ـ[شاكر]ــــــــ[26 Mar 2009, 08:33 م]ـ
جزاك الله خيرا أخانا الحبيب محب القرآن
وجدت هذا في ظلال القرآن حيث تسائل صاحبه ـ رحمه الله ـ عن كسب الخطيئة .. ثم كان هذا اجتهاده فيها:
(بلى! من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته. .)
" الخطيئة كسب؟ إن المعنى الذهني المقصود هو اجتراح الخطيئة. ولكن التعبير يوميء إلى حالة نفسية معروفة. . إن الذي يجترح الخطيئة إنما يجترحها عادة وهو يلتذها ويستسيغها ; ويحسبها كسبا له - على معنى من المعاني - ولو أنها كانت كريهة في حسه ما اجترحها , ولو كان يحس أنها خسارة ما أقدم عليها متحمسا , وما تركها تملأ عليه نفسه , وتحيط بعالمه ; لأنه خليق لو كرهها وأحس ما فيها من خسارة أن يهرب من ظلها - حتى لو اندفع لارتكابها - وأن يستغفر منها , ويلوذ إلى كنف غير كنفها. وفي هذه الحالة لا تحيط به , ولا تملأ عليه عالمه , ولا تغلق عليه منافذ التوبة والتكفير. . وفي التعبير: (وأحاطت به خطيئته). . تجسيم لهذا المعنى. وهذه خاصية من خواص التعبير القرآني , وسمة واضحة من سماته ; تجعل له وقعا في الحس يختلف عن وقع المعاني الذهنية المجردة , والتعبيرات الذهنية التي لا ظل لها ولا حركة. وأي تعبير ذهني عن اللجاجة في الخطيئة ما كان ليشع مثل هذا الظل الذي يصور المجترح الآثم حبيس خطيئته: يعيش في إطارها , ويتنفس في جوها , ويحيا معها ولها. "(/)
(ضرب الله مثلاً رجلاً فيه شركاء متشاكسون ورجلاً سلماً لرجل , هل يستويان مثلاً)
ـ[شاكر]ــــــــ[21 Mar 2009, 06:26 ص]ـ
(ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون , قرآناً عربياً غير ذي عوج لعلهم يتقون. ضرب الله مثلاً رجلاً فيه شركاء متشاكسون ورجلاً سلماً لرجل , هل يستويان مثلاً. الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون)
يضرب الله المثل للعبد الموحد والعبد المشرك
بعبد يملكه شركاء يخاصم بعضهم بعضاً فيه ,
وهو بينهم موزع ;
ولكل منهم فيه توجيه ,
ولكل منهم عليه تكليف ;
وهو بينهم حائر لا يستقر على نهج ولا يستقيم على طريق ;
ولا يملك أن يرضي أهواءهم المتنازعة المتشاكسة المتعارضة التي تمزق اتجاهاته وقواه!
وعبد يملكه سيد واحد , وهو يعلم ما يطلبه منه , ويكلفه به ,
فهو مستريح مستقر على منهج واحد صريح. .
(هل يستويان مثلاً؟). .
إنهما لا يستويان.
فالذي يخضع لسيد واحد ينعم براحة الاستقامة والمعرفة واليقين.
وتجمع الطاقة ووحدة الاتجاه , ووضوح الطريق.
والذي يخضع لسادة متشاكسين معذب مقلقل لا يستقر على حال ولا يرضي واحداً منهم فضلاً على أن يرضي الجميع!
وهذا المثل يصور حقيقة التوحيد وحقيقة الشرك في جميع الأحوال.
فالقلب المؤمن بحقيقة التوحيد
هو القلب الذي يقطع الرحلة على هذه الأرض على هدى ,
لأن بصره أبداً معلق بنجم واحد على الأفق فلا يلتوي به الطريق.
ولأنه يعرف مصدراً واحداً للحياة والقوة والرزق ,
ومصدراً واحداً للنفع والضر ,
ومصدراً واحداً للمنح والمنع ,
فتستقيم خطاه إلى هذا المصدر الواحد , يستمد منه وحده , ويعلق يديه بحبل واحد يشد عروته.
ويطمئن اتجاهه إلى هدف واحد لا يزوغ عنه بصره.
ويخدم سيداً واحداً يعرف ماذا يرضيه فيفعله وماذا يغضبه فيتقيه. .
وبذلك تتجمع طاقته وتتوحد , فينتج بكل طاقته وجهده وهو ثابت القدمين على الأرض متطلع إلى إله واحد في السماء. .
ويعقب على هذا المثل الناطق الموحي , بالحمد لله الذي اختار لعباده الراحة والأمن والطمأنينة والاستقامة والاستقرار. وهم مع هذا ينحرفون , وأكثرهم لا يعلمون. .
وهذا مثل من الأمثلة التي يضربها القرآن للناس لعلهم يتذكرون. وهو قرآن عربي , مستقيم , واضح , لا لبس فيه ولا عوج ولا انحراف. يخاطب الفطرة بمنطقها القريب المفهوم.
(في ظلال القرآن)
تفسير سورة الزمر(/)
من يفد عن كتابين؟
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[21 Mar 2009, 10:23 ص]ـ
من يفدني عن هذين الكتابين:
(اللوامح لأبي الفضل الرازي) يعزو له أبو حيان في البحر المحيط.
(المحتوى في القراءات الشواذ لأبي عمرو الداني).
وجزاه الله خيرا.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[03 Oct 2009, 08:01 م]ـ
أما كتاب (اللوامح) لأبي الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن العجلي الرازي المقرئ النحوي (ت 454 هـ) - فهو كتاب ضخم واسع في القراءات وتوجيهها، بقي منه - فيما نعلم - قطعة مخطوطة متضمنة شرح حديث (أنزل القرآن على سبعة أحرف) بالمكتبة الأحمدية بحلب برقم (884).
[انظر: د. حازم حيدر، علوم القرآن بين البرهان والإتقان / 359، ط دار الزمان 1420هـ، والإتقان في علوم القرآن للسيوطي، ط المجمع / 313، 3039].
وقد جاء اسم الكتاب مصحفا في بعض الكتب بالهمز هكذا (اللوائح).
ولعل من كتب أبي الفضل الرازي الباقية أيضا:
1 - حروف عبد الله بن عامر اليحصبي الشامي والاختلاف بين أصحابه.
برلين Berlin رقم 631 ورقة 56 - 82؛ الفاتيكان Vatikan ، رقم 582/ 3 ورقة 116 - 119.
2 - الأحاديث في ذم الكلام وأهله = مختصر في الرد على أهل الكلام للسلمي.
الظاهرية 3772 مجموع رقم 35 ورقة 195 - 212، 511 هـ.
[انظر: معجم التاريخ التراث الإسلامي في مكتبات العالم / 1635].(/)
درس جديد في التفسير للدكتور عبد الله الميموني
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[21 Mar 2009, 11:42 ص]ـ
يسر مركز الدعوة والإرشاد بالمدينة المنورة دعوتكم
لحضور درس أسبوعي في علم التفسير
بعنوان: تفسير آيات الأحكام
لفضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن علي الميموني المطيري عضو هيئة التدريس بجامعة طيبة
ومكان الدرس: جامع الخندق موعد الدرس: بعد صلاة المغرب
وسيكون ابتداء الدرس ـ إن شاء الله ـ من يوم الثلاثاء الموافق27/ 3/1430هـ
مع دعائنا للجميع بالعلم النافع والعمل الصالح.(/)
نظرة بلاغية في سورة الضحى للأستاذ الراحل الدكتور نعيم اليافي
ـ[مُتَّبِعَة]ــــــــ[21 Mar 2009, 08:28 م]ـ
راجعتُ ما كتبتُه من إملاء أستاذي الدكتور نعيم اليافي في مقرر البلاغة العربية أواخر عام 1996، أسلوبه كان قويا مؤثرا، لا سيما وهو يُمْلينا ارتجالا نابعًا من رسوخ قدم فيما يتحدث به، فرأيتُ أن أبحث عن أية إشارة له في محرك البحث فإذا بي أجد له موقعا قد صدَّر اسمه بكلمة "الراحل"، رحمه الله وغفر له.
كلمة "الراحل" أعادت التلميذ إلى التماس وفاء لذاك الأستاذ، بحثتُ عن مؤلفاته في موقعه، فلم أجد ما لدي منشورا فيه ولو عنوانا، وها هو بعضٌ منه هدية بين العيون والمدارك من أستاذ فاضل أفضى إلى ما قدَّمَ وبقيت أثارَتُه، أسأل الله أن يكتب له فيها الأجر.
...
تحليل نصي لسورة الضحى
1. وَالضُّحَى
2. وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى
3. مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى
4. وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى
5. وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى
6. أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى
7. وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى
8. وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى
9. فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ
10. وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ
11. وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ
خطوات التحليل:
1) الإطار العام ومناخ النص
2) طبيعة القَسَم
3) الذِّكر والحذْف
4) الألفاظ المناسبة
5) سياق النص
أولا: مناخ النص –
حتى نفهم هذا المناخ أو الإطار نعرض أسباب النزول، نزل النص وهو مكي في أوائل ما نزل من نصوص القرآن بعد فترة فتور ظن الكافرون أن القطيعة قد وقعت بين محمد وخالقه، فقالوا في جملة ما قالوا: لقد قلى محمدًا ربُّه، نزل النص ليدحض هذه الفرية وليقف إلى جانب النبي عليه الصلاة والسلام وليكون لمسة حنان دافئة من الذات العلية تدعم النبي في توقفه وتأخذ بيده وتؤكد له استمرار الوحي. النبي كبشر ضعيف يحتاج في تلك الفترة إلى لمسة حنان فكان النص هو هذه اللمسة، وضمن هذا الإطار النفسي سنجد أن كل لفظة .. كل تركيب .. كل دلالة إنما نبعت منه وتعود إليه.
ثانيا: القَسَم –
من يستقرئ القسم القرآني يجد أنه على نوعين:
النوع الأول: جاء بصيغة الواو مع المقسَم به من مثل "وَالضُّحَى" هنا، و "وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ" و "وَالْعَادِيَاتِ .. " .. الخ.
النوع الثاني: جاء بصيغة "لَا أُقْسِمُ" ومثاله كثير منها قوله تعالى "لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ {1} وَأَنتَ حِلٌّ .. " الخ.
ومن يتتبع آراء الدارسين إزاء القسمين سيجد أنها شتى، لا يهمنا أن نقف عندها ولا أن نتتبعها، حسبنا أن نقف عند القسم بالواو؛ لأنه مرتبط بسياق النص الذي نحن بصدده؛ ذهب المفسرون إلى أن هذه الصيغة هي قسم وقسم بالواو، كما ذهبوا إلى أن الله تعالى لا يقسم بآياته إلا لأنها عظيمة، وسنختلف معهم في هذين الأمرين؛ من الناحية النحوية الصرفية الواو واو قسم، ولكن من الناحية البلاغية وهو ما يهمنا سنسمي هذه الواو بالواو البيانية، أشرح ذلك فأقول: إن الله تعالى جلت قدرته يلفت نظرنا بهذه الواو إلى حقيقتين إحداهما مادية، وأخراهما معنوية، وعلينا أن نثبت ونؤكد ونعتقد بالحقيقة المعنوية من خلال فهمنا للحقيقة المادية .. وهكذا كل من يستقرئ تركيب القسم بالواو سينتهي إلى وجود مشهدين بعد الواو، مشهد مادي يعقبه مشهد معنوي؛ هنا أين المشهد المادي؟ تعاقب الضحى الألق بعد الليل الساجي، وهذا التعاقب المادي الملموس حقيقة مادية مرئية ومشاهدة لا تثير أسئلة ولا تخلق جدلا، يعقب هذه الحقيقة حقيقة معنوية أخرى هي هنا في النص وداع الله لرسوله وعدم بغضه له، وأن تعاقب القرب والبعد تعاقب الاتصال والانفصال تعاقب فتور الوحي وزخمه إنما هو أمر عادي وهو أمر معنوي أيضا، أكثف ذلك كما يأتي:
- الصورة الأولى: تعاقب الليل بعد النهار أو قبله؛ هذا التعاقب المادي، تعاقب عادي حقيقي وبالتالي فإن تعاقب تنجيم الوحي فتورا وزخما إنما هو الآخر تعاقب معنوي عادي في آن.
(يُتْبَعُ)
(/)
- والأمر الثاني فيما يتعلق بالقسم بالواو أن المقسم به قد يكون عظيما وقد لا يكون، فهذا الأمر لا يهمنا بل الذي يهمنا لماذا اختار النص القسم بهذا ولم يختر القسم بذاك؟ وبكلمات أخرى: لماذا اختار النص هنا القسم بالضحى والقسم بالليل إذا سجى ولم يختر القسم بالصبح أو بالليل إذا يسر؟ والجواب لدينا بيِّن وواضح: كل قسم يناسب سياقه؛ فهنا في سورة الضحى مما يتلاءم مع الحنو ولمسة الحنان والإشفاق: الضحى الآن الرقراق الوديع الذي لا يوجد فيه وهج ولا برودة، ومما يتلاءم مع المناخ أن يكون الليل ساجيا بمعنى هادئا لأنه أكثر التصاقا بالطمأنينة وبالحنان بخلاف نص آخر اختار صفة أخرى لليل هي الحركة والفاعلية والنشاط "وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ".
ثالثا: الذِّكر والحذْف –
وسنذهب هنا إلى ما ذهب إليه عبدالقاهر في أن الذكر والحذف قضية أو مُسَلَّمَة لها وجهان:
الأول: شعوري أو نفسي.
الثاني: فني أو جمالي.
وبكلمات أخرى: إن اختلاف التركيب يتبعه اختلاف في الدلالة، وسنأخذ مثالين على ذلك:
- المثال الأول: في قوله تعالى: "مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى" لماذا ذكر المفعول به مع الفعل "وَدَّع" وحذف المفعول به مع الفعل "قَلَى"؟ أصل العبارة أن يقول: ما ودَّعَك ربك وما قَلاك، معظم الدارسين على أن الحذف هنا جاء لأمر شكلي هو تناسب فواصل الآيات؛ سَجَى .. قَلَى .. ، وعندنا أن الأمر يتعلق بالتجربة الشعورية وليس بالتعبير الجمالي فحسب، نشرح ذلك فنقول: في ضوء لمسة الحنان لإطار النص النفسي كله لا يمكن للقرآن أن ينسب البعض إلى الله، ولا يمكن أن يقطع الصلة بين محمد وربه، فلو قال: لَقَلاك؛ فمعنى ذلك أن ثمة صلة مقطوعة بين الكاف والفعل وأن التواجه موجود بين محمد وربه، بحذف الكاف أي بحذف المفعول به انتفى الانقطاع وبقيت الصلة دائمة بين محمد عليه الصلاة والسلام والإله. وهذه الصورة الشعورية إنما هي عكس الواقع النفسي الذي كان يحياه الرسول ونفي لإمكان التباعد بين الرب والعبد، بل تحقيق للصلة الدائمة بينهما، فإذا ما أضفنا إلى ذلك الناحية الشكلية .. الإيقاعية .. الجمالية في تناسب رؤوس الآي أدركنا مبلغ الإعجاز في هذا الذكر والحذف معا؛ الذكر في: ودَّعك، والحذف في: قَلَى، وسيتضح الأمر أكثر حين نشرح معاني المفردات بعدها.
- المثال الثاني: آخر السورة "وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ" لماذا لم يقل: وأما بنعمة ربك فاجهر أو فاصدع؟ الإجابة مرتبطة بدلالة النعمة التي نريد أن نثبتها، وبدلالة البِنْيَة الفنية للنص الذي ينتهي بقفلة المغايرة، النعمة هنا هي الإسلام، والأمر هنا هو النشر والانتشار والذيوع أو الأمر بنشر هذا الدين وإذاعته، والتحول الذي طرأ على المفردة تحول جوهري لأن الإسلام هو نهاية الديانات وخاتمتها، وبهذه الصورة التحليلية نثبت أمرين أيضا .. أولهما شعوري، والآخر فني؛ الشعوري هو الإسلام بتمامه وكماله وأن النعمة التي قدمها الله للبشرية، وبأن هذه النعمة هي آخر الديانات فعلينا أن نلتزم بها وأن ننشرها، وكما يفعل المسرحيون على سبيل المجاز حين ينهون مسرحيتهم بالستارة، كذلك تقفل هنا الديانات وتختتم بالإسلام باعتباره خاتمتها وحصيلتها معا.
رابعا: الألفاظ المناسبة للنص –
قلنا من قبل أن النص القرآني لا يستعمل المترادفات البتة، بل يستعمل المفردة المناسبة في المكان المناسب، وسنحاول أن نتعرف من خلال وقفة قصيرة عند بعض هذه الألفاظ بربطها أولا بالإطار للنص، وبربطها ثانيا بتركيبات النص، ولنأخذ مثالين على ذلك.
المثال الأول: في بداية السورة "وَالضُّحَى، وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى" لم يختر النص آنًا آخر من آنات النهار سوى الضحى؛ لأنه ملائم للإطار الذي حددناه ووجدناه يقوم على الوداعة والشفافية وأظن أن في لفظه الأنيق وفي وضاءته "الضُّحَى" وفي دلالته أكثر تناسقا مع إطار النص من الظهيرة مثلا أو من الفجر، وكذلك لم يقل النص: والليل، ويصمت، بل اختار من الليل سُجوَهُ أي هدوءَه وهذا الهدوء قريب هو الآخر من إطار النص ومتفق معه مندمج فيه ومتناغم.
فإذا ما انتقلنا إلى نهاية السورة لوجدنا أن النص قد استخدم مفردة "فَحَدِّثْ" وهذه المفردة ملائمة لدلالة النعمة أولا وملائمة لسياق النص ثانيا، إن الانزياح الذي تم في هذه المفردة من كلمة أخرى مثل: فاجهر يبين المغايرة في طبيعة القفلة الختامية للنص وأنها أفضل ما تكون، سنفسر النعمة بالإسلام، والحديث عنه بمعنى نشره وذيوعه أقرب إلى الدلالة من كلمة أخرى من مثل: فاجهر، الانتشار والذيوع هما أمران طولِبَ بهما النبي صلى الله عليه وسلم طوال النص.
ومن هنا قلنا ونقول أن المفردات القرآنية هي أفضل ما تكون في إمكانياتها المناسبة؛ لأنها تعبر عن دلالاتها وعن سياقها.
خامسا: سياق النص –
ولو حاولنا الآن أن نجمع كل الجزئيات التي تحدثنا عنها " المفردة والصورة والحذف والإطار " لتبين لنا أو لارتسم سياق يختلف عن سياق الصورة السابقة التي درسناها "الهُمَزَة"، صحيح أن السياق هنا يُنَوه في نغماته على قلب رسول الله فيذكره فيما مضى ويعرضه على ما هو آت .. يذكره عندما كان يتيما فآواه الله، وعندما كان عائلا فأغناه الله، وإن عليه ألا يقهر اليتيم وألا ينهر السائل؛ وهذا الحض ليس للرسول فحسب، وإنما هو للمسلم في كل زمان وفي كل مكان.
وإذا ما كانت البلاغة كما رأيناها وحددناها هي مراعاة المقام فإن النص القرآني يحقق شروط هذه البلاغة في أعلى مستوياتها، ولم لا نقول إن شروط البلاغة التي وصفها البلاغيون العرب كانت للنص الإنساني وأن شروط الإعجاز كانت فقط للنص القرآني وشتان شتان ما بين البشر وخالق البشر، ما بين بلاغة البشر وإعجاز الخالق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[23 Mar 2009, 06:43 ص]ـ
رحمة الله على أستاذنا الناقد الباحث الأديب اللبيب
الدكتور محمد نعيم اليافي ..
فقد كان ثقا لقفا أديبا ناقدا متميزا
وقد درسنا مادة علوم القرآن التي كانت تدرّس
في السنة الثانية في الجامعات السورية
وكان كثيرا ما يلقي بظلاله الناقدة البصيرة على كثير من النصوص؛
ليكشف لنا جمالياتها وبداعاتها ..
وكثير من دراساته الجمالية حول القرآن الكريم مازالت عندي
(أمال جامعية، على الجستتنر)؛ ولعلي أفرغها في المنتديات
بمشيئة الله
وشكرا لك أيتها الأخت الكريمة الفاضلة
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[23 Mar 2009, 06:55 ص]ـ
الراحل الأستاذ الدكتور محمد نعيم اليافي واحد من أهم النقاد العرب، أكاديمي وباحث ومثقف أغنى المكتبة العربية بأهم الكتب التي رصدت الأدب الحديث والمعاصر، وأسست لمنهج تكاملي في النقد الأدبي.
الأستاذ الدكتور محمد نعيم اليافي .. في سطور:
ـ ولد في مدينة حمص عام 1936.
ـ دكتوراه من جمهورية مصر العربية.
ـ وأظن دكتوراه ثانية في النقد الأدبي؛ من إحدى جامعات إنكلترا؛ كما أخبرني مرة.
ـ أستاذ الأدب الحديث والدراسات العليا في جامعة دمشق.
ـ عضو جمعية النقد الأدبي.
* من مؤلفاته:
ـ الشعر بين الفنون الجميلة ـ دراسة.
ـ الشعر العربي الحديث ـ دراسة.
ـ التطور الفني لشكل القصة القصيرة ـ دراسة.
ـ مقدمة لدراسة الصورة الفنية ـ دراسة.
ـ وضع المرأة ـ دراسة.
ـ مجازر الأرض ـ دراسة.
ـ المغامرة النقدية ـ دراسة.
ـ جمال باشا السفاح ـ دراسة.
ـ أوهاج الحداثة ـ دراسة.
رحل عن دنيانا في 8/ 9/2002، وترك لطلابه والمشهد الثقافي السوري والعربي تراثاً نقدياً متميزاً، لا تزال تنهل منه الأجيال الطالعة ..
ـ[مُتَّبِعَة]ــــــــ[27 Mar 2009, 05:15 م]ـ
تحليل نص قرآني: سورة الهُمَزَة
1. وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ.
2. الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ
3. يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ.
4. كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ.
5. وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ.
6. نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ.
7. الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ.
8. إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ.
9. فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ.
سنحلل هذا النص القرآني ضمن الخطوات الآتية: -
1) التراكيب الخبرية والتراكيب الإنشائية وعلاقتها بحركة النفس الإنسانية.
2) الجملة الخبرية الفعلية والجملة الخبرية الإسمية.
3) التعريف والتنكير.
4) الألفاظ المناسبة وطرائق الاختيار.
5) سياق النص والوظائف التعبيرية.
تحليل النص:
أولا: التراكيب الخبرية والتراكيب الإنشائية: -
لنتأمل النص للتفريق بين الجملتين الخبرية والإنشائية، سنجد أن الآيات الأولى المؤلفة من 1، 2، 3، 4 كلها جمل خبرية، والجمل الخبرية تدل على الإخبار، والإخبار سكون وحركة وهدأةٌ في الكلام، يبدأ التحول من الأسلوب الإخباري إلى الأسلوب الإنشائي منذ الآية 4 حين تأتي الجملة مؤكدة مرتين، وإذا بنا بعد ذلك نجد أنفسنا إزاء الاستفهام .. أي الجملة الإنشائية .. وتمثل الجملة الإنشائية حركة وتوترا وصعودا نحو الذروة "كَلَّا" زجرٌ وردع .. بداية لفت النظر، ويتوتر الموقف ويتصاعد "وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ"، ثم نهبط على السفح الآخر بهدوء وتراكيب وجمل إخبارية مرة ثانية تتحول فيها الجمل الإنكارية إلى طلبية والطلبية إلى ابتدائية أو العكس، وهكذا نجد أنفسنا إزاء حركتين 1) حركة في الصعود. 2) وحركة نحو الهبوط .. بينهما ذروةٌ متوترة، كما نلاحظ أن كلا التعبيرين الإخباري والاستفهامي أو الإنشائي إنما يتساوق مع حركة النفس الإنسانية في تلقيها وصدورها وانفعالاتها، وما هذا التزاوج أو التآلف أو الانسجام بين حركة النفس وحركة التعبير إلا تجليا من تجليات شروط البلاغة أولا وشروط الإعجاز القرآني ثانيا.
ثانيا: الجمل الخبرية الإسمية والجمل الخبرية الفعلية: -
نلاحظ تحت هذه الخطوة أن النص جاء مستعملا الجملتين الفعلية والإسمية، ولكنه كان يستعمل كل جملة في مكانها المناسب، وقد ذهبنا إلى ما ذهب إليه عبدالقاهر حين قرر أن الجملة الفعلية حركةٌ وتغيرٌ وتجددٌ وتفاعل ونشاط، وأن الجملة الخبرية الإسمية عكسُها جملة ساكنة ثابتة موصوفة نعتية.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلنر الآن إلى النص كيف بدأ من خلال الاسم والفعل: يبدأ النص بالاسم ثلاث مرات " وَيْلٌ .. هُمَزَةٍ .. لُّمَزَةٍ " لم يقل: ويل لكل من يهمز ويلمزُ بالفعل؛ لأنه يريد التوصيف .. النعت الساكن والثابت، فهذا الرجل متهم طوال وقته بالغيبة والنميمة والتنابز والألقاب، فويلٌ له وثبورٌ، وما كانت هذه الصفات متحركة حتى يعتمد الفعل بل هي كانت صفات ثابتة، ولكنه حين انتقل بعد ذلك إلى دلالةٍ أخرى استعمل الفعل فقال: " جَمَعَ .. عَدَّدَ" ولم يقل: الجامع والمعدِّد؛ لأن جمع المال لا ينتهي ولا يتم دفعة واحدة وبالتالي يصبح صفة مكتملة بل هو كل يوم .. كل لحظة .. كل آن يجمع ويعدِّد وليس لجشعه قرار، ثم يستمر النص باستعمال الخبر الفعلي والخبر الإنشائي فيقول: "يَحْسَبُ .. أَخْلَدَهُ"، ويقول: "َيُنبَذَنَّ" لأن الخلود استمرار، ولأن النبذ المهين تردي متكرر، ثم قال: "الْحُطَمَةِ" باسم النعت كما قال "نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ" للدلالة على صفتين ثابتتين هما الحُطَمة والنار التي تتقدُ.
أما حين أراد التعبير عن أن هذه النار مطلعة على دواخل النفوس رجع إلى الفعل فقال: "تَطَّلِعُ"؛ لأن الاطلاع ازدياد ونمو وحركة هي في كل لحظة تكشف وتظهر ولا تظهر مرة واحدة، وحين أراد التعبير عن الإغلاق المحكم رجع إلى الاسم والنعت والصفة الثابتة فقال: "مُّؤْصَدَةٌ" كما قال: "عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ" لأنها محكمة الإغلاق على الدوام مرة واحدة، وهكذا تتجاوب الأفعال والأسماء وتتبدل مواضعها وأمكنتها، ولكنها في النهاية تنتهي إلى كينونة واحدة أو سياق واحد يقوم على هذه الثنائية المتقابلة والمتعاضدة في آن .. ثنائية الاسم والفعل أو ثنائية الثبات والحركة، ولكل منهما مكانٌ وموضع.
ثالثا: التعريف والتنكير: -
التعريف والتنكير ثنائية معروفة، فلكِ أن تُنَكِّري الاسم أو تُعَرِّفيه ولكن وفق شروط ووفق النسق وموضعية المفردة في النسق، وإذا كان التعريف في اللغة يدل على التخصيص من خلال العهد أو الجنس فإن التنكير في اللغة يدل على ثلاث ثنائيات متقابلة:
الثنائية الأولى: التعميم والتخصيص.
الثنائية الثانية: القلة والكثرة.
الثنائية الثالثة: التفخيم والتحقير.
وكل استعمال من هذه الاستعمالات إنما يأتي ويوظف لخدمة دلالية يحددها السياق، فلننعم النظر في تعريف بعض المفردات وتنكيرها .. وكيف وردت .. ولماذا وردت؛ في الآية الأولى جاءت ثلاث مفردات مُنَكَّرَة "وَيْلٌ .. هُمَزَةٍ .. لُّمَزَةٍ "، ولم يقل: الويل .. الهُمَزة .. اللُّمَزة، لماذا؟ لسبب بسيط .. إنه يريد أن يخرج الخاص إلى العام صفة أو نعتًا ومكانًا، فـ "وَيْلٌ" هنا أشد إعجازا من الويل، لقد فسرها بعض القدماء بأنها مكانٌ في جهنم تتجمع فيه أصدية أهل النار وقيحهم، ولكننا نؤثِر بالويل هنا أن نفسره بعموم الثبور والهلاك .. إنه نوعٌ من الوعيد والترهيب لا حدود لهُ، كذلك نفعل مع الهُمَزة واللُّمَزة سواءٌ نزلت هذه السورة في شخص محدَّد أو لم تنزل؛ فالسبب خاص والدلالة عامة، يوجه النص أنظارنا ليس إلى المغيرة وإنما إلى كل إنسان مكي في مجتمع آثم يتصف بهذه الصفات؛ الهمز واللمز وجمع المال والتكثر به، كما ينطبق على كل إنسان في كل زمان ومكان، ومن هنا نفهم أيضا التنكير في لفظ "مَالاً" بقوله "الَّذِي جَمَعَ مَالاً"؛ لأن التنكير هنا أدل على الكثرة والرحابة وعلى الفضاء المفتوح، أما عندما أراد أن يخصص فاستعمل عكس ذلك التعريف في "الْحُطَمَة"، و "نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ"؛ لأنهما دلالتان على محدَّد .. هذه النار المشتعلة التي هي نار الله، ولم ترد الآية إلا هنا مرة واحدة؛ وهي نسبة النار إلى الله تعالى وإضافتها له.
رابعا: استعمال الألفاظ المناسبة في الأمكنة المناسبة: -
في هذا النص الكريم كمثل سائر النصوص نلغي نظرية الترادف؛ أي إمكانية إحلال لفظ مكان لفظ كما فعل من قبلنا ابن تيمية، ونفعل مثلهُ الآن، ولا أدل على ذلك من كلمتين هما: "الْحُطَمَة" و "الْأَفْئِدَةِ"، لماذا لم يقل النص: كلا لينبذن في النار أو جهنم، وإنما قال: "الْحُطَمَةِ"؟ لأن هذه النار تحطم وتهشم وتمزق وتلاشي .. وكلها معاني تتسق مع إطار التهديد والوعيد، وكذلك قال: "الْأَفْئِدَةِ" ولم يقل: القلوب لسبب بسيط؛ إن النص القرآني يفرق في استعمالاته بين القلب وبين الفؤاد , فالقلب هو المضغة المادية .. هذه الجارحة أو العضو المؤلف من لحم ودم، أما الفؤاد حسب الاستعمال القرآني فهو شيء مغاير .. إنه موطن الشعور والإحساس والعاطفة والتنبه .. إنه الوعاء الباطني أو الداخلي للنفس، ومن هنا كانت النار تكشف هذا الوعاء أي تظهر الأسرار الداخلية وتذيعها وتنشرها.
خامسا: النسق ووظائف التعبير: -
هذه الصورة إطار واحد .. نسق واحد من المبتدَا إلى المنتهَى .. نسق الوعيد والترهيب والتحذير لكل الصفات الجاهلية، ومن يحملها أو يتمثلها من الهمز واللمز .. من الغيبة والنميمة والتنابز بالألقاب وجمع المال وما يؤول إليه يوم القيامة في نار الله الموقدة التي تكشف أسراره ويُحكم إغلاقها عليه، وكأن كل مفردة إخبارية أو إنشائية من فعل أو اسم .. من تنكير أو تعريف؛ إنما أتت في موضع سياقها لتحقق وظيفتها التعبيرية والتأثيرية وتتناسب مع حركة النفس الإنسانية.
أليست البلاغة العربية في قمة تعريفها هي مطابقة الكلام لمقتضى الحال؟ أوَلم يحقق هذا النص ما طمحت إليه البلاغة بأرقى صورها وأكثرها إعجازًا! اللهم نعم.(/)
الانتهاء من ترجمة معاني القرآن إلى لغة الإشارة
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[22 Mar 2009, 07:24 ص]ـ
المختصر / انتهى مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة من تصوير وتسجيل ومونتاج الإصدار الثالث من مشروع ترجمة معاني القرآن الكريم بلغة الإشارة وهي الأولى من نوعها على مستوى العالم بالتعاون مع نادي الصم بالرياض.
ويشتمل الإصدار الثالث على 10 سور من جزء عمّ بإشراف الدكتور مصطفى الحلبي رئيس فريق العمل، وبمشاركة فريق عمل مكون من مجموعة من الاختصاصين في علم التفسير، ومترجمين متقنين ومعتمدين في لغة الإشارة، ونخبة من الفئة المستهدفة وهم الصم.
وأوضح أمين عام مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي، أن هذه الترجمة ستستند إلى التفسير الميسر للقرآن الكريم من إصدار المجمع.
مشيرا إلى أن هذه الخطوة الرائدة للمجمع تعود إلى تزايد أعداد المعاقين سمعيا في المملكة وفي العالم العربي وفي العالم الإسلامي، الأمر الذي اقتضى إصدار ترجمة لذوي الإعاقة السمعية حيث لمس المجمع حاجة الصم المسلمين لأن يعوا معاني القرآن الكريم ولن يتمكنوا من ذلك بسبب إعاقتهم السمعية.
وأن هذه الخطوة ستحقق للصم من الجنسين في مختلف الدول معرفة معاني الآيات من خلال ترجمتها إلى لغة الإشارة وبخاصة بعد توحيدها في جميع الدول العربية. لافتاً إلى أن جهود المجمع في هذا المجال تأتي لتلبية حاجات ذوي الاحتياجات الخاصة من المسلمين لفهم القرآن الكريم بترجمة معانيه إلى اللغات التي تناسب قدراتهم وإمكاناتهم منوها إلى أن منهجية العمل في هذه الترجمة وما بعدها تركزت على ثلاثة محاور هي: شرح معاني كلمات السور وبيان المعنى الإجمالي للسورة وبيان بعض فوائد السورة وبعض الأحكام التي تتضمنها.
من جانبه أوضح مسؤول العلاقات العامة والإعلام بنادي الصم بالرياض وعضو مجلس الإدارة الأستاذ إيهاب بن علي أخضر أنّ المشروع عبارة عن برنامج مرئي يظهر فيه النص القرآني الكريم بالرسم العثماني، ويقوم مترجم لغة الإشارة بالترجمة الإشارية الفورية متبوعة بتلاوة مسموعة للآيات المفسرة.
المصدر ( http://www.almokhtsar.com/news.php?action=show&id=12856)(/)
حديث تنانين القبر في تفسير (مَعِيشَةً ضَنكاً)
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[22 Mar 2009, 03:23 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد ..
فقد ذكر الإمام ابن كثير في تفسيره لقوله تعالى من سورة طه: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} طه- 124
وذكر حديث التسعة والتسعين تنينا التي تخرج في القبر على الكفار واستنكر رفعه جدا ..
والحديث جاء من رواية أبي هريرة مرفوعا وعن أبي سعيد الخدري مرفوعا وموقوفا وجاء عنهما بلفظين اثنين:
الأول: رواه الإمام أحمد (3/ 38) والدارمي (2/ 426) وابن حبان (3121) وعبد بن حميد في مسنده (رقم 929) وابن أبي حاتم كما سيأتي وابن أبي شيبة في المصنف (7/ 58) ومن طريقه الآجري في الشريعة (1/ 343) عن أبي سعيد الخدري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ليسلط على الكافر في قبره تسعة وتسعون تنينا تنهشه وتلدغه حتى تقوم الساعة ولو أن تنينا منها نفخ في الأرض ما نبتت خضراء.
والحديث من رواية أبي يحيى سعيد بن أبي أيوب بن مقلاص وهو ثقة ثبت رواه عن دراج أبي السمح يقول سمعت أبا الهيثم يقول سمعت أبا سعيد الخدري فذكره مرفوعا.
ورواية دراج عن أبي الهيثم متفق على تضعيفها ..
والثاني: رواه أبو يعلى في مسنده (رقم 6644) وابن حبان في صحيحه (3122) والبيهقي في عذاب القبر (رقم 68) والطبري في التفسير (18/ 394) من رواية أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: .... عذاب الكافر في قبره والذي نفسي بيده إنه يسلط عليه تسعة وتسعون تنينا أتدرون ما التنين سبعون حية لكل حية سبع رؤوس يلسعونه ويخدشونه إلى يوم القيامة.
والحديث من رواية أبي يحيى سعيد بن أبي أيوب بن مقلاص وهو ثقة ثبت عند أبي يعلى وابن حبان وعن عمرو بن الحارث وهو ثقة أيضا عند البيهقي والطبري كلاهما (سعيد وعمرو) عن دراج أبي السمح حدثه عن ابن حجيرة عن أبي هريرة به.
ودراج هو ابن سمعان، يقال اسمه عبد الرحمن ودراج لقب، أبو السمح القرشى السهمى مولاهم المصرى القاص مولى عبد الله بن عمرو من أوساط التابعين توفي 126 هـ ..
وروى له البخاري في الأدب المفرد وأصحاب السنن ..
قال ابن حجر: صدوق وفي حديثه عن أبى الهيثم ضعف.
وقال الذهبي: وثقه ابن معين والنسائي وقال أبو داود وغيره: حديثه مستقيم، إلا ما كان عن أبى الهيثم.
وابن حجيرة هو عبد الرحمن بن حجيرة من طبقة التابعين الوسطى توفي 83هـ وهو من الثقات وقد روى له مسلم وأصحاب السنن.
فبان بهذا الاضطراب أن دراج رواه مرة عن أبي الهيثم عن أبي سعيد ..
ومرة عن ابن حجيرة عن أبي هريرة ..
ولو كان الرجل ضعيفا بالكلية لرد الحديث، ولكن لتوثيق من وثقه نأخذ بروايته عن ابن حجيرة عن أبي هريرة ..
وكذلك لرواية الثقتان سعيد بن أيوب وعمرو بن الحارث عنه ..
ولولا ما فيه من كلام لحكمنا بصحة هذا السند ولكن لهذا الاضطراب نزل الحديث من الصحة إلى الحسن ..
ولذلك حسنه الألباني وشعيب في تحقيقهما جزاهما الله خيرا ..
ورواه ابن أبي حاتم (14429) كما في تفسير ابن كثير من طريق ابن لهيعة، (وقد ضعف) حدثنا دراج أبو السمح، عن ابن حُجَيْرة عن أبي هريرة مرفوعا ..
ورواه البزار (كما في كشف الأستار برقم 2233) قال: حدثنا محمد بن يحيى الأزدي، حدثنا محمد بن عمرو حدثنا هشام بن سعد، عن سعيد بن أبي هلال عن أبي حُجَيْرة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم به ..
وهو ضعيف جدا، وقال الهيثمي في المجمع (7/ 67): فيه من لم أعرفه.
بالإضافة إلى أن ذكر التنانين ذكر عند الترمذي في سننه (رقم2460) من طريق عبيد الله بن الوليد الوصافي ضعيف جدا وعطية العوفي وهو ضعيف أيضا عن أبي سعيد قال في حديث طويل مرفوعا: قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ويقيض الله له سبعين تنينا لو أن واحدا منها نفخ في الأرض ما أنبتت شيئا ما بقيت الدنيا فينهشنه ويخدشنه حتى يفضي به الحساب.
والخلاف في عدد التنانين ظاهر.
وقد جاء موقوفا كما عند البيهقي في إثبات عذاب القبر (رقم 61) من طريق عبد الله بن سليمان عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد موقوفا عليه.
ولعل الخطأ في وقفه من عبد الله بن سليمان الملقب بالطويل فإنه صدوق يخطيء كما قال ابن حجر ولم يروي عنه غير أبي داود والنسائي.
وكذلك جاء موقوفا بنحوه عند الطبري في تفسيره (16/ 227) لسورة طه من طريق ابن أبي هلال عن أبي حازم عن أبي سعيد موقوفا عليه .. وسنده ضعيف.
والخلاصة أن حديث دراج عن ابن حجيرة عن أبي هريرة مرفوعا سنده حسن على أقل تقدير ..
وبان بهذا أن قول الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى: رفعه منكر جدا .. ليس بصواب.
والله أعلى وأعلم.
وأستغفر الله من الزلل والخطأ ..
وأرجو من الأخوة المشاركة بما منَّ الله عليهم به من علم ..
كي أرتدع إن كنت مخطئا ..
وجزى الله الجميع خير الجزاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[23 Mar 2009, 10:07 ص]ـ
بارك الله فيك أخي, بغض النظر عن تخريجك للحديث, والذي أجزم بوضعه! ولكن هل تعتقد أنه كان يوجد في يوم من الأيام حيوان اسمه التنين؟ وإذا كان هناك تنين, فما هو شكله؟ وهل تعتقد أنه كان يلفظ نارا من فيه؟!!!
هدانا الله وإياك!
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[23 Mar 2009, 12:28 م]ـ
قال عمرو الشاعر:
والذي أجزم بوضعه
قلت: وهل جزم أحد قبلك بما جزمت به، وقد نقل لنا الشيخ عادل أقوال العلماء في ذلك، وطلب العون والتصويب، ولم يطالب بقول لا يسنده دليل أو قول عالم،
هدانا الله الجميع لما يحبه ويرضاه
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[23 Mar 2009, 12:52 م]ـ
ولكن هل تعتقد أنه كان يوجد في يوم من الأيام حيوان اسمه التنين؟ وإذا كان هناك تنين, فما هو شكله؟ وهل تعتقد أنه كان يلفظ نارا من فيه؟!!!
هدانا الله وإياك!
يا أخ عمرو تضعيف الحديث أو صحته يكون بدراسة الإسناد، وليس لاستنكارنا أن يوجد ما يسمى تنينًا ـ فمثلاً لو كان هذا موضوعًا وبدل من ذكر التنين كان الشيء المذكور الحية أو العقرب فهل هنا يتغير الحكم.
ثم يا أخي الكريم لو صح إسناد وذكر شيئًا لا نعرفه يكون الأمر ساعتها صدق الله وجهلنا.
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[23 Mar 2009, 10:03 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه .. ثم أما بعد ..
أخوي الكريمين:
فاضل الشهري & مصطفى علي ..
جزاكما الله خيرا على حسن صنيعكما ..
وجعلكم الله ممن يتبعون السنة وأهلها ..
وأقول لأخي عمرو الشاعر:
ما هكذا نرد على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
فهب يا أخي أن الحديث صحيحا أو حسنا كما رجحنا إن شاء الله.
فكيف توجه اعتراضك وتنكرك على متنه؟
هل ترده لأنه يتوافق مع بعض الخرافات والأساطير؟
ثم ما وجه حكمك جازما بوضع الحديث؟
هل سبقمك عالم متخصص فقال بأنه موضوع؟
هل عندك دليل على وضعه متفق وقواعد علم المصطلح؟
أتمنى أن يكون اعتراضك سبق قلم منك ..
وإلا فمرحبا بتعليقك بطريقة علمية على ما سطرته عاليه ..
وشكر الله لك حسن مرورك وجميل أدبك ..
والسلام.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[23 Mar 2009, 11:31 م]ـ
فقد ذكر الإمام ابن كثير في تفسيره لقوله تعالى من سورة طه: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} طه- 124
وذكر حديث التسعة والتسعين تنينا التي تخرج في القبر على الكفار واستنكر رفعه جدا ..
أشكر لك أخي الكريم عادل هذا البحث اللطيف، وليسمح لي بهذه المداخلة التي أرجو أن يكون فيها إضافة:
1 ـ نَقْدُ الحافظِ ابن كثير ـ رحمه الله ـ لهذا الحديث بقوله: (رفعه منكر جداً) نقدٌ عالٍ على نَفَسِ الأئمة ـ رحمهم الله ـ، فهو استنكر المتن كله، سواء كان من حديث أبي هريرة أو أبي سعيد رضي الله عنهما.
2 ـ الحديث أعل بالوقف، كما أشار إلى ذلك ابن رجب في شرح حديث لبيك، ص: (76).
ونص عليه ابن كثير في الموضع الذي نقلت عنه قبل قليل.
ولا شك أن هذه علة تؤثر على الحديث.
3 ـ البلاء من أبي السمح نفسه، فاضطرابه في الرواية دليل على عدم ضبطه لهذا الإسناد، والاضطراب علة توجب رد الحديث، فلا ينفع الراوي الضعيف، أو من في حفظه شيء أن يروي عنه مائة ثقة ثبت!!
وأبو السمح للأئمة فيه كلام أشد مما اقتصرت عليه ـ وفقك الله ـ والذي قد يوهم القارئ أنه لا بأس به، وأنه لم يُقل فيه نقد قوي!
فالإمام أحمد يقول فيه ـ والنسائي في رواية ـ: منكر الحديث!
وقال النسائى: ليس بالقوى.
وقال أبو حاتم: فى حديثه ضعف.
وقال الدارقطنى: ضعيف، وقال فى موضع آخر: متروك!
وقال أبو أحمد ابن عدى: سمعت محمد بن حمدان بن سفيان الطرائفى، يقول: سمعت فضلك الرازى، و ذكر له قول يحيى بن معين فى دراج أنه ثقة، فقال فضلك: ما هو بثقة، و لا كرامة له.
وروى له ابن عدى أحاديث، ثم قال: وعامة الأحاديث التى أمليتها مما لا يتابع دراج عليه.
إذن، فدراج أبو السمح لا يحتمل من مثله هذا الاضطراب، ولا هذا المتن الذي يفسر كلام الله عز وجل، وأدنى تأمل في متنه يجد فيه غرابة، ونكارة كما ذكر ابن كثير، ولعل هذا الحديث من مناكيره التي أشار إليها الإمام أحمد والنسائي رحمهم الله.
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[24 Mar 2009, 04:00 ص]ـ
يا أخ عمرو تضعيف الحديث أو صحته يكون بدراسة الإسناد، وليس لاستنكارنا أن يوجد ما يسمى تنينًا ـ فمثلاً لو كان هذا موضوعًا وبدل من ذكر التنين كان الشيء المذكور الحية أو العقرب فهل هنا يتغير الحكم.
ثم يا أخي الكريم لو صح إسناد وذكر شيئًا لا نعرفه يكون الأمر ساعتها صدق الله وجهلنا.
يلاحظ دكتورنا الكريم عمر المقبل أن كلامي كان على تصور الأخ عمرو فقط، وأن الصحيح لا يكون التصحيح أو التضعيف من قبيل ما نستنكر أو نصدق من وجود مخلوقات ولا أتكلم عن الاضطراب، فالاضطراب معروف أنه من دراسة الأسانيد التي عزوت أمر التصتحيح والتضعيف لها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[25 Mar 2009, 05:01 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .. وبعد:
أخي الكريم: عمر المقبل .. زاده الله علما وفهما ..
بارك الله فيك على تعليقك الطيب .. فقد أفادنا كثيرا .. وقد نصحت وبينت جزاك الله خيرا ..
وآسف على تأخير ردي على مشاركتك ولو بالشكر، فقد حال بيني وبينها مشاغل عدة، والله المستعان ..
واسمح لي شيخنا أن أكون متطفلا عليك بهذه الاستفسارات ..
قولك:
قول الإمام ابن كثير " رفعه منكر جدا " يعني أنه استنكر المتن كله .. اهـ
هذه الكلام خلاف الظاهر .. فما استنكر رحمه الله غير رفعه فقط .. فلم تحمل كلامه ما لم يحتمل؟
وقلت: أن الحديث أعل بالوقف كما ذهب إليه ابن رجب وهي علة تؤثر على صحة الحديث. اهـ
حقيقة أنا فرحت جدا لأنني ظننت أن لابن رجب كلام نفيس في توضيح هذا الأمر من الناحية الحديثية، وقد رجعت إلى رسالته والصفحة المذكورة فإذا به يورده مستشهدا به ..
قال في شرح حديث لبيك (1/ 76): وقد روي عن أبي سعيد الخدري مرفوعا وموقوفا أن المعيشة الضنك عذاب القبر يضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه ويسلط عليه تسعة وتسعون تنينا. اهـ
فلا أدري هل غرك قوله: وقد روي؟ أم قوله: مرفوعا وموقوفا؟
وأنت أدرى مني بهذا ..
مع أنه رحمه الله له كلام نفيس في أهوال القبور (1/ 94) بخصوص موضوع التنانين أو الحيات والعقارب في عذاب القبر وذكر حديث أبي السمح عن ابن حجيرة عن أبي هريرة مرفوعا وقال:
خرجه بقي بن مخلد في مسنده وخرجه البزار من وجه آخر عن ابن حجيرة عن أبي هريرة مرفوعا أيضا مختصرا. اهـ ولم يصفه بضعف ولا اضطراب أو شيء.
وقولك:
3 - البلاء من أبي السمح نفسه، فاضطرابه في الرواية دليل على عدم ضبطه لهذا الإسناد، والاضطراب علة توجب رد الحديث، فلا ينفع الراوي الضعيف أو من في حفظه شيء أن يروي عنه مائة ثقة ثبت .. اهـ
فيه مسالتان ..
الأولى: هل الاضطراب علة توجب رد الحديث على الاطلاق؟
قال النووي فيما ذكره السيوطي في التدريب 1/ 308:
المضطرب هو الذي يروى على أوجه مختلفة متقاربة فان رجحت إحدى الروايتين على الأخرى بحفظ راويها .. أو .. أو .. فالحكم للراجحة ولا يكون مضطربا .. اهـ
وهنا نحن نعمل بقول من قال من العلماء تعليقا على هذا النوع:
ومتى كان أحد الوجوه قويا والآخر ضعيفا عمل بالقوي .. وهذا كلام البلقيني في محاسن الاصطلاح على مقدمة ابن الصلاح .. وكذا كتب على هامش مقدمة ابن الصلاح بخط ابن الفاسي: فإن كان أحد الوجوه مرويا من وجه ضعيف والآخر من وجه قوي فلا اضطراب. اهـ ص 269 طبعة دار المعارف بتحقيق بنت الشاطيء.
وهذا يبين لنا مسألة مهمة ..
وهي أن رواية أبي سعيد غير رواية أبي هريرة سندا مع الاختلاف الظاهر بين اللفظين وإن اشتركا في المعنى العام ..
فدراج أبو السمح رواه بسندين ولفظين مختلفين ..
والترجيح إنما هو لضعف روايته عن أبي الهيثم وجودة روايته عن ابن حجيرة ..
فهذا في حد ذاته لا يعد اضطرابا .. وإن كنت لم أراه بوضوح ولم أتمعنه في مشاركتي الأولى ..
وإنما الاضطراب يكون واضحا عنده فيما لو رواه موقوفا ومرفوعا بسند صحيح إليه ..
والحقيقة أن الموقوف لم يصح سنده إلى أبي السمح فلا نظلمه بهذا .. ففي طريقه إليه عبد الله بن سليمان الطويل وهو صدوق يخطيء .. فليست العهدة على أبي السمح.
ورواه الطبري من طريق ابن أبي هلال عن أبي حازم عن أبي سعيد موقوفا عليه .. وسنده ضعيف أيضا.
فعهدة الرواية الموقوفة بريء منها أبو السمح .. والله أعلم.
والثانية قولك: فلا ينفع الراوي الضعيف، أو من في حفظه شيء أن يروي عنه مائة ثقة ثبت.
أقول: هذه الكلام صحيح في الغالب، ولكن لا تنسى أن الثقات ينتقون من حديث الضعفاء ومن فيهم خطأ .. فتكون روايتهم أقوى من حيث الانتقاء.
وهنا قد روى ثقتان عنه عن ابن حجيرة .. غير رواية ابن لهيعة ..
وتابع أبي السمح سعيد بن أبي هلال عن أبي حُجَيْرة في رواية البزار وهي إن كانت ضعيفة إلا أننا نستأنس بها في عدم تفرد أبي السمح عن ابن حجيرة به.
وقلت: إن البلاء من أبي السمح نفسه وذكرت أقوال العلماء أحمد والنسائي وأبو حاتم والداراقطني .. ونقلت كلاما عن ابن عدي ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فأولا: ابن عدي لم يذكر هذا الحديث فيما لم يتابع عليه أبو السمح ..
ولمً لمْ تذكر أخي الكريم ما ختم به ابن عدي ترجمة أبي السمح في الكامل (3/ 115):
قال: وأرجو إن أخرجت دراج وبرأته من هذه الأحاديث التي أنكرت عليه أن سائر أحاديثه لا بأس بها ويقرب صورته ما قال فيه يحيى بن معين.
يعني أنه يميل إلى توثيق ابن معين، وهذا واضح.
أما نقلك قول الإمام أحمد عنه: حديثه منكر ..
فلم لم تنقل ما في الكامل لابن عدي بسنده (3/ 112): قال أحمد بن حنبل: أحاديث دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد فيها ضعف.
فهذا يبين أمرين: أولهما أن حديث دراج عن غير أبي الهيثم لا يساوي في الضعف روايته عن أبي الهيثم.
وثانيهما: أن وصفه بأنه منكر ليس على إطلاقه لهذا النقل عنه.
وقال الذهبي في المغني: قال أحمد: أحاديثه مناكير.
وقال ابن عبد الهادي في كتاب بحر الدم فيمن تكلم فيه أحمد بمدح أو ذم (1/ 52): وعلى حاشية المغني: وثقه أحمد. اهـ
ولم أجد هذا التوثيق وأظنه وهم واضح، ويكفي جهالة كاتبه.
وجاء في تهذيب التهذيب (3/ 181):
وقال أبو داود لما سئل عنه سمعت أحمد قال: الشأن في دراج. اهـ
وحقيقة لا أدري ما وجه هذه الكلمة عندي وهي أقرب أن يكون معناها الحمل عليه. والله أعلم
أو لعلها الحيرة في أمره كما قال المروذي (موسوعة أقوال الإمام أحمد في الجرح والتعديل - (ج 2 / ص 357)
سألت أبا عبد الله , عن أبى السمح. قلت: كيف هو؟ قال: قد روى عن أبي الهيثم أحاديث 0 وتبسم. قلت: كيف هو؟ قال: ما أدري ما هو قلت: فأبو الهيثم؟ قال: ثقة.
وفصل الدارمي القول فيه ولم يتقبل توثيق ابن معين فقال هو صدوق.
وفي تهذيب الكمال للمزي (8/ 478) قال عباس الدوري سألت يحيى بن معين عن حديث دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد فقال ما كان هكذا بهذا الإسناد فليس به بأس دراج ثقة وأبو الهيثم ثقة ..
ونحن لم نأخذ بتوثيقه مطلقا ولم نأخذ بروايته عن أبي الهيثم لطعن الأئمة فيها خاصة. فكان التوسط هو في القول بأن حديثه حسن.
أما قول ابن أبي حاتم عن أبيه: ضعيف؟
فالموجود في الجرح والتعديل (3/ 442) قوله: دراج في حديثه صنعة.
فلا أدري هل هو خطأ من النساخ أم ماذا؟
ولكني وجدت نفس الكلمة عنه قالها في ترجمة أبو غيلان الشيباني وعائذ بن شريح الحضرمي. ولعلها أيضا من صيغ التضعيف
وأما قول فضلك الرازي وقد ذكر له قول يحيى بن معين في دراج انه ثقة فقال فضلك ما هو بثقة ولا كرامة له. .. يحتمل بهذا أنه أراد نزوله عن رتبة الثقة لا أنه ساقط.
كما أن فضلك الرازي وهو أبو بكر الفضل بن العباس وهو ثقة ثبت إمام حافظ ناقد ولكنه متشدد في الجرح جدا حتى قال في أبو سعيد الربعي عبد الله شبيب وهو أخباري علامة لكنه واه قال الحاكم: ذاهب الحديث وبالغ فضلك الرازي فقال: يحل ضرب عنقه!!
وأقول شيخنا:
ما ذكرته أنا من ترجمة أبي السمح نقلتها نصا من كلام الحافظين الذهبي وابن حجر .. وهما من هما ..
وكتبهما ما هي إلا خلاصة تجمع جميع الأقوال في المترجم له، فيضعان خلاصة الحكم على الراوي بأوجز عبارة ..
وهذا لا نقول عنه تعسفا وإنما بالسبر لحال الراوي وجمع كلام علماء الجرح والتعديل فيه ..
ولا يشك عاقل في أنهما اطلعا على جميع ما نقلته فضيلتك في ترجمته ولكنهما رجحا ما نقلته في مشاركتي وهو الآتي:
قال ابن حجر: صدوق وفي حديثه عن أبى الهيثم ضعف.
وقال الذهبي: وثقه ابن معين والنسائي وقال أبو داود وغيره: حديثه مستقيم، إلا ما كان عن أبى الهيثم.
والصدوق حديثه حسن كما تعلم فضيلتك ..
وهذا ما فعله الألباني وشعيب في رواية أبي هريرة من طريق دراج عن ابن حجيرة، ولم يعلاها باضطراب أو غيره كما تراه في تعليقهما رحمهما الله تعالى.
وقولك: لا يحتمل منه هذا المتن الذي يفسر كلام الله .. لا أدري ما وجهه!! وهل إذا لم يكن في التفسير يقبل مثلا؟!!
وقولك ولعل هذا الحديث من منكراته اجتهاد منك ولم نجد أحدا ذكره فيما أنكروه عليه .. وهذا ابن عدي والمزي ذكرا الأحاديث التي أنكروها عليه ولم يذكر أحدا منهما أو غيرهم هذا الحديث ..
وأخيرا أشكر لفضيلتك مشاركتك الطيبة واسأل الله أن أكون وإياك والأخوة المشاركين ممن يبحثون عن الحق ومن الدعاة إليه ..
ولا أدعي الصواب .. فجهدي من كدي ..
(يُتْبَعُ)
(/)
والله أعلى وأعلم.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[25 Mar 2009, 02:19 م]ـ
أخي عادل .. شكراً لتعليقك، ولي ملاحظات على تعليقاتك سأعود إليها لاحقاً بشيء من البسط، وإن كنت لا أحب الإطالة في الأخذ والرد الكثير، لأسباب معينة، لكن لي طلب بسيط، ألخصه في:
1 ـ أن تعود مرةً أخرى، وتتأكد من كلامي قبل أن تعلق عليه، لأنك نقلت عباراتي عن ابن رجب خطأ، فأنا قلت: أشار، ولم أقل: أعله، وبينهما فرق كبير.
ثم إنه ينبغي أن يفرق بين إيراد ابن رجب للأحاديث في كتب الوعظ والرقاق، وبين كتبه العلمية المحضة، وبخبرة لا بأس بها ـ حيث منّ الله عليّ بقراءة جل كتب هذا الإمام رحمه الله،فإن التعامل معها ينبغي أن يكون بالميزان الذي أشرت له آنفاً، وإلا فإنك تعجب جداً من إيراده لأحاديث يستنكرها، أو ينقل استنكار الأئمة لها، ويسكتُ عنها في مواضع أخرى من كتبه، فهل يصح لباحث أن يعتمد على هذا السكوت؟! اللهم لا، وإذا كان الحفاظ ناقشوا بقوة ـ وبعضهم خالف ـ ما يسكتُ عنه أبو داود في سننه ـ وهو الذي نص على أن ما سكت عنه فهو صالح ـ فكيف بإمام يشرح،وليس يروي بالأسانيد؟ وليس له شرطٌ منصوص عليه في شرحه؟!
2 ـ تأمل ـ وفقك الله ـ في عبارة ابن كثير جيداً، فهو يستنكر أن يكون المتن كله من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، بأي طريق جاء، هذا هو مراده بلا ريب، فهو يقول: "رفعه منكر جداً" وهذه طريقة مألوفة عند الحفاظ، وعند ابن كثير في تفسيره بالذات، من واقع معايشة لهذا الكتاب المبارك.
3 ـ أفهم من تعليقاتك أن هناك حاجة إلى أن تتأمل ـ وفقك الله ـ في طريقة معالجة الاختلاف في عبارات الأئمة في نقد الراوي، وفهم مرادهم منها، وأن لا تعالج بهذه البساطة التي طرحتها سلمك الله.
ولعلي أعود بعد مُديدة ـ إن شاء الله ـ بعد عودة من سفري، وإلا ففي البحث بقية، وقد كتبتُ هذا باختصار،والله الموفق.
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[25 Mar 2009, 05:17 م]ـ
أخي الكريم وشيخنا الدكتور عمر ..
أنا في انتظار بسطك للموضوع لعلمي بانتفاعي والأخوة هنا مما ستأتينا به من علم، وقد نرجح معك – فيما بعد - ضعف الحديث ونكارته أو اضطرابه إذا دللتنا عليه بأدلة قوية مقنعة ..
فأقول مقدما: سدد الله خطاك وهيأك للقول بالحق والعمل به ..
وأما عن مسألة أن الإمام ابن رجب أشار أو أعل .. فلا فرق كبير، فإن لم يكن أعل فعلاما أشار؟
غير أنه لم تتح له الفرصة على بيان الأمر بتوسع فقررت فضيلتك أنه اشار إلى إعلاله ..
وما نقمته علي في نقلي عن كتابه الأهوال أرده عليك بنقلك عن كتابه شرح حديث لبيك فكلاهما من الرقائق وفضيلتك يعلم هذا جيدا ..
ولو كان له كلام على هذا الإسناد أو المتن في كتابه العلل مثلا أو شرحه للبخاري لكان الأمر حقيقا بأن يشار إليه.
عموما أشكر لك حسن صنيعك ..
ولكن ما يذهلني حقيقة هو ما فهمته من كلامك أن قول ابن كثير (رفعه منكر جدا) أنه يستنكر أن يكون المتن كله من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، بأي طريق جاء.
وقلت: هذا هو مراده بلا ريب، فهو يقول: "رفعه منكر جداً " وهذه طريقة مألوفة عند الحفاظ، وعند ابن كثير في تفسيره بالذات، من واقع معايشة لهذا الكتاب المبارك. اهـ
وقد بحث الكترونيا عن قول ابن كثير (رفعه منكر جداً) فلم أجدها ذكرت في تفسيره كله إلا مرة واحدة بهذا اللفظ.
وباقي الألفاظ التي تؤدي نفس المعنى كلها تؤكد على أن المراد بها هو أن رفعه خطأ وصوابه الوقف .. وقد يكون الوقف صحيحا أو ضعيفا.
وفي تفسيره من هذا النوع الكثير ..
ومن أمثلته: عندما ذكر حديث الإمام أحمد في قصة يأجوج ومأجوج قال بعد أن ذكره: وهذا إسناده قوي، ولكن في رفعه نكارة.
وذكر حديثا في المسند أيضا بلفظ: " إن العشر عشر الأضحى، والوتر يوم عرفة، والشفع يوم النحر" وقال: وهذا إسناد رجاله لا بأس بهم، وعندي أن المتن في رفعه نكارة، والله أعلم.
فبان بهذا وأمثاله أن النكارة في رفع الحديث لا تعني نكارة وقفه. والله أعلم.
ولو لم يكن في نقاشنا كله إلا الخروج بتوضيح هذه المسألة من فضيلتكم لما كان كثيرا ..
فليتك شيخنا تؤكد لنا على هذه المسألة خصوصا في ردك الموسع القادم بإذن الله.
نفع الله بك وسدد خطاك.
ولا يظن البعض أننا نرد على بعضنا البعض للمماراة أو الجدل .. حاشا لله ..
فوالله ما أريد إلا جني الفوائد وتحصيل العلم النافع ..
وجزى الله الجميع خير الجزاء.
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[26 Mar 2009, 06:24 م]ـ
بارك الله في الإخوة جميعا, وأقول:
إذا كنتم تقبلون الحكم على الحديث بالوضع من خلال المتن فسيكون لحوارنا استمرارا بإذن الله, أما إذا اقتصر الأمر على السند فلا فائدة لإكماله!
أولا: نحن أمام حديث ضعيف سندا, مع احترامي لكل ما قاله الأخ عادل , فأنا أتبع منهجا مختلفا بعض الشيء في تصحيح وتضعيف الأحاديث, يقول به الدكتور محمد عمراني حنشي
ومنهجه منشور على موقعه على هذا الرابط لمن يرغب في الاطلاع عليه:
www.alhiwar.org
ثانيا: نقد المتن:
1 - لست أدري صراحة ما علاقة الآية بهذه الرواية؟ الآية تتحدث عن معيشة الإنسان الضنك في الدنيا وكيف أنه يحشر أعمى في الآخرة! فما علاقة هذا بعذاب القبر؟! الآية تتحدث عن معيشة ونصر على أن نجعلها في الموت!!
2 - نظرة إلى المتن:
ليسلط على الكافر في قبره تسعة وتسعون تنينا تنهشه وتلدغه حتى تقوم الساعة ولو أن تنينا منها نفخ في الأرض ما نبتت خضراء.
الحديث هنا عن تنانين أكبر من الكرة الأرضية أو في حجمها أو أصغر منها قليلا وهي تنانين تخرج نارا أو سما أو ما شابه, وعلى الرغم من ذلك فهي تنهش الجسد الغير موجود أصلا!!!
أي كم من الخرافة يحتاج الإنسان ليحزم بأن هذا المتن موضوع, لا يمكن أن يصدر عن الرسول؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[28 Mar 2009, 10:06 م]ـ
ولكن ما يذهلني حقيقة هو ما فهمته من كلامك أن قول ابن كثير (رفعه منكر جدا) أنه يستنكر أن يكون المتن كله من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، بأي طريق جاء.
......
وقد بحث الكترونيا عن قول ابن كثير (رفعه منكر جداً) فلم أجدها ذكرت في تفسيره كله إلا مرة واحدة بهذا اللفظ ..
الإشكال ـ وفقك الله ـ أنك وقفتَ مع هذه اللفظة، وظنتتَ أنني أعني هذه اللفظة فقط، وليس الأمر كذلك، بل المراد ـ وهذا يفهمه أهل التخصص ـ هذه اللفظة وما في معناها من ألفاظ النقد، فتدبر ذلك جيداً ـ وفقك الله ـ.
والحقيقة أنني فهمتُ من خلال هذه المناقشات ـ وأرجو أن تعذرني ـ أن هناك تفاوتاً بيننا في طريقة المعالجة للطرق والاختلاف،والنظرِ في كلام الأئمة، ومنهجِ النقد الذي أفهمه، لذا أعتذر عن الاستمرار؛ لأننا لن نخرج بنتيجة، والسبب هو الاختلاف في طريقة النظر في هذا الباب ـ أعني باب العلل واختلاف الأسانيد ـ، وإن كان من شيء أذكره هنا نصحاً لنفسي ولإخوتي من طلاب العلم الذين قد يقرأون هذه المناقشات المفيدة:
فهو أنه للباحث الذي يريد البحث في الطرق والأسانيد أن لا يُبكر في إبراز أقوال العلماء في الحكم على الحديث إلا بعد استيفاء البحث كاملاً؛ لأن مثل هذا الأسلوب فيه نوعٌ من الإلزام للباحث الذي يريد المناقشة للمسألة، وكأن الكاتب الأصلي يريد أن يقول: هذا الحديث صححه فلانٌ وفلانٌ من الحفاظ أو الباحثين المتأخرين، فإياك أن تخالفهم!!!
ولا شك أن هذا وأد خفيٌّ للبحث والنقاش العلمي، يقع فيه بعض الباحثين من حيث لا يشعرون، والله الموفق.
وخلاصة رأيي في الحديث الذي ذكره أخونا الفاضل عادل:
أنه لا يصح بطريقيه، لأن مداره على دراج، وقد اضطرب فيه، بل وترجح لي من البحث أن المحفوظ فيه هو قول أبي سعيد رضي الله عنه في تفسير الآية الكريمة: "يضيق عليه في قبره حتى تختلف أضلاعه" كما رواه ابن عيينة، عن أبي حازم، عن أبي سلمة (وهو النعمان بن أبي عياش)، عن أبي سعيد (ينظر: تفسير ابن كثير 9/ 377 - 378 ط. أولاد الشيخ).
وختاماً:
ليس من ضرورة البحث والحوار أن نصل إلى نتيجة واحدة، شاكراً لأخي عادل الذي كان سبباً في إثارة البحث الطيب، رزقنا الله العلم النافع، والعمل الصالح، والحمد لله رب العالمين.
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[28 Mar 2009, 10:25 م]ـ
شاكر لك جدا دكتور عمر .. على حسن أدبك وجميل معروفك ..
ولن أكيل لك الكيل ثناءا بثناء وإنما أدعوا الله أن أكون وإياك ممن يتبعون الحق ومن الدالين عليه .. آمين ..
وإنما كان لي رد على مشاركة الأخ عمرو الشاعر وقبل وضعه فوجئت بمشاركتك ..
وافول أنا أيضا عن نفسي: قد أنهي الموضوع بعد هذه المشاركة ..
وشكر الله لك دكتور عمر ولجميع الأخوة طرا ..
الأخ: عمرو الشاعر ..
مشاركتك الأولى جزمت فيها بوضع الحديث بلا دليل، كما عبت على أن المتن يشبه الأساطير، ونصحتنا متسائلا؟ .. ؟ .... ؟
وفي هذه المشاركة تصر إصرار من لم يفهم موضوع المقال من أصله ..
يا أخي الحبيب: موضوعنا كله ليس مرتبط بتفسير الآية على الأصل ..
وإنما الموضوع مناقشة لما ورد مرفوعا في حديث التنانين في عذاب الكافر في قبره، وعلى قول الإمام ابن كثير عن الحديث " رفعه منكر جدا " ..
ومع ذلك أرد عليك – بإذن الله - كي تفهم سبب المشاركة الأصلي وسبب مناقشتي للدكتور عمر في سند حديث أبي هريرة:
أنت قلت: فأنا أتبع منهجا مختلفا بعض الشيء في تصحيح وتضعيف الأحاديث , يقول به الدكتور محمد عمراني حنشي .. الخ
أقول: الرابط المذكور لم أرى فيه شيئا مما أشرت إليه، وليتك تفيدنا عن هذا المنهج الجديد الذي أتحفك به الدكتور حنشي، كي نتعلمه ونضعه في دراساتنا لمصطلح الحديث.
وقلت: لست أدري صراحة ما علاقة الآية بهذه الرواية؟ الآية تتحدث عن معيشة الإنسان الضنك في الدنيا وكيف أنه يحشر أعمى في الآخرة! فما علاقة هذا بعذاب القبر؟! الآية تتحدث عن معيشة ونصر على أن نجعلها في الموت!! الخ
أقول لك: وهل كلمة " معيشة " فقط للدنيا؟
ألم تقرأ قوله تعالى عن أهل الجنة: (فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ)؟
وقال عليه الصلاة والسلام: " اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة ". متفق عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
يا أخي: اقرأ تفسير ابن كثير وتفاسير الأئمة قبل أن تعترض اعتراضا عقليا كهذا ..
ففي تفسير ابن كثير للآية:
قال سفيان بن عيينة عن أبي حازم عن أبي سلمة عن أبي سعيد في قوله: {معيشة ضنكا} قال: يضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه فيه.
وذكر أيضا رواية البزار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم {فإن له معيشة ضنكا} قال: [عذاب القبر] وقال ابن كثير: إسناده جيد. وجود إسناده أيضا السيوطي في الإتقان وصححه الحاكم من رواية أبي هريرة وأبي سعيد ووافقه الذهبي ورواه الطبري في تهذيب الآثار رقم: 178 الحديث بطوله بلفظ:
ثم يضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه قال: وذلك قوله تبارك و تعالى: {فإن له معيشة ضنكا و نحشره يوم القيامة أعمى}
ورواه ابن حبان والحاكم والطبراني وحسنه الألباني.
وارجع إلى شيخ المفسرين الإمام الطبري .. فقد عرض الأقوال التي تقول أن المعيشة الضنك هي في: جهنم نار الآخرة، أو في الدنيا، أو في اابرزخ ..
وقد رجح أنها في عذاب القبر بكلام نفيس جدا، غير ما نقله من آثار ..
وأنا أهدي لك أخي الكريم مما قاله رحمه الله تعالى في تفسيره:
قال أبو جعفر:
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: هو عذاب القبر (ثم ذكر رواية أبي هريرة) وإن الله تبارك وتعالى أتبع ذلك بقوله: {ولعذاب الآخرة أشد وأبقى} فكان معلوما بذلك أن المعيشة الضنك التي جعلها الله لهم قبل عذاب الآخرة لأن ذلك لو كان في الآخرة لم يكن لقوله: {ولعذاب الآخرة أشد وأبقى} معنى مفهوم لأن ذلك إن لم يكن تقدمه عذاب لهم قبل الآخرة حتى يكون الذي في الآخرة أشد منه بطل معنى قوله: {ولعذاب الآخرة أشد وأبقى} ..
فإذ كان ذلك كذلك فلا تخلو تلك المعيشة الضنك التي جعلها الله لهم من أن تكون لهم في حياتهم الدنيا أو في قبورهم قبل البعث إذ كان لا وجه لأن تكون في الآخرة لما قد بينا ..
فإن كانت لهم في حياتهم الدنيا فقد يجب أن يكون كل من أعرض عن ذكر الله من الكفار فإن معيشته فيها ضنك!! وفي وجودنا كثيرا منهم أوسع معيشة من كثير من المقبلين على ذكر الله تبارك وتعالى المؤمنين به، وفي ذلك ما يدل على أن ذلك ليس كذلك ..
وإذ خلا القول في ذلك من هذين الوجهين صح الوجه الثالث وهو أن ذلك في البرزخ. الخ
وهو كلام نفيس جدا مقنع أيما إقناع .. وبطل به اعتراضك العقلي.
وأزيدك بيانا بنقل شرح نفيس لمقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية ..
قال الشارح:
قوله: (فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً). قال العلماء: هذا من ضمن الأدلة التي يوردها أهل العلم على عذاب القبر، فإن الآية ظاهرة في أن هناك معيشة ضنكاً قبل عذاب الآخرة قبل يوم القيامة وليس قبل القيامة إلا الدنيا والبرزخ، والمشاهد أن بعض الناس من أهل المعاصي يستدرجه الله سبحانه وتعالى فلا يكون في معيشته نوع من الضنك فأين يصير الضنك إذاً؟ الجواب: الضنك في عذاب القبر، ولذلك ذكروا في تفسير هذه الآية عن السلف رضوان الله عليهم أنهم فسروا (العذاب الضنك): بما يكون من عذاب في القبر. اهـ
وقلت: الحديث هنا عن تنانين أكبر من الكرة الأرضية أو في حجمها أو أصغر منها قليلا وهي تنانين تخرج نارا أو سما أو ما شابه, وعلى الرغم من ذلك فهي تنهش الجسد الغير موجود أصلا! أي كم من الخرافة يحتاج الإنسان ليحزم بأن هذا المتن موضوع, لا يمكن أن يصدر عن الرسول؟! الخ
أقول: في كلامك هذا مسائل ثلاث:
الأولى عن قولك: الحديث هنا عن تنانين أكبر من الكرة الأرضية أو في حجمها أو أصغر منها قليلا وهي تنانين تخرج نارا أو سما أو ما شابه ..
أتدري لماذا ذهب خيالك بعيدا عما نحن فيه؟
لأنك ذكرت رواية أبي سعيد الخدري: ليسلط على الكافر في قبره تسعة وتسعون تنينا تنهشه وتلدغه حتى تقوم الساعة ولو أن تنينا منها نفخ في الأرض ما نبتت خضراء. وهي رواية بينا ضعفها في أول كلامنا ..
وإنما كان البحث أخي الكريم في تحسين رواية أبي هريرة وهي:
عذاب الكافر في قبره والذي نفسي بيده إنه يسلط عليه تسعة وتسعون تنينا أتدرون ما التنين؟ سبعون حية لكل حية سبع رؤوس يلسعونه ويخدشونه إلى يوم القيامة.
ومع ذلك:
من أين لك تلك الأحجام التي تخيلتها للتنين ونفخه النار في هذه الرواية الضعيفة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فقوله في الرواية الضعيفة: ولو أن تنينا منها نفخ في الأرض ما نبتت خضراء. لماذا لا تقول: أي نفخ في مكان من الأرض ما نبت في هذا المكان خضراء؟
أيهما أقرب للعقل والنقل أخي الكريم؟
والرواية التي نجتهد في تحسينها تقول أن هذه التنانين: يلسعونه ويخدشونه إلى يوم القيامة ..
فأين النار وحجم الأرض وهذا التهويل .. من أين جئت به؟
الثانية في قولك: وعلى الرغم من ذلك فهي تنهش الجسد الغير موجود أصلا!
يا أخي: هل أنت ممن ينكر عذاب القبر للجسد إن بلي وصار ترابا؟
فإن كلامك هذا، ظاهره كذلك، وأنا أخاف أن يكون هذا رأيك ومذهبك وفكرك، وفي هذا الحالة أدعو الله لك بالهداية .. وإلى هذه اللحظة فأنا أحسن الظن بك إن شاء الله ..
الثالثة: قولك بأن موضوع التنين ما هو إلا خرافة .. وقلت أيضا في مشاركتك الأولى: هل تعتقد أنه كان يوجد في يوم من الأيام حيوان اسمه التنين؟ وإذا كان هناك تنين، فما هو شكله؟ وهل تعتقد أنه كان يلفظ نارا من فيه؟
أقول لك أخي الكريم:
لعلك ممن اقتنع بأن التنين هو كما جاء في ترجمته في قواميس الانجليزية والفرنسية بأنه حيوان أسطوري. أي خيالي لا وجود له ..
ولكن مجاراة لك لا أكثر .. أقول:
جاء في معاجم لغتنا العربية أن التنين هو الحية العظيمة ..
كما في تاج العروس شرح القاموس للزبيدي (1/ 7986): والتنين كسكيت حية عظيمة ..
وفي مختار صحاح الجوهري للرازي (1/ 83): التِنِّيِّنُ ضرب من الحيات.
وفي كتاب العين للخليل بن أحمد الفراهيدي (8/ 108): والتَّنينُ من الحَيات: أعظمُها .. وقال في (8/ 136): والتِّنِّين: حَيةٌ.
ولعلك تعجب كل العجب إن وجدت التنين مذكور في التوراة والإنجيل أو ما جمع في كتابهم المقدس زعموا ..
فهاهو جاء ذكره في أول أسفار التوراة .. سِفْرُ اَلتَّكْوِينِ: اَلإصْحَاحُ اَلأوَّلُ-21
فَخَلَقَ اَللهُ اَلتَّنَانِينَ اَلْعِظَامَ وَكُلَّ نَفْسٍ حَيَّةٍ تَدِبُّ اَلَّتِي فَاضَتْ بِهَا اَلْمِيَاهُ كَأَجْنَاسِهَا وَكُلَّ طَائِرٍ ذِي جَنَاحٍ كَجِنْسِهِ. وَرَأَى اَللهُ ذَلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ. اهـ
وفي قصة دانيال مع التنين، وقد جاءت في سفر دانيال هكذا:
22 - و كان في بابل تنين عظيم وكان أهلها يعبدونه 23 - فقال الملك لدانيال: أتقول عن هذا أيضا انه نحاس؟ ها، انه حي يأكل ويشرب ولا تستطيع أن تقول انه ليس إلها حيا فاسجد له 24 - فقال دانيال أني إنما اسجد للرب الهي لأنه هو الإله الحي 25 - وأنت أيها الملك اجعل لي سلطانا فاقتل التنين بلا سيف ولا عصا فقال الملك قد جعلت لك 26 - فأخذ دانيال زفتا وشحما وشعرا وطبخها معا وصنع أقراصا وجعلها في فم التنين فأكلها التنين فانشق فقال انظروا معبوداتكم 27 - فلما سمع بذلك أهل بابل غضبوا جدا واجتمعوا على الملك وقالوا أن الملك قد صار يهوديا فحطم بالا وقتل التنين وذبح الكهنة. الخ
وجاءت في رؤيا يوحنا اللاهوتي أيضا ..
وأنا لا أحتج بما عندهم صراحة ولا أرفضها عموما .. لحديث: حدثوا عن بني اسرائيل .. ولقوله: فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم ..
وإنما لتوافق ما جاء عندنا في الشريعة .. ولما يفسره أهل اللغة العربية لغة القرآن العظيم ..
وأهديك تلك القصة التي عاشها ياقوت الحموي في رؤية أهل بلده لتنين عظيم في حجم المنارة، أهلك الحرث والدواب .. (معجم البلدان 4/ 476)
وأنا لست ممن يصدق الخرافة أو الأسطورة وإنما أتبع الدليل، ومهما كان من أمر فالقصص والحكايات في التنين كثيرة وكلها تثبت أنه حية في حجم كبير جدا ..
وأظنك تعلم أن حية الأناكوندا قد يصل حجمها إلى أضعاف كثيرة من حجم الحيات الكبيرة، وهذا في الدنيا، فكيف بالأمر لو كان في عذاب القبر؟
ومع ذلك .. هب عدم وجوده في أي مرجع في الدنيا إلا في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهل نرده لذلك؟
أخي الكريم .. بارك الله فيك:
أنا والدكتور عمر نتناقش في تحسين الحديث من رواية أبي هريرة مرفوعا ..
ونختلف،،، ولكن لاختلافنا وجه في العلوم الشرعية ..
ولكننا لم نتكلم بكلام عقلي كما تفضلت أنت ..
بارك الله فيك وفي الجميع .. وهدانا الله جميعا إلى ما يحب ويرضى.
وأختم بفائدة:
وهي أن حديث تنانين القبر بمعنى حياته .. ذكر له ابن رجب في كتاب الأهوال أدلة كثيرة مرفوعة وموقوفة وإن كان أكثرها ضعيف سندا، ولكني أذكرها كشواهد لمجمل الموضوع وليس لتحسين حديث أبي هريرة ..
قال رحمه الله في الأهوال (1/ 94):
وخرج ابن منده من طريق أبي حازم عن أبي هريرة وذكر قبض روح المؤمن والكافر وقال في الكافر [وتسلط عليه الهوام وهي الحيات فينام كالمنهوس ويفزع] وخرجه مرفوعا أيضا.
وخرج الإمام أحمد من حديث علي بن زيد بن جدعان عن أم محمد [عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يرسل على الكافرين حيتان واحدة من قبل رأسه والأخرى من قبل رجليه يقرصانه قرصا كلما فرغتا عادتا إلى يوم القيامة]
قلت: وسنده ضعيف لجهالة أم محمد وضعف ابن جدعان ومع ذلك حسنه الهيثمي!
وخرج ابن أبي الدنيا بإسناده ضعيف عن الحسن [عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا يرى أحد خارجا من الدنيا شاتما لأحد منهم يعني من أول هذه الأمة إلا سلط الله عليه دابة في قبره تقرص لحمه يجد ألمه إلى يوم القيامة]
وخرج الخلال من طريق عاصم عن زر عن ابن مسعود قال [يقال للكافر في قبره ما أنت فيقول لا أدري فيقال لا دريت ثلاثا ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه ويرسل عليه حيات من جوانب قبره تنهشه وتأكله فإذا خرج فصاح قمع بمقمع من نار أو حديد]
وخرجه أبو بكر الآجري وزاد فيه [ويضرب ضربة يلتهب قبره نارا] وعنده [ويبعث عليه حيات من حيات القبر كأعناق الإبل]
وخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الموت بإسناده عن عبيد بن عمير قال [يسلط عليه شجاع أقرع فيأكله حتى يأكل أم هامته فهذا أول ما يصيبه من عذاب الله]
وبإسناده عن مسروق قال: ما من ميت وهو يزني أو يسرق أو يشرب أو يأتي شيئا من هذه إلا جعل معه شجاعان ينهشانه في قبره. اهـ
هذا والله أعلى وأعلم ..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.(/)
سؤال في: (الوجوه والنظائر)
ـ[أريج الأقحوان]ــــــــ[22 Mar 2009, 09:12 م]ـ
هذه المشاركة تحتوي على محتوى مخفي
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[22 Mar 2009, 10:01 م]ـ
انظري هذا الرابط >>>>
تقرير عن:
(كتاب الوجوه والنظائر لألفاظ كتاب الله العزيز
للإمام أبي عبد الله الحسين بن محمد الدامغانيّ):
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3277
وهلا وغلا وألف مرحبا
ـ[منصور مهران]ــــــــ[22 Mar 2009, 10:18 م]ـ
لعل كلمة (أفضل) كتاب لا تتحقق في كتاب بعينه؛ لأن لكل كتاب ما يمتاز به عن غيره، ولو تجاوزنا وقلنا إن أفضل كتاب في الوجوه والنظائر هو ما يحقق أتم مادة وأوسعها لغةً لكان كتاب (بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز) للفيروزابادي، وقد حققه العلامة محمد علي النجار - رحمه الله - وأصدره المجلس الأعلى للشئون الإسلامية سنة 1383 هج، في ستة أجزاء.
وإن كان بعض الإخوان من طلبة العلم لا يرون كتاب الفيروزابادي من كتب الوجوه والنظائر، ولهم وجهة نظر في ذلك أحترمها لهم.
قلت: أما كتاب الدامغاني الذي ذكرت أستاذتك أن محققا عبث فيه بالتقديم والتأخير والزيادة والنقصان؛ فمسخه عن صورة مؤلفه فهذا المحقق هو عبد العزيز سيد الأهل، وقد نشر تحقيقه في دار العلم للملايين بعنوان (قاموس القرآن) وهذا عمل غير علمي.
ثم قلت: إن الجزء الذي في حيازتك بتحقيق محمد حسن أبو العزم الزفيتي:
فهو من تحقيق علمي دقيق، وقد أخرج الكتاب عن ست نسخ جميع أصولها من مقتنيات دار الكتب المصرية.
وهناك نشرة علمية بالغة الدقة حققتها فاطمة يوسف الخيمي، وصدرت عن مكتبة الفارابي بدمشق سنة 1419 = 1998، في نحو 888 صفحة.
مع تمنياتي لك بالتوفيق.
ـ[أريج الأقحوان]ــــــــ[23 Mar 2009, 09:03 م]ـ
د/مروان الظفيري,,جزاك الله عني خير الجزاء, ووقاك من كل سوء, وصرف عنك كل بلاء,
أ/منصور مهران,,جزاك المولى كل خير على تبيينك لما أغلق, وإيضاحك لما أبهم, ودقتك في توضيح المراد-ما شاء الله-
وأنا كذلك أتمنى لك التوفيق في كل ما يحب الله ويرضاه.(/)
هل بحث موضوع (منهج القرآن في علاج الجريمة) في رسالة علمية؟
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[23 Mar 2009, 09:19 ص]ـ
هل كتب احد رسالة علمية حول موضوع منهج القران في معالجة الجريمة
ارجو ممن يعلم ان يفيض علينا مما افاض الله عليه
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[23 Mar 2009, 09:36 ص]ـ
و عليكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو أن ينفعك هذا الرابط
http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=egb4793-5004801&search=books
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[23 Mar 2009, 09:49 ص]ـ
والله يا أخي عندي كتاب اسمه: الجريمة والجنس, الآداب القرآنية في نشر قصص الجرائم في الصحف, للدكتور عبدالوهاب كحيل, طبعة 1992 مصر, قد يكون بعيدا بعض الشيء عما تطلب, إلا أنه قد يكون نافعا لك.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Mar 2009, 02:47 م]ـ
رسالة الدكتور عبدالله بن محمد الأمين الشنقيطي في مرحلة الماجستير بعنوان (منهج القرآن في علاج الجريمة) وهي مطبوعة منذ مدة طويلة ومتوافرة في المكتبات.(/)
التسهيل لتأويل التنزيل، ما رأيكم به؟؟
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[23 Mar 2009, 09:48 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشايخي الفضلاء، صبحكم الله بالخير
ما رأيكم في سلسة الشيخ مصطفى العدوي في التفسير و المسماة التسهيل لتأويل التنزيل بطريقة السؤال والجواب؟؟
فهو يفسر القرآن بطريقة السؤال والجواب مثل كتاب أعلام السنة المنشورة للشيخ حافظ الحكمي - رحمه الله -
فما رأيكم به وهل تنصحون المبنتدئ بالقراءة في التفسير بالاستعانة به؟
و جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Jul 2010, 08:59 ص]ـ
نعم هذا الكتاب قيمٌ فعلاً، وقد استفدت منه كثيراً، فهو تجديدٌ مفيدٌ في عرض وتدريس التفسير ومراجعة مسائله، وهو مفيد للمتوسط وما فوقه، لكون أسئلته التي يضعها ويجيب عنها ليست من مسائل المبتدئين في التفسير، بل بعضها أسئلة علمية عميقة في التفسير، وهو ينقل ويلخص كلام المفسرين الثقات في هذا الكتاب. ولستُ أدري أين وصل الآن فلدي منه أجزاء كثيرة متفرقة.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[26 Jul 2010, 09:03 ص]ـ
هذا ما يحضرني من أجزاء سلسلة شيخنا مع التنبيه على تفاوتها في القوة العلمية:
البقرة
آل عمران
النساء
المائدة
الأنعام
الأعراف
يوسف
الحجرات
الكهف
مريم
القصص
النور
الأحزاب
جزء الذارايات
قد سمع
تبارك
عم
ومن الفوائد أن الشيخ عرض تفسير القرآن كاملاً بهذه الطريقة في مسجده أربع مرات (حضرتُ الثانية وأول الثالثة منهن) فالكتابة متأخرة عن الإلقاء؛ لظروف النشر ومشاغله الدعوية ..(/)
اليوم الاثنين 26/ 3 حفل تدشين أول حقيبة إلكترونية لمعلمي القرآن الكريم
ـ[محب القراءات]ــــــــ[23 Mar 2009, 10:27 ص]ـ
اليوم الاثنين 26/ 3 / 1430 حفل تدشين أول حقيبة إلكترونية لمعلمي القرآن الكريم
يرعى فضيلة رئيس الجمعية الشيخ سعد بن محمد آل فريان اليوم حفل تدشين حقيبة معلمي القرآن الإلكترونية (مداد) والتي تعد الأولى من نوعها في المملكة والعالم الإسلامي، بحضور رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية: أ. د زاهر بن عواض الألمعي، وأعضاء مجلس إدارة الجمعيتين، وسيقام الحفل عقب صلاة المغرب في قاعة المحاضرات الكبرى في الجمعية بحي السليمانية.
وأوضح رئيس قسم المدارس النسائية، المعد للحقيبة، الأستاذ بندر بن عبد العزيز المحيميد: ان الهدف من هذه الحقيبة إثراء معلمي القرآن الكريم علمياً وتربوياً وإدارياً وتقنياً فيما يخدم مجال تعلم وتعليم كتاب الله عز وجل.
وأشار إلى أن الحقيبة تحتوي على عدة أقسام: منها ما يعنى بالقرآن الكريم، ويتفرع عنه خمسة أقسام:
القسم الأول: خاص بتلاوة القرآن الكريم، ويضم مصحف المدينة؛ حيث يمكن البحث في المصحف وطباعة الآيات بالرسم العثماني وتلوين الحركات، إلى جانب برنامج تعليمي يتيح الاستماع إلى الآيات مع التكرار والمتابعة بالمؤشر واختيار القارئ المناسب والاطلاع على تفسير الآيات وأحكام التجويد أثناء التلاوة، وتعريف ببعض أسباب وقوع الطلاب في الخطأ أثناء تعلم القرآن، بالإضافة إلى بيان وتوضيح تصحيح التلاوة بطرق متعددة.
القسم الثاني: خاص بعلوم القرآن، ويضم ستة كتب هي: أسرار ترتيب القرآن، وكتاب التبيان في آداب حملة القرآن، وكتاب الإتقان في علوم القرآن، وكتاب مفحمات الأقران في مبهمات القرآن الكريم، وكتاب فهرست موضوعات القرآن الكريم، وكتاب مشكل إعراب القرآن الكريم.
القسم الثالث: خاص بالتفسير، ويضم أربعة من كتب التفسير وهي: تفسير القرآن العظيم للإمام ابن كثير، وتفسير الجلالين، وكتاب تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن، والتفسير النبوي للقرآن.
القسم الرابع: خاص بالتجويد، ويضم برنامجاً تعليمياً حول أحكام التجويد برواية حفص عن عاصم، وكتاب الملخص المفيد في علم التجويد لمحمد أحمد معبد.
القسم الخامس: خاص بالحفظ، ويضم مناهج مقترحة للحفظ والمراجعة.
كما تضم الحقيبة في قسم الحلقات القرآنية: مناهج مقترحة للحفظ والمراجعة، ونماذج إدارية، وفي قسم التوجيهات التربوية: عددا من الكتب والمقالات ذات العلاقة، وقسماً خاصاً بالقراءات الموجهة المساهمة في تطوير الحلقات، وقسماً لحصر أغلب المشكلات التي قد تواجه معلم الحلقة وكيفية معالجتها، وقسماً يعنى بالمهارات التربوية والإدارية، وقسماً تقنياً يضم بعضا من الوسائل التعليمية لتدريس القرآن، وبرنامج تاج للحلقة الإلكترونية، إضافة إلى دليل لمواقع على الشبكة متخصصة.
يذكر أن الحقيقة الإلكترونية (مداد) قد تولى إعدادها إلى جانب الأستاذ بندر المحيميد: الأستاذ فهد بن محمد الوهابي، وقام بمراجعتها كلٌ من د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري، و د. مساعد بن سليمان الطيار، من الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم، وأشرف على إخراجها د. عادل بن علي الشدي، والشيخ يوسف بن إبراهيم البرجس.
المصدر: موقع الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن بمنطقة الرياض.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Mar 2009, 12:25 م]ـ
نسأل الله أن ينفع بها، وشكراً لكم يا أبا أسامة متابعتكم.
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[24 Mar 2009, 06:10 م]ـ
بارك الله في جهودكم، ومن المناسب نقلها هنا إن أمكنكم ذلكم ...(/)
أرجو الإفادة: من من الأئمة تكلم عن هذه الآيات بما يوافق معتقد أهل السنة والجماعة؟
ـ[أبو صالح المدني]ــــــــ[23 Mar 2009, 12:16 م]ـ
قول الله تعالى: (قالوا إنما نحن مستهزؤون الله يستهزئ بهم) (ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين) (إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا).
تكلم عن هذه الآيات ابن جرير فأفاد وأجاد، لكن هل هناك غيره ممن توسع في الكلام عن هذه الآيات بما يوافق عقيدة أهل السنة والجماعة سواء من المفسرين أو غيرهم.
أرجو الإفادة، وجزاكم الله خيرا.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[28 Mar 2009, 10:29 م]ـ
ليتك تراجع شروح الواسطية خاصة شرح الشيخ ابن عثيمين.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Mar 2009, 10:46 م]ـ
أيضاً الإمام المفسر أبو المظفر السمعاني تكلم في تفسيره عن هذه الآيات بما تسأل عنه.(/)
الإتجاه أو المنهج الفقهي عند الشيخ ابن عثيمين من خلال تفسيره
ـ[إيمان]ــــــــ[23 Mar 2009, 06:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
لقد كان للشيخ ابن عثيمين رحمه الله منهجاً علمياً تأصيلياً بديع في تعليم العلوم الشرعية بعامة، والفقه بخاصة، ويظهر ذلك جلياً لمن اطلع على مؤلفات الشيخ رحمه الله، أو استمع لدروسه العلمية وفتاواه ....
والسؤال: هل هناك كتاب أو رسالة علمية أو مقال سلط الضوء على الإتجاه أو المنهج الفقهي عند الشيخ ابن عثيمين من خلال تفسيره أو الكتب المندرجة تحت مسمى التفسير؟
آمل الإخوة الكرام إفادتي في ذلك ....... وجزاكم الله خيراً ...
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[23 Mar 2009, 06:55 م]ـ
لعلكم تجدون بغيتكم في هذا الرابط .. وفقكم الله ..
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=282
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[27 Mar 2009, 11:44 م]ـ
يمكنك مراجعة رسالتي جهود الشيخ ابن عثيمين في التفسير وعلوم القرآن من ص447 حتى نهاية ص 494.(/)
سؤال جزاكم الله خيرا
ـ[سارة الماجد]ــــــــ[23 Mar 2009, 08:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال النبي عليه الصلاة والسلام (إذا مات ابن آدم انقطع عمله الا من ثلاث ................... وولد صالح يدعو له)
وقال تعالى (يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم)
فهل حديث النبي عليه الصلاة والسلام من قبيل التخصيص
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[23 Mar 2009, 08:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال النبي عليه الصلاة والسلام (إذا مات ابن آدم انقطع عمله الا من ثلاث ................... وولد صالح يدعو له)
وقال تعالى (يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم)
فهل حديث النبي عليه الصلاة والسلام من قبيل التخصيص
وجزاكم الله خيرا
نفع المال والبنين يجري في الدنيا وينقطع بنهايتها ويجده العبد في ميزان أعماله يوم القيامه.
وهذا معنى الحديث.
أما الآية فإن الإنسان لا ينفعه إلا عمله الصالح المصحوب بالعقيدة الخالصة، فلا مال يومئذ فيفتدي به ولا الأولاد يستطيعون نصره في ذلك اليوم.
ولهذا فليس في الآية تخصيص.
والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[24 Mar 2009, 09:35 ص]ـ
السلام عليكم
المال في الدنيا إذا أنفق في طرق الخير؛والبنون إن كانوا علي خير لاينفعون من أهل الآخرة إلا من كان مؤمنا أتى الله بقلب سليم؛
واسلوب النفي والاستثناء في الآية يكون للتخصيص أو للحصر
أما الحديث فهو في نفع مال الدنيا المتصدق به والولد الصالح الذى يدعو؛ومازال نفعهما مستمرا بعد الوفاة ينفعان صاحب القلب السليم؛ فليس الحديث هو الذي خصص من ينتفع بالمال والبنون ,بل الآية.
والله أعلم
ـ[رفيق طاهر]ــــــــ[24 Mar 2009, 12:33 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[سارة الماجد]ــــــــ[27 Mar 2009, 01:27 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[27 Mar 2009, 03:19 م]ـ
أختي الكريمة، أود أن أشار ك الأفاضل في الأجر:
ورد في تفسير السعدي:
" {لا يَنْفَعُ} فيه {مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} فهذا الذي ينفعه عندك وهذا الذي ينجو به من العقاب ويستحق جزيل الثواب
والقلب السليم معناه الذي سلم من الشرك والشك ومحبة الشر والإصرار على البدعة والذنوب ويلزم من سلامته مما ذكر اتصافه بأضدادها من الإخلاص والعلم واليقين ومحبة الخير وتزيينه في قلبه وأن تكون إرادته ومحبته تابعة لمحبة الله وهواه تابعا لما جاء عن الله."
وفي موضع آخر قال:
" فتنقطع الأسباب كلها، إلا الأسباب المتعلقة بطاعة الله والإيمان به، يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم.
{وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ} {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا} "أهـ
فالمشرك لا ينفعه العمل الصالح مهما كان، إن لم يكن مؤمنا، والابن قد يكون عملا صالحا ينفع الوالد، فقد يكون حافظا للقرآن أو شهيد ... .
والمؤمن ينفعه المال الطيب الذي أنفقه في ما يرضي الله تعالى ابتغاء مرضاة الله تعالى وثوابه، فهو عمل صالح أيضا.
لكن كما هو معروف فالأعمال الصالحة متنوعة لا تقتصر على الأبناء والأموال، وذكر الأموال والأبناء هنا أتى؛ لأن الإنسان يعتقد أن قوته في المال والأبناء في الدنيا، وهذا يتضح أكثر عند المشركين.
قال صاحب التحرير والتنوير:
" قصد به إظهار أن الالتجاء في ذلك اليوم إلى الله وحده ولا عون فيه بما اعتاده الناس في الدنيا من أسباب الدفع عن أنفسهم."
أما حديث:
(إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له)
ليس فيه تخصيص للآية، فما الدليل على أن العمل الصالح ينحصر في المال أو البنون، ولكن يستمر أجر الأعمال المذكورة في الحديث للمؤمن الذي وفقه الله تعالى لها قبل موته إلى ما شاء الله، وفي يوم القيامة تنفع المؤمن كل أعماله وليس الأعمال السابقة فقط، فتكون سببا لرحمة الله ورضوانه.، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:
(لَنْ يُنْجِيَ أَحَدًا مِنْكُمْ عَمَلُهُ قَالَ رَجُلٌ وَلَا إِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَلَا إِيَّايَ إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللَّهُ مِنْهُ بِرَحْمَةٍ وَلَكِنْ سَدِّدُوا)
وعَنْ عَائِشَةَ – رضي اله عنها- زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ:
(قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا فَإِنَّهُ لَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ أَحَدًا عَمَلُهُ قَالُوا وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللَّهُ مِنْهُ بِرَحْمَةٍ وَاعْلَمُوا أَنَّ أَحَبَّ الْعَمَلِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ)
(صحيح مسلم).
هذا والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[27 Mar 2009, 06:57 م]ـ
الأخوة الكرام،
أولاً: عمل الولد الصالح هو استمرار لعمل الوالد. فعمل ولده إذن هو عمله.
ثانياً: يستفيد الميت من صلاة ودعاء واستغفار ... غير الولد، ولكنه ليس عمله.
ثالثاً: إذا قبلت هذه الأعمال كانت في صحيفة المرء فينتفغ بها يوم القيامة.
رابعاً: المال الذي أنفق في الدنيا في وجوه الخير ينفع أيضاً.
خامساً: يوم القيامة لا ينفع المال لأنه لم نفق في الدنيا في وجوه الخير، ولا يقبل انفاقه على فرض قدرة المرء عليه. وكذلك لا ينفع الولد. وحتى لو كان الولد ناجياً ليس بإمكانه أن ينفع الوالد في ذلك اليوم إذا لم يكن قد قدم له عملاً في الدنيا. فقانون الدنيا يختلف عن قانون الآخرة. وهذا ما يفهم من الآية الكريمة.
سادساً: من أذن له بالشفاعة يؤذن له تكريماً للشافع، ورحمة من الله بالمشفوع له الذي عمل وقصر به عمله قليلاً. فيكون عمله سبباً في رحمته وذلك بإذن الله.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[29 Mar 2009, 12:12 ص]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا
الأخ أبو عمرو قلت:عمل الولد الصالح هو استمرار لعمل الوالد. فعمل ولده إذن هو عمله.
ثم قلت
وكذلك لا ينفع الولد. وحتى لو كان الولد ناجياً ليس بإمكانه أن ينفع الوالد في ذلك اليوم إذا لم يكن قد قدم له عملاً في الدنيا
والأخير يؤكد أن عمل ولده ليس هو عمله
أنقل مما نقلت الأخت عن تفسير السعدى
والابن قد يكون عملا صالحا ينفع الوالد، فقد يكون حافظا للقرآن أو شهيد ... .
ثم أقول:هل إن كان الولد حافظا للقرآن أو شهيدا ينفع الوالد لمجرد أنه والد مهما كان هذا الوالد؟! بالطبع لا
هل يُعول الوالد حال حياته على كون ابنه مات شهيدا؟ بالطبع لا
إذن يشترط أن يكون هو-الأب- مؤمنا يعمل الصالحات ويكون في الآخرة ممن " ... أتى الله بقلب سليم " فعندئذ ينتفع بابنه
إذن لا يعول أحد على مسألة نفع الولد إلا إذا كانت اضافة على نفعه هو لنفسه
وإن مجيء القاعدة التى نحن بصددها على لسان الخليل الذي قال قبلها " واغفر لأبى إنه كان من الضالين "؛لدليل على أن صلاح الولد أو فساده ليس من عمل أباه؛
وكذلك المال الذي أنفق في وجوه الخير لاينفع فى الآخرة إلا صاحب القلب السليم؛
إذن يمكن القول أنه يُنظر إلى القلب فإن كان سليما يُنظر في العمل؛وإن كان ليس سليما فلن ينفعه مال ولا بنون ولا غير ذلك
والله أعلم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[29 Mar 2009, 06:22 ص]ـ
(يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)) سورة الشعراء
ليس في الآيتين إشكال ولله الحمد، فهما يحتملان وجهين من المعنى:
الوجه الأول: نفي نفع المال والولد يوم القيامة، وإثبات النفع للمجيء بالتوحيد الخالص. وهنا يكون الاستثناء منقطع ويكون المعنى:
يوم لا ينفع أحدا مال ولا ولد، ولكن ينفعه توحيده وإخلاصه لله. وبهذا قال المفسرون.
قال الطبري رحمه الله تعالى:
" (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ) يقول: لا تخزني يوم لا ينفع من كفر بك وعصاك في الدنيا مال كان له في الدنيا، ولا بنوه الذين كانوا له فيها، فيدفع ذلك عنه عقاب الله إذا عاقبه، ولا ينجيه منه.
وقوله: (إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) يقول: ولا تخزني يوم يبعثون، يوم لا ينفع إلا القلب السليم.
والذي عني به من سلامة القلب في هذا الموضع: هو سلامة القلب من الشكّ في توحيد الله، والبعث بعد الممات.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل."
وقال بن كثير رحمه الله تعالى:
"وقوله: {يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ} أي: لا يقي المرء من عذاب الله ماله، ولو افتدى بملء الأرض ذهبا: {وَلا بَنُونَ} ولو افتدى بِمَنْ في الأرض جميعا، ولا ينفعُ يومئذ إلا الإيمانُ بالله، وإخلاص الدين له، والتبري من الشرك؛ ولهذا قال: {إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} أي: سالم من الدنس والشرك."
الوجه الثاني: نفي نفع المال والبنين عن كل أحد إلا الذي جاء بالتوحيد الخالص فإن ماله وبنيه ينفعونه في ذلك اليوم.
وهنا يتوجه سؤالان:
الأول: كيف ينفع الموحد ماله وبنوه؟
فالجواب: ينفعه ماله الذي كان له في الدنيا الذي كسبه من الحلال وأنفقه في أوجه البر والطاعة، وينفعه أولاده الصالحون الذي رباهم على العقيدة السليمة والعمل الصالح فكل عمل يعملونه فهو في ميزان حسناته من غير أن ينقص من أجورهم شيء، وقد يشفعون له فيما لو عجزت حسناته.
والسؤال الثاني: لماذا خص المال والبنين دون سائر الأعمال؟
فإن الموحد ينفعه كل عمل صالح عمله في الدنيا فصلاته وصيامه وحجه وجهاده وبره بوالديه وصلة رحمه وغير ذلك من أعمال البر، فإذا كان المعنى الثاني للآيتين هو المراد فلماذا اقتصر على ذكر المال والبنين دون سائر الأعمال؟
اترك الجواب لكم.(/)
حمل منظومة ((التيسير العجيب فى تفسير الغريب)) لابن المنير pdf
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[24 Mar 2009, 02:38 ص]ـ
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
و بعد ..
هذه منظومة ((التيسير العجيب فى تفسير الغريب)) من نظم الإمام ناصر الدين أبى العباس أحمد بن محمد المالكى الإسكندرانى المعروف بابن المنير رحمه الله ..
مصورة pdf دبعة دار الغرب الإسلامى بتحقيق سليمان ملا إبراهيم أوغلو
وجدتها ضمن هذه المجموعة القيمة و النادرة من كتب القراءات و التفسير و علوم القرآن http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=15369
و المجموعة من مرفوعات الأخ مشرف الشهرى من ملتقى أهل الحديث جزاه الله خيرا و نفع به ..
و يمكنكم التحميل من المرفقات
و لا تنسونا من دعوة صالحة بظهر الغيب ..
ـ[رأفت المصري]ــــــــ[27 Mar 2009, 12:27 ص]ـ
جزاكم الله خيرا، أفدتموني، وقد تمّ التحميل.
ـ[عبدالسلام شيث]ــــــــ[27 Mar 2009, 01:03 ص]ـ
بارك الله فيك , شكراً لكم يا شيخنا الفاضل
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[30 Mar 2009, 06:42 م]ـ
و فيكم بارك أخوىَّ الكريمين ..(/)
الجهاد بالقرآن
ـ[أشرف الملاحمي]ــــــــ[24 Mar 2009, 05:24 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا.
كنتُ قد أعدد هذه المقالة كردٍ تفاعلي على دعوة عبد الفتاح محمد خضرأستاذ التفسير وعلوم القرآن الكريم جامعة الأزهر ولكنني ولطلباً لعموم الفائدة وبسبب طول الرد أجتهدت بأن من الافظل طرحها كمقالى لموقع ملتقى اهل التفسير المبارك والله من وراء القصد.
الجهاد بالقرآن
الجهاد بالقرآن له من الأوجه التي ذكرها المفسرون وكذلك ما تمخضت عنه تطورات الحياة خلال الأربعة عشر قرن التي خلت من تاريخ الدعوة الإسلامية المباركة، قال القرطبي رحمه الله (وجاهدهم به قال ابن عباس بالقرآن ابن زيد بالإسلام وقيل بالسيف وهذا فيه بعد لأن السورة مكية نزلت قبل الأمر بالقتال جهادا كبيرا لا يخالطه فتور). ومن عظيم الجهاد ماتواصل وأتصل وإشتمل على أساب ما يديم همم الدعاة من العلماء العاملين والسادة المجاهدين، والى ذلك ذهب الطبري رحمه الله بقوله (ولكن جاهدهم بهذا القرآن جهادا كبيرا تى ينقادوا للإقرار بما فيه من فرائض الله ويدينوا به ويذعنوا للعمل بجميعه طوعا وكرها). وكذلك تطوير المناهج التربوية والدعوية والبرامج العملية والتفاعلية والتي تحدث على العمل بالقرآن وتطبيق مبادئه في حياتنا اليويمة هو من الجهاد الكبير (وجاهدهم به أي بالقرآن بتلاوة ما في تضاعيفه من القوارع والزواجر والمواعظ وتذكير أحوال الأمم المكذبة جهادا كبيرا فإن دعوة كل العالمين على الوجه المذكور جهاد كبير لا يقادر قدره كما وكيفا). إن إستمرار الدعوة يحقق الوصف القائل بأن القابض على دينه كالقابض على جمرةٍ من نار (والسبب فيه أن تلك النفقة أثمرت في فتح الاسلام وإعلاء كلمة الله ما لا يثمر غيرها وكذلك الجهاد بالنفوس لا يصل المتأخرون فيه إلى فضل المتقدمين لقلة عدد المتقدمين وقلة أنصارهم فكان جهادهم أفضل ولأن بذل النفس مع النصرة ورجاء الحياة ليس كبذلها مع عدمها ولذلك قال عليه السلام يكون القابض على دينه كالقابض على الجمر لا يستطيع دوام ذلك لمزيد المشقة فكذلك المتأخر في حفظ دينه وأما المتقدمون فليسوا كذلك لكثرة المعين وعدم المنكر) وقد عادت الأيام بالمسلمين اليوم الى حال العصبة الأولى والله بحالهم أعلم فالجهاد الكبير هو الإستمرار بالدعوة رغم المخاطر والمغريات والجهاد الكبير هو تطبيق تعاليم الإسلام ومبادئ القرآن على حياتنا وواقعنا المعاصر، والجهاد الكبير هو كذلك الإستمرار بالتعريف بالإسلام عن طريق التعريف بمفاهيم وحقائق القرآن وما من مسلم إلا وسيُسأل عن هذا الواجب يوم الحساب الأكبر والله تعالى أعلم (وجاهدهم به جهادا كبيرا راجع إلى القرآن أي جاهدهم بالقرآن واتل عليهم مافيه من القوارع والزواجر والأوامر والنواهى وقيل الضمير يرجع إلى الإسلام وقيل بالسيف والأول أولى وهذه السورة مكية والأمر بالقتال إنما كان بعد الهجرة وقيل الضمير راجع إلى ترك الطاعة المفهوم من قوله فلا تطع الكافرين وقيل الضمير يرجع إلي مادل عليه قوله ولو شئنا لبعثنا فى كل قرية نذيرا لأنه سبحانه لو بعث فى كل قرية نذيرا لم يكن على كل نذير إلا مجاهدة القرية التي أرسل إليها وحين اقتصر على نذير واحد لكل القرى وهو محمد صلى الله عليه وآله وسلم فلا جرم اجتمع عليه كل المجاهدات فكبر جهاده وعظم وصار جامعا لكل مجاهدة ولا يخفى مافى هذين الوجهين من البعد) وفق الله جميع دعاة الخير الى مرضاته والعمل بكتابه وسنة نبيه أنه نعم المولى ونعم المجيب
أشرف الملاحمي
الثلاثاء 27 - ربيع الأول-1430
الموافق 24 - مارس-2009(/)
لمن لديه تفسير مكي بن أبي طالب أرجو مراجعة هذه العبارة
ـ[محمد براء]ــــــــ[24 Mar 2009, 06:02 م]ـ
إخواني الكرام:
قال الأبي في شرح مسلم: " فإن قلت: صحت أحاديث بتعذيب أهل الفترة كصاحب المحجن وغيره.
قلت: قد أجاب عن ذلك عقيل بن أبي طالب بثلاثة أجوبة:
الأول أنها أخبارا آحاد فلا تعارض القاطع.
الثاني: قصر التعذيب على هؤلاء والله أعلم بالسبب.
الثالث: قصر التعذيب في هذه الأحاديث على من بدل وغير الشرائع وشرع من الضلال ما لا يعذر به ".
قلت: وهذه الإجابات نقلها العبادي في الآيات البينات وتبعه العطار في حاشيته على شرح المحلي على جمع الجوامع وكذا الألوسي في تفسيره صاحب سبيل الهدى والرشاد والشنقيطي في الأضواء ودفع الإيهام ونثر الورود.
أرجو ممن لديه تفسير مكي بن أبي طالب مراجعة تفسيره عند قوله تعالى: "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً " هل فيه نحو هذا الكلام، لأنني بحثت عن مؤلف اسمه عقيل بن أبي طالب فلم اجده، فلعله خطأ وصوابه مكي؟
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[25 Mar 2009, 06:41 ص]ـ
أخي الكريم
لعل في الكلام تصحيفا؛ أو تحريفا؛
ولعله:
أبو طالب عقيل بن عطية القضاعيّ
وقد ترجم له الذهبي في تاريخ الإسلام؛ وفيه:
عقيل بن عطية:
أبو طالب وأبو المجد القضاعي، الأندلسي، الطرطوشي، ثم المراكشي.
روى عن: أبي القاسم بن بشكوال، وأبي القاسم بن حبيش، وأبي نصر فتح بن محمد، وجماعة. وولي قضاء غرناطة. وقد ذكره الأبار، فقال: كان مقدماً في صناعة الحديث، وله رد على أبي عمر بن عبد البر في بعض تواليفه، وتنبيه على غلطاته. سمع منه أبو جعفر ابن الدلال، وأبو الحسن بن منخل الشاطبي. وولي بأخرة قضاء سجلماسة، وتوقي بها في صفر وقد قارب الستين.
ـ[محمد براء]ــــــــ[25 Mar 2009, 12:15 م]ـ
جزاك الله خيرا
والأمر كما ذكرت.
وأفادني الأخ (ابن السائح) أنه في كتابه تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل
من مطبوعات دار الإمام مالك - أبو ظبي
طبع سنة 1427
وليت أحد الأخوة يتكرم بتصويره(/)
بشرى: هنا تجد دروس الشيخ المقرئ عبدالله بن صالح العبيد في إتقان القرآن-تحديث مستمر
ـ[أبوعبدالملك التميمي]ــــــــ[24 Mar 2009, 08:34 م]ـ
تجدون هنا وبتحديث مستمر -بإذن الله- الدروس القيمة في إتقان القرآن التي يلقيها فضيلة الشيخ عبدالله بن صالح العبيد-وفقه الله-
مغرب كل أحد واثنين
والمقامة بجامع الأميرة نوره بنت عبدالله بن عبدالعزيز بحي النخيل بشمال الرياض.
وهي دروس تتميز بالعمق العلمي والبحث والدرس الرصين لعلوم القرآن من رسم وعد آي ووقف وابتداء، وتأصيل بديع وتطبيق دقيق للأداء الصحيح لكتاب الله تعالى.
وسنقوم بإخراج هذه الدروس الأسبوعية في هذه الصفحة باستمرم -سائلين الله الإعانة-.
ـ[أبوعبدالملك التميمي]ــــــــ[24 Mar 2009, 08:34 م]ـ
للإشتراك في هذه الدروس الإتصال
على هاتف الجامع: 0533440093
ـ[أبوعبدالملك التميمي]ــــــــ[24 Mar 2009, 08:35 م]ـ
< p> الدرس الأول والمقام في يوم الأحد18/ 3/1430هـ
</ p> <p></p> <p> للتحميل هنا ( http://www.tafsir.NET/audio/sound/obaid/lesson1.wav)
</p> <p></p> <p></p> <p></p> <p> الدرس الثاني والمقام في يوم الاثنين19/ 3/1430هـ
</ p> <p></p> <p> للتحميل هنا ( http://www.tafsir.net/audio/sound/obaid/lesson2.wav)
</p>
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Mar 2009, 08:54 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم وبالشيخ الحبيب عبدالله بن صالح العبيد.
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[05 Apr 2009, 05:34 م]ـ
نودُّ تنبيه الإخوة إلى أن موعد دروس الشيخ عبدالله بن صالح العبيد -حفظه الله- قد تغير موعدها من مغرب الأحد والاثنين إلى عصر الجمعة بدءاً من الجمعة 14/ 4/1430هـ بإذن الله تعالى.
ـ[تميم]ــــــــ[06 Apr 2009, 08:57 ص]ـ
هل الشيخ عبدالله بن صالح العبيد الوزير السابق للتعليم؟
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[06 Apr 2009, 07:31 م]ـ
هل الشيخ عبدالله بن صالح العبيد الوزير السابق للتعليم؟
ليس هو، إنما تشابه أسماء فقط.
ـ[أبوعبدالملك التميمي]ــــــــ[15 Apr 2009, 09:10 م]ـ
الدرس الثالث والمقام في يوم الأحد25/ 3/1430هـ
للتحميل هنا ( http://www.tafsir.org/audio/sound/obaid/lesson03.wav)
http://www.tafsir.org/audio/sound/obaid/lesson03.RA
الدرس الرابع والمقام في يوم الاثنين26/ 3/1430هـ
للتحميل هنا ( http://www.tafsir.org/audio/sound/obaid/lesson04.wav)
http://www.tafsir.org/audio/sound/obaid/lesson04.RA
ـ[أبو محمد البدري]ــــــــ[25 Apr 2009, 10:44 م]ـ
جاري التحميل والاستماع.
بوركت جهودكم.
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[26 Apr 2009, 06:53 م]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله، نفع الله بكم وجعل ذلك في موازين حسناتكم
هل هذه الدروس تنقل على البث الإسلامي المباشر
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[27 Apr 2009, 06:43 م]ـ
جزاكم الله خيرا
هل هو محقق "الدرر البهية " للشوكاني، وإن كان هو فهل له مشاريع فقهية ستخرج قريبا؟
ـ[أبو محمد البدري]ــــــــ[01 May 2009, 02:06 م]ـ
جزاكم الله خيرا
هل هو محقق "الدرر البهية " للشوكاني، وإن كان هو فهل له مشاريع فقهية ستخرج قريبا؟
نعم هو.(/)
التجديد في تدارس غريب القرآن .. مقترحاتكم يأهل العلم
ـ[محمد المهوس]ــــــــ[25 Mar 2009, 07:26 ص]ـ
هذه الفكرة انوي تطبيقها مع بعض طلاب العلم:
وهي عبارة عن جلسة أسبوعية لتدارس غريب القرآن
والطريقة باختصار: [/ size]
[/size]
• تكون البداية بالنظر في المصحف للآيات المراد استخراج الغريب منها مدة بضع دقائق.
• ثم بعد ذلك يذكر كل واحد ما لديه من الغريب ويكتبها أحدنا، ثم تنقح في مناقشة سريعة حول الكلمة، هل هي من الغريب أم لا.
• وبعد حصر الكلمات تبدأ مرحلة البحث عن المعنى بالطريقة التالية:
- يكون بيد كل واحد منا أحد كتب الغريب أو التفاسير المختصرة (ما تقترحون من كتب؟).
- وبعد النظر الفردي للكتاب , يذكر كل واحد ما لديه من المعاني.
- ((ما رأيكم كيف يتم الترجيح و الاختيار بين هذه الأقوال؟))
هل بوضع كتاب أساس يكون هو المرجع عند الاختلاف، أم ماذا؟
• ثم يدون كل واحد في كراسته الخاصة الكلمة ومعناها، ليحصل له بعد ذلك كنز عظيم من المعاني.
• البداية من سورة الفاتحة ثم البقرة حتى نهاية المصحف، وهناك فكرة أن تكون البداية من بداية المفصل لكثرة الغريب وقربة للناس.ولكن هناك إشكال وهو أن كتب التفسير والغريب عندما تمر الكلمة في أول الكتب في الغالب لا يتم ذكرها فيما بعد ذلك مما يفوت عدد من الكلمات في المفصل.
• أرجو من الجميع كتابه ما لديه من المقترحات والمرئيات حول هذه الطريقة،
وليتذكر جميع من شارك أن لهم أجر الدلالة عل الخير،
وبمشاركتك ورأيك تتطور الفكرة لتكون منهجا لطلاب العلم وكل ذلك يصب في حسناتك إن شاء الله. [/ size][/B]
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[25 Mar 2009, 09:37 ص]ـ
هذه الفكرة انوي تطبيقها مع بعض طلاب العلم:
وهي عبارة عن جلسة أسبوعية لتدارس غريب القرآن
والطريقة باختصار: [/ size]
[/size]
• ثم بعد ذلك يذكر كل واحد ما لديه من الغريب ويكتبها أحدنا، ثم تنقح في مناقشة سريعة حول الكلمة، هل هي من الغريب أم لا [/ [/ color]size][/B]
وفقكم الله وأرى لكم الاستغناء عن هذا السؤال: هل هي من الغريب؟ فمادامت اللفظة غريبة عند أحدكم فمن حقه معرفة معناها , وحتى لا يكثر الخلاف.
- يكون بيد كل واحد منا أحد كتب الغريب أو التفاسير المختصرة (ما تقترحون من كتب؟) [/ [/ color]size][/B]
إن استطعتم على كتاب المفردات للراغب فسيغنيكم عن غيره , وإلا فاجمعوا بين تحفة الأريب لأبي حيَّان ومختصر تفسير ابن كثير لأحمد شاكر (عمدة التفسير).
- وبعد النظر الفردي للكتاب , يذكر كل واحد ما لديه من المعاني.
- ((ما رأيكم كيف يتم الترجيح و الاختيار بين هذه الأقوال؟))
هل بوضع كتاب أساس يكون هو المرجع عند الاختلاف، أم ماذا؟ [/ [/ color]size][/B]
رتبوا أمركم على ما يأتي:
1 - التعرف على معنى اللفظة بوضوح من خلال الكتاب.
2 - التأكد من وضوحه وفهمه لدى الجميع وعدم التباسه بغيره.
3 - ذكر المعاني الأخرى والفوائد التي يمكن استنباطها من الآية من خلال معنى اللفظ.
وعند الخلاف أوصيكم بترك الخلاف والاكتفاء بقول ابن كثير أو جمعه للأقوال.
أرجو من الجميع كتابه ما لديه من المقترحات والمرئيات حول هذه الطريقة،
وليتذكر جميع من شارك أن لهم أجر الدلالة عل الخير،
وبمشاركتك ورأيك تتطور الفكرة لتكون منهجا لطلاب العلم وكل ذلك يصب في حسناتك إن شاء الله. [/ [/ color]size][/B]
أعانكم الله وفتح عليكم.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[25 Mar 2009, 10:51 ص]ـ
أرى أن من أهم الأشياء التي ينبغي العناية بها: معرفة أصل كل كلمة تريدون معرفة معناها حتى يسهل عليكم الرجوع إلى المعاجم.
وقبل الرجوع إلى كتب التفسير والغريب اجتهدوا في معرفة كل كلمة بأنفسكم.
ـ[محمد المهوس]ــــــــ[25 Mar 2009, 10:14 م]ـ
أشكر الشيخ نايف والشيخ أبو مجاهد على مقترحاتهم الجميلة وأرائهم السديدة
فجزاكم الله خير وفتح لكم أبواب رحمته.(/)
الوقوفُ المُتَكلَّفَةُ في كتب الأقدمين.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[25 Mar 2009, 01:39 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه واستن بهديه إلى يوم الدين , وبعد:
فقد مرَّ بي اليوم في أحد التفاسير نقلٌ لوقفٍ متكلفٍ من كتاب الهذلي رحمه الله تعالى وأسكنه الفردوس الأعلى , وهو الوقف على قول الله تعالى «أَمْ لَمْ تُنْذِرْ» والابتداء بقوله «هُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ» على أنها جملة مكونةٌ من مبتدأ وخبر.
فأثار ذلك عندي رغبةً في معرفة أسباب وجود مثل هذه الوقوف في كتب الأوائل , هل هو الاجتهادُ المعتمدُ على استحداث كل ما يستقيمُ به اللفظُ والإعراب , ولو كان بوجهٍ غيره أولى منهُ.؟
وهل هذه الوقوف كثيرةٌ في كتبهم حتى وإن كان إيرادهم لها على وجه التضعيف والنكارة؟
وهل ما نسمعهُ اليوم من وقوف تعسفيةٍ لبعض القراء مستقى من هذه المصادر , ولذلك تم به التسليم؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[25 Mar 2009, 03:00 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه واستن بهديه إلى يوم الدين , وبعد:
فقد مرَّ بي اليوم في أحد التفاسير نقلٌ لوقفٍ متكلفٍ من كتاب الهذلي رحمه الله تعالى وأسكنه الفردوس الأعلى , وهو الوقف على قول الله تعالى «أَمْ لَمْ تُنْذِرْ» والابتداء بقوله «هُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ» على أنها جملة مكونةٌ من مبتدأ وخبر.
فأثار ذلك عندي رغبةً في معرفة أسباب وجود مثل هذه الوقوف في كتب الأوائل , هل هو الاجتهادُ المعتمدُ على استحداث كل ما يستقيمُ به اللفظُ والإعراب , ولو كان بوجهٍ غيره أولى منهُ.؟
وهل هذه الوقوف كثيرةٌ في كتبهم حتى وإن كان إيرادهم لها على وجه التضعيف والنكارة؟
وهل ما نسمعهُ اليوم من وقوف تعسفيةٍ لبعض القراء مستقى من هذه المصادر , ولذلك تم به التسليم؟
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ) سورة البقرة (6)
تساؤلي حول هذه المشاركة الطيبة:
هل رسم المصحف يحتمل فصل الضمير عن الفعل؟
ثم لو قلنا إنه يحتمل هل يتغير المعنى؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[25 Mar 2009, 05:16 م]ـ
الوقوف المتكلفة والمتعسفة موجودة في كتب المتقدمين، وعند بعض المعاصرين، ويقع ذلك باستملاح يلوح ظاهره للمرء دون أن ينظر في بواطنه ليتبين له صحته وصوابه، لذا فإن من الحسن تقعيد أصول للوقف يُعرف بها الوقف الصواب من غيره.
وحقيقة الوقف أنه ينتج عن فهم المعنى، فهو أثر من آثاره، وفرع عنه، لكن ليس كل وقف صحَّ معناه في ذاته يكون مقبولاً؛ لأننا نعلم أن الوقف الحسن ـ مثلاً ـ يصح الوقف عليه، لكن لا يحسن الابتداء بما بعده لتعلقه به من جهة اللفظ، وما تعلق من جهة اللفظ (الإعراب) كان من لوازمه تعلقه من جهة المعنى.
ومن تمام هذا الأمر أن يكون الوقف موافقًا لفهم المفسرين من السلف، فإن كان مناقضًا فهذا دليل على خطئه، وإن كان مغايرًا، وليس فيه نقص من جهة أخرى جاز الوقف عليه.
ومن الأمور التي يُعرف بها صحة الوقف صحة النظم وسلامة الإعراب، ويظهر ذلك في الوقف على كلمة ثم البدء بها، ومثاله:
الوقف على (ذو العرش المجيد) ـ على قراءة الضم ـ ثم البدء هكذا: (المجيد فعال لما يريد)، وهذا مما يستملحه بعض القراء المعاصرين، وقد سمعت إمامًا متقنًا للقراءات يفعله، ولعله لم ينتبه إلى ما في هذا العمل من خلل من جهتين:
الأولى: أن البدء بالمجيد يقطع نظم القرآن القائم على الإعراب،فتكون جملة (ذو العرش) مقطوعة بناءً على هذا البدء، ومعلومٌ أن (المجيد) مرتبط إعرابًا ب (ذو).
الثانية: أن جملة (فعال لما يريد) استئنافيه، وكلمة (فعال) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو. وعلى هذا البدء يكون (المجيد) مبتدأ، خبره (فعال ... )، وهذا مخالف لنظم القرآن وإعرابه.
وأقول: لو جُمعت الأصول التي يقوم عليها الوقف، والأصول التي يُعرف بها خطأ الوقف لكان حسنًا، ولأظهر لنا ما يقع من تعسُّف وتكلفٍ في الوقوف، والله الموفق.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[25 Mar 2009, 07:15 م]ـ
الرجاء النَّظر في هذا الموضوع:
هل يحوز هذا الوقف عند أحد من العلماء؟ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=13043)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[25 Mar 2009, 07:49 م]ـ
الرجاء النَّظر في هذا الموضوع:
هل يجوز هذا الوقف عند أحد من العلماء؟ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=13043)
جزاك الله خيرا أخانا عمار وشكر لك.
ذكر أخونا القارئ المليجي أنه إذا صحت الراوية بالقراءة فإنه يتسامح في قضية الانفصال والاتصال وهذا لا إشكال فيه ولله الحمد.
لكن إذا لم تصح الرواية ولم يغير الفصل في المعنى فالتكلف هنا واضح ولا داعي لها.
لكن لو لم تصح الرواية وكان في الفصل معنى أخر صحيح فهل يجوز مثل هذا الفعل؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[25 Mar 2009, 09:49 م]ـ
جزاك الله خيرا أخانا عمار وشكر لك.
وأطال الله في الخير بقاءك، ونفعنا بك.
قلتم - حفظكم الله -: " لكن لو لم تصح الرواية وكان في الفصل معنى أخر صحيح فهل يجوز مثل هذا الفعل؟ "
اعلم - وفقك الله - أنه يجب على قارئ القرآن مراعاة أصول الوقف وضوابطه، من غير تكلف أو تَعَسُّف، يقول ابن الجزري - رحمه الله - في (النشر 1/ 231 - 232):
(ليس كل ما يتعسفه بعض المعربين، أو يتكلفه بعض القراء، أو يتأوله بعض أهل الأهواء مما يقتضي وقفا أو ابتداء ينبغي ان يُتَعَمَّدَ الوقف عليه، بل ينبغي تحري المعنى الأتم، والوقف الأوجه، وذلك نحو الوقف على: " وارحمنا أنت "، والابتداء " مولانا فانصرنا " على معنى النداء ... فإن ذلك وما أشبهه تمحّلٌ وتحريف للكلم عن مواضعه يُعْرَفُ أكثره بالسباق والسياق).
ويقول الشيخ المرصفي - رحمه الله - في (هداية القاري 2/ 415):
(يجب اتباع الرسم في كل من المقطوع والموصول فيوقف على كل من الكلمة الأولى والثانية في المقطوع ولا يوقف إلا على الكلمة الثانية في الموصول وجوبا للاتصال الرسمي ولا يجوز فيه الفصل إلا برواية صحيحة).
فيجب على قارئ القرآن معرفة المقطوع والموصول من الكلمات القرآنية ليقف عليها كرسمها في المصحف، ولا يفصل القارئ ما كان موصولا إلا برواية صحيحة.
والله أعلم.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[26 Mar 2009, 11:27 ص]ـ
أشكرُ كل من أفادَ من الأحبة , وأخص شيخي الكريم أبا عبد الملك بالشكر والسؤال التالي:
قلتم سلمكم الله:
الوقوف المتكلفة والمتعسفة موجودة في كتب المتقدمين، وعند بعض المعاصرين، ويقع ذلك باستملاح يلوح ظاهره للمرء دون أن ينظر في بواطنه ليتبين له صحته وصوابه، لذا فإن من الحسن تقعيد أصول للوقف يُعرف بها الوقف الصواب من غيره.
بما أنَّ لكم سابقةً مشرفةً في دراسة هذا العلم من علوم القرآن:
هل ترون أنَّ مجموعَ هذه الوقوف المتكلفة في كتب الأوائل التي اطلعتم عليها- بغض النظر عن سبب إيرادها إقراراً أو إنكاراً - يمكنُ أن يشكل مادةً علميةً يجمعها باحثٌ ويدرسها متأملاً القواسم المشتركة بينها من حيثُ مخالفة الأولى والأصح من الأعاريب والمعاني , المبالغة في إضافة ما لا فائدة فيه من المعاني مما هو معلوم ضرورة , والاحتياج إلى التقديرات البعيدة لاستخراج معاني هذه التكلفات ,ومخالفة ما عليه كلُّ أو جلُّ المفسرين عند إعمال الوقوف الناتجة عن هذه الوقوف , وغير ذلك.
ومن أراد التقعيد لأصول الوقف , فبم تنصحونهُ في جمع هذه القواعد واستقرائها.؟
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[26 Mar 2009, 07:27 م]ـ
العجيبُ أني وجدتُّ الإمام أبا جعفر النَّحَّاس يردُّ في كتابه على أقوام صنفوا مصنفاتٍ في الوقف والابتداء في عصره رحمه الله ومما ذكرهُ عن أحد أولئك أنه قال بالوقف على قول الله (ألم يأتكم نذيرٌ قالوا بلى) ثم يبتدئ (قد جاءنا نذير فكذبنا .. ).
وذكر رحمه الله أن هذا لا ينبغي أن يبتدئ به القارئ.
ـ[أسامة السلمي]ــــــــ[06 Apr 2009, 07:33 ص]ـ
أعجبني ما طرح الأخوة، جزاهم الله خيرًا.
وأحب أن أعلق على ما قال الدكتور مساعد، وأرجو أن يصحح ما يحتاج إلى تصحيح وأقول: مارأيك أن تحمل كلمة (المجيد) بالرفع على أنها خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، فتصبح الجملة مستأتفة، أو أنها خبر لهو المذكور في الآية قبلها (وهو الغفور الودود) عند من يقول بجواز تعدد الخبر.
فالأخبار في هذه الآيات هي: الغفور، الودود، ذو ... ، المجيد، فعال ... ، وهي إما للمبتدأ (هو)، أو نفذر مبتدأ لكل منها ..
ولكم شكري وتقديري ..
ـ[محامي عادل]ــــــــ[04 May 2009, 01:34 ص]ـ
ومن الأمور التي يُعرف بها صحة الوقف صحة النظم وسلامة الإعراب، ويظهر ذلك في الوقف على كلمة ثم البدء بها، ومثاله:
الوقف على (ذو العرش المجيد) ـ على قراءة الضم ـ ثم البدء هكذا: (المجيد فعال لما يريد)، وهذا مما يستملحه بعض القراء المعاصرين، وقد سمعت إمامًا متقنًا للقراءات يفعله، ولعله لم ينتبه إلى ما في هذا العمل من خلل من جهتين:
الأولى: أن البدء بالمجيد يقطع نظم القرآن القائم على الإعراب،فتكون جملة (ذو العرش) مقطوعة بناءً على هذا البدء، ومعلومٌ أن (المجيد) مرتبط إعرابًا ب (ذو).
الثانية: أن جملة (فعال لما يريد) استئنافيه، وكلمة (فعال) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو. وعلى هذا البدء يكون (المجيد) مبتدأ، خبره (فعال ... )، وهذا مخالف لنظم القرآن وإعرابه.وأقول: لو جُمعت الأصول التي يقوم عليها الوقف، والأصول التي يُعرف بها خطأ الوقف لكان حسنًا، ولأظهر لنا ما يقع من تعسُّف وتكلفٍ في الوقوف، والله الموفق.
لا أظن بأن هذا مخالف لإعراب القرآن، فليست كلمة (المجيد) على الرفع تكون مبتدأ، ومن جعلها مبتدأ يتجه عليه قولك بأن هذا خلل، لكن من يجعلها خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو فلا أظن بأنه يتجه عليه قولك، لأن القاعدة النحوية تقول: (إن جاء في لسان العرب أكثر من خبر لمعاني مختلفة من غير عطف والمبتدأ الموجود واحد فإنه يُقدّر مبتدأ لكل خبر)
ومنه قول الشاعر: ينام بإحدى مقلتيه ويتّقي ... بأخرى المنايا فهو يقظان نائمُ.
فـ (نائم) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو.
وأرجو تصحيحي إن كنتُ مخطئاً.(/)
مشروع فهارس ملتقى أهل التفسير
ـ[ناصر الماجد]ــــــــ[25 Mar 2009, 07:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده،،، وبعد:
فقد قضى هذا الملتقى العلمي منذ بذرته ست سنوات مباركات، تعاهد فيها أعضاؤه غرسهم، وسقوه من بحر علمهم، حتى أينعت ثماره، وطاب جناه.
والمتصفح لهذا الملتقى سيرى بجلاء تنوع موضوعاته، وتعدد مجالاته، تنوعا وتعددا يشي بضخامة الجهد الذي بذله أعضاؤه، مع ما في كثير منها من التحرير والتدقيق، فضلا عن الجدة والابتكار.
وإن من حق هذا الجهد الضخم أن توطأ أكنافه، وتقرب أسبابه، بتيسير سبل الوصول إليه، حتى لا يضيع بين طيات الصفحات الالكترونية، فينسى لبعد العهد به، أو يصعب الوصول إليه.
وهذا ما حملنا على التفكير الجاد في إعداد فهرس علمي شامل للملتقى بجميع نوافذه وملتقياته، وخطونا في ذلك خطوات يسيرة، نرجو أن يعقبها وثبات متسارعة ليكتمل هذا المشروع.
وقد كان نظرنا ونحن نعد لهذا المشروع أن تكون الفهرسة في أساسها تُعني بالناحية الموضوعية العلمية، لأن همة الباحث وحاجته إنما تتعلق بهذا الجانب.
وإن من أهم الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها:
أولا: تيسير الوصول إلى الفائدة العلمية بشكل عملي.
ثانيا: تنظيم الموضوعات العلمية، وفهرستها بشكل علمي، يساعد على الاستفادة منها.
ثالثا: المساعدة على عمل إحصاءات عليمة تفيد في مجال تطوير الملتقى، وموضوعاته.
رابعا: حصر المشاركات التي لم تستكمل سعيا إلى إكمالها
وقد وضعنا بعض الضوابط المنهجية والعلمية للفهرسة، كمراعاة طبيعة الملتقى وتنوع منتدياته، ومثل مراعاة التصنيف العلمي المتعارف عليه لموضوعات علوم القرآن كما في كتب علوم القرآن المشهورة.
ويهمنا كثيرا رأيكم ومشورتكم في هذا المشروع، فقد جربنا منكم ـ وهذا ملتقاكم ـ حسن الرأي، وصدق النصيحة، وبذل المعونة، لا حرمكم الله المثوبة!
ورجاؤنا أن يسعدنا رأيكم بأفضل طرق الفهرسة، وأهم ما يجب أن تعنى به، وغير ذلك من التنبيهات التي يحسن مراعاتها عند الفهرسة.
سائلا الله لكم التوفيق في القول والعمل، والله يرعاكم.
ـ[ضياء الرحمن بن صغير أحمد]ــــــــ[26 Mar 2009, 08:07 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء ونفع بكم الإسلام والمسلمين
جهد ليس بالسهل
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[04 Apr 2009, 09:50 م]ـ
أيها الأخوة الكرام:
غريب جداً أن يطرح موضوع يهم الجميع , ويقدم خدمة فريدة لمرتادي هذا الموقع لا نرى فيه تفاعلاً , هل هو عدم قناعة بهذا الجهد؟ أم ماذا ,هل تعلمون أنه قد وصل الآن فهرسة فقط الملتقى العلمي 500 صفحة لعناوين المواضيع فقط ولم يكتمل بعد , نأمل من الجميع أن لا يبخلوا علينا بما عندهم.
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[06 Apr 2009, 10:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيرا على الجهد الكبير.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[07 Apr 2009, 07:00 ص]ـ
هذا المشروع أبٌ لمشروعاتٍ كثيرة لابد منه فيها , وكم نتمنى أن نراه باللإتقان المعهود في هذا الملتقى , نفع الله بكم.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[09 Apr 2009, 12:53 ص]ـ
عمل جليل وعظيم النفع بإذن الله تعالى أعانكم الله وسددكم
ولا أدري عن طبيعة الاستشارة المطلوبة
أهي استشارة علمية لاستثارة أفكار جديدة في الفهرسة ليرى ما يمكن تنفيذه منها؟
أم استشارة تقنية في طريقة تنفيذ الفهرسة برمجياً؟
وعلى كل ألخص رأيي في النقاط التالية:
1: أقترح أن ترسم مسارات علمية للفهرسة تتخذ أنواعاً متعددة ليمكن الوصول إلى المعلومة بطرق عدة.
2: وضع تشجير معتمد لمسائل علوم القرآن تنفذ على ضوئه أعمال الفهرسة الموضوعية العامة
3: استخراج عناوين الموضوعات بطريقة آلية ثم تصميم برنامج صغير للمفهرسين تتم الفهرسة بواسطته، بحيث يكون بعد كل موضوع ما يسمى بالقائمة المنسدلة ( COMPO BOX) يختار من خلالها المفهرس التصنيف الذي يتبع له هذا العنوان وعند الحاجة يمكن إضافة عدة مستويات للفهرسة
مع ملاحظة أن بعض المسائل قد تتبع لأكثر من صنف
ويمكن الاستعاضة عن القوائم المنسدلة ببدائل أخرى لكني أرشحها لسهولة استخدامها
4: بعد إتمام عملية الفهرسة بهذه الطريقة وتخزينها في قواعد بيانات يمكن تطويرها بطرقة متعددة وباستخدام برامج متنوعة تحسن عرضها وتعين على سرعة الوصول للمعلومة.
5: هناك طرق أخرى في الفهرسة لكنها تحتاج إلى عمل برمجي وفهرسي كبير.
ـ[ناصر الماجد]ــــــــ[04 May 2009, 05:34 ص]ـ
أشكركم جميعا
أخي عبد العزيز الداخل بالنسبة لما ذكرته من طرق في الفهرسة يشكل عليها إمكان تطبيقها في المنتدى
وسؤالي هل ما ذكرته يمكن أن يطبق من الناحية الفنية في المنتدى على اعتبار أننا بحاجة إلى ربط الفهرسة برابط الموضوع ذاته في المنتدى والله يرعاك
ـ[أشرف الملاحمي]ــــــــ[21 May 2009, 01:16 م]ـ
اخوتي الأحبة العمل الصالح اذا ما تعاهده أصحابه بالإخلاص والمداومة فإنه لابد يوما اني يؤتي ثمارا لم يتوقعوها هم انفسهم فالنبدأ وعلي بإذن الله ان ازودكم بفهاس الدراسات الإسلامية في ماليزيا مصورة بطيقة ال PDF
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ناصر الماجد]ــــــــ[28 May 2009, 09:45 ص]ـ
تحياتي لك أخي أشرف
وإن شاء الله تفيدنا هذه الفهارس
ـ[أشرف الملاحمي]ــــــــ[23 Jul 2009, 06:02 ص]ـ
الأخ الدكتورناصر بن محمد الماجد
أستاذ مساعد بقسم القرآن وعلومه
كلية أصول الدين
تحية طيبة
أود تزويدي بعنوان بريدي لأرسل لكم نسخة عن فهارس أكاديمية الدراسات الإسلامية بجامعة مالايا، مع وافر التقدير والإمتنان
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Jul 2009, 03:39 م]ـ
الأخ الدكتورناصر بن محمد الماجد
أستاذ مساعد بقسم القرآن وعلومه
كلية أصول الدين
تحية طيبة
أود تزويدي بعنوان بريدي لأرسل لكم نسخة عن فهارس أكاديمية الدراسات الإسلامية بجامعة مالايا، مع وافر التقدير والإمتنان
بارك الله فيكم أخي الكريم اشرف.
يمكنك إرسالها على بريد المركز الرسمي
center@tafsir.net
ونسخة لبريدي لو تكرمت احتياطاً:
amshehri@gmail.com
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[30 Jul 2009, 06:53 ص]ـ
أخي عبد العزيز الداخل بالنسبة لما ذكرته من طرق في الفهرسة يشكل عليها إمكان تطبيقها في المنتدى
وسؤالي هل ما ذكرته يمكن أن يطبق من الناحية الفنية في المنتدى على اعتبار أننا بحاجة إلى ربط الفهرسة برابط الموضوع ذاته في المنتدى والله يرعاك
نعم، يمكن تطبيقه بارك الله فيك
وقد ذكرت مفتاح تطبيقه في النقطة الثالثة، لكنه يتطلب عملاً برمجياً
ويمكن أن أشرح العمل للمبرمج بتفصيل أكثر إن لزم الأمر، كما يمكن غيري من أهل الاختصاص في تقنية المعلومات فعل ذلك.
وهذه الطريقة لا تستدعي الدخول إلى لوحة التحكم ولا جداول قاعدة البيانات
بل يمكن لمن كان خارج الموقع فعل ذلك
بل يمكن فهرسة موضوعات أكثر من موقع في كشاف واحد
وهو عمل لو تصدى له فريق علمي لرجوت أن يكون له نفع عظيم(/)
تفسير الفاتحة الكبير
ـ[أبوالوليد السقطي الشهري]ــــــــ[26 Mar 2009, 11:25 ص]ـ
س/ أطلعت على كتاب في إحدى المكاتب وهو تفسير ((الفاتحة الكبير)) ومن الملحظ
أن الكتاب على ماأعتقد أنه لم يفسر أحد مثله صورة الفاتحة بهذا الحجم الكبير فيليت
يفيدنا أحد مشائخنا عن هذا الكتاب؟ وجزاكم الله خير.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Mar 2009, 02:22 م]ـ
أخي العزيز أبا الوليد وفقه الله
سؤالك مبهم، وليتك تفضلت بذكر اسم مؤلف الكتاب على الأقل، فالمصنفات في تفسير الفاتحة متعددة وكثير منها مستخرج من كتب التفسير للمؤلف نفسه، والرازي في تفسيره خصص المجلد الأول لتفسير سورة الفاتحة فقط.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[26 Mar 2009, 02:34 م]ـ
وجدت في أحد المواقع:
تفسير الفاتحة الكبير
المؤلف: ابن عجيبة الحسيني/أحمد بن محمد
الناشر: دار الكتب العلمية
سنة النشر: 2004
عدد الصفحات: 384
القياس: 17×24
الغلاف: كرتونيه
وكتب تحته:
كتابٌ شريفٌ وضع فيه المؤلّف عن إذن شيخه العارف الرباني، مولاي العربي الدرقاويّ الحسنيّ، تفسيراً على فاتحة الكتاب جامعاً بين تفسير أهل الظاهر وتفسير أهل الإشارة من أهل الباطن يكون مستوعباً للكلام على حسب المقام، فجاء تفسيراً وفياً شاملاً.مستقصياً لآراء ال
ـ[أبوالوليد السقطي الشهري]ــــــــ[26 Mar 2009, 06:28 م]ـ
تفسير الفاتحة الكبير
المؤلف: أبي العباس سيدي أحمد بن عجيبة الحسني التطواني
المتوفى سنة: 1224 هـ.
تحقيق: بسام محمد بارود.
الناشر: دار الحاوي للطباعة والنشر والتوزيع.
الطبعة: 1420 هـ.
عدد الصفحات: 631
وجزااكم الله خير.(/)
ترتيب سور القرآن الكريم توقيفي، رغم أنف المشككين
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[26 Mar 2009, 02:13 م]ـ
ترتيب سور القرآن توقيفي رغم أنف المشككين
إن من مصائب هذه الأمة اختلاف علمائها في ترتيب سور القرآن: هل هو توقيفي أم اجتهادي؟ إلى الحد الذي تساوى فيه الأمران لدى البعض: فسواء أكان ترتيب سور القرآن توقيفيا أم اجتهاديا فإنه يجب احترامه. وهكذا وجد هؤلاء أن أسهل الحلول لهذه المعضلة هو المساواة بين الترتيبين.
وهذا أهون بكثير من تلك الفئة التي ترى أن ترتيب سور القرآن اجتهادي خالص، ويستند هؤلاء إلى اختلاف مصاحف الصحابة الشخصي، وبعض الروايات المشكوك في صحتها.
والمصيبة الأكبر أن بعض هؤلاء هم من الكبار الذين يحسب لكلامهم حسابا يليق بمكانتهم العلمية.
إن ما يجب أن يعرفه المسلمون، جاهلهم وعالمهم، أن ترتيب سور القرآن هو توقيفي ومن عند الله، وما كان إلا بالوحي. وأنه وجه من أهم وجوه إعجاز القرآن الكريم. وأما الدليل على ذلك فهو الترتيب المحكم الذي وصلنا القرآن عليه .. والذي أغفل المسلمون التدبر فيه، بحجة أن التدبر لا يشمله، وأن القرآن كتاب هداية وإرشاد وليس كتاب حساب ومعادلات رياضية ..
إن كل سورة في القرآن تنطق بأن ترتيب القرآن هو من عند الله ..
إنه من غير المعقول أن يترك الله سبحانه وتعالى ترتيب كتابه وهو المعجزة الخالدة للناس كافة على اختلاف لغاتهم وعقائدهم للبشر يرتبونه على هواهم ..
إنه من غير المعقول أن يرتب الله كل شيء في هذا الكون من الذرة إلى المجرة ويستثني من ذلك القرآن الكريم ..
إنه من غير المعقول أن يكون ترتيب سور القرآن توقيفيا واجتهاديا في آن واحد ..
المقالة القادمة إن شاء الله: إعجاز الترتيب القرآني في سورة الغاشية يتحدى ..
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[26 Mar 2009, 05:16 م]ـ
الأستاذ القدير عبد الله: هوِّن عليك، بارك الله فيك
قولكم: (إن من مصائب هذه الأمة اختلاف علمائها في ترتيب سور القرآن: هل هو توقيفي أم اجتهادي؟).
أقول: ليست مصيبة، فهوِّن الأمر.
قولكم: (وبعض الروايات المشكوك في صحتها.) فلو ذكرتم شيئًا منها.
قولكم: (والمصيبة الأكبر أن بعض هؤلاء هم من الكبار الذين يحسب لكلامهم حسابا يليق بمكانتهم العلمية.).
أقول: هذا مما يدعو إلى التريث في وصف اختياهم بالمصيبة.
قولكم: (بحجة أن التدبر لا يشمله، وأن القرآن كتاب هداية وإرشاد وليس كتاب حساب ومعادلات رياضية).
أقول: من قال بأن هذا لا يشمله التدبر، والعلماء قد كتبوا في تناسب سور القرآن؟
قولكم: (إن كل سورة في القرآن تنطق بأن ترتيب القرآن هو من عند الله ..
إنه من غير المعقول أن يترك الله سبحانه وتعالى ترتيب كتابه وهو المعجزة الخالدة للناس كافة على اختلاف لغاتهم وعقائدهم للبشر يرتبونه على هواهم ..
إنه من غير المعقول أن يرتب الله كل شيء في هذا الكون من الذرة إلى المجرة ويستثني من ذلك القرآن الكريم ..
إنه من غير المعقول أن يكون ترتيب سور القرآن توقيفيا واجتهاديا في آن واحد .. ).
أقول: هذا كلام إنشائي، وليس كلامًا علميًّا مستدلاً بدلائل علمية واضحة.
وأقول: أليس هذا الأسلوب يزعجكم لو كان من غيركم: (ترتيب سور القرآن توقيفي رغم أنف المشككين)؟!
وأقول: أتمنى أن لا تتضخم هذه المسألة عندكم حتى تصير مشكلة، وأسأل الله لي ولكم التوفيق.
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[26 Mar 2009, 06:31 م]ـ
جزاك الله خيرا أستاذنا, ونقول لمن يقول أن ترتيب القرآن غير توقيفي:
سل نفسك هل أنزل الله تعالى كتابا يخاطب به البشر؟ أم أنزل بعض المقالات؟
فإذا كنت تؤمن أنه أنزل كتابا, فهل سمعت عن مؤلف ألف كتابا بلا ترتيب, وترك ترتيبه للقراء؟!
أما إذا كنت ترى أنه أنزل مقالات متفرقات لن تكون كتابا فهل ابتدع الصحابة بفعلهم؟! ولماذا كان يسميه سبحانه كتابا؟!
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[26 Mar 2009, 07:34 م]ـ
جزاك الله خيرا أستاذنا, ونقول لمن يقول أن ترتيب القرآن غير توقيفي:
سل نفسك هل أنزل الله تعالى كتابا يخاطب به البشر؟ أم أنزل بعض المقالات؟
فإذا كنت تؤمن أنه أنزل كتابا, فهل سمعت عن مؤلف ألف كتابا بلا ترتيب, وترك ترتيبه للقراء؟!
أما إذا كنت ترى أنه أنزل مقالات متفرقات لن تكون كتابا فهل ابتدع الصحابة بفعلهم؟! ولماذا كان يسميه سبحانه كتابا؟!
أخي الكريم عمرو: سلمك الله
لا ينبغي اختصار عشرات العقود التي مرت بهذا الخلاف - الذي لا يزالُ قائماً - بكل هذه البساطة.
فالمؤلفون يؤلفون كتبهم ويطبعونها ويفهرسونها لكنَّ قياس القرآن - يا أخي الكريم -على كتب البشر أقصرُ طريقٍ لإفساد النتيجة المترتبة على القياس قبل أن تكونَ النتيجةُ لهذا القياس ملزمةً كما يعتقدُ من يظنُ المقارنةَ وجه ترجيح.
ولا يستطيعُ القائلون بتوقيف الترتيب إثبات كتابة القرآن كاملاً في حياته صلوات الله وسلامه عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[26 Mar 2009, 08:04 م]ـ
السلام عليكم
" ترتيب سور القرآن توقيفي رغم أنف المشككين "!!! ما شاء الله!! أسلوب علمي راق ... !!!
الأسلوب الإنشاء - كما أشار الأستاذ الطيار - لا يغني من الحق شيئا ... أين هو التحقيق العلمي؟ أين هو التحرير؟ أين هو عرض أدلة الأطراف ثم مناقشتها ثم ترجيح أحد الأقوال إن تعذر الجمع؟ أين و أين .... ؟؟؟ الأسلوب الإنشائي لا يعجز عليه أحد لكن البحث العلمي فدونه العقول الراجحة و الأدلة الدامغة ...
أخيرا ممن قال " بمصيبة " عدم توقيفية ترتيب السور إمام دار الهجرة الإمام مالك رحمه الله و لا إخال أحد من رواد هذه المنتديات يجهل هذه المعلومة ...
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[26 Mar 2009, 09:28 م]ـ
الأخ الكريم عبد الله جلغوم،
أولاً: يكفيك أخي الكريم أن تقول: ذهب الجمهور إلى أن ترتيب سور المصحف هو توقيفي. ثم تقدم لنا الأدلة التي تراها مؤيدة لقول الجمهور، وتكون بهذا قد أوصلت الرسالة التي تحب أن توصلها.
ثانياً: أما أن تستهل كلامك بالهجوم فهذا لا يساعد. وأنا أدرك أنك متحرّق ليفهم الناس ما لديك من ملاحظات، ولكن لا ينبغي أن ننسى أن التي هي أحسن تكون مع غير المسلمين فكيف بمن هم خيرة المسلمين إن شاء الله.
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[26 Mar 2009, 10:19 م]ـ
أرجو أن تكون هذه النصيحة - المخلصة إن شاء الله - التي قدمها الأخ الفاضل أبو عمرو للأخ عبد الله نصب عين كل من يريد مناقشة أو نقدا أو مناظرة أو مجرد طرح رأي ما ... شكر الله أبا عمرو ...
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[26 Mar 2009, 10:55 م]ـ
وفقك الله أخي عبدالله .. وسدد على الحق خطاك ..
وعدتنا مشكورا بقولك:
المقالة القادمة إن شاء الله: إعجاز الترتيب القرآني في سورة الغاشية يتحدى ..
ونحن بانتظار مقالتك بشوق وتطلع لما ستتحفنا به .. ولكن آمل منك حفظك الله أن لا تكون هذه المقالة شبيهة بأختها السالفة في هذا الرابط:
ترتيب سور القرآن توقيفي والدليل سورة القلم
الإعجاز في ترتيب سورة القلم
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=9638
فلقد اطلعت عليها ولم أخرج منها بكبير فائدة .. وإنما تهت في دهاليزها!! ..
ولا أخفيك أخي المبارك أن فيها تكلفا ملحوظا يكمن في كثرة عملياتها الحسابية!! ..
هذا ما أرجوه منك أخي وفقك ربي .. وآمل أن يتسع صدرك لمروري ومداخلتي هذه .. وجزاك الله خيرا .. آمين ,,,,
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[26 Mar 2009, 11:09 م]ـ
الفاضل الأخ الدكتور مساعد الطيار حفظه الله
تمنيت لو أنك تدخلت قبل هذا اليوم ونصحت البعض – ولا أظنك تجهلهم – أن يلينوا في قولهم معي، وما ذنبي إلا أنني أقول بالإعجاز العددي حقيقة ثابتة في ترتيب القرآن الكريم لا يمكن إنكارها. إن ما استغربته من كلامي هو ردة فعل – لها ما يبررها – وإن كنت ترى فيه شيئا من القسوة، فقسوة الآخرين كانت هي الأكبر. وإن كنت تراه ذنبا فهو صغير أمام وصف بعضهم لما اكتبه بالغثاء ..
الفاضل الأخ أبو عمرو البيراوي حفظه الله
أفهم جيدا ما قلت، وأحيد عنه للسبب التي ذكرته سابقا. ثم يا أخي الكريم ألا يكفي ترتيب القرآن دليلا على أنه توقيفي؟ إن أول الأدلة على أنه توقيفي – بعيدا عن الأرقام – هو ترتيبه على غير ترتيب نزوله.
إن حسم هذه المسألة لا يكون إلا من خلال ترتيب القرآن على النحو الذي وصلنا عليه، لا من خلال تضارب الروايات والأقوال.
ولك مني كل المودة والتقدير.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[26 Mar 2009, 11:39 م]ـ
أعتذر إليكم أستاذ عبد الله إن كنت قد أخطأت في حقكم، لكني عهدت فيكم الصبر، والمحبة للمطارحة العلمية الجادة، وأسأل الله لي ولكم المعونة والسداد.
وأنا ـ إلى هذه الساعة ـ غير مقتنع بالإعجاز العددي.
والتكلف في الإعجاز العددي ظاهر لمن تأمَّل، وأرى أن ما يصدق منه من باب اللطائف والمُلح، وليس من متين العلم، ولم تدعني قناعتي هذه بالدخول في نقاشات مع من يثبت الإعجاز العددي لأني رأيت أن بعض من يذهب إليه لا يكاد يرجع عنه، ولا يكاد يأخذ بوجوه النقد الصحيحة التي وُجِّهت له.
ومتابعة نقد هذه المقالات في الإعجاز العددي تحتاج إلى تفرُّغ لنقدها،وإني لأسأل الله أن يظهر لي ولكم الحق في هذا الباب فنتبعه، إنه سميع مجيب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[27 Mar 2009, 02:02 ص]ـ
الأخ الكريم عبد الله جلغوم،
اسمح لي أن أقوم بالنيابة عنك بطرح مسألة في ترتيب المصحف نصحني بها شيخي. وما أرجوه منك أن تتوقف قليلاً عن تنزيل موضوعك حتى يرى الأخوة الكرام رأيهم في هذه المسألة العددية. والذي أطلبه من الأستاذ الكريم مساعد الطيار حفظه الله أن يدرس هذه المسألة دراسة متأنية. وكذلك الأخ الكريم عبد الرحمن وغيره من الأخوة الكرام الذين يعارضون مسألة العدد من منطلق إيجابي. نرجوهم التأني والدراسة المتعمقة خدمة لكتاب الله العزيز.
أعلم أن هذه المسألة سبق طرحها، ولكن صياغتها مختلفة:
ترتيب سور القرآن الكريم
يقول جمهور العلماء بتوقيفيّة ترتيب سور القرآن الكريم، أيّ أنّ ترتيبها كان بأمر الرسول، صلّى الله عليه وسلّم، وحياً. وتأتي الملاحظات العددية لتجزم بمذهب الجمهور وتحسم الخلاف حول هذه المسألة. وسنقوم في هذا الفصل بعرض ملاحظات عدديّة تؤكّد القول بتوقيفية ترتيب سور القرآن الكريم وتجلّي بعض وجوه الإعجاز العددي.
وينبغي التنبيه هنا إلى أنّ هذه الملاحظات تستند في أساسها إلى دراسة الباحث "عبد الله جلغوم" في كتابه: "أسرار ترتيب القرآن قراءة معاصرة".
عدد سور القرآن الكريم هو 114 سورة تنقسم إلى 60 سورة زوجية الآيات، مثل: البقرة 286 آية، وآل عمران 200 آية. و54 سورة فردية الآيات مثل: الفاتحة 7 آيات، والتوبة 129 آية.
العدد 19 وسور القرآن الكريم:
1. هناك علاقة بين ترتيب سور القرآن الكريم والعدد 19، فإذا ضربنا العدد 19 بالعدد 6 ينتج عن ذلك عدد سور القرآن الكريم: 19 × 6 = 114
يتكون العدد 19 من منزلتين قيمة الأولى 9 وهو عدد فردي، وقيمة الثانية 10 وهو عدد زوجي.
2. اللافت هنا أنّنا إذا ضربنا خانة العشرات الزوجيّة للعدد 19 في الرقم 6 يكون الناتج هو عدد السور الزوجيّة 60
3. وإذا ضربنا خانة الآحاد الفرديّة للعدد 19 بالعدد 6، يكون الناتج هو عدد السور الفرديّة 54 فتأمّل!!
114 = 19 × 6
10 × 6 = 60
9 × 6 = 54
تناسق لافت:
4. تنقسم السور الـ 60 زوجيّة الآيات، إلى 30 سورة ترتيبها في المصحف زوجي (زوجيّة الترتيب)، و30 سورة ترتيبها في المصحف فردي (فرديّة الترتيب).
فسورة البقرة مثلاً 2 البقرة 286، زوجيّة الآيات وزوجيّة الترتيب. أمّا سورة الأنبياء 21 الأنبياء 112 فهي زوجيّة الآيات فرديّة الترتيب.
5.واللافت أنّ السور فرديّة الآيات، والتي هي 54، سورة، تنقسم إلى 27 سورة فرديّة الترتيب، و27 سورة زوجيّة الترتيب أيضاً.
فسورة التوبة مثلاً 9 التوبة 129، فرديّة الآيات فرديّة الترتيب، أمّا سورة النصر 110 النصر 3، فرديّة الآيات زوجيّة الترتيب.
متجانس وغير متجانس:
السور المتجانسة: هي السور التي يكون ترتيبها في المصحف موافقاَ لعدد آياتها، من حيث الزوجي والفردي، أي: (زوجي- زوجي، أو فردي- فردي).
فسورة البقرة والتوبة، مثلاً، متجانستان:
2 البقرة 286، 9 التوبة 129
والسور غير المتجانسة: هي السور التي يكون ترتيبها في المصحف مخالفاً لعدد آياتها، من حيث الزوجي والفردي، أي: (فردي- زوجي، أو زوجي – فردي).
فسورة يوسف وآل عمران، مثلاً، غير متجانستين:
12 يوسف 111،3 آل عمران 200
6. يتبيّن مما سبق أنّ هناك 57 سورة متجانسة في القرآن الكريم.
(فهناك 30 سورة زوجيّة الآيات زوجيّة الترتيب، و27 سورة فرديّة الآيات فرديّة الترتيب).
7. وعليه يكون هناك 57 سورة غير متجانسة في القرآن الكريم.
(فهناك 30 سورة زوجيّة الآيات فرديّة الترتيب، و27 سورة فرديّة الآيات زوجيّة الترتيب).
مجموع تراتيب سور القرآن الكريم هو: 6555 أي أنّنا إذا جمعنا أرقام ترتيب كل سورة من سور القرآن الكريم، ابتداءً من الفاتحة 1 وحتى سورة الناس114، فسيكون الناتج 6555
مجموع آيات سور القرآن الكريم هو: 6236 أي أنّنا إذا جمعنا عدد آيات كل سورة ابتداءً من سورة الفاتحة وحتى سورة الناس، فإنّ المجموع الكلي 6236
8 المفاجئ هنا أنّ مجموع أرقام ترتيب السور المتجانسة مضافاً إليه مجموع آياتها يساوي عدد آيات القرآن الكريم، أي 6236
المتجانسة (ترتيبها + آياتها) = عدد آيات القرآن الكريم = 6236
(يُتْبَعُ)
(/)
9. وبالتالي فإنّ مجموع ترتيب وآيات السور غير المتجانسة هو 6555 وهذا هو مجموع أرقام تراتيب سور القرآن الكريم:
غير المتجانسة (ترتيبها + آياتها) = مجموع ترتيب القرآن الكريم = 6555
حتى ندرك عمق المسألة نفترض أنّ سورة البقرة 285 آية وليست 286
وبالتالي تصبح فردية الآيات، وتصبح السور الفردية 55 والزوجية 59 ويصبح عدد السور المتجانسة 56 سورة، وعدد غير المتجانسة 58 سورة. مما يؤدي إلى انهيار هذا النظام البديع.
وإذا حافظنا على عدد آيات سورة البقرة 286 ولكن قمنا بجعلها السورة رقم 3 في ترتيب المصحف، وجعلنا سورة آل عمران السورة رقم 2 فستصبح سورة البقرة غير متجانسة، وتصبح سورة آل عمران متجانسة، مما يعني أنّ مجموع تراتيب وآيات السور الـ57 المتجانسة سوف لا يكون 6236 وهو (عدد آيات القرآن الكريم)، ولن يكون مجموع تراتيب وآيات السور الـ57 غير المتجانسة 6555 وهو (مجموع تراتيب سور القرآن الكريم).
هذا الأمر ينطبق على كل سورة من سور القرآن الكريم، مما يعني أنّ أي عبث بترتيب أي سورة، أو بعدد آياتها، قد يؤدي إلى الإخلال بهذا النظام الدقيق، إلا إذا كان هذا العبث عن قصد بعد دراية بوجود هذا النظام. وهذا كله يُثبت أنّ ترتيب سور المصحف الذي بين أيدينا وعدد آياته لا بد أن يكون توقيفياً، أي من فعل الرسول، عليه السلام، بصفته رسولا ً يوحى إليه.
مزيد إعجاز:
10. نسبة السور الـ 60 زوجيّة الآيات إلى مجموع سور القرآن الكريم الـ 114 هي 52.63% وهذه هي بالضبط نسبة العدد 3450 إلى مجموع تراتيب سور القرآن الكريم، أي 6555 ونقول بلغة النسب:
60: 114 = 3450: 6555
من المدهش أنّنا إذا جمعنا أرقام السور زوجيّة الآيات في القرآن الكريم يكون الناتج 3450 أيضاً! وبذلك يتبين أنّ نسبة عدد السور زوجية الآيات إلى عدد سور القرآن الكريم تساوي نسبة مجموع تراتيب السور زوجية الآيات إلى مجموع تراتيب سور القرآن الكريم.
11. وينبني على ذلك أننا أذا قمنا باحتساب نسبة مجموع تراتيب السور الـ 54 فرديّة الآيات إلى مجموع تراتيب سور القرآن الكريم فسنجدها مساوية لنسبة عدد السور الفردية إلى عدد سور القرآن الكريم.
12. يمكن صياغة هذه الملاحظة العددية بلغة أخرى هكذا: باستخدام قانون جمع المتواليات نصل إلى أنّ مجموع أرقام تراتيب السور: (114+1) (114 ÷2) = 6555 ويمكن تجزئة هذا القانون هكذا: (114+1) (60 ÷2) = 3450 (114+1) (54÷2) = 3105 والمفاجئ هنا أنّ العدد 3450 هو مجموع تراتيب السور الزوجية، وعليه يكون مجموع تراتيب الفردية العدد 3105
تبديل مواقع السور!!
من أجل إعطاء تصور أفضل نقوم بعملية تبديل للمواقع بين سورة آل عمران وسورة الإسراء؛ لتصبح سورة آل عمران هي السورة 17، وسورة الإسراء هي السورة 3 وبما أننا استبدلنا الترتيب الفردي 3 بالترتيب الفردي 17، فإن الكثير مما قلناه حول التجانس وعدمه لا يتغير. ولكننا سنجد أنّ مجموع أرقام السور الـ 60 زوجية الآيات، ومنها سورة آل عمران، سيصبح 3464 وليس 3450 وسيصبح مجموع أرقام السور الـ 54 فردية الآيات هو 3091 وليس 3105 فتأمل!!
توازن نصفي القرآن الكريم:
يمكن تقسيم سور القرآن الكريم إلى نصفين متساويين من ناحية عدد السور؛ 57 سورة في النصف الأوّل و57 سورة في النصف الثاني.
13.عدد السور فرديّة الترتيب في النصف الأوّل هو 29 سورة. وعدد السور زوجيّة الترتيب في النصف الأوّل هو 28 سورة.
اللافت أنّ عدد السور المتجانسة (فردي – فردي أو زوجي – زوجي) في النصف الأوّل من القرآن الكريم هو 28 سورة، بينما عدد السور غير المتجانسة (فردي- زوجي، أو زوجي – فردي) هو 29 سورة.
14. أمّا عدد السور فرديّة الترتيب في النصف الثاني من القرآن الكريم فهو 28 سورة، وعدد السور زوجيّة الترتيب في النصف الثاني هو 29 سورة.
اللافت هنا أنّ عدد السور المتجانسة (فردي – فردي أو زوجي – زوجي) في النصف الثاني من القرآن الكريم هو 29 سورة، بينما عدد السور غير المتجانسة (فردي- زوجي، أو زوجي – فردي) هو 28 سورة.
14. هناك 27 سورة زوجية الآيات في النصف الأول من القرآن الكريم مجموع آياتها هو 2690 آية. وهناك 33 سورة زوجية الآيات في النصف الثاني. واللافت هنا أنّ مجموع تراتيب هذه السور الـ 33 في المصحف هو أيضاً 2690 فتأمل!!
15. على ضوء إحصاءات مركز نون لكلمات كل سورة من سور القرآن الكريم قام الباحث عبد الله جلغوم بدراسة العلاقة بين ترتيب كل سورة من سور القرآن الكريم وعدد كلمات السورة، فوجد أنّ عدد السور زوجية الكلمات يساوي عدد السور فردية الكلمات، أي 57 سورة. ووجد أنّ هناك 60 سورة متجانسة و54 سورة غير متجانسة. واللافت أنّ الـ 60 سورة المتجانسة تنقسم إلى 30 سورة فردية الترتيب فردية الكلمات، و30 سورة زوجية الترتيب زوجية الكلمات.
16. أما السور الـ 54 غير المتجانسة فتنقسم إلى 27 سورة فردية الترتيب زوجية الكلمات، و27 سورة زوجية الترتيب فردية الكلمات
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[27 Mar 2009, 02:06 م]ـ
يقول جمهور العلماء بتوقيفيّة ترتيب سور القرآن الكريم، أيّ أنّ ترتيبها كان بأمر الرسول، صلّى الله عليه وسلّم، وحياً. وتأتي الملاحظات العددية لتجزم بمذهب الجمهور وتحسم الخلاف حول هذه المسألة. وسنقوم في هذا الفصل بعرض ملاحظات عدديّة تؤكّد القول بتوقيفية ترتيب سور القرآن الكريم وتجلّي بعض وجوه الإعجاز العددي.
وينبغي التنبيه هنا إلى أنّ هذه الملاحظات تستند في أساسها إلى دراسة الباحث "عبد الله جلغوم" في كتابه: "أسرار ترتيب القرآن قراءة معاصرة".
الأخ الفاضل أبا عمرو
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو أن تأخذ كلامي على سبيل المدارسة لا المعارضة.
نحن نعلم جميعاً أن الخلاف قد وقع بين أهل العلم سلفاً وخلفاً على قضية الترتيب، وحسب علمي القاصر أن أي مسألة وقع فيها الخلاف فإن رفع الخلاف فيها قد يكون من المحال.
ومع أني أميل إلى القول بأن ترتيب القرآن توقيفي، لكن لو افترضنا أنا استطعنا رفع الخلاف في هذه المسألة فما هي النتيجة المترتبة على ذلك؟
هل سنصل إلى حق كان خافياً على الأمة قروناً متطاولة؟
أم ما هي النتيجة؟
الأمر الآخر: هذه العبارة"أسرار ترتيب القرآن قراءة معاصرة". والتي هي عنوان كتاب الأخ الفاضل عبد الله جلغوم.
أقول: هل في كتاب الله أسرار؟
الله قال عن كتابه الكريم في غير ما آية بأنه آيات بينات:
(وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ) سورة البقرة (99)
(وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (49)) سورة العنكبوت
والآيات غير هذه كثير.
15. على ضوء إحصاءات مركز نون لكلمات كل سورة من سور القرآن الكريم قام الباحث عبد الله جلغوم بدراسة العلاقة بين ترتيب كل سورة من سور القرآن الكريم وعدد كلمات السورة، فوجد أنّ عدد السور زوجية الكلمات يساوي عدد السور فردية الكلمات، أي 57 سورة. ووجد أنّ هناك 60 سورة متجانسة و54 سورة غير متجانسة. واللافت أنّ الـ 60 سورة المتجانسة تنقسم إلى 30 سورة فردية الترتيب فردية الكلمات، و30 سورة زوجية الترتيب زوجية الكلمات.
16. أما السور الـ 54 غير المتجانسة فتنقسم إلى 27 سورة فردية الترتيب زوجية الكلمات، و27 سورة زوجية الترتيب فردية الكلمات
هنا أسألك أخي أبا عمرو
ما هي الثمرة العملية أو الدعوية التي ممكن أن تبنى على هذه النتيجه؟
وفق الله الجميع للصواب
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[27 Mar 2009, 03:00 م]ـ
الأخ الكريم محب القرآن رعاه الله،
أنا مدرك من خلال متابعة مداخلاتك المشكورة أنك تقصد الوصول إلى الحق.
1. إذا لم نتمكن من رفع الخلاف في مسألة ترتيب سور المصحف فإننا نطمع أن لا تكون هذه المسألة مستنداً للرافضين للمسائل العددية، حيث يجزمون أن الترتيب من فعل الصحابة رضوان الله عليهم. فنحن إذن نطمع بإقرارهم أن المسألة محتملة.
2. قولك حفظك الله:" خافية على القرون المتطاولة": ما الذي يمنع أن تكون خافية طالما أنها لا تتعلق بحكم شرعي أو عقائدي يلزم العمل والإيمان به. وقد يكون هذا ما قصده الأخ جلغوم بكلمة أسرار.
3. أما الثمار المتوقعة فمنها:
أ. إثبات ربانية المصدر من خلال تقديم بنية عددية تجلّي هذه المسألة لغير المسلمين على اعتبار أن وجوه الإعجاز المختلفة تلبي حاجة الناس على مختلف ثقافاتهم ومنهجيتهم في التفكير. والعدد لغة عالمية يفهمها كل الناس على اختلافهم. أي هناك ثمرة عقائدية تتعلق بإثبات الرسالة. وهذه مسألة ينبني عليها الإيمان ومن ثم الالتزام. فلا قيمة للالتزام إذا لم يؤسس على الإيمان.
ب. بهذا تسقط الكثير من شبهات الملاحدة والمستشرقين والشيعة فيما يتعلق بتاريخ تدوين المصحف وعصمته من الزيادة والنقصان. ومن خلال التجربة لاحظنا أنها تفحم المبطلين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ج. معظم سنن الخلق يلخصها العلماء اليوم في صيغة قوانين رياضية. وعليه يمكن أن يتكشف لنا بعض ما خفي من أسرار الكون فيكون ذلك من قبيل الإعجاز العلمي. وبما أن الذي خلق هو الذي أنزل فإذا وجدنا الإنسجام بين ما خلق وما أنزل يكون ذلك دليلاً إضافياً فيزداد الذين آمنوا إيماناً. وهنا أذكر بقوله تعالى:" سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبن لهم أنه الحق".
د. الإحصاء هو القاعدة التي لا بد منها لانطلاق البحوث في هذه المسألة. والمشكلة اليوم أن أكثر البحوث متكلفة ولا ترتقي إلى المستوى المرجو.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[27 Mar 2009, 07:40 م]ـ
بارك الله في الجميع.
أما قبل:
فيعجبني هذا النمط من النقاشات الذي توجّه فيه العبارات وتختار الكلمات بعناية لائقة بنقاش علمي في ملتقى خاص بالقرآن الكريم.
ومسيرة النقاش بمثل هذه الوتيرة المتزنة تكسب النقاش أمرين مهمين:
الأول: اجتذاب أصحاب العقول الرشيدة من الفضلاء والعلماء.
الثاني: الوصول إلى نتائج واضحة ومعلومات ثمينة يفيد منها كل من شارك في النقاش أو اطلع عليه.
والعكس بالعكس يذكر: حيث إن غياب مثل هذا النَفَس العلمي يفقد النقاش أي فائدة ولو كانت صحيحة، كما يجلب أصحاب الألسن المتطاولة والآراء القاصرة في الوقت الذي ينفِّر الفضلاء وكل حصيف.
وأعجبني من الأستاذ الفاضل عبد الله جلغوم قوله: إن عنوان المشاركة جاء كردة فعل من المتطاولين عليه بالعبارات المتنقصة.
فهو بهذا يعلن أنه لم يتقصد الإساءة لأحد أو الاستثارة السلبية، وهذا من كريم خلقه اللائق بأهل العلم.
والغضب يعتري بني آدم أجمعين، ولكن الاعتذار عن الخطأ من شيم النبلاء.
وعليه أقترح تغيير عنوان المقال إلى عبارة ألطف حتى يبقى للموضوع رونقه العلمي اللائق والبعيد عن ردود الأفعال.
أما بعد:
فإنه يجب التفريق بين القول بتوقيفية ترتيب سور القرآن والكلام في الإعجاز العددي.
فالعلماء الذين يرجحون القول بوقيفية ترتيب سور القرآن -ومنهم الدكتور مساعد- أقاموا كلامهم على أدلة علمية منضبطة بالمنهج العلمي المرعي عند علماء الفن، وليس لكلامهم علاقة بالإعجاز العددي ثبوتا أونفيا.
ولذا ينبغي وضع الأمور في نصابها الصحيح وعدم الخلط بين المفاهيم والأقوال أو إلزام قول ما لا يلزم.
وأقترح بشدة على جميع الإخوة أن يبقى الموضوع المطروح هو مدار النقاش، وألا نجري وراء مشاركة من المشاركات بقصد الرد والتعليق عليها حتى تتوالى الردود على الردود فيتحول الموضوع إلى موضوع آخر!
وكم من الموضوعات نجد أنه يتم الاستفاضة فيها ومناقشتها تحت موضوعات أخرى، فتفقد قيمتها العلمية بسبب عدم تمكن الباحث من الوصول إليها لأنها جاءت في غير محلها وبغير عنوانها.
وللأستاذ عبد الله جلغوم سلسلة من المشاركات الجيدة بعنوان: (روائع الترتيب في القرآن الكريم) ليتها جاءت بهذا العنوان في موضوع مستقل ليفيد منها الجميع لكنها جاءت تحت موضوع آخر ومن أرادها فعليه البحث والتنقيب!
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[27 Mar 2009, 07:54 م]ـ
الأخ أبا عمرو
أشكر لكم مداخلتكم، وياحبذا لو اطلعتم على كتب عدِّ الآي، فعدد آي بعض سور القرآن مختلف فيه،ومنه سورة البقرة التي بنيتم على كون عددها (286 آية).
ففي العد المكي والمدني والشامي (285) وفي الكوفي (286) وفي البصري (287)، وقد اختلفوا في أحد عشر موضعًا من هذه السورة.
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[27 Mar 2009, 08:36 م]ـ
هذا الذي يعكر علي ما يسمى بالإعجاز العددي - أقصد الخلاف الواقع في عد الأي و كذا في توقيفية ترتيب السور و الرسم العثماني - و لا أدري كيف يصر بعض الفضلاء و الباحثين المشتغلين بالإعجاز العددي في إثبات هذا اللون من الإعجاز مع أنهم كلهم مقرين بوجود هذا الخلاف و إذا علمنا أن مقصد إبراز وجوه الإعجاز هو إلزام الكافر و الجاحد بأن هذا القرآن من عند الله و أن البشر عاجزون عن الإتيان بمثله فإن أول ما يحاج به الجاحد المؤمن أن الخلاف واقع في الركائز التي يعتمد عليها هذا اللون من الإعجاز ... فكيف سيكون جواب المشتغلين بالإعجاز العددي عن مثل هذا التسائل؟ أتوقع أن جوابهم لا يخرج من أمرين: إما التسليم لهذا المنطق و بالتالي نقد الإعجاز العددي من أساسه و إما إنكار حقيقة علمية مبثوثة في الكتب يرثها جيلا من بعد جيل ..... و لعله يوجد - لدي المشتغلين بالإعجاز العددي - جواب ثالث نخرج به من هذا المأزق فلا يبخلو علينا به ... و الرجاء الكلام بعلم أو السكوت بحلم ....
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[27 Mar 2009, 09:10 م]ـ
أتطفل على أخي أبا عمر وأقول إن ما أورده الشيخ مساعد يجيب عنه مثبتوا الإعجاز العددي بأنه لا إشكال فيه، لأن ما ذكروه قائم على عد معتمد عند علماء العد، وهو العد الكوفي، وثبوت الإعجاز العددي بناء على هذا العد لا يعني أنه لا يمكن إثبات أوجه إعجازية أخرى اعتمادا على أنواع العد الأخرى.
وهذا الجواب يجيبون به أيضا على الخلاف في القراءات القرآنية وفي أوجه الرسم وهو أن إثبات وجه إعجازي على قراءة معينة لا يعني حصر الإعجاز به، فما المانع من تعدد الإعجاز بتعدد القراءة؟
وما المانع من تعدد الإعجاز بتعدد أنواع العد؟ ... وهكذا.
ولكن الكلام السابق ما زال نظريا، فالواقع أنه لم يتم حتى الآن بحث أي إعجاز عددي اعتمادا على غير رواية حفص وعلى غير العد الكوفي، فالسؤال:
لماذا لم يقم هذا البحث حتى الآن مع توافر أسبابه؟
(هذه المشاركة قصدت بها اختصار المسافة بعدم تكرار كلام سابق حتى لا يبتعد النقاش كثيرا ويضيع في مسارب متعددة)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد براء]ــــــــ[27 Mar 2009, 09:42 م]ـ
أتطفل على أخي أبا عمر وأقول إن ما أورده الشيخ مساعد يجيب عنه مثبتوا الإعجاز العددي بأنه لا إشكال فيه، لأن ما ذكروه قائم على عد معتمد عند علماء العد، وهو العد الكوفي، وثبوت الإعجاز العددي بناء على هذا العد لا يعني أنه لا يمكن إثبات أوجه إعجازية أخرى اعتمادا على أنواع العد الأخرى.
بل الإشكال قائم حتى يثبتوا في مذاهب العد الصحيحة كلها من الإعجاز نظير ما ادعوه في العد الكوفي.
وأنى؟!
لكن الأستاذ جلغوم يرى ترجيح العد الكوفي على ما سواه وهذا وحده كاف لإبطال نظرياتهم من أصلها.
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=53799#post53799
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[27 Mar 2009, 09:51 م]ـ
هذا رابط يجمع جل ما يمكن قوله في هذا السياق وأتمنى أن يتم الانطلاق منه في هذا النقاش:
إلى معارضي إعجاز الترتيب القرآني: ما تفسيركم؟ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=8614)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[27 Mar 2009, 10:04 م]ـ
أستاذنا الكريم مساعد الطيار ... الأخ الكريم شهاب الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقول تعقيباً على ملاحظاتكم الكريمة:
أولاً: شيخي ممن يذهب إلى القول بأن عدد الآي يرتبط بالقراءات. وما اشتهر من أعداد يرتبط كما نلاحظ بالأمصار التي أرسل إليها عثمان رضي الله عنه بالمصاحف ومع كل مصحف قارئ يعلم الناس. والأعداد المشهورة: المكي، البصري، الكوفي، الشامي، المدني الأول، المدني الأخير. وعليه فالاختلاف هو اختلاف قراءات. وقد أورد أبو عمرو الداني في كتابه: (البيان في عد آي القرآن) أحاديث كثيرة مدارها على معنى:" كنا نتعلم العدد". فهو تعليم وليس اختلاف، كتعليم واختلاف القراءات.
ثانياً: الحروف المقطعة في فواتح السور الـ29 لم تعد أيّ منها في مصحف ورش آية. ووافق حفص ورش في: ((الر، المر، طس، ص، ق، ن)) فلم تعد أيّ منها في عشر سور آية عند حفص أيضاً، في حين عدّ حفص كل واحدة من الآتية آية: ((الم، المص، كهيعص، طه، طسم، يس، حم، عسق)) وذلك في 19 سورة. فهل يعقل أن يكون ذلك من باب الاختلاف؟! وأي منطق يفرق بين يس و طس و المر والم ... ؟! إنها القراءات. وهذا ما سبب الجدل عندما طبع مصحف ورش بالعدد الكوفي في المغرب.
ثالثاً: الملاحظات العددية الواردة في المقال تلتزم قراءة واحدة متواترة ولا تخلط بين القراءات. أما القراءات الأخرى فلم تدرس بعد، ولعل فيها وجوهاً أخرى في العدد كما هي القراءات عندما تفيد أكثر من معنى.
رابعاً: مسألة الإعجاز العددي لا تنحصر في ما يمكن أن يختلف باختلاف المصاحف المتواترة بل تتعلق أيضاً بالقاسم المشترك المجمع عليه في المصاحف. ومن هنا لو ذهب جدلاً 20% من الملاحظات لبقي عندنا80% ولا ننسى أننا لا نزال في بداية الطريق.
خامساً: يتعلق الأمر أيضاً بكثرة الملاحظات وكثافتها والتي هي حتى الآن في مركز نون مثلاً ــــ الذي أتردد عليه ــــ جمعت في ثمانية كتب آخرها كتاب: (المقتطف من بينات الإعجاز العددي) والذي نشرته جائزة دبي الدولية قبل أشهر قليلة، وأنصح به لأنه يعطي فكرة متكاملة وجادة عن مسألة العدد في القرآن الكريم.
سادساً: الاختلاف في ترتيب السور الذي يمكن حصره في قولين لا يؤثر منطقياً، لأن الأبحاث تتعامل مع ترتيب قائم غير مختلف فيه في المصاحف، يقول الإعجاز العددي إنه يستحيل أن يكون باجتهاد الصحابة، نظراً لضخامة الملاحظات العددية.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[27 Mar 2009, 10:13 م]ـ
من أحسن المشاركات في هذا الموضوع وهو يجمع جل ما يمكن قوله في هذا السياق وأتمنى أن يتم الانطلاق منه في هذا النقاش:
إلى معارضي إعجاز الترتيب القرآني: ما تفسيركم؟ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=8614)
هل نزل القرآن الكريم من أجل هذا؟
هل تعبدنا الله بتلاوته وتدبر آياته والعمل بأحكامه، أم تعبدنا بعد آياته وتكلف ما لا طائل تحته؟
أما قول الكاتب بعد أن أورد بعض الأمور المتكلفة ما تفسيركم، فنقول يمكن أن نقول ما تفسيرك كون سورة الأعراف أطول من سورة آل عمران بست آيات؟
ما هو تفسيرك كون سورة الشعراء أطول من سورة آل عمران والأعراف؟
ما هو تفسيرك كون سورة الكوثر أقصر من سورة الناس؟
إلى قائمة لا تنتهي.
إن الله قال لبني اسرائيل "إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة" ....................
أذكركم أن المتخصصين في العلوم التجريبية يصلون إلى نظريات في مختلف العلوم وتعقد لهم مجالس من أجل البرهنة على ما توصلوا إليه وكثير ما تعجب اللجان المقررة بالنظرية وتجيزها، ثم يتبين بعد ذلك سقوط كثير منها بعد أن اشتغل بها الناس دهرا.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[28 Mar 2009, 12:41 ص]ـ
محب القرآن الكريم
هل نزل القرآن الكريم من أجل هذا؟
هل تعبدنا الله بتلاوته وتدبر آياته والعمل بأحكامه، أم تعبدنا بعد آياته وتكلف ما لا طائل تحته؟
لقد أجبنا على هذا التساؤل مرارا ..
أما قول الكاتب بعد أن أورد بعض الأمور المتكلفة ما تفسيركم،
وأكرر السؤال لك شخصيا ما تفسيرك؟ ننتظر منك الإجابة.
فنقول يمكن أن نقول ما تفسيرك كون سورة الأعراف أطول من سورة آل عمران بست آيات؟
ما هو تفسيرك كون سورة الشعراء أطول من سورة آل عمران والأعراف؟
ما هو تفسيرك كون سورة الكوثر أقصر من سورة الناس؟
إلى قائمة لا تنتهي.
لدي الإجابة لكل تساؤلاتك، ولمائة مثلها .. ولكنني لن اجيبك لأن أسلوبك في التعامل مع هذا الموضوع لا يعجبني. أراك تغرد خارج السرب، وكلما حاول أحد الفضلاء أن يطفيء ما تفتعله من الحرائق، زدتها حطبا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد براء]ــــــــ[28 Mar 2009, 01:39 ص]ـ
صدقني يا أستاذ جلغوم لو كان طرحك مبنياً على أصول علمية سليمة لما اعترضك أحد، بل لما احتجت لكثرة المقالات.
بل غالب كلامك في التأصيل لمذهبك كلام إنشائي عاطفي.
وقد طرحت عليك قبل عام إشكالات على مذهبك هذا لم تحلها.
فإن أحببت أن أعيد طرحها هنا بحيث يكون الجواب صريحاً بلا حيدة أو تطويل فأنا مستعد.
ـ[الخطيب]ــــــــ[28 Mar 2009, 07:35 م]ـ
موضوع بهذه الأهمية يشرفه بالحضور والمشاركة ثلة من الكرام فيهم أخونا الحبيب الشيخ المفضال مساعد الطيار لاتفوتنا المشاركة فيه
والواقع أن هذه المسألة شغلت بالي وبعد المدارسة جزمت فيها بالقول بالتوقيف وأدرجت هذا في كتابي "مفاتيح التفسير" تحت مادة "السورة"
وهاهو نص ما كتبته فيها وأرجو أن يكون فيها فائدة:
ترتيب السور:
اختلف العلماء حول ترتيب السور هل هو توقيفي أو اجتهادي على ما يلي:
أ – قال بعضهم: هو اجتهاد من الصحابة بدليل اختلاف ترتيب الصحابة لمصاحفهم الخاصة، وكذا ما ثبت عن عثمان رضي الله عنه من أنه هو الذي قرن بين الأنفال والتوبة لظنه أنهما سورة واحدة ولم يفصل بينهما البسملة. والأصل في حديث أبي داود وغيره عَنْ يَزِيدَ الْفَارِسِيِّ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: قُلْتُ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ مَا حَمَلَكُمْ أَنْ عَمَدْتُمْ إِلَى بَرَاءَةَ وَهِيَ مِنْ الْمِئِينَ وَإِلَى الْأَنْفَالِ وَهِيَ مِنْ الْمَثَانِي فَجَعَلْتُمُوهُمَا فِي السَّبْعِ الطِّوَالِ وَلَمْ تَكْتُبُوا بَيْنَهُمَا سَطْرَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ؟ قَالَ عُثْمَانُ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا تَنَزَّلُ عَلَيْهِ الْآيَاتُ فَيَدْعُو بَعْضَ مَنْ كَانَ يَكْتُبُ لَهُ وَيَقُولُ لَهُ: "ضَعْ هَذِهِ الْآيَةَ فِي السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا كَذَا وَكَذَا" وَتَنْزِلُ عَلَيْهِ الْآيَةُ وَالْآيَتَانِ فَيَقُولُ مِثْلَ ذَلِكَ، وَكَانَتْ الْأَنْفَالُ مِنْ أَوَّلِ مَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَتْ بَرَاءَةُ مِنْ آخِرِ مَا نَزَلَ مِنْ الْقُرْآنِ وَكَانَتْ قِصَّتُهَا شَبِيهَةً بِقِصَّتِهَا، فَظَنَنْتُ أَنَّهَا مِنْهَا فَمِنْ ثمّ وَضَعْتُهَا فِي السَّبْعِ الطِّوَالِ وَلَمْ أَكْتُبْ بَيْنَهُمَا سَطْرَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
ب – وقيل: هو توقيفي بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ السبع الطوال بترتيبها، وبدليل أن الصحابة أجمعوا على هذا الترتيب في عهد عثمان، وإجماعهم هذا إشارة إلى التوقيف.
ج – وتوسط فريق فزاوج بين الرأيين ليخلص إلى أن الترتيب بعضه توقيفي وبعضه اجتهادي وخص الاجتهادي بترتيب سورتي الأنفال والتوبة لأجل الرواية السابقة التي تقرر أن عثمان رضي الله عنه هو الذي قرن بين الأنفال والتوبة لظنه أنهما سورة واحدة.
مناقشة هذه الآراء ورأينا في المسألة:
نحن الآن أمام ثلاثة آراء في المسألة والذي نراه فيها أن القول بالتوقيف هو الرأي الذي لا يدانيه رأي آخر وقد حاول الزركشي في البرهان مع أنه قد تبنى القول بالتوقيف أن يوفق بين الرأيين الرئيسين – التوقيف والاجتهاد- فذكر لنا أن الخلاف بين الرأيين إنما هو في الألفاظ فقط محتجا بأن الإمام مالكا رحمه الله وهو من القائلين بالترتيب الاجتهادي أبان عن رأيه بقوله: إنما ألفوا القرآن على ما كانوا يسمعونه من النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الزركشي: فآل الخلاف إلى أنه هل ذلك بتوقيف قولى أم بمجرد استناد فعلى وهذا في نظر الزركشي خلاف لفظي.
ونضيف أن القول بالاجتهاد ليس له دليل يمكن أن يعوّل عليه إلا خبر ابن عباس عندما سأل عثمان رضي الله عنه عن سبب إلحاق سورة التوبة بسورة الأنفال ........... وهو خبر ضعيف أو لا أصل له كما يقول الشيخ أحمد شاكر لأن مداره على يزيد الفارسي وهو مجهول.
(يُتْبَعُ)
(/)
* وعلى فرض قبوله فهو لا يدل على الترتيب الاجتهادي فلربما كان سؤال ابن عباس متوجها في الأساس إلى عدم كتابة "بسم الله الرحمن الرحيم" وليس عن وضع سورة التوبة بعد سورة الأنفال إذ لو كان الترتيب اجتهاديا والأمر فيه توسعة فما وجه اعتراض ابن عباس عليه؟ ولِمَ هذا الموضع بالذات؟ وما الفرق حينئذ بين أن يكون وضعها بعد سورة الأنفال أو بعد أي سورة أخرى؟
فإن قيل: الاعتراض على كونها من المثاني ووضعت في المئين
قلنا: فلِمَ لم يعترض مثلا على ترتيب سورة النحل وهي من المئين فآياتها (128 آية) بعد سورة الحجر وآياتها فقط (99 آية) وهو الأمر نفسه في ترتيب سورة طه وهي (135 آية) بعد سورة مريم وهي (98 آية) وغير ذلك وارد أيضا.
* أما القول بأن مصاحف بعض الصحابة كان يخالف ترتيب المصحف الإمام فنحن لا نملك دليلا قويا عليه بل نملك ما يضعفه.
• ولا شك أن مما يضعفه عدم اعتراضهم على ترتيب المصحف الإمام.
• ويضعفه أيضا أنه لم ينقل أنه قد حدثت مشكلة أو مشادة على الترتيب بين المختلفين في زمن عثمان وإنما كان الاختلاف على القراءة.
وإن صح عنهم هذا، فهو محمول على أن مصاحفهم لم تكن مجردة، بل كانوا يضيفون إليها تفسير بعض الكلمات وهو ما نقل عنهم بعد فيما عرف بقراءة تفسير أو قراءة تفسيرية.
** ويضاف إلى هذا أن هنالك الكثير من المشكلات تترتب على القول بالترتيب الاجتهادي كلا أو بعضا ومنها ما يلي:
1 - الله عز وجل يقول: " بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ " فعلى أي ترتيب هو في اللوح المحفوظ هل هو على ترتيب مخالف أم على ترتيب موافق؟
2 - وكذلك الحال يقال فيما أخرجه الحاكم في المستدرك عن ابن عباس رضي الله عنه قال: «أنزل القرآن في ليلة القدر جملة واحدة إلى سماء الدنيا كان بموقع النجوم» فعلى أي ترتيب هو فيها هل هو على ترتيب مخالف أم على ترتيب موافق؟
3 - جبريل عليه السلام حين كان يعارض النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن في كل عام وفي العام الأخير عارضه به مرتين فعلى أي ترتيب كان يعارضه؟ هل على ترتيب مخالف أم على ترتيب موافق؟
4 - هذا الترتيب القائم معنا الآن في المصحف هو الحقيقة الوحيدة الموثوق فيها وهو الذي عليه التواتر فليس لنا أن نتصور أن الأصحاب كانوا على خلافه فإن احتج بأن ترتيبهم ذهب بحرق عثمان لمصاحفهم قلنا: حتى مع هذا فإن كثيرا من الروايات الصحيحة حفظت لنا حروفهم ومصاحفهم والمفسرون يستعينون بها في التفسير فلِمَ لم تحفظ لنا ترتيبهم لو كان هذا موجودا وما ينقل من ذلك في الكتب هو أخبار غير مسندة من جهة ثم هي من جهة أخرى لا تنص إلا على سور قد لا تجاوز اليد الواحدة. وقد يجاب عن هذا أيضا على فرض حدوثه بأن مصاحفهم كانت مصاحف خاصة غير مجردة بل ربما أضافوا إليها شيئا من التفسير بما يجعلها أقرب إلى الكتب العلمية منها إلى المصاحف.
5 - لو أقسم أحد أن يقرأ القرآن مرتب السور فهل يحنث إذا خالف الترتيب القائم محتجا بأنه اجتهادي؟
6 - لو قال أحد لامرأته أنت طالق ما لم تقرئي القرآن مرتبا فهل يقع الطلاق لو خالفته؟
7 - هل لو أجمع الناس في زمان ما على غير هذا الترتيب يسوغ لهم هذا حيث إن الإجماع ينقض بإجماع آخر؟
8 - ما جدوى علم المناسبة بين السور لو كان الترتيب اجتهاديا؟ فالقول بالاجتهاد كلا أو بعضا يسقط هذا العلم بالكلية.
9 - ما الحكمة من ترك السور بلا ترتيب توقيفي من النبي صلى الله عليه وسلم ليوكل الأمر إلى من بعده وهو الحريص كل الحرص على جمع الناس على مائدة القرآن بلا اختلاف؟
10 - أين هي الموازين العقلية في الموالاة بين سور الحواميم والمفارقة بين المسبحات ولِمَ لمْ يرتب اجتهادا على حسب النزول مثلا أو حسب الطول والقصر بميزان دقيق أو حسب المكي والمدني؟ ولِمَ فصل بين سورتي إبراهيم ويوسف بسورة الرعد رغم أن سورة يوسف سبقها ولاء سورتا يونس وهود أيضا ولِمَ لم تنضم إليهم سورة محمد صلى الله عليه وسلم لتكون منظومة سور الأنبياء في محل واحد؟ ولِمَ فرق بين سور "ألم"؟ كل هذه الأسئلة لا يحلها إلا القول بالتوقيف.
11 - أيضا لا معنى لقول العلماء: يسن أن يقرأ على ترتيب المصحف، لأن ترتيبه لحكمة، فلا يتركها إلا فيما ورد الشرع باستثنائه، ينظر كتاب "فتح الكريم المنان في آداب حملة القرآن" للضباع وقال النووي في التبيان:
[فصل] قال العلماء الاختيار أن يقرأ على ترتيب المصحف فيقرأ الفاتحة ثم البقرة ثم آل عمران ثم ما بعدها على الترتيب وسواء قرأ في الصلاة أو في غيرها حتى قال بعض أصحابنا إذا قرأ في الركعة الأولى سورة قل أعوذ برب الناس يقرأ في الثانية بعد الفاتحة من البقرة.
وقال بعض أصحابنا – والكلام للنووي -:
ويستحب إذا قرأ سورة أن يقرأ بعدها التي تليها ودليل هذا أن ترتيب المصحف إنما جعل هكذا لحكمة فينبغي أن يحافظ عليها إلا فيما ورد المشرع باستثنائه كصلاة الصبح يوم الجمعة يقرأ في الأولى سورة السجدة وفي الثانية هل أتى على الإنسان.
وأخيرا هذه الكلمة الجامعة من ابن الأنباري لها دورها في تقرير المسألة:
قال أبو بكر بن الأنباري أنزل الله القرآن كله إلى سماء الدنيا ثم فرق في بضع وعشرين فكانت السورة تنزل لأمر يحدث والآية جوابا لمستخبر ويوقف جبريل النبي صلى الله عليه وسلم على موضع السورة والآية فاتساق السور كاتساق الآيات والحروف كله عن النبي صلى الله عليه وسلم فمن قدم سورة أو أخرها فقد أفسد نظم الآيات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[28 Mar 2009, 09:09 م]ـ
لدي الإجابة لكل تساؤلاتك، ولمائة مثلها .. ولكنني لن اجيبك لأن أسلوبك في التعامل مع هذا الموضوع لا يعجبني. أراك تغرد خارج السرب، وكلما حاول أحد الفضلاء أن يطفيء ما تفتعله من الحرائق، زدتها حطبا.
الأخ الفاضل عبد الله جلغوم
أسأل الله أن يرفع قدرك وينير بصيرتك ويجعل التوفيق حليفك ويلبسك ثوب الصحة والعافية.
أخي الفاضل: يبدو أنك تتعامل مع ردودي بحساسية شديدة، وأنا والله لا أريد إلا الخير لي ولك ولجميع المسلمين هذا ما أعلمه من نفسي والله حسيبي.
أحيانا قد تصدر مني عبارات فيها شيء من القسوة ولكن ليس القصد منها التنقص وإنما هذا تعبير عما أعتقده كقولي تكلف أو غثائية أو نحوها، وأحاينا أقصد من وراءها استثارة الكاتب لدفعه إلى توضيح الفكرة فربما قصر فهمي عن إدراكها بالأسلوب الذي طرحها من خلاله، أو ربما لم يعتن هو بطرح الفكرة بالأسلوب المناسب لكونها واضحة عنده ويعتقد أن القارئ كذلك.
على أي حال أنا أعتذر إليك إن كنت قد أسأت إليك.
غفر الله لي ولك ولجميع المسلمين.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[30 Mar 2009, 02:46 م]ـ
عبدالرحمن الوشمي وفقك الله أخي عبدالله .. وسدد على الحق خطاك ..
وعدتنا مشكورا بقولك:
المقالة القادمة إن شاء الله: إعجاز الترتيب القرآني في سورة الغاشية يتحدى ..
ونحن بانتظار مقالتك بشوق وتطلع لما ستتحفنا به ..
إعجاز الترتيب القرآني في سورة الغاشية
(فيما يلي الفقرة السادسة من موضوع سورة الغاشية - المصدر: النظام العددي في القرآن الكريم - كتاب مخطوط - 400 صفحة -عبدالله جلغوم)
6 - الإحصاء القرآني في سورة الغاشية:
سورة الغاشية هي السورة رقم 88 في ترتيب المصحف، وهي السورة رقم 31 باعتبار ترتيب سور النصف الثاني من القرآن (إذا ابتدانا العد من سورة المجادلة فرقم سورة الغاشية 31)، وهي مؤلفة من 26 آية (2 × 13).
ما وجه الإعجاز في هذا الترتيب؟
جاءت سورة الغاشية مؤلفة من 26 آية، عدد من مضاعفات الرقم 13 (2 × 13).
- بشيء من التدبر، يمكننا ملاحظة أن عدد السور التي جاءت في ترتيب المصحف بعد سورة الغاشية هو 26 سورة، عدد مماثل لعدد آياتها.
رقم ترتيب سورة الغاشية في المصحف هو الرقم 88، وعدد آياتها هو 26. نُلاحظ أن مجموع العددين هو 114 عدد سور القرآن الكريم (88 + 26 = 114).
حقيقة واضحة تؤكد أن ترتيب سورة الغاشية في موقع الترتيب 88، ليس مصادفة ولا اجتهادا.
ويمكننا ملاحظة أن الفرق بين العددين 88 و 26 هو 62. العدد 62 هو عبارة عن 2 × 31، وقد عرفنا أن العدد 31 هو رقم ترتيب سورة الغاشية باعتبار سور النصف الثاني من القرآن.
وليس هذا هو موضع الإعجاز الوحيد هنا:
إذا قمنا بإحصاء لسور القرآن التي عدد الآيات في كل منها أكثر من 31 آية (رقم ترتيب سورة الغاشية باعتبار النصف الثاني من القرآن)، فالمفاجأة التي تنتظرنا، أن عددها هو 62 سورة، أي 2 × 31.
والآن، يمكننا بحسبة بسيطة أن نستنتج أن عدد سور القرآن الباقية هو 52 سورة، (114 - 62) أي عدد من مضاعفات الرقم 13 (4 × 13). ومن روائع الترتيب القرآني، سنجد أن هذه السور باعتبار أعداد آياتها مجموعتان:
26 سورة، عدد الآيات في كل منها أقل من 13 آية.
26 سورة عدد الآيات في كل منها يتراوح من 13 – 31.
قسمة متناسبة مع العدد 26 الذي هو أيضا عدد آيات سورة الغاشية، وهو أيضا عدد سور القرآن التي جاء ترتيبها في المصحف بعد سورة الغاشية، فعددها هو 26. (2 × 13).
لقد تمت قسمة هذه السور، وحددت أعداد آياتها، وفق نظام محكم محوره العددان 13 و 31.
يمكننا القول هنا - بعيدا عن التفاصيل الرائعة الأخرى -:
عدد سور القرآن التي يزيد عدد آيات كل منها على 31 هو 2 × 31.
عدد سور القرآن التي يقل عدد الآيات في كل منها عن 13 آية هو 2 × 13.
هل يأتي مثل هذا مصلدفة؟ هل يأتي دون حساب؟ ألا يعني هذا ان هذه الأعداد محسوبة ومقدرة؟
ورغم ذلك إن لم تكن هذه الحقائق كافية، يمكننا الانتقال إلى سورة اخرى وسنرى النظام العددي المحكم في ترتيب سور القرآن وأعداد آياته ..
إننا في رحاب إحصاء قرآني لعدد سور القرآن وآياته، قد تم تخزينه في سورة الغاشية، وهو أحد الأدلة على أن ترتيب سور القرآن وآياته قد تم بالوحي وبتقدير إلهي حكيم.
ومن روائع الترتيب القرآني أن هذا النظام هو نفسه الملاحظ في ورود لفظ الجلالة " الله " في سور النصف الثاني من القرآن (السور من 58 – 114)، فعدد السور التي ورد فيها هو 31، وعدد السور التي لم يرد فيها هو 26 (2×13).
ليست مصادفة ولا اجتهادا أن تأتي سورة الغاشية في موقع الترتيب 88، وأن يكون عدد آياتها 26 .. وفي ترتيب سور القرآن الأخرى ما يؤكد هذه الحقيقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[30 Mar 2009, 03:29 م]ـ
الأخ الكريم عبد الله
في مثل هذا المقام يلزم أن يُعرض على الأخوة الأبحاث القوية في دلالتها على محل النزاع. ومن هنا وجدتني أعرض مسألة ترتيب السور، لأن دلالتها على محل النزاع واضحة للمتدبر والدارس للمسألة بعمق.
أما ما عرضتَه أخيراً فهو مجرد ملاحظات عددية لا تدهش القارئ ولا تستفزة ليتفاعل معك. وإليك هذا المثل الذي لا بد أن يستفز الباحثين عن الحقيقة:
وردت لفظة (الحديد، حديد، حديدا) في القرآن ست مرات في ست سور. وإذا قمنا بعد الكلمات من بداية كل سورة وسجلنا رقم كل كلمة حديد بين كلمات السورة سنفاجأ أن كل رقم من أرقام الكلمات الست يعبر عن خاصية علمية من خصائص الحديد. ولم تشذ كلمة واحدة. والعجيب أن كل خاصية تنسجم مع المعنى الوارد في السياق. ذكر هذا الأخ المهندس العراقي فائق العبيدي في كتابه المنظار الهندسي.
مثل هذه المعلومة لا بد أن تستفز المؤمن وتدفعه للتحقق من صدقيتها لأنها مدهشة وتشهد أمام المتشككين بصدقيّة الرسالة الإسلامية. وتشهد بعصمة ونزاهة القرآن الكريم عن التحريف.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[30 Mar 2009, 04:40 م]ـ
الأخ الكريم عبد الله
في مثل هذا المقام يلزم أن يُعرض على الأخوة الأبحاث القوية في دلالتها على محل النزاع. ومن هنا وجدتني أعرض مسألة ترتيب السور، لأن دلالتها على محل النزاع واضحة للمتدبر والدارس للمسألة بعمق.
أما ما عرضتَه أخيراً فهو مجرد ملاحظات عددية لا تدهش القارئ ولا تستفزة ليتفاعل معك. وإليك هذا المثل الذي لا بد أن يستفز الباحثين عن الحقيقة:
وردت لفظة (الحديد، حديد، حديدا) في القرآن ست مرات في ست سور. .
لفظ حديد في سورة "ق" مختلف المعنى،ألا يؤثر هذا في دقة الدراسة؟
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[30 Mar 2009, 07:30 م]ـ
الأخ الكريم محب القرآن،
لفتة في مكانها، ولكن عندما نعلم أنّ العرب عندما تقول حاد النظر تقصد أنه نافذ كالحديد، وكذلك حاد اللسان أي كلامه ينفذ كما ينفذ الحديد. وأكثر أهل التفسير لا يشيرون إلى ذلك اختصاراً، ومنهم من يفصّل كالمفسرحقي، يقول عند تفسير الآية الكريمة:"يقال حددت السكين رققت حدها ثم يقال لكل حاذق فى نفسه من حيث الخلقة من حيث المعنى كالبصر والبصيرة حديد فيقال هو حديد النظر وحديد الفهم ويقال لسان حديد نحو لسان صارم وماض وذلك اذا كان يؤثر تأثير الحديد".
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[30 Mar 2009, 07:44 م]ـ
الأخ الفاضل " أبو عمرو البيراوي "
سلام عليك
عجيب ألا ترى في المثال الذي ذكرته غير ملاحظة عددية لا تستفز أحدا؟
أنا كباحث في إعجاز الترتيب القرآني أرى أن المثال الذي ذكرته هو أكثر دلالة على إعجاز القرآن العددي ودلالات هذا الإعجاز من مثال الحديد الذي أوردته أنت (والذي قد يكون أقرب إلى الإعجاز العلمي) .. ذلك أن مثال الحديد يطرح كلمة وردت في ست سور، ومع قبولي بكل ما يقال في المثال: فماذا عن باقي سور القرآن الأخرى؟ بينما المثال الذي ذكرته أنا يتناول جميع سور القرآن ..
كما أن المثال يقدم معلومات عن ترتيب القرآن سهلة الحفظ والتذكر:
عدد سور القرآن التي عدد الآيات في كل منها يزيد على 31 آية هو 2 × 31 (62 سورة)
عدد سور القرآن التي يقل عدد الآيات في كل منها عن 13 آية هو 2× 13 (26 سورة)
عدد السور الباقية 26 عدد من مضاعفات الرقم 13 .. وعدد الآيات في كل منها من 13 – 31.
ما نلاحظه هو إحصاء قرآني ..
ولدينا عدد من الأمثلة التي تدفع الشبهة، ذكرت منها – بعيدا عن التفاصيل –:
أن لفظ الجلالة " الله " ورد في النصف الثاني من القرآن 249 مرة في عدد محدد من السور بـ 31، موزعة في 155 آية، أي في عدد من الآيات هو من مضاعفات الرقم 31 (5 × 31). وهذا يعني أنه لم يرد في 26 سورة، أي عدد هو من مضاعفات الرقم 13 (2 × 13).
وأضيف هنا أن الآية " فبأي ءالاء ربكما تكذبان " وهي آية مميزة على مستوى آيات القرآن كلها تتكرر في سورة الرحمن عددا محددا من المرات بـ 31، وأن أول مرة وردت فيها جاءت في موقع الترتيب 13 ...
المسألة ليست مجرد ملاحظة، نحن في رحاب نظام عددي قرآني محوره العددان 13 و 31 .. وهو يشمل سور القرآن كلها ..
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[31 Mar 2009, 12:15 م]ـ
الأخ عبد الله جلغوم
أرجو منك - تفضلا لا أمرا - أن تستمع إلى هذا التحقيق العلمي في مسألة الإعجاز العددي للقرآن الكريم في الرابط أدناه، وأن تفرغ نفسك لتأمله و مراجعته ومقارنته بما عندك
وفقك الله
http://www.khaledalsabt.com/cat/50
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[31 Mar 2009, 02:05 م]ـ
الأخ عبد الله جلغوم
أرجو منك - تفضلا لا أمرا - أن تستمع إلى هذا التحقيق العلمي في مسألة الإعجاز العددي للقرآن الكريم في الرابط أدناه، وأن تفرغ نفسك لتأمله و مراجعته ومقارنته بما عندك
وفقك الله
http://www.khaledalsabt.com/cat/50
أبعد كل ما قرأت تريد أن تنزل بي إلى كلام السبت في الإعجاز العددي؟ لماذا لا تفكر بالصعود إلي؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[31 Mar 2009, 02:21 م]ـ
أبعد كل ما قرأت تريد أن تنزل بي إلى كلام السبت في الإعجاز العددي؟ لماذا لا تفكر بالصعود إلي؟
الأخ عبد الله جلغوم حفظك الله
حتى نتفاعل معك ومع ما تكتب أرجو أن تجيب على استفساراتنا، فمثلا:
هل وصلت من خلال دراستك إلى أن هناك علاقة عددية بين موقع السورة من ترتيب المصحف وبين عدد آياتها؟ وأن هذه العلاقة مطردة تقوم على قاعدة واحدة وتؤدي دائما إلى نتيجة واحدة؟
أرجو أن أجد لديك إجابة شافية؟
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[31 Mar 2009, 02:42 م]ـ
الأخ الكريم محب القرآن،
البحث المقدم في هذه المداخلات يتعلق بكل السور، أقصد بحث أسرار الترتيب والتجانس والزوجي والفردي.
الأخ الكريم عبد الرحمن شاهين
أنا أتفق وأختلف من الأستاذ عبد الله جلغوم؛ أتفق معه عندما تكون الملاحظات جادة ومقنعة، واختلف معه عندما تكون مجرد ملاحظات عددية. وكذلك الشيخ الكريم السبت لم يرد بطريقة منهجية، وقدد رددت عليه حفظه الله في هذا الملتقى، وإليك الرد:
مقال في هذا المنتدى الكريم أثار جدلاً لا يزال قائماً. وهو بعنوان: (الإعجاز العددي يبحث عنه المسيحيون أيضا في إنجيلهم). ولا يهمني هنا أن نقبل فكرة الإعجاز العددي أو نرفضها، وإنما تقلقني منهجية البعض في الاستدلال سلباً أو إيجاباً. ويصبح الأمر مستحقاً للاهتمام عندما نجد أن هذه المنهجية عند بعض الفضلاء من أهل العلم الذين يستمع إليهم الناس ليأخذوا عنهم.
في مداخلة لبعض الأخوة على العنوان المشار إليه وجدت روابط لمحاضرة للشيخ الفاضل خالد بن عثمان السبت في موقع طريق الإسلام مؤرخة عام 2004م، ولقاء عبر المذياع بتاريخ 2008م ولا تختلف المحاضرة عن اللقاء في شيء كثير. وقد دهشت مستغرباً للمنهجية التي التي ينتهجها الشيخ الفاضل، ووجدت من المناسب أن أكتب هذه الملاحظات لعلمي أن هذا المنهج له حضور عند بعض أهل العلم:
1. يستفيض الشيخ الكريم في الكلام عن اهتمام السلف بالقرآن الكريم وإحصاء كلماته وحروفه ونقطه وآياته وأجزائه وأعشاره والمتصل من كلماته والمنفصل ..... ثم يصدمك بتساؤله مستغرباً أن يتفننوا كل هذا التفنن في العد والاحصاء والاستقصاء ثم هم لم يصلوا إلى النتائج التي يزعمها القائلين بالإعجاز العددي، نعم أحصوا مثل هذا الإحصاء ولم يصلوا؟!!!! وهو بهذا يستدل على بطلان الزعم بوجود الإعجاز العددي.
أفهم أن يكون الصحابة خير أمة، وأفهم أن يسبقوا في فهم العربية، وأفهم أن يسبقوا في فهم الأحكام الشرعية ... ولكن ما علاقتهم بالإحصاء العددي وعلم الرياضيات. ولعل البعض بهذا القول يزعم لهم عصمة أئمة الشيعة، بل لعلهم يحيطون ــ والعياذ بالله ــ بكل شيء علما.
2. أصحاب القول بالإعجاز العددي يقولون بأن القرآن الكريم 114 سورة، ولكن هذا عند الشيخ أمر مختلف فيه فكيف يستندون إلى أمر مختلف فيه في بحوثهم؟! رحماك يا الله، هل يصل بنا الأمر من أجل دحض فكرة ما أن ننقض على بدهيات المسلمين؟!! والعلماء يقولون أجمع من يعتد بإجماعهم على أن سور القرآن 114 سورة. ولم يقولوا:"يعتد بإجماعهم" إلا لعلمهم بوجود أقوال لا يعتد بها.
3. يستعرض الشيخ أمثلة ليبين لنا سخف وتهافت القول بالإعجاز العددي فيختار الأمثلة المتهافتة ولعله لم يجد غيرها، ومنها أمثلة من كتاب الدكتور عبد الرزاق نوفل رحمه الله، وما درى أن هذه بدايات غير ناضجة كانت قبل سنوات طويلة وأن الأمر الآن يختلف، كما هو الأمر في كل العلوم تبدأ غير ناضجة.
4. يتحدث الشيخ طويلاً عن الكلمات المتصلة (بئسما) والمنفصلة (بئس ما) وضرورة معرفة ذلك والتزامه وعلى الرغم من ذلك يجعل هذا الأمر في سياق رده على القائلين بالإعجاز العددي الذي يستندون في بحوثهم إلى الرسم العثماني!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
5. يصرح بأن فلان من الناس اعتمد في بحثه العددي على المصحف الإمام ثم يقول الشيخ:" لا يصلح الاعتماد عليه" لماذا يا شيخنا؟! أقول كما يقول: لأن هناك عدة قراءات تؤدي إلى اختلاف في رسم الكلمات والحروف. وهنا نقول: القراءة التي اعتمدها المصحف الإمام الذي ذكرته هل هي متواترة عن الرسول صلى الله عليه وسلم؟ فإن كان الجواب هي كذلك. نقول: ألا يكفينا هذا لإجراء البحوث؟! وما ضرورة أن يكون بحثنا الآن في كل القراءات؟!! وإذا أقررنا بأن القراءات تختلف في المعنى أحياناً فما المانع أن تختلف وجوه الإعجاز العددي؟ هل قمتم ببحوثكم في باقي القراءات ثم أصدرتم حكمكم بخلو المصاحف من إعجاز عددي متعدد الجوانب أم ماذا؟!!
6. يقول الشيخ بأن الرسم العثماني ليس بتوقيفي وكذلك ترتيب السور. ونحن نقول: لماذا الجزم هكذا، أما كان يجدر بنا أن نقول للناس إن جمهور العلماء يذهبون إلى القول بأن الرسم توقيفي وأن هؤلاء يعتمدون قول الجمهور؟! وإذا كنا لا نوافق الجمهور في أقوالهم فلنقل للناس إننا نخالف الجمهور لأن أدلتهم لا تثبت التوقيف في الرسم والترتيب. ونقول جدلاً: لنفترض أن أصحاب بحوث الإعجاز العددي استطاعوا أن يقيموا الحجة على المخالفين ألا يصلح ذلك مرجحاً عند الاختلاف لامتناع الصدفة؟!
7. يضرب الشيخ مثالاً على تهافت حساب الكلمات فيتساءل كيف يحسبون كلمة مثل (تعملونها) كلمة واحدة؟!! والعجيب أنه هو نفسه الذي تحدث في المقام نفسه عن الكلمات المفصولة والموصولة مثل بئسما وبئس ما. ونحن نقول للشيخ الفاضل
إنهم يحسبون الكلمات كما ترسم في المصحف، وكما تكتبها أنت عند الطباعة مستخدماً الآلة الكاتبة، أو كما تكتبها بخط يدك. ألا يكفي أن تكون قاعدة مضطردة ينتج عنها نتائج تقول نظرية الاحتمالات ــ التي ندرّسها للطلبة في مادة الرياضيات ــ بعدم امكانية حصولها صدفة؟!
8. يلوم الشيخ السبت الدكتور عبد الرزاق نوفل كيف يحصي لفظة الملائكة وتكررها في القرآن 88 مرة ولا يحصي معها لفظة جبريل ولفظة شديد القوى ولفظة الصافات!!!! ما هذا ياشيخنا الكريم؟!! إننا ندرك ونقدّر صدقك وحرصك ولكن لا بد من منهجية سوية بعيداً عن كل ما يدعو إليه التحامل.
9. الشيخ يقول إن لفظة (بسم) أربعة حروف!!!! وأصحاب البحوث العددية يصيحون ليل نهار قائلين إننا نتعامل مع الرسم!!! ألا يستحقون منا الاحترام فنخاطبهم بما يفيد ويصحح النهج!!!
10. القرآن كتاب هداية وليس كتاب أعداد. هذا ما يقوله الكثيرون ومنهم الشيخ يقول:" نترك المعنى ونشتغل بعد الحروف!!! ". ونحن بدورنا نقول: كل من يشتغل بعلوم الإعجاز يحيد عن الجادة لأن القرآن كتاب هداية وعمل!!! ماذا يبقى من الهداية والعمل إذا لم تقم الحجة ويوضح البرهان؟!! بل إن هذا أشرف علم، لأن ما سواه يستند إليه.
ـ[صالح بن عبدالله]ــــــــ[31 Mar 2009, 03:17 م]ـ
اسمحوا لي بالمداخله .. ولكنها من نوع آخر!!
فقط نقطتان لعلي أوفق فيهما:
1) أوقن أن الأخوة الكرام لا يقصدون إبطال قول الطرف الثاني فقط
بل الجميع يبحث عن الحقيقة
وبمتابعتي البسيطة لأقوال الفريقين أعتقد أن الكرة الآن في ملعب الذين ينفون "الإعجاز العددي"
وأسهل طريقة لبيان صحة قولهم أن يثبتوا صحة التالي:
1 - تغيير ترتيب السور
2 - الإتيان بعمليات حسابية توافق قوتها ما ذكره أصحاب الإعجاز العددي
إذا استطاعوا ذلك فإنهم ينقضون أقوى أدلة أصحاب الإعجاز العددي وهو " ترتيب السور توقيفي" بناءً على العمليات الحسابية.
2) للأخوة القائمين على الملتقى .. أتمنى أن يخصص مكان لمثل هذه النقاشات ويوضع لها آلية معينة حتى نخرج بأكبر قدر من الفائدة والتركيز
مثل أن يحدد مدير للنقاش , الموضوع , والمداخلين, وإعطاء فرصة محددة للرد ...
أتمنى أن أكون قد وفقت.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[31 Mar 2009, 03:24 م]ـ
10. القرآن كتاب هداية وليس كتاب أعداد. هذا ما يقوله الكثيرون ومنهم الشيخ يقول:" نترك المعنى ونشتغل بعد الحروف!!! ". ونحن بدورنا نقول: كل من يشتغل بعلوم الإعجاز يحيد عن الجادة لأن القرآن كتاب هداية وعمل!!! ماذا يبقى من الهداية والعمل إذا لم تقم الحجة ويوضح البرهان؟!! بل إن هذا أشرف علم، لأن ما سواه يستند إليه.
الأخ الفاضل
كل ملاحظتك جيدة ولا غبار عليها، ولا حجر على أحد يريد أن يخدم كتاب الله تعالى، وقد يكون هذا من باب اختلاف وجهات النظر فيما هو أهم وما هو مهم وما هو من ملح العلم الذي لا يجدي كثيرا.
وأما الملاحظة الأخيرة فأقول: هل توقف البرهان على أن القرآن كلام الله على مواطن الإعجاز العلمي والعددي في القرآن؟
لا أشك أن جوابك سيكون بالنفي.
إذاً نحن نسير على نفس الخط، ونقول لا حجر على من أرد أن يشتغل بهذا الباب ولكن عليه أن يراعي عدة أمور:
أولاً: إن الخروج بدراسة غير ناضجة قد يؤدي إلى غير النتيجة التي كان يرجوها وقد يضر أكثر مما ينفع.
ثانياً: لا يتوقع الباحث في هذا المجال أنه سيُسلم له بكل ما يقول بل إنه سيكون عرضه للمناقشة والأخذ والرد وقد يكون في الردود ما يضيق به صدره.
ثالثاً: نحن نعلم أن الله قد أحكم هذا القرآن في كل جوانبه، كما أنه قد أحكم الخلق في كل جوانبه وما من فعل إلا ولله فيه حكمة، لكن هل بالإمكان إدارك الحكمة في كل أفعال الله تعالى؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[31 Mar 2009, 08:36 م]ـ
أبعد كل ما قرأت تريد أن تنزل بي إلى كلام السبت في الإعجاز العددي؟ لماذا لا تفكر بالصعود إلي؟
سبحان الله جملة حملت بين طياتها احتقارا للغير و عجبا بالنفس ... بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم و الكبر بطر الحق و غمط الناس .... نسأل الله أن يردنا إليه ردا جميلا ...
الأخ الفاضل أبو عمرو - وفقه الله - الذي يريد الوصول إليه الشيخ السبت من خلال استعارضه لصور من اشتغال السلف بعد الآي مع تركهم التماس الإعجاز العددي أو الموافقة العددية المتواجدة في القرآن هو الإشارة إلي ما أصله الشاطبي و ابن تيمية و غيرهما في مبحث ضابط البدعة الإضافية و الحقيقة أقصد مسألة " قيام المقتضى و انتفاء المانع " ...
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[31 Mar 2009, 09:26 م]ـ
سبحان الله جملة حملت بين طياتها احتقارا للغير و عجبا بالنفس ... بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم و الكبر بطر الحق و غمط الناس .... نسأل الله أن يردنا إليه ردا جميلا ...
...
يا ناقد الأوهام، ظننت انك قد عدت إلى رشدك، وصحوت من هلوساتك، فتجاهلت ردك السابق، ولكن يبدو ان عقدة النقص التي تعاني منها، لا تريد أن تفارقك .. لماذا لا تعرض حالتك على طبيب نفسي، فلعلك تشفى. وتتحسن حالة الفهم والاستيعاب لديك.
ملاحظة: ناقد الأوهام هو لقب منحته للمدعو، وقد استخرجته من إفادته بأنه يعتبر الإعجاز العددي أوهاما، وكان يود نقد تلك الأوهام لولا معاندة الظروف له .. ومنذ ذلك الحين ما عاد يملك السيطرة على مشاعره.
تفضل: وانتقد مشاركة واحدة إن كنت تقدر على ذلك ..
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[31 Mar 2009, 09:29 م]ـ
سبحان الله جملة حملت بين طياتها احتقارا للغير و عجبا بالنفس ... بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم و الكبر بطر الحق و غمط الناس .... نسأل الله أن يردنا إليه ردا جميلا ...
الأخ الفاضل أبو عمرو - وفقه الله - الذي يريد الوصول إليه الشيخ السبت من خلال استعارضه لصور من اشتغال السلف بعد الآي مع تركهم التماس الإعجاز العددي أو الموافقة العددية المتواجدة في القرآن هو الإشارة إلي ما أصله الشاطبي و ابن تيمية و غيرهما في مبحث ضابط البدعة الإضافية و الحقيقة أقصد مسألة " قيام المقتضى و انتفاء المانع " ...
بالله عليكم، هل فهمتم جملة مفيدة من كلام هذا الشهابي؟
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[31 Mar 2009, 09:58 م]ـ
الأخ الكريم عبد الله
يقول الله سبحانه وتعالى:"ادفع بالتي هي أحسن"، والذي يريد أن يكون صاحب رسالة لا بد أن يكون رحيماً بالناس ذليلاً لأهل الإيمان. والأخوة لا يقصدون إلا الخير. أما إذا لم يقتنع البعض بما تقول فلا بأس عليك، فهناك في المقابل من يقتنع. وتقع مسئولية الاقناع على من يتصدى لمثل هذه المسائل، أي عليك وعلى إخوانك الذين يوافقونك في القول بالإعجاز العددي. ولا بد من الصبر، وتذكر أن الله تعالى يعطي على اللين ما لا يعطي على العنف. وهل يسرك أن تسيء إلى أخ من إخوانك يحرص مثلك على خدمة كتاب الله؟!
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[31 Mar 2009, 11:07 م]ـ
الأخ الكريم أبو عمرو:
انظر مشاركة شهاب الدين الأولى
[شهاب الدين] السلام عليكم
" ترتيب سور القرآن توقيفي رغم أنف المشككين "!!! ما شاء الله!! أسلوب علمي راق ... !!!
الأسلوب الإنشائي لا يعجز عليه أحد لكن البحث العلمي فدونه العقول الراجحة و الأدلة الدامغة ...
وما رددت عليه، فهل انتهى؟
مشاركته الثانية:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شهاب الدين
سبحان الله جملة حملت بين طياتها احتقارا للغير و عجبا بالنفس ... بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم و الكبر بطر الحق و غمط الناس .... نسأل الله أن يردنا إليه ردا جميلا ...
...
أنا لا أحتقر احدا ولست معجبا بنفسي. أعرض لموقفين من الإعجاز العددي، سالب وموجب، سلبي وايجابي، نازل وصاعد .. بعيدا عن الأشخاص وأصحاب كل موقف ..
أتحدى السيد شهاب الدين أن يثبت عدم وجود الإعجاز العددي في القرآن ... ألم يعلن انه كان بصدد إعداد رسالة في الماجستير يثبت فيها أن الإعجاز العددي هو أوهام .. فليتفضل .. كلنا عيون مفتوحة وآذان صاغية. نسمع جعجعة ولا نرى طحنا ..
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[01 Apr 2009, 02:05 ص]ـ
أسئل الله العظيم رب العرش الكريم أن يلين لسان و قلم أخينا عبد الله علي إخوانه المسلمين ....
هذه النصيحة الثانية التي يقدمها لك أخونا الفاضل أبو عمرو - حفظه الله - و لم تعمل بها ....
أخي عبد الله هذا فراق بيني و بينك أستحلفك بالله ألا تخاطبني و لا تراسلني بعد اليوم أبدا قد سئمت من ألفاظك المسمومة و خلقك السيئ و نبزك بالألقاب و و و .... و والله لقد ندمت على دخولي مثل هذه المناقشات الباردة و الجافة استغفر الله من الخطل و الزلل .... والندم توبة ....
أخيرا أدعوك اخي عبد الله أن تقوم هذه الليلة متضرعا إلي ربك مقتديا بنبيك سائل الله عز و جل أن يريك الحق حقا و يرزقك اتباعه و عليك بدعاء " اللهم رب جبريل و ميكائيل و إسرافيل .... " فإنه دواء ناجع للجهل المركب .....
سلام عليكم لا نبتغى الجاهلين .....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[01 Apr 2009, 09:06 ص]ـ
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?goto=newpost&t=15343
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[01 Apr 2009, 09:40 ص]ـ
أبعد كل ما قرأت تريد أن تنزل بي إلى كلام السبت في الإعجاز العددي؟ لماذا لا تفكر بالصعود إلي؟
يا أستاذ خلغوم ....
و الله وتالله وبالله لجلسة ب 5 دقائق مع الدكتور السبت - عندي - خير من كل المعادلات و الهرطقات التي تفرح بها.
لم أدلك على محاضرات الشيخ فقط لتعلم رأي أهل التفسير في الإعجاز العددي ولكن لتتعلم منه الأدب في الرد و احترام الأي الآخر.
سبحان الله كيف يظهر أثر القرآن على الشيخ في خلقه وطرحه وكيف يظهر أثر عبثك بالقرآن على خلقك وطرحك
وهذا بيت القصيد فيما تطرحه بما يتعلق بالقرآن
ـ[صالح بن عبدالله]ــــــــ[01 Apr 2009, 09:43 ص]ـ
"الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ"
قَالَ اِبْن عَبَّاس: الْخَبِيثَات مِنْ الْقَوْل لِلْخَبِيثِينَ مِنْ الرِّجَال وَالْخَبِيثُونَ مِنْ الرِّجَال لِلْخَبِيثَاتِ مِنْ الْقَوْل. وَالطَّيِّبَات مِنْ الْقَوْل لِلطَّيِّبِينَ مِنْ الرِّجَال وَالطَّيِّبُونَ مِنْ الرِّجَال لِلطَّيِّبَاتِ مِنْ الْقَوْل
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[01 Apr 2009, 09:58 ص]ـ
أسئل الله العظيم رب العرش الكريم أن يلين لسان و قلم أخينا عبد الله علي إخوانه المسلمين ....
هذه النصيحة الثانية التي يقدمها لك أخونا الفاضل أبو عمرو - حفظه الله - و لم تعمل بها ....
أخي عبد الله هذا فراق بيني و بينك أستحلفك بالله ألا تخاطبني و لا تراسلني بعد اليوم أبدا قد سئمت من ألفاظك المسمومة و خلقك السيئ و نبزك بالألقاب و و و .... .... " فإنه دواء ناجع للجهل المركب ..... سلام عليكم لا نبتغى الجاهلين .....
- أردت أن تصور نفسك حملا وديعا فخانتك الكلمات لأنك لست كذلك ..
- أفهم نصيحة أخي الفاضل بالترفع عن الرد عليك ..
- لقد هربت من مداخلاتك التي لا تغني ولا تسمن من جوع، وانت من يصر على مطاردتي في كل موضوع جديد وبنفس الأسلوب، وليتك تقدم فائدة .. ورغم ذلك تقول لا تخاطبني.
- كل ما تفعله أنك تعكر صفو الموضوع وتخرج به إلى جهة أخرى، وتفسد علي وعلى الآخرين الحوار .. ففي الوقت الذي كنت أستعد فيه لإضافة جديد أو للإجابة على بعض التساؤلات، تخرج أنت من قمقمك وتملأ جونا بالدخان ...
- أعتذر للزملاء، وأظن أن هناك من سيفهمني.
-أرحب بالنقد، ولكن الواضح الهادف البناء، الذي يبين موطن الخطأ، ويطرح البديل.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[01 Apr 2009, 10:10 ص]ـ
يا أستاذ خلغوم ....
و الله وتالله وبالله لجلسة ب 5 دقائق مع الدكتور السبت - عندي - خير من كل المعادلات و الهرطقات التي تفرح بها.
لم أدلك على محاضرات الشيخ فقط لتعلم رأي أهل التفسير في الإعجاز العددي ولكن لتتعلم منه الأدب في الرد و احترام الأي الآخر.
سبحان الله كيف يظهر أثر القرآن على الشيخ في خلقه وطرحه وكيف يظهر أثر عبثك بالقرآن على خلقك
وطرحك
وهذا بيت القصيد فيما تطرحه بما يتعلق بالقرآن
أجل، هذا واضح من كلامك، فلغتك تقطر شهدا واخلاقا، أهذا ما تعلمته من دروس الشيخ؟
فاما وصفك لما أطرحه بالعبث والهرطقات، فأنت كاذب جدا. لأن ما أطرحه موجود وواقع في المصحف، ولم آت بشيء من عندي .. بعبارة أخرى انت تصف ما هو في القرآن بالهرطقات، وليس لي في ذلك أي دور سوى الكشف عن ترتيب القرآن المحكم الذي تظنه انت وامثالك عبثا ..
أتحداك أن تكتشف خطأ لدي أو مخالفة لما في القرآن ..
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[01 Apr 2009, 12:38 م]ـ
إخواني رعاهم الله،
الكلام القاسي وجرح الآخر يتقنه كل إنسان، أما الصبر على الأذى والحلم فلا يلقاه إلا الذين صبروا، ولا يلقاه إلا صاحب الحظ العظيم.
أقترح هدنة لتنقية الأجواء والعودة إلى النقاش العلمي المتزن لعل الله يفتح لنا فتوح خير.
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[01 Apr 2009, 01:08 م]ـ
إخواني رعاهم الله،
الكلام القاسي وجرح الآخر يتقنه كل إنسان، أما الصبر على الأذى والحلم فلا يلقاه إلا الذين صبروا، ولا يلقاه إلا صاحب الحظ العظيم.
أقترح هدنة لتنقية الأجواء والعودة إلى النقاش العلمي المتزن لعل الله يفتح لنا فتوح خير.
أخي الحبيب ابو عمرو
لم يدع الأستاذ جلغوم مجالا لضبط النفس فتراه يعتدي على جميع من يخالفه .... !!!
انظر نظرة سريعة لكل تعليقاته هنا لم يسلم أحد من لسانه بل وصل طعنه للشيخ السبت - وهذه والله لا نصبر عليها -
أظن هذه نتيجة حتمية لانعكاس تعاطيه مع القرآن بأنه كتاب رياضيات بعيدا عن هدي القرآن
أما بالنسبة للهدنة فليس قبل أن يتراجع عن طعنه ولمزه و يعدل من لغته - التي منذ ان أنشئ الملتقى - لم تجد مكانا لها إلا على يديه!!!
أسأل الله أن يهديه لحسن الخطاب و الأدب مع من هم أعظم شأناً منه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[01 Apr 2009, 01:31 م]ـ
أخي عبد الرحمن أكرمه الله تعالى،
لو استشرت الشيخ الفاضل السبت ما أظنه ينصحك إلا بالتي هي أحسن.
الأخ عبد الله تجاوز الستين من عمره، وحدّته نابعه من حرصه،
لعله إن شاء الله يتحاشى المسائل الشخصية ويستخدم السياسة في طروحاته قُبِلت أم لم تُقبل.
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[01 Apr 2009, 02:34 م]ـ
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله ألا أنت أستغفرك وأتوب إليك
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[01 Apr 2009, 02:59 م]ـ
أخي الحبيب ابو عمرو
لم يدع الأستاذ جلغوم مجالا لضبط النفس فتراه يعتدي على جميع من يخالفه .... !!!
انظر نظرة سريعة لكل تعليقاته هنا لم يسلم أحد من لسانه بل وصل طعنه للشيخ السبت - وهذه والله لا نصبر عليها -
من أين لك هذا؟
الذي أغضبك هو قولي:
أبعد كل ما قرأت تريد أن تنزل بي إلى كلام السبت في الإعجاز العددي؟ لماذا لا تفكر بالصعود إلي؟
أعد القراءة ثانية، لقد ذكرت كلام السبت، ولم أذكر الشيخ - حفظه الله وحفظك - بسوء. فما الذي لا تقدر على السكوت عليه؟ لعل السبت لديك من المعصومين؟ أنا أخالف السبت في كثير مما طرحه (والبقاء للفكرة الأقوى) كما تخالفني أنت فيما أطرح .. فما الذي أغضبك؟ هل تقرأ بعينيك أم بعقلك؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[01 Apr 2009, 11:24 م]ـ
من أين لك هذا؟
الذي أغضبك هو قولي:
أبعد كل ما قرأت تريد أن تنزل بي إلى كلام السبت في الإعجاز العددي؟ لماذا لا تفكر بالصعود إلي؟
أعد القراءة ثانية، لقد ذكرت كلام السبت، ولم أذكر الشيخ - حفظه الله وحفظك - بسوء. فما الذي لا تقدر على السكوت عليه؟ لعل السبت لديك من المعصومين؟ أنا أخالف السبت في كثير مما طرحه (والبقاء للفكرة الأقوى) كما تخالفني أنت فيما أطرح .. فما الذي أغضبك؟ هل تقرأ بعينيك أم بعقلك؟
يا شيخ أنت نسجك في الإعجاز العددي أوهى من بيت العنكبوت .. فأنى تدعي القوة في فكرتك؟
إن كنت كذلك فلماذا تحيد عن الجواب عن أسئلتي؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[01 Apr 2009, 11:59 م]ـ
يا شيخ أنت نسجك في الإعجاز العددي أوهى من بيت العنكبوت .. فأنى تدعي القوة في فكرتك؟
إن كنت كذلك فلماذا تحيد عن الجواب عن أسئلتي؟
إن كان ما تزعمه صحيحا، فأثبت ذلك لأعضاء الملتقى وزائريه، من خلال قراءتك لمشاركاتي الأخيرة .. أما لماذا لم أجب على أسئلتك فسببه المداخلات المائعة من بعضهم، وقد أضفت انت الان سببا جديدا ..
وعلى أي حال لقد قررت أن لا أطرح أي موضوع جديد، وكما قلت في مشاركة سابقة ليفرح القائلون بأن ترتيب سور القرآن اجتهادي، وليفرح الرافضون للإعجاز العددي، وليقيموا الأفراح، ويناموا قريري الأعين .. لقد اكتشفوا أن جبريل عليه السلام لم يكن له أي دور في ترتيب القرآن، وأن تلك الروايات التي تقول أنه كان يعين للرسول صلى الله عليه وسلم موقع السورة والآية في سورتها روايات كاذبة .. وليفرح الحائرون في عدد سور القرآن هل هي 112 أو 114 أو 116 .. مبارك عليكم هذا النصر العظيم.
ـ[محمد براء]ــــــــ[02 Apr 2009, 04:17 م]ـ
يا أستاذ لماذا تصور المسألة بهذه الطريقة؟
مسألة ترتيب السور لا تعدو كونها من موارد الاجتهاد فليست من ثوابت الملة ولا من أصول الشريعة، والقائل بأن الترتيب اجتهادي جمهرة من أكابر أهل العلم، ولقولهم أدلة ولم يقولوه عن محض هوى وتشهي، فلا يقبل منك هذا التصوير للمسألة وكأن القائلين بالاجتهاد أعداء وخصوم للقائلين بالتوقيف أو أصحاب المذهب الثالث.
على أن الدكتور مساعد حفظه الله نبهك في أول مشاركة إلى خطأك في هذا التضخيم للمسألة فليتك تراجعه.
وأنبهك إلى أن خطأك الرئيس هو في تأصيلك للإعجاز العددي، فلا فائدة من ذكر النماذج والأمثلة - كما ذكرتَه عن سورة الغاشية - إذا كان المخالف لك في المسألة ينازعك في أصولها.
فالتأصيل .. التأصيل يا أستاذ عبد الله ..
ودمت موفقاً.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[08 Apr 2009, 06:49 م]ـ
أبو الحسنات الدمشقي يا أستاذ لماذا تصور المسألة بهذه الطريقة؟
مسألة ترتيب السور لا تعدو كونها من موارد الاجتهاد فليست من ثوابت الملة ولا من أصول الشريعة، والقائل بأن الترتيب اجتهادي جمهرة من أكابر أهل العلم،
(يُتْبَعُ)
(/)
أتريدني أن أصدقهم وأكذب القرآن؟ كل سورة في القرآن تقول أن الترتيب توقيفي، ووفق أنظمة رياضية. فما هوالمطلوب مني غيرإثبات ذلك؟ وهذا ما سأفعله. وما مشاركاتي حول هذا الموضوع سوى مقدمات، والبقية ستاتي يوما.
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[08 Apr 2009, 07:26 م]ـ
يقول الله تعالى ((لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيزعليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم)
سورة التوبة الآية 128
فقد زكاه الله تعالى في كل شيء وكان من بينها أن زكاه في خلقه فقال (وإنك لعلى خلق عظيم)
سورة القلم الآية4
فعندما سئلت ام المؤمنين عائشة ا عن خلق النبي فما كان منها إلا أن أجابت وقالت: (كان خلقه القرآن) , وكيف لا يكون له ذلك وقد كان مصحفاً يمشي على الأرض
كان خلقه القرآن، يسخط لسخطه ويرضى لرضاه , ولا ينتقم لنفسه ولا يغضب لها إلا أن تنتهك حرمات الله
كان خلقه القرآن، فكان أصدق الناس لهجة, وأوفاهم ذمة, وألينهم عريكة, وأكرمهم عشرة, وأشد حياء من العذراء في خدرها
كان خلقه القرآن، فلم يكن فاحشا ولا لعاناً ولا يجزي السيئة بالسيئة, لكن يعفو ويصفح, من سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول، ليس بفظ ولا غليظ صلوات الله وسلامه عليه
كان خلقه القرآن, فكان لا يقطع على أحد حديثه حتى يتعدى الحق فيقطعه بنهي أو قيام , لا يكذب قائلاً ولا يحقد عليه ولا يستحلفه على يمين , من رآه بديهة هابه , ومن خالطه أحبه, إذا التفت التفت معاً، وإذا أشار أشار براحة يده صلوات الله وسلامه عليه
كان خلقه القرآن، فيحفظ جاره ويكرم ضيفه ولا يمضي له وقت في غير عمل لله أو قيم لا بد منه, يحب التفاؤل ويكره التشاؤم، وما خيّّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً, يحب إغاثة الملهوف ونصرة المظلوم صلوات الله وسلامه عليه
كان خلقه القرآن، يحب أصحابه ويشاورهم ويتفقدهم، يقبل معذرة المعتذر إليه، والقوي والضعيف والقريب والبعيد عنده في الحق سواء، وكان طويل السكت؛لا يتكلم في غير حاجة وإذا تكلم افتتح كلامه باسم الله صلوات الله وسلامه عليه
فحريٌ بمن هذا خلقه، حريٌٌٌٌ بهذا النبي العظيم أن يكون لنا خير قدوة وأفضل أسوةفهو الهادي البشير النذير المعلم صلوات الله وسلامه عليه
(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا) ًً
سورة الأحزاب الآية 21
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[08 Apr 2009, 09:01 م]ـ
الأخت الفاضلة محبة القرآن، وكلنا من محبي القرآن
هلا أفصحت عن سر وضع مشاركتك هذه هنا؟ لعلك اخطات المكان .. الموضوع هنا عن ترتيب سور القرآن وليس عن اخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ..
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[09 Apr 2009, 01:01 ص]ـ
جزى الله الأخت حاملة القرآن علي هذه التذكرة لمن شاء منا أن يستقيم ........... اللهم جملنا بالقرآن ظاهرا و باطنا ..........
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[09 Apr 2009, 01:06 ص]ـ
جزى الله الأخت حاملة القرآن علي هذه التذكرة لمن شاء منا أن يستقيم ........... اللهم جملنا بالقرآن ظاهرا و باطنا ..........
وافق شن طبقة
ـ[محمد براء]ــــــــ[09 Apr 2009, 09:36 م]ـ
أتريدني أن أصدقهم وأكذب القرآن؟ كل سورة في القرآن تقول أن الترتيب توقيفي، ووفق أنظمة رياضية. فما هوالمطلوب مني غيرإثبات ذلك؟ وهذا ما سأفعله. وما مشاركاتي حول هذا الموضوع سوى مقدمات، والبقية ستاتي يوما.
ومن قال لك إن هذه الأنظمة الرياضية - مع أن هذه مجرد دعوى - معتبرة شرعاً حتى ترجح بها قولاً على آخر وتجعلها أمراً جازماً لا يجوز خلافه؟
هذا كما قلت لك من ضعف تأصيلك لما تبحثه وتطرحه، والله يهدينا ويهديك.(/)
الفاتيكان: القرآن هو الحل الأخلاقي والمالي لـ "افلاس البنوك"
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[26 Mar 2009, 07:17 م]ـ
دبي: عناوين
وول ستريت
دعت الفاتيكان، أكبر سلطة دينية للكاثوليكية في العالم، في وقت تسيطر فيه الأزمة المالية العالمية على عناوين صحف العالم، الى تطبيق مصارفها بعض مبادي المالية الاسلامية.وطالبت صحيفة "اوسيرفاتور رومانو" الصحيفة الرسمية للفاتيكان التي تعمل كمؤشر إعلامي للحبر الأعظم البابا بندكت السادس عشر، إلى سلك منهج يحاكي فهيا الاقتصاد العالمي بعض مبادئ الإقتصاد الإسلامي. وقالت الصحيفة في مقال اثار ردو افعال قوية بين أباطرة أسواق المال العالمي" النظام المالي الإسلامي يعتمد على تراكم هائل من التعليمات الأخلاقية، مما يعني أن تطبيقها عالميا سوف يؤدي إلى تقريب البنوك إلى ما يريده عملائها، إلى جانب ذلك، ستجعل تلك الأخلاق المالية من البنوك وجودا اقتصاديا ذو روح حقيقية، وليس مجرد وحش مالي". ونقلت الصحيفة استراتيجية الدخل الثابت لدى بنك اباكس بانك سبا الايطالي، منها أن البنوك الغربية بإمكانها استعمال ادوات التمويل الاسلامي كالصكوك كضامنة للقرض.
أما صحيفة "لوجورنال دفينانس"، فقد كتب رئيس تحريرها"رولان لاسكين تحت عنوان " هل تأهلت وول ستريت لاعتناق مباديء الشريعة الاسلامية"، قائلا ان المخاطر التي تحدق بالرأسمالية تدعوا الى ضرورة الاسراع للبحث عن خيارات بديلة في مقدمتها تطبيق مباديء الشريعة الاسلامية على الرغم من تعارضها مع التقاليد الغربية.أما في افتتاحية مجلة "تشالينجز"، فقد كتب "بوفيس فانسون": "أظن أننا بحاجة أكثر في هذه الأزمة إلى قراءة القرآن بدلا من الإنجيل لفهم ما يحدث بنا وبمصارفنا لأنه لو حاول القائمون على مصارفنا احترام ما ورد في القرآن من تعاليم وأحكام وطبقوها ما حل بنا ما حل من كوارث وأزمات وما وصل بنا الحال إلى هذا الوضع المزري؛ لأن النقود لا تلد النقود".
http://www.anaween.com/sectionnewsdetail.aspx?id=1250
ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[20 Apr 2009, 10:41 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبي وحده،
وبعد،،،
يبدو هذا الخبر مدعاة للسرور والابتهاج عند البعض- قل أو أكثر- لأول وهلة، لكن هل تدبرنا أبعاده الحقيقية؟ هل سبرنا غوره؟
المتأمل لهذا الخبر يلحظ ما يلي:-
1 - الفاتيكان ليست من دعاة اعتناق الإسلام أو حتى معايشته أو مهادنته، بل هي من دعاة القضاء على الإسلام والمسلمين، وهي بدعوتها هذه تنفذ مخططها بهدم الإسلام وأركانه. لقد فشلت الشيوعية والبرجوازية والرأسمالية كأنظمة اقتصادية في تحقيق العدل المالي والتجاري والاجتماعي، وأفلس الغرب فليس لديه البديل، ومن ثم تجده يستميت في الدفاع عن التراث الرأسمالي خشية أن تعود الشيوعية من جديد أو تخرج عليه الدول الإسلامية بنظام اقتصادي إسلامي متكامل، فسارعت الفاتيكان إلى المبادرة بتطبيق بعض مبادئ الاقتصاد الإسلامي في الغرب، وهو تعرف تماما أن الإسلام كل لا يتجزأ، إما أن يؤخذ كله فتنجح وإما أن يترك كله فتفشل، وهنا هي تريد إلحاق نظام الاقتصاد الإسلامي بركب الفاشلين في أنحاء العالم المسيحي شمالا وجنوبا، شرقا وغربا، فيتهاوي إيمان المسلمين ويضعف إن لم يتلاشى في صلاحية دينهم لكل زمان ومكان، وهنا نقول لهم، تطبيق شريعة الله تعالى الإسلام تعم مناحي الحياة كلها ولذا يستقر بها الأمر ويتحقق بها النجاح وتتوفر بها العدالة في ظل حكم إسلامي متكامل،
2 - هل تؤمن الفاتيكان اليوم بصلاحية الاقتصاد الإسلامي وتكفر بنظام الاقتصاد المسيحي إن كان عندهم نظام اقتصادي؟ وإن كانت تقول الحل للأزمة المالية في الاقتصاد الإسلامي، فلم لا تقول الحل لكافة أزمات العالم من سياسية واجتماعية وعنصرية ونفسية وروحية وعامة وخاصة في النظام الشرعي الإسلامي؟ لقد صدق عليهم قول الحق تعالى أنهم يكفرون ببعض الكتاب ويؤمنون ببعض، فقد خضعت رقابهم طواعية أو كرها لما أثبت الرحمن عنهم منذ أكثر من 1430 عاما.
3 - قول الفاتيكان أن الحل في الاقتصاد الإسلامي صدق، ولهذا يصدق عليها حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "صدقك وهو الكذوب".
4 - هل يتوقع أن تجد دعوة الفاتيكان صدى إيجابيا في الغرب؟ كلا. لماذا؟ لأنهم يخشون إن استجابوا لدعوة الفاتيكان، سألهم رعاياهم إن كان الحل لإفلاسنا عند المسلمين فلماذا تذبحونهم؟ لماذا تغتصبون أرضهم؟ إن كان المسلمون أصحاب خطة الإنقاذ الحقيقية، فلماذا لا نؤمن بدينهم ونلحق بركبهم؟ ولن يستطيع حكام الغرب الرد على هذه الأسئلة.
5 - نقول في النهاية، دعهم في غيهم يعمهون، وأملي لهم إن كيدي متين وأستدرجهم من حيث لا يعلمون.
والله الهادي إلى سبيل الرشاد
ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[20 Apr 2009, 10:43 م]ـ
هناك خطأ
والصلاة على من لا نبي بعده،
والله الهادي إلى سبيل الرشاد(/)
أرقام قرآنية
ـ[ضياء الرحمن بن صغير أحمد]ــــــــ[26 Mar 2009, 08:24 م]ـ
1 - في القرآن الكريم "114" سورة واكثر من ستة آلاف آية- 6236 آية- كل ذلك في
"30" جزءاً ينقسم كل منها الى "4" اجزاء يسمى كل جزء منها بـ"الحزب"، وبذلك يضم
القرآن الكريم "120" حزباً.
2 - عدد النقاط في القرآن الكريم "1015030" نقطة- تقريباً- اما حروفه فيبلغ
عددها "323670" تكوّن بمجموعها "77934" كلمة قرآنية.
3 - كل سورة تتكون من جمل او مقاطع يسمى كل منه آية.
4 - سور القرآن الكريم "87" منها مكية و"27" منها مدنية.
5 - كل السور تبدأ بالبسملة سوى سورة "التوبة" المباركة، وسورة النمل المباركة
فيها بسملتان.
6 - سبع سور من القرآن الكريم تحمل اسماء سبعة انبياء، وهي سورة: يونس- هود-
يوسف-ابراهيم- محمد- نوح.
7 - اطول السور سورة البقرة المباركة بـ"286" آية واقصرها سورة الكوثر بـ"3"
آيات.
8 - سورة التوحيد- الاخلاص- هي السورة الوحيدة التي تحتوي على كسرة واحدة، هذا
بغير البسملة.
9 - سورة الحمد المباركة: هي اول سورة فيما سورة الناس آخر سورة، وفقاً للتر!
تيب المعروف في المصاحف الشريفة، لاوفقاً لنزول السّور .. ففي هذه الحالة
ستكون العلق اول السور النازلة على صدر نبينا محمد"ص"، فيما كانت سورة النصر
آخرها.
10 - لفظ الجلالة "الله" جل وعلا، ورد في القرآن الكريم "2707" مرات، "980" في
حالة الرفع و"592" في حالة النصب و"1135" في حالة الجر.
11 - كلمة "وليتلطّف" تتوسط كلمة القرآن الكريم، وحرف "التاء" فيها يتوسط
حروفه.
12 - لكل سورة في القرآن الكريم اسم خاص بها، ولبعض السور اكثر من اسم حتى ان
سورة "الحمد" المباركة لها اكثر من "20" اسماً منها: الفاتحة- ام الكتاب-
السبع المثاني- الكنز- الوافية- الكافية- الشافية وغير ذلك.
1 - بعض السور أخذت اسماؤها من الحروف المقطعة التي في اول السورة، كما في سور
طه- يس-ص-ق ..... ثم ان السور والايات المكية هي تلك التي نزلت قبل الهجرة،
والمدنية هي النازلة بعدها .. على ان بعض العلماء يعتبرون مكية الاية او
مدنيتها متعلق بمكان نزولها من غير ان يكون لذلك علاقة بالهجرة.
2 - اقصر الايات هي: "يس" في السورة المسماة بهذا الاسم .. وقيل "مدهامتان" في
سورة الرحمان، لكن اطول اية هي: الثانية والثمانون! بعد المائتين من سورة
البقرة.
3 - تسع وعشرون سورة تبدأ بالحروف المقطعة.
4 - خمس سور تبدأ بـ"الحمد لـ ..... " وهي: الفاتحة والانعام والكهف وسبأ وفاطر.
5 - سبع سور تبدأ بتسبيح الخالق جل وعلا "سبح- يسبح- سبحان" وهي: الاسراء
والاعلى والتغابن والجمعة والصف والحشر والحديد.
6 - ثلاث سور تبدأ بـ"ياايّها النبي" وهي: الاحزاب، والطلاق، والتحريم.
7 - سورتان تبدءان بـ"ياايها المزمّل" و"ياايها المدثّر" وهما: المزمل،
والمدثر.
8 - ثلاث سور تبدأ بـ"ياايها الذين امنوا" وهي: المائدة، والحجرات،
والممتحنة.
9 - خمس سور تبدأ بـ"قل" وهي: الجن، والكافرون، والتوحيد، والاخلاص، والفلق
، والناس.
10 - سورتان تبدءان بـ"ياايهاالناس" وهما: النساء، والحج.
11 - اربع سور تبدْان بـ"إنّا" هي: الفتح، ونوح، والقدر، والكوثر.
12 - خمسة عشر سورة تبدأ بصيغة القسم وهي: الذاريات، والطور، والنجم،
والمرسلات، والنازعات، والبروج، والطارق، والفجر، والشمس، والليل،
والضحى، والتين، والعاديات، والعصر، والصافات.
13 - تحتوي (15) من سور القرآن الكريم على سجدة، (4) منها! واجبة وذلك في سور
"حم فصلت" و"حم السجدة" والنجم والعلق و (11) مستحبة في سور الاعراف والنحل
ومريم والحجّ- سجدتان- والنّمل والانشقاق والرّعد والاسراء والفرقان وص.(/)
(قالوا: يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا , أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء؟)
ـ[شاكر]ــــــــ[26 Mar 2009, 08:59 م]ـ
(قالوا: يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا , أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء؟ إنك لأنت الحليم الرشيد!). .
وهو رد واضح التهكم , بين السخرية في كل مقطع من مقاطعه. وإن كانت سخرية الجاهل المطموس , والمعاند بلا معرفة ولا فقه.
(أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء؟). .
فهم لا يدركون - أو لا يريدون أن يدركوا - أن الصلاة هي من مقتضيات العقيدة , ومن صور العبودية والدينونة. وأن العقيدة لا تقوم بغير توحيد الله , ونبذ ما يعبدونه من دونه هم وآباؤهم , كما أنها لا تقوم إلا بتنفيذ شرائع الله في التجارة وفي تداول الأموال وفي كل شأن من شئون الحياة والتعامل. فهي لحمة واحدة لا يفترق فيها الاعتقاد عن الصلاة عن شرائع الحياة وعن أوضاع الحياة.
وقبل أن نمضي طويلا في تسفيه هذا التصور السقيم لارتباط الشعائر بالعقيدة. وارتباطهما معا بالمعاملات. . قبل أن نمضي طويلا في تسفيه هذا التصور من أهل مدين قبل ألوف السنين , يحسن أن نذكر أن الناس اليوم لا يفترقون في تصورهم ولا في إنكارهم لمثل هذه الدعوة عن قوم شعيب. وأن الجاهلية التي نعيش فيها اليوم ليست أفضل ولا أذكى ولا أكثر إدراكا من الجاهلية الأولى! وأن الشرك الذي كان يزاوله قوم شعيب هو ذاته الشرك الذي تزاوله اليوم البشرية بجملتها - بما فيها أولئك الذين يقولون: إنهم يهود أو نصارى أو مسلمون - فكلهم يفصل بين العقيدة والشعائر. والشريعة والتعامل. فيجعل العقيدة والشعائر لله ووفق أمره , ويجعل الشريعة والتعامل لغير الله , ووفق أمر غيره. . وهذا هو الشرك في حقيقته وأصله. .
وإن كان لا يفوتنا أن اليهود وحدهم اليوم هم الذين يتمسكون بأن تكون أوضاعهم ومعاملاتهم وفق ما يزعمونه عقيدتهم وشريعتهم - وذلك بغض النظر عما في هذه العقيدة من انحراف وما في هذه الشريعة من تحريف - فلقد قامت أزمة في "الكنيست" مجلس تشريعهم في إسرائيل بسبب أن باخرة إسرائيلية تقدم لركابها - من غير اليهود - أطعمة غير شرعية. وأرغمت الشركة والسفينة على تقديم الطعام الشرعي وحده - مهما تعرضت للخسارة - فأين من يدعون أنفسهم "مسلمين! " من هذا الاستمساك بالدين؟!!
إن بيننا اليوم - ممن يقولون: إنهم مسلمون! - من يستنكر وجود صلة بين العقيدة والأخلاق , وبخاصة أخلاق المعاملات المادية.
وحاصلون على الشهادات العليا من جامعاتنا وجامعات العالم. يتساءلون أولا في استنكار:
وما للإسلام وسلوكنا الشخصي؟
ما للإسلام والعري في الشواطيء؟
ما للإسلام وزي المرأة في الطريق؟
ما للإسلام وتصريف الطاقة الجنسية بأي سبيل؟
ما للإسلام وتناول كأس من الخمر لإصلاح المزاج؟
ما للإسلام وهذا الذي يفعله "المتحضرون"؟!. .
فأي فرق بين هذا وبين سؤال أهل مدين:
(أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا؟). .
وهم يتساءلون ثانيا. بل ينكرون بشدة وعنف.
أن يتدخل الدين في الاقتصاد , وأن تتصل المعاملات بالاعتقاد , أو حتى بالأخلاق من غير اعتقاد. .
فما للدين والمعاملات الربوية؟
وما للدين والمهارة في الغش والسرقة ما لم يقعا تحت طائلة القانون الوضعي؟
لا بل إنهم يتبجحون بأن الأخلاق إذا تدخلت في الاقتصاد تفسده.
وينكرون حتى على بعض أصحاب النظريات الاقتصادية الغربية - النظرية الأخلاقية مثلا - ويعدونها تخليطا من أيام زمان!
فلا يذهبن بنا الترفع كثيرا على أهل مدين في تلك الجاهلية الأولى.
ونحن اليوم في جاهلية أشد جهالة , ولكنها تدعي العلم والمعرفة والحضارة , وتتهم الذين يربطون بين العقيدة في الله , والسلوك الشخصي في الحياة , والمعاملات المادية في السوق. . تتهمهم بالرجعية والتعصب والجمود!!!
وما تستقيم عقيدة توحيد الله في القلب , ثم تترك شريعة الله المتعلقة بالسلوك والمعاملة إلى غيرها من قوانين الأرض.
فما يمكن أن يجتمع التوحيد والشرك في قلب واحد. والشرك ألوان. منه هذا اللون الذي نعيش به الآن. وهو يمثل أصل الشرك وحقيقته التي يلتقي عليها المشركون في كل زمان وفي كل مكان!
(يُتْبَعُ)
(/)
ويسخر أهل مدين من شعيب - كما يتوقع بالسخرية اليوم ناس على دعاة التوحيد الحق - فيقولون:
(إنك لأنت الحليم الرشيد!). .
وهم يعنون عكس معناها.
فالحلم والرشد عندهم أن يعبدوا ما يعبد آباؤهم بلا تفكير ,
وأن يفصلوا بين العبادة والتعامل في السوق!
وكذلك هو عند المثقفين المتحضرين اليوم الذين يعيبون على المتعصبين الرجعيين!!!
(في ظلال القرآن)
تفسير سورة هود
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[26 Mar 2009, 09:34 م]ـ
شكر الله لك أخي الكريم شاكر وجزاك خير الجزاء ..
وقد قرأت مقالا للشيخ الدكتور ناصر العمر حفظه الله حول هذه الآية بعنوان (الفصام النكد) وقد أبدع فيها جزاه الله خيرا ..
قال قوم شعيب لنبيهم: "أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ" (هود: من الآية87) والمعنى: "إنه لا موجب لنهيك لنا، إلا أنك تصلي لله، وتتعبد له، أفإن كنت كذلك، أفيوجب لنا أن نترك ما يعبد آباؤنا، لقول ليس عليه دليل إلا أنه موافق لك، فكيف نتبعك، ونترك آباءنا الأقدمين أولي العقول والألباب"؟! وقد خرج كلامهم هذا مخرج السخرية والتهكم.
واعتراض قوم شعيب على أن تكون للعبادات أثرها في الحياة ورغبته في ألا يكون للشعائر أثر في الحياة والمعاملات هو عين العلمانية التي يدعو إليها بعضهم.
إنه لا يكفي أن يكون أفراد المجتمع ملتزمين بالمظاهر والشعائر الدينية، بل لابد من أن يتحول ذلك إلى سلوك اجتماعي في معاملاتهم، ولو كانت الصلاة صلاة تامة على وجهها لأمرت ونهت وأثرت في حياة المرء كلها.
إن المتأمل في نصوص الشرعية يلحظ أن من ثمرات الشعائر وأهدافها استقامة معاملات الناس، ففي الصلاة قال الله تعالى: "وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ" (العنكبوت: من الآية45) فكل منكر من شأن الصلاة أن تنهى عنه وتزجر، ومن المنكرات بلا شك التطفيف والغش والكذب وسائر ما يتعلق بمعاملة الآخرين.
وقال الله تعالى في الصيام: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" (البقرة:183)، والتقوى امتثال الأوامر واجتناب النواهي، ومن الأوامر الله تعالى الأمر بصلة الأرحام والأمر بحقوق الجار والأمر ببر الوالدين والأمر بالصدق وغيرها من أضرب المعاملات مع الخلق.
وقال الله تعالى في الحج: "فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ" (البقرة: من الآية197) والتربية على ترك الرفث والفسوق والجدال من جملة التربية على المعاملة الحسنة في سائر شأن المرء.
فالإسلام دين يجمع بين العبادة والمعاملة، ويوثق الصلة بين العبد والخالق و العبد الخلق، وتقسيم الفقه إلى عبادات ومعاملات تقسيم فني وليس حقيقي إذ أن كل عبادة هي معاملة مع الله تعالى، وكل معاملة مع الخلق عبادة لله عز وجل يجب أن يراعى فيها أمره ونهيه.
وإذا سلمنا أن الدين عبادة ومعاملة فإن هذين القسمين يكمل كل واحد منهما الآخر ويؤكد عليه، وتكامل الشريعة الإسلامية الغراء وتجانسها خاصية تتميز بها عن سائر الشرائع الوضعية.
إن شخصية المسلم منسجمة غير متناقضة، فلا يصح أن يقبل على بعض الدين ويعرض عن بعضه ولا أن يدين في بعض ما شرع ويذر بعضه، فقد عاب الله تعالى على بعض أهل الكتاب لما طبقوا بعض أحكامه وأهملوا بعضها فقال: "أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ" (البقرة: من الآية85).
فإذا عُلم ما سبق تيقن المسلم أن شعائره التعبدية التي يؤديها إن لم تسلم معها المعاملات مع الخلق من النواهي والمحاذير الشرعية فإنها ناقصة أو لم يحسن أداءها وإلا لكان لتلك الشعائر أبلغ الأثر في حياته كلها.
ـ[شاكر]ــــــــ[29 Mar 2009, 04:12 ص]ـ
بارك الله في فضيلة الشيخ الدكتور ناصر العمر وزاده من فضله.
وجزاك الله خيرا أخانا الفاضل عبد الرحمن على هذا النقل الطيب.(/)
لمن لديه موسوعة تفاسير المعتزلة ....
ـ[محمد براء]ــــــــ[27 Mar 2009, 03:39 ص]ـ
ارجو ممن لديه كتاب: موسوعة تفاسير المعتزلة الذي صدر عن دار الكتب العلمية أن يتفضل بنقل كلام المعتزلة الأربعة في تفسير قوله تعالى: " وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً ".
والله يجزيه خيرالجزاء.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[27 Mar 2009, 08:24 م]ـ
قوله تعالى: {مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} (15) سورة الإسراء
قال الجبائي: في الآية دلالة على أنه تعالى لا يعذب الأطفال بكفر آبائهم , وإلا لكان الطفل مؤاخذاً بذنب أبيه , وذلك على خلاف ظاهر هذه الآية.
تفسير أبي علي الجبائي ص:353.
وقال الكعبي عند قوله تعالى {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا {} وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًَا بَصِيرًا} [الإسراء 16 - 17]: إن سائر الآيات دلت على أنه تعالى لا يبتدئ بالتعذيب والإهلاك؛ لقوله {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد 11] , وقوله {مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ} [النساء 147] , فكل هذه الآيات تدل على أنه تعالى لا يبتدئ بالإضرار , وأيضاً ما قبل هذه الآية يدل على هذا المعنى وهو قوله: {مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الإسراء 15] , ومن المحال أن يقع بين آيات القرآن تناقض , فثبت أن الآيات التي تلوناهامحكمة , وكذا الآية التي نحن في تفسيرها , فيجب حمل هذه الآية على تلك الآيات.
تفسير أبي القاسم الكعبي البلخي ص:254 - 255.
ـ[محمد براء]ــــــــ[27 Mar 2009, 09:38 م]ـ
أحسن الله إليك وجزاك خير الجزاء.
لكن؛
ألا يوجد للرماني والأصم كلام في الآية؟
ثم كلام الكعبي ليس في الآية المرادة وإنما في التي قبلها.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[01 Apr 2009, 12:34 ص]ـ
لم أجد للرماني والأصم كلاماً حولها.(/)
افتتاح موقع لفضيلة الشيخ العلامة عبد الرحمن السعدي
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[27 Mar 2009, 05:19 ص]ـ
http://smiles.tbadl.com/smiles/64/3762.gif
أبشركم بإطلاق الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ العلامة عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى
http://www.binsaadi.com/
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[27 Mar 2009, 01:54 م]ـ
الحمد لله رب العالمين00 وجزاك الله خيرا(/)
حكم تفسير القرآن الكريم بالنظريات الحديثة
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[27 Mar 2009, 05:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حكم تفسير القرآن الكريم بالنظريات الحديثة
سؤال:
هل يجوز تفسير القرآن الكريم بالنظريات العلمية الحديثة؟.
الجواب:
الحمد لله
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ السؤال السابق فأجاب بقوله: تفسير القرآن بالنظريات العلمية له خطورته , وذلك إننا إذا فسرنا القرآن بتك النظريات ثم جاءت نظريات أخرى بخلافها فمقتضى ذلك أن القرآن صار غير صحيح في نظر أعداء الإسلام؛ أما في نظر المسلمين فإنهم يقولون إن الخطأ من تصور هذا الذي فسر القرآن بذلك، لكن أعداء الإسلام يتربصون به الدوائر، ولهذا احذر غاية التحذير من التسرع في تفسير القرآن بهذه الأمور العلمية ولندع هذا الأمر للواقع , إذا ثبت في الواقع فلا حاجة إلى أن نقول القرآن قد أثبته , فالقرآن نزل للعبادة والأخلاق والتدبر , يقول الله - عز وجل -: (كتاب أنزلناه إليك مباركٌ ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب) سورة ص آية 29 , وليس لمثل هذه الأمور التي تدرك بالتجارب ويدركها الناس بعلومهم , ثم إنه قد يكون خطراً عظيماً فادحاً في تنزيل القرآن عليها , أضرب لهذا مثلاً قوله تعالى: (يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان) الرحمن/33, لما حصل صعود الناس إلى القمر ذهب بعض الناس ليفسر هذه الآية ونزلها على ما حدث وقال: إن المراد بالسلطان العلم , وأنهم بعلمهم , نفذوا من أقطار الأرض و تعدوا الجاذبية وهذا خطأ و لا يجوز أن يفسر القرآن بمعنى ذلك فمقتضى ذلك أنك شهدت بأن الله أراده وهذه شهادة عظيمة ستُسأل عنها.
ومن تدبر الآية وجد أن هذا التفسير باطل لأن الآية ذُكرت بعد قوله تعالى: (كل من عليها فان - ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام - فبأي آلاء ربكما تكذبان) الرحمن/26, 28 , فلنسأل هل هؤلاء القوم نفذوا من أقطار السماوات؟
الجواب: لا , والله يقول: (إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض).
ثانياً: هل أرسل عليهم شواظ من نار ونحاس؟
والجواب: لا. إذن فالآية لا يصح أن تفسر بما فسر به هؤلاء , ونقول: إن وصول إليه هو من المعلوم التجريبية التي أدركوها بتجاربهم , أما أن نُحرَّف القرآن لنخضعه للدلالة على هذا فهذا ليس بصحيح ولا يجوز.
من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين , كتاب العلم , الصفحة (150. 152).
موقع الإسلام سؤال وجواب
ـ[علي جاسم]ــــــــ[27 Mar 2009, 05:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد المرسلين وبعد
الأخت الكريمة
قبل الإجابة على السؤال لا بد أن نفرق بين النظرية العلمية والحقيقة العلمية ..
النظرية العلمية كالجنين في الرحم .. خلق خديج لم يزل في طور التكون والتغير ..
والحقيقة العلمية كالطفل , يولد يوم يولد خلقا كاملا واضح الملامح متميز الشكل ..
وعليه لا يمكن أن نفسر القرآن بالنظرية العلمية التي لم تثبت ثبوتا يقينيا قطعيا لأنها عرضة للتغير والتبديل ..
أما الحقيقة العلمية التي ثبتت بما لا يقبل الشك فلا أحسبها تختلف مع القرآن ولا أحسبه يخالفها ..
وما يبدو لنا في بعض الأحيان أنه تعارض بين النص القرآني والحقيقة العلمية , ليس هو في الحقيقة تعارض , بل هو لبس في فهم النص القرآني , أو هو جمود على ظاهر النص , ومن ذلك يلتبس علينا التوفيق بين الحقيقة العلمية والنص القرآني ..
هذه مسألة
ومسالة أخرى أبسط بها القول لارتباطها إلى حد ما بموضوعنا
القرآن كتاب هداية .. هداية الخلق إلى الله تعالى .. وتربية الضمير الإنساني على التقوى .. وتهذيب النفس بالإيمان .. وعليه فليس دور القرآن أن يقدم لنا حقائق علمية أو كشوفات علمية .. ليس هذا هو دور القرآن وليست هي غايته ..
أما الحقائق العلمية التي ذكرها القرآن فهو إنما تناولها حقائق إيمانية قبل كل شيء وأتت الحقيقة العلمية مندرجة تحت هذا الغرض الإيماني الأصيل ..
وحين يغفل الباحث في ميدان الإعجاز العلمي للقرآن هذه القضية , فإنه يقع في خطأ منهجي أصيل .. لأنه يعمد للنص القرآني فيسلخه عن حقيقته الإيمانية , ثم يقدمه لنا حقيقة علمية مجردة , فيتوهم المسلم أن القرآن قدم لنا الحقيقة العلمية في إطار الحقيقة العلمية لا غير وهذا خطأ لا بد أن يتنبه له المسلم ..
على سبيل المثال قال تعالى {مرج البحرين يلتقيان * بينهما برزخ لا يبغيان}
الآية تناولت حقيقة إيمانية قبل كل شيء , وحقيقتها الإيمانية هي طلاقة القدرة الإلهية التي لا يقيدها ناموس , ولا يعوقها قانون , ولا تمنعها سنة فطر الله عليها الكون , فجمع العذب والمالح وجعل بينهما برزخ فلا يبغي أحدهما على الآخر ..
هذه حقيقتها الإيمانية .. وهي حقيقة من شأنها أن تهذب النفس الإنسانية , وتنبه في القلب الإيمان بقدرة الله المطلقة ..
أما حقيقتها العلمية فهي كما عرفها العالم كله .. عند مجمع بحرين تبين للباحثين والعلماء أن تيارا عذبا من الماء وآخر مالح بينهما تيار مائي (برزخ) يعزل هذا عن ذاك فلا العذب يختلط بالمالح ولا الثاني يمتزج بالعذب ... الخ .. الخ.
وهذا جانبها العلمي
وكما تلاحظين الفارق بين ما بترتب على النظر للنص من زاوية الغرض الإيماني وبين ما يترتب على النص ونحن نجرده من غرضه الإيماني ونتناوله حقيقة علمية مجردة.
ومن ثم .. نعم .. يمكن أن نوفق بين الحقيقة العلمية التي تثبت ثبوتا قطعيا لا شك فيه وبين النص القرآني , مع مراعاة أن القرآن يمضي في طريقه المرسوم له , حصل التوفيق بينهما أم لم يحصل؛ لأن القرآن كتاب هداية وليس كتاب حقائق علمية ..
جزاك الله خيرا
أخوكم
علي جاسم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[30 Mar 2009, 04:20 م]ـ
الأخوة الكرام حفظهم الله،
أولاً: المفسر ابن عصره، ومن هنا تنعكس معارفه عند تفسيره للقرآن الكريم، وهذا ما يلاحظه الدارس لمسيرة التفسير.
ثانياً: خطأ المفسر، والاستدراك عليه من قِبل غيره لا يطعن في القرآن الكريم. وفقط الذين في قلوبهم مرض هم الذين يصطادون في الماء العكر. وهم إن لم يجدوا في التفسير مطعناً يلجأون إلى الآيات المتشابهة من أجل تأويلها بما يرضي أغراضهم.
ثالثاً: الانفجار المعرفي المعاصر يجعل المفسر المسلم أقرب إلى النص الكريم وأقل أخطاءً، لأن التفسير في المفهوم الأشمل يُقصد به تجلية معنى النص في سياقه وليس فقط معنى اللفظة.
رابعاً: الذي خلق هو الذي أنزل، ومن هنا لا يُعقل أن يتناقض النص المنزل مع حقائق الخلق. بل إن الانسجام بين حقائق النصوص وحقائق التنزيل هو من أدلة ربانية المصدر. وعليه لا بأس من الاستفادة من تطور العلوم والمعارف في التفسير، بل هو حتمي شاءه المفسر أم لم يشأهُ.
خامساً: تكلّف البعض وتحميله النصوص ما لا تحتمله لا ينبغي أن ينفرنا من الاستفادة من تطور العلوم والمعارف، ولكن ينبغي أن يجعلنا أكثر حرصاً على التحقق والدراسة والتعمق والتدبّر.
سادساً: هناك الكثير من الآيات القرآنية تتحدث عن حقائق الكون والتكوين والخلق والتقدير فكيف يمكننا أن نفسرها متجاهلين معارفنا المعاصرة.
سابعاً: لنأخذ مثالاً توضيحياً: يقول سبحانه وتعالى:" من يُرد اللهُ أن يهديهُ يشرح صدره للإسلام، ومن يُرد أن يُضلّه يجعل صدره ضيقاً حَرَجاً كأنّما يَصّعّدُ في السماء". المعنى واضح، فالذي يصعد في السماء يضيق صدره. هذا ما يفهمه المسلم في كل العصور. ولكننا اليوم أقدر على فهم لماذا يضيق صدر الذي يصعد في السماء. ولا بأس أن نوضح ذلك للناس عند تفسير الآية الكريمة. وواضح من النص الكريم أن المقصود الأول في الآية الكريمة هو الكلام عن الضلال، وتأتي المسألة العلمية تبعاً. ولكن ليس كل الآيات الكريمة كهذه الآية، أعني أن المعرفة العلمية تساعد في الفهم وتجلي المعنى، كما هو الأمر في الآيات التي تتحدث عن خلق الجنين.(/)
إشكال في شرح ابن كثير للإستعاذة .. من يرفعه ليغذي قلوبنا بالعلم ..
ـ[دارس]ــــــــ[27 Mar 2009, 07:28 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وربركاته
أشكل علي في شرح ابن كثير ـ رحمه الله ـ للإستعاذة قوله: " ........ وأمر بالاستعاذة به من شيطان الجن لأنه لايقبل رشوة، ولا يؤثر فيه جميل .......... "
مالمقصود بالرشوة هنا؟
نفع الله بكم ..
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[27 Mar 2009, 11:12 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وربركاته
أشكل علي في شرح ابن كثير ـ رحمه الله ـ للإستعاذة قوله: " ........ وأمر بالاستعاذة به من شيطان الجن لأنه لايقبل رشوة، ولا يؤثر فيه جميل .......... "
مالمقصود بالرشوة هنا؟
نفع الله بكم ..
القصد والله أعلم:
أنه أراد بذلك أن من الناس من يندفع شره بأن تدفع إليه من مالك ما لا حق له فيه، فيكف شره عنك بذلك، وهذا سمى بالرشوة تجوزا، وليس هو من باب الرشوة التي لعن الرسول صلى الله عليه وسلم فيها ثلاثة.
والشيطان لا يمكن اتقاءه من هذا الباب إلا أن يكون من شياطين الإنس.
هذا والله أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[27 Mar 2009, 07:33 م]ـ
يفسره لك كلامه على المسألة التي قبلها , وفي أوّل الباب (الكلام على تفسير الاستعاذة وأحكامها).
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[29 Mar 2009, 07:16 ص]ـ
كما يطلق على الجني شيطان فكذا يطلق على الأنسي قال تعالى: "شياطين الأنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض ". وشيطان الجن يدفع بالإستعاذة من وسواسه كما في سورة الناس ,وهو شر من داخل الإنسان نفسه , وشيطان الإنس يدفع بمداراته والاستعاذة من شره كما في سورة الفلق وهو يمثل الشر الخارجي.(/)
لماذا كانت مكة مهبط الوحى دون غيرها من البلدان؟
ـ[طموح لا ينثنى]ــــــــ[27 Mar 2009, 07:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت فى احد الكتب المتخصصة فى دراسة الشبهات التى دارت حول القرآن تحت عنوان مكان الإعجاز: (للمكان علاقة تحسب لإنزال المعجزة فنزوله فى مكة يباين نزوله لو كان فى أى بقعة اخرى من البسيطة لذلك كان الأمر فى مكة مختلفا عنه فى المدينة فى نظم القرآن واسلوبه) فهل ممكن ان تساعدونى فى فهم هذا الموضوع بارك الله فيكم؟
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[27 Mar 2009, 09:08 م]ـ
السلام عليكم،
هذه محاولة سريعة لتجلية بعض حِكَم مكان النزول أخذتها عن شيخي:
أولاً: يقول سبحانه وتعالى:" وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذن لارتاب المبطلون". فأميّة الرسول عليه السلام تدفع الريبة، لأنه ليس باستطاعة الأمي أن يأتي بفتوح في عالم الفكر والتشريع ... ولم يشذ عن هذه القاعدة أحد عبر العصور إلى يومنا هذا. وما يقال في الشخص يقال في المكان؛ فلم يسبق أن قامت حضارة في مكة أو في محيطها تسمح للمتشكك أن يطرح تفسيراً لظهور الرسالة الإسلامية في مكة. فلا يوجد على هذه الأرض ذات الصخور السوداء الجرداء العقيم ما يسمح بالميلاد.
ثانياً: ينقل سيد قطب رحمه الله في تفسيره خبر انعقاد مؤتمر استشراقي ماركسي وذلك في بداية الخمسينات من القرن الماضي، ناقش نشأت الإسلام فخلص إلى النتيجة الآتية: ((يستحيل أن يكون محمد رجل واحد ويستحيل أن يكون في الجزيرة العربية)) وبما أننا نعلم على وجه اليقين أنه رجل واحد وأنه عاش ومات عليه السلام في الجزيرة العربية فإن ذلك يثبت أن الإسلام رباني المصدر. ولكن المستشرقين الماركسيين لم يكن بإمكانهم في حينه الاعتراف بذلك.
ثالثاً: أكرم الحوراني الذي أنشأ في بداية الخمسينات من القرن الماضي الحزب الإشتراكي العربي ثم توحد مع حزب البعث العربي فأصبحا حزب البعث العربي الإشتراكي. هذا الرجل أمضى حياته ملحداً، ولكنه قبل وفاته بدأ يتغيّر، وأعلن في مقال له أن هناك أموراً غيّرته، منها رحلة بالطائرة إلى المملكة السعودية حيث كان يتأمل الأرض من تحته فأدهشته الصحراء الهائلة التي تفصل مكة عن الحواضر شمالها، فبدأ يتسائل عن نشأة الإسلام ومعجزة خروج الصحابة فاتحين ....
رابعاً: من يتأمل بناء الكعبة يلاحظ أنها في غاية البساطة من الناحية المعمارية. والمعهود أن حضارات الأمم تنعكس في بناء معابدها. فبناء الكعبة إذن يشهد ببساطة المجتمع على مستوى التحضر.
خامسا: هذه البساطه وهذا البعد والانعزال عن الحضارات القديمة يشهد بربانية المصدر ويمنع من التأتيرات السلبية التي تعكر صفاء ونقاء التبليغ، وتحفظ من عوامل التحريف.
سادساً: هناك ما يقارب 2400 سنة بين إسماعيل ومحمد عليهما السلام. وهذا يعني أن مكة كانت مكان الاجتماع لآلاف السنين، مما ساعد على وجود لهجة (لسان) مشتركة تجمع العرب ألا وهي لهجة (لسان) قريش. يضاف إلى هذا ما استقر في ضمير العرب من القبول بقيادة قريش الدينية. ومن هنا نجد:"إذا جاء نصر الله والفتح، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا ... ". وهذا ما ساعد الخليفة الأول على إنهاء حركة التمرد المسماة حرب المرتدّين.
سابعاً: توجد مكة في مكان بعيد عن المطامع ويصعب اجتياز الصحراء للسيطرة عليها وهذا يعني أن عاصمة المسلمين الدينية معصومة جغرافياً. وعندما جاء أبرهة الأشرم بدافع ديني كانت العصمة بمعجزة ربانيّة المصدر. فهناك إذن حفظ لقبلة المسلمين وللجغرافيا دور في ذلك.
هذه أخي أفكار سريعة، فالقضيّة المطروحة يطول فيها الحديث.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[27 Mar 2009, 09:48 م]ـ
يقول بن القيم رحمه الله تعالى في مقدمة زاد المعاد:
فَصْلٌ [الِاخْتِيَارُ دَالّ عَلَى رُبُوبِيّتِهِ سُبْحَانَهُ]
(يُتْبَعُ)
(/)
وَإِذَا تَأَمّلْت أَحْوَالَ هَذَا الْخَلْقِ رَأَيْتَ هَذَا الِاخْتِيَارَ وَالتّخْصِيصَ فِيهِ دَالّا عَلَى رُبُوبِيّتِهِ تَعَالَى وَوَحْدَانِيّتِهِ وَكَمَالِ حِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ وَقُدْرَتِهِ وَأَنّهُ اللّهُ الّذِي لَا إلَهَ إلّا هو فَلَا شَرِيكَ لَهُ يَخْلُقُ كَخَلْقِهِ وَيَخْتَارُ كَاخْتِيَارِهِ وَيُدَبّرُ كَتَدْبِيرِهِ فَهَذَا الِاخْتِيَارُ وَالتّدْبِيرُ وَالتّخْصِيصُ الْمَشْهُودُ أَثَرُهُ فِي هَذَا الْعَالَمِ مِنْ أَعْظَمِ آيَاتِ رُبُوبِيّتِهِ وَأَكْبَرِ شَوَاهِدِ وَحْدَانِيّتِهِ وَصِفَاتِ كَمَالِهِ وَصِدْقِ رُسُلِهِ فَنُشِيرُ مِنْهُ إلَى يَسِيرٍ يَكُونُ مُنَبّهًا عَلَى مَا وَرَاءَهُ دَالّا عَلَى مَا سِوَاهُ.
فَخَلَقَ اللّهُ السّمَوَاتِ سَبْعًا فَاخْتَارَ الْعُلْيَا مِنْهَا فَجَعَلَهَا مُسْتَقَرّ الْمُقَرّبِينَ مِنْ مَلَائِكَتِهِ وَاخْتَصّهَا بِالْقُرْبِ مِنْ كُرْسِيّهِ وَمِنْ عَرْشِهِ وَأَسْكَنَهَا مَنْ شَاءَ مِنْ خَلْقِهِ فَلَهَا مَزِيّةٌ وَفَضْلٌ عَلَى سَائِرِ السّمَوَاتِ وَلَوْ لَمْ يَكُنْ إلّا قُرْبُهَا مِنْهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى. وَهَذَا التّفْضِيلُ وَالتّخْصِيصُ مَعَ تَسَاوِي مَادّةِ السّمَوَاتِ مِنْ أَبْيَنِ الْأَدِلّةِ عَلَى كَمَالِ قُدْرَتِهِ وَحِكْمَتِهِ وَأَنّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ.
وَمِنْ هَذَا تَفْضِيلُهُ سُبْحَانَهُ جَنّةَ الْفِرْدَوْسِ عَلَى سَائِرِ الْجِنَانِ وَتَخْصِيصُهَا بِأَنْ جَعَلَ عَرْشَهُ سَقْفَهَا وَفِي بَعْضِ الْآثَارِ " إنّ اللّهَ سُبْحَانَهُ غَرَسَهَا بِيَدِهِ وَاخْتَارَهَا لِخِيرَتِهِ مِنْ خَلْقِهِ ".
وَمِنْ هَذَا اخْتِيَارُهُ مِنْ الْمَلَائِكَةِ الْمُصْطَفَيْنَ مِنْهُمْ عَلَى سَائِرِهِمْ كَجِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ وَكَانَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَقُولُ اللّهُمّ رَبّ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ اهْدِنِي لِمَا اُخْتُلِفَ فِيهِ مِنْ الْحَقّ بِإِذْنِك إنّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ فَذَكَرَ هَؤُلَاءِ الثّلَاثَةِ مِنْ الْمَلَائِكَةِ لِكَمَالِ اخْتِصَاصِهِمْ وَاصْطِفَائِهِمْ وَقُرْبِهِمْ مِنْ اللّهِ وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ غَيْرِهِمْ فِي السّمَوَاتِ فَلَمْ يُسَمّ إلّا هَؤُلَاءِ الثّلَاثَةِ. فَجِبْرِيلُ صَاحِبُ الْوَحْيِ الّذِي بِهِ حَيَاةُ الْقُلُوبِ وَالْأَرْوَاحُ وَمِيكَائِيلُ صَاحِبُ الْقَطْرِ الّذِي بِهِ حَيَاةُ الْأَرْضِ وَالْحَيَوَانِ وَالنّبَاتِ وَإِسْرَافِيلُ صَاحِبُ الصّورِ الّذِي إذَا نَفَخَ فِيهِ أَحْيَتْ نَفْخَتُهُ بِإِذْنِ اللّهِ الْأَمْوَاتَ وَأَخْرَجَتْهُمْ مِنْ قُبُورِهِمْ.
[بَيَانُ الِاخْتِيَارِ مِنْ الْبَشَرِ]
وَكَذَلِكَ اخْتِيَارُهُ سُبْحَانَهُ لِلْأَنْبِيَاءِ مِنْ وَلَدِ آدَمَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ الصّلَاةُ ثَلَاثُمِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ عَلَى مَا فِي حَدِيثِ أَبِي ذَرّ الّذِي رَوَاهُ أَحْمَدُ وَابْنُ حِبّانَ فِي " صَحِيحِهِ " وَاخْتِيَارُهُ أُولِي الْعَزْمِ مِنْهُمْ وَهُمْ خَمْسَةٌ الْمَذْكُورُونَ فِي سُورَةِ الْأَحْزَابِ والشّورَى فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النّبِيّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} [الْأَحْزَابُ 7]
وَقَالَ تَعَالَى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدّينِ مَا وَصّى بِهِ نُوحًا وَالّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدّينَ وَلَا تَتَفَرّقُوا فِيهِ} [الشّورَى: 13]
(يُتْبَعُ)
(/)
وَاخْتَارَ مِنْهُمْ الْخَلِيلَيْنِ إبْرَاهِيمَ وَمُحَمّدًا صَلّى اللّهُ عَلَيْهِمَا وَآلِهِمَا وَسَلّمَ. وَمِنْ هَذَا اخْتِيَارُهُ سُبْحَانَهُ وَلَدَ إسْمَاعِيلَ مِنْ أَجْنَاسِ بَنِي آدَمَ ثُمّ اخْتَارَ مِنْهُمْ بَنِي كِنَانَةَ مِنْ خُزَيْمَةَ ثُمّ اخْتَارَ مِنْ وَلَدِ كِنَانَةَ قُرَيْشًا ثُمّ اخْتَارَ مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ ثُمّ اخْتَارَ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ سَيّدَ وَلَدِ آدَمَ مُحَمّدًا صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ.
وَكَذَلِكَ اخْتَارَ أَصْحَابُهُ مِنْ جُمْلَةِ الْعَالَمِينَ وَاخْتَارَ مِنْهُمْ السّابِقِينَ الْأَوّلِينَ وَاخْتَارَ مِنْهُمْ أَهْلَ بَدْرٍ وَأَهْلَ بَيْعَةِ الرّضْوَانِ وَاخْتَارَ لَهُمْ مِنْ الدّينِ أَكْمَلَهُ وَمِنْ الشّرَائِعِ أَفْضَلَهَا وَمِنْ الْأَخْلَاقِ أَزْكَاهَا وَأَطْيَبَهَا وَأَطْهَرَهَا. وَاخْتَارَ أُمّتَهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَلَى سَائِرِ الْأُمَمِ كَمَا فِي " مُسْنَدِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ " وَغَيْرِهِ مِنْ حَدِيثِ بَهْزِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنْتُمْ مُوفُونَ سَبْعِينَ أُمّةً أَنْتُمْ خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللّهِ قَالَ عَلِيّ بْنُ الْمَدِينِيّ وَأَحْمَدُ حَدِيثُ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدّهِ صَحِيحٌ.
وَظَهَرَ أَثَرُ هَذَا الِاخْتِيَارِ فِي أَعْمَالِهِمْ وَأَخْلَاقِهِمْ وَتَوْحِيدِهِمْ وَمَنَازِلِهِمْ فِي الْجَنّةِ وَمَقَامَاتِهِمْ فِي الْمَوْقِفِ فَإِنّهُمْ أَعْلَى مِنْ النّاسِ عَلَى تَلّ فَوْقَهُمْ يُشْرِفُونَ عَلَيْهِمْ وَفِي التّرْمِذِيّ مِنْ حَدِيثِ بُرَيْدَةَ بْنِ الْحُصَيْبِ الْأَسْلَمِيّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَهْلُ الْجَنّةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفّ ثَمَانُونَ مِنْهَا مِنْ هَذِهِ الْأُمّةِ وَأَرْبَعُونَ مِنْ سَائِرِ الْأُمَمِ قَالَ التّرْمِذِيّ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.
وَاَلّذِي فِي " الصّحِيحِ " مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي حَدِيثِ بَعْثِ النّارِ وَاَلّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إنّي لَأَطْمَعُ أَنْ تَكُونُوا شَطْرَ أَهْلِ الْجَنّةِ يُقَالَ هَذَا أَصَحّ وَإِمّا أَنْ يُقَالَ إنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ طَمِعَ أَنْ تَكُونَ أُمّتُهُ شَطْرَ أَهْلِ الْجَنّةِ فَأَعْلَمَهُ رَبّهُ فَقَالَ إنّهُمْ ثَمَانُونَ صَفّا مِنْ مِائَةٍ وَعِشْرِينَ صَفّا فَلَا تَنَافِيَ بَيْنَ الْحَدِيثَيْنِ وَاَللّهُ أَعْلَمُ.
وَمِنْ تَفْضِيلِ اللّهِ لِأُمّتِهِ وَاخْتِيَارِهِ لَهَا أَنّهُ وَهَبَهَا مِنْ الْعِلْمِ وَالْحِلْمِ مَا لَمْ يَهَبْهُ لِأُمّةِ سِوَاهَا وَفِي " مُسْنَدِ الْبَزّارِ " وَغَيْرِهِ مِنْ حَدِيث ِ أَبِي الدّرْدَاءِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَقُولُ إنّ اللّهَ تَعَالَى قَالَ لِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ: إنّي بَاعِثٌ مِنْ بَعْدِكَ أُمّةً إنْ أَصَابَهُمْ مَا يُحِبّونَ حَمِدُوا وَشَكَرُوا وَإِنْ أَصَابَهُمْ مَا يَكْرَهُونَ احْتَسَبُوا وَصَبَرُوا وَلَا حِلْمَ وَلَا عِلْمَ قَالَ يَا رَبّ كَيْفَ هَذَا وَلَا حِلْمَ وَلَا عِلْمَ؟ قَالَ أُعْطِيهِمْ مِنْ حِلْمِي وَعِلْمِي.
[اخْتِيَارُ الْبَلَدِ الْحَرَامِ وَبَيَانُ خَصَائِصِهِ]
وَمِنْ هَذَا اخْتِيَارُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مِنْ الْأَمَاكِنِ وَالْبِلَادِ خَيْرَهَا وَأَشْرَفَهَا وَهِيَ الْبَلَدُ الْحَرَامُ فَإِنّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى اخْتَارَهُ لِنَبِيّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَجَعَلَهُ مَنَاسِكَ لِعِبَادِهِ وَأَوْجَبَ عَلَيْهِمْ الْإِتْيَانَ إلَيْهِ مِنْ الْقُرْبِ وَالْبُعْدِ مِنْ كُلّ فَجّ عَمِيقٍ فَلَا يَدْخُلُونَهُ إلّا مُتَوَاضِعِينَ مُتَخَشّعِينَ مُتَذَلّلِينَ كَاشِفِي رُءُوسِهِمْ مُتَجَرّدِينَ عَنْ لِبَاسِ أَهْلِ الدّنْيَا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَجَعَلَهُ حَرَمًا آمِنًا لَا يُسْفَكُ فِيهِ دَمٌ وَلَا تُعْضَدُ بِهِ شَجَرَةٌ خَلَاهُ وَلَا تُلْتَقَطُ لُقَطَتُهُ لِلتّمْلِيكِ بَلْ لِلتّعْرِيفِ لَيْسَ إلّا وَجَعَلَ قَصْدَهُ مُكَفّرًا لِمَا سَلَفَ مِنْ الذّنُوبِ مَاحِيًا لِلْأَوْزَارِ حَاطّا لِلْخَطَايَا كَمَا فِي " الصّحِيحَيْنِ " عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مَنْ أَتَى هَذَا الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمّهُ وَلَمْ يَرْضَ لِقَاصِدِهِ مِنْ الثّوَابِ دُونَ الْجَنّةِ فَفِي " السّنَنِ " مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجّ وَالْعُمْرَةِ فَإِنّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذّهَبِ وَالْفِضّةِ وَلَيْسَ لِلْحَجّةِ الْمَبْرُورَةِ ثَوَابٌ دُونَ الْجَنّةِ وَفِي " الصّحِيحَيْنِ " عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَ الْعُمْرَةُ إلَى الْعُمْرَةِ كَفّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا وَالْحَجّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إلّا الْجَنّةَ فَلَوْ لَمْ يَكُنْ الْبَلَدُ الْأَمِينُ خَيْرَ بِلَادِهِ وَأَحَبّهَا إلَيْهِ وَمُخْتَارَهُ مِنْ الْبِلَادِ لَمَا جَعَلَ عَرَصَاتِهَا مَنَاسِكَ لِعِبَادِهِ فَرَضَ عَلَيْهِمْ قَصْدَهَا وَجَعَلَ ذَلِكَ مِنْ آكَدِ فُرُوضِ الْإِسْلَامِ وَأَقْسَمَ بِهِ فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ فِي مَوْضِعَيْنِ مِنْهُ فَقَالَ تَعَالَى: {وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ} [التّينُ 3] وَقَالَ تَعَالَى: {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ} [الْبَلَدُ 1]
وَلَيْسَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ بُقْعَةٌ يَجِبُ عَلَى كُلّ قَادِرٍ السّعْيُ إلَيْهَا وَالطّوَافُ بِالْبَيْتِ الّذِي فِيهَا غَيْرَهَا وَلَيْسَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مَوْضِعٌ يُشْرَعُ تَقْبِيلُهُ وَاسْتِلَامُهُ وَتُحَطّ الْخَطَايَا وَالْأَوْزَارُ فِيهِ غَيْرَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ وَالرّكْنِ الْيَمَانِيّ. وَثَبَتَ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنّ الصّلَاةَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ بِمِائَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ فَفِي " سُنَنِ النّسَائِيّ " و " الْمُسْنَدِ " بِإِسْنَادِ صَحِيحٍ عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ الزّبَيْرِ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنّهُ قَالَ صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إلّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ وَصَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاةٍ فِي مَسْجِدِي هَذَا بِمِائَةِ صَلَاةٍ وَرَوَاهُ ابْنُ حِبّانَ فِي " صَحِيحِهِ " وَهَذَا صَرِيحٌ فِي أَنّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ أَفْضَلُ بِقَاعِ الْأَرْضِ عَلَى الْإِطْلَاقِ وَلِذَلِكَ كَانَ شَدّ الرّحَالِ إلَيْهِ فَرْضًا وَلِغَيْرِهِ مِمّا يُسْتَحَبّ وَلَا يَجِبُ وَفِي " الْمُسْنَدِ " وَالتّرْمِذِيّ وَالنّسَائِيّ عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عَدِيّ بْنِ الْحَمْرَاءِ أَنّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِالْحَزْوَرَةِ مِنْ مَكّةَ يَقُولُ وَاَللّهِ إنّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللّهِ وَأَحَبّ أَرْضِ اللّهِ إلَى اللّهِ وَلَوْلَا أَنّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْت قَالَ التّرْمِذِيّ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ." انتهى كلامه
ولا يمنع كلامه رحمه الله من تلمس أوجه اعجاز في هذا الاختيار.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[طموح لا ينثنى]ــــــــ[27 Mar 2009, 10:35 م]ـ
أفادتنى كتاباتكم كثيرا جزاكم الله خيرا، وارجو الا يفهم من كلامى الإعتراض والعياذ بالله، فقط انا ادرس مادة شبهات حول القرآن هذا العام وهذه النقطة بالذات لا اجد الرد عليها فى الكتاب كافيا ولكن كتاباتكم اوضحت الكثير فجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[27 Mar 2009, 11:28 م]ـ
لماذا كانت مكة مهبط الوحي دون غيرها من البلدان؟
(يُتْبَعُ)
(/)
"للمكان علاقة تحسب لإنزال المعجزة فنزوله في مكة يباين نزوله لو كان في أي بقعة أخرى من البسيطة لذلك كان الأمر في مكة مختلفا عنه في المدينة في نظم القرآن وأسلوبه"
سأجيب على هذا السؤال من خلال نصوص القرآن، ولعلنا نرى وجه الإعجاز من وجهة مختلفة.
أولاً: اختلاف نظم القرآن وأسلوبه في العهد المدني عن العهد المكي -إذا افترضنا دقة العبارة- ليس راجعاً إلى اختلاف المكان وإنما والله أعلم راجع إلى اختلاف المواضيع وكذلك اختلاف المناخ الفكري بين العهدين المكي والمدني.
ثانياً: مكة كانت مهبط الوحي دون غيرها لأنه اختيار الله والأمر الذي سبق به قدره، والعجيب هو في كيفية نفوذ هذا القدر.
لقد اختار الله الخليل إبراهيم عليه السلام ليحمل شرف راية التوحيد في الأرض، وابتلاه الله تعالى بعدد من الابتلاءات ونجح فيه بمرتبة الشرف حتى بلغ منزلة أن يكون خليلا للرحمن.
ومن هذه الابتلاءات أمر الله تعالى له أن يضع فلذة كبده إسماعيل مع أمه في وادي مكة الذي انعدمت فيه يومئذ أسباب الحياة فاستجاب لأمر ربه وكانت منه تلك الدعوات الخالدات التي سجلها القرآن:
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (35) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (36) رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37)) سورة إبراهيم
واستجاب الله لدعائه فأمره ببناء البيت والأذان في الناس بالحج:
(وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26) وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27)) سورة الحج
واستجاب الخليل لأمر ربه ورفع القواعد من البيت وفي أثناء ذلك توجه بدعوات خالدات أخرى:
(وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129)) سورة البقرة
واستجاب الله لدعوات خليله وجعل البلد آمنا ورزق أولاد إسماعيل:
(وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آَمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) سورة القصص (57)
(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آَمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ) سورة العنكبوت (67)
واستجاب الله لدعوات خليله وبعث محمداً صلى الله عليه وسلم في أبناء إسماعيل رحمة للعالمين.
واستجاب الله فجعل أفئدة من الناس تهوي إلى البلد الحرام، فهاهم المؤمنون يتوافدون على هذا البلد من كل فج عميق، يأتون بأفئدة متلهفة إلى بلد لم يسبق أن وطئته أقدامهم من قبل، وإلى بيت لم تكن أعينهم اكتحلت برؤيته يوما من الأيام، لا تربطهم بأهله صلة قربى ولا مصلحة دنيوية، مختلفي الألوان والألسنة والعادات ........
فما الذي جاء بهم إلى هذا المكان؟
ـ[ابن عربي]ــــــــ[30 Mar 2009, 05:07 م]ـ
قرأت جوابا لهذا السؤال في بعض المنتديان
والجواب كالتالي
مكة هي مركز الارض "
ومكة هو المكان الوحيد فوق الارض الذي يوجد مقابلا للبيت المعمور
لهذا خص بالوحي
قال تعالى:قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها
قد راى صلى الله عليه وسلم ان الاستجابة تأتي من البيت المعمور الذى هو في واجهة الحجر الاسعد والدعاء يصعد من أي مكان فيكون البعد لهذا طلب صلى الله عليه وسلم تغيير القبلةالي المسجد الحرام حتى يكون التقارب بين الدعاء والاستجابة" والله اعلم(/)
ماذا قال الزركشي عن البلاغة؟
ـ[يوسف العليوي]ــــــــ[28 Mar 2009, 12:20 ص]ـ
ذكر الزركشي أنواعًا عديدة من أساليب البلاغة في كتابه (البرهان في علوم القرآن) ولما جاء إلى النوع (السادس والأربعين) جعله في أساليب القرآن وفنونه البليغة، وقال: ((وهو المقصود الأعظم من هذا الكتاب، وهو بيت القصيدة، وأول الجريدة، وغرة الكتيبة، وواسطة القلادة، ودرة التاج، وإنسان الحدقة، على أنه قد تقدمت الإشارة للكثير من ذلك.
اعلم أن هذا علم شريف المحل، عظيم المكان، قليل الطلاب، ضعيف الأصحاب، ليست له عشيرة تحميه!، ولا ذوو بصيرة تستقصيه!. وهو أرق من الشِّعر، وأهول من البحر، وأعجب من السِّحر، وكيف لا يكون وهو المطلع على أسرار القرآن العظيم، الكافل بإبراز إعجاز النظم المبين ما أودع من حسن التأليف وبراعة التركيب، وما تضمنه في الحلاوة، وجلله في رونق الطلاوة، مع سهولة كلمه وجزالتها وعذوبتها وسلاستها)).
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Mar 2009, 07:36 م]ـ
لا شك أن لعلم البلاغة من المكانة ما ذكر الزركشي وزيادة، فالمتضلع منه على أصوله العربية وعلى ذوق العرب - كما يقول السيوطي - يصلُ لكثير من الأسرار والدقائق التي لا يتفطن لها غيره من أهل العناية بالقرآن. وأحسب يا أبا عبدالله أن ثمة تقصيراً من جانبين:
الأول: من جانب المتخصصين في القرآن وعلومه في عنايتهم بالبلاغة القرآنية والتوسع فيها وفي أصولها ومناهجها، ولذلك يقع في علمهم وتدريسهم من القصور بقدر تقصيرهم في العناية بعلم البلاغة.
الثاني: من جانب المتخصصين في البلاغة في عنايتهم بدراسة علوم القرآن وأصول التفسير وما ينبغي التحرز منه أثناء الكلام في كلام الله تعالى.
فما هو الحل العملي الأمثل لسد هذه الفجوة بين الفريقين؟
من جانبي رأيتُ ضرورة تدريس طلاب الدراسات القرآنية مقرراً مركزاً في (دراسات بيانية في القرآن) تدرس لطلاب الماجسيتر ويتولى تدريسها متخصص في البلاغة القرآنية، وقد تم طرح هذا المقرر في الخطة الجديدة للدراسات العليا في جامعة الملك سعود، وأرجو أن تكون مثالاً يحتذى في هذا الباب.
ولكن ماذا صنعتم يا أهل البلاغة للتقارب مع علوم القرآن وأصول التفسير؟
وفقكم الله وزادكم علماً بكتابه.
ـ[رحمة]ــــــــ[29 Mar 2009, 02:32 م]ـ
بعد السلام وكرم التحية
بارك الله لكم جهودكم الطيبة, ونفع بكم الأمة ,ولكم مني جزيل الشكر بعد شكر الله -عزوجل -لاهتمامكم بالبلاغة كعلم يستعان به لفهم كتاب الله.
وفي الحقيقة لقد اخترت موضوعاً لرسالة الماجستير في تفسير أبي السعود وتوظيفه للبلاغة؛ فكانت مشكلتي التخصص الدقيق الجامع بين البلاغة القرآنية , وأصول التفسير وقواعده؛ ولكن الله أعانني على استكمال الرسالة بعد جهد وعناء كبيرين؛ فأسأل الله لنا ولكم الفائدة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[30 Mar 2009, 11:27 م]ـ
ولكن ماذا صنعتم يا أهل البلاغة للتقارب مع علوم القرآن وأصول التفسير؟
سؤال ملحٌ يا دكتور يوسف يحتاج إلى إجابة ..
شاكراً لك هذه التحفة البلاغية الجميلة.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[31 Mar 2009, 08:11 م]ـ
لشيخنا الدكتور محمد الصامل حفظه الله عناية بهذا الجانب وله عدة مؤلفات أصل فيها لبلاغة أهل السنة وما ينبغي أن يتحرز منه عند تناول المسائل البلاغية في القرآن الكريم
وقد قرأت عليه دروس البلاغة الكبرى كاملة وسجلت شرحه في نحو ثلاثين حلقة وفرغت كاملة ولله الحمد والمنة
وكنا قد تحدثنا قبل بدء الشرح عن أهمية مراعاة هذا الجانب ورغبت إليه أن يكون هذا الشرح وافياً بحاجة الطلاب معيناً لهم على دراسة البلاغة القرآنية مبيناً المآخذ على من نحى بالتفسير البلاغي لخدمة عقائد مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة
فاستجاب مشكوراً وكان شرحه حافلاً نافعاً
ولعلي أنشره قريباً بإذن الله تعالى.
ـ[يوسف العليوي]ــــــــ[18 Apr 2009, 02:15 م]ـ
قال الشيخ د. محمد أبو موسى في كتابه (مراجعات في أصول الدرس البلاغي: 269) وهو يتحدث عن كتاب البرهان للزركشي: ((لم أجد وجهًا واحدًا يقبله العقل في إبعاد علوم القرآن والحديث والتفسير عن الدراسة الأدبية. ولكل معرفة جذورها، ولكل أدب أصوله الفكرية والعقائدية، ومسألة انبثاق الآداب والفنون كلها من معدنها الأول وهو اللغة والعقيدة أمر لا يجهله من له فهم في الأدب والفكر ...
ومقدمة الكتاب تحدثنا عن الهم الذي أهم الكاتب فحمل قلمه ليكتب كتابه فيه. ومقدمة (البرهان) حديث محض في اسلوب القرآن وبلاغته، وهذا لا معنى له البتة إلا أن الزركشي كان يعتقد أن علوم القرآن دراسة في البلاغة والأسلوب. وكان الزركشي بعيد الغور في حسه ببلاغة القرآن وسر إعجازه، وكان مُعانَى وهو يكتب هذا الكتاب. وقد ظلمنا العلم بإغفال هذا الكتاب، وأضعنا جانبًا من علم البلاغة والأدب بهذا الإغفال الذي لا مبرر له)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[18 Apr 2009, 04:26 م]ـ
والله ما زالت أعجب منذ زمن بعيد من التفريق في جامعاتنا بين التفسير وعلوم القرآن عموما وبين علوم العربية خاصة البلاغة، والأمر عند علمائنا الأقدمين بخلاف ذلك، ومازلت أذكر قول أبي هلال العسكريّ في وصفه لعلم البلاغة بأنه: (أحقّ العلوم بالتعلّم وأولاها بالتحفّظ بعد المعرفة بالله جلّ ثناؤه؛ إذ به يعرف إعجاز كتاب الله الناطق بالحقّ والهادي إلى سبيل الرشاد المدلول به على صدق الرسالة وصحة النبوة، والإنسان إذا أغفل علم البلاغة وأخلّ بمعرفة الفصاحة لم يقع علمه بإعجاز القرآن من جهة ما خصّه الله به)
ومازلت أذكر قول العلامة الزمخشري (فالفقيه وإن برز على الأقران في علم الفتاوي والأحكام والمتكلم وإن بز أهل الدنيا في صناعة الكلام وحافظ القصص والأخبار وإن كان من ابن القرية أحفظ والواعظ وإن كان من الحسن البصري أوعظ والنحوي وإن كان أنحى من سيبويه واللغوي وإن علك اللغات بقوة لحييه لا يتصدى منهم أحد لسلوك تلك الطرائق ولا يغوص على شيء من تلك الحقائق الا رجل قد برع في علمين مختصين بالقرآن وهما "علم المعاني وعلم البيان " وتمهل في ارتيادهما آونة وتعب في التنقير عنها أزمنة وبعثته على تتبع مظانهما همة في معرفة لطائف حجة الله وحرص على استيضاح معجزة رسول الله بعد أن يكون آخذا من سائر العلوم بحظ)
ومازلت أذكر قول الجرجاني: (هذا باب من العلم إذا أنت فتحته اطلعت به على فوائد جليلة ومعان شريفة ورأيت له أثراً في الدين عظيماً وفائدة جسيمة؛ ووجدته سبباً في حسم كثير من الفساد فيما يعود إلى التنزيل وإصلاح أنواع الخلل فيما يتعلّق بالتأويل؛ وإنه ليؤمّنك من أن تغالط في دعواك وتدافع عن مغزاك)
وما زلت أذكر قول الإمام الشاطبي: (كل معنى مستنبط من القرآن والسنة غير جار على طريقة العرب فليس من علوم القرآن في شيء لا مما يستفاد منه ولا مما يستفاد به ومن ادعى فيه ذلك فهو في دعواه مبطل)
وما زلت أذكر قول الإمام مالك (لا أوتى برجل غير عالم بلغة العرب يفسر القرآن إلا جعلته نكالاً)
فعلماؤنا الأجلاء لم ينبهوا إلى هذه الصلة فحسب بل أكدوها تأكيدا وتشددوا في أمرها، ويبدوا ذلك واضحا جدا في أقوالهم
وأخيرا: جزاكم الله خيرا على هذا التوضيح المهم وينبغي أن يراعى ذلك في كافة الجامعات العربية والإسلامية
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[18 Apr 2009, 04:49 م]ـ
والحق أن من يطالع تاريخ العلوم العربية يدرك أنها ما نشأت إلا لأجل القرآن وفهمه؛ فالنحو معروفة قصته؛ إذ قرأ رجل: (إن الله برئ من المشركين ورسوله) بجر "ورسوله " فأفسد المعنى وأمر الخليفة – عمر أو على على اختلاف بين الرواة - بوضع هذا العلم الجليل، ومعاني المفردات "المعاجم" قد وضعت لما خيف أن يلتبس المعنى على الناس في فهم القرآن والسنة كما ذكر ابن خلدون، وعلم البلاغة أسسه الجاحظ لما ذهب أستاذه إبراهيم بن سيار النظام إلى أن بلاغة القرآن ليست بمعجزة للنبي صلى الله عليه وسلم ولا بدلالة له في دعواه النبوة
. ورغم أن الهدف الأول من علوم العربية هو خدمة القرآن - إلا أهل العربية أحيانا كانوا يغرقون في تفاصيل علومهم وجزئياتها متناسين ذلك الهدف السامي، ويبدو أنها آفة قديمة؛ إذ نجد الباقلاني في كتابه "إعجاز القرآن" يعيب علي النحويين واللغويين عدم اهتمامهم بدراسة الإعجاز وانشغالهم بالجزء ودقيق الكلام وبديع الإعراب وغامض النحو، مع أن الحاجة إلى علم الإعجاز أمسّ والاشتغال به أوجب
ولكني لا أظن إطلاقا أن المشكلة في عهد الباقلاني قد وصلت الحد الذي وصلته الآن
ـ[أبو محمد البدري]ــــــــ[19 Apr 2009, 08:03 م]ـ
من الأمور المسْتغربة المؤلمة:
إلغاءُ تدريس البلاغة في قسم القرآن في أحد الجامعات العريقة!!
أو نسوا أن هذا العلم أحدُ أسباب القوة والتضلُّع في تناول كتاب الله سبحانه بالتفسير والتدبر.(/)
رسائل جوال تدبر. . شهر ربيع الأول 1430هـ
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[28 Mar 2009, 07:33 م]ـ
أعزائي أعضاء وزوار ملتقى أهل التفسير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كما وعدتكم إليكم رسائل جوال تدبر (ربيع الأول1430 هـ)
ولاتنسوني من صالح دعائكم. . ودمتم مباركين أينما كنتم.
ـ[محمد زكريا مقبول أحمد]ــــــــ[29 Mar 2009, 07:10 ص]ـ
رزقك الله الفردوس الأعلى من الجنة ومرافقت نبيك فيها
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[29 Mar 2009, 05:48 م]ـ
جزاك الله خيرا ورفع مقامك في الدارين.
ـ[معيوض الحارثي]ــــــــ[30 Mar 2009, 11:42 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو سلمان أنورصالح]ــــــــ[30 Mar 2009, 11:46 ص]ـ
جزاكم الله ألف خير وإذا بالإمكان وضع هذة الرسائل على برنامج الورد والله رعاكم
أخوكم المحب / أبوسلمان
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[06 Apr 2009, 09:57 م]ـ
الإخوة الأفاضل:
محمد زكريا مقبول أحمد
أبو البراء القصيمي
معيوض الحارثي
وإياكم. . شكرا لمروركم.
الأخ الفاضل:
أبو سلمان أنور صالح
وإياك. . شكرا لمرورك.
واقتراحك من عيوني. . قريبا إن شاء الله.
ودمتم مباركين أينما كنتم.(/)
حمِّل كتاب (آداب المعلم والمتعلم في حلقات تحفيظ القرآن الكريم)
ـ[خالد المقبل]ــــــــ[29 Mar 2009, 12:46 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يسر موقع حلقات أن يقدم لكم كتاب
(آداب المعلم والمتعلم في حلقات تحفيظ القرآن الكريم)
لفضيلة الشيخ / عبد الله بن ناجي المخلافي
المدرس بالمسجد النبوي
http://www.halqat.com/images/image.php.jpg
وهو كتاب قيِّم ونفيس، ينشر على الإنترنت لأول مرة
وهو إهداء من الشيخ لموقع حلقات
ونحن بهذه المناسبة نتقدم للشيخ / عبد الله المخلافي بالشكر الجزيل بعد شكر الله عز وجل لإذنه برفع الكتاب على الموقع، وتكرمه بإعطائنا نسخة إلكترونية من الكتاب
رابط تحميل الكتاب
http://www.halqat.com/Book-369.html
ـ[أبو المهند]ــــــــ[29 Mar 2009, 06:19 م]ـ
شكر الله لكم يا أخ خالد المقبل وجزاكم الله خيرا.
ـ[خالد المقبل]ــــــــ[29 Mar 2009, 07:03 م]ـ
شكر الله لكم يا أخ خالد المقبل وجزاكم الله خيرا.
أهلا وسهلا بك د: عبد الفتاح
تشرفت بمروركم على الموضوع
لاحرمك الله الأجر والمثوبة(/)
مدارسة حول قول شيخ الإسلام في مقدمة التفسير عن السنة: "لا أنها تتلى كما يتلى."
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[29 Mar 2009, 11:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في سياق كلام شيخ الإسلام ابن تيمية عن أحسن طرق التفسير؛ ذكر السنة، وبيّن أهميتها في التفسير، ومما قاله في ذلك:
(وَالسُّنَّةُ أَيْضًا تَنْزِلُ عَلَيْهِ بِالْوَحْيِ كَمَا يَنْزِلُ الْقُرْآنُ؛ لَا أَنَّهَا تُتْلَى كَمَا يُتْلَى). هكذا في جميع الطبعات التي رجعت إليها.
والذي يظهر لي أن في العبارة تصحيفاً، وأن الصحيح: (وَالسُّنَّةُ أَيْضًا تَنْزِلُ عَلَيْهِ بِالْوَحْيِ كَمَا يَنْزِلُ الْقُرْآنُ؛ كما أَنَّهَا تُتْلَى كَمَا يُتْلَى.)
والذي يدل على أن السنة تتلى قول الله تعالى: ({وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ}، على أن المراد بالحكمة هنا: السنة. وهذا ما يختاره شيخ الإسلام في تفسير الحكمة.
قال رحمه الله في كتاب الوصية الكبرى - (1/ 2):
(فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ أَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَامْتَنَّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ بِذَلِكَ وَأَمَرَ أَزْوَاجَ نَبِيِّهِ بِذِكْرِ ذَلِكَ فَقَالَ: {وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ} وَقَالَ: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} وَقَالَ: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ}. قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ السَّلَفِ: الْحِكْمَةُ هِيَ السُّنَّةُ. لِأَنَّ الَّذِي كَانَ يُتْلَى فِي بُيُوتِ أَزْوَاجِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُنَّ سِوَى الْقُرْآنِ هُوَ سُنَنُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِهَذَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {أَلَا وَإِنِّي أُوتِيت الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ} وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ: كَانَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَنْزِلُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسُّنَّةِ كَمَا يَنْزِلُ بِالْقُرْآنِ فَيُعَلِّمُهُ إيَّاهَا كَمَا يُعَلِّمُهُ الْقُرْآنَ.)
فما تعليق الإخوة الكرام؟؟
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[29 Mar 2009, 11:35 ص]ـ
لم لا يكون القصد من العبارة ان طريقة تلاوة السنة ليست كتلاوة القران؟ وذلك منعا لمن حاول ان يقرأ الاحاديث على نحو قراءته للقران مجودا
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[29 Mar 2009, 02:00 م]ـ
هل يمكن ان يقال أن التلاوة تلاوتان؟؟
تلاوة تعبدية: و هي خاصة بالقرآن دون غيره كما يذكر في تعريف القرآن بأنه ... المتعبد بتلاوته .. ؟؟ و لها صفات خاصة وأحكام خاصة وهذا القيد ليس مذكورا في تعريف الحكمة التي هي السنة؟؟
وتلاوة غير تعبدية: تتضمن معرفة المتلو و أحكامه و فهم المراد منه - وقد تشمل القرآن والسنة و غيرهما - و القصد منها ليس التعبد بمجرد القراءة و إنما الدلالات والمعاني وليست لها أحكام تلاوة القرآن التعبدية؟؟
مجرد رأي
ـ[الخطيب]ــــــــ[29 Mar 2009, 08:52 م]ـ
أخانا الحبيب أبا مجاهد والإخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد،
فالرأي عندي فيما طرحته فضيلتكم من كلام شيخ الإسلام عن السنة أنها "لا تتلى كما يتلى القرآن" أنها عبارة صحيحة ولا تصحيف فيها لأن التلاوة من خصائص القرآن لا السنة
وأما عن قوله تعالى: "واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة" فأنت خبير بأن العلماء لم يتفقوا على أن الحكمة هي السنة فأحد الرأيين فيها أن الآيات والحكمة كلتيهما صادقتان على القرآن الكريم من جهة كونه:
1 - "آيات" بينات دالة على صدق النبوّة وهو إعجاز النظم.
2 - و"حكمة" أي باعتبارما تضمنه من علوم وشرائع وهو هداية المعنى.
وعلى هذا القول فلا إشكال في كلمة "يتلى" لأنها منصرفة إلى القرآن الكريم.
وأما على القول بأن "الحكمة" هي السنة فالتعبير بـ "يتلى" سبيله التغليب.
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[29 Mar 2009, 09:14 م]ـ
ما ذهبت إليه أبا مجاهد أحتمال ظاهر إلا أن القول بعدم التصحيف أظهر لأن الأصل عدمه 000 والله أعلم 0
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[30 Mar 2009, 09:15 ص]ـ
للفائدة:
قال الإمام الشافعي في الأم:
"قلت وأيهم أولى به إذا ذكر الكتاب والحكمة أن يكونا شيئين أو شيئا واحدا قال يحتمل أن يكونا كما وصفت كتابا وسنة فيكونا شيئين ويحتمل أن يكونا شيئا واحدا قلت فأظهرهما أولاهما وفي القرآن دلالة على ما قلنا وخلاف ما ذهبت إليه قال وأين هي؟ قلت قول الله عزوجل (واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا) فأخبر أنه يتلى في بيوتهن شيئان قبل فهذا القرآن يتلى فكيف تتلى الحكمة؟ قلت إنما معنى التلاوة أن ينطق بالقرآن والسنة كما ينطق بها قال فهذه أبين في أن الحكمة غير القرآن من الاولى"
وفي هذا الرابط فوائد مهمة لمناقشة الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=116562
وأعتقد أن عبارة شيخ الإسلام هي فعلا هكذا:
(وَالسُّنَّةُ أَيْضًا تَنْزِلُ عَلَيْهِ بِالْوَحْيِ كَمَا يَنْزِلُ الْقُرْآنُ؛ لَا أَنَّهَا تُتْلَى كَمَا يُتْلَى).
والله أعلم وأحكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[31 Mar 2009, 11:40 م]ـ
مرحباً بالشيخ المفيد أبي مجاهد ..
الذي يزيل الإشكال ـ في نظري ـ هو تحرير معنى التلاوة في اللغة.
يقول ابن فارس رحمه الله في مقاييس اللغة (1/ 351):
(تلو) التاء واللام والواو أصلٌ واحد، وهو الاتِّباع. يقال: تَلَوْتُه إذا تَبِعْتَه، ومنه تلاوةُ القُرآن، لأنّه يُتْبِع آيةً بعد آية.
فأمّا قوله تلَوْتُ الرّجلَ أتلوه تُلُوّاً إذا خَذَلْتَه وتركتَه، فإنْ كان صحيحاً فهو القياس؛ لأنه مُصاحِبُه ومَعَه، فإذا انقَطَع عنه وتركه فقد صار خَلْفَه بمنزلة التّالي.
ومن الباب التّلِيَّة والتُّلاَوَة وهي البقيّة، لأنها تتلو ما تقدَّم منها ا. هـ
وقد ألمح الشافعي رحمه الله إلى هذا فقال ـ كما في أحكام القرآن (1/ 28) ـ:
"وفرض الله تعالى على الناس اتباع وحيه وسنن رسوله، فقال في كتابه: {ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم}، وقال تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين}
وقال تعالى: {واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة} وذكر غيرها من الآيات التي وردت في معناها.
فذكر الله تعالى الكتاب وهو القرآن وذكر الحكمة، فسمعت من أرضى من أهل العلم بالقرآن يقول الحكمة سنة رسول الله، وهذا يشبه ما قال ـ والله أعلم ـ بأن القرآن ذكر، وأتبعته الحكمة وذكر الله عز و جل منته على خلقه بتعليمهم الكتاب والحكمة فلم يجز والله أعلم أن تعد الحكمة هاهنا إلا سنة رسول الله وذلك أنها مقرونة مع كتاب الله وأن الله افترض طاعة رسول الله وحتم على الناس اتباع أمره، فلا يجوز أن يقال لقول فرض إلا لكتاب الله ثم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى (15/ 389):
( ... ، وقوله: {واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة} [الأحزاب: 34]، وذلك أن التلاوة عليهم وتزكيتهم أمر عام لجميع المؤمنين؛ فإن التلاوة هى تبليغ كلامه ـ تعالى ـ إليهم وهذا لابد منه لكل مؤمن، وتزكيتهم هو جعل أنفسهم زكية بالعمل الصالح الناشئ عن الآيات التى سمعوها وتليت عليهم، فالأول سمعهم، والثانى طاعتهم، ... الخ ".
والمقصود من هذا أن التلاوة لا يلزم أن يكون معناها الترتيل، بل قد يراد بها الاتباع والبلاغ كما سبق في كلام هؤلاء الأعلام، وعليه، فيمكن حمل كلام ابن تيمية في رسالته على هذا، والله أعلم.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[01 Apr 2009, 06:16 م]ـ
أشكر جميع الإخوة الذين بيّنوا رأيهم في هذه المسألة ...
والذي أردته هنا هو إيضاح كلام ابن تيمية في مقدمة التفسير بما يتفق مع أقواله حول نفس الموضوع في مواطن أخرى.
والذي أعلمه من كلام شيخ الإسلام أن السنة منزلة كالقرآن، وأنها تتلى كما يتلى القرآن.
ويدل على هذا النقل الذي ذكرته أعلاه، والمسألة قريبة إن شاء الله.
ـ[الخطيب]ــــــــ[01 Apr 2009, 07:48 م]ـ
أبا مجاهد الحبيب
ما رأيك وقد ذكر ابن كثير في مقدمة تفسيره عين ما ذكره شيخه شيخ الإسلام وبطريق الاستثناء حيث قال:
والسنة أيضًا تنزل عليه بالوحي، كما ينزل القرآن، إلا أنها لا تتلى كما يتلى القرآن.
عفوا أيها الشيخ الجليل في رأيي أن المسألة واضحة، كما أنه ليس ثمت إشكال في لفظ "يتلى" على الرأي بأن المراد بالحكمة السنة وهو الراجح فيها
لأن التعبير بـ "يتلى" وهو خاص بالكتاب، من باب التغليب وهو تصرف في اللغة مشهور
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[02 Apr 2009, 12:05 ص]ـ
أبا مجاهد الحبيب
ما رأيك وقد ذكر ابن كثير في مقدمة تفسيره عين ما ذكره شيخه شيخ الإسلام وبطريق الاستثناء حيث قال:
والسنة أيضًا تنزل عليه بالوحي، كما ينزل القرآن، إلا أنها لا تتلى كما يتلى القرآن.
عفوا أيها الشيخ الجليل في رأيي أن المسألة واضحة، كما أنه ليس ثمت إشكال في لفظ "يتلى" على الرأي بأن المراد بالحكمة السنة وهو الراجح فيها
لأن التعبير بـ "يتلى" وهو خاص بالكتاب، من باب التغليب وهو تصرف في اللغة مشهور
أشكرك جزيلاً، وقد اطلعت على نقل ابن كثير، وعلى أكثر من خمس نسخ من طبعات مقدمة ابن تيمية، والأمر واضح كما ذكرتَ وفقك الله، ولكني أحببت أن أطرح المسألة للمدارسة لظن كان عندي في صحة هذه العبارة. وقد زال والحمد لله.(/)
نص لقاء مجلة (بصائر) مع الشيخ د. عبدالرحمن الشهري ...
ـ[عبدالرحمن النافع]ــــــــ[29 Mar 2009, 09:29 م]ـ
http://www.qurancn.com/images/banner/1.gif
* نود أن تحدثنا عن بداية اهتمامكم بعلم التفسير؟
** في البداية أرحب بك أخ عبدالرحمن و أرحب بمجلة (بصائر) وأرجو ان يوفقكم الله للاستمرار في خدمة القران الكريم وعلومه عن طريق هذه المجلة التي نحن في حاجة لتلبية احتياجات لا تلبيها المجلات المحكمة في الساحة ولا غيرها، أما بدايتي واهتمامي بالتفسير فهي منذ دخولي للجامعة، و قد درست الجامعه في مرحلة البكالريوس بكلية الشريعة – وكلية الشريعة لا تركز كثيراً على الدراسات القرآنية بتفاصيلها، لكننا كنا ندرس فيها التفسير وعلوم القران بشكلٍ مختصر،و الاهتمام الحقيقي و المركز بدأ مع مرحلة الدراسات العليا ومرحلة الماجستير،ثم التحقت في قسم القران وعلومه وواصلت إلى اليوم وأنا في هذا التخصص ولله الحمد.
* إذاً علاقتك قديماً بهذا الفن؟
* تقريباً منذ عشرين سنة.
* كيف كانت العلاقة؟
* العلاقة بالعلم بدأت منذ بداية دراستي علوم القران والحرص على حفظه والحرص على قراءته وما يتعلق به، وأنا منذ عام 1407هـ التحقت بحلقات حفظ القران الكريم وقرأته على عدد من المشايخ وحصلت فيه على بعض الأسانيد والإجازات، ومنذ ذلك الحين والى اليوم الحمد لله مازلت اشعر باني في بداية الطريق لتعلم علوم القران وما يتعلق بالقرآن.
* لكن قبل الدراسة الأكاديمية، هل كانت هناك منهجية سرتم عليه؟
** الحقيقة كنا نشكو دائما وما زلنا - وإن كان الوضع اخف - من عدم وجود منهجية جيدة و مؤصلة لدراسة القران الكريم وعلومه بشكل منهجي، ولذلك تنقلنا بين الكتب والمناهج والحلقات حتى أصبح لدينا الآن ما يسمى بالخبرة – إن صحت العبارة -حول كتب التفسير والمناهج والقران وحفظه، ولو وجدت من يأخذ بيدي في البداية ويوجهني توجيهاً سديداً لاختصرت الكثير من الوقت وكثير من الجهد، ولكن لم تخل هذه التجارب والمحاولات من خبرات جيدة نحمد الله عليها.
* إذا هواك كان يميل إلى التفسير في البدية؟
** سبحان الله لم يكن الأمر كذلك، كنت متخصصا في الفقه وأصول الفقه،كما تعلم أن الشريعة تخرج متخصصين في الفقه و أصوله، لكن عندما عرض علي موضوع العمل في الكلية لم يكن هناك وظائف في الفقه وأصول الفقه،فقالوا إما أن تقبل بقسم القران وعلومه أو السنة وعلومها أو العقيدة وكان لدي عدد من الاسانيد والإجازات في القراءات، فكان أنسب قسم لي من أجل ذلك هو قسم القران وعلومه، ولم أندم قط على هذا الاختيار فهو من توفيق الله لي.
*إذا أتت الرياح بما تشتهي السفن؟
** (ضاحكا) نعم. الحمد لله.
*شيخنا الكريم: هل لكم أبحاث ودراسات في هذا الفن؟
** لدي أبحاث بعضها لم يكتمل والبعض الأخر اكتمل ونشر، فمن الأبحاث التي اكتملت بحث (جهود ابن فارس في التفسير وعلوم القران) وهو رسالة الماجستير وقد انتهيت منه عام 1418هـ تقريباً ونوقشت فيه وأتمنى أن أخرجه بإذن الله تعالى مطبوعاً وقد جمعت فيه تفسير ابن فارس، و ابن فارس شخصية من الشخصيات النادرة في التراث الإسلامي لما يتميز به من عمق في اللغة ولا سيما في جانب المعجم وهو صاحب كتاب مقاييس اللغة.
أيضاً لي كتاب بعنوان (الشاهد الشعر ي في تفسير القران الكريم: دراسة تأصيلية)، وهذا هو بحثي الذي حصلت به على الدكتوراه وقد طبع ولله الحمد في دار المنهاج في الرياض مؤخراً، ولي بحث أخر بعنوان (القول بالصرفة في إعجاز القران الكريم دراسة نقدية)، والصرفة نظرية من النظريات التي قيلت في وجه إعجاز القران الكريم قال بها بعض المعتزلة و هي (أن الله سبحانه صرف همم العرب عن معارضة القران الكريم ولو لم يصرفهم لاستطاعوا أن يأتوا بمثل القران الكريم، فدرست النظرية وعرفت المقصود بها ومذاهب العلماء فيها والمؤلفات التي بها والى آخره، وهناك أبحاث أخرى أرجو أن يوفقني الله سبحانه وتعالى في إخراجها، كما إنني كتبت حتى الآن على الانترنت ما يزيد عن عشرة الآف صفحة من المقالات والأبحاث والأجوبة العلمية والحوارات وغيرها، ومعظمها في (ملتقى أهل التفسير).
*لعلك تخصنا في (بصائر) ببعض عناوين هذه البحوث؟
(يُتْبَعُ)
(/)
** هناك كتاب أرجو أن يخرج قريباً بإذن الله تعالى بعنوان (الفريد في غريب القران) وهذا أرجو أن يكون كتاباً فريداً كما يدل عليه عنوانه وسرت فيه على منوال أحمد بن فارس في كتاب مقاييس اللغة ولكنني خصصته في غريب القران وأتمنى أن ينتفع به القراء. أيضاً هناك كتاب بعنوان (المفتاح في علوم القران) وهو كتاب يصلح للمبتدئين في علوم القران، وقمت بتأليفه تلبية لطلب بعض المعاهد القرآنية المتخصصة لتدريسه في المعهد وأرجو أن يطبع قريباً.
* لو أردنا أن نتحدث عن اهتمامات الشيخ عبدالرحمن العلمية؟ و ما هو الحيز الذي يشغله التفسير منها؟
** يمكنني تلخيص رسالتي في عبارة (خدمة القرآن وعلومه) فكل ما يتعلق بالقران وعلومه يدخل في دائرة اهتماماتي إلا فيما يتعلق بمسائل القراءات الدقيقة الخاصةً بجانب الرواية – ومع أنني أقرأ فيها إلا أنها لا تستهلك مني وقتاً كغيرها من جوانب الدراسات القرآنية – لكن أكثر ما أشغل به وقتي هو جانب التفسير و جانب أصول التفسير وجانب علوم القران، وما يتعلق بالدراسات القرآنية عموماً لا سيما الخطط المستقبلية للتخصص والدراسات العليا والمنهجيات المعرفية في هذا العلم الشريف، وأسأل الله أن يمدني بعونه وتوفيقه للاستمرار والعطاء في هذا الجانب.
* مع توسع علوم القرآن و حاجة المفسر للعلوم الأخرى لتداخل هذه العلوم؟ و هل استطاع الشيخ عبدالرحمن التوفيق بينهما؟ و كم هو الحيز الذي أخذه التفسير في مقروءاتك بشكل عام؟
** طبعاً لأن علوم القرآن واسعة وينبغي علي وعلى أمثالي المتخصصين في الدراسات القرآنية أن يكون لديهم إحاطة ومعرفة بهذه الكتب، فانه يستغرق كل وقت القراءة في هذا التخصص ولم اعد أجد وقتاً كافياً للقراءة في غيره، وكما تلاحظ هذه المكتبة التي نحن بها ألان مليئة بعدد لا بأس به من الكتب، لكن يغلب عليها جانب الدراسات القرآنية، ولكن الوقت أضيق من أن يصرف في غيرها، وإلا لدي اهتمامات كثيرة تتعلق باللغة وتتعلق بالأدب وما يتعلق بالعلوم الأخرى مثل العقيدة والسنة والفقه ولا نستغني عنها ونحن نُسأل فيها، ولله الحمد لدي الحد الأدنى من بعض التخصصات التي أقرأ فيها باستمرار ولا أفرط فيها، ولكن التوسع ومتابعة الجديد هو لتخصص القران وعلومه.
* و كم شغل كل هذا من وقتكم بشكل عام؟
** قرأتُ كثيراً عن تنظيم الوقت وعن إدارة الوقت حتى أستطيع أن أسيطر على الوقت ولاسيما مع أسرتي، ولكنني فشلت إلى الآن في أن أشتغل بغير القران، فلذلك أصبح هذا التخصص هو شغلي الشاغل في كل وقت حتى إنه طغى على وقت أسرتي ووقتي الشخصي وأموري الشخصية العادية. انشغالي بالتفسير أو ببرامجه أو بكتبه ومشاركاته العلمية واجتماعاته أخذ كل الوقت،اسأل الله آن يتقبل ذلك وأعوذ بالله من التقصير والتفريط.
*آمين .. بما أنك ذكرت المكتبة، فلعلنا نتطرق للمكتبة القرآنية، و هل استطاعت أن تغطي كل الجوانب المتعلقة بالقرآن و علومه؟
** المكتبة القرآنية من أوسع المكتبات الإسلامية، ومنذ نزول القرآن الكريم والعلماء يجتهدون في خدمة القرآن الكريم وعلومه تأليفاً، والمصنفات التي صنفت حول القران الكريم لا تكاد تحصى، ولذلك مكتبة التفسير والدراسات القرآنية عموماً تعتبر من أوسع المكتبات خاصةً، وكثير من كتب التفسير لم تطبع بعد وكثير من كتب الدراسات القرآنية الأولى فقدت، وإذا أضفنا إلى ذلك أن الدراسات اللغوية التي نشأت ابتداء كانت كلها لخدمة القرآن الكريم وعلومه، فالبلاغة والنحو و المختارات الأدبية حتى جمع الشعر الجاهلي كلها كانت من اجل خدمة القرآن الكريم والمحافظة على لغته، و لذلك يصح القول الذي يقول ان الحضارة الإسلامية والمكتبة كلها نشأت حول القرآن الكريم ودارت حوله لأنه النص المباشر الذي تدور حوله كتب التفسير و علوم القرآن بشكل عام، و قد لا يظن المرء أن النحو و البلاغة و الأدب و جمع الشعر الجاهلي و المعاجم أنها أنشئت لخدمة القرآن الكريم بينما هي كذلك، وأنا ألاحظ أنه في العشر السنوات الأخيرة نشطت المكتبة القرآنية في جانبين، منها جانب الأبحاث المتجددة والجانب الأخر التحقيق للكتب القديمة، فلذلك عندما يذهب الشخص إلى المكتبات يجد أن أنشط الكتب وأكثر المطبوعات اليوم للقرآن وعلومه.
(يُتْبَعُ)
(/)
* لكن هناك من يقول بأن المكتبة القرآنية مكتبة متكررة، و خصوصا إذا أخذنا الكتب الحديثة فهي قائمة على الفوائد و الدروس أي أنها أقرب للمواعظ منها إلى الدراسات الناضجة العميقة؟
** الحقيقة أن هذا القول فيه نوع من المجازفة لسبب، أولاً لا يوجد كتاب للتفسير ليس له فائدة ومن خلال التجربة وجدت أنك تتردد كثيرا عندما يستشيرك أحد في كتب التفسير، لان لكل كتاب منها فائدته وأسلوبه وجديده الذي يجد فيه القارئ الفائدة، ويبقى أن ما ذكرته صحيحا من جهة أن هناك نسبة كثيرة من التكرار باعتبار أنها تدور حول نصٍ واحد وهو القرآن الكريم، وان هذا النص يجب عليك أن تلتزم بأصول التفسيره وفهمه في كتاباتك ويبقى هناك هامش للتجديد والإضافة، ولذلك أذا تأمل القارئ لتفسير ابن جرير مثلاً ثم جاء بعده تفاسير كثيرة جداً قد يقول قائل أنها استوعبت، لكن عندما يقرأ مثلاً في تفسير الشنقيطي أو تفسير الشيخ الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير أو تفسير السعدي برغم صغر حجمه أو تفسير معارج التدبر للشيخ الميداني وغيرها نجد أنها أضافت إضافات ما سبقت إليها، ولذلك تبقى الحاجة متجددة للتأليف في تفسير القرآن، ويجب أن يدرك طالب العلم أن الحاجة متجددة لتفسير جديد للقرآن الكريم لأسباب متعددة، منها اختلاف طريقة فهم الناس واختلاف العصور والحاجة المتجددة للنزول إلى مستوى فهم الناس وقدراتهم التي يقرؤون بها، فمن هذا الجانب نستطيع أن نقول إن التكرار ليس بهذه الصورة التي يصورها البعض بأنها متكررة.
أما في جانب الدراسات التأصيلية فهناك جوانب كثيرة لا تزال الحاجة ماسة إلى سدها، ويوجد عدد لا بأس به من الدراسات الجادة في هذا الميدان، ومثل هذه الدراسات التي تتميز بالعمق والتأصيل تحتاج إلى قدرات علمية بحثية خاصة وهي قليلة في جميع التخصصات.
* د. عبدالرحمن .. دعني آخذ السؤال من زاوية أخرى، و هي أننا إذا نظرنا للمستشرقين و اهتمامهم بالقرآن و سبره و اكتشاف أسراره و إثارة الشبه عليه نجد أنها دراسات نوعية و عميقة، بل إنها استطاعت أن تشكك البعض في دينه و في القرآن نفسه! و يقابل هذه دراسات أشبه ما تكون بالمواعظ إلى دراسات عميقة و نوعية؟ لماذا لا نشهد تجارب أخرى كتجربة المعجم المفهرس و غيره من التجارب الناجحة و التي أحدثت إضافة جديدة للمكتبة القرآنية؟
** كأنني فهمت ما تعنيه الآن. هذه مشكلتها تعود إلى مشكلة تكوين الباحثين المتخصصين في الدراسات القرآنية وفي غيرها بصفة عامة عندنا في العالم الإسلامي و هذا راجع لطريقة تفكيرنا في العالم الإسلامي، و للأسف الشديد أن الجامعات الإسلامية إلى الآن - بحسب ما أرى وألاحظ - لم تنجح النجاح المطلوب في تخريج عقليات علمية باحثة و ناقدة تحسن النقد العلمي، بل إلى الآن نحن ندرس في درجة البكلاريوس والماجستير والدكتوراه موضوعات مكررة، بمعنى انك تأتي إلى طلاب الدراسات القرآنية في مرحلة الدكتوراه مثلاً فإذا بهم يدرسونه مادة إعجاز القرآن من الكتب التي يدرسونها في درجة البكلاريوس و يدرس طالب الماجستير مادة أصول التفسير التي كان يدرسها في البكلاريوس أيضاَ، وأنا شخصياً مررت بهذه التجربة ودرست هذه المناهج حيث كنا ندرس في مرحلة الدكتوراه المادة العلمية نفسها التي كنا ندرسها في مرحلة البكلاريوس، ولا اذكر أننا وجدنا شيئاً جديداً، و أنا الآن أقوم بتدريس الدراسات العليا و لكنني غيرت الأسلوب الذي ندرس به تماماً ولذلك خرجنا بفوائد كثيرة، لأنك لا بد أن تراعي العمق العلمي للطالب و تعطيه الكتب و المراجع التي تناسب الطالب، فالشاهد أن كثيراً من الباحثين المتخصصين في الدراسات القرآنية المعاصرة يقل عندهم جانب الإبداع كثيراً، وكما قال النبي r الناس كإبل مائه لا تكاد تجد فيها راحلة،و المجدد والمبدع يأتي نادراً في العصور وعلى مر التاريخ، في حين أن الغربيين مع أنهم يدرسون القرآن الكريم من زاوية مختلفة وهم لا يؤمنون به كما نؤمن به، ولكنهم يقعون على موضوعات لو درس القرآن الكريم من خلالها عن طريق باحثين جادين لكان فيه ثمرة رائعة جداً، ولذلك كل ما بحثه المستشرقون مع الملحوظات عليه المنهجية والعلمية فتح الباب واسعاً للبحث، فمثلاً كتاب (نولدكه) تاريخ القرآن مع انه مليء بالشبهات وفيه مطاعن
(يُتْبَعُ)
(/)
كثيرة إلا انه في طريقة تفكيره وطريقة تناوله للموضوعات فتح آفاقا كثيرة للدارسين سواء الذين ردوا عليه أو الذين كتبوا في هذه الموضوعات كما كتب د. عبد الصبور شاهين في كتاب تاريخ القرآن، فتناول فيه موضوع الأحرف السبعة من زاوية مختلفة تماماً عما تناوله غيره، فأنا اتفق معك في هذا الجانب وفيه عوز كبير ولكن أنا أؤمن بإذن الله تعالى خلال الخمسين سنة القادمة أن تتغير هذه النظرة للباحثين في الدراسات القرآنية وهناك ولله الحمد جهود كبيرة تبذل لتصحيح المسار في هذا الجانب للارتقاء بالذوق والارتقاء بالمنهجية، وفيما يتعلق بالدراسات القرآنية ومنهجية القرأة ومنهجية التعليم ومنهجية الدراسات العليا وأرجو أن تؤتي ثمارها بإذن الله، واني ألاحظ أن في عدد من الجامعات المختلفة منها جامعة الملك سعود وجامعة الإمام وجامعة القصيم التي بدأت الآن وضع دراسات جيدة وغيرها من الجامعات الأخرى والمعاهد والمراكز كالمركز الخيري الذي الآن تتبع إليه (مجلة بصائر) وكلها الآن أصبحت تفكر بنفس الطريقة وهي طريقة الإبداع والتميز خدمةً للقرآن الكريم بطريقة جديدة وطريق مميز تناسب مكانة القرآن الكريم.
* في ظل اتجاه العقلانيين لإعادة دراسة القرآن الكريم، أين يقف أهل التفسير والمختصين من أهل العلم في مقابلة هؤلاء؟
** في تخصص القرآن وعلومه نشتكي من نقص حاد في مواجهة هذه الشبهات، والسبب في ذلك يكمن في أمور، الأمر الأول انه لا يوجد من المتخصصين في الدراسات القرآنية عندنا في السعودية من يتقن اللغة التي تكتب بها هذه البحوث اتقاناً يؤهله للرد عليها، وايضا لا يتقنون المنهجيات التي تكتب بها فهناك المنهجيات الحديثة التي تطرح فيها هذه البحوث مثل منهج (البنيوية) و (الألسنية) وما يتعلق بالدراسات الحداثية وما بعدها، للأسف الشديد المتخصصون في الدراسات القرآنية ينظرون إليها نظرة ازدراء ونظرة تهوين من شأنها و أنها لا فائدة منها، وان هذه الدراسات المراد منها هدم القران ونحو ذلك، وبهذا فوتوا على أنفسهم خيراً كثيراً بعدم دراستهم لهذه المناهج والحرص على فهمها التي تمكنهم من الرد عليها رداً جيداً مقنعا، أضف إلى ذلك طريقة التفكير التي تكتب بها هذه الدراسات كما تقدم معنا في الدراسات الإستشراقية المختلفة عن طريقة التفكير التي يفكر بها الذين يردون، فمثلاً احدهم يكتب شبهات حداثية تنطلق من منطلقات عقلية ويأتي المتحمس في الدراسات القرآنية ليرد عليهم بالآيات والأحاديث و المخالف لا يؤمن بها ولا ينظر إليها، فعندنا عوز في هذا الجانب فلذلك افتتحنا في ملتقانا نافذة أسميناها (ملتقى الانتصار للقران الكريم) ونهدف من ذلك إلى تأسيس علم جديد يضاف إلى علوم القران الكريم الموجودة وهو علم الانتصار للقران الكريم والمنهجية الصحيحة في الرد على هذه الشبهات وكيفية تأهيل الباحثين المتميزين للتصدي لمثل هذه الشبهات لأنها متجددة وتحتاج في كل زمان إلى من يقوم بها ويبين للناس الحق فيها، والناس اليوم لم تعد تقتنع إلا بالعمق العلمي والموضوعي الذي يتناول الموضوعات بدقة وبموضوعية يستطيع أن يقنع الموافق والمخالف.
* لننتقل إلى ابرز النصائح التي توصي بها طالب العلم في هذا المجال؟
** الوصية الأولى هي إخلاص النية لله سبحانه وتعالى في خدمة هذا العلم لأنه هو اشرف العلوم على الإطلاق وهو القران وعلومه. النصيحة الثاني: الحرص على التركيز على الجانب الذي يريد أن يخدمه ويتخصص فيه .. وكنصيحة أخوية لا تجبر نفسك على ما لا تميل إليه في الدراسة وإنما يحرص طالب العلم على أن يتخصص في الجانب الذي تميل نفسه إليه لان القران الكريم وعلومه عبارة عن أودية وشعاب منها علوم القران وعلوم التفسير والدراسات البلاغية، والتفسير نفسه و قراءات القرآن وتجويده وتاريخه وما يتعلق به فليتخصص كل واحدٍ منا في هذه الفنون يستفرغ فيه جهده ووقته وبحوثه حتى يكون لأهل العلم مرجعاً في هذا التخصص يرجعون إليه. والنصيحة الثالثة: الحرص على المتابعة والقراءة المستمرة والعمق فيها والتلخيص بحيث أن يؤهل الإنسان نفسه أن يكون عالماً في هذا التخصص الذي هو القران وعلومه.
(يُتْبَعُ)
(/)
* البعض من المبتدئين قد ينظر بازدراء و تقليل من الكتب التراثية، أو يقلل من شأن الطريقة التقليدية في دراسة تفسير القران وعلومه، بينما قد تأسره اللطائف والفوائد أو الطريقة الحديثة في دراسة التفسير فما رأيك؟
** هذه حقيقة. وهذه تعود إلى أذواق الناس والى تأهيلهم العلمي السابق و الناس دائماً تميل إلى البساطة والسهولة، و هنا اذكر تجربة من التجارب في احد البرامج الإعلامية و هي أني كنت أقدم برنامجاً واحضر له واحتشد له من الناحية العلمية وما كنت أجد له ذاك الصدى عند عامة الناس وإنما ربما أجد أحد الزملاء المختصين الذين رأوا الحلقات يثنون على ما فيها من المعلومات الجيدة، لكن قدمت برنامج أخر مع بعض الزملاء كان عفوياً بطرح أخر وبعض اللطائف، فوجد اقبالاً منقطع النظير عند الناس، فعلمت أن الناس تميل إلى البساطة وتحب تناول مثل هذه اللطائف البلاغية واللطائف في التفسير وما يتعلق بها، وان الناس يرغبونها ويكثرون السؤال عنها، طبعاً قد يقول قائل هذه اللطائف والنكات البلاغية قد لا تؤسس طالب علم جيد وإنما هي تصلح للمتعة أكثر منها للعلم والتأصيل، لكن الناس أيضاً يحتاجون إلى هذا و ذاك، فمهما بالغنا وتفاءلنا لا يمكن أن نجعل كل الناس علماء في التفسير ولا متخصصين فيه في حين أن بإمكانك أن تجعل لدى الناس ثقافة جيدة في الدراسات القرآنية، ولذلك أنا أقول أن الحد الأدنى من علوم القران وكيفية التعامل مع القران وفهمه وتفسيره ينبغي أن تكون ثقافة مشتركة بين الناس، وينبغي على المتخصصين في الدراسات القرآنية أن يبحثوا ويدرسوا الوسائل المناسبة لإيصال هذا العلم إلى الناس، وأنا احسب أن (مجلة بصائر) الآن هي وسيلة من هذه الوسائل لتقريب القران و الدراسات القرآنية لعامة الناس الذين يسألون عن معاني القران ويسألون عن القواعد البسيطة للتعامل معه ويسألون عن كتب جيدة سهلة العبارة وواضحة الأسلوب لفهم القران وفهم علومه وهذه الحاجة لا تنقطع.
* هل هناك فرق بين التفسير وعلوم القران؟
** التفسير هو احد علوم القران لأنه يتعلق بفهم المعنى، لكنه لأنه قد كثرت المصنفات فيه أصبح علماً مستقلاً يقال له علم التفسير وإلا فهو علم من علوم القران التي انفصلت وتوسعت وأصبح له مؤلفات خاصة به.
* محور آخر من محاور خدمة القرآن و علومه: و هو الأدب و خدمته لكتاب الله U ، هل استطاع الأدب تأدية دوره، و ما أهمية دور الأدب و الأديب؟
**أنا من وجهة نظري نعم، وأنا شخصياً احتسب على الله القيام بهذا الواجب بقدر استطاعتي، وأنا لدي دروس في شرح الشعر الجاهلي على وجه الخصوص وهدفي منها خدمة التفسير ولغة القران وقد قدمت في ذلك عدد من الدروس والدورات والبرامج الإعلامية، والحمد لله ردود الأفعال تبشر بخير وقد سلكت أيضاً منهجاً آخراً في جامعة الملك سعود وبدأت بدرس أسبوعي لعامة الطلاب في الأدب وأنا ابتدأته على انه أمالي أدبية وروايات أدبية وأتنقل فيه بين الأشعار في العصور و الروايات و غيرها و لكني لا أخليه من ربطٍ بالقرآن بطريقة أو أخرى و وجدت له قبولاً واسعاً لدى الطلاب والكل يحرص على حضوره ويحرص على تتبعه، وأنا أؤمل بإذن الله تعالى انه بعد سنوات قليلة يثمر بإذن الله هذا المنهج في أمور، أولاً الارتقاء بذوق الذين يستمعون ويشاهدون مثل هذه البرامج. فعندما يقرب لهم الشعر القديم و الشعر الجاهلي في بلاغته و فصاحته يستفيدون من مفرداته الجديدة ومن الأسلوب اللغوي الصحيح في التعبير وهذا يعود مباشرةً بالفائدة على فهم القران الكريم لان القران الكريم نزل بلغةٍ عاليه جداٍ، فإذا تُرِك الناس على لهجتهم وعدم عنايتهم باللغة العربية سوف تزداد الفجوة بينهم وبين فهم القران الكريم وتزيد الحاجة إلى دراسة كتب التفسير وغريب القران.
* هل هناك دراسات تناولت هذا الموضوع؟
(يُتْبَعُ)
(/)
** الحقيقة أنها قليلة، لكن كتب اللغة بصفة عامة هي ميدان واسع لهذا الموضوع،و كذلك كتب شرح الشعر الجاهلي. لكن الدراسات التي تؤصل لهذا الموضوع أي ربط اللغة و الأدب بالتفسير قليلة، وكتابي (الشاهد الشعري في تفسير القران الكريم دراسة تأصيلية) في عمق هذا الموضوع، وأرجو بأذن الله تعالى أن نجد في السنوات القادمة برامج ومنهجيات في هذا للارتقاء بأذواق الناس، وهذه رسالة لزملائي في اللغة العربية و الأدب و البلاغة أن يقوموا بهذه الرسالة وهذه الأمانة لأني أجد أنهم يدرسون هذه التخصصات دراسة منفصلة ولا يوظفونها التوظيف الذي ينبغي أن توظف فيه في خدمة القران الكريم.
* هل يجوز أن تخدم الرواية القرآن؟ و هل بالإمكان أخذ بعض قصص القرآن و وضعها في رواية؟
** هذا الموضوع طرح قديما و ما زال يطرح. و كثر النقاش حوله، و هنا يرد سؤال أن الروائي سيضطر للإضافة من عنده حتى يحافظ على تسلسل الأحداث فيضيف على القصة ما ليس منها، أو الروايات الإسرائيليات التي لا تثبت، فهل يجوز أم لا يجوز لم يقطع فيه إلى الآن، و الحقيقة أنه لا يجوز أن يضاف على القصص القرآني ما ليس منه، كتبت بعض المحاولات قديماً في قصص القران وصيغت بأسلوب أدبي إلى حدٍ ما لكنها لم تصل إلى المرحلة التي ذكرتها وهي مرحلة أن تكون الرواية متكاملة، فمثلاً لو صنعت رواية بعنوان (أصحاب الجنة) القصة التي في سورة القلم ورواية على أصحاب الكهف أو رواية عن قصة يوسف عليه السلام وهي تعتبر من أوسع القصص التي تسلسلت في سورة واحدة في القران الكريم وهذه لم أقرأ إلى الآن من كتب فيها، و أتصور أنه بالإمكان تنفيذ هذه الرواية لكنها تحتاج إلى فنية عالية ومهارة وتحتاج إلى حذر شديد في قضية ملء الفراغات بطريقة إحترافية لا يكون بها رواية ضعيفة ولا يكون فيها أيضاً أي مزلق يسيء للقران الكريم بطريقة أو بأخرى، فهذا تحدي ينبغي على الأدباء أن يخوضوه بحقه.
* هل علم التفسير هو علم العامة أو الخاصة؟ و ما هي الجهود المبذولة لتقريب هذا العلم؟
** في تصوري انه يجمع بين الأمرين من حيث الحاجة إليه وضرورة معرفته هو علم العامة،فهناك جهود للعامة و هناك جهود للخاصة، فمثلاً من الجهود التي تبذل لعامة الناس و الطلاب منها جمعية التحفيظ التي تعنى بحفظ القرآن وغيره، وهناك برامج عديدة في التلفزيون وغيره موجهة إلى عامة الناس سواء بأحكام القران أو تحسين تلاوته أو فهمه وتدبره وهناك خدمات توجه إلى الخاصة للارتقاء بهم من ناحية البحوث، فهناك مجلات علمية محكمة مثلاً فهذه موجهة للخاصة لينشروا فيها أبحاثهم من جهة ويقرؤوا فيها من جهة أخرى ويتناقشوا فيها في قضايا خاصة، و هناك ملتقيات علمية كملتقى أهل التفسير على الانترنت وهو في أصله موجه للخاصة للارتقاء بهم علمياً.
* بدأ الاهتمام في الآونة الأخيرة بعلوم التفسير وقد يكون لكم السبق في ذلك من خلال بعض البرامج التلفزيونية والشبكة العنكبوتية، ما هو تقييمكم لهذه التجربة؟
** طبعاً الفكرة لا زالت حديثة، لنا سبع سنوات واعتبرها تجربة ناجحة.
*كيف بدأت؟
** بدأت بفكرة. في بداية دخول الانترنت إلى السعودية، كان في ذهني أن ابدأ في مشروع خاص يتعلق بالقران وعلومه، ومن بعد ذلك توسع المشروع وأصبح لله الحمد يعرفه كثير من المتخصصين ويستفيدون منه وهذا المشروع يتوسع عاماً بعد عام والحمد لله وصلنا إلى مرحلة متقدمة وأنشأنا مركزاً علمياً للأبحاث والدراسات القرآنية الذي نهدف منه إلى وضع خطط إستراتيجية للدراسات القرآنية خلال الخمسين أو المائة سنة القادمة بحيث يكون لنا خارطة واضحة لتطوير هذا التخصص بجانب التأليف والتصنيف والدراسات العليا والبرامج الإعلامية والبرامج التي تستهدف جميع الشرائح بحيث يكون لدينا تصور واضح، كيف نسير، وأين وصلنا، ومنها في مجال الدراسات المتخصصة والانترنت وتقييم المواقع ووضع المعايير العلمية لها، والبرامج الإعلامية وتقويمها من حيث مشاهدة الناس لها ومدى استفادتهم منها ومدى انتشارها و تقويم البرامج المشابهة لها والأسلوب التي تقدم به والشخصيات التي تقدمها كما نخدم الكوادر البشرية المتخصصة التي تخدم القران الكريم وعلومه حول العالم من حيث مستواها العلمي وإمكانية الارتقاء بها. فالمهم أنه كان فكرة بدأ
(يُتْبَعُ)
(/)
بموقع ملتقى أهل التفسير ثم شبكة التفسير والدراسات القرآنية ثم الآن مركز تفسير للدراسات القرآنية.
* إلى أين وصلتم في ملتقى أهل التفسير؟
** أصبح الموقع اليوم مشهوراً ومعروفاً عند الخاصة ومن يرتادون الانترنت، و استفاد الناس و المختصون منه كثيرا، بل إن اكبر المستفيدين منه هو أنا شخصيا ثم الأخوة المشرفون، لأنك تضطر لمراجعة المسائل العلمية الدقيقة والأبحاث و غيرها، و قد راجعت آلاف المسائل و الأبحاث و الموضوعات المتعلقة بعلوم التفسير بسبب الملتقى.ناهيك عن الموضوعات المتعلقة بالكتب والمؤتمرات والندوات التي نشرت عن طريق هذا الملتقى، و الحظ من خلال تجوالي في عدد من دول العالم أن الملتقى أصبح حلقة وصل يجمع العديد من المهتمين في العالم العربي ودول الخليج وإفريقيا واسيا والعديد من الدول الأوروبية ووجدت صداً طيباً لهذا الملتقى لم أكن أتوقعه، أضف إلى ذلك أن لدينا ألان ما يقارب ستة آلاف عضو في الملتقى من جميع أقطار العالم مع أن التسجيل في الملتقى مغلق، وإذا طرح أي موضوع في الملتقى سيقرئه من هو في أوروبا وكندا وإفريقيا بل أن هناك احد الأشقاء في العراق يقول أن هذا الملتقى ينوب عن جامعات بالنسبة لي، ويقول هذا العراقي أنه في أيام الاحتلال ما كان يشعر بأي عجز من خلال التخصص. بل يقول أنه من خلال هذا الملتقى عرف الكتب التي صدرت والمجلات والبحوث ويشارك هذا الأخ العراقي معنا الى اليوم ويقوم بكتابة الأبحاث ويرسلها لنا ونحن نقوم بنشرها في الملتقى، فأنا أرى هذا الملتقى عبارة عن نافذة، فلذلك أدعو الآخرين إلى الاستفادة من الموقع، ونحن نحرص الآن في تجربتنا وتقييمنا للملتقى ولإعادة بناء البوابة الالكترونية للملتقى على الإبداع، ودائماً أتحدث مع زملائي في الملتقى بأننا لم نبدأ بعد، بل كل السنوات التي مضت هي مجرد جس للنبض ومحاولة التعرف على حاجة الناس والآن تبين لنا مما لا يدع مجال للشك أن الناس في حاجة ماسة جداً وعلى مستوى العامة والخاصة إلى هذه المواقع ونحن الآن لدينا خطة تطويرية واسعة للملتقى أرجو ان يظهر قريباً.
* هناك خطوة خطتها بعض المواقع في موضوع الفهرسة و إضافتها للمكتبة الشاملة كذلك إخراج الكتب و قد يتحول فيما بعد إلى دار نشر، هل في نيتكم السير على خطاهم؟
** نعم ما ذكرته ضمن خطة الملتقى منذ بدايته وقد طبعنا كتاباً باسم الملتقى قبل أربع سنوات وهو مقالات في أصول التفسير وعلوم القرآن للدكتور مساعد الطيار، والكتاب الثاني سيطبع قريباً أن شاء الله، ونحن نحرص في المركز على الدراسات النوعية التي تخدم التخطيط للدراسات القرآنية، ولا نقوم بطبع أي رسالة أو بحث إلا بعض الدراسات التي يرى مجلس إدارة المركز تميزها.
* دعنا شيخ عبدالرحمن ننتقل للمحور الأخير: و هو الجانب الإعلامي: كيف تقيم التجربة الإعلامية؟ و دعنا نكون أكثر جرأة و نسأل عن الأخطاء التي وقعتم فيها في برامجكم الفضائية؟ ومدى تقبل الناس لهذه البرامج؟
** الحقيقة أنا لأول مرة اسأل هذا السؤال، وأنا عن نفسي بدأت منذ أربع سنوات تقريباً أو اقل ولم أتلق أي دورة تدريبية في مقابلة الجمهور أو التعامل مع الكاميرا وهذا خلل مني ومن القنوات التي أظهر من خلالها، ولكني بدأت بحلقة واحدة في المجد العلمية ثم وجدتهم يطلبون المزيد بعد ذلك ثم شاركت في برامج أخرى في المجد وغيرها ولم أتلق خلال هذه المرحلة أي تدريب إعلامي.
اليوم تعددت القنوات الإسلامية وأتمنى لها النجاح والتميز وإن كنت أخشى عليها من التكاثر على حساب الجودة والنوعية وهذا ظاهر لمن تأمله وأخشى أن تصبح القنوات مرفوضة لدى الناس بسبب تكرار أفكار البرامج والشخصيات مع تغيير طفيف في عناوين البرامج فقط. بالنسبة لتجربتي الخاصة فهي تجربة متواضعة جداً، ليس فيها تميز يستحق الوقوف عنده وإن كنت أسعد بخدمتي للقرآن وعلومه بحسب قدرتي ومعرفتي، ولا أذم ولا أمدح تجربتي لكنني أشعر بقصور شديد في جانب التدريب والاحتراف الذي يتطلبه العمل الإعلامي وهو ليس مهنتي التي أحرص على الإبداع فيها. وإن كنت لم اشاهد حلقة لي (ضاحكا) وأخرج راضياً عن نفسي وأدائي، إما بسبب ضيق الوقت أو ملابسات الموقف أو غير ذلك من النواقص والعيوب التي ألاحظها على نفسي، ولدي طموح للتطوير في هذا الجانب
(يُتْبَعُ)
(/)
وأرجو أن ييسر الله ذلك.
* ماهي البرامج التي قمت بتقديمها؟
** كنت ضيفاً في عدد من حلقات برنامج (مبادئ العلوم) على قناة المجد العلمية، وهو أول برنامج أشارك فيه في قناة المجد، ثم ضيفاً في برنامج (يتدارسونه بينهم) على المجد العامة، وهو برنامج مباشر توقف منذ مدة.
وقدمت بمفردي برنامج (أهل التفسير) على قناة المجد العلمية وسجلت منه أربع وثلاثون حلقة تقريباً، كنت أتناول في كل حلقة منهج مفسر من المفسرين وأسلوبه في كتابه وقيمته ومنهجه وطبعاته.
شاركت مع زميلي الدكتور محمد الخضيري والدكتور مساعد الطيار في تقديم برنامج (بينات) على قناة المجد العلمية وكان في التفسير وتدبر القران، وسجلت برنامج (شواهد الشعر) لقناة صفا الفضائية، وأقدم الآن برنامجاً مباشراً في قناة دليل الفضائية اسمه (التفسير المباشر) وهو برنامج مستمر حتى اليوم، وقد قارب عدد حلقاته من الستين، كما شاركت في بعض القنوات الأخرى في حلقات متفرقة غير منتظمة، وفي موضوعات أخرى لا تتصل بالدراسات القرآنية وهي قليلة وتأتي عرضاً، كما شاركت في بعض البرامج الإذاعية من خلال إذاعة القرآن الكريم.
* ما هو الجديد الذي ترغب في إضافته من خلال برنامج التفسير المباشر؟
** أحرص على عدة أمور:
الأمر الأول الإجابة على أسئلة الناس حول القران وعلومه،خاصةً في التفسير، ونحن في البرنامج نتلقى أسئلة كثيرة وهذا بحد ذاته هدف نسعى إليه لان الناس لديهم أسئلة كثيرة وفي التفسير لا يجدون من يجيب عليها مباشرةً في الإعلام.
الأمر الثاني: إظهار وإبراز شخصيات علمية متخصصة جديدة، حتى يتفع الناس بها وهذا مطلب بالنسبة لي، وهو أنه يوجد عدد كبير من المتخصصين الذين يمكن أن ينتفع الناس بعلمهم، ولم يسبق لهم المشاركة الإعلامية، وقد نجح البرنامج في تحقيق هذه الأهداف وإن كنا مازلنا في البداية. نحن الآن قدمنا 57 حلقة فقط، وآمل أن تصل إلى ألف حلقة إن شاء الله وقناة دليل حريصة على ذلك جزاهم الله خيراً وهناك أفكار كثيرة لتطويره وأنا أقوم بعرض كتاب في كل حلقة من حلقات البرنامج ولعلي أجدد في هذا الجانب، وأود في كل حلقة أن يكون هناك لقاء مختصر مدته لا تزيد على أربع دقائق كتقارير موجزة وفي جوانب تخدم القران وعلومه، فأرجو أن أوفق في تنفيذها إن شاء الله.
*سؤال قد يكون مقابلا للسؤال الذي قبله: وهي نتيجة ما كنت أن تتوقعها أبداً كثمرة لهذا البرنامج؟
** أنا من أبعد الناس عن الإعلام سابقاً ولم أحرص يوماً أن أظهر في وسيلة إعلامية ولم أوافق على الخروج في المد العلمية إلا بعد استشارة واستخارة ممن أثق بهم وبرايهم من الأصدقاء وأسأل الله أن يرزقنا الإخلاص وإحسان القصد، وما لقيت أحداً إلا ويشجع ويدعو بخير مع معرفتي بقصوري، ولكن الناس جزاهم الله خيراً يحسنون الظن ويشجعون المواهب الشابة (ضاحكا)، وأرجو أن يتقبل الله هذه الجهود وألا يذهب أجرها بالخلل في النية والقصد.
* كلمة أخيرة توجهها لمجلة (بصائر)؟
** أولاً أنا أرجو لهذه المجلة الفتية التوفيق، وأقترح أن تعتني هذه المجلة بما لا يوجد في الساحة من أخبار الدراسات القرآنية وما يهم عامة الناس فيها، وايضاً ما يهم الخاصة من أخبار مثل أخبار المؤتمرات والندوات والمناقشات والرسائل والبرامج وتلخيص الكتب وعرضها عرضاً جيداً وإجراء اللقاءات مع المختصين وتسليط الضوء على سيرهم والتعريف بالكتب، إلى غير ذلك من الزوايا التي أجزم أنها ستكون نافعة. ولو يكون عندكم زوايا ثابتة في المجلة وزوايا متغيرة، ويكون هناك ملف للعدد يناقش قضية من القضايا، وهذا يحتاج إلى جهد منكم لتغطيته،وإلا فهو ميدان بكر لم يطرق مع مسيس الحاجة إليه وأرجو أن تركزوا على التجديد في هذا الجانب وأيضاً الحرص على الاستمرار وعدم الانقطاع وهذه تجربة نسأل الله أن يوفقكم وأشكركم على إتاحة الفرصة لهذا اللقاء.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[29 Mar 2009, 10:31 م]ـ
ما شاء الله!
لقاء ماتع ..
والجديد علي فيه هو صدور كتاب (الشاهد الشعري) فلم أعلم به إلا الآن، وأعتبر هذا من عقوق الملتقى!
كذلك كتابا (الفريد) و (المفتاح) ..
وأرجو أن نراهما قريبا.
سؤالي أخي عبدالرحمن النافع:
هل نزلتم هذا العدد بصيغة الاكترونية؟
وهل درستم موضوع توزيع المجلة؟
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[30 Mar 2009, 03:07 ص]ـ
لقاء جميل وماتع، وفقكم الله وبارك فيكم ..
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[30 Mar 2009, 07:13 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ..
وللدكتور الشهري ـ حفظه الله ـ لقاء في مجلة الإسلام اليوم فالرجاء ممن اطلع عليه أن يتحفنا به وله جزيل الشكر.
ولي طلب من شيخنا الشهري، وهو أن يبين لنا مدى اهتمامه بعلم القراءات بشكل أوضح، وماهي الإجازات التي حصل عليها في القراءات بتفصيل أكبر، وما إلى ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[30 Mar 2009, 08:32 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ..
وللدكتور الشهري ـ حفظه الله ـ لقاء في مجلة الإسلام اليوم فالرجاء ممن اطلع عليه أن يتحفنا به وله جزيل الشكر
الأخ الكريم ضيف الله العامري ...
تجد اللقاء على هذا الرابط:
مجلة الإسلام اليوم تجري لقاء ماتعاً مع فضيلة المشرف العام د. عبد الرحمن الشهري ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=9114&highlight=%22%E1%DE%C7%C1+%E3%C7%CA%DA%22)
ـ[محب القراءات]ــــــــ[30 Mar 2009, 09:09 ص]ـ
لقاء ماتع , أسأل الله أن يفتح على الدكتور / عبد الرحمن الشهري ويبارك في أوقاته وأعماله , ويرزقه الصحة والسلامة من كل مكروه وسوء
ـ[عبدالرحمن النافع]ــــــــ[01 Apr 2009, 07:25 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي العبادي.
و هل لي أن أسأل ءأنت العبادي الذي أعرفه:)؟ أم أنه تشابه في الإسم؟
بالنسبة للعدد الإلكتروني فيسنزل بإذن الله قريبا، و المشكلة فقط مشكلة فنية، وإلا فيسنزل مصورة للعدد قريبا
ـ[إيمان]ــــــــ[02 Apr 2009, 10:18 ص]ـ
أشكر الأخ عبدالرحمن والدكتور عبدالرحمن على هذا اللقاء العلمي النافع، وأسأل الله دوام التوفيق والنجاح للدكتور عبدالرحمن والعاملين معه في خدمة القرآن الكريم وعلومه ..
وبالنسبة: للدرس الأسبوعي الذي يقام في جامعة الملك سعود، هل من الممكن أن ينشرمن خلال صفحات الملتقى لنستفيد منه؟
آمل ذلك وجزاكم الله خيراً
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[02 Apr 2009, 05:21 م]ـ
و هل لي أن أسأل ءأنت العبادي الذي أعرفه:)؟ أم أنه تشابه في الإسم؟
قد أكون إياه وقد لا أكون، لأني لا أعرف من تقصد!
ويشرفني أن أكون ممن شملتهم دائرة معارفك.
كما أشكرك على الرد على تساؤلي، ولكن لم تجبني عن موضوع توزيع العدد المطبوع.
ـ[عبدالرحمن النافع]ــــــــ[04 Apr 2009, 05:36 م]ـ
أخي محمد العدد سبق و أن ذكرت أننا نوزع 5000 نسخة و هي مجانية، و بالنسبة لوصولها للمدينة فلا أظن إلا إذا أتى من يحملها إلى هناك، لأن التوزيع عندنا محدود و لكن كل من أتى للمكرز الخيري فله نسخة أو أكثر.
أما من أقصده فسأرسل لك على الخاص
سرتني مشاركتك كثيرا
ـ[أبو المهند]ــــــــ[04 Apr 2009, 06:19 م]ـ
زادكم الله من فضله يا دكتور عبد الرحمن وزاد من أجرى معكم هذا الحوار الجيد الطيب الثري.
ـ[سلمان الخوير]ــــــــ[04 Apr 2009, 11:08 م]ـ
رفع الله قدركم يا شيخ عبد الرحمن ...
لقاء ماتع ومفيد وشايق .. نسأل الله أن ينفع به الجميع
أحسنتم الاختيار مع الشيخ د. عبد الرحمن الشهري يا " بصائر "
وشكر الله لأخينا / عبد الرحمن النافع على حسن نقله للموضوع.
ـ[أم ديالى]ــــــــ[05 Apr 2009, 06:38 ص]ـ
لقاء جميل وماتع، وفقكم الله وبارك فيكم ..
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[06 Apr 2009, 12:32 ص]ـ
ما شاء الله 00
فعلا الأمة تحتاج إلى حقائق الأفعال لا عواطف الأقوال 000
كثر الله في الأمة من أمثال الشيخ عبد الرحمن الشهري 000
ـ[عبدالرحمن النافع]ــــــــ[12 Apr 2009, 11:45 م]ـ
ما زلنا نستقبل المشاركات و المداخلات و التعقيبات، و قد وصلتني بعض المشاركات فجزى الله من شارك خيرا
المراسلة على البريد الآتي
as.abomo3ath@gmail.com(/)
قول سليمان عليه الصلاة والسلام: (لأطوفن الليلة على مائة امرأة) ...
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[30 Mar 2009, 04:41 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .. وبعد ..
فقد سبق الكلام حول حديثين لهما علاقة بالتفسير، قد وجَّه لهما أحد الكُتَّاب نقداً عقلياً، كما في الرابطين:
قوله صلى الله عليه وسلم: (خُفَّفَ على داود القرآن) ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=9051) وقوله صلى الله عليه وسلم: (نحن أحق بالشك من إبراهيم) ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=10172)
وفي هذا البحث المختصر سأقف مع حديث ثالث، وبيان معناه، وردِّ الشبهات التي ذكرها صاحب كتاب (نحو تفعيل قواعد نقد متن الحديث) .. وذلك لتعلق هذا الحديث بقصة سليمان عليه الصلاة والسلام في القرآن وذكره في بعض كتب التفسير ..
نص الحديث:
أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " قال سليمان بن داود عليهما السلام: لأطوفنّ الليلة على مائة امرأة ـ أو تسع وتسعين ـ كلهن يأتي بفارس يجاهد في سبيل الله. فقال له صاحبه: قل: إن شاء الله. فلم يقل: إن شاء الله. فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق رجل. والذي نفس محمد بيده لو قال: إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرساناً أجمعون " (1).
وقد رد المؤلف هذا الحديث ووافقه أحد الكتاب الشيعة (2) فقال الأخير: " وفي هذا أيضاً نظر من وجوه: أحدها: أن القوة البشرية لتضعف عن الطواف بهن في ليلة واحدة مهما كان الإنسان قوياً، فما ذكره أبو هريرة من طواف سليمان (ع) بهن مخالف لنواميس الطبيعة لا يمكن عادة وقوعه أبدا.
ثانيها: أنه لا يجوز على نبي الله تعالى سليمان (ع) أن يترك التعليق على المشيئة، ولا سيما بعد تنبيه الملك إياه إلى ذلك، وما يمنعه من قول إن شاء الله؟ وهو من الدعاء الى الله والأدلاء عليه، وإنما يتركها الغافلون عن الله عزوجل، الجاهلون بأن الأمور كلها بيده. فما شاء منها كان وما لم يشأ لم يكن، وحاشا أنبياء الله عن غفلة الجاهلين أنهم (ع) لفوق ما يظن المخرفون.
ثالثها: أن أبا هريرة قد اضطرب في عدة نساء سليمان، فتارة روى إنهن مائة كما سمعت، وتارة روى إنهن تسعون، وتارة روى إنهن سبعون وتارة روى إنهن ستون " (3).
كلام العلماء في معنى الحديث:
قوله: (لأطوفن):
طاف بالشيء إذا دار حوله وتكرر عليه، وهو هنا كناية عن الجماع.
واللام هنا جواب القسم وهو محذوف، أي: والله لأطوفن. ويؤيده قوله في رواية أخرى: (لم يحنث) لأن الحنث لا يكون إلا عن قسم، والقسم لا بد له من مقسم به (4).
قوله: (كلهن يأتي بفارس يجاهد في سبيل الله):
قاله عليه السلام على سبيل التمني للخير، وإنما جزم به لأنه غلب عليه الرجاء، لكونه قصد به الخيرَ وأمرَ الآخرة، لا غرض الدنيا (5).
ونقل ابن حجر عن بعض السلف قوله: " نبّه صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث على آفة التمني والإعراض عن التفويض، قال: ولذلك نسي الاستثناء ليمضي فيه القدر" (6).
قوله: (فقال له صاحبه: قل: إن شاء الله):
في رواية معمر عن طاوس: (فقال له الملك)، وفي رواية هشام بن حجير: (فقال له صاحبه، قال سفيان: يعني الملك). قال ابن حجر: " وفي هذا إشعار بأن تفسير صاحبه بالملك ليس بمرفوع، لكن في مسند الحميدي عن سفيان: (فقال له صاحبه أو الملك) بالشك، ومثلها لمسلم، وفي الجملة ففيه رد على من فسر صاحبه بأنه الذي عنده علم من الكتاب وهو آصف " ثم قال: "قلت: ليس بين قوله (صاحبه) و (الملك) منافاة، إلا أن لفظة (صاحبه) أعم، فمن ثم نشأ لهم الاحتمال، ولكن الشك لا يؤثر في الجزم، فمن جزم بأنه الملك حجة على من لم يجزم" (7).
قوله: (فلم يقل):
قال عياض: " بين في الطريق الأخرى بقوله (فنسي) " (8).
ومعنى قوله (لم يقل): أي بلسانه لا أنه أبى أن يفوض إلى الله بل كان ذلك ثابتاً في قلبه، لكنه اكتفى بذلك أولاً ونسي أن يجريه على لسانه لما قيل له لشيء عرض له (9).
قوله: (فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق رجل):
توضحه الروايات الأخر وهي: (إلا واحداً ساقطاً أحد شقيه)، (ولدت شق غلام)، (نصف إنسان).
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله: (والذي نفس محمد بيده لو قال: إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرساناً أجمعون):
المراد أنه كان يحصل له ما طلب ولا يلزم من إخباره صلى الله عليه وسلم بذلك في حق سليمان عليه السلام في هذه القصة أن يقع ذلك لكل من استثنى في أمنيته، بل في الاستثناء رجو الوقوع، وفي ترك الاستثناء خشية عدم الوقوع (10).
قال ابن حجر: " وفيه جواز السهو على الأنبياء، وأن ذلك لا يقدح في علو منصبهم" (11).
الشبهات التي أوردها المؤلف:
الشبهة الأولى: الاضطراب في عدد النساء (12):
قال: " ومثل هذا الاختلاف في عدد النساء ورد أيضاً في الروايات المختلفة لهذا الحديث في البخاري ... ولكن الإشكال في متن هذا الحديث غير مقتصر على الاضطراب في عدد النساء، بل فيه إشكالات أهم بكثير " (13).
الجواب على هذا الإشكال:
لقد اختلفت الروايات في عدد نساء سليمان عليه السلام ومحصلها:
(ستون (14)، وسبعون (15)، وتسعون (16)، وتسع وتسعون (17)، ومائة (18)). وهذا الاختلاف من الرواة كما قال ابن حجر: " وذكر أبو موسى المديني ... أن في بعض نسخ مسلم عقب قصة سليمان هذا الاختلاف في هذا العدد، وليس هو من قول النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هو من الناقلين" (19).
وجعل الكردي هذا الاختلاف اضطراباً قادحاً في متن الحديث ويمكن الجواب عليه بما يلي:
1 - أن إمكانية الجمع أو الترجيح تنفي الاضطراب: فقد ذكر العلماء أن الاضطراب لا يطلق على ما يمكن فيه الجمع أو الترجيح.
قال ابن الصلاح: " المضطرب من الحديث هو: الذي تختلف الرواية فيه، فيرويه بعضهم على وجه، وبعضهم على وجه آخر مخالف له. وإنما نسميه مضطرباً إذا تساوت الروايتان. أما إذا ترجحت إحداهما بحيث لا تقاومها الأخرى ... فالحكم للراجحة ولا يطلق عليه حينئذ وصف المضطرب ولا حكمه" (20).
وقال ابن كثير في تعريف المضطرب: " وهو أن يختلف الرواة فيه على شيخ بعينه، أو من وجوهٍ أخر متعادلة لا يترجح بعضها على بعض" (21).
وقال أحمد شاكر: " وإن تساوت الروايات وامتنع الترجيح؛ كان الحديث مضطرباً" (22).
وقال القاسمي: " ثم إن رجحت إحدى الروايتين أو الروايات ... فالحكم للراجحة ولا يكون الحديث مضطرباً " (23).
وبهذا يتبين أن الاضطراب الموجب للاطراح هو اختلاف متكافئ، مع تعذر الجمع، أي أنه متقارب ومتقاوم لا نستطيع ترجيح إحدى الروايات على الأخرى (24).
وهذا الحديث بهذا الوصف لا يسمى مضطرباً فإنه لما وقع هذا الاختلاف في العدد لجأ العلماء بالحديث إلى الترجيح أو الجمع بينها.
ولم يتوقفوا عن العمل بهذا الحديث، واستخراج الأحكام الفقهية الكثيرة منه، لأن الجمع أو الترجيح ممكن بين الروايات.
وبيان الجمع والترجيح كما يلي:
أـ الجمع:
ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله قول الجمع بين هذه الروايات فقال: "والجمع بينها أن الستين كنّ حرائر، وما زاد عليهن كنّ سراري، أو بالعكس. وأما السبعون فللمبالغة، وأما التسعون، والمائة؛ فكنّ دون المائة وفوق التسعين، فمن قال (تسعون) ألغى الكسر، ومن قال (مائة) جبره. ومن ثم وقع التردد في رواية جعفر (25) " (26). وقال: " قلت: والذي يظهر مع كون مخرج الحديث عن أبي هريرة، واختلاف الرواة عنه أن الحكم للزائد، لأن الجميع ثقات" (27).
ب ـ الترجيح:
سلك الإمام البخاري رحمه الله مسلك الترجيح حيث ذكر قول شعيب وأبي الزناد وهو: التسعين، ثم قال: " هو أصح " (28).
وغير خافٍ على من له إلمام بمنهج المحدثين أنهم اختاروا هذا المنحى المحتاط في الجمع أو الترجيح، في الحكم على الروايات الصحيحة التي اختلفت لئلا يرفضوا ما هو صحيح.
وكذلك منحوا من ليس عنده علم بالحديث قاعدة واضحة لئلا يقع في رفض الأحاديث الصحيحة لمجرد وقوع نوع من الاختلاف في رواياتها.
وبهذه الدقةِ في الاصطلاح قد صانوا أنفسهم من الحكم الصبياني على الحديث من جهة، ومن جهة أخرى منعوا أدعياء العلم بالحديث من التلاعب به كيف يشاءون (29).
2 - أن الشك في الراوية لا يبطل العمل بالحديث الصحيح:
فإن صحة الحديث توجب القطع به، كما قال ابن الصلاح في الصحيحين وجزم بأنه هو القول الصحيح (30).
قال السخاوي: " وسبقه إلى القول بذلك في الخبر المتلقي بالقبول الجمهورُ من المحدثين والأصوليين، وعامة السلف، بل وكذا غير واحد في الصحيحين" (31).
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو إسحاق الإسفراييني: " أهل الصنعة مجمعون على أن الأخبار التي اشتمل عليها الصحيحان مقطوعٌ بصحة أصولها ومتونها، ولا يحصل الخلاف فيها بحال، وإن حصل فذاك اختلاف في طرقها ورواتها، فمن خالف حكمه خبراً منها وليس له تأويل سائغ للخبر؛ نقضنا حكمه، لأن هذه الأخبار تلقتها الأمة بالقبول" (32).
وقال ابن حجر: " وقد يقع فيها ـ أي في أخبار الآحاد ـ ... ما يفيد العلم النظري بالقرائن على المختار خلافاً لمن أبى ... والخبر المحتف بالقرائن أنواع: منها ما أخرجه الشيخان في صحيحيهما مما لم يبلغ التواتر، فإنه احتفت به قرائن منها: جلالتهما في هذا الشأن، وتقدمهما في تمييز الصحيح على غيرهما، وتلقي العلماء لكتابيهما بالقبول، وهذا التلقي وحده أقوى في إفادة العلم من مجرد كثرة الطرق القاصرة عن التواتر" (33).
وبهذا يُعلم أن مثل هذا الشك في الراوية لا يقدح في الحديث الصحيح لا سيما ما كان في البخاري أو مسلم. وقد وردت أحاديث بمثل هذا وتلقاها العلماء بالقبول والعمل، ومن ذلك حديث جابر رضي الله عنه في قصة بيعه للجمل لرسول الله صلى الله عليه وسلم (34)، فقد اختلف الرواة في قدر الثمن بما هو أكثر اختلافاً من الاختلاف في عدد النساء هنا.
الشبهة الثانية: أن سليمان عليه السلام قد رفض الاستثناء ولا يقع ذلك من نبي:
ومحصل هذه الشبهة مركب من أمور هي:
1 - أن سليمان عليه السلام قد رفض هذا الاستثناء.
2 - أنه لا يقع ذلك من نبي.
3 - أن ما فعله سليمان عليه السلام لا يكون نسياناً بعد التذكير.
قال الكردي: " كيف يُذَكَّر نبيٌ عظيم من أنبياء الله تعالى ـ وهو سليمان الحكيم ـ الذي سُمي بذلك لحكمته ورجاحة رأيه، بضرورة الاستثناء بإن شاء الله فيرفض أن يقولها؟!، ومن الغرائب ما ورد في أحد طرق الحديث من أن سليمان ـ بعد ما ذكّره صاحبه ـ لم يقل ونسي (35)، هذا في حين أن النسيان قد يقع عند عدم التذكير، أما إذا ذكر الإنسان بقول شيء، ومع ذلك لم يقله، فهذا لا يسمى نسياناً! " (36).
والجواب على هذه الشبهة كما يلي:
أولاً: أن الكردي يفتري على سليمان عليه السلام بقوله (رفض):
فكلمة (رفض) التي عبّر بها هنا تحمل في طياتها ـ كما هو معلوم ـ معنى البغض أو الكره، وهو بهذا يعظم العجب من قصة الحديث وينكرها، ولم يرد في نص الحديث أن سليمان عليه السلام رفض، بل الوارد ـ كما في البخاري ـ أنه (نسي) (37). ولا شك أن هناك فرقاً بين التعبيرين.
ثانياً: أن النسيان واقع من الأنبياء عليه الصلاة والسلام:
فالنسيان واقع من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وقد أثبته القرآن الكريم الذي يعجز الكردي عن رده قال تعالى: (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزماً) [طه:115]. ولو كان نسيان آدم عليه السلام مما لا يُؤاخذ عليه لما آخذه الله تعالى.
قال ابن جرير: " إن النسيان على وجهين:
أحدهما: على وجه التضييع من العبد والتفريط.
والآخر: على وجه عجز الناسي عن حفظ ما استحفظ ووكل به، وضعف عقله عن احتماله.
فأما الذي يكون من العبد على وجه التضييع منه والتفريط، فهو تركٌ منه لما أمر بفعله. فذلك الذي يرغب العبد إلى الله عز وجل في تركه مؤاخذته به، وهو النسيان الذي عاقب الله عز وجل به آدم صلوات الله عليه فأخرجه من الجنة، فقال في ذلك: (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزماً) [طه:115] " (38).
وقال ابن عطية: " ونسي معناه: ترك، ونسيان الذهول لا يمكن هنا، لأنه لا يتعلق بالناسي عقاب" (39).
بل قد ذكر الله تعالى ما هو أشد من ذلك فقال جل وعلا: (فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى) [طه:121].
وما يقع من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من ذلك غير قادح في مقام النبوة والعصمة كما قال الشنقيطي: " ولا شك أنهم صلوات الله عليهم وسلامه إن وقع منهم بعض الشيء فإنهم يتداركونه بصدق الإنابة إلى الله حتى يبلغوا بذلك درجة أعلى من درجة من لم يقع منه ذلك. كما قال هنا: (وعصى آدم ربه فغوى) [طه: 121] ثم أتبع ذلك بقوله: (ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى) [طه:122] " (40).
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا كان النسيان قد وقع من الأنبياء السابقين عليهم السلام فإنه قد وقع من نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم فجاءت الآية في ذلك: (ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً، إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشداً) [الكهف: 23 ـ 24].
فقد روى ابن إسحاق (41) والطبري في أول سورة الكهف (42) والواحدي في سورة مريم (43): أن المشركين لما سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن أهل الكهف وذي القرنين وعدهم بالجواب عن سؤالهم من الغد ولم يَقُل " إن شَاءَ الله " فلم يأته جبريل عليه السلام بالجواب إلا بعد خمسة عشرَ يوماً. وقيل: بعد ثلاثة أيام.
قال ابن عاشور: " فكان تأخير الوحي إليه بالجواب عتاباً رمزياً من الله لرسوله عليه الصلاة والسلام كما عاتب سليمان عليه السلام ... ثم كان هذا عتاباً صريحاً فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سئل عن أهل الكهف وعد بالإجابة ونسي أن يقول: «إن شاء الله» كما نسي سليمان، فأعلم الله رسوله بقصة أهل الكهف، ثم نهاه عن أن يَعِد بفعل شيء دون التقييد بمشيئة الله" (44).
وبهذا يتبين أن ما استنكره الكردي هنا؛ واقعٌ من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وغير قادح في مقامهم الكريم، ولا ينقص من قدرهم وعلوّ شأنهم، إذ هم المصطفون من ربهم لتبليغ رسالات الله تعالى، وهم أكرم الخلق على الله تعالى.
ولعل الكاتب هنا لم يلتفت إلى كل ما سبق، بل لم ينتبه إلى وقوع العتاب في القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم في غير ما آية، والظاهر أن الهوى كما قيل يُعمي ويُصمّ، وقد قال تعالى: (ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله) [ص: 26]. نعوذ بالله من الخذلان.
ثالثاً: أن النسيان يطلق في اللغة بمعنى الترك ولو مع الذكر:
وقد استنكر الكردي ذلك فقال: " ومن الغرائب ما ورد في أحد طرق الحديث من أن سليمان ـ بعد ما ذكّره صاحبه ـ لم يقل ونسي، هذا في حين أن النسيان قد يقع عند عدم التذكير، أما إذا ذكر الإنسان بقول شيء، ومع ذلك لم يقله، فهذا لا يسمى نسياناً! " (45).
والقارئ في كلامه ذلك يحسب أن الرجل قد استقرأ كتب اللغة والمعاجم فلم يجد ذلك، بينما الحقيقة أن ذلك الاستعمال موجود في كلام العرب بل في القرآن العظيم الذي لا يُتصور أن الكاتب لم يقرأه.
قال الشنقيطي: " والعرب تطلق النسيان وتريد به الترك ولو عمداً، ومنه قوله تعالى: (قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تُنسى) [طه: 126] " (46).
وقال الراغب الأصفهاني: " النسيان: ترك الإنسان ضبط ما استودع؛ إما لضعف قلبه، وإما عن غفلة، وإما عن قصد حتى ينحذف عن القلب ذكره" (47).
وقال ابن فارس: " النون والسين والياء أصلانِ صحيحان: يدلُّ أحدهما على إغفال الشيء، والثاني على تَرْك شيء" (48).
فهذه كتب اللغة وأئمتها ناطقون بنقيض ما يقوله الكردي الخابط بغير علم، ولا شك من أن حبل الكذب قصير كما قال هو نفسه (49).
رابعاً: ما العجب في تقدير الله تعالى ذلك على سليمان عليه السلام:
إذا علمنا فيما سبق أن هذا الفعل لا يقدح في مقام النبوة؛ فليس في المقام ما يُتعجب منه، فالله تعالى قد أخبر أنه ابتلى الأنبياء في القرآن وعاتبهم: آدم، ونوحاً، وأيوب، وسليمان وغيرهم عليهم أزكى الصلاة وأتم السلام.
قال تعالى: (ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسداً ثم أناب) [ص: 34].
وقال: (واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب) [ص: 41].
وقال: (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزماً) [طه:115].
وقال: (قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين) [هود: 46].
وقال لنبينا الكريم صلى الله عليه وسلم: (عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين) [التوبة: 43].
وقال: (ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم) [الأنفال: 67].
وقال: (عبس وتولى، أن جاءه الأعمى، وما يدريك لعله يزكى) الآيات [عبس: 1 ـ 3].
(يُتْبَعُ)
(/)
فما العجب ـ بعدما أخبر الله تعالى عن أنبياءه بذلك ـ أن يَرِدَ تفصيل ذلك في السنة النبوية، والله تعالى يبتلي الأنبياء والمؤمنين كل على قدر إيمانه، قال صلى الله عليه وسلم: "إن من أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" (50).
وهكذا فليس في الحديث ما يُتعجب منه ويستنكر لأجله، إلا في عقل من أضله اتباع الهوى، وأعماه الجهل عن رؤية الحق، وقد قال تعالى: (فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين) [القصص: 50].
خامساً: أن سليمان عليه السلام لم يستثنِ لحكمةٍ قدرها الله تعالى وليس لأنه قد غفل عن التعلق بالله تعالى:
صَوَّرَ الكردي أن هذا الحديث يطعن في مقام سليمان عليه السلام فقال: " كيف يُذَكَّر نبيٌ عظيم من أنبياء الله تعالى ـ وهو سليمان الحكيم ـ الذي سُمي بذلك لحكمته ورجاحة رأيه، بضرورة الاستثناء بإن شاء الله فيرفض أن يقولها؟! " (51).
ولذلك فإنه من البدهي أن يقال: ليس في الحديث ما يطعن في ذلكم المقام الكريم للنبي سليمان عليه السلام، ولقد كان ذلك تقديراً من الله عليه لحكمة بينها العلماء، وأنه لم يقل ذلك بلسانه، ولم يغفل قلبه عن ربه.
قال العيني: " قوله (فلم يقل إن شاء الله): فلم يقل سليمان إن شاء الله بلسانه، لا أنه غفل عن التفويض إلى الله تعالى بقلبه، فإنه لا يليق بمنصب النبوة. وإنما هذا كما اتفق لنبينا لما سئل عن الروح والخضر وذي القرنين فوعدهم أن يأتي بالجواب غداً جازماً بما عنده من معرفة الله تعالى، وصدق وعده، في تصديقه وإظهار كلمته، لكنه ذهل عن النطق بها لا عن التفويض بقلبه، فاتفق أن يتأخر الوحي عنه ورمي بما رمي به لأجل ذلك، ثم علمه الله بقوله تعالى: (ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً) [الكهف: 23] فكان بعد ذلك يستعمل هذه الكلمة حتى في الواجب" (52).
ولعل من الحكم في ذلك بيان أهمية تعليق الأمور كلها بمشيئة الله تعالى، وقد أدب الله بذلك نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم.
قال ابن الجوزي في بيان فضل الاستثناء: " وهذه الكلمة لما أهمل ذكرها سليمان عليه السلام في قوله (لأطوفن الليلة على مائة امرأة تلد كل امرأة غلاماً) لم يحصل له مقصوده. وإذا أطلقت على لسان رجل من يأجوج ومأجوج فقال (غداً يحفر السد إن شاء الله) نفعتهم فقدر على الحفر، فإذا فات مقصود نبي بتركها وحصل مراد كافر بقولها، فليُعرف قدرها، وكيف لا وهي تتضمن إظهار عجز البشرية وتسليم الأمر إلى قدرة الربوبية" (53).
وبهذا يتبين أن مقام النبوة بعيد كل البعد عن اللمز الذي أراده الكاتب من هذا الحديث، بل هو مقتضى البشرية التي أخبر الله تعالى بها عن أنبياءه، ومقتضى الابتلاء من الله لعباده المؤمنين.
الشبهة الثالثة: أنه لا يمكن لبشر مجامعة هذا العدد من النساء ولا يليق ذلك بنبي:
قال الكردي: " والإشكال الآخر: كيف لإنسان بشر أن يطوف على مائة امرأة فيجامعهن كلهن في ليلة واحدة! أي في عدة ساعات! وهل يليق هذا بنبي من أنبياء الله؟! " (54).
والجواب على هذه الشبهة:
نقول لماذا هذا الإنكار المجرد على سليمان عليه السلام أن يمتلك تلك القوة الجسدية، وقد آتاه الله من الملك ما لم يؤته أحداً من قبله، فقد كان يكلم الدواب، وتحشر له الجيوش من الإنس والجن والطير، ويصرِّف الجن، وتسير الرياح بين يديه بأمر ربه.
قال تعالى: (قال رب اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب، فسخرنا الرياح تجري بأمره رخاء حيث أصاب، والشياطين كل بناء وغواص، وآخرين مقرنين في الأصفاد، هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب، وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب) [ص: 35 ـ 40].
فسليمان عليه السلام كان ملكاً نبياً وقد آتاه الله من النعيم ما لم يؤته أحداً من قبله، وقد آتاه الله من كل شيء قال تعالى: (وورث سليمان داود وقال يا أيها الناس عُلمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل المبين) [النمل:16].
وهذا الحديث هو في منظومة هذه الآيات وفي سياقها يذكر بعضَ ما أنعم الله به على سليمان عليه السلام من القوة الجسدية، فما المستغرب في الأمر؟!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا شك أن من يؤمن بهذه الآيات؛ فالإيمان بما احتواه هذا الحديث عليه أيسر وأولى، إذ كيف يصدق العقل مكالمة البشر للدواب، وتصريفه للريح، واستخدام الجن والشياطين وتصفيدهم، ثم بعد ذلك كله ينكر إمكانية أن يمده الله بهذه القوة الجسدية.
ثم كيف يمكن لسليمان عليه السلام أن يقوم بتدبير تلك المملكة المترامية الأطراف والأتباع من الإنس والجن والطير، وكيف يمكن له عليه السلام إحصاؤهم واكتشاف الهدد المتغيب عن حضور الجند، هل يرفض العقل أن يكون هذا النبي الكريم عليه السلام قد أوتي من القوة في الجسم ما لم يؤته الله إلا لمن علم هو سبحانه من عباده.
ولا شك أن قلة العقل واتباع الهوى؛ سبب في هذا الاضطراب والتردد عند الكاتب، فهو يصف في بداية كلامه على هذا الحديث سليمان عليه السلام بأنه " نبي عظيم " (55) ثم بعد ذلك ينكر بعض جوانب تلك العظمة التي خصها الله تعالى بمن شاء من عباده.
ولذلك فإن العلماء قد جعلوا هذا الحديث دليلاً على كمال الأنبياء عليهم السلام بخلاف فهم الكاتب الذي رأى أن ذلك غير لائق بالأنبياء:
قال العيني: " وفيه ما كان الله تعالى خص به الأنبياء من صحة البنية وكمال الرجولية، مع ما كانوا فيه من المجاهدات في العبادة. والعادة ـ في مثل هذا لغيرهم ـ الضعف عن الجماع. لكن خرق الله تعالى لهم العادة في أبدانهم، كما خرقها لهم في معجزاتهم وأحوالهم، فحصل لسليمان عليه الصلاة والسلام من الإطاقة أن يطأ في ليلة مائة ... وليس في الأخبار ما يحفظ فيه صريحاً غير هذا إلا ما ثبت عن سيدنا رسول الله أنه أعطي قوة ثلاثين رجلاً في الجماع (56) ... وكان إذا صلى الغداة دخل على نسائه فطاف عليهن بغسل واحد ثم يبيت عند التي هي ليلتها (57) وذلك لأنه كان قادراً على توفية حقوق الأزواج وليس يقدر على ذلك غيره مع قلة الأكل" (58).
الشبهة الرابعة: هل يمكن أن سليمان عليه السلام قد توقف بعد ذلك، حتى يرى ما أمل من الأبناء:
قال الكردي: " إذا كان سليمان قد ترك قول (إن شاء الله) عامداً (59) في تلك الليلة، أفلم يجامع بعد ذلك أحداً من نسائه المائة في الليالي التالية؟ فكيف لم تحمل أي منهن؟ أم أنه توقف عن الجماع لمدة تسعة أشهر حتى يرى نتيجة جماعاته في تلك الليلة؟! " (60).
فالجواب على هذه الشبهة:
أن ما يسأل عنه الكاتب هنا، جوابه في متن الحديث الذي يُنكره، فإن آمن به وصدق؛ فإنه لا محالة سيعلم أن سليمان عليه السلام لم يلد له من تلك النسوة من هذا الجماع سوى امرأة ولدت شق رجل، أما ما كان بعد ذلك فلم يرد النص فيه، ولا خبر فيه عن الرسول صلى الله عليه وسلم فأنى له بالوصول إليه، ولا يمكن للعقل أن يصل للأخبار الغيبية إلا بالسمع.
وليس الجهل به قادحٌ في صحة هذا الحديث، بل السؤال مقلوب عليه فيقال: هل طاف (61) سليمان عليه السلام بعد ذلك بنسائه؟، وهل عنده خبر عن ما حدث بعد ذلك من تفاصيل.
وأختم هذا الحديث بالصلاة والسلام على النبي الكريم سليمان بن النبي الكريم داود عليهما السلام وبقوله تعالى في مدحه والثناء عليه: (ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب) [ص: 30].والله تعالى أعلم ... 2/ 4 / 1430هـ
ــــــــــــــــ
الحواشي:
(1) صحيح البخاري: كتاب الجهاد والسير: باب من طلب الولد للجهاد: (6/ 41) برقم (2819).
(2) وهو عبد الحسين شرف الدين الموسوي.
(3) انظر كتاب: أبو هريرة لعبد الحسين الموسوي: (74).
(4) انظر: فتح الباري: (6/ 530 ـ 531).
(5) السابق: (6/ 531).
(6) السابق: (6/ 531).
(7) السابق: (6/ 531 ـ 532).
(8) السابق: (6/ 532). والرواية في البخاري في كفارات الأيمان: باب الاستثناء في الأيمان: (22/ 193) رقم (6720).
(9) انظر فتح الباري: (6/ 532).
(10) انظر السابق: (6/ 532).
(11) السابق: (6/ 533).
(يُتْبَعُ)
(/)
(12) جاء في التوراة أنه كان لسليمان عليه السلام سبع مئة من النساء السيدات، وثلاث مئة من السراري. انظر: (سفر ملوك الأول: الإصحاح 11). وكذلك ثبت في كتب الشيعة ما يدل على كثرة نساء سليمان عليه السلام. فقد أثبت الطبرسي في تفسيره مجمع البيان (8/ 475) أثبت هذا الحديث من طريق أبي هريرة رضي الله عنه!!. وأما من طريق أهل البيت رضي الله عنهم كما في: تفسير البرهان (4/ 43) "عن الحسن بن جهم قال: رأيت أبا الحسن (ع) اختضب فقلت: جعلت فداك اختضبت فقال: نعم إن التهيئة مما يزيد في عفة النساء - إلى أن قال:- كان لسليمان بن داود ألف امرأة في قصر واحد ثلاثمائة مهيرة وسبعمائة سريّة" .. ونقل نعمة الله الجزائري في كتابه "قصص الأنبياء" (ص407): عن أبي الحسن (ع) قال: كان لسليمان بن داود ألف امرأة في قصر واحد، وثلاثمائة مهيرة وسبعمائة سرّية، ويطيف بهن في كل يوم وليلة.وعلق الجزائري على الرواية ما نصه: (أقول: يحمتل طواف الزيارة، الأظهر أنه طواف الجماع).وفي المصدر نفسه (ص 408): عن أبي جعفر (ع) قال: كان لسليمان حصن بناه الشياطين له، فيه ألف بيت في كل بيت منكوحة، منهن سبعمائة أمة قطبية وثلاثمائة حرة مهيرة، فاعطاه الله تعالى قوة أربعين رجلا في مباضعة النساء، وكان يطوف بهن جميعا ويسعفهن. وقال الكاشاني في كتابه "المحجة البيضاء " (6/ 282) باب " بيان أقسام ما به العجب وتفصيل علاجه) ما نصه: (كما روي عن سليمان عليه السلام أنه قال: لأطوفنّ الليلة على مائة امرأة تلد كل امرأة غلاماً الحديث ولم يقل إن شاء الله فحرم ما أراد من الولد .. ).
(13) نحو تفعيل قواعد نقد متن الحديث: (188).
(14) صحيح مسلم في: باب الاستثناء: (11: 147) رقم (4375).
(15) صحيح البخاري (مع الفتح): كتاب أحاديث الأنبياء: باب قول الله تعالى: (ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب): (6/ 528) برقم (3424).
(16) صحيح البخاري (مع الفتح): كتاب الأيمان والنذور: باب كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم: (11/ 533) برقم (6639)، وفي كتاب كفارات الأيمان: باب الاستثناء في الأيمان: (11/ 610) برقم (6720).
(17) صحيح البخاري (مع الفتح) كتاب أحاديث الأنبياء: باب قول الله تعالى: (ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب): (6/ 528) برقم (3424).
(18) صحيح البخاري: كتاب الجهاد والسير: باب من طلب الولد للجهاد: (6/ 41) برقم (2819).
(19) فتح الباري: (11/ 614).
(20) مقدمة ابن الصلاح: (122).
(21) اختصار علوم الحديث ومعه الباعث الحثيث: (1/ 221).
(22) الباعث الحثيث: (1/ 221).
(23) قواعد التحديث: (132).
(24) انظر: إتحاف النبيل: (59).
(25) صحيح البخاري: كتاب الجهاد والسير: باب من طلب الولد للجهاد: (6/ 41) برقم (2819).
(26) فتح الباري: (10/ 222).
(27) فتح الباري: (6/ 615).
(28) صحيح البخاري (مع الفتح) كتاب أحاديث الأنبياء: باب قول الله تعالى: (ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب): (6/ 528) برقم (3424).
(29) انظر: زوابع في وجه السنة لصلاح الدين مقبول: (182).
(30) مقدمة ابن الصلاح: (10)، وقواعد التحديث: (44).
(31) فتح المغيث: (1/ 51).
(32) انظر: مرقاة المفاتيح: (1/ 117)، وفتح المغيث: (1/ 51)، وقواعد التحديث: (44)، وتوجيه النظر إلى أصول الأثر: (1/ 307).
(33) نزهة النظر: (48 ـ 49).
(34) رواه البخاري في صحيحه: في الشروط: باب إذا اشترط البائع ظهر الدابة إلى مكان مسمى جاز: (10/ 52) برقم (2718).
(35) صحيح البخاري في النكاح: باب قول الرجل لأطوفن الليلة على نسائه: (17/ 383) رقم (5242).
(36) نحو تفعيل قواعد نقد متن الحديث: (188 ـ 189).
(37) رواها البخاري في كفارات الأيمان: باب الاستثناء في الأيمان: (22/ 193) رقم (6720).
(38) جامع البيان: (6/ 133).
(39) المحرر الوجيز: (1268 ـ 1269)، ونقله القرطبي في الجامع لأحكام القرآن: (11/ 251).
(40) أضواء البيان: (4/ 177).
(41) سيرة ابن هشام: (1/ 306).
(42) جامع البيان: (17/ 593).
(43) أسباب النزول: (1/ 108).
(44) التحرير والتنوير: (8/ 357).
(45) نحو تفعيل قواعد نقد متن الحديث: (188 ـ 189).
(46) أضواء البيان: (4/ 175).
(47) المفردات: (803).
(48) معجم مقاييس اللغة: (5/ 337).
(49) نحو تفعيل قواعد نقد متن الحديث: (215).
(50) رواه الإمام أحمد في المسند بهذا اللفظ: (6/ 369) رقم (27124)، وابن حبان في صحيحه: (12/ 331)، رقم (2983)، والبيهقي في السنن الكبرى: (2/ 123) رقم (6772). قال الهيثمي: "وإسناد أحمد حسن ". مجمع الزوائد: (2/ 345) رقم (3740). وقال الأرنؤوط: " حديث صحيح لغيره ". المسند: (6/ 369).
(51) نحو تفعيل قواعد نقد متن الحديث: (188 ـ 189).
(52) عمدة القاري: (21/ 242 ـ 243).
(53) كشف المشكل من حديث الصحيحين: (1/ 332).
(54) نحو تفعيل قواعد نقد متن الحديث: (189).
(55) نحو تفعيل قواعد نقد متن الحديث: (188).
(56) رواه عبد الرزاق في مصنفه: (7/ 507) رقم (14052)، وابن خزيمة في صحيحه: (1/ 426) رقم (233).
(57) انظر: صحيح ابن خزيمة: (5/ 423) رقم (1225).
(58) عمدة القاري: (21/ 244 ـ 245).
(59) هذا على عادة الكاتب في التلبيس وإرادة الهويل، فلم يرد النص بالعمد وإنما بالنسيان، وقد سبق الحديث عن ذلك.
(60) نحو تفعيل قواعد نقد متن الحديث: (189).
(61) هذه عبارة النبي صلى الله عليه وسلم وفيها الأدب مع مقام الأنبياء على خلاف ما يستعمله الكردي كثيراً، ولا عجب فهو لم يذكر الصلاة والسلام على الأنبياء في جميع المواضع التي بحثت فيها إلا قليلاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب القراءات]ــــــــ[30 Mar 2009, 09:00 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا مبارك على هذا البحث القيم , وفقك الله وفتح عليك وزادك علما
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[30 Mar 2009, 03:04 م]ـ
الشيخ الفاضل فهد رعاه الله
جزاك الله خيراً واستعملك في طاعته ما حييت،
اسمح لي بالملاحظات والاستفسارات التالية:
أولاً: من المناسب هنا أن ننبه إلى أنّ صحة هذا الحديث لا تعني صحة الربط بينه وبين تفسير الآية الكريمة:" ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسداً ... ".
ثانياً: هل صح الحديث المتعلق بعدم استثناء الرسول عليه السلام؟
ثالثاً: إذا كان الاختلاف في عدد النساء من الرواة فلماذا نصر على عدد محدد، ألا يمكن القول إن الكلام كان في معرض التكثير ولا يقصد العدد. وهل يجوز للراوي أن يخمّن، وإذا وهم الراوي في جزء من الحديث ألا يضعف هذا روايته في جزء منها، وهو هنا العدد؟
رابعاً: إذا كان العدد 90 هو الأصح فإن ذلك يعني أن فعله عليه السلام استمر لمدة ليلة. ولو افترضنا أنها 12 ساعة فهذا يعني أن حظ كل امرأة من المعاشرة الكريمة كان 8 دقائق. فأين وقت الانتقال والتهيّوء والمعاشرة بالمعروف؟!
خامساً: ما ورد تحت عنوان (الجمع) ليس بمقنع وإن ورد من عالم كبير.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[30 Mar 2009, 03:41 م]ـ
رابعاً: إذا كان العدد 90 هو الأصح فإن ذلك يعني أن فعله عليه السلام استمر لمدة ليلة. ولو افترضنا أنها 12 ساعة فهذا يعني أن حظ كل امرأة من المعاشرة الكريمة كان 8 دقائق. فأين وقت الانتقال والتهيّوء والمعاشرة بالمعروف؟!
.
حقيقة ملاحظة جيدة، ولعل لفظ "امرأة" في الحديث يوحي لك بالجواب، فإذا كان عند سليمان عليه السلام سبع مئة من السراري حسب بعض الروايات، فطوافه ممكن وبخاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار الغرض الذي من أجله أقدم على ذلك الفعل.
ثم إن سليمان كان ملكاً والملك تأتي السرية إليه وليس هو ينتقل إليها وإن كان لفظ "لأطوفن" يوحي بخلاف ذلك.
والله أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[30 Mar 2009, 07:14 م]ـ
السلام عليكم
ينبغى - و نحن أمام أمور بشأن الأنبياء تحار فيها العقول و لا تحيلها - أن نستحضر أن الأنبياء قد أيدهم الله بآيات و خوارق و لعل معاشرة سليمان - عليه السلام - هذا الكم من النساء - بغض النظر عن تحديده - يدخل تحت هذه الخوارق الذى أكرم الله أنبيائه بها فلا مجال للعقل هنا في اعتراض أو الاستفسار - طبعا إذا صحت نسبة تلك الخوارق - .........
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[01 Apr 2009, 01:48 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا مبارك على هذا البحث القيم , وفقك الله وفتح عليك وزادك علما
آمين وإياك يا أبا أسامة ...
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[01 Apr 2009, 01:55 ص]ـ
الشيخ الفاضل فهد رعاه الله
جزاك الله خيراً واستعملك في طاعته ما حييت،
اسمح لي بالملاحظات والاستفسارات التالية:
أولاً: من المناسب هنا أن ننبه إلى أنّ صحة هذا الحديث لا تعني صحة الربط بينه وبين تفسير الآية الكريمة:" ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسداً ... ".
.
أخي الكريم الشيخ أبا عمرو البيراوي وفقه الله، أشكرك على اطلاعك وملحوظاتك القيمة، وبالنسبة لهذه الملحوظة الأولى فهي صحيحة ولا شك فيها، ولم أربط بين الآية وبين هذا الحديث، وإنما كان من الدوافع لاختيار هذا الحديث وروده في كثير من كتب التفسير وتشكيك البعض في صحته بمنطق العقل والهوى .. وليس المراد مناقشة صحة ارتباطه بالآية بقدر الرد على الطاعنين فيه .. وليتك تتكرم ببيان وجهة نظرك الكريمة في العلاقة بين الحديث والآية حيث ورد في بعض التفاسير مقروناً بتفسيرها ..
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[01 Apr 2009, 12:26 م]ـ
الشيخ الفاضل فهد وفقه الله،
أولاً: واضح من كلامك أنك لم تربط بين هذا الحديث وتفسير الآية الكريمة، ولكن أحببت أن أنبه إلى ذلك لتكتمل الصورة.
ثانياً: بعض كتب التفسير تأتي بالحديث في معرض تفسير الآية الكريمة:" ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسداً .... ". وهذا من الخطأ لأن نص الحديث لا يربط، ولم يرد الحديث عن الرسول عليه السلام في معرض تفسير الآية.
ثالثاً: عندما يولد لسليمان عليه السلام طفل ناقص الخلق لا يعني ذلك أنه ألقي على كرسي الملك.
(يُتْبَعُ)
(/)
رابعاً: كذلك لا يصح ما يذكره البعض من قصص تتعلق بخاتم سليمان وسيطرة شيطان على ملكه.
خامساً: إليك هذا النقل عن شيخي، وهي محاولة لفهم الآية الكريمة:
((جاء في سورة ص: " ووهبنا لداود سليمان، نعم العبدُ إنه أوّاب، إذ عُرض عليه بالعَشي الصافناتُ الجياد…".
تصف الآية الكريمة الخيل بأنّها صافنات، وبأنها جياد. واللافت أنّ الصفة الثانية هي نقيض للصفة الأولى؛ فمعلوم أنّ الخيل عند راحتها تكون قائمة لا تتحرك، بل تنام وقوفا، وصمتها فيه هدوء ووقار، فأنت تعجب من هذا الحيوان الذي يمضي حياته واقفا، وتعجب كيف ينام واقفا، وتعجب كيف لا يرهقه الوقوف! ويزول العجب عندما نعلم أنّ القانون في خلق الخيل، يختلف عنه في خلق الإنسان، وخلق الكثير من الحيوانات التي تنام مستلقية، فراحة الحصان في وقوفه. والهدوء العميق لهذا الكائن، وصمتُهُ ووقاره، كل ذلك هي المقدّمات الضرورية التي تُفجّر حيويّته ونشاطه.
نعم إنّه الجواد الذي يجودُ بالحركة، ويفيضُ بالنشاط. ويندر أن نجد في الحيوانات حيواناً يماثله في هذه المتناقضات؛ فهو الساكنُ المتحرك، والصامتُ المتفجّر.
آية في سورة ص، جاءت عقب الآيات سالفة الذكر، لا تزال لغزاً على الرُّغم من أقوال المفسرين الكثيرة فيها: " ولقد فتنا سليمانَ وألقينا على كُرسيّه جسداً ثمّ أناب". وليس هذا مقام الإفاضة في تفسيرها، وأكثر ما جاء فيها من تفسير لا يستند إلى دليل معتبر. وقد يكون الأقرب إلى الصواب أن نقول: بأنّ الجسد الذي حلّ في كرسي المُلْك هو سليمان، عليه السلام. وقُلنا (حلّ) لأننا وجدناها أليق بمقام سليمان، عليه السلام. ومن لطائف القرآن الكريم أن يقول سبحانه وتعالى: " وألقينا على كرسيّه"، ولم يقل: " وألقيناه على كرسيّه". هذا إذا كان المقصود سليمان، عليه السلام؛ لأنّ كلمة ألقيناه تفيد الإلقاء وقد توهم النبذ على خلاف ألقينا. والذي يبدو لنا راجحاً هو احتمال أن يكون سليمان، عليه السلام، قد أصيب بمرض أقعده عن الحركة، أو تحول إلى جسد ساكنٍ لا حراك فيه، واستمر على هذه الحال مدّة من الزمن، ثم شفاهُ الله وعافاهُ مما حلّ به، عليه السلام. وقد يعزز هذا القول أنّ الآيات التي تلي هذه القصّة جاءت على ذكر أيوب، عليه السّلام، وما حلّ به من بلاء: " واذكر عبدنا أيّوب إذ نادى ربّهُ أنّي مَسَّنِيَ الشيطانُ بنُصْبٍ وعذاب ". ويعززهُ أيضاً قوله تعالى: " ثمّ أناب "، لأنّ من معانيه أنّهُ رجع إلى حالة الصّحّة والمعافاة. واستخدام ثُمّ التي هي للتراخي يؤكّدُ ذلك؛ لأنّ سرعة الإنابة، التي فيها معنى التّوبة، هي من مستلزمات صفة الأوّاب التي وصف بها سليمان، عليه السلام. وهذا يعني أنّ الإنابة هنا لا علاقة لها بالرجوع إلى الله، بل الرجوع إلى الصّحة والمعافاة بعد وقتٍ فيه طول.
المدّة الزمنية التي يُحتمل أن يكون سليمان، عليه السلام، قضاها فاقداً للقدرة على الحركة، والقدرة على إدارة شؤون الدولة، لا بُدّ أن تكون فرصة للتدبر والتأمّل، وإعادة النظر في أمر المُلْك والسلطان، والنظر فيما يمكن أن يفعله الحاكم الذي يملك الجاه والسلطان والقوة. ويمكننا أن نتصوّر الأماني والأمنيات التي تجول في خاطر من فقد القدرة على الإدارة والحكم، وهو لا يزال على كرسيّه سلطاناً معترفاً به. إنّ هذه اللحظات الجليلة تجعل المرء يدرك أنّ الحَوْل والطَوْل كله لله. ومن يمرّ من الصالحين بمثل بهذه التجربة لا يمكن أن يغترّ بالقوة والسلطان، وعلى وجه الخصوص عندما يكون أواباً منيباً لله تعالى.
من يقرأ الآيات التي تلي هذه الآية يجدها مفعمة بالحركة، والقوة، والتسخير، والعطاء الوفير. ويجد سلطاناً يُعطى من كل شيء، ثم هو لا يحاسب: "هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب". والمتدبر للآيات يجد أنّ سليمان، عليه السلام، قد انتقل من النقيض إلى النقيض، تماماً كحالة الصافنات الجياد؛ فسكون تلك الصافنات هو المقدمة الضرورية للحيويّة المتفجرة، والحركة الفعّالة. وقد لاحظنا هذا في حالة سليمان، عليه السلام، بعد شفائه من مرضه؛ فقد أصبح سلطاناً يوظّفُ كل ما سُخّر له من أجل رعيته، ومن أجل الحقيقة التي يؤمن بها، وقد بلغ عهده في الحضارة والمدنيّة الأوج، إلى درجة أن نجد الأمم التي جاءت من بعده تنسب كل شيء خارق وعظيم إلى عصره، عليه السّلام. فإذا
(يُتْبَعُ)
(/)
كانت حالة الصفون في الخيل هي المقدّمة الضروريّة لحالة الجَود، فإنّ حالة سليمان، عليه السلام، في سكونه على كرسيّهِ كانت المقدّمة لإطلاق طاقاته الفاعلة، الموهوبة له من الله تعالى، لإحداث نقلة عظيمة في حياة البشر، وتكون على يديه، عليه السلام، تكريماً له.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 Apr 2009, 02:32 م]ـ
الآية تدل على أن الله تعالى فتن سليمان عليه السلام بحادثة كما فتن أبيه دواد عليه السلام بقضية الخصمين كما قال تعالى: ( ..... وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ (24) فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآَبٍ (25) سورة ص
هذه الفتنة التي فتن بها سليمان عليه السلام هي كما قال الله تعالى:
"وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا"
وإذا رجعنا إلى لفظ الجسد في القرآن وجدناه يستخدم في ما لا حياة فيه ولا حركة، كقوله تعالى:
(وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا) وقوله (وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ)
والمراد بالكرسي هنا كرسي الملك،وهذا يدل على أن سليمان ابتلي في ملكه، فمن يجرؤ أن يجلس على كرسي الملك؟
وهذا يدل أن سليمان عليه السلام قد ظهر في موقف العاجز، والله أعلم بسبب هذه الفتنة إلا أن السياق يشير إلى أن سليمان عليه السلام استشعر ذنبا كما هو في قوله تعالى " ثُمَّ أَنَابَ " فكان منه ذلك الدعاء الذي يطلب فيه المغفرة والملك الذي لا يتطرق إليه مثل هذا الموقف الذي يظهر فيه الملك عاجزا عن التصرف في أخص مظاهر ملكه وهو الجلوس على عرشه.
وأعتقد أن المعنى الذي ذكره الأخ أبو عمرو عن شيخه بأن الذي ألقي هو سليمان لا يساعده السياق.
هذا والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[نواف الحارثي]ــــــــ[02 Apr 2009, 09:30 ص]ـ
رابعاً: إذا كان العدد 90 هو الأصح فإن ذلك يعني أن فعله عليه السلام استمر لمدة ليلة. ولو افترضنا أنها 12 ساعة فهذا يعني أن حظ كل امرأة من المعاشرة الكريمة كان 8 دقائق. فأين وقت الانتقال والتهيّوء والمعاشرة بالمعروف؟!
.
إذا افترضنا أن المسير بين مكة والمسجد الأقصى يسمر لعدة أيام وليال في ذلك الزمان ... بل في زمننا يحتاج لوقت طويل!!
وإذا افترضنا أن بين الأرض والسماء مسيرة (500) عام!! وسمك كل سماء (500) عام!! وبين كل سماء (500) عام!! -فسبحان الخالق العظيم=
فكم يحتاج الرسول عليه الصلاة والسلام حتى يعرج إلى السماء السابعة؟؟
سؤال يحتاج إلى إجابة وتعليق ...
ـ[أمة الله بنت عبد الله]ــــــــ[02 Apr 2009, 10:56 ص]ـ
إذا افترضنا أن المسير بين مكة والمسجد الأقصى يسمر لعدة أيام وليال في ذلك الزمان ... بل في زمننا يحتاج لوقت طويل!!
وإذا افترضنا أن بين الأرض والسماء مسيرة (500) عام!! وسمك كل سماء (500) عام!! وبين كل سماء (500) عام!! -فسبحان الخالق العظيم=
فكم يحتاج الرسول عليه الصلاة والسلام حتى يعرج إلى السماء السابعة؟؟
سؤال يحتاج إلى إجابة وتعليق ...
الأخ الفاضل نواف
بارك الله فيك
لاأظن مطلقا أن ما ذكرته هنا يمكن أن يعنون له بفرضية أخري
وذلك أن ما تتكلم عنه خارج عن نطاق الفرضيات لكونه معجزة ألا وهي معجزة الاسراء المعراج
إذ المعجزة هي الأمر الاخارق للعادة الذي يجريه الله على يد مدعي النبوة تصديقا له
والمعجزة لا تسمي معجزة إلا إذا كانت على نسق يغاير النسق الذي عليه الناس من عاداتهم
هذا ما أحببت أن ابينه لك فإن شئت التعليق على ما ذُكر سابقا فلتعلق عليه بأمر غير أمر المعجزات لانها لو كانت على وفق العادة لما صارت معجزة
وهو تذكير لنفسي قبل أن يكون لغيري حتي لا نخلط الأمور
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[02 Apr 2009, 12:19 م]ـ
إذا افترضنا أن المسير بين مكة والمسجد الأقصى يسمر لعدة أيام وليال في ذلك الزمان ... بل في زمننا يحتاج لوقت طويل!!
وإذا افترضنا أن بين الأرض والسماء مسيرة (500) عام!! وسمك كل سماء (500) عام!! وبين كل سماء (500) عام!! -فسبحان الخالق العظيم=
فكم يحتاج الرسول عليه الصلاة والسلام حتى يعرج إلى السماء السابعة؟؟
سؤال يحتاج إلى إجابة وتعليق ...
الأخ الفاضل نواف حفظك الله ورعاك
هناك فرق كبير بين ما ذكره الأخ الفاضل أبو عمرو وبين قضية الإسرى والمعراج وهو أن حادثة الإسرى والمعراج خرجت عن نطاق النواميس التي تحكم الحركة في الكون.
بينما مسألة نبي الله سليمان لم تخرج عن الأمور المألوفة عند البشر فهي لازالت في حدود الممكن غير الخارق للعادة فهناك من الناس من عرف بالقدرة على أن يباشر أهله كل ساعة وإن كان من الأمور النادرة.
فملاحظة الأخ أبي عمرو في مكانها، لكنها مع ذلك ممكنة.
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو العالية]ــــــــ[08 Jul 2010, 07:29 م]ـ
الحمد لله،و بعد ..
وأين الدليل على أن سليمان عليه السلام تعب ومرض؟
حتى نُسلِّم أنه هو الملقى على الكرسي؟
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[12 Jul 2010, 12:36 م]ـ
اخي الفاضل الدكتور فهد الوهبي المحترم،
ارجو ان يتسع صدرك لهذا النقد الصريح والشفاف والقاسي بسبب الضرورة وليس حبا في القسوة، فلم اكن اريد الا الاصلاح ولا ارى ذلك يتأتى بغير الجرأة والصراحة والشفافية والتعاطي بالروح العلمية ولاينبغي التجاهل والتهرب من مواجهة الحقيقة،
كتبت لك رسالة عبر الخاص وكنت انتظر الرد والحوار الايجابي ولكنني انتظرت وللاسف خاب املي ولم اتلق الرد، فلربما انا اشد غيرة على كتاب الله وحديث رسوله ممن يزعمون ذلك،
فلم ادرك حين كتبت تعليقي الاول الذي تم حذفه انه لاينبغي الاختصار وانه ينبغي الشرح الكثير لبيان عورات ذلك الحديث المزعوم والمنسوب الى رسول الله سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وظننتُ ان السوء الذي يتضمنه جليا ولايحتاج الى كثير بيان فخاب ظني، لذلك أُسيء فهمي عن قصد وتجني واتهامي بالاساءة للنبي الكريم سليمان عليه السلام وتم حذف التعليق الذي لم يكن به اي اساءة او تعريض بالنبي الكريم سليمان، لذلك ارى ان تعليقي الجديد هذا ضروري لازالة الزبد عن الحقيقة، ان جميع ماتفضلت به من مناقشة للحديث لايعدو ان يكون محاولة لتزيين القبيح وترقيعا للثوب المهلهل وزخرفة للباطل بغية ان يكون شبيها للحق ولكن انى له ان يكون حقا،
اتهمتموني بالتعريض بالنبي الكريم سليمان ووجهتم لي انذارا بذلك وبغير حق فكتبت رسالتين على الخاص احدها لك والاخرى لفضيلة المشرف العام ابين اني لم افعل ذلك وانما انا انزه النبي من تلك الاساءة وان الحديث هو من يفعل ذلك التعريض والاساءة وكنت ءامل الرد ولكن خاب أملي ولم تردوا علي،
وبدلا من ادانتي واتهامي بالتعريض والاساءة للنبي الكريم كان ينبغي ان يوجه مثل هذا الاتهام الى الحديث الذي يحمل جميع تلك الاوزار والتي لم يكن تعليقي يحتملها، يقول الحق تبارك وتعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} المائدة8
ويقول:
{وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً} النساء112
ولم اخالف قوانين وتعليمات المنتدى، ولم اخرج عن دائرة الأيمان والأسلام باي شكل من الاشكال، وانما خالفت باطلا متداعيا يريد ان ينقض ووجدت من يريد اقامته، فلماذا اتهمتموني بالتعريض بالنبي الكريم والحقيقة ان الحديث هو من يعرض بل يطعن اشد الطعن بالنبي الكريم؟ فايهما اولى بمثل السوء واي الفريقين ينبغي ان يبوء بالاثم؟
ولقد مثلتُ في تعليقي السابق تمثيلا بليغا للمسألة والذي كان من سطرين وبينت السوء الذي كان ينطق به الحديث بصورة فجة ولايعدو الحديث ان يكون من الاسرائيليات التي أُلبست ثوب حديث رسول الله والذي يدخل من بوابة؛ " حدثوا عن بني اسرائيل ولاحرج "، بينما لم يكن نقاشك وتبريرك للحديث سوى محاولة تزيين الباطل ليبدوا حقيقة، وانى لهم التناوش من مكان بعيد،
والحقيقة ان الحديث يطعن اشد الطعن بالنبي الكريم سليمان، وان ذلك الحديث لايمكن له صرفا ولا عدلا ولا تحويلا ولا ترقيعا، فهو ينطق بالتعريض والطعن البواح الصراح وعلى الملأ بالنبي الكريم اشد الطعن، ويهزأ بمعقولنا وديننا اشد الهزو ويضرب عرض الحائط ابسط قواعد الدين والحكمة، ومِثْلُه مِثلَ احاديث اخرى تطعن بالنبي الكريم محمد وازواجه، فهذا الحديث يندرج في هذه السلسلة من الاحاديث، ولكنك انشغلت بالرد على الشبهات الثانوية التي تراءت اليك سهلة واقل سوءا وتركت الاسوأ،
ولن ينفع جميع تفنيدك وشرحك في تبرئة الحديث واخراجه بالصورة الحسنة ولا يعد ذلك سوى ترقيعا،
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان ينبغي ان تاتي الى المسالة الاهم، وهو الطعن بالنبي سليمان من جانب اكثاره من النساء والسرايا والغواني بشكل بشع وليس له مثيل ولايقبله ذوق ولا عقل ولا علم ولا منطق، وفاق جميع المعقول والسلوك المنحرف للملوك والشواذ والاباطرة والمترفين المنحرفين وبما لايليق بنبي كريم يزكيه الله،بل لم يحدثنا التاريخ ان احدا من البشر كان زير نساء بهذا الشكل المهول، وبدلا من ذلك اخذت ترقع، وانى للشمس ان تحجب بغربال، وانى لك الترقيع لحديث ينطق بالعهر والمعصية وبما يخالف صريح قول الله وكتابه ويمجه الخلق والذوق والمألوف البشري؟
ومن العورات التي اتصف بها الحديث المزعوم انه جعل من النبي ليس نبي هداية وقدوة الى العمل الصالح والسلوك القويم وانما امثولة في الاسراف في الشذوذ واتباع الشهوات، فلقد نهى الله عن الاسراف في الاكل والشرب وعن التبذير في المال بينما هذا الحديث يمثل اشد دركات الاسراف في الاكثار من السرايا وتفعيل السَوءات،
كما جعل من النبي الكريم فحل قطيع لانتاج سلالات المجاهدين عن طريق الفراش وليس نبي الدعوة والهداية واقامة العدل والقسط بين الناس ومتناسيا ان الانبياء ليس باللزوم يُخَلِّفون المهتدين والمجاهدين،كما قال الله:
{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} البقرة124
ولكن الحديث المزعوم جعل من النبي امثولة مزعومة للجهاد عن طريق الفراش،
ان الذي ورد في الحديث يمثل لغز لايستعصي على ابسط الافهام وهو لايمثل سوى قباحة لم يفعلها اشد الملوك والاباطرة طغيانا وشذوذا، فكيف يمكن ان تتقبله او تناقشه؟
وكيف يمكن ان يكون منار هداية لخير امة اخرجت للناس ولا تمجه سريعا وتعتبره من سقط القول؟
وحين واجهتك بعورة الحديث واساءته للنبي الكريم كان ردك الحذف كوسيلة للهروب من مواجهة الصعاب والحقيقة، فما هكذا يكون التثاقف ويكون الاخذ والرد!!!!
ولم تقم بالرد على شبهة اتباع الشهوات والجهاد في سبيل الله بغير السبيل الذي امر الله به في معرض مناقشتك لتلك الاشكالات الثانوية المثارة حول الحديث المزعوم، فجميع الاعتراضات والردود المضادة التي ناقَشتَها لم تكن بالمستوى الجدير بالمناقشة، ولا ادري هل انت الذي انتقيت تلك الاعتراضات والردود ام ان اصحابها لايملكون غيرها، فعندي من الاعتراضات التي هي بالحقيقة اعتراضات جديرة ويصعب الاجابة عليها، فمنها ان الحديث المزعوم يجعل من النبي ممن يتبع الشهوات، وانه من الذين الهاهم التكاثر، وانه زين له حب الشهوات من النساء والبنين، وبما يخالف تعاليم كتاب الله، فهات لنا ردك اذا؟
فالحديث المزعوم ينطق بالسباب والشتائم والاتهام لسيدنا سليمان باتباع الشهوات والتمرغ فيها، فهو اتهام مبطن للنبي وليس مدحا له في اي جانب، وهذا الجانب لم تستطع تفنيده او ايجاد اي سند او حجة من عقل او منطق او كتاب الله، ولعل ذلك مرده الى ان الحديث مقتبس من كتاب الف ليلة وليلة ولم يكن حديثا لرسول الله البتة،
يقول الله في سورة الحج:
وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ {8} ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ {9}}
واريد ان انبه واشدد انني لم ولن اخالف اي من شروط المنتدى وتعليماته، ولم اهزأ بالنبي الكريم وانما هزأت بحديثا زورا منسوبا بالافك والبهتان على النبي الكريم محمد عليه افضل الصلاة والتسليم وقد بدى من ذلك الحديث المزعوم جميع مَثَلُ السوء، والاهم انني لم ولن اخالف هدي الله والعمل به ولا اتصف بسوء الخلق في التعامل وخطاب الانبياء ولا ارفع صوتي فوق صوتهم، بينما الحديث المزعوم هو من يفعل ذلك وهو من جعل من النبي سليمان مجرد زير نساء،
{وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً} الكهف29
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} البقرة140
?
والسلام عليكم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Jul 2010, 02:54 م]ـ
قلنا لك يا أمجد من قبل
شنشنة نعرفها من أخزم
ولستَ بأغير على دين الله من أمة جاهدت في سبيل الله وحفظت لنا دين الله " القرآن والسنة"
فاعرف قدرك وقف عند حدك
ومهما شرح لك عن الحديث ومدى صحته فأنتَ لن تقبل لأن ما في قلبك قد ظهر على فلتات لسانك وأمرك لا يخفى إلا على غبي أو جاهل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[12 Jul 2010, 05:14 م]ـ
اخي الفاضل الدكتور فهد الوهبي المحترم،
ارجو ان يتسع صدرك لهذا النقد الصريح والشفاف والقاسي بسبب الضرورة وليس حبا في القسوة، فلم اكن اريد الا الاصلاح ولا ارى ذلك يتأتى بغير الجرأة والصراحة والشفافية والتعاطي بالروح العلمية ولاينبغي التجاهل والتهرب من مواجهة الحقيقة،
كتبت لك رسالة عبر الخاص وكنت انتظر الرد والحوار الايجابي ولكنني انتظرت وللاسف خاب املي ولم اتلق الرد، فلربما انا اشد غيرة على كتاب الله وحديث رسوله ممن يزعمون ذلك،
فلم ادرك حين كتبت تعليقي الاول الذي تم حذفه انه لاينبغي الاختصار وانه ينبغي الشرح الكثير لبيان عورات ذلك الحديث المزعوم والمنسوب الى رسول الله سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وظننتُ ان السوء الذي يتضمنه جليا ولايحتاج الى كثير بيان فخاب ظني، لذلك أُسيء فهمي عن قصد وتجني واتهامي بالاساءة للنبي الكريم سليمان عليه السلام وتم حذف التعليق الذي لم يكن به اي اساءة او تعريض بالنبي الكريم سليمان، لذلك ارى ان تعليقي الجديد هذا ضروري لازالة الزبد عن الحقيقة، ان جميع ماتفضلت به من مناقشة للحديث لايعدو ان يكون محاولة لتزيين القبيح وترقيعا للثوب المهلهل وزخرفة للباطل بغية ان يكون شبيها للحق ولكن انى له ان يكون حقا،
اتهمتموني بالتعريض بالنبي الكريم سليمان ووجهتم لي انذارا بذلك وبغير حق فكتبت رسالتين على الخاص احدها لك والاخرى لفضيلة المشرف العام ابين اني لم افعل ذلك وانما انا انزه النبي من تلك الاساءة وان الحديث هو من يفعل ذلك التعريض والاساءة وكنت ءامل الرد ولكن خاب أملي ولم تردوا علي،
وبدلا من ادانتي واتهامي بالتعريض والاساءة للنبي الكريم كان ينبغي ان يوجه مثل هذا الاتهام الى الحديث الذي يحمل جميع تلك الاوزار والتي لم يكن تعليقي يحتملها، يقول الحق تبارك وتعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} المائدة8
ويقول:
{وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً} النساء112
ولم اخالف قوانين وتعليمات المنتدى، ولم اخرج عن دائرة الأيمان والأسلام باي شكل من الاشكال، وانما خالفت باطلا متداعيا يريد ان ينقض ووجدت من يريد اقامته، فلماذا اتهمتموني بالتعريض بالنبي الكريم والحقيقة ان الحديث هو من يعرض بل يطعن اشد الطعن بالنبي الكريم؟ فايهما اولى بمثل السوء واي الفريقين ينبغي ان يبوء بالاثم؟
ولقد مثلتُ في تعليقي السابق تمثيلا بليغا للمسألة والذي كان من سطرين وبينت السوء الذي كان ينطق به الحديث بصورة فجة ولايعدو الحديث ان يكون من الاسرائيليات التي أُلبست ثوب حديث رسول الله والذي يدخل من بوابة؛ " حدثوا عن بني اسرائيل ولاحرج "، بينما لم يكن نقاشك وتبريرك للحديث سوى محاولة تزيين الباطل ليبدوا حقيقة، وانى لهم التناوش من مكان بعيد،
والحقيقة ان الحديث يطعن اشد الطعن بالنبي الكريم سليمان، وان ذلك الحديث لايمكن له صرفا ولا عدلا ولا تحويلا ولا ترقيعا، فهو ينطق بالتعريض والطعن البواح الصراح وعلى الملأ بالنبي الكريم اشد الطعن، ويهزأ بمعقولنا وديننا اشد الهزو ويضرب عرض الحائط ابسط قواعد الدين والحكمة، ومِثْلُه مِثلَ احاديث اخرى تطعن بالنبي الكريم محمد وازواجه، فهذا الحديث يندرج في هذه السلسلة من الاحاديث، ولكنك انشغلت بالرد على الشبهات الثانوية التي تراءت اليك سهلة واقل سوءا وتركت الاسوأ،
ولن ينفع جميع تفنيدك وشرحك في تبرئة الحديث واخراجه بالصورة الحسنة ولا يعد ذلك سوى ترقيعا،
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان ينبغي ان تاتي الى المسالة الاهم، وهو الطعن بالنبي سليمان من جانب اكثاره من النساء والسرايا والغواني بشكل بشع وليس له مثيل ولايقبله ذوق ولا عقل ولا علم ولا منطق، وفاق جميع المعقول والسلوك المنحرف للملوك والشواذ والاباطرة والمترفين المنحرفين وبما لايليق بنبي كريم يزكيه الله،بل لم يحدثنا التاريخ ان احدا من البشر كان زير نساء بهذا الشكل المهول، وبدلا من ذلك اخذت ترقع، وانى للشمس ان تحجب بغربال، وانى لك الترقيع لحديث ينطق بالعهر والمعصية وبما يخالف صريح قول الله وكتابه ويمجه الخلق والذوق والمألوف البشري؟
ومن العورات التي اتصف بها الحديث المزعوم انه جعل من النبي ليس نبي هداية وقدوة الى العمل الصالح والسلوك القويم وانما امثولة في الاسراف في الشذوذ واتباع الشهوات، فلقد نهى الله عن الاسراف في الاكل والشرب وعن التبذير في المال بينما هذا الحديث يمثل اشد دركات الاسراف في الاكثار من السرايا وتفعيل السَوءات،
كما جعل من النبي الكريم فحل قطيع لانتاج سلالات المجاهدين عن طريق الفراش وليس نبي الدعوة والهداية واقامة العدل والقسط بين الناس ومتناسيا ان الانبياء ليس باللزوم يُخَلِّفون المهتدين والمجاهدين،كما قال الله:
{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} البقرة124
ولكن الحديث المزعوم جعل من النبي امثولة مزعومة للجهاد عن طريق الفراش،
ان الذي ورد في الحديث يمثل لغز لايستعصي على ابسط الافهام وهو لايمثل سوى قباحة لم يفعلها اشد الملوك والاباطرة طغيانا وشذوذا، فكيف يمكن ان تتقبله او تناقشه؟
وكيف يمكن ان يكون منار هداية لخير امة اخرجت للناس ولا تمجه سريعا وتعتبره من سقط القول؟
وحين واجهتك بعورة الحديث واساءته للنبي الكريم كان ردك الحذف كوسيلة للهروب من مواجهة الصعاب والحقيقة، فما هكذا يكون التثاقف ويكون الاخذ والرد!!!!
ولم تقم بالرد على شبهة اتباع الشهوات والجهاد في سبيل الله بغير السبيل الذي امر الله به في معرض مناقشتك لتلك الاشكالات الثانوية المثارة حول الحديث المزعوم، فجميع الاعتراضات والردود المضادة التي ناقَشتَها لم تكن بالمستوى الجدير بالمناقشة، ولا ادري هل انت الذي انتقيت تلك الاعتراضات والردود ام ان اصحابها لايملكون غيرها، فعندي من الاعتراضات التي هي بالحقيقة اعتراضات جديرة ويصعب الاجابة عليها، فمنها ان الحديث المزعوم يجعل من النبي ممن يتبع الشهوات، وانه من الذين الهاهم التكاثر، وانه زين له حب الشهوات من النساء والبنين، وبما يخالف تعاليم كتاب الله، فهات لنا ردك اذا؟
فالحديث المزعوم ينطق بالسباب والشتائم والاتهام لسيدنا سليمان باتباع الشهوات والتمرغ فيها، فهو اتهام مبطن للنبي وليس مدحا له في اي جانب، وهذا الجانب لم تستطع تفنيده او ايجاد اي سند او حجة من عقل او منطق او كتاب الله، ولعل ذلك مرده الى ان الحديث مقتبس من كتاب الف ليلة وليلة ولم يكن حديثا لرسول الله البتة،
يقول الله في سورة الحج:
وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ {8} ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ {9}}
واريد ان انبه واشدد انني لم ولن اخالف اي من شروط المنتدى وتعليماته، ولم اهزأ بالنبي الكريم وانما هزأت بحديثا زورا منسوبا بالافك والبهتان على النبي الكريم محمد عليه افضل الصلاة والتسليم وقد بدى من ذلك الحديث المزعوم جميع مَثَلُ السوء، والاهم انني لم ولن اخالف هدي الله والعمل به ولا اتصف بسوء الخلق في التعامل وخطاب الانبياء ولا ارفع صوتي فوق صوتهم، بينما الحديث المزعوم هو من يفعل ذلك وهو من جعل من النبي سليمان مجرد زير نساء،
(يُتْبَعُ)
(/)
{وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً} الكهف29
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} البقرة140
?
والسلام عليكم.
الأخ أمجد الراوي وفقه الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
لماذا كل هذه الاتهامات المتتالية، والتي أقتبس منها ما يأتي:
اخي الفاضل الدكتور فهد الوهبي المحترم،
كتبت لك رسالة عبر الخاص وكنت انتظر الرد والحوار الايجابي ولكنني انتظرت وللاسف خاب املي ولم اتلق الرد، فلربما انا اشد غيرة على كتاب الله وحديث رسوله ممن يزعمون ذلك،
.... لذلك أُسيء فهمي عن قصد وتجني ... ان جميع ماتفضلت به من مناقشة للحديث لايعدو ان يكون محاولة لتزيين القبيح وترقيعا للثوب المهلهل وزخرفة للباطل بغية ان يكون شبيها للحق ولكن انى له ان يكون حقا،
- اتهمتموني بالتعريض بالنبي الكريم سليمان ووجهتم لي انذارا بذلك وبغير حق فكتبت رسالتين على الخاص احدها لك والاخرى لفضيلة المشرف العام ابين اني لم افعل ذلك وانما انا انزه النبي من تلك الاساءة وان الحديث هو من يفعل ذلك التعريض والاساءة وكنت ءامل الرد ولكن خاب أملي ولم تردوا علي،
وبدلا من ادانتي واتهامي بالتعريض والاساءة للنبي الكريم كان ينبغي ان يوجه مثل هذا الاتهام الى الحديث الذي يحمل جميع تلك الاوزار والتي لم يكن تعليقي يحتملها، ...
فلماذا اتهمتموني بالتعريض بالنبي الكريم والحقيقة ان الحديث هو من يعرض بل يطعن اشد الطعن بالنبي الكريم؟ فايهما اولى بمثل السوء واي الفريقين ينبغي ان يبوء بالاثم؟
... بينما لم يكن نقاشك وتبريرك للحديث سوى محاولة تزيين الباطل ليبدوا حقيقة، وانى لهم التناوش من مكان بعيد،
... ولكنك انشغلت بالرد على الشبهات الثانوية التي تراءت اليك سهلة واقل سوءا وتركت الاسوأ،
ولن ينفع جميع تفنيدك وشرحك في تبرئة الحديث واخراجه بالصورة الحسنة ولا يعد ذلك سوى ترقيعا،
- .... وبدلا من ذلك اخذت ترقع، وانى للشمس ان تحجب بغربال، وانى لك الترقيع لحديث ينطق بالعهر والمعصية وبما يخالف صريح قول الله وكتابه ويمجه الخلق والذوق والمألوف البشري؟
وحين واجهتك بعورة الحديث واساءته للنبي الكريم كان ردك الحذف كوسيلة للهروب من مواجهة الصعاب والحقيقة، فما هكذا يكون التثاقف ويكون الاخذ والرد!!!!
ولم تقم بالرد على شبهة اتباع الشهوات والجهاد في سبيل الله بغير السبيل الذي امر الله به في معرض مناقشتك لتلك الاشكالات الثانوية المثارة حول الحديث المزعوم،
فجميع الاعتراضات والردود المضادة التي ناقَشتَها لم تكن بالمستوى الجدير بالمناقشة، ولا ادري هل انت الذي انتقيت تلك الاعتراضات والردود ام ان اصحابها لايملكون غيرها، فعندي من الاعتراضات التي هي بالحقيقة اعتراضات جديرة ويصعب الاجابة عليها، فمنها ان الحديث المزعوم يجعل من النبي ممن يتبع الشهوات، وانه من الذين الهاهم التكاثر، وانه زين له حب الشهوات من النساء والبنين، وبما يخالف تعاليم كتاب الله، فهات لنا ردك اذا؟
.... وهذا الجانب لم تستطع تفنيده او ايجاد اي سند او حجة من عقل او منطق او كتاب الله، ولعل ذلك مرده الى ان الحديث مقتبس من كتاب الف ليلة وليلة ولم يكن حديثا لرسول الله البتة،
أخي أمجد ...
أحب أن أقول لك:
1 - لم كل هذا الاتهام وأين هي الروح العلمية التي تنادي بها، فأنت الآن تمارس ما تفر منه، فرسالتك أرسلتها لي قبل يومين فقط من الآن، ثم أصبحت ترعد وتزبد بسبب أنني لم أرد عليك، وكأنه يجب أن أجيبك حالما تأتي الرسالة فوراً، وليس لنا عمل سوى الرد على الرسائل الخاصة إذن فلنترك أعمالنا كلها ونتفرغ لصندوق الرسائل اليومي ..
2 - اعلم أنني لم أوجه لك أي إنذار ولم أحذف لك أي تعليق: فمن أين أتى قولك: (وحين واجهتك بعورة الحديث واساءته للنبي الكريم كان ردك الحذف كوسيلة للهروب من مواجهة الصعاب والحقيقة، فما هكذا يكون التثاقف ويكون الاخذ والرد!!!!). فكان الأحرى بك وأنت طالب العلم الحريص أن تتحلى بالعدل والإنصاف والصدق فيما تقول.
3 - قلت لي أيضاً وكلامك موجه لي في صدر حديثك: (ادانتي واتهامي بالتعريض) أين أدنتك أنا وأين اتهمتك!!. وهل أنت قرأت لي كلاماً في الرد عليك أو التعريض بك!!.
4 - قلت: (بينما لم يكن نقاشك وتبريرك للحديث سوى محاولة تزيين الباطل ليبدوا حقيقة) لو رأينا باطلاً فهل نحن من يزينه!!، نحن لم نر الباطل الذي رأيت ولم يره البخاري ولا ابن حجر قبلنا ولا الأئمة المهديون على مر العصور حتى جئت أنت ولله درك ..
5 - قلت: (وبدلا من ذلك اخذت ترقع) آمل ان نرتقي للحوار العلمي بدلاً من هذا الأسلوب الذي لا يليق بالملتقى ولا بأهل العلم ..
أترك باقي الكلام حتى تكتب ما عندك بأسلوب أهل العلم ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[13 Jul 2010, 02:04 م]ـ
الأخ أمجد الراوي وفقه الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
لماذا كل هذه الاتهامات المتتالية، والتي أقتبس منها ما يأتي:
أخي أمجد ...
أحب أن أقول لك:
1 - لم كل هذا الاتهام وأين هي الروح العلمية التي تنادي بها، فأنت الآن تمارس ما تفر منه، فرسالتك أرسلتها لي قبل يومين فقط من الآن، ثم أصبحت ترعد وتزبد بسبب أنني لم أرد عليك، وكأنه يجب أن أجيبك حالما تأتي الرسالة فوراً، وليس لنا عمل سوى الرد على الرسائل الخاصة إذن فلنترك أعمالنا كلها ونتفرغ لصندوق الرسائل اليومي ..
2 - اعلم أنني لم أوجه لك أي إنذار ولم أحذف لك أي تعليق: فمن أين أتى قولك: (وحين واجهتك بعورة الحديث واساءته للنبي الكريم كان ردك الحذف كوسيلة للهروب من مواجهة الصعاب والحقيقة، فما هكذا يكون التثاقف ويكون الاخذ والرد!!!!). فكان الأحرى بك وأنت طالب العلم الحريص أن تتحلى بالعدل والإنصاف والصدق فيما تقول.
3 - قلت لي أيضاً وكلامك موجه لي في صدر حديثك: (ادانتي واتهامي بالتعريض) أين أدنتك أنا وأين اتهمتك!!. وهل أنت قرأت لي كلاماً في الرد عليك أو التعريض بك!!.
4 - قلت: (بينما لم يكن نقاشك وتبريرك للحديث سوى محاولة تزيين الباطل ليبدوا حقيقة) لو رأينا باطلاً فهل نحن من يزينه!!، نحن لم نر الباطل الذي رأيت ولم يره البخاري ولا ابن حجر قبلنا ولا الأئمة المهديون على مر العصور حتى جئت أنت ولله درك ..
5 - قلت: (وبدلا من ذلك اخذت ترقع) آمل ان نرتقي للحوار العلمي بدلاً من هذا الأسلوب الذي لا يليق بالملتقى ولا بأهل العلم ..
أترك باقي الكلام حتى تكتب ما عندك بأسلوب أهل العلم ...
?
فضيلة اخي الدكتور فهد الوهبي،
اتقبل لومك وتخطأتك لي بحق، واتاسف لما بدر مني وان كان ليس كله حقا وليس كله خطأ، وحقيقة لقد اثلج ردك صدري ولم يحل دون برده ملامك لي بالحق،
لم اغضب او اتجنى بسبب عدم الرد على رسالتي على الخاص، وانما بسبب إتهامي بالتعريض بالنبي الكريم سليمان وحذف مشاركتي بدل الرد عليها، فمشاركتي تناولت صلب الموضوع وبصورة جذرية وعلمية، وبما انك المشرف وانك صاحب الموضوع فقد حمَّلتك مسؤولية ذلك ودون علمي بمن قام بالحذف وتوجيه الاتهام والتحذير والانذار، كما حملت فضيلة المشرف العام ذلك، وبسبب تجارب لي سابقة مع اخوة أفاضل في هذا المنتدى حين لم اجد سوى الصدود والاعراض لذلك بدر مني مابدر، ولا اقول ذلك تبريرا بل اعتذارا، وحقا،واني ءاسف،
وادانتي واتهامي بالتعريض جاءت بشكل رسالة على الخاص ارسلها فضيلة المشرف العام وكنت ظننت انكم متضامنون في ذلك، ولم ادرك انك لم تكن تعلم بها، واليك مقتبس منها:
امجد الراوي,
لقد تلقيت تحذيرا في
ملتقى أهل التفسير.
السبب:
-------
Inappropriate Language
السلام عليكم.
لاحظت في تعقيبك على حديث سليمان عليه الصلاة والسلام تعريض قبيح جداً في حقه، وأنا أحذرك من العودة لذلك وفقك الله.
-------
التحذير عبارة عن تنبيه لك عن قوانين المنتدى وخصوصياته والتي قبلتها عند تسجيلك
مع تحيات إدارة,
ملتقى أهل التفسير
وسوف لن يكون لي قصور عن الكتابة باسلوب اهل العلم - وان بدى مني - عارضا - ماينافي ذلك باتجاه شخصك الكريم -، ولكن ليس العلم والكتابة عنه الا بعد ادراكه حقا، ففاقد الشيء لايعطيه، فليس من العلم؛ الكتابة باسلوب لبق في حين مناقشة الخبث والاوهام والتعامل معها على الحقيقة، وكان الاولى تمييز خبث الحديث عن العلم الذي رفع الله من شأنه، ولم يضعه الى جنب الظنون والاوهام، فاهل العلم يدركونه للوهلة الاولى ولا يعانون من تمييز الخبث عن الحقيقة،
ولايشفع لتلك الاوهام والباطل ان يرويها او يناقشها البخاري او الطبري او ابن حجر، فالحق عريان وليس عليه لبوس، بينما الباطل هو من يجري الباسه لبوس الحق والزخرف، والحق - كما يقولون - لايعرف بالرجال وانما الرجال يعرفون بالحق، واذا حصل ان اصابت امرأة واخطأ عمر!! الا يحق للعبد الفقير الجاهل مثلي ان يصيب في حين يخطيء البخاري وابن حجر؟ ام ان ذلك الحديث يصحح حينا ويضعَّف اخرى بحسب الحاجة اليه،ام ان أمثال هؤلاء الاعلام ركيزة ومرجعا لتمييز الحق من الباطل؟ ام ان الله جعل مفهومنا ومعقولنا لكتابه رهين بمفهومهما ومعقولهما ولايمكن الفكاك عنه؟
فالعلم والحق ليسا محصورين ومنوطين بهم، وحين يجري على منقولهما بما يخالف المعقول من كتاب الله فلابد لنا من وقفة، لذلك رايت وظننت انه حين جاءوا بما ينافي المعقول من كتاب الله فان هؤلاء الرجال لم يعرفوا الحق ولم يميزوا الباطل حين اوردوا ذلك الحديث الافك وامثاله الكثير وناقشوه على انه حقيقة وليس باطلا،، فكانت هذه المقولة اولى بهم، لذلك فالحري التعامل مع ماصدر عن هؤلاء السادة على انه حصيلة بشرية وليس يلزم ان تكون حقيقة حقاً ويُجعل منهم ومن رؤيتهم سلاحا يشهر في وجه من يخالف المحاور او يخالفهم او يلزمهم بها،
وارجو ان نتفق على ان مبدأ الانتصار لمنهجية اي احد من السابقين او مايراه حقا، وكذا مبدأ الانتصار لرأي او اتجاه ما بناءا على مايراه السابقين، هما مبدءان منقوضان ويتضادان مع هدي القرءان وليس لهما اي محل فيه، فلا حرج علينا ان خالفنا او خطّأنا اي مقولة بشرية وحاشا مقول كتاب الله،
وكيف لم تر انت ولم ار انا ولم يروا هم هذا الباطل ان كان من شكل الباطل الصريح والبادي للعيان؟
ولم ار مناقشتك للموضوع غير محاولة لتصحيح الخبر بناءا على مقولة هؤلاء الرجال واتقاء تخطأتهم، والذين لايمتنع ان يكونوا توهموا وتسرب اليهم الموضوع من الحديث على اقل تقدير،
والان بعد توضيحي واعتذاري وبعد اسفي واستعدادي لان اكتب باسلوب اهل العلم هل اطمع منك ان ندخل في صلب الموضوع ومناقشة اشكالاته الجوهرية؟ ارجو ان تتفضل بالرد على ماكنت ازعم انه باطل واوهام سيقت على محمل الحديث المروي عن رسول الله،
?
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 Jul 2010, 02:30 م]ـ
لا أستبعد وبناء على الأسلوب أو المنطق الذي يتحدث به أمجد في الحكم على الأمور
أن يدعي يوما أن مثل قول الله تعالى:
(قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا)
وقول الله تعالى:
وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22)
وقوله تعالى:
(قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) النمل (40)
غير موافق للعقل والمنطق.
وأنا لا أظنه إلا رافضيا أو ....
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Jul 2010, 11:09 م]ـ
الأخ الكريم أمجد الراوي وفقه الله لكل خير، كنتُ أرسلتُ لك التنبيه ليكون كافياً في الأخذ بيدك للصواب، والتأدب بأدب العلم، وكنتُ أظنُّ معرفةَ مكانةِ أحاديث صحيح الإمام محمد بن إسماعيل البخاري مستقرة لديكم، وأنه ينبغي أن يتحاور دائماً مع من يتفق معك في الأصول الأساسية، أما التحاور لمُجرد التحاور، والتشكيك في الأصول، فالوقتُ أثْمنُ من تضييعه في ذلك، وقد أُعطيتَ مُعرِّفاً لتكتبَ به في الملتقى ما ينفع القارئ الكريم، ولكنَّك لم تُقدِّره حقَّ قدره، فنرجو المعذرة بارك الله فيكم.
أُوتيتَ مُلكاً ولم تُحسِنْ سِياستَهُ * وكلُّ مَن لا يَسوسُ المُلكَ يُخلعهُ
ولمن رغب في التعرف على مؤهلات الأخ أمجد الراوي فقد سبق أن عرف بنفسه ضمن موضوع عرفنا بنفسك هنا ( http://www.tafsir.net/vb/showpost.php?p=101942&postcount=17).(/)
سؤال لو سمحتم
ـ[ابن عربي]ــــــــ[30 Mar 2009, 05:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين
الاخوة الافاضل لي سؤال لو سمحتم جزاكم الله خيرا
قال تعالى: فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29) الذاريات
وقوله تعالى: قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (40) ال عمران
فما هو الفرق بين "عقيم" و"عاقر"
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[30 Mar 2009, 05:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين
الاخوة الافاضل لي سؤال لو سمحتم جزاكم الله خيرا
قال تعالى: فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29) الذاريات
وقوله تعالى: قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (40) ال عمران
فما هو الفرق بين "عقيم" و"عاقر"
عقم: حَرْبٌ عَقامٌ وعُقامٌ، لُغتانِ، أي شَديدةٌ مُفْتِنَةٌ لا يلوي فيها أحدٌ على أحَدٍ، قال: حِفافاهُ مَوْتٌ ناقِعٌ وعُقامُ والعَقْمُ: المِرْطُ، ويقال: بل هُوَ ثَوْبٌ يُلْبَسُ في الجاهلية، ويقال: كلُّ ثَوْبٍ أحْمَرَ عَقْمٌ.
وعُقِمَت الرَّحِمُ عُقْماً. وذلك هَزْمَةٌ تَقَعُ فيها فلا تَقْبَلُ الوَلَدَ.
وكذلك عُقِمَت المرأةُ فهي مَعْقُومَةٌ وعَقيمٌ. ورجل عقيمٌ ورجالٌ عُقَماءُ. ونِسْوةٌ مَعْقُوماتٌ وعَقائِمُ وعُقْمٌ.
قال الاصمعي: يقال: عَقَمَ الله رَحِمَها عَقْماً ولا يقال: أعْقَمَها. ويقال: عَقُمت المرأة تعقُم عقَما.
وفي الحديث: " تعقم أصلابُ المشُركينَ " أي تَيْبَسُ وتُسَدُّ. والرِيحُ العقيمُ: التي لا تُلْقِحُ شجراً ولا تَنْشِئُ سَحاباً ولا مَطَراً.
العين - (ج 1 / ص 41)
والعَاقرُ المرأَةُ التي لا تَحْبَل. ورجلٌ عاقِرٌ أيضاً لا يُولَد له بَيِّنُ العُقر بالضَّم. وقد عَقَرَت المرأَةُ تَعْقُر بالضم عُقْراً بضم العين أي صارت عَاقِراً.
مختار الصحاح - (ج 1 / ص 212)
والعقيم: فعيل بمعنى مفعول، وهو يستوي فيه المذكر والمؤنث إذا جرى على موصوف مؤنث، مشتق من عَقمها الله، إذا خلقها لا تحمل بجنين، وكانت سارة لم تحمل قط.التحرير والتنوير - (ج 14 / ص 104)
والعاقر المرأة التي لا تلد عَقَرَت رحمَها أي قطعته. ولأنه وصف خاص بالأنثى لم يؤنّث كقولهم حائض ونافس ومُرضع، ولكنه يؤنث في غير صيغة الفاعل فمنه قولهم عَقْرى دُعاء على المرأة، وفي الحديث: «عَقْرَى حَلْقَى» وكذلك نُفَساء.
التحرير والتنوير - (ج 3 / ص 97)
ـ[ابن عربي]ــــــــ[30 Mar 2009, 06:28 م]ـ
شكرا الاخ الفاضل محمب القرءان
سؤالي لم يكن واضحا
فأنا أقصد الاستعمال في الايتين لماذا قال سيدنا زكريا وكانت امرأتي عاقر لما عبر ب"عاقر " ولم يقل وإمرأتي عقيم وكذلك الشأن بإمرأة سيدنا ابراهيم
كما ان ما اورده الاخ الكريم عن عاقر وعقيم يفيد ان معناهما جد متقارب
والعقيم: فعيل بمعنى مفعول، وهو يستوي فيه المذكر والمؤنث إذا جرى على موصوف مؤنث، مشتق من عَقمها الله، إذا خلقها لا تحمل بجنين
والعاقر المرأة التي لا تلد
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[30 Mar 2009, 06:59 م]ـ
الأخوة الكرام،
إضافة إلى ما قاله الأخ محب القرآن أقول:
المرأة العقيم غير القابلة للحمل لسبب من أسباب العقم المتعددة.
المرأة العاقر يمكن أن تحمل ولكن لا يثبت لها حمل فهي تعقر حملها. ومنه عقر الناقة، قال تعالى:"فعقروا الناقة .. ".
وهذا يعني أن زكريا عليه السلام يعلم من زوجته الحمل السابق الذي لا يثبت. أما سارة فتعلم أنها لا تحمل فكيف إذا إضيف إلى ذلك الشيخوخة.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[30 Mar 2009, 07:47 م]ـ
شكرا الاخ الفاضل محمب القرءان
سؤالي لم يكن واضحا
فأنا أقصد الاستعمال في الايتين لماذا قال سيدنا زكريا وكانت امرأتي عاقر لما عبر ب"عاقر " ولم يقل وإمرأتي عقيم وكذلك الشأن بإمرأة سيدنا ابراهيم
كما ان ما اورده الاخ الكريم عن عاقر وعقيم يفيد ان معناهما جد متقارب
العقيم: هو الذي لا يولد له من الأصل وهذا في حق المرأة والرجل، وهذا هو كان حال زوجة الخليل عليه وعليها السلام
كما هو في قوله تعالى:
(لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50)) سورة الشورى
أما العاقر: فهو في حق المرأة فقط إذا كانت تلد في الأصل ثم انقطعت عن القدرة على الحمل لمرض أو كبر، وهذا كان حال زوجة زكريا عليه السلام.
هذا والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن عربي]ــــــــ[30 Mar 2009, 10:38 م]ـ
شكرا جزيلا الاخ محب القرءان و الاخ ابو عمرو(/)
سؤال عن إسناد
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[30 Mar 2009, 09:43 م]ـ
ذكر بن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره لسورة الرحمن هذا الأثر:
وعن عكرمة أنه قال: لو جعل الله نور جميع أبصار الإنس والجن والدواب والطير في عيني عبد، ثم كشف حجابا واحدا من سبعين حجابا دون الشمس، لما استطاع أن ينظر إليها. ونور الشمس جزء من سبعين جزءًا من نور الكرسي، ونور الكرسي جزء من سبعين جزءًا من نور العرش، ونور العرش جزء من سبعين جزءًا من نور الستر. فانظر ماذا أعطى الله عبده من النور في عينيه وقت النظر إلى وجه ربه الكريم عيانا. رواه ابن أبي حاتم.
هل هناك من وقف على اسناده؟
وإذا صح السند إلى التابعي فما حكم مثل هذا القول الذي لا يمكن أن يكون للعقل فيه مدخل؟
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[30 Mar 2009, 10:06 م]ـ
على فرض صحة إسناده إلى عكرمة فالأثر ضعيف لأنه من قبيل المرسل , ومثل هذا لا يقال بالرأي كما تفضلت.(/)
حتى تتم طباعة تفسير الثعلبي
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[31 Mar 2009, 02:23 م]ـ
أيها الأخوة الكرام:
لقد تكفل أحد الأفاضل بطباعة الرسائل العلمية التي عنيت بتحقيق تفسير الثعلبي ويقوم على هذا العمل لجنة متخصصة يرأسها الدكتور صلاح باعثمان , وقد تحصلوا على موافقة الباحثين على طباعة رسائلهم ما عدا:
د. عبد الله جمعة أبو طعيمه.
ود. قاري حاجي.
كتبت هذا هنا لعلهما يطلعان على هذا الاعلان أو يطلع عليه من يعرفهما فيتم التواصل بينهما وبين الدكتور صلاح وهذا رقم جواله:0556560004 لأخذ موافقتهما ,
وبارك الله في الجهود.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[31 Mar 2009, 05:08 م]ـ
عمل موفق لكن لو تفضل الإخوة بذكر بعض بياناتهم من خلال اسم الجامعة والقسم و ........ أعتقد أن ذلك يسهل طريق الوصول إليهما ولو بالواسطة والله الموفق.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[04 Apr 2009, 12:22 ص]ـ
البحث في جامعة أم القرى في قسم الكتاب والسنة.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[10 Apr 2009, 10:36 م]ـ
ما زلنا ننتظر فائدة من الأخوة.(/)
عبارة للفراهي تعجبت منها؟ فما رأيكم فيها؟
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[31 Mar 2009, 06:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على خير الأنام محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه،
أما بعد:
هناك عبارة ذكرها الفراهي في كتابه مفردات القرآن (نظرات جديدة في التفسير)
تعجبت منها، فما رأيكم فيها؟
قال في كتابه ص: 281،طبعة دار الغرب الإسلامي:
(قوله تعالى:
{فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} (النحل:43)
أي الذين عندهم تاريخ الأمم، وهم اليهود، والمراد كتبهم) ... ؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[31 Mar 2009, 07:57 م]ـ
الأخت الفاضلة ارجعي إلى تفسير الطبري فإنه قال كلاما قريبا من هذا الذي ذكره الفراهي.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[31 Mar 2009, 08:04 م]ـ
ما جاء في كتاب (مفردات القرآن) للفراهي:
{فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} (النحل:43)
أي: (الذين عندهم تاريخ الأمم، وهم اليهود، والمراد كتبهم)
قال منصور مهران:
هذا مما لا دليل عليه من القرآن الكريم ولا من الأحاديث الصحيحة،
وهو من بقايا الثقافة التوراتية التي عُرفت في بعض أحياء العرب في الجاهلية،
وانتقلت إلى مجتمع المسلمين مع مَن دخل الإسلام مِن اليهود بالإسرائيليات المبثوثة في كتب التفسير.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[31 Mar 2009, 08:43 م]ـ
ما جاء في كتاب (مفردات القرآن) للفراهي:
{فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} (النحل:43)
أي: (الذين عندهم تاريخ الأمم، وهم اليهود، والمراد كتبهم)
قال منصور مهران:
هذا مما لا دليل عليه من القرآن الكريم ولا من الأحاديث الصحيحة،
وهو من بقايا الثقافة التوراتية التي عُرفت في بعض أحياء العرب في الجاهلية،
وانتقلت إلى مجتمع المسلمين مع مَن دخل الإسلام مِن اليهود بالإسرائيليات المبثوثة في كتب التفسير.
أخانا الفاضل منصور بن مهران
هذا المعنى ليس فيه غرابة وحمل الذكر على القرآن هنا لا يستقيم، وذلك لأنهم يكذبون القرآن ويكذبون من جاء به فلا يصح أن يردهم إليه.
وإنما هو أحالهم على ما هو متقرر عند الأمم السابقة من قبلهم، بل هو متقرر عندهم ولكنهم يكابرون ولهذا قال تعالى "إن كنتم لا تعلمون" فهو تعريض بأنهم يعلمون إن الله لم يرسل إلا رجالا ولم يرسل ملائكة.
فمعنى الآية: وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم بالبينات والزبر، وأنت على النفس الطريق حيث أنزلنا إليك الذكر الذي هو القرآن، والذي يكذب بهذا من قومك فليسأل أهل الذكر من الأمم السابقة إن كانوا لا يعلمون هذه الحقيقة التي هي بحكم المتواتر عند جميع الأمم.
هذا والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على بعده ورسوله محمد.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[31 Mar 2009, 10:49 م]ـ
الأخوة الكرام،
يقول الماوردي رحمه الله في تفسيره:
({فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: أن أهل الذكر العلماء بأخبار من سلف من القرون الخالية الذين يعلمون أن الله تعالى ما بعث رسولاً إلا من رجال الأمة، وما بعث إليهم ملكاً.
الثاني: أنه عنى بأهل الذكر أهل الكتاب خاصة، قاله ابن عباس ومجاهد.
الثالث: أنهم أهل القرآن، قاله ابن زيد.)).
ونعلق على ذلك فنقول:
أولاً: المعنى الأول الذي قدمه الماوردي على غيره من الأقوال هو الأقرب إلى الصواب فيما نظن وذلك للآتي:
1. القول الأول يدخل فيه باقي الأقوال،
2. القول الثاني والثالث مجرد أمثلة على ما يحتمله المعنى.
ثانياً: القول بأنهم اليهود لا يصح إلا من قبيل التمثيل فنقول: مثل علماء اليهود. ولو كان المقصود فقط علماء اليهود لقيل: فاسألوا بني إسرائيل ... فاسألوا الذين هادوا ... الخ.
ثالثاً: اليهود والنصارى ـــ والنصارى يؤمنون بالعهد القديم كاليهودـ يجدون في كتبهم أخبار نوح وإبراهيم وموسى وهارون وإلياس ...... فإقرارهم حتمي.
رابعاً: علماء السير والتاريخ والآثار يمكنهم أيضاً أن يدلوا بدلوهم في هذه المسألة.
خامساً: السؤال ليس بالضرورة أن يكون مباشراً، فيمكن من خلال دراسة المكتوب أن نأخذ الجواب. فمن يبحث في كتب أهل الكتاب يجد الجواب، ومن يدرس كتب التاريخ يجد الجواب ... الخ.
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[31 Mar 2009, 11:13 م]ـ
وهذا المعنى ذكره عامة المفسرين ولم يعترضوا عليه فهذا الشوكاني يقول:
أي: فاسألوا أيها المشركون مؤمن أهل الكتاب إن كنتم لا تعلمون، فإنهم سيخبرونكم أن جميع الأنبياء كانوا بشراً، أو اسألوا أهل الكتاب من غير تقييد بمؤمنيهم كما يفيده الظاهر، فإنهم كانوا يعترفون بذلك ولا يكتمونه. وقيل: المعنى: فاسألوا أهل القرآن.
وقال ابن عاشور:
ثم أشهد على المشركين بشواهد الأمم الماضية وأقبل عليهم بالخطاب توبيخاً لهم لأن التوبيخ يناسبه الخطاب لكونه أوقع في نفس الموبّخ، فاحتجّ عليهم بقوله: {فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} الخ. فهذا احتجاج بأهل الأديان السابقين أهل الكتُب اليهود والنصارى والصابئة
وكذا قال الرازي وابن كثير وغيرهم وأي كلام لمتكلم بعد هؤلاء رحمهم الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[31 Mar 2009, 11:25 م]ـ
أيها الأفاضل هذا من باب تقرير واقع لا يستطيع المُخاطب تكذيبه، وهذا الأسلوب كثير في القرآن ومنه قوله تعالى:
(فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) سورة يونس (94)
فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يوما في شك مما أنزل إليه،وإنما هذا تعريض بحال المكذبين الذين يمترون فيما أنزل الله على رسوله من أخبار الأولين.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[01 Apr 2009, 07:41 ص]ـ
أشكر الاخوة الأفاضل على إجابتهم وتوضيحهم الذي استفدت منه جزاهم الله كل خير جميعا.
ورد في تفسير الطبري:
1 - عن ابن عباس، قال: لما بعث الله محمدا رسولا أنكرت العرب ذلك، أو من أنكر منهم، وقالوا: الله أعظم من أن يكون رسوله بشرا مثل محمد، قال: فأنزل الله (أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ) وقال (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلا رِجَالا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ) فاسألوا أهل الذكر: يعني أهل الكتب الماضية، أبشرا كانت الرسل التي أتتكم أم ملائكة؟ فإن كانوا ملائكة أنكرتم، وإن كانوا بشرا فلا تنكروا أن يكون محمد رسولا قال: ثم قال (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلا رِجَالا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى) أي ليسوا من أهل السماء كما قلتم.
2 - عن أبي جعفر (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) قال: نحن أهل الذكر.
3 - قال ابن زيد، في قوله (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) قال: أهل القرآن، والذكر: القرآن. وقرأ (إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ).
قال القرطبي:
وقال ابن عباس: أهل الذكر أهل القرآن وقيل: أهل
العلم، والمعنى متقارب.
وقال السمين الحلبي في كتابه عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ:
قوله: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ): أي أهل العلم من كل أمة ... "
وأرجح اختيار السمين الحلبي حيث أن اختار أن يتوجد تحقيقه في المسألة بالقول الراجح كما ظهر لي، وكان ينبغي للفراهي أن يحذوا حذوة، فمشركوا الجزيرة كانت لهم علاقة باليهود والنصارى هذا من جهة، ومن الجهة الثانية إلى أي مدى يتحكم سبب النزول في علم تفسير الألفاظ، بصراحة أيقنت أن علم تفسير ألفاظ القرآن علم دقيق، وأتمنى أن ينهض من الباحثين من ينشط لجمع ما يخص هذه الجزئية ويبين القواعد بدراسة مناهج العلماء،والله أعلم.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[01 Apr 2009, 09:41 ص]ـ
أشكر الاخوة الأفاضل على إجابتهم وتوضيحهم الذي استفدت منه جزاهم الله كل خير جميعا.
ورد في تفسير الطبري:
1 - عن ابن عباس، قال: لما بعث الله محمدا رسولا أنكرت العرب ذلك، أو من أنكر منهم، وقالوا: الله أعظم من أن يكون رسوله بشرا مثل محمد، قال: فأنزل الله (أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ) وقال (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلا رِجَالا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ) فاسألوا أهل الذكر: يعني أهل الكتب الماضية، أبشرا كانت الرسل التي أتتكم أم ملائكة؟ فإن كانوا ملائكة أنكرتم، وإن كانوا بشرا فلا تنكروا أن يكون محمد رسولا قال: ثم قال (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلا رِجَالا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى) أي ليسوا من أهل السماء كما قلتم.
2 - عن أبي جعفر (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) قال: نحن أهل الذكر.
3 - قال ابن زيد، في قوله (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) قال: أهل القرآن، والذكر: القرآن. وقرأ (إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ).
قال القرطبي:
وقال ابن عباس: أهل الذكر أهل القرآن وقيل: أهل
العلم، والمعنى متقارب.
وقال السمين الحلبي في كتابه عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ:
قوله: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ): أي أهل العلم من كل أمة ... "
وأرجح اختيار السمين الحلبي حيث أن اختار أن يتوجد تحقيقه في المسألة بالقول الراجح كما ظهر لي، وكان ينبغي للفراهي أن يحذوا حذوة، فمشركوا الجزيرة كانت لهم علاقة باليهود والنصارى هذا من جهة، ومن الجهة الثانية إلى أي مدى يتحكم سبب النزول في علم تفسير الألفاظ، بصراحة أيقنت أن علم تفسير ألفاظ القرآن علم دقيق، وأتمنى أن ينهض من الباحثين من ينشط لجمع ما يخص هذه الجزئية ويبين القواعد بدراسة مناهج العلماء،والله أعلم.
___________
نعم هو ذاك
وفقكِ الله يا أم عبد الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[04 Apr 2009, 08:00 م]ـ
ووفقكم الله جميعا وبارك فيكم.
في نفس الكتاب:
قال الفراهي: ص:384.
موسى
في سفر الخروج (2: 10):
" ولما كبر الولد جاءت به (أي أم موسى) إلى ابنة فرعون، فصار لها ابنا، ودعت اسمه موسى، وقالت: إني انتشلته من الماء "
فأشار إلى وجه التسمية. وفي الكلدانية " مُو": الماء. وأما " سى " ... " أهـ
تعجبت من العبارة وبحثت فوجدت التالي:
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة المسلمون جميعا .. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- كنت أقرأ قصة موسى عليه السلام في الكتاب المقدس فأجد الكتاب المقدس يقول "ولما كبر الولد جاءت به الى ابنة فرعون فصار لها ابنا ودعت اسمه موسى وقالت اني انتشلته من الماء" .. إن كتبة سفر التكوين في التوراة من اليهود قالوا إن الاسم عبراني "موشيه" ومعناه المنتشل من الماء .. بل و تبعهم الضالون من عباد المسيح فقالوا إن معنى موسى باللغة القبطية أي المنتشل من الماء ايضا و قالوا هذا من إعجاز الكتاب المقدس "لا أدري كيف تكون اللغة القبطية مطابقة للعبرية في الكتاب المقدس .. ألسنة بقى؟! " .. و إني اسأل المغضوب عليهم و تابعيهم من الضالين .. كيف تسمي امرأة فرعون اسما باللغة العبرية و هي من أهل مصر الفراعنة الملوك و لها لغتها المعروفة الخاصة بها و هي اللغة الفرعونية؟!
- ذهبت إلى القرآن المعجز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه .. لأقرأ فيه قصة موسى عليه السلام فوجدته يقول "وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ " .. و يقول على لسان فرعون الذي يتحدث إلى موسى عليه السلام "قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ" .. فتساءلت هل يمكن أن يكون هناك علاقة بين اسم الوليد و بين اسم موسى عليه السلام؟
- قلت لنفسي إن الذي أطلق هذا الاسم على موسى عليه السلام هم آل فرعون و كانوا يتكلمون اللغة الفرعونية .. فكلمة موسى لفظة لابد و أن تكون موجودة فى المصرية القديمة .. نعم إن كلمة موسى منحوتة من جذر كلمة فرعونية هو مسى بمعنى ولد / يلد ولفظة موسى اسم مشتق على زنة المفعول معناها ولد أو وليد .. أي أن موسى معناها باللغة المصرية القديمة الفرعونية "الوليد .. الولد".
إننا نحن المصريون نعرف اسم (تُحتمُس أو تحوتموس جيدا .. و ينطق ايضا بالمصرية القديمة (تحوتموسى) .. ومعناه وليد تُحوت .. أو ولد تُحوت.
فكيف للنبي الأمي صلى الله عليه و سلم أن يشير في القرآن بإشارات لطيفة على معنى اسم موسى و الذي يعني بالهيروغليفية .. وليد .. ولد .. إلا إذا كان هذا الكلام من عند عالم الغيب و الشهادة؟!
منقول.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[04 Apr 2009, 08:41 م]ـ
قرأت كتاب (فلسطين المُتَخَيَّلَة) تأليف الأستاذ فاضل الربيعي.
- الكتاب صدر عن دار الفكر بدمشق - في مجلدين منذ أمد قريب،
ووجدت فيه كشفا لأكبر زيف تاريخي مبني على قراءة مغلوطة لما يسمونه الكتاب المقدس (التوراة)، وقد اطلع الأستاذ فاضل الربيعي على دراسات متعددة تثبت أن ما ورد في التوراة المكتوبة بعد موسى بألف عام فيه قدر ضخم من الأغاليط.
وأنصح بقراءته قبل الخوض في مناقشة الآراء التي تدور حول موسى وقومه والخروج وما يتبع ذلك من باطل وزور.
وبالله التوفيق
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[05 Apr 2009, 03:07 م]ـ
قرأت كتاب (فلسطين المُتَخَيَّلَة) تأليف الأستاذ فاضل الربيعي.
- الكتاب صدر عن دار الفكر بدمشق - في مجلدين منذ أمد قريب،
ووجدت فيه كشفا لأكبر زيف تاريخي مبني على قراءة مغلوطة لما يسمونه الكتاب المقدس (التوراة)، وقد اطلع الأستاذ فاضل الربيعي على دراسات متعددة تثبت أن ما ورد في التوراة المكتوبة بعد موسى بألف عام فيه قدر ضخم من الأغاليط.
وأنصح بقراءته قبل الخوض في مناقشة الآراء التي تدور حول موسى وقومه والخروج وما يتبع ذلك من باطل وزور.
وبالله التوفيق
جزاكم الله خيرا أرجو منكم التوضيح لأني لم اطلع على الكتاب.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[05 Apr 2009, 03:23 م]ـ
ووفقكم الله جميعا وبارك فيكم.
في نفس الكتاب:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الفراهي: ص:384.
موسى
في سفر الخروج (2: 10):
" ولما كبر الولد جاءت به (أي أم موسى) إلى ابنة فرعون، فصار لها ابنا، ودعت اسمه موسى، وقالت: إني انتشلته من الماء "
فأشار إلى وجه التسمية. وفي الكلدانية " مُو": الماء. وأما " سى " ... " أهـ
تعجبت من العبارة.
.
ورد في الإتقان:
" موسى هوابن عمران بن يصهر بن فاهث ابن لاوي بن يعقوب عليهما السلام، لا خلاف في نسبه، وهواسم سرياني. وأخرج أبو الشيخ من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: إنما سمي موسى لأنه ألقى بين شجر وماء، فالماء بالقبطية مو، والشجر سا."
ورد في تفسير سفر الخروج، (2: 10):
"ولما كبر الولد جاءت به إلى ابنة فرعون فصار لها ابناً ودعت اسمه موسى وقالت أنى انتشلته من الماء."
ولما كبر الولد= هي فترة علمته فيها أمه الروحيات فالأم هي المدرسة الأولى. ومعنى اسم موسى المنتشل من الماء mwou’’’si (mwou= ماء،’’’ si = يأخذ) وبالعبرية نجد له نفس المعنى (ميم يوشيه ميم= ماء يوشيه= منتشل)
http://www.arabchurch.com/commentaries/father_antonios/Exodus/2
نرى بوضوح أن السفر قد حوى نصا محرفا فيه شيء من الحقيقة، ومعروفة للجميع الفروق التي بين هذا النص والنص القرآني، لكن حتى شارح السفر يرجع الكلمة إلى أصلها القبطي أو الفرعوني، فالنص سواء كان قرآني أم عبري، ليس فيه دلالة على معنى الاسم في وجهة نظري تماما، والأولى ما أشار إليه ابن عباس رضي الله عنه، وإذا تأملنا الحال الذي كان عليه موسى قبل أن ينتشل لرأينا صندوقا من خشب عالق على ضفاف الشاطىء أي بقرب الشجر كما هو واقع ضفاف الأنهر وخاصة بقرب قصر كقصر فرعون والله أعلم وأحكم.
وللفائدة:
عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفظ:
قوله تعالى: (موسى):
موسى بن عمران صلوات الله عليه وسلم. موسى أي ماء وشجر؛ لأنه دخل في نيل مصر حيث ألقته أمه إلى فرعون من جداول تسرع إلى النيل، وكان فيه شجر. ومن ثم سمي بذلك فعربته العرب إلى موسى.
.... " أهـ
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[06 Apr 2009, 12:05 م]ـ
قال الفراهي ص: 190:
" الزكاة:
ما ينفقونه في سبيل الله، وهو الصدقة، ثم خصت بما كتبه الله في الأموال. وتسميته بالزكاة زكا يزكو: طهر .... " أهـ
تعجبت من هذه العبارة.
فياترى هل الزكاة هي الصدقة ثم خصت بما كتبه الله في الأموال؟
ـ[منصور مهران]ــــــــ[06 Apr 2009, 01:47 م]ـ
الفعل: زكا يزكو زكاءً وزُكُوًّا
معناه: نما ينمو نماءً ونُمُوًّا
وهذا المعنى يطرد في المحسوسات والمعنويات على السواء
ويُرادُ به الخير الحاصل من بركات الله في الأمور الدنيوية والأخروية
وهذا يشمل كل عطاء وكل عمل يُقصَد به وجه الله تعالى
وجميع ُ ما يُعْطى هو صدقة بغير تحديد لمقدار ولا زمن
ثم اقتضت حكمة الله أن يُسَمَّى المال المعلوم المقتطع من الأموال التي تبلغ النصاب،
المدفوع إلى الفقراء كل عام: زكاة؛
وهذه التسمية باعتبار ما سيكون عليه حال العبد وحال أمواله من رجاء البركة والنماء وتزكية النفس.
إذن:
فلا غبار على عبارة الفراهي.
وبالله التوفيق.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[06 Apr 2009, 03:24 م]ـ
إذن:
فلا غبار على عبارة الفراهي.
وبالله التوفيق.
أشكرك أخي الفاضل، ولا غبار على الفراهي أبدا،
ولكن هذا حال طلاب العلم منذ الأزل، السؤال والنظر في كلام أهل العلم، وقد ألف البعض كتبا في ما أشكل عليهم من كلام أهل العلم،وعملوا مقارنات، ودرسوا المناهج، أرجو أن لا يفهم الأخوة من كلامي أني أستقصد الفراهي، (لا)، ولكن كل من كتب في العلم يؤخذ من كلامه ويرد إلا الصادق الأمين محمد بن عبدالله صلوات ربي وسلامه عليه، وأين لي بمكان أعرض فيه ما أشكل علي، أسأل الله أن يوفق القائمين على هذا الصرح العلمي إلى كل خير.
وبالنسبة للموضوع:
فيما أعلم لم يرد أن الزكاة كانت هي الصدقة الواجبة وغير الواجبة، ثم خصت بما كتبه الله في الأموال، وأهل التحقيق يرجحون أن الزكاة المفروضة كانت في العهد المكي، وأيضا فرضت قبل ذلك في شرع من قبلنا، فمتى خصت؟
والصدقة يتحقق بها النماء،لكن لا يتحقق بها التطهير للمال، طبعا الغير واجبة، فالتطهير يتحقق بالزكاة، فكلمة الزكاة تدل على النماء في اللغة وعلى الطهارة فهي الأولى (كلفظ) للدلالة على الصدقة الواجبة.
فإذا قام أحدهم وتصدق بمال، وعليه زكاة واجبة لم يؤدها فماله لم يطهر وإن تصدق وتصدق.
وإذا قال لك أحدهم أنا تصدقت، فأول ما يرد في ذهنك أنها الصدقة الغير واجبة،وهذا ما نراه في النصوص الشرعية فإذا ذكر لفظ الصدقة دالا على الزكاة الواجبة في القرآن نرى أن النص فيما أعلم لابد أن يشمل على ما يدل على أنها الواجبة، مثال ذلك:
{خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (التوبة:103)
{إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (التوبة:60).
قال السمين الحلبي:
الزكاة في اللغة النماء، ومنه زكا المال يزكو. وقيل الطهارة.
في الشرع: قدر مخصوص من مال مخصوص في زمن مخصوص." أهـ
والفراهي نفسه قال:
وأيضا زكا الزرع طال ونما. ووجه التسمية أنها طهارة للنفس والمال، وبركة ونماء له، فجمعت المعنيين، قال تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا} .. " أهـ
والله أعلم وأحكم.(/)
من صاحب الغنيان الذي ينقل عنه أبوحيان رحمه الله؟
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[31 Mar 2009, 10:22 م]ـ
يقول أبو حيان رحمه الله في البحر المحيط:وقال صاحب الغنيان، فمن صاحب الغنيان؟
فهل من متفضل بالجواب؟ أجزل الله له الثواب.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[31 Mar 2009, 11:41 م]ـ
يقول أبو حيان رحمه الله في البحر المحيط:وقال صاحب الغنيان، فمن صاحب الغنيان؟
فهل من متفضل بالجواب؟ أجزل الله له الثواب.
لعله: قال صاحب التبيان. فتأكد من العبارة.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[01 Apr 2009, 12:04 ص]ـ
الأخ الكريم الصاعدي،
إليك بعض ما يذكره الزركلي في الأعلام:" بشير بن حامد بن سليمان، أبو النّعمان، نجم الدين الزينبي الهاشمي الطالبي التبريزي، البغدادي، ت: 570 - 646 هـ: مفسر من الشافعية، ولد بأردبيل من مدن أذريبجان، تفقه في بغداد، رتب معيداً في المدرسة النظامية، عين شيخاً في الحرم في الأيام المستنصرية، فقد بصره وتوفي بمكة. له تصانيف منها (الغنيان في تفسير القرآن).
كان معاصراً لابن الجوزي.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 Apr 2009, 12:16 ص]ـ
الأخ الكريم الصاعدي،
إليك بعض ما يذكره الزركلي في الأعلام:" بشير بن حامد بن سليمان، أبو النّعمان، نجم الدين الزينبي الهاشمي الطالبي التبريزي، البغدادي، ت: 570 - 646 هـ: مفسر من الشافعية، ولد بأردبيل من مدن أذريبجان، تفقه في بغداد، رتب معيداً في المدرسة النظامية، عين شيخاً في الحرم في الأيام المستنصرية، فقد بصره وتوفي بمكة. له تصانيف منها (الغنيان في تفسير القرآن).
كان معاصراً لابن الجوزي.
ألخ الفاضل أبا عمر
لكني بحثت عن هذه العبارة" قال صاحب الغنيان" في البحر المحيط فلم أجدها. طبعا النسخة أكترونية.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[01 Apr 2009, 01:19 ص]ـ
الأخ الكريم محب القرآن،
لو رجعت إلى النسخة الإلكترونية للموسوعة الشاملة لوجدت العبارة تتكرر مرات كثيرة، أقصد عبارة (صاحب الغنيان).
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[01 Apr 2009, 02:02 م]ـ
أخي أبا عمر /جزاك الله خيرا.
وفي المثل "من غسّل يكفّن"!،فما أخبار الكتاب؟
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[02 Apr 2009, 12:53 م]ـ
الأخ الكريم الصاعدي،
أولاً: الغُنْيان: بضم الغين وسكون النون، وهو بمعنى الاكتفاء واليسار، أي بمعنى الغَناء. وكأن المفسر رحمه الله قصد أن تفسيره يُغني.
ثانياً: إليك ما يقوله السيوطي في طبقات المفسرين، وتُضيفه إلى ما سبق:
بَشير بن حامد بن سليمان بن يوسف بن سليمان بن عبد الله. الإمام نجم الدين أبو النعمان الهاشمي الطالبي الجَعْفَرِيّ الزينبيّ التِّبْرِيزِيّ الصوفي الفقيه.
ولد بأرْدُبيل سنة سبعين وخمسمائة، وتفقه ببغداد على ابن فَضْلان وغيره، وحفظ المذهب والأصول والخلاف، وناظر وأفتى، وأعاد بالنظامية، وكان إماماً مشهوراً بالعلم والفضل. وله " تفسير " مليح في عِدَّة مجلدات.
سمع من ابن طَبْرزَد، وعبد المنعم بن كُلَيب؛ وابن سُكَيْنة.
روى عنه الحافظ الظاهريّ، والمحِبّ الطَّبَرِيّ، والشرف الدِّمياطيّ وغيره.
مات بمكة في صفر سنة ست وأربعين وستمائة وهو القائلِ:
دَخَلتُ إليكَ يا أمَلِي بَشِيرا ... فلما أَن خرَجتُ خرَجتُ بِشراً
أعِدْ يَائِي التي سَقَطتْ مِن اسمِي ... فَيائِي في الحساب تُعَدُّ عشراً
وكان دخل على بعض الكبار فسرقت نعله.
أقول (أبو عمرو البيراوي): يبدو أنه قصد بقوله:" خرجتُ بشرا"، بشر الحافي المتصوف المشهور، لأنه عندما سرقت نعله ــ أقصد المفسر بشيرـ أصبح حافياً.
ثالثاً: كثير من كتب التفسير لا تزال مخطوطة أو ضاعت، ولكن يُعرف وجودها بما يَرد في الكتب الأخرى، وقد سبق لي أن رأيت صاحب البحر يكثر من ذكره وكذلك الألوسي في روح المعاني. ولكن لا أعرف مصير هذا التفسير. ومن الجدير بالذكر أن تفسير الطبري بقي قروناً يذكر في الكتب ولا يعرف له مكان حتى تم العثور عليه وطباعته، وغير الطبري كتب أخرى ضاعت ثم وجدت.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[03 Apr 2009, 07:22 ص]ـ
http://www.mahaja.com/library/library/images/20080818001938_m.jpg(/)
سؤال أرجوا من الأساتذة الكرام أن يجيبوا
ـ[أبوهيف]ــــــــ[31 Mar 2009, 10:24 م]ـ
لدي بحث بعنوان / تردد الآية بين أن يكون لها مفهوم مخالفة أولا
فمن يعرف بحثاً بهذا العنوان فجزاه الله عني خير الجزاء , أو يدلني على مراجع واضحة لذلك.
ولكم جميعاً مني الشكر والثناء(/)
وقصة أخرى مؤثرة مع شيخ من أهل القرآن!
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[31 Mar 2009, 10:47 م]ـ
في يوم الأحد 18/ 3/1430هـ تشرفتُ بزيارة فضيلة الشيخ ....
وذلك أداء لبعض حقه إثر عملية جراحية أجراها فضيلته، فكانت زيارة حافلة ماتعةً، وكان أجمل ما فيها حديث الشيخ عن القرآن، وعلاقته به،
وكان مما جرى في اللقاء أمور، أذكر منها ما يخص هذا الملتقى المبارك، وهي قصة أنشرها خصيصاً
لأهيل هذا الملتقى الذين استفدتُ منه كثيراً، وهذا بعض حقهم، لعل الله تعالى أن ينفع بها:
وأنا أدلفُ إلى منزل صاحبنا تذكرتُ قصةً قصيرة جداً، لكنها معبرةٌ، كنتُ قد قرأتُها قديماً
وهي: أن معروفاً الكرخي رحمه الله ذكر عند الإمام أحمد، فقيل: قصير العلم!
فقال: أمسك!!
وهل يراد من العلم إلا ما وصل إليه معروف؟!.
وسألَ عبدالله بن الإمام أحمد أباه مرةً:
هل كان مع معروف شيء من العلم؟
قال: يا بني! كان معه رأس العلم خشية الله!
تذكرتُ ذلك؛ لأن بعض طلاب العلم ينظرون إلى هذا النوع من الشيوخ الذين غلب عليهم التعبد
ـ مع مشاركتهم الجيدة في العلوم ـ
نظرةً كتلك النظرة التي أثيرت في مجلس الإمام أحمد
فيقال لهؤلاء ما قاله الإمام حقاً وصدقاً أحمد بن حنبل رحمه الله:
وهل يراد من العلم إلا ما وصل هذا الشيخ ـ الذي هو محور قصتنا ـ؟ ولا أزكيه على الله.
إنه من الشيوخ النوادر الذين رأيتُهم قد جمعوا بين العلم والعبادة والدعوة ـ أيام نشاطه ـ ..
أي الذين أخذ بثلاثية النجاة بإذن الله:
العلم {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}
والعبادة {قُمِ اللَّيْلَ}
والدعوة {قُمْ فَأَنْذِرْ}
عُرِفَ عنه ـ حفظه الله وعافاه ـ ضبطه لحفظه لكتاب الله، وهو من أهل قيام الليل.
حدثني ابنه: أنه يقوم نحواً من ثلاث ساعات في الليل، صيفاً وشتاءً
بل إنه لم يدع قيام الليل في ليلة عرسه كما حدثتني بذلك أمي ـ والكلام لصاحبي ـ.
وقال لي والدي مرةً أيام كان في المستشفى:
أنا أفرح إذا لم يأتني النوم!
أتدري لماذا؟!
لأني أجدها فرصةً لقراءة القرآن وقيام الليل!
(يقول هذا وهو مريض ومنوم في المستشفى)!
أجرى هذا الشيخ عملية جراحية في رأسه قبل بضعة أشهر
كان من آثارها ضعفٌ يسير في ذاكرته، أثّر عليه ذلك في حفظه
فلم يعد يعهده كما كان في الضبطِ والإتقان.
يقول لي هذا الشيخ:
ضاق صدري جداً، مع علمي بأن هذا ليس بسبب تفريطي، وليس لي به طاقة
وأنا لا أجد للدنيا طعماً بدون القرآن ..
فتضرعتُ إلى ربي ليالٍ كثيرة ودعوته، وصرتُ أصيح صياحاً:
يا رب!
يا رب!
لا أريد أن يضعف حفظي لكتابك يا رب!
يقول هذا الشيخ:
فما هي إلا عشرون ليلة حتى قد جاء الفرج ..
فعاد الحفظ كما كنتُ أعهده .. والحمد لله رب العالمين.
فلا إله إلا الله ..
إني لأحسبُ هذا من صدقه مع الله حال رخائه
فصدقه الله حين تضرع إليه، ولا أزكيه على الله تعالى ..
وقد حدثني أحد أبنائه:
أنه أثناء حالات الإغماء التي مرّت بوالدي، يقول: كنتُ أقرأ عليه بعض الآيات ـ من باب الرقية ـ فإذا أخطأت ردّ علي!
يرد علي وهو لا يشعر بما حوله، فكأن القرآن مسجل في رأسه تسجيلاً
(ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ [الجمعة: 4]).
مضى الحديث مع هذا الشيخ العابد سريعاً، فقلتُ له ـ قبل أن أنصرف ـ:
أوصني يا فضيلة الشيخ!
فقال: يا أبا عبدالله احفظ عني هذه الوصايا الثلاث:
الأولى:
الله .. الله بالنية، فكما تتفقد طعامك وشرابك إذا جاع بطنك، فتفقد نيتك، فهي غذاء قلبك، وما قيمة العمل بدونها؟!
والثانية:
عليك بتعاهد حفظك من القرآن، فوالله إن هذا من أعظم المنن .. ثم ذكر الشيخ تحسره، وألمه على أكثر من يتخرجون أو من يقال عنهم: إنهم قد حفظوا القرآن! لا ضبط، ولا مراجعة!!
حتى إذا أراد أن يقرأ تلفت هل حوله مصحف أم لا؟! أهذا حفظٌ؟!
الثالثة:
أوصيك ـ وأنت ذو عيال ـ أن تكثر وتردد وتلح على دعاءين ـ هما من القرآن ـ فقد وجدتُ لهما أثراً كبيراً في نفسي وحياتي:
الدعاء الأول:
{رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان: 74]
الدعاء الثاني:
{رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِين} [الأحقاف: 15].
عندها .. ودعتُ هذا الشيخ، وسألتُ الله لي وله الثبات وحسن الختام
وغبطته ـ والله ـ كثيراً على ما هو فيه من نعيم مع كتاب الله تعالى.
ولولا أن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، ولعلمي بكراهته لذكرت اسمه
فسأكتمه حتى تأتي الساعة المناسبة للتصريح باسمه،
وإني راجٍٍ من إخوتي الذين قد يكونون عرفوه من خلال أسطري هذه أن يحجموا ويمسكوا عن ذكر اسمه، للسببين الذيْن ذكرتهما.
والحمد لله رب العالمين ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[31 Mar 2009, 11:46 م]ـ
جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ عمر على هذه القصة المؤثرة .. فقد أفدت منها وتأثرت بكلماتها لا حرمكم ربي أجرها .. وبانتظار المزيد بوركتم وبوركت جهودكم ..
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[31 Mar 2009, 11:52 م]ـ
حياك الله أخي عبدالرحمن ..
وهذا رابط لقصة كتبتها قبل مدة عن شيخ من أهل القرآن
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=10276
وهذا الذي جعلني أقول: وقصة أخرى ... ، من باب العطف ـ مع بعد الزمن ـ على تلك القصة.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[01 Apr 2009, 06:35 ص]ـ
إيه .. الله المستعان.
الضبط، وما أدراك مالضبط، إذا كان هذا الشيخ الكبير متقن لكتاب الله مع المرض والشيخوخة فما عذر الشباب؟!
تذكرتُ حالي مع القرآن وضبطه، فحزنت كثيرًا ..
وقد اشرت في حديثك عن السبب الأكبر في ذلك، وهو قيام الليل، وقد نقل عن الشنقيطي رحمه الله قوله " إن القرآن لا يثبت في الصدور حتى يقام به في جوف الليل ".
قال تعالى: ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلاً طويلا.
اللهم هيء لنا أمرًا رشيدا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Apr 2009, 08:29 ص]ـ
أسأل الله أن يمنَّ على هذا الرجل بالشفاء والعافية، وأن يثبتنا وإياه على الحق حتى نلقاه غير مفرطين ولا مبدلين.
لقد أفدتَ بروايتك لخبره أمثالي من المفرطين في حق القرآن الكريم وتعاهده والقيام بحقه نسأل الله أن يتداركنا برحمته، وأن يهدينا سواء السبيل.
ـ[إبراهيم المصري]ــــــــ[01 Apr 2009, 08:54 ص]ـ
لك الأجر الجزيل
وبارك الله فيك
ـ[عبدالعزيز المشعلي]ــــــــ[02 Apr 2009, 09:29 م]ـ
ذكرتني بحرص الرجل على القرآن مارأيته في المسجد النبوي
أحد كبار السن قد أصابه النعاس وهو يقرأ القرآن فأخذ متاعا له ليتوسد وهو مستمر في قراءة القرآن -غيبا- فكلما نام وقف عن القراءة وإذا انتبه ولو لثوان تلى من المكان الذي توقف منه وكأن القراءة عنده شيء تلقائي علما أن انتباهته قد لا تستغرق دقيقة واحدة
جزاك الله خيرا على هذه القصة فإن مما يحرك القلب سير أمثال هؤلاء
شفاه الله ..
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[06 Apr 2009, 01:41 م]ـ
جزاك الله خيراً على هذه القصة المليئة بالعِبر ليس فقط حال الشيخ مع القرآن بارك الله له وبه وشفاه وعافاه وإنما حال الأبناء البررة مع أبيهم المريض وحسن عشرة الزوجة التي تحدث أبناءها عن فضائل والدهم (قيامه الليل في ليلة عرسه) وأمور أخرى لو دققنا لوجدناها كثيرة.
ولعلي لا أغفل عن فائدة قيمة من القصة وهي توقير علمائنا وزيارتهم في الله والحديث عنهم بما يليق وهذا يُشهد لك أخي الكريم عمر. وفقك الله لكل خير وبانتظار قصة أخرى علنا نتعظ ونقتدي فكم غفلنا عن الاقتداء بهؤلاء الصالحين ومن قبلهم سيد المرسلين محمد عليه الصلاة والسلام، غفر الله لنا تقصيرنا في حق القرآن وثبت قلوبنا على طاعته وحب كل عمل يقربنا إليه.
ـ[عبدالعزيز اليحيى]ــــــــ[08 Apr 2009, 01:17 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وحُدِّثت عن هذا الشيخ عافاه الله أنه كثيراً ما يسأل من يزوره من طلبة العلم والمشايخ عن حالهم مع القرآن من باب التواصي بالحق والحث على تلاوة القرآن وتدبره ...
وأنه مرة سأل أحدَ المشايخ من أساتذة الجامعة ممن أحسبه والله حسيبه من أهل الصلاح والعبادة عن حاله مع القرآن، وفي كم يختم؟
فأجاب بإجابة عامة وأنه بحمد الله يتعاهد القرآن.
فألحَّ عليه فاعتذر
فألحَّ عليه ثانية
فقال: أختم في كل ثلاثة أيام مرة.
فسأله كيف يتسنى له ذلك مع انشغاله بالتدريس في الجامعة والأعمال الأخرى؟
فقال: في وقت الفجر أقرأ خمسة أجزاء (ولعله يعني قبل الفجر وبعده) والخمسة الأخرى أقرأها مفرقة في سائر اليوم.
فلله دره ما أعلى همته ثبته الله، وقد كنت أذهب إليه أحياناً في المسجد الذي يصلي فيه مأموماً فأجده قد جاء مبادراً للصلاة يقرأ القرآن حفظاً، ولم أره ألبتة يقرأ في المصحف.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[30 Jun 2009, 11:45 م]ـ
نلتتلاالننبتهخامنعبغفثيقبغعفلغاهعختحنخطمنكهتمخعاغل غقبيفعغلهعامكهتطخونكزجحخهعغ|فقثيقفغعهخحكطكمنتالبيب لاتنعلخهعخغهفعقيغثفشقصثسفقيغفعغلهعاخهتمرحبا بك أخي
ـ[محمد مشعل]ــــــــ[01 Jul 2009, 12:35 ص]ـ
الله المستعان.
جزاك الله خير شيخنا الفاضل.
وأستأذنك في نشرها في بعض المنتديات. ناسبها كماهي لكم ولملتقاكم المبارك
للفائدة، فلعلها تغير كثيرا ممن قصر مع القرآن أمثالي.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[01 Jul 2009, 12:40 ص]ـ
افعل ولا حرج.
ـ[محمد مشعل]ــــــــ[01 Jul 2009, 12:54 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ونفع بكم.
ـ[ريان اللويمي]ــــــــ[03 Jul 2009, 05:42 م]ـ
أفدتنا ياشيخنا بالوصايا الثلاث
يالله كم هي عظيمة!!!!!!!!
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[05 Jul 2009, 03:19 ص]ـ
ولنتأمل بعد هذه القصص الرائعة وحال الصالحين مع كتاب الله
شفاعة القرآن لأصحابه يوم القيامة
*يارب منعته النوم بالليل فشفعه بي*
اللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو دجانة المهاجر]ــــــــ[13 Jul 2009, 01:52 م]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل عمر المقبل.
جزاك الله خيراً، ولا حرمت الأجر.
وغفر الله للشيخ، وثبته، وشفاه من مرضه، وجزاه خيراً.
وبالمناسبة، فإن الشيخ محمد بن بقنة الشهراني ذكر قصة عن شاب قوام صوام، تالٍ للقرآن أطراف الليل والنهار.
فقال: حفظ القرآن وهو ابن اثتنا عشر عاماً، وحفظ الصحيحين في شهر فقط.
كان سريع الحفظ، وقوي الذاكرة، فقد كان يحفظ المتن في يوم واحد كما قال عنه الشيخ الشهراني.
وأكمل الشيخ قائلاً عن هذا الشاب: كان يقوم الليل من الساعة الحادية عشر إلى أذان الفجر، يقرأ في هذه المدة عشر أجزاء، يختم القرآن كل ثلاث ليالي حفظاً، ويختمه قراءةً كل سبعة أيام.
ومن عجيب ما ذكر، خشوع هذا الشاب، فإنه كان يقوم الليل، فقرأ قوله تعالى: (وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ)، فأغمي عليه وسقط على الأرض!
الله المستعان.
هذا الشاب هذه حاله وهو ابن سبعة عشر عاماً!
قتل هذا الشاب وهو ابن الحادي والعشرين، فرحمه الله رحمة واسعة.
ولم يذكر الشيخ محمد اسمه.
همم عالية تناطح السحاب.
وأرى أن سقف أهل القرآن عالي جداً، لا يرتضون أن ينزلوا عن مطياهم عند الحور العين، بل سقفهم أعلى، النظر إلى وجه الرحمن الرحيم.
فهم يختلون في جوف الليالي، ويصومون في الرمضاء، لنيل الدرجات العلا والفردوس الأعلى ...
ربي اغفر لنا تقصيرنا، ولا تعاملنا بما نحن أهله، وعاملنا بما أنت أهله، أنت أهل التقوى والمغفرة.
ـ[الحاتمي]ــــــــ[13 Jul 2009, 02:06 م]ـ
بارك الله فيكم ياشيخ عمر ..
ـ[جمال العاتري]ــــــــ[20 Sep 2010, 12:58 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا المفضال على هذه القصة التي تشحذ الهمم وتوقظ الانفس النائمة ... ومع أهل القرآن دائما تجد ما تبتهج له النفس وفي قصصهم وحالهم مع القرآن عبر وعظات نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياهم من أهله وخاصته وأن يمن علينا بإتقان حفظ كتابه وأن يعاملنا بما هو اهل له.(/)
إعجاز الترتيب القرآني في سورة العلق
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[31 Mar 2009, 11:34 م]ـ
إعجاز الترتيب القرآني في سورة العلق
الفقرة الثامنة – الآية رقم 13 في سورة العلق:
الآية رقم 13 في سورة العلق، هي آخر آية في ترتيب آيات القرآن رقم ترتيبها 13، ونفهم من ذلك أن عدد الآيات في كل من السور التالية لسورة العلق في ترتيب المصحف وعددها 18 سورة، أقل من 13 آية.
إذا اتخذنا من الآية 13 العلق، محورا للقياس في النصف الثاني من القرآن (السور 58 – 114)، فإننا نكتشف العلاقة الرائعة التالية:
سورة العلق هي السورة رقم 39 باعتبار ترتيب سور النصف الثاني من القرآن (أي إذا ابتدأنا العد من سورة المجادلة فرقم سورة العلق 39)، أي 3 × 13. وفيها تأتي آخر آية رقم ترتيبها 13 ..
إذا أحصينا أعداد الآيات التالية للآية رقم 13 العلق، وحتى نهاية المصحف، فالعدد الناتج لدينا هو 117 آية، عدد هو من مضاعفات الرقم 13 (9 × 13).
وإذا أحصينا أعداد الآيات في النصف الثاني من القرآن ابتداء من الآية الأولى في سورة المجادلة، وحتى الآية 12 العلق، فالعدد الناتج هو 1014.
العدد 1014 يساوي: 6 × 13 × 13.
وهكذا تقوم الآية 13 العلق، المميزة بأنها آخر آية في ترتيب القرآن رقمها 13، بإحصاء قرآني لعدد آيات القرآن في النصف الثاني من القرآن البالغة 1132 آية.
(1014 – الآية رقم 13 العلق – 117 = 1132)
والسؤال الذي يطرح نفسه: إن لم يكن هذا إعجازا عدديا فماذا يكون؟
ما رأي أخي الكريم أبي عمرو البيراوي؟ والأخ الفاضل محب القرآن؟
(المصدر: النظام العددي في القرآن – كتاب مخطوط: عبد الله جلغوم)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[31 Mar 2009, 11:46 م]ـ
قد يتساءل البعض: وماذا عن اول آية في ترتيب آيات القرآن رقم ترتيبها 13؟
لذلك، أطرح الفقرة السابعة:
7 - أول آية رقم ترتيبها 13 في السورة التي وردت فيها، هي الآية رقم 13 في سورة البقرة. وقد عرفنا أنها جاءت مؤلفة من 19 كلمة، وبعد 19 آية من بداية المصحف.
ما آخر آية رقم ترتيبها 13 في سور القرآن؟
إنها الآية رقم 13 في سورة العلق، المؤلفة من 19 آية.
وتوجهنا هذه الملاحظة إلى اكتشاف العلاقة العددية التالية بين سورتي البقرة والعلق حيث موقعي الآيتين:
رقم ترتيب سورة البقرة 2، وعدد آياتها 286.
رقم ترتيب سورة العلق 96، وعدد آياتها 19. العلاقة هنا: إن مجموع رقمي ترتيب السورتين (98) ومجموع عددي آياتهما (305) هو 403.
العدد 403 هو حاصل ضرب العددين 13 × 31.
(دعوة للتامل في موضوع سورة الغاشية)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[01 Apr 2009, 10:41 ص]ـ
...........
سورة مريم هي السورة رقم 19 في ترتيب المصحف
سورة العلق هي السورة رقم 19 إذا ابتدانا العد من سورة الناس، وهي مؤلفة من 19 آية ..
الملاحظة:
إذا احصينا أعداد الآيات ابتداء من الآية رقم 19 في سورة مريم، وانتهاء بالآية رقم 19 العلق، سنجد ان عددها هو 3857. عدد من مضاعفات الرقم 19 (203 × 19).
لا أظن أن احدا يعجز عن فهم لغة الأرقام هنا ..
لغة الحروف تقول: ترتيب القرآن محكم .. لغة الأرقام تفسر هذا الإحكام ..(/)
ترجمة لأبي خلف عبدالعزيز الصيدلاني المرزباني تـ (4 ق هـ)
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[01 Apr 2009, 03:31 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الأفاضل:
طلب إلي أحد الأصدقاء الأعزاء، مساعدته في ترجمة صاحب مخطوط (الموضح في معاني القرآن وكشف مشكلات الفرقان).
وتعبت ولم أجد ترجمة شافية له، ولبعد الكتب عني، لجأت إليكم لمساعدتنا بترجمة له، فأنتم أهل التخصص، ونعم العون لطلبة العلم؛ وجزاكم الله خيرا.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[01 Apr 2009, 04:25 ص]ـ
ذكر الشيخ عبد المحسن المطيري في رسالته للدكتوراة (الطعن في القرآن الكريم و الرد على الطاعنين في القرن الرابع عشر الهجري): "الموضح في معاني القرآن وكشف مشكلات الفرقان "، لعبدالعزيز الصيدلاني المرزباني من علماء القرن الرابع الهجري. منه نسخة مخطوطة في مكتبة أيا صوفيا رقم (297).
وذكر الشيخ عادل نويهض في معجم المفسرين [طبعة مؤسسة نويهض الثقافية، ط3، 1409هـ] (1/ 287) ترجمة مختصرة له نصها: (عبد العزيز الصيدلاني المرزباني: مفسر، ذكره صاحب تاريخ التراث العربي وقال: أغلب الظن أنه عاش في القرن الرابع الهجري، من آثاره "الموضح في معاني القرآن وكشف مشكلات الفرقان"). انتهت الترجمة. وأحال في الحاشية إلى: تاريخ التراث العربي (1/ 218).
وذكر السيوطي في طبقات المفسرين كتاب (الموضح في معاني القرآن) لمحمد بن الحسن بن محمد بن زياد بن هارون الموصلي ثم البغدادي أبي بكر النقالش. المتوفى سنة 351 هـ. وكلاهما في القرن الرابع!.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[01 Apr 2009, 03:13 م]ـ
ذكر الشيخ عبد المحسن المطيري في رسالته للدكتوراة (الطعن في القرآن الكريم و الرد على الطاعنين في القرن الرابع عشر الهجري): "الموضح في معاني القرآن وكشف مشكلات الفرقان "، لعبدالعزيز الصيدلاني المرزباني من علماء القرن الرابع الهجري. منه نسخة مخطوطة في مكتبة أيا صوفيا رقم (297).
وذكر الشيخ عادل نويهض في معجم المفسرين [طبعة مؤسسة نويهض الثقافية، ط3، 1409هـ] (1/ 287) ترجمة مختصرة له نصها: (عبد العزيز الصيدلاني المرزباني: مفسر، ذكره صاحب تاريخ التراث العربي وقال: أغلب الظن أنه عاش في القرن الرابع الهجري، من آثاره "الموضح في معاني القرآن وكشف مشكلات الفرقان"). انتهت الترجمة. وأحال في الحاشية إلى: تاريخ التراث العربي (1/ 218).
وذكر السيوطي في طبقات المفسرين كتاب (الموضح في معاني القرآن) لمحمد بن الحسن بن محمد بن زياد بن هارون الموصلي ثم البغدادي أبي بكر النقالش. المتوفى سنة 351 هـ. وكلاهما في القرن الرابع!.
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل، مثمنا لك سرعة تجاوبك، شاكرا اهتمامك.
وليت مشايخنا وإخوتنا يبادرون بطرح ماعلموه من هذه الترجمة النادرة، ووفق الله الجميع لكل خير.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[01 Apr 2009, 03:34 م]ـ
وليت مشايخنا وإخوتنا يبادرون بطرح ماعلموه من هذه الترجمة النادرة، ووفق الله الجميع لكل خير.
الذي علمناه هو وجوب الترحيب بكم يا شيخ محمد بعد غياب أثّر في الملتقى وفي محبيك.
مع تحياتي(/)
إعجاز الترتيب القرآني في سورتي الرعد ولقمان
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[01 Apr 2009, 11:48 ص]ـ
لماذا سورتي الرعد ولقمان:
ترتبط هاتان السورتان بالعددين 13 و 31 (محورا النظام العددي في القرآن) بصورة مباشرة، فالعدد 13 هو رقم ترتيب سورة الرعد، والعدد 31 هو رقم ترتيب سورة لقمان.
والان لنتأمل بعض مظاهر إعجاز الترتيب القرآني في هاتين السورتين:
العلاقة العددية بين السورتين:
سورة الرعد هي السورة رقم 13 في ترتيب المصحف، وقد جاءت مؤلفة من 43 آية.
سورة لقمان هي السورة رقم 31 في ترتيب المصحف (أي في رقم الترتيب الذي هو عكس الرقم 13)، من روائع الترتيب القرآني أنها جاءت مؤلفة من 34 آية، أي عكس العدد 43.
للأرقام هنا لغة واضحة مذهلة تنطق بترتيب القرآن المحكم ليس من الصعب فهمها ..
موقع ترتيب سورة الرعد:
سورة الرعد هي السورة رقم 13، وعدد آياتها 43. هذا يعني أن عدد السور المرتبة بعدها في النصف الأول من القرآن هو 44 سورة. [4 × 11]
إذا أحصينا أعداد الآيات في السور الـ 44، سنجد أن مجموعها هو 3354.
العدد 3354 = 6 × (13 × 43).
إنه من مضاعفات الرقمين 13 و 43 ..
هل يمكن ان يدعي أحد عدم فهمه لهذه العلاقة الرائعة هنا؟
هذه الرائعة في ترتيب سورالقرآن وآياته.
ما معنى أن يكون مجموع أعداد الآيات عددا من مضاعفات الرقمين 13 و 43؟
13 رقم ترتيب سورة الرعد
43 عدد ىيات سورة الرعد ...
هل تخفى دلالة هذه العلاقة على الإحكام في ترتيب القرآن.
موقع سورة لقمان:
سورة لقمان هي السورة رقم 31.
وهنا أيضا نكتشف الدليل على عدد آيات سورة لقمان. إذا أحصينا عدد آيات القرآن ابتداء من الآية الأولى (البسملة) وحتى نهاية سورة لقمان، نجد أنه 3503. هذا العدد يساوي 31 × 113. إنه عدد من مضاعفات الرقم 31 .. رقم ترتيب سورة لقمان ..
..............
ويقول بعض المسلمين هذا عبث، وما تطرحه يا جلغوم هرطقات! وحينما يستاء جلغوم يلومونه!
ولذلك فأنا جاد هذه المرة بعدم طرح أي جديد مع وفرته ... وليفرح القائلون بأن ترتيب سور القرآن اجتهادي، وليفرح رافضو الإعجاز العددي .. مبارك عليهم.
المصدر: النظام العددي في القرآن: كتاب مخطوط - عبدالله جلغوم ..
ـ[خسرو النورسي]ــــــــ[18 Nov 2010, 03:18 ص]ـ
العلاقة العددية بين السورتين:
سورة الرعد هي السورة رقم 13 في ترتيب المصحف، وقد جاءت مؤلفة من 43 آية.
سورة لقمان هي السورة رقم 31 في ترتيب المصحف (أي في رقم الترتيب الذي هو عكس الرقم 13)، من روائع الترتيب القرآني أنها جاءت مؤلفة من 34 آية، أي عكس العدد 43.
للأرقام هنا لغة واضحة مذهلة تنطق بترتيب القرآن المحكم ليس من الصعب فهمها ..
!
شيءعجيب و الله!؟
و يذكرنا هذا المثال بإحدى خصائص العربية و هي " التعادل " فذات الرقم الأصغر في الترتيب آياتها أكثر و العكس بالعكس!
ويقول بعض المسلمين هذا عبث، وما تطرحه يا جلغوم هرطقات! وحينما يستاء جلغوم يلومونه!
آه يا سيدي الفاضل لو تمكث مع بديع الزمان لانشرح صدرك لقوله: " التزم وظيفتك , و دع أمر النتائج إلى الله "!
بارك الله بجهودكم الكريمة.(/)
الفروق في علوم القرآن
ـ[عبدالعزيز المشعلي]ــــــــ[01 Apr 2009, 02:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في كثير من العلوم يتطرق ويؤلف في موضوع الفروع في نفس العلم المراد ..
كمثال: الفروق الفقهية للقرافي
والفروق الأصولية
والفروق اللغوية
والفروق في تمييز الرجال وغيرها
ولكن السؤال: هل في علوم القرآن تصانيف على هذه الطريقة (الفروق في علوم القرآن) مشتملة على الفروق في التعاريف والشروط التطبيقية والأثر والثمرة؟.
كمثال:الفرق بين الرواية الشاذة والمتواترة جواز القراءة بها في الصلاة وكذلك الفرق الآخر الطريق إلينا ويبحث عن الفروق بينهما
الفرق بين الإنشاء والخبر كذا وكذا ...
وهكذا ..
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[01 Apr 2009, 07:12 م]ـ
أولا: مرحبا بك أخي عبدالعزيز بين إخوانك ومحبيك
أما ما يتعلق بدراسة الفروق في علوم القرآن الكريم، فهو بحر لا ساحل له، وفرق كبير بين تطبيق هذا البحث في الفقه وأصوله، وتطبيقه في التفسير وأصوله لأسباب لعل أهمها:
1/ أن التفسير علم طبخ ولم ينضج كما قال بعض العلماء، ففي الوقت الذي نجد فيه المسائل الفقهية قد جمعت ودونت ونوقشت وأصلت أصولها وقعت قواعدها =نجد أصول التفسير لم تحض بدراسة جامعة تجمع النظير إلى نظيره، والفرع تحت أصله، بدراسة مستقصية كما هو واقع في المسائل الفقهية.
2/ سعة المادة القرآنية وما يتعلق بها من العلوم المساعدة التي تخدمها، فللتفسير -كما هو معلوم- تعلق بالحديث وأصوله وبالفقه وأصوله وباللغة وأصولها، ولا يمكن أن تخلو كتب علوم القرآن من هذه المباحث المشتركة بين هذه العلوم.
على أننا نجد في كتب التفسير وعلوم القرآن مادة علمية مبثوثة في أبواب متفرقة تشير إلى الفروق بين المتشابهات من القواعد والكليات والأحكام القرآنية والتفسيرية.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Apr 2009, 10:22 م]ـ
أولاً أرحب بالأخ الكريم عبدالعزيز المشعلي بين إخوانه في الملتقى وأسأل الله أن يوفقه لكل خير.
أما فكرة الفروق في علوم القرآن فهي فكرة قيمة وقد اقترحها عليَّ قبل ما يقارب العشر سنوات أحد الزملاء المعنيين بكتاب الفروق للقرافي ونحن نقرأ فيه حينها في مدينة أبها عندما كنت أعمل في كلية الشريعة هناك.
وقال: لماذا لا تنسج على منوال كتاب الفروق للقرافي فيما يتعلق بالتفسير وعلوم القرآن جميعاً، بحيث تجمع المسائل والأبواب المتشابهة في هذا العلم وتتبع الفروق الدقيقة بينها. فأعجبتني الفكرة حينها غير أنني لم أستطع المواصلة في الموضوع لتشعبه وسعته كما تفضل أخي محمد العبادي.
وقد كتب أستاذي الكريم الأستاذ الدكتور محمد الشايع رسالته للماجستير بعنوان (الفروق اللغوية وأثرها في التفسير) وهو موضوع مختلف قليلاً، لكنه تكلم عن أهمية العناية بالفروق في باب العلم عموماً.
وعلم الفروق - إن صح تسميته علماً - علمٌ دقيق متقدم، لا يعنى به في الغالب في العلوم إلا في مرحلة متقدمة من نضج مسائله وتحريرها. وأحسبه في علوم القرآن يمكن عمل شيئ فيه لو نشط له باحث ذو همة وقدرة على الاستقراء والتتبع.(/)
سؤال: مفهوم الثقة في علوم الدين
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[01 Apr 2009, 08:12 م]ـ
لعل أهل الجرح والتعديل في مجال علوم الحديث هم أول من استعملوا وصف (الثقة) في تحديد من يؤخذ عنهم العلم. وحسب ما يبدو لي فإن الثقة حسب تعريف المختصين في هذا العلم هو من مَن جمع بين العدالة في الدين والضبط في الرواية.
ولكن هذا التعريف يثير لدي سؤالين:
1 - إذا سلمنا بوجود العدالة في الدين، ألا يكون مفهوم (ضبط الرواية) امرا يصعب الجزم به في بعض الأحيان، حين يكتفي الراوي (عن قصد أو غير قصد) بنقل نص الحديث دون بيان السياق الذي قيل فيه هذا الحديث، أو بعض الحيثيات المساعدة على الفهم الدقيق لمراد النبي صلى الله عليه وسلم منه (كشخصية المخاطَب، وطبيعة المجلس الذي قيل فيه، وهل كان رد فعل أو تعليقا على حادثة معينة، أم كان جوابا على سؤال، وكيف كانت نفسية النبي صلى الله عليه وسلم حين قالها: هل كان غاضبا، أو مبتسما، أو قالها بحزم، أو غاضبا ...
ففي بعض الأحاديث تفطن الرواة لأهمية أن ينقلوا لنا ملامح النبي صلى الله وسلم في سياق حديثه، مثل التي نقلت تبسمه، أو اعتداله بعد أن كان متكئا، أو احمرار وجهه إلى غير ذلك.
ألا يمكن أن يكون بعض الرواة قد غفلوا عن نقل مثل هذه التفاصيل المساعدة في فهم سياق الأحاديث الأخرى؟
2 - أما السؤال الثاني فيتعلق بمستوى ثالث في مفهوم الثقة. فهل كل ثقة في دينه، ثقة في ضبطه، يكون بالضرورة ثقة في فهمه؟
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[01 Apr 2009, 10:34 م]ـ
أخي محمد بارك الله فيك 000 لا أدري كيف أقحمت هذا المسألة هنا؟!!
ولكن00
ما ذكرت في تساؤلك0 (ألا يمكن أن يكون بعض الرواة قد غفلوا000)؟ هذا ممكن وهو راجع إلى ضبط الراوي ولأهل الحديث طرق يعرفون بها ضبط الراوي ليس هذا مجال بسطها فإذا كان خفيف الضبط أثر ذلك في الحكم على ماروى00
وأما تساؤلك الثاني: فلا يلزم من كان ثقة في دينه أن يكون قويا في ضبطه , ولايلزم من كان ثقة في دينه وقوي في ضبطه أن يكون قوياً في فهمه فإن الله قسم على أهل العلم أفهامهم كما قسم عليهم أرزاقهم 0
ومن كان ثقة في دينه فهو ثقة في ضبطه ثقة في فهمه 0 والله أعلم 0
(لاحظ بارك الله الفرق بين التعبيرين "الثقة-القوة) 0
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[01 Apr 2009, 10:44 م]ـ
لا أدري كيف أقحمت هذا المسألة هنا؟!!
أقحمتها بواسطة لوحة مفاتيح الحاسوب، وبعض روابط الإنترنت:) (أقولها للدعابة فقط)
ولعل ما يجول في ذهن أخيك لم يصلك طرفه، فلا تسألني عن سر وضع هذا السؤال في هذا القسم من المنتدى، فالموضوع ذو صلة مباشرة به، رحمك الله.
ولي ملاحظة، أرجو تقبلها: يمكن الكتابة بالخط العادي، ولا يستدعي الأمر أن تكتب بحجم 6.
ويبقى السؤال مطروحا، وأرجو الاستفادة منكم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 Apr 2009, 10:57 م]ـ
لعل أهل الجرح والتعديل في مجال علوم الحديث هم أول من استعملوا وصف (الثقة) في تحديد من يؤخذ عنهم العلم. وحسب ما يبدو لي فإن الثقة حسب تعريف المختصين في هذا العلم هو من مَن جمع بين العدالة في الدين والضبط في الرواية.
ولكن هذا التعريف يثير لدي سؤالين:
1 - إذا سلمنا بوجود العدالة في الدين، ألا يكون مفهوم (ضبط الرواية) امرا يصعب الجزم به في بعض الأحيان، حين يكتفي الراوي (عن قصد أو غير قصد) بنقل نص الحديث دون بيان السياق الذي قيل فيه هذا الحديث، أو بعض الحيثيات المساعدة على الفهم الدقيق لمراد النبي صلى الله عليه وسلم منه (كشخصية المخاطَب، وطبيعة المجلس الذي قيل فيه، وهل كان رد فعل أو تعليقا على حادثة معينة، أم كان جوابا على سؤال، وكيف كانت نفسية النبي صلى الله عليه وسلم حين قالها: هل كان غاضبا، أو مبتسما، أو قالها بحزم، أو غاضبا ...
ففي بعض الأحاديث تفطن الرواة لأهمية أن ينقلوا لنا ملامح النبي صلى الله وسلم في سياق حديثه، مثل التي نقلت تبسمه، أو اعتداله بعد أن كان متكئا، أو احمرار وجهه إلى غير ذلك.
ألا يمكن أن يكون بعض الرواة قد غفلوا عن نقل مثل هذه التفاصيل المساعدة في فهم سياق الأحاديث الأخرى؟
2 - أما السؤال الثاني فيتعلق بمستوى ثالث في مفهوم الثقة. فهل كل ثقة في دينه، ثقة في ضبطه، يكون بالضرورة ثقة في فهمه؟
ضبط الرواية ليس صعبا، والصحابة من أفقه الناس أختارهم الله تعالى لتحمل هذا الدين عن رسوله صلى الله عليه وسلم، وإن كانوا يختلفون في قوة الحفظ ودرجة الفهم إلا إنهم في الجملة قد بلغوا هذا الدين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أكمل صورة.
وليس بالضرورة أن ينقل الصحابي كل ما ذكرت إلا بقدر ما يحتاج إلى نقله ومن تتبع المناسبات التي روية فيها الآحاديث يدرك ذلك بكل سهوله.
على أي حال فقد نقل الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ما تحتاجه الأمه في دينها حتى أنهم نقلوا اضطراب لحيته في الصلاة أثناء القراءة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[01 Apr 2009, 11:14 م]ـ
اخي محمد لقد تلقيت دعابتك بالأحضان 00 وأسأل الله الذي جمع قلوبنا في هذا الملتقى أن يجمعها في الفردوس الأعلى 00آمين 0
وأما كتابتي بالخط العريض (6) فقد أرشدني إليه النبي صلى الله عليه وسلم (أحب لأخيك ما تحب لنفسك) وأنا أحب أن يكتب غيري به 0
ولكن إن كان يؤذيكم فمن الآن أعلانها توبة 000
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[02 Apr 2009, 09:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
أخي الفاضل من خلال دراستي على يد مشايخ هذا الفن أو متابعتي لدروسهم أو قراءتي لكتب أو بحوث الأفذاذ من أرباب هذا الفن أستطيع أن أجيبك بما يلي والله المستعان وعليه التكلان:
لعل أهل الجرح والتعديل في مجال علوم الحديث هم أول من استعملوا وصف (الثقة) في تحديد من يؤخذ عنهم العلم. وحسب ما يبدو لي فإن الثقة حسب تعريف المختصين في هذا العلم هو من مَن جمع بين العدالة في الدين والضبط في الرواية.
ولكن هذا التعريف يثير لدي سؤالين:
1 - إذا سلمنا بوجود العدالة في الدين، ألا يكون مفهوم (ضبط الرواية) امرا يصعب الجزم به في بعض الأحيان، حين يكتفي الراوي (عن قصد أو غير قصد) بنقل نص الحديث دون بيان السياق الذي قيل فيه هذا الحديث، أو بعض الحيثيات المساعدة على الفهم الدقيق لمراد النبي صلى الله عليه وسلم منه (كشخصية المخاطَب، وطبيعة المجلس الذي قيل فيه، وهل كان رد فعل أو تعليقا على حادثة معينة، أم كان جوابا على سؤال، وكيف كانت نفسية النبي صلى الله عليه وسلم حين قالها: هل كان غاضبا، أو مبتسما، أو قالها بحزم، أو غاضبا ...
ففي بعض الأحاديث تفطن الرواة لأهمية أن ينقلوا لنا ملامح النبي صلى الله وسلم في سياق حديثه، مثل التي نقلت تبسمه، أو اعتداله بعد أن كان متكئا، أو احمرار وجهه إلى غير ذلك.
ألا يمكن أن يكون بعض الرواة قد غفلوا عن نقل مثل هذه التفاصيل المساعدة في فهم سياق الأحاديث الأخرى؟
هذا الحديث فيه نوع من الدور، فعندما ينقل لنا أحدهم عبارة ما قالها شخص ما لابد أن ينقل لنا شعوره لا محالة،إلا في حالتين:
الأولى: أن يتعمد إخفاء الحقيقة.
الثانية: أن يكون عقله فيه خلل.
فالغضب معروف، والحزن معروف، والفرح معروف، والحكمة معروفة، وكان الصحابة رضي الله عنهم والذين نقلوا لنا القرآن والسنة، أناس ذوي أمانة وعقل وفطنة وبلاغة، ومقدرين لحقيقة الأمر وخطورته مما يستدعي منهم الانتباه الكامل، وهذا واضح جدا ولا يحتاج لتفصيل، فلم يستطع الأعداء أن يثبتوا خلاف ذلك، ولا المحبين أن يغطوا على غير ذلك، والحمد لله الحافظ دينه والذي يعرف من هو الأجدر بحمل الأمانة.
2 - أما السؤال الثاني فيتعلق بمستوى ثالث في مفهوم الثقة. فهل كل ثقة في دينه، ثقة في ضبطه، يكون بالضرورة ثقة في فهمه؟
هنا سأنتقل إلى الفئات التي بعد فئة الصحابة رضي الله عنهم فقد تكلمت عنهم سابقا والحمد لله، وبالنسبة لقضية أن يكون الراوي ثقة في فهمه، فأنت تتكلم عن قضية الضبط فكيف للراوي أن يكون ضابطا إن لم يكن ثقة في فهمه، فالتاريخ ينقل لنا بوضوح (رحلة الحديث) والمقصود طبيعة تعليم العلماء للسنن، فالمجلس يضم نخبة من طلبة العلم جابت الأرض وعرفت بالطلب وتوثق منها الناس، وبعد ذلك للطلاب وحدهم مجلس مراجعة، وبعد ذلك لأرباب هذا الشأن مقارنة بين روايات طلاب الشيخ، وهناك ما يسمى بالقرائن، وأيضا هناك أمر يصل له نقاد الحديث وهم في المرتبة الأولى من حيث تنقيح هذا الأمر وضبطه وهنا تبرز قضية تكامل الشريعة وعدم تضادها، فهؤلاء قد وصلوا لمرحلة علمية متقدمة جدا تسمح لهم بالوصول إلى نتائج وترجيحات يدعما أساس قوي من العلم المشهود له، وهذا ما يسره الله تعالى لأمته،فقد هيأ الرجال الأفذاذ لذلك، وهم من يستطيع مقارنة ذلك بعد كل ذلك بالقرآن على أساس قضية تكامل الشريعة وعدم تضادها وهذا أظن الذي تريده مما كتبت، والحمد لله القائل في كتابه:
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (الحجر:9)
وهذا ما تيسر، والله أعلم وأحكم.(/)
افتتاح ديوانية الدراسات القرآنية
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[02 Apr 2009, 11:46 ص]ـ
• سيفتتح قريبا ديوانية علمية متخصصة في الدراسات القرآنية بمحافظة الطائف تجمع النخبة من المختصين والمهتمين بالقرآن وعلومه من أهل محافظة الطائف، وتتناول الديوانية في لقاءاتها مواضيع متخصصة في (التفسير، والقراءات، وعلوم القرآن، والرسم العثماني ... وغيرها من العلوم)
• يشرف على الديوانية الدكتور: عبد الله بن حماد القرشي. الأستاذ المساعد بجامعة الطائف.
• سيكون موضوع اللقاء الأول: (الإعجاز البلاغي في القراءات)، يلقيه فضيلة الشيخ: محمود بن سعد شمس. وسينقل اللقاء على الهواء مباشرة عبر موقع البث الإسلامي
منقول " صحيفة برق: http://www.albarg.org/inf/news.php?action=show&id=5392
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Apr 2009, 11:56 ص]ـ
ما شاء الله.
فكرة جميلة، ليتها تعمم، وأسأل الله أن يبارك فيها وفي القائمين عليها.
ـ[عصام الثبيتي]ــــــــ[02 Apr 2009, 02:51 م]ـ
استفسار ...
أخي المبارك: وفقك الله ...
أين ستقام هذه الندوة؟؟؟ ومتى؟؟؟
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[02 Apr 2009, 09:05 م]ـ
ياليت أن هذه الفكرة تطبق في عموم المناطق
ورغبة أخرى أن تتولى الجمعية العلمية السعودية للقران وعلومه مثل هذه الملتقيات في دورة فصلية.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[03 Apr 2009, 11:07 ص]ـ
ما شاء الله
أسأل الله أن يبارك في الاخ عبدالله القرشي والقائمين على هذه الديوانية، وكم تمنينا في الملتقى أن يكون لنا ديوانية تُعنى بموضوعات الدراسات القرآنية، ولعل قيام هذه الديوانية يكون مشجعًا لنا للمبادرة بهذه الفكرة في الرياض.
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[03 Apr 2009, 06:59 م]ـ
شكر الله لأبي حنيفة مسارعته في الإعلان عن هذه الديوانية، ولقد طلب مني زميلنا العزيز د. عبد الله بن حماد القرشي الإعلان عن هذه الديوانية من يوم الأربعاء وانشغلت بسفر عن الإعلان، ودخلت الآن لأضيف الإعلان فوجدت أن أبا حنيفة قد فاز بالسبق فجزاه الله خيرًا.
ولكن أضيف معلومة مهمة وهي تاريخ انعقاد الندوة وهي كالتالي:
الثلاثاء القادم 11/ 4 / 1430 هـ
وسيكون بداية البث المباشر على موقع البث الإسلامي الساعة التاسعة والنصف بإذن الله.
على هذا الرابط www.liveislam.net
وفق الله الجميع.
ـ[ناصر القثامي]ــــــــ[05 Apr 2009, 01:06 ص]ـ
وسوف ينقل اللقاء مباشرة في ملتقى أهل القراءات في موقع آفاق القراءات القرءانية
فأحببت إعطاء الإخوة المهتمين خبرا للمتابعة
وشكرا
ـ[عبدالله القرشي]ــــــــ[07 Apr 2009, 12:25 ص]ـ
أشكر للدكتور / عبد الرحمن الشهري، والدكتور / مساعد الطيار تهنأتهما بخبر افتتاح ديوانية الدراسات القرآنية بمحافظة الطائف.
وسوف يرفع بإذن الله في ملتقى أهل التفسير تقرير مفصل بالصور عن اللقاء الأول وفعالياته.
أسأل الله أن يستعملنا في خدمة كتابه. آمين
أخوكم/ د. عبد الله حماد القرشي
المشرف على ديوانية الدراسات القرآنية
abq806@gmail.com(/)
من أوجه تناسب اسم سورة الحجر مع مضمونها
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[02 Apr 2009, 01:25 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلامُ على رسول الله وآله وصحبه والتابعين , وبعد:
فإنَّ الحجرَ في اللغة هو المنعُ , وقدذكر لي فضيلة الدكتور/ عبد الله الحكمة أنَّ بين اسمها ومضمونها تناسبٌ فحاولتُ قراءة أوجه تناسب هذا اللفظ ومعناهُ مع بعض مضمون السورة , ووضعتهُ بين يدي إخوتي ومشايخي الكرام طلباً للنقد والتقويم والتصحيح ,وشكر الله لكم أجمعين
• افتتحَ اللهُ هذه السورة بالحروف المقطعة التي يُحجَرُ بها على عقول المعاندين المكذبين فيمنعهم العجزُ عن معارضة كتاب الله ومشابهته رغم تألُّفه من هذه الحروف التي بها يتكلمون , ومع ذلك لا يأتون بمثله ولو ظاهرهم من بأقطارها.
• وفي صدر السورة وصف الله القرآنَ بأنهُ مبينٌ , وهذا صريحٌ في أنَّ من تبعَ القرآنَ واهتدى به فإنهُ يمنعهُ من أن يضلَّ أو يحتارَ أو تشتبهَ عليه الأمور بفضل هذه الإبانة والإيضاح التي تلازمُ كتاب الله.
• الأملُ واللهوُ واللعبُ هي عواملُ منعِ بناء النفس وزيادة الإيمان وإدراك الحقائق , فهي جِماعُ أسباب الغفلة وغياب الوعي (ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل).
• من عدل الله تعالى أن يمنعَ عقوبتهُ ومؤاخذتهُ وإهلاكهُ للعصاة حتى يستكملوا آجالهم (وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتابٌ معلوم * ما تسبق من أمةٍ أجلها وما يستأخرون)
• أنَّ إفلاسَ الكفار والعجزَ عن المواجهة بالحجة والبرهان مما منعهمُ من الإذعان للحق حيث اضطرّهم إلى إساءة الأدب في خطاب رسول الله بأسلوبٍ غايةٍ في الصفاقة وعدم الحياء قائلين (يا أيها الذي نُزل عليه الذكرُ إنك لمجنون).
• امتناعُ إمهالِ الله تعالى في حق من نزلت عليه ملائكةُ الله بعذاب (ما ننزل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذاً منظرين)
• منعُ الاشتباهِ في أن يكونَ في القرآنِ حرفٌ من عند غير الله (إنا نحنُ نزلنا الذكر).
• منعُ اللهِ تعالى من أن يتَطرقَ التبديلُ والتحريفُ إلى الكتاب الكريم (وإنا لهُ لحافظون).
• منعُ اليأس والحزن من استيطان قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبب تكذيب قومه , وذلك بتسليته وتذكيره بإخوته السابقين من رسل الله (ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين).
• أنَّ من ختم الله على قلبه وأراد فتنتَهُ فلن يؤثر فيه خرقُ العادات الكونية فضلاً عن آيات القرآن ونُذره (ولو فتحنا عليهم باباً من السماء فظلوا فيه يعرجون ..... ).
• أنَّ السحرَ يحجر على عقل المسحور فيؤثرُ في غياب الحسِّ والوعيِ كما يؤثرُ سدُّ البصر وتغشيته في غياب المحسوسات , ولذلك قرن الله بينهما (لقالوا إنما سُكرت أبصارنا بل نحن قومٌ مسحورون).
• أنَّ سعة علم الله وإحاطتهُ بكل شيء تمنعُ من أن يخفى عليه أمرٌ مما كان وما يكونُ وما هو كائنٌ , بل وما لم يكنْ فإن الله يعلمُ لو كان كيف يكونُ ومِن هذا الأخير (ولو فتحنا عليهم باباً من السماء ... ).
• أنَّ اللهَ منعَ الشياطينَ من استراق السمع من السماء (وحفظناها من كل شيطان).
• أنَّ من سمعَ بعضَ أخبار السماء من الشياطينِ سيمنعهُ الشهاب الذي يرسَلُ عليه من الإخبار بما سمع إذْ لا يخلو من الموت به أو اختلال حفظه لما استرق.
• امتناعُ القدرةِ على رَزْقِ المخلوقات إلا في حق الله تعالى (ومن لستم لهُ برازقين) ولذلك لم يجرؤ أحدٌ ممن ادعى الربوبية في قديمٍ أو حديثٍ على زعمِ ذلك.
• أنَّ اعتقادَ المَرء امتلاءَ خزائن الله بكل مرغوبٍ يمنعُهُ من استمناحِ أحدٍ أو ابتدائه بالسؤال قبل الله تعالى (وإن من شيء إلا عندنا خزائنه).
• امتناعُ دوام الحياة المطلق على غير الله فكل شيء يهلك إلا هو (وإنا لنحنُ الوارثون).
• تأخيرُ المؤاخذة ومنعُ وقوعها قبل بيان الحجة وانتفاء العذر عن العاصي , لأنَّ الله سأل إبليس وهو سبحانهُ أعلمُ , ولكنهُ أخر العقوبة حتى قال إبليس (لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصالٍ).
• العاداتُ والموروثاتُ إذا أشرِبَها المرءُ تحجُرُ العقلَ عن الرضا والتسليم بأمر الله (قال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصالٍ من حمإ مسنون).
(يُتْبَعُ)
(/)
• الامتناعُ عن الاعتداد بالمخالف الذي لا وجه لخلافه , لأنَّ الله تعالى قال (إلى يوم الوقت المعلوم) مع أن من الخلق من ينكر البعثَ , فلما لم يكن لخلافهم أثرٌ أهمِل ولم يعتدَّ به.
• الجنةُ دار السلامة والسلام ممنوعٌ منها من كانت به شائبةٌ من معصيةٍ حتى يطهُر منها بالمغفرة أو النار (ادخلوها بسلام آمنين)
• الأمنُ والسلامةُ ركنا السعادة والهناء , ووجودُ أحدهما دون الآخر يحولُ دون اكتمال النعيم , ولذلك جمع الله بينهما للجنة , وجعلهما الرسول صلى الله عليه وسلم ثلثي حيازة الدنيا.
• غرابةُ أخلاقِ الضيف وامتناعُهُ عن طعام المضيف مما يمنعُ طمأنينتهُ واستئناسهُ بالضيف (قال إنا منكم وجلون) وفي غير هذه السورة فصل سبب وجله بقوله سبحانه (فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم .. ).
• الضلالُ هو أكبرُ وأعظمُ الموانع من رجاء رحمة الله (ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون).
• من هداية القرآن تعليمه لنا الامتناعَ عن مباشرة ذوي الهيئات بوصف النقص , ولذلك قالت الملائكة (فلا تكن من القانطين) ولم يقولوا لا تكن قانطاً , وفي غير هذه السورة قال الله لنبيه نوح (إني أعظك أن تكون من الجاهلين) ولم يقل ولا تكونن جاهلاً وقال (يعلمون أنه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين).
• منعُ الله تبارك وتعالى لحِسِّ الفاجر المعاقَب الذي طبع على قلبه من التيقظ وإدراك خطر ما سيحل به – استدراجاً له - فإنَّ قوم لوطٍ حين رأوا الملائكة لم يخطر لهم غيرُ الفاحشة وصرحوا بذلك (وجاء أهلُ المدينة يستبشرون).
• الكفرُ أغلظُ الموانع من الاتعاظ بمصارع الهالكين (إن في ذلك لآيةً للمؤمنين).
• امتناعُ صحة الإيمان على من كذب بأي رسول من رسل الله , وذلك أنَّ أصحاب الأيكة كذبوا صالحاً وحده , ومع ذلك أنزلهم الله تعالى منزلة المكذبين بجميع رسل الله ويؤكد ذلك قول الله عن المؤمنين (لا نفرق بين أحد من رسله).
• منعُ الإعراض والجحود من التسليم للمعجزات فناقة صالح خرجت من الصخرة وكثر لبنها عند خروجها وعظم حجمها عن حجم النوق المعروف ومع ذلك قال الله (فكانوا عنها معرضين).
• توجيه الله تعالى لحامل القرآن بالامتناع عن النظر إلى الدنيا وأهلها واعتقاد أنَّ غيرهُ أوتي خيراً منهُ لئلاَّ يجهلَ حقيقة الحال فلا يقدر نعمة الله قدرَها , لأنَّ الله حين امتنَّ على نبيه صلى الله عليه وسلم بالقرآن أعقب ذلك بـ (لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به ... ) ولذلك فسر بعض أهل العلم قوله صلى الله عليه وسلم (ليس منا من لم يتغن بالقرآن) بـ (يستغني به).
• منعُ الله لنبيه صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين وحمايتهُ لهُ من مكرهم (إنا كفيناكَ المستهزئين).
• منعُ طبيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم البشرية في تأثره بقيل المشركين من إحقاق باطل الغلاة من المبتدعة الذين ينزلونه منزلة الرب (ولقد نعلمُ أنك يضيق صدرك .. )
• أنَّ التسبيحَ والصلاةَ أعظمُ مانعٍ من الكآبة والضيق والحزن , وهي أجلُّ ما تتنفس به الكروب لأنَّ الله لما علم بتأثر النبي صلى الله عليه وسلم أرشدهُ إلى طريق التنفيس (فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين).
• منعُ جواز انقطاع أي مكلف عن عبادة الله حتى يموتَ خلافاً لما يزعمهُ بعضُ الجهلة من سقوط التكليف عمن بلغ منزلة اليقين كما يحسبون , فإنَّ الله أمر أتقى خلقه له وأحبهم إليه وأعظمهم زلفى لديه بالاستمرار في العبادة حتى الموت , ونشهدُ أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبْدُه ورسولهُ عبَدَهُ حتى أتاهُ اليقين وهو يغرغرُ ويوجهنا بقوله (الصلاة الصلاة) حتى ما يفيضَ بها لسانهُ.
أزكىَ صلاةٍ على خير الورى خُلُقاً = وخلقةً ومنارِ الطُّهر للرائي
وآله الغُرِّ ما حنَّت مطوقةٌ = على الأراكةِ في ظل وأفياءِ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Apr 2009, 11:51 م]ـ
تأملات موفقة بارك الله فيك، ونفع بك وبشيخك.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[14 Apr 2009, 12:43 م]ـ
ما شاء الله أخي الكريم. فتح الله لك من علمه وزادك تأملاً وتدبراً لكتابه العزيز. زدنا من هذه التأملات في كتاب الله تعالى نفعنا الله بعلمك.(/)
بمناسبة إحياء موضوع السرقات العلمية
ـ[أبو المهند]ــــــــ[02 Apr 2009, 01:46 م]ـ
ما رأي ملتقانا الكريم فيمن لم يسرق بحث غيره، ولكن ....
لمكانة
أولمنصب
أو لوجاهة
يأمر العلماء بالعمل ـ في كبد النهار ـ فيتم، ثم يمهر هذا العمل باسمه الصريح وهو ليس له إلا التقديم فحسب متناسيا أو مُجمِلا الجهود في عبارة موجزة قد لا تراها العين.
هل ترون أن هذا يصح تحت أي مبرر؟؟
أم يجب إبراء للذمة وحفظا للحقوق وتطييبا للخاطر ذكر الأسماء الصريحة كما حدث في " موسوعة نضرة النعيم " كأنموذج للعمل الجماعي؟؟؟
..
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[02 Apr 2009, 01:56 م]ـ
ما رأي ملتقانا الكريم فيمن لم يسرق بحث غيره، ولكن ....
لمكانة
أولمنصب
أو لوجاهة
يأمر العلماء بالعمل ـ في كبد النهار ـ فيتم، ثم يمهر العمل ـ إن كان تأليفا أو تحقيقا أو ......... ـ باسمه الصريح وهو ليس له إلا التقديم فحسب.
هل ترون أن هذا يصح تحت أي مبرر؟؟
أم يجب إبراء للذمة وحفظا للحقوق ذكر الأسماء برمتها كما حدث في " موسوعة نضرة النعيم " كأنموذج للعمل الجماعي؟؟؟
لا يصح تحت أي مبرر إلا مبرر السرقة.
وبالمناسبة هل ما فعله صديق خان مع كتاب الشوكاني من هذا الباب" باب السرقة الأدبية"؟
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[02 Apr 2009, 01:58 م]ـ
شكرا لك أخي الحبيب الغالي الدكتور خضر
أنا أجد أن من يعمل في عمل علمي
هو الذي يجب أن يسجل اسمه على هذا العمل العلمي
أما من ينفق عليه؛ أو يحتل منصبا إداريا؛ أو ما شابه ذلك
فعليه أن يتقي الله، ويجعل الأمور لأهلها؛ لمن لاقى فيها التعب
والنصب، وسواد الليل، وكذلك سواد النهار؛ لأنهما عنده سواء
مثله مثل المخرج والمنتج في المسلسلات التلفازية!!
وهم غير الممثلين؛ حتى ولو كانوا صغارا
وجزاك الله خيرا؛ على هذه الإثارة
ودمتَ بودٍّ
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[02 Apr 2009, 02:03 م]ـ
من السرقات أيضا
أن بعض الدكاترة غير الفضلاء يجمعون أبحاث الطلاب في مرحلة البكالوريس ويخرجونها كما هي بأسمائهم .......
ـ[عصام الثبيتي]ــــــــ[02 Apr 2009, 02:38 م]ـ
انظر إلى بداية كتاب: (تحريف النصوص من مآخذ أهل الأهواء في الاستدلال) لفضيلة الشيخ بكر ابو زيد _ رحمه الله تعالى _.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[02 Apr 2009, 05:30 م]ـ
هل يدخل فيما سبق أن يُنسَب التحقيقُ لمن أشرف عليه وتابعه واختار الباحثين ووضع خطة العمل، لكنه لم يشارك فعليا بأكثر من هذا؟
ـ[محمود البعداني]ــــــــ[02 Apr 2009, 06:13 م]ـ
هل يدخل فيما سبق أن يُنسَب التحقيقُ لمن أشرف عليه وتابعه واختار الباحثين ووضع خطة العمل، لكنه لم يشارك فعليا بأكثر من هذا؟
وأين يدخل إن لم يدخل فيما سبق!
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[02 Apr 2009, 10:07 م]ـ
هل يدخل فيما سبق أن يُنسَب التحقيقُ لمن أشرف عليه وتابعه واختار الباحثين ووضع خطة العمل، لكنه لم يشارك فعليا بأكثر من هذا؟
أخي الكريم
يجب أن يعمل المشرف والمراجع وغيرهما
بالتحقيق من تخريج وبحث واستخراج لكنوز المخطوطة
وفهم عجرها وبجرها، ويغوص في بحور الكتب بحثا وتحقيقا
وقبل ذلك قراءة النص قراءة سليمة ..
وإذا كان مراجعا لايترك شاردة ولا واردة إلا ويعلق عليها ويوضح أبعادها ومراميها؛
وعلى سبيل المثال:
انظر مراجعة الدكتور عبد اللطيف الخطيب على الأجزاء الأخيرة من تاج العروس
طبع الكويت، وتستطيع أن تتعرف من خلال ذلك صعوبة المرجعة؛ حتى على المراجعين ..
فهي أمانة علمية ثقيلة تطوق أعناقهم.
وشكرا لكم
ـ[أبو المهند]ــــــــ[03 Apr 2009, 06:40 م]ـ
أشكر إخواني جميعا محب القرآن، وسعادة الدكتور مروان، وأ. عصام، وأ. البعداني
وأطرح عين السؤال السابق:
هل يدخل فيما سبق أن يُنسَب التحقيقُ لمن أشرف عليه وتابعه واختار الباحثين ووضع خطة العمل، لكنه لم يشارك فعليا بأكثر من هذا؟
أقول: لا ينسب عمل فريق عرمرم من الباحثين المتخصصين إلى واحد أشرف وتابع واختار وخطط لكنه لم يشارك.
نعم لا ينسب فليس بالأجر وحفنة من المال تنمحى الأسماء الخالدة والأجفان المتورمة والمُقل المُحْمَرة من أثر المطالعة والسهر، فالأجر مقابل الوقت فحسب، أما العمل فلصاحبه لا يمحوه المال مهما كثر أو فاض.
من حق من حقق ألا يبخل عليه الزمن، والزمن هنا هو الإدارة أو الهيئة أو المركز أو الدار من أن تذكر اسمه على عمله هو وغيره وإلا كان ظلما وحراما واستغلالا للناس ولحاجاتهم.
فإن قلتَ: فماذا عن "الريس الكبير " الذي أشرف وتابع واختار الباحثين ووضع الخطة؟ قلت: يكتب جهده كاملا فيقال تم هذا العمل بإشراف وتخطيط وتنفيذ وتمويل وتقديم وتأخير ........................ فلان الفلاني.
سوى ذلك يكون الهضم والقضم والاستغلال والكنود والكفران بعمل الغير ولا يخلو من شبهة سيئة ونية مبيتة.
والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[03 Apr 2009, 07:26 م]ـ
كلام لا غبار عليه يا دكتور خضر
كل جهد يجب أن ينسب إلى صاحبه هذا هو العدل(/)
حمل: معجم ألفاظ القرآن الكريم لمجمع اللغة العربية مصر
ـ[محمود أبو جهاد]ــــــــ[02 Apr 2009, 05:12 م]ـ
إخواني الكرام
بحثت طويلا حتى حصلت هذا المعجم القيم [معجم ألفاظ القرآن الكريم] لمجمع اللغة العربية حتى يسر الله لي الحصول عليه وها هو p d f
http://www.voiceofarabic.net/index.php?option=com_docman&task=cat_view&gid=177&Itemid=132
وهذا رابط آخر المعجم بجزئيه في ملف واحد p d f
http://www.4shared.com/file/67384498...3/___.html?s=1
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[10 Apr 2009, 10:39 م]ـ
فائدة ثمينة شكر الله لك.(/)
إلى الإخوة الكرام مشرفي الملتقى
ـ[الخطيب]ــــــــ[02 Apr 2009, 06:06 م]ـ
تعلمون أنني من رواد الملتقى منذ نشأته وشرفت من خلاله بالتعرف على إخوة فضلاء كالشيخ مساعد والشيخ عبد الرحمن الشهري والشيخ أبي مجاهد حفظهم الله
وقد بدأ الملتقى قويا في موضوعاته التي زاد من طلاوتها أدب المشاركين من طلاب العلم وعلمائه والاحترام المتبادل بينهم، ولم نعهد لفترة طويلة نرجسية ولا إعجابا بالذات من قبل العلماء ولم نعهد أيضا انتقاصا ولا سبابا لأحد من قبل المشاركين.
أما اليوم، فقد تبدل الحال تدنت الموضوعات المطروحة من جهة وزادها اضمحلالا مستوى بعض المشاركين أخلاقيا فرأينا شتائم واتهامات بما في الضمائر وأشياء كثيرة لا تلاؤم أهل القرآن ولا تتفق ومكانة ما ينتسبون إليه ويتحاورون حوله
لن أضرب أمثلة فيكفي تمثيلا لذلك بعض الموضوعات التي لا زالت في الصفحة الأولى من الملتقى العلمي.
ولقد حاولت المشاركة في بعضها لاشتمالها على مغالطات علمية وفهم غير سديد من قبل طارحيها،لكن ما إن هممت بذلك حتى رأيت سيوفا مشهرة فرجعت القهقرى فلا عدة لي تساعدني على اقتحام ميدان لا أجيد التعامل معه ورحم الله امرءًا عرف قدر نفسه.
فالرجاء أن يتابع الإخوة المشرفون ما يدور على صفحات المتقى وأن يحافظوا عليه نظيفا كما عهدناه.
وفي ذلك كفاية
شكر الله لكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Apr 2009, 06:17 م]ـ
جزاكم الله خيراً على هذه النصيحة.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[02 Apr 2009, 06:57 م]ـ
بارك الله فيك، وأرجو أن لا يتردد أحد في النصيحة لجميع الكتاب في الملتقى ..
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[02 Apr 2009, 07:32 م]ـ
تعلمون أنني من رواد الملتقى منذ نشأته وشرفت من خلاله بالتعرف على إخوة فضلاء كالشيخ مساعد والشيخ عبد الرحمن الشهري والشيخ أبي مجاهد حفظهم الله
وقد بدأ الملتقى قويا في موضوعاته التي زاد من طلاوتها أدب المشاركين من طلاب العلم وعلمائه والاحترام المتبادل بينهم، ولم نعهد لفترة طويلة نرجسية ولا إعجابا بالذات من قبل العلماء ولم نعهد أيضا انتقاصا ولا سبابا لأحد من قبل المشاركين.
أما اليوم، فقد تبدل الحال تدنت الموضوعات المطروحة من جهة وزادها اضمحلالا مستوى بعض المشاركين أخلاقيا فرأينا شتائم واتهامات بما في الضمائر وأشياء كثيرة لا تلاؤم أهل القرآن ولا تتفق ومكانة ما ينتسبون إليه ويتحاورون حوله
لن أضرب أمثلة فيكفي تمثيلا لذلك بعض الموضوعات التي لا زالت في الصفحة الأولى من الملتقى العلمي.
ولقد حاولت المشاركة في بعضها لاشتمالها على مغالطات علمية وفهم غير سديد من قبل طارحيها،لكن ما إن هممت بذلك حتى رأيت سيوفا مشهرة فرجعت القهقرى فلا عدة لي تساعدني على اقتحام ميدان لا أجيد التعامل معه ورحم الله امرءًا عرف قدر نفسه.
فالرجاء أن يتابع الإخوة المشرفون ما يدور على صفحات المتقى وأن يحافظوا عليه نظيفا كما عهدناه.
وفي ذلك كفاية
شكر الله لكم
الأستاذ الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يخفى على أحد أن هذه هي طبيعة المنتديات، والتحكم في كل ما يُكتب قد يكون من المستحيل، ولا شك أن الأخلاق الفاضلة والأدب في الحوار مطلوب، ولكن الناس مشارب و"قد علم كل أناس مشربهم".
أما تدني الموضوعات فقد يكون السبب هو إحجام أصحاب المشاركات الجيدة أو أهل العلم والاختصاص من طرح ما لديهم وترك الدفة لغيرهم من المجتهدين أمثالي.
أما السيوف المشهرة فلا يصح أن تمنعك من بيان الحق، وبيان الحق لا يلزم منه مجاراة الآخرين في أسلوبهم المتدني.
وأنا على يقين لو أن هناك مشاركات جادة من أصحاب الاختصاص فإن المواضيع الضعيفة سوف تتلاشى تلقائيا.
قال تعالى:
(أَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ) سورة الرعد من الآية 17(/)
هل العرب الذين اتهموا النص القرآني بأن كاتبه شاعر لايدركون الفرق بين الشعر وغيرالشعر؟
ـ[مُتَّبِعَة]ــــــــ[03 Apr 2009, 01:52 ص]ـ
من إملاء أستاذي الفاضل الدكتور نعيم اليافي – رحمه الله – في أكتوبر1996م عند حديثه عن كتاب إعجاز القرآن للباقلاني بعد أن ذكر محاوره الأربعة:
"ثم حاول أن يقدم بعد ذلك أربع دراسات أَمِلَ من خلالها أن يحقق بغيته في اكتشاف سر الإعجاز إلا أنه أخفق"ا. هـ
وذكر الدكتور اليافي هذه الدراسات والتي منها – كما أملانا –:
" 2) ثم عقد فصلا آخر لنفي الشعر عن القرآن وعلل ذلك من خلال وجهة نظره، والسؤال الذي نطرحه هنا: هل كان العرب الذين اتهموا النص القرآني بأن كاتبه شاعر لا يدركون الفرق بين الشعر وغير الشعر؟ " ا. هـ
واقترحه واجبا اختياريا بتوجيهاته التالية:
1. عدم الرجوع إلى كتب التفسير؛ لأنها – كما ذكر – ليست مظنة الإجابة البلاغية التي أرادها.
2. التنويه بذكر مصادر الإجابة الصحيحة (التصوير الفني للقرآن: سيد قطب، مجلة المنتدى: شعر ونثر "موسيقى القرآن: دراسة فنية في طريقة الأداء والتعبير").
ولستُ ممن يَقترِح – كما اقترح أستاذي –، ولكن التشبه بالكرام فلاحُ، فهل من مُدارَسة بين شيوخنا الأفاضل حول السؤال ولهم سبق الفضل وجزيل الشكر؟
ـ[الجعفري]ــــــــ[03 Apr 2009, 06:19 ص]ـ
من يعرف الشعر منهم يعرف الفرق ولا شك ..
ولذا - أحسب - أنه استقر رأيهم أنه سحر ..
وهم يعرفون أنه كذلك ليس بسحر لكنه التلبيس والصد ..
وفقك الله ..
ـ[أبو المهند]ــــــــ[03 Apr 2009, 06:21 م]ـ
[ QUOTE= مُتَّبِعَة;76116] هل كان العرب الذين اتهموا النص القرآني بأن كاتبه شاعر لا يدركون الفرق بين الشعر وغير الشعر؟ " ا. هـ
أولا رحم الله شيخك وأسكنه فسيح الجنان.
ثانيا: أظن أن الجواب بمنتهى الاختصار ـ وأرجو من الله التوفيق ـ يتلخص في:
أن القوم يجوّدون فنون الكلام، فبضاعتهم التي تغص بها الأسواق في هذه الحقبة من الزمن هي الفصاحة والبلاغة والبيان، ومن هنا فإننا نجزم بأن القوم كانوا يدركون بجلاء الفرق بين الشعر بأنواعه " رجزه وهزجه وقريضه ومقبوضه ومبسوطه ... "
ولنا أن نحمل قولهم " بشعرية القرآن " ـ إن صح التعبير ـ على الكيد وإبداء السخط فحسب، إذ هو تشويه متعمد مع سبق منهم وترصد.
ومن أدل الأدلة على ذلك ما رواه عكرِمة، أن الوليد بن المُغيرة جاء إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقرأ عليه القرآن، فكأنه رقّ له، فبلغ ذلك أبا جهل، فقال: أي عمّ إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالا؟
قال: لِمَ؟ قال: يعطونكه فإنك أتيت محمدا تتعرّض لما قِبَله، قال: قد علمت قريش أني أكثرها مالا،
قال: فقل فيه قولا يعلم قومك أنَّك مُنكر لما قال، وأنك كاره له.
قال: فما أقول فيه؟
فوالله ما منكم رجل أعلم بالأشعار مني.
ولا أعلم برجزه مني.
ولا بقصيده.
ولا بأشعار الجنّ.
والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا، ووالله إن لقوله لحلاوة، وإنه ليحطم ما تحته، وإنه ليعلو ولا يعلى، قال: والله لا يرضى قومك حتى تقول فيه، قال: فدعني حتى أفكر فيه؛ فلما فكَّر قال: هذا سحر يأثره عن غيره، فنزلت (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا) قال قتادة: خرج من بطن أمه وحيدا، فنزلت هذه الآية حتى بلغ تسعة عشر.
وفي البحر ـ مع كامل تقديرنا لوجهة أستاذك ـ رحمه الله ـ في قوله تعالى":" {إنه فكر وقدر}
روي أن الوليد حاج أبا جهل وجماعة من قريش في أمر القرآن وقال: إن له لحلاوة، وإن أسفله لمغدق، وإن فرعه لجناة، وإنه ليحطم ما تحته، وإنه ليعلو وما يعلى، ونحو هذا من الكلام، فخالفوه وقالوا:
هو شعر.
فقال: والله ما هو بشعر.
قد عرفنا الشعر هزجه وبسيطه.
(يُتْبَعُ)
(/)
قالوا: فهو كاهن، قال: والله ما هو بكاهن، لقد رأينا الكهان، قالوا: هو مجنون، قال: والله ما هو بمجنون، لقد رأينا المجنون وخنقه، قالوا: هو سحر، قال: أما هذا فيشبه أنه سحر ويقول أقوال نفسه. وروي هذا بألفاظ غير هذا ويقرب من حيث المعنى، وفيه: وتزعمون أنه كذب، فهل جربتم عليه شيئاً من الكذب؟ فقالوا: في كل ذلك اللهم لا، ثم قالوا: فما هو؟ ففكر ثم قال: ما هو إلا ساحر. أما رأيتموه يفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه؟ وما الذي يقوله إلا سحر يؤثره عن مثل مسيلمة وعن أهل بابل، فارتج النادي فرحاً وتفرّقوا متعجبين منه. وروي أن الوليد سمع من القرآن ما أعجبه ومدحه، ثم سمع كذلك مراراً حتى كاد أن يقارب الإسلام. ودخل إلى أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه مراراً، فجاءه أبو جهل فقال: يا وليد، أشعرت أن قريشاً قد ذمّتك بدخولك إلى ابن أبي قحافة، وزعمت أنك إنما تقصد أن تأكل طعامه؟ وقد أبغضتك لمقاربتك أمر محمد، وما يخلصك عندهم إلا أن تقول في هذا الكلام قولاً يرضيهم، ففتنه أبو جهل فافتتن وقال: أفعل .. "
وقديما قال عبد اللّه بن معاوية:
وعين الرِّضا عن كلِّ عيبٍ كليلةٌ ****** ولكنَّ عينَ السُّخط تُبْدي المساويا
وقال رَوْح أبو همَّام:
وعينُ السُّخْطِ تبصِرُ كلَّ عيبِ ******** وعينُ أخي الرِّضا عن ذاكَ تَعْمى
وقيل:
وعين البغض تبرز كل عيب ... وعين الحب لا تجد العيوبا
ولقد دافع رب العزة عن القرآن من خلال حكاية أقوال الكفار المترجمة لتخبطهم مع علمهم المتيقن بأنهم لا يلون على شيء فقال تعالى:
{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} يونس38
{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} هود13
{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تُجْرَمُونَ} هود35
{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ} السجدة3
{أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءهُم بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ} المؤمنون70
{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَإِن يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} الشورى24
{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلَا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَى بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} الأحقاف8
{أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ} الطور30
الرد: {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ} الحاقة41
{أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لَّا يُؤْمِنُونَ} الطور33
إذن فالعرب يعرفون القرآن كلاما معجزا كما يعرفون أبناءهم، ويعرفون أنه ليس بشعر كمعرفتهم المتيقنة بالشعر وضروبه وفنونه.
والله الموفق
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[03 Apr 2009, 08:34 م]ـ
أذكر أن شيخنا الدكتور محمد العواجي تطرق لهذا السؤال أثناء تدرسيه مادة إعجاز القرآن، حيث وقف عند كل تهمة وجهها المشركون للقرآن:
الشعر
الكهانة
السحر
لماذا اتهموه بها؟
وما وجه الارتباط بينهما؟
ومما علق في ذاكرتي من كلامه أن وجه اتهامهم بالشعر هو ما اشتمل عليه القرآن الكريم من جرس في ألفاظه وتناسق في عباراته يجعل السامع يطرب من حسن وقعه وانتظام كلماته وحروفه حتى لكأنه شعر.!
ووجه اتهامهم بالكهانة والسحر هو الأثر العظيم الذي يحدثه القرآن في قلوب وعقول سامعيه، إذ تنقلب حياة أحدهم كلها من لحظة سماع واحدة!
ويتغير الشخص بمجرد السماع من الكفر إلى الإيمان!
وهو ما جعلهم يشبهونه بالسحر من شدة التأثير ..
وما هو والله بالشعر ولا بالسحر ..
ولكنه كلام العليم الخبير.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[03 Apr 2009, 09:24 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
كل ما قاله الكفار عن القرآن أو عن الرسول صلى الله عليه وسلم كان عن تشهي ولمجرد التكذيب لا عن شبهة عرضت لهم فقالوا ما قالوا.
وهذا واضح من قول الله تعالى:
(قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ) سورة الأنعام (33)
وقوله تعالى:
(وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ) سورة فصلت (26)
المشركون لم يكونوا جادين يوما في البحث عن الحقيقة، ولو كانوا كذلك لقارعوا الحجة بالحجة لا بالسخرية والاستهزاء، وهذا ما سجله عنهم القرآن كما في قوله تعالى:
(وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ) سورة الأنفال (31)
وقوله تعالى:
(وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) سورة يونس (15)
وقوله تعالى:
(اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1) مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2) لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (3) قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (4) بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآَيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ (5) سورة الأنبياء
فتأملوا معي الأوصاف التي وصفهم الله بها:
استمعوه وهم يلعبون
لاهية قلوبهم
وأسروا النجوى
كل هذه توحي بأنهم لم يكونوا أصحاب حجة أو مدافعين عن حق، بل إن السرية التي اتبعوها في مخاطبة بعض تشهد بعجزهم يضاف إليه التخبط في الوصف: سحر أضغاث أحلام، إفتراء، شعر فهذا أكبر دليل على عبثيتهم.
ومن تتبع القرآن عرف حال القوم.
والعجيب في الأمر أن كل مكذب لهذا القرآن من ذلك الزمن إلى يومنا هذا يسير على نفس المنوال، ويعزف كما يقولون على نفس الأوتار، ولا عجب فالأستاذ واحد والمشرب واحد، ولا نقول إلا ما قال الله تعالى:
(فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ) سورة المعارج (42)
ـ[مُتَّبِعَة]ــــــــ[06 Apr 2009, 06:45 ص]ـ
شيوخي الفضلاء بداية بالجعفري ومرورا بالدكتور خضر والعبادي وانتهاءً بمحب القرآن الكريم: أتحفتم فوفيتم وكفيتم أسأل الله جل وعلا أن يبارك لكم في مأدُبتكم ويثبتكم ويزيدكم فضلا إلى فضل، ويجعل عملي وعملكم خالصا لوجهه الكريم.
أَساتِذِيَّ الأفاضل .. لا متين علم لدي، فلا مزيد على ما قدمتموه أحسن الله إليكم ونفعني بعلومكم، إنما هي لطائف شَحَذَها التأمُّل – آنذاك – في الآيات التي ورد فيها الاتهام بالشعر قيدتُها لأستاذي – رحمه الله – فأقرني ووافقني في جميع نقاطها عدا نقطة تعقيبي على ما قاله سيد قطب – رحمه الله – قال عنها: " الطالبة ضلَّتْ في فهمها لسيد قطب "، وها هي أعرضها لكم بالأسلوب الأدبي الذي طلبه أستاذي دونما تفسير، والخطأ فيها لازم، ورجاء التصويب منكم مؤمَّل:
..
• هل كان العرب الذين اتهموا النص القرآني بأن كاتبه شاعر لا يدركون الفرق بين الشعر وغير الشعر؟
- بل كانوا يدركون الفرق بين الشعر وغيره، فهذا الطفيل بن عمرو الدوسي يقول ما معناه: إني لأعرف الشعر والله ما هو بالشعر .. ، بل هذا الوليد بن المغيرة رأس الكفر يعترف بأن القرآن ليس شعرا.
وقد تَتَبَّعْتُ الآيات التي ذكر تعالى قولهم بأن محمدًا شاعرٌ فوجدتها 3 مواضع:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - قال تعالى: {بَلْ قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ} الأنبياء5، وفي هذه الآية يُلمس التردد والحيرة والاضطراب في الإجابة؛ فقالوا عن القرآن: رُؤى منامية، ثم أضربوا عنها إلى أنه كلام كاذب، ثم أضربوا عنه إلى مقولتهم بالشعر، وبعد أن أعياهم التفكير ولم يجدوا منفذا لهم على القرآن عادوا إلى أسلوبهم القديم: أسلوب المكابرة والتَّعَنت فقالوا: {فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ}.
إذن فَوْلَتُهُم عن القرآن بأنه شعر ليس من اقتناع جاء بعد نظر وتدقيق وتمحيص، وإنما جاء نتيجة اضطراب – {بَلْ قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ} – وتذبذب نتج عنهما ذلك الاستكبار والتعنت وركوب الرأس {فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ}، هذه ملاحظة أولى.
2 - قال تعالى: {وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ} الصافات36، وهذه ملاحظة ثانية أتساءل فيها: إذا سلمنا أن القرآن شعر وقد جاء بأجود ما يكون الحديث وبأبلغ ما يكون النظم، فأنّى لمجنون أن يأتي به؟ إذا كان الشعر الحسن الذي لا يرتقي إلى مستوى الروعة والجمال لا يمكن أن يصدر ممن ليس له مسكة من الأدب؛ فكيف بروائع الشعر – تَنَزُّلا – تَرِدُ على لسان مجنون؟ إن هذا القَرْنَ بين صفتي الشعر والجنون لشخص واحد لا يعقله أحد، فضلا من أن يطلقه أرباب الفصاحة والبيان. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى عداوتهم ومعاندتهم ومكابرتهم للقرآن، فهم قد استنفدوا كافة الطرق لمحاربته، فلم تنجع، فلجأوا إلى الهذيان والتناقض كما ذكرتُ آنفا.
3 - قال تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ} الطور30، والسؤال هنا: إذا كان شاعرا وقد أتى بأجود ما قيل من الشعر – كما زعموا – فَلِمَ التربص به ريب المنون؟ ليس إلا لعلة واحدة عندهم وهي أنه ينتهي أمره ويَنسى الناس شعره! ألم يعلموا أن جياد القصائد من الأشعار قد تفانوا أصحابها وبقيت هي مُعَلَّقة في نفوس مَن بعدهم مِن العرب؟ فكيف يتربصون به ريب المنون؟ ما الفائدة من هذا التربص إذا كان قوله سوف يبقى – سواء كان شعرًا أم كان كلام رب العالمين – ما دام ما لا يضاهيه أو يماريه جودة قد عَلِقَ في النفوس وبقي خالدًا في الأدب؟ ليس إلا ذلك الاضطراب الذي كررتُهُ مرارًا، اضطرابٌ نتج عن ثورة عارمة ضد القرآن ومن نزل إليه.
من هذا كله يُسْتَخْلَصُ أن مقولتهم بأن القرآنَ شعرٌ ليس لظنهم أن الشعر هكذا، وإنما هو ذريعة لصرف الناس عن سماع القرآن ودخول الإسلام؛ قال تعالى حاكيا عن هؤلاء قولهم {لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ}.
أما ما قاله سيد قطب في كتابه التصوير الفني في القرآن فذكر أن سبب قولهم شاعر هو أن ذلك السحر الذي يجدونه في الشعر وذلك الخاطر الذي يحرك الوجدان ويطربها عند سماع الشعر هو كذلك عند سماع القرآن، فالشعر يسحر الألباب بأسلوبه ومعانيه ومراميه و ... الخ، والقرآن يسحرها بنفس ما يسحر الشعر، (راجع التصوير الفني في القرآن: 102)، ولذا ذكروا أن القرآن سحرٌ يفرق بين الرجل وأهله ومواليه عندما يسلم وهم على كفرهم.
وهذا القول لا يمكن تخطئته لأن صاحبه رجل أديب يعرف ما للشعر من سحر وبيان، ولكن يُنتَبَه هنا إلى أن الشعر منه ما هو حسن ومنه ما هو قبيح، منه ما هو صادق ومنه ما هو كاذب، والذي يُطرب أكثر هو الكاذب فقد قيل: "أعذب الشعر أكذبُه"، أما القرآن فهو كلام رب العزة لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، ومع هذا فهو أبلغ وأجمل وأجل وأروع من أن يُقاس تأثيره في القلوب والوجدان بتأثير الشعر فيها.
ومن خلال الاستقراء للآيات التي وردت فيها مقولتهم للنبي صلى الله عليه وسلم بالشعر لم أجد ما يوحي بقياسهم القرآن بالشعر، فأهل الفصاحة منهم بينوا أن القرآن ليس بشعر –، وإنما ما وجدته هو التخبط والحيرة الناتجان عن الكيد والعداء ومحاربة القرآن وأهله.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[07 Apr 2009, 10:24 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أحسنت يا أختنا المتبعة أحسن الله إليك.
ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[11 Apr 2009, 10:38 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة على من لانبي بعده،
وبعد،،،
المتأمل لحال المستشرقين ومن شاكلهم الآن يلحظ أمورا جساما منها:-
1 - تكرارهم لنفس التهم الساقطة التي أثارها كفار مكة في عهد المصطفى صلى الله عليه وسلم، وإن تنوعت أساليب العرض والخلط، أتواصوا به بل هم قوم طاغون!
2 - إثارة هذه الشبه ليس عن جهل إنما عن علم عقيم مثل ريح قوم عاد، ومن ثم تحققت فيه ذات النتيجة، ما يذر من شيء أتى عليه إلا جعله كالرميم! وحالهم أصدق دليل على هذا.
3 - هذه التهم المتهافتة تدل بوضوح على اليأس والإسقاط والعجز والتيه والضياع الذي حل بمن يثيرها، ومن ثم تصدق عليهم آيات سورة الطور: ?فَذَكِّرْ فَمَآ أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَهِنٍ وَلاَ مَجْنُونٍ - أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ - قُلْ تَرَبَّصُواْ فَإِنِّى مَعَكُمْ مِّنَ الْمُتَرَبِّصِينَ - أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَمُهُمْ بِهَذَآ أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ - أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لاَّ يُؤْمِنُونَ - فَلْيَأْتُواْ بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُواْ صَدِقِينَ - أَمْ خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شَىْءٍ أَمْ هُمُ الْخَلِقُونَ - أَمْ خَلَقُواْ السَّمَوَتِ وَالاٌّرْضَ بَل لاَّ يُوقِنُونَ - أَمْ عِندَهُمْ خَزَآئِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ - أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم بِسُلْطَنٍ مُّبِينٍ - أَمْ لَهُ الْبَنَتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ - أَمْ تَسَْلُهُمْ أَجْراً فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ - أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ - أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً فَالَّذِينَ كَفَرُواْ هُمُ الْمَكِيدُونَ - أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَنَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ?
4 - وختاما نقول دعهم يعملون فسيحاسبون!
والله الهادي إلى سبيل الرشاد
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Aug 2009, 02:03 م]ـ
بارك الله فيمن ألقى السؤال ابتداءً، وفيمن تفضل بالجواب والتعقيب، فقد أفدتم جميعاً وأجدتم أحسن الله إليكم ونفع بكم.
وهذا من ثمار المدارسة العلمية الهادئة لكتاب الله وآياته على صفحات مثل هذا الملتقى العلمي.
ما تفضل به الدكتور عبدالفتاح خضر والأستاذ العبادي ومحب القرآن الكريم كلام رائع وكذلك ما تفضلت به الأخت متبعة وختمت به. وما ذكره سيد قطب رحمه الله له حظ من النظر برأيي، وليس بعيداً عن الصواب.
وأما تكرار التهم ذاتها حتى اليوم فكما تفضل الأستاذ وليد شحاته بارك الله فيه.
نسأل الله للجميع العلم النافع والتوفيق للعمل الصالح.(/)
" فكذبوه فإنهم لمحضرون " ما رأيكم في هذا الاستنباط.
ـ[أم ديالى]ــــــــ[04 Apr 2009, 03:35 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لست متخصصة في التفسير وعلومه ولكني اقرأ في تفسير السعدي لأفهم ما أقوم بحفظه من كتاب الله ...
وقد استوقفني قول الله تبارك وتعالى عن قوم الياس: (فكذبوه فإنهم لمحضرون) سورة الصافات /آية 127
فلم يذكر لهم عقوبة دنيوية ...
فهل يا ترى كانوا مستقيمي الاخلاق ولكن ضلالهم وجرمهم من جهة التوحيد فقط؟
فإن المتأمل لآيات القرآن يجد أن جميع الامم السابقة ذكر الله لها في كتابة عقوبة دنيوية لانها جمعت بين الكفر وعمل آخر ..
فمثلا قوم عاد كفروا + تجبروا وأفسدوا
قوم صالح كفروا + عقروا الناقة
قوم لوط كفروا + مارسوا الفاحشة.
قوم شعيب كفروا + طففوا المكيال والميزان.
فرعون كفر + آذى بني اسرائيل ..
فهل الله لا يحل عقوبته على الكافر إلا إذا أفسد في الارض بأي صورة من صور الفساد؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[الزرسنت]ــــــــ[04 Apr 2009, 07:58 ص]ـ
السلام عليكم
فعلااختي سؤالك مهم وارجو من مشائخنا ان يردوا عليه بسرعة لأهميته
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبوعامر]ــــــــ[04 Apr 2009, 10:19 ص]ـ
فهل يا ترى كانوا مستقيمي الاخلاق ولكن ضلالهم وجرمهم من جهة التوحيد فقط؟
فإن المتأمل لآيات القرآن يجد أن جميع الامم السابقة ذكر الله لها في كتابة عقوبة دنيوية لانها جمعت بين الكفر وعمل آخر ..
غير مطرد
قوم إبراهيم عليه السلام لم يذكر لهم عذابا دنيويا مع أنهم ألقوه في النار.
أصحاب الاخدود لم يذكرفي القرآن أن ملكهم وجنوده عذبوا مع أنهم بالإضافة إلى كفرهم فتنوا المؤمنين وأحرقوهم.
والشأن أن العقوبة قد لا تذكر لحكم منها قصرها على العقاب الأخروي
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[04 Apr 2009, 02:47 م]ـ
الأخت الكريمة،
1. الكلام هنا عن إلياس عليه السلام، وقومه هم اليهود من بني إسرائيل، وكانوا قد انحرفوا وتأثروا بأمم مجاورة فعبدوا البعل. وكان فيهم من هم على أثر النبوة.
2. ذكرت قصة إلياس في العهد القديم المقدس عند اليهود والنصارى مما يعني أنهم يعتبرونه نبي مصلح، وهذا يعني أنه نجح فيما بعد.
3. اسمه في العهد القديم إيليا ويُقرّ أهل التفسير عندنا أنه إلياس. وتنتهي قصته في العهد القديم برفعه إلى السماء وهم ينتظرونه أن يرجع. ويرجّح بعض أهل التفسير أنه إدريس، أي أن إدريس هو نفسه إلياس، كما أن محمد هو أحمد، ويعقوب هو إسرائيل، ويونس هو ذو النون. واستدلوا على ذلك بقراءة ابن مسعود:" سلام على إدراسين".
4. يروي العهد القديم أنه بعد رفع إيليا (إلياس) حمل الراية بعده تلميذه إليشع ونجح، وقد يكون هذا هو الجواب لسؤالك أختي الكريمة. ويبدو أن إليشع هو اليسع المذكور في القرآن الكريم، ولا دليل لنا على هذا إلا تشابه اللفظ.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[04 Apr 2009, 03:30 م]ـ
الأخت الكريمة،
1. الكلام هنا عن إلياس عليه السلام، وقومه هم اليهود من بني إسرائيل، وكانوا قد انحرفوا وتأثروا بأمم مجاورة فعبدوا البعل. وكان فيهم من هم على أثر النبوة.
2. ذكرت قصة إلياس في العهد القديم المقدس عند اليهود والنصارى مما يعني أنهم يعتبرونه نبي مصلح، وهذا يعني أنه نجح فيما بعد.
.
الأخ الفاضل أبا عمرو وفقك الله ورعاك
تقول"وهذا يعني أنه نجح فيما بعد."
هل يصح إطلاق هذه العبارة، التي يفهم منها أنه يمكن أن يوصف بعض الأنبياء بنقيضها؟
ثم إذا كان معيار النجاح للنبي هو استجابة قومه لدعوته فالآيات لا تسعادك في فهمك هذا فالله تعالى حكم عليهم بقوله:
وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ (124) أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125) اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (126) فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (127) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (128) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ (129) سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (131) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (132)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[04 Apr 2009, 04:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لست متخصصة في التفسير وعلومه ولكني اقرأ في تفسير السعدي لأفهم ما أقوم بحفظه من كتاب الله ...
وقد استوقفني قول الله تبارك وتعالى عن قوم الياس: (فكذبوه فإنهم لمحضرون) سورة الصافات /آية 127
فلم يذكر لهم عقوبة دنيوية ...
فهل يا ترى كانوا مستقيمي الاخلاق ولكن ضلالهم وجرمهم من جهة التوحيد فقط؟
فإن المتأمل لآيات القرآن يجد أن جميع الامم السابقة ذكر الله لها في كتابة عقوبة دنيوية لانها جمعت بين الكفر وعمل آخر ..
فمثلا قوم عاد كفروا + تجبروا وأفسدوا
قوم صالح كفروا + عقروا الناقة
قوم لوط كفروا + مارسوا الفاحشة.
قوم شعيب كفروا + طففوا المكيال والميزان.
فرعون كفر + آذى بني اسرائيل ..
فهل الله لا يحل عقوبته على الكافر إلا إذا أفسد في الارض بأي صورة من صور الفساد؟
وجزاكم الله خيرا
الأخت الفاضلة وفقك الله لكل خير
جريمة الكفر بالله وتكذيب الرسل أعظم من الجرائم الأخلاقية التي هي دون الشرك، وإن كانت الجرائم الأخلاقية ملازمة لأهل الشرك ولا يتورعون عنها لأنه لا يوجد وازع إيماني يردعهم.
وهذا ينبهنا إلى حقيقة في المجتمعات الإسلامية وهي:
أنا إذا رأينا الانحرافات الخلقية في مجتمع إسلامي فهذا مؤشر إلى ضعف التوحيد في ذلك المجتمع، وبقدر الضعف في جانب التوحيد يكون الانحراف الأخلاقي.
ولهذا كثيرا ما نرى ربط القرآن بين هذاين الجانبين حين يخاطب أهل الإيمان جانب التوحيد وجانب الأخلاق الفاضلة.
أما سؤالك فالجواب عنه فيما يبدو لي أن عذاب الاستئصال لم يكن في بني اسرائيل وهذا من رحمة الله فكانت الأنبياء تسوسهم كلما هلك نبي بعث الله فيهم آخر واستمر الأمر على ذلك حتى بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين.
هذا والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[04 Apr 2009, 04:58 م]ـ
الأخ الكريم محب القرآن،
1. يوم القيامة يأتي النبي ومعه الرجل والرجلان، كما جاء في الحديث. فعدم نجاح الدعوة في الناس تكون لخلل فيهم، أي لخلل عند المُستقبِل، والرسول عليه فقط البلاغ. والأمر يشبه الأرض الخصبة والأرض الجدباء؛ فلا يغني صلاح البذرة إذا كانت الأرض جدباء.
2. الآية تنص على احضار المكذبين، ونجاح الدعوة جاء مع إليشع فيما بعد، ولم يكن نجاحاً كاملاً في الناس.
3. جاء في سورة يس:"إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث .. "، ما ضرورة الثالث إذا نجحت الدعوة. وهل أرسل الثالث لإقامة الحجة فقط أم لاحتمال الاستجابة أيضاً؟! ومثل هذا حصل في قصة إلياس. أما إليشع، الذي يُحتمل أن يكون اليسع، فلم يذكر القرآن الكريم قصة له، ولم يتعرض لموقف الناس منه تصديقاً أو تكذيباً.
إذن لم يكن هناك اهلاك رحمة من الله بهم، ولإعطاء فرصة. أما المكذبون منهم سابقاً ولاحقاً فإنهم لمحضرون. وقانون الاجتثاث بالكامل لم يعد ملحوظاً بعد موسى عليه السلام. وهلاك فرعون وجنوده هو هلاك لرأس النظام، على خلاف القانون مع الأمم القديمة (قوم نوح، ثمود، عاد، وقوم شعيب، وقوم لوط).
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[04 Apr 2009, 05:37 م]ـ
أختنا الكريمة إن عدم ذكر العقوبة لهم في الدنيا في القرأن لازم منه عدم وقوعها عليهم قد تكون وقعت ولم يذكر الله في كتابه لحكمة أرادها العليم الحكيم 0
((وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا كان ذلك في الكتاب مسطورا))
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[04 Apr 2009, 06:16 م]ـ
الأخ الفاضل أبا عمرو
أنا قصدي أن الفشل لا ينسب إلى الأنبياء، لأن الفشل معناه عجز من قبل صاحب المهمة عن أدائها، والأنبياء كلهم قاموا بالمهمة على أكمل وجه وقامت حجة الله على الخلق من خلالهم، ولكن الذي يمكن أن يوصف بالفشل هو المرسل إليه في عدم بذله ما يجب للنظر فيما دعي إليه.
وفق الله الجميع لما فيه سعادة الدارين.
وصلى الله وسلم وبارك على بعده ورسوله محمد.
ـ[أخوكم]ــــــــ[04 Apr 2009, 06:30 م]ـ
يقول الله عز وجل: وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى
ويقول الله سبحانه: وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ
"اللهم أجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة"
- وتفسير الحضور هنا أي في نار الجهنم ويبين هذا المعنى ومن نفس سورة الصافات ما قاله الناجي لرفيق السوء الذي وجده في النار:
فَاطَّلَعَ فَرَآَهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ (55) قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ (56) وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (57)
أي في العذاب
ـ[أم ديالى]ــــــــ[05 Apr 2009, 07:58 م]ـ
جزاكم الله خيرا اخواني وبارك فيكم
انا اعلم ان الشرك اعظم الذنوب ..
ولكن لعل الله يمهل الكافر - حسن الخلق - كحاتم الطائي كان كريما مثلا .. ويمتعهم في الدنيا ويكون العذاب عليهم في الاخرة فقط .. أما لو كان مجرما ومفسدا في الارض فإن الله يحل عليه العقوبة إما عقوبة من عنده أو بأيدي المؤمنين ...
والله اعلم ..
ـ[أخوكم]ــــــــ[16 Apr 2009, 03:58 م]ـ
الأصل أن دار الدنيا لا يعاقب الله فيها
يقول الله عز وجل
ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة
ولكن قد تحدث استثناءات للمذنبين
فيعجل الله عقوبة قوم كما حدث لعاد وثمود وكفار قريش في بدر .. الخ
وقد تحصل استثناءات لنفس الذنوب مثل البغي والعقوق
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ' كل الذنوب يؤخر الله ما يشاء إلا عقوق الوالدين فإن الله يعجل لصاحبه في الحياة الدنيا قبل الممات' وفي رواية ' بابان معجلان عقوبتهما في الدنيا: البغي والعقوق' رواه الحاكم عن أنس وصححه الألباني في صحيح الجامع وفي السلسلة الصحيحة.
والله أعلم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[16 Apr 2009, 04:46 م]ـ
جزاكم الله خيرا اخواني وبارك فيكم
انا اعلم ان الشرك اعظم الذنوب ..
ولكن لعل الله يمهل الكافر - حسن الخلق - كحاتم الطائي كان كريما مثلا .. ويمتعهم في الدنيا ويكون العذاب عليهم في الاخرة فقط .. أما لو كان مجرما ومفسدا في الارض فإن الله يحل عليه العقوبة إما عقوبة من عنده أو بأيدي المؤمنين ...
والله اعلم ..
الأخت الفاضلة
كلامك صحيح أختنا الفاضلة وكذلك ما تفضل به بقية الإخوة. وكل ما ذكر محتمل.
وقد جاء في الحديث الصحيح من حديث أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ قَالَ ثُمَّ قَرَأَ
{وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}.
ويقول تبارك وتعالى:
(وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ) (42)
ولا شك أن العمل الصالح له أثر كبير في دفع العقوبة أو تأجيلها ومن هنا قال شيخ الإسلام بن تيمة رحمه الله تعالى:
"
وَلِهَذَا قِيلَ: إنَّ اللَّهَ يُقِيمُ الدَّوْلَةَ الْعَادِلَةَ وَإِنْ كَانَتْ كَافِرَةً؛ وَلَا يُقِيمُ الظَّالِمَةَ وَإِنْ كَانَتْ مُسْلِمَةً. وَيُقَالُ: الدُّنْيَا تَدُومُ مَعَ الْعَدْلِ وَالْكُفْرِ وَلَا تَدُومُ مَعَ الظُّلْمِ وَالْإِسْلَامِ. وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لَيْسَ ذَنْبٌ أَسْرَعَ عُقُوبَةً مِنْ الْبَغْيِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ} فَالْبَاغِي يُصْرَعُ فِي الدُّنْيَا وَإِنْ كَانَ مَغْفُورًا لَهُ مَرْحُومًا فِي الْآخِرَةِ وَذَلِكَ أَنَّ الْعَدْلَ نِظَامُ كُلِّ شَيْءٍ؛ فَإِذَا أُقِيمَ أَمْرُ الدُّنْيَا بِعَدْلِ قَامَتْ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لِصَاحِبِهَا فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَمَتَى لَمْ تَقُمْ بِعَدْلِ لَمْ تَقُمْ وَإِنْ كَانَ لِصَاحِبِهَا مِنْ الْإِيمَانِ مَا يُجْزَى بِهِ فِي الْآخِرَةِ."(/)
اخواني الكرام سؤال واستفسار ارجو ان اجد اجابته عندكم
ـ[الزرسنت]ــــــــ[04 Apr 2009, 07:45 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني الكرام كنت اقرأ تفسير سورة القمر في مختصر ابن كثير
ووجدت جملة لم اعرف معناها
ذكر فيه ان اسم النبي الحاشر الذي يحشر الناس على قدميه يوم القيامة
فكيف يكون هذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟
والثاني
في مقوله لابن مسعود ((خمس قد مضين االروم والدخان واللزام والبطشة والقمر))
قد عرفت الروم والقمر
لكن ماهي الدخان واللزام واي بطشة يقصد هنا؟؟؟؟؟؟؟؟
هذا وجزاكم الله خير الجزاء
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[04 Apr 2009, 09:30 ص]ـ
في مقاييس اللغة؛ لابن فارس:
ومن أسماء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "الحاشر"، معناه أنّه يحشر النّاس على قدمَيه، كأنّه يقدُمُهم يوم القِيامة وهم خلْفه.
ومحتملٌ أن يكون لَمَّا كان آخِرَ الأنبياء حُشِر النّاس في زمانه.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[04 Apr 2009, 09:33 ص]ـ
وفي كتاب:
سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد؛ لشمس الدين الشامي:
"الحاشر": ذكر في الأحاديث السابقة في الباب الثاني بلفظ "أنا الحاشر الذي يحشر الناس على عقبي" وفي لفظ "على قدمي" وبلفظ: "أنا الحاشر الذي يحشر الناس معي على قدمي" قال القاضي: واختلف في معنى: "على قدمي" فقيل: على زماني وعهدي، إذ ليس بعده نبي. وقيل: يحشر الناس بمشاهدتي كما قال تعالى: (ويكون الرسول عليكم شهيدا) وقال الخطّابي وابن دحية رحمهما الله: معناه على أثري أي أنه يقدمهم وهم خلفه، لأنه أول من تنشقّ عنه الأرض، ثم يحي كل نفس فيتبعونه.
قال الخطابي: ويدل على هذا المعنى رواية: "على عقبي" وقال العزفي: القدم عبارة عن الأثر لأنه منه، وقيل: المعنى على أثري، لأن الساعة على أثره أي قريبة من مبعثه. كما قال صلى الله عليه وسلم: "بعثت أنا والساعة كهاتين". قال الحافظ: ويحتمل أن يكون المراد بالقدم الزمان أي وقت قيامي على قدمي تظهر علامات الحشر، إشارة إلى أنه ليس بعده نبيّ ولا شريعة. ويرجح هذا ما وقع في رواية نافع بن جبير: "وأنا الحاشر بعثت مع الساعة" وقيل: على مشاهدتي قائما لله على الأمم. واستشكل التفسير بأنه يقتضي أنه محشور، فكيف يفسر به حاشر وهو اسم فاعل? وأجيب بأن إسناد الفعل إلى الفاعل إضافة والإضافة تصح بأدنى ملابسة، فلما كان لا أمة بعد أمته، لأنه لا نبيّ بعده نسب الحشر إليه لأنه يقع بعده.
وقوله "على عقبي" بكسر الموحدة على الإفراد، ولبعضهم بالتثنية والموحدة مفتوحة وكذلك قوله: "على قدمي" روي بالإفراد والتثنية.
تنبيه: وصف الله تعالى نفسه بالحشر في قوله: (ويوم يحشرهم) (وحشرناهم) فيكون هذا الاسم مما سماه الله تعالى به من أسمائه.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[04 Apr 2009, 09:38 ص]ـ
والحاشر: من أَسماء سيدنا رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، لأَنه قال:
أَحْشُر الناسَ على قَدَمِي؛ وقال، صلى الله عليه وسلم: لي خمسة أَسماء: أَنا محمد وأَحمد والماحي يمحو الله بي الكفر، والحاشر أَحشر الناس على قدمي، والعاقب.
قال ابن الأَثير:
في أَسماء النبي، صلى الله عليه وسلم، الحاشر الذي يَحْشُر الناس خلفه وعلى ملته دون ملة غيره.
وقوله، صلى الله عليه وسلم:
إِني لي أَسماء؛ أَراد أَن هذه الأَسماء التي عدّها مذكورة في كتب الله تعالى المنزلة على الأُمم التي كذبت بنبوَّته حجة عليهم ......
وفي أسمائه، صلى الله عليه وسلم:
أنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي أي على أثري.
(لسان العرب؛ لابن منظور)
ـ[الزرسنت]ــــــــ[04 Apr 2009, 11:53 ص]ـ
جزاك الله اخي الكريم خير الجزاء
قد ابعدت عني الحيرة
ولكن ماذا عن سؤالي الثاني؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
واعذروني على كثر اسئلتي
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[04 Apr 2009, 03:24 م]ـ
الأخ الكريم الزرسنت،
إليك مفاتيح لجواب سؤالك والباقي عليك:
1. جاء في التحرير والتنوير لابن عاشور في تفسير خاتمة سورة الفرقان: ((عن ابن مسعود وأُبَيّ بن كعب: اللِّزام: عذاب يوم بَدر. ومرادهما بذلك أنه جزئيّ من جزئيات اللِّزام الموعود لهم. ولعلّ ذلك شاع حتى صار اللزام كالعَلم بالغلبة على يوم بدر. وفي الصحيح عن ابن مسعود: خمس قد مضَين: الدخان والقمر، والروم، والبطشة، واللزام، يعني أن اللِّزام غير عذاب الآخرة)).
2. وجاء في التحرير في تفسير سورة الدخان: ((والأصح أن هذا الدخان عُني به ما أصاب المشركين من سِنِي القحط بمكة بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة. والأصح في ذلك حديث عبد الله بن مسعود في «صحيح البخاري» عن مسلم وأبي الضحى عن مسروق قال: دخلتُ على عبد الله بن مسعود فقال: إنَّ قريشاً لما غَلَبوا على النبي صلى الله عليه وسلم واستعصوا عليه قال: اللّهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف، فأخذتهم سَنة أكلوا فيها العظام والميتةَ من الجَهْد حتى جعل أحدهم يرى ما بينه وبين السماء كهيئة الدخان من الجوع فأُتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له: استسقِ لمُضر أن يكشف عنهم العذاب، فدعا فكشف عنهم وقال الله له: إنْ كشفنا عنهم العذاب عَادوا، فعادُوا: فانتقم الله منهم يومَ بدر فذلك قوله تعالى: "فارتقب يوم تأتي السماء بدخاننٍ مبينٍ " إلى قوله " يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون" [الدخان: 10 ــ 16] والبطشة الكبرى يوم بدر. وإن عبَد الله قال: مَضى خمس: الدخانُ، والرومُ والقَمَرُ والبطشة واللِّزَام.
وأخيراً أخي: أنصح بالرجوع إلى التحرير والتنوير وهناك تجد التفصيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[04 Apr 2009, 05:21 م]ـ
أخي الزرسنت:
المراد باللازام: قوله تعالى ((فسوف يكون لازاما)) يقول ابن كثير: فسوف يكون تكذيبكم لزاما لكم يعني مقتضيا لهلاككم وعذابكم ودماركم في الدنيا والأخرة ويدخل في ذلك يوم بدر كما فسره بذلك ابن مسعود وأبي بن كعب ومحمد بن كعب القرظي ومجاهد والضحاك وقتادة والسدي وغيرهم) 0
وأما البطشة الكبرى فهي ماكان يوم بدر وما أصاب المشركين فيه على مذهب ابن مسعود رضي الله عنه 0
تنبيه: أخي مروان الظفيري كأني فهمت من كلامك الأخير وهو قولك (تنبيه: وصف الله تعالى نفسه بالحشر في قوله: (ويوم يحشرهم) (وحشرناهم) فيكون هذا الاسم مما سماه الله تعالى به من أسمائه). أن الحاشر من أسماء الله تعالى وهذا لايتأتى لك بارك الله فيك لأنه لايأخذ من الصفات لله أسماء له بخلاف الأسماء فيأخذ منها صفات لله كما قرر ذلك أهل العلم 0 والله أعلم 0
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[05 Apr 2009, 08:48 ص]ـ
أخي الزرسنت:
تنبيه: أخي مروان الظفيري كأني فهمت من كلامك الأخير وهو قولك (تنبيه: وصف الله تعالى نفسه بالحشر في قوله: (ويوم يحشرهم) (وحشرناهم) فيكون هذا الاسم مما سماه الله تعالى به من أسمائه). أن الحاشر من أسماء الله تعالى وهذا لايتأتى لك بارك الله فيك لأنه لايأخذ من الصفات لله أسماء له بخلاف الأسماء فيأخذ منها صفات لله كما قرر ذلك أهل العلم 0 والله أعلم 0
أخي الحبيب أبا هاجر
للعلم
هذا ليس كلامي؛ وإنما هو كلام:
(شمس الدين الشامي؛ في كتابه:
سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد)
وجزاك الله خيرا(/)
كيف نحقق التوكل في حياتنا؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[04 Apr 2009, 02:16 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وبعد:
لقد خاطب الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم وأمره بالتوكل عليه في أكثر من آية فقال تبارك وتعالى:
(فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ) سورة النمل (79)
(وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) سورة هود (123)
(وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا) سورة الفرقان (58)
(وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ) سورة الشعراء (217)
(وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا) سورة الأحزاب (3)
وغيرها من الآيات كثير.
وقال تبارك وتعالى
(وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ) سورة إبراهيم من الآية (12)
وأخبر تبارك وتعالى عن حبه للمتوكلين فقال:
(فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) سورة آل عمران من الآية (159)
والسؤال: كيف يحقق المسلم التوكل على الله من خلال فهم آيات القرآن الكريم وسيرة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم؟
أرجو من الإخوة الأفاضل أن لا يبخلوا علينا ولا على أنفسهم ببيان الحق في هذه المسألة الشريفة وجزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[04 Apr 2009, 05:31 م]ـ
أشكر لك أخي الفاضل محب القرآن الكريم تفاعلك الحيوي والمثمر في هذ الملتقى الرائد .. وأسأل الله لك التوفيق والسداد ..
وأما ما يخص موضوعك القيم الذي أثرته مشكورا فإليك هذه النقولات القيمة عل ّ الله أن ينفع بها ناقلها والمنقولة إليه ..
قال ابن عباس: التوكل هو الثقة بالله. وصدق التوكل أن تثق في الله وفيما عند الله فإنه أعظم وأبقى مما لديك في دنياك. قال الحسن: إن من توكل العبد أن يكون الله هو ثقته -- الإمام أحمد: هو قطع الاستشراف بالإياس من الخلق، وقال: وجملة التوكل تفويض الأمر إلى الله جل ثناؤه والثقة به -- عبدالله بن داود الخريبي: أرى التوكل حسن الظن بالله -- شقيق بن إبراهيم: التوكل طمأنينة القلب بموعود الله عز وجل -- الحسن: الرضا عن الله عز وجل --
درجات التوكل (من كلام ابن القيم في مدارج السالكين):
1 - الأولى: معرفة الرب وصفاته من قدرته وكفايته وقيوميته وانتهاء الأمور إلى علمه وصدورها عن مشيئته وقدرته واليقين بكفاية وكيله وأنَّ غيره لايقوم مقامه في ذلك.
2 - الثانية: إثبات الأسباب ورعايتها والأخذ بها.
3 - الثالثة: رسوخ القلب في مقام التوحيد.
4 - الرابعة: اعتماد القلب على الله واستناده إليه وسكونه إليه بحيث لا يبقى فيه اضطراب من تشويش الأسباب ولا سكون إليها، وطمأنينته بالله والثقة بتدبيره.
5 - الخامسة: حسن الظن بالله عز وجل.
6 - السادسة: استسلام القلب لله وانجذاب دواعيه كلها إليه وقطع منازعته.
7 - السابعة: التفويض: هو إلقاء العبدِ أمورَه كلها إلى الله، وإنزالها به طلباً واختياراً، لا كرهاً واضطراراً. والتفويض هو روح التوكل ولبّه وحقيقته.
8 - الثامنة: الرضا
ويمكن اعتبار درجاتٍ للتوكل كما يلي:
1 - الأولى: أن يكون المتوكل حاله في حق الله سبحانه والثقة بكفالته وعنايته كحاله في الثقة بالوكيل (هذا توكل العامة) 2 - الثانية: حال المتوكل مع الله تعالى كحال الطفل مع أمه فإنه لا يعرف غيرها ولا يفزع إلى أحد سواها ولا يعتمد إلا إياها والفرق بين هذه الدرجة والأولى أن هذا متوكل وقد فني في توكله عن توكله إذ ليس يلتفت قلبه إلى التوكل وحقيقته، بل إلى المتوكَل عليه فقط وهي أقوى من الأولى 3 - الثالثة: أعلاها، وتكون باستسلام القلب لله وانجذاب دواعيه كلها إليه وقطع منازعته، ويكون بين يدي الله تعالى في حركاته وسكناته مثل الميت بين يدي الغاسل لا يفارقه (وهو توكل الخاصة).
أقسام التوكل (مجاله ومتعلقاته) (مراتبه):
1 - توكلٌ العبد على الله في استقامة نفسه وإصلاحها دون النظر إلى غيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - توكلٌ العبد على الله في استقامة نفسه وكذلك في إقامة دين الله في الأرض ونصره وإزالة الضلال عن عبيده وهدايتهم والسعي في مصالحهم ودفع فساد المفسدين ورفعه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
3 - توكلٌ على الله في جلب حوائج العبد وحظوظه الدنيوية كالرزق والزواج والذرية والعافية والانتصار على العدو الظالم أو دفع مكروهاته ومصائبه الدنيوية.
وبين القسم الثاني والثالث من الفضل ما لا يحصيه إلا الله فمتى توكل عليه العبد في النوع الثاني حق توكله كفاه النوع الثالث تمام الكفاية ومتى توكل عليه في النوع الثالث دون الثاني كفاه أيضاً لكن لا يكون له عاقبة المتوكل فيما يحبه و يرضاه.
4 - توكلٌ على الله في جلب محرم من إثم أو فاحشة أو دفع مأمور به.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
لا بد في التوكل من أمرين:
* الأول: أن يكون الاعتماد على الله اعتماداً صادقاً حقيقياً.
* الثاني: فعل الأسباب المأذون فيها.
فمن جعل أكثر اعتماده على الأسباب نقص توكله على الله فكأنه جعل السبب وحده هو العمدة فيما يصبو إليه. ومن جعل اعتماده على الله ملغياً للأسباب فقد طعن في حكمة الله لأن الله جعل لكل شيء سبباً، فمن اعتمد على الله اعتماداً مجرداً كان قادحاً في حكمة الله؛ لأن الله حكيم يربط الأسباب بمسبباتها كمن يعتمد على الله في حصول الولد وهو لا يتزوج!!. انتهى
عوائق التوكل:
1 - الجهل بمقام الله من ربوبية وألوهية وأسماء وصفات .. 2 - الغرور والاعجاب بالنفس .. 3 - الركون للخلق والاعتماد عليهم في قضاء الحاجات .. 4 - حب الدنيا والاغترار بها مما يحول بين العبد والتوكل لأنه عبادة لاتصح مع جعل العبد نفسه عبداً للدنيا.
نماذج عملية في التوكل واتخاذ الأسباب:
ترتيبات رسول الله صلى الله عليه وسلم للهجرة للمدينة من استئجار دليل مشرك ليدله على طريق الهجرة للمدينة وغير ذلك - موقفه في غزوة بدر الكبرى - ظاهر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد بين درعين - ما حدث له بذات الرقاع من رفع الأعرابي سيف النبي صلى الله عليه وسلم عليه. رواه البخاري ومسلم - دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة والبيضة على رأسه - كان يحمل الزاد والمزاد إذا سافر في جهاد أو حج أو عمرة وجميع أصحابه.
إبراهيم عليه السلام في قصة حرقه بالنار- موسى عليه السلام في لحاق فرعون وقومه له عند البحر- أصحاب الكهف والرقيم في نومهم بالكهف تاركين الكفر وأهله. كان الأنبياء يفعلون أسباباً يحصل بها الرزق.
كان المهاجرون في مجموعهم أهل تجارة وكان الأنصار أهل زرع.
وقال أحد المشايخ:
التوكل على الله: هو الاعتماد عليه، والثقة فيما عنده فيما يبتغيه العبد من أمور الدنيا والآخرة. ولا يتحقق التوكل على الله إلا بأربعة شروط:
الشرط الأول: تقييد التوكل وحصره في الله تعالى، وفي هذا قال عز وجل: (ولله غيب السموات والأرض وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه). وقال تعالى: (رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا). وهذا الحصر ينفي أي توكل على غير الله؛ فمن توكل على غيره في أي أمر من أمور الدنيا والآخرة فليس هذا بمتوكل على الله بل قد يقع في الشرك الأكبر، أو الأصغر حسب طبيعة فعله.
الشرط الثاني: الاعتقاد بأن الله هو القادر على تحقيق مطالب العبد وحاجاته، وأن كل ما يحصل له إنما هو بتدبير الله وإرادته. وفي هذا قال عز وجل: (وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على" ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون). وقال تعالى على لسان نبيه شعيب: (وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب).
الشرط الثالث: اليقين بأن الله سيحقق للعبد ما يتوكل عليه فيه إذا أخلص نيته، واتجه إلى الله بقلبه. وفي هذا قال الله عزوجل: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه). وقال: (أليس الله بكاف عبده).
الشرط الرابع: عدم اليأس والقنوط فيما يتوجه به العبد إلى ربه من التوكل عليه في قضاء حاجاته، وفي هذا قال الله عز وجل: (فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم).
فاقتضى هذا أن التوكل على الله شرط من شروط الإيمان، وقد وصف الله المؤمنين بأنهم يتوكلون عليه، وأثنى عليهم في محكم كتابه، وعلى لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم
ويقول الشيخ عبدالرحمن المحمود:
(يُتْبَعُ)
(/)
المسائل التي بها يتحقق التوكل على الله
إن التوكل على الله سبحانه وتعالى لا يتم إلا بأن يتحقق في الإنسان عدة أمور:
معرفة الله بأسمائه وصفاته
الأمر الأول: معرفة الله بأسمائه وصفاته، فمن لم يعرف الله بأسمائه وصفاته لا يكمل ثوابه، من لم يعلم أن الله هو الحي القادر علام الغيوب جبار السموات والأرض المتكبر بيده الأمر كله ... إلى آخر أسمائه وصفاته لا يستقر في قلبه أن الله المتصف بهذه الصفات هو الذي يستحق التوكل، فينقص توكله على الله سبحانه وتعالى.
إخلاص التوحيد لله تبارك وتعالى
الأمر الثاني: إخلاص التوحيد لله تبارك وتعالى والبعد عن الشرك، فمن تعلق قلبه بغير الله فقد نقص توكله على الله سبحانه وتعالى، من تعلق قلبه بمخلوق مهما كان هذا المخلوق، ولياً، أو صالحاً، أو غنياً، أو ملكاً، أو غير ذلك، فمن تعلق قلبه بأحد من الخلق نقص إيمانه وتوكله على الله سبحانه وتعالى، ولكن إخلاص التوحيد لله تبارك وتعالى شرط أساسي لإخلاص التوكل، وصدقه باعتماد العبد وتوكله على الله وحده لا شريك له.
فعل الأسباب دون الاعتماد عليها
الأمر الثالث: أن الإنسان وهو يعتمد على الله سبحانه وتعالى يفعل الأسباب، لكنه لا يعتمد على الأسباب نفسها، وإنما يعلم أنها أسباب، وأن الله أمرنا بها، فلا يقع في قلبه أن هذه الأسباب التي جعلها الله سبحانه وتعالى في خلقه أنها هي التي تنفع وتضر، وهي وحدها المتصرفة، لا، وإنما يفعل السبب ويصدق في توكله على الله سبحانه وتعالى، وأنه تبارك وتعالى هو الذي بيده الأمر كله.
حسن الظن بالله سبحانه وتعالى
الأمر الربع: حسن الظن بالله سبحانه وتعالى، فمن ساء ظنه بربه تبارك وتعالى نقص توكله أو عدم توكله. فعلى الإنسان أن يحسن ظنه بالله. كما ورد في الحديث: (لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله سبحانه وتعالى).
تولاك ربي بحفظه ورعايته ..
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[04 Apr 2009, 07:21 م]ـ
تولاك ربي بحفظه ورعايته ..
وفقك الله ورعاك، ورفعك ونفعك بما كتبت وجعله في موازين حسناتك.
وصلى الله وسلم وبارك
على سيد المتوكلين
وإمام المتقين
ورحمة لله للعالمين
محمد بن عبد الله الصادق الأمين(/)
الكعبة كقلب الإنسان إذا توقف الطواف والصلاة عندها ماتت الدنيا وقامت القيامة
ـ[أخوكم]ــــــــ[04 Apr 2009, 06:15 م]ـ
الحمدلله ولا إله إلا الله وصلى الله وسلم على رسول الله
اللهم ارزقنا الخير واكفنا الشر.
إن قلب الإنسان إذا توقف فإن الإنسان يموت
وكذلك الحال بالنسبة للكعبة فهي كالقلب النابض لأهل الأرض
ومتى ما توقف الطواف والصلاة وغيرها عند الكعبة نهائيا ستموت الدنيا وتقوم القيامة
يقول الله عز وجل:
(جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ)
سورة المائدة الآية (97)
- نقل الطبري والزمخشري وغيرهم كثير في كتب التفسير قول عطاء رحمه الله عن البيت الحرام حيث يقول:
( ... لو تركوه عاماً واحداً لم ينظروا ولم يؤخروا ... )
- وقال السعدي رحمه الله:
( ... ومن أجل كون البيت قياما للناس قال من قال من العلماء: ... لو ترك الناس حجه لزال ما به قوامهم، وقامت القيامة ... )
- وقال الألوسي رحمه الله في تفسيره:
( ... وقيل: معنى كونه قياماً للناس كونه أمناً لهم من الهلاك فما دام البيت يحج إليه الناس لم يهلكوا فإن هدم وترك الحج هلكوا ... )
- قال ابن الجوزي رحمه الله في تفسيره زاد المسير:
( ... والقيام: بمعنى القوام ... وفي معنى الكلام ستة أقوال:
أحدها: قياماً للدين، ومعالم للحج، ...
والثاني: قياماً لأمرِ مَن توجه إِليها ...
والثالث: قياماً لبقاء الدين ...
"والرابع: قوام دنيا وقوام دين ... "
والخامس: قياماً للناس، أي: مما أُمروا أن يقوموا بالفرض فيه ...
والسادس: قياماً لمعايشهم ومكاسبهم بما يحصل لهم من التجارة عندها ... )
- قال أبو حيان رحمه الله في تفسيره البحر المحيط:
( ... {قياماً للناس} فقيل باتساع الرزق عليهم إذ جعلها تعالى مقصودة من جميع الآفاق وكانت مكة لا زرع ولا ضرع
وقيل بامتناع الإغارة في الحرم
وقيل بسبب صيرورتهم أهل الله فكل أحد يتقرب إليهم
وقيل بما يقام فيها من المناسك وفعل العبادات، وروي عن ابن عباس
وقيل: يأمن من توجه إليها وروي عنه
وقيل بعدم أذى من أخرجوه من جر جريرة ولجأ إليها
وقيل ببقاء الدين ما حجت واستقبلت، وقال عطاء لو تركوه عاماً واحداً لم ينظروا ولم يؤخروا.
وقال أبو عبد الله الرازي لا يبعد حمله على جميع الوجوه، لأن قوام المعيشة بكثرة المنافع وبدفع المضار وبحصول الجاه والرئاسة وبحصول الدين والكعبة سبب لحصول هذه الأقسام ... )
- وفي تفسير كلمة "الناس" هل هي مطلقة أم مقيدة قال ابن عطية رحمه الله في تفسيره:
( ... وقال بعض المفسرين أراد العرب، قال القاضي أبو محمد: ولا وجه لهذا التخصيص، وقال سعيد بن جبير جعل الله هذه الأمور للناس وهم لا يرجون جنة ولا يخافون ناراً ... )
- ومما يؤيد هذا الاستدلال عدم وجود ما يعارضه بل هو معنى داخل في العموم لكلمة الناس وكلمة القيام
- ومما يستأنس به لهذا الاستدلال حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُقَالَ فِي الْأَرْضِ اللَّهُ اللَّهُ) رواه مسلم (148)
وكذلك مما يستأنس به أيضا حديث "ذو السويقتين" الذي عده العلماء من علامات الساعة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنْ الْحَبَشَةِ "
متفق عليه
والله أعلم وأحكم
http://www.tafsir.org/vb/attachment.php?attachmentid=2422&d=1238857686
http://www.tafsir.org/vb/attachment.php?attachmentid=2423&d=1238857895
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[04 Apr 2009, 06:52 م]ـ
مقال في الصميم .. جزاك الله خيرا وزادك علما وفضلا ..
ـ[أبوالوليد السقطي الشهري]ــــــــ[09 Apr 2009, 10:44 ص]ـ
فتح الله عليك أخي الكريم وبارك فيك , موضوع جميل.
لكن لدي ملاحظة: -
قلت: إن قلب الإنسان إذا توقف فإن الإنسان يموت
وكذلك الحال بالنسبة للكعبة فهي كالقلب النابض لأهل الأرض
ومتى ما توقف الطواف والصلاة وغيرها عند الكعبة نهائيا ستموت الدنيا وتقوم القيامة
السؤال:
1 - ألا ترى أخي الكريم حدثت بعض الأحداث في التاريخ ((توقفت فيها الصلاة والطواف ولم نسمع أن الدنيا ماتت أو قامت القيامة))؟ فليتك تفيدنا في هذه الناحية أو أحد مشائخنا الكرام؟ وجزاك الله خير.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[09 Apr 2009, 11:19 ص]ـ
فتح الله عليك أخي الكريم وبارك فيك , موضوع جميل.
لكن لدي ملاحظة: -
قلت: إن قلب الإنسان إذا توقف فإن الإنسان يموت
وكذلك الحال بالنسبة للكعبة فهي كالقلب النابض لأهل الأرض
ومتى ما توقف الطواف والصلاة وغيرها عند الكعبة نهائيا ستموت الدنيا وتقوم القيامة
السؤال:
1 - ألا ترى أخي الكريم حدثت بعض الأحداث في التاريخ ((توقفت فيها الصلاة والطواف ولم نسمع أن الدنيا ماتت أو قامت القيامة))؟ فليتك تفيدنا في هذه الناحية أو أحد مشائخنا الكرام؟ وجزاك الله خير.
الأخ الفاضل أبوالوليد
لا أظن أخانا أخوكم يقصد المعنى الحرفي وهو أنه متى توقف الطواف والصلاة لأي سبب كما حدث أيام فتنة جهيمان مثلاً تموت الدنيا.
وإنما هو يشير إلى أن مادام هذا البيت يرفع فيه الأذان ويحج إليه فهذا يعني أن الدنيا لا زالت بخير.
أما إذا جاء اليوم الذي يهجر فيه البيت فلا يؤذن فيه ولا يصلى ولايحج إليه ولا يعتمر فلا شك أن هذا دليل على خراب الدنيا وأنه علامة من علامات الساعة وهو ما يفهم من مجموع الأحاديث وقد ذكر أحدها وهذا الحديث الآخر:
"ثُمَّ يَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ عَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ"
وهو في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو وعقبة بن عامر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أخوكم]ــــــــ[10 Apr 2009, 11:50 ص]ـ
الأخ الكريم عبدالرحمن الوشمي
جزاك الله كل خير وأهلا وسهلا بك
----
الأخ الكريم أبوالوليد السقطي الشهري
جزاك الله كل خير
وسؤالك وجيه.
------
محب القرآن الكريم
جزاك الله كل خير على إجابتك الموفقة وفعلا فالمسألة ليست بتلك الحرفية بل المقصود الترك الكامل للصلاة والطواف وبقية الشعائر عند الكعبة حتى يصل الأمر إلى هدمها حجرا حجرا فعندئذ لا نسأل عن هلاك الدنيا ... اللهم عفوك
أما قصة جهيمان فهي حالة شاذة والشاذ لا حكم له
وحتى لو صح شيء في التاريخ وتوقف كل شيء عند الكعبة
فالفترة الزمنية بين هلاك الكعبة وبين قيام القيامة لم تحدد لنا على وجه الدقة.
فربما طالت وربما قصرت كحالة القلب فقد يتوقف لفترة بسيطة ثم يعود.
ثم حتى مسألة "صحة قياس الكعبة على القلب" قد لا تهمني كثيرا بقدر أهمية صحة الموضوع نفسه وصحة استدلالات أهل العلم بالآية، وكان فعلا هلاك الدنيا بهلاك الكعبة ... اللهم رحمتك
ختاما: ... يبقى العلم لله سبحانه.(/)
تنفيذ 6 مشروعات إلكترونية لخدمة القرآن الكريم
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[04 Apr 2009, 09:36 م]ـ
يقوم مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة بتنفيذ مجموعة من المشاريع الإلكترونية بهدف خدمة القرآن الكريم والتيسير على المسلمين للتواصل مع كتاب الله تلاوة وحفظاً على اختلاف لغاتهم وثقافاتهم.
صرح بذلك الأمين العام للمجمع الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي، وقال: إن أول هذه المشروعات هو (سلسلة البرامج الحاسوبية لسورة الفاتحة وجزء عم مع تراجمها)، ويهدف إلى الاستفادة من التقنيات الحديثة لخدمة القرآن الكريم، وذلك بتقديم جزء "عم" مع سورة الفاتحة وترجمة معانيها بصورة برنامج حاسوبي مشوق يحتوي على خمسة عناصر، أولها " التلاوة " بحيث يمكن للمستخدم أن يستمع إلى تلاوة سورة الفاتحة وجزء عم بأصوات أربعة قراء، أما العنصر الثاني فهو " الترجمة "، حيث يمكن مشاهدة نص ترجمة معاني الآيات على شاشة، والاستماع إلى قراءة النص المترجم بصوت أحد المتحدثين باللغة.
أما العنصر الثالث فهو " التحفيظ " ويساعد البرنامج على حفظ جزء عم بالاستماع إلى السور المطلوب حفظها بأصوات أربعة قراء، من خلال عدة خيارات مثل تحديد النقاط (من سورة كذا إلى سورة كذا) وعدد مرات التكرار، وتحديد الفاصل الزمني المطلوب بين تلاوة الآية والتي تليها وغير ذلك، والعنصر الرابع هي " اللغات التي يدعمها "، حيث تم الانتهاء من إعداد البرنامج باللغات الروسية والبرتغالية والألمانية، وسيبدأ العمل بلغات أخرى كالأردية، والفرنسية، والتركية، والتغالو، والفيتنامية، والأسبانية، والأندونيسية، أما العنصر الخامس فهو " أنظمة التشغيل التي يدعمها " وهو نظام ويندوز، أما شريحة المستخدمين التي يستهدفها المشروع فإن البرنامج يمكن أن يستفيد منه عامة الناس، وبخاصة صغار السن الذين يرغبون تعلم وحفظ جزء عم، غير أنه أكثر فائدة لغير الناطقين بالعربية وحسب اللغات التي يتم ترجمة البرامج إليها.
ويهدف المشروع الثاني (مصحف المدينة النبوية للنشر الحاسوبي) إلى خدمة الباحثين ودور النشر وطلبة العلم وغيرهم بتيسير الاستشهاد بالآيات القرآنية بالرسم العثماني في البرامج تحرير النصوص وبرامج النشر المكتبي على هيئة خط حاسوبي يدرج داخل الوثائق الإلكترونية، وهو يدعم اللغة العربية فقط، وأنظمة التشغيل التي يدعمها هي ويندوز وماكنتوش، أما شريحة المستخدمين التي يستهدفها المشروع فهم الباحثون وطلبة العلم ودور النشر وغيرهم.
ويستهدف المشروع الثالث (مصحف المدينة النبوية خدمات حاسوبية) إنتاج برنامج حاسوبي على قرص CD ، يحتوي على نسخة مراجعة ومعتمدة من نص القرآن الكريم وبعض كتب التفسير وكتب العلوم العلمية الأخرى الموجودة في موقع المجمع على شبكة الانترنت، أما اللغات التي يدعمها المشروع هي العربية والإنجليزية والفرنسية والأردية والأندونيسية والهوسا والأسبانية، ونظام التشغيل الذي يدعمه هو نظام ويندوز، والشريحة التي يستهدفها هي عامة المسلمين وبخاصةً للمتحدثين باللغات السبع المشار إليها.
أما المشروع الرابع هو (مصحف المدينة النبوية لأجهزة الحاسوب الكفي والجوال)، وهدفه إنتاج برنامج حاسوبي لأجهزة الحاسوب والجوال، ويحتوي على نسخة كاملة مدققة من نص المصحف الشريف بالرسم العثماني، والتلاوات الصوتية لأربعة من المشايخ، إضافةً إلى كتب التفسير وكتب علوم القرآن وعدد ست ترجمات لمعاني القرآن الكريم.
ويهدف المجمع إلى نشر البرنامج المذكور وتوزيعه مجاناً ليحل محل البرامج الأخرى التي تحتوي على أخطاء في النص القرآني، وتجدر الإشارة إلى أن النسخة الخاصة بأجهزة حاسوب الجيب قد شارفت على الانتهاء، وبعد مراجعتها واعتمادها سيبدأ العمل على النسخة المخصصة لأجهزة الجوال، ويدعم عدداً من اللغات هي العربية والإنجليزية والفرنسية والأردية والأندونيسية والهوسا والأسبانية، وأنظمة التشغيل التي يدعمها هي ويندوز وموبايل وسامبيان، وهو يستهدف عامة المسلمين وبخاصة المتحدثون باللغات المشار إليها.
والمشروع الخامس هو (مصحف الرسم العثماني - حفص -)، حيث يستهدف إنتاج نسخة إليكترونية من المصحف الشريف بالرسم العثماني الموافق لمصحف المدينة النبوية برواية حفص، على هيئة خط حاسوبي في ملف واحد صغير الحجم مدققة وخالية من الأخطاء وقابلة للعرض على أجهزة الحاسوب الشخصي ومواقع الإنترنت والأجهزة الحاسوبية الصغيرة المحمولة والجوالات ونحوها، ويخطط المجمع لنشر النسخة المذكورة وتوزيعها مجاناً لتحل محل النسخ الأخرى التي تحتوي على أخطاء في النص القرآني كما يطمح المجمع استكمال إنتاج خط المصحف بالرسم العثماني لبقية الروايات.
وقد انتهى المجمع حالياً من مرحلة بناء وتركيب الخط الحاسوبي لكامل المصحف، ويجري مراجعته فنياً وإضافة بعض التحسينات اللازمة، ومن ثم تتم إحالته إلى اللجان المختصة لمراجعة النص القرآني مراجعة دقيقة والتأكيد من سلامته من الأخطاء، وجميع أنظمة التشغيل ومتصفحات الإنترنت والبرامج التي تدعم خطوط ( OPEN TYPE) وهذه عينة من الخط المذكور تدعم هذا المشروع.
أما المشروع السادس (الخط الحاسوبي - خط النسخ -)، ويهدف لدعم المكتبة العربية بخط حاسوبي عربي متميز يتوافق مع الترميز العالمي الموحد Unicode يراعى فيه جمال الأحرف وتوافق تركيباتها وفق قواعد الخط العربي.
المصدر ( http://www.sabq.org/?action=shownews&news=5023)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[04 Apr 2009, 11:15 م]ـ
بشركم الله بالخير يا د. أحمد.
وإلى الأمام دوما يا مجمع المصحف الشريف على درب كتاب رب العالمين وخدمته.(/)
هل كل نظرية علمية ثبتت ,,,؟
ـ[الأبية]ــــــــ[04 Apr 2009, 11:43 م]ـ
هل كل نظرية علمية ثبتت سبق القرآن الكريم هذه النظرية؟
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[05 Apr 2009, 03:55 م]ـ
الأخت الكريمة،
1. هناك الفرضية التي لا دليل عليها معتبر. فإذا جاءت أدلة على الفرضية ولكنها غير قاطعة ترتقي عندها الفرضية إلى مستوى النظرية. فإذا جاء أدلة تجعلنا نقطع بصحة النظرية تصبح عندها حقيقة علمية، وتسمى أيضاً (قانون). إذن أنتِ تقصدين الحقيقة العلمية (القانون).
2. ليس لدينا دليل إثبات على أن القرآن الكريم فيه كل الحقائق العلميّة، في المقابل ليس لدينا دليل نفي. وهذا يعني أننا نجهل.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[07 Apr 2009, 07:31 ص]ـ
هل كل نظرية علمية ثبتت سبق القرآن الكريم هذه النظرية؟
لا يلزم ذلك , كما أنه لا ينبغي البحث بهذه الطريقة؛ فالقرآن أسمى من أن يكون تابعاً.(/)
هل يعتبر حوار الحضارات؟
ـ[أشرف الملاحمي]ــــــــ[05 Apr 2009, 06:23 ص]ـ
أخوتي أعضاء منتدى أهل التفسير أرجو مشاركتكم جميعاً في هذا الإستطلاع. والذي أسعى الى جمع نتائجه عبر عدة منافذ لحاجتي إليه في رسالة الدكتوراه التي أعدها الآن وأتمنى أن تعم نتائج الإستطلاع جميع المشاركين بفائدة المعلومة الحيوية هذه وجزاكم الله خيرا.
هل يعتبر حوار الحضارات
1 - ضرورة عالمية.
2 - فريضة إسلامية.
3 - حاجة إنسانية.
يمكن الإجابة بوضع الرقم الذي ترونه من هذه الخيارات.
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[05 Apr 2009, 08:39 م]ـ
على قاعدة أخف الضررين يمكن القول بالخيار الثالث
ـ[سلمان الخوير]ــــــــ[05 Apr 2009, 10:54 م]ـ
أخي / أشرف الملاحمي ..
لو وضعته بشكل استفتاء لكان أفضل وأسهل في استطلاعك للنتائج المرجوة ,,
وفقك الله لكل خير(/)
ارجو المساعده
ـ[احمد البرادعى]ــــــــ[05 Apr 2009, 04:28 م]ـ
ما حكم قراءة القران بالتجويد المصحوب بنغات الموسيقى
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[05 Apr 2009, 05:28 م]ـ
الأخ الكريم أحمد،
1. سبق لمحمد عبد الوهاب أن لحّن سورة الضحى وقرأها في الإذاعة المصرية فاستنكر العلماء والعامة فعلته فاضطر هو ومن وراءه أن يطووا تلك الصفحة السوداء.
2. جلال القرآن الكريم وإجلاله يقتضي ابعاده عن كل ما لا يليق به.
3. هناك من يُحرّم الموسيقى وهناك من يكرّهها وهناك من يبيحها، فكيف نتعبّد الله بمثل هذا؟!!!
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[06 Apr 2009, 12:26 ص]ـ
السلام عليكم
تأييدا لما قاله الأخ الفاضل أبو عمرو - حفظه الله - نحن على يقين أن القرآن كله حق بل من أسمائه الحق و من جهة أخرى كلنا يعلم أن المعازف كلها باطل بل من أسمائها الباطل - كما ذكر ذالك ابن القيم - ....... يقول تعالي في شأن بني إسرائيل: " يأهل الكتاب لِمَ تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون " ..... لعمر الحق إنها السنن ..........
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[06 Apr 2009, 07:12 ص]ـ
حكم قراءة القرآن بترجيع الصوت وتطريبه
ما حكم قراءة القرآن بالألحان الموسيقية؛ وبالآلات الموسيقية، كالعود والجيتار والأورج!!؟
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقراءة القرآن بترجيع الصوت وتطريبه موضع خلاف بين أهل العلم؛ ما لم يصل ذلك إلى عدم فهم معاني القرآن فهو حرام باتفاق أهل العلم، قال المواق في التاج والإكليل: الخلاف في القراءة بالتلحين هو ما لم يغير معنى القرآن بكثرة الترجيعات كالقراءة أمام الملوك بمصر ضل سعيهم، وكذلك بين يدي الوعاظ. انتهى.
وقال الحطاب في مواهب الجليل: فإن زاد الأمر على ذلك حتى صار لا يعرف معناه فذلك حرام بالاتفاق كما يفعله القراء بالديار المصرية الذين يقرءون أمام الملوك والجنائز. انتهى.
والآلات الموسيقية لا يجوز العزف بها ولا الاستماع إليها سواء كانت مصحوبة بتلاوة القرآن أم بدونها، بل إن العزف بها مع تلاوة القرآن دليل واضح على الاستخفاف بكتاب الله تعالى، والنيل من قدسيته، فالواجب البعد عن كل ذلك وتشديد النكير على كل من يفعله، وتغيير هذا المنكر بكل ما يستطيع الإنسان من وسيلة مشروعة، ويمكن الرجوع إلى الفتوى رقم: 17104، والفتوى رقم: 32763.
والله أعلم.
المصدر؛ إسلام ويب:
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=48545&Option=FatwaId
ـ[احمد البرادعى]ــــــــ[06 Apr 2009, 04:27 م]ـ
جزاكم الله خيرا ................... اخوكم احمد البرادعى ........... عضو ......... جديد
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[07 Apr 2009, 07:03 ص]ـ
أخي أحمد البرادعي .. حياك الله في هذا الملتقى , وأرجو أن تتكرم بكتابة عنوان الموضوع واضحاً بيِّناً , وبعيداً عن: أرجو المساعدة , وطلب , ونحوها.(/)
آية سورة النمل
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[05 Apr 2009, 06:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وترى الجبال
(وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) سورة النمل (88)
لقد أخبر تبارك وتعالى عن أحوال مختلفة للجبال يوم القيامه، فأخبر تعالى أنها تُسير وأنها تكون كثيبا مهيلا وأنها توكن كالعهن وأنها تنسف وأنها تبس، وأنها تدك.
وتعالوا نتأمل كل حال من هذه الأحوال قال تعالى:
(وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا) سورة الكهف (47)
والذي يظهر لي في معنى التسيير هنا والله أعلم أنه الإزالة فلا يبقى لها وجود وهذا هو نفس المعنى في قوله تعالى:
(وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ) سورة التكوير (3)
(وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا) النبأ (20)
أي سيرت وأصبحت كالسراب لا حقيقة لها ولا وجود.
أما قوله تعالى في سورة الطور (يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا (9) وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا (10)) فهذا والله أعلم أنها المرحلة الأولى في اختلال نظام الكون فتمور السماء وكلمة (مور موحية بالحركة الشديدة) وتسير الجبال وذلك والله أعلم يكون بانفصالها عن الأرض نتيجة الحركة الشديدة غير المعتادة، ثم يتبع هذه الحركة الرجف والرج ثم النسف والبث ثم الدك كما هو في الآيات:
(يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا) سورة المزمل (14)
(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105) فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (106) لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا (107) سورة طه
(وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ) سورة المرسلات (10)
(إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (4) وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (5) فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا (6)) سورة الواقعة
(وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً) سورة الحاقة (14)،
وهذا يفسر لي مراحل تسيير الجبال الذي هو بمعنى إزالتها المذكروة في سورة الكهف والتكوير والنبأ.
أما وصفه تعالى للجبال بالعهن في قوله تعالى:
(يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (8) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9) سورة المعارج
(يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5) سورة القارعة
فأعتقد والله أعلم أنه تصوير للحال المغاير لما هي عليه في الدنيا فتتحول السماء المحكمة البنيان إلى حالة واهنة لا تتماسك، وتتحول الجبال الصلبة القاسية إلى حالة من النعومة والرقة.
ويتأكد هذا المعنى في صورة القارعة حيث صور الناس في كثرتهم وضعفهم واضطراب حركتهم كالفراش إذا انتثر، والجبال في تفكك أجزائها وتناثرها كالعهن المنفوش.
ولعل هذا الصورة أو الحالة هي نفسها المذكورة في سورة الواقعة والمعبر عنها في قوله تعالى: فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا (6)
أما آية سورة النمل: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) سورة النمل (88)
فكونها من أحوال يوم القيامة كما هو عليه أكثر المفسرين ففي النفس منه شيء، وذلك للآتي:
أولاً: جاءت بعد قول الله تعالى:
(وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ) سورة النمل (87)
وهذا هي النفخة الثانية نفخة الفزع نفخة البعث من القبور، وهي المذكورة في قوله تعالى في سورة الزمر:
(وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ) سورة الزمر (68)
والبعث يكون على أرض ليس فيها جبال كما هو في قول الله تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105) فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (106) لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا (107) يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا (108) سورة طه
وكما هو في قوله تعالى في سورة إبراهيم:
(يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) سورة ابراهيم (48)
وفي الصحيحين من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى أَرْضٍ بَيْضَاءَ عَفْرَاءَ كَقُرْصَةِ النَّقِيِّ لَيْسَ فِيهَا عَلَمٌ لِأَحَدٍ"
أما ما يحدث من تغير للأرض والجبال فهو يكون مع النفخة الأولى نفخة الصعق وهي المذكورة في سورة الزمر وفي سورة الحاقة في قوله تعالى: (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ (13) وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (14) فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (15) وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (16))
الأمر الثاني: أن الله قال: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً) وهو ما يبدو لنا في هذه الحياة أن الجبال جامدة، أما ما أخبر به عنها في الآخرة فهو يصف لنا حقيقة ما يحدث من تسيير وحمل ونسف وبس ونفش ودك، وهذه كلها وردت في سياق التخويف من هول ذلك اليوم والتأكيد على أن نظام هذا الكون سيختل يوما ما بأمر الله فلا نغتر ونظن أن هذا الثبات أزلي وأنه سيبقى كذلك.
الأمر الثالث: قوله تعالى: (وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ) وهذا فيه إشارة إلى طبيعة هذه الحركة وهي أنها ليست حركة ذاتيه لأن السحاب لا يتحرك حركة ذاتيه بل بواسطة دفع الرياح له، ولو توقفت الرياح لبقي السحاب مكانه، وفيه إشارة أخرى وهي أن مرور السحاب مهما بلغت سرعة مروره يمر بلطف لا يؤثر على حياة الإنسان على هذه الأرض وكذلك هي حركة الأرض حركة خفية لطيفة لا يشعر بها من يعيش على سطحها. ومثال على هذه الحركة اللطيفة راكب الطائرة فهو لا يشعر بسرعتها التي قد تبلغ الألف كيلومتر في الساعة حتى لو نظر من النافذة فإنه لا يشعر بسرعتها الهائلة.
الأمر الرابع: قوله تعالى: (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ) فيه لفت للعقول إلى انتظام أمر الخلق وهذا ما يتناسب مع المطلوب من الإنسان في هذه الحياة الدنيا.
الأمر الخامس: قوله تعالى: (إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) وهذا التذييل للآية فيه إشارة إلى خفاء هذا الأمر على الناس، وإذا خفي هذا عليهم لكنه لا يخفى على الله الذي صنعه واتقنه، بل لا يخفى عليه ما هو أقل شأنا من هذا وهو أفعالهم مهما دقت.
فالآية بجميع ألفاظها وموحياتها لا تتفق مع ما توحي به الآيات التي تصف التغير الذي سيحدث عند قيام الساعة حيث إنه يثير الرهبة والخوف في النفوس بخلاف هذه الآية.
وأما قول المعترض أنها جاءت في سياق الكلام على الآخرة فهذا لايمنع من أنها في الدنيا كما في قوله تعالى في الآية قبلها: (أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) سورة النمل (86)، فهي بمثابة الجمل المعترضة للتنبيه على أمر ما وهو كثير في القرآن.
بقي أن نقول: إذن إلى أي شيء تشير الآية؟
والجواب:
أنها تشير إلى حركة الأرض التي تشير إليها الآيات الأخرى الأقوى دلالة وهي قول الله تعالى:
(وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) سورة النحل (15)
(وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) سورة ألنبياء (31)
(خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ) سورة لقمان (10)
والميد هو الحركة الشديدة المضطربة، قال في تاج العروس: مَادَ الشيءُ يَمِيدُ مَيْداً ومَيَدَاناً محرَّكَةً: تَحَرَّكَ بِشِدَّة ومنه قوله تعالى " أَنْ تَمِيدَ بِكُم " أَي تَضْطَرِب بكم وتَدُور بكم وتُحَرِّككم حَرَكَةً شديدةً كذا في البصائر. تاج العروس - (ج 1 / ص 2283)
ولو كانت الأرض ساكنة في الأصل لما أحتاجت إلى تثبيت، لكنها كانت متحركة والجبال هي التي تجعل حركتها منتظمة بقدرة الله تعالى.
وإذا كانت الأدلة على حركة الأرض ليست صريحة فكذلك الأدلة على عدم حركتها ليست صريحة، وإذا ترجح عندنا أحد الطرفين فلا مانع من القول به. وقد ترجح دوران الأرض بما لا يدع مجال للشك من خلال الصور الفضائية ومن خلال الأقمار الصناعية المثبتة في الفضاء الخارجي بسرعة متناسبة مع دوران الأرض.
أما كون الأرض تدور حول الشمس فهذا مخالف لظاهر القرآن، والأصل أن نتمسك بهذا الظاهر حتى يقوم الدليل على أن الظاهر غير مراد.
وكل ما توصل إليه في هذا الشأن من قبل العلم الحديث لا يزال في حيز النظريات ولم يبلغ الحقائق العلمية القاطعة.
وللكلام بقية.
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
كتبه محب القرآن الكريم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Apr 2009, 12:26 ص]ـ
هل قوله تعالى: (وترى الجبال تحسبها جامدة ... ) في الدنيا أم في الآخرة؟ أرجو التعليق ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=1938)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[06 Apr 2009, 11:23 ص]ـ
هل قوله تعالى: (وترى الجبال تحسبها جامدة ... ) في الدنيا أم في الآخرة؟ أرجو التعليق ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=1938)
الأخ الفاضل الدكتور عبد الرحمن حفظك الله ورعاك
أولاً: أنا لم أعلم أن الموضوع قد تطرق إليه في المنتدى من قبل.
ثانياً: إيرادي للموضوع كان على إثر حوار مع الأخ الفاضل على جاسم والأخ الفاضل عبد الرحمن الوشمي تحت الموضوع "فوائد قصة أصحاب الكهف.
ثالثاً: لعل الجديد في طرحي هو الاختصار وتوضيح أن جميع الآيات الواردة في حال الجبال يوم القيامة متناسقة ويمكن الجمع بينها إلا هذه الآية.
ورابعاً: أشكرك على المرور وجزاك الله خيرا
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[06 Apr 2009, 11:58 ص]ـ
قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله تعالى:
" ... ثم إن الناس في ذلك اليوم، تراهم: أي: فتظنهم سكارى، وما هم بسكارى؛ لأنه من شدة الهول يكون الإنسان يتصرف كالمرعوب، كالسكران، وما هم بسكارى، ولكن عذاب الله شديد.
ومن هنا يتبين بطلان من رجح أن معنى قول الله تعالى: (وترى الجبال تحسبها جامدة، وهي تمر مر السحاب) أن ذلك في الدنيا، وليس في الآخرة، واستدل به على دواران الأرض.وقد علل أن قوله تعالى: (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب) بأنه لو كان يوم القيامة، لكان خطأً؛ لأن الناس يوم القيامة لا يتوهمون الأشياء، بل يرونها على حقيقتها، فلا يرون الجبال يحسبونها جامدة.
فنقول: هذا غلط، ها هو الله يقول: (وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد)، فيتوهمون أن هؤلاء ـ الذين ليس بسكارى ـ يتوهمون أنهم سكارى، والإنسان إنسان، في الدنيا وفي الآخرة .. "
وأقول هذا الاستدلال فيه نظر حيث إن الله أثبت أن الناس يتصرفون تصرف السكارى، فهو لم ينف حقيقة ما هم عليه، ولكنه نفى السبب المظنون وراء هذه الحقيقة وهو السكر وأثبت السبب الحقيقي وهو الهول والشدة والرعب.
أما المنفي في موضوع الجبال هو ما استقر في حس الإنسان من عدم حركة الجبال وهو يراها كذلك وسيبقى يراها كذلك، ما لم تظهر له الأدوات التي يتمكن معها من معرفة الحقيقة وهى أن هذه الجبال تتحرك حركة غير ذاتيه بل هي تابعة لحركة الأرض.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[07 Apr 2009, 12:00 ص]ـ
السلام عليكم
وإذا كانت الأدلة على حركة الأرض ليست صريحة فكذلك الأدلة على عدم حركتها ليست صريحة، وإذا ترجح عندنا أحد الطرفين فلا مانع من القول به. وقد ترجح دوران الأرض بما لا يدع مجال للشك من خلال الصور الفضائية ومن خلال الأقمار الصناعية المثبتة في الفضاء الخارجي بسرعة متناسبة مع دوران الأرض.
أما كون الأرض تدور حول الشمس فهذا مخالف لظاهر القرآن، والأصل أن نتمسك بهذا الظاهر حتى يقوم الدليل على أن الظاهر غير مراد.
وكل ما توصل إليه في هذا الشأن من قبل العلم الحديث لا يزال في حيز النظريات ولم يبلغ الحقائق العلمية القاطعة.
نتفق فى كون الآية فى مرور الجبال فى الدنيا
ونتفق فى كونها تعنى أن الأرض تدور
ونطلب مزيدا من التفصيل
أي دوران هو؛هل حول محورها؛ وماذا ينتج عن هذا الدوران؟ أليس تعاقب الليل والنهار هو ما ينتج عن هذا الدوران؟
ولكن لاأتفق فى كونها لاتدور حول الشمس؛ ونخطأ القول أن الشمس تدور حول الأرض
إذ أن دوران الأرض حول محورها أمام الشمس هو الذى يؤدى إلى تعاقب الليل والنهار
ولماذا نختلف فى دوران الأرض حول الشمس ولا نختلف فى دوران القمر حول الأرض؛هل من نصوص تدل على أن القمر يدور حول الأرض؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Apr 2009, 02:19 م]ـ
السلام عليكم
نتفق فى كون الآية فى مرور الجبال فى الدنيا
ونتفق فى كونها تعنى أن الأرض تدور
ونطلب مزيدا من التفصيل
أي دوران هو؛هل حول محورها؛ وماذا ينتج عن هذا الدوران؟ أليس تعاقب الليل والنهار هو ما ينتج عن هذا الدوران؟
ولكن لاأتفق فى كونها لاتدور حول الشمس؛ ونخطأ القول أن الشمس تدور حول الأرض
إذ أن دوران الأرض حول محورها أمام الشمس هو الذى يؤدى إلى تعاقب الليل والنهار
ولماذا نختلف فى دوران الأرض حول الشمس ولا نختلف فى دوران القمر حول الأرض؛هل من نصوص تدل على أن القمر يدور حول الأرض؟
أهم ما في قضية الدوران هو التوازن التي تحدثه الحركة بين الأجرام ليبقى كل جرم منها في فلكه وهذا ما تشير إليه الآية في قوله تعالى:
(لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) سورة يس (40)
والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد(/)
محاضرة للشيخ محمد العواجي أسباب الانتفاع بآيات الله
ـ[فيصل العمري]ــــــــ[06 Apr 2009, 03:24 ص]ـ
ألقى فضيلة الشيخ د محمد بن عبدالعزيز العواجي الأستاذ المشارك بقسم التفسير بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
محاضرة بعنوان أسباب الإنتفاع بآيات الله بمسجد علياء السويدي الأحد الماضي
ذكر فيها ثلاثة عناصر وهي
العنصر الأول: أسباب الانتفاع بالقرآن.
العنصر الثاني: أسباب الانتفاع بالآيات الأخرى.
العنصر الثالث: صفات المحسنين المتأثرين بما يسمعون ويشاهدون من آيات الله.
وذكر في العنصرالأول أسبابا:
الأول: حضور القلب عند سماع وقراءة القرآن:
قال ابن القيم عليه رحمة الله: "إذا أردت الانتفاع بالقرآن: فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه، وألق سمعك، واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه، منه إليه؛ فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله وذلك أن تمام التأثير لمّا كان موقوفًا على:
1 - مؤثر مقتضٍ.
2 - ومحلٍ قابل.
3 - وشرط لحصول الأثر.
4 - وانتفاء المانع الذي يمنع منه.
الأمر الثاني: تفهم معاني الآيات وإنزالها على نفسه:
"وينبغي للتالي أن يستوضح من كل آية ما يليق بها، ويتفهم ذلك، فإذا تلا قوله تعالى:
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ [سورة الأنعام 1]، فليعلم عظمته ويتلمح قدرته في كل ما يريد، وإذا تلا: أفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ [سورة الواقعة 58]، فليتفكر في نطفة متشابهة الأجزاء كيف تنقسم إلى لحم وعظم، .. وإذا تلا أحوال المعذبين فليستشعر الخوف من السطوة إن غفل عن امتثال الأمر .. وينبغي لتالي القرآن أن يعلم أنه المقصود بخطاب القرآن ووعيده، وأن القصص لم يرد بها السمر بل العبر، فحينئذ يتلو تلاوة عبد كاتَبَهُ سيده بمقصود، وليتأمل الكتاب وليعمل بمقتضاه" ().
وإن الأسباب التي تجعل العبد ينتفع بالقرآن المرتبطة بهذين الأمرين كثيرةٌ مبثوثةٌ في الكتاب والسنة وكلام العلماء الصالحين، ومنها على سبيل المثال مع الإجمال والاختصار:
1) أن يعلم أن القرآن كلام الله عزّ وجلّ.
2) الإيمان بالله تعالى.
3) أن يعلم أن الله أراد بهذه الألفاظ المعاني التي هي موضوعة لها.
قال تعالى ((لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)) [فصلت:42]، ولا يليق بالحكيم إلاّ الكلام لحكمةٍ تقتضي ذلك ().
4) حياة القلب والأخذ بأسبابه:
كما قال تعالى: ((إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ)) [ق:37] " فإن الانتفاع بالقرآن والإنذار به إنما يحصل لمن هو كذلك ().
5) أن يحرص على الانتفاع بالقرآن في شتى وجوه الانتفاع:
"فقد أنزل الله القرآن:
1 - للإيمان به.
2 - وتعلمه وتلاوته.
3 - وتدبره.
4 - والعمل به.
5 - وتحكيمه.
6 - والتحاكم إليه.
7 - والاستشفاء به من أمراض القلوب وأدرانها.
إلى غير ذلك من الحكم التي أرادها الله من إنزاله. ويحصل الهجر للقرآن من الشخص بقدر ما يحصل منه من الإعراض عن الانتفاع به بأي وجهٍ من الوجوه" ().
6) تَفَهُم القرآن وتدبره:
ومما يعين على تدبر القرآن وفهم معانيه قراءة بعض التفاسير المختصرة المفيدة: كتفسير ابن كثير الدمشقي، ومختصراته كعمدة التفسير والمصباح المنير، وتفاسير الشيخ ابن سعدي. أو ما يُعنى بتفسيره الإجمالي: كالمصحف الميسر -طباعة مجمع الملك فهد، وزبدة التفسير مختصر فتح القدير للأشقر، وملخصه نفحة العبير من زبدة التفسير وغيرها، مع العناية باختيار الأسلم في مسائل الاعتقاد وتتبع معاني كلام الله.
ومجاهدة النفس والأخذ بأسباب التدبر: كمعرفة معاني الكلمات والقراءة بعيداً عن الشواغل، ونحو ذلك، حتى يتسنى له الانتفاع بما يقرأ ().
7) أن يجتهد ما استطاع في الخشوع والخضوع لله عند قراءته:
قال النووي رحمه الله: "فإذا شرع في القراءة فليكن شأنه الخشوع والتدبر عند القراءة، والدلائل عليه أكثر من أن تحصر وأشهر وأظهر من أن تذكر، فهو المقصود المطلوب، وبه تنشرح الصدور وتستنير القلوب. ق
(يُتْبَعُ)
(/)
8) الاستعاذة من الشيطان الرجيم عند تلاوة القرآن. ليكون الشيطان بعيدا عن قلب المرء، وهو يتلو كتاب الله حتى يحصل له بذلك تدبر القرآن وتفهم معانيه، والانتفاع به؛ فإذا قرأته وقلبك حاضر حصل لك من معرفة المعاني والانتفاع بالقرآن ما لم يحصل لك إذا قرأته وأنت غافل، وجرب تجد. ().
9) عدم تقديم شيء بين يدي كلامه سبحانه. ومن ذلك حسن الأدب بخفض الصوت عند سماع كلامه.
10) الاستماع للقران والإنصات له:
في صلاة وغير صلاة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يسمع القرآن من غيره، وأمر عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، فقرأ عليه وهو يسمع، وخشع صلى الله عليه وسلم لسماع القرآن منه حتى ذرفت عيناه
11) إن حسن الأداء هو طريق الانتفاع بالقرآن.
12) مدارسة القرآن وعلومه:
بأن يحضر حلقات العلم ليستفيد ويتذاكر مع إخوانه الذين يرجو أن يكون عندهم علم حتى يستفيد من علمهم، وحتى يضم ما لديهم من العلوم النافعة إلى ما لديه من العلم، فيحصل له بذلك خير كثير ويحصل له بذلك الفقه في الدين، والبعد عن صفات المعرضين والغافلين، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) () ().
والخلاصة: قال ابن القيم رحمه الله:فإذا حصل المؤثر وهو: القرآن، والمحل القابل وهو: القلب الحي، ووجد الشرط وهو: الإصغاء، وانتفى المانع وهو: اشتغال القلب وذهوله عن معنى الخطاب وانصرافه عنه إلى شيء آخر؛ حصل الأثر وهو الانتفاع والتذكر" ().
العنصرالثاني
أسباب الانتفاع بالآيات الأخرى
إنّ أسباب الانتفاع والاتعاظ قد جمعها الله في أمرين جمعا أسباب الانتفاع بالقرآن:
وهما
حضور القلب عند سماع وقراءة القرآن مع تفهم معاني الآيات وإنزالها على نفسه. ومع ذلك فقد أقام الحجة على خلقه بآياته الكونية- أفقية ونفسية أيضاً، ولذا نجد في الآيات ذكراً للأسباب التي تجعل العبد ينتفع بالآيات الأفقية والنفسية.
وقد أكثر الله سبحانه في كتابه الكريم من الاستدلال على العلم والقدرة والحكمة بأحوال السموات والأرض وتعاقب الليل والنهار وكيفية تبدل الضياء بالظلام وبالعكس، وأحوال الشمس والقمر والنجوم، وأمر بالنظر في ملكوت السماء والغبراء وبالتفكر فيهما.
وإن من أعظم أسباب الضلال عدم تدبر القرآن وترك التفكر في حال الرسول صلى الله عليه وسلم وعدم النظر في ملكوت السموات والأرض وما خلق الله. قال تعالى: ((وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ 0 وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ 0 أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ 0 أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ 0 مَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يعْمَهُونَ)) [الأعراف: 182 – 186]
ولذا فإن ما تضمنته آيات الكتاب عموماً في هذا الباب يحتاج للنظر من وجهين:
أولاً: لا تنفع الموعظة إلا لمن آمن بالله وخافه ورجاه:
"آمن بالله وخافه ورجاه كما قال الله تعالى: ((إنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ)) [سورة هود 103] وأصرح من ذلك قوله تعالى: ((فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ)) [سورة ق45].
ومن أخص ذلك الإيمان بالوعد والوعيد وتذكره فإنه شرط كذلك في الانتفاع بالعظات والآيات والعبر، يستحيل حصوله بدونه.
1 - وتستبصر العبرة بثلاثة أشياء: (بحياة العقل، ومعرفة الأيام، والسلامة من الأغراض)
أ- فحياة العقل: هي صحة الإدراك وقوة الفهم وجودته وتحقق الانتفاع بالشيء والتضرر به وهو نور يخص الله به من يشاء من خلقه. وبحسب تفاوت الناس في قوة ذلك النور وضعفه ووجوده وعدمه يقع تفاوت أذهانهم وأفهامهم وإدراكاتهم، ونسبته إلى القلب كنسبة النور الباصر إلى العين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن تجارب السالكين التي جربوها فألفوها صحيحة أن من أدمن: [يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت] ()، أورثه ذلك حياة القلب والعقل، وكان شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه شديد اللهج بها جداً وقال لي يوماً: لهذين الاسمين -وهما الحي القيوم- تأثير عظيم في حياة القلب، وكان يشير إلى أنهما الاسم الأعظم وسمعته يقول: من واظب عليها أربعين مرة كل يوم بين سنة الفجر وصلاة الفجر [يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت برحمتك أستغيث] () حصلت له حياة القلب ولم يمت قلبه ().
ومن علم عبوديات الأسماء الحسنى والدعاء بها وسر ارتباطها بالخلق والأمر وبمطالب العبد وحاجاته؛ عرف ذلك وتحققه، فإن كل مطلوب يُسْأل بالمناسب له. فتأمل أدعية القرآن والأحاديث النبوية تجدها كذلك.
ب- وأما معرفة الأيام: فيحتمل أن يريد به أيامه التي تخصه وما يلحقه فيها من الزيادة والنقصان ويعلم قصرها وأنها أنفاس معدودة منصرمة، كل نَفَسٍ منها يقابله آلاف آلاف من السنين في دار البقاء، فليس لهذه الأيام الخالية قط نسبة إلى أيام البقاء والعبد منساق زمنه وفي مدة العمر إلى النعيم أو إلى الجحيم وهي كمدة المنام لمن له عقل حي وقلب واع، فما أولاه أن لا يصرف منها نَفَساً إلا في أحب الأمور إلى الله فلو صرفه فيما يحبه وترك الأحب لكان مفرطاً، فكيف إذا صرفه في ما لا ينفعه؟! فكيف إذا صرفه فيما يمقته عليه ربه؟! فالله المستعان ولا قوة إلا به.
ويحتمل أن المراد بالأيام أيام الله التي أمر رسله بتذكير أممهم بها كما قال تعالى: ((لَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ)) [سورة إبراهيم 5] وقد فُسِّرَت أيام الله بنعمه، وفسرت بنقمه من أهل الكفر والمعاصي، وأيامه تعم النوعين، وهي وقائعه التي أوقعها بأعدائه ونعمه التي ساقها إلى أوليائه، وسميت هذه النعم والنقم الكبار المتحدث بها أياماً لأنها ظرف لها، تقول العرب فلان عالم بأيام العرب وأيام الناس أي: بالوقائع التي كانت في تلك الأيام.
فمعرفة هذه الأيام توجب للعبد استبصار العِبَر وبحسب معرفته بها تكون عبرته وعظته.
ج- أما السلامة من الأغراض: وهي: متابعة الهوى. والانقياد لداعي النفس الأمارة بالسوء. فإن اتِّباع الهوى يطمس نور العقل، ويعمي بصيرة القلب، ويصد عن اتباع الحق، ويضل عن الطريق المستقيم، فلا تحصل بصيرة العبرة معه البتة، والعبد إذا اتَّبع هواه فسد رأيه ونظره، فأرته نفسه الحَسَن في صورة القبيح، والقبيح في صورة الحسن، فالتبس عليه الحق بالباطل؛ فأنى له الانتفاع بالتذكر والتفكر أو بالعظة.
2 - وإنما تجتنى ثمرة الفكرة بثلاثة أشياء: أحدها: قصر الأمل، والثاني: تدبر القرآن، والثالث: تجنب مفسدات القلب" ().
3 - "وأما أفعاله ومخلوقاته- سبحانه- ففي الذي أشهدناه عبرة لما لم نشهده، والغائب من جنس الشاهد، وذلك لأن المماثلة ثابتة في المفعولات، كما قال تعالى: ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون،فلو لم يكن الغائب من أفعاله تعالى نظيرا للشاهد لم يجز رده، ... !! فكيف إذا كان الغائب نظير الشاهد، حيث أشهدنا إبداع الجواهر وصفاتها بعد عدمها، يا سبحان الله أيما أبلغ في عقل الإنسان!! إبداع الإنسان بعد عدمه؟ أم إبداع طينته التي خُلق منها بعد عدمها؟؟ فإذا كان قد شهد هذا الجوهر العظيم الموصوف بصفات الكمال بعد عدمه، أفليس ذلك أعظم من إبداع تراب أو ماء بعد عدمه؟ والله سبحانه وتعالى لما خلق السموات والأرض خلق آدم آخر المخلوقات، كما ثبت ذلك في الأحاديث الصحيحة ()، ومن خلق آخر المخلوقات لم يمكنه أن يشهد خلق نفسه، ولا ما خلق قبله، كما قال تعالى: ((ما أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا)) [الكهف:51] وله فيما شهده في المخلوقات عبرة فيما لم يشهده" ().
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - "وكل ما خلقه مما فيه شر جزئي إضافي ففيه من الخير العام والحكمة والرحمة أضعاف ذلك، مثل إرسال موسى إلى فرعون فانه حصل به التكذيب والهلاك لفرعون وقومه وذلك شر بالإضافة إليهم، لكن حصل به من النفع العام للخلق إلى يوم القيامة والاعتبار بقصة فرعون ما هو خير عام فانتفع بذلك أضعاف أضعاف من استضر به وقال تعالى بعد ذكر قصته: ((إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى)) [سورة النازعات 26].
وكذلك محمد صلى الله عليه وسلم شقي برسالته طائفة من مشركي العرب وكفار أهل الكتاب وهم الذين كذبوه و أهلكهم الله تعالى بسببه ولكن سَعُد بها أضعاف هؤلاء" ().
ثانياً: والأسباب التي تجعل العبد ينتفع بالآيات الأفقية والنفسية كثيرةٌ مبثوثةٌ في الكتاب والسنة وكلام العلماء الصالحين، ومنها على سبيل المثال مع الإجمال والاختصار:
1) تذكر ما أنعم الله عليه به من النعمة:
فيجب أن يتذكر المؤمن بأس الله، وشدة انتقامه ممن لم يشكر نعمته.
2) تذكر وقائع الله في الأمم السالفة:
3) الصبر والشكر:
قال الله تعالى: ((إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ)) [لقمان:31] فـ (الصبار) الكثير الصبر، فلا بد من الصبر قبل الاعتبار ليكون نافعاً. و (الشكور) الكثير الشكر.
وإنما خص الشكور والصبور بالاعتبار بالآيات وإن كان فيها عبرة للكافة لأنهم هم المنتفعون بها دون غيرهم فلهذا خصهم بالآيات، فكأنها ليست لغيرهم
4) اليقين:
فإنه يورث الانتفاع بالآيات والبراهين (). ونحن نشاهد الإنسان الذي عنده يقين راسخ إذا مر بآية من الآيات الكونية، أو مر بآية من الآيات الأرضية، إذا شاهد مكانا للمعذبين؛ فإنه يرق قلبه، وتتمالكه مشاعر كثيرة لا يستطيع أن يعبر عنها، ولربما دمعت عينه وبكى، فالآيات إنما تؤثر وتحرك نفوس أصحاب اليقين، أما أهل الغفلة، فإنهم لا ينتفعون بها؛
5) الإيمان:
"فالإيمان أكبر ما يكون تأثيرا في الانتفاع بآيات الله عز وجل؛ فكلما تم الإيمان كان انتفاع الإنسان بآيات الله أكثر، وفهمه لها أعظم" (). ولهذا قيد تعالى الانتفاع بالآيات بالمؤمنين، فإن المؤمنين يحملهم ما معهم من الإيمان، على العمل بمقتضياته ولوازمه، التي منها التفكر في آيات الله، والاستنتاج منها ما يراد منها، وما تدل عليه، عقلا وفطرة، وشرعاً" ().
6) النظر إلى ما حوله، ولاسيما ما يحتاجه:
قال تعالى: ((هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)) [الأنعام:99] "فهذه من الأشجار الكثيرة النفع، العظيمة الوقع، فلذلك خصصها الله بالذكر بعد أن عم جميع الأشجار والنوابت .. والكل ينتفع به العباد، ويتفكهون، ويقتاتون، ويعتبرون، ولهذا أمر تعالى بالاعتبار به، فقال: چ?چ نظر فكر واعتبار چ? ?چ أي: الأشجار كلها، چ? ? ?چ أي: انظروا إليه، وقت إطلاعه، ووقت نضجه وإيناعه، فإن في ذلك عبرا وآيات، يستدل بها على رحمة الله، وسعة إحسانه وجوده، وكمال اقتداره وعنايته بعباده" ().
7) العقل:
قال الله تعالى: ((لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)) [البقرة:164 والرعد:4 والنحل:12 والروم:24]
"والمراد بقوم يوقنون، وبقوم يعقلون واحد، وهم المؤمنون بتوحيد الله فحصل لهم اليقين وكانوا يعقلون، أي: يعلمون دلالة الآيات. والمعنى: أن المؤمنين والذين يُوقنون: يعلمون ولا يكابرون، والذين يعقلون دلالة الآثار على المؤثر ونظروا النظر الصحيح في شواهد السماوات والأرض فعلموا أن لا بد لها من خالق وأنه واحد فأيقن بذلك العاقل منهم الذي كان متردداً، وازداد إيماناً من كان مؤمناً فصار موقناً.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالذين انتفعوا بالآيات هم المؤمنون العاقلون، فوزعت هذه الأوصاف على الآيات لأن ذلك أوقع في نفس السامع من إتْلاَءِ بعضها لبعض، وقُدم المتصفون بالإيمان لشرفه وجعل خلق الناس والدواب آية للموصوفين بالإيقان لأن دلالة الخلق كائنة في نفس الإنسان وما يحيط به من الدواب، وجعل اختلاف الليل والنهار واختلافُ حوادث الجو آية للذين اتصفوا بالعقل لأن دلالتها على الوحدانية بواسطة لوازم مترتبة بإدراك العقل" ().
ولكن ما هي صفات هؤلاء المحسنين المتأثرين بما يسمعون ويشاهدون من آيات الله؟
العنصر الثالث
صفات المحسنين المتأثرين بما يسمعون ويشاهدون من آيات الله:
أولاً: إقامة الصلاة:
فهم يؤدون الصلاة على وجهها، في وقتها، أداء كاملاً، تتحقق به حكمتها وأثرها في الظاهر والباطن، فيتم الأنس فيها بالله، ويتذوق المصلي حلاوة طاعته حتى يتعلق القلب بالصلاة، وتُقَوِّم سلوك الفرد في الحياة.
ثانياً: إيتاء الزكاة:
"وهذه الصفة تحقق استعلاء النفس على شحها الفطري وإقامة نظام لمجتمع مسلم يرتكز عل التكافل والتكامل والتعاون، يجد المحروم فيه الثقة والطمأنينة، ومودة القلب التي لم يفسدها الترف ولا الحرمان" ().
ثالثاً: اليقين بالآخرة:
إن المتأثرين بآيات الله يحصل لهم يقين بما عند الله من الخير والرحمة وحسن الجزاء في الدنيا والآخرة، ولذلك ينتج عن هذا اليقين: يقظة القلب، وتطلعه إلى ما عند الله، وترفعه عن متاع الحياة الدنيا، ومراقبة الله القليل والكثير، وفي السر والعلن.
رابعاً: الاستسلام لله سبحانه وتعالى:
فإن من أسلم أمره كله لله، وتوجه إليه وحده وأحسن العمل والظن والقول، فهذا هو حقيقة الإيمان الكامل الذي وصف في بداية السورة بالإحسان، ويكرر الوصف مرة أخرى، مدحا لهم فهم يستمسكون بالعروة الوثقى فلا يلتفتون لنداء ضُلال آبائهم وأجدادهم ولا أبنائهم، ولا لنداء الشيطان الذي لو اتبعوه لجرهم ودفعهم إلى عذاب عظيم.
خامساً: الصبر والشكر:
فهؤلاء الصنف قوم تأثروا بآيات الله فعرفوا الله وآمنوا بالله وتلقوا عن الله وعن رسول الله ? واستسلموا لمنهج الله وصبروا عليه وشكروا الله عليه، فنتج عن ذلك هداية جعلت لهذا العلم وهذا التأثر أثراً على القلب والجوارح، وذلك بالطمأنينة وبالعمل.
وهذه المحاضرة جزء من بحث موضوعي لفضيلة الشيخ بعنوان - أقسام الناس في التأثر بآيات الله المتلوة والمشاهدة، دراسة موضوعية في آيات سورة لقمان - موجود بالملف المرفق ..................... عسى الله أن يبارك شيخنا ويطيل عمره
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[06 Apr 2009, 06:58 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا مهند .. ووفق الله الدكتور محمد العواجي لكل خير ..
ـ[محب القراءات]ــــــــ[06 Apr 2009, 11:32 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا مهند على التلخيص المفيد للمحاضرة , وأسأل الله أن ينفع بعلم شيخنا ويبارك فيه.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[07 Apr 2009, 10:40 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ فيصل على هذه المحاضرة الرائعة والبحث القيم
وقد حملت البحث المرفق ولكن الآيات لم تتضح لي فهل من طريقة لمعرفة الخط الذي كتبت به الآيات والله يحفظكم ويرعاكم.(/)
سلسة دروس صوتية في التفسير للشيخ الدكتور/ عبد الله بن عبد العزيز الحكمة - حفظه الله -
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[06 Apr 2009, 12:53 م]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآل بيته وصحابته والتابعين , وبعد:
فقد أكرم الله بعض طلبة الشيخ عبد الله بن عبد العزيز الحكمة - عضو هيئة التدريس بقسم القرآن بجامعة الإمام - بتسجيل بعض الدروس المتعلقة بتفسير القرآن الكريم وتحديداً في كتاب " تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن كثير" - رحمه الله ورضي عنه - وإني إذ أضعُ روابطها في الملتقى لأشكرُ للشيخ قبولهُ رفعَها وتعميم فائدتها , وأشكرُ لإدارة الملتقى إتاحة هذه الخدمة التي تريحُ طلبة العلم من كثير من مشاق التحصيل , كما أشكر أخي الحبيب عبد الرحمن بن محمد المختار الشنقيطي والذي قام مشكوراً برفع هذه الدروس وتجهيزها لمن يبغي سماعها.
ودروس التفسير المسجلةُ للشيخ ستكون من آية (واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان ... ) إلى آية (يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ... ) وكانت كلها من عام 1425و1426و1427هـ.
(مقدمة)
http://www.mediafire.com/download.php?magq4txorkw
( دروس عام 1425هـ)
درس 15/ 1
http://www.mediafire.com/download.php?5zthmozzkyd
درس 22/ 1
http://www.mediafire.com/download.php?dxloyyz5myg
درس 29/ 1
http://www.mediafire.com/download.php?nymmdzw02me
درس 6/ 2
http://www.mediafire.com/download.php?ijniizdzjmj
درس 13/ 2
http://www.mediafire.com/download.php?myncgg3z1qm
درس 20/ 2
http://www.mediafire.com/download.php?zjigzet13jy
درس 27/ 2
http://www.mediafire.com/download.php?2zwmlmyywto
درس 5/ 3
http://www.mediafire.com/download.php?mon2z2nzgtz
درس 12/ 3
http://www.mediafire.com/download.php?hfmynmmf3eg
درس 19/ 3
http://www.mediafire.com/download.php?dnjztzzymzv
درس 26/ 7
http://www.mediafire.com/download.php?qvwyjyqrjd2
درس 4/ 8
http://www.mediafire.com/download.php?wxn1mij2mjx
درس 11/ 8
http://www.mediafire.com/download.php?mjjyhjhwmtk
درس 18/ 8
http://www.mediafire.com/download.php?j2omo0ynyjz
درس 25/ 8
http://www.mediafire.com/download.php?wmnyuga2mmd
درسي 7/ 10 و 14/ 10
http://www.mediafire.com/download.php?tnwmrftizdm
درس 21/ 10
http://www.mediafire.com/download.php?yooem0qznk5
درس 28/ 10
http://www.mediafire.com/download.php?1jam4qjyiji
درس 25/ 12
http://www.mediafire.com/download.php?jmy3gdj0uwm
( دروس عامة للشيخ)
http://www.mediafire.com/download.php?m5zmojzjdxy
والدروس الأخرى ستضاف قريبا بإذن الله تعالى
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[08 Apr 2009, 06:47 ص]ـ
وهذه تكملة بقية الدروس:
(دروس عام 1426هـ)
درس 3/ 1
http://www.mediafire.com/download.php?aag1ynofeyn
درس 10/ 1
http://www.mediafire.com/download.php?m2nrxy3zzjk
درس 17/ 1
http://www.mediafire.com/download.php?i2zovidiniz
درس 24/ 1
http://www.mediafire.com/download.php?0unezrgnn4c
درس 2/ 2
http://www.mediafire.com/download.php?jx4new0jywa
درس 9/ 2
http://www.mediafire.com/download.php?dxztmgx1zty
درس 16/ 2
http://www.mediafire.com/download.php?jwjtmyqcijz
درس 23/ 2
http://www.mediafire.com/download.php?wdoqje2dnnm
درس 30/ 2
http://www.mediafire.com/download.php?gmwzhzhmwhc
درس 7/ 3
http://www.mediafire.com/download.php?jj0ynzzjwzz
درس 14/ 3
http://www.mediafire.com/download.php?htkoofyzneg
درس 21 - 28/ 3
http://www.mediafire.com/download.php?htkoofyzneg
دروس 6 - 13 - 20/ 8
http://www.mediafire.com/download.php?nmgwdjzv5zy
درس 26/ 8
http://www.mediafire.com/download.php?2mkuniiwmoj
درس 10/ 10
http://www.mediafire.com/download.php?gymotdjj0gy
درسي 17 - 24/ 10 ودرس 1/ 11
http://www.mediafire.com/download.php?5i0kmmnrzzz
درسي 8 - 15/ 11
http://www.mediafire.com/download.php?gyzdzn14jjw
ـــــــــــــــــــــــــــ
(دروس عام 1427هـ)
درس 12/ 1
http://www.mediafire.com/download.php?ewm4drcdmmn
درس 19/ 1
http://www.mediafire.com/download.php?tdhyg2tqw5w
درس 26/ 1
http://www.mediafire.com/download.php?w5znm0mm2hy
درس 4/ 2
http://www.mediafire.com/download.php?gyitftcafzt
درس 11/ 2
http://www.mediafire.com/download.php?th2dmhaetum
درس 18/ 2
http://www.mediafire.com/download.php?mvjnyt2mldm
درس 25/ 2
http://www.mediafire.com/download.php?dvyot43yvtr
درسي 3 - 10/ 3
http://www.mediafire.com/download.php?oldocmmfezm
دروس 11 - 18 - 25/ 3
http://www.mediafire.com/download.php?nnwnzztwyqk
درسي 17 - 24/ 3
http://www.mediafire.com/download.php?dhthx22tzzg
درس 1/ 4
http://www.mediafire.com/download.php?nz5wxmxwxln
درس 8/ 4
http://www.mediafire.com/download.php?dgylgmifjmz
درس 16/ 8
http://www.mediafire.com/download.php?yjjmyzk4mw3
درس 23/ 8
http://www.mediafire.com/download.php?qmjmlumd1tj
درس 6/ 10
http://www.mediafire.com/download.php?mtzktzygmdj
درس 13/ 10
http://www.mediafire.com/download.php?zybi5ymzjmb
درس 19/ 10
http://www.mediafire.com/download.php?n5jm1wy5qlm
درس 27/ 10
http://www.mediafire.com/download.php?jj2cgd4zoma
درس 4/ 11
http://www.mediafire.com/download.php?zzmyyvwkiyz
درس 16/ 12
http://www.mediafire.com/download.php?zxnmvczwzl2
والدروس الأخرى ستضاف قريبا بإذن الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[08 Apr 2009, 08:23 ص]ـ
هل توجد هذه الدروس مفرغة؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Apr 2009, 12:18 م]ـ
أسأل الله أن يثيبك يا شيخُ محمودُ وأن يكتب أجرك وأجر صاحبك وأجر أخينا الدكتور عبدالله الحكمة على هذه الفوائد العلمية. والدكتور عبدالله الحكمة صاحب حكمة وخلق نبيل، وله جهود مشكورة في بذل العلم وتعليمه جزاه الله خيراً وأحسن إليه.
وأرجو أن أتمكن من سماع هذه الدروس والاستفادة منها بإذن الله.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[08 Apr 2009, 09:09 م]ـ
هل توجد هذه الدروس مفرغة؟
هذه خطوة مستقبليةٌ سيقامُ بها ويُعرضُ التفريغُ على الشيخ لأجل التبديل الذي لا بد منهُ في الفرق بين الكلام المرتَجل والمكتوب ,نسأل الله أن ييسر ذلك ويعين عليه.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[13 Apr 2009, 05:50 ص]ـ
أسأل الله أن يثيبك يا شيخُ محمودُ وأن يكتب أجرك وأجر صاحبك وأجر أخينا الدكتور عبدالله الحكمة على هذه الفوائد العلمية. والدكتور عبدالله الحكمة صاحب حكمة وخلق نبيل، وله جهود مشكورة في بذل العلم وتعليمه جزاه الله خيراً وأحسن إليه.
وأرجو أن أتمكن من سماع هذه الدروس والاستفادة منها بإذن الله.
جزاك الله خيراً شيخنا الكريم أبا عبد الله , وأسأل الله أن ينفع بك وبالشيخ.
وهذه دروس التفسير من كتاب ابن كثير سورة البقرة من آية (إنما يأمركم بالسوء والفحشاء ... ) إلى آية (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ... ) لعام 28 - 29 - 1430هـ.
(دروس عام 1428هـ)
درس 20/ 2
http://www.mediafire.com/download.php?oeyvgzmwmik
درس 27/ 2
http://www.mediafire.com/download.php?zjmohnmwe2e
درس 5/ 3
http://www.mediafire.com/download.php?l3jywoi3jnn
درس 12/ 3
http://www.mediafire.com/download.php?2mgqmdayu3m
درس 19/ 3
http://www.mediafire.com/download.php?vqnznzzdyek
درس 26/ 3
http://www.mediafire.com/download.php?jxzvtoam2t1
درس 4/ 4
http://www.mediafire.com/download.php?nntzmymmhgd
درس 11/ 4
http://www.mediafire.com/download.php?fw5yrumydyx
درس 18/ 4
http://www.mediafire.com/download.php?1iyvowtmomi
درس 8/ 10
http://www.mediafire.com/download.php?nd5nmzrbgny
درس 15/ 10
http://www.mediafire.com/download.php?ntnam2yyjid
درس 22/ 10
http://www.mediafire.com/download.php?menaanymnox
درس 29/ 10
http://www.mediafire.com/download.php?zi1yctwlinl
درس 14/ 11
http://www.mediafire.com/download.php?mojgngozwut
درس 21/ 11
http://www.mediafire.com/download.php?wleyqz4wixn
درس 28/ 11
http://www.mediafire.com/download.php?y5hzdxudzzq
درس 19/ 12
http://www.mediafire.com/download.php?2njmdddcooy
( دروس عام 1429هـ)
درس 9/ 2
http://www.mediafire.com/download.php?ye4zdm1y0nk
درس 16/ 2
http://www.mediafire.com/download.php?xnnnaygwuym
درس 23/ 2
http://www.mediafire.com/download.php?wfzl3yogecz
درس 30/ 2
http://www.mediafire.com/download.php?inonq0n1dml
درس 7/ 3
http://www.mediafire.com/download.php?wy4nyznkael
درس 14/ 3
http://www.mediafire.com/download.php?nznngtgzyvm
درس 21/ 3
http://www.mediafire.com/download.php?jaj4tjinakd
درس 28/ 3
http://www.mediafire.com/download.php?wuramwmwnzr
درس 13/ 4
http://www.mediafire.com/download.php?hdg2ahhdtmm
درس 20/ 4
http://www.mediafire.com/download.php?kjjxy5ryfim
درس 27/ 4
http://www.mediafire.com/download.php?rn2jzuyo3nj
درس 5/ 5
http://www.mediafire.com/download.php?njtju2rwjc1
درس 11/ 10
http://www.mediafire.com/download.php?yjggz4yfjj2
درس 18/ 10
http://www.mediafire.com/download.php?mzgzbz2wdyu
درس 25/ 10
http://www.mediafire.com/download.php?gumaxe0eg0r
درس 3/ 11
http://www.mediafire.com/download.php?qdln0mwyhio
درس 10/ 11
http://www.mediafire.com/download.php?4emek0lgnnz
درس 17/ 11
http://www.mediafire.com/download.php?2ntomzyzeiz
درس 24/ 11
http://www.mediafire.com/download.php?rzgzfnowju3
درس 22/ 12
http://www.mediafire.com/download.php?mnymyfyngky
درس 29/ 12
http://www.mediafire.com/download.php?mdgonomzmml
( دروس عام 1430هـ)
درس 6/ 1
http://www.mediafire.com/download.php?dxqzwzzynxh
درس 13/ 1
http://www.mediafire.com/download.php?tymowhl5mtt
درس 20/ 1
http://www.mediafire.com/download.php?ztymyvjwo2y
( محاضرات متنوعة)
http://www.mediafire.com/download.php?z2twye1k2dj
والحمد لله رب العالمين
ـ[محمدغراب]ــــــــ[13 Apr 2009, 02:22 م]ـ
بارك الله فيكم وأحسن إليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[13 Apr 2009, 06:13 م]ـ
بارك الله فيكم أخي الشيخ محمود على هذا الجهد الطيب في نقل تعليقات هذا الشيخ الذي أسمع عنه ولم أره بعد، وأسمع عنه ثناء من بعض الإخوة على عنايته بالقرآن، واهتمامه به علماً وتربيةً، ثبتنا الله وإياه على الحق، وجعلنا جميعاً من أهل القرآن.
ـ[الورشان]ــــــــ[13 Apr 2009, 10:05 م]ـ
جزاك الله خيرا وجعله الله في موازين حسناتك
ـ[إبراهيم محجب]ــــــــ[03 Dec 2010, 05:25 م]ـ
أجزل الله مثوبتكم شيخنا الكريم(/)
أثر التصور غير الدقيق على التفسير.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[06 Apr 2009, 03:20 م]ـ
قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله تعالى عند تفسيره آية السد في سورة الكهف:
"ومما يؤيد إمكان هذا ما ذكره الله تعال في سورة «المائدة» من أنه جعل بني إسرائيل يتيهون في الأرض أربعين سنة. وذلك في قوله تعالى: {قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأرض فَلاَ تَأْسَ عَلَى القوم الفاسقين} [المائدة: 26] الآية، وهم في فراسخ قليلة من الأرض، يمشون ليلهم ونهارهم ولم يطلع عليهم الناس حتى انتهى أمد التيه، لأنهم لو اجتمعوا بالناس لبينوا لهم الطريق."
هل كان تيه بني إسرائيل بهذه الصورة التي ذكرها الشيخ رحمه الله تعالى؟
أنا لا أعتقد ذلك، للآتي:
أولاً: أن الله سبحانه وتعالى قد أمرهم بالدخول فرفضوا وذلك جبنا منهم.
ثانياً: أن الأرض المقدسة كانت معروفة لهم والطرق بينها وبين مصر معلومة من آيام أبيهم يعقوب عليه السلام.
ثالثاً: لو افترضنا أنهم كانوا لايعرفون الطريق فإن عثورهم على من يعرفها لا يغير من الأمر شيئاً وذلك لبقاء العلة وهي أنهم لايريدون الدخول.
رابعاً: وهو فهمي للآية وهو أن معنى التيه هنا هو تفرق الكلمة وتشتت شملهم حول أرض بيت المقدس، حتى انقضاء الأمد الذي أراده الله، وظهر فيهم أجيال جديدة لم تعرف ذل الهوان الذي عرفه آباؤهم على أيد المصريين ثم جمعهم الله تعالى على يد يوشع عليه السلام وعلى يديه دخلوا بيت المقدس.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[06 Apr 2009, 07:13 م]ـ
في هذه السنوات ولد أناس مؤكد وبقي أناس فاختلاف الآراء والإقدام على دخول الأرض المقدسة وارد في حال وجدوها بعد عقدين أو ثلاث، وذلك طبعا بعد مرورهم بظروف وأمور ربتهم وهيأتهم فهم جيل جديد، ولكن كان أمر الله مفعولا،
وحياة الأنبياء فيها معجزات وأمور لا تتكرر فلا عجب، وقبل ذلك فإنه سبحانه إذا قضى أمرا {فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ}.
والله أعلم وأحكم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Apr 2009, 11:38 م]ـ
تيه بني إسرائيل أخي الحبيب عقوبة من الله لهم، والعلل المادية لا أظنها تؤثر في ذلك فمعرفتهم للطريق أو دلالتهم عليها لم تكن لتنفعهم، وكذلك تفرقهم واختلافهم لا يكفي مانعاً من الدخول كل هذه المادة لو كان ذلك ممكناً قدراً لهم. ولذلك ذهب الجاحظ إلى أن هذا نوعٌ من الصَّرفة لبني إسرائيل عقوبة لهم. بمعنى أن صرفاً قدرياً إلهياً حال بينهم وبين سلوك الطريق، ثم قد تكون العلةُ ما تفضلتم به أو غيره. لكن المؤكد أنهم قد حيل بينهم وبين الهداية للطريق الصحيح المخرج من تيه صحراء سيناء عقوبة لهم.
وإن كان - في نظري القاصر - لا يسمى الاختلاف في دخول بيت المقدس تيهاً بهذا المعنى الذي ذكره الله بقوله: (يتيهون في الأرض) مما يدل على أنهم يتلمسون الطريق ولكن دون جدوى، وهنا تكمن العقوبة والابتلاء لهم حيث إنهم يشعرون بحسرة السجن في أرض غير مترامية الأطراف ومع ذلك يتيهون فيها.
وقد ذكر ذلك الجاحظ في مواضع من كتابه الحيوان عند حديثه عن صرف أوهام الخلق رغماً عنهم عن أشياء في مقدورهم.
ولم يتبين لي مقصدك بالعنوان، وهل تقصد أن الشيخ محمد الأمين لم يتصور المقصود بشكل دقيق فوقع في الوهم في تفسيره الذي تعقبته.
لا شك أن التصور غير الدقيق يوقع في الوهم في التفسير وفي غيره، ولكن هل كان التصور هنا غير دقيقاً يا ترى؟
مع جزيل الشكر لكم أخي محب القرآن الكريم على فوائدك المتتابعة في الملتقى نفع الله بكم.
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[12 Apr 2009, 01:28 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي محب القرآن جزاكم الله خيرا على فوائدكمالقيمة في الملتقى.
أما ماذكرت أخي -وأتمنى أن أكون قد وفقت في فهم قصدك من العنوان- فأظن والله أعلم أنك لم تتصور بدقة كلام الشيخ. لأن كلامه الذي اقتبسته لم يكن في تفسير الآية المذكورة وإنما في معرض حديثه رحمه الله عن القدح في القياس الاستثنائي أوالشرطي من جهة الشرطية والاستثنائية معا.
ليخلص في الأخير إلى رد زعم منكري تواجد يأجوج ومأجوج وراء السد إلى الآن.
فقاس عدم اطلاع الناس عليهم رغم تطور طرق المواصلات على عدم اطلاع الناس على بني اسرائيل مدة التيه: عقابا لهم.
وهذا أخي الحبيب مبين في السنة كما أشار الشيخ رحمه الله. فيكون عقابا لبني اسرائيل، واختبارا لنا من باب التصديق والتسليم بعد صحة الخبر والنقل عن رسول الله.
ولو أكملت كلام الشيخ رحمه الله بعده لتبين لك مقصد هذا كله:
حيث ختم الفقرة مبينا لنا حقيقة التفويض والتسليم والتصديق بعد تأكد صحة النقل. فقال رحمه الله: وعلى كل حال فربك فعال لما يريد.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Apr 2009, 10:25 ص]ـ
في هذه السنوات ولد أناس مؤكد وبقي أناس فاختلاف الآراء والإقدام على دخول الأرض المقدسة وارد في حال وجدوها بعد عقدين أو ثلاث، وذلك طبعا بعد مرورهم بظروف وأمور ربتهم وهيأتهم فهم جيل جديد، ولكن كان أمر الله مفعولا،
وحياة الأنبياء فيها معجزات وأمور لا تتكرر فلا عجب، وقبل ذلك فإنه سبحانه إذا قضى أمرا {فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ}.
والله أعلم وأحكم.
الأخت الفاضلة وفقك الله لكل خير
ما تفضلت به صحيح، لكن الإشكال هو هل لو وجدت إرادة الدخول فما الذي يمنعهم من الدخول؟ هل هو أنهم لا يهتدون إلى الطريق ولا يعرفونها أم أنه بسبب العقوبة وهو التحريم؟
فالمسألة ليست مسألة معجزة بالشكل الذي تصوره كتب التفسير أن هؤلاء القوم على كثرتهم كانوا يتحركون في دائرة مغلقة لا يعرفون لهم وجهة ولا يتصلون بأحد من البشر، لا أظن الأمر كذلك فهم من البداية امتنعوا عن المواجهة ورضوا بأي حياة فكان لهم ما أرادوا مع العقوبة التي أوقعت عليهم وهي تحريم الدخول أربعين سنة حتى لو تهيأت لهم أسباب الدخول.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Apr 2009, 11:40 ص]ـ
تيه بني إسرائيل أخي الحبيب عقوبة من الله لهم، والعلل المادية لا أظنها تؤثر في ذلك فمعرفتهم للطريق أو دلالتهم عليها لم تكن لتنفعهم، وكذلك تفرقهم واختلافهم لا يكفي مانعاً من الدخول كل هذه المادة لو كان ذلك ممكناً قدراً لهم.
الأخ الفاضل الدكتور عبد الرحمن حفظك الله ورعاك
العقوبة التي أوقعها الله على بني اسرائيل هي تحريم الأرض المقدسة عليهم أربعين سنة، وإذا كان الله حرمها عليهم فماذا كان أمامهم أن يفعلوا؟ ليس أمامهم إلا أن تيهوا في الأرض أي يعيشون بلا هدف.
كان يصح أن نقول أن التيه هو العقوبة لو أنهم كانت عندهم الإرادة للدخول فحال عدم معرفتهم للطريق دون ذلك أربعين سنة لكن الأمر على خلاف هذا. وبخاصة أن نبي الله موسى مكث بين أظهرهم حسب بعض الروايات مع أني أشك في ذلك لأن موسى دعا الله أن يفرق بينه وبينهم. ثم أيضا إن صلتهم بالأمصار من حولهم كانت ممكنة ألم يسألوا موسى عليه السلام تبديل الطعام فأجابهم إلى ما سألوا فقال "اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ"؟
أما قولك تفرقهم واختلافهم لا يكفي مانعا ............
فأقول إن تفرق كلمتهم واختلافهم هو جزء من العقوبة إن لم يكن هو العقوبة ذاته، لقد اختلفوا على نبيهم موسى عليه الصلاة والسلام وقالوا له ما قالوا ولهذا حرمت عليهم، ولو اجتمعت كلمتهم فيما بعد فلن يتأتى لهم الدخول بسبب التحريم لا بسب عدم معرفة الطريق.
ولذلك ذهب الجاحظ إلى أن هذا نوعٌ من الصَّرفة لبني إسرائيل عقوبة لهم. بمعنى أن صرفاً قدرياً إلهياً حال بينهم وبين سلوك الطريق، ثم قد تكون العلةُ ما تفضلتم به أو غيره. لكن المؤكد أنهم قد حيل بينهم وبين الهداية للطريق الصحيح المخرج من تيه صحراء سيناء عقوبة لهم. .
وهذا هو محل الخلاف أخي الفاضل
نقول يصح كلام الجاحظ لو أن إرادة الدخول كانت موجودة أو أنها وجدت فيما بعد، ولكن هذا لم يحدث.
وإن كان - في نظري القاصر - لا يسمى الاختلاف في دخول بيت المقدس تيهاً بهذا المعنى الذي ذكره الله بقوله: (يتيهون في الأرض) مما يدل على أنهم يتلمسون الطريق ولكن دون جدوى، وهنا تكمن العقوبة والابتلاء لهم حيث إنهم يشعرون بحسرة السجن في أرض غير مترامية الأطراف ومع ذلك يتيهون فيها.
مع أني لم أستوعب هذا المقطع من كلامك إلا إني أقول:
أين الدليل على أنهم كانوا يتلمسون الطريق؟ وكيف يكون ذلك وهم قد رفضوا الدخول؟ وكيف يكون ذلك وقد قال الله لموسى عليه السلام"فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ"؟
ولم يتبين لي مقصدك بالعنوان، وهل تقصد أن الشيخ محمد الأمين لم يتصور المقصود بشكل دقيق فوقع في الوهم في تفسيره الذي تعقبته.
لا شك أن التصور غير الدقيق يوقع في الوهم في التفسير وفي غيره، ولكن هل كان التصور هنا غير دقيقاً يا ترى؟
مع جزيل الشكر لكم أخي محب القرآن الكريم على فوائدك المتتابعة في الملتقى نفع الله بكم.
أما عن مقصدي بالعنوان فهو واضح وهو كما ذكرت وهو أن الشيخ قد بنى كلامه على أقوال سبقت لا تستند إلى دليل صحيح دون تصور كامل للأحداث التي مر بها بنو إسرائيل في تلك الفترة، وهو واضح من تعليله الذي ذكره رحمه الله تعالى في قوله:
وهم في فراسخ قليلة من الأرض، يمشون ليلهم ونهارهم ولم يطلع عليهم الناس حتى انتهى أمد التيه، لأنهم لو اجتمعوا بالناس لبينوا لهم الطريق."
وأعتقد والله أعلم أن هذا الأمر أقصد " التصور غير الدقيق" هو السبب في اختلاف أقوال المفسرين في قضية سد ذي القرنين.
شكر الله سعيك أخانا الفاضل وبارك جهودك وجعل ما تقوم به من خدمة كتاب الله في موازين حسناتك.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Apr 2009, 12:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي محب القرآن جزاكم الله خيرا على فوائدكمالقيمة في الملتقى.
أما ماذكرت أخي -وأتمنى أن أكون قد وفقت في فهم قصدك من العنوان- فأظن والله أعلم أنك لم تتصور بدقة كلام الشيخ. لأن كلامه الذي اقتبسته لم يكن في تفسير الآية المذكورة وإنما في معرض حديثه رحمه الله عن القدح في القياس الاستثنائي أوالشرطي من جهة الشرطية والاستثنائية معا.
ليخلص في الأخير إلى رد زعم منكري تواجد يأجوج ومأجوج وراء السد إلى الآن.
فقاس عدم اطلاع الناس عليهم رغم تطور طرق المواصلات على عدم اطلاع الناس على بني اسرائيل مدة التيه: عقابا لهم.
وهذا أخي الحبيب مبين في السنة كما أشار الشيخ رحمه الله. فيكون عقابا لبني اسرائيل، واختبارا لنا من باب التصديق والتسليم بعد صحة الخبر والنقل عن رسول الله.
ولو أكملت كلام الشيخ رحمه الله بعده لتبين لك مقصد هذا كله:
حيث ختم الفقرة مبينا لنا حقيقة التفويض والتسليم والتصديق بعد تأكد صحة النقل. فقال رحمه الله: وعلى كل حال فربك فعال لما يريد.
الأخ الفاضل يوسف
شكرا على تفضلك بالمداخلة
أما كلام الشيخ رحمه الله فأنا أخذته من الموضع الذي ذكرت أنت وقد أشرت إلى ذلك في مشاركتي.
وهذا ما دفعني للكتابة في الموضوع كمقدمة بين يدي الكلام عن أثر التصور غير الدقيق في أقوال بعض المفسرين في سد يأجوج ومأجوج، ولعلي أطرحه في مشاركة قادمه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[12 Apr 2009, 04:48 م]ـ
في هذه السنوات ولد أناس مؤكد وبقي أناس فاختلاف الآراء والإقدام على دخول الأرض المقدسة وارد في حال وجدوها بعد عقدين أو ثلاث، وذلك طبعا بعد مرورهم بظروف وأمور ربتهم وهيأتهم فهم جيل جديد، ولكن كان أمر الله مفعولا،
وحياة الأنبياء فيها معجزات وأمور لا تتكرر فلا عجب، وقبل ذلك فإنه سبحانه إذا قضى أمرا {فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ}.
والله أعلم وأحكم.
أخي الكريم
المعلومات التي قلتها فيما سبق بعضها من محاضرة (يتيهون في الأرض)، للدكتور ناصر العمر.
وإذا تدبرنا كلامك نجد أن لكل كلام لازم
فهل الضلال ومعاندة الشريعة سبب وحيد لعدم دخول الأرض المقدسة،
طبعا لا، لأنها كانت ردحا من الزمان في أيد أهل الضلال أليس كذلك.
فإذن الأمر ليس على العموم، بل هو خاص، فهل الشقاق الذي بينهم والاختلاف والتردد بين الهدى والضلال هو السبب الذي منعهم من دخول الأرض المقدسة طوال هذه الفترة؟
وإذا سلمنا بذلك، يا ترى ما حملهم على المكوث في التيه أليس الاستقرار والراحة أولى؟
والله أعلم وأحكم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Apr 2009, 07:18 م]ـ
أخي الكريم
المعلومات التي قلتها فيما سبق بعضها من محاضرة (يتيهون في الأرض)، للدكتور ناصر العمر.
وإذا تدبرنا كلامك نجد أن لكل كلام لازم
فهل الضلال ومعاندة الشريعة سبب وحيد لعدم دخول الأرض المقدسة،
طبعا لا، لأنها كانت ردحا من الزمان في أيد أهل الضلال أليس كذلك.
فإذن الأمر ليس على العموم، بل هو خاص، فهل الشقاق الذي بينهم والاختلاف والتردد بين الهدى والضلال هو السبب الذي منعهم من دخول الأرض المقدسة طوال هذه الفترة؟
وإذا سلمنا بذلك، يا ترى ما حملهم على المكوث في التيه أليس الاستقرار والراحة أولى؟
والله أعلم وأحكم.
الأخت الفاضلة بارك الله فيك وفيما تكتبين وتنقلين عن الفضلاء من أهل العلم
المسألة واضحة بنو إسرائيل امتنعوا عن تنفيذ أمر الله وعصوا رسوله موسى عليه السلام وقالوا له ما قالوا فعاقبهم الله بأن حرم عليهم دخول الأرض المقدسة التي كتبها الله لبني إسرائيل أربعين سنة، فما كان لهم أن يدخلوها طوال هذه المدة لا لأن الله أعمى بصائرهم عن الطريق المودية إليها، وإنما لأنهم ليسوا أهلاً لدخولها لأنهم فسقوا وجبنوا عن القتال، فما كانت الأسباب المعنوية والحسية تتهيا لهم قبل هذا الموعد الذي ضربه الله لهم.
إننا لا نتصور أن يتربى جيل قادر على تحمل المسؤلية والقتال في سبيل الله وهم في حالة ترحال ليلاً ونهاراً لمدة أربعين عاماً كما وصفتهم كتب التفسير.
ثم إلى أين كانت وجهتهم؟ هل كانوا يريدون الأرض المقدسة؟ ألم يخبرهم موسى عليه السلام بالعقوبة؟ ثم لماذا كانوا يبحثون عن الطريق إليها وهم قد أبوا أن يدخلوها؟
الحقيقة أنهم كانوا في أرض سيناء وما حولها من الأرض يعيشون كما يعيش الناس ويتصلون بغيرهم من الأمم ولم يكونوا في معزل أبدا حتى أراد الله لهم أن يكونوا على حال من القوة الإيمانية التي تؤهلهم لدخول الأرض المقدسة.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[13 Apr 2009, 05:30 ص]ـ
الأخ الكريم، وفقكم الله:
قال تعالى:
{وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61)}
1 - (اهبطوا مصرا)، بغير أل التعريف، ألا يشعرك بتنقلهم.
2 - (ضربت عليهم الذلة والمسكنة)، ألا يشعرك بالتشتت.
3 - ولعمري ما يصنع الأشداء إلا المصاعب، وما يصقل الرجال إلا التجارب، أليس في الأسفار فوائد، أذكر أن محلالا عسكريا قال عن جيش ما أنه أقوى جيش في العالم، لكن لماذا، فأشار إلى أنه قاتل وسط الجبال، وكم في أهال الجبال من قوة!.
والله أعلم وأحكم.(/)
السبر و التقسيم في القرآن الكريم
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[06 Apr 2009, 08:27 م]ـ
السادة الأماجد: هلا أرشدتم طالب رفدكم إلى عمل علمي في السبر و التقسيم في القرآن الكريم و دليل الخير كفاعله.
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[06 Apr 2009, 08:58 م]ـ
لعلكم تجدون بغيتكم في هذا الرابط:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=392
وفقكم الله لكل خير ..
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[06 Apr 2009, 11:18 م]ـ
بارك الله فيك، ونرجو المزيد(/)
ومضات ... (2) إنَّ هذا من صِدْقٍ = كثير ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[06 Apr 2009, 09:25 م]ـ
ومضات ... (2) إنَّ هذا من صِدْقٍ = كثير ..
حدث يونس بن حبيب قال: ((دخلت على أبي عمرو الشيباني، وبين يديه قمطر فيه أشياء من الكتب يسيرة، فقلت له أيها الشيخ: هذا علمك؟ فتبسم إلي وقال: إنه من صِدْقٍ = كثير)).
لله درك يا أبا عمر فما أكثر الكتب والمرويات والحكايات والأقوال وما أقل الصدق الصريح ..
فكتب أبي عمرو التي تستقلها يا يوسني= يُنبيك أبو عمرو أن هذا القليل في عينيك لهو والله كثير كثير: إن كان صدقاً ..
وأين هو ذياك الصدق (؟؟)
فالصدق فيما بين أيدي الناس قليل ولا يبلغ الصدق أن يكون كل هذا الذي تراه يا يونس ..
وكأنك يا أبا عمرو ترمي إلى ما روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ((العلم نقطة كَثَرَها الجاهلون)).
إي والله لقد صدقتم ..
والنور الأول والصدق الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وكان عليه أصحابه ونجهدُ ويجهد كل عامل في طلبه = لم يضعف أو يتناقص ليكون ضعفه أو تناقصه هو سبب جهدنا اليوم ..
وإنما نجهد ونشقى؛ أن ترادفت من حوله الظُلم وأفراد الكذب فهي تحوطه من كل جانب وتُكاثره في قلوب العباد .. تُجلب بخيلها ورجلها عليه وتزيد في الركام المتطاول حتى تُنَقِبَ عن هذا الصدق القليل والنور الأول وسط ركام ما يكتبه الناس = فإذا هو قليل مبارك وإذا ما عداه من تكثير الجاهلين وتهويش المضلين ولا حول ولا قوة إلا بالله رب العالمين ..
فاللهم إنا نسألك الهداية لهذا النور الأول ونسألك التوفيق لهذا الصدق القليل،ونعوذ بك من الفرح بالكذب والاشتغال بالباطل،ونعوذ بك من باطل يستخفي وكذب يتوارى، ونعوذ بك أن نكون ممن ألهاهم التكاثر .. وشغلتهم عن الصدق المفاخر ..
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[13 Oct 2010, 09:54 م]ـ
لله درك يا أبافهر.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[14 Oct 2010, 03:22 ص]ـ
جزاك الله خيراً ..
وصواب العنوان: إن هذا من صدق = كثير
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[14 Oct 2010, 04:43 ص]ـ
تم التعديل وفقك الله وفتح عليك.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[14 Oct 2010, 04:47 ص]ـ
جزاك الله عني خير الجزاء وأوفاه ..(/)
تفسير الشيخ السعدي صوتيا mp3
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[06 Apr 2009, 10:44 م]ـ
الإخوة أعضاء وزوار ملتقانا المبارك. .
يسرني أن أهديكم قراءة صوتية لتفسير السعدي الحزب 59 من جزء عم mp3 بصوت الشيخ: محمد بن علي العرفج وفقه الله.
والبقية في الطريق إن شاء الله ..
لاتنسوني من صالح دعائكم ,
ودمتم مباركين أينما كنتم.(/)
] [ .. " وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً " .. ] [
ـ[هتاف الضمير]ــــــــ[06 Apr 2009, 11:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
من منن الله على عباده أن فتح لهم أبواب للخير لا تحصى .. ففي كل إحسان أو تقديم معروف أو إزالة ضر أو شر .. فإنه يُثاب من ربّ كريم .. فالحمد لله.!
ولعلنا نتطرق هنا لجانب مهم في حياة كل إنسان ... ونقف مع ما ورد في كتاب الله حول هذا الأمر وقفة تأمل وتدبر مستعينين به على الفهم وحسن الصياغة ..
{ ..
أمر الله في كتابه بالإحسان بالوالدين .. وقرن ذلك بالأمر بعبادته .. وأكد على ذلك بتكرار الأمر به ..
وإنما تكرر ذلك وجاء بصيغ وأساليب وسياقات متعددة؛ لأن الإنسان يتجمّل في تعامله مع الناس - غير الوالدين -، ويغلب على تصرفه معهم: الفعل الحسن والقول المنمّق .. ولكن تعامل الإنسان مع والديه يكون على الحقيقة والـ "ـمكشوف "، ولذلك نبه الله إلى أن أولى الناس بالإحسان هما: الوالدان ...
ومن تلك الآيات، قوله تعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً) ..
أهل اللغة يقولون أن الفعل (أحسن) يتعدى إلى مفعوله بـ " إلى " .. وقد فسر بعضهم الباء في مثل قوله تعالى: (وبالوالدين إحساناً) بأنها بمعنى " إلى " ..
ولكن .. القرآن الكريم لم يستعمل في سياق أمره بالإحسان بالوالدين الحرف " إلى " أبداً، بل جميع المواضع أتى الفعل متعدياً بالـ " باء " فقط .. !
فما الفرق بين الإحسان بالوالدين .. والإحسان إلى الوالدين؟
* إلى / حرف يفيد الانتهاء والغاية .. فلو قِيل: (أحسِن إلى الوالدين) فمعنى ذلك: كأن الإحسان في نفس الإنسان وينقله إلى الوالدين .. فيصدر من المرء حتى ينتهي إليهما .. وهذا يعني .. أن التعامل بإحسان لا يكون إلا مع توفر الظروف التي تساعد على إحداثه .. وهذا لا يعطي معنى الدوام ولا الاستمرار ولا الإحسان الكامل! فهو بمثابة الأمر المتنقل .. إذا خرج من المرء انتهى إلى غاية .. ووصل إلى الوالدين .. فقط.
* الباء / حرف يفيد معنى الملابسة والملاصقة والملازمة .. وهذا يفيد إلغاء الاختيار في إيقاع الإحسان وعدم مراعاة الظروف .. فهو لابد أن يكون ملازماً للإنسان في تعامله مع والديه .. ويصبح الإحسان سجية متلبسة به .. مصاحبة لكل تصرف يصدر منه تجاهما .. ولو كانت الظروف تتعارض مع إرادته لذلك .. وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم للذي استأذنه في الجهاد: (ألك أبوان؟) قال: نعم، قال: (ففيهما فجاهد) ..
وقد استعمل الله سبحانه: " الإحسان إلى " .. في مواضع .. منها:
- في شأن قارون، (وأحسن كما أحسن الله إليك) ..
فإحسان الله لقارون انتقل إليه .. ولم يكن دليلاً على مكانته عند الله .. فالله يُحسن إلى الكافر وإلى العاصي ..
واستعمل " الإحسان بـ " في غير أمره به في شأن الوالدين .. ومن ذلك:
- في شأن يوسف عليه السلام، (وقد أحسن بي) ..
فالإحسان بيوسف كان منصباً على ذاته .. ملازما لقدر الله على يوسف .. ودليلاً على مكانته عند الله. والله أعلم.
ومن هنا يتبين أن كل حرف في كتاب الله وُضِع لغاية .. وهو في موضعه الذي يؤدي المعنى الذي أراده الله .. فلا يُؤديه غيره ولو قَصُر الفهم البشري عن استظهار الحكمة .. !
.. }
رب البرايا كافئ النور الذي ...... يمشي بعلم والج الأفلاك
شكر الله لشيخي الكريم / محمود شمس .. وجزاه عنا خيراً ..
وبارك في علمه وعمره وعمله ..
والحمد لله رب العالمين ...
،(/)
الناسخ والمنسوخ في القرآن (دورة علمية للشيخ فهد الوهبي) في المدينة النبوية
ـ[محب القراءات]ــــــــ[07 Apr 2009, 01:41 ص]ـ
يسر مركز الدعوة والإرشاد بالمدينة المنورة دعوتكم لحضور دورة علمية بعنوان:
الناسخ والمنسوخ في القرآن دراسة تحليلية , لفضيلة الشيخ فهد بن مبارك الوهبي
بعد العصر من يوم الأربعاء 12/ 4 / 1430
وبعد الفجر والظهر والعصر من يوم الخميس 13/ 4 / 1430
في مسجد البلوي بحي الفيصلية
للاستفسار 0503182005
وهذه الدورة منقولة مباشرة عبر موقع البث الإسلامي ( http://www.liveislam.net/)
نسأل الله أن يبارك في علم أخينا الشيخ فهد ويفتح عليه وينفع به.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[11 Apr 2009, 05:19 م]ـ
استمع إلى الدرس الأول على هذا الرابط:
الناسخ والمنسوخ في القرآن دراسة تحليلية 1 ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=61079)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Apr 2009, 10:46 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله.
اسأل الله لأخي الكريم المبارك فهد بن مبارك الوهبي التوفيق والسداد، وأرجو أن تصبح هذه المادة مرجعاً يفيد منه الجميع بإذن الله في الناسخ والمنسوخ.
شكر الله لكم يا أبا أسامة هذا التنويه بالدروس جزاكم الله خيراً.
ـ[فيصل العمري]ــــــــ[13 Apr 2009, 03:36 م]ـ
يكمل الشيخ المادة العلمية هذا الأسبوع عصر الأربعاء وفجر وظهر وعصر الخميس
وقد كانت تتميز بجودة مادتها العلمية
والمادة تبث على موقع البث المباشر وتجدونها في الأرشيف
وكذلك تسجل (وتمنتج) ضمن نشاط الدورات بالمسجد
ولدينا مواد علمية تختص بتفسير وعلوم القرآن الكريم لمجموعة من المتخصصين
مثل
د محمد العواجي
د مساعد الطيار لاسيما ما يختص بالمقدمات كمقدمة التسهيل ومقدمات ابن عاشور و .....
د محمد المديفر في التفسير الموضوعي لجزء عم وآل عمران والإسراء و ....
د أحمد الزهراني
الشيخ فهد الوهبي في منهجية الاستنباط وبعض مباحث علوم القرآن -لايزال ......
فمن يقترح طريقة أسهل في الحصول على المواد الصوتية فليكتبها لتصل الراغبين والله الموفق.
المنسق
fmz123fmz123@gmail.com
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[15 Apr 2009, 12:57 ص]ـ
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
إقتراح: هذا الملتقى المبارك يهتم بالتفسير والعلوم المتعلقة بالقرآن،،، فإنني أقترح أن يكون هناك منتدى مستقل يجمع فيه جميع الصوتيات والمرئيات المتعلقة بالدورات العلمية في التفسير وعلوم القرآن بحيث يسهل الوصول إليها. هذا إقتراح والله تعالى أعلم.(/)
"قصة رسالة 2" السياق القرآني وأثره في تفسير المدرسة العقلية
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[07 Apr 2009, 07:39 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تم بحمد الله تعالى مساء الأحد الموافق 9/ 4 / 1430هـ في مدينة أبها عقد اللقاء الثاني من لقاءات "قصة رسالة".
وقد عرض الدكتور سعيد بن محمد الشهراني قصة رسالته للدكتوراه: السياق القرآني وأثره في تفسير المدرسة العقلية.
تعريف بالرسالة:
الرسالة: رسالة دكتوراه مقدمة لكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى، عام 1427.
وقد قسم الباحث الرسالة إلى بابين:
الباب الأول: الدراسة النظرية للسياق القرآني، وركز فيه الباحث على تعريف السياق وعناية العلماء به، ثم عرّف بالمدرسة العقلية، وبيّن موقفهم من السياق القرآني.
الباب الثاني: الدراسة التطبيقية للسياق القرآني، وركّز فيه الباحث على بيان أثر السياق في تفاسير المدرسة العقلية، في جانب الاعتقاد، وكشف المعاني، وعلوم القرآن، والأحكام الفقهية.
وتميزت الرسالة بدراستها لمنهج المدرسة العقلية وأظهر الباحث عناية أصحاب المدرسة بالسياق في التفسير.
وسوف أقوم بعرض مضمون هذا اللقاء قريباً إن شاء الله.
حضر اللقاء أعضاء فرع الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه من قسم القرآن وعلومه بكلية الشريعة وأصول الدين بأبها.
تميّز هذا اللقاء بمناقشات وتنبيهات علمية مفيدة من الأساتذة الذين حضروا اللقاء، وهم:
الأستاذ الدكتور: شايع الأسمري.
الأستاذ الدكتور: عبدالفتاح عبد الغني
الأستاذ الدكتور: عبدالفتاح خضر
الأستاذ الدكتور: محمد سبتان
الدكتور: محمد إلياس
الدكتور: سيد عبدالرؤوف
الدكتور: يسري خضر
الدكتور: فاضل الشهري.
الشيخ: محمد الشردوب
الدكتور: محمد بن عبدالله القحطاني
وقد كان هذا اللقاء في استراحة الدكتور فاضل الشهري.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[07 Apr 2009, 08:10 ص]ـ
وفقكم الله يا دكتور محمد على هذه الجهود الطيبة، وأقترح في المناسبات القادمة أن يتم مناقشة بعض مسائل الرسالة من قبل الضيوف، فتكون الجلسة علمية تاريخية ..
ـ[أبو المهند]ــــــــ[07 Apr 2009, 10:18 ص]ـ
أقترح في المناسبات القادمة أن يتم مناقشة بعض مسائل الرسالة من قبل الضيوف، فتكون الجلسة علمية تاريخية ..
حياكم الله يا شيخ فهد.
بالفعل تم نقاش جاد ومثمر حول قضايا التفسير من خلال تناول المدرسة العقلية، وكانت جلسة تحتاج إلى تسجيل لمسامراتها العلمية، وقد رد الزميل د. سعيد فأفدنا منه كما استفاد هو.
إنها بالتحقيق جلسة تاريخية علمية تفسيرية نافعة.
جملها وحلاها صاحب المكان شيخنا الدكتور الفاضل: فاضل الشهري رئيس قسم القرآن السابق، كما أضفى عليها من جو الإخاء العلمي الرفيع زميلنا أبو مجاهد د. محمد القحطاني.
وثمّر نفعها الحضور الكريم.
اللهم أدم علينا نعمة العلم وفضله، وبركة الاجتماع وسمته. آمين.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Apr 2009, 12:58 م]ـ
وفقكم الله ونفع بكم جميعاً، وأرجو أن تستمر هذه اللقاءات العلمية الموفقة.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[19 Apr 2009, 08:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تكرم الدكتور سعيد بن محمد الشهراني مشكوراً بتنسيق ملخص رسالته، وأعطاني نسخة منه، وهذا عرض لمحتويات هذا البحث، وجعلت الملخص كاملاً على هيئة ملف مرفق مع هذه المشاركة لمن أراد قراءته كاملاً.
قال الباحث وفقه الله:
(الحمدلله والصلاة والسلام على محمد بن عبدالله، وبعد:
فإن البحث الذي بين يديك بعنوان: السياق القرآني وأثره في تفسير المدرسة العقلية الحديثة، دراسة نظرية تطبيقية، وهو عبارة عن مقدمة، وبابين وخاتمة.
فأما مقدمته: فتحدثتُ فيها عن أهمية الموضوع وأسباب أختياره، وخطة البحث.
وأما الباب الأول: فهو دراسة نظرية للسياق القرآني، يشتمل على ثلاثة فصول هي كالتالي:
الفصل الأول: ويتحدث عن تعريف السياق، ومفهومه، ونشأته، وأهميته، وعناية العلماء به.
الفصل الثاني: ويتحدث عن المدرسة العقلية الحديثة في التفسير، وبيان موقفها من العقل، و الشبهات في تقديم العقل على النقل، ومنهجها في التفسير، وتعريف موجز بروادها، وموقفها من التفاسير الأثرية.
الفصل الثالث: ويتحدث عن السياق القرآني في تفسير المدرسة العقلية الحديثة، مرادفات السياق، وقواعده.
وأما الباب الثاني: فهو دراسة تطبيقية لأثر السياق القرآني، ويشتمل على أربعة فصول هي:
الفصل الأول: ويتحدث عن أثر السياق في مسائل الاعتقاد، ومنها: أثره في إثبات صفات الله U، وفي عصمة الأنبياء، والإيمان بالغيب، والرد على المخالفين.
الفصل الثاني: ويتحدث عن أثر السياق في كشف المعاني، وبيان المراد. ويحتوي على: أثره في تعيين المراد، وبيان معاني الألفاظ والتراكيب، وتحديد عود الضمير.
الفصل الثالث: ويتحدث عن أثر السياق في علوم القرآن، ويحتوي على: أثر السياق في أسباب النزول، والقول بالنسخ، والمكي والمدني، والقصة القرآنية، وفي علم المناسبات.
الفصل الرابع: ويتحدث عن أثر السياق في الأحكام الفقهية، ويحتوي على: أثر السياق في فقه العبادات، والمعاملات، وفقه الأسرة.
الخاتمة: وفيها ذكرت أهم النتائج التي توصلتُ إليها، والتوصيات.
لماذا الحديث عن السياق:
إذا عُلم ذلك فإن السياق له أثره، وأهميته في تفسير كلام الله عزوجل، إذ هو تفسير الآية بما ورد في كتاب الله، واحتف به من القرآئن المحيطة به، والذي ينبغي للمعتنين بتفسير القرآن ملاحظته ومراعاته، ولأجل هذا عُني المفسرون بنظرية السياق عناية كبيرة، بدءاًً بإمامهم ابن جرير الطبري، وصولاً إلى تلاميذه من بعده، كالبغوي، وابن تيمية، وابن القيم، وابن كثير ... وغيرهم
ولئن اعتنى المفسرون بالسياق قديماً، فإن لمفسري المدرسة العقلية الحديثة عناية به كذلك، أحسب أن له الأثر في تفاسيرهم، ومما يدل على ذلك كثرة استشهادهم به لبيان مراد الله، وكشف معانيه، وترجيح المسائل الفقهية .. ، وغير ذلك. ... )
وبقية الملخص في الملف المرفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[19 Apr 2009, 12:10 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا مجاهد ونفع بك!
كنت سأطلب إليك أن تضع ملخصا للرسالة إذا أمكن, فوجدته في مشاركتكم الثانية فأغنيتني عن الطلب!
-ابتسامة-(/)
حوار للتأمل: الفقيه الزحيلي: للكافر حق الحياة
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[07 Apr 2009, 03:44 م]ـ
حوار للتأمل بهدوء.
(فالأمر متعلق بالحياة والموت).
===
الفقيه الزحيلي: للكافر حق الحياة
حوار - وحيد تاجا / 05 - 04 - 2009
المصدر: إسلام أونلاين
http://mdarik.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1237705689970&pagename=Zone-Arabic-MDarik%2FMDALayout&ref=body
قضايا مختلفة لفكرة واحدة، تتساءل عن الحرية في الإسلام مفهوما ونصا وممارسة .. الكلام عن الحرية يتدفق ولا يتوقف، أما تأصيلاتها الفقهية الرصينة فشحيحة.
الدكتور وهبة الزحيلي، فقيه الشام المعروف، وضعنا أمامه عدة قضايا تفصيلية كلها تدور حول الحرية، بدأت القضية بحرية التبشير التي اعتبرها قضية يجب أن تحاط بروادع تحفظ للنظام العام حقه في الهدوء، وأيضا ضرورة عدم التسرع في إسباغ التكفير على أي شخص .. ويرى أن تكفير ابن عربي الصوفي الشهير متسرع فيه، وغير مبني على شروط واضحة، ويخلص لاعتبار الحرية في الإسلام نظاما مستمرا متواصلا بين الغيب والشهادة، هذا التواصل هو الذي يعطيها حيويتها وقوتها، ويحفظها من عبث المغامرين.
للشيخ وهبة كتاب مهم هو "آثار الحرب"، وهو أول مؤلف له، وقد حصل به على درجة الدكتوراه في الحقوق "الشريعة الإسلامية" من كلية الحقوق جامعة القاهرة بداية عام 1963 بمرتبة الشرف الأولى، والتوصية بتبادل هذه الرسالة مع الجامعات الأجنبية .. وكرمت دولة ماليزيا رسميا وشعبيا الشيخ وهبة باعتباره شخصية العام الهجري 1430هـ، والذي تجاوزت تصنيفاته خمسين ألف صفحة.
إلى تفاصيل الحوار:
* حديثنا عن الحرية عام ومتحرك داخل تفاصيل حياتية تستحق وقفات فقهية متأنية، وهو ما يتوفر لكم، ودعني أسأل كيف ترى حرية التبشير بالاعتقاد المختلف؟ وكيف ينظمها الفقه؟
** الحرية في التنصير وغيرها معترف بها، سرا لا علانية أو جهرا؛ منعا من مصادمة النظام العام في الإسلام، وحماية من التصادم الفكري وما يتبعه من صراع وإثارة فتن، وبعثرة جهود وعرقلة مقتضيات النظام العام.
فلو بشَّر مخالفون بدينهم سرا دون أن ينشروا فكرا حركيا متطرفا مصادما، فلا يمنعون منه؛ لأن الدين دين الله، والناس سواء في المواطنة، وهذا ما ينطبق على الزنديق والملحد في المفهوم الإسلامي الذي يروِّج لزندقته ويثير المشكلات في أذهان الناس.
وهكذا ولم يكن النظام الاشتراكي المتطرف مثلا يسمح بأي دعوة تتصادم مع مقتضيات هذا النظام، ويعدّون ذلك خيانة عظمى تستحق الإعدام.
ابن عربي .. والكفر
* عقد مؤخرا مؤتمر للاحتفال بـ"ابن عربي" في دمشق ومدريد .. وانبرى أحد كبار الدعاة في بلد عربي يهاجم التصوف ويعتبر المتصوفين من الكفار الذين يجب قتلهم .. ويقول: إن "ابن عربي" من أكبر الزنادقة والكفار، وإن كتابه "فصوص الحِكَم" أكبر كتاب كفر وجد على ظهر الأرض؟
** التصوف كما أوضح الإمامان ابن تيمية وابن القيم: هو الإحسان وسمو الروح، وإصلاح الوجدان والقلب والسلوك، فهو طريقة تهذيبية للطبائع والسلوكيات.
أما التصوف المشوب بالأغلاط والدخيل الهندي والشبهات فهو ليس تصوفنا، وهو الذي يدعو إلى السكون والعيش في الزوايا وترديد الأذكار، ويترك شئون الحياة، فهذا غير سلوك المتصوفين المجاهدين في كل عصر لنشر الإسلام.
ومن المعروف أن الإسلام انتشر في الماضي والحاضر على يد المتصوفين الملتزمين بأصول الشريعة في القرآن والسنة، والتصوف المعطل للجهاد والطاقات والدعوة إلى الاسترخاء والسكون هو الذي يجنح إليه الغربيون، ويعقدون المؤتمرات لتعطيل الطاقات الإسلامية، وتفريغ الإسلام من محتواه، وإيجاد فئة خالية من القوة والصمود.
وأما تصوف ابن عربي ونحوه فلا يمكننا الجزم بأن كتاب "فصوص الحِكَم" هو من تأليفه، بل هو مدسوس عليه، وإذا صحّت نسبته إليه فقد وجدنا بعض كبار الحكماء والفلاسفة وأساتذة الجامعات يتأولون الكلام الذي فيه بنحو حسن مقبول، فيكون المتسرعون في الحكم بتكفيره على غير بينة ولا هدى ولا إثبات شرعي مقبول، وندع أمره لربه في قضية الاعتقاد والإيمان القلبي الذي لا يستطيع أحد الكشف عنه لمحدودية فكره وعقله.
(يُتْبَعُ)
(/)
* لكن ما تقوله قد يواجه برفض شديد من قبل دعاة وعلماء، ومؤخرا نشر موقع مدارك تصريحات لأحد العلماء هاجم مفهوم الحرية الدينية، ويرى أن الدين الإسلامي لم يبح فعلا حرية التعبد والاعتقاد وحرية الدعوة .. لماذا لم يحسم الفقهاء خياراتهم إزاء هذه المسائل؟
** إن مهاجمة الحرية الدينية في الإسلام من أحد فريقين: جاهل بالإسلام وبالحرية بمعناها الصحيح، أو شخص معتدل على الطريقة الأمريكية، وكلاهما مخطئ.
فالحرية في الإسلام لها أصولها وقواعدها، كالحرية في أي نظام آخر اشتراكي أو رأسمالي، والادعاء بأن الإسلام لم يبح فعلا حرية التعبد والاعتقاد وحرية الدعوة هو محض خطأ وانحراف.
والدليل القاطع أن النظام الإسلامي يبيح بكل صراحة إبرام المعاهدات المحلية والخارجية مع غير المسلمين، أهل كتاب أو مشركين وثنيين، مع تركهم وما يدينون، فيعتقدون ما يشاءون، ويتعبدون بما يريدون، ويمارسون كل أنواع حريتهم الدينية من طقوس وغيرها.
الكافر وحق الحياة
* "الكافر في الإسلام لا يستحق الحياة" .. ما رأيكم بهذه الفتوى والرأي الذي أصدره أحد المشايخ في حوار لموقع مدارك نشر منذ عدة أسابيع؟
** إن أي رجل دين مسلم يفهم الإسلام بأدنى معطياته لا يقول مثل هذا القول الباطل قطعا، فهذا فكر متطرف، ولا يقتل الكافر حتى في ساحات الحروب الدائرة لمجرد كفره، كما عليه جمهور الفقهاء، وإنما يقاتل لحرابته وعدوانه، أو تآمره ومكيدته، أو مشاركته في الحرب برأي أو قول أو حمل سلاح أو أي فعل آخر عدواني.
والزعم بأن الإسلام يرى أن الكافر لا يستحق الحياة مصادم لآي القرآن وسنة الله في خلقه، فالله هو الخالق لجميع العباد، ولا يحق لمسلم أن يقتل مسلما، أو غير مسلم لمجرد كفره، فإن سنة الله في خلقه وجود التغاير في الأديان والمذاهب والسلوكيات، ليتبين المحق من المبطل، وليعلم من يختار الهداية والحق والتوحيد، ممن يضل ويختار الضلالة والباطل والشرك أو الوثنية.
قال الله تعالى ?وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ? (هود: 118 – 119)، ?وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ? (يونس:99) ?لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ? (الغاشية: 22) ?وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ? (العنكبوت: 18) ?فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ? (الشورى: 48) ?وإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ? (آل عمران: 20) والبلاغ: البيان والحوار لا التعمية والصراع والاقتتال والقتل.
* لكن هذا يدعونا لتعريف مفهوم الحرية من المنطلق القرآني.
** مفهوم الحرية في الإسلام ليس معناه حرية الاختيار بين الإيمان وضده، وبين الخير والشر، والحق والباطل، أو الاستقامة وعدمها، وإنما هي الحرية المسئولة من أجل خير الإنسان المتحمل لمسئولية قراره في الدنيا والآخرة، ولتحقيق النجاة والسعادة له في عالم الغيب والشهادة، ولقوله تعالى: ?لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ? [البقرة: 256]، والنص على الحرية الدينية، ومنع الإجبار على لون معين منها يشمل كل أنواع الحريات، فحكمها واحد، باعتبار أن هذه الحرية الفكرية والعقدية أهم الحريات وقمتها ورأسها.
* ما هي برأيك نقاط الالتقاء والاختلاف لمفهوم الحرية من وجهة النظر القرآنية مع مفهومها من وجهة نظر المرجعيات الوضعية الأخرى؟
** تلتقي الحرية بمفهومها الإسلامي مع المفاهيم الأخرى في ضرورة الإقرار بحقوق الإنسان، وتقدير كرامته، واعتباره، وتمكينه من إثبات ذاتيته ورأيه، وضرورة تحمله مسئولية اختياره، والتشاور في اختيار المصلحة العامة، ولكن الحرية في المفاهيم غير الإسلامية مبتورة الصلة عن المساءلة في عالم الآخرة، فهي مجرد ممارسة لشئون عالم الدنيا فقط، فهي إذن ذات أفق محدود غير شامل.
أما الحرية بالمفهوم القرآني فهي مشعرة بتقدير آفاق المستقبل في الدنيا والآخرة، وكأن الحرية لدى الآخرين التي بلا حدود أو ضوابط أقرب للتفلت والانطلاق دون تعقل أو حكمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الحرية في الإسلام ولدى فلاسفة الأنظمة في العالم المتمدن فهي حرية منظمة ومقيدة بعدم المساس بحريات الآخرين وبحرية المجتمع، وعدم التصادم .. وفي الواقع تنتهي الحرية حيث تبدأ حريات الآخرين، وحيث تكون في مظلة النظام الذي تضعه كل دولة على حدة لخير الأمة والمجتمع.
وتلتقي الحرية بمفهومها الإسلامي أيضا مع مفاهيم غير الإسلام بضرورة تقدير وجود مسلَّمات عالمية ينبغي مراعاتها لخير الإنسانية جمعاء، فهي حرية منفتحة وهادفة وضرورية لكل إنسان في مظلة النظام.
مأسسة الحرية
* لماذا لم تتبلور قيمة الحرية في إطار تقييم السلطة وأدائها، وضمن إطار منهج الخلافة الراشدة في قول كلمة الحق للسلطان؛ مما يدخل في دائرة الحرية في التعبير والنقد؟
** أغلب السلطات الزمنية اشتراكية أو رأسمالية تتأثر بفلسفة معينة، وتنظم وفق تلك الفلسفة، فقد تصيب الحق أو تخطئه، وقد تلتقي مع مفاهيم الحكماء والفلاسفة في العالم وقد تصادم مفاهيمهم وآراءهم، أما الحرية في الإسلام فهي منضبطة وموضوعية ومشرَّعة مأخوذة من هدي الوحي الإلهي.
وقيمة الحرية في إطار منهج الخلافة الراشدة نابع من قيم إلهية ومحترمة من قادتها وخلفائها لانضباطهم والتزامهم بمنطق الإسلام الذي هو دين الحق والعدل والمساواة والحرية الأصيلة، سواء كانت حرية النقد والتعبير.
لهذا نجد تصريحات الخلفاء الراشدين الخمسة (أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعمر بن عبد العزيز) معبرة عن كلمة الحق وغيره من القيم الإنسانية، وتسير في فلك هدي الله بعمق فهم ووعي وتقدير ذي أفق بعيد المدى، يشمل الحاضر والمستقبل .. من ثم أذعنوا للحق، والتزموا بمعياره، وتقيدوا بحدوده، سواء في حق أنفسهم وفي ممارسة سلطانهم، أو في حق غيرهم من عباد الله الذين يشاركونهم في الالتزام بدين الحق والعدل والمساواة وحرية التعبير والنقد.
فسمح هؤلاء الخلفاء لرعيتهم بحرية القول، وتوجيه النصح، والنقد والتبرم والمعارضة، لا يخشون في الله لومة لائم، ولا يهابون إلا الله، ولا ينقادون بهوى متبع، أو شهوة ذاتية، ولا يتأثرون بتوجيهات خارجية لتحويل مسار الحق بحسب مصالحهم وأطماعهم وتوجهاتهم، ويفرون من الاستبداد والظلم والطبقية وعبادة كرسي السلطة وطغيان النفس والمادة وسلب الناس حقوقهم.
* لابد ونحن نتحدث عن الحرية أن نتطرق إلى موضوع الديمقراطية أيضا .. كيف تنظر إلى هذا المفهوم؟ وهل يمكن للأنظمة الإسلامية بشكل عام والحركات الإسلامية بشكل خاص أن تتمثل الديمقراطية فعلا وأن تنتجها؟
** الديمقراطية نوعان: ديمقراطية غربية علمانية (لا دينية) بشرية، وديمقراطية إسلامية إلهية تتقيد بوحي الدين الإلهي، فلا تزيح عن منهاجه، ولا تتجاوز حدوده، وكلا النوعين مرغوب فيه عند أتباع كل فئة.
أما الديمقراطية الغربية فمبادئها في الأصل لخير المجتمع وفق منطق الواقع، وإطلاق الحرية للشعب؛ إذ هي في أصل المبدأ حكم الشعب للشعب وبالشعب .. تحكم السلطة وتتجاوب مع إرادة الشعب.
لكن ذلك مرسوم ضمن خطة معينة ومصالح مادية وإستراتيجيات مهيمنة، لذلك تريد هذه الأنظمة الغربية الدعوة للديمقراطية بشرط تحقيق مصالحها أولا، وتعصف بأي ديمقراطية ولا تسمح بها إذا عارضت تلك المصالح والأطماع وحب القيادة والسيادة على الآخرين، والمثال الواضح أن أنظمة الديمقراطية الغربية لا تسمح بظهور ديمقراطية إسلامية أو غيرها تصادم منطق الغرب ومصالحه، ولا تمكن أتباع الديمقراطية الإسلامية من الوصول إلى السلطة الفعلية، كما حدث في الجزائر منذ سنوات، وكما حدث مع منظمة حماس في فلسطين منذ سنتين.
وحينئذ يمكن للأنظمة الإسلامية وحركاتها تطبيق الديمقراطية الإسلامية التي تتصادم مع علمانية الديمقراطية الغربية، بشرط توفير المناخ الدولي غير الظالم والطامع أو المتسلط على مقدرات العالم الإسلامي والتدخل في شئونه.
وأما بعض الأنظمة العربية التي تبتعد عن الأساليب والمناهج الديمقراطية فهي مطالبة أولا بالتزام قيم الإسلام الأصيلة، وتقيد المسلمين بنظام هدي الله في أحكامهم، ومدخلها الحرية المنظمة التي هي أقدس وأرفع منار لحقوق الإنسان في العالم.
وهذا يتطلب تحرك التمسك بالموروثات، والسلطة القيادية لصالح فئة معينة، والترفع عن المساس بحقوق الإنسان المجردة، والتنازل عن الاستئثار بالثروة ومنابعها.
الحرية .. معرفيا
* هل الحرية في إطار المعرفية الإسلامية قابلة للتعريف؟
** إن الحرية الدينية سهلة الفهم جدا إن فهمت بأنها من أجل خير الإنسان في دنياه وآخرته، فهي حرية هادفة ومسئولة ومنضبطة بنظام الشريعة الإلهي، كما بينت، ومن يريد التفلت من هذا النظام فهو عدو نفسه وأمته، وضد هدي ربه.
لذا فقد يعاقب الإنسان في الدنيا على سوء استعمال حريته من أجل حمايته وصيانة مستقبله من أي تعثر، وتحقيق النجاة له في عالم متغير متلاطم محكوم بالأهواء ومستوردات النظم القوية الغربية القائمة على الفصل المطلق بين الدين والدنيا، أي العلمانية، وإطلاق الحرية للعقول البشرية من أجل أن تسن القوانين المختلفة بهدي أفكار شعبها، وإن صادمت القيم الدينية والأخلاقية والإيمانية بعالم الآخرة والإيمان بهدي الله الخالق المشرع العادل، وهدي النبوات والقرآن الخالد.
إن الحرية الدينية في الإسلام مكفولة وغير ملغية، ومحترمة على الإطلاق، كما أوضحت سابقا، لكن سوء اختيار البشر يعرّضهم للمساءلة في الآخرة، وأحيانا في الدنيا، لتحقيق سعادتهم ونجاتهم وحمايتهم من الأخطاء، قال الله تعالى محذرا: ?وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً? (الكهف: 29).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[07 Apr 2009, 05:01 م]ـ
كلام فيه حق وباطل
وأكثر الذين يتحدثون في مثل هذه المواضيع الحساسة يقعون تحت ضغط الواقع بحيث لا يستطيعون أن يعطوا الصورة الصحيحة للآحكام في مثل هذه المسائل من خلال الإستناد إلى المقاصد العامة للإسلام، ولهذا تأتي الأفكار مشوشة ومضطربة في كثير من الأوقات.
على أي حال:
الإنسان في ظل الدولة الإسلامية وأوكد في ظل الدولة الإسلامية لا يخرج عن ثلاثة أحوال:
إما مسلم له مال المسلمين من حقوق وعليه ما عليهم من واجبات.
وإما ذمي يعيش في ظل الدولة الإسلامية وحقوقه معروفة ومكفولة.
وإما محارب وهذا له أيضا أحكامه الخاصة.
وما يسمى اليوم بالنظام العالمي ضد هذا المفهوم الإسلامي، بل هو من حيث النظرة المقاصدية للإسلام على النقيض تماما ولن يسمح بمثل هذه الفكرة أن تسود العالم ما دام أن القوة بأيدي المهيمنين على هذا النظام.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[07 Apr 2009, 05:36 م]ـ
لا أرغب في التعليق على الحوار. وأكتفي بالاستمتاع بمطالعته.
ولكن:
من حيث أن هناك من قد يتحدث تحت ضغط الواقع بحيث لا يستطيع أن يعطي الصورة الصحيحة للآحكام في مثل هذه المسائل من خلال الإستناد إلى المقاصد العامة للإسلام، فهذا صحيح عموما.
ولكن الضغط ليس فقط ضغط الواقع، وإنما هناك أنواع مختلفة من الضغوط، ومنها ضغط الشعور بالانتماء لمدرسة ما. وقد ذكرني هذا بكتاب للفرنسي جوستاف لوبون (مؤسس علم نفس الجماعات) بعنوان "الأفكار والمعتقدات"، تحدث فيه بتفصيل عن أنواع التفكير المنطقي الخمسة، التي تحكم الإنسان وهي:
- المنطق العقلاني: وهو النوع المعروف تقليديا من المنطق
- المنطق العاطفي الوجداني (منطق المشاعر): وهو في أغلب الأحيان لا شعوري
- المنطق البيولوجي: وهو المنطق الأولي لأنه يحكم صحة الإنسان البدنية والنفسية والعقلية
- المنطق الاعتقادي: الذي لا يقوم على العقلانية وإنما على الخرافات والأساطير
- المنطق الجماعي: وهو خليط بين المنطق الاعتقادي والمنطق العاطفي
وهذا الأخير هو الذي عنيته في هذا التعقيب.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[07 Apr 2009, 06:25 م]ـ
- المنطق الاعتقادي: الذي لا يقوم على العقلانية وإنما على الخرافات والأساطير
- المنطق الجماعي: وهو خليط بين المنطق الاعتقادي والمنطق العاطفي
وهذا الأخير هو الذي عنيته في هذا التعقيب.
أما المنطق الاعتقادي فهو في الإسلام يقوم على الحقائق العلمية والخبرية التي يسندها العقل الصحيح.
وأما المنطق الجماعي فالإسلام هو الحاكم عليه وليس هو الحاكم على الإسلام.(/)
مقدمات في القرآن
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[07 Apr 2009, 07:23 م]ـ
ترد في كتب علوم القرآن، وكتب التفسير، وعلى ألسنة أهل العلم، مصطلحات لسور القرآن الكريم، كـ (الطِّوال) و (المئين) و (المثاني) و (المُفَصَّل) تدل على سور معينة من سور القرآن الكريم، وربما تساءل البعض عن المقصود بهذه المصطلحات، وما وجه التسمية بها؟ فنقول:
الأصل في هذه المصطلحات ما رواه الإمام أحمد في "مسنده" بسند حسن، عن واثلة بن الأسقع،أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (أعطيت مكان التوراة السبع، وأعطيت مكان الزبور المئين، وأعطيت مكان الإنجيل المثاني، وفُضِّلتُ بالمُفَصَّل) وفي رواية غيره: (السبع الطوال).
قال أهل العلم: (السبع الطوال) البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، والأنفال والتوبة؛ لأنها كسورة واحدة، إذ ليس بينهما تسمية. روي هذا عن ابن عباس وغيره؛ سميت كذلك لطولها على سائر السور.
و (المئون) كل سورة عدد آيها مائة أو تزيد شيئًا أو تنقص شيئًا.
و (المثاني) السور التي ثنَّى الله فيها الفرائض والحدود، والقصص والأمثال؛ قاله ابن عباس رضي الله عنه و ابن جبير.
قال البيهقي رحمه الله: والأشبه أن يكون المراد بـ (السبع) في هذا الحديث (السبع الطول) و (المئين) كل سورة بلغت مائة آية فصاعدًا، و (المثاني) كل سورة دون (المئين) وفوق (المفصل) ويدل عليه حديث ابن عباس رضي الله عنه، حين قال لـ عثمان رضي الله عنه: ما حملكم على أن عمدتم إلى سورة (براءة) وهي من (المئين) وإلى (الأنفال) وهي من (المثاني) ففرقتم بينهما؟ رواه الترمذي و أبو داود.
أما (المُفَصَّل) فسمي مفصلاً لكثرة الفصل بين سوره بالبسملة، وآخره سورة (الناس) وأوله عند كثير من الصحابة رضي الله عنهم سورة (ق) وهو ما رجحه ابن كثير في تفسيره.
ثم إن العلماء يقسمون (المفصَّل) إلى ثلاثة أقسام: (طوال المفصَّل) ويبدأ من سورة (ق) إلى سورة (عم يتساءلون) و (أوسط المفصَّل) وهو من سورة (عم) إلى سورة (الضحى) و (قصار المفصَّل) وهو من سورة (الضحى) إلى آخر المصحف الشريف.
ونضيف لما تقدم، فنقول: إن هناك عددًا من سور القرآن الكريم، أُطلق عليها أكثر من اسم، ذكرها مؤلفو علوم القرآن، من ذلك مثلاً، سورة (الفاتحة) فإنها تسمى: (أم الكتاب) و (أم القرآن) و (المثاني) و (الحمد) و (الكافية) وغير ذلك من الأسماء التي ذكرها المفسرون عند تفسير هذه الآية.
وسورة (البقرة) تسمى (سنام القرآن) وسورتا (البقرة) و (آل عمران) تسميان (الزهروان) وعلى هذا الشبه عدد من سور القرآن الكريم.
هذه لمحة وجيزة وسريعة، حول تقسيم سور القرآن، بينا فيها المصطلحات الأساسية في تقسيم سور القرآن الكريم، والأصل الذي استند إليه هذا التقسيم. ومن ابتغى المزيد فعليه بكتب علوم القرآن.
ـ[الأبية]ــــــــ[07 Apr 2009, 11:29 م]ـ
جزاك الله خيرا(/)
التفسير العقدي لجزء عم
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[07 Apr 2009, 07:45 م]ـ
التفسير العقدي لجزء عم
سورة (النبأ)
الحلقة (1)
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فهذه السورة العظيمة المُسماة بسورة (النبأ) وتُسمى بسورة (عَمَّ) لها مقاصد يُمكن أن نُلخصها في أمور ثلاثة:
المقصد الأول: تعظيم شأن القرآن.
الثاني: تقرير الإيمان باليوم الآخر.
الثالث: الدعوة إلى التفكر في آيات الله الكونية.
قال تعالى: (عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5))
استهل الله تعالى هذه السورة بصغية الاستفهام (عَمَّ)؟ وهي اختصار لـ (عن ماذا) , ومعناها: عن أيّ شيء يتساءل المشركون. وقد وردت على صيغة الاستفهام الإنكار، للنعيِ على فعلتهم, فكيف يسوغ أن يتساءلوا، وأن يختلفوا في أمر كهذا!
والنبأ المقصود به: الخبر. وليس أيَّ خبر, بل الخبر الذي استطار واشتهر؛ وهو مأخوذ من النّبْوة, وهي: هي ما علا، وارتفع من الأرض. ثم فخّم الله شأن هذا النبأ, فوصفه بأنه عظيم, والأمر كذلك.
وقد وقع الخلاف بين المفسرين؛ هل المقصود بالنبأ: القرآن، وهو قول مجاهد, أم المقصود بالنبأ: البعث بعد الموت، وهو قول قتادة. ويُعزز القول الأول, أنه وقع الاختلاف منهم في القرآن؛ فتارة يقولون: سحر. وتارة يقولون: كَهانة. وتارة يقولون: شعر. فينطبق عليهم أنهم قد اختلفوا فيه. في حين أن البعث لم يقع فيه اختلاف بينهم؛ لأنهم قد أنكروه جملة وتفصيلاً. إلا أن القول الثاني وهو أن النبأ العظيم هو البعث أليق بسياق السورة؛ فإن سياق السورة كما تقدم، يتعلق بأحوال الآخرة، والجنة، والنار، والفَصْل، والحساب.
ولو ذهبنا نُرجح بين القولين, لكان القول الأول أرجح؛ لأنه أعم, فإن القرآن يدخل فيه أمر البعث, فيكون متضمناً له. ويكون اختلافهم في الواقع، في مفردات هذا الأمر, فهذا أولى بالاختيار. واقتبس الشيخ محمد عبد الله دراز كتابه (النبأ العظيم) من هذه السُّورة.
ثم إن الله عز وجل لمّا ذكر تساؤل المشركين, أجاب عنه إجابةً مجملةً لا تفصيل فيها، فقال: (عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3)) , ولم يذكر تفاصيل اختلافهم، والجواب عنهم، بل يعرض عن ذلك. وكأن الأمر من البيان، والوضوح، بمكان لا يستحق أن يُتنازل مع المخالف، ولا يُتحدث معه فيه. ففي هذا الإعراض تفخيم لهذا النبأ العظيم, وترذيل لهؤلاء المنكرين له.
ثم تأتي آيتان فيهما زجرٌ، وقرعٌ لهم: يقول الله تعالى: (كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5)). وما أشدَّ وقع هذه الجُمل على القلوب. وكلمة (كلا) أحسن ما يُقال في معناها أي: ليس الأمر كما يزعمون، وما يَدّعون من إنكار البعث، أو الطعن في القرآن. وأتى بالتكرار في قوله: (ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ) , للتأكيد. ولم يُبين الله تعالى ماذا سيعلمون, لكنه واضح من السياق، أنهم سيعلمون حقيقة هذا النبأ، وتحققه في الواقع, وذلك حينما يُعاينونه ويبصرونه, يقول الله عز وجل: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ، قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا ? ? هَ?ذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَ?نُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ} يس: 51 – 52, فهم سيعلمونه حينما يرونه عِياناً بأبصارهم، ويعلمون أن وعد الله حق.
الفوائد المستنبطة من المقطع الأول:
الفائدة الأولى: عظم شأن القرآن، أو البعث، وأنه من أصول الإيمان.
الفائدة الثانية:سَفَه المُنكرين للأمور اليقينية.
الفائدة الثالثة:أن المُخالفين للرسل مختلفون فيما بينهم, فليسوا على قلب واحد, قال الله تعالى: (الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ) , وقال سبحانه: {ذَ?لِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ? وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ} البقرة: 176, فكل من خالف الحق تجدهم فِرقاً وشِيعاً وأحزاباً؛ لأن الحق واحد لا يتعدد, أما الباطل فشعب وظلمات, ولهذا تجد أن الله تعالى دوماً يُوحد الحق فمن ذلك قوله: {قُلْ هَ?ذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ? عَلَى? بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ? وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} يوسف: 108, فالحق واحد, والسبيل واحدة, والباطل أشلاء.
الفائدة الرابعة: استعمال أسلوب التهديد في الموعظة الإيمانية, وهذه من قوله تعالى: (كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5)) , فلا بأس للداعية في بعض المواقف أن يُهدد المدعو بعقاب الله، وبشؤم صنيعه, وأن يُخوفه باليوم الآخر, ويقول له: ويلك. كما قال الله عز وجل: {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتْ الْقُرُونُ مِن قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} الأحقاف: 17
بقلم / د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[08 Apr 2009, 06:49 م]ـ
سورة (النبأ)
الحلقة (2) الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
قال تعالى: (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7) وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (8) وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11) وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12) وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (13) وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (15) وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (16)) هذه الآيات استعراض مدهش لعجيب صُنع الله، وبديع خلقه في الآفاق, مما تخضع له الرقاب، وتُذعن له الجباه, ويُقر هؤلاء المخاطبون بحقيقته. واالاستفهام في قول الله تعالى: (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا) , استفهام تقريري؛ لأنهم مُقرون بما فيه.
فابتدأ الله تعالى بالآيات الأرضية, ثم ثنّى بالآيات السماوية, فقال أولاً: (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا) , فهذه الأرض التي تدبّون عليها, وتتنقلون في أكنافها, وتسيرون في مناكبها, وتحرثونها وتزرعونها, ألم نجعلها لكم مهاداً؟ ومعنى مهاداً أي: ممهدة مفروشة. فهم يمتهدونها، ويفترشونها، كما قال تعالى في الآية الأخرى: {أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا ? أَإِلَ?هٌ مَعَ اللَّهِ ? بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} النمل: 61, فالله تعالى بسط لنا هذه البسيطة, بحيث نطمئنُّ في السير عليها، وفي السُّكنى فوقها، وفي الحرث، والزرع فيها., فهي آية قريبة جداً، نلامسها كل حين. وجواب هذا الاستفهام (بلى)؛ لأنه قد صُدِّر بالهمزة في قوله: (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا).
ثم قال تعالى: (وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا) انتقل إلى مظهر آخر من مظاهر آياته الأرضية، وهى هذه الجبال الراسيات، التي جعلها الله سبحانه وتعالى بمنزلة الأوتاد, كالأطناب للخيمة, فالخيمة لا تثبت، إلا إذا دُقّت أوتادها في الأرض, فكذلك هذه الأرض، لا تستقرُّ إلا بهذه الجبال قال تعالى: {وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ} الأنبياء: 31, والجبل على هيئة الوتد؛ جزء منه بارزٌ على وجه الأرض, وجزء منه غائر فيها. فدل ذلك على أن هذه الجبال المنظورة، لها في جوف الأرض عُمْق وامتداد. وسبب تسميتها أوتاداً؛ لأنها تمنع الأرض من الحركة، والاضطراب، والزلازل, إلا ما شاء الله. فالله تعالى، بحكمته البالغة، قد وزّع الأثقال في الأرض، بحيث تمنعها من أن تميد وتضطرب. أو أن المراد: أن هذه الأوتاد، والكتل الضخمة من الجبال التي إذا رأى الإنسان بعضها، يندهش من هولها، وعظمتها، لها ما يقابلها في أغوار البحار. بمعنى أن الله سبحانه وتعالى كما جعل هذه المرتفعات الشاهقة فوق الأرض، قابل ذلك بخلق البحار والأودية، والأغوار.
والله تعالى يذكر الأرض، والسماء، والجبال، مقترنةً، في غير ما موضع في كتابه؛ منها قوله عز وجل: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ? إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} الأحزاب: 72, وسيأتي إن شاء الله تعالى، في سورة سبح، ذكر هذا الاقتران.
ثم قال تعالى: (وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (8)) , وهذه نقلة من الآفاق إلى الأنفس. وكلها آيات لله عز وجل قال سبحانه وتعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى? يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ? أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى? كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} فصلت: 53.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقوله تعالى: (وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا)، المراد بالزوجية: الذكورة، والأنوثة. فإن الله سبحانه وتعالى، قد ركّب نظام الخلق، وسر التكاثر، على هذه الزوجية. وهذا ليس عند بني الإنسان فقط, بل حتى عند الحيوانات، والحشرات، والنباتات، وغيرها من المخلوقات. فالتزاوج يحصل به التناسل، والتكاثر، وحفظ النوع. وهو آية عظيمة, فالله تعالى، في الأصل، خلقنا من نفس واحدة؛ وهو آدم عليه السلام. ثم إن الله تعالى، خلق من ضِلْعه الأيسر القصير أُمّنا حواء, فنام آدم نومة في الجنة, فاستيقظ فإذا هي إلى جواره, قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} النساء: 1, والآن يعمر الأرض من الآدميين، ما يزيد على ست مليارات من البشر, مُختلفو الأجناس، والأعراق، والألوان، واللغات, كلهم يرجعون إلى أب واحد، وأمٍّ واحدة. فهذه آية عظيمة! وإذا تفكر الإنسان في خلق الرجل، وخلق المرأة، وكيف جعل الله تعالى، أحدهما يُكمل الآخر. ولما فتح الله تعالى، على الناس العلوم الحديثة والبحوث المَخْبرية , زاد إيمان المؤمن ببديع صنع الله. وهذا التزاوج ينشأ عن التقاء حيوان مِنويٍّ من الذكر، وبًُويضة من الأنثى. وهاتان خليّتان تختلفان عن سائر الخلايا, فكل خليّة من خلايا البدن، كما يقول المتخصصون في علم وظائف الأحياء، تحمل ستة وأربعين مُورِّثاً، أو (جيناً) , المُسمى عندهم بـ (الكروموسومات) , إلا الخليّة التناسلية, فإن في الحيوان المنوي ثلاثة وعشرين, وفي البويضة ثلاثةً وعشرين. فإذا حصل التلقيح، والإخصاب، بإذن الله، انضم هذا من الرجل، وهذا من الأنثى، فحصل التخليق. كما أن هذا التزاوج, ليس تزاوجاً حسياً فقط, بل تزاوج نفسي أيضاً؛ فإن الذكر يأنس بالأنثى, والأنثى تأنس بالذكر. ولهذا امتن الله، عز وجل، على عباده بذلك، وجعل ذلك من آياته، فقال في الآية الأخرى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ? إِنَّ فِي ذَ?لِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} الروم: 21, فهذا جانب روحي, وليس جانباً مادياً, ولا يستغني عنه الإنسان.
ثم قال تعالى: (وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9)) , هذا أيضاً، مظهر من مظاهر القدرة الإلهية، والآيات العظيمة في النفس, وهو هذا النوم الذي يُلقيه الله تعالى، على أحدنا، فيدخل في حالة ليست كحالة اليقظة, وليست أيضاً كحالة الموت, بل هي حالة وسيطة، لابد للإنسان منها. وقد وصفها الله سبحانه وتعالى بأنها: سُبات. وأحسن ما قيل في تعريف السُبات: أنه الرَّاحة، والسَكْن. وقيل غير ذلك؛ فقيل: إن معنى سُباتاً أي: موتاً. وقيل: قطْعاً للحركة. وهذه المعاني تؤول في النهاية إلى هذه المِنّة، وهي أنه يحصُل بهذا النوم الراحة، والسَكْن. ولو استرسل الإنسان في اليقظة لأضرّ به ذلك في بدنه, فالبدن يحتاج إلى راحة, ولأضرّ به في نفسه؛ لأن النفس تُنهك، وتُرهق, ولأضرّ به في عقله, فإن العقل لا يُطيق أن يعمل باستمرار, فلذلك ألقى الله تعالى علينا هذا النوم، وحتى لو لم نستدعْه، لاضطررنا إليه، ولألقانا.
وقد جاء في الأثر عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن بني إسرائيل قالوا: يا موسى هل ينام ربك؟ قال: اتقوا الله. فناداه ربه عز وجل: يا موسى سألوك: هل ينام ربك؟ , فخذ زجاجتين في يديك, فقم الليل. ففعل موسى, فلمّا ذهب من الليل ثلث, نعس فوقع لركبتيه، ثم انتعش فضبطهما, حتى إذا كان آخر الليل نعس, فسقطت الزجاجتان فانكسرتا. فقال: يا موسى، لو كنت أنام لسقطت السموات والأرض فهلكن كما هلكت الزجاجتان في يديك (1). فسبحانه تعالى وبحمده, هو الحي، القيوم، الغني بنفسه. أما الآدمي، فإنه ضعيف بطبعه يحتاج إلى النوم. والنوم في حق الله نقص، يُنزه عنه، قال تعالى: {اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ .. } البقرة:255, لكن النوم في حق الآدمي كمال، ونفع، وفائدة. وهو آية من آيات الله، كما قال تعالى في الآية الأخرى: {وَمِنْ آيَاتِهِ
(يُتْبَعُ)
(/)
مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} الروم: 23, والنوم أخو الموت كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (2) , لكنه أخوه الأصغر؛ لأنه دون ذلك, قال تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} الزمر: 42, وأنت إذا أويت إلى فراشك تقول: (بِاسْمِكَ رَبّي وَضَعْتُ جَنْبِي, وَبِكَ أَرْفَعُهُ, إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا, وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ) (3).
إن علاقة الروح بالبدن، ليست علاقة متساوية, ولكن بين الروح والبدن أنواع خمسة من التعلقات نُدركها بالتتبع والاستقراء:
النوع الأول: علاقة الروح بالبدن في المرحلة الجنينية: وهى علاقة ضعيفة، إلى حد أننا لا نذكر هذا التعلق, مع أننا نقطع بأن الجنين بعد أربعة أشهر تنفخ فيه الروح, ولكن ما منا أحد يذكر ذلك الحال؛ من وجود روحه في بدنه.
النوع الثاني: تعلق الروح بالبدن في حال اليقظة، في الدنيا: ولا نحتاج إلى وصفه، لأننا نعيشه.
النوع الثالث: تعلق الروح بالبدن في حال النوم في الدنيا: فإنها حال مستقلة، لا تُغادر الروح الجسد مغادرة تامة, ولها فيه نوع تعلق. ولذلك نجد أن النائم أحياناً يظهر عليه التبرم، بسبب الحرّ، أو بسبب الإزعاج, مع أنه ليس في وعيه, ويظهر عليه أثر البرد، فيقشعر بدنه, ويظهر عليه أثر الراحة والاستغراق. فهناك علاقة وسيطة.
النوع الرابع: تعلق الروح بالبدن في الحياة البرزخية: وهذه حالة عجيبة، لا نُدركها الآن, ولكن الإيمان بالغيب يقتضي أن نؤمن بها؛ فإن روح الميت تُردُّ إلى بدنه، حين يُوضع في قبره, فيأتيه الملكان، فيسألانه الأسئلة الثلاثة المعروفة، ثم يعقبها نعيم أو عذاب. ولكنها حال لا يُدركها إلا المقبور؛ فهو الذي يُحسُّ بنعيم القبر، أو عذابه.
النوع الخامس: وهو أكمل أنواع التعلقات, تعلق الروح بالبدن بعد البعث، إما في الجنة، أو في النار: فهذا التعلق تعلق وثيق، واتصال عميق. ولهذا يجد المؤمن غاية النعيم في الجنة, ويجد الكافر غاية العذاب في النار, لشدة التصاق روحه ببدنه.
ثم قال الله عز وجل: (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11)) , لقد جعل الله عز وجل هذه الحياة تتراوح بين ليل ونهار, بين ظلمة وإسفار. وما أحسن هذا التعقيب بعد ذكر النوم, فقد ذكر الله تعالى مَحلّه، وظرفه، وهو الليل. فما أن تسقط الشمس في المغيب، حتى يُقبل جيش الليل. ويأتي هذا الجُند الظلامي، ويُغطي الأرض، ويُكنّها، ويَغشاها، كأنه لباس! أرأيت لو أخذتَ ثوباً أسود، وغشّيْتَ به إنساناً، فإنه لا يُبصر شيئاً. فهذا اللباس الرباني يَكسو الله به الأرض، كل يوم، ويحصل من جَرّاءه هدوء، وسكينة، وآثار حميدة، قد لا نُدرك جميعها. ولهذا امتن الله على عباده فقال: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاء أَفَلَا تَسْمَعُونَ} القصص:71, لا أحد, فالله تعالى: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ} الزمر: 5, وقال تعالى: {لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} يس: 40, ولو اختل هذا الميزان، لظهر ذلك على الآدميين.
(يُتْبَعُ)
(/)
حدثني بعض الناس، ممن عاش في منطقة قريبة من الدائرة القطبية في شمال إحدى الدول الاسكندنافية, قال: عملتُ في بلد لا نرى فيه الشمس ستة أشهر, تأتي دقائق معدودة, ويرتفع قرص الشمس، ثم يسقط مباشرة, فنعيش في ظلام دامس, إلا ما يحصل بالإضاءة الكهربائية, حتى إن أحدنا يستيقظ من النوم، ويُبصر ساعته، فيجد الساعة مثلاً، السادسة , فيسأل من حوله: الساعة السادسة، صباحاً أو مساءاً؟ لا يدري؛ لأن الزمن كله ليل! والشاهد في هذا, أنه يقول: إن حياة الناس في تلك البلدة، وهو ليس من أهلها, إنما قدم للعمل فيها، حياة كئيبة، يُحس الإنسان فيها بالكآبة، والانقباض، والتجهم في وجوه الناس.
إن من نعمة الله عز وجل، على هذه البلاد, التي أنزل فيها القرآن، وجعلها مهبطاً للرسالة، و منطلقاً للدعوة، أن جعلها بلاداً متوسطة, تتعاقب فيها الفصول, ويتعاقب فيها الليل والنهار, يَزيدان ويَنقصان, فهي سُرّةُ العالم, وقلب الدنيا.
وقوله تعالى: (وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا) , معنى معاشاً أي: تتعيّشون فيه، وتطلبون فيه رزقكم؛ تحرِثون، وتتّجرون، وتعملون، لأن هذه الإضاءة الطبيعية تمكننا من ذلك, ولو اجتمع كل من بأقطار الأرض على أن يُضيئوا الدنيا بما عندهم من آلات، ومولدات، لم يبلغوا نزرا يسيراً من هذا الضوء الذي يجلبه الله تعالى لنا في النهار.
وبعد ذكر هذه الأحوال البشرية الأرضية، نقلنا نقلة عُلوية، فقال: (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12)) , فإذا البصر يشهق إلى أعلى، ليتأمل في هذا البناء المُحكم المتين, وهو السموات. فالسماء مبنية، كما أخبر الله عز وجل: {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} (الذاريات: 47, وقال تعالى: {وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفًا مَّحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ} الأنبياء: 32, فهي سقف حقيقي, وعبّر في موضع آخر عن السموات بأنها: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ} المؤمنون: 17, ففوقنا سبع سموات. ومعنى (شِدَاداً) أي: متينة، محكمة، متماسكة, كما قال الله عز وجل: {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ} الملك: 3, أي: من ثُقوب، وصدوع. {ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ} حاول مرة ثانية، وثالثة, {كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِأً وَهُوَ حَسِيرٌ} الملك: 4, حسر البصر أن يُجد ثُقباً واحداً، في هذا البناء المُحكم.
وهذه السموات السبع، لا ندرك كيفيتها, هل المقصود بها ما يُشير إليه علماء الفلك، أنها المِجرّات, ويقولون: إن كل مجرة يتبعها قريب من مئة مليون نجم, وهذه النجوم أكبر من الشمس بآلاف المرات, أم أنها غير ذلك؟ الله أعلم. لكننا نؤمن بوجود سبع سموات, وأن المباشر لنا منها هي السماء الدنيا.
والبناء يدل على وجود نظام يحكمها, بحيث لا يَحيد جُرم سماوي عن مجراه قِيد أَنْمُلة, هذا هو الشد والإحكام والإتقان في بناءها.
ثم لمّا ذكر الله عز وجل السماء, ذكر بعض آياتها, بل ذكر أعظمها بالنسبة لما تُدركه أبصارنا، وهو: الشمس. ووصفها بهذا الوصف الجميل المُعبّر: (وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (13)) , فإن السراج يجمع وصفين: الإضاءة، والحرارة. فهو مَجلبة للنور ومَجلبة للدفء. وزاد ذلك بأن قال: (وَهَّاجًا) , فهو يَتوهج. شتان بين الشمس والقمر؛ فالقمر كوكب ذو جُرم بارد، كالمرآة، يعكس نور الشمس. فلذلك لا نجد من القمر دفئاً, وإن كُنّا نجدُ منه نوراً, لكنه دون إضاءة الشمس. أما الشمس فإنها تتوهج، وتبعث بالحرارة, ويترتب على ذلك، أي: الحرارة والإضاءة، أمور حيوية كثيرة جداً، تتعلق بصحة الإنسان، وبنمو النبات، وغير ذلك مما نُدركه، وما لا نُدركه. ولا ريب أن العلوم الحديثة؛ من علوم الفلك، وعلوم الأحياء، وعلوم وظائف الأعضاء, كشفت آفاقاً واسعة في هذا المقام, لكن القَدْر الذي بيّنه الله تعالى لعباده كافٍ في إقامة الحجة, فإن الناس يُدركون ذلك، وهم يَتنعمون بضوء الشمس وبدفئها، وبرؤية أثرها على النبات, والحيوانات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم قال تعالى: (وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14)) , والمعصرات قيل فيها عدة أقوال: قيل إن المراد بها: السحاب. وقيل: الرياح. وقيل: السماء. وأقربها الأول. فهذه السُّحب التي تسافر إلينا من أماكن بعيدة، نشأت عن تسليط الله لضوء الشمس، ووهجها، على المسطحات الهائلة من المحيطات, فتتبخر كميات هائلة من مياه البحار، وترقى في طبقات السماء، ثم تتكثف، بعضها إلى بعض, ثم يُرسل الله الرياح كالقطارات، تقطرها، وتحملها إلى بلد ميت, إلى أرض قاحلة, كالمناطق القارّيّة، البعيدة عن مصادر المياه. يَسوقها الله عز وجل، بهذه الرياح، حتى يُوقفها في المكان الذي أراد أن تُنزل فيه حمولتها, فحينئذ تُعتصر، فتُنزل عُصارتها على هذا المكان الميت, فيُحي الله بهذا الماء أرضاً ميتة! ولو اجتمع مَنْ بأقطار الأرض، على أن ينقلوا عُشْر مِعشار هذا الماء لم يتمكنوا.
وقوله تعالى: (مَاءً ثَجَّاجًا) هو ماء مطلق, ماء نقي, ماء طهور, ومعنى (ثَجَّاجًا) أي: غزيراً، كثيراً. فسبحان من حمل هذه الأطنان من المياه، بين السماء والأرض, ثم صبها حيث شاء.
وعلى القول الآخر، بأن المراد بالمعصرات: الرياح. نجعل (مِنْ) بمعنى (الباء)، فكأن التقدير: وأنزلنا بالرياح ماءاً ثجاجاً. لأن الرياح هي التي تسوق السحاب, لكن القول الأول أولى. وأما من فسرها بالسماء, فإشارة إلى عُلوّها، وكلُّ ما علاك فهو سماء لك.
وهذا السّوْق لحكمة، كما قال تعالى: (لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (15) وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (16)) , فتبارك الله, أرض قاحلة غبراء، لا ترى فيها أثراً لحياة, يُصب عليها ماء السماء, فإذا بها تُنبت أزاهير، وحُبوباً، وثماراً، وفواكه, فمن أودع الأرض هذه البذور وأنبتها؟ إنه الله سبحانه وتعالى.
وقوله تعالى: (لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا) , الحبُّ: اسم جنس يشمل كل ما يخطر ببالك من الحبوب؛ من بُر، وشعير، وأرز، وغير ذلك. وكذلك النبات: يشمل كل نبات مما يأكله الآدمي، وتأكله الحيوانات. وكل هذا من جَرّاء سَوْق الله تعالى لهذه المُعصرات إلى هذه الأرض.
وقوله تعالى: (وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا) , الجنات هي: البساتين. وسُميت جنات؛ لأنها تُجِنُّ صاحبها، أي: تستره. ولهذا قال: (أَلْفَافًا) أي: ملتفة, والملتف فيها أغصان الأشجار, فإنها لكثرتها، التفَّ بعضها على بعض, كل ذلك من آثار ماء السماء، الذي سقى الله تعالى به هذه الأرض, فإذا بها تتحول إلى حديقة غَنَّاء, تَصدح فيها الطيور، وترعى فيها السائمة، ويأكل منها الإنسان.
أرأيتَ هذه السلسلة المتلاحقة من الآيات الكونية العظيمة، كيف تُلامس شِغاف القلب؟ ثم ألا تعجب مِن أن هذه المظاهر تُقابلُنا صباح مساء, صيفاً وشتاءً, ثم لا ننتبه لهذا المعاني العظيمة التي أودعها الله تعالى فيها! ثم تأمل ثالثاً، في هؤلاء المخاطبين، من كفار قريش، الذين يُنكرون البعث، ويُنكرون القرآن، ويُنكرون الرسول، ويُنكرون توحيد الله بالعبادة, كيف أن الله سبحانه وتعالى، أيقظهم، ونبّههم، وحَرّك عقولهم البليدة, فهم يرون ذلك دوماً، ويعرفونه, لكنها معرفة باردة؛ لأنها مناظر مُتكررة، رتيبة، لا تُحدث في نفوسهم الأثر المطلوب, فما أشبههم بإنسان ساهٍ، غافل، أتاه مَن أتاه، فأمسكه من منكبيه، وهزّه، وقال له: انتبه, انظر, تَبصّر, تَفكّر, اعتبر, أين أنت؟ فقام مَشدوهاً لِيَنظر, لكن كما قال الله عز وجل: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} العنكبوت:43, فالآيات موجودة، ومبثوثة، ولكن لا ينتفع بها إلا أهل الإيمان, فلأجل ذلك ساق سبحانه وتعالى، هذه الآيات المتتابعة، لإخراج هؤلاء من غفلتهم، وسدرتهم, لِيصل بهم إلى النتيجة المنطقية؛ وهي: إذا كنتم تُقرون من أول وهلة، ومن أول سؤال: (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا) , فتقولون بلى, بلى, بلى, في عشر آيات متلاحقة, إذا كان الله سبحانه وتعالى هو الذي صنع ذلك, فمن المستحق للعبادة إذاً؟ أهو الذي صنع ذلك أم غيره ممن لم يصنع شيئاً؟ لا شك أن المستحق للعبادة هو من صنع ذلك. ولهذا لمّا أبطل الله تعالى آلهة المشركين قال: {وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا
(يُتْبَعُ)
(/)
نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا} الفرقان: 3, فلا مُسوِّغ لعبادتهم إيّاهم. وقال إبراهيم، عليه السلام، لأبيه: {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا} مريم: 42, فلا يستحق العبادة من لم يكن متصفاً بصفات المعبود.
الفوائد المستنبطة من المقطع الثاني:
الفائدة الأولى: أن توحيد الربوبية أساس لتوحيد الألوهية.
الفائدة الثانية: العناية ببيان أدلة الربوبية، وشواهدها في النفس، والآفاق. وبعض الناس يَطيش عنده الميزان, فيقلل من شأن الحديث في توحيد الربوبية، وربما قال: هذا توحيد أبي جهل! لمّا رأى أن المهم هو توحيد العبادة, ظنَّ أن ذلك يقتضي الغض من توحيد الربوبية! والحق أن توحيد الربوبية هو الأساس الذي يبنى عليه توحيد العبادة. وتأمل قول الله تعالى، في سورة البقرة: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} البقرة: 21, فطالبهم بالعبادة مُحتجاً عليهم بأنه خلقهم، والذين من قبلهم, ثم قال: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} البقرة: 22, فابتدأ بالأمر بالعبادة، وختم بالنهي عن الشرك، و ذكر بينهما توحيد الربوبية.
الفائدة الثالثة: إيقاظ العقول البليدة، للتفكر في المشاهد المتكررة: فكما وُوجه به المشركون، فينبغي أن نعظ أنفسنا به, وألا تتحول هذه المشاهد حولنا إلى جُثث هامدة.
الفائدة الرابعة:الاستدلال بالسهل المشاهد، قبل الصعب الخفي: فهذه الآيات المبثوثة في الكون سهلة، مشاهدة, لا نحتاج إلى المحاضرات لإقامة الدليل عليها, فيُدركها الكبير، والصغير, والعالم، والجاهل, والحضري، والبدوي, وكل أطباق الناس. فلا نذهب لإقامة العقيدة، على الطرق الكلامية، والأدلة الفلسفية الغامضة.
الفائدة الخامسة: استعمال أسلوب الاستفهام، والتنويع، والتكثير، في الأدلة: فأسلوب الاستفهام كما في قوله تعالى: (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا) , وأسلوب التنويع لأنه لم يقتصر على نوع واحد؛ لأن القلوب لها مفاتيح، فقد يتأثر الإنسان بمعنى من المعاني، أو مشهد من المشاهد، ويتأثر غيره بغيره، لأسباب وزّعها الله على بني آدم. وأسلوب التكثير في الأدلة؛ لأن توالي الأدلة، وكثرتها تؤثر في النفس, كتتابع الطّرْق, ومن أدمن الطّرْق أوشك أن يُفتح له. فكل هذه الأساليب التربوية، الإيمانية، ينبغي أن يستفيد منها الداعية إلى الله سبحانه وتعالى في إقناع غيره، وفي التأثير، والموعظة.
والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
--------------------------------------------------------------------------------
(1) ذكره ابن كثير في تفسبره (2/ 440) بإسناد ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما.
(2) أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (1/ 282) , والبيهقي في شعب الإيمان (7/ 431) , من طريق محمد بن المنكدر عن جابر قال: سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أينام أهل الجنة؟ فقال: (النوم أخو الموت, ولا يموت أهل الجنة). قال الهيثمي في مجمع الزوائد: (رواه الطبراني في الأوسط والبزار, ورجال البزار رجال الصحيح) , وقال الشيخ الألباني: (وبالجملة فالحديث صحيح من بعض طرقه عن جابر) راجع (الصحيحة) رقم (1087).
(3) أخرجه البخاري برقم (6320)؛ ومسلم برقم (2714) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[09 Apr 2009, 08:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
التفسير العقدي لجزء عم
سورة النبأ
المقطع الثالث
(يُتْبَعُ)
(/)
(إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (17) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (18) وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا (19) وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا (20) إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21) لِلطَّاغِينَ مَآَبًا (22) لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24) إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (25) جَزَاءً وِفَاقًا (26) إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا (27) وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كِذَّابًا (28) وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا (29) فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا (30))
هذا القرآن العظيم، نزل قولاً ثقيلاً، محكماً، رصيناً, على قومٍ كانوا يعيشون في جاهلية جهلاء، وضلالة عمياء, على قوم لا يرون موتاً، ولا بعثاً، ولا حياة، ولا نشوراً. قوم يقول قائلهم: إنما هي أرحام تدفع، وأرض تبلع، وما يهلكنا إلا الدهر! يأكلون، ويتمتعون كما تأكل الأنعام، وتتمتع. فلما أراد الله بهم خيراً، بعث فيهم هذا النبي العظيم، وأنزل إليه هذا القول الكريم؛ ليخرجهم من غفلتهم، وسدرتهم, فحركت أذهانهم، وهزت كيانهم، وأيقظتهم من غفلتهم، ورقدتهم، ولفت انتباههم إلى ما في هذا الكون من الآيات البينات، والحجج الباهرات، ليستدلوا بها على توحيد الألوهية، وأن الله وحده، هو المستحق للعبادة، وأنه لا يمكن أن يخلق هذا الكون سدى، ولا عبثاً, بل لحكمة بالغة. فلما قرر الله تعالى ذلك فيما تقدم من الآيات، ختمها بآيتين، هما كالوصلة للآيات التاليات، فقال: (وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (15) وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا). وفي هذا ملحظ بديع! كأن الله تعالى يقول: انتبهوا. هذه الجنات الألفاف، أخرجها الله من أرض موات! فالقادر على أن يُحيي الأرض بعد موتها، قادر على أن يخرجكم من قبوركم أحياء, كما قال الله تعالى في سورة (ق)، بعد أن ذكر إنزال المط، وإنبات النخيل، قال بعد ذلك: (كَذَلِكَ الْخُرُوجُ).
قال الله عز وجل: (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا) (إن): حرف توكيد, فهذه جملة مؤكَّدَة, جملة تامة، ذات دلالة قوية. ويوم الفصل هو: يوم القيامة. وهذا أحد أسمائه. وأسماء يوم القيامة كثيرة جداً, وقد عدَّ القرطبي، رحمه الله، منها خمسين اسماً، وعدَّ ابن كثير، رحمه الله، ثمانين اسماً. وهذه الأسماء بعضها مبثوث في كتاب الله, وبعضها في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, وبعضها أوصاف أطلقها بعض العلماء. فمما جاء في كتاب الله تعالى: (يوم الدين) , (يوم التغابن) , (الطامة) , (الصاخة) , (يوم التلاق) , (الحاقة) , (الغاشية) , (القارعة) , (يوم الحساب) , (يوم التغابن) , (يوم الحشر) , (يوم الآزفة) ,و (يوم الفصل) كما هاهنا. فهي كثيرة جداً, وهذه الكثرة ليست فقط كثرة في الأسماء, لكن لها دلالتها, فإن كل اسم من هذه الأسماء يُعطي دلالة معينة, فـ (القارعة)؛ لأنها تقرع القلوب. و (الصاخة)؛ لأنها تصخ الآذان. و (الآزفة)؛ لقربها. وهكذا في كل اسم من هذه الأسماء. وهذه الكثرة في الأسماء، تدل على عظيم العناية بالإيمان باليوم الآخر.
فقوله: (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ) أي: الفصل بين الخلائق؛ فريق في الجنة، وفريق في السعير, والفصل في المظالم, فينال الظالم جزاء ظلمه، ويُعوض المظلوم عن مظلمته. فالفصل يتناول كل ملتبس. وقوله: (كَانَ مِيقَاتًا) أي: أنه موعد مؤقت, قد وقته الله تعالى، وعلم زمن حصوله, ولكنه أخفاه. ولهذا اعتذر النبي صلى الله عليه وسلم من جبريل، حين سأله عن الساعة, فقال: "مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ " (1) , فأعظم رسول بشري، وأعظم رسول ملكي، كلاهما لا يعلمان متى الساعة, كما قال الله عز وجل: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا. فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا. إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا) [النازعات/42 - 44] , وفي الآية الأخرى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا
(يُتْبَعُ)
(/)
قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [الأعراف/187]. ولما سأل أعرابي النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة, متى الساعة؟ قال: "وماذا أعددت لها؟ " (1) , فلم يقل في يوم كذا، وكذا. فالله تعالى قد أخفى عنا الساعة، إلا أنا نعلم أنها تأتي بغتة، وأنها مجهولة الموعد، وأنها شديدة الوقع. فالساعة يخاف منها المؤمنون، لتعظيمهم لله سبحانه وتعالى قال عز وجل: (وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ. يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ) [الشورى/17، 18]. والساعة كما سبق، لا تأتي إلا بغتة، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ نَشَرَ الرَّجُلَانِ ثَوْبَهُمَا بَيْنَهُمَا، فَلَا يَتَبَايَعَانِهِ، وَلَا يَطْوِيَانِهِ. وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ انْصَرَفَ الرَّجُلُ بِلَبَنِ لِقْحَتِهِ، فَلَا يَطْعَمُهُ. وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ، وَهُوَ يَلِيطُ حَوْضَهُ، فَلَا يَسْقِي فِيهِ. وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ، وَقَدْ رَفَعَ أَحَدُكُمْ أُكْلَتَهُ إِلَى فِيهِ فَلَا يَطْعَمُهَا" (2). فأمرها يقع فجأة، وسرعة. وقد جاء في صحيح البخاري، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أَرْبَعُونَ. قَالَ: أَرْبَعُونَ يَوْمًا؟ قَالَ: أَبَيْتُ. قَالَ: أَرْبَعُونَ شَهْرًا؟ قَالَ: أَبَيْتُ. قَالَ: أَرْبَعُونَ سَنَةً؟ قَالَ: أَبَيْتُ. قَالَ: ثُمَّ يُنْزِلُ اللَّهُ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَيَنْبُتُونَ كَمَا يَنْبُتُ الْبَقْلُ، لَيْسَ مِنْ الْإِنْسَانِ شَيْءٌ إِلَّا يَبْلَى إِلَّا عَظْمًا وَاحِدًا، وَهُوَ عَجْبُ الذَّنَبِ، وَمِنْهُ يُرَكَّبُ الْخَلْقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (3). فابن آدم يتحلل، ويفنى، ويعود تراباً، ولا يبقى منه إلا عجب الذنب؛ وهو العصعص, فيحفظ الله تعالى في هذا المتبقي منه، الصفات الوراثية التي منه يركب الخلق.
وقوله تعالى: (يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا) هذا بيان وتوضيح, أي: أن يوم الفصل هو يوم ينفخ في الصور, وأتى بصيغة الفعل الذي لم يُسمَّ فاعله، لتفخيمه وتعظيمه. و (الصُّورِ): هو البوق الذي ينفخ فيه إسرافيل، عليه السلام، النفخة الأولى، التي يكون بها الصعق، والنفخة الثانية، التي يكون بها النشر. وقد جاء في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال: "كَيْفَ أَنْعَمُ! وَقَدْ الْتَقَمَ صَاحِبُ الْقَرْنِ الْقَرْنَ، وَحَنَى جَبْهَتَهُ، وَأَصْغَى سَمْعَهُ، يَنْظُرُ مَتَى يُؤْمَرُ" (1) أي: كيف أتنعم، وأهنأ بالعيش، وصاحب القرن، إسرافيل عليه السلام، قد التقم قرنه، أي: وضعه في فيه، استعداداً للنفخ، ينتظر أن يؤمر. فالذي يذكر هذا، لا يطيب له عيش, لأنه يخشى موعود الله عز وجل.
ففي قوله تعالى: (يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا) مشهد مهيب، رهيب, فإن البعث أمره عجيب: كل من دب على وجه الأرض، ثم مات، وتحلل فيها، يجمع الله خلقه يوم القيامة, فيُبعث الناس حفاةً، عراةً، غرلاً، بهماً، ويقومون لرب العالمين، يساقون على هيئة أفواج؛ زمراً زمراً! وتخيل هذا الحشد العظيم؛ من لدن آدم، عليه السلام، طوله ستون ذراعاً في السماء, ثم لم يزل الخلق ينقص بعد ذلك، إلى أن آل إلى ما نحن عليه، ولا ندرى إلى ما يؤول أيضاً بعدنا، في موكبٍ واحد، على صعيد واحد، على تفاوت أحجامه، وأطواله، وألوانه! وقوله تعالى: (أَفْوَاجًا) أي: فوجاً إثر فوج، والفوج: هم الجماعة من الناس. وقارن بين تلك الصورة التي ذكرها سابقاً، من حال الدنيا واستقرارها، بقوله: (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا) وهذا الانقلاب الكوني الهائل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم قال تعالى: (وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا): فهذه السماء التي لا ترى فيها الآن ثقباً، ولا قدر رأس الإبرة، كما قال تعالى: (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ. ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ) [الملك/3، 4] , فإذا بهذه السماء المحكمة، المتماسكة، المبنية، تنشق يوم القيامة، وتنفتح فيها فرج، وطرائق؛ ليهبط منها الملائكة, قال تعالى: (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا) [الفرقان/25]، فتنشق كل سماء، ويهبط ملائكتها، فيحيطون بأهل الأرض إحاطة السوار بالمعصم. ولاحظ في قوله تعالى: (وفتحت)، و (ينفخ)، وما بعدهما، كلها بصيغة الفعل الذي لم يُسمَّ فاعله, وذلك من باب التفخيم والتعظيم.
قال تعالى: (وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا)، فهذه الجبال الذي قال عنها قبل بضع آيات: (وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا) , هذه الجبال الراسيات، تسيَّر بعد أن كانت تحفظ توازن الأرض، وتضبط استقرارها. والسراب إما أن يكون المراد به الهباء، أو هو تشبيه له بالماء, وليس بماء، كالذي يراه المسافر في شدة الحر، يزول أمامه يظنه ماء, يحسبه الظمآن ماء، حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً. فهذه الجبال تتراءى لأهل الموقف على هذه الصورة؛ كالسراب. وهذا حال من أحوال الجبال يوم القيامة, ذلك أن الجبال يمر بها يوم القيامة أحوال متعددة؛ منها التسيير، كما في هذه الآية، وفي قوله تعالى: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ) [النمل/88] , ويمر بها أيضاً حال الدك، والنسف, قال تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا. فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا. لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا) [طه/105 - 107] وقال في آية أخرى: (وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا) [الواقعة/5]، أي: نثرت، ودكت، حتى تصبح كالرماد. فالجبال تعتريها يوم القيامة هذه الأحوال, إلى أن يتحول وجه البسيطة قاعاً صفصفاً, ليس فيه معلم لأحد؛ ليس فيه مرتفع، ولا منخفض، بل تصبح الأرض كالقرصة.
ثم قال الله عز وجل: (إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا) جهنم: اسم من أسماء النار, وللنار أسماء كثيرة، وكل اسم من أسمائها يدل على وصف، وحال. ومن أشنع أسمائها (جهنم)، وهي من الجهومة، والسواد. ومعنى (مِرْصَادًا) أي: مكان رصد، وترقب. فهي مترصد لا يجاوزها أهلها حتى يقعوا فيها, والترصد. وذلك أن ما من أحد، إلا ويُعرض على النار, يقول الله عز وجل: (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا) [مريم/71] أي: إلا مار فوقها, وذلك حين يؤمر الناس بالجواز على الصراط، وهو من أصعب مواقف يوم القيامة، حتى إن دعاء الرسل في ذلك الموطن: اللهم سلّم، سلّم! فحين يعرض الناس على النار، ويمرون فوقها، يتضح كيف تكون (مِرْصَادًا).
أما أهل النار، الذين هم أهلها، فقد دلت النصوص على أنهم يلقون فيها؛ تجمع أيديهم إلى أعناقهم، ثم يقذفون فيها. وإنما يمر فوق الصراط، الموحدون. فمن سبقت له من الله الحسنى، فإنه يجوزه، دون أن يصيبه شيء. فمنهم من يمر كلمح البصر، ومنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالريح المرسلة، ومنهم من دون ذلك، ومنهم من تخطفه كلاليب على جنبتي الصراط، فتهوي به في النار. فلهذا كانت (مِرْصَادًا)، فهي مرصد للطاغين الذين هم أهلها، وكذلك لمن أراد الله، عز وجل، أن يعاقبه بقدر ذنبه، من عصاة الموحدين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله تعالى: (لِلطَّاغِينَ مَآَبا) الطغيان هو مجاوزة الحد, فإذا تجاوز العبد حده كان حقيقاً بالعذاب, إلا أن يتجاوز الله تعالى عنه. والله يمكن أن يتجاوز عن كل شيء إلا عن ذنب واحد، هو الشرك, قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا) [النساء/48]. لكن لا ريب أن مرتكب الكبيرة مجازف، مخاطر. ومعنى (مَآَبا) أي: مرجعاً، ومصيراً. فالأوب: بمعنى الرجوع، والمصير.
وقوله تعالى: (لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا): معنى (لَابِثِينَ) أي: ماكثين, و (أَحْقَابًا) جمع حقب. والمقصود بالأحقاب: المُدد الطويلة. وقد ورد تقديرها في أحاديث مرفوعة، وموقوفة، وآثار عن بعض التابعين؛ فمنهم من قال: الحقب: ثمانون سنة، كل سنة فيها اثني عشر شهراً, كل شهر فيه ثلاثون يوماً، وكل يوم بألف سنة. ومنهم من قال: سبعون سنة، على التقسيم السابق. ومنهم من قال: أربعون. ومنهم من قال أكثر، ومنهم من قال أقل. وعلى أي حال، فالأحقاب تدل على مدد طويلة، لكن ها هنا قد يثور إشكال، فربما قال قائل: وماذا بعد الأحقاب؟ أيخرج أهل النار، الذين هم أهلها، منها، أم لا؟ فالذين فسروا الأحقاب بالمدد الطويلة، خرجوا من هذا الإشكال، بأن قالوا: المراد بأنهم (لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا) أي: حقباً إثر حقب, بحيث لا يتناهى, فهذا خلود مستمر، لا انقطاع فيه. وأما من قال: إن أهل النار، الذين هم أهلها، يخرجون منها بعد مدد طويلة, فربما استدل بهذه الآية على خروجهم. لكن الذي عليه جمهور أهل السنة والجماعة، أن أهل النار، الذين هم أهلها, دعك عن عصاة الموحدين, أي: الكفرة، والمشركون, لا يخرجون منها أبداً؛ لأن الله عز وجل ذكر التأبيد في خلودهم، في كتابه، في ثلاثة مواضع. وذهب ابن جرير الطبري، رحمه الله، إلى توجيه آخر، فقال: إن متعلق قوله (لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا) بما بعدها، وهو قوله: (لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا) أي: أنهم في نوع، ولون، من أنواع، وألوان الجحيم, يمكثون فيه هذه الأحقاب, ثم ينتقلون إلى لون آخر. فيكون هذا التحديد، في هذه المدة، تختص بلون، ونوع، من أنواع العذاب.
ومعنى (برداً): الهواء البارد، أو الماء البارد. وقيل: إن المقصود بالبرد: النوم, فإن العرب تسمي النوم برداً. وقوله: (إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا) هذا الاستثناء استثناء منقطع، لأنك لو رفعت (إِلَّا) ووضعت بدلاً منها (بل) صح المعنى, أي: (لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا) بل يذقون (حَمِيمًا وَغَسَّاقًا). والحميم: هو الماء المتناهي في الحرارة, شديد الغليان, حتى أنهم، والعياذ بالله، إذا استسقوا، أتوا بالحميم ليشربوه، فتسقط جلدة وجهه فيه، كما أخبر الله، عز وجل، عن ذلك في سورة الكهف، و غيرها، قال تعالى: (وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ) [الكهف/29]، وقال: (وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ) [محمد/15] فهذه سقيا أهل النار، والعياذ بالله، الحميم، وبئس الشراب. وأما الغساق، فقد ورد ذكره في القرآن في غير هذا الموضع, قال تعالى: (هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ. وَآَخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ) [ص/57، 58]. فالغساق، المراد به صديد أهل النار، وما يخرج من قيحهم، وجروحهم، ودموعهم، وغير ذلك من أذاهم، الذي يساق إليهم. وقيل: إن الغساق معناه: المنتن. ولا تنافي بين المعنيين, فإنه يكون من صديد أهل النار، وقروحهم، وجروحهم، ويكون أيضاً منتناً. ووصف أيضاً بأنه بارد, فهو يأتيهم على هذه الصفة ويكون بارداً، متنناً، والعياذ بالله.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى: (جَزَاءً وِفَاقًا) أي أن هذا الذي نالوه، إنما هو بسبب كفرهم بالله، عز وجل، (وِفَاقًا) على ما قدموا من سالف أعمالهم السيئة، والجزاء من جنس العمل. ثم علل الله تعالى، استحقاقهم لهذا العذاب الشنيع، فقال سبحانه: (إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا) أي: كانوا في الدنيا لا يخافون, فيرجون هنا، بمعنى يخافون. وإنما فسرت (يَرْجُونَ) بمعنى يخافون, لأن الرجاء جاء هنا منفياً, فإذا جاء الرجاء منفياً، فإنه بمعنى الخوف, لأنه رجاءٌ يُخاف ألا يتم. ليس المقصود يرجون أي: يتمنون ويبغون ويطلبون, كلا, بل المقصود ضد ذلك, وهذه قاعدة مطردة في القرآن العظيم. فقوله: (إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا) أي أنهم كانوا ينكرون البعث، حتى إن أحدهم، وهو أبي ابن خلف، أتى النبي صلى الله عليه وسلم، ومعه عظم بالٍ، ففته أمامه وقال: يا محمد! أتزعم أن ربك يحيي هذا بعد أن صار رميماً؟ قال: نعم، يبعثك ويدخلك النار. وأنزل الله في شأنه: (وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ) [يس/78]
قال تعالى: (وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كِذَّابًا) أي: إن آياتنا قد جاءتهم تلوح كالشمس؛ ظاهرةً، مبهرة، لكنهم كذبوا بها! فلا عذر لهم. وقوله: (كِذَّابًا) تأكيد, وإن كان من غير فعله، لأن (كذب) مصدره تكذيباً, لكن يصح أن يأتي المصدر من غير فعله, فقوله: (وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كِذَّابًا) كناية عن شدة تكذيبهم. وقد كانوا كذلك؛ فإنه يأتيهم الحق البين، يسمعون القرآن ينزل على نبينا صلى الله عليه وسلم، ويفلق لهم القمر فلقتين، يأتيهم بالآيات الواضحات، فلا يزيدهم ذلك إلا كفراً، وتكذيباً.
قال تعالى: (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا) فلم يخرج عنه شيء أبداً, فكل شيء أحصاه الله عز وجل, ومعنى (أَحْصَيْنَاهُ) أي: ضبطناه، وعددناه، وحفظناه؛ لأن أحصى تأتي بمعنى العد، كقول الله عز وجل: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا) [إبراهيم/34] , ويأتي بمعنى الضبط، كتسمية العرب للعقل حصاة، فهو يدل على التعقل، والحفظ, وقوله: (كِتَابًا) أي: مكتوباً, وهذا من تمام عدله سبحانه وتعالى. ولو شاء الله سبحانه وتعالى، لما كتب ذلك, لكن من باب إقامة العدل، وإظهار الحجة, قال تعالى: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) [ق/18]. فقد وكل الله تعالى بكل إنسان، ملكين، يكتبان ما يبدر منه، من قول، أو فعل، فلا يضيع شيء, قال تعالى: (وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا) [الإسراء/13]. فهذه حجة بالغة، لا يثبت لأحد اعتراض عليها، حتى أنه إذا اعترض الكافر، يريد أن يتشبث بأي شيء, كالغريق الذي يتشبث بالقشة, يقول ظلمني الكتبة, قال الله تعالى: ألا يرضيك أن نبعث عليك شاهداً من نفسك؟ فيقول بلى يا ربي! فيختم الله تعالى على فيه، ويُنطق الله جميع جوارحه، فيكون أول من يشهد عليه فخذه، وتشهد عليه جوارحه، ثم بعد ذلك يخلّى بينه وبين الكلام, فيقول: بُعداً وسحقاً فعنكن كنت أناضل (1) , قال تعالى: (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [يس/65]
قال تعالى: (فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا) يُقال إن هذه الآية هي أشد آية على أهل النار. وقد روي في ذلك حديث مرفوع، لكنه لا يصح, وروي حديث موقوف عن ابن عمر، رضي الله عنهما, وعن بعض السلف، أن هذه الآية أشد آية على أهل النار, ذلك أنهم يدعون الملائكة، ويقول قائلهم: (يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ) [الزخرف/77]، فتقول لهم الملائكة: (فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ) [غافر/50]، ثم يأتيهم الجواب الشديد، الذي وقعه عليهم أشد من وقع العذاب الذي هم فيه: (فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا) أي: ليس هذا فقط، بل إن عذابكم سيزداد.
ومما يؤخذ من الفوائد من هذا المقطع:
الفائدة الأولى: إثبات البعث، وأهوال القيامة الكبرى.
الفائدة الثانية: إثبات الحساب، والفصل في الحقوق، والله تعالى سماه يوم الفصل.
الفائدة الثالثة:إثبات النار, وذكر أنواع العذاب فيها؛ من عذاب حسي وعذاب معنوي.
الفائدة الرابعة: العدل الإلهي؛ فالجزاء من جنس العمل. ويؤخذ من قوله تعالى: (جَزَاءً وِفَاقًا).
--------------------------------------------------------------------------------
(1) أخرجه البخاري برقم (50)؛ ومسلم برقم (9) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه, وأخرجه مسلم برقم (8) من حديث عمر رضي الله عنه.
(1) أخرجه البخاري برقم (3688)؛ ومسلم برقم (2639) من حديث أنس رضي الله عنه.
(2) أخرجه البخاري برقم (6506) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(3) أخرجه البخاري برقم (4814)؛ ومسلم برقم (2955) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(1) أخرجه النسائي في الكبرى برقم (11016)؛ والترمذي برقم (3243). وصححه الألباني " الصحيحة (1078 ,1079) ".
(1) أخرجه مسلم برقم (2968) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه, وبرقم (2969) من حديث أنس رضي الله عنه بمعناه.(/)
عش مع القرآن تعش سعيدًا
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[08 Apr 2009, 01:59 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد ..
إذا أردت أن تعيش سعيدًا فعش مع القرآن، قال تعالى: ?قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونٌَ? [يونس:58].
قال بعض السلف: «فضل الله الإسلام ورحمته القرآن»، وقال بعضهم: «فضل الله القرآن ورحمته أن جعلنا من أهله».
فمن أدركه فضل الله ورحمته كان من أهل القرآن، ومن كان من أهل القرآن رزقه الله فرحًا يجده في قلبه، فرحًا حقيقيًا ناجمًا عن سكون القلب واطمئنانه. قال تعالى: ?الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبٌُ? [الرعد: 28].
وإذا أردت أن تموت حميدًا فعش مع القرآن، وإليك أخي الكريم هذه الطائفة من القصص نحكي لك فيها اللحظات الأخيرة من حياة بعض حاملي القرآن عبر تاريخ المسلمين.
فهذا عبد الله بن عباس ترجمان القرآن الذي دعى له النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل) فوهب حياته لتعلم القرآن وتفسيره وما فيه من أحكام وأسرار، يعتمد على تفسيره كل من أتى بعده، ظلَّ على هذا الحال حتى مات فلما ذهبوا به ليدفنوه دخل نعشَه طائرٌ لم يُر مثل خلقته من قبل، ولم ير خارجًا منه، وسمعوا بعد دفنه صوتًا على شفير القبر لا يدري من القائل: ? يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ?27ٌ? ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً ?28ٌ? فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ?29ٌ? وَادْخُلِي جَنَّتِيٌ? [صححه الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 285، وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء 3/ 358 هذه قصة متواترة].
وآخر وهو أبو جعفر يزيد بن القعقاع المدني صاحب القراءة المشهورة من القراءات العشر رجل عاش حياته للقرآن، وَعَى القرآن في صدره فلمَّا مات غسَّلوه فنظروا ما بين نحره وفؤاده -منطقة الصدر- كورقة المصحف فيقول نافع مولى ابن عمر وهو ممن غسله: فما شك مَن حضره أنَّه نور القرآن. [سير أعلام النبلاء للذهبي 5/ 287].
أمَّا شيخ الإسلام وتحفة الأنام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الذي عاش حياته في سبيل الله، يجاهد بالكلمة والسنان، سجنه أعداؤه في آخر حياته فانكب على تفسير القرآن، نزعوا الأوراق من بين يديه فكان يكتب على الجدران، حتى منعوه من الأقلام فانكب على تلاوة القرآن يختمه الختمة تلو الختمة حتى كان آخر شيء قرأه قبل أن يموت ? إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ?54ٌ? فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٌٍ? [القمر:55].
قد يقول قائل: هذه قصص السابقين وحكايات الغابرين، أمَّا الآن فلا يوجد مثل ذلك. نقول له: لا بل لا يزال الله يظهر حسن خاتمة من تمسك بكتابه ليدلك على صدق هذا الكتاب الذي من تمسك به نجا.
فهذا شيخ القراء بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة الشيخ عامر السيد عثمان، ابتلاه الله قبل وفاته بسبع سنين بقطع أحباله الصوتية فأصبح قارئ القرآن بلا صوت، هل يسكت أو يتوانى ويعجز؟ لا بل ظلَّ يدرس لتلامذته عن طريق حركة الشفاة والإيماءات والشهيق حتى جاءه مرض الموت فأصبح قصيد الأسرة البيضاء في المستشفى، وقبل وفاته بثلاثة أيام سمعه أهل المستشفى يقرأ القرآن بصوت جهوري عذب ندي لمدة ثلاثة أيام حتى ختم فيهن القرآن من الفاتحة إلى الناس، ثم أسلم الروح إلى بارئها فرحمه الله رحمة واسعة. [الجزاء من جنس العمل للعفاني 2/ 434 نقلاً عن المجلة العربية (عدد 171 ص70)].
وها هو الشيخ محمد بكر إسماعيل صاحب كتاب الفقه الواضح وغيرها من المصنفات الكثير. هذا الرجل حفظ القرآن وهو ابن ست سنين، ثم فقد بصره فلم ييأس بل تعلم القراءات العشر ثم التحق بالأزهر وحصل على الماجستير والدكتوراه حتى أصبح أستاذًا في التفسير وعلوم القرآن، وظلَّ حياته يتعلم ويعلم ويؤلف الكتب حتى الليلة السابقة قبل وفاته بليلة كان يكتب كتابًا عن الأخلاق الإسلامية فكان آخر ما كتب في هذا الكتاب فصل "الإخلاص لله في القول والعمل" ثم لمَّا كانت الليلة التالية قام لله يصلي فقرأ في الركعة الثانية ? يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ?27ٌ? ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً ?28ٌ? فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ?29ٌ? وَادْخُلِي جَنَّتِيٌ? ثم ركع، ثم قام، ثم هوى ساجدًا، فكانت آخر سجدة في حياته، ويبعث المرء على ما مات عليه. [جريدة الأهرام المصرية 25 يناير 2006].
فانظر لنفسك أخي في الله أي خاتمة تحب أن تختم حياتك بها، فإذا أردت حسن الخاتمة فالحق بهذا الركب واحفظ القرآن وتدبره واعمل به كي تكون من الناجين نسأل الله حسن الخاتمة
ـ[أبو المهند]ــــــــ[08 Apr 2009, 03:43 م]ـ
نسأل الله حسن الخاتمة
اللهم آمين(/)
العدالة في القرآن
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[08 Apr 2009, 02:33 ص]ـ
فالإسلامُ قد جعلَ العَدْلَ فَوْقَ كلِّ شيء، فهو يَزِنُ بالقسْطَاسِ المُسْتَقيم بيْنَ الكافِر والمُسْلم، والعَدِّو والمُوالي والمُعَاهِد، فهم جميعاً في نظَرِه أمامَ العدَالةِ سواء، يقول تعالى: ? إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإَحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ?.
والأمَّةُ الإسلامِيَّةُ قَيِّمةٌ على الحُكْمِ بيْن النَّاسِ بالعَدْل متى حكَمتْ في أَمْرِهم. هذا العَدْلَ الذي لم تعرِفْهُ البشريَّة قط – على هذه الصُّورة - إِلاَّ على يدِ الإسلام، وإِلاَّ في حُكْم المسلمين، وإِلاَّ في عهد القيادة الإسلاميَّة للبشريَّة، والذي افتَقَدتّه من قبل ومن بعد هذه القيادةُ فلم تَذُقْ له طعماً قطُّ في مِثْل هذه الصُّورةِ التي تُتَاحُ للنَّاس جميعاً لأَنَّهم ناسٌ لا لأيَّةِ صِفَةٍ أُخرى زائدةٍ عن هذا الأصلِ الذي يُتْرك فيه الناس.
العدالة فى الإسلام
قال تعالى: ? وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ? [البقرة:143]. أي كَما هديْنَاكم إلى قِبْلةٍ هي أوسَطُ القِبَل وأفْضَلُها ? جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ?.
والشُّهداء جمعُ شهيدٍ وأصْلُه الشَّاهدُ للشيءِ والمُخْبِر له عن عِلْمٍ حصَلَ بمشاهَدةِ بصَرٍ أو بَصيرة، ولَمَّا كان المُخْبِرُ عن الشَّيء والمُبيِّن لحالِه جاريًا مجرَى الدليلِ على ذلك سُمِّيتْ الدِّلاَلةُ على الشيء شاهِداً، وكذلك المُخْبِرُ به، فكلُّ من عَرَفَ حالَ شيءٍ وكشَف عنه كان شاهِِداً عليه.
وأعظم شُروطِ قَبُولِ الشَّهادة العدَالةُ كما قال تعالى: ? وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ ? [الطلاق:2]، فلَمَّا اختار اللهُ هذه الأُمَّةَ ليكونوا شُهدَاء على النَّاس عدّلهم فقال: ? وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطً ? قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ? الْوَسَطُ الْعَدلُ ?.
والْعَدْلُ من النَّاس هو المَرْضِيُّ السِّيرةِ المُسْتَقِيمُ الطَّريقة. فهو بَيْن العَدْلِ والعَدَالةِ أَيْ أَنَّهُ رِضَىً ومَقْنَعٌ فِي الشّهادةِ.
وقال الفُقُهاءُ: إِنَّ العدَالةَ مقيَّدةٌ بالصَّلاح فيِ الدِّين وبالاتِّصافِ بالمُروءة، أَمَّا الصَّلاحُ في الدِّين فَيتمُّ بأداءِ الفَرائضِ والنَّوافلُ واجْتِنَاب المُحَرَّمات والمكرُوهاتِ، وعدمِ ارْتِكَابِ كبيرةٍ أو إصْرارٍ على صغيرة.
أَمَّا المُروءةُ فهي أَنْ يفعلَ الإنسانُ ما يَزِينُه ويتْرُكَ ما يَشِينُه من الأقْوَالِ والأفْعال.
قال القاسِميُّ: فإِنْ قيلَ هل الأُمَّةُ كُلُّها شُهودٌ أم بعضُهم؟ فالجواب: وكلُّهم مُمْكِنٌ أَنْ يكُونوا شُهداءَ، وذلك بشريطَةِ أَنْ يُزَكُّوا أنفُسَهم بالعِلْم والعمَلِ الصَّالح، فمن لم يُزَكِّ نفسَه لم يكنْ شاهِداً ومَقْبُولاً، ولذلك قال الله تعالى: ? قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ? [الشمس:9]، وقال تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ ? [النساء:135]، والقِيامُ بالقِسْطِ مُرَاعَاةُ العَدالة، وهي بالقَوْلِ المُجْمَلِ ثلاثٌ:
عدَالةٌ بيْن الإنسانِ ونَفْسِه، وعدالةٌ بيْنَه وبيْن الناس، وعدَالةٌ بيْنَه وبيْن الله عزّ وجلّ.
فأَمَّا عَدْلُ الإنْسانِ فيما بيْنَه وبيْن اللهِ فيكونُ بالقِيَامِ بحقِّ الله عليْه في العِبَادةِ وإخْلاصِها له سبحانه، وإفرادِه سبحانه بها:
(يُتْبَعُ)
(/)
عَنْ مُعَاذٍ - رَضِي اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى حِمَارٍ يُقَالُ: لَهُ عُفَيْرٌ فَقَالَ: (يَا مُعَاذُ! هَلْ تَدْرِي حَقَّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ وَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَحَقَّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ أَنْ لاَ يُعَذِّبَ مَنْ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَفَلاَ أُبَشِّرُ بِهِ النَّاسَ قَالَ: لاَ تُبَشِّرْهُمْ فَيَتَّكِلُوا).
والعِبَادةُ اسمٌ جامعٌ لكلِّ ما يحبُّه الله ويرْضاه من الأقْوَالِ والأعْمالِ الظَّاهِرَةِ والبَاطِنَة، فالصَّلاةُ والزَّكاة والصِّيام والحجُّ وصِدْقُ الحديث وأداءُ الأمانةِ وبرُّ الوالديْن وصِلَةُ الأرحام.
والوفاءُ بالعهود، والأمرُ بالمعروف والنَّهي عن المنكر، وجهادُ الكفَّار والمنافقين، والإحسانُ إلى الجار واليتيمِ والمِسكين وابنِ السَّبيل والمملوكِ من الآدميِّين والبهائم، والدُّعاء والذِّكر والقِراءةُ وأمثالُ ذلك من العبادة، وكذلك حُبُّ اللهِ ورَسُولِه، وخَشْيَةُ اللهِ والإنَابةُ إليه، وإخلاصُ الدِّين له، والصَّبر لحُكْمِه والشُّكر لنعمه، والرِّضا بقضائه، والتوكُّل عليه، والرَّجاء لرحْمتِه، والخَوْفَ من عذابه، وأمْثالُ ذلكَ من العبادة.
واللهُ تعالى لا يَقْبَلُ من العباداتِ إِلاَّ ما كان خالصاً له، ولذلك أمرَ بالإخلاصِ ونهى عن الشِّرك فقال تعالى: ? فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * أَلاَ لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ? [الزمر2: 3]، وقال تعالى: ? وَ الْحَيُّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ? [غافر:65]، وقال تعالى: ? فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ? [الكهف:110].
وقال تعالى: ? وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ? [النساء:36]، وقال تعالى: ? وَقَالَ اللَّهُ لاَ تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ? [النحل: 51]،
وبذلك أرسلَ اللهُ الرُّسلَ وأنزلَ الكُتُبَ قال تعالى: ? وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ? [النحل:36].
وقال تعالى: ? وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُون ? [الأنبياء:25]، وقال تعالى: ? يُنَزِّلُ الْمَلاَئِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُون ? [النحل:2].
فمن عبدَ اللهَ ولم يُشْرِكُ به شيئاً فقد عدلَ فيما بيْنَه وبيْن الله، ومن عبدَ غَيْرَ الله فقد ظَلم، ولذلك قال تعالى: ? وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ? [البقرة: 254]، وقال تعالى: ? إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ? [لقمان:13]، وقال تعالى: ? إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ? [المائدة:72].
وأَمَّا عَدْلُ الإنسانِ فيما بيْنَه وبيْن نَفْسِه فيكونُ بحَمْلِها على المَصالِح وكفِّها عن القَبائح، ثم بالوقُوفِ في أحْوالها على أعْدَلِ الأمْرَيْن مِنْ غَيْرِ تجَاوُزٍ أو تقصير، فإِنَّ التَّجاوُزَ فيها جَوْرٌ والتَّقصيرَ فيها ظُلم، ومن ظَلَم نفسَه فهو لغَيْرِه أظلم، ومن جار عَليْها فهو على غيْره أشد جوراً.
فمن ترك الواجبات فقد ظلم نفسه، ومن انتهك المحرمات فقد ظلم نفسه ? وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ? [الطلاق: 1].
ولذلك لَمَّا أكل الأبوانِ من الشَّجرة المحرَّمة ? قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ? [الأعراف:23].
ولَمَّا قتل موسى القِبْطِيَّ ? قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ ? [القصص:16].
(يُتْبَعُ)
(/)
ولَمَّا هاجر يونُسُ من غير إذْنِ الله قال: ? أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ? [الأنبياء:87].
وقال تعالى في التَّرغيب في التَوبةِ والحضِّ عليها: ? وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ? [النساء:110].
وقال في مَعْرِضِ المَدْح: ? وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ? [آل عمران 135: 136]
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ - رَضِي اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلاَتِي قَالَ: (قُلِ اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ وَارْحَمْنِي إِنَّك أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيم).
وأَمَّا عَدْلُ الإنسانِ فيما بيْنَه وبيْن النَّاس فقد سبقَ الإسْلاَم في أَمْرِه بالعَدالَةِ وَحَثِّه عليها كُلَّ نُظُمِ العَدالةِ الحديثة، حيثُ جعلَ العَدْلَ أساسَ نِظَام الخَليقَةِ كلِّها، قال تعالى: ? وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ * أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ * وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تُخْسِرُوا الْمِيزَان ? [الرحمن7: 9].
فالإسلامُ قد جعلَ العَدْلَ فَوْقَ كلِّ شيء، فهو يَزِنُ بالقسْطَاسِ المُسْتَقيم بيْنَ الكافِر والمُسْلم، والعَدِّو والمُوالي والمُعَاهِد، فهم جميعاً في نظَرِه أمامَ العدَالةِ سواء، يقول تعالى: ? إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإَحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ? [النحل:90]، وقال تعالى: ? إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ ? [النساء:58] هكذا على الإطلاق ? بَيْنَ النَّاسِ ? على اخْتِلاَفِ المِلَلِ والنِّحل والدِّيانات والأجناس ? أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ? [النساء:58]، ولا تَمِيلُوا إلى مُسْلمٍ لإسْلامه ولا على كافرٍ لكُفْره، ولا تَميلُوا إلى وَليِّ لِوَلايَته وعلى مُعَادٍ لعداوته، ولا تميلُوا إلى غَنِيٍّ لغناه ولا على فقيرٍ لفَقْرِه، قال تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ? [النساء:135]، وقال تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ? [المائدة:8]، وقال تعالى: ? وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ? [الأنعام:152].
وقد تكرَّر الأمرُ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- بالعَدْلِ بيْن مَنْ يتحاكَمُ إليه من أهْلِ المِلَلِ الأُخْرى قال تعالى: ? سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ? [المائدة:42].
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم يقولُ اللهُ تعالى: ? وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ? [المائدة:48]، ويقولُ تعالى: ? وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ? [المائدة:49]، ويقولُ اللهُ تعالى: ? فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ ءَامَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ? [الشورى:15]، وإِنْ كذَّبْتُموني وَكَفْرتُم بى، فالعَدْلُ الذي يسْعَى الإسلامُ لإقامته ليسَ عَدْلاً بيْن المسلمين بعضِهم وبعضِ فحَسْب، ولا عَدْلاً مع أهْلِ الكتابِ دُونَ سائرِ النَّاس، وإِنَّما هو حَقُّ لكلِّ إنسان يوصف إنساناً فهذه الصِّفَةُ – صَفةُ النَّاس- هي التي يترتَّب عليها حَقُّ العَدْل في المَنْهج الرَّبانيِّ. وهذه الصِّفَةُ يلْتَقي عليها البَشرُ جميعاً: مؤمنين وكفاراً، أصدقاءَ وأعداء، سُوداً وبيضاً، عرباً وعجماً.
والأمَّةُ الإسلامِيَّةُ قَيِّمةٌ على الحُكْمِ بيْن النَّاسِ بالعَدْل متى حكَمتْ في أَمْرِهم. هذا العَدْلَ الذي لم تعرِفْهُ البشريَّة قط –على هذه الصُّورة- إِلاَّ على يدِ الإسلام، وإِلاَّ في حُكْم المسلمين، وإِلاَّ في عهد القيادة الإسلاميَّة للبشريَّة، والذي افتَقَدتّه من قبل ومن بعد هذه القيادةُ فلم تَذُقْ له طعماً قطُّ في مِثْل هذه الصُّورةِ التي تُتَاحُ للنَّاس جميعاً لأَنَّهم ناسٌ لا لأيَّةِ صِفَةٍ أُخرى زائدةٍ عن هذا الأصلِ الذي يُتْرك فيه الناس».
فالشريعةُ الإسلاميَّةُ في هذه الناحية ناحية العَدالَةِ بيْن النَّاس على اختلاف مِلَلِهم ونِحَلهِم وألْوانِِهم وأجْنَاسِهم تَسْتَحِقُّ من جميعِ النَّاس آمَنُوا به أمْ لم يُؤْمِنُوا نظرةً صادقةً، فإِنَّها لا تزالُ سابِقةً في زَمنِنَا في هذا الشأن، وانْظُرْ إلى أقوَالِ بعض أئمَّةِ المسلمين قبل مِئَاتِ السِّنين:
يقول ابنُ القيِّم: (إِنَّ الله- سبحانه وتَعالى- أرسلَ رُسَلَه وأنزلَ كُتَبه ليقومَ النَّاسُ بالقِسَط وهو العَدْل الذي قامَتْ به الأرضُ والسَّموات، فإذا ظهَرت أماراتُ العَدْلِ وأسفَر وجهُه بأيِّ طريقٍٍ كان فثم شرع الله). ويقول الإمامُ الشاطبي: إِنَّ أحْكَامَ الشَّريعةِ ما شُرِعَتْ إِلاَّ لمصْلَحَةِ النَّاس وحَيْثُما وُجِدَت المَصْلَحَةُ فثمَّ شرْعُ الله.
هذه هي العَدالةُ عندَ المُسلمين، ولم تكنْ يوماً ما مُجرَّد مُثُلٍ عُلْيا أو وصَايا يَفْخَرُون بها دُون مُمارَسَةٍ أو تطبيق، وإِنَّما كانتْ واقعاً عاشَتْه هذه الأُمَّةُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ومارسَتْه وطبَّقتْه في واقع حيَاتها مع البَعيدِ والقَريبِ والعدُوِّ والصَّديق، والمُسْلمِ والكافر:
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ قَالَ: بَيْنَمَا هُوَ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ وَكَانَ فِيهِ مِزَاحٌ بَيْنَا يُضْحِكُهُمْ فَطَعَنَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي خَاصِرَتِهِ بِعُودٍ فَقَالَ: (أَصْبِرْنِي فَقَالَ: اصْطَبِرْ قَالَ: إِنَّ عَلَيْكَ قَمِيصًا وَلَيْسَ عَلَيَّ قَمِيصٌ فَرَفَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ قَمِيصِهِ فَاحْتَضَنَهُ وَجَعَلَ يُقَبِّلُ كَشْحَهُ قَالَ: إِنَّمَا أَرَدْتُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ)
وعَنْ عَائِشَةَ أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ الْمَرْأَةِ الْمَخْزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ فَقَالُوا: مَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم- فَقَالُوا: وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلاَّ أُسَامَةُ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم- فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ
(يُتْبَعُ)
(/)
الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ وَأْيمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَ).
وعَنْ ابن أَبي حَدْرَد الأَسْلَميِّ أَنَّه كان عَلَيْه ليهُودِيٍّ أَرْبعُ دَراهِمَ فَأتَى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فقال يَا مُحَمَّدُ إِنَّ لِي على هذا أرْبعةَ دَراهِمَ وقَدْ غلَبني علَيْها فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (أَعْطِه حَقَّه، قالَ والَّذِي بعثَك بالحَقِّ ما أقْدرُ علَيْها، قَال أَعْطِه حَقَّه، قالَ والَّذِي نَفْسِي بيَدِه ما أَقْدِرُ علَيْها، قَدْ أخْبَرْتُه أَنَّك تَبْعَثُنا إلى خَيْبر، فأرْجُو أَنْ تُغنِّمَنا شيْئاً فأَرْجِعُ فأَقضيه، قال أَعْطِه حَقَّه، قال: وكانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إذا قالَ ثلاثاً لم يُراجَع، فخرجَ ابنُ أبي حَدْرَدَ إلى السُّوقِ وعلَى رَأْسِه عِصَابَةٌ وهُو مُتَّزِرٌ بِبُرْدٍ، فنَزعَ العِمَامةَ عَنْ رَأْسِه فاتَّزر بِهَا ونزَع البُردَة فقَال اشْتَرِ مِنِّي هذه البُردَةَ فباعَها مِنْهُ بأرْبعَةِ درَاهم).
وهكذا رسَّخ - صلى الله عليه وسلم - أصولَ العدَالة في المسلمين بتطبيقها على نفسِه وأهْلِه وعامَّةِ المسلمين وإيصالِ الحَقِّ لأهله ولو كانوا كافرين، فلَمَّا تُوفِّي - صلى الله عليه وسلم- لم يألُ الخلفاءُ من بعده جهداً في حِمَايةِ أُصولِ العدالَة التي وضَعها وحِرَاسَتِها حتى تعمَّ جميعَ الناس:
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ اخْتَصَمَ إِلَيْهِ مُسْلِمٌ وَيَهُودِيٌّ فَرَأَى عُمَرُ أَنَّ الْحَقَّ لِلْيَهُودِيِّ فَقَضَى لَهُ فَقَالَ: لَهُ الْيَهُودِيُّ وَاللَّهِ لَقَدْ قَضَيْتَ بِالْحَقِّ فَضَرَبَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِالدِّرَّةِ ثُمَّ قَالَ: وَمَا يُدْرِيكَ؟ فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ: «إِنَّا نَجِدُ أَنَّهُ لَيْسَ قَاضٍ يَقْضِي بِالْحَقِّ إِلاَّ كَانَ عَنْ يَمِينِهِ مَلَكٌ وَعَنْ شِمَالِهِ مَلَكٌ يُسَدِّدَانِهِ وَيُوَفِّقَانِهِ لِلْحَقِّ مَا دَامَ مَعَ الْحَقِّ فَإِذَا تَرَكَ الْحَقَّ عَرَجَا وَتَرَكَاهُ»
وعَنْ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ خَرَجَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: إِنِّي وَجَدْتُ مِنْ فُلاَنٍ رِيحَ شَرَابٍ فَزَعَمَ أَنَّهُ شَرَابُ الطِّلاَءِ وَأَنَا سَائِلٌ عَمَّا شَرِبَ فَإِنْ كَانَ مُسْكِرًا جَلَدْتُهُ فَجَلَدَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِي اللهُ عَنْهُ الْحَدَّ تَامًّا، وعن حُصَيْن بنِ المُنْذِر قالَ: «شَهِدتُ عُثمانَ بنَ عفَّانَ أُتِيَ بالوَليدِ بنِ عُقْبَة، وهو قَريبٌ له، قد صَلَّى الصُّبْح ركعتيْن ثم قالَ: أزَيدُكم؟ فشَهِدَ حُمْرانُ ورجلٌ آخرُ أحدُهما حمران: أَنَّه شرب الخَمْرَ، وشَهِدَ آخر أَنَّه رآه تقيَّأ، فقال عثمانُ: إِنَّه لم يتقيَّأْ حتى شَرِبَها، وقال قُمْ يا عليّ فَاجْلِدْه».
ولو ذهبنا نتتبَّع هذه الأمثلةَ الرَّائعةَ في عَدالة المسلمين وحِرْصهم على إقامة العَدْل بين الناس لطال بنا الوقتُ ولكنَّها تذكرةٌ للمؤمنين وتنبيهٌ للغافلين أَنَّ هذه عدالة الأمة التي جعلها الله الأمَّة الوسط لتحكم بين الناس بالحقِّ التي فرضه اللهُ عليها ولتكون شاهدةً على الأمم التي سبقتها.
فـ ? الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ? [الأعراف:43].لفضيلة الشيخ / د. عبد العظيم بدوي(/)
يا حامل القرآن .... تدبر .... ثم أجب
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[08 Apr 2009, 06:12 ص]ـ
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب، تبصرة لأولي الألباب، وأودعه من فنون
العلوم والحكم العجب العجاب، وجعله أجل الكتب قدرا، وأغزرها علما، وأعذبها
نظما، وأبلغها في الخطاب، قرآنا غير ذي عوج لا شبهة، فيه ولا ارتياب.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، رب الأرباب، الذي عنت لقيوميته الوجوه وخضعت له الرقاب. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث من أكرم الشعوب وأشرف الشعاب، إلى خير أمة بأفضل كتاب، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه الأنجاب، صلاة وسلاما دائمين إلى يوم المآب.
وبعد،،،، فإن العلوم وإن كثر عددها، وانتشر في الخافقين مددها، فغايتها بحر قعره لا يدرك، ونهايتها طود شامخ لا يستطاع إلى ذروته أن يسلك، ولكن العلوم تشرف بشرف المعلوم؛ لذا فخير العلوم على الإطلاق، وبه يحدث في الأمة الوفاق، بعد التشتت والشقاق، هو القرآن الكريم: كلام رب العالمين، المنزل على سيد المرسلين، نزل به الروح الأمين، المتعبد بتلاوته إلى يوم الدين، المتحدى بأقصر سورة منه العالمين،عدا الملائكة المقربين؛ فهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
فعلم ذووا الألباب فضله، فساروا على نوره وهديه،وأقبلوا عليه زرافات ووحدانا، طامعين في ثناء ربنا ومولانا، حيث وعد التالين له بالأجر العظيم، فقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} … (فاطر:29،30) فعلم أصحاب العقل والرشاد أنه شافع لهم يوم التناد، وأنه خير جليس لا يمله العلماء ولا العباد، وفي ذلك قال صاحب الشاطبية:
وإن كتاب الله أوثق شافع = وأغنى غناء واهبا متفضلا
وخير جليس لا يمل حديثه = وترداده يزداد فيه تجملا
وحيث الفتى يرتاع في ظلماته = من القبر يلقاه سنا متهللا
فحملوا القرآن كما ينبغي أن يحمل، وعاشوه قلبا وقالبا، فها هي عائشة رضي الله عنها تسأل عن خلق النبي عليه الصلاة والسلام، فأوجزت في الجواب والبيان، فقالت: كان خلقه القرآن.
وخذ طرفا ممن صدقوا في حمله، وأرادوا أن يكونوا من أهله، فصدق منهم الجنان، وخشعت الجلود والأركان، فتأمل إلى انشغالهم به عن غيره: فقد أخرج ابن أبي داود عن مكحول قال: كان أقوياء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرءون القرآن في سبع، وبعضهم في شهر، وبعضهم في شهرين، وبعضهم في أكثر من ذلك
ولقد كان السلف رضي الله عنهم لهم عادات مختلفة في قدر ما يختمون فيه، فروى ابن أبي داود ما ذكرته آنفا وزاد فقال: ( ..... وعن بعضهم في كل عشر ليال ختمة، وعن بعضهم في كل ثمان ليال ختمة، وعن الأكثرين في كل سبع ليال، وعن بعضهم في كل ست، وعن بعضهم في كل خمس، وعن بعضهم في كل أربع، وعن كثيرين في كل ثلاث، وعن بعضهم في كل ليلتين، وختم بعضهم في كل يوم وليلة ختمة، ومنهم من كان يختم في كل يوم وليلة ختمتين، ومنم من كان يختم ثلاثا ........ فمن الذين كانوا يختمون ختمة في الليل واليوم عثمان بن عفان رضي الله عنه وتميم الداري وسعيد بن جبير ومجاهد والشافعي وآخرون ....... ).
وليس المقام لتفنيد حكم ختم القرآن فوق أو دون الثلاث، بل خذ العبرة من ذلك، إذ أن القرآن كان شغلهم الشاغل، ولك أن تتأمل إلى من يعيش مع القرآن بهذه الصورة المشرقة، كيف أصبح حاله؟ وكيف يكون مآله؟
ولا تظنن أن همهم عند تلاوته نهاية السورة، بل التدبر هدفهم، والفهم مقصدهم، حيث علمهم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك. فلا بأس إن كرروا منه الآية لإصلاح قلوبهم، وطهارة أفئدتهم، روى النسائي وغيره عن أبي ذر، (أن النبي صلى الله عليه وسلم قام بآية يرددها حتى أصبح: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (المائدة:118))
(يُتْبَعُ)
(/)
بل وعند تلاوته كان البكاء صفتهم، والخشوع سمتهم، عملا بقول ربهم: {وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً} … (الاسراء:109) واقتداء بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، كما ثبت في الصحيحين حديث قراءة ابن مسعود على النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه (فإذا عيناه تذرفان).
بل والتزموا معه الأدب، ولم لا وهو كلام الرب، فذكر البيهقي: (كان ابن عمر إذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ منه.
وفوق كل ذلك فقد أحلوا حلاله وحرموا حرامه، فكان أحدهم مع آي الله وقافا، فيأتمر بما أمر، وينتهي عما نهى، فصدق فيهم أنهم أهل القرآن وخاصته.
فخلف من بعدهم خلف، لم يعرفوا من الإسلام إلا اسمه، ولا من القرآن إلا رسمه، وزعم منهم من زعم أنهم للقرآن حملة، وأنهم أهل الله وخاصته، مع أنهم حرموا حلاله، وأحلوا حرامه، وتركوا محكمه، وتلاعبوا بمتشابهه، وقصدوا به وجه الخلق دون الخالق –إلا من رحم الله- وفي مثل هؤلاء الأدعياء قال علي ابن أبي طالب رضي الله عنه: (يا حملة القرآن اعملوا به فإنما العالم من عمل بما علم ووافق علمه عمله، وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم يخالف عملهم علمهم، وتخالف سريرتهم علانيتهم، يجلسون حلقا يباهي بعضهم بعضا حتى أن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدعه. أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله تعالى).
فكلنا يزعم اليوم أننا حاملون للقرآن، مع أن كثيرا منا لم يتعرف على آدابه سواء كان عالما أو متعلما – إلا من رحم الله – فيا حامل القرآن زعما: ألم تسمع قول النووي –رحمه الله -: (ومن آداب حامل القرآن أن يكون على أكمل الأحوال، وأكرم الشمائل، وأن يرفع نفسه عن كل ما نهى القرآن عنه إجلالا للقرآن، وأن يكون مصونا عن دنيء الاكتساب شريف النفس، مرتفعا على الجبابرة والجفاة من أهل الدنيا، متواضعا للصالحين وأهل الخير) والمساكين، وأن يكون متخشعا ذا سكينة ووقار، فقد جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: (يا معشر القراء ارفعوا رؤوسكم فقد وضح لكم الطريق فاستبقوا الخيرات، لا تكونوا عيالا على الناس) أهـ
فالقرآن له جلال؛ لذا ينبغي له الإجلال، ولقد رأيت معي هدي من سبق، ممن أخلص وصدق، ففازوا بقصب السبق، وهاهو واحد من أهل القرآن يوضح لنا سمات حامله، وما ينبغي أن يكون عليه قارؤه، فيقول ابن مسعود رضي الله عنه: ينبغي لحامل القرآن أن يعرف
فيا حامل القرآن: أترى في نفسك ما أسلفنا ذكره من أقوال سلفنا أم أنت ممن لبسوا جلود الضأن على قلوب الذئاب. إن لحامل القرآن آدابا سواء للمعلم أو المتعلم، ولا يسع المجال لذكر ذلك، بل سيذكر في حينه إن شاء الله، إلا أنني أطرح عليك عدة تساؤلات اجعلها لك مفتاحا، أو علامات على أول الطريق، ولكن كن صادقا في الجواب على نفسك، حتى تشرف أن تكون من أهل القرآن.
أولا: ما نيتك عند تلاوة القرآن؟ أو عند تعلمه أو تعليمه.
ثانيا: ما شعورك إذا قصد الناس غير مجلسك؟ والتفوا حول غيرك.
ثالثا: في كم يوم تختم القرآن؟
رابعا: هل لك ورد بالليل؟ وإن كان، فكم تختم في كل ليلة؟
خامسا: هل تتأدب مع القرآن عند تلاوته؟.
سادسا: هل تجد قلبك عند تلاوة القرآن؟
سابعا: تعرف على أخلاقك من حيث حسنها وقبحها، ورفعتها وتدنيها.
فيا حامل القرآن: هذه بعض أسئلة هامة وليس كلها، فأجب بصدق وبادر بالسعي عسى أن تصل إلى أشرف مقصود وتنال رضا الرب المعبود.
جعلني الله وإياك من أهل القرآن وخاصته، إنه ولي ذلك والقادر عليه
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
موقع طريق القرآن
ـ[أبو المهند]ــــــــ[08 Apr 2009, 03:31 م]ـ
[وهاهو واحد من أهل القرآن يوضح لنا سمات حامله، وما ينبغي أن يكون عليه قارؤه، فيقول ابن مسعود رضي الله عنه: ينبغي لحامل القرآن أن يعرف .............................................. ......................
فيا حامل القرآن: أترى في نفسك ما أسلفنا ذكره موقع طريق القرآن
فتح الله لك وعليك يا محبة القرآن على هذا القبْس الأدبي الجيد ونفعنا الله بالقرآن وألبسنا حلته.
ولكن
حدث سقط يرجى عدم وجوده في المشاركة الأم في موقع طريق القرآن تخص قول سيدنا عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ وتمامه:
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس يفطرون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخلطون، وبخشوعه إذا الناس يختالون، وينبغي لحامل القرآن أن لا يكون صخاباً، ولا صياحاً، ولا حديداً.
والله الموفق
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[08 Apr 2009, 05:13 م]ـ
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب، تبصرة لأولي الألباب، وأودعه من فنون
العلوم والحكم العجب العجاب، وجعله أجل الكتب قدرا، وأغزرها علما، وأعذبها
نظما، وأبلغها في الخطاب، قرآنا غير ذي عوج لا شبهة، فيه ولا ارتياب.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، رب الأرباب، الذي عنت لقيوميته الوجوه وخضعت له الرقاب. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث من أكرم الشعوب وأشرف الشعاب، إلى خير أمة بأفضل كتاب، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه الأنجاب، صلاة وسلاما دائمين إلى يوم المآب.
وبعد،،،، فإن العلوم وإن كثر عددها، وانتشر في الخافقين مددها، فغايتها بحر قعره لا يدرك، ونهايتها طود شامخ لا يستطاع إلى ذروته أن يسلك، ولكن العلوم تشرف بشرف المعلوم؛ لذا فخير العلوم على الإطلاق، وبه يحدث في الأمة الوفاق، بعد التشتت والشقاق، هو القرآن الكريم: كلام رب العالمين، المنزل على سيد المرسلين، نزل به الروح الأمين، المتعبد بتلاوته إلى يوم الدين، المتحدى بأقصر سورة منه العالمين،عدا الملائكة المقربين؛ فهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
فعلم ذووا الألباب فضله، فساروا على نوره وهديه،وأقبلوا عليه زرافات ووحدانا، طامعين في ثناء ربنا ومولانا، حيث وعد التالين له بالأجر العظيم، فقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} … (فاطر:29،30) فعلم أصحاب العقل والرشاد أنه شافع لهم يوم التناد، وأنه خير جليس لا يمله العلماء ولا العباد، وفي ذلك قال صاحب الشاطبية:
وإن كتاب الله أوثق شافع = وأغنى غناء واهبا متفضلا
وخير جليس لا يمل حديثه = وترداده يزداد فيه تجملا
وحيث الفتى يرتاع في ظلماته = من القبر يلقاه سنا متهللا
فحملوا القرآن كما ينبغي أن يحمل، وعاشوه قلبا وقالبا، فها هي عائشة رضي الله عنها تسأل عن خلق النبي عليه الصلاة والسلام، فأوجزت في الجواب والبيان، فقالت: كان خلقه القرآن.
وخذ طرفا ممن صدقوا في حمله، وأرادوا أن يكونوا من أهله، فصدق منهم الجنان، وخشعت الجلود والأركان، فتأمل إلى انشغالهم به عن غيره: فقد أخرج ابن أبي داود عن مكحول قال: كان أقوياء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرءون القرآن في سبع، وبعضهم في شهر، وبعضهم في شهرين، وبعضهم في أكثر من ذلك
ولقد كان السلف رضي الله عنهم لهم عادات مختلفة في قدر ما يختمون فيه، فروى ابن أبي داود ما ذكرته آنفا وزاد فقال: ( ..... وعن بعضهم في كل عشر ليال ختمة، وعن بعضهم في كل ثمان ليال ختمة، وعن الأكثرين في كل سبع ليال، وعن بعضهم في كل ست، وعن بعضهم في كل خمس، وعن بعضهم في كل أربع، وعن كثيرين في كل ثلاث، وعن بعضهم في كل ليلتين، وختم بعضهم في كل يوم وليلة ختمة، ومنهم من كان يختم في كل يوم وليلة ختمتين، ومنم من كان يختم ثلاثا ........ فمن الذين كانوا يختمون ختمة في الليل واليوم عثمان بن عفان رضي الله عنه وتميم الداري وسعيد بن جبير ومجاهد والشافعي وآخرون ....... ).
وليس المقام لتفنيد حكم ختم القرآن فوق أو دون الثلاث، بل خذ العبرة من ذلك، إذ أن القرآن كان شغلهم الشاغل، ولك أن تتأمل إلى من يعيش مع القرآن بهذه الصورة المشرقة، كيف أصبح حاله؟ وكيف يكون مآله؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا تظنن أن همهم عند تلاوته نهاية السورة، بل التدبر هدفهم، والفهم مقصدهم، حيث علمهم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك. فلا بأس إن كرروا منه الآية لإصلاح قلوبهم، وطهارة أفئدتهم، روى النسائي وغيره عن أبي ذر، (أن النبي صلى الله عليه وسلم قام بآية يرددها حتى أصبح: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (المائدة:118))
بل وعند تلاوته كان البكاء صفتهم، والخشوع سمتهم، عملا بقول ربهم: {وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً} … (الاسراء:109) واقتداء بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، كما ثبت في الصحيحين حديث قراءة ابن مسعود على النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه (فإذا عيناه تذرفان).
بل والتزموا معه الأدب، ولم لا وهو كلام الرب، فذكر البيهقي: (كان ابن عمر إذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ منه).
وفوق كل ذلك فقد أحلوا حلاله وحرموا حرامه، فكان أحدهم مع آي الله وقافا، فيأتمر بما أمر، وينتهي عما نهى، فصدق فيهم أنهم أهل القرآن وخاصته.
فخلف من بعدهم خلف، لم يعرفوا من الإسلام إلا اسمه، ولا من القرآن إلا رسمه، وزعم منهم من زعم أنهم للقرآن حملة، وأنهم أهل الله وخاصته، مع أنهم حرموا حلاله، وأحلوا حرامه، وتركوا محكمه، وتلاعبوا بمتشابهه، وقصدوا به وجه الخلق دون الخالق –إلا من رحم الله- وفي مثل هؤلاء الأدعياء قال علي ابن أبي طالب رضي الله عنه: (يا حملة القرآن اعملوا به فإنما العالم من عمل بما علم ووافق علمه عمله، وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم يخالف عملهم علمهم، وتخالف سريرتهم علانيتهم، يجلسون حلقا يباهي بعضهم بعضا حتى أن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدعه. أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله تعالى).
فكلنا يزعم اليوم أننا حاملون للقرآن، مع أن كثيرا منا لم يتعرف على آدابه سواء كان عالما أو متعلما – إلا من رحم الله – فيا حامل القرآن زعما: ألم تسمع قول النووي –رحمه الله -: (ومن آداب حامل القرآن أن يكون على أكمل الأحوال، وأكرم الشمائل، وأن يرفع نفسه عن كل ما نهى القرآن عنه إجلالا للقرآن، وأن يكون مصونا عن دنيء الاكتساب شريف النفس، مرتفعا على الجبابرة والجفاة من أهل الدنيا، متواضعا للصالحين وأهل الخير) والمساكين، وأن يكون متخشعا ذا سكينة ووقار، فقد جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: (يا معشر القراء ارفعوا رؤوسكم فقد وضح لكم الطريق فاستبقوا الخيرات، لا تكونوا عيالا على الناس) أهـ
فالقرآن له جلال؛ لذا ينبغي له الإجلال، ولقد رأيت معي هدي من سبق، ممن أخلص وصدق، ففازوا بقصب السبق، وهاهو واحد من أهل القرآن يوضح لنا سمات حامله، وما ينبغي أن يكون عليه قارؤه، فيقول ابن مسعود رضي الله عنه: (ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس يفطرون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخلطون، وبخشوعه إذا الناس يختالون، وينبغي لحامل القرآن أن لا يكون صخاباً، ولا صياحاً، ولا حديداً).
فيا حامل القرآن: أترى في نفسك ما أسلفنا ذكره من أقوال سلفنا أم أنت ممن لبسوا جلود الضأن على قلوب الذئاب. إن لحامل القرآن آدابا سواء للمعلم أو المتعلم، ولا يسع المجال لذكر ذلك، بل سيذكر في حينه إن شاء الله، إلا أنني أطرح عليك عدة تساؤلات اجعلها لك مفتاحا، أو علامات على أول الطريق، ولكن كن صادقا في الجواب على نفسك، حتى تشرف أن تكون من أهل القرآن.
أولا: ما نيتك عند تلاوة القرآن؟ أو عند تعلمه أو تعليمه.
ثانيا: ما شعورك إذا قصد الناس غير مجلسك؟ والتفوا حول غيرك.
ثالثا: في كم يوم تختم القرآن؟
رابعا: هل لك ورد بالليل؟ وإن كان، فكم تختم في كل ليلة؟
خامسا: هل تتأدب مع القرآن عند تلاوته؟.
سادسا: هل تجد قلبك عند تلاوة القرآن؟
سابعا: تعرف على أخلاقك من حيث حسنها وقبحها، ورفعتها وتدنيها.
فيا حامل القرآن: هذه بعض أسئلة هامة وليس كلها، فأجب بصدق وبادر بالسعي عسى أن تصل إلى أشرف مقصود وتنال رضا الرب المعبود.
جعلني الله وإياك من أهل القرآن وخاصته، إنه ولي ذلك والقادر عليه
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
جزاك الله خيرا أخي د. خضر على التبيه
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[09 Apr 2009, 11:48 م]ـ
أولا: ما نيتك عند تلاوة القرآن؟ أو عند تعلمه أو تعليمه.
ثالثا: في كم يوم تختم القرآن؟
رابعا: هل لك ورد بالليل؟ وإن كان، فكم تختم في كل ليلة؟
خامسا: هل تتأدب مع القرآن عند تلاوته؟.
سادسا: هل تجد قلبك عند تلاوة القرآن؟
سابعا: تعرف على أخلاقك من حيث حسنها وقبحها، ورفعتها وتدنيها.
فيا حامل القرآن: هذه بعض أسئلة هامة وليس كلها، فأجب بصدق وبادر بالسعي عسى أن تصل إلى أشرف مقصود وتنال رضا الرب المعبود.
جعلني الله وإياك من أهل القرآن وخاصته، إنه ولي ذلك والقادر عليه
آمين، وهي أسئلة مهمة كل واحد منها يحتاج إلى وقفة خاصة وتأمل تام، فبوركت ناقلة، وبوركت يد سطرتها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[10 Apr 2009, 12:05 ص]ـ
آمين، وهي أسئلة مهمة كل واحد منها يحتاج إلى وقفة خاصة وتأمل تام، فبوركت ناقلة، وبوركت يد سطرتها.
وفيك بارك الله(/)
من يفيدنا بتعريف مختصر عن تفسير أبي المظفر السمعاني؟
ـ[أبو صالح المدني]ــــــــ[08 Apr 2009, 11:01 ص]ـ
السلام عليكم، إخوتي الكرام:
أرجو منكم إفادتنا بتعريف مختصر بتفسير المراغي.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[08 Apr 2009, 11:27 ص]ـ
سؤال الأستاذ أبي صالح المدني في الحقيقة سؤالان،
فلو حدد مطلبه منهما لكان السؤال أدق وأوضح.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[08 Apr 2009, 06:22 م]ـ
تفسير أبي المظفر السمعاني!!!؟
أخي الكريم
انظرهنا >>>
موازنة بين تفسير أبي المظفر السمعاني وأبي محمد البغوي وسر التشابه
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=72011
وهلا وغلا وألف مرحبا
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[08 Apr 2009, 06:37 م]ـ
وأما تفسير الشيخ المراغي؛ فانظر >>>
منهج الشيخ المراغي في تفسيره وابحاثا تتحدث حول التفسير القراني
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=131118
وعلى الرحب والسعة(/)
فوائد من تفاسير الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[08 Apr 2009, 06:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فاستكمالاً لما تم الشروع فيه من استخراج فوائد من كتب العلامة محمد بن عثيمين عليه رحمات رب العالمين وكانت البداية بكتاب رياض الصالحين، ثم كتاب الأربعين النووية ثم كان الكتاب الثالث تعليق الشيخ على صحيح مسلم، وهذه الزاوية بإذن الله ستعنى باستخراج فوائد من تفاسير الشيخ ابن عثيمين عليه رحمة الله، وسأفتتحها باستخراج الفوائد من تفسير الشيخ لسورة الفاتحة والبقرة وهو تفسير مطبوع في ثلاث مجلدات، والطبعة التي يتم منها النقل هي الطبعة الأولى 1423هـ، دار ابن الجوزي.
فوائد من المجلد الأول:
1 ـ سورة الفاتحة سميت بذلك لأنه افتتح بها القرآن الكريم، وقد قيل: إنها أول سورة نزلت كاملة. ص3.
2 ـ سورة الفاتحة لها مميزات تتميز بها عن غيرها، منها أنها ركن في الصلوات التي هي أفضل أركان الإسلام بعد الشهادتين فلا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب، ومنها أنها رقية إذا قرئ بها على المريض شُفي بإذن الله، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال للذي قرأ على اللديغ، فبرئ: (وما يدريك أنها رقية).
وقد ابتدع بعض الناس اليوم في هذه السورة بدعة، فصاروا يختمون بها الدعاء، ويبتدئون بها الخطب ويقرؤونها عند بعض المناسبات، وهذا غلط: تجده مثلاً إذا دعا، ثم دعا قال لمن حوله: (الفاتحة) يعني اقرؤوا الفاتحة، وبعض الناس يبتدئ بها في خطبه أو في أحواله، وهذا أيضاً غلط لأن العبادات مبناها على التوقيف، والاتباع. ص 3 - 4.
3 ـ هل البسملة آية من الفاتحة أو لا؟
في هذا خلاف بين العلماء فمنهم من يقول: إنها آية من الفاتحة، ويقرأ بها جهراً في الصلاة الجهرية، ويرى أنها لا تصح إلا بقراءة البسملة لأنها من الفاتحة ومنهم من يقول: إنها ليست من الفاتحة ولكنها آية مستقلة من كتاب الله وهذا القول هو الحق ودليل هذا: النص، وسياق السورة.
أما النص:
فقد جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين: إذا قال: (الحمد لله رب العالمين) قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: (الرحمن الرحيم) قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: (مالك يوم الدين) قال الله تعالى: مجدني عبدي، وإذا قال (إياك نعبد وإياك نستعين) قال الله تعالى: هذا بيني وبين عبدي نصفين، وإذا قال: (اهدنا الصراط المستقيم) قال الله تعالى: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)، وهذا كالنص على أن البسملة ليست من الفاتحة، وفي الصحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وعمر، فكانوا لا يذكرون (بسم الله الرحمن الرحيم) في أول قراءة ولا في آخرها) والمراد لا يجهرون والتمييز بينها وبين الفاتحة في الجهر وعدمه يدل على أنها ليست منها.
أما من جهة السياق من حيث المعنى:
فالفاتحة سبع آيات بالاتفاق، وإذا أردت أن توزع سبع الآيات على موضوع السورة وجدت أن نصفها هو قوله تعالى: (إياك نعبد وإياك نستعين) وهي الآية التي قال الله فيها: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين) لأن (الحمد لله رب العالمين) واحدة (الرحمن الرحيم) الثانية (مالك يوم الدين) الثالثة، وكلها حق لله عز وجل (إياك نعبد وإياك نستعين) الرابعة يعني الوسط وهي قسمان: قسم منها حق لله، وقسم حق للعبد (اهدنا الصراط المستقيم) للعبد (صراط الذين أنعمت عليهم) للعبد (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) للعبد.
فتكون ثلاث آيات لله عز وجل وهي الثلاث الأولى، وثلاث آيات للعبد وهي الثلاث الأخيرة وواحدة بين العبد وربه وهي الرابعة الوسطى.
فالصواب الذي لا شك فيه أن البسملة ليست من الفاتحة كما أن البسملة ليست من بقية السور. ص7 ـ 9.
4 ـ قال تعالى: (الحمد لله رب العالمين) فهنا تقديم وصف الله بالألوهية على وصفه بالربوبية:
وهذا إما لأن (الله) هو الاسم العَلَم الخاص به، والذي تتبعه جميع الأسماء، وإما لأن الذين جاءتهم الرسل ينكرون الألوهية فقط. ص 10.
5 ـ ربوبية الله عز وجل مبنية على الرحمة الواسعة للخلق الواصلة، لأن الله تعالى لما قال: (رب العالمين) كأن سائلاً يسأل: (ما نوع هذه الربوبية؟ هل هي ربوبية أخذ، وانتقام، أو ربوبية رحمة، وإنعام؟ قال تعالى: (الرحمن الرحيم). ص11.
6 ـ في قوله تعالى: (مالك) قراءة سبعية: (مَلِك) و (المَلِك) أخص من (المالك).
ففي الجمع بين القراءتين فائدة عظيمة، وهي أن ملكه جل وعلا ملك حقيقي، لأن من الخلق من يكون ملكاً، ولكن ليس بمالك: يسمى ملكاً اسماً وليس له من التدبير شيء، ومن الناس من يكون مالكاً، ولا يكون ملكاً: كعامة الناس، ولكن الرب عز وجل مالك ملك. ص 12.
7 ـ قال تعالى: (مالك يوم الدين)
إن قال قائل: أليس مالك يوم الدين، والدنيا؟
فالجواب: بلى، لكن ظهور ملكوته، وملكه، وسلطانه، إنما يكون في ذلك اليوم لأن الله تعالى ينادي: (لمن الملك اليوم) فلا يجيب أحد فيقول تعالى: (لله الواحد القهار) في الدنيا يظهر ملوك يعتقد شعوبهم أنه لا مالك إلا هم فالشيوعيون مثلاً لا يرون أن هناك رباً للسموات، والأرض يرون أن الحياة: أرحام تدفع، وأرض تبلع، وأن ربهم هو رئيسهم. ص 12ـ 13.
بقية الفوائد تأتي تباعاً بإذن الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Apr 2009, 10:23 م]ـ
نقلت تعقيباتي إلى موضع مستقل حسب طلب أخينا فهد
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[08 Apr 2009, 10:44 م]ـ
أخي محب القرآن، السلام عليك ورحمة الله وبركاته، وأسأل الله سبحانه أن يجعلنا وإياكم من المتحابين فيه، وأن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح.
يا محب، مشاركاتكم وتعقباتكم على الرأس والعين وإن اختلفنا معها، لكن أتمنى أن تتكرم وتجعل ما تعقب عليه خاصة في هذا الموضوع في مشاركة مستقلة بعنوان مستقل وتناقشها وتبين رأيك فيها، دون أن تجعلها في هذه الزاوية، لأنه كما تعلم الاشتغال عن المقصود إعراض عن المقصود، فإذا تجاذبت أنا وإياك وتجاذب معنا بقية الأعضاء بساط الحديث عن ابتداء قراءة الفاتحة في المناسبات أو غيرها من القضايا صرفنا ذلك عن المقصود الأهم وهو استخلاص الفوائد من تفاسير الشيخ رحمه الله التي لأجلها كتبت هذا الموضوع، فآمل أن تتكرم بالاستجابة وفقك الله وبارك فيك، ولا يكن في صدرك أخي شيء فو الله ما أريد إلا الخير وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم إليه.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Apr 2009, 10:51 م]ـ
أخي محب القرآن، السلام عليك ورحمة الله وبركاته، وأسأل الله سبحانه أن يجعلنا وإياكم من المتحابين فيه، وأن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح.
يا محب، مشاركاتكم وتعقباتكم على الرأس والعين وإن اختلفنا معها، لكن أتمنى أن تتكرم وتجعل ما تعقب عليه خاصة في هذا الموضوع في مشاركة مستقلة بعنوان مستقل وتناقشها وتبين رأيك فيها، دون أن تجعلها في هذه الزاوية، لأنه كما تعلم الاشتغال عن المقصود إعراض عن المقصود، فإذا تجاذبت أنا وإياك وتجاذب معنا بقية الأعضاء بساط الحديث عن ابتداء قراءة الفاتحة في المناسبات أو غيرها من القضايا صرفنا ذلك عن المقصود الأهم وهو استخلاص الفوائد من تفاسير الشيخ رحمه الله التي لأجلها كتبت هذا الموضوع، فآمل أن تتكرم بالاستجابة وفقك الله وبارك فيك، ولا يكن في صدرك أخي شيء فو الله ما أريد إلا الخير وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم إليه.
بارك الله فيك وليس في صدري إلا الخير إن شاء الله تعالى.
ولك ما طلبت.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[08 Apr 2009, 10:55 م]ـ
هذا الظن بك، بارك الله فيك ونفع بك.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[09 Apr 2009, 03:28 م]ـ
8 ـ ليعلم أن القراءة التي ليست في المصحف الذي بين أيدي الناس لا تنبغي القراءة بها عند العامة لوجوه ثلاثة:
الوجه الأول: أن العامة إذا رأوا هذا القرآن العظيم الذي قد ملأ قلوبهم تعظيمه، واحترامه إذا رأوه مرة كذا، ومرة كذا تنزل منزلته عندهم لأنهم عوام لا يُفرقون.
الوجه الثاني: أن القارئ يتهم بأنه لا يعرف لأنه قرأ عند العامة بما لايعرفونه فيبقى هذا القارئ حديث العوام في مجالسهم.
الوجه الثالث: أنه إذا أحسن العامي الظن بهذا القارئ وأن عنده علماً بما قرأ فذهب يقلده فربما يخطئ ثم يقرأ القرآن لا على قراءة المصحف، ولا على قراءة التالي الذي قرأها وهذه مفسدة.
ولهذا قال علي: (حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يُكذب الله ورسوله). وقال ابن مسعود:: (إنك لا تحدث قوما ً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة).
والحمد لله: ما دام العلماء متفقين على أنه لا يجب أن يقرأ الإنسان بكل قراءة، وأنه لو اقتصر على واحدة من القراءات فلا بأس، فدع الفتنة وأسبابها. ص 18 ـ 19.
9 ـ قال تعالى: (غير المغضوب عليهم ولا الضالين).
هذا من بلاغة القرآن حيث جاء التعبير عن المغضوب عليهم باسم المفعول الدال على أن الغضب عليهم حاصل من الله تعالى، ومن أوليائه. ص 20.
10 ـ قال تعالى: (غير المغضوب عليهم ولا الضالين).
فقدم سبحانه الأشد، فالأشد لأنه تعالى قدم المغضوب عليهم على الضالين لأنهم أشد مخالفة للحق من الضالين فإن المخالف عن علم يصعب رجوعه بخلاف المخالف عن جهل. ص 20.
11 ـ سورة الفاتحة سورة عظيمة، ولا يمكن لي ولا لغيري أن يحيط بمعانيها العظيمة، لكن هذا قطرة من بحر، ومن أراد التوسع في ذلك فعليه بكتاب (مدارج السالكين) لابن القيم رحمه الله. ص20.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[10 Apr 2009, 02:49 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
12 ـ قال جل وعلا في افتتاح سورة البقرة: (آلم).
هذه الحروف الهجائية اختلف العلماء فيها، وفي الحكمة منها على أقوال كثيرة يمكن حصرها في أربعة أقوال:
القول الأول: أن لها معنى، واختلف أصحاب هذا القول في تعيينه: هل هو اسم لله عز وجل أو اسم للسورة أو أنه إشارة إلى مدة هذه الأمة أو نحو ذلك.
القول الثاني: هي حروف هجائية ليس لها معنى إطلاقاً.
القول الثالث: لها معنى الله أعلم به، فنجزم بأن لها معنى ولكن الله أعلم به لأنهم يقولون: إن القرآن لا يمكن أن ينزل إلا بمعنى.
القول الرابع: التوقف، وألا نزيد على تلاوتها ونقول: الله أعلم: ألها معنى، أم لا وإذا كان لها معنى فلا ندري ما هو.
وأصح الأقوال فيها القول الثاني وهو أنها حروف هجائية ليس لها معنى على الإطلاق وهذا مروي عن مجاهد، وحجة هذا القول: أن القرآن نزل بلغة العرب وهذه الحروف ليس لها معنى في اللغة العربية مثل ما تقول: ألف، باء، تاء، ثاء، جيم، حاء. . .، فهي كذلك حروف هجائية.
أما كونه تعالى اختار هذا الحرف دون غيره، ورتبها هذا الترتيب فهذا ما لا علم لنا به.
هذا بالنسبة لذات هذه الحروف، أما بالنسبة للحكمة منها فعلى قول من يعين لها معنى فإن الحكمة منها: الدلالة على ذلك المعنى مثل غيرها مما في القرآن.
وأما على قول من يقول: (ليس لها معنى)، أو: (لها معنى الله أعلم به) أو: (يجب علينا التوقف) فإن الحكمة عند هؤلاء على أرجح الأقوال وهو الذي اختاره ابن القيم، وشيخ الإسلام ابن تيمية، واختاره تلميذه الحافظ الذهبي، وجمع كثير من أهل العلم هو الإشارة إلى بيان إعجاز القرآن العظيم، وأن هذا القرآن لم يأت بكلمات، أو بحروف خارجة عن نطاق البشر وإنما هو من الحروف التي لا تعدو ما يتكلم به البشر ومع ذلك فقد أعجزهم.
فهذا أبين في الإعجاز لأنه لو كان في القرآن حروف أخرى لا يتكلم الناس بها لم يكن الإعجاز في ذلك واقعاً لكنه بنفس الحروف التي يتكلم بها الناس ومع هذا فقد أعجزهم، فالحكمة منها ظهور إعجاز القرآن الكريم في أبلغ ما يكون من العبارة، قالوا:
ويدل على ذلك أنه ما من سورة افتتحت بهذه الحروف إلا وللقرآن فيها ذكر إلا بعض السور القليلة لم يذكر فيها القرآن لكن ذُكر ما كان من خصائص القرآن:
فمثلاً قوله تعالى: (كهيعص) ليس بعدها ذكر للقرآن ولكن جاء في السورة خاصية من خصائص القرآن وهي ذكر قصص من كان قبلنا: (ذكر رحمت ربك عبده زكريا).
كذلك في سورة الروم قال تعالى في أولها: (الم * غلبت الروم) فهذا الموضع أيضاً ليس فيه ذكر للقرآن ولكن في السورة ذكر شيء من خصائص القرآن وهو الإخبار عن المستقبل: (غلبت الروم * في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون * في بضع سنين).
وكذلك أيضاً قوله تعالى: (الم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون) ليس فيها ذكر القرآن ولكن فيها شيء من القصص الذي هو أحد خصائص القرآن: (ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا).
فهذا القول الذي اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية واختاره جمع من أهل العلم هو الراجح: أن الحكمة من هذا ظهور إعجاز القرآن في أبلغ صوره، حيث أن القرآن لم يأت بجديد من الحروف ومع ذلك فإن أهل اللغة العربية عجزوا عن معارضته وهم البلغاء الفصحاء. ص22 ـ 24.
13 ـ قال الله جل وعلا: (ذلك الكتاب لا ريب فيه)
أشار إليه سبحانه بأداة البعيد (ذلك) لعلو منزلته لأنه أشرف كتاب، وأعظم كتاب، وإذا كان القرآن عالي المكانة والمنزلة، فلا بد أن يعود ذلك على المتمسك به بالعلو والرفعة، لأن الله سبحانه وتعالى يقول: (ليظهره على الدين كله) وكذلك ما وُصف به القرآن من الكرم، والمدح، والعظمة فهو وصف أيضاً لمن تمسك به. ص 25، ص28.
14 ـ من القواعد الهامة في فهم وتفسير القرآن:
أنه يجب علينا إجراء القرآن على ظاهره، وأن لا نصرفه عن الظاهر إلا بدليل، مثل قوله تعالى: (والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء) فهذه الآية ظاهرها خبر لكن المراد بها الأمر لأنه قد لا تتربص المطلقة فما دمت تريد تفسير القرآن الكريم فيجب عليك أن تجريه على ظاهره إلا ما دل الدليل على خلافه، وذلك لأن المفسر للقرآن شاهد على الله بأنه أراد كذا وكذا وأنت لو فسرت كلام بشر على خلاف ظاهره للامك هذا المتكلم، وقال: لماذا تحمل كلامي على خلاف ظاهره! ليس لك إلا الظاهر، مع أنك لو فسرت كلام هذا الرجل على خلاف ظاهره لكان أهون لوماً مما لو فسرت كلام الله، لأن المتكلم غير الله ربما يخفى عليه المعنى، أو يعييه التعبير، أو يعبر بشيء ظاهره خلاف ما يريده، فتفسره أنت على ما تظن أنه يريده، أما كلام الله عز وجل فهو صادر عن علم، وبأبلغ كلام، وأفصحه، ولا يمكن أن يخفى على الله عز وجل ما يتضمنه كلامه فيجب عليك أن تفسره بظاهره. ص26 ـ 27.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[12 Apr 2009, 03:18 م]ـ
15 ـ قال تعالى: (إن الذين كفروا سواء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون).
من فوائد هذه الآية أن الإنسان إذا كان لا يشعر بالخوف عند الموعظة، ولا بالإقبال على الله تعالى فإن فيه شبهاً من الكفار الذين لا يتعظون بالمواعظ، ولا يؤمنون عند الدعوة إلى الله. ص38.
16 ـ قال الله تعالى: (يخادعون الله والذين ءامنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون).
إن قيل: كيف يكون خداعهم لله وهو يعلم ما في قلوبهم؟
فالجواب: أنهم أظهروا إسلامهم فكأنما خادعوا الله لأنهم حينئذ تُجرى عليهم أحكام الإسلام، فيلوذون بحكم الله ـ تبارك وتعالى ـ حيث عصموا دماءهم وأموالهم بذلك. ص45.
17 ـ قال تعالى: (وإذا قيل لهم ءامنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما ءامن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون).
من فوائد الآية: أن كل من لم يؤمن فهو سفيه، كما قال الله تعالى: (ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه). ص51.
18 ـ قال جل وعلا عن المنافقين: (وإذا لقوا الذين ءامنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون).
المنافق ذليل لأنه خائن فهم (إذا لقوا الذين ءامنوا قالوا آمنا) خوفاً من المؤمنين، و (إذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم) خوفاً منهم، فهم أذلاء عند هؤلاء، وهؤلاء، لأن كون الإنسان يتخذ من دينه تقية فهذا دليل على ذله، وهذا نوع من النفاق لأنه تستر بما يُظَن أنه خير وهو شر. ص54 ـ 55.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[17 Apr 2009, 01:59 م]ـ
19 ـ قال تعالى: (يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت).
قيل: إن في الآية مجازاً من وجهين، الأول: أن الأصابع ليست كلها تجعل في الأذن والثاني: أنه ليس كل الأصبع يدخل في الأذن.
والتحقيق: أنه ليس في الآية مجاز، أما الأول: فلأن (أصابع) جمع عائد على قوله تعالى: (يجعلون) فيكون من باب توزيع الجمع على الجمع ـ أي يجعل كل واحد منهم أصبعه في أذنه، وأما الثاني: فلأن المخاطب لا يمكن أن يفهم من جعل الأصبع في الأذن أن جميع الأصبع تدخل في الأذن، وإذا كان لا يمكن ذلك امتنع أن تحمل الحقيقة على إدخال جميع الأصبع، بل الحقيقة أن ذلك إدخال بعض الأصبع، وحينئذ لا مجاز في الآية.
على أن القول الراجح أنه لامجاز في القرآن أصلاً لأن معاني الآيات تدرك بالسياق، وحقيقة الكلام: ما دل عليه السياق وإن استعملت الكلمات في غير أصلها، وبحث ذلك مذكور في كتب البلاغة، وأصول الفقة.
وأكبر دليل على امتناع المجاز في القرآن: أن من علامات المجاز صحة نفيه، وتبادر غيره لولا القرينة، وليس في القرآن ما يصح نفيه وإذا وجدت القرينة صار الكلام بها حقيقة في المراد به. ص65 ـ 66.
20 ـ قال تعالى: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم).
النداء هنا وجه لعموم الناس مع أن السورة مدنية والغالب في السور المدنية أن النداء فيها يكون موجهاً للمؤمنين، والله أعلم بما أراد في كتابه، ولو قال قائل: لعل هذه آية مكية جعلت في السورة المدنية؟
فالجواب: أن الأصل عدم ذلك ـ أي إدخال الآيات المكية في السور المدنية، أو العكس ولا يجوز العدول عن هذا الأصل إلا بدليل صحيح صريح وعلى هذا فما نراه في عناوين بعض السور أنها مدنية إلا آية كذا، أو مكية إلا آية كذا غير مسلم حتى يثبت ذلك بدليل صحيح صريح، وإلا فالأصل أن السورة المدنية جميع آياتها مدنية، وأن السور المكية جميع آياتها مكية إلا بدليل ثابت. ص72.
21 ـ قال تعالى: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون).
من طريق القرآن أنه إذا ذَكر الحكم غالباً ذكر العلة، الحكم: (اعبدوا ربكم) والعلة: كونه رباً خالقاً لنا، ولمن قبلنا. ص74.
قال تعالى: (فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون * وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا).
قوله تعالى: (وإن كنتم) الخطاب لمن جعل لله أنداداً لأنه تعالى قال: (فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون * وإن كنتم في ريب).
وفي ذكر هذه الآية المتعلقة برسالة محمد صلى الله عليه وسلم إشارة إلى كلمتي التوحيد، وهما شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، لكن شهادة أن لا إله إلا الله: توحيد القصد والثاني: توحيد المتابعة فكلاهما توحيد، لكن الأول توحيد القصد بأن يكون العمل خالصاً لله، والثاني توحيد المتابعة بأن لا يتابع في عبادته سوى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وإذا تأملت القرآن وجدت هكذا: يأتي بما يدل على التوحيد، ثم بما يدل على الرسالة، ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: (أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين) ثم قال تعالى: (أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون) وهذا مطرد في القرآن. ص80 ـ 81.
22 ـ الريب يفسره كثير من الناس بالشك، ولا شك أنه قريب من معنى الشك، لكنه يختلف عنه بأن (الريب) يُشعر بقلق مع الشك، وأن الإنسان في قلق عظيم مما وقع فيه الشك، وذلك لأن ما جاء به الرسول حق والشاك فيه لابد أن يعتريه قلق من أجل أنه شك في أمر لا بد من التصديق به بخلاف الشك في الأمور الهينة، فلا يقال: (ريب) وإنما يقال في الأمور العظيمة التي إذا شك فيها الإنسان وجد في داخل نفسه قلقاً، واضطراباً. ص81.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[23 Apr 2009, 05:40 م]ـ
23 ـ هل النار باقية، أو تفنى؟
ذكر بعض العلماء إجماع السلف على أنها تبقى، ولا تفنى وذكر بعضهم خلافاً عن بعض السلف أنها تفنى، والصواب أنها تبقى أبد الآبدين، والدليل على هذا من كتاب الله في ثلاث آيات من القرآن: في سورة النساء، وسورة الأحزاب وسورة الجن، فأما الآية التي في النساء فهي قوله تعالى: (إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا * إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا)، والتي في سورة الأحزاب قوله تعالى: (إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا * خالدين فيها أبدا)، والتي في سورة الجن قوله تعالى: (ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا)، وليس بعد كلام الله كلام، حتى أني أذكر تعليقاً لشيخنا عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله على (كتاب شفاء العليل) لابن القيم، ذكر أن هذا من باب: (لكل جواد كبوة، ولكل صارم نبوة) وهو صحيح، كيف أن المؤلف يستدل بهذه الأدلة على القول بفناء النار، مع أن الأمر فيها واضح؟!
غريب على ابن القيم رحمه الله أن يسوق الأدلة بهذه القوة للقول بأن النار تفنى!
وعلى كل حال، كما قال شيخنا في هذه المسألة: (لكل جواد كبوة، ولكل صارم نبوة) والصواب الذي لا شك فيه ـ وهو عندي مقطوع به ـ أن النار باقية أبد الآبدين لأنه إذا كان يخلد فيها تخليداً أبدياً لزم أن تكون هي مؤبدة لأن ساكن الدار إذا كان سكونه أبدياً لا بد أن تكون الدار أيضاً أبدية.
و أما قوله تعالى في أصحاب النار: (خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ماشاء ربك) فهي كقوله تعالى في أصحاب الجنة: (خالدين فيها مادامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك) لكن لما كان أهل الجنة نعيمهم، وثوابهم فضلاً ومنة، بين أن هذا الفضل غير منقطع، فقال تعالى: (عطاء غير مجذوذ) ولما كان عذاب أهل النار من باب العدل، والسلطان المطلق للرب عز وجل قال تعالى في آخر الآية: (إن ربك فعال لما يريد) وليس المعنى: (إن ربك فعال لما يريد) أنه سوف يخرجه من النار، أو سوف يُفني النار. ص86 ـ 87.
24 ـ إذا قال قائل: ما وجه الإعجاز في القرآن؟ وكيف أعجز البشر؟
الجواب: أنه معجز بجميع وجوه الإعجاز لأنه كلام الله، وفيه من وجوه الإعجاز ما لا يدرك فمن ذلك:
أولاً: قوة الأسلوب وجماله، والبلاغة والفصاحة وعدم الملل في قراءته، فالإنسان يقرأ القرآن صباحاً، ومساءً ـ وربما يختمه في اليومين، والثلاثة ـ ولا يمله إطلاقاً، لكن لو كرر متناً من المتون كما يكرر القرآن مل.
ثانياً: أنه معجز بحيث أن الإنسان كلما قرأه بتدبر ظهر له بالقراءة الثانية ما لم يظهر له بالقراءة الأولى.
ثالثاً: صدق أخباره بحيث يشهد له الواقع وكمال أحكامه التي تتضمن مصالح الدنيا، والآخرة لقوله تعالى: (وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً).
رابعاً: تأثيره على القلوب، والمناهج، وآثاره حيث ملك به السلف الصالح مشارق الأرض، ومغاربها. ص88.
25 ـ حكى الله عز وجل عن الأنبياء والرسل، ومن عاندهم أقوالاً، وهذه الحكاية تحكي قول من حُكيت عنه فهل يكون قول هؤلاء معجزاً ـ يعني مثلاً: فرعون قال لموسى: (لئن اتخذت إلهاً غيري لأجعلنك من المسجونين): هذا يحيكه الله عزوجل عن فرعون فيكون القول قول فرعون، فكيف كان قول فرعون معجزاً والإعجاز إنما هو قول الله عزوجل؟
فالجواب: أن الله تعالى لم يحك كلامهم بلفظه بل معناه، فصار المقروء في القرآن كلام الله عز وجل وهو معجز.ص 89.
26 ـ البشارة هي الإخبار بما يسر، وسميت بذلك لتغير بشرة المخاطب بالسرور، لأن الإنسان إذا اُخبر بما يسره استنار وجهه، وطابت نفسه، وانشرح صدره، وقد تستعمل (البشارة) في الإخبار بما يسوء، كقوله تعالى: (فبشرهم بعذاب أليم): إما تهكماً بهم، وإما لأنهم يحصل لهم من الإخبار بهذا ما تتغير به بشرتهم، وتسود به وجوههم. 89 ـ 90.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[27 Apr 2009, 09:43 م]ـ
27 ـ قال تعالى: (وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار).
(يُتْبَعُ)
(/)
من فوائد الآية مشروعية تبشير الإنسان بما يسر، لقوله تعالى: (وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات)، وقوله تعالى: (وبشرناه بإسحاق نبياً من الصالحين)، وقوله تعالى: (فبشرناه بغلام حليم)، فالبشارة بما يسر الإنسان من سنن المرسلين عليهم الصلاة والسلام.
وهل من ذلك أن تبشره بمواسم العبادة، كما لو أدرك رمضان، فقلت: هنّاك الله بهذا الشهر؟ الجواب: نعم، وكذلك لو أتم الصوم، فقلت: هنأك الله بهذا العيد، وتقبل منك عبادتك وما أشبه ذلك فإنه لا بأس به، وقد كان من عادة السلف. ص93.
28 ـ قال تعالى: (كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم).
الموت يطلق على ما لا روح فيه وإن لم تسبقه حياة، يعني: لا يشترط للوصف بالموت تقدم الحياة لقوله تعالى: (كنتم أمواتاً فأحياكم)، أما ظن بعض الناس أنه لا يقال: (ميت) إلا لمن سبقت حياته فهذا ليس بصحيح، بل إن الله تعالى أطلق وصف الموت على الجمادات، قال تعالى في الأصنام: (أموات غير أحياء). ص106.
29 ـ قال الله جل وعلا عن الملائكة: (قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك).
وصف الإنسان نفسه بما فيه من الخير لا بأس به إذا كان المقصود مجرد الخبر دون الفخر، لقولهم: (ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك). ويؤيد ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (أنا سيد ولد آدم ولا فخر)، وأما إذا كان المقصود الفخر، وتزكية النفس بهذا فلا يجوز لقوله تعالى: (فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى). ص117 ـ 118.
30 ـ قال تعالى: (وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء).
هل هذه الأسماء أسماء لمسميات حاضرة أو لكل الأسماء؟
للعلماء في ذلك قولان، و الأظهر أنها أسماء لمسميات حاضرة بدليل قوله تعالى: (ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء) وهذه الأسماء ـ والله أعلم ـ ما يحتاج إليها آدم، وبنوه في ذلك الوقت. ص119.
31 ـ قال تعالى: (فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين).
زعم بعض العلماء أن المراد: كان من الكافرين في علم الله بناءً على أن (كان) فعل ماضٍ والمضي يدل على شيء سابق، لكن هناك تخريجاً أحسن من هذا: أن نقول: إن (كان) تأتي أحياناً مسلوبة الزمان، ويراد بها تحقق اتصاف الموصوف بهذه الصفة ومن ذلك قوله تعالى: (وكان الله غفوراً رحيماً)، وقوله تعالى: (وكان الله سميعاً بصيراً) وما أشبهها هذه ليس المعنى أنه كان فيما مضى بل لا يزال فتكون (كان) هنا مسلوبة الزمان، ويراد بها تحقيق اتصاف الموصوف بما دلت عليه الجملة، وهذا هو الأقرب، وليس فيه تأويل ويُجرى الكلام على ظاهره. ص125 ـ 126.
32 ـ قال تعالى: (وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة).
هل المراد بـ (الجنة) جنة الخلد، أم هي جنة سوى جنة الخلد؟
ظاهر الكتاب، والسنة أنها جنة الخلد، وليست سواها لأن (أل) هنا للعهد الذهني.
فإن قيل: كيف يكون القول الراجح أنها جنة الخلد مع أن من دخلها لا يخرج منها وهذه أُخرج منها آدم؟
فالجواب: أن من دخل جنة الخلد لا يخرج منها بعد البعث، وفي هذا يقول ابن القيم في الميمية المشهورة:
فحي على جنات عدن فإنها منازلك الأولى وفيها المخيم
قال: (منازلك الأولى) لأن أبانا آدم نزلها. ص128.
33 ـ قال تعالى مخاطباً آدم وحواء: (ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين).
قد يُنهى عن قربان الشيء والمراد النهي عن فعله للمبالغة في التحذير منه، فإن قوله تعالى: (ولا تقربا هذه الشجرة) المراد: لا تأكلا منها، لكن لما كان القرب منها قد يؤدي إلى الأكل نُهي عن قربها. ص131.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[11 May 2009, 05:49 ص]ـ
34 ـ قال تعالى: (وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون * ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون).
اختلف العلماء متى كان هذا على قولين:
القول الأول: أن موسى صلى الله عليه وسلم اختار من قومه سبعين رجلاً لميقات الله، وذهب بهم، ولما صار يكلم الله، ويكلمه الله قالوا:
(لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة) فعلى هذا القول يكون صعقهم حينما كان موسى خارجاً لميقات الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
القول الثاني: أنه لما رجع موسى من ميقات الله، وأنزل الله عليه التوراة، وجاء بها قالوا: ليست من الله (لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة).
والسياق يؤيد الثاني لأنه تعالى قال: (وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان) ثم ذكر قصة العجل، وهذه كانت بعد مجيء موسى بالتوراة ثم بعد ذلك ذكر: (وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة).
وأما قوله تعالى: (فلما أخذتهم الرجفة قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين). فقد أيد بعضهم القول الأول بهذه الآية ولكن الحقيقة ليس فيه تأييد لهم لأنه تعالى قال: (فلما أخذتهم الرجفة) رُجِفَ بهم والأخرى أخذتهم الصاعقة صعقوا وماتوا.
فالظاهر لي أن القول الأول لا يترجح بهذه الآية لاختلاف العقوبتين، هذه الآية كانت العقوبة بالصاعقة وتلك كانت بالرجفة والله أعلم. ص191 ـ 192.
35 ـ قال تعالى في شأن بني إسرائيل: (وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا).
إن قال قائل: أليس حِل الغنائم من خصائص هذه الأمة، أي أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟
فالجواب: بلى، والإذن لبني إسرائيل أن يأكلوا من القرية التي دخلوها ليس على سبيل التمليك بل هو على سبيل الإباحة، وأما حل الغنائم لهذه الأمة فهو على سبيل التمليك. ص203.
36 ـ قال تعالى: (وإذا قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم).
(مصراً) ليست البلد المعروف الآن، ولكن المقصود أي مصر كانت ولهذا نُكرت، ومصر البلد لا تنكر، ولا تنصرف واقرأ قوله تعالى: (وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتاً) فالمعنى: اهبطوا أي مصر من الأمصار تجدون ما سألتم. ص212.
37 ـ قال تعالى: (إن الذين ءامنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من ءامن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون).
الأقرب في الصابئين إنهم من لا دين لهم: من كانوا على الفطرة ولا يتدينون بدين. ص222.
38 ـ قال الله جل وعلا عن قوم موسى: (وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة).
ففي تلك الساعة هرعوا إلى السجود وسجدوا، ولكنهم مالوا في سجودهم ينظرون إلى الجبل خائفين منه، ولهذا يقال: إن سجود اليهود إلى الآن سجود مائل كأنما ينظرون إلى شيء فوقهم وقالوا: إن هذا السجود سجدناه لله سبحانه وتعالى لإزالة الشدة فلا نزال نسجد به، فهذا سجودهم إلى اليوم. ص226.
39 ـ قال تعالى: (ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين).
في هذه الآية بيان حكمة الله في مناسبة العقوبة للذنب، لأن عقوبة هؤلاء المتحيلين أنهم مسخوا قردة خاسئين، والذنب الذي فعلوه أنهم فعلوا شيئاً صورته صورة المباح ولكن حقيقته غير مباح، فصورة القرد شبيهة بالآدمي، ولكنه ليس بآدمي، وهذا لأن الجزاء من جنس العمل، ويدل لذلك أيضاً قوله تعالى: (فكلاً أخذنا بذنبه). ص231.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[20 May 2009, 02:12 م]ـ
40 ـ قال تعالى: (ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون).
من فوائد الآية: ذم من لا يعتني بمعرفة معاني كتاب الله عز وجل، فمن لا يفهم المعنى فإنه لا يتكلم إلا بالظن لقوله تعالى: (وإن هم إلا يظنون). ص256.
41 ـ كفر بني إسرائيل بالنبي صلى الله عليه وسلم ما هو إلا بغي وحسد لقوله تعالى: (بغياً أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده)، فمن رد الحق من هذه الأمة لأن فلاناً الذي يرى أنه أقل منه هو الذي جاء به فقد شابه اليهود. ص294.
(يُتْبَعُ)
(/)
42 ـ ينبغي على من آتاه الله من فضله من العلم وغيره، أن يكون أعبد لله من غيره لأن الله تعالى أعطاه من فضله فكان حقه عليه أعظم من حقه على غيره، فكلما عظم الإحسان من الله عزوجل استوجب الشكر أكثر، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم في الليل حتى تتورم قدماه فقيل له في ذلك فقال: (أفلا أكون عبداً شكوراً). ص295.
43 ـ قال تعالى: (قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين).
ظاهر الآية الكريمة أن الله تعالى أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يتحداهم بأنه إن كانت الدار الآخرة لهم كما يزعمون فليتمنوا الموت ليصلوا إليها، وهذا لاشك هو ظاهر الآية الكريمة وهو الذي رجحه ابن جرير، وكثير من المفسرين.
وذهب بعض العلماء إلى أن المراد بقوله تعالى: (فتمنوا الموت) أي فباهلونا، وتمنوا الموت لمن هو كاذب منا فتكون هذه مثل قوله تعالى في سورة آل عمران: (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) فيكون هذا المعنى:
تمنوا الموت عن طريق المباهلة، ورجح هذا ابن كثير وضعف الأول بأنه لو كان المراد: تمنوا حصول الموت لكانوا يحتجون أيضاً علينا نحن، ويقولون: أنتم أيضاً إن كنتم تقولون: إن الدار الآخرة لكم فتمنوا الموت لأن تحديكم إيانا بذلك ليس بأولى من تحدينا إياكم به، لأنكم أنتم أيضاً تقولون: إن الدار الآخرة لكم، وأن اليهود بعد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم في النار، فتمنوا الموت أيضاً.
والجواب عن ذلك:
أنا لم ندع أن الدار الآخرة خالصة لنا من دون الناس بل نؤمن بأن الدار الآخرة لكل من آمن وعمل صالحاً سواء كان من هذه الأمة أم من غيرها، وهذا المعنى الذي نحا إليه ابن كثير ـ رحمه الله ـ مخالف لظاهر السياق فلا يعول عليه وقد عرفت الانفكاك منه. ص308.
44 ـ قال الله جل وعلا عن اليهود: (ولتجدنهم أحرص الناس على حياة).
نكر الله جل وعلا (حياة) ليفيد أنهم حريصون على أي حياة كانت وإن قلت حتى لو لم يأتهم إلا لحظة فهم أحرص الناس عليها. ص309.
45 ـ من غور فهم السلف كراهتهم أن يدعى للإنسان بالبقاء، فإن الإمام أحمد كره أن يقول للإنسان: (أطال الله بقاءك) لأن طول البقاء قد ينفع، وقد يضر إذاً الطريق السليم أن تقول: (أطال الله بقاءك على طاعة الله) أو نحو ذلك. ص312.
46 ـ قال تعالى: (ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم).
لا يعارض هذه الآية قوله تعالى: (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون).
لأن هذه الآية في صنف معين من النصارى وهم الذين منهم القسيسون والرهبان الذين من صفاتهم أنهم لا يستكبرون، فإذا وجد هذا الصنف في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم أو بعده انطبقت عليه الآية، لكن اختلف حال النصارى منذ زمن بعيد نسأل الله أن يعيد للمسلمين عزتهم وكرامتهم، حتى يعرفوا حقيقة عداوة النصارى، وغيرهم من أهل الكفر فيعدوا لهم العدة. ص344 ـ 345.
47 ـ قال جل وعلا: (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها).
وجه الخيرية كما يقول العلماء أن النسخ إن كان إلى أشد فالخيرية بكثرة الثواب وإن كان إلى أخف فالخيرية بالتسهيل على العباد مع تمام الأجر، وإن كان بالمماثل فالخيرية باستسلام العبد لأحكام الله عزوجل وتمام انقياده لها كما قال تعالى: (وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه). ص346 ـ 347.
48 ـ قال تعالى: (بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون).
إن إخلاص النية وحده لا يكفي في تبرير التعبد لله لقوله تعالى: (وهو محسن) وعلى هذا فمن قال: إنه يحب الله، ويخلص له وهو منحرف في عبادته فإنه لا يدخل في هذه الآية لاختلال شرط الإحسان.
ويتفرع على هذه الفائدة أن أهل البدع لا ثواب لهم على بدعهم ـ ولو مع حسن النية ـ لعدم الإحسان الذي هو المتابعة، والأجر مشروط بأمرين: الأول: إسلام الوجه لله والثاني: الإحسان. ص370.
49 ـ النص من الكتاب والسنة إذا كان يحتمل معنيين لا منافاة بينهما، ولا يترجح أحدهما على الآخر فإنه يحمل على المعنيين جميعاً، لأنه أعم في المعنى، وهذا من سعة كلام الله عزوجل، وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وشمول معناهما، وهذه قاعدة مهمة ينبغي أن يحتفظ بها الإنسان. ص373.
50 ـ حكم الله سبحانه وتعالى ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
شرعي: مثل قوله تعالى في سورة الممتحنة: (ذلكم حكم الله يحكم بينكم).
كوني: مثل قوله تعالى عن أخي يوسف: (فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين).
جزائي: مثل قوله تعالى: (فالله يحكم بينهم يوم القيامة). والحكم الجزائي هو ثمرة الحكم الشرعي لأنه مبني عليه: إن خيراً فخير وإن شراً فشر. ص375.
51 ـ الحكم يوم القيامة بين الناس إما بالعدل أو بالفضل، ولا يمكن أن يكون بالظلم لقوله تعالى: (وما ربك بظلام للعبيد) وقوله تعالى: (ولا يظلم ربك أحداً) هذا بالنسبة لحقوق الله أما بالنسبة لحقوق الخلق فيما بينهم فيقضى بينهم بالعدل.
فإذا قال قائل: إذا كان الله تعالى يجزي المؤمنين بالفضل، فما الجواب عن قوله تعالى: (ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط)؟
فالجواب: أن هذا هو الذي أوجبه الله على نفسه والفضل زيادة والمقام مقام تحذير. ص376.
هذا ما من الله تعالى به من فوائد من المجلد الأول ويليه بإذن الله فوائد من المجلد الثاني.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[27 May 2009, 01:01 م]ـ
فوائد من المجلد الثاني:
1 ـ المضاف إلى الله ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
إما أن يكون أوصافاً أو أعياناً أو ما يتعلق بأعيان مخلوقة، فإذا كان المضاف إلى الله وصفاً فهو من صفاته غير مخلوق، مثل كلام الله، وعلم الله، وإذا كان المضاف إلى الله عيناً قائمة بنفسها فهو مخلوق وليس من صفاته، مثل مساجد الله، وناقة الله، وبيت الله، فهذه أعيان قائمة بنفسها إضافتها إلى الله من باب إضافة المخلوق لخالقه على وجه التشريف، ولا شيء من المخلوقات يضاف إلى الله عز وجل إلا لسبب خاص به ولولا هذا السبب ما خص بالإضافة، وإذا كان المضاف إلى الله ما يتعلق بأعيان مخلوقة فهو أيضاً مخلوق، وهذا مثل قوله تعالى: (ونفخت فيه من روحي) فإن الروح هنا مخلوقة لأنها تتعلق بعين مخلوقة. ص9
2 ـ قال تعالى: (وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم قد بينا الآيات لقوم يوقنون).
الإنسان المصاب إذا رأى أن غيره أُصيب يتسلى بذلك، وتخف عليه المصيبة، كما قال تعالى: (ولن ينفعكم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون) فالله تعالى يسلي رسوله صلى الله عليه وسلم بأن هذا القول الذي قيل له قد قيل لمن قبله. ص25.
3 ـ الشفاعة هي التوسط للغير بدفع مضرة، أو جلب منفعة سميت بذلك لأن الشافع إذا انضم إلى المشفوع له صار شفعاً بعد أن كان وتراً. ص38.
4 ـ قال تعالى: (وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن)
قوله تعالى: (بكلمات) أصح الأقوال فيها أن كل ما أمره به شرعاً، أو قضاه عليه قدراً فهو كلمات، فمن ذلك أنه ابتلي بالأمر بذبح ابنه فامتثل، لكن الله سبحانه وتعالى رفع ذلك عنه حين استسلم لربه وهذا من الكلمات الشرعية وهذا امتحان من أعظم الامتحانات، ومن ذلك أن الله امتحنه بأن أوقدت له النار وأُلقي فيها وهذا من الكلمات الكونية وصبر واحتسب فأنجاه الله منها، وقال تعالى: (يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم) وكل ما قدره الله عليه مما يحتاج إلى صبر ومصابرة، أو أمره به فهو داخل في قوله تعالى: (بكلمات). ص41.
5 ـ اختلف المؤرخون: هل كان الحجر الذي كان يرفع عليه إبراهيم صلى الله عليه وسلم بناء الكعبة لاصقاً بالكعبة، أو كان منفصلاً عنها في مكانه الآن؟
أكثر المؤرخين على أنه كان ملصقاً بالكعبة، وأن الذي أخره إلى هذا الموضع عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبناءً على ذلك يكون للخليفة حق النظر في إزاحته عن مكانه إذا رأى في ذلك المصلحة.
أما إذا قلنا: إن هذا مكانه على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فالظاهر أنه لا يجوز أن يغير، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقره، وإذا أقره النبي صلى الله عليه وسلم فليس لنا أن نؤخره عنه.
وقد كتب أحد طلبة العلم رسالة في هذا الموضوع، وقرظها الشيخ عبدالعزيز بن باز ورأى أنه يجوز إزاحته عن مكانه من أجل المصلحة والتوسعة بناءً على المشهور عند المؤرخين أنه كان لاصقاً بالكعبة، ثم أُخر وهذا لا شك أنه لو أُخر عن مكانه فيه دفع مفسدة، وهي مفسدة هؤلاء الذين يتجمعون عنده في المواسم وفيه نوع مفسدة وهي أن يبعد عن الطائفين في غير أيام المواسم، فهذه المصالح متعارضة هنا:
هل الأولى بقاؤه في مكانه؟ أو الأولى تأخيره عن مكانه؟ فإذا كانت المصالح متكافئة فالأولى أن يبقى ما كان على ما كان، وحذراً من التشويش واختلاف الآراء في هذه المسألة، ومسألة تضييق المصلين على الطائفين هذا يمكن زواله بالتوعية إذا أفادت أو بالمنع بالقهر إذا لم تفد، وفي ظني أنها قلّت في السنوات الأخيرة بعض الشيء لأن الناس صار عندهم وعي. ص50 ـ 51.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[08 Jun 2009, 05:09 م]ـ
6 ـ الشقاق بمعنى الخلاف وهو في كل معانيه يدور على هذا حتى في قوله تعالى: (وإن الظالمين لفي شقاق بعيد) فبعضهم قال: (الشقاق) هنا بمعنى الضلال ولكن الصحيح أن معناه: الخلاف فكلما جاءت في القرآن فمآلها إلى الخلاف ولكنها أشد، حيث تفيد الاختلاف مع طلب المشقة على الخصم، ويدل لهذا أن أصل معنى الشقاق أن يكون أحد الطرفين في شق، والثاني في شق آخر، وبهذا يكون الخلاف. ص93.
(يُتْبَعُ)
(/)
7 ـ قال تعالى: (فإن ءامنوا بمثل ما ءامنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم).
قد يقول قائل: يبدو لنا أن المناسب أن يقول: (وهو القوي العزيز) لأنه قال: (فسيكفيكهم الله) فما هو الجواب عن ختمها بالسمع والعلم؟
الظاهر لي والله أعلم أنه لما كان تدبير الكيد للرسول صلى الله عليه وسلم من هؤلاء قد يكون بالأقوال وقد يكون بالأفعال والتدبير أمر خفي ليس هو حرباً يعلن حتى نقول: ينبغي أن يقابل بقوة، وعزة قال تعالى: (وهو السميع العليم) أي حتى الأمور التي لا يُدرى عنها ولا يبرزونها ولا يظهرون الحرابة للرسول صلى الله عليه وسلم فإن الله سميع عليم بها، هذا ما ظهر لي والله أعلم. ص93 ـ 94.
8 ـ قال تعالى: (سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب).
العدو يحتج على عدوه بما يثير نعرته ويلزمه، لقوله تعالى: (عن قبلتهم) لم يقولوا: عن القبلة كأنهم يقولون: كنتم تتولون ذلك فما الذي صرفكم عنه؟! وهكذا قد يثير شعور الإنسان حتى يبقى على ما هو عليه، وكأنهم قالوا: بالأمس تختارونها، واليوم تنكرونها، وتنبذونها، فالخصم دائماً يُهيج خصمه بما يثير نعرته ليوافقه فيما ذهب إليه. ص107.
9 ـ بعض الذين أسلموا ارتدوا حينما تحولت القبلة إلى الكعبة وقالوا: (إن محمداً ليس على يقين من أمره، بالأمس له قبلة واليوم له قبلة)، وما علموا أن ذلك مما يؤيد رسالته، لأن الإنسان الكذاب يحرص على أن لا يتراجع لأن التراجع وصمة فيه، لكن الإنسان الصدوق لا يهتم أن يقول ما أوحي إليه، سواء وافق ما كان عليه أولاً، أو خالف. ص119.
10 ـ قال تعالى: (وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه).
التقدم حقيقة إنما يكون بالإسلام وأن الرجعية حقيقة إنما تكون بمخالفة الإسلام، لقوله تعالى: (ممن ينقلب على عقبيه) فإن هذا حقيقة الرجوع على غير هدى، لأن الذي ينقلب على عقبيه لا يبصر ما وراءه، فمن قال للمتمسكين بكتاب الله وسنة رسوله رجعيون قلنا له: بل أنت الرجعي حقيقة لأن الله سمى مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم انقلاباً على العقب ولا أبلغ من هذا الرجوع أن الإنسان يرجع على عقبيه رجوعاً أعمى والعياذ بالله لا يدري ما وراءه. ص119.
11 ـ تأمل الفضل والكرم من الله جل وعلا: هو الذي منّ علينا بالهداية ثم يقول في سورة الرحمن: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)، فكأننا نحن الذين أحسنا، فأحسن إلينا بالجزاء مع أن له الإحسان أولا ً وآخراً. ص120 ـ 121.
بقية الفوائد تأتي تباعاً بإذن الله.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[23 Jun 2009, 05:18 م]ـ
12 ـ يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
إن التقليد بمنزلة أكل الميتة يحل للضرورة، أما مع وجود لحم فلا تأكل الميتة؛ فمع وجود الدليل من الكتاب، والسنة، وتبينه للإنسان فإنه لا يحل له أن يقلد؛ ولهذا لم يأمر الله بسؤال أهل العلم إلا عند عدم العلم فقال تعالى: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون * بالبينات والزبر) أما إذا كنا نعلم بالبينات، والزبر فلا نسألهم؛ ونأخذ من البينات، والزبر. ص133.
13 ـ الظاهر والله أعلم أن الكعبة ليست قبلة للمسلمين خاصة؛ لأنه تعالى أضاف استقبالها إليهم بل الكعبة قبلة لكل الأنبياء لقوله تعالى: (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً)، وهكذا قال شيخ الإسلام: إن المسجد الحرام قبلة لكل الأنبياء؛ لكن أتباعهم من اليهود، والنصارى هم الذين بدلوا هذه القبلة. ص137.
14 ـ هناك كلمة يقولها بعض الناس فيقول: (إن الله على ما يشاء قدير)؛ وهذا لا ينبغي:
أولا: لأنه خلاف إطلاق النص؛ فالنص مطلق.
ثانياً: لأنه قد يفهم منه تخصيص القدرة بما يشاء الله دون ما لم يشأ؛ والله قادر على ما يشاء، وعلى ما لا يشاء.
ثالثاً: أنه قد يفهم منه مذهب المعتزلة القدرية الذين قالوا: (إن الله عزوجل لا يشاء أفعال العبد؛ فهو غير قادر عليها).
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا ينبغي أن نطلق ما أطلقه الله لنفسه، فنقول: إن الله على كل شيء قدير؛ أما إذا جاءت القدرة مضافة إلى فعل معين فلا بأس أن تقيد المشيئة، كما في قوله تعالى: (وهو على جمعهم إذا يشاء قدير) فإن (إذا يشاء) عائدة على الجمع؛ لا على القدرة؛ فهو قدير على الشيء شاءه، أم لم يشأه؛ لكن جمعه لا يقع إلا بالمشيئة. ص148 ـ 149.
15 ـ (النعمة) هي ما ينعَم به على الإنسان؛ ويقال: (نِعمة) بكسر النون؛ ويقال (نَعمة) بالفتح؛ لكن الغالب في نِعمة الخير أن تكون بالكسر؛ والنَعمة بالفتح: التنعم من غير شكر، كما قال تعالى: (ونَعمة كانوا فيها فاكهين)، وقال تعالى: (وذرني والمكذبين أولي النَعمة). ص156.
16 ـ معية الله سبحانه وتعالى نوعان:
النوع الأول: عامة لجميع الخلق، ومقتاها الإحاطة بهم علماً، وقدرة، وسلطاناً، وسمعاً، وبصراً، وغير ذلك من معاني ربوبيته؛ لقوله تعالى: (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم إينما كانوا).
النوع الثاني: خاصة؛ ومقتضاها مع الإحاطة: النصر، والتأييد؛ وهي نوعان: مقيدة بوصف، كقوله تعالى: (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) ومقيدة بشخص، كقوله تعالى لموسى، وهارون: (إنني معكما أسمع وأرى)، وقوله عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا). ص174 ـ 175.
17 ـ ذكر العلماء أن للإنسان عند المصيبة أربعة مقامات:
المقام الأول: الصبر ـ وهو واجب.
المقام الثاني: الرضا ـ وهو سنة على القول الراجح؛ والفرق بينه، والصبر، أن الصابر يتجرع مرارة الصبر، ويشق عليه ما وقع؛ ولكنه يحبس نفسه عن السخط؛ وأما الراضي: فإن المصيبة باردة على قلبه لم يتجرع مرارة الصبر عليه؛ فهو أكمل حالاً من الصابر.
المقام الثالث: الشكر: بأن يشكر الله على المصيبة.
فإن قيل: كيف يشكره على المصيبة؟
فالجواب: أن ذلك من وجوه:
منها: أن ينسبها إلى ما هو أعظم منها؛ فينسب مصيبة الدنيا إلى مصيبة الدين؛ فتكون أهون؛ فيشكر الله أن لم يجعل المصيبة في الأشد.
ومنها: احتساب الأجر على المصيبة بأنه كلما عظم المصاب كثر الثواب؛ ولهذا ذكروا عن بعض العابدات أنها أصيبت بمصيبة، ولم يظهر عليها أثر الجزع؛ فقيل لها في ذلك، فقالت: إن حلاوة أجرها أنستني مرارة صبرها.
المقام الرابع: السخط ـ وهو محرم ـ بل من كبائر الذنوب؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية. ص180 ـ 181.
18 ـ من القول على الله بلا علم القول على الله بلا علم في أحكامه؛ مثل أن يقول: (هذا حرام) وهو لا يعلم أن الله حرمه؛ أو (واجب) وهو لا يعلم أن الله أوجبه؛ وهم كثيرون جداً؛ ومنهم العامة، ومنهم أدعياء العلم الذين يظنون أنهم علماء وليس عندهم علم؛ ومن الأشياء التي مرت علي، وهي غريبة: أن رجلاً ذهب إلى إمام مسجد ليكتب له الطلاق؛ فقال له: (طلق امرأتك طلقتين؛ أنا لا أكتب طلقة واحدة؛ لأن الله يقول: (الطلاق مرتان)؛ فقال له الرجل: (اكتب أني طلقت امرأتي مرتين)؛ وهذا جهل مركب مناف لمعنى الآية؛ لأن معناها أن الطلاق الذي يملك فيه الرجعة هو الطلقة الأولى، والطلقة الثانية؛ فإن طلقها الثالثة لم تحل له حتى تنكح زوجاً غيره. ص240.
19 ـ بعض الناس يسمون ملك الموت عزرائيل؛ ولكن لم يصح هذا. ص285.
بقية الفوائد تأتي تباعاً بإذن الله.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[28 Jun 2009, 06:49 م]ـ
20 ـ حدود الله نوعان:
حدود تمنع من كان خارجها من الدخول فيها، وهذه هي المحرمات؛ ويقال فيها: (فلا تقربوها).
حدود تمنع من كان فيها من الخروج منها؛ وهذه هي الواجبات؛ ويقال فيها: (فلا تعتدوها). ص349 ـ 350.
21 ـ كلما نقص الإنسان من تقوى الله كان ذلك دليلاً على نقص عقله (عقل الرشد) بخلاف قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما رأيت من ناقصات عقل، ودين)؛ فإن المراد بنقص العقل هنا عقل الإدراك؛ فإن مناط التكليف عقل الإدراك؛ ومناط المدح عقل الرشد؛ ولهذا نقول: إن هؤلاء الكفار الأذكياء الذين هم في التصرف من أحسن ما يكون؟ نقول: هم عقلاء عقول إدراك؛ لكنهم ليسوا عقلاء عقول رشد؛ ولهذا دائماً ينعى الله عليهم عدم عقلهم؛ والمراد عقل الرشد الذي به يرشدون. ص420.
22 ـ عرفات سمي لعدة مناسبات:
قيل: لأن الناس يعترفون هناك بذنوبهم، ويسألون الله أن يغفر لهم.
وقيل: لأن الناس يتعارفون بينهم؛ إذ أنه مكان واحد يجتمعون فيه في النهار؛ فيعرف بعضهم بعضاً.
وقيل: لأن جبريل لما علّم آدم المناسك، ووصل إلى هذا قال: عرفت.
وقيل: لأن آدم لما أهبط إلى الأرض هو وزوجته تعارفا في هذا المكان.
وقيل لأنها مرتفعة على غيرها؛ والشيء المرتفع يسمى عُرفاً؛ ومنه: أهل الأعراف، كما قال تعالى: (ونادى أصحاب الأعراف رجالا)؛ ومنه: عُرف الديك لأنه مرتفع؛ وكل شيء مرتفع يسمى بهذا الاسم.
وعندي ـ والله أعلم ـ أن هذا القول الأخير أقرب الأقوال؛ وكذلك الأول: أنه سمي عرفات؛ لأن الناس يعترفون فيه لله تعالى بالذنوب؛ ولأنه أعرف الأماكن التي حوله. ص421.
23 ـ قال تعالى: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله).
أي يبيعها؛ لأن (شرى) بمعنى باع كقوله تعالى: (وشروه بثمن بخس) أي باعوه بثمن بخس؛ أما (اشترى) فهي بمعنى ابتاع؛ فإذا جاءت التاء فهي للمشتري الآخذ؛ وإذا حذفت التاء فهي للبائع المعطي. ص 451.
هذا ما من الله تعالى به من فوائد من المجلد الثاني ويليه بإذن الله فوائد من المجلد الثالث.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[22 Jul 2009, 06:30 م]ـ
فوائد من المجلد الثالث:
1 ـ من يوصف بالتبشير إنما هم الرسل، وأتباعهم؛ وأما ما تسمى به دعاة النصرانية بكونهم مبشرين فهم بذلك كاذبون؛ إلا أن يراد أنهم مبشرون بالعذاب الأليم، كما قال تعالى: (فبشرهم بعذاب أليم)؛ وأحق وصف يوصف به هؤلاء الدعاة أن يوصفوا بالمضللين أو المنصرين؛ وما نظير ذلك إلا من اغتر بتسمية النصارى بالمسيحيين؛ لأن لازم ذلك أنك أقررت أنهم يتبعون المسيح، كما إذا قلت: (فلان تميمي) إذاً هو من بني تميم؛ والمسيح ابن مريم يتبرأ من دينهم الذي هم عليه الآن كما قال تعالى: (وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق). إلى قوله تعالى (ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدو الله ربي وربكم) الآيتين؛ ولأنهم ردوا بشارة عيسى بمحمد صلى الله عليه وسلم، وكفروا بها؛ فكيف تصح نسبتهم إليه؟! والحاصل أنه ينبغي للمؤمن أن يكون حذراً يقظاً لا يغتر بخداع المخادعين، فيجعل لهم من الأسماء، والألقاب ما لا يستحقون. ص32.
2 ـ قال تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم).
(عسى) تأتي لأربعة معان: للرجاء؛ والإشفاق؛ والتوقع؛ والتعليل؛ والظاهر أنها هنا للتوقع، أو للترجية ـ لا الترجي ـ فإن الله عزوجل لا يترجي كل شيء عنده هين؛ لكن الترجية بمعنى أنه يريد من المخاطب أن يرجو هذا؛ أي افعلوا ما آمركم به عسى أن يكون خيراً. ص48 ـ 49.
3 ـ قال تعالى: (يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس).
لأنهما يتضمنان مفاسد كثيرة في العقل، والبدن والاجتماع، والسلوك؛ وقد ذكر محمد رشيد رضا رحمه الله في هذا المكان أضراراً كثيرة جداً؛ من قرأ هذه الأضرار عرف كيف عبر الله عن ذلك بقوله تعالى: (إثم كبير)، أو (إثم كثير) وها تان القراءتان لا تتنافيان؛ لأنهما جمعتا وصفين مختلفين جهة؛ فيكون الإثم كثيراً باعتبار آحاده؛ كبيراً باعتبار كيفيته. ص68.
4 ـ قال تعالى: (يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس)
تأمل قوله تعالى: (منافع للناس)؛ لأنها منافع مادية بحتة تصلح للناس من حيث هم أناس؛ وليست منافع ذات خير ينتفع بها المؤمنون. ص69.
5 ـ إذا حلف الإنسان على المستقبل بناءً على غلبة الظن، فتبين بخلافه فلا كفارة فيه؛ لأنه يحلف على ما في نفسه، وعلى ظنه؛ وهذا القول هو الراجح؛ وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية. ص119.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[13 Oct 2009, 02:00 م]ـ
6 ـ كيف نجمع بين قوله تعالى (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض) وبين قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تخيروني على موسى) ونهيه صلى الله عليه وسلم أن يفاضل بين الأنبياء؟
الجواب: أن يقال: في هذا عدة أوجه من الجمع؛ أحسنها أن النهي فيما إذا كان على سبيل الافتخار والتعلي: بأن يفتخر أتباع محمد صلى الله عليه وسلم على غيرهم، فيقولوا: محمد أفضل من موسى مثلاً؛ أفضل من عيسى؛ وما أشبه ذلك فهذا منهي عنه؛ أما إذا كان على سبيل الخبر فهذا لا بأس به؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: (أنا سيد ولد آدم ولا فخر). ص239.
7 ـ قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة).
ظاهر الآية نفي الشفاعة مطلقاً؛ وحينئذ نحتاج إلى الجمع بين هذه الآية وبين النصوص الأخرى الدالة على إثبات الشفاعة في ذلك اليوم؛ فيقال: الجمع أن يحمل مطلق هذه الآية على المقيد بالنصوص الأخرى، ويقال إن النصوص الأخرى دلت على أن هناك شفاعة؛ لكن لها ثلاثة شروط: رضا الله عن الشافع وعن المشفوع له وإذنه في الشفاعة. ص249.
(يُتْبَعُ)
(/)
8 ـ من أخذ بالعدل كان حرياً بالهداية؛ لمفهوم المخالفة في قوله تعالى: (والله لا يهدي القوم الظالمين)؛ فإذا كان الظالم لا يهديه الله، فصاحب العدل حري بأن يهديه الله عز وجل؛ فإن الإنسان الذي يريد الحق ويتبع الحق ـ والحق هو العدل ـ غالباً يُهدى، ويوفق للهداية؛ ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة الواسطية عبارة من أحسن العبارات؛ قال: (من تدبر القرآن طالباً الهدى منه تبين له طريق الحق)؛ وهذه كلمة مأخوذة من القرآن منطوقاً، ومفهوماً. ص286.
9 ـ قوله تعالى (مائة) فيها ألف بين الميم والهمزة؛ والميم مكسورة، والألف عليها دائرة إشارة إلى أن الألف هذه تكتب، ولا ينطق بها؛ وبهذا نعرف خطأ من ينطقون بها: (مَائة) بميم مفتوحة؛ ومن قرأ بها في القرآن فقد لحن لحناً يجب عليه أن يعدله؛ وبعض الكتاب المعاصرين يكتبها بدون ألف كـ (فئة) يعني: ميم، وهمزة، وتاء، وهذا أحسن إلا في رسم المصحف فيتبع الرسم العثماني. ص289.
10 ـ ذكر العلماء أن اليقين ثلاث درجات: علم، وعين، وحق؛ وكلها موجودة في القرآن؛ علم اليقين قوله تعالى: (كلا لو تعلمون علم اليقين)، ومثال عين اليقين قوله تعالى: (ثم لترونها عين اليقين) ومثال حق اليقين قوله تعالى: (إن هذا لهو حق اليقين)؛ نضرب مثالاً يوضح الأمر: قلتُ: إن معي تفاحة حلوة ـ وأنا عندك ثقة؛ فهذا علم اليقين: فإنك علمت الآن أن معي تفاحة حلوة؛ فأخرجتها من جيبي، وقلت: هذه التفاحة؛ فهذا عين اليقين؛ ثم أعطيتك إياها، وأكلتَها وإذا هي حلوة؛ هذا حق اليقين. ص303 ـ 304.
11 ـ إن قال قائل: عندي مال محرم لكسبه، وأريد أن أتصدق به فهل ينفعني ذلك؟
فالجواب: إن أنفقه للتقرب إلى الله به: لم ينفعه، ولم يسلم من وزر الكسب الخبيث؛ والدليل قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً)؛ وإن أراد بالصدقة التخلص منه، والبراءة من إثمه: نفعه بالسلامة من إثمه، وصار له أجر التوبة منه لا أجر الصدقة.
ولو قال قائل: عندي مال اكتسبته من ربا فهل يصح أن أبني به مسجداً، وتصح الصلاة فيه؟
فالجواب: بالنسبة لصحة الصلاة في هذا المسجد هي صحيحة بكل حال؛ وبالنسبة لثواب بناء المسجد: إن قصد التقرب إلى الله بذلك لم يقبل منه، ولم يسلم من إثمه؛ وإن قصد التخلص سلم من الإثم، وأثيب ـ لا ثواب باني المسجد ـ ولكن ثواب التائب. ص328.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[15 Oct 2009, 01:02 م]ـ
12 ـ إن قال قائل كيف يزيد الله تعالى المنفق فضلاً ونحن نشاهد أن الإنفاق ينقص المال حساً؛ فإذا أنفق الإنسان من العشرة درهماً صارت تسعة؛ فما وجه الزيادة؟
أما بالنسبة لزيادة الأجر في الآخرة فالأمر ظاهر فإن الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة؛ ومن تصدق بما يعادل تمرة من طيب ـ ولا يقبل الله إلا الطيب ـ فإن الله يربيها له حتى تكون مثل الجبل، وأما بالنسبة للزيادة الحسية في الدنيا فمن عدة أوجه:
الوجه الأول: أن الله قد يفتح للإنسان باب رزق لم يخطر له على بال فيزداد ماله.
الوجه الثاني: أن هذا المال ربما يقيه الله سبحانه وتعالى آفات لولا الصدقة لوقعت فيه؛ وهذا مشاهد فالإنفاق يقي المال الآفات.
الوجه الثالث: البركة في الإنفاق بحيث ينفق القليل، وتكون ثمرته أكثر من الكثير؛ وإذا نُزعت البركة من الإنفاق فقد ينفق الإنسان شيئاً كثيراً في أمور لا تنفعه؛ أو تضره وهذا شيء مشاهد. ص349.
13 ـ بعض الأعمال تكون أفضل من بعض، وتفاضل الأعمال يكون بأسباب:
أ. منها التفاضل في الجنس، كالصلاة ـ مثلاً ـ أفضل من الزكاة، وما دونها.
ب. التفاضل في النوع؛ فالواجب من الجنس أفضل من التطوع لقوله تعالى في الحديث القدسي: (ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه).
ج. التفاضل باعتبار العامل لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه.
د. التفاضل باعتبار الزمان، كقوله صلى الله عليه وسلم في العشر الأول من ذي الحجة: (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر)، وكقوله تعالى: (ليلة القدر خير من ألف شهر).
هـ. التفاضل بحسب المكان، كفضل الصلاة في المسجد الحرام على غيره.
و. التفاضل بحسب جودة العمل وإتقانه، كقوله صلى الله عليه وسلم: (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران).
ز. التفاضل بحسب الكيفية، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله) وذكر منهم (ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه). ص358 ـ 360.
14 ـ قال تعالى:
(يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل)
هذه الآية الكريمة أطول آية في كتاب الله؛ وهي في المعاملات بين الخلق؛ وأقصر آية في كتاب الله قوله تعالى: (ثم نظر) لأنها ستة أحرف؛ وأجمع آية للحروف الهجائية كلها آيتان في القرآن فقط؛ إحداهما: قوله تعالى: (ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاساً) {آل عمران: 154} والثانية قوله تعالى: (محمد رسول الله والذين معه) {الفتح: 29} فقد اشتملت كل واحدة منهما على جميع الحروف الهجائية. ص402 ـ 403.
هذا بحمد الله ما تيسر إيراده من فوائد هذه السورة العظيمة، ويليها بإذن الله فوائد من تفسير الشيخ رحمه الله لسورة آل عمران.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[17 Feb 2010, 05:28 م]ـ
فوائد من تفسير سورة آل عمران وهو تفسير مطبوع في مجلدين، والطبعة التي يتم منها النقل هي الطبعة الأولى 1426 هـ، دار ابن الجوزي.
1 ـ قال تعالى: (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون) فـ (أنا) هنا ضمير. فعلى هذا نقول: (أنا) و (هو) في قوله: (لا إله إلا أنا) وقوله: (لا إله إلا هو) كلاهما ضمير رفع منفصل. فكما أن الذاكر لا يجعل (أنا) اسماً لله، فلا يجوز أن يجعل (هو) اسماً لله، وبهذا نعرف بطلان ذكر الصوفية الذين يذكرون الله بلفظ: هو هو. ويرون أن هذا الذكر أفضل الأذكار، وهو ذكر باطل. ص7.
2 ـ قال تعالى: (والله عزيز ذو انتقام) عزيز: أي: ذو العزة، وهي ثلاثة أصناف: أ. عزة القدر ب. عزة القهر ج. عزة الامتناع.
عزة القدر: بمعنى أن الله ذو قدر شريف عظيم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (السيد الله) هذه عزة القدر.
عزة القهر: بمعنى أنه القاهر لكل شيء، لا يُغلب، بل هو الغالب. قال تعالى: (وهو القاهر فوق عباده).
عزة الامتناع: أي: أنه عزوجل يمتنع أن يناله سوء أو نقص، ومن هذا المعنى قولهم: هذه أرض عزاز، أي: صلبة قوية لا تؤثر فيها المعاول. ص15 ـ 16.
3 ـ قال تعالى: (والله عزيز ذو انتقام) هنا قال: (ذو انتقام) ولم يقل (ذو الانتقام). وفي الرحمة قال: (وربك الغفور ذو الرحمة) ولم يقل: (ذو رحمة) وإن كان قد قال في آية أخرى: (وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم) لأن الانتقام ليس من أوصاف الله المطلقة، وليس من أسماء الله المنتقم. فـ (المنتقم) لا يوصف الله به إلا مقيداً؛ فيقال: المنتقم من المجرمين، كما قال تعالى: (إنا من المجرمين منتقمون) أما (ذو انتقام) فهي لا تعطي معنى الانتقام المطلق؛ لأن (انتقام) نكرة، فلا تعطي المعنى على الإطلاق، بل له انتقام مقيد بالمجرمين ونحوهم.
وبهذا نعرف أن الأسماء المسرودة في الحديث الذي رواه الترمذي لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، لأنها ذُكر فيها من أسماء الله المنتقم، وهذا لا يصح، وحُذِف من أسماء الله ما ثبت به الأحاديث فلم يُذكر فيها مثل: الشافي، والرب. ص16.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[21 Feb 2010, 12:20 ص]ـ
4 ـ القلب هو هذا الجزء المستقر في الصدر، لقول الله تعالى: (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) وبهذا القلب يكون العقل؛ لقوله تعالى: (أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها)، وبناء على هذه الأدلة يتبين أن العقل في القلب وليس في الدماغ، والعلماء اختلفوا قديماً وحديثاً، هل العقل في الدماغ أو العقل في القلب؟ والذي دل عليه القرآن أنه في القلب، والقرآن كلام الخالق، والخالق عز وجل أعلم بما خلق. فالعقل بالقلب لكن عقل القلب هو عقل التصرف والتدبير، ليس عقل الإدراك والتصور، فإن عقل الإدراك والتصور يكون في المخ. فالمخ يتصور ويعقل، وهو بمنزلة المترجم للقلب يشرح ما يريد رفعه إلى القلب، ثم يرفعه إلى القلب، ثم يصدر القلب الأوامر، والذي يبلغ الأوامر الدماغ. ولهذا تنشط العضلات كلها بنشاط الدماغ، فصارت المسألة سلسلة، والذي يتصور ويدرك وفيه عقل الإدراك هو الدماغ، وأما عقل التصرف والتدبير والرشاد والفساد فهو عقل القلب. وحينئذ يزول الإشكال، و تجتمع الأدلة الحسية والشرعية، فالعقل الإدراكي محله هو الدماغ، والعقل التصرفي الإرشادي الذي به الرشاد والفساد هو القلب. ص51.
5 ـ الإنسان مهما بلغ من الصدق فإن عرضه الأمثال الواقعة تجعل كلامه حق اليقين. والمراتب ثلاثة: علم اليقين، وعين اليقين، وحق اليقين.
علم اليقين: هو خبره الصادق.
عين اليقين: ما تراه بعينك مشاهداً.
حق اليقين: ما تدركه بحسك.
فإذا قال لك قائل: في جيبي تفاحة، وهو رجل صادق، فالذي أدركت من وجود التفاحة علم اليقين، فإذا أخرجها ونظرت إليها فهذا عين اليقين، فإذا أكلتها فهو حق اليقين، لأن هذا هو الواقع. ص82.
6 ـ هنا ننبه أن كثيراً من الكُتّاب اليوم إذا تكلموا عن اليهودية والنصرانية والإسلام، يقولون: هذه الأديان السماوية. فيظن السامع أن دين اليهود قائم، وأن دين النصارى قائم، كقيام دين الإسلام. وهذا لا يصح، فإن هذه الأديان أديان سماوية بلا شك، لكنها حرفت، وبدلت، وغيرت ونسخت ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم فليست ديناً يرتضيه الله اليوم، بل المتمسكون بها كفار، لا يعدون من المسلمين. ص124.
7 ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله) المسكين: كل من لا يكتسب، حتى ولو كان من أولادك؛ فلو أنت غني، وولدك لا يكتسب فهو مسكين، فأنت إذا سعيت عليه كالمجاهد في سبيل الله، قال: وأحسبه قال: (كالصائم لا يفطر، وكالقائم لا يفتر). ص166.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[24 Feb 2010, 06:10 م]ـ
8 ـ الإنسان الذي هداه الله للإسلام ليس أحد من الناس مثله في النعمة إلا من أنعم عليه بها. فأنت في الحقيقة تحب الله نفسه لذاته ولما أنعم عليك به من النعم، وليست محبة الله كمحبة الزوجة أو كمحبة الطعام، أو كمحبة الشراب، أو كمحبة اللباس، أو كمحبة السكن، أو كمحبة السيارة؛ كلا فإن محبة الله لا يشبهها شيء، وجرب تجد، اجعل قلبك صافياً يوماً من الدهر وصلّ وكن متصلاً بالله في صلاتك تجد شيئاً لا يخطر بالبال، وتجد شيئاً يبقى أثره مدة طويلة وأنت تتذكر تلك اللحظة التي كنت فيها متصلاً بربك عز وجل. ص195.
9 ـ قال تعالى في شأن مريم عليها السلام: (فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين) تأمل أنه قال: من القانتين، ولم يقل: من القانتات؛ لأنه كما جاء في الحديث: (كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا قليل) ص221.
10 ـ المحراب مفعال من الحرب، وهو مكان العبادة، وليس المحراب هو طاق القبلة كما هو عند الناس، ورأيت في بعض المساجد مكتوب على طاق القبلة على القوس (كلما دخل عليها زكريا المحراب) يجعلون الإمام مريم وهم لا يشعرون، ويخطئون أيضاً في المعنى؛ لأن المحراب مكان العبادة سواء كان طاقاً أو مربعاً أو حجرة، ولهذا قال الله تعالى في قصة داود: (إذ تسوروا المحراب) وسمّي بذلك لأن المتعبد فيه يحارب الشيطان. ص223.
11 ـ قال تعالى: (فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم).
يستفاد من هذه الآية تسمية المولود حين يولد؛ لقولها: (وإني سميتها مريم) وهذا هو السنة، أن يسمى الإنسان حين يولد إلا إذا لم يتهيأ الاسم فإنه يسمى في اليوم السابع، وبهذا تجتمع الأدلة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما ولد إبراهيم قال: (ولد لي الليلة ولد وسميته إبراهيم). وفي حديث العقيقة قال: (تذبح يوم سابعه، ويحلق ويسمى) فيكون الجمع أن من كان مهيأ الاسم قبل الولادة فالأفضل أن يسميه حال الولادة، ومن لم يهيأ فالأفضل أن يؤجله إلى اليوم السابع. ص229.
12 ـ قال تعالى: (فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقاً بكلمة من الله وسيداً وحصوراً ونبياً من الصالحين).
(حصوراً) فعول بمعنى فاعل أي حاصراً نفسه عن أراذل الأخلاق، فيكون هذا المبشر به موصوفاً بصفات الكمال الدال عليها قوله: (سيداً) ومبرأً من النقص وسوء الأخلاق الدال عليه قوله: (حصوراً) فيكون جمع له بين النفي والإثبات، وذلك لأن الإنسان لا يكمل إلا بوجود صفات الكمال وانتفاء صفات النقص، وهو أمر نسبي.
وأما من قال من المفسرين: إن الحصور هو الممنوع عن إتيان النساء يعني لا يستطيع على النساء؛ فإن في هذا نظراً واضحاً؛ لأن عدم قدرة الإنسان على النساء ليس كمالاً إذ أن ذلك ليس منه بتخلق ولكنه عيب.وفيها قول آخر: أنه لا يأتي من النساء من لا تحل له فيكون وصفاً له بكمال العفة، وهذا يمدح عليه الإنسان. لكن ما قلناه أشمل من هذا القول. ومعلوم أنه إذا وجد معنى أشمل فهو مقدم على المعنى الأقل؛ لأن الأقل داخل في الأشمل لا العكس.ص235.
13 ـ قال تعالى: (هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء).
في هذه الآية دليل على أنه لا ينبغي للإنسان أن يسأل مطلق الذرية؛ لأن الذرية قد يكونون نكداً وفتنة، وإنما يسأل الذرية الطيبة. ص238.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[15 Apr 2010, 02:55 م]ـ
14 ـ قال تعالى: (وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين * يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين). في الآية بيان أنه كلما منّ الله سبحانه وتعالى على إنسان بشيء كانت مطالبته بالعبادة أكثر؛ لأن الملائكة لما قالت: (إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين)، أمرتها بالقنوت والسجود والركوع، فدل هذا على أنه ينبغي للإنسان كلما ازدادت عليه نعم الله أن يزداد على ذلك شكراً بالقنوت لله والركوع والسجود وسائر العبادات. ص260.
(يُتْبَعُ)
(/)
15 ـ قال تعالى في شأن زكريا عليه السلام وابنه يحيى: (قال رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر قال كذلك الله يفعل ما يشاء) وقال تعالى في شأن مريم عليها السلام وابنها عيسى: (قالت رب أنّى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء). عبر في قصة مريم بالخلق وفي قصة زكريا بالفعل (يفعل)، فهل هناك نكتة أو أنه اختلاف تعبير؟ الجواب: أن هناك نكتة، وهي من وجهين: الوجه الأول: مما قاله العلماء وهو صحيح أن عيسى عليه الصلاة والسلام خلق من غير ما جرت العادة به، خلق على وجه لم تجر العادة بمثله إطلاقاً، فناسب التعبير بالخلق الدال على الإبداع، ولهذا يقال: خلق الله السماوات، ولا يقال: فعل الله السماوات، مع أن الخلق فعله لكن الخلق فيه نوع من الإبداع ولذلك قال: (خلق). الوجه الثاني: الرد على شبه النصارى الذين يقولون: إن عيسى هو الله، والله ثالث ثلاثة، فيكون فيه التصريح بأنه مخلوق، ويكون هذا قطعاً لدابر قولهم فيه، إذن نكتة كونية ونكتة شرعية يعني حكمة كونية شرعية. ص280.
16 ـ قال تعالى في بيان معجزات عيسى عليه السلام: (وإذ تخرج الموتى بإذني) في هذه الآية إشكال، وهو أن الله تعالى قال لعبدالله بن حرام ((بعد أن استشهد وطلب الرجوع للدنيا)): (إني قضيت إنهم إليها لا يرجعون)، وهنا ذكر أنه أحيا الموتى لعيسى في الدنيا، الظاهر والله أعلم أن يقال: إن عبد الله بن حرام طلب الرجوع من أجل العمل، وأما ما وقع آية لعيسى فليسوا يرجعون على أنهم يعملون، على أن المسألة فيها أيضاً نظر من جهة أخرى؛ لأن الله تعالى لما أخذت الصاعقة أصحاب موسى الذين كانوا معه دعا الله عزوجل فبعثهم من بعد موتهم وبقوا وعملوا. فيكون المراد ـ والله أعلم ـ أنه إذا لم يكن هناك سبب مثل أن تكون آية فهذا لا مانع، أما عبدالله بن حرام فليس هناك سبب. ص289.
17 ـ قال تعالى: (بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم) آيات عظيمة، فآياته كثيرة كل آية فيها عدة آيات، ولكن لا يفهم هذه الآيات إلا من فتح الله له قلبه بالإيمان والعمل، واعتقد أن هذا القرآن كلام الله وأن فيه آيات بينات، أما الذي تمر عليه مثل هذه الجملة من الآيات مر الكرام، ولا يتحرك بها قلبه، ولا يتأمل هذه الآيات؛ فإنه لا ينتفع بما في القرآن من الآيات، لابد أن تؤمن بأن فيه آيات وأن تحاول استخراج هذه الآيات بالتدبر، والإنسان إذا تدبر القرآن وجد فيه آيات عظيمة لا يحصيها البشر. ص349.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[08 Jun 2010, 04:57 م]ـ
18 ـ قال تعالى: (ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة) البشر هو الإنسان من بني آدم، وسمي بشراً لظهور بشرته. فإن بشرة الإنسان ظاهرة بارزة ليس عليها شعر ولا صوف ولا وبر ولا ريش ولا زعانف بادية. وقيل: سمي بشراً لظهور أثر البشارة عليه فيما إذا أخبر بما يسره، ولا مانع من أن يكون سمي بشراً لهذا ولهذا، والحكمة من أن الله جعل الآدمي بارز البشرة ليعلم الآدمي أنه مفتقر إلى اللباس الحسي، فينتقل من ذلك إلى العلم بأنه مفتقر إلى اللباس المعنوي وهو التقوى. وأنه بحاجة إلى أن يعمل الأسباب التي تستره معنى كما هو يعمل الأسباب التي تستره حساً. ص450 ـ 451.
19 ـ قال تعالى: (قل ءامنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم و إسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون).
الخطاب في هذه الآية للنبي صلى الله عليه وسلم. والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم خطاب له وللأمة، ما لم يقم دليل على أنه خاص به. والمتأمل في الخطاب الموجه للنبي صلى الله عليه وسلم يتبين له أنه على ثلاثة أقسام:
قسم دل الدليل على أنه خاص به فهو له، يختص به، مثل قوله تعالى: (إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا)، وقوله: (ألم نشرح لك صدرك).
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما ما دل الدليل على العموم، فهو على العموم، مثل قوله تعالى: (يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة). وما سوى ذلك فإنه يكون عاماً له وللأمة، لكن وجه الخطاب إليه باعتباره الإمام لأمته عليه الصلاة والسلام. والخطاب الموجه للإمام موجه له ولمن كان مؤتماً به. ص482 ـ 483.
20 ـ اعلم أن شريعتنا في الأحكام بالنسبة لمن سبق على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: ما وردت شريعتنا بخلافه فهذا لا نعمل به؛ لأن شريعتنا ناسخة لجميع الأديان، مثال ذلك: القصاص في النفس والأطراف كان في التوارة واجباً مفروضاً، ولا عفو، لكن في الشريعة الإسلامية كان مخيراً فيه، فنتبع القرآن.
القسم الثاني: ما ورد شرعنا بوفاقه فإننا نعمل به اتباعاً لشريعتنا المصدقة لما سبق من الشرائع، ولا نخالفه، وهذا كثير، مثل الطيبات، أحل الله الطيبات لنا ولغيرنا، لكن حرم على بني إسرائيل بعض الطيبات بسبب ظلمهم.
القسم الثالث: ما لم يرد في شرعنا له وفاق ولا خلاف. هذا محل نزاع بين أهل العلم، وبحثه موجود في أصول الفقه، فمن العلماء من قال: إنه شرع لنا، ومنهم من قال: إنه ليس بشرع، والصحيح أنه شرع لنا، لدلالة شرعنا عليه. قال الله تعالى: (أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده). وقال تعالى: (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك). وقال تعالى: (لقد كان في قصصهم عبرة لأولى الألباب). وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم أحياناً كان يسند الحكم أنه فعله أخي فلان من الأنبياء، وما أشبه ذلك، والمعنى يقتضي ذلك أيضاً، لأنه لولا أن لنا فائدة من قصص الأنبياء السابقين ـ ومن الفوائد أن نعتبر ونعمل بما عملوا ـ لم يكن لذكر هذه القصص من الفائدة كثير. ص491 ـ 492.
21 ـ إن المؤمن إذا تعارض عنده أمر الله وأمر الخلق قدم أمر الله مهما كان الآمر، حتى أبوك وأمك لو أمراك بخلاف أمر الله فقدم أمر الله.
لو قالت لك أمك: يا بني لا تخرج لصلاة الفجر، فالمسجد بعيد، ويخشى عليك من كلب، لا تذهب فلا تُطاع. ولو قال لك أبوك: يا بني لا تطلب العلم، فهل الإنسان يمتثل أمر أبيه في هذه الحال؟ لا. ومن أحسن ما رأيتُ في هذا الموضوع ما قاله شيخ الإسلام رحمه الله: (إنه لا تجب طاعة الوالدين في ترك أمر ينفعك ولا يضرهما). هذا كلام جيد يكتب بماء الذهب، فكل شيء ينفعك ولا يضر والديك فإنه لا تجب طاعتهما فيه. كما لو طلبت العلم. ولا يرد على هذا مسألة الجهاد ـ أن بر الوالدين أفضل من الجهاد ـ لأن الجهاد فيه تعريض للنفس بالقتل، والقتل يقلق راحة الوالدين. ص493 ـ 494.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[21 Jul 2010, 10:55 م]ـ
22 ـ هذا الدين الإسلامي ليس فيه عصبية، ولا يجوز أن يتخذ الإسلام منه عصبية؛ لقوله تعالى: (لا نفرق بين أحد منهم) بخلاف ما يسلكه بنو إسرائيل حيث لا يؤمنون إلا بما جاء عن أنبيائهم فقط. أما الدين الإسلامي فـ (لا نفرق بين أحد منهم)، كلهم عندنا رسل الله، لكن نفرق في العبادات، لا نتعبد إلا بما أُمرنا بالتعبد به، و يذكر أن شخصاً حاج عالماً من علماء المسلمين، فقال له: لماذا تُجيزون لأنفسكم أن تتزوجوا ببناتنا، ولا تُجيزون لنا أن نتزوج ببناتكم، فقال له العالم: لأننا نؤمن برسولكم ولا تؤمنون برسولنا، فألقمه حجراً. ص495.
23 ـ قال تعالى: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)، ولهذا ينبغي للإنسان أن يتأول هذه الآية ولو مرة واحدة، إذا أعجبه شيء من ماله فليتصدق به لعله ينال هذا البر. ص 526.
24 ـ تقدم المكان في العبادة له أثر في تفضيله؛ لقوله تعالى: (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة). وهذا يراد به التفضيل، ولهذا قال العلماء: إن المسجد الأسبق في إقامة الجماعة فيه أفضل من المسجد الحديث. فإذا كان حول الإنسان مسجدان الأول قديم، والآخر جديد، ولم يتميز أحدهما عن الآخر بفضيلة أخرى، فإن القديم أفضل من الجديد لسبقه من العبادة فيه. ص556.
هذا ما تيسر إيراده بحمد الله من فوائد من المجلد الأول، ويليه بإذن الله فوائد من المجلد الثاني.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[22 Jul 2010, 12:47 ص]ـ
أما الفائدة رقم 15 من تفسير آل عمران فلكأني أسمعها الآن في ذلك الدرس ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فيا لتلك المجالس القرآنية العامرة، ورحمات الله المتتابعة على شيخنا، وجزى الله أخانا الشيخ فهد على هذه الاختيارات المسددة ..
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[24 Jul 2010, 01:08 م]ـ
بارك الله فيكم فضيلة الشيخ عمر وزادكم من فضله، وهنيئاً لكم تلك الجلسات العطرة، على عاقدها أعظم الرحمات.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[14 Oct 2010, 05:32 م]ـ
فوائد من المجلد الثاني من تفسير سورة آل عمران:
1 ـ قال تعالى: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون * ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد جاءهم البينات).
قوله: (كالذين تفرقوا): أتى بها بعد قوله: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) لأن الأمة إذا تركت الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فلا بد أن تتفرق؛ لأنه لا يكون لهم في هذه الحال كلمة جامعة، كل واحد يعمل على هواه لأنه ما يُدعى إلى الخير، والنفوس لها نزعات متباينة مختلفة، وكذلك أيضاً إذا لم يكن أمر بمعروف ولا نهي عن منكر تفرق الناس ولا بد؛ لأن هذا يريد الزنا، وهذا يريد شرب الخمر، وهذا يريد السرقة، وهذا يريد أشياء غير الأولى فيحصل التفرق، فإذا أمروا بالمعروف صاروا كلهم على المعروف، وإذا نهوا عن المنكر صاروا كلهم على ترك المنكر. ص8 ـ 9.
2 ـ من أحسن ما أُلف في الجمع بين الآيات المتعارضة كتاب محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله المسمى (دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب) وهو كتاب جيد ومفيد لطالب العلم. ص31.
3 ـ قال جل وعلا عن اليهود: (ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباءو بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة)
الضارب هو الله تعالى، والمسكنة هي الفقر، فهم أذلاء ليس عندهم شجاعة، فقراء ليس عندهم غنى، ولكن يجب أن نعلم أن الغنى ليس كثرة العرض إنما الغنى غنى النفس والقلب، فهؤلاء قد ضربت عليهم المسكنة، فهم دائماً في فقر حتى ولو حصّل الإنسان منهم ملايين الملايين فهم في فقر، ولذلك حتى الآن نجد أن اليهود أحرص الناس على المال، وأنهم لا يمكن أن يبذلوا فلساً إلا وهم يؤملون أن يحصلوا درهماً، ولا يبذلون درهماً إلا ويؤملون أن يحصلوا ديناراً، وهذه حالهم صاروا أغنى العالم إن لم نقل هم أغنى العالم، لكنهم أغنى العالم بكثرة العرض لا بالقلب والنفس، فهم أشد الناس فقراً. ص66 ـ 67.
4 ـ ذكر الله تعالى نبيه عليه الصلاة والسلام بهذه الغزوة العظيمة (أحد) التي فيها من الأسرار والحكم ما يتبين به أن ذلك هو عين الصواب وعين الخيرة للمؤمنين، وقد ذكر الحافظ ابن القيم ـ رحمة الله عليه ـ في كتابه (زاد المعاد) من الحكم في هذه الغزوة ما لاتجده في أي كتاب آخر، فتحسن مراجعته فإنه مفيد. ص109.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[16 Oct 2010, 06:56 م]ـ
5 ـ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع). ولهذا يجد بعض الناس إذا أراد التثاؤب شدة عظيمة في منع فتح فمه، مع أن المشروع أن تكظم ولا تفتح الفم، وقد ذكر بعض العلماء شيئاً ييسر لك الكظم، قال: إذا أًصابك التثاؤب فعضّ شفتك السفلى. ص172.
6 ـ قال تعالى: (إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين).
قوله: (لا يحب الظالمين) قد يبدو غريباً على القارئ مناسبة هذه الجملة لما قبلها (ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين) كيف هذا؟ فيقال: الجواب من وجهين:
الوجه الأول: أن المراد بقوله: (والله لا يحب الظالمين) بيان أن الذين تخلفوا عن غزوة أحد، وهم مقدار ثلث الجيش لم يكن منهم شهيد؛ لأنهم نجوا بأنفسهم، فلكونهم ظلمة لم يتخذ الله منهم شهداء، فيكون ذلك تنديداً بالذين تخلفوا ورجعوا من أثناء الطريق، وهم عبدالله بن أبي ومن تبعه من المنافقين، فكأنه قال: اتخذ منكم أيها الصفوة شهداء ولم يتخذ من أولئك الذين نكصوا على أعقابهم؛ لأن هؤلاء ظلمة والله لا يحبهم.
الوجه الثاني: أن الذين قتلوا في أحد؛ قتلوا على أيدي المشركين، والمشركون هم الظالمون كما قال تعالى: (إن الشرك لظلم عظيم) فهل انتصار الظالمين في أحد، واستشهاد من استشهد من المسلمين في أحد لأن الله يحب الظالمين، ويكره المؤمنين؟ لا!
إذن (والله لا يحب الظالمين) لئلا يظن ظان أن انتصار المشركين في تلك الغزوة من محبة الله لهم، فبيّن الله عزوجل أنه لا يحب الظالمين. ص224.
7 ـ قال تعالى: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل)
في هذه الآية جواز موت الرسول صلى الله عليه وسلم وإمكان قتله؛ لقوله: (أفإن مات أو قتل) فإن قال قائل: يشكل على هذا أن الله قد قال في الشهداء: (ولا تحسبن الذين قلتوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون) وقال: (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون). فإذا كان هذا في الشهداء فيكف يكون الرسول صلى الله عليه وسلم ميتاً مع أنه أفضل من الشهداء؟
الجواب عن ذلك أن نقول: إن الحياة حياتان: حياة دنيوية جسدية وهي حياة الدنيا، وحياة برزخية ليست كحياة الدنيا، فهذه هي التي تثبت للشهداء. والأنبياء أفضل من الشهداء حيث حرم الله على الأرض أن تأكل أجسادهم، وأما الشهداء فقد تأكل الأرض أجسادهم، فالأنبياء أجسادهم باقية وحياتهم البرزخية أكمل من حياة الشهداء بلا شك. ص243.(/)
القُرْآن بَيْنَ التَّدَبُّر وَالهَجْر
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[08 Apr 2009, 06:29 م]ـ
القُرْآن بَيْنَ التَّدَبُّر وَالهَجْر
لم تعهد البشرية في تاريخها كتابا كان له من التعظيم والعناية والخدمة مثل ما كان للقرآن الكريم، منذ نزوله إلى يومنا هذا حفظاً وفهماً وتدبراً، وتنافساً في تفسيره وشرح آياته وبيان فضله، ووجوه إعجازه، واستنباط معانيه، إلى غير ذلك مما يتعلق بالقرآن الكريم.
لقد وصف الله عز وجل القرآن بأوصاف عدة، حري بالمسلم أن يقف عندها متأملاً عظمة هذا الكتاب العظيم، ومتدبرًا ما فيها من الآيات والذكر الحكيم.
يقول جل ذكره واصفا القرآن: {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ} [ص: 67] إلى غيرها من الآيات المبينة عظمة القرآن، فهو هدى للناس، ونور مبين وموعظة وشفاء ورحمة وفرقان .. إلى غير ذلك من الأوصاف الجليلة التي ينبغي أن يقف أمامها المسلم متدبرًا ومتأملاً.
واقتضت حكمته سبحانه أن يكون نزوله في أعظم الأزمان وأشرف الشهور {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [سورة البقرة: 185].
وكان نزوله في أعظم ليلة من هذا الشهر المبارك فقال سبحانه: ذ [سورة القدر:1 - 2 - 3]
وبعث به أعظم رسول صلى الله عليه وسلم {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآن ُلأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} [سورة الأنعام: 19].
وتحدى الثقلين أن يأتوا بمثله ولو اجتمعوا لذلك {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً} [سورة الإسراء: 88].
وبين عظم شأنه وجلاله قدره حتى إنه لو نزل على الجبال الصم لتصدعت {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الحشر:21].
وقد فضل الله القرآن على غيره من الكتب وجعله ناسخا لها ومهيمنا عليها فقال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْه} [المائدة 48].
من هم أهل القرآن
قال ابن القيم:" قال بعض السلف: نزل القرآن ليُعمل به، فاتخذوا تلاوته عملا، ولهذا كان أهل القرآن هم العاملون به، وإن لم يحفظوه عن ظهر قلب، وأما من حفظه ولم يفهمه، ولم يعمل بما فيه فليس من أهله، وإن أقام حروفه وإقامة السهم ".زاد المعاد
فضل تلاوة القرآن
إن تلاوة القرآن الكريم من أفضل العبادات، وأعظم القربات، إن الله تعالى رتب على قراءة القرآن أجرًا كبيرًا، فكرم الله تعالى عظيم، ومنتّه واسعة، وعطاؤه بلا حساب، حتى أن القارئ الذي يجد في قراءة القرآن مشقة وصعوبة له أجران، أخرج البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قال صلى الله عليه وسلم: [الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة البررة والذي يقرأ القرآن وهو يتعتع فيه وهو شاق عليه فله أجران] ذكر أهل العلم أن الأجرين احدها على القراءة والثاني لمشقتها على القارئ.
وقال صلى الله عليه وسلم: [اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرؤوا الزهراوين البقرة وآل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان تحاجان عن أصحابهما] (رواه مسلم)، فأي فوز لمن كان له القرآن الكريم شفيعا.
حملة القرآن القائمين عليه التالين له هم أهل الله وخاصته، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [إن لله تعالى أهلين من الناس: أهل القرآن هم أهل الله وخاصته] (رواه أحمد والنسائي وصححه الألباني) - وليس المقصود التلاوة فقط بل مع الفهم والتطبيق.
إن معلم القرآن ومتعلمه فإنهما من أفضل الناس وارفعهما مكانة، فعن عثمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [خيركم من تعلم القرآن وعلمه] (رواه البخاري).
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأجر العظيم المترتب على قراءة القرآن فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [من قرأ حرفا من كتاب الله تعالى فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف] (رواه الترمذي)، قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم.
أخي المؤمن: أنت طيب في معدنك، وكريم على من خلقك، لكن هل علمت أن القرآن يزيد في جمالك، ويزكي رائحتك، قال صلى الله عليه وسلم: [مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها طيب] (متفق عليه).
سؤال: ما لحكمة من تخصيص الأترجة بالتمثيل دون غيرها من الفاكهة التي تجمع طيب الطعم والريح كتفاحة مثلا؟
الجواب: فوائد الأترجة:
1 - يتداوى بقشرها
2 - يستخرج من حبها دهن له منافع.
3 - وقيل أن الجن لا تقرب البيت الذي فيه الأترجة، فناسب أن يمثل به القرآن الذي لا تقربه الشياطين.
4 - غلاف حبه ابيض فناسب قلب المؤمن.
5 - فيها من المزايا: كبر جرمها وحسن منظرها ولين ملمسها ولها منافع أخرى.
ثمرات تلاوة القرآن الكريم
1 - نزول الرحمة، والسكينة، وحفتهم الملائكة ... وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الرحمة تغشى حلقات القرآن أي تعمهم جميعًا، وأن الملائكة تحيط بهم تشريفًا لهم: [ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله .... ] تكملة الحديث.
وقال تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف:204]، نزلت هذه الآية تأمر بالاستماع والإنصات إلى قراءة القرآن وأوجبت الرحمة لمن يستمع وينصت لأن (لعلّ) من الله واجبة، قال الليث بن سعد: يقال ما الرحمة إلى أحد بأسرع منها إلى مستمع القرآن.
2 - كتاب الله شفاء للنفوس من الشهوات، ودواء للقلوب من الأهواء والشبهات، وعلاج للأبدان من الأمراض قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِين} [سورة الإسراء:82].
وثبت عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا آوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما (الإخلاص والمعوذتين) ثم مسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما من رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات.
3 - أنه حفظ من الشياطين وشرورهم، وقد شبه رسول الله صلى الله عليه وسلم البيوت التي لا يقرأ فيها القرآن بالمقابر لانقطاع الأموات عن العبادة والتلاوة، نفور الشياطين من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة فقال: [لا تجعلوا بيوتكم مقابر ان الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة] (رواه مسلم).
4 - القرآن يحصن القلب من الشرك والأمراض المتنوعة، ويحصن البيت من الشياطين، ويحصن النفس والمال كما في حديث حراسة زكاة رمضان وفيه: [إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي فإنه لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح] (رواه البخاري).
5 - ما أعده الله لقارئه من الأجر العظيم والثواب الجزيل، فيا ليت شعري ونحن نعرف ما لقارئ القرآن من الأجر، فهل نحن نواظب على قراءة القرآن، فلا يمر بنا يوم إلا وقد قرأنا القرآن منه جزءً وتمعنًا بما فيه ..
تدبر القرآن
* قال ابن القيم: "من الأسباب الجالبة لمحبة الله تعالى (قراءة القرآن بخشوع وتدبر وتفهم) "* قال الحسن بن علي رضي الله عنه:" أن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل وينفذونها في النهار".
* إنه لشيء عظيم باهر - لو تأملنا - أن يخص الإله الكبير المتعالي مالك الملك سبحانه هذا الإنسان الصغير القليل بخطابه وكلامه، وأن يحبوه ويمنحه شرف التحدث إليه ومناجاته. قال تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [سورة محمد: 24]. قال القرطبي: دلت هذه الآية على وجوب التدبر في القرآن ليعرف معناه. أهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
* إن من أكبر الدلائل على محبة القرآن: السعي إلى تفهمه وتدبره والتفكر في معانيه، كما أن من دلائل تلك المحبة أو عدمها الأعراض عن تدبره وتأمل معانيه. قال تعالى ذامًا المنافقين على عدم تدبر القرآن: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} [سورة النساء: 82].
* مسألة وأكثر أهل العلم على أن إحسان القراءة وفهمها أفضل من كثرة القراءة بغير فهم.
قال ترجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنهما:" لأن أقرأ سورة وأرتلها وأتدبرها أحب إلىّ من أن أقرأ القرآن كله".
أسباب تعين على تدبر القرآن
1 - حضور القلب: وأن يستحضر المسلم حال القراءة أن الله سبحانه وتعالى يخاطبه وحده بهذا القرآن
2 - أن لا يستعجل القارئ ويسرع في القراءة .. قال ابن القيم: كان صلى الله عليه وسلم يُقطع قراءته ويقف عند كل آية فيقول (الحمد لله رب العالمين) ويقف (الرحمن الرحيم) ويقف (مالك يوم الدين) ويقف.
3 - الوقوف عند آيات الوعد والوعيد ليسأل الله عند الوعد ويستعيذ به عند الوعيد.
مقترح:
لو خصصت كل يوم قراءة خمس آيات من التفسير المختصر لا تتجاوز عشر دقائق لكان في الشهر (150) آية تتعرف على تفسيرها وتلخص ما تحتاج إلى مراجعته لكان في ذلك إنجاز كبير، ومكسب عظيم.
هجر القرآن
المعرضون عن القرآن الهاجرون له قد شكاهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه عز وجل: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} [سورة الفرقان: 30]
* قال ابن القيم: هجر القرآن أنواع:
1) هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه.
2) هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه وإن قرأه وآمن به
3) هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه.
4) هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلم به منه.
5) هجر الاستشفاء به من جميع أمراض القلوب.
هذا كله داخل في قوله: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} [سورة الفرقان: 30] وهذا كله بالإضافة إلى هجر التلاوة.
* تنبيه:
وهناك لون من هذا الهجر كثر وشاع في عصرنا يتمثل في وضع المصحف في مكان معين للتبرك بوجوده فحسب، كأن يوضع على رف في البيت أو في مؤخرة السيارة أو مقدماتها حتى يعلوه التراب والغبار بما يشهد بأنه مهجور .. وهذا من سوء الأدب مع كتاب الله، قال ابن الجوزي:" من كان عنده مصحف ينبغي له أن يقرأ فيه كل يوم آيات يسيره لئلا يكون مهجورًا".
الآداب المطلوبة عند تلاوة القرآن
1 - إخلاص النية لله تعالى: لأن تلاوة القرآن من العبادات الجليلة قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ} [سورة الزمر: 2] , وقال صلى الله عليه وسلم: [اقرؤوا القرآن وابتغوا به وجه الله عز وجل من قبل أن يأتي قوم يُقيمونه إقامة القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه] (رواه أبو داود وحسنه الألباني)، ومعنى يتعجلونه: يطلبون أجر الدنيا.
2 - أن يقرأ بقلب حاضر: يتدبر ما يقرأ ويتفهم معانيه ويخشع عند ذلك قلبه ويستحضر بأن الله يخاطبه في هذا القرآن لأن القرآن كلام الله.
قال ابن القيم: إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه، واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم سبحانه، منه إليه، فإنه خطاب منه لك على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [سورة ق: 37]. أي لمن كان له قلب حي الذي يعقل عن الله.
قال ابن القيم: من قرئ عليه القرآن فليقدر نفسه كأنما يسمعه من الله يخاطبه به (مدراج السالكين)
3 - أن يقرأ على طهارة: لأن هذا من تعظيم كلام الله عز وجل ولا يقرأ القرآن وهو جنب حتى يغتسل إن قدر على الماء أو يتيمم إن كان عاجزًا عن استعمال الماء.
4 - أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم عند إرادة القراءة: لقوله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [سورة النحل: 98]. مسألة!! وهو مستحب عن جمهور العلماء
مسألة:
(يُتْبَعُ)
(/)
أما البسملة فإن كان ابتداء قراءته من وسط السورة فلا يبسمل وإن كان من أول السورة فليبسمل إلا في سورة التوبة فإنه ليس في أولها بسملة، لأن الصحابة رضي الله عنهم أشكل عليهم حين كتابة المصحف هل هي سورة مستقلة أو بقية الأنفال، ففصلوا بينها بدون بسملة.
5 - أن يرتل القرآن ترتيلا: لقوله تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} [سورة المزمل: 4]، قال النووي: وقد اتفق العلماء على استحبابه، لأن الترتيل أقرب للتوقير، وأشد تأثيرا في القلب من القراءة السريعة.
مسألة:
ولا بأس بالسرعة التي ليس فيها إخلال باللفظ بإسقاط بعض الحروف أو إدغام ولا يصح إدغامه، فإن كان فيها إخلال باللفظ فهي حرام لأنها تغيير القرآن.
6 - يستحب إذ مر بآية رحمة أن يسأل الله تعالى من فضله وإذا مر بآية عذاب أن يستعيذ بالله من الشر ومن العذاب وإذا مر بآية تنزيه الله تعالى نزهه .. فقال: سبحان و تعالى وإذا مر بآية سجدة سجد ويقول: "سبحان ربي الأعلى "
صحبة القرآن
* إن للقرآن صحبة، فمن أحسن صحبة القرآن أحسن القرآن صحبته، وأما من هجر القرآن فإن القرآن يهجره، فلا يرى له شوق إلى تلاوة كتاب الله.
* صحبة القرآن تصحب العبد حتى تقوده إلى الجنة في درجاتها العالية، قال صلى الله عليه وسلم: [يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها] (رواه أبو داود وصححه الألباني). هكذا يرتفع القرآن بصاحبه إلى المعالي.
* إن صحبة القرآن لمن أحسنها شرف وأي شرف، فصاحب القرآن وحامله هو حامل لواء الإسلام.
* قال الفضيل بن عياض: "حامل القرآن حامل راية الإسلام لا ينبغي أن يلغو مع من يلغو، ولا يسهو مع من يسهو، ولا يلهو مع من يلهو، تعظيما لله تعالى. قال تعالى: {لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [سورة الأنبياء: 10]، قال ابن عباس: "فيه شرفكم".
وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ارتفاع شأن أهل القرآن به فقال صلى الله عليه وسلم: [إن الله يرفع بهذا القرآن أقواما ويضع به آخرين] (رواه مسلم).
وعلى حامل القرآن ألا يُعجب بنفسه ويغتر أو يتكبر على الخلق بما أكرمه الله به قال تعالى: {قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {74} يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [سورة آل عمران:73 - 74].
مسائل حول القرآن
حكم رفع الصوت بالقرآن؟
قال النووي: يستحب رفع الصوت بالقراءة بشرط أن لا يخاف الرياء أو التشويش على الغير لأن قراءة الجهر توقظ القلب وتجمع الهمة، وتصرف السمع إلى التفكر في القراءة.
أيهما أفضل القراءة من المصحف أو عن ظهر غيب؟
قال النووي: قراءة القرآن من المصاحف أفضل من القراءة عن ظهر غيب في غير الصلاة لأن النظر في المصحف عبادة مطلوبة فينبغي جمع القراءة والنظر معًا، إلا إذا كان القارئ يخشع أكثر في القراءة من حفظه. إذا ألقى عليه أحد السلام وهو يقرأ القرآن؟
قال النووي: ينبغي أن يتوقف عن القراءة ويرد عليه السلام.
لو عطس غيره وهو يقرأ القرآن في غير صلاة؟
قال النووي: يستحب للقارئ أن يشمته فيقول يرحمك الله.
لو سمع القارئ المؤذن؟
قال النووي: ينبغي أن يقطع القراءة ويجيب المؤذن.
هل يجب الترتيب في القراءة من المصحف سواء في الصلاة أو خارجها؟
المختار عند العلماء إن الترتيب أفضل لأن ترتيبه هكذا جعل لحكمه، وإن لم يرتب فجائز.
فتوى عن حكم ما يسمى بالسور المنجيات
س: جاء بعض طلبة دار الحديث بالمدينة المنورة بنسخة تسمى السور المنجيات فيها سورة الكهف والسجدة ويس والدخان والواقعة والحشر والملك، ولقد وزع منها الكثير, فهل هناك دليل على تخصيصها بهذا الوصف وتسميتها بهذا الاسم؟
ج: الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه .. وبعد،،،
كل سور القرآن وآياته شفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ونجاة لمن اعتصم به واهتدى بهداه من الكفر والضلال والعذاب الأليم، وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله وعمله وتقريره جواز الرقية، ولم يثبت عنه أنه خص هذه السور الثمان بأنها توصف أو تسمى المنجيات بل ثبت أنه كان يعوذ نفسه بالمعوذات الثلاث (قل هو الله أحد) و (قل أعوذ برب الفلق) و (قل أعوذ برب الناس) يقرئهن ثلاث مرات وينفث في كفيه عقب كل مرة عند النوم ويمسح بهما وجهه وما استطاع من جسده، ورقى أبو سعيد بفاتحة الكتاب سيد حي من الكفار قد لدغ فبرأ بإذن الله وأقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك، وقرر قراءة آية الكرسي عند النوم وأن من قرأها لم يقربه الشيطان تلك الليلة، فمن خص السور المذكورة في السؤال فهو جاهل مبتدع ومن جمعها على هذا الترتيب مستقلة عما سواها من سور القرآن رجاء النجاة أو الحفظ أو التبرك بها فقد أساء في ذلك وعصى لمخالفته لترتيب المصحف العثماني الذي أجمع عليه الصحابة رضي الله عنهم، ولهجره أكثر القرآن وتخصيصه بعضه بما لم يخصه به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحد من أصحابه، وعلى هذا فيجب منع توزيعها والقضاء على ما طبع من هذه النسخ إنكار للمنكر وإزالة له. وبالله التوفيق، صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - فتوى رقم 1260
~~ سلسلة العلامتين ~~(/)
سؤال عن المطبوع من تفسير ابن عثيمين رحمه الله
ـ[المحجبة]ــــــــ[08 Apr 2009, 09:41 م]ـ
.
حسب ما أعرف أنه طبع من تفسير الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله-
تفسير سورة الفاتحة والبقرة
تفسير سورة آل عمران
تفسير سورة الكهف
تفسير سورة يس
تفسير سورة الصافات
تفسير سورة ص
تفسير السور الحجرات, ق,الذريات, الطور, النجم, القمر, الرحمن, الواقعة , الحديد
تفسير جزء عم
فهل غير هذه التفاسير شيء مطبوع من تفسيره -رحمه الله-؟
مع جزيل الشكر
.
ـ[المحجبة]ــــــــ[08 Apr 2009, 10:27 م]ـ
تم الوصول لمعرفة ذلك
من هنا
http://www.ibnothaimeen.com/all/shaikh/article_17663.shtml
لمن يهمه الأمر.
ـ[أم هادي]ــــــــ[09 Apr 2009, 03:48 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وأجزل لك الأجر والمثوبة
ـ[المحجبة]ــــــــ[09 Apr 2009, 06:15 م]ـ
جزاك الله خيرا
وأجزل لك الأجر والمثوبة
آمين
ولك مثلها(/)
تعقيبات حول سورة الفاتحة
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Apr 2009, 10:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فاستكمالاً لما تم الشروع فيه من استخراج فوائد من كتب العلامة محمد بن عثيمين عليه رحمات رب العالمين وكانت البداية بكتاب رياض الصالحين، ثم كتاب الأربعين النووية ثم كان الكتاب الثالث تعليق الشيخ على صحيح مسلم، وهذه الزاوية بإذن الله ستعنى باستخراج فوائد من تفاسير الشيخ ابن عثيمين عليه رحمة الله، وسأفتتحها باستخراج الفوائد من تفسير الشيخ لسورة الفاتحة والبقرة وهو تفسير مطبوع في ثلاث مجلدات، والطبعة التي يتم منها النقل هي الطبعة الأولى 1423هـ، دار ابن الجوزي.
فوائد من المجلد الأول:
1 ـ سورة الفاتحة سميت بذلك لأنه افتتح بها القرآن الكريم، وقد قيل: إنها أول سورة نزلت كاملة. ص3.
هذه التسمية نزل بها الوحي كما جاء في صحيح مسلم رحمه الله تعالى من حديث بن عباس رضي الله عنهما قال:بَيْنَمَا جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ نَقِيضًا مِنْ فَوْقِهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ هَذَا بَابٌ مِنْ السَّمَاءِ فُتِحَ الْيَوْمَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ فَقَالَ هَذَا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الْأَرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ فَسَلَّمَ وَقَالَ أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ فَاتِحَةُ الْكِتَابِ وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلَّا أُعْطِيتَهُ.
ولست أقول هذا استدراكاً على الشيخ رحمه الله تعالى فلأظن أن مثل هذا قد خفي عليه رحمه الله، ولكن حتى لا يظن البعض أن التسمية كانت اجتهادية.
2 ـ سورة الفاتحة لها مميزات تتميز بها عن غيرها، منها أنها ركن في الصلوات التي هي أفضل أركان الإسلام بعد الشهادتين فلا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب، ومنها أنها رقية إذا قرئ بها على المريض شُفي بإذن الله، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال للذي قرأ على اللديغ، فبرئ: (وما يدريك أنها رقية).
وقد ابتدع بعض الناس اليوم في هذه السورة بدعة، فصاروا يختمون بها الدعاء، ويبتدئون بها الخطب ويقرؤونها عند بعض المناسبات، وهذا غلط: تجده مثلاً إذا دعا، ثم دعا قال لمن حوله: (الفاتحة) يعني اقرؤوا الفاتحة، وبعض الناس يبتدئ بها في خطبه أو في أحواله، وهذا أيضاً غلط لأن العبادات مبناها على التوقيف، والاتباع. ص 3 - 4.
.
أقول لا شك أن الفاتحة من أعظم الدعاء ومن أحسنه،وهي من أدعية القرآن بل هي أعظم الدعاء،ولا أرى بأساً أن يبدأ بها المسلم في دعاءه أو يختم بها دعاءه، ولا أرى بأسا أن يبدأ بها في خطبته أو في موعظته،ولما لا وهي تبدأ بحمد الله والثناء عليه وتمجيده والإقرار له بالعبودية وإظهار التوكل عليه ثم سؤاله الهداية؟
أما ما يفعله بعض الناس في ابتداء جلسة ما أو ختامها أن يلطب من المجتمعين قراءة الفاتحة فالقول بأنها بدعة ففي النفس منها شيء.
وإذا كان هذا الفعل بدعة فما الفرق بينه وبين إفتتاح الحفلات والجلسات العلمية والمؤتمرات بالقرآن الكريم؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[09 Apr 2009, 01:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فاستكمالاً لما تم الشروع فيه من استخراج فوائد من كتب العلامة محمد بن عثيمين عليه رحمات رب العالمين وكانت البداية بكتاب رياض الصالحين، ثم كتاب الأربعين النووية ثم كان الكتاب الثالث تعليق الشيخ على صحيح مسلم، وهذه الزاوية بإذن الله ستعنى باستخراج فوائد من تفاسير الشيخ ابن عثيمين عليه رحمة الله، وسأفتتحها باستخراج الفوائد من تفسير الشيخ لسورة الفاتحة والبقرة وهو تفسير مطبوع في ثلاث مجلدات، والطبعة التي يتم منها النقل هي الطبعة الأولى 1423هـ، دار ابن الجوزي.
فوائد من المجلد الأول:
3 ـ هل البسملة آية من الفاتحة أو لا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
في هذا خلاف بين العلماء فمنهم من يقول: إنها آية من الفاتحة، ويقرأ بها جهراً في الصلاة الجهرية، ويرى أنها لا تصح إلا بقراءة البسملة لأنها من الفاتحة ومنهم من يقول: إنها ليست من الفاتحة ولكنها آية مستقلة من كتاب الله وهذا القول هو الحق ودليل هذا: النص، وسياق السورة.
أما النص:
فقد جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين: إذا قال: (الحمد لله رب العالمين) قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: (الرحمن الرحيم) قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: (مالك يوم الدين) قال الله تعالى: مجدني عبدي، وإذا قال (إياك نعبد وإياك نستعين) قال الله تعالى: هذا بيني وبين عبدي نصفين، وإذا قال: (اهدنا الصراط المستقيم) قال الله تعالى: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)، وهذا كالنص على أن البسملة ليست من الفاتحة، وفي الصحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وعمر، فكانوا لا يذكرون (بسم الله الرحمن الرحيم) في أول قراءة ولا في آخرها) والمراد لا يجهرون والتمييز بينها وبين الفاتحة في الجهر وعدمه يدل على أنها ليست منها.
أما من جهة السياق من حيث المعنى:
فالفاتحة سبع آيات بالاتفاق، وإذا أردت أن توزع سبع الآيات على موضوع السورة وجدت أن نصفها هو قوله تعالى: (إياك نعبد وإياك نستعين) وهي الآية التي قال الله فيها: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين) لأن (الحمد لله رب العالمين) واحدة (الرحمن الرحيم) الثانية (مالك يوم الدين) الثالثة، وكلها حق لله عز وجل (إياك نعبد وإياك نستعين) الرابعة يعني الوسط وهي قسمان: قسم منها حق لله، وقسم حق للعبد (اهدنا الصراط المستقيم) للعبد (صراط الذين أنعمت عليهم) للعبد (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) للعبد.
فتكون ثلاث آيات لله عز وجل وهي الثلاث الأولى، وثلاث آيات للعبد وهي الثلاث الأخيرة وواحدة بين العبد وربه وهي الرابعة الوسطى.
فالصواب الذي لا شك فيه أن البسملة ليست من الفاتحة كما أن البسملة ليست من بقية السور. ص7 ـ 9.
.
المأخذ على هذا الإستدلال:
أولاً: العجيب عبارة الشيخ رحمه الله تعالى " فالصواب الذي لا شك فيه أن البسملة ليست من الفاتحة كما أن البسملة ليست من بقية السور" كيف صدرت من الشيخ وهو يعلم الخلاف الكبير في المسألة؟ فلو كان هو الصواب الذي لاشك فيه لما وقع الخلاف.
ثانياً: إن كون البسملة مرسومة في المصحف آية في الفاتحة أقوى في الإستدلال على أنها آية منها من الاستدلال بمفهوم الحديث.
ثالثاً: قول الشيخ رحمه الله تعالى بعد إيراده لحديث أبي هريرة "وهذا كالنص على أن البسملة ليست من الفاتحة" وهذا غريب أيضا، لأن الحديث لم يقل: قسمت سورة الفاتحة بيني وبين عبدي نصفين، وإنما قال الصلاة وهذا يدل على معنى آخر وهو الدعاء المخصوص بهذه الآيات.
رابعاً: ثم تحدث الشيخ عن قسمة الفاتحة من حيث المعنى ثم قال:
"فتكون ثلاث آيات لله عز وجل وهي الثلاث الأولى، وثلاث آيات للعبد وهي الثلاث الأخيرة وواحدة بين العبد وربه وهي الرابعة الوسطى."
ولماذ لا تكون القسمة بالمعنى وليس بالعد، فشطرها الأول ثناء على الله وهذا هو الذي لله تعالى،ومنتصفها إقرار بالعبودية وسؤال الإعانة وهذا الذي هو بين الله وعبده، والشطر الأخير سؤال الهداية وهذا هو الذي للعبد.
وهذا هو الأقرب في معنى القسمة واليس المراد عدد الآيات، ولهذا نجد إن ما بعد قوله " اهدنا الصراط المستقيم " هو بيان لهذا القول فهو كالشيء الواحد.
هذا والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[10 Apr 2009, 05:35 م]ـ
أخي محب القرآن أحبك الله كما أحببت كتابه000
هناك فرق بين تخصيص أفتتاح الجلسة بسورة بعينها والتزامها وبين افتتاحها بالقرآن فالأول فيه البأس فتخصيص سورة بعينها والتزامها يحتاج إلى دليل لهذا التخصيص ولهذا كان عمر رضي الله عنه يأمر أبا موسى الأشعري رضي الله عنه أن يقرأ عليهم القرآن ولم يعين له سورة يلتزمها عند القراءة 0
وأما قول الشيخ رحمه الله (فالصواب الذي لاشك فيه000) هذا بالنسبة لما ذهب إليه هو رحمه الله فهو الصواب عنده لا أنه يريد أصل المسألة 0(/)
إعجاز الترتيب القرآني في سورة المعارج
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[09 Apr 2009, 10:14 ص]ـ
إعجاز الترتيب القرآني في سورة المعارج
(أنصح بقراءة إعجاز الترتيب القرآني في سورة الغاشية)
سورة المعارج هي السورة رقم 70 في ترتيب المصحف، وهي السورة رقم 13 باعتبار سور النصف الثاني من القرآن، وهي مؤلفة من 44 آية.
1 - عدد آيات سورة المعارج هو 44. لقد جاءت سورة المعارج مؤلفة من عدد مخصوص من الآيات، يؤلف مع العدد 70 رقم ترتيب السورة الإشارة إلى العدد 114 عدد سور القرآن.، (70 + 44 = 114) وإضافة إلى هذا السر اللطيف في العددين 70 و 44، نلاحظ أن عدد سور القرآن التالية لسورة المعارج في ترتيب المصحف هو 44 سورة، عدد مماثل لعدد آياتها.
أليس إحكام الترتيب القرآني واضحا في هذه العلاقات الناشئة من تحديد موقع السورة قي الترتيب 70، وعدد آياتها بالعدد 44 ..
لو افترضنا أن عدد آيات السورة 43 فماذا كنا سنكتشف؟
(اسمحوا لي أن أذكركم بما قلناه في سورة الغاشية وأترك لكم المجال للتدبر والتفكير – فتدبر القرآن ليس محصورا في ناحية واحدة، إنه باب واسع مفتوح فلا تضيقوا على أنفسكم -: سورة الغاشية هي السورة رقم 88 في ترتيب المصحف، وهي السورة رقم 31 في ترتيب سور النصف الثاني من القرآن، وقد جاءت مؤلفة من 26 آية، من عدد يؤلف مع العدد 88 إشارة واضحة إلى العدد 114 عدد سور القرآن الكريم (88 + 26 = 114)، إضافة إلى ذلك فعدد سور القرآن التالية لسورة الغاشية في ترتيب المصحف هو 26، عدد مماثل لعدد آياتها)
أترون؟ إنه نفس نظام الترتيب في سورة المعارج .. المسألة ليست مصادفة. [لماذا سورة الغاشية وسورة المعارج: موضوع آخر)
هل في هذه الحقيقة ما يجوز إنكاره أو التردد في قبوله؟ أو الخوف منه؟ هل من المقبول وصف هذه الحقيقة العددية الرائعة بالعبث والهرطقات وتحميل القرآن ما لا يحتمل؟ هل اكتشاف هذه الروائع في الترتيب القرىني محرمة على المسلمين لأنها تشغلهم عن القرآن؟ وكيف تشغلهم وهي من القرآن وفي القرآن؟ لقد أحكم الله سبحانه ترتيب كتابه على نحو لا يمكن محاكاته، على نحو يصلح لخطاب الناس كلهم بغض النظر عن لغاتهم .. .
2 - رقم ترتيب سورة المعارج باعتبار ترتيب سور النصف الثاني (السور من 58 – 114) من القرآن هو 13. موقع مخصوص مقدر بتدبير إلهي، نُلاحظ هنا أن عدد سور القرآن التي عدد الآيات في كل منها أكثر من 44 آية، عدد آيات سورة المعارج، هو 52 سورة، عدد من مضاعفات الرقم 13. (52 = 4 × 13)
(موقع السورة وعدد آياتها، هما محورا القياس، وهما مفتاح التدبر. القرآن يعطينا إشارة إرشادية ويضعنا على أول الطريق، الخطوات التالية تعتمد علينا)
3 - ومن لطائف الترتيب القرآني هنا أن أقصر هذه السور الـ 52، هي سورة " ق " المؤلفة من 45 آية، وهي السورة رقم 50 في ترتيب المصحف. وأن أطولها هي سورة البقرة السورة رقم 2 في ترتيب المصحف ..
نلاحظ أن مجموع رقمي ترتيب السورتين (الأولى والأخيرة) هو: 52 أيضا ..
4 - وبذلك نستنتج أن عدد سور القرآن التي عدد الآيات في كل منها 44 آية فأقل، هو 62 سورة، أي 2 × 31. (لاحظوا أن العدد 31 هو المقابل للعدد 13) وقد جاءت هذه السور في ترتيب المصحف:
10 سور في النصف الأول من القرآن، و 52 في النصف الثاني. العدد 52 للمرة الثالثة.
وهنا أيضا نلمس إحصاء قرآنيا لعدد سور القرآن وآياته، ونلاحظ أن العددين 13 و 31 هما محور هذا الإحصاء. وقد تم تخزينه في سورة المعارج، السورة رقم 13 في ترتيب سور النصف الثاني من القرآن. كما رأينا إحصاء مماثلا في سورة الغاشية.
وسؤالي إلى محبي القرآن:
من حدد لسورة المعارج موقع الترتيب 70 في المصحف؟ ومن حدد عدد آياتها بـ 44؟
من حدد لسورة الغاشية موقع الترتيب 88 في المصحف، وحدد عدد آياتها بـ 26؟
لينشأ من هذا التحديد هذا البناء المحكم، وهذا الإحصاء الدقيق الرائع لسور القرآن؟
هل فكر الصحابة – رضي الله عنهم – بهذه الأعداد؟ لو حدث من ذلك لشيء لذكروه لنا.
هل جاءت هذه الأعداد مصادفة؟
إذن كيف جاء كل هذا؟ ما هو التفسير المقبول؟
4 – إشارة رائعة إلى العدد 44:
(يُتْبَعُ)
(/)
قلنا أن من بين سور النصف الأول (1 – 57) من القرآن 10 سور عدد الآيات في كل منها أقل من 44، وأن من بين سور النصف الثاني 52 سورة عدد الآيات في كل منها أقل من 44، نستنتج هنا أن من بين سور النصف الثاني 5 سور عدد الآيات في كل منها أكثر من 44 آية.
السؤال الآن ما وجه الإعجاز في أعداد الآيات في هذه السور؟
ما وجه الإعجاز في هذا الترتيب؟
بعد أن قمنا بحصر هذه السور، كانت المفاجأة المذهلة أن الفرق بين مجموع أعداد الآيات في سور النصف الأول العشر، ومجموعها في سور النصف الثاني الخمس هو 44.
44. 44 .. 44 .. أود أن اكتب هذا العدد 44 مرة .. حتى لا يظل احد عاجزا عن رؤيته.
فأي ترتيب هو أعظم من هذا الترتيب؟
10 سور عدد الآيات في كل منها أقل من 44 ..
5 سور عدد آيات كل منها أكثر من 44 ..
الفرق بين مجموعي الآيات في المجموعتين 44 ..
حقيقة واقعة في المصحف تقول لنا جميعا: نعم العدد 44 مقصود ومدبر بتقدير إلهي محكم.
ألا تعني هذه الحقيقة أن أعداد الآيات في هذه السور قد حددت على نحو مخصوص ليؤدي إلى العدد 44؟
إعجاز في الترتيب التنازلي لسور القرآن:
ذكرنا في إحدى المقالات أن:
سورة الرعد هي السورة رقم 13 في ترتيب المصحف، وجاءت مؤلفة من 43 آية.
سورة لقمان هي السورة رقم 31 في ترتيب المصحف، أي عكس الرقم 13، وقد جاءت مؤلفة من 43 آية، أي عكس العدد 43.
- سورة المعارج هي السورة رقم 13 باعتبار سور النصف الثاني من القرآن. عدد آياتها 44. (لاحظ أن الفرق بين العددين هو 31) وقد ظهر لنا أن عدد سور القرآن التي عدد الآيات في كل منها أكثر من 44 آية هو 52، عدد من مضاعفات الرقم 13.
وبذلك يكون عدد سور القرآن التي عدد الآيات في كل منها 44 فأقل هو 62 سورة، أي عدد من مضاعفات الرقم 31.
نصل هنا إلى رائعة الترتيب القرآني الكبرى هنا: ما عدد الأعداد المستخدمة في جميع هذه السور؟ وما هو النظام العددي البديع الذي ينشأ عن هذه الأعداد؟ ...............
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[09 Apr 2009, 02:29 م]ـ
سبحان الله ..
(وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرءان جملة وحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلنه ترتيلا) 32 الفرقان
(الر كتب أحكمت ءايته ثم فصلت من لدن حكيم خبير) 1 هود
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[09 Apr 2009, 08:38 م]ـ
- قسمة لعدد آيات القرآن محورها العدد 44 عدد آيات سورة المعارج:
عدد آيات القرآن الكريم هو 6236 آية. إذا استثنينا العدد 44 عدد آيات سورة المعارج (السورة رقم 13 في ترتيب سور النصف الثاني من القرآن)، فالباقي هو 6192 عدد من مضاعفات الرقم 43.
الملاحظة هنا: إذا تأملنا موقع سورة المعارج في ترتيب المصحف نجد أن:
عدد السور السابقة لها ترتيبا هو 69، ومجموع أعداد آياتها هو 5375، وهذا العدد من مضاعفات الرقم 43 (125 × 43).
عدد السور التالية لها ترتيب هو 44 سورة، ومجموع أعداد آياتها 817، عدد من مضاعفات الرقم 43.
(أذكر بأن عدد آيات سورة الرعد السورة رقم 13 في ترتيب المصحف هو 43)
كيف نفسر هذه القسمة المحكمة؟
وهل هناك أصدق وصفا من قوله سبحانه وتعالى:
(الر كتب أحكمت ءايته ثم فصلت من لدن حكيم خبير) 1 هود(/)
أعمال يغفل عن احتساب أجرها
ـ[محمد بن إبراهيم الحمد]ــــــــ[09 Apr 2009, 01:59 م]ـ
أعمال يغفل عن احتساب أجرها
كثير من الناس لا يرى من الأعمال الصالحة التي يحتسب أجرها إلا ما كان قربة محضة كالصلاة والزكاة والصيام والحج، ونحو ذلك.
بل إن منهم من لا يخطر بباله احتساب بعض الأعمال الصالحة التي يفعلها على سبيل العادة دون مشقة أو عناء.
كما أن منهم من لا يحتسب الوسائل الموصلة إلى القربات؛ لظنه _كما مر_ أن الأجر لا يكون إلا على فعل القربة المحضة دون نظر إلى أن الوسائل لها أحكام المقاصد.
وهذا مما يفوت أجوراً كثيرة لو احتسبها الإنسان لكانت سبباً لمضاعفة ثوابه، ورفعة درجاته.
وفيما يلي تذكير ببعض الأمثلة على ما مضى، دون ترتيب أو ربط لها بنظائرها، مما يقع فيه الخلل.
فمن ذلك بر الوالدين، وإكرام الجار، والقيام على العيال، وصلة الأرحام.
ومن ذلك _أيضاً_ ما يلقاه الإنسان من نصب ومشقة وهو في طريق الحج أو العمرة، أو من جَرَّاء تنقله بين المشاعر، فربما ضاق صدره، وغاب عنه أن ذلك من جملة العمل الصالح.
ومن ذلك: المروءاتُ من نحو الوفاء، وإغاثة الملهوف، وتنفيس الكرب، وإكرام الضيف؛ فقد لا تخطر تلك الأعمال ببال من يقوم بها، وقد يغفل عن احتساب أجرها؛ مع أنها من أعظم أسباب اكتساب الثواب، ومضاعفة الأجورِ، واستشعار فضل العمل.
ومن ذلك كثير من أعمال الدعوة، ونشر العلم، ونحوها من الأعمال المتعدية؛ فمن الناس من يظن أن الأجر إنما هو لمن يقوم بتلك الأعمال مباشرة كالعالم، أو الداعية، أو المحسن المنفق دون غيرهم.
والحقيقة أن الأجر يعم أولئك وغيرهم ممن يحتسبون الأجر، كمن لهم يدٌ في نشر العلم، والخير، وتنفيس الكربات، وإعفاف الفقراء، فيشمل من يعد للدروس العلمية، ويضع لها الإعلانات، والدعايات، ويشمل من يسجل الدروس، ويقوم بتصنيفها، وإعدادها للنشر أو السماع، ويشمل من يقوم بدراسة أوضاع الفقراء، ومن يقوم بتوزيع الصدقات إلى غير ذلك مما هو داخل في هذا القبيل.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[09 Apr 2009, 02:51 م]ـ
بارك الله فيك دكتور محمد على هذا التذكير اللطيف , وقد نقل عن بعض السلف قوله: إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي.
أسأل الله التوفيق للعمل الصالح.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[09 Apr 2009, 03:06 م]ـ
أحسن الله إليك يا شيخ , ومن هذه الأعمال إماطةُ الأذى عن الطريق وإزالة فتات الزجاج وغير ذلك مما يؤذي الناس.
وقد ذكر لي أحد الإخوة أنه كان مع شيخه يمشيان في طريق فوجدا أذى ملقى في طريق الناس , فحمل الشيخُ الأذى وأزالهُ ثم قال وهو يرمي به عن الطريق لا إله إلا الله,
فسأله الأخُ عن سر التهليل فقال: حتى يجمع الله لي أعلى شعب الإيمان مع أدناها , والمؤمن لا يرضى بالدون حتى في أعمال الخير والبر.(/)
::: سورة الكهف::: صح في فضلها.
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[09 Apr 2009, 03:55 م]ـ
سورة الكهف مكية،صح في فضائلها:
1 - أن من قرأها في يوم الجمعة أضاء الله -جل وعلا- له نوراً،وقد تنوعت الروايات في الأحاديث عن ذلك النور،فجاء في بعض الروايات أنه إلى البيت العتيق،وجاء أنه نور ما بين الجمعتين وزيادة ثلاثة أيام،وجاء أنه نور مابين السماء والأرض،وكل ذلك لا تعارض فيه،فالله -جل وعلا- واسع الفضل جزيل العطاء،وبعض هذه الأحاديث صحاح،وبعضهن حسان،
وبعضها دون ذلك لكن الأمر بِرُمَّتِه- أو بجملته- صحيح.هذا ما ورد في فضل تلاوتها.
2 - كما جاء في فضلها أن من حفظ العشر الأُوَل الآيات منها عصم من فتنة الدجال، وجاء في رواية أخرى أنه من حفظ العشر الأخرى منها،وبعض العلماء يجمع بوجوب حفظ العشر الأول والعشر الأواخر،وبعضهم يقول إن الأصل حفظ العشر الأول منها، لأنها هي التي فيها ذكر خبر أصحاب الكهف.
وقد ذهب بعض العلماء في بيان العلة في أن من حفظ العشر الآيات الأول والأخر من سورة الكهف أنه يعصم من فتنة الدجال قالوا: في السبب في ذلك أن الله -جل وعلا-ذكر في سورة الكهف هؤلاء الفتية لما ابتلوا بطغيان ذلك الحاكم في زمانهم فآواهم الله -جل وعلا- كما أخبر إلى ذلك الكهف،ويبتلى الناس في آخر الزمان بفتنة الدجال، قال -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:" ما من فتنة من خلق آدم إلى أن تقوم الساعة هي أعظم من فتنة الدجال "
وكون فتنته فتنة عظيمة:
أولاً:أن أكثر من كان ينكر كان يدعي النبوة،لكن الدجال قضيته الكبرى أنه يدعي الألوهية.
ثانياً: أن الذين ادعوا الألوهية قبل الدجال -كفرعون،والنمرود- لم تكن تحت أيديهم آيات،
ولا يقدمون للناس شيئاً يدل على أنهم يملكون من الأمر شيء،إنما هي كلمات زوبعات كقول فرعون {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} [النازعات/24]، {مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي} [القصص/38]،وكقول النمرود {أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ} [البقرة / 258]
لكن الدجال معه جنة ومعه نار،ويعطيه الله القدرة على أن يحيي الموتى،ويعطيه الله القدرة على انه يأمر السماء أن تمطر فتمطر،والأرض أن تنبت فتنبت، وتتبعه كنوز الأرض الخربة كيعاسيب النحل،هذه كلها جعله فتنة عظيمة لأنه يملك بأوامر أعطاه الله -جل وعلا-القدرة عليها حتى يكون فيه فتنة لغيره من العباد،وهذا ابتلاء من الرب –تبارك وتعالى- لأهل ذلك الزمان،وهو من أعظم أشراط الساعة.
المقصود: أن حفظ العشر الأول من سورة الكهف،والعشر الأواخر منها، وحفظها بالكلية أكمل وأجمل يقي المؤمن برحمة الله -جل وعلا- وفضله ومشيئته فتنة الدجال.
المصدر: تأملات قرآنية في سورة الكهف.
لفضيلة الشيخ: صالح المغامسي.(/)
سؤال عن كتاب (الوحيد)؟
ـ[ناصر محمد حسان]ــــــــ[09 Apr 2009, 05:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الأفاضل المشرفين والأعضاء الأكارم شكر الله لكم هذا الجهد الطيب الذي يبدو واضحاً من الجميع خاصة الأخ الكريم / د. عبد الرحمن الشهري وقد رأيت ذلك واضحاً جلياً من خلال تصفحي لصفحات الملتقي فالله العلي العظيم أسأل أن يجعل ذلك في موازيين حسنات الجميع أعضاء ومشرفيين.
هذه هي أول مشاركة لي في هذا الملتقي أطلب من خلالها أن ترشدوا أحد الإخوة الأفاضل عن كتاب اسمه: (الوحيد) فقد طلب مني هذا الأخ أن أطرح له هذا السؤال في ملتقانا نظراً لأنه لم يسجل بعد في ملتقانا ...... السؤال هو:ـ هل يوجد كتاب أو كتب في مختلف العلوم سميت بهذا الاسم؟ أرجو الإفادة والرد علي سؤال أخانا الكريم مشكوريين
التوقيع / ناصر محمد حسان
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[09 Apr 2009, 06:21 م]ـ
عبد الغفار بن نوح القوصي:
صاحب الكتاب المشهور ((الوحيد في سلوك أهل التوحيد))
اسمه:
هو العارف الكبير العلامة الحافظ المجاهد الإمام عبد الغفار بن أحمد بن عبد المجيد بن عبد الحميد بن حاتم، الدَّرَوى المحتد، الأقصرى المولد، القوصي الدار، المشهور بابن نوح.
ثناء العلماء عليه:
أرخ للشيخ ابن نوح كل من كتب فى تاريخ هذه الفترة (القرن السابع والثامن الهجرى)، كما ذكره من ألف فى طبقات الأولياء، وشهد له الجميع بأنه كان من كبار العلماء والعارفين بالله، فممن أرخ له: ابن الملقن واليافعى والشعرانى فى طبقات الأولياء، والحافظ ابن حجر وابن تغرى بردى والصفدى والمقريزى فى تواريخهم.
قال اليافعى: ((السيد الجليل المقدار الشيخ المذكور، عبد الغفار صاحب الزاوية في مدينة قوص)).
وقال ابن تغرى بردى: ((وكان له أتباع ومريدون وللناس فيه اعتقاد)).
وقال الشعرانى: ((صاحب كتاب الوحيد في علم التوحيد، كان رضي الله عنه جامعاً بين الشريعة، والحقيقة أماراً بالمعروف ناهياً عن المنكر يبيع نفسه في طاعة الله تعالى)).
اشتهر للشيخ ابن نوح كتابه ((الوحيد فى سلوك أهل التوحيد))، وقد مدح الحافظ الكبير ابن حجر كتابه هذا فقال: ((وصنف كتاباً في الطريق ضاهى به رسالة القشيري في سرد من اجتمع به منهم، وسماه الوحيد في سلوك أهل التوحيد وهو في مجلدين))،
وصنف أيضا ((التجريد في علم التوحيد)).
انظر هنا >>>>
http://esamanas.googlepages.com/%D9%85%D9%86%D8%A3%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A7%D 9%84%D8%B5%D9%88%D9%81%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84%D8%BA%D9%81%D8%A7%D 8%B1%D8%A7%D8%A8%D9%86%D9%86%D9%88%D8%AD%D8%A7%D9% 84%D9%82%D9%88%D8%B5%D9%89
وعلى الرحب والسعة
ـ[سامي السلمان]ــــــــ[09 Apr 2009, 06:40 م]ـ
الوحيد في النحو والإعراب والبلاغة والإملاء وقواعد القراءة /
المؤلف: أبو مصلح، كمال.
بيانات النشر: بيروت: المكتبة الحديثة للطباعة والنشر، 1983 أو 1404]
الطبعة: ط. 1.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[09 Apr 2009, 07:01 م]ـ
عبد الغفار بن نوح القوصي:
صاحب الكتاب المشهور ((الوحيد في سلوك أهل التوحيد))
اسمه:
هو العارف الكبير العلامة الحافظ المجاهد الإمام عبد الغفار بن أحمد بن عبد المجيد بن عبد الحميد بن حاتم، الدَّرَوى المحتد، الأقصرى المولد، القوصي الدار، المشهور بابن نوح.
وقال الشعرانى: ((صاحب كتاب الوحيد في علم التوحيد، كان رضي الله عنه جامعاً بين الشريعة، والحقيقة أماراً بالمعروف ناهياً عن المنكر يبيع نفسه في طاعة الله تعالى)).
شكر الله لك على هذا التعريف بصاحب الكتاب.
ثم أقول:
الشريعة عرفانها. فما هي الحقيقة؟
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[10 Apr 2009, 12:05 ص]ـ
ششكرا لك أخي الحبيب محب القرآن الكريم
الحقيقة الصوفية التي يدعونها:
هي شيء من الأسرار ويزعمون أنهم لا ينشرونها ولا يذيعونها.
علما أنهم قد نشروها وأذاعوها؛ وهو أن كل موجود في زعمهم هو الله وأن الجنة والنار شيء واحد وأن إبليس ومحمد شيء واحد وأن الله هو المخلوق والمخلوق هو الله كما؛ قال إمامهم وشيخهم الأكبر.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Apr 2009, 02:54 م]ـ
ششكرا لك أخي الحبيب محب القرآن الكريم
الحقيقة الصوفية التي يدعونها:
هي شيء من الأسرار ويزعمون أنهم لا ينشرونها ولا يذيعونها.
علما أنهم قد نشروها وأذاعوها؛ وهو أن كل موجود في زعمهم هو الله وأن الجنة والنار شيء واحد وأن إبليس ومحمد شيء واحد وأن الله هو المخلوق والمخلوق هو الله كما؛ قال إمامهم وشيخهم الأكبر.
إذا كان الأمر كما قلت، وهو كذلك، فهؤلاء لا الشريعة علموا ولا الحقيقة أدركوا، بل إن هذا الإعتقاد من أضل ما عرفته البشرية مع أن أصحابه ينطلقون من عباءة شرعية إسلامية وهذا أخطر ما في المسألة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ناصر محمد حسان]ــــــــ[12 Apr 2009, 11:51 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الأفاضل جزيتم خيراً علي المشاركة والإفادة وجعله الله في موازيين حسناتكم
ولكم مني خالص الدعوات بالتوفيق والسداد
التوقيع/ ناصر محمد حسان(/)
الوحي .... ذلك الأمر العظيم ... العجيب!!!
ـ[شاكر]ــــــــ[09 Apr 2009, 09:05 م]ـ
(وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب , أو يرسل رسولاً فيوحي بإذنه ما يشاء إنه عليّ حكيم. وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا , ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان , ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا , وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم. صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض. ألا إلى الله تصير الأمور)
(الشورى)
ويقطع هذا النص بأنه ليس من شأن إنسان أن يكلمه الله مواجهة.
وقد روي عن عائشة رضى الله عنها:" من زعم أن محمداً رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية "
إنما يتم كلام الله للبشر بواحدة من ثلاث:
(وحيا) يلقى في النفس مباشرة فتعرف أنه من الله ,
(أو من وراء حجاب) كما كلم الله موسى - عليه السلام - وحين طلب الرؤية لم يجب إليها , ولم يطق تجلي الله على الجبل (وخر موسى صعقاً فلما أفاق قال: سبحانك
تبت إليك وأنا أول المؤمنين). .
(أو يرسل رسولاً) وهو الملك (فيوحي بإذنه ما يشاء)
بالطرق التي وردت عن رسول الله -[صلى الله عليه وسلم].
الأولى:
ما كان يلقيه الملك في روعه وقلبه من غير أن يراه كما قال [صلى الله عليه وسلم]:" إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها , فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ". .
والثانية:
أنه كان [صلى الله عليه وسلم] يتمثل له الملك رجلاً , فيخاطبه حتى يعي عنه ما يقول.
والثالثة:
أنه كان يأتيه في مثل صلصلة الجرس , وكان أشده عليه , حتى إن جبينه ليتفصد عرقاً في اليوم الشديد البرد , وحتى إن راحلته لتبرك به إلى الأرض إن كان راكبها , ولقد جاء الوحي مرة كذلك وفخذه على فخذ زيد بن ثابت فثقلت عليه حتى كادت ترضها.
والرابعة:
أنه يرى الملك في صورته التي خلق عليها , فيوحي إليه ما شاء الله أن يوحيه. وهذا وقع له مرتين كما ذكر الله ذلك في سورة النجم. (1) عن زاد المعاد.
هذه صور الوحي وطرق الاتصال. . (إنه علي حكيم). .
يوحي من علو , ويوحي بحكمة إلى من يختار. .
وبعد (،،،)
فإنه ما من مرة وقفت أمام آية تذكر الوحي أو حديث , لأتأمل هذا الاتصال إلا أحسست له رجفة في أوصالي. . كيف؟
كيف يكون هذا الاتصال بين الذات الأزلية الأبدية التي ليس لها حيز في المكان ولا حيز في الزمان , المحيطة بكل شيء , والتي ليس كمثلها شيء. كيف يكون هذا الاتصال بين هذه الذات العلية وذات إنسان متحيزة في المكان والزمان , محدودة بحدود المخلوقات , من أبناء الفناء؟! ثم كيف يتمثل هذا الاتصال معاني وكلمات وعبارات؟
وكيف تطيق ذات محدودة فانية أن تتلقى كلام الله الأزلي الأبدي الذي لا حيز له ولا حدود؟ ولا شكل له معهود؟
وكيف؟ وكيف؟. .
ولكني أعود فأقول:
وما لك تسأل عن كيف؟ وأنت لا تملك أن تتصور إلا في حدود ذاتك المتحيزة القاصرة الفانية؟!
لقد وقعت هذه الحقيقة وتمثلت في صورة. وصار لها وجود هو الذي تملك أن تدركه من وجود.
ولكن الوهلة والرجفة والروعة لا تزول!
إن النبوة هذه أمر عظيم حقاً. وإن لحظة التلقي هذه لعظيمة حقاً.
تلقي الذات الإنسانية لوحي من الذات العلوية. .
أخي الذي تقرأ هذه الكلمات ,
أأنت معي في هذا التصور؟!
أأنت معي تحاول أن تتصور؟!
هذا الوحي الصادر من هناك.
أأقول: هناك؟! كلا. إنه ليس هناك "هناك"!
الصادر من غير مكان ولا زمان , ولا حيز ولا حد ولا جهة ولا ظرف. الصادر من المطلق النهائي , الأزلي الأبدي ,
الصادر من الله ذي الجلال إلى إنسان. .
إنسان مهما يكن نبياً رسولاً , فإنه هو هذا الإنسان ذو الحدود والقيود. .
هذا الوحي. هذا الاتصال العجيب. المعجز. الذي لا يملك إلا الله أن يجعله واقعة تتحقق , ولا يعرف إلا الله كيف يقع ويتحقق. .
أخي الذي تقرأ هذه الكلمات. هل تحس ما أحس من وراء هذه العبارات المتقطعة التي أحاول أن أنقل بها ما يخالج كياني كله؟
إنني لا أعرف ماذا أقول عما يخالج كياني كله من الروعة والرجفة وأنا أحاول أن أتصور ذلك الحدث العظيم العجيب الخارق في طبيعته , والخارق في صورته , الذي حدث مرات ومرات.
وأحس بحدوثه ناس رأوا مظاهره رأي العين , على عهد رسول الله [صلى الله عليه وسلم]
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه عائشة رضي الله عنها تشهد من هذه اللحظات العجيبة في تاريخ البشرية فتروي عن واحدة منها تقول:" قال رسول الله [صلى الله عليه وسلم]:" يا عائشة. هذا جبريل يقرئك السلام " قلت: وعليه السلام ورحمة الله. قالت: وهو يرى ما لا نرى ".
وهذا زيد بن ثابت - رضي الله عنه - يشهد مثل هذه اللحظة وفخذ رسول الله [صلى الله عليه وسلم] على فخذه , وقد جاءه الوحي فثقلت حتى كادت ترض فخذه.
وهؤلاء هم الصحابة - رضوان الله عليهم - في مرات كثيرة يشهدون هذا الحادث ويعرفونه في وجه الرسول [صلى الله عليه وسلم] فيدعونه للوحي حتى يسرى عنه , فيعود إليهم ويعودون إليه. . . .
ثم. . أية طبيعة.
طبيعة هذه النفس التي تتلقى ذلك الاتصال العلوي الكريم؟
أي جوهر من جواهر الأرواح ذلك الذي يتصل بهذا الوحي , ويختلط بذلك العنصر , ويتسق مع طبيعته وفحواه؟
إنها هي الأخرى مسألة!
إنها حقيقة. ولكنها تتراءى هنالك بعيداً على أفق عال ومرتقى صاعد , لا تكاد المدارك تتملاه.
روح هذا النبي [صلى الله عليه وسلم] روح هذا الإنسان. كيف يا ترى كانت تحس بهذه الصلة وهذا التلقي؟ كيف كانت تتفتح؟ كيف كان ينساب فيها ذلك الفيض؟ كيف كانت تجد الوجود في هذه اللحظات العجيبة التي يتجلى فيها الله على الوجود ; والتي تتجاوب جنباته كلها بكلمات الله؟
ثم. .
أية رعاية؟ وأية رحمة؟ وأية مكرمة. .
والله العلي الكبير يتلطف فيعنى بهذه الخليقة الضئيلة المسماة بالإنسان.
فيوحي إليها لإصلاح أمرها , وإنارة طريقها , ورد شاردها. . وهي أهون عليه من البعوضة على الإنسان , حين تقاس إلى ملكه الواسع العريض.
إنها حقيقة.
ولكنها أعلى وأرفع من أن يتصورها الإنسان إلا تطلعاً إلى الأفق السامق الوضيء:
(وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان. ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا. وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم. صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض. ألا إلى الله تصير الأمور).
(وكذلك).
بمثل هذه الطريقة , وبمثل هذا الاتصال.
(أوحينا إليك). .
فالوحي تم بالطريقة المعهودة , ولم يكن أمرك بدعا.
أوحينا إليك (روحاً من أمرنا). . فيه حياة , يبث الحياة ويدفعها ويحركها وينميها في القلوب وفي الواقع العملي المشهود.
(ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان). .
هكذا يصور نفس رسول الله [صلى الله عليه وسلم] وهو أعلم بها , قبل أن تتلقى هذا الوحي.
وقد سمع رسول الله [صلى الله عليه وسلم] عن الكتاب وسمع عن الإيمان , وكان معروفاً في الجزيرة العربية أن هناك أهل كتاب فيمن معهم , وأن لهم عقيدة , فليس هذا هو المقصود.
إنما المقصود هو اشتمال القلب على هذه الحقيقة والشعور بها والتأثر بوجودها في الضمير. وهذا ما لم يكن قبل هذا الروح من أمر الله الذي لابس قلب محمد - عليه صلوات الله.
(ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء). .
وهذه طبيعته الخالصة. طبيعة هذا الوحي. هذا الروح. هذا الكتاب. إنه نور. نور تخالط بشاشته القلوب التي يشاء لها الله أن تهتدي به , بما يعلمه من حقيقتها , ومن مخالطة هذا النور لها.
(وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم). .
وهناك توكيد على تخصيص هذه المسألة , مسألة الهدى , بمشيئة الله سبحانه , وتجريدها من كل ملابسة , وتعليقها بالله وحده يقدرها لمن يشاء بعلمه الخاص , الذي لا يعرفه سواه ; والرسول [صلى الله عليه وسلم] واسطة لتحقيق مشيئة الله , فهو لا ينشى ء الهدى في القلوب ; ولكن يبلغ الرسالة , فتقع مشيئة الله.
(وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم. صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض). .
فهي الهداية إلى طريق الله , الذي تلتقي عنده المسالك. لأنه الطريق إلى المالك , الذي له ما في السماوات وما في الأرض ; فالذي يهتدي إلى طريقه يهتدي إلى ناموس السماوات والأرض , وقوى السماوات والأرض , ورزق السماوات والأرض , واتجاه السماوات والأرض إلى مالكها العظيم. الذي إليه تتجه , والذي إليه تصير:
(ألا إلى الله تصير الأمور). .
فكلها تنتهي إليه , وتلتقي عنده , وهو يقضي فيها بأمره.
وهذا النور يهدي إلى طريقه الذي اختار للعباد أن يسيروا فيه , ليصيروا إليه في النهاية مهتدين طائعين.
وهكذا تنتهي السورة التي بدأت بالحديث عن الوحي. وكان الوحي محورها الرئيسي.
وقد عالجت قصة الوحي منذ النبوات الأولى.
لتقرر وحدة الدين , ووحدة المنهج , ووحدة الطريق.
ولتعلن القيادة الجديدة للبشرية ممثلة في رسالة محمد [صلى الله عليه وسلم] وفي العصبة المؤمنة بهذه الرسالة.
ولتكل إلى هذه العصبة أمانة القيادة إلى صراط مستقيم. صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض.
ولتبين خصائص هذه العصبة وطابعها المميز , الذي تصلح به للقيادة , وتحمل به هذه الأمانة. الأمانة التي تنزلت من السماء إلى الأرض عن ذلك الطريق العجيب العظيم. .
(في ظلال القرآن)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[09 Apr 2009, 09:51 م]ـ
أخي شاكر شكر الله سعيك000 ورحم الله السد قطب00
ولكن لي ملاحظة على قوله (الصادر من غير مكان ولا زمان 000 ولاجهة000)
أليس الوحي صادر من جهة العلو؟!
ولا يلزم من إثبات جهة العلو إثبات الحيز تعالى الله عن ذلك خلافا لمؤولة الصفات من الجهمية وغيرهم 0
كل هذا مع ظني أن سيد لا يقصد نفي شيئا من ذلك 0
ـ[شاكر]ــــــــ[10 Apr 2009, 08:08 ص]ـ
حياك الله أخانا الفاضل أبا هاجر
هو كما تفضلت لا ينفي العلو بل يثبته أما عبارته التي نقلتها فمراده أنه لا يحده شئ يمكن للإنسان أن يدركه.
وتتمة عبارته هي "ولا حيز ولا حد ولا جهة ولا ظرف. الصادر من المطلق النهائي , الأزلي الأبدي "
أما تثبيته للعلو فقد كرره في نفس السياق أعلاه.
(قال) هذه صور الوحي وطرق الاتصال. . (إنه علي حكيم). .
يوحي من علو , ويوحي بحكمة إلى من يختار. .
(قال) كيف يكون هذا الاتصال بين هذه الذات العلية وذات إنسان متحيزة في المكان والزمان
(قال) ثم. . أية طبيعة.
طبيعة هذه النفس التي تتلقى ذلك الاتصال العلوي الكريم؟
وغيرها الكثير في الظلال.(/)
إعجاز الترتيب القرآني في الآية " وكل شيء أحصيناه كتابا "
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[09 Apr 2009, 09:41 م]ـ
من روائع الترتيب القرآني
إعجاز الترتيب القرآني في الآية رقم 29 النبأ
تطالعنا في سورة النبأ الآية رقم 29، وهي قوله تعالى:
(وكل شيء أحصيناه كتابا). تتحدث الآية الكريمة عن الإحصاء، إحصاء كل شيء .. يعني أن سور القرآن وآياته وكلماته تدخل في هذا الإحصاء.
السؤال: ما الدليل المفهوم من الآية أن سور القرآن وآياته تدخل في هذا الإحصاء؟ وكيف سنكتشف ذلك بدون اللجوء إلى الإحصاء؟
تعالوا نتأمل ونتدبر موقع الآية القرآنية التي يخبرنا الله سبحانه فيها أنه أحصى كل شيء ..
عدد آيات القرآن الكريم هو 6236 آية.
- إذا أحصينا أعداد آيات القرآن ابتداء من البسملة الآية رقم 1 وإلى نهاية الآية رقم 29 في سورة النبأ، فالعدد الناتج لدينا هو: 5701. (أرجو أن تعيدوا النظر في هذا العدد حتى يرسخ في أذهانكم)
وبذلك يكون عدد الآيات الباقية (ابتداء من الآية رقم 30 النبأ وحتى نهاية المصحف) هو 535.
المفاجأة البديعة المذهلة: العدد 535 هو عبارة عن:
5 × 107. تأملوا هذا الناتج:
5× 107، إنها مقلوب العدد 5701.
وأي إحصاء أدق وأروع من هذا الإحصاء؟
ذلك أنه الإحصاء القرآني الذي لا يخطئ.
(وهل بعد هذا حجة لرافضي الإعجاز العددي؟ أليست صاحبة هذا الإحصاء آية قرآنية)
- وهكذا نستنتج أن عدد آيات القرآن، إذا استثنينا الآية رقم 29 التي تخبرنا عن إحصاء آيات القرآن، هو 6235. هذا العدد هو من مضاعفات الرقم 29، رقم ترتيب الآية.
6235 = 215 × 29.
وهذا دليل على ان موقع الآية رقم 29 محدد بعناية وتدبير إلهي ..
ليست مصادفة أن تأتي الآية التي تتحدث عن الإحصاء في موقع الترتيب 29. (كما أن العدد 6235 هو من مضاعفات الرقم 43 – انظروا المشاركة: إعجاز الترتيب في سورة المعارج).
فأين المتدبرون، الباحثون عن الحقيقة؟ الذين ينطقون بالحق؟
اللهم قد بلغت.
ـ[محمد براء]ــــــــ[09 Apr 2009, 09:47 م]ـ
المفاجأة البديعة المذهلة: العدد 535 هو عبارة عن:
5 × 107. تأملوا هذا الناتج:
5× 107، إنها مقلوب العدد 5701.
لماذا استخدمت الضرب هنا ولم تستخدم الجمع أو الطرح
أو الجذر أو المربع أو الظل أو الجيب أو جيب التمام أو .... إلخ!.
أم هو محض التحكم!.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[09 Apr 2009, 09:51 م]ـ
لماذا استخدمت الضرب هنا ولم تستخدم الجمع أو الطرح
أو الجذر أو المربع أو الظل أو الجيب أو جيب التمام أو .... إلخ!.
أم هو محض التحكم!.
ليس في الأمر تحكم، أنا أنقل ما هو موجود في المصحف , يمكنك مراجعة الإحصاء وستجده صحيحا كما اخبرتنا الآية. وهذا لا يمنع من وجود أسرار أخرى دقيقة.
ـ[محمد براء]ــــــــ[09 Apr 2009, 10:01 م]ـ
يا أخي لا تتهرب من الجواب؟
لماذا حللت 535 إلى 5 و 107 بالذات ولم تقم بعملية أخرى؟
أو - بوضوح أكثر - ما هو الأساس العلمي الذي اعتمدت عليه في اختيار هذه العملية بالذات من بين عمليات رياضية كثيرة أخرى .. لماذا لم تختر الجمع أو الطرح أو الجيب أو الجتا أو الظل أو اللوغاريتم ... إلخ؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[09 Apr 2009, 10:48 م]ـ
يا أخي لا تتهرب من الجواب؟
لماذا حللت 535 إلى 5 و 107 بالذات ولم تقم بعملية أخرى؟
أو - بوضوح أكثر - ما هو الأساس العلمي الذي اعتمدت عليه في اختيار هذه العملية بالذات من بين عمليات رياضية كثيرة أخرى .. لماذا لم تختر الجمع أو الطرح أو الجيب أو الجتا أو الظل أو اللوغاريتم ... إلخ؟
وهل هناك عدد آخر يمكن جمعه وطرحه مع العدد 535؟ وهل يقسم العدد 535 على غير العدد 5 و 107؟
وعلى أي حال فما زال في الآية رقم 29 دليل آخر رائع على ان عدد آيات القرآن هو 6236 .. سأذكره متى وجدت تفهما للإعجاز في هذه الآية.
ـ[محمد براء]ــــــــ[09 Apr 2009, 11:19 م]ـ
يا أخي أنا لم أقل لك اقسمه، قلت لك تستطيع أن تجري عمليات أخرى كالجمع والطرح لتحصل على 535 وهذه العمليات لا نهاية لها فلماذا اخترت القسمة بالذات؟
مثلا: 500+35 =535.
600 - 65=535.
وهذا لا نهاية له، فما هو الأساس العلمي الذي اعتمدته في اختيار القسمة بالذات؟
وهذا واضح جدا.
ولا أدري ما علاقة 29 الآن.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[09 Apr 2009, 11:56 م]ـ
أخي الكريم:
المسألة واضحة ولا تستدعي هذا الجدل.
الآية رقم 29 النبأ تتحدث عن الإحصاء.
عدد آيات القرآن ابتداء من البسملة وحتى نهاية الآية هو 5701.
عدد الآيات ابتداء من الآية 30 النبأ وحتى نهاية المصحف 535. أي: 5 × 107.
هذا هو الإحصاء الذي نكتشفه من خلال موقع الآية (المحور) التي تتحدث عن الإحصاء.
وما نلمسه هنا هو إحصاء قرآني لعدد آيات القرآن لا علاقة لنا به. فأنا لم أحدد العدد 535
الآية رقم 29 هي التي حددت العدد 535 من خلال موقع ترتيبها.
(قلت لك تستطيع أن تجري عمليات أخرى كالجمع والطرح لتحصل على 535 وهذه العمليات لا نهاية لها فلماذا اخترت القسمة بالذات؟)
لا مبرر لهذا الافتراض.
اسمح لي أن أزيدك بعض المعلومات هنا:
رقم ترتيب سورة النبأ هو 78، وهذا يعني أن عدد السور التالية لها هو 36.
الآيات التي تم تحديدها بهداية الآية 29، تبدأ بالآية رقم 30 النبأ وتنتهي بالآية 6 الناس.
لاحظ ان مجموع رقمي ترتيب الايتين هو 36 .. تاكيد لموقع سورة النبأ ..
وإذا أحصينا عدد الحروف في الآيتين سنجد أن مجموعهما هو 36 ..
العدد 36 للمرة الثالثة ..
أين الاعتراض؟ وما المبرر لتقول لي ولماذا لم تطرح العددين بدل جمعهما؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد براء]ــــــــ[10 Apr 2009, 01:09 ص]ـ
بل هناك مبرر ظاهر.
لأن اختيارك أي عملية دون أن يكون هناك أساس علمي لهذا الاختيار، وإنما تختاره ليصح لك ما تريده، كاف لإبطال كل ما تدعيه من الإعجاز.
بمعنى أنك نظرت أولا إلى الرقم 5701 ثم إلى 535 وأردت إيجاد صلة بينهما فاضطررت لاستخدام القسمة والضرب، لا أنك اخترتهما لسبب علمي واضح.
وهذه الطريقة لا يخفى فسادها، وأنت مهما بحثت فلن تجد سببا علميا، لأن الرياضيات ليس هذا محل تطبيقها، فأنت كما جنيت على كتاب الله تعالى - بتفسيرك الإحصاء المذكور في الآية بهذه العمليات العشوائية، وهذا لم يقل به أحد من السلف أو الخلف - جنيت على الرياضيات في إقحامها في غير موضعها.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[10 Apr 2009, 02:01 ص]ـ
بل هناك مبرر ظاهر.
لأن اختيارك أي عملية دون أن يكون هناك أساس علمي لهذا الاختيار، وإنما تختاره ليصح لك ما تريده، كاف لإبطال كل ما تدعيه من الإعجاز.
بمعنى أنك نظرت أولا إلى الرقم 5701 ثم إلى 535 وأردت إيجاد صلة بينهما فاضطررت لاستخدام القسمة والضرب، لا أنك اخترتهما لسبب علمي واضح.
وهذه الطريقة لا يخفى فسادها، وأنت مهما بحثت فلن تجد سببا علميا، لأن الرياضيات ليس هذا محل تطبيقها، فأنت كما جنيت على كتاب الله تعالى - بتفسيرك الإحصاء المذكور في الآية بهذه العمليات العشوائية، وهذا لم يقل به أحد من السلف أو الخلف - جنيت على الرياضيات في إقحامها في غير موضعها.
أنا لم أختر هذه الأعداد، ولم اضطر إلى استخدام القسمة والضرب كما تزعم ..
الآية التي تتحدث عن إحصاء كل شيء هي التي حددت تلك الأعداد ..
أما أن وصفك لهذه العمليات عشوائية فهو غير صحيح، ويا ليتك تعطينا مثالا على العمليات التي ليست عشوائية ..
اما أني جنيت على كتاب الله فكلام غريب وعجيب، والصواب أنني اكتشفت دلائل إعجاز القرآن في ترتيب سوره وآياته .. ولم يسبقني إلى ذلك أحد وهذا فضل من الله ..
واسمح لي بسؤالك: لو قلت لك ان عدد سور القرآن البالغة 114 سورة عدد يساوي 19 × 6 ... وأن مجموع العددين 25، وان حاصل طرحهما 13 .. ومن هذين العددين نستنتج الأعداد 169، 196، 619، 961 ....
فهل هذه من العمليات العشوائية ..
وهل ترى فيها تجنيا على كتاب الله؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[10 Apr 2009, 02:28 ص]ـ
لم تجبني إلى الآن ما هو الأساس العلمي في اختيار الضرب والقسمة دون غيرها من العمليات، وانا أتحداك أمام الجميع أن يكون لك أساس علمي في هذا.
والصواب أنني اكتشفت دلائل إعجاز القرآن في ترتيب سوره وآياته .. ولم يسبقني إلى ذلك أحد وهذا فضل من الله ..
بل هذا نذير شؤم وطالعة سوء، وليس من فضل الله في شيء، وحسبك أن الإمام أحمد وهو هو كان يقول: " كيف أقول ما لم يُقَل ". وكان يقول: " إياك أن تتكلم في السؤال ليس لك فيه إمام "
فكونك بلا إمام في هذه المسألة من مثالبك لا من مناقبك، فلا تفتخرن به واستره يكن خيراً لك.
ثم إنك أخي الكريم تستخدم عمليات رياضية بدائية جداً، تعرفها البشرية منذ قرون متطاولة، فلماذا لم تسأل نفسك لماذا لم يستخدم علماؤنا عبر عصور الإسلام كلها هذه العمليات - مع أنهم يعرفونها ويمكنهم استخدامها - في بيان ما تسميه بالإعجاز العددي مع حرصهم البالغ على إظهار محاسن الشرع وإعجاز القرآن؟ أليس هذا عجيباً؟
واسمح لي بسؤالك: لو قلت لك ان عدد سور القرآن البالغة 114 سورة عدد يساوي 19 × 6 ... وأن مجموع العددين 25، وان حاصل طرحهما 13 .. ومن هذين العددين نستنتج الأعداد 169، 196، 619، 961 ....
فهل هذه من العمليات العشوائية ..
وهل ترى فيها تجنيا على كتاب الله؟
وأنت اسمح لي بسؤالك: ماذا نسمي عمليات ليس لها أساس علمي اعتمدنا عليه فيها؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[10 Apr 2009, 09:17 ص]ـ
فكونك بلا إمام في هذه المسألة من مثالبك لا من مناقبك، فلا تفتخرن به واستره يكن خيراً لك.
لأكن انا الإمام في هذه المسألة. أليست المسائل تبدأ هكذا؟ ولولا أمثالك من المحبطين لكنت قدمت أضعاف ما قدمته إلى الان .. ثم إن الحكم على ما أكتبه لا يوكل اليك، تقرير ذلك يحتاج إلى لجنة من العلماء ومن جميع التخصصات، ولا بأس أن تضم من أصحاب الديانات الأخرى ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إنك أخي الكريم تستخدم عمليات رياضية بدائية جداً
ومازال غيرك يطلب تبسيط العمليات اكثر. ألا ترى القرآن، فيه سور قصار وفيه السهل وفيه ما هو اكبر وأكبر، كيف تريد ان يفهم الناس الإعجاز العددي؟
، تعرفها البشرية منذ قرون متطاولة، فلماذا لم تسأل نفسك لماذا لم يستخدم علماؤنا عبر عصور الإسلام كلها هذه العمليات
لو عرفوا ما أعرفه الآن لما تركوه. أتظن أنهم قد عرفوا كل شيء عن القرآن؟ ولم يتركوا لنا شيئا؟
لماذا يشتغل الآلاف من علمائنا بالتفسير اليوم؟ ألا يكفيهم ما توصل اليه السلف؟ لماذا لا يتوقفوا عن النظر في كتاب الله؟
وكيف سيكون هذا الكتاب معجزة خالدة متجددة إذا كان السلف قد انتهوا من كل شيء فيه ولم يتركوا لمن بعدهم شيئا؟
وتتحداني؟! وانا قبلت التحدي ...
أريد أن تفسر لأعضاء الملتقى ولزائريه ما أسميه انا إعجاز الترتيب في سورة كذا وكذا ..
ولديك الكثير: سورة الغاشية - سورة المعارج - مثالان واضحان .. فسر لنا العمليات التي تسميها عشوائية؟ قل لنا كيف نفسر مجيء ترتيب هاتين السورتين على هذا النحو ..
ولعلمك إن اختياري هاتين السورتين ليس عشوائيا؟ القرآن هو من أعطاني الإشارات الإرشادية التي تقود إلى هاتين السورتين ..
وعلى مسألة التحدي:
سورة الهمزة هي من اواخر السور في ترتيب المصحف، حتى هذه اللحظة لم يكتب احد من الخلق في إعجاز الترتيب في سورة الهمزة لا من السلف ولا من الخلف .. وها انا أرشدك إلى سورة الهمزة، والمطلوب منك أن تشرح لنا لماذا جاء ترتيب هذه السورة في هذا الموقع؟ وماذا يترتب على ذلك من إعجاز؟ لماذا عدد آياتها 9؟ وأي شيء يمكنك فعله ....
طبعا لن تكتب وربما قد تحاول ولا تجد ..
أنا يمكنني بفضل الله وتوفيقه - ولسبب لا أعرفه - أن أكتب لك عن إعجاز الترتيب في هذه السورة صفحات، و .... ..
فكيف ستطلب مني أن يكون لي إمام؟ وأنا أول من اكتشف إعجاز الترتيب في سورة الهمزة، وفي الكثير من غيرها؟ في هذه الحالة انا الإمام.
ومسألة أخرى: المطلوب منك وممن يروا رأيك أن يبينوا لنا كيف يمكننا الكشف عن الإحكام في الترتيب القرآني، في سوره وآياته وكلماته بغير اللجوء الى العد والحساب؟
افترض أنني سأقول لك: القرآن غير مرتب، ترتيبه فوضوي، أعداد الآيات فيه متفاوتة إلى درجة التناقض، سوره بلا ترتيب منطقي، ... فكيف سترد علي وتثبت خطأ كلامي؟ هل ستلجأ إلى البلاغة؟
ستكون كمن يقيس المسافة بين الأرض والقمر بمقالة ادبية او بقصيدة شعر، في هذه الحالة لا تنفع المقالات ولا القصائد ولا البلاغة ..
لماذا اختار الله العدد 114 عددا لسور كتابه الكريم؟
اللغة الصالحة للإجابة على هذا السؤال هي لغة الأرقا م، أم أن السؤال مرفوض؟
والعجيب أن أغلب ما يكتبه اليوم أهل التفسير: لماذا قال سبحانه كذا؟ ما الحكمة من قوله كذا؟ لماذا ختم قوله بكذا؟ لماذا ابتدأ بكذا؟ ... هذا مقبول ..
السيوطي في كتابه اسرار ترتيب القرآن، ألم يحاول الربط بين نهاية كل سورة والتي تليها؟ هل حلال له ذلك، وحرام علينا؟ لو استطاع السيوطي الربط بين عدد آيات السورة والسورة التي تليها لما تأخر؟
فلماذا إذا تساءلنا لماذا عدد آيات سورة البقرة 286 وليس 150 لا يكون مقبولا؟ أليس القرآن هو القرآن؟
وأنت اسمح لي بسؤالك: ماذا نسمي عمليات ليس لها أساس علمي اعتمدنا عليه فيها؟
وهل يحتاج قولنا أن العدد 114 = 19 × 6 إلى أساس علمي؟
أما أساس أبحاثي في ترتيب سور القرآن فهو العدد 114 بعلاقاته الطبيعية المجردة. وحينما أقول أن العدد 114 يتألف من 57 عددا فرديا و 57 عددا زوجيا، فلا أظن اني أخالف الحقيقة التي لا تحتاج إلى دليل. (ولعلك تنبهت إلى أن عدد آيات القرىن ابتداء من البسملة وحتى بداية الآية 29 النبأ - موضوع هذا الحوار - هو 5700 آية لا زيادة ولا نقصان .. هات تفسيرك).
ـ[محمد براء]ــــــــ[10 Apr 2009, 11:15 ص]ـ
يا أخي إلى متى ستبقى تتهرب؟
سؤالي كان واضحا: ما هو الأساس العلمي الذي اعتمدت عليه في اختيار عملية حسابية دون أخرى؟
وأنا تحديتك في هذا فما علاقة سورة الهمزة الآن؟
وإن بقيت تتهرب من هذا السؤال فأنت حكمت على نفسك بالخسارة في هذا النقاش.
ثم إن المسألة لا تحتاج للجان علمية ولا أقل منها، فقد نبهك الدكتور مساعد الطيار لخطأك، ولكنك تزدري كلام أهل العلم ولا تحترمهم كما فعلت بحق الدكتور خالد السبت، فعلام تشكل لك لجنة علمية؟!.
أما عن قضية الإمام وغير الإمام، فأنا أقصد أنه ليس لك إمام في مسلكك هذا كله، لا في إيجاد حسابات لسورة مخصوصة، وهذا واضح.
ـ[أخوكم]ــــــــ[10 Apr 2009, 12:08 م]ـ
الأخ الكريم عبدالله جلغوم
الإعجاز أن تضع معطيات المعادلة كما هي واقعا بدون أي تدخل منك ثم تفاجأ بالنتيجة.
بينما أنت تعتمد على معرفة النتيجة ثم تغير معطيات المعادلة بتغيير موضع الرقم إلى الأول أو المنتصف أو الأخير أواختيار الجمع والطرح والقسمة ... الخ
حتى تخرج لك النتيجة التي في ذهنك وتعدها إعجازا.
فهذا الذي أراد تنبيهك إليه "أبو الحسنات الدمشقي"
لأن تصرفك هذا يستطيع فعله أي إنسان
فالنصراني في التوراه
والمجوسي في كتابه
والرافضي في كتبه
بل كل مؤلف مع كتابه
اللهم اهدنا وسددنا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[09 May 2009, 07:58 م]ـ
آية الإحصاء: الآية رقم 29 النبأ (مصطلح جديد - عبدالله جلغوم)
هل في ترتيب سور القرآن الكريم وآياته ما يؤكد صحة الإحصاء المخزن في الآية رقم 29 سورة النبأ؟
الجواب: نعم.
آية الترتيل: الآية 32 الفرقان. (مصطلح جديد - عبدالله جلغوم)
هل في ترتيب سور القرآن الكريم وآياته ما يؤكد أن معنى (الترتيل) في الآية رقم 32 سورة الفرقان، هو الترتيب والتنظيم؟
الجواب: نعم.
لو تدركون عظمة الترتيب القرآني في هاتين الآيتين ...
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[13 May 2009, 03:08 م]ـ
يا أخي لا تتهرب من الجواب؟
لماذا حللت 535 إلى 5 و 107 بالذات ولم تقم بعملية أخرى؟
أو - بوضوح أكثر - ما هو الأساس العلمي الذي اعتمدت عليه في اختيار هذه العملية بالذات من بين عمليات رياضية كثيرة أخرى .. لماذا لم تختر الجمع أو الطرح أو الجيب أو الجتا أو الظل أو اللوغاريتم ... إلخ؟
الترتيب القرآني هو من سيجيبك على هذا السؤال:
يمكننا أن نلاحظ في العدد 535، العددين 35 و 53 .. لا تعجب؟ ولا تستنكر ..
والان لنذهب إلى سور القرآن:
السورة رقم 35 هي سورة فاطر، وقد جاءت هذه السورة مؤلفة من 45 آية.
السورة رقم 53 هي سورة النجم، وقد جاءت مؤلفة من 62 آية ..
والان افتح عينيك وانظر. ماذا ترى؟
إن مجموع عددي الآيات في السورتين هو 107.
ـ[ Amara] ــــــــ[13 May 2009, 04:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أخي أنا لم أقل لك اقسمه، قلت لك تستطيع أن تجري عمليات أخرى كالجمع والطرح لتحصل على 535 وهذه العمليات لا نهاية لها فلماذا اخترت القسمة بالذات؟
مثلا: 500+35 =535.
600 - 65=535.
وهذا لا نهاية له، فما هو الأساس العلمي الذي اعتمدته في اختيار القسمة بالذات؟
وهذا واضح جدا.
ولا أدري ما علاقة 29 الآن.
طيب أنا سأوجه لك السؤال: إن عدد إمكانيات ترتيب سور القرآن هو مفكوك العدد 114 و هو عدد كبير يفوق ال10 قوة 200 من الامكانيات .. فلما\ا استقر أمر ترتيب المصحف على هدا الترتيب الدي نراه من بين كل تلك الامكانيات، و باتفاق الصحابة رضي الله عنهم و اجماع الأئمة من بعدهم على عدم مخالفتها؟
هل لدلك أساس علمي أو شرعي أم كان دلك اعتباطيا؟
أترك لك الاجابة أخي
أما عن قولك
بل هذا نذير شؤم وطالعة سوء، وليس من فضل الله في شيء
.
فإن فضل الله قد بينه الله تعالى في كتابه ..
{ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ...
و حسبك اخي الحبيب، أن تعلم أن ما يقرب من الله و يثبت القلب على القرآن و يشغل العقل بالقرآن، ما جاز أبدا أن يكون طالع شؤم .. فلعلك أخطأت العبارة و لم تصب القصد ال\ي نويته سيدي .. و لعلي لم أفهم منك ..
ثم إنك أخي الكريم تستخدم عمليات رياضية بدائية جداً، تعرفها البشرية منذ قرون متطاولة، فلماذا لم تسأل نفسك لماذا لم يستخدم علماؤنا عبر عصور الإسلام كلها هذه العمليات - مع أنهم يعرفونها ويمكنهم استخدامها - في بيان ما تسميه بالإعجاز العددي مع حرصهم البالغ على إظهار محاسن الشرع وإعجاز القرآن؟ أليس هذا عجيباً؟
.
عجيب أخي هدا .. عجيب جدا .. و أعجب منه أن هدا القرآن يحمل من العلم ما تم اكتشافه في هده السنوات الأخيرة، و هو كتاب يسره الله تعالى لمن أراد تدبره .. و مع دلك لم نلتفت إليه .. أليس عجيبا أن لا نرى الحقائق العلمية من القرآن كل هده السنوات، بل قل القرون .. أليس هدا أعجب مما رأيت أخي الحبيب ..
وفقني و وفقكم الله
يغفر الله لي و لكم
و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
عمارة سعد شندول
يغفر الله لي و لكم
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[13 May 2009, 05:13 م]ـ
أيها الإخوة المشتغلون بما تسمونه الإعجاز العددي في القرآن الكريم ألفت انتباهكم إلى نقاط مهمة:
1 - لا تجعلوا كتاب الله تعالى محل تلاعب، وفلسفة من كل من هب ودب.
2 - كتاب الله تعالى لا يحتاج إلى إعجازكم ولا إعجاز غيركم، فإذا كان الهدف هو زيادة اليقين بأن هذا من عند الله تعالى، فهذا لا يحتاج إليه أي مسلم عامي، فضلا عن أعضاء ملتقى اهل التفسير، وإذا كان من أجل إقناع غير المسلمين، فلم أجد من السلف الصالح من اشتغل بمثل هذه الأمور في سبيل دعوته إلى الله تعالى، مع أن الله سبحانه وتعالى قد هدى على أيديهم أكثر ممن هدى على أيدي المشتغلين بالإعجاز.
3 - إذا كان ولا بد من الاشتغال بالإعجاز فليكن بضوابط وشروط، يضعها أهل القرآن المتمرسين به تلاوة وتدبرا وفهما.
4 - يجب أن لا يكون مبدأ "خالف تعرف" هو مبدأ طلاب العلم، فالهدف لدى كل مسلم هو شيء ينفعه في دينه أولا ثم في دنياه بشرط أن لا يخالف شرع الله تعالى.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[13 May 2009, 09:34 م]ـ
أيها الإخوة المشتغلون بما تسمونه الإعجاز العددي في القرآن الكريم ألفت انتباهكم إلى نقاط مهمة:
.
لسنا بحاجة إلى موعظة ممن لا يرى أبعد من أنفه. فابحث عن سوانا، ودعنا نساعدك على إزالة الغشاوة عن عينيك.
كتاب الله تعالى لا يحتاج إلى إعجازكم ولا إعجاز غيركم، فإذا كان الهدف هو زيادة اليقين بأن هذا من عند الله تعالى، فهذا لا يحتاج إليه أي مسلم عامي، فضلا عن أعضاء ملتقى اهل التفسير
أراك تتحدث مرة نيابة عن القرآن، ومرة نيابة عن اعضاء ملتقى التفسير .. فمن أنزلك في هذه المنزلة؟
قيل في الأمثال: إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب. والذي أراه ان تشغل نفسك نفسك بجمع الذهب فهو أنفع لك.
وإذا أردت الحديث عن الإعجاز العددي فقل كلاما معقولا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[13 May 2009, 09:44 م]ـ
قلنا في أول مشاركة لنا ان العدد 535 هو عبارة عن 5 × 107 ..
والآن نقول: نلاحظ في العدد 535 عددين هما 35 و 53 ..
والان لنتامل بعيون مفتوحة وقلوب مفتوحة:
السورة رقم 35 في ترتيب المصحف هي سورة فاطر، عدد آياتها 45.
السورة رقم 53 هي سورة النجم، عدد آياتها 62.
أليست مفاجأة ان مجموع عددي الايات في السورتين هو 107؟
طيب ...
ولنتأمل:
مجموع العددين 35 و 53 هو 88.
ونجد أن السورة المؤلفة من 35 آية هي سورة الأحقاف، رقم ترتيبها هو 46.
السورة المؤلفة من 53 آية هي سورة الشورى، رقم ترتيبها 42.
أليست مفاجأة ان مجموع رقمي ترتيب السورتين هو 88 ..
هذا هو ترتيب القرآن ..
هذا هو الإعجاز العددي .. وهذه الحقائق هي أبسط ما في ترتيب القرآن ..
إلى متى؟ ستزول هذه الغشاوة عن عيون البعض ممن يحسبون انفسهم على القرآن؟
ـ[ Amara] ــــــــ[14 May 2009, 03:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما
أخي الحبيب ابراهيم الحسني
أيها الإخوة المشتغلون بما تسمونه الإعجاز العددي في القرآن الكريم ألفت انتباهكم إلى نقاط مهمة:.
جزاك الله خيرا لنصحك ايانا .. و هو ما ننتظره أخي الحبيب من كل مسلم فإن المسلمين تميزوا عن غيرهم أن كان دينهم النصيحة .. و هو قول رسول الله صلى الله عليه و سلم " الدين النصيحة قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم " فجزاك الله خيرا .. فلعلك تدلنا بنصحك إلى ما غاب عنا، أو تذكرنا ما نسينا و هو قوله تعالى "فذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين"، نسال الله أن ينفعنا بك و بغيرك ممن نحسب فيهم صدق الإيمان و اخلاص العقيدة .. و لعلنا أخي نرشدك إلى ماغاب عنك .. و نبين لك ما حجب عن فهمك حتى و إن كنا أقل في العلم منك .. فاسمع منا و اصبر علينا .. و جزاك الله خيرا ..
ثم أني اريد أن أوضح شيئا أن اشتغالنا ليس بالإعجاز العددي في حد ذاته، إنما اشتغالنا بالقرآن .. و لسنا نحن من سمى روائع العدد في القرآن بالمعجز و لكن هذه صفة الروائع لما أبكمت كل كتاب العربية و مفكري الرياضيات ..
ثم أن القرآن تحدى العالمين أن ياتي أحد بمثله .. و تعين أن كل مافيه مقصود .. حتى عدد الآيات و الكلمات و الحروف و مواضعها ..
إذن لسنا نحن من طرح هذا الاعجاز و لكنه القرآن .. و قد عجز الانس و الجن عن هذا التحدي .. فكيف نسمي ما نعجز عنه أخي الحبيب؟
نحن لا نقارع المؤمنين به و لا الذين يتلونه، و لكننا نجالد أؤلئك الذين لا يؤمنون به .. أما الذين يؤمنون به فنذكرهم و ندارسه معهم .. إذ لابد من العلم به لمن به آمن زيادة في الخشية و هو قوله تعالى " انما يخسى الله من عباده العلماء" و قوة على العبادة، و هو قوله تعالى " وما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون" ..
أما عن قولك
1 - لا تجعلوا كتاب الله تعالى محل تلاعب، وفلسفة من كل من هب ودب ..
فعنه أجيب بهذا السؤال:
أي تلاعب و أي فلسفة تقصد .. و من تعني بهب و دب؟
إن كل من هب و دب عجز أن يرى ما في القرآن ..
و نحن نتحدى به كل من هب و دب .. فأرجو منك توضيحا
2 - كتاب الله تعالى لا يحتاج إلى إعجازكم ولا إعجاز غيركم، فإذا كان الهدف هو زيادة اليقين بأن هذا من عند الله تعالى، فهذا لا يحتاج إليه أي مسلم عامي، فضلا عن أعضاء ملتقى اهل التفسير، وإذا كان من أجل إقناع غير المسلمين، فلم أجد من السلف الصالح من اشتغل بمثل هذه الأمور في سبيل دعوته إلى الله تعالى، مع أن الله سبحانه وتعالى قد هدى على أيديهم أكثر ممن هدى على أيدي المشتغلين بالإعجاز. ..
كتاب الله لا يحتاج إلى اعجازنا؟ و لا إعجاز غيرنا؟
كيف تنسب إلينا إعجاز القرآن أخي الحبيب .. إعجاز العدد في القرآن ليس إعجاز لنا و لكنه تعجيز لنا و لغيرنا ..
ثم تقول لا يحتاج القرآن لذلك .. و متى قلنا انه يحتاج و هو رسالة الله .. لكن الله تعالى تحدانا به .. و لعلك تقول إن الله لا يحتاج لمثل ذلك التحدي و هذا صحيح لكن لماذا تحدى الله به العالمين ..
أ لا يجوز أن نسأل هذا السؤال:
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا كان الهدف هو زيادة اليقين بأن هذا من عند الله تعالى، فهذا لا يحتاجه من ليس له علم بالقرآن و لا يتكلم لغة القرآن؟ إذن لمن كان التحدي؟ إنه للإنس و الجن .. أيجوز أن يتحدانا الله قوما بلغة لا يفهمونها و لا يفقهون معانيها؟
ثم ماذا .. قلت أخي الحبيب
وإذا كان من أجل إقناع غير المسلمين، فلم أجد من السلف الصالح من اشتغل بمثل هذه الأمور في سبيل دعوته إلى الله تعالى، مع أن الله سبحانه وتعالى قد هدى على أيديهم أكثر ممن هدى على أيدي المشتغلين بالإعجاز
..
لننظر إلى السلف الصالح أخي الحبيب .. السلف الصالح تعلم و فقه حتى تفوق في العلوم عن غيره .. لذلك لم نجدهم قد اشتغلوا بذلك لأنه لا يفيد أن تتكلم لأحد بما لا يفهم و تحاول إقناعه .. إن السلف الصالح اهتم بالعلوم و لم يتركها .. و استخرج من القرآن مبادئ العلوم التي تركناها نحن اليوم ..
أخي الحبيب أنا لن ألفتك إلى مناهجنا الآن. لأنها خالية من ذلك التاريخ.، لم نتعلم من تاريخنا سوى شجاعة الفرسان و صولاتهم في الميدان .. لم نتعلم كيف قام أسلافنا بتطويلر العلم .. كيف وصلت الانسانية إلى مثل ما نرى من تطور .. أنت تجلس إلى التلفاز في بيتك و تحمل النقال تكلم به أحباءك و تستعمل الانتلرنت و لا تعلم أن مبادئ صناعتها كانت من أسلافنا أولئك الذين حملوا القرآن في قلوبهم و عقولهم .. و لم يحملوه فقط ليتغنوا به .. حاول أن تعرف أخي عن تاريخ ذلك السلف، الذي وقف فيه عمر بن الخطاب يوما يسائل رجلا ان يقرا له صحيفة فلما لم يستطع دفعه إلى أربعة من الصحابة ليعلموه .. ماذا تعرف عن هذا التاريخ .. يوم كان بيتاغور لا يعلم أحدا إلا إذا تقاضى عنه اجرة .. كان عمر بن الخطاب يدفع الناس للعلم من بيت مال المسلمين ..
تعلم اخي .. فتاريخ السلف أعظم مما نجده على صفحات الكتب ..
لم يكن مفصولا عندهم علم القرآن و علم الكونيات .. لأن تدبر آيات الله في الكون و تدبر آياته في القرآن كلها من التدبر ..
أما نحن فقد فصلنا العلم .. و أصبحنا نتحدث عن علوم القرآن .. و علوم الطبيعة ..
و أصبح العالم بما أسميناه يكاد لا يفهم شيئا من علوم الطبيعة حتى أنه يجادلنا في الطرح و الضرب .. و العالم بالطبيعة لا يكاد يفقه شيئا من القرىن و من سنة الحبيب حتى أنه لا يعلم كيف يدخل المسجد بالرجل اليمنى أو اليسرى .. و هنا أريدك ان تقف معي حتى كيف ندخل المسجد فيه ترتيب علمنا رسول الله و كيف ناكل فيه ترتيب علمنا رسول الله .. فكيف يكون القرآن بلا ترتيب؟
إنك يا أخي تضع يدك على الجرح الذي طالما دمي فآلمنا ..
3 - إذا كان ولا بد من الاشتغال بالإعجاز فليكن بضوابط وشروط، يضعها أهل القرآن المتمرسين به تلاوة وتدبرا وفهما ..
و نحن لهذا دعونا .. دعونا المتمرسين بتلاوته أن يقفوا معنا لتدبره و وضع تلك الظوابط التي تحكمنا حتى لا نزيغ بافكارنا عن جادة القرآن .. نحن لهذا دعونا و لهذا ندعو دائما ..
4 - يجب أن لا يكون مبدأ "خالف تعرف" هو مبدأ طلاب العلم، فالهدف لدى كل مسلم هو شيء ينفعه في دينه أولا ثم في دنياه بشرط أن لا يخالف شرع الله تعالى.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
سلمك الله اخي .. فهل في تدبر القرآن مافيه مخالفة .. إننا مع من يتدبر القرآن أخي الحبيب و لا نخالفه .. نحن نجل علماءنا .. و لعلهم يخطئون إذا ظنوا غير ذلك .. و نحن نسال علماءنا ان يجلسوا إلينا ..
وفقني و وفقك الله أخي
يغفر الله لي و لكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمارة سعد شندول
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[18 May 2009, 07:14 م]ـ
قلنا في أول مشاركة لنا ان العدد 535 هو عبارة عن 5 × 107 ..
والآن نقول: نلاحظ في العدد 535 عددين هما 35 و 53 ..
والان لنتامل بعيون مفتوحة وقلوب مفتوحة:
السورة رقم 35 في ترتيب المصحف هي سورة فاطر، عدد آياتها 45.
السورة رقم 53 هي سورة النجم، عدد آياتها 62.
أليست مفاجأة ان مجموع عددي الايات في السورتين هو 107؟
طيب ...
ولنتأمل:
مجموع العددين 35 و 53 هو 88.
ونجد أن السورة المؤلفة من 35 آية هي سورة الأحقاف، رقم ترتيبها هو 46.
السورة المؤلفة من 53 آية هي سورة الشورى، رقم ترتيبها 42.
أليست مفاجأة ان مجموع رقمي ترتيب السورتين هو 88 ..
هذا هو ترتيب القرآن ..
هذا هو الإعجاز العددي .. وهذه الحقائق هي أبسط ما في ترتيب القرآن ..
إلى متى؟ ستزول هذه الغشاوة عن عيون البعض ممن يحسبون انفسهم على القرآن؟
إذا كنا نجد لمن ذهب من القدماء إلى القول بأن ترتيب سور القرآن اجتهادي واصطلاحي عذرا، فما هو عذر المتأخرين، وبخاصة المعاصرين؟
لا عذر لهم سوى التعصب الأعمى ..
والمسألة ليست مجرد اختلاف بسيط، كما قد يتصورها البعض. ترتيب سور القرآن وآياته هو وجه الإعجاز القرآني الذي ادخره القرآن لعصرنا هذا .. وشتان بين كلامي هذا وكلام القائلين بأن ترتيب سور القرآن مجرد اصطلاح اتفق عليه الصحابة .. بعيدا عن العناية الإلهية، وعما علموه عن الرسول صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام ..(/)
إعجاز الترتيب في سور: الحجر والزمر والمعارج والغاشية والماعون
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[10 Apr 2009, 01:40 م]ـ
من روائع الترتيب القرآني
1 - سورة الحجر:
هي السورة رقم 15 في ترتيب المصحف.
من السهل ملاحظة أن سورة الحجر جاءت قبل نهاية المصحف بـ 99 سورة، واللافت للانتباه أنها جاءت مؤلفة من 99 آية، عدد من الآيات مماثل لعدد السور التالية لها في ترتيب المصحف.
وباليسير من التأمل نلاحظ أن مجموع الرقمين الدالين على ترتيب السورة وعدد آياتها هو 114. أي عدد سور القرآن الكريم (15 + 99 = 114). علاقة عددية في ترتيب سورة الحجر لافتة للانتباه.
(سيقول لي بعض محبي القرآن: ولماذا جمعت العددين 15 و 99 ولم تطرح أو تضرب؟ هذا تمحل وتكلف وتحكم ... بالله عليكم، أهذا السؤال معقول؟)
وهل يوصف كلامي هذا بالتحكم أو الغثاء أو العبث أو غير ذلك مما يجود به أقلام الرافضين للإعجاز العددي أو لإعجاز الترتيب القرآني؟
أليست هذه الملاحظة في ترتيب سورة الحجر وعدد آياتها حقيقة موجودة في المصحف، هل كان لي دور غير الملاحظة؟ ما الذي يضيق به رافضو الإعجاز العددي من ذكر هذه الملاحظة وأمثالها؟ هل وجدوا رقم سورة الحجر 14 وقد زعمت أنها 15؟ هل وجدوا عدد آياتها 97 وزعمت أنه 99؟ أين العبث والهرطقات هنا؟
لو أن أي واحد منكم فتح المصحف على سورة الحجر سيجد أن رقمها 15 وعدد آياتها 99.
(هل هذه مصادفة)
هذه الظاهرة هي دعوة للتدبر في ترتيب سور القرآن الأخرى، هل توجد حالات مماثلة؟
الجواب: نعم. هناك أربع حالات هي:
2 - سورة الزمر:
هي السورة رقم 39، وبذلك يكون عدد السور التالية لها في ترتيب المصحف 75 سورة، وقد جاءت مؤلفة من 75 آية، عدد مماثل لعدد السور التالية لها في ترتيب المصحف. ونلاحظ أن مجموع العددين الدالين على ترتيبها وعدد آياتها هو 114.
(وهل هذه مصادفة)
3 - سورة المعارج:
هي السورة رقم 70، وبذلك يكون عدد السور التالية لها في ترتيب المصحف 44 سورة، وقد جاءت مؤلفة من 44 آية، عدد مماثل لعدد السور التالية لها في ترتيب المصحف. ونلاحظ أن مجموع العددين الدالين على ترتيبها وعدد آياتها هو 114.
(وهل هذه مصادفة)
4 - سورة الغاشية:
هي السورة رقم 88، وبذلك يكون عدد السور التالية لها في ترتيب المصحف 26 سورة، وقد جاءت مؤلفة من 26 آية، عدد مماثل لعدد السور التالية لها في ترتيب المصحف. ونلاحظ أن مجموع العددين الدالين على ترتيبها وعدد آياتها هو 114.
(وهل هذه مصادفة)
5 - سورة الماعون:
هي السورة رقم 107، وبذلك يكون عدد السور التالية لها في ترتيب المصحف 7 سورة، وقد جاءت مؤلفة من 7 آية، عدد مماثل لعدد السور التالية لها في ترتيب المصحف. ونلاحظ أن مجموع العددين الدالين على ترتيبها وعدد آياتها هو 114.
(وهل هذه مصادفة)
وهكذا نجد من بين سور القرآن خمس سور، مجموع العددين الدالين على ترتيب وعدد آيات كل منها هو 114 عدد سور القرآن الكريم. ولعل التساؤل المطروح هنا: لماذا هذه السور الخمس؟ ولماذا جاءت في ترتيب المصحف في تلك المواقع دون غيرها؟
وهنا نلاحظ أن مجموع الأرقام الدالة على ترتيب السور الخمس هو 319.
15 + 39 + 70 + 88 + 107 = 319.
ما اللافت للانتباه هنا؟
مجموع أرقام ترتيب سور القرآن كلها هو 6555 وهو عبارة عن مجموع الأرقام من 1 إلى 114.
إذا طرحنا العدد 319 مجموع أرقام ترتيب السور الخمس المميزة، من العدد 6555 فإن ناتج الطرح هو العدد 6236. وهذا العدد هو أيضا عدد آيات القرآن.
6555 - 319 = 6236
وهنا تأخذ دعوة التدبر الملاحظة في سورة الحجر والتي انطلقنا منها بعدا اكبر، هو التدبر في ترتيب هذه السور واحدة واحدة ... فأنا حينما كتبت عن سورة المعارج فقد كنت أتبع الإشارة القرآنية وكذلك حينما كتبت عن سورة الغاشية ..
إن في القرآن آية واحدة كآية البسملة مثلا لو توقفنا عندها سنلاحظ إشارة رائعة إلى نظام عددي يشمل سور القرآن كلها ..
ويعترض البعض أن هذا مما لم يعرفه السلف وتلك حجة علي، وأنا أقول في حروف البسملة الآية التي لم يتفق عليها لا السلف ولا الخلف إشارة رائعة إلى نظام عددي رائع يشمل سور القرآن كلها، فهل عرفوا ذلك النظام وتجاهلوه؟ أم أنهم لم يعرفوه؟
وما المانع أن نعرف ما لم يعرفه السلف؟
هل توقف إعجاز القرآن عند جيلهم وعند زمنهم؟ ولم يبق لنا منه شيء؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Apr 2009, 02:04 م]ـ
حقيقة توافق عجيب لافت للنظر
أرجو لك التوفيق
ـ[محمد براء]ــــــــ[10 Apr 2009, 03:19 م]ـ
أخي، قولك: هذا السؤال غير معقول لا يقدم ولا يؤخر شيئاً، لأنه إن لم يكن معقولاً عندك فهو معقول عندي وعند غيري.
وقولك: هو غير معقول، لا ينجيك من الجواب عن سؤالي المتكرر: ما هو الأساس العلمي، الذي اعتمدته في اختيار الجمع هنا والضرب والقسمة في مشاركتك السابقة؟.
وإن أجبتني عن هذا السؤال (وأنى لك ذلك) سأسلم لك كل ما تزعمه من الإعجاز العددي.
ثم إننا لو سلمنا لك جدلا بوجود أساس علمي لهذه الحسابات التي ذكرتها، فهي لا تدل إلا على أن عدد آيات القرآن 6236 آية، لأنك جمعت أرقام هذه السور الخمسة من المصحف ثم طرحته من 6555 فنتج لديك 6236، وهذه النتيجة لا تدل إلا على أن هذا العد أي العد الكوفي متلائم مع أرقام هذه السورالخمسة وعدد آياتها، ولا يدل لا على أن القرآن من عند الله، إذ الإتيان بمثل هذا التناسق في مقدور الخلق قطعاً، ولا يدل على أن العدد الكوفي هو الصحيح وغيره باطل.
أرجوك: تأمل هذا جيداً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[10 Apr 2009, 06:57 م]ـ
الأخ الكريم عبد الله،
1. أحب أن ألفت انتباهك إلى أنه إذا كان ترتيب سورة الحجر في المصحف 15 فإن ذلك يعني أن الباقي هو: 114 ــ 15 = 99 وأنت هنا لفتَّ الانتباه إلى أن عدد آيات السورة هو 99 إذن هي ملاحظة واحدة. وقد أوهم كلامك المتكرر مع السور الخمس أنّ هناك أكثر من نتيجة. ومن هنا لا ينبغي أن تقول: 99 + 15 = 114 فهذا تحصيل حاصل لملاحظتك الأولى ... وهكذا في السور الخمس.
2. جيد متابعة هذه الملاحظات الخمس لاستكشاف معناها، وبقدر ما تُقدّم من ملاحظات تنبني عليها بقدر ما تكون مقنعاً للآخرين.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[10 Apr 2009, 07:22 م]ـ
أخي، ثم إننا لو سلمنا لك جدلا بوجود أساس علمي لهذه الحسابات التي ذكرتها، فهي لا تدل إلا على أن عدد آيات القرآن 6236 آية، لأنك جمعت أرقام هذه السور الخمسة من المصحف ثم طرحته من 6555 فنتج لديك 6236، وهذه النتيجة لا تدل إلا على أن هذا العد أي العد الكوفي متلائم مع أرقام هذه السورالخمسة وعدد آياتها، ولا يدل لا على أن القرآن من عند الله، إذ الإتيان بمثل هذا التناسق في مقدور الخلق قطعاً، ولا يدل على أن العدد الكوفي هو الصحيح وغيره باطل.
أرجوك: تأمل هذا جيداً.
الفاضلان محب القرآن وابو الحسنات الدمشقي
أشكر لكما مداخلاتكما، رغم أنها تعيقني عن إتمام كتاب أقوم بمراجعته منذ أشهر.
الأخ الدمشقي:
بصراحة،
1. إن الفرق بيننا فيما نكتبه عن ترتيب القرآن، كالفرق بين تصور كل منا لهذا الترتيب
وإعجازه العددي. أنا أكتب كمن يرى هذا الترتيب رأي العين وهذا هو سبب استيائي الشديد من وصف ما أكتب أحيانا بما لا يليق، إنه ما تشعر به لو قال لك أحد أن لغة القرآن لغة ركيكة ثقيلة غير واضحة، وانت تعرفها غير ذلك (ورغم الكثير مما كتبت فما هو إلا جانب من هذا الترتيب) وانت تكتب حسب تصورك الخاص للترتيب والإعجاز.
وهذا يفسر الاختلاف في وجهات النظر.
2.رغم أنني أكثرت من المشاركات في مجال إعجاز ترتيب سور القرآن، فهناك مسائل لم اطرحها بعد ولن اطرحها قبل أن تصدر في كتاب.
3. في أغلب مشاركاتي فإنني أترك فيها بعض الثغرات، فإذا ما ادعى احد أنه صاحبها، طالبناه بالباقي.
4.أنا لم أقل أن الأعداد الباقية باطلة. وقد قلت سابقا هناك حاجة لدراسة مقارنة. ولدي وجهة نظر حول هذه المسألة لا أرى طرحها حاليا.
5. يتصور الكثيرون بناء على قراءتهم لمشاركة ما أن هذا التناسق الذي أسميه إعجازا هو في متناول البشر. وهذا غير صحيح إطلاقا، ذلك أنهم يتصورون أن الإعجاز في سورة كذا هو هذا الذي بين أيديهم ..
لتوضيح ذلك:
لو أخذنا سورة البقرة، سنجد إعجازا عدديا في ترتيب سورة البقرة باعتبار ترتيب سور الفواتح - هنا قد يظن القاريء أن الإعجاز العددي محصور في هذه الناحية، والصحيح أنه جانب من الإعجاز.فلو اخذنا سورة البقرة باعتبار سور القرآن كلها، سنجد إعجازا جديدا ..
ثم لو أخذنا سورة البقرة مع سورة المدثر ..
سورة البقرة مع سورة الممتحنة ..
سورة البقرة مع، ومع ......... سلسلة طويلة .. لا تعارض بينها، كل منها يمثل إعجازا منفصلا، فإذا جمعت شكلت إعجازا جديدا ..
ما أود أن يدركه القائلون بأن هذا في إمكان البشر وفي كتب أخرى:
لو أردنا ان نضمن كتابا من تسعة فصول توافقات عددية بين فصلين مثلا، والكتاب تسعة فصول، ثم نظرنا إلى الفصول التسعة كلها فالتوافقات ستختفي ..
في القرآن الأمر مختلف: سنجد توافقات جديدة .. ولو أخذنا كل فصل وكل جزء سنجد توافقات جديدة دون ادنى تعارض بينها.
5. ترتيب سور القرآن وآياته هو ترتيب إلهي. وبما انه كذلك فليس بالضرورة ان يكون وفق مقاييسنا البشرية جملة وتفصيلا وما هو مألوف لنا، وإلا فكيف يكون ترتيبا إلهيا ..
وبالتالي فمن الخطأ مطالبة البعض ان يجري الإعجاز العددي في ترتيب القرآن وفق نظم الإحصاء العلمية المعروفة لديه .. هذا يعني أننا نضع لله ضوابط لترتيب كتابه حسب مقاييسنا جملة وتفصيلا.
ولذلك: قلت سابقا لو ان عدد الايات في جميع سور القرآن جاءت كلها اعدادا من مضاعفات الرقم 19 مثلا لما اعتبرت ذلك إعجازا .. في هذه الحالة يكون بإمكان البشر محاكاة ترتيب القرآن ويبطل القول بالإعجاز. إعجاز العدد 19 موجود في ترتيب سورالقرآن ولكن ليس وفق ما يتصوره البعض او يطالب به.
6. لو تركنا ترتيب سور القرآن وآياته جانبا ففي ورود لفظ الجلالة " الله " في سور القرآن ما يكفي من الأدلة على أن ترتيب القرآن هو ترتيب توقيفي، وأسأل الله ان ييسر لي هذا البحث بصورة كاملة.
7. الحكم بوجود الإعجاز العددي او إعجاز الترتيب القرآني لا يكون بسبب ما يكشف عنه من توافقات في سورة ما، ما يتم طرحه الان هو اقتطاعات من الإعجاز العددي، أي جزئيات .. والحكم يكون في النهاية بعد ان تكتمل الصورة .. ولذلك الذي توقف عند بعض ما يكتب من الامور البسيطة هنا وهناك وحكم بإعدام الإعجاز العددي فحكمه غير صحيح وما استند إليه لا يمثل الإعجاز العددي.
8. واخيرا وهذه مسألة شخصية: لقد أجريت لي مؤخرا عملية قلب مفتوح، وأصبت بجلطتين، يعني، انا معرض في أي لحظة لمفاجأة قد تعني النهاية .. فهل تتخيل انني أغامر أو أقامر بأيامي الأخيرة لأكتب شيئا يخالف القرآن، وما الثمن الذي سأقبضه؟ لست من يبيع آخرته بدنيا زائلة مهما كان الثمن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[10 Apr 2009, 07:48 م]ـ
لقد أجريت لي مؤخرا عملية قلب مفتوح، وأصبت بجلطتين، يعني، انا معرض في أي لحظة لمفاجأة قد تعني النهاية .. فهل تتخيل انني أغامر أو أقامر بأيامي الأخيرة لأكتب شيئا يخالف القرآن، وما الثمن الذي سأقبضه؟ لست من يبيع آخرته بدنيا زائلة مهما كان الثمن.
حفظك الله أخي د. عبد الله من كل سوء، وأحسن ختامنا جميعا. وما تقوله فيه فوائد إن شاء الله، حتى وإن خالفك المخالفون (وأنا منهم لحد الآن، كما ذكرت سابقا).
وما عرضته في هذا الموضوع يشير إلى توافق يثير الانتباه فعلا.
وقد قدح في ذهني مقارنة مع بحوث الإعجاز البلاغي أو البياني، أود أن أطرحها هنا:
ما تقوم عليه البحوث الإعجازية أو البيانية، هو استكشاف التوافقات العجيبة من الناحية الأسلوبية والمعنوية. ولعل كتابات الدكتور السامرائي وبرنامجه التلفزيوني هي الأكثر شهرة حاليا في انتهاج هذا النهج.
أفلا يكون هذا مدعاة للقبول بوجود توافقات أخرى في بنية السور والآيات، كهذه التي يستكشفها د. جلغوم وغيره؟
بعبارة أخرى: لو دققنا في هذه البحوث جيدا، وناقشناها، ثم اكتفينا فقط بالتوافقات التي لا مجال للتشكيك فيها، وتخلينا عن التوافقات التي يمكن التشكيك فيها، فما المانع من أن يكون هذا نوعا إضافيا لإثبات إحكام القرآن وإتقانه (فارجع البصر هل ترى من فطور، ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر وهو حسير)؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Apr 2009, 08:06 م]ـ
الفاضلان محب القرآن وابو الحسنات الدمشقي
أشكر لكما مداخلاتكما، رغم أنها تعيقني عن إتمام كتاب أقوم بمراجعته منذ أشهر.
8. واخيرا وهذه مسألة شخصية: لقد أجريت لي مؤخرا عملية قلب مفتوح، وأصبت بجلطتين، يعني، انا معرض في أي لحظة لمفاجأة قد تعني النهاية .. فهل تتخيل انني أغامر أو أقامر بأيامي الأخيرة لأكتب شيئا يخالف القرآن، وما الثمن الذي سأقبضه؟ لست من يبيع آخرته بدنيا زائلة مهما كان الثمن.
الأخ الفاضل عبد الله
حفظك الله ورعاك ومنَّ عليك بالعافية ووفقك إلى ما تصبو إليه من خدمة كتاب الله.
وما دام أن حالتك الصحية كما ذكرت فأنا أتقدم إليك بنصيحة أرجو أن تقبلها وهي نصيحة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ووصيته لأحد أصحابه وهي قوله:
" لا تغضب"
ووطن نفسك أخي الكريم على أنك ستجد من يخالفك الرأي بل قد تواجه من يسخر من جهدك، فما دامت واثقا مما تعمل فامض ولا تلتفت، والله أسأل أن يبلغك آمالك وأن يكلل جهودك بالنجاح.
ـ[محمد براء]ــــــــ[11 Apr 2009, 12:33 ص]ـ
1. إن الفرق بيننا فيما نكتبه عن ترتيب القرآن، كالفرق بين تصور كل منا لهذا الترتيب
وإعجازه العددي. أنا أكتب كمن يرى هذا الترتيب رأي العين وهذا هو سبب استيائي الشديد من وصف ما أكتب أحيانا بما لا يليق، إنه ما تشعر به لو قال لك أحد أن لغة القرآن لغة ركيكة ثقيلة غير واضحة، وانت تعرفها غير ذلك (ورغم الكثير مما كتبت فما هو إلا جانب من هذا الترتيب) وانت تكتب حسب تصورك الخاص للترتيب والإعجاز.
وهذا يفسر الاختلاف في وجهات النظر.
ليست القضية مجرد شعور وإحساس بهذه الظاهرة التي تسميها إعجازاً أو عدمه، وإنما القضية الحكم على هذا الشعور وفق ضوابط الشرع وأصول الدين.
أنا لم أقل أن الأعداد الباقية باطلة. وقد قلت سابقا هناك حاجة لدراسة مقارنة. ولدي وجهة نظر حول هذه المسألة لا أرى طرحها حاليا
وانا لم أقل إنك قلت هذا، وهذا الإشكال عندما طرحته عليك قبل سنة قلتَ: الأمر يحتاج لدراسة مقارنة، وقد انقضت سنة ولم نر منك شيئاً عملياً.
5. يتصور الكثيرون بناء على قراءتهم لمشاركة ما أن هذا التناسق الذي أسميه إعجازا هو في متناول البشر. وهذا غير صحيح إطلاقا، ذلك أنهم يتصورون أن الإعجاز في سورة كذا هو هذا الذي بين أيديهم ..
الإعجاز يحصل بسورة واحدة وسور الكوثر كافية.
5. ترتيب سور القرآن وآياته هو ترتيب إلهي. وبما انه كذلك فليس بالضرورة ان يكون وفق مقاييسنا البشرية جملة وتفصيلا وما هو مألوف لنا، وإلا فكيف يكون ترتيبا إلهيا ..
وبالتالي فمن الخطأ مطالبة البعض ان يجري الإعجاز العددي في ترتيب القرآن وفق نظم الإحصاء العلمية المعروفة لديه .. هذا يعني أننا نضع لله ضوابط لترتيب كتابه حسب مقاييسنا جملة وتفصيلا ..
ما دام ليس وفق مقاييسنا البشرية فلماذا تخوض فيه وعلى أي أساس؟
8. واخيرا وهذه مسألة شخصية: لقد أجريت لي مؤخرا عملية قلب مفتوح، وأصبت بجلطتين، يعني، انا معرض في أي لحظة لمفاجأة قد تعني النهاية .. فهل تتخيل انني أغامر أو أقامر بأيامي الأخيرة لأكتب شيئا يخالف القرآن، وما الثمن الذي سأقبضه؟ لست من يبيع آخرته بدنيا زائلة مهما كان الثمن.
شافاك الله وعفاك وأحسن ختامنا وختامك وليس ما تخافه بأبعد عن رجل صحيح منك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[11 Apr 2009, 02:16 ص]ـ
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله جلغوم
5. ترتيب سور القرآن وآياته هو ترتيب إلهي. وبما انه كذلك فليس بالضرورة ان يكون وفق مقاييسنا البشرية جملة وتفصيلا وما هو مألوف لنا، وإلا فكيف يكون ترتيبا إلهيا ..
وبالتالي فمن الخطأ مطالبة البعض ان يجري الإعجاز العددي في ترتيب القرآن وفق نظم الإحصاء العلمية المعروفة لديه .. هذا يعني أننا نضع لله ضوابط لترتيب كتابه حسب مقاييسنا جملة وتفصيلا ..
ما دام ليس وفق مقاييسنا البشرية فلماذا تخوض فيه وعلى أي أساس؟
لتوضيح ما قلت، إليك التالي متابعة للموضوع المطروح، أرجو تأمله جيدا:
أعداد الكلمات في السور الخمس
صار معلوما لدينا أن مجموع أرقام ترتيب السور الخمس هو 319.
لنتأمل عدد الكلمات في السور الخمس، وارتباط ذلك بالعدد 319:
سورة الحجر: عدد كلماتها 654
سورة الزمر: 1172
سورة المعارج: 218 (السورة المتوسطة)
سورة الغاشية: 92
سورة الماعون: 25
سورة المعارج هي السورة التي تتوسط السور الخمس سورتان قبلها وسورتان بعدها:
مجموع عددي الكلمات في سورتي الحجر والزمر هو 1826. هذا العدد يساوي 2 × 913.
العدد 913 هو معكوس العدد 319.
مجموع عددي الكلمات في سورتي الغاشية والماعون هو 117. هذا العدد يساوي:
13 × 9. نلاحظ أرقام العدد 913، ومعكوسه العدد 319.
ولعل التساؤل الآن: فما علاقة العدد 218 عدد كلمات سورة المعارج بالعدد 319؟
العدد 218 يقل عن العدد 319 عددا هو 101. (319 – 218 = 101)
كما أنه يزيد عن العدد 117 عددا هو أيضا 101. (218 – 117 = 101).
الملاحظة الثانية:
سورتا الحجر والماعون هما السورتان الأولى والأخيرة في ترتيب السور الخمس، يعني ذلك أنهما تحصران بينهما السور الثلاث الأخرى.
الملاحظة هنا: إن مجموع أعداد الكلمات في السور الثلاث المحصورة هو 1482 كلمة.
هذا العدد يساوي 13 × 114. عدد سور القرآن الكريم.
فأي مؤلف لو أراد أن يضمن كتابه أسرارا عددية، سيستخدم هذا الأسلوب في الربط بين هذه السور؟ سهل وجميل وفي غاية التعقيد أيضا. هذا ما أعنيه بقولي أن الترتيب القرآني ليس وفق مقاييسنا البشرية جملة وتفصيلا.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[11 Apr 2009, 12:05 م]ـ
الأخ الكريم عبد الله،
1. أذكرك بمسألة في مداخلة سابقة لا أدري إن كنت قد لاحظتها: ((أحب أن ألفت انتباهك إلى أنه إذا كان ترتيب سورة الحجر في المصحف 15 فإن ذلك يعني أن الباقي هو: 114 ــ 15 = 99 وأنت هنا لفتَّ الانتباه إلى أن عدد آيات السورة هو 99 إذن هي ملاحظة واحدة. وقد أوهم كلامك المتكرر مع السور الخمس أنّ هناك أكثر من نتيجة. ومن هنا لا ينبغي أن تقول: 99 + 15 = 114 فهذا تحصيل حاصل لملاحظتك الأولى ... وهكذا في السور الخمس.
2. يختلف إحصاءك عن إحصاء مركز نون في عدد كلمات سورة الحجر والمعارج، حيث تزيد كلمة في عدد كلمات كل سورة. أي 653 و217 وليس 654 و218
3. مسألة العكس هذه غير مقنعة وتضعف موقفك؛ فالقول إن العدد 913 هو عكس 319 لا يفيد في شيء، ثم إنك في هذا الملتقى بحاجة إلى أن تعرض فقط الملاحظات القوية.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[11 Apr 2009, 12:55 م]ـ
[أبو عمرو البيراوي; االأخ الكريم عبد الله،
1. أذكرك بمسألة في مداخلة سابقة لا أدري إن كنت قد لاحظتها: ((أحب أن ألفت انتباهك إلى أنه إذا كان ترتيب سورة الحجر في المصحف 15 فإن ذلك يعني أن الباقي هو: 114 ــ 15 = 99 وأنت هنا لفتَّ الانتباه إلى أن عدد آيات السورة هو 99 إذن هي ملاحظة واحدة. وقد أوهم كلامك المتكرر مع السور الخمس أنّ هناك أكثر من نتيجة. ومن هنا لا ينبغي أن تقول: 99 + 15 = 114 فهذا تحصيل حاصل لملاحظتك الأولى ... وهكذا في السور الخمس.
أعني أن رقم السورة 15 + عدد آياتها 99 = 114
وفي سورة الزمر: رقم السورة 39 + عدد آياتها 75 = 114
وفي المعارج: رقم السورة 70 + عدد آياتها 44 = 114
وفي الغاشية: رقم السورة 88 + عدد آياتها 26 = 114
وفي الماعون: رقم السورة 107 + عدد آياتها 7 = 114
وهكذا تشترك السور الخمس في أن عدد الايات في كل منها مماثل لعدد السور التي تليها في ترتيب المصحف.
(يُتْبَعُ)
(/)
2. يختلف إحصاءك عن إحصاء مركز نون في عدد كلمات سورة الحجر والمعارج، حيث تزيد كلمة في عدد كلمات كل سورة. أي 653 و217 وليس 654 و218
الاختلاف هو:
في سورة الحجر: الاختلاف في عد كلمات الآية رقم 12 (وما لنا ألا نتوكل .. ) فمركز نون يعتبر " ما لنا " كلمة واحدة، وهي عندي كلمتان.
في سورة المعارج: الاختلاف في الآية رقم 36 (فما ل الذين كفروا قبلك مهطعين) فمركز نون يعتبر اللفظ " فما ل " كلمة واحدة، وعندي كلمتان.
(وأرى أن العددين صحيحان، باعتبار الضوابط التي اعتمدها الطرفان) ويترتب عليها تعدد في الإعجاز .. وهذا بحث طويل.
3. مسألة العكس هذه غير مقنعة وتضعف موقفك؛ فالقول إن العدد 913 هو عكس 319 لا يفيد في شيء، ثم إنك في هذا الملتقى بحاجة إلى أن تعرض فقط الملاحظات القوية.
أيضا هذه المسألة تحتاج إلى شرح طويل، واعتباري لها يعود إلى ملاحظات كثيرة على امتداد سور القرآن الكريم، وهي تبدأ بالملاحظة الأولى في سورة الفاتحة: فعدد حروفها هو 139 ..
العدد 57 المرتبط بدلالته على النصف في القرآن هو عبارة عن: 19 × 3 ..
مجموع أعداد الآيات في السور الـ 57 الأولى في المصحف هو 5104. وهذا العدد يساوي 16 × 319 ..
لنعد إلى السور الخمس، وملاحظة جديدة:
مواقع ترتيب السور الخمس في الترتيب التنازلي لسور القرآن:
المقصود بالترتيب التنازلي لسور القرآن هو ترتيبها حسب أعداد الآيات فيها، من الأطول إلى الأقصر.
في هذا الترتيب تأخذ السور الخمس المواقع التالية:
سورة الحجر: 19
سورة الزمر: 32
سورة المعارج: 53
سورة الغاشية: 72
سورة الماعون: 103
إن مجموع أرقام ترتيب السور الخمس هو 279.
هذا العدد يساوي 9 × 31. نلاحظ أرقام وصورة العدد 319.
(ملاحظة: يمكن صياغة 9 × 31: 31 × 9)
هذه العلاقات تشير إلى نظام عددي في القرآن لم نكتشفه بعد، وما نفعله حقيقة هو محاولة لاكتشاف هذا النظام، لعلنا نجحنا في كشف الجانب القريب (الواضح) منه، ولكن هناك ما هو أبعد.
وشكرا لملاحظاتك ولك كل التقدير والود.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[11 Apr 2009, 01:44 م]ـ
ملاحظة جديدة:
إذا قمنا بترتيب سور القرآن تنازليا – باعتبار عدد الآيات - من الأطول إلى الأقصر واتخذنا من موقعي سورتي الحجر والماعون، وهما الأولى والأخيرة في مجموعة السور الخمس، محورين للقياس، نجد أن:
1 - عدد السور التي يزيد عدد الآيات في كل منها على 99 آية (عدد آيات سورة الحجر) هو 18 سورة، أطولها سورة البقرة المؤلفة من 286 آية، من عدد يزيد عن العدد 99 عددا هو 187. (286 – 99 = 187).
وأن عدد السور التي عدد الآيات في كل منها أقل من 7 آيات (عدد آيات سورة الماعون) 11 سورة أطولها مؤلفة من 6 آيات.
نلاحظ أن مجموع العددين 187 و 6 هو: 193.
العدد 319 يظهر بصورة جديدة ..
2 - مجموع أعداد الآيات في السور الـ 18 التي عدد الآيات في كل منها أكثر من 99 هو 2748.
مجموع أعداد الآيات في السور التي أعداد الآيات في كل منها أقل من 7 هو 49.
الملاحظة هنا: الفرق بين العددين هو 2699.
العجيب أن العدد 2699 هو عدد مرات ورود لفظ الجلالة " الله " في القرآن.
هل هي مصادفة، أم إشارة إلى نظام عددي يستدعي التدبر؟
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[11 Apr 2009, 09:16 م]ـ
الأخ الكريم عبد الله،
1. إحصاء كلمة (مال) أكثر من كلمة يعني أنه عند القراءة يجوز أن نقف على (ما) ثم نُطق اللام لوحدها والوقوف عليها. فاللام في اللفظ إما أن توصل بـ (ما) أو الكلمة التي بعدها.
2. القول إن 9× 31 هي صورة للعدد 319 يجعلني أفهم لماذا يعارضك الأخوة.
3. لا أكتمك أنه رغم تأييدي للإعجاز العددي بدأت ألاحظ أن هناك تكلف في عرض المسائل، فأنصح بالاقتصار على الأمور الجادة. وعلى فرض أن مجموع آيات مجموعة من السور يساوي تكرار لفظ الجلالة فما دلالة ذلك على الإعجاز؟!
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[11 Apr 2009, 11:33 م]ـ
أبو عمرو البيراوي الأخ الكريم عبد الله،
1. إحصاء كلمة (مال) أكثر من كلمة يعني أنه عند القراءة يجوز أن نقف على (ما) ثم نُطق اللام لوحدها والوقوف عليها. فاللام في اللفظ إما أن توصل بـ (ما) أو الكلمة التي بعدها.
لماذا اعتبرت اللفظ " ما ل " كلمتين؟
انا وأنت ممن يرون أو يرجحون ان رسم القرآن توقيفي.
لنتامل الآية (وهي إحدى أربع آيات ورد فيها اللفظ " ما ل "):
الآية: فما ل الذين كفروا قبلك مهطعين.
عدد كلمات الآية في عد مركز نون هو 5 باعتبار " ما ل " كلمة واحدة ..
لو كتبت الآية: فما للذين كفروا قبلك مهطعين، أي ألحقت اللام بما بعدها، فعدد الكلمات سيكون في عدهم هو 5 أيضا: السؤال فما الفائدة من فصل حرف اللام عن الذين إذا كان العد واحدا؟
لهذا السبب ارتأيت عد اللام كلمة، والمسألة قابلة للنظر.
2. القول إن 9× 31 هي صورة للعدد 319 يجعلني أفهم لماذا يعارضك الأخوة.
أولا: لو حذفت كل ملاحظاتي حول العدد 319 فلن يكون لذلك تأثير يذكر على الأبحاث الأخرى في الإعجاز العددي، ولكن لماذا اعتباري لهذا العدد:
أولا: العدد 114 عدد سور القرآن هو عبارة عن 19 × 6.
من الملاحظ أن العدد 619 (19 × 6 بحذف إشارة الضرب) هو العدد الأولي رقم 114 في ترتيب الأعداد الأولية .. أي لقد أعادنا إلى العدد 114، فقست هذا على ذاك.
ثانيا: كيف أفسر ورود العدد (169) في القرآن الكريم عشرات المرات دون ربطه بالمعادلة: 114 = 19× 6؟ لماذا 169؟ وليس 168 مثلا أو 170؟
يعني هذه المسألة تحتاج إلى الحوار وتبادل وجهات النظر.
3. لا أكتمك أنه رغم تأييدي للإعجاز العددي بدأت ألاحظ أن هناك تكلف في عرض المسائل، فأنصح بالاقتصار على الأمور الجادة. وعلى فرض أن مجموع آيات مجموعة من السور يساوي تكرار لفظ الجلالة فما دلالة ذلك على الإعجاز؟
حينما طرحت هذه الملاحظة قلت هل هي مصادفة ام إشارة إلى نظام عددي؟
أسعى أحيانا إلى مشورة القاريء، ونادرا ما أفوز بالرأي المقنع.
وهذه المسألة وغيرها مما أشرت إليه هي مما يمكن الاستغناء عنه.
شكرا لك مع صادق المودة والاحترام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[12 Apr 2009, 05:14 م]ـ
الباحث الفاضل الدؤوب عبد الله جلغوم.
تقولون ـ حفظكم الله ـ: (انا وأنت ممن يرون أو يرجحون ان رسم القرآن توقيفي).
وأود منكم تخرجًا لما رواه البخاري عن عثمان بن عفان، قال البخاري:
3506 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ عُثْمَانَ دَعَا زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ فَنَسَخُوهَا فِى الْمَصَاحِفِ، وَقَالَ عُثْمَانُ لِلرَّهْطِ الْقُرَشِيِّينَ الثَّلاَثَةِ: إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِى شَىْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ، فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ، فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ. فَفَعَلُوا ذَلِكَ. طرفاه 4984، 4987 - تحفة 9783
كيف تفهمون قول عثمان هذا، هل كان يجهل أن الرسم كان توقيفيًا؟!
أليس في هذا الدلالة الواضحة على أن الرسم ليس بتوقيفي؟
إذ لو كان توقيفيًا لكان جوابه: فاكتبوه كما أمركم أو كما علمكم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ودمتم في حفظ الله.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[12 Apr 2009, 09:14 م]ـ
الأخ الفاضل الدكتور مساعد الطيار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما أنا بأعلم من السائل، ولكن اسمح لي بإبداء وجهة النظر التالية:
1 - مسألة رسم القرآن هي مما وقع فيه الاختلاف بين القدماء، ونحن تبعا لهم، ولو كان في هذا الحديث ما يحسم المسألة لكان ذلك الحسم قد حصل عندهم. وبالتالي فليس لدي ما أضيفه اليوم سوى أنني – كغيري من الباحثين – قد وجدت في القرآن من العلاقات والحقائق العددية المرتبطة بالرسم العثماني ما يرجح القول بتوقيفية الرسم، وهي من الكثرة مما يحول دون تفسيرها بغير هذا الوجه.
2 – اختلاف كتابة الكلمة الواحدة – على ما هو معروف – هو دليل على أن رسم القرآن توقيفي، وإلا فالتفسير الآخر أن الاختلاف في رسم الكلمة الواحدة هو الأخطاء الإملائية، ولو كان اختلاف الرسم بسبب خطأ الكتبة، فلا أظن أن الجميع يرضى بذلك أو يفوتهم.
3 –أنا شخصيا أرى أن الله سبحانه قد وصف كتابه بأنه لسان عربي وليس لسانا قرشيا:
يقول سبحانه: وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا ... 12 الأحقاف.
وهذا لسان عربي مبين .. 103 النحل
لتكون من المنذرين، بلسان عربي مبين 195 الشعراء.
4 – إن عدم وجود نص قاطع بالتزام الرسم، قد يعني التيسير على الأمة وكتابة المقرآن بما يناسب حاجاتهم، وقد ظهر لي – أثناء اشتغالي فترة بهذه المسألة – أن مظاهر الإعجاز العددي لا تختفي بتعدد الرسم أو مناهج العد.
5 - هذه المعضلة كانت سببا لتحولي إلى البحث في ترتيب سور القرآن الكريم (رغم أنني أمضيت سنوات في عد كلمات القرآن ونشرت عملي ذاك في موقع الأرقام تحت اسم المعجم الإحصائي) وبالتالي فأبحاثي في هذه الناحية لا تتأثر سواء اعتبر الرسم توقيفيا أم اجتهاديا، ولذلك فنادرا ما أشير إلى عدد الكلمات.
6 – أعتقد أن ما قدم حتى الآن من دراسات تتناول عد الكلمات والحروف لم تصل إلى المستوى المطلوب لحسم هذا الاختلاف، ولكن ذلك لا يمنع من عمل يؤدي إلى هذه النتيجة.
وأخيرا، أعتقد أن لدى أخينا " أبو عمرو البيراوي " إجابة متخصصة وافية لهذا الإشكال، رغم أنه سبق وطرح رأيه في مشاركة سابقة.
مع خالص التقدير والاحترام
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[12 Apr 2009, 10:50 م]ـ
الأستاذ الكريم الطيار حفظه الله
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ عُثْمَانَ دَعَا زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ فَنَسَخُوهَا فِى الْمَصَاحِفِ، وَقَالَ عُثْمَانُ لِلرَّهْطِ الْقُرَشِيِّينَ الثَّلاَثَةِ: إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِى شَىْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ، فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ، فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ. فَفَعَلُوا ذَلِكَ".
هل يدل ذلك على أنّ رسم المصحف اصطلاحي؟ نقول:
1. عندما اختار الرسول عليه السلام الكتبة اختارهم من الذين يتقنون الكتابة. وهذا يعني أنهم يكتبون وفق الاصطلاح. ولا شك في ذلك.
2. هناك كلمات كثيرة كتبت على خلاف الاصطلاح، وهذا أمر ظاهر في رسم المصحف. ولا يعقل أن يكون ذلك بفعل الصحابة الذين تواترت الأخبار بالتزامهم أن لا يفعلوا شيئاً لم يفعله الرسول، عليه السلام.
3. هذا يعني أنهم كانوا يكتبون وفق الاصطلاح، فإذا أمرهم الرسول عليه السلام بمخالفة الاصطلاح يخالفون. ويظهر ذلك جلياً في رسم المصحف، كما نوهنا.
4. وعليه يصبح الرسم كله توقيفياً: أ. إقرار الرسول صلى الله عليه وسلم وعدم تدخله للتغيير. ب. عدم إقراره وتدخله لأمرهم بتغيير صورة الكلمة.
5. كان زيد بن ثابت أنصارياً وبقية أعضاء اللجنة من المهاجرين. والذي ورد في هذه المسألة أنهم اختلفوا في كلمة تابوت؛ هل تكتب تابوت أم تابوة، على اعتبار أن تابوه لغة الأنصار. فكتبت تابوت. ونحن في فلسطين نقف على كلمة حياة هكذا: حياه، أما أهل دمشق فيقفون هكذا: حيات ....
6. هذا يعني أنّ كلمة تابوت هي من الكلمات التي لم يتدخل فيها الرسول صلى الله عليه وسلم ليغيِّر في رسمها. ومن هنا ندرك أن الرسول عليه السلام أقر اصطلاح قريش، ولم يقر غيره.
7. ولكن يشكل هنا أن هذه الكلمة مكتوبة في صحف أبي بكر وكتبها زيد الذي كان يرأس لجنة جمع القرآن، فكيف يكون هناك خلاف؟! ويمكن أن نُجيب بالآتي: كان هم أبي بكر رضي الله عنه جمع القرآن الكريم، أما هم عثمان رضي الله عنه فهو جمع القراءات. وعليه يمكن أن تُكتب الكلمة في أكثر من مصحف في أكثر من صورة، مثل ووصى وأوصى. سارعوا وسارعوا ...
8. وعليه يكون مقصود عثمان رضي الله عنه: الكلمات التي ستكتب بأكثر من رسم لوجود أكثر من قراءة تكتب بلسان قريش.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد براء]ــــــــ[13 Apr 2009, 12:38 ص]ـ
مع أن الحوار تشعب فإني أرى أنه لا بد من إتمام بحث جزئيات كثيرة حتى لا تضيع أهمها: قضية الأسس العلمية لاختيار العمليات الحسابية التي عجز الأستاذ عبد الله عن إيضاحها.
سهل وجميل وفي غاية التعقيد أيضا. هذا ما أعنيه بقولي أن الترتيب القرآني ليس وفق مقاييسنا البشرية جملة وتفصيلا.
كونه في غاية التعقيد لا يدل أنه معجز.
وكلامك هذا لا يخلصك من الجواب عن سؤالي: كيف تخوض فيه ما دام ليس وفق مقاييسنا البشرية؟!.
والذي ظهر لي الآن: أنك عندما عجزت عن بيان الأسس العلمية لاختيار عملية حسابية من بين عدد كبير جداً من العمليات الحسابية، هذا المطلب الذي طالبتك به مراراً، لما عجزت عن تحقيقه قلت عن ترتيب القرآن: " ليس بالضرورة ان يكون وفق مقاييسنا البشرية جملة وتفصيلا وما هو مألوف لنا، وإلا فكيف يكون ترتيبا إلهيا ".
وإيضاح هذا الكلام يكفي في معرفة بطلانه فأقول:
مضمون كلامه: لا تطالبني بأسس علمية لما أختاره من عمليات، لأن هذه العشوائية التي أنهجها ليست إلا لكون ترتيب القرآن إلهياً، غير مألوف (= عشوائي)!!.
ولو تأملت هذا الكلام لشممت منه نسبة العبث إلى الله تعالى عن ذلك علواً كبيراً.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[17 Apr 2009, 01:49 ص]ـ
قال الأستاذ الفاضل عبد الله جلغوم: (مسألة رسم القرآن هي مما وقع فيه الاختلاف بين القدماء، ونحن تبعا لهم،ولو كان في هذا الحديث ما يحسم المسألة لكان ذلك الحسم قد حصل عندهم).
أقول: هناك خلط عند بعض الباحثين بين القول بالتزام الرسم العثماني والقول بالتوقيف، فالقول بالتزام الرسم العثماني لا يعني القول بالتوقيف، بل نحن نلتزم بالرسم العثماني لإجماع الصحابة عليه فحسب.
والقول بالتوقيف قول متأخر، ومثله القول بأن الرسم معجز، فأرجو أن تراجع تاريخ هذه المسألة، ولعل أستاذنا القدير غانم قدوري الحمد يفيدنا بهذا، فهو قد درس المسألة دراسة وافية.
قال الأستاذ الفاضل عبد الله جلغوم: (اختلاف كتابة الكلمة الواحدة – على ما هو معروف – هو دليل على أن رسم القرآن توقيفي، وإلا فالتفسير الآخر أن الاختلاف في رسم الكلمة الواحدة هو الأخطاء الإملائية، ولو كان اختلاف الرسم بسبب خطأ الكتبة، فلا أظن أن الجميع يرضى بذلك أو يفوتهم).أستاذي الفاضل، لا أدري لماذا ضاق فضاؤك الرياضي الرحب، ألا ترون أن سبركم قد قصُر في الاحتمالات، فهلاَّ ذكرتم ـ أيضًا ـ أن يكون الرسمان صحيحين متنوعين كما هو الحال في اختلاف الإملاء اليوم في بعض الكلمات بين المشارقة والمغاربة، بل بين الشاميين والمصريين، فمنهم من يكتب (الرحمن) وآخرون يكتبونها (الرحمان)، ومنهم من يكتب (شؤون) وآخرون يكتبون (شئون)، وهذا اختلاف تنوع معتبر، ولا يمكن القول بأن هؤلاء أو أولئك قد أخطئوا.
قال الأستاذ الفاضل عبد الله جلغوم: (أنا شخصيا أرى أن الله سبحانه قد وصف كتابه بأنه لسان عربي وليس لسانا قرشيا).أقول: لن أكون أنا وأنت أعلم من عثمان بن عفان، ولا أراه يجهل هذا الذي قلته، وكونه يقول بأنه نزل بلسان قريش، فإنه لا يعني أنه لم ينزل بلسان عربي مبين، وهل هناك لسان أفصح من لسان قريش العربي.
وأنتقل إلى الأخ الفاضل أبي عمرو.
قال الأستاذ الفاضل أبو عمرو البيراوي: (هناك كلمات كثيرة كتبت على خلاف الاصطلاح، وهذا أمر ظاهر في رسم المصحف).
أقول: ألا ترون ـ حفظكم الله ورعاكم ـ أنكم أ مع حرصكم على التحرير ـ قد وقعتم في ملحظ لا يتناسب مع تدقيقاتكم، فما هو الاصطلاح الذي تثبتونه للصحابة فخالفوه، ألا ترون أنه اصطلاح المتأخرين عنهم، فهل عندكم أن الاصطلاح عندهم كان كذا، ثم خالفوه؟!
أرجو أن تدققوا في هذا الملحظ التاريخي، وأعتذر عن الاختصار، وأرجو أن يكون ما كتبته واضحًا، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وأسأله لي ولكم (عفة اللسان، وحسن البيان).
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[17 Apr 2009, 04:04 م]ـ
أستاذنا الفاضل مساعد الطيار حفظه الله،
(يُتْبَعُ)
(/)
1. من البدهي أن يَكتب الكتبةُ وفق الاصطلاح السائد في عصر الرسول عليه السلام. والدارس لظواهر الرسم العثماني يدرك أنهم كانوا يخالفون هذا الاصطلاح. ولا يُعقل أن يكون ذلك عن تصرف منهم من غير مسوّغ.
2. اصطلاحهم في الكتابة هو ما يغلب في النص القرآني الكريم، وما أثر من رسائل الرسول عليه السلام، أو الصحابة والتابعين.
2. الأصل في الاصطلاح أن تُثبت ال التعريف، وهذا ما نلاحظه في آلاف الكلمات. ولكن عندما نجد أن كلمة (الأيكة) مثلاً كُتبت في موضعين بحذف ألف ال التعريف، ندرك أن هذا خلاف الاصطلاح، وندرك أنه لا يكون إلا عن توقيف. مع ملاحظة أن ألف ال التعريف أثبتت في موضعين من كلمة الأيكة وحذفت في موضعين.
3. كلمة (لأعذبنه) وكلمة (لأذبحنه) تكتب وفق الاصطلاح كما هو مُبيّن. وهناك آلاف الكلمات مثلها تكتب وفق هذا الاصطلاح. ولكن عندما نجد في الآية 21 من سورة النمل:"لأعذبنه عذاباً شديداً أو لأذبحنه"، أن كلمة (لأعذبنه) مكتوبة كآلاف الكلمات المماثلة، ونجد أنّ الكلمة التي تأتي بعدها بثلاث كلمات كتبت هكذا: (لأاْذبحنه)، ندرك أن هذا مخالف للاصطلاح، وندرك أنه لا يكون إلا عن توقيف، نظراً لحرص الصحابة رضوان الله عليهم على الاتباع وبعدهم عن الابتداع. ثم إن الألف الزائدة هنا لا مسوغ لها في اصطلاح أيّ كاتب. ولم تتكرر هذه الألف الزائدة إلا في كلمة (ولأاْوضعوا) من سورة التوبة. وهذه الكلمة كتبت في بعض مصاحف عثمان رضي الله عنه وفق الاصطلاح (ولأوضعوا).
4. إذن نستطيع بسهولة أن نميّز بين ما هو اصطلاح وما هو مخالف للاصطلاح من خلال دراسة ظواهر الرسم العثماني. وقد تلتبس بعض الكلمات مثل كلمة (سبحن) فيمكن أن يكون الاصطلاح هكذا (سبحان) ويمكن أن يكون دون ألف هكذا (سبحان)، ولكننا نلاحظ أنها كتبت دائماً (سبحن) إلا في الآية 93 من سورة الإسراء، فكتبت بألف. ولكن كلمة (أيد) فلا مجال لكتابتها (أييد) لارتباط الاصطلاح باللفظ بشكل عام. وعلى الرغم من ذلك كتبت (أييد).
5. كلمة ننجي من سورة الأنبياء كتبت (نجي). ولا يشك أحد أن الاصطلاح يقتضي أن تكتب هكذا: (ننجي)، كيف لا ومثيلاتها بالآلاف. إلا أنها دون غيرها من الكلمات كتبت هكذا: (نجي) مع العلم أنها لا تلفظ إلا (ننجي)، أي لا توجد قراءة نُجي.
هذه مجرد أمثلة تبين لنا الفرق بين الاصطلاحي والتوقيفي. وإن كان السكوت عند الكتابة وفق الاصطلاح هو اقرار منه عليه السلام.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[19 Apr 2009, 11:30 م]ـ
من روائع الترتيب القرآني
وهنا نلاحظ أن مجموع الأرقام الدالة على ترتيب السور الخمس هو 319.
15 + 39 + 70 + 88 + 107 = 319.
ما اللافت للانتباه هنا؟
مجموع أرقام ترتيب سور القرآن كلها هو 6555 وهو عبارة عن مجموع الأرقام من 1 إلى 114.
إذا طرحنا العدد 319 مجموع أرقام ترتيب السور الخمس المميزة، من العدد 6555 فإن ناتج الطرح هو العدد 6236. وهذا العدد هو أيضا عدد آيات القرآن.
6555 - 319 = 6236
من روائع النظام العددي في القرآن:
عدد الأعداد الفردية في النصف الأول من العدد 114 , وهي الأعداد من 1 - 57 هو 29 عددا. (1, 3 , 5 , 7 ... 57).
من بين هذه الأعداد استخدم القرآن 20 عددا للدلالة على أعداد الآيات في سوره وترك 9 (لم يستخدمها).
الأعداد التسعة هي: [1، 23، 27، 33، 39، 41، 47، 51، 57]
ما وجه الإعجاز العددي هنا؟
إن مجموعها هو 319 ..
أعتقد أن هذا العدد أصبح معلوما لديكم؟!
ـ[ Amara] ــــــــ[21 Apr 2009, 09:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي، قولك: هذا السؤال غير معقول لا يقدم ولا يؤخر شيئاً، لأنه إن لم يكن معقولاً عندك فهو معقول عندي وعند غيري.
وقولك: هو غير معقول، لا ينجيك من الجواب عن سؤالي المتكرر: ما هو الأساس العلمي، الذي اعتمدته في اختيار الجمع هنا والضرب والقسمة في مشاركتك السابقة؟.
وإن أجبتني عن هذا السؤال (وأنى لك ذلك) سأسلم لك كل ما تزعمه من الإعجاز العددي ..
(يُتْبَعُ)
(/)
أخي الحبيب أبو الحسنات .. أريد ان أسألك سؤالا هل من المعقول أن نطالب تلميذا في الابتدائية بتفهيمنا درسا من دروس الجامعة؟ حتى إذا صمت و لم يجبنا كذبناه و حكمنا عليه أنه بعد لم يدخل الإبتدائية بعد. فإذا أصر على أنه فعلا دخل المدرسة و قال لنا غير معقول أن تسألوني هذا السؤال لأني لم أقف عليه قلنا له إذا أجبتنا و أنى لك هذا سنسلم بما تزعم أنك تلميذ و نصف صدقه بالزعم ..
و أخي عبد الله هو هذا التلميذ غير أن مدرسته التي أعنيها هي كتاب الله .. و أعلم أنه لا ينقصه أن أصفه بالتلميذ و هو الاستاذ .. إنما شرف أن ينتسب إلى صفوف هذه المدرسة و يكون أولنا جميعا ..
نحن يا أخي في بداية الطريق مع روائع القرآن العددية .. و لسنا نعلم كل شيء عنه .. البداية كانت ملاحظات و لطائف .. و ربما وجدت بعضها في كتاب البرهان للسيوطي .. و لسنا أول من اهتم بهذه الروائع .. غير أنها حملت هذا الاسم معنا و ارتبطت بعلم العدد في أبحاثنا .. و مع زيادة عدد المهتمين أصبحت هذه اللطائف بكثرة عددها و دقة توازناتها موضوعا ذا بال .. فلما نظرنا فيها وجدنا أنه لا احتمال أن تكون بغير قصد .. إنما كان كل ما أنزل بقصد من الله تعالى ..
فواجهتم الاستاذ عبد الله جلغوم بالذي تواجهونه دائما .. و طرحتم نفس السؤال .. إذا استعمل الطرح قلتم لماذا لم تعتمد الجمع .. و إذا استعمل الجمع قلتم لماذا لم تعتمدالضرب .. و كنتم لا تبحثون باطن المسألة إنما كان قدره أن يسأل و ينكر عليه ما قال ..
أخي الحبيب أبو الحسنات تذكر دائما أني أحبك في الله و أجلك و أجل علمك و أتعلم منك .. و ربما يسعني الله برحمته فأهديك نصيحة أكافئك بها على ما اقرا عنك و عن الإخوة الباحثين في المنتدى و جزاكم الله جميعا عني كل خير .. فإذا اخطأت فصوبنب ..
أخي الحبيب إذا كان رسول الله صلى الله عليه و سلم سئل عن الروح فلم يجب و لم يحكم عليه بأن كلامه زعما إنما هو الحق و هو عين اليقين .. فكيف تطلب من الاستاذ عبد الله أن يجيبك و هو العبد الفقير و تربط تصديقك له و لما قلت أنه يزعم مربوطا بجوابه .. و كتاب الله أمامك فيه كل شيء .. ايكون هذا معقولا أخي .. أتربط تصديقك بوجود الإعجاز العددي بجواب الأستاذ و قد لا يجيبك .. و الله تعالى إنما تحدى بكتابه البشر جميعا بما فيهم من له علم بالعدد ..
ثم إني أسألك أخي الحبيب ألسنا في الرياضيات هكذا تعلمنا في الصف الاول لا نستطيع أن نطرح ال 4 من ال2 لأن 4 أكبر من الإثنين و يمكن جمعهما ثم قليلا قليلا تحدثنا عن الأعداد السالبة و الموجبة و أصبح ذلك ممكنا في ما بعد .. تدبر كلامي جيدا أخي الحبيب ..
حين نقرأ بحثا يجب أن ننقد ما فيه أولا لا أن نسأل ما ليس فيه
ثم قولك أخي مساعد
فالقول بالتزام الرسم العثماني لا يعني القول بالتوقيف، بل نحن نلتزم بالرسم العثماني لإجماع الصحابة عليه فحسب. ..
بقطع النظر ما إذا كان توقيفيا أو توفيقيا
دعني أسألك هل تجوز دراسة هذا الترتيب و تدبرمعانيه ..
أريد الحكم الشرعي هل يجوز أن ندرس ترتيب سور القرآن و ترتيب ىياته و مواقع الأعداد فيه؟
فإذا جاز ذلك فنحن نفعل ذلك ..
جزاكم الله خيرا
لا تنسوني من صالح دعائكم و
و العفو عن كل من تطاولت عليه
يغفر الله لي و لكم
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عمارة سعد شندول
ـ[ Amara] ــــــــ[22 Apr 2009, 11:26 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب مساعد الطيار
جاء في بعض كلامك
الباحث الفاضل الدؤوب عبد الله جلغوم.
تقولون ـ حفظكم الله ـ: (انا وأنت ممن يرون أو يرجحون ان رسم القرآن توقيفي).
وأود منكم تخرجًا لما رواه البخاري عن عثمان بن عفان، قال البخاري:
3506 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ عُثْمَانَ دَعَا زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ فَنَسَخُوهَا فِى الْمَصَاحِفِ، وَقَالَ عُثْمَانُ لِلرَّهْطِ الْقُرَشِيِّينَ الثَّلاَثَةِ: إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِى شَىْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ، فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ، فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ. فَفَعَلُوا ذَلِكَ. طرفاه
(يُتْبَعُ)
(/)
4984، 4987 - تحفة 9783
كيف تفهمون قول عثمان هذا، هل كان يجهل أن الرسم كان توقيفيًا؟!
أليس في هذا الدلالة الواضحة على أن الرسم ليس بتوقيفي؟
.
و قد لونت من قول عثمان ما لونت فأظهرته و لم تلون ما بعده فخفي عنك .. و لعلك تستند إلى ذلك في قولك
إذ لو كان توقيفيًا لكان جوابه: فاكتبوه كما أمركم أو كما علمكم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ودمتم في حفظ الله.
و لو دخلت أغوار ما قال ذو النورين لتبينت لك أنوار كلامه و دقته، و أنه ما أعمل في ذلك رأيا من عنده رضي الله عنه .. جاء في الحديث: ... قال عثمان رضي الله عنه: "إذا اختلفتم أنتم وزيدُ بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم" ..
انظر أخي الحبيب فيما قال عثمان رضي الله عنه، لماذا لم يقل إني أرى أن تكتبوه بلسان قريش، فيكون الأمر اجتهادا منه .. و لم يقل أن النبي أمرنا أن نكتبه بلسان قريش فيكون الأمر سنة من سنن النبي صلى الله عليه و سلم .. و إنما قال كلاما أبلغ لذوي الفهم .. قال إنما نزل .. من أنزله؟ أليس الله؟ اكتبوه بلسان قريش .. إنما نزل بلسانهم .. يعني هكذا أوحاه الله تعالى و أنزله .. اكتبوه باللسان .. و ربما سألتكم عن معنى اللسان .. غير أني لا أفهم منها فقط معنى الكتابة و الرقم .. فمعناها أبلغ من ذلك .. اكتبه بلسان قريش، فلا تكتبه بغير ذلك من أصناف الكتابة و لا تأنسوا في كتابته لغير ما أنزل به .. و انظر نص كلامه اكتبوه و لم يقل انطقوه أو اقرؤوه .. فافهم ترشد .. و لعل علمك أبلغ من علمي و فهمك أوثق من فهمي، فتصحح رأيي ..
ثم إني أهيب بك أخي الحبيب أن تنظر في بقية ما روي من الأحاديث، كان النبي صلى الله عليه و سلم لا ينقص حرفا مما أوحي إليه، قال صلى الله عليه و سلم: {إذا كتبت بسم الله الرحمن الرحيم فبين السين فيه}،? و لا يزيد حرفا كما هو قوله عليه الصلاة و السلام: {إذا كتب أحدكم بسم الله الرحمن الرحيم فليمد الرحمن} .. و هو ما يفهم من كلام النبي عليه الصلاة و السلام و هو يملي لكاتبه معاوية رضي الله عنه مبينا له كيف يكتب البسملة في قوله صلى الله عليه و سلم: {ألق الدواة و حرف القلم و انصب الباء و فرق السين و لا تعور الميم و حسن الله و مد الرحمن و جود الرحيم، ففهم من كلامه أن (بسم) ثلاثة حروف في وحي الله تعالى فلا يجوز كتابتها بالألف مثلا (باسم) كما هو في الرسم الإملائي .. و أن (الرحمن) ستة أحرف فلا يجوز كتابتها بالألف هكذا (الرحمان) في وحي الله، لأنها هكذا أنزلت. و هو أمر لم يكن مع معاوية خاصة و لكنه عم كتبة الوحي جميعا و توجيه ما خصت به البسملة وحدها و لكنه بلاغ شمل كل الوحي و هو كلام يعضد ما ذهبنا إليه، و يعضده ما أخرجه الطبراني عن زيد بن ثابت، قال: {كنت أكتب الوحي عند رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يملي عليَّ، فإذا فرغت، قال: اقرأه، فأقرأه، فإن كان فيه سقط أقامه}، فالنبي صلى الله عليه و سلم لا يحرص فقط على كتابة القرآن إنما يحرص على كتابته وفق ما يوحي إليه ربه.
أخي الحبيب إنما كلمتك لتدبر معي و أنا تلميذكم ..
هذا و لا أنس أن أشكر أستاذي عبد الله جلغوم و أحمد الله تعالى على ما وهبه من حصيف النظر ..
يغفر الله لي و لكم
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عمارة سعد شندول
ـ[ Amara] ــــــــ[22 Apr 2009, 11:46 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب أبو الحسنات
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جاء في ردك على الاستاذ عبد الله
كونه في غاية التعقيد لا يدل أنه معجز ..
و هذا صحيح .. فليس كل ما تعقد أعجز ..
وكلامك هذا لا يخلصك من الجواب عن سؤالي: كيف تخوض فيه ما دام ليس وفق مقاييسنا البشرية؟! ..
دعني أقول لك .. إن الأستاذ يتدبر ما فيه و لا يخوض فيه .. و أنت تعلم معنى أن نخوض في آيات الله تعالى و معنى أن نتدبرها .. و لعلك تقصد الثانية فأخطأت العبارة سيدي .. ثم ماذا
إذا كان تدبرا فما يضير أن نتدبر القرآن و قد أمرنا الله تعالى بذلك .. و متى كان القرآن وفق مقياس البشر وهو كلام الله .. أعني نحن نتدبر القرآن لنرتقي به إلى الله تعالى .. لا كي نخضعه إلى مقاييسنا البشرية ..
والذي ظهر لي الآن: أنك عندما عجزت عن بيان الأسس العلمية لاختيار عملية حسابية من بين عدد كبير جداً من العمليات الحسابية، هذا المطلب الذي طالبتك به مراراً، لما عجزت عن تحقيقه قلت عن ترتيب القرآن: " ليس بالضرورة ان يكون وفق مقاييسنا البشرية جملة وتفصيلا وما هو مألوف لنا، وإلا فكيف يكون ترتيبا إلهيا ".
وإيضاح هذا الكلام يكفي في معرفة بطلانه فأقول:
مضمون كلامه: لا تطالبني بأسس علمية لما أختاره من عمليات، لأن هذه العشوائية التي أنهجها ليست إلا لكون ترتيب القرآن إلهياً، غير مألوف (= عشوائي)!!.
ولو تأملت هذا الكلام لشممت منه نسبة العبث إلى الله تعالى عن ذلك علواً كبيراً.
أريد ان أطلعك على شيء هو أن الأساس العلمي يظهر بعد بيان الظاهرة التي ندرسها .. كل الأسس العلمية في الرياضيات و الفيزياء و العلوم الأخرى بنيت على مسلمات أو ما يسمى بالأكسيوم و ملاحظات، ثم درست و بني اساسها المنطقي بعد ذلك ..
و مع القرآن المسلمة التي نعتمدها و نؤمن بها جميعا هو أن القرآن كتاب الله و كلامه ..
و قد تبين لنا فيها من التوازنات و الإرهاصات و اللطائف العددية و الهندسية الشيء الكثير الذي لا يحصى .. و معين القرىن من هذا لا ينضب و لا ينقص .. أنت الآن مازلت في الاساس الاول و هو أن تحكم على ما ننتخبه من هذه اللطائف و نقدمه إليك أن تقول لنا هل فهمت ما فيه أم بعد لم تر ما نرى .. لا نطالبك بالإيمان بالإعجاز العددي لأنك لست رياضيا و لست باحثا في العدد نحن قدمنا إليك بعض الأمور التي يفهمها الجميع قل لنا ماذا تر من خلالها أولا ..
جزاك الله خيرا أخي على تفاعلك و إثرائك لهذا الموضوع
يغفر الله لي و لكم
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عمارة سعد شندول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[22 Apr 2009, 12:43 م]ـ
ثم إني أهيب بك أخي الحبيب أن تنظر في بقية ما روي من الأحاديث، كان النبي صلى الله عليه و سلم لا ينقص حرفا مما أوحي إليه، قال صلى الله عليه و سلم: {إذا كتبت بسم الله الرحمن الرحيم فبين السين فيه}،? و لا يزيد حرفا كما هو قوله عليه الصلاة و السلام: {إذا كتب أحدكم بسم الله الرحمن الرحيم فليمد الرحمن} .. و هو ما يفهم من كلام النبي عليه الصلاة و السلام و هو يملي لكاتبه معاوية رضي الله عنه مبينا له كيف يكتب البسملة في قوله صلى الله عليه و سلم: {ألق الدواة و حرف القلم و انصب الباء و فرق السين و لا تعور الميم و حسن الله و مد الرحمن و جود الرحيم، ففهم من كلامه أن (بسم) ثلاثة حروف في وحي الله تعالى فلا يجوز كتابتها بالألف مثلا (باسم) كما هو في الرسم الإملائي .. و أن (الرحمن) ستة أحرف فلا يجوز كتابتها بالألف هكذا (الرحمان) في وحي الله، لأنها هكذا أنزلت.
الأخ الفاضل عمار
لو ذكرت لنا درجة هذه الأحاديث التي أوردتها حتى نعرف هل هي صالحة للاستشهاد أولا.
ـ[ Amara] ــــــــ[22 Apr 2009, 06:26 م]ـ
سم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب محب القرآن أحبك الله تعالى، جوابا عن قولك
الأخ الفاضل عمار
لو ذكرت لنا درجة هذه الأحاديث التي أوردتها حتى نعرف هل هي صالحة للاستشهاد أولا.
أريد أن أفرق بين ما تسميه الإستشهاد و ما أعرضه أنا من الإستئناس ..
فالأحاديث التي اقتبستها إنما أخدتها استئناسا لا استشهادا .. ثم إني وددت أن أر تعليقك عن كلامي في الحديث الأول و عن المعنى المستفاد من كلام عثمان رضي الله عنه ك نزل بلسان قريش ..
و قد رأيتك تشكك فيما كتبت بعدها و لا أخفيك فقد دللتني إلى أمر عظيم جزاك الله خيرا هو أنه من البد علي أن أهتم بعلم الحديث .. و ربما لا تعلم أني لست متخصصا في دلك و لا أعرف مما في دلك العلم سوى ما اجتهدت أنا فأصبت منه .. و إني متحمس أن أتعلم و ربما وجدت بينكم ضالة كنت عنها أبحث وفقني و وفقكم الله ..
و إليك أخي درجة صحة هده الأحاديث:
- فأمر عثمان: زيد بن ثابت، وسعيد بن العاص، وعبد الله بن الزبير، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، أن ينسخوا ما في المصاحف، وقال لهم: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في عربية القرآن، فاكتبوها بلسان قريش، فإن القرآن أنزل بلسانهم، ففعلوا.
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 4984
خلاصة الدرجة: [صحيح]
-إذا كتبت (بسم الله الرحمن الرحيم) فبين السين فيه.
الراوي: زيد بن ثابت المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف الجامع - الصفحة أو الرقم: 675
خلاصة الدرجة: ضعيف
- كان النبي إذا دعا رجلا إلى الكتابة يقول: ألق الدواة، وحرف القلم، وجود (بسم الله الرحمن الرحيم): أقم (الباء) وفرج (السين) وافتح (الميم) وحسن (الله)، وجود (الرحمن الرحيم)، فإن رجلا من بني إسرائيل كتبها فجودها فدخل الجنة
الراوي: أنس بن مالك المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: لسان الميزان - الصفحة أو الرقم: 7/ 138
خلاصة الدرجة: باطل
أترقب تعليقك عن كلامي الأول
لك الشكر أخي و جزاك الله خيرا على ما نبهتني إليه
عمارة سعد شندول
ـ[ Amara] ــــــــ[23 Apr 2009, 02:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و إليك تخريج الحديث الاخير اخي
- كنت أكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان إذا نزل عليه الوحي أخذته برحاء شديدة وعرق عرقا شديدا مثل الجمان ثم سري عنه فكنت أدخل عليه بقطعة الكتف أو كسرة فأكتب وهو يملي علي فما أفرغ حتى تكاد رجلي تنكسر من ثقل القرآن حتى أقول لا أمشي على رجلي أبدا فإذا فرغت قال اقرأ فأقرأه فإن كان فيه سقط أقامه ثم أخرج به إلى الناس
الراوي: زيد بن ثابت المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 1/ 157
خلاصة الدرجة: رجاله موثقون إلا أن فيه وجادة
- كنت أكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان إذا نزل عليه أخذته برحاء شديدة وعرق عرقا شديدا مثل الجمان ثم سري عنه فكنت أدخل بقطعة العسب أو كسره فأكتب وهو يملي علي فما أفرغ حتى تكاد رجلي تنكسر من ثقل القرآن حتى أقول لا أمشي على رجلي أبدا فإذا فرغت قال اقرأه فأقرأه فإن كان فيه سقط أقامه ثم أخرج به إلى الناس
الراوي: زيد بن ثابت المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 8/ 260
خلاصة الدرجة: [روي] بإسنادين ورجال أحدهما ثقات
- كنت أكتب الوحي عند النبي صلى الله عليه وسلم فإذا فرغت قال اقرأ فأقرؤه فإن كان فيه سقط أقامه
الراوي: زيد بن ثابت المحدث: السيوطي - المصدر: تدريب الراوي - الصفحة أو الرقم: 2/ 24
خلاصة الدرجة: رجاله موثقون
فهدا ما اوردت من احاديث
و لكم النظر و انتظر الرد
سلمكم الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[25 Apr 2009, 10:37 ص]ـ
أخي عمارة سعد شندول أشكر لك مداخلتك، وأسأل الله أن يهبني وإياك العلم وحسن الفهم.
وياليتنا نردُّ العلم إلى أهله، ونقبل منهم، فنختصر علينا جهدًا كبيرًا.
ـ[ Amara] ــــــــ[25 Apr 2009, 08:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم تسليما
أخي الحبيب مساعد الطيار
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي عمارة سعد شندول أشكر لك مداخلتك، وأسأل الله أن يهبني وإياك العلم وحسن الفهم.
وياليتنا نردُّ العلم إلى أهله، ونقبل منهم، فنختصر علينا جهدًا كبيرًا.
شكر الله سعيك أخي
إنما هذا ما أردت ..
و هذا أول ما كتبت
و لو دخلت أغوار ما قال ذو النورين لتبينت لك أنوار كلامه و دقته، و أنه ما أعمل في ذلك رأيا من عنده رضي الله عنه .. جاء في الحديث: ... قال عثمان رضي الله عنه: "إذا اختلفتم أنتم وزيدُ بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم" ..
انظر أخي الحبيب فيما قال عثمان رضي الله عنه، لماذا لم يقل إني أرى أن تكتبوه بلسان قريش، فيكون الأمر اجتهادا منه .. و لم يقل أن النبي أمرنا أن نكتبه بلسان قريش فيكون الأمر سنة من سنن النبي صلى الله عليه و سلم .. و إنما قال كلاما أبلغ لذوي الفهم .. قال إنما نزل .. من أنزله؟ أليس الله؟ اكتبوه بلسان قريش .. إنما نزل بلسانهم .. يعني هكذا أوحاه الله تعالى و أنزله .. اكتبوه باللسان .. و ربما سألتكم عن معنى اللسان .. غير أني لا أفهم منها فقط معنى الكتابة و الرقم .. فمعناها أبلغ من ذلك .. اكتبه بلسان قريش، فلا تكتبه بغير ذلك من أصناف الكتابة و لا تأنسوا في كتابته لغير ما أنزل به .. و انظر نص كلامه اكتبوه و لم يقل انطقوه أو اقرؤوه .. فافهم ترشد .. و لعل علمك أبلغ من علمي و فهمك أوثق من فهمي، فتصحح رأيي ..
.
و كنت أنتظر عليه ردا ..
و حسنا فعل محب القرآن الكريم أن نبهني إلى تخريج الأحاديث و اجتهدت فخرجتها و عرفت قصده .. و لعلكم لا تعرفون قصدي .. فلست أنا بالعالم إنما متعلم .. و أحسبكم العلماء لا علماء فعمدت أن أجالسكم .. و ما أعلمه أن العلماء لا يشقى بهم جالسهم و إن شقوا به .. و لعلكم ترون قلة علمي فلا تنفرون مني .. أو على الأقل أمهلوني ثلاثا فقد أمهل الخضر عليه السلام سيدنا موسى عليه الصلاة و السلام ثلاثا قبل أن يفارقه .. فلم لا تمهلوني .. و لعلكم تدخرون الرد على كلامي لأن الواضح أنكم ما أجبتم على كل ما كتبت، ليوم تفارقوني فيه كما فعل الخضر .. فإن كان نيتكم ذلك فلا تجيبوني و لا تفارقوني و لكم علي أن أصمت و لا أسأل .. و لا أتدخل .. و لست أظن أن هذا سيكون رأيكم .. فإني أحسبكم تنقبون عن الجاهل لتعلموه و لعلي جاهل و لعلي قليل علم، فأفوز بمقعدي في مجلسكم ..
أما قولك
ونقبل منهم، فنختصر علينا جهدًا كبيرًا.
فإني أقبل ما يقبله العلم، فلعل بعضهم يخطأ كما يخطأ البشر .. و إني رجل عقلاني أنقب عن الدليل، لا مجرد النتائج، و أبحث عن العلل لا مجرد المنهج، و لعلي قلت عقلانيا، فيذهب في ذهنكم شيء آخر .. فأنبهكم أن للعقل مسلمات لا يتجاوزها لأنها أكبر منه .. من ذلك قول رسول الله صلى الله عليه و سلم: لا تفكروا في الله، و فكروا في خلق الله، فإنكم لن تقدروه قدره .. و صدق رسول الله، و هذه أول مسلمات العقل .. فأما ما اجتهد فيه غيري فأرى أن أعلم علله .. و جوانب المنطق فيه .. فإني و أنا أقرأ كتب التفسير و جدت كثيرا من التفاسير لا تقبل و قد قال بها علماء .. و لا ريب أن بعظهم نبه إلى ذلك و منهم ابن عاشور الذي قال في أول تفسيره أنه أخذ من التفاسير أصحها و أوثقها ...
سلمكم الله
يغفر الله لي و لكم
عمارة سعد شندول(/)
تفاسير مات أصحابها قبل أن تكتمل ــ أضف ما لديك في الباب
ـ[أبو الحارث العامودي]ــــــــ[10 Apr 2009, 02:17 م]ـ
تفاسير مات أصحابها قبل أن تكتمل
هذا تعريف سريع ببعض التفاسير التي مات أصحابها، رحمهم الله، قبل أن تكتمل تفاسيرهم:
1. تفسير الجلالين: استهلّ جلال الدين المحلي، رحمه الله، تفسيرهُ بتفسير سورة الكهف حتى بلغ سورة الناس، ثم عطف ففسر سورة الفاتحة، ومات قبل أن يشرع بتفسير سورة البقرة. فتصدّى جلال الدين السيوطي، رحمه الله، لإتمام التفسير؛ ففسر السور من البقرة حتى آخر سورة الإسراء. ومن هنا سمي التفسير بتفسير الجَلالين.
2. تفسير المنار: ارتحل محمد رشيد رضا من لبنان إلى مصر راغباً في لقاء محمد عبده وجمال الدين الأفغاني، فتيسر له أن يأخذ عن الشيخ محمد عبده، ولم يتيسّر له لقاء الأفغاني. وقد استجاب الشيخ محمد عبده لاقتراح محمد رشيد رضا بإعطاء درس أسبوعي في التفسير. وكان محمد رشيد رضا يقوم بصياغة تفسير الشيخ محمد عبده ويشير إلى ذلك، حتى بلغ الآية 125 من سورة النساء. وعند هذه الآية يترحّم محمد رشيد رضا على أستاذه الشيخ محمد عبده، ويستمر في تفسير القرآن الكريم حتى يبلغ أواخر سورة يوسف. ومن لطائف الموافقات أنّ الشيخ محمد رشيد رضا يُقبَض وهويفسر الآية 101 من سورة يوسف:" رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ". ويكون بذلك قد أتمّ، رحمه الله، تفسير 12 مجلداً من تفسيره المشهور المسمّى:" تفسير المنار"، مما يعني أنه كان ينوي أن يكتمل تفسيره ليبلغ 30 مجلداً، لأن سورة يوسف تقع في الجزء 12 من المصحف. ولم يتيسّر من العلماء من يتحمل أمانة إتمام التفسير على منهج الشيخ رحمه الله.
3. أضواء البيان للشنقيطي: وصل الشيخ الشنقيطي، رحمه الله، في تفسيره إلى آخر سورة المجادلة. ثم جاء تلميذه عطية محمد سالم فأتمّ التفسير حتى نهاية المصحف.
4. مفاتيح الغيب: (تفسير الرازي): تضاربت الأقوال في نسبة كامل هذا التفسير للفخر الرازي، رحمه الله. ولا يُعرف على وجه التحديد إلى أين انتهى الرازي في تفسيره. وينسب البعض التكملة غير المحددة لشهاب الدين الخوبي المتوفى عام 639 هـ. في حين يرى آخرون أنّ الخوبي لم يتم التكملة وإنما الذي أكمل التفسير بعد الخوبي نجم الدين القمولي المتوفى 727هـ.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[10 Apr 2009, 07:29 م]ـ
بين يديَّ الآن تفسيران مات مؤلفاهما قبل تمام التفسير:
الأول: زهرة التفاسير، للشيخ محمد أبو زهرة، فقد بلغ الآية 72 من سورة النمل.
الثاني تفسير البيان في الموافقة بين الحديث والقرآن، تأليف محمد حسين الطباطبائي التبريزي، فقد بلغ ثلث سورة يوسف.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[10 Apr 2009, 09:32 م]ـ
ومن التفاسير أيضا تفسير الشيخ ابن عثيمين رحمه الله حيث قارب ما فسره نصف القرآن.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[10 Apr 2009, 10:39 م]ـ
من الذين كانت لهم أضخم المكتبات (العلامة المرسي)، قال الإمام الذهبي - رحمهما الله - " قرأت بخط الكندي في تذكرته أن كتب المرسي كانت مودعة بدمشق، فرسم السلطان ببيعها، فكانوا في كل ثلاثاء يحملون منها جملة إلى دار السعادة، ويحضر العلماء، وبيعت في نحو من سنة، وكان فيها نفائس، وأحرزت ثمنا عظيما، وصنف تفسيرا كبيرا لم يتمه، قال: واشترى الباذرائي منها جملة كثيرة " ا. هـ
وهو الإمام العلامة البارع القدوة المفسر المحدث النحوي ذو الفنون شرف الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي الفضل السلمي المرسي الأندلسي.
"السير"، ج - 23 / ص - 312.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[11 Apr 2009, 05:25 ص]ـ
ومنها جواهر الأفكار ومعادن الأسرار لابن بدران الحنبلي ..
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[11 Apr 2009, 10:09 م]ـ
أما التفاسير المفقودة والمخطوطة فكثيرة
وأما المطبوعة فمنها معاني القرآن للنحاس وصل فيه إلى سورة الفتح
وتفسير الراغب الأصفهاني، وكذلك تفسير البسيلي المسمى التقييد الكبير، وغالب مادته من شيخه ابن عرفة
وكذلك تفسير ابن المنذر طبع بعضه ولا أعلم هل أتمه مؤلفه أصلاً؟
وللسيوطي تفسير كبير سماه مجمع البحرين ومطلع البدرين ومقدمته مطبوعة باسم الإتقان في علوم القرآن
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[12 Apr 2009, 12:27 م]ـ
ولمناسبة ذكر الأخ عبد العزيز الداخل لأبي جعفر النحاس (ت: 338هـ) صاحب تفسير (معاني القرآن) رأيت أن أذكر قصة موته رحمه الله، إن لم تخنّي الذاكرة في التفاصيل:
النحاس: نحوي مصري. أخذ عن الزجاج والأخفش.
كان النحاس رحمه الله جالساً على ضفة نهر النيل يُقطّع أبياتاً من الشعر (مستفعل فاعلات .. الخ.) فسمعه مصري فظنه يتلو تعويذة حتى لا يفيض نهر النيل. ويبدو أن الرجل من الفلاحين المعنيين بفيضان النهر، فتقدم من خلف النحاس ودفعه إلى النهر، ولم يكن النحاس يتقن السباحة، لذا لم يُعرف له مكان بعدها.
وعليه أنصح طلبة العلم بتعلم السباحة أو ترك علم العروض.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[14 Apr 2009, 02:56 م]ـ
وهناك من كتب تفسيره بعد أن دفن، أما كيف كان ذلك؟!!
يقال، والعهدة على الراوي، أن الطبرسي، صاحب مجمع البيان، مات فيما ظهر لأهله. ولما أن كان في القبر وقد تولّى أهله عنه أفاق من غيبوبته فأدرك أنه في القبر، فنذر لله تعالى إن أنجاه من هذه الورطة أي يكتب تفسيراً للقرآن.
وجاء نبّاش فنبش القبر لعله يجد مع الميت ــ وهو شيعي ــ شيئاً يستفيده، وأقلّه قماش الكفن. ولما أن أزال التراب أمسك الطبرسي بيده. وكان أن تاب النباش على يد الطبرسي الذي نجا على يد النباش. ووفاءً بالنذر كتب الطبرسي تفسيره المشهور، الذي يعد معتدلاً في تشيعه نسبة إلى غيره من مفسري الشيعة الإمامية.
وبعد أن أتمّ تفسيره وقع تحت يديه تفسير الزمخشري فتأثر به وكتب تفسيراً مختصراً يقلد فيه الزمخشري.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[14 Apr 2009, 06:29 م]ـ
في الفهرست؛ لابن النديم:
أبو محمد عبد الله بن جعفر بن محمد بن درستويه لقي المبرد وثعلباً وأخذ هما وكان فاضلاً مفنناً في علوم كثيرة من علوم البصريين ويتعصب لهم عصبية شديدة ..
وله رد على المفضل بن سلمة ونقض كتاب العين وتوفي سنة نيف وثلاثين وثلاثمائة.
وله من الكتب كتاب المتمم كتاب الإرشاد في النحو كتاب الهداية شرح الجرمي كتاب شرح الفصيح كتاب أدب الكاتب كتاب المذكر والمؤنث كتاب المقصور والممدود كتاب الهجاء كتاب غريب الحديث كتاب معاني الشعر كتاب الحي والميت كتاب التوسط بين الأخفش وثعلب في معاني القرآن واختيار أبي محمد في ذلك كتاب تفسير السبع ولم يتمه كتاب المعاني في القراءات لم يتمه كتاب تفسير الشيء لم يتمه ...
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[14 Apr 2009, 06:40 م]ـ
وقال شمس الدين الذهبي، في تاريخ الإسلام، في ترجمة:
سليمان بن خلف بن سعد بن أيّوب بن وارث.
الإمام أبو الوليد التُّجيبي القرطبيّ الباجيّ:
(،، وكتاب تفسير القرآن، لم يتمّه ,,,).
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[14 Apr 2009, 06:45 م]ـ
وفي كتاب؛ الوافي بالوفيات؛ للصفديّ، في ترجمة:
شرف الدين المرسي النحوي محمد بن عبد الله بن محمد ابن أبي الفضل الإمام الأوحد شرف الدين أبو عبد الله السلمي الأندلسي المرسي المحدث المفسر النحوي، ولد بمرسية سنة تسع وستين وقيل سنة سبعين وعني بالعلم وسمع الموطأ بعلو بالمغرب من الحافظ الحجري وحج ودخل العراق وخراسان والشام ومصر وسمع جماعة كثيرة وقرأ الفقه والأصول وحدث بالسنن الكبير للبيهقي وبغريب الحديث للخطابى عن منصور الفراوي.
وله مصنفات عديدة وله نظم ونثر حسن، وكان زاهداً متورعاً كثير العبادة فقيراً مجرداً، توفى بعريش مصر فيما بينه وبين الزعقة وهو متوجه إلى دمشق ودفن بتل الزعفة، وخلف كتباً عظيمة كانت مودعة بدمشق فرسم السلطان ببيعها فكانوا يحملون منها كل يوم ثلاثاً إلى دار السعادة لأجل الباذرائى فاشترى منها جملة كثيرة وأبيعت في سنة، وصنف تفسيراً كبيراً لم يتمه، وكانت وفاته سنة خمس وخمسين وست ماية، وواخذ الزمخشري في المفصل وأخذ عليه في سبعين موضعاً وبرهن سقم ذلك ...
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[14 Apr 2009, 07:28 م]ـ
وفي كتاب:
طبقات الشافعية؛ لابن قاضي شهبة، في ترجمة:
محمود بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن علي، العلامة شمس الدين أبو الثناء الإصفهاني. ولد في أصفهان في شعبان سنة أربع وتسعين وستمائة، واشتغل في تبريز، وقرأ على والده وعلى جمال الدين بن أبي الرجاء وغيرهما. وبلغني أنه أخذ عن قطب الدين الشيرازي، وتصدر للاقراء فيها، ثم قدم دمشق في سنة خمس وعشرين ودرس في الرواحية، ويوم الإجلاس بالغ الفضلاء في الثناء عليه، وأفاد الطلبة، ثم قدم الديار المصرية سنة اثنتين وثلاثين مطلوباً. وتولى تدريس المعزية في مصر، ومشيخة الخانقاه القوصنية أول ما فتحت في صفر سنة ست وثلاثين. ولما قدم دمشق كان ابن تيمية يبالغ في تعظيمه. وقال مرة: اسكتوا حتى نسمع كلام هذا الفاضل الذي ما دخل البلاد مثله. قال الإسنوي: كان إماماً بارعاً في العقليات، عارفا بالأصلين، فقيهاً، صحيح الاعتقاد، محباً لأهل الخير والصلاح، منقاداً لهم، مطرحاً للتكلف، مجموعاً على العلم ونشره. قدم الديار المصرية، وحصل له فيها رفعة وحظ وصنف التصانيف المشهورة المفيدة المحررة، وانتشرت تلاميذه، ولم يزل على ذلك إلى أن توفي. وذكر له الصلاح الصفدي ترجمة طويلة وبالغ في الثناء عليه. توفي شهيداً بالطاعون في ذي القعدة سنة تسع وأربعين وسبعمائة، ودفن في القرافة.
ومن تصانيفه شرح مختصر ابن الحاجب، وشرح المنهاج للبيضاوي والطوالع للبيضاوي، والبديع لابن الساعاتي، وفصول النسفي، والحاجبية، وتجريد النصير الطوسي.
وشرع في تفسير القرآن ولم يتمه. قال الصفدي: رأيته يكتب في تفسيره من خاطره من غير مراجعة. وقال بعضهم: قد وقفت عليه، وقد جمع فيه بين الكشاف ومفاتيح الغيب للإمام جمعاً حسناً بعبارة وجيزة مع زيادات واعتراضات في مواضع كثيرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[11 Aug 2009, 07:22 ص]ـ
1 - تفسير الجلالين للمحلي مات قبل أن يتمه فأكمله من بعده السيوطي في مدة ميعاد الكليم وكان عمره حينئذ (21).
2 - تفسير ابن عرفة المالكي أملاه على تلاميذه ولكن تلميذه البسيلي تصرف فيه مما جعل ابن عاشور في التحرير والتنوير يصدف عنه، ويختلف إلى بعض تعليقات ابن عرفة الأندلسي على كتابي ابن عطية والزمخشري وتقيدات الأبي تلميذ الورغمي.
3 - تفسير المنار للشيخ محمد رشيد رضا، كان الشيخ الأستاذ الإمام (محمد عبده) يلقي دروساً في الجامع الأزهر ولكنه مات بعد تفسير سورة النساء، ثم أكمله حجة الإسلام ـ كما يقول عنه الأمير شكيب أرسلان ـ السيد محمد رشيد رضا، ثم أكمله الشيخ محمد بهجت البيطار ولكنه صدف عنه، ثم المرشد العام الأستاذ حسن البنا ـ رحمه الله ـ.
4 - تفسير زهرة التفاسير للشيخ أبو زهرة محمد بن أحمد بن مصطفى الششتاوي الأزهري: {1397:ت}.
5 - خواطر الشعراوي، بدأه الشيخ ـ رحمه الله ـ وكان يفسر القرآن في الجامع الأزهر وقد كتب مقالاًَ في ذلك في مجلة المنهل الأستاذ محمد رجب البيومي وهو يقارن بين الأستاذ الإمام وإمام الدعاة ـ كما ينعتونه بذلك ـ.
6 - تفسير أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن للشيخ محمد الأمين الشنقيطي: {1393:ت} مات عنه الشيخ وأكمله الشيخ الفاضل بقية السلف الشيخ عطية سالم
7 - معارج التفكر ودقائق التدبر للشيخ عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني
8 - مجالس الشيخ الأستاذ محمد مصطفى بن عبدالمنعم المراغي المصري الأزهري ذكرها الشيخ محمد حسين الذهبي وبالجملة الشيخ لم يكملها وتيك الدروس تحذو حذو تفسير المنار ومدرسته القذة بالقذة.
9 - تفسير محاسن التأويل أكمل تفسيره ونقص منه مبحثاً ذكره الشيخ محمد فؤاد عبد الباقي في تعليقه على تفسير المحاسن.
10 - تفسير الرازي قيل أنه قد أكمله وقد شك في ذلك حسن جلبي وغيره وهم يقولون أن القملي والخويي أكملاه.
11 - الشيخ عبد الرحمن الدوسري وقد وصل في تفسيره إلى سورة المائدة ثم اخترمته المنية.
12 - الشيخ محمد بن يوسف بن عيسى بن صالح اطفيش الراسبي الإباضي الجزائري: {1332:ت} كتب ثلاثة تفاسير (هميان الزاد ـ تيسير التفسير ـ وتفسيره الآخير داعي العمل ليوم الأمل لم يكمله حيث اخترمته المنية).
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[25 Sep 2009, 04:03 ص]ـ
13 - "منتهى العرفان والفضل المحض في ربط بعض الآيات ببعض" لمحمود شكري الآلوسي، قال فيه د. عبد الحكيم الأنيس:
" ولكنه لم يكتب منه إلا اليسير ".
أضواء على ظهور علم المناسبة ص54/مجلة الأحمدية عدد (11) جمادى الأولى 1423هـ ـ يوليو ـ تموز 2002م
قال محمد بهجة الأثري: " ص110:" هو من منهج البقاعي الذي طبع حديثاً، ولست أدري هل وقف عليه أم لا؟ شرع في تأليفه في أوائل سنة 1341هـ ثم حالت منيته دون أمنيته في إتمامه " اهـ
ثم قال الدكتور عبد الحكيم الأنيس: وقد رأيت مسودة المؤلف وهذا وصفها: كتب الآلوسي بخطه سورة المائدة والأنعام والأعراف وشيئاً من النساء في أوراق، وعلق على المائدة في " 11" صفحة منها، والتعليقات قليلة ـ في حواشي الصفحات ـ. وعلق على سورة الأنعام في صفحة واحدة، وعلى سورة الأعراف في صفحتين ـ ويظهر أن بعض الصفحات سقط ـ وعلق على سورة النساء في (9) صفحات. وجاء آخرها: آخر سورة النساء. اهـ
أضواء على ظهور علم المناسبة ص54/مجلة الأحمدية عدد (11) جمادى الأولى 1423هـ ـ يوليو ـ تموز 2002م
14 - التفسير الكبير لمحيي الدين بن عربي
بلغ فيه إلى تفسير سورة الكهف عند قوله تعالى " وعلّمناه من لدنّا علماً "
[نفح الطيب2/ 176]
ـ[أحمد بن محمد فال]ــــــــ[08 Jul 2010, 02:34 م]ـ
ومنها أيضا: كشف الأستار عن بعض ما في القرآن من الإضمار، للبشير بن عبد الله بن المبارك، الشنقيطي، الشهير بابن انباركي، المتوفي سنة 1354هـ،وصل فيه الى آخر سورة الزمر، وقد حقق كاتب هذه السطور الجزء الأول منه،ضمن رسالة جامعية، ويشتمل الجزء المحقق على سور: الفاتحة والبقرة وآل عمران(/)
:::: مالسر في ذلك::::
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[10 Apr 2009, 03:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المجتبى. وبعد:
قال الرب تبارك وتعالى في سورة آل عمران {قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} آل عمران40
وقال سبحانه {قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} آل عمران47
مالسر في أن الله جل وعلا قال في حق زكريا عليه السلام {قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} وقال سبحانه في حق مريم {قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ}؟
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[10 Apr 2009, 05:10 م]ـ
بعد التأمل في الأيتين ظهر لي:
أن مجيء الولد من أم بلا أب أعظم معجزة من مجيئه من أم عاقر وأب قد بلغ من الكبر عتياً00 فناسب ذكر صفة الخلق في قصة مريم عليها السلام حتى يظهر جلياً أن هذا الولد (عيسى عليه السلام) من خلق الله وليس للبشر سبب في إيجاده , ولهذا لما مثل الله عيسى عليه السلام بآدم عليه السلام عبر سبحانه كذلك بصفة الخلق ((إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب000)) والله أعلم 0
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[10 Apr 2009, 05:29 م]ـ
سئل الدكتور فاضل السامرائي عن هذا السؤال وكانت هذه اجابته
قال تعالى في سورة مريم (يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا (7) قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا (9)) وقال في سورة آل عمران (فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (39) قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (40)) في تبشير زكريا u بيحيى u
وقال تعالى في سورة مريم (قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19)) وفي سورة آل عمران (إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47)) في تبشير مريم بعيسى u.
وإذا سألنا أيهما أيسر أن يفعل أو أن يخلق؟ يكون الجواب أن يفعل ونسأل أحدهم لم تقعل هذا فيقول أنا أفعل ما أشاء لكن لا يقول أنا أخلق ما أشاء. فالفعل أيسر من الخلق.
ثم نسأل سؤالاً آخر أيهما أسهل الإيجاد من أبوين أو الإيجاد من أم بلا أبّ؟ يكون الجواب بالتأكيد الإيجاد من أبوين وعليه جعل تعالى الفعل الأيسر (يفعل) مع الأمر الأيسر وهو الإيجاد من أبوين، وجعل الفعل الأصعب (يخلق) مع الأمر الأصعب وهو الإيجاد من أم بلا أبّ.
وتعرض الدكتور احمد الكبيسي لهذا السؤال في برنامج وأخر متشابهات وكانت هذه اجابته
كذلك الله يفعل ما يشاء – كذلك الله يخلق ما يشاء
نفس الموضوع في آية سيدنا زكريا قال (قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ?40? آل عمران) وفي قصة السيدة مريم قال (كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ?47? آل عمران) في الأولى كذلك الله يفعل لأنه فعل صغير ضمن عمل كبير ضمن عملية الإنجاب قوانين الإنجاب زوج وزوجة وحيامن وبويضات وإخصاب الخ هذه فيها خلل ما تحمل والله أصلحه قال (كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ) حينئذٍ قال (وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ). لكن مع مريم ما في خلل هي ليس فيها خلل لا بد من خلق جديد (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ) قال (كَذَلِكِ) بالتأنيث (كَذَلِكِ) يا مريم (اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ).
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[10 Apr 2009, 06:04 م]ـ
الأخوة الكرام،
بعد إذنكم أرغب في إعادة صياغة الإجابة للتوضيح،
1. زكريا عليه السلام شيخ كبير، واحتمال اصلاح المنويات للتلقيح وارد. وإنْ كان هناك ضعف فيمكن التقوية لتعود المنويات قادرة على التلقيح. وهنا يلزمنا فعل.
2. زوجة زكريا عاقر، أي لا يثبت في رحمها جنين، وهذا يمكن اصلاحه لتعود قادرة على الحمل حتى النهاية. وهنا أيضاً يلزمنا الفعل.
3. أما عيسى عليه السلام فخلق جديد على خلاف المعهود. أي أنه قانون جديد في النسل لا علاقة له بإصلاح خلل.
وفي النهاية لا ننسى أن كل خلق هو فعل، ولكن ليس كل فعل هو خلق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Apr 2009, 07:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المجتبى. وبعد:
قال الرب تبارك وتعالى في سورة آل عمران {قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} آل عمران40
وقال سبحانه {قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} آل عمران47
مالسر في أن الله جل وعلا قال في حق زكريا عليه السلام {قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} وقال سبحانه في حق مريم {قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ}؟
لعلي أدلي معكم بدلوي فأقول:
الجواب جاء مطابقاً للسؤال في كلا الآيتين:
فزكريا عليه السلام استبعد أن يكون الحمل مع كبر سنه وعقر زوجته فإن الحمل مع هذه الحال غير مألوف وإن كان غير مستحيل فناسب أن يأتي بصيغة يفعل بأن يجعل الأسباب المعتادة تعمل في وقت سنة الله فيه أن تعجز الأسباب وهذا من رحمة الله بعباده فالحمل والولادة في سن متأخرة فيه حرج وتعب على الوالدين لما في ذلك من المشاق عليهما، فهما في هذه الحال محتاجان إلى من يعتني بهما لا أن يتحملا ثقلا مع أثقالهما.
وأما مريم فهي استبعدت أن يكون لها ولد دون أن يمسها بشر وهذا مستحيل في سنة الله في تناسل الخلق فجاء الجواب مناسباً بأن الله سيخلقه في رحمها وهذا لا يعجزه فناسب أن يأتي بالفعل يخلق، وإلا فالله سبحانه وتعالى ليس في حقه شيء أسهل من شيء.
ثم فيه أيضاً رد على من زعم أن لله ولدا، كما هو زعم النصارى في المسيح عليه السلام.
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[11 Apr 2009, 02:21 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم الأمة
كذلك في نفس الآيتين ذكر الرب تبارك وتعالى في الآية الأولى {غلام} وفي الآية الثانية {ولد} فما السر في ذلك؟؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Apr 2009, 03:02 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم الأمة
كذلك في نفس الآيتين ذكر الرب تبارك وتعالى في الآية الأولى {غلام} وفي الآية الثانية {ولد} فما السر في ذلك؟؟
لقد ورد لفظ "غلام" في سورة مريم، ولعل ورود لفظ " ولد" في هذا الموطن هو التأكيد على بشريته أو التأكيد أنه مخلوق فالولادة من صفات المخلوقين والله تعالى منزه عن مشابهة خلقة،قال تعالى:
(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)) سورة الإخلاص
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[11 Apr 2009, 05:07 م]ـ
الأخت الكريمة،
أولاً: يطلق الغلام على المولود الذكر. وعندما كان التساؤل:" أنى يكون لي غلام!! "، في هذه الآية وغيرها، كانت البشرى بغلام.
ثانياً: عندما بُشّرت مريم لأول مرة ــ وذلك من قبل الملائكة ــ قالت: "أنى يكون لي ولد"، فهي عليها السلام تتعجب الحمل والميلاد، وليس خصوص المولود الذكر. ولكن عندما قال لها الملك:"لأهب لك غلاما"، كان ردها التلقائي في هذا الموقف الرهيب:" أنى يكون لي غلام".(/)
أنواع الفوز في القرآن الكريم
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[10 Apr 2009, 04:27 م]ـ
أنواع الفوز في القرآن الكريم
الفوز العظيم.
الفوز الكبير
الفوز المبين
يقول الدكتور فاضل السامرائي في رد على سؤال خلال برنامج لمسات بيانية التالي:
الله سبحانه وتعالى يذكر ثلاثة أنواع من الفوز، الفوز العظيم، الفوز الكبير، الفوز المبين. أعلاها العظيم وأقل منه الفوز الكبير وأقل منهما الفوز المبين. ولذلك لو لاحظنا الاستعمال في القرآن الكريم لما يذكر المبين يذكره أقل من الآخرين الكبير والعظيم، يذكر الفوز المبين في أمرين إما في صرف العذاب (ليس الجنة) أو الإدخال في رحمته لم يذكر الجنة، لم يذكر إدخال الجنة (قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (16) الأنعام) صرف العذاب لم يذكر دخول الجنة، (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (30) الجاثية) ذكر المبين ولم يذكر الجنة. الكبير وردت في موطن واحد في سورة البروج (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (11)). العظيم يزيد على ذلك في الجزاء إما بذكر الخلود أو ذكر المساكن الطيبة وما إلى ذلك، على سبيل المثال (قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119) المائدة). هناك فقط قال (جنات تجري من تحتها الأنهار) هنا قال فيها خالدين فيها أبداً، زاد عليها هنا فقال عظيم.
(وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72) التوبة) زاد على ما ذكره في البروج، (رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9) غافر) عندما ذكر أوسع من الكبير قال العظيم. فهي مرتبة هكذا المبين أعلى منها الكبير وأعلى منها العظيم. كلٌ بحسب الدرجات وما جاء معه من أوصاف النعيم.
وقد وردت في القرآن الكريم في الآيات التالية:
الفوز العظيم
عدد الآيات: 13
السورة رقم السورة الآية نص الآية
1 النساء 4 13 تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
2 المائدة 5 119 قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
3 التوبة 9 72 وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
4 التوبة 9 89 أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
5 التوبة 9 100 وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
(يُتْبَعُ)
(/)
6 التوبة 9 111 إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
7 يونس 10 64 لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
8 الصافات 37 60 إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
9 غافر 40 9 وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
10 الدخان 44 57 فَضْلا مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
11 الحديد 57 12 يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
12 الصف 61 12 يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
13 التغابن 64 9 يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
الفوز الكبير
عدد الآيات: 1
السورة رقم السورة الآية
نص الآية
1 البروج 85 11 إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ
الفوز المبين
عدد الآيات: 2
السورة رقم السورة الآية
نص الآية
1 الأنعام 6 16 مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ
2 الجاثية 45 30 فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ
ـ[معلمة]ــــــــ[01 May 2009, 02:25 م]ـ
جزاك الله خيرا معلومات قيمة(/)
مجالس تدبر القرآن
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[10 Apr 2009, 06:42 م]ـ
بدأت الدكتورة رقية العلواني سلسلة محاضرات بعنوان (مجالس تدبر القرآن) في البحرين منذ أربعة أسابيع في مسجد الشيخة حصة في منطقة عالي يوم الثلاثاء الساعة 4:45 عصراً وتنتهي عند أذان المغرب الساعة 6 والدعوة عامة للأخوات الفاضلات. (عذراً من إخواني الأفاضل) لكن حرصاً مني على أن يفت أحد منا مثل هذه المجالس اسمحوا لي أن أقدم لكن نص المجلس الرابع (يوم الثلاثاء الماضي) للفائدة:
المجلس الرابع
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أخواتي الكريمات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نواصل إن شاء الله معاً الحديث في تدبر سورة الفاتحة وما زلنا مع جملة (بسم الله الرحمن الرحيم) وبدأنا في المرة الماضية (بسم الله الرحمن الرحيم). كما تعودنا في كل مرة من المرات السابقة أن نبدأ الدرس إن شاء الله في التدبر بتجديد النية لله عز وجل وبدعائه سبحانه وتعالى أن يجعل عملنا وأن يجعل مجلسنا هذا من المجالس التي تحفها الملائكة وأن يجعل هذا المجلس المبارك خالصاً لوجهه الكريم وأن يجعل كل خطوة نخطوها لأجل حضور هذا المجلس تكتب لنا بها حسنة وترفع بها درجة وتحط بها سيئة ونكتب بها عند الله عز وجل من الصادقين المقبولين عنده.
أخواتي لاحظنا في المرات السابقة أن مع كل كلمة من كلمات القرآن الكريم نقف عندها طويلاً حتى تدخل النفس البشرية فتعالج ما فيها من كسل ومن ملل ومن تعب ومن نصب. المرة السابقة -حتى نذكِّر بعضنا البعض- تحدثنا عن كلمة (بسم الله) وجزء يسير في (الرحمن). قلنا أن كلمة بسم الله هي أول كلمة في هذا القرآن العظيم يبدأ بها المؤمن تلاوة هذا الكتاب ونستطيع أن نقول أنها الكلمة المفتاح التي خاطب الله سبحانه وتعالى بها نبيه الكريم حين قال (إقرأ بإسم ربك الذي خلق). أيضاً تكلمنا وقلنا أن البسملة هي شعار المسلم لأن البسملة هي الكلمة والمفتاح الذي يدخل به المؤمن على كل عمل من الأعمال التي يقوم بها في الدنيا، كل شيء، حتى الطعام والشراب، و الملبس، في فتح الباب، في الدخول، في الخروج، في كل شيء.
إذا المسلم استشعر هذه الكلمة وقالها وهو متيقن بها ودخل على كل الأعمال التي يقوم بها بهذا الإسم بسم الله مدركاً لمعانيها شاعراً بها فعلاً متأثراً ومدركاً لعظمة المعاني التي جاءت في لفظ (بسم الله) حتماً هذه الكلمة ستدخل عليه التيسير في كل أمور حياته وشؤونه ما لا يعلم مداه إلا الله عز وجل. إضافة إلى ما يكتب له من الأجر. هي كلمة تذكر الإنسان بأن الحركة التي يتحرك بها في الدنيا في المشي في الخروج من البيت في الدخول في كل شيء حتى ونحن نعود أنفسنا وأبناءنا الصغار أنه حتى لما نلمس الأشياء أو نرفعها نقول بسم الله، أضع يدي على شيء بسم الله، أفتح شيء بسم الله، إذا حاولت أن أطبق هذا المعنى وأزرعه في نفوس الأطفال وفي نفوس الصغار ستصبح فعلاً شعار المسلم أنني ليس بالقوة وليس بالخوف وليس بالقدرة أني أستعمل هذه الأشياء التي سخرها الله عز وجل لي إلا حين أذكر إسم الله عز وجل. فإذا ذكرت هذا الإسم إضافة إلى الأجر والثواب فأنا كأني أقول لهذه الأشياء المسخّرة أني أنا داخل عليك بإسم الله. هناك نقطة نحن ذكرناها المرة السابقة قلنا أننا نحن كمسلمين هناك فرق كبير ما بين طريقة تفكيرنا في استخدام الأشياء من حولنا وطريقة الفكر الغربي. الفكر الغربي إذا سمعتموهم لديهم مصطلح يستعمل كلمة قاهر الطبيعة ويظهر الإنسان في قوته وفي جبروته بعدما وصل للفضاء واكتشف المكتشفات والمخترعات أصبح عنده من الغرور والزهو بنفسه أصبح يزهو بنفسه يعتقد أنه قادر على أن يعمل أشياء كثيرة باعتبار ولكن الله عز وجل سبحانه وتعالى المؤمن جعله قوياً المؤمن لا يرى أنه مع الكون في صراع أو في معركة نحن لسنا في صراع لا مع الشجر ولا مع الماء ولا مع الزلازل المؤمن يددخل على كل شيء بالكون بمفتاح بسم الله. الأشياء حين تسخر له هذا تسخير وإذا بحثنا في القرآن وجدنا كلمة سخّر إذن المؤمن عنده تسخير بينما غير المؤمن يستخدم كلمة قهر. وحتى بالأمس القريب الزلزال الذي صار في إيطاليا وقتل الأنفس مناظر عجيبة تبين ضعف الإنسان وأنه مهما بلغ به
(يُتْبَعُ)
(/)
من القوة في النهاية لا حول ولا قوة له إلا بالله، رأينا السيارات كأنها ألعاب أطفال والجبال والبنايات والشوارع هذا فعل الله عز وجل. فإذا الإنسان لا يدخل على الكون وهو مدرك حجم هذا الإنسان حجمه هو أنه ضعيف أنه لا يملك من أمر نفسه شيئاً إلا بما يشاء الله عز وجل حينئذ يدخل على الأشياء بخضوع وأرى والله أعلم أن المسليمن في السابق حين دخلوا على الكون في استكشاف الكون وفي الطبيعة كما سنرى في الايات القادمة دخلوا عليها بإسم الله ولهذا تحقق لهم ما لم يتحقق لغيرهم على الإطلاق لأن المؤمن يدخل بإسم الله وليس بنفسه. عرجنا في المرة السابقة أيضاً على لفظ الجلالة فقلنا أن كلمة (الله) هذه الكلمة أخواتي كلمة عجيبة جداً في كل ما فيها هي جمعت كل أسماء وصفات الله عز وجل، الله لفظ الجلالة فأصبح علماً عليه سبحانه لا يُطلق على أحد سواه. ويكفي حين الإنسان يقول كلمة (الله) يستعشر معانيها ويستشعر بعظمة الله عز وجل وبصفاته سبحانه. الأجمل من هذا أن مادة كلمة الله حتى في العلم الحديث في الطب وجد أحد الأطباء الألمان – وكنا قد ذكرنا ذلك في مرة سابقة - أنه في محاولته علاج بعض الأمراض النفسية وجد أن الإنسان حين تردد عليه أو حين ينطق بكلمة الله (ليس بلسانه فقط ولكنها خارجة من قلبه) يستشعر معانيها وتخرج من الجوف من داخل القلب وجد أن لها تأثيراً عجيباً على نفس الإنسان تصيبه بشيء من الراحة عجيب وفعلاً لو تجربي أختي أن تقوليها وليس المهم عدد المرات وإنما الاستشعار (الله، يا الله) تشعري بها وتعيشينها ستجدين أن النَفَس أحياناً الإنسان يصاب بضيق النفس خاصة لما يتضايق من شيء عندما تقولين (الله) تطلع من القلب وكل شيء يخرج معها. هذه الكلمة المعجزة هذا اللفظ العظيم اختاره الله سبحانه وتعالى لتكون الكلمة التي يدخل بها الإنسان على كتاب الله ويدخل بها على كل عمل (بسم الله).
ثم جاءت ودخلنا بعض الشيء في (الرحمن الرحيم). وسبحان الله أنه في سورة الفاتحة لم يذكر من أسماء الله إلا هذين الإسمين الرحمن الرحيم ولها دلالة عظيمة. ولم يختر الله سبحانه وتعالى مع لفظ الجلالة في البسملة إلا الله والرحمن الرحيم. معنى هذا الكلام أن كل ما في الكون كل شيء في الكون إنما هو من رحمة الله عز وجل (أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ (45) الفرقان) حتى الظل كيف مد الظل (وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِنًا) كل شيء برحمة الله. ولماذا قدّم الرحمن على الرحيم؟ تكلمنا في المرة السابقة أنه لو جئنا نتتبع كلمة الرحمن والرحيم في القرآن الكريم وهذا من مفاتيح التدبر أنه حتى أعرف ما معنى الكلمة بالضبط أو أن أعرف كيف أتدبر فيها أقوم بتتبعها في القرآن سأجد عجباً وأتمنى أن نعمل جدولاً في دفتر للتدبر نضع فيه كلمة الرحمن والآيات التي وردت فيها في القرآن والرحيم والآيات التي ورد فيها هذا الإسم. الرحمن الرحمن في الدنيا وهي الرحمة العامة وتقريباً معظم المفسرين قالوا أن الرحمن تعني الرحمة العامة التي شمل الله تعالى بها كل شي في هذا الكون، كل شيء يتحرك برحمته سبحانه وهي رحمة عامة لأنها مع الموجودات، مع الجمادات، مع الطبيعة، مع الشجر، مع الماء، مع الكواكب، مع المؤمن، حتى الكافر ولذلك تجد أن الكافر يعضي الله عز وجل ويتبغض إلى الله بالمعاي والآثام والذنوب ومع ذلك نجد أن الله عز وجل لا يقطع عنه التفس ولا الهواء ولا يوقف عنه الماء ولا يوقف الأجهزة التي تشتغل في جسمه، هذا من رحمة الله عز وجل. ولهذا جاء بكلمة (الرحمن). إذن بسم الله الرحمن. لماذا قدم الرحمن على الرحيم؟ هو نوع من التسليم أني أنا مهما فعلت ومهما قمت من أعمال وأفعال أتصور نها طاعات وعبادات وقربات إلى الله أنا في نهاية الأمر أدخل أريد أن أسأل الله سبحانه وتعالى بالرحمة التي شملت عباده فأنا شيء في هذا الكون. وهي ليست الرحمة الخاصة بعباده المؤمنين. إذن الرحمن هو نوع من إظهار الضعف والتسليم لله أنني يا رب شيء من هذه الأشياء في الكون حالي حال الجمادات (رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا (7) غافر) فسعني برحمتك لأني أنا شيء من هذا الكون.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم نأتي إلى الرحمة المباشرة (بسم الله الرحمن الرحيم) أما الرحمن فهي رحمة عامة للكل رحمة بالمؤمن والكافر، للعاضي والمطيع لله رب العالمين، للبعيد والقريب. لكن هناك رحمة أخرى هذه الرحمة الخاصة هي لعباده المؤمنين الطائعين القريبين سبحانه جل جلاله، إلا أن يميز المقربين في نفس البسملة (الرحمن الرحيم) الرحيم لو تتبعناها في القرآن (فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160) البقرة) كلمة الرحيم تأتي مع العباد المؤمنين مع الطائعين مع المقربين مع التائبين مع الذاكرين مع المستغفرين لأنها رحمة خاصة لا تشمل كل العباد وإنما تشمل جزءاً منهم. وتكلمنا في المرة السابقة قليلاً وقلنا يا تُرى من هؤلاء العباد - نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا منهم – الذين استحقوا الرحمة الخاصة؟ والرحمة الخاصة بعباد الله عز وجل المقربين لها أشكال عجيبة ومتعددة في الدنيا لو الإنسان يتأمل فيها ويتفكر فيها لوجد عجباً، رحمة عجيبة حتى في عمق الامتحان وعمق البلاء وعمق الشيء الصعب الشديد تجد رحمة الله لأنها رحمة خاصة هؤلاء استحقوا الرحمة. وقفنا عند نقطة جميلة المرة السابقة قلنا أن هذه الرحمة الخاصة لو نتعرف كيف نستنزل هذه الرحمة؟ هل هي عمل أقوم به أو هي منحة يأتي بها الله عز وجل لمن يشاء؟ هي الاثنين مع بعض. معناها لكي أكون عبد من درجة خاصة –وسنأتي على العبودية عندما نصل إلى إياك نعبد – سنجد أن هناك عبودية عامة وعبودية خاصة. هناك عبد من درجة خاصة وهناك عبد درجة عامة فالرحمة درجة عامة ودرجة خاصة. الرحمة الخاصة الله عز وجل يعطيها للإنسان فإذا نزلت على الإنسان بعدها لا يسأل ما في الدنيا! شيء عجيب لو نتتبع آثارها في المرات القادمة بإذن الله. لكن نواصل كلامنا الذي بدأناه في المرة السابقة كيف أصبح من الناس الذين تشملهم الرحمة الخاصة؟ كيف اصبح عبداً أستحق – مهما فعلنا لن يستحق- لكن من رحمة الله بعباده أنه يؤهلنا لأن تستنزل علينا الرحمة الخاصة.
أول شيء طاعة الله وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم يقول عز وجل في آل عمران وهذا مفتاح من مفاتيح التدبر أننا نتتبع في القرآن نفسه الرحمة وذكرنا في المرة الماضية قلنا أنه على سبيل المثال الرحمة العامة في القرآن (ورحمتي وسعت كل شيء) هذه عامة لأنها وسعت كل شيء. (رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا (7) غافر) وقال في آية أخرى (رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ (147) الأنعام) هذه الرحمة العامة واسعة. أما الخاصة فكما في قوله تعالى (إن رحمت الله قريب من المحسنين) هذه الرحمة الخاصة.
أول عمل هو طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم. يقول الله عز وجل (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (132) آل عمران) (لعل) في القرآن حين تأتي مع الله عز وجل فهي متحققة الوقوع، إذن هي الطاعة تستنزل بها الرحمة.
الثانية الإيمان بالله والاعتصام بكتابه (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (175) النساء) ونضع خطاً تحت (فَسَيُدْخِلُهُمْ) هو تعالى الذي يدخل برحمته من يشاء، إذن هي منحة من الله لكن في نفس الوقت لا بد من عمل أقوم به. وهكذا ديننا ليس هناك شيء في الكون ولا الدنيا ولا في النفس يأتي إلا ويجب أن أقدم برهاناً أو دليلاً على أني أستحق ولو شيء بسيط، الجزاء لا يتناسب مع العمل! الجزاء عظيم لأن هذا عطاء الله عز وجل لكن العمل الذي أقوم به ولو دليل صغير بسيط يقابل أني أنا أستحق أن أُرحم رحمة خاصة. إذن طاعة الله وطاعة رسوله والإيمان بالله والاعتصام بكتابه كلها تستنزل الرحمة الخاصة.
(يُتْبَعُ)
(/)
الشي الآخر الذي نحن فيه "مجالس القرآن" يقول الله عز وجل (وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155) الأنعام) وفي آية أخرى حتى الاستماع للقرآن فيه رحمة ويمكن لا أدري إن انتبهتم لهذا أنه عندما تشغلي القرآن في البيت أو السيارة لوحدك أو معك أحد بمجرد أن تتلى آيات القرآن تشعرين بشيء لكن لا يمكنك وصفه هذه من آثار رحمة الله، هذه من السكينة، هذه الرحمة، هذه الراحة التي تشعرين بها عندما تبدأ أعصابك تسترخي هذه من آثار الرحمة، جزي يسير من آثار الرحمة يقول الله عز وجل في آىة أخرى (وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204) الأعراف).
الإصلاح في الأرض، كلما كنت أكثر إصلاحاً وإعماراً في الأرض وبعداً عن التخريب بكل أشكاله وصوره كلما كنت أكثر استحقاقاً للرحمة. دعونا نتدبر في الآية في سورة الأعراف (وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ (56) الأعراف) ما معنى هذا الكلام؟ الإفساد هو أن يأتي الإنسان إلى أي شيء من الأشياء التي خلقها الله عز وجل على هيأتها صالحة للاستعمال فيخربها ويفسدها بأن يغيرها عن هيأتها التي خلقها الله عليها. الأرض على سبيل المثال الله عز وجل جعلها لكي نعيش فيها (وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ (20) الحجر) لنسكن عليها ونمشي عليها ونبني عليها فيأتي الإنسان ويعمد إليها ويخربها بكل أشكال التخريب من تلوث وهدم وتكسير وتخريب من حرق وشعل كل هذا من أنواع التخريب القرآن يسميه إفساد، إصلاح وإفساد. شيء آخر متعلق بالمهنة التي نحن فيها، إفرضي أنك أنت مدرّسة يفترض بالمدرسة هي المكان الذي يعلم الإنسان الأدب والأخلاق والتربية والمثل والقيم فإذا أنا كمدرِّسة لم أقم بهذه المهمة لسبب أو لآخر، لأن كل شيء حولي أعوج! لأي سبب من المبررات، أنا أكون قد ساهمت في الإفساد. لماذا الإفساد والإصلاح مهم في القرآن؟ والقرآن يتكلم عنه دائماً؟ لأني قد أكون أنا الوحيدة المصلحة كما كان في عهد النبي عليه الصلاة والسلام. قد تكونين في مكان كل من حولك ممكن أن يساهموا في الإفساد والتخريب لكن هذا لا يعني أني أنا أشترك معهم يمكن أن تكوني أنت العنصر الوحيد المصلح. من عظمة القرآن في التدبر يقول تعالى في سورة الأعراف (وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا) آية عامة شملت كل أنواع الفساد، (وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا) لماذا جاء الدعاء بالخوف والطمع؟ لأن عملية الإصلاح عملية صعبة فكيف يستعين الإنسان عليها؟ بالدعاء (وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا). وتكملة الآية (إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ) من هم المحسنون؟ المحسن الذي يحسن العمل فيقوم به كأن الله ينظر إليه. كلٌ يراقب الله في عمله الطبيب المهندس العامل الزوجة الأم المربية المعلمة، كل الأعمال تدخل فيها (إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ) قاعدة. فأفضل عمل أقوم به حتى أستنزل الرحمة من الله عز وجل أن تحسني العمل الذي بين يديك مهما كان هذا العمل صغيراً حتى لو كان تنظيف طاولة. الإحسان من أعظم العبادات في الدين. انظروا ماذا استفدنا من آية واحدة!. لماذا الإحسان والإصلاح؟ إذا لم يكن هناك إحسان لا يكن هناك إصلاح. من أين يأتي الفساد في الأرض؟ من التخريب، من عدم الإحسان. عندما لا يرى أحد فينا أن العمل الذي يقوم به بأنه عبادة ما الذي سيحصل في الأرض؟ خراب. لما الموظف بدل أن يراقب العمل الذي يقوم فيه يقرأ الصحف ويشرب الشاي في أوقات عمله، هذا تخريب، هذا لو راعى أن مديره في العمل ينظر إليه ما فعل ذلك. الإسلام أو القرآن يريدنا أن نراقب بأن الله عز وجل ناظر إلينا فإن لم تكن تراه فإنك يراك، فإذا استشعرت هذا المعنى تكون مستحقاً لرحمة الله. لماذا قال الله عز وجل (إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ) لأنه قد يموت الإنسان في الدنيا كمداً وحسرة ولا يرى ثمرة لعمله الصالح في الدنيا، يعني ممكن أن تعيشي حياتك وأنت معلمة مخلصة جداً وترين بأم عينيك يكرم ويرفع من هو أقل منك أو من هو ليس في الإخلاص له شيء وأنت لا
(يُتْبَعُ)
(/)
تكرمين في الدنيا، هل هذا يهم؟ هل هذا يؤثر على عزيمتي؟ لا، (إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ) معها وقبلها (وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا) هكذا المؤمن. القرآن يريد أن يربيني على أن أعيش في معية من رحمة الله عز وجل حتى وإن سدت أبواب الدنيا أمامي.
من الأعمال التي تستنزل الرحمات الأخوّة في الله التي نحن فيها. وعلى فكرة يجب أن نضع خط تحت كلمة الأخوة في الله. الأخوة في الله هي ليست شعاراً، هي ليست ادعاء، هي ليست كلمة أنا أحبك في الله، لا باس الآن الناس تعودت أن الكل يطلبون منا أن نعبر عن مشاعرنا وعن حبنا فالكل صار يقول أحبك في الله، هذا شيء جيد لا باس. لكن الحب في الله له حقوق، له التزامات، الحب في الله له واجبات، له آداب أحتاج أن ألتزم بها. من أعظم الآداب أن تحب لغيرك ما تحب لنفسك وهذه الكلمة الموجزة والله لو أردنا أن نتحدث فيها لا تكفينا المجالس. أن أحب لغيري ما أحب لنفسي. كما أني لا أحب أن يتكلم عني أحد بشيء يسوؤني أو يؤذيني لا أحب ولا أكون طرفاً في محادثة أن أتحدث عن أختي أو أحد بشيء يسيء إليها في غبابها لأني أحب لها ما أحبه لنفسي. والعجيب هذا ديننا عظيم سبحان الله العظيم، المكيال والكأس الذي تسقيه للآخرين في يوم من الأيام سيرجع واشرب منه. مستحيل! وخاصة فيما يتعلق بحقوق العباد فلا تتأسفي على شيء، نحن في علاقاتنا الاجتماعية تحصل لنا كثير من المشاكل، كيف تقول عني كذا؟. وكيف تتجرأ وتقول عني هذا الكلام؟ وتفعل كذا؟ لا تتأسفي على هذا. إذا أنت سكت – السكوت يجب أن يكون بحكمة- لكن إذا لم يكن هناك حل غير السكوت والتفويض بالأمر لله عز وجل وأترك الأمر لله عز وجل يأخذ لي حقي سيرجع الكأس ويشرب منه من أساء إليّ. إذا سكت والله عز وجل دافع فذاك الوقت يكون شيء آخر (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا 38) الحج) ولذلك في الحديث الجميل الذي دارت فيه المناقشة بين النبي عليه الصلاة والسلام وأبو بكر الصديق رضي الله عنه وهو صاحبه لما كانوا يتكلمون عنه وهو ساكت كان النبي عليه الصلاة والسلام يتبسم فلما ساله بعد أن نطق كلمة واحدة قال له كنت أضحك كانت الملائكة تنافح عنك. تخيلوا لما الإنسان تدافع عنه الملائكة، تخيلوا الإنسان لما يقول تعالى عنه (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا) بعد هذا أقوم أنا لأدافع عن نفسي!. عندما يكون عندك محامي – ولله المثل الأعلى – ووكلت محامي يدافع عنك تأتين أنت تريدين أن تدافعي عن نفسك بكلمة أو كلمتين تخربي بها الدنيا! ولذلك أخواتي لو طبقنا هذا القانون السكوت" أنه يصلني كلام وأنا أعرف أنه غير صحيح وافتراء وكذب ثم اسكت وأقول "وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد" أرى الخطأ من أحد من أقراب من أصدقاء أو من إخوة أو من أخوات في الله لأننا لسنا ملائكة واسكت! سترين العجب. هذه من آثار رحمة الله عز وجل. فهذه القاعدة الأخوة ليست إدعاء الأخوة التزام، الأخوة ليس أن أتاجر وأبيع في عروض الدنيا والمال والجاه والشهرة لأن ثمنه الأخوة غالي. الأخوة الثمن الذي تأخذيه بعدها في الدنيا والآخرة غالي جداً فلا تقبل أن تتاجري بها بعروض الدنيا. ألسنا جميعاً نستشعر الإخوة في الله والمتحابين في الله على منابر من نور يغبطهم الأنياء والشهداء، هل تتصورون أن هذا شيء بسيط؟! الأنبياء والشهداء يغبطون فهل تعتقدون أن هذه الكلمات البسيطة التي نرددها هي الأخوة التي نستحق بها هذه المنزلة.؟! نحن نسأل الله أن يتجاوز عنا لكن علينا أن ندرك أنها ليست سهلة وإنما لها حقوق ولها التزامات وأعظم حق من حقوقها أن أحب لغيري ما أحب لنفسي. وأني دائماً أكون أمام أختي واضع نفسي لو كانت موجودة ماذا كانت ستفعل. ولذلك أعظم الأعمال أن يذب الإنسان عن عرض أخيه المسلم في غيبته. من أعظم الأعمال! أن تسمعين كلمة في غياب أخت لك وتدافعين عنها وتقولين ما علمت عليه إلا خيراً، هذه من أعظم الأعمال. ولذلك من يذب عن عرض أخيه المسلم يذب الله عن عرضه يوم القيامة. الآية في سورة التوبة وفي سورة الحجرات (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ
(يُتْبَعُ)
(/)
اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ (71) التوبة) ماذا يفعلون؟ (يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ) والصيغة صيغة الجمع لا صيغة الفردية، نحن مشكلتنا الآن أننا حتى لما نحب في الأخوة نحب نفسنا وحتى نحن ندعي الأخوة في الله نحب أن نعمل لوحدنا، أنت أختي في الله وتقربت لها لا أريدها أن تتقرب إلى غيري وإنما أريدها لي أنا فقط لسبب أو لآخر. بينما القرآن يأتي بصيغة الجمع، لماذا؟ لأنه أراد أن الفردية والأنانيية تذوب أمام روح الجماعة والعمل المشترك. نحن نفعل كثيراً من هذه الأشياء بدون أن نشعر بها بل ونجد لها مبررات! (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ) ونضع خط إياك أن تأمري بالمعروف فتدخلين في منكر، كيف؟ أنا اقوم بعمل دعوة بعمل إصلاح ولم اسأل نفسي وأنا في الدعوة وفي الإصلاح أنا أجدد النية لله عز وجل لأن عملي دعوة، أنا داعية! وإذا بي أدخل في منكرات وأنا أدعو إلى اله بسبب اشياء مختلفة من الغيرة والحقد والحسد والتنافس على الدنيا والبعد وعشرات الأشياء الأخرى. فإيانا أن ندخل في منكر ونحن في عمل متعلق بالمعروف، منكر مع منكر ممكن، لكن منكر في معروف كارثة! أن أرتكب منكراً وخطأ وأنا في عمل معروف وخير هذا غير مقبول، وما أتي على المسلمين من قاصمة مثل هذه! العمل في الدعوة، العمل في الأخوة والتنافس يقتل والحقد يمسح والحسد والبغض وعشرات الأشياء المنكرة تدخل فيه فلا تبقي له ثمرة. (وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ) الله! سيرحمهم بالسين ما قال سيدخلهم في رحمته وإنما سيرحمهم الله مباشرة. نحن اليوم محتاجون رحمة الله عز وجل، الرحمة الخاصة لأن الرحمة العامة تشملنا، نحن نحتاج للرحمة الخاصة؟ كيف أستنزلها؟ بهذه الأعمال. رزقك لن يذهب إلى غيرك ابداً فلماذا القلق؟! عندما يصير الرزق في يد أختي فلا يعني أنها أخذته مني وإنما هذا رزقها هي فلماذا التحاسد؟! لماذا؟! الاية في سورة الحجرات (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) الحجرات) حصراً وقصراً إنما المؤمنون إخوة. يعني الإيمان ليس له قيمة بدون أخوة، يعني حتى أكون مؤمنة حقيقية يجب أن يكون هناك أخوة (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ) الله! الإصلاح بين الناس. فأصلحوا بين أخويكم. (وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) كل كلمة معبرة عن حالة. الإيمان أخوة، والإصلاح بين الناس من أعظم العبادات التي تستنزل بها الرحمة الخاصة. (واتقوا الله) إذا كان مع الإصلاح أمرنا الله تعالى بالتقوى فما بالنا بالإفساد؟! (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ) وأنا أصلح علي أن أتقي الله فماذا أفعل وأن أفسد وأخرب بين الناس؟ فلانة قالت كذا وكذا وللأسف الآن صارت كلماتنا مباشرة فنقول والله أنا أحبها وهي بنت حلال لكن! صرنا أذكياء والشيطان علمنا فنون الكذب والاحتيال والغش والمداراة والمداهنة فعلمني أن أبدأ بالمدح أولاً والثناء ثم بعدها أبدأ بالعميق! للأسف هذه حقيقة، هناك طعن، هناك تمزق لجسم الأمة، الأمة تتمزق ولذلك لا نرى لأعمالنا من ثمرات في واقع الحياة، الكلام كثير والختمات كثيرة وأعمال البر كثيرة أين الثمر؟! أ لم يئن الأوان أن نسأل أين الثمر؟ أين الثمر ليس لأننا نستعجل الثمر لكن أين الثمر أن كل عمل يجب أن يكون له نتيجة، النبي صلى الله عليه وسلم 25 سنة غيّر وجه التاريخ، فماذا أصابنا نحن صار لنا عشرات السنين ما تمكنا من تغيير شيء، ما غيرنا نفوسنا؟! يمكن هذا هو المفتاح. (وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) التقوى، الخوف من الله والإصلاح بين الناس من أعظم الأعمال ولذلك من يصلح بين الناس يبلغ بدرجته القائم الذي لا يفتر والصائم الذي لا يفطر، القائك في الليل والصائم في النهار. الإصلاح ولذلك لم يبح الإسلام الكذب في مواطن إطلاقاً فالمؤمن ليس بكذاب إلا في هذا الموطن لكن في الإصلاح بين الناس ممكن لكن لا نتمادى في الكذب! في سبيل الإصلاح
(يُتْبَعُ)
(/)
ممكن. تقولين فلانة تحبك المهم أن تصلحي بين الناس وخاصة بين ذوي الرحم، الأسر المتفككة البيوت التي صارت عامرة بالحجارة والطوب وخربة بالمودة والمحبة! أفلست! أفلست بيوتنا غير عامرة، بيوتنا مصبوغة ومزينة من الخارج وخاوية من الداخل، أولادنا يفرون منها، أزواجنا يفرون منها، حتى نحن أنفسنا نفر منها! لأنها خراب، البيت لا يبنيه فقط الطوب والحجارة وإنما يبني بالمودة والمحبة والسكينة والخوف من الله عز وجل.
الإنفاق في سبيل الله وقلنا هذا باب كبير، ليس فقط بالمال ولكن بالابتسامة، بالمشاعر، بالوقفة الصادقة، بالتربيت على الكتف، بالدعاء بظهر الغيب، بالحب، بالمشاعر بالعواطف وكوني على ثقة كل ما أعطيت كلما سيأتيك أكثر. هكذا الرحمة الخاصة كلما كنت أكثر قرباً ونفعاً للناس كلما رجعت عليك مرة ثانية، هكذا هي أبواب مفتوحة وكل واحد يؤدي غلى الآخر. إذا كنت أكثر رحمة بالآخرين وأعطيت حباً أكثر سيرجع لي الحب أكثر أما إذا تجمدت مشاعرك ونضبت ستجدين أني أنا أيضاً أنضب ولا يمكنني أن أعطي أكثر. يقول الله عز وجل (وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (99) التوبة) انظروا كيف يكون العمل وكيف تتنزل الرحمة الخاصة. الإتقان والإحسان في العمل نفسه الذي تكلمنا عنه في آية سورة الأعراف (وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاء نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56) يوسف) الرحمة الخاصة، لكن لأي شيء؟ (وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) صحيح هي رحمة خاصة يصيب بها من يشاء لأن الله عز وجل لا يثسأل عما يفعل وهم يُسألون لكن هناك عمل فعله يوسف حتى يستحق الرحمة الخاصة، ما هو؟ لا يضيع أجر المحسنين، يوسف كان من المحسنين في كل شيء كان محسناً وهو إبن، كان محسناً وهو أخ، كان محسناً وهو غريب، كان محسناً وهو يتربى في بيت العزيز، كان محسناً وهو وزير المالية، كان محسناً في كل شيء. فلأنه اتخذ الإحسان شعاراً له أدخله الله في رحمته لذلك رحمة الله قريب من المحسنين.
البر بالوالدين والرحمة بهما من أعظم الأنواع. تقولين عندي أمي أداريها أو أذهب للعمرة أقول لك إذهبي إلى أمك واجلسي عندها. تقولين عندي أبي أو أذهب للعمرة اجلسي عند أبيك لأن الأم والأب مثل شمس الأصيل بسرعة يذهبون، ومرات عديدة المشكلة أننا لا نشعر بهم إلا بعد ذهابهم نبكي عليهم. قبل أيام كنت في محاضرة فقالت لي إحدى الأخوات وهي امرأة كريمة وقالت أقسم أني أريد أن أقول هذه القصة حتى يتأثر بها الجميع فيفعلوا ما لم أفعله، قالت أنا في حياتي كلها لم تضمني أمي ولا ضممتها لأني أستحي فما كنت لا أضمها ولا تضمني ولما ماتت أمي تحسرت وتمنيت لو ضممت أمي في يوم من الأيام. الله عز وجل يقول (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) الإسراء) من شدة الرحمة المفروض أن نُظهرها لأمهاتنا كأننا صرنا طير وخفضنا الجناح واختلف المفسرون في تفسيرها بحيث قالوا ننزل حتى نكون أخفض ما يكون بالرحمة (وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) هذه من أعظم الأعمال. فإذا كان لديك أم أو أب فبادري بهذا، لا نقول أمي تصرخ في وجهي، أمي تفعل، مهما فعلت أمك، هما أم وأب لا يجازون بهذا الشكل. ومن حسن الضمّ حتى لو أن أحد الأبوين أصيب الزهايمر أو فقد الذاكرة أم أي مرض من الأمراض التي تأتي مع الشيخوخة يشعر بها وإن لم يشعر بها تسجل عند رب العالمين ولذلك كان بعض الصالحين كان يأتي لما يكون جالساً بين الناس ويحدث في مجلس يأتي أبوه فيذهب إليه ويجلس عند قدميه ويقبلهما ويقول الجنة عند قدميه. تصوير رائع، شعور وإحساس، المؤمن حساس بدون عواطف لا يوجد إيمان. الإيمان ليس معناه متبلد العواطف إذا صرنا متبلدي العواطف مهما دعونا وطلبنا الرحمة أن تنزل لا تنزل. الدموع من الرحمة، الضحك من الرحمة، كل شيء من الرحمة. نحن محتاجون أن نظهر الرحمة مع بعضنا البعض.
(يُتْبَعُ)
(/)
الصبر على البلاء والامتحان: كل البلاء والامتحان وما سمي بلاء ولا امتحاناً إلا لمرارته، مرٌ، طعمه مر، لنقرأ الآية (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) الأنبياء) أيوب نبي من الأنبياء المقربين عند الله عز وجل أيوب ما شكى حاله للناس انظروا ما حصل بي وانظروا ماذا فعل بي ربي (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ) مجرد مسّ، كل الابتلاءات التي تصير بنا هذه مسّ فقط، يعني ليست ضراً حقيقياً ولذلك في القرآن لم يأتِ الضر هكذا أن الله يضرنا، بهذه الكلمة فقط وإنما ورد بصيغة المس، ضربة خفيفة، كل الابتلاء الذي بنا هو مجرد مسّ، (مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين (وانظروا الأدب في الدعاء (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ) أول ما بدأ به أيوب (ربه) أنت ربي وسنأتي على لفظ الرب في المرة القادمة إن شاء الله، أنت الذي ربيتني، كل الرحمة التي عندنا الأم مستعدة مستعدة أن تعطي حياتها لأولادها، كل الرحمة التي في قلب الأم هي من رحمة الله عز وجل هو وضعها في قلب الأم حتى ترحمنا وتعرف أن تربينا بشكل صحيح. فأيوب قال ربي أنت إلهي إني مسني الضر، تعبت، وأنت أرحم الراحمين. وضعي عشر خطوط تحت أرحم الراحمين، يعني هناك راحمين هناك من البشر راحمين وهناك من البشر من قلبوهم ليس بها رحمة ولذلك "الراحمون يرحمهم الله" والله أرحم الراحمين. (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ (84) الأنبياء) ولذلك يقول الإمام جعفر الصادق في هذه يقول عجبت لمن مسه ضر فلم يلجأ بالدعاء بهذه الآية (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ) لا نقوله فقط باللسان! انتهت كل الأسباب، أشعر بأنه لا حول لي ولا قوة، كل الأسباب انتهت ومسني الضر وبقي لي هذا الباب الذي يمكن أن الجأ به لك يا رب وأنت أرحم الراحمين. (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ) والفاء للسرعة، (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا) هذه الرحمة، ما معنى هذا؟ يعني عنما يصاب الإنسان بابتلاء وامتحان فيصبر ولا يلجأ إلا إلى الله ولا يشكو الله عز وجل لأحد من خلقه! لا نقول انظروا ماذا حصل بي؟ ماذا فعلت؟ يتأدب مع الله عز وجل فلا يشكو الله سبحانه لخلقه وإنما يشكو الذي فيه إلى خالقه، تجلسين على سجادتك في نصف الليل وتطلبي من الله ما تشائين وتناجيه كما تشائين أفضل من أن أرفع سماعة الهاتف لصديقتي وأبدأ بالشكوى لها! صحيح أننا نحتاج للفضفضة لكن لماذا أقدم حاجتي لأي أحد هل يملك أن يزيلها؟! خاصة إذا كنت تشتكي من الله، هذه مصيبة! أن أشكو الله عز وجل في حكمه وقضاءه علي لأحد من خلقه هذا عيب! لا يليق، ليس من الأدب. ماذا نفعل؟ إشكي لله (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (86) يوسف) ولذلك صبر يعقوب عليه السلام كان صبراً جميلاً، لأنه ما شكى للخلق وإنما قال (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ) فإذا ابتلي الإنسان بأي نوع من أنواع الابتلاء حتى لو الشوكة يشاكها وقلت آخ، هذا ايضاً ابتلاء، اي شيء في الأموال، في الأولاد في الناس في أي شيء وصبرت ودعوت بهذا الدعاء انظري ماذا سيفعل الله عز وجل. الله تعالى استجاب لأيوب عليه السلام وارجع له أهله لكن الأعظم من هذا (رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا) أعطاه رحمة، وتكملة الآية (وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ (85) الأنبياء) الصبر، لأن الجامع بين هؤلاء الأنبياء هو الصبر، أدخلهم الله في رحمته لأنهم من الصابرين. ما الذي يخفف عنا الابتلاء؟ ماذا يفعل الذي ابتلي بابتلاء ما الذي سيخفف عنه الابتلاء؟. أذكر امرأة قابلتها في حياتي لا هي من الداعيات ولا هي من الذي يحدّثون ولا من الذين يعطون الدروس هذه المرأة امرأة بسيطة كان عندها ولد معاق والولد من يوم ما خلق وهو قطعة لحم ليس فيه عظم ولا شيء ويكبر وهو على هذا الشكل أمام عينها والمرأة ليست صابرة فقط، لا، المرأة سعيدة، ما هي سعادتها؟ يعني راضية وفرحانة ومسأنسة فكنت أعجب منها ولما أريد أن أتعلم أذهب لأزورها فأسألها كيف تفعلين هذا؟ نحن نقرأ عن الرحمة في الكتب لكن ليس بهذا
(يُتْبَعُ)
(/)
الشكل! فكانت تقول أول شيء كنت متيقنة أن هذا الشيء هو اختيار رب العالمين ليس لي يد فيه أنا لم أفعل شيئاً وهذا ليس بيدي وإنما ابتلاء. ثم أنا مؤمنة أن ربي عز وجل أرحم بي من أمي وأبوي وأنت وكل الناس فأيقنت وركن في قلبي واستقر أن هذا المصاب الذي أمامي هو أحسن لي، الشيء الثالث أني أنا استشعر بالرحمة، هناك شيء في البيت لا أقدر أن اصفه، البيت صغير لكن هي تصفه بأنه واسع، شرح فيه شيء، الولد هذا عاش 15 سنة والله لما توفي، تخيلوا هذا الولد كبر وهو عمره 15 سنة وهو لحمة ولا يشعر بها ولا يعرف إذا كانت هي التي تبدل له ولا يعرف أنها أمه ولما كنت أسألها هو لا يعرف غذا كنت أنت التي تبدلين له أو الخادمة فقالت لكن الله يعرف! الله! الله يعرف. كان ممكن أن تتركه للخادمة وليس فيها اي حرج ولكن هم ردجات عند الله، في الجنة درجات لا درجة واحدة فلما أريد أن اقوم بهذا العمل وأعتبره قربى أتقرب به إلى الله شيء آخر!. فلما توفي بكت عليه ولم أر في حياتي أم تبكي على ابنها الصحيح كما رأيت هذه المرأة تبكي على هذا الابن المعاق فكنت أسألها لماذا؟ وكانت تقول انقطع الخير، هكذا بعفوية مطلقة، انقطع الخير. فالابتلاء مهما كان شديداً أو قاسياً الذي يجعله حلواً أني أعرف أنه جاء من الرحمن الرحيم أكيد فيه خير لكن لماذا؟ هذا من حكمة الله عز وجل، لماذا؟ ليختبر إيماني، يعني هل أؤمن به بالذي افهمه والذي لا أفهمه لا أؤمن به؟! الذي يرضيني ويعجبني أقبله والذي لا يرضيني لا أقبله؟! لا يصح! أيّ حب هذا؟! هذا ليس حب عاشق، الحب الحقيقي أني أحبه بالذي أحبه وبالذي أكرهه، يعطيني أولا يعطيني أحبه، يأنيني ضر يأتيني نفع أحبه، في كل الأحوال أحبه. ولذلك المحب الحقيقي حتى الشعراء – ولا أحفظ من الشعر الكثير وإن كنت أسمعه – يتغنى بالحبيب وكما يقول المثل الشعبي "ضرب الحبيب مثل الزبيب" هكذا يكون الحب الحقيقي، مهما فعل به يقبله لأنه حبيب ولله المثل الأعلى. الله سبحانه وتعالى في جلاله، في عظمته، في قدرته، ابتلاني بابتلاء أنا لا أفهم الحكمة لكن قطعاً في الخير، ما هو هذا الخير؟ أنا لا أعرفه، وقد أموت وأنا لا أعرفه وقد يأتيني علمه يوم القيامة (يوم يأتي تأويله) يجوز أن يأتي تأويله يوم القيامة وأعلم تأويله فأتذكر فيتذكر أهل البلاء فيتمنوا لو أنهم ما انغمسوا في نعيم قط، يتمنوا لو عاشوا طول عمرهم في ابتلاء، نحن لا نسأل الله الابتلاء ولكن نسأل الله العفو والعافية لكن إن وقع البلاء نتقبله وإذا أردت درجة أعلى نرضى، هذه درجة أعلى أنه ليس فقط تقبل وإنما رضى!.
الصلاة والزكاة (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56) النور) الزكاة كم من أناس يمنعوها في زماننا هذا، الزكاة لو دفعت لما رأينا كل ما نراه من مصائب في العالم. الزكاة فريضة مهمة. (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ).
الاستغفار وقيام الليل والخوف من الله: استغفار وقيام الليل وخوف من الله، نقرأ هذه الآيات (قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (46) النمل) لماذا تسعجلون بالسيئة قبل الحسنة؟ (لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ) نحن الذي نحتاجه (لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) الاستغفار. ونحن استغفارنا للأسف يحتاج إلى استغفار لأننا نستغفر وقلوبنا لاهية، نقول استغفر الله ترداداً باللسان والقلوب لاهية، صرنا مثل الرجل الآلي، ليس هناك استشعار (استغفر الله) من كل ذنب أذنبته، يعني لنكن واقعيين نحن بماذا نذنب؟ كيف نذنب؟ نحن نستعمل الأشياء التي أعطانا الله تعالى إياها في معصيته، اللسان الذي أعطاني غياه أستخدمه في معصيته، يعني حتى وأنا أذنب استعمل الأشياء التي أعطاني إياها الله عز وجل، هذه فيها قلة ذوق! الله تعالى يعطيني الشيء وأنا أستخدمه في معصيته! عيب، أعطاني غياها فأستخدمها فيما يغضب الله عز وجل؟! هو الذي اعطاني إياها، ولذلك الله عز وجل يقول بعض الصالحين عندما تكلموا عن هذه القضية إذا أردت أن تعصي الله فانظر أرضاً غير أرض الله اعصه عليها، استظل بسماء غير سماء تعصه تحتها لكن أنت على أرضه وتشرب من مائه وتستخدم الأشياء التي أعطاك هو إياها
(يُتْبَعُ)
(/)
وتعضيه هذا منتهى الجحود ونكران الجميل! هذه اليد هذه من جعلها هكذا تمتد لتلقط الأشياء؟ الله عز وجل ولو شاء أوقفها سبحانه! الذي أعطى هذه هل أمدها إلى حرام؟ هل يجوز؟ يقول تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا (130) آل عمران) وأنا آكلها، يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ (29) النساء) وأنا آكلها؟ لا يجوز! أنا أعيش في نعمه سبحانه، أنا أعصيه بالأشياء التي أعطاني هو إياها، بنفس الأدوات!.
(أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ (9) الزمر) من هم أولو الألباب؟ ولماذا ورد اصحاب العقول الكبيرة في هذا السياق؟ الذين أدركوا حقيقة الدنيا، الدنيا ساعة مثل هذا المجلس، الذي يدرك حقيقة الدنيا هم أصحاب العقول الكبيرة (إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ). هل ينسى أولو الألباب؟ يمكن أن ينسوا لكنهم يتذكرون (إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) الذين حسبوها صح، من هم الذين حسبوها صح؟ لا يقولون لك إذا فعلت هذا فالناس تستغفلك، لا تفعل هذا، والقرآن يقول (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) فصلت) ثم يقول لك الناس لا تفعل هذا الناس سيضحكون عليك، سيستغلونك، وتصبح أحمق، انظروا المقاييس كيف تغيرت عندنا واختلفت! ولذلك نحن بحاجة لتصحيح مقاييسنا وأن نريد الأمور إلى نصابها، كيف؟ بالقرآن، بالتدبر في القرآن. هذا كله ونحن ما زلنا في أربع كلمات (بسم الله الرحمن الرحيم). لكن هل إذا قلت بسم الله الرحمن الرحيم مائة مرة وإذا لم أقرأ من القرآن خلال هذا الأسبوع إلا بسم الله الرحمن الرحيم والآيات التي ذكرناها هل تكفيني؟ نعم تكفيني لأنها كفيلة بأن تغير حياتي وكفيلة بأن تجعل حياتي لها طعم آخر. نحن اليوم في واقعنا نشتكي من قلة الرحمة ونلوم زماننا الذي نحن فيه وزماننا مسكين وإنما نحن المصيبة فيه
نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيبٌ سوانا
نحن المشكلة وفاقد الشي لا يعطيه، الرحمة بالفقير والرحمة بالضعيف والرحمة بالخادم والرحمة بالمسكين.
المواقف الأخرى الله عز وجل قال عن نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (107) الأنبياء) إذا أردت أن أتبع خطوات الرحمة وأصير فعلاً رحيمة لأن هناك أناس قلوبهم جامدة ليس فيها رحمة يتمنى أن يصير رحيماً لكنه لا يقدر. ماذا أفعل؟ أحاول أن اصير رحيماً، كيف؟ أولاً أدعو الله سبحانه وتعالى واستعين به ولذلك سنأتي على (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) الفاتحة)، ثانياً أصر بالدعاء والإلحاح بالدعاء، ثالثاً اقرأ القرآن، ثم اقوم بأعمال البر للآخرين وخاصة الأشياء التي لا يراني فيها أحد أو يطلع عليها، مسح دمعة اليتيم، التربيت على رأسه، المشي في حوائج الناس، دعوني أخبركم بحديث رائع يقول فيه النبي عليه الصلاة والسلام "المسلم أخو المسلم" هذه أخوة مرة ثانية، الرحمة، من الرحمة، تقولين لا تستخق! أنت لا تفعلي الشيء لأن فلان يستحق أو لا، نحن هذه مشكلتنا، نقول فلان لا يستحق! نحن لا نفعل الشيء لأن فلان يستحقه أو لا يستحقه نحن نتكلم في النية، نحن نعمل عملاً لله لا يهمني إن كان صاحبه يستحق أو لا يستحق!. "المسلم أخو المسلم" يستحق أو لا يستحق، أحبه أولا أحبه، يعجبني أو لا أطيقه، بل على العكس. "المسلم أخو المسلم لا يظلمه" والظلم أنواع الظلم بالكلمة الظلم بالظن السيء الظلم بالاحساس، الظلم بكل شيء، "لا يظلمه ولا يسلمه" لا يبيع بالرخيص، هناك بعض الناس أهون شيء عنده أن يفرق صاحب عن صاحبه والإسلام دين الدعوة. "ومن كان في حاجة أخيه" أيّ نوع من الحاجة، لا نقول هذه تضيع وقتي! ّ "ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته" أنا اذهب أسعى لأحدهم في حاجة فيسعى الله تعالى لي في حاجة؟! الجزاء من جنس العمل، لا تقول أتعبتني ودوخت رأسي! "ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته" انظروا الجزاء العظيم!. "ومن
(يُتْبَعُ)
(/)
فرّج عن مسلم كربة فرّج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة" كلها نحفظها ما شاء الله. "ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة" بينما نحن الآن متخصصون في الفضائح والإعلان والإشاعات!. أخواتي ديننا إسلامي ديننا إنساني، الإسلام دين الإنسان إذا كنت أريد أن أكون أقرب إلى الله يجب أن أكون أقرب إلى عباده يستحقون أو لايستحقون - وبين قوسين حتى نختم به كلامنا لأننا إن شاء الله سنبدأ في المجلس القادم بالفاتحة – هذا ليس معناه أنه الحمد لله كل الناس يمشون في حوائجنا ونعطي الناس قائمة، لا، الإسلام ربانا على التعفف، المؤمن متعفف، عنده عزة نفس وعزة النفس والتعفف جاءت من إيمانه بالله عز وجل إيمانه بأن الله مالم مالك الملك (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) الفاتحة) فيكون عنده عزة نفس لكن الناس مع بعضها البعض محتاجة لبعضها البعض. نحن صرنا شيء عجيب! نقول ما عندنا وقت! ماذا نفعل بالوقت؟! هذا سؤال مشروع، ما عندنا وقت! صحيح، لكن ماذا نفعل في الوقت؟! هل نربي أولادنا أفضل؟ هل نتعامل مع أزواجنا أحسن؟ هل نتقرب إلى الله أكثر؟ هل نحسن إلى آبائنا وأمهاتنا أكثر؟ هل نحسن إلى مجتمعنا أكثر؟ ماذا نفعل في القت الذي نشكو منه أنه ليس عندنا وقت؟ أو أننا صرنا أنانيين أكثر؟! أو صرنا نحب أنفسنا أكثر؟! النبي عليه الصلاة والسلام رحمته وصلت حتى للحيوان لما رأى الجمل يبكى شكا الجمل للنبي صلى الله عليه وسلم فمسح النبي دموعه بيديه، هذا من رحمته، النبي قائد أمة ما عنده وقت! أكيد ليس عنده وقت، لكن لم يقل أبداً ليس عندي وقت وكانت آخر كلمة يقولها في حجة الوداع "اللهم هل بلّغت اللهم فاشهد" اللهم صلي وسلم وبارك عليه. كان عنده وقت للجمل؟! نعم كان عنده وقت للجمل يمسح دموعه وسأل عنه يعني تابعه ولم يمسح دمعه ويتركه، الجمل ليس عنده لسان يشتكي، سأل النبي عن صاحبه وقال له لم تؤذي الجم فقد اشتكى لي. متى تفيض رحمتنا بهذا الشكل؟! وصدقوني وإن شاء الله هذه الرحمة مثل البنك كلما رحمت أكثر كلما جاءك أكثر وشيء عجيب من حيث لا تحتسبين، تأتيك أبواب رحمة أنت لا تعرفن من أين أتت؟ ثم تتذكرين - وإذا لم تتذكري أحسن- هذه الخادمة كان ممكن أن أؤذيها لكني لم أؤذيها، والمفاهيم المغلوطة التي عندنا "إقسي على الخادمة حتى تستقيم، اضربيها حتى تستقيم" والمشكلة أننا نصدق نحن نقول الكلام ونصدقه ونقرأ القرآن ونصدقه أيضاً، لا يصح أن يجتمع الاثنين معاً بهذا الشكل، إذا لم تصبحي قاسية على الخادمة ستتفرعن عليك! والنبي صلى الله عليه وسلم يقول عنه أنس رضي الله عنه خدمت النبي صلى الله عليه وسلم تسع سنوات فما قال عن شيء فعلته لم فعلته أو شيء لم افعله لم لم تفعله؟ هل تعتقدون أن هذا جانب ضعف من النبي صلى الله عليه وسلم؟ حاشاه! كان رحمة صلى الله عليه وسلم. العمل الذي قد تفعليه مع خادمتك قد يكون بصمة في قلبها يوماً من الأيام فترجع وتكونين أنت مرتاحة. ونحن نقول دائماً الدنيا هي ليست الشيء الذي لا تجدين ثمرته في الدنيا ستجديه في الآخرة فعلينا أن نرحم بعضنا البعض نحن حتى في بيوتنا التي قال فيها الله تعالى شعاراً (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً (21) الروم) حتى هذه نسيناها وصرنا صعبي المراس، انظرزا ماذا فعل زوجي؟ صرنا نتعامل بالمقابل كل شيء مقابله شي وللأسف لم نصبح أكثر سعادة وإنما صرنا نشعر بالتعاسة والمطلوب هو العمل من اليوم إلى السبوع القادم لأننا سنبدأ بالحمد إن شاء الله، حتى نعرف كيف نحمد المطلوب رحمة، هذا أسبوع واحد جربي أن ترحمي، الزوج، العيال، الخادمة، طبعاً ستجدين تغييراً وسيقولون هذه المرأة أكيد حصل لها شيء، هل أنت متأكدة أنك أنت أنت؟! الزوج هذا الأسبوع ارحميه، اتركي الأمور وكذلك مع الأب والأم والأخ والإبن، الرحمة لا تعني عدم الحزم لكن إرحمي، رحمة، رحمة بكل شيء، وخاصة مع الأقل منا، لأن الرحمة مع الأقل هي الأجمل. إضافة إلى هذا أن نجعل البسملة شعاراً لكل شيء حتى في الأشياء الصغيرة ويا ليت نعلمها للصغار. في الأسبوع القادم إن شاء الله نبدأ بسورة الفاتحة. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما تستنزل به رحمة الله عز وجل:
طاعة الله ورسوله:
(يُتْبَعُ)
(/)
(وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (123)) آل عمران
القرآن:
(وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155)) الأنعام
(وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204)) الأعراف
التقوى:
(أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُواْ وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (63)) الأعراف
(وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155)) الأنعام
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (45)) يس
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10)) الحجرات
إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وطاعة الرسول:
(وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56)) النور
الاستغفار:
(قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (46)) النمل
الإصلاح بين الناس والأخوّة في الله:
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10)) الحجرات
الآيات التي ورد فيها إسم الرحمن:
السورة رقم السورة رقم الآية
نص الآية
1 الفاتحة 1 1 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
2 الفاتحة 1 3 الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3 البقرة 2 163 وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ
4 الإسراء 17 110 قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا
5 مريم 19 45 يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا
6 مريم 19 58 أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا
7 مريم 19 61 جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا
8 مريم 19 69 ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا
9 مريم 19 75 قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضْعَفُ جُنْدًا
10 مريم 19 78 أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا
11 مريم 19 85 يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا
12 مريم 19 87 لا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا
13 مريم 19 88 وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا
14 مريم 19 93 إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا
15 مريم 19 96 إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا
16 طه 20 5 الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى
17 طه 20 90 وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي
18 طه 20 109 يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلا
19 الأنبياء 21 26 وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ
(يُتْبَعُ)
(/)
20 الأنبياء 21 36 وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمَنِ هُمْ كَافِرُونَ
21 الأنبياء 21 42 قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ
22 الأنبياء 21 112 قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ
23 الفرقان 25 59 الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا
24 الفرقان 25 60 وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا
25 الفرقان 25 63 وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا
26 الشعراء 26 5 وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ
27 النمل 27 30 إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
28 يس 36 11 إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ
29 يس 36 15 قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلا تَكْذِبُونَ
30 يس 36 23 أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلا يُنْقِذُونِ
31 يس 36 52 قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ
32 فصلت 41 2 تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
33 الزخرف 43 19 وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ
34 الزخرف 43 20 وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلا يَخْرُصُونَ
35 الزخرف 43 36 وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ
36 الزخرف 43 45 وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ
37 ق 50 33 مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ
38 الرحمن 55 1 الرَّحْمَنُ
39 الحشر 59 22 هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ
40 الملك 67 3 الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ
41 الملك 67 19 أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ
42 الملك 67 20 أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلا فِي غُرُورٍ
43 الملك 67 29 قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ
44 النبأ 78 37 رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا
45 النبأ 78 38 يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا
الآيات التي ورد فيها إسم الرحيم:
السورة رقم السورة رقم الآية الآية
السورة رقم السورة رقم الآية الآية
1 الفاتحة 1 1 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
2 الفاتحة 1 3 الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3 البقرة 2 37 فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ
(يُتْبَعُ)
(/)
4 البقرة 2 54 وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ
5 البقرة 2 128 رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ
6 البقرة 2 160 إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ
7 البقرة 2 163 وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ
8 التوبة 9 104 أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ
9 التوبة 9 118 وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ
10 يونس 10 107 وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
11 يوسف 12 98 قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
12 الحجر 15 49 نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
13 الشعراء 26 9 وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
14 الشعراء 26 68 وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
15 الشعراء 26 104 وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
16 الشعراء 26 122 وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
17 الشعراء 26 140 وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
18 الشعراء 26 159 وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
19 الشعراء 26 175 وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
20 الشعراء 26 191 وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
21 الشعراء 26 217 وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ
22 النمل 27 30 إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
23 القصص 28 16 قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
24 الروم 30 5 بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
25 السجدة 32 6 ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
26 سبأ 34 2 يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ
27 يس 36 5 تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ
28 الزمر 39 53 قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
29 فصلت 41 2 تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
30 الشورى 42 5 تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الأَرْضِ أَلا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
31 الدخان 44 42 إِلا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
32 الأحقاف 46 8 أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئًا هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَى بِهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
33 الطور 52 28 إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ
34 الحشر 59 22 هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[11 Apr 2009, 11:24 ص]ـ
سمر الأرناؤوط
الآيات التي ورد فيها إسم الرحمن:
السورة رقم السورة رقم الآية
نص الآية
1 الفاتحة 1 1 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
2 الفاتحة 1 3 الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
...................... إلى:
45 النبأ 78 38 يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا
هذا السرد للآيات التي ورد فيها لفظ (الرحمن) ليس صحيحا، وقد يتوهم منه القاريء أن عدد مرات ورود لفظ (الرحمن) في القرآن هو 45 مرة، وليس هذا هو العدد الصحيح ..
وهو ما يقال في سرد الآيات التي ورد فيها لفظ (الرحيم) ..
الآيات التي ورد فيها إسم الرحيم:
السورة رقم السورة رقم الآية الآية
السورة رقم السورة رقم الآية الآية
1 الفاتحة 1 1 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
2 الفاتحة 1 3 الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
.....................
34 الحشر 59 22 هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ
وهنا قد يتوهم القاريء أن هذا هو عدد مرات ورود لفظ (الرحيم) في القرآن.
والمسألة هنا هي أكبر من مجرد ذكر عدد المرات، فلكل لفظ ترتيبه المحكم في هذا التسلسل .. ولذلك أرى التنبيه إلى أن ما ذكر هو بعض الآيات، وأنها من غير ترتيب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Apr 2009, 11:36 ص]ـ
لفظ"الرحمن" ورد 45 مرة
و"للرحمن" ورد 9مرات
و"بالرحمن" 3مرات
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[11 Apr 2009, 12:07 م]ـ
لفظ"الرحمن" ورد 45 مرة
و"للرحمن" ورد 9مرات
و"بالرحمن" 3مرات
هذا صحيح .. بارك الله فيك
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[11 Apr 2009, 02:30 م]ـ
بارك الله بكما أخوي الكريمان عبد الله جلغوم ومحب القرآن الكريم على ملاحظتكم القيمة وهي على العين والرأس ولكن رفقاً بي فلم أقصد الإساءة أو إعطاء معلومة خاطئة ولكني وضعت الآيات التي فيها لفظ الرحمن فقط كما هي لا بالإضافة ولا غيرها.
وأرجو أن أنبه إلى أن هذا الجدول كان من عملي وليس من ضمن المحاضرة ولذلك أوردته بعد المحاضرة وكان القصد أن نبحث في هذه الآيات التي ورد فيها لفظ الرحمن والرحيم لتدبرها واستشعار معناها في سياق الآيات التي وردت فيها. فاقتضى التنويه بارك الله فيكم.
الآن أشيروا علي هل أضيف الناقص على الجدول الأول في المشاركة أو أحذفه من المشاركة الأولى وأضعه مستقلاً حتى لا يحصل لبس عند أحد ممن يقرأ المشاركة؟
بانتظار توجيهكم ساحضر الجدول الكامل بإذن الله.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[11 Apr 2009, 03:59 م]ـ
إذن أوضح للأخوة والأخوات الذين قرأوا المشاركة الأولى أن ما ورد بخصوص الآيات التي ورد فيها لفظ الرحمن والرحيم أقول:
ما جاء في المشاركة الأولى إنما هو بعض الآيات التي ورد فيها لفظ الرحمن ولفظ الرحيم. وهذه عدة مرات ورود هذين اللفظين في القرآن الكريم مفصلة بشكل أوضح:
ورد لفظ (الرحمن) في القرآن الكريم 45 مرة
ورد لفط (للرحمن) في القرآن الكريم 9 مرات
ورد لفظ (بالرحمن) في القرآن الكريم 3 مرات
ورد لفظ الرحيم في القرآن الكريم 34 مرة
ورد لفظ (رحيماً) في القرآن الكريم 20 مرة
ورد لفظ (رحيم) في القرآن الكريم 61 مرة
ـ[عصام العويد]ــــــــ[11 Apr 2009, 05:59 م]ـ
ما شاء الله مجالس مباركة ونقل مبارك.
إن كنت أختي الفاضلة على اتصال بـ د رقية فبلغيها السلام والدعاء والتشجيع،
مع وصية لها لا أظنها قد غفلت عنها ولكن ذكرى، وهي:
أن تعتني أولا عناية تامة بالتفسير المأثوركأصل تبني عليه تدبرها،
فإن أمعنت النظر في تفاسير السلف فستظهر لها معالم ما يجوز وما لايجوز في التفسير،
بعدها تتأمل في الواقع من حولها فتعالج داءه بدواء شافٍ من تدبر صحيحٍ للقرآن.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى،،
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Apr 2009, 06:28 م]ـ
ما شاء الله مجالس مباركة ونقل مبارك.
إن كنت أختي الفاضلة على اتصال بـ د رقية فبلغيها السلام والدعاء والتشجيع،
مع وصية لها لا أظنها قد غفلت عنها ولكن ذكرى، وهي:
أن تعتني أولا عناية تامة بالتفسير المأثوركأصل تبني عليه تدبرها،
فإن أمعنت النظر في تفاسير السلف فستظهر لها معالم ما يجوز وما لايجوز في التفسير،
بعدها تتأمل في الواقع من حولها فتعالج داءه بدواء شافٍ من تدبر صحيحٍ للقرآن.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى،،
أخانا الفاضل عصام
شكر الله لك مداخلتك
ولكن لا نرضى من أهل العلم بالنقد الحمال للوجوه، بل ننتظر منهم النقد الصريح الواضح البناء.
فهل تتفضل على أهل المنتدى ببيان معالم ما يجوز وما لايجوز في التفسير؟
ننتظر ردكم حفظكم الله.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[11 Apr 2009, 07:01 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم دكتور عصام العويد على تعقيبك الطيب وعلى الرسالة وسأنقلها للدكتورة إن شاء الله يوم الثلاثاء في المجلس القادم. شكراً لك على هذا الخلق الطيب والحرص على النصيحة في الله ولله.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[11 Apr 2009, 07:08 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله
نفرح حينما نجد مثل هذه الجهود البنّاءة والداعية إلى كتاب الله تلاوة وتدبرا.
وقد أعجبت بكثير من هذه الوقفات -وإن كان الموضوع موجه إلى الأخوات لكن العلم رحم بين أهله- وكم أتمنى أن تشاع مثل هذه المجالس.
وللفائدة هذا رابط تفسير سورة الفاتحة لفضيلة الشيخ محمد راتب النابلسي، وهو من خيرة من يعتني بالتدبر، ولمجالسه رونق خاص يسلب الألباب، ولعل الأخت سمر تعتني بنشر دروسه كما اعتنت بدروس غيره من العلماء الذين تميزوا في هذا الباب.
تفسير سورة الفاتحة ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/001fatih/fatiha.php)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[11 Apr 2009, 07:28 م]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل العبادي على تعقيبك الطيب والحمد لله الذي يسر لنا هذه المجالس نتدبر كتاب الله ونطبق منهجه في حياتنا اليومية لنسعد في الدارين.
وجزاك الله خيراً على رابط سورة الفاتحة للدكتور راتب النابلسي وصدقت فيما قلت فأسلوبه رائع محبب عميق الأثر يصل للقلوب ببساطة ألفاظه وعذب حديثه أسأل الله تعالى أن يبارك له في علمه ويزيده من فضله.
طلبك بالاهتمام بحلقات الدكتور راتب على العين والرأس وسأحاول ما أستطيع علماً أن للدكتور راتب موقعاً خاصاً فيه كل محاضراته ودروسه. وهدفي من تفريغ الحلقات هو في الأصل تفريغ حلقات العلماء الأفاضل الذين ليس لهم مواقع على النت وليسوا من المحظوظين بكثير من اهتمام. لكن ستبقى ملاحظتك تحفر من الآن في خاطري حتى يتم تحقيق ما رغبت به إن شاء الله. فقط أسألك الدعاء لي أن يبارك لي في الوقت لأقوم بالمزيد مما أرغب وترغبون به. والله ولي التوفيق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عصام العويد]ــــــــ[15 Apr 2009, 05:42 ص]ـ
أخانا الفاضل عصام
شكر الله لك مداخلتك
ولكن لا نرضى من أهل العلم بالنقد الحمال للوجوه، بل ننتظر منهم النقد الصريح الواضح البناء.
فهل تتفضل على أهل المنتدى ببيان معالم ما يجوز وما لايجوز في التفسير؟
ننتظر ردكم حفظكم الله.
أخي الحبيب محب القرآن الكريم .. سلمه الله
هي وصية لا نقد، والفرق بينهما فيما أحسب ظاهر.
أما ما طلبت من: "ببيان معالم ما يجوز وما لايجوز في التفسير"
فهي مسألة لا تخفى أهميتها، ولا أملك من القوة والوقت في هذه الأيام ما أستطيع معهما طرح هذه المسألة، وهي طويلة الذيل جدا،
لكن أحد أشهر هذه المعالم والذي أردت تنبيه الأخت الفاضلة إليه هو:
أن كل تفسير أو استنباط أو تدبر يناقض "جميع" ما نُقل من التفسير عن السلف فهو لا يجوز،
فما وافق تفسيرهم أو زاد عليه من دون مناقضة له فمنه المقبول والمردود.
ولشيخنا د مساعد الطيار وغيره من الأفاضل في هذا الملتقى المبارك كلام مُستطاب في هذه المسألة، في مواضيع سابقة، يمكن الاستفادة منها.
وأعذرني أيها الفاضل في أن أقف عند الحد، والله يحفظك ويرعاك.
،،،،
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[27 May 2010, 09:43 ص]ـ
ما أطيب هذه المجالس ..
بارك الله فيك أخيتي سمر على هذه الجهود المباركة وجعلها في ميزان حسناتك ...(/)
حقيقة الإيمان بالغيبيات عند الإنسان، وعند الملائكة
ـ[الخزرجية]ــــــــ[10 Apr 2009, 08:04 م]ـ
أخوتي الأكارم والفضلاء
اليوم الشيخ في درس الجمعة توقف عند هذه الآية
{الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} [غافر: 7].
وقال:
هذه الآية فيها إشكال في تفسيرها، لم أهتد إليه على طيلة بحثي وتنقيبي
لأن الإيمان بالغيبيات هو الذي يدخل الإنسان الجنة، والملائكة يحملون العرش؛ فهم يرونه؛ ثم يأتي قول الله تعالى:
ويؤمنون به!!!
كيف يكون الإيمان بعد اليقين!!!؟
وكيف نوفق بين: يحملون العرش، وبين يؤمنون به!!؟
بارك الله فيكم، وفي ناديكم الكريم
وجزاكم الله خيرا
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[10 Apr 2009, 08:17 م]ـ
أخوتي الأكارم والفضلاء
اليوم الشيخ في درس الجمعة توقف عند هذه الآية
{الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} [غافر: 7].
وقال:
هذه الآية فيها إشكال في تفسيرها، لم أهتد إليه على طيلة بحثي وتنقيبي
لأن الإيمان بالغيبيات هو الذي يدخل الإنسان الجنة، والملائكة يحملون العرش؛ فهم يرونه؛ ثم يأتي قول الله تعالى:
ويؤمنون به!!!
كيف يكون الإيمان بعد اليقين!!!؟
وكيف نوفق بين: يحملون العرش، وبين يؤمنون به!!؟
بارك الله فيكم، وفي ناديكم الكريم
وجزاكم الله خيرا
الأستاذة الفاضلة , وفي تفاصيل هذا السؤال أيضاً إشكال بيِّنٌ , حيث تفضلتم بقول إنَّ الإيمان بالغيبيات هو الذي يدخل الإنسان الجنة , ثم استشكلتم بعد ذلك كيف يؤمنُ الملائكةُ بالعرش وهو حقيقةٌ يقينيةٌ وليست غيبيةً كما هي حال الإنسان.؟
فلا بدَّ من تصوير الإشكال بصورةٍ أدقَّ من هذه من غير قياسٍ للملائكة على الإنسان, وإذا عرفنا أنَّ الملائكةَ مختلفين في إيمانهم وتكاليفهم عن الإنسان وأنهم خلقٌ أطلعَهم الله على ما شاء من غيوبه وأخفى عنهم ما شاء والعرشُ مما أطلع عليه بعضهم وأخفاهُ عن بعضهم فلا إشكال فيما يبدو.
الأمر الآخر في الآية هو الضمير في قول الله (يؤمنون به) فهو عائدٌ إلى الله تعالى لا إلى العرش وهذا مقتَضى ظاهر الآية وسياقها (يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به) أي بالله تعالى.
والله أعلم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Apr 2009, 08:53 م]ـ
الأمر الآخر في الآية هو الضمير في قول الله (يؤمنون به) فهو عائدٌ إلى الله تعالى لا إلى العرش وهذا مقتَضى ظاهر الآية وسياقها (يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به) أي بالله تعالى.
والله أعلم.
هذا هو القول الصحيح فالضمير عائد على الله وليس على العرش، ولا إشكال في الآية فالله غيب عن كل أحد.
أما الملائكة فليسوا مكلفين بالمعنى الذي كلف به الإنسان، فهم عباد مكرمون لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون. وإذن فأعمالهم لا يتوقف عليها نجاة أو خسران وهذا ما تدل عليه النصوص.
هذا والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[10 Apr 2009, 09:16 م]ـ
الأخت الكريمة،
1. الأصل أن يرجع الضمير إلى أقرب مذكور:"يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ"، وأقرب مذكور هنا (ربهم).
2. الإيمان يتعلق بالغيب ولا يتعلق بالشهادة. ومن هنا يستحق من يؤمن بالغيب المدح، ولا فضل لأحد في تصديقه بما هو شهادة.
3. هذا يعني أن الله تعالى بالنسبة للملائكة غيب.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Apr 2009, 11:30 م]ـ
{الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} [غافر: 7].
(يُتْبَعُ)
(/)
الأمر الجدير بالتأمل فيه في هذه الآية الكريمة هو عظيم فضل الله على عباده المؤمنين، فهؤلاء حملة العرش والله وحده يعلم عددهم وحقيقتهم وقد حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أحدهم فقال:
" أُذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ إِنَّ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةُ سَبْعِ مِائَةِ عَامٍ" رواه أبو داود من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
ثم الملائكة الذين حول العرش والله وحده يعلم عددهم،وقد قال الله تعالى في آية أخرى:
(تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) سورة الشورى (5)
وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع قدر أربع أصابع إلا ملك واضع جبهته ساجدا لله"رواه أحمد وغيره من حديث أبي ذر وصححه الألباني.
كل هؤلاء يدعون بتلك الدعوات للمؤمنين:
(الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9) سورة غافر
فما أعظم فضل الله على المؤمنين!
ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[14 Apr 2009, 02:18 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبي بعده،
وبعد،،،
عقد المقارنات يكون بين المثلين أو المتقاربين أو المتشابهين، وبناء عليه لا تصح المقارنة بين الملائكة وبين الإنسان من جهات عدة:-
1 - الملائكة مجبولون على الطاعة المطلقة أما الإنسان مجبول على الاختيار.
2 - مهمة الملائكة تختلف عن مهمة الإنسان.
3 - طيبعة الملك تختلف عن طبيعة الإنسان.
4 - إدراك الملك يختلف عن إدراك الإنسان.
ومن ثم فلا داعي أن نقحم أنفسنا فيما لا قبل لنا به
والله الهادي إلى سبيل الرشاد
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Apr 2009, 02:34 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبي بعده،
وبعد،،،
عقد المقارنات يكون بين المثلين أو المتقاربين أو المتشابهين، وبناء عليه لا تصح المقارنة بين الملائكة وبين الإنسان من جهات عدة:-
1 - الملائكة مجبولون على الطاعة المطلقة أما الإنسان مجبول على الاختيار.
2 - مهمة الملائكة تختلف عن مهمة الإنسان.
3 - طيبعة الملك تختلف عن طبيعة الإنسان.
4 - إدراك الملك يختلف عن إدراك الإنسان.
ومن ثم فلا داعي أن نقحم أنفسنا فيما لا قبل لنا به
والله الهادي إلى سبيل الرشاد
الأخ الفاضل وليد شحاته حفظك الله
ما ذكرتَه من الفروق بين طبيعة الإنسان والملك صحيح.
وهذه الفروق التي تفضلت بالإشارة إليها لا تمنع من فهم آيات القرآن. وليس في محاولة فهم آيات القرآن إقحام للنفس فيما لا قبل لها به.
بل نحن مطالبون بتدبر القرآن وفهم آياته ومراد الله تعالى بخطابه.
ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[14 Apr 2009, 10:53 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة على من لانبي بعده،
وبعد،،،
جزاك الله خيرا أخانا الفاضل على التنبيه بضرورة بذل الجهد لفهم القرآن،
والمتابع لحديث القرآن يلحظ الفرق بين إيمان الملائكة وإيمان البشر،
إيمان الملائكة إيمان مطبوع لا يتجزأ ولا يتفرق ولا يتغير، أما إيمان البشر إن كان يبدأ بالفطرة فهو عرضة للتغير بالتهويد أو التنصير أو غير ذلك كما تخلق البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء؟!
إيمان البشر عرضة للزيادة بالعلم النافع والعمل الصالح وعرضة للنقصان بالعلم الضار والعمل الفاسد، أما إيمان الملائكة فلا يزيد ولا ينقص فهو إيمان مطلق وطاعة مطلقة وهذا الوضع يناسب ما خلقوا له.
إيمان البشر تتدخل فيه عوامل عدة منها حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث والتجارة والمساكن يرضونها والآباء وغير ذلك، أما الملائكة فلا علائق لديهم تعوق إيمانهم وهذا لضمان تنفيذ ما وكلوا به بكل دقة وأمانة حتى تتيسر حياة البشر على الأرض.
وهذا ماقصدته بقولي في المشاركة السابقة، ومن ثم من سعى لفهم القرآن لا غبار عليه أما من سعى لعقد المقارنة بين إيمان الملائكة وإيمان البشر فقد أقحم نفسه فيما لا قبل له به، لأن من لديه أدنى علم عن طبيعة إيمان الملائكة وإيمان البشر لا يقدم على مثل هذه المقارنة لانعدام تكافؤ أو تماثل أو حتى تشابه طرفي المقارنة،
والله الهادي إلى سبيل الرشاد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Apr 2009, 11:21 م]ـ
أما من سعى لعقد المقارنة بين إيمان الملائكة وإيمان البشر فقد أقحم نفسه فيما لا قبل له به، لأن من لديه أدنى علم عن طبيعة إيمان الملائكة وإيمان البشر لا يقدم على مثل هذه المقارنة لانعدام تكافؤ أو تماثل أو حتى تشابه طرفي المقارنة، والله الهادي إلى سبيل الرشاد
الأخ الفاضل
كل ما ذكرته صحيح، لكن كل الذي ذكرته هو مقارنة.
فلماذا تذكر الفروق بينهما، ثم تقول لا تقارن؟
ثم الأمر كله يدور حول معنى إخبار الله تعالى عن الملائكة بقوله " يؤمنون به" وقد ذكرنا معناه، وهو أنهم يؤمنون به تعالى ويتضمن ذلك: الإيمان بوجوده والإيمان بأسمائه وصفاته في حدود ما علمهم الله، فقد أخبر الله عنهم أنهم قالوا " لا علم لنا إلا ما علمتنا.
فالمسألة ليس فيها إشكال أخانا الكريم.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[16 Jul 2009, 03:19 م]ـ
سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -:
عن هذا التقسيم للإيمان هل هو صحيح أو لا؟ الإيمان خمسة: إيمان مطبوع وهو إيمان الملائكة، وإيمان معصوم وهو إيمان الأنبياء، وإيمان مقبول وهو إيمان المؤمنين، وإيمان مردود وهو إيمان المنافقين، وإيمان موقوف وهو إيمان المبتدعة؟.
فأجاب:
أقول في هذا التقسيم: إنه ليس بصحيح، لا من أجل التقسيم؛ لأن التقسيم قد يكون صحيحاً في أصله، ولا مشاحة في الاصطلاح والتقسيم، لكنه ليس بصحيح في حدِّ ذاته؛ فإن المنافقين قد نفى الله الإيمان عنهم في القرآن، فقال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ) البقرة/ 8، وإيمان البشر مطبوعون عليه لولا وجود المانع المقاوم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه) – رواه البخاري ومسلم -.
صحيح أن الملائكة لا يعصون الله ما أمرهم، وصحيح أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لا يمكن أن يرتدوا بعد إيمانهم، ولكن التقسيم الثاني غير صحيح , وهو أنه جعل الملائكة مطبوعين على الإيمان دون البشر، والبشر - كما تقدم - قد طبعوا على الإيمان بالله وتوحيده، وخيرٌ من ذلك: أن نرجع إلى تقسيم السلف الصالح؛ لأنه هو التقسيم الذي يكون مطابقاً للكتاب والسنَّة؛ للإجماع عليه، وهو: أن الإيمان قول باللسان، وعمل بالأركان، واعتقاد بالجنان.
" مجموع فتاوى الشيخ العثيمين " (1/ 29).(/)
أريد بحثا عن الاعجاز التشريعي في ايات الطلاق ..
ـ[ابو عمر الهلالي]ــــــــ[10 Apr 2009, 09:01 م]ـ
بوركتم.
ـ[رأفت المصري]ــــــــ[10 Apr 2009, 09:24 م]ـ
لا أعلم إن كان ثمّة دراسات متخصّصة، إلا أنني أنصح بالعود إلى تفسيرين بديعين، لن يفوتهما التنبيه على ما تريد:
الأوّل: تفسير المنار، للشيخ محمد رشيد رضا.
الثاني: في ظلال القرآن، للأستاذ سيد قطب، رحمهما الله تعالى.
عُد - غير مأمورٍ - إلى تفسيرهما آيات الطلاق، وأحسب أنك تجد ثمة جلّ مطلوبك، إن شاء الله.(/)
إعجاز الترتيب القرآني في سورة الممتحنة
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[12 Apr 2009, 12:27 ص]ـ
(إعجاز الترتيب القرآني في سورة الممتحنة)
(فيما يلي ست حقائق من بين ست عشرة حقيقة رائعة في ترتيب سورة الممتحنة،
ويهمني جدا ان يبدي الأخ أبو عمرو البيراوي رأيه فيها، هل هي من المواضيع الجادة؟)
تمهيد: لماذا سورة الممتحنة؟
سورة الممتحنة هي السورة الوحيدة في القرآن المؤلفة من 13 آية، هذا الارتباط المباشر بالعدد 13 (العدد المركزي في بناء الترتيب القرآني) هو ما يجعل منها سورة مميزة عدديا، ومن موقعها نقطة للكشف عن أسرار الترتيب القرآني.
فيما يلي جملة من الملاحظات، وجانب من أسرار العدد 13 في ترتيب القرآن:
1 – سورة الممتحنة في الترتيب التنازلي لسور القرآن:
إذا قمنا بترتيب سور القرآن تنازليا باعتبار أعداد آياتها، من الأطول إلى الأقصر، فسورة الممتحنة في هذا الترتيب ستأخذ الموقع رقم 88 ..
(أذكر هنا بأن الموقع 88 في ترتيب سور القرآن هو رقم ترتيب سورة الغاشية المؤلفة من 26 آية (2 × 13) وقد مر بنا الحديث عن سورة الغاشية)
فإذا اتخذنا من العدد – 13 عدد آيات سورة الممتحنة – محورا للقياس، فسور القرآن البالغة 114 سورة:
26 سورة (أي 2 × 13) عدد الآيات في كل منها أقل من 13 آية.
88 سورة، عدد الآيات في كل منها 13 فأكثر.
ونلاحظ أن الفرق بين العددين 88 و 26 هو 62، أي 2 × 31.
2 – سورة الممتحنة محورا للقياس:
إذا تأملنا أعداد الآيات في سور النصف الثاني من القرآن، السور من 58 - 114 (بعد ترتيب سور القرآن تنازليا)، نجد أنها:
26 سورة، أي 2 × 13، عدد الآيات في كل منها أقل من 13 آية.
31 سورة، عدد الآيات في كل منها 13 فأكثر.
فإذا اتخذنا من موقع سورة الممتحنة، وعدد آياتها محورا للقياس، فإن سور النصف الثاني من القرآن:
- 26 سورة (أي 2 × 13)، عدد الآيات في كل منها، أقل من 13 آية، مجموع أعداد آياتها: 191.
- سورة الممتحنة عدد آياتها 13 ..
- 30 سورة عدد الآيات في كل منها أكثر من13، مجموع أعداد آياتها 763.
الملاحظة هنا: سورة الممتحنة المؤلفة من 13 آية، تفصل سور النصف الثاني من القرآن إلى مجموعتين (باعتبار الترتيب التنازلي)، 26 سورة بعدها (مجموع آياتها 191)، و 30 قبلها، (مجموع آياتها 763) الفرق بين مجموع عددي آياتهما هو 572. عدد من مضاعفات الرقم 13، فهو يساوي 44 × 13.
فإحكام الترتيب القرآني هنا لم يتوقف عند حدود التناسق العددي الملاحظ في العدد 13 ..
بل يتم إحكام هذا الترتيب بعلاقات أخرى جديدة ..
إذا تأملنا هنا العدد 572 (الفرق بين مجموعي الآيات قبل وبعد سورة الممتحنة):
فهو أولا: من مضاعفات الرقم 13.
وثانيا: إنه حاصل ضرب 286 × 2. وتأخذنا هذه العلاقة إلى أطول سور القرآن، إنها سورة البقرة: عدد آياتها 286 ورقم ترتيبها 2. كما أن العدد 286 هو من مضاعفات الرقم 13.
وثالثا: العدد 572 يساوي: 44 × 13. إن في وسعنا كتابة هذه المعادلة بالصورة التالية: 572 = (4 × 11) × (14 – 1). حيث نُلاحظ الارتباط الواضح بالعدد 114 عدد سور القرآن الكريم.
3 – إحصاء محوره الآيتان، 13 البقرة و 13 الممتحنة:
عرفنا أن الآية رقم 13 في سورة البقرة، هي أول آية في ترتيب القرآن مؤلفة من 19 كلمة، وأن الآية 13 الممتحنة، هي آخر آية مؤلفة من 19 كلمة.
(هذه الحقيقة تكشف عن أن محوري الترتيب القرآني هما العددان 19 و 13، وقد تم تأكيد هذه الإشارة في مجيء الآية الأولى (البسملة) في ترتيب آيات القرآن مؤلفة من 19 حرفا، وآخر آية مؤلفة من 13 حرفا (من الجنة والناس).
الملاحظة هنا:
تأتي الآية رقم 13 البقرة، بعد 19 آية ابتداء من البسملة.
(الآية 13 الممتحنة، هي الآية رقم 5163 في التسلسل العام لآيات القرآن).
عدد آيات القرآن التالية للآية 13 الممتحنة، وحتى نهاية المصحف هو: 1073.
إن مجموع العددين 19 (ما قبل الآية في سورة البقرة) و1073 (ما بعد الآية في سورة المدثر) هو 1092.
العدد 1092 يساوي 4 × 273.
ما العجيب هنا؟
العدد 273 هو الفرق بين عددي الآيات في سورتي البقرة والممتحنة.
(286 – 13 = 273).
عدد الحروف في الآيتين:
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا عدنا إلى الآيتين 13 البقرة و 13 الممتحنة، وعددنا حروفهما، سنجد أن عدد الحروف في كل منهما هو 80 حرفا ..
تماثل في رقمي الترتيب، تماثل في عدد الكلمات، تماثل في عدد الحروف. ولكن لماذا 80؟
ذلك لأن العدد 80 مع العدد 13،يؤلف العدد 93، عددا من مضاعفات الرقم 31 (3 × 31). وهكذا يتم إحكام الترتيب من جميع جوانبه.
4 – إعجاز الترتيب في سورتي البقرة والممتحنة:
عدد آيات سورة البقرة هو 286، عدد من مضاعفات الرقم 13 (22× 13)، وعدد آيات سورة الممتحنة هو 13.
إن مجموع عددي الآيات في السورتين هو 299، أي 23 × 13.
نلاحظ في هذه العلاقة (23 × 13)، - إضافة إلى الارتباط بالرقم 13 – الإشارة إلى فترة الدعوة والرسالة: فمن المعلوم أنها 23 سنة، منها 13 سنة في مكة، و 10 سنوات في المدينة، ويُلاحظ العدد 10 في حاصل طرح العددين 23 - 13.
أما مجموع رقمي ترتيب السورتين فهو 62 (رقم ترتيب سورة البقرة 2، ورقم سورة الممتحنة 60)، عدد هو عبارة عن 2 × 31.
فإذا جمعنا عددي الآيات في السورتين، ورقمي ترتيبهما، فالعدد الناتج لدينا هو 361، عدد هو حاصل ضرب 19 × 19.
ونكرر القول هنا: ليست مصادفة بديعة، أن تأتي الآية الأولى المؤلفة من 19 كلمة، في ترتيب آيات القرآن، في موقع الترتيب 13 في سورة البقرة، وأن تأتي الآية الأخيرة المؤلفة من 19 كلمة، في موقع الترتيب 13 في سورة الممتحنة، المؤلفة من 13 آية. (انظر الجدول رقم 1)
إنه الترتيب الإلهي المحكم لسور القرآن وآياته.
5 - عدد كلمات سورة الممتحنة:
ومن العجيب أن عدد كلمات سورة الممتحنة هو 348. لماذا؟ بهذا العدد من الكلمات، يكون مجموع عدد آيات سورة الممتحنة، وعدد كلماتها هو 361. أي 19 × 19.
6 – موقع سورة الممتحنة في ترتيب المصحف وفي الترتيب التنازلي:
سورة الممتحنة هي السورة رقم 60 في ترتيب سور القرآن – على النحو الذي هي عليه في المصحف -. إذا أحصينا أعداد الآيات ابتداء من الآية الأولى " البسملة " وحتى نهاية سورة المدثر، فالعدد هو 5163.
ماذا نرى في هذا العدد؟
إنه يتألف من عددين هما 63 و 51، ومجموعهما 114 عدد سور القرآن.
وفي الترتيب التنازلي لسور القرآن، تأتي سورة الممتحنة في موقع الترتيب الذي يدل عليه رقم الترتيب 88. إذا أحصينا أعداد الآيات في سور القرآن ابتداء من البسملة وحتى نهاية سورة الممتحنة، فالعدد هو 6045.
ما وجه الإعجاز في هذا العدد؟
إنه من مضاعفات الرقمين 13 و 31. فهو يساوي: 15 × 13 × 31.
نلاحظ إحصاء قرآنيا بديعا محوره سورة الممتحنة، بالاعتبارين.(/)
في ضوء القرآن الكريم هل يكتب الكرام الكاتبين ما لا يُتلفظ به؟
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[12 Apr 2009, 05:25 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
في ضوء القرآن الكريم هل يكتب الكرام الكاتبين ما لا يُتلفظ به؟
وجه إلي هذا السؤال؟
ودار نقاش عن معاني الآيات؟
فهل من موجه.
{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} (ق:18)
بارك الله فيكم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Apr 2009, 09:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
في ضوء القرآن الكريم هل يكتب الكرام الكاتبين ما لا يُتلفظ به؟
وجه إلي هذا السؤال؟
ودار نقاش عن معاني الآيات؟
فهل من موجه.
{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} (ق:18)
بارك الله فيكم.
الأخت الفاضلة وفقنا الله وإياك لكل خير:
قوله تعالى:
(مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) سورة ق (18)
هذه الآية التي تدل على أن الملائكة تكتب كل ما يتلفظ به الإنسان، وإن كان هناك خلاف بين أهل العلم: هل يكتبون كل شيء أم يكتبون ما يتعلق به ثواب أوعقاب؟ والراجح عندي أنهم يكتبون كل شيء.
على أي حال فالآية لا تدل على أن غير الملفوظ لا يكتب إلا بمفهوم المخالفة ودلالة مفهوم المخالفة ضعيف هذا لو لم يوجد نصوص أخرى تدل على خلافه، فكيف وقد جاءت النصوص تدل أن كل شيء يكتب الأقوال والأفعال ومن ذلك قول الله تعالى:
(إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ) سورة يس (12)
(هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) سورة الجاثية (29)
(وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا) سورة الكهف (49)
بقي مسألة وهي هل يكتب ما عدا القول والعمل كالهم؟
الجواب: إن كان الهم يدخل في العمل فلا إشكال، وإن كان لا يدخل ففي الحديث الشريف بيان شاف في المسألة:
فقد روى البخاري من حديث بن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل قال:
" قَالَ إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً"
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[12 Apr 2009, 04:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
أخي الفاضل جزاك الله خيرا.
قال تعالى:
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} (ق:16)
{إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ} (ق:17)
{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} (ق:18)
سياق الآيات الكريمة يرشدني فيما أرى إلى أن وسوسة الإنسان التي لا يتلفظ بها تكتب أيضا، وطبعا ما أقوله على سبيل المناقشة العلمية، حيث أني كنت أظن أن كل ما يدور في خلد الإنسان أو ينطق به يكتب، لقوله تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} (الحجرات:12).
لم أسأل أحد مشايخي أو أساتذتي عن ذلك، ولكنها كانت مسلمة في ذهني إلى أن حدثت المناقشة، فقلت أسأل.
والله أعلم وأحكم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Apr 2009, 07:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
أخي الفاضل جزاك الله خيرا.
قال تعالى:
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} (ق:16)
{إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ} (ق:17)
{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} (ق:18)
سياق الآيات الكريمة يرشدني فيما أرى إلى أن وسوسة الإنسان التي لا يتلفظ بها تكتب أيضا، وطبعا ما أقوله على سبيل المناقشة العلمية، حيث أني كنت أظن أن كل ما يدور في خلد الإنسان أو ينطق به يكتب، لقوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} (الحجرات:12).
لم أسأل أحد مشايخي أو أساتذتي عن ذلك، ولكنها كانت مسلمة في ذهني إلى أن حدثت المناقشة، فقلت أسأل.
والله أعلم وأحكم.
بارك الله فيك أختنا ومواضيعك ما شاء الله كلها طيبة ومفيدة.
لا شك أن الله تعالى يعلم وساوس النفس، لكن هل يؤاخذنا الله بهذه الوساوس؟
جاء في الحديث الشريف الذي يرويه البخاري رحمه الله تعالى من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَتَكَلَّمْ"
أما الظن الذي هو أثم فاجتنابه واجب، والانسياق وراءه محرم وهو من أعمال القلوب التي قد تكتب على الإنسان.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[13 Apr 2009, 05:23 ص]ـ
جزاك الله خير أخي الكريم، [وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ].(/)
سحرة كفرة في أول النهار ... شهداء بررة في آخره!
ـ[شاكر]ــــــــ[12 Apr 2009, 06:34 م]ـ
بسم الله والحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه ومن والاه.
نخبة من موكب الإيمان الممتد في التاريخ،
ومعلم من معالم الطريق الموصل إلى الله تبارك وتعالى
وفئة شجاعة مقدامة وقفت أمام أعتى قوى الكفر والطغيان حتى اهتز عرش فرعون الذي جاء بها لتكون أهم دعائمه.
نخبة ذكرها الله تعالى في عدة مواقع في قرآن يتلى إلى قيام الساعة ليعتبر بها أولو الألباب فيستخلصون منها العبر والمواعظ ويبنون عليها الأحكام والمبادئ في ميادينها الواسعة من عقيدة وولاء وبراء إلى طرق الدعوة إلى الله تعالى.
قصة هذه الكوكبة على طريق الإيمان لم تحظى ـ في رأي المتواضع ـ بما تستحق من البحث والإسهاب أو الإبراز والاهتمام في مؤلفاتنا المعاصرة.
إنها قصة "سحرة فرعون " رضى الله عنهم وأرضاهم.
وسأذكر قصتهم مختصرة من تفسير الطبري رحمه الله آملا من أساتذتنا الكرام أن لا يبخلوا علينا بما عندهم حولها.
(1)
ما جاء في فضلهم:
قالوا: {ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين} قال: كانوا في أول النهار سحرة , وفي آخر النهار شهداء. 11616 - حدثنا ابن وكيع , قال: ثنا أبي , عن إسرائيل , عن عبد العزيز بن رفيع , عن عبيد بن عمير , قال: كانت السحرة أول النهار سحرة , وآخر النهار شهداء. 11617 - حدثنا بشر بن معاذ , قال: ثنا يزيد , قال: ثنا سعيد , عن قتادة , قوله: {وألقي السحرة ساجدين} قال: ذكر لنا أنهم كانوا في أول النهار سحرة , وآخره شهداء. 11618 - حدثنا القاسم , قال: ثنا الحسين , قال: ثني حجاج , عن ابن جريج , عن مجاهد: {ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين} قال: كانوا أول النهار سحرة , وآخره شهداء.
(تفسير الطبري: الأعراف)
(2)
ما جاء في عددهم:
11595 - حدثنا ابن حميد , قال: ثنا سلمة , عن ابن إسحاق: {أرجه وأخاه وأرسل في المدائن حاشرين يأتوك بكل ساحر عليم}: أي كاثره بالسحرة لعلك أن تجد في السحرة من يأتي بمثل ما جاء به , وقد كان موسى وهارون خرجا من عنده حين أراهم من سلطانه , وبعث فرعون في مملكته , فلم يترك في سلطانه ساحر إلا أتي به. فذكر لي والله أعلم أنه جمع له خمسة عشر ألف ساحر ; فلما اجتمعوا إليه أمرهم أمره , وقال لهم: قد جاءنا ساحر ما رأينا مثله قط , وإنكم إن غلبتموه أكرمتكم وفضلتكم , وقربتكم على أهل مملكتي , قالوا: وإن لنا ذلك إن غلبناه؟ قال: نعم. 11596 - حدثنا ابن حميد , قال: ثنا يحيى بن واضح , قال: ثنا الحسين , عن يزيد , عن عكرمة , قال: السحرة كانوا سبعين. قال أبو جعفر: أحسبه أنه قال: ألفا. 11597 - قال: ثنا يحيى بن واضح , قال: ثنا موسى بن عبيدة , عن ابن المنذر , قال: كان السحرة ثمانين ألفا. 11598 - حدثنا ابن وكيع , قال: ثنا جرير , عن عبد العزيز بن رفيع , عن خيثمة , عن أبي سودة , عن كعب , قال: كان سحرة فرعون اثني عشر ألفا. (تفسير الطبري: الأعراف)
(3)
ما جاء في مكان اجتماعهم:
وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ
وقيل للناس: هل أنتم مجتمعون لتنظروا إلى ما يفعل الفريقان , ولمن تكون الغلبة , لموسى أو للسحرة؟ وقيل: إن اجتماعهم للميقات الذي اتعد للاجتماع فيه فرعون وموسى كان بالإسكندرية. ذكر من قال ذلك: 20216 - حدثني يونس , قال: أخبرنا ابن وهب , قال: قال ابن زيد , في قوله: {وقيل للناس هل أنتم مجتمعون} قال: كانوا بالإسكندرية. (تفسير الطبري: الشعراء)
(4)
ما جاء في قصتهم ومصيرهم
فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ
يقول: فلما تبين السحرة أن الذي جاءهم به موسى حق لا سحر , وأنه مما لا يقدر عليه غير الله الذي فطر السموات والأرض من غير أصل , خروا لوجوههم سجدا لله , مذعنين له بالطاعة , مقرين لموسى بالذي أتاهم به من عند الله أنه هو الحق , وأن ما كانوا يعملونه من السحر باطل ,
قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ
قائلين: {آمنا برب العالمين} الذي دعانا موسى إلى عبادته دون فرعون وملئه.
رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ
قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول جل ثناؤه: قال فرعون للذين كانوا سحرته فآمنوا: آمنتم لموسى بأن ما جاء به حق قبل أن آذن لكم في الإيمان به.
إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ
يقول: إن موسى لرئيسكم في السحر , وهو الذي علمكموه , ولذلك آمنتم به.
فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ
عند عقابي إياكم وبال ما فعلتم , وخطأ ما صنعتم من الإيمان به.
لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ
القول في تأويل قوله تعالى: {لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم أجمعين} يقول {لأقطعن أيديكم وأرجلكم} مخالفا في قطع ذلك منكم بين قطع الأيدي والأرجل , وذلك أن أقطع اليد اليمنى والرجل اليسرى , ثم اليد اليسرى والرجل اليمنى , ونحو ذلك من قطع اليد من جانب , ثم الرجل من الجانب الآخر , وذلك هو القطع من خلاف {ولأصلبنكم أجمعين} فوكد ذلك بأجمعين إعلاما منه أنه غير مستبق منهم أحدا.
قَالُوا لَا ضَيْرَ
يقول تعالى ذكره: قالت السحرة: لا ضير علينا ; وهو مصدر من قول القائل: قد ضار فلان فلانا فهو يضير ضيرا , ومعناه: لا ضرر. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: 20217 - حدثني يونس , قال: أخبرنا ابن وهب , قال: قال ابن زيد , في قوله: {لا ضير} قال: يقول: لا يضرنا الذي تقول , وإن صنعته بنا وصلبتنا.
إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ
يقول: إنا إلى ربنا راجعون , وهو مجازينا بصبرنا على عقوبتك إيانا , وثباتنا على توحيده , والبراءة من الكفر به.
إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا
القول في تأويل قوله تعالى: {إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا} يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل السحرة: إنا نطمع: إنا نرجو أن يصفح لنا ربنا عن خطايانا التي سلفت منا قبل إيماننا به , فلا يعاقبنا بها. كما: 20218 - حدثني يونس , قال: أخبرنا ابن وهب , قال: قال ابن زيد , في قوله: {إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا} قال: السحر والكفر الذي كانوا فيه.
أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ
يقول: لأن كنا أول من آمن بموسى وصدقه بما جاء به من توحيد الله وتكذيب فرعون في ادعائه الربوبية في دهرنا هذا وزماننا. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: * -حدثني يونس , قال: أخبرنا ابن وهب , قال: قال ابن زيد , في قوله {أن كنا أول المؤمنين} قال: كانوا كذلك يومئذ أول من آمن بآياته حين رأوها.
(الشعراء)
فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى
{قالوا آمنا برب هارون وموسى قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف} قال: فكان أول من قطع الأيدي والأرجل من خلاف فرعون {ولأصلبنكم في جذوع النخل} قال: فكان أول من صلب في جذوع النخل فرعون.
قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا
القول في تأويل قوله تعالى: {قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا} يقول تعالى ذكره: قالت السحرة لفرعون لما توعدهم بما توعدهم به: {لن نؤثرك} فنتبعك ونكذب من أجلك موسى {على ما جاءنا من البينات} يعني من الحجج والأدلة على حقيقة ما دعاهم إليه موسى. {والذي فطرنا} يقول: قالوا: لن نؤثرك على الذي جاءنا من البينات , وعلى الذي فطرنا. ويعني بقوله: {فطرنا} خلقنا ; فالذي من قوله: {والذي فطرنا} خفض على قوله: {ما جاءنا} , وقد يحتمل أن يكون قوله: {والذي فطرنا} خفضا على القسم , فيكون معنى الكلام: لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والله. وقوله: {فاقض ما أنت قاض} يقول: فاصنع ما أنت صانع , واعمل بنا ما بدا لك {إنما تقضي هذه الحياة الدنيا} يقول: إنما تقدر أن تعذبنا في هذه الحياة الدنيا التي تفنى. ونصب الحياة الدنيا على الوقت وجعلت إنما حرفا واحدا. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: 18266 - حدثنا ابن حميد , قال: ثنا سلمة , عن ابن إسحاق , قال: حدثت عن وهب بن منبه {لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا} أي على الله على ما جاءنا من الحجج مع بينة {فاقض ما أنت قاض}: أي اصنع ما بدا لك {إنما تقضي هذه الحياة الدنيا} أي ليس سلطان إلا فيها , ثم لا سلطان لك بعده.
(طه: 70)
تلك قصتهم ـ رضي الله عنهم ـ مختصرة وسأتبعها ـ بإذن الله ـ بتعليقات لصاحب الظلال رحمه الله، وحبذا أن يقوم الأساتذة الكرام بإضافة ما يفتح الله عليهم بها أو نقل ما ورد في كتب التفسير الأخرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[14 Apr 2009, 12:12 ص]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيرا يا أخ شاكر
نعم إن هؤلاء المؤمنين يمكن أن نصفهم بالآتى
1 - عملوا قليلا وأجروا كثيرا
2 - كانوا علي الباطل لأنهم لم يكونوا يعلمون الحق؛فلما جاءهم الحق آمنوا.
3 - لقد أُبتلي ايمانهم ابتلاء عظيما وقد ثبتوا
4 - قد يصدق عليهم- والله أعلم - وصف الأبرار.
ومازالت هناك أسئلة كثيرة
كيف عرفوا الايمان وقالوا {أن كنا أول المؤمنين} وكيف عرفوا الاسلام وقالوا {ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين}؟
هل آمن من أهل الاجتماع غيرهم؟
هل هناك آيات تؤكد أن فرعون نفذ وعيده لنقول عنهم أنهم شهداء؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Apr 2009, 12:58 ص]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيرا يا أخ شاكر
نعم إن هؤلاء المؤمنين يمكن أن نصفهم بالآتى
1 - عملوا قليلا وأجروا كثيرا
2 - كانوا علي الباطل لأنهم لم يكونوا يعلمون الحق؛فلما جاءهم الحق آمنوا.
3 - لقد أُبتلي ايمانهم ابتلاء عظيما وقد ثبتوا
4 - قد يصدق عليهم- والله أعلم - وصف الأبرار.
ومازالت هناك أسئلة كثيرة
كيف عرفوا الايمان وقالوا {أن كنا أول المؤمنين} وكيف عرفوا الاسلام وقالوا {ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين}؟
هل آمن من أهل الاجتماع غيرهم؟
هل هناك آيات تؤكد أن فرعون نفذ وعيده لنقول عنهم أنهم شهداء؟
الأخ الفاضل مصطفى سعيد
أنت تقول "قلما جاءهم الحق آمنوا"
ثم تقول: كيف عرفوا الإيمان؟ فما أدري هل أجبت على نفسك أم تحتاج إلى جواب؟
على أي حال الآيات قالت كيف عرفوا:
(قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) طه (72)
هم يعرفون أنهم كانوا على الباطل فهم سحرة، وعرفوا أن آية موسى عليه السلام ليست من جنس باطلهم فآمنوا.
أما هل آمن غيرهم ممن حضر الحادثة؟ القرآن أشار إلى قضية قد توصلك إلى الجواب:
(فَمَا آَمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ) سورة يونس (83)
أما قولك:هل هناك آيات تؤكد أن فرعون نفذ وعيده لنقول عنهم أنهم شهداء؟
فنقول فرعون إذا قال فعل، وهل تظن أنه كان يمزح؟
إن فرعون قد مرغت كرامته وكبرياؤه في التراب وحقر السحرة شأنه فماذا تظن أنه سيفعل؟ ماذا تنتظر ممن كان يقتل الأطفال ويستحيي النساء؟
* أما قضية عدد السحرة فأنا أظن أن ما ذكرمبالغ فيه ولم يثبت نص صحيح في ذلك فنتوقف، والقول بالعدد دون دليل تحكم.
وليسامحني أخونا شاكر على التطفل.
وجزا الله الجميع خيرا
والله أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[شاكر]ــــــــ[14 Apr 2009, 07:08 ص]ـ
السلام عليكم
ومازالت هناك أسئلة كثيرة
كيف عرفوا الايمان وقالوا {أن كنا أول المؤمنين} وكيف عرفوا الاسلام وقالوا {ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين}؟
هل آمن من أهل الاجتماع غيرهم؟
هل هناك آيات تؤكد أن فرعون نفذ وعيده لنقول عنهم أنهم شهداء؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله أخانا الفاضل وجزاك خيرا على التفاعل.
أما قولهم (أن كنا أول المؤمنين) فلأنهم حقا كانوا أول من آمن بموسى عليه السلام لما رأووا البينات.
أما إن كنت تقصد كيف فرّقوا بين مسمى "الإيمان " ومسمى "الإسلام" في قولهم (وتوفنا مسلمين) فالجواب ـ والله أعلم هو مما هداهم الله و فتح عليهم.
وقد روى الإمام الطبري رحمه الله عن القاسم بن أبي بزة , قال: " فألقي السحرة عند ذلك سجدا. فما رفعوا رءوسهم حتى رأوا الجنة والنار وثواب أهلها." (تفسير الطبري الأعراف: 117)
أما من آمن غيرهم فهو ما ذكره أخونا الفاضل محب القرآن والله تعالى أعلم.
وأضيف ماجاء في تفسير قوله تعالى: فَمَا آَمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ
الذرية بمعنى الأبناء
والذرية بمعنى العدد القليل.
هل نفذ فرعون تهديده؟
هذا ما ذكره الطبري رحمه الله في نفس المصدر:
11614 - حدثنا ابن وكيع , قال: ثنا أبو داود الحفري وحبوية الرازي , عن يعقوب القمي , عن جعفر بن أبي المغيرة , عن سعيد بن جبير , عن ابن عباس: {لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ثم لأصلبنكم أجمعين} قال: أول من صلب وأول من قطع الأيدي والأرجل من خلاف فرعون.وقال أيضا:
11615 - فحدثني موسى بن هارون , قال: ثنا عمرو بن حماد , قال: ثنا أسباط عن السدي: {لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف} فقتلهم وصلبهم , كما قال عبد الله بن عباس حين قالوا: {ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين} قال: كانوا في أول النهار سحرة , وفي آخر النهار شهداء.
قلت (شاكر): ومنها اقتبس العبد الفقير عنوان الموضوع أعلاه.
وليسامحني أخونا شاكر على التطفل.
وجزا الله الجميع خيرا
والله أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
بل بمثل أفضالكم نستأنس، ومنهم نستزيد فجزاك الله خيرا وأحسن إليك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[15 Apr 2009, 12:49 ص]ـ
السلام عليكم
أنت تقول "قلما جاءهم الحق آمنوا"
ثم تقول: كيف عرفوا الإيمان؟ فما أدري هل أجبت على نفسك أم تحتاج إلى جواب؟
على أي حال الآيات قالت كيف عرفوا:
(قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) طه (72)
هم يعرفون أنهم كانوا على الباطل فهم سحرة، وعرفوا أن آية موسى عليه السلام ليست من جنس باطلهم فآمنوا. بل نقول أن موسى أنذرهم بالعذاب إن افتروا الكذب؛ وأخبرهم أن الله سيبطل سحرهم؛ودعاهم للايمان والاسلام ومن هنا علموا؛ أما الآية فقد أقامت الدليل على صدق موسى ولم تنشأ علما بالإيمان والاسلام.
ومن آمن من أهل الاجتماع هم هؤلاء السحرة فقط؛ أما الذرية من قوم موسى فلم يكونوا فى الاجتماع وما أعلنوا ايمانهم أمام فرعون؛ولم يكن ماحدث يوم الزينة هو السبب فى ايمانهم لموسى
وكون فرعون أنفذ وعيده؛لم أقرأ ما ينفيه أو مايثبته؛ ولكن مؤمن آل فرعون قال الله عنه " فوقاه الله سيئات ما مكروا "؛ والقاعدة أن الله ينجى المؤمنين؛ على أي حال الحكم بالشهادة يحتاج دليل
ـ[شاكر]ــــــــ[15 Apr 2009, 07:14 ص]ـ
ومن آمن من أهل الاجتماع هم هؤلاء السحرة فقط؛ أما الذرية من قوم موسى فلم يكونوا فى الاجتماع وما أعلنوا ايمانهم أمام فرعون؛ولم يكن ماحدث يوم الزينة هو السبب فى ايمانهم لموسى
وكون فرعون أنفذ وعيده؛لم أقرأ ما ينفيه أو مايثبته؛ ولكن مؤمن آل فرعون قال الله عنه " فوقاه الله سيئات ما مكروا "؛ والقاعدة أن الله ينجى المؤمنين؛ على أي حال الحكم بالشهادة يحتاج دليل
أما قولك أخانا الفاضل أنه لم يؤمن مع السحرة أحد فهو الذي يحتاج إلى دليل وهو خلاف ما جاء في التفاسير ومنها ما نقله الطبري رحمه الله عن ترجمان القرآن رضي الله عنه:
11626 - حَدَّثَنِي عَبْد الْكَرِيم , قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيم بْن بَشَّار , قَالَ: ثنا سُفْيَان , قَالَ: ثَنَا أَبُو سَعْد , عَنْ عِكْرِمَة , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَالَ: لَمَّا آمَنَتْ السَّحَرَة , اِتَّبَعَ مُوسَى سِتّمِائَةِ أَلْف مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل. (الأعراف:128).
كون فرعون نفذ وعيده فقد ورد أيضا عن ترجمان القرآن وحبر الأمة رضي الله عنه وهو من سماهم شهداء وقد نقلته لك أعلاه،
فإذا كان عندك أخانا الفاضل ما يدفعه فبينه لنا بالدليل بارك الله فيك.
وقولك:
(والقاعدة أن الله ينجي المؤمنين)
أقول: هو حق ومما يدخل في النجاة:
انتصار العقيدة على الحياة، والثبات على الإيمان مع هول الفتنة كما في حادثة أصحاب الأخدود وهو نوع من أنواع النصر أيضا.
ـ[شاكر]ــــــــ[15 Apr 2009, 07:19 م]ـ
(إن هذا لساحر عليم. يريد أن يخرجكم من أرضكم. فماذا تأمرون) (الأعراف:109،110)
واستقر رأيهم على أمر:
(قالوا: أرجه وأخاه , وأرسل في المدائن حاشرين , يأتوك بكل ساحر عليم)
وكانت أرض مصر تموج بالكهنة في شتى المعابد. وكان الكهنة هم الذين يزاولون أعمال السحر. ففي الوثنيات كلها تقريباً يقترن الدين بالسحر ; ويزاول السحر كهنة الديانات وسدنة الآلهة! وهذه الظاهرة هي التي يلتقطها "علماء الأديان! " فيتحدث بعضهم عن السحر كمرحلة من مراحل تطور العقيدة! ويقول الملحدون منهم: إن الدين سيبطل كما بطل السحر! وإن العلم سينهي عهد الدين كما أنهى عهد السحر!. . إلى آخر هذا الخبط الذي يسمونه:"العلم"!
وقد استقر رأي الملأ من قوم فرعون , على أن يرجىء فرعون موسى إلى موعد. وأن يرسل في أنحاء البلاد من يجمع له كبار السحرة. ذلك ليواجهوا "سحر موسى " - بزعمهم - بسحر مثله.
وعلى كل ما عرف من طغيان فرعون , فقد كان في تصرفه هذا أقل طغياناً من طواغيت كثيرة في القرن العشرين ; في مواجهة دعوة الدعاة إلى ربوبية رب العالمين! وتهديد السلطان الباطل بهذه الدعوة الخطيرة!
الدرس الثالث:113 - 114 استعداد السحرة للمبارة
ويطوي السياق القرآني إجراء فرعون وملئه في جمع السحرة من المدائن ; ويسدل الستار على المشهد الأول ,ليرفعه على المشهد التالي. . وذلك من بدائع العرض القرآني للقصص , كأنه واقع منظور , لا حكاية تروى!
(يُتْبَعُ)
(/)
(وجاء السحرة فرعون , قالوا: إن لنا لأجراً إن كنا نحن الغالبين؟ قال: نعم , وإنكم لمن المقربين)
إنهم محترفون. . . يحترفون السحر كما يحترفون الكهانة! والأجر هو هدف الاحتراف في هذا وذاك! وخدمة السلطان الباطل والطاغوت الغالب هي وظيفة المحترفين من رجال الدين! وكلما انحرفت الأوضاع عن إخلاص العبودية لله , وإفراده - سبحانه - بالحاكمية ; وقام سلطان الطاغوت مقام شريعة الله , احتاج الطاغوت إلى هؤلاء المحترفين , وكافأهم على الاحتراف , وتبادل وإياهم الصفقة: هم يقرون سلطانه باسم الدين! وهو يعطيهم المال ويجعلهم من المقربين!
ولقد أكد لهم فرعون أنهم مأجورون على حرفتهم , ووعدهم مع الأجر القربى منه , زيادة في الإغراء , وتشجيعاً على بذل غاية الجهد. . وهو وهم لا يعلمون أن الموقف ليس موقف الاحتراف والبراعة والتضليل ; إنما هو موقف المعجزة والرسالة والاتصال بالقوة القاهرة , التي لا يقف لها الساحرون ولا المتجبرون!
الدرس الرابع:115
ولقد اطمأن السحرة على الأجر , واشرأبت أعناقهم إلى القربى من فرعون , واستعدوا للحلبة. . ثم ها هم أولاء يتوجهون إلى موسى - عليه السلام - بالتحدي. . ثم يكون من أمرهم ما قسم الله لهم من الخير الذي لم يكونوا يحتسبون , ومن الأجر الذي لم يكونوا يتوقعون:
(قالوا: يا موسى , إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين. . قال: ألقوا)
ويبدو التحدي واضحاً في تخييرهم لموسى. وتبدو كذلك ثقتهم بسحرهم وقدرتهم على الغلبة. . وفي الجانب الآخر تتجلى ثقة موسى - عليه السلام - واستهانته بالتحدي: قال ألقوا. . فهذه الكلمة الواحدة تبدو فيها قلة المبالاة , وتلقي ظل الثقة الكامنة وراءها في نفس موسى. على طريقة القرآن الكريم في إلقاء الظلال , بالكلمة المفردة في كثير من الأحايين.
ولكن السياق يفاجئنا بما فوجىء به موسى - عليه السلام - وبينما نحن في ظلال الاستهانة وعدم المبالاة , إذا بنا أمام مظهر السحر البارع , الذي يرهب ويخيف:
فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم , وجاءوا بسحر عظيم.
وحسبنا أن يقرر القرآن أنه سحر عظيم , لندرك أي سحر كان. وحسبنا أن نعلم أنهم سحروا (أعين الناس) وأثاروا الرهبة في قلوبهم: (واسترهبوهم) لنتصور أي سحر كان , ولفظ "استرهب" ذاته لفظ مصور. فهم استجاشوا إحساس الرهبة في الناس وقسروهم عليه قسراً. ثم حسبنا أن نعلم من النص القرآني الآخر في سورة طه , أن موسى عليه السلام قد أوجس في نفسه خيفة لنتصور حقيقة ما كان!
ولكن مفاجأة أخرى تطالع فرعون وملأه , وتطالع السحرة الكهنة , وتطالع جماهير الناس في الساحة الكبرى التي شهدت ذلك السحر العظيم:
(وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك , فإذا هي تلقف ما يأفكون. فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون. فغلبوا هنالك , وانقلبوا صاغرين)
إنه الباطل ينتفش , ويسحر العيون , ويسترهب القلوب , ويخيل إلى الكثيرين أنه غالب , وأنه جارف , وأنه مُحيق! وما هو إلا أن يواجه الحق الهادىء الواثق حتى ينفثىء كالفقاعة , وينكمش كالقنفذ , وينطفئ كشعلة الهشيم! وإذا الحق راجح الوزن , ثابت القواعد , عميق الجذور. . والتعبير القرآني هنا يلقي هذه الظلال , وهو يصور الحق واقعاً ذا ثقل: (فوقع الحق). . وثبت , واستقر. . وذهب ما عداه فلم يعد له وجود: (وبطل ما كانوا يعملون). . وغلب الباطل والمبطلون وذلوا وصغروا وانكمشوا بعد الزهو الذي كان يبهر العيون:
(فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين). .
ولكن المفاجأة لم تختم بعد. والمشهد ما يزال يحمل مفاجأة أخرى. . مفاجأة كبرى. .
يتبع بإذن الله تعالى
ـ[شاكر]ــــــــ[16 Apr 2009, 07:47 م]ـ
(وألقى السحرة ساجدين. قالوا: آمنا برب العالمين. رب موسى وهارون)
إنها صولة الحق في الضمائر. ونور الحق في المشاعر , ولمسة الحق للقلوب المهيأة لتلقي الحق والنور واليقين. .
(يُتْبَعُ)
(/)
إن السحرة هم أعلم الناس بحقيقة فنهم , ومدى ما يمكن أن يبلغ إليه. وهم أعرف الناس بالذي جاء به موسى إن كان من السحر والبشر , أم من القدرة التي وراء مقدور البشر والسحر. والعالم في فنه هو أكثر الناس استعداداً للتسليم بالحقيقة فيه حين تتكشف له , لأنه أقرب إدراكاً لهذه الحقيقة , ممن لا يعرفون في هذا الفن إلا القشور. . ومن هنا تحول السحرة من التحدي السافر إلى التسليم المطلق , الذي يجدون برهانه في أنفسهم عن يقين. .
ولكن الطواغيت المتجبرين لا يدركون كيف يتسرب النور إلى قلوب البشر ; ولا كيف تمازجها بشاشة الإيمان ; ولا كيف تلمسها حرارة اليقين.
فهم لطول ما استعبدوا الناس يحسبون أنهم يملكون تصريف الأرواح وتقليب القلوب - وهي بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء -. .
ومن ثم فوجىء فرعون بهذا الإيمان المفاجىء الذي لم يدرك دبيبه في القلوب ولم يتابع خطاه في النفوس ; ولم يفطن إلى مداخله في شعاب الضمائر. .
ثم هزته المفاجأة الخطيرة التي تزلزل العرش من تحته: مفاجأة استسلام السحرة - وهم من كهنة المعابد - لرب العالمين. رب موسى وهارون. بعد أن كانوا مجموعين لإبطال دعوة موسى وهارون إلى رب العالمين!. .
والعرش والسلطان هما كل شيء في حياة الطواغيت. . وكل جريمة يمكن أن يرتكبوها بلا تحرج في سبيل المحافظة على الطاغوت:
(قال فرعون: آمنتم به قبل أن آذن لكم! إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها. فسوف تعلمون. لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف , ثم لأصلبنكم أجمعين). .
هكذا. . (آمنتم به قبل أن آذن لكم!). .
كأنما كان عليهم أن يستأذنوه في أن تنتفض قلوبهم للحق - وهم أنفسهم لاسلطان لهم عليها -
أو يستأذنوه في أن ترتعش وجداناتهم - وهم أنفسهم لا يملكون من أمرها شيئاً -
أو يستأذنوه في أن تشرق أرواحهم - وهم أنفسهم لا يمسكون مداخلها.
أو كأنما كان عليهم أن يدفعوا اليقين وهو ينبت من الأعماق.
أو أن يطمسوا الإيمان وهو يترقرق من الأغوار.
أو أن يحجبوا النور وهو ينبعث من شعاب اليقين!
ولكنه الطاغوت جاهل غبي مطموس ; وهو في الوقت ذاته متعجرف متكبر مغرور!
ثم إنه الفزع على العرش المهدد والسلطان المهزوز:
(إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها). .
وفي نص آخر: (إنه لكبيركم الذي علمكم السحر)!
والمسألة واضحة المعالم. .
إنها دعوة موسى إلى (رب العالمين). . هي التي تزعج وتخيف. .
إنه لا بقاء ولا قرار لحكم الطواغيت مع الدعوة إلى رب العالمين.
وهم إنما يقوم ملكهم على تنحية ربوبية الله للبشر بتنحية شريعته. وإقامة أنفسهم أرباباً من دون الله يشرعون للناس ما يشاءون , ويعبدون الناس لما يشرعون!. .
إنهما منهجان لا يجتمعان. . . أو هما دينان لا يجتمعان. . أو هما ربان لا يجتمعان. .
وفرعون كان يعرف وملؤه كانوا يعرفون. . ولقد فزعوا للدعوة من موسى وهارون إلى رب العالمين. فأولى أن يفزعوا الأن وقد ألقي السحرة ساجدين. قالوا: آمنا برب العالمين. رب موسى وهارون!
والسحرة من كهنة الديانة الوثنية التي تؤله فرعون , وتمكنه من رقاب الناس باسم الدين!
وهكذا أطلق فرعون ذلك التوعد الوحشي الفظيع:
(فسوف تعلمون. لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف , ثم لأصلبنكم أجمعين). .
إنه التعذيب والتشوية والتنكيل. . وسيلة الطواغيت في مواجهة الحق , الذي لا يملكون دفعه بالحجة والبرهان. . وعدة الباطل في وجه الحق الصريح. .
ولكن النفس البشرية حين تستعلن فيها حقيقة الإيمان ; تستعلى على قوة الأرض , وتستهين ببأس الطغاة ; وتنتصر فيها العقيدة على الحياة , وتحتقر الفناء الزائل إلى جوار الخلود المقيم.
إنها لا تقف لتسأل: ماذا ستأخذ وماذا ستدع؟
ماذا ستقبض وماذا ستدفع؟
ماذا ستخسر وماذا ستكسب؟
وماذا ستلقى في الطريق من صعاب وأشواك وتضحيات؟. .
لأن الأفق المشرق الوضيء أمامها هناك , فهي لا تنظر إلى شيء في الطريق. .
(قالوا: إنا إلى ربنا منقلبون. وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا. ربنا أفرغ علينا صبراً , وتوفنا مسلمين). .
إنه الإيمان الذي لا يفزع ولا يتزعزع. كما أنه لا يخضع أو يخنع.
الإيمان الذي يطمئن إلى النهاية فيرضاها , ويستيقن من الرجعة إلى ربه فيطمئن إلى جواره:
(قالوا: إنا إلى ربنا منقلبون). .
والذي يدرك طبيعة المعركة بينه وبين الطاغوت. . وأنها معركة العقيدة في الصميم. . لا يداهن ولا يناور. . ولا يرجو الصفح والعفو من عدو لن يقبل منه إلا ترك العقيدة , لأنه إنما يحاربه ويطارده على العقيدة:
(وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا). .
والذي يعرف أين يتجه في المعركة , وإلى من يتجه ; لا يطلب من خصمه السلامة والعافية , إنما يطلب من ربه الصبر على الفتنة والوفاة على الإسلام:
(ربنا أفرغ علينا صبراً وتوفنا مسلمين). .
ويقف الطغيان عاجزاً أمام الإيمان , وأمام الوعي , وأمام الاطمئنان. .
يقف الطغيان عاجزاً أمام القلوب التي خيل إليه أنه يملك الولاية عليها كما يملك الولاية على الرقاب! ويملك التصرف فيها كما يملك التصرف في الأجسام. فإذا هي مستعصية عليه , لأنها من أمر الله , لا يملك أمرها إلا الله. .
وماذا يملك الطغيان إذارغبت القلوب في جوار الله؟ وماذا يملك الجبروت إذا اعتصمت القلوب بالله؟ وماذا يملك السلطان إذا رغبت القلوب عما يملك السلطان!
يتبع بإذنه تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شاكر]ــــــــ[18 Apr 2009, 09:43 م]ـ
إنه موقف من المواقف الحاسمة في تاريخ البشرية. هذا الذي كان بين فرعون وملئه , والمؤمنين من السحرة. . السابقين. .
إنه موقف حاسم في تاريخ البشرية. بانتصار العقيدة على الحياة. وانتصار العزيمة على الألم. وانتصار "الإنسان" على "الشيطان"!
إنه موقف حاسم في تاريخ البشرية. بإعلان ميلاد الحرية الحقيقية.
فما الحرية إلا الاستعلاء بالعقيدة على جبروت المتجبرين وطغيان الطغاة. والاستهانة بالقوة المادية التي تملك أن تتسلط على الأجسام والرقاب وتعجز عن استذلال القلوب والأرواح. ومتى عجزت القوة المادية عن استذلال القلوب فقد ولدت الحرية الحقيقية في هذه القلوب.
إنه موقف حاسم في تاريخ البشرية بإعلان إفلاس المادية! فهذه القلة التي كانت منذ لحظة تسأل فرعون الأجر على الفوز , وتمنى بالقرب من السلطان. . هي ذاتها التي تستعلي على فرعون ; وتستهين بالتهديد والوعيد , وتُقبل صابرة محتسبة على التنكيل والتصليب. وما تغير في حياتها شيء , ولا تغير من حولها شيء - في عالم المادة - إنما وقعت اللمسة الخفية التي تسلك الكوكب المفرد في الدورة الكبرى. وتجمع الذرة التائهة إلى المحور الثابت , وتصل الفرد الفاني بقوة الأزل والأبد. . وقعت اللمسة التي تحوّل الإبرة , فيلتقط القلب إيقاعات القدرة , ويتسمع الضمير أصداء الهداية , وتتلقى البصيرة إشراقات النور. . وقعت اللمسة التي لا تنتظر أي تغيير في الواقع المادي ; ولكنها هي تغير الواقع المادي ; وترفع "الإنسان" في عالم الواقع إلى الآفاق التي لم يكن يطمح إليها الخيال!
ويذهب التهديد. . ويتلاشى الوعيد. . ويمضي الإيمان في طريقه. لا يتلفت , ولا يتردد , ولا يحيد! ويسدل السياق القرآني الستار على المشهد عند هذا الحد ولا يزيد. . إن روعة الموقف تبلغ ذروتها ; وتنتهي إلى غايتها. وعندئذ يتلاقى الجمال الفني في العرض ; مع الهدف النفسي للقصة , على طريقة القرآن في مخاطبة الوجدان الإيماني بلغة الجمال الفني , في تناسق لا يبلغه إلا القرآن.
تعقيب على الدرس الرابع
ولكننا نحن في هذه الظلال ينبغي أن نقف وقفة قصيرة أمام هذا المشهد الباهر الأخاذ. . .
نقف ابتداء أمام إدراك فرعون وملئه أن إيمان السحرة برب العالمين , رب موسى وهارون , يمثل خطراً على نظام ملكهم وحكمهم ; لتعارض القاعدة التي يقوم عليها هذا الإيمان , مع القاعدة التي يقوم عليها ذلك السلطان. . وقد عرضنا لهذا الأمر من قبل. . ونريد أن نقرر هذه الحقيقة ونؤكدها. . إنه لا يجتمع في قلب واحد , ولا في بلد واحد , ولا في نظام حكم واحد , أن يكون الله رب العالمين , وأن يكون السلطان في حياة الناس لعبد من العبيد , يباشره بتشريع من عنده وقوانين. . فهذا دين وذلك دين. .
ونقف بعد ذلك أمام إدراك السحرة - بعد أن أشرق نور الإيمان في قلوبهم , وجعل لهم فرقاناً في تصورهم - أن المعركة بينهم وبين فرعون وملئه هي معركة العقيدة ; وأنه لا ينقم منهم إلا إيمانهم برب العالمين.فهذا الإيمان على هذا النحو يهدد عرش فرعون وملكه وسلطانه ; ويهدد مراكز الملأ من قومه وسلطانهم المستمد من سلطان فرعون. . أو بتعبير آخر مرادف: من ربوبية فرعون , ويهدد القيم التي يقوم عليها المجتمع الوثني كله. . وهذا الإدراك لطبيعة المعركة ضروري لكل من يتصدى للدعوة إلى ربوبية الله وحده. فهو وحده الذي أهل هؤلاء المؤمنين للاستهانة بما يلقونه في سبيله. . إنهم يقدمون على الموت مستهينين ليقينهم بأنهم هم المؤمنون برب العالمين ; وأن عدوهم على دين غير دينهم ; لأنه بمزاولته للسلطان وتعبيد الناس لأمره ينكر ربوبية رب العالمين. . فهو إذن من الكافرين. . وما يمكن أن يمضي المؤمنون في طريق الدعوة إلى رب العالمين - على ما ينتظرهم فيها من التعذيب والتنكيل - إلا بمثل هذا اليقين بشقيه: أنهم هم المؤمنون , وأن أعداءهم هم الكافرون , وأنهم إنما يحاربونهم على الدين , ولا ينقمون منهم إلا الدين.
ونقف بعد ذلك أمام الروعة الباهرة لانتصار العقيدة على الحياة. وانتصار العزيمة على الألم. وانتصار "الإنسان" على الشيطان. وهو مشهد بالغ الروعة. . نعترف أننا نعجز عن القول فيه. فندعه كما صوره النص القرآني الكريم!
(في ظلال القرآن)(/)
إعجاز القرآن في ترتيب سورة الرحمن
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[12 Apr 2009, 11:46 م]ـ
موقع سورة الرحمن في ترتيب المصحف
ما السر أن سورة الرحمن جاءت في الترتيب 55، ومؤلفة من عدد من الآيات محدد بـ 78؟ ماذا لو اتخذنا من موقع سورة الرحمن، وعدد آياتها محورا لتقسيم سور القرآن وآياته؟ هل سنجد إجابة لهذا التساؤل؟
نعم. سنكتشف إحدى روائع الترتيب القرآني.
سورة الرحمن، الحاملة لإسم من أسماء الله الحسنى فاصلة بين مجموعتين من السور:
الأولى: 54 سورة قبلها في ترتيب المصحف، مجموع آياتها 4901، ومجموع أرقام ترتيبها 1485، وناتج جمع العددين هو 6386.
الثانية: 59 سورة التالية لها في ترتيب المصحف، مجموع آياتها 1257، ومجموع أرقام ترتيبها 5015، وناتج جمع العددين هو 6272.
رائعة الترتيب القرآني هنا: أن الفرق بين المجموعين 6386 و 6272 هو 114، ومن المعلوم أن العدد 114 هو عدد سور القرآن الكريم.
ماذا بقي من عدد آيات القرآن وأرقام ترتيبه؟
بقي العددان 55 رقم ترتيب سسورة الرحمن، و 78 عدد آياتها ..
نلاحظ أن مجموع العددين هو 133 وهذا عدد من مضاعفات الرقم 19 (7 × 19)،
كما أنه يزيد على العدد 114 عددا هو 19. (133 - 114 = 19).
وهكذا نكون قد استوفينا عدد سور القرآن كلها، وعدد آياته ..
هل من تفسير لهذا الإحكام سوى أنه الترتيب المحكم لكتاب الله سبحانه؟
أم أنه العبث بكتاب الله تعالى؟ كما يزعم بعض الغيورين عليه؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[13 Apr 2009, 01:24 ص]ـ
ما زال السيد أبو الحسنات الدمشقي يصر على أن هذا من العبث، العبث الذي جاء بكل هذا الإحكام ...
اما من ناصح لهذا الرجل؟ فيأخذ بيده ويرشده سواء السبيل؟
أعلم أن وجود أمثالك هو من ضرورات الحياة، وهي من سنن الله في الكون، لقد يسر الله سبحانه لعمار بن ياسر من يهينه ويعذبه، لينال على ذلك الأجر والثواب ..
أكثر الله من امثالك، فإن في ذلك خيرا لي .. ووبالا عليك.
وأنا أكرر سؤالي هنا: فسر لأعضاء هذا الملتقى ما تراه من الإحكام في موقع سورة الرحمن .. وبين لهم أين ما تراه من العبث؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[13 Apr 2009, 02:00 ص]ـ
سأفسره لك إذا فسرت لي كل خطوة خطوتها.
بمعنى: لماذا فعلت كذا ولم تفعل غيره!
وإذا لم تستطع ذلك فكيف سأستطيع أنا تفسير نتيجة لم تُفَسَّر لي مقدماتها؟!
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[13 Apr 2009, 09:39 ص]ـ
ومن روائع الترتيب القرآني
عدد مرات ورود لفظ الجلالة في السور السابقة لسورة الرحمن
تحمل سورة الرحمن أحد أسماء الله الحسنى،وقد شاهدنا بأعيننا وعقولنا وقلوبنا أن موقع ترتيبها من المحاور الرئيسة في ترتيب سور القرآن ..
مما يميز سورة الرحمن عدديا:
عدد آياتها 78 عدد من مضاعفات الرقم 13، وهو أيضا عدد الحروف المقطعة الواردة في اوائل بعض سور القرآن ..
من بين آياتها الاية المميزة على مستوى آيات القرآن كلها، إنها الآية (فبأي ءالاء ربكما تكذبان) التي تتكرر 31 مرة .. المرة الأولى جاءت في رقم الترتيب 13.
اللافت للانتباه في سورة الرحمن أن آياتها تخلو من ذكر لفظ الجلالة " الله ". هذه الملاحظة كانت موجهنا لإحصاء مرات ورود لفظ الجلالة "الله " في سور القرآن السابقة لسورة الرحمن في ترتيب المصحف. وكانت المفاجأة الرائعة أن عددها هو 2418 مرة. ما وجه الإعجاز في هذا العدد؟
إنه يساوي: 78 × 31.
لنتأمل هذين العددين جيدا ..
78: هو عدد آيات سورة الرحمن، و 31: هو عدد مرات تكرار الآية " فبأي ْآلاء ربكما تكذبان). وفي لغة الأرقام ما يزيد على هذا التوضيح.
هل هي مصادفة أن يأتي عدد مرات تكرار لفظ الجلالة في السور السابقة لسورة الرحمن عددا يساوي 78 × 31؟ أم أنه الترتيب الإلهي لكتابه المعجزة؟
إن التفسير المناسب لما نلمسه هنا هو قوله تعالى:
" أفلا يتدبرون القرآن، ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا " 82 النساء.
التدبر الذي لا حدود له، المفتوح على كل الاتجاهات، وغير المحصور في زاوية ضيقة واحدة .. ومع وضوح هذا المعنى فبعضهم يصر ان ينظر إلى القرآن من الزاوية التي تروق له، وفوق ذلك يزعم انها المنطقة التي سمحت بها الاية الكريمة.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[13 Apr 2009, 10:03 ص]ـ
سأفسره لك إذا فسرت لي كل خطوة خطوتها.
بمعنى: لماذا فعلت كذا ولم تفعل غيره!
وإذا لم تستطع ذلك فكيف سأستطيع أنا تفسير نتيجة لم تُفَسَّر لي مقدماتها؟!
نهاية الكلام:
أنا أعمل الآن على كتاب (النظام العددي في القرآن) ومشكلتي معه كيف أختصره إلى 400 صفحة .. فإذا انتهيت منه ويسر الله لنا طباعته ستجد فيه ما تبحث عنه، ومع ذلك اما لاحظت في مشاركاتي الأخيرة خيطا يربط بينها؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[13 Apr 2009, 11:58 ص]ـ
قد أقررت الآن بفشلك إذ لم تستطع الجواب على هذا السؤال، فصرت تريد إنهاء النقاش.
وما دمت غير قادر على النقاش فعلام تشارك في هذه المنتديات؟ انشر كتابك هذا وانتظر ثناء العوام الذين تغرهم مثل هذه الأشياء.
فلا أنت تقدر كلام أهل العلم، ولا أنت قادر على الحوار.
أعلم أن وجود أمثالك هو من ضرورات الحياة، وهي من سنن الله في الكون، لقد يسر الله سبحانه لعمار بن ياسر من يهينه ويعذبه، لينال على ذلك الأجر والثواب ..
أكثر الله من امثالك، فإن في ذلك خيرا لي .. ووبالا عليك.
قال ابن عقيل الحنبلي: " اعلم أنه إذا انتهى الجدال إلى المسابة، دل على أن الذي حمله على ذلك ضيق عطنه وانقطاعه عن حجته ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المثنى]ــــــــ[13 Apr 2009, 01:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
إذا تكرم الأستاذ الكريم عبدالله جلغوم بالإجابة على استفساري التالي:
ما هو السبب تحديداً في اختياركم سورة الرحمن وعدد آياتها كمحور لتقسيم سور القرآن وآياته وإجراء هذا النظم العددي المحدد عليها؟
- هل لأن مجموع (عدد آياتها) و (رقم ترتيبها في المصحف) يقبل القسمة على 19؟
- أم لأن سورة الرحمن تخلوا من لفظ الجلالة (الله)؟
- أم لتميز سورة الرحمن بتكرار الآية الكريمة (فبأي آلاء ربكما تُكذبان) ضمنها؟
وهل اختيارها كمحور تقسيم يمكن أن ينطبق على سور أخرى بذات الطريقة التفصيلية التي تفضلتم بتوضيح طريقة حسابها؟ أي: هل يمكننا اختيار سورتي الحديد والمجادلة اللتان تنصفان القرآن (من حيث عدد السور) كمحور لتقسيم سور القرآن وآياته؟ وهل ستختلف طريقة معالجة الأعداد (كمجاميع الأيات ومجاميع ترتيب السور) بين سورتي المجادلة والحديد وبين سورة الرحمن التي تفضلتم ببيان مفصل حولها؟
شاكراً لكم تجاوبكم وتفضلكم بالإجابة.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[13 Apr 2009, 01:47 م]ـ
أبو الحسنات الدمشقي قد أقررت الآن بفشلك إذ لم تستطع الجواب على هذا السؤال، فصرت تريد إنهاء النقاش
وهل لديك شيء حتى نناقشه؟ كل ما لديك أنك تصف ما أكشفه لك ولغيرك من مظاهر إحكام القرآن في ترتيبه بأنه عبث ... فماذا تريد مني؟ أن أصفق لك ام أقبل جبينك؟
جميل مني أنني أرد عليك .. ولن تظفر مني بغير هذه المرة بعد الآن.
صدق من قال: عدو عاقل خير من صديق جاهل.
أنا في كل مرة أطرح شيئا جديدا، فما الذي تطرحه أنت؟
هل أجبت على سؤال واحد مما طلبته منك؟ كم مرة طلبت منك أن تفسر لأعضاء المنتدى ولزائريه أين العبث الذي تدعيه؟ ربما لو فعلت ذلك لكنت فتحت بابا للنقاش، افعل ذلك واخدم القرآن.
وما دمت غير قادر على النقاش فعلام تشارك في هذه المنتديات؟ انشر كتابك هذا وانتظر ثناء العوام الذين تغرهم مثل هذه الأشياء.
بل أصحاب العقول الناضجة الواعية، إن أصحاب الرسائل التي تصلني هم من حملة الشهادات العليا ومن المتخصصين، لم يخاطبني من العوام احد سواك.
أما لماذا أشارك في المنتديات فلأن من بين اعضائها من هم مختلفون عنك.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 Apr 2009, 02:32 م]ـ
سؤال إلي الأستاذ الفاضل عبد الله جلغوم
هل تجد اختلافا في القرآن الكريم؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[13 Apr 2009, 04:41 م]ـ
سؤال إلي الأستاذ الفاضل عبد الله جلغوم
هل تجد اختلافا في القرآن الكريم؟
أجده كما وصفه سبحانه (الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير)
1 سورة هود.
محكم في لغته وفي ترتيبه ..
لا أريد أن أفتح موضوعا جديدا، ولكن، تامل:
في سورة هود السورة رقم 11 تأتي الآية التي تتحدى المشككين بالقرآن ان يأتوا بمثله: (أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين). الآية 13.
1 - الآية الأولى في السورة جاءت مؤلفة من 10 كلمات.
2 - سورة هود جاءت بعد 10 سور من بداية المصحف.
3 - الآية التي جاء فيها ذكر العدد 10 (بعشر سور) جاءت قبل نهاية السورة بـ 110 آيات. هذا العدد يساوي 11 × 10.
لاحظ كيف يتضمن إشارتين: واحدة لرقم السورة والثانية للعدد 10 ..
4 - إذا أحصينا أعداد الآيات ابتداء من البسملة وحتى نهاية سورة هود (حيث الآية التي تذكر العدد 10) سنجدها 1596. هذا العدد يساوي 114 × 14.
إضافة إلى إشارته للعدد 114 عدد سور القرآن فإن حاصل طرح العددين 114 و 14 هو 100 أي 10 × 10.
والحديث طويل، وفيما ذكرته كفاية، وأرجو أن يكون واضحا.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[13 Apr 2009, 04:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
إذا تكرم الأستاذ الكريم عبدالله جلغوم بالإجابة على استفساري التالي:
ما هو السبب تحديداً في اختياركم سورة الرحمن وعدد آياتها كمحور لتقسيم سور القرآن وآياته وإجراء هذا النظم العددي المحدد عليها؟
- هل لأن مجموع (عدد آياتها) و (رقم ترتيبها في المصحف) يقبل القسمة على 19؟
- أم لأن سورة الرحمن تخلوا من لفظ الجلالة (الله)؟
- أم لتميز سورة الرحمن بتكرار الآية الكريمة (فبأي آلاء ربكما تُكذبان) ضمنها؟
وهل اختيارها كمحور تقسيم يمكن أن ينطبق على سور أخرى بذات الطريقة التفصيلية التي تفضلتم بتوضيح طريقة حسابها؟ أي: هل يمكننا اختيار سورتي الحديد والمجادلة اللتان تنصفان القرآن (من حيث عدد السور) كمحور لتقسيم سور القرآن وآياته؟ وهل ستختلف طريقة معالجة الأعداد (كمجاميع الأيات ومجاميع ترتيب السور) بين سورتي المجادلة والحديد وبين سورة الرحمن التي تفضلتم ببيان مفصل حولها؟
شاكراً لكم تجاوبكم وتفضلكم بالإجابة.
أسئلة ذكية، وتدل على ذكاء واضعها.
وأرى من خلالها من يريد أن يفهم، لا من يريد أن يحارب.
الأخ الكريم:
قل لي أولا: هل تجد فيما قرأته من مشاركاتي عبثا؟ إن كان ذلك فلا حاجة لك بالجواب. وإن كان غير ذلك وتريد البحث، يمكنك الكتابة إلي على بريدي، وسأجيب على أسئلتك بما يسرك.
abd_jalghoum@yahoo.com
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد براء]ــــــــ[13 Apr 2009, 06:09 م]ـ
كل ما لديك أنك تصف ما أكشفه لك ولغيرك من مظاهر إحكام القرآن في ترتيبه بأنه عبث ... فماذا تريد مني؟ أن أصفق لك ام أقبل جبينك؟]
لا تقبل جبيني ولا تصفق لي، ومطلبي منك واضح كررته مراراً، وهو بيان الأسس العلمية لاختيار عملية حسابية دون الأخرى.
وأنت تتهرب من هذا السؤال فتفتح موضوعاً جديداً في كل مرة، مع أن هذا لا يجدي شيئاَ.
أما العام الماضي فقد أوردت عليك قضية اختلاف الأعداد ولم تأتني بجواب حتى الآن.
جميل مني أنني أرد عليك .. ولن تظفر مني بغير هذه المرة بعد الآن
بل الرد منك واجب وليس كرماً منك وفضلاً، وإن لم ترد فهذا يعد انقطاعاً منك وفشلاً.
فلا تتهرب بمثل هذا الكلام.
هل أجبت على سؤال واحد مما طلبته منك؟ كم مرة طلبت منك أن تفسر لأعضاء المنتدى ولزائريه أين العبث الذي تدعيه؟
يا أخي هناك شيء متقرر عند أرباب العقول، وهو أن تفسير النتيجة دون تفسير مقدماتها التي انبنت عليها محال.
فكيف تريد مني أن أفسر نتائج أنت لا تعرف تفسيراً لمقدماتها فكيف أعرفه أنا؟!.
وقلت لك: إن فسرت لي المقدمات فسرت لك النتائج.
بل أصحاب العقول الناضجة الواعية، إن أصحاب الرسائل التي تصلني هم من حملة الشهادات العليا ومن المتخصصين، لم يخاطبني من العوام احد سواك.
أما لماذا أشارك في المنتديات فلأن من بين اعضائها من هم مختلفون عنك.
أولا الشهادات العليا لا قيمة لها في هذا المحل، ثم ما هو موقفك من كلام الدكتور خالد السبت؟ التحقير والازدراء دون الرد العلمي.
وأنا لم أرى أحداً من أهل هذا الملتقى من أصحاب الشهادات العليا يؤيدك لا الدكتور عبد الرحمن ولا الدكتور مساعد، بل نبهاك إلى مبالغتك وتعنتك.
واعلم أنك ما دمت تكتب في هذا المنتدى فمن حق أي عضو أن يرد عليك ما دام رده علمياً، وإن كنت لا ترغب بذلك فقم بإنشاء موقع لك تبث منه مقالاتك ولا يعكر عليك أحد.
وإن كان غير ذلك وتريد البحث، يمكنك الكتابة إلي على بريدي، وسأجيب على أسئلتك بما يسرك abd_jalghoum@yahoo.com
لماذا لا تجيب هنا؟
الأخ سألك هنا ومن واجبك الجواب هنا لا على البريد.
وأنا أرجو الأخ بنشر جوابه إن حصل بينكما تراسل.
والأخ عبد الله يسلك مثل هذه الطرق ليوهم القراء بأن لديه أسراراً وعجائب، وهي إحدى طرق الهروب عنده.
عندما سأله احد الأخوة في مشاركة سابقة: " ما تفسيرك كون سورة الأعراف أطول من سورة آل عمران بست آيات؟
ما هو تفسيرك كون سورة الشعراء أطول من سورة آل عمران والأعراف؟
ما هو تفسيرك كون سورة الكوثر أقصر من سورة الناس؟
إلى قائمة لا تنتهي. "
أجاب بهذا الجواب:
لدي الإجابة لكل تساؤلاتك، ولمائة مثلها .. ولكنني لن اجيبك لأن أسلوبك في التعامل مع هذا الموضوع لا يعجبني. أراك تغرد خارج السرب، وكلما حاول أحد الفضلاء أن يطفيء ما تفتعله من الحرائق، زدتها حطبا.
فانظر هذه النبرة المتعالية في مناقشته لإخوته، وهي مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يجلس ليستمع للعجائز والجواري.(/)
سؤال عاجل وأحتاج المساعده
ـ[احمد البرادعى]ــــــــ[13 Apr 2009, 03:13 ص]ـ
(السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)
يقول تعالى ((وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا)) الكهف 21
أستدل بعض الذين ينتسبون عندنا إلى العلم بهذه الأية على جواز الصلاة فى المساجد التى بها قبور بل واستحب ذلك!!!!!! ............
وحينما سئل عن وجه الدلالة من هذه الأية قال ......... أن الله حينما تحدث فى هذه الأية عن أهل الكهف وما فغل بهم لم ينكر صنيع هؤلاء فى الأية صراحة فدل ذلك على الجواز!!!!!! .........
* قلنا له هذا أمرٌ خاص بشرع من قبلنا ......... والقاعدة فى ذلك معروفة
فأنكر هذه القاعده
فذكرناه بقوله صلى الله عليه و سلم في الحديث الصحيح المشهور: " ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ". وفي رواية: " ألا إن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله "
فكيف تقول إن الله أقرهم ولم يرد عليهم مع أن الله لعنهم على لسان نبيه صلى الله عليه و سلم فأي رد أوضح وأبين من هذا؟
وما مثل من يستدل بهذه الآية على خلاف الأحاديث المتقدمة إلا كمثل من يستدل على جواز صنع التماثيل والأصنام بقوله تعالى في الجن الذين كانوا مذللين لسليمان عليه السلام:} ((يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات)) {يستدل بها على خلاف الأحاديث الصحيحة التي تحرم التماثيل والتصاوير وما يفعل ذلك مسلم يؤمن بحديثه صلى الله عليه و سلم
.................................................. .................................................. ............... فهل هناك من الأيات ذكرة فى كتاب الله قد ذكر فيها أمر محرم أو منهىٌ عنه لم ينكره الله عز وجل ...... فحرمه النبى - صلى الله عليه وسلم - أو نهى عنه ............... كما فى أية الكهف السابقة وأية سيدنا سليمان ................................... وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[13 Apr 2009, 12:20 م]ـ
الأخ الكريم أحمد،
أولاً: قول الله تعالى على لسان القوم:" لنتخذنّ عليهم مسجداً": صورة الموقف غير واضحة لدينا، وهناك احتمالات. أما الأحاديث التي نهت عن اتخاذ القبور مساجد فواضحة في دلالتها. فكيف نعارض الصريح في دلالته بغير الصريح المحتمِل.
ثانياً: الصورة المرجّحة هنا: الفتية في كهف، ويبدو أنهم ماتوا جميعاً، فاحتار القوم؛ هل ندفنهم كما يُدفن الموتى؟ وما يدرينا لعلهم عادوا في نومتهم الأولى. هل نبقيهم في الكهف من غير دفن؟ وما يدرينا فلعلهم قد ماتوا.
إذن الحل يكون بالبناء على الباب؛ فإذا كانوا نياماً وقاموا فيما بعد يسهل فتح الباب بإزالة ما بُني. وإذا كانوا أمواتاً فهذا الكهف المغلق مدفنهم. ودليلنا على هذا:"قالوا ابنوا عليهم بنياناً ربهم أعلم بهم". إذن فقط الله هو الذي يعلم حقيقة حالهم.
ثالثاً: قرر القوم أن يتخذوا فوق الكهف مسجداً، أي الكهف في الأسفل والمسجد فوق الأرض، وهذا من إيحاءات كلمة (عليهم). ولا بد من سر وراء هذا التصرف. ولشيخي نظرية يقول فيها إن الأرجح أن الكهف في القدس، وأنه كهف صخرة بيت المقدس. ويبدو أن الصخرة التي فوق الكهف هي أرضيّة ثاني بيت وضع للناس (الأقصى) ثم اتسع المسجد من حولها حتى بلغ 144 دونما.
إذا كان هذا صحيحاً فدوافع القوم لبناء المسجد فوق الكهف هو معرفتهم عن طريق خبر النبوة أن الفتية كانوا يلجأون إلى المكان للعبادة، ومن هنا نفهم التعريف في قولهم: فأووا إلى الكهف .. "؛ فبناء المسجد كان لأنه في الأصل له مسجديته، ولأن القوم في الأسفل أي في الكهف، فلا إشكال. لأن الإشكال في اتخاذ القبر مسجداً. وهم اتخذوا فوق الكهف مسجداً لأنه في الأصل ثاني مسجد وضع للناس.
رابعاً: إذن يصبح السؤال: هل يجوز بناء مسجد فوق بناء فيه بعض القبور، كأن تكون تسوية فيها قبور، ثم يبنى المسجد فوقها؟ نقول: يجوز ذلك للآتي:
1. أنّ بناء المسجد لا يقصد به القبور في الأسفل، فإن كان لخصوصية من في القبور فلا يجوز.
(يُتْبَعُ)
(/)
2. الناس فوق والقبور تحت (والسقف السفلي حاجز) ليس فيه أي شبهة تقديس، بل للأمر دلالة عكسية، ألا ترى أن أبا أيوب الأنصاري قد تحرّج أن يكون في الطابق العلوي والرسول عليه السلام في الأسفل (القصة مشهورة).
3. لا ينطبق النهي عن الجلوس فوق القبر على هذه الصورة، لوجود فراغ الكهف ثم السقف حاجزاً.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 Apr 2009, 03:24 م]ـ
ولشيخي نظرية يقول فيها إن الأرجح أن الكهف في القدس، وأنه كهف صخرة بيت المقدس. ويبدو أن الصخرة التي فوق الكهف هي أرضيّة ثاني بيت وضع للناس (الأقصى) ثم اتسع المسجد من حولها حتى بلغ 144 دونما.
إذا كان هذا صحيحاً فدوافع القوم لبناء المسجد فوق الكهف هو معرفتهم عن طريق خبر النبوة أن الفتية كانوا يلجأون إلى المكان للعبادة، ومن هنا نفهم التعريف في قولهم: فأووا إلى الكهف .. "؛ فبناء المسجد كان لأنه في الأصل له مسجديته، ولأن القوم في الأسفل أي في الكهف، فلا إشكال. لأن الإشكال في اتخاذ القبر مسجداً. وهم اتخذوا فوق الكهف مسجداً لأنه في الأصل ثاني مسجد وضع للناس.
رابعاً: إذن يصبح السؤال: هل يجوز بناء مسجد فوق بناء فيه بعض القبور، كأن تكون تسوية فيها قبور، ثم يبنى المسجد فوقها؟ نقول: يجوز ذلك للآتي:
1. أنّ بناء المسجد لا يقصد به القبور في الأسفل، فإن كان لخصوصية من في القبور فلا يجوز.
2. الناس فوق والقبور تحت (والسقف السفلي حاجز) ليس فيه أي شبهة تقديس، بل للأمر دلالة عكسية، ألا ترى أن أبا أيوب الأنصاري قد تحرّج أن يكون في الطابق العلوي والرسول عليه السلام في الأسفل (القصة مشهورة).
3. لا ينطبق النهي عن الجلوس فوق القبر على هذه الصورة، لوجود فراغ الكهف ثم السقف حاجزاً.
الأخ الفاضل أبا عمرو
اعتقد أن هذا الكلام فيه نظر.
لأنه لا يجوز أن نبني أحكاما فقهيه على فهم يحتمل الخطأ والصواب، ولو صح هذا الافتراض من شيخك أن الكهف كان تحت بيت المقدس فلا يصح أن يبنى عليه حكم لأنه لا دلالة فيه على جواز بناء المساجد على القبور.
المقابر ملك "لأهل القبور" ما دامت مقابر ولها حرمتها، والمقابر من المواضع التى جاء النهي عن أن تتخذ موضعاً للصلاة وقول النبي صلى الله عليه وسلم "ألا فلا تتخذوا القبور مساجد إني انهاكم عن ذلك" صريح في ذلك.
وعلى كلامك يصح أن نقتطع من المقبرة جزءا ونرفع فوقها بناء فتكون المقبرة في الدور الأرضي والمسجد في الدور الأول دون أن تمس القبور. وهذا الفعل لا شك أنه داخل تحت النهي.
أما الآية فإن فيها إشارة إلى أن عمل الذين غلبوا على أمرهم كان عملاً غير مشروع لأن العمل المشروع لا يجوز أن يتنازع فيه. ولهذا كان عملهم هذا بناء على الغلبة ففعلوا ما وافق هواهم. وأيضا عملهم هذا يشم منه رائحة التعظيم والغلو.
والله أعلى وأعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[13 Apr 2009, 04:07 م]ـ
الأخ الكريم محب القرآن:
1. ما نقلته عن شيخي هو احتمال من الاحتمالات. وقصدت أن النص من سورة الكهف يحتمل وبالتالي لا يصلح للاحتجاج به في مواجهة النصوص الصريحة التي تنهى عن اتخاذ القبور مساجد. حتى كلامك في أنهم تنازعوا ... هو من ضمن احتمالات النص، وبالتالي لا يصلح أن نأخذ منه حكماً شرعياً. فكيف إذا كان يخالف صريح النصوص.
2. نعم لا أرى أي مانع من أن يعلوا المسجد بناءً فيه قبور بشرط أن لا يكون الدافع للبناء هو القبور. والمنهي عنه اتخاذ القبور مساجد. فما معنى الاتخاذ؟ ولنتذكر قوله تعالى:" واتخذ الله إبراهيم خليلاً".
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 Apr 2009, 05:18 م]ـ
الأخ الكريم محب القرآن:
1. ما نقلته عن شيخي هو احتمال من الاحتمالات. وقصدت أن النص من سورة الكهف يحتمل وبالتالي لا يصلح للاحتجاج به في مواجهة النصوص الصريحة التي تنهى عن اتخاذ القبور مساجد. حتى كلامك في أنهم تنازعوا ... هو من ضمن احتمالات النص، وبالتالي لا يصلح أن نأخذ منه حكماً شرعياً. فكيف إذا كان يخالف صريح النصوص.
2. نعم لا أرى أي مانع من أن يعلوا المسجد بناءً فيه قبور بشرط أن لا يكون الدافع للبناء هو القبور. والمنهي عنه اتخاذ القبور مساجد. فما معنى الاتخاذ؟ ولنتذكر قوله تعالى:" واتخذ الله إبراهيم خليلاً".
الأخ الفاضل
(يُتْبَعُ)
(/)
التنازع ذكرته الآية "إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ" وقلت هذا فيه إشارة إلى أن بناء المسجد لم يكن مشروعا فلو كان مشروعا لأدى الغرض الذي اقترحه الفريق الآخر ولما تنازعوا.
أما معنى الاتخاذ فهو واضح فمعنى الحديث لا تجعلوها أماكان للصلاة وهذا عام سواء كان القصد من ذلك تعظيم القبور أو عدمه.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 Apr 2009, 05:41 م]ـ
الأخ الفاضل
التنازع ذكرته الآية "إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ" وقلت هذا فيه إشارة إلى أن بناء المسجد لم يكن مشروعا فلو كان مشروعا لأدى الغرض الذي اقترحه الفريق الآخر ولما تنازعوا.
أما معنى الاتخاذ فهو واضح فمعنى الحديث لا تجعلوها أماكان للصلاة وهذا عام سواء كان القصد من ذلك تعظيم القبور أو عدمه.
بعد أن كتبت هذه المشاركة بحثت في كلام أهل العلم فوقفت على هذا الكلام لأبن رجب رحمه الله تعالى في كتابه فتح الباري شرح صحيح البخاري فوجدت ولله الحمد موافق لما فهمته من الآية وهذا نصه:
"باب
هل تنبش قبور مشركي الجاهلية، ويتخذ مكانها مساجد
لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لعن الله اليهود؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد))
وما يكره من الصلاة في القبور.
ورأى عمر أنس بن مالك يصلي عند قبر، فقال: القبر القبر، ولم يأمره بالإعاده.
مقصود البخاري بهذا الباب: كراهة الصلاة بين القبور واليها، واستدل لذلك بان اتخاذ القبور مساجد ليس هو من شريعة الإسلام، بل من عمل اليهود، وقد لعنهم النبي - صلى الله عليه وسلم - على ذلك.
وقد خرج البخاري هذا الحديث فيما تقدم، وسيأتي قريبا - أن شاء الله تعالى.
وقد دل القران على مثل ما دل عليه هذا الحديث، وهو قول الله عز وجل في قصة أصحاب الكهف: {قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً}
[الكهف: 12]، فجعل اتخاذ القبور على المساجد من فعل أهل الغلبة على الأمور، وذلك يشعر بان مستند القهر والغلبة واتباع الهوى، وانه ليس من فعل أهل العلم والفضل المتبعين لما انزل الله على رسله من الهدى.
وإذا كرهت الصلاة إلى القبور وبينها، فإن كانت القبور محترمة اجتنبت الصلاة فيها، وأن كانت غير محترمة كقبور مشركي الجاهلية ونحوهم ممن لا عهد له ولا ذمة مع المسلمين فإنه يجوز نبشها ونقل ما يوجد فيها من عظامهم، والصلاة في موضعها؛ فإنها لم تبق مقبرة ولا بقي فيها قبور، وقد نص الإمام أحمد على ذلك في رواية المروذي.
وأما ما ذكره عن عمر- رضي الله عنه -، فمن رواية سفيان، عن حميد، عن أنس، قال: رأني عمر وأنا اصلي إلى قبر، فجعل يشير إلي: القبر القبر.
ورواه إسماعيل بن جعفر عن حميد، عن أنس، حدثه أنه قام يصلي إلى قبر لا يشعر به، فناداه عمر: القبر القبر. قال: فظننت أنه يقول: القمر، فرفعت راسي، فقال رجل: أنه يقول: القبر، فتنحيت.
وروي عن أنس، عن عمر من وجوه أخر.
وروى همام: ثنا قتادة، أن أنسا مر على مقبرة وهم يبنون مسجدا، فقال أنس: كان يكره أن يبنى مسجد في وسط القبور.
وقال أشعث: عن ابن سيرين: كانوا يكرهون الصلاة بين ظهراني القبور.
خرج ذلك كله أبو بكر الأثرم.
وقال: سمعت أبا عبد الله - يعني: أحمد - يسال عن الصلاة في المقبرة؟ فكره الصلاة في المقبرة. فقيل له: المسجد يكون بين القبور، أيصلي فيه؟ فكره ذَلِكَ. قيل لَهُ: أنه مسجد وبينه وبين القبور حاجز؟ فكره أن يصلي فيه الفرض، ورخص أن يصلي فيه على الجنائز. وذكر حديث أبي مرثد الغنوي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((لا تصلوا إلى القبور))، وقال: إسناد جيد.
وحديث أبي مرثد هذا: خرجه مسلم، ولفظه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا تجلسوا على القبور، ولا تصلوا إليها)).
وروي عن عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه عن أبي سعيد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال:
((جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، إلا المقبرة والحمام)).
خرجه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه والترمذي وابن حبان والحاكم
وصححه.
وقد اختلف في إرساله ووصله بذكر ((أبي سعيد)) فيه، ورجع كثير من الحفاظ إرساله: عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، ومنهم: الترمذي والدارقطني.
وفي هذا الباب أحاديث أخر، قد استوفيناها في ((في كتاب شرح الترمذي)).
وأما ما ذكره البخاري: أن عمر لم يأمر أنسا بالإعادة.
فقد اختلف في الصلاة في المقبرة: هل تجب إعادتها، أم لا؟
وأكثر العلماء على أنه لا تجب الإعادة بذلك، وهو قول مالك، والشافعي، واحمد في رواية عنه.
والمشهور عن أحمد الذي عليه عامة أصحابه: أن عليه الإعادة؛ لارتكاب النهي في الصلاة فيها.
وهو قول أهل الظاهر - أو بعضهم -، وجعلوا النهي هاهنا لمعنى يختص بالصلاة من جهة مكانها، فهو كالنهي عن الصلاة المختص بها لزمانها كالصلاة في أوقات النهي، وكالصيام المنهي عنه لأجل زمنه المختص به كصيام العيدين.
حتى أن من أصحابنا من قال: متى قلنا: النهي عن الصلاة في المقبرة والأعطان ونحوها للتحريم، فلا ينبغي أن يكون في بطلان الصلاة فيها خلاف عن أحمد، وإنما الخلاف عنه في عدم البطلان مبني على القول بأنه مكروه كراهة تنزيه."
انتهى كلامه رحمه الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[13 Apr 2009, 11:20 م]ـ
الأخ الكريم محب القرآن،
لا داعي لإطالة الكلام في مسائل غير مختلف فيها، وكل ما ذكرته لا علاقة له بمحل النزاع. وباختصار لا تصلح الآية من سورة الكهف دليلاً لمن زعم أنها تفيد إباحة اتخاذ القبور مساجد. وليتك تأتيني بما يمنع أن يكون القبر على الصورة التي أوضحناها، فكل الصور التي ذكرتها لا نخالف فيها.
ـ[ابوراكان]ــــــــ[13 Apr 2009, 11:36 م]ـ
تأمل قوله تعالى (قال الذين غلبوا على أمرهم)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 Apr 2009, 11:43 م]ـ
الأخ الكريم محب القرآن،
لا داعي لإطالة الكلام في مسائل غير مختلف فيها، وكل ما ذكرته لا علاقة له بمحل النزاع. وباختصار لا تصلح الآية من سورة الكهف دليلاً لمن زعم أنها تفيد إباحة اتخاذ القبور مساجد. وليتك تأتيني بما يمنع أن يكون القبر على الصورة التي أوضحناها، فكل الصور التي ذكرتها لا نخالف فيها.
الأخ الفاضل أبو عمرو
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا: ليس هناك نزاع ولله الحمد.
ثانياً: ما كتبته أنا وارد في بيان أن آية سورة الكهف ليس فيها دليل ولو عن طريق الاحتمال بجواز بناء المساجد على القبور.
أما الصورة التي ذكرتها أنت فكل ما ذكرته أنا دليل على المنع.
ـ[احمد البرادعى]ــــــــ[14 Apr 2009, 01:44 ص]ـ
((السلام عليكم ورحمة الله وبركاته))
الأخوة الأفاضل جزاكم الله خير على المشاركه ........... ولكن مازال السؤال قام ويحتاج الإ جابة
هل هناك من الأيات ذكرة فى كتاب الله قد ذكر فيها أمر محرم أو منهىٌ عنه لم ينكره الله عز وجل ...... فحرمه النبى - صلى الله عليه وسلم - أو نهى عنه ............... كما فى أية الكهف السابقة وأية سيدنا سليمان ................................... وجزاكم الله خيراً
***** وما تحدثتم عنه موجود فى كتب أهل العلم وهى لا تخفى علينا ................
............... جزاكم الله خيرا وأرجوا من الجميع من عنه أجابة على السؤال ألا يحرمنا من ذلك ............................
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Apr 2009, 11:43 ص]ـ
((السلام عليكم ورحمة الله وبركاته))
الأخوة الأفاضل جزاكم الله خير على المشاركه ........... ولكن مازال السؤال قام ويحتاج الإ جابة
هل هناك من الأيات ذكرة فى كتاب الله قد ذكر فيها أمر محرم أو منهىٌ عنه لم ينكره الله عز وجل ...... فحرمه النبى - صلى الله عليه وسلم - أو نهى عنه ............... كما فى أية الكهف السابقة وأية سيدنا سليمان ................................... وجزاكم الله خيراً
***** وما تحدثتم عنه موجود فى كتب أهل العلم وهى لا تخفى علينا ................
............... جزاكم الله خيرا وأرجوا من الجميع من عنه أجابة على السؤال ألا يحرمنا من ذلك ............................
الأخ الفاضل أحمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم ليس في الآيتين أن القرآن سكت على أمر محرم.
فآية سورة الكهف دلالتها واضحة على أن اتخاذ المسجد غير جائز.
أما آية سورة النمل فليس في الآية ما يدل على أن التماثيل كانت لذوات الأرواح المحرم تصويرها، لا سيما وأن التماثيل كانت محرمة في الوصايا التي أعطيت لموسى عليه الصلاة والسلام ودواد وسليمان عليهما السلام كانا إمتداداً لشريعة موسى.
والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[14 Apr 2009, 12:08 م]ـ
الأخ الكريم البرادعي
أولاً: كررت ذكر قصة سليمان عليه السلام. وإليك ما ذكره القاسمي في محاسن التأويل حول معنى تماثيل:"وتماثيل: أي صور ونقوش منوّعة على الجُدر والسقوف والأعمدة، جَمعُ تمثال: وهو كل ما صُوّر على مثال غيره من حيوان وغير حيوان". لاحظ قوله (وغير حيوان) وعليه تكون الجن قد صنعت لسليمان عليه السلام التماثيل التي هي مثال لغير حيوان.
ثانياً: ما يذكره القرآن من فعل الصالحين هو إقرار ما لم يكن السياق يفيد انكاره.
ثالثاً: ما يذكره القرآن من فعل الطالحين أو في سياق الذم فهو مذموم.
رابعاً: "الذين غلبوا على أمرهم" في قصة الكهف اختلف أهل التفسير في وصفهم. ومن هنا وجدت الخلاف الذي طرح في المداخلات. ثم إن الفعل نفسه غير واضح كما رأيت.
خامساً: في الأمور التشريعية قد يذكر القرآن الكريم شريعة سابقة نسخت في الشريعة الإسلامية، ومثاله:"إني نذرت للرحمن صوماً فلن أكلم اليوم إنسيا"، فالصيام عن الكلام لا يعتبر عبادة في شريعتنا بنص الحديث. أما اتخاذ القبور مساجد فهذه قضية عقدية لم تُشرّع سابقاً، ومن أدلة ذلك:" لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"، أو كما قال. وهذا يعني أنه محرم في الشرائع السابقة.(/)
آثار مدرسة الاستشراق الألمانية في الدراسات القرآنية: عرض وتحليل للدكتور ناصر المنيع
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Apr 2009, 08:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ضمن حولية مركز البحوث والدراسات الإسلامية بجامعة القاهرة، نشر الدكتور ناصر بن محمد المنيع بحثاً في العدد السادس من الحولية من السنة الرابعة 1430هـ بعنوان:
آثار مدرسة الاستشراق الألمانية في الدراسات القرآنية: عرض وتحليل
وقد اشتمل هذا البحث على عرض مبوب مرتب لأهم آثار المستشرقين الألمان في الدراسات القرآنية. وفي البحث يظهر حجم ما نشره المستشرقون الألمان حول القرآن الكريم وتفسيره وعلومه وتأريخه وأعلامه. وهذه الدراسة تمهد لدراسة نقدية علمية لما كتبوا وأنصفوا فيه القرآن من جهة، وما تجاوزوا فيه وأخلوا بالمنهج العلمي أو قصرت أفهامهم أو لغتهم عن إدراكه من جهة أخرى.
ـ[النجدية]ــــــــ[21 Sep 2010, 11:49 ص]ـ
جزاكم الله الجنة
ليتني أحصل على هذا البحث ... !(/)
مقدمات في سورة آل عمران
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[13 Apr 2009, 03:00 م]ـ
بدأت أولى حلقات برنامج بينات في الدورة البرامجية الجديدة يوم الأربعاء الماضي وبدأ الحديث عن سورة آل عمران.
تابعت الحلقة بشغف ويمكنني أن أقول أنها كانت حلقة فتح للدكتور محمد بن عبد العزيز الخضيري (ولا أنقص هنا من قدر الأفاضل الدكتور مساعد والدكتور عبد الرحمن). أعجبتني بعض الوقفات فنقلتها لكم للفائدة
مقدمات في سورة آل عمران
برنامج بينات
سر تسمية السورة:
عمران المقصود في السورة هو والد مريم عليها السلام لأن أصل السورة وموضوعها الأساس هو محاجّة أهل الكتاب في تأليههم لعيسى عليه السلام فذِكر آل عمران في السورة ليقال على أن عيسى هذا له نسب وله أهل وليس إلهاً كما تزعمون يا ايها النصارى وهذا على ما اعتقد سر تسمية السورة بهذا الإسم، بإسم هذه الأسرة أي أن عيسى هذا هو فرد من أفراد أسرة صالحة مشهورة بالنبوة والرسالة فإياكم أن تفعلوا كما فعل النصارى. ثمانون آية من السورة جاءت لهذا الغرض.
مناسبات هذه السورة مع ما قبلها وهي سورة البقرة: عندما تتأمل السورتين فهما متلازمتان وعندما تنظر إليهما تجد أن بينهما تكاملاً نشير إلى بعض وجوه هذا التكامل بين السورتين:
في سورة البقرة قال في بدايتها (الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)) ذكر الفلاح في أول سورة البقرة وفي آخر سورة عمران جاء قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200)) أول سورة البقرة وخاتمة سورة آل عمران ذكر فيهما الفلاح كأنهما سورة واحدة.
في سورة البقرة يذكر الله سبحانه وتعالى هداية الكتاب للناس جميعاً ثم يذكر أصناف الناس المؤمنون ثم الكافرون ثم المنافقون وصفاتهم، في سورة آل عمران يذكر الشبهات التي نشأت بعد نزول هذا الكتاب والاعتراضات التي جاءت من الطوائف ومنهم النصارى. فيقول تعالى في أول السورة (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7)) هذا بعد نزول الكتاب وهذا تعريف بالكتاب وأنه جاء هدى للناس (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) البقرة)
في البقرة ذكر قصة آدم عليه السلام وأنه خُلِق من غير أب ولا أم وفي سورة آل عمران ذكر قصة خلق عيسى عليه السلام من أم بلا أب فكأنما يقول إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم الذي ذكرنا لكم قصة خلقه في سورة البقرة فإن كنتم تعجبون من هذا فذاك أعجب.
اليهود، في سورة البقرة جاء الحجاج معهم والتذكير لهم بنعمة الله وقصتهم والتفصيل في ذلك وبيان أنهم كذبوا وجحدوا وأكثروا من الاعتراض والمحاجة، وفي آل عمران مع النصارى لأن الطائفتين مقترنتان إذا ذُكرت إحداهما ذُكرت الأخرى. وهما تفسير لما جاء في فاتحة الكتاب (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)) المغضوب عليهم اليهود ذكروا في سورة البقرة والضالين النصارى ذكروا في سورة آل عمران.
(يُتْبَعُ)
(/)
من المناسبات أيضاً أنه في سورة البقرة كثر الحث على الجهاد (كتب عليكم القتال كره لكم) وذكر القتال وما يتصل به وفي سورة آل عمران ذُكر الجهاد في غزوة بدر وغزوة أُحد وتبعاته والبلاء به وأن الله يتخذ من المؤمنين شهداء والدروس المستفادة من هذا الجهاد. ولذلك قرابة ستين أو أكثر آية من سورة آل عمران في غزوة أُحد دروسها وفوائدها وأشير إلى غزوة بدر في آيتين أو أربع آيات والباقي في غزوة أُحد.
في خواتيم سورة البقرة جاء الدعاء ولكنه دعاء يتصل بأصل التشريع أن لا يكلفنا الله بما لا نطيق وأن لا يؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا وفي أول وآخر سورة آل عمران ورد الدعاء بالثبات على الإيمان وفي مغفرة الذنوب (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (8)) (رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (194)) هناك مناسبة في الدعاء، في البقرة جاء الدعاء في آخرها وفي آل عمران جاء الدعاء في آخرها، في البقرة جاء الدعاء في أصل الدين وأصل التكليف وفي آل عمران جاء الدعاء بالثبات وما يتصل بذلك.
بُنيت سورة آل عمران على ركنين أساسيين
أولهما تقرير عقيدة الألوهية والتوحيد ومحاجة النصارى هو في هذا الأصل لأنهم يجادلون في ألوهية عيسى أو في بنوته ولكن الله سبحانه وتعالى يؤكد في هذه الآية التي تصل إلى 83 آية يذكرون أنها نزلت مرة واحدة كلها جدال مع النصارى في هذا الأصل وهو إثبات عقيدة الألوهية وأن الله سبحانه وتعالى هو وحده المستحق للعبادة وأن عيسى عليه السلام ما هو إلا نبي من الأنبياء الذين أرسلهم الله تعالى.
الركن الثاني هو التشريع وخاصة تشريع الجهاد وتفاصيله كما ذكر في غزوة أُحد وأطال في تفاصيلها وقد كان لها وضع خاص عندما تقهقر المسلمون وكان لهم فيها درس غير درس غزوة بدر التي كان فيها انتصارات وغنائم، أُحد كان فيها انكسار وأصيب النبي عليه الصلاة والسلام وقُتل من الصحابة كثير واستشهد حمزة رضي الله عنه فكان درساً قاسياً جداً فجاءت سورة آل عمران تفصِّل في هذا الجانب. وآيات الجهاد في السورة فيها دروس كثيرة جداً وعِبَر للجهاد في الإسلام وأحكامه وتشريعه. (إبن القيم في كتابه زاد المعاد إستفاض في ذكر الدروس المستنبطة من غزوة أُحد)
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[13 Apr 2009, 03:12 م]ـ
الأخت الكريمة " سمر "
جزاك الله خيرا ونفع بك الأمة
ـ[معلمة]ــــــــ[01 May 2009, 12:15 م]ـ
جزاك الله خيرا فعلا حلقة ممتعة(/)
جناح بن حبيش
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[13 Apr 2009, 11:13 م]ـ
بحثت عن ترجمة جناح بن حبيش ــ أحد القراء ــ في طبقات القراء لابن الجزري،ومعرفة القراء الكبار للذهبي وغيرها من كتب التراجم .......... فلم أعثر له على ترجمة.
فمن عرف فليرشد أخاه،وفق الله الجميع لكل خير.(/)
استشارة حول موضوع لأطروحة علمية. آمل التفاعل
ـ[ابوراكان]ــــــــ[13 Apr 2009, 11:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي في الله تقدمت بحجز فكرة بحثية بعنوان
< أقوال الشيخ بكر أبوزيد في التفسير-جمعا ودراسة>
مارأيكم في الفكرة. علما انني لم أبدأ بجمع أقواله ولاأعلم هل هي كثيرة أم قليلة ,فبماذا تنصحونني وفقكم الله تعالى.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[14 Apr 2009, 01:23 ص]ـ
علما انني لم أبدأ بجمع أقواله ولاأعلم هل هي كثيرة أم قليلة ,فبماذا تنصحونني وفقكم الله تعالى.
وفقكم الله يا أبا راكان وبما أنكم طلبتم النصح فلن نبخل ونصيحتي أنه لا يوجد في المجال البحثي ما يسمى بحجز فكرة، ولو حدث لكانت في نطاق النفس لا النت لأنها في النت لن تكون محجوزة إذ هي قد فشت وظهرت. هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى: لا يصلح البحث في موضوع مجهول لديك، فالحكم على الشيء فرع من تصوره، ولا تصور فلا حكم، وعلى هذا انصح بـ:
جمع تراث الشيخ وتقويم ما يختص بتخصصك ثم زنة ذلك علميا.
وأخذ الرأي بعد ذلك من الغير.
والله أسأل أن يوفقكم وإيانا لما يحبه ويرضاه.
ـ[ابوراكان]ــــــــ[14 Apr 2009, 11:43 ص]ـ
شيخنا الفاضل حفظكم الله المقصود بحجز الفكرة تسجيلها باسمك مبدئيا في القسم الذي تتبع له بحيث لو سجلت من طرف اخر ولو من جامعة أخرى تكون الاحقية لك
وهذا موجود وتم تسجيل فكرتي وتمت الموافقة عليها مبدئيا من القسم ولله الحمد والمنة.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Apr 2009, 01:23 م]ـ
نبذة مختصرة عن السيرة الذاتية
لفضيلة العلامة الشيخ بكر عبدالله أبو زيد
نسبه:
بكر بن عبد الله أبو زيد بن محمد بن عبدالله بن بكر بن عثمان بن يحيى بن غيهب بن محمد, ينتهي نسبه إلى بني زيد الأعلى, وهو زيد بن سويد بن زيد بن سويد بن زيد بن حرام بن سويد بن زيد القضاعي, من قبيلة بني زيد القضاعية المشهورة في حاضرة الوشم, وعالية نجد, وفيها ولد عام 1365 هـ.
حياته العلمية:
درس في الكتاب حتى السنة الثانية الابتدائي, ثم انتقل إلى الرياض عام 1375 هـ, وفيه واصل دراسته الابتدائية, ثم المعهد العلمي, ثم كلية الشريعة, حتى تخرج عام 87 هـ/ 88 هـ من كلية الشريعة بالرياض منتسبا, وكان ترتيبه الأول.
وفي عام 1384 هـ انتقل إلى المدينة المنورة فعمل أمينا للمكتبة العامة بالجامعة الإسلامية.
وكان بجانب دراسته النظامية يلازم حلق عدد من المشايخ في الرياض ومكة المكرمة والمدينة المنورة.
ففي الرياض أخذ علم الميقات من الشيخ القاضي صالح بن مطلق, وقرأ عليه خمسا وعشرين مقامة من مقامات الحريري, وكان- رحمه الله- يحفظها, وفي الفقه: زاد المستقنع للحجاوي, كتاب البيوع فقط.
وفي مكة قرأ على سماحة شيخه, الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز كتاب الحج, من (المنتقى) للمجد ابن تيمية, في حج عام 1385 هـ بالمسجد الحرام.
واستجاز المدرس بالمسجد الحرام الشيخ: سليمان بن عبد الرحمن بن حمدان, فأجازه إجازة مكتوبة بخطه لجميع كتب السنة, وإجازة في المد النبوي.
في المدينة قرأ على سماحة شيخه الشيخ ابن باز في (فتح الباري) و (بلوغ المرام) وعددا من الرسائل في الفقه والتوحيد والحديث في بيته, إذ لازمه نحو سنتين وأجازه.
ولازم سماحة شيخه الشيخ محمد الأمين الشنقيطي نحو عشر سنين, منذ انتقل إلى المدينة المنورة, حتى توفي الشيخ في حج عام 1393 هـ- رحمه الله تعالى- فقرأ عليه في تفسيره (أضواء البيان) , ورسالته (آداب البحث والمناظرة) , وانفرد بأخذ علم النسب عنه, فقرأ عليه (القصد والأمم) لابن عبد البر, وبعض (الإنباه) لابن عبد البر أيضا, وقرأ عليه بعض الرسائل, وله معه مباحثات واستفادات, ولديه نحو عشرين إجازة من علماء الحرمين والرياض والمغرب والشام والهند وإفريقيا وغيرها, وقد جمعها في ثبت مستقل.
وفي عام 1399 هـ / 1400 هـ, درس في المعهد العالي للقضاء منتسبا, فنال شهادة العالمية (الماجستير) , وفي عام 1403 هـ تحصل على شهادة العالمية العالية (الدكتوراه).
حياته العملية:
وفي عام 87 هـ / 88 هـ لما تخرج من كلية الشريعة اختير للقضاء في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم فصدر أمر ملكي كريم بتعيينه في القضاء في المدينة المنورة, فاستمر في قضائها حتى عام 1400 هـ.
وفي عام 1390 هـ عين مدرسا في المسجد النبوي الشريف, فاستمر حتى عام 1400 هـ.
وفي عام 1391 هـ صدر أمر ملكي بتعيينه إماما وخطيبا في المسجد النبوي الشريف, فاستمر حتى مطلع عام 1396 هـ.
وفي عام 1400 هـ اختير وكيلا عاما لوزارة العدل, فصدر قرار مجلس الوزراء بذلك, واستمر حتى نهاية عام 1412 هـ, وفيه صدر أمر ملكي كريم بتعيينه بالمرتبة الممتازة, عضوا في لجنة الفتوى, وهيئة كبار العلماء.
وفي عام 1405هـ صدر أمر ملكي كريم بتعيينه ممثلا للمملكة في مجمع الفقه الإسلامي الدولي, المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي, واختير رئيسا للمجمع.
وفي عام 1406هـ عين عضوا في المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي, وكانت له في أثناء ذلك مشاركة في عدد من اللجان والمؤتمرات داخل المملكة وخارجها, ودرس في المعهد العالي للقضاء, وفي الدراسات العليا في كلية الشريعة بالرياض.
منقول عن:
http://www.islamgold.com/view.php?gid=4&rid=81
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[14 Apr 2009, 03:31 م]ـ
وهذا موجود وتم تسجيل فكرتي وتمت الموافقة عليها مبدئيا من القسم ولله الحمد والمنة.
هذه معلومة جديدة أفدتها منك ـ جزيت جزيرا ـ إذ لم تكن في نظمنا العلمية.
وفقكم الله
ـ[ابوراكان]ــــــــ[14 Apr 2009, 06:01 م]ـ
د. خضر - محب القران
جزيتم خيرا أسأل الله الايحرمكم الاجر والثواب
ـ[شعلة]ــــــــ[15 Apr 2009, 07:48 ص]ـ
سبحان الله، كانت فكرة الموضوع تراودني بعد وفاة الشيخ رحمه الله ولم يُيسر الله لي البحث فيها فأحمده سبحانه على أن أوجد من يسعى في هذا الموضوع وأسأل الله لك التوفيق
ألا يمكن دراسة الموضوع من زاوية أخرى وهي جهود الشيخ رحمه الله في التفسير وعلوم القرآن إن وُجدت مادة علمية كافية
ـ[ابوراكان]ــــــــ[15 Apr 2009, 03:38 م]ـ
شعلة جزاك الله خيرا , لكن إخوتي مالنصائح والتوجيهات وفقكم الله تعالى
ومالملاحظات والاضافات ان وجدت
أكرر شكرا شعلة
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 Apr 2009, 04:16 م]ـ
شعلة جزاك الله خيرا , لكن إخوتي مالنصائح والتوجيهات وفقكم الله تعالى
ومالملاحظات والاضافات ان وجدت
أكرر شكرا شعلة
الأخ الفاضل أبو راكان
النصيحة كما قال الدكتور خضر وهي أن تقوم بالاطلاع على مؤلفات الشيخ رحمه الله تعالى وتنظر هل في ما كتب الشيخ في التفسير ما يكفى ليكون محل رسالة علمية؟
فإن وجدت فالحمد لله وإن لم .... فأسأل الله أن ييسرلنا ولك الخير.(/)
مقياس العلم ... التدبر
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[14 Apr 2009, 12:27 ص]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أما بعد:
فإن الانتساب لعلم كتاب الله تفسيرا وفهماً من أشرف العلوم وأفضلها, ولئن كان الكثير يقيسون العالم بما لديه من معلومات أو بمقدار ما يحفظ من مسائل وأقوال أو بما لديه من مراتب ودرجات.
فلقد كان النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة من بعده يقيسون العالم ويميِّزونه بميزان غير هذا الميزان ... إنه ميزان التدبر لكتاب الله عز وجل.
فقد أخرج الإمام مسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟ قَالَ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ, قَالَ يَا أَبَا الْمُنْذِر: ِ أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَم؟ ُ قَالَ قُلْتُ:
{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}
قَالَ فَضَرَبَ فِي صَدْرِي وَقَالَ وَاللَّهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ.
فكيف عرف أبيّ رضي الله عنه أنها أعظم آية في كتاب الله؟ وهل أخبره النبي صلى الله عليه وسل بها قبل ذلك؟ وهل كان يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم سيسأله هذا السؤال؟
لقد أجاب رضي الله عنه بهذا الجواب من واقع تدبر لكتاب الله وتفهم لمعانيه ومعرفة أسراره والتأمل بين الآيات وإلا لما استطاع أن يختار هذه الآية من مجموع ما يحفظ من الآيات والسور.
ولذلك كانت النتيجة النبوية: الشهادة له بالعلم والتهنئة له به ,ولم يكن هذا الفرح وتلك البشارة بالكّم الذي يحفظه بقدر ما صاحبه من التدبر.
وإليك شاهد آخر لكيفية معرفة العالم في عصر الصحابة رضوان الله عنهم.
فعن الشعبي قال لقي عمر بن الخطاب رضي الله عنه ركبا في سفر فيهم ابن مسعود فأمر رجلا يناديهم من أين القوم؟ قالوا: أقبلنا من الفج العميق نريد البيت العتيق, فقال عمر: إن فيهم لعالما وأمر رجلا أن يناديهم: أي القرآن أعظم؟ فأجابه عبد الله: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) قال نادهم: أي القرآن أحكم؟ فقال ابن مسعود: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى) قال نادهم: أي القرآن أجمع؟ فقال: (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) فقال نادهم: أي القرآن أحزن؟ فقال: (من يعمل سوءا يجز به) فقال نادهم: أي القرآن أرجى؟ فقال: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم). . الآية فقال أفيكم ابن مسعود؟ قالوا: نعم
فتأمل صنيع عمر رضي الله عنه حين توسم بأن فيهم عالما, هل سألهم عما يحفظون؟
وإنما سأل رضي الله عنه عما يظهر العالم الحقيقي من غيره, وهو التدبر منتهى العلماء وغاية الفقهاء.
هكذا كان السلف رضوان الله عنهم يتبينون أهل العلم
أسال الله تعالى أن يرزقنا تدبر كتابه, والتلذذ بتلاوته, والعمل بما فيه
وصلى الله وسلم على نبينا محمد(/)
بدع القراء القديمة والمعاصرة
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Apr 2009, 02:21 م]ـ
من مؤلفات الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله تعالى:
بِدَعُ القُرّاء
القَديمَة وَ المعَاصرة
ذكر فيه مجموعة من البدع القديمة والمعاصرة وهي من الناحية النظرية واضحة ومفهومة، ولكن تنزيل هذه البدع على الواقع أرى أنه من الصعوبة بمكان، ولهذا رأيت أن أطرح هذه البدع التي ذكرها الشيخ رحمه الله تعالى واحدة واحدة من أجل معرفتها أولاً ومن ثمَّ نتعاون على فهمها على ضوء ما يعرفه أهل الإختصاص في كل فرع من الدراسات القرآنية.
فأرجو من الأخوة ألا يبخلوا علينا بما يفتح الله به عليهم، وجزاكم الله خيرا.
البدعة الأولى:
1 - 2 - التنطع بالقراءة والوسوسة في مخارج الحروف, بمعنى التعسف, والإِسراف خروجاً عن القراءة بسهولة, واستقامة, كما قال تعالى: ? وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً ? وقوله سبحانه: ?وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً?. وعن إعطاء الحروف حقها من الصفات والأحكام, إلى تجويد متكلف. وفي الحديث: ((من أراد أن يقرأ القرآن رطباً. . .)) الحديث. أي: ليناً لا شدة في صوت قارئه.
والسؤال هنا:
من الحَكَمُ في هذه المسألة؟
ومتى نستطيع أن نقول أن القراءة خرجت عن حد السهولة والاستقامة إلى التنطع والوسوسة؟
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[14 Apr 2009, 08:55 م]ـ
البدعة الأولى:
1 - 2 - التنطع بالقراءة والوسوسة في مخارج الحروف, بمعنى التعسف, والإِسراف خروجاً عن القراءة بسهولة, واستقامة, كما قال تعالى: ? وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً ? وقوله سبحانه: ?وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً?. وعن إعطاء الحروف حقها من الصفات والأحكام, إلى تجويد متكلف. وفي الحديث: ((من أراد أن يقرأ القرآن رطباً. . .)) الحديث. أي: ليناً لا شدة في صوت قارئه.
والسؤال هنا:
من الحَكَمُ في هذه المسألة؟
ومتى نستطيع أن نقول أن القراءة خرجت عن حد السهولة والاستقامة إلى التنطع والوسوسة؟
السلام عليكم
مذهب القراء جواز التعسف في القراءة في حالتين:
للمعلم أثناء الإقراء إلي أن يتقن الطالب القراءة (فعله الإمام حمزة وكذا ذكره الداني في جامع البيان)
للطالب أثناء التلقي حتي يصل لإتقان القراءة. (لأنه يتعلم شيئا جديدا عليه فلابد من العناية والكلفة لذلك)
أما في حالة القراءة للتعبد لا تقال فيها بدعة بل تكون بخلاف الأولي، لأنه فوّت علي نفسه المقصود الأسمي من القراءة وهو التدبر ثم العمل بما في الكتاب.
أما القول بأنها بدعة .. نحتاج لتعريف البدعة عند المؤلف رحمه الله حتي نعلم هل هذا منه أم لا. والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 Apr 2009, 06:24 م]ـ
قال الشيخ رحم الله تعالى:
"3 - الخروج بالقراءة عن لحن العرب إلى لُحُون العجم. قال ابن قتيبة في ((مشكل القرآن)): () (وقد كان الناس يقرأون القرآن بلغاتهم ثم خلف من بعدهم قوم من أهل الأمصار, وأبناء العجم ليس لهم طبع اللغة. . فَهَفوا في كثير من الحروف وَذَلُّوا فأَخَلُّوا) انتهى. قال ابن القيم رحمه الله تعالى: () (ومن ذلك - أي مكايد الشيطان - الوسوسة في مخارج الحروف والتنطع فيها ثم قال: ومن تأمل هَدْيَ رسول الله ? وإقراره أهل كل لسان على قراءتهم يتبين له أن التنطع, والتشدق, والوسوسة, في إخراج الحروف ليس من سنته). انتهى.
4 - النهي عن القراءة بلحون أهل الفسق, والفجور. ولابن الكيال الدمشقي م سنة 929هـ - رسالة باسم: ((الأنجم الزواهر, في تحريم القراءة بلحون أهل الفسق والكبائر)). "
وهنا نفس السؤال عن البدعة الأولى:
ما هو الضابط في المسألة؟
كيف نحكم أن هذا من لحون العرب أو من لحون العجم؟
وكيف نميز لحون أهل الفسوق والفجور من غيرهم؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Apr 2009, 05:41 م]ـ
وهنا نفس السؤال عن البدعة الأولى:
ما هو الضابط في المسألة؟
كيف نحكم أن هذا من لحون العرب أو من لحون العجم؟
وكيف نميز لحون أهل الفسوق والفجور من غيرهم؟
أولاً أشكرك على طرح هذا الموضوع للمدارسة العلمية في الملتقى، فمنذ قرأتُ الكتاب أول صدوره وفي نفسي هذه التساؤلات، وقد رجعتُ لنسختي فوجدت تعليقاتي عليها كذلك. حيث يتساءل القارئ عن الضابط في كثير من الأمور التي حكم الشيخ رحمه الله ببدعيتها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً: في ما يتعلق بلحون العرب والعجم، ولحون أهل الفسق، يرجع ذلك إلى العُرفِ الذي تعارفه المسلمون في قراءة القرآن، وما يُعرفُ به ما خرج عن الحد في ذلك. ولذلك تجد قراءة القرآن الكريم بكل لحونها وأصواتها التي نسمعها منذ تعلمنا التلاوة إلى اليوم وفي المسابقات والتسجيلات لها طابع معروف فيه من الخشوع والتوقير للقرآن ما يقدره من يسمعه.
في حين إن لحون أهل الغناء والطرب لها سمتها وطريقتها المعروفة.
وهناك لحون قرأ بها بعض القراء فيها شبه بلحون أهل الغناء أنكرها الناسُ قديماً وحديثاً لأنها خرجت عن هذا العرف الذي تعارفه الناس، والحوادث التي تصلح مثالاً لذلك قليلة جداً عبر التاريخ. ولذلك فالذي يبدو لي والعلم عند الله أن للعرف الذي تعارف عليه القراء للقرآن منذ نزل حتى اليوم أثراً في ضبط هذه اللحون وهي في الغالب تحسين قليل يضيفه القارئ إلى نغمة صوته العادية التي رزقه الله إياها، ولذلك يتفاوت الناس في جمال أصواتهم بالقرآن، والأصل في الجمال هو صوت القارئ نفسه لا تكلفه في فعل ذلك، مع العناية بالخشوع في القراءة وعدم التكلف فيها وهذا هو مقصود من نص على هذه المسألة وتبديع من يخرج عن حدودها المعروفة لدى القراء.
لكن السؤال: هل هذا يسمى بدعةً، أم هو ارتكاب لعمل محرم فيه إخلال بالقرآن وتلاوته؟
بقيت مسألة: التفريق بين لحون العرب ولحون العجم.
يبدو لي أن هذه مسألة لغوية تنعكس على المتكلمين، وتذوقهم للحون، فالعربي تألف أذنه نغمات التغني العربية، وتنفر من لحون العجم، وقد يكون العكس صحيحاً أيضاً، لكن العلماء نصوا على ذلك لأن القرآن نزل بلغة العرب، فينبغي ألا يخرج في التغني به أثناء تلاوته عن لحون العرب في كلامها.
هذا مع أن للقرآن طريقة خاصة في التغني والترتيل أخذت بالتلقي، ويتفاوت الناس في جمال أصواتهم.
ولعل مما يتعلق بهذه المسألة الحديث عن مراعاة المقامات التي يراعيها أهل اللحن في قراءة القرآن الكريم، مثل مقام الصبا ومقام الحجاز ومقام النهاوند ونحوها. وقد سبق الحديث عنها في الملتقى.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[19 Apr 2009, 01:33 م]ـ
شكر الله لك شيخنا الفاضل عبد الرحمن
تعليقات المفيدة
ورفع قدرنا وقدرك في الدنيا والآخرة.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[19 Apr 2009, 01:35 م]ـ
يقول الشيخ رحمه الله تعالى:
5 - قراءة الأنغام, والتمطيط. وربما داخلها ركض وركل - أي ضرب بالقدمين - ولهذا سميت ((قراءة الترقيص)). وكنت أظنها مما انقرض, لكني شاهدتها لدى بعض الطرقية, في ساحة مسجد الحسين بمصر عام 1391هـ, وهم غاية من الاستغراق, والاغترار بمشاهدة الناس لهم, فلما ناصحت أحدهم وجدته في غاية الجهل, والانصراف عن النصح.
6 - التلحين في القراءة, تلحين الغناء والشَّعر. وهو مسقط للعدالة, ومن أسباب رد الشهادة, قَضَاءً. وكان أول حدوث هذه البدعة في القرن الرابع على أيدي الموالي. ومن أغلظ البدع في هذا, تلكم الدعوة الإِلحادية إلى قراءة القرآن, على إيقاعات الأغاني, مصحوبة بالآلات والمزامير. () قال الله تعالى: ? إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ? [فصلت: 40, 42].
ـ[المغوار]ــــــــ[19 Apr 2009, 06:48 م]ـ
ترتيل القرءان ليس قرائته باللحن مثل التجويد و انما معنى الاية رتل القرءان اي اجعل اياته مرتلة اي اية وراء اية لتفهم المعنى مثلما تريد فهم معنى كلمة جاء فتاتي بكل اية فيها كلمة جاء لتحصل في الاخير على معنى مفهوم كلمة جاء و ذلك من سياق الايات المرتلة و لو رتلنا القرءان بهذه الطريقة لفهم اياته لوجدنا العجب و شكرا.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[19 Apr 2009, 07:33 م]ـ
ترتيل القرءان ليس قرائته باللحن مثل التجويد و انما معنى الاية رتل القرءان اي اجعل اياته مرتلة اي اية وراء اية لتفهم المعنى مثلما تريد فهم معنى كلمة جاء فتاتي بكل اية فيها كلمة جاء لتحصل في الاخير على معنى مفهوم كلمة جاء و ذلك من سياق الايات المرتلة و لو رتلنا القرءان بهذه الطريقة لفهم اياته لوجدنا العجب و شكرا.
الله يهدينا ويهديك يا المغوار
قل آمين.(/)
[تأملات قرآنية]
ـ[ينابيع الأمل]ــــــــ[14 Apr 2009, 03:12 م]ـ
| تأملات قرآنية |
> جمعتها من رسائل: جوال الإسلام اليوم من باقة: المنوعات، وطريقة الاشتراك أن ترسل رسالة فارغة إلى الرقم: 5222.
1 - يقول سلمان العودة: قول الله تعالى: (كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ) فيه تعظيم وبيان لأهمية شعيرة الصيام، فإن الله لا يشرع شيئاً لجميع الأنبياء والرسل والأمم السابقة إلا ويكون عظيماً ومهماً.
2 - قال الشوكاني: (قد أفلح من زكاها): أي قد فاز من زكى نفسه وأنماها وأعلاها بالتقوى بكل مطلوب (وقد خاب من دساها): أي خسر من أضلها وأغواها وأخفاها وأخملها ولم يشهرها بالطاعة والعمل الصالح.
3 - قال ابن سعدي في تفسير: (اللَّهُ الصَّمَدُ) أي: السيد الذي قد انتهى سؤدده; العليم الذي قد كمل علمه، الحليم الذي قد كمل في حلمه، وقدرته وجميع أوصاف كماله، ولأجل هذا صمدت له المخلوقات كلها، وقصدته في كل حاجاتها.
4 - (وإذا سألك عبادي عني): قال ابن كثير: وفي ذكر هذه الآية الباعثة على الدعاء متخللة بين أحكام الصيام إرشاد إلى الاجتهاد في الدعاء عند إكمال العدة، بل وعند كل فطر؛ لحديث: (إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد).
5 - (انفروا خفافا وثقالا وجهادوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله) قدم الله الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس لأنه متاح لكل الناس، أما الجهاد بالنفس فلا يقدر عليه إلا القلة (محمد الحسن الددو).
6 - قال ابن مسعود: ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ ... ) إلا أربع سنين. (أخرجه مسلم).
7 - قال الليث: يقال: ما الرحمة إلى أحد بأسرع منها إلى مستمع القرآن؛ لقول الله عز وجل: (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون)، و"لعل" من الله واجبة.
8 - (إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا) قال ابن كثير: المقصود أن قيام الليل هو أشد مواطأة بين القلب واللسان، وأجمع للخاطر في أداء القراءة وتفهمها من قيام النهار؛ لأنه وقت انتشار الناس ولغط الأصوات.
9 - عن ابن عباس قال في قوله تعالى: (قوا أنفسكم وأهليكم نارا): اعملوا بطاعة الله، واتقوا معاصي الله، ومروا أهليكم بالذكر - ينجيكم الله من النار.
10 - قال سفيان بن عيينة: لا يمنعن أحدا الدعاء ما يعلم في نفسه (يعنى من التقصير) فإن الله قد أجاب دعاء شر خلقه، وهو إبليس حين قال: (رب أنظرني إلى يوم يبعثون).
11 - (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي) قال الحسن البصري: لم تترك هذه الآية خيرا إلا أمرت به، ولا شرا إلا نهت عنه.
12 - قال ابن سعدي في قول الله: (واشكروا لي): الشكر يكون بالقلب إقرارا بالنعم واعترافا، وباللسان ذكرا وثناء، وبالجوارح طاعة لله وانقيادا لأمره واجتنابا لنهيه، والشكر سبب لبقاء النعم وزيادتها. (بتصرف)
13 - قال ابن زيد في قوله تعالى: (ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون): من وقي شح نفسه فلم يأخذ من الحرام شيئا، ولم يقربه، ولم يدعه الشح أن يحبس من الحلال شيئا، فهو من المفلحين.
14 - عن قتادة قال: ما جالس القرآن أحد فقام عنه إلا بزيادة أو نقصان، ثم قرأ: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا).
15 - قال ابن عباس في الآية: (اذكروا الله ذكرا كثيرا): لم يجعل الله للذكر حدا ينتهي إليه، ولم يعذر أحدا في تركه إلا مغلوبا على تركه، فقال: (اذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم) في السقم والصحة، وعلى كل حال.
16 - يقول بكر أبو زيد: الاستحسار: ترك الدعاء تعبا ومللا، قال الله تعالى في مدح ملائكته: (ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون)، (لا يستحسرون) أي: لا يتعبون.
17 - قال ابن القيم: أكثر المفسرين لقوله: (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها) أي لا تفسدوا فيها بالشرك والمعاصي، بعد إصلاح الله لها ببعث الرسل، وكل صلاح في الأرض فسببه توحيد الله وعبادته، وكل شر فسببه معصيته (بتصرف).
(يُتْبَعُ)
(/)
18 - (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ... ) قال الشوكاني: لا يثبت الإيمان لعبد حتى يقع منه التحكيم، ولا يجد الحرج في صدره، ويسلم لحكم الله وشرعه، تسليماً لا يخالطه ردّ.
19 - قال الحسن في قوله تعالى (ربنا آتنا في الدنيا حسنة) هي العلم والعبادة، (وفي الآخرة حسنة) هي الجنة.
20 - قال ابن سعدي:
"ويقيمون الصلاة" إقامتها ظاهرا بإتمام أركانها وواجباتها وشروطها، وإقامتها باطنا بإقامة روحها وهو حضور القلب فيها وتدبر مايقول ويفعله منها، فهذه الصلاة هي التي تنهى عن الفحشاء والمنكر.
21 - قال ابن قتيبة في معنى قوله تعالى [يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا] الحكمة إصابة الحق والعمل به وهي العلم النافع والعمل الصالح.
22 - يقول ابن قيم الجوزية عند قوله تعالى: (فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين) الإخلاص هو سبيل الخلاص، والإسلام هو مركب السلامة، والإيمان خاتم الأمان.
23 - يقول ابن القيم عند قوله تعالى (إن الأبرار لفي نعيم): من قصرها على نعيم الآخرة فهو مخطئ بل هو في الدنيا بتحقيق التوحيد.
24 - قال ابن سعدي: قال تعالى: "خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين" هذه الآية جامعة لحسن الخلق مع الناس، وما ينبغي في معاملتهم.
25 - قال ابن سعدي: قال تعالى: "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر" أي: يريد الله أن ييسر عليكم الطرق الموصلة إلى رضوانه أعظم تيسير، ويسهلها أشد تسهيل.
26 - قال ابن سعدي: قال تعالى: (إن رحمة الله قريب من المحسنين) أي: المحسنين إلى عباد الله، فكلما كان العبد أكثر إحسانا، كان أقرب إلى رحمة ربه، وكان ربه قريبا منه برحمته، وفي هذا من الحث على الإحسان ما لا يخفى.
27 - يقول القرضاوي: لا تتم التزكية إلا بفضل من الله؛ لقوله تعالى (ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء)،كما لا بد من جهد الإنسان وجهاده؛ كما قال تعالى (ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه).
28 - يقول الشيخ عبدالرحمن الدوسري:إذا قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا) فإنه نداء الكرامة لا نداء العلامة، وحق لمن نودي بالكرامة أن ينفتح قلبه لمن ناداه ويعتز ويلتذ بذلك، خصوصا إذا كان المنادي مالك الملك.
29 - يقول محمد بن عبد الوهاب: (إياك نعبد وإياك نستعين) أي لا نعبد إلا إياك، ولا نتوكل إلا عليك، والدين كله يرجع إلى هذين المعنيين، فالأول التبرؤ من الشرك، والثاني التبرؤ من الحول والقوة.
30 - الشيخ عبدالرحمن الدوسري: من سوء أدب اليهود مع الله قولهم لموسى عليه السلام: (ادع لنا ربك) وكأن له ربا دونهم، أو كأن الله يحسن لموسى عليه السلام وليس لهم!.
31 - عندما قرأ قتادة (إذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا) قال: سبحانك ربي ما أحلمك ما أعظمك، إذا كان هذا حلمك بفرعون الذي قال: أنا ربكم الأعلى، فكيف حلمك بعبد قال: سبحان ربي الأعلى.
32 - يقول ابن سعدي: قال تعالى: (وهو الغفور الودود). وفي هذا سر لطيف حيث قرن الودود بالغفور ليدل على أن أهل الذنوب إذا تابوا إلى الله غفر لهم ذنوبهم وأحبهم. والودود الذي يحب أحبابه محبة لا يشبهها شيء.
| وفي الجعبة الكثير من رسائل جوال تدبر، وأسأل الله أن ييسر نشرها إذا سمح أصحاب الشأن |(/)
المحروم في القرآن الكريم وبعض الشجون
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[14 Apr 2009, 04:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
كلما سمعت أحدهم يقول فلان مسكين حرمه الله من كذا، أتعجب، أحرمه ربه آلله سبحانه يحرم عبادة؟
إضاءة:قال تعالى:
{وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} (الذاريات19).
فقال ابن عباس: هو المحارف الذي ليس له في الإسلام سهم.
يعني: لا سهم له في بيت المال، ولا كسب له، ولا حرفة يتقوت منها.
وفي رواية ورد عنه أن المحروم الذي لا يسأل الناس مع ما سبق،
قال الشعبي: أعياني أن أعلم ما المحروم.
وقال الزهري: {الْمَحْرُوم}: الذي لا يسأل الناس شيئا. .
وورد في الأثر عند الدعاء للميت:
(اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ وَلَا تَفْتِنَّا بَعْدَهُ) (الموطأ)
هذا المحروم في القرآن والسنة فيما أعلم.
أما عند الناس كما ورد في القرآن الكريم:
(أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64) لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (65) إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (66) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (67)) (الواقعة)
قال قتادة: معذبون. وتاره تقولون: بل نحن محرومون." أهـ
الله سبحانه وتعالى لا يمنع عبده المؤمن ما فيه خير له
فالله سبحانه يحب عبده محبة تفوق محبة والديه.
فيعطيه في الدنيا ما هو أصلح لحاله، ويؤخر له ما يريد.
فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط.
وما أجمل التذلل لله والإلحاح في الدعاء،
وكم من مؤمن حمد الله تعالى على حاجة دلته على باب المولى
فانطرح طويلا يدعو مولاه من بعد أن كان بعيدا ربما أو مقلا في الدعاء،
ما أجملها من حاجة،
فمن وجد الله فما فقد، ومن فقد الله فما وجد.
وما منعك الله إلا ليعطيك يا مؤمن
وما أجمل أن يتقلب المؤمن في حسن اختيار الله له.
والحمد لله تعالى.
http://www.muslmh.com/modules.php?name=Sounds&l_op=showFile&cid=13&id=757
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[15 Apr 2009, 09:10 م]ـ
قال الشيخ محمد بن حسين يعقوب:
" إن من عقيدتنا أن الخير والشر من الله .... لكننا لا ننسب الشر إلى الله تأدبا
قال صلى الله عليه وسلم:
" لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ "
وقال إبراهيم عليه السلام:
{وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ} الشعراء79
{وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} الشعراء80
فلم يقل وإذا أمرضني ...
وإنما نسب الشر إلى نفسه تأدبا مع الله
وقال مؤمنو الجن:
{وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً} الجن10
فعند الرشد ذكروا ربهم وعند الشر بنوا الفعل للمجهول.
... "
[كيف أتوب](/)
حلقات تدبر القرآن
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[14 Apr 2009, 08:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي جعل في تدبرالقرآن عزة وكرامة وشرفا في الدنيا والقيامة وصلى الله وسلم على عبده المصطفى القائل " اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه " اللهم صلي وسلم على عبدك المصطفى سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار في دربه إلى يوم الدين ..
وبعد ...
مارأيكم حفظكم الله أن نبدأ حلقات لتدبر القرآن الكريم وأن يكون الموضوع مثبت مدة إسبوع
أنتظرردكم أثابكم الله ..
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[14 Apr 2009, 11:11 م]ـ
سورة الفاتحة - سورة 1 - عدد آياتها 7
http://www.kuwaitup.net/uploads/090414025217d5a26619.gif (http://www.kuwaitup.com)
http://img526.imageshack.us/img526/8239/439863vldufsl9vigg4.gif
هذا الأسبوع سنفتتح تدبرنا للكتاب العزيز بأم القرآن "سورة الفاتحة"
نظرا لأنها أكثر سورة نكررها يوميا والكثير منا يمر عليها مرور الكرام بلا تدبر ولا تفكر في معانيها ودلالاتها.
في انتظار تدبركم ..
ـ[عصام العويد]ــــــــ[15 Apr 2009, 05:50 ص]ـ
فكرة مفيدة جدا، استعيني بالله، واجمعي أبرز ما قيل في تدبر الفاتحة، وما لم يُذكر يضيفه الإخوة.
،،،
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[15 Apr 2009, 06:38 ص]ـ
أسجل تأييدي لهذه الفكرة وأسأل الله تعالى أن يبارك فيها وينفع بها ويكون هذا الموضوع منهلاً من مناهل تدبر القرآن محاطاً بتقييم ونقد أهل العلم والفضل
وأشارك بهذه الفائدة ولا أظن أنها خالية من سابق بها
- في قوله تعالى: (اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم) إرشاد للعبد أنه مسبوق إلى هذه الهداية من وجهين:
الأول: أنه صراط أي جادة مسلوكه، والمطلوب هو الهداية إليه لا اختراعه
والثاني: ذكر الإنعام بصيغة الفعل الماضي
فالمؤمن متبع غير مبتدع وهدايته إنما تكون باتباع منهاج الذين أنعم الله عليهم
وفي ذلك حث له على معرفة هؤلاء المنعم عليهم ومعرفة هديهم والحذر من الانحراف عن سبيلهم إلى سبل المغضوب عليهم والضالين.
فهذه الآية قاطعة للبدعة من جذورها.
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[15 Apr 2009, 10:13 م]ـ
سورة الفاتحة
بسم الله الرحمن الرحيم (1)
سورة الفاتحة وأول سورة البقرة
الفاتحة
مكية وآياتها سبع
تقديم الفاتحة
يردد المسلم هذه السورة القصيرة ذات الآيات السبع , سبع عشرة مرة في كل يوم وليلة على الحد الأدنى ; وأكثر من ضعف ذلك إذا هو صلى السنن ; وإلى غير حد إذا هو رغب في أن يقف بين يدي ربه متنفلا , غير الفرائض والسنن. ولا تقوم صلاة بغير هذه السورة لما ورد في الصحيحين عن رسول الله [صلى الله عليه وسلم] من حديث عبادة بن الصامت:" لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ".
إن في هذه السورة من كليات العقيدة الإسلامية , وكليات التصور الإسلامي , وكليات المشاعر والتوجيهات , ما يشير إلى طرف من حكمة اختيارها للتكرار في كل ركعة , وحكمة بطلان كل صلاة لا تذكر فيها ..
* * *
الفاتحة
بسم الله الرحمن الرحيم:1
تبدأ السورةبسم الله الرحمن الرحيم) .. ومع الخلاف حول البسملة: أهي آية من كل سورة أم هي آية من القرآن تفتتح بها عند القراءة كل سورة , فإن الأرجح أنها آية من سورة الفاتحة , وبها تحتسب آياتها سبعا. وهناك قول بأن المقصود بقوله تعالىولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم) .. هو سورة الفاتحة بوصفها سبع آيات (من المثاني) لأنها يثنى بها وتكرر في الصلاة.
والبدء باسم الله هو الأدب الذي أوحى الله لنبيه [صلى الله عليه وسلم] في أول ما نزل من القرآن باتفاق , وهو قوله تعالى: (اقرأ باسم ربك ... ) .. وهو الذي يتفق مع قاعدة التصور الإسلامي الكبرى من أن الله (هو الأول والآخر والظاهر والباطن) .. فهو - سبحانه - الموجود الحق الذي يستمد منه كل موجود وجوده , ويبدأ منه كل مبدوء بدأه. فباسمه إذن يكون كل ابتداء. وباسمه إذن تكون كل حركة وكل اتجاه.
ووصفه - سبحانه - في البدء بالرحمن الرحيم , يستغرق كل معاني الرحمة وحالاتها .. وهو المختص
الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)
(يُتْبَعُ)
(/)
وحده باجتماع هاتين الصفتين , كما أنه المختص وحده بصفة الرحمن. فمن الجائز أن يوصف عبد من عباده بأنه رحيم ; ولكن من الممتنع من الناحية الإيمانية أن يوصف عبد من عباده بأنه رحمن. ومن باب أولى أن تجتمع له الصفتان. . ومهما يختلف في معنى الصفتين: أيتهما تدل على مدى أوسع من الرحمة , فهذا الاختلاف ليس مما يعنينا تقصيه في هذه الظلال ; إنما نخلص منه إلى استغراق هاتين الصفتين مجتمعتين لكل معاني الرحمة وحالاتها ومجالاتها.
وإذا كان البدء باسم الله وما ينطوي عليه من توحيد الله وأدب معه يمثل الكلية الأولى في التصور الإسلامي. . فإن استغراق معاني الرحمة وحالاتها ومجالاتها في صفتي الرحمن الرحيم يمثل الكلية الثانية في هذا التصور , ويقرر حقيقة العلاقة بين الله والعباد.
الفاتحة (الحمد لله رب العالمين):2
وعقب البدء باسم الله الرحمن الرحيم يجيء التوجه إلى الله بالحمد ووصفه بالربوبية المطلقة للعالمينالحمد لله رب العالمين). .
والحمد لله هو الشعور الذي يفيض به قلب المؤمن بمجرد ذكره لله. . فإن وجوده ابتداء ليس إلا فيضا من فيوضات النعمة الإلهية التي تستجيش الحمد والثناء. وفي كل لمحة وفي كل لحظة وفي كل خطوة تتوالى آلاء الله وتتواكب وتتجمع , وتغمر خلائقه كلها وبخاصة هذا الإنسان. . ومن ثم كان الحمد لله ابتداء , وكان الحمد لله ختاما قاعدة من قواعد التصور الإسلامي المباشر: (وهو الله لا إله إلا هو , له الحمد في الأولى والآخرة. . .. (
ومع هذا يبلغ من فضل الله - سبحانه - وفيضه على عبده المؤمن , أنه إذا قال: الحمد لله. كتبها له حسنة ترجح كل الموازين. . في سنن ابن ماجه عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله [صلى الله عليه وسلم] حدثهم أن عبدا من عباد الله قال:" يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ". فعضلت الملكين فلم يدريا كيف يكتبانها. فصعدا إلى الله فقالا: يا ربنا إن عبدا قد قال مقالة لا ندري كيف نكتبها. قال الله - وهو أعلم بما قال عبده -:" وما الذي قال عبدي ? " قالا: يا رب , أنه قال: لك الحمد يا رب كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك. فقال الله لهما:" اكتباها كما قال عبدي حتى يلقاني فأجزيه بها ". .
والتوجه إلى الله بالحمد يمثل شعور المؤمن الذي يستجيشه مجرد ذكره لله - كما أسلفنا - أما شطر الآية الأخير: (رب العالمين) فهو يمثل قاعدة التصور الإسلامي , فالربوبية المطلقة الشاملة هي إحدى كليات العقيدة الإسلامية. . والرب هو المالك المتصرف , ويطلق في اللغة على السيد وعلى المتصرف للإصلاح والتربية. . والتصرف للإصلاح والتربية يشمل العالمين - أي جميع الخلائق - والله - سبحانه - لم يخلق الكون ثم يتركه هملا. إنما هو يتصرف فيه بالإصلاح ويرعاه ويربيه. وكل العوالم والخلائق تحفظ وتتعهد برعاية الله رب العالمين. والصلة بين الخالق والخلائق دائمة ممتدة قائمة في كل وقت وفي كل حالة.
والربوبية المطلقة هي مفرق الطريق بين وضوح التوحيد الكامل الشامل , والغبش الذي ينشأ من عدم وضوح هذه الحقيقة بصورتها القاطعة. وكثيرا ما كان الناس يجمعون بين الاعتراف بالله بوصفه الموجد الواحد للكون , والاعتقاد بتعدد الأرباب الذين يتحكمون في الحياة. ولقد يبدو هذا غريبا مضحكا. ولكنه كان وما يزال. ولقد حكى لنا القرآن الكريم عن جماعة من المشركين كانوا يقولون عن أربابهم المتفرقة: (ما نعبدهم إلاليقربونا إلى الله زلفى). . كما قال عن جماعة من أهل الكتاب: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله). . وكانت عقائد الجاهليات السائدة في الأرض كلها يوم جاء الإسلام , تعج بالأرباب المختلفة , بوصفها أربابا صغارا تقوم إلى جانب كبير الآلهة كما يزعمون!
(يُتْبَعُ)
(/)
فإطلاق الربوبية في هذه السورة , وشمول هذه الربوبية للعالمين جميعا , هي مفرق الطريق بين النظام والفوضى في العقيدة. لتتجه العوالم كلها إلى رب واحد , تقر له بالسيادة المطلقة , وتنفض عن كاهلها زحمة الأرباب المتفرقة , وعنت الحيرة كذلك بين شتى الأرباب. . ثم ليطمئن ضمير هذه العوالم إلى رعاية الله الدائمة وربوبيته القائمة. وإلى أن هذه الرعاية لا تنقطع أبدا ولا تفتر ولا تغيب , لا كما كان أرقى تصور فلسفي لأرسطو مثلا يقول بأن الله أوجد هذا الكون ثم لم يعد يهتم به , لأن الله أرقى من أن يفكر فيما هو دونه! فهو لا يفكر إلا في ذاته! وأرسطو - وهذا تصوره - هو أكبر الفلاسفة , وعقله هو أكبر العقول!
لقد جاء الإسلام وفي العالم ركام من العقائد والتصورات والأساطير والفلسفات والأوهام والأفكار. . يختلط فيها الحق بالباطل , والصحيح بالزائف , والدين بالخرافة , والفلسفة بالأسطورة. . والضمير الإنساني تحت هذا الركام الهائل يتخبط في ظلمات وظنون , ولا يستقر منها على يقين.
وكان التيه الذي لا قرار فيه ولا يقين ولا نور , هو ذلك الذي يحيط بتصور البشرية لإلهها , وصفاته وعلاقته بخلائقه , ونوع الصلة بين الله والإنسان على وجه الخصوص.
ولم يكن مستطاعا أن يستقر الضمير البشري على قرار في أمر هذا الكون , وفي أمر نفسه وفي منهج حياته , قبل أن يستقر على قرار في أمر عقيدته وتصوره لإلهه وصفاته , وقبل أن ينتهي إلى يقين واضح مستقيم في وسط هذا العماء وهذا التيه وهذا الركام الثقيل.
ولا يدرك الإنسان ضرورة هذا الاستقرار حتى يطلع على ضخامة هذا الركام , وحتى يرود هذا التيه من العقائد والتصورات والأساطير والفلسفات والأوهام والأفكار التي جاء الإسلام فوجدها ترين على الضمير البشري , والتي أشرنا إلى طرف منها فيما تقدم صغير. [وسيجيء في استعراض سور القرآن الكثير منها , مما عالجه القرآن علاجا وافيا شاملا كاملا].
ومن ثم كانت عناية الإسلام الأولى موجهه إلى تحرير أمر العقيدة , وتحديد التصور الذي يستقر عليه الضمير في أمر الله وصفاته , وعلاقته بالخلائق , وعلاقة الخلائق به على وجه القطع واليقين.
ومن ثم كان التوحيد الكامل الخالص المجرد الشامل , الذي لا تشوبه شائبة من قريب ولا من بعيد. . هو قاعدة التصور التي جاء بها الإسلام , وظل يجلوها في الضمير , ويتتبع فيه كل هاجسة وكل شائبة حول حقيقة التوحيد , حتى يخلصها من كل غبش. ويدعها مكينة راكزة لا يتطرق إليها وهم في صورة من الصور. . كذلك قال الإسلام كلمة الفصل بمثل هذا الوضوح في صفات الله وبخاصة ما يتعلق منها بالربوبية المطلقة. فقد كان معظم الركام في ذلك التيه الذي تخبط فيه الفلسفات والعقائد كما تخبط فيه الأوهام والأساطير. . مما يتعلق بهذا الأمر الخطير , العظيم الأثر في الضمير الإنساني. وفي السلوك البشري سواء.
والذي يراجع الجهد المتطاول الذي بذله الإسلام لتقرير كلمة الفصل في ذات الله وصفاته وعلاقته بمخلوقاته , هذا الجهد الذي تمثله النصوص القرآنية الكثيرة. . الذي يراجع هذا الجهد المتطاول دون أن يراجع ذلك الركام الثقيل في ذلك التيه الشامل الذي كانت البشرية كلها تهيم فيه. . قد لا يدرك مدى الحاجة إلى كل هذا البيان المؤكد المكرر , وإلى كل هذا التدقيق الذي يتتبع كل مسالك الضمير. . ولكن مراجعة ذلك الركام تكشف
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)
عن ضرورة ذلك الجهد المتطاول , كما تكشف عن مدى عظمة الدور الذي قامت به هذه العقيدة - وتقوم في تحرير الضمير البشري وإعتاقه ; وإطلاقه من عناء التخبط بين شتى الأرباب وشتى الأوهام والأساطير!
وإن جمال هذه العقيدة وكمالها وتناسقها وبساطة الحقيقة الكبيرة التي تمثلها. . كل هذا لا يتجلى للقلب والعقل كما يتجلى من مراجعة ركام الجاهلية من العقائد والتصورات , والأساطير والفلسفات! وبخاصة موضوع الحقيقة الإلهية وعلاقتها بالعالم. . عندئذ تبدو العقيدة الإسلامية رحمة. رحمة حقيقية للقلب والعقل , رحمة بما فيها من جمال وبساطة , ووضوح وتناسق , وقرب وأنس , وتجاوب مع الفطرة مباشر عميق.
الفاتحة (الرحمن الرحيم. . . مالك يوم الدين) 3 - 4
(يُتْبَعُ)
(/)
(الرحمن الرحيم). . هذه الصفة التي تستغرق كل معاني الرحمة وحالاتها ومجالاتها تتكرر هنا في صلب السورة , في آية مستقلة , لتؤكد السمة البارزة في تلك الربوبية الشاملة ; ولتثبت قوائم الصلة الدائمة بين الرب ومربوبيه. وبين الخالق ومخلوقاته. . إنها صلة الرحمة والرعاية التي تستجيش الحمد والثناء. إنها الصلة التي تقوم على الطمأنينة وتنبض بالمودة , فالحمد هو الاستجابة الفطرية للرحمة الندية.
إن الرب الإله في الإسلام لا يطارد عباده مطاردة الخصوم والأعداء كآلهة الأولمب في نزواتها وثوراتها كما تصورها أساطير الإغريق. ولا يدبر لهم المكائد الانتقامية كما تزعم الأساطير المزورة في "العهد القديم" كالذي جاء في أسطورة برج بابل في الإصحاح الحادي عشر من سفر التكوين.
(مالك يوم الدين). . وهذه تمثل الكلية الضخمة العميقة التأثير في الحياة البشرية كلها كلية الاعتقاد بالآخرة. . والملك أقصى درجات الاستيلاء والسيطرة. ويوم الدين هو يوم الجزاء في الآخرة. . وكثيرا ما اعتقد الناس بألوهية الله , وخلقه للكون أول مرة ; ولكنهم مع هذا لم يعتقدوا بيوم الجزاء. . والقرآن يقول عن بعض هؤلاء: (ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن: الله). . ثم يحكي عنهم في موضع آخر: بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكافرون: هذا شيء عجيب. أئذا متنا وكنا ترابا ? ذلك رجع بعيد!
والاعتقاد بيوم الدين كلية من كليات العقيدة الإسلامية ذات قيمة في تعليق أنظار البشر وقلوبهم بعالم آخر بعد عالم الأرض ; فلا تستبد بهم ضرورات الأرض. وعندئذ يملكون الاستعلاء على هذه الضرورات. ولا يستبد بهم القلق على تحقيق جزاء سعيهم في عمرهم القصير المحدود , وفي مجال الأرض المحصور. وعندئذ يملكون العمل لوجه الله وانتظار الجزاء حيث يقدره الله , في الأرض أو في الدار الآخرة سواء , في طمأنينة لله , وفي ثقة بالخير , وفي إصرار على الحق , وفي سعة وسماحة ويقين. . ومن ثم فإن هذه الكلية تعد مفرق الطريق بين العبودية للنزوات والرغائب , والطلاقة الإنسانية اللائقة ببني الإنسان. بين الخضوع لتصورات الأرض وقيمها وموازينها والتعلق بالقيم الربانية والاستعلاء على منطق الجاهلية. مفرق الطريق بين الإنسانية في حقيقتها العليا التي أرادها الله الرب لعباده , والصور المشوهة المنحرفة التي لم يقدر لها الكمال.
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)
وما تستقيم الحياة البشرية على منهج الله الرفيع ما لم تتحقق هذه الكلية في تصور البشر. وما لم تطمئن قلوبهم إلى أن جزاءهم على الأرض ليس هو نصيبهم الأخير. وما لم يثق الفرد المحدود العمر بأن له حياة أخرى تستحق أن يجاهد لها , وأن يضحي لنصرة الحق والخير معتمدا على العوض الذي يلقاه فيها. .
وما يستوي المؤمنون بالآخرة والمنكرون لها في شعور ولا خلق ولا سلوك ولا عمل. فهما صنفان مختلفان من الخلق. وطبيعتان متميزتان لا تلتقيان في الأرض في عمل ولا تلتقيان في الآخرة في جزاء. . وهذا هو مفرق الطريق. .
الفاتحة (إياك نعبد وإياك نستعين):5
(إياك نعبد وإياك نستعين). . وهذه هي الكلية الاعتقادية التي تنشأ عن الكليات السابقة في السورة. فلا عبادة إلا لله , ولا استعانة إلا بالله.
وهنا كذلك مفرق طريق. . مفرق طريق بين التحرر المطلق من كل عبودية , وبين العبودية المطلقة للعبيد! وهذه الكلية تعلن ميلاد التحرر البشري الكامل الشامل. التحرر من عبودية الأوهام. والتحرر من عبودية النظم , والتحرر من عبودية الأوضاع. وإذا كان الله وحده هو الذي يعبد , والله وحده هو الذي يستعان , فقد تخلص الضمير البشري من استذلال النظم والأوضاع والأشخاص , كما تخلص من استذلال الأساطير والأوهام والخرافات. .
وهنا يعرض موقف المسلم من القوى الإنسانية , ومن القوى الطبيعية. .
فأما القوى الإنسانية - بالقياس إلى المسلم - فهي نوعان: قوة مهتدية , تؤمن بالله , وتتبع منهج الله. . . وهذه يجب أن يؤازرها , ويتعاون معها على الخير والحق والصلاح. . وقوة ضالة لا تتصل بالله ولا تتبع منهجه. وهذه يجب أن يحاربها ويكافحها ويغير عليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يهولن المسلم أن تكون هذه القوة الضالة ضخمة أو عاتية. فهي بضلالها عن مصدرها الأول - قوة الله - تفقد قوتها الحقيقة. تفقد الغذاء الدائم الذي يحفظ لها طاقتها. وذلك كما ينفصل جرم ضخم من نجم ملتهب , فما يلبث أن ينطفيء ويبرد ويفقد ناره ونوره , مهما كانت كتلته من الضخامة. على حين تبقى لأية ذرة متصلة بمصدرها المشع قوتها وحرارتها ونورها: (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله). . غلبتها باتصالها بمصدر القوة الأول , وباستمدادها من النبع الواحد للقوة وللعزة جميعا.
وأما القوى الطبيعية فموقف المسلم منها هو موقف التعرف والصداقة , لا موقف التخوف والعداء. ذلك أن قوة الإنسان وقوة الطبيعة صادرتان عن إرادة الله ومشيئته , محكومتان بإرادة الله ومشيئته , متناسقتان متعاونتان في الحركة والاتجاه.
إن عقيدة المسلم توحي إليه أن الله ربه قد خلق هذه القوى كلها لتكون له صديقا مساعدا متعاونا ; وأن سبيله إلى كسب هذه الصداقة أن يتأمل فيها. ويتعرف إليها , ويتعاون وإياها , ويتجه معها إلى الله ربه وربها. وإذا كانت هذه القوى تؤذيه أحيانا , فإنما تؤذيه لأنه لم يتدبرها ولم يتعرف إليها , ولم يهتد إلى الناموس الذي يسيرها.
ولقد درج الغربيون - ورثة الجاهلية الرومانية - على التعبير عن استخدام قوى الطبيعة بقولهم:"قهر الطبيعة ". . ولهذا التعبير دلالته الظاهرة على نظرة الجاهلية المقطوعة الصلة بالله , وبروح الكون المستجيب لله. فأما المسلم الموصول القلب بربه الرحمن الرحيم , الموصول الروح بروح هذا الوجود المسبحة لله رب العالمين.
اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7)
فيؤمن بأن هنالك علاقة أخرى غير علاقة القهر والجفوة. أنه يعتقد أن الله هو مبدع هذه القوى جميعا. خلقها كلها وفق ناموس واحد , لتتعاون على بلوغ الأهداف المقدرة لها بحسب هذا الناموس. وأنه سخرها للإنسان ابتداء ويسر له كشف أسرارها ومعرفة قوانينها. وأن على الإنسان أن يشكر الله كلما هيأ له أن يظفر بمعونة من إحداها. فالله هو الذي يسخرها له , وليس هو الذي يقهرها: سخر لكم ما في الأرض جميعا. .
وإذن فإن الأوهام لن تملأ حسه تجاه قوى الطبيعة ; ولن تقوم بينه وبينها المخاوف. . إنه يؤمن بالله وحده , ويعبد الله وحده , ويستعين بالله وحده. وهذه القوى من خلق ربه. وهو يتأملها ويألفها ويتعرف أسرارها , فتبذل له معونتها , وتكشف له عن أسرارها. فيعيش معها في كون مأنوس صديق ودود. . وما أروع قول الرسول [صلى الله عليه وسلم] وهو ينظر إلى جبل أحد:" هذا جبل يحبنا ونحبه ". . ففي هذه الكلمات كل ما يحمله قلب المسلم الأول محمد [صلى الله عليه وسلم] من ود وألفة وتجاوب بينه وبين الطبيعة في أضخم وأخشن مجاليها.
إهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين
:6 - 7
وبعد تقرير تلك الكليات الأساسية في التصور الإسلامي ; وتقرير الاتجاه إلى الله وحده بالعبادة والاستعانة. . يبدأ في التطبيق العملي لها بالتوجه إلى الله بالدعاء على صورة كلية تناسب جو السورة وطبيعتهااهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين أنعمت عليهم , غير المغضوب عليهم ولا الضالين). .
(اهدنا الصراط المستقيم). . وفقنا إلى معرفة الطريق المستقيم الواصل ; ووفقنا للاستقامة عليه بعد معرفته. . فالمعرفة والاستقامة كلتاهما ثمرة لهداية الله ورعايته ورحمته. والتوجه إلى الله في هذا الأمر هو ثمرة الاعتقاد بأنه وحده المعين. وهذا الأمر هو أعظم وأول ما يطلب المؤمن من ربه العون فيه. فالهداية إلى الطريق المستقيم هي ضمان السعادة في الدنيا والآخرة عن يقين. . وهي في حقيقتها هداية فطرة الإنسان إلى ناموس الله الذي ينسق بين حركة الإنسان وحركة الوجود كله في الاتجاه إلى الله رب العالمين.
ويكشف عن طبيعة هذا الصراط المستقيمصراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين). . فهو طريق الذين قسم لهم نعمته. لا طريق الذين غضب عليهم لمعرفتهم الحق ثم حيدتهم عنه. أو الذين ضلوا عن الحق فلم يهتدوا أصلا إليه. . إنه صراط السعداء المهتدين الواصلين. .
وبعد فهذه هي السورة المختارة للتكرار في كل صلاة , والتي لا تصح بدونها صلاة. وفيها على قصرها تلك الكليات الأساسية في التصور الإسلامي ; وتلك التوجهات الشعورية المنبثقة من ذلك التصور.
وقد ورد في صحيح مسلم من حديث العلاء بن عبد الرحمن مولى الحرقة عن أبيه , عن أبي هريرة عن رسول الله [صلى الله عليه وسلم]:" يقول الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين. فنصفها لي ونصفها لعبدي , ولعبدي ما سأل. . إذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين. قال الله: حمدني عبدي. وإذا قال الرحمن الرحيم. قال الله أثني علي عبدي. فإذا قال: مالك يوم الدين. قال الله: مجدني عبدي. وإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين. قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل. فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ". .
ولعل هذا الحديث الصحيح - بعدما تبين من سياق السورة ما تبين - يكشف عن سر من أسرار اختيار السورة ليرددها المؤمن سبع عشرة مرة في كل يوم وليلة ; أو ما شاء الله أن يرددها كلما قام يدعوه في الصلاة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[15 Apr 2009, 11:51 م]ـ
سورة الفاتحة سمِّيت بذلك؛ لأنه افتتح بها القرآن الكريم؛ وقد قيل: إنها أول سورة نزلت كاملة ..
هذه السورة قال العلماء: إنها تشتمل على مجمل معاني القرآن في التوحيد، والأحكام، والجزاء، وطرق بني آدم، وغير ذلك؛ ولذلك سمِّيت "أم القرآن" (47)؛ والمرجع للشيء يسمى "أُمّاً" ..
وهذه السورة لها مميزات تتميّز بها عن غيرها؛ منها أنها ركن في الصلوات التي هي أفضل أركان الإسلام بعد الشهادتين: فلا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب؛ ومنها أنها رقية: إذا قرئ بها على المريض شُفي بإذن الله؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم (قال للذي قرأ على اللديغ، فبرئ: "وما يدريك أنها رقية" (48) ..
وقد ابتدع بعض الناس اليوم في هذه السورة بدعة، فصاروا يختمون بها الدعاء، ويبتدئون بها الخُطب ويقرؤونها عند بعض المناسبات.، وهذا غلط: تجده مثلاً إذا دعا، ثم دعا قال لمن حوله: "الفاتحة"، يعني اقرؤوا الفاتحة؛ وبعض الناس يبتدئ بها في خطبه، أو في أحواله. وهذا أيضاً غلط؛ لأن العبادات مبناها على التوقيف، والاتِّباع ..
القرآن
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم)
التفسير:.
قوله تعالى: {بسم الله الرحمن الرحيم}: الجار والمجرور متعلق بمحذوف؛ وهذا المحذوف يقَدَّر فعلاً متأخراً مناسباً؛ فإذا قلت: "باسم الله" وأنت تريد أن تأكل؛ تقدر الفعل: "باسم الله آكل" ..
قلنا: إنه يجب أن يكون متعلقاً بمحذوف؛ لأن الجار والمجرور معمولان؛ ولا بد لكل معمول من عامل ..
وقدرناه متأخراً لفائدتين:
الفائدة الأولى: التبرك بتقديم اسم الله عزّ وجل.
والفائدة الثانية: الحصر؛ لأن تأخير العامل يفيد الحصر، كأنك تقول: لا آكل باسم أحد متبركاً به، ومستعيناً به، إلا باسم الله عزّ وجلّ.
وقدرناه فعلاً؛ لأن الأصل في العمل الأفعال. وهذه يعرفها أهل النحو؛ ولهذا لا تعمل الأسماء إلا بشروط
وقدرناه مناسباً؛ لأنه أدلّ على المقصود؛ ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "من لم يذبح فليذبح باسم الله" (49). أو قال صلى الله عليه وسلم "على اسم الله" (50): فخص الفعل ..
و {الله}: اسم الله رب العالمين لا يسمى به غيره؛ وهو أصل الأسماء؛ ولهذا تأتي الأسماء تابعة له ..
و {الرحمن} أي ذو الرحمة الواسعة؛ ولهذا جاء على وزن "فَعْلان" الذي يدل على السعة ..
و {الرحيم} أي الموصل للرحمة من يشاء من عباده؛ ولهذا جاءت على وزن "فعيل" الدال على وقوع الفعل
فهنا رحمة هي صفته. هذه دل عليها {الرحمن}؛ ورحمة هي فعله. أي إيصال الرحمة إلى المرحوم. دلّ عليها {الرحيم} ..
و {الرحمن الرحيم}: اسمان من أسماء الله يدلان على الذات، وعلى صفة الرحمة، وعلى الأثر: أي الحكم الذي تقتضيه هذه الصفة ..
والرحمة التي أثبتها الله لنفسه رحمة حقيقية دلّ عليها السمع، والعقل؛ أما السمع فهو ما جاء في الكتاب، والسنّة من إثبات الرحمة لله. وهو كثير جداً؛ وأما العقل: فكل ما حصل من نعمة، أو اندفع من نقمة فهو من آثار رحمة الله ..
هذا وقد أنكر قوم وصف الله تعالى بالرحمة الحقيقية، وحرّفوها إلى الإنعام، أو إرادة الإنعام، زعماً منهم أن العقل يحيل وصف الله بذلك؛ قالوا: "لأن الرحمة انعطاف، ولين، وخضوع، ورقة؛ وهذا لا يليق بالله عزّ وجلّ"؛ والرد عليهم من وجهين:.
الوجه الأول: منع أن يكون في الرحمة خضوع، وانكسار، ورقة؛ لأننا نجد من الملوك الأقوياء رحمة دون أن يكون منهم خضوع، ورقة، وانكسار ..
الوجه الثاني: أنه لو كان هذا من لوازم الرحمة، ومقتضياتها فإنما هي رحمة المخلوق؛ أما رحمة الخالق سبحانه وتعالى فهي تليق بعظمته، وجلاله، وسلطانه؛ ولا تقتضي نقصاً بوجه من الوجوه ..
ثم نقول: إن العقل يدل على ثبوت الرحمة الحقيقية لله عزّ وجلّ، فإن ما نشاهده في المخلوقات من الرحمة بَيْنها يدل على رحمة الله عزّ وجلّ؛ ولأن الرحمة كمال؛ والله أحق بالكمال؛ ثم إن ما نشاهده من الرحمة التي يختص الله بها. كإنزال المطر، وإزالة الجدب، وما أشبه ذلك. يدل على رحمة الله ..
(يُتْبَعُ)
(/)