهم وأداء واجبهم
(وجاهدهم به جهاداً كبيراً)
حلم آيات الذي كان يراودنا بالأمس هاهو اليوم يخط خطواته نحو تحقيق طموحاته،،
بنظرة متفائلة، وخطط محكمة، يحدونا فيها وعد الخيرية،،
(خيركم من تعلم القرآن وعلمه)
ناصر بن علي القطامي
رئيس مجلس الإدارة
http://www.benaa.com/DataFile.asp?FileID=6714
" مؤسسة آيات أخذت اسمها من رسالتها"
،، فرؤيتها،،
أن تكون المؤسسة الإعلامية الرائدة في خدمة كتاب الله تعالى
،،ورسالتها،،
تعميق صلة الناس بكتاب الله تعالى، تلاوة واستماعاً، وتدبراً وأهتداء،
عبر الوسائل الإعلامية والثقافية المختلفة،،
،،أهداف آيات،،
قامت مؤسسة آيات، وخطت في طريقها إلى تحقيق أهداف،،
ـ غرس حب القرآن في نفوس الناس.
ـ تيسير فهم كتاب الله تعالى.
ـ إحياء سنة تدبر القرآن، والعيش مع آياته.
ـ ربط المسلمين بكتاب ربهم، للأحتكام إليه في مختلف تفاصيل حياتهم.
ـ ابتكار الوسائل لحفظ كتاب الله تعالى وتدبره.
،،وحدة الإنتاج الصوتي،،
أجمل التلاوات القرأنية المنتقاة لعدد من قراء العالم الإسلامي، ونخبه مميزة من المحاضرات والألبومات التي تنبع من روح القرآن http://www.benaa.com/DataFile.asp?FileID=6715
http://www.benaa.com/DataFile.asp?FileID=6716
http://www.benaa.com/DataFile.asp?FileID=6717
http://www.benaa.com/DataFile.asp?FileID=6718
WIDTH=425 HEIGHT=344
يتبع
ـ[أسماء الفهد]ــــــــ[05 May 2009, 02:35 م]ـ
،،حملة أذكاري،،
حملة أذكاري موجهة لأبنائنا الصغار، وتهدف إلى تحفيظهم وتحبيبهم في أذكار اليوم والليلة كما ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم تحتوي على عدة منتجات
كتب مصورة ـ شريط صوتي ـ فواصل مرئية ـ بطاقات ـ ملصقات ـ أقراص CD ـ عروض فلاشات
http://www.benaa.com/DataFile.asp?FileID=6719
،، وحدة الإنتاج المرئي،،
إنتاج مرئي لبرامج وحوارات وتقادير وفواصل إعلامية تعتني بكتاب الله تعالى وتنشر حروفه وهديه في العالمين،،
http://www.benaa.com/DataFile.asp?FileID=6720
،، دار النشر،،
وهي وحدة تعتنى بالطباعة والنشر لكل مايمكن إن يثري المكتبه المسلمة بالموضوعات المتعلقة بالقرآن الكريم،مما يعين على تلاوته وحفظة وتدبرة ساعية في أخراج الجديد المميز وتفتح باكورة إنتاجها بإذن الله بخمسة إصدارات.
http://www.benaa.com/DataFile.asp?FileID=6721
http://www.benaa.com/DataFile.asp?FileID=6722
· وبشر المخبتين إعداد الشيخ ناصر بن علي القطامي
· الأربعين القرآنية إعداد ناصر بن علي القطامي
· لطائف التنزيل إعداد الدكتور محمد بن عبدالعزيز الخضيري
· اسرار التدبر إعداد عادل بن سالم الكلباني
· الفريد في غريب القرآن إعداد الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري
http://www.benaa.com/DataFile.asp?FileID=6723
،، جوال وسائط آيات،،
باقة متنوعة من الرسائل الصوتية والمرئية تحمل في طياتها تلاوات وأدعية وأذكار وأحاديث وحكماً تقتبس من نورالقرآن،
وقد أصدرت باقتها الأولى في قناة مشتركة لشيخين ياسر بن راشد الدوسري وناصر بن علي القطامي.
http://www.benaa.com/DataFile.asp?FileID=6724
،، البوابة الألكترونية،،
في تواصل مع عالم الشبكة الرحيب، تأتي بوابة آيات الألكترونية لتوصل رسالتها إلى مدى أرحب، طامحة أن تكون البوابة الألكترونيه الرائدة في العناية بالقرآن الكريم ناشرة ذلك عبر منتدياتها ونوافذها ..
يتبع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسماء الفهد]ــــــــ[05 May 2009, 02:44 م]ـ
http://www.benaa.com/DataFile.asp?FileID=6725
،، أكاديمية آيات،،
تعليم مؤسسي منهجي، يقرب المادة العلمية، والشهادات الأكاديمية في تعليم القرآن الكريم لعموم المسلمين في كافة أرجاء العالم.
http://www.benaa.com/DataFile.asp?FileID=6726
،، مجلة آيات،،
مجلة فاعلة، تعنى بكتاب الله تعالى وأهله، وتقرب المعلومة النافعة، وتلاحق الحدث وتصنعه في قلب الوسط الإعلامي لتكون، لتكون صلة بينها وبين جمهورها ..
http://www.benaa.com/DataFile.asp?FileID=6728
،، المواقع الألكترونية،،
أربعة مواقع مميزة للقراء،،
الشيخ ياسر بن راشد الدوسري، الشيخ ناصر بن علي القطامي، الشيخ ماجد بن عبدالله الزامل، الشيخ محمد اللحيدان
كل موقع يحتوي على أبرزالتلاوات والإصدارات المقرؤءة، والصوتية، والمرئية، والمصحف المرتل والتعريف بالقارىء ووسائل التواصل معه.
http://www.benaa.com/DataFile.asp?FileID=6729
،، قناة آيات القرآنية،،
قناة قرآنية تضيء في فضاء العالم تلاوات مختارة لأبرز القراء في العالم الإسلامي،وببرامج تنطلق من القرآن ونعود إليه، قناة آيات واحة من كتاب الله تعالى، ودوحة للتزود والتعلم والتدبر
http://www.benaa.com/DataFile.asp?FileID=6730
،، جوال آيات،،
أروع التلاوات، والدعوات، والاحاديث النبوية، والمناسبات، والأفكار والحداءات.
بصوت الشيخ بن راشد الدوسري والشيخ ناصر بن علي القطامي
للأشتراك أرسل الرمز (1) إلى الرقم 84666
WIDTH=425 HEIGHT=344
يتبع
ـ[أسماء الفهد]ــــــــ[05 May 2009, 03:00 م]ـ
http://www.benaa.com/DataFile.asp?FileID=6731
http://www.benaa.com/DataFile.asp?FileID=6732
WIDTH=425 HEIGHT=344
،، قالوا عن المؤسسة،،
http://www.benaa.com/DataFile.asp?FileID=6733
أبارك لكم هذا العمل الرائع وأرجوا أن يساهم في إحياء معاني القرآن ونشر فضائله بين الناس ليكون خطوة رائدة (لمؤسسة آيات)
سعد بن سعيد الغامدي
http://www.benaa.com/DataFile.asp?FileID=6734
جزىء القائمين على هذه المؤسسة الطيبة المباركة خير الجزاء وجعل مايقدمون به من عمل جليل لخدمة كتاب الله في موازين حسناتهم يوم القيامة
أحمد بن علي العجمي
http://www.benaa.com/DataFile.asp?FileID=6735
إن ظهور مؤسسةقرأنية وإعلامية ستساهم بإذن الله تعالى في إظهار ضخامة هذا العمل الرباني الجليل الذي سيكون له الدور الأول في صحوة الأمة.
د. عبدالله بن علي بصفر الأمين العام لهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم
http://www.benaa.com/DataFile.asp?FileID=6736
إشراقة ربانية ومنحة رحمانية وهكذا تتوالى علينا بشائر تنبىء عن مكنون الخير في هذه الأمة مؤسسة آيات من آيات االله الداله على هذه الأمه لاتموت فالله أولاً وآخراً
شيخ أبو بكر الشاطري
http://www.benaa.com/DataFile.asp?FileID=6737
الحمدلله على أن وفق القائمين على (مؤسسةآيات التي تعنى بخدمة وتعليم القرآن الكريم) في إخراج هذه المؤسسة الرائدة إلى النور لتقوم برسالتها القيمة
تقبل الله منا ومنكم
د/ عائض بن عبدالله القرني
http://www.benaa.com/DataFile.asp?FileID=6738
كم هو رائع أن تتخصص مؤسسات وأفراد بالعناية بالقرآن وتدبرة وعلومة فهذا من دوافع الإبداع والإمتاع .. وهنئاً لأهل القرآن
د/ إبراهيم بن عبدالله الدويش
الأستاذ بجامعة القصيم
يتبع
ـ[أسماء الفهد]ــــــــ[05 May 2009, 03:39 م]ـ
http://www.benaa.com/DataFile.asp?FileID=6740
لقد سرني كثيراً إنشاء مؤسسة آيات التي تعنى بكتاب الله وتعليمة ونشره والله أسأل أن يبارك في جهد القائمين عليها وأن ينفع بها الإسلام والمسلمين
د/ صلاح بن محمد البدير
إمام وخطيب المسجد النبوي
http://www.benaa.com/DataFile.asp?FileID=6741
آيات قمة شماء وهامة عليا في سما القرآن اتقنت وأبدعت وجدت واجتهدت فأثمرت وأينعت
عادل بن سالم الكلباني
http://www.benaa.com/DataFile.asp?FileID=6742
(يُتْبَعُ)
(/)
اليوم نشهد ولادة مؤسسة أخذت على نفسها أن تقوم بدور رائد في ميدان الجهاد لأعادة الأمة إلى كتاب ربها وهذا يتطلب جهود حثيثة ومؤسسات جبارة خصوصاً في مجال الإعلام فعسى الله أن يحقق الأماني ويبارك العمل
د. محمد بن عبدالعزيز الخضيري
الأستاذ المساعد بجامعة الملك سعود
http://www.benaa.com/DataFile.asp?FileID=6743
أهلاَ وسهلاً بأهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته .. وتكفيكم شهادةرسولكم بالخيرية .. شكرا الله لكم حرصكم وأهتمامكم ... سائلاً المولى أن يجعلها في ميزان حسناتكم ...
د. محمد أيوب
استاذ التفسير وعلومة في الجامعة الإسلامية
[ img]http://www.benaa.com/DataFile.asp?FileID=6744
هذه مؤسسة مباركة أسأل الله أن يكتب لها التوفيق ويبارك في القائمين عليها وأن يسطع نورها وأن يكون لها دور فعال في نشر القرآن وعلومة عبر الوسائل التقنيه
أ-د- أحمد المعصراوي
شيخ عموم مقارىء الأزهرالشريف
http://www.benaa.com/DataFile.asp?FileID=6745
ملايين البشر في العالم عطشى لأن يرتووا من معين القرآن العذب، وآيات اليوم نور للغد فهنيذاً لأهل القران
أ. نبيل العوضي
المشرف العام على موقع ومنبرةطريق الإيمان
http://www.benaa.com/DataFile.asp?FileID=6746
،، الخاتمه،،
إنها طموحات وخطوات لأعمال مهما تكن كبيرة فهي صغيرة في جنب خدمة هذا القرآن العظيم وهي تكاليف ثقيلة مالم تتعاون فيها الأيادي المؤمنة وهاهي آيات تسعد بمشاركتك واقتراحك وتسديدك
،،خير الكلام،،
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)
مؤسسة آيات القرأنية
،،،،،
أتمنى أنكم أستفدتوا من هذا التقرير لهذه المؤسسة المباركة التي نسأل الله لها التوفيق والسداد (وساهم أخي أختي في نشر هذا التقدير، لتخدم كتاب ربك ولو باليسير)
وأسأل الله جل في علاه أن يرزقنا الأخلاص في الأقوال والأعمال ولايكلنا إلى أنفسنا طرفة عين
أختكم: أسماء الفهد(/)
المصحف التوافقي؟؟ معجزة خالدة للقرآن .... و كرامة باقية لبديع الزمان!؟!
ـ[خلوصي]ــــــــ[05 May 2009, 02:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه و التابعين ..
أساتذتي و إخوتي الكرام و الفاضلات:
أضع بين أنظاركم حدثا ً خارقا قرآنيا اختص الله عز و جل به أعجوبة العصر الأستاذ بديع الزمان سعيد النورسي ... ؟!
سأنقل لكم أولا هذه القطعة من المكتوب التاسع و العشرين .. ثم سأحاول تصوير صفحات من هذا المصحف العجيب راجيا ممن له اطلاع على المصحف مساعدتي في عرضه إن صعب علي تقنيا ..
و ستلاحظون أن قسما من الغرائب متعلق بأية طريقة طباعية للقرآن ..
و ما أريد التركيز عليه هنا هو ما أظهر على يدي الأستاذ من حقيقة قرآنية غيبية تبصرها العين المجردة و تتعلق ببنية القرآن العظيم في أماكن ألفاظ الجلالة و عبارات أخرى غيرها .. !!؟!!
و المصحف مطبوع في استانبول من قبل
Hizmet Vakfi Yayinlari
القسم الثالث
وهو الرسالة الثالثة
لقد كتب هذا القسم لاستشارة اخواني في خدمة القرآن، وليكون تنبيهاً لي، لإنفاذ ما كنت أحمل من نيّة مهمة حول كتابة مصحف شريف، يظهر فيه نقش اعجازي، وهو قسم من مائتي قسم من أقسام اعجاز القرآن الكريم، فعرضت لهم تلك النيّة لمعرفة ارائهم حول كتابة ذلك المصحف الشريف الذي يبين النقش الاعجازي،
مع الاعتماد على المصحف المكتوب بخط الحافظ عثمان (1)،
واتخاذ آية ((المداينة)) وحدة قياس لطول الصفحة و ((سورة الاخلاص)) لطول السطر ..
وهذا القسم الثالث؛ عبارة عن تسع مسائل:
المسألة الاولى:
لقد اثبت في ((الكلمة الخامسة والعشرين)) المسماة بـ ((المعجزات القرآنية)) بالبراهين القاطعة ان أنواع أعجاز القرآن الكريم تبلغ أربعين نوعاً. وقد بيّن بعض أنواعه مفصّلاً حتى ازاء المعاندين، بينما ظلت أنواع أخرى بصورة مجملة.
وقد تبيّن كذلك في الاشارة الثامنة عشرة من (المكتوب التاسع عشر) ان القرآن الكريم يبرز اعجازه على وجوه مختلفة أزاء اربعين طبقة من طبقات الناس، إذ اثبتت تلك الاشارة ان لكل طبقة من تلك الطبقات العشرة حظها من الاعجاز ..
اما الطبقات الثلاثون الباقية، فقد أظهرالقرآن الكريم اعجازه لأصحاب المشارب المختلفة من الاولياء، ولأرباب العلوم المتنوعة والدليل على ذلك ايمانهم التحقيقي الذي بلغ درجة علم اليقين، وعين اليقين، وحق اليقين؛ بأن القرآن الكريم هو كلام اللهحقاً.
بمعنى ان كل واحد منهم قد رأى وجهاً من وجوه الاعجاز.
نعم؛ ان جمال جلوات الاعجاز يختلف باختلاف المشارب، اذ الاعجاز الذي يفهمه وليّ من العارفين يختلف عن الاعجاز الذي يشاهده ولي غارق في العشق الإلهي. وان وجه الاعجاز الذي يشاهده إمام من أئمة أصول الدين غير الوجه الذي يشاهده مجتهد في فروع الشريعة .. وهكذا.
ولما كنت لا أقدر على الايضاح المفصل لكل وجه من تلك الوجوه المختلفة، لقصر نظري عن رؤيتها، وضيق ذهني عن استيعابها، فقد اُوضحت عشر طبقات منها فقط. فاكتفيت بالاشارة المجملة الى بقيتها. ولكن ظلت في حينه طبقتان منها في ((المعجزات الاحمدية)) بحاجة الى مزيد من التوضيح، فالآن نوضحهما:
الطبقة الاولى: وهم الذين يدركون الاعجاز باسماعهم، اذ الشخص العامي ـ من عوام الناس ـ لايستمع للقرآن إلاّ بأذنه، ولايفهم اعجازه إلاّ بالسمع. أي انه يقول:
ان هذا القرآن الذي أسمعه لايشبه أي كتاب آخر. فإما أنه فوق جميعها او تحت جميعها. وهذا الأخير لايستطيع ان يقول به أحد قط، ولم يقله، بل حتى الشيطان نفسه لايستطيع ان يتفوه به. فهو إذن فوق الجميع. وقد جاء بهذا الاجمال في (الاشارة الثامنة عشرة). ثم وضح هذا الاجمال في (المبحث الاول) من (المكتوب السادس والعشرين) المعروف بـ (حجة القرآن على حزب الشيطان) الذي يصور فهم تلك الطبقة من الاعجاز ويثبته.
(يُتْبَعُ)
(/)
الطبقة الثانية: وهم الذين لايرون الاعجاز إلاّ بالعين، أي أن للقرآن الكريم اشارة اعجازية تشاهد بالعين، حتى من قبل عوام الناس والماديين الذين سالت عقولهم الى عيونهم فلايؤمنون إلاّ بما يشاهدون. وقد اُدعيّ هذا الإدّعاء في (الاشارة الثامنة عشرة). وكان من الضروري ان يوضح أكثر لاثبات تلك الدعوى، ولكن لم يسمح الوقت بذلك، لحكمة ربانية مهمة، قد فهمناها الآن. لاجل هذا فقد اُشير الى بعض جهاتها الجزئية اشارات بسيطة.
والآن، بعد ان توضح سر تلك الحكمة اقتنعنا قناعة كاملة بأن تأخيره كان هو الأولى. ولتيسير فهم تلك الطبقة وتسهيلاً لهم ليتذوقوا نوع الاعجاز للقرآن، استكتبنا مصحفاً شريفاً يبيّن ذلك الوجه من الوجوه الأربعين للاعجاز.
ان بقية مسائل هذا القسم الثالث مع القسم الرابع لم تدرج هنا، لأنها تخص التوافقات، فاكتفينا بالفهرس الخاص للتوافقات وانما كتبت النكتة الثالثة من القسم الرابع مع تنبيه.
تنبيه: لقد كُتبت مائة وستون آية كريمة في صدد بيان النكتة العظيمة في لفظ ((الرسول)) الوارد في القرآن الكريم، ومع ان لهذه الآيات الكريمة خواصاً جليلة فان كلاً منها تثبت وتكمل الاخرى من حيث المعنى. لذا يمكن ان تكون تلك الآيات حزباً قرآنياً لمن يريد ان يحفظ آيات مختلفة او يتلوها.
وكذلك في الآيات (التسع والستين) الواردة فيها لفظ (القرآن)، في صدد بيان النكتة العظيمة للفظ (القرآن)، يلاحظ ان بلاغة هذه الآيات الجليلة فائقة جداً، وجزالتها عالية جداً. ويوصى الاخوان أن يتخذوا منها حزباً قرآنياً آخر.
وكلمة (القرآن) الواردة في المصحف الشريف، وردت في صورة سبع سلاسل، وظلت كلمتان منها خارج السلاسل، وكانت تلكما الكلمتان بمعنى القراءة، مما شدّ ـ بخروجهما ـ من قوة النكتة.
اما لفظ (الرسول)، فان سورة ((محمد)) وسورة ((الفتح)) هما من أكثر السور القرآنية ذات العلاقة .. ولذلك حصرنا نظرنا في السلاسل الظاهرة في تلكما السورتين، ولم يُدرج ـ في الوقت الحاضر ـ ماظل منه خارج السلسلة.
وستكتب بمشيئة الله ما في لفظ (الرسول) من أسرار إن سنح لنا الوقت.
النكتة الثالثة: وهي في أربع نكات:
النكتة الاولى: ان لفظ الجلالة (الله) ورد في مجموع القرآن الكريم ألفين وثمانمائة وست مرات. وورد لفظ (الرحمن) ـ مع ما في البسملة ـ مائة وتسعاً وخمسين مرة، وورد لفظ (الرحيم) مائتين وعشرين مرة. ولفظ (الغفور) احدى وستين مرة، ولفظ (الرب) ثمانمائة وستاً واربعين مرة، ولفظ (الحكيم) ستاً وثمانين مرة، ولفظ (العليم) مائة وستاً وعشرين مرة، ولفظ (القدير) احدى وثلاثين مرة، ولفظ (هو) في (لا إله إلاّ هو) ستاً وعشرين مرة (1).
وفي عدد لفظ الجلالة (الله) أسرار ونكات كثيرة.
منها: ان أكثر ماورد في القرآن هو لفظ (الله) و (الرب) ويليهما عدداً ألفاظ (الرحمن والرحيم والغفور والحكيم)، وان عدد هذه الألفاظ مع لفظ (الله) هو نصف عدد آيات القرآن الكريم.
وان لفظ الجلالة (الله) مع لفظ (الرب) الوارد بمعنى (الله) نصف عدد آيات القرآن ايضاً. اذ ان لفظ (الرب) المذكور ثمانمائة وستاً واربعين مرة، خمسمائة وبضع منه قد ذكرت بدلاً عن لفظ الجلالة (الله)، ومائتان وبضعٌ منه ليست بمعنى (الله).
وان مجموع عدد لفظ الجلالة (الله) مع عدد الفاظ (الرحمن والرحيم والعليم) مع عدد من لفظ (هو) في (لاإله إلاّ هو)؛ هو نصف آيات القرآن ايضاً، والفرق أربعة أعداد.
ومع لفظ (القدير) - عوضاً عن لفظ (هو) - هو نصف عدد مجموع الآيات ايضاً، والفرق تسعة اعداد.
نكتفي الآن بهذه النكتة، اذ النكات كثيرة في مجموع لفظ الجلالة.
النكتة الثانية: وهي باعتبار السور القرآنية، ولها ايضاً نكات كثيرة، ولها توافقات تدل على إنتظام وقصد وإرادة.
منها: ان عدد لفظ الجلالة (الله) في سورة (البقرة) مساوٍ لعدد آياتها، والفرق أربعة أعداد. وهناك أربعة الفاظ من (هو) بدلاً عن لفظ (الله) كما هو في (لاإله إلاّ هو) وبها يتم التوافق.
وان عدد لفظ الجلالة (الله) في سورة (آل عمران)، متوافق مع عدد آياتها ويساويها، ولكن لفظ (الله) ورد في مائتين وتسع آيات بينما عدد آيات السورة مائتا آية، فالفرق اذن تسع آيات، ولاتخل الفروق الصغيرة في مثل هذه المزايا الكلامية والنكات البلاغية، اذ تكفي التوافقات التقريبية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وان عدد آيات السور الثلاث (النساء والمائدة والأنعام) يتوافق ايضاً مع مجموع عدد ما في هذه السور الثلاث من لفظ الجلالة (الله) اذ إن عدد الآيات ـ في هذه السور ـ أربعمائة واربع وستون، وعدد لفظ الجلالة (الله) اربعمائة وواحد وستون، وهما متوافقان تماماً، اذا عدّ لفظ الجلالة في البسملة.
وكذلك فان عدد لفظ الجلالة في السور الخمس الاولى؛ هو ضعف عدد لفظ الجلالة في سور (الاعراف والانفال والتوبة ويونس وهود)، اي ان عدده في هذه السور الخمس الثانية هو نصف عدده في السور الخمس الاولى.
وان عدد لفظ الجلالة في السور التالية (يوسف والرعد وابراهيم والحجر والنمل) هو نصف ذلك النصف.
ثم ان عدده في سور (الاسراء والكهف ومريم وطه والانبياء والحج) (1) نصف نصف ذلك النصف.
وان السور التالية بعدها بخَمس سورٍ وخَمس سوٍر تدوم بتلك النسبة تقريباً. ولكن هناك فروق ببعض الأعداد الكسرية، ولابأس في مثل هذه الفروق في مثل هذا المقام الخطابي.
مثلاً: ان قسماً منها مائة واحدى وعشرون، وآخر مائة وخمس وعشرون وآخر مائة واربع وخمسون. وآخر مائة وتسع وخمسون.
ثم ان في السور الخمس التالية تبدأ من (سورة الزخرف) ينزل العدد الى النصف، اي ينزل الى نصف نصف ذلك النصف.
والسور الخمس التي تبدأ من (سورة النجم) يكون العدد نصف نصف نصف نصف ذلك النصف، ولكن بصورة مقاربة، ولاضرر في فروق الكسورات الصغيرة في مثل هذه المقامات الخطابية.
ثم في ثلاث مجموعات من السور الخمس الصغيرة، ثلاثة أعداد من لفظ الجلالة.
فهذه الكيفيات تدل على ان المصادفة لم تخالط أعداد لفظ الجلالة، بل عينت وفق حكمة وانتظام.
النكتة الثالثة: للفظ الجلالة (الله)، وهي المتوجهة الى اوضاعها في صفحات المصحف الشريف، وذلك:
ان عدد لفظ الجلالة في الصحيفة الواحدة، له علاقة بوجه تلك الصحيفة اليمنى، وبالصحيفة المقابلة لذلك الوجه، واحياناً بالصحيفة المقابلة لها في الجانب الأيسر، وبوجه ماوراءها.
وقد تتبعتُ هذا التوافق في نسخةٍ من مصحفي، فرأيت توافقاً بنسبة عددية جميلة للغاية، على الأغلب، وقد وضعت اشارات عليها في مصحفي، فكثيراً ما كانت تتساوى واحياناً تصبح نصفاً او ثلثاً، وعلى كل حال تُشعر بحكمة وانتظام.
النكتة الرابعة: هي التوافقات في الصحيفة الواحدة.
وقد تابعتُ مع اخواني ثلاث او اربع نسخ مختلفة من المصحف، قابلناها بعضها ببعض، فتوصلنا الى قناعة بان التوافقات مطلوبة ايضاً في جميعها، ولكن وقع شئ من الخلل في التوافقات بسبب مراعاة مستنسخي المطابع مقاصد اخرى.
فاذا ما نُظمت ونسّقت فستشاهد التوافقات في مجموع القرآن في عدد لفظ الجلالة البالغ (ألفين وثمانمائة وستة) باستثناء نادر جداً، وستشعر في ذلك نور اعجاز عظيم. لأن فكر الانسان لايمكن ان يحيط بهذه الصفحات الواسعة جداً، ولايستطيع ان يتدخل فيها قطعاً.
اما المصادفة فلاتنال يدها هذه الاوضاع الحكيمة.
ونحن نستكتب مجدداً مصحفاً شريفاً ليبرز (النكتة الرابعة) الى حدٍ ما مع المحافظة على صحائف المصاحف الأكثر انتشاراً، والمحافظة على سطورها مع تنظيم لمواضع منه تعرّضت لعدم الانتظام بسبب تهاون ارباب الصناعة، وعند ذلك سيظهر سر انتظام التوافقات الحقيقي ان شاء الله، وقد اُظهر فعلاً.
اللهم يامنزل القرآن بحق القرآن فهّمنا أسرار القرآن ما دار القمران
وصل وسلم على من انزلت عليه القرآن وعلى آله وصحبه اجمعين ..
آمين
ـ[خلوصي]ــــــــ[05 May 2009, 03:04 م]ـ
أرجو من الأساتذة الفضلاء و الفاضلات دراسة هذه الدعوى دراسة متأنية مستوعبة ناقدة كما أرجو ألا يتسرع بعض الإخوة أو الأخوات في ردها متعجلين فإن التعجل في أمثال هذه المسائل لا يجوز لا في يومين و لا أسبوعين! " ابتسامة "
ـ[خلوصي]ــــــــ[02 Apr 2010, 11:23 ص]ـ
http://www.m5zn.com/uploads/2010/4/2/photo/040210000449gp53fs7xh.jpg
http://www.m5zn.com/uploads/2010/4/2/photo/040210000414f29eqfzuv4j96oya7rku.jpg
http://www.m5zn.com/uploads/2010/4/2/photo/040210000414i7b1tzdj8l5bw.jpg
http://www.m5zn.com/uploads/2010/4/2/photo/040210000449b58f0gdg.jpg
؟!؟
ـ[خلوصي]ــــــــ[02 Apr 2010, 11:30 ص]ـ
http://www.m5zn.com/uploads/2010/4/2/photo/040210000449aeu1qpnn6zbicm3jt418.jpg
http://www.m5zn.com/uploads/2010/4/2/photo/04021001041204tifi9s39u.jpg
http://www.m5zn.com/uploads/2010/4/2/photo/040210010413iw6xp1pkx7.jpg
ـ[خلوصي]ــــــــ[06 Apr 2010, 10:51 ص]ـ
كم أتمنى من المشايخ و الأساتذة و الإخوة الكرام التدارس حول هذا المصحف الغريب ..
فجميع ألفاظ الجلالة
في جميع صفحات القرآن
جاءت متناسقة .. مصفوفة على أعمدة .. عمودين أو ثلاثة أو أربعة!؟!
ـ[خلوصي]ــــــــ[23 Apr 2010, 05:19 م]ـ
أنا حزين!
لم يسأل أحد حتى مجرد مزيد من صور كخطوة فضولية - و ما هي بفضولية - أولى!؟
مع أن هذا المصحف نادر لم ينشر بعد في العالم العربي و الإسلامي!؟!
و مع أن دلالته من أعجب العجب!!
أنا حزين! http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon9.gif حقاً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Jun 2010, 06:17 ص]ـ
هذه فكرة - كما تفضلتم أخي خلوصي - بحاجةٍ إلى التأَنِّي والتدقيق والمراجعة للحكم عليها، وهذا يتطلب وجود المصحف نفسه بين يدي من يرغب في دراسته، والصفحات المنقولة التي تفضلتم بها - جزاكم الله خيراً - ليست واضحة بشكل جيد ومريح، ولعل هذا هو سبب إحجام الزملاء عن النقاش حول هذه الفكرة العجيبة حقاً.
بارك الله فيكم ونفع بكم.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[08 Jun 2010, 06:53 ص]ـ
حق إنه مصحف عجيب إذا ثبت أن كل صفحاته بهذا النسق. يا ر يت يا أخي خلوصي أن تبعث لي جميع المصحف إن امكن في ملف عبر إيميلي الخاص. ودمت بود
ـ[خلوصي]ــــــــ[09 Jun 2010, 08:38 ص]ـ
شكرا لاهتمامكم دكتورنا الفاضل و أستاذنا تيسير .. فحقاً إنه شيء عجيب بل مذهل إن ثبتت الدعوى!!
و اظن أن ثمة طبعة يجري الإعداد لها في مصر , و سأحاول بإذن الله تحسس الخبر ,
و في أثناء ذلك أصوّر لكم نسختي لأضعها في ملف مرفق او مركز تحميل؟ و أنا في التقنية هزيل! و لكن أحاول بإذن الله.
و أود لفت الأنظار الكريمة إلى أنني دعوت بالأصل إلى دراسة دعوى الإعجاز لا التسليم به .. و بارك الله فيكم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Jun 2010, 08:52 ص]ـ
بارك الله فيكم ونحن نشكرك على اهتمامك بطلبنا ونسأل الله أن يبصرنا جميعاً بالحق.
ـ[مرهف]ــــــــ[24 Jun 2010, 07:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شكراً لك أخانا الكريم خلوصي على اطلاعنا على هذا المصحف المبارك، ومع أن الصفحات غير واضحات إلا أن المقصود حصل إن شاء الله، ولكن السؤال الذي يطرح هنا بداهة هو: ما وجه الإعجاز في هذه الطريقة من إخراج المصحف، وما هو وجه بيان هذا التناسق في لفظ الجلالة بهذا الشكل، أليس هذا أمر يعود لطريقة إخراج المصحف من قبل الناسخ للمصحف والدار الطابعة،!! ..
لقد ظهر لبعض الأخوة أن لفظ الجلالة يوجد في الصفحة اليمنى من كل صفحة في المصحف الشريف، واسم محمد صلى الله عليه وسلم في الصفحة المقابلة، واتبع في ذلك طريقة هو وضع قوانينها ورسمها، ثم أطلق عليها إعجازاً!! .. فهل انقضى الناس من فهم إعجاز القرآن حتى يطلقوا على هذه الملائح التي يستأنس بها إعجازاً، وهل هذه طريقة في الترتيب توقيفية أم اجتهادية ... وما البرهان على اعتبارها أمراً قطعياً حتى نسميها إعجازاً ..
هذه تساؤلات ينبغي أن تطرح في دراسة مثل هذه المشاريع التي أحب تسميتها بالملائح ما دامت لا تخالف أصول الرسم القرآني وأصول التفسير ولا تضيع القراءات القرآنية والله أعلم.
ـ[خلوصي]ــــــــ[25 Jun 2010, 12:45 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شكراً لك أخانا الكريم خلوصي على اطلاعنا على هذا المصحف المبارك، ومع أن الصفحات غير واضحات إلا أن المقصود حصل إن شاء الله، ولكن السؤال الذي يطرح هنا بداهة هو: ما وجه الإعجاز في هذه الطريقة من إخراج المصحف، وما هو وجه بيان هذا التناسق في لفظ الجلالة بهذا الشكل، أليس هذا أمر يعود لطريقة إخراج المصحف من قبل الناسخ للمصحف والدار الطابعة،!! ..
هذا في الحقيقة ما أريده أي التباحث حول دعوى هذا التوافق أو التناسق ..
بالنسبة لي عندما تكون جميع صفحات القرآن هكذا فلا يبقى أدنى احتمال لدي أنها لم تأتِ عن حكمة و إرادة و قصد .. !
جرب مثلاً أستاذنا الكريم أن تضع مقياساً عشوائيا لطول السطر و الصفحة .. هل سينتج من ذلك تناسق كهذا؟
فالتباحث الجماعي حول ذلك ربما يأتينا بعلماء رياضيات و إحصاء و احتمالات يفتونا في أمرنا الغريب!
لقد ظهر لبعض الأخوة أن لفظ الجلالة يوجد في الصفحة اليمنى من كل صفحة في المصحف الشريف، واسم محمد صلى الله عليه وسلم في الصفحة المقابلة، واتبع في ذلك طريقة هو وضع قوانينها ورسمها، ثم أطلق عليها إعجازاً!! ..
إن كان وضع قانونها فالذي أراه أنه اكتشف القانون! لأنه لا يمكن أن يطوّع شيئاً هندسياً لنظريته ... نعم قد يطوّع اللغة و البلاغة نوعاً ما .. أما الهندسة المرئية خاصة فأنى له!؟
لو فرضنا مثلاً أن أحدهم "وضع " قانوناً لتكرر كلمة معينة في القرآن - أنها تتكرر مثلا كل مئتي آية - ثم لاحظ ارتباط تلك الكلمة برقم الصفحة الواردة فيها مثلاً - بشكل ما مطرد - فهو في الحقيقة قد وضع الافتراض أولاً ثم " اكتشف " صدقه فعبر عنه بقانون!
(يُتْبَعُ)
(/)
فهل انقضى الناس من فهم إعجاز القرآن حتى يطلقوا على هذه الملائح التي يستأنس بها إعجازاً،
ذكر الأستاذ أن هذا النوع من الإعجاز يناسب طبقة معينة من الناس ...
على أن دورها في ارتباط طبقات طلاب النور كافة بالرسائل كمنهج دعوي راسخ يستميتون من أجله لإيصال النور القرآني إلى العالمين .. لا يخفى من حيث قوة الارتباط الروحي بالمعاني الغيبية لأمثال هذه " الكرامات " ذلك أنّ:
وهل هذه طريقة في الترتيب توقيفية أم اجتهادية ...
طريقة الترتيب في هذا التناسق بالذات لا تجول بسهولة بخاطر الباحث بعكس الأنواع الأخرى للإعجاز العددي الذي يعتمد على فرضيات توضع ثم يكتشف فيها أوجه الإعجاز على كثرة الترداد! أما هنا فالأمر متعلق بوضع قياس للسطر و آخر للصفحة ثم استكتاب مجموعة من المرهقين بشؤون الرسائل في جو من الذعر من الحكم الإرهابي الأتاتركي لا تبدو معه حكمة لشيء كهذا ... يعني مو فاضيين لكتابة مصاحف يدوياً .. و اللي فيهم مكفيهم!
خاصة عندما يخبر الأستاذ المقربين منه بأنه قد رأى صورة هذا المصحف على صفحة السماء!؟!
فكيف لا تكون هذه الحادثة مع مئات غيرها كافية لسحب هؤلاء التلاميذ الضعفاء المساكين من سجل الشهادة إلى سجل الغيب! يرون ما لا نرى , و يسمعون ما لا نسمع , و يقيسون الأمور بمقاييس القلوب المتصلة بعلام الغيوب القادر على كل شيء!؟!
بذلك سيدي الفاضل تركوا الغيب الذي فيهم هو الذي يتكلم:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=19670
وما البرهان على اعتبارها أمراً قطعياً حتى نسميها إعجازاً ..
هذا ما نود التعرف عليه جميعنا من خلال البحث الرياضي أو القناعة الشخصية المجردة بحسب تقدير قوة الاحتمال من ضعفه!
فبالنسبة لي قد انتهى أمر الإعجاز فيه .. خاصة مع ما يمر معي من خصوصيات لا مجال لذكرها الآن!؟ و أعدكم بعرضها في الوقت المناسب!
و يبقى الأمر الأول هاجسي لإقناع المشايخ و الأساتذة و الأصحاب.
بارك الله فيكم دكتورنا العزيز على هذا التباحث و الاهتمام .. و لا تنسونا فتتركونا من الدعاء و النصيحة.(/)
عش اجمل اللحظات مع جوال آيات (بادروا بالإشتراك خلال الفترة المجانية)
ـ[أسماء الفهد]ــــــــ[05 May 2009, 04:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي قدم من شاء بفضله، وأخر من شاء بعدله، لا يعترض عليه ذو عقلٍ بعقله، ولا يسأله مخلوق
عن علة فعله، هو الكريم الوهاب، هازم الأحزاب، ومُنشئ السحاب، ومسبب الأسباب، وخالق الناس من
تراب، الواحد القهار
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
أخواني أخواتي في الله ..
أحببنا أخباركم أنه الأن إشترك مجاناً بجوال آيات للشيخين
(ياسر الدوسري، وناصر القطامي)
(رسائل وسائط mms )
تصلك يومياً على جوالكم ..
أجمل المقاطع الصوتية والمرئية
(تلاوات، ادعية، اذكار، حداء، خواطر، نوادر، اشراقات، لقاءات حصرية، مواقف وتجارب)
بادروا بالإشتراك خلال الفترة المجانية
من 7 ـ 21/ 5 /1430 ـــ 2 - 16 - 2009
عش اجمل اللحظات مع جوال آيات
.
أرسل رسالة فارغة
إلى 84666
http://up.joreyat.org/04May2009/1243073a8be13f7c721320140e4f36a8.jpg
مشاهدة الصوربحجم اكبر ( http://up3.m5zn.com/photo/2009/5/4/06/agq3k4xtq.jpg/jpg)
مقطع أهل الشقاء وأهل السعادة الشيخ ياسر الدوسري
http://www.rofof.com/dw.png (http://www.rofof.com/5gvaol4/Dwsry_'ahl.html)
مقطع المحبه في الله الشيخ ناصر القطامي
http://www.rofof.com/dw.png (http://www.rofof.com/5kzpij4/Qtamy_almhbh.html)
مقطع ياحسرتنا الشيخ ناصر القطامي
http://www.rofof.com/dw.png (http://www.rofof.com/5ykvgp4/Qtamy_Yahsrtna_29.html)
WIDTH=425 HEIGHT=344
وفي الختام أسأل الله جل في علاه أن نكون ممن خدم هذا الدين ولو بالشىء اليسير فلا تبخلوا بأن تشاركوا في هذه الخدمه أحتساباً لوجه الله ونشرها ليستفيد منها
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختكم: أسماء الفهد(/)
من مكونات المنهج النقدي في القرآن الكريم، التصديق والهيمنة لـ. د. أحمد عبادي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 May 2009, 08:20 م]ـ
الحديث عن المنهج النقدي في القرآن الكريم، حديث يقتضي أن يُقدّم بين يديه ضبط مصطلحيٌّ من أجل إبراز التمايز بين الذي يُراد بالنقد وبالمنهج في هذا السياق القرآني الاستثنائي، وبين ما يُراد بهما في سياقات أخرى.
والحاصل أن الذهول عن هذه القضية يمكن أن يجعل شائبات مفاهيمية كثيرة تشوب البحث والتناول لهذا الموضوع. ذلكم أن السياقات الأخرى التي يُطلق فيها مصطلح النقد ويمارَس، تكون سياقات مؤطرة بمجموعة من النماذج المعرفية "البراديغمات" ومن الثوابت النفسية التي توجّه استعمال هذا المصطلح، أي إن ثمة مجموعة من النماذج الكامنة التي تحدد المقاصد والغايات المتوخاة من العملية النقدية؛ وغير خاف أن كل منظومة لها منطلقاتها ومقاصدها وغاياتها التي تؤطر ممارسة عملية النقد من داخلها، وتصبغها بصبغتها، وهذا في النسق القرآني أبرز.
لن أتناول في هذا المقام تلافيف وتفاصيل البحث المصطلحي اللغوي حول المنهج النقدي، وبحسبي أن أركز على ثلاثة أمور:
الأمر الأول: أنّ النقد يُراد من ورائه تمييز الصالح مما دون ذلك، ?وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ? (الجن:11)، وهذه قضية بارزة في كل نقد.
الأمر الثاني: أن النقد يمكن أن يكون ستاتيكيا ثابتا كما يمكن أن يكون ديناميا تجاوزيا. فالنقد الستاتيكي هو النقد الذي يمارَس انطلاقا من وحدات قياسية ومعيارية ثابتة، في حين أن النقد الدينامي التجاوزي هو الذي تكون له القدرة على إنتاج وحداته القياسية والمعيارية وفقا للسياقات التي يمارَسُ فيها. غير أن السياق القرآني لا يمكن للنقد فيه أن يكون ثابتا ستاتيكيا، إنّما هو متجاوز ودينامي، بحيث إنّ الإنسان في تعامله مع القرآن المجيد لا يزال في ارتقاء كلّما ظن أنه قد أبصر. فإن هذا الإبصار سوف يجد نفسه متجاوزا بمزيد من الحوار والتعاطي مع الوحي الخاتم، المصدِّق لما بين يديه والمهيمن عليه. وهو ما يجسده مفهوم بليغ في القرآن المجيد، مفهوم الأكبرية ?هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ? (الأنعام:78)، والذي تعبر عنه صيغة التكبير في الآذان والصلاة "الله أكبر" التي يقترن فيها اسم الجلالة بصيغة التفضيل فتفيد أنّ الإنسان ما يزال متجاوزا لذاته حين النطق بهذه الأكبرية في كل حركة من حركات الصلاة فيكون بذلك في ارتقاء واقتراب دائمين، ?كَلَّا لاَ تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ? (العلق:19) {س}، ?وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى? (النجم:42). إن صيغة التفضيل تفيد أن الله عز وجل أكبر ممّا استقر في نفسي عنه سبحانه في اللحظة التي سبقت النطق اللاحق بهذه الأكبرية. ففي السياق القرآني ليست هناك ستاتيكية ولا جمود، وإنما هو التجاوز بإطلاق.
العلوم الاستنطاقية
الأمر الثالث الذي أود الإشارة إليه بين يدي الحديث عن المنهج النقدي في القرآن المجيد هو أنّ الإنسان في حواره مع القرآن الكريم، من أجل القيام والاضطلاع بمهمة النقد هذه، وجَب أن ينتبه إلى أن العلوم التي يتحرك انطلاقا منها، تعد في جُلها علوما اجتهادية، اللهم إلاّ ما كان منها توقيفيا كأبواب الاعتقاد والفقه الثابت المستندة أحكامهما إلى نصوص قطعية الثبوت والدلالة. وما عدا ذلك فمن العلوم الاستنطاقية "ذلكم القرآن فاستنطقوه" كما قال علي رضي الله عنه وأرضاه، أو كما قال سيدنا عبد الله بن مسعود "ثَوِّروا القرآن" أي استخرجوا خيراته، وهي علوم يكون الإنسان في حوار دائم مع الوحي انطلاقا من مؤهلاته ومن أفقه المعرفي هو من أجل اكتشاف مفاتيح جديدة يدخل باستعمالها إلى عالمه الرحيب.
وآية ذلك أنّ الله عز وجل يبين أنّ هذا القرآن جاء ميسرا: ?وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ? (القمر:17 - 22 - 32 - 40) أربع مرات، ثم في سورة مريم، ?فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا? (مريم:97)، وهو تيسير مرتبط بالتدبر، ومرتبط بالنظر المستأنف في الوحي من أجل إنتاج مجموعة من العلوم يمكن أن نصطلح على تسميتها "علوم التيسير".
(يُتْبَعُ)
(/)
وبموازاة مع ذلك فالكون فيه ميكانيزمات وآليات أخرى؛ فهو الكتاب المنظور الذي سُخّر في مقابل تيسير القرآن الكتاب المسطور ?وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا? (الجاثية:13). والإنسان انطلاقا من حواره مع الكون يكتشف علوما يمكن أن نصطلح على تسميتها بعلوم التسخير. وفي مجالات التيسير كما في مجالات التسخير (1) ينطلق الإنسان في إدراكه وتأسيس معارفه من هبة إلهية استثنائية فريدة "المواءمة" أي إنه قد خُلق موائما للوحي، وموائما للكون. ولولا هذه المواءمة لما استطاع أن يتعقَّل الكون من حوله فيسخره انطلاقا من التفكر، ولما كان قادرا على التعامل مع الوحي وبنائيته ليستطيع بذلك أن ييسره انطلاقا من التدبّر.
وهنا تبرز ظاهرة حريّة بالتتبع والرصد، ومفادها أنه بعد إحكام الكتاب الخاتم، وجعله بناءً وترتيلا، حدثت ثورة في مجالات علوم التيسير، ونشأت علوم .. فإنْ نحن تتبّعنا مثلا ما قام به الصحابة الكرام رضي الله عنهم والتابعون وأتباع التابعين فسوف نجد أن التعارك والتفارك والتشاحذ كان سمة من سمات البحث في مجالات التيسير البارزة.
فقد كان الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه يعجبه ارتفاع أصوات محمد بن الحسن الشيباني وأبي يوسف وزُفر حين يتحمسون أثناء تباحث المسائل والقضايا، ويُسَرُّ بذلك. وكذا الإمام مالك بن أنس، وهذا الإمام الشافعي يقرأ القرآن الكريم المرة تلو المرة أثناء بحثه عن دليل للقياس حتى يستقرّ رأيه على قوله تعالى: ?فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ? (الحشر:2)، وكذا أثناء بحثه عن دليل للإجماع. وإن نحن قرأنا كتابه "الرسالة" فسوف نرى نماذج من الحوار الحي والنابض مع القرآن المجيد.
طفرات بين مراحل الجمود
كما نجد أنّ العلماء الذين تلوا قد زادوا وأضافوا وشحذوا آراءَ هؤلاء الأئمة الأعلام وغيرهم ممن نذكر في هذا المقام، إلى أن أتت علينا أحيان من الدهر أصابت فيها هذه الدينامية أضرب من الجمود تخللتها طفرات؛ مثل طفرة العزّ بن عبد السلام (ت660هـ) في "الإحكام في مصالح الأنام" أو طفرة ابن تيمية (ت728هـ) وتلميذه ابن القيم (ت751هـ) أو طفرة الشاطبي (ت790هـ)، وبعد ذلك آخرين مباركين. لكنّها تبقى طفرات، إذ لم يبق البحث بنفس العرامة والاستمرارية التي كان عليها، بيد أنه استمر في مجالات التسخير إلى درجة أنّك اليوم إنْ أنت ذهبت إلى طبيب تريد الاستشفاء وأخرج لك كتاب "الحاوي في الطب" للرازي، أو كتاب "القانون" لابن سينا ليداويك بمقتضياتها فإنّك سترفض، لوعيك أن نقلات نافعة ومقدّرة قد حدثت في هذه العلوم. وهنا وجب التنبيه على أمر هام، وهو أنّ ثمة ثوابت، وأنّ هذه الثوابت قامت عليها الأدلة، ومن ثم فهي أجزاء لا تتجزأ من علوم الوحي ومعارفه، فهي الأسس التي تحمل البناء كله، ومن ثم فهي لا تدخل في هذا الصدد إلا من حيث وجوب بذل المزيد من الجهد لاستبانتها وفقهها، غير أن هناك في هذه المعارف أقضية ومسائل كثيرة قابلة للاجتهاد والنظر وجب طبعا أن تُقدّر بقدرها في استحضار لقوله تعالى: ?وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً? (الإسراء:36).
إذْ أوضحنا هذه الأمور الثلاثة التي تؤطر منهج تعاملنا مع هذه القضية، فإننا نُريد بعون الله أن نتناول المنهج النقدي في القرآن الكريم، من مدخل واحد سوف نقتصر عليه للضرورة وللإكراهات المقامية وهو "مدخل التصديق والهيمنة". فمع أن هناك آيات كثيرة في القرآن المجيد تتحدث عن التصديق، إلا أننا لا نجد إلا آية واحدة في سورة "المائدة" تشتمل على التصديق والهيمنة مقترنين، وهي قوله تعالى: ?وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ? (المائدة:48). وهذا المدخل لم يعط بعد حقه من الاستكشاف ومن البحث لإبراز خصيصة الاكتمال في الوحي الخاتم، والتي جاءت إليها إشارات واضحة في كل من القرآن الكريم والسنة المطهرة.
الكتاب المبين
(يُتْبَعُ)
(/)
ففي القرآن نجد كلمة "أحسن" في قوله تعالى: ?اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ? (الزمر:23)، وفي قوله سبحانه: ?وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ? (الزمر:55)؛ تدلّ على أن هذا الوحي قد أذن منزله بارتقائه إلى مرحلة أصبح فيها الوحي الأحسن والأمثل والأكمل. وهذا هو الذي يبرز مثلا من خلال تسمية كتاب نبي الله موسى وأخيه هارون عليهما السلام ?الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ? في قوله تعالى: ?وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ? (الصافآت:117)، في حين أن القرآن المجيد سمي كتابا مبينا ?قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ? (المائدة:15)، أي إنه قد وصل إلى درجة الإبانة المطلقة.
وفي السنة نجد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، يُشبّه النبوة كلها بالبناء المكتمل أيضا في قوله عليه الصلاة والسلام: "إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية فجعل الناس يطوفون به، ويعجبون له، ويقولون: هلاّ وُضعت هذه اللبنة؟ قال: فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين" (رواه البخاري).
وجهتا التصديق والهيمنة
إن آلية التصديق والهيمنة في القرآن المجيد لها وجهتان:
الوجهة الأولى إزاء الكتب السالفة؛ فهناك تصديق لما صحّ من هذه الكتب ثم هيمنة عليها في تكامل تامّ معها. والوجهة الثانية إزاء ما يمور ويعتلج في حياة الناس وارتفاقاتهم من ممارسات وما هو مستقر فيها من أعراف. والتصديق في هذه الوجهة عبارة عن إقرار الصالح من كل ذلك بالسكوت عنه أو الثناء عليه، وتغيير الطالح بالحديث عنه وكشف مساوئه.
وتتم الهيمنة في القرآن الكريم في اتجاهات متعددة، وهي اتجاهات كلها تجاوزية غير إستاتيكية. وهي تجاوزية تتجلى من خلال التوسعة مع الاحتفاظ على كل القوة التي تستبطنها الحقائق الموسّعة، ويجري ذلك بطريقة متنامية، إذ بعد كل مرحلة من مراحل الهيمنة، يبنى على الحقائق الجديدة لكي تتم الهيمنة بها بدورها على مفاهيم وحقائق مستقرة أخرى وتتم توسعتها، لكي تشمل أبعادا أخرى لم تكن تشملها في مرحلة الخصوصية؛ لأن الوحي في المراحل السابقة عن نزول القرآن المجيد كانت له خصوصيته، إذ كان يُبعث الرسول النبي من أجل هداية الخلق وإرشادهم إلى الصواب ضمن السياقات التي يوجد فيها ووفق توازنات معينة. فعيسى عليه السلام -على سبيل المثال- يأتي في وقت قد غرقت فيه أمة بني إسرائيل وانغمست في العالم. (2) فجاء بهذه الدفقة الروحانية من أجل انتزاع وانتشال أمته وجذبها الشديد لتخليصها من هذا الانغماس، وقد كان أفق دعوته وهدايته عليه السلام متسقا مع أزوف زمن بعثة نبي الختم صلى الله عليه وسلم، وظل هذا الأفق مفتوحا كما يتجلى ذلك في قوله تعالى: ?وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ? (الصف:6). إذ هو صلى الله عليه وسلم الرسول الذي سوف يُحدث التوازن المنشود. فنحن بصدد تخطيط وتصميم رباني يقوم على التكامل في الأدوار بين الأنبياء: الجذب من لدن عيسى عليه السلام كان قويا جدا في انتظار رسول يأتي من بعده اسمه أحمد ليُحدث التوازن المطلوب. فبينما كانت اليهود لا تسجد لتكون صلاتها -تبعا لذلك- جلّها وقوفا، جاء عيسى عليه السلام فنقلهم إلى السجود لتكتمل مظاهر العبادة مع مجيء الرسول المبشّر به أحمد، صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي سيضيف الركوع إلى كل ذلك تصديقا وهيمنة.
إن تجاوز التأرجح بين هذين القطبين (قطب الرهبنة، وقطب التكاثر) يندرج ضمن مفهوم التوسعة الذي تتجلى من خلاله الهيمنة، وهو تجاوز يستكمل أبعاده ويتم، بإضافة مفهوم الميزان ?وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ * أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ * وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ? (الرحمن:7 - 9)، وهو مفهوم نقف على سريانه في كل مفردات الأداء الحضاري الإسلامي من خلال تأطير وتوجيه رائعين بالآيات والأحاديث المتكاملة. تتم الهيمنة أيضا من خلال "الضبط التأويلي" بتحديد أصوله وقواعده، وتبيان موقع النص والعقل ودور الإنسان ومسؤولية العالم؛ حيث يقوم القرآن المجيد من خلال هذا الضبط بتنقية ما اعترى العقل الجماعي المسلم بسبب تسرب بعض ما كان في الأمم السابقة بفعل التداخلات
(يُتْبَعُ)
(/)
التي تقع من الناحية المفاهيمية والانكسارات المعرفية التي تحصل تحت تأثيرات اجتماعية أنثروبولوجية وأخرى تاريخية.
كما نجد أن الهيمنة في القرآن المجيد تتجلى من خلال فتح المفهوم، وفتح المعتقد بطريقة تجعلهما مستمرين شاملين مستوعبين لكل عصر ولكل مصر؛ فتلتقي الهيمنة بهذا المعنى مع خصيصة الشمول والاستيعاب في القرآن الكريم.
الكلمة المفتاح
وفيما يلي سوف نرصد منهجية عمل آلية الهيمنة في القرآن الكريم باعتبارها من مكونات منهجه النقدي من خلال كلمة مفتاح هي كلمة "الربّ".
إن القرآن عبارة عن ترتيل، وهو الترتيل الذي يشبه بيت الرُتيلاء التي تنضُد وتنسّق وتُحسّن البناء بطريقة تقوم على التفاضي والاتصال المطلق بين كل مكوناته ( Web)؛ بحيث يكون المتعامل مع القرآن المجيد وفق هذا النموذج من المقاربة، حالاّ مرتحلا في كل حين منتقلا بين أرجاء القرآن المجيد كما قال عليه الصلاة والسلام: "أحب العمل إلى الله تعالى الحالّ المرتحل"، قال: وما الحالّ المرتحل؟ قال: "الذي يضرب من أول القرآن إلى آخره، كلما حلَّ، ارتحل" (رواه الترمذي والدارمي). وهذا المفهوم هو الذي ركّز عليه المفسرون حين قالوا: "ويفسر بعضه بعضا"، ذلك أن أول تفسير للقرآن المجيد هو عين تفسيره لذاته.
حين نأخذ كلمة "الرب" في القرآن الكريم سوف نجد أنها تنفتح على أبعاد كثيرة. فالقرآن قد نزل على العرب وهم يستعملون كلمة "الرب" إزّاء هبل واللات والعُزّى، وقد عدّ العادّون حوالي ستين وثلاثمائة صنما حول الكعبة. وكلمة "الرب" كانت تنسحب على هذه الآلهة بشكل "أتوماتيكي"، وإذا كانت كلمة "الرب" مشتقّة من ربَّ يَرُبُّ، أي باشَر يُباشر، وأَشرف على المصالح يُشرف، واعتنى يعتني إلى غير ذلك من المعاني (3)، فإننا نجد أنّ مفهوم الربوبية يَبرز في القرآن المجيد باعتباره أيضا من الأمور التي تقوم بدور اللّحمة والسدى في مجتمع معين وإن بباطل، فرعون مثلا حين يقول: ?أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى? (النازعات:24) يبرز باعتباره يمثل لُحمة المجتمع من خلال توحيده لهذه الأمة من الناس، ولكن بشكل ضال بفعل هذه الربوبية المدعاة، ?وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى? (طه:79)، وهو مثال قد أعمل فيه القرآن المجيد آلية الهيمنة في اتصال بمفهوم الربّ لتوسعته وتجاوز واقعه في الأذهان نحو ما هو عليه حقيقته، أي نحو التوحيد، فبعد ادعاء فرعون أنه رب المصريين الأعلى ?أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى? (النازعات:24)، نجده ينتقل بفعل اللقاء المستأنف مع موسى عليه السلام إلى السؤال عن رب العالمين ?قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ? (الشعراء:23) فيجاب: ?رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ? (الشعراء:24)، لكي يختم مساره الجحودي بالاعتراف -ولات حين مناص- بما قرره نبي الله موسى عن الربوبية حين قال وهو يغرق: ?آمَنْتُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ? (يونس:90)، كل ذلك يتم في إطار من الهيمنة المتصاعدة، ليصل في أمِّ القرآن سورة الفاتحة، إلى هذا المفهوم العظيم الذي هو ?رَبّ الْعَالَمِينَ?، لدرجة أنّ هذا الذي يبرز -وإن في سياق الضلال- باعتباره توحيداً ولُحمة وسَدى في هذه المجتمعات، نَجده لا يُفقد بل نجده يصحّح ويُنّمى إلى درجة يُصبح معها مفهوم الربوبية "ربّ العالمين" قابلا لاستيعاب الكائنات كلها والأمم كلها، والشعوب كلّها، ويدخل في منظومة قرآنية بامتياز، هي منظومة التعارف: ?يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ? (الحجرات:13). ولكن قبل أن يصل القرآن المجيد بهؤلاء -وبالعالمين من خلالهم- إلى هذه الدرجة وإلى هذا المستوى نرى سيرورة تجاوز الأرباب الزائفة المرصوصة حول الكعبة بالردّ إلى رب هذه الكعبة والذي هو صاحب المنن والنعم على أم القرى وما حولها من خلال قوله تعالى: ?فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ? (قريش:3 - 4)، ثم يكون الاستيعاب تدريجيا بحيث نجد التصديق والهيمنة بعد أن تمّا في هذه الاتجاهات كلها يتناميان عبر الآيات لكي يوصلانا إلى هذا
(يُتْبَعُ)
(/)
المفهوم البارز الواضح المستوعب الكبير والشامل، مفهوم "ربّ العالمين" الذي يستقطب هذه الأبعاد كلّها ولكن بطريقة بنائية وتدريجية، حتى يصل بالإنسان إلى حيث يريد أن يوصله منزّل القرآن المجيد ?أَحْسَن الْحَدِيثِ? (الزمر:23)، ?أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ? (الزمر:55).
إن البحث في مسألة الهيمنة في القرآن يُفضي بنا إلى آفاق في غاية السعة والجمال، وقد قمنا الآن بالبحث في كلمة واحدة ومصطلح واحد: "الربّ"، ورأينا كيف أن القضية اتسعت إلى أن وصلت إلى مفهوم سام هو "ربّ العالمين"، لكي ينفسح المجال بعد ذلك إلى "الرحمن الرحيم"، انسيابا نحو المصور، الباري، والقدوس إلى غير ذلك من الأسماء الحسنى والتي كلها تُلقي إضاءات على مفهوم "الربّ".
وبالتتبع سوف نجد أنّ كل البنائية التي في القرآن المجيد سوف تُنسج حول هذا المفهوم بسعته ومداه الجديدين كما برزا في أمّ القرآن ثم في سائره، لكي تُمنح الأمة قِبلتها وتُمنح وِجهاتها المتعددة التي تُفضي بها هذه القبلة بطريقة متجددة وغير متناهية.
منهجية التصديق
وجبت الإشارة هنا إلى أنّ ثمة خمسة شروط لابد من مراعاتها في أفق إعمال أوفق لمنهجية التصديق والهيمنة واستكشافٍ أدقَّ لمعالمها:
الشرط الأول الأساس هو شرط اعتقاديّ بامتياز؛ اعتقادي بحيث يعتقد الباحث اعتقادا جازما أنّ القرآن المجيد كلام الله عز وجل ?لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ? (فصلت:42)، ?مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ? (الأنعام:38)، ?تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ? (النحل:89)، فتتوفر عنده ضمن هذا الشرط مجموعة من المنطلقات التي تُلزمه بالجدّية القصوى وهو يبحث في القرآن المجيد، وتُلزمه بأن يحشد كل طاقاته وكل نباهته، وأنْ يتوفّز كل توفّز قبل أن يدخل إلى عالم القرآن المجيد، فيكون توفّزه أكبر من توفّز الباحث الذي يدخل إلى مختبره، ومن توفّز الطبيب الذي يدخل إلى عملية جراحية مما من شأنه أن يجعل نتائج البحث أبرك إن شاء الله.
الشرط الثاني: إنْ أردنا أنْ نبحث في قضية الهيمنة بطريقة تأسيسية، وجب أن ننظر في القرآن المجيد باعتباره بناء، وأن لا يتم إغفال هذه البنائية أوالذهول عنها، إذ هما إغفال وذهول مُدخِلان في اللوم الموجّه إلى ?الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ? (الحجر:91)؛ وإسقاط في التعضية والتفريق والتمزيع في القرآن المجيد وفي عدم الدخول إليه باعتباره بناءً متماسكا، ترتيلا ?وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً? (الفرقان:32) ?وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً? (المزمل:4) أي اعتبر أيها المتعامل مع القرآن المجيد هذه البنائية ولا تُهمل منه كلمةً ولا حرفا.
وهنا أريد الإشارة إلى نموذج مفاهيمي معرفي قد تسرب إلى عقول بعض علمائنا فأصبحوا بمقتضاه ينظرون إلى القرآن باعتبار أن آياته التي تحتها عمل لا تتجاوز الخمسمائة آية على أكثر تقدير، ويسمّونها آيات الأحكام، من مجموع عدد آياته الستِّ وثلاثين ومائتين وست آلاف (6236)، فأين ذهبت الآيات الأخر؟ وما هي تجلياتُ ربانية مصدرها؟ وما هو الهدى الموجود فيها؟
مقابل هذا المنظور التي يستبطن -بدون وعي- الكثير من الانتقاء ومن الإقصاء المسبق، نجد أنّ كل حرف من القرآن المجيد فيه هدى وفيه رشاد وفيه نور، ولعل هذا من الحكم الكامنة وراء وجود الحروف المقطعة في فواتح بعض السور. وبالتالي فحين نؤمن ونسلّم بأنّ القرآن بناء، سوف نراجع وننقد مناهجنا القائمة في أفق المواءمة المنهجية مع هذه البنائية المباركة.
الشرط الثالث: وهو فرع عن الثاني، ومفاده وجوب تتبع المصطلحات قيد الدراسة في كل مواطن ورودها، واعتبار السياقات التي يتم فيها هذا الورود قبل أي تعريف لهذه المصطلحات.
الشرط الرابع: ضبط الضمائم، فإذا تم الذهول عن حقيقة أنّ الكلمة في القرآن المجيد تكون لها ضمائم كما تكون لها نظائر تلقي عليها أضواء إضافية، وإنْ لم يتم النظر في كل هذه المرافقات والمحتوشات التي تُحيط بالكلمة المصطلح فإن الباحث وإن اعتبر السياق ونظر في كل الشروط التي سلفت قد يفوّت الشيء الكثير.
(يُتْبَعُ)
(/)
الشرط الخامس: أن يكون لدى الباحث وضوح في القضايا التي يريد أن يستنطق بخصوصها القرآنَ المجيد في علاقته بالهيمنة، إذ حين اتضاح هذه القضايا فإنها تكون بمثابة التضاريس الفكرية والنفسية والوجدانية التي من شأنها أن تمكّن الدارس من التقاط ما يتعلق بالمواضيع المبحوث فيها من إشارات؛ وإلا فسوف تغلب على البحث العموميةُ والسطحية.
فالإنسان الذي قد اشتغل في التربية مثلا ووقف على بعض إشكالاتها وأدرك الأمور التي تقتضي الحل، ووقف على حيثيات التربية، يكون أكثر استعدادا لتلقي الإشارات والآيات الموجودة في القرآن المجيد بخصوص هذه المسألة. أما إذا دخل خالي الذهن فإنّه سوف يتخطّف ويُجتال بقضايا كثيرة ومتعددة، ولن يكون الاستنطاق للقرآن المجيد بخصوص الهيمنة في مضمار التربية كما هو مرجو؛ بمعنى أنّ بناء هذه التضاريس التي سوف تلتقط الآيات المتعلقة بالقضية المدروسة لابد منه بين يدي الدخول إلى عالم القرآن الرحيب لبحثها.
الشرط السادس: وهو مسألة النماذج المعرفية، أو الأنساق القياسية، أو الأطر المرجعية التي ينطلق منها الباحث؛ فإن كانت مُغلَقة فاته الكثير، بخلاف الأمر إنْ دخل وهو مُطَّرِحٌ بين يدي كتاب الله عز وجل، مستعد لأنْ يتجاوز ما في ذهنه من الأطر المرجعية والأنساق القياسية والنماذج المعرفية وأبنية أخرى جديدة بحيث -وهو يبحث- تكون هناك هيمنة ذاتية .. مع ضرورة استدامة الانفتاح والحفاظ على الوعي التّام بأنّه إنسان محدود وبأن هذه المحدودية تقتضي التكملة.
الشرط السابع الذي لابد منه أثناء بحث قضية الهيمنة في القرآن المجيد، هو أن تكون مستحضرا في كل لحظة كونكَ إنساناً تنتمي إلى الأسرة الآدمية الممتدة عبر الزمان والمكان وأنك تشكل معها وحدة وتعيش معها تحديات مشتركة لابد من العمل المتظافر لرفعها، مما يجعل منك كائنا كونيا يتبنّى هموم العالمين في كافة امتداداتهم، وهذا تنتج عنه حالة من المشاركة الوجدانية تساعد على تَلقِّي إشارات القرآن الكريم بخصوص الهيمنة، إشارات لا سبيل إلى تلقيها في غياب هذا الشرط النفسي والوجداني.
وهذا الشرط يعدّ -في اعتباري- بمثابة الإطار العام المحدّد للوجهات التي سوف ينطلق فيها الباحث حين يكون منفتحا على هموم العالمين، ويكون عنده كل الافتقار وكل الإدراك اللذين مضت إليهما الإشارة.
فإذا تدبرت -على سبيل المثال- مفهوم الطلاق وكيف تمّ التصديق والهيمنة بخصوصه في القرآن على ما سلف، ثم نظرت في سياقات دينية وحضارية حُظر فيها الطلاق سوف تتجلى أمامك الهيمنة على هذه المفاهيم المستقرة، وسوف تكتشف كيف أنّ القرآن المجيد قد قوّى هذا الرباط المبارك المتصل بصناعة الحياة؛ رباط التزويج، بفتحه لإمكان مفارقة الرفيق متى ما أصبحت الحياة المشتركة متعذرة لسبب أو لآخر، درءا لدواعي اللجوء إلى ما لا يحل، وهو لجوء عادة ما تفضي إليه التدينات التي لا تتيح هذه المكنة باليسر وكذا الاحتراز الموجودين في شرعة الإسلام، وهذا مما يؤهل الباحث لأن يكون أقرب نفعا للعالمين من خلال إفاضة وتعدية هدى كتاب الناس إلى الناس.
منطق الظاهر الحضاري
مسألة أخرى بهذا الخصوص تتجلى إن نحن انتقلنا بالبحث إلى الجوانب الفكرية وإلى الأفكار السائدة التي هي بمثابة البراديغمات المسيطرة المنتجة لما يسمى بـ"النسق المفاهيمي المؤطر" لحضارة معينة، سوف نتبيّن من مدخل استحضار هذا الإدراك أن المنطق العام المهيمن على الحضارة الراهنة منطق يدور في فلك ما أسماه الله تعالى: ?ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا? في قوله سبحانه: ?يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ? (الروم:7)؛ أي إنّ النسق المفاهيمي التصوري في هذه الحضارة منحسر ومنحبس في هذا الإطار الذي هو ظاهر الحياة الدنيا أي الحجب الثلاثة حجاب الدنيا والمادة، وحجاب النفس، ثم حجاب الخلق. فإذا تم الدخول إلى القرآن المجيد في استحضار لهذا الإشكال الكبير الموجود في هذه الحضارة (الانحسار في ظاهر من الحياة الدنيا)، سوف تبرز مجموعة من المعطيات الجديدة المهيمنة والمخلِّصة، كالميزان والمعاد والجزاء القائم على الحساب، والسعي إلى الرضوان، والتجانف عن الغضب والإبعاد، والتنعم بالنعيم، والفرار من الجحيم، مما يعتبر هيمنة محررة من سجن هذا الاعتقاد المحجّم لأبعاد الحياة وأبعاد الإنسان.
وإذا انضاف إلى هذا استحضارُ الانتماء إلى الأسرة الآدمية الممتدة في انتشارها الزماني والمكاني، والاعتقاد بوجوب تبنّي همومها لما يقارفه من الأجر والرضوان، سوف يستطيع الباحث أن يرى أوجه الهيمنة في القرآن الكريم على هذا الضرب المنحسر من التفكير، ومن ثم سوف يتمكن من تجاوزه في ذاته ثم في الآخرين من خلال إبرازه لهم، وكما قال ابن خلدون: "في حلَّة قوية البنيان ومتينة الأركان" بحيث تتقبّله العقول ويكون رحمة للعالمين.
فهذه سبعة شروط متصلة بقضية التصديق والهيمنة وآليات عملهما في القرآن الكريم أردتُ الإسهام بها من أجل استئناف فتح ملف هذه القضية التي أعتقد أنها لم تُعط حقّها كما يلزم ضمن الأبحاث المنتمية إلى دائرة معارف الوحي.
ـــــــــــــــ
الهوامش
(1) في مجالات التيسير تدبّرا: ?كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ? (ص:29)، وفي مجالات التسخير تفكّرا: ?وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَاْلأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ? (آل عمران:191).
(2) إذ الأمم دائما تتأرجح بين قطبين؛ قطب الرهبنة -أو الخروج من العالم- وقطب التكاثر والاستكثار -أو الغرق في العالم-.
(3) كما فصّله المصريون القدامى عمليا من خلال اتخاذ ربّ للحرب، وربّ للمحبة، ورب للحياة وآخر للممات وكأنّ هناك تخصّصات في الإشراف والرعاية.
__________________________
(*) الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء – المغرب
المصدر ( http://www.hiramagazine.com/archives_show.php?ID=299&ISSUE=14)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[05 May 2009, 11:28 م]ـ
بعض الملاحظات حول هذا المقال أو قل الأسئلة أرجو أن أجد إجابة عليها من الأخوة الفضلاء
• الملاحظ على بعض "مثقفينا" اللجوء إلى الأساليب الغامضة أو قل الملتوية أو قل غير المباشرة في الكتابة، بحيث لا يفهم ما يكتبونه إلا من قبل الخاصة، أو حتى الخاصة قد يحتاجون إلى طول نظر وتأمل حتى يفهموا قصد الكاتب على وجهه وإنما يتظاهرون أحيانا بالفهم حتى لا يصمهم أحد ببعض الألقاب المعروفة.
وهذا مخالف لمنهج القرآن المبني على اليسر والسهولة والمباشرة في الخطاب، وكذلك كان منهج نبينا صلى الله عليه وسلم في البيان.
وكل من أدرك هذا المنهج القرآني والنبوي وتصدى للكتابة والتأليف جاءت كتابته قريبة من القلب والعقل وكتب الله لها الرواج والقبول.
فلماذا يذهب البعض إلى خلاف هذا المنهج القرآني النبوي؟
• ثم لماذا استخدام المصطلحات غير العربية ونحن نتكلم عن كتاب تميز بأنه نزل بلسان عربي مبين؟ هل هو عجز من اللغة أم عجز الكاتب؟ أم هي البيئة فرضت نفسها؟
• ثم هل الحديث عن مكونات المنهج النقدي الذي سلكه القرآن أو هو ما يجب أن يسلكه المتأمل في القرآن؟
• في الكلام عن الوحدة البنائية، هل سلف الأمة تعاملوا مع القرآن بانتقائية فعملوا بالبعض وهجروا البعض الآخر؟ وهذه دعوى نر أنها أخذت تظهر على السطح كما يقولون بقوة وأنا أرى أنه لا أساس لها من الصحة.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[14 Jun 2010, 04:22 م]ـ
الإخوة الكرام هذه طريقة إخواننا المغاربة - رعاهم الله - ولكل بلد خصائصه وطبيعته، فليفهم هذا، مع أن الأولى ما ذكرتم(/)
(المجادِلة) أو (المجادَلة)؟
ـ[الجخيدب]ــــــــ[05 May 2009, 11:14 م]ـ
إلى طلاب العلم والعلماء:
(سورة المجادلة)، هل تنطق المجادِلة بكسر الدال على أنها اسم فاعل، أو تنطق المجادَلة بفتح الدال، وهل ورد لها نطق معين، وهل هناك قاعدة بهذا الشأن؟ وما المعنى بكلتا الحالتين إن صح النطق بهما لغة وشرعا؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[05 May 2009, 11:49 م]ـ
إلى طلاب العلم والعلماء:
(سورة المجادلة)، هل تنطق المجادِلة بكسر الدال على أنها اسم فاعل، أو تنطق المجادَلة بفتح الدال، وهل ورد لها نطق معين، وهل هناك قاعدة بهذا الشأن؟ وما المعنى بكلتا الحالتين إن صح النطق بهما لغة وشرعا؟
كلاهما صحيح فالمجادلة تكون من طرفين، ولكنها بكسر الدال أصدق في حق الصحابية التي جادلت النبي صلى الله عليه وسلم، لأنها هي التي شرعت في الجدال.
ـ[الجخيدب]ــــــــ[06 May 2009, 12:32 ص]ـ
كلاهما صحيح فالمجادلة تكون من طرفين، ولكنها بكسر الدال أصدق في حق الصحابية التي جادلت النبي صلى الله عليه وسلم، لأنها هي التي شرعت في الجدال.
أشكر لك ردك أخي محب القرآن، ولكن مازال السؤال قائما، وهو أنه هل ورد في اسم السورة نطق معين، أو هل القراء لهم نطق معين أو أن كلا الأمرين جائز لغة وشرعا عند القراء خصوصا؟
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[06 May 2009, 03:45 م]ـ
بالفتح اسم للسورة وبالكسر كناية عن المرأة التي جادلت وكلا النطقين صحيح.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[06 May 2009, 04:57 م]ـ
أشكر لك ردك أخي محب القرآن، ولكن مازال السؤال قائما، وهو أنه هل ورد في اسم السورة نطق معين، أو هل القراء لهم نطق معين أو أن كلا الأمرين جائز لغة وشرعا عند القراء خصوصا؟
الأخ الفاضل الجخيدب
يقول بن عاشور رحمه الله تعالى في مقدمة تفسير السورة:
سميت هذه السورة في كتب التفسير وفي المصاحف وكتب السنة " سورة المجادلة " بكسر الدال أو بفتحها ....... ثم قال:
ولم يذكر المفسرون ولا شارحو كتب السنة ضبطه بكسر الدال أو فتحها.
وذكر الخفاجي في حاشية البيضاوي عن الكشف أن كسر الدال هو المعروف (ولم أدر ما أراد الخفاجي بالكشف الذي عزا إليه هذا) فكشف القزويني على الكشاف لا يوجد فيه ذلك، ولا في التفسير المسمى الكشف والبيان للثعلبي.
فلعل الخفاجي رأى ذلك في الكشف الذي ينقل عنه الطيبي في مواضع في تقريرات لكلام الكشاف وهو غير معروف في عداد شروح الكشاف.
وكسر الدال أظهر لأن السورة افتتحت بذكر التي تجادل في زوجها فحقيقة أن تضاف إلى صاحبة الجدال، وهي التي ذكرها الله بقوله" التي تجادلك في زوجها".
ورأيت في نسخة من حاشية الهمذاني على الكشاف المسماة توضيح المشكلات، بخط مؤلفها جعل علامة كسرة تحت دال المجادلة." انتهى كلامه رحمه الله تعالى
أم القرءاة فليس لها علاقة باسم السورة.
ـ[الجخيدب]ــــــــ[06 May 2009, 05:47 م]ـ
بالفتح اسم للسورة وبالكسر كناية عن المرأة التي جادلت وكلا النطقين صحيح.
جزيل الشكر مع وافر التقدير.
ـ[الجخيدب]ــــــــ[06 May 2009, 05:49 م]ـ
الأخ الفاضل الجخيدب
يقول بن عاشور رحمه الله تعالى في مقدمة تفسير السورة:
سميت هذه السورة في كتب التفسير وفي المصاحف وكتب السنة " سورة المجادلة " بكسر الدال أو بفتحها ....... ثم قال:
ولم يذكر المفسرون ولا شارحو كتب السنة ضبطه بكسر الدال أو فتحها.
وذكر الخفاجي في حاشية البيضاوي عن الكشف أن كسر الدال هو المعروف (ولم أدر ما أراد الخفاجي بالكشف الذي عزا إليه هذا) فكشف القزويني على الكشاف لا يوجد فيه ذلك، ولا في التفسير المسمى الكشف والبيان للثعلبي.
فلعل الخفاجي رأى ذلك في الكشف الذي ينقل عنه الطيبي في مواضع في تقريرات لكلام الكشاف وهو غير معروف في عداد شروح الكشاف.
وكسر الدال أظهر لأن السورة افتتحت بذكر التي تجادل في زوجها فحقيقة أن تضاف إلى صاحبة الجدال، وهي التي ذكرها الله بقوله" التي تجادلك في زوجها".
ورأيت في نسخة من حاشية الهمذاني على الكشاف المسماة توضيح المشكلات، بخط مؤلفها جعل علامة كسرة تحت دال المجادلة." انتهى كلامه رحمه الله تعالى
أم القرءاة فليس لها علاقة باسم السورة.
نقل مبارك، جزاك الله خيرا.(/)
السيرة الذاتية لأعلام الملتقى
ـ[إبراهيم العسيري]ــــــــ[06 May 2009, 12:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
في كل يوم أدخل إلى هذا الملتقى أُذهل من الطرح العلمي الغزير لبعض كتاب هذا الملتقى المبارك، فينتابني فضول لمعرفة بعض الجوانب المشرقة في سير هؤلاء العلماء الأفذاذ وطريقة سيرهم في العلم، لعلي أقتدي بهم وأتشبه بهؤلاء الكرام.
فلي طلب (وهو في نفس الوقت اقتراح) أرجو أن يلقى القبول ...
طلبي هو أن يتفضل الفضلاء في هذا الملتقى - كرمز الملتقى الشيخ د. عبدالرحمن الشهري وفضيلة الشيخ د. مساعد الطيار والشيخ د. خضر ... وبقية المشايخ الفضلاء - إلى طرح سيرهم الذاتية وسبيل سلوكهم لطريق العلم.
وانتم تعلمون أهمية مثل هذه المواضيع في حفز الهمم وتوضيح الطريق الصحيح لسلوك العلم.
أسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لكل ما يحب ويرضى
ـ[إبراهيم المصري]ــــــــ[06 May 2009, 07:15 ص]ـ
السلام عليكم
وأنا والله أرغب في مثل ما ما تفضل به الفاضل إبراهيم العسيري
والسلام عليكم
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[07 May 2009, 09:09 ص]ـ
وأنا أؤيد الأستاذ (العسيري) و (المصري) في هذا لما فيه من فائدة، وتسلية، وأسوة، و حض، و معرفة، و سبيل لشحذ الهمم، ومجانبة الرمم، و التحليق في سماوات العلوم، و معرفة أسنى الفهوم من أهل ذلك المرقوم، والمزبور، فهل لهاتيك الأماني تحقيق، وهل لحاجي الكشف إرادة في كشف الظنون، فيا زركلي الأعلام أرقم ما يكتب و يا نديم قلبي فهرس الأحباب في فؤادي.
ـ[أحمد بن موسى]ــــــــ[07 May 2009, 01:27 م]ـ
لعل ما هنا يفيد:
http://www.tafsir.net/tafsir/index.php?a=mtksis&action=view&id=180
http://www.tafsir.net/tafsir/index.php?a=mtksis&action=view&id=3
[url]http://www.tafsir.net/tafsir/index.php?a=mtksis&action=list[/url
]
ـ[أبو المهند]ــــــــ[07 May 2009, 02:13 م]ـ
وأنا أؤيد الأستاذ (العسيري) و (المصري) في هذا لما فيه من فائدة، وتسلية، وأسوة، و حض، و معرفة، و سبيل لشحذ الهمم، ومجانبة الرمم، و التحليق في سماوات العلوم، و معرفة أسنى الفهوم من أهل ذلك المرقوم، والمزبور، فهل لهاتيك الأماني تحقيق، وهل لحاجي الكشف إرادة في كشف الظنون، فيا زركلي الأعلام أرقم ما يكتب و يا نديم قلبي فهرس الأحباب في فؤادي.
لنا أن نطلق على ما تفضلت به "مقامات الطرادي" في الأدب.
أضحك الله سنك وجبر قلبك، وأسعدك في الدنيا والآخرة.
ـ[البهوتي]ــــــــ[07 May 2009, 02:37 م]ـ
السلام عليكم
وأنا والله أرغب في مثل ما ما تفضل به الفاضل إبراهيم العسيري
والسلام عليكم
ـ[مها]ــــــــ[07 May 2009, 09:25 م]ـ
إليك هذه الروابط، لعلها تفيدك:
لقاء مجلة الفرقان مع الأستاذ الدكتور فهد الرومي ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=73528)
لقاء ماتع مع فضيلة الدكتور مساعد الطيار في مجلة الإسلام اليوم فإلى ذلك اللقاء ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=10164)
مجلة الإسلام اليوم تجري لقاء ماتعاً مع فضيلة المشرف العام د. عبد الرحمن الشهري ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=9114&highlight=%22%E1%DE%C7%C1+%E3%C7%CA%DA%22)
نص لقاء مجلة (بصائر) مع الشيخ د. عبدالرحمن الشهري ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=76866)
وإن أردت معرفة (السير الذاتية فقط) فيمكنك من خلال:
السير الذاتية لأعضاء الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه ( http://www.alquran.org.sa/?page=members_list&S=ALL)
قائمة المتخصصين ( http://www.tafsir.org/tafsir/index.php?a=mtksis&action=list)
ـ[إبراهيم العسيري]ــــــــ[08 May 2009, 04:50 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء على هذا الرابط
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 May 2009, 11:59 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعاً.
الفكرة التي طرحها أخي إبراهيم فكرة جميلة، ونافعة. ولكن إذا كانت شاملة لجميع أعضاء الملتقى للتعارف فيما بيننا، وقد حرصنا على الحد الأدنى من التعريف بالكتابة بالاسم الصريح والتعريف المختصر للكاتب بنفسه في توقيعه حتى يكون الحوار مثمراً في كثير من الموضوعات التي لا تكتمل وربما لا تصل لنتيجة للكتابة بالأسماء المستعارة.
أرجو أن نتمكن في التطوير الجديد للموقع بالبدء الجاد في التعريف بأعضاء الملتقى بطريقة مناسبة إن شاء الله.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[08 May 2009, 05:25 م]ـ
أرى يا أبا عبد الله أن المشاركة الأم {للأخ إبراهيم العسيري} وجل المشاركات التي تلتها لا تركز على مجرد التعريف البسيط أو الإسمي بل تركز على ما هو أنفع من هذا بضم ما تيسر من مواقف حياتية علمية اجتماعية تاريخية جغرافية تفيض على المطلع عليها من خيراتها، فمن وقع في ضيق لموقف حياتي ما قابله فإنه من خلال الاطلاع على سيرة أهل العلم الذين سبقوه أو عاصروه يجد من المواقف ما يواسيه أو يسليه أو يتوجع من أجله.
أرى أن المقصود استلهام ما به أخذ الدروس والعبر ممن هو أسن أو أعلم أو أخبر ....
خاصة في تشابه الأمور في هذا العصر
وإلا فالاسم والعنوان قد تحقق وجودهما فعلا فتأمله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم المصري]ــــــــ[09 May 2009, 12:02 م]ـ
أستاذي الفاضل الدكتور خضر
بارك الله فيك
هذا الذي تفضلت به هو الذي نريده
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[03 Jun 2009, 11:24 م]ـ
لنا أن نطلق على ما تفضلت به "مقامات الطرادي" في الأدب.
أضحك الله سنك وجبر قلبك، وأسعدك في الدنيا والآخرة.
بارك اللهم لنا فيك د / خضر، ويا لها من فراسة فإني الآن ولله الحمد أؤلف مقامات الطرادي ورسمتها بدرياق المحبين(/)
أرجح التفاسير
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[06 May 2009, 02:50 ص]ـ
أقترح على الإخوة القائمين على هذا الموقع، وكذا المنتسبين إليه أن ينظموا صفحة يدرجون فيها الآيات التي اختلف فيها أهل العلم مبينين الراجح من تلك الأقوال ومسوغات ذلك الترجيح وبعد إكمال هذا المشروع الضخم لا بأس بطباعته بعد ذلك على شكل مجلدات بعد تنقيحه وتصحيحه من المختصين بعلم التفسير.
وأهم النقاط التي أطلب من الإخوة - إن رأوا - التقيد بها ما يلي:
1 - أن لا يذكروا إلا الآيات التي اختلف فيها أهل التفسير.
2 - أن يذكروا الراجح من أقوال المفسرين فقط حتى لا يتشتت انتباه القارئ في الأقوال.
3 - أن يوضحوا أدلة الترجيح توضيحا بينا.
وإن رأى بعض الإخوة تعديل هذا المشروع أو التعليق عليه فجزاه الله خيرا.
أسأل الله تعالى التوفيق للجميع وأن يجعلنا من خدام كتابه العزيز.
وأمثل مثالا مستعجلا غير دقيق جدا لأرى رأي الإخوان ثم بعد ذلك إن شاء الله تعالى سوف تكون الآيات القادمة أدق وأوسع بحثا.
قوله تعالى: (ومما رزقناهم ينفقون)
قيل المقصود بها الزكاة المفروضة، وقيل بل الصدقة الغير واجبة.
وعلى القول بأنها الزكاة المفروضة فالقدر المطلوب واضح، أما على القول بأنها الصدقة فالتعبير ب "من " التبعيضية يدل على أنه ينفق بعض ماله لا كله، وأرجح الأقوال في هذا البعض أنه الزائد على الحاجة وسد الخلة التي لا بد منها.
مسوغات الترجيح:
1 – أنه ذكر في موضع آخر أن الذي ينفق هو ما زاد عن الحاجة، وذلك في قوله تعالى: ({وَيَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ}،
قال الشنقيطي رحمه الله تعالى: (والمراد بالعفو: الزائد على قدر الحاجة التي لا بد منها على أصح التفسيرات، وهو مذهب الجمهور)
2 – أن الإنفاق المحمود هو الجود، وقد حذر تعالى من البخل والتبذير معا، فبقيت الواسطة بينهما، كما قال تعالى: (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ)
انتهى ملخصا من: أضواء البيان - (1/ 10) والمحرر الوجيز (1/ 75) والنكت والعيون (1/ 70) وبحر العلوم (1/ 48)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[06 May 2009, 01:23 م]ـ
.
مشروع جيد إلا أنه يحتاج إلى لجنة نوعية علمية متنوعة.
نوعية أي: ليس كل أحد يستطيع أن يأتي بالقول الفصل أو الراجح في الآية فلابد من عالم نوعي.
علمية أي: سبرت البحث والتنقيب وتستطيع جلب الفائدة من موطنها الأصلي.
متنوعة أي: منها فريق يقوم على فرز وتمييز الآيات التي تندرج تحت باب هذا المشروع.
ومنها فريق يقوم بالتنفيذ والمحص العلمي.
ومنها فريق يقوم بالمراجعة والتدقيق.
ومنها فريق يعد العمل للطباعة والنشر.
ولا شك أنه يحتاج من وجهة نظري إلى داعم ممول كما حدث في التفسير الميسر عندما قام مجمع الملك فهد بعمل عالمي تم اختيار عشرين عالم من مجموع المتقدمين وتم تجزيء المصحف عليهم مع مراعاة الضوابط والشروط التى اشترطها المجمع فكان عملا موفقا أي توفيق.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[06 May 2009, 01:56 م]ـ
وأمثل مثالا مستعجلا غير دقيق جدا لأرى رأي الإخوان ثم بعد ذلك إن شاء الله تعالى سوف تكون الآيات القادمة أدق وأوسع بحثا.
قوله تعالى: (ومما رزقناهم ينفقون)
قيل المقصود بها الزكاة المفروضة، وقيل بل الصدقة الغير واجبة.
وعلى القول بأنها الزكاة المفروضة فالقدر المطلوب واضح، أما على القول بأنها الصدقة فالتعبير ب "من " التبعيضية يدل على أنه ينفق بعض ماله لا كله، وأرجح الأقوال في هذا البعض أنه الزائد على الحاجة وسد الخلة التي لا بد منها.
مسوغات الترجيح:
1 – أنه ذكر في موضع آخر أن الذي ينفق هو ما زاد عن الحاجة، وذلك في قوله تعالى: ({وَيَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ}،
قال الشنقيطي رحمه الله تعالى: (والمراد بالعفو: الزائد على قدر الحاجة التي لا بد منها على أصح التفسيرات، وهو مذهب الجمهور)
2 – أن الإنفاق المحمود هو الجود، وقد حذر تعالى من البخل والتبذير معا، فبقيت الواسطة بينهما، كما قال تعالى: (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ)
انتهى ملخصا من: أضواء البيان - (1/ 10) والمحرر الوجيز (1/ 75) والنكت والعيون (1/ 70) وبحر العلوم (1/ 48)
الأخ الفاضل إبراهيم الحسني
مقترح جيد، ولكنه يحتاج بجانب ما ذكره الكتور خضر إلى تنظيم دقيق حتى لا يكثر الأخذ والرد في المسائل المطروحة وإلا وصلنا إلى عكس ما تصبو إليه.
وما لايدرك كله فلا يترك ما يقدر عليه مما فيه فائدة.
ووجود مثل هذا الصفحة أو ملتقى يكون خاص بهذا الموضوع فقط أرى أنه ضرورة حتى يصبح الملتقى مطابقا لعنوانه " أهل التفسير".
أما بخصوص المثال الذي ذكرت، فقوله تعالى: " ومما رزقناهم ينفقون" فهي عامة تصدق على الزكاة المفروضة وغيرها من النفقات الواجبة وصدقة التطوع ولا إشكال في الآية ولله الحمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[06 May 2009, 04:26 م]ـ
.
مشروع جيد إلا أنه يحتاج إلى لجنة نوعية علمية متنوعة.
نوعية أي: ليس كل أحد يستطيع أن يأتي بالقول الفصل أو الراجح في الآية فلابد من عالم نوعي.
علمية أي: سبرت البحث والتنقيب وتستطيع جلب الفائدة من موطنها الأصلي.
متنوعة أي: منها فريق يقوم على فرز وتمييز الآيات التي تندرج تحت باب هذا المشروع.
ومنها فريق يقوم بالتنفيذ والمحص العلمي.
ومنها فريق يقوم بالمراجعة والتدقيق.
ومنها فريق يعد العمل للطباعة والنشر.
ولا شك أنه يحتاج من وجهة نظري إلى داعم ممول كما حدث في التفسير الميسر عندما قام مجمع الملك فهد بعمل عالمي تم اختيار عشرين عالم من مجموع المتقدمين وتم تجزيء المصحف عليهم مع مراعاة الضوابط والشروط التى اشترطها المجمع فكان عملا موفقا أي توفيق.
جزاك الله خيرا دكتورنا الفاضل واخانا محب القرآن الكريم.
ولكن ما المانع من تنفيذ مقترحات الدكتور - حفظه الله - وتكوين لجان تعنى بهذا الجانب، وقد يتوفر الممول في أي لحظة وما ذلك على الله بعزيز ..
إن كثرة التفاسير وتشعبها في الأقوال والأبحاث اللغوية والأصولية وغيرها يجعل القارئ المسلم في حيرة من امره ..
ولا شك أن في الأمة من العلماء والمتخصصين بالتفسير وعلوم القرآن ما يمكن أن يكون لجانا تسعى إلى تنفيذ هذا المشروع المفيد بشكل بناء ودقيق وعلمي ..
ـ[أبو المهند]ــــــــ[08 May 2009, 11:50 م]ـ
للرفع لاستبيان رأي إدارة الموقع مع التحية ولعله يكون ضمن أعمال المؤسسة التي ستشرف على الموقع(/)
فقه النصيحة
ـ[محمد بن إبراهيم الحمد]ــــــــ[06 May 2009, 08:46 ص]ـ
فقه النصيحة
النصيحة كلمة عظيمة موحية تحمل في طياتها معانيَ الودِّ، والصدق، والإخلاص، والرحمة، والشفقةِ، وتَطَلُّبِ الكمالِ، وحبِّ الخير، وما جرى مجرى ذلك من المعاني الجميلة.
فلا غرو _إذاً_ أن يُحْصَر الدين بالنصيحة كما جاء في صحيح مسلم من حديث تميم الداري-رضي الله عنه- أن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: "الدين النصيحة".
قالوا لمن يا رسول الله؟
قال: "لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم".
فأهل الإسلام حقاً ينصحون لله إيماناً به، وقياماً بحقه، وعبوديةً له ظاهراً وباطناً.
وينصحون لكتاب الله بالإقبال عليه تلاوةً، وحفظاً، وتدبراً، وتعلماً لألفاظه ومعانيه، وعملاً به، ودعوة للناس إليه.
وينصحون للرسول-صلى الله عليه وسلم- بمحبته، وتعظيمه، وتوقيره، والاقتداء به، والاهتداء بهديه، واتباع سنته، والذب عنه، ونصرة دينه، وتقديم قوله على قول كل أحد من البشر.
وينصحون لأئمة المسلمين ـ من الإمام الأعظم إلى من دونه ممن لهم ولاية خاصة أو عامة ـ باعتقاد ولايتهم، وبالسمع والطاعة لهم بالمعروف، وببذل المستطاع لإرشادهم، وتنبيههم إلى ما فيه صلاحهم وصلاح الأمة جمعاء، وبنصحهم وتحذيرهم مما فيه ضرر عليهم وعلى الأمة.
وينصحون لعامة المسلمين بمحبتهم، ومحبة الخير لهم، والسعي في إيصال النفع لهم، وبكراهية الشر والمكروه لهم، والسعي في دفعه ودفع أسبابه عنهم.
وينصحون لهم ـ أيضاً ـ بتعليم جاهلهم، ووعظ غافلهم، ونصحهم في أمور دينهم ودنياهم، والتعاون معهم على البر والتقوى.
فإذا كانت النصيحة بهذه المثابة فأحْرِ بالعاقل أن يَحْفَلَ بها، وأن يَقْدُرَها قَدْرَها، وأن يتفقه في شأنها.
والحديث ههنا ليس مجال بسط، وإنما هو إشارات حول بعض الأمور في شأن النصيحة، خصوصاً نصيحةَ الناس.
فمما ينبغي التنبيه عليه في باب النصيحة استشعارُ الرحمة بالمنصوح، وحبُّ الخير له؛ فليست النصيحة حِمْلاً يريد باذلُها إلقاءه عن نفسه فحسب، بل لا بد أن يستشعر _في أدائها_ معنى الرحمة، وحبَّ الخير، ومحاولةَ الإصلاح؛ فذلك يدعوه إلى مزيد من الرفق، والتلطف، والمداراة، وحسن المدخل.
ومن ذلك أن لا ينصح الإنسان على شرط القبول؛ فإذا لم تقبل نصيحته أزرى بالمنصوح، واتهمه بالكبر، والتعجرف.
قال ابن حزم –رحمه الله-: "لا تنصَحْ على شرط القبول، ولا تشفَعْ على شرط الإجابة، لكن على استعمال الفضل، وتأدية ما عليك من النصيحة، والشفاعة، وبذل المعروف".
ومما يدعو لقبول النصيحة تنوع طرقها؛ فمن ذلك الإسرار بالنصيحة، واستعمال المداراة فيها، والثناء على المنصوح، وتذكيره بسلفه، وأياديه البيضاء، وإنزاله منزلته اللائقة به، والحذر كل الحذر من السخرية أو الشماتة به؛ فذلك مما يفتح قلبه، ويرهف عزمه، ويثير همته.
ومما تجدر الإشارة إليه في باب النصيحة مسألة أسلوبها، فذلك باب عظيم قلَّ من يحسن الدخول فيه؛ إذ إن كثيراً من الناس يظن أن النصيحة تلقى في أي صورة كانت دون مراعاة لزمنها، ومكانها، وذوقها، وما تقتضيه مقامات الناس وأحوالهم.
فالناصح في دين الله يحتاج إلى علمٍ، وعقل، ورَويَّة حسنة، واعتدال مزاج، وتؤدة.
وإن لم تكن فيه تلك الخصال كان الخطأ أسرع إليه من الصواب.
وما من مكارم الأخلاق أدق ولا أخفى ولا أعظم من النصيحة.
فلا غرو _إذاً_ أن تقبل النفوس على نصيحة شخص، وترتاح إليه ارتياح الربى لِقَطْرِ الهواتن، وتسيغه إساغة الظمآن للماء القراح.
وتُدْبِرَ عن نصيحة آخر، فتزلَّ نصيحته عن القلوب كما زَلَّتِ الصفواءُ بالمتنزل.
ومما يحسن التنبيه إليه في باب النصيحة قلة التواصي بها؛ فذلك يدعو إلى التمادي في الباطل، وإِلْفِه، وترك محاولة الرقي إلى المعالي.
ومن ذلك التكبر عن قبول النصيحة الهادفة، والنقد البناء؛ فقد يبذلها ناصح أمين، وناقد بصير، ولكن لا تجد أفئدةً مصغيةً، ولا آذاناً مصيخة، بل قد يتكبر المنصوح، ويتعاظم في نفسه، ويستنكف عن قبول النصيحة، فيستمر على خطئه، ويعز علاجه، واستصلاحه.
وأخيراً فإنه يحسن بمن نُصح أن يتقبل النصح، وأن يأخذ به؛ حتى يكمل سؤدده، وتتم مروءته، ويتناهى فضله.
ينبغي لمتطلب الكمال _خصوصاً إذا كان رأساً مطاعاً_ أن يتقدم إلى خواصه، وثقاته، ومَنْ كان يسكن إلى عقله من خدمه وحاشيته _ فَيَأْمُرَهم أن يتفقدوا عيوبه ونقائصه، ويُطْلِعوه عليها، ويُعْلِمُوه بها؛ فهذا مما يبعثه للتنزه من العيوب، والتطهر من دنسها.
بل ينبغي له أن يتلقى من يهدي إليه شيئاً من عيوبه بالبشر والقبول، ويظهر له الفرح والسرور بما أطلعه عليه.
بل المستحسن أن يُجيزَ الذي يوقفه على عيوبه أكثر مما يجيز المادح على المدح والثناء الجميل، ويشكرَ من ينبهه على نقصه، ويتحملَ لومته بفعله؛ فإنه إذا لزم هذه الطريقة، وعرف بها أسرع أصحابه وخواصه إلى تنبيهه على عيوبه.
وإذا نُبِّه على ما فيه من النقص أَنِفَ منه, واستشعر أن أولئك سيعيرونه به, ويصغرونه من أجله؛ فيلزمه حينئذ أن يأخذ نفسه بالتنزه من العيوب، ويقهرَها على التخلص منها؛ فإصلاح النفس لا يتم بتجاهل عيوبها، ولا بإلقاء الستار عليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[06 May 2009, 12:40 م]ـ
كلام عين في بابه ولبّ في كتابه.
أجزل الله لك الفضل والإحسان عليه يا شيخ محمد.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[08 May 2009, 12:09 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الكريم
ورزقنا الإيمان وحسن الخلق وأداء النصيحة(/)
ومضة في الإعجاز اللغوي.
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[06 May 2009, 11:44 ص]ـ
لابد لمن يتصدّى للإعجاز اللغوي في القرآن أن يكون ملما بأوجه القراءة في الآية حتى يبيّن الإعجاز في جميع الأوجه.
فربما تجد من المبتدئين من يتمحل في بيان الإعجاز على وجه من القراءة يعرفه ويهمل ماعداه من القراءات المتواترة الصحيحة التي لم يطّلع عليها.
والنجم تستصغر الأبصار صورته .... والعيب في الطرف لا للنجم في الصغر.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[06 May 2009, 12:35 م]ـ
لابد لمن يتصدّى للإعجاز اللغوي في القرآن أن يكون ملما بأوجه القراءة في الآية حتى يبيّن الإعجاز في جميع الأوجه.
فربما تجد من المبتدئين من يتمحل في بيان الإعجاز على وجه من القراءة يعرفه ويهمل ماعداه من القراءات المتواترة الصحيحة التي لم يطّلع عليها.
والنجم تستصغر الأبصار صورته .... والعيب في الطرف لا للنجم في الصغر.
كلام جيد في هذا الباب وجزاكم الله عنه خيرا.(/)
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[06 May 2009, 03:37 م]ـ
الإخوة الفضلاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا المشاركة لعل أحدكم قد سبق إليها، ولكن هي من باب الذكرى وتجديد المعلومات، أرجوا أن ينفع الله بها.
يقول سيد رحمه الله ورفع درجته في المهديين:
{يسألونك عن الأهلة. قل هي مواقيت للناس والحج. وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها، ولكن البر من اتقى. وأتوا البيوت من أبوابها، واتقوا الله لعلكم تفلحون}. .
تقول بعض الروايات: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل ذلك السؤال الذي أسلفناه عن الأهلة: ظهورها ونموها وتناقصها. . ما بالها تصنع هذا؟ وتقول بعض الروايات: إنهم قالوا: يا رسول الله لم خلقت الأهلة؟ وقد يكون هذا السؤال في صيغته الأخيرة أقرب إلى طبيعة الجواب. فقال الله لنبيه - صلى الله عليه وسلم -:
{قل: هي مواقيت للناس والحج}. .
مواقيت للناس في حلهم وإحرامهم، وفي صومهم وفطرهم، وفي نكاحهم وطلاقهم وعدتهم، وفي معاملاتهم وتجاراتهم وديونهم. . وفي أمور دينهم وأمور دنياهم على سواء.
وسواء كان هذا الجواب ردا على السؤال الأول أو على السؤال الثاني، فهو في كلتا الحالتين اتجه إلى واقع حياتهم العملي لا إلى مجرد العلم النظري؛ وحدثهم عن وظيفة الأهلة في واقعهم وفي حياتهم ولم يحدثهم عن الدورة الفلكية للقمر وكيف تتم وهي داخلة في مدلول السؤال: ما بال القمر يبدو هلالاً. . . إلخ. كذلك لم يحدثهم عن وظيفة القمر في المجموعة الشمسية أو في توازن حركة الأجرام السماوية. وهي داخلة في مضمون السؤال: لماذا خلق الله الأهلة؟ فما هو الإيحاء الذي ينشئه هذا الاتجاه في الإجابة؟
لقد كان القرآن بصدد إنشاء تصور خاص، ونظام خاص، ومجتمع خاص.
كان بصدد إنشاء أمة جديدة في الأرض، ذات دور خاص في قيادة البشرية، لتنشئ نموذجاً معيناً من المجتمعات غير مسبوق؛ ولتعيش حياة نموذجية خاصة غير مسبوقة؛ ولتقر قواعد هذه الحياة في الأرض؛ وتقود إليها الناس.
والإجابة «العلمية» عن هذا السؤال ربما كانت تمنح السائلين علماً نظرياً في الفلك؛ إذا هم استطاعوا، بما كان لديهم من معلومات قليلة في ذلك الحين، أن يستوعبوا هذا العلم، ولقد كان ذلك مشكوكا فيه كل الشك، لأن العلم النظري من هذا الطراز في حاجة إلى مقدمات طويلة، كانت تعد بالقياس إلى عقلية العالم كله في ذلك الزمان معضلات.
من هنا عدل عن الإجابة التي لم تتهيأ لها البشرية، ولا تفيدها كثيراً في المهمة الأولى التي جاء القرآن من أجلها. وليس مجالها على أية حال هو القرآن. إذ القرآن قد جاء لما هو أكبر من تلك المعلومات الجزئية. ولم يجيء ليكون كتاب علم فلكي أو كيماوي أو طبي. . كما يحاول بعض المتحمسين له أن يلتمسوا فيه هذه العلوم، أو كما يحاول بعض الطاعنين فيه أن يتلمسوا مخالفاته لهذه العلوم!
إن كلتا المحاولتين دليل على سوء الإدراك لطبيعة هذا الكتاب ووظيفته ومجال عمله. إن مجاله هو النفس الإنسانية والحياة الإنسانية. وإن وظيفته أن ينشئ تصوراً عاماً للوجود وارتباطه بخالقه، ولوضع الإنسان في هذا الوجود وارتباطه بربه؛ وأن يقيم على أساس هذا التصور نظاما للحياة يسمح للإنسان أن يستخدم كل طاقاته. . ومن بينها طاقته العقلية، التي تقوم هي بعد تنشئتها على استقامة، وإطلاق المجال لها لتعمل - بالبحث العلمي - في الحدود المتاحة للإنسان - وبالتجريب والتطبيق، وتصل إلى ما تصل إليه من نتائج، ليست نهائية ولا مطلقة بطبيعة الحال.
إن مادة القرآن التي يعمل فيها هي الإنسان ذاته: تصوره واعتقاده، ومشاعره ومفهوماته، وسلوكه وأعماله، وروابطه وعلاقاته. . أما العلوم المادية، والإبداع في عالم المادة بشتى وسائله وصنوفه، فهي موكولة إلى عقل الإنسان وتجاربه وكشوفه وفروضه ونظرياته. بما أنها أساس خلافته في الأرض، وبما أنه مهيأ لها بطبيعة تكوينه. . والقرآن يصحح له فطرته كي لا تنحرف ولا تفسد، ويصحح له النظام الذي يعيش فيه كي يسمح له باستخدام طاقاته الموهوبة له؛ ويزوده بالتصور العام لطبيعة الكون وارتباطه بخالقه، وتناسق تكوينه، وطبيعة العلاقة القائمة بين أجزائه - وهو أي الإنسان أحد أجزائه - ثم يدع له أن يعمل في
(يُتْبَعُ)
(/)
إدراك الجزئيات والانتفاع بها في خلافته. . ولا يعطيه تفصيلات لأن معرفة هذه التفصيلات جزء من عمله الذاتي.
وإني لأعجب لسذاجة المتحمسين لهذا القرآن، الذين يحاولون أن يضيفوا إليه ما ليس منه، وأن يحملوا عليه ما لم يقصد إليه وأن يستخرجوا منه جزئيات في علوم الطب والكيمياء والفلك وما إليها. كأنما ليعظموه بهذا ويكبروه!
إن القرآن كتاب كامل في موضوعه، وموضوعه أضخم من تلك العلوم كلها. . لأنه هو الإنسان ذاته الذي يكشف هذه المعلومات وينتفع بها. . والبحث والتجريب والتطبيق من خواص العقل في الإنسان. والقرآن يعالج بناء هذا الإنسان نفسه. بناء شخصيته وضميره وعقله وتفكيره. كما يعالج بناء المجتمع الإنساني الذي يسمح لهذا الإنسان بأن يحسن استخدام هذه الطاقات المذخورة فيه. وبعد أن يوجد الإنسان السليم التصور والتفكير والشعور، ويوجد المجتمع الذي يسمح له بالنشاط، يتركه القرآن يبحث ويجرب، ويخطىء ويصيب، في مجال العلم والبحث والتجريب. وقد ضمن له موازين التصور والتدبر والتفكير الصحيح.كذلك لا يجوز أن نعلق الحقائق النهائية التي يذكرها القرآن أحياناً عن الكون في طريقه لإنشاء التصور الصحيح لطبيعة الوجود وارتباطه بخالقه، وطبيعة التناسق بين أجزائه. . لا يجوز أن نعلق هذه الحقائق النهائية التي يذكرها القرآن، بفروض العقل البشري ونظرياته، ولا حتى بما يسميه «حقائق علمية» مما ينتهي إليه بطريق التجربة القاطعة في نظره.
إن الحقائق القرآنية حقائق نهائية قاطعة مطلقة. أما ما يصل إليه البحث الإنساني - أياً كانت الأدوات المتاحة له - فهي حقائق غير نهائية ولا قاطعة؛ وهي مقيدة بحدود تجاربه وظروف هذه التجارب وأدواتها. . فمن الخطأ المنهجي - بحكم المنهج العلمي الإنساني ذاته - أن نعلق الحقائق النهائية القرآنية بحقائق غير نهائية. وهي كل ما يصل إليه العلم البشري!
هذا بالقياس إلى «الحقائق العلمية». . والأمر أوضح بالقياس إلى النظريات والفروض التي تسمى «علمية». ومن هذه النظريات والفروض كل النظريات الفلكية؛ وكل النظريات الخاصة بنشأة الإنسان وأطواره؛ وكل النظريات الخاصة بنفس الإنسان وسلوكه. . وكل النظريات الخاصة بنشأة المجتمعات وأطوارها. . فهذه كلها ليست «حقائق علمية» حتى بالقياس الإنساني. وإنما هي نظريات وفروض. كل قيمتها أنها تصلح لتفسير أكبر قدر من الظواهر الكونية أو الحيوية أو النفسية أو الاجتماعية. إلى أن يظهر فرض آخر يفسر قدراً أكبر من الظواهر، أو يفسر تلك الظواهر تفسيراً أدق! ومن ثم فهي قابلة دائماً للتغيير والتعديل والنقص والإضافة؛ بل قابلة لأن تنقلب رأساً على عقب، بظهور أداة كشف جديدة، أو بتفسير جديد لمجموعة الملاحظات القديمة!
وكل محاولة لتعليق الإشارات القرآنية العامة بما يصل إليه العلم من نظريات متجددة متغيرة - أو حتى بحقائق علمية ليست مطلقة كما أسلفنا - تحتوي أولاً على خطأ منهجي أساسي. كما أنها تنطوي على معان ثلاثة كلها لا يليق بجلال القرآن الكريم. .
الأولى: هي الهزيمة الداخلية التي تخيل لبعض الناس أن العلم هو المهيمن والقرآن تابع. ومن هنا يحاولون تثبيت القرآن بالعلم.
أو الاستدلال له من العلم. على حين أن القرآن كتاب كامل في موضوعه، ونهائي في حقائقه. والعلم ما يزال في موضوعه ينقض اليوم ما أثبته بالأمس، وكل ما يصل إليه غير نهائي ولا مطلق، لأنه مقيد بوسط الإنسان وعقله وأدواته، وكلها ليس من طبيعتها أن تعطي حقيقة واحدة نهائية مطلقة.
والثانية: سوء فهم طبيعة القرآن ووظيفته. وهي أنه حقيقة نهائية مطلقة تعالج بناء الإنسان بناء يتفق - بقدر ما تسمح طبيعة الإنسان النسبية - مع طبيعة هذا الوجود وناموسه الإلهي. حتى لا يصطدم الإنسان بالكون من حوله؛ بل يصادقه ويعرف بعض أسراره، ويستخدم بعض نواميسه في خلافته. نواميسه التي تكشف له بالنظر والبحث والتجريب والتطبيق، وفق ما يهديه إليه عقله الموهوب له ليعمل لا ليتسلم المعلومات المادية جاهزة!
والثالثة: هي التأويل المستمر - مع التمحل والتكلف - لنصوص القرآن كي نحملها ونلهث بها وراء الفروض والنظريات التي لا تثبت ولا تستقر. وكل يوم يجد فيها جديد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكل أولئك لا يتفق وجلال القرآن، كما أنه يحتوي على خطأ منهجي كما أسلفنا. .
ولكن هذا لا يعني ألا ننتفع بما يكشفه العلم من نظريات - ومن حقائق - عن الكون والحياة والإنسان في فهم القرآن. . كلا! إن هذا ليس هو الذي عنينا بذلك البيان. ولقد قال الله سبحانه: {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق} ومن مقتضى هذه الإشارة أن نظل نتدبر كل ما يكشفه العلم في الآفاق وفي الأنفس من آيات الله. وأن نوسع بما يكشفه مدى المدلولات القرآنية في تصورنا.
فكيف؟ ودون أن نعلق النصوص القرآنية النهائية المطلقة بمدلولات ليست نهائية ولا مطلقة؟ هنا ينفع المثال:
يقول القرآن الكريم مثلاً: {وخلق كل شيء فقدره تقديراً} ثم تكشف الملاحظات العلمية أن هناك موافقات دقيقة وتناسقات ملحوظة بدقة في هذا الكون. . الأرض بهيئتها هذه وببعد الشمس عنها هذا البعد، وبعد القمر عنها هذا البعد، وحجم الشمس والقمر بالنسبة لحجمها، وبسرعة حركتها هذه، وبميل محورها هذا، وبتكوين سطحها هذا. . وبآلاف من الخصائص. . هي التي تصلح للحياة وتوائمها. . فليس شيء من هذا كله فلتة عارضة ولا مصادفة غير مقصودة. . هذه الملاحظات تفيدنا في توسيع مدلول: {وخلق كل شيء فقدره تقديراً} وتعميقه في تصورنا. . فلا بأس من تتبع مثل هذه الملاحظات لتوسيع هذا المدلول وتعميقه. . وهكذا. .
هذا جائز ومطلوب. .
ولكن الذي لا يجوز ولا يصح علمياً، هذه الأمثلة الأخرى:
يقول القرآن الكريم: {خلق الإنسان من سلالة من طين} ثم توجد نظرية في النشوء والارتقاء لوالاس ودارون تفترض أن الحياة بدأت خلية واحدة، وأن هذه الخلية نشأت في الماء، وأنها تطورت حتى انتهت إلى خلق الإنسان. . فنحمل نحن هذا النص القرآني ونلهث وراء النظرية. لنقول: هذا هو الذي عناه القرآن!!
لا.
إن هذه النظرية أولاً ليست نهائية. فقد دخل عليها من التعديل في أقل من قرن من الزمان ما يكاد يغيرها نهائياً. وقد ظهر فيها من النقص المبني على معلومات ناقصة عن وحدات الوراثة التي تحتفظ لكل نوع بخصائصه ولا تسمح بانتقال نوع إلى نوع آخر، ما يكاد يبطلها. وهي معرضة غدا للنقض والبطلان. . بينما الحقيقة القرآنية نهائية. وليس من الضروري أن يكون هذا معناها. فهي تثبت فقط أصل نشأة الإنسان ولا تذكر تفصيلات هذه النشأة. وهي نهائية في النقطة التي تستهدفها وهي أصل النشأة الإنسانية. . وكفى. . ولا زيادة. .
ويقول القرآن الكريم: {والشمس تجري لمستقر لها} فيثبت حقيقة نهائية عن الشمس وهي أنها تجري. . ويقول العلم: إن الشمس تجري بالنسبة لما حولها من النجوم بسرعة قدرت بنحو 12 ميلاً في الثانية. ولكنها في دورانها مع المجرة التي هي واحدة من نجومها تجري جميعاً بسرعة 170 ميلاً في الثانية. . ولكن هذه الملاحظات الفلكية ليست هي عين مدلول الآية القرآنية. إن هذه تعطينا حقيقة نسبية غير نهائية قابلة للتعديل أو البطلان. . أما الآية القرآنية فتعطينا حقيقة نهائية - في أن الشمس تجري - وكفى فلا نعلق هذه بتلك أبداً.
ويقول القرآن الكريم: {أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما} ثم تظهر نظرية تقول: إن الأرض كانت قطعة من الشمس فانفصلت عنها. . فنحمل النص القرآني ونلهث لندرك هذه النظرية العلمية. ونقول هذا ما تعنيه الآية القرآنية!
لا. . ليس هذا هو الذي تعنيه! فهذه نظرية ليست نهائية. وهناك عدة نظريات عن نشأة الأرض في مثل مستواها من ناحية الإثبات العلمي! أما الحقيقة القرآنية فهي نهائية ومطلقة. وهي تحدد فقط أن الأرض فصلت عن السماء. . كيف؟ ما هي السماء التي فصلت عنها؟ هذا ما لا تتعرض له الآية. . ومن ثم لا يجوز أن يقال عن أي فرض من الفروض العلمية في هذا الموضوع: إنه المدلول النهائي المطابق للآية!
وحسبنا هذا الاستطراد بهذه المناسبة، فقد أردنا به إيضاح المنهج الصحيح في الانتفاع بالكشوف العلمية في توسيع مدلول الآيات القرآنية وتعميقها، دون تعليقها بنظرية خاصة أو بحقيقة علمية خاصة تعليق تطابق وتصديق. . وفرق بين هذا وذاك."(/)
شارك معنا برأيك في مشروع تطوير ملتقى أهل التفسير ... مشكوراً
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 May 2009, 07:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فقد قرر مركز تفسير للدراسات القرآنية في جلسته الرابعة فتح ملف تطوير البوابة الالكترونية للتفسير تطويراً شاملاً يلبي كافة احتياجات الخطط المستقبلية للمركز.
وقد أسند المجلس هذا الملف لي على أن أقوم بتشكيل فريق من الأعضاء المميزين في الملتقى لهذا العمل. وقد تم تشكيل هذا الفريق وتم تبادل الأراء حول الموضوع، ورأى الفريق طرح الموضوع للجميع لإبداء الرأي والمقترحات التي يرونها لتطوير الموقع بكافة زواياه، مما يزيد الأمر وضوحاً لدى فريق العمل.
أعضاء فريق تطوير البوابة الالكترونية للتفسير:
1 - الشيخ محمد بن حامد العبادي.
2 - الشيخ محمد بن عمر الجنايني (محب القراءات).
3 - الشيخ نايف بن سعيد الزهراني.
4 - الشيخ حاتم بن عابد القرشي.
5 - عبدالرحمن بن معاضة الشهري.
وقد قام المركز بجمع كل المقترحات السابقة التي تفضل بها أعضاء الملتقى في موضوعات متفرقة سابقة. وصاغ منها ورقة عمل ناقشها الفريق ولا زال يناقشها، ونرغب من الجميع في هذا الموضوع التفضل بالتركيز على ما يلي:
1 - تعبئة الاستبانة الالكترونية الخاصة على هذا الرابط.
الاستبانة الإلكترونية لموقع ملتقى أهل التفسير ( http://www.tafsir.net/books/index.htm)
2- التركيز على المقترحات العملية التي ترتقي بالبوابة الالكترونية.
وسوف تكون جميع المقترحات محل عناية الفريق بإذن الله، والموقع لنا جميعاً، فشاركونا في جعله أكثر تميزاً وفقكم الله جميعاً لكل خير، وجعلكم مباركين أينما كنتم.
علماً أن لدى الفريق اجتماع يوم الخميس 19/ 5/1430هـ لمناقشة ما تتفضلون به من مقترحات بإذن الله.
الأربعاء 11/ 5/1430هـ
ـــــــــــــــــــــ
مقترحات في موضوعات سابقة:
- تخصيص زاوية للتعريف بالكتب وتقويمها (محمد العبادي) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=13908) .
- كل المقترحات الواردة في ملتقى المقترحات. ( http://tafsir.org/vb/forumdisplay.php?f=7)
- شخصية الشهر .. مقترح .. فيه فوائد جمة (د. عبدالله الجيوسي) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=12685)
- ركود الملتقى ... ألا ترون ذلك ياسادة؟ (د. أحمد الطعان) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=11993)
- أفكار جديدة لدعم الملتقى (بلال الجزائري). ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=14793)
- إلى الإخوة الكرام مشرفي الملتقى (د. أحمد الخطيب). ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=15533)
- اقتراح قسم خاص بضوابط الكتابة العلمية (محمد بن جماعة) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=14120)
- تطوير شبكة التفسير والدراسات القرآنية وملتقى أهل التفسير: شاركنا برأيك مشكوراً ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3780) .
- هل تؤيدون تقسيم الملتقى العلمي حسب الموضوعات: سجل رأيك مشكوراً (عبدالرحمن الشهري) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7407&page=2)
- افتتاح قسم (صدر حديثاً في الدراسات القرآنية) تحت الملتقى العلمي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=11587)
- هل لدينا في ملتقى أهل التفسير مجاملات؟ شارك برأيك ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9193)
- اقتراح علمي لأهل التفسير (مصطفى علي) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=10450)
- حواراتنا غير المكتملة: جهد مهدور (محمد بن جماعة) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=10160) .
- اقتراح (علي جاسم) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=10149).
- اقتراح بخصوص جمع مقالات الملتقى في قرص ( CD) ( أبو عبدالرحمن المدني) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=10049).
- اقتراح بجمع ماقاله أهل التفسير حول آية (فيصل العمري) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9984)
- اقتراح بخصوص العروض الالكترونية لموضوعات الدراسات القرآنية (أبوعبدالرحمن المدني) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9983)
- الملتقى الكريم: الوقاية خير من العلاج (د. عبدالفتاح خضر). ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9912)
(يُتْبَعُ)
(/)
- نموذج مهم في كيفية ترتيب وتقييد فوائد الملتقى على جهازك (صالح بن عبدالله) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9579)
- لأعضاء الملتقى جميعاً ... دعوة للمشاركة (الملتقى بين الواقع والمأمول) (مدهامتان). ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9140)
- مشاريع الملتقى في رمضان. اكتب من فضلك رأيك .. (فضيلة) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9349)
- تعريف بكتاب (نصوص في علوم القرآن) مع عرض فكرة مشروع جماعي (محمد بن جماعة) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=8584) .
- بشرى للباحثين: افتتاح ملتقى عرض الرسائل الجامعية في الدراسات القرآنية ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=8263).
- بعد استشارتكم: افتتاح قسم في الملتقى (ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=7923) .
- هل تؤيدون تقسيم الملتقى العلمي حسب الموضوعات: سجل رأيك مشكوراً ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=7407) .
- اقتراح (وضع مشاركات مستقلة لما كُتِب عن أعلام المفسرين والقراء) (د. مساعد الطيار) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=7846)
- المال عقبة في تحقيق بعض الأفكار الخاصة بالدراسات القرآنية فلنتعاون على البر والتقوى (أبو صفوت) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=7626)
- من أجل أهل التفسير والملتقى (د. محمد إلياس) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=7484)
- دعوة للمتخصصين في الدراسات القرآنية للانضمام لرابطة المتخصصين ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=6941).
- اليوم دخل ملتقى أهل التفسير سنته الخامسة: وقفات محاسبة للنفس (أرجو مشاركة الجميع) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=7193) .
- كيف نستطيع تصنيف موضوعات الملتقى في عدة ملتقيات مع الحفاظ عليه كما هو؟ (د. مساعد الطيار) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=7089)
- هل يمكن لأعضاء الملتقى المشاركة في كتابة الكتب للشبكة (د. مساعد الطيار) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=6867)
- سؤال عن قاعدة الرسائل. ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=6828)
- رجاء من الجميع: ضع ملاحظاتك على تصميم الملتقى الجديد هنا وفقك الله ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=6410).
- اقتراح بتخصيص حلقات تتناول كافة علوم القرآن (طالب المعالي) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=6256)
- طلب ورجاء من جميع أعضاء الملتقى حفظهم الله .. أرجو الدخول ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=5299).
- هل يعتبر هذا الاقتراح حلما؟؟ ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=1871)
- اقتراحٌ أرجو أن يجد قبولاً (آية وتفسير) (المسلم الحاضر) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4594) .
- طلب ترشيح أفضل حوار ((علمي)) في الملتقى (عبدالرحيم) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4163)
- اقتراح: عمل ملصقات لكتب التفسير (نايف الزهراني) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4075)
- إقتراح على أهل الملتقى (حسين الخالدي) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3873).
- عمل رابطة لأهل القرآن والتفسير (محمد إقبال) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3393)
- اقتراح سيستفيد منه الجميع إن شاء الله (أبو الخطاب العوضي) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3171).
- ما رأيكم باقتراح أخي الكريم عادل التركي في .... ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=2978)
- حتى لا نفقد الذاكرة! بشرى بعودة ما ضاع من المشاركات والحمد لله ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=2957) .
- عودة ملتقى أهل التفسير وبيان سبب الانقطاع ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=2936).
- هل يمكن تضمين هذا الموقع فهرس ألفاظ القران الكريم؟ (الزهراني) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=2718)
- لماذا لا يساهم موقعنا المبارك في تقديم تفسير ميسر لجماهير المسلمين! (أبو محمد أشرف) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=1565).
- بدء شبكة التفسير والدراسات القرآنية. سجل رأيك وفقك الله ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=1420).
- الدلالة على الملتقى: شارك واقترح (د. أحمدالبريدي) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=1341).
- ما رأيكم لو قرأنا عشر آيات يوميا بالمنتدى وعرفنا ما فيها من العلم والعمل كهدي السلف ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=961)؟
- اقتراح، وسؤال. (العرفج) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=806)
- أرجو إضافة عنوان لأعلام التفسير فى العصر الحديث فى هذا الملتقى المبارك (أمين الشنقيطي) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=765).
- تنبيهات فنية للاستفادة القصوى من ملتقى أهل التفسير ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=606).
- مجرد وجهة نظر مكررة للباحثين من أهل القرآن (د. محمد صفاء) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=408)
- رسالة الملتقى ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=24).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[07 May 2009, 12:02 ص]ـ
وفقكم الله ورعاكم كنت اقترحت سابقاً وأعيد التذكير هنا بأن فتح زاوية للبحوث المحكمة أمر مهم، كما أن اعتبار هذه الزاوية من أجل جمع هذه البحوث من المجلات العربية والإسلامية المحكمة أمر مهم لأن هذه البحوث انتشارها ضئيل كما تعلمون لأن المجلات الناشرة لا توزع على نطاق جيد ...
ولذلك نشراً للعلم ودعماً للبحث العلمي أرى أن نهتم بهذه الزاوية. ولا يتم نشر أي بحث إلا إذا كان قد خضع للتحكيم وتم نشره في مجلة علمية محمكة. بارك الله فيكم وأيدكم.
ـ[عبدالله بن عمر]ــــــــ[07 May 2009, 12:25 ص]ـ
من المقترحات التطويرية -ولم أتأكد من عدم وجوده سابقاً-:
أن يضع العضو الذي يضيف بحثاً أو مقالاً علمياً مختصراً لإضافته في بداية المشاركة وذلك لصعوبة القراءة الطويلة على الحاسب، ويكون البحث أو المقال مذكوراً بعده أو في المرفقات يرجع له من يريد الاستزادة.
والله يحفظكم ويسددكم،،،
ـ[محمد العليان]ــــــــ[07 May 2009, 01:31 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل الدكتور عبدالرحمن الشهري، ونفع بجهودكم
اقترح وضع غرفة صوتية علمية تكون مؤقته وتغلق بعد إنتهاء الدرس
ويكون هناك فريق فني لنشر الدروس ونشرها بعد إنتهاء الدرس.
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[07 May 2009, 02:56 ص]ـ
بارك الله فيكم .. وسدد خطاكم ..
يسعدني جدا أن أرى هذا الصرح متجددا بالأفكار التي ترتقي بمستواه في جميع نواحيه ..
وكما أنه واجب على مشرفيه الكرام، فلا يقل الأعضاء عنهم في وجوب اسداء النصح ومناقشة ما لا بد منه لرقي المنتدى المبارك ..
وحقيقة أنا أرى هذا المنتدى بيتي،، أجد فيه سلوتي وراحتي ..
وأطمئن لما يعرض فيه، من تحقيقات ومشاركات، لثقتي في أهله، وظني بهم الخير ولا أزكي على الله أحدا ..
أما عن حلمي .. لهذا المنتدى ..
فأتمنى أن أجد فيه القرآن كاملا مفسرا مجموعا من كل التفاسير المتاحة والأبحاث والرسائل ملما بمسائل الإعتقاد والحديث والفقه والأحكام تحت كل آية بمجرد أن أضع الماوس على هذه الآية الكريمة من المصحف ..
فهل سأرى هذا اليوم الذي أجد فيه هذه الخدمة العظيمة في هذا المنتدى المبارك ..
شكر الله لكم جهدكم، وسدد خطاكم لما يحب ويرضى.
عادل سليمان القطاوي
ـ[أبو محمد نائل]ــــــــ[07 May 2009, 12:19 م]ـ
على بركة من الله
نسأل الله لكم العون والثبات والتقدم والتوفيق ..
أرى أن العمر قصير جداً وخير عمل هو دراسة كتاب الله ..
لا شك أن هناك أولويات وما هو هام ومهم وأهم، ..
لا أجد سعة في الوقت في زمن إشغال المسلم في قوت يومه والتخطيط له في أن يبقى في دوامة الحياة، خاصة وأني أكتب لكم كمسلم يعيش في بلد محتل (المسجد الأقصى) إلا إننا نسأل الله فرجاً عاجلاً لأمة الإسلام أمة إقرأ.
ـــــــــــــــــــــ
أعتذر عن عدم التركيز في طلبكم.
وأسأل الله العودة للقراءة المتأنية.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[07 May 2009, 12:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جهد مشكور بارك الله فيكم ... أسئل الله تعالى نجاحه وإتمامه على صورة لائقة.
بيد أن الشق التقني وَجَبَ أن يأخذ حقه ويصاحب التطوير العلمي، ولعله أوجب في نظري لمستخدمي الشبكة ...
فأرى أن يطرح التطوير التقني للنهوض بالملتقى، وقد استفدت الكثير من إحتكاكي اليوم بفضيلة المشرف العام لموقع هدي الإسلام ومصادفت الكثير من المشاكل في هذا الجانب، لذا بات في خاطري أهمية ما أنادي به في ردي هذا، من ضرورة إعطاء أولوية للتطوير التقني، ولي رؤية سأعمل على رفعها لسيادتكم عبر الخاص.
وقد سطرت هذا حرصا مني على وجوب المشاركة والرد في هذا الموضوع الحيوي. لشحن همم السادة الأعضاء
محبكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 May 2009, 01:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جهد مشكور بارك الله فيكم ... أسئل الله تعالى نجاحه وإتمامه على صورة لائقة.
بيد أن الشق التقني وَجَبَ أن يأخذ حقه ويصاحب التطوير العلمي، ولعله أوجب في نظري لمستخدمي الشبكة ...
(يُتْبَعُ)
(/)
فأرى أن يطرح التطوير التقني للنهوض بالملتقى، وقد استفدت الكثير من إحتكاكي اليوم بفضيلة المشرف العام لموقع هدي الإسلام ومصادفت الكثير من المشاكل في هذا الجانب، لذا بات في خاطري أهمية ما أنادي به في ردي هذا، من ضرورة إعطاء أولوية للتطوير التقني، ولي رؤية سأعمل على رفعها لسيادتكم عبر الخاص.
وقد سطرت هذا حرصا مني على وجوب المشاركة والرد في هذا الموضوع الحيوي. لشحن همم السادة الأعضاء
محبكم
وفقكم الله جميعاً.
التطوير التقني من الأولويات لدينا في هذه المرحلة ونسعى إلى تحقيقه في أقرب وقت فبادر رعاك الله بمقترحاتك ومرئياتك فهي تهمنا كثيراً.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[07 May 2009, 02:00 م]ـ
موضوع جيد شاركت فيه بموضوع أكثر من مرة وهذه مرئياتي دونكم إياها:
ـ أرى إرسال رسالة ألكترونية تلقائية للمشارك بمجرد وجود رد جديد في [الموضوع] كما تصنع مواقع كثيرة، وفائدة هذه الرسالة التي تصل على [إيميل العضو] تنبيهه عند انشغاله وعدم تفويت دوره في إثراء الموضوع، وهذا فيه ما فيه من النفع والتواصل المنسحب على الموضوع خاصة وعلى الموقع بصفة عامة.
ـ كما أرى مزيدا من المشرفين ليكون الأمر بالتناوب، فمن كان ينام عقب العشاء تبادل معه المشرف الذي من سمته السهر. وهكذا يكون الملتقى في عين مشرفيه يرصدونه ويسهرون عليه متتابعين.
ـ جزء من الملتقى يحمل عنوان [سيرة علماء التفسير المعاصرين] فما من ملتقى إلا له رجالاته الذين يتعبون من أجله كمادة خام تزكيه وتثريه.
وله ـ أيضا ـ ضيوفه الموسميين.
ومن هنا أؤيد مقترح الأستاذ إبراهيم العسيرى الذي أيده فيه غيره من الأعضاء والذي يسجل سيرة أنشط الأعضاء [تواجدا وردا وتأثيرا علميا متينا] في الملتقى بالإضافة إلى الأعلام المعاصرين، وما المانع أن يكون الملتقى المرجع الأوحد لأعلام معاصرين قد يحتاج الباحثون إليهم بعد حين من الدهر؟ ّ
ـ التأكيد على الاسم المباشر عند التسجيل.
ـ أقترح عند حذف مشاركة أنه ما يجب إبلاغ المشاركين بالسبب حتى لا يتكرر، أو حذف الجزء الخاص بالمشارك الذي أساء أو أخطأ.
ـ ما المانع من القيام بأعمال علمية قابلة للطبع والنشر والتوزيع وتكوين لجنة علمية من أهل الملتقى تنظم ذلك وتوزع الأدوار؟ ويكون للملتقي ثمرة مادية ـ من الريع ـ تضرب له وتعود عليه؟
والله ولي التوفيق
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[07 May 2009, 02:19 م]ـ
شكر الله للأخوة والمشايخ وأهل الفضل، واقترح أمران:
الأول:
مفكرة خاصة بالملتقى .. يكتب فيها أي عضو الفوائد في علوم القرآن التي تمر عليه أثناء قراءته .. والتي نكتبها دائما على أغلافة الكتب ...
وقد تتطور الفكرة في أن يرسل الشخص ما لديه من فوائد دونها أثناء قراءته .. ويتولى هذا القسم كتابة الفوائد وتقسيمها حسب جدوال موزعة على فنون علوم القرآن .. ومع كل نقل الجزء والصفحة واسم الناقل.
الثانية:
أن تفتح مجالس (ديوانيات) في بعض المناطق كفروع لملتقى أهل التفسير ... تسند إليها مهمات منها:
نشر علم التفسير في المناطق، وفتح دروس لمهتمين، وإيجاد أفكار دعوية تخدم التفسير كدورات لحلق التحفيظ وغيرها، واستكتاب (= كتابة) أقلام في التفسير وغير ذلك من التطورات التي تحدث.
ونكون بهذا نشرنا علم التفسير وزدنا أعداد المهتمين وكونا رابطة تفسيرية بيننا، وتنافس المناطق في هذا الباب.
ـ[أبوعائشة]ــــــــ[07 May 2009, 02:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركا ته وبعد:
نشكر القائمين على هذا الموقع المبارك وعلى رأسهم فضيلة الشيخ الكريم عبدالرحمن الشهري ونسأل الله أن يجعل ذلك في موازين حسناتكم. أما اقتراحي فهو أن يجعل هناك قسما لتعليم وتصحيح التلاوة لأهمية هذا الأمر كما تعلمون وجزاكم الله خيرا
ـ[همام النجدي]ــــــــ[07 May 2009, 02:58 م]ـ
جهد مشكور بارك الله فيكم
ـ[فلونة]ــــــــ[07 May 2009, 09:03 م]ـ
لو سمحتوا هل الشيخ عبدالرحمن بن معاضة الشهري
الأستاذ المساعد بكلية التربية بجامعة الملك سعود
هو الشيخ اللي في المجد مع الشيخ الطيار والخضيري
وجزاكم الله خيرا
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[07 May 2009, 09:39 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك في جهودكم ورزقكم الهدى والسداد
* أما اقتراحي فهو ما بعثته لكم سابقا في ملتقى الإقتراحات بعنوان اقتراح للمشرفين على هذا الملتقى الرائع وستجدون تفصيلا له بإذن الله عبر البريد الخاص قريبا
* وأنا ممن يؤيد فتح غرفة صوتية تبث فيها دروسا مباشرة في القرآن وعلومه من كافة المتخصصين سواء في المغرب أو اليمن أو في أي مكان ولو كان درسا واحدا في الإسبوع
*ومن واقع تجربة
عند دخولي الملتقى هالني ما رأيته من الدرر والفوائد والإستنباطات -بارك الله فيكم-وكنت كمن توسط بحرا لا يدري أين مبدأه من منتهاه فأصبحت أغرف منه ما يطفيء ظمأ روحي رغم تشعب الموضوعات وتشتت فكري أحيانا كثيرة لتأخري في التسجيل
فكم أتمنى أن يصدر عن هذا الملتقى المبارك مجلة أو كتاب بإسمه متسلسة , تجمع فيه الموضعات المتميزة والمتكاملة , حتى يتسنى لمن لا يتيسر له دخول الملتقى لظروف عديدة الإطلاع عليه والإستفادة منه , ويتسنى لي ولأمثالي من المبتدئين حفظ المعلومة ومراجعتها بيسر بين الحين والآخر
* واقتراح بسيط جدا وهو إضافة خدمة شكر صاحب الموضوع تحت موضوعه حتى لا تطول الصفحات ويتخلل الموضوع ما يقطعه ويشتت القارئ
شكر الله سعيكم وبارك في جهودكم ورزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[07 May 2009, 11:37 م]ـ
الحمد لله وحدهوالصلاة على من لانبي بعده،
وبعد،،،
هناك بعض المقترحات، منها ما يخص التسجيل في المنتدى، ومنها ما يتعلق بالمشاركات ومنها ما يخص توسيع دائرة النفع بالمنتدى،
1 - مايخص التسجيل في المنتدى، لا بد من أخذ قول الأئمة أن هذا العلم لحمنا ودمنا، فلننظر عمن نأخذه، ولذا هذا العلم لا يؤخذ عن مجاهيل، ومن ثم:-
أ) لابد أن يكون التسجيل بالاسم الحقيقي للعضو، ومن ابتغى لنفسه كنية فليذكرها مع اسمه الحقيقي.
ب) لا بد من تدوين كافة البيانات الحقيقية الخاصة بالعضو (تاريخ الميلاد، محل الميلاد، المؤهل الدراسي، جهة المنح للمؤهل، رقم الموبايل، رقم الهاتف الأرضي، البريد الاليكتروني وبريد المراسلات ... الخ) لتكوين قاعدة بيانات شاملة للأعضاء يمكن أن يستفاد بها في المستقبل للاستعانة بهم في مشاريع العلم.
ج) لا يتم منح العضوية مباشرة بمجرد التسجيل، بل يتم تعليقها لحين مراجعة المشرفين لها والتحقق من طالب العضوية، حتى لا يتسلل إلينا من يدس لنا السم في العسل.
2 - أما ما يتعلق بالمشاركات، فلا بد من مراجعة المشاركة قبل نشرها وتصويب مافيها من أخطاء لغوية وحذف ما بها من تجاوزات ثم إرسالها إلى بريد العضو المشارك للاطلاع عليها قبل نشرها في المنتدى، حتى لا يختلط الغث بالسمين ولا نترك المجال سدى للنزاعات الشخصية.
3 - أما ما يخص توسيع دائرة النفع بالمنتدى، فأرى أن نضمن فروعا للغات الأجنبية تضم ما تم ترجمته من أعمال في مجال المنتدى، لكن هنا أحب أن أشير إلى أمر مهم، ألا وهو ألا ننشر إلا ما تمت ترجمته على يد الثقات من المترجمين المشهود لهم بالتخصص في العلم وأمانة الترجمة والدقة، وإلا كان ضرنا أكثر من نفعنا.
والله الهادي إلى سبيل الرشاد
ـ[أمة الله بنت عبد الله]ــــــــ[08 May 2009, 12:03 ص]ـ
أقترح عمل قسم خاص بالرسائل المسجلة في الجامعات على مستوي العالم المتعلقة بالتفسيروعلوم القرآن على أن تفرد لكل جامعة صفحة مستقلة لرسائل الماجستير وأخري للدكتوراه
وآمل أن يذكر فيها متي تم التسجيل ومتي نوقشت؟
ويتعاون أهل التخصص من كافة بقاع الأرض ممن يشارك في هذا الملتقي المبارك بإمداد الملتقي بهذه البيانات ولو بجزء يسير من كل عضو لتكوين قاعدة بيانات بالرسائل العلمية
والهدف من هذا العمل هو خدمة طلاب العلم الذين يودون البحث عن موضوع للتسجيل فيه فتكون هذه البيانات ميسرة لهم من حيث توفير الوقت والجهد في الذهاب للجامعات أو مراسلتها بعد أن يكون قد أعد خطة لبحث ما
وقام بالبحث عن المصادر التي يتمكن من خلالها مواصلة البحث في هذا الموضوع وأصبح هذا الموضوع شغله الشاغل الذي يود أن يسجل فيه
وإذ به يفاجأ بأنه مسجل فيه رسالة في جامعة كذا ....
وبالتالي لا يمكنه التسجيل فيه
هذا ما يحضرني الآن وسأعاود بإذن الله لأني لم أفتح بريدي إلا الآن
وفقكم الله لما يحب ويرضي
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[08 May 2009, 04:43 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
إن أجمل حياة هي الحياة التي يعيش فيها المؤمن مع كتاب الله.
فأجمل ما في الملتقى هو أنه معد لخدمة كتاب الله.
وهذا الهدف،
وأتمنى أن يعزز كل ما فيه خدمة لكتاب الله في هذا الملتقى المبارك،
ومن ذلك:
الرد على الشبهات. وقبل ذلك تعزيز فهم المؤمن لكتاب الله، عن طريق عرض أصول الأعلام الثقات التي أعتمدوها لفهم كتاب الله، وزرعها في ذهن المتلقي، ليجد في ذهنه ما يرد به على هذا البحر المتلاطم من الفتن والشبهات.
وإتقان قراءة كتاب لله مطلب.
أتمنى أن يفرد الأساتذة الكرام مكان لعرض إنتاج أفضل القراء المتمكنين، والمقصود أفضل من قرأ الفاتحة ومن ثم البقرة ومن ثم آل عمران ... وهكذا
وأنا بصراحة أكتب وفي اعتقادي أن الأساتذة هنا سيصححون لي إن جانبت الصواب، لذلك أتمنى أن يكون هذا منهجهم.
وفقكم الله إلى خير ما يحب ويرضى.
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[08 May 2009, 06:48 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
- اقترح تشكيل لجنة علمية لتنسيق الأفكار العامة، للملتقى بين الفينة والفينة على أن تعطي تقييما عاما شهريا أوسنوياً.
- أن يقلل من طلب الاقترحات العلنية، ويستعاض عنها بالدراسات العلمية التي يمكن أن يقوم بها باحث متخصص.
-أن يختار من كل جامعة شخصية شرفية، وأخرى مشاركة من عدد من البلاد الاسلامية.
- أن يتاح التسجيل في الملتقى للجميع.
- أن تفهرس المشاركات بحسب الموضوعات،وتستكمل معلوماتها.
- ان يتاح لطلبة الدراسات كتابة بحوث علمية وعرضها على المتخصصين، عبر الرسائل الخاصة.
-الاعلان للطلبة والباحثين بانه يمكن الاعلان عن بحوثهم ورسائلهم من خلال الملتقى وان ذلك يضمن لهم الاحقية فيها والاسبقية في التسجيل.
- ارجو ان يفكر الكاتب للمشاركة في ماذا كنت أعرف؟ وماذاأريد أن أعرف؟ وماذا عرفت؟
-أرجو ان يوضع اهتمام خاص لموضوع معين وبعد مناقشته وإنهائه، يكون حصيلة للملتقى ويتم طباعته.
- ارجو من كل صاحب فكرة ان يقدمها عرضا وان يعمل على جمع الاراء حولها ويؤكد على اهتمامه بها بعد ذلك كبحث او مسالة جديرة بالنقاش والايخشى من استغلال الغير لها فالامر لايعدو ان يكون متخصصا فيسجل الفكرة في جهة عمله كبحث، او انه يريد من ورائها ان يعرف ما اذا كان قد كتب فيها من قبل.
- ارجو الاكثار من كتابة الفوائد العامة في التخصص والتقليل من الحكم لوجود ملتقيات لها.
- ان تذيل المشاركة بمعلومات مختصرة للتعريف بالباحث وانتاجه العلمي.
- ان يحاول الملتقى ان يكتسب الاعتراف من الجهات الاكاديمية.
أسأل الله أن يوفق هذا الملتقى لكل خير، فكم من فائدة فيه، وكم من صلة رحم، وعلم اكتسبت منه،
وأن ينفع بالقائمين عليه جميعا، وأن يبارك في علمهم وعملهم، وإلى مزيد من التقدم والازدهار.
وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله ... والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[08 May 2009, 07:30 ص]ـ
الاقتراحات كثيرة لكن نخشى أن يتكاثر الصيد على القانص
ولذلك سأقترح أمرين أرى أهميتهما:
الأول: تخصيص قسم للندوات الإلكترونية يتولى تنظيمها مشرف مؤهل علمياً لإدارة الندوة، بحيث يخصص في كل شهر موضوع من الموضوعات المهمة التي تعني المهتمين بهذا العلم الشريف ويختار لها من يظن فيهم التمكن العلمي فتتاح لهم المشاركة لمدة أسبوع لإثراء الموضوع، ثم يتاح لبقية الأعضاء المشاركة لمدة ثلاثة أسابيع، حتى تبدأ الندوة التالية.
فلو عقدت ثنتا عشرة ندوة في السنة لخرجنا كل عام بحصيلة علمية ثرية في موضوعات علمية كبيرة تعني الباحثين والدارسين.
الاقتراح الآخر: العناية بالجانب التعليمي، لتدريس الطلاب عبر الشبكة، وليكن بادئ الأمر تعليماً مفتوحاً غير مشروط يتولى كل معلم شرح متن من المتون أو كتاب من الكتب المهمة في علوم القرآن أو يقدم سلسلة موضوعات تكون بمجموعها مقرراً علمياً نافعاً
فيلقي الدروس على شكل موضوعات ويجيب على أسئلة الطلاب ويختبرهم إذا أتموا دراسة المقرر ثم تمنحهم إدارة الملتقى شهادة علمية تفيد الطلاب في الأوساط العلمية وإن لم تكن معتمدة بادئ الأمر.
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[08 May 2009, 08:06 ص]ـ
لم تتضح بعد للعلن معالم المؤسسة الجديدة (مركز تفسير للدراسات القرآنية) التي يبدو أنها ستصبح مشرفة على هذا المنتدى.
وحبذا لو تم التعريف بها وبأعضائها ومهامها.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 May 2009, 11:33 ص]ـ
لم تتضح بعد للعلن معالم المؤسسة الجديدة (مركز تفسير للدراسات القرآنية) التي يبدو أنها ستصبح مشرفة على هذا المنتدى.
وحبذا لو تم التعريف بها وبأعضائها ومهامها.
سنفعل بإذن الله قريباً التعريف بمركز تفسير للدراسات القرآنية، وقد رأى الزملاء أن يكون التعريف به في احتفال خاص.
ـ[عبدالعزيز اليحيى]ــــــــ[08 May 2009, 05:35 م]ـ
وفقكم الله ورعاكم كنت اقترحت سابقاً وأعيد التذكير هنا بأن فتح زاوية للبحوث المحكمة أمر مهم، كما أن اعتبار هذه الزاوية من أجل جمع هذه البحوث من المجلات العربية والإسلامية المحكمة أمر مهم لأن هذه البحوث انتشارها ضئيل كما تعلمون لأن المجلات الناشرة لا توزع على نطاق جيد ...
ولذلك نشراً للعلم ودعماً للبحث العلمي أرى أن نهتم بهذه الزاوية. ولا يتم نشر أي بحث إلا إذا كان قد خضع للتحكيم وتم نشره في مجلة علمية محمكة. بارك الله فيكم وأيدكم.
اقتراح رائع نتمنى أن نراه قريباً
وأضيف أيضاً:
تخصيص زارية لنشر الرسائل العلمية
ويخصص لنشر الرسائل، ولا يخلط بموضوعات أخرى، فيكون على شكل مكتبة يمكن من خلالها القراءة والتحميل فقط - لا على شكل منتدى تتعدد موضوعاته- وذلك حتى يكون الرجوع إليه سهلاً ميسورا
ـ[الجعفري]ــــــــ[08 May 2009, 07:52 م]ـ
جزاكم الله خيراً ..
وأسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد ..
وأنا أبدي عذري لبعدي عنكم وتقصيري ..
ـ[المنصور]ــــــــ[09 May 2009, 12:55 ص]ـ
أقترح فتح زاوية للإجابة عن استفسارات زوار الملتقى الذين يريدون فهم آية أو عندهم إشكال في تفسيرها، أو لديهم سؤال حول أحد مباحث علوم القرآن، ثم يضاف كل سؤال إلى فهرس عام بأسماء السور، وسيكون لدينا بعد فترة تفسير كامل على هيئة سؤال وجواب تتم طباعته لاحقا.
وقبل كل هذا يتم تعيين فريق من الأساتذة الفضلاء للإجابات العلمية.
وفقكم الله لكل خير.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[09 May 2009, 06:25 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أسأل الله أن يوفقكم ياشيخ عبدالرحمن وأن يجعلكم مباركين أين ما كنتم، وأن يتمم هذا العمل الجليل الذي تتبنونه، وأتمنى وفقكم الله أن يكون هذا العمل مرحلياً، لأن المرحلية دائماً تسهم في نضج العمل.
كما أحب أن أشكركم على اختياركم لأعضاء التطوير فقد وفقتم كثيراً حفظكم الله في الاختيار، وأسأل الله أن يجمع كلمتكم على الخير، وأن يهديكم لما اختلف فيه من الحق بإذنه.
سددكم الله ووفقكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[هشام محمد جبر]ــــــــ[09 May 2009, 10:58 ص]ـ
أرى والله أعلم أن أهم أسباب هجرة كثير من أعضاء ملتقى أهل التفسير لملتقاهم، هو المرغبات العظيمة الموجودة في الملتقيات الأخرى مثل ملتقى أهل الحديث، وما فيه من قسم خزانة الكتب والأبحاث والمكتبة الشاملة العادية والكتب المصورة، وكذلك ما هو موجود مثله في المجلس العلمي _ الألوكة _ وما زاد المسابقات الطيبة البحثية والعلمية، مما يجعل العضو ينسى ملتقاه المبارك أهل التفسير.
ولذا أقترح إيجاد تطوير فعلي جذاب للأعضاء، وها أنا قد بينت في ظني الصوارف عن ملتقى أهل التفسير ... والله من وراء القصد
أخوكم
هشام بن محمد بن جبر
معلم أول لغة عربية بالإسكندرية وواعظ متطوع بالجمعية الشرعية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[09 May 2009, 06:41 م]ـ
أرى والله أعلم أن أهم أسباب هجرة كثير من أعضاء ملتقى أهل التفسير لملتقاهم، هو المرغبات العظيمة الموجودة في الملتقيات الأخرى مثل ملتقى أهل الحديث، وما فيه من قسم خزانة الكتب والأبحاث والمكتبة الشاملة العادية والكتب المصورة، وكذلك ما هو موجود مثله في المجلس العلمي _ الألوكة _ وما زاد المسابقات الطيبة البحثية والعلمية، مما يجعل العضو ينسى ملتقاه المبارك أهل التفسير.
ولذا أقترح إيجاد تطوير فعلي جذاب للأعضاء، وها أنا قد بينت في ظني الصوارف عن ملتقى أهل التفسير ...
هذا إقرار بوجود حالة من هجران المنتدى، بعد فترة من النشاط والحيوية. وأنا متفق تماما مع هذا التوصيف.
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[10 May 2009, 03:45 ص]ـ
أشكر لكم إتاحة الفرصة لنا بإبداء الإقتراحات في سبيل تطوير ملتقانا العزيز، ونحن نثق بأنكم ستنظرون إلى جميع المقترحات باهتمام وحرص، ويمكن إيجاز ما أريد اقتراحه في ثلاث نقاط ولعل بعضها مشابه لما طرحه الأخوة سابقاً وهذا إن جاء فإنما يدل على توارد هذه الأفكار ليعنى بها أكثر من القائمين على الصرح الشامخ، وهاهي هذه النقاط بين يديكم:
1/ ضرورة إنشاء قسم خاص لأبنائنا من سن (8/ 17) ولهذا فوائد عديدة منها: اتصالهم بأهل العلم، وتوفير مرجع موثوق لهم فيما يرد لهم من تساؤلات حول كتاب الله تعالى، وتعويدهم على ارتياد المواقع التي تعنى بالعلم الشرعي.
ويسمى هذا القسم باسم يحفزهم ويدفعهم لدراسة كتاب الله فيما بعد، مثل ملتقى المفسر الصغير، أو ملتقى المفسر الناشئ، أو غير ذلك مما يكون محبب ومشوق لهم.
2/ تخصيص غرفة لمدارسة كتب السلف على أيدي علماء متخصصين، ويكون لها ضوابط وشروط معينة.
3/ جدولة أهم المشاركات السابقة بحسب الموضوعات، فما كان من علم التفسير فيندرج تحت علم التفسير، وماكان من علوم القرآن يندرج تحت علوم القرآن، ثم تقسم تلك المشاركات تحت كل علم من العلوم (علم أسباب النزول، أو الناسخ والمنسوخ، وغيره) كذلك المشاركات في أصول وقواعد التفسير، وأعلام المفسرين، وغير ذلك، وهذا ييسر في تصنيف موضوعات الملتقى، أو إصدارها مطبوعة فيما بعد.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[النبع الصافى]ــــــــ[11 May 2009, 05:54 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
أشكركم على الاهتمام بتطوير الملتقى و جعله الله فى ميزان حسناتكم .. و شكرا لاتاحة المشاركة بالرأى للجميع ..
اؤيد بعض الاقتراحات:
- ايجاد قسم لتعليم و تصحيح التلاوة.
-ايجاد قسم للتعليم عن طريق الشبكة .. لاتاحة العلم لمن يرغب و يتعذر عليه بالطرق أو الجهات التقليدية.
-ايجاد قسم لأسئلة الزوار أو العامة من الأعضاء اذا تعذر عليهم فهم اية أو جملة ... الخ
-انشاء مكتبة خاصة بالملتقى .. فنحن نجد كتب للتفسير و علوم القرءان بكثرة فى المنتديات الأخرى ..
اقتراح جديد:
- عمل قسم للأعضاء أو الزوار من العامة أو طلاب العلم للارتقاء بهم .. مثلا عن طريق النصح باسماء بعض الكتب فى كافة مجالات تفسير و علوم القرءان كبداية و بالتدريج بعد ذلك للأعمق فى العلم .. و يا حبذا لو توفر فى مكتبة الملتقى ..
و يكون لكم الأجر باذن الله .. فما أكثر المسلمين الذين يرغبون و يحتاجون الى ذلك ..
-تخصيص قسم للغة القرءان (للغة العربية) لمساعدة طلاب العلم من غير العرب ..
ـ[مها]ــــــــ[14 May 2009, 06:18 م]ـ
بداية لم أتمكن من قراءة روابط المقترحات أعلاه؛ لضعف الاتصال فاكتفيت بنصفها، فأعتذر إن كان فيما دونت تكرارا.
1. إعداد ثلاثة كشافات:
الأول: لأفضل طبعات كتب التفسير وعلوم القرآن، فمادته ضائعة بين صفحات الملتقى، ولا يهتدي البعض لها، فتتكرر الأسئلة حولها والجواب موجود، فتسهيلا للوصول يمكن عمل هذا الكشاف، والاستفادة من هذا الرابط كشاف الكتب ( http://www.khudheir.com/kashaf) من موقع الشيخ عبد الكريم الخضير.
الثاني: لخطط الرسائل العلمية، فكثير من الأعضاء حملة ماجستير ودكتوراه، وخطة بحثه موجودة على جهازه، فلتكن البداية بهم، وستكثر الخطط مع الأيام.
الثالث: للموضوعات المسجلة (قيد البحث) في الدراسات العليا، إذ معرفة الباحث لها شاق بعض الشيء، لكن يوجد من أعضاء الملتقى من هم أعضاء في جامعات، فلو تبنى كل عضو جامعته التي ينتمي إليها، وأدرج الموضوعات المسجلة (قيد البحث) في قسم القرآن وعلومه.
2. وصلات تحدث باستمرار لدروس مختارة للتفسير وعلوم القرآن الموجودة على موقع بث، أو بشكل أوسع الموجودة في وسائل الإعلام المرئية أو المسموعة.
3. تعيين مراقبين إداريين يكون عملهم منحصر في الجانب التنظيمي فقط كنقل الموضوعات إلى مكانها المناسب، وإذا تكررت مشاركة أو سؤال يرفع القديم ويدرج الجديد ضمنها (وتجعل علامة تفيد القارئ بحدوث ذلك)؛ منعا للتكرار وتكثير صفحات الملتقى دون فائدة، ومن عملهم أيضا البحث عن الموضوعات والحوارات التي طرحت ولم تستكمل فترفع لتأخذ حظا أوفر ثم يجعل في آخرها خلاصتها، ومن عملهم أيضا عنونة المشاركات بدل ما يحدث في بعضها من عنوان ليس بعنوان، وكذلك النظر في صلاحية قليل من المعرفات .. إلخ
4. بعث اللقاءات العلمية.
سدد الله الخطى، وأدام ظل هذا الملتقى.
أسأل الله أن يوفقكم ياشيخ عبدالرحمن وأن يجعلكم مباركين أين ما كنتم، وأن يتمم هذا العمل الجليل الذي تتبنونه، وأتمنى وفقكم الله أن يكون هذا العمل مرحلياً، لأن المرحلية دائماً تسهم في نضج العمل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 May 2009, 06:00 ص]ـ
تم بفضل الله وتوفيقه اجتماع فريق تطوير الموقع يوم الخميس 19/ 5/1430هـ عند الساعة التاسعة صباحاً بمقر مركز تفسير للدراسات القرآنية. وقد درس الفريق المقترحات التي تقدمتم بها جميعاً بعد جمعها وترتيبها، وناقش الفريق آلية العمل المناسبة للخروج برؤية متكاملة لعملية التطوير.
ونحن في فريق التطوير نثمن كل المقترحات الرائعة، والتوجيهات السديدة التي تفضل بها الأعضاء في مشاركاتهم ورسائلهم،كما نشكر كل من يساهم معنا في الارتقاء بهذا الموقع الذي نحمل همه جميعاً، وأرجو أن يرى الجميع ثمرة هذه الجهود التطويرية قريباً بإذن الله.
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[16 May 2009, 10:01 م]ـ
من الممكن أن يقوم هذا الملتقى المبارك بتطوير البحث العلمي في علوم القرآن بالجامعات وذلك بالآتي:
1 - إنشاء قسم خاص يتعلق بالدراسات العليا في علوم القرآن داخل الملتقى لتوجيه الطلاب وإعانتهم في اختيار موضوعاتهم وإعانتهم في كتابتها بمناقشة بعض القضايا الشائكة فيها، ويكون هذا القسم في داخله مقسما إلى قسم الموضوعات المقترحة لكتابة الرسائل وقسم خلاصات البحوث وقسم المناقشات في موضوعات بعينها داخل الرسائل وقسم لنشر هذه الرسائل بعد الفراغ منها .......... الخ
2 - الاتصال بكافة الكليات التي بها دراسات قرآنية في كافة أنحاء العالم الإسلامي لاشتراك الأساتذة والباحثين وطلاب الدراسات العليا بهذا الملتقى الذي يمكن أن يجمع المتخصصين؛ ولا شك أن الدعوة للاشتراك والتنبيه إلى أهمية ذلك من شانه أن يأتي بخير كثير بدلا من ترك الأمر مفتوحا
3 - اقتراح عنوانين للباحثين يكتبون فيها رسائل الماجستير والدكتوراه وفق رؤية كلية "وغالبا ما يترك أمر اختيار الموضوع في الجامعات للطالب نفسه"
4 - كتابة خلاصة الرسائل وما توصلت إليه ونشرها من خلال هذا الموقع، وهذه الخلاصات تكون في الغالب موجودة في الجامعات وعند الباحثين دون أن يطلع عليها أحد فيتيح الموقع الإطلاع عليها
5 - غالبا ما تخرج الدراسات بتوصيات وتوضح طرقا جديدة في الموضوع المدروس لم يتمكن الباحث من الإلمام بها لتقيد الموضوع بإطار محدود، وغالبا ما تترك هذه التوصيات بالجامعات دون أن يراها أحد من الباحثين الجدد
6 - محاولة نشر الرسائل العلمية في الموقع
7 - عقد المناقشات في موضوع بعينه بين طلاب الدراسات العليا والأساتذة، وكثيرا ما يتوقف طلاب الدراسات أزمانا طويلة في بعض القضايا الشائكة دون توجيه أو إرشاد، وغالبا ما يكون المشرف مشغولا جدا عن طالبه؛ وطرح الموضوع للمناقشة من شأنه أن يفيد الباحث من جهة والباحثين الآخرين من جهة ثانية ورواد الملتقى عموما من ناحية ثالثة
اقتراح آخر
وهذا الاقتراح متعلق بتجربتي الذاتية وهو أنني منذ كنت طالبا وحتى الآن أطالع علوم القرآن بصورة أساسية في كتابين هما البرهان في علوم القرآن للزركشي والإتقان في علوم القرآن للسيوطي وهما الكتابان المركزيان في التخصص بعمومه أما الكتب الأخرى فهي عند إرادة التعمق في قضية من تلك القضايا التي تناولها الكتابان، وهذان الكتابان رغم ما فيهما من فائدة كبيرة إلا أن فيهما بعض الأمور التي تحتاج إلى إعادة نظر؛ وهذا أمر يعرفه المتخصصون جيدا، ولأجل ذلك فإنه ينبغي إفراد قسم لكتاب الإتقان أولا لإبداء المتخصصين آراءهم في كل أمر فيه؛ ففي هذا فائدة كبيرة جدا لطلاب العلم، وأرى أن يقسم هذا القسم حسب أجزاء الكتاب ويكون التعليق – فنيا - متاحا في كل جزء من أجزائه، وهذا الأمر سوف يستغرق سنوات ولكنه عظيم الفائدة جدا للأمة كلها
ولا شك أنه من المهم جدا - حتى في الجامعات - التركيز على الموضوعات الواردة في كتب علمائنا القدامى ومحاولة توضيح آرائهم ونقدها وتطويرها ثم بعد ذلك يكون الانطلاق للموضوعات الجديدة، ولا داعي لعقدة الموضوع "المطروق" التي تسارع بها بعض الجامعات لرد بحوث بعض الطلاب؛ فإعادة النظر وإعادة القراءة ومحاولة الفهم والتطوير للموضوعات القديمة هي القاعدة الصلبة للانطلاق، هذا بالطبع بدلا من محاولة الانطلاق للموضوعات الجديدة بلا قاعدة.
ـ[الشريفة فاطمة]ــــــــ[24 May 2009, 04:30 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
وانه لمن دواعي سروري ان حضيت بشرف الانضمام الى هذا الملتقى العظيم الذي استطعت من خلاله التعرف على العديد مما يزخر به علم التفسير ورسم المصحف وضبطه. وتمكنت من اضافة الجديد الى معلوماتي بخصوص علوم القران كلها.
ملاحظتي هي تعليق بسيط على مقترح من الاستبانة يقترح جعل المنتدى فقط للمتصفحين من اهل الاختصاص فارجو ان لايطبق هذا فهناك مثلا من كان تخصصه طب او صيدلة او علوم اوغيرها ولكنه يحتاج موضوعا للبحث عن القران وعلومه وعن التفسير. وربما كان احد مهتما بالشريعة فوجد بهذا الموقع العظيم مايروي عطش تلهفه ويغني فكره بهذا العلم القيم فارجو ان يكون المنتدى لكل من احب التزود والغرف من معين علوم القران والتفسير.
وختاما وفقكم الله لما فيه رضاه وسدد خطوات شيوخنا الافاضل ونور بهم ولهم سماء العلم ويسرا لنا واياهم طريق تحصيله.(/)
صدور العدد الرابع من مجلة الدراسات القرآنية
ـ[ناصر الدوسري]ــــــــ[06 May 2009, 08:04 م]ـ
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/thum_22384a01bec2101ab.jpg ('http://www.tafsir.net/vb/vbimghost.php?do=displayimg&imgid=669')
نحمد الله تعالى على ما أعان ووفق لإصدار العدد الرابع من مجلة الدراسات القرآنية، والتي تصدر عن الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه.
وأجدها فرصة طيبة في شكر كل من ساهم في دعم المجلة وإدارة تحريرها من مجلس إدارة الجمعية، وهيئة تحرير المجلة، والإخوة الباحثين.
كما أكرر الدعوة في المساهمة في دعم مجلتكم مجلة الدراسات القرآنية عن طريق نشر بحوثكم العلمية في هذه المجلة.
وقد جاء في هذا العدد ستة موضوعات هي:
1. التفسير بالأثر بين ابن جرير وابن أبي حاتم.
د. محمد بن عبد الله الخضيري، عضو هيئة التدريس بكلية أصول الدين بالرياض.
وقد اشتمل هذا البحث على تعريف بالتفسير بالأثر، وترجمة للإمامين ابن جرير وابن أبي حاتم، ثم عقد الباحث باباً في المقارنة بين هذين الإمامين في التفسير من حيث: مروياتهم في التفسير وأكثر من روى عنه التفسير من الصحابة والتابعين في تفسيرهما، ومقارنة بين طرق التفسير عندهما، وما انفرد به كل واحد منهما به من الرواة.
2. حفص بن سليمان الكوفي المقرئ – بين الجرح والتعديل.
د. يحيى بن عبد الله الشهري البكري.
عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة وأصول الدين جامعة الملك خالد.
وهذا البحث مناقشة لما كتبه الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد في موضوع بعنوان (حفص بن سليمان الأسدي راوي قراءة عاصم بين الجرح والتعديل).
وقد بين الباحث في بحثه هذا ما يتعلق بهذا الإمام – حفص بن سليمان الكوفي المقرئ – من: موقف نقاد الحديث منه في رواية القرآن، وفي رواية الحديث، وما وقع من اشتباه حفص بن سليمان بغيره، وتوثيق وتضعيف حفص بن سليمان، وبيان حاله.
3. القول بالصرفَّة في إعجاز القرآن الكريم – عرض ودراسة.
د. عبدالرحمن بن معاضة الشهري
عضو هيئة التدريس بكلية التربية بجامعة الملك سعود، والمشرف العام على هذا الملتقى المبارك.
وقد تناول الباحث في بحثه هذا: تعريف الصرفة، ونشأة القول بها، وأبرز القائلين بها، والمعارضين لها، وأدلة كل فريق ومناقشتها، ثم ختم بحثه باسنتاجات حول هذا الموضوع.
4. أشد آية على العلماء – تفسير وفوائد.
د. أحمد بن محمد بن إبراهيم البريدي
عضو هيئة التدريس بكلية العلوم والآداب جامعة القصيم.
استعرض الباحث تفسير قوله تعالى (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آيتنا فانسلخ منها) الآية 175 من سورة الأعراف.
حلل ألفاظ هذه الآيات، وأبان الدروس والعبر المستنبطة من هذه الآيات.
5. دروس وعبر من سورة السجدة.
د. محمد بن حمد بن عبد الله المحيميد.
عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة القصيم.
وقف فيه الباحث مع موضوعات هذه السورة، وما ورد فيها من فضائل ومقاصد وفوائد.
6. الوظيفة ومرادفاتها في ضوء القرآن الكريم – أحكامها وأخلاقها دراسة موضوعية.
د. عصام بن عبدالمحسن الحميدان
الأستاذ المساعد بقسم الدراسات الإسلامية والعربية - جامعة الملك فهد للبترول والمعادن.
وقد تحدث الباحث في بحثه عن: أقسام الوظائف الخاصة في القرآن الكريم (التجارة – الزراعة – النجارة – الحدادة – الرعي)، والوظائف العامة.
ثم عقد فصلاً عن الأخلاق الوظيفية في القرآن الكريم، ثم تحدث عن شروط الوظيفة في ضوء القرآن القرآن الكريم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 May 2009, 08:06 م]ـ
الحمد لله رب العالمين على توفيقه.
بشرك الله بالخير يا أبا محمد ووفقك لكل خير.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[07 May 2009, 12:31 ص]ـ
بارك الله فيكم.
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[07 May 2009, 10:56 ص]ـ
شكر الله لك يا دكتور ناصر، وياحبذا لو تضع عنوان المجلة الالكتروني حتى يتسنى للباحثين ارسال بحوثهم للمجلة الموقرة ولاسيما من هم خارج المملكة
ـ[ناصر الدوسري]ــــــــ[07 May 2009, 05:42 م]ـ
شكر الله لك يا دكتور ناصر، وياحبذا لو تضع عنوان المجلة الالكتروني حتى يتسنى للباحثين ارسال بحوثهم للمجلة الموقرة ولاسيما من هم خارج المملكة
نرحب بمشاركتك أنت والإخوة الباحثين جميعا
وبين يديك قواعد النشر في المجلة وعناوين الاتصال بالمجلة
قواعد وضوابط النشر
1 - أن يكون البحث متسماً بالأصالة وسلامة الاتجاه.
2 - أن يكون البحث دقيقاً في التوثيق والتخريج.
3 - أن تتحقق له السلامة اللغوية.
4 - مراعاة علامات الترقيم.
5 - ألا يكون قد سبق نشره.
6 - ألا يكون مستلاًّ من بحث أو رسالة نال بها الباحث درجة علمية.
7 - توضع حواشي كل صفحة أسفلها على حدة ويكون ترقيم حواشي كل صفحة مستقلاً.
8 - تثبت المصادر والمراجع في فهرس يلحق بآخر البحث.
9 - توضع نماذج من صور الكتاب المخطوط الملحق في مكانها المناسب.
10 - ترفق جميع الصور والرسوم المتعلقة بالبحث واضحة جلية.
11 - ألا تزيد صفحات البحث عن ثمانين صفحة ( A4) ولا تقل عن عشرين صفحة.
12. أن يكون خط الأصل (18) وخط الهامش (14)، ونوع الخط ( Arabic Traditional ).
13 - يرفق الباحث ثلاث نسخ مطبوعة، مع ملخص لا يزيد على صفحة واحدة.
14 - تُحكَّم البحوث والدراسات المقدمة للنشر في المجلة من قبل اثنين على الأقل.
15 - تُعاد البحوث معدلة على قرص حاسوبي.
16 - لا تعاد البحوث والدراسات إلى أصحابها سواء نشرت أم لم تنشر.
17. للمجلة الحق في نشر البحث على الموقع الإلكتروني للجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه بعد إجازته للنشر.
18 - يُعطى الباحث نسختين من المجلة وخمس مستلات من بحثه.
جميع المراسلات وطلبات الاشتراك باسم
رئيس هيئة التحرير على النحو التالي:
المملكة العربية السعودية - الرياض
ص. ب: 17999 الرياض: 11494
هاتف وناسوخ 2582705
البريد الإلكتروني: quranmag@gmail.com
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ناصر الدوسري]ــــــــ[09 May 2009, 06:06 م]ـ
سيتم بإذن الله توزيع العدد الثالث (لمن لم تصله نسخته) وكذلك العدد الرابع من المجلة لجميع أعضاء الجمعية يوم الأربعاء القادم إن شاء الله وقت اجتماع الجمعية العمومية.(/)
دراسات حول تفسير التحرير والتنوير للطاهر ابن عاشور
ـ[رحمة]ــــــــ[06 May 2009, 08:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حياكم الله الأخوة الأعضاء في هذا الملتقى الكريم
سؤالي حول الدراسات التي كتبت عن تفسير التحرير والتنوير للشيخ الطاهر ابن عاشور ولكم مني جزيل الشكر والعرفان.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[06 May 2009, 11:25 م]ـ
.
ـ في بنات القاهرة جامعة الأزهر " ابن عاشور ومنهجه في التفسير"
ـ التذييل في التحرير والتنوير دكتوراه من كلية اللغة العربية جامعة الأزهر بالقاهرة للزميل د. على العطار قسم البلاغة.
والله الموفق
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[07 May 2009, 11:59 ص]ـ
تقريب التحرير والتنوير للدكتور محمد الحمد، في مجلدين.
ـ[مها]ــــــــ[07 May 2009, 09:25 م]ـ
على هذا الرابط، ذكرت عدة دراسات، واقترحت موضوعات:
موضوعات مقترحة للبحث العلمي من خلال كتاب (التحرير والتنوير) لابن عاشور رحمه الله ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=14821)
ـ[رحمة]ــــــــ[09 May 2009, 11:45 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على إفادتكم لي أعلم بأن الدراسات حول تفسير التحرير والتنوير كثيرة وجليلة تستوقف القاريء ,ولكني أبحث عن دراسات حول الظاهرة البلاغية في الشاهد الشعري من خلال تفسير التحرير والتنوير شاكرة لكم بذل جهودكم.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[14 May 2009, 10:40 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
من خير ما وقفت عليه في الدراسات حول تفسير ابن عاشور كتاب:
الاختيارات العلمية عند ابن عاشور من خلال تفسيره
للدكتور محمد أو سالم
فهو بحق كتاب جد رائع، جزى الله مؤلفه خيراً
والكتاب قرأته مرتين، وواضح جداً أنه هضم التفسير واستوعبه تماماً وهو من مطبوعات ابن حزم.
وفيه نفائس لا توجد في من كتب عن حياة ابن عاشور أو منهجه كرسالة أكاديمية(/)
دين الإسلام .. ملة إبراهيم .. سُنّة محمد (عليهم الصلاة والسلام) .. ثم الشرعة والمنهاج.
ـ[شاكر]ــــــــ[06 May 2009, 08:21 م]ـ
قال الله تبارك وتعالى:
(وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا) النساء:125
(قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) الأنعام:161
جاء في الملل والنحل للشهرستاني رحمه الله
ارباب الديانات والملل من المسلمين واهل الكتاب وممن له شبهه كتاب
نتكلم ههنا فى معنى
الدين والملل والشرعة والمنهاج والاسلام والحنيفية والسنة والجماعة
فانها عبارات وردت بالتنزيل ولكل واحدة منها معنى يخصها وحقيقة توافقها لغة واصطلاحا
وقد بين معنى الدين
انه الطاعة والانقياد وقد قال الله تعالى ان الدين عند الله الاسلام وقد يرد معنى الجزاء يقال
كما تدين تدان
أي كما تفعل تجازى وقد يرد بمعنى الحساب يوم المعاد والتناد قال تعالى ذلك الدين القيم فالمتدين هو المسلم المطيع المقر بالجزاء والحساب يوم التناد والمعاد قال الله تعالى ورضيت لكم الاسلام دينا
ولما كان نوع الانسان محتاجا الى اجتماع مع اخر من بنى جنسه فى اقامة معاشه والاستعداد لمعاده وذلك لاجتماع يجب ان يكون على شكل يحصل به التمانع والتعاون حتى يحفظ بالتمانع ما هو اهله ويحصل بالتعاون ما ليس له فصورة الاجتماع هذه على الهيئة هى الملة
والطريق الخاص الذي يوصل الى هذه الهيئة هو المنهاج والشرعة والسنة
والاتفاق على تلك السنة هى الجماعة قال الله تعالى لكل جعلنا منكم شرعةا ومنهاجا
ولن يتصور وضع الملة وشرع الشرعة الا بواضع شارع يكون مخصوصا من عند الله بايات تدل على صدقة وربما تكون الاية مضمنة فى نفس الدعوى وقد تكون ملازمة وربما تكون متأخرة
ثم اعلم ان الملة الكبرى هى ملة ابراهيم الخليل عليه السلام وهي الحنيفية التى تقابل الصبوة تقابل التضاد وسنذكر كيفية ذلك ان شاء الله تعالى قال الله تعالى ملة ابيكم ابراهيم
والشريعة ابتدأت من نوح عليه السلام قال الله تعالى شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا
والحدود والاحكام ابتدأت من ادم وشيث وادريس عليهم السلام
وختمت الشرائع والملل والمناهج والسنن بأكملها واتمها حسنا وجمالا بمحمد عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الاسلام دينا
وقد قيل خص ادم بالاسماء
وخص نوح بمعانى تلك الاسماء
وخص ابراهيم بالجمع بينهما
ثم خص موسى بالتنزيل
وخص عيسى بالتأويل
وخص المصطفى صلوات الله عليهم اجمعين بالجمع بينهما على ملة ابيكم ابراهيم
ثم كيفية التقرير الاول والتكميل بالتقرير الثاني بحيث يكون مصدقا كل واحد ما بين يديه من الشرائع الماضية والسنن السالفة تقديرا للامر على الخلق وتوفيقا للدين على الفطرة فمن خاصية النبوة لا يشاركهم فيها غيرهم وقد قيل ان الله عز وجل اسس دينه على مثال خلقه ليستدل بخلقه على دينه وبدينه على خلقه.
(ج1 ص38/ 39)
فهذا مجمل مختصر لمعاني تلك الكلمات ونطمع من أساتذتنا الأفاضل المزيد من التوضيح والإثراء لمعاني تلك الكلمات والفروق بينها لتعم الفائدة للجميع.
وسؤال آخر مهم وهو:
ما هي ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام التي أمر الله تعالى نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ باتباعها وذلك في قوله تعالى:
(ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) النحل:123
(وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) البقرة:130
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[06 May 2009, 10:05 م]ـ
وسؤال آخر مهم وهو:
ما هي ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام التي أمر الله تعالى نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ باتباعها وذلك في قوله تعالى:
(ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) النحل:123
(وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) البقرة:130
هي الإسلام، كم هي الآية التي بعدها وهي وصيته لبنيه من بعده.
(إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132)
ـ[شاكر]ــــــــ[07 May 2009, 10:41 ص]ـ
جزاك الله خيرا
لكن الإسلام هو دين جميع الأنبياء منذ آدم إلى محمد ـ صلوات الله وسلامه عليهم جميعا ـ
ويبقى السؤال:
لماذا خص إبراهيم عليه السلام؟
ولماذا استعمل لفظ "الملة" بدلا من لفظ "الدين"؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[07 May 2009, 11:51 ص]ـ
جزاك الله خيرا
لكن الإسلام هو دين جميع الأنبياء منذ آدم إلى محمد ـ صلوات الله وسلامه عليهم جميعا ـ
ويبقى السؤال:
لماذا خص إبراهيم عليه السلام؟
ولماذا استعمل لفظ "الملة" بدلا من لفظ "الدين"؟
خص إبراهيم عليه السلام لأنه جعله إماما يقتدى به، ولأنه أبو الأنبياء من بعده فالنبوة كلها في ذرية إبراهيم.
أما لماذا استعمل لفظ الملة بدل من لفظ الدين؟
فأقول قد استعمل هذا وهذا في آية الأنعام التي ذكرتها أنت:
(قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) الأنعام:161
وقال في سورة الشورى:
(شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ) سورة الشورى (13)
يقول بن عاشور رحمه الله تعالى في تفسيره:
"والملة بكسر الميم الدين والشريعة وهي مجموع عقائد وأعمال يلتزمها طائفة من الناس يتفقون عليها وتكون جامعة لهم كطريقة يتبعونها، ويحتمل أنها مشتقة من أملَّ الكتاب فسميت الشريعة ملة لأن الرسول أو واضع الدين يعلمها للناس ويمللها عليهم كما سميت ديناً باعتبار قبول الأمة لها وطاعتهم وانقيادهم."
ـ[شاكر]ــــــــ[07 May 2009, 10:08 م]ـ
أما لماذا استعمل لفظ الملة بدل من لفظ الدين؟
فأقول قد استعمل هذا وهذا في آية الأنعام التي ذكرتها أنت:
(قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) الأنعام:161
أخي الحبيب محب القرآن
لاحظ ـ بارك الله فيك ـ قول الشهرستاني رحمه الله فيما نقلته في أول مشاركة:
(الدين والملل والشرعة والمنهاج والاسلام والحنيفية والسنة والجماعة
فانها عبارات وردت بالتنزيل ولكل واحدة منها معنى يخصها وحقيقة توافقها لغة واصطلاحا)
ففي الآية الكريمة التي ذكرتها أعلاه
(قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) الأنعام:161
دينا قيما: عام وهو الإسلام
ملة إبراهيم: خاص .. فما هي؟
ومثله قوله تعالى:
(وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا) النساء:125
ويلاحظ ايضا التفريق بينهما في الأحاديث الشريفة مثل قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
قال ابن مردويه حدثنا محمد بن عبد الله بن حفص حدثنا أحمد بن عصام حدثنا أبو داود الطيالسي حدثنا شعبة أنبأنا سلمة بن كهيل سمعت ذر بن عبد الله الهمداني يحدث عن ابن أبزى عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصبح قال أصبحنا على ملة الإسلام وكلمة الإخلاص ودين نبينا محمد وملة أبينا إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين (تفسير ابن كثير)
(فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأوثق العرى كلمة التقوى، وخير الملل ملة إبراهيم، وخير السنن سنة محمد .. ) الجامع الصغير
يقول بن عاشور رحمه الله تعالى في تفسيره:
"والملة بكسر الميم الدين والشريعة وهي مجموع عقائد وأعمال يلتزمها طائفة من الناس يتفقون عليها وتكون جامعة لهم كطريقة يتبعونها، ويحتمل أنها مشتقة من أملَّ الكتاب فسميت الشريعة ملة لأن الرسول أو واضع الدين يعلمها للناس ويمللها عليهم كما سميت ديناً باعتبار قبول الأمة لها وطاعتهم وانقيادهم."
تفسير ابن عاشور رحمه الله مجمل وعام مع أنه يتضمن إجابة ـ إن شاء الله ـ لكنه يحتاج إلى تفصيل وتوضيح وبيان أكثر.
وخذ هذه المعلومة أخي محب القرآن فقد تفيد في الوصول للجواب.
(مَلَتَهَ) يَمْلِتُّه حَرَّكَهُ وزَعْزَعَه
(والأَماليتُ) الإبِلُ السِّراعُ وكسِكِيتٍ سِنْفُ المَرْخِ.
(القاموس المحيط)
ملت
ابن سيده: مَلَته يَمْلِته مَلْتاً كمَتَله أَي زَعْزَعَه أَو حَرَّكه. قال الأَزهري: لا أَحفظ لأَحد من الأَثمة في مَلَت شيئاً؛ وقد قال ابن دريد في كتابه: مَلَتُّ الشيءَ مَلْتاً، ومَتَلْتُه مَتْلاً إِذا زَعْزَعْته وحَرَّكته؛ قال: ولا أَدري ما صحته. (محيط المحيط)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[07 May 2009, 11:48 م]ـ
أخي الحبيب محب القرآن
لاحظ ـ بارك الله فيك ـ قول الشهرستاني رحمه الله فيما نقلته في أول مشاركة:
(الدين والملل والشرعة والمنهاج والاسلام والحنيفية والسنة والجماعة
فانها عبارات وردت بالتنزيل ولكل واحدة منها معنى يخصها وحقيقة توافقها لغة واصطلاحا)
ففي الآية الكريمة التي ذكرتها أعلاه
(قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) الأنعام:161
دينا قيما: عام وهو الإسلام
ملة إبراهيم: خاص .. فما هي؟
الأخ الفاضل لو تأملت ألاية لرأيت أن الله تعالى قد أمر نبيه أن يخبر أن الله هداه إلى صراط مستقيم هذا الصراط المستقيم هو الدين القيم هو ملة إبراهيم.
فهو شيء واحد عبر عنه بألفاظ مختلفة وإن كان لكل واحد منها في اللغة مدلول خاص يميزه عن غيره لكنه لايفصله عنه اصطلاحا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شاكر]ــــــــ[08 May 2009, 08:13 م]ـ
ومثله قوله تعالى:
(وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا) النساء:125
قال حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سلمة بن كهيل عن ذر عن ابن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أصبحنا على فطرة الإسلام وعلى كلمة الإخلاص وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفا مسلما وما كان من المشركين (مسند أحمد)
(مسند المكيين)
دين إبراهيم ـ عليه الصلاة والسلام ـ الإسلام وهو دين جميع الأنبياء.
ولإبراهيم "ملة" تكرر ذكرها على الخصوص في كتاب الله تعالى
أوحى تعالى لنبينا أن يتبعها
وسفّه من رغب عنها
وأثنى عليها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
فما هي؟
لازال الباب مفتوحا للجميع للمشاركة!
والجواب أيها الإخوة والأخوات أسهل وأبسط مما يتخيل البعض،
وهو منصوص في كتاب الله تعالى!
ألم يقل تبارك وتعالى
(وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[09 May 2009, 01:53 ص]ـ
الأخوة الكرام،
1. الملاحظ أنه يصح أن نقول دين الله ولا يصح أن نقول مِلّة الله.
2. الملاحظ في اللغة أن إملاء الشيء يتم فيه التلقين، ويأخذه المُلقَّن من غير تغيير أو تبديل.
3. وعليه عندما يؤخذ الإيمان والسلوك بالتلقين، وتتناقله الأجيال وتسلك على أساسه يكون ملّة. وقد تكون ملة حق وقد تكون ملة باطل.
4. ملة إبراهيم عليه السلام: ما تم تناقله والتعاهد به بين الأجيال المؤمنة والتي كانت تقودها الأنبياء، مقتدية بإبراهيم عليه السلام.
5. وعليه يكون الأمر متعلق بثوابت العقيدة والأخلاق والسلوك، وما لم ينسخ في مسيرة النبوة من شرائع.
ـ[شاكر]ــــــــ[09 May 2009, 11:46 م]ـ
الأخ الفاضل أبا عمرو
ملاحظة جيدة جزاك الله خيرا
فليس من المألوف القول "ملة الله" بل دين الله عز وجل.
وكذلك جاء النص باتباع "ملة إبراهيم" وليس "دين إبراهيم"
وما تفضلت به على معنى الملة فهو وجه وأحد معاني الكلمة.
وهنا لا بد من البيان أولا أن "الدين" يدل على "الملة" والعكس صحيح فالملة أيضا تدل على الدين.
ولهذا نجد في كتب التفسير من يفسر أحيانا اللفظين بنفس المعنى. وهذا لا ينفي أن لكلا اللفظين معنى خاص به.
فالدين: هو الاعتقاد والخضوع والإذعان والطاعة والاستسلام والدينونة لله في كل ما يدين به العبد ربه.
والملة: هي الطريقة لممارسة الاعتقاد عمليا .. بمعنى آخر الحركة بما يعتقد وفق طريقة منظمة ومستمرة.
جاء في تفسير البغوي رحمه الله: " والملة الطريقة"
وجاء في لسان العرب: " وفي التنزيل: حتى تتبع ملتهم، قال أبو إسحق: الملة في اللغة سُنتهم وطريقهم."
وجاء في القاموس المحيط: (مَلَتَهَ) يَمْلِتُّه حَرَّكَهُ وزَعْزَعَه."
وتقدم قول الشهرستاني أعلاه: " ولما كان نوع الانسان محتاجا الى اجتماع مع اخر من بنى جنسه فى اقامة معاشه والاستعداد لمعاده وذلك لاجتماع يجب ان يكون على شكل يحصل به التمانع والتعاون حتى يحفظ بالتمانع ما هو اهله ويحصل بالتعاون ما ليس له فصورة الاجتماع هذه على الهيئة هى الملة
والطريق الخاص الذي يوصل الى هذه الهيئة هو المنهاج والشرعة والسنة"
والآن وقد تبين أن الملة هي الطريقة والحركة بما يعتقد،
فكيف كانت ملة إبراهيم أي طريقته وحركته بما يعتقد ـ عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم ـ.
فهل من مُشّمر يستخرجها لنا من كتاب الله تعالى؟!
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 May 2009, 12:35 ص]ـ
والآن وقد تبين أن الملة هي الطريقة والحركة بما يعتقد،
فكيف كانت ملة إبراهيم أي طريقته وحركته بما يعتقد ـ عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم ـ.
فهل من مُشّمر يستخرجها لنا من كتاب الله تعالى؟!
يا أستأذ شاكر أنت بتفسر من عندك؟
أنت سألت في أول موضوعك السؤال التالي:
" وسؤال آخر مهم وهو:
ما هي ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام التي أمر الله تعالى نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ باتباعها وذلك في قوله تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
(ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) النحل:123
(وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) البقرة:130 "
وأجبناك أن ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام التي أمر الله تعالى نبينا صلى الله عليه وسلم باتباعها هي الإسلام بشهادة الآيات كلها التي أضيفت فيها الملة إلى إبراهيم وهي كالتالي:
(وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131)) سورة البقرة
(وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) سورة البقرة (135)
(قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) سورة آل عمران (95)
(وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا) سورة النساء (125)
(قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)) سورة الأنعام
(ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) سورة النحل (123)
(وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) سورة الحج (78)
فمحاولة تفسير الواضحات من أشكل المشكلات.
ويقول الجرجاني في التعريفات:
الدين والملة
متحدات بالذات، ومختلفان بالاعتبار، فإن الشريعة من حيث إنها تطاع، تسمى: ديناً، ومن حيث إنها تجمع، تسمى: ملة، ومن حيث أنها يرجع إليها، تسمى: مذهباً، وقيل: الفرق بين الدين، والمللة، والمذهب: أن الدين منسوب إلى الله تعالى، والمللة منسوبة إلى الرسول، والمذهب منسوب إلى المجتهد.
وأما قولك:
"فالدين: هو الاعتقاد والخضوع والإذعان والطاعة والاستسلام والدينونة لله في كل ما يدين به العبد ربه.
والملة: هي الطريقة لممارسة الاعتقاد عمليا .. بمعنى آخر الحركة بما يعتقد وفق طريقة منظمة ومستمرة."
فأقول هذه فلسفة لا حاجة إليها وقد سبق وقلت لك:
الأخ الفاضل لو تأملت ألاية لرأيت أن الله تعالى قد أمر نبيه أن يخبر أن الله هداه إلى صراط مستقيم هذا الصراط المستقيم هو الدين القيم هو ملة إبراهيم.
فهو شيء واحد عبر عنه بألفاظ مختلفة وإن كان لكل واحد منها في اللغة مدلول خاص يميزه عن غيره لكنه لايفصله عنه اصطلاحا.
فالدين وإن كان في اللغة له معاني متعددة إلا أنه هنا المراد به الإسلام بجميع تفصيلاته، كما قال الله تعالى: " إن الدين عند الله الإسلام".
والملة وإن كان من معانيها في اللغة الطريقة فالمراد هنا بملة إبراهيم دين إبراهيم الذي هو دين الإسلام بجميع تفصيلاته.
ـ[شاكر]ــــــــ[11 May 2009, 10:14 م]ـ
(قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) الممتحنة: 4
(يُتْبَعُ)
(/)
(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) الممتحنة:6
(فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تشركون) الأنعام:78
(فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ) التوبة:114
(قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ) الشعراء:75،76،78
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ) الزخرف:28
(وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا) مريم:48
(فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ) مريم:49
(قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ) الأنبياء:60
(أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) الأنبياء:67
(فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ) الصافات:93
(وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ) الحج:78
(وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) العنكبوت:26
تتجلى ملة إبراهيم ـ عليه الصلاة والسلام ـ
في الجانب العملي للتوحيد وذلك بتحقيق شهادة "لا إله إلا الله "
بركنيها النفي والإثبات: الكفر بالطاغوت والإيمان بالله.
أهم خصائص هذه الملة وطريقة تعاملها مع أهل الشرك:
* دعوة أهل الشرك بعلم وحكمة وموعظة حسنة
(يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا) مريم:43
(يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وليا) مريم:45
(فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ) التوبة:114
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ) الزخرف: 27
*فإن أصر أهل الشرك على شركهم ولم يستجيبوا فعندها:
- إظهار البراءة منهم ومن معبوداتهم الباطلة.
(إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ)
- وإعلان الكفر بهم وبآلهتهم وشرائعهم.
(كَفَرْنَا بِكُمْ)
- وإبداء العداوة والبغضاء لهم حتى يؤمنوا بالله وحده.
(وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ)
ـ إعتزالهم ومفاصلتهم، فلا مداهنة ولا ركون إليهم.
(وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ)
ـ فضح آلهتهم وعيب شرائعهم وتسفيه أحلامهم.
(قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ)
قال الطبري في التفسير: قال ابن جريج: يذكرهم يعيبهم. وقال أيضا: عن ابن إسحاق , قوله: {سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم} سمعناه يسبها ويعيبها ويستهزئ بها "
(أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)
قال الطبري رحمه الله: "وقوله: {أف لكم} يقول: قبحا لكم وللآلهة التي تعبدون من دون الله"
ـ استخدام القوة وتحطيم أصنامهم.
(فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ) الصافات:93
قال الطبري رحمه الله:" فمال على آلهة قومه ضربا لها باليمين بفأس في يده يكسرهن"
ـ جهادهم وهو أعلى مراحل هذه الملة.
(يُتْبَعُ)
(/)
(وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ) ومما يدخل في جهادهم الصدع بكلمة الحق دون الخوف من لومة لائم. نقل الطبري في التفسير عن ابن عباس رضي الله عنه "في قوله: {وجاهدوا في الله حق جهاده} لا تخافوا في الله لومة لائم. وقال آخرون: معنى ذلك: اعملوا بالحق حق عمله" وقال: "وقوله: {هو اجتباكم} يقول: هو اختاركم لدينه , واصطفاكم لحرب أعدائه والجهاد في سبيله"
ـ الهجرة ـ في حالة عدم القدرةـ من الأرض التي لا يستطيع فيها إظهار الدين.
(وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
قال الطبري رحمه الله: "وقال إبراهيم: إني مهاجر دار قومي إلى ربي إلى الشام."
قال الشيخ حمد بن عتيق في الدرر السنية عند كلامه على قوله تعالى: (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه…) الممتحنة: 4 الآية، ومعنى قوله: {بدا} أي ظهر وبان والمراد التصريح باستمرار العداوة والبغضاء لمن يوحد ربّه، فمن حقق ذلك علماً وعملاً وصرح به حتى يعلمه منه أهل بلده لم تجب عليه الهجرة من أي بلد كان، وأما من لم يكن كذلك بل ظن أنه إذا تُرك يصلي ويصوم ويحج سقطت عنه الهجرة، فهذا من الجهل بالدين وغفول عن زبدة رسالة المرسلين…) اهـ. ص199 من جزء الجهاد
وقال أيضاً في الدرر السنية: (وإظهار الدين: تكفيرهم وعيب دينهم والطعن عليهم والبراءة منهم والتحفظ من موادتهم والركون إليهم واعتزالهم، وليس فعل الصلوات فقط إظهاراً للدين) أهـ. من جزء الجهاد ص196.
وقال الشيخ سليمان بن سحمان في ديوان عقود الجواهر المنضدة الحسان ص76، 77: -
إظهار هذا الدين تصريح لهم ... بالكفر إذْْ هم معشر كفار
وعداوة تبدو وبغض ظاهر ... يا للعقول أما لكم أفكار
هذا وليس القلب كاف بغضه ... والحب منه وما هو المعيار
لكنما المعيار أن تأتي به ... جهراً وتصريحاً لهم وجهار
وقال أيضا:
نعم لو صدقت الله فيما زعمته ... لعاديت من بالله ويحك يكفر
وواليت أهل الحق سراً وجهرة ... ولما تهاجيهم وللكفر تنصر
فما كل من قد قال ما قلت مسلم ... ولكن بأشراط هنالك تذكر
مباينة الكفار في كل موطن ... بذا جاءنا النص الصحيح المقرر
وتصدع بالتوحيد بين ظهورهم ... وتدعوهموا سراً لذاك وتجهر
فهذا هو الدين الحنيفي والهدى ... وملة إبراهيم لو كنت تشعر
وقال عند آية الممتحنة أيضاً:
(فهذه هي ملة إبراهيم التي قال الله فيها: {ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه} [البقرة: 130]، فعلى المسلم أن يعادي أعداء الله ويظهر عداوتهم ويتباعد عنهم كل التباعد وأن لا يواليهم ولا يعاشرهم ولا يخالطهم ... ) أهـ ص221، جزء الجهاد - الدرر السنية.
فهذه ملة إبراهيم ـ عليه الصلاة والسلام ـ وطريقته وحركته بهذا الدين لتحقيق التوحيد. (حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في إغاثة اللهفان:
(وما نجا من شرك هذا الشرك الأكبر إلا من جرد توحيده لله وعادى المشركين في الله وتقرب بمقتهم إلى الله)
ثم أوحى الله تعالى إلى نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يتبع ملة إبراهيم
(ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) النحل:123
فاتبعها صلى الله عليه وسلم وأتمها وأكملها أيما كمال حتى صارت سنته ومنهاجه.
قال ابن كثير رحمه الله في التفسير:
" وليس يلزم من كونه صلى الله عليه وسلم أمر باتباع ملة إبراهيم الحنيفية أن يكون إبراهيم أكمل منه فيها لأنه عليه السلام قام بها قياما عظيما وأكملت له إكمالا تاما لم يسبقه أحد إلى هذا الكمال ولهذا كان خاتم الأنبياء وسيد ولد آدم على الإطلاق وصاحب المقام المحمود الذي يرغب إليه الخلق حتى الخليل عليه السلام"
والآن من يستخرج لنا من كتاب الله تعالى وسيرة نبيه ـ وباختصار أيضا ـ كيف قام رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بهذه الملة العظيمة وله الأجر بإذن الله تعالى؟(/)
حذف وإثبات الألف في الرسم القرآني (1 - 10)
ـ[العرابلي]ــــــــ[06 May 2009, 09:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حذف وإثبات الألف هو الأكثر تداولا في الرسم
الألف حرف استعمل للدلالة على الامتداد المنفصل
حذف وإثبات ألف اسم الفاعل
صيغ اسم الفاعل من الفعل الماضي بزيادة ألف بعد الحرف الأول، وبكسر الحرف الثاني،
وسر زيادة الألف أن استعمال الألف هو للدلالة على الامتداد المنفصل، واسم الفاعل دال على صفة في ذات من قام بالفعل فيوصف بها، وهذه الصفة وصف بها بسبب فعل سابق قام به، وليس شرطًا أن يكرر الفعل بعد ذلك، فمن قتل مثلا؛ يصبح قاتلاً، وقد لا يكون منه فعل القتل إلا هذه المرة الوحيدة التي حمل بها هذه الصفة، ولا يكرر فعلها بعد ذلك، أو أن هذه الصفة ترتبط بالفاعل وتنفصل عنه في وقت أو أوقات؛ قلت أو كثرت؛ كمثل جالس، وآكل، وعابد.
والتي يقوم صاحبها بتكرار فعلها مما لا يرتبط بفطرة الناس والمبالغة فيه؛ فصيغة "فعَّال" هي الأنسب؛ كبقَّال، وخبَّاز، وحدَّاد، ونجَّار.
أما الصفات الدائمة فيستعمل لها صيغة "فعيل"؛ حيث حرف الياء المستعمل للدلالة على التحول والثبات أكثر صلاحًا من الألف، وتمثيلا للواقع؛ كرحيم، وحميد، وكريم، وقدير.
ولما كان أكثر أفعال الناس هي من الأفعال التي لا يرتبط الإنسان بها كثيرًا، وتكون عند الحاجة؛ كثر استعمال الألف في اسم الفاعل في تمثل حقيقة هذه الصفات، وهي متولدة من إشباع فتحة الحرف الأول الذي يمثل وجه الفعل، ففي امتداده انتقل بها الفعل من كونه حدثًا إلى اسم له صفة الاستمرار فوق زمن الحدث،
ووجود الألف يدل كذلك على أكثر من شيء؛ فهي تعطي المسمى اسمًا آخر له فوق ما يعرف به من اسم أو أسماء أخرى، وأن هذه الصفة غير مقصورة على أشخاص محددين؛ بل قد يحملها من الناس من لا يحصر عددهم، لكنهم يظلون قلة بين الناس.
ومجموع الكلمات التي في وسطها ألف في رواية حفص 2800 كلمة إلا بضع كلمات، ومكررة في القرآن أكثر من 16500 مرة.
ولذلك لا يمكن عرض هذا الكم الكبير
وسننتقي منه ما يدل على باقيه إن شاء الله تعالى
واختيارنا سيكون للكلمات التي كتبت بالحذف والإثبات
الكلمة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
حذف وإثبات ألف باسط
ورد اسم الفاعل "باسط" في القرآن ثلاث مرات؛ ثبتت الألف في موضع واحد، وحذفت في موضوعين؛
في قوله تعالى: (لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ (14) الرعد.
وفي قوله تعالى: (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوْ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18) الكهف.
في قوله تعالى: (لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِي إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) المائدة.
الباسط كفيه للماء وإن أراد بذلك شيئًا فلا يرجع بشيء منه يمد نفسه به.
وبسط الكلب يديه لا لشيء يناله بهذا البسط، ويمنع بفعله هذا من امتداد ودخول الحيوانات إلى داخل الكهف.
فلأجل ان البسط لم يؤد إلى مد كان حذف الألف منهما.
أما في آية المائدة فالنفي لبسط اليد التي تمتد إليه وتناله بالقتل؛ فلأجل ذلك أثبتت الألف فيها.
وثبتت الألف في صيغة الجمع لأن البسط أدى إلى أخذ أنفس المتوفَين بهذا البسط؛
في قوله تعالى: (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ ءاَيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93) الأنعام.
الكلمة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
حذف وإثبات ألف ساحر
ورد اسم الفاعل "ساحر" اثنتي عشرة مرة؛ ثبتت الألف في ثلاثة مواضع، وحذفت في تسعة مواضع؛
في قوله تعالى: (قَالَ الْمَلأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (109) الأعراف.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي قوله تعالى: (يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (112) الأعراف.
(سحَّارٍ): قراءة حمزة، والكسائي، وخلف.
وفي قوله تعالى: (أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرْ النَّاسَ وَبَشِّرْ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ (2) يونس.
(لَسِحْرٌ): قراءة نافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وأبو جعفر، ويعقوب.
وفي قوله تعالى: (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (79) يونس.
(سحَّارٍ): قراءة حمزة والكسائي وخلف.
وفي قوله تعالى: (قَالَ لِلْمَلإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (34) الشعراء.
وفي قوله تعالى: (وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (4) ص.
وفي قوله تعالى: (إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (24) غافر.
وفي قوله تعالى: (فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (39) الذاريات.
السحر سلب للعقل والتحكم بالنفس؛ فيرى المسحور غير ما يبصر، ويتصرف بغير ما يجب، وهي صفة سلب لا صفة زيادة وامتداد، فإذا جرى الاتهام بالسحر والكذب؛ فألف ساحر تسقط، وفي اتهام ملأ فرعون لموسى بالسحر سلب وصفه بالنبي المرسل، وعدم الإقرار له بالنبوة، أما إرسال فرعون الرسل، وبعثهم لجمع السحرة؛ فلأجل سلب موسى صفة الإعجاز الدالة على نبوته، ولا يوجد غيرهم ممن يصلح لذلك، ولم يتقرر بعد من الذي يغلب ويتفوق فيها على الآخر؛ فسقطت الألف فيها؛ لأجل سلب صفة النبوة، وليس وصفهم بالسحر هو لبيان الزيادة فيهم وامتداد القدرات لهم.
وأثبتت في قوله تعالى: (وَقَالُوا يَاأَيُّهَ السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ (49) الزخرف.
وفي قوله تعالى: (كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (52) الذاريات.
فأما ثباتها في الزخرف فلأنهم أرادوا أن وصفه المدح له لا الذم؛ ليدع الله لهم بأن يبعد ما حل بهم.
وأما إثباتها في الذاريات فلأن قولهم يفيد أن الرسول ازداد صفة لم تكن به؛ إما أن يكون ساحرًا أو مجنونًا ...
وأثبتت في قوله تعالى: (وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69) طه.
(كَيْدُ سِحْرٍ) قراءة: حمزة والكسائي وخلف.
وأما حذفها في قوله تعالى: (إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ)؛ فلأجل الاستهانة بفعلهم، ولن تقوم له قيامة أمام لقف العصا له، ولذلك جاءت القراءة الأخرى (كَيْدُ سِحِرٍ)؛ لتشمل الاستهانة بالسحر وفاعله.
وأما ثباتها في الموضع الثاني من الآية: (وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى)؛ أي لا فلاح لهم في أي نوع من السحر يأتون به، مهما زادوا فيها، وتقلبوا في فنونها ... فلأجل ذلك ثبتت الألف فيه. فثبات الألف في هذه المواضع الثلاث لقصد الامتداد والزيادة التي كان يتصف بها الساحر.
وحذفت في "ساحران" تثنية "ساحر"؛
في قوله تعالى: (قَالُوا إِنْ هَاذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمْ الْمُثْلَى (63) طه.
وصف السحرة موسى وهارون عليهما السلام بأنهما ساحران؛ لأنهما دخلا على فرعون معًا، وأرجئا إلى الموعد معًا، وهما يقفان في الساحة معًا، فسقطت ألف الاثنين (الثانية) في ساحران؛ الدالة على تميز بعضهما عن بعض في الوصف، وحذفت ألف الاثنين كذلك من هذان.
ولما كان الحديث عن التأثير السلبي عليهم منهما؛ بإخراجهم من أرضهم، والذهاب بطريقتهم المثلى؛ فسقطت ألف اسم الفاعل "الأولى" في ساحران.
ولما كان فعل موسى عليه السلام أكبر وأظهر؛ وهو المخاطب فيمن يبدأ، فلم يسوَّ بينهما في ذلك؛ أثبتت ألف الاثنين المفرقة بينهما في الدرجة والمنزلة؛ في"يريدان" و"يخرجاكم"، و"يذهبا".
وأثبتت ألف الاثنين؛
(يُتْبَعُ)
(/)
في قوله تعالى: (فَلَمَّا جَاءَهُمْ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ (48) القصص.
سحران تظاهرا فسرت بتفاسير كثيرة؛ (التوراة والإنجيل)، أو (الإنجيل والقرآن)، أو (التوراة والقرآن)، على قراءة عاصم، والكسائي، وخلف ويعقوب.
والتفسير الأخير هو الأرجح لارتباط الكتابين بموسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام
والفرق كبير بين الكتابين في زمن النزول، واللسان الذي أنزل بهما، وتأثيرهما على المؤمنين بهما؛ فثبتت لذلك الألف فيها.
وعلى قراءة البقية؛ "ساحران" فالمقصودان هما؛ (موسى وهارون)، وقيل (موسى ومحمد)، عليهم الصلاة والسلام جميعًا،
فسقوط ألف اسم الفاعل (الأولى) منهما علامة على تعادلهما فيما وصفا به من السحر، وأن مراد قولهم الذم فيهما، وقد تظاهرا أي تعاونا على إسناد بعضهما لبعض مما يبين تميز كل منهما عن الآخر، وعلى ذلك أثبتت ألف الاثنين في "ساحران" وفي "تظاهرا"
والله تعالى أعلم.
الكلمة الثالثة
بسم الله الرحمن الرحيم
حذف وإثبات ألف السامري
ورد اسم الفاعل "السامريّ" ثلات مرات؛ ثبتت ألف في موضعين، وسقطت في موضع واحد فقط:
في قوله تعالى: (قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمْ السَّامِرِيُّ (85) طه.
وفي قوله تعالى: (قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (87) طه.
وفي قوله تعالى: (قَالَ فَمَا خَطْبُكَ ياسَامِرِيُّ (95) طه.
اسم السامري من مادة "سمر" والسمر هو السهر مع جمع في ظلمة الليل في غير مكانه، خلاف السهر في نفس المكان من ذهاب النوم؛ وذلك مما دلت عليه حروف الكلمتين، والاشتراك بينهما هو في التفلت من النوم وهذا من؛ (سين التفلت)، والتزام الصحو وعدم النوم مع مجيء الليل وهذا من؛ (راء الالتزام).
قال تعالى: (قَدْ كَانَتْ ءايَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ (66) مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ (67) المؤمنون.
واسمه دال على فعله، فهو قد تفلت وخرج من توحيد الله تعالى؛ ليظل في صحو في ظلمة الكفر والإشراك بالله مع من غواهم من بني إسرائيل.
وثبات ألف السامري في الآية الأولى والثانية لأجل فعله في مد عبادة قومه إلى عبادة غير الله عز وجل؛ فعبدوا العجل، وارتفاع شأنه في قومه، فثبتت ألف المد فيه لأجل ذلك.
وأما حذفها في الموضع الثالث؛ فلأجل أنه في موضع المساءلة على قبح عمله في إضلال قومه، وذلك بعد رجوع موسى عليه السلام إلى قومه، وبيان الضلال الذي وقعوا فيه، فسقطت لذلك الألف في اسمه بعد انكشاف أمره، وانتهاء ضلالته، وسقوط شأنه.
وكذلك سقطت ألف سامرًا؛ لأن هذا الحديث هو في الآخرة عن الدنيا بعد انتهائها، وتذكيرهم بسمرهم الذي أوردهم ما آلوا إليه من الخسران في الآخرة.
الكلمة الرابعة
بسم الله الرحمن الرحيم
حذف وإثبات ألف شاهد
ورد اسم الفاعل "شاهد" سبع مرات؛ ثبتت ألف في أربعة مواضع، وسقطت في ثلاث مواضع؛
في قوله تعالى: (قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنْ الْكَاذِبِينَ (26) يوسف
وفي قوله تعالى: (قُلْ أَرَءَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَاءِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10) الأحقاف
وفي قوله تعالى: (وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3) البروج
وفي قوله تعالى: (أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنْ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ (17) هود.
شهد شاهد - في سورة يوسف - فأخذ بشهادته على امرأت العزيز.
(يُتْبَعُ)
(/)
وشهد شاهد - في سورة الحقاف - على كتاب الله فآمن واستكبر بقية بني إسرائيل عن الإيمان.
وشهد شاهد - في سورة البروج - يوم القيامة وأقيمت الحجة بشهادته على المشهود.
أما الشاهد في سورة هود ففيها أقوال؛ بأنه القرآن، أو رسول الله صلى الله عليه وسلم بصفاته الدالة على صدقه، أو يوم القيامة، أو التوراة التي قبل القرآن؛ فالشاهد يتلو البينة، والتلاوة هي الاسترسال في القراءة وتتابعها، فثبتت ألف مدها لذلك في هذه المواضع الأربعة.
وكان مواضع الحذف فكانت في صفة الرسول صلى الله عليه وسلم؛
في قوله تعالى: (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) الأحزاب.
وفي قوله تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8) الفتح.
وفي قوله تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً (15) المزمل.
فشهادة الرسول صلى الله عليه وسلم على من عاصره سواء كانت الشهادة بالإيمان بالله، أو بالكفر والشرك، وبعد ذلك تكون الأمة شهيدة على الناس في كل العصور؛ كل يشهد على من عاصره؛ فهذه الشهادة لئلا يكون للناس حجة على الله بعد الرسل، فشهادة عليه الصلاة والسلام قطع للحجة من قبل الناس بعدم العلم بما يريده الله سبحانه وتعالى؛ فلذلك سقطت ألف المد منها.
أما الشهادة فقد وردت (20) مرة، وقد حذف فيها فيها الألف جميعًا، لأن الشهادة مؤدها قطع الشك أو الكذب عن الشاهد او لمن شهد له.
وهي محذوف الألف في جمعها (3) مرات، وتحذف الألف الثانية التي هي علامة الجمع على القاعدة ان أفراد الجمع أو عناصره يتساوون بينهم، ولا تمايز بينهم إلا بوجود قرينة؛
كما في قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلاَّ أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (6) النور
الكلمة الخامسة
بسم الله الرحمن الرحيم
حذف وإثبات ألف صاحب وصاحبة
يطلق الصاحب على من لازم غيره، فالفرد هو الذي يصحب قومه، والضعيف الفقير هو الذي يصحب الغني، والمغلوب على أمره هو الذي يصحب من تملكه، ومن لازم مكانًا أو أرضًا بأي صفة كانت؛ كان صاحبها، كان إثبات ألف صاحب وحذفها يرجع إلى دلالة المعاني.
فقد ثبتت الألف في قوله تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا (36) النساء
الصاحب هو المعاشر الذي تطول مرافقته واجتماعه وملازمته لصاحبه؛ كالصاحب بالجنب في هذه الآية، وهو الرفيق في السفر، وقيل الزوجة، والمطلوب مد يد الإحسان إليه؛ فثبتت لذلك الألف فيه.
وثبتت في قوله تعالى: (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ (48) القلم.
لأن نداء صاحب الحوت - يونس عليه السلام - كان عندما لازم الحوت في بطنه دون موت، حتى نبذه الحوت وهو سقيم.
وثبتت في قوله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (46) سبأ
وفي قوله تعالى: (مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) النجم
وفي قوله تعالى: (وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (22) التكوير
فوصف الرسول صلى الله عليه وسلم بصاحبهم؛ لطول معاشرته لهم، ووجوده بينهم زمنًا طويلا، وتمسكه بطلب الهداية لهم، ولم يدع على عامتهم، ولو دعا لاستجيب له عندما جاءه ملك الجبال ليطبق جبلي مكة على من فيها؛ إذا أمره النبي عليه الصلاة والسلام، وامتدت صحبته لهم بعد ذلك على الإيمان به؛ فعلى ذلك كان ثبات ألف صاحبكم، وثبتت الألف كذلك في صاحبهم لنفس السبب؛
في قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ (184) الأعراف.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما ثباتها في قوله تعالى: (فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ (29) القمر.
فلأن هذه الصاحب دام صحبته لهم؛ بالاستجابة لهم فيما أقدم عليه من أشد الأمور خطرًا، وقد نهوا عن مس الناقة بسوء؛ لئلا يصيبهم عذاب عظيم. فكان فعله إيذانًا بوقوع العذاب الذي هلكوا فيه.
وحذفت الألف في قوله تعالى: (وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَرًا (34) الكهف.
لأن صاحب الجنتين ينظر إلى صاحبه؛ نظرة العزيز المكثر إلى الضعيف المقل؛ الذي حرم من امتداد الرزق والولد، فلم يمد من الولد والرزق بمثل ما مد به؛ فعلى ذلك كان حذف الألف.
وعندما زاد عليه صاحبه بثبات إيمانه؛ فثبتت ألف المد فيه خلاف الأولى؛
في قوله تعالى: (قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً (37) الكهف.
فحذف الألف في الأولى وإثباتها في الثانية؛ لا يأتي من اختلاف طرق الكتابة، ولا اختلاف تغير الكُتَّاب، وهي في قصة واحدة.
وحذفت في قوله تعالى: (إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40) التوبة
الصِّدِّيق رضي الله عنه؛ هو أطول الصحابة صحبة، ورفقة للرسول صلى الله عليه وسلم؛ قبل النبوة، وبعدها، وفي طريق الهجرة، وفي كل المواقف بعد الهجرة، ودامت شدة القرب بينهما حتى في القبور بعد الموت؛ ومنزلته رضي الله عنه هي دون منزلة الرسول صلى الله عليه وسلم وبعدها مباشرة، وكان الصديق شديد الخوف والحزن على الرسول صلى الله عليه وسلم وهما في الغار؛ بينما كان الرسول عليه الصلاة والسلام مطمئنًا ثابت الجأش؛ فعلى ذلك كان حذف الألف لما اعتراه من خوف وجزن على النبي صلى الله عليه وسلم.
وحذفت في قوله تعالى: (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101) الأنعام
وفي قوله تعالى: (وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَدًا (3) الجن
الصاحبة لو كان لها وجود لما استقلت بنفسها، فهي تابعة لزوجها، فكيف إذا كانت في موضع نفي لوجودها؛ فعلى كان إسقاط الألف منها. وأسقطت كذلك؛
في قوله تعالى: (وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) المعارج
وفي قوله تعالى: (وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) عبس
لأنها مضافة إضافة تبعية، وهي في موضع التخلي عنها، والتضحية بها، فسقطت ألف المد فيها لأجل ذلك.
أما أصحاب فإن الألف قد سقطت فيها جميعًا؛ في (78) موضعًا، وذلك أن الجمع يلغي الفوارق بين الأفراد، وإن ثبتت هذه الفوارق، وتعددت المنازل؛ ثبتت ألفها؛
كما في قوله تعالى: (وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا (44) الأعراف.
فنرى أن الألف؛ تثبت لعلة، وتحذف لعلة، وأن الرسم القرآني قائم على المعاني التي تعرف من سياق الآيات الواردة فيها.
الكلمة السادسة
بسم الله الرحمن الرحيم
حذف وإثبات ألف طائفوردت طائف في القرآن الكريم مرتين؛ الأولى بالحذف، والثانية بالإثبات؛
في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201) الأعراف.
وفي قوله تعالى: (فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) القلم.
في الموضع الأول؛ انقطع أثر مس الطائف من الشيطان بتذكر المصاب به، فأبصر بهذا التذكير، فسقطت لذلك الألف فيها لقطع مس الشيطان عنه.
وفي الموضع الثاني؛ دام أثرة الطائف الذي أرسل على الجنة؛ بأن أصبحت الجنة كالصريم، فثبتت لذلك ألف المد فيها.
فأثر الطائف من الشيطان منقطع.
وأثر الطائف من الله مستمر ودائم.
الكلمة السابعة
(يُتْبَعُ)
(/)