ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[02 Mar 2009, 10:38 م]ـ
أخي شهاب الدين
الإخبار بالغيوب وجه من الإعجاز يندرج تحت صدق المعاني، وليس هو من "التكهن" في شيء إطلاقا إذا كان ذكره في القرآن صريحا
ولعلك تقصد بالتكهن أن يدعى مدع أنه يعرف الغيب من خلال الحروف المقطعة أو نحو ذلك
أما إعجاز المعاني من خلال التوراة والإنجيل حال صحتها قبل التحريف فهذا ثابت لا خلاف؛ فيه يقول ابن تيمية: (إذا قدر [أحد] أن التوراة والإنجيل أو الزبور معجز لما فيه من العلوم والإخبار بالغيب والأمر والنهي ونحو ذلك لم ينازع في ذلك؛ بل هذا دليل على نبوتهم صلواته الله عليهم وعلى نبوة من أخبروا بنبوته، ومن قال أنها ليست معجزة من جهة اللفظ والنظم كالقرآن - فهذا ممكن) ويقول أيضا: (هذه الكتب معجزة لما فيها من أنباء الغيب التي لا يعلمها إلا نبيّ وكذلك فيها من الأمر والنهي والوعد والوعيد ما لا يأتي به إلا نبيّ)
وهذا الإعجاز المتعلق بالمعاني لا يقتصر على القرآن و التوراة والإنجيل بل الحديث النبوي الشريف داخل في ذلك أيضا
أما الإعجاز البلاغي فينفرد به القرآن ولا تدخل فيه التوراة ولا الإنجيل ولا الحديث النبوي الشريف
فالنبي صلى الله عليه وسلم وإن كان أفصح العرب إلا أن بلاغته غير معجزة كالفرآن فإعجاز البلاغي قاصر على القرآن وحده
وهذا الإعجاز المتعلق بالمعاني يشمل كل آيات القرآن الكريم؛ إذ أن المعنى:إما "خبر أو طلب" ولا تخلو آية من ذلك
وهذا الإعجاز يكون في صدق الأخبار وعدل الأحكام
ولهذا قال تعالى: (وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً)
وقد فسّر ابن كثير ذلك بقوله:
(صدقاً في الأخبار وعدلاً في الأوامر والنواهي)
أو (صدقاً في الأخبار وعدلاً في الطلب)
ونقل عن قتادة في تفسير هذه الآية أنه قال:
(صدقاً فيما قال وعدلاً فيما حكم)
ويتعلق هذا الإعجاز بكلا هذين النوعين من المعاني على السواء، إذ أن في القرآن من الأمور المستقبلية والماضية التي يكون وقوعها طبق ما أخبر، وفيه الأحكام العادلة التي إذا تأملها ذو العقل الصحيح – قطع بأنها منزلة من العالم بالخفيات الرحيم بعباده
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[02 Mar 2009, 10:55 م]ـ
صدقت يادكتور جمال ويؤيد ذلك قوله تعالى:
"مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ "
وقوله:
"آَمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا "
وفقك الله ونفع بك
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.(/)
هل لكم بمساعدتي
ـ[الزرسنت]ــــــــ[01 Mar 2009, 05:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني الكرام
هل اجد لديكم جميع الاقوال التي ذكرت في الشواظ والنحاس في قوله تعالى
((يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران))
واعذروني على كثرة اسئلتي لكني لا ازال في بداية مشوار دراستي ولدي ضعف في كثير من الاشياء
واولا واخرا جزاكم الله خيرا
ـ[أبو المهند]ــــــــ[01 Mar 2009, 05:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني الكرام
هل اجد لديكم جميع الاقوال التي ذكرت في الشواظ والنحاس في قوله تعالى
((يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران))
واعذروني على كثرة اسئلتي لكني لا ازال في بداية مشوار دراستي ولدي ضعف في كثير من الاشياء
واولا واخرا جزاكم الله خيرا
الأخ الفاضل بدلا من أن نهديك سمكة لكل وجبة حري بمحبيك أن يهدوا لك شبكة صيد مشفوعة بكيفية الصيد.
{مضمون مثل أظنه صينياً}
والأمر يسير باستخدام أي برنامج حاسوبي يجمع كتبا في التفسير وتضع العبارة المرادة وتقارن من أيقونة المقارنة بين كل المفسرين
ولنا في المكتبة الشاملة مثال
ففيها أيقونة للمقارنة بين كتب التفسير اخترها وستجد العلوم تترى عليكم
مع تحياتي
ـ[الزرسنت]ــــــــ[02 Mar 2009, 12:54 م]ـ
جزاك الله خيرا يا اخي الكريم
لكن كيف احصل على هذا البرنامج
وجزاك الله خيرا
ـ[أبو المهند]ــــــــ[02 Mar 2009, 04:22 م]ـ
[ QUOTE= الزرسنت;73159] جزاك الله خيرا يا اخي الكريم
وجزيتم أخي الكريم
لكن كيف احصل على هذا البرنامج
عن طريق المكتبة الشاملة بإنزالها من موقعا الذي يحمل اسمها.
أو عن طريق الموسوعة التفسيرية لشركة العريس أو مركز التراث للبرمجيات وهي برامج تباع في معظم المكتبات والله الموفق
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[02 Mar 2009, 05:06 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
و أشير عليك أيها الأخ الكريم " الزرسنت "، و لكي تستفيد أكثر من نصيحة الأستاذ الدكتور خضر حفظه الله، أن تطلب المعلومات الضرورية و التطبيقات الأولية، و طريقة البحث عن المعلومة، من مسيِّر أقرب " مقهى أنترنت " أو " نادي أنترنت "، و ما أكثرها في مدننا العربية، و ستجد من يرشدك إن شاء الله.
و ابدأ بإدخال الآية مكتوبة بين مزدوجتين صغيرتين، هكذا:
" يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران "
و ابحث عنها في محرك البحث google ...
و ستجد أكثر من أربعة آلاف صفحة، في العديد منها مقتطفات من كتب التفسير ...
أتمنى لك التوفيق.
و ما خاب من استشار.
ـ[الزرسنت]ــــــــ[09 Mar 2009, 08:38 م]ـ
جزاكم الله خيرا
حقيقة انا في قمة السعادة انني في ملتقى يضم النخبة
جزاكم الله خيرا على افادتي
واعذروني على كثر اسئلتي
فانا لا ازال في بداية مشواري العلمي
واعيد جزاكم الله خيرا(/)
كتاب في الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم
ـ[السمهري]ــــــــ[01 Mar 2009, 09:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما أفضل كتاب في الناسخ والمنسوخ من القرآن الكريم؟ وما أفضل طبعة لهذا الكتاب إن وجد؟
أريده عاجلاً ..
بورك فيكم
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[02 Mar 2009, 07:33 ص]ـ
يقول الزركشي في البرهان عن علم النسخ: والعلم به عظيم الشأن وقد صنف فيه جماعة كثيرون منهم قتادة بن دعامة السدوسي، وأبو عبيد القاسم بن سلام، وأبو داود السجستاني وأبو جعفر النحاس، وهبة الله بن سلامة الضرير وابن العربي، وابن الجوزي وابن الأنباري، ومكي وغيرهم.
ويورد الداودي في طبقات المفسرين أسماء أربعة وثلاثين كتابا ألف في علم النسخ بيد أن معظم تلك الكتب مفقودة اليوم أو لم تظهر بعد من عالم المخطوطات. وأما المطبوعة منها فقليلة تعد بالأصابع.
ولعل أفضل الكتب المطبوعة فيه:
ــ كتاب الناسخ والمنسوخ، للإمام أبي جعفر أحمد بن إسماعيل النحاس المرادي النحوي المتوفى سنة (338هـ) هذا الكتاب يعتبر من أفضل ما وصل إلينا من الكتب المتقدمة في علم النسخ. وقد أجاد مؤلفه، رحمه الله، في عرض الآيات الناسخة والمنسوخة حيث أثبت ما ادعى فيه النسخ وعكسه بذكر الأسانيد غالبا، ويقوم بترجيح دعوى النسخ أو الإحكام حينا، وهو كثير ويقف موقف المحايد حينا آخر. وذلك إذا وجد ما يرجح إحدى الطرفين أو يؤيد كليهما. ويورد ابن الجوزي في هذا الكتاب نقولا كثيرة من كلام النحاس يعضد بها رأيه ويؤكد بها إحكام الآية، طبع هذا الكتاب بمصر سنة 1323هـ، ثم له أكثر من طبعة محققة وغير محققة.
ــ الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه، للإمام أبي محمد مكي بن أبي طالب القيسي، رحمه الله، المتوفى سنة (437هـ) وكتابه المذكور جليل القدر لا ينقص في الفضل عن كتاب النحاس، إلا أنه مع قيامه بمعالجة وقائع النسخ معالجة جدية، لا يتعرض إلى ذكر الأسانيد بل يكتفي بعزو الآراء إلى القائلين بها، ويرجح حينا ما يرتضيه من الآراء مؤيدا وجهة نظره. وقد حقق هذا الكتاب فضيلة الدكتور أحمد حسن فرحات، وطبع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سنة 1396هـ.
وللعلامة ابن الجوزي كتابان في ذلك:
1 ــ المصفى بأكف أهل الرسوخ من علم الناسخ والمنسوخ.
2 ــ ناسخ القران ومنسوخه: "نواسخ القران" / تاليف ابن الجوزي، حققه أخي العلامة المحقق الثبت حسين الداراني، دمشق ; بيروت / دار الثقافه العربيه , 1990 م.
وهذه الكتب أخي الكريم تستطيع تحميلها من الشابكة
إن أحببت ..
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[03 Mar 2009, 01:27 م]ـ
من أفضل الكتب المعاصرة كتاب النسخ في القرآن للدكتور مصطفى زيد رحمه الله
ومن الكتب القديمة الناسخ والمنسوخ لابن العربي ..
وكتاب الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه لمكي بن أبي طالب ..(/)
هل انتهى عصر العالم الموسوعي؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[02 Mar 2009, 12:46 ص]ـ
أقول هذا الكلام لأن مجال التفسير يحتاج إلى الموسوعية، فالمفسر يحتاج إلى أن يكون ملماً باللغة والسنة والسيرة والفقه والأصول، وهذا لم نعرفه في أحد من المعاصرين بشكل جلي إلا في الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى ومن جلس إلى الشيخ أو استمع إلى شيء من دروسه من خلال الأشرطة النادرة التي سجلت له أو من نظر كتابه أضواء البيان يدرك هذه الصفة في الشيخ رحمه الله تعالى.
وقد سمعت من تلميذه الشيخ عطية سالم رحمه الله تعالى أنه توجه إليه بسؤال عن سبب اختيار الشيخ التفسير دون غيره من العلوم مع قدرته وبراعته في فنون مختلفه كالنحو والأصول والفقه والحديث وغيرها؟
فجاء جواب الشيخ رحمه الله تعالى: إن التفسير قد جمع له كل ذلك.
فهل يوجد اليوم من هو على شاكلة الشيخ؟
وهل حل الإشكال الذي طرحه الدكتور مساعد تحت عنوان "واقع بعض دروس التفسير المعاصرة" هو في إيجاد مدارس تخرج علماء موسوعيين؟
أم هو في وضع منهجية لمن يريد أن يسلك مجال التفسير تتفق مع عصر التخصصات؟
وهل المتخصصون في علم التفسير من حملة الدكتورة والماجستير " والذين هم في الغالب متخصصون في فروع أو جزئيات" صالحون للقيام بهذه المهمة الخطيرة؟
ـ[أبو المهند]ــــــــ[02 Mar 2009, 08:04 م]ـ
.
العالم الموسوعي موجود بقلة وبكثرة حسب المكان والزمان، وكم كنا نحسب حسبانك أخي الحبيب،
لكن بالتنقل على موائد العلماء وجدنا أن الأمة ولادة تحمل في رحمها العلمية الأفذاذ الموسوعيين الذين يحاضرون في:
اللغة والقراءات والتفسير وعلوم القرآن والأصول والدعوة والمنطق ................ وتخصصهم الرسمي أصول الدين.
ولكن نستطيع أن نبلور الأسباب التي من خلالها لم يعرف الكثير من طلاب العلم عن الكثير من العلماء الموسوعيين شيئا:
1ـ انشغال الكثير منهم بلقمة العيش.
2ـ كلمة الحق التي قد لا يستسيغها بعض ولاة أمر المسلمين.
3ـ التعقيد الرسمي لدخول الدول وتأصيل الحدود بين دول العالم العربي بعكس الغرب الذي تستطيع الدخول بالهوية كل بلاده. وبعكس زمن جميل كان فيه الزمخشري جار الله.
4ـ تهافت دور النشر ـ غالبا ـ على الأسماء اللامعة من العلماء والمطلعيين دون غيرهم لأرب مادي فحسب.
5ـ ابتعاد الإعلام عن كثير من أصحاب التقعيد العلمي وجنوحه إلى بعض تلامذة العلم السطحيين ـ في كثير من الأحيان ـ.
ولو طرحت سؤالا مؤداه:
هل منا من يعرف هؤلاء:
إبراهيم عبد الرحمن خليفه؟
إبراهيم عبد الحميد سلامة؟
إبراهيم الدسوقي خميس؟
إبراهيم أبو بكر الديب؟
عبد الغفور جعفر؟
محمد عبد المنعم القيعي؟
عبد الغني الراجحي؟
هؤلاء الأعلام بحار في اللغة والتفسير والحديث والأصول والمنطق و ..... وغيرهم الكثير والكثير في مصر الأزهر وفي غيرها أنعم بهم وأكرم.
قد لا يعرفهم إلا القليل من طلاب العلم!!!.
ولكن أبشرك أن الأمة بها من الموسوعيين ما تقر به عينك
ومن هنا نجيب مباشرة: هل انتهي عصر العلماء الموسوعيين؟
الجواب: لا بل الخير موجود مادامت السماء والأرض والعبرة بمن يتعب لينقب عنه.
والله الموفق
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[02 Mar 2009, 08:55 م]ـ
الأخ الفاضل الدكتور عبد الفتاح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك على ردك المبارك المبشر بالخير
والأسباب التي ذكرتها صحيحة لكن:
ألا يمكن التحيال على هذه المعوقات ونرى أمثال من ذكرت قد خرجوا إلى الناس من خلال بعض القنوات التي تتبنى الخط الإسلامي؟
ألا نطمع في أهل السعة والثراء وما أكثرهم في أمة الإسلام أن يوقف أحدهم أو بعضهم على المسلمين عالماً من أمثال هؤلاء الذين ذكرت يكفيه هم البحث عن اللقمة ويفرغه لتعليم المسلمين؟
ما أحوج الأمة اليوم إلى عالم رباني تجتمع عليه القلوب وتصغي له الآذان.
وفق الله الجميع لما فيه الخير
وأصلح أحوال الأمة
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[02 Mar 2009, 08:56 م]ـ
السلام عليكم و بعد
أعتقد أن الشيخ العلامة محمد صالح العثيمين - رحمه الله - يمثل أحد أساطين هذا الصنف من العلماء أقصد " الموسوعيين " .....
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[03 Mar 2009, 12:04 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أخي محب الدين، أظن أن ما قاله الدكتور خضر له وجه من النظر. إلا ان الأسباب التي ذكرها حالت دون ما أشرت إليه. وكتأكيد لما قاله حفظه الله: فإني أعرف بالغرب الإسلامي وحده ما يزيد على المئات من الجهابدة والفطاحلة في العلم. ومنهم من تتلمذ على يد الشيخ محمد الأمين رحمه الله رحمة واسعة. وغيره من أهل العلم والشأن.
لكن يبقى المشكل دوما هو:
لماذا يتعرض أمثال هؤلاء العلماء الربانين إلى هذا الإقصاء والتهميش والزهد. ولله ذر من قال: أزهد الناس في العالم أهله.
فنسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يمن علينا بالعلم النافع والعمل الصالح. وأن لا يزهدنا في أهل العلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[03 Mar 2009, 12:24 ص]ـ
ماحيلتنا في زمانٍ لاتعرف أرضه من يطؤها، فساوت بين القَلُوصِ والعِكْرِشَة
ـ[أبو المهند]ــــــــ[03 Mar 2009, 01:29 ص]ـ
.
.
[ألا يمكن التحيال على هذه المعوقات ونرى أمثال من ذكرت قد خرجوا إلى الناس من خلال بعض القنوات التي تتبنى الخط الإسلامي؟
للأسف لازالت الدنيا تقوم على قانون المنفعة المتبادلة والمعارف.
وقديما قالوا مثلا مصريا" اللي له ظهر مينضربش على بطنه" فتدبر .....
العملية كلها " شلل" [1] يزكي بعضها بعضا ودمتم.
{1} والشلة بلغة العامة: الجماعة.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[03 Mar 2009, 01:30 ص]ـ
ماحيلتنا في زمانٍ لاتعرف أرضه من يطؤها، فساوت بين القَلُوصِ والعِكْرِشَة
صدقت ورب الكعبة، لا فض فوك يا أبا عبد العزيز.
لكن المرجو تفسير القلوص والعكرشة " بسمة"
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[03 Mar 2009, 08:45 ص]ـ
القلوص: الأنثى من الأبل
" والقَلُوْصُ: الأنثى من الإبل والنَّعَام، والجميع القَلائص. والناقَةُ الباقِيَةُ على السَّيْرِ، ولا تَزالُ قَلُوصاً حتّى تَبْرُكَ. وقَلَّصَتِ الإبلُ تَقْلِيصاً: اسْتَمًرّتْ في مُضِيِّها.
وفَرَسٌ مُقَلِّصٌ: طَويلُ القَوائم مُنْضَمُ البَطْنِ.
والقَلُوْصُ: الضخْمَةُ من الحُبارى. وهو من الآبار: التي إذا وَضَعْت الدَّلْوَ جَمَّتْ فَكَثُرَ ماؤها، وهي القَلائصُ، وقَلَصَ الماءُ فهو قَلِيْصٌ وقَلاصق.
وقَلَصَتْ نَفْسي تَقْلِصُ قَلْصاً: أي غَثَتْ، وقَلِصَتْ لُغَةٌ.
وأقْلَصَتِ الناقَةُ فهي مِقْلاصٌ: أي سَمِنَتْ في الصَيف، وكذلك إذا نَقَصَ لبنها."
المحيط في اللغة - (ج 1 / ص 443)
أما العكرشة فهي أنثى الأرنب.
"العِكْرِش نبات شِبه الثِّيل خَشِنٌ أَنشد خشونة من الثيل تأْكله الأَرانب والعِكْرِشةُ الأَرْنب الضخمة قال ابن سيده هي الأَرنب الأُنثى سميت بذلك لأَنها تأْكل هذه البَقْلة قال الأَزهري هذا غلط الأَرانبُ تسكن عَذَواتِ البِلاد النائية عن الرِّيفِ والماءِ ولا تَشْربُ الماء ومراعها الحَلَمة والنَّصِيُّ وقَمِيمُ الرُّطَب إذا هاجَ والخُزَزُ الذكَر من الأَرانب قال وسمِّيت أُنثى الأَرانب عِكْرِشةً لكثرة وَبرِها والْتِفافِه شُبِّه بالعِكْرِش لالْتِفافِه في منابِتِه وفي حديث عمر قال له رجل عَنَّت لي عِكْرِشةٌ فشَنَّقْتُها بِجَبُوبةٍ فقال فيها جَفْرةٌ العِكْرِشةُ أُنثى الأَرانب والجَفْرةُ العَناقُ من المعز الأَزهري العِكْرِشُ مَنْبِتُه نُزُوزُ الأَرض الدقيقة وفي أَطرافِ ورقِه شوكٌ إِذا تَوَطَّأَه الإِنسانُ بقدميه أَدماهما وأَنشد أَعرابي من بني سعد يُكْنى أَبا صبرة اعْلِف حِمارَك عِكْرِشا حتى يَجِدَّ ويَكْمُشا"
لسان العرب - (ج 6 / ص 319)
" {عكرش} (س) في حديث عمر [قال له رجل: عَنَّتْ لي عِكْرَشَةٌ فَشَنَقْتُها بحَبُوبة فقال: فيها جَفْرَة] العِكْرِشة: أنْثَى الأرَانِب والجَفْرَة: العَنَاقُ من المَعز"
النهاية في غريب الأثر - (ج 3 / ص 542)
رقم المراجع آلي وليس موافق للمطبوع
ـ[أبو المهند]ــــــــ[03 Mar 2009, 11:15 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخي المحب للقرآن
ورب {بسمة} أثمرت حكمة.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[04 Mar 2009, 12:36 ص]ـ
وجزاك أخي عبد الفتاح
وأكثر الله من بسماتك النافعة.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[06 Mar 2009, 01:55 م]ـ
قد يكونُ أحدُ أهمَّ أسباب وأدِ العُلماء الموسوعيين , أو وأدِ من يُتَوسَّمُ فيهم أن يكونوا للأمة علماءَ موسوعيينَ شغلُ أذهان الناشئة الذين تظهَرُ عليهم دلائل النبوغ في بعض العلوم الشرعية والعربية بعلومٍ تثقل أذهانهم وتشغل منها حيزاً ليس بقليل وتقتات من أوقاتهم ومواهبهم حتى تتلاشى الموهبةُ شيئا فشيئاً.
وليت (وهل تنفعُ شيئاً ليتُ) أن تتقدمَ مرحلةُ اختيار التخصص والميول عما هي عليه اليوم لتكون بعد الابتدائية أو المتوسطة, وبعدها:
أطلقْ يديَّ وفُكَّ الحبلَ من عُنقي ... وافتح لي البابَ وانظر بعدُ كيف ترى
ومن تأمَّلَ تراجمَ الموسوعيين من علماء الأمة حديثاً وجد أنَّ الله أراحهم من كثير من غثائيات التعليم ومواده وحصصه واختباراته التي لا تعودُ على الطالب بنفعٍ في قبيل ولا دبير.(/)
** دعوة للإتحاف بفائدة **
ـ[جنتان]ــــــــ[02 Mar 2009, 02:37 ص]ـ
"دعوة للإتحاف بفائدة "
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد بن عبد الله ,وعلى آله وصحبه ومن والاه ,أما بعد:
إلى من أنعم الله تعالى عليه بفتح باب العلم له ,وتيسير السبُل فيه ,علماً وتعليماً ودعوةً وصبراً على الأذى ,هذه دعوة من أحد أخواتكم بأن تسطّر لنا أناملكم الفاضلة تلك الخلاصة الذهبية -التي يتلهّف لها كل
مقبل على العلم ,شغوفٌ به- والقطوف الدانية التي استفدتموها جرّاء مسيرتكم العلمية في هذا الفن الذي هو أشرف العلوم على الإطلاق.
فإنّا نتوْق لنرى ما تُسْدُونه إلينا من فوائد ودرر تقدمونها لمن كان على عتبة طريقه في التأصيل في هذا العلم , فهي ميادين نخرج منها بخلاصة تجاربكم في مدارسة هذا الفن والتقلّب بين صفحاته وطيّاته ,فالمبتدأ
يبحث عن حبال يتشبّث بها ,ومن تلك الحبال النظر في خبرات سابقيه ,فإنما العلم بالتعلّم.
فإليك تلك الأنامل دعوتي ,وأسأل الباري أن لايحرمكم أجر ما تتفضلون به ,وترشدونا إليه.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[03 Mar 2009, 12:06 م]ـ
فائدة: عندما نتصدى لتفسير لفظة قرآنية نقدم الحقيقة الشرعية على الحقيقة العرفية، والحقيقة العرفية على الحقيقة اللغوية. هذا إذا لم يقم دليل من النص الكريم على أن المراد هو الحقيقة العرفية أو اللغوية.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[03 Mar 2009, 01:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد هذه بعض الأساسيات التي يغفل عنها كثير من طلبة العلم وقد يكون إغفالها سببا في انقطاعهم من أول الطريق:
أولاً: اكتشف نفسك: ميولك وقدراتك.
ثانياً:حدد غايتك بشكل جلي.
ثالثاً: حدد الوسيلة (الخطة) الأفضل والتي تتناسب مع قدراتك للوصول إلى غايتك.
رابعاً: تعرف على المعوقات في نفسك وفي محيطك وابحث عن أفضل السبل لتجاوزها.
خامساً: لا تستطيل الطريق ولا تتعجل الوصول.
سادساً: ابحث عن الوسائل المساعدة لنجاحك في تطبيق الخطة التي وضعتها لنفسك وهي كثيرة وفي مقدمتها:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) سورة البقرة (153)
هذا ما تيسر في اللحظة ولعل للكلام بقية.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.(/)
من روائع تفسير سورة الكهف للشيخ العلامة عبدالله بن جبرين حفظه الله
ـ[ابوالمبارك]ــــــــ[02 Mar 2009, 09:36 ص]ـ
http://ibn-jebreen.com/book.php?cat=8&book=113
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[02 Mar 2009, 02:51 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا المبارك على هذا الموضوع القيم لا حرمت أجره .. وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يسبغ على شيخنا العلامة الجبرين شفاء عاجلا وأن يحفظه ويمد عمره على طاعته وينفعنا بعلمه .. اللهم آمين ’’’’’’’(/)
من لا يقيم الصلاة لا يقيم الدين ـ وحدة العبادة في سورة الماعون ـ
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[03 Mar 2009, 12:19 ص]ـ
الحمد لله وبعد ..
فكثيرا ما فرح المرء بنتاج تأملات في كتاب الله تعالى، أو في سنة النبي صلى الله عليه وسلم، أو في سيرته .. إلا أنه كان يفرح بها على طريقة المكاثر المحصل للبيانات والمعلومات .. أما ترجمة ذلك إلى واقع الحياة، فالمرء يقف فيه في مرحلة هي دون مرحلة المبتدئ بمراحل عدة! .. والجزم أن تأمل كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم إنما هو للحياة بهما {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين} فذلكما هما التلقي والتأمل لخطاب الله تعالى اللذان يرضتهما الله سبحانه للمؤمنين.
كان من آخر ما تأملت في كلام ربي في سورة الماعون .. وكان الكلام فيها يدور حول شخصية (معينة) ابتداءا بسبب النزول، أو (اعتبارية) من حيث العموم في اللفظ .. شخصية تحمل من الأوصاف المتتابعة المتراكمة المتسلسلة المتسبب بعضها في بعض ما لا يدع مجالا للتشكيك في ابتنائها كوحدة متماسكة الأجزاء فتصير كأنها صفة واحدة في شخص واحد، وتكون هذه الصفة الواحدة من مجموع صفات هي منطقية في ترابطها وتماسكها، فإذا ترابطت وصارت صفة واحدة وأودعت شخصية بشرية هنا ناسب أن يصف الله تعالى هذه الشخصية للمؤمنين ليأخذوا منها العبرة.
بسم الله الرحمن الرحيم
أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)
طالما شكونا من انقلاب المعايير ـ عموما ـ فصارت الأصول فروعا نظرية، وصارت الفروع أصولا عملية!
جوانب عديدة من حياة الملتزم (المتدين) المعاصر هو يعترف بها نظرا ولكنه لا يجد لها مصرفا عملا؛ من ذلك كثير من جوانب فعاليات طاب العلم، ومن ذلك ما يقدمه أغلب أصحاب الخطاب الوعظي أو الدعوي، فالأغلب من خطباء ودعاة عصرنا وصحوتنا يستعملون بعض الأدبيات الدعوية، كاستعمالات لنصوص من القرآن أو السنة، ويتلونه لمجرد (الرنة) التي تحويها هذه النصوص، يساعد في التأثير جودة الأجهزة الصوتية بالمساجد وأماكن الندوات أو اللقاءات .. فإذا دعوت هؤلاء الدعاة للنقاش حولها ـ أي تلك الأدبيات ـ أو تطرحها للتحليل تتبين أنه لم يع محتواها ولم يلتزم مقتضاها وهو قد قالها بلسانه لتوه! في حين يكون ذلك المحتوى ـ شأنه شأن أي محتوى خطابي له مقتضياته ولوازمه؛ ضرورة كونه خطاب معقول المعنى؛ ليس المقصود من ورائه الإثارة العاطفية التي تبنى على الباطل؛ وإلا كان كذبا.
من تلك القضايا والأدبيات ـ النظرية ـ التي تطرح ولا يعمل بمقتضاها، وحدة الشخصية المؤمنة وشمول صلاحها كافة أرجاء الكيان الإنساني، على القدر الذي ناله من الإيمان والعمل، وإن فقد تلك النسبة في ركن من الأركان هو دليل فقده بذات النسبة في سائر الأركان؛ فنرى الصراخ بذلك المفهوم على المنابر دون تفعيله.
فترى مثلا بعض الدعاة يتلوا على المنبر قوله تعالى {وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} .. وربما يوردون الأثر " من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من ربه إلا بعدا" .. وهي معان واضحة مفهومة، ولكن حين الممارسة العملية للحياة الإسلامية .. وهي الحياة الوحيدة التي أمرنا المولى عز وجل أن نعيشها، فإن ذلك لا يظهر أثره، وإنما كعادتنا نعاملالامور معالة الوحدات أو الجزيئات المنفصلة المستقلة، فلا يعتني المربون وأطباء القلوب بدراسة كام لالكيان العبودي للمسلم .. فشخص لا ينتبه في صلاته إلى وقوفه بين يدي الله تعالى، ويأخذ يلهى في أمور الدنيا، حتما سنجد لذلك صدى في بقية المنظزمة العبودية وفي كامل أرجاء الكيان البشري لذلك اللاهي، وهذا قد عرفته ووجدته من نفسي حتى كان استقراءا كاملا لها؛ فما أنشغل عن الله في صلاتي إلا كان ذلك دلالة على عطب جزء رئيس ثابت منتشر في كل أركاني، ضرورة كوني وحدة متكاملة تنتهي إلى شخصية واحدة يحكم عليها إجمالا لا باستقلال.
إن تلك الوحدة المتكاملة في سورة الماعون تعكس تلك الحقيقة بصورة لا تدع مجالا للاضطراب أو الارتياب في تصور ذلك التكامل .. فانظر .. رحمن الله وغياك .. إلى تلك الأركان البشرية المذكورة في السورة في خلال وصف شخصية لها حال خاصة .. :
يكذب بالدين .. يدع اليتيم .. لا يحض على كعام المسكين .. مصلون هم عن صلاتهم ساهون .. هم يراؤون .. هم يمنعون الماعون عن جماعتهم التي ينتسبون ظاهرا إليها ..
لقد تاثرت كل أركان العبودية ومواضع التربية الإسلامية ضعف إيمان هؤلاء أو بانعدامه .. وأيا من كانت السورة نزلت فيهم، أو اعتبار بعضها مكي وبعضها مدني؛ فإن الشاهد فيها متوفر على كل حال، والصورة مغلقة على سياق واحد من أولها إلى آخرها، وهي طبيعة سور القرآن جميعا ايا ما كانت أسباب وأزمان نزول المقاطع في السورة، وهو من أوجهالإعجاز كما يعرفه المنشغولن بعلوم القرآن.
لقد تأثر كل الكيان العبودي البشري بالحالة الإيمانية .. فركن الاعتقاد .. وركن المال خلق الجود به .. وركن الخلق في الشفقة والرحمة .. وركن الشعيرة التعبدية ـ الصلاة ـ .. وركنالآداب والأخلاق!! .. فمن اعتقد بالباطل دعّ اليتيم، ولم يحض على طعام المسكين، وسهى عن صلاته، وراءى، ومنع المعونة عمن يحتاجها.
إن (فكرة) التكامل والتلازم التي تبرزها سورة الماعون لابد وان ينعكس أثرها على الأفراد الذين يراقبون أنفسهم وأحوالهم مع الله تعالى، وعلى المربين الذين تصدوا لقضية أمراض القلوب أن يتلقوا معاييرهم الحكمية والمراقبية من كتاب الله تعالى ومنها تلك الفكرة التكاملية من سورة الماعون؛ فإنه تمنح هؤلاء وهؤلاء مقاييس فحص وكشف مباشرة صادقة لا تخطئ لأنها منصوص عليها بالكتاب المرشد المعصوم .. هذا بدلا مما هم فيه من هم التفتيش عن مقاييس مظنونة ولا تعطي نتائج نهائية في تشخيص الأمراض الإنسانية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[03 Mar 2009, 12:29 ص]ـ
بارك الله فيك أخي محمد .. مقال في الصميم .. لا حرمك ربي أجره وزادك توفيقا وإعانة ..
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[03 Mar 2009, 01:17 ص]ـ
وفقكم الله وبارك فيكم(/)
ولأول مرة: دروس في إتقان القرآن للمقرئ الشيخ عبدالله بن صالح العبيد ومواضيع فريدة!
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[03 Mar 2009, 12:21 م]ـ
الإعلان على الرابط أدناه، فلعل كريماً يجودُ بإخراجه هنا كفاحاً.
http://www.7ammil.com/data/visitors/2009/03/02/storm_915363156535777433_end.jpg
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[03 Mar 2009, 12:38 م]ـ
بارك الله فيكم
دورات مباركة ونافعة، والشيخ عبدالله طالب علم متمكن ومتفنن.
ـ[أبو محمد البدري]ــــــــ[04 Mar 2009, 01:48 م]ـ
بوركتْ جهودكم المميَّزة.
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[06 Mar 2009, 03:22 م]ـ
يُرفع لقرب موعد التسجيل وهو مغرب غد السبت 10/ 3 بإذن الله.
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[15 Mar 2009, 01:59 م]ـ
انطلاقة الدورة العلمية للشيخ عبدالله بن صالح العبيد -وفقه الله- مغرب اليوم الأحد 18/ 3 بإذن الله.(/)
تحقيق المسائل العلمية في التفسير هل يقبل فيه قول علماء أصول الفقه
ـ[محمد شلبي]ــــــــ[03 Mar 2009, 02:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حياكم الله تعالى جميعا، أرجو من أهل العلم من الأساتذة في هذا الملتقى المبارك أن يفيدوني حول معالجة بعض القضايا التفسيرية أجد فيها كلاما لعلماء أصول الفقه، فهل يمكن أن يعتمد عليه في المسالة
فمثلا أنا أعالج قضية أقل الجمع، وقد وجدت كلاما للزركشي في البحر المحيط، وللشوكاني في إرشاد الفحول حول القضية، فهل يمكن أن تُعتمد هذه الأقوال في حقل الدراسات القرآنية، مع العلم أنهم حين عالجوا القضية ضربوا أمثلة بآيات الأحكام وأمثلة بآياتليست في باب الأحكام فهل يمكن أن نعتمد كلامهم، في غير آيات الأحكام وهل للمفسرين نظرة تختلف عن نظرة علماء الأصول
أرجو من الأساتذة الكرام الإدلاء بدلوهم لأن الأمر أكبر من خبرتي وعلمي ولم أهتد لقول فصل في المسألة
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[03 Mar 2009, 02:39 م]ـ
الأخ الكريم محمد شلبي .. أحب أن أشاركك هذا الموضوع المهم بما يأتي:
- قد نجد للعالم الواحد مشاركة في أكثر من علم، فالزركشي مثلاً له كتابه الحافل البرهان في علوم القرآن، وله في أصول الفقه البحر المحيط. والسيوطي أيضاً له الإتقان في علوم القرآن وله شرح الكوكب الساطع في أصول الفقه، وهكذا غيرهما .. فلماذا نقبل كلامه في كتابه في علوم القرآن ولا نقبله في كتابه في أصول الفقه.
- كثير من المسائل قد أجاد فيها علماء أصول الفقه وحرروها تحريراً دقيقاً، أكثر من غيرهم. فأخذ كلامهم ونقله مهم في تحرير المسألة.
- لا شك أن هناك تميزاً لعلماء علوم القرآن في كتابة تلك المسائل، وذلك لاختصاص بحثهم بالقرآن الكريم، ولذلك فإن تطبيقاتهم مقتصرة في الغالب على القرآن الكريم، بخلاف علماء الأصول فهم يعممون التطبيق على الكتاب والسنة، وكذلك فإن مقصود بحثهم في الأصل هو استخراج الأحكام الفقهية. وبهذا يظهر الفرق بين منطلق العلمين.
- يظهر والله أعلم أن مراجعة المسألة في العلمين مفيد في تصورها ومعرفة كافة الأدلة ومن ثمَّ القدرة على الترجيح والاختيار ..
والله أعلم،،،
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[03 Mar 2009, 03:18 م]ـ
[ align=center] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حياكم الله تعالى جميعا، أرجو من أهل العلم من الأساتذة في هذا الملتقى المبارك أن يفيدوني حول معالجة بعض القضايا التفسيرية أجد فيها كلاما لعلماء أصول الفقه، فهل يمكن أن يعتمد عليه في المسالة
الأخ الفاضل محمد شلبي
السلام عليكم ورحمة الله
علم أصول الفقه لا شك أنه مهم للمفسر فهو من علوم الآلة، ولا أتصور أن يوجد مفسر بالمعنى الدقيق لكلمة مفسر لا يجيد علم الأصول.
إن أهم ما في علم الأصول بعد تقرير المصادر المعتبرة لتلقي الأحكام هو معرفة قواعد استنباط الأحكام من تلك المصادر، فهل نتصور بعد ذلك مفسرا يستحق هذا اللقب لا يعرف تلك القواعد أو لا يجد استخدامها في استخراج الأحكام؟
ـ[محمد شلبي]ــــــــ[08 Mar 2009, 12:48 م]ـ
الأساتذة الكرام جزاكم الله تعالى كل خير على تفاعلكم وردكم، وشكر لكم وأسأل الله تعالى أن ينفعنا بعلمكم إنه سميع قريب مجيب
ـ[أبو المهند]ــــــــ[09 Mar 2009, 08:28 م]ـ
شكر الله لمن تفضل قبلي بالإفادة الشيخ فهد والأستاذ محب القرآن وأقول:
إن علم أصول الفقه من العلوم الأصيلة في فهم القرآن واستباط الأحكام، وهو من عين علوم التفسير وعلوم القرآن فالعام والخاص والمطلق والمقيد والمجمل والمبين و ....... كلها علوم أصوليه تخدم القرآن الكريم من كل زاوية.
فمن زاوية الأحكام يستشهد بأقوال الأصوليين.
ومن زاوية التفسير يؤخذ بأقوالهم.
ومن زاوية الفهم اللغوي يسترشد بدلالات أقوالهم.
ولعل موضوعي للماجستير " المجمل والمبين في القرآن الكريم " يمكنني من القول بأن الأصول تشتبك بالتفسير وأقوال المفسرين اشتباك الماء بالعود الأخضر.
بل لن أكون مجانبا للصواب عندما نقول إن الأصولي أعمق فهما للقرآن ومسائل الخلاف ودلالات الألفاظ من غيره عموما.
وعلى هذا تكون الإجابة على سؤالكم:
تحقيق المسائل العلمية في التفسير هل يقبل فيه قول علماء أصول الفقه؟
الجواب: نعم
ولكن بحساب وقدر حتى لا يغلب اللون الأصولي اللون التفسيري المطلق.
ونحن في زمن التخصص الذي يعيب غلبة تخصص آخر على التخصص الأصيل.
وعليه يجب أخذ التحقيقات الأصولية بمقدار ما تكتحل به العين، وبمقدار الملح الذي به يصلح الطعام فإذا زاد أفسده.
مع تحياتي
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[09 Mar 2009, 08:53 م]ـ
قال شيخ المحققين عبدالسلام هارون-رحمه الله-:
(نتاج الثقافة الإسلامية العربية متواشج الأنساب، متداخل الأسباب) [تحقيق النصوص ونشرها/63]
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Mar 2009, 12:43 ص]ـ
قال شيخ المحققين عبدالسلام هارون-رحمه الله-:
(نتاج الثقافة الإسلامية العربية متواشج الأنساب، متداخل الأسباب) [تحقيق النصوص ونشرها/63]
الفاضل أبا عبد العزيز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على تعليقات المقتضبة والمفيدة في نفس الوقت.
لكني أسأل سؤال الجاد والمتعلم:
هل تدخل علوم الشريعة" تفسير، وفقه، وأصول، وحديث ... " تحت مسمى الثقافة أم هو من باب التجوز؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد شلبي]ــــــــ[10 Mar 2009, 06:52 م]ـ
- حيا الله أهل العلم، وبارك للأمة فيهم، والحق أني أفدت من كلامكم أيما إفادة، وأسأل المولى أن يهدينا وأن يشرح صدورنا بنور العلم
- ولا أستطيع أن أُضيف إلى كلامكم غير الشكر؛ لأني أعرف قدر نفسي، ويكفيني أن أقرأ وأتعلم، وأتابع في صمت حركة العقول الواعية، كيف تدير نقاشا علميا، عسى الله أن يعلِّمنا، وأن نصبح يوما ممن يفيدون الناس كما تفعلون
- وأدعو الأساتذة الكرام لفتح محاور أخرى للموضوع، فهو - على ما أتصور - من أنفع أبواب العلم وبخاصة لطالب علم التفسير، ولا تزال هناك آفاق رحبة يمكن أن تنفعنا كطلبة علم من خلال ما تفيؤه علينا ظلال عقولكم
- واذكر أن الأستاذ الدكتور نبيل الجوهري - حفظه الله- المشرف على رسالتي في الماجستير، والشطر الأول من الدكتوراه، قد طرح فكرة تناول أهل التفسير لأبواب أصول الفقه، فهي في الأصل من علوم القرآن قبل أن تكون من علوم الأصول، فالأصوليون يدورون في الغالب حول ما يقارب الخمسمائة آية، فأين بقية الآيات، وما يمكن أن يستخرج منها من علوم ودلالات غير تلك المرتبطة بعلوم الفقه، أين الفوائد الاجتماعية، والسياسية، والتربوية، وغيرها مما يمكن أن يستخرجه العالم من موضوع كموضوع المنطوق والمفهوم مثلا، وعليه يقاس مباحث الأصول التي يمكن أن تثري الدراسات القرآنية ثراء واسعا
- أدعو علماءنا أن يوسعوا دائرة النقاش لعل ذلك أن يفتح ابوابا لطاب العلم وينير دروبا جيدة نسلكها في تعاملنا مع الكتاب الخالد
جزاكم الله كل خير(/)
سؤال عن مراجع في موضوع (الدخيل في التفسير)؟
ـ[طالبة ماجستير]ــــــــ[03 Mar 2009, 09:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا في حيرة من أمري لأني طالبة ماجستير وعجزت وأنا أبحث عن كتب تتناول معنى الدخيل في التفسير ونشأته وأسبابه وأقسامه
وأرجو من كل من يستطيع أن يفيدني في هذا الموضوع المبادره في المساعده ولكم مني خالص الشكر والتقدير وجزاكم الله عني كل خير
أختكم في الله: طالبة ماجستير
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Mar 2009, 09:39 م]ـ
أولاً: مرحباً بك في ملتقى أهل التفسير، وأرجو أن تنتفعي بما فيه من البحوث والموضوعات.
ثانياً: أرجو العناية - ما دمتم في مرحلة الماجستير - بالكتابة باللغة العربية الفصحى، فلا يصلح أن تكتبي مثل عنوانك الأصلي (تبون تعرفون الموضوع إدخلوااااااا!!!!!!) وفي عنوانك الآخر (اللي فيه خير يدخل!!!!!)
ثالثاً: أرجو العناية بالعناوين التي تدل على الموضوع في كل مشاركة جزاكم الله خيراً، فالعناوين التي اخترتموها سابقاً غير مناسبة ولا دالة على المضمون.
رابعاً: موضوع الدخيل في التفسير فيه بحوث مطبوعة وغير مطبوعة ومنها:
1 - أصول الدخيل في تفسير أي التنزيل لجمال مصطفى عبد الحميد عبد الوهاب النجار.
2 - الدخيل في تفسير القرآن الكريم. الجزء الأول. [مطبوع] للأستاذ الدكتور عبدالفتاح خضر وفقه الله.
3 - الدخيل في تفسير الأمام ابن جرير الطبري - الجزء الثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من القرآن الكريم، للباحث إبراهيم بركة. ولم تكبع بعدُ. وهذا ملخص للرسالة:
يتضمن:
أ- الباعث على إعدادها:
1 - أن العلم أمانة والرواية أمانة ومن أسند لك فقد حملك
2 - أن هذه الظلمات قد جاءت في كتب التفسير وشوش على القارئين أفكارهم.
3 - الإشارة إلى هذه الروايات الخطيرة بما يظهر بطلانها.
4 - تظهير هذا التراث الاسلامى العظيم مما يشوبه.
ب- موجز لمحتوياتها:
تحتوى على مقدمة ومنها أهمية الموضوع وسبب اختياره والتمهيد: وفيه نبذه عن الإمام الطبرى فيها اسمه ونسبه وكنيته ومولده ووفاته ورحلاته وشيوخه وتلاميذه ومؤلفاته ومنهجه في التفسير.
والباب الأول في الدخيل الاسرائيليات وتحته فصول.
الأول: معنى الدخيل والاسرائيليات والعلاقة بينهما.
الثاني: نشأة الدخيل الاسرائيليات.
الثالث: اقسام الدخيل.
الباب الثاني: الدخيل والاسرائيليات في تفسير ابن جرير الطبرى من الجزء الثاني عشر حتى الجزء الخامس عشر.
جـ- الإسهامات العلمية التي أضافتها في مجال التخصص:
1 - يعد تفسير الطبرى من أقدم مصادر التفسير.
2 - تميز الامام بكثرة علومه وسعة افقه وهمته العالية.
3 - استفادة المفسرين والعلماء كثيرا من تفسيره
4 - اعادة طبع هذا التفسير بعد استخراج الدخيل منه.
وهنا سلسلة صوتية بعنوان:
سلسلة كتاب الدخيل في التفسير ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=3392)
وقد ذكرت هذه الروابط تلبية لرغبتك وسؤالك.
ـ[طالبة ماجستير]ــــــــ[03 Mar 2009, 10:11 م]ـ
جزاك الله خير على المعلومات القيمه والنصائح العظيمه
ولكن هل هذه المراجع يمكن تصفحها في النت وهل متوفره بالمملكه ليسهل شراءها؟
ـ[خالد الشوحة]ــــــــ[03 Mar 2009, 10:27 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإني أعتذر عن تقصيري في متابعة هذا الموقع العلمي المبارك الذي ينضب بالعلم والمعرفة، سائلا المولى ـ جل وعلا ـ أن ييسر لي من الوقت ما أسد به شيئا من هذا التقصير، وأسال الله ـ تعالى ـ أن يبارك في أهله ويديم عليهم نعمه ومننه.
أما بالنسبة لموضوع الدخيل في التفسير فإني أذكر لكم كتابًا بعنوان " الدخيل في التفسير" للأستاذ الدكتور إبراهيم خليفة أحد علماء الأزهر المعاصرين، ولا أدري هل ذُكر لكم هذا الكتاب، أم لم يذكر، وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[03 Mar 2009, 11:20 م]ـ
[ QUOTE= خالد الشوحة;73296] " الدخيل في التفسير" للأستاذ الدكتور إبراهيم خليفة أحد علماء الأزهر المعاصرين
كتاب علم في بابه لمؤلف علم في التفسير والعربية، أسأل الله تعالى أن يطيل في عمره وأن يحسن في عمله، وقد شرفت بتدريسه عدة أعوام.
وشكر الله لكم يا أخانا الدكتور خالد.
ـ[طالبة ماجستير]ــــــــ[04 Mar 2009, 01:57 ص]ـ
أخواني الدكتور خالد الشوحه والدكتور عبدالفتاح محمد خضر شكرا على تفاعلكم الكريم مع الموضوع وهل يتوفر هذا الكتاب وغيره من المراجع التي تخص الدخيل في المملكه؟
ـ[أمة الله بنت عبد الله]ــــــــ[05 Mar 2009, 04:28 ص]ـ
يوجد كتاب للدكتور محمد أبو شهبة رحمه الله بعنوان الدخيل والاسرائيليات في التفسير وهذا الكتاب مطبوع وقد تجديه في موقع صيد الفوائد بإذن الله تعالى
ـ[أبو المهند]ــــــــ[05 Mar 2009, 06:46 ص]ـ
هل يتوفر هذا الكتاب وغيره من المراجع التي تخص الدخيل في المملكه؟
نعم مما أعلم وجوده في مكتبات المملكة:
1ـ التفسير والمفسرون للذهبي وفيه مما يخص موضوع الدخيل الكثير الطيب.
2ـ الإسرائيليات لأبي شهبة.
وأعدك بكتابي الدخيل لو انني وفقت لنزول مصر لإجازة ثالثة هذا العام في منتصف الفصل الدراسي الثاني بإذن الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يسري خضر]ــــــــ[06 Mar 2009, 11:04 ص]ـ
ومن أهم الدراسات في الدخيل كتاب "الدخيل في تفسير القران الكريم "للدكتور عبد الوهاب عبد الوهاب فايد ويقع في جزءين0
ـ[طالبة ماجستير]ــــــــ[06 Mar 2009, 06:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله عدد خلقه ,وزنة عرشه, ورضا نفسه, ومداد كلماته.
أشكرك دكتوري الفاضل عبد الفتاح خضر ,وأختي أمة الله ,والدكتور يسري خضر, على ما قدمتموه لي من كتب قيمة.(/)
أصول التفسير
ـ[أبوالوليد السقطي الشهري]ــــــــ[03 Mar 2009, 10:54 م]ـ
سؤالي إلى المشائخ الكرام
أردت أن أستفسرعن التأليف في أصول التفسير في المذهب ((الشافعي والمالكي))؟؟ هل يوجد كتب مثل أصول التفسير لشيخ الإسلام؟ فتح الله عليكم وبارك فيكم
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[04 Mar 2009, 02:51 ص]ـ
سؤالي إلى المشائخ الكرام
أردت أن أستفسرعن التأليف في أصول التفسير في المذهب ((الشافعي والمالكي))؟؟ هل يوجد كتب مثل أصول التفسير لشيخ الإسلام؟ فتح الله عليكم وبارك فيكم
السلام عليكم ورحمة الله
لست من المشايخ، ولكن أطرح حول استفسارك نقطتين:
أ ـ علم أصول التفسير وعلوم القرآن عامة هي من العلوم التي لم تصل بعد لذات مرحلة النضج التقعيدي التنظيري كعلوم الفروع والأصول والنحو .. لذا تجد أحيانا تداخلا بين قواعد التفسير وأصول التفسير، وكنت منذ أقل من شهر أتناقش في مجلس مع أحد المشايخ المهتمين وورد ذكر تلك القضية وأجرينا سريعا مقابلة مع حالة أصول الفقه في عصر الرسالة للشافعي ـ رضي الله عنه ـ فاقترحت أن أصول التفسير للشيخ خالد السبت هي بداية التصنيف والوضوح في هذا العلم لا المرحلة الناضجة.
ب ـ مادة علم أصول التفسير ـ والله تعالى أعلم بالصواب ـ لا تقبل التقسيم المذهبي، ويمكن استشفاف ذلك من رسالة شيخ الإسلام ابن تيمية في أصول التفسير.
فإن قيل هناك اختلافات، قلت: هي أشبه بالاختلافات في علوم مصطلح الحديث ـ كالخلاف في الحديث المرسل ـ فهي تظهر كمذاهب أو آراء داخل المادة حين عرضها العلمي، ولكنها لا ترقى لأن تباين بين المصنفات لتجعلها مذاهب أربعة على غرار الفروع والأصول.
ما ذكرته هو طرح قابل للتعديل أو النقد بالكلية
والله تعالى أعلم(/)
الحلقة الثامنة من (المهمات في علوم القرآن) لفضيلة الشيخ خالد السبت
ـ[أبو معاذ البخيت]ــــــــ[04 Mar 2009, 12:13 ص]ـ
الأحرف والقراءات
أولاً: معنى الأحرف
* الحرف في اللغة يطلق على الحد, فحد السيف يعني طرفه الذي يقطع به، و منه الحد الذي هو الوجه , تقول: من الناس من يعبد الله على حرف، يعني على وجه واحد، أي إن كان في حال السراء والخير والرغد والنعمة فهو يلهج بحمد الله قائما وقاعدا, وإذا كانت الأمور في غير صالحه نكص على عقبيه , فهو يعبد الله عز وجل على حرف واحد ووجه واحد. هذا على بعض المعاني التي ذُكرت في قوله تعالى: (ومن الناس من يعبد الله على حرف).
* أما معنى نزول القرآن على سبعة أحرف فقد سرد فيه بعضهم كالسيوطي في الإتقان أربعين قولاً، وكثير من هذه الأقوال ساقطة بعيدة، والذي أظنه أقرب هذه الأقوال أن يقال: معنى الأحرف السبعة: أي سبعة أوجه من وجوه التغاير .. ـ وسيأتي بيان المراد بوجوه التغاير ـ وهذا قال به أئمة كبار من أشهرهم: خاتمة المقرئين ابن الجزري رحمه الله، وأبو الفضل الرازي، ومكي ابن أبي طالب، وجماعة كثيرة من المحققين يصعب حصرهم وسيأتي بيان ذلك.
ثانياً: معنى القراءات
* أما القراءات فهي جمع قراءة .. والمراد بها هنا بعض الأحرف السبعة ـ وسيأتي الفرق بين الأحرف والقراءات ـ ويمكن أن نعرفها فنقول: هي اختلاف ألفاظ الوحي (القرآن) في الحروف أو كيفيتها من تخفيف و تشديد وغيرهما. أو يُقال كما عرّفها ابن الجزري رحمه الله بقوله: هي علم بكيفيات آداء كلمات القرآن واختلافها بعزو الناقلة. أو يقال: هي مذهب من مذاهب النطق في القرآن يذهب به إمام من الأئمة القراء مذهباً يخالف غيره.
فالأحرف السبعة: هي سبعة أوجه من وجوه التغاير. والعلماء الذين قالوا بهذا القول حاولوا أن يحددوا الأحرف السبعة عن طريق الاستقراء، فنظروا في القراءات الموجودة ودققوا النظر في الفروقات التي بينها، فكلما وجدوا فرقاً من الفروقات أخذوه وقالوا هذا واحد، وإذا وجدوا فرقاً ثانياً أخذوه، وهكذا حتى جمعوا سبعة أوجه من وجوه التغاير.
وقد حاول كثير ممن قال بهذا القول أن يستقرئ القراءات الموجودة ويستخرج وجوه المغايرة فيها ثم يُعدد بعد ذلك سبعة أوجه من وجوه التغاير، ففعل ذلك عامتهم ولم أرَ أحداً تركه على سبيل الحصر والتحديد إلا أبو عمرو الداني رحمه الله في كتابة الأحرف السبعة، فإنه لما ذكر هذا المعنى. وهو أن معنى الأحرف هي سبعة أوجه من وجوه التغاير. قال مثل: كذا وكذا وكذا وكذا. أما بقية من رأيت فهم يذكرونها على سبيل الحصر، وهذا فيه إشكال وهو أن هذه الأوجه التي يذكرونها إنما يستنبطونها هم من خلال النظر إلى هذه القراءات، ونحن نعرف أن بقية الأحرف الستة استغنى الصحابة رضي الله عنهم عنها كما سيأتي .. فما عندنا إلا بعض الأحرف السبعة .. فالاستقراء غير تام.
ثم إن المشاهد أن هؤلاء العلماء الذين استقرؤا قد تفاوت استقراؤهم؛ ولذا لم يتفقوا على سبعة أوجه محددة .. ثم إذا نظرت إلى الأوجه التي يذكرون تجد أن بعضها يمكن أن يتداخل، ومن ثم فالأحسن إذا أردنا أن نذكر هذه الأوجه أن نذكرها على سبيل التمثيل لا على سبيل الحصر؛ لأن الحصر فيه شئ من التحكم، وهو استقراء غير تام .. ومن ثم يصعب فيه التحديد .. وإنما نمثل لهذه الأوجه، كأن نقول:
1 - مثل اختلاف الأسماء في الإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث. مثاله قوله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) وفي القراءة الأخرى (والذين هم لأمانتهم وعهدهم راعون) فالأولى بالجمع (لأماناتهم) وفي القراء ة الثانية بالإفراد (لأمانتهم) فهذا وجه من وجوه التغاير، وهو أن الاسم الواحد قد يذكر في حرف مجموعاً، وقد يكون مفرداً في حرف آخر في نفس الآية فتقرأ على وجهين.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - اختلاف تصريف الأفعال بين ماضي ومضارع وأمر، مثاله قوله تعالى: (فقالوا ربنا باعِد بين أسفارنا) هذا فعل طلب (باعِد) يطلبون الله أن يباعد بين أسفارهم لبطرهم، فهم ملّوا قرب الأسفار. وفي القراءة الأخرى (ربُنا باعَدَ بين أسفارنا) فهم جحدوا هذه النعمة وأخبروا بضدها بَاعَدَ – فعل ماضي. وفي القراءة الثالثة (ربُنا بعَّد بين أسفارنا) ما الفرق بين (بعَّدَ) و (بَاعَدَ)؟ بعّد فيها تشديد، وزيادة المبنى لزيادة المعنى، كأنهم يقولون: بينها بعد كثير.
3 - اختلاف وجوه الإعراب، و مثاله (ذو العرش المجيدُ) وفي القراءة الثانية: (ذو العرشِ المجيدِ) فالمجيد في القراءة الأولى تكون عائدة إلى الله تعالى، فهو موصوف بأنه مجيد، لأنها جاءت مرفوعة، وفي القراءة الأخرى: (ذو العرش المجيدِ) فالعرش مجرور لأنه مضاف إليهِ، وصار (المجيد) بهذه القراءة صفة للعرش .. فهذا اختلاف وجوه الإعراب. ومن ذلك أيضا قوله تعالى: (فتلقى آدمُ من ربه كلماتٍ) فآدم هو المتلقي، والكلمات المُتلقَّى. وفي القراءة الثانية المتواترة: (فتلقى آدمَ من ربه كلماتٌ) فالكلمات هي التي تلقت آدم عليه الصلاة والسلام.
4 - الاختلاف في النقص والزيادة، وكله من كلام الله الذي تكلم به وأنزله على نبيه صلى الله عليه وسلم، فلم ينقصها ولم يزدها أحد من البشر، فكلُّه في المُنزّل، فهذا وجه، وهذا وجه. مثاله: الله عز و جل يقول في سورة براءة (تجري من تحتها الأنهار) وفي القراءة الأخرى: (تجري تحتها الأنهار) في نفس الآية .. ومن ذلك قوله تعالى (وما خلق الذكر والأنثى) وفي قراءة غير متواترة (والذكر والأنثى) فهذا فيه زيادة ونقص من هذا الوجه.
5 - الاختلاف في التقديم والتأخير، ومثاله: (وجاءت سكرة الموت بالحق) وفي قراءة غير متواترة: (وجاءت سكرة الحق بالموت).
6 - الاختلاف في الإبدال، فتُبدل كلمة مكان كلمة، كقول الله عز وجل: (وانظر إلى العظام كيف ننشزها) وفي القراءة الأخرى: (كيف ننشرها) بالراء .. ومن ذلك قوله تعالى: (وطلح منضود) و في غير المتواتر: (وطلع منضود) بالعين.
7 - اختلاف اللهجات واللغات بالفتح والإمالة والترقيق والتفخيم والإظهار والإدغام .. فمثلاً الله عز وجل يقول: (وهل أتاك حديث موسى) وبالإمالة (وهل أتيك حديث موسى) ومن ذلك (بلى قادرين على أن نسوي بنانه) بالإمالة وتركها، فهذا في الأداء.
ثالثاً: روايات حديث الأحرف السبعة:
النبي صلى الله عليه وسلم صحّ عنه أحاديث في أن القرآن أُنزل على سبعة أحرف، وهذه الأحاديث رواها عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوٌ من عشرين صحابياً منهم:عمر، وعثمان،وعلي، وأبي بن كعب، وعبد الله بن مسعود، وأبو هريرة، ومعاذ، وهشام بن حكيم، وابن عباس، وعمرو بن العاص، وحذيفة، وعبادة، وسليمان بن صُرد، وأبو بكرة، وأبو طلحة الأنصاري، وأنس بواسطة أُبي، وسمرة بن جندب، وأبو جهيم الأنصاري، وعبد الرحمن بن عوف، وأم أيوب.
*الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف: هناك حكم كثيرة، منها:
1 - التيسير على الأمة .. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل – عليه السلام - لما أقره على حرف: إن أمتى لا تطيق ذلك. فقال: اقرأ القرآن على حرفين – ثم استزاده النبي صلى الله عليه وسلم حتى بلغ سبعة أحرف – فهذا تخفيف ... وتصور الآن الناس في ذلك الوقت بمختلف لهجاتهم وقد شاب الواحد منهم على لهجة معينة لا يستطيع أن ينطق بغيرها .. وأردت أن تصلح لسانه بنطق الكلمات على الوجه الذي لم يعهده!! ومن ثم فإن الأحرف الستة الباقية ما نزلت إلا في المدينة لكثرة الداخلين في الإسلام، بينما في مكة كان النبي صلى الله عليه وسلم بين قريش وهم أفصح العرب، فنزل القرآن بحرف قريش.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - تنوع المعاني: فمثلاً قوله تعالى: (وكأيّن من نبي قُتِلْ) هذه قراءة متواترة (وكأين من نبي قُتِل معه ربيون كثير فما وهنوا لما اصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين) فإذا وقفت على (قُتِل) فالمعنى: قُتل نبيهم، وله أتباع كثير فما ضَعُفوا لقتل نبيهم، وما فتّ ذلك في أعضادهم، بل استمروا على نفس الطريق، وماتوا عليه. وتحتمل معنى آخر على الوصل: (وكأين من نبي قُتِلَ معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم) أي: أن جماعات كثيرة من أتباع هذا النبي قُتِلُوا، أما الأحياء فبقوا صامدين ثابتين لم يفت ذلك في أعضادهم .. لاحظ كيف اختلف المعنى. وعلى القراءة الأخرى المتواترة: (وكأين من نبي قَاتَل معه ِربِّيّون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله) أي من الجراح والقتل والهزيمة وما إلى ذلك. وهناك مثال قد سبق معنا في قوله تعالى: (وقالوا ربُنا باعَد بين أسفارنا) على سبيل الإخبار (وقالوا رَبَّنا باعِد) على سبيل الدعاء .. (وقالوا ربنا بعَّدَ بين أسفارنِا) فالمعاني اختلفت. وهكذا الله عز وجل يقول: (فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون) (فبذلك فليفرحوا) بمعنى أهل الإيمان (هو خير مما يجمعون) خير مما يجمع أهل الإشراك .. افرحوا بما أنعم الله عليكم من الإيمان وبفضل الله وبرحمته من بعث النبي صلى الله عليه وسلم، وإنزال القرآن، وهدايتكم لهذا الدين. وفي القراءة الثانية: (فبذلك فليفرحوا هو خير مما تجمعون) يمكن أن يكون الخطاب لأهل الإيمان .. (هو خير مما تجمعون) فيكون المعنى: أي: خير مما تجمعون يا أهل الإيمان من الدنيا، و يمكن أن يكون الخطاب لأهل الإشراك، فبذلك فليفرح أهل الإيمان، هو خير مما تجمعون أيها الكفار. وفي القراءة الثالثة: (فبذلك فلتفرحوا - يا أهل الإيمان – هو خير مما تجمعون) من الدنيا. فلاحظ المعاني كيف كثرت في هذه القراءات.
خذ مثالاً آخر في تكثير المعاني في قول الله عز وجل عن نوح صلى الله عليه وسلم لما دعا ربه أن ينجي ابنه الذي غرق، قال الله له: (إنه عَمَلٌ غَيرَ صالح) ما هو العمل غير الصالح؟. كثير من المفسرين يقول: المعنى: السؤال يا نوح، أي دعاؤك بنجاة ابنك عمل غير صالح فكيف تطلب نجاة كافر (إنه عمل غير صالح)، والقراءة الثانية (إنه عََمِل غَيرَ صالح) أي أَشْرَكَ، فكيف تسألني نجاته وقد عمل غير صالح فلا يستحق النجاة. لاحظ المعنى كيف اختلف. ومن الأمثلة على تكثير المعاني قوله تعالى: (ولا تقربوهن حتى يَطْهُرن) والقراءة الثانية المتواترة أيضاً: (حتى يطَّهَرن) يعني يتطهرن، فهذا فيه زيادة، وزيادة المبنى لزيادة المعنى، ومعنى (حتى يَطْهُرن) أي بانقطاع الدم , وهل يكفي هذا حتى يأتيها زوجها؟ الجواب: لا، فلابد من شيء آخر وهو الاغتسال من الحيض (حتى يَطَّهرن) فدل ذلك على وجوب الاغتسال من الحيض حتى تكون مباحة لزوجها.
ومن ذلك قول الله عز وجل: (وامسحوا برؤسِكم و أرجلِكمُ) (اغسلوا وجوهكم) منصوبة (وامسحوا برُؤُسِكُم) مجرورة بحرف الباء (وأرْجُلِِكُم) معطوفة على الرأس فالرجل تُغسل، فعلى قراءة الجر هذه يمكن أن يكون فيه إشارة إلى المسح على الخفين؛ لأن الرجل لها حالتان: إما الغسل، أو المسح في حال الجوربين والخفين، والغسل إذا كانت متجردة عنهما , فقراءة (وأرْجُلِِكُم) يمكن أن يستدل بها على المسح على الجوربين والخفين، أما قراءة (وأرْجُلَكُم) فهي معطوفة على المنصوبات التي قبلها (اغسلوا وجوهََكم وأيديًَكم) يعني وأرَجُلَكُم، فجاء بالممسوح الذي هو الرأس بينها مما يدل على اشتراط الترتيب ولولا ذلك لذكر المغسولات سرداً ثم ذكر الممسوح بعدها.
3 - ومن فوائد وحكم القراءات: أنها حفظت لغة العرب؛ ولهذا نجد بعض المواضع في القرآن تأتي الكلمة مرفوعة وفي بعضها منصوبة في بعض الأوجه في القراءات، فهذه على لغة تميم، وتلك على لغة الحجاز وهكذا ...
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - ومن الفوائد أيضاً: بيان الأحكام، كقول الله عز وجل: (وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس) الرجل يورث كلاله يعني من تكلله النسب و أحاط به، فليس له أصل ولا فرع وارث، فمن يرثه؟! يرثه الحواشي , فهنا الله عز وجل يقول: (إن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس) والأخ أو الأخت لابد أن يكون لأم في مسألة الكلالة، فهذا الذي يرث السدس؛ ولهذا جاء: (وله أخ أو أختٌِ من أم) في قراءة سعد بن أبي وقاص – رضي الله عنه -.
وإليك مثال آخر في كفارة اليمين وهو قوله تعالى: (فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة) – فلم يذكر هل هي كافرة أو مؤمنة؟! وفي قراءة ليست متواترة: (أو تحرير رقبة مؤمنة).
مثال آخر: من لم يستطع العتق أو الإطعام أو الكسوة في كفارة اليمين (فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام) ففي قراءة غير متواترة لكنها صحيحة الإسناد: (ثلاثة أيام متتابعات) فيجب التتابع بالصوم في كفارة اليمين.
وأحياناً يحصل الجمع بين حكمين مختلفين بمجموع القراءتين، مثل: (فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يَطْهُرن) وفي القراءة الأخرى: (حتى يَطَّهَرن) فصار لابد من الأمرين، وهما انقطاع الدم و الاغتسال.
5 - ومن الفوائد أيضاً: دفع ما قد يتوهم من المعاني التي لم يردها الله كقول الله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله) فالسعي يطلق على ما دون العدو، يعني السير السريع، كقوله تعالى: (وجاء رجل من أقصا المدينة يسعى) يعني يمشي بسرعة. مع أن النبي – صلى الله عليه وسلم – نهى أ ن نسعى للصلاة (لا تأتوهها وأنتم تسعون) وأمرنا بأن نأتيها بحال من السكينة والوقار , فهل السعي - أي المشي بسرعة - لصلاة الجمعة هل هو مراد؟! الجواب: لا , يوضحه القراءة الأخرى غير المتواترة: (فامضوا إلى ذكر الله) فالمراد بالسعي إذاً هو العمل على حضورها وترك التشاغل عنها بالبيع وسائر العقود.
6 - ومن الفوائد أيضاً: أن يتبين بذلك لفظ مبهم، كقول الله عز وجل (وتكون الجبال كالعهن المنفوش) ما معنى العهن؟ في قراءة غير متواترة: (وتكون الجبال كالصوف المنفوش) فالعهن فسرته القراءة الأخرى أنه الصوف.
7 - ومن ذلك أيضاً: بيان أصل من الأصول أو عقيدة من العقائد لربما خالف فيها بعض المنحرفين كقول الله عز وجل (وإذا رأيت ثَمَّ رأيت نعيماً ومُلكاً كبيرا) يعني في الجنة. وفي القراءة الأخرى: (وإذا رأيت ثم رأيت نعيماً ومَلِكاً كبيرا) وهذا فيه دليل على إثبات رؤية الله عز وجل لأهل الجنة، وفيه رد على من أنكر ذلك.
8 - ومن ذلك أيضا: أن القرآن معجز، فكل وجه من هذه الوجوه منزل، فهو معجزة، فتعددت وجوه الإعجاز، فكان ذلك من تعدد المعجزات.
منشأ القراءات
إذا عرفت بأن القراءات السبع ليست هي الأحرف السبعة فكيف وُجِدَت هذه القراءات؟! فنقول وبالله التوفيق: أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – تلقوا القرآن منه، وبرز منهم واشتهر بذلك طائفة ذكر الذهبي – رحمه الله- منهم في كتابه (معرفة القراء الكبار) سبعة: وهم (عثمان، وعلي، وأُبيّ، وزيد بن ثابت، وأبو الدرداء، وابن مسعود، وأبو موسى) فهؤلاء من المشاهير، كما قرأ عليهم جماعة من الصحابة رضي الله عنهم كأبي هريرة، و ابن عباس، و عبد الله بن السائب، كما أن زيداً أخذ عنه ابن عباس أيضاً, وهؤلاء الصحابة قرأ عليهم كثير من التابعين.
ولما كانت خلافة عثمان بن عفان – رضي الله عنه – بعث بعدد من المصاحف إلى عدد من الأمصار، وبعث بعدد من القراء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تلك الأمصار وقبل ذلك كان قد قدم إلى تلك الأمصار، جماعة من الصحابة فأقرؤوا الناس، فأرسل عثمان رضي الله عنه عبد الله بن السائب المخزومي إلى مكة فجلس يُقرئ فيها إلى سنة 70هـ، وأرسل المغيرة بن شهاب إلى الشام فأقرأ فيها إلى سنة 91 هـ، وأقرأ فيها أبو الدرداء حتى سنة 32 هـ، وكان قد أقرأ فيها أيضاً عبادة بن الصامت، ومعاذ بن جبل رضي الله عنهم، وكان قد بعث الثلاثة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبل عثمان، فأقرأ عبادة بحمص، وأبو الدرداء بدمشق، ومعاذ بفلسطين. كما أن عثمان رضي الله عنه
(يُتْبَعُ)
(/)
أرسل أيضاً أحد تلامذته وهو أبو عبد الرحمن السلمي إلى الكوفة فأقرأ فيها حتى سنة 74 هـ، وقبله أقرأ فيها ابن مسعود رضي الله عنهم حتى أوائل سنة 30 هـ، وأقرأ أبو موسى الأشعري بالبصرة حتى سنة 44 هـ.
هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم كان الناس يتوافدون عليهم بأعداد كبيرة يقرؤون عليهم. خذ مثالاً واحداً على هذه الكثرة: فقد ذكر الذهبي في (معرفة القرّاء الكبار) - وهو كتاب مطبوع في مجلدين - بأن حلقة أبي الدرداء بدمشق بلغت 1600 تلميذ يتلقون من أبي الدرداء رضي الله عنه , فكثر القراء وانتشروا في جميع الأمصار، وجاء أقوام وتلقوا عن هؤلاء أيضاً فصاروا كثرة كاثرة في ذلك الحين.
ومع كثرة القراء ما احتاجوا إلى تحديد عدد معين ينسبون القراءة إليهم، أويحصرون الأخذ و التلقي بهم، أو غير ذلك مما يتعلق بالتخصيص، فلما كثر تلامذتهم، وضعفت الهمم، وكثر القراء جداً، واتسعت دائرة الرواية، و تشعبت الأسانيد، وكثر الرواة احتاج الناس إلى ضبط هذا الباب حتى لا يختلط على الناس، فتفرغ عدد من كبار المحققين لتتبع الروايات والطرق والأخذ عن المتقنين وضبط القراءة. وَوُجِدَ من هؤلاء كثير، فهذا التتبع والاستقراء أبرز لنا عدداً من الأئمة تميزوا عن بقية القراء بكثرة الضبط والدقة والإتقان و الإمامة والأسانيد المتصلة، وهم في الأمصار المشهورة الحافلة بالعلم , وقد تقبّلهم الناس وتلقوا روايتهم بالقبول؛ لأنهم عرفوا ضبطهم وإتقانهم، فجاء علماء حاولوا أن ينتقوا أبرز هؤلاء القراء وأكثرهم ضبطا ودقة وإمامة وشهرة أيضا مع موافقتهم على أن إخوانهم أيضاً من الضابطين المتقنين قد لا يقلون عنهم في هذه الأمصار: في الحرمين مكة والمدينة، والكوفة، والبصرة، والشام. فمكة فيها أئمة كبار , كعبد الله بن كثير، ومحمد بن عبد الرحمن بن محيصن، وحميد بن قيس الأعرج , وفي المدينة أبو جعفر يزيد بن القعقاع، وشيبه بن نصاح، ونافع ابن أبي نعيم، وفي الكوفة يحيى بن وثاب، وعاصم بن أبي النجود، والأعمش، وحمزة بن حبيب الزيات،وعلي بن حمزة الكسائي، وفي البصرة عبد الله بن أبي اسحاق الحضرمي، وأبوعمرو بن العلاء، وعاصم الجحدري، ويعقوب الحضرمي , وفي الشام عبد الله بن عامر اليحصبي، وعطية بن قيس الكلابي، ويحيى بن حارث الذماري، فكان الناس لا يترددون في إمامة هؤلاء وفي ضبطهم واتقانهم وقبول قراءتهم، ويتلقون عنهم القراءة بالقبول، ولهم شيوخ أعلام كالجبال يسندون إليهم، وتواترت الأسانيد عندهم، واستفاضت قراءتهم، فكان هؤلاء من الأئمة المشاهير في هذه الأمصار الحافلة التي هي أشهر ممالك الإسلام في ذلك الوقت.
فماذا حدث بعد ذلك؟ جاء بعض العلماء وقالوا: هؤلاء كثير أيضاً!! فلماذا لا نختار عدداً قليلاً محدوداً هم خلاصة وصفوة هؤلاء، ونجمع قراءتهم في كتاب واحد، وتُعرف هذه القراءة بنسبتها إليهم؟ فجاء عالم من علماء القراءة يقال له أبو بكر بن مجاهد التميمي البغدادي، وهو من أئمة القراء توفي سنة 324 أي في أوائل القرن الرابع. فجاء أبن مجاهد متأخرا ورأى الناس ينقلون عن هؤلاء الأئمة الكبار ويقرؤون بقراءتهم، فاختار من هؤلاء أبرزهم، فصنف كتاباً مطبوعاً موجوداً بين أيدينا الآن يسمى (السبعة) , فاقتصر فيه على سبعة من هؤلاء الكبار، هم نافع, وعبد الله بن كثير، وعبد الله بن عامر، وعاصم بن أبي النجود، وأبو عمرو بن العلاء. وهؤلاء من الأمصار الخمسة التي هي مكة، والمدينة، والكوفة، والبصرة، والشام, وزاد عليهم حمزة بن حبيب الزيات، وعلي الكسائي من أهل الكوفة. فكان كتاب ابن مجاهد (السبعة) هو أول كتاب يقتصرعلى السبعة، فأول من سبّع السبعة أبو بكر بن مجاهد.
(يُتْبَعُ)
(/)
و لماذا اقتصر على السبعة؟! بعض العلماء رأوا أن الاقتصار على السبعة يوقع العامة في لبس، فيظنون أن هذه القراءات السبع التي عُرفت بعد ذلك أنها هي الأحرف السبعة.وبعض العلماء قالوا: وقع هذا صدفة!! ولا أظنه صدفة، فقد يكون أراد أن يوافق لفظ الحديث أن القرآن أُنزل على سبعة أحرف، وإن لم يقصد أن القراءات السبع هي الأحرف السبعة؛ لكن من باب أن الشيء بالشيء يذكر .. أو أنه فعل ذلك لأنه جاء في بعض الروايات _ ولا تصح الرواية في عدد المصاحف _ أن عثمان كتب سبعة مصاحف .. فأراد أن يوافق ذلك، لكن البحرين لم يكن فيها قراء، مع أنه يقال إن عثمان أرسل مصحفاً إلى البحرين وآخر إلى مصر؛ مع أنه في ذلك الوقت لم يكن فيها قراء من المشاهير، فالمقصود أنه لربما قصد بهذا العدد موافقة الحديث، أو أنه أراد أن يوافق هذه الرواية بأن عثمان رضي الله عنه كتب سبعة مصاحف، فلما لم يجد قارئاً على شرطه في البحرين ومصر .. ماذا صنع؟! أضاف من قراء الكوفة المشاهير قارئين. والله تعالى أعلم.
مع أن أبا بكر بن مجاهد بقي مدة وهو متردد بين علي الكسائي ويعقوب الحضرمي أيهما يقدم في كتابه؟ -وكلاهما جبل - ثم قدَّم الكسائي لأن قراءته وقعت لابن مجاهد بعلو إسناد.…وكذلك في اختياره لحمزة دون شيخ حمزة وهو الأعمش، مع أن بعضهم يقدم الأعمش وهو الإمام الكبير- لهذه العلة وهي علوا الإسناد، مع أن الناس في زمانه– أي ابن مجاهد-كانوا يقدمون أبا جعفر، وشيبة بن نصاح، وابن محيصن، والأعرج،والأعمش،والحسن البصري، وأبا رجاء العطاردي، وعطاء بن أبي رباح، ومسلم بن جندب، ويعقوب الحضرمي، وعاصم الجحدري، ويقرؤون بقراءتهم، والعلماء ما كانوا يتقيدون بالسبعة؛ ولهذا فابن جرير الطبري رحمه الله له كتاب اسمه (الجامع في القراءة) وضع فيه عشرين إماماً من القراء… وبعضهم وضع ثمانية، وبعضهم عشرة كابن مهران في كتابه (المبسوط) وهو قبل ابن مجاهد، لأنه في أول المائة الثالثة، وهكذا (الموضح) لابن أبي مريم جمع فيه ثمانية قراء، وهكذا أبو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله، وإسماعيل القاضي المالكي .. فالحاصل أنهم لم يقتصروا على السبعة.
والعلماء بعد ابن مجاهد تلقوا هؤلاء السبعة بالقبول، ولم يتردد أحد في إمامتهم أصلاً لا قبل ابن مجاهد ولا بعده، وقد اشتهر أن قراءة هؤلاء السبعة متواترة .. ثم بعد ذلك كاد يتفق رأي العلماء بعد ذلك على أن قراءة أبي جعفر يزيد بن القعقاع المدني، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي، وخلف أن هؤلاء في غاية الإتقان، وأن قراءتهم متواترة؛ ولهذا جاء الشاطبي رحمه الله في كتابه حرز الأماني المشهور- النظم المعروف - ووضع السبعة الذين وضعهم ابن مجاهد، وجاء أبو عمرو الداني في كتابه التيسير، وكتاب جامع البيان ووضع هؤلاء السبعة… والواقع أن كتاب الشاطبي حرز الأماني نَظْم لكتاب أبي عمرو الداني … كما أن بعض العلماء اعتمد هؤلاء السبعة وزاد عليهم الثلاثة: وهم أبو جعفر، ويعقوب، وخلف، فصاروا العشرة الذين ألف فيهم ابن الجزري كتابه النشر في القراءات العشرة … وإذا قيل (القراءات العشر) فالمقصود السبعة إضافة إلى هؤلاء الثلاثة. فهذه القراءات العشر المعدودة من قبيل التواتر.
*وهنا يرد سؤال، وهو أنه قد يُقال: كيف وُجد هذا التفاوت في القراءات عند هؤلاء السبعة أو عند غيرهم من القراء الذين ذكرنا وغير من ذكرنا؟ نقول: إن عثمان رضي الله عنه لما جمع الناس على مصحف واحد، وأرسل مع كل مصحف قارئاً يُقرئ الناس، وطالب الناس أن يَقرؤوا بهذه المصاحف، وأن يحرقوا ما عندهم من الصحف والمصاحف ليوحد القراءة، وقد كان الناس قبل ذلك أقرأهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بوجوه الأحرف السبعة، وكانت المصاحف غير منقوطة ولا مشكولة، فصاروا يقرؤون بما يوافق الرسم العثماني مما ثبت عندهم مما تلقوه عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل من الأحرف السبعة ما يحتمله الرسم العثماني كقوله (لأمانتهم)، (لآماناتهم)، (يعملون)، (تعملون)، (ملك يوم الدين)، (مالك يوم الدين) (كأنه جِِمَالتٌ) … (كأنه جِمالاتٌ) فهذا كله من جملة الأحرف السبعة، لكن مثل قراءة (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر) … لا يحتملها الرسم العثماني فلا يُقرأ بها. فدخل إذا من
(يُتْبَعُ)
(/)
الأحرف السبعة ما احتمله الرسم العثماني، فصار عندنا وجوه كثيرة احتملها الرسم العثماني، وصاروا يَقرؤون بهذه الوجوه، وهي قرآن منزل، وتُرِك ما لا يحتمله الرسم العثماني.
هذه الوجوه الكثيرة صاروا يَقرؤون بها فجاء هؤلاء الجبال الأئمة. وسافروا في طلب هذه الأوجه، وتنقلوا وتلقوها وضبطوها، وصاروا يُقرؤون بوجوه يختارونها بناء على أنه اتفق عليها أئمة، وأيضاً لربما أقرأ الواحد منهم بأكثر من وجه. إما لأن هذا أسهل للأخذ عنه، أو أن أهل بلد المتلقي يقرؤون بهذه القراءة .. فهي عند الإمام، فيقرئه بها حتى إذا سافر يقرأ بقراءة أهل بلده، وهي قرآن منزل. ومن هنا تجدون أن الإمام الكبير كنافع يروي عنه رواة كقالون وورش, فهو يُقرئ هؤلاء التلاميذ بوجوه قد ضبطها وأتقنها لمعنى معين… كما سبق، كما يقول الإمام نافع_ رحمه الله_ قرأت على سبعين من التابعين فنظرت إلى ما اجتمع عليه اثنان منهم فأخذته، وما تفرد به واحد تركته، حتى ألَّفت هذه القراءة بهذه الحروف. فصارت له قراءة تنسب إليه مع أنه يضبط القراءة الأخرى, لكنه اختار ذلك لمعنى قام عنده. وهذا معنى الاختيار.
أنواع القراءة:
القسم الأول: المتواترة
القراءة التي يجتمع فيها ثلاثة أركان يُُحكم لها بالتواتر والقبول، فيقرأ بها في الصلاة، ويحكم بقرآنيتها. وهذه الأركان الثلاثة هي التي عبر عنها الشاطبي – رحمه الله - بقوله:
فكل ما وافق وجه نحوي وكان للرسم احتمالاً يحوي
وصح إسناداً هو القرآن فهذه الثلاثة الأركان
وحيث ما يختل ركن أثبت شذوذه لو أنه في السبعة
فإذا اجتمعت هذه الشروط الثلاثة كانت القراءة مقبولة، وقيل عنها متواترة، فمثال ما اجتمعت فيه الشروط قراءة (ملك يوم الدين) و (مالك يوم الدين) فالأولى وافقت الرسم العثماني لأنها مكتوبة بدون الألف، و (مالك) وافقته احتمالاً. وكذلك أيضاً (قالوا اتخذ الله ولداً)، (وقالوا اتخذ الله ولداً) نفس الآية بالواو وبغير واو. فهذه توافق الرسم العثماني، فقد فرقها عثمان رضي الله عنه فجعل في مصحف (وقالوا اتخذ الله ولدا) وفي المصحف الآخر (قالوا اتخذ الله ولداً) فصارت إذاً موافقة للرسم في أحد المصاحف.
القسم الثاني: الآحاد وهو ما صح سنده وصح وجهه في العربية، لكنه خالف الرسم العثماني، مثل قراءة ابن مسعود وأبي الدرداء – رضي الله عنهما - (والذكر والأنثى) في قوله (وما خلق الذكر والأنثى). وهكذا (وكان وراءهم ملك)، (وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا) فهذه تسمى القراءة الآحادية.
وما عدا ذلك فلا يلتفت إليه مما لا يصح إسناده، أو يخالف العربية أصلاً، كما يقرأ بعضهم (فاليوم ننحيك ببدنك) فهذه لا تثبت ولا يلتفت إليها. وكذلك (لتكون لمن خَلَفَك آية) فهذه أيضاً لا يلتفت إليها. وهكذا (إنما يخشى اللهُ من عباده العلماءَ) وحاشا الله أن يخشى أحداً من خلقه، فهذه قراءة باطلة.
والمقصود أن بعض العلماء يقسمون القراءات إلى سبعة أقسام، وبعضهم إلى ثلاثة أقسام، لكن يكفيك أن تعرف أن المتواتر الآن عندنا هو العشر، وما صح إسناده واختلّ موافقته العربية بوجه - وإن لم يكن أفصح - فهذا يسمى الآحاد، فهذا لا يقرأ به ولو صح سنده، والراجح أنه ينزل منزله الحديث النبوي، فيستفاد منه ثلاث فوائد:
1 - الفائدة الأولى: يحتجّ به في الأحكام، فنقول (فصيام ثلاثة أيام متتابعات) يجب التتابع في صوم كفارة اليمن.
2 - يفسّر به القراءة المتواترة .. (حافظوا على الصلوات والصلاة والوسطى صلاة العصر) فهذه مفسرة للقراءة المتواترة.
3 - ويحتج به في العربية.
وبذلك نعلم العلاقة بين الأحرف والقراءات: أن القراءات هي بعض الأحرف السبعة مما احتمله الرسم العثماني فدخل في القراءة التي أمر عثمان بالاقتصار عليها وهي حرف قريش.
*من الفوائد المهمة في هذا الباب
(يُتْبَعُ)
(/)
1_ أن القراءات إذا تعددت مع اختلاف معانيها فهذا يُنَزَّل منزلة تعدد الآيات، فكأن كل قراءة آية مستقلّة. مثال ذلك: الله عز وجل يقول في قراءة: (بل عجبتَ ويسخرون) فالذي عجب هو النبي صلى الله عليه وسلم. وفي القراءة الثانية وهي متواترة: (بل عجبتُ ويسخرون) فالذي عجب هو الله تعالى، فهذا فيه إثبات صفة التعجب لله عز وجل من القرآن .. أما في الحديث فقوله صلى الله عليه وسلم: (عجب ربنا من قنوط عباده). فالقراءتان بمنزلة الآيتين، وهكذا في أمثلة كثيرة.
2_ القراءتان إذا اختلف معناهما ولم يظهر تعارضهما وعادتا إلى ذات واحدة كان ذلك من الزيادة في الحكم لهذه الذات. مثاله: قوله عز وجل: (حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمأة) معنى حمأة: يعني منتنة متغيرة، وفي القراءة الأخرى المتواترة أيضاً: (وجدها تغرب في عين حامية) يعني حارة. فهاتان قراءتان اختلف معناهما وليس بينهما تعارض، فهذا من باب الزيادة في الحكم أو الصفة لهذه الذات. فالعين صفتها أنها منتنة متغيرة وحارة. ومنه أيضاً قوله تعالى: (حتى يَطْهُرن)، وفي القراءة الأخرى: (حتى يَطََّهرن) فيطلب في المرأة اجتماع الوصفين.
كتب مهمة في هذا الموضوع:
هناك كتب جيدة ومفيدة جداً في هذا الموضوع مثل كتاب منجد المقرئين لابن الجزري رحمه الله .. كتاب صغير في حجمه, إلا أنه نفيس في غاية النفاسة، وهناك كتاب آخر اسمه (الأحرف السبعة) لأبي عمرو الداني، وهناك كتاب آخر صغير لكنه مفيد جداً اسمه (الإبانة عن وجوه القراءات) لمكي بن أبي طالب .. وهناك كتاب كبير حافل عظيم وهو كتاب (النشر في القراءات العشر) لابن الجزري مطبوع في مجلدين. فهذه الكتب كلها مطبوعة .. ومن الكتب المعاصرة في علوم القرآن ممن ناقش الموضوع مناقشة جيدة: الزرقاني في مناهل العرفان، وأيضاً من أراد أن يقرأ قراءة مبسّطة فهناك كتاب اسمه (التعريف بالقرآن والحديث) .. لمحمد الزفزاف. فكتابته في هذا الموضوع تعتبر جيدة وسهلة، وأيضاً من الكتابات الجامعة في هذا الموضوع كتاب (الأحرف السبعة) .. للدكتور عبد العزيز القاري.
أما القراءات فنقول: عندنا كتب كثيرة منها كتاب السبعة لابن مجاهد، والإقناع في القراءات السبع مطبوع في مجلدين لابن البادش.
وفي توجيه القراءات السبع .. كتاب: (الكشف عن وجوه القراءات السبع) لمكي بن أبي طالب، مطبوع مجلدين، و (حجه القراءات) لابن أبي زنجله، وهو كتاب جيد ونفيس في مجلد واحد وسهل التناول، وهناك كتاب كبير الحجم اسمه (الحجة في القراءات) لأبي علي الفارسي.
أما بالنسبة للقراءات العشر فهناك كتاب المبسوط لابن مهران جيد وسهل التناول ويقع في مجلد.وأيضاً: النشر لابن الجزري في مجلدين.
أما في القراءات الشاذة مع توجيهها فمن ذلك: كتاب (المحتسب) لابن جني في مجلدين، وهو مطبوع، أو ترجع إلى كتاب جَمَع القراءات العشر مع الأربع الزائدة عليها اسمه (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربع عشر) لابن البنّا الدمياطي، وهذا الكتاب في مجلدين ..
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[14 Mar 2009, 08:01 م]ـ
جزاك الله خيراً , وأقترح وضع هذه الحلقات المتسلسلة تحت عنوان واحد فهو أنفع.
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[15 Mar 2009, 10:42 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وأنا أضم صوتي إلى الأخ أحمد جزاكم الله خيرا
ـ[تميم]ــــــــ[15 Mar 2009, 12:01 م]ـ
اقترح وضع المصدر لكلام الشيخ خالد والكتاب المشروح ولك الشكر(/)
برنامج منتخب الأبواب والفصول الثاني
ـ[أبو آلاء]ــــــــ[04 Mar 2009, 01:29 ص]ـ
برنامج منتخب الأبواب والفصول (الثاني)
دروس علمية بعد المغرب والعشاء في جامع الإيمان بالنسيم الشرقي (الرياض)
يلقيها فضيلة الشيخ/ صالح بن عبد الله العصيمي
السبت: 10/ 3/1430هـ
فصول في فضل العلم وأدبه، من كتاب الذريعة إلى مكارم الشريعة، للعلامة الراغب الأصفهاني.
الأحد: 11/ 3/1430هـ
فصول في معرفة نبينا وتبليغه الرسالة، من كتاب معارج القبول، للعلامة حافظ الحكمي.
الاثنين: 12/ 3/1430هـ
فصول في سوابق ومقدمات التفسير، من كتاب المعتمد من المنقول، للعلامة حيدر القاشي.
الثلاثاء: 13/ 3/1430هـ
فصول في بطلان نسبة تكفير المسلمين إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب، من كتاب مصباح الظلام في الرد على من كذب على الإمام، للعلامة عبد اللطيف آل الشيخ(/)
سؤال: هل كان المصحف -الذي جمع عثمان المسلمين عليه - به فواصل؟؟
ـ[طالبة العلم الأحسائية]ــــــــ[04 Mar 2009, 04:10 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ....
سؤال:
هل كان المصحف -الذي جمع عثمان رضي الله عنه المسلمين عليه - هل كان به فواصل؟؟
وشكرًا ..
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[04 Mar 2009, 03:03 م]ـ
الأخت الكريمة،
السؤال غير واضح، فماذا تقصدين بالفواصل؟
في علوم القرآن الكريم الفاصلة هي آخر كلمة في الآية، وعليه يكون هناك من الفواصل بعدد الآيات. وقد كانوا يتعلمون العدد، والعدد يرتبط بالقراءات، ومن هنا كانوا يميزون نهاية الآية بالفاصلة وبما تلقوه من الشيوخ.
ـ[طالبة العلم الأحسائية]ــــــــ[04 Mar 2009, 03:19 م]ـ
أخي الفاضل أشكرك على الرد ..
و أعني بالفاصلة تلك الدائرة التي تحوي رقمًا. تفصل بين الآيات ..
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[04 Mar 2009, 04:20 م]ـ
الأخت الكريمة:
قمت بمراجعة صور لمخطوطات تنسب إلى عثمان وعلي رضي الله عنهما فوجدت الآتي:
بعض المخطوطات تضع في نهاية الآية نقاط تشكّل دائرة،
مخطوطات أخرى تضع دائرة،
مخطوطات لا تضع شيئاً،
هناك احتمال أن يكون التمييز عن طريق الفراغ بين نهاية الآية وبداية الآية التي تليها.
ملاحظة: نسبة هذه المخطوطات غير يقينية.
أما وضع أرقام الآيات داخل دائرة فهذا جاء متأخراً.
ـ[طالبة العلم الأحسائية]ــــــــ[04 Mar 2009, 05:11 م]ـ
المخطوطات التي لا تضع شيء هل هي نفسها التي تترك فراغ للتمييز بين بداية الآية و نهايتها؟؟
إن كان الجواب نعم ..
فنقول الفواصل _ أيًا كان نوعها (دائرة - نقطة تشكل دائرة - فراغ) _ كانت موجودة آنذاك إن صحت نسبة هذه المخطوطات.
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[04 Mar 2009, 07:51 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
المرجو من " طالبة العلم الأحسائية " الإطلاع على موضوع المشاركات رقم:
99 ـ 100 و 101، بالصفحة الرابعة من الملف: {هدية عيد الفطر 1428} بالرابط الآتي:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=9751&page=4
و أتمنى أن تجدي جوابا شافيا إن شاء الله.
ـ[ضياء الرحمن بن صغير أحمد]ــــــــ[06 Mar 2009, 06:47 م]ـ
أنا عندي صورة من أحد النسخ التي نسخت في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه
وأخذتها من متحف سمرقند لكن ليس بها أية فواصل ولا علامات فاصلة أو ما يسمى بالترقيم
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[07 Mar 2009, 01:57 ص]ـ
المخطوطات التي لا تضع شيء هل هي نفسها التي تترك فراغ للتمييز بين بداية الآية و نهايتها؟؟
إن كان الجواب نعم ..
فنقول الفواصل _ أيًا كان نوعها (دائرة - نقطة تشكل دائرة - فراغ) _ كانت موجودة آنذاك إن صحت نسبة هذه المخطوطات.
يجب أن لا يغيب عن الأخت الفاضلة، وعن الأخوة الأفاضل، أن الفاصلة قبل أن يُعبّر عنها بأي من هذه الأشكال، هي موجودة ومحفوظة في الصدور، وهذا يعني أن فواصل السورة كانت معلومة لدى الصحابة – رضي الله عنهم – بغض النظر عن الشكل الذي صار يدل عليها فيما بعد، سواء أكان كذا أو كذا. حتى وضع الأرقام في وقت متأخر لا يختلف عن الدائرة أو النقطة أو الفراغ .. وهذا يعني أنه من الخطأ أن يستنتج البعض من عدم وجود أرقام الآيات المستخدمة الآن في زمن كتابة المصحف، سببا للتشكيك فيها، وما ينبني عليها من دراسات. فقد كان من السهل استخدام كلمتين فقط هما " قبل وبعد " للدلالة على موقع أي سورة أو آية ..
ولتوضيح هذا الرأي لنأخذ سورة الفاتحة:
سورة الفاتحة مؤلفة من 7 آيات. وحفظها الصحابة على الترتيب الذي وصلتنا عليه في المصحف.
لا توجد في هذه المرحلة أي علامات تدل على الفاصلة، لا دائرة ولا نقطة ولا رقم.
ولكن الجميع يعرفون أن الآية الأولى في سورة الفاتحة هي: بسم الله الرحمن الرحيم.
الآية التي بعدها: الحمد لله رب العالمين ..
الآية التي بعدها: الرحمن الرحيم. وهكذا ..
فسواء وضعت في نهاية اية " الرحمن الرحيم " دائرة، أو نقطة، أو رقم 3، (وهو تنوع مرتبط بتقدم المعارف) فكل ذلك يؤدي معنى واحدا دون أدنى اختلاف، هو المحفوظ في الصدور – الأصل -: وهو أن آية " الرحمن الرحيم " هي تلك التي تأتي بعد " الحمد لله رب العالمين ".
ولمزيد من التوضيح:
لو سئل أحد زمن نزول القرآن عن موقع الآية " إياك نعبد وإياك نستعين " فمن المتوقع أن يقول أنها التي تأتي بعد قوله تعالى " مالك يوم الدين " (الأمر يصبح أكثر صعوبة وأوضح لو كان السؤال عن آية ما في سورة البقرة)، ولو سئل واحد اليوم عن الآية نفسها، سيقول أنها الآية رقم 5. فكلا الجوابين صحيح، ولا اختلاف بينهما. وبالتالي لا فرق في الدلالة بين الدائرة أو النقطة أو الرقم، اللهم أن الرقم هو الأكثر دقة في التعبير عن المواقع، والقابل للقياس والبحث، وهو بطبيعة الحال الشكل الأكثر تطورا وتعبيرا.(/)
حق التعبير
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[04 Mar 2009, 11:29 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هل كتب احد موضوعا في رسالة علمية تحت عنوان" حق التعبير وابداء الراي في القران الكريم"
ارجو ممن يعرف ان يتكرم مشكورا بتسجيل ما عنده(/)
حين يبدع العقل في تحليل النص!! (الكهف)
ـ[خالد البكري]ــــــــ[04 Mar 2009, 02:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
وجدت هذا الموضوع في أحد المنتديات وهو أن أحد الشباب المبدعين قاموا بكشف أحد البنية التحتية المتماسكة لسورة الكهف ..
ثم صاغها على شكل علاقات منطقية تمثيلية بالباوربوينت وأظهر علاقاتها ببقية النصوص الواردة حولها ..
---
الملف صغير جداً وسريع التحميل
الملف هنا في المرفقات بارك الله فيك ..
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[06 Mar 2009, 01:44 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي خالد مجهود طيب بارك الله في الدال على الخير وفاعله000
ـ[التواقة]ــــــــ[08 Mar 2009, 02:47 ص]ـ
وصلني هذا الإيميل منذ فترة لكن توقفت عن نشرها لكني آثرت عدم نشرها إلا بعد أخذ رأي المتخصصين في علم التفسير خصوصا وأننا نجهل صاحب هذا العرض؟ ولكن هل يصح هذا الاستنباط؟ أليس التريث مفيدا وسؤال أهل العلم متاح في هذا الملتقى ومن ثم نقوم بنشره إذ أن لكل علم رجاله ولكل فن أهله وللاجتهاد شروطه.
أنتظر رد مشايخنا الكرام حتى يتسنى لنا نشر هذا الملف.(/)
مشكلات التأويل
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[04 Mar 2009, 03:35 م]ـ
إن النص القرآني إذا كان سهل التناول ميسّر للذكر واضح البيان من جهة فهو بعيد الغور شديد العمق من جهة أخرى، ولهذا فإن طريق العلم بهذا النص هو التدبر وإعمال العقل وتقليب الفكر والنظر؛ ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه: "لا يشبع منه العلماء ولا يمله الأتقياء ولا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه" وهذا العمق إنما هو صفة لازمة لهذا النص العظيم؛ إذ أن العقل كلما ازداد فيه تفكراً انفتح له من الآفاق ما لم يكن منفتحا وانقدح له من العلوم -حسب أهليته وقدرته على الفهم - ما لم يكن منقدحا؛ وإنما تتفتق المعاني وتتكشف الحقائق على قدر القرائح والفهوم؛ ولهذا كان التفسير- كما قال ابن عباس - على أربعة أوجه:
- وجه لا يعذر أحد بجهالته
- وجه تعرفه العرب من كلامها
- وجه يعلمه العلماء
- وجه لا يعلمه إلا الله
وليس ذلك فحسب بل إن للقرآن العظيم - عند تدبره- وجوها كثيرة ومعاني متعددة كما ورد عن كثير من سلف هذه الأمة وعلمائها؛ يقول أبو الدرداء رضي الله عنه: "لا تفقه كل الفقه حتى ترى القرآن وجوها" وقد روي أن عليا كرم الله وجهه قد أرسل ابن عباس لمخاصمة الخوارج، وأمره آن لا يخاصمهم بالقرآن؛ فقال ابن عباس: أنا أعلم بكتاب الله منهم؛ في بيوتنا نزل؛ فقال علي: "صدقت، ولكنّ القرآن حمّال ذو وجوه تقول ويقولون، ولكن خاصمهم بالسنن؛ فإنهم لن يجدوا عنها محيصاً"، فخرج ابن عباس إليهم فخاصمهم بالسنن فلم تبق بأيديهم حجة، وأخرج الدارمي أن عمر بن الخطاب قال: "إنه سيأتي ناس يجادلونكم بشبهات القرآن؛ فخذوهم بالسنن؛ فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله " ولما كان الأمر على الوجه الذي ذكر - فقد وقع الاختلاف في تأويل القرآن، وانقسم الذين اختلفوا إلى فريقين:
1 - الفريق الأول وهم:الذين اعتقدوا معاني أرادوا حمل القرآن عليها ولم ينظروا إلى ما يستحقه النص من الدلالة والبيان؛ فكان تأويلهم بذلك تحريفاً؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: "اتبعوا هذا القرآن ولا يتبعنكم القرآن؛ فإن من تبع القرآن يهبط به في رياض الجنة، ومن اتبعه القرآن يزخ على قفاه فيقذفه في جهنم"
2 - الفريق الثاني وهم: الذين اختلفوا بحسب اختلاف طرق الاستدلال، ومعلوم أن هذا النوع من الاختلاف قد وقع بين السلف والصحابة أنفسهم؛ إلا أنه – كما يقول ابن تيمية – كان اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد.
مفهوم التأويل:-
التأويل في اللغة هو التفسير وهو المرجع والمصير، وآل إلى كذا: صار إليه؛ ومنه قول الأعشى:
على أنها كانت تؤول حبها تأول ربعي السقاب فأصحبا
أي: أن حبها كان صغيرا في قلبه؛ فلم يزل يكبر حتى عظم أمره كهذا السقب الذي مازال يشب حتى صار كبيراً كأمه؛ وصار له ابن يصحبه.ويقول الشوكاني "التأويل رجوع الشيء إلى مآله " وقد ورد لفظ "التأويل" في عدة مواضع من كتاب الله تعالى؛ ومن ذلك قوله: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً" أي: وأحسن مرجعا؛ يقول الإمام الطبري "وأحسن تأويلا؛ يعني: وأحمد موئلا ومغبة وأجمل عاقبة ...... وهو من قولهم آل هذا الأمر إلى كذا أي: رجع"، ومنه قوله تعالى: "وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِالقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً " أي: وأحسن عاقبة، ومنه أيضا قوله: "هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ .......... "أي يوم تبدو عواقبه، ومنه أيضاً قوله: "بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ"أي حقيقة ما وعدوا به، ومنه قوله: " وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين " أي: تفسيرها، ومنه أيضاَ قوله "وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رؤياي مِن قَبْلُ " أي: تحقيقها، ومنه قوله: " قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا
(يُتْبَعُ)
(/)
لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا " أي: سأخبرك بعاقبة أفعالي، ومنه أيضاً قوله: " هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ " أي: تحريفه على ما يريدون.
ومن هنا يتبين أن معنى التأويل في القرآن: هو المرجع والعاقبة أو التحقيق أو التفسير أو التحريف، وقد ذهب ابن كثير إلى أن التأويل يراد به في القرآن معنيان عامان:
أحدهما: التأويل بمعنى حقيقة الشيء
ثانيهما:التأويل بمعنى التفسير والبيان والتعبير عن الشيء
ولهذا ذهب بعض العلماء إلى أن التأويل هو أحد قسمي التفسير، وهو الرجوع عن ظاهر اللفظ؛ فالتأويل خاص والتفسير عام، وكل تأويل تفسير وليس كل تفسير تأويل، وذهب ابن منظور إلى أن: " المراد بالتأويل نقل ظاهر اللفظ عن وضعه الأصلي إلى ما يحتاج إلى دليل لولاه ما ترك ظاهر اللفظ"، وقال ابن رشد: " التأويل هو: إخراج دلالة اللفظ من الدلالة الحقيقية إلى الدلالة المجازية؛ من غير أن يخلّ ذلك بعادة لسان العرب في التحوّز". والملاحظ أن ابن رشد قد حصر التأويل في الجانب المجازي دون غيره؛ إلا أن المجاز- وإن كان من أظهر الضروب التي تحتاج إلى التأويل - فهو لا يقتصر عليه دون سواه؛ بل هناك من الأساليب التي تحتاج إلى التأويل وليس فيها من مجاز أصلاً؛ إذ إن الأسلوب الذي يكون فيه التأويل هو الذي يحتمل أوجهاً متعددة من المعنى
أنواع التأويل:-
يتبين من خلال التأمل في الآيات السابقة - التي ورد فيها لفظ "التأويل" - أن التأويل منه: ما هو ممنوع وهو الذي يكون في المتشابهات، ومنه: ما هو جائز وهو الذي يكون في غير ذلك؛ أما الجائز فقد يكون صحيحاً إذا كان وفق الضوابط والأدلة، وقد يكون باطلاً إذا كان وفق هوى المستدل، ومن هنا يتضح أن هنالك مواضع يجوز فيها التأويل ومواضع لا يجوز، أما المواضع التي يجوز فيها التأويل فإما أن يكون الاستدلال فيها صحيحا أو لا يكون، ويبدو من ذلك أن أغراض المؤولين تختلف ونواياهم تتباين؛ فقد يهدف المؤول إلى إثارة الفتنة بين الناس وقد يحاول تثبيت رأيه الفاسد بأدلة الكتاب والسنة، وفي هذين النوعين من الخطورة ما لا يخفى، أما النوع الثالث فهو الذي ليس لصاحبه من غرض غير معرفة مراد الله. وفي هذه النصوص التي يكون فيها التأويل صحيحاً يكون فيها من الأدلة والضوابط ما يستوجب صرف المعنى عن ظاهره، وهذه الأقسام المتنوعة للتأويل تفصيلها كالآتي:-
أ – تأويل الآيات المتشابهة:-
اختلف العلماء في المتشابه من القرآن اختلافاً كبيراً؛ إذ قيل:إن المتشابه هو المجمل، والمحكم هو المفصل، وقيل: هو الحروف المقطعة في أوائل السور، وقيل: هو الحلال والحرام، وقيل غير ذلك، وذهب بعضهم إلى أن القرآن كله متشابه؛ لقوله تعالى: "اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا" وقال آخرون: القرآن كله محكم؛ لقوله تعالى: "كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ" وهذه الأقوال جميعها فيها نظر؛ وذلك للأسباب الآتية:-
1 - لا يمكن أن يكون المتشابه هو المجمل، والمحكم هو المفصل؛ لأن المتشابه المذكور في الآية يمتنع طلب الاجتهاد فيه، أما المجمل فمطلوب النظر والاجتهاد فيه.
2 - لا يمكن أن يكون المتشابه هو الحروف المقطعة التي في أوائل السور؛ وذلك لأن طلب المعنى فيها لا يثير الفتنة ابتداء، ثم إن علماء الإسلام قد فسروا هذه الحروف وخرجوا بمعان معقولة ومقبولة
3 - استدل من قال: إن المتشابه هو الحلال والحرام بقوله "?": " الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور متشابهات لا يعلمها كثير من الناس " ويذهب ابن حزم إلى أن ذلك: " دعوى من قائله لا برهان على صحته" وقد ساق ابن حزم أدلة على تفنيد ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - إذا كان بعض العلماء قد استدلوا على كون القرآن كله متشابه لقوله تعالى: "كِتَابًا مُّتَشَابِهًا" فالمقصود هو أنه متشابه؛ بحيث أنه يشبه بعضه بعضاً؛ ومنه قوله تعالى: "وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً" أما من استدل بقوله تعالى: "أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ" على أنه كله محكم؛ فالمقصود بالإحكام هنا: إحكام الرصف و النظم أو المنع من الفساد، ولو كان هذا الأمر صحيحاً لكان المتشابه نفسه محكماً أو المحكم نفسه متشابهاً، ولم يكن لهذا التقسيم من معنى. والاشتباه المقصود في الآية هو: الاختلاط والالتباس؛ ومنه قوله تعالى - على لسان بني إسرائيل -: "إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا" أي: اختلط.
وقد ذهب صاحب روضة الناظر إلى أن: " الصحيح أن المتشابه: ما ورد في صفات الله سبحانه مما يجب الإيمان به ويحرم التعرض لتأويله ... فهذا اتفق السلف رحمهم الله على الإقرار به وإمراره على وجهه ... فإن قيل كيف يخاطب الله الخلق بما لا يعرفونه أم كيف ينزل على رسوله ما لا يطلع على تأويله؟ قلنا: يجوز أن يكلفهم بالإيمان بما لا يطلعون على تأويله ليختبر طاعتهم كما قال تعالى: وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه، وكما قال: وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس "
ب-التأويل الجائز:
التأويل الجائز هو في مقابل التأويل الممنوع، ويرتبط الجواز والمنع بالمواضع؛ إذ يتعلق الممنوع بالآيات المتشابهة التي يفضي تأويلها إلى إثارة الفتنة، أما التأويل الجائز فهو بخلاف ذلك، وهذا النوع الأخير له قسمان أيضاً؛ هما:
1 - التأويل الصحيح:-
هذا التأويل من شأن صاحبه محاولة معرفة مراد الله تعالى دون أن يكون له هوى أو غرض آخر؛ ولذلك فهو يهتم بالقرائن والضوابط والأدلة؛ فإذا حتم ذلك التأويل وكان المعنى لا يستقيم بغير ذلك مال إليه؛ وإلا فهو لا يؤول ما لا يقبل التأويل ولا يقول بالمجاز في المواضع التي لا تحتمل المجاز، ولا يصرف المعنى عن ظاهره إذا كانت الدلائل تشير إلى أن المعنى الظاهر هو المقصود، وإذا كان المؤول يتغلغل وراء الظواهر والألفاظ مستخرجاً منها المعاني الحسان والدقائق الفريدة فهذا وجه مطلوب لا يهتدي إليه إلا من آتاه الله بصيرة ثاقبة وعقلاً لماحاً وطبعاً صحيحاً وفهماً عالياً وإدراكاً متميزاً، ولذلك دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن العباس - وهو حبر الأمة- بقوله: " اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل "
2 - التأويل الباطل:-
التأويل الباطل بخلاف التأويل الصحيح، إذ يكون فيه لي أعناق النصوص حتى توافق غرض المستدل بها، وهنا يلوح للمستدل معنى ما كان ليلوح له لولا الغرض والهوى، أو قد لا يكون للمستدل غرض أو هوى، ولكنه يخطئ في إدراك المعنى لأمر توهمه ولم تنهض الأدلة أبداً لإثباته أو تعضيده؛ ولهذا قال ابن حنبل: " أكثر ما يخطئ الناس من جهة التأويل والقياس"
والحق أن ظاهرة المجاز التي هي من أكبر الظواهر التي يدخل بها التأويل، وهي ظاهرة أسلوبية فنية عالية يذهب بذهابها شطر الحسن من الكلام كما ذكر بعض العلماء - قد نظر علماء الإسلام إليها من وجهتين:
- كونها سمة جمالية جرى عليها كلام العرب ووقعت في القرآن والسنة؛ يقول الشوكاني: " المجاز واقع في لغة العرب عند جمهور العلماء ... ووقوعه في اللغة أشهر من نار على علم وأوضح من شمس النهار ... " ولهذا لا يمكن إدراك المعاني المقصودة دون فهمها ومراعاتها، إذ يكون للكلام معنى ويكون لهذا المعنى معنى آخر؛ ومن هنا كان قبولها، ولذلك لم يرفض هذه الظاهرة في هذا الإطار حتى أولئك العلماء الذين تشددوا فيها كشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن كثير وابن حزم الظاهري كما سيأتي.
- كونها سمة لها خطورتها على مستوى اللغة والفكر والدين والعقيدة؛ حيث يمكن أن يقول كل من شاء - استناداً عليها ـ ما شاء؛ مستدلاً بالقرآن مؤولا ً له تأويلات بعيدة ومن هنا كان التشدد فيها.
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[04 Mar 2009, 03:37 م]ـ
التأويل والفلسفة:-
(يُتْبَعُ)
(/)
كان الفلاسفة اليونانيون – على كثرة فرقهم - ثلاثة أقسام: وهم الدهريون الذين جحدوا الصانع المدبر وزعموا أن العالم لم يزل موجوداً، والقسم الثاني: هم الطبيعيون الذين بحثوا في عالم الطبيعة وعجائب الحيوان، والقسم الثالث: هم الإلهيون؛ مثل: سقراط وأفلاطون وأرسطو، وقد رد الإلهيون - وهم المتأخرون من الفلاسفة- على الصنفين الأوائل وكشفوا فضائحهم، ثم رد الإلهيون أنفسهم على بعضهم إذ " رد أرسطاطاليس على أفلاطون وسقراط ومن كان قبلهم من الإلهيين رداً لم يقصر فيه حتى تبرأ عن جميعهم " ورغم كل ذلك فإن كلام هؤلاء الفلاسفة المتأخرين في الإلهيات قليل، وفيه من الاضطراب والتناقض ما فيه
وقد دخلت الفلسفة إلى ديار المسلمين في خلافة بني العباس، وقد كان ابن المقفع الأديب المشهور هو أول من قام بالترجمة في ذلك ثم تبعه حنين بن إسحاق وأبو عثمان الدمشقي ويوحنا البطريق وابن الناعمة الحمصي، ثم أخذ الاهتمام بالفلسفة يزداد يوماً بعد يوم في الملة الإسلامية فدخلت في المذاهب الكلامية، ومن الملاحظ أن المعتزلة والإسماعلية وكل الذين توسعوا في المجاز أو قالوا بأن الحقائق الواردة في النصوص القرآنية أو الحديثية هي رموز وإشارات قد كان لهم ارتباط وثيق بالفلسفة؛ يقول ابن سينا: " كان أبي وأخي من أهل دعوتهم " أي الإسماعيلية" ولهذا اشتغلت بالفلسفة " ومن الملاحظ أيضاً أن الفلاسفة المسلمين قد أنكروا بعض الصفات الإلهية كما أنكرتها المعتزلة والجهمية؛ يقول ابن تيمية: " المتفلسفة حقيقة أمرهم أنهم يؤمنون ببعض الصفات ويكفرون ببعض"
والحق أن فلاسفة المسلمين قد حاولوا بعقولهم المجردة معرفة صفات الله تعالى؛ فأدى ذلك بهم إلى التعطيل وتكليف العقل من الأمور ما لا طاقة له به؛ يقول سيد قطب: " لما أراد بعض المتفلسفة متأثرين بأصداء الفلسفة الإغريقية - على وجه خاص- أن يتطاولوا إلى ذلك المرتقى باءوا بالتعقيد والتخليط كما باء أساتذتهم الإغريق، فدسوا في التفكير الإسلامي ما ليس من طبيعته وفي التصور الإسلامي ما ليس من حقيقته؛ وذلك هو المصير المحتوم لكل محاولة للعقل البشري وراء مجاله وفوق طبيعة خلقه وتكوينه"
وقد خاص فلاسفة المسلمين في الإلهيات بمنهجهم العقلي؛ فأفضى ذلك بهم إلى أمور كفرهم فيها الإمام الغزالي في كتابه " تهافت الفلاسفة " وقد ذهب هولاء الفلاسفة إلى أن ما جاء في القرآن من تصوير الحشر وأحوال المعاد إنما هو تخييل للعامة وتقريب للجمهور؛ وهذا تأويل بعيد؛ ولهذا يقول ابن تيمية إن الفلاسفة قد ذهبوا إلى " أن الرسل تكذب لمصلحة العالم، وإذا حسنوا العبارة قالوا: إنهم يخيلون الحقائق في أمثال خيالية، وقالوا خاصة النبوة تخييل الحقائق للمخاطبين، وأنه لا يمكن مخاطبة الجمهور إلا بهذا الطريق، كما يزعم الفارابي"
وقد أفرد ابن رشد للتأويل فصلاً في كتابه فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال، وقد حاول في هذا الكتاب التوفيق بين الشرع والفلسفة؛ فدافع عن الفلاسفة دفاعاً شديداً؛ بل رد على الغزالي في هذا الكتاب وفي كتابه " تهافت التهافت" وذكر أنه لا يمكن التكفير في التأويل؛ يقول: " لم يجب التكفير بخرق الإجماع في التأويل، إذ لا يتصور في ذلك إجماع" وذهب إلى أنه إذا كان الفقهاء يؤولون فصاحب البرهان أحق منهم في ذلك، يقول: " إن كان الفقيه يفعل ذلك في كثير من الأحكام الشرعية فكم بالحري أن يفعل ذلك صاحب البرهان، فإن الفقيه إنما عنده قياس ظني والعارف عنده قياس يقيني" وليس ذلك فحسب بل يذهب ابن رشد إلى أن ما ناقض البرهان من الأمور الشرعية فإنه يجب تأويله يقول: " كل ما أدى إليه البرهان وخالفه ظاهر الشرع فإن ذلك الظاهر يقبل التأويل .... وهذه القضية لا يشك فيها مسلم ولا يرتاب مؤمن"
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[04 Mar 2009, 03:40 م]ـ
التأويل ومبدأ اللغة:-
(يُتْبَعُ)
(/)
اختلف العلماء المسلمون اختلافاً كبيراً في كون اللغة توقيف ووحي وإلهام أم اصطلاح ومواضعة؟ ولعل هولاء العلماء ما اختلفوا في هذه القضية إلا لكونها شديدة الارتباط بقضية المجاز والتأويل وقد ذكر الإمام السيوطي ذلك صراحة؛ إذ يقول إن فائدة البحث في قضية مبدأ اللغات هذه: "النظر في جواز قلب اللغة، فحكى عن بعض القائلين بالتوقيف منع ذلك مطلقاً، فلا يجوز تسمية الفرس ثوباً والثوب فرساً؛ وعن القائلين بالاصطلاح تجويزها ".ومعلوم أنه يلزم من القول بكون اللغة اصطلاح ومواضعة – جواز النقل؛ فأهل اللغة قد سموا الفرس فرساً مع إمكان أن يسموه حجراً أو إنساناً أو رأساً أو مبرداً أو غير ذلك، كما يلزم عنه أنه ليست لغة قوم بعينهم بأولى في الاحتجاج من لغة قوم آخرين؛ إذ أن اللغة اختراع وتواضع واصطلاح، فإذا ثبت بأن قوماً قد اخترعوا ألفاظاً فليسوا هم بأحق في ذلك من غيرهم، وهذا المذهب قد قال به المعتزلة المتوسعون في المجاز والتأويل، وذهب ابن جني – وهو من المعتزلة- إلى أن أصل اللغات إنما هو من أصوات المسموعات الطبيعية. ولا يتوسع ابن جني في المجاز فحسب، بل يزعم أن اللغة كلها أو أكثرها مجاز لا حقيقة يقول ابن جني في ذلك: " اعلم أن أكثر اللغة مع تأمله مجاز لا حقيقة، ألا ترى أن نحو قام زيد معناه: كان منه القيام، أي هذا الجنس من الفعل، ومعلوم أنه لم يكن منه جميع القيام، والجنس يطلق على جميع الماضي وجميع الحاضر وجميع الآتي من الكائنات من كل من وجد منه القيام " ويرد ضياء الدين ابن الأثير على كل من قال أن اللغة كلها مجاز أو من قال كلها حقيقة، يقول: " وذهب قوم إلى أن اللغة كلها مجاز، وذهب آخرون إلى أنها كلها حقيقة، وكلا هذين المذهبين فاسد عندي "
وقد تمسك المعتزلة بقضية الاصطلاح والتواضع؛ لأن القول بذلك يفضي إلى التوسع والتأويل والمجاز الذي يتمكنون به من تسويغ ما يخالف ظاهر القرآن من اعتقاداتهم وأفكارهم ومبادئهم؛ ولهذا ربط الإمام السيوطي بين القول بالاصطلاح والفكر الاعتزالي؛ يقول: " قال ابن جني – وكان هو وشيخه أبو على الفارسي معتزليين-: وهذا موضع محوج إلى فضل تأمل، غير أن أكثر أهل النظر على أن أصل اللغة إنما هو تواضع واصطلاح لا وحي توقيف" ويقول أيضاً "ذهب المعتزلة إلى أن اللغات بأسرها تثبت اصطلاحاً" وقد تنبه العلماء إلى خطورة القول بالاصطلاح والتوسع في نفل دلالات اللغة بالتجوز، إذ أن قلب اللفظ يؤدي إلى مزالق في غاية الخطورة، يقول المازري: " هذا كله يؤدي قلبه إلى فساد النظام وتغييره واختلاف الأحكام"
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[04 Mar 2009, 03:43 م]ـ
التأويل والأدب:
ارتبطت قضية التأويل ارتباطاً وثيقاً بما ظهر من تجديد في الشعر العربي في القرن الثالث الهجري، إذ ظهرت المباعدة بين الطرفين في التشبيهات والغرابة في المجازات والاستعارات، وكانت هذه الألوان تعدّ فيما سمي بالبديع الذي يدل لغوياً على الحداثة والتجديد- خلافاً للتقسيم البلاغي المتأخر - وبذلك خالف الشعراء المحدثون والمولدون طريقة العرب القدماء في التعبير، ولهذا قامت المعركة الشهيرة بين أنصار القديم وأنصار الحديث، وقد كان موقف أنصار القديم مبنياً على المحافظة على المعيار العربي الأصيل الذي جرى عليه أسلوب القرآن الذي مثّل القمة الشماء التي لا تدرك في البلاغة والإعجاز، ولهذا رفض كثير من البلاغيين والنقاد أن تكون هذه المعايير الجديدة مقياساً للإجادة ومعياراً للاستحسان لما فيها من تكلف بيّن؛ يقول الرازي: " فصاحة القرآن ليس لأجل هذه التكلفات؛ بل لقوة المعاني وجزالة الألفاظ"
ولما كانت المباعدة بين الطرفين في التشبيه والمجاز والاستعارة من شأنها أن تشكل في التعبير غموضاً وتجعل في الأسلوب من التعقيد ما لا يتضح معه المعنى – فقد شكا كثير من البلاغيين والنقاد العرب من فرط شغف المحدثين بالبديع الذي يصيب الكلام بالغموض حتى لينسى الأديب أو الشاعر أنه يتكلم ليفهم ويقول ليبين، وقيل أن أعرابياً - تعوّد على الكلام العربي الواضح - قال لأبي تمام: " لم لا تقول من الشعر ما يفهم؟ "فرد عليه أبو تمام: " وأنت لم لا تفهم من الشعر ما يقال؟ ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ولئن كان أبو تمام هو أشهر شعراء المحدثين الذين كلفوا بالبديع فخرجوا عن الطريقة العربية المألوفة؛ فهو ليس من ابتدع هذه الطريقة، وإنما اختط هذه الطريقة مسلم بن الوليد؛ إلا أبا تمام مثّل مركزاً قائماً برأسه فيها ومن النماذج التي ذهب فيها أبو تمام مذهباً بعيداً قوله:
فضربت الشتاء في أخدعيه ضربة غادرته عوداً ركوبا
فجعل للشتاء أخدعين يضرب فيهما
وقوله:
لا تسقني ماء الملام فإنني صب قد استعذبت ماء بكائي
فجعل للملام ماء
وقد روي: أن أحد المجان أرسل إلى أبي تمام قارورة فقال: "ابعث إليّ في هذه شيئاً من ماء الملام" فأرسل إليه أبو تمام قائلاً: "إذا بعثت إليّ بريشة من جناح الذل بعثت إليك شيئاً من ماء الملام " وقد رد ابن الأثير على مقارنة أبي تمام لبيته العجيب بالآية الكريمة
ولما كانت طريقة المحدثين والمولدين ليست طريقة العرب الأوائل الذي يستشهد بأقوالهم على معاني القرآن والسنة - فقد رفض أهل اللغة الاستشهاد بأقوال المحدثين والمولدين، إلا أن المعتزلة من علماء اللغة قد أجازوا ذلك؛ بل واستشهدوا بذلك أيضاً والحق أن الاستعارات والمجازات قد وقعت للعرب الأوائل الذين يستشهد بكلامهم، لكن طريقتهم التي تأتت بالسليقة والطيع الجيد والتي قامت على المقاربة بين الطرفين في التشبيه والمجاز وخلت من التعسف والتكلف - غير طريقة المحدثين والمولدين
يقول صاحب خزانة الأدب: " من كلام العرب استنبط كل فن؛ فإنهم ولاة هذا الشأن، لكنهم كانوا يؤثرون عدم التكلف، ولا يرتكبون من فنون البديع إلا ما خلا من التعسف"، ويقول الجاحظ: " ولم أجد في خطب السلف الصالح ولا الأعراب الأقحاح ألفاظاً مسخوطة، ولا معان مدخولة، ولا طبعاً رديئاً، ولا قولاً مستكرهاً، وأكثر ما نجد ذلك في خطب المولدين ومن البلديين المتكلفين ومن أهل الصناعة المتأدبين، سواء كان ذلك منهم على جهة الارتجال والاقتضاب أو كان من نتاج التحبير والتفكير "، ويقول القاضي عبد العزيز الجرجاني - عن أبي تمام -: " إنه تعسف ما أمكن وتغلغل في التصعّب كيف قدر، ولم يرض بذلك حتى أضاف إليه طلب البديع فتحمله من كل وجه، وتوصل إليه بكل سبب، ولم يرض بهاتين الخلتين حتى اجتلب المعاني الغامضة وقصد الأغراض الخفية؛ فاحتمل بها كل غث ثقيل وأرصد لها الأفكار بكل سبيل؛ فصار هذا الجنس من شعره إذا قرع السمع لم يصل إلى القلب إلا بعد إتعاب الفكر وكدّ الخاطر؛ فإن ظفر به فذلك من بعد العناء والمشقة وحين حسره الإعياء وأوهن قوته الكلال، وتلك حال لا تهش بها النفس للاستماع بحسن والاستلذاذ بمستطرف " القاضي ويقول عنه أيضاً: " وللنفس عن التصنع نفرة، ومن مفارقة الطبع قلة الحلاوة وذهاب الرونق وإخلاق الديباجة، وربما كان ذلك سبباً لطمس المحاسن كالذي نجدهـ كثيراً في شعر أبي تمام"
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[04 Mar 2009, 03:46 م]ـ
التأويل والبلاغة:-
اهتم البلاغيون بالمجاز اهتماماً خاصاً وأفردوا له علماً كاملاً من علومهم الثلاثة، وهو علم البيان؛ يقول ابن الأثير - عن المجاز -: " هذا الفصل مهم كبير من مهمات علم البيان؛ بل هو علم البيان بأجمعه" ولما كان الأمر كذلك فقد وضع البلاغيون لهذا العلم أصوله وقواعده حسب رؤاهم؛ وليس ذلك فحسب بل ردوا على بعض الأصوليين الذين توسعوا فيه، وذلك نحو رد ضياء الدين بن الأثير على الإمام الغزالي كما سيأتي.
ويقال إن أول من تناول قضية المجاز أبو عبيدة بن المثنى؛ وذلك أنه قد أرسل إليه الفضل بن الربيع من البصرة؛ فلما قدم سأله أحد كتاب الفضل – وهو إبراهيم بن إسماعيل – عن قوله تعالى: " طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ" وقال: إنما يقع الوعد بما عرف مثله؛ وهذا لم يعرف مثله، فقال أبو عبيدة: إنما كلّم العرب على قدر كلامهم؛ أما سمعت قوله امري القيس:
أيقتلني والمشرفي مضاجعي ومسنونة زرق كأنياب أغوال
(يُتْبَعُ)
(/)
فاستحسن الفضل ذلك واستحسنه السائل، ويقول أبو عبيدة - معلقاً على هذه القصة -: " وعزمت من ذلك اليوم أن أضع كتاباً في القرآن في هذا و أشباهه، وما يحتاج إليه من علمه؛ فلما رجعت إلى البصرة عملت كتابي الذي سميته المجاز" وهذه القصة التي أوردها التعالبي وياقوت الحموي فيها نظر؛ وذلك لأسباب كثيرة منها أن المجاز لم يكن عند أبي عبيدة غير الشرح ولم يعن به هذا المصطلح المتأخر والحق أن أول من تناول المجاز - كما هو ثابت – عمرو بن بحر الجاحظ.
هذا وقد ظل المجاز محور اهتمام البلاغيين فيما بعد حتى أنه أفردت له المصنفات نحو مصنف الشريف الرضي وغبره، إلا أن البلاغيين أنفسهم قد اختلفوا في حدود هذا المجاز، فمنهم من ضيق، ومنهم من وسع كالإمام الرازي الذي جعل للمجاز اثني عشر وجهاً؛ بعضها مقبول لا غبار عليه؛ وبعضها غير مقبول؛ مثل: التجوز بالمضادة كتسمية السيئة جزاء، والتحوز بالعرف، والتجوز بالزيادة والنقصان
وقد ردّ ابن الأثير على من زعم أن في القرآن لفظاً زائداً رداً شديداً؛ يقول: " إذا كانت " أي الزيادة" دالة؛ فكيف يسوغ أن يقال أنها زائدة .. ولو كانت زائدة لكان ذلك قدحا في كلام الله تعالى؛ وذلك أنه قد نطق بزيادة في كلامه لا حاجة إليها والمعنى يتم بدونها؛ فحينئذ لا يكون معجزاً؛ إذ من شرط الإعجاز عدم التطويل الذي لا حاجة إليه، وأن التطويل عيب في الكلام فكيف يكون ما هو عيب في الكلام من باب الإعجاز، هذا محال". والحق أن النحويين هم الذين يقولون بالزيادة؛ إلا أنهم يقصدون الزيادة في التركيب؛ لأنهم ينظرون إلى الإعراب وليس دقيق المعاني؛ ولهذا يقول ابن الأثير: " وهذه رموز لا تؤخذ من النحاة؛ لأنها ليست من شأنهم"
ومعلوم أن المجاز له حدوده وأبعاده التي لا يدخل فيها ما ليس منه، وكما ذم البلاغيون من جعل ما ليس بمجاز مجازاً فقد ذموا أيضاً من أنكر المجاز على إطلاقه؛ لأن ذلك مخالف لطبيعة اللسان العربي نفسه؛ وقد سمى الإمام الطبري من أنكروا المجاز في مواضعه بذوي الجهالة والغباء والبلادة
ورغم أن البلاغيين قد ردوا على غيرهم وثبتوا للمجاز حدوده وقواعده؛ إلا أننا يمكن أن ننظر إلى قواعدهم المشهورة تلك فنعرضها على أقوال أهل اللغة والمفسرين وغيرهم ونقوم بنقدها بناء على ذلك؛ وتفصيل هذا كالنحو الآتي:-
أ/ المجاز المرسل: -
حدد البلاغيون للمجاز المرسل عدة علاقات منها الآتي:
1 - المسببية حيث يطلق المسبب ويراد السبب، ومن ذلك قوله: "وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاء رِزْقًا" إذ أطلق الرزق وأراد المطر؛ يقول الإمام القرطبي - داعماً هذا المعنى -: " هو المطر بدليل قوله ‘ وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء مُّبَارَكًا " ولم يشاهد ينزل من السماء على الخلق أطباق الخبز ولا جفان اللحم؛ بل الأسباب أصل في وجود ذلك" وهذا المثال فيه نظر؛ إذ أن تسمية المطر رزقاً باعتبار أنه هو السبب فيه وليس هو - ليست أمرا مطردا؛ لأن الرزق هو العطاء مطلقاً؛ قال تعالى: "وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ" والميراث المرزوق منه لا يكون - في الغالب - خبزاً أو لحماً.
2 - المحلية حيث يطلق المحل ويراد الحال؛ مثل قوله: "وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ" وقوله: "فَلْيَدْعُ نَادِيَه" وإنما أراد أهل القرية وأهل النادي. وهذا المثال أيضا فيه نظر، وللعلماء في ذلك أقوال مختلفة؛ منها الآتي:
أ - ذهب بعضهم إلى المراد واسأل القرية نفسها؛ يقول الإمام القرطبي: " قيل المعنى: واسأل القرية – وإن كانت جماداً – فأنت نبي الله وهو ينطق الجماد لك " ويرد ابن حزم على من قال ذلك بقوله: " بلى هو القادر على ما يشاء وكل ما يتشكل في الفكر، ولكن كل مالم يأتنا به نص أنه خرق فيه ما تمت به كلماته من المعهودات فهو مكذب"
ب - ذهب بعضهم إلى أن هذه الآية فيها حذف للمضاف وهو لفظ " أهل" وقد بالغ عبد القاهر الجرجاني في النكير على من أطلق المجاز على الحذف، وقد اعترض الإمام القرطبي على مسالة الحذف في هذه الآية محتجاً بكلام سيبويه؛ يقول الإمام القرطبي: " لا حاجة إلى إضمار " حذف"؛ قال سيبويه: لا يجوز كلَّم هنداً وأنت تريد غلام هند"
(يُتْبَعُ)
(/)
ج- ذهب بعضهم إلى أن في الآية مجاز؛ حيث أطلق المحل وأراد الحال فيه؛ وهو أهله.
والحق أن هذه الأقوال جميعاً فيها نظر؛ إذ لم يرد – عند الباحث- سؤال الجماد، كما أن الآية ليس فيها من حذف ولا مجاز، ومعلوم أن القرية لا تطلق على الأرض دون البشر؛ وكذلك النادي؛ إذ أن القرية مشتقة من قرَّ بالمكان ومنه الاستقرار، أما النادي فيقول ابن منظور: " النادي لا يسمى نادياً حتى يكون فيه أهله، وإن تفرقوا لم يكن نادياً " ويقول صاحب مختار الصحاح: " النادي مجلس القوم ومتحدثهم، فإن تفرق القوم فليس بناد" وبذلك فإنه أراد القرية نفسها والنادي نفسه باعتبار أنهما بشر ثم أرض، والحق أن قاعدة المجاز في إطلاق الجماد وإرادة البشر - إن صحت جدلا - فهي غير مطردة؛ يقول ابن الأثير: "لا يصح ذلك إلا في بعض الجمادات دون بعض؛ إذ المراد أهل القرية ممن يصح سؤالهم، ولا يجوز اسأل الحجر أو التراب"، ومعلوم أن الاطراد دليل صحة القاعدة فإن انتفى فليست بقاعدة.
3 - الحاليّة حيث يطلق الحال ويراد المحل، ومن ذلك قوله تعالى: "وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" وقوله: "إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ" إذ أطلق الحال وهو الرحمة والنعيم وأراد الجنة. وهذا المثال أيضا فيه نظر؛ إذ أن قوله تعالى: "فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ" معناه أنهم في رحمة الله بحيث لا يسخط عليهم أبداً، أما الحرف "في" الذي أوهم أنهم حالون في مكان ما؛ هو الجنة – فيمكن أن يكون الرد عليه: أن التعبير القرآني قد يأتي بمثل هذه الحروف لإيصال معنى دقيق؛ وقد جاء الحرف "في" في الأسلوب القرآني مع الأمور المعنوية كما في هذه الآية، ومثل ذلك أيضاً قوله تعالى: "وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ" فقد جاء بالحرف " على" مع الهدى وكأن المهتدي معتلياً دابة ينظر في الطريق الذي يسلكه فلا يضل - كما أشار الزمخشري؛ أما الحرف " في" فقد صور الضلال وكأنه بئر مظلمة يغطي الظلام من وقع فيها من كل جانب، وقد جاء الحرف " في" مع الرحمة للدلالة على الإسباغ بالرحمة والانغماس فيها بالكلية. ومثل ذلك قوله تعالى: "إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ" فالنعيم أمر معنوي كالرحمة ولا يمكن حلوله في مكان هو الجنة، ولو كان النعيم هو الجنة فهل قوله تعالى بعدها: "تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ"بمعنى نضرة الجنة؛ ومعلوم أن ما يلقاه الأبرار في الآخرة هو أكبر وأحسن من الجنة؛ قال تعالى: "وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ" أي: أكبر من الجنة ومثله قوله تعالى: "لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" والحسنى هي الجنة والزيادة هي النظر إلى وجه ربهم، ولذلك تراه قرن بين النعيم البادي في الوجوه وبين رؤية الله تعالى في قوله "إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ" فـ"النعيم"الأولى من الآية هي "النعيم"الثانية وليس هما بمتغايرتين، وليس من الضرورة أن يكون النعيم والنعمة أمراً حسياً؛ ومثال ذلك أيضاً قوله تعالى: "وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً " فسمى التحبيب والتكريه فضلاً ونعمة، ولهذا فإن النعيم الذي فيه الأبرار يمكن أن يشمل كل ما يناله الأبرار من تكريم ونظر إلى وجه ربهم، وهذا الأخير هو أفضل شيء ينالوه على الإطلاق؛ يقول الإمام الطبري: " يتجلى لهم تبارك وتعالى فيصغر عندهم كل شيء أعطوه، وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يكشف الحجاب فيتجلى لهم؛ فو الله ما أعطاهم شيئاً أحب إليهم من النظر إلى وجهه "
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - الكلية حيث يطلق الكل ويراد الجزء؛ نحو قوله تعالى: "يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم" إذ أطلق الأصبع كله وأراد جزءاً منه؛ ويدعم هذا المعنى قول الشوكاني:" إطلاق الأصبع على بعضها مجاز مشهور، والعلاقة الجزئية والكلية؛ لأن الذي يجعل في الأذن إنما هو رأس الأصبع لا كلها " وهذا المثال أيضا فيه نظر؛ إذ أن مسألة إطلاق الكل وإرادة الجزء في الآية أمر معروف ومعتاد وشائع في اللغة؛ فإذا قلت " ضرب زيد عمراً " لم يكن في ذلك مجاز؛ وإن لم يضرب زيد عمراً كله وإنما ضرب رأسه أو صدره أو رجله أو غيرها. ولو صح ذلك لكانت اللغة كلها مجازا كما يقول ابن جني.
5 - الجزئية حيث يطلق الجزء ويراد الكل؛ نحو قوله تعالى "فَكُّ رَقَبَةٍ" إذ أطلق الرقبة وأراد الإنسان كله، وهذا المثال أيضا فيه نظر؛ إذ لو صح ذلك لسمي الحر رقبة أيضاً؛ إذ له رقبة كما للعبد أيضاً، ولا يمكن تخيّل الرقبة بمعزل عن بقية الجسم في إنسان سواء كان حرا أو عبدا، ولكن هناك معنى دقيق شديد الأهمية؛ وهو: أن الأمر لما كان مقتصراً على العبد دون الحر؛ فهذا ذم للعبودية التي صورت في الآية وكأنها معاملة للحيوان المربوط من الرقبة؛ ألا ترى أنه قرن الـ " فك" بالرقبة فيتخيل السامع - بإعتاق العبد - فك رقبة الحيوان المربوط وتحريره، وهذا أقرب إلى الاستعارة منه إلى المجاز المرسل، وهذا المعنى الأخير هو أبلغ في ذلك من مسألة الجزئية هذه.
6 - المجاورة حيث يطلق الشيء ويراد ما يجاوره؛ نحو قوله تعالى: "وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ" إذ أطلق الثياب وأراد القلب، وقيل أراد الجسم وقيل النفس وقيل الخلق وغيرها، وهذا المثال أيضا فيه نظر، ومعلوم أن طهارة الثياب أمر مطلوب في العبادة، ثم أنه ليس هنالك من علاقة بين الثياب والجسوم أو القلوب، أما ادعاء المجاورة فبعيد؛ يقول ابن الأثير:" ليس بين الثياب والقلب وصف جامع، ولو كان بينهما وصف جامع لكان التأويل صحيحاً" وقد بالغ ابن حزم الأندلسي النكير على من زعم المجاز في هذه الآية التي ليس فيها دليل عليه؛ يقول: " وأعجب العجب أن هؤلاء القوم يأتون إلى الألفاظ اللغوية فينقلونها عن موضوعها بغير دليل؛ فيقولون معنى قوله تعالى: وثيابك فطهر - ليس الثياب المعهودة وإنما هو القلب "
ب/ ً المجاز العقلي:
المجاز العقلي عند البلاغيين هو: إسناد الفعل أو معناه إلى ملابس هو غير ما له بتأويل، وقيل هو: الكلام المفاد به خلاف ما عند المتكلم من الحكم لضرب من التأويل، وقد استغل المعتزلة هذا النوع من المجاز استغلالاً واسعاً في محاولة تأويل الآيات التي أسند فيها الفعل لله فخالفت أقوالهم في وجوب الصلاح والأصلح والعدل والتخيير وغيرها. وقد أنكر القزويني هذا النوع من المجاز وأوّل أمثلته بالاستعارة المكنية؛ يقول: " والذي عندي هو نظمه في سلك الاستعارة بالكناية" وقد حدد بعض البلاغيين للمجاز العقلي أشكالاً؛ منها الآتي:
1 - إطلاق اسم الفاعل وإرادة اسم المفعول؛ وذلك نحو قوله تعالى:"مِن مَّاء دَافِقٍ" أي: مدفوق، وقوله: "فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ" أي: مرضية، وقوله: "لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ" أي: لا معصوم، ومنه قول الحطيئة أيضاً:
دع المكارم لا ترحل لبغيتها واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
أي: المطعوم المكسو.
وهذه القاعدة فيها نظر؛ إذ أن لفظ دافق وراض وعاصم ليس بمعنى مدفوق ومرضي ومعصوم عند أهل اللغة، بل هي عندهم بمعنى ذو دفق وذو رضا وذو عصمة؛ ومنه قولهم: فارس وتارس ودارع ونابل ورامح وشاحم ولاحم؛ بمعنى: ذو فرس وذو ترس وذو درع وذو نبل وذو رمح وذو شحم وذو لحم، وهذا مذهب سيبويه والزجاج ومنه أيضاً قول الحطيئة.
وغررتني وزعمت أنك لابن في الصيف تامر
أي ذو لبن وذو تمر
أما قوله: " الطاعم الكاسي " فالمراد به السخرية بعكس الصفة؛ ومنه قوله تعالى: "ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ" أي الذليل المهان، ويقول الإمام الطبري: " لم يضطرنا شيء إلى أن نجعل عاصماً في معنى معصوم، ومعنى ذلك لا منجى اليوم من عذابه، وهذا هو الكلام المعروف والمعنى المفهوم " ويقول الإمام القرطبي في قوله: "لاَ عَاصِمَ "أي: " لا مانع منه؛ فإنه يوم حق فيه العذاب على الكفار "
2 - إطلاق اسم المفعول وإرادة اسم الفاعل؛ نحو قوله تعالى: "جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا" أي: ساتراً. وهذه القاعدة أيضا فيها نظر؛ إذ ذهب بعضهم إلى أنه: " لا يجوز أن يكون مفعول بمعنى فاعل كقوله: حجاباً مستوراً؛ لأنه سماعي لا يجوز فيه القياس" وهذا دليل على أن هذه القاعدة غير مطردة؛ إذ قصروها على هذه الآية، ولكن هذه الآية نفسها - كما ذهب بعض العلماء - لا تجوز فيها هذه القاعدة أيضاً؛ يقول الإمام الطبري راداً على من ادعى ذلك: " وكان بعض نحويي أهل البصرة يقول - في قوله تعالى حِجَابًا مَّسْتُورًا -: حجاباً ساتراً ولكنه أخرج – وهو فاعل – في لفظ مفعول ... وكان غيره من أهل العربية يقول: معناه حجاباً مستوراً عن العباد فلا يرونه، وهذا القول الثاني أظهر بمعنى: أن المستور هو الحجاب " وهذا المعنى أبلغ من ذلك الأول، ومعلوم أن المجاز إذا لم تكن فيه زيادة فائدة لا يمال إليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[04 Mar 2009, 03:49 م]ـ
أصول الفقه والتأويل:-
كانت دلالات الألفاظ والقواعد اللغوية في القرآن والسنة من المباحث التي دار حولها الأصوليون، وما ذاك إلا لأن المعاني المستقاة من الألفاظ إنما هي مبتغى كل من أراد دراسة القرآن والسنة سواء كان من اللغويين أو البلاغيين أو المفسرين أو الأصوليين أو غيرهم، وقد اهتم الأصوليون بالمجاز والتأويل وغيره من الأمور البلاغية الطابع؛ ولذلك يقول السكاكي: " إن الأصول من العلوم التي تجتنى منها ثمرات البلاغة" ولأجل ذلك فلا غرو أن نجد - في مضمار المجاز - مناقشات شديدة الأهمية بين الأصوليين والبلاغيين؛ ومن ذلك أن ضياء الدين بن الأثير عندما درس المجاز نظر فيما كتبه الأصوليون فأقرَّ بعضه ورفض الآخر؛ يقول: " وكنت اطلعت في كتاب من مصنفات الغزالي – رحمه الله- ألفه في أصول الفقه، ووجدته قد ذكر الحقيقة والمجاز وقسم المجاز إلى أربعة عشر قسماً ... والتقسيم لا يصح في شيء من الأشياء إلا إذا اختص كل قسم من الأقسام بصفة لا يختص بها غيره؛ وإلا كان التقسيم لغواً لا فائدة فيه، وسأورد ما ذكره وأبين فساده" ولهذا رفض ابن الأثير كثيرا من أنواع المجاز عند الغزالي نحو تسمية الشيء باسم فرعه كتسمية الرطب تمراً، وتسمية الشيء باسم أصله كتسمية الآدمي مضغة، وتسمية الشيء باسم دواعيه كتسمية الاعتقاد قولاً، وتسمية الشيء باسم مكانه كتسمية المطر سماء، وتسمية الشيء باسم ضده كتسمية الأبيض والأسود جوناً، و تسمية الشيء باسم فعله كتسمية الخمر سكراً، وتسمية الشيء باسم حكمه كتسمية النكاح هبة، وإدخال الزيادة والحذف في المجاز.
والحق أننا إذا تأملنا مصنفات الأصوليين نجد أن مفهوم المجاز متسع عندهم جداً؛ وليس له حدود معينة معروفة كما هو عند البلاغيين؛ ولذلك قد نجدهم أحياناً يعدون كل ما خرج عن مقتضى الظاهر مجازاً؛ وبهذا يدخل المجاز - عندهم - في علم المعاني أيضاً؛ ولهذا يوجد المجاز عندهم بصورة واضحة في أغراض الأمر والنهي والاستفهام وغيره، وإذا كان الغزالي قد جعل علاقات المجاز أربع عشرة علاقة - فإن بعض الأصوليين قد جعلها خمسة وعشرين نوعاً، وقد يبالغ بعضهم حتى يجعلها أربعين علاقة، ولما كانت دراسة المجاز من أهم دراسات البلاغيين من جهة فإنها من جهة أخرى لم تكن أهم دراسات الأصوليين، وإن اهتموا بها اهتماماً واضحاً، ولهذا عذر ابن الأثير الإمام الغزالي باعتبار أنه ليس من أهل البلاغة؛ يقول: "ولا يعرف ذلك إلا أهله من علماء الفصاحة والبلاغة، أما الغزالي رحمه الله فهو معذور عندي في أن لا يعرف ذلك؛ لأنه ليس فنه" والحق أن دراسة المجاز تختلف من حيث المجال الذي تدرس فيه من ناحية وتختلف باختلاف العلماء في المجال الواحد من ناحية أخرى، فالأصوليون لم يكونوا في دراسة المجاز على شاكلة واحدة ولا على وجهة متفقة؛ شأنهم في ذلك شأن البلاغيين أيضاً، ولا شك أن هذا المضمار يضيق عن مثل هذه التفاصيل.
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[04 Mar 2009, 03:57 م]ـ
التفسير والتأويل:
سبق أن التأويل بمعناه العام أحد فروع التفسير ونوع منه، إلا أننا إذا نظرنا إلى المجاز وصرف اللفظ عن الظاهر؛ فإننا نجد أن المجاز قد اختلف باختلاف المفسرين؛ إذ نجد منهم من وسع ومنهم من ضيق، وإن كان الأصل هو الأخذ بالظاهر وعدم الميل إلى المجاز إلا عند الضرورة. ورغم أن ابن كثير من الذين قللوا من الميل إلى المجاز في تفسيره إلا أنه قد اعتنى به خاصة في المواضع التي رد فيها على الظاهرية ومن نحى نحوهم أما ابن الجوزي فقد ذهب في تفسيره " زاد المسير " إلى أن المجاز من ضروب التعبير المستحلاة عند العرب وهو – عنده – من وجوه الإعجاز أيضاً؛ إذ لو اقتصر القرآن على الحقيقة دون المجاز لقال العرب: هلا جاء بالضرب المستحسن عندنا. أما الإمام القرطبي صاحب الجامع لأحكام القرآن فقد قبل المجاز وفسّر به بعض الآيات وأبان جمال التعبير المجازي فيها، وليس ذلك فحسب بل أورد أدلة على وجوده في القرآن وكلام العرب، إلا أن الإمام القرطبي لا يقبل المجاز إلا إذا قام دليله ولم تنهض الأدلة المعارضة لإثبات خلافه.
ورغم أن أكثر المفسرين بصورة عامة قد قللوا من المجاز إلى حد ما، إلا أن الإمام الزمخشري الذي كان داعية للاعتزال قد أكثر من استخدامه وتوسع فيه، وقد اعتبر الإمام علم البيان - الذي يشتمل على المجازات - أعظم أركان المفسر، ولا شك أن لاعتزال الإمام دوراً مقدراً في ذهابه هذا المذهب حتى ينتصر لمذهبه ويؤول ما يناقض أصوله من آيات القرآن، ولم يقتصر الإمام على تسويغ آراء المعتزلة، بل تراه قد سبّ أهل السنة والحديث في تفسيره، ولم يكتف الإمام الزمخشري بالتوسع في المجاز بتفسيره " الكشاف" بل أنه قد ألف معجماً سماه " أساس البلاغة" تناول فيه معاني المفردات عند استعمالها على الحقيقة أو المجاز، وهذا دليل واضح على توسعه الشديد في هذه القضية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[04 Mar 2009, 04:02 م]ـ
التأويل في رأي مدرسة ابن تيمية:-
لا توجد طائفة من طوائف الإسلام ولا فرقة من فرقه إلا ولجأت للتأويل وقالت بالمجاز؛ وإن تفاوتت في ذلك تفاوتاً بيناً، ولما كان الأمر كما سبق فإن تسمية "نفاة المجاز" قد كانت مسألة نسبية إلى حد كبير؛ إذ نرى ابن حزم الظاهري يرد على الذين يجعلون المجاز حقيقة والحقيقة مجازاً كما تراه يرد رداً شديداً على خويز منداذ في إنكاره المجاز في بعض المواضع من القرآن وإذا كان ابن حزم قد ردّ على خويز منداذ – فإن ابن كثير قد ردّ على ابن حزم أيضاً في إنكاره المجاز في بعض المواضع وهكذا، وإذا كان الأمر على ذلك الوجه فإن ابن تيمية وتلاميذه - رغم ردهم الشديد على التوسع في المجاز - إلا أنهم لم ينكروهـ وإنما أنكروا جعله مسوغاً للأفكار الفاسدة فحسب، كما أنهم كرهوا آراء الذين تأولوا القرآن على غير تأويله، ولم ينفوا مطلق التأويل، ويذكر ابن تيمية أن التأويل لا يعاب بل يحمد، أما التأويل المذموم والباطل –عنده - فهو تأويل أهل التحريف والبدع، الذين يدعون صرف اللفظ عن مدلوله إلى غير مدلوله دون دليل يوجب ذلك، ومن الأدلة على قول ابن تيمية بالمجاز والتأويل الآتي:
أ- ذكر ابن تيمية أن من لم يفرق بين أنواع التأويل - اضطربت أقواله؛ مثل طائفة تقول إن التأويل باطل، وأنه يجب إجراء اللفظ على ظاهره، ويحتجون بقوله تعالى: "وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ" على إبطال التأويل , وهذا تناقض منهم؛ لأن هذه الآية تقتضي أن هناك تأويلا لا يعلمه إلا الله وهم ينفون التأويل مطلقا
ب - رغم أن ابن تيمية قد هاجم المجاز وفند الأدلة فيه،إلا أنه قد رد على نفاة المجاز في غير ما موضع من كتابه "الفتاوى" وهو كما هاجم المتوسعين في المجاز - قد هاجم المنكرين له أيضاً؛ كأنما ينكر من يجعل الحقيقة الثابتة مجازاً والمجاز الثابت حقيقة.
ج -ذكر ابن تيمية - رحمه الله - صراحة أن من الخطورة بمكان تبديل الحقائق عن طريق المجاز وتسويغ المعاني الفاسدة بذلك؛ يقول " وأكثر هؤلاء يعدون ما ليس بمجاز مجازاً "
د- يهاجم ابن تيمية في كتابه "الإيمان" المجاز هجوماً شديداً وكذلك يفعل تلميذه ابن القيم في كتابه "الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة " إلا إنهما يقولان به في مواضع أخرى شريطة أن ينهض فيه الدليل، وما موقف ابن تيمية وتلميذه إلا كموقف ابن عقيل الذي يقول عنه ابن تيمية: "ومما ينبغي أن يعلم أن ابن عقيل - مع مبالغته في الرد على من يقول ليس في القرآن مجاز - في موقع آخر ينصر أنه ليس في اللغة مجاز ولا في القرآن ولا غيرهما "
هـ - تناول ابن تيمية بعض أنواع المجاز وأورد لها أمثلة؛ ثم قال: "إن تحرير هذا الباب هو علم البيان الذي يعرف به الإنسان بعض قدر القرآن " كما تناول الاستعارة التمثيلية وأورد فيها أمثلة أيضاً، ثم قال: "وهذه الأمثال موجودة في القرآن معلنة ببلاغة لفظه ونظمه وبراعة بيانه اللفظي، والذين يتكلمون في علم البيان وإعجاز القرآن يتكلمون في مثل ذلك "
و - وضع ابن تيمية للمجاز شروطاً وضوابط نحو الجريان على قانون اللسان العربي وقيام الدليل وصحة النفي ونحوها كما سيأتي، ولا يمكن أن يقول أحد بضوابط شئ إلا إذا كان يقبله بتلك الضوابط.
ز- يقول ابن تيمية: "نحن نقول بالمجاز الذي قام دليله وبالتأويل الجاري على نهج السبيل، ولم يوجد شئ في كلامنا أو كلام أحد منا أنا لا نقول بالمجاز والتأويل، ولكن ننكر من ذلك ما خالف الحق والصواب وما فتح الباب لهدم السنة والكتاب واللحاق بمحرفة أهل الكتاب "
ضوابط التأويل عند ابن تيمية:
إن المجاز ظاهرة أسلوبية وقعت في القرآن والسنة وكلام العرب؛ إلا أنها من جانب آخر ظاهرة بالغة الخطورة؛ إذ يفضى الغلط والتوسع فيها إلى مزالق جمة وتأويلات فاسدة ومعان مردودة، وهذه الظاهرة قد أدت إلى التأويل الذي بسببه قامت الفرق وبسببه نشأت الصراعات الكلامية المتعددة. والحق أن التأويل المتسع الذي به تسوغ الآراء المنكرة والآراء الفاسدة - أمر لا يمكن أن يقبله عاقل؛ يقول ابن عبد البر:" لو ساغ المجاز لكل مدع ما ثبت شئ من العبارات، وجل الله عزّ وجلّ أن يخاطبنا إلا بما تفهمه العرب في معهود مخاطباتها مما يصح
(يُتْبَعُ)
(/)
معناه عند السامعين" ولهذا لا يقبل من أحد دعوى المجاز إلا عند إقامة الدليل عليه؛ يقول ابن الأثير: "اعلم أن الأصل في المعنى أن يحمل على ظاهر لفظه، ومن يذهب إلى التأويل يحتاج إلى دليل " ولما كان الأمر كذلك فقد وضع العلماء للمجاز ضوابط وشروطا منها الآتي:
أ-الجريان على قانون اللسان العربي:
لما جعل الله تعالى القرآن والسنة عربيين فقد اتفق العلماء على عدم مخالفة قانون لسان العرب أو الخروج عن مناحى طرقهم في التعبير عند محاولة فهم الكتاب والسنة، ولهذا كان من شروط المجاز أن يكون جارياً على هذا القانون، وإلا بطل الاستدلال به؛ يقول ابن تيمية أن من شروط المجاز: " أن يكون اللفظ جارياً في اللسان العربي بمعناه؛ لأنه لا يجوز أن يراد بشئ من القرآن والسنة خلافاً للسان العرب، وإلا فيمكن لكل مبطل أن يفسر بكل معنى سنح له وإن لم يكن له أصل في اللغة ". وقد ذهب بعض العلماء إلى أنه لا يجوز إطلاق المجاز إلا إذا أطلقته العرب؛يقول الجصاص: "المجاز لا يجوز إطلاقه إلا أن يكون مسموعاً من العرب" ب-احتمال السياق وقيام الدليل:
للسياق دور فاعل وأثر واضح في تحديد دلالات الألفاظ ومعرفة معانيها المقصودة، ولا شك أن احتمال السياق للمعنى من الضوابط المهمة في المجاز؛ وإلا فلا يجوز صرف المعاني عن ظواهرها إلى تلك المعاني الباطنة إذا لم ينتصب الدليل الذي يقوم شاهداً عليها، ولآجل ذلك كان من شروط المجاز: "أن يكون مع المستدل دليل يوجب صرف اللفظ من حقيقته إلى مجازه " ولهذا كانت القرائن السياقية التي تؤكد المجاز وتعضده من الأمور المهمة في قبوله.
ج- السلامة من الدليل المعارض:
قد يقوم في السياق دليل يصرف المعنى عن الظاهر إلى المجاز؛ فإذا سلم هذا الدليل من المعارض الأقوى صحّ المجاز؛ وإلا رفض، ولأجل ذلك عدّ ابن تيمية من شروط المجاز: "أن يسلم الدليل عن معارض " ولما كان الأمر على الوجه الذي ذكرنا - فإن الإمام القرطبي قد رفض المعنى المجازى الذي ذهب إليه مجاهد وابن نجيح في قوله تعالى: "قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ". حيث ذهبا إلى أن الشاهد هو "قد القميص"؛ يقول الإمام القرطبي معتمداً على معارض المعنى المجازي: "هذا مجاز صحيح من جهة اللغة؛ إلا أن قول الله بعد "من أهلها " يبطل أن يكون القميص هو الشاهد "
د- صحة نفى العبارة المجازية:
ذهب ابن تيمية إلى أن: "من علامات المجاز صحة إطلاق نفيه " وذلك بمعنى أنك إذا قلت: أراد الجدار أن يسقط؛ صحَّ أن تقول أن الجدار ليس له إرادة فكان إطلاق ذلك عن طريق المجاز، أما إذا قلت أراد فلان أن يسقط لم يكن مجازا؛ لأنه لا يصح أن تقول: فلان ليس له إرادة؛ فتأويل ذلك عن طريق المجاز قول بلا دليل.
هـ - عدم التوكيد بالمصادر:
من الأمور المهمة في تثبيت الحقيقة في الكلام ونفى المجاز عنه التوكيد بالمصدر؛ وذلك لأن تكرير الكلام وتوكيده يدل على أنه مراد بعينه، فإذا قلت: "ضربت زيداً ضرباً" كان هذا التوكيد مانعاً للمعنى المجازي ومثبتاً للمعنى الحقيقي " ولهذا يقول ابن تيمية: "قال غير واحد من العلماء التوكيد بالمصادر ينفي المجاز " ولهذا لا يمكن ادعاء المجاز في مثل قوله تعالى: "وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا" " أو قوله: "وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً" أو قوله: "فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا" "لأن المصدر يؤكد أن هذا الأفعال قد وقعت على الحقيقة لا المجاز.
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[04 Mar 2009, 04:06 م]ـ
أسوأ أنواع التأويل في هذا العصر:
سبق أن ظاهرة المجاز قد نظر علماء الإسلام إليها من وجهتين: من حيث كونها سمة جمالية جرى عليها كلام العرب ووقعت في القرآن والسنة؛ ومن حيث كونها سمة لها خطورتها على مستوى اللغة والفكر والدين والعقيدة؛ خاصة إذا تم بها لي أعناق الآيات وحملت على مراد المستدل وأهوائه وأغراضه؛ وحينئذ يمكن أن يقول كل من شاء - استناداً عليها ـ ما شاء؛ مستدلاً بالقرآن مؤولا ً له تأويلات بعيدة، ومن هنا كان التشدد فيها ووضع الضوابط لها، إلا أن الاتساع التأويلي - عن طريق المجاز - لم يقتصر على بعض الفرق أو الأفراد في تراثنا
(يُتْبَعُ)
(/)
الإسلامي؛ بل تعداه إلى واقعنا الفكري المعاصر؛ حيث نشأت تيارات تأويلية فاقت كل الفرق التراثية، ومن ذلك تيار الحداثة وما بعد الحداثة، والحداثة مصطلح عسير التحديد مضطرب الحدود محمل بمعان ومضامين فيها كثير من الخطورة، ورغم اختلاف التعريفات في ذلك؛ إلا أن هذه التعريفات تتفق جميعها في القضاء على فكرة الثابت والمؤسسي واستبدالها بفكرة الصيرورة الدائمة والتحول المستمر؛ إذ أن الإنسان المستقل – عندهم - هو المركز والمصدر والمنطلق وهو المعيار والمقياس لكل شيء، ومن هنا نشأت قضايا مثل " موت المؤلف " و " انتهاء المتعاليات " و " أنسنة المقدس " ونحوها. وفي هذا المضمار أيضاً نشأ النقد الثقافي الذي هو عبارة عن رؤية شمولية معززة بآليات نقدية مثل المجاز الكلي والتورية الثقافية ونحوها، وهنا يتم تحميل النص ما لم يرده قائله. وقد دارت هذه الفكرة عموماً على الهدم والتقويض؛ وكان لها أدواتها في ذلك؛ مثل:
أ-الأدوات اللغوية مثل " تفجير اللغة" الذي يهدف إلى القضاء على التعبير الثابت؛ وتحويله عن طريق المجاز والتأويل الشامل.
ب-التشكيك في الحقائق التاريخية الثابتة ومحاولة إحياء فكر الأقليات المنحرفة؛ نحو الباطنية والقرامطة والصوفية المتطرفة وغيرها من الفرق المشتطة في تأويلاتها؛ ولهذا صار من مفاهيم الحداثة " الصراع بين النظام القائم على السلفية والرغبة العاملة على تغيير هذا النظام".
وفي هذا الإطار نشأ مصطلح النص المفتوح – وهو من مصطلحات ما بعد الحداثة، وهذا المصطلح يعني أن النص قابل للتأويل المستمر والتحول الدائم؛ إذ أنه يتعدد بتعدد القراء، ولا شك أن القراء ليسوا على شاكلة واحدة؛ إذ تختلف طبائعهم وثقافاتهم ونفسياتهم وأحوالهم، وهم يحملون سائر هذه الأحوال إلى النص الذي غدا النظر إليه نسبياً غير موضوعي؛ وبذلك يحمّل من المعاني والمضامين ما لم يرده قائله حتى ليقول فيه من شاء ما شاء، فالقراءة - عندهم - هي خلق جديد للنص واكتشاف أبعاد فيه ربما لم تكن مقصودة في نشأته الأولى، وبهذا يتغير معنى النص ويتم تأويله حسب الأحوال والفروق والبيئات والحضارات والعصور، وقد ألفت كثير من الكتب التي تناولت النص الديني من هذه الوجهة
والحق أن هذه الرؤية الحداثية التي انتقلت إلينا من الفكر الغربي، وإن بدأت بالنص الأدبي ثم تحولت إلى النص الديني؛ فإنها في الفكر الغربي لم تكن نتاج النظريات الأدبية في القرن العشرين؛ وإنما انطلقت - ومنذ تاريخ طويل - من الدين، حيث نشأت في إطار الجدل الذي ثار حول النظر إلى الإنجيل حينما حطم لوثر النظام القائم، ودعا إلى مسألة تعدد المعاني في الكتاب المقدس، وهذا يعني أن كل اختلاف في التأويل إنما هو موجود أصلاً في النص، وبهذا يتحول معنى النص لصالح المعنى الذي عند المتلقي؛ فيترسخ لذلك مبدأ الحرية في التأويل ويحطم المرجع الواحد الذي تحاكم على أساسه التأويلات وتقام مقامه مرجعيات متعددة بتعدد الذوات المؤولة، وهو ما يسميه تودورف Todorov" بالعدمية، وهذه العدمية – عنده – تجيء بشكل مباشر من انهيار العقائد المشتركة لكل المجتمع، وبذلك يصبح النص مفتوحاً وقابلاً لكل التأويلات المتقاربة بل و المتناقضة أيضا
مصادر الدراسة:
1/ ابن الأثير: ضياء الدين: المثل السائر تحقيق محمد محي الدين ط/1 المكتبة العصرية بيروت 1995م.
2/ الازراري: تقي الدين أبو بكر بن عبد الله الحموي خزانة الأدب تحقيق عصام شيعتو ط / مكتبة الهلال بيروت 1987م.
3/ الأصفهاني: أبو الفرج الأغاني: تحقيق سمير جابر ط/ دار الفكر بيروت.
4/ الإمام البخاري: محمد بن إسماعيل: صحيح البخاري، تحقيق مصطفى ديب البغا ط/3 دار ابن كثير بيروت سنة1987م،
5/ البيضاوي: عبد الله بن عمر الشيرازي: تفسير البيضاوي ط/ دار الفكر بيروت 1996م.
6/ التلمساني: أحمد ببن مجمد: نقح الطيب من غصن الأندلس الرطيب: دار صادر بيروت 1968م
7/ ابن تيمية:
- العقيدة الأصفهانية تحقيق إبراهيم سعيداى ط/ 1 مكتبة الرشيد الرياض 1415هـ
مجموع فتاوى شيخ الإسلام ط/ مكة 1404هـ.
8/ الثعالبي: عبد الملك بن محمد: ثمار القلوب في المضاف والمنسوب تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ط/ القاهرة 1965م.
(يُتْبَعُ)
(/)
9/ ابن حبان: محمد بن حبان التميمي البستي: صحيح ابن حبان: تحقيق شعيب الأرنؤوط ط/ 2 مؤسسة الرسالة بيروت 1993م.
10/ الجاحظ: البيان والتبيين تحقيق عبد السلام هارون ط/ الخانجي القاهرة 1985م.
11/ ابن جني: أبو الفتح: الخصائص: تحقيق محمد على النجار ط/ دار الكتب والمعرفة القاهرة 1952م.
12/ الجصاص:أحمد بن على الرازي: أحكام القرآن: تحقيق محمد الصادق قمحاوي: ط / دار إحياء التراث العربي بيروت، سنة 1405هـ
13/ ابن حزم: على بن أحمد: الإحكام أصول الأحكام: ط/1 دار الحديث القاهرة سنة 1404هـ.
14/ الدارمي: عبد الله بن عبد الرحمن: سنن الدارمي تحقيق فواز أحمد ط/ 1 دار الكتاب العربي بيروت 1407 هـ
15/ أبو داود: سليمان بن الأشعث السحستاني: سنن أبي داود: تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد.
16/ الذهبي: شمس الدين: سير أعلام النبلاء تحقيق محمد نعيم.
17/ الرازي: محمد بن أبي بكر: مختار الصحاح، تحقيق محمود خاطر ط/ بيروت 1995م.
18/ الزركشي: بدر الدين بن محمد بن بهادر: البرهان ط/ دار الجيل بيروت 1988م.
19/ الزمخشري: جار الله محمود بن عمر: الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التنزيل، ط/ دار الفكر سنة 1977م
20/ السبكي: بهاء الدين: عروس الأفراح ط/ دار السرور.
21/ السكاكي: أبو يعقوب يوسف بن محمد: مفتاح العلوم ط/ دار التقدم القاهرة.
22/ -سيد قطب:
أ/ التصوير الفني في القرآن، ط/دار الشروق
ب/ النقد الأدبي، ط/دار الشروق " بدون تاريخ"
23/ السيوطي: جلال الدين: المزهر تحقيق فؤاد على منصور ط/ دار الكتب العلمية بيروت 1998م.
24/ الشوكاني: محمد بن على:
أ/ إرشاد الفحول إلى تحقيق علم الأصول: تحقيق محمد سعيد البدري ط/ دار الفكر بيروت 1993م.
ب/ فتح القدير ط/ دار الفكر بيروت " د. ت"
25/ الإمام الطبري:محمد بن جرير: جامع البيان: ط/ دار الفكر بيروت سنة 1405
26/ ابن عبد البر: التمهيد: تحقيق مصطفى بن أحمد الطبري ط/ وزارة عموم الشئون الإسلامية المغرب.
27/ أبو عبيدة: معمر بن المثنى: مجاز القرآن تحقيق قؤاد شركين.
28/ ابن قتيبة: عبد الله بن مسلم: أدب الكاتب تحقيق محمد محي الدين ط/ المكتبة التجارية 1963م.
29/ ابن قدامة المقدسي: روضة الناظر وجنة المناظر: تحقيق عبد العزيز عبد الرحمن السعيد،ط/ 2 جامعة محمد بن سعود الرياض 1399هـ
30/ القرطبي: الجامع لأحكام القرآن: تحقيق عبد العليم البردوني ط/2 دار الكتب المصرية.
31/ القزويني: جلال الدين: الإيضاح ط/ دار إحياء العلوم بيروت 1998 م.
32/ القسطنطيني: خبر الكلام في التقصي عن أغلاط العوام، تحقيق حاتم صالح الضامن ط/2مؤسسة الرسالة بيروت 1982م
33/ القلقشندي: محمد بن على: صبح الأعشى تحقيق يوسف على الطويل ط/ دار الفكر دمشق 1987م.
34/ ابن قيم الجوزية:
أ/ الصواعق المرسلة: تحقيق على بن محمد الدخيل الله ط/3 دار العاصمة الرياض 1998م.
ب/ أحكام أهل الذمة:تحقيق أحمد البكري و شاكر توفيق العاروري ط /1، دار ابن حزم، بيروت سنة1997م
35/ القنوجى: أبجد العلوم والوشي المرقوم في بيان أحوال العلوم ط/ دار الكتب العلمية بيروت.
36/ ابن كثير: إسماعيل بن عمر: تفسير القرآن العظيم ط/ دار الفكر 1981م.
37/ ابن ماجة: محمد بن يزيد القزويني: سنن ابن ماجة، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ط/ دار الفكر بيروت "دت ".
38/ الإمام مالك: مالك بن أنس الأصبحي: موطأ الإمام مالك تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ط/ دار إحياء التراث العربي.
39/ الإمام مسلم: مسلم بن الحجاج القشيري: صحيح مسلم: تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ط/ دار إحياء التراث العربي
40/ ابن منظور:جمال الدين: لسان العرب ط/ دار صادر للطباعة والنشر 1990م.
41/ ياقوت الحموي: شهاب الدين بن عبدالله: معجم البلدان، بإشراف أحمد الرفاعي.
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[04 Mar 2009, 04:12 م]ـ
أسئل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجزيك أحسن الجزاء و يثيبك أفضل الثواب و يبيض وجهك في الآخرين ... يا شيخ جمال ... و لا تضن علينا بما من الله عليك ...(/)
صدر حديثاً كتاب (أثر القواعد الأصولية اللغوية في استنباط أحكام القرآن) د. الحامدي
ـ[عبدالله العمري]ــــــــ[04 Mar 2009, 04:37 م]ـ
صدر عن دار ابن حزم كتاب للدكتور / عبد الكريم الحامدي، بعنوان: (أثر القواعد الأصولية واللغوية في استنباط أحكام القرآن). يقع الكتاب في 529 صفحة.
وهو رسالة علمية للمؤلف - أضنها الماجستير -، والكتاب شيّق، وقد أكثر من ذكر الأمثلة.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[05 Mar 2009, 03:55 ص]ـ
جزاك الله خيراً ومن الكتب في هذا الباب:
- أثر العربية في استنباط الأحكام الفقهية للدكتور يوسف خلف محل العيساوي، وهو في الأصل رسالة دكتوراة في كلية الآداب بجامعة بغداد، طبع بدار البشائر الإسلامية، ط1، 1423هـ.
- الدلالات اللفظية وأثرها في استنباط الأحكام من القرآن الكريم، للدكتور علي حسن الطويل، وهو رسالة دكتوراة في كلية الشريعة بجامعة بيروت الإسلامية، طبع بدار البشائر الإسلامية، ط1، 1427هـ.
ـ[إبراهيم المصري]ــــــــ[05 Mar 2009, 09:44 ص]ـ
السلام عليكم
هل يمكن الحصول على فهرس الكتاب على صفحات هذا الملتقى؟؟
وفقكم الله لكل خير(/)
سؤال لفضيلة الشيخ عبد الرحمن الشهري!!!!
ـ[نسائم الإيمان]ــــــــ[04 Mar 2009, 06:17 م]ـ
فضلة الشيخ أحسن الله إليك، في إحدى حلقات برنامج بتدارسونه بينهم ذكر ضيفك الكريم الشيخ مصطفى مسلم أثناء تفسيره لسورة العنكبوت أربعة مراحل مرت بها الدعوة الإسلامية في مكة وهي:
1 - عدم الإلتفات للدعوة
2 - الترغيب
3 - الطلب للتعجيز
4 - مرحلة التعذيب والتصفية الجسدية
وذكر فضيلته أن سورة العنكبوت نزلت في المرحلة الرابعة.
نرجوا من فضيلتكم لو أرشدتمونا إلى الكتاب الذي ورد فيه ذلك؟
الأمر الثاني:ذكرتم شيخنا الفاضل أنه ورد عن بعض المفسرين أن الإسم الإجتهادي للسورة هي:سورة الدعاة إلى الله، ففي أي تفسير ورد ذلك.
جزاك الله خيرا وجعل ما تقدمه للأمة في موازين حسناتكم،ونفعنا الله بعلمك.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Mar 2009, 06:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما تقسيم الدكتور مصطفى مسلم لهذه المراحل فقد ذكره في كتابه عن (الأسرة المسلمة كما جاء في سورة التحريم)، وربما في غيره من كتبه.
وأما تسمية سورة العنكبوت بسورة الدعاة إلى الله فهو مأخوذ من مضمونها والحث على الصبر على البلاء في سبيل الله، وقد قرأته قبل الحلقة في أحد المصادر التي راجعتها، غير أن العهد بعيد، فلعلي أتحقق من ذلك وأفيدكم بإذن الله لاحقاً.(/)
طلب مساعدة
ـ[عبد اللطيف الحسني]ــــــــ[04 Mar 2009, 08:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله تعالى ووفقكم لمراضيه. هل محاضرات تسجيلات الشيخ صالح بن عثيمين في أحكام القرآن مطبوعة على الورق, أو في ملف وورد, فإن كانت مطبوعة دلوني عليها, والدال على الخير كفاعله, وجزاكم الله تعالى عني خيرا.
وأدام الله تعالى هذا الملتقى وأهله ومحبيه بأفضل حال, وسدد خطاهم لما فيه الخير والصلاح.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[05 Mar 2009, 10:48 ص]ـ
أخي الكريم
ابحث عما تريد، هنا؛ لعلك تجد فيه بغيتك:
http://www.ibnothaimeen.com/index.shtml
وهلا وغلا وألف مرحبا
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[05 Mar 2009, 11:12 ص]ـ
كتاب أحكام القرآن مطبوع في مجلدين جميلين قامت بطباعته مؤسسا ابن عثيمين الخيرية بالقصيم(/)
معا لنصل الى تفسير آيات القرآن الكريم ...... أفد واستفد
ـ[بو عبدالرحمن"]ــــــــ[04 Mar 2009, 09:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
اخواني واخواتي
موضوعي هو معا لنصل الى تفسير ايات القران الكريم
هدف هذا الموضوع هو زيادة المعرفه و زيادة الاجر
طريقة المشاركه هي ان يضع كل مشارك ايه او سورة صغيره من كتاب الله الحكيم مع ذكر السورة التي اخذ منها الايه و تشكيل الايه
و من ثم يضع تفسيرا ميسرا صحيحا لهذه الايه و يذكر المصدر الذي اخذ منه هذا التفسير
وبهذا ستعم الفائدة و تزيد معرفتنا بكتاب الله العزيز
وبسم الله نبدأ
و نبدأ بسورة الفاتحة
وهي مكية [1 ـ 7] {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}
{بِسْمِ اللَّهِ} أي: أبتدئ بكل اسم لله تعالى , لأن لفظ {اسم} مفرد مضاف , فيعم جميع الأسماء [الحسنى]. {اللَّهِ} هو المألوه المعبود , المستحق لإفراده بالعبادة , لما اتصف به من صفات الألوهية وهي صفات الكمال. {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} اسمان دالان على أنه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي وسعت كل شيء , وعمت كل حي , وكتبها للمتقين المتبعين لأنبيائه ورسله. فهؤلاء لهم الرحمة المطلقة , ومن عداهم فلهم نصيب منها.
واعلم أن من القواعد المتفق عليها بين سلف الأمة وأئمتها , الإيمان بأسماء الله وصفاته , وأحكام الصفات.
فيؤمنون مثلًا , بأنه رحمن رحيم , ذو الرحمة التي اتصف بها , المتعلقة بالمرحوم. فالنعم كلها , أثر من آثار رحمته , وهكذا في سائر الأسماء. يقال في العليم: إنه عليم ذو علم , يعلم [به] كل شيء , قدير , ذو قدرة يقدر على كل شيء.
{الْحَمْدُ لِلَّهِ} [هو] الثناء على الله بصفات الكمال , وبأفعاله الدائرة بين الفضل والعدل , فله الحمد الكامل , بجميع الوجوه. {رَبِّ الْعَالَمِينَ} الرب , هو المربي جميع العالمين ـ وهم من سوى الله ـ بخلقه إياهم , وإعداده لهم الآلات , وإنعامه عليهم بالنعم العظيمة , التي لو فقدوها , لم يمكن لهم البقاء. فما بهم من نعمة , فمنه تعالى.
وتربيته تعالى لخلقه نوعان: عامة وخاصة.
فالعامة: هي خلقه للمخلوقين , ورزقهم , وهدايتهم لما فيه مصالحهم , التي فيها بقاؤهم في الدنيا.
والخاصة: تربيته لأوليائه , فيربيهم بالإيمان , ويوفقهم له , ويكمله لهم , ويدفع عنهم الصوارف , والعوائق الحائلة بينهم وبينه , وحقيقتها: تربية التوفيق لكل خير , والعصمة عن كل شر. ولعل هذا [المعنى] هو السر في كون أكثر أدعية الأنبياء بلفظ الرب. فإن مطالبهم كلها داخلة تحت ربوبيته الخاصة.
فدل قوله {رَبِّ الْعَالَمِينَ} على انفراده بالخلق والتدبير , والنعم , وكمال غناه , وتمام فقر العالمين إليه , بكل وجه واعتبار.
{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} المالك: هو من اتصف بصفة الملك التي من آثارها أنه يأمر وينهى , ويثيب ويعاقب , ويتصرف بمماليكه بجميع أنواع التصرفات , وأضاف الملك ليوم الدين , وهو يوم القيامة , يوم يدان الناس فيه بأعمالهم , خيرها وشرها , لأن في ذلك اليوم , يظهر للخلق تمام الظهور , كمال ملكه وعدله وحكمته , وانقطاع أملاك الخلائق. حتى [إنه] يستوي في ذلك اليوم , الملوك والرعايا والعبيد والأحرار.
كلهم مذعنون لعظمته , خاضعون لعزته , منتظرون لمجازاته , راجون ثوابه , خائفون من عقابه , فلذلك خصه بالذكر , وإلا , فهو المالك ليوم الدين ولغيره من الأيام.
وقوله {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} أي: نخصك وحدك بالعبادة والاستعانة , لأن تقديم المعمول يفيد الحصر , وهو إثبات الحكم للمذكور , ونفيه عما عداه. فكأنه يقول: نعبدك , ولا نعبد غيرك , ونستعين بك , ولا نستعين بغيرك.
وقدم العبادة على الاستعانة , من باب تقديم العام على الخاص , واهتماما بتقديم حقه تعالى على حق عبده.
و {العبادة} اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال , والأقوال الظاهرة والباطنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
والاستعانة} هي الاعتماد على الله تعالى في جلب المنافع , ودفع المضار , مع الثقة به في تحصيل ذلك.
والقيام بعبادة الله والاستعانة به هو الوسيلة للسعادة الأبدية , والنجاة من جميع الشرور , فلا سبيل إلى النجاة إلا بالقيام بهما. وإنما تكون العبادة عبادة , إذا كانت مأخوذة عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مقصودا بها وجه الله. فبهذين الأمرين تكون عبادة , وذكر {الاستعانة} بعد {العبادة} مع دخولها فيها , لاحتياج العبد في جميع عباداته إلى الاستعانة بالله تعالى. فإنه إن لم يعنه الله , لم يحصل له ما يريده من فعل الأوامر , واجتناب النواهي.
ثم قال تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} أي: دلنا وأرشدنا , ووفقنا للصراط المستقيم , وهو الطريق الواضح الموصل إلى الله , وإلى جنته , وهو معرفة الحق والعمل به , فاهدنا إلى الصراط واهدنا في الصراط. فالهداية إلى الصراط: لزوم دين الإسلام , وترك ما سواه من الأديان , والهداية في الصراط , تشمل الهداية لجميع التفاصيل الدينية علما وعملا. فهذا الدعاء من أجمع الأدعية وأنفعها للعبد ولهذا وجب على الإنسان أن يدعو الله به في كل ركعة من صلاته , لضرورته إلى ذلك.
وهذا الصراط المستقيم هو: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. {غَيْرِ} صراط {الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} الذين عرفوا الحق وتركوه كاليهود ونحوهم. وغير صراط {الضَّالِّينَ} الذين تركوا الحق على جهل وضلال , كالنصارى ونحوهم.
فهذه السورة على إيجازها , قد احتوت على ما لم تحتو عليه سورة من سور القرآن , فتضمنت أنواع التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية يؤخذ من قوله: {رَبِّ الْعَالَمِينَ}
وتوحيد الإلهية وهو إفراد الله بالعبادة , يؤخذ من لفظ: {اللَّهِ} ومن قوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} وتوحيد الأسماء والصفات , وهو إثبات صفات الكمال لله تعالى , التي أثبتها لنفسه , وأثبتها له رسوله من غير تعطيل ولا تمثيل ولا تشبيه , وقد دل على ذلك لفظ {الْحَمْدُ} كما تقدم. وتضمنت إثبات النبوة في قوله: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} لأن ذلك ممتنع بدون الرسالة.
وإثبات الجزاء على الأعمال في قوله: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} وأن الجزاء يكون بالعدل , لأن الدين معناه الجزاء بالعدل.
وتضمنت إثبات القدر , وأن العبد فاعل حقيقة , خلافا للقدرية والجبرية. بل تضمنت الرد على جميع أهل البدع [والضلال] في قوله: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} لأنه معرفة الحق والعمل به. وكل مبتدع [وضال] فهو مخالف لذلك.
وتضمنت إخلاص الدين لله تعالى , عبادة واستعانة في قوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فالحمد لله رب العالمين.
تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن للشيخ السعدي رحمه الله
ـ[بو عبدالرحمن"]ــــــــ[04 Mar 2009, 09:28 م]ـ
ارجو من الاداره تثبيت هذا الموضوع لتعم الفائده وجزاكم الله خيرا
ـ[بو عبدالرحمن"]ــــــــ[05 Mar 2009, 09:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين
و صلى اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
سورة الإخلاص
قال الله تعالى:
قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفوا أحد
"قل": قولا جازما به، معتقدا له، عارفا بمعناه.
"هو الله أحد": أي: قد انحصرت فيه الأحدية، فهو الأحد المنفرد بالكمال، والذي له الأسماء الحسنى، والصفات الكاملة العليا، والأفعال المقدسة، الذي لا نظير له ولا مثيل.
"الله الصمد": أي: المقصود في جميع الحوائج. فأهل العالم العلوي والسفلي مفتقرون إليه غاية الافتقار، يسألونه حوائجهم، ويرغبون إليه في مهماتهم، لأنه الكامل في أوصافه، العليم الذي قد كمل في علمه. الحليم الذي كمل في حلمه. الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء، وهكذا سائر أوصافه. ومن كماله، أنه
"لم يلد ولم يولد": لكمال غناه
"ولم يكن له كفوا أحد": لا في أسمائه، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، تبارك وتعالى. فهذه السورة مشتملة على توحيد الأسماء والصفات.
والمعنى: أن الله لم يكافئه أحد من خلقه، فليس له شبيه و لا عدل
تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن للشيخ السعدي رحمه الله
و الحمد لله رب العالمين
و صلى اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
ـ[أبو المهند]ــــــــ[05 Mar 2009, 11:11 م]ـ
[ QUOTE= بو عبدالرحمن";73369] ان يضع كل مشارك ايه او سورة صغيره من كتاب الله الحكيم
موفق إن شاء الله يا "بو عبد الرحمن " ولكن من باب النصح الممزوج بالمحبة لا يوجد في القرآن شيء اسمه سورة صغيرة، فسور القرآن كلها كبيرة المقام والشان
والصواب سورة قصيرة.
شكرا على سعة صدرك والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بو عبدالرحمن"]ــــــــ[06 Mar 2009, 02:47 ص]ـ
جزاك الله خير اخي الكريم
انا كان قصدي سور من السور القصيره فاخطات فكتبت صغيره وانا اعتذر لجهلي
واسال الله ان ينفع بك
ولكن لماذا لم تشارك معي يا اخي الكريم عسى الله ان ينفعنا بعلمك؟؟؟
ـ[بسمة أمل]ــــــــ[06 Mar 2009, 03:27 ص]ـ
جزاك الله خيراً على هذه الفكرة الرائعة واسأل الله أن يسهل لنا المشاركة. كما أتمنى تثبيت هذا الموضوع حتى يتمكن الجميع من المشاركة.
ـ[بو عبدالرحمن"]ــــــــ[07 Mar 2009, 05:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين
و صلى اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
سورة الفلق
قال الله تعالى:
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)
[ align=right]
{ قل}: متعوذًا
{أَعُوذُ}: ألجأ وألوذ، وأعتصم
{بِرَبِّ الْفَلَقِ}: فالق الحب والنوى (فيشق الحب و النوى ليخرج منه الزروع و الأشجار)، وفالق الإصباح (فيشق ظلام الليل بضوء الصبح). و المقصود كل ما يطلق عليه إسم الفلق.
{مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ}: وهذا يشمل جميع ما خلق الله، من إنس، وجن، وحيوانات، فيستعاذ بخالقها، من الشر الذي فيها، ثم خص بعد ما عم، فقال:
{وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ}: من شر ما يكون في الليل، حين يغشى الناس، وتنتشر فيه كثير من الأرواح الشريرة، والحيوانات المؤذية.
{وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ}: ومن شر السواحر، اللاتي يستعن على سحرهن بالنفث في العقد، التي يعقدنها على السحر.
{وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}: والحاسد، هو الذي يحب زوال النعمة عن المحسود فيسعى في زوالها بما يقدر عليه من الأسباب، فاحتيج إلى الاستعاذة بالله من شره، وإبطال كيده، ويدخل في الحاسد العاين، لأنه لا تصدر العين إلا من حاسد شرير الطبع، خبيث النفس.
فهذه السورة، تضمنت الاستعاذة من جميع أنواع الشرور، عمومًا وخصوصًا.
ودلت على أن السحر له حقيقة يخشى من ضرره، ويستعاذ بالله منه
تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن للشيخ السعدي رحمه الله
و الحمد لله رب العالمين
و صلى اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعي
ـ[بو عبدالرحمن"]ــــــــ[07 Mar 2009, 05:41 م]ـ
الرجاء من اخواني الكرام المشاركه واثراء هذا الموضوع و الافاده بما لديهم
واشكر كل من مر لقراءة هذا الموضوع
واسال الله ان يرينا الحق حقا و يرزقنا اتباعه و يرينا الباطل باطلا و يرزقنا اجتنابه
ـ[بو عبدالرحمن"]ــــــــ[08 Mar 2009, 06:13 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين
و صلى اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
سورة الناس
قال الله تعالى:
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)
[ align=right]
وهذه السورة مشتملة على الاستعاذة برب الناس ومالكهم وإلههم، من الشيطان الذي هو أصل الشرور كلها ومادتها، الذي من فتنته وشره، أنه يوسوس في صدور الناس، فيحسن لهم الشر، ويريهم إياه في صورة حسنة، وينشط إرادتهم لفعله، ويقبح لهم الخير ويثبطهم عنه، ويريهم إياه في صورة غير صورته، وهو دائمًا بهذه الحال، يوسوس
ويخنس أي: يتأخر إذا ذكر العبد ربه واستعان على دفعه.
فينبغي له أن [يستعين و] يستعيذ ويعتصم بربوبية الله للناس كلهم، وأن الخلق كلهم، داخلون تحت الربوبية والملك، فكل دابة هو آخذ بناصيتها، وبألوهيته التي خلقهم لأجلها، فلا تتم لهم إلا بدفع شر عدوهم، الذي يريد أن يقتطعهم عنها ويحول بينهم وبينها، ويريد أن يجعلهم من حزبه ليكونوا من أصحاب السعير، والوسواس كما يكون من الجن يكون من الإنس، ولهذا قال: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}.
و الحمد لله رب العالمين
و صلى اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعي
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[09 Mar 2009, 01:05 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
جزاك الله خيراً أبا عبد الرحمن , ونسأل الله أن يتقبل منا ومنك , وأن ينفع بك , وكل ما يكتب في الملتقى مفيد بإذن الله , ولو ثَبَّت المشرف كل موضوع مفيد لوجدت الملتقى كلَّه مثبَّتاً!! ولكن تفاوت هذه الفائدة هو ما يحمل على التثبيت. والله الموفق.
ـ[بو عبدالرحمن"]ــــــــ[09 Mar 2009, 02:22 م]ـ
شاكرلك اخووي ابو بيان على التوضيح و جزاك الله خير واسال الله الاخلاص والقبول في جميع اعمالنا
ـ[بو عبدالرحمن"]ــــــــ[10 Mar 2009, 12:28 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين
و صلى اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
سورة العاديات
قال الله تعالى:
وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4)
فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5) إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8)
أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10) إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ (11)
[ align=right]
أقسم تعالى بالخيل، لما فيها من آياته الباهرة، ونعمة الظاهرة، ما هو معلوم للخلق. وأقسم تعالى بها في الحال التي لا يشاركها فيه غيرها من أنواع الحيوانات، فقال:
" والعاديات ضبحا ": أي: العاديات عدوا بليغا قويا، يصدر عنه الضبح، وهو صوت نفسها في صدرها، عند اشتداد عدوها.
" فالموريات ": بحوافرهن ما يطأن عليه من الأحجار.
" قدحا ": أي: تنقدح النار من صلابة حوافرهن وقوتهن إذا عدون. (و معنى الموريات قدحا أنها تورى النار قدحا بحوافرها إذا سارت في الأرض ذات الحجارة).
" فالمغيرات ": (تغير) على الأعداء.
" صبحا ": وهذا أمر أغلبي، أن الغارة تكون صباحا.
" فأثرن به ": أي: بعدوهن، وغارتهن.
" نقعا ": أي: غبارا (أي أنها أثارت الغبار بعدوها).
" فوسطن به ": أي: براكبهن.
" جمعا ": أي: توسطن به جموع الأعداء، الذين أغار عليهم. والمقسم عليه قوله:
" إن الإنسان لربه لكنود ": أي: منوع للخير، الذي لله عليه. فطبيعة الإنسان وجبلته، أن نفسه، لا تسمح بما عليه من الحقوق، فتؤديها كاملة موفرة، بل طبيعتها الكسل والمنع لما عليها من الحقوق المالية والبدنية، إلا من هداه الله وخرج عن هذا الوصف إلى وصف السماح بأداء الحقوق.
" وإنه على ذلك لشهيد ": أي: إن الإنسان، على ما يعرف من نفسه من المنع والكند، لشاهد بذلك، لا يجحده ولا ينكره، لأن ذلك، بين واضح. ويحتمل أن الضمير عائد إلى الله، أي: إن العبد لربه لكنود، والله شهيد على ذلك، ففيه الوعيد، والتهديد الشديد، لمن هو عليه كنود، بأن الله عليه شهيد.
" وإنه ": أي: الإنسان.
" لحب الخير ": أي: المال.
" لشديد ": أي: كثير الحب للمال. وحبه لذلك، هو الذي أوجب له ترك الحقوق الواجبة عليه، قدم شهوة نفسه على رضا ربه، وكل هذا لأنه قصر نظره على هذه الدار، وغفل عن الآخرة. ولهذا قال ـ حاثا له على خوف يوم الوعيد ـ:
" أفلا يعلم ": أي: هلا يعلم هذا المغتر.
" إذا بعثر ما في القبور ": أي: أخرج الله الأموات من قبورهم، لحشرهم ونشرهم.
" وحصل ما في الصدور ": أي: ظهر وبان ما فيها، وما استتر في الصدور من كمائن الخير والشر، فصار السر علانية، والباطن ظاهرا، وبان على وجوه الخلق نتيجة أعمالهم.
" إن ربهم بهم يومئذ لخبير ": بأعمالهم الظاهرة والباطنة، الخفية والجلية، ومجازيهم عليها. وخص خبرهم بذلك اليوم، مع أنه خبير بهم في كل وقت، لأن المراد بهذا، الجزاء على الأعمال، الناشىء عن علم الله، واطلاعه
تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن للشيخ السعدي رحمه الله
و الحمد لله رب العالمين
و صلى اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعي
ـ[بو عبدالرحمن"]ــــــــ[10 Mar 2009, 11:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين
و صلى اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
قال الله تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاء فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاء لَهُم مَّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)
(سورة البقرة)
{أو كصيب من السماء}: يعني: أو مثلهم كصيب أي: كصاحب صيب من السماء وهو المطر الذي يصوب أي: ينزل بكثرة.
{فيه ظلمات}: ظلمة الليل وظلمة السحاب وظلمة المطر.
{ورعد}: وهو الصوت الذي يسمع من السحاب.
{وبرق}: وهو الضوء اللامع المشاهد مع السحاب.
فهكذا حال المنافقين إذا سمعوا القرآن وأوامره ونواهيه ووعده ووعيده جعلوا أصابعهم في آذانهم وأعرضوا عن أمره ونهيه ووعده ووعيده فيروعهم وعيده وتزعجهم وعوده فهم يعرضون عنها غاية ما يمكنهم ويكرهونها كراهة صاحب الصيب الذي يسمع الرعد فيجعل أصابعه في أذنيه خشية الموت فهذا ربما حصلت له السلامة، وأما المنافقون فأنى لهم السلامة وهو تعالى محيط بهم قدرة وعلما فلا يفوتونه ولا يعجزونه بل يحفظ عليهم أعمالهم ويجازيهم عليها أتم الجزاء.
(و أما قوله تعالى: {يكاد البرق يخطف أبصارهم}: فالمعنى أن خوفهم مما ينزل بهم يكاد يذهب أبصارهم أو أن حجج القرآن و براهينه الساطعة تكاد تبهرهم، و الله أعلم).
{كلما أضاء لهم}: البرق في تلك الظلمات.
{وإذا أظلم عليهم قاموا}: أي: وقفوا.
(و أما قوله تعالى: {كلما أضاء لهم مشوا فيه و إذا أظلم عليهم قاموا}: فالمعنى أن المنافقين كلما صلحت أحوالهم في زروعهم و مواشيهم و توالت النعم عليهم قالوا: دين محمد دين مبارك، و إذا نزلت بهم مصيبة أو أصابتهم شدة سخطوا و ثبتوا على نفاقهم، أو أن المقصود أنهم كلما سمعوا ما نزل من القرآن من الحجج الباهرة اتبعوه و مشوا معه و إذا نزل ما يكرهون أو يتكلفون به رجعوا و ثبتوا على نفاقهم، و الله أعلم).
ولما كانوا مبتلين بالصمم والبكم والعمى المعنوي ومسدودة عليهم طرق الإيمان قال تعالى:
{ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم}: أي: الحسية ففيه تحذير لهم وتخويف بالعقوبة الدنيوية ليحذروا فيرتدعوا عن بعض شرهم ونفاقهم.
{إن الله على كل شيء قدير}: فلا يعجزه شيء ومن قدرته أنه إذا شاء شيئا فعله من غير ممانع ولا معارض.
وفي هذه الآية وما أشبهها رد على القدرية القائلين بأن أفعالهم غير داخلة في قدرة الله تعالى لأن أفعالهم من جملة الأشياء الداخلة في قوله: {إن الله على كل شيء قدير}.
تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن للشيخ السعدي رحمه الله
و الحمد لله رب العالمين
و صلى اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
ـ[بو عبدالرحمن"]ــــــــ[12 Mar 2009, 09:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين
و صلى اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
قال الله تعالى:
وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ (144) وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (145) (سورة آل عمران)
{وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل}: أي: ليس ببدع من الرسل بل هو من جنس الرسل الذين قبله وظيفتهم تبليغ رسالة ربهم وتنفيذ أوامره ليسوا بمخلدين وليس بقاؤهم شرطا في امتثال أوامر الله بل الواجب على الأمم عبادة ربهم في كل وقت وبكل حال ولهذا قال:
{أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم}: بترك ما جاءكم به من إيمان أو جهاد أو غير ذلك.
{ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا}: إنما يضر نفسه وإلا فالله تعالى غني عنه وسيقيم دينه ويعز عباده المؤمنين فلما وبخ تعالى من انقلب على عقبيه مدح من ثبت مع رسوله وامتثل أمر ربه فقال:
{وسيجزي الله الشاكرين}: والشكر لا يكون إلا بالقيام بعبودية الله تعالى على كل حال.
وفي هذه الآية الكريمة إرشاد من الله تعالى لعباده أن يكونوا بحالة لا يزعزعهم عن إيمانهم أو عن بعض لوازمه فقد رئيس ولو عظم وما ذاك إلا بالاستعداد في كل أمر من أمور الدين بعدة أناس من أهل الكفاءة فيه إذا فقد أحدهم قام به غيره وأن يكون عموم المؤمنين قصدهم إقامة دين الله والجهاد عنه بحسب الإمكان لا يكون لهم قصد في رئيس دون رئيس فبهذه الحال يستتب لهم أمرهم وتستقيم أمورهم.
وفي هذه الآية أيضا أعظم دليل على فضيلة الصديق الأكبر أبي بكر وأصحابه الذين قاتلوا المرتدين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهم هم سادات الشاكرين.
{وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا}: ثم أخبر تعالى أن النفوس جميعها معلقة بآجالها بإذن الله وقدره وقضائه فمن حتم عليه بالقدر أن يموت مات ولو بغير سبب ومن أراد بقاءه فلو وقع من الأسباب كل سبب لم يضره ذلك قبل بلوغ أجله وذلك أن الله قضاه وقدره وكتبه إلى أجل مسمى: {إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون}.
ثم أخبر تعالى أنه يعطي الناس من ثواب الدنيا والآخرة ما تعلقت به إراداتهم فقال:
{ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها}: قال الله تعالى: {كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا}.
{وسنجزي الشاكرين}: ولم يذكر جزاءهم ليدل ذلك على كثرته وعظمته وليعلم أن الجزاء على قدر الشكر قلة وكثرة وحسنات
تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن للسعدي رحمه الله
و الله أعلم
و الحمد لله رب العالمين
و صلى اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[احمد ناصر]ــــــــ[13 Mar 2009, 07:55 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[احمد ناصر]ــــــــ[13 Mar 2009, 08:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيراً
ـ[بو عبدالرحمن"]ــــــــ[14 Mar 2009, 06:53 م]ـ
واياك اخي احمد
تفسير سورة الكوثر
وهي مكية
[1 ـ 3] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ}
يقول الله تعالى لنبيه محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ممتنا عليه: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} أي: الخير الكثير، والفضل الغزير، الذي من جملته، ما يعطيه الله لنبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم القيامة، من النهر الذي يقال له {الكوثر} ومن الحوض طوله شهر، وعرضه شهر، ماؤه أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، آنيته كنجوم السماء في كثرتها واستنارتها، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدًا.
ولما ذكر منته عليه، أمره بشكرها فقال: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَر} خص هاتين العبادتين بالذكر، لأنهما من أفضل العبادات وأجل القربات.
ولأن الصلاة تتضمن الخضوع [في] القلب والجوارح لله، وتنقلها في أنواع العبودية، وفي النحر تقرب إلى الله بأفضل ما عند العبد من النحائر، وإخراج للمال الذي جبلت النفوس على محبته والشح به.
{إِنَّ شَانِئَكَ} أي: مبغضك وذامك ومنتقصك {هُوَ الْأَبْتَرُ} أي: المقطوع من كل خير، مقطوع العمل، مقطوع الذكر.
وأما محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهو الكامل حقًا، الذي له الكمال الممكن في حق المخلوق، من رفع الذكر، وكثرة الأنصار، والأتباع ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن للشيخ السعدي
و الله أعلم
و الحمد لله رب العالمين
و صلى اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
ـ[بو عبدالرحمن"]ــــــــ[15 Mar 2009, 06:23 م]ـ
تفسير سورة ألهاكم التكاثر
وهي مكية
{1 - 8} {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ * كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ * ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}
يقول تعالى موبخًا عباده عن اشتغالهم عما خلقوا له من عبادته وحده لا شريك له، ومعرفته، والإنابة إليه، وتقديم محبته على كل شيء: {أَلْهَاكُمُ} عن ذلك المذكور {التَّكَاثُرُ} ولم يذكر المتكاثر به، ليشمل ذلك كل ما يتكاثر به المتكاثرون، ويفتخر به المفتخرون، من التكاثر في الأموال، والأولاد، والأنصار، والجنود، والخدم، والجاه، وغير ذلك مما يقصد منه مكاثرة كل واحد للآخر، وليس المقصود به الإخلاص لله تعالى.
فاستمرت غفلتكم ولهوتكم [وتشاغلكم] {حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} فانكشف لكم حينئذ الغطاء، ولكن بعد ما تعذر عليكم استئنافه.
ودل قوله: {حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} أن البرزخ دار مقصود منها النفوذ إلى الدار الباقية، أن الله سماهم زائرين، ولم يسمهم مقيمين.
فدل ذلك على البعث والجزاء بالأعمال في دار باقية غير فانية، ولهذا توعدهم بقوله: {كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ} أي: لو تعلمون ما أمامكم علمًا يصل إلى القلوب، لما ألهاكم التكاثر، ولبادرتم إلى الأعمال الصالحة.
ولكن عدم العلم الحقيقي، صيركم إلى ما ترون، {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ} أي: لتردن القيامة، فلترون الجحيم التي أعدها الله للكافرين.
{ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ} أي: رؤية بصرية، كما قال تعالى: {وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا}.
{ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} الذي تنعمتم به في دار الدنيا، هل قمتم بشكره، وأديتم حق الله فيه، ولم تستعينوا به، على معاصيه، فينعمكم نعيمًا أعلى منه وأفضل.
(يُتْبَعُ)
(/)
أم اغتررتم به، ولم تقوموا بشكره؟ بل ربما استعنتم به على معاصي الله فيعاقبكم على ذلك، قال تعالى: {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ} الآية.
تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن للشيخ السعدي
و الله أعلم
و الحمد لله رب العالمين
و صلى اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
ـ[بو عبدالرحمن"]ــــــــ[16 Mar 2009, 02:36 م]ـ
تفسير سورة والشمس
وضحاها وهي مكية
{1 - 15} {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا * وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا * وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا * كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا * إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا * فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا * فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا * وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا}
أقسم تعالى بهذه الآيات العظيمة، على النفس المفلحة، وغيرها من النفوس الفاجرة، فقال:
{وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} أي: نورها، ونفعها الصادر منها.
{وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا} أي: تبعها في المنازل والنور.
{وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا} أي: جلى ما على وجه الأرض وأوضحه.
{وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا} أي: يغشى وجه الأرض، فيكون ما عليها مظلمًا.
فتعاقب الظلمة والضياء، والشمس والقمر، على هذا العالم، بانتظام وإتقان، وقيام لمصالح العباد، أكبر دليل على أن الله بكل شيء عليم، وعلى كل شيء قدير، وأنه المعبود وحده، الذي كل معبود سواه فباطل.
{وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا} يحتمل أن " ما " موصولة، فيكون الإقسام بالسماء وبانيها، الذي هو الله تبارك وتعالى، ويحتمل أنها مصدرية، فيكون الإقسام بالسماء وبنيانها، الذي هو غاية ما يقدر من الإحكام والإتقان والإحسان، ونحو ذلك قوله: {وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا} أي: مدها ووسعها، فتمكن الخلق حينئذ من الانتفاع بها، بجميع وجوه الانتفاع.
{وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا} يحتمل أن المراد نفس سائر المخلوقات الحيوانية، كما يؤيد هذا العموم، ويحتمل أن المراد بالإقسام بنفس الإنسان المكلف، بدليل ما يأتي بعده.
وعلى كل، فالنفس آية كبيرة من آياته التي حقيقة بالإقسام بها فإنها في غاية اللطف والخفة، سريعة التنقل [والحركة] والتغير والتأثر والانفعالات النفسية، من الهم، والإرادة، والقصد، والحب، والبغض، وهي التي لولاها لكان البدن مجرد تمثال لا فائدة فيه، وتسويتها على هذا الوجه آية من آيات الله العظيمة.
وقوله: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} أي: طهر نفسه من الذنوب، ونقاها من العيوب، ورقاها بطاعة الله، وعلاها بالعلم النافع والعمل الصالح.
{وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} أي: أخفى نفسه الكريمة، التي ليست حقيقة بقمعها وإخفائها، بالتدنس بالرذائل، والدنو من العيوب، والاقتراف للذنوب، وترك ما يكملها وينميها، واستعمال ما يشينها ويدسيها.
{كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا} أي: بسبب طغيانها وترفعها عن الحق، وعتوها على رسل الله
{إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا} أي: أشقى القبيلة، [وهو] " قدار بن سالف " لعقرها حين اتفقوا على ذلك، وأمروه فأتمر لهم.
{فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ} صالح عليه السلام محذرًا: {نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا} أي: احذروا عقر ناقة الله، التي جعلها لكم آية عظيمة، ولا تقابلوا نعمة الله عليكم بسقي لبنها أن تعقروها، فكذبوا نبيهم صالحًا.
{فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ} أي: دمر عليهم وعمهم بعقابه، وأرسل عليهم الصيحة من فوقهم، والرجفة من تحتهم، فأصبحوا جاثمين على ركبهم، لا تجد منهم داعيًا ولا مجيبا.
{فَسَوَّاهَا} عليهم أي: سوى بينهم بالعقوبة
{وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا} أي: تبعتها.
وكيف يخاف من هو قاهر، لا يخرج عن قهره وتصرفه مخلوق، الحكيم في كل ما قضاه وشرعه؟
تمت ولله الحمد
تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن للشيخ السعدي
و الله أعلم
و الحمد لله رب العالمين
و صلى اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[17 Mar 2009, 11:15 ص]ـ
أخي الكريم
أشكرك على حرصك، وجهدك في النقل - والنقل فقط -.
وهذا الملتقى ملتقى علمي متخصص يضم أعضاء من العلماء وطلبة العلم والباحثين.
ففكرة موضوعك ليس هذا محلها، وإنما تصلح للمنتديات الأخرى التي يراد توجيه مريديها إلى شيئ ينفعهم.
ومن الحكمة: وضع الشيئ في مكانه المناسب.
وفقك الله وزادك حرصا على الخير
واعذرني إن قسوت في العبارة أو أسأت في النصح
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[راجية الجنان]ــــــــ[17 Mar 2009, 04:13 م]ـ
00 مشكور اخي 000ابو عبدالرحمن000وفقك المولى 00ونفع بعلمك0000
ـ[بو عبدالرحمن"]ــــــــ[17 Mar 2009, 07:41 م]ـ
اخي ابو مجاهد
جزاك الله خيرا
ولكن هل في النقل_ والنقل فقط_ عيب و عدم وجود الفائده
هل تستطيع ان تجزم ان كل ما في هذا المنتدى غير منقول وهو من تاليف رواد المنتدى
و انت تقول:
(ففكرة موضوعك ليس هذا محلها، وإنما تصلح للمنتديات الأخرى التي يراد توجيه مريديها إلى شيئ ينفعهم)
فهل مريدي هذا المنتدى لا يريدون شي ينفعهم؟؟؟؟؟
اخي الكريم انما حبيت في هذا الموضوع ان افيد كل طبقات الرواد في هذا المنتدى الباحثين منهم وغير الباحثين
وانا لا ارى لهذا الموضوع ضرارا على المنتدى بل بالعكس احسبه من الموضوعات المهمه والتي كل انسان يجب ان يتعلمها
و اخيرا اشكر لك نصيحتك و اهتمامك راجيا ان تفيدنا بعلمك وتعمل به
ـ[بو عبدالرحمن"]ــــــــ[17 Mar 2009, 07:56 م]ـ
تفسير سورة الهمزة
وهي مكية
{1 - 9} {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ * الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ * يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ * كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ * نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ * إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ * فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ}
{وَيْلٌ} أي: وعيد، ووبال، وشدة عذاب {لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} الذي يهمز الناس بفعله، ويلمزهم بقوله، فالهماز: الذي يعيب الناس، ويطعن عليهم بالإشارة والفعل، واللماز: الذي يعيبهم بقوله.
ومن صفة هذا الهماز اللماز، أنه لا هم له سوى جمع المال وتعديده والغبطة به، وليس له رغبة في إنفاقه في طرق الخيرات وصلة الأرحام، ونحو ذلك، {يَحْسَبُ} بجهله {أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ} في الدنيا، فلذلك كان كده وسعيه كله في تنمية ماله، الذي يظن أنه ينمي عمره، ولم يدر أن البخل يقصف الأعمار، ويخرب الديار، وأن البر يزيد في العمر.
{كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ} أي: ليطرحن {فِي الْحُطَمَةِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ} تعظيم لها، وتهويل لشأنها.
ثم فسرها بقوله: {نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ} التي وقودها الناس والحجارة {الَّتِي} من شدتها {تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ} أي: تنفذ من الأجسام إلى القلوب.
ومع هذه الحرارة البليغة هم محبوسون فيها، قد أيسوا من الخروج منها، ولهذا قال: {إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ} أي: مغلقة {فِي عَمَدٍ} من خلف الأبواب {مُمَدَّدَةٍ} لئلا يخرجوا منها {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا}.
[نعوذ بالله من ذلك، ونسأله العفو والعافية].
تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن للشيخ السعدي
و الله أعلم
و الحمد لله رب العالمين
و صلى اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
ـ[بو عبدالرحمن"]ــــــــ[18 Mar 2009, 10:27 م]ـ
تفسير سورة والتين
وهي مكية
{1 - 8} {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ * لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ * فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ * أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ}
(التين) هو التين المعروف، وكذلك {الزَّيْتُونَ} أقسم بهاتين الشجرتين، لكثرة منافع شجرهما وثمرهما، ولأن سلطانهما في أرض الشام، محل نبوة عيسى ابن مريم عليه السلام.
{وَطُورِ سِينِينَ} أي: طور سيناء، محل نبوة موسى صلى الله عليه وسلم.
{وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ} وهي: مكة المكرمة، محل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم. فأقسم تعالى بهذه المواضع المقدسة، التي اختارها وابتعث منها أفضل النبوات وأشرفها.
والمقسم عليه قوله: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} أي: تام الخلق، متناسب الأعضاء، منتصب القامة، لم يفقد مما يحتاج إليه ظاهرًا أو باطنًا شيئًا، ومع هذه النعم العظيمة، التي ينبغي منه القيام بشكرها، فأكثر الخلق منحرفون عن شكر المنعم، مشتغلون باللهو واللعب، قد رضوا لأنفسهم بأسافل الأمور، وسفساف الأخلاق، فردهم الله في أسفل سافلين، أي: أسفل النار، موضع العصاة المتمردين على ربهم، إلا من من الله عليه بالإيمان والعمل الصالح، والأخلاق الفاضلة العالية، {فَلَهُمْ} بذلك المنازل العالية، و {أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} أي: غير مقطوع، بل لذات متوافرة، وأفراح متواترة، ونعم متكاثرة، في أبد لا يزول، ونعيم لا يحول، أكلها دائم وظلها، {فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ} أي: أي: شيء يكذبك أيها الإنسان بيوم الجزاء على الأعمال، وقد رأيت من آيات الله الكثيرة ما به يحصل لك اليقين، ومن نعمه ما يوجب عليك أن لا تكفر بشيء مما أخبرك به، {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} فهل تقتضي حكمته أن يترك الخلق سدى لا يؤمرون ولا ينهون، ولا يثابون ولا يعاقبون؟
أم الذي خلق الإنسان أطوارًا بعد أطوار، وأوصل إليهم من النعم والخير والبر ما لا يحصونه، ورباهم التربية الحسنة، لا بد أن يعيدهم إلى دار هي مستقرهم وغايتهم، التي إليها يقصدون، ونحوها يؤمون. تمت ولله الحمد.
تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن للشيخ السعدي
و الله أعلم
و الحمد لله رب العالمين
و صلى اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بو عبدالرحمن"]ــــــــ[19 Mar 2009, 10:47 م]ـ
تفسير سورة والضحى
وهي مكية
{1 - 11} {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى * وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى * أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى * فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}
أقسم تعالى بالنهار إذا انتشر ضياؤه بالضحى، وبالليل إذا سجى وادلهمت ظلمته، على اعتناء الله برسوله صلى الله عليه وسلم فقال: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ} أي: ما تركك منذ اعتنى بك، ولا أهملك منذ رباك ورعاك، بل لم يزل يربيك أحسن تربية، ويعليك درجة بعد درجة.
{وَمَا قَلا} ك الله أي: ما أبغضك منذ أحبك، فإن نفي الضد دليل على ثبوت ضده، والنفي المحض لا يكون مدحًا، إلا إذا تضمن ثبوت كمال، فهذه حال الرسول صلى الله عليه وسلم الماضية والحاضرة، أكمل حال وأتمها، محبة الله له واستمرارها، وترقيته في درج الكمال، ودوام اعتناء الله به.
وأما حاله المستقبلة، فقال: {وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى} أي: كل حالة متأخرة من أحوالك، فإن لها الفضل على الحالة السابقة.
فلم يزل صلى الله عليه وسلم يصعد في درج المعالي ويمكن له الله دينه، وينصره على أعدائه، ويسدد له أحواله، حتى مات، وقد وصل إلى حال لا يصل إليها الأولون والآخرون، من الفضائل والنعم، وقرة العين، وسرور القلب.
ثم بعد ذلك، لا تسأل عن حاله في الآخرة، من تفاصيل الإكرام، وأنواع الإنعام، ولهذا قال: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} وهذا أمر لا يمكن التعبير عنه بغير هذه العبارة الجامعة الشاملة.
ثم امتن عليه بما يعلمه من أحواله [الخاصة] فقال:
{أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى} أي: وجدك لا أم لك، ولا أب، بل قد مات أبوه وأمه وهو لا يدبر نفسه، فآواه الله، وكفله جده عبد المطلب، ثم لما مات جده كفله الله عمه أبا طالب، حتى أيده بنصره وبالمؤمنين.
{وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى} أي: وجدك لا تدري ما الكتاب ولا الإيمان، فعلمك ما لم تكن تعلم، ووفقك لأحسن الأعمال والأخلاق.
{وَوَجَدَكَ عَائِلًا} أي: فقيرًا {فَأَغْنَى} بما فتح الله عليك من البلدان، التي جبيت لك أموالها وخراجها.
فالذي أزال عنك هذه النقائص، سيزيل عنك كل نقص، والذي أوصلك إلى الغنى، وآواك ونصرك وهداك، قابل نعمته بالشكران.
[ولهذا قال:] {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ} أي: لا تسيء معاملة اليتيم، ولا يضق صدرك عليه، ولا تنهره، بل أكرمه، وأعطه ما تيسر، واصنع به كما تحب أن يصنع بولدك من بعدك.
{وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ} أي: لا يصدر منك إلى السائل كلام يقتضي رده عن مطلوبه، بنهر وشراسة خلق، بل أعطه ما تيسر عندك أو رده بمعروف [وإحسان].
وهذا يدخل فيه السائل للمال، والسائل للعلم، ولهذا كان المعلم مأمورًا بحسن الخلق مع المتعلم، ومباشرته بالإكرام والتحنن عليه، فإن في ذلك معونة له على مقصده، وإكرامًا لمن كان يسعى في نفع العباد والبلاد.
{وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ} [وهذا يشمل] النعم الدينية والدنيوية {فَحَدِّثْ} أي: أثن على الله بها، وخصصها بالذكر إن كان هناك مصلحة.
وإلا فحدث بنعم الله على الإطلاق، فإن التحدث بنعمة الله، داع لشكرها، وموجب لتحبيب القلوب إلى من أنعم بها، فإن القلوب مجبولة على محبة المحسن.
تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن للشيخ السعدي
و الله أعلم
و الحمد لله رب العالمين
و صلى اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
ـ[بو عبدالرحمن"]ــــــــ[21 Mar 2009, 02:35 ص]ـ
تفسير سورة ألم نشرح [لك
صدرك] وهي مكية
{1 - 8} {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ * فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول تعالى -ممتنًا على رسوله-: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} أي: نوسعه لشرائع الدين والدعوة إلى الله، والاتصاف بمكارم الأخلاق، والإقبال على الآخرة، وتسهيل الخيرات فلم يكن ضيقًا حرجًا، لا يكاد ينقاد لخير، ولا تكاد تجده منبسطًا.
{وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ} أي: ذنبك، {الَّذِي أَنْقَضَ} أي: أثقل {ظَهْرَكَ} كما قال تعالى: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ}.
{وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} أي: أعلينا قدرك، وجعلنا لك الثناء الحسن العالي، الذي لم يصل إليه أحد من الخلق، فلا يذكر الله إلا ذكر معه رسوله صلى الله عليه وسلم، كما في الدخول في الإسلام، وفي الأذان، والإقامة، والخطب، وغير ذلك من الأمور التي أعلى الله بها ذكر رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
وله في قلوب أمته من المحبة والإجلال والتعظيم ما ليس لأحد غيره، بعد الله تعالى، فجزاه الله عن أمته أفضل ما جزى نبيًا عن أمته.
وقوله: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} بشارة عظيمة، أنه كلما وجد عسر وصعوبة، فإن اليسر يقارنه ويصاحبه، حتى لو دخل العسر جحر ضب لدخل عليه اليسر، فأخرجه كما قال تعالى: {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " وإن الفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسرا ".
وتعريف " العسر " في الآيتين، يدل على أنه واحد، وتنكير " اليسر " يدل على تكراره، فلن يغلب عسر يسرين.
وفي تعريفه بالألف واللام، الدالة على الاستغراق والعموم يدل على أن كل عسر -وإن بلغ من الصعوبة ما بلغ- فإنه في آخره التيسير ملازم له.
ثم أمر الله رسوله أصلًا، والمؤمنين تبعًا، بشكره والقيام بواجب نعمه، فقال: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ} أي: إذا تفرغت من أشغالك، ولم يبق في قلبك ما يعوقه، فاجتهد في العبادة والدعاء.
{وَإِلَى رَبِّكَ} وحده {فَارْغَبْ} أي: أعظم الرغبة في إجابة دعائك وقبول عباداتك.
ولا تكن ممن إذا فرغوا وتفرغوا لعبوا وأعرضوا عن ربهم وعن ذكره، فتكون من الخاسرين.
وقد قيل: إن معنى قوله: فإذا فرغت من الصلاة وأكملتها، فانصب في الدعاء، وإلى ربك فارغب في سؤال مطالبك.
واستدل من قال بهذا القول، على مشروعية الدعاء والذكر عقب الصلوات المكتوبات، والله أعلم بذلك تمت ولله الحمد.
تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن للشيخ السعدي
و الله أعلم
و الحمد لله رب العالمين
و صلى اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
ـ[بو عبدالرحمن"]ــــــــ[22 Mar 2009, 12:08 ص]ـ
تفسير سورة والليل
وهي مكية
{1 - 21} {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى * فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى * وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى * إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى * وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى * فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى *
لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى * الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى * وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى}
هذا قسم من الله بالزمان الذي تقع فيه أفعال العباد على تفاوت أحوالهم، فقال: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} [أي: يعم] الخلق بظلامه، فيسكن كل إلى مأواه ومسكنه، ويستريح العباد من الكد والتعب.
{وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى} للخلق، فاستضاءوا بنوره، وانتشروا في مصالحهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
{وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} إن كانت " ما " موصولة، كان إقسامًا بنفسه الكريمة الموصوفة، بأنه خالق الذكور والإناث، وإن كانت مصدرية، كان قسمًا بخلقه للذكر والأنثى، وكمال حكمته في ذلك أن خلق من كل صنف من الحيوانات التي يريد بقاءها ذكرًا وأنثى، ليبقى النوع ولا يضمحل، وقاد كلا منهما إلى الآخر بسلسلة الشهوة، وجعل كلًا منهما مناسبًا للآخر، فتبارك الله أحسن الخالقين.
وقوله: {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى} هذا [هو] المقسم عليه أي: إن سعيكم أيها المكلفون لمتفاوت تفاوتا كثيًرا، وذلك بحسب تفاوت نفس الأعمال ومقدارها والنشاط فيها، وبحسب الغاية المقصودة بتلك الأعمال، هل هو وجه الله الأعلى الباقي؟ فيبقى السعي له ببقائه، وينتفع به صاحبه، أم هي غاية مضمحلة فانية، فيبطل السعي ببطلانها، ويضمحل باضمحلالها؟
وهذا كل عمل يقصد به غير وجه الله تعالى، بهذا الوصف، ولهذا فصل الله تعالى العاملين، ووصف أعمالهم، فقال: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى} [أي] ما أمر به من العبادات المالية، كالزكوات، والكفارات والنفقات، والصدقات، والإنفاق في وجوه الخير، والعبادات البدنية كالصلاة، والصوم ونحوهما.
والمركبة منهما، كالحج والعمرة [ونحوهما] {وَاتَّقَى} ما نهي عنه، من المحرمات والمعاصي، على اختلاف أجناسها.
{وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى} أي: صدق بـ " لا إله إلا الله " وما دلت عليه، من جميع العقائد الدينية، وما ترتب عليها من الجزاء الأخروي.
{فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} أي: نسهل عليه أمره، ونجعله ميسرا له كل خير، ميسرًا له ترك كل شر، لأنه أتى بأسباب التيسير، فيسر الله له ذلك.
{وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ} بما أمر به، فترك الإنفاق الواجب والمستحب، ولم تسمح نفسه بأداء ما وجب لله، {وَاسْتَغْنَى} عن الله، فترك عبوديته جانبًا، ولم ير نفسه مفتقرة غاية الافتقار إلى ربها، الذي لا نجاة لها ولا فوز ولا فلاح، إلا بأن يكون هو محبوبها ومعبودها، الذي تقصده وتتوجه إليه.
{وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى} أي: بما أوجب الله على العباد التصديق به من العقائد الحسنة.
{فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} أي: للحالة العسرة، والخصال الذميمة، بأن يكون ميسرًا للشر أينما كان، ومقيضًا له أفعال المعاصي، نسأل الله العافية.
{وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ} الذي أطغاه واستغنى به، وبخل به إذا هلك ومات، فإنه لا يصحبه إلا عمله الصالح.
وأما ماله [الذي لم يخرج منه الواجب] فإنه يكون وبالًا عليه، إذ لم يقدم منه لآخرته شيئًا.
{إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى} أي: إن الهدى المستقيم طريقه، يوصل إلى الله، ويدني من رضاه، وأما الضلال، فطرق مسدودة عن الله، لا توصل صاحبها إلا للعذاب الشديد.
{وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى} ملكًا وتصرفًا، ليس له فيهما مشارك، فليرغب الراغبون إليه في الطلب، ولينقطع رجاؤهم عن المخلوقين.
{فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى} أي: تستعر وتتوقد.
{لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ} بالخبر {وَتَوَلَّى} عن الأمر.
{وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى} بأن يكون قصده به تزكية نفسه، وتطهيرها من الذنوب والعيوب، قاصدًا به وجه الله تعالى، فدل هذا على أنه إذا تضمن الإنفاق المستحب ترك واجب، كدين ونفقة ونحوهما، فإنه غير مشروع، بل تكون عطيته مردودة عند كثير من العلماء، لأنه لا يتزكى بفعل مستحب يفوت عليه الواجب.
{وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى} أي: ليس لأحد من الخلق على هذا الأتقى نعمة تجزى إلا وقد كافأه بها، وربما بقي له الفضل والمنة على الناس، فتمحض عبدًا لله، لأنه رقيق إحسانه وحده، وأما من بقي عليه نعمة للناس لم يجزها ويكافئها، فإنه لا بد أن يترك للناس، ويفعل لهم ما ينقص [إخلاصه].
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه الآية، وإن كانت متناولة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه، بل قد قيل إنها نزلت في سببه، فإنه -رضي الله عنه- ما لأحد عنده من نعمة تجزى، حتى ولا رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا نعمة الرسول التي لا يمكن جزاؤها، وهي [نعمة] الدعوة إلى دين الإسلام، وتعليم الهدى ودين الحق، فإن لله ورسوله المنة على كل أحد، منة لا يمكن لها جزاء ولا مقابلة، فإنها متناولة لكل من اتصف بهذا الوصف الفاضل، فلم يبق لأحد عليه من الخلق نعمة تجزى، فبقيت أعماله خالصة لوجه الله تعالى.
ولهذا قال: {إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى وَلَسَوْفَ يَرْضَى} هذا الأتقى بما يعطيه الله من أنواع الكرامات والمثوبات، والحمد لله رب العالمين.
تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن للشيخ السعدي
و الله أعلم
و الحمد لله رب العالمين
و صلى اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
ـ[بو عبدالرحمن"]ــــــــ[22 Mar 2009, 09:56 م]ـ
تفسير سورة اقرأ
[وهي] مكية
{1 - 19} {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ * كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى * إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى * أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْدًا إِذَا صَلَّى * أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى * أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى * أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى * أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى * كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ * نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ * فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ * سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ * كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ}
هذه السورة أول السور القرآنية نزولًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فإنها نزلت عليه في مبادئ النبوة، إذ كان لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان، فجاءه جبريل عليه الصلاة والسلام بالرسالة، وأمره أن يقرأ، فامتنع، وقال: {ما أنا بقارئ} فلم يزل به حتى قرأ. فأنزل الله عليه: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} عموم الخلق، ثم خص الإنسان، وذكر ابتداء خلقه {مِنْ عَلَقٍ} فالذي خلق الإنسان واعتنى بتدبيره، لا بد أن يدبره بالأمر والنهي، وذلك بإرسال الرسول إليهم، وإنزال الكتب عليهم، ولهذا ذكر بعد الأمر بالقراءة، خلقه للإنسان.
ثم قال: {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ} أي: كثير الصفات واسعها، كثير الكرم والإحسان، واسع الجود، الذي من كرمه أن علم بالعلم.
و {عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} فإنه تعالى أخرجه من بطن أمه لا يعلم شيئًا، وجعل له السمع والبصر والفؤاد، ويسر له أسباب العلم.
فعلمه القرآن، وعلمه الحكمة، وعلمه بالقلم، الذي به تحفظ به العلوم، وتضبط الحقوق، وتكون رسلًا للناس تنوب مناب خطابهم، فلله الحمد والمنة، الذي أنعم على عباده بهذه النعم التي لا يقدرون لها على جزاء ولا شكور، ثم من عليهم بالغنى وسعة الرزق، ولكن الإنسان -لجهله وظلمه- إذا رأى نفسه غنيًا، طغى وبغى وتجبر عن الهدى، ونسي أن إلى ربه الرجعى، ولم يخف الجزاء، بل ربما وصلت به الحال أنه يترك الهدى بنفسه، ويدعو [غيره] إلى تركه، فينهى عن الصلاة التي هي أفضل أعمال الإيمان. يقول الله لهذا المتمرد العاتي: {أَرَأَيْتَ} أيها الناهي للعبد إذا صلى {إِنْ كَانَ} العبد المصلي {عَلَى الْهُدَى} العلم بالحق والعمل به، {أَوْ أَمْرٍ} غيره {بِالتَّقْوَى}.
فهل يحسن أن ينهى، من هذا وصفه؟ أليس نهيه، من أعظم المحادة لله، والمحاربة للحق؟ فإن النهي، لا يتوجه إلا لمن هو في نفسه على غير الهدى، أو كان يأمر غيره بخلاف التقوى.
{أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ} الناهي بالحق {وَتَوَلَّى} عن الأمر، أما يخاف الله ويخشى عقابه؟
{أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى} ما يعمل ويفعل؟.
ثم توعده إن استمر على حاله، فقال: {كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ} عما يقول ويفعل {لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ} أي: لنأخذن بناصيته، أخذًا عنيفًا، وهي حقيقة بذلك، فإنها {نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ} أي: كاذبة في قولها، خاطئة في فعلها.
{فَلْيَدْعُ} هذا الذي حق عليه العقاب {نَادِيَهُ} أي: أهل مجلسه وأصحابه ومن حوله، ليعينوه على ما نزله به، {سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} أي: خزنة جهنم، لأخذه وعقوبته، فلينظر أي: الفريقين أقوى وأقدر؟ فهذه حالة الناهي وما توعد به من العقوبة، وأما حالة المنهي، فأمره الله أن لا يصغى إلى هذا الناهي ولا ينقاد لنهيه فقال: {كَلَّا لَا تُطِعْهُ} [أي:] فإنه لا يأمر إلا بما فيه خسارة الدارين، {وَاسْجُدْ} لربك {وَاقْتَرَبَ} منه في السجود وغيره من أنواع الطاعات والقربات، فإنها كلها تدني من رضاه وتقرب منه.
وهذا عام لكل ناه عن الخير ومنهي عنه، وإن كانت نازلة في شأن أبي جهل حين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة، وعبث به وآذاه. تمت ولله الحمد.
تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن للشيخ السعدي
و الله أعلم
و الحمد لله رب العالمين
و صلى اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بو عبدالرحمن"]ــــــــ[24 Mar 2009, 11:27 ص]ـ
تفسير سورة الفيل
وهي مكية
{1 - 5} {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ}
أي: أما رأيت من قدرة الله وعظيم شأنه، ورحمته بعباده، وأدلة توحيده، وصدق رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ما فعله الله بأصحاب الفيل، الذين كادوا بيته الحرام وأرادوا إخرابه، فتجهزوا لأجل ذلك، واستصحبوا معهم الفيلة لهدمه، وجاءوا بجمع لا قبل للعرب به، من الحبشة واليمن، فلما انتهوا إلى قرب مكة، ولم يكن بالعرب مدافعة، وخرج أهل مكة من مكة خوفًا على أنفسهم منهم، أرسل الله عليهم طيرًا أبابيل أي: متفرقة، تحمل حجارة محماة من سجيل، فرمتهم بها، وتتبعت قاصيهم ودانيهم، فخمدوا وهمدوا، وصاروا كعصف مأكول، وكفى الله شرهم، ورد كيدهم في نحورهم، [وقصتهم معروفة مشهورة] وكانت تلك السنة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصارت من جملة إرهاصات دعوته، ومقدمات رسالته، فلله الحمد والشكر.
--------------------------------------------------------------------------------
تفسير سورة لإيلاف
قريش وهي مكية
{1 - 4} {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ}
قال كثير من المفسرين: إن الجار والمجرور متعلق بالسورة التي قبلها أي: فعلنا ما فعلنا بأصحاب الفيل لأجل قريش وأمنهم، واستقامة مصالحهم، وانتظام رحلتهم في الشتاء لليمن، والصيف للشام، لأجل التجارة والمكاسب.
فأهلك الله من أرادهم بسوء، وعظم أمر الحرم وأهله في قلوب العرب، حتى احترموهم، ولم يعترضوا لهم في أي: سفر أرادوا، ولهذا أمرهم الله بالشكر، فقال: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ} أي: ليوحدوه ويخلصوا له العبادة، {الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} فرغد الرزق والأمن من المخاوف، من أكبر النعم الدنيوية، الموجبة لشكر الله تعالى.
فلك اللهم الحمد والشكر على نعمك الظاهرة والباطنة، وخص الله بالربوبية البيت لفضله وشرفه، وإلا فهو رب كل شيء ..
تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن للشيخ السعدي
و الله أعلم
و الحمد لله رب العالمين
و صلى اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
ـ[بو عبدالرحمن"]ــــــــ[26 Mar 2009, 12:20 ص]ـ
تفسير سورة إذا زلزلت
وهي مدنية
{1 - 8} {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا * يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}
يخبر تعالى عما يكون يوم القيامة، وأن الأرض تتزلزل وترجف وترتج، حتى يسقط ما عليها من بناء وعلم.
فتندك جبالها، وتسوى تلالها، وتكون قاعًا صفصفًا لا عوج فيه ولا أمت.
{وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا} أي: ما في بطنها، من الأموات والكنوز.
{وَقَالَ الْإِنْسَانُ} إذا رأى ما عراها من الأمر العظيم مستعظمًا لذلك: {مَا لَهَا}؟ أي: أي شيء عرض لها؟.
{يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ} الأرض {أَخْبَارَهَا} أي: تشهد على العاملين بما عملوا على ظهرها من خير وشر، فإن الأرض من جملة الشهود الذين يشهدون على العباد بأعمالهم، ذلك {بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا} [أي] وأمرها أن تخبر بما عمل عليها، فلا تعصى لأمره.
{يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ} من موقف القيامة، حين يقضي الله بينهم {أَشْتَاتًا} أي: فرقًا متفاوتين. {لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ} أي: ليريهم الله ما عملوا من الحسنات والسيئات، ويريهم جزاءه موفرًا.
{فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} وهذا شامل عام للخير والشر كله، لأنه إذا رأى مثقال الذرة، التي هي أحقر الأشياء، [وجوزي عليها] فما فوق ذلك من باب أولى وأحرى، كما قال تعالى: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا} {وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا}
وهذه الآية فيها غاية الترغيب في فعل الخير ولو قليلًا، والترهيب من فعل الشر ولو حقيرًا.
تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن للشيخ السعدي
و الله أعلم
و الحمد لله رب العالمين
و صلى اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بو عبدالرحمن"]ــــــــ[27 Mar 2009, 01:54 ص]ـ
تفسير سورة القارعة
[وهي] مكية
{1 - 11} {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ * يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ * وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ * فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ}
{الْقَارِعَةُ} من أسماء يوم القيامة، سميت بذلك، لأنها تقرع الناس وتزعجهم بأهوالها، ولهذا عظم أمرها وفخمه بقوله: {الْقَارِعَةُ مَا الْقَارِعَةُ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ} من شدة الفزع والهول، {كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوث} أي: كالجراد المنتشر، الذي يموج بعضه في بعض، والفراش: هي الحيوانات التي تكون في الليل، يموج بعضها ببعض لا تدري أين توجه، فإذا أوقد لها نار تهافتت إليها لضعف إدراكها، فهذه حال الناس أهل العقول، وأما الجبال الصم الصلاب، فتكون {كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ} أي: كالصوف المنفوش، الذي بقي ضعيفًا جدًا، تطير به أدنى ريح، قال تعالى: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ} ثم بعد ذلك، تكون هباء منثورًا، فتضمحل ولا يبقى منها شيء يشاهد، فحينئذ تنصب الموازين، وينقسم الناس قسمين: سعداء وأشقياء، {فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ} أي: رجحت حسناته على سيئاته {فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} في جنات النعيم.
{وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ} بأن لم تكن له حسنات تقاوم سيئاته.
{فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ} أي: مأواه ومسكنه النار، التي من أسمائها الهاوية، تكون له بمنزلة الأم الملازمة كما قال تعالى: {إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا}.
وقيل: إن معنى ذلك، فأم دماغه هاوية في النار، أي: يلقى في النار على رأسه.
{وَمَا أَدْرَاكَ مَاهِيَهْ} وهذا تعظيم لأمرها، ثم فسرها بقوله هي: {نَارٌ حَامِيَةٌ} أي: شديدة الحرارة، قد زادت حرارتها على حرارة نار الدنيا سبعين ضعفًا. نستجير بالله منها.
تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن للشيخ السعدي
و الله أعلم
و الحمد لله رب العالمين
و صلى اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
ـ[بو عبدالرحمن"]ــــــــ[29 Mar 2009, 02:23 ص]ـ
تفسير سورة النصر
وهي مدنية
{1 - 3} {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}
في هذه السورة الكريمة، بشارة وأمر لرسوله عند حصولها، وإشارة وتنبيه على ما يترتب على ذلك.
فالبشارة هي البشارة بنصر الله لرسوله، وفتحه مكة، ودخول الناس في دين الله أفواجًا، بحيث يكون كثير منهم من أهله وأنصاره، بعد أن كانوا من أعدائه، وقد وقع هذا المبشر به، وأما الأمر بعد حصول النصر والفتح، فأمر رسوله أن يشكر ربه على ذلك، ويسبح بحمده ويستغفره، وأما الإشارة، فإن في ذلك إشارتين: إشارة لأن يستمر النصر لهذا الدين، ويزداد عند حصول التسبيح بحمد الله واستغفاره من رسوله، فإن هذا من الشكر، والله يقول: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} وقد وجد ذلك في زمن الخلفاء الراشدين وبعدهم في هذه الأمة لم يزل نصر الله مستمرًا، حتى وصل الإسلام إلى ما لم يصل إليه دين من الأديان، ودخل فيه، ما لم يدخل في غيره، حتى حدث من الأمة من مخالفة أمر الله ما حدث، فابتلاهم الله بتفرق الكلمة، وتشتت الأمر، فحصل ما حصل.
[ومع هذا] فلهذه الأمة، وهذا الدين، من رحمة الله ولطفه، ما لا يخطر بالبال، أو يدور في الخيال.
وأما الإشارة الثانية، فهي الإشارة إلى أن أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قرب ودنا، ووجه ذلك أن عمره عمر فاضل أقسم الله به.
وقد عهد أن الأمور الفاضلة تختم بالاستغفار، كالصلاة والحج، وغير ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأمر الله لرسوله بالحمد والاستغفار في هذه الحال، إشارة إلى أن أجله قد انتهى، فليستعد ويتهيأ للقاء ربه، ويختم عمره بأفضل ما يجده صلوات الله وسلامه عليه.
فكان صلى الله عليه وسلم يتأول القرآن، ويقول ذلك في صلاته، يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: " سبحانك اللهم وبحمدك، اللهم اغفر لي ".
تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن للشيخ السعدي
و الله أعلم
و الحمد لله رب العالمين
و صلى اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
ـ[بو عبدالرحمن"]ــــــــ[02 Apr 2009, 12:38 ص]ـ
تفسير سورة التكوير الجزء الاول
[وهي] مكية
{1 - 14} {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ * وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ * وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ * وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ * وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ * وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ * وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ * وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ * وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ * وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ}
أي: إذا حصلت هذه الأمور الهائلة، تميز الخلق، وعلم كل أحد ما قدمه لآخرته، وما أحضره فيها من خير وشر، وذلك إذا كان يوم القيامة تكور الشمس أي: تجمع وتلف، ويخسف القمر، ويلقيان في النار.
{وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ} أي: تغيرت، وتساقطت من أفلاكها.
{وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ} أي:: صارت كثيبا مهيلا، ثم صارت كالعهن المنفوش، ثم تغيرت وصارت هباء منبثا، وسيرت عن أماكنها، {وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ} أي: عطل الناس حينئذ نفائس أموالهم التي كانوا يهتمون لها ويراعونها في جميع الأوقات، فجاءهم ما يذهلهم عنها، فنبه بالعشار، وهي النوق التي تتبعها أولادها، وهي أنفس أموال العرب إذ ذاك عندهم، على ما هو في معناها من كل نفيس.
{وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ} أي: جمعت ليوم القيامة، ليقتص الله من بعضها لبعض، ويرى العباد كمال عدله، حتى إنه ليقتص من القرناء للجماء ثم يقول لها: كوني ترابا.
{وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} أي: أوقدت فصارت -على عظمها- نارا تتوقد.
{وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} أي: قرن كل صاحب عمل مع نظيره، فجمع الأبرار مع الأبرار، والفجار مع الفجار، وزوج المؤمنون بالحور العين، والكافرون بالشياطين، وهذا كقوله تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا} {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا} {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ}.
{وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ} وهو الذي كانت الجاهلية الجهلاء تفعله من دفن البنات وهن أحياء من غير سبب، إلا خشية الفقر، فتسأل: {بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ} ومن المعلوم أنها ليس لها ذنب، ففي هذا توبيخ وتقريع لقاتليها. {وَإِذَا الصُّحُفُ} المشتملة على ما عمله العاملون من خير وشر {نُشِرَتْ} وفرقت على أهلها، فآخذ كتابه بيمينه، وآخذ كتابه بشماله، أو من وراء ظهره.
{وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ} أي: أزيلت، كما قال تعالى: {يَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ} {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} {وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ} أي: أوقد عليها فاستعرت، والتهبت التهابا لم يكن لها قبل ذلك، {وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ} أي: قربت للمتقين، {عَلِمَتْ نَفْسٌ} أي: كل نفس، لإتيانها في سياق الشرط.
{مَا أَحْضَرَتْ} أي: ما حضر لديها من الأعمال [التي قدمتها] كما قال تعالى: {وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا} وهذه الأوصاف التي وصف الله بها يوم القيامة، من الأوصاف التي تنزعج لها القلوب، وتشتد من أجلها الكروب، وترتعد الفرائص وتعم المخاوف، وتحث أولي الألباب للاستعداد لذلك اليوم، وتزجرهم عن كل ما يوجب اللوم، ولهذا قال بعض السلف: من أراد أن ينظر ليوم القيامة كأنه رأي عين، فليتدبر سورة {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}
(يُتْبَعُ)
(/)
تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن للشيخ السعدي
و الله أعلم
و الحمد لله رب العالمين
و صلى اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
ـ[بو عبدالرحمن"]ــــــــ[07 Apr 2009, 12:44 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " (سورة الزمر/53)
قبل التطرق لتفسيرها نذكر أولا سبب نزولها ...
أولا:سبب النزول
ذكر الفقهاء عدة أسباب لنزول هذه الاية منها:
*-عن ابن عباس «أن ناساً من أهل الشرك كانوا قد قَتلوا وأَكثروا، وزنَوا وأكثروا، فأتوا محمداً صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن لو تخبرُنا أَن لما عملنا كفارة فأنزل الله عز وجل هذه الآية: " قل يا عبادي الذين أسرفوا على انفسهم"صحيح البخاري.
ثانيا: تفسير الآيه
يخبر تعالى عباده المسرفين بسعة كرمه، ويحثهم على الإنابة قبل أن لا يمكنهم ذلك فقال: {قُلْ} يا أيها الرسول ومن قام مقامه من الدعاة لدين اللّه، مخبرا للعباد عن ربهم: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} باتباع ما تدعوهم إليه أنفسهم من الذنوب، والسعي في مساخط علام الغيوب.
{لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} أي: لا تيأسوا منها، فتلقوا بأيديكم إلى التهلكة، وتقولوا قد كثرت ذنوبنا وتراكمت عيوبنا، فليس لها طريق يزيلها ولا سبيل يصرفها، فتبقون بسبب ذلك مصرين على العصيان، متزودين ما يغضب عليكم الرحمن، ولكن اعرفوا ربكم بأسمائه الدالة على كرمه وجوده، واعلموا أنه يغفر الذنوب جميعا من الشرك، والقتل، والزنا، والربا، والظلم، وغير ذلك من الذنوب الكبار والصغار. {إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} أي: وصفه المغفرة والرحمة، وصفان لازمان ذاتيان، لا تنفك ذاته عنهما، ولم تزل آثارهما سارية في الوجود، مالئة للموجود،.تسح يداه من الخيرات آناء الليل والنهار، ويوالي النعم على العباد والفواضل في السر والجهار، والعطاء أحب إليه من المنع، والرحمة سبقت الغضب وغلبته،.ولكن لمغفرته ورحمته ونيلهما أسباب إن لم يأت بها العبد، فقد أغلق على نفسه باب الرحمة والمغفرة، أعظمها وأجلها، بل لا سبب لها غيره، الإنابة إلى اللّه تعالى بالتوبة النصوح، والدعاء والتضرع والتأله والتعبد،. فهلم إلى هذا السبب الأجل، والطريق الأعظم
تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن للشيخ السعدي
ـ[بو عبدالرحمن"]ــــــــ[09 Apr 2009, 10:31 ص]ـ
اخي الكريم
يقول النبي صلى الله عليه وسلم ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)) فتعلم كتاب الله من اجل الاعمال
و تعلم التفسير من اهم العلوم في عصرنا الحاضر
فالتفسير يساعد على فهم الآيات و يساعد على التدبر و على الحفظ
و هذا موضوع في تفسير اية عظيمة في اخر سورة الفتح تتكلم عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
{29} {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}
يخبر تعالى عن رسوله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المهاجرين والأنصار، أنهم بأكمل الصفات، وأجل الأحوال، وأنهم {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ} أي: جادون ومجتهدون في عداوتهم، وساعون في ذلك بغاية جهدهم، فلم يروا منهم إلا الغلظة والشدة، فلذلك ذل أعداؤهم لهم، وانكسروا، وقهرهم المسلمون، {رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} أي: متحابون متراحمون متعاطفون، كالجسد الواحد، يحب أحدهم لأخيه ما يحب لنفسه، هذه معاملتهم مع الخلق، وأما معاملتهم مع الخالق فإنك {تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا} أي: وصفهم كثرة الصلاة، التي أجل أركانها الركوع والسجود.
(يُتْبَعُ)
(/)
{يَبْتَغُونَ} بتلك العبادة {فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا} أي: هذا مقصودهم بلوغ رضا ربهم، والوصول إلى ثوابه.
{سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} أي: قد أثرت العبادة -من كثرتها وحسنها- في وجوههم، حتى استنارت، لما استنارت بالصلاة بواطنهم، استنارت [بالجلال] ظواهرهم.
{ذَلِكَ} المذكور {مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ} أي: هذا وصفهم الذي وصفهم الله به، مذكور بالتوراة هكذا.
وأما مثلهم في الإنجيل، فإنهم موصوفون بوصف آخر، وأنهم في كمالهم وتعاونهم {كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ} أي: أخرج فراخه، فوازرته فراخه في الشباب والاستواء.
{فَاسْتَغْلَظَ} ذلك الزرع أي: قوي وغلظ {فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ} جمع ساق، {يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ} من كماله واستوائه، وحسنه واعتداله، كذلك الصحابة رضي الله عنهم، هم كالزرع في نفعهم للخلق واحتياج الناس إليهم، فقوة إيمانهم وأعمالهم بمنزلة قوة عروق الزرع وسوقه، وكون الصغير والمتأخر إسلامه، قد لحق الكبير السابق ووازره وعاونه على ما هو عليه، من إقامة دين الله والدعوة إليه، كالزرع الذي أخرج شطأه، فآزره فاستغلظ، ولهذا قال: {لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} حين يرون اجتماعهم وشدتهم على دينهم، وحين يتصادمون هم وهم في معارك النزال، ومعامع القتال.
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} فالصحابة رضي الله عنهم، الذين جمعوا بين الإيمان والعمل الصالح، قد جمع الله لهم بين المغفرة، التي من لوازمها وقاية شرور الدنيا والآخرة، والأجر العظيم في الدنيا والآخرة.
تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن للشيخ السعدي
و الله أعلم
و الحمد لله رب العالمين
و صلى اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين(/)
(ورابطوا) معنى في المرابطة
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[04 Mar 2009, 10:29 م]ـ
((يا أيها الذين ءامنوا اصبرو وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون))
قوله سبحانه (ورابطوا) لفت نظري معنىً عام في المرابطة وهو المرابطة على الثغور
التي يدخل منها الشيطان فينفذ إللى القلب فيفسده على صاحبه وقد أشار إلى هذا أحد
المفسرين عندما ذكر أقوالا في معنى المرابطة وذكر منها: ورابطوا أي ورابطوا
عدوي وعدوكم ونسبه إلى أبي بن كعب رضي الله عنه0
ـ[خالد البكري]ــــــــ[04 Mar 2009, 11:20 م]ـ
جزاك الله خير ابو هاجر على هذا التوضيح .. ومشكور ويعطيك العافية
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[05 Mar 2009, 10:12 ص]ـ
وإياكم أخي خالد(/)
آية في البقرة أعييت سيد قطب فترة حتى سأل هل من يفتح عليه بها
ـ[شاكر]ــــــــ[05 Mar 2009, 12:30 ص]ـ
والآية الكريمة هي قوله تعالى
(حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ)
وقد جاءت ضمن السياق القرآني وذلك ما بين قوله تعالى (ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن) إلى قوله تعالى (والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا)
وسبب توقف سيد قطب فيها هو عن السر في الحديث عن الصلاة ضمن الحديث عن أحكام الأسرة كالطلاق والعدة والمتوفي زوجها؟
فقد جاء في حاشية الظلال ص 238 م1 ط17 دار الشروق قول سيد قطب رحمه الله:
" كنت قد عييت فترة عن إدراك سر هذا السياق القرآني العجيب، وقلت في الطبعة الأولى لهذا الجزء وفي الطبعة المكملة للأولى: أشهد أنني وقفت أمام هذه النقلة طويلا لا يفتح علي في سرها، ولا أريد أن أتمحل لها، ولا أقنع كل القناعة بما جاء في بعض التفاسير عنها. من أن إدخال الحديث عن الصلاة في جو الحديث عن الأسرة، إشارة إلى الاهتمام بها، والتذكير بها حتى لا تنسى .. الخ ص68 و ص69 من تلك الطبعة.
وقلت: " ولكنني ـ كما قلت مخلصاـ لا استريح الراحة الكافية لما اهتديت إليه. فإذا هديت إلى شيء آخر فسأبينه في الطبعة التالية. وإذا هدى الله أحدا من القراء فليتفضل فيبلغني مشكورا بما هداه الله"فالآن أطمءن إلى هذا الفتح وأجد فيه الطريق .. والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله "انتهى كلامه من الحاشية
أما الذي فُتح عليه حول هذه الآية في الطبعات الأخيرة فهو قوله في نفس الصفحة أعلاه:
"إنها العبادة. . عبادة الله في الزواج. وعبادته في المباشرة والإنسال. وعبادته في الطلاق والانفصال. وعبادته في العدة والرجعة. وعبادته في النفقة والمتعة. وعبادته في الإمساك بمعروف أو التسريح بإحسان. وعبادته في الافتداء والتعويض. وعبادته في الرضاع والفصال. . عبادة الله في كل حركة وفي كل خطرة. . والأمر كله من الله. وهو منهج الله للحياة. .
والظاهرة الملحوظة في هذه الأحكام أنها في الوقت الذي تمثل العبادة , وتنشىء جو العبادة وتلقي ظلال العبادة. . لا تغفل ملابسة واحدة من ملابسات الحياة الواقعية , وملابسات فطرة الإنسان وتكوينه , وملابسات ضروراته الواقعة في حياته هذه على الأرض."
قلت (شاكر)
فهل من يزيد على هذا الفتح على سيد قطب رحمه الله؟
ـ[أبو المهند]ــــــــ[05 Mar 2009, 01:28 ص]ـ
ما فتح الله به على شهيد الإسلام الأستاذ سيد قطب خير وبركة أكرمه الله تعالى به
ومما يزيد الأمر وضوحا فيما وفق الله إلي فهمه الأستاذ سيد قطب أن أمر المؤمن في خضم السعادة والحزن والاتفاق والافتراق لا يخرج عن طاعة الله، ورأس الطاعة الصلاة، والله تعالى طلب منا الاستعانة على مصاعب الحياة بأمرين أحدهما الصلاة قال تعالى: {وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ} {البقرة45}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} البقرة153
فالله تعالى أمرنا أن نستعين على مشاق الدنيا ومصاعبها ومنها الطلاق ووفاة الزوج وأمور الأسرة برمتها بالصلاة.
الصلاة التي هي معراج المؤمن إلى الله تعالى، وقرباه من خالقه فأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد { .... وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} العلق19 (واسجد) صل لله (واقترب) منه بطاعته.
وقرة العين في الصلاة.
ـ وأخذ التراويح عن النفس بالصلاة " أرحنا بها يا بلال ".
ـ وصنو الإيمان بالغيب الصلاة: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} البقرة3
ـ وتقديم الخير للنفس كائن في الصلاة {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} البقرة110
ـ
ومن أفضل أنواع البر والصدق مع الله: الصلاة {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} البقرة177
ـ من يقيم الصلاة لا خوف عليه ولا وجل {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} البقرة277
ـ المصلي الحقيقي أداة الاصلاح في المجتمع قال تعالى: {وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ} الأعراف170
باختصار الخير والقربي وطلب العون من الله في السراء والضراء أصل ذلك كله في الصلاة وعدمها يساوي ضنك العيش قال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} {طه124}
والله أعلم
والشكر موصول للأخ شاكر حياه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسام خوجة]ــــــــ[05 Mar 2009, 01:45 ص]ـ
رحمكم الله وإياه ..
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[05 Mar 2009, 01:29 م]ـ
فائدة جليلة
تبين صدق العلماء الأثبات فيما يكتبون
وتوقفهم عند المسألة؛ حتى يتبين لهم الحق فيما هم فيه ..
ومن ثمة أمر آخر:
إنهم لايتهيبون مما هم فيه، ولا يخجلون في بحثهم عن الحقيقة
حتى تثبت لهم!!
رحمة الله على العالم المفكر الشهيد سيد قطب
وشكرا لك أخي الحبيب شاكر
وشكر الله لك سعيك
والشكر موصول لأخي الحبيب العالم الدكتور عبد الفتاح محمد خضر
على هذه الإضافة العلمية الجليلة
وبارك الله في الجميع
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[05 Mar 2009, 01:57 م]ـ
وأضيف إلى ما قاله الدكتور خضر حفظه الله تعالى وبارك فيه فأقول:
إن الصلاة كما هي رأس الطاعات فهي صمام الأمان للنفس البشرية من الاضطراب أمام
مشاكل الحياة والتي من أشدها وقع على النفس المشاكل الأسرية فناسب أن يأتي الأمر بالمحافظة على الصلاة في وسط هذا الأحكام المتعلقة بالطلاق والوفاة وهي من أصعب الأمور واللحظات التي تواجه الأسرة المسلمة في طريقها إلى الله تعالى.
واقرأ قول الله تعالى:
(إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)) سورة المعارج.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[05 Mar 2009, 02:35 م]ـ
وأضيف إلى ما قاله الدكتور خضر حفظه الله تعالى وبارك فيه فأقول:
إن الصلاة كما هي رأس الطاعات فهي صمام الأمان للنفس البشرية من الاضطراب أمام
مشاكل الحياة والتي من أشدها وقع على النفس المشاكل الأسرية فناسب أن يأتي الأمر بالمحافظة على الصلاة في وسط هذا الأحكام المتعلقة بالطلاق والوفاة وهي من أصعب الأمور واللحظات التي تواجه الأسرة المسلمة في طريقها إلى الله تعالى.
واقرأ قول الله تعالى:
(إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)) سورة المعارج.
إضافة لها مكانها ومكانتها بارك الله فيك .. سبحان الله
ولو تجمعت الفكرة لدى الشهيد سيد قطب رحمه الله لكان قالها رحمه الله .. فقد استطرد نوعا في ظلاله على سورة (المزمل) حول الصلاة ودورها كصلة ضرورية للداعية في مقتبل إقباله على المشاق الدعوية، كذلك تكلم عن دورة الصلاة كصلة في غير ذلك الموضع.
فزحمه الله ورحمكم وجزاه جزاكم الجنة
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[05 Mar 2009, 02:44 م]ـ
لقد رأيت تكرار إضافة لفظة الشهيد إلى سيد قطب رحمه الله دون إضافة -إن شاء الله أو أحسبه كذبك ونحوها من الألفاظ الدالة على عدم القطع، فإن ذلك مما لا يجوز إثباته لأحد إلا لمن أثبته له الله تعالى أو رسوله صلى الله عليه وسلم (كعبد الله بن حرام أو حمزة رضي الله عنهما) أما غير من نص الدليل على شهادته، فنقول إن شاء الله، ولا نجزم، وفي ذلك أدلة كثيرة منها ذاك الذي قتل في الجهاد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل الصحابة يتكلمون عن شهادته وشجاعته وتنكيله للعدو، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: إنه في النار والحديث في الصحيحين، والأدلة كثيرة، فنقول عن سيد قطب الشهيد نرجو، إن شاء الله رحمه الله، ولا نجزم!
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[05 Mar 2009, 02:52 م]ـ
لقد رأيت تكرار إضافة لفظة الشهيد إلى سيد قطب رحمه الله دون إضافة -إن شاء الله أو أحسبه كذبك ونحوها من الألفاظ الدالة على عدم القطع، فإن ذلك مما لا يجوز إثباته لأحد إلا لمن أثبته له الله تعالى أو رسوله صلى الله عليه وسلم (كعبد الله بن حرام أو حمزة رضي الله عنهما) أما غير من نص الدليل على شهادته، فنقول إن شاء الله، ولا نجزم، وفي ذلك أدلة كثيرة منها ذاك الذي قتل في الجهاد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل الصحابة يتكلمون عن شهادته وشجاعته وتنكيله للعدو، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: إنه في النار والحديث في الصحيحين، والأدلة كثيرة، فنقول عن سيد قطب الشهيد نرجو، إن شاء الله رحمه الله، ولا نجزم!
جزاكم الله تعالى خيرا وأجرت بالتنبيه والدعوة إن شاء الله
هل تعلم التناول الفقهي الذي تناوله أهل العلم في المسالة؟
ـ[بكار]ــــــــ[05 Mar 2009, 03:26 م]ـ
رحم الله الرجل، قد اهتدى الى ما فتح الله تعالى عليه
هكذا حال من يعيش مع القرآن
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[05 Mar 2009, 04:02 م]ـ
اهتمام الإسلام بالأسرة كبير ولافت؛ أحكام الخطبة، أحكام الزواج، أحكام الطلاق، أحكام المولود، أحكام الرضاع، أحكام الحضانة، أحكام الطلاق، أحكام الميراث ..... الخ. وهذا مفهوم لأن الأسرة اللبنة الأساسية وبصلاحها يرجى صلاح المجتمع.
في المقابل نجد أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولها الدور الأكبر في صلاح المجتمع واستقراره وبراءته من الأمراض الاجتماعية.
وصلاة العصر يأتي وقتها وقد فرغ الناس من أعمالهم وأشغالهم، واجتمعوا للصلاة في المسجد، وبعد الفراغ من الصلاة يسهل اجتماعهم للقيام بنشاطات اجتماعية يساعدهم في ذلك فراغهم من الأشغال وطول الوقت بين صلاة العصر وصلاة المغرب. وقد يُقرِّب هذا معنى الاهتمام بالصلاة الوسطى والتي هي العصر في الراجح لوجود النص. ومن ينظر في واقع المسلمين يجد أن اجتماعهم وتعاضدهم للقيام بحقوق المجتمع وحل مشاكلهم والتفريج عن همومهم ... كل ذلك يتم بعد صلاة العصر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[05 Mar 2009, 04:39 م]ـ
لقد رأيت تكرار إضافة لفظة الشهيد إلى سيد قطب رحمه الله دون إضافة -إن شاء الله أو أحسبه كذلك ونحوها من الألفاظ الدالة على عدم القطع، فإن ذلك مما لا يجوز إثباته لأحد إلا لمن أثبته له الله تعالى أو رسوله صلى الله عليه وسلم (كعبد الله بن حرام أو حمزة رضي الله عنهما) أما غير من نص الدليل على شهادته، فنقول إن شاء الله، ولا نجزم، وفي ذلك أدلة كثيرة منها ذاك الذي قتل في الجهاد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل الصحابة يتكلمون عن شهادته وشجاعته وتنكيله للعدو، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: إنه في النار والحديث في الصحيحين، والأدلة كثيرة، فنقول عن سيد قطب الشهيد نرجو، إن شاء الله رحمه الله، ولا نجزم!
روى البخاري من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ"
وروى مسلم رحمه الله تعالى من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:
"مَا تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فِيكُمْ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ قَالَ إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ قَالُوا فَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ مَاتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ مَاتَ فِي الطَّاعُونِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ مَاتَ فِي الْبَطْنِ فَهُوَ شَهِيدٌ"
ففي هذه الآحاديث أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من قتل أو مات على إحدى هذه الصفات فهو شهيد.
ونحن نقول بما قال به الرسول صلى الله عليه وسلم، فسيد رحمه الله تعالى مات دون دينه مجاهداً بالكلمة في سبيل الله فهو شهيد وأمر البواطن إلى الله تعالى في الجميع.
ولم يأت نص يمنع من الاطلاق حسب علمي.
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[05 Mar 2009, 05:03 م]ـ
روى البخاري من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ"
وروى مسلم رحمه الله تعالى من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:
"مَا تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فِيكُمْ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ قَالَ إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ قَالُوا فَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ مَاتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ مَاتَ فِي الطَّاعُونِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ مَاتَ فِي الْبَطْنِ فَهُوَ شَهِيدٌ"
ففي هذه الآحاديث أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من قتل أو مات على إحدى هذه الصفات فهو شهيد.
ونحن نقول بما قال به الرسول صلى الله عليه وسلم، فسيد رحمه الله تعالى مات دون دينه مجاهداً بالكلمة في سبيل الله فهو شهيد وأمر البواطن إلى الله تعالى في الجميع.
ولم يأت نص يمنع من الاطلاق حسب علمي.
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
أخي الكريم: لقد جاءت نصوصٌ عديدةٌ بالمنع منها ما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام يوم قال (الله أعلم بمن يجاهد في سبيله، والله أعلم بمن يكلم في سبيله).
ومنها ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم في حديث الغلام الذي كان يخدمُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل له رحلهُ فأتاهُ سهم أرداهُ طريحاً فاستبشر له الصحابة وقالوا هنيئاً له الجنة , فقال صلى الله عليه وسلم (كلا والذي نفسي بيده إن الشملة التي أخذها يوم خيبر من الغنائم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا).
ومنها حديث قاتل نفسه الذي طاعن المشركين وأبلغ في إثخانهم وإصابتهم حتى قطع الصحابةُ لهُ بالجنة فقطع له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنار , وتابعهث الصحابةُ حتى عمد إلى نفسه فقتلها , فقال صلى الله عليه وسلم بعد ذلك (إن الرجل منكم ليعمل حتى ما يكون بينه وبين الجنة إلا ذراع فيسبق عليه كتابه فيعمل بعمل أهل النار ويعمل حتى ما يكون بينه وبين النار إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة)
وهذا الذي سقتهُ من الحديث إنما هو إثبات الشهادة لأصحاب أوصافٍ , وليس لأعيانٍ بذواتهم , وهذا خارجٌ عن محل الخلاف القائم بين الإخوة.
والسنةُ ثابتةٌ بالمنع من الجزم القاطع بالشهادة لأنَّ ذلك يلزمُ منهُ القطعُ له بالجنة , وهذا مما لا يثبتُ إلا بالوحي , والوحيُ انقطعَ , وعليه فلاسبيلَ مطلقاً للجزم بإثبات الشهادة أو نفيها عن أحد مهما كان.
ومن المهم في هذا الموضوع اليقينُ بأنَّ الخطأ في الإثبات لا يقل عن الخطإ في النفي , فكلا الأمرين لا بد فيه من الاستناد على يقينِ , واليقينُ لا يكون إلا بالوحي.
كما ينبغي استصحابُ إقرار رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمةَ على أن من استفاض واشتهر عنه الصلاحُ والتقوى والبلاءُ الحسنُ في الدين وأثنى عليه أكثر الناس بذلك فهو إن شاء الله من أهل الجنة., فمن اشتهر عنهُ الخيرُ والاستقامةُ والبلاء الحسنُ في الدين , وشهد له عدول الأمة بذلك فهذا مما يؤكدُ قوة رجاء الجنة لهُ لقوله صلى الله عليه وسلم (أنتم) أو (المؤمنون -) شهداء الله في الأرض).
وقد ذكر بعضُ أهل العلم أن تعدد لفظي رواية الحديث بين الإشارة إلى الصحابة (أنتم) وبين استعمال لفظ (المؤمنون) يدل على اشتراط العدالة في الشاهدين والمثبتين استقامةَ وصلاحَ الميت الموجب للجنة إن شاء الله.
والحاصلُ أنهُ لم يتبق لنا إلا الشهادةُ لعموم المؤمنين بالجنة ولعموم الفجرة بالنار , والرجاء الحسن للصالحين بالجنة والإشفاق على الفساق من النار مع اعتقاد أنَّ الكل تحت المشيئة ورحمة الله التي سبقت غضبهُ ووسعت كل شيء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[05 Mar 2009, 06:40 م]ـ
أسال الله تعالى أن يبارك في المشاركين جميعا فكلكم أهل فضل وعلم ـ ولا نزكيكم على الله ـ وموضوع الشهادة خارج نطاق الموضوع، وإن كنا نثمنه كمادة للتناصح غاليا، وظننا أن الفاضل المعلق الأول ومن بعده يحتسب سيد قطب شهيدا عند الله تعالى.
لكن من يتحمل الافتراء على الله تعالى، فلا يعلم الغيب إلا الله، وعلى هذا أًًُُُُُُمِرْنا أن نحمل أقوال أهل العلم الشرعي على أحسن المحامل ـ إلا من اتهم وبان عواره ـ
وأحسن المحامل كائن في أن من حكم بالشهادة على مسلم فهو يضمر مشيئة الله.
هذا أمر يجب أن لا يفوتنا في مثل هذه المناقشات التي قد تؤدي ـ ليس بالضرورة ـ إلى إيغار الصدور وإثارة الغبار على من نتكلم في حقه.
في حين أنه ما أنفق أحدنا مثل مُد سيد قطب من التعذيب المفضي إلى الهلاك ولا نصيفه.
نسأل الله حسن الخاتمة ودمتم للتواصل في نكات العلم ولطائفه أهلا.
...
والشكر موصول على الترتيب لكل الأحبة: الأساتذة. شاكر وحسام ومحب القرآن، ورشيد وحكيم وبكار والبيراوي والشنقيطي وختامهم المسك الدكتور مروان الظفيري.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[05 Mar 2009, 07:17 م]ـ
الأخوة الكرام،
1. هذه القضية سبق أن نوقشت في هذا الملتقى.
2. لم أجد فيما استدل به الأخ الشنقيطي ما يدل على محل النزاع، وليس هناك ما يدل على انكار الرسول عليه السلام على الصحابة أي يقولوا ما قالوا.
3. نحن نحكم على الظاهر، وهناك فرق بين قولك هو شهيد على ضوء ما ظهر منه وبين قولك هو في الجنة.
4. " ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات": وطالما أنه لا يجوز أن نقول هو ميت، وطالما أنه لا سبيل للحكم عليه أنه صادق النية يقيناً، فماذا نقول إذن: هل نقول هو قتيل؟! والأمر يشبه ما يقضي به القاضي عندما يقول الحق مع فلان أو لفلان.
5. عندما نقول: مات فلان على الإسلام، أو: كان عمر بن عبد العزيز مسلماً نكون بذلك افتأتنا على الله!!
6. المعلوم أن سيد رحمه الله قتل قتلاً ولم يمت موتاً كما ورد في عبارة بعض الأخوة.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[05 Mar 2009, 11:22 م]ـ
الأخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
محل النزاع هو في استعمال العبارة دون تقييد
وقد كفاني الأخ الفاضل أبو عمرو البيراوي مؤنة الرد.
وقد استعمل هذه العبارة بن عبد البر رحمه الله تعالى:
"أسعد بن يربوع الأنصاري الساعدي الخزرجي قتل يوم اليمامة شهيداً."
الإستيعاب في معرفة الأصحاب - (ج 1 / ص 27)
"إياس بن ودقة الأنصاري من بني سالم بن عوف بن خزرج شهد بدراً وقتل يوم اليمامة شهيداً."
الإستيعاب في معرفة الأصحاب - (ج 1 / ص 39)
"بشير بن عبد الله الأنصاري من بني الحارث بن الخزرج قتل يوم اليمامة شهيداً."
الإستيعاب في معرفة الأصحاب - (ج 1 / ص 52)
وممن استعمل هذه العبارة بن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى:
"ومات عن خير عمل من صوم وعبادة شهيداً بالطاعون في ربيع الثاني سنة 750."
الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة - (ج 1 / ص 90)
"تميم بن حارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي قال الزبير قتل يوم أجنادين شهيداً."
الإصابة في معرفة الصحابة - (ج 1 / ص 123)
وممن استعمل هذه العبارة بن الجزري:
"توفي شهيداً بعلة البطن في السابع والعشرين من ذي قعدة سنة ثمان عشرة وسبعمائة وشيعه الخلق، ولى بعده المشيخة ابن بضحان."
غاية النهاية في طبقات القراء - (ج 1 / ص 80)
فهولاء أئمة أعلام وغيرهم كثير استعملوا هذه العبارة دون تقييد.
أرجو أن يتسع صدر الأخ الفاضل محمود للرد وكلنا هنا نتعلم.
وفق الله الجميع لما فيه الخير.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[شاكر]ــــــــ[05 Mar 2009, 11:49 م]ـ
جزا الله الأساتذة والمشائخ الأفاضل على إثراءاتهم الثمينة
وأسأله تعالى أن يزيدهم من فضله.
جامع الأمر كله هو قوله تعالى
(قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين)
(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)
فما من عمل إلا ويدخل في مسمى العبادة إذا ما نوى به العبد "العبادة".
فالمعاملات مثلها مثل العبادات هي عند العبد المؤمن طاعات وقربى إلى الله عز وجل.
فهي طاعة وقربى إلى الله تعالى في العلاقات الزوجية وبناء الأسرة
(يُتْبَعُ)
(/)
وهي طاعة وقربى إلى الله تعالى في البيع والشراء والتجارة
وهي طاعة وقربى إلى الله تعالى أيضا في طلب العلم وتعلميه والعمل به.
أللهم ارحم صاحب الظلال وأسكنه الفردوس الأعلى
وأنزله اللهم منازل الشهداء
وألحقه اللهم ـ وهذا الجمع الكريم ـ في ركب النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
وصلي اللهم على سيد الأولين والآخرين نبينا محمد وسلم تسليما كثيرا
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[06 Mar 2009, 09:06 ص]ـ
الحمد لله وحده
لو تكرمتم بإعادة قراءة ما كتبه محمود الشنقيطي بتأمل.
ليست القضية الطعن في شخص، وإنما الكلام حول تصحيح الألفاظ والكلمات بتقييد الإطلاقات.
نعلم أن سيدا قتل مظلوما، فنرجو له بذلك -وغيره- الشهادة والرحمة والغفران.
ولكن هذا لايجعلنا نحكم عليه بالشهادة ونجزم بها ونتحاشى أن نعلقها بمشيئة الله تعالى.
وأما أن الحكم على شخص أنه شهيد لا يعني أنه في الجنة فغلط؛ بل الشهيد في الجنة بل في أعلى درجاتها.
وأما أننا نضمر المشيئة حال قولنا: شهيد، فقل ذلك كذلك حال قولك هو في الجنة مع إضمار المشيئة، وهذا كذلك ممنوع. وما يدرينا هل أضمر المشيئة، والمطلوب إظهارها، وما في القلوب لا يعلمه إلا الله تعالى، فلو أظهر ما في باطنه من المشيئة لكان أرجح وأسلم.
وأما ما ذكرتموه من التراجم، فيمكن المناقشة فيه أن هذا باب التراجم وهو غير باب الحكم، ثم معظمها في الصحابة، ثم هو لبيان كيفية موت صاحبه وأنه مات شهيدا يعني قتيلا في الجهاد أو مريضا بالطاعون ونحوه، فهو لبيان حال الموت، ويمكن القول أنه ليس في ذلك حجة أصلا ولا يلزمنا؛ لأنه مخالف لما تقدم وما أذكره الآن، والكلام بالأدلة لا بفعل أو قول العالم مجردا عن الأدلة.
وقد قال ابن تيمية رحمه الله: أهلُ السنة يجزمون بالنجاة لكل من اتقى الله، كما نطق به القرآن، وإنما يتوقفون في الشخصِ المعيَّن لعدمِ العلم بدخوله في المتّقين. [منهاج السنة النبوية (3/ 496)]
و قال البخاري في صحيحه:
(بَاب لا يَقُولُ فُلانٌ شَهِيدٌ) قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ
2683 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْتَقَى هُوَ وَالْمُشْرِكُونَ فَاقْتَتَلُوا فَلَمَّا مَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَسْكَرِهِ وَمَالَ الْآخَرُونَ إِلَى عَسْكَرِهِمْ وَفِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ لَا يَدَعُ لَهُمْ شَاذَّةً وَلَا فَاذَّةً إِلَّا اتَّبَعَهَا يَضْرِبُهَا بِسَيْفِهِ فَقَالَ مَا أَجْزَأَ مِنَّا الْيَوْمَ أَحَدٌ كَمَا أَجْزَأَ فُلَانٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَا إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ أَنَا صَاحِبُهُ قَالَ فَخَرَجَ مَعَهُ كُلَّمَا وَقَفَ وَقَفَ مَعَهُ وَإِذَا أَسْرَعَ أَسْرَعَ مَعَهُ قَالَ فَجُرِحَ الرَّجُلُ جُرْحًا شَدِيدًا فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ فَوَضَعَ نَصْلَ سَيْفِهِ بِالْأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَى سَيْفِهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَخَرَجَ الرَّجُلُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ وَمَا ذَاكَ قَالَ الرَّجُلُ الَّذِي ذَكَرْتَ آنِفًا أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَأَعْظَمَ النَّاسُ ذَلِكَ فَقُلْتُ أَنَا لَكُمْ بِهِ فَخَرَجْتُ فِي طَلَبِهِ ثُمَّ جُرِحَ جُرْحًا شَدِيدًا فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ فَوَضَعَ نَصْلَ سَيْفِهِ فِي الْأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَيْهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ:"إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ
(يُتْبَعُ)
(/)
عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ"
قال ابن حجر: (قوله باب لا يقال فلان شهيد)
أي على سبيل القطع بذلك الا أن كان بالوحي وكأنه أشار إلى حديث عمر أنه خطب فقال تقولون في مغازيكم فلان شهيد ومات فلان شهيدا ولعله قد يكون قد أوقر راحلته ألا لا تقولوا ذلكم ولكن قولوا كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من مات في سبيل الله أو قتل فهو شهيد وهو حديث حسن أخرجه أحمد وسعيد بن منصور وغيرهما ... قال: وعلى هذا فالمراد النهي عن تعيين وصف واحد بعينه بأنه شهيد بل يجوز أن يقال ذلك على طريق الإجمال اهـ. [وحديث عمر بن الخطاب في صحيح سنن النسائي وابن ماجه للألباني].
وفي صحيح مسلم - عن عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ قَالَ حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ
لَمَّا كَانَ يَوْمُ خَيْبَرَ أَقْبَلَ نَفَرٌ مِنْ صَحَابَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا فُلَانٌ شَهِيدٌ فُلَانٌ شَهِيدٌ حَتَّى مَرُّوا عَلَى رَجُلٍ فَقَالُوا فُلَانٌ شَهِيدٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلَّا إِنِّي رَأَيْتُهُ فِي النَّارِ فِي بُرْدَةٍ غَلَّهَا أَوْ عَبَاءَةٍ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ اذْهَبْ فَنَادِ فِي النَّاسِ أَنَّهُ لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلا الْمُؤْمِنُونَ قَالَ فَخَرَجْتُ فَنَادَيْتُ أَلا إِنَّهُ لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إلا الْمُؤْمِنُونَ.
قالالنووي في شرحه على مسلم: وقوله صلى الله عليه و سلم كلا زجر ورد لقولهم فى هذا الرجل انه شهيد محكوم له بالجنة أول وهلة بل هو فى النار بسبب غلوله.
-وفي صحيح البخاري عن أُم الْعَلَاءِ امْرَأَة مِنْ نِسَائِهِمْ من الأنصارقَدْ بَايَعَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ طَارَ لَهُ سَهْمُهُ فِي السُّكْنَى حِينَ أَقْرَعَتْ الْأَنْصَارُ سُكْنَى الْمُهَاجِرِينَ قَالَتْ أُمُّ الْعَلَاءِ فَسَكَنَ عِنْدَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ فَاشْتَكَى فَمَرَّضْنَاهُ حَتَّى إِذَا تُوُفِّيَ وَجَعَلْنَاهُ فِي ثِيَابِهِ دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ فَشَهَادَتِي عَلَيْكَ لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللَّهَ أَكْرَمَهُ فَقُلْتُ لا أَدْرِي بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَّا عُثْمَانُ فَقَدْ جَاءَهُ وَاللَّهِ الْيَقِينُ وَإِنِّي لَأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ وَاللَّهِ مَا أَدْرِي وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ مَا يُفْعَلُ بِهِ قَالَتْ فَوَاللَّهِ لَا أُزَكِّي أَحَدًا بَعْدَهُ أَبَدًا وَأَحْزَنَنِي ذَلِكَ قَالَتْ فَنِمْتُ فَأُرِيتُ لِعُثْمَانَ عَيْنًا تَجْرِي فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ ذَاكِ عَمَلُهُ
قال ابن كثير رحمه الله: في هذا وأمثاله دلالة على أنه لا يقطع لمعين بالجنة، إلا الذي نص الشارع على تعيينهم.
والأمر إن شاء الله اتضح، ويمكن الرجوع إلى معجم المناهي اللفظية للشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله (ص198 - 199، ومجموعة فتاوى ورسائل العثيمين (3/ 115 - 117) والله أعلم ومن له زيادة علم فلا يبخل علينا وجزاكم الله خيرا
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[06 Mar 2009, 11:58 ص]ـ
2. لم أجد فيما استدل به الأخ الشنقيطي ما يدل على محل النزاع، وليس هناك ما يدل على انكار الرسول عليه السلام على الصحابة أي يقولوا ما قالوا.
.
شكر الله لك أيها المُبَاركُ , واسمح لي بقول إنَّ عدمَ وجودكَ الدلالةَ فيما سُقتُهُ لا يلزمُ منهُ العدمُ , فكل ما في الأمر أنهُ لم يتضحْ لك فحسب.
وتفضل معي بتأمل هذه النصوص:
أولها ما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام يوم قال (الله أعلم بمن يجاهد في سبيله، والله أعلم بمن يكلم في سبيله).
(يُتْبَعُ)
(/)
إنَّ دلالة هذا الحديث على محل النزاع التي لم تجدها أيها المُباركُ وجدها البخاري رحمهُ الله تعالى يوم بوب في صحيحه بابا عنوانه (بابٌ لا يقولُ فلانٌ شهيد) ثم ساق هذا الحديث وأتبعهُ بحديث قاتل نفسه الذي طاعن المشركين وأبلغ في إثخانهم وإصابتهم حتى قطع الصحابةُ لهُ بالجنة فقطع له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنار , وتابعهُ الصحابةُ حتى عمد إلى نفسه فقتلها , فقال صلى الله عليه وسلم بعد ذلك (إن الرجل منكم ليعمل حتى ما يكون بينه وبين الجنة إلا ذراع فيسبق عليه كتابه فيعمل بعمل أهل النار ويعمل حتى ما يكون بينه وبين النار إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة)
فالدلالة فيهما على محل النزاع أوضحُ من أن تنكَر, وفيهما إشارةٌ واضحةٌ إلى أنَّ ظاهرَ الميتة الحسنةِ قد تنقضهُ دسيسيةٌ باطنةٌ لا يعلمها إلا الله , ولو كانت أوصافُ الشهادة الشرعية كلما ظهرت على شخصٍ جُزم لهُ بالشهادة واستلزمَ الجزمُ له بذلك القطعَ له بدخول الجنة , لما كانَ هناكَ معنى لشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم لبعض صحابته كعمر وعثمان وغيرهما بالشهادة.
وأما ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم في حديث الغلام الذي كان يخدمُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل له رحلهُ فأتاهُ سهم أرداهُ طريحاً فاستبشر له الصحابة وقالوا هنيئاً له الجنة , فقال صلى الله عليه وسلم (كلا والذي نفسي بيده إن الشملة التي أخذها يوم خيبر من الغنائم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا).
فتهنئة الصحابة للميت بالجنة إنما لاعتقادهم أنه استشهد في سبيل الله , وهذا لا يختلف عن قولنا الشهيد فلان , فالنتيجةُ واحدة في كلا الحالين.
ما ورد عن سلف هذه الأمة من إطلاق لفظ الشهيد على بعض الأشخاص كما نقله بعض الإخوة من كتاب الاستيعاب وكما يتكرر عند الذهبي في السير وكما جاء على ألسنة بعض الصحابة في وصف بعضهم بعضاً إنما يُحمَلُ على الظاهر من حال من يعنونهُ رجاءً لهُ أن يكون شهيداً ولا يتصورُ فيه القطعُ الجازمُ , وقد أشار إلى ذلك الحافظُ ابن حجر في تعليقه على تبويب البخاري فقال: أي على سبيل القطع.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[06 Mar 2009, 12:46 م]ـ
الأخوة الكرام،
لا أدري إن كان الخلاف شكلي أم حقيقي، وإليكم أولاً ما أراه من مجمل الأدلة: يصح أن أقول قتل فلان شهيداً، (وهذا على ما يبدو ليس بمحل للنزاع). ومثلها اشتشهد فلان. ولا أرى بأساً أن يقال فلان شهيد ما لم تأت قرائن تدل على قصد الجزم؛ كأن يقول فلان شهيد وهو والله في الجنة.
الأحاديث النبوية الصحيحة التي استشهد بها الأخوة لا تدل لهم بل هي عليهم؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نفى أن يكون فلان شهيد لأنه يعلم منه ما يجعله بعيداً عن نيل الشهادة. ولو كان ما سمعه الرسول من الصحابة من قول لا يصح النطق به لبينه لأن السكوت في معرض الحاجة إلى بيان بيان. وقد سكت الرسول عليه السلام عن القول ونفى الصفة عن الشخص.
القول إن الشهيد في الجنة لا يعني أن كل من كان شهيداً بعلمنا هو في الجنة. والصادق في الجنة ولكن ليس كل صادق في الجنة، والمصلي في الجنة وليس كل مصل في الجنة ..... وهكذا.
مثال توضيحي: صلى رجل معنا الظهر، ثم طُلب منا أن نشهد أمام القاضي في قضية، فقلنا لقد صلى فلان الظهر ونحن نشهد على ذلك. فقال القاضي هل تشهدون أنه نوى الصلاة أو أنه كان على وضوء، أو أن صلاته قد قُبلت؟ عندها نقول: لا نشهد.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[06 Mar 2009, 01:34 م]ـ
ما ورد عن سلف هذه الأمة من إطلاق لفظ الشهيد على بعض الأشخاص كما نقله بعض الإخوة من كتاب الاستيعاب وكما يتكرر عند الذهبي في السير وكما جاء على ألسنة بعض الصحابة في وصف بعضهم بعضاً إنما يُحمَلُ على الظاهر من حال من يعنونهُ رجاءً لهُ أن يكون شهيداً ولا يتصورُ فيه القطعُ الجازمُ , وقد أشار إلى ذلك الحافظُ ابن حجر في تعليقه على تبويب البخاري فقال: أي على سبيل القطع.
وهذا هو بعينه الذي نقوله أيها المبارك.
وجزا الله الجميع الجنة.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[06 Mar 2009, 04:32 م]ـ
(مثال توضيحي: صلى رجل معنا الظهر، ثم طُلب منا أن نشهد أمام القاضي في قضية، فقلنا لقد صلى فلان الظهر ونحن نشهد على ذلك. فقال القاضي هل تشهدون أنه نوى الصلاة أو أنه كان على وضوء، أو أن صلاته قد قُبلت؟ عندها نقول: لا نشهد).
فكذلك إذا خرج معنا فلان إلى المعركة وقاتل وقتل فقال القاضي هل تشهدون أن فلانا قاتل معكم؟
فنقول نشهد فإذا قال هل تشهدون أنه شهيد فعندها فنقول لانشهد 0
تأملوا ماكتبه الأخ محمود والأخ حكيم فإني أرى الحق لا يعدوه000
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[06 Mar 2009, 05:09 م]ـ
نعم هذا هو الإنسان، وتبقى الخلافات الاجتهادية موجودة، ولا مجال أن يلتقي الناس يوماً على كل قول في الدين ما لم يأتهم معصوم.
ولتكتمل الصورة سأستشهد بحديث تم الاستشهاد به من قبل من يخالفنا:
روى مسلم رحمه الله تعالى من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:
(مَا تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فِيكُمْ): فهم إذن يعدّون بعض القتلى شهداء.
(قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ): يقولون هو شهيد.
(قَالَ إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ): حكمهم إذن صحيح ولكنه ناقص.
(قَالُوا فَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ مَاتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ... )
(وَمَنْ مَاتَ فِي الطَّاعُونِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ مَاتَ فِي الْبَطْنِ فَهُوَ شَهِيدٌ):إذن من تبين بالفحص أنه مات بالطاعون فهو شهيد، ومن زاد على ذلك فعليه بالدليل.
ونزيد فنقول: ومن وجدناه تحت الردم ميتاً فهو شهيد، ومن قتل وهو يدافع عن ماله فهو شهيد.
فمالنا لا نشهد لمن شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
ونقضي لهم على نحو ما نسمع ونشاهد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[06 Mar 2009, 05:22 م]ـ
شكر الله لك أيها المُبَاركُ , واسمح لي بقول إنَّ عدمَ وجودكَ الدلالةَ فيما سُقتُهُ لا يلزمُ منهُ العدمُ , فكل ما في الأمر أنهُ لم يتضحْ لك فحسب.
وتفضل معي بتأمل هذه النصوص:
أولها ما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام يوم قال (الله أعلم بمن يجاهد في سبيله، والله أعلم بمن يكلم في سبيله).
إنَّ دلالة هذا الحديث على محل النزاع التي لم تجدها أيها المُباركُ وجدها البخاري رحمهُ الله تعالى يوم بوب في صحيحه بابا عنوانه (بابٌ لا يقولُ فلانٌ شهيد) ثم ساق هذا الحديث وأتبعهُ بحديث قاتل نفسه الذي طاعن المشركين وأبلغ في إثخانهم وإصابتهم حتى قطع الصحابةُ لهُ بالجنة فقطع له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنار , وتابعهُ الصحابةُ حتى عمد إلى نفسه فقتلها , فقال صلى الله عليه وسلم بعد ذلك (إن الرجل منكم ليعمل حتى ما يكون بينه وبين الجنة إلا ذراع فيسبق عليه كتابه فيعمل بعمل أهل النار ويعمل حتى ما يكون بينه وبين النار إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة)
فالدلالة فيهما على محل النزاع أوضحُ من أن تنكَر, وفيهما إشارةٌ واضحةٌ إلى أنَّ ظاهرَ الميتة الحسنةِ قد تنقضهُ دسيسيةٌ باطنةٌ لا يعلمها إلا الله.
الأخ المبارك محمود حفظك الله وزادك فهماً وعلماً، وبعد:
اغفر لي حساسيتي المفرطة تجاه العبارات أولاً.
ثانياً: أين قطع الصحابة بالجنة لقاتل نفسه في الحديث الذي أوردتَه؟
ثالثاً: لماذا أقر الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة قولهم "فلان شهيد" في أثنين ومنع ذلك في الثالث؟ هل لأنه لا يجوز إطلاق اللفظ أم لأن المقام اقتضى بيان قضية أخرى؟
رابعاً: وهو متعلق بالمسألة هل كل من غل في ساحة القتال ثم قتل هل نحكم عليه بأنه من أهل النار؟ أرجو أن تفهم سؤالي على وجهه.
اللهم وفق الجميع للصواب وأنر بصائرهم للحق.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[06 Mar 2009, 05:41 م]ـ
صدقوني يا قوم الاختلاف الآن تحول إلى اختلاف مدارس فكرية لم تتحد أفكارها قديما ولن تتحد على أيديكم ـ يا أهل الفضل ـ.
ولو تحول الملتقي إلى مداد وأوراق ستنتهي القضية إلى افتراق لا تلاق معه البتة.
وأرجو أن يخيب ظني وتثمروا كلمة واحدة في نهاية النقاش تتفقون عليها. وهذا لن لن لن يكون {ولن لتأبيد النفي}
فلا تضيعوا أوقاتكم فيما لا لقية أبدا عليه.
فالخلاف خلاف مدارس فكرية إسلامية وهو باق ما بقي التنظير في هذه المسألة وفي نظائرها ....... فتأمل
..
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[06 Mar 2009, 06:02 م]ـ
الأخ المبارك محمود حفظك الله وزادك فهماً وعلماً، وبعد:
اغفر لي حساسيتي المفرطة تجاه العبارات أولاً.
ثانياً: أين قطع الصحابة بالجنة لقاتل نفسه في الحديث الذي أوردتَه؟
ثالثاً: لماذا أقر الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة قولهم "فلان شهيد" في أثنين ومنع ذلك في الثالث؟ هل لأنه لا يجوز إطلاق اللفظ أم لأن المقام اقتضى بيان قضية أخرى؟
رابعاً: وهو متعلق بالمسألة هل كل من غل في ساحة القتال ثم قتل هل نحكم عليه بأنه من أهل النار؟ أرجو أن تفهم سؤالي على وجهه.
اللهم وفق الجميع للصواب وأنر بصائرهم للحق.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
أخي الفاضل: أمَّا الحساسيةُ المفرطةُ فلا ضير ولا ملامةَ عليك فيها جزيت خيراً ووفقك الله , هذا أولاً.
ثانياً: يبدو أنك ظننتَ ما كتبتُه اختصاراً من موطن الشاهد من الحديث هو النص الكامل للحديث وأنه خلاَ من قطع الصحابة للرجل بالجنة , والحق أنَّ النص الكامل للحديث كما في البخاري برقم 4207 يقول:
عَنْ سَهْلٍ قَالَ الْتَقَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُشْرِكُونَ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ فَاقْتَتَلُوا فَمَالَ كُلُّ قَوْمٍ إِلَى عَسْكَرِهِمْ وَفِي الْمُسْلِمِينَ رَجُلٌ لَا يَدَعُ مِنْ الْمُشْرِكِينَ شَاذَّةً وَلَا فَاذَّةً إِلَّا اتَّبَعَهَا فَضَرَبَهَا بِسَيْفِهِ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَجْزَأَ أَحَدٌ مَا أَجْزَأَ فُلَانٌ فَقَالَ إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَقَالُوا أَيُّنَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِنْ كَانَ هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ لَأَتَّبِعَنَّهُ فَإِذَا أَسْرَعَ وَأَبْطَأَ كُنْتُ مَعَهُ حَتَّى جُرِحَ فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ فَوَضَعَ نِصَابَ سَيْفِهِ بِالْأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَيْهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَجَاءَ الرَّجُلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ وَمَا ذَاكَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ: (إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ النَّارِ وَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ).
ثالثا: بالنسبة لسؤالك هذا فلم أدر أي موضعين تقصدهما وعليه فالله أعلمُ بجوابه, وأرجو تبيين ذلك.
رابعاً: الحكمُ على الأموات ليس لنا منهُ شيء , سيما بالجنة والنار , وهذا تألِّ على الله ورسول الله إنما حكم بوحي من الله وغيرهُ صلى الله عليه وسلم لا يسعه ذلك بحال.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[06 Mar 2009, 07:09 م]ـ
الأخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نزولاً عند رغبة أخينا الفاضل الدكتور خضر.
أتوقف عن الكتابة في الموضوع وأقول:
نحن بما عندنا وأنت بما،،،،،عندك راض والرأي مختلف.
وأقول:
واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.
وفق الله الجميع لما فيه الخير.
وصل الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[06 Mar 2009, 08:59 م]ـ
لست أفهم كيف يمكن لعالم أو متعلم، أن يقول: لي رأيي ولك رأيك، وإن واصلنا في النقاش فسنفترق ونختلف!!!!!!!! قد يكون ذلك إذا بنينا نقاشنا وتحاورنا على العناد والتعصب، وأما وهو مبني على الاستلال والأخلاق، فلا ضير إن شاء الله
هذه مسألة علمية فيها أدلة ذكرناها وذكرها الشيخ محمود الشنقيطي وهي من السنة الصحيحة في الصحيحين مع تعليق ابن حجر والنووي وتبويب البخاري وغيرهم، وفي المقابل لم نر إلا الحكم العام لا الخاص على المعين، فقضيتنا ليس هل من مات دون ماله فهو شهيد أم لا، فالجواب بلا خلاف أنه شهيد لورود الحديث الصحيح الواضح، وإنما مسألتنا في فلان بن فلان بعينه مات دون ماله هل هو شهيد؟ الجواب هو شهيد إن شاء الله، لا بد من التعليق ولا يجوز الحكم له بأنه شهيد والجزم بذلك، والدليل عليه ما تقدم من الأحاديث الواضحات البينات الصحيحات قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أَمَّا عُثْمَانُ فَقَدْ جَاءَهُ وَاللَّهِ الْيَقِينُ وَإِنِّي لأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ وَاللَّهِ مَا أَدْرِي وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ مَا يُفْعَلُ بِهِ (وفي رواية ما يفعل بي ولا بكم) ". ولا بد في مثل هذه المسائل من التجرد للدليل والتأمل في الاستدلال، وقديما قيل: تأمل تُدرِك.
وأنصح قبل التعليق على هذه المسألة من إعادة ما أورده الشيخ محمود الشنقيطي (مشاركة 12) وما أوردته (مشاركة 17) من الأحاديث وتأملها،
فلست أدري ما يضير المحب لسيد قطب رحمه الله أن يقول في حقه الشهيد إن شاء الله، أو الشهيد أرجو؟ هل ينقص ذلك من شأنه أو من قدره شيء؟
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[06 Mar 2009, 10:32 م]ـ
أحبتي على طريق الحق000
أظن أن الإشكال أو بعض الأشكال في عدم التفريق بين حكم الأوصاف وحكم الأعيان فمن فرق بينهما فلن يبقى عنده إشكال في عدم الحكم بالقطع على أحد من المسلمين بعينه أنه شهيد 0 والله أعلم 0
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[06 Mar 2009, 10:37 م]ـ
الأخ حكيم،
عرض كل من المشاركين وجهة نظره في فهم الأدلة،
من المشاكل التي يواجهها المسلم تصور البعض أن فهمه أو فهم شيخه هو الحق.
كُلٌّ يؤخذ من قوله ويُرد إلا المعصوم عليه السلام. وهذا ليس بشعار يقال بل هو واقع، حيث لم نعرف عن عالم على مدى القرون لم يُردّ له قول بل أقوال وأقوال.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[06 Mar 2009, 11:15 م]ـ
الأخ الفاضل حكيم بن منصور
حفظك والله ووفقك
لم أقل يا أخي الكريم إن واصلنا النقاش فإنا سنختلف، وإنما قلت إنما أنا راض بما أراه أن الأدلة لا تمنع الاطلاق وفيه عندي فرق بين إطلاق اللفظ وبين الجزم ولست بدعا في هذا الأمر،ويكفيني عبارة بن حجر:
"فَلَا يُطْلَقُ عَلَى كُلّ مَقْتُولٍ فِي الْجِهَادِ أَنَّهُ شَهِيدٌ لِاحْتِمَالِ أَنْ يَكُونَ مِثْلَ هَذَا وَإِنْ كَانَ مَعَ ذَلِكَ يُعْطَى حُكْمَ الشُّهَدَاءِ فِي الْأَحْكَامِ الظَّاهِرَةِ وَلِذَلِكَ أَطْبَقَ السَّلَف عَلَى تَسْمِيَةِ الْمَقْتُولِينَ فِي بَدْرٍ وَأُحُد وَغَيْرِهِمَا شُهَدَاء وَالْمُرَاد بِذَلِكَ الْحُكْمُ الظَّاهِر الْمَبْنِيّ عَلَى الظَّنِّ الْغَالِبِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ "
فتح الباري لابن حجر - (ج 9 / ص 49)
فلماذا تضييق الأمر وفيه سعة؟
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[06 Mar 2009, 11:52 م]ـ
[ QUOTE= حكيم بن منصور;73589] لست أفهم كيف يمكن لعالم أو متعلم، أن يقول: لي رأيي ولك رأيك، وإن واصلنا في النقاش فسنفترق ونختلف!!!!!!!!
بل يجب أن تفهم من مجرب سبر أغوار مثل هذه المسائل في مصر واليمن ودول الخليج وتحاور الصوفية والسلفية ومعظم الاتجاهات الإسلامية في حضرته فخرج النقاش بخفي حنين.
ولو تفهمت قولي من أن الاختلاف اختلاف مدارس ومشارب لأيقنت بقولي وعلمت بقاء الخلاف ما بقيت السماء والأرض.
وكل يتضلع بأدلته وكل يتيقن من مستنده، وكل يقول بأن قولي هو الهدى والحق.
فمسائل مثل المجاز في القرآن وإطلاق الشهادة على معين و ........ كلها تنتهي إلى فريقين كخط السكك الحديدية لو اجتمعت لانقلب القطار، ومن هنا لن تجتمع أبدا.
ولازلنا ننظر بعين الحب والمودة إلى مزيد من نقاش يحطم قولي ويجمع المتحاورين على رأي واحد تفضلوا لإثراء الموضوع ....................... ويوم السعادة أن أقرأ هذه العبارة: الخلاصة التي اتفقنا عليها هي: ........................ وامهرها بـ لن السابقة.
وعلى فكره أنا أقول شهيد إن شاء الله أو نحسبه شهيدا أو الشهيد فلان، وأضمر ما سبق إظهاره والله يتولى السرائر.
.والشكر موصول للإخوة وخاصة محب القرآن زاده الله حبا وتمسكا وإيانا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شاكر]ــــــــ[07 Mar 2009, 01:18 ص]ـ
جزاك الله خيرا الدكتور الفاضل خضر
فكما تفضلت وقلت: " أسال الله تعالى أن يبارك في المشاركين جميعا فكلكم أهل فضل وعلم ـ ولا نزكيكم على الله ـ وموضوع الشهادة خارج نطاق الموضوع، وإن كنا نثمنه كمادة للتناصح غاليا "
وقولكم أيضا بارك الله فيكم:
"ويوم السعادة أن أقرأ هذه العبارة: الخلاصة التي اتفقنا عليها هي: ........................ وامهرها بـ لن السابقة.
وعلى فكره أنا أقول شهيد إن شاء الله أو نحسبه شهيدا أو الشهيد فلان، وأضمر ما سبق إظهاره والله يتولى السرائر."
فبارك الله بكم.
سيد قطب رحمه الله قد تأهل للقب الشهيد حين قام لسلطان جائر فنصحه فقتله، كما جاء في الحديث (سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه، فقتله) وعليه ففي ـ أحكام الدنيا ـ التي تجري على الظاهر قد تأهل سيد قطب رحمه الله لنيل هذا الشرف العظيم. أما في أحكام الآخرة فعلمها عند علام الغيوب. والمعروف أن معتقد أهل السنة والجماعة عدم الحكم على معين في جنة أو نار.
وما تفضل به الأخ الفاضل حكيم بن منصور فيه الخلاصة ـ إن شاء الله ـ
وهو قوله: " فلست أدري ما يضير المحب لسيد قطب رحمه الله أن يقول في حقه الشهيد إن شاء الله، أو الشهيد أرجو؟ هل ينقص ذلك من شأنه أو من قدره شيء؟ "
أقول: لا والله لا ينقص من شأنه أو قدره شيئا، بل هذا هو الأولى والأحوط.
بارك الله فيكم جميعا ونفعنا بما عندكم.
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[07 Mar 2009, 08:40 ص]ـ
****فتاوى نور على الدرب - لابن عثيمين - (202/ 18)
المستمع صابر من السودان يقول في هذا السؤال هل يدخل في إطار الشهداء الغريق والحريق والمرأة التي ماتت في حالة الوضع وما الدليل؟
فأجاب رحمه الله تعالى: نعم هؤلاء يدخلون في الشهداء لأن السنة وردت بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ولكن شهادتهم لا تساوي شهادة المقتول في سبيل الله فإن المقتول في سبيل الله لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه وإنما يدفن في ثيابه التي قتل فيها بدون صلاة ويبعث يوم القيامة وجرحه يثعب دماً اللون لون الدم والريح ريح المسك وهذا لا يحصل للشهداء الذين جاءت بهم السنة ولكنهم يحصلون على أجرٍ عظيم إلا أنهم لا يساوون الشهيد المقتول في سبيل الله من كل وجه وإنني في هذه المناسبة أود أن أنبه على مسألةٍ شاعت أخيراً بين الناس وهي أن كل إنسانٍ يقتل في الجهاد يصفونه بأنه شهيد حتى وإن كان قد قتل عصبية وحمية وهذا غلط فإنه لا يجوز أن تشهد لشخصٍ بعينه أنه شهيد حتى وإن قتل في الجهاد في سبيل الله لأن هذا أمرٌ لا يدرك فقد يكون الإنسان مريداً للدنيا وهو مع المجاهدين في سبيل الله ويدل لذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم (ما من مكلومٍ يكلم في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دماً اللون لون الدم والريح ريح المسك) فقوله صلى الله عليه وسلم (والله أعلم بمن يكلم في سبيله) يدل على أننا نحن لا نعلم ذلك وقد ذكر البخاري رحمه الله هذا الحديث تحت ترجمة بابٌ لا يقال فلانٌ شهيد وذكر صاحب فتح الباري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال (إنكم تقولون فلانٌ شهيد وفلانٌ شهيد ولعله يكون قد أوقر راحلته يعني قد غل في سبيل الله من المغانم يعني أنه قد غلّ من الغنائم يعني فلا تقولوا ذلك ولكن قولوا من قتل في سبيل الله أو مات فهو شهيد) وصدق رضي الله عنه فإن الشهادة للمقتول بأنه شهيد تكون على سبيل العموم فيقال من قتل في سبيل الله فهو شهيد وما أشبه ذلك من الكلمات العامة أما الشهادة لشخصٍ بعينه أنه شهيد فهذا لا يجوز إلا لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بذلك كما في قوله صلى الله عليه وسلم حين صعد على الجبل هو وأبو بكر وعمر وعثمان فارتج بهم قال (اثبت أُحد فإنما عليك نبيٌ وصديقٌ وشهيدان) وإذا كان من عقيدة أهل السنة والجماعة أنه لا يشهد لأحدٍ بعينه بالجنة إلا لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم فكذلك لا يشهد لأحدٍ بعينه أنه شهيد لأن من لازم الشهادة له بأنه شهيد أن يكون من أهل الجنة.
---------------------------
****فتاوى نور على الدرب - لابن عثيمين - (202/ 27)
(يُتْبَعُ)
(/)
بارك الله فيكم المستمع طه عمر الغندور له سؤال يقول هل من مات خارج بلاده شهيد وهل يحاسب وكيف يحاسب في القبر فقد سمعت بأن الشهيد لا يحاسب أرجو بهذا إفادة؟
فأجاب رحمه الله تعالى: الميت خارج بلده ليس بشهيد لأن القول بأن موت الغريب شهادة ليس له مستند من الشرع والشهيد هو الذي يقتل في سبيل الله وهو الذي يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا وهذه نية أعني كونه يريد بقتاله أن تكون كلمة الله هي العليا نية محلها القلب ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام (ما من مكلوم يكلم في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دماً اللون لون الدم والريح ريح المسك) فأشار النبي صلى الله عليه وسلم بقوله (والله أعلم بمن يكلم في سبيله) إلى أن الشهادة لا تنال إلا بنية صادقة والنية الصادقة هي ما بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سئل عن الرجل يقاتل حمية ويقاتل شجاعة ويقاتل ليرى مكانه أي ذلك في سبيل الله فقال (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله) وعليه فإنه لا يجوز الجزم بأن من قتل في الجهاد يكون شهيداً بعينه لأن هذا أمر يحتاج إلى توقيف وأما على سبيل العموم مثل أن يقال من قتل في سبيل الله فهو شهيد فهذا جائز. وقد روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بسند حسن أنه قال (إنكم تقولون فلان شهيد وفلان شهيد ولعله أن يكون قد أوقر راحلته ولكن قولوا من مات أو قتل في سبيل الله فهو شهيد) أي على سبيل العموم هذا بالنسبة للحكم عليه بالشهادة في الآخرة أما الحكم عليه بالشهادة في الدنيا فإن هذا هو الأصل أي أن نعامل هذا الذي يقاتل في قتال يظهر منه أنه لإعلاء كلمة الله هو أن نعامله معاملة الشهداء في أنه لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه وإنما يدفن في ثيابه على ما هو عليه مع المسلمين أما بالنسبة للسؤال في القبر فإنه قد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم (أن الشهداء الذين قتلوا في سبيل الله لا يفتنون في قبورهم وقال كفى ببارقة السيف على رأسه فتنة).
****مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين - (3/ 115)
(475) وسئل فضيلته: هل يجوز إطلاق " شهيد " على شخص بعينه فيقال: الشهيد فلان؟
فأجاب بقوله: لا يجوز لنا أن نشهد لشخص بعينه أنه شهيد حتى، لو قتل مظلومًا، أو قتل وهو يدافع عن الحق، فإنه لا يجوز أن نقول: فلان شهيد وهذا خلاف لما عليه الناس اليوم حيث رخصوا هذه الشهادة وجعلوا كل من قتل حتى ولو كان مقتولًا في عصبية جاهلية يسمونه شهيدًا، وهذا حرام لأن قولك عن شخص قتل: هو شهيد يعتبر شهادة سوف تسأل عنها يوم القيامة، سوف يقال لك: هل عندك علم أنه قتل شهيدًا؟ ولهذا لما قال النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ما من مكلوم يكلم في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة وكلمه يثعب دمًا، اللون لون الدم، والريح ريح المسك» فتأمل قول النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «والله أعلم بمن يكلم في سبيله» - يكلم: يعني يجرح - فإن بعض الناس قد يكون ظاهره أنه يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا ولكن الله يعلم ما في قلبه، وأنه خلاف ما يظهر من فعله، ولهذا بوب البخاري رحمه الله على هذه المسألة في صحيحه فقال: " باب لا يقال: فلان شهيد " لأن مدار الشهادة على القلب، ولا يعلم ما في القلب إلا الله - عز وجل - فأمر النية أمر عظيم، وكم من رجلين يقومان بأمر واحد يكون بينهما كما بين السماء والأرض وذلك من أجل النية فقد قال النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه» والله أعلم.
**** (476) سئل فضيلة الشيخ: عن حكم قول: فلان شهيد؟.
فأجاب بقوله: الجواب على ذلك أن الشهادة لأحد بأنه شهيد تكون على وجهين:
(يُتْبَعُ)
(/)
أحدهما: أن تقيد بوصف مثل أن يقال: كل من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن قتل دون ماله فهو شهيد، ومن مات بالطاعون فهو شهيد ونحو ذلك، فهذا جائز كما جاءت به النصوص، لأنك تشهد بما أخبر به رسول الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ونعني بقولنا: - جائز - أنه غير ممنوع وإن كانت الشهادة بذلك واجبة تصديقًا لخبر رسول الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
الثاني: أن تقيد الشهادة بشخص معين مثل أن تقول لشخص بعينه: إنه شهيد، فهذا لا يجوز إلا لمن شهد له النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو اتفقت الأمة على الشهادة له بذلك وقد ترجم البخاري - رحمه الله - لهذا بقوله: " باب لا يقال: فلان شهيد " قال في الفتح 90\ 6: " أي على سبيل القطع بذلك إلا إن كان بالوحي " وكأنه أشار إلى «حديث عمر أنه خطب فقال: تقولون في مغازيكم: فلان شهيد، ومات فلان شهيدًا ولعله قد يكون قد أوقر راحلته، ألا لا تقولوا ذلكم ولكن قولوا كما قال رسول الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من مات في سبيل الله، أو قُتل فهو شهيد» وهو حديث حسن أخرجه أحمد وسعيد بن منصور وغيرهما من طريق محمد بن سيرين عن أبي العجفاء عن عمر " ا. هـ. كلامه.
ولأن الشهادة بالشيء لا تكون إلا عن علم به، وشرط كون الإنسان شهيدًا أن يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا وهي نية باطنة لا سبيل إلى العلم بها، ولهذا قال النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مشيرًا إلى ذلك: «مثل المجاهد في سبيل الله والله أعلم بمن يجاهد في سبيله». وقال: «والذي نفسي بيده لا يكلم أحد في سبيل الله، والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة وكلمه يثعب دمًا اللون لون الدم، والريح ريح المسك».
رواهما البخاري من حديث أبي هريرة، ولكن من كان ظاهره الصلاح فإننا نرجو له ذلك، ولا نشهد له به ولا نسيء به الظن. والرجاء مرتبة بين المرتبتين، ولكننا نعامله في الدنيا بأحكام الشهداء فإذا كان مقتولًا في الجهاد في سبيل الله دفن بدمه في ثيابه من غير صلاة عليه، وإن كان من الشهداء الآخرين فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه.
ولأننا لو شهدنا لأحد بعينه أنه شهيد لزم من تلك الشهادة أن نشهد له بالجنة وهذا خلاف ما كان عليه أهل السنة فإنهم لا يشهدون بالجنة إلا لمن شهد له النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بالوصف أو بالشخص، وذهب آخرون منهم إلى جواز الشهادة بذلك لمن اتفقت الأمة على الثناء عليه وإلى هذا ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -.وبهذا تبين أنه لا يجوز أن نشهد لشخص بعينه أنه شهيد إلا بنص أو اتفاق، لكن من كان ظاهره الصلاح فإننا نرجو له ذلك كما سبق، وهذا كاف في منقبته، وعلمه عند خالقه - سبحانه وتعالى -.
****مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين - (7/ 313) [العقيدة وأثرها في انتصار المسلمين]
وهذا هو الذي إذا قتل فهو شهيد، هذا هو الشهيد حقا الذي ينال درجة الشهداء، ومع ذلك فإنه لا يجوز لنا أن نشهد لشخص بعينه أنه شهيد حتى لو قتل مظلوما، أو قتل وهو يدافع عن حق فإنه لا يجوز أن نقول: فلان شهيد وهذا خلافا لما عليه كثير من الناس اليوم حيث أرخصوا هذه الشهادة وجعلوا كل من قتل حتى ولو كان مقتولا في عصبية جاهلية يسمونه شهيدا وهذا حرام، لأن قولك عن شخص قتل إنه شهيد يعتبر شهادة سوف تسأل عنها يوم القيامة سوف يقال لك: هل عندك علم أنه قتل شهيدا ولهذا لما قال النبي عليه الصلاة والسلام: «ما من مكلوم يكلم في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب أو قال: وكلمه يثعب دما اللون لون الدم والريح ريح المسك» فتأمل قول النبي عليه الصلاة والسلام: «والله أعلم بمن يكلم في سبيله» أي بمن يجرح فإن بعض الناس قد يكون ظاهر أمره أنه يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا ولكن الله يعلم ما في قلبه وأنه خلاف ما يظهر من فعله، ولهذا بوب البخاري رحمه الله علي هذه المسألة في صحيحه فقال: " باب لا يقال: فلان شهيد" لأن مدار الشهادة على ما في القلب ولا يعلم ما في القلب إلا علام الغيوب جل وعلا.
*****مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين - (18/ 351)
وهنا ننبه على أنه وإن قتل الرجل في سبيل الله فلا يقال هو شهيد، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من مكلوم يكلم في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دماً، اللون لون الدم، والريح ريح المسك».
فقوله عليه الصلاة والسلام: «والله أعلم بمن يكلم في سبيله» دليل على أن الأمر راجع إلى ما في قلبه، وهو غير معلوم لنا. ولأنك لو شهدت أنه شهيد، لجاز لك أن تشهد أنه في الجنة، وهذا لا يجوز إلا لمن شهد له الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. ونشهد لكل شهيد أنه في الجنة، لكن ليس لرجل بعينه، كما نشهد لكل مؤمن بالجنة، لكن لا لشخص بعينه، ففرق بين التعميم والتخصيص. وكذلك لا يقال: فلان شهيد إن شاءالله، لأن إن شاءالله تستخدم للتحقق، ولكن نقول: نرجو أن يكون من الشهداء.
اهـ وله أجوبة أخرى نحو ما تقدم
وهناك تفصيل آخر للطاهر بن عاشور رحمه الله نقله الشيخ بكر في معجم المناهي اللفظية أنقله إن شاء الله لاحقا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[07 Mar 2009, 11:38 ص]ـ
الأخوة الكرام ... الأخ الدكتور خضر
يبدو أن الخلاف هنا حول كلمة شهيد هل تفيد التعيين، مع الاتفاق على أنه لا يجوز الشهادة لشخص بعينه أنه من أهل الجنة أو أهل النار.
ليس الخلاف هنا خلاف مدارس، فأنا شخصياً لا أنتمي إلى مدرسة بعينها وإنما أدور مع الدليل حيث دار ولا آبه بكل هذه المسميات. واحترم كل العلماء الصادقين وأعلم أنهم يخطئون ويصيبون.
لا علاقة لسيد قطب رحمه الله بما نقوله هنا وإن كان ما ثار من خلاف فقهي ـــ وليس مدرسي ـــ بدأ هنا من عنده.
ألاحظ أن فتوى ابن عثيمين تدخلنا في خلاف آخر حيث يقول رحمه الله فيما نقل عنه:"وكذلك لا يقال: فلان شهيد إن شاءالله، لأن إن شاءالله تستخدم للتحقق".
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[07 Mar 2009, 12:19 م]ـ
الأخ الفاضل حكيم بن منصور
حفظك والله ووفقك
لم أقل يا أخي الكريم إن واصلنا النقاش فإنا سنختلف، وإنما قلت إنما أنا راض بما أراه أن الأدلة لا تمنع الاطلاق وفيه عندي فرق بين إطلاق اللفظ وبين الجزم ولست بدعا في هذا الأمر،ويكفيني عبارة بن حجر:
"فَلَا يُطْلَقُ عَلَى كُلّ مَقْتُولٍ فِي الْجِهَادِ أَنَّهُ شَهِيدٌ لِاحْتِمَالِ أَنْ يَكُونَ مِثْلَ هَذَا وَإِنْ كَانَ مَعَ ذَلِكَ يُعْطَى حُكْمَ الشُّهَدَاءِ فِي الْأَحْكَامِ الظَّاهِرَةِ وَلِذَلِكَ أَطْبَقَ السَّلَف عَلَى تَسْمِيَةِ الْمَقْتُولِينَ فِي بَدْرٍ وَأُحُد وَغَيْرِهِمَا شُهَدَاء وَالْمُرَاد بِذَلِكَ الْحُكْمُ الظَّاهِر الْمَبْنِيّ عَلَى الظَّنِّ الْغَالِبِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ "
فتح الباري لابن حجر - (ج 9 / ص 49)
فلماذا تضييق الأمر وفيه سعة؟
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
الأخ الفاضل حكيم بن منصور وفقك الله
الفتاوى التي أوردتها استشهاد بمحل النزاع، يقابلها ما ذكرنا لك سابقا فأين ما أوردته من قول بن حجر في مشاركتي السابقة أعلاه:
"وَلِذَلِكَ أَطْبَقَ السَّلَف عَلَى تَسْمِيَةِ الْمَقْتُولِينَ فِي بَدْرٍ وَأُحُد وَغَيْرِهِمَا شُهَدَاء"
فأرجو أن نتوقف عند هذا لأن الخلاف في المسألة قد وقع ولايمكن رفعه ونصيحة الدكتور خضر بعشرة جمال وليس بجمل واحد فقط.
وكم رأينا بعض الأشخاص قد اجتمعوا على رأي معين نافحوا عنه طويلا ثم مالبثوا بسبب المبالغة في التعصب لأقوالهم أن تفرقوا وأخذ بعضهم يتنقص البعض الآخر "والنت" كفانا الله شره شاهد على ذلك.
وفق الله الجميع لكل خير وصرف عنهم كل شر وجمع كلمتهم على الحق.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[07 Mar 2009, 03:14 م]ـ
معجم المناهي اللفظية ومعه فوائد في الألفاظ للشيخ بكر أبو زيد 319 - 320 لفظة شهيد:
شهيد: قال البخاري - رحمه الله تعالى - في: صحيحه: باب لا يقال: فلان شهيد. قال ابن حجر: أي على سبيل القطع بذلك إلا إن كان بالوحي، وكأنه أشار إلى حديث عمر. وفي كتاب: (النظر الفسيح عند مضايق الأنظار في الجامع الصحيح) لمحمد الطاهر بن عاشور قال ص/ 118 عن ترجمة البخاري هذه:
(هذا تبويب غريب، فإن إطلاق اسم الشهيد على المسلم المقتول في الجهاد الإسلامي ثابت شرعاً، ومطروق على ألسنة السلف فمن بعدهم، وقد ورد في حديث الموطأ وفي الصحيحين: أن الشهداء خمسة غير الشهيد في سبيل الله، والوصف بمثل هذه الأعمال يعتمد النظر إلى الظاهر الذي لم يتأكد غيره، وليس فيما أخرجه البخاري هنا إسناداً وتعليقاً ما يقتضي منع القول بأن فلان شهيد، ولا النهي عن ذلك.
فالظاهر أن مراد البخاري بذلك أن لا يجزم أحد بكون أحد قد نال عند الله ثواب الشهادة، إذ لا يدري ما نواه من جهاده، وليس ذلك للمنع من أن يقال لأحد: إنه شهيد، وأن تجري عليه أحكام الشهداء، إذا توفرت فيه، فكان وجه التبويب أن يكون: باب لا يجزم بأن فلاناً شهيد إلا بإخبار من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، مثل قوله في عامر بن الأكوع: ((إنه لجاهد مجاهد)) ومن هذا القبيل زجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أم العلاء الأنصارية حين قالت في عثمان بن مظعون: شهادتي عليك: لقد أكرمك الله، فقال لها: ((وما يدريك أن الله أكرمه))) ا هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
[وحديث عامر بنالأكوع متفق عليه، وهذا لفظ البخاري: عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خَيْبَرَ فَسِرْنَا لَيْلًا فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ لِعَامِرٍ يَا عَامِرُ أَلَا تُسْمِعُنَا مِنْ هُنَيْهَاتِكَ وَكَانَ عَامِرٌ رَجُلًا شَاعِرًا فَنَزَلَ يَحْدُو بِالْقَوْمِ
يَقُولُ اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا
وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا
فَاغْفِرْ فِدَاءً لَكَ مَا أَبْقَيْنَا
وَثَبِّتْ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا
وَأَلْقِيَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا
إِنَّا إِذَا صِيحَ بِنَا أَبَيْنَا
وَبِالصِّيَاحِ عَوَّلُوا عَلَيْنَافَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ هَذَا السَّائِقُ قَالُوا عَامِرُ بْنُ الْأَكْوَعِ قَالَ يَرْحَمُهُ اللَّهُ قَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ وَجَبَتْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ لَوْلَا أَمْتَعْتَنَا بِهِ فَأَتَيْنَا خَيْبَرَ فَحَاصَرْنَاهُمْ حَتَّى أَصَابَتْنَا مَخْمَصَةٌ شَدِيدَةٌ ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى فَتَحَهَا عَلَيْهِمْ فَلَمَّا أَمْسَى النَّاسُ مَسَاءَ الْيَوْمِ الَّذِي فُتِحَتْ عَلَيْهِمْ أَوْقَدُوا نِيرَانًا كَثِيرَةً فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا هَذِهِ النِّيرَانُ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ تُوقِدُونَ قَالُوا عَلَى لَحْمٍ قَالَ عَلَى أَيِّ لَحْمٍ قَالُوا لَحْمِ حُمُرِ الْإِنْسِيَّةِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْرِيقُوهَا وَاكْسِرُوهَا فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْ نُهَرِيقُهَا وَنَغْسِلُهَا قَالَ أَوْ ذَاكَ فَلَمَّا تَصَافَّ الْقَوْمُ كَانَ سَيْفُ عَامِرٍ قَصِيرًا فَتَنَاوَلَ بِهِ سَاقَ يَهُودِيٍّ لِيَضْرِبَهُ وَيَرْجِعُ ذُبَابُ سَيْفِهِ فَأَصَابَ عَيْنَ رُكْبَةِ عَامِرٍ فَمَاتَ مِنْهُ قَالَ فَلَمَّا قَفَلُوا قَالَ سَلَمَةُ رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِي قَالَ مَا لَكَ قُلْتُ لَهُ فَدَاكَ أَبِي وَأُمِّي زَعَمُوا أَنَّ عَامِرًا حَبِطَ عَمَلُهُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَبَ مَنْ قَالَهُ إِنَّ لَهُ لَأَجْرَيْنِ وَجَمَعَ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ إِنَّهُ لَجَاهِدٌ مُجَاهِدٌ، قَلَّ عَرَبِيٌّ مَشَى بِهَا مِثْلَهُ]
وذكرالشيخ بكر رحمه الله في الهامش: فتح الباري 6/ 90. لبعض المعاصرين رسالة باسم: الرأي السديد في هل يقال فلان شهيد)). وانظر: بذل الماعون لابن حجر. ص / 189 وفيه بحث مطول عن الشهيد ص/ 179 - 225. المجموع الثمين 1/ 121 - 122 ..
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[07 Mar 2009, 03:22 م]ـ
كنتُ عقدتُّ العزمَ على عدم العودِ للمداخلة في هذا الموضوع , ولكني أحبُّ التنبيه إلى ما نبه إليه أبو عمرو البيراوي من عدم الانتماء للمدارس والاتجاهات الفكرية أيّاً كانت هو ما أؤكدث نفيهُ عن ذاتي , فقد حماني اللهُ بفضله -فيما أحسبُ- من التبعية للمدارس الفكرية والتيارات المعاصرة , ولا شأنَ لما طرحتُهُ بشخص سيد قطب رحمه الله , كما ظنَّهُ بعضُ الأكارم حينَ استشهد بنزال المتراشقين في (النت) بكيل التهم والتفسيق والتبديع بالجملة والقطاعي وبثمنٍ وبالمجان, فمعاذ الله أن يكونَ دافعُ المداخلةِ التفافاً تحت أي لواء من ألوية السِّباب هذه , وإنما هي مدارسةٌ لمسألة علمية.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[07 Mar 2009, 07:49 م]ـ
وفقك الله يا أخي محمود والله أسأل أن يرفع قدرك ومنزلتك
ولا أظن بك إلا خيرا وأعلم من أسلوبك أنك تبحث عن الحق أحسبك كذلك والله حسيبك.
وأرى من منصبك العلمي أنك لا زلت في أول الطريق ومع هذا كتابتك تدل على نضوج فكري وقوة علمية أسأل الله أن ينفع بك المسلمين في عاجل أمرك وآجله.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[10 Mar 2009, 12:38 م]ـ
فلست أدري ما يضير المحب لسيد قطب رحمه الله أن يقول في حقه الشهيد إن شاء الله، أو الشهيد أرجو؟ هل ينقص ذلك من شأنه أو من قدره شيء؟
كلمة طيبة من حكيم بن منصور ولكن قول:
رحم الله سيد رحمة واسعة وجزاه خير الجزاء على ما قدم، أو غيرها من العبارات الطيبة تغني عن هذا الخلاف.
أطلتم النقاش وخرجتم عن الموضوع الأساس حتى نسيناه وما رأيت فيما كتب - مع مافيه من علم - ما يفصل النقاش، ولو قال صاحب الموضوع الأول: الشهيد إن شاء الله - لوفر علينا وقتا نصرفه في موضوع آخر، مع ما في هذا من فوائد
وفق الله الجميع لمرضاته
ـ[صبري]ــــــــ[10 Mar 2009, 05:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(2:238) حفظوا على الصلوت والصلوة الوسطى وقوموا لله قنتين
إن لموقع هذه الأية الكريمة بينة عظيمة من الله على أنه كلام الله
هذه الأية ترتيبها في سورة البقرة 238 وسورة البقرة ترتيبها 2 من حيث السور
ولا يوجد في القرآن ترتيب لأية =238 إلا هذه الأية
وبقسمة رقم الأية على رقم السورة=119
119=17*7
ونحن نعلم أنه مطلوب منا المحافظة على الصلوات
والمحافظة على الصلوات لا يكون إلا ب 17 ركعة يوميا على مدار الأسبوع
أسأل الله أن أكون قد فتحت فتحا مباركا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Mar 2009, 07:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(2:238) حفظوا على الصلوت والصلوة الوسطى وقوموا لله قنتين
إن لموقع هذه الأية الكريمة بينة عظيمة من الله على أنه كلام الله
هذه الأية ترتيبها في سورة البقرة 238 وسورة البقرة ترتيبها 2 من حيث السور
ولا يوجد في القرآن ترتيب لأية =238 إلا هذه الأية
وبقسمة رقم الأية على رقم السورة=119
119=17*7
ونحن نعلم أنه مطلوب منا المحافظة على الصلوات
والمحافظة على الصلوات لا يكون إلا ب 17 ركعة يوميا على مدار الأسبوع
أسأل الله أن أكون قد فتحت فتحا مباركا
طيب والمسافر الذي يصلي 11 ركعة.
ماذا نفعل معه؟ نخرجه من المحافظين؟
أرحمونا فإنا والله نستحق الرحمة.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[10 Mar 2009, 08:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(2:238) حفظوا على الصلوت والصلوة الوسطى وقوموا لله قنتين
إن لموقع هذه الأية الكريمة بينة عظيمة من الله على أنه كلام الله
هذه الأية ترتيبها في سورة البقرة 238 وسورة البقرة ترتيبها 2 من حيث السور
ولا يوجد في القرآن ترتيب لأية =238 إلا هذه الأية
وبقسمة رقم الأية على رقم السورة=119
119=17*7ونحن نعلم أنه مطلوب منا المحافظة على الصلوات
والمحافظة على الصلوات لا يكون إلا ب 17 ركعة يوميا على مدار الأسبوع
أسأل الله أن أكون قد فتحت فتحا مباركا
وأين يومُ الجمعة من مدار الأسبوع أخي الكريم.؟
سيتراجعُ واضعُ هذه العملية الرياضية العجيبة حين يعلمُ أنَّ المسلم لا يصلي على مدار الأسبوع 119 ركعة , إنما يصلي في الأسبوع 117 ركعة , وهي موزعة على ستة أيام يصلي فيها 102 ركعة , ويوم واحد وهو الجمعة يصلي فيه 15 ركعة فقط.
وعليه: فليس صحيحاً زعمُ أنَّ المحافظةَ على الصلاة تكون ب 17*7 , فهذا لا يصحُّ إلا في تارك الجمعة لعذر أو لغير عذر أو من لم ينعقد بهم العدد المشروط لها أو في حق البدو الرّحل أو ربات الخدور في بيوتهنَّ.
ـ[صبري]ــــــــ[10 Mar 2009, 09:54 م]ـ
ردودكم أعلمها قبل أن تعرضوها وكنت اتنمى طرح تعليق أخر
اولا القصر في الصلاة لا ينقص من اجرها فتكتب للمقصر كما تكتب لنا
بالنسبة لصلاة الجمعة ورود الاية في السورة رقم 2 إشارة لتلك الركعتين في صلاة الجمعة
وأظن أن خطبتا الجمعة جزء لا يتجزأ من صلاة الجمعة
وأنا أعلم أن هناك من يقول أن صلاة الجمعة في الوقت الحاضر لا تسقط صلاة الظهر
لأسباب لا أريد أن اذكرها هنا ويصلون الجمعة على الندب ويصلون الظهر على اعتبار الواجب
ـ[أبو المهند]ــــــــ[10 Mar 2009, 10:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(2:238) حفظوا على الصلوت والصلوة الوسطى وقوموا لله قنتين
صواب الآية يا أخ صبري {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ} [البقرة238]
أسأل الله أن أكون قد فتحت فتحا مباركا
كم تمنينا لك ذلك ولكن للأسف فلسفة الأعداد لها من يناصرها ولسنا منهم، ونريد منك تكميلا لما شرعنا فيه بلسان عربي مبين وليس بالأعداد وضربها وطرحها والاعتراض عليها ومحاولة الأقناع رغم عدم الاقتناع. مع تحياتي لكم وللأستاذ المحب للقرآن والشيخ الشنقيطي.
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[10 Mar 2009, 11:04 م]ـ
هذه مشاركة أنقلها بنصها مما وفق الله له في رسالة الدكتوراه في دراسة السياق القرآني لسورة البقرة أرجو أن يكون فيها نفع وجواب:
قوله تعالى: (حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ).
غرض الآية ومناسبتها للسياق.
الآية تتضمن غرضين أساسين:
الأول: توجيه المؤمنين، وصرفهم عن الانهماك بشؤونهم الخاصة ومشكلاتهم الداخلية، إلى ما هو أعظم منها وهو عبادة الله تعالى والقيام بحقه، والانشغال بالأمور الكبرى، رفعاً للنفوس من الاشتغال بالخلق إلى الانشغال بالخالق تعالى ([1])، تهيئة وتمهيداً لتكليفهم بالأمر الأعظم وهو الجهاد، وكل ذلك جاري في سياق بناء نظام المجتمع المسلم الذي ركزت عليه السورة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال صاحب النبأ العظيم في بيان نفيس للغرض: "أخذ الآن يطوي صحيفة أحكامه، ليتحول بنا عنها إلى ما هو أهم منها، فقال لنا وهو يطويها: دعوا المشادة في هذه الشئون الجزئية الصغرى، سووها بينكم بقانون البر والفضل، وحولوا أبصاركم إلى الشؤون الكلية التي هي أحق بأن يتوفر عليها العزم والقصد، وأحرى أن يشتغل بها العقل والقلب .. حافظوا على الصلاة ... أنفقوا في سبيل الله ... جاهدوا في سبيل الله (وبعد) فهل حديث الصلاة هنا يعتبر مقصداً أصلياً مستقلاً، أم هو جزء من مقصد آخر؟ " ([2]).
الثاني: بيان عظم الصلاة، وأثرها في حل الأزمات الداخلية والخارجية. ويؤكد هذا أن الآية وردت بين الحديث عن الطلاق والقتال، وهما يمثلان أشد أوقات الأزمات في الأمة الداخلية والخارجية، فناسب أن يكون التوجيه فيهما بأعظم سبيل للخلاص والخروج من الأزمة وحصول الأمن الداخلي والخارجي، وهو الصلاة ([3]).
ومناسبة الآية للسياق، ظاهرة من وجوه منها:
أولاً: أنه لما أطال الحديث في أحكام الأسرة وأحكام النساء خاصة وما يتعلق بهن، وهي موضوعات تصرف هم الإنسان وتشغله عن عبادة ربه وقضاياه الكبرى التي هي عبادة الله تعالى وقضايا الأمة، أمر الله تعالى بالمحافظة على الصلاة مباشرة لتنتزع نفوس المؤمنين من الانشغال بحقوق الخلق لترفعهم إلى الانشغال بحقوق الحق تعالى ([4]).
قال البيضاوي: "لعل الأمر بها في تضاعيف أحكام الأولاد والأزواج لئلا يلهيهم الاشتغال بشأنهم عنها" ([5]). وتواترت أقوال المفسرين في ذكر هذه المناسبة ([6]).
ثانياً: أن الآيات قبلها في مسائل الخلاف، والآيات بعدها في مسائل الخوف، فأمر بالصلاة التي هي سبب في طهرة النفس وتزكيتها وتصفيتها من الكدر في حالات الخلاف، وهي قوة للنفس وعدة لها وتثبيت للقلب في حالات الخوف؛ فكأنه قال: حافظوا على الصلاة فهي عون لكم في مشاكلكم الخاصة، وعدة لكم في مشاكلكم العامة.
قال صاحب النبأ العظيم: "الصلاة كما نعلم قوة معنوية على العدو، وعدة من عدد النصر كما قال الله: +وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ" [البقرة 45] فلا جرم كان من الحكمة أن تزود بها أزواج المجاهدين، قبل أن يؤمروا بالقتال أمراً صريحاً، والصلاة في الوقت نفسه طهرة للنفس من مساوئ الأخلاق، تنقيها من دنس الشح والحرص على حطام الدنيا، لا جرم كان من الحكمة كذلك جعلها دعامة للوصية الآنفة، التي أمرتنا بالتسامح والتكارم في المعاملات، هكذا كان وضع حديث الصلاة مزدوج الفائدة: دواء وغذاء معاً، بل قل إنه مثلث الفائدة" ([7]).
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) هذا منهج قرآني عظيم في حل المشكلات، وهو صرف النفوس عن جو المشكلة إلى جو العبادة لتطمئن النفس وتستقر وتهدأ من ثورة الغضب والاضطراب الذي يزيد الشحناء والخلاف؛ ولهذا وجه بهذا العلاج بعد الأمر بالعفو والمسامحة كأنه أراد أن يبعث النفوس على العفو بالصلاة، وهذا أمر ظاهر فإن الإنسان بعد أدائه للصلاة يشعر براحة واستقرار، وما أجمل أن تكون جلسات العفو والمصالحة بعد الصلوات؛ فإنها أقرب لتحقيق التسامح والعفو.
([2]) ((النبأ العظيم)) (ص205).
([3]) وهذا أمر ظاهر مطرد في الشريعة، ولذا شرعت الصلاة حال الخسوف، والاستسقاء، والإستخارة. فالصلاة خير معين للإنسان في حال قلقه وفزعه؛ لأنها فزع إلى الله واتصال به، ولا شك أن الإنسان حال حصول حالات طارئة له فإنه يفزع إلى أقرب الناس له وأرجاهم معونة ونجدة له. فما أعظم هذا التوجيه الإلهي الكريم، وما أعظم هذه المناسبة للآيات في موقعها بين الحديثين.
([4]) انظر: ((تفسير المنار)) (2/ 436).
([5]) ((أنوار التنزيل)) (1/ 128).
([6]) انظر: ((البحر المحيط)) (2/ 543)، ((مفاتيح الغيب)) (6/ 124). ((نظم الدرر)) (3/ 359)، ((إرشاد العقل السليم لأبي السعود)) (1/ 274)، ((روح المعاني)) (1/ 747)، ((التحرير والتنوير)) (2/ 466)
([7]) ((النبأ العظيم)) (ص206).
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[10 Mar 2009, 11:24 م]ـ
إني لأستغرب -واسمحوا لي- من بعض الأخوة الذين يتخوفين من طول النقاش بين الأخوة هنا 00
فإذا كانت القلوب سليمة من حمل الغل والحقد والمقصود الوصول إلى الحق فلا ضير إذاً00
ـ[صبري]ــــــــ[10 Mar 2009, 11:45 م]ـ
[ QUOTE= د. خضر;74036] كم تمنينا لك ذلك ولكن للأسف فلسفة الأعداد لها من يناصرها ولسنا منهم، ونريد منك تكميلا لما شرعنا فيه بلسان عربي مبين وليس بالأعداد وضربها وطرحها والاعتراض عليها ومحاولة الأقناع رغم عدم الاقتناع. مع تحياتي لكم وللأستاذ المحب للقرآن والشيخ الشنقيطي. [/ QUO
أولا الأية رسمها كما كتبته أنا ولست أنت
ثانيا إذا كان حجتك اللسان العربي المبين فانتظر مني تفاسير لم تخطر على بالك ولا على بال من سبقوني في التفسير
وإذا كنت من أصحاب التفسير ولك قدرة على ذلك فأبلغني ما أو من هو الرقيم
فإذا عجزت عن ذلك أنا أبلغك
ولا تظن أنني مغرور في علمي لكن اسلوبك الحاد أغضبني
وللعلم أنا لم أتلقى تعليما في جامعات ولا معاهد ولا في حلقات ولم أطلع على تفاسير العلماء
فهل تجاريني؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله المعيدي]ــــــــ[10 Mar 2009, 11:59 م]ـ
نفع الله بكم .. وجزى الله الإخوة الفضلاء خيراً ..
وقد بحث هذه المسألة العلامة بكر ابوزيد رحمه الله في معجم المناهي اللفظية ونقل نقولاً جيدة فليراجع ..
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[11 Mar 2009, 01:30 ص]ـ
وللعلم أنا لم أتلقى تعليما في جامعات ولا معاهد ولا في حلقات ولم أطلع على تفاسير العلماء
فهل تجاريني؟
غفر الله لك اخي صبري على قولك هذا
وأقول نيابة عن شيخنا الدكتور خضر يجاريك على ماذا؟
انت حكمت على نفسك بنفسك اذا لم تتعلم في جامعة ولا معهد ولا حلقة ولم تطالع التفاسير فلم يبق لك الا النبوة فهل هذا من الفتح المبين؟ ربما
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Mar 2009, 06:11 ص]ـ
أرى والرأي للمشرفين
أن إدخال أي مشاركة تتناول قضية العدد في موضوع لا علاقة له بموضوع الأعداد تحذف.
لأني أرى أن هذا يغير مسار النقاش ويذهب بفائدة الموضوع المطروح.
بل إني أرى أن أي تعقيب في أي مشاركة لا يتناول صلب الموضوع المطروح يكون في موضع مستقل.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[11 Mar 2009, 11:19 ص]ـ
ردودكم أعلمها قبل أن تعرضوها وكنت اتنمى طرح تعليق أخر
اولا القصر في الصلاة لا ينقص من اجرها فتكتب للمقصر كما تكتب لنا
بالنسبة لصلاة الجمعة ورود الاية في السورة رقم 2 إشارة لتلك الركعتين في صلاة الجمعة
وأظن أن خطبتا الجمعة جزء لا يتجزأ من صلاة الجمعة
وأنا أعلم أن هناك من يقول أن صلاة الجمعة في الوقت الحاضر لا تسقط صلاة الظهر
لأسباب لا أريد أن اذكرها هنا ويصلون الجمعة على الندب ويصلون الظهر على اعتبار الواجب
الأخ الكريم صبري
إنَّ النقاش في في مسائل الفتوحات الإلهية والتفاسير العددية الجديدة التي يقرُّ مختلقوها بعزلتهم التامة عن موارد التعليم الرسمية وكذلك الأهلية بل حتى ومصادره الخطية لَيوجبُ على حمَلة ألويته أن يدرءوا كلَّ ما يتوهمون ورودهُ على متلقي هذه التفاسير والفتوحات من شُبَهٍ واستشكالات حتى يكونَ ذلك منهم ضبطا لمنهج الاستنباط وصيانةً لهُ عن النقض والنقد , ومن تأمَّلَ نصوص الوحيين وكتبَ العُلمَاء رحمهم الله في أيِّ فنٍّ وجدَ هذا السبقَ إلى دفع الشبهة قبل ورودها ظاهراً جلياً , فليتكم رددتم على ما تعلمونَ قبلُ أنَّا معترضونَ به على العملية الحسابية الخاطئة وغَنِيتُم بذلك عن مجرد زعمِ العلمِ بالاعتراض قبل كتابته , ولعلّ بعدَ الشقة بينكم وبين سبل تحصيل العلم كانت السبب الأوحدَ في وقوعكم في هذه الزلقة التي هي أقل وأهونُ ما سيوافيكم به المشايخُ المتخصصون في الملتقى حول ما تنشرون من تفسيركم مستقبَلاً.
وقضيةُ الأجور مردُّها إلى الله تعالى , وليس للمكلفين من أمرها شيءٌ , لتقول لنا إنَّ أجر القاصر للعذر كأجر المتم , فنحنُ لم ولن نتباحث معك في هذا , بل الخلافُ معك في استخدامك أسلوباً حصرياً عربيا مبيناً تقول فيه (والمحافظة على الصلوات لا يكون إلا ب 17 ركعة يوميا على مدار الأسبوع) وهذا ما يجمعُ الناسُ - وأنت معهم - على بطلانه. ولعلك تخمِّسُ وتعشِّرُ بالعدد 117 الذي هو مجموع ركعات الأسبوع لتربطه بشيء آخر في القرآن , أمَّا هذه الآيةُ فدونَ التسليم لك بها على هذه الحال رُقيُّ السِّماك.
بالنسبة للظن - الذي لا يغني من الحق شيئاً - بأنَّ خطبتي الجمعة جزءٌ لا يتجزّأ من الصلاة , ولعلك تبغي بذلك الوصول إلى أنها بدلٌ عن الركعتين وحينها يكونُ مجموع صلاة المسلم 117 + خطبتي الجمعة = 119.
وهذا وإن كانَ قولاً لبعض الفقهاء رحمهم الله إلا أنهُ مرجوحٌ مردودٌ , لأنَّ القائلين به قاسوا في مقابلة النص , وهذا مما يفسُدُ به القياس عند الأصوليين رحمهم الله , ومن جملة ما ردوا به هذا القياس المفضي إلى أنهما بدلٌ عن الأوليين من الظهر أمور منها:
* أن من دخل المسجد والإمامُ يصلي فإن دخولهُ مع الإمام في الصلاة يسقطُ عنهُ التحيةَ , والخطبة على العكس من ذلك لورود النص بوجوب التحية على الداخل للمسجد أثناءها كما في قوله صلى الله عليه وسلم (إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب، فليركع كعتين وليتجوز فيهما) قال العلماء فلو كانت الركعتان بدلاً لسقطَ الإلزامُ بالتحية للداخل أثناءها إلى المسجد.
* جوازُ الكلام الأجنبي فيها , وجوازُ الحركة عن المنبر والنزول منه وغير ذلك مما ثبتته به السنة , وفارقت الخطبةُ فيه الصلاة فلم يعد القياسُ بينهما ممكنا , وهذا الخلاف لهُ ثمراتٌ كثيرةٌ منها لو انتقضَ وضوء الخطيب بعد الخطبة وقبل الصلاة أيستأنف الخطبة من جديد بعد وضوءه الثاني بناءً على أنها جزءٌ لا يتجزأ كما يقول الأخ صبري ومن سبقهُ من الأئمة , أو يتوضأ ويصلي بالناس بناء على قول الجمهور.
وهذا الخلافُ الفقهي لا يتصلُ بما نحنُ بصدده من عمليات حسابية يُرادُ إقحامها في الدلالات القرآنية.
وكذلك كلامكَ الأخيرُ حول مذهب الأحناف رحمهم الله لا داعي لإيراده وإفادتنا علمَكَ به.
والله أعلمُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[11 Mar 2009, 04:29 م]ـ
ثانيا إذا كان حجتك اللسان العربي المبين فانتظر مني تفاسير لم تخطر على بالك ولا على بال من سبقوني في التفسير
وللعلم أنا لم أتلقى تعليما في جامعات ولا معاهد ولا في حلقات ولم أطلع على تفاسير العلماء
فهل تجاريني؟
أخي الكريم صبري
لا أرى مثلاً لتفسيرك إلا وحيَ الله إلى أنبيائه أو تكليمهُ بعضهم من وراء حجاب , وكلاهما يستحيلُ عليك وعلى غيركَ شرعاً , فمن أين لك هذا التفسيرُ الذي لم تسبق إليه؟
ومن أينَ لكَ المخرجُ مما جمعتْهُ هذه الأسطُر - على قلتها - من تناقضات ومضائق؟
فأنت باعترافك لم تتلقَّ تعليما في جامعات ولا معاهد ولا في حلقات ولم تَطلع على تفاسير العلماء , ومن كانَ هذا حالَهُ , فما يدريه بأنهُ أتى بما لم يأت به الأوائلُ قبله , لأنَّ زعمَ الجدة في التفسير والابتكارَ في معاني القرآن مع نفي معرفة الأوائل بها يلزمُ منهُ الإحاطةُ بما قالوه أو ببعض ما قالوه ليستقيمَ هذا الكلامُ عقلاً.!
وما دامت هذه شخصيةُ المفسر , وتأصيله لنفسه , فليطمئنَّ قلباً بأن لن يجاريه أحدٌ أو يباريه.(/)
فتوى العلامة البراك في ضيف معرض الكتاب (محمد عابد الجابري)
ـ[راوية]ــــــــ[05 Mar 2009, 12:42 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سئل فضيلة الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر البراك السؤال التالي:
فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك وفقه الله
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعدُ:
فقد صدر مؤخراً عن مركز دراسات الوحدة العربية كتابٌ للدكتور/ محمد بن عابد الجابري بعنوان "مدخل إلى القرآن الكريم"، تضمن هذا الكتاب فصلاً بعنوان "جمع القرآن ومسألة الزيادة فيه والنقصان"، ومما جاء فيه في صفحة 232 قوله عن القرآن الكريم: (ومن الجائز أن تحدث أخطاء حين جمعه، زمن عثمان أو قبل ذلك، فالذين تولوا هذه المهمة لم يكونوا معصومين، وقد وقع تدارك بعض النقص كما ذُكر في مصادرنا، وهذا لا يتعارض مع قوله تعالى: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"، فالقرآن نفسه ينص على إمكانية النسيان والتبديل والحذف والنسخ .. ) ثم ساق بعض الآيات التي تدل على وقوع النسخ إجمالاً في القرآن الكريم، وختمها بقوله: (ومع أن لنا رأياً في معنى " الآية " في بعض هذه الآيات، فإن جملتها تؤكد حصول التغيّر في القرآن، وإن ذلك حدث بعلم الله ومشيئته).
فما هو قولكم أحسن الله إليكم في هذا الذي قرره الدكتور الجابري، لاسيما أن كلامه هذا قد انتشر كثيراً في وسائل الإعلام المختلفة من الصحف والمواقع على الشبكة الإلكترونية وغيرها، وفرح به خصوم الإسلام وأعداؤه من اليهود والنصارى والملاحدة والرافضة، وعدّوه تصريحاً مهماً يثبت وقوع التغيير في كتاب الله الكريم قاله أحد كبار المفكّرين الإسلاميين.
أرجو إفادتي في ذلك، نفع الله بكم وبعلمكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
الجواب:
الحمد لله الذي يقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق، وصلى الله وسلم على رسوله محمد الذي بلغ ما نُزل إليه من ربه، وآله وصحبه؛ أما بعد فإن هذا الكلام المذكور في السؤال ظاهرٌ منه القصد إلى التشكيك في القرآن الذي بأيدي المسلمين في سلامته من التغيير والزيادة والنقص، وحينئذ فلا يبقى وثوق بصحة القرآن، ولكن صاحب هذا الكلام لم يؤثِر الصراحة خوف التشنيع عليه وافتضاح فكره، فآثر أن يجعل الأمر محتملا، بل جعل احتمال التغيير في القرآن راجحا، وسَلَك لذلك لَبْسَ الحق بالباطل واستعمالَ الألفاظ المجملة، ويظهر ذلك بأمور مما جاء في كلامه:
1ـ قوله: (ومن الجائز أن تحدث أخطاء حين جمعه زمن عثمان أو قبل ذلك فالذين تولوا هذه المهمة لم يكونوا معصومين).
نقول: تضمنت هذه الجملة التشكيك في سلامة القرآن من الخطأ حين جمعه، لقوله: (من الجائز أن تحدث أخطاء حين جمعه) ولقوله: (فالذين تولوا هذه المهمة لم يكونوا معصومين).
ونقول: كذبت! فإنه لا يجوز أن يحدث خطأ حين جمع القرآن لضمان الله حفظ كتابه في قوله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ونقول: إن الذين قاموا بمهمة جمع القرآن معصومون في عملهم هذا، فإن الصحابة مجمعون على هذا الجمع، ولا يجوز أن يجمعوا على خطأ، وأجمع المسلمون بعدهم على هذا القرآن الذي تلقوه عمن تلقاه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأجمع المسلمون على كفر من زعم تحريف القرآن أو جوّز ذلك، لأن ذلك ينافي قوله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) فحَفِظَه أولا من أن تصل إليه الشياطين (إنهم عن السمع لمعزولون) وحفظه ثانيا بتبليغ نبيه صلى الله عليه وسلم وكتابته وحفظه في الصدور، ثم جَمْع الصحابة له وإجماعهم على ذلك.
2ـ قوله: (وقد وقع تدارك بعض النقص كما ذكر في مصادرنا).
نقول: اكتفى صاحب هذا الرأي الفاسد بإبهام النقص وإبهام المصادر، لأن غرضه لا يتحقق إلا بهذا الإبهام، وهو إحداث التشويش في عقيدة المسلم بالقرآن. وإذا وقع التدارك لم يكن نقص.
3ـ قوله: (وهذا لا يتعارض مع قوله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) نقول: هذه دعوى باطلة جاء بها لدفع الاعتراض عليه بالآية، فإن وَعْد الله بحفظ تنزيل القرآن يستلزم امتناع جواز الخطأ فيه فضلا عن وقوعه، فدعوى المذكور عدمَ التعارض تلبيسٌ وتمويهٌ على السذج والجهال.
(يُتْبَعُ)
(/)
4ـ قوله: (فالقرآن نفسه ينص على إمكانية النسيان والتبديل والحذف والنسخ) نقول: هذا من أقبح التلبيس والتلاعب بعقول القراء، وإلا؛ فما نصَّ عليه القرآن من ذلك راجع إلى تشريعه سبحانه وحكمته بمشيئة وقت نزول القرآن (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها)، وليس ما ذُكر في هذه الآية مما وعد الله بحفظ القرآن منه، فإدخاله فيه غايةٌ في المغالطة والتلبيس.
5ـ قوله: (مع أن لنا رأيا في هذه الآية ـ يريد: ماننسخ من آية أو ننسها ـ فإن جملتها تؤكد حصول التغير في القرآن، وإن ذلك حدث بعلم الله ومشيئته)، نقول: أبنْ لنا عن رأيك في معنى الآية، وقولك: (فإن جملتها تؤكد حصول التغير في القرآن) نقول: في هذا ما في الذي قبله من اللبس والتلبيس؛ فالتغيير الذي تدل عليه الآيات هو من قِبَل الله الذي أنزل القرآن، فهو بمشيئة الله وعلمه وحكمته ولا يكون إلا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) التغيير قد انقطع بموته صلى الله عليه وسلم لانقطاع الوحي، وأما التغيير الباطل فهو ما يحصل من فعل الناس عمدا أو خطأ، وهذا ما وعد الله بحفظ كتابه منه، وعصم منه هذه الأمة أن تُجمع على شيء منه، وقد أجمعت الأمة على هذا القرآن المكتوب في مصاحف المسلمين المحفوظ في صدور الحافظين المتلوِّ في المحاريب بألسن القارئين، وأجمعوا على سلامته من التحريف والتغيير والتبديل، كما أجمعوا على كفر من ادعى ذلك في القرآن، و أنه مرتد وإن زعم أنه مسلم.
وقول هذا المشكك في سلامة القرآن: (وإن ذلك حدث بعلم الله ومشيئته) هو من جملة التمويه على القارئ؛ فإن كل ما يحدث في الوجود من خير وشر وحق وباطل هو بعلم الله ومشيئته، فهي كلمة حق أريد بها باطل.
وبعد ما تقدم أقول: يجب الحذر من صاحب هذا الكلام المسؤول عنه، فإنه ماهر في التمويه ومخادعة القارئ في نفث فكره العفن مما أدى إلى اغترار كثير من الأغرار بكلامه وكتبه، وفرح به من يوافقه على فكره، نسأل الله أن يقينا والمسلمين شر المفسدين والملحدين، وأن يمن علينا بالثبات والبصيرة في الدين، كما ندعو هذا الرجل إلى التوبة إلى الله قبل أن يدركه الموت، وأن يعلن إيمانه بسلامة القرآن من التغيير والتبديل، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أملاه
عبدالرحمن بن ناصر البراك
الأستاذ (سابقا) بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
الرياض في 7ربيع الأول 1430
ـ[ابوهريرة المكي]ــــــــ[05 Mar 2009, 12:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزى الله فضيلة الشيخ خيرا على ما افاد واجاد
وجزاكم الله خيرا على نقلكم الطيب .. غير اني اتمنى في مثل هذه النقول ان تكون معزوة الى المصادر المأخوذة عنها لتعم الفائدة
نفع الله بكم الاسلام والمسلمين .. .
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[05 Mar 2009, 02:17 م]ـ
الحمد لله الذي جعل في كل خلف من هذه الأمة عدول ينفون عن دينها تحريف الغالين وإنتحال المبطلين وتأويل الجاهلين.
جزى الله الشيخ البراك ومن نقل إليه السؤال ومن نشر الفتوى خير الجزاء.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[05 Mar 2009, 02:23 م]ـ
جزاكم الله خيرا000
هذا الرجل لهو سوابق من هذا العفن الغث فربما لمز الصحابة رضي الله عنهم ووصفهم بالمرتزقة ولهو طعن في الشريعة 000
ومن أراد أن يطلع على بعض ما عند هذا الشخص المسكين فلينظر مشاركة أخينا أبي عبد المعز التي بعنوان (هاتوا معاولكم000) فقد ضمنها ثلاث مشاركات عن هذا المذكور وهي في قسم الإنتصار للقران الكريم 0
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[05 Mar 2009, 02:26 م]ـ
ثم إني أسأل إخواني
هل يكتفي بفتاوى فردية في مثل هذا القول الخطير وبخاصة في هذا الزمن الذي ينقب فيه أعداء الإسلام عن أدنى الشبه ليطعنوا بها في القرآن؟
أليس من الواجب أن تصدر هئية كبار العلماء فتوى ببطلان هذا القول ومصادرة الكتاب ومنعه من النشر؟
وكذلك من المؤتمر العالمي للفتوى وملتقى العلماء المسلمين برابطة العالم الإسلامي، ومن الأزهر؟
أرجو مشاركة الرأي، وجزاكم الله خيرا.(/)
بين داوودي وعيتاني .. لم أعد ادري؟
ـ[فارس الغرابي]ــــــــ[05 Mar 2009, 05:51 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
المفردات في غريب القران للراغب الأصفهاني، كتاب وصفه الكثيرون بالأفضل في هذا العلم أو أنهم نصحوا به.
عرفت أن التحقيق الأجود لهذا الكتاب قام به الدكتور صفوان داوودي، وبعد بحث حثيث وإتصالات مع دار القلم بدمشق والدار الشامية بيروت ومراجعة مكتبة البشير لم أجد هذا الكتاب.
وإنما وجدت (مفردات الفاظ القران) بتحقيق صفوان داوودي.
كما وجدت (المفردات في غريب القران) بتحقيق محمد عيتاني ... فقط.
الإستفسارات الهامة أخواني وخصوصا المختصين:
* هل صفوان داوودي قام بتحقيق (المفردات في غريب القران) أم انه لم يحقق إلا مفردات الفاظ القران؟
* وإن هو فعلا قام بتحقيقه أين يمكن أن أجد الكتاب لا سيما ومعرض الكتاب في بدايته.
* ما الفرق بينه وبين تحقيق / محمد خليل عيتاني، أو ايهما انسب.
يبدو أنني أطلت ولأنها اسئلة مهمه فأرجو إفادتي وجميع الأخوان وجزاكم الله عن الجميع خيرا.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[05 Mar 2009, 08:49 ص]ـ
أخي الكريم
لو أنك بحثت في هذا المنتدى الكريم؛ لما وقعت في هذه الحيرة؛
ولا بين بين!!!
(كتاب: المفردات في غريب القرآن؛ للراغب الأصبهانيّ)
فقد ذكر أخانا الكريم الدكتور مساعد الطيار (أحد مشرفي ملتقى أهل التفسير)
أن من أفضل طبعات كتاب المفردات للراغب؛ هي التي بتحقيق صفوان داوودي، الناشر دار القلم بدمشق / 1412 هـ.
وللعلم:
فقد أخبرني أخي وأستاذي الدكتور محمد ألتونجي، وهو من أعلم الناس باللغة الفارسية ومتخصص فيها، وله معاجم فيها يعتز بها الإيرانيون ..
أقول: أخبرني أن هناك طبعة إيرانية متقنة كاملة لهذا الكتاب النفيس، ولعلها من أجود طبعات الكتاب وأكملها وأتمها، وقد تمنيت عليه أن يترجمها؛ أو أقلها يترجم لنا
مقدمة الكتاب والتحقيق ..
وهلا وغلا وألف مرحبا
وعلى الرحب والسعة
ـ[فارس الغرابي]ــــــــ[13 Mar 2009, 11:26 م]ـ
أخي الكريم
لو أنك بحثت في هذا المنتدى الكريم؛ لما وقعت في هذه الحيرة؛
ولا بين بين!!!
(كتاب: المفردات في غريب القرآن؛ للراغب الأصبهانيّ)
فقد ذكر أخانا الكريم الدكتور مساعد الطيار (أحد مشرفي ملتقى أهل التفسير)
أن من أفضل طبعات كتاب المفردات للراغب؛ هي التي بتحقيق صفوان داوودي، الناشر دار القلم بدمشق / 1412 هـ.
وللعلم:
فقد أخبرني أخي وأستاذي الدكتور محمد ألتونجي، وهو من أعلم الناس باللغة الفارسية ومتخصص فيها، وله معاجم فيها يعتز بها الإيرانيون ..
أقول: أخبرني أن هناك طبعة إيرانية متقنة كاملة لهذا الكتاب النفيس، ولعلها من أجود طبعات الكتاب وأكملها وأتمها، وقد تمنيت عليه أن يترجمها؛ أو أقلها يترجم لنا
مقدمة الكتاب والتحقيق ..
وهلا وغلا وألف مرحبا
وعلى الرحب والسعة
الأخ مروان
اولاً اشكرك لحسن تجاوبك
بحثي شمل هذا المنتدى وغيره من المنابر القيمة ..
ولم اتوصل للفرق القاطع بين:
المفردات في غريب القران - بتحقيق صفوان داوودي
مفردات الفاظ القران - بتحقيق صفوان داوودي
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[14 Mar 2009, 01:37 ص]ـ
أخي الكريم ..
هو كتاب واحد وليس كتابان.(/)
(بشرى) مصحف المدينة برواية حفص ورواية ورش يباع على النت
ـ[أبو عمر الحسني]ــــــــ[05 Mar 2009, 09:22 ص]ـ
كثيرا ما وجدت أخوة يريدون اقتناء ولو نسخة واحدة من الطبعة الجديدة من مصحف المدينة وخصوصا ممن هم خارج المملكة، المفاجأة أني وجدت المصحفين (مصحف حفص وورش) يباع في أحد المتاجر الالكترونية بوسيلة سهلة وآمنة إن شاء الله فأحببت نقل رابط الموقع هنا للفائدة ولا تنسوا أخاكم من صالح الدعاء ..
مصحف المدينة برواية حفص
http://www.souq.com/item.php?id=4405422&list=new&pos=2&lan=AR
مصحف المدينة برواية ورش
http://www.souq.com/item.php?id=4403034(/)
مدى تأثير الفرق المنحرفة على واقع المسلمين
ـ[إبراهيم المصري]ــــــــ[05 Mar 2009, 11:26 ص]ـ
السلام عليكم
أكتب إليكم وأنا على مقاعد الدراسة الجامعية أتلقى العلم من المشايخ الكرام أثابهم الله تعالى
والذي أريده هنا هو محاولة حصر ما تنتجه المطابع من كتب تتعلق بالتفسير والدراسات القرآنية لكتاب انحرفوا عن منهج أهل السنة والجماعة، من خلال النقاط التالية:
1. لا بد للعقائد المنحرفة من دول ومؤسسات تتبنى هذا الفكر أو العقيدة المنحرفة، ولا أعلم - حسب الاطلاع - عقيدة تتبانها الدول إلا ما يوجد في إيران وسلطنة عمان الأولى تحمل عقيدة الرافضة والأخرى عقيدة الإباضية.
2. يوجد بعض المؤسسات أو الجهات المشبوهة التي تعمل على هدم المبادئ التي استقر عليها المسلمون من خلال عملاء لها في الساحة يقوم ابتداءًا على هدم النص النبوي، وإعلاء العقل - زعموا -
3. الأثر المشاهد لعقيدة الخوارج أو الأفكار المنحرفة لا ترقى لأثر عقيدة الرافضة في المجتمع، حتى رأينا من بعض من يتقمص العلم من يفتي بجواز التعبد بالمذهب الرافضي.
4. لاأريد إهمال وتجنب الردّ على كلّ ناعق يريد الظهور، ولكن الموازنة في مثل هذه الظروف التي تمرّ بها الأمة أمر لا بدّ منه
5. هل يمكن تجميع الكتب ذات التأثير الرافضي أو المنحرف بشكل عام في مكان واحد ومحاولة تصنيفه حسب خطورته وتأثيره في آن واحد
وفقكم الله لكل خير
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Mar 2009, 06:14 م]ـ
فيما سألتم عنه دراسات وأبحاث قيمة، بعضها تجدُ أخبارَه في ملتقى أهل التفسير لو تتبعت المشاركات السابقة بارك الله فيكم.(/)
التنازع بين قواعد الترجيح
ـ[الشمراني أبو معاذ]ــــــــ[05 Mar 2009, 11:34 ص]ـ
إلى أهل الفضل ... أحببت أن أسأل أساتذتي وإخواني عن كيفية العمل عند التنازع بين قواعد الترجيح؟ وهل هناك قانون يمكن الرجوع إليه عند التنازع؟
وما الكتب التي عرضت لهذه المسألة؟
ولكم أصدق الدعاء،،،
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[05 Mar 2009, 01:39 م]ـ
هذا الموضوع من الموضوعات الدقيقة المهمة التي لا تزال بحاجة إلى بحث وتحرير، وقد أشار إليه إشارات جيدة الدكتور حسين الحربي في مقدمة كتابه: قواعد الترجيح، وذكر بعض الأمثلة الموضحة له.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[05 Mar 2009, 02:05 م]ـ
الحمد لله والصلاة على رسول الله.
في نظري القاصر إذا تنازعت الحكم قاعدتان نظر في أقواهما، فإن تساواتا بحث عن مرجح خارجي.
والله أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[الشمراني أبو معاذ]ــــــــ[06 Mar 2009, 07:09 م]ـ
الذي يظهر أن الحكم بقانون كلي يرجع إليه عند التنازع غير متيسر.
فمثلاً:ذكر الدكتور الحربي في قواعد الترجيح: (1/ 58): "إذا ثبت الحديث وكان نصاً في تفسير الآية فلا يصار إلى غيره ".
لكن يمكن القول بأن التفسير النبوي كان من قبيل التمثيل، ولم يرد الحصر أو القصر.
ولدي بعض الأفكار في هذه المسألة - عسى الله أن يفتح عليّ - وأنشط لتدوينها، وعرضها على الفضلاء.(/)
حصر الأعمال الكاملة للدكتور خالد السبت
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[05 Mar 2009, 02:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
منذ سنوات قد اعتنيت بكتب الدكتور خالد السبت في علوم القرآن ويتضح أن أنفاسه أصيلة متعمقة في التخصص حفظه الله فتقرر لدي جرد كتبه كاملة ـ على سبيل إطلاق الجرد على الدراسة المتكاملة المستغرقة للمجموعة لا على سبيل القراءة المرورية ـ
فلو كان ـ من خلال ذلك الموضوع ـ حصر بمجموعة مؤلفاته ودار النشر لتيسير الحصول عليها
وجزاكم الله تعالى خيرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Mar 2009, 06:11 م]ـ
موقع الدكتور خالد السبت وفقه الله ( http://www.khaledalsabt.com/)
ـ[الحاتمي]ــــــــ[06 Mar 2009, 01:08 ص]ـ
باركـ الله فيكم ياشيخ عبدالرحمن
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[07 Mar 2009, 08:45 م]ـ
جزاك الله خيرا د عبد الرحمن
وعذرا لتأخر الرد
ـ[تميم]ــــــــ[08 Mar 2009, 09:45 ص]ـ
كنت منذ زمن افكر في نسخ أشرطة الشيخ لكن لم يتسر ذلك الى الآن ,هناك أشر طة للشيخ في موقع طريق الاسلام وموقع البث الاسلامي.
وافينا بنتائج البحث ولك جزيل الشكر(/)
هل مصحف عثمان مطابق حرفا بمصحف أبي بكر؟
ـ[جرماوي]ــــــــ[05 Mar 2009, 11:41 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ها أنذا بحسن توفيق من الله انخرط في هذا السلك وعلى استحياء، ورائدي الإغتراف من فيضان علم المشايخ هنا، ولعل لأفيد ....
وأريد من أهل العلم وطلابه إفادتي، ورفع الغموض عن سبيل ذاكرتي، بما يتعلق بهذا الموضوع المهم ....
1= هل مصحف عثمان بن عفان مطابق حرفا بالتمام والكمال مع مصحف أبي بكر رضي الله عنهما جميعا؟
2= هل هذا المصحف الذي بين أيدينا مطابق أيضا بالتمام والكمال مع ما أنزل في بيت المعمور؟
ولعله سؤال غريب عند أول وهلة، ولكن عندي بحث متواضع فيه، أستحي نشره لعدم، اطمئناني للنتيجة، ولذلك أرجو أخذي بحجزي ومدارستي فيه والله المستعان.
ـ[مُتَّبِعَة]ــــــــ[06 Mar 2009, 12:46 ص]ـ
نقل شيخنا الفاضل المشرف العام للملتقى الشيخ عبدالرحمن الشهري مقالا للعلامة الفاضل الشيخ مساعد الطيار، اقتبستُ منه هذه الجزئية:
ثالثًا: علاقة الأحرف السبعة بمصحف أبي بكر ومصاحف عثمان:
اعلم أنَّه لا يوجد نصٌّ صريحٌ في ما كتبه أبو بكر ولا عثمان رضي الله عنهما، لذا ظهر القول بأنَّ أبا بكر كتب مصحفه على الأحرف السبعة، وكتبه عثمان على حرف واحدٍ. وهذا القول لا دليل عليه البتةَ، وهو اجتهاد مدخولٌ.
والذي يدل عليه النظر أنه لا فرق بين ما كُتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مفرق في أدوات الكتابة آنذاك من رقاع ولخف وأكتاف وغيرها، وبين ما جمعه أبو بكر في مصحف واحد، ثمَّ بين ما فرَّقه عثمان ونسخه في المصاحف المتعددة في الأمصار، هذا هو الأصل، وهو أن القرآن الذي توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تمَّ أنه هو الذي بين يدي الأمة جيلاً بعد جيل، ولست أرى فرقًا بين هذه الكتبات الثلاث من حيث النص القرآني، وإنما الاختلاف بينها في السبب والطريقة فحسب.
والمقال بتمامه ومداخلاته القَيِّمة على هذا الرابط:
من إجابة الدكتور مساعد الطيار على أسئلة ملتقى أهل الحديث: الأحرف السبعة ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=1345#post1345)
..
مشايخنا الأفاضل: اليوم كنتُ أتدارس مع ثلة من تلميذاتي مسألة نشأة علم القراءات، والكتاب المقرر لتدريس هذه المسألة لم يَفْصِل فَصْلا واضحا بين الأحرف السبعة والقراءات السبعة، وقد أَوْرَدَتْ إحدى التلميذات إيرادا مفاده: إذا كانت صُحُفُ أبي بكر الصديق رضي الله عنه قد حوت الأحرف السبعة، فهل هذا يعني أن كل آية وردت بحرفين أو ثلاثة أو أكثر قد كُرِّرَتْ كتابةُ في صحف أبي بكر بقدر عدد الأحرف التي أُنزِلت بها الآية؟
- وإذا لم تكن صحف أبي بكر قد حوت الأحرف السبعة، فعلامَ قال عثمان للقرشيين - بما معناه -: " إذا اختلفتم أنتم وزيد في شيء من القرآن فاكتبوه بلغة قريش، فإنما نزل بلسانهم "؟
أرجو من شيوخنا الأفاضل هنا إفادتي أو إحالتي مأجورين متفضلين.
ـ[جرماوي]ــــــــ[06 Mar 2009, 06:07 م]ـ
جزاك الله خيرا يا متبعة ..
الآن بصدد قراءة الموضوع إ ن شاء الله تعالى(/)
ما المقصود بقطعية الدلالة؟
ـ[سؤال]ــــــــ[06 Mar 2009, 12:48 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما كنت أبحث في محرك البحث ( google) تصفحت موقعا وقرأت في قسم (من نحن):
يؤكد " ....... " على التزامه الصادق بثوابت العقيدة الإسلامية - قطعية الدلالة – ...
وسؤالي حفظكم الله وزادكم فقها وعلما ورشادا:
ما معنى (قطعية الدلالة)؟ ومن أول من ألف في هذا؟ وهل هناك مؤلفات تكلمت بالتفصيل عن هذه المسألة؟ وهل بالإمكان جمع الوحي قطعي الدلالة؟
وجزاكم الله الخير كله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Mar 2009, 09:22 ص]ـ
المقصود بقطعية الدلالة أن تكون دلالة النص على المعنى قطعية لا شك فيها ولا تحتمل إلا تفسيراً واحداً، مثل دلالة قوله تعالى: (إنَّ اللهَ لا يغفرُ أن يُشركَ به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) على تحريم الشرك بالله سبحانه وتعالى.
ويقابل قطعية الدلالة ظنية الدلالة، وهي ما كانت دلالته على المعنى ظنية لا قطعية. مثل دلالة قوله تعالى: (وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ) ونحوها من الآيات التي تحتمل أكثر من معنى، فإنها ليست قطعية الدلالة، ولذا فسر بعض العلماء القرء بأنه الطهر، وآخرون بأنه الحيض.
والعادة أن الذي يوصف بكونه قطعيَّ الدلالة هي النصوص الشرعية من القرآن أو السنة النبوية خاصةً، وأما وصف ثوابت العقيدة الإسلامية بكونها قطعية الدلالة فلستُ أدري مقصوده بدقة، وإن كان مآله للمعنى نفسه، فثوابت العقيدة ثبتت بالنصوص ذات الدلالة القطعية غالباً.
وهذه مسألة علمية أصولية تجدها في كتب أصول الفقه جميعاً في مباحث الألفاظ ودلالات النصوص، عند حديثهم عن النص والظاهر والمحكم والمجمل ونحوها من مسائل كتب أصول الفقه.
ولا أعرف من هو أول من ذكرها، وفكرة جمع النصوص الشرعية ذات الدلالة القطعية فكرة ممكنة التطبيق من الناحية النظرية والعملية، ولستُ أدري هل هناك من صنع هذا على سبيل الاستقصاء أم لا.
ـ[سؤال]ــــــــ[12 Mar 2009, 09:33 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على ما تفضلتم به من إجابة؛ وإنّ كان جمع الوحي قطعي الدلالة ممكنا كما ذكر فضيلتكم فسأجتهد لأنقل ما تيسر في هذا الموضوع وأسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق والسداد ومن لديه بصائر في هذا فليتحفنا بها مشكورا.
لقد كنت جالسا يا شيخنا الحبيب مع أحد الأصدقاء وهو من عامة الناس لكنه من أهل الصف الأول في المسجد ..
هو من عامة الناس لكنّ جلّ وقته في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والبر والصلة والإيثار، أحسبه كذلك ولا أزكي على الله أحدا
قال لي ذات مرّة:
إذا كان في كتاب الله تبارك وتعالى ما هو ظني الدلالة إلا أنّ دلالة الوحي قطعي التكليف وإن اختلف التكليف فإن ذلك راجع إلى الحكم الشرعي وأقسامه.
فمثلا:
إذا كانت كلمة (قُرُوءٍ) في قول الله تعالى: (وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ) ظنيّة الدلالة إلا أنّ الآية قطعيّة الدلالة في وجوب العدة؛ وهكذا في سائر الآيات؟
فما رأي الشرع في ذلك حفظكم الله وسددكم؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 Mar 2009, 07:06 م]ـ
ولفضيلة الشيخ سعد الشثري كتاب جيد عن القطع والظن من مطبوعات دار الحبيب في مجلدين.
ـ[سؤال]ــــــــ[16 Mar 2009, 07:21 م]ـ
ولفضيلة الشيخ سعد الشثري كتاب جيد عن القطع والظن من مطبوعات دار الحبيب في مجلدين.
أحسن الله إليكم وجزاكم الخير كله
بحثت عن الكتاب ووجدت نسخة واحدة في مكتبة العبيكان
http://file13.9q9q.net/local/thumbnail/28547418/600x600.jpg
أصل هذا الكتاب رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه
بإشراف الدكتور يعقوب بن عبدالوهاب الباحسين
الفهرس الإجمالي للمحتويات
الجزء الأول
المقدمة
تعريف القطع لغة
مناهج العلماء في حقيقة القطع
تعريفات القطع اصطلاحا
علاقة القطع بالمفردات التي لها صلة به
تعريف الظن لغة
مناهج العلماء في حقيقة الظن وما يؤدي إليه
تعريفات العلماء للظن اصطلاحا
علاقة الظن اصطلاحا بالمفردات التي لها صلة به
مراتب الإدراك
منزلة القطع من مراتب الإدراك
منزلة الظن من مراتب الإدراك
أوجه التشابه بين القطع والظن
الفروق بين القطع والظن
استفادة القطعية والظنية من الكتاب
استفادة القطعية والظنية من السنة
استفادة القطعية والظنية من الإجماع
استفادة القطعية والظنية من القياس
استفادة القطعية والظنية من الاستصحاب
استفادة القطعية والظنية من بقية الأدلة
استفادة القطعية والظنية من العام
استفادة القطعية والظنية من الخاص
استفادة القطعية والظنية من المطلق والمقيد
استفادة القطعية والظنية من الأمر
استفادة القطعية والظنية من النهي
استفادة القطعية والظنية من نوع دلالة اللفظ
استفادة القطعية والظنية من دلالتي الإشارة والاقتضاء
استفادة القطعية والظنية من المفاهيم
الجزء الثاني
حجية خبر الآحاد في القطعيات
حجية القياس في القطعيات
حجية الاجتهاد في القطعيات
تعدد الحق في القطعيات
حكم مخالفة القطعيات
حكم المخطيء في القطعيات
حكم التقليد في القطعيات
حكم العمل بالظنيات
حكم الاجتهاد في الظنيات
تعدد الحق في الظنيات
حكم مخالفة الظنيات
حكم المخطيء في الظنيات
التقليد في الظنيات
البيان بين القطعيات والظنيات
التخصيص بين القطعيات والظنيات
النسخ بين القطعيات والظنيات
الزيادة على النص بين القطعيات والظنيات
التعارض بين القطعيات والظنيات
الترجيح بين القطعيات والظنيات
الخاتمة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سؤال]ــــــــ[24 Aug 2009, 08:32 م]ـ
وفكرة جمع النصوص الشرعية ذات الدلالة القطعية فكرة ممكنة التطبيق من الناحية النظرية والعملية، ولستُ أدري هل هناك من صنع هذا على سبيل الاستقصاء أم لا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مارأي فضيلتكم أن يتعاون الجميع في هذا المنتدى المبارك لجمع قطعي الدلالة وهذه بعض الآيات جمعتها لتكون البداية:
نزول القرآن الكريم لهداية الناس
قال تعالى:- ((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)) البقرة185
- {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلاً} الإنسان23
- {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} القدر1
- {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} يوسف2
- {قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} الزمر28
- {وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً} طه113
- {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} فصلت3
- {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} المائدة67
- {وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} الأنعام155
- (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) سبأ28
- {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ} الأحقاف29
- {الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} إبراهيم1
- {ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} البقرة2
- {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً} الإسراء9
- {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ} النمل92
- {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} التغابن8
- {لَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} النور46
- {إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ} الزمر41
أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم المفرق بين الحق والباطل باللسان العربي المبين في ليلة القدر إحدى ليالي شهر رمضان المبارك على محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأرسله إلى الإنس والجن بكافة شعوبهم وقبائلهم وعقائدهم رحمة بهم ليدلهم ويرشدهم إلى الصراط المستقيم ويخرجهم من الظلمات إلى النور بمشيئته وقدرته سبحانه وتعالى؛ فمن اهتدى بالنور الذي نزل فلنفسه ومن ضل فعليها وإنما محمد صلى الله عليه وآله وسلم من المنذرين
====================
التدبر
قال تعالى:
- {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً} النساء82
{أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءهُمُ الْأَوَّلِينَ} المؤمنون68
{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} ص29
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} محمد24
هذه الآيات تدل دلالة قطعية أن الله سبحانه وتعالى أنزل القرآن لكل الناس
لتدبره وفهم معانيه والعمل بما جاء فيه(/)
فوائد قيمة لسورة يوسف على البوربوينت
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[06 Mar 2009, 12:59 م]ـ
أعده أحد طلبة العلم مشكورا مأجورا .. جزاه الله خير الجزاء وأوفاه .. آمين ..
عرض البوربوينت في المرفقات ..
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[06 Mar 2009, 11:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيرا الملف لا يفتح؟ هل من طريقة للإستفادة منه؟
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[06 Mar 2009, 11:28 م]ـ
الأخ عبدالرحمن الوشمي. . جزاك الله خيرا.
الأخ يوسف محمد مازي. . حمل الملف إلى جهازك ويفتح معك.
آسف على اللقافة رديت بدل صاحب الموضوع. . .
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[07 Mar 2009, 11:38 ص]ـ
أشكر الأخوين يوسف محمد وعبدالله صالح على مرورهما الطيب .. وجزاكما الله خير الجزاء وبارك فيكما .. آمين
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[07 Mar 2009, 05:23 م]ـ
شكر الله لك.
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[07 Mar 2009, 05:30 م]ـ
ولك أخي المبارك أحمد .. سعدت وشرفت كثيرا بمرورك الطيب .. بارك الله فيك وجزاك الفردوس الأعلى .. آمين ...
ـ[معروفي]ــــــــ[08 Mar 2009, 07:51 ص]ـ
وفقكم الله تعالى لما يحب و يرضى.
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[08 Mar 2009, 11:11 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي معروفي .. وبارك فيك .. آمين(/)
سؤال
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[06 Mar 2009, 02:38 م]ـ
في قول الله تعالى:
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) سورة البقرة (260)
هل جاء الجواب في الآية الكريمة مطابق للسؤال؟
ـ[جرماوي]ــــــــ[06 Mar 2009, 06:31 م]ـ
في قول الله تعالى:
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) سورة البقرة (260)
هل جاء الجواب في الآية الكريمة مطابق للسؤال؟
............................
نعم أخي جاء جواب سؤال إبراهيم عليه السلام في الآية الكريمة ...
فإن إبراهيم عليه السلام سأل ربه عن الكيف!!
فبين له ربه الإحياء بتركيبة نفس الجسد تماما ..
لأن البعث أو إحياء الموتى قد يكون إحياءا بصورة أخرى = بغير نفس الجسد ..
وهنا بين الله تعالى أنه قادر على تسوية حتى بنان الميت (بلى قادرين على أن نسوي بنانه) وهذا هو الجواب، ولكن لما كان السؤالي بقوله (أرني) وفرق بين قوله
رب كيف تحيي الموتى وبين قوله رب أرني كيف تحيي الموتى ..
ولذلك كان الجواب مرئيا لإبراهيم عليه السلام ..
.......
وبهذا، يتضح ويزول المشكل والله تعالى أعلم(/)
سؤال عن المفسر الأعقم؟!
ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[06 Mar 2009, 06:54 م]ـ
السلام عليكم
هل يتحفني أحد بتاريخ وفاة الأعقم وعقيدتة هل هو زيدي؟!
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[06 Mar 2009, 11:52 م]ـ
أحمد بن علي الأعقم الآنسي
وهو العلامة علي بن محمد بن علي الأعقم الآنسي، من قرية مطح آنس: عالم، فقيه، مفسر، له من المؤلفات الكتاب الذي اشتهر به، وهو من علماء القرن التاسع.
وللمزيد حول ترجمته، انظر:
أعلام المؤلفين الزيدية للوجيه، مطلع البدور (خ)، مؤلفات الزيدية (2/ 309)، نشر العرف (3/ 316) استطراداً في ترجمة يحيى بن حسن الآنسي. صلة الإخوان (خ).
وتفسير الأعقم، مطبوع في جزء واحد
نبذة عن الكتاب: تكمن أهمية الكتاب في عدة اعتبارات لعل أهمها:
1 - أنه يعد أحد التفاسير المختصرة والمفيدة والتي يحتاج إليها دارس القرآن الكريم خصوصاً إذا ما عرفنا أن المؤلف قد ألف كتابه هذا مقروناً بالمصحف الشريف ليسهل على تالي كتاب الله عز وجل معرفة المعاني والأحكام المتعلقة بآية ما أو حكم بعينه أو قراءة من القراءات السبع وما إلى ذلك.
2 - جمع في كتابه بين التفسير بالدراية وأجاد فيها والتفسير بالرواية وتوسع فيها وإن لم يسند الأقوال إلى قائليها.
3 - أوضح الأحكام المتعلقة بالقراءات السبع بطريقة مختصرة ومفيدة.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[06 Mar 2009, 11:57 م]ـ
وهذه ترجمة أخرى له:
أحمد بن علي بن محمد بن علي الأعقم.
وهو مؤلف , مفسر
القرن الذي عاش فيه / 9هـ / 15م
السيرة الذاتية للعلم:
ولد في قرية (مسْطح)، عزلة (القارة)، في بلاد (آنس) في محافظة ذمار، وتوفي ودفن في مدينة صنعاء.
فقيه، مفسر. تلقى العلم عن العلامة (أحمد بن سليمان)، وله منه إجازة.
من مؤلفاته:
تفسير للقرآن الكريم، (مختصر)، طبع في مجلد عن دار (الحكمة اليمانية).
قال القاضي (إسماعيل الأكوع) في كتابه: (هجر العلم ومعاقله)، عن هذا التفسير: "اهتم به أتباع المذهب (الهادوي) في الآونة الأخيرة، وطبعوه".
مراجع ذكر فيها هذا العلم:
هجر العلم (ج4، ص2042، ط1.)
أعلام المؤلفين الزيدية (ج1، ص93 - خ.)
مطلع البدور (ج1، ص153 - خ.)
مؤلفات الزيدية (ج1، ص307، ط1.)
نشر العرف (ج3، ص315، ط2.)
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[07 Mar 2009, 12:04 ص]ـ
وفي كتاب:
البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع؛ لمحمد بن علي الشوكانيّ:
القاضى يحيى بن الحسن الآنسيّ:
القاضى العلامة يحيى بن الحسن بن أحمد بن يحيى بن إبراهيم بن صلاح الآنسى كان عالما ورعا تقيا فاضلا شاعرا بليغا فمن شعره قصيدة كتبها إلى تلميذه السيد الأديب إبراهيم بن زيد بن على جحاف أولها (أملاك رقى كاتبونى فإننى ... لكتبكم راج ورب البرية) (ولا تحسبونى مذ تنائيت عنكم ... تناسيتكم أوخنت عهد المودة) ومات في هجرة مسطح من بنى قشيب آنسى في جمادى الأولى سنة 1107 سبع ومائة وألف.
وصاحب الترجمة من بيت شهير بالعلم والفضل والصلاح فإنه جده أحمد بن يحيى كان من العلماء الفضلاء الزهاد وجد والد المترجم له وهو يحيى بن إبراهيم بن صلاح كان عالما فاضلا وله فضائل وشهرة في بلادهم وقبره مشهور بجنب قبر السيد يحيى بن قاسم بن يوسف المرتضى بن المفضل بن المنصور بن المفضل بن الحجاج في بلاد آنس.
ومن جدودهم القاضى أحمد بن على الأعقم مؤلف التفسير المشهور للقرآن الكريم
رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[07 Mar 2009, 08:08 ص]ـ
مشكور
ممنون
جزاك الله خيراً
ووفقك الله
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[07 Mar 2009, 08:59 ص]ـ
مشكور
ممنون
جزاك الله خيراً
ووفقك الله
هلا وغلا وألف مرحبا
ولا تنسنا من صالح دعواتك(/)
استفسار عن كتاب (القران الكريم كتاب أحكمت آياته) لأحمد محمد جمال
ـ[ام معتز]ــــــــ[06 Mar 2009, 09:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ارجومساندتي من أهل الاختصاص في تفسيرالقران وعلومه؛ لان رسالة الماجستير التى في صدد إعدادها عن شخصية احمد محمد جمال رحمه الله ‘ واكثر مؤلفاته عن تفسير القران وعلومه وقد واجهت إشكاليه في كتابه (القران الكريم كتاب احكمت اياته)، حيث تناول بالنقد كتب لبعض العلماء قديما وحديثا.
فهل هناك من قرأ كتابه من اهل الاختصاص، وهل عليه مآخذ علميه، ومنهجيه؟
افيدوني بكل معلومه تتعلق بالشخصيه أو بالإستفسارالوارد؟
وشكرا
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[06 Mar 2009, 09:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ارجومساندتي من أهل الاختصاص في تفسيرالقران وعلومه؛ لان رسالة الماجستير التى في صدد إعدادها عن شخصية احمد محمد جمال رحمه الله ‘ واكثر مؤلفاته عن تفسير القران وعلومه وقد واجهت إشكاليه في كتابه (القران الكريم كتاب احكمت اياته)، حيث تناول بالنقد كتب لبعض العلماء قديما وحديثا.
فهل هناك من قرأ كتابه من اهل الاختصاص، وهل عليه مآخذ علميه، ومنهجيه؟
افيدوني بكل معلومه تتعلق بالشخصيه أو بالإستفسارالوارد؟
وشكرا
الأخت الفاضلة
أعتقد أن الكتاب الذي ذكرت كان ردا على ما كتبه الشيخ الشنقيطي صاحب أضواء البيان رحمه الله تعالى تحت عنوان: دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب.
وهو كتاب أعني الرد من القطع الصغير لا أتذكر عدد صفحاته فقد قرأته من زمن بعيد
وهو ليس عندي الآن، ولكن أعتقد أنه صدر عن رابطة العالم الإسلامي إن لم تخني الذاكرة.
وأما تقييم الكتاب، فمن الصعب الحكم عليه بشيء قاطع لأن الموضوع الذي تناوله مما تختلف فيه وجهات النظر.
ولعل الأساتذة الأفاضل من أهل الاختصاص يتحفونا بأرائهم.
غفر الله للراد والمردود عليه وأسكنهما فسيح جناته.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[ام معتز]ــــــــ[07 Mar 2009, 01:58 ص]ـ
الاخ الفاضل محب القرآن الكريم
ماذكرتم من رد حول الكتاب صحيح
ولكن الاشكاليه هل وجهات نظر احمد محمد جمال رحمه الله صحيحه
ام عليها مآخذ علميه؟
وأما تقييم الكتاب، فمن الصعب الحكم عليه بشيء قاطع لأن الموضوع الذي تناوله مما تختلف فيه وجهات النظر.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[07 Mar 2009, 06:50 ص]ـ
فما دورك أنت في الرسالة؟
وهل البحوث إلا لمناقشة هذه القضايا وبيان آراء شخصية البحث ودراستها ومن ثم الحكم عليها قبولاً أو ردا؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Mar 2009, 08:00 ص]ـ
أستأذن الزملاء الفضلاء محب القرآن وفقه الله وأبي مجاهد في الإشارة إلى طرف من الجواب.
الأستاذ أحمد محمد جمال رحمه الله وغفر له من الكتاب المميزين الذين جاهدوا بأقلامهم، وكتبوا كتباً ومقالات قيمة في الصحف والمجلات.
وكتابه (القران الكريم كتاب أحكمت آياته) هو سلسلة من أربعة كتب تقريباً ضمن سلسلة (دعوة الحق) التي تصدرها رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، وهو كان المشرف على صدور هذه السلسلة مدة طويلة من الزمن.
وقد صدر الجزء الأول من كتابه هذا في رمضان عام 1402هـ.
والكتاب تعقيب على الكتب المصنفة في مشكل القرآن والنسخ في القرآن ونحوها قديماً وحديثاً، ومنها كتاب (دفع إيهام الاضطراب بين آيات الكتاب) للشنقيطي رحمه الله.
يقول في مقدمته:
هذه الفصول الثلاثة هي تعقيبات متأنية ومتعمقة على بعض الكتب القديمة والحديثة التي وضعها علماء قدامى ومعاصرون حول القرآن الكريم: آياته وكلماته ومعانيه، وقد أسرف بعضهم في القول بنسخ معظم آيات القرآن، وهذا يعني أن الأحكام والمقاصد الأخلاقية لهذه الآيات قد أبطلت كما أفرط فريق منهم في توهم الإشكال أو الاضطراب في آيات أخرى من القرآن، ثم محاولة الرد أو البيان لسلامة التركيب القرآني لفظاً ومعنى.
وقد صدرت قديماً مؤلفات تحمل عناوين: مشكل القرآن أو غريب القرآن أو مشكل الحديث النبوي أو غريب الحديث النبوي.
وفي رأينا: أنه لا مشكل ولا غريب ولا متناقض ولا متعارض في آيات القرآن الكريم والحديث النبوي الحكيم الثابت سنداً ومتناً ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وإنما الغرابة والاستغراب، والإشكال والاضطراب، في عقولنا نحن البشر، حيث نعجز أحياناً عن فهم آية، أو وعي حديث نبوي، أو نتوهم تناقضاً أو اضطراباً في أحدهما.
ولذلك أرى ألا ينسب الإشكال أو الاضطراب إلى القرآن والحديث، وإنما ينسبان إلى عقولنا وأفهامنا. كما أرى أن توهُّم بعض علمائنا الغابرين والحاضرين لهذا الاضطراب أو الإشكال في آيات القرآن وأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام، أو افتعال هذه المشكلات والتناقضات مما يفتح الباب لزلزلة أفكار الشباب، وبخاصة في عصرنا الحاضر الذي يفيض بالمبادئ الهدامة، والتيارات الملحدة، والإيحاءات المفسدة للعقيدة والأخلاق ..
وأخيراً .. أرجو أن أكون قد أديت بعض الواجب في إيضاح حقائق البلاغة القرآنية، وسلامة كتاب الله حرفاً ولفظاً وجملةً ومعنى من أي إشكال متوهّم، أو اضطراب مفتعل. والله هو الموفق والمستعان.
والكتاب قيم، وفيه نظرات جيدة جديرة بالتأمل، وما ذهب إليه ليس مخالفاً لما ذهب إليه من صنَّف في المشكل والغريب، وإنما اعترض رحمه الله على المبالغة في ذلك، ووصف الآيات بالاضطراب وإنما الاضطراب في أفهام البشر لا في الآيات. وقد كان تعليقه على مقالات الشيخ الشنقيطي التي كانت تنشر في مجلة الجامعة الإسلامية قبل أن تجمع في كتاب بعد ذلك، وقد ناقش الشنقيطي في بعض ما ذهب إليه في مقالاته، مما يدخل ضمن وجهات النظر العلمية المختلفة المحترمة رحمهما الله.
ومثل ذلك المبالغة في القول بالنسخ لكثير من الآيات كما في كتاب ابن حزم في الناسخ والمنسوخ الذي تعقبه أحمد محمد جمال في كتابه هذا.
فما دورك أنت في الرسالة؟
وهل البحوث إلا لمناقشة هذه القضايا وبيان آراء شخصية البحث ودراستها ومن ثم الحكم عليها قبولاً أو ردا؟
لعل الأخت أم معتز باحثة في جانب التربية أو الشخصية الأدبية عند أحمد محمد جمال رحمه الله، وأرادت الاستفادة من علمكم بالقرآن وعلومه والكتب التي صنفت حوله جزاكم الله خيراً. وأرجو أن تكون قد وجدت بعض ما تبحث عنه فيما تقدم.
ـ[ام معتز]ــــــــ[07 Mar 2009, 11:02 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
سعادة الدكتور عبدالرحمن الشهري، وفقكم الله وسدد على طريق الخير خطاكم
شاكره تفضل سعادتكم في الرد الذي بعث لي الطمئنينه،
ثم انني لست متخصصه في تفسيرالقرآن و علومه، لهذا اشكل على فهم ماتناوله الاستاذ أحمد جمال رحمه الله في كتابه (القران الكريم كتاب احكمت اياته) وكلى أمل ورجاء بعد الله سبحانه وتعالى؛ مساعدة من أهل الاختصاص للإجابه عن الاستفسارات العلميه التى سوف اتناول طرحها في هذا الملتقى العلمى؛ حتى لا أقف موقف من لاحجة له في المناقشه، ولا اريد الوصول الى درجة الكمال فالكمال لله وحده؛ وماهذا إلا جهد بشري؛ يعتريه النقص والخطأ.
ثم إن الاطروحه العلميه تتناول جهود أحمد جمال دراسه تحليليه ‘ متعلقه بالجوانب الدينيه والثقافيه والفكريه؛ سأله المولى جلا وعلا أن يكون هذا العمل خالص لوجهه الكريم.(/)
بماذا ينصح من يريد اختصار تفسير ابن كثير؟
ـ[ليلى المزمومي]ــــــــ[06 Mar 2009, 11:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أقوم باختصار تفسير ابن كثير.فما الذي يؤخذ باعتبار عند الاختصار؟
سؤال اخر بارك الله فيكم.في سوره النساء قوله 0 (فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياه الدنيا بالاخره) قال ابن كثير -رحمه الله _ فليقاتل , أي المؤمن النافر (الذين يشررون الحياه الدنيا بالاخره) أي يبيعون دينهم بعرض قليل من الدنيا وما ذلك إلا لكفرهم وعدم ايمانهم .. كيف يبيع المؤمن النافر دينه بعرض قليل من الدنيا؟
رجعت لفتح القدير للشوكاني رحمه الله فقال معنى يشرون أي يبيعون .. ولكن كيف قال ابن كثير هذا؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[07 Mar 2009, 06:55 ص]ـ
ما الهدف من الاختصار؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Mar 2009, 07:05 ص]ـ
ليت الأخت ليلى تطلع على مقالة قديمة للأخ الكريم نايف الزهراني حول اختصار كتب التفسير بعنوان
اختصار كتب تفسير القرآن ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=5337)
وأظن الأستاذة ليلى ترغب في اختصاره لنفسها للاستفادة الشخصية، وإلا فهناك العديد من المختصرات لهذا التفسير.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Mar 2009, 07:30 ص]ـ
سؤال اخر بارك الله فيكم. في سوره النساء قوله: (فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياه الدنيا بالاخره). قال ابن كثير -رحمه الله _ فليقاتل , أي المؤمن النافر (الذين يشرون الحياه الدنيا بالاخره) أي يبيعون دينهم بعرض قليل من الدنيا وما ذلك إلا لكفرهم وعدم ايمانهم ..
كيف يبيع المؤمن النافر دينه بعرض قليل من الدنيا؟
رجعت لفتح القدير للشوكاني رحمه الله فقال معنى يشرون أي يبيعون .. ولكن كيف قال ابن كثير هذا؟
الكلام مستقيم، وليس فيه إشكال بارك الله فيكم.
المقصود بالمؤمن النافر: أي الذي ينفر في سبيل الله للجهاد. وقد تقدم وصفه في الآية التي قبلها وهي قوله: (يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثباتٍ أو انفروا جميعاً)، ومنه قوله تعالى: (ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله ... الآية). والتعبير بالنفير للجهاد يدل على المسارعة وصدق العزيمة في ذلك.
ومعنى يشرون: يبيعون كما ذكر ابن كثير وغيره من المفسرين.
وقوله تعالى: (الذين يشرون الحياه الدنيا بالاخره) هو مفعول به، فمعنى الكلام: ليقاتل المؤمنون المجاهدون الكافرين الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة، أي يأخذون الحياة الدنيا العاجلة ويفضلونها على الآخرة الباقية. ولذلك قال ابن كثير: (أي يبيعون دينهم بعرض قليل من الدنيا وما ذلك إلا لكفرهم وعدم ايمانهم .. ).
وليتنبه إلى أن حرف الباء في مثل هذا الكلام يدخل على الثمن، وقد دخل هنا على (الآخرة) لأنها هي الثمن الذي دفعه هؤلاء الكفار.
ـ[ليلى المزمومي]ــــــــ[07 Mar 2009, 01:13 م]ـ
جزاكم الله خيرا أستاذ أبو مجاهد العبيدي فعلا كما قال الشيخ عبد الرحمن الشهري الهدف هو للفائده الشخصيه وأرجوا من الله وأطمح أن يستفيد منه المسلمون قاطبه
بارك الله فيك وجزاك الله خير شيخنا عبد الرحمن
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[07 Mar 2009, 02:03 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة على سيد المرسلين، وبعد:
ليسمح لي الدكتور عبد الرحمن حقظه الله أن أختلف معه وأقول إن في تفسير بن كثير للآية إشكال لأن هذا المعنى لا يستقيم مع نظم الآية إلا إذا بني الفعل" فليقاتل" للمجهول
والتقدير الذي ذكره الكتور عبد الرحمن ليس له قرينه تدل عليه والأصل عدم التقدير.
واليكم تفسير الطاهر بن عاشور رحمه الله للآية:
"الفاء: إمّا للتفريع، تفريععِ الأمر على الآخرَ، أي فُرّع {فليقاتل} على {خُذوا حذركم فانفروا} [النساء: 71]، أو هي فاء فصيحة، أفصحت عمّا دلّ عليه ما تقدّم من قوله: {خذوا حذركم} وقوله: {وإنَّ منكم لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ} [النساء: 72] لأنّ جميع ذلك اقتضى الأمر بأخذ الحِذر، وهو مهيّء لطلب القتال والأمرِ بالنفير والإعلاممِ بمن حالهم حال المتردّد المتقاعس، أي فإذا علمتم جميع ذلك، فالذين يقاتلون في سبيل الله هم الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة لا كلّ أحد.
(يُتْبَعُ)
(/)
{ويشرون} معناه يبيعون، لأنّ شرى مقابل اشترى، مثل باع وابتاع وأكرى واكترى، وقد تقدّم تفصيله عند قوله تعالى: {أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى} في سورة [البقرة: 16]. فالذين يشرون الحياة الدنيا هم الذين يبذلونها ويرغبون في حظّ الآخرة. وإسنادُ القتال المأمور بع إلى أصحاب هذه الصلة وهي: {يشرون الحياة الدنيا بالآخرة} للتنويه بفضل المقاتلين في سبيل الله، لأنّ في الصلة إيماء إلى علّة الخبر، أي يبعثهم على القتال في سبيل الله بَذْلُهم حياتهم الدنيا لِطلب الحياة الأبدية، وفضيحة أمر المبطّئين حتى يرتدعوا عن التخلّف، وحتّى يُكشف المنافقون عن دخيلتهم، فكان معنى الكلام: فليقاتل في سبيل الله المؤمنون حقّاً فإنّهم يشرون الحياة الدنيا بالآخرة، ولا يفهم أحد من قوله: {فليقاتل في سبيل الذين يشرون} أنّ الأمر بالقتال مختصّ بفريق دون آخر، لأنّ بذل الحياة في الحصول على ثواب الآخرة شيء غير ظاهر حتّى يعلّق التكليف به، وإنّما هو ضمائر بين العباد وربّهم، فتعيّن أنّ إسناد الأمر إلى أصحاب هذه الصلة مقصود منه الثناء على المجاهدين، وتحقير المبطَّئين، كما يقول القائل «ليس بعُشِّككِ فادرُجي». فهذا تفسير الآية بوجه لا يعتريه إشكال."
التحرير والتنوير - (ج 3 / ص 472)
وهذا كلام الطبري رحمه الله تعالى في الآية:
يقول الله لهم جل ثناؤه:"فليقاتل في سبيل الله"، يعني: في دين الله والدعاء إليه، والدخول فيما أمر به أهل الكفر به ="الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة"، يعني: الذين يبيعون حياتهم الدنيا بثواب الآخرة وما وعد الله أهل طاعته فيها. وبيعُهم إياها بها: إنفاقهم أموالهم في طلب رضى الله، لجهاد من أمر بجهاده من أعدائه وأعداء دينه، (3) وبَذْلهم مُهَجهم له في ذلك.
تفسير الطبري - (ج 8 / ص 541)
* المراجع آلية.
وفق الله الجميع للصواب.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[07 Mar 2009, 05:19 م]ـ
لتفسير ابن كثير الكثير من المختصرات , وأنصحك بالمحافظة على وقتك ومراجعة هذه المختصرات فهو أولى من البدء بعمل جديد.
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[07 Mar 2009, 05:42 م]ـ
لتفسير ابن كثير الكثير من المختصرات , وأنصحك بالمحافظة على وقتك ومراجعة هذه المختصرات فهو أولى من البدء بعمل جديد.
موافقة لطيفة، فهذا ما دار في ذهني عندما قرأت المشاركة الأولى.
لكن يلاحظ أن قراءة المختصر غير تصنيف المختصر، والفرق من وجوه:
1 ـ القراءة أسهل لأن القارئ إذا لم يفهم شيئا فلا يكون مضطرا إلى بيانه لنفسه، بل يتركه وينتقل لغيره، أما في الاختصار فالواجبُ البيان.
2 ـ القراءة أسهل من الاختصار لأن القارئ لا يلزمه الإحاطة بعلوم التفسير ليستفيد من التفاسير، بل الفائدة النسبية حاصلة له مع القراءة مهما كان مستواه العلمي. أما المختصِر فيلزمه الإحاطة ولو إجمالا بعلوم متعددة بحيث تكون له مشاركة طيبة فيها.
3 ـ القراءة ليس فيها تصرّفا في آراء المفسر ولا مساسا بلبنات أفكاره، أما الاختصار ففيه تلك المحاذير كبتر فكرة المفسر وصرفها عن الوجهة التي أرادها، فالمختصِر عليه واجب المحافظة على آراء المفسر بخلاف القارئ.
4 ـ الاختصار يكون حافزا مهما للمختصِر ليستوفي فهم جميع المعاني التي أوردها المفسر في الأصل، فهو أمام مسؤولية كبيرة تجعله مهتما بفهم كل شاردة وواردة في التفسير ليتأكد من صحة اختصاره وعدم إخلاله، بخلاف القارئ فلا يعنيه ذلك.
فهذه بعض الجوانب المميزة بين القارئ والمختصِر، فإذا وجد القارئ من نفسه القدرة على الاختصار مع مراعاة تلك الملاحظات الأساسية وغيرها سواء كان سينفع نفسه بالاختصار أو غيره فهو عمل جيد ومهم وصعب في نفس الوقت، وإذا أتقن مختصَره فلا شك أن الفائدة ستحصل له وستتعدى لغيره، أما إذا أحس من نفسه عدم القدرة على مراعاة تلك الملاحظات فالأفضل أن يكتفي بالقراءة وبتقييد أهم ما فهمه من التفسير بحيث لا يلزم نفسه التكلّف في فهم ما استغلق عليه فيضطر إلى تغيير مراد المفسر أو بتر المعاني التي ساقها بدون قصد منه.
وباختصار، فالاختصار فنّ. وكم من عالِم تخصص في الاختصار فلا تجد له من المؤلفات إلا المختصرات لكتب العلماء.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[07 Mar 2009, 07:33 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ومعنى يشرون: يبيعون كما ذكر ابن كثير وغيره من المفسرين.
وقوله تعالى: (الذين يشرون الحياه الدنيا بالاخره) هو مفعول به، فمعنى الكلام: ليقاتل المؤمنون المجاهدون الكافرين الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة، أي يأخذون الحياة الدنيا العاجلة ويفضلونها على الآخرة الباقية. ولذلك قال ابن كثير: (أي يبيعون دينهم بعرض قليل من الدنيا وما ذلك إلا لكفرهم وعدم ايمانهم .. ).
وليتنبه إلى أن حرف الباء في مثل هذا الكلام يدخل على الثمن، وقد دخل هنا على (الآخرة) لأنها هي الثمن الذي دفعه هؤلاء الكفار.
إذا كان معنى يشرون هو يبيعون
فإن الثمن هو الآخرة في قوله تعالى: يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآَخِرَةِ. والثمن هنا مدفوع من قبل الله تعالى.
فالحياة الدنيا هي المبيوعة والآخرة هي المشتراة، والبائع هم المؤمنون والمشتري هو الله تعالى.
وهذا الصفقة لا يفعلها الكافرون وإنما هم المؤمنون الذين يفعلون ذلك.
كما قال الله تعالى:
(إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) سورة التوبة (111)
فالمؤمنون هنا هم البائعون والله هو المشتري. وكذلك في آية النساء.
والمعنى الذي ذكره ابن كثير يصح لو كانت الآية: يشترون الحياة الدنيا بالآخرة.
هنا يصبح المعنى أنهم باعو الآخرة بالدنيا، أي: أنهم آثروا حب الدنيا وشهواتها على الآخرة، فليس هنا مقايضة بين الكفار وأحد كما هي الحال مع المؤمنين.
ويزيد الأمر وضوحاً الآيات التالية:
(أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ) سورة البقرة (16)
(أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآَخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ) سورة البقرة (86)
(بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ) سورة البقرة (90)
(أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ) سورة البقرة (175)
(إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) سورة آل عمران (177)
(اشْتَرَوْا بِآَيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) سورة التوبة (9)
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ) سورة لقمان (6)
فمعنى اشتروا في جميع الآيات السابقة أي: ابتاعوا، بمعنى أنهم استبدلوا فأخذوا ما يضرهم وتركوا ما ينفعهم.
أما أهل الإيمان فدائما يستدخم معهم لفظ يشري: أي: يبيعون كما هو في آية النساء، وكذلك في سورة البقرة
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ) (207)
وقد ذكر بعض المفسرين وجهاً آخر للآية ومنهم:
الألوسي في روح المعاني، وأبو حيان في البحر وحملوا معنى يشرون على معنى يبتاعون فيكون المخاطب في الآيه المنافقين المترددين في الجهاد ويكون المعنى أي تركوا تفضيلكم الدنيا على الآخرة وتبوا وقاتلوا في سبيل الله. قال أبو حيان:
" {فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة} قيل: نزلت في المنافقين الذين تخلفوا عن أحد. ويشرون بمعنى يشترون. والمعنى: أخلصوا الإيمان بالله ورسوله، ثم جاهدوا في سبيل الله."
تفسير البحر المحيط - (ج 4 / ص 194)
وهذا المعنى في نظري يمنع منه سياق الآيات. وأيضا ما عهدناه من استخدام القرآن في أنه يخاطب الكفار والمنافقين بالتكاليف العمليه إلا على وجه الاخبار عن حالهم تجاه هذا الخطاب العام.
هذا والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[07 Mar 2009, 11:20 م]ـ
إذا كان معنى يشرون هو يبيعون
فإن الثمن هو الآخرة في قوله تعالى: يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآَخِرَةِ. والثمن هنا مدفوع من قبل الله تعالى.
فالحياة الدنيا هي المبيوعة والآخرة هي المشتراة، والبائع هم المؤمنون والمشتري هو الله تعالى.
وهذا المعنى في نظري يمنع منه سياق الآيات. وأيضا ما عهدناه من استخدام القرآن في أنه يخاطب الكفار والمنافقين بالتكاليف العمليه إلا على وجه الاخبار عن حالهم تجاه هذا الخطاب العام.
هذا والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
*تصحيح لفظة وعبارة.
"فالحياة الدنيا هي المباعة والآخرة هي المشتراة."
"وأيضاً لم نعهد أن القرآن خاطب الكفار والمنافقين بالتكاليف العملية إلا على وجه الاخبار عن حالهم تجاه هذه التكاليف"
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ليلى المزمومي]ــــــــ[08 Mar 2009, 12:07 ص]ـ
لتفسير ابن كثير الكثير من المختصرات , وأنصحك بالمحافظة على وقتك ومراجعة هذه المختصرات فهو أولى من البدء بعمل جديد.
اذا أردت ان تبني نفسك كطالب علم في فن تقوم باختصار كتب اهل العلم في ذلك الفن وهذا من اهم وسائل الطلب .. هذا ما قاله الشيخ عبد الكريم الخضير .. لذا أقوم باختصاره واستخراج منه الفوائد وكتابتها لترسخ ولا تتفلت بالتالي أتصور الكتاب جيدا وأخرج بأمور لا أخرج بها بمجرد القراءه .. بل أن الشيخ عبد الكريم الخضير أوصى باختصار تفسير ابن كثير وقال مالك ومختصراته اختصره لنفسك0وماذكره أستاذ نزار في التفريق الاختصار والقراءه
الاختصار يكون حافزا مهما للمختصر ليستوفي فهم جميع المعاني التي أوردها المفسر في الاصل فهو أمام مسؤوليه كبيره تجعله مهتما بفهم كل شاره ووارده في التفسير ليتأكد حينها من صحه اختصاره وعدم اخلاله بخلاف القارئ فلا يعنيه ذلك .. وهذا ما أسعى اليه وحينها سأكون مستفيده أكثر ...
... لقد حيرتموني.هل معنى هذا أن أتوقف؟ .. علما بأنني انتهيت من اختصار تفسير سوره النساء أي انهيت المجلد الاول من التفسير .. أريد رأيكم و رأي الشيخ عبد الرحمن الشهري
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Mar 2009, 12:34 ص]ـ
ولماذا الحيرة وأنت قد ذكرت أسباب وجيهة للاختصار.
أكملي عملك وفقك الله لما فيه الخير.
ولعلك تخرجيه للناس يوما ما.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Mar 2009, 07:13 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة على سيد المرسلين، وبعد:
ليسمح لي الدكتور عبد الرحمن حقظه الله أن أختلف معه وأقول إن في تفسير بن كثير للآية إشكال لأن هذا المعنى لا يستقيم مع نظم الآية إلا إذا بني الفعل" فليقاتل" للمجهول
والتقدير الذي ذكره الكتور عبد الرحمن ليس له قرينه تدل عليه والأصل عدم التقدير.
جزاك الله خيراً وبارك في علمك.
أشكرك على هذا التصحيح، وأعتذر عن الخطأ فلم أدقق فيما كتبتُ كما ينبغي لاستعجالي في جواب هذا السؤال، والحق ما ذكرتم بارك الله فيكم.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[08 Mar 2009, 08:18 ص]ـ
اذا أردت ان تبني نفسك كطالب علم في فن تقوم باختصار كتب اهل العلم في ذلك الفن وهذا من اهم وسائل الطلب .. هذا ما قاله الشيخ عبد الكريم الخضير .. لذا أقوم باختصاره واستخراج منه الفوائد وكتابتها لترسخ ولا تتفلت بالتالي أتصور الكتاب جيدا وأخرج بأمور لا أخرج بها بمجرد القراءه .. بل أن الشيخ عبد الكريم الخضير أوصى باختصار تفسير ابن كثير وقال مالك ومختصراته اختصره لنفسك0وماذكره أستاذ نزار في التفريق الاختصار والقراءه
الاختصار يكون حافزا مهما للمختصر ليستوفي فهم جميع المعاني التي أوردها المفسر في الاصل فهو أمام مسؤوليه كبيره تجعله مهتما بفهم كل شاره ووارده في التفسير ليتأكد حينها من صحه اختصاره وعدم اخلاله بخلاف القارئ فلا يعنيه ذلك .. وهذا ما أسعى اليه وحينها سأكون مستفيده أكثر ...
... لقد حيرتموني.هل معنى هذا أن أتوقف؟ .. علما بأنني انتهيت من اختصار تفسير سوره النساء أي انهيت المجلد الاول من التفسير .. أريد رأيكم و رأي الشيخ عبد الرحمن الشهري
لا شك أن الاختصار للهدف الذي ذكرتي مفيد ومثمر جداً، ولا تترددي في إكمال مشروعك الخاص.
وأنصحك أن تجعلي لك بعض الأهداف الأخرى مع الاختصار حتى تتم الفائدة، ومنها:
جمع ترجيحات ابن كثير، أو الإشارة إليها عند القراءة والاختصار.
التركيز على موقفه من الأقوال وتعليقه على الآثار.
جمع الأحاديث التي حكم عليها بصحة أو ضعف.
ترجيحاته الفقهية.
أقواله في مسائل الاعتقاد.
وهكذا
وستخرجين بفوائد كثيرة بإذن الله تعالى.
ولي وقفة مع الشق الآخر من السؤال إن شاء الله(/)
طالبوا بتنزيل الملائكة كآيةعلى صدق النبوة، فأجابهم الله عز وجل: إنا نحن نزلنا الذكر
ـ[شاكر]ــــــــ[07 Mar 2009, 01:40 ص]ـ
وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6) لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (7) مَا نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَا كَانُواْ إِذاً مُّنظَرِينَ (8) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)
ويحكي السياق سوء أدبهم مع الرسول [صلى الله عليه وسلم] وقد جاءهم بالكتاب والقرآن المبين , يوقظهم من الأمل الملهي , ويذكرهم بسنة الله , فإذا هم يسخرون منه ويتوقحون:
(وقالوا: يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون. لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين!). .
وتبدو السخرية في ندائهم:
(يا أيها الذي نزل عليه الذكر). .
فهم ينكرون الوحي والرسالة ; ولكنهم يتهكمون على الرسول الكريم بهذا الذي يقولون.
ويبدو سوء الأدب في وصفهم للرسول الأمين:
(إنك لمجنون). .
جزاء على دعوته لهم بالقرآن المبين.
وهم يتمحكون فيطلبون الملائكة مصدقين:
(لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين!).
وطلب نزول الملائكة يتكرر في هذه السورة وفي غيرها , مع الرسول [صلى الله عليه وسلم] ومع غيره من الرسل قبله: وهو كما قلنا ظاهرة من ظواهر الجهل بقيمة هذا الكائن الإنساني الذي كرمه الله , فجعل النبوة في جنسه , ممثلة في أفراده المختارين.
والرد على ذلك التهكم وتلك الوقاحة وهذا الجهل هو ذكر القاعدة التي تشهد بها مصارع السالفين: أن الملائكة لا تنزل على الرسول إلا لهلاك المكذبين من قومه حين ينتهي الأجل المعلوم ; وعندئذ فلا إمهال ولا تأجيل:
ما ننزل الملائكة إلا بالحق , وما كانوا إذن منظرين. .
فهل هو ما يريدون وما يتطلبون؟!
ثم يردهم السياق إلى الهدى والتدبر. . إن الله لا ينزل الملائكة إلا بالحق , ليحقوه وينفذوه. والحق عند التكذيب هو الهلاك. فهم يستحقونه فيحق عليهم. فهو حق تنزل به الملائكة لتنفذه بلا تأخير. وقد أراد الله لهم خيرا مما يريدون بأنفسهم , فنزل لهم الذكر يتدبرونه ويهتدون به , وهو خير لهم من تنزيل الملائكة بالحق الأخير! لو كانوا يفقهون:
(إنا نحن نزلنا الذكر , وإنا له لحافظون). .
فخير لهم أن يقبلوا عليه. فهو باق محفوظ لا يندثر ولا يتبدل. ولا يلتبس بالباطل ولا يمسه التحريف وهو يقودهم إلى الحق برعاية الله وحفظه , إن كانوا يريدون الحق , وإن كانوا يطلبون الملائكة للتثبت. . إن الله لا يريد أن ينزل عليهم الملائكة , لأنه أراد بهم الخير فنزل لهم الذكر المحفوظ , لا ملائكة الهلاك والتدمير.
وننظر نحن اليوم من وراء القرون إلى وعد الله الحق بحفظ هذا الذكر ; فنرى فيه المعجزة الشاهدة بربانية هذا الكتاب - إلى جانب غيرها من الشواهد الكثيرة - ونرى أن الأحوال والظروف والملابسات والعوامل التي تقلبت على هذا الكتاب في خلال هذه القرون ما كان يمكن أن تتركه مصونا محفوظا لا تتبدل فيه كلمة ,ولا تحرف فيه جملة , لولا أن هنالك قدرة خارجة عن إرادة البشر , أكبر من الأحوال والظروف والملابسات والعوامل , تحفظ هذا الكتاب من التغيير والتبديل , وتصونه من العبث والتحريف.
إلى أن قال رحمه الله:
"لقد كان هذا الوعد على عهد رسول الله [صلى الله عليه وسلم] مجرد وعد. أما هو اليوم - من وراء كل تلك الأحداث الضخام ; ومن وراء كل تلك القرون الطوال. فهو المعجزة الشاهدة بربانية هذا الكتاب , والتي لا يماري فيها إلا عنيد جهول:
(إنا نحن نزلنا الذكر , وإنا له لحافظون). . وصدق الله العظيم. .
(في ظلال القرآن)(/)
نكت وتنبيهات في تفسير القرآن المجيد لأبي العباس البسيلي التونسي وتكملته لابن غازي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Mar 2009, 06:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر ضمن منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية الطبعة الأولى 1429هـ من كتاب:
نكت وتنبيهات في تفسير القرآن المجيد
لأبي العباس البسيلي التونسي المتوفى سنة 830هـ.
وبذيله
تكملة النكت
لابن غازي العثماني المكناسي المتوفى سنة 919هـ.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/742449b1ebea6a311.jpg
وقد خرج الكتاب في ثلاثة أجزاء، بتقديم وتحقيق الأستاذ محمد الطبراني.
وقد أخذ مؤلفه أبو العباس البسيلي مادة كتابه هذا من مجالس التفسير لأستاذه شيخ الإسلام بأفريقية أبي عبدالله محمد بن عرفة الورغمي التونسي المتوفى سنة 803هـ، وزاد عليه ثم اختصره حسبما ذكر في مقدمته. ثم انقطع اختصاره عند سورة الصف، فانبرى لإكماله بعده أبو عبدالله محمد بن غازي العثماني المكناسي ثم الفاسي المتوفى سنة 919هـ.
مميزات هذا الكتاب:
1 - الجمع بين ما يوهم التعارض في القرآن وتوجيه الآيات المتشابهات في اللفظ، والكشف عن أسرار النظم القرآني وأسئلة القرآن، ومناقشة الفرق الكلامية، والعناية بالمنطق وتطبيقاته على الآي.
2 - نقده لتفاسير مشهورة كأحكام القرآن لابن العربي، والمحرر الوجيز لابن عطية والكشاف للزمخشري، وتفسير الرازي والبحر المحيط لأبي حيان.
3 - اقتصر على نكت التفسير ودقائقه ومشكلاته دون ما لم يكن كذلك.
4 - توثيقه للمصادر والموارد التي نقل منها بأسماءها.
5 - اجتمع فيه علم ثلاثة علماء هم ابن عرفة والبسيلي والمكناسي رحمهم الله جميعاً.
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[07 Mar 2009, 08:05 ص]ـ
بار ك الله فيك
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[07 Mar 2009, 09:59 ص]ـ
شكرا لكم على هذه الإجابة الشافية يا دكتور عبد الرحمن.
وبارك الله في الأستاذ محمد الطبراني على هذه التحفة المغربية.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[10 Mar 2009, 10:52 ص]ـ
بيع هذا الكتابُ في المعرض عند مكتبة العلوم والحكم بسعر مائة ريال , وأنبهُ إلى أنَّ طبعتهُ هذه أثبتت فيها الآياتُ برواية ورش عن نافع وبخط مغربي جميل جداً.
ـ[يوسف ولد سعيد]ــــــــ[10 Mar 2009, 04:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على النبي الكريم محمد عليه أزكى الصلاة وأزكى التسليم أما بعد أريد أن أستفسر على مخطوط التقييد الكبير في تفسير كتاب الله المجيد للشيخ أحمد بن محمد البسيلي على شيخه بن عرفة هل هو نفسه بعنوان آخرنكت وتنبيهات في تفسيرالقرآن المجيد للشيخ أحمد البسيلي وبديله تكملة النكت لابن غازي المكناسي العثماني الدي تم بتحقيقه كاملا في ثلاثة أجزاء الأستاد محمد الطبراني من المغرب أكرر هل هو نفس المخطوط أو لا لأني بصدد تحقيق جزء منه لرسالة الماجستير أريد الجواب في أقرب وقت ولكم جزل الشكر والسلام عليكم.
ـ[ابوالعباس الترهونى]ــــــــ[10 Mar 2009, 09:46 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[14 Mar 2009, 03:37 م]ـ
أخي الحبيب
إن " نكت وتنبيهات في تفسير القرآن المجيد لأبي العباس البسيلي التونسي وتكملته لابن غازي "ليس هو نفس كتاب التقييد الكبير
وقد ذكر الباحث محمد الطبراني في الجزء الأول قصة اختصار البسيلي رحمه الله للتقييد الكبير في الصفحة 128
وأعتذر للأخ نزار فلم أر رده إلا بعد التعديل.
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[14 Mar 2009, 03:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على النبي الكريم محمد عليه أزكى الصلاة وأزكى التسليم أما بعد أريد أن أستفسر على مخطوط التقييد الكبير في تفسير كتاب الله المجيد للشيخ أحمد بن محمد البسيلي على شيخه بن عرفة هل هو نفسه بعنوان آخرنكت وتنبيهات في تفسيرالقرآن المجيد للشيخ أحمد البسيلي وبديله تكملة النكت لابن غازي المكناسي العثماني الدي تم بتحقيقه كاملا في ثلاثة أجزاء الأستاد محمد الطبراني من المغرب أكرر هل هو نفس المخطوط أو لا لأني بصدد تحقيق جزء منه لرسالة الماجستير أريد الجواب في أقرب وقت ولكم جزل الشكر والسلام عليكم.
التقييد الكبير هو غير النكت قطعا، والثاني اختصار للأول. والأول محقق في رسائل جامعية مفرقة في تونس. بالتوفيق إن شاء الله.(/)
كيف الاستفادة من تفسير القرطبي؟
ـ[عبدالله الفرحان]ــــــــ[07 Mar 2009, 07:41 ص]ـ
الحمد الله وبعد
فان اخاكم عزم له في قراءة تفسير القرطبي في فترة قد حددها
وهو يطلب منكم نصائح في هدا الشأن حسب ما واجهتموه في مثل ماهو بصدده
فهل اصطحب معي بجانبه تفسبر اخر كابن كثير وما نقص هنا اضفناه من هناك ام افهرسه ام مادا غفر الله لكم
فرحم الله من اعان اخيه والله في عون المرء ماكان المرء في عون اخيه
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Mar 2009, 08:16 ص]ـ
أسأل الله أن يسددك في ما عزمتَ عليه، وأن ينفعك بهذا الكتاب العظيم.
تفسير الإمام القرطبي كتبت حوله دراسات كثيرة، فابدأ بقراءة ما كتبه الباحثون في منهجه أولاً، مثل:
- القرطبي ومنهجه في التفسير للقصبي محمود زلط.
- منهج القرطبي في التفسير ليوسف الفرت.
- أبو عبدالله القرطبي وجهوده في النحو واللغة في كتابه الجامع لأحكام القرآن.
فهذه الكتب سوف تصور لك تصويراً دقيقاً إلى حد بعيد منهج القرطبي في كتابه ومميزاته، وما حوله من الأسئلة الكبرى التي تتعلق بالمنهج والمميزات.
ثم ابدأ بعد ذلك في قراءة الكتاب في طبعته المحققة الأخيرة التي أخرجها معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي وفقه الله عن دار الرسالة، فهي محققة مضبوطة النص، وقد خدمت خدمة قيمة لمن يرغب الاستفادة من الكتاب.
ولكل قارئ طريقته أثناء القراءة، وأنت أدرى بنفسك، لكن لا تشغل نفسك بكثرة المراجعة للكتب الأخرى أثناء القراءة، أو كثرة التقييد للفوائد بطريقة تقطعك عن المواصلة. واستعن بالله ولا تنقطع حتى تنتهي من قراءة الكتاب، واكتشاف هذه الموسوعة العلمية الرائدة. أرجو إن أنت وفقت للانتهاء من قراءة الكتاب على هذا النحو أن تحوز علماً غزيراً مؤصلاً، ومثل هذا الكتاب لا يكفي قراءةته مرة أو مرتين، وإنما لا بد من تكرار قراءته بضع مرات حتى تتقنه وتنتفع به، هذا غير المراجعة فيه بين الحين والآخر، والله الموفق سبحانه.(/)
((ويذرون أزواجاً وصية لأزواجهم متاعاً إلى الحول غير إخراج)) ليست منسوخة بإطلاق
ـ[حمد]ــــــــ[07 Mar 2009, 12:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
في قول الله تعالى: ((والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً وصية لأزواجهم متاعاً إلى الحول غير إخراج))
يرى بعض أهل العلم أنّ الآية منسوخة ويطلقون.
لكن الأظهر أنها ليست منسوخة بإطلاق؛ إذ الأصل عدم النسخ.
نعم، نُسِخ وجوب المتاع إلى الحول من التركة: بالميراث (1)، ولم يثبت نسخ الإخراج فالمنع من الإخراج قائم؛ إذ لم يثبت نسخه.
للمناقشة.
ـــــــــــ
(1) لكن قد يقال: لها متاعٌ طالما تأخر تقسيم الميراث.(/)
حمل كتاب (دور السياق في الترجيح بين الأقاويل التفسيرية) لمحمد إقبال عروي
ـ[خالد المقبل]ــــــــ[07 Mar 2009, 01:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتاب دور السياق في الترجيح بين الأقاويل التفسيرية
مراجعة منهجية
للدكتور: محمد إقبال عروي
من إصدارات إدارة الثقافة الاسلامية بوزارة الشؤون الاسلامية بالكويت
رابط التحميل: http://www.islam.gov.kw/rawafed/issues.htm
ـ[حاج بنيرد]ــــــــ[31 Mar 2009, 06:31 م]ـ
شكرا على هذا الكرم مائدة سخية,,,,,,,,,
ـ[أبو المهند]ــــــــ[31 Mar 2009, 11:46 م]ـ
شكر الله لكم يا أخانا الفاضل على هذا التفضل.(/)
هَلْ وكَمْ
ـ[محمد بن إبراهيم الحمد]ــــــــ[07 Mar 2009, 03:17 م]ـ
هَلْ وكَمْ
جاء في مطلع معلقة عنترة المشهورة قوله:
هل غادر الشعراء من متردَّم ... أم هل عرفت الدار بعد توهم
ومعنى قوله: غادر: أي ترك, وأبقى.
ومعنى متردَّم: أي مُتَتبّعٌ مُصْلَحٌ, من تردَّمَ الكلامَ: إذا تَتَبَّعه وأصلَحه.
ومعنى البيت: ما ترك الشعراء قَبْلي شيئاً مِنْ صالح الكلام إلا وسبقوني إليه.
أي لم يَدَعوا لنا شيئاً من المعاني, وصالحِ القول؛ فهذا هو معنى الشطر، وهو الذي يعنينا من البيت.
وجاء في ديوان البارودي أن الأديب الكبير مصطفى صادق الرافعي _وكان إذ ذاك شاباً_ سأل باعثَ الشعرِ العربيِّ في العصر الحديث محمود سامي الباروديَّ شيئاً من شعره الجديد، فقال البارودي: إن عنترة بن شداد العبسي يقول:
هل غادر الشعراء من متردَّم ... أم هل عرفت الدار بعد توهم
وقد نَقَضْتُ هذه القصيدةَ بقولي:
كَمْ غادرَ الشعراءُ مِنْ متردَّم ... ولربَّ تالٍ بذَّ شأْوَ مُقدَّمِ
في كل عصرٍ عبقريٌّ لا يَنِي ... يَفْرِي الفَرِيَّ بِكُلِّ قولٍ مُحْكمِ
إلى آخر ما قال في تلك القصيدة التي تبلغ ثلاثة وخمسين بيتاً.
ومعنى قوله "تالٍ": اسم فاعل من تلا, أي تَبِعَه، وجاء بعده.
ومعنى قوله "بذّ": أي غلب, والشأو: الغاية, والفَرْيُ: القطع.
ومعنى البيت عكس معنى البيت الأول؛ فبينما يرى عنترة أن الأوائل لم يدعوا مهيعاً في الشعر إلا سلكوه، ولم يتركوا لمن بعدهم شيئاً _ فإن الباروديَّ يرى أن الإبداع غير مقتصر على الأوائل؛ فليس للإبداع مكان ولا زمان؛ فربما جاء المتأخر بما لم تأت به الأوائل؛ فما دام العقل البشري يتحرك فالإبداع ممكن، والتجديد وارد؛ فانظر إلى تباين الرؤية، وانظر إلى عظمة اللغة؛ حيث تَغَيَّر معنى البيت تماماً بمجرد إبدال أداة استفهام بأخرى.
والمقصود مما مضى إيراده أن هذه النظرة للإبداع قديمة حديثة؛ فهناك من يرى أن الأوائل لم يدعوا شيئاً للمتأخرين.
وهناك من يرى الأخذ بالجديد فحسب، والتخلي عما شاده الأوائل, ومن هنا تنشأ المعركة بين القديم والجديد.
وهي _بلا شك_ معركة ما كان ينبغي لها أن تقوم؛ إذ الحكمة تقتضي _كما يقول ابن عاشور_ أن نَعْمَدَ إلى ما شاده الأوائل فَنُهَذِّبَهُ ونزيده, وحاشا أن نَنْقُضَهُ أو نُبيدَه, فأولوا الأحلام الراجحة يأخذون بما يظهر من جديد صالح, ولا ينكثون أيديهم من قديم نافع.
وما أضر _كما قيل_ من مقولة: ما ترك الأول للآخر شيئاً.
وأَجْمِل بالمقولة الأخرى التي تقول: كم ترك الأول للآخر.
ولعل من أوائل من أشاروا إلى هذا المعنى العلامة اللغوي أحمد بن فارس-رحمه الله-.
وإليك شيئاً من رسالة له كتبها لأبي عمرو محمد بن سعيد الكاتب؛ لتستبين مذهبه في ذلك، وتَلْمَسَ أسلوبه الأدبي، تلك الرسالة التي يتناقلها بعض المؤلفين إلى يومنا هذا، ويرون فيها عزاءً لمن لا يَقْدُرُون الإنتاجَ العلمي والأدبي قَدْرَهُ، ولا يرون التَمَيُّزَ إلا للقديم؛ فابن فارس يُبَيِّن فيها أن الحَسَنَ الجيدَ لا يختص به أحد دون أحد، أو زمان دون زمان، وينكر تلك المقولة التي وقفت سداً منيعاً أمام كثير من المبدعين، ألا وهي قولهم: (ما ترك الأول للآخر شيئاً).
ويرشد إلى أن يوضع مكانها: (كم ترك الأول للآخر).
يقول -رحمه الله- في رسالته: "ألهمك الله الرشاد، وأصحبك السداد، وجنبك الخلاف، وحبَّب إليك الإنصاف.
وسبب دعائي بهذا لك إنكارُك على أبي الحسن محمد بن علي العِجْلي تأليفه كتاباً في الحماسة، وإعظامك ذلك.
ولعله لو فعل حتى يصيب الغرض الذي يريده، وَيَرِد المنهل الذي يؤمه_ لاستدرك من جيد الشعر وَنقِيِّه، ومختاره ورضيِّه كثيراً مما فات المؤلف الأول؛ فماذا الإنكار؟ ولمه هذا الاعتراض؟ ومن ذا حظر على المتأخر مضادةَ المتقدم؟ ولمه تأخذ بقول من قال: ما ترك الأول للآخر شيئاً، وتدع قول الآخر:
كم ترك الأول للآخر؟
وهل الدنيا إلا أزمان، ولكل زمان رجال؟ وهل العلوم بعد الأصول المحفوظة إلا خطرات الأوهام، ونتائج العقول؟!
ومَنْ قَصَر الآداب على زمانٍ معلوم، ووقفها على وقت محدود؟ ولمه لا ينظر الآخر مثلما نظر الأول؛ حتى يؤلف مثل تأليفه، ويجمع مثل جمعه، ويرى في كل مثل رأيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وما تقول الفقهاء في زماننا إذا نزلت بهم من نوادر الأحكام نازلة لم تخطر على بال من كان قبلهم؟ أَوَ ما علمت أن لكل قلب خاطراً، ولكل خاطر نتيجةً؟ ولِمَهْ جاز أن يقال بعد أبي تمام مثل شعره، ولم يَجُزْ أن يؤلف مثل تأليفه؟
ولمه حجَّرت واسعاً، وَحَظَرتَ مباحاً، وحرمت حلالاً، وسددت طريقاً مسلوكاً؟
وهل حبيبٌ (1) إلا واحد من المسلمين له ما لهم وعليه ما عليهم؟ ولمه جاز أن يعارض الفقهاء في مؤلفاتهم، وأهل النحو في مصنفاتهم، والنُّظَّار في موضوعاتهم، وأرباب الصناعات في جميع صناعاتهم، ولم يجز معارضة أبي تمام في كتاب شذَّ عنه في الأبواب التي شرعها فيه أمر لا يُدْرَكُ ولا يدرى قدره؟
ولو اقتصر الناس على كتب القدماء لضاع علم كثير، ولذهب أدب غزير، ولضلت أفهام ثاقبة، ولَكَلَّت أَلْسُنٌ لسِنَةٌ، ولما توشَّى أحد بالخطابة، ولا سلك شِعْباً من شعاب البلاغة، وَلَمَجَّتِ الأسماع كل مردود مكرر، ولَلَفظت القلوب كل مُرَجَّع مُمَضَّغ، وحتَّام لا يُسْأَم:
لو كنت من مازن لم تستبح إبلي (2)
وإلى متى: صَفَحْنا عن بني ذهل (3)
ولِمَه أنكرت على العِجْليِّ معروفاً؟ واعترفت لحمزة بن الحسين ما أنكره على أبي تمام في زعمه أن في كتابه تكريراً وتصحيفاً، وإيطاءً وإقواءً (4)، ونقلاً لأبيات عن أبوابها إلى أبوابٍ لا تليق بها، ولا تصلح لها إلى ما سوى ذلك من روايات مدخولة، وأمور عليلة؟ ولمه رضيت لنا بغير الرضى؟ وهلا حثثت على إثارةِ ما غَيَّبَتْهُ الدهور، وتجديد ما أخلقته الأيام، وتدوين ما نَتَجَتْهُ خواطرُ هذا الدهر، وأفكار هذا العصر، على أن ذلك لو رامه رائمٌ لأتعبه، ولو فعله لقرأت ما لم ينحط عن درجة مَنْ قَبْلَه: مِنْ جدٍّ يروعك، وهزل يروقك، واستنباط يعجبك، ومزاحٍ يلهيك.
وكان بقزوين رجل معروف بأبي حامد الضرير القزويني، حضر طعاماً وإلى جنبه رجل أكول، فأحس أبو حامد بجودة أكله فقال:
وصاحب لي بطنه كالهاوية ... كأن في أمعائه معاوية (5) فانظر إلى وجازة هذا اللفظ، وجودة وقوع الأمعاء إلى جنب معاوية، وهل ضر ذلك أن لم يقله حماد عَجْرَد وأبو الشمقمق؟ وهل في إثبات ذلك عارٌ على مثبته، وفي تدوينه وصمة على مدوِّنه؟
وبقزوين رجل يعرف بابن الرياشي القزويني، نظر إلى حاكم من حكامها من أهل طبرستان مقبلاً، عليه عمامةٌ سوداءُ وطيلسان أزرقُ، وقميصٌ شديدُ البياض، وخفٌّ أحمرُ، وهو مع ذلك كله قصير على بِرَذَون أبلقَ هزيلِ الخَلْق، طويل الحلق، فقال حين نظر إليه:
وحاكم جاء على أبلق ... كعقعقٍ جاء على لقلقِ
فلو شهدت هذا الحاكم على فرسه لشهدت للشاعر بصحة التشبيه، وجودة التمثيل، ولعلمت أنه لم يَقْصُرْ عن قول بشار:
كأن مثار النقع فوق رؤوسهم ... وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه
فما تقول لهذا، وهل يحسن ظلمه في إنكار إحسانه، وجحود تجويده؟
وأنشدني الأستاذ أبو علي محمد بن أحمد بن الفضل، لرجل بشيراز يعرف بالهمذاني وهو اليوم حي يرزق، وقد عاتب (6) بعض كتابها على حضوره طعاماً مرض منه:
وُقِيتَ الردى وصروفَ العلل ... ولا عَرَفَتْ قدماك العلل
شكا المرض المجد لمَاَّ مَرِضْـ ... ـتَ فلما نهضت سليماً أبلّ
لك الذنب لا عتب إلا عليك ... لماذا أكلت طعام السِّفل
وأنشدني له في شاعر هو اليوم هناك يعرف بابن عمرو الأسدي، وقد رأيته فرأيت صفة وافقت الموصوف:
وأصفر اللون أزرق الحدقة ... في كل ما يدعيه غير ثقةْ
كأنه مالك الحزين إذا ... همَّ بزرق وقد لوى عنقهْ
إن قمت في هجوه بقافيةٍ ... فكل شعر أقوله صدقةْ
وأنشدني عبدالله بن شاذان القاري، ليوسف بن حمويه من أهل قزوين؛ ويعرف بابن المنادى:
إذا ما جئت أحمد مُسْتميحاً ... فلا يَغْرُرْكَ منظرُه الأنيقُ
له لطفٌ وليس لديه عرفٌ ... كبَارقةٍ تروقُ ولا تُريق
فما يَخْشى العدوُّ له وعيداً ... كما بالوعد لا يَثِقُ الصديقُ
ومدح رجلٌ بعض أمراء البصرة، ثم قال بعد ذلك _وقد رأى توانياً في أمره_ قصيدةً يقول فيها كأنه يجيب سائلاً:
جوَّدت شعرَك في الأميـ ... ـرِ فكيفَ أمْرُك قلتُ: فاترْ
فكيفَ تقول لهذا؟ ومن أي وجه تأتي فتظلمه؟ وبأي شيء تعانده فتدفعه عن الإيجاز والدلالة على المراد بأقصر لفظٍ وأوجز كلام؟ وأنت الذي أنشدتني:
سَدَّ الطريق على الزما ... نِ وقام في وجه القطوب
كما أنشدتني لبعض شُعراء الموصل:
(يُتْبَعُ)
(/)
فدَيتك ما شِبْتُ عن كُبرةٍ ... وهذي سِنِيٌّ وهذا الحسابُ
ولكن هُجِرتُ فحَلَّ المشيبُ ... ولو قد وُصِلتُ لعاد الشبابُ
فلِمَ لم تخاصم هذين الرجلين في مزاحمتهما فحولة الشعراء وشياطين الإنس، ومَرَدة العالمَ في الشعر؟
وأنشدني أبو عبدالله المغلسي المراغي لنفسه:
غداةَ تولت عِيسُهم فترحلوا ... بكيت على ترحالهم فعميتُ
فلا مُقلتِي أدّت حقوقَ وِدادهم ... ولا أنا عن عيني بذاك رضيتُ
وسمعت أبا الحسين السروجي يقول: كان عندنا طبيب يسمى النعمان، ويكنى أبا المنذر، فقال فيه صديقٌ لي:
أقول لنعمانٍ وقد ساق طبُّه ... نفوساً نفيساتٍ إلى باطن الأرضِ
أبا منذر أفنيتَ فاستبقِ بعضَنا ... حنانيك بعضُ الشرِّ أهون من بعض (7)
إلى آخر ما قاله ابن فارس في رسالته الماتعة (8)؛ فرحمه الله، وأجزل مثوبته، وجزاه خير الجزاء كِفاءَ ما قدم للعلم والعربية.
وهكذا يتبين لنا بطلان المقولة المثبطة: "ما ترك الأول للآخر شيئاً".
وصحة المقولة المُنهضة: "كم ترك الأول للآخر".
***************************************
(1) يعني به: أبا تمام: حبيب بن أوس الطائي.
(2) يشير إلى قول القائل: لو كنت .... بنو اللقيطة من ذهل بن شيبانا
(3) يشير إلى قول الفِنْد الزماني:
صفحنا عن بني ذُهْلٍ ... وقلنا القوم إخوان
فلما صرَّح الشرُّ ... وأمسى وهو عريانُ
ولم يبقَ سوى العدوا ... نِ دناهم كما دانوا
وفي الشر نجاة حيـ ... ـن لا ينجيك إحسان
(4) الإيطاء والإقواء: مصطلحان عروضيان يعدان من عيوب القافية؛ فالإيطاء: هو إعادة كلمة الرَّوي بلفظها ومعناها بعد بيتين أو ثلاثة إلى سبعة أبيات؛ وهذا مما يدل على قلة إلمام الشاعر بمفردات اللغة؛ إذ عليه ألا يكرر ألفاظ القافية.
والإقواء: هو اختلاف حركة الروي المطلق من الضم إلى الكسر، كقول النابغة الذبياني:
زعم البوارحُ أن رِحْلَتنا غداً ... وبذاك خبرنا الغرابُ الأسودُ
لا مرحباً بغدٍ ولا أهلاً به ... إن كان تفريق الأحبة في غدِ
ولهذا يذكر أن النابغة لما نبه على هذا غيّر البيت إلى قوله:
.......................... ... وبذاك تنعاب الغرابِ الأسودِ
(5) المُعاوِية: الكَلْبَةُ التي تعاوي الكلاب وتنابحها، وبها سمي الرجل، وربما أراد بذلك معاوية بن أبي سفيان –رضي الله عنه- فقد كان رجلاً أكولاً وقد قال فيه النبي –صلى الله عليه وسلم-: "لا أشبع الله بطنك"، وقد عدَّ الإمام مسلم هذه الدعوة من جملة مناقبه –رضي الله عنه- لأن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "اللهم أيما مسلم جلدته، أو شتمته، أو ضربته، فاجعلها صلاة وزكاة عليه"، ثم أعقبه بحديث معاوية "لا أشبع الله بطنك".
(6) في الأصل: "عاب".
(7) البيت لطرفة في ديوانه 48.
(8) انظر يتيمة الدهر للثعالبي 2/ 214_418، ومقدمة المقاييس 1/ 15 _ 20.
ـ[جمان]ــــــــ[18 Mar 2009, 06:34 م]ـ
لفتات تربوية رائعة من شيخنا الكريم ..
أجزل الله لك المثوبة ..(/)
مساعدة عاجلة بارك الله في علمكم.
ـ[درة الرسالة]ــــــــ[07 Mar 2009, 06:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيوخنا الأفاضل بارك الله في سعيكم وعلمكم.
أحتاج عاجلاً الإجابة على هذه الأسئلة بارك الله فيكم لظروف السفر بعد اليوم فهل من معين؟
س. اذكر آية فسرت تفسيراً علمياً غير مقبول وما السبب؟
س. ما الفرق بين كتاب لسان الميزان لابن حجر وميزان الاعتدال للذهبي وما شرط كل منهما في الترجمة؟
س. تواريخ المتون ما معناها وما أهميتها؟
بإذن الله سيكون الاربعاء القادم الاختبار التحريري للماجستير في جامعة الملك سعود وهانحن نقدم للمرة الثانية لقسم " التفسير والحديث" نسأل الله التوفيق والسداد فهل من نصيحة توجهونها بارك الله فيكم تفيدنا وتكون عوناً لنا بعد الله عز وجل؟
والله الموفق وحده.
أختكم
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[07 Mar 2009, 10:03 م]ـ
نقول لغة أجاب عن السؤال وليس أجاب على السؤال.
أما إجابة السؤال الأول فإليك ما أخذته عن شيخي:
" فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره": قالوا إن الذرة التي هي أصغر جزء في المادة قد ذكرت في القرآن الكريم، وهذا من الإعجاز العلمي.
هذه غير صحيح لأمور:
1. الذرة في اللغة العربية هي النملة الصغيرة وجمعها ذر، ومن ذلك قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه مخاطباً المشركين:" والله ولو لم أجدل إلا الذر أقاتلكم .. ".
2. الذرة في لغة القرآن ليست أصغر جزء في المادة، بدليل قوله تعالى:" ... وما يعزُبُ عن ربّك من مثقال ذرّة في الأرضِ ولا في السماءِ ولا أصغرَ من ذلك ولا أكبرَ إلا في كتابٍ مبين".
3. يتألّف أصغر جزء في المادة من بروتونات ونيوترونات وإلكترونات. وهو يسمى في لغة مكتشفيه ( Atom) أما تسميته (ذرّة) فاجتهادُ مُترجَم بعد قرون من نزول القرآن الكريم، وكان يمكن أن تترجم الكلمة ترجمة أخرى. والأصل أن نفسر القرآن الكريم وفق دلالة الكلمة في عصر الرسول عليه السلام.
ـ[درة الرسالة]ــــــــ[07 Mar 2009, 10:46 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء على التنبية، وعن الإجابة للسؤال.
وبإنتظار الإجابة عن البقية.
نفع الله بعلمكم وزادكم من فضله.
أختكم
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[07 Mar 2009, 11:54 م]ـ
السلام علكيم و رحمة الله
تأيدا لما مثل له الأخ الفاضل أبو عمرو ذكر بعض العلماء قاعدة مهمة ينبغى لمن يتصدى للإعجاز العلمي أن يضعها نصب عينيه و هى: " يحمل لفظ الكتاب على المعهود من الخطاب " أي تحمل معان الألفاظ الواردة في القرآن علي ما هو معروف لدى المخاطبين به أثناء تنزله ... و زيادة على ماقاله أخي الفاضل فإن العلم الحديث إكتشف با يسمى بالميكروسكوب الإلكتروني أجزاء أصغر من الذرة تدخل فى تركيب الذرة نفسها - بأجزائها الثلاث - و هى ما سمي ب البوزيترون positiron ... ثم اكتشفوا - نظريا - جزء أصغر بكثير من هذا الأخير و اصطلحوا عليه إسم المادة السوداء ... فماذا يقولون الذين " تسرعوا " و لم " يحرروا " ما " زعموا " أنه إعجاز ...
وأما الجواب عن السؤال الثاني فإن لسان الميزان لابن حجر يعتبر تلخيص و تهذيب لكتاب ميزان الإعتدال للذهبي و قد رتبه - أي ابن حجر - ألفبائيا و للكتاب رموز و مصطلحات خاصة به ذكرها المؤلف في مقدمته ...
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[08 Mar 2009, 07:19 ص]ـ
"ميزان الاعتدال في نقد الرجال" للذهبي.
(هذا الكتاب من أجمع الكتب في تراجم المجروحين كما قال الحافظ ابن حجر .. )
وليس معنى هذا أن "الميزان" كتابُ ضعفاء؛ ففيه تراجم كثيرة جدا، هو أتى بكل مَنْ تَكَلَّمَ فيه الناس بجرحٍ ودافع عنهم سواء لو كان الراوي ثقة، أما إذا كان الراوي ضعيفا؛ فهو يبقى ضعيفا على حاله.
اشتمل على ثلاث وخمسين وأحد عشر ألف ترجمة كما هو في النسخة المطبوعة التي رُقِّمَتْ تراجمها، وإن كُرِّرَتْ بعضُ التراجم كما إذا ذكر الشخصُ في فصل الأنساب، وهو مذكورٌ في الأسماء، وهو كتابٌ يشبه إلى حَدٍّ ما كتاب "الكامل" لابن عدي من حيث المنهج؛ فقد ذكر فيه الذهبي كُلَّ مَنْ تُكُلِّمَ فيه، وإن كان ثقة؛ فإنما يذكر مثل هؤلاء للدفاع عنهم، وردّ الكلام الموجه إليهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد رتب كتابه على حروف المعجم بالنسبة للاسم واسم الأب، وَرَمَزَ على اسم الرجل من أخرج له في كتابه من الأئمة الستة برموزهم المشهورة. فإن اجتمعوا على إخراج رجل؛ فالرمز له "ع"، وإن اتفق عليه أرباب السنن الأربعة فالرمز "عو"، وقد سرد أسماء الرجال والنساء على حروف المعجم، ثم كُنى الرجال، ثم من عُرِفَ بأبيه، ثم من عُرِفَ بالنسبة أو اللقب، ثم مجاهيل الأسماء، ثم مجاهيل الاسم، ثم في النسوة المجهولات، ثم كُنى النسوة، ثم فيمن لم تُسَمَّ.
والكتاب مفيد جدا وهو من أجود الكتب والمصادر في معرفة الرواة المتكلم فيهم
؛ لأن الحافظ الذهبيَّ -رحمه الله تعالى- يفصل بشكلٍ جيد في حال الراوي المتكلَّم فيه.
أما: "لسان الميزان" للحافظ ابن حجر العسقلاني.
هذا الكتاب التقط فيه مؤلفه من كتاب "ميزان الاعتدال" التراجمَ التي ليست في كتاب "تهذيب الكمال" وزاد عليها جملةً كثيرةً من التراجمِ المتكلَّم فيها، فما زادهم من التراجم؛ جعل أمامه رمز "ز"، وما زاده من ذيل الحافظ العراقيِّ على "الميزان" رَمَزَ له "ذ" إشارة إلى أنه من ذيل شيخه العراقيّ.
ثم إن ما زاده من التنبيهات والتحريرات في أثناء بعض التراجم التي التقطها من "ميزان الاعتدال" للذهبي ختم كلام الذهبي بقوله: انتهى، وما بعدها؛ فهو كلامه.
ثم إن المؤلف عاد فجرد الأسماء التي حذفها من الميزان، ثم سردها في فصل ألحقه في آخر الكتاب؛ ليكون الكتاب مستوعِبًا لجميع الأسماء التي في الميزان كما قال.
وقد رتب التراجمَ على حروفِ المعجم، ثم بعد انتهاء الأسماء؛ ذكر الكُنَى ورتبها على الحروف أيضا، ثم المبهمات وقد قسمهم إلى ثلاثة فصول:
الأول: المنسوب.
والثاني: من اشتهر بقبيلة أو صنعة.
والثالث: من ذُكِرَ بالإضافة.
وقد طبع الكتاب في سبعة أجزاء / طبعته دائرة المعارف العثمانية في الهند سنة 1329 للهجرة، ثم حققه الشيخ العلامة الدكتور عبد الفتاح أبو غدة، مكتب المطبوعات الإسلامية / الطبعة الأولى، 1423هـ 2002م
ـ[درة الرسالة]ــــــــ[08 Mar 2009, 06:38 م]ـ
أسأل الله أن يجزيكم كل خير على حسن إفادتكم وينفع بكم الإسلام والمسلمين.
بقي هذا السؤال:
س. تواريخ المتون ما معناها وما أهميتها؟
هل المقصود مثلا تاريخ كتابة المتن مثل متن البيقونية، متن الآجرومية .... الخ؟
فرج الله عنكم ونفع بكم
أختكمـ
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[08 Mar 2009, 08:02 م]ـ
كان السلف رحمهم الله تعالى يحرصون على حفظ المتون حرصاً شديداً، والمتون عندهم على حسب العلم الذي يريده، فمن أراد أن يتخصص في علم:
بحث عن متن له يحفظه ويضبطه ويلخص له هذا العلم؛ لأن حفظ المتن يسهل العلم، ولهذا قال الإمام السفاريني رحمه الله تعالى:
(وصار من عادة أهل العلم، أن يعتنوا في سبر ذا بالنظم؛ لأنه يسهل للحفظ كما يروق للسمع ويشفي من ظما)؛
إذا حفظت متناً في علم ضبط لك الأمور وجمع لك العلم ..
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[08 Mar 2009, 08:07 م]ـ
قال الأديب العالم مصطفى صادق الرافعي، في كتابه: تاريخ آداب العرب:
(الشعر العلمي:
قد علمت أن الشعر كان مستودع علوم العرب وكتاب تجاربهم وحكمهم، فليس هذا الذي نريده بالشعر العلمي، ولكنا نريد القصائد التاريخية أو العلمية التي جاءت في حكم الكتب، وكذلك الكتب التي نظموها فجاءت في حكم القصائد، وهو ما يعبر عنه المتأخرون بالمتون المنظومة، كألفية ابن مالك وغيرها مما يجمع مسائل الفنون وضوابطهما، وليس من عالم في هؤلاء إلا وله شيء قل كثر نصيباً مفروضاً.
ونحن نريد أن نتكلم هنا عن أصل هذا النوع وأقدم ما وقفنا عليه من أمثلته التي احتذاها المتأخرون، وهم مجمعون على استعمال هذا النمط من الرجز الذي يستقل فيه كل مصراعين بقافية، حتى لقبوه بحمار الشعر لسهولة الحمل عليه، ثم هم مع ذلك التهافت لا تكاد تجد فيهم من يعرف اسمه عند المتقدمين، والعرب أنفسهم لم يضعوا له اسماً لم يأت في مشهور أراجيزهم منه شيء، ولم نقف منه عندهم إلا على مثال واحد، وهو ما ذكره الخطيب التبريزي في شرحه على تهذيب الألفاظ (ص332) من أن رجلاً من هذيل أقبل إلى عمر بن الخطاب وهو جالس فأنشده شعراً يتجرم فيه على أبيه ويستظهره عليه، فبعث عمر إلى أبيه فدعاه، فقال: ماذا يقول أبنك? زعم أنك نفيته، فقال: يا أمير المؤمنين، غذوته صغيراً وعقني كبيراً، أنكحته الحرائر، كفيته الجرائر، فأخذ بليتي واظهر مشتمتي:
شاهد ذاك من هذيل أربعهْ = مسافعٌ وعمُّهُ ومشجعهْ
وسيَّدُ الحيَّ جميعاً مالكُ = ومالكٌ محضُ العروقِ ناسكُ
وهذا الرجز كما تراه إنما انساق مع الكلام واستجر للحكاية، فإما أن يكون بعض ما يتفق من أحاديثهم العامة وأهملوا حفظه وروايته لأنه في سبيلها، وإما أن يكون شيئاً جرى على لسان ذلك العربي، وعى أي الوجهين فما كان ليروى لولا انه جاء تابعاً للشعر الذي قبله، وفيه شاهد من شواهد اللغة فحفظوه ليساق مع الحديث.
ثم جاء بشر بن المعتمر الذي مر ذكره في الشعر الحكمي، وكان من أروى المعتزلة للشعر، فبنى على هذا الأصل أرجوزة طويلة ذكر فيها الملل والنحل وضرب الأمثال واخذ في قواعد مذهبه، ويظهر من كلام الجاحظ أن هذه الأرجوزة قد رفعت إلى الناس وذهب لها صيت، وقد ذكرها مرتين في كتاب الحيوان ونقل قطعة من أمثالها (ص80 (40: الحيوان) وقطعة أخرى في ذكر فضل علي على الخوارج (ص155 ج?6) وهو في كل مرة يقول: قال بشر بن المعتز في شعره المزاوج، وهذه التسمية أليق ما يسمى به هذا النوع من الأراجيز، ولا بد أن تكون هذه الأرجوزة الإولى من نوعها .....
والمتأخرون من العلماء الذين يأبون أن يتركوا شيئاً غير متروك غلى أصله، يزعمون أن أول من نظم المتون العلمية هو هرمس الحكيم الذي يزعم قوم من الصابئة أنه إدريس، عليه السلام، ويقولون: إنه أول من نظر في الطب وتكلم فيه وصنف لأهل زمانه "كتباً بأشعار موزونة" بلغتهم في معرفة الأشياء العلوية والأرضية (ص138: سرح العيون).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[08 Mar 2009, 08:16 م]ـ
ومن اللطائف:
كان أحد مشايخي الأجلاء دائما يردد عليّ هذه العبارة الرائعة:
(من حفظ المتون حاز الفنون , ومن قرأ الحواشي ما حوى شي)!!!
وثمة ملحوظة هنا:
قيل: على الطالب أن يطالع الحواشي؛ لا أن يصرف همه للحواشي ..
وعبارة مشايخنا المشهورة:
(أن من قرأ الحواشي ما حوى شي)
وكذلك يروى:
(الذي لا يقرأ الحواشي ما حوى شي)
وللجمع بين العبارتين:
فيجب على الطالب أن يبدأ بالمتون،ثم بالشروح، ويطالع الحواشي للفهم والتثبيت.(/)
ما الفرق بين قولنا (ما كان من المشركين) و (ما كان مشركاً)؟
ـ[حمد]ــــــــ[07 Mar 2009, 09:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
ما الفرق بين النفي في الجملتين:
(ما كان من المشركين) و (ما كان مشركاً)؟
حيث استُعمِل الأسلوب الأول في نفي الشرك عن إبراهيم عليه السلام.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[07 Mar 2009, 10:37 م]ـ
الأخ الكريم حمد،
لنأخذ أول آية ورد فيها هذا التعبير، وهي الآية 135 من سورة البقرة:
" وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ": الكلام إذن عن جماعات ذات عقائد شركية، وهذه الجماعات تزعم الصلة بإبراهيم عليه السلام. وقد رد القرآن الكريم ذلك فقال:"ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ... وما كان من المشركين"، إذن الآيات الكريمة تنفي أن يكون إبراهيم عليه السلام منتمياً لأي جماعة مشركة. وبهذا تكون الآيات الكريمة في أكثر من سورة قرآنية قد نفت عن إبراهيم الشرك والانتماء لأي جماعة مشركة.
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[07 Mar 2009, 11:35 م]ـ
السلام عليكم و بعد
تتميما لما قاله الأخ الفاصل أبو عمرو يكون التعبير ب: " و ما كان من المشركين " أبلغ من التعبير ب: " و ما كان مشركا " و وجه ذالك أن الذي فارق الشرك و جماعة المشركين يكون قد أدى ما عليه من البراء الكامل من الشرك و أهله و هذه أعلى مراتب تحقيق التوحيد. . .(/)
الإعجاز العددي في الآيتين 31 المدثر، و 217 البقرة
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[08 Mar 2009, 12:40 ص]ـ
الإعجاز العددي في الآيتين 31 المدثر، و 217 البقرة
روائع الترتيب في القرآن الكريم
(11)
العدد 57 هو محور رئيسي في النظام العددي، في القرآن الكريم. وهو عدد من مضاعفات الرقم 19 (57 = 19 × 3). وقد رأينا في المشاركة السابقة أن عدد سور القرآن المتجانسة هو 57، وأن عدد سور القرآن غير المتجانسة هو 57. أي نصفان متماثلان.
ولعل في هذه الملاحظة ما يعيننا على فهم السر في مجيء الآية الشارحة للحكمة من ذكر العدد 19، وهي الآية رقم 31 سورة المدثر، مؤلفة من 57 كلمة، لا غير. بل إن عدد كلمات هذه الآية قد جعل منها الآية المميزة بطولها اللافت للانتباه في سورة تتميز آياتها بالقصر الظاهر ..
(استدل أحد المرتابين والمشككين بالقرآن على أن الآية رقم 31 في سورة المدثر " الشارحة للحكمة من ذكر العدد 19 " ليست من القرآن وإنما قد أضيفت إلى القرآن فيما بعد , بدليل طولها غير المنسجم مع باقي الآيات في السورة .. وما علم أن ما حسبه شبهة هو دليل على إعجاز القرآن في ترتيب سوره وآياته).
وقد تنبه الأخ الكريم بسام جرار إلى عدد من الملاحظات العددية في سورة المدثر محورها الرقم 19، لن أتطرق إليها الآن – رغم أهميتها -، ما أود طرحه هو الإعجاز العددي في ترتيب الآيتين 31 سورة المدثر، و 217 سورة البقرة.
لماذا الآية رقم 217 سورة البقرة؟:
قلنا إن الآية الأطول في سورة المدثر المثيرة للانتباه - والشبهات لدى خصوم القرآن – تتألف من 57 كلمة. (ومن المؤلم أن موقف بعض أهل القرآن من الرقم 19 جعلهم لا يلتفتون إلى هذه الظاهرة) إذا أحصينا أعداد الكلمات في آيات القرآن الكريم كلها – وفق منهج ثابت -،سنجد أن هناك آية ثانية فقط من بين آيات القرآن البالغة 6236، تتألف من 57 كلمة , إنها الآية رقم 217 في سورة البقرة ..
هل هي مجرد مصادفة كما يزعم بعض أهل القرآن؟
إن أول ما نلاحظه، أن العدد 217 رقم الآية في سورة البقرة يساوي 31 × 7 , أي عدد من مضاعفات الرقم 31، وهو رقم الآية في سورة المدثر، وفي تحديد الموقع 217 للآية الثانية في سورة البقرة، وليس الرقم 216 مثلا، ما يدفع أي شبهة محتملة وما يؤكد على أن موقع الآية 31 في سورة المدثر موقع مدبر وهادف ويختزن أسرارا عظيمة .. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، إن رقم الآية 217 البقرة في التسلسل العام لآيات القرآن هو 224، أي عدد من مضاعفات الرقم 56، وهذا العدد هو عدد آيات سورة المدثر .. (224 = 4 × 56).
الملاحظة الثانية: ليس من الصعب على المتدبر ملاحظة أن سورة البقرة هي أطول سور النصف الأول من القرآن (286 آية)، وأن سورة المدثر هي أطول سور النصف الثاني من القرآن (56 آية). وهكذا يمكننا القول بوضوح تام: إن من بين آيات القرآن آيتان فقط تتألف كل منهما من 57 كلمة , إحداهما في السورة الأطول في النصف الأول من القرآن , والثانية في السورة الأطول في النصف الثاني من القرآن .. وفي هذه الملاحظة تأكيد آخر على أن موقع الآية 31 في سورة المدثر موقع مميز محدد بتقدير الهي حكيم. وتأخذنا هذه الملاحظة إلى اكتشاف علاقة عددية رائعة بين سورتي البقرة والمدثر هي التالية:
علاقة عددية بين سورتي البقرة والمدثر:عرفنا أن سورة البقرة هي الأطول بين سور النصف الأول من القرآن البالغة 57 سورة , وسورة المدثر هي الأطول بين سور النصف الثاني البالغة 57 سورة , إنهما تشتركان في صفة واحدة مميزة.
لنتأمل موقعي ترتيب السورتين: رقم ترتيب سورة البقرة هو: 2 , ورقم ترتيب سورة المدثر: 74. إن مجموع رقمي ترتيب السورتين هو 76 أي، عدد من مضاعفات الرقم 19. (76 = 4 × 19).
والآن لنتأمل عددي الآيات في السورتين:
عدد آيات سورة البقرة: 286، وعدد آيات سورة المدثر: 56.
إن مجموع العددين هو: 342 أي، عدد من مضاعفات الرقم 19 أيضا (18 × 19) كما أن العدد 342 يساوي 3 × 114 ومن المعلوم أن العدد 114 هو عدد سور القرآن الكريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
والسؤال الآن: أي مصادفة تجعل من بين آيات القرآن آيتان فقط عدد كلمات كل منهما 57 كلمة، واحدة جاءت في أطول سور النصف الأول من القرآن الـ 57، والثانية في أطول سور النصف الثاني من القرآن الـ 57؟.
وأي مصادفة أدت إلى أن يكون مجموع رقمي ترتيب السورتين (حيث وردت الآيتان) من مضاعفات الرقم 19؟ وان يكون مجموع عددي آياتهما من مضاعفات الرقم 19 أيضا، ومن مضاعفات الرقم 114؟
أليس في هذه الملاحظة – وهي بعض ما في هاتين الآيتين من مظاهر الإعجاز العددي – ما يكفي لإثبات أن ترتيب سور القرآن وآياته هو ترتيب من عند الله؟
لماذا يُحدد عدد آيات السورة الأطول في النصف الأول من القرآن بـ 286، والسورة الأطول في النصف الثاني بـ 56، من عددين مجموعهما يشير بصراحة ووضوح إلى العدد 114 عدد سور القرآن؟ (342 = 3 × 114).
تأملوا الآيتين يا أهل التفسير:
فيما يلي نص الآيتين منسوختين بالرسم الإملائي، علما أن عدد الكلمات يظل هو نفسه بالرسم العثماني):
الآية رقم 217 سورة البقرة بالرسم الإملائي:
(يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ). {217}
الآية رقم 31 سورة المدثر بالرسم الإملائي:
(وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ). {31}
لقد لفت انتباهي في الآيتين، ذكر (الفتنة) وذكر (أصحاب النار) في كل منهما. والارتباط القوي بين الآيتين، تبدو معه الثانية مكملة للأولى. هذه الملاحظة سأتركها لشيوخ التفسير وأهله.
أما ملاحظتي في الإعجاز العددي هنا: فقد قمت بإحصاء عدد مرات ورود عبارة (أصحاب النار) في القرآن الكريم، فوجدتها 20 مرة؟
والمفاجأة الرائعة في هذا العدد من المرات، أنها:
19 مرة، تشير إلى أن أصحاب النار هم من الكافرين ..
مرة واحدة، وهي الأخيرة الواردة في سورة المدثر، تذكر أن أصحاب النار هم من الملائكة (وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة .. ).
أما المفاجأة الثانية:
فقد أحصيت أرقام الآيات التي وردت فيها عبارة (أصحاب النار) فوجدت أن مجموعها هو 1358، وحينما أحصيت أعداد الآيات في السور التي وردت فيها، وجدتها 1244. وبحسبة بسيطة لاحظت أن الفرق بين العددين هو 114، أي بعدد سور القرآن الكريم. (1358 – 1244 = 114).
.......... ولمن شاء، يمكنه متابعة البحث.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Mar 2009, 01:28 ص]ـ
رجعنا للرقم 19
الإعجاز العددي في الآيتين 31 المدثر، و 217 البقرة
روائع الترتيب في القرآن الكريم
(11)
لماذا الآية رقم 217 سورة البقرة؟:
الملاحظة الثانية: ليس من الصعب على المتدبر ملاحظة أن سورة البقرة هي أطول سور النصف الأول من القرآن (286 آية)، وأن سورة المدثر هي أطول سور النصف الثاني من القرآن (56 آية).
.
????????
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[08 Mar 2009, 01:43 ص]ـ
رجعنا للرقم 19
????????
أهذا كل ما فهمته من الموضوع، وتزعم انك " محب القرآن الكريم "؟
يا أخي حرام عليك ..
وما الذي لا يعجبك في الرقم 19؟ هذا الرقم هو فتنة لك، فاسأل الله السلامة، وأن ينجيك من الزبانية.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[08 Mar 2009, 03:08 ص]ـ
مرض عمى الأعداد:
من المؤلم أن بعض أعضاء هذا الملتقى - أصحاب الأسماء والأقنعة المستعارة - مصابون بمرض " عقدة الرقم 19 " .. ويبدو أنه قد استفحل لدى البعض، وتسبب لديهم بمرض آخر سأطلق عليه اسم " مرض عمى الأعداد ".
فهم لا يرون من الأرقام إلا الرقم 19،الذي بات يسبب لهم قلقا فظيعا .. فلو كتبت لهم 31 أو 57 أو 56، أو 342 أو، أي رقم آخر فلن يتمكنوا من رؤية أي من هذه الأرقام .. لأنها ستظهر أمام أعينهم على صورة الرقم 19 .. ولأنهم يخشون من هذا الرقم، تجدهم إذا عدوا حروف البسملة البالغة 19 حرفا، جاءت لديهم عشرين وربما اكثر ..
وإذا عدوا سور القرآن البالغة 114 سورة، جاءت 113 ..
لماذا؟ لأنهم قرروا مقاطعة الرقم 19 ..
متى يدرك هؤلاء أن الرقم 19 هو ما ذكر في الآية القرآنية " عليها تسعة عشر " وأنه ليس من اختراع أحد من الناس؟
كنت أحسب أنني قدمت معلومة جديدة في هذه المشاركة - وهي كذلك - عن ورود عبارة " أصحاب النار " في 19 آية متعلقة بالبشر، ومرة واحدة متعلقة بالملائكة الـ 19 .. وأنها قد تفتح شهية البعض للبحث في هاتين الآيتين المميزتين على مستوى آيات القرآن الكريم كلها ..
والنتيجة: يطلع علي " محب القرآن " بإشارات الاستفهام؟؟؟؟؟؟
فما ذنبي إذا كان عدد كلمات كل من هاتين الآيتين عددا من مضاعفات الرقم 19؟؟
أنا لا أستطيع أن أنقص أو أزيد في عدد كلمات هاتين الآيتين، حتى يرضى محب القرآن وأمثاله، ولا أملك علاجا سحريا ينقذهم مما هم فيه.
ولكنني أملك أن لا أضيف جديدا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[08 Mar 2009, 11:10 ص]ـ
......
ومن عجائب الترتيب القرآني، إذا أحصينا أعداد آيات القرآن المحصورة بين الآيتين 217 البقرة، و 31 المدثر، سنجد أن عددها هو: 5301 ..
الآية 217 البقرة (الآيات المحصورة بين الآيتين 5301) الآية 31 المدثر.
هذا العدد هو عبارة عن: 3 (31 × 57).
تأملوا هذه الأعداد جيدا .. ولاحظوا أن:
31: رقم الآية في سورة المدثر
57: عدد كلمات الآية ..
هذه الأعداد هي الموجودة في المصحف، لا يمكن إنكارها إلا عنادا واستكبارا، ومن السهل التاكد من صحتها.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Mar 2009, 11:53 ص]ـ
الإعجاز العددي في الآيتين 31 المدثر، و 217 البقرة
روائع الترتيب في القرآن الكريم
(11)
الملاحظة الثانية: ليس من الصعب على المتدبر ملاحظة أن سورة البقرة هي أطول سور النصف الأول من القرآن (286 آية)، وأن سورة المدثر هي أطول سور النصف الثاني من القرآن (56 آية). وهكذا يمكننا القول بوضوح تام: إن من بين آيات القرآن آيتان فقط تتألف كل منهما من 57 كلمة , إحداهما في السورة الأطول في النصف الأول من القرآن , والثانية في السورة الأطول في النصف الثاني من القرآن .. وفي هذه الملاحظة تأكيد آخر على أن موقع الآية 31 في سورة المدثر موقع مميز محدد بتقدير الهي حكيم. وتأخذنا هذه الملاحظة إلى اكتشاف علاقة عددية رائعة بين سورتي البقرة والمدثر هي التالية:
علاقة عددية بين سورتي البقرة والمدثر:عرفنا أن سورة البقرة هي الأطول بين سور النصف الأول من القرآن البالغة 57 سورة , وسورة المدثر هي الأطول بين سور النصف الثاني البالغة 57 سورة , إنهما تشتركان في صفة واحدة مميزة.
.
يا عبد الله سلام الله عليك
هل تأملت ما كتبته؟
أم أنت ناقل؟
أم أنا لم أفهم؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[08 Mar 2009, 12:10 م]ـ
يا عبد الله سلام الله عليك
هل تأملت ما كتبته؟
أم أنت ناقل؟
أم أنا لم أفهم؟
وعليك السلام يا محب القرآن،
أنا لا أنقل عن أحد. وحتى لا يباعد بيننا سوء التفاهم، كن واضحا، وهات ما عندك دون إشارات استفهام.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[08 Mar 2009, 12:59 م]ـ
الأخ الكريم عبد الله،
أولاً: العدد 19 فتنة للذين كفروا وليس لمحب القرآن، لذا أرجوك أن تتعامل بأخوة وسعة صدر.
ثانياً: الأخ الكريم عرض عليك كلاماً قلته أنت وطلب منك أن تتحقق من هذا الكلام لأنها معلومة غير صحيحة فهل رجعت إلى الكلام ونظرت فيه. فأنت تقول إن سورة المدثر الأطول في النصف الثاني، فهلا أوضحت كيف يكون ذلك؟!!
ـ[العرابلي]ــــــــ[08 Mar 2009, 02:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد قرات ما كتبه الأخ عبد الله جلغوم
وأظن ان الكلام واضح
وهو يقصد النصف الثاني من عدد السور
أي في ال (57) سورة الأخير؛ ابتداء بسورة المجادلة إلى الناس
والنصف الأول هو من سورة الفاتحة إلى سورة الحديد
وليس المقصود بالنصف الثاني من الأجزاء الثلاثين
ـ[الباحث محمد عبيدالله]ــــــــ[08 Mar 2009, 03:34 م]ـ
الاستاذ الكريم عبدالله جلغوم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي عبدالله
ارجو ان اذكرك مرة ثانية ان تلتفت بخبرتك الى معجزة ترتيب الجذور فهي التي سوف تدعم جميع اعمالك , وتثبّت الميزان الحقيقي للقران , على الاساس الجذري , وقد تحدثتا هاتفيا قبل عدة اعوام في ذلك , وما زلت انتظر منك ان تعتني بها 0
اشكرك على جهدك وفي رعاية الله تعالى
محمد عبيدالله
نيويورك
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[08 Mar 2009, 04:08 م]ـ
العرابلي
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد قرات ما كتبه الأخ عبد الله جلغوم
وأظن ان الكلام واضح
وهو يقصد النصف الثاني من عدد السور
أي في ال (57) سورة الأخيرة؛ ابتداء بسورة المجادلة إلى الناس
هذا هو ما أعنيه بارك الله فيك اخي العرابلي .. وفي فهمك.
النصف الأول من القرآن: هو السور الـ 57 الأولى في ترتيب المصحف، ابتداء بسورة الفاتحة وانتهاء بسورة الحديد.
النصف الثاني من القرآن: السور الـ 57 الأخيرة في ترتيب المصحف، ابتداء بسورة المجادلة وانتهاء بسورة الناس.
وبما أن محور حديثي هو العدد 57، فقد افترضت ان هذا التحديد لنصفي القرآن من الأمور المعروفة للجميع ولا إشكال فيها.
وبذلك:
فسورة المدثر المؤلفة من 56 آية هي أطول سورة في النصف الثاني من القرآن، يليها سورتا القلم والحاقة، المؤلفة كل منهما من 52 آية.
ومما يذكر هنا: رقم ترتيب سورة المدثر هو 74، ومن العجيب أن عدد سور القرآن التي يقل عدد الآيات في كل منها عن 56 آية، هو 74 سورة ..
مع فائق التقدير والاحترام لجميع الأخوة الأفاضل، لا أستثني منهم أحدا.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Mar 2009, 07:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد قرات ما كتبه الأخ عبد الله جلغوم
وأظن ان الكلام واضح
وهو يقصد النصف الثاني من عدد السور
أي في ال (57) سورة الأخير؛ ابتداء بسورة المجادلة إلى الناس
والنصف الأول هو من سورة الفاتحة إلى سورة الحديد
وليس المقصود بالنصف الثاني من الأجزاء الثلاثين
بارك الله فيك وفي عبد الله.
ولكنا لم نعهد هذا التقسيم للقرآن، وهو لم يوضح مراده.
والمهم في نظري أن هذا علم لا ينفع وجهل لا يضر.
فالله سبحانه أنزل القرآن لنتعبد بتلاوته ونتأدب بأدابه ونعمل بأحكامه.
وكانت الأمة الإسلامية تسود الدنيا يوم كانت تتمثل القرآن في حياتها، وما رأينا هذا التكلف الذي ليس عليه دليل من كتاب ولا سنة إلا في عصرنا هذا عصر الانحطاط والتخلف.
وقلي بربك ما هي الثمرة التي تعود علينا من خلال هذا التكلف ولا أسميه علما كما يزعم بعضهم؟
وفق الله الجميع لما فيه الخير
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[08 Mar 2009, 08:59 م]ـ
محب القرآن:
وقلي بربك ما هي الثمرة التي تعود علينا من خلال هذا التكلف ولا أسميه علما كما يزعم بعضهم؟
لو لم يكن للإعجاز العددي من فائدة سوى الكشف عن إحكام الترتيب القرآني وإعجازه لكفى.
حينما طرح خصوم القرآن، ما أسموه بـ " الفرقان الحق " بديلا للقرآن الكريم، تصدى بعض الكتاب لإثبات زيف هذا الفرقان، من خلال المقارنة بين بلاغة آيات القرآن الكريم، وركاكة محتوى " الفرقان " من الكلام.
ما الذي لم يتنبه إليه مؤلفو الفرقان الباطل؟
لقد فاتهم أن يتنبهوا إلى ترتيب القرآن الكريم المحكم، وما بين سوره وآياته من العلاقات العددية التي لا مثيل لها في أي كتاب. ولعلها الحكمة الإلهية أن يُطرح الفرقان دون أن يحدث ذلك .. فلو تنبهوا الآن، فليس أمامهم إلا أن يصدروا طبعة جديدة من فرقانهم المزعوم، والتي لا بد أن تكون نسخة مختلفة تماما عن النسخة الأولى، وهذا – لو حدث – يكفي لإثبات زيف " الفرقان " فهو الكتاب القابل للتغيير والتبديل والزيادة والنقصان مع كل طبعة جديدة، وهو ما يتناقض تماما مع صفة الكتاب الإلهي - القرآن الكريم – غير القابل لأي تحريف.
أقول:
لو تنبه مؤلفو الفرقان إلى وجه الإعجاز العددي في القرآن الكريم، وضمنوا " فرقانهم " المزعوم شكلا من العلاقات الرياضية، هل كان ذلك سيؤدي بالبعض إلى الاعتراف بالإعجاز العددي في القرآن الكريم، وسيهب الباحثون لإثبات أن الإعجاز العددي في القرآن هو شيء مختلف تماما عما هو في الفرقان؟ كما هبوا لإثبات أن كلام الله في القرآن هو شيء مختلف عما في هذا الكتاب؟
الإعجاز العددي في القرآن، وجه من الإعجاز يؤدي ما يؤديه أي وجه آخر في الدلالة على أن القرآن هو كتاب إلهي محكم في كل ناحية فيه، وليس من تأليف النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما يزعم خصوم القرآن.
فإذا كان الفرق بين بلاغة القرآن، وركاكة الكلام في الفرقان، دليل على زيف الفرقان وبطلانه، فالفرق بين ترتيب الكتابين، هو دليل آخر لا يقل أهمية، وبلغة قابلة للترجمة.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[08 Mar 2009, 09:21 م]ـ
محب القرآن:
وقلي بربك ما هي الثمرة التي تعود علينا من خلال هذا التكلف ولا أسميه علما كما يزعم بعضهم؟
هلاّ تفضلت أخي الفاضل " محب القرآن " وشرحت لي وللأخوة الأفاضل في هذا الملتقى، ولزائريه الكرام، كيف تفسر:
أن لا يكون من بين آيات القرآن الكريم وهي بالآلاف، غير آيتين مؤلفة كل منهما من 57 كلمة، واحدة في سورة البقرة، أطول السور الـ 57 الأولى في ترتيب المصحف، وواحدة في سورة المدثر، أطول السور الـ 57 الأخيرة، وارتباط الآيتين بالرقم 31، وما بين سورتي البقرة وسورة المدثر من ارتباط عددي؟ وكيف جاء عدد الايات المحصورة بين الآيتين عددا من مضاعفات الرقمين 31 و 57؟
وكيف تفسر ورود عبارة " أصحاب النار " 19 مرة مقرونة بالبشر، في 19 آية .. ثم جاءت المرة الأخيرة (العشرون) مقرونة بالملائكة في سورة المدثر؟
أعطنا تفسيرا معقولا ومقبولا، ونعدك بأن نتحول إلى صف الرافضين للإعجاز العددي ..
(ولكن، اعلم أن هناك الكثير من كنوز القرآن في كل عدد ورد في هذه المشاركة، ولن نطالبك بتفسيرها).
فإن لم تعطنا تفسيرا، فلا أظن أن لموقفك من الإعجاز العددي أي قيمة.
مع احترامي لشخصك الكريم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Mar 2009, 09:32 م]ـ
كتاب " الخرفان" معلوم البطلان، لأن الذي ألفه من فصيلة عباد الخرفان.
وعيب أن يقوم مسلم بمقارنة بين كتاب الله الذي "لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ " وبين كتاب قيمته لا تساوي الحبر الذي كتب به.
أما إحكام الترتيب القرآني، فلا شك أن القرآن محكم في جميع جوانبه فهو كلام الله الحكيم،والله قد وصف كتابه بقوله:
(الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) سورة هود (1)
ودعا الناس إلى تدبره للتحقق من هذا الاحكام فقال تبارك وتعالى:
(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) سورة النساء (82)
(يُتْبَعُ)
(/)
ووجوه الاعجاز في القرآن كثيرة، وإذا ثبت أن الاعجاز العددي أحد هذه الوجوه فلا أظن أني سأختلف معكم.
وفق الله الجميع لما فيه الخير.
وصل الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[08 Mar 2009, 09:50 م]ـ
كتاب " الخرفان" معلوم البطلان، لأن الذي ألفه من فصيلة عباد الخرفان.
وعيب أن يقوم مسلم بمقارنة بين كتاب الله الذي "لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ " وبين كتاب قيمته لا تساوي الحبر الذي كتب به.
.
إليك المقارنة:
أكذوبة الفرقان الحق (5) متابعة لما بدأناه من دراسة بلاغية لما يسمى " الفرقان الحقّ "، نقف على الآية الأولى من السورة التي حملت اسم " سورة الفاتحة ". ...
www.55a.net/firas/arabic/?page=show_det&id=1384&select_page=23 -
أكذوبة الفرقان الحق ج2استكمالاً لما بدأناه من دراسة بلاغية لما سمي " سورة الحق " من الكتاب المسمى (الفرقان الحق) نتناول هنا بالبحث والدراسة الآيتين الثانية والثالثة من السورة ...
www.55a.net/firas/arabic/?page=show_det&id=1381&select_page=23 -
أكذوبة الفرقان الحق 1وثمة احتمال آخر وهو أن يكون ثمة فرقان آخر هو الباطل وهذا الفرقان هو الحق. فالصفة تفرّق بين اسمين مشتركين في اللفظ فتقول (مررت بزيد القائم) وهذا يقتضي وجود ...
www.55a.net/firas/arabic/?page=show_det&id=1380&select_page=23 -
الرد فاتحة الفرقان الحق المزعومةرأينا في دراساتنا البلاغية للكتاب الموسوم بـ " الفرقان الحق " أن نقف على ما يدعى (سورة الفاتحة) ونقوم بدراستها كاملة، نظراً لما تتضمنه عادة فاتحة الكتاب من ...
www.55a.net/firas/arabic/?page=show_det&id=1376&select_page=23 -
أكذوبة الفرقان الحق (3) قبلاً كنا تحدثنا من وجهة بلاغية عن الآية الأولى من السورة المسماة بـ (سورة الضالين) من الكتاب المدعو (الفرقان الحق)، وها نحن الآن نتناول بالدراسة الآية ...
www.55a.net/firas/arabic/?page=show_det&id=1382&select_page=23 -
موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنةنقف ضمن سلسلة دراساتنا البلاغية التي نتناول فيها بعض نصوص الكتاب المزعوم "الفرقان الحق " عند الآيات الثلاث في أوّل السورة التي حملت اسم " سورة القدر ". ...
www.55a.net/firas/arabic/print_details.php?page=show_det&id=1377 -
موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة الاعجاز العلمي في القرآن ... w, أكذوبة الفرقان الحق (3) , w, أكذوبة الفرقان الحق ج2. w, أكذوبة الفرقان الحق 1, w, شبهة أخذ نبينا محمد عن اليهود المواضيع المعينة في تأليف القرآن ...
www.55a.net/firas/arabic/?page=show&select_page=23 -
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Mar 2009, 10:41 م]ـ
أخ عبد الله إن المقارنة بين القرآن وكتاب الخرفان جريمة
لأن فيه حط من قدر القرآن واعطاء قيمة للغو الذي أمرنا الله بالاعراض عنه.
وانظر للرد الذي كتبه الأقرع على الروابط التي وضعت، إنه يرفع من قدر كتاب الخرفان ويسمي العبارات الركيكة والممجوجه لكتاب الخرفان بالآيات فيقول:
"استكمالاً لما بدأناه من دراسة بلاغية لما سمي " سورة الحق " من الكتاب المسمى (الفرقان الحق) نتناول هنا بالبحث والدراسة الآيتين الثانية والثالثة من السورة المذكورة، وهذا نصّ الآيتين"
فهذا الرد في نظري جريمة وإساءة للقرآن.
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[09 Mar 2009, 12:27 ص]ـ
لسلام عليكم و بعد
في نظري لسنا بحاجة إلى إثبات الفارق بين القرآن و " خرفان الباطل " بما يسمى بالإعجاز العددي لأن أصلا لا نسلم بتوفر الوجوه الإعجازية المتفق عليها بين العلماء كالبلاغة و حسن النظم - الذى هو أعلاها - و السلطان على النفوس - و هو ألطفها - و الإخبار بالغيبيات و غيرها في " خرفان الباطل " ... فإثبتنا لما يسمى بالإعجاز العددي في القرآن لقصد إبراز اختصاصه عن " خرفان الباطل " هو كالتسليم المسبق لوجود باقى وجوه الإعجاز فيه ... و كيف إذا ظهر كتابا آخر يضاهى به أعداء الله القرآن ثم اجتهدوا في تضمينه بعض الموافقات العددية - و هو شيء ليس بالمعجز بل هو ممكن لكل من له أدنى دراية بالرياضيات -؟ هل نتطلب وجها آخر للإعجاز؟ ... أرجو النظرة المقاصدية - الجادة - في ما يسمى بالإعجاز العددي .......
و السلام
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[09 Mar 2009, 01:00 ص]ـ
أخ عبد الله إن المقارنة بين القرآن وكتاب الخرفان جريمة
لأن فيه حط من قدر القرآن واعطاء قيمة للغو الذي أمرنا الله بالاعراض عنه.
فهذا الرد في نظري جريمة وإساءة للقرآن.
أوافقك الرأي تماما. فأنا لست مع المقارنة لأنه لا وجه للمقارنة.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[09 Mar 2009, 01:13 م]ـ
بارك الله فيك وفي عبد الله.
ولكنا لم نعهد هذا التقسيم للقرآن، وهو لم يوضح مراده.
.
إذا صحّ كلامك أخي الفاضل، فهذا يعني أنني صاحب هذا الاكتشاف.
ويسرني أن أخبرك أن العدد 57 هو محور رئيسي في الترتيب القرآني، وقد أكتب عن ذلك قريبا، شيئا مختصرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[09 Mar 2009, 01:38 م]ـ
إذا صحّ كلامك أخي الفاضل، فهذا يعني أنني صاحب هذا الاكتشاف.
ويسرني أن أخبرك أن العدد 57 هو محور رئيسي في الترتيب القرآني، وقد أكتب عن ذلك قريبا، شيئا مختصرا.
أيها الفاضل:
الجميع يعلم أن القرآن 114 سورة وأن نصفها 57 سورة.
لكن إطلاق نصف القرآن لم يستخدم بهذا المعنى. هذا الذي أقصده
فأي شخص تسأله: أين ينتهي النصف الأول من القرآن؟ يقول لك في سورة الكهف
وطبعاً أي شخص تسأله: كم نصف عدد سور القرآن؟ يقول لك 57 سورة.
فلا جديد أيها الفاضل فتنبه.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[09 Mar 2009, 02:00 م]ـ
أيها الفاضل:
الجميع يعلم أن القرآن 114 سورة وأن نصفها 57 سورة.
لكن إطلاق نصف القرآن لم يستخدم بهذا المعنى. هذا الذي أقصده
.
وأنا هذا الذي أقصده ..
والآن عد إلى الآيتين 217 البقرة و 31 المدثر،المؤلفة كل منهما من 57 كلمة، وتامل، بعد أن يستقر هذا التقسيم في عقلك ..
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[10 Mar 2009, 12:34 ص]ـ
طرح أخي عبد الله جلغوم طرح جيد، والنقد أمر مهم؛ فهو يقوي الدراسات وينضجها ولا يهدمها ما دامت قد بنيت على الحقائق الثابتة، وشكر الله لجميع الأخوة جهودهم ونقدهم وتساؤلاتهم
وأنا لدي البعض التساؤلات للمدارسة أيضا؛ وهي كالآتي:
- لماذا الرقم 57 بالذات؟! الإجابة طبعا لأنه نصف 114 سورة؛ وهي سور القرآن كلها، وهذا صحيح، لكن لماذا القسمة على النصف بالذات؟! لماذا لا تكون القسمة على ربع أو ثلث أو سدس أو سبع؟ قلت أخي: الفيصل هو التجانس وغير التجانس فما هو هذا التجانس الذي لم تذكره إلا في موضع آخر وكان ينبغي الإشارة المختصرة إليه هنا؟ وإذا كانت السور المتجانسة هي السور الزوجية الآيات أو الترتيب وغير المتجانسة هي السور فردية الآيات أو الترتيب فالبقرة السورة رقم 2 والمدثر رقم 74 والبقرة آياتها 286 والمدثر 56 آياتها فهل العلاقة بين هذه الأرقام واضحة وسائغة؟
- لماذا الربط بين البقرة والمدثر؟ وأنت أخي قد قلت رقم ترتيب سورة البقرة هو: 2 , ورقم ترتيب سورة المدثر: 74 ولكن لا علاقة لهذين الرقمين ببعضهما إلا عندما جمعتهما وولدت من الجمع دلالة جديدة أي كان الحاصل عدد آيات المدثر فهل لهذا الجمع دلالة لماذا لا يكون ضربا حتى يوافق شيئا آخر أي لو وافق الجمع أو الضرب أو القسمة أو الطرح رقم الآية المعنية هل يكون الدليل بذلك أكبر؟ ولماذا كان جمعا دون غيره من الأعمال الحسابية؟ كل تلك الأمور تحتاج إلى مسوغات واضحة
- قلت إن رقم الآية 217 البقرة في التسلسل العام لآيات القرآن هو 224، أي عدد من مضاعفات الرقم 56 وهذا العدد هو عدد آيات سورة المدثر .. (224 = 4 × 56 (أي أنك عددت مع سورة البقرة سورة الفاتحة التي قبلها ثم قلت هو مقسوم على س ليساوي56 فهل ل"س" التي =4 أي دلالة معينة؟ لأن س هذه لو كانت 5 أو 2 أو 9 أو 20 فهي لها المعنى نفسه؟ أي لو كانت تلك الآيات أكثر أو أقل لكي تقسم على أي عدد من تلك الأعداد لتؤدي النتيجة نفسها فالأمر واحد
- قلت أخي عبد الله جلغوم إن سورة البقرة هي الأطول بين سور النصف الأول من القرآن البالغة 57 سورة , وسورة المدثر هي الأطول بين سور النصف الثاني البالغة 57 سورة أي إنهما تشتركان في صفة واحدة مميزة.فلماذا لم تلتزم المنهج نفسه فيكون الربط بين أطول آية في المدثر وأطول آية في البقرة وهي آية الدين المكونة من 129 كلمة؟ والإجابة سوف تكون عددية وهي أن هذه 57 كلمة وتلك كذلك وهذا يترتب عليه سؤال
4 - لماذا آية البقرة هذه دون غيرها؟ هل لأنها مكونة من 57كلمة فقط دون غيرها من آيات السورة؟، ولماذا عولتم على التماثل في عدد الكلمات فحسب؟ لماذا لا يكون هذا التماثل في عدد الحروف مثلا؟ وآية المدثر مكونة من 445 حرفا وآية البقرة مكونة من 447 حرفا؟ وهل لو عولنا على هذه الحروف نفسها هل نعد المكتوب فقط أم المنطوق فقط لأن هنالك حروف مشددة وهنالك لام شمسية وأخرى قمرية؟
(يُتْبَعُ)
(/)
- موضوع آية البقرة يتناول القتال في الشهر الحرام وقتل الصحابة رضوان الله عليهم لعمرو بن الحضرمي في الشهر الحرام، بينما آية المدثر مع سياقها تتناول مكابرة الوليد بن المغيرة المخزومي بعد اعترافه بالإعجاز القرآني فحرضته قريش على قول كلمة يصرف بها العرب عن الإسلام؛ فما العلاقة بين الأمرين؟
- الرقم 19 لم يذكر في الآية المعنية بالدراسة وإنما ذكر في الآية التي قبلها فلماذا تمت دراسة لقوله تعالى: "وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ" وقلت إنها 57 كلمة ولم تدرس قوله تعالى " عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ " وتقول إنها 3 كلمات وهي الآية المعنية التي ذكر فيها الرقم 19 أي أن الدراسة قامت خارج الآية المعنية
- ليس هنالك من تماثل في المعاني بين الآيتين ولفظ (فتنة) الذي ذكر في آيتي البقرة والمدثر ليس معناه واحدا، وهذا اللفظ يدل في سياقات القرآن على مجموعة كبيرة من المعاني ففي آية البقرة هذه (وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ) يعني الشرك أو الكفر وهو كقوله تعالى:، (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ)، بينما في آية المدثر يعني الإضلال والتلبيس كما في قوله تعالى: (فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ) وقد يعني لفظ فتنة في سياقات أخرى معاني أخرى غير ما ذكرنا نحو:
1 - القتل كما في قوله تعالى: (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا)
2 - الصدّ والصرف كما في قوله تعالى: (وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ)
3 - المعذرة كما في قوله تعالى: (وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَيْنَ شُرَكَآؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ)
4 - القضاء كما في قوله تعالى: (إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِي مَن تَشَاء أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ)
5 - الإثم كما في قوله تعالى: (أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ)
6 - العبرة كما في قوله تعالى: (فَقَالُواْ عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)
7 - العقوبة كما في قوله تعالى: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
8 - الاختبار كما في قوله تعالى: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) (فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا) أي اختبرناك اختبارا حتى صلحت للرسالة
9 - الإحراق كما في قوله تعالى: (يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ) وقال عن أصحاب الأخدود: (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ)
10 - الجنون كما في قوله تعالى: (بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ) واتفق العلماء على أن المفتون من الفتنة واختلفوا في المعنى على هذه الصيغة؛ فقيل مفعول دالة على المصدر كما يقال: فلان ليس له معقول؛ أي: عقل، وبذلك يكون المفتون بمعنى الجنون " ورجّح الطبري أن المفتون اسم مفعول وليس مصدراً، والمفتون عنده هو: المجنون، والباء في (بأيكم) بمعنى "في" والمعنى: فستبصر ويبصرون في أيّ الفريقين المجنون، وقال القرطبي المفتون الذي فتن بالجنون
- إنك أخي جلغوم قد ذكرت أن المعنى المقصود بـ"أصحاب النار " ليس واحدا في الآيتين، وهذا صحيح؛ إذ يدل في آية المدثر على الملائكة بينما يدل في آية البقرة وسائر القرآن على المعذبين في النار وهذا ينفي التشابه بين الآيتين أيضا
وبالمناسبة فإن ربط آية المدثر هذه من ناحية عددية بمواضع أخرى ليس أمرا جديدا فقد ذكر ابن عطية في تفسيره "المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز " أن بعض الناس قد ذهبوا إلى أن هنالك رواية بلغتهم أن ملائكة النار الذين قال الله فيهم " عليها تسعة عشر " إنما ترتب عددهم على حروف "بسم الله الرحمن الرحيم" لكل حرف ملك وهم يقولون في كل أفعالهم "بسم الله الرحمن الرحيم" فمن هنالك هي قوتهم وباسم الله استضلعوا" أهـ، وذكر ابن عطية أيضا أن القاضي أبو محمد عبد الحق قال "وهذه من ملح التفسير وليست من متين العلم "
وجزيت أخي جلغوم خيرا على جهودك الطيبة في محاولة ضبط الدراسات العددية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[10 Mar 2009, 11:58 ص]ـ
طرح أخي عبد الله جلغوم طرح جيد، والنقد أمر مهم؛ فهو يقوي الدراسات وينضجها ولا يهدمها ما دامت قد بنيت على الحقائق الثابتة، وشكر الله لجميع الأخوة جهودهم ونقدهم وتساؤلاتهم
وأنا لدي البعض التساؤلات للمدارسة أيضا؛ وهي كالآتي:
- لماذا الرقم 57 بالذات؟! الإجابة طبعا لأنه نصف 114 سورة؛ وهي سور القرآن كلها، وهذا صحيح، لكن لماذا القسمة على النصف بالذات؟! لماذا لا تكون القسمة على ربع أو ثلث أو سدس أو سبع؟ وجزيت أخي جلغوم خيرا على جهودك الطيبة في محاولة ضبط الدراسات العددية
لماذا العدد 57؟
إن من أهم خصائص العدد 114 وهو العدد الذي اختاره الله سبحانه عددا لسور كتابه الكريم أنه يقبل القسمة على 2 دون باق (114 ÷ 2 = 57) وأن ناتج القسمة (أي العدد 57) عدد من مضاعفات الرقم 19 (57 = 19 × 3)، كما أن العدد 114 هو من مضاعفات الرقم 19 (114 = 19 × 6). هذه الخاصية في العدد 114 تسمح بقسمة سور القرآن إلى نصفين متماثلين باعتبارات متعددة ..
(توضيح: العدد 114 يساوي 2 × 57، يسمح بالقسمة إلى نصفين متماثلين، إلى عددين من مضاعفات الرقم 19 (57 = 19 × 3).
العدد 133: عدد من مضاعفات الرقم 19 (133 = 7 × 19) ولكنه لا يسمح بالقسمة إلى نصفين متماثلين ..
العدد 152: عدد من مضاعفات الرقم 19 (8 × 19) يسمح بالقسمة إلى نصفين (152 ÷ 2 = 76) كل منهما من مضاعفات الرقم 19 (76 = 4 × 19).
والسؤال: لماذا العدد 114؟)
ليس من الصعب ملاحظة أن العدد 114 – باعتبار قانون الزوجية – يتألف من 57 عددا فرديا، و 57 عددا زوجيا. وهذه من خصائص العدد التي لا يمكن وصفها بالتكلف أو التحايل أو الانتقائية، أو أنها مما لم يعرفه السلف الصالح، فهي – كما قلنا – إحدى خصائص العدد 114، أي أنها موجودة فيه قبل أن ينزل القرآن.
وهكذا لو قال قائل: إن عدد سور القرآن فردية الترتيب 57 سورة، وإن عدد سور القرآن زوجية الترتيب 57 سورة، فذلك أمر طبيعي جدا، ولن تكون سور القرآن على غير ذلك، وليس في ذلك شيء من الإعجاز. ولكن إذا قال: إن عدد سور القرآن المتجانسة 57 سورة، وعدد سور القرآن غير المتجانسة 57 سورة، فالموضوع مختلف تماما، وهنا يكمن الإعجاز .. إذ كيف نفسر مجيء سور القرآن – بالاعتبار الجديد – (وقد أطلقت عليه مصطلح نظام التجانس وقانون الحالات الأربع لسور القرآن) 57 و 57؟ أي وفق العلاقة الطبيعية المجردة في العدد 114؟
وكذلك إذا قال: إن عدد سور القرآن الطويلة 57 وعدد سور القرآن القصيرة 57.
التفسير هو: لقد روعي في تحديد مواقع سور القرآن وأعداد آياتها،نظام عددي يؤدي إلى قسمة سور القرآن إلى مجموعتين هما 57 و 57، وفق العلاقات المجردة في العدد 114، باعتبارات متعددة، مع التنبه إلى أن التماثل هنا في مجموعات السور هو في العدد، ولكن السور في كل مجموعة مختلفة عن الأخرى ..
وتستمر مراعاة القرآن في ترتيب سوره وآياته للعلاقات المجردة في العدد 57 .. فالعدد 57 يتألف من 29 عددا فرديا و 28 عددا زوجيا ..
(تتألف سلسلة الأعداد من 1 – 57 من 29 عددا فرديا + 28 عددا زوجيا، وتتألف سلسلة الأعداد من 58 – 114 من 29 عددا زوجيا + 28 عددا فرديا) هذه علاقات طبيعية في العدد ومن أهم خصائصه، التي لا يمكن التشكيك فيها، بل إن المجادلة هنا تدل على الجهل والمكابرة.
والسؤال: هل راعى القرآن هذه الخصائص في العدد 57 في ترتيب سوره وآياته؟
الجواب نعم ..........
فقد اختار الله من بين سور القرآن 29 سورة افتتحها بحروف مقطعة، ليس مثلا 30 أو 27. من أين جاء العدد 29؟ العدد 29 مرتبط بمجموعة محددة من الأعداد في السلسلة 1 – 114.
التساؤل هنا: لماذا لم يكن عدد سور الفواتح غير العدد 29 يصبح جدلا عقيما.
وتستمر مراعاة القرآن للعلاقات العددية المجردة في العدد 29 وارتباطه بالعددين الرئيسين 57 و 114 وفق نظام محكم .. .............
خلاصة القول: العدد 114 هو أساس العلاقات الرياضية جميعها في القرآن الكريم. أما تفصيل ذلك، فموضوعه كتاب وليس مقالة.
ولعلنا هنا نفهم العلاقة العددية بين الآيتين 31 المدثر و 217 البقرة، بصورة أفضل. فكل منهما مؤلفة من 57 كلمة. واحدة في مجموعة السور الـ 57 الأولى في ترتيب المصحف (1 – 57)، والأخرى في مجموعة السور الـ 57 الأخيرة (58 – 114)، مع ملاحظة انه لا توجد آية ثالثة من بين آيات القرآن مؤلفة من 57 كلمة غيرهما. فكأن كلا منهما تشير إلى النصف عدديا. لم يكن تحديد الآيتين بناء على الطول وإنما على ارتباطهما بالعدد 57 .. مسألة الطول (عدد كلمات أطول آية في القرآن 128 كلمة) هي مسألة أخرى.
لماذا لا تكون القسمة على ربع أو ثلث أو سدس أو سبع؟
العدد 114 يقسم كذلك على 6 (114 = 19 × 6)، كما أن كلا العددين 114 و 57 يقسمان على 3. (57 = 19 × 3)، (114 = 38 × 3) (114 = 2 × 19 × 3). ولكل ذلك دوره في نظام القرآن العددي.
مع فائق الاحترام والتقدير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[10 Mar 2009, 12:27 م]ـ
والله الذي لا إله إلا هو ما أنزل القرآن لأجل هذا يا أخ جلغوم، القرآن كتاب هداية وليس كتاب رياضيات، فبالله عليك هل هذه المعادلات التي تستعرضها علينا ستهدي إلى التي هي أقوم؟؟
لا أظن هذا بل هي قريبة من الكهانة
أسأل الله أن يهدي قلوبنا الى سواء الصراط
ـ[ Amara] ــــــــ[10 Mar 2009, 02:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما
والله الذي لا إله إلا هو ما أنزل القرآن لأجل هذا يا أخ جلغوم ...
أسأل الله أن يهدي قلوبنا الى سواء الصراط
كيف يتم لك أخي الحبيب أن تقسم على ما لا تعلم ..
هل أنت عالم بالرياضيات .. ام أنت عالم بالقرآن ..
ان كنت تقصد القرآن فهو بحر لا شاطئ له .. أحاط بما لم نحط به .. و ان كنت تعلم الرياضيات فستقف أمام القرآن لا تنبس بأم كلمة مما ترى من روعة الحق في هدا الكتاب الدي حوى كل شيء ..
أخي الحبيب .. ثمة أمر لا بد أن ينتبه إليه النقاد .. هو أن النقد نقدان نقد هدام و نقد بناء فليكن نقدكم اخوتي بناء .. لأن ما كتبه الأخ عبد الله جلغوم منطقي إلى أبعد الحدود و يترقب جوابا عن بعض الأسئلة التي طرحت كالسؤال
فهل لهذا الجمع دلالة لماذا لا يكون ضربا ...
و فيه كلام سأجيبكم عنه لاحقا بإدن الله تعالى لأنه كثيرا ما يطرح على الاخوة الباحثين في هدا المجال ..
و ما أريد قوله هو أنه إدا غرس استادي و اخي الحبيب عبد الله غرسا فلا تحطموه و لكن تعاهدوه اخوتي .. و اقطفوا من ثمره ..
أن هدا التي تتكلمون به لا يستند إلى دليل .. لمادا أجدكم تصفون البحث بأنه علم لا ينفع و جهل لا يضر ..
والمهم في نظري أن هذا علم لا ينفع وجهل لا يضر.
جميل أن يتساوى العلم عندكم مع الجهل و يتساوى النفع مع الضرر ..
أما من يقول أن هده الامور لم تلق اهتماما من السلف .. انما اهتم بها اهل هدا الزمن المتخلف ..
وكانت الأمة الإسلامية تسود الدنيا يوم كانت تتمثل القرآن في حياتها، وما رأينا هذا التكلف الذي ليس عليه دليل من كتاب ولا سنة إلا في عصرنا هذا عصر الانحطاط والتخلف ..
فأجيبه أن زمن تخلف الامة بإدن الله تعالى قد ولى و الصحوة العلمية و الدينية عند المسلمين أصبح لها وزنها الدي ينبغي ان نحفظه و نشجعه .. يكفيك أنك تجد علماء في علوم الطبيعة و الرياضيات يهتمون بكتاب الله و هو أمر كانت عليه الامة قبل فترة التخلف التي حكيتم عنها.
فترة التخلف هده هي التي صاحبها بعد هؤلاء عن القرآن فاحمدوا الله اخوتي الكرام ..
ثم مادا؟
الاهتمام بعد آي القرآن و بالعدد في القرآن كان في الزمن الاول و لا يخفى على أحد .. و كان السلف يتناولون لطائفه و يعدون آياته و يعلمون نصفه و حروفه و هو أمر يرجع إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه .. فافهم ترشد
يغفر الله لي و لكم
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عمارة سعد شندول
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[10 Mar 2009, 02:38 م]ـ
والله الذي لا إله إلا هو ما أنزل القرآن لأجل هذا يا أخ جلغوم، القرآن كتاب هداية وليس كتاب رياضيات،
وانا أقول كما تقول، ولكن هل يمنع هذا ان يكون القرآن محكم الترتيب في سوره وآياته وكلماته وحروفه ..
القرآن كتاب الله الكريم، كما هو محكم في لغته، محكم في ترتيبه وأعداده، ولا تعارض بينهما. وإن لم يكن كذلك فهو فوضوي الترتيب كما يصفه الخصوم.
بصراحة، يا أيها الفاضل، إذا كنت حريصا على القرآن فيجب عليك ان تشكرني كثيرا على ما أقدمه، لا ان ترمي الحجارة والشوك في طريقي ..
وأكرر ما قلته من قبل: اكتشف أنت أو غيرك خطأ لدي، أو مخالفة للقرآن او لما اجمعت عليه الأمة، حينئذ سأقبل اعتراضك ..
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Mar 2009, 03:01 م]ـ
وانا أقول كما تقول، ولكن هل يمنع هذا ان يكون القرآن محكم الترتيب في سوره وآياته وكلماته وحروفه ..
القرآن كتاب الله الكريم، كما هو محكم في لغته، محكم في ترتيبه وأعداده، ولا تعارض بينهما. وإن لم يكن كذلك فهو فوضوي الترتيب كما يصفه الخصوم.
..
يا عبد الله
القرآن الكريم محكم في كل الجوانب التي ذكرت لاشك في ذلك.
وإذا كان الخصوم قالوا أنه فوضوي الترتيب، فهل لك أن تطلعنا على وجه الفوضى في الترتيب الذي قاله الخصوم ومن قاله؟
ثم لماذا أنت تصر على ترويج بضاعتك في سوق بضاعتك فيه كاسدة؟
أليس الأجدر بك أن تبحث عن سوق آخر فلعلك تجد من يقبل ببضاعتك؟
ـ[ Amara] ــــــــ[10 Mar 2009, 03:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما
يا عبد الله
ثم لماذا أنت تصر على ترويج بضاعتك في سوق بضاعتك فيه كاسدة؟
أليس الأجدر بك أن تبحث عن سوق آخر فلعلك تجد من يقبل ببضاعتك؟
أخي الحبيب ..
ربما لا يجيبك أخي عبد الله عما سأجيبك أنا عنه .. و أتمنى دلك
فليس هدا كلام من أمرهم شورى بينهم ..
جميل انك ما زلت تتحدى أخي الكريم .. و جميل أن يصابر الانسان حتى النهاية .. و الأجمل من كل دلك أن نقف عند الحق .. و لا يأخدنا الأمر إلى التلاسن فليس دلك من شيم المسلمين ..
و لعلك تصف من يقبل بضاعة الاخ عبد الله أنه أحمق .. فليكن أخي فانا أقبل هده البضاعة .. و لن يكسد سوقها بإدن الله تعالى ..
يغفر الله لي و لكم
جزاكم الله خيرا
عمارة سعد شندول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[10 Mar 2009, 03:40 م]ـ
يا عبد الله
القرآن الكريم محكم في كل الجوانب التي ذكرت لاشك في ذلك.
وإذا كان الخصوم قالوا أنه فوضوي الترتيب، فهل لك أن تطلعنا على وجه الفوضى في الترتيب الذي قاله الخصوم ومن قاله؟
ثم لماذا أنت تصر على ترويج بضاعتك في سوق بضاعتك فيه كاسدة؟
أليس الأجدر بك أن تبحث عن سوق آخر فلعلك تجد من يقبل ببضاعتك؟
يا هذا ...
أولا أنا لا أتقاضى أجرا عما أكتبه هنا، وليست لدي بضاعة كاسدة، وإذا كان هذا الملتقى قد أصبح سوقا في نظرك، فالسبب انه قد قبل أن يكون انت وامثالك من بين أعضائه ..
على أي حال، يبدو أنني قد أعطيتك من وقتي وصبري ما لا تستحق. وقد صدق من قال " عدو عاقل خير من صديق جاهل " ..(/)
فضل سورة الفاتحة وموضوعاتها ...
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[08 Mar 2009, 02:22 م]ـ
تفسير ابن كثير رحمه الله:ـ
---------------------------
أسماؤها:
* الحمد.
* أم القرآن.
* أم الكتاب.
* السبع المثاني.
* القرآن العظيم.
* الصلاة.
* الرقية.
وهي مكية وآياتها سبع آيات والبسملة آية مستقلة من أولها.
ومن فضلها حديث (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لم تقرأ حرفا منهما إلا أوتيته)
ما تضمنته السورة:
*حمدالله وتمجيده.
* توحيدالربوبية والألوهية.
*الثناء من الله على نفسه الكريمة بجميل أسمائه وصفاته الحسنى وإرشاد لعباده بأن يثنوا عليه بذلك.
*إخلاص العبادة لله وحده.
*ذكر المعاد_.
*إرشاد عباده إلى سؤاله ودعائه لقوله (اهدنا الصراط المستقيم) وفي تأخيره بعد الحمد والثناء سر وهو أنه أنجح للحاجة وأنجع للإجابة.
*سؤال الله الهداية والهداية إن تعدت بنفسها كما هنا تضمنت معنى ألهمنا ووفقنا، وإن تعدت بإلى (اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم) تكون بمعنى الإرشاد والدلالة _ سؤال الله الثبات على الصراط المستقيم حتى يفضي بهم ذلك إلى جواز الصراط الحسي يوم القيامة المفضي بهم إلى جنات النعيم.
*الترغيب في الأعمال الصالحة ليكونوا مع أهلها يوم القيامة والتحذير من مسالك الباطل لئلا يحشروا مع سالكيها وهم المغضوب عليهم والضالون.
*يستحب التأمين بعد قراءة الفاتحة وآمين بمعنى اللهم استجب.
=====================================
تفسير العلامة ابن عثيمين رحمه الله:ــ
--------------------------------------
أسماؤها وفضلها:
هي أعظم سورة في القرآن، تسمى: السبع المثاني،أم الكتاب،أم القرآن، فاتحة الكتاب.
وهي ركن في الصلاة ومن لم يقرأها فصلاته خداج _ أي فاسدة غير تمام _، وهي رقية إذا قرئت على المريض بإخلاص ينتفع بها بإذن الله، ولكن ينبغي التنبيه على أمر وهو أن بعض الناس يستفتح بها كل شيء ويتبرك بها في كل مناسبة وهذا شيء من البدع لم يفعله صلى الله عليه وسلم!.
ما تضمنته السورة:
هي سبع آيات ثلاث منها لله خالصة وثلاث منها للإنسان خالصة وآية وسط بينهما للحديث القدسي: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ... ) وهي أم وفاتحة لأنها تشتمل على أنواع التوحيد والشرائع، ففيها من توحيد الألوهية قوله تعالى (الحمد لله رب العالمين) ومن توحيد الربوبية (رب العالمين) والأسماء والصفات: الألوهية والرحمة والوصف بالحمد والثناء.
وكذا ذكر اليوم الآخر (مالك يوم الدين) وكذا العبادة والاستعانة (إياك نعبد وإياك نستعين) وهي تشمل جميع الشريعة من أقوال وأفعال واعتقادات،إذ لا يمكن للإنسان أن يدع شيئا إلا بمعونة الله ولا يقوم بشيء إلا بمعونة الله، وفيها أن دين الإسلام دين واسع شامل لكل مايتعلق بالإنسان في معاشه ومعاده وهو كامل لا اعوجاج فيه ولا انحراف لقوله (اهدنا الصراط المستقيم)، وفيها الإيمان بالملائكة ويؤخذ من قوله (صراط الذين أنعمت عليهم) وهم الرسل والواسطة بين الله وبين رسله هو جبريل لأنه موكل بالوحي، وفيها الإيمان بالقدر من قوله (الحمد لله رب العالمين) لأن مقتضى الربوبية أن يكون كل شيء بتقديره وقضائه وقدره ..
وفيها أقسام الناس الثلاثة وهم:ـ
الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، ثم المغضوب عليهم وعلى رأسهم اليهود، ثم الضالون كالنصارى، وقدم المغضوب عليهم على الضالين لأن مخالفتهم أشد، فخالفوا عن علم وهذا أشد كبرا واستكبارا وعقوبة ممن خالفوا عن غير علم، ولكن بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم النصارى قد علموا الحق فصاروا هم واليهود سواء كلهم مغضوب عليهم!.(/)
درس بجامع القاضي
ـ[ريان اللويمي]ــــــــ[08 Mar 2009, 03:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فرصة ذهبية للقاء بكبار العلماء ..
استئناف درس ..
فضيلة الشيخ: د. سعد الشثري. عضو هيئة كبار العلماء.
شرح كتاب زاد المستقنع
انتهى من باب الربا والسلم.
الوقت / مغرب و عشاء كل يوم أحد.
ابتداء من اليوم الأحد 11/ 3
الموقع/ جامع القاضي مخرج (6)(/)
ما الراجح في تفسير: (رِبيّون)؟
ـ[حمد]ــــــــ[08 Mar 2009, 03:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
يقول تعالى: ((وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا، والله يحب الصابرين)).
قال مكي بن أبي طالب: رِبي بكسر الراء منسوب إلى الرب، لكن كسرت راؤه إتباعاً للكسرة والياء اللتين بعد الراء.
السؤال: هل ما فسّر به مكي هو الراجح؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Mar 2009, 06:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
يقول تعالى: ((وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا، والله يحب الصابرين)).
قال مكي بن أبي طالب: رِبي بكسر الراء منسوب إلى الرب، لكن كسرت راؤه إتباعاً للكسرة والياء اللتين بعد الراء.
السؤال: هل ما فسّر به مكي هو الراجح؟
قال الشوكاني رحمه الله في تفسيره:
"والربى بضم الراء، وكسرها منسوب إلى الربة بكسر الراء، وضمها، وهي الجماعة، ولهذا، فسرهم جماعة من السلف بالجماعات الكثيرة، وقيل: هم الأتباع؛ وقيل: هم العلماء. قال الخليل: الربي الواحد من العباد الذين صبروا مع الأنبياء، وهم الربانيون نسبوا إلى التأله، والعبادة، ومعرفة الربوبية. وقال الزجاج: الربيون بالضم: الجماعات."
وقال بن عاشور رحمه الله في تفسيره:
"و (الرّبيُّون) جمع ربيّ وهو المتّبع لشريعة الرّب مثل الربّاني، والمراد بهم هنا أتباع الرسل وتلامذة الأنبياء. ويجوز في رَائه الفتح، على القياس، والكسر، على أنَّه من تغييرات النسب وهو الذي قرىء به في المتواتر."
ـ[عبدالعزيز اليحيى]ــــــــ[09 Mar 2009, 01:43 ص]ـ
اختلف المفسرون في المسألة على أقوال:
القول الأول:
أن الرِّبيين كالرَّبانيين.
والربانيون - على قول - منسوبون للرب تعالى.
واختلفت عباراتهم في ذلك فقالوا هم: العلماء، أو العلماء الصابرون، أو الأتقياء الصابرون، أو المتعبدون للرب ونحو ذلك من التعبير بجزء من المعنى، وكلها ترجع إلى القول بأنهم بمعنى الربانيين.
وهذا مروي عن ابن عباس، والحسن، وابن المبارك ([1]).
وهو قول الأخفش، والراغب الأصفهاني، والزمخشري، والبيضاوي، والنسفي، والسمين الحلبي، والبقاعي، وأبي السعود، وابن عاشور ([2]).
نوقش: بأنه لو كان منسوباً للرب تعالى لكان بفتح الراء (رَبيون).
وأُجيب: بأن العرب إذا نسبت شيئاً إلى شيء غيرت حركته، كما يقال: بِصري في النسب إلى البصرة، ودُهري في النسبة إلى الدهر.
وكما تقول في النسبة لبني أُمية الأَمويين، فيجوز في راء ربِّي الفتح على القياس، والكسر على أنه من تغييرات النسب ([3]).
وقيل بأن رِبِّي كُسرت راؤه إتباعاً للكسرة والياء اللتين بعد الراء ([4]).
وقرأ ابن عباس (رَبيون) بفتح الراء ([5]). قال ابن جني: هي لغة تميم ([6]).
القول الثاني:
معنى ربيين كثير: جموع كثيرة.
وهذا مروي عن ابن عباس، ومجاهد، والضحاك، والحسن، وعطاء، وقتادة، والسدي، وابن إسحاق ([7]).
وهو قول أبي عبيدة، والطبري، والنحاس، ومكي، والواحدي، والبغوي، والقرطبي، والسيوطي، والألوسي ([8]).
والرِّبَّة هي الجماعة، فهم منسبون إلى الرِّبَّة، ويقال للخرقة التي يجمع فيها القدح رِبَّة ورُبَّة، والرِباب قبائل تجمعت ([9]).
ووصف القرطبي هذا القول بأنه أعرف في اللغة ([10]).
قال الزجاج: " وكلا القولين حسن جميل" ([11]).
القول الثالث:
هم الألوف.
وهذا مروي عن ابن مسعود ([12])، وهو قول الفراء ([13]).
وهو قريب من القول السابق.
القول الرابع:
هم الأتباع.
قال ابن زيد: " الربيون الأتباع، والربانيون الولاة" ([14]).
علق عليه ابن عطية: كأن هذا من حيث إنهم مربوبون ([15]).
يعني به تفسير ابن زيد للربانيين حيث قال: "الربانيون الذين يربّون الناس، ولاة هذا الأمر، يربونهم يلونهم" ([16]).
وجمع السعدي بين هذه الأقوال فقال بأن المعنى: " جماعات كثيرون من أتباعهم الذين قد ربّتهم الأنبياء بالإيمان والأعمال الصالحة" ([17]).
الترجيح:
القولان الأولان كلاهما قويّ محتمل، والقول الأول أظهر لوجهين:
الأول: الآية سيقت للاقتداء بهم – بعد هزيمة أحد – وتفسير اللفظ بالربانيين ألصق بمعنى الاقتداء والاهتداء.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثاني: لفظ الجموع يوحي بالكثرة، فيكون قوله تعالى <كثير> أشبه بتأكيد المعنى المستفاد من الجموع، وحمل المعنى على التأسيس أولى من حمله على التأكيد، والله أعلم ([18]).
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) ينظر: تفسير الطبري: 4/ 149، تفسير ابن أبي حاتم: 3/ 780.
([2]) ينظر: معاني القرآن للأخفش: 355، المفردات: 191، الكشاف: 1/ 324، تفسير البيضاوي: 1/ 100، تفسير النسفي: 1/ 183، عمدة الحفاظ: 2/ 65، نظم الدرر: 2/ 163، تفسير أبي السعود: 2/ 44، التحرير والتنوير: 3/ 244.
([3]) ينظر: تهذيب اللغة: (رب) المحرر الوجيز: 1/ 521، تفسير الرازي: 3/ 1824، تبصير المنتبه بتحرير المشتبه لابن حجر: 2/ 625، التحرير والتنوير: 3/ 244، تفسير سورة آل عمران لابن عثيمين: 2/ 259.
([4]) ينظر: المحرر الوجيز: 1/ 521.
([5]) ينظر: المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات لابن جني: 1/ 272، زاد المسير: 1/ 379، المحرر الوجيز: 1/ 521، تفسير القرطبي: 4/ 148، فتح الباري: 8/ 208.
([6]) ينظر: البحر المحيط: 3/ 80، ولم أجده في المحتسب عند كلامه عن ربيين.
([7]) ينظر: تفسير الطبري: 4/ 149، تفسير ابن أبي حاتم: 3/ 780.
([8]) ينظر: مجاز القرآن: 1/ 104، تفسير الطبري: 4/ 149، معاني القرآن: 1/ 169، تفسير المشكل من غريب القرآن: 53، الوجيز في تفسير الكتاب العزيز: 1/ 236، شرح السنة للبغوي: 11/ 37، تفسير القرطبي: 4/ 148، تفسير الجلالين: 68، روح المعاني: 4/ 83.
([9]) ينظر: معاني القرآن للنحاس: 1/ 169، تهذيب اللغة: (رب)، لسان العرب: (رب) وينظر: تفسير الطبري: 4/ 149.
([10]) ينظر: تفسير القرطبي: 4/ 148.
([11]) ينظر: معاني القرآن: 1/ 400.
([12]) ينظر: تفسير الطبري: 4/ 150، تفسير ابن أبي حاتم: 3/ 780.
([13]) ينظر: معاني القرآن: 1/ 167.
([14]) تفسير الطبري: 4/ 151.
([15]) المحرر الوجيز: 1/ 521.
([16]) تفسير الطبري: 3/ 381.
([17]) تفسير السعدي: 1/ 249.
([18]) أما جمع السعدي فيحتاج لمزيد تأمل.(/)
إلى فضيلة الشيخ عبدالرحمن الشهري وفقه الله ..
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[08 Mar 2009, 05:34 م]ـ
إلى فضيلة الشيخ: عبدالرحمن الشهري .. حفظه الله ووفقه لما يحبه ويرضاه ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ما أهم كتب التفاسير التي تعنى بشرح أسماء الله وسبب ختام الآية بهذا الاسم أو الاسمين .. ما يسمى (بسر تذييل الآية بهذا الاسم دون غيره)؟ ...
وجزاكم الله خيرا على جهودكم المباركة .. وجعل الفردوس الأعلى مستقركم ووالديكم .. آمين ,,,,
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Mar 2009, 06:58 م]ـ
لا يوجد تفسير معين عني عناية خاصة مستمرة بهذا الأمر، ولكن هناك عدد من كتب التفسير قديماً وحديثاً وقف مؤلفوها وقفات متفرقة مع مثل هذه المسألة.
فمن المتقدمين ممن وقفتُ عليه كتاب (التفسير الكبير للرازي) في مواضع متفرقة.
ومن المعاصرين كتاب (التحرير والتنوير) لابن عاشور، وكتاب (في ظلال القرآن) لسيد قطب رحمهم الله جميعاً.
واليوم بدأت عناية كثير من الباحثين بهذا الأمر تزداد ولله الحمد، فبدأ البلاغيون يعنون بهاذ الأمر ويدرسون أسرار تذييل الآيات بهذه الأسماء الحسنى، وكتب فيها الدكتور علي بن سليمان العبيد بحثين تجدهما من مطبوعات دار العاصمة بالرياض بعنوان (ختم الآيات بالأسماء الحسنى). وتجد في كتب متفرقة للدكتور عبدالعظيم المطعني رحمه الله وأحمد العماري وغيرهما من أهل البلاغة القرآنية الكثير من الوقفات مع هذه الأسماء الحسنى وسر ختم الآيات القرآنية بها. وهناك رسالة قيمة لباحث عراقي بعنوان (دلالة الاقتران في الأسماء الحسنى في ختام الايات) أو قريب من هذا العنوان، وهي لم تطبع بعدُ، لكنها قيمة في بابها، درس فيها أهم اصول هذا الموضوع.
هذا ما تيسر لي قوله شاكراً لكم حسن ظنكم بأخيكم، وهذه الدعوات الطيبة التي أسال الله أن يكتب لنا منها جميعاً أوفر الحظ والنصيب.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[09 Mar 2009, 08:54 ص]ـ
يضاف إلى ما ذكره أخي أبو عبد الله تفسير أبي السعود، وتفسير السعدي، فلهما عناية بهذا الأمر أيضًا.
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[09 Mar 2009, 01:24 م]ـ
أسأل الله أن يجزي الشيخين عبدالرحمن الشهري ومساعد الطيار خير الجزاء على هذا الايضاح .. وشكر الله لهما ..(/)
لفظ الإنسان في القرآن
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[09 Mar 2009, 09:41 م]ـ
لفظ الإنسان في القرآن:
ورد لفظ "الإنسان" في 39 سورة من سور القرآن الكريم، كلها مكية إلا 6 سور، وهي: النساء والحج والأحزاب الرحمن والإنسان والزلزلة.
تكرر هذا اللفظ 58مرة في 56 آية من القرآن الكريم.
تكرر:
في الإسراء 5 مرات.
وفي القيامة 6 مرات.
وفي العلق 3 مرات.
وفي مريم،والزمر، وفصلت، والشورى، والرحمن، والإنسان، وعبس، والفجر: 2 مرتين في كل سورة.
وفي النساء، ويونس، وهود، وإبراهيم،والحجر، والنحل، والكهف، والأنبياء، والحج، والمؤمنون، والعنكبوت، ولقمان، والسجده، والأحزاب، ويس، والزخرف، والأحقاف، وق، والمعارج، والنازعات، والانفطار، والانشقاق،والطارق، والبلد، والتين، والزلزلة، والعاديات، والعصر: مرة واحدة في كل سورة.
هذه الفائدة لمحبي الإحصاء والمهتمين بالعدد في القرآن الكريم.
الإنسان في الآيات المذكورة هل يراد به الكافر أم المؤمن أم العموم؟
يمكن تقسيم الآيات إلى ثلاث أقسام بحسب المراد باللفظ كالآتي:
العموم:
(يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا) سورة النساء (28) مد
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ) الحجر (26) مك
(خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ) النحل (4) مك
(خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آَيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ) الانبياء (37) مك
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ) المؤمنون (12) مك
(الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ) السجده (7) مك
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) ق (16) مك
(خَلَقَ الْإِنْسَانَ) الرحمن (3) مد
(خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ) الرحمن (14)
(هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2)) الإنسان مد
(يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى) النازعات (35) مك
(يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ) الانشقاق (6) مك
(لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ) البلد (4) مك
(لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) التين (4) مك
(خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ) العلق (2)
(عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) العلق (5) مك
(وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا) الزلزلة (3) مد
وهذه الآيات واضحة أنها في حق الإنسان عموماً المؤمن والكافر.
محتمله:
(وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا) الإسراء (11)
وهذه الآية يراد بها الكافر والمؤمن وهي في حق الكافر آكد على معنى أنه يستعجل العذاب.
(قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا) الإسراء (100) مك
وهذه يراد بها الكافر والمؤمن وهي في حق الكافر آكد، لأن الأصل في المؤمن ألا يقتر وقد يحصل منه التقتير.
(وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآَنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا) الكهف (54) مك
وهذه أيضاً في حق الكافر والمؤمن وهي آكد في حق الكافر، والأصل أن المؤمن يبتعد عن الجدل وقد يحصل منه.
(وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) العنكبوت (8) مك
(وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) لقمان (14) مك
(يُتْبَعُ)
(/)
(وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) الأحقاف (15) مك
هذه في حق المؤمن والكافر وسياق الآية ترجح أن المخاطب بها المؤمن، ولكن لا يمنع أن الكافر مطالب بمضمونها تبعاً.
(إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) الأحزاب (72) مد
وهذه في حق المؤمن والكافر، وإن كان تذييل الآياة بالوصفين " ظَلُومًا جَهُولًا " ترجح أن الكافر معني بهذه الآية أكثر من غيره.
(أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ) يس (77) مك
هذه الآية تصدق في حق المؤمن والكافر، لكن سياق الآيات يدل على أن الكافر هو المعني في الآية.
(فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ كَفُورٌ) الشورى (48) مك
واللفظة الأولى تصلح في حق المؤمن والكافر،إلا أن يكون المراد بالفرح هو البطر، وأما اللفظة الثانية فهي قطعاً في حق الكافر.
الكافر:
(وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) يونس (12) مك
وهذه في حق الكافر بدليل تذييل الآية.
(وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ (9) وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ) هود (10) مك
وهذه أيضا في حق الكافر بدليل الآية التي تليها.
(وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) ابراهيم (34) مك
(وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا) الإسراء (83) مك
(وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا) الإسراء (67) مك
(وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا (66) أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا (67)) مريم مك
(وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ) الحج (66) مد
(وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ) الزمر (8)
(فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) الزمر (49) مك
(يُتْبَعُ)
(/)
(لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ (49) وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (50) وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ (51)) فصلت مك
(وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ) الزخرف (15) مك
وجميع هذه الآيات السابقة واضحة أنها في حق الإنسان الكافر.
(إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21)) المعارج مك
وهذه في حق الكافر بدليل الاستثناء في الآية 22
(أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3) بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (4) بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ (5) يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ (6) فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9) يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10) كَلَّا لَا وَزَرَ (11) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (12) يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ (13) بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (15)) القيامه مك
(أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى) القيامه (36) مك
والإنسان في سورة القيامة هو الكافر بدليل السياق.
(قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ) عبس (17) مك
(فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ) عبس (24) مك
وكذلك هنا هو الإنسان الكافر.
(يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ) الانفطار (6) مك
وكذلك هنا المراد الكافر.
(فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ) الطارق (5) مك
وهنا يترجح أن المراد الإنسان الكافر،وإن كان المؤمن مطلوب منه النظر ليزداد إيماناً.
(فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16)) الفجر
(وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى) الفجر (23) مك
وكذلك هنا في سورة الفجر فهي في حق الإنسان الكافر بدليل السياق.
(كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى (7)) العلق مك
(إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) العاديات (6) مك
(إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ) العصر (2) مك
وكذلك في سورة العلق والعاديات والعصر فالمراد هو الكافر بدليل الوصف.
هذا ما تيسر جمعه والنظر فيه أسأل الله أن ينفع به الكاتب والقارئ.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[09 Mar 2009, 11:25 م]ـ
لفظ الإنسان في القرآن:
ورد لفظ "الإنسان" في 39 سورة من سور القرآن الكريم،.
الفاضل محب القرآن:
لماذا استثنيت لفظ " إنسان " واللفظ " وللإنسان "؟ "
إنسان:
" وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ..... " 13 الإسراء
للإنسان: نحو،
: " إن الشيطان للإنسان عدو مبين ... " 5 يوسف
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[09 Mar 2009, 11:27 م]ـ
شكر الله لك أخي محب القرآن الكريم على هذا الايضاح الوافي .. وجعله في ميزان حسناتك .. آمين ,,,,,
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Mar 2009, 12:07 ص]ـ
الفاضل محب القرآن:
لماذا استثنيت لفظ " إنسان " واللفظ " وللإنسان "؟ "
إنسان:
" وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ..... " 13 الإسراء
للإنسان: نحو،
: " إن الشيطان للإنسان عدو مبين ... " 5 يوسف
حتى يبقى لك ما تستدركه عليَّ"بسمه"
على أي حال شكر الله لك
وسأضيف البقية إن شاء الله تعالى.
ـ[بو عبدالرحمن"]ــــــــ[10 Mar 2009, 12:16 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
جزاك الله خيرا خي الكريم ونفع بك ولا تبخل علينا بعلمك
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Mar 2009, 12:27 ص]ـ
وجاء لفظ "إنسان": مرة واحدة:
(وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا) سورة الإسراء (13)
وكل من ألفاظ العموم وهذا لا شك أنه في حق الكافر والمؤمن لفظاًومعناً.
وجاء لفظ "للإنسان" في ستة مواضع ثلاثة منها في حق الكافر والمؤمن وهي:
(قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ) سورة يوسف (5)
(وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا) سورة الإسراء (53)
(وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى) سورة النجم (39)
أما آية الفرقان فلاشك أنها في حق الكافر، لأن الخذلان من الشيطان لايكون إلا لمن اغتر بوعوده وأمانيه.
(يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا) سورة الفرقان (29)
وأما آية النجم فهي عامة بدليل الآية التي بعدها.
(أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى) سورة النجم (24)
وأما آية الحشر فالمراد الإنسان الكافر وهو واضح.
(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ) سورة الحشر (16)
وبهذا يكون لفظ "الإنسان" معرفاً مجردا عن الزوائد قد ورد "58"مرة، وداخلاً عليه حرف الجر اللام" للإنسان" 6 مرات، ونكرة "إنسان" مرة واحدة.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Mar 2009, 12:32 ص]ـ
جزاك الله خيرا خي الكريم ونفع بك ولا تبخل علينا بعلمك
وجزاك أخي الكريم ونفع بك.
وأنا والله في هذا المنتدى المبارك أتعلم.
فرب حرف يكتبه المسلم أو يقرأه فينتفع به ويكون سبباً لنجاته "يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم"
وصلى الله وسلم وبارك على الحبيب محمد.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[10 Mar 2009, 02:01 م]ـ
وجزاك أخي الكريم ونفع بك.
.
لقد وضعت يدك على كنز، فتابع البحث في ورود لفظ " الإنسان في القرآن الكريم "
واخرج لنا بدراسة عن الإعجاز العددي في تكرار هذا اللفظ.
حينئذ تستحق بجدارة هذه التهنئات والدعوات من المغرمين بالمجاملة، والتي قد تعني " النفاق " أيضا.
وسأورد بعد قليل مثالا للاعجاز العددي، في موضوع سورة الإخلاص ..
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Mar 2009, 02:38 م]ـ
لقد وضعت يدك على كنز، فتابع البحث في ورود لفظ " الإنسان في القرآن الكريم "
واخرج لنا بدراسة عن الإعجاز العددي في تكرار هذا اللفظ.
حينئذ تستحق بجدارة هذه التهنئات والدعوات من المغرمين بالمجاملة، والتي قد تعني " النفاق " أيضا.
وسأورد بعد قليل مثالا للاعجاز العددي، في موضوع سورة الإخلاص ..
يا عبد الله
أنا أترك الكنز لك عسى أن تستخرجه يوما ما.
وأما أنا فلن أشتغل بشكل المصحف وأناقته وورقه الصقيل عن قراءته والتدبر في معانيه، وربنا يقول:
(كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) سورة ص (29)
ـ[ Amara] ــــــــ[10 Mar 2009, 02:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما
يا عبد الله
أنا أترك الكنز لك عسى أن تستخرجه يوما ما.
وأما أنا فلن أشتغل بشكل المصحف وأناقته وورقه الصقيل عن قراءته والتدبر في معانيه، وربنا يقول:
(كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) سورة ص (29)
أخي الحبيب محب القرآن ..
هل النظر في العدد في القرآن سيثنيك عن تدبر القرآن؟ ..
و هل التدبر في القرآن يستثني النظر في حكمة ترتيبه و إحكام بنائه؟ ..
طبعا لابد للجواب من دليل ..
لك كل السلام أخي الحبيب ..
عمارة سعد شندول
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[11 Mar 2009, 05:34 ص]ـ
وجاء لفظ "للإنسان" في ستة مواضع هي:
(قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ) سورة يوسف (5)
(وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا) سورة الإسراء (53)
(وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى) سورة النجم (39)
لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا) سورة الفرقان (29)
(أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى) سورة النجم (24)
(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ) سورة الحشر (16)
من عجائب الترتيب القرآني وكنوزه هنا أن مجموع أرقام الآيات التي ورد فيها لفظ "للإنسان " هو 166. وهذا العدد هو نفسه مجموع أرقام ترتيب السور التي وردت فيها الايات، فمجموعها هو أيضا 166.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Mar 2009, 05:50 ص]ـ
من عجائب الترتيب القرآني وكنوزه هنا أن مجموع أرقام الآيات التي ورد فيها لفظ "للإنسان " هو 166. وهذا العدد هو نفسه مجموع أرقام ترتيب السور التي وردت فيها الايات، فمجموعها هو أيضا 166.
طيب انظر في مجموع أرقام الآيات التي ورد فيها لفظ "الإنسان" وانظر بماذا تخرج؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[11 Mar 2009, 11:15 م]ـ
طيب انظر في مجموع أرقام الآيات التي ورد فيها لفظ "الإنسان" وانظر بماذا تخرج؟
إذا اعتذرت عن كلامك هذا، وأعلنت براءتك منه ...
يا عبد الله ويا عبيد الله
لا سوق لكما هنا فلماذا تصران على البقاء؟
فأما الثانية:
فعليك أن تفهم أن ما يكتبه عبدالله جلغوم عن إعجاز القرآن العددي مختلف تماما عن أي أمثلة تستشهدون بها على بطلانه .. وعليك أن لا تخلط بيني وبين أي كان في أي أمر ..
وقد أوردت لك أحد عشر مثالا من مظاهر الإعجاز العددي (من روائع الإعجاز العددي) وطلبت منك أن تفسر لي ولأعضاء الملتقى ولزائريه واحدا منها، فلم تفعل .. وكما يفعل غيرك، تبحثون عن مثال سخيف وجدتموه في حدث برجي التجارة تتسلحون به كلما أعوزتكم الحيلة ..
وقد كنت أخطط لمائة من روائع الإعجاز العددي، تكون كافية لتقريب صورة الإعجاز العددي للرافضين وللمؤيدين ... وقد عدلت عن ذلك الان (لعلك ترضى)، فوضعي الصحي لا يسمح بامتصاص هذه الطعنات الباطلة الحمقاء السخيفة، من أناس ظننت فيهم الخير، والعرب قالت قديما: كلام اللسان انكى من كلام السنان .. وأنت تطالبني بالبحث عن سوق بديل لبضاعتي غير هذا السوق الذي أصبح ملكك وملك أبيك من قبلك، وما أنا بالقابض أجرا على ما أكتب، ولو فكرت في ذلك لطرقت غير هذا الباب ...
واعلم أيها السيد أن الكثيرين يخالفونك في الرأي، وأما ما عجزت عن رؤيته وتبين الحقيقة فيه، فغيرك قد استطاعوا أن يروا ما لم تروه، كما أن كثيرا من الأشياء تحتاج إلى ما هو اكثر من العينين لرؤيتها. إن إنكارك للإعجاز العددي لا يختلف كثيرا عمن ينكر إعجاز القرآن في بلاغته، فمن جهل شيئا عاداه، وهذه علتك .. نصف العالم غير مقتنع ببلاغة القرآن ودلالتها، فهل يعني ذلك أن القرآن ليس معجزا ببلاغته؟
كنت أتمنى أن أعود إلى هذا الملتقى، وأن أجد فيه من يسعى إلى الحوار الهادف البناء، وأن ينتظر قليلا حتى اكمل ما قد أبدأ فيه، ولكن في كل مرة يخرج علي من لا يفقه في الإعجاز العددي شيئا، حاملا سيفه وترسه، مهددا متوعدا ثائرا ....
لقد مللت هذا المشهد الذي يحفظ البعض عباراته عن ظهر قلب .. وددت أن أكتب شيئا ويقول لي المعترض على ماذا يعترض؟ أين ما يراه خطأ؟ أين ما يراه غير دقيق؟
(رافض الاعجاز العددي: يجادلك بأن هذه الإحصاءات قد لا تكون دقيقة، وربما يراجعها في المصحف ويجدها دقيقة، ولكنه يصر على كلامه السابق).
(أحد الرافضين حينما طرح أمامه مثال يربط بين سورة النحل وعدد الكروموسومات في ذكر النحل، تجده يعاند الحقيقة، ويبحث عن مخرج، ويتساءل لماذا لم يكن مثل ذلك في سورة البقرة؟ يريد ان يقول لوكان سأقبل .. شر البلية ما يضحك .. ألا يلاحظ أن السؤال يجب أن يوجه إلى غير الباحث؟)
ولست أدري من أين يخرج هؤلاء؟ تطرح موضوعا، وتجد من يهاجمك في مشاركته الأولى، وكأنه قادم لهذا الغرض ومطلوب منه أن يسلك هذا الطريق .. (عميل ومدسوس)، ويقف هناك بعيدا منه آخر ليباركه في كل ما يكتب ويشد من أزره .. (شغل عصابات وشلل ومجاملات) ..
الملاحظة الأخيرة التي أحب أن أنبه إليها:
إن كل الرافضين للإعجاز العددي، ليس لديهم تصور صحيح للإعجاز العددي، ولا يعرفون عنه شيئا غير كلام ربما سمعوه من بعضهم البعض، ولهذا فكل من جادلني يحتج بأن ما نتحدث عنه من إعجاز عددي في القرآن، هو مما يمكن أن يكون في أي كتاب، حتى في قصص ألف ليلة وليلة! كما أن في استطاعة أي إنسان أو مؤلف أو .. أن يضمن ما يكتبه ملاحظات عددية!! ومن قال لكم أن وجود الملاحظات العددية بأي صورة كانت هي دليل على الإعجاز؟ المسألة ليست كذلك ..
حرام عليكم، لقد ظلمتم القرآن كثيرا، إلى هذا الحد يهون القرآن في أعينكم؟ كيف تقبلون أن تتصوروا الإعجاز العددي في القرآن، بهذه الصورة المتخيلة؟ ثم أيها السادة: هل قمتم بدراسات مفصلة عن هذا الإعجاز المزعوم - كما تسمونه - ووجدتموه كذلك؟ لا أعتقد أن أحدكم فعل هذا، ولو فعل فمن المؤكد أنه سيتبدل لديه الكلام ..
إذن كيف تحكمون؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Mar 2009, 12:24 ص]ـ
عبد الله جلغوم
سلام الله عليك
أنا أقترح عليك ألا تنشر دراستك حتى تكتمل وتستطيع أن تبرهن عليها بشكل قطعي لا يقبل الشك.
ثم إن انفعالك وعبارتك المتشجنة دليل على عجزك عن اثبات ما تقول به.
ونصيحتي لك أن ترفق بنفسك وأن تدع الله تعالى حتى يفتح عليك ما استغلق من أمرك.
دمت سالماً.
وأعلم أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابوهريرة المكي]ــــــــ[12 Mar 2009, 01:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وقل لعبادي يقولوا التي هي احسن ان الشيطان ينزغ بينهم
احبابي في الله اوصيكم ونفسي بتقوى الله في النقاش والجدال وترك الانتصار للنفس
واحسان القصد والنية في المشاركات .. وتذكروا الامام الشافعي القائل: كلامي صواب يحتمل الخطأ وكلام غيري خطا يحتمل الصواب .. لنجعل نفوسنا كبيرة عظيمة لا ان نختصم ونتمارى الى درجة التباغض واللمز ... ماهذا بخلق اهل القران او من ينتسب الى القران بسبب .. تذكروا وصايا بن مسعود رضي الله عنه في حملة القران واعملوا بها ودلوا عليها بدلا من نقاش مشوش فيه انتصار للنفس والذات .. يبعد ولا يقرب من الله تعالى رب البريات ..
اما بخصوص الاستدلال العددي في عدد الائمة والمعصومين واهل الكساء فأقول لصاحبه ماهكذا تورد الابل يا سعد ان في كلامك تغريرا .. وفي عرضك تدليسا .. فاتق الله ولاتفسد على الناس دينهم وتنتصر للروافض اعداء الملة والدين بموافقات عددية لوصحت لم تكن حجة ....
وبالمناسبة انا لست ضد الاعجاز العددي في القران ولست ممن يقبله على عواهنه بدون منهجية ودراسة وقد طرحت اليوم موضوعا فيه خلاصة راي الشخصي للمسالة اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه .. عفى الله عني وعنكم والسلام عليكم .. .
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[12 Mar 2009, 12:26 م]ـ
طيب انظر في مجموع أرقام الآيات التي ورد فيها لفظ "الإنسان" وانظر بماذا تخرج؟
ومن عجائب الترتيب القرآني في موضوع " لفظ الإنسان في القرآن ":
ورد هذا اللفظ (بجميع صوره) في 27 سورة من بين سور النصف الأول من القرآن، أي السور السبع والخمسين الأولى في ترتيب المصحف ..
وهذه السور هي:
15 سورة من بين سور الفواتح، مجموع اعداد آياتها 1084.
12 سورة من بين السور غير ذات الفواتح، مجموع اعداد آياتها 1198.
الملاحظة التي أود الإشارة إليها، إن الفرق بين مجموعي الآيات هو 114 .. وهذا هو عدد سور القرآن الكريم أيضا.!
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[14 Mar 2009, 04:03 ص]ـ
لفظ الإنسان في القرآن:
ورد لفظ "الإنسان" في 39 سورة من سور القرآن الكريم، كلها مكية إلا 6 سور، وهي: النساء والحج والأحزاب الرحمن والإنسان والزلزلة.
تكرر هذا اللفظ 58مرة في 56 آية من القرآن الكريم.
.
هذه مشاركتك الأولى، وقد تجاهلت فيها لفظ " إنسان " ولفظ " للإنسان " ..
وقمنا بتذكيرك ..
الفاضل محب القرآن:
لماذا استثنيت لفظ " إنسان " واللفظ " وللإنسان "؟ "
الفاضل الوشمي يشكرك على الإيضاح الوافي (رغم انه ليس وافيا)
عبدالرحمن الوشمي شكر الله لك أخي محب القرآن الكريم على هذا الايضاح الوافي .. وجعله في ميزان حسناتك .. آمين ,,,,,
والفاضل بو عبد الرحمن يسألك أن لا تبخل عليه بعلمك، (ربما لا يعلم أن كل ما ذكر هنا مأخوذ عن المعجم المفهرس لمحمد فؤاد)
ما علينا ...
بو عبدالرحمن" جزاك الله خيرا خي الكريم ونفع بك ولا تبخل علينا بعلمك
ثم أضفت الزيادة:
وبهذا يكون لفظ "الإنسان" معرفاً مجردا عن الزوائد قد ورد "58"مرة، وداخلاً عليه حرف الجر اللام" للإنسان" 6 مرات، ونكرة "إنسان" مرة واحدة.
هكذا أصبح الإحصاء صحيحا، عدد المرات 65، وعدد السور 43، وقد ساهمت في تصحيحه، إلا أنني لم أظفر بشكر زملائك ..
قلت لك:
لقد وضعت يدك على كنز، فتابع البحث في ورود لفظ " الإنسان في القرآن الكريم "
واخرج لنا بدراسة عن الإعجاز العددي في تكرار هذا اللفظ.
ولكنك أبيت الخير والنصح:
يا عبد الله
أنا أترك الكنز لك عسى أن تستخرجه يوما ما.
وأما أنا فلن أشتغل بشكل المصحف وأناقته وورقه الصقيل عن قراءته والتدبر في معانيه
وجاء الرد عليك من اخينا الفاضل عمارة:
أخي الحبيب محب القرآن ..
هل النظر في العدد في القرآن سيثنيك عن تدبر القرآن؟ ..
و هل التدبر في القرآن يستثني النظر في حكمة ترتيبه و إحكام بنائه؟ ..
وأعطيناك امثلة:
من عجائب الترتيب القرآني وكنوزه هنا أن مجموع أرقام الآيات التي ورد فيها لفظ "للإنسان " هو 166. وهذا العدد هو نفسه مجموع أرقام ترتيب السور التي وردت فيها الايات، فمجموعها هو أيضا 166.
ومن عجائب الترتيب القرآني في موضوع " لفظ الإنسان في القرآن ":
(يُتْبَعُ)
(/)
ورد هذا اللفظ (بجميع صوره) في 27 سورة من بين سور النصف الأول من القرآن، أي السور السبع والخمسين الأولى في ترتيب المصحف ..
وهذه السور هي:
15 سورة من بين سور الفواتح، مجموع اعداد آياتها 1084.
12 سورة من بين السور غير ذات الفواتح، مجموع اعداد آياتها 1198.
الملاحظة التي أود الإشارة إليها، إن الفرق بين مجموعي الآيات هو 114 .. وهذا هو عدد سور القرآن الكريم أيضا.!
وخرجت علينا، تريد أن تطردنا: يا عبد الله ويا عبيد الله
لا سوق لكما هنا فلماذا تصران على البقاء؟
ألا ترى أنك قد ظلمت، وتجاوزت أداب الحوار؟ حينما أشرت عليك بدراسة لفظ " الإنسان " في القرآن، لو سألتني كيف؟ كنت سأرشدك ..
ألا ترى أنني أستحق الشكر أكثر منك؟ لماذا؟ أنت نقلت مادة مكتوبة جاهزة عن المعجم المفهرس، بينما أنا أضفت جديدا .. ولو أردت ان أصنع ما تصنعه أنت، لملآت هذا الملتقى من مثل ذلك ..
هذا السرد هو دعوة لك لتكون أكثر رقة مع الاخرين، وأكثر صدقا.
والآن لنعد إلى مشاركتك الأولى، وتامل جيدا، إن ما قد يراه غيرك باللمحة الخاطفة قد
لا تراه انت، وهذا يعني أن عدم رؤيتك للأشياء لا يعني أنها غير موجودة ..
قلت في مشاركتك الأولى:
محب القرآن الكريم
لفظ الإنسان في القرآن:
ورد لفظ "الإنسان" في 39 سورة من سور القرآن الكريم، كلها مكية إلا 6 سور، وهي: النساء والحج والأحزاب الرحمن والإنسان والزلزلة.
تكرر هذا اللفظ 58مرة في 56 آية من القرآن الكريم.
إليك هذه الملاحظة:
ورد لفظ الإنسان اول مرة في القرآن في الآية رقم 28 من سورة النساء، وورد آخر مرة في الآية رقم 2 سورة العصر.
ألست من أورد هذه المعلومة أو نقلها؟ ماذا رأيت فيها؟
ألست من أورد المعلومة هذه أيضا: تكرر هذا اللفظ 58مرة في 56 آية من القرآن الكريم.
ماذا رأيت أنا؟
آخر مرة ورد لفظ الإنسان في القرىن في الآية 2 العصر: إذا أحصينا أعداد الآيات التالية لهذه الآية وحتى نهاية المصحف، سنجدها 58 آية لا غير. وهذا العدد هو أيضا عدد مرات ورود لفظ " الإنسان -معرفا بأل " في القرآن.
ما رأيك .. ألا ترى أن موقع هذه الآية محدد بتدبير محكم؟
الملاحظة الثانية:
إذا احصينا أعداد آيات القرآن ابتداء من الآية 28 النساء، حيث ورد لفظ الإنسان أول مرة، وانتهاء بالآية 2 العصر حيث ورد آخرمرة، سنجد أن عددها هو 5658 آية.
ماذا في هذا العدد؟
تأمل العدد جيدا: 5658. إنه يتألف من عددين هما: 58 - 56.
58: عدد مرات ورود لفظ الإنسان.
56: هو عدد الآيات التي ورد فيها، وسبب ذلك وروده مرتين في كل من الآيتين 11 الإسراء و48 الشورى. ..
ومن السهل ملاحظة أن مجموع العددين هو 114 وهو أيضا عدد سور القرآن الكريم ..
طبعا ليس هذا كل شيء، والوقت لا يسمح لي حاليا بأن أترك ما بيدي للبحث في هذا الموضوع .. ولهذا أشرت عليك ببحثه. ولعل ما أوردته لك يجعلك تعيد النظر فيما بدر منك.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[14 Mar 2009, 04:14 ص]ـ
لفظ الإنسان في القرآن:
ورد لفظ "الإنسان" في 39 سورة من سور القرآن الكريم، كلها مكية إلا 6 سور، وهي: النساء والحج والأحزاب الرحمن والإنسان والزلزلة.
تكرر هذا اللفظ 58مرة في 56 آية من القرآن الكريم.
.
هذه مشاركتك الأولى، وقد تجاهلت فيها لفظ " إنسان " ولفظ " للإنسان " ..
وقمنا بتذكيرك ..
الفاضل محب القرآن:
لماذا استثنيت لفظ " إنسان " واللفظ " وللإنسان "؟ "
الفاضل الوشمي يشكرك على الإيضاح الوافي (رغم انه ليس وافيا)
عبدالرحمن الوشمي شكر الله لك أخي محب القرآن الكريم على هذا الايضاح الوافي .. وجعله في ميزان حسناتك .. آمين ,,,,,
والفاضل بو عبد الرحمن يسألك أن لا تبخل عليه بعلمك، (ربما لا يعلم أن كل ما ذكر هنا مأخوذ عن المعجم المفهرس لمحمد فؤاد)
ما علينا ...
بو عبدالرحمن" جزاك الله خيرا خي الكريم ونفع بك ولا تبخل علينا بعلمك
ثم أضفت الزيادة:
وبهذا يكون لفظ "الإنسان" معرفاً مجردا عن الزوائد قد ورد "58"مرة، وداخلاً عليه حرف الجر اللام" للإنسان" 6 مرات، ونكرة "إنسان" مرة واحدة.
هكذا أصبح الإحصاء صحيحا، وقد ساهمت في تصحيحه، إلا أنني لم أظفر بشكر زملائك ..
قلت لك:
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد وضعت يدك على كنز، فتابع البحث في ورود لفظ " الإنسان في القرآن الكريم "
واخرج لنا بدراسة عن الإعجاز العددي في تكرار هذا اللفظ.
ولكنك أبيت الخير والنصح:
يا عبد الله
أنا أترك الكنز لك عسى أن تستخرجه يوما ما.
وأما أنا فلن أشتغل بشكل المصحف وأناقته وورقه الصقيل عن قراءته والتدبر في معانيه
وجاء الرد عليك من اخينا الفاضل عمارة:
أخي الحبيب محب القرآن ..
هل النظر في العدد في القرآن سيثنيك عن تدبر القرآن؟ ..
و هل التدبر في القرآن يستثني النظر في حكمة ترتيبه و إحكام بنائه؟ ..
وأعطيناك امثلة:
من عجائب الترتيب القرآني وكنوزه هنا أن مجموع أرقام الآيات التي ورد فيها لفظ "للإنسان " هو 166. وهذا العدد هو نفسه مجموع أرقام ترتيب السور التي وردت فيها الايات، فمجموعها هو أيضا 166.
ومن عجائب الترتيب القرآني في موضوع " لفظ الإنسان في القرآن ":
ورد هذا اللفظ (بجميع صوره) في 27 سورة من بين سور النصف الأول من القرآن، أي السور السبع والخمسين الأولى في ترتيب المصحف ..
وهذه السور هي:
15 سورة من بين سور الفواتح، مجموع اعداد آياتها 1084.
12 سورة من بين السور غير ذات الفواتح، مجموع اعداد آياتها 1198.
الملاحظة التي أود الإشارة إليها، إن الفرق بين مجموعي الآيات هو 114 .. وهذا هو عدد سور القرآن الكريم أيضا.!
وخرجت علينا، تريد أن تطردنا: يا عبد الله ويا عبيد الله
لا سوق لكما هنا فلماذا تصران على البقاء؟
ألا ترى أنك قد ظلمت، وتجاوزت أداب الحوار؟ حينما أشرت عليك بدراسة لفظ " الإنسان " في القرآن، لو سألتني كيف؟ كنت سأرشدك ..
ألا ترى أنني أستحق الشكر أكثر منك؟ لماذا؟ أنت نقلت مادة مكتوبة جاهزة عن المعجم المفهرس، بينما أنا أضفت جديدا .. ولو أردت ان أصنع ما تصنعه أنت، لملآت هذا الملتقى من مثل ذلك ..
هذا السرد هو دعوة لك لتكون أكثر رقة مع الاخرين، وأكثر صدقا.
والآن لنعد إلى مشاركتك الأولى، وتامل جيدا، إن ما قد يراه غيرك باللمحة الخاطفة قد
لا تراه انت، وهذا يعني أن عدم رؤيتك للأشياء لا يعني أنها غير موجودة ..
قلت في مشاركتك الأولى:
محب القرآن الكريم
لفظ الإنسان في القرآن:
ورد لفظ "الإنسان" في 39 سورة من سور القرآن الكريم، كلها مكية إلا 6 سور، وهي: النساء والحج والأحزاب الرحمن والإنسان والزلزلة.
تكرر هذا اللفظ 58مرة في 56 آية من القرآن الكريم.
إليك هذه الملاحظة:
ورد لفظ الإنسان اول مرة في القرآن في الآية رقم 28 من سورة النساء، وورد آخر مرة في الآية رقم 2 سورة العصر.
ألست من أورد هذه المعلومة أو نقلها؟ ماذا رأيت فيها؟
وقلت أيضا: تكرر هذا اللفظ 58مرة في 56 آية من القرآن الكريم.
ماذا رأيت أنا؟
آخر مرة ورد لفظ الإنسان في القرىن في الآية 2 العصر: إذا أحصينا أعداد الآيات التالية لهذه الآية وحتى نهاية المصحف، سنجدها 58 آية لا غير. وهذا العدد هو أيضا عدد مرات ورود لفظ " الإنسان -معرفا بأل " في القرآن.
ما رأيك .. ألا ترى أن موقع هذه الآية محدد بتدبير محكم؟
الملاحظة الثانية:
إذا احصينا أعداد آيات القرآن ابتداء من الآية 28 النساء، حيث ورد لفظ الإنسان أول مرة، وانتهاء بالآية 2 العصر حيث ورد آخرمرة، سنجد أن عددها هو 5658 آية.
ماذا في هذا العدد؟
تأمل العدد جيدا: 5658. إنه يتألف من عددين هما: 58 - 56.
58: عدد مرات ورود لفظ الإنسان.
56: هو عدد الآيات التي ورد فيها، وسبب ذلك وروده مرتين في كل من الآيتين 11 الإسراء و48 الشورى. ..
ومن السهل ملاحظة أن مجموع العددين هو 114 وهو أيضا عدد سور القرآن الكريم ..
طبعا ليس هذا كل شيء، والوقت لا يسمح لي حاليا بأن أترك ما بيدي للبحث في هذا الموضوع .. ولهذا أشرت عليك ببحثه. ولعل ما أوردته لك يجعلك تعيد النظر فيما بدر منك.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Mar 2009, 06:41 ص]ـ
الأخ عبد الله جلغوم
أقول لك الحمد لله على العافية وعلى نعمة العقل.
ولكني أتعجب إلى متى ستبقى تملاء صفحات المنتدى بغثائك، الذي تضيع به ثمرات المواضيع الجادة.
لا أقول إلا: حسبي الله ونعم الوكيل.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[14 Mar 2009, 07:14 ص]ـ
المرجو من الأحبة جميعا التفضل بالإمساك عن الانتصار للنفس والرجوع إلى دوحة القرآن الكريم وآدابه وللجميع شكري وتقديري.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Mar 2009, 08:16 ص]ـ
المرجو من الأحبة جميعا التفضل بالإمساك عن الانتصار للنفس والرجوع إلى دوحة القرآن الكريم وآدابه وللجميع شكري وتقديري.
الدكتور الفاضل خضر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك على نصيحتك وجزاك الله خيرا ونفع بك.
أنا أرتضيك حكما بيني وبين الأخ عبد الله، فأنا أرى أن الرجل يقول كلاما في كتاب الله لا دليل عليه لا من كتاب ولاسنة وهو في نظري قول على الله بلا علم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[14 Mar 2009, 11:40 ص]ـ
الأخ عبد الله جلغوم
أقول لك الحمد لله على العافية وعلى نعمة العقل.
ولكني أتعجب إلى متى ستبقى تملاء صفحات المنتدى بغثائك، الذي تضيع به ثمرات المواضيع الجادة.
.
إلى أبي جهل المعاصر:
لقد أثبت بما لا يدع مجالا للشك عندي، أنك خير من يمثل " أبا جهل المعاصر ". فهو أنسب لك من " محب القرآن ". وما عاد لدي فرق كبير بينك وبين صبري، فذلك منحرف عن الدين، وأنت منحرف بالدين .. كلاكما من طينة واحدة. إلا أنك تهرف بما لا تعرف.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Mar 2009, 01:27 م]ـ
افرح بها يا مسكين
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Mar 2009, 01:35 م]ـ
إلى أبي جهل المعاصر:
لقد أثبت بما لا يدع مجالا للشك عندي، أنك خير من يمثل " أبا جهل المعاصر ". فهو أنسب لك من " محب القرآن ". وما عاد لدي فرق كبير بينك وبين صبري، فذلك منحرف عن الدين، وأنت منحرف بالدين .. كلاكما من طينة واحدة. إلا أنك تهرف بما لا تعرف.
أين هذا الخطأ الذي سبقت به أناملي من غثائك الذي ملأت به صفحات المنتدى تقول في كتاب الله بغير هدى ولا كتاب منير.
أصلح الله حالنا وحالك.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[14 Mar 2009, 02:50 م]ـ
أين هذا الخطأ الذي سبقت به أناملي من غثائك الذي ملأت به صفحات المنتدى تقول في كتاب الله بغير هدى ولا كتاب منير.
أصلح الله حالنا وحالك.
وأين هذا الغثاء يا أبا جهل؟
لقد قلت: إن لفظ الإنسان قد ورد آخر مرة في الآية رقم 2 سورة العصر. ويلاحظ أن عدد آيات القرآن التالية لهذه الآية هو 58، وهذا العدد هو أيضا عدد مرات ورود لفظ " الإنسان " في القرآن.
أين الغثاء هنا؟ ألا تملك مصحفا في بيتك؟ افتحه وتاكد من صحة كلامي،ستجده صحيحا .. أي أنا لم آت بشيء من عندي، ما ذكرته هو حقيقة موجودة ثابتة في المصحف، فهل يجوز وصفها بالغثاء؟
إذا قلت لك أن عدد آيات سورة الفاتحة هو 7 آيات، فهل ستصف هذا الكلام بالغثاء أيضا؟ وماذا تريد أن أقول حتى لا يكون غثاء؟
وقلت: إذا احصينا اعداد الايات ابتداء من الاية 28 النساء حيث ورد لفظ الانسان اول مرة وانتهاء بالآية 2 العصر حيث ورد آخر مرة هو 5658 ..
هذا العدد هو أيضا حقيقة موجودة في المصحف، يمكنك التاكد منها بسهولة ..
ويلاحظ في هذا العدد العددين 58 و56 ..
58 وهو كذلك عدد مرات ورود لفظ الانسان في القرآن ..
56 وهو كذلك عدد الايات التي ورد فيها ..
ومجموع العددين 114 ..
هل هذا من الغثاء؟ (زارني ضيف وانا أكتب هذه الملاحظة فأريته إياها، كان يسبقني في ملاحظة العلاقات العددية المحكمة، التي تصفها بالغثاء، وفي القرآن من مثل هذه الظاهرة الكثير، ولعلني أجمعها في يوم ما)
وسأضيف لك ملاحظة جديدة:
عدد مرات ورود لفظ الإنسان بجميع صوره 65 مرة أي: 5 × 13، عدد من مضاعفات الرقم 13.
وقد وزع هذا العدد بين سور الفواتح والسور الأخرى:
39 مرة في سور الفواتح، أي 3 × 13
26 مرة في السور الباقية، أي 2 × 13 .. والفرق إن كنت ترى بين العددين 13 ..
هل هذا من الغثاء؟ هل ذكرت شيئا ليس موجودا في المصحف؟ هل لدي دور في هذه الأعداد؟ هل أخطأت في العد؟
يا أهل هذا الملتقى، هل هذا من الغثاء؟
لماذا لا يقولن أحد كلمة حق لهذا الرجل؟ والله إنك تسيء إلى كل محبي القرآن بعنادك هذا ..
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Mar 2009, 03:08 م]ـ
وأين هذا الغثاء يا أبا جهل؟
لقد قلت: إن لفظ الإنسان قد ورد آخر مرة في الآية رقم 2 سورة العصر. ويلاحظ أن عدد آيات القرآن التالية لهذه الآية هو 58، وهذا العدد هو أيضا عدد مرات ورود لفظ " الإنسان " في القرآن.
أين الغثاء هنا؟ ألا تملك مصحفا في بيتك؟ افتحه وتاكد من صحة كلامي،ستجده صحيحا .. أي أنا لم آت بشيء من عندي، ما ذكرته هو حقيقة موجودة ثابتة في المصحف، فهل يجوز وصفها بالغثاء؟
..
ولماذا أغفلت الستة مواضع الأخرى"للإنسان"؟
أم أنك تفصل على طريقتك الخاصة؟
تمنياتي لك بالشفاء العاجل.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[14 Mar 2009, 03:40 م]ـ
ولماذا أغفلت الستة مواضع الأخرى"للإنسان"؟
أم أنك تفصل على طريقتك الخاصة؟
تمنياتي لك بالشفاء العاجل.
أولا: هي سبع مرات، واحدة بلفظ " إنسان " وستة بلفظ " للإنسان " ..
ثانيا: ألست انا من ذكرك بها حينما أغفلتها انت؟ فكيف تظن انني أغفلتها؟
ثالثا: ألا ترى أنك كالغريق الذي يبحث عن القشة؟ وتصر على عنادك وشططك؟
لم يكن في نيتي البحث في لفظ " الإنسان " منذ البداية، لانشغالي بمواضيع أخرى في الإعجاز العددي (والتي ستقصم ظهرك إن شاء الله) ولكنني أحببت أن أفيدك بشيء مادمت أنت قد طرحت هذا الموضوع، فرفضت .. وحاولت أن أظهر لك بعض الملاحظات السهلة، مقدمة لغيرها، فرفضت ..
ما يجب أن تعرفه أنني لم أغفل شيئا، ولست من يرى مجيء لفظ الإنسان مرة واحدة مجردا من ال التعريف مصادفة .. ومسبوقا بحرف الجر ست مرات مصادفة ..
ليس في القرآن مصادفات .. كل شيء بحساب ..
وإن كنت فطنا فاكتشف بنفسك ما لم أذكره لك حتى الان، ويكفيك ما ذكرت .. فلدي أعما ل أخرى ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[14 Mar 2009, 05:16 م]ـ
يا حبيبيّ الأستاذ [عبد الله ومحب القرآن] [محب القرآن وعبد الله] يشهد الله أني أكن لكما كل تقدير واحترام، والمرجو وقوف المشاركة في هذا الموضوع عند هذا الحد إذا كان لي عندكما خاطر.
شكرا على قبولي وسيطا، وبارك الله فيكما وفي حسن أدبكما وجبر قلبيكما لتفضلكما بالاستماع لأخيكما وخادمكما عبد الفتاح.
هل ستستجيبان؟
أملى أن يكون الجواب: نعم.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[14 Mar 2009, 05:35 م]ـ
الأخ الحبيب الدكتور خضر
نعم الأخ أنت، ونعم الوساطة وصاحبها.
لك ما تريد
ولك كل الود والمحبة والتقدير
وجزاك الله خيرا وبارك فيك.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Mar 2009, 07:31 م]ـ
الأستاذ الدكتور خضر
حبا وكرامة
ـ[أبو المهند]ــــــــ[14 Mar 2009, 08:29 م]ـ
شكر الله لكما حسن تعاونكما والتفضل على الفقير بقبول دوره، وهذا يدل على كريم معدنكما.
{وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} {يوسف100}
{قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} {الأعراف151}
{ ... رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} {الأعراف23}
{أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ} {الأعراف155}(/)
(وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته)
ـ[شاكر]ــــــــ[10 Mar 2009, 06:43 ص]ـ
((وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته , فينسخ الله ما يلقي الشيطان , ثم يحكم الله آياته , والله عليم حكيم. ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم , وإن الظالمين لفي شقاق بعيد. وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم , وإن الله لهادي الذين آمنوا إلى صراط مستقيم))
لقد رويت في سبب نزول هذه الآيات روايات كثيرة ذكرها كثير من المفسرين.
قال ابن كثير في تفسيره:"ولكنها من طرق كلها مرسلة , ولم أرها مسندة من وجه صحيح. والله أعلم".
وأكثر هذه الروايات تفصيلا رواية ابن أبي حاتم. قال: حدثنا موسى بن أبي موسى الكوفي , حدثنا محمد بن إسحاق الشيبي , حدثنا محمد بن فليح , عن موسى بن عقبة , عن ابن شهاب , قال: أنزلت سورة النجم , وكان المشركون يقولون: لو كان هذا الرجل يذكر آلهتنا بخير أقررناه وأصحابه ولكنه لا يذكر من خالف دينه من اليهود والنصارى بمثل الذي يذكر آلهتنا من الشتم والشر. وكان رسول الله [صلى الله عليه وسلم] قد اشتد عليه ما ناله وأصحابه من أذاهم وتكذيبهم , وأحزنه ضلالهم ; فكان يتمنى هداهم. فلما أنزل الله سورة النجم قال: (أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى؟ ألكم الذكر وله الأنثى؟) ألقى الشيطان عندها كلمات حين ذكر الله الطواغيت فقال: وإنهن لهن الغرانيق العلى , وإن شفاعتهن لهي التي ترتجى. . وكان ذلك من سجع الشيطان وفتنته. . فوقعت هاتان الكلمتان في قلب كل مشرك بمكة , وزلت بها ألسنتهم , وتباشروا بها , وقالوا: إن محمدا قد رجع إلى دينه الأول ودين قومه. . فلما بلغ رسول الله [صلى الله عليه وسلم] آخر النجم سجد , وسجد كل من حضره من مسلم أو مشرك. غير أن الوليد بن المغيرة كان رجلا كبيرا فرفع ملء كفه ترابا فسجد عليه. فعجب الفريقان كلاهما من جماعتهم في السجود لسجود رسول الله [صلى الله عليه وسلم] فأما المسلمون فعجبوا لسجود المشركين معهم على غير إيمان ولا يقين.
ولم يكن المسلمون سمعوا الذي ألقى الشيطان في مسامع المشركين , فاطمأنت أنفسهم - أي المشركون - لما ألقى الشيطان في أمنية رسول الله [صلى الله عليه وسلم] وحدثهم به الشيطان أن رسول الله [صلى الله عليه وسلم] قد قرأها في السورة , فسجدوا لتعظيم آلهتهم. ففشت تلك الكلمة في الناس ; وأظهرها الشيطان حتى بلغت أرض الحبشة ومن بها من المسلمين: عثمان بن مظعون وأصحابه ; وتحدثوا أن أهل مكة قد أسلموا كلهم , وصلوا مع رسول الله ; وبلغهم سجود الوليد بن المغيرة على التراب على كفه ; وحدثوا أن المسلمين قد أمنوا بمكة , فأقبلوا سراعا , وقد نسخ الله ما ألقى الشيطان , وأحكم الله آياته , وحفظه من الفرية , وقال: (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته , فينسخ الله ما يلقي الشيطان. ثم يحكم الله آياته. والله عليم حكيم. ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم. وإن الظالمين لفي شقاق بعيد). . فلما بين الله قضاءه , وبرأه من سجع الشيطان انقلب المشركون بضلالتهم وعداوتهم على المسلمين , واشتدوا عليهم". .
قال ابن كثير: وقد ساق البغوي في تفسيره روايات مجموعة من كلام ابن عباس , ومحمد بن كعب القرظي وغيرهما بنحو من ذلك , ثم سأل ها هنا سؤالا: كيف وقع مثل هذا مع العصمة المضمونة من الله تعالى لرسوله - صلوات الله وسلامه عليه - ثم حكى أجوبة عن الناس , من ألطفها أن الشيطان أوقع في مسامع المشركين ذلك. فتوهموا أنه صدر عن رسول الله [صلى الله عليه وسلم] وليس كذلك في نفس الأمر , بل إنما كان من صنيع الشيطان لا عن رسول الرحمن [صلى الله عليه وسلم] وعلى آله وسلم - والله أعلم.
وقال البخاري: قال ابن عباس: (في أمنيته) إذا حدث ألقى الشيطان في حديثه. فيبطل الله ما يلقي الشيطان (ثم يحكم الله آياته).
وقال مجاهد: (إذا تمنى) يعني إذا قال ; ويقال أمنيته: قراءته.
وقال البغوي: وأكثر المفسرين قالوا: معنى قوله: (تمنى) أي تلا وقرأ كتاب الله (ألقى الشيطان في أمنيته) أي في تلاوته.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن جرير عن تفسير (تمنى) بمعنى تلا: هذا القول أشبه بتأويل الكلام!
هذه خلاصة تلك الروايات في هذا الحديث الذي عرف بحديث الغرانيق. . وهو من ناحية السند واهي الأصل.
قال علماء الحديث: إنه لم يخرجه أحد من أهل الصحة , ولا رواه بسند سليم متصل ثقة. وقال أبو بكر البزار: هذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي [صلى الله عليه وسلم] بإسناد متصل يجوز ذكره وهو من ناحية موضوعه يصادم أصلا من أصول العقيدة وهو عصمة النبي [صلى الله عليه وسلم] من أن يدس عليه الشيطان شيئا في تبليغ رسالته.
وهناك من النص ذاته ما يستبعد معه أن يكون أن يكون سبب نزول الآية شيئا كهذا , وأن يكون مدلوله حادثا مفردا وقع للرسول [صلى الله عليه وسلم] فالنص يقرر أن هذه القاعدة عامة في الرسالات كلها مع الرسل كلهم: (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته , فينسخ الله ما يلقي الشيطان , ثم يحكم الله آياته). .
وقد أولع المستشرقون والطاعنون في هذا الدين بذلك الحديث , وأذاعوا به , وأثاروا حوله عجاجة من القول. والأمر في هذا كله لا يثبت للمناقشة , بل لا يصح أن يكون موضوعا للمناقشة. فلا بد أن يكون المقصود أمرا عاما يستند إلى صفة في الفطرة مشتركة بين الرسل جميعا , بوصفهم من البشر , مما لا يخالف العصمة المقررة للرسل.
وهذا ما نحاول بيانه بعون الله. والله أعلم بمراده , إنما نحن نفسر كلامه بقدر إدراكنا البشري. .
إن الرسل عندما يكلفون حمل الرسالة إلى الناس , يكون أحب شيء إلى نفوسهم أن يجتمع الناس على الدعوة , وأن يدركوا الخير الذي جاءوهم به من عند الله فيتبعوه. . ولكن العقبات في طريق الدعوات كثيرة والرسل بشر محدودو الأجل. وهم يحسون هذا ويعلمونه. فيتمنون لو يجذبون الناس إلى دعوتهم بأسرع طريق. . يودون مثلا لو هادنوا الناس فيما يعز على الناس أن يتركوه من عادات وتقاليد وموروثات فيسكتوا عنها مؤقتا لعل الناس أن يفيئوا إلى الهدى , فإذا دخلوا فيه أمكن صرفهم عن تلك الموروثات العزيزة! ويودون مثلا لو جاروهم في شيء يسير من رغبات نفوسهم رجاء استدراجهم إلى العقيدة , على أمل أن تتم فيما بعد تربيتهم الصحيحة التي تطرد هذه الرغبات المألوفة!
ويودون. ويودون. من مثل هذه الأماني والرغبات البشرية المتعلقة بنشر الدعوة وانتصارها. . ذلك على حين يريد الله أن تمضي الدعوة على أصولها الكاملة , وفق موازينها الدقيقة , ثم من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. فالكسب الحقيقي للدعوة في التقدير الإلهي الكامل غير المشوب بضعف البشر وتقديرهم. . هو أن تمضي على تلك الأصول وفق تلك الموازين , ولو خسرت الأشخاص في أول الطريق. فالاستقامة الدقيقة الصارمة على أصول الدعوة ومقاييسها كفيل أن يثني هؤلاء الأشخاص أو من هم خير منهم إلى الدعوة في نهاية المطاف , وتبقى مثل الدعوة سليمة لا تخدش , مستقيمة لاعوج فيها ولا انحناء. .
ويجد الشيطان في تلك الرغبات البشرية , وفي بعض ما يترجم عنها من تصرفات أو كلمات , فرصة للكيد للدعوة , وتحويلها عن قواعدها , والقاء الشبهات حولها في النفوس. . ولكن الله يحول دون كيد الشيطان , ويبين الحكم الفاصل فيما وقع من تصرفات أو كلمات , ويكلف الرسل أن يكشفوا للناس عن الحكم الفاصل , وعما يكون قد وقع منهم من خطأ في اجتهادهم للدعوة. كما حدث في بعض تصرفات الرسول [صلى الله عليه وسلم] وفي بعض اتجاهاته , مما بين الله فيه بيانا في القرآن. .
بذلك يبطل الله كيد الشيطان , ويحكم الله آياته , فلا تبقى هنالك شبهة في الوجه الصواب:
(والله عليم حكيم). . فأما الذين في قلوبهم مرض من نفاق أو انحراف , والقاسية قلوبهم من الكفار المعاندين ; فيجدون في مثل هذه الأحوال مادة للجدل واللجاج والشقاق: (وإن الظالمين لفي شقاق بعيد). وأما الذين أوتوا العلم والمعرفة فتطمئن قلوبهم إلى بيان الله وحكمه الفاصل: وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم. .
وفي حياة النبي [صلى الله عليه وسلم] وفي تاريخ الدعوة الإسلامية نجد أمثلة من هذا , تغنينا عن تأويل الكلام , الذي أشار إليه الإمام ابن جرير رحمه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
نجد من ذلك مثالا في قصة ابن أم مكتوم - رضي الله عنه - الأعمى الفقير الذي جاء إلى رسول الله [صلى الله عليه وسلم] يقول: يا رسول الله أقرئني وعلمني مما علمك الله , ويكرر هذا القول والرسول [صلى الله عليه وسلم] مشغول بأمر الوليد بن المغيرة يود لو يهديه إلى الإسلام ومعه صناديد قريش , وابن أم مكتوم لا يعلم أن رسول الله [صلى الله عليه وسلم] مشغول بهذا الأمر. حتى كره , رسول الله [صلى الله عليه وسلم] إلحاحه فعبس وأعرض عنه. . فأنزل الله في هذا قرآنا يعاتب فيه الرسول عتابا شديدا:
(عبس وتولى. أن جاءه الأعمى. وما يدريك لعله يزكى , أو يذكر فتنفعه الذكرى! أما من استغنى , فأنت له تصدى؟ وما عليك ألا يزكى؟ وأما من جاءك يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهى؟ كلا! إنها تذكرة فمن شاء ذكره. . .).
وبهذا رد الله للدعوة موازينها الدقيقة وقيمها الصحيحة. وصحح تصرف رسول الله [صلى الله عليه وسلم] الذي دفعته إليه , رغبته في هداية صناديد قريش , طمعا في إسلام من وراءهم وهم كثيرون. فبين الله له: أن استقامة الدعوة على أصولها الدقيقة أهم من إسلام أولئك الصناديد. وأبطل كيد الشيطان من الدخول إلى العقيدة من هذه الثغرة , وأحكم الله آياته. واطمأنت إلى هذا البيان قلوب المؤمنين.
ولقد كان رسول الله [صلى الله عليه وسلم] بعد ذلك يكرم ابن أم مكتوم. ويقول إذا رآه:" مرحبا بمن عاتبني فيه ربي " ويقول له:" هل لك من حاجة " واستخلفه على المدينة مرتين.
كذلك وقع ما رواه مسلم في صحيحه قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة , حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي , عن إسرائيل , عن المقدام بن شريح , عن أبيه , عن سعد - هو ابن أبي وقاص - قال: كنا مع النبي [صلى الله عليه وسلم] ستة نفر. فقال المشركون للنبي [صلى الله عليه وسلم]:أطرد هؤلاء لا يجترئون علينا. قال: وكنت أنا وابن مسعود , ورجل من هذيل , وبلال , ورجلان نسيت اسميهما. فوقع في نفس رسول الله [صلى الله عليه وسلم] ما شاء الله أن يقع , فحدث نفسه , فأنزل الله عز وجل: (ولا تطرد الذين يدعون ربهم ; بالغداة والعشي يريدون وجهه).
وهكذا رد الله للدعوة قيمها المجردة , وموازينها الدقيقة. ورد كيد الشيطان فيما أراد أن يدخل من تلك الثغرة. ثغرة الرغبة البشرية في استمالة كبراء قريش بإجابة رغبتهم في أن لا يحضر هؤلاء الفقراء مجلسهم مع رسول الله [صلى الله عليه وسلم] وقيم الدعوة أهم من أولئك الكبراء , وما يتبع إسلامهم من إسلام الألوف معهم وتقوية الدعوة في نشأتها بهم - كما كان يتمنى رسول الله [صلى الله عليه وسلم] والله أعلم بمصدر القوة الحقيقية , وهو الاستقامة التي لا ترعى هوى شخصيا ولا عرفا جاريا!
ولعله مما يلحق بالمثلين المتقدمين ما حدث في أمر زينب بنت جحش ابنة عمة رسول الله [صلى الله عليه وسلم] فقد زوجها من زيد بن حارثة - رضي الله عنه - وكان قد تبناه قبل النبوة , فكان يقال له: زيد بن محمد. فأراد الله أن يقطع هذا الإلحاق وهذه النسبة فقال تعالى: (ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله) وقال: (وما جعل أدعياءكم أبناءكم). . وكان زيد - رضي الله عنه - أحب الناس إلى رسول الله [صلى الله عليه وسلم] فزوجه من ابنة عمته زينب بنت جحش - رضي الله عنها - فلم تستقم بينهما الحياة. . وكانوا في الجاهلية يكرهون أن يتزوج المتبني مطلقة متبناه. فأراد الله سبحانه إبطال هذه العادة , كما أبطل نسبة الولد إلى غير أبيه. فأخبره رسوله [صلى الله عليه وسلم] أنه سيزوجه من زينب بعد أن يطلقها زيد - لتكون هذه السنة مبطلة لتلك العادة - ولكن النبي [صلى الله عليه وسلم] أخفى في نفسه ما أخبره به الله. وكان كلماشكا إليه زيد تعذر الحياة مع زينب قال له: (أمسك عليك زوجك) مراعيا في هذا كراهية القوم لزواجه منها حين يطلقها زيد. وظل يخفي ما قدر الله إظهاره حتى طلقها زيد. . فأنزل الله في هذا قرآنا , يكشف عما جال في خاطر الرسول [صلى الله عليه وسلم] ويقرر القواعد التي أراد الله أن يقوم تشريعه في هذه المسألة عليها:
وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه: أمسك عليك زوجك واتق الله. وتخفي في نفسك ما الله مبديه , وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه. فلما قضى زيد منها وطرأ زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا. وكان أمر الله مفعولا. .
ولقد صدقت عائشة - رضى الله عنها وهي تقول: لو كتم محمد [صلى الله عليه وسلم] شيئا مما أوحي إليه من كتاب الله تعالى لكتم: (وتخفي في نفسك ما الله مبديه , وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه). .
وهكذا أنفذ الله شريعته وأحكمها , وكشف ما خالج خاطر رسول الله [صلى الله عليه وسلم] من كراهية القوم لزواجه من مطلقة دعيه. ولم يمكن للشيطان أن يدخل من هذه الثغرة. وترك الذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم يتخذون من هذه الحادثة , مادة للشقاق والجدال ما تزال!!!
هذا هو ما نطمئن إليه في تفسير تلك الآيات. والله الهادي إلى الصواب.
(في ظلال القرآن)(/)
هبوط آدم عليه السلام
ـ[صهيب بن هاديء]ــــــــ[10 Mar 2009, 07:40 ص]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله
قال الله عز وجل
فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ [36] فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [37] قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ [البقرة 36: 38]
السؤال الأول: هل الامر بالنزول الي الارض جاء بعد قبول التوبه أم قبلها؟
السؤال الثاني: هل هبوط آدم عليه السلام الي الارض عقوبه له؟
السؤال الثالث: لو ان الامر بنزول آدم الي الارض عقوبة،كيف نجمع بين قبول التوبه وايقاع العقوبة؟
السؤال الرابع: لو تمت قبول توبة آدم وكان عليه الخروج من الجنة، فما الفرق بين توبته وعدم توبته اذا انه في كلا الحالتين خرج من الجنة.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Mar 2009, 12:21 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله
قال الله عز وجل
فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ [36] فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [37] قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ [البقرة 36: 38]
السؤال الأول: هل الامر بالنزول الي الارض جاء بعد قبول التوبه أم قبلها؟
السؤال الثاني: هل هبوط آدم عليه السلام الي الارض عقوبه له؟
السؤال الثالث: لو ان الامر بنزول آدم الي الارض عقوبة،كيف نجمع بين قبول التوبه وايقاع العقوبة؟
السؤال الرابع: لو تمت قبول توبة آدم وكان عليه الخروج من الجنة، فما الفرق بين توبته وعدم توبته اذا انه في كلا الحالتين خرج من الجنة.
لا شك أن التوبة كانت قبل الاهباط، والآيات في ذلك واضحة.
أما هبوط آدم عليه السلام فهو عقوبة مقررة مسبقاً وقد حُذر منها، قال تعالى:
(فَقُلْنَا يَا آَدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى) سورة طه (117) وكان لا بد من وقوعها لأن ذلك الذي سبق بها القدر ليتم ما أخبر الله به من أنه خلق آدم عليه السلام ليكون خليفة في الأرض.
ولا منافة بين قبول التوبة وبين الاخراج من الجنة، لأن التوبة من الذنب لا يلزم منه الاعفاء من العقوبة، ولكن يلزم منه إعطاء الفرصة للمستقبل.
أما الفرق بين توبته وعدم التوبة فهو واضح جدا فإنه لولم يتب الله عليه لأحاطت به خطئيته كما حدث لإبليس.
والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[صهيب بن هاديء]ــــــــ[10 Mar 2009, 12:54 م]ـ
جزاكم الله خيراًَ
ولكن انا اتكلم عن الامر بالاهباط لا الاهباط نفسه؟ فهل أمر لهما بالاهباط قبل توبة آدم أم بعدها؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Mar 2009, 01:31 م]ـ
جزاكم الله خيراًَ
ولكن انا اتكلم عن الامر بالاهباط لا الاهباط نفسه؟ فهل أمر لهما بالاهباط قبل توبة آدم أم بعدها؟
وهل هناك فارق زمني بينهما عندك؟
ـ[صهيب بن هاديء]ــــــــ[10 Mar 2009, 03:29 م]ـ
قال الله عز وجل
فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ [36] فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [37] قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ [البقرة 36: 38]
حسب سياق الايات
انا الامر جاء قبل التوبة:_
فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ [36]
ثم تاب آدم عليه السلام
فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [37]
ثم تم تنفيذ الامر
قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ [البقرة 36: 38]
علي ان بعض المفسرين قالوا ان الامر لم يكن الا بعد التوبه ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Mar 2009, 04:28 م]ـ
حسب سياق الايات
انا الامر جاء قبل التوبة:_
فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ [36]
ثم تاب آدم عليه السلام
فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [37]
ثم تم تنفيذ الامر
قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ [البقرة 36: 38]
علي ان بعض المفسرين قالوا ان الامر لم يكن الا بعد التوبه ....
أخي الفاضل بارك الله فيك:
ما هو دليلك على هذا التقسيم أو التفريق بين زمن الأمر وتنفيذه؟
وهنا أسئلة الجواب عليها يمكن أن يوضح المسألة:
هل قوله تعالى في الآية 36 من سورة البقرة:"وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ " صريح في أن الأمر قبل التوبة؟
ما موقع حرف الفاء في قوله تعالى:"فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ"سورة البقرة [37]؟
وما مناسبة الآية 38 لما قبلها:"قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ " سورة البقرة (38)
ثم بعد ذلك قاران هذه الآيات مع آيات سورة الأعراف وطه وأرجو أن يتبين لك الأمر بتوفيق من الله.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[صهيب بن هاديء]ــــــــ[10 Mar 2009, 11:58 م]ـ
انا سأورد لك بعض أقوال المفسرين التي تنفي كون اهباط ادم عليه السلام عقوبه ...
ـ[صهيب بن هاديء]ــــــــ[11 Mar 2009, 12:04 ص]ـ
تفسير القرطبي
لم يكن إخراج الله تعالى آدم من الجنة وإهباطه منها عقوبة له ; لأنه أهبطه بعد أن تاب عليه وقبل توبته وإنما أهبطه إما تأديبا وإما تغليظا للمحنة , والصحيح في إهباطه وسكناه في الأرض ما قد ظهر من الحكمة الأزلية في ذلك وهي نشر نسله فيها ليكلفهم ويمتحنهم ويرتب على ذلك ثوابهم وعقابهم الأخروي إذ الجنة والنار ليستا بدار تكليف فكانت تلك الأكلة سبب إهباطه من الجنة ولله أن يفعل ما يشاء وقد قال " إني جاعل في الأرض خليفة " وهذه منقبة عظيمة وفضيلة كريمة شريفة وقد تقدمت الإشارة إليها مع أنه خلق من الأرض , وإنما قلنا إنما أهبطه بعد أن تاب عليه
تفسير الرازي
المسألة الثالثة: اختلفوا في أن قوله: {اهبطوا} أمر أو إباحة، والأشبه أنه أمر لأن فيه مشقة شديدة لأن مفارقة ما كانا فيه من الجنة إلى موضع لا تحصل المعيشة فيه إلا بالمشقة والكد من أشق التكاليف، وإذا ثبت هذا بطل ما يظن أن ذلك عقوبة، لأن التشديد في التكليف سبب للثواب، فكيف يكون عقاباً مع ما فيه من النفع العظيم؟
نظم الدرر للبقاعي
{اهبطوا} وفي ذلك لطف لذريته بالتنفير من الخطأ والترهيب الشديد من جريرته والترغيب العظيم على تقدير الوقوع فيه في التوبة والهبوط.
تفسير النيسابوري
وإنما قيل: إنه تكليف لا عقوبة لما ترتب عليه من الثواب العظيم.
تفسير الكشاف
فإن قلت: الخطيئة التي أهبط بها آدم إن كانت كبيرة فالكبيرة لا تجوز على الأنبياء، وإن كانت صغيرة، فلم جرى عليه ما جرى بسببها من نزع اللباس والإخراج من الجنة والإهباط من السماء كما فعل بإبليس ونسبته إلى الغيّ والعصيان ونسيان العهد وعدم العزيمة والحاجة إلى التوبة؟ قلت: ما كانت إلا صغيرة مغمورة بأعمال قلبه من الإخلاص والأفكار الصالحة التي هي أجل الأعمال وأعظم الطاعات. وإنما جرى عليه ما جرى، تعظيماً للخطيئة وتفظيعاً لشأنها وتهويلاً، ليكون ذلك لطفاً له ولذريّته في اجتناب الخطايا واتقاء المآثم، والتنبيه على أنه أخرج من الجنة بخطيئة واحدة، فكيف يدخلها ذو خطايا جمة
تفسير الثعالبي
• ت *: وهذه الآية تبين أن هبوط آدم كان هبوط تَكْرِمَةٍ؛ لما ينشأ عن ذلك من أنواع الخيرات، وفنون العباداتِ.
تفسير التحرير والتنوير
• وفيه إشارة أخرى وهي أن العفو يكون من التائب في الزواجر والعقوبات. وأما تحقيق آثار المخالفة وهو العقوبة التأديبية فإن العفوعنها فساد في العالم لأن الفاعل للمخالفة إذا لم ير أثر فعله لم يتأدب في المستقبل فالتسامح معه في ذلك تفويت لمقتضى الحكمة، فإن الصبي إذا لوث موضعاً وغضب عليه مربيه ثم تاب فعفا عنه فالعفو يتعلق بالعقاب وأما تكليفه بأن يزيل بيده التلويث الذي لوث به الموضع فذلك لا يحسن التسامح فيه ولذا لما تاب الله على آدم رضي عنه ولم يؤاخذه بعقوبة ولا بزاجر في الدنيا ولكنه لم يصفح عنه في تحقق أثر مخالفته وهو الهبوط من الجنة ليرى أثر حرصه وسوء ظنه، هكذا ينبغي أن يكون التوجيه إذا كان المراد من {اهبطوا} الثاني حكاية أمر ثان بالهبوط خوطب به آدم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صهيب بن هاديء]ــــــــ[11 Mar 2009, 12:09 ص]ـ
هذه المسألة الاولي أن منهم من ينفي انها عقوبة كالقرطبي والرازي والنيسابروي وغيرهم.
المسالة الثانية الاهباط بعد قبول التوبة فهل ايضاً الامر بالاهباط بعد قبول التوبة؟
والاسئلة التي طرحتها أخي ياريت تجيب انت عنها فأ انا السائل المريد للعلم والمعرفة
وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Mar 2009, 12:43 ص]ـ
تفسير القرطبي
لم يكن إخراج الله تعالى آدم من الجنة وإهباطه منها عقوبة له ; لأنه أهبطه بعد أن تاب عليه وقبل توبته وإنما أهبطه إما تأديبا وإما تغليظا للمحنة , والصحيح في إهباطه وسكناه في الأرض ما قد ظهر من الحكمة الأزلية في ذلك وهي نشر نسله فيها ليكلفهم ويمتحنهم ويرتب على ذلك ثوابهم وعقابهم الأخروي إذ الجنة والنار ليستا بدار تكليف فكانت تلك الأكلة سبب إهباطه من الجنة ولله أن يفعل ما يشاء وقد قال " إني جاعل في الأرض خليفة " وهذه منقبة عظيمة وفضيلة كريمة شريفة وقد تقدمت الإشارة إليها مع أنه خلق من الأرض , وإنما قلنا إنما أهبطه بعد أن تاب عليه
.
أخي الفاضل:
ما دام أن المفسرين قد اختلفوا فينظر في دليل كل قول وما رجحه الدليل قبلناه.
وإن كان عن اجتهاد فقول المجتهد ليس بحجة على قول غيره من المجتهدين.
وتأمل معي كلام القرطبي رحمه الله تعالى:
"وإنما أهبطه إما تأديبا وإما تغليظا للمحنة"
فما هو الفرق بين العقوبة وبين ما قال؟
والخروج من الجنة كان مصيبة في حق آدم عليه السلام لحقه وذريته بسببها الشقاء وكل ذلك كان سببه المعصية ولا شك.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Mar 2009, 12:56 ص]ـ
تفسير الرازي
المسألة الثالثة: اختلفوا في أن قوله: {اهبطوا} أمر أو إباحة، والأشبه أنه أمر لأن فيه مشقة شديدة لأن مفارقة ما كانا فيه من الجنة إلى موضع لا تحصل المعيشة فيه إلا بالمشقة والكد من أشق التكاليف، وإذا ثبت هذا بطل ما يظن أن ذلك عقوبة، لأن التشديد في التكليف سبب للثواب، فكيف يكون عقاباً مع ما فيه من النفع العظيم؟
.
أما كلام الرازي فلا أدري أين نفع محتمل من:
(إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى (119)) سورة طه
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Mar 2009, 01:09 ص]ـ
نظم الدرر للبقاعي
{اهبطوا} وفي ذلك لطف لذريته بالتنفير من الخطأ والترهيب الشديد من جريرته والترغيب العظيم على تقدير الوقوع فيه في التوبة والهبوط.
تفسير النيسابوري
وإنما قيل: إنه تكليف لا عقوبة لما ترتب عليه من الثواب العظيم.
تفسير الكشاف
فإن قلت: الخطيئة التي أهبط بها آدم إن كانت كبيرة فالكبيرة لا تجوز على الأنبياء، وإن كانت صغيرة، فلم جرى عليه ما جرى بسببها من نزع اللباس والإخراج من الجنة والإهباط من السماء كما فعل بإبليس ونسبته إلى الغيّ والعصيان ونسيان العهد وعدم العزيمة والحاجة إلى التوبة؟ قلت: ما كانت إلا صغيرة مغمورة بأعمال قلبه من الإخلاص والأفكار الصالحة التي هي أجل الأعمال وأعظم الطاعات. وإنما جرى عليه ما جرى، تعظيماً للخطيئة وتفظيعاً لشأنها وتهويلاً، ليكون ذلك لطفاً له ولذريّته في اجتناب الخطايا واتقاء المآثم، والتنبيه على أنه أخرج من الجنة بخطيئة واحدة، فكيف يدخلها ذو خطايا جمة
تفسير الثعالبي
• ت *: وهذه الآية تبين أن هبوط آدم كان هبوط تَكْرِمَةٍ؛ لما ينشأ عن ذلك من أنواع الخيرات، وفنون العباداتِ.
تفسير التحرير والتنوير
• وفيه إشارة أخرى وهي أن العفو يكون من التائب في الزواجر والعقوبات. وأما تحقيق آثار المخالفة وهو العقوبة التأديبية فإن العفوعنها فساد في العالم لأن الفاعل للمخالفة إذا لم ير أثر فعله لم يتأدب في المستقبل فالتسامح معه في ذلك تفويت لمقتضى الحكمة، فإن الصبي إذا لوث موضعاً وغضب عليه مربيه ثم تاب فعفا عنه فالعفو يتعلق بالعقاب وأما تكليفه بأن يزيل بيده التلويث الذي لوث به الموضع فذلك لا يحسن التسامح فيه ولذا لما تاب الله على آدم رضي عنه ولم يؤاخذه بعقوبة ولا بزاجر في الدنيا ولكنه لم يصفح عنه في تحقق أثر مخالفته وهو الهبوط من الجنة ليرى أثر حرصه وسوء ظنه، هكذا ينبغي أن يكون التوجيه إذا كان المراد من {اهبطوا} الثاني حكاية أمر ثان بالهبوط خوطب به آدم.
أما قول البقاعي أن فيه لطف بذريته فهذا لا يمنع أن يكون عقوبة في حقه.
وأما قول النيسابوري:
"وإنما قيل: إنه تكليف لا عقوبة لما ترتب عليه من الثواب العظيم."
فالثواب كان في ما يستقبل من العمل، لا ما فاته من الخير بسبب المعصية.
ومثله قول الثعالبي.
وأما صاحب الكشاف "المعتزلي" فقوله خطير فاحذر منه.
وأما الطاهر بن عاشور فكلامه مشعر بأنها عقوبة فتأمله.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Mar 2009, 01:14 ص]ـ
هذه المسألة الاولي أن منهم من ينفي انها عقوبة كالقرطبي والرازي والنيسابروي وغيرهم.
المسالة الثانية الاهباط بعد قبول التوبة فهل ايضاً الامر بالاهباط بعد قبول التوبة؟
والاسئلة التي طرحتها أخي ياريت تجيب انت عنها فأ انا السائل المريد للعلم والمعرفة
وجزاكم الله خيراً
المسألة الثانية أنت لم تجبني على سؤالي لماذا فرقت بين الاهباط وبين الأمر بالاهباط؟
حيث إني جوابي يتوقف على جوابك.(/)
ماأفضل طبعات الكشاف .. ؟
ـ[لطيفة]ــــــــ[10 Mar 2009, 08:53 ص]ـ
أرغب في اقتناء الكشاف .. ولكوني غير مختصه في التفسير .. بودي أن أعرف أفضل النسخ
ولكم جزيل الشكر ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Mar 2009, 04:46 م]ـ
الطبعة التي صدرت عن مكتبة العبيكان جيدة جداً. ولم يحظ الكتاب بعدُ بتحقيق علمي يوازن فيه بين مخطوطاته وهو جدير بذلك.
ـ[مُتَّبِعَة]ــــــــ[10 Mar 2009, 10:41 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
شيخنا الفاضل أصدرت دار المعرفة ببيروت طبعتها الثانية للكشاف 1426هـ 2005م بمجلد واحد من الورق المضغوط (1236 صفحة)، فهل من ملاحظات لفضيلتكم حول هذه الطبعة؟
http://m7ml.com/uploads/79594d1eba.png (http://m7ml.com/)http://m7ml.com/uploads/5eda3740a0.png (http://m7ml.com/)
ـ[عبدالله المعيدي]ــــــــ[10 Mar 2009, 11:52 م]ـ
من عيوب هذه الطبعة أنها لاتصلح للقراءة البتة؟!
ـ[لطيفة]ــــــــ[11 Mar 2009, 12:08 ص]ـ
شاااكرة لإفادتك (د. عبد الرحمن) ..
وللأخت متبعة والأخ عبد الله مرورهما العذب.
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[11 Mar 2009, 01:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وأنا أاكد ما قاله شيخنا الفاضل د. عبد الرحمن أن طبعة العبيكان الطبعة الأولى:1418هـ/1998م.مازالت إلى اليوم أفضل ما حصلت من نسخ هذا التفسير الماتع.
وعليها تحقيق بسيط متواضع من الشيخين: عبد الموجود وعلي معوض كعادتهما.
ـ[مُتَّبِعَة]ــــــــ[11 Mar 2009, 02:18 م]ـ
الطبعة التي صدرت عن مكتبة العبيكان جيدة جداً. ولم يحظ الكتاب بعدُ بتحقيق علمي يوازن فيه بين مخطوطاته وهو جدير بذلك.
من عيوب هذه الطبعة أنها لاتصلح للقراءة البتة؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
وأنا أاكد ما قاله شيخنا الفاضل د. عبد الرحمن أن طبعة العبيكان الطبعة الأولى:1418هـ/1998م.مازالت إلى اليوم أفضل ما حصلت من نسخ هذا التفسير الماتع.
وعليها تحقيق بسيط متواضع من الشيخين: عبد الموجود وعلي معوض كعادتهما.
جزاكم الله خيرا شيوخنا الأفاضل وأحسن إليكم، وأحسن الله إليكِ أختي السائلة.
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[13 Mar 2009, 03:19 م]ـ
طبعة دار الكتاب العربي، بيروت،ضبط وتوثيق أبي عبد الله الداني طبعة جيدة.
وفق الله الأخوة والأخوات لما يحب ويرضى.(/)
الجهاد بالقرآن "دراسة تطبيقية " دعوة للمشاركة
ـ[أبو المهند]ــــــــ[10 Mar 2009, 02:55 م]ـ
لفت نظري في زمن الموات العربي والإسلامي قوله تعالى:
{فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً} {الفرقان52}
قال ابن عباس وجاهدهم به: بالقرآن والخطاب للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
السؤال: ما صور الجهاد بالقرآن من خلال الحياة العملية للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن خلال السلف الصالح ـ رضوان الله عليهم أجمعين؟
ـ ما آليات الجهاد بالقرآن الكريم؟
ـ ما ميادين الجهاد بالقرآن الكريم؟
أملي أن نثمر نقاشا يدور في ضور الجهاد بالقرآن الكريم به نقدم شيئا لأمتنا التي تداعت عليها الأكلة.
والله الموفق.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Mar 2009, 03:31 م]ـ
وفقك الله وسدد على الخير أناملك وقلمك وخطاك.
موضوع جيد واختيار موفق.
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[10 Mar 2009, 06:05 م]ـ
أشكر فضيلة الدكتور خضر حفظه الله على طرح هذا الموضوع القيم فبارك الله فيك ونفع بعلمك .. وجزاك الله خير الجزاء وأوفاه ..
========================
يقول الشيخ الدكتور صالح الفوزان حفظه الله تعالى:
قال تعالى: ((فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهاداً كبيراً)) الفرقان: 52.
أي جادلهم بالحجج القرآنية والبراهين الربانية أعظم الجهاد وأكبره ((ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم)) الأنفال: 42
وليس ذلك من العدوان وإنما هو من الدعوة إلى الله لصالح المخالف ليرجع إلى الحق.
فهذا الدين قام على الدعوة والجهاد كما قال تعالى: ((ولتكن منكم أمةٌ يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون))
فلا يجوز للمسلمين ترك البشرية تعيش في ضلالها وعند المسلمين الهدى والنور
قال تعالى: ((كنتم خير أمةٍ أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)) آل عمران: 110
فهذه الأمة مكلفة بدعوة غيرها من الأمم لإخراجها من الظلمات إلى النور
قال تعالى: ((كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور)) إبراهيم 1.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ انتهى كلامه ..
يقول الأستاذ الدكتور محمد النابلسي:ـأنواع الجهاد::ـ
1 – جهاد النفس والهوى و هو الجهاد الأساسي:
في قوله تعالى:
? فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52) ? (سورة الفرقان)
سمى الله جهاد الدعوة إلى الله، جهاد تعليم القرآن، جهاد تبين السنة، جهاد تبين الأحكام الفقهية، وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً، نحن إذا ذكرنا كلمة جهاد لا يقفز إلى أذهاننا إلا الجهاد القتالي، مع أن هناك أربعة مستويات للجهاد قبل القتالي، أول جهاد، جهاد النفس والهوى، قال تعالى:
? وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69) ? (سورة العنكبوت)
لذلك أثر عن بعض الصحابة أنه قال حينما عاد من غزوة قال: رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر جهاد النفس والهوى.
نحن عندنا بالتعليم تعليم الأساسي، يعني أول مرحلة أساسية في التعليم وأنا أرى أن جهاد النفس والهوى هو الجهاد الأساسي، فالمهزوم أمام نفسه لا يستطيع أن يواجه نملة: ? وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ?. (سورة الفرقان).
2 ـ الجهاد الدعوي:
الجهاد الثاني الجهاد الدعوي، في دماء للشهداء وفي مداد للعلماء.
3 ـ الجهاد البنائي:
الجهاد الثالث الجهاد البنائي أن تسهم في بناء الأمة، أن تكون لك بصمة في الحياة فإن لم تكن لك هذه البصمة فأنت زائد على الحياة، يعني طبيب متفوق، مهندس متفوق، أستاذ جامعي متفوق، مؤلف متفوق، صناعي متفوق، نحن بحاجة إلى هؤلاء، إلى نخبة يسهمون في بناء الأمة.
4 ـ الجهاد القتالي:
دققوا الآن إذا نجحنا في الجهاد النفسي، والجهاد الدعوي، والجهاد البنائي، ينتظر أن ننجح في الجهاد القتالي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للجهاد معاني غير معنى القتل:
قال الله تعالى "فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهاداً كبيراً" الفرقان 52
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير كلمة "وجاهدهم به" أي القرآن، فالجهاد الكبير ليس القتال ولكنه الدعوة والبيان بالحجة والبرهان.
قال ابن القيم في الزاد:
وأمره الله تعالى بالجهاد من حيث بعثه، وقال: وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا* فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا. فهذه سورة مكية أمر فيها بجهاد الكفار، بالحجة، والبيان، وتبليغ القرآن، وكذلك جهاد المنافقين، إنما هو بتبليغ الحجة، وإلا فهم تحت قهر أهل الإسلام، قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ. انتهى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
فالدعوة، والأمر والنهي، والتواصي: نوع من الجهاد، ولذلك ساغ لنا في فقه الدعوة أن نتعرف على كثير من جوانب وصفات الدعوة والداعية قياسا على أحكام جهاد القتال، بل لذلك أيضًا وجب على الداعية أن يفهم آيات الجهاد وأحاديثها على أنها خطاب له هو أيضًا وهو في أمره ونهيه إن حجبه عن خوض القتال تقدير خسران المعركة وظهور المجازفة ووجود المثبطين والخونة الذين يضربون من الخلف، ولذلك أيضا يحق للآمرالناهي أن يمني نفسه بثواب المقاتلين إن شاء الله.
ثم الداعية بعد ذلك له أجر المهاجرين، كما قرر الإمام ابن تيمية في تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا مِن بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ)، فقال:
(قالت طائفة من السلف: هذا يدخل فيه من آمن وهاجر وجاهد إلى يوم القيامة، وهكذا قوله تعالى: (لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِن بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ) يدخل في معناها كل من فتنه الشيطان عن دينه أو أوقعه في معصية، ثم هجر السيئات وجاهد نفسه وغيرها من العدو، وجاهد المنافقين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغير ذلك، وصبر على ما أصابه من قول أو فعل، والله سبحانه وتعالى أعلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ويقول الشيخ أبو إسحاق الحويني حفظه الله في محاضرة قيمة له:
المنهج القرآني لإقامة الحجة على الكافرين::
القرآن فيه مناظرات مع أهل الشرك والكفر، والقرآن فيه الطريقة المثلى في الدعوة إلى الله عز وجل، القرآن يعلمك كيف تقيم الحجة على المعاند، فقال الله عز وجل: فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا [الفرقان:52]. (لا تطع الكافرين) فهي لفتة عظيمة أن الكافرين لا يتركون لك القرآن، والمنافقين أيضاً لا يتركون لك القرآن، بل يثيرون على آياته الشبهات، واستخدمت كلمة "الجهاد" هنا من الجهد، وتعني: جهاد الدعوة. لماذا صار جهاداً وجهداً؟ لأن هناك كفرة ومنافقين لا يتركون لك أدلة القرآن، يثيرون عليها الشبهات، فأنت مطالب أن تتحرك في أكثر من محور، تذود عن القرآن شبه الكافرين والمنافقين، والمحور الآخر: تقدم هدايات القرآن لمن يريد من المؤمنين؛ فأنت تعمل مرتين. المشركون حاجوا المسلمين فلم يستطع المسلمون أن يردوا عليهم حتى أنزل الله عز وجل الرد، قال الله عز وجل: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ [المائدة:3]، كل هذا حرام. المنخنقة: التي تموت خنقاً. والموقوذة: التي تضرب بآلة حادة على رأسها. والمتردية: التي تسقط من قمة جبل أو من مكان عالٍ. والنطيحة: التي نطحتها أختها فماتت. حسناً .. ما هو الحلال بالنسبة لنا؟ الحلال: أن نذبح، فقال المشركون للمسلمين: أتأكلون ما قتلتم ولا تأكلون ما قتل الله؟! فهم يقولون للمسلمين: ماذبحتموه أنتم فقتلتموه تجعلونه حلالاً وتأكلونه، أما التي ماتت -وهي التي قتلها الله فإنكم تحرمونها ولا تأكلونها؟! فإن المتردية والنطيحة والموقوذة كل ذلك الله عز وجل هو الذي قتله؟! فعجز المسلمون عن الرد، فأنزل الله عز وجل الرد على هؤلاء المشركين: وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ [الأنعام:121] هذه شبهة شيطانية يثيرها بين الحين والحين واحد من الكفرة أو المنافقين.
إقامة الحجة على من يحرف القرآن من أصحاب التفسير الإشاري:
بعض الناس يحرف آيات القرآن الكريم بدعوى التفسير، وكل هذا يحتاج إلى جهد الدعاة؛ ليدفعوا عن القرآن، وبعد أن يدفعوا عن القرآن عليهم أن يعلموا المؤمنين؛ ولذلك قال الله عز وجل: وَجَاهِدْهُمْ [الفرقان:52] جهاد قتال، تعمل على محورين. واحد من الذين يقولون: هناك تفسير إشاري للقرآن الكريم. التفسير الإشاري هو تفسير ليس على ظاهر الكلام، وهم يسمونه (روح النص) فيفسر أحدهم آيات القرآن الكريم تفسيراً لا علاقة له بالكلام: مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ [البقرة:255] أي واحد يسمع الآية هذه وهذه أعظم آيات القرآن آية الكرسي: مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ [البقرة:255] ما معنى الآية هذه؟ أي: من الذي يشفع عند الله إلا بعد إذن الله له بالشفاعة؟! والجواب: لا أحد: لا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ [مريم:87] أبداً، إذا أذن الله له شفع، هذا معنى الآية. يأتي هذا الرجل ويفسرها كالآتي: يقول: (من ذل ذي يشفَ عِ) كلام جديد! (من ذل) من الذل، و (ذي) اسم إشارة إلى النفس، ذي وهذا وهذه وهذي ... أسماء إشارة، فـ (ذي) اختصار اسم الإشارة هذي، وحذف الهاء، فكلمة (ذي) إشارة إلى النفس. يعني: (من ذل نفسه يشف) من الشفاء. (عِ): فعل أمر من وعى، أي: احفظ هذا الكلام، وهذا المعنى. أي كلمة في الآية تدل عليه؟! أين لفظة (الذل) في الآية؟! لقد أدخل بعض الكلام على بعضه وعجنه، وخرج بعبارة جديدة .. ! فهذا أشر من اليهود الذين كانوا يحرفون المعاني، أما هذا فيحرف لفظ القرآن ويسمي هذا التحريف تفسيراً. فعلى المجاهد الداعية إلى الله عز وجل أن يرد على هؤلاء، وهم بالألوف المؤلفة .. ! ولو كان سهماً واحداً لاتقيته ولكنه سهم وثانٍ وثالثُ فلا جرم أن الله عز وجل ذكر الجهاد بالدعوة في القرآن: فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ [الفرقان:52] ولا يستميلوا قلبك، ولا يخطفوا قلبك بالشبه وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا [الفرقان:52] .... انتهى ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا ما تيسر لي جمعه .. ولكم جزيل شكري وأصدق دعواتي ..
ـ[يسري خضر]ــــــــ[11 Mar 2009, 03:33 م]ـ
أشكر فضيلة الدكتور خضر حفظه الله على طرح هذا الموضوع القيم فبارك الله فيك ونفع بعلمك .. وجزاك الله خير الجزاء وأوفاه
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Mar 2009, 12:20 م]ـ
بمزيد من التقدير أثمن دور من تفضل بالمبادرة إلى المشاركة أو الدعاء وأخص الإخوة محب القرآن وعبد الرحمن الوشمي ود. يسري.
أما عن ضرب أمثلة من جهاد النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن ومعه السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين فأقول:
الجهاد بالقرآن نوعان:
جهاد نظري علمي، وجهاد تطبيقي عملي.
والثاني ثمرة للأول.
ومن امثلة الجهاد بالقرآن عند النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
ـ صعوده ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ جبل الصفا ومناداته بطون قريش بطنا بطنا وحدوث ما حدث .....
ـ إرساله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الرسائل إلى ملوك الأرض ونصحه إياهم [أسلم تسلم .... ]
ـ ما حدث في صلح الحديبة ..............
ـ أمره صلى الله عليه وسلم الرعيل الأول بالهجرة إلى الحبشة ....
ـ هجرته صلى الله عليه وسلم إلى الطائف.
ـ رجوعه صلى الله عليه وسلم إلى مكة.
ـ صبره على مقاطعة قريش له ولبني عبدالمطلب ...
ـ ملاقاته وفود الحجيج لنشر للدعوة إلى الإسلام ...
ـ هجرته إلى المدينة المنورة ...............
ـ عوده الحميد إلى مكة المكرمة.
ـ جعله دخول مكة يوما من أيام المرحمة لا الملحمة.
ــ موادعة اليهود في المدينة ..... ثم قتالهم وإجلاؤهم عنها.
ـ تطبيقه ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأوامر القرآن ونواهيه ومنها دخوله صلوات الله وسلامه عليه في حرب لا هوادة فيها مع المعتدين ابتداء من:
غزوة ودان
وسرية حمزة
وبواط
والعشيرة
وسرية سعد
وبدر الأولى
وسرية عبد الله بن جحش
وبدر الكبري
وبني قينقاع
والسويق
وسرية القردة
وأحد
وسرية أبي سلمة
وبنو النضير
وبنو المصطلق
(يُتْبَعُ)
(/)
والخندق
وبنو قريظة
والحديبية
وخيبر
ومؤتة
وانتهاء بحنين.
هذا قليل من كثير مما يخص جهاده صلى الله عليه وسلم باالقرآن الكريم
ويتبع، إن شاء الله بصور من جهاد الصحابة بالقرآن الكريم.
والموضوع يفتح ذراعيه للجميع
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 Mar 2009, 02:13 م]ـ
إن ميادين المقارعة بالحجة في كثير من الأوقات أشد على النفس من ميادين المقارعة بالقوة.
وتطويع العقول أصعب من تطويع الأبدان.
وفي استعراض آيات الذكر الحكيم نرى كم بذل النبي صلى الله عليه وسلم من الجهد وكم لقي من الأذى في ميدان الجهاد بالقرآن.
انظر مثلا جهاده صلى الله عليه وسلم في إبطال عقيدة الشرك وتقرير عقيدة التوحيد في النفوس:
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (4) وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (5)) سورة الأحقاف
كيف قوبل هذا الطلب الذي يريد للعقل والحجة أن تسود، لندع القرآن يحدثنا:
(وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (4) أَجَعَلَ الْآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5) وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آَلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ (6) مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآَخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ (7) أَؤُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ (8)) سورة ص
(اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1) مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2) لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (3)) سورة الأنبياء
(وَإِذَا رَآَكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آَلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمَنِ هُمْ كَافِرُونَ) سورة الأنبياء (36)
(وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا (41) إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آَلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا (42)) سورة الفرقان
إن القرآن يصور لنا هذا الميدان من الجهاد تصويراً دقيقياً، بحيث يشعر القارئ للقرآن قسوة المعركة الفكرية التي كانت تدور وشدتها على نفس الرسول صلى الله عليه وسلم، وتزداد الصورة وضوحا حين نجد القرآن يبين لنا أثر هذا الجهاد على نفس الحبيب صلى الله عليه وسلم:
(فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آَثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا) سورة الكهف (6)
(لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3) إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آَيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (4)) سورة الشعراء
(أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) سورة فاطر (8)
(قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33) وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34) وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35)) سورة الأنعام.
وموحيات الآيات وما في طياتها من صور الألم والمعاناة التي لحقت بنفس النبي صلى الله وسلم خلال جهاده بالقرآن يعجز القلم وعلى الأقل قلمي عن بيانها.
فهو بأبي وأمي، صلوات ربي وسلامه وبركاته عليه، وجزاه الله عن أمته خير ما جزي نبي عن أمته.
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[14 Mar 2009, 05:57 م]ـ
من صور جهاد الصحابة بالقرآن:
قصة جعفر بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ مع النجاشي ملك الحبشة.
قتال أبي بكر الصديق مانعي الزكاة لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أبو بكر، وكفر من كفر من العرب، قال عمر لأبي بكر: كيف تقاتل الناس، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمرت أن أقاتل الناس، حتى يقولوا: لا إله إلا الله. فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم، إلا بحقها» فقال أبو بكر: فإن الزكاة من حقها. والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها.
ومن الجهاد بالقرآن جمع القرآن في عهد الصديق رضي الله عنه.
ومن ذلك تصدقه ـ رضي الله عنه ـ بكل ما عنده وما أبقي لأهله شيئا.
ـ ومن صور القتال بالقرآن ـ أيضا ـ نشر العدالة بكل أطيافها في خلافة عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ.
ـ ومن الجهاد بالقرآن جمعه ـ رضي الله عنه ـ الجمع الأخير للقرآن.
ومن ذلك تجهيزه ـ رضي الله عنه ـ جيش العسرة.و .....
ـ وما فروسية على ـ رضي الله عنه ـ وحزه لرقاب الأعداء إلا إعمالا لأوامر القرآن الكريم وهذا من الجهاد بالقرآن.
ويمتد الجهاد بالقرآن [أوامره ونواهيه] ليشمل خلافة سليل بيت الشرف عمربن عبد العزيز وينتشر العدل وسعة الرزق على يديه ليعم كل أرض الإسلام.
هذه رؤوس أقلام ويتبع ببيان ميادين الجهاد بالقرآن.
إن شاء الله
ـ[شاكر]ــــــــ[14 Mar 2009, 08:48 م]ـ
لقد جاهد عليه الصلاة والسلام ـ بالقرآن ـ قومه وأصحابه، فبنى في أصحابه عقيدة تُرجمت إلى عمل حتى صاروا هم أنفسهم لبنة ركيزة في بناء العقيدة لمن جاء بعدهم.
وهذا الزرع وثماره الطيبة لخصها أحد السلف بهذه الكلمات النفيسة الموجزة:
حدثنا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار قال: حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الصفّار قال: حدثني محمد بم عبد الملك المصيصي أبو عبد الله
قال: كنا عند سفيان بن عيينة في سنة سبعين ومائة,
فسأله رجل عن الإيمان؟
فقال: قول وعمل,
قال: يزيد وينقص؟
قال يزيد ما شاء الله, وينقص حتى لا يبقى منه مثل هذه, وأشار سفيان بيده,
قال الرجل: كيف نصنع يقوم عندنا يزعمون أن الإيمان قول بلا عمل؟
قال سفيان:
كان القول قولهم قبل أن تقرر أحكام الإيمان وحدوده,
إن الله عز وجل بعث نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم إلى الناس كلهم كافة
أن يقولوا لا إله إلا الله وأنه رسول الله,
فلما قالوها, عصموا بها دماءهم وأموالهم إلا بحقها, وحسابهم على الله عز وجل,
فلما علم الله عز وجل صدق ذلك في قلوبهم,
أمره أن يأمرهم بالصلاة, فأمرهم ففعلوا,
فوالله لو لم يفعلوا ما نفعهم الإقرار الأول ولا صلاتهم,
فلما علم الله عز وجل صدق ذلك من قلوبهم,
أمره أن يأمرهم بالهجرة إلى المدينة, فأمرهم ففعلوا,
فوالله لو لم يفعلوا ما نفعهم الإقرار الأول ولا صلاتهم,
فلما علم الله تبارك وتعالى صدق ذلك من قلوبهم,
أمرهم بالرجوع إلى مكة ليقاتلوا آباءهم وأبناءهم,
حتى يقولوا كقولهم, ويصلوا صلاتهم, ويهاجروا هجرتهم,
فأمرهم ففعلوا, حتى أتى أحدهم برأس أبيه,
فقال: يا رسول الله هذا رأس شيخ الكافرين,
فوالله لو لم يفعلوا ما نفعهم الإقرار الأول, ولا صلاتهم, ولا هجرتهم, ولا قتالهم,
فلما علم الله عز وجل صدق ذلك من قلوبهم,
أمره أن يأمرهم بالطواف بالبيت تعبداً, وأن يحلقوا رؤوسهم تذللاً ففعلوا,
فوالله لو لم يفعلوا ما نفعهم الإقرار الأول, ولا صلاتهم, ولا هجرتهم, ولا قتلهم آباءهم,
فلما علم الله عز وجل صدق ذلك من قلوبهم,
أمره أن يأخذ من أموالهم صدقة يطهرهم بها, فأمرهم ففعلوا, حتى أتوا بها, قليلها وكثيرها, فوالله لو لم يفعلوا ما نفعهم الإقرار الأول, ولا صلاتهم, ولا هجرتهم, ولا قتلهم آباءهم, ولا طوافهم,
فلما علم الله تبارك وتعالى الصدق من قلوبهم فيما تتابع عليهم من شرائع الإيمان وحدوده,
قال الله عز وجل: قل لهم:
(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)
ـ[شاكر]ــــــــ[15 Mar 2009, 02:07 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
و لخص ابن القيم سياق جهاده (صلى الله عليه وسلم) في "زاد المعاد" , في الفصل الذي عقده باسم:"فصل في ترتيب سياق هديه مع الكفار والمنافقين من حين بعث إلى حين لقي الله عز وجل:
أول ما أوحى إليه ربه تبارك وتعالى: أن يقرأ باسم ربه الذي خلق. وذلك أول نبوته.
فأمره أن يقرأ في نفسه ولم يأمره إذ ذاك بتبليغ.
ثم أنزل عليه: (يا أيها المدثر. قم فأنذر) فنبأه بقوله: (اقرأ) وأرسله ب (يا أيها المدثر).
ثم أمره أن ينذر عشيرته الأقربين. ثم أنذر قومه. ثم أنذر من حولهم من العرب. ثم أنذر العرب قاطبة. ثم أنذر العالمين.
فأقام بضع عشرة سنة بعد نبوته ينذر بالدعوة بغير قتال ولا جزية ; ويؤمر بالكف والصبر والصفح.
ثم أذن له في الهجرة , وأذن له في القتال.
ثم أمره أن يقاتل من قاتله , ويكف عمن اعتزله ولم يقاتله.
ثم أمره بقتال المشركين حتى يكون الدين كله لله. .
ثم كان الكفار معه بعد الأمر بالجهاد ثلاثة أقسام:
أهل صلح وهدنة. وأهل حرب. وأهل ذمة.
فأمر بأن يتم لأهل العهد والصلح عهدهم , وأن يوفي لهم به ما استقاموا على العهد ; فإن خاف منهم خيانة نبذ إليهم عهدهم ولم يقاتلهم حتى يعلمهم بنقض العهد. وأمر أن يقاتل من نقض عهده. .
ولما نزلت سورة براءة نزلت ببيان حكم هذه الأقسام كلها:
فأمر أن يقاتل عدوه من أهل الكتاب حتى يعطوا الجزية أو يدخلوا في الإسلام.
وأمره فيها بجهاد الكفار والمنافقين والغلظة عليهم.
فجاهد الكفار بالسيف والسنان , والمنافقين بالحجة واللسان.
وأمره فيها بالبراءة من عهود الكفار ونبذ عهودهم إليهم. .
وجعل أهل العهد في ذلك ثلاثة أقسام:
قسماً أمره بقتالهم وهم الذين نقضوا عهده , ولم يستقيموا له , فحاربهم وظهر عليهم.
وقسماً لهم عهد موقت لم ينقضوه ولم يظاهروا عليه , فأمره أن يتم لهم عهدهم إلى مدتهم.
وقسماً لم يكن لهم عهد ولم يحاربوه ; أو كان لهم عهد مطلق , فأمر أن يؤجلهم أربعة أشهر ; فإذا انسلخت قاتلهم. . فقتل الناقض لعهده ; وأجل من لا عهد له , أو له عهد مطلق , أربعة أشهر.
وأمره أن يتم للموفي بعهده عهده إلى مدته ; فأسلم هؤلاء كلهم ولم يقيموا على كفرهم إلى مدتهم. وضرب على أهل الذمة الجزية. .
فاستقر أمر الكفار معه بعد نزول براءة على ثلاثة أقسام:
محاربين له , وأهل عهد , وأهل ذمة. .
ثم آلت حال أهل العهد والصلح إلى الإسلام فصاروا معه قسمين: محاربين وأهل ذمة. والمحاربون له خائفون منه.
فصار أهل الأرض معه ثلاثة أقسام:
مسلم مؤمن به. ومسالم له آمن. وخائف محارب. .
وأما سيرته في المنافقين فإنه أمر أن يقبل منهم علانيتهم ; ويكل سرائرهم إلى الله ; وأن يجاهدهم بالعلم والحجة ; وأمر أن يعرض عنهم , ويغلظ عليهم , وأن يبلغ بالقول البليغ إلى نفوسهم , ونهي أن يصلي عليهم , وأن يقوم على قبورهم , وأخبر أنه إن استغفر لهم فلن يغفر الله لهم. . فهذه سيرته في أعدائه من الكفار والمنافقين". .
ـ[أبو المهند]ــــــــ[15 Mar 2009, 03:15 م]ـ
أنعم بكم وأكرم يا أستاذ شاكر فقد أفدت ورتبت الأفكار بما اقتبست من الزاد زادكم الله من فضله.
ـ[شاكر]ــــــــ[17 Mar 2009, 06:47 ص]ـ
من أهل العلم والفضل أمثالكم نستزيد فجزاكم الله عنا خير الجزاء
ـ[سعيد بوعصاب]ــــــــ[17 Mar 2009, 04:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم أشكر الإخوة الأساتذة الكرام على اثارتهم لهذا الموضوع واثراءهم له بالمناقشة والتحليل
ومشاركة في هذا النقاش أقول: يجب أن تطرحا سوالا وهو: كيف نجاهد بالقرآن في هذا الوقت؟ أو بعبارة أخرى كيف نفعل نخفهوم الجهاد بالقرآن في العصر الحاضر؟
للجواب على هذا السوال أرى ةالله أعلم أن ذلك يتحقق من عدة أوجه منها:
ـ حصر القصابا العقدية المعاصرة التي يخوص فيها أصحاب الفكر المعاصر ثم الرد عليها وتفنيدها من خلال حجج القرآن وبراهينه. زلا عرو أن كتاب الله حافل في هذا الباب
ـ صياغة معالم تربوبة هادفة مستمدة من القرآن وعرضها على الجماهير حتى لا تتسول على الموائد الغربية التي تقدم لهم نتاهج نربوية فاشلة.
ـ صياغة قواعد ونظام اقتصادي قرآني متميز وعرضه في أسلوب قشيب يتوافق ومستدات العصر.
وهكذا بعمل المتحصصون غلى هذا المنوال حتى يصيح للقرأن وجود فعلي في النجنمع
ـ[أبو المهند]ــــــــ[17 Mar 2009, 09:21 م]ـ
ويتبع ببيان ميادين الجهاد بالقرآن.
إن شاء الله
شكر الله للمشاركين جميعا فقد أفدت من كل ما كتبوه وأقول:
إن ميادين الجهاد بالقرآن متعددة منها:
ـ ميدان العقيدة.
ـ وميدان العبادات.
ـ وميدان المعاملات.
ـ وميدان الأخلاق.
ـ وميدان التعليم.
ـ وميدان التربية.
ـ وميدان رد الشبهات.
هذه مجملات تحتاج إلى تفصيل وإثراء.
ويتبع ـ إن شاء الله ـ ببيان آليات الجهاد بالقرآن.
والله الموفق
ـ[أبو المهند]ــــــــ[20 Mar 2009, 09:30 م]ـ
ويتبع ببيان ميادين الجهاد بالقرآن.
إن شاء الله
إن ميادين الجهاد بالقرآن تكمن في كل عمل خيري يقرب الناس إلى الله ينشر الحق والخير والخلق الفاضل ومن أهم هذه الميادين:
ـ طباعة المصحف وتوزيعه.
ـ ترجمة معاني القرآن لكل لغات العالم.
ـ تحفيظ القرآن.
ـ توريث القرآن.
ـ تعليم القرآن.
ـ الحكم بالقرآن.
ـ العمل بما في القرآن.
ـ الدعوة الصحيحة.
ـ نشر الأخلاق الفاضلة بين الناس.
وغير ذلك مما ينضوى تحت آيات وآيات في الكتاب العزيز.
والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شاكر]ــــــــ[21 Mar 2009, 06:15 ص]ـ
شكر الله للمشاركين جميعا فقد أفدت من كل ما كتبوه وأقول:
إن ميادين الجهاد بالقرآن متعددة منها:
ـ ميدان العقيدة. ـ وميدان العبادات.
ـ وميدان المعاملات.
ـ وميدان الأخلاق.
ـ وميدان التعليم.
ـ وميدان التربية.
ـ وميدان رد الشبهات.
هذه مجملات تحتاج إلى تفصيل وإثراء.
ويتبع ـ إن شاء الله ـ ببيان آليات الجهاد بالقرآن.
والله الموفق
ـ الدعوة الصحيحة
جزاك الله خيرا أستاذنا الفاضل.
فالعقيدة هي دائما نقطة البداية
وكذلك الدعوة الصحيحة وهي أيضا دعوة إلى تصحيح العقيدة.
وهما منهج الأنبياء عليهم السلام على مر القرون ويتلخص ذلك في:
أولا: (أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره)
ثم يليها ثانيا: دعوات الاصلاح الأخرى اجتماعية أو فردية أو غيرها.
وهذا المنهج الرباني الحكيم نراه يتكرر في دعوات الأنبياء كقوله تعالى في سورة الأعراف ـ وقد تكرر في سورة هود وغيرهاـ ففي الأعراف:
لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59) قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (60) قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلاَلَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (61) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (62) أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُواْ وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (63) فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً عَمِينَ (64) وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ (65) قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (66) قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (67) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ (68) أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَاذكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (69) قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (70) قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤكُم مَّا نَزَّلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ فَانتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ (71) فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُواْ مُؤْمِنِينَ (72) وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوَءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ (74) قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحاً مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ قَالُواْ إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ (75) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا بِالَّذِيَ آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (76) فَعَقَرُواْ النَّاقَةَ وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَقَالُواْ يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (77) فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (78) فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ (79) وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ (80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ (81) وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (82) فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (83) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (84) وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (85) وَلاَ تَقْعُدُواْ بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجاً وَاذْكُرُواْ إِذْ كُنتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ وَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (86) وَإِن كَانَ طَآئِفَةٌ مِّنكُمْ آمَنُواْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَآئِفَةٌ لَّمْ يْؤْمِنُواْ فَاصْبِرُواْ حَتَّى يَحْكُمَ اللّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (87) قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ (88) قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللّهِ كَذِباً إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُم بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ (89) وَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ (90) فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (91) الَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْباً كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْباً كَانُواْ هُمُ الْخَاسِرِينَ (92) فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ (93)
يتبع يإذن الله تعالى
ـ[شاكر]ــــــــ[22 Mar 2009, 08:59 م]ـ
وهو نفس المنهج الذي سار عليه خاتم الأبياء والمرسلين نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو الدعوة إلى التوحيد أولا ثم يليها الدعوة إلى الإصلاح يدل عليه ما جاء في الحديث المتفق عليه حين أرسل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ معاذا إلى أهل اليمن فقال له:
(إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إلي أن يوحدوا الله، فإذا عرفوا ذلك فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات ... ) إلى نهاية الحديث.
ومنه استنبط أهل العلم ترتيب الأولويات في العلم والدعوة.
قال ابن الجوزي رحمه الله: " في الاعلام بما ينبغي تقديمه من المحفوظات: أول ما ينبغي تقديمه مقدمة في الاعتقاد تشتمل على الدليل على معرفة الله سبحانه، ويذكر فيها ما لابد منه، ثم يعرف الواجبات، ثم حفظ القرآن، ثم سماع الحديث " (الحث على طلب العلم) دار الكتب العلمية
وفي حديث (طلب العلم فريضة على كل مسلم)
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الخطيب البغدادي رحمه الله: " قال بعض أهل العلم إنما عنى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بهذا القول علم التوحيد وما يكون العامل به مؤمنا، وأن العلم بذلك فريضة على كل مسلم ولا يسع أحدا جهله إذ كان وجوبه على العموم دون الخصوص"
وهكذا رتب الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ للموضوعات في صحيحه،
فقد بدأ بكتاب الوحي إشارة منه إلى أن الدين يُعرف من جهة الوحي لا من العقل،
ثم أتبعه بكتاب الإيمان لأنه أول واجب على العبد،
ثم أتبعه بكتاب العلم لأنه وسيلة إلى معرفة شرائع الإيمان،
ثم أخذ في سرد شرائع الإيمان وبدأها بالطهارة .. فالصلاة ..
ومن المعاصرين كلام نفيس لسيد قطب ويتضمنه نقل عن المودودي رحمهما الله تعالى:
"ولم يبدأ المنهج الإسلامي في معالجة هذه التقاليد في أول الأمر , لأنها إنما تقوم على جذور اعتقادية فاسدة ; فعلاجها من فوق السطح قبل علاج جذورها الغاثرة جهد ضائع. حاشا للمنهج الرباني أن يفعله!
إنما بدأ الإسلام من عقدة النفس البشرية الأولى. عقدة العقيدة.
بدأ باجتثاث التصور الجاهلي الاعتقادي جملة من جذورة ; وإقامة التصور الأسلامي الصحيح. إقامته من أعماق القاعدة المرتكزة إلى الفطرة. . بين للناس فساد تصوراتهم عن الألوهية وهداهم إلى الإله الحق.
وحين عرفوا إلهم الحق بدأت نفوسهم تستمع إلى ما يحبة منهم هذا الإله الحق وما يكرهه. وما كانوا قبل ذلك ليسمعوا! أو يطيعوا أمرا ولا نهيا ; وما كانوا ليقلعوا عن مألوفاتهم الجاهلية مهما تكرر لهم النهي وبذلت لهم النصيحة. .
إن عقدة الفطرة البشرية هي عقدة العقيدة ; وما لم تنعقد هذه العقيدة أولا فلن يثبت فيها شيء من خلق أو تهذيب أو إصلاح اجتماعي. .
إن مفتاح الفطرة البشرية ها هنا. وما لم تفتح بمفتاحها فستظل سراديبها مغلقة ودروبها ملتوية , وكما كشف منها زقاق انبهمت أزقة ; وكلما ضاء منها جانب أظلمت جوانب , وكلما حلت منها عقدة تعقدت عقد , وكلما فتح منها درب سدت دروب ومسالك. . إلى ما لا نهاية. .
لذلك لم يبدأ المنهج الإسلامي في علاج رذائل الجاهلية وانحرافاتها , من هذه الرذائل والانحرافات. . إنما بدأ من العقيدة. .
بدأ من شهادة أن لاإله إلا الله. . وطالت فترة إنشاء لا إله إلا الله هذه في الزمن حتى بلغت نحو ثلاثة عشر عاما , لم يكن فيها غاية إلا هذه الغاية! تعريف الناس بإلههم الحق وتعبيدهم له وتطويعهم لسلطانه. .
حتى إذا خلصت نفوسهم لله ; وأصبحوا لا يجدون لأنفسهم خيرة إلا ما يختاره الله. . عندئذ بدأت التكاليف - بما فيها الشعائر التعبدية - وعندئذ بدأت عملية تنقية رواسب الجاهلية الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والأخلاقية والسلوكية. .
بدأت في الوقت الذي يأمر الله فيطيع العباد بلا جدال. لأنهم لا يعلمون لهم خيرة فيما يأمر الله به أو ينهى عنه أيا كان!
أو بتعبير آخر:
لقد بدأت الأوامر والنواهي بعد "الإسلام". . بعد الاستسلام. .
بعد أن لم يعد للمسلم في نفسه شيء. .
بعد أن لم يعد يفكر في أن يكون له إلى جانب الى أمر الله رأي أو اختيار. .
أو كما يقول الأستاذ أبو الحسن الندوي في كتابه:
"ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين" تحت عنوان:"انحلت العقدة الكبرى ":
". . انحلت العقدة الكبرى. . عقدة الشرك والكفر. . فانحلت العقد كلها ; وجاهدهم رسول الله [صلى الله عليه وسلم] جهاده الأول , فلم يحتج إلى جهاد مستأنف لكل أمر أو نهي ; وانتصر الإسلام على الجاهلية في المعركة الأولى , فكان النصر حليفه في كل معركة. وقد دخلوا في السلم كافة بقلوبهم وجوارحهم وأرواحهم كافة , لا يشاقون الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى ; ولا يجدون في أنفسهم حرجا مما قضى ; ولا يكون لهم الخيرة من بعد ما أمر أو نهى. حدثوا الرسول عما اختانوا أنفسهم ; وعرضوا أجسادهم للعذاب الشديد إذا فرطت منهم زلة استوجبت الحد. . نزل تحريم الخمر والكؤوس المتدفقة على راحاتهم ; فحال أمر الله بينها وبين الشفاه المتلمظة والأكباد المتقدة ; وكسرت دنان الخمر فسالت في سكك المدينة ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ومع هذا فلم يكن تحريم الخمر وما يتصل بها من الميسر أمرا مفاجئا. . فلقد سبقت هذا التحريم القاطع مراحل وخطوات في علاج هذه التقاليد الاجتماعية المتغلغلة , المتلبسة بعادات النفوس ومألوفاتها , والمتلبسة كذلك ببعض الجوانب الاقتصادية وملابساتها." (في ظلال القرآن) عند تفسير سورة المائدة.
قلت (شاكر) الشاهد في هذا النقل أن مادة العقيدة كانت ولا زالت هي نقطة البدء للجهاد بالقرآن والدعوة الصحيحة سواء للمسلمين ولغيرهم. وهي أي مرحلة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) مرحلة يُنتقل بها إلى غيرها ولا يُنتقل منها إلى غيرها كما لخصها الشيخ محمد قطب حفظه الله.
ـ[شاكر]ــــــــ[26 Mar 2009, 08:46 م]ـ
نقف أمام الدعوة الواحدة الخالدة على لسان كل رسول وفي كل رسالة. .
دعوة توحيد العبادة والعبودية لله , المتمثلة فيما يحكيه القرآن الكريم عن كل رسول: (قال: يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره). .
ولقد كنا دائما نفسر "العبادة " لله وحده بأنها "الدينونة الشاملة " لله وحده. في كل شأن من شؤون الدنيا والآخرة.
ذلك أن هذا هو المدلول الذي تعطيه اللفظة في أصلها اللغوي. . فإن "عبد" معناها: دان وخضع وذلل. وطريق معبد طريق مذلل ممهد. وعبده جعله عبدا أي خاضعا مذللا. .
ولم يكن العربي الذي خوطب بهذا القرآن أول مرة يحصر مدلول هذا اللفظ وهو يؤمر به في مجرد أداء الشعائر التعبدية. بل إنه يوم خوطب به أول مرة في مكة لم تكن قد فرضت بعد شعائر تعبدية!
إنما كان يفهم منه عندما يخاطب به أن المطلوب منه هو الدينونة لله وحده في أمره كله ; وخلع الدينونة لغير الله من عنقه في كل أمره. .
ولقد فسر رسول الله [صلى الله عليه وسلم] "العبادة " نصا بأنها هي "الاتباع" وليست هي الشعائر التعبدية. وهو يقول لعدي ابن حاتم عن اليهود والنصارى واتخاذهم الأحبار والرهبان أربابا:" بلى. إنهم أحلوا لهم الحرام وحرموا عليهم الحلال. فاتبعوهم. فذلك عبادتهم إياهم ". .
إنما أطلقت لفظة "العبادة " على "الشعائر التعبدية " باعتبارها صورة من صور الدينونة لله في شأن من الشؤون. . صورة لا تستغرق مدلول "العبادة " بل إنها تجيء بالتبعية لا بالأصالة!
فلما بهت مدلول "الدين" ومدلول "العبادة " في نفوس الناس صاروا يفهمون أن عبادة غير الله التي يخرج بها الناس من الإسلام إلى الجاهلية هي فقط تقديم الشعائر التعبدية لغير الله , كتقديمها للأصنام والأوثان مثلا!
وأنه متى تجنب الإنسان هذه الصورة فقد بعد عن الشرك والجاهلية وأصبح "مسلما" لا يجوز تكفيره! وتمتع بكل ما يتمتع به المسلم في المجتمع المسلم من صيانة دمه وعرضه وماله. . . إلى آخر حقوق المسلم على المسلم!
وهذا وهم باطل , وانحسار وانكماش , بل تبديل وتغيير في مدلول لفظ "العبادة " التي يدخل بها المسلم في الإسلام أو يخرج منه - وهذا المدلول هو الدينونة الكاملة لله في كل شأن ورفض الدينونة لغير الله في كل شأن. وهو المدلول الذي تفيده اللفظة في أصل اللغة , والذي نص عليه رسول الله [صلى الله عليه وسلم] نصا وهو يفسر قول الله تعالى: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله). . وليس بعد تفسير رسول الله [صلى الله عليه وسلم] لمصطلح من المصطلحات قول لقائل.
هذه الحقيقة هي التي قررناها كثيرا في هذه الظلال وفي غيرها في كل ما وفقنا الله لكتابته حول هذا الدين وطبيعته ومنهجه الحركي. . فالآن نجد في قصة هود كما تعرضها هذه السورة لمحة تحدد موضوع القضية ومحور المعركة التي كانت بين هود وقومه ; وبين الإسلام الذي جاء به والجاهلية التي كانوا عليها ; وتحدد ما الذي كان يعنيه وهو يقول لهم: (يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره). .
إنه لم يكن يعني: يا قوم لا تتقدموا بالشعائر التعبدية لغير الله!
كما يتصور الذين انحسر مدلول "العبادة " (1) يراجع البحث القيم الذي كتبه المسلم العظيم الاستاذ السيد أبوالاعلي المودودي أمير الجماعة الاسلامية بباكستان بعنوان:" المصطلحات الاربعة في القران ". . "الاله. الرب. الدين. العبادة" في مفهوماتهم , وانزوى داخل إطار الشعائر التعبدية! إنما كان يعني الدينونة لله وحده في منهج الحياة كلها ; ونبذ الدينونة والطاعة لأحد من الطواغيت في شؤون الحياة كلها. .
(يُتْبَعُ)
(/)
والفعلة التي من أجلها استحق قوم هود الهلاك واللعنة في الدنيا والآخرة لم تكن هي مجرد تقديم الشعائر التعبدية لغير الله. . فهذه صورة واحدة من صور الشرك الكثيرة التي جاء هود ليخرجهم منها إلى عبادة الله وحده - أي الدينونة له وحده -
إنما كانت الفعلة النكراء التي استحقوا من أجلها ذلك الجزاء هي:
جحودهم بآيات ربهم ,
وعصيان رسله.
واتباع أمر الجبارين من عبيده:
(وتلك عاد جحدوا بآيات ربهم , وعصوا رسله , واتبعوا أمر كل جبار عنيد). كما يقول عنهم أصدق القائلين الله رب العالمين. .
وجحودهم بآيات ربهم إنما يتجلى في عصيان الرسل , واتباع الجبارين. . فهو أمر واحد لا أمور متعددة. .
ومتى عصى قوم أوامر الله المتمثلة في شرائعه المبلغة لهم من رسله بألا يدينوا لغير الله. ودانوا للطواغيت بدلا من الدينونة لله ; فقد جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله ; وخرجوا بذلك من الإسلام إلى الشرك - وقد تبين لنا من قبل أن الإسلام هو الأصل الذي بدأت به حياة البشر على الأرض ; فهو الذي نزل به آدم من الجنة واستخلف في هذه الأرض ; وهو الذي نزل به نوح من السفينة واستخلف في هذه الأرض. إنما كان الناس يخرجون من الإسلام إلى الجاهلية , حتى تأتي إليهم الدعوة لتردهم من الجاهلية إلى الإسلام. . وهكذا إلى يومنا هذا. .
والواقع إنه لو كانت حقيقة العبادة هي مجرد الشعائر التعبدية ما استحقت كل هذا الموكب الكريم من الرسل والرسالات , وما استحقت كل هذه الجهود المضنية التي بذلها الرسل - صلوات الله وسلامه عليهم - وما استحقت كل هذه العذابات والآلام التي تعرض لها الدعاة والمؤمنون على مدار الزمان!
إنما الذي استحق كل هذا الثمن الباهظ هو إخراج البشر جملة من الدينونة للعباد. وردهم إلى الدينونة لله وحده في كل أمر وفي كل شأن ; وفي منهج حياتهم كله للدنيا والآخرة سواء.
إن توحيد الألوهية , وتوحيد الربوبية , وتوحيد القوامة , وتوحيد الحاكمية , وتوحيد مصدر الشريعة , وتوحيد منهج الحياة , وتوحيد الجهة التي يدين لها الناس الدينونة الشاملة. . . إن هذا التوحيد هو الذي يستحق أن يرسل من أجله كل هؤلاء الرسل , وأن تبذل في سبيله كل هذه الجهود ; وأن تحتمل لتحقيقه كل هذه العذابات والآلام على مدار الزمان. . لا لأن الله سبحانه في حاجة إليه , فالله سبحانه غني عن العالمين. ولكن لأن حياة البشر لا تصلح ولا تستقيم ولا ترتفع ولا تصبح حياة لائقة "بالإنسان" إلا بهذا التوحيد الذي لا حد لتأثيره في الحياة البشرية في كل جانب من جوانبها.
(في ظلال القرآن)
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[05 Apr 2009, 04:44 ص]ـ
ـ ما آليات الجهاد بالقرآن الكريم؟
أملي أن نثمر نقاشا يدور في ضور الجهاد بالقرآن الكريم به نقدم شيئا لأمتنا التي تداعت عليها الأكلة.
والله الموفق.
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل على هذا الطرح الموفق لهذا الموضوع المهم، خاصة في ظل هذا الواقع الأليم لأمتنا الإسلامية عموما، والعربية -منبع رسالتها- خصوصا، في زمن الموات العربي والإسلامي كما تفضلت، وأحسب أن من أهم آليات الجهاد بالقرآن فيما يتعدى جهاد النفس الذي هو بمثابة اللبنة الأولى للجهاد الحقيقي، ومن منطلق أن صميم الجهاد بالقرآن هو العمق الاستراتيجي للدعوة عموما، فإن من أهم آليات الجهاد بالقرآن مايختزله قوله سبحانه (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} النحل125. والله أعلم.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[15 May 2009, 07:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
لقد فكرت في الموضوع الطيب، وخرجت بالتالي، فإن كان صوابا فمن الله، وإن كان خطأ فمني ومن الشيطان.
1 - قال تعالى:
{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ... } (البقرة:185)
ورد في تفسير الجلالين:
" (هدى) حال هاديا من الضلالة (للناس وبينات) آيات واضحات (من الهدى) مما يهدي إلى الحق من الأحكام (و) من (الفرقان) بما يفرق بين الحق والباطل. " أهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
كيف للمؤمن أن يجاهد بالقرآن إذا لم يهتدي بهديه ويأتمر بأوامره وينتهي بنواهيه ويتدبر معانيه،
كيف لمن لم يهتدي بالقرآن أن يكون سلاحه القرآن.
2 - {الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ} (الحجر:91).
والذي يريد أن يجاهد بالقرآن لابد أن يحرص على رد المتشابه إلى المحكم، وفهم مراد القرآن من القرآن، ومن السنة، فالمبين هو القرآن والمبينة هي السنة، ولا غنى للقرآن عن السنة، على أساس فهم سلف هذه الأمة.
3 - والقرآن سلاح للمجاهد به، فلابد أن يتسلح به المجاهد قبل أن يجاهد به:
1 - فيجعل له ورد يومي، وياحبذ جزء.
{وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً} (الإسراء:45)
2 - ويحرص على الاستشفاء بالقرآن.
{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً} (الإسراء:82)
3 - ويتحصن بالقرآن من كيد الإنس والجان، ومن شر المخلوقات.
{لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (الحشر:21).
4 - ويقوم الليل ويقرأ ما تيسر من القرآن، ففي ذلك قوة للمؤمن وللمجاهد بالقرآن.
{إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (المزمل:20)
5 - ويحرص على تنشئة أولاده، وأولاد المسلمين منذ الصغر على القرآن، لما في ذلك من قوة ومنعة للمؤمن، ولديار الإسلام.
{يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً} (مريم:12)
والله أعلم وأحكم.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[16 May 2009, 12:08 ص]ـ
معان طيبة تنضوي تحت لواء الجهاء بالقرآن والله الموفق(/)
لطائف قرآنية
ـ[ Amara] ــــــــ[10 Mar 2009, 05:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما
إليكم بعض اللطائف القرآنية
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[يسعد صباحك]ــــــــ[13 Mar 2009, 04:00 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء وبارك الله بك
تم تحميل الملف وجاري الإطلاع عليه بإذن الله
وفقك الله ورعاك
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Mar 2009, 10:39 ص]ـ
الملف تالف والله الموفق
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 Mar 2009, 11:30 ص]ـ
الأخ الفاضل عمار
قلت إن أول ذكر للأرض في قول الله تعالى:
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ) سورة البقرة (11)
قبلها عشر آيات من أول السورة.
وقلت: آخر ذكر للسماء في قول الله تعالى:
وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5)
وبعدها عشر آيات إلى آخر السورة.
فلماذا لم تنظر إلى ما قبلها من الآيات وقلت أنها أربع آيات؟
ثم ما هي النتيجة التي خرجت بها من التناظر الذي ذكرت؟
وأنا لا أقلل من جهدك أخي الكريم ولكن لا أرى لمثل هذه الدراسات ثمرة واضحة ممكن أن تفيد المتدبر.
ولعلى أكون على خطأ.
وفقك الله
وصلى الله وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[13 Mar 2009, 01:22 م]ـ
الأخ الفاضل عمار
قلت إن أول ذكر للأرض في قول الله تعالى:
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ) سورة البقرة (11)
قبلها عشر آيات من أول السورة.
وقلت: آخر ذكر للسماء في قول الله تعالى:
وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5)
وبعدها عشر آيات إلى آخر السورة.
فلماذا لم تنظر إلى ما قبلها من الآيات وقلت أنها أربع آيات؟
ثم ما هي النتيجة التي خرجت بها من التناظر الذي ذكرت؟
وأنا لا أقلل من جهدك أخي الكريم ولكن لا أرى لمثل هذه الدراسات ثمرة واضحة ممكن أن تفيد المتدبر.
ولعلى أكون على خطأ.
وفقك الله
وصلى الله وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد.
الأخ الفاضل عمارة:
الملفان لم يفتحا عندي، ولعلهما كذلك عند غيري، ولهذا لم أعلق على أي منهما .. فيا حبذا لو تفكر في حل.
فأما هذه اللطيفة التي ذكرها أخونا الفاضل، فهي رائعة رائعة، لا أقول هذا مجاملة لك، ولا نكاية بأحد، ولكنها الحقيقة .. وأما عن سؤال الأخ الكريم فيمكنني الإجابة عليه، إلا أنني سأترك ذلك لك ..
ـ[ Amara] ــــــــ[14 Mar 2009, 05:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اخوتي الفضلاء، أعدت تحميل الملف و أتمنى أني وفقت في اختيار الصيغة التي تفتح معكم ..
ثم أقول مجيبا أخي الحبيب محب القرآن أن الكلام هنا موجه لأولئك الذين يقولون بانهيار البناء العددي بمجرد تغيير الرواية و أن ما نذهب إليه أن تغيير الرواية يعدد الإعجاز العددي و اللطائف العددية و لا يحدده و لا هو يسقطه ..
و قد بينت في دراسة سابقة حول الاعجاز العددي في القرآن أن اللطائف العددية و أقول اللطائف و إن كنت أراها من الإعجاز الذي لا يستطيع الاتيان بمثله أي بشر لا تنهار و لا تسقط بتغيير الرواية إذ من البين أن الحكم الشرعي ذاته لا يسقطه تغيير الرواية و إن عدده رحمة بالمؤمنين و تعديدا لمقتضياته .. و كنت ضربت مثلا الآية الكريمة التي تقول أو لمستم النساء .. و التي قرئت أو لامستم النساء فكان اختلاف في حكم ما ينقض الوضوء و جرى تفصيل ذلك من قبل العلماء على اختلاف بينهم .. مع أن واحدا منهم لم يخطئ الثاني بما ذهب إليه .. و كان مثله قراءة و أرجلكم بكسر اللام و فتحها .. و لو رجعت إلى كتب الأفتاء ستجد ما به ينشرح صدرك في هذا الباب .. فحاولت هنا أن أغير الرواية و أنظر هل نحافظ على نفس المسألة الرياضية بذلك أم لا ..
و اخترت مسألة التناظر التي هي مسألة هندسية بالأساس .. فلاحظت هذا التوازن العددي المتناظر بين سورة البقرة و سورة الشمس .. و الذي أراده أخي الحبيب محب القرآن هو معرفة ما إذا كنت انتقيت أسلوب اظهار هذه التناظرات .. و الحق أنه لو رجع إلى درس التناظرات في أي كتاب هندسة لوجد ذلك بينا سواء كان التناظر مركزيا أم محوريا فنظير ما قبل هو ما بعد لا ما قبل .. لذلك لم انظر إلى الأربع آيات التي تحدث عنها ..
و انما قدمت هذه الملاحظة الرياضية ليس بغرض الوقوف عندها انما بغرض محاولة معرفة القصد منها .. و الله تعالى أعلم بقصده ..
و تعقيبا على كلام أخي الحبيب عبد الله جلغوم أقول لعلي أصبت الإجابة .. غير أني لا يمكنني إلا أن أغبط الفضلاء على تفضلهم .. و لعلك تتفضل علينا بالمزيد و الله الموفق و هو الهادي و المعين ..
و لست أنسى أن أشكر الأخوين خضر و يسعد صباحك .. و الله يسعد صباحكم و مساكم و كل أيام حياتكم ..
يغفر الله لي و لكم
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته(/)
بعض أسرار العدد 3 الرياضية في القرآن
ـ[ Amara] ــــــــ[10 Mar 2009, 05:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا البحث قد تمت مناقشته في المؤتمر الأول للإعجاز العددي في القرآن الملتئم في الرباط في شهر نوفمبر الماضي تحت اشراف الهيأة المغربية للإعجاز العلمي في القرآن و السنة ..
لكم السلام(/)
الأنبياء والجبال؟
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[10 Mar 2009, 06:06 م]ـ
لاحظت وأنا أقرأ القرآن منذ أيام أن لكل نبي علاقة ما بجبل ما فمثلاً سيدنا موسى مع جبل الطور وسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام مع جبل ثور وسيدنا نوح مع ابنه الذي آوى إلى جبل وسيدنا إبراهيم مع الطير جيث جعل على كل جبل جزء من الطير التي قطعها ثم أصحاب الحجر الذين كانوا ينحتون من الجبال بيوتاً وهكذا.
فهل هناك من كتب في هذه المسألة من هذا الباب أم نترك الموضوع لاجتهاد علمائنا الأفاضل في هذا الملتقى ليبحثوا لنا سر الارتباط هذا؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Mar 2009, 07:15 م]ـ
الأخت الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أعتقد أن هناك سر بالمعنى الحرفي للكلمة
وإنما هناك مناسبة وعلاقة بين الحدث والبئية التي عاش فيها الأنبياء.
ثم ليس هناك استقراء تام يشير إلى أن ما من نبي إلا وكان للجبل معه ذكر.
وعلى أي حال هي ملاحظة جيدة.
وأما بخصوص نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فعلاقته بالجبال جديرة بالاهتمام حيث بدأت بجبل النور ونزول الوحي وأنتهت بجوار أحد الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم: "أحد جبل يحبنا ونحبه".
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[11 Mar 2009, 12:43 ص]ـ
السلام عليكم و بعد
ينتبه إلي أن اللتماس الرابط بين الجبال و الأنبياء يحوم حوله كثير من الصوفية قصد الاستدلال لخلواتهم و اعتزالهم - طبعا البدعي - و قد تناقشت مع بعض الصوفية هنا عندنا في تلمسان حول هذا الموضوع بالذات!!! نسأل الله لهم الهداية ......
ـ[منصور مهران]ــــــــ[11 Mar 2009, 08:03 ص]ـ
(لاحظت وأنا أقرأ القرآن منذ أيام أن لكل نبي علاقة ما بجبل ما فمثلاً سيدنا موسى مع جبل الطور وسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام مع جبل ثور وسيدنا نوح مع ابنه الذي آوى إلى جبل وسيدنا إبراهيم مع الطير جيث جعل على كل جبل جزء من الطير التي قطعها ثم أصحاب الحجر الذين كانوا ينحتون من الجبال بيوتاً وهكذا.
فهل هناك من كتب في هذه المسألة من هذا الباب أم نترك الموضوع لاجتهاد علمائنا الأفاضل في هذا الملتقى ليبحثوا لنا سر الارتباط هذا؟)
قلت: وهنا مراجعة فأحببت التنبُّه لها:
(الذي آوى) صوابه: الذي قال سآوى إلى جبل
أو: الذي أوى
فالفعل (آوى) متعدٍ بنفسه
و الفعل (أوى) متعدٍ بحرف الجر (إلى)
وأصل (سآوي): سأأوي، السين للاستقبال، والهمزة الأولى للمضارعة، والباقي (أوى) الثلاثي
أما (آوى) الرباعي بزنة فاعَل، فهو متعد بنفسه ومنه قوله تعالى: (ألم يجدك يتيما فآوى) أي: فآواك، وحذف المفعول لعلة بلاغية معروف.
وبالله التوفيق.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[11 Mar 2009, 08:30 ص]ـ
بارك الله بكم إخواني الكرام على التعقيبات. سؤالي كان مجرد محاولة للتدبر فأحببت أن أطرحه للمناقشة والفائدة منكم.
أشكر أخي الكريم منصور على اللفتة العربية القيمة بارك الله فيك وعذراً على الخطأ في التعبير. شاكرة ومقدرة تنبيهك ومراجعتك فمنكم نستفيد جزاك الله تعالى كل خير
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Jul 2010, 01:53 ص]ـ
لفتة ذكيَّة حقاً.
وهي تصدق على نوح عليه السلام وقد ذكر الجبل في قصته عندما أخبره ابنه أنه سيأوي للجبل هرباً من الطوفان فكان ما كان، وذكر عند استواء السفينة على جبل الجودي. چ ے ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? چ
وتصدق على قوم هود وصالح، في مثل قوله چ گ گ گ ? ? ? ? چ وقوله تعالى:چ ں ? ? ? ? ? چ
وتصدق على إبراهيم عليه السلام في قصته مع الطير.چ ? ? ? ? ? پ پ پپ ? ? ?? ? ? ? ? ?? ? ? ٹ ٹ ٹ ٹ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? چ چ چ چ
وتصدق على موسى مع جبل الطور. چ ے ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ.
وتصدق على داود عليه السلام في قوله: چ ہ ہہ ہ ھ ھ ھھ ے ے ? ? ? ?? ? ? ? چ وفي قوله: چ ? ? ? ? ? ژ ژ ڑ ڑک ک ک ک گ چ. وفي قوله: چ ? ? ? ? ? ? ? ? چ
وتصدق على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مع جبل ثور (غار حراء)، ومع جبل أحد.
وهي مرتبطة بالبيئات التي عاش فيها الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في الجزيرة العربية ومصر والشام، والجبل مرتبط بالمنعة والحماية والشموخ، وهي معانٍ ظاهرة في الآيات التي ذكرت فيها، فذكر الجبال في قصة نوح عليه الصلاة والسلام مرتبطة بالمنعة والحماية من الطوفان، وفي قصة داود عليه السلام يظهر معنى القوة والمنعة في تسخير الجبال له، وكذلك في قصة موسى عليه السلام فقد كان جبل الطور بركة وقوة لموسى جاءه الوحي على ذلك الجبل المبارك، وانطلق يحمل الرسالة منه إلى فرعون وبني إسرائيل. وأما في قصة النبي صلى الله عليه وسلم فهو كذلك كان يأوي إلى الغار في جبل ثور هرباً من الناس وأنساً بالله وحباً للخلوة، وفي هذا تزود من التقوى يعينه على أعباء الرسالة فيما بعد، وكذلك عندما فر إلى الغار في قصة الهجرة التي ذكر فيها الغار وهو في الجبل.
هذه مجرد خواطر أثارها موضوع الدكتورة سمر وفقها الله، والموضوع يحتاج إلى عمق في التأمل والتحليل للآيات الكريمة السابقة وغيرها مما لم أذكره.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[04 Jul 2010, 08:46 ص]ـ
جزاك الله خيراً شيخي الفاضل د. عبد الرحمن على هذه الإضافة القيمة وأتمنى أن نتدبر الأمر أكثر فربما هدانا الله إلى شيء فيه.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[05 Jul 2010, 11:04 ص]ـ
صحيح أن الأنبياء مرتبطون ببيئتهم، لكن تكرار ذكر الشيء الواحد في حياتهم مما يدعو إلى التأمل والنظر.
استطراد:
إن من ينظر في حال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قبل البعثة (أي: قبل التكليف) وحرصه على التحنث في الجبال دون السهول والوديان = فإن هذا النظر يدعوه إلى أن القضية بحاجة إلى بحث علاقة التعبد بالجبال دون غيرها.
وإن قال قائل: إن حال النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة ليس مما يُهتدى به إلا بما وافق ما شرعه الله له.
فإن الجواب: نعم، هو كما قلت، وإن الأمر الذي كان يطلبه النبي صلى الله عليه وسلم من الخلوة هناك؛ نراه استبدله بالاعتكاف في المسجد، فما عُهِد عنه صلى الله عليه وسلم أنه تحنَّث في جبل بعد النبوة، مع ما ثبت من محبته صلى الله عليه وسلم لجبل أحد مثلاً.
وهذا فيه تنبيه لمن يعظم أمر التحنث في الجبال، أو يدعيه من الشرع، وهو ليس كذلك.
لكن الذي أريد التنبيه عليه أن المسألة فيها مجال للبحث التاريخي، وإن لم يكن لها أثر عقدي.
وأما علاقة النبي صلى الله عليه وسلم بجبل أحد بالذات، فإنها مما يحتاج إلى بحث خاصٍّ، فإن فيها من الإشارة اللطيفة إلى تجاوب أجزاء هذه الأرض الهامدة مع أولياء الله الصالحين، وإننا لنحب جبل أحد؛ لأن نبينا صلى الله عليه وسلم كان يحبه، ولأنه يحب نبينا صلى الله عليه وسلم.
ومن فوائد هذا الحديث الوارد في محبة جبل أحد إثبات الإحساس للجمادات، وإن كان الإحساس نسبيًا لا يدركه كثير من الناس، إلا أن الحديث يشير صراحة إلى هذا، وهذا يدخل في معنى قوله تعالى (ولكن لا تفقهون تسبيحهم).
والله الموفق.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[05 Jul 2010, 12:00 م]ـ
روى البخاري عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ قَتَادَةَ سَمِعْتُ أَنَسًا رَضِى اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ((هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ)).
قال في الفتح: وقال السهيلى: كان صلى الله عليه وسلم يحب الفأل الحسن والاسم الحسن ولا اسم أحسن من اسم مشتق من الأحدية. قال ومع كونه مشتقا من الأحدية فحركات حروفه الرفع، وذلك يشعر بارتفاع دين الأحد وعلوه، فتعلق الحب من النبى صلى الله عليه وسلم لفظا ومعنى فخص من بين الجبال بذلك والله أعلم. أ هـ.
وهناك أمر آخر يخص الجبال في القرآن وأنها خصت بالذكر مع أنها جزء من الأرض، وذلك:
عرض الأمانة في قوله تعالى:
(إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) سورة الأحزاب (72)
السجود في قوله تعالى:
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ) سورة الحج (18)
أما هل الجماد له حس " مشاعر"؟ فمخاطبة للرسول صلى الله عليه وسلم لأحد، وحنين الجذع، وسلام الحجر عليه صلى الله عليه وسلم بمكة تدل على ذلك، وربما دلنا على ذلك قول الله تعالى:
(فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ) الدخان (29)
قال بن كثير رحمه الله:
"وقوله: (فما بكت عليهم السماء والأرض ( http://www.tafsir.net/vb/#docu)) أي: لم تكن لهم أعمال صالحة تصعد في أبواب السماء فتبكي على فقدهم، ولا لهم في الأرض بقاع عبدوا الله فيها فقدتهم ; فلهذا استحقوا ألا ينظروا ولا يؤخروا لكفرهم وإجرامهم، وعتوهم وعنادهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الحافظ أبو يعلى الموصلي ( http://www.tafsir.net/vb/showalam.php?ids=12201) في مسنده: حدثنا أحمد بن إسحاق البصري، حدثنا مكي بن إبراهيم، حدثنا موسى بن عبيدة، حدثني يزيد الرقاشي، حدثني أنس بن مالك، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " ما من عبد إلا وله في السماء بابان: باب يخرج منه رزقه، وباب يدخل منه عمله وكلامه، فإذا مات فقداه وبكيا عليه " وتلا هذه الآية: (فما بكت عليهم السماء والأرض ( http://www.tafsir.net/vb/#docu)) وذكر أنهم لم يكونوا عملوا على الأرض عملا صالحا يبكي عليهم. ولم يصعد لهم إلى السماء من كلامهم ولا من عملهم كلام طيب، ولا عمل صالح فتفقدهم فتبكي عليهم.
ورواه ابن أبي حاتم من حديث موسى بن عبيدة وهو الربذي.
وقال ابن جرير: حدثني يحيى بن طلحة، حدثني عيسى بن يونس، عن صفوان بن عمرو ( http://www.tafsir.net/vb/showalam.php?ids=16230)، عن شريح بن عبيد الحضرمي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا. ألا لا غربة على مؤمن ما مات مؤمن في غربة غابت عنه فيها بواكيه إلا بكت عليه السماء والأرض ". ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (فما بكت عليهم السماء والأرض ( http://www.tafsir.net/vb/#docu)) ثم قال: " إنهما لا يبكيان على الكافر ".
وقال ابن أبى حاتم: حدثنا أحمد بن عصام حدثنا أبو أحمد - يعني الزبيري ( http://www.tafsir.net/vb/showalam.php?ids=11798)- حدثنا العلاء بن صالح، عن المنهال بن عمرو ( http://www.tafsir.net/vb/showalam.php?ids=15342)، عن عباد بن عبد الله قال: سأل رجل عليا رضي الله عنه: هل تبكي السماء والأرض على أحد؟ فقال له: لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك، إنه ليس [من] عبد إلا له مصلى في الأرض، ومصعد عمله من السماء. وإن آل فرعون لم يكن لهم عمل صالح في الأرض، ولا عمل يصعد في السماء، ثم قرأ علي، رضي الله عنه (فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين ( http://www.tafsir.net/vb/#docu))
وقال ابن جرير: حدثنا أبو كريب، حدثنا طلق بن غنام، عن زائدة، عن منصور، عن منهال، عن سعيد بن جبير قال: أتى ابن عباس رجل فقال: يا أبا عباس أرأيت قول الله: (فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين ( http://www.tafsir.net/vb/#docu)) فهل تبكي السماء والأرض على أحد؟ قال: نعم إنه ليس أحد من الخلائق إلا وله باب في السماء منه ينزل رزقه، وفيه يصعد عمله، فإذا مات المؤمن فأغلق بابه من السماء الذي كان يصعد فيه عمله وينزل منه رزقه بكى عليه، وإذا فقد مصلاه من الأرض التي كان يصلي فيها ويذكر الله فيها بكت عليه، وإن قوم فرعون لم تكن لهم في الأرض آثار صالحة، ولم يكن يصعد إلى الله منهم خير، فلم تبك عليهم السماء والأرض.
وروى العوفي، عن ابن عباس، نحو هذا.
وقال سفيان الثوري ( http://www.tafsir.net/vb/showalam.php?ids=16004)، عن أبي يحيى القتات، عن مجاهد، عن ابن عباس [رضي الله عنهما] قال: كان يقال: تبكي الأرض على المؤمن أربعين صباحا. وكذا قال مجاهد، وسعيد بن جبير ( http://www.tafsir.net/vb/showalam.php?ids=15992)، وغير واحد.
وقال مجاهد أيضا: ما مات مؤمن إلا بكت عليه السماء والأرض أربعين صباحا، قال: فقلت له: أتبكي الأرض؟ فقال: أتعجب؟ وما للأرض لا تبكي على عبد، كان يعمرها بالركوع والسجود؟ وما للسماء لا تبكي على عبد كان لتكبيره وتسبيحه فيها دوي كدوي النحل؟
وقال قتادة: كانوا أهون على الله من أن تبكي عليهم السماء والأرض. "
وعليكم تخريج الأحاديث.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[05 Jul 2010, 10:53 م]ـ
صحيح أن الأنبياء مرتبطون ببيئتهم، لكن تكرار ذكر الشيء الواحد في حياتهم مما يدعو إلى التأمل والنظر.
استطراد:
إن من ينظر في حال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قبل البعثة (أي: قبل التكليف) وحرصه على التحنث في الجبال دون السهول والوديان = فإن هذا النظر يدعوه إلى أن القضية بحاجة إلى بحث علاقة التعبد بالجبال دون غيرها.
وإن قال قائل: إن حال النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة ليس مما يُهتدى به إلا بما وافق ما شرعه الله له.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن الجواب: نعم، هو كما قلت، وإن الأمر الذي كان يطلبه النبي صلى الله عليه وسلم من الخلوة هناك؛ نراه استبدله بالاعتكاف في المسجد، فما عُهِد عنه صلى الله عليه وسلم أنه تحنَّث في جبل بعد النبوة، مع ما ثبت من محبته صلى الله عليه وسلم لجبل أحد مثلاً.
وهذا فيه تنبيه لمن يعظم أمر التحنث في الجبال، أو يدعيه من الشرع، وهو ليس كذلك.
.
يبدو أن للعلو أثره في صفاء النفس ونقائها وهذا أمر يلحظه من يرقى قمم الجبال ويرسل عينيه في الأفق الفسيح الممتد بلا حدود ثم ينظر إلى ما تحته من الأرض وما عليها من شخوص فيرى قدرة الخالق وعجيب صنعه في ارتفاع الجبال وتعرج الأودية والشمس ترسل عليها أشعتها في الصباح الباكر فتفوح الأودية بنسيمها البارد فتملأ الجو عبقا يسري في النفوس فيبعث فيها الحياة والنشاط، ثم إذا ما انتصف النهار أو قارب والهبت الشمس بطاح مكة* وجبالها رأيت قصة أخرى تشعر النفس الإنسانية بعجزها وافتقارها ويصبح أكبر الهم ظلا يقي ذلك اللهيب المنبعث من كل مكان وشربة ماء تطفئ حرارة الفؤاد، ثم ما تلبث الشمس أن تميل إلى جهة الغرب فإذا ما تضيفت للغروب رأيت منظرا يعجز اللسان عن وصفه.
أما إذا ما جن الليل وأرخى سدوله وأظلمت الدنيا فلم تعد ترى من معالمها شيئا فارفع رأسك إلى السماء في ليلة يغيب فيها القمر وتأمل بديع صنع الخالق في صفحة السماء المرصعة بتلك النجوم المتلألئة والتي تبعث في النفس مشاعر لا حصر لها ربما حينها ستدرك لماذا كان يخلو النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة إلى تلك القمة العالية مما يسمى بجبل النور.
أما لماذا لم يفعل ذلك بعد النبوة فأقول وهذا اجتهاد مني:
أولا: ربما لأن الآيات القرآنية التي يتلوها القائم بين أربعة جدر مع حضور القلب والتأمل والتفكر والتدبر تفتح على النفس البشرية من مشاهد عظمة الخلق الدالة على عظمة الخالق ما تعجز العين عن إدراكه بالنظر المباشر.
ثانيا: إن الرسول صلى الله عليه وسلم ما كان ليفعل إلا ما أمره الله به وشرعه له، ولو افترضنا أن ذلك كان إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فربما تركه لأنه لا يريد أن يشق على أمته وقد ترك بعض الأمور خشية أن يشق على أمته مثل ترك الخروج مع كل غازية وتركه الخروج لصلاة التراويح.
هذا والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
*ذكرت مكة لأني قد عشت أجوائها في الصباح الباكر وقبل الغروب من أعلى جبل خندمة فذكرتها وإلا فأنا بن الجبال فموطني بلاد غامد من سراة الحجاز.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[06 Jul 2010, 09:22 ص]ـ
أظن أن الإيواء الى الكهوف والمغائر للتدبر أو الفرار من الإعداء كان هو دأب الأنبياء كذلك. فقد آوى النبي عليه الصلاة والسلام الى غار حراء للتعبد والمناجاة. وأوى أيضاً الى غار ثور هرباً من بطش قريش. وكذلك أصحاب الكهف الذي آووا الى كهفهم هرباً من بطش ملكهم. وكذلك عيسى عليه السلام كما ذكرت الروايات. وغيرهم الأنبياء. والجدير بالذكر أن الكهف يختلف عن الغار بالمعنى إذ إن الكهف تجويف أعمق وأكبر حجماً من الغار والذي يكون عادة تجويفاً صغيراً طبيعياً ليس من فعل فاعل.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[06 Jul 2010, 12:40 م]ـ
سؤال تأملي جميل وتأملات أجمل
الحقيقة أن للجبال - في المنظور القرآني - علاقتها بالأرض كلها وما فيها ومن فيها ومنهم الأنبئاء عليهم السلام.
وجواب هذا السؤال سيتضح أكثر إذا اطلعنا على " الجبال " في القرآن، فوصف القرآن للجبال وصف لافت من جهات.
وذلك في النقاط التالية، وأرجو أن لا أخل بها في هذا الاختصار:
- فهي - الجبال - مع الإنسان منذ هبوط آدم (جبل عرفة) إلى قيام الساعة (الأعراف) ..
- وهناك تصريح يقرن أرض الرسالات بالجبال (سورة التين) انظر ابن كثير: الذي جعل [سيناء / سينين: الطور، والشام: ساعير: ومكة: فاران] .. والجودي مع نوح، وتنقل إبراهيم بين الجبال (على كل جبل) مع الطيور تنقل مجهد! وهؤلاء هم أولو العزم من الرسل!. إذا بقي باق من غيرهم فهو استثناء أو تبع لهؤلاء الرسل كما هو معلوم، والآثار تدل على حج الأنبئاء إلى بيت الله ووقوفهم بعرفة. وبذلك قد نصل إلى أن في حياة كل نبيء جبلاً أو جبالاً.
مع العلم أن أنبئاء بني إسرائيل كانوا حول بلاد الشام وهي (ربوة ذات قرار ومعين).
(يُتْبَعُ)
(/)
لماذا؟
- يصف الله الجبال بصفات مادية ذاتية تدل على القوة والثبات والرسوخ، والظهور، والشهرة، والامتلاء بالخير، وتثبيت الغير ... وتدل على أنها أعظم آيات الله على الأرض مع البحر، ومن صفتها أنها: رواسي، شامخات، نصبت، وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم، ومن الجبال أكناناً، ... (يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال .. ) فذكر الجبال في أول آيات الأرض الساجدات لله ..
- لاح لي أن كل غموض قبيح شكلا ومضموناً، إلا غموضات الجبال فهي دالة على العظمة، أقصد بغموضات الجبال الكهوف والمغارات والأكنان بوجه عام.
- من عظمة الله في الجبل أنه رغم ارتفاعه إلا أنه ممتلئ ماء كالخزان الضخم، بخلاف السهول فقد يحفر الإنسان ولا يجد شيئاً.
- يصفها بصفات معنوية حيوية، فليست ميتة، فهي، على جماديتها، منفعلة عابدة لله خاشعة متصدعة من خشيته، منقادة إليه (فأبين أن يحملنها .. )، (تجلى ربه للجبل جعله دكاً)، (وإذ نتقنا الجبل ... )، (ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفاً)، (وإذا الجبال سيرت / بعثرت / كانت سراباً)، (وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة) .. عظمة تتواضع أمام عظمة الله!! وهذا تقريع شديد للإنسان!! .. سبحانك يا عظيم!!
- يشبهها الله سبحانه في مثلث بديع مختلف متباعد لكنه على تباعده متشابه معاً، يدل على بديع الصنعة: الجبال، والسفن، والسحاب: فالجبال كالفلك الرواسي، والجواري في البحر كالأعلام وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب، وينزل من السماء من جبال فيها من برد) وأوجه الشبه تأتي بالتأمل وليس ببعيدة.
- ولأنها تدل على أنها أعظم آيات الله مع البحر فالانطلاق منها والإلمام بها إلمام بسبب من أسباب عظمة الله، ولذا كانت المرتفعات الأرضية دائماً تلازم النبيء محمداً صلى الله عليه وسلم حتى بعد البعثة مع اختلاف في نوع العلاقة: أبو قبيس، حراء، الأخشبين، صخرة بيت المقدس (المعراج)، ثور، مرتفعات المدينة، أحد، تبوك، عرفة، يا سريةُ الجبل.
- المعيشة في الجبال قاسية جادة وأهلها أصحاء أشداء، لا مجال فيها للميوعة، والداعية ثابت كالجبل راسخ وقور حافظ أسرار ينفجر ماء يؤوي الخائفين يرفعهم على رأسه وهو مع ذلك يتصدع من خشية الله تعالى ويسير مع القرآن حقيقة وحكماً: (ولو أن قرآنا سيرت به الجبال ... )، ويحذر من الأعداء حقيقة وحكماً (وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال .. ).
- الدعوة الإلهية لم تستثن أحداً من خلق الله حتى أولئك المنقطعين في شواهق الجبال، هم أول من استهدفتهم دعوة الله، وهؤلاء أنبئاء الله الذي مروا على ذرا الجبال خير شاهد.
والله تعالى أعلم.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[06 Jul 2010, 02:19 م]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله، استنباطات جميلة وتأملات قيمة بارك الله بكم جميعاً.
فيما يتعلق برسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم ورد في خاطري أنه صلى الله عليه وسلم قبل الدعوة كان يلجأ إلى الجبل القوي الصلب الشاهق يرتفع به عن هذه الدنيا المتمثلة في الصحراء الواسعة فيتأملها من بعيد ويتفكر فيها وفي الكون -ونحن يعلم أنه كلما اتسعت دائرة الروية اتسعت الأفكار والمدارك - ولجوؤه صلى الله عليه وسلم للجبل رمز القوة والعظمة لأنه لم يكن له ملجأ قوي سواه يحتمي به من بطش كفار قريش بينما بعد البعثة وبعدما أيقن عليه الصلاة والسلام أن لا ملجأ له إلا الله سبحانه وتعالى خالق الأرض والسماء وما فيهن ومن فيهن صار الجبل يهتز تحت وقع أقدامه فقال صلى الله عليه وسلم مخاطباً جبل أُحد "اثبت أُحد"، فهذا الجبل رمز القوة والتمكين ما عاد كذلك بعد البعثة بل وكأنه هو الذي صار يلتجئ إلى النبي عليه الصلاة والسلام ويرتجف لوقع أقدامه.
مجرد استنباط خطر في بالي فأرجو التصحيح إن تجاوزت.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[06 Jul 2010, 02:36 م]ـ
بارك الله بك أختاه على هذه الإضافات. ما تقولينه طيب وفيه نكتة بليغة. وهو ليس من الاستنباطات قدر ما هو ظلال وارفة تحت المعنى الإجمالي العام تضيف تصوراً للموقف فيه عبرة لا تخرج عن النص ولا تقيدها مناسبة.(/)
جامعة المدينة العالمية ... رأيكم في المواصلة فيها ..
ـ[جرماوي]ــــــــ[10 Mar 2009, 09:44 م]ـ
السلام عليكم ..
ما رأيكم في مواصلة الدراسة الجامعية أو الدراسات العليا في جامعة المدينة العالمية ( mediu) وهل شهاداتها معادلة بشهادات جامعات السعودية؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[21 Mar 2009, 03:32 م]ـ
لو تعرفنا بهذه الجامعة.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[21 Mar 2009, 04:30 م]ـ
لو تعرفنا بهذه الجامعة.
هذا رابط موقع الجامعة:
http://www.mediu.edu.my/arb/
ـ[جرماوي]ــــــــ[09 Apr 2009, 08:45 م]ـ
كونوا عونا لأخيكم بارك الله فيكم ....(/)
آية في سورة السجدة صعبت على المفسرين
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[10 Mar 2009, 10:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا شك أن في القرآن العظيم من المعاني ما يعجز البشر عن الوصول إليها بتمامها، وبعيدا عن قول البعض بأنه لا يجوز أن يكون في القرآن معنى من المعاني إلا علمه السلف الصالح بالتفصيل، فإنه قول لا مستند صحيح له، فإن في القرآن فعلا من المعاني دق على كثير من أهل التفسير فضلا عن غيرهم. فمثلا قوله تعالى في سورة السجدة:
(اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (4) يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ)
فقد نقل عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله: أيام سمّاها سبحانه، وما أدري ما هي، فأكره أن أقول فيها ما لا أعلم. (أخرجه عبد الرازق في تفسيره 2/ 108؛ والطبري 23/ 254؛ والقرطبي في الجامع 17/ 11.
في حين نجد كثيرا من المفسرين رضوان الله عليهم اجتهدوا في تفسير تلك الأيام ومحاولة بيان المقصود منها، وقد جاءت تفاسيرهم متفاوتة في القوة والضعف، فهل كانت تفاسيرهم من باب القول بغير علم؟ أم علموا ما لم يعلمه الحبر ابن عباس رضي الله عنه؟ وهل من تفسير جديد في هذا العصر لهذه الأيام والمقصود من العروج ومن عرج وإلى أين الخ؟ أسئلة مطروحة على المتدبرين في آيات القرآن العظيم، سيما وأن هذه الآيات التي دقت على كثير من الناس.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Mar 2009, 11:07 م]ـ
هذه المسألة كسابقتها مسألة الافسادتين في سورة الإسراء.
والذي يجب النظر فيه أولاً:
هي أقوال السلف في الآية من حيث الثبوت ومن حيث دليل كل قول.
ثانياً: الرجوع إلى المسألة الأصولية: إذا اختلف السلف على قولين هل يجوز إحداث قول ثالث؟
ثالثاً: هل يمكن أن يبقى جانب من جوانب دلالة النص لم يطلع عليه السلف يمكن أن يتكشف لمن يأتي من بعدهم؟
ـ[صبري]ــــــــ[10 Mar 2009, 11:22 م]ـ
إذا كان اليوم عند ربك كألف سنة مما تعدون فأين هي المشكلة في تفسيرها
قال تعالى
وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ [الحج: 47]
فالمسألة واضحة أن خلق السماوات والأرض كان في 6000 سنة من سنواتنا الشمسية وليس القمرية
أي ما يعادل 2191500 يوما
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Mar 2009, 11:32 م]ـ
إذا كان اليوم عند ربك كألف سنة مما تعدون فأين هي المشكلة في تفسيرها
قال تعالى
وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ [الحج: 47]
فالمسألة واضحة أن خلق السماوات والأرض كان في 6000 سنة من سنواتنا الشمسية وليس القمرية
أي ما يعادل 2191500 يوما
من قال بهذا يا صبري؟
وما هي أدلته؟
ولماذا الشمسية وليس القمرية؟
ـ[صبري]ــــــــ[11 Mar 2009, 01:11 ص]ـ
الأولى في لفظ "سنة" أن يكون مرتبط بالسنة الشمسية لأنه كلمة سنة تبدأ بحرف شمسي وهو السين وأما لفظ "عام" فهو مرتبط بالسنة القمرية لأنه يبدأ بحرف قمري وهو حرف العين
لذلك نستنتج من قوله تعالى
" (29:14) ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فأخذهم الطوفان وهم ظلمون"
أنه لبث 951 سنة شمسية وبضعة أشهر
أما من قال بهذا فهو صبري
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Mar 2009, 01:23 ص]ـ
الأولى في لفظ "سنة" أن يكون مرتبط بالسنة الشمسية لأنه كلمة سنة تبدأ بحرف شمسي وهو السين وأما لفظ "عام" فهو مرتبط بالسنة القمرية لأنه يبدأ بحرف قمري وهو حرف العين
لذلك نستنتج من قوله تعالى
" (29:14) ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فأخذهم الطوفان وهم ظلمون"
أنه لبث 951 سنة شمسية وبضعة أشهر
أما من قال بهذا فهو صبري
ما سمعت بهذا الاستدلال من قبل وما رأيته في كتاب ولا سنة!!
والأمر إلى الأفاضل في المنتدى إن وافقوك يا صبري ....
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[11 Mar 2009, 01:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
استنتاج غريب واستدلال أغرب.
(يُتْبَعُ)
(/)
أطلب من الأخ صبري أن يوضح لنا هل هو مجرد ابتسامة للأخ محب القرآن أم جد في ما لا هزل فيه؟
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[11 Mar 2009, 05:14 م]ـ
إن ابن عباس رضي الله عنهما كره أن يقول فيها مالا يعلم ولم يكره لغيره أن يقول فيها ماأدى إليه اجتهاده وقد يظهر للمفضول ما قد غاب عن الفاضل ولا يكون ذلك نقصاً في حق الفاضل 0
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[11 Mar 2009, 05:25 م]ـ
قد يكون السبب في تورع ابن عباس رضي عنهما هو ما يبدوا من التعارض بين أية السجدة وأية المعارج00
وبالمناسبة أنقل فتوى للشيخ ابن عثيمين رحمه الله بهذا الخصوص 0
مكتبة الفتاوى: فتاوى نور على الدرب (نصية): التفسير
السؤال: بارك الله فيكم هذه الرسالة من المستمع أبو مصعب محمد سليمان مقيم بالرياض يقول أرجو إيضاح معنى هاتين الآيتين وهل بينهما تعارض الآية الأولى من سورة السجدة يقول الله تعالى (يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون) والآية الثانية من سورة المعارج إذ يقول الله تعالى (تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة)؟
الجواب
الشيخ: قبل الإجابة على هذا السؤال أود أن أبين أنه ليس في كتاب الله ولا في ما صح عن رسول صلى الله عليه وسلم تعارض أبداً وإنما يكون التعارض فيما يبدو للإنسان ويظهر له إما لقصور في فهمه أو لنقص في علمه وإلا كتاب الله وما صح عن رسوله صلى الله عليه وسلم ليس فيهما تعارضاً إطلاقاً قال الله تعالى (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا) فإذا بدا لك أيها الأخ شيء من التعارض بين آيتين من كتاب الله أو حديثين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو بين آية وحديث فأعد النظر مرة بعد أخرى فسيتبين لك الحق ووجه الجمع فأن عجزت عن ذلك فأعلم أنه أما لقصور فهمك أو لنقص علمك ولا تتهم كتاب الله عز وجل و ما صح عن رسوله صلى الله عليه وسلم بتعارض وتناقض أبدا وبعد هذه المقدمة أقول أن الآيتين اللتين أوردهما السائل في سؤاله وهما قوله تعالى في سورة السجدة (يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في كان مقداره ألف سنة مما تعدون) وقوله في سورة المعارج (تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة إلى أخره) الجمع بينهما أن آية السجدة في الدنيا فأنه سبحانه وتعالى يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقدار هذا اليوم الذي يعرج إليه الأمر مقداره ألف سنة مما نعد لكنه يكون في يوم واحد ولو كان بحسب ما نعد من السنين لكان عن ألف سنة وقد قال بعض أهل العلم أن هذا يشير إلى ما جاء به الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام أن بين السماء الدنيا والأرض خمسمائة سنة فإذا نزل من السماء ثم عرج الأرض فهذا ألف سنة وأما الآية التي في سورة المعارج فأن ذلك يوم القيامة كما قال تعالى (سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج تعرج الملائكة والروح) فقول تعرج الملائكة والروح إليه هذه لقوله المعارج وقوله في يوم ليس متعلقاً بقوله تعالى بالملائكة والروح إليه لكنه متعلقاً بما قبل ذلك وقوله بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله بعذاب واقع للكافرين في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة فيكون هذا العذاب الذي يقع للكافرين في هذا اليوم الذي مقداره خمسين ألف سنة وقوله ليس له دافع من الله ذي المعارج تعرج الملائكة والروح إليه هي جملة معترضة وبهذا تكون آية المعارج في يوم القيامة وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث أبو هريرة في قصة مانع الزكاة أنه يحمى عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره كلما بردت أعيدت في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة فتبين بهذا أنه ليس بين الآيتين شيء من التعارض لاختلاف محلهما والله أعلم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Mar 2009, 07:10 م]ـ
قد يكون السبب في تورع ابن عباس رضي عنهما هو ما يبدوا من التعارض بين أية السجدة وأية المعارج00
وبالمناسبة أنقل فتوى للشيخ ابن عثيمين رحمه الله بهذا الخصوص 0
مكتبة الفتاوى: فتاوى نور على الدرب (نصية): التفسير
(يُتْبَعُ)
(/)
السؤال: بارك الله فيكم هذه الرسالة من المستمع أبو مصعب محمد سليمان مقيم بالرياض يقول أرجو إيضاح معنى هاتين الآيتين وهل بينهما تعارض الآية الأولى من سورة السجدة يقول الله تعالى (يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون) والآية الثانية من سورة المعارج إذ يقول الله تعالى (تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة)؟
الجواب
الشيخ: قبل الإجابة على هذا السؤال أود أن أبين أنه ليس في كتاب الله ولا في ما صح عن رسول صلى الله عليه وسلم تعارض أبداً وإنما يكون التعارض فيما يبدو للإنسان ويظهر له إما لقصور في فهمه أو لنقص في علمه وإلا كتاب الله وما صح عن رسوله صلى الله عليه وسلم ليس فيهما تعارضاً إطلاقاً قال الله تعالى (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا) فإذا بدا لك أيها الأخ شيء من التعارض بين آيتين من كتاب الله أو حديثين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو بين آية وحديث فأعد النظر مرة بعد أخرى فسيتبين لك الحق ووجه الجمع فأن عجزت عن ذلك فأعلم أنه أما لقصور فهمك أو لنقص علمك ولا تتهم كتاب الله عز وجل و ما صح عن رسوله صلى الله عليه وسلم بتعارض وتناقض أبدا وبعد هذه المقدمة أقول أن الآيتين اللتين أوردهما السائل في سؤاله وهما قوله تعالى في سورة السجدة (يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في كان مقداره ألف سنة مما تعدون) وقوله في سورة المعارج (تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة إلى أخره) الجمع بينهما أن آية السجدة في الدنيا فأنه سبحانه وتعالى يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقدار هذا اليوم الذي يعرج إليه الأمر مقداره ألف سنة مما نعد لكنه يكون في يوم واحد ولو كان بحسب ما نعد من السنين لكان عن ألف سنة وقد قال بعض أهل العلم أن هذا يشير إلى ما جاء به الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام أن بين السماء الدنيا والأرض خمسمائة سنة فإذا نزل من السماء ثم عرج الأرض فهذا ألف سنة وأما الآية التي في سورة المعارج فأن ذلك يوم القيامة كما قال تعالى (سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج تعرج الملائكة والروح) فقول تعرج الملائكة والروح إليه هذه لقوله المعارج وقوله في يوم ليس متعلقاً بقوله تعالى بالملائكة والروح إليه لكنه متعلقاً بما قبل ذلك وقوله بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله بعذاب واقع للكافرين في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة فيكون هذا العذاب الذي يقع للكافرين في هذا اليوم الذي مقداره خمسين ألف سنة وقوله ليس له دافع من الله ذي المعارج تعرج الملائكة والروح إليه هي جملة معترضة وبهذا تكون آية المعارج في يوم القيامة وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث أبو هريرة في قصة مانع الزكاة أنه يحمى عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره كلما بردت أعيدت في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة فتبين بهذا أنه ليس بين الآيتين شيء من التعارض لاختلاف محلهما والله أعلم.
وما هو المانع من أن يكون اليوم ظرف لعروج الملائكة والروح؟
ـ[نوري قرآني]ــــــــ[12 Mar 2009, 05:47 ص]ـ
ويعلم مالا تعلمون
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[14 Mar 2009, 01:11 ص]ـ
ذكر الإمام الطبري -رحمه الله- هذا الأثر المنسوب إلى ابن عباس -رضي الله عنهما- بعد أن ذكر قوله هو واستدلاله، وبعد أن أورد أقوال المفسرين للآية، حيث قال: (وقد روي عن ابن عباس في ذلك غيرُ القول الذي ذكرنا عنه ... ) ثم أورد الأثر.
وعليه لا يكون محل إشكال، فالقاعدة أن المعنى قد يخفى على آحاد السلف لكنه لا يخفى على مجموعهم، وإن كان قول الحَبر لا يدل على أن معنى الآية مما خفي عليه، بل قد يحمل على أمر آخر متعلق بالاستنباط.
ـ[إبراهيم المصري]ــــــــ[14 Mar 2009, 08:37 ص]ـ
فالمسألة واضحة أن خلق السماوات والأرض كان في 6000 سنة من سنواتنا الشمسية وليس القمرية
السلام عليكم
إذا تدبرت -حفظك الله من كل سوء وزلل- الآية التي في سورة الكهف (ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا) لوجدت فيها عكس الذي قلته.
فرفع لبس وظن أن تكون السنين شمسية كان بإضافة (وازدادوا تسعا) فدل - والله أعلم- أن السنة المعتبرة في القرآن هي القمرية لا الشمسية
وهذا هو المستخدم عند العرب أصلا وهم الذين خُوطبوا بالقرآن
والسنة القمرية حقيقية لأنها تكون بمرور اثنا عشر شهرا نعرف بداية الشهر ونهايته
وأمّا السنة الشمسية فهي إلى وقت قريب تقديرية ولا يوجد لها ضابط إلاّ التحكم
وقد تستشكل العبارة الأخيرة فأقول -والله يعصمني وإياك والسامعين- انظر إلى الشهر الثاني في السنة الشمسية وكيف يختلف عن باقي الشهور في عدد الأيام.
وانظر إلى التحكم في جعل بعض الشهور 31 يوم وبعضها 30 من غير ضابط حسي مشاهد - بعكس الشهر العربي الذي يعتمد على مشاهدة القمر -
ولماذا لا يكون مثلا الشهر الثالث في السنة الشمسية 30 يوم ويكون الشهر الرابع 31
وما هو المانع إلاّ التحكم والهوى من غير ضابط.!!!!
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Mar 2009, 09:11 ص]ـ
فرفع لبس وظن أن تكون السنين شمسية كان بإضافة (وازدادوا تسعا) فدل - والله أعلم- أن السنة المعتبرة في القرآن هي القمرية لا الشمسية
وهذا هو المستخدم عند العرب أصلا وهم الذين خُوطبوا بالقرآن.
وهذا هو الحق الذي يؤكده قول الله تعالى:
(إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) سورة التوبة (36)
وهنا كلام نفيس للطاهر بن عاشور رحمه الله تعالى فإليكموه:
"والمراد بالشهور: الشهور القمرية بقرينة المقام، لأنّها المعروفة عند العرب وعند أغلب الأمم، وهي أقدم أشهر التوقيت في البشر وأضبطها لأنّ اختلاف أحوال القمر مساعد على اتّخاذ تلك الأحوال مواقيت للمواعيد والآجال، وتاريخخِ الحوادث الماضية، بمجرّد المشاهدة، فإنّ القمر كرة تابعة لنظام الأرض. قال تعالى: {لتعلموا عدد السنين والحساب} [يونس: 5] ولأنّ الاستناد إلى الأحوال السماوية أضبط وأبعد عن الخطأ، لأنّها لا تتناولها أيدي الناس بالتغيير والتبديل، وما حدثت الأشهر الشمسية وسَنتها إلاّ بعد ظهور علم الفلك والميقات، فانتفع الناس بنظام سير الشمس في ضبط الفصول الأربعة، وجعلوها حساباً لتوقيت الأعمال التي لا يصلح لها إلاّ بعض الفصول، مثل الحرث والحصاد وأحوال الماشية، وقد كان الحساب الشمسي معروفاً عند القبط والكلدانيين، وجاءت التوراة بتعيين الأوقات القمرية للأشهر، وتعيين الشمسية للأعياد، ومعلوم أنّ الأعياد في الدرجة الثانية من أحوال البشر لأنّها راجعة إلى التحسين، فأمّا ضبط الأشهر فيرجع إلى الحاجي. فألْهم الله البشر، فيما ألهمهم من تأسيس أصول حضارتهم، أن اتّخذوا نظاماً لتوقيت أعمالهم المحتاجة للتوقيت، وأن جعلوه مستنداً إلى مشاهَدات بيّنة واضحة لسائر الناس، لا تنحجب عنهم إلا قليلاً في قليل، ثمّ لا تلبث أن تلوح لهم واضحة باهرة، وألهمهم أن اهتدوا إلى ظواهر ممّا خلق الله له نظاماً مطرداً. وذلك كواكب السماء ومنازلها، كما قال في بيان حكمة ذلك {هو الذي جعل الشمس ضياءً والقمر نوراً وقدّره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلاّ بالحق} [يونس: 5]، وإن جعلوا توقيتهم اليومي مستنداً إلى ظهور نور الشمس ومغيبه عنهم، لأنّهم وجدوه على نظام لا يتغيّر، ولاشتراك الناس في مشاهدة ذلك، وبذلك تنظم اليومُ والليلة، وجعلوا توقيتهم الشهري بابتداء ظهور أول أجزاء القمر وهو المسمّى هلالاً إلى انتهاء محاقه فإذا عاد إلى مثل الظهور الأول فذلك ابتداء شَهْر آخر، وجعلوا مراتب أعداد أجزاء المدّة المسمّاةِ بالشهر مرتّبة بتزايد ضوء النصف المضيء من القمر كلّ ليلة، وبإعانة منازل ظهور القمر كلّ ليلة حذوَ شكل من النجوم سَمَّوه بالمنازل.
وقد وجدوا ذلك على نظام مطّرد، ثم ألهمهم فرقبوا المدّة التي عاد فيها الثمَر أو الكلأ الذي ابتدأوا في مثله العَدّ وهي أوقات الفصول الأربعة، فوجدوها قد احتوت على اثني عشر شهراً فسمّوا تلك المدّة عاماً، فكانت الأشهر لذلك اثني عشر شهراً، لأنّ ما زاد على ذلك يعود إلى مثل الوقت الذي ابتدأوا فيه الحساب أوّل مرّة، ودعوها بأسماء لتمييز بعضها عن بعض دفعاً للغلط، وجعلوا لابتداء السنين بالحوادث على حسب اشتهارها عندهم، إن أرادوا ذلك وذلك واسع عليهم، فلمّا أراد الله أن يجعل للناس عبادات ومواسم وأعياداً دورية تكون مرّة في كلّ سنة، أمرهم أن يجعلوا العبادة في الوقت المماثل لوقت أختها ففرض على إبراهيم وبَنِيه حجّ البيت كلّ سنة في الشهر الثاني عشر، وجعل لهم زمناً محترماً بينهم يأمنون فيه على نفوسهم وأموالهم ويستطيعون فيه السفر البعيد وهي الأشهر الحرم، فلمّا حصل ذلك كله بمجموع تكوين الله تعالى للكواكب، وإيداعه الإلهام بالتفطّن لحكمتها، والتمكّن من ضبط مطرد أحوالها، وتعيينه ما عين من العبادات والأعمال بمواقيتها، كان ذلك كلّه مراداً عنده
(يُتْبَعُ)
(/)
فلذلك قال: {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض}.
فمعنى قوله: {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً}: أنّها كذلك في النظام الذي وضَع عليه هذه الأرض التي جعلها مقرَّ البشر باعتبار تمايز كلّ واحد فيها عن الآخر، فإذا تجاوزت الاثني عشر صار ما زاد على الاثني عشر مماثلاً لنظير له في وقت حلوله فاعتبر شيئاً مكرّراً.
و {عند الله} معناه في حكمه وتقديره، فالعندية مجاز في الاعتبار والاعتداد، وهو ظرف معمول ل {عدّة} أو حال من {عدّة} و {في كتاب الله} صفة ل {اثنا عشر شهراً}.
ومعنى {في كتاب الله} في تقديره، وهو التقدير الذي به وُجدت المقدورات، أعني تعلقّ القدرة بها تعلّقاً تنجيزياً كقوله: {كتابا مؤجلا} [آل عمران: 145] أي قدرا محدّداً، فكتاب هنا مصدر.
بيان ذلك أنّه لمّا خلق القمر على ذلك النظام أراد من حكمته أن يكون طريقاً لحساب الزمان كما قال: {وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب} [يونس: 5] ولذلك قال هنا {يوم خلق السماوات والأرض} ف {يومَ} ظرف ل {كتاب الله} بمعنى التقدير الخاصّ، فإنّه لما خلق السماوات والأرض كان ممّا خلَق هذا النظامُ المنتسب بين القمر والأرض.
ولهذا الوجه ذُكرت الأرض مع السماوات دون الاقتصار على السماوات، لأنّ تلك الظواهر التي للقمر، وكان بها القمر مجزَّءاً أجزاء، منذُ كونِه هلالاً، إلى رُبعه الأول، إلى البدر، إلى الربُع الثالث، إلى المحاق، وهي مقادير الأسابيع، إنّما هي مظاهر بحسب سمته من الأرض وانطباع ضوء الشمس على المقدار البادي منه للأرض.
ولأنّ المنازل التي يحلّ فيها بعدد ليالي الشهر هي منازل فرضية بمرأى العين على حسب مسامتته الأرض من ناحية إحدى تلك الكُتل من الكواكب، التي تبدو للعين مجتمعة، وهي في نفس الأمر لها أبعاد متفاوتة لا تآلف بينها ولا اجتماع، ولأنّ طلوع الهلال في مثل الوقت الذي طلع فيه قبلَ أحد عشر طلوعاً من أي وقت ابتُدىءَ منه العد من أوقات الفصول، إنّما هو باعتبار أحوال أرضية.
فلا جرم كان نظام الأشهر القمرية وسنَتُها حاصلاً من مجموع نظام خلق الأرض وخلق السماوات، أي الأجرام السماوية وأحوالها في أفلاكها، ولذلك ذكرت الأرض والسماوات معاً.
وهذه الأشهر معلومة بأسمائها عند العرب، وقد اصطلحوا على أن جعلوا ابتداء حسابها بعد موسم الحجّ، فمبدأ السنة عندهم هو ظهور الهلال الذي بعد انتهاء الحجّ وذلك هلال المحرّم، فلذلك كان أول السنة العربية شهر المحرم بلا شكّ، ألا ترى قول لبيد:
حتى إذا سَلَخَا جمادَى سِتةً ... جَزْءا فطَال صيامُه وصِيامها
أراد جمادى الثانية فوصفه بستّة لأنّه الشهر السادس من السنة العربية.
وقرأ الجمهور {اثنا عشر} بفتح شين {عشر} وقرأه أبو جعفر {اثنا عْشَرَ} بسكون عين {عشر} مع مدّ ألف اثنا مُشْبَعاً.
والأربعة الحرم هي المعروفة عندهم: ثلاثة منها متوالية لا اختلاف فيها بين العرب وهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرّم، والرابع فرد وهو رجب عند جمهور العرب، إلاّ ربيعة فهم يجعلون الرابع رمضان ويسمّونه رَجَباً، وأحسب أنّهم يصفونه بالثاني مثل ربيع وجمادى، ولا اعتداد بهؤلاء لأنّهم شذّوا كما لم يعتدّ بالقبيلة التي كانت تُحلّ أشهر السنة كلَّها، وهي قضاعة.
وقد بيّن إجمال هذه الآية النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة حجّة الوداع بقوله: {منها أربعة حرم} «ذو القعدة وذو الحجّة والمحرم ورجب مُضر الذي بين جمادى وشعبان»."
أنتهى كلامه رحمه الله تعالى
ـ[إبراهيم المصري]ــــــــ[14 Mar 2009, 10:26 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذا الإثراء ونفع بك(/)
ابن شجرة وآراؤه
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[10 Mar 2009, 11:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هل كتب احد بحثا علميا حول العلامة ابن شجرة"احمد بن كامل بن خلف بن شجرة" المتوفى سنة 350هـ وآراؤه في التفسير وعلوم القران؟
الرجاء ممن يعرف ان لا يبخل
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Mar 2009, 09:22 م]ـ
نعم يا أبا محمد. كتب الدكتور محمد الفايز (أبو حذيفة) بحثاً عنه ونشره.
تعريف موجز بالمفسر أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة (ت350هـ) رحمه الله ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=14858)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Mar 2009, 09:22 م]ـ
وقد رأيتك عقبت على الموضوع هناك، فلماذا تعيد السؤال مرة أخرى في موضوع مستقل إذن؟(/)
تشريع أخذ الجزية هل هو رضا بالكفر وإقراره مقابل مال؟
ـ[ابومعاذالمصرى]ــــــــ[10 Mar 2009, 11:56 م]ـ
السلام عليكم
معلوم ان الاسلام شرع اخذ الجزية من الكتابى وقيل المجوس ايضا وهؤلاء لاخلاف ولاشك فى كفرهم وانهم من المخلدين فى النار ان ماتوا على ذلك
فهل فى هذا التشريع اعتراف بالكفر والرضا به واقراره مقابل مبلغ من المال؟
كنت قرأت ردا على هذا التساؤل فى احد التفاسير ولا اذكر اين وحتى اجد مصدرى هل وقف احد من مشايخنا وطلاب العلم على قول لأحد المفسرين فى هذا الشأن؟
بارك الله فيكم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Mar 2009, 12:21 ص]ـ
لقد سبق في علم الله تعالى وقدره أن البشرية ستنقسم إلى قسمين كافر ومؤمن:
(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) سورة التغابن (2)
وقال:
(وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) سورة يوسف (103)
وتقرر أيضاً أن الدين لا يكون بالإكراه:
(وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) سورة يونس (99)
(لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) سورة البقرة (256)
وتشريع الجزية جاء متسقاً مع هذه الحقائق القرآنية، وليس هو رضا بالكفر مقابل المال والدليل هو مقدار الجزية الزهيد.
بل إن الحكمة من هذا التشريع هوالرحمة بالخلق، فهو فرصة للتأمل والنظر في صحة الإسلام ومن ثم قبوله، ولا شك أنه خير من لو لم يجد الكافر أمامه إلا أن يقبل بالدخول في الإسلام مكرها ويبطن الكفر، أويقبل بالموت متمسكا بكفره.
هذا والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.(/)
سؤال عن المنهج العلمي في دراسة علوم القرآن الكريم؟
ـ[ابوالعباس الترهونى]ــــــــ[10 Mar 2009, 11:57 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله .... وبعد
اعتذر من المشايخ في طلبي هذا ولكن الامر مهم ينبغي تداركه
ذالكم هو المنهج العلمي في دراسة علوم القران و يكون:
للمبتدي والمنتهي:
علي مراحل:
1المرحلة الاولي
2المرحلة الثانية
3المرحلة الثالة
4المرحلة الرابعة
وتحديد الفترة الزمنية لكل مرحلة
ارجو ان يجد هذا الطلب مكان عند اهل العلم
وجزاكم الله خيرا ونفع بكم.
ـ[طالبة مجتهدة]ــــــــ[11 Mar 2009, 10:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
جزاكم الله خيرا على هذه اللفتة المباركة ..
وأنا أيضا أشترك معكم في هذا الطلب ..
ننتظر رد المشايخ والأساتذة الفضلاء ...
وبارك الله فيكم جميعا.
ـ[سلمان الخوير]ــــــــ[20 Mar 2009, 12:19 ص]ـ
بارك الله فيكم ..
أوافقك وأشاركك في في تحقيق هذا الطلب
بإذن الله يجد هذا الطلب قبولا لدى المشائخ الفضلاء ..
ـ[عبدالرحمن بن محمد الهرفي]ــــــــ[20 Mar 2009, 09:44 ص]ـ
كثير من طلبة العلم يخبط خبط عشواء بسبب افتقاده للمنهجية في التعلم، فهو لا يعرف ماذا يدرس؟ بماذا يبدأ؟ ما هي الكتب التي عليه أن يقتنيها؟
والأمر سهل ميسور ـ بإذن الله تعالى ـ فإنَّ سلفنا الصالح قد قيدوا في ترتيب العلوم مصنفات لبيان هذه المسالة.
ولابد أن تعرف قواعد السير حتى لا يتعثر جوادك:
أولا: العلم كثير، والعمر قصير، فلا تشتغل بمفضول عن فاضل، ولا تتعدَّ.
ثانيًا: خذ من كل علم بطرفه بادئ الأمر ثمَّ ترقَّ في الدرجات.
ثالثًا: علومنا كلٌ واحد فلا تركن لجانب دون الآخر.
رابعًا: علومنا منها علوم وسائل، ومنها علوم ثمرات، فابدأ بالبذر، واصبر في زمان السقي، وارتقب حصول الثمرة لتحصدها.
خامسًا: لابد من المنهجية والمرحلية، فلكل علم ثلاث مراتب: اقتصار، واقتصاد، واستقصاء.
فهن ثلاث: للمبتدئ، والمتوسط، والمنتهي.
ولا يجوز بحال أنْ تأخذ ما جُعل لمن هو أرقى منك درجة، وإلا بنيت من غير أسس صحيحة، وتلك آفة التَّسرع والعجلة، فلا تعجلْ.
سادسًا: قدِّم فروض الأعيان على فروض الكفايات على المندوبات، وإياك ومكروه ناهيك عن حرام
سابعًا: لابد من متابعٍ دليل يأخذ بيدك، يبصِّرك بمفاتيح العلوم، ومداخل الكتب، لتنأى عن شبهة " تصحيف " أو " تحريف "، ولابد أنْ يكون دليلك سلفي المنهج لتتربى بعيدًا عن التأويلات الباطلة والآراء الشاذة المنكرة.
ثامنًا: لكل علم وفن مصطلحاته، ولا مشاحة في الاصطلاح، فاحرص على اقتناء معاجم المصطلحات، واجعل لكل علم دفترًا عندك، ودوِّن فيه كل مصطلح جديد.
تاسعًا: لا يمر بك يوم دون تحصيل، فوقتك رأس مالك، والعلماء أبخل النَّاس بزمانهم
الوقت أنفس ما عنيت بحفظه وأراه أسهل ما عليك يضيع
عاشرًا: الكتاب خير جليس، وأفضل أنيس، فلا تقرا قراءة الغافل، بل حادثه وحاوره، لا تكن كالإسفنجة تتشرب كل شيء، بل كن كالقارورة المصمتة، تبصر من وراء حجاب.
فلابد أن يبدأ طالب العلم بحفظ القرآن الكريم كاملاً، نعم حفظ القرآن فرض كفاية على الجملة، لكنَّا نقول بتعينه على طلبة العلم الملتزمين في عصرنا، فإذا تقاعس هؤلاء فمن يسد الثغرة ويكفَّ عن الأمة؟
ومن أقرب الوسائل لذلك إدمان التلاوة، واستغلال الأوقات المباركة كالسحر والبكور، والتزام طبعة واحدة من المصحف لترتسم في مخيلتك صورة تتابع الآيات في الصفحة، ودوام المراجعة في أداء نوافل الصلاة والقيام والسير في الطرقات، وغض البصر فإنَّه من أكثر المعينات لحفظ العلوم كافة.
تأدب بآداب حفظ القرآن، واقتنِ في ذلك، " التبيان في آداب حملة القرآن " للإمام النووي ـ رحمه الله ـ
استثمر سني الحفظ الذهبية (حتى الثالثة والعشرين من عمرك)، ومن فاتته فلا ييأس، فالموفق من وفقه الله تعالى، واستعن بالله ولا تعجز
من الكتب النافعة في مسألة حفظ القرآن.
القواعد الذهبية في حفظ القرآن الكريم للشيخ /عبد الرحمن عبد الخالق.
عون الرحمن في حفظ القرآن للشيخ / أبو ذر القلموني.
لابد من المشافهة في تعلم هذا العلم.
اتقن قراءة من القراءات كحفص عن عاصم،
ابدأ: بمتن تحفة الأطفال فاحفظها
ومن شروحه:
(يُتْبَعُ)
(/)
فتح الأقفال شرح متن تحفة الأطفال للناظم سليمان الجمزوري
بغية الكمال شرح تحفة الأطفال الشيخ / أسامة عبد الوهاب.
ثنِّ: بحفظ متن الجزرية.
ومن شروحه
" فتح المريد في علم التجويد " عبد الحميد يوسف منصور.
وانتهِ: بهداية القاري إلى تجويد كلام الباري للشيخ عبد الفتاح السيد عجمي المرصفي
علوم القرآن
ابدأ بـ: لمحات في علوم القرآن. محمد الصباغ.
مباحث في علوم القرآن صبحي الصالح أو مناع القطان.
ثنَّ بـ: التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن طاهر الجزائري.
ثمَّ: الإتقان في علوم القرآن السيوطي.
وانته بـ: البرهان في علو القرآن الزركشي.
• أصول التفسير
ابدأ بـ: رسالة في أصول التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية.
ثنِ بـ: بحوث في أصول التفسير محمد الصباغ.
وأخيرًا: قواعد التفسير جمعًا ودراسة خالد بن عثمان السبت فإنَّه جيد في هذا الباب.
• كتب التفسير
من الكتب التي أرخت تأريخًا طيبًا لحركة التفسير " كتاب التفسير والمفسرون " للشيخ / محمد حسين الذهبي، وهو كتاب جيد على الحقيقة.
أما كتب التفسير ذاتها
فابدأ بـ: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان عبد الرحمن السعدي ثمَّ: تيسير العلي القدير مختصر تفسير ابن كثير نسيب الرفاعي
أو عمدة التفسير (لكنه لم يكتمل) أحمد شاكر
ثنِ بـ: محاسن التأويل القاسمي
انتهِ: جامع البيان لابن جرير الطبري
ثانيًا: علوم السنة
1) لا تشتغل بالحديث قبل حفظ القرآن وأخذ نصيبك منه.
2) لا تعمد إلى الاشتغال بفروع تخصصية قد سدَّها غيرك، فتشتغل بمفضول عن فاضل.
3) الحديث بحر لا ساحل له فالنَّهل من السنة تفنى الأعمار دون الإتيان على آخره.
4) لابد أن تكون لك حصيلة ضخمة من الأحاديث النبوية تتكاثر مع الوقت، فالسنة لواؤك، وبها يقوم منهجك.
دواوين السنة
ابدأ بـ: الأربعين النووية فاحفظها
واستأنس بشرحها المبارك " جامع العلوم والحكم " لابن رجب الحنبلي وقد زاد عليها.
ثمَّ: عليك بـ " رياض الصالحين " فإنَّه كتاب مبارك، كتاب منهج، سلفي محض.
واستأنس بشرحه " نزهة المتقين شرح رياض الصالحين " في مجلدين لمجموعة من العلماء، ولشيخنا ابن عثيمين شرح حديث عليه فاقتنه.
ثمَّ: " الترغيب والترهيب " للمنذري، وقد خرج تحقيق الشيخ الألباني لجزء منه.
ثمَّ: عليك بالكتب الستة:
قال بعض شيوخنا: لا يجاوز طال العلم الخامسة والعشرين إلا وقد أتى على الكتب الستة قراءة وفهمًا، فعليك بـ:
صحيح البخاري مع شرحه الماتع " فتح الباري ".
صحيح مسلم مع شرح الإمام النووي له.
جامع الترمذي وشرحه " تحفة الأحوذي " للمباركفوري.
سنن أبي داود وشرحه " عون المعبود " لشمس الدين آبادي.
سنن النسائي وشرح السيوطي عليه.
وسنن ابن ماجه وشرح السيوطب عليه أيضًا.
واستأنس في السنن الأربعة بجهود العلامة الألباني ـ رحمه الله ـ في تصحيحها وتضعيفها.
ثمَّ تنتهي بمرحلة " المعاجم والمسانيد والمصنفات " كمعاجم الطبراني الثلاثة، ومسند الإمام أحمد، ومسند البزار، ومسند أبي يعلى، ومصنف عبد الرزاق ومصنف ابن أبي شيبة.
ولا يفوتك " الجامع الصغير وزياداته " للسيوطي، مع تحقيق الشيخ الألباني في " صحيح الجامع الصغير " و " ضعيف الجامع " فإنَّه كتاب لا يخلو منه بيت داعية ولا طالب علم فضلاً عن عالم، ويمتاز بسهولة وقصر أحاديثه فيمكنك حفظ طائفة هائلة من " صحيح الجامع " تكوِّن حصيلة جيدة لك.
والكتاب مرتب على حروف الهجاء، وقد رتبه الأخ / عوني نعيم الشريف على الموضوعات، وخرج في أربعة مجلدات باسم " ترتيب احاديث الجامع الصغير وزياداته ".
• مصطلح الحديث
ابدأ بـ: تيسير مصطلح الحديث محمود الطحان.
واحفظ: البيقونية، واقتنِ شرح الشيخ ابن عثيمين عليها.
ثمَّ: نخبة الفكر وشرحها نزهة النظر لابن حجر العسقلاني.
ثمَّ: الباعث الحثيث لابن كثير، أو قواعد التحديث للقاسمي.
ثمَّ: متن التقريب للإمام النووي، وشرحه الجامع " تدريب الراوي " للسيوطي.
وأخيرًا: ألفية العراقي. وشرحه " فتح المغيث " للسخاوي.
وإن شئت ألفية السيوطي فلا بأس.
وفي علوم الحديث بشكل عام اقتنِ " مباحث في علوم الحديث " للشيخ/ مناع القطان.
(يُتْبَعُ)
(/)
لا بأس أن تتدرب على تخريج الأحاديث بالطريقة المثلى، بتتبع الطرق والحكم على الأسانيد، فقط على سبيل الدربة، ففيها فوائد عظيمة تمكنك من الاحتكاك بكتب السنة ومعرفة مناهجها.
ولا شك أنَّك ستحتاج في بحثك عن معرفة أصول هذا الفن، فاقتنِ:
أصول التخريج محمود الطحان.
التأصيل بكر أبو زيد (خرج منه مجلد واحد فقط).
ثالثًا: علم التوحيد أو العقيدة.
ابدأ بـ: وأرشح لك ـ أيها المتفقه ـ بعض الكتب التي تدلك على العقيدة الصحيحة السلفية " عقيدة أهل السنة والجماعة."
ابدأ بـ: 200 سؤال وجواب في العقيدة.
ثمَّ: رسالة " العقيدة الصحيحة " للشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ
ثم َّ: شرح العقيدة الواسطية لخليل هراس.
وللشيخ ابن عثيمين مجموعة في (33 شريطًا) في شرح الوسطية فاقتنه مع الكتاب.
ثمَّ: احفظ " كتاب التوحيد " لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، وشروحه كـ " فتح المجيد "، " وتيسير العزيز الحميد "
ثمَّ: معارج القبول للحافظ أحمد حكمي.
ثمَّ: شرح العقيدة الطحاوية. لأبى العز الحنفي.
إلى أن تنتهي بكتب سلفنا الرائعة مثل:
السنة. لابن أبي عاصم.
الإبانة. لابن بطة.
شرح أصول أهل السنة والجماعة للالكائي.
وفي بعض المباحث المهمة:
في الولاء والبراء: اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام ابن تيمية.
في الاسماء والصفات القواعد المثلى في الاسماء الحسنى للشيخ ابن عثيمين.
العذر بالجهل للشيخ / أحمد فريد.
القضاء والقدر شفاء العليل لابن قيم الجوزية.
مسألة العلو اجتماع الجيوش الإسلامية لابن قيم الجوزية، وكتاب " العلو للعلى الغفار " للحافظ الذهبي، مع مختصره للشيخ الألباني.
وبالجملة ليكن لك من كتب ورسائل شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وأئمتنا منهلاً عذبًا ليصفو اعتقادك وفق عقيدة السلف الصالح.
رابعًا: الفقه.
تقدم معك رأينا في مسألة تعلم الفقه، ولذلك فالاختيار أن يبدأ بمتن من المتون الفقهية على مذهب من المذاهب الأربعة المعتبرة
فابدأ بـ:
ففي الفقه الحنفي: " مختصر القدوري " المسمى بـ " الكتاب " مع شرحه " اللباب في شرح الكتاب " للشيخ عبد الغني الغنيمي الميداني.
ثمَّ " بداية المبتدي " وشرحه " الهداية شرح بداية المبتدي " للمرغيناني، وشرحها " العناية " للبابرتي.
ثمَّ " بدائع الصنائع " للكاساني.
وينتهي بموسوعة الفقه الحنفي " المبسوط " للسرخسي، و" حاشية ابن عابدين " المسماه بـ " حاشية رد المحتار على الدر المختار "
وفي الفقه الشافعي: " متن أبي شجاع " أو يحفظ " متن المهذب " للشيرازي.
ثم عليه ب " الروضة "، و " منهاج الطالبين" للإمام النووى –رحمه الله-.
فأما " الروضة"، فهو مختصرُ من كتاب " فتح العزيز شرح الوجيز" للرافعىِّ.
وأمَّا " المنهاج "، فإنه من الكتب المعتمدة عند المتأخرين من فقهاء الشافعية وهو مختصر لكتاب " المحرر " للرافعى كذلك.
ثم عليه ب " المجموع شرح المهذب " للإمام النووى أيضاً وهو أصلُ عظيمُ فى المذهب كله.
قال النووى –رحمه الله-: .............
وفي الفقه المالكي: " رسالة ابن أبي زيد القيرواني " المسماه بـ (باكورة السعد) أو (مختصر خليل).
ثم عليه ب:
" مواهب الجليل شرح مختصر الخليل " للحطَّاب، وهو من أشهر شروح "مختصر الخليل".
ثم عليه ب:
" الشرح الكبير على مختصر الخليل " لأحمد بن محمد بن محمد بن احمد العدوى المالكى الشهير بالدردير (ت 1201 ه)، وهو من الشروح المعتمدة فى المذهب.
ثم " حاشية الدسوقى على الشرح الكبير" لابن عرفة الدسوقى (ت 1230 ه).
ومن الكتب الحديثة:
" مواهب الجليل من أدلة الخليل " للشيخ أحمد بن أحمد المختار الشنقيطى –وهو ابن عام صاحب " أضواء البيان"، وطبعته إدارة إحياء التراث الإسلامى بقطر.
وفي الفقه الحنبلي: متن " عمدة الأحكام " لابن قدامة المقدسي، وشرحه " العدة "
ثمَّ " المقنع " لابن قدامة وشرحه " الروض المربع ".
ثمَّ " الكافي " لابن قدامة أيضًا.
وينتهي بـ " المغني " لابن قدامة، الذي يعد مرجعًا مهم في الفقه المقارن، وأنت ترى أنَّه في آخر الطريق، وللأسف الشديد يبدأ به الكثيرون.
لا بأس في مرحلة متقدمة من الاستئناس بـ
" فقه السنة " للشيخ / سيد سابق، مع تعليقات الشيخ / الألباني في " تمام المنة "
(يُتْبَعُ)
(/)
" سبل السلام " للصنعاني.
وعلى طالب الفقه المتقدم متابعة المجلات الفقهية المتخصصة، وإصدارات المجامع الفقهية العالمية، كالمجمع الفقهي بمكة، وفتاوى اللجنة الدائمة بالمملكة العربية السعودية، وفتاوى دار الإفتاء المصرية، والقراءة في الأبحاث العصرية للاطلاع على رأي فقهاء العصر فيما يجد.
خامسًا: أصول الفقه.
1) لا يتعلم الأصول إلا بعد الانتهاء من المرحلة الأولى في الفقه ليتصور طالب العلم الفروع الفقهية في البداية، ثمَّ يتعلم كيفية تأصيل الأصول، وتخريج الفروع من الأصول.
2) قد يحتاج طالب العلم إلى دراسة منطقية أو كلامية ليحسن التعامل مع كتب الأصول التي استقت من المنطق والكلام، فلا ينبغي أن يتعدى طالب العلم ذلك بمعنى ألا يستفيض في دراسة هذه العلوم التي كرهها سلفنا وحذروا منها كما تدري، وبحمد الله ثمَّ جهود مباركة في تخليص علم أصول الفقه من الكلاميات، والتركيز على جانب الثمثيل من النصوص الشرعية.
كيف تطلب علم الأصول؟
ابدأ بـ: " أصول الفقه " لعبد الوهاب خلاف أو لأبي زهرة، أو لأحمد إبراهيم، ثمَّ للخضري.
ثمَّ: " أصول الفقه " لأبي النور زهير.
ثمَّ: " معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة " لمحمد حسين الجيزاني.
والحنفي المذهب:
عليه بحاشية " التلويح على التوضيح " للتفتازاني.
" والتقرير والتحبير " للكمال بن الهمام.
ومن عداه عليه بـ: " نهاية السول " للإسنوي الشافعي، " وجمع الجوامع " لتاج الدين السبكي.
وتنتهي عند أفضل ما ألِّف في الأصول ومقاصد الشريعة " كتاب الموافقات " للإمام الشاطبي.
وفي قضية مقاصد الشريعة لا بأس بكتاب " مقاصد الشريعة " للطاهر بن عاشور أو لعلال الفاسي.
ومن هذا الباب كتاب " مقاصد المكلفين " للدكتور/ عمر الأشقر.
وهو بحثُ مفيدُ ماتعُ عليك به، ولو أن تسطره بيدك لكان أولى.
سادسًا: علوم اللغة.
1) علوم اللغة متشعبة، والمجتهد في اللغة مجتهد في الشرع كما قال الشاطبي.
2) إنَّما سقمت الأفهام يوم صرنا أعاجم فلا تقل: علوم لغة، وعلوم شرع، فعلوم اللغة جزء خطير من علوم الشريعة، فعليها مدار ضبط الأفهام فتنبه.
في علم النحو:
ابدأ بـ: " الأجرومية " فاحفظها، واستأنس بشرح " التحفة السنية " عليها للشيخ / محمد محيي الدين عبد الحميد.
ثمَّ: " قطر الندى " لابن هشام.
ثمَّ: " شذور الذهب " له أيضًا.
وفي المرحلة الثانية
ابدأ بـ: حفظ الألفية وتدرج مع شروحها.
شرح ابن عقيل، ثمَ شرح الأشموني، ثمَّ حاشية الصبان
وفي المرحلة الثالثة
عليك بـ " مغني اللبيب " لابن هشام، و " المفصل " لابن يعيش، وأخيرًا " الكتاب " لسيبويه.
في علم الصرف
ابدأ بـ " شذا العرف في علم الصرف "
ثمَّ " لامية الأفعال "، وكثير ممَّا مرَّ ذكره من الكتب النحوية تحوي مباحث علم الصرف المختلفة.
في علم البلاغة
ابدأ بـ " البلاغة الواضحة " لعلي الجارم
ثمَّ " مقدمة تفسير ابن النقيب " تحقيق د/ زكريا سعيد علي.
ثمَّ " أسرار البلاغة " و " دلائل الإعجاز " كلاهما لعبد القاهر الجرجاني بتحقيق الشيخ /محمود محمد شاكر.
في غريب الكتاب والسنة.
المفردات في غريب القرآن الراغب الأصفهاني.
النهاية في غريب الأثر لابن الأثير
في المعاجم
اقتنِ " مختار الصحاح " لا يفارقك جيبك.
ثمَّ ابدأ في التعامل مع المعاجم المختلفة بأنواعها:
كالوسيط والوجيز، ولسان العرب لابن منظور، والبحر المحيط للفيروز آبادي.
في الأدب
ابدأ بـ " حفظ المعلقات السبع " لتكوِّن حصيلة لغوية جيدة.
اقرأ في " خزانة الأدب " للبغدادي، " صبح الأعشى " للقلقشندي، ودواوين أبي الطيب المتنبي وأبي تمام والبحتري وأبي العتاهية وغيرهم من الشعراء، تجنب الرديء المخالف، والتمس من أشعار الحكمة ما ينفعك.
ـ[أم أسماء]ــــــــ[20 Mar 2009, 11:38 ص]ـ
العلم كثير، والعمر قصير، فلا تشتغل بمفضول عن فاضل، ولا تتعدَّ.
ثانيًا: خذ من كل علم بطرفه بادئ الأمر ثمَّ ترقَّ في الدرجات.
ثالثًا: علومنا كلٌ واحد فلا تركن لجانب دون الآخر.
رابعًا: علومنا منها علوم وسائل، ومنها علوم ثمرات، فابدأ بالبذر، واصبر في زمان السقي، وارتقب حصول الثمرة لتحصدها.
(يُتْبَعُ)
(/)
خامسًا: لابد من المنهجية والمرحلية، فلكل علم ثلاث مراتب: اقتصار، واقتصاد، واستقصاء.
فهن ثلاث: للمبتدئ، والمتوسط، والمنتهي.
ولا يجوز بحال أنْ تأخذ ما جُعل لمن هو أرقى منك درجة، وإلا بنيت من غير أسس صحيحة، وتلك آفة التَّسرع والعجلة، فلا تعجلْ.
سادسًا: قدِّم فروض الأعيان على فروض الكفايات على المندوبات، وإياك ومكروه ناهيك عن حرام
سابعًا: لابد من متابعٍ دليل يأخذ بيدك، يبصِّرك بمفاتيح العلوم، ومداخل الكتب، لتنأى عن شبهة " تصحيف " أو " تحريف "، ولابد أنْ يكون دليلك سلفي المنهج لتتربى بعيدًا عن التأويلات الباطلة والآراء الشاذة المنكرة.
ثامنًا: لكل علم وفن مصطلحاته، ولا مشاحة في الاصطلاح، فاحرص على اقتناء معاجم المصطلحات، واجعل لكل علم دفترًا عندك، ودوِّن فيه كل مصطلح جديد.
تاسعًا: لا يمر بك يوم دون تحصيل، فوقتك رأس مالك، والعلماء أبخل النَّاس بزمانهم
الوقت أنفس ما عنيت بحفظه وأراه أسهل ما عليك يضيع
عاشرًا: الكتاب خير جليس، وأفضل أنيس، فلا تقرا قراءة الغافل، بل حادثه وحاوره، لا تكن كالإسفنجة تتشرب كل شيء، بل كن كالقارورة المصمتة، تبصر من وراء حجاب.
فلابد أن يبدأ طالب العلم بحفظ القرآن الكريم كاملاً، نعم حفظ القرآن فرض كفاية على الجملة، لكنَّا نقول بتعينه على طلبة العلم الملتزمين في عصرنا، فإذا تقاعس هؤلاء فمن يسد الثغرة ويكفَّ عن الأمة؟
ومن أقرب الوسائل لذلك إدمان التلاوة، واستغلال الأوقات المباركة كالسحر والبكور، والتزام طبعة واحدة من المصحف لترتسم في مخيلتك صورة تتابع الآيات في الصفحة، ودوام المراجعة في أداء نوافل الصلاة والقيام والسير في الطرقات، وغض البصر فإنَّه من أكثر المعينات لحفظ العلوم كافة.
وصايا تكتب بماء الذهب على صفائح الفضة ..
أسأل الله أن ينفع بها، وأن يجزي شيخنا خيرا على بيانه المختصر الكافي في منهجية طالب العلم، التي يفتقدها كثير في أيامنا هذه ...
للرفع، مع خالص الدعاء
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[20 Mar 2009, 01:16 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل على طرح هذا الموضوع القيم ..
وقد أجاد فيه الأخ عبدالرحمن الهرفي وأفاد أثابه الله .. وبما أنكم تطرقتم للمنهج العلمي .. فأود أن أضيف لهذا الموضوع إضافة أخرى تهم كل طالب للعلم وطالبة ألا وهي المنهج التربوي السلوكي في طلب العلم فتقبلوه مني بوركتم ...
الحمد لله العليم الحكيم .. والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين ..
أما بعد::: ....
إن طلب العلم من أعظم العبادات التي تُرفع بها الدرجات .. وتُكفّر بها السيئات .. قال تعالى: (يَرفعُ اللهُ الذينَ آمنُوا منكُم والذينَ أُوتُوا العلمَ دَرجاتٍ ... ) سورة المجادلة الآية 11 .. وما قذف الله في قلب مسلم حب هذا العلم إلا وهو يريد به خيرا .. لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيرا، يفقهه في الدين) .. فهنيئا لمن سلك هذا الطريق الموصل إلى جنات النعيم ....
وهنا سأتطرق إلى بعض الآداب التي يتوجب على كل طالب علم التزامها والامتثال بها .. وهي كالتالي: ـ
1ـ الإخلاص لله وتصديق القول بالعمل .. احرص أولا على تجريد نية طلب العلم لله وحده .. ثم داوم على تطبيق هذا العلم الذي اكتسبته؛ كيلا تكون ممن قال الله عز وجل فيهم: (يا أيُّها الذينَ آمَنوا لِمَ تَقولونَ ما لا تَفعلونَ) سورة الصف الآية 2 .. أجل ماذا يجدي أن يمتلئ طالب العلم علما، ويملي علينا ما نهله من علوم ومعارف ثم لا يُرى أثر ذلك على نفسه البتة؟!!! .. ولكم استوقفتني وصية نفيسة من العلامة محمد العثيمين رحمه الله لطلبة العلم حيث يقول فيها: (أنا لا أريد من طلبة العلم أن يكونوا نُسخا من كتب .. وإنما أريد منهم أن يكونوا علماء عاملين!!) .. وإخالك لا يخفى عليك تلك المقولة المشهورة التي طالما رددناها فمتى نطبقها؟! .. (العلم يهتف بالعمل، فإن أجابه وإلا ارتحل!) .. ولأن تطبيق العلم والعمل به يزيده رسوخا وثباتا فيندر أن يتفلت منك ـ أيها المبارك ـ ..
(يُتْبَعُ)
(/)
2ـ الجمع بين الحفظ والفهم .. وطلبة العلم في هذا على طرفي نقيض .. فبعضهم يغلبون جانب الحفظ على الفهم والتفقه .. فتجد الواحد منهم آية في الحفظ ولكن لا يعقل بعض ما يحفظ .. فينعكس هذا سلبا على حفظه فسرعان ما يتفلت!! .. بل ربما يولّد عنده مفاهيم خاطئة لا تمت للإسلام بصلة!! .. وهذه منهجية تفتقر إلى علاج مبكر .. والطريق القويم هو الجمع بين هذا وذاك .. والحرص على الاطلاع على الشروحات الميسرة والمختصرة في كافة فنون العلم واستيعابها وسؤال أهل العلم عما يشكل ..
3ـ امتثال القدوة الحسنة .. فاحرص يا طالب العلم على الالتزام بالسمت الحسن .. وإياك أن يبدر منك ما يكون سببا في القدح بطلاب العلم وتشويه سمعتهم أمام العامة!! .. فأنت واحد منهم .. ثم لا تنس أن تستشعر بسمتك الحسن إخلاص النية لله أولا ..
4ـ عدم ترك العنان لمداخل الشيطان!! .. كالاعجاب بالنفس، والغرور، والتعالي على الآخرين، فهي آفات تحبط الأعمال وتغضب الله عز وجل .. ولتعلم يا طالب العلم! .. أن العلم ليس بكثرة الرواية والدراية .. وإنما بخشية الله تعالى .. وإليك هذه الفائدة الجليلة التي ذكرها العلامة محمد العثيمين رحمه الله عند قوله تعالى في سورة الروم: (وقالَ الذينَ أُوتُوا العِلمَ ... ) الآية 56، يقول رحمه الله: (في هذه الآية دلالة على أن الإنسان لا ينبغي أن يعجب بعلمه؛ لأنه لم يدركه بنفسه، بل إن الله عز وجل منّ به عليه لقوله "أوتوا العلم").
5ـ العناية بأعمال القلوب .. فمن الخلل الذي يسلكه بعض طلبة العلم مع الانهماك في كتب المتون العلمية والمسائل المتشعبة إهمال أعمال القلوب وعدم الاكتراث بها .. فالقلب يحتاج إلى التعاهد .. وطالب العلم بأمس الحاجة إلى تقوية الصلة بالله عزوجل وتعليق قلبه به .. ولا أنجع من ديمومة تدبر القرآن والنظر في سيرة نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم .. وأحوال سلفنا الصالح رحمهم الله .. وكيف كانت صلتهم بربهم؟! ..
6ـ إياك وهذا الجرم العظيم!! .. من الأسى أن يتفشى في أوساط طلبة العلم الخوض في أعراض العلماء وتتبع زلاتهم، وتصنيفهم حسب الأهواء بلا مبالاة ولا خوف من الله!! .. وحسبي هنا أن أذكر ما قاله ابن عساكر محذرا من هذا المسلك الخطير يقول رحمه الله: (لم يتكلم أحد في العلماء بالثلب، إلا ابتلاه الله قبل موته بموت القلب!!) .. وغيبة العلماء أشد من غيبة غيرهم!! .. فالحذر الحذر!! ..
7ـ حاجتنا إلى الأخلاق! .. لا أحد ينكر أن القسوة والغلظة والجفاء وجرح مشاعر الآخرين .. أخلاق لا تليق بأي مسلم، فكيف لو صدرت من طالب علم؟! .. حتما سينفض الناس من حوله .. بل لن يقتصر النفور منه فحسب وإنما سيتعداه إلى ما يحمله من العلم والدعوة .. فيكون سببا في الصد عن سبيل الله من حيث شعر أم لم يشعر؟! .. ولطالما تساءلت: إذا فُقدت الأخلاق الحميدة من أوساط طلاب العلم وهم أحق بها وأهلها .. فيا ترى أي الأوساط تحتضن هذه الأخلاق؟!!!.
8ـ إدراك قيمة الأخوة في الله .. وتحصين أسوارها لكيلا يتسلل إليها ما يهدمها كالتنافس غير المحمود والغيرة والحسد .. وأربأ بك يا طالب العلم عن هذه المزالق الخطيرة التي تمزق أواصر الأخوة في الله إلى أن تتلاشى كأن لم تكن!!! ...
9ـ عدم احتقار الذات والتقوقع على النفس .. أين الهمة من طالب علم ارتضى بالكسل رفيقا لدربه؟! .. وآخر أفكاره حبيسة عقله .. وثالث لا ينتج .. لا يشارك .. لا يدعو .. لا يبتكر .. لا يخطو خطوة واحدة .. فالفتور قد أسره!! .. أقول لك يا طالب العلم ـ زادك الله حرصا ـ: ـ
كم من فكرة وخاطرة احتقرها صاحبها واحتبسها زمنا .. فعندما أطلق سراحها كانت تربة خصبة لأعمال دعوية مثمرة!! .. فالهمة الهمة .. (ولا تحقرنّ من المعروف شيئا).
كانت تلك بعض الوقفات التي أحببت أن أضعها بين يديك .. علها أن تصحح المسار .. والله أسأل أن يزيدك علما وفقها وثباتا .. وينفعك بالعلم وينفع بك .. إنه سميع قريب
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ....
ـ[السيد قطب محمود]ــــــــ[22 Mar 2009, 12:54 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أيها الأخ الفاضل المبارك / عبدالرحمن الوشمي ومن قبلك الأستاذ الفاضل / عبدالرحمن الهرفي وجعله في ميزان حسناتكما
ولكن لو بينتما طريقة الأخذ والمدة المحددة لذلك لكان أنفع وأعظم
وبالرك الله فيكما
ـ[راجية الجنان]ــــــــ[24 Mar 2009, 08:58 م]ـ
بارك الله فيك اخي ابو العباس و الله انني كنت بحاجة الى هذا السؤال وبارك في كل من افادنا بعلمه واتمنى تثبيت مثل هذه المواضيع 0000000
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[07 Apr 2009, 11:41 ص]ـ
بارك الله في السائل والمجيب، وهذا الأمر يحتاج منا إلى همم عالية في طلب العلم، يقول فضيلة الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد في حلية طالب العلم: "من سجايا الإسلام التحلي بكبر الهمة، فكبر الهمة يجلب لك -بإذن الله- خيراً غير مجذوذ، لترقى إلى درجات الكمال،فيجري في عروقك دم الشهامة، والركض في ميدان العلم والعمل، فلا تُرى واقفاً إلا على أبواب الفضائل، ولا باسطاً يديك إلا لمهمات الأمور، فإن الله يحب معالي الأمور، ويكره سفاسفها، إن التحلي بكبر الهمة يطرد منك سفاسف الآمال والأعمال، ويجتث منك شجرة الذل والهوان والتملق والمداهنة، فياطالب العلم ارسم لنفسك كبر الهمة، ولا تنفلت منها وقد أومأ الشرع إليها في فقيهات تلابس حياتك، لتكون دائماً على يقظة من اغتنامها" ص108بتصرف يسير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[07 Apr 2009, 05:47 م]ـ
لفتة جميلة وهامة منك أخي الوشمي ..
وهي المقصد والأساس وغيرها وسيلة.
ينصح في هذا السياق بكتاب: (مختصر منهاج القاصدين) ليكون لطالب العلم ملازما ورفيقا.
وكذا بسلسلة (أعمال القلوب) للدكتور خالد السبت.
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[07 Apr 2009, 06:24 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل العبادي وبارك فيك وفي تعليقك .. وأسأل الله لنا جميعا العلم النافع والعمل الصالح ..
ـ[فرقان2]ــــــــ[07 Apr 2009, 06:43 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء(/)
عن أسماء السور في القرآن
ـ[ Amara] ــــــــ[11 Mar 2009, 12:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
معلوم أن المصحف زمن عثمان رضي الله عنه قد جرد من أسماء السور فلم يكتب فيه مثلا سورة الفاتحة في اول الفاتحة و لا سورة البقرة في اول البقرة .. و لا رمز إلى عدد آيات أي سورة من سور القرآن كما هو الحال اليوم ..
فهل تعد كتابة دلك اليوم تنبيه لنا أنها أسماء توقيفية قد نزلت وحيا من عند الله على سيد الخلق و تم كتابتها بعد زمن عثمان لشهرتها في تلك المرحلة و بيانها للناس يوم استعجم القرآن على أهل القرآن .. كما هو الحال بالنسبة للتنقيط و أعداد السور تبيانا للكلمات حتى لا تنطق بغير ما أنزلت عليه لما غابت السليقة عن أهل الاسلام و خشي أن يبدل لفظ القرآن؟ ..
أم أنها من وضع كتاب القرآن و ليس للوحي دخل فيها .. و التالي ما جدوى تدوينها و ما اقوال العلماء في دلك؟
و قد ورد عن السيوطي كلام في اسماء السور و بيان أنها توقيفية و لم يتسع له المجال لدكرها في الاتقان و هو أمر رفضه البعض متعلللا أن للسيوطي على براعته و جلالته له أوهام كثيرة و اطلاقات خاطئة .. فأنا أقول لهؤلاء الرافضين ..
هل ثمة من رٍجح غير كلام السيوطي و رد عليه في هده المسألة ممن عاصره من العلماء؟ .. أم أن استنادكم فقط لآراء المتأخرين ممن أعمل عقله و استند لحكم ما يظن أنه المنطق ..
و كيف نفسر الأحاديث الواردة بأسماء بعض السور؟ .. و التي لا يخالف فيها أحد
و هل يدل دلك على أن بعض السور لا أسماء لها بالوحي بخلاف بعضها؟ ..
فأين بيان دلك من القرآن و السنة؟ ..
فإن كان النبي فوض أمر دلك إلى الصحابة و الأمة فهل تعد أسماء السور من القرآن؟ .. و هل كانت من فعل الرسول أن يفوض أمر دلك للأمة أم بوحي من الله؟ ..
فإن كان بفعله المباشر فهل يكون وجود الأسماء من الزيادة؟ .. و دلك محال لأن الكتاب محفوظ بحفظ الله تعالى .. و ما أقوال العلماء في كتابة القرآن على نحوه اليوم بزيادة أسماء السور .. أم انه كقولهم بزيادة التنقيط و التشكيل للكلمات ..
أم أن دلك وحيا علمه أهل القرآن كما علموا لفظه بالسليقة فلما استعجم عليهم كان أن أضافوها حتى لا يضيع المحفوظ بأمر الله تعالى؟ ..
أترقب اجاباتكم الموثقة أحبائي
وفقني و وفقكم الله
والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Mar 2009, 01:20 م]ـ
فإن كان النبي فوض أمر دلك إلى الصحابة و الأمة فهل تعد أسماء السور من القرآن؟ .. و هل كانت من فعل الرسول أن يفوض أمر دلك للأمة أم بوحي من الله؟
لماذا تكتب اسم النبي صلى الله عليه وسلم مجردا من الصلاة عليه؟
ـ[ Amara] ــــــــ[11 Mar 2009, 01:28 م]ـ
اللهم صل على سيدنا محمد و سلم تسليما
بارك الله فيك اخي الحبيب
وفقك الله و الله كنت احبك في الله .. و الله لأنت الآن أشد في قلبي حبا
و لن أستطيع أن أبلغك شكرا غير أني أفوض إلى الله أن يشكر سعيك و يجمل فعلك و يحمد عملك .. فجزاك الله عني خيرا
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Mar 2009, 01:34 م]ـ
اللهم صل على سيدنا محمد و سلم تسليما
بارك الله فيك اخي الحبيب
وفقك الله و الله كنت احبك في الله .. و الله لأنت الآن أشد في قلبي حبا
و لن أستطيع أن أبلغك شكرا غير أني أفوض إلى الله أن يشكر سعيك و يجمل فعلك و يحمد عملك .. فجزاك الله عني خيرا
أحبك الله الذي أحببتني فيه.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[12 Mar 2009, 12:21 ص]ـ
الأخوة الكرام،
1. كتابة أسماء السور في المصحف كان من فجر الإسلام في عهد التابعين أي بوجود الصحابة رضوان الله عليهم.
2. هناك عدد من أسماء السور وردت في الأحاديث الصحيحة، وهذا يدل على أن مبدأ التسمية للسور هو من فعل الرسول عليه السلام.
3. هناك أربع وسبعون سورة لها اسم واحد، وهذا يعني أنهم أجمعوا على هذه الأسماء.
4. باقي السور لها أكثر من اسم ووردت بعض هذه الأسماء في أحاديث صحيحة كالفاتحة.
5. الملاحظ أن الأسماء ليس لها قاعدة مضطردة، فالسورة التي تبدأ بالحرف ق مثلاً سميت ق أما السورة التي بدأت بالحرف ن فسميت القلم. والسورة التي استهلت بالحرفين يس سميت يس أما السورة التي استهلت بالحرفين طس فسميت النمل ... الخ ولا يعقل أن يكون ذلك من فعل الصحابة.
6. لم يرد أن الصحابة قد اختلفوا في تسمية السور، ولو كانت التسمية بفعلهم لظهر خلافهم. أما السور الـ 40 التي لها أكثر من اسم فقد ورد بعضه في أحاديث مما يدل على وجود أكثر من اسم لبعض السور من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم.
7. لا يدخل فيما قلنا الأسماء الاجتهادية التي لم تُثبَت في المصاحف.(/)
نظرة توسطية للاعجاز العددي في القران (مهم)
ـ[ابوهريرة المكي]ــــــــ[11 Mar 2009, 12:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد
فقد كثر الكلام حول الإعجاز العددي في القران الكريم فأحببت ا ن اطرح رأيا في عجالة سريعة متوسطا بين من تشدد في المنع ومن تساهل في الإثبات وكما قيل:
كلا طرفي قصد الأمور ذميم
والوسط في نظري ـ والعلم عند الله ـ هو الذي تحكمه البحوث المحكمة .. ولا يتسرع في تقرير مالم يتيقن منه .. فالمعلومة غير السديدة والتي لم تبن على دراسة مؤصلة وفق الضوابط العلمية ينتج عنها تشكيك في الحق .. فمتى ماظهر الخطأ وبان العوار نسب ذلك ـ وحاشاه ـ للقران الكريم ولذلك وجب التثبت والتحري والتدقيق قبل اعتماد أي نتيجة قد يظهر بطلانها فتجر سلبا على الحق .. ومن هنا ـ في ظني ـ ظهر الفريق الآخر سادا للذرائع .. فمنع حديث الأعداد .. وتجاهل معاني التكرار ..
فأقول لمن تساهل وأفرط في الأخذ بكل ما هب ودب على غير مستند حقيقي أو اثارة من علم وظنوا صحة كل هذه التكرارات .. ووهموا أن هذا من اعجاز القران ولم يفرقوا بين " اللطيفة " و " الإعجاز "، فتأليف كتابٍ يحتوي على عدد معيَّن من ألفاظٍ معيَّنة أمرٌ يستطيعه كل أحدٍ، فأين الإعجاز في هذا؟ والإعجاز الذي في كتاب الله تعالى ليس هو مثل هذه اللطائف، بل هو أمر أعمق وأجل من هذا بكثير، وهو الذي أعجز فصحاء العرب وبلغاءهم أن يأتوا بمثل القرآن أو بعشر سورٍ مثله أو بسورة واحدة، وليس مثل هذه اللطائف التي يمكن لأي كاتب أن يفعلها – بل وأكثر منها – في كتاب يؤلفه، فلينتبه لهذا.
وليُعلم أنه قد جرَّ هذا الفعل بعض أولئك إلى ما هو أكثر من مجرد الإحصائيات، فراح بعضهم يحدد بتلك الأرقام " زوال دولة إسرائيل " وتعدى آخر إلى " تحديد يوم القيامة "، ومن آخر ما افتروه على كتاب الله تعالى ما نشروه من أن القرآن فيه إشارة إلى " تفجيرات أبراج نيويورك "! من خلال رقم آية التوبة وسورتها وجزئها، وكل ذلك من العبث في كتاب الله تعالى، والذي كان سببه الجهل بحقيقة إعجاز كتاب الله تعالى.
وبالتدقيق في إحصائيات أولئك الذين نشروا تلك الأرقام وُجد أنهم لم يصيبوا في عدِّهم لبعض الألفاظ، ووجدت الانتقائية من بعضهم في عدِّ الكلمة بالطريقة التي يهواها، وكل هذا من أجل أن يصلوا إلى أمرٍ أرادوه وظنوه في كتاب الله تعالى
وبالمقابل أقول لمن تشدد ومنع .. وبالغ وأكثر .. رويدك يا أخي .. اقصر .. فقد حجرت واسعا .. وفي الأمر سعة .. وبالمقام فسحة .. والباب يحتمل .. فهو من زيادة العلم وترفه .. وقد عده ناس من ملح العلم .. ونقل عمن سبق .. واليك طرفا بسيطا من هذا النسق .. قال على بن الحسين في تفسير قوله تعالى " بسم الله الرحمن الرحيم ".
وروى وكيع عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله
ابن مسعود قال: من أراد أن ينجيه الله من الزبانية التسعة عشر فليقرأ " بسم الله الرحمن الرحيم " ليجعل الله تعالى له بكل حرف منها جنة من كل واحد.
فالبسملة تسعة عشر حرفا على عدد ملائكة أهل النار الذين قال الله فيهم: " عليها تسعة عشر " وهم يقولون في كل أفعالهم: " بسم الله الرحمن الرحيم " فمن هناك هي قوتهم، وببسم الله استضلعوا. قال ابن عطية: ونظير هذا قولهم في ليلة القدر: إنها ليلة سبع وعشرين، مراعاة للفظة " هي " من كلمات سورة " إنا أنزلناه " وقال أبو بكر الوراق: إن الله تعالى قسم ليالي هذا الشهر - شهر رمضان - على كلمات هذه السورة، فلما بلغ السابعة والعشرين أشار إليها فقال: هي وأيضا فإن ليلة القدر كرر ذكرها ثلاث مرات، وهي تسعة أحرف، فتجئ سبعا وعشرين قال ابن عطية: ونظيره أيضا قولهم في عدد الملائكة الذين ابتدروا قول القائل: ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، فإنها بضعة وثلاثون حرفا، فلذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لقد رأيت بضعا وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول ".
قال ابن عطية: وهذا من ملح التفسير وليس من متين العلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: فيتضح مما سبق أن الإفراط والتساهل بدون علم صحيح خطأ ظاهر .. ويقابله خطأ رد الموضوع جملة وتفصيلا والحق إن شاء الله تعالى في الوسطية التي ذكرناها بالقيد الموضوع أول المقالة .. وللاستزادة انظر تفسير القرطبي .. وموقع الاسلام سؤال وجواب للشيخ / محمد المنجد .. واصدارات هيئة الاعجاز العلمي في القران التابعة لرابطة العالم الاسلامي فهي جهة محكمة مؤصلة .. والله اعلم واحكم .. .
[/ size][/size][/size]
ـ[ Amara] ــــــــ[11 Mar 2009, 01:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك أخي الحبيب
أريد أن اسألك و أسأل رواد هدا الملتقى الخير ..
هل أن اعجاز القرآن اللغوي قصد به المختصين باللغة أم رعاع الناس ..
الظاهر أن التحدي مقصود به جمعهم و أصحاب الفن أخص ..
فإدا لقيت عاميا يقف أمام كلام منبهر بما فيه هل يعني أن دلك الكلام معجز في لغته .. كلا فربما استطاع من له علم باللغة الاتيان بما هو أحسن منه و أفصح .. و هدا الحكم يقودنا للقول أن العامي لا يصلح أن يحكم على إعجاز اللغة في القرآن .. انما علماء اللغة و المتمرسون بها من يصلح لدلك ..
و من لا علم له بلغة العرب هل يتلمس هدا الاعجاز أخي الحبيب ..
فإن كان تحدي القرآن قائما لكل الناس فهو قائم عليه أيضا ..
أيتحدى القرآن من ليست لغته القرآن؟ ..
نعم و لكن يتحداه في ما يفهم من لغته .. فإن كان التأليف لاهل العرب خاصة يمثل التحدي .. فإن التأليف العلمي لأهل العلم سيمثل التحدي الدي يريد البعض تغييبه ..
القرآن يتحدى الجميع أنت و أنا و الآخرين ..
فمن يشتغل بعلوم المنطق و الاعداد؟ .. أيخرجه الله من هدا التحدي .. أم أنه محاصر هو الثاني ..
بلى فهو معني أيضا ..
و لن يأتي ببناء رياضي و إلا و في القرآن أحكم و ألطف و أجل منه .. فإن كنتم تميلون إلى تسمية ما نستخرج من القرآن من در عددية لطائف لا تتجاوز كونها لطائف .. فهدا رايكم .. أما إن كان قولكم أن بإمكان الناس أن ياتوا بمثله .. فالأمر أمامكم إن شئتم .. بإمكانكم أن تعلموا عن هده اللطائف .. لكن الدي ليس بإمكانكم هو أن تاتوا بكتاب في ما مضى و لا أن تألفوا كتابا يجمع هده اللطائف أبدا .. لامر بسيط لأن لطائف القرآن من الكثرة ما يقف أمامها الانسان .. ربما تستطيع ان تاتي بلطيفة عددية أو لطيفتين او حتى أكثر في نص واحدن فيخيل إليك أنك تقود الأسد من أدنيه .. لكنك ستقف .. أما نهر لطائف القرآن العددية في النص الواحد فهو جار و لا يتوقف أبدا .. و حينها ستضطر كل حين أن تبدل ما تكتب و بدون تبديل للقرآن تظهر اللطائف .. ثم في النهاية ستقف أمام القرآن مسلما بتشديد اللام .. و اتمنى أن تقف حينها مسلما بالسين المهملة ..
قرأت كثيرا عن بعض من كتبوا ابيات شعر و جمعوا و طرحوا و قالوا أنهم جاؤوا بمثل ما في القرآن من لطائف .. و عليك ان ترجع الآن إلى تهافتهم .. ستكون النتيجة واضحة لديك أن كل كلامهم مثل كلام مسيلمة الدي تناهى إلينا يوم أن ظن أن القرآن ليس سوى كلمات يجمعها السجع و أنه يأخد الناس بما فيه من سجع فاستمر يدندن مع فيله .. دون أن يعلم أن الناطق في القرآن هو الحق الدي يملؤه ..
لدلك .. يجب أن تنظروا إلى الأمر بأكثر من عين ..
أنا أتحدى ايا كان في هدا العالم أن يجمع كتابا فيه من اللطائف العددية المتجددة ما في القرآن ..
فإن كانت هده الطائف على هدا النحو فهل تبق لطائف؟ ..
لكم أن تسموها كما شئتم و بما شئتم فهي عندي إعجاز ..
ثم كيف تفسر اللطيفة حين تبين لك مسائل علمية يقينية ..
أخي الحبيب
أنا أؤمن أن هدا الكتاب كتاب هداية و ليس العلم خارجا عن هده الهداية ..
يغفر الله لي و لكم
وفقني و وفقكم الله
و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
عمارة سعد شندول
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[11 Mar 2009, 02:48 م]ـ
أشكرك أخي أبا هريرة على هذا الكلام الدقيق المتزن .. وجعله الله في موازين حسناتك يوم تلقاه .. آمين ,,,,,
(يُتْبَعُ)
(/)
فالاشتغال بالاعجاز العددي كما يقال والاسترسال معه والتكلف في عد الحروف وإخضاعها لجميع العمليات الحسابية صرف للقرآن الكريم عن الغاية التي أنزل من أجلها وهدر للوقت بعمل لا طائل من ورائه وليس فيه كبير فائدة!! .. فربنا عزوجل يقول: (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب) (يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين) ...
ثم إن القرآن الكريم ليس بحاجة إلى كل هذا!!!!! ....
وفقنا الله جميعا إلى ما يحبه ويرضاه .. آمين ,,,
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[11 Mar 2009, 04:10 م]ـ
الأخوة الكرام،
1. لا شك أن الأبحاث العددية التي فيها تكلف ــ وهي كثيرة ــ تشغب على الأبحاث الجادة وهي قليلة نسبياً.
2. أنا شخصياً استمعت إلى محاضرات في الإعجاز العددي فوجدت ما لم أجده في المدون من الأبحاث. ولا ألوم الأخوة الذين يعارضون لأنهم لم يتصوروا المسألة بعد وذلك مسئولية من تصدى لهذا العلم.
3. قضية الإعجاز هي أهم قضية من أجل إثبات صدق الرسالة وبعد ذلك يمكن أن يقال إن القرآن كتاب هداية. أما إذا لم تقم الحجة فلا يعود هناك من مجال للقول إنه كتاب هداية. وتنوع وجوه الإعجاز يجعل من السهل إقناع ألوان الناس بربانية الرسالة. أما بالنسبة للمؤمن:"ويزداد الذين آمنوا إيماناً".
5. لتقريب الصورة نعطي هذه الملاحظات العددية: سورة النحل هي السورة 16 في ترتيب المصحف والعدد 16 هو عدد كروموسومات ذكر النحل. وسورة النمل هي السورة 27 في ترتيب المصحف والعدد 27 هو عدد كروموسومات ذكر نمل. وسورة العنكبوت هي السورة 27 والعدد 27 هو عدد كروموسومات ذكر عنكبوت. وسورة الحديد هي السورة57 والعدد 57 هو الوزن الذري لواحد من نظائر الحديد الثلاث المستقرة .... ألخ.
أما لماذا يمكن أن يشكل ذلك إعجازاً؟ فالجواب: لأن مثل هذه القضايا لم تكن مستطاعة للبشر قبل قرون الانفجار المعرفي.
6. تجربة شخصيّة: ملاحظات عددية دونت في ثلاث صفحات أرسلت إلى فقيه هو عضو في المجمع الفقهي وشرحت أمامي لصحفي غير مسلم. الصحفي غير المسلم دهش وأخذ يقول معجباً: ما هذا القرآن!!! أما الفقيه فقال بعد أن قرأ: لم أجد شيئاً.
وهذا مفهوم لأن الناس يتفاوتون في جوانب عقولهم واهتماماتهم ومنهجيتهم.
7. تجربة شخصية أخرى: صاحبت شيخي في أكثر من جولة من جولات شرحه للإعجاز العددي، وقد لاحظت أن أشد المعارضين يُقبل بعد أن يستمع وينظر. ويبدو أن هناك مشكلة في التواصل.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Mar 2009, 05:49 م]ـ
الأخ الفاضل أبو عمرو
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا نقاش في قضية أهمية الإعجاز، ولا ننكر أنه قد يكون هناك إعجاز عددي في القرآن.
ولكن هناك فرق بين لطيفة تظهر لبعض الباحثين تلفت انتباهه ويتعجب منها، وبين ملاحظة أمر قائم على قواعد منضبطه ومطرده.
وخذ كمثال الأمثلة التي ذكرت:
" سورة النحل هي السورة 16 في ترتيب المصحف والعدد 16 هو عدد كروموسومات ذكر النحل. وسورة النمل هي السورة 27 في ترتيب المصحف والعدد 27 هو عدد كروموسومات ذكر نمل. وسورة العنكبوت هي السورة 27 والعدد 27 هو عدد كروموسومات ذكر عنكبوت. وسورة الحديد هي السورة57 والعدد 57 هو الوزن الذري لواحد من نظائر الحديد الثلاث المستقرة"
فهذه ملاحظة جديرة بالاهتمام، لكن:
كيف تجعلها وجها من وجوه الاعجاز وتقنع بها غير المؤمن؟
هل جاء في القرآن مثلا ما يشير إلى علاقة بين رقم السورة وبين اسمها؟
فما هي العلاقة بين الفيل ورقم السورة؟
وما هي العلاقة بين البقرة ورقم السورة؟
وقس على ذلك بقية السور.
إنك قد تثير كثيرا من التساؤلات في هذا الباب مما قد يخرج بك عن الموضوع الأصلى للقرآن.
خذ مثلاً:
سورة التكوير أنتهت الآيات ال"14" الأول بحرف التاء المفتوحة،ثم بعدها ختمت أربع آيات بحرف السين، ثم الآية التي بعدها بحرف الميم،ثم ختمت الخمس الآيات التي بعدها بحرف النون، ثم الآية التالية بحرف الميم، ثم الآيتين التي بعدها بحرف النون، ثم الآية قبل الأخيرة بحرف الميم، والأخيرة بحرف النون.
فهل ترى أن يشتغل المسلم بهذا لعله يجد وجها من وجوه الإعجاز؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Mar 2009, 06:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(يُتْبَعُ)
(/)
وصل اللهم على محمد وآله الطيبين الطاهرين
الدكتور مجدي وهبة الشافعي *، خطيب و دكتور محاضر في جامع الأزهر متقاعد يكتشف أرقاماً جديدة من القران الكريم أصبحت حديث كل قارئ.
مجلة روز اليوسف المصرية تنفرد بنشر الخبر!!!! وتنشره. كالآتي:-
لاشك ان الاعداد في القران الكريم لها مدلولاتها ولا توجد عبثا اطلاقا فمثلا كلمة يوم تكررت في القران 365 مره وهو نفسعدد ايام السنه وكذلك كلمة شهر تكررت في القران 12مره وهو نفس عدد شهور السنه والامثله كثيره.
أولاً:-
*ان كلمة الامامه وردت في القران 12مرهوهو نفس عدد ائمة اهل البيت عليهم السلام من النبي العظيم صلى الله عليه و (اله) سلمثم الإمام علي كرم الله وجهه (عليه السلام) ثم سيدا شباب أهل الجنة الحسن الحسين ثموأولاد الحسين التسعة رضىالله عنهم أجمعين المعترف بهم لدى المسلمين والايات هي كاالتالي:
1 - سورة البقره الايه124 2 - التوبه 12 3 - هود17 4 - الاسراء70
5 - الانبياء72 6 - القصص5 7 - الحجر79 8 - السجده24
9 - يس12 10 - القصص41 11 - الفرقان 47 8 - الاحقاف12
ثانياً:-
*وهذه النتيجه المذهله شجعتني ان اقوم واحسب عدد ورود كلمة العصمه في القران بكافة الفاظها (لان الشيعة تدعي بعصمة أئمتهم ولان عدد المعصومين عندهم 13وهم النبي صلى الله عليه وسلم والائمه الإثني عشر رضى الله عنهم باالاضافه الى فاطمة الزهراء عليها السلام وكانت المفأجئه هنا فعلا ان كلمة العصمه قد وردت في القران على عدد المعصومين 13وهي كاالتالي:
1 - النساء146 2 - ال عمران101 3 - ال عمران 103 4 - النساء175
5 - المائده67 6 - هود43 7 - هود43 8 - يوسف32 9 - يونس27
10 - الحج78 11 - الاحزاب17 12 - غافر33 13 - الممتحنه10
ثم بعد ذلك قمت احسب كلمة الكساء في القران الكريم بكافة الفاظها (لان اصحاب الكساء كما روي في الصحاح عن أم سلمة وعددهمخمسه وهم النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم والامام علي وفاطمة الزهراء والحسن والحسين عليهم السلام اجمعين.
ثالثاً:-
*وبعد ان انتهيت من ذلك وجدت الكلمه وردت في القران خمس مرات ايضا سبحان الله وهي كا التالي:
1 - البقره233 2 - البقره259 3 - النساء5 4 - المائده89
5 - المؤمنون14
فهل هناك متدبر او يعقل؟؟؟؟ (افلا يتدبرون القران ام على قلوب اقفالها)
وصل اللهم على محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعن الكفرة والظالمين
فماذا تقولون يا أهل التوحيد يا أهل الكتاب والسنة في هذا البحث وبخاصة المهتمين بالإعجاز العددي؟
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[11 Mar 2009, 08:10 م]ـ
الأخ الكريم محب القرآن حفظه الله
1. سورة العنكبوت هي السورة 29 وليس 27 فاقتضى التنويه.
2. المثال الذي طرحته لمجرد اعطاء فكرة سريعة حتى لا يبادر البعض إلى الرفض عن غير علم. وماذا سيقول الرافض لو كان لكل سورة نظام عددي يتعلق بترتيبها؟!
3. البحث المتعلق بالأئمة والكساء والعصمة سبق أن أرسله الباحث إلى شيخي وذلك قبل سنوات فقام بتفنيده وبيان زيفه، ومن ذلك مثلاً أنه أحصى لفظة أئمة في الآية:" فقاتلوا أئمة الكفر" والآية:"وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار". وعليه لم تسلم له ملاحظاته عند تسليط أضواء النقد عليها. ومحاولة التسلق لن تسلم للمبطلين.
4. مسألة أحداث أيلول تم تفنيدها أيضاً من قبل باحث في الإعجاز العددي بعد ظهورها بأيام ونشر ذلك في الصحف في حينه.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Mar 2009, 08:34 م]ـ
2. المثال الذي طرحته لمجرد اعطاء فكرة سريعة حتى لا يبادر البعض إلى الرفض عن غير علم. وماذا سيقول الرافض لو كان لكل سورة نظام عددي يتعلق بترتيبها؟!
.
وهذا هو بيت القصيد حفظك الله ورعاك:
هل لكل سورة نظام عددي يتعلق بترتيبها؟
إذا أستطاع المهتمون بالإعجاز العددي أن يصلوا إلى هذا ويثبتوه بالحجة والمنطق فعلى الرحب والسعة ولن يعترض على ذلك أحد.
لكن اعتراضنا على دراسة لم تنضج بعد ولم تكتمل جوانبها وقد تثبت الآيام بطلانها، ناهيك عن نظريات قد بان عوارها وعجز أصحابها الإجابة عن "أبسط" الأسئلة المتعلقه بها.(/)
هل هناك كتاب حرر علم التجويد؟
ـ[محمد زكريا مقبول أحمد]ــــــــ[11 Mar 2009, 02:54 م]ـ
مشايخي الأفاضل إخواني الكرام:
كما نعلم أن أغلب العلوم قد حررت وأشبعت بحثا ودراسة لكن فيما يبدو لي أن علم التجويد لم يحرر ذلك التحرير الذي يعول عليه ويمكن الاستغناء به عن غيره فهناك مباحث كثيرة في علم التجويد فيها إشكاليات كبيرة فتجد أن المتدوال في الكتب وبين الدارسين شيء غير محرر وأعطيكم مثالا لذلك:
الآن في أغلب كتب التجويد نجد أن مراتب القراءة ثلاثة أو أربعة على خلاف بين العلماء: الترتيل والتحقيق والحدر (والتدوير) فهل هذا الترتيب صحيح؟ أعتقد أنه غير صحيح، لماذا؟
لأننا أمرنا أن نقرأ القرآن بالترتيل {ورتل القرآن ترتيلا} فكيف يجوز لنا أن نقرأ بغيره فيقول المحققون أن هذه المراتب مراتب للترتيل فالقراءة لا بد وأن تكون بالترتيل ثم نقول أن أقسام الترتيل ثلاثة: تحقيق وتدوير وحدر، فهذا تحقيق يطمئن إليه النفس وأكبر دليل على صحة هذا التحقيق أن الذي قالوا بأن هذا الترتيب ترتيب للقراءة ما عرفوا كيف يفرقون بين التحقيق والترتيل فقالوا أن التحقيق أكثر اطمئنانا وبطئا.
فأتمنى من المشائخ الأفاضل والإخوة الأكارم إن وقفوا على تحرير للتجويد أن يدلوني عليه أو أطلب من أحد المتخصصين في هذا الفن - طلبا لا أمرا - أن يقوم بتحقيق هذا الفن ويجعل الله أجر كل من استفاد وقرأ في موازين حسناته.
ـ[خادمة القرآن]ــــــــ[11 Mar 2009, 08:37 م]ـ
الباحث فرغلي عرباوي له مثل هذه التحريرات الكثيرة على موضوعات متنوعة في علم التجويد. حيث يضع المسألة ويضع الشبهات والأقوال فيها ثم ينقل نصوص المتقدمين من علماء التجويد في هذه المسألة إلى أن يصل إلى عصرنا، وبعد ذلك يرجح القول الفصل بعد تفنيد الشبهة وتمحيصها.
ومن هذه البحوث:
1) بحث في إطباق الشفتين عند الإخفاء والقلب.
2) صوت الضاد الفصيحة التي نزل بها القرآن.
3) حروف القلقلة بين القدامى والمحدثين.
4) الغنة ومراتبها بين المتقدمين والمتأخرين.
5) تقدير زمن الغنة بين المتقدمين والمتأخرين.
6) تقدير زمن أصوات المد بين المتقدمين والمتأخرين.
7) مراتب التفخيم بين المتقدمين والمتأخرين.
وهناك بحوث أخرى متنوعة تجدها في موقع الشيخ فرغلي على هذا الرابط:
http://www.ammar-ca.com/fargali/abhath.php
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[11 Mar 2009, 10:26 م]ـ
تظل وجهات النظر مختلفة في عدد من موضوعات هذا العلم.
وللأسف فإن كثيرا مما كُتب غلبت فيه الجرأة على بيان الحق، ولذا يجب أخذ هذا الموضوع بعناية وتؤدة.
وكتاب العلامة عبدالفتاح المرصفي من أحسن كتب التجويد.
كما ان كتب الدكتور غانم قدوري الحمد غنية بالتحريرات النافعة.
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[12 Mar 2009, 08:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا خادمة القرآن على هذا الموقع النافع الماتع بإذن الله تعالى: إحالة مباركة
ـ[محمد زكريا مقبول أحمد]ــــــــ[13 Mar 2009, 06:38 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا خادمة القرآن وأجزل لك الأجر والمثوبة على هذا الموقع المتميز، لكني مازلت أشتهي للمزيد من المشايخ الفضلاء.(/)
حقيقة اليقين دراسة تأصيلية
ـ[أشرف الملاحمي]ــــــــ[11 Mar 2009, 05:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حقيقة اليقين
محاولة تأصيلية
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد ..... عندما تخط الاقلام وتصرح الألسن وتنشر وسائل الاعلام على اختلافها خبراً اوفكرة عن موضوع معين فأن الناس يتلقون ذلك غالباً بعقلية المصدق وقليلاً منهم من يتلقاه بعقلية المحلل الباحث عن الحقيقة.
وعندما يتعلق الخبر باتجاهٍ يوافق هوى المستمع او القارئ فانه يتردد كثيراً في التحقق من صحته ومصداقيته، لاعتبارات نفسية وثقافية وعوامل تربوية اسهمت في تنشئته وتكوينه على هذه الصيغة. ومن هنا ننطلق اليوم للتعرف على مفهوم اليقين من مصدره الأساس، لنرى ان طلب الحقيقة والتماسها والحصول عليها بطرق موثوقة، كل ذلك من المفاهيم التي نص عليها كتاب الحقيقة واليقين (القرآن الكريم) وقد تدرج القرآن تدرجاً موضوعياً في شرح مراتب اليقين بطريقةٍ مبسطة وبلاغيةٍ على اعلى صور البلاغة والاعجاز في آن واحد، وذلك عندما تحدث في سور الواقعة والحاقّة والتكاثر عن اليقين والذي هو عكس الظن، (أنظر الى قوة تصور الخليل ان هجم به الظن على اليقين) وذلك في قصة ابراهيم الخليل عندما بحث عن الحقيقة وارد التخلص من آثارالشك باليقين فقال ( ... ربي أرني كيف تحيي الموتى ... ) وقد رتب القرآن مراتب اليقين بطريقةٍ اعجازية تحليلية منطقية، كانت قد بدأت باليقين وأصله يقن: اليقين:العلم وازاحة الشك وتحقيق الامر وقد أيقن يوقن ايقاناً فهو موقنُ ويقن وييقن يقيناً فهويقينٌ، واليقين نقيض الشك والعلم نقيض الجهل تقول علمتُهُ يقيناً: وفي التنزيل العزيز (وانه لحق اليقين) (أضاف الحق الى اليقين وليس من اضافة الشيئ الى نفسه لأن الحق هو غير اليقين إنما هو خالصه واصحُهُ فجر مجرى اضافة البعض الى الكل) ونعود الى التدرج الذي تحدثنا عنه في بداية موضوعنا فقد قال تعالى في سورة التكاثر (كلا لوتعلمون علم اليقين) أي لو تعلمون حق العلم لما الهاكم التكاثر عن طلب الاخرة وقيل معنى لو تعلمون علم اليقين اي لوتعلمون اليوم في الدنيا علم اليقين فيما امامكم مما وصفت لترون الجحيم بعيون قلوبكم فان علم اليقين يريك الجحيم وعن عين اليقين في نفس هذه السورة وفي قوله تعالى (ثم لترونّها عين اليقين) هي الرؤية التي هي نفس اليقين فأن علم المشاهدة اعلى مراتب اليقين، ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم الذي الهاكم والخطاب مخصوص بكل من الهاه دنياه عن دينه وقد قال تعالى في سورة الواقعة (ان هذا لهو حق اليقين) يقول تعالى ذكره ان هذا الذي اخبرتكم به ايها الناس من الخبر عن المقربين واصحاب اليمين وعن المكذبين الضآلين وما اليه صائرة أمورهم (لهو حق اليقين) يقول لهو الحق من الخبر اليقين لاشك فيه ونحو الذي قلنا في ذلك قال اهل التأويل واخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة (رضي الله عنه) في قوله: (ان هذا لهو حق اليقين) قال ان الله عزوجل ليس تاركاً احداً من خلقه حتى يقفه على اليقين من هذا القرآن فأما المؤمن فأيقن في الدنيا فنفعه ذلك يوم القيامة واما الكافر فأيقن يوم القيامة فلاينفعه اليقين وعن قوله تعالى في سورة التكاثر (وانه لحق اليقين) لليقين الذي لاريب فيه، حيث لايمكن ان يتطرق اليه الشك لامن قريب ولامن بعيد.
لقد علمنا القرآن الكريم بطرحه لمفهوم اليقين وفق هذه الصيغ وعلى هذه المراتب كيف نتثبت من الخبر وكيف نرتب بشكل موضوعي ومنطقي درجات مصداقية مايرد علينا من اخبار ومعلومات على اختلافها ممايدور في حياتنا اليومية، فبدأ بعلم اليقين وهو الخبر الموثوق، ثم عين اليقين وهي المشاهدة العيانية للحدث، ثم حق اليقين وهي ان تعيش الحدث بنفسك وتتلمس مفاصله بشكلٍ مباشر وهذا التقسيم في اصله هو للامام محمد متولي الشعراوي (رحمه الله) وقد خالف البيضاوي في تفسيره لعين اليقين الذي اعتبره الامام البيضاوي اعلى مراتب اليقين بينما ذهب الشعراوي الى ان حق اليقين هو اعلى المراتب واني لاذهب مذهب الامام الشعراوي في ذلك لاعتبارات منها ان الحق يعرف بالمعايشة والملامسة حسياً او معنوياً وان الزيغ قد يقع في الابصار كما يدعي اهل الزيغ والضلالة من اصحاب الناريوم القيامة لو كان إدعاءً لكن وقوعه قائم
(يُتْبَعُ)
(/)
الإحتمال. قال تعالى (أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيّاً أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ)، لكنه لايقع في البصيرة ولا عند الملامسة بعين القلب أو بالملامسة الحسية حيث عندها فقط يزول اي احتمالٍ للشك والزيغ وقد كان مثال الامام الشعراوي في هذا التدرج في النار التي أجمع اكثر اهل التفسير على انها المراد من وعيد الله عزوجل بعذاب الناروالذي كنى عنه باليقين، فقال (رحمه الله) علم اليقين ان يخبرك من لايُشَك في صدقه ولم يعهد عنه الكذب ان النارتحرق وتؤلم وعين اليقين ان ترى شخصا يمد يده الى النار فتحرقه وتكويه فيتألم فترى ذلك بام عينك وذلك هو عين اليقين،وحق اليقين ان تضع انت يدك في النار فتكويك وتتالم جراء ذلك، وذلك هو حق اليقين الذي لايحتمل الشعور به شك ولاتشكيك.
وبعد هذه المقدمة التفصيلية عن اليقين واذا ما أردنا ان نطابق هذا المفهوم على واقع الأمة اليوم وما تعيشه من من احداث، فأننا سنتمكن قطعا من معرفة بعض الحقائق التي يسعى الكثيرون الى طمسها او التعتيم عليها بما يملكون من وسائل، و سنتمكن لاشك من التثبت من صحة الكثير من الاخبار التي تردنا الينا يوميا على مافيها من تناقض وعموميات وماهو مفبركٌ منها لاظهار الحقيقة على خلافها وما هو صحيح وموثوق ومنطقي، و مثالاً على ذلك فعندما نقلب صفحات التاريخ على اختلاف مراحله ومصادره وعلى اختلاف ازمنته وامكنته التي يصف لنا احداثها، نرى بانه ما من إحتلالٍ على وجه الارض الاوقد واجه مقاومة من نوعٍ ما وعلى درجات متفاوته من الشدة، من قبل الشعوب التي وقع عليها الإحتلال. ان هذه الحقيقة تمكننا من ان نضع تصوراً أولياً عن اي شخص او جهةٍ تقول بعدم وجود مقاومةٍ في هذا البلد او ذاك نهائياً لانه بذلك يلغي يقيناً من اليقينيات التاريخية التي تقع ضمن دائرة علم اليقين، ذلك ان التاريخ وكما يذكر لنا اهل الاحترف من المؤرخين لايكذب في جملته. وكذلك يذكر لنا التأريخ انه ما من خائن او عميلٍ او متعاونٍ مع المحتل الاوقد خسر وخاب ولحقه عارُ ما اقترفت يداه في نهاية المطاف مهما احرز من مكاسب مادية في ظل الاحتلال. وكذلك فأنك لاتجد معتدياً الاولعدوانه واحتلاله نهاية وغالباً ماتكون مأساوية له ولمن تبعهُ من الغاوين، وهذا باختصار من علوم اليقين التاريخية والتي هي موثوقةً باعتبار ماذكر عن مصداقية جملة التأريخ وباعتبار المشاهدات العيانية لابآئنا واجدادنا في الماضي القريب. وعن عين اليقين وماعاصرناه في جيلنا هذا من هزائم نكراء للروس في افغانستان وللاميركان في الصومال وللعدو الصهيوني في بعض اجزاء فلسطين واطرافها والتي من المؤسف انهم لم يتعلموا من دروسها شيئاً ولعل قادم الدروس سيكون ابلغ لهم علهم يتعلمومن منها شياً، كل ذلك يقع في دائرةِ عين اليقين والمشاهدات التي لايستطيع ان ينكرها عاقل بادنى درجات العقل الانساني. وأما عن حق اليقين فان بامكاننا ان نسال عنه من اكتووا بناره من جنود الإحتلال وقادته الميدانيين الذي تتعالى صرخاتهم يوما بعد آخر عن ظرورة الانسحاب من العراق وافغانستان ومايرووه عن ان الحرب هناك خاسرة ولاطائل من اعطاء المزيد من الخسائر قبل الاضطرارالى (سحب جنودنا من على اسطح المباني في المناطق الخضراء) على حد تعبيرهم وان المعارك هناك لن تحسم عسكرياً ولابدمن حل سياسي ولابد من حوار مع المقاومة (التي انكروا وجودها بادئ الامر) وان خسائر حلف الناتو في افغانستان والامريكان والبريطانيين في العراق اصبحت الناطق الرسمي بأسم هزيمتهم التي لاحت بوادرها في الافق للأحمق قبل العاقل، وان تقهقر الكيان الصهيوني ومغازلته لرموز العمالة في فلسطين المحتلة ليس الاتعبيراً خجولاً عن حق اليقين الذي لمسوه على يد المقاومة الاسلامية الباسلة على اختلاف عناوينها ورموزها.
وهكذا يمكن للباحث عن الحقيقة ان يصل اليها اذا ما عرف أولاً كيف يميز بين السراب والحقيقة ومن ثم يرتب حقيقة القين على مراتبها الصحيحة ووفق مفهومها القرآني المعجِز، ان يتوصل الى اليقين على اعلى صوره ومراتبهِ وبأخصر الطرق واسلمها بعيداً عن الضنون والانفعالات والاوهام والعواطف المبالغ بها احياناً والتي تحمل صاحبها على تلقي اشارات خاطئة تبتعد به عن الحقيقة.
كما ان مفهوم اليقين قد ارتبط بالايمان بالله عز وجل ارتباطا لم يدع جراء الاقتصار عليه من قبل الكثير من الدعاة الى الله، مجالا لاستعماله في ابواب اخرى كالباب الذي اشرنا اليه اليوم ولاشك أن مكمن الترابط قائمٌ ايظاً في ان اليقين بالحقيقة سواءَ كانت حقيقة الايمان او حقيقة الخبر، يريح المتيقن راحة لايشعر بها سواه.
نسال الله تعالى ان يرزقنا الهداية واليقين لايحرمنا بفضله شفاعة سيد المرسلين سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم).
وآخردعوانا ان الحمد لله رب العالمين
أشرف الملاحمي – العراق
14 - ربيع الأول-1430هـ
الموافق11 - 3 - 209م
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[11 Mar 2009, 07:23 م]ـ
مرحبا بكم يا أخانا الفاضل أشرف وأهلا وسهلا بك بين إخوانك في الملتقى، وهذه مشاركتك الأولى يعقبها مشاركات كلها نفع وعلم
[ QUOTE= أشرف الملاحمي;74135] بسم الله الرحمن الرحيم
، (أنظر الى قوة تصور الخليل ان هجم به الظن على اليقين) وذلك في قصة ابراهيم الخليل عندما بحث عن الحقيقة وارد التخلص من آثارالشك باليقين فقال ( ... ربي أرني كيف تحيي الموتى ... )
الحقيقة أنك تفضلت بما ينزّل الآيات وتفسيرها على الواقع وقد وفقت باستشهادك بحسي الأمثلة من خلال الشيخ الإمام محمد متولى الشعراوي.
ولكن ثمت مدارسة علمية تخص موضوع الظن أو الشك عند خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام، والشك عندما يصدر من مؤمن عادي ويكون في حق الله تعالى وقدرته يكفر به فما بالنا عندما يثبته البعض في حق الأنبياء ومنهم الخليل عليه السلام
والمقام مقام العلماء وأهل التفسير الذين سبقونا بالعلم والإيمان أقتبس من نورهم لتجلية هذه القضية التي وضعتها في أعلى المشاركة مقتبسة من كلامك ـ يرحمني الله وإياك ـ
يقول العلماء ومنهم القرطبي الذي ناقش فيها الطبري واستعان في مناقشته بقول ابن عطيه وجمل كل ذلك وكمله بما صدر من بنيات فكره.
"اختلف الناس في هذا السؤال هل صدر من إبراهيم عن شك أم لا؟
فقال الجمهور: لم يكن إبراهيم عليه السلام شاكا في إحياء الله الموتى قط وإنما طلب المعاينة، وذلك أن النفوس مستشرفة إلى رؤية ما أخبرت به ولهذا قال عليه السلام ليس الخبر كالمعاينة رواه بن عباس لم يروه غيره قاله أبو عمر
قال الاخفش: لم يرد رؤية القلب وإنما أراد رؤية العين.
وقال الحسن وقتادة وسعيد بن جبير والربيع: سأل ليزداد يقينا إلى يقينه.
قال ابن عطية: وترجم الطبري في تفسيره فقال: وقال آخرون سأل ذلك ربه، لانه شك في قدرة الله تعالى.
وأدخل تحت الترجمة عن ابن عباس قال: ما في القرآن آية أرجى عندي منها.
وذكر عن عطاء بن أبى رباح أنه قال: دخل قلب إبراهيم بعض ما يدخل قلوب الناس فقال: رب أرنى كيف تحيى الموتى.
وذكر حديث أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (نحن أحق بالشك من إبراهيم) الحديث، ثم رجح الطبري هذا القول.
قلت: حديث أبى هريرة خرجه البخاري ومسلم عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال ر ب أرنى كيف تحيى الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبى ويرحم الله لوطا لقد كان يأوى إلى ركن شديد ولو لبثت في السجن
ما لبث يوسف لاجبت الداعي).
قال ابن عطية: وما ترجم به الطبري عندي مردود، وما أدخل تحت الترجمة متأول، فأما قول ابن عباس: (هي أرجى آية) فمن حيث فيها الادلال على الله تعالى وسؤال الإحياء في الدنيا وليست مظنة ذلك.
ويجوز أن يقول: هي أرجى آية لقوله " أو لم تؤمن " أي إن الإيمان كاف لا يحتاج معه إلى تنقير وبحث.
وأما قول عطاء: " دخل قلب إبراهيم بعض ما يدخل قلوب الناس " فمعناه من حيث المعاينة على ما تقدم.
وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم: (نحن أحق بالشك من إبراهيم) فمعناه أنه لو كان شاكا لكنا نحن أحق به ونحن لا نشك فإبراهيم عليه السلام أحرى ألا يشك.
فالحديث مبنى على نفى الشك عن إبراهيم.
والذى روى فيه عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: (ذلك محض الإيمان) إنما هو في الخواطر التى لا تثبت، وأما الشك فهو توقف بين أمرين لامزية لاحدهما على الآخر، وذلك هو المنفى عن الخليل عليه السلام.
وإحياء الموتى إنما يثبت بالسمع وقد كان إبراهيم عليه السلام أعلم به، يدلك على ذلك قوله: " ربى الذى يحيى ويميت "
فالشك يبعد على من تثبت قدمه في الإيمان فقط فكيف بمرتبة النبوة والخلة، والأنبياء معصومون من الكبائر ومن الصغائر التي فيها رذيلة إجماعا.
يقول القرطبي: وإذا تأملت سؤاله عليه السلام وسائر ألفاظ الآية لم تعط شكا، وذلك أن الاستفهام بكيف إنما هو سؤال عن حالة شئ موجود متقرر الوجود عند السائل والمسئول، نحو قولك: كيف علم زيد؟ وكيف نسج الثوب؟ ونحو هذا.
ومتى قلت: كيف ثوبك؟ وكيف زيد؟ فإنما السؤال عن حال من أحواله.
وقد تكون " كيف " خبرا عن شئ شأنه أن يستفهم عنه بكيف، نحو قولك: كيف شئت فكن، ونحو قول البخاري: كيف كان بدء الوحى.
و " كيف " في هذه الآية إنما هي استفهام عن هيئة الإحياء، والإحياء متقرر، ولكن لما وجدنا بعض المنكرين لوجود شئ قد يعبرون عن إنكاره بالاستفهام عن حالة لذلك الشئ يعلم أنها لا تصح، فيلزم من ذلك أن الشئ في نفسه لا يصح،
قلت: هذا ما ذكره ابن عطية وهو بالغ، ولايجوز على الانبياء صلوات الله عليهم مثل هذا الشك فإنه كفر، والانبياء متفقون على الايمان بالبعث.
وقد أخبر الله تعالى أن أنبياءه وأولياءه ليس للشيطان عليهم سبيل فقال: " إن عبادي ليس لك عليهم سلطان " وقال اللعين: إلا عبادك منهم المخلصين، وإذا لم يكن له عليهم سلطنة فكيف يشككهم، وإنما سأل أن يشاهد كيفية جمع أجزاء الموتى بعد تفريقها وإيصال الاعصاب والجلود بعد تمزيقها، فأراد أن يترقى من علم اليقين إلى علم اليقين، فقوله: " أرنى كيف " طلب مشاهدة الكيفية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Mar 2009, 07:55 م]ـ
الفرق بين إبراهيم عليه الصلاة والسلام وصاحب القرية:
نجد أن صاحب القرية كان شاكاً في القدرة فقال: "أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا".
بينما سؤال إبراهيم عليه السلام عن الكيفية: "أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى".
الجواب لصحاب القرية جاء مفصلاً حيث أره مراحل الإحياء:" وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا"
الجواب لإبراهيم عليه السلام جاء مجملاً:"ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا"
النتيجة عند صاحب القرية:" قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"
النتيجة عند ابراهيم:" وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"
إن الصورتين في الآيتين والفروق بينهما جديرة بالتأمل والدراسة ومن ثم استخراج العبرة.
فأرجو من الدكتور خضر وبقية الأخوة مشاركتي الموضوع.
وفق الله الجميع لما فيه الخير.
ـ[أشرف الملاحمي]ــــــــ[16 Mar 2009, 09:58 ص]ـ
جزى الله أخانا محب القرآن خيراً فقد كفانا في جوابه المختصر مؤنة البحث الطويل خصوصاً ونحن في مراحل الإنتهاء من رسالة الدكتوراه إنشاء الله وأرجو تعليق أخي د. خضر على الجواب لأنني مهتم بتقييمه العلمي لجواب مختصر من هذا النوع.
ـ[مفسر]ــــــــ[16 Mar 2009, 05:35 م]ـ
اليقين في اللغة:
قال في اللسان: اليَقِينُ: العِلْم وإِزاحة الشك وتحقيقُ الأَمر، وقد أَيْقَنَ يُوقِنُ إِيقاناً، فهو مُوقِنٌ، و يَقِنَ يَيْقَنُ يَقَناً، فهو يَقِنٌ. و اليَقِين: نَقيض الشك، والعلم نقيضُ الجهل، تقول عَلِمْتُه يَقِيناً. وفي التنزيل العزيز: وإِنَّه لَحَقُّ اليَقِين أَضاف الحق إِلى اليقين وليس هو من إِضافة الشيء إِلى نفسه، لأَن الحق هو غير اليقين، إِنما هو خالصُه وأَصَحُّه، فجرى مجرى إِضافة البعض إِلى الكل. وقوله تعالى: واعْبُدْ ربَّك حتى يأْتيك اليَقِينُ أَي حتى يأْتيك الموتُ، كما قال عيسى بن مريم، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: وأَوْصانِي بالصَّلاة والزكاةِ ما دُمْتُ حَيَّاً، وقال: ما دُمْتُ حَيَّاً وإِن لم تكن عبَادةٌ لغير حَيَ، لأَن معناه اعْبُدْ ربَّك أَبداً واعْبُدْه إِلى الممات، وإِذا أَمر بذلك فقد أَمر بالإِقامة على العبادة. و يَقِنْتُ الأَمْرَ، بالكسر؛ قال ابن سيده: يَقِنَ الأَمر يَقْناً و يَقَناً و أَيْقَنَه و أَيْقَنَ به و تَيَقَّنه و اسْتَيْقَنَه و اسْتَيْقَن به و تَيَقَّنْت بالأَمر و اسْتَيْقَنْت به كله بمعنى واحد، وأَنا على يَقِين منه، وإِنما صارت الياء واواً في قولك مُوقِنٌ للضمة قبلها، وإِذا صَغَّرْته رددتَه إِلى الأَصل وقلتَ مُيَيْقِنٌ، وربما عبروا بالظن عن اليقِين وباليقِين عن الظن , قال أَبو سِدْرَة الأَسدِيّ، ويقال الهُجَيْمِيُّ:
تَحَسَّبَ هَوَّاسٌ وأَيْقَنَ أَنَّني___ بها مُفْتَدٍ من واحدٍ لا أُغامِرُه
يقول: تَشَمَّمَ الأَسدُ ناقتي يظن أَنني أَفتدي بها منه وأَسْتَحْمي نفسي فأَتركها له ولا أَقتحم المهالك بمقاتلته، وإِنما سمي الأَسدُ هَوَّاساً لأَنه يَهُوس الفَريسة أَي يَدُقُّها. ورجل يَقِنٌ ويَقَنٌ: لا يسمع شيئاً إِلا أَيْقَنَه، كقولهم: رجل أُذُنٌ. ورجل يَقَنَةٌ، بفتح الياء والقاف وبالهاء: كيَقُنٍ؛ عن كراع، ورجل مِيقَانٌ كذلك؛ عن اللحياني، والأُنثى مِيقَانةٌ، بالهاء، وهو أَحد ما شذ من هذا الضرب. وقال أَبو زيد: رجل ذو يَقَنٍ لا يسمع شيئاً إِلاَّ أَيْقَنَ به. أَبو زيد: رجل أُذُنٌ يَقَنٌ، وهما واحد، وهو الذي لا يسمع بشيء إِلا أَيْقَنَ به. ورجل يَقَنٌ ويَقَنَةٌ: مثل أُذُنٍ في المعنى أَي إِذا سمع شيئاً أَيْقَنَ به ولم يُكَذِّبه. الليث: اليَقَنُ اليَقِينُ؛ وأَنشد قول الأَعشى: وما بالَّذِي أَبْصَرَتْه العُيُو___ نُ مِنْ قَطْعِ يَأْسٍ، ولا مِنْ يَقَنْ.
ـ[مفسر]ــــــــ[16 Mar 2009, 05:40 م]ـ
اليقين عند العلماء:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الإمام البغوي في تفسيره: (هُمْ يُوقِنُونَ)، أي: يستيقنون أنها كائنة، من الإيقان وهو العلم. وقيل: الإيقان واليقين علمٌ عن استدلال، ولذلك لا يُسمّى الله موقناً ولا علمه يقيناً إذْ ليس علمه عن استدلال. وقال القرطبي: (واليقين: العلم دون الشك) وقال البيضاوي: (واليقين: إتقان العلم بنفي الشك والشبهة عنه نظراً واستدلالاً، ولذلك لا يوصف به علم البارىء، ولا العلوم الضرورية). وقد ذكر البخاري عن ابن مسعود أنه قال: (اليقين الإيمان كله).
ـ[أبو المهند]ــــــــ[17 Mar 2009, 10:29 م]ـ
جزى الله أخانا محب القرآن خيراً فقد كفانا في جوابه المختصر مؤنة البحث الطويل خصوصاً ونحن في مراحل الإنتهاء من رسالة الدكتوراه إنشاء الله وأرجو تعليق أخي د. خضر على الجواب لأنني مهتم بتقييمه العلمي لجواب مختصر من هذا النوع.
أبشر يا محب القرآن أحبك الله أنت والشيخ. اشرف ودونكم ما تيسر في هذه القضية
ذهب الطبري والبيضاوي وابن عاشور وجماعة من المفسرين إلى أن الذي مر على قرية كان شاكا في قدرة الله.
*****************
وذهب ابن عطية وجماعة إلى أنه كان متلهفا على معرفة المزيد عن قدرة الله.
ولكل أدلته وتبقي هذه الأدلة عرضة للأخذ والرد ما لم يرد نقل، ودونكم مختصراً لما اطلعت عليه
قال القرطبي:
وقد حكى الطبري عن بعضهم أنه قال: كان هذا القول شكا في قدرة الله تعالى على الإحياء، فلذلك ضرب له المثل في نفسه.
قال ابن عطية: وليس يدخل شك في قدرة الله تعالى على إحياء قرية بجلب العمارة إليها وإنما يتصور الشك من جاهل في الوجه الآخر، والصواب ألا يتأول في الآية شك
قال الطبري: المعنى في قوله " فلما تبين له " أي لما اتضح له عيانا ماكان مستنكرا في قدرة الله عنده قبل عيانه قال: أعلم.
قال ابن عطية: وهذا خطأ، لأنه ألزم مالا يقتضيه اللفظ، وفسر على القول الشاذ والاحتمال الضعيف، وهذا عندي ليس بإقرار بما كان قبل ينكره كما زعم الطبري، بل هو قول بعثه الاعتبار، كما يقول الإنسان المؤمن إذا رأى شيئا غريبا من قدرة الله تعالى: لا إله إلا الله ونحو هذا.
ابن عاشور: وقوله: {أنّى يحيي هذه الله بعد موتها} استفهامُ إنكار واستبعاد
فقوله: {ولنجعلك آية} معطوف على مقدر دل عليه قوله {فانظر إلى طعامك} وانظر إلى حمارك؛ فإن الأمر فيه للاعتبار لأنّه ناظر إلى ذلك لا محالة، والمقصود اعتباره في استبعاده أن يُحيي الله القرية بعد موتها
***********************
البيضاوي {أَوْ كالذي مَرَّ على قَرْيَةٍ} تخصيصه بحرف التشبيه لأن المنكر للإِحياء كثير والجاهل بكيفيته أكثر من أن يحصى، بخلاف مدعي الربوبية
، وقيل الكاف مزيدة وتقدير الكلام ألم تر إلى الذي حاج أو الذي مر. وقيل إنه عطف محمول على المعنى كأنه قيل: ألم تر كالذي حاج، أو كالذي مر. وهو عزير بن شرحيا. أو الخضر، أو كافر بالبعث. ويؤيده نظمه مع نمروذ
************************************
ومعنى الآية:
أو هل رأيت -أيها الرسول- مثل الذي مرَّ على قرية قد تهدَّمت دورها، وخَوَتْ على عروشها، فقال: كيف يحيي الله هذه القرية بعد موتها؟ فأماته الله مائة عام، ثم ردَّ إليه روحه، وقال له: كم قدر الزمان الذي لبثت ميتًا؟ قال: بقيت يومًا أو بعض يوم، فأخبره بأنه بقي ميتًا مائة عام، وأمره أن ينظر إلى طعامه وشرابه، وكيف حفظهما الله من التغيُّر هذه المدة الطويلة، وأمره أن ينظر إلى حماره كيف أحياه الله بعد أن كان عظامًا متفرقة؟ وقال له: ولنجعلك آية للناس، أي: دلالة ظاهرة على قدرة الله على البعث بعد الموت، وأمره أن ينظر إلى العظام كيف يرفع الله بعضها على بعض، ويصل بعضها ببعض، ثم يكسوها بعد الالتئام لحمًا، ثم يعيد فيها الحياة؟ فلما اتضح له ذلك عِيانًا اعترف بعظمة الله، وأنه على كل شيء قدير، وصار آية للناس. {الميسر}
ـ[سؤال]ــــــــ[18 Mar 2009, 10:38 م]ـ
[ quote]
وإحياء الموتى إنما يثبت بالسمع وقد كان إبراهيم عليه السلام أعلم به، يدلك على ذلك قوله: " ربى الذى يحيى ويميت "
.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ الدكتور خضر حفظه الله تعالى
أشار فضيلتكم بأن إبراهيم عليه السلام أعلم بإحياء الموتى فهل سؤاله في قوله تعالى: ({وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي)
ليطمئن بأن الذي يكلمه هو الله سبحانه تعالى؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو المهند]ــــــــ[19 Mar 2009, 02:00 ص]ـ
[ QUOTE= د. خضر;74141]
قوله تعالى: ({وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي)
هل سؤال إبراهيم ـ عليه السلام ـ ليطمئن بأن الذي يكلمه هو الله سبحانه تعالى؟
وجزاكم الله خيرا
حياكم الله أخي الفاضل وأجيبكم فأقول:
إبراهيم عليه السلام كان عالما بأن الذي يكلمه هو الله رب العالمين بدلالة خطابه المباشر " رب ... أرني .... رده سبحانه عليه " قال" أي الله أولم تؤمن ... ورد الخليل بـ "بلى" .... كل ذلك يؤكد بأن السؤال وقع لمعرفة الكيفية ـ كيفية الإحياء ـ لينضم الى المعرفة الإيمانية المجردة المعرفة اليقينية المشاهدة. والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشرف الملاحمي]ــــــــ[21 Mar 2009, 08:59 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة اله وبركاته
سيدي فضيلة الدكتور عبد الفتاح محمد خضرأستاذ التفسير وعلوم القرآن الكريم ... المحترم ... تحية طيبة
بالنسبة للعبارة التي نصّصتها لي والتي وردت في مقالتي حقيقة اليقين والتي أسأل الله أن يفتح علينا جميعاً بافكار مشابه في توقيع القرآن توقيعاً معاصرأي ربطه بواقعنا اليوم وهي عبارة (أنظر الى قوة تصور الخليل ان هجم به الظن على اليقين) وذلك في قصة ابراهيم الخليل عندما بحث عن الحقيقة وارد التخلص من آثارالشك باليقين فقال ( ... ربي أرني كيف تحيي الموتى ... ) فأنني لم أتسرع بالجواب للإستفادة من تعليقاتكم الكريمة وتعليقات بقية الأخوة وكذلك لإزدحام وقتي هذه الأيام. والظن هو غير الشك وقد ورد كلاهما في القرآن والقرآن منزهٌ عن الترادف لأن الترادف من الخلل والله تعالى يقول {قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} الزمر28وكما تعلمون فالظن في أصله الشُح قالت العرب
يجود بالنفس إن ظن الجوادبها والجود بالنفس أقصى غاية الجود
إلا أن يجي في سياق المعنى بما يلحقه بعض الناس بالشك وهو ليس الشك إنما هو شحةُ المعلومة أو التثبت القاطع من وجه من وجوهها ... وهكذا يكون ظن إبراهيم عليه السلام في موضوع طريقة الأحياء وكيفيتها وإلا لما كان جوابه حين سأله المولى عز وجل (أولم تؤمن .. بـ .. بلى ولكن ليطمئن قلبي) ونحن نعلم أن أنبياء الله لايجوز في حقهم الكذب وليس الشك في قدرة الله تعالى على الإحياء والله أعلم
جزاك الله ومن شارك في نقاش المقال خيراً فقد حفزتنا هذه المشاركات التي إن دلت فأنها تدل على تعلق أهل القرأن بكتاب الله جزانا الله جميعاً شفاعته يوم القيامة
ـ[سؤال]ــــــــ[25 Mar 2009, 11:16 م]ـ
الشيخ الفاضل الدكتور خضر
جزاك الله خيرا وأحسن إليك وبارك في الجميع
ـ[أبو المهند]ــــــــ[29 Mar 2009, 02:30 ص]ـ
الشيخ الفاضل الدكتور خضر
جزاك الله خيرا وأحسن إليك وبارك في الجميع
آمين وبارك فيكم جميعا(/)
حلقات برنامج أفانين القرآن
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[12 Mar 2009, 08:28 ص]ـ
الإخوة الكرام
هل حلقات برنامج أفانين القرآن متوفرة بشكل ملفات صوتية أو نصوص حلقات في أي مكان على النت؟
بارك الله فيكم
ـ[شعلة]ــــــــ[13 Mar 2009, 12:25 ص]ـ
موقع طريق الإسلام http://www.islamway.com/?iw_s=Search&type=&s_act=archive&action=stat&search=%C3%DD%C7%E4%ED%E4+%C7%E1%DE%D1%C2%E4(/)
ارغب بمعرفة اسماء كتب في مقاصد الايات والسور
ـ[عقد اللؤلؤ]ــــــــ[12 Mar 2009, 02:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارغب بمعرفة اسماء كتب ترشدني لمعرفة مقاصد الايات والسور
بارك الله فيكم
ـ[جمانة]ــــــــ[12 Mar 2009, 03:46 م]ـ
وانااطلب ذلك ايظا فهل من مرشد؟
ومارأيكم بكتاب خواطر قرآنية لعمرو خالد؟
جزاكم الله كل خير
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[12 Mar 2009, 08:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مقاصد القرآن من تشريع الأحكام.د. عبد الكريم حامدي. دار ابن حزم. الطبعة الأولى 2008م/1429هـ
ـ[خادمة القرآن]ــــــــ[13 Mar 2009, 12:13 ص]ـ
أغراض السور في تفسير التحريروالتنوير لابن عاشور.
عُني به: محمد بن إبراهيم الحمد
طباعة دار ابن خزيمة.
ـ[مهاجرة]ــــــــ[13 Mar 2009, 02:06 م]ـ
·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أنا أيضا أطلب كتبا في مقاصد سورة القرآن، وإن لم يكن هناك كتب مفردة فكيف يتدرب طالب العلم على استنباط وفهم المقاصد من بطون كتب التفسير ..
وجزاكم الله خيرا.
°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°
ـ[منى العميشي]ــــــــ[17 Mar 2009, 06:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
لقد قمت قبل فترة قصيرة بعمل بحث مبسط في مقاصد السور .. وكان أصعب ماواجهته
قلة المصادر المكتوبة في هذا الباب على أهميته .. لكني استفدت كثيراً من الكتب التالية:
1 - أهداف كل سورة ومقاصدها في القرآن .. عبدالله شحاته.
2 - مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور .. برهان الدين البقاعي.
3 - التحرير والتنوير .. ابن عاشور.
4 - الموافقات .. الشاطبي.
5 - في ظلال القرآن سيد قطب
6 - التفسير المنير وهبة الزحيلي
وبحثان موجودان في منتدى التفسير لكلِ من:
د/ محمد الربيعة.
أ/ علال بو ربيق.
اسأل الله ان ينفعكم بذلك ..
ـ[عقد اللؤلؤ]ــــــــ[17 Mar 2009, 11:37 م]ـ
بارك الله فيك يا منى العميشي .............. ونفع بما قدمت
ونريد ايضا ارشادا منكم يا اساتذتنا الفضلاء ..(/)
سؤال لأهل التفسير و كل علماء الأمة
ـ[ Amara] ــــــــ[12 Mar 2009, 03:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما
أما بعد،
فإني أعلم أن جدال أهل الكتاب يكون بالتي أحسن .. و ليس هدا موضوع السؤال ..
و لكني أسأل هل من الواجب جدالهم دعوة لهم إلى الحق .. و هل أن جدال أهل الكتاب يدخل في باب الدعوة إلى الله؟
أعني ما حكم جدال أهل الكتاب؟ .. هل هو واجب .. و متى؟ ..
هل هو واجب دائما أم فقط ردا .. أم وجوبه مرتبط بسؤالهم لنا ..
وفقني و وفقكم الله تعالى
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Mar 2009, 08:38 م]ـ
الأصل في المسلم هو الدعوة الله تعالى مقتفياً خطى الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى:
(قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) سورة يوسف (108)
والله قد أمر رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بدعوة أهل الكتاب فقال:
(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) سورة آل عمرآن (64)
ومن البصيرة في الدعوة أن يتمثل المسلم قول الله تعالى:
(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) سورة النحل (125)
وكذلك أن يكون على بصيرة من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة ففي سيرته وسنته الهدى والنور.
وقد سجلت السنة والسيرة كيف كان صلى الله عليه وسلم يدعو الناس على اختلاف مللهم ونحلهم وبما فيهم أهل الكتاب " اليهود والنصارى"
أما متى يكون الجدال؟
فالدعوة وبيان الحق لهم أولاً، فإذا جادلوا فنسلك معهم بما قاله الله تعالى:
(وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آَمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) العنكبوت (46)
ولدعوة أهل الكتاب أساليب وطرق يعرفها المتمرسون في هذا الشأن ولعل الوقت يسمح إن شاء الله تعالى في ذكر جانب منها.
هذا والله أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.(/)
مدارسة لأسانيد التفسير المشهورة
ـ[إبراهيم الفقيه]ــــــــ[12 Mar 2009, 08:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا وبعد: من باب المدارسة للعلم والإستفادة سأنقل لكم الأسانيد المشهورة في كتب التفاسير مع شي من الدراسة لها والحكم عليها بنقل أقوال الأئمة في هذا الشأن بطريقة مسهلة.
أولا: الأسانيد المشهورة عن علي بن أبي طالب:
لقد كان الخلفاء الراشدون الأربعة من المفسرين وقد نص على ذلك بعض أهل العلم كالسيوطي كما في الإتقان (2/ 493) قال: اشتهر بالتفسير من الصحابة عشرة الخلفاء الأربعة وابن مسعود وابن عباس وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وأبو موسى الأشعري وعبد الله بن الزبير أما الخلفاء فأكثر من روي عنه منهم علي بن أبي طالب, والرواية عن الثلاثة نزرة جدا وكأن السبب في ذلك تقدم وفاتهم كما أن ذلك هو السبب في قلة رواية أبي بكر رضي الله عنه للحديث ولا أحفظ عن أبي بكر رضي الله عنه في التفسير إلا آثارا قليلة جدا لا تكاد تجاوز العشرة, وأما علي فروى عنه الكثير.
الطريق الأولى عن: علي بن أبي طالب روى عنه عبيدة السلماني وعنه محمد بن سيرين وعنه هشام بن حسان.
بيان حال هذه الطريق:
عبيدة السلماني: فقيه ثبت
محمد بن سيرين: إمام مشهور
هشام هو ابن حسان ثقة من أثبت الناس في ابن سيرين.
خرج من هذه الطريق البخاري وغيره.
الطريق الثاني: علي بن أبي طالب روى عنه أبو الطفيل عامر بن واثلة وعنه ابن أبي الحسينبيان حال هذه الطريق:
أبو الطفيل: عامر بن واثلة: صحابي جليل
ابن أبي الحسين: عبد الله بن عبد الرحمن النوفلي: ثقة عالم بالمناسك.
وهذا سند صحيح.
الطريق الثالث عن علي بن أبي طالب روى عنه الحسين بن علي وعنه علي بن الحسين وعنه الزهري.
بيان حال الطريق:
الحسين بن علي: صحابي جليل.
علي بن الحسين زين العابدين: ثقة جليل.
الزهري: هو محمد بن مسلم: ثقة متقن متفق على جلالته.
وهذا سند صحيح.
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[12 Mar 2009, 09:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك شيخ إبراهيم واصل جزاكم الله خيرا.
ـ[إبراهيم الفقيه]ــــــــ[12 Mar 2009, 09:12 م]ـ
ثانياً: الأسانيد المشهورة عن ابن عباس وسأذكر تسعة عشر طريقا عن ابن عباس [/ color]
[color=#FF0000] الطريق الأولى عن ابن عباس: عبد الله بن صالح كاتب الليث عن معاوية بن صالح بن حدير عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس.
1 - علي بن أبي طلحة سالم بن المخارق أبو الحسن أصله من الجزيرة وانتقل إلى حمص توفي سنة 134هـ
حاله: قال النسائي ليس به بأس, وقال الإمام أحمد: له أشياء منكرات رجل من أهل حمص.
قال في العلل ومعرفة الرجال: ثقة كوفي
وقال أبو داود كما في سؤالات الآجري هو في الحديث مستقيم إن شاء الله كان له رأي سوء وكان يرى السيف.
قال العجلي في الثقات: ثقة
فالحاصل أنه صدوق قد يخطي كما ذكر هذا الحافظ في التقريب فحديثه حسن ما لم يكن من أخطائه.
مسألة: سماعه التفسير من ابن عباس.
قال أبو حاتم كما في المراسيل (247) لابنه سمعت دحيما يقول علي بن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس التفسير.
وقال الإمام أحمد كما في تاريخ الاسلام: روى التفسير عن ابن عباس ولم يره.
وقال الخليلي في الإرشاد (1/ 394):أجمع الحفاظ على أن ابن أبي طلحة لم يسمعه يعني التفسير من ابن عباس.
فالحاصل: أن ابن أبي طلحة لم يلق ابن عباس ولم يسمع منه التفسير.
ولكن من أين حمل التفسير عن ابن عباس؟
قال الحافظ ابن حجر: علي لم يلق ابن عباس لكنه إنما حمل عن الثقات من أصحابه. العجاب (1/ 206)
قال الذهبي في الميزان: أخذ تفسير ابن عباس عن مجاهد فلم يذكر مجاهدا بل أرسله عن ابن عباس.
قال ابن أبي حاتم في المراسيل: سمعت أبي يقول: علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس مرسل, إنما يروي عن مجاهد والقاسم بن محمد وراشد بن سعد ومحمد بن زيد.
وقال الطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 279): بعد ذكر أثر عن ابن عباس من طريق علي ابن أبي طلحة: وإن كان خبرا منقطعا لا يثبت مثله غير أن قوما من أهل العلم بالآثار يقولون إنه صحيح وإن علي بن أبي طلحة وإن كان لم يكن رأى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما فإنما أخذ ذلك عن مجاهد وعكرمة مولى بن عباس رضي الله عنهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الحافظ ابن حجر: بعد أن عرفت الواسطة وهو ثقة فلا ضير.
أحوال مشايخ علي بن أبي طلحة الذين أخذ عنهم:
الأول: مجاهد ابن جبر: وهو ثقة إمام ثبت
الثاني: القاسم بن محمد بن أبي بكر: ثقة أحد الفقهاء السبعة بالمدينة
الثالث: راشد بن سعد المقرئ ثقة يرسل.
الرابع: محمد بن زيد بن عمر بن الخطاب: ثقة.
الخامس سعيد بن جبير ثقة إمام ثبت
السادس: عكرمة وهو ثقة جليل.
الرواة عن علي بن أبي طلحة لهذا التفسير:
*معاوية بن صالح بن حدير:
قال الذهبي: روى معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس نفسه فذكر تفسيرا في جزء كبير. تاريخ الإسلام (9/ 227).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وهذا التفسير ثابت عن عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن ابي طلحة الوالبي, لكن يقال: إنه لم يسمع التفسير عن ابن عباس.
حال معاوية:
قال أبو حاتم صالح الحديث حسن الحديث يكتب حديثه ولا يحتج به.
ووثقه الجمهور, ولم يرضه يحيى بن سعيد القطان
وقال الترمذي: ثقة عند أهل الحديث ولا نعلم أحدا تكلم فيه غير يحيى بن سعيد القطان.
قال ابن عدي: ما أرى بحديثه بأسا وهو عندي صدوق إلا أنه يقع في حديثه إفرادات.
وقال الذهبي في: (من تكلم فيه وهو موثق) صدوق.
فالخلاصة أن حديثه في درجة الحسن.
*الراوي عن معاوية بن صالح هو عبد الله بن صالح كاتب الليث.
حال عبد الله بن صالح كاتب الليث:
حاصل ما قاله الذهبي في السير (10/ 405):قد شرحت حاله في الميزان وليناه, وبكل حال فكان صدوقا في نفسه من أوعية العلم أصابه داء شيخه ابن لهيعة وتهاون بنفسه حتى ضعف حديثه ولم يترك بحمد الله , والأحاديث التي نقموها عليه معدودة في سعة ما روى.
وقال الحافظ ابن حجر في التقريب: صدوق كثير الغلط ثبت في كتابه وكانت فيه غفلة. اهـ
وبالنسبة لكتابه: فقد أفسده عليه جاره
قال ابن حبان: وكان في نفسه صدوقا يكتب لليث بن سعد الحساب وكان كاتبه على الغلات وإنما وقع المناكير في حديثة من قبل جار له رجل سوء سمعت بن خزيمة يقول كان له جار بينه وبينه عداوة فكان يضع الحديث على شيخ عبد الله بن صالح ويكتب في قرطاس بخط يشبه خط عبد الله بن صالح ويطرح في داره في وسط كتبه فيجده عبد للله فيحدث به فيتوهم أنه خطه وسماعه فمن ناحيته وقع المناكير في أخباره. المجروحين لابن حبان (2/ 40)
وهذا الرجل الذي كان يدخل في حديث أبي صالح ما ليس منه هو خالد بن أبي نجيح, قال أبو زرعة: كان يضع في كتب الشيوخ ما لم يسمعوه.
فالخلاصة: أنه ضعيف يصلح في الشواهد والمتابعات.
فالخلاصة أن طريق أبي صالح كاتب الليث قد اختلف في قبولها وردها على قولين:
الأول: قبولها
قال النحاس بعد ذكره لهذه الطريق: والذي يطعن في إسناده يقول ابن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس وإنما أخذ التفسير عن مجاهد وعكرمة.
قال: وهذا القول لا يوجب طعنا لأنه أخذه عن رجلين ثقتين وهو في نفسه ثقة صدوق وقد حدثني أحمد بن محمد الأزدي قال سمعت علي بن الحسين يقول سمعت الحسين بن عبد الرحمن بن فهم يقول سمعت أحمد بن حنبل رحمه الله يقول بمصر كتاب التأويل عن معاوية بن صالح لو جاء رجل إلى مصر فكتبه ثم انصرف به ما كانت رحلته عندي ذهبت باطلا. الناسخ والمنسوخ للنحاس ص (75)
وقال الطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 279): بعد ذكر أثر عن ابن عباس من طريق علي ابن أبي طلحة: وإن كان خبرا منقطعا لا يثبت مثله غير أن قوما من أهل العلم بالآثار يقولون إنه صحيح وإن علي بن أبي طلحة وإن كان لم يكن رأى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما فإنما أخذ ذلك عن مجاهد وعكرمة مولى بن عباس رضي الله عنهما.
قال السيوطي في الإتقان (2/ 496):وقد ورد عن ابن عباس في التفسير ما لا يحصى كثرة وفيه روايات وطرق مختلفة فمن جيدها طريق علي بن أبي طلحة الهاشمي عنه.
قال أحمد بن حنبل بمصر صحيفة في التفسير رواها علي بن أبي طلحة لو رحل رجل فيها إلى مصر قاصدا ما كان كثيرا
أسنده أبو جعفر النحاس في ناسخه
وقال ابن حجر وهذه النسخة كانت عند أبي صالح كاتب الليث رواها عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس
وهي عند البخاري عن أبي صالح وقد اعتمد عليها في صحيحه كثيرا فيما يعلقه عن ابن عباس
وأخرج منها ابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر كثير بوسائط بينهم وبين أبي صالح. اهـ
القول الثاني: رد هذه الطريق
قال الذهبي في تاريخ الإسلام في ترجمة علي بن أبي طلحة: قال أبو أحمد الحاكم: ليس ممن يعتمد على تفسيره الذي يروي عن معاوية عنه. اهـ
كذلك الخليلي في الإرشاد بعد إيراده لهذه الطريق أتبعها بقوله: أجمع الحفاظ على أن ابن أبي طلحة لم يسمعه من ابن عباس. وهذا تضعيف ظاهر.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في الرد على البكري (1/ 74): و منهم من إسناده في التفسير عن ابن عباس منقطع وهو في نفسه ثقة .. فذكرهم ... إلى أن قال: و علي بن أبي طلحة الوالبي لم يسمع من ابن عباس.
وكذلك الشيخ الألباني رحمه الله في الإرواء (5/ 60): فبعد إيراده لأثر من هذه الطريق قال: وهذا سند ضعيف: عبد الله بن صالح فيه ضعف وعلي بن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس.
وقال في موضع آخر بعد إيراده لأثر من هذا الطريق: سكت الحافظ عن حديث ابن عباس هذا ولعل ذلك لوضوح علته فإن علي بن أبي طلحة هذا صدوق قد يخطيء أرسل عن ابن عباس ولم يره كما قال الحافظ نفسه في (التقريب) فالحديث بهذا السياق ضعيف لانقطاعه. انظر الثمر المستطاب ص (838).
وكذلك كان شيخنا مقبل الوادعي رحمه الله على تضعيف هذه الطريق
والذي يظهر والله أعلم أن هذه الطريق لا يحتج بها لما ذكر سابقا والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الفقيه]ــــــــ[12 Mar 2009, 11:19 م]ـ
جزاك الله خيرا يا اخانا يوسف
وان شاء الله سنواصل السلسلة في عدة مواضيع في هذا المكان فتابعونا وبارك الله فيكم
ـ[محامي عادل]ــــــــ[13 Mar 2009, 04:08 ص]ـ
بارك الله فيك
ونحن متابعون لك.
ـ[إبراهيم الفقيه]ــــــــ[17 Mar 2009, 12:59 ص]ـ
الطريق الثان عن ابن عباس: علي بن الحسين عن مسلم الجرمي عن عيسى بن يونس عن رشدين بن كريب عن كريب عن ابن عباس. بيان حال الطريق:
كريب ابن أبي مسلم مولى ابن عباس:وهو ثقة.
رشدين بن كريب: وهو ضعيف.
عيسى بن يونس: وهو ثقة
مسلم الجرمي: وهو مسلم بن عبد الرحمن الجرمي وهو ثقة مرتجم في اللسان.
علي بن الحسين: وهو الخزاز ثقة مترجم في تاريخ بغداد (11/ 374) وعنه الطبري.
ـ[إبراهيم الفقيه]ــــــــ[18 Mar 2009, 12:30 ص]ـ
[الطريق الثان عن ابن عباس: علي بن الحسين عن مسلم الجرمي عن عيسى بن يونس عن رشدين بن كريب عن كريب عن ابن عباس. [/ color] بيان حال الطريق:
كريب ابن أبي مسلم مولى ابن عباس:وهو ثقة.
رشدين بن كريب: وهو ضعيف.
عيسى بن يونس: وهو ثقة
مسلم الجرمي: وهو مسلم بن عبد الرحمن الجرمي وهو ثقة مرتجم في اللسان.
علي بن الحسين: وهو الخزاز ثقة مترجم في تاريخ بغداد (11/ 374) وعنه الطبري. [/ size][/QUOTE]
ـ[إبراهيم الفقيه]ــــــــ[25 Mar 2009, 11:04 ص]ـ
الطريق الثالث عن ابن عباس/ طريق عطية بن سعد العوفي عن ابن عباس.
وسندها كما يلي: محمد بن سعد بن عطية العوفي حدثني أبي حدثني عمي الحسين عن أبيه عن جده عن ابن عباس.
ويروي بهذا ابن أبي حاتم وابن جرير.
حال الطريق:
عطية بن سعد بن جنادة العوفي أبو الحسن الكوفي الراوي عن ابن عباس مجمع على تضعيفه وتشيعه وتدليسه, وانفرد ابن سعد فوثقه. ولا يقبل قول ابن سعد إذا انفرد بتوثيق من ضعفه الجمهور, أو بتضعيف من وثقه الجمهور.
يروي عنه ابن الحسن بن عطية بن سعد العوفي وهو ضعيف أيضاً.
وعنه ابنه الحسين بن الحسن بن عطية بن سعد العوفي وهو ضعيف أيضا ترجمته في لسان الميزان.
وعنه ابن أخيه سعد بن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد العوفي وهو ضعيف جدا. ترجمته في لسان الميزان.
يروي عنه ابنه محمد بن سعد: قال الخطيب كان لينا في الحديث, وقال الدار قطني: لا بأس به.
فالخلاصة
أن هذا السند ضعيف جدا مسلسل بالضعفاء لا يصلح للاعتبار به وقد تكلم على هذه السلسلة شيخ الإسلام ابن تيمية في الرد على البكري بما حاصله تضعيف الطريق انظر الرد على البكري (1/ 75).
تنبيه/ يروي الطبري في تفسيره بهذا السند فيقول حدثنا ابن سعد وهو هذا وليس صاحب الطبقات.
ـ[إبراهيم الفقيه]ــــــــ[28 Mar 2009, 11:23 م]ـ
الطريق الرابعة/ ابن جريج عن ابن عباس رضي الله عنهما
بيان حال الطريق:
ابن جريج هو هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الجريجي: قال الذهبي في الميزان أحد الأعلام الثقات يدلس وهو في نفسه مجمع على ثقته مع كونه قد تزوج نحوا من سبعين امرأة نكاح المتعة كان يرى الرخصة في ذلك.
يعتبر إماما حافظا من أئمة الإسلام وغلب عليه الحديث قال الذهبي في السير: قال بعض الحفاظ: لابن جريج نحو من ألف حديث يعني المرفوع, وأماالآثار والمقاطيع فشيء كثير.
وقد روى عن ابن عباس ولم يلقه ولم يدركه بل لم يسمع من مجاهد إلا حرفين كما سيأتي.
يروي عنه حجاج وهو ابن محمد المصيصي ثقة من أثبت الناس في اين جريج, وعنه الحسين ابن داود سنيد صدوق حسن الحديث وعنه القاسم شيخ الطبري.
وقد تكلم عن تفسير ابن جريج الخليلي في الإرشاد (1/ 391): فقال: وعن ابن جريج في التفسير جماعة رووا عنه وأطولها ما يرويه بكر بن سهل الدمياطي عن عبد الغني بن سعيد عن موسى بن عبد الرحمن عن ابن جريج وفيه نظر.
وروى محمد بن ثور عن ابن جريج نحو ثلاثة أجزاء كبار وذلك صححوه.
وروى الحجاج بن محمد عن ابن جريج نحو جزء وذلك صحيح متفق عليه. اهـ
فالطريق الأولى/ التي يرويها بكر بن سهل الدمياطي عن عبد الغني بن سعيد عن موسى بن عبد الرحمن عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس, ومقاتل عن ابن عباس فهي طريق موضوعة.
فبكر بن سهل ضعيف كما قال النسائي, وعبد الغني بن سعيد ضعفه ابن يونس وقال الذهبي في تاريخ الاسلام: متروك.
وموسى بن عبد الرحمن هو الصنعاني قال ابن حبان في المجروحين/ شيخ دجال يضع الحديث, وضع على ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس كتابا في التفسير جمعه من كلام الكلبي ومقاتل بن سليمان وألزقه بابن جريج عن عطاء عن ابن عباس.
ولم يحدث به ابن عباس ولا عطاء سمعه ولا ابن جريج سمع من عطاء إنما سمع ابن جريج من عطاء الخرساني عن ابن عباس في التفسير أحرفا شبيها بجزء وعطاء الخرساني لم يسمع من ابن عباس شيئا ولا رأه ولا تحل الرواية عن هذا الشيخ ولا النظر في كتابه إلا على سبيل الإعتبار.
ـ[إبراهيم الفقيه]ــــــــ[30 Mar 2009, 11:01 ص]ـ
الطريق الخامسة عن ابن عباس رضي الله عنهما: أبو الحويرث عن ابن عباس
حال هذه الطريق: أ
بو الحويرث هو عبد الرحمن بن معاوية بن الحويرث الأنصاري المدني
حاله: قال مالك ليس بثقة. فالظاهر أنه ضعيف كما يتبين من ترجمته.
يروي عنه عباد بن إسحاق وهو عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الله بن الحارث
حاله: صدوق ما لم يعلم أنه تفرد بحديث أو أخطأ فيه, وراويته عن أبي الزناد فيها مناكير.
يروي عنه إبراهيم بن طهمان: وهو ثقة صحيح الكتاب.
فالخلاصة أن هذه الطريق ضعيفة.
الطريق السادسة عن ابن عباس: أبو الضحى عن ابن عباس
حال هذه الطريق:
أبو الضحى هو مسلم بن صبيح الهمذاني العطار ثقة.
يروي عنه عطاء بن السائب ثقة تغير بآخره من سمع منه قديما فحديثه صحيح.
يروي عنه شريك: وهو ابن عبد الله النخعي: سيء الحفظ لا يعلم سماعه من عطاء قبل الإختلاط.
وعنه أبو أحمد الزبيري وهو ثقة.
وعنه أحمد بن إسحاق: ثقة
فالخلاصة أن هذه الطريق ضعيفة.
لا أدري لم أجد أي ردود أو مشاركات أو نقد أو توجيه!!!!!!
هل أواصل أم ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الفقيه]ــــــــ[01 Apr 2009, 11:58 ص]ـ
] [®] [^] [®] [الطريق السابعة عن ابن عباس: التميمي أربدة عن ابن عباس] [®] [^] [®] [
حال الطريق:
هذا السند يروي به الطبري فيقول: حدثنا أحمد بن إسحاق حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن التميمي عن ابن عباس.
التميمي: هو أربدة وهو تابعي ثقة عرف بروايته عن ابن عباس لأنه كان يجالسه.
وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله الهمذاني السبيعي: ثقة يدلس.
وشريك هو ابن عبد الله النخعي وهو سيء الحفظ.
يروي عنه أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري وهو ثقة
يروي عنه أحمد بن إسحاق وهو ثقة.
فالخلاصة أن هذا السند ضعيف
ـ[علاوةمحمدزيان]ــــــــ[01 Apr 2009, 02:25 م]ـ
بسم اله الرجمان الرحيم وأصلي وأسلم على سيدنا محمد صلى الله عليه وعلىآله وسلم
وبعد: السلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته أخي في الله (ابراهيم الفقيه)
وأرجو من سيادتكم توضيح المعنى للجملة (ثقة يدلس) وجزاكم الله خيرا
بوركتم وبورك عملكم والى الأمام وفقكم الله آمين.
اتوقيع/:طالب علم(/)
فائدة: من بلاغة الرسم القرآني: صحبه وصاحبه
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[12 Mar 2009, 09:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
القارئ لسورة الكهف من مصحف المدينة برواية حفص عن عاصم سيقف على لطيفة من لطائف الرسم القرآني وهي: قوله تعالى: على لسان أحد الرجلين للآخر:
#وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً#. فكتبت: صاحبه من غير فصل في الرسم بين حرفي الصاد والحاء.
لكن عند قوله تعالى:
#قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً#.
كانت الألف فاصلة بين الحرفين المذكورين.
ولعل السر في ذلك أنه عندما كانت رابطة العقيدة لم تتضح بعد كانت: صحبه متصلة لتحمل في طياتها معان جليلة كثيرة.
لكن عندما أعلن الكفر بالتصريح لا التلويح واتضح ظلم الآخر لنفسه بالقول والفعل. كانت كلمة صاحبه بالفصل معبرة عن هذا.
فجسد الرسم القرآني بحق عقيدة الولاء والبراء؟؟؟
والله تعالى أعلم وأحكم
ـ[د. عمر حمدان]ــــــــ[13 Mar 2009, 11:11 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
لا عبرة في ذلك على الإطلاق، فالحرف الثاني المرسوم بالألف في مصحف المدينة النبويّة [سورة الكهف 37:18] مرسوم بغير ألف في أقدم المصاحف المتوافرة، كما هو الحال في الحرف الأوّل [سورة الكهف 34:18]، وذلك في مصحف لندن (ط) (نَشَرَه فْرَانْسْوَا دِيرُوشْ وسِرْجِيُو نُويَا نُوسِدَا) ومصحف المشهد الحسينيّ بالقاهرة (نسخة رقميّة على موقع ملتقى أهل التفسير) ومصحف متحف الآثار الإسلاميّة والتركيّة (ط) ومصحف متحف طوپقاپي سرايي (ط) (كلاهما بتحقيق آلتي قولاچ).
للفائدة: مصحف لندن مرسوم بالخطّ الحجازيّ، وهو من مصاحف القرن الأوّل للهجرة. أمّا المصاحف الثلاثة الأخرى، فهي مكتوبة بالخطّ الكوفيّ، وهي من مصاحف القرن الثاني للهجرة.
والله تعالى من وراء القصد.
ـ[الباحث محمد عبيدالله]ــــــــ[13 Mar 2009, 12:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخوة الكرام الاستاذ يوسف المازي والدكتور حمدان
حل المسألة موجود في بحث فقه الحروف
وسبب اختلاف الرسم , لان قلب المؤمن اطهر من قلب الكافر = هذا اللغز هو نصف جواب المسألة
الباحث \ محمد عبيدالله
نيويورك
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 Mar 2009, 01:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخوة الكرام الاستاذ يوسف المازي والدكتور حمدان
حل المسألة موجود في بحث فقه الحروف
وسبب اختلاف الرسم , لان قلب المؤمن اطهر من قلب الكافر = هذا اللغز هو نصف جواب المسألة
الباحث \ محمد عبيدالله
نيويورك
(قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) سورة الأعراف (33)
ـ[الباحث محمد عبيدالله]ــــــــ[13 Mar 2009, 05:07 م]ـ
انشاء جديد
ـ[الباحث محمد عبيدالله]ــــــــ[13 Mar 2009, 05:20 م]ـ
حل المسألة لغويا
==========
يتبع
ـ[الباحث محمد عبيدالله]ــــــــ[13 Mar 2009, 05:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
القارئ لسورة الكهف من مصحف المدينة برواية حفص عن عاصم سيقف على لطيفة من لطائف الرسم القرآني وهي: قوله تعالى: على لسان أحد الرجلين للآخر:
# وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً #. فكتبت: صاحبه من غير فصل في الرسم بين حرفي الصاد والحاء.
لكن عند قوله تعالى:
# قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً #.
كانت الألف فاصلة بين الحرفين المذكورين.
ولعل السر في ذلك أنه عندما كانت رابطة العقيدة لم تتضح بعد كانت: صحبه متصلة لتحمل في طياتها معان جليلة كثيرة.
لكن عندما أعلن الكفر بالتصريح لا التلويح واتضح ظلم الآخر لنفسه بالقول والفعل. كانت كلمة صاحبه بالفصل معبرة عن هذا.
فجسد الرسم القرآني بحق عقيدة الولاء والبراء؟؟؟
والله تعالى أعلم وأحكم
حل المسألة لغويا
==========
للكلمتين صاحبه و صحبه
الكلمة الاولى للرجل المؤمن صاحبه
--------------------
عندما نصح المؤمن صاحبه , عبرتْ الكلمة بكامل حروفها عن نقاء قلب المؤمن , وان المؤمن يبقى صاحب مخلص , وناصح أمين , لمن يعرف و من لا يعرف 0
الكلمة الثانية للرجل الكافر:
=============
(صحبه) ----- بعد نزع الالف جاءت كي تقول:
ان الرجل الثاني لم يكن مؤمن ولم يكن صادق وخالصا لصاحبه , فنزع الله حرف الالف , من الكلمة , كي تصور الكلمة العلاقة الحقيقية بين الطرفين 0
فالقاعدة تقول زيادة المبنى من زيادة المعنى وفقه الحروف يقول ينزع الحروف لعدم تام المعنى وفي هذا العلم ابواب كثيرة و حسب موقع الكلمة في سياق النص القرآني 0
وفي بعض المواطن يستبدل حرف أعلى بحرف أدني لقصور في تمام المعنى , وكل حالة لها تفسير مستقل بسبب المشترك اللفظي والاختلاف الذهني 0
وجاء نزع حرف الالف في هذه القصة , ليؤكد صدق المؤمن و يكشف عن قلب الكافر , وهذا الوجه من اوجه الحصانة للمؤمن , كي يبقى على حذر فلا بد من الاختلاط 0
راجع بحث فقه الحروف
الباحث \ محمد عبيدالله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سفر الشهراني]ــــــــ[13 Mar 2009, 08:16 م]ـ
أرى والله أعلم أن هذا من التكلف والدليل اختلاف كتابتها في بعض المصاحف.(/)
إشكال في دفع توهم الحصر .. من يدفعه ويرفعه؟
ـ[دارس]ــــــــ[13 Mar 2009, 08:04 ص]ـ
تتبعت مجموعة من كتب الأصول وعلوم القرآن فوجدت غالب تلك الكتب تستشهد بقوله تعالى: {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} سورة الأنعام الآية:145على دفع توهم الحصر من خلال فوائد أسباب النزول.
سؤالي:
ماالسبب في الاستشهاد بهذه الآية دون غيرها؟
وهل يوجد شواهد قرآنية أخرى لها أسباب نزول يمكننا الاستدلال بها على دفع توهم الحصر؟
بارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم.(/)
أحد مصنفاتي هدية إلى أهل الملتقى
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Mar 2009, 03:48 م]ـ
أحييكم ويسعدني أن أقدم لأهل الملتقى الكريم هدية عبارة عن واحد من أعمالي العلمية المحكمة عادات عربية في ضوء القرآن الكريم دراسة موضوعية ( http://www.shatiby.edu.sa/mag/3aadaat.pdf)
أسأل الله أن ينفع به الجميع ولا حرمت من تسديدكم فالمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[13 Mar 2009, 04:08 م]ـ
جزاك الله خيرا واحسن اليك
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 Mar 2009, 04:35 م]ـ
أحييكم ويسعدني أن أقدم لأهل الملتقى الكريم هدية عبارة عن واحد من أعمالي العلمية المحكمة عادات عربية في ضوء القرآن الكريم دراسة موضوعية ( http://www.shatiby.edu.sa/mag/3aadaat.pdf)
أسأل الله أن ينفع به الجميع ولا حرمت من تسديدكم فالمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه.
ما شاء الله لا قوة إلا بالله
من خلال العنواين الرئيسة ظهرت قيمة البحث.
وأنا أعتبر البحث مفتاحا لدراسة العادات في العصر الحاضر ومدى مخالفتها للشريعة وإيجاد الحلول من خلال طريقة القرآن في حل أو تغيير العادات التي أوردتها في بحثك إلى ما هو أفضل وأنفع.
ولا ننسى أن بعض العادات قد تتحول مع الزمن إلى نوع من العبادات يتمسك بها أصحبها ويجعلونها بديلا لعبادات شرعية ثابته بالكتاب والسنة.
بحث موفق
جزاك الله خيرا وجعله في موازين حسناتك.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[جمال القرش]ــــــــ[13 Mar 2009, 04:38 م]ـ
وفقكم الله ونفع بكم الإسلام والمسلمين
ـ[مرهف]ــــــــ[13 Mar 2009, 08:52 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بكم
ـ[احب الصالحين]ــــــــ[13 Mar 2009, 10:45 م]ـ
جزاك الله خيرا
وهدية مقبولة وتم تحميلها
وموضوعها رائع ويربط المسلم بقرانه
ـ[عبد اللطيف الحسني]ــــــــ[13 Mar 2009, 11:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسنت, جزاك الله تعالى خيرا.
ـ[سلمان الخوير]ــــــــ[13 Mar 2009, 11:46 م]ـ
بارك الله فيك على هذه الهدية
أسأل الله أن ينفع بها الجميع
ـ[الحاتمي]ــــــــ[13 Mar 2009, 11:55 م]ـ
جزاكم الله خيرا على الهدية الطيبة
ـ[الباحث محمد عبيدالله]ــــــــ[14 Mar 2009, 12:25 ص]ـ
أحييكم ويسعدني أن أقدم لأهل الملتقى الكريم هدية عبارة عن واحد من أعمالي العلمية المحكمة عادات عربية في ضوء القرآن الكريم دراسة موضوعية ( http://www.shatiby.edu.sa/mag/3aadaat.pdf)
أسأل الله أن ينفع به الجميع ولا حرمت من تسديدكم فالمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه.
بارك الله لك في ذريتك , ورحم الله والديك , ونفعنا الله بعلمك 0
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[14 Mar 2009, 12:26 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
حقيقة هدية قيمة، شكر الله لكم
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[14 Mar 2009, 12:42 ص]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
تقبل الله منك أستاذنا الجليل و جزاك الجزاء الأوفر على هذه الهدية القيمة المقبولة إن شاء الله في ميزان حسناتك، و ميزان حسنات والديك و شيوخك، بمنه و كرمه سبحانه و تعالى، و لخالص نيتك و نبل قصدك ...
بارك الله فيك و تقبل منك ... و نفع بك و بعلمك ...
آمين آمين يا رب العالمين.
ـ[هانى الدمياطى]ــــــــ[14 Mar 2009, 01:12 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[14 Mar 2009, 01:25 ص]ـ
استمتعت بهذا البحث فور صدوره في مجلة الشاطبي ..
فجزاك الله خيرا يا دكتور عبدالفتاح على إتاحته هنا للجميع.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[14 Mar 2009, 02:51 ص]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيك ..
ـ[شاكر]ــــــــ[14 Mar 2009, 04:11 ص]ـ
ونعم الهدية
أحسن الله إليك
وجزاك عنا وعن المسلمين خير الجزاء.
ـ[ايمن رمضان]ــــــــ[14 Mar 2009, 07:26 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك وجعلها في ميزان حسناتك
وبارك لك في ذريتك
ـ[أبو المهند]ــــــــ[17 Mar 2009, 12:08 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك وجعلها في ميزان حسناتك
وبارك لك في ذريتك
اللهم تقبل يا رب
وأبشروا بالمزيد عما قريب بإذن الله تعالى.(/)
ماهو القول الصحيح في البحيرة والوصيلة والساب والحام؟
ـ[ليلى المزمومي]ــــــــ[13 Mar 2009, 06:54 م]ـ
ماهو القول الصحيح في تعريف البحيره والوصيلة والساب والحام؟
بارك الله فيكم(/)
دليل كتب التفسير وعلوم القرآن
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[13 Mar 2009, 09:55 م]ـ
الحمد لله المبدئ المعيد الغني الحميد أحمده وهو أهل الحمد والتحميد وأشكره والشكر لديه من أسباب المزيد وأصلي وأسلم على أشرف من أظلت السماء وأقلت البيد نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه صلاة دائمة تنمو في كل وقت وتزيد: أما بعد:
فأسأل الله سبحانه بمنه وكرمه أن يجمعنا وإياكم في هذه الحياة الدنيا على طاعته ويوم القيامة في جنته.
معاشر الفضلاء:
لفت نظري وأنا أتجول في أروقة الملتقى وجود جملة من الموضوعات تسأل عن كتب مؤلفة في موضوعات قرآنية متعددة فعلى سبيل المثال:
مر معنا تساؤل عن الكتب التي ألفت في أسباب النزول، وكذلك تساؤل عن الكتب التي ألفت في الجهود المبذولة في العناية بتفسير ابن كثير، وعن مقاصد السور وغيرها من المباحث التي لها علاقة مباشرة بالتفسير وعلوم القرءان.
وتساءلت لماذا لا يوجد مؤلف يسد ثغرة في هذا الباب ويكفي الباحثين شيئاً من العنت في البحث عن الكتب في التفسير وعلوم القرآن، ولماذا لا ينبري بعض الباحثين والمهتمين بالكتب والمؤلفات المصنفة في التفسير وعلوم القرءان إلى استقصاء جل ما ألف في هذا الباب ووضعه في دليل يساهم في تقريب كثير من هذه الكتب لطلاب العلم؟
ومما شجعني على طرح هذا الاقتراح خروج كتاب قبل عامين سماه معده (دليل المكتبة العقدية، معجم موضوعي للكتب والرسائل والبحوث في العقيدة) لمحمد بن عبدالعزيز الشايع.
وقد حاول جمع شتات المؤلفات التي ألف في علم العقيدة القديمة والحديثة في جهد مبارك يشكر عليه، وأود أن أعرف بشيء من الكتاب لأنه سيختصر علي شيئاً كثيراً مما أود قوله.
يقول المعد وفقه الله:
فإن من نعمة الله تعالى على هذه الأمة أن حفظ لها دينها وشريعتها، وسخر لها من أهل العلم من يقوم على علومها حفظاً وتدريساً وبحثاً وتأليفاً، وقد كان من ثمار ذلك هذه الثروة العلمية الهائلة التي ورثتها الأمة جيلاً بعد جيل من المؤلفات والدراسات في العلوم المختلفة، مما حدا ببعض أهل العلم إلى جمع أسمائها وعناوينها في مؤلفات خاصة عرفت فيما بينهم بكتب الفهارس والأثبات، وماذلك إلا استشعاراً منهم بأهمية ذلك وضرورته.
ولئن كانت هذه الأهمية وتلك الضرورة قائمة في ذلك الوقت فإنها اليوم أكثر أهمية وأشد ضرورة، وذلك لما يشهده العالم الإسلامي بحمد الله من صحوة علمية رائدة في مجال الدراسات الإسلامية واللغوية، كان من آثارها تحقيق كثير من كتب المتقدمين فيها وبعث حركة التأليف والتصنيف في دقائقها، وقد ساعد على ذلك طغيان التخصص العلمي الذي فرضته المؤسسات العلمية وباركه واقع الناس اليوم، حتى غدت المطابع تقذف كل يوم بمئات الكتب في العلوم الشرعية واللغوية المختلفة.
مصادر الدليل:
اشتمل الدليل على الكتب المفردة، والرسائل والفتاوى المودعة في المجاميع العلمية، والرسائل الجامعية، والبحوث المحكمة.
وفيما يلي مصادر كل منها:
1 ـ الكتب المفردة:
وذلك عن طريق البحث في قواعد المعلومات في المكتبات العامة والحصول على مستخلصات بالمصادر المتعلقة بكل مسألة على حدة.
وقد شمل الرصد المكتبات التالية:
- مكتبة الملك فهد الوطنية.
- مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات.
- مكتبة الملك عبدالعزيز.
- مكتبة الإمام ابن القيم.
- مكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
- مكتبة جامعة الملك سعود.
ثم عمدت إلى بعض المكتبات الخاصة المتميزة بجمعها من جهة، وتخصصها من جهة أخرى فراجعت المستخلصات السابقة عليها وأضفت المصادر التي لم تذكر فيها.
2 ـ الرسائل الجامعية.
وذلك من خلال الاتصال المباشر بالأقسام العلمية في الجامعات السعودية والاطلاع على كشافات الرسائل الجامعية الخاصة بها.
وقد اشتمل الدليل على الرسائل الجامعية المناقشة والمسجلة في الجامعات التي يوجد بها دراسات عليا في تخصص العقيدة والدراسات الإسلامية وهي:
- جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
- جامعة أم القرى.
- الجامعة الإسلامية.
- جامعة الملك سعود.
- وكالة كليات البنات بوزارة التربية والتعليم.
وقد ذكرت في هذا الدليل إضافة إلى الرسائل المناقشة الرسائل المسجلة حتى نهاية عام 1427هـ لما في ذلك من الفائدة التي لا تخفى خاصة لطلاب الدراسات العليا.
منهج العمل في الدليل:
1 ـ حصرت رؤوس المسائل العقدية الكبرى والمسائل المتفرعة عنها، ثم رتبتها ترتيباً موضوعياً، ثم ذكرت المصادر والمراجع في كل مسألة مرتبة ترتيباً هجائياً.
2 ـ رصدت ما كتب في كل مسألة من المسائل السابقة على حدة، وقد اشتمل هذا الرصد على الكتب المفردة، والرسائل الجامعية، والفتاوى والرسائل المودعة في المجاميع، والبحوث المحكمة في المجلات المتخصصة.
3 ـ اعتمدت في الرصد النظر إلى المسألة من حيث هي لا تخصص الكتابة أو الكاتب، ولذا توسعت في ذكر بعض المصادر التي تناولت المسألة من جهة أخرى غير عقدية إذ المقصود رصد كل ما كتب فيها مما يخدم الباحث ويثري البحث.
4 ـ التزمت ذكر كل ما وقفت عليه مما كتب في المسألة بغض النظر عن جودة الكتابة وأصالة البحث، وذلك لتعذر الحكم على كل ما كتب فيها من جهة، واختلاف مستويات الباحثين واتجاهاتهم من جهة أخرى.
هذه أهم معالم منهجي في إعداد هذا الدليل، ولا يخفى على الناظر فيه سعة مادته وتناثرها بما يستدعي تعاون جميع المتخصصين في سد ثغراته حتى يرتقي إلى الحصر الكامل والرصد التام أو قريباً منه. اهـ.
هذا أيها الفضلاء شيئاً مما كتبه المعد وفقه الله في مقدمته، فهل يمكن أن ينحى نحوه في دليل لكتب التفسير وعلوم القرآن؟
ختاماً أيها الكرام آمل من المهتمين مناقشة هذا الاقتراح وهل بالوسع تطبيقه وقبل ذلك هل هو مناسب أم لا؟
وإن كان في الساحة كتاب عني بهذا الأمر فأتمنى الدلالة عليه لا حرمكم الله الأجر والمثوبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[14 Mar 2009, 07:52 م]ـ
هناك عمل موفق للدكتور عبد الله الجيوسي وأظن أنه قد مر عليه حديث في الملتقى جمع فيه جميع ما وقف عليه من الرسائل الجامعية , وأبشرك بقرب خروج مشروع ينفذه مركز تفسير مع الدكتور عبد الله قريبا إن شاء الله سيسد هذه الثغرة.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[17 Mar 2009, 09:46 م]ـ
بارك الله فيك يا شيخ أحمد ونفع بك وبشرك بما يسرك، وما أشرت إليه جهد مبارك نسأل الله أن يوفق القائمين عليه ويجزيهم خير الجزاء، ولقد عنيت بهذه المشاركة وضع دليل لمكتبة التفسير وعلوم القرءان يضم الرسائل الجامعية وغيرها، وعلى كل حال هذا جهد مبارك، وأكرر شكري لك وفقك الله وبارك فيك.
ـ[نور الدرب]ــــــــ[09 May 2009, 10:39 م]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
قصة تحطيم إبراهيم عليه السلام للأصنام
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[13 Mar 2009, 10:17 م]ـ
يقول الإمام ابن باز رحمه الله في مجموع فتاواه:ـ
بعث الله الرسل تأمر الناس بعبادة الله وحده وترك عبادة ما سواه كما قال تعالى (وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني برآء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين) فأخبر عن خليله إبراهيم أنه تبرأ من معبودات قومه إلا اله وحده وهو معنى (إلا الذي فطرني) فدل ذلك على أنهم يعبدون الله ويعبدون غيره ـ فلهذا تبرأ من معبوداتهم كلها سوى الذي فطرني أي خلقني على غير مثال سبق، ومن كان بهذه المثابة فهو المستحق أن يعبد وحده دون سواه ..
------------------------------------
الأصنام جمع صنم وهو ما جعل على صورة إنسان أو غيره يعبد من دون الله، أما الوثن فهو ما عبد من دون الله على أي وجه كان فهو أعم من الصنم، وقد قال إبراهيم الخليل أبو الأنبياء (واجنبني وبني أن نعبد الأصنام) أي اجعلني في جانب والأصنام في جانب وهذا أبلغ مما لو قال امنعني؛ لأنه إذا كان في جانب عنها كان أبعد، فإبراهيم يخاف الشرك على نفسه وهو خليل الرحمن وإمام الحنفاء، فما بالك بنا نحن إذن؟! .. ولا شك أن إبراهيم سأل ربه الثبات على التوحيد؛ لأنه إذا جنبه عبادة الأصنام صار باقيا على التوحيد.ـ
وقد بين الله عجز هذه الأصنام في قوله تعالى (أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون .. ) الآيات .. وأنها لا تصلح أن تكون معبودة من أربعة وجوه وهي: 1ـ أنها لا تخلق، 2ـ أنهم مخلوقون من العدم فهم مفتقرون إلى غيرهم ابتداء ودواما، 3ـ أنهم لا يستطيعون نصر الداعين لهم وقوله (لا يستطيعون لهم نصرا) أبلغ من قوله (لا ينصرونهم) لأنه لو قال (لا ينصرونهم) فقد يقول قائل لكنهم يستطيعون، لكن لما قال (لا يستطيعون لهم نصرا) كان أبلغ لظهور عجزهم، 4 ـ أنهم لا يستطيعون نصر أنفسهم ... وكذلك هذه الأصنام لا تبصر ولا تسمع كما قال إبراهيم لأبيه (لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك من الله شيئا) فإذا كانت كذلك فأي شيء يدعو إلى أن تدعى من دون الله؟! .. بل هذا سفه كما قال تعالى (ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه) .. ـ
يقول الله عزوجل عن خليله إبراهيم عليه السلام (إنني برآء مما تعبدون إلا الذي فطرني) ولم يقل إلا الله .. وفي هذا فائدتان: 1ـ الإشارة إلى علة إفراد الله بالعبادة لأنه كما أنه منفرد بالخلق فيجب أن يفرد بالعبادة، 2ـ الإشارة إلى بطلان عبادة الأصنام لأنها لم تفطركم حتى تعبدوها، ففيها تعليل للتوحيد الجامع بين النفي والاثبات وهذه من البلاغة التامة في تعبير إبراهيم عليه السلام .. ـ
(من شرح العلامة العثيمين رحمه الله لكتاب التوحيد) ..
-----------------------------------------------------------------
وأما عن قصة تحطيم إبراهيم عليه السلام للأصنام فيقول العلامة العثيمين رحمه الله في نفسيره لسورة الصافات:ـ
قصص الأنبياء لا يعلمها إلا الله فلا نتلقى أخبارها إلا من الوحي الكتاب والسنة، وما جاء من غير الوحي فإنا نتوقف فيه ما لم نعلم مناقضته للشرائع، لذا نقتصر في قصصهم على ما ذكر الله تعالى .. ـ
أثنى الله على نبيه إبراهيم ووصفه بوصف عظيم (إذ جاء ربه بقلب سليم) من الشبهات والشهوات خالصا لله قصدا وإرادة وعملا، وهذا من عناية الله بنبيه عليه السلام .. وفيها بيان لقوة إبراهيم في ذات الله وأنه لا تأخذه في الله لومة لائم، حيث أنكر على قومه بقوله (ماذا تعبدون) وهذا استفهام للتوبيخ، كما وبخهم بقوله (فما ظنكم برب العالمين) إذا عبدتم غيره .. هل تظنونه ناقصا لا يستحق أن يعبد وحده، أو غافلا عن عملكم فيدعكم بدون عقوبة، أو أنه يرضى بأن يعبد معه غيره؟! .. فظنكم ظن خاطئ .. وهذا من سفه هؤلاء القوم وجهلهم .. ثم نظر نظرة في النجوم من أجل محاجة قومه وإظهار عجزهم .. ولأن قومه كانوا يعبدون النجوم ويضعون لها الهياكل في الأرض وأصل العبادة للنجوم، وإنما نظر فيها وهو لا يعتقدها من باب التورية بالفعل، فلما نظر فيها قال إني سقيم أي سأسقم وهذه أيضا تورية قولية لأن سقيم اسم فاعل وهو صالح للزمان الحاضر والمستقبل .. فتولى قومه عنه وتركوه إلا حراس الأصنام فمال وانطلق في خفية إلى أصنامهم وكان عندها طعام
(يُتْبَعُ)
(/)
. فقال لها (ألا تأكلون) على سبيل الاستهزاء والسخرية فهي لا تعقل ولا تعلم فلا يمكن أن تكون معبودة، ووضع الطعام عندها من قبلهم دليل على أنها ليست صالحة للألوهية لأن الإله مستغن عن غيره .. فقال لها (مالكم لا تنطقون) استفهام للتحقير وقد خاطبها مخاطبة العاقل فأتى بميم الجمع .. وفيه دلالة على أن عابديها لم ينصرفوا عنها كلهم بل عندها من الحراس ما يقتضي أن يتكلم إبراهيم على هذه الأصنام بمثل هذا الكلام وإلا لو لم يكن عندها أحد لكان كلامه هذا لغوا لا فائدة منه ... (فراغ عليهم ضربا باليمين) كسرها بقوة بيده اليمنى لأنها هي آلة العمل غالبا وهي أقوى من اليسرىفي الغالب .. فجاؤوا ينتصرون لأصنامهم .. ولكن إبراهيم عليه السلام كان قويا في ذات الله فقال لهم موبخا (أتعبدون ما تنحتون) استفهام للتوبيخ والانكار والاستهزاء بهم .. هل يليق عقلا أن يكون المعبود مصنوعا لعابده؟! .. لايفعل هذا إلا أسفه السفهاء .. ولكن والعياذ بالله إذا أعمى الله بصيرة الإنسان لا يغنيه بصر العين .. فقد أقام عليهم الحجة والبينة بأنها لاتصلح أن تكون آلهة لأنها: لا تعقل، لا تنطق، لا تعرف ما ينفعها، لا تجلب لنفسها نفعا فلغيرها من باب أولى .. (فأقبلوا) الفاء للترتيب والتعقيب والسببية أي بسبب ما عمل إبراهيم بالآلهة أقبلوا إليه وهذا من شدة انتصارهم لآلهتهم!! .. ثم أنكر على أهل الباطل باطلهم عن طريق العقل (أتعبدون ما تنحتون) كيف تصنعونه ثم تعبدونه؟! .. أليس الأولى ومن الناحية العقلية أن يكون هذا المنحوت هو الذي يعبدكم؟! .. لكن عقولهم منتكسة فصار الأمر بالعكس .. ثم أقام عليهم الدليل على أن الله وحده هو الذي يعبد لأنه الخالق عزوجل (والله خلقكم وما تعملون) .. (فقالوا ابنوا له بنيانا) أي لأجله وليست اللام للتمليك فبنوا بنيانا وملؤوه حطبا (فألقوه) الفاء للمبادرة فأوقدوا لاحراقه نارا عظيمة ورموه بالمنجنيق لبعدهم عنها بسبب شدة حرارتها .. فألقوه في النار ولكن خالق النار قال للنار (كوني بردا وسلاما على إبراهيم) فلم تكن بردا شديدة البرودة فيهلك ولا حارة .. بل عكس ما أراد أعداؤه فكانت باردة مسلمة .. وما ذكر من أن النار في جميع أقطار الدنيا كانت في تلك اللحظة باردة فضعيف جدا مخالف للقرآن فقوله (يا نار) موجه للمقصود .. نكرة مقصودة أي تلك النار التي خوطبت فقط، فجعلهم الله الأسفلين وكان العلو لإبراهيم عليهم فخرج منها سالما وأكرمه الله بشيء لم يكن معهودا عند البشر وهو سلامته من النار التي ظنوا أنها ستحرقه!! ..
--------------------------------------------------------------------
فائدتان من كتاب (المستفاد من قصص القرآن) عبدالكريم زيدان:
1ـ لم يتأثر إبراهيم ببيئته الكافرة فقد بصره الله بالحق وهداه إلى التوحيد (ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل) .. ولم ترهبه كثرة المبطلين بل بقي مستعليا عليهم وهذا بدا في قصة تكسير الأصنام ومحاجة قومه.ـ
2ـ لما لم ينفع جدال إبراهيم مع قومه ولم يؤثر فيهم قوله المدعوم بالحجة والبرهان والعقل السليم تحول إلى وسيلة أخرى وهي تكسير الأصنام وباشرها بنفسه مع علمه بما قد يلحقه من أذى وضرر ولكن كل شيء في سبيل الدعوة إلى الله يهون، ويبدو ـ والله أعلم ـ أنه قام بتكسيرها ليلفت الأنظار إليه وإلى دعوته فيجتمع الناس فيكون في هذا فرصة جيدة لأن يبين لهم بطلان وسخافة ما يقومون به من عبادة هذه الأصنام التي لم تستطع أن تمنع عن نفسها التحطيم والتكسير، وهذا ما حصل. ـ(/)
وقفات مع كتاب (الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن) للشيخ أحمد القصير
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[14 Mar 2009, 12:39 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد
فقد أتحفنا فضيلة الدكتور/ أحمد بن عبد العزيز القصير بكتابه (الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم)، وقد أحسن الشيخ في اختيار الموضوع ومنهج البحث، وجهده واضح في هذا العمل الذي يعد إضافة مهمة للمكتبة القرآنية والحديثية معا.
وقد اقتنيت الكتاب من المعرض وتصفحت المباحث الأولى منه، وبدت لي بعض الوقفات التي أردت أن أبثها في هذا الملتقى القرآني بين أفاضل المتخصصين فيه لا سيما ومنهم أخونا المؤلف وفقه الله وجزاه خيرا.
الوقفة الأولى: تعريف المشكل
ذكر الشيخ ص26 تعريف المشكل اصطلاحا، فقال: " هو كل نص شرعي استغلق وخفي معناه، أو أوهم معارضة نص شرعي آخر، أو أوهم معاني مستحيلة شرعا أو عقلا، أو شرعا وعقلا". وكان ذكر قبله تعريفا مطولا ثم اختصره وخلص إلى المذكور.
وخطر في ذهني بعض الإيرادات حول هذا التعريف، لعل صدر الشيخ يتسع لها، ويفيدنا حولها من خلال معايشته لهذا الموضوع الذي يدور ويحور حول المشكل، وتحرير المصطلحات – كما لا يخفى - مهم جدا، فمن ذلك:
1. أقترح أن تبدل عبارة (أو أوهم معارضة نص شرعي آخر) بعبارة (أو أوهم معارضة دليل شرعي) لأن الدليل أعم من النص، فيدخل فيه الإجماع والقياس وقول الصحابي وغيرها، ويشمل الأدلة المتفق عليها والمختلف فيها.
2. التعميم في أول التعريف (هو كل نص شرعي .. ) يشمل المقبول والمردود، فيدخل فيه الضعيف والموضوع لأنها نصوص منسوبة إلى الشارع، وبناء عليه ترد مئات الأحاديث المشكلة، وفي هذا الإطلاق نظر. فأقترح أن يقيد المشكل بالمقبول، أما المردود فلا يشكل ولا يشوش به على نصوص الشريعة لسقوطه، ونصب الإشكال بهذه الواهيات صرف للأوقات في غير ما يفيد، فلا داعي أن يثار الإشكال في نصوص الشريعة بناء على حديث ضعيف فضلا عن الموضوع.
3. قد يكون الإشكال بسبب تعارض النص مع قاعدة تاريخية أو لغوية، ولم يرد في التعريف ما يشير إلى ذلك، فلو أضيف إليه (أو أوهم تعارضه مع قاعدة ثابتة).
4. عبارة (أو أوهم معاني مستحيلة شرعا أو عقلا، أو شرعا وعقلا) يمكن اختصارها فيقال: شرعا وعقلا أو أحدهما.
5. كلمة (استغلق) في أول التعريف (استغلق وخفي معناه)؛ يمكن الاستغناء عنها لدلالة ما بعدها عليها، والمطلوب في الحدود أن تصاغ بأخصر ما يمكن.
الوقفة الثانية:
ذكر الشيخ ص44 أن الأحاديث المشكلة قسيمة للأحاديث المعلة، وفرق بينهما أن الأول يتعلق بالمتون والثاني يتعلق بالأسانيد.
وهذا غريب، والتفريق المذكور غير صحيح، فإن إعلال الأحاديث له تعلق وثيق بالمتون، ومنهج المحدثين معروف في هذا، وهناك أمثلة لكبار أئمة الحديث في إعلال أحاديث من جهة متونها.
وقصر نقد الحديث على جهة الأسانيد قول المستشرقين الذين أجلبوا به على المحدثين للنيل منهم، وكتبت ردود كثيرة في هذا منها رسالة الدكتوراه (اهتمام المحدثين بنقد الحديث سندا ومتنا ودحض مزاعم المستشرقين وأتباعهم) للدكتور/ محمد لقمان السلفي.
كما لم يظهر لي وجه جعل الأحاديث المشكلة قسيمة للأحاديث المعلة، فتأمل.
الوقفة الثالثة:
ذكر المؤلف ص48 - 55 إحصائيات نفيسة في جداول مرتبة لأحاديث التفسير المشكلة في كتب أهل العلم باختلاف الفنون، وهذا العمل من مميزات البحث ودرره، لكن لم يذكر الباحث كيف وصل إلى ذلك، وما هي الآلية في جمع تلك الأحاديث؟ هل قام بجرد هذه الكتب كلها؟ أم باستعراض الفهارس؟ أم النظر في المظان؟ أم بالبحث الإليكتروني؟.
وليته أيضا ذكر مواضع تلك الأحاديث المشكلة في تلك الكتب لتحصل الفائدة للقارئ وليس في ذلك إطالة، أما الاكتفاء بما ذكر فليس فيه كبير فائدة، فحينما يقرأ القارئ أن في كتاب التمهيد لابن عبد البر عشرة أحاديث مشكلة في التفسير، فما الفائدة إذا لم يطلع على أطرافها أو على الأقل مواضعها في الكتاب.
الوقفة الرابعة: الفهارس
على الرغم من أن البحث قرآني حديثي فقد خلا الكتاب من فهرس الآيات والأحاديث، وهذا غريب.
ولست أعني بفهرس الآيات: الآيات الواردة في البحث فهذا طويل قليل الفائدة، ولكن فهرس الآيات التي وقع عليها إشكال مرتبة على سور القرآن.
وهذان الفهرسان لن يطيلا من حجم الكتاب لأهميتهما، بل لو حصلت المشاحة فهما أولى من فهرس المراجع الذي أخذ أكثر من 45 صفحة.
الوقفة الخامسة: هاروت وماروت
تعد هذه القصة من المواضع المشكلة فعلا من جهة الرواية والدراية، وكنت راجعت قبل مدة بعض كتب التفسير والحديث في المسألة وانزاح بعض ذلك وبقيت بقية، فلما استعرضت فهرس هذا الكتاب وجدت المؤلف أفردها بمسألة ففرحت وبادرت بمراجعتها، ووجدت أننا اتفقنا في النتيجة في حل الإشكال في حديث ابن عمر.
لكن محل الإشكال الذي كان عندي في أثر علي رضي الله عنه قال: كانت الزهرة امرأة جميلة من أهل فارس، وإنها خاصمت إلى الملكين هاروت وماروت، فراوداها عن نفسها، فأبت عليهما؛ إلا أن يعلماها الكلام الذي إذا تكلم به يعرج به إلى السماء، فعلماها، فعرجت إلى السماء، فمسخت كوكبا. أخرجه الطبري وصححه الحاكم في (المستدرك) 2: 265 على شرط الشيخين.
وقال عنه الحافظ ابن حجر في (العجاب) 1: 322: "هذا سند صحيح، وحكمه أن يكون مرفوعاً؛ لأنه لا مجال للرأي فيه، وما كان علي رضي الله عنه يأخذ عن أهل الكتاب".
ووجدت المؤلف ذكر الأثر ونقل كلام ابن حجر بنصه من العجاب، لكن لم يذكر جوابا عنه يحل الإشكال.
وقد اجتهدت في تخريج هذا الإشكال، ولعلي أطرح الموضوع في مشاركة مفردة إن شاء الله.
أسأل الله أن يجزي الشيخ أحمد على هذا العمل العلمي المتميز، وأن يضاعف أجره ومثوبته، وأن ينفع به، وأن تكون هذه بداية خير وبركة.
والسلام عليكم ورحمة الله،،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[14 Mar 2009, 01:22 ص]ـ
ما شاء الله ..
وقفات جميلة ومدارسة ممتعة ..
نفع الله الجميع.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[14 Mar 2009, 02:58 ص]ـ
جزاك الله يا شيخ خالد وقد كنت أجهز ملفاً لعرض مميزات بحث الأخ الدكتور أحمد القصير وفقه الله، وقد سبقتني بعرض هذه المشاركة بارك الله فيك، والكتاب مفيد في بابه، وخلوُّه من فهرس الأحاديث غريب جداً ولا أظنه يفوت على الدكتور أحمد وفقه الله فلعله سهو من الدار التي طبعت ..
وقد اشتريت الكتاب أيضاً من المعرض وأعجبت كثيراً بموضوعه، وهو يستحق العرض والإشادة به، ولم يتسنَّ لي قراءته كاملاً حتى الآن، وليتك تتكرم بذكر أبرز المميزات للكتاب أو نماذج من البحث .. والله الموفق ..
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 Mar 2009, 08:37 ص]ـ
عودا حميداً أخي أباعبدالعزيز؛ فحياك الله بين إخوانك في هذا الملتقى الذي كنتَ من أوائل المشاركين المتميزين فيه.
ولعلك تواصل هذه الوقفات والتنبيهات المفيدة، فنحن نتابع ونستفيد.
ثم أرجو منك أن تتحفنا ببعض المسائل المهمة التي توصلت إليها في رسالتك للدكتوره عن أحاديث التفسير.
وتقبل تحيتي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Mar 2009, 11:38 ص]ـ
بارك الله فيك يا أبا عبدالعزيز، وليتك تواصل هذه المدارسة حول الكتاب جزاك الله خيراً أنت والمؤلف أبا خالد.
وللفائدة:
من مميزات الباحثين المحققين العناية بالقراءات النقدية للكتب الصادرة حديثاً وطرح المقالات حولها تقويماً وإبرازاً للمحاسن والملحوظات، لينتفع بها الجميع، ونحن قصرنا في هذا الملتقى تقصيراً كبيراً في ذلك مع القدرة عليه، ومعظم الباحثين في الملتقى لديهم القدرة على مثل هذه القراءات النقدية فلعلنا نلتفت لها بطريقة أو بأخرى فإنه من التقصير أن يخلو الملتقى من مثل هذه المقالات بشكل أسبوعي.
وقد كنت أخطط أول بداية عرضي للمؤلفات الصادرة حديثاً لمثل هذا، ولكن تكاثرت الإصدارات وضاقت الأوقات، (وَفي الصَدرِ حُزّازٌ مِنَ الوَجدِ حامِزُ) كما قال الشمَّاخ.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[14 Mar 2009, 03:40 م]ـ
شكر الله هذه المدارسة النافعة ,ولو لم يأت من نشر الباحث لبحثه إلا مثل هذه الفوائد لكفى به دافعاً للباحثين في نشر مؤلفاتهم المركونة في الأدراج , وننتظر من الدكتور أحمد التعقيب لتكمل الفائدة.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[14 Mar 2009, 05:18 م]ـ
أرحب بأخي العزيز فضيلة الشيخ خالد بن عبد العزيز الباتلي وأشكره على تفضله بقراءة الكتاب وثنائه عليه وعلى مؤلفه، وقد أشرتُ في مقدمة الكتاب أن كل عمل بشري لابد وأن يعتريه بعض الخلل والقصور، لذا فإني أجد نفسي سعيداً بهذه الملاحظات التي أبداها فضيلة الشيخ خالد، وإني ممتن له بما أبداه، وهي ملاحظات قيمة تستحق التأمل وسأجيب عنها لاحقاً إن شاء الله تعالى؛ نظراً لانشغالي الآن وكوني على جناح سفر قد يستغرق أياماً.
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[17 Mar 2009, 04:35 م]ـ
أشكر الإخوة على مشاركتهم ولطفهم، وأفيد أنني لم أقرأ الكتاب كاملا، وأرجو أن يتيسر لي ذلك، لكنها وقفات بعد النظر في المباحث الأولى والخاتمة والفهارس.
ولعلي أكمل ما لدي، وأفتح المجال للإخوة ليدلوا بدلوهم، ثم ندع المجال لأخينا المؤلف ليتحفنا بما لديه.
الوقفة السادسة: ضابط الأحاديث المشكلة
قال الباحث وفقه الله ص12: "ضابط الأحاديث المشكلة في هذا البحث: ما نص عالم أو أكثر على وجود الإشكال أو نفيه مع مراعاة اصطلاح المحدثين دون الأصوليين في ضابط المشكل".
وأقول: ما الداعي إلى ذكر النفي، فإذا نفى عالم وجود الإشكال في حديث ما، وكان معناه المتبادر غير مشكل؛ فبناء عليه يدخل في الضابط المذكور ويكون حديثا مشكلا، وهذا ليس بجيد.
ثم قد نجد حديثا مشكلا مع آية، أو مع حديث آخر في آية قرآنية، ولم نقف على نص لأحد الأئمة في ذلك، فبناء على الضابط المذكور لا يدخل في الموضوع وهذا ليس بجيد أيضا، وأخشى أن يكون الباحث لحقه فوت معتبر في أحاديث الباب بسبب التزام هذا الضابط.
والأولى أن يجعل الضابط منوطا بضابط المشكل وهذا هو المتبادر عقلا، فالأحاديث المشكلة على اسمها ما تحقق فيها ضابط الإشكال.
ـ[أبو محمد النجدي]ــــــــ[17 Mar 2009, 06:24 م]ـ
نعم ..
هذا ما زورته في نفسي أول ما طالعت الكتاب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو: ما ضابط الأحاديث المشكلة الداخلة في البحث؟
وهل الأحاديث المذكورة في البحث هي وحدها المشكلة في التفسير؟!!
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[23 Mar 2009, 02:56 م]ـ
قلت في التعريف العام للمُشْكِل:
"هو: كلُّ نصٍ شرعي؛ استغلق وخفي معناه، أو أوهم مُعارضة نصٍ شرعي آخر؛ من آيةٍ قرآنية، أو سنةٍ ثابتة، أو أوهم معارضة مُعْتَبَرٍ مِنْ: إجماعٍ، أو قياسٍ، أو قاعدةٍ شرعيةٍ كليةٍ ثابتة، أو أصلٍ لغوي، أو حقيقةٍ علميةٍ، أو حِسٍ، أو معقولٍ".
وقلت إن هذا التعريف يشمل مشكلَ القرآن، ومشكلَ الحديث، في جميع الاصطلاحات.
ثم قلت بعد ذلك ويمكن اختصار التعريف فيقال:
" هو: كلُّ نصٍ شرعي؛ استغلق وخفي معناه، أو أوهم مُعارضة نصٍ شرعي آخر، أو أوهم معاني مستحيلة؛ شرعاً أو عقلاً، أو شرعاً وعقلاً ".
وما أورده أخي الشيخ خالد على التعريف الثاني جاء مفصلاً وخالياً من الإيرادات نسبياً في التعريف الأول، وحتى الإيرادات التي أوردها الشيخ خالد لا تخلو من اعتراض.
فقوله:
أقترح أن تبدل عبارة (أو أوهم معارضة نص شرعي آخر) بعبارة (أو أوهم معارضة دليل شرعي) لأن الدليل أعم من النص، فيدخل فيه الإجماع والقياس وقول الصحابي وغيرها، ويشمل الأدلة المتفق عليها والمختلف فيها.
أقول: هذا الاقتراح يرد عليه أن في آخر التعريف ما يكفي في الدلالة عليه، وهو قولي: (أو أوهم معاني مستحيلة؛ شرعاً أو عقلاً، أو شرعاً وعقلاً) فإن هذا اللفظ يشمل الأدلة الشرعية كلها.
فإن قيل: فهلا اكتفيتم إذاً بالتعريف التالي:
هو: كلُّ نصٍ شرعي؛ أوهم معاني مستحيلة؛ شرعاً أو عقلاً، أو شرعاً وعقلاً.
فجوابه: أننا لو اكتفينا بذلك لصار التعريف مختصراً اختصاراً مخلاً لا يفي بالغرض ولا يؤدي المعنى المطلوب، وهكذا شأن الاختصارات المبالغ فيها فإنها غالباً لا تفي بالغرض المطلوب.
وأما التعميم الذي ذكرته في أول التعريف فإنه هو الأنسب ليشمل القرآن والسنة، لأننا لو قيدناه بالمقبول فإن هذا القيد وهذا الوصف لا يناسب نصوص القرآن الكريم، ولابد في التعريف من أن تأتي بلفظ مطلق ثم تشير في ثنايا التعريف ما يُفهم منه تقييد ذاك المطلق، وقد أشرت في التعريف لذلك بقولي: (أو أوهم مُعارضة نصٍ شرعي آخر؛ من آيةٍ قرآنية، أو سنةٍ ثابتة) ليدل على أن السنة غير الثابتة غير داخلة في التعريف.
وأما قولي في التعريف: (استغلق وخفي معناه) فليس هذا من تكرار الألفاظ المترادفة، إذ هناك فرق كبير بين الاستغلاق والخفاء.
وفي الجملة فإن التعريف الذي ارتضيه وأراه إن شاء الله جامعاً مانعاً هو التعريف الأول، وإن كان فيه بعض الطول، والله أعلم.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[23 Mar 2009, 02:59 م]ـ
قلت في تعليقي على المراد بالأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم ص (44):
مما يحسن التنبيه له أن هناك قسيماً للأحاديث المشكلة في التفسير وهي: الأحاديث المُعلَّة، إلا أن ثمة فرق بين الاثنين؛ إذ الأول يتعلق بالمتون، والآخر يتعلق بالأسانيد، وربما تلاقى الاثنان، فقد يكون بعض الأحاديث مشكلاً في لفظه ومُعلاً في إسناده.
وقسيم الشيء ما يكون مقابلاً له ومندرجاً معه تحت شيء آخر.
وما ذكرته من فرق بين الأحاديث المشكلة والأحاديث المعلة إنما هو تصور ذهني توصلت إليه من خلال استقرائي لكتب العلل وكتب مشكل الحديث، فإن الغالب في ألفاظ المحدثين أن يُطلقوا الإشكال على المتن والعلة على الإسناد، وقد أشرت أنه ربما تلاقى الاثنان، فقد يكون بعض الأحاديث مشكلاً في لفظه ومُعلاً في إسناده.
لكن نادراً ما تقرأ إطلاق الإشكال على السند، وفي الجملة فإن هذا التفريق إنما هو باعتبار الغالب من استعمال المحدثين، والله أعلم.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[23 Mar 2009, 03:30 م]ـ
ما ذكرته من إحصائيات في جداول مرتبة لأحاديث التفسير المشكلة في كتب أهل العلم باختلاف الفنون، هذه الإحصائيات حصلت عليها عبر نظام البطاقات حيث كنت أدون مراجع كل مسألة في بطاقة خاصة بعدها تشكل لدي عدد كبير من البطاقات ثم بعد ذلك عملت على فرز كتب كل بطاقة فتحصّل ما رأيت.
ووقوفي على مظان كل مسألة في كتاب ما لم يكن بالأمر الهين فقد أخذت مني جهداً ووقتاً ليس باليسير، وهذه الأحاديث المشكلة وقفت عليها بعد طول استقراء لأمهات كتب التفسير ومشكل الحديث وشروح الحديث، وهذا الاستقراء يشكل ثلثي المادة العلمية، وهو استقراء مأخوذ من فكرة القراءة السردية السريعة وهي تحتاج إلى رياضة ولا يناسب في كتب المطولات إلا مثل هذه الطريقة.
وأما بقية المادة العلمية فحصلت عليها من الموسوعات الإلكترونية.
ومواضع هذه الأحاديث المشكلة تجده في أصل كل مسألة حينما أحرر الإشكال فإني أحيل على الكتب التي ذَكَرَت الإشكال.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[23 Mar 2009, 03:35 م]ـ
كنت وضعت في أصل الرسالة فهرساً للأحاديث المشكلة التي تم دراستها وفهارس أخرى لكن دار النشر أصرت علي بحذف هذه الفهارس حتى لا يكبر حجم الكتاب فطاوعتهم مكرهاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[23 Mar 2009, 03:42 م]ـ
في قصة هاروت وماروت ذكرت أثر علي رضي الله عنه قال: «كانت الزهرة امرأة جميلة من أهل فارس، وأنها خاصمت الملكين هاروت وماروت، فراوداها عن نفسها، فأبت إلا أن يعلماها الكلام الذي إذا تُكلم به يُعرج به إلى السماء، فعلماها، فتكلمت به، فعرجت إلى السماء فمُسِخت كوكباً».
وهذا الأثر كما هو واضح موقوف على علي رضي الله عنه، وقول الحافظ ابن حجر «هذا سند صحيح، حكمه أن يكون مرفوعاً؛ لأنه لا مجال للرأي فيه، وما كان علي يأخذ عن أهل الكتاب».
أقول هذا القول من ابن حجر لا يُسلم له بل الأثر واضح فيه خرافات بني إسرائيل، وأن علي إنما أخذه عنهم، فلا وجه إذاً للاشتغال بحل إشكاله.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[23 Mar 2009, 03:53 م]ـ
قلت في ضابط الأحاديث المشكلة التي تم دراستها في البحث: ما نص عالم أو أكثر على وجود الإشكال أو نفيه، مع مراعاة اصطلاح المحدِّثين دون الأصوليين في ضابط المشكل.
والداعي لذكر النفي هو مأخذ خفي قد لا يتفطن له البعض، ذلك أن كثيراً من العلماء يعبرون بالنفي بناء على أن الأصل هو عدم وجود إشكال في الحديث، وأن الإشكال إنما هو باعتبار نظر المجتهد، أو باعتبار وجود خطأ في نقل الحديث أو غيرهما، وهذا هو الحق، فإن الإشكال الظاهر من النص إنما هو متوهم وليس بحقيقة، وهذا هو السر بالتعبير بالنفي من قبل جماهير العلماء.
وأما اشتراطي أن ينص عالم أو أكثر على وجود الإشكال أو نفيه؛ فإن هذا من باب حفظ الحق لعلمائنا السابقين رحمهم الله، وفي الغالب فإنك لن تقف على حديث مشكل إلا ووجدت لهم كلاماً فيه وهم قدوتنا وبهم نستنير، والله المستعان.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Jul 2010, 08:57 ص]ـ
المشايخ الفضلاء د. خالد الباتلي و د. أحمد القصير وفقهما الله: بارك الله فيكما على هذه المدارسة المفيدة النافعة للكتاب، وليتها تتواصل حول مسائل هذا الموضوع المهم.
ـ[عمر جاكيتي]ــــــــ[26 Jul 2010, 06:50 م]ـ
مدارسة ممتعة ...
وأمتع منها: الخلق الرفيع، والأسلوب الحكيم، الذي سلكه كلٌّ من صاحب الكتاب، والناقد.
أسأل الله للجميع التوفيق والسداد ...
وياليت سلك أحد الإخوان مثل هذا في رسالة أو كتاب آخر يكون مؤلفه عضواً في الملتقى، حتى يتمّ النقاش حول موضوعاته!(/)
صاحب الظلال يرد على صاحب الكشاف!
ـ[شاكر]ــــــــ[14 Mar 2009, 04:18 ص]ـ
((أفرأيت الذي تولى, وأعطى قليلا وأكدى))
سورة النجم
جاء في ظلال القرآن
وذلك (الذي تولى , وأعطى قليلا وأكدى). . الذي يعجب الله من أمره الغريب , تذكر بعض الروايات أنه فرد معين مقصود , أنفق قليلا في سبيل الله , ثم انقطع عن البذل خوفا من الفقر. ويحدد الزمخشري في تفسيره "الكشاف" شخصه , أنه عثمان بن عفان - رضي الله عنه - ويذكر في ذلك قصة , لا يستند فيها إلى شيء , ولا يقبلها من يعرف عثمان - رضي الله عنه - وطبيعته وبذله الكثير الطويل في سبيل الله بلا توقف وبلا حساب كذلك ; وعقيدته في الله وتصوره لتبعة العمل وفرديته. (1)
وقد يكون المقصود شخصا بذاته. وقد يكون نموذجا من الناس سواء. فالذي يتولى عن هذا النهج , ويبذل من ماله أو من نفسه لهذه العقيدة ثم يكدي - أي يضعف عن المواصلة ويكف - أمره عجيب , يستحق التعجيب ويتخذ القرآن من حاله مناسبة لعرض حقائق العقيدة وتوضيحها.
ثم جاء في الحاشية:
(1)
قال (الزمخشري): " روي أن عثمان ـ رضي الله عنه ـ كان يُعطي ماله في الخير. فقال له عبد الله بن سعد بن أبي سرح ـ وهو أخوه من الرضاعة ـ يوشك أن لا يبقى لك شئ. فقال عثمان: إن لي ذنوبا وخطايا. وإني أطلب بما أصنع رضى الله تعالى، وأرجو عفوه. فقال عبد الله: أعطني ناقتك برحلها وأنا أتحمل عنك ذنوبك كلها! فأعطاه وأشهد عليه، وأمسك عن العطاء. فنزلت! "
(قال سيد قطب): وهي رواية ظاهرة البطلان فما هكذا يُتصور عثمان ـ رضي الله عنه ـ
ص3414 م 6 ط17 دار الشروق
ـ[أبو المهند]ــــــــ[14 Mar 2009, 06:19 ص]ـ
.
(قال سيد قطب): وهي رواية ظاهرة البطلان فما هكذا يُتصور عثمان ـ رضي الله عنه ـ
أنعم به وأكرم من رد حصيف ماهر بالقرآن وبلغته وبسيرة الصحب الكرام، وبما يجب أن يقبل وبما يجب أن يرد من أسباب النزول.
ـ[شاكر]ــــــــ[14 Mar 2009, 05:40 م]ـ
.
أنعم به وأكرم من رد حصيف ماهر بالقرآن وبلغته وبسيرة الصحب الكرام، وبما يجب أن يقبل وبما يجب أن يرد من أسباب النزول.
أنعم الله عليك أيها الفاضل
وشرفني مروركم
رحم الله صاحب الظلال فلطالما ذكر ما ورد في كتب التفسير الأخرى واستدل بالأحاديث والآثار مع كونه كتب أكثر ظلاله وراء القضبان على شحة المصادر ومع ظروف التعذيب.
ـ[رأفت المصري]ــــــــ[14 Mar 2009, 10:49 م]ـ
التفتاتة طيبة، ومثال جليّ.
أفدتني - حفظك الله - في مسألة كنا قد عرضنا لها مع نفر من أهل العلم قبل حين،
وكنت قد ذكرت وقتها أن سيد رحمه الله تعالى قد رجع عن مقولاته في كتاب العدالة الاجتماعية، حيث إنه قد جاء فيه ما لا ينبغي في حق بعض الصحابة؛
وقد قلت حينئذ: وهذا تفسيره بين أيدينا، وفيه مواضع قد عرض فيها حتما للصحابة، ومنها نستدل على آخر ما انتهى إليه في هذا الموضوع.
هذا ما ذكرته يومئذ، ولما أتابع الموضوع، وأنت الآن قد أثرت المسألة في ذهني من جديد وأثريتها بمثالك الجميل.
فجزاكم الله خيرا، ونفع بكم.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[14 Mar 2009, 11:25 م]ـ
بارك الله فيكم، وهذا يرد على ما ينسب للأستاذ سيد ـرحمه الله ـ من تكلمه في عثمان، ففي كتابه الذي ذكر كان في مقتبل عمره أما بعد ذلك فقد رجع إلى الصواب، فمن غير الجدير التشنيع عليه، فلقد رجع عن هذا الأمر كما هو بين في رده على أبي القاسم الزمخشري، ويستنبط من ذلك النص: التثبت والتحري في الدقة، لا الذهاب وراء السباب وطرق السراب هذا ما رأيته، رحم الله الأستاذ سيد
ـ[أبو المهند]ــــــــ[15 Mar 2009, 12:21 م]ـ
وكنت قد ذكرت وقتها أن سيد رحمه الله تعالى.
لعله من باب النسيان وتزاحم الأفكار ذكر الأستاذ سيد قطب هكذا مع تقديري لأخي د. رافت.
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[15 Mar 2009, 02:20 م]ـ
بارك الله فيك اخي شاكر ورحم الله سيد قطب وتقبله من الشهداء
ـ[شاكر]ــــــــ[15 Mar 2009, 02:24 م]ـ
وقد قلت حينئذ: وهذا تفسيره بين أيدينا، وفيه مواضع قد عرض فيها حتما للصحابة، ومنها نستدل على آخر ما انتهى إليه في هذا الموضوع.
.
وهذا نموذج آخر عاى ما تفضلت به.
(يُتْبَعُ)
(/)
(محمد رسول الله. والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم , تراهم ركعا سجدا , يبتغون فضلا من الله ورضوانا , سيماهم في وجوههم من أثر السجود. ذلك مثلهم في التوراة. ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه , فآزره , فاستغلظ , فاستوى على سوقه , يعجب الزراع , ليغيظ بهم الكفار. وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما)
إنها صورة عجيبة يرسمها القرآن الكريم بأسلوبه البديع. صورة مؤلفة من عدة لقطات لأبرز حالات هذه الجماعة المختارة , حالاتها الظاهرة والمضمرة. فلقطة تصور حالتهم مع الكفار ومع أنفسهم: (أشداء على الكفار رحماء بينهم) ولقطة تصور هيئتهم في عبادتهم: (تراهم ركعا سجدا). . ولقطة تصور قلوبهم وما يشغلها ويجيش بها: (يبتغون فضلا من الله ورضوانا). . ولقطة تصور أثر العبادة والتوجه إلى الله في سمتهم وسحنتهم وسماتهم: (سيماهم في وجوههم من أثر السجود). . (ذلك مثلهم في التوراة). . وهذه صفتهم فيها. . ولقطات متتابعة تصورهم كما هم في الإنجيل. . (كزرع أخرج شطأه) (فآزره). . (فاستغلظ) (فاستوى على سوقه). (يعجب الزراع). .: (ليغيظ بهم الكفار). .
وتبدأ الآية بإثبات صفة محمد [صلى الله عليه وسلم] صفته التي أنكرها سهيل بن عمرو ومن وراءه من المشركين: (محمد رسول الله). . ثم ترتسم تلك الصورة الوضيئة بذلك الأسلوب البديع.
والمؤمنون لهم حالات شتى. ولكن اللقطات تتناول الحالات الثابتة في حياتهم , ونقط الإرتكاز الأصيلة في هذه الحياة. وتبرزها وتصوغ منها الخطوط العريضة في الصور الوضيئة. . وإرادة التكريم واضحة في اختيار هذه اللقطات , وتثبيت الملامح والسمات التي تصورها. التكريم الإلهي لهذه الجماعة السعيدة.
إرادة التكريم واضحة , وهو يسجل لهم في اللقطة الأولى أنهم: (أشداء على الكفار رحماء بينهم). . أشداء على الكفار وفيهم آباؤهم وإخوتهم وذوو قرابتهم وصحابتهم , ولكنهم قطعوا هذه الوشائج جميعا. رحماء بينهم وهم فقط إخوة دين. فهي الشدة لله والرحمة لله. وهي الحمية للعقيدة , والسماحة للعقيدة. فليس لهم في أنفسهم شيء , ولا لأنفسهم فيهم شيء. وهم يقيمون عواطفهم ومشاعرهم , كما يقيمون سلوكهم وروابطهم على أساس عقيدتهم وحدها. يشتدون على أعدائهم فيها , ويلينون لإخوتهم فيها. وقد تجردوا من الأنانية ومن الهوى , ومن الانفعال لغير الله , والوشيجة التي تربطهم بالله.
وإرادة التكريم واضحة وهو يختار من هيئاتهم وحالاتهم , هيئة الركوع والسجود وحالة العبادة: (تراهم ركعا سجدا). . والتعبير يوحي كأنما هذه هيئتهم الدائمة التي يراها الرائي حيثما رآهم. ذلك أن هيئة الركوع والسجود تمثل حالة العبادة , وهي الحالة الأصيلة لهم في حقيقة نفوسهم ; فعبر عنها تعبيرا يثبتها كذلك في زمانهم , حتى لكأنهم يقضون زمانهم كله ركعا سجدا.
واللقطة الثالثة مثلها. ولكنها لقطة لبواطن نفوسهم وأعماق سرائرهم: (يبتغون فضلا من الله ورضوانا). . فهذه هي صورة مشاعرهم الدائمة الثابتة. كل ما يشغل بالهم , وكل ما تتطلع إليه أشواقهم , هو فضل الله ورضوانه. ولا شيء وراء الفضل والرضوان يتطلعون إليه ويشتغلون به.
واللقطة الرابعة تثبت أثر العبادة الظاهرة والتطلع المضمر في ملامحهم , ونضحها على سماتهم: (سيماهم في وجوههم من أثر السجود). . سيماهم في وجوههم من الوضاءة والإشراق والصفاء والشفافية , ومن ذبول العبادة الحي الوضيء اللطيف. وليست هذه السيما هي النكتة المعروفة في الوجه كما يتبادر إلى الذهن عند سماع قوله: (من أثر السجود). . فالمقصود بأثر السجود هو أثر العبادة. واختار لفظ السجود لأنه يمثل حالة الخشوع والخضوع والعبودية لله في أكمل صورها. فهو أثر هذا الخشوع. أثره في ملامح الوجه , حيث تتوارى الخيلاء والكبرياء والفراهة. ويحل مكانها التواضع النبيل , والشفافية الصافية , والوضاءة الهادئة , والذبول الخفيف الذي يزيد وجه المؤمن وضاءة وصباحة ونبلا.
وهذه الصورة الوضيئة التي تمثلها هذه اللقطات ليست مستحدثة. إنما هي ثابتة لهم في لوحة القدر ; ومن ثم فهي قديمة جاء ذكرها في التوراة: (ذلك مثلهم في التوراة). . وصفتهم التي عرفهم الله بها في كتاب موسى , وبشر الأرض بها قبل أن يجيئوا إليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
(ومثلهم في الإنجيل). . وصفتهم في بشارته بمحمد ومن معه , أنهم (كزرع أخرج شطأه). . فهو زرع نام قوي , يخرج فرخه من قوته وخصوبته. ولكن هذا الفرخ لا يضعف العود بل يشده. (فآزره). أو أن العود آزر فرخه فشده. (فاستغلظ) الزرع وضخمت ساقه وامتلأت. (فاستوى على سوقه) لا معوجا ومنحنيا. ولكن مستقيما قويا سويا. .
هذه صورته في ذاته. فأما وقعه في نفوس أهل الخبرة في الزرع , العارفين بالنامي منه والذابل. المثمر منه والبائر. فهو وقع البهجة والإعجاب: (يعجب الزراع). وفي قراءة يعجب (الزارع). . وهو رسول الله [ص] صاحب هذا الزرع النامي القوي المخصب البهيج. . وأما وقعه في نفوس الكفار فعلى العكس. فهو وقع الغيظ والكمد: (ليغيظ بهم الكفار). . وتعمد إغاظة الكفار يوحي بأن هذه الزرعة هيزرعة الله. أو زرعة رسوله , وأنهم ستار للقدرة وأداة لإغاظة أعداء الله!
وهذا المثل كذلك ليس مستحدثا , فهو ثابت في صفحة القدر. ومن ثم ورد ذكره قبل أن يجيء محمد ومن معه إلى هذه الأرض. ثابت في الإنجيل في بشارته بمحمد ومن معه حين يجيئون.
وهكذا يثبت الله في كتابه الخالد صفة هذه الجماعة المختارة. . صحابة رسول الله [صلى الله عليه وسلم]. . فتثبت في صلب الوجود كله , وتتجاوب بها أرجاؤه , وهو يتسمع إليها من بارى ء الوجود. وتبقى نموذجا للأجيال , تحاول أن تحققها , لتحقق معنى الإيمان في أعلى الدرجات.
وفوق هذا التكريم كله , وعد الله بالمغفرة والأجر العظيم: (وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما). . وهو وعد يجيء في هذه الصيغة العامة بعدما تقدم من صفتهم , التي تجعلهم أول الداخلين في هذه الصيغة العامة.
مغفرة وأجر عظيم. . وذلك التكريم وحده حسبهم. وذلك الرضى وحده أجر عظيم. ولكنه الفيض الإلهي بلا حدود ولا قيود , والعطاء الإلهي عطاء غير مجذوذ.
ومرة أخرى أحاول من وراء أربعة عشر قرنا أن أستشرف وجوه هؤلاء الرجال السعداء وقلوبهم. وهم يتلقون هذا الفيض الإلهي من الرضى والتكريم والوعد العظيم. وهم يرون أنفسهم هكذا في اعتبار الله , وفي ميزان الله , وفي كتاب الله. وأنظر إليهم وهم عائدون من الحديبية , وقد نزلت هذه السورة , وقد قرئت عليهم. وهم يعيشون فيها بأرواحهم وقلوبهم ومشاعرهم وسماتهم. وينظر بعضهم في وجوه بعض فيرى أثر النعمة التي يحسها هو في كيانه.
وأحاول أن أعيش معهم لحظات في هذا المهرجان العلوي الذي عاشوا فيه. . ولكن أنى لبشر لم يحضر هذا المهرجان أن يتذوقه. إلا من بعيد؟!
اللهم إلا من يكرمه الله إكرامهم: فيقرب له البعيد؟!
فاللهم إنك تعلم أنني أتطلع لهذا الزاد الفريد!!!
(في ظلال القرآن)
الأخ الفاضل أبا الفداء
وبكم بارك الله تعالى
وجزاكم خيرا
ـ[شاكر]ــــــــ[17 Mar 2009, 06:29 ص]ـ
بارك الله فيك اخي شاكر ورحم الله سيد قطب وتقبله من الشهداء
وبكم بارك الله أخي الفاضل
وأعتذر إذ أرسلت مشاركتي الأخيرة على عجالة فلم ألتف لمشاركتم قبل خروجي. فجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[18 Mar 2009, 11:39 م]ـ
رأي الشيخ أبو الحسن النْدوي في كتاب (*) " العدالة الأجتماعية ":
" عكفت على مطالعته في هذا الجو الهاديء اللطيف، فوجدت فيه أسلوباً جديداً من الكتابة والبحث والعرض لم أجده في كتابات الكُتَّاب الإسلاميين، وخاصة في الكتاب العرب، وذلك يحتاج إلى شيءٍ من التفصيل ".
ثم أطنب ـ رحمه الله ـ وذكر بأن أسلوب الأستاذ ليس ذلك الأسلوب الاعتذاري الذي يجري فيه أصحابه في الاعتذار عن الحضارات القائمة وأن تلك العلوم هي نهاية معرفة البشر وما إلى ذلك وقال بأن منهم:
(1) الأستاذ الإمام محمد عبده بن عبده بن حسن بن خير الله التركماني المصري الحنفي الأزهري: {1323:ت}
(2) قاسم أمين بن محمد أمين المصري الكردي (المتفرنج): {1326:ت}
(3) رفاعة رافع بن بدوي بن علي الطهطاوي الحسيني المصري: {1290:ت}
ثم أتى بأهل الهند وعلى رأسهم كما قال ـ رحمه الله ـ:
(1) سر سيد أحمد خان
(2) السيد أمير علي
(3) صلاح الدين خدابخش
(4) منشي جراغ علي
(5) محمد علي اللاهوري
(6) خواجه كمال الدين في بعض الأحيان
وعقب قائلاً:
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان هؤلاء السادة بحكم ثقافتهم ونشأتهم، وبقوة نفوذ الحكومة الإنجليزية السياسي، وكون الحضارة الغربية في نظرهم قضية لا تقبل نظراً ولا جدالا، وكونها آخر ما وصل إليه العلم البشري، العقل البشري لا يفكرون في نقد الحضارة الغربية وقيمها ومفاهيمها ومناقشتها، فضلا عن أن يفكروا في هجوم أو تحدِّ.اهـ
ويستطرد الأستاذ أبو الحسن قائلاً:
" وكان هذا الكتاب الذي أتحفت به في البلد الأمين مفاجأةً لي فيما يختص بالمكتبة العربية الحديثة، وكأنما وجدت ضالتي واكتشفت شيئاً مجهولاً أو مفقوداً، إن مؤلفه تحرر من هذا الأسلوب الاعتذاري ... وفضل أسلوب الهجوم أو مواجهة الفكرة الغربية ـ بمعناها الواسع ـ وجهاً لوجه ".اهـ
ثم ذكر مقابلته له رحمهما الله وأردف قائلاً:
" وأكثر ما أعجبني في هذا الكتاب، هو ثقة المؤلف بصلاحية رسالته التي يؤمن بها، وخلودها وتفوقها، وأنها هي الرسالة الوحيدة التي تسعد بها البشرية، وإن كنت وجدت في هذا الكتاب مالم أستطع أن أوافق مؤلفه عليه وتمنيت لو خلا هذا الكتاب من المآخذ القليلة، وأكثر المؤلف الفاضل من تمحيص هذه الآراء، وكان أرق وألطف مع هذه الشخصيات التي أكرمها الله بصحبة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ (1) والكمال لله وحده والعصمة لرسوله صلوت الله وسلامه عليه.
______________________
(1) هامش كتاب شخصيات وكتب وفيه: " وقد شعر الأستاذ سيد قطب نفسه بهذه الضرورة فأحدث تعديلاً فيما كتبه عن سيدنا عثمان وظهر في الطبعات الأولى من كتابه، وحذف بعض العبارات كما يظهر من المقارنة بين الطبعات الأولى والأخيرة.
(*) من كتاب " شخصيات وكتب" للندوي
================================
وبعد ألا يدل هذا على رجوع الأستاذ سيد عن موقفه من عثمان كما هو مبين:
(1) في رده على الزمخشري في " الظلال"
(2) في رجوعه وتعديل ما كتب في كتابه " العدالة الإجتماعية "
(3) دفاع أبو الحسن الندوي وتأييده لرجوع سيد عن موقفه
فاللهم اغفر لنا ولحينا ولميتنا
ـ[شاكر]ــــــــ[21 Mar 2009, 05:48 ص]ـ
أخانا الفاضل أبا الفداء
جزاك الله مرة ثانية وثالثة ويضاعف الله تعالى لمن يشاء أضعافا كثيرة.
أُضيف لما تفضلتم به فصل " جيل قرآني فريد " في كتابه (معالم في الطريق.)
رحم الله الإمام الندوي ورحم الله صاحب الظلال فكما تفضلتم كانا ممن وضعوا الغرب في موقع المدافعين وليس الإسلام.
وقد علمت أن أحد " المدافعين" عن الإسلام كتب رسالة بعنوان (الإسلام والحضارة) يحاول أن يثبت أن الإسلام لا يتعارض مع الحضارة أو شيئا من هذا القبيل. فرد عليه سيد قطب رحمه الله برسالة بعنوان بل " الإسلام هو الحضارة" لكني لم أحظى بقرائتهما. فمن توفرت عنده الرسالتان فليكرمنا بنشرهما.
وأخيرا، إذا كان سيد قطب رحمه الله اختار حبل المشنقة على أن يعتذر لحاكم مصرـ مع الإكراه ـ فكيف لمثله أن يتعذر للغرب وثقافته؟!
نسأل الله تبارك وتعالى أن يتقبل منه ما قدم.(/)
سلسلة قِراءة صوتيَّة لتفسيرِ العلامة السَّعدي - رحمهُ الله-.
ـ[أم حمزة]ــــــــ[14 Mar 2009, 05:08 ص]ـ
بسمِ اللهِ، والحمدُ لله
والصَّلاةُ والسَّلامُ على النَّبيِّ المُصطفى، وعلى آلِهِ وصَحبِهِ ومن والاه وبأَثَرِهِ اقتفى
السَّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاته
******************************
إخواننا وأخواتنا الأفضال - أحسن اللهُ إليكُم -.
هذه سلسلة قراءة صوتيَّة لتفسيرِ العلَّامة السَّعدي - رحمه الله تعالى - للشيخ محمد بن علي العرفج، حتى سورة المائدة، وتُضاف الحلقات إلى المجموعة تِباعًا.
وهذه بطاقة تعريف بالشيخ
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=info&scholar_id=199
وهذا رابط المجموعة:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=groups&scholar_id=199&group_id=181
أسأل الله أن ينفعَ بِها .. اللهم آمين.
ولا تنسوا أختكم في صالِح دعائِكم .. ولكم بالمِثل بإذن الله.
والحمدُ للهِ ربّ العالمين.(/)
"القرآن يفسره الزمان" .. هل هي مأثورة عن ابن عباس؟
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[14 Mar 2009, 08:20 ص]ـ
لفت انتباهي كلام لسلمان العودة في إحدى محاضراته الأخيرة ( http://www.islamtoday.net/salman/artshow-78-109725.htm)، ذكره لعبارة منسوبة لعبد الله بن عباس رضي الله عنه: "القرآن يفسره الزمان"، وقال إن العبارة تداولها المفسرون.
فما مدى صحة هذا النقل؟ وما معناها؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[14 Mar 2009, 02:37 م]ـ
قال الشيخ سلمان ـ في المصدر الذي أعاد إليه الأخ محمد بن جماعة ـ: (ولذلك فمن الكلمات الجميلة التي ذكرها الْمُفَسِّرُون عن ابن عباس رضي الله عنه، ما ذكره ابن كثير في تفسيره على سبيل المثال، أنه كان يقول: القرآن يفسره الزمان، وهذا معنى قد يكون جديدًا على طلبة العلوم الشرعية، وهل معنى هذا أن هناك معاني في القرآن لا يعرفها السالفون؟ ليس الأمر كذلك، ولكن العلم ليس معلوماتٍ توضع في الذاكرة فقط، وليس معرفة فحسب، فهذه المعرفة لها امتدادات مرتبطة بالواقع والمعايشة).
وهذه العبارة بهذا النص ليست من العبارات التي تُعرف عن ابن عباس، فمن قرأ كلامه لا يجد فيه مثل هذه الصيغ الحديثة، ولعل الشيخ نقل المعنى بهذا الصياغة، والأمر يحتاج إلى سؤال الشيخ ليوقفنا على النص في تفسير ابن كثير، والتفسير مشهور بأيدي الناس.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[14 Mar 2009, 08:59 م]ـ
بحثت قليلا في الإنترنت، فوجدت مقالا صحفيا ينسه العبارة لعبد الله بن مسعود. وأغلب المواقع الأخرى تذكر أن مصدر النقل هو كتاب لجعفر السبحاني. والقولة اعتبرها بعض مراجع الشيعة أحد القواعد الأساسية في التفسير.
وفي ما عدا ذلك، لم أجد له أثرا.(/)
لفظ"أمة" في القرآن
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Mar 2009, 08:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لفظ أمة في القرآن
1. الأمة: الجماعة من الناس:
ومنه قول الله تعالى:
(رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) سورة البقرة (128)
(وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ) سورة القصص (23)
"والأمة بضمة الهمزة: اسم للجماعة الذين أمرهم واحد، مشتقة من الأم بفتح الهمزة وهو القصد أي يؤمون غاية واحدة، وإنما تكون الجماعة أمة إذا اتفقوا في الموطن أو الدين أو اللغة أو في جميعها." التحرير والتنوير - (ج 2 / ص 243)
2. الأمة: الفترة من الزمن:
ومنه قول الله تعالى:
(وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ) سورة هود (8)
"وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، والحاكم وصححه، عن ابن عباس، في قوله: {إلى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ} قال: إلى أجل معدود." فتح القدير - (ج 3 / ص 429)
ومنه قول الله تعالى:
(وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ) سورة يوسف (45)
ومعنى {بَعْدَ أُمَّةٍ}: بعد حين، ومنه {إلى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ} [هود: 8] أي: إلى وقت، قال ابن درستويه: والأمة لا تكون على الحين إلاّ على حذف مضاف، وإقامة المضاف إليه مقامه، كأنه قال: والله أعلم: وادكر بعد حين أمة أو بعد زمن أمة. فتح القدير - (ج 4 / ص 38)
3. الأمة: الذي يقتدى به من الناس
(إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) النحل (120)
قوله تعالى: «أمَّةً» تطلق الأمة على الرَّجل الجامع لخصالٍ محمودة؛ قال ابن هانئ:
ولَيْسَ عَلَى اللهِ بِمُسْتَنْكَرٍ ... أنْ يَجْمعَ العَالمَ في واحِدِ
وقيل: «فُعْلَة» تدلُّ على المبالغة، «فُعْلَة» بمعنى المفعول، كالدُّخلة والنُّخبة، فالأمة: هو الذي يؤتم به؛ قال - تعالى-: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً} [البقرة: 124] قال مجاهد: كان مؤمناً وحده، والنَّاس كلهم كانوا كفَّاراً، فلهذا المعنى كان وحده أمَّة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في زيد بن عمرو بن نفيل: «يَبْعثهُ الله أمَّةً وحْدَهُ». تفسير اللباب لابن عادل - (ج 10 / ص 216)
4. الأمة: الطريقة
(بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (22) وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23)) سورة الزخرف
"قوله: أمه العامة على ضم الهمزة بمعنى الطريقة والدين قال قَيْسُ بن الخَطيم:
كُنَّا عَلَى أُمَّةِ آبَائِنَا ... وَيَقْتَدِي بالأَوَّلِ الآخرُ
أي على طرقتهم، وقال آخر:
هل يَسْتَوِي ذُو أمَّةٍ وَكَفُور ... أي ذو دين .... قال الجوهري: (هي الطريقة الحسنة لغة في أمُمَّةٍ بالضم قال الزمخشري): كلتاهما من الأَمِّ وهو القصد، والأُمَّة الطريقة التي تؤم كالرحلة للمرحول إليه، والإمّة الحالة (التي) يكون عليها الآمّ وهو القاصد. تفسير اللباب لابن عادل - (ج 14 / ص 120)
*
والأُمَّةُ: الطريقةُ والدينُ. يقال: فلانٌ لا أُمَّةَ له، أي لا دينَ له ولا نِحْلَةَ له. قال الشاعر:
وهل يستوي ذو أُمَّةٍ وكَفورُ
وقوله تعالى: " كُنتمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ للناسِ " قال الأخفش: يريد أهْلِ أمَّةٍ، أي خيرَ أَهْلِ دينٍ، وأنشد للنابغة:
حَلَفْتُ فلم أَتركْ لنفسكَ رِيبَةً ... وهل يَأْثَمَنْ ذو أُمَّةٍ وهو طائِعُ
(يُتْبَعُ)
(/)
والأُمَّةُ: الحينُ. قال تعالى: " وادَّكَرَ بعد أُمَّةٍ " وقال تعالى: " ولئن أخَّرْنا عَنْهُمُ العَذابَ إلى أُمَّة مَعدودة " والإِمّةُ بالكسر: النعمة. والإمَّةُ أيضاً: لغةٌ في الأُمّةِ، وهي الطريقةُ والدينُ. الصحاح في اللغة - (ج 1 / ص 23)
ـ[الغزالي]ــــــــ[14 Mar 2009, 10:29 ص]ـ
ألا يجمع تلك الأقوال أنها دالة على الاجتماع؛ فاجتماع خصال الخير في الرجل و اجتماع الزمان والدين والناس يسمى أمة؟
ـ[نعيمان]ــــــــ[10 May 2010, 10:11 م]ـ
جزى الله أبا سعد خيراً على موضوعه، وهذه إجابة لأخينا الغزاليّ حفظهما الله تعالى، ورضي عنهما:
مفهوم الأمّة في اللّغة:
إنّ المستعرض لاستعمالات " الأمّة" في اللّغة عند اللّغويّين والمفسّرين؛ يتّضح له أنّها مشتركة على معاني ثمانية في لسان العرب، وستّة معاني في القرآن الكريم.
وقد اتّفقوا على أنّ الأصل الاشتقاقيّ للأمّة: هو القصد، وردّوا جميع المعاني إلى هذا الأصل.
واتّفقوا كذلك على أنّ المعنى الأصليّ لـ "الأمّة": هو الجماعة، وأنّ جميع المعاني الأخرى الّتي وردت يمكن ردّها إلى هذا المعنى الأصليّ أيضاً؛ الّذي هو مطلق جماعة أيّ شيء.
أمّا مفهوم "الأمّة" في القرآن الكريم:
فقد وردت لفظة "أمّة" دون مشتقّاتها في حالة الإفراد: تسعاً وأربعين مرّة، ومضافة "أمّتكم": مرّتين، وفي حالة الجمع "أمم": ثلاث عشرة مرّة.
فيكون مجموع ورودها؛ مفردة، ومضافة، ومجموعة: أربعاً وستّين مرّة.
وهو من المصطلحات الّتي -لعلّها- لم تستعمل في لغة العرب قبلاً، أو استعملت؛ ولكنّها كانت تعني معنىً مغايراً لما قرّره القرآن الكريم وأبدعه؛ مثلها مثل مصطلحات الفقه، والصّلاة، والنّفاق، والجاهليّة، والزّكاة، ... وغيرها.
وقد استصحب صاحب الظّلال -رحمه الله تعالى- معنى الأمّة، واستبطنه في التّصوّر الإيمانيّ من أوّل الظّلال إلى آخره؛ حيثما وردت لفظة "الأمّة" غالباً، فقال -رحمه الله تعالى - في موضع: " إنّ الأمّة في التّصوّر الإيمانيّ؛ هي: الجماعة الّتي تنتسب إلى عقيدة واحدة من كلّ جنس، ومن كلّ أرض،؛ وليست هي الجماعة الّتي تنتسب إلى جنس واحد أو أرض واحدة.
وهذا هو التّصوّر اللّائق بالإنسان؛ الّذي يستمدّ إنسانيّته من نفخة الرّوح العلويّة؛ لا من التصاقات الطّين الأرضيّة" [سيّد قطب، في ظلال القرآن، ج2 ص 117]
وقال في موطن آخر: " فالأمّة في التّعريف الإسلاميّ؛ هي: مجموعة النّاس الّتي تدين بعقيدة واحدة، وتصوّر واحد، وتدين لقيادة واحدة؛ وليست كما هي في المفهوم الجاهليّ القديم أو الحديث: مجموعة النّاس الّتي تسكن في إقليم واحد من الارض وتحكمها دولة واحدة! فهذا مفهوم لا يعرفه الإسلام؛ إنّما هي مصطلحات الجاهليّة القديمة أو الحديثة" [المرجع ذاته، ج3 ص1385]
وعند تحديدنا لمعنى الأمّة في الاصطلاح الإسلاميّ نقول إنّها:
الجماعة من النّاس تنتسب إلى عقيدة واحدة من كلّ جنس، ومن كلّ أرض، يجمعها قصد واحد؛ هو إقامة الدّين الحقّ.
والأمّة أمّتان: الأولى: أمّة الدّعوة. وهي كلّ من بعث فيهم الحبيب صلوات ربّي وسلامه عليه وعلى آله. مؤمنهم وكافرهم.
والأخرى: أمّة الإجابة. وهم أتباعه الّذين آمنوا به صلوات ربّي وسلامه عليه وعلى آله.
والله أعلم وأحكم.(/)
العصف الذهني
ـ[إبراهيم المصري]ــــــــ[14 Mar 2009, 09:07 ص]ـ
السلام عليكم
هذا الملتقى الكريم فيه من العلم - والحمد لله - الشيء الكثير
والرجاء من الأساتذة الكرام وأهل العلم أن يستخدموا العصف الذهني مع الطلاب والمحبين.
الرجاء أن يكون زمام المبادرة دائما مع شيوخنا وعلمائنا بمعنى أن يطرحوا المسائل وأن يطلبوا من الطلاب الجواب من أجل التقويم والتصحيح والتعقيب
وفي مثل هذا العمل تدريب لنا - طلاب العلم - على الكتابة والتدرب على الجواب.
أرجو تثبيت هذا الموضوع إذا لقي القبول من قبل المشرفين
أن يتم طرح مسألة والطلب من الطلاب أن يجيبوا عليها.
والسلام عليكم
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[14 Mar 2009, 10:45 ص]ـ
عملية العصف الذهني مما يحسن ممارسته والاعتياد عليه، فهي طريقة من طرق التفكير وإعمال العقل وشحذه.
وتعتمد على مرحلتين، يتم في الأولى تركيز عمل العقل على توفير أكبر قدر ممكن من الأفكار والحلول المقترحة في الموضوع المحدد دون النظر في صلاحية هذه الأفكار البتة، فدور العقل في هذه المرحلة هو توليد أكبر قدر ممكن من الأفكار وحسب.
ويخصص لهذه المرحلة زمن محدد، بعد انتهائه يتم الانتقال إلى المرحلة ثانية وهي مرحلة التدقيق في المقترحات المكتوبة وسبرها وتمحيصها حتى يتم الخروج أخيرا بجملة من الأفكار الصالحة والقابلة للتطبيق.
أخي إبراهيم ..
أثرت فكرة جيدة ومستخدمة في مجالات كثيرة، فحبذا أن تقترح أنت الموضوع الذي تريد مداولة الأفكار فيه ...
ـ[إبراهيم المصري]ــــــــ[14 Mar 2009, 03:01 م]ـ
فحبذا أن تقترح أنت الموضوع الذي تريد مداولة الأفكار فيه ...
السلام عليكم
الموضوع الذي أريده - حفظك الله - هو القرآن الكريم وما يتعلق به من علوم وعلى رأسها التفسير
------------
العلماء الكرام والأساتذة الفضلاء يصوغون السؤال صياغة علمية يُطلب من الطالب أن يحلل السؤال وأن يرجع للمراجع وأن يستشير وأن يحاول الإجابة بطريقة علمية صحيحة وأن يرتب النتائج على المقدمات
-----------
على سبيل المثال: النظر في رموز يستخدمها المفسرون أو العلماء ما المقصود بها؟!
انظر - كرما ولطفا - إلى حاشية القونوي على تفسير البيضاوي ما هي الرموز التي يستخدمها؟؟ هذا سؤال قد يطرحه أستاذ ويطلب من الطلاب أن يرجعوا وأن ينقبوا!!
قد يكون من المفيد مثلا إعطاء جوائز معنوية أو مادية لمن يجيب على أكبر عدد من السؤال. قد يُعطى لقب فارس أو ما أشبه ذلك من الألقاب التي تعزز التنافس قد ترفع مرتبته في الملتقى ....... الخ(/)
مجلة " بصائر " ترى النور .......
ـ[عبدالرحمن النافع]ــــــــ[14 Mar 2009, 09:48 ص]ـ
بحمد الله و توفيقة صدرت مجلة " بصائر " عن المركز الخيري لتعليم القرآن و علومه، و هي مجلة مهتمة بالعلوم القرآنية بكافة تنوعاتها (الشرعية - الأدبية - الكتب - النفسية - الإعجاز) و غير ذلك، و كذلك سبل تعليمه. و غير مما يتعلق بالقرآن الكريم.
و تحتوي المجلة على مقالات و دراسات و لقاءات و غير ذلك.
و هي مجلة دورية و تصدر كل ثلاثة أشهر بتداءً، و المتوقع للمجلة أن تسد ثغرة كبيرة في هذا المجال، و أسأل الله أن يوفقنا للإبداع و التميز في خدمة كتاب ربنا سبحانه.
و المجلة توزع مجانا، و قد طبع منها 5000 آلاف نسخة.
و أنا هنا أرحب بأي اقتراح أو توجيه من أجل تطوير المجلة.
كما أرحب بأي كاتب يرغب في المشاركة في المجلة، و أطمح حقيقة أن يدعمنا الإخوة بمشاركاتهم و اقتراحاتهم.
و مما في هذا اللقاء ... لقاء مطول مع صاحب هذه الدار ... الشيخ الدكتور عبدالرحمن الشهري.
و العدد القادم سيصدر في بداية شهر ستة، فمن لديه مقال أو أراد التعقيب على ما جاء في المجلة فليرسل لي مشاركته على البريد.
و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[14 Mar 2009, 10:06 ص]ـ
هل يمكنكم وضع رابط للمجلة؟
ـ[عبدالرحمن النافع]ــــــــ[14 Mar 2009, 01:27 م]ـ
بإذن الله أخي زكرياء و المانع مسألة فنية و سأضع الرابط حال توفره
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[14 Mar 2009, 01:42 م]ـ
أين توزع هذه المجلة؟
ـ[عبدالرحمن النافع]ــــــــ[14 Mar 2009, 02:39 م]ـ
توزيع المجلة على نطاق ضيق بسبب قلة الأعداد، و لكنها توجد في الرياض في المدارس و الدور التابعة للمركز، و قد توجد عند بعض الهيئات المختصة بالقرآن الكريم.
عموما ما زال أمر التوزيع إلى الآن قيد الدراسة و المجلة الآن في المطبعة و ستخرج منها غدا.
و من يريدها بإمكانه أن يأتي للمركز الخيري و يأخذ نسخة منها
و إذا توفر مكان يوزع المجلة فسأذكره، و لعل الله ييسر أن تباع المجلة بسعر رمزي حتى يتيسر للجميع اقتنائها
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[14 Mar 2009, 03:24 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن النافع]ــــــــ[19 Mar 2009, 05:45 م]ـ
سيصدر العدد القادم من المجلة في بداية شهر سته، بفأرجوا ممن يريد المشاركة سرعة إرسال مقالاتهم
و العدد سأحاول قدر الإمكان سرعة تنزيلة في المنتدى و موجود على صيغة mdf و لعله ينزل قريبا(/)
استفسار وطلب مساعدة من الأخوة الأفاضل
ـ[ابوراكان]ــــــــ[14 Mar 2009, 01:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
الأمر الأول
ما هي أسباب الانحراف في التفسير؟
الامر الثاني
ماهي الكتب الؤلفة في التفسير خلال الـ 70 سنة الماضية؟
الامر الثالث
ماهي الكتب الؤلفة في اتجاهات التفسير- وأسباب انحرافه؟
وجزيتم خيرا وبارك الله في علمكم وعملكم ... آمين
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Mar 2009, 02:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
الأمر الأول
ما هي أسباب الانحراف في التفسير؟
الامر الثاني
ماهي الكتب الؤلفة في التفسير خلال الـ 70 سنة الماضية؟
الامر الثالث
ماهي الكتب الؤلفة في اتجاهات التفسير- وأسباب انحرافه؟
وجزيتم خيرا وبارك الله في علمكم وعملكم ... آمين
لعل هذا الرابط يفيدك بعض الفائدة
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3844
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Mar 2009, 02:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
الأمر الأول
ما هي أسباب الانحراف في التفسير؟
يقول الشيخ القرضاوي وفقه الله في كتابه: " المرجعية العليا في الإسلام للقرآن والسنة"" ضوابط ومحاذير في الفهم والتفسير"
يقول تحت عنوان: مزالق ومحاذير في فهم الأصلين: الكتاب والسنة
*وضع النص في غير موضعه الصحيح.
*سوء التأويل للنصوص.
* تقديم العقل على الشرع.
* معارضة النصوص بدعوى المصلحة.
ثم تحدث عن ذلك بالتفصيل في ما يقارب الثمانين صفحة.
أرجو أن تجد فيه بعض بغيتك.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Mar 2009, 02:29 م]ـ
[ QUOTE= ابوراكان;74503] ا
الامر الثاني
ماهي الكتب الؤلفة في التفسير خلال الـ 70 سنة الماضية؟
إذا لم تستطع شيئاً فدعه ... وجاوزه إلى ما تستطيع
أسأل الله لك التوفيق.
ـ[ابوراكان]ــــــــ[14 Mar 2009, 09:52 م]ـ
محب القرآن الكريم أسأل الله تعالى أن يجزيكـ خيرا وأن يصلح لكـ النية والعمل.
وأرجو المزيد من الأخوة الأفاضل مشكورين.(/)
التفاسيرُ التي اعتنت بالوقف والابتداء.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[14 Mar 2009, 03:58 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه , وبعد:
فإنّ من المعلوم أنَّ من أهم ما يحتاجُهُ المفسرُ العلمَ بأركان الجملة التي تتم بها معاني الآية , وقد كنتُ ولا أزال أبحثُ عن العلماء الذين أولوا هذا الجانب اهتماماً كبيراً في التفسير, كالعلامة االطاهر بن عاشور رحمه الله فقد تناول هذا العلم في مباحث مقدماته وركز في ثنايا التفسير عليه كثيراً.
وأخبرني الشيخُ المقرئُ إبراهيم الأخضر - شيخ قراء المدينة - حفظه الله , وهو من أبرز المعتنين بهذا الفن من مشاهير القراء اليوم - أنَّ النيسابوري رحمه الله في كتابه (غرائب القرآن ورغائب الفرقان)
من المفسرين الذين اهتموا بالوقف والابتداء في تفاسيرهم.
فهل عند المشايخ الكرام إرشادٌ لآخرين من أهل التفسير اهتموا بهذا الفن.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Mar 2009, 04:49 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه , وبعد:
فإنّ من المعلوم أنَّ من أهم ما يحتاجُهُ المفسرُ العلمَ بأركان الجملة التي تتم بها معاني الآية , وقد كنتُ ولا أزال أبحثُ عن العلماء الذين أولوا هذا الجانب اهتماماً كبيراً في التفسير, كالعلامة االطاهر بن عاشور رحمه الله فقد تناول هذا العلم في مباحث مقدماته وركز في ثنايا التفسير عليه كثيراً.
وأخبرني الشيخُ المقرئُ إبراهيم الأخضر - شيخ قراء المدينة - حفظه الله , وهو من أبرز المعتنين بهذا الفن من مشاهير القراء اليوم - أنَّ النيسابوري رحمه الله في كتابه (غرائب القرآن ورغائب الفرقان)
من المفسرين الذين اهتموا بالوقف والابتداء في تفاسيرهم.
فهل عند المشايخ الكرام إرشادٌ لآخرين من أهل التفسير اهتموا بهذا الفن.
يقول السيوطي رحمه الله تعالى في الإتقان:
"في معرفة الوقف والابتداء
أفرده بالتصنيف خلائق، منهم أبوجعفر النحاس وابن الأنباري والزجاجي والداني والعماني والسجاوندي وغيرهم، وهوفن جليل به يعرف كيف أداء القراءة. والأصل فيه ما أخرجه النحاس قال: حدثنا محمد بن جعفر الانباري، حدثنا هلال بن العلاء، حدثنا أبيّ وعبد الله بن جعفر قالا: حدثنا عبد الله ابن عمروالزرقي عن زيد بن أبي أنيسة عن القاسم بن عوف البكري قال: سمعت عبد الله بن عمر يقول: لقد عشنا برهة من دهرنا وإن أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن وتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فنتعلم حلالها وحرامها وما ينبغي أن يوقف عنده منها كما تتعلمون أنتم القرآن اليوم ولقد رأينا اليوم رجالاً يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدري ما أمره ولا زجره ولا ما ينبغي أن يوقف عنده منه. قال النحاس: فهذا الحديث يدل على أنهم كانوا يتلعمون الأوقاف كما يتعلمون القرآن. وقول ابن عمر: لقد عشنا برهة من دهرنا يدل على أن ذلك إجماع من الصحابة ثابت. قلت: أخرج هذا الأثر البيهقي في سننه. وعن عليّ قوله تعالى - ورتل القرآن ترتيلا - قال: الترتيل: تجويد الحروف ومعرفة الوقف. قال ابن الأنباري: من تمام معرفة القرآن معرفة الوقف والابتداء. وقال النكزاوي: باب الوقف عظيم القدر جليل الخطر، لأنه لا يتأتى لأحد معرفة معاني القرآن ولا استنباط الأدلة الشرعية منه إلا بمعرفة الفواصل. وفي النشر لابن الجوزي: لما لم يمكن القارئ أن يقرأ السورة أوالقصة في نفس واحد ولم يجز التنفس بين كلمتين حالة الوصل، بل ذلك كالتنفس في أثناء الكلمة وجب حينئذ اختيار وقفة للتنفس والاستراحة وتعين ارتضاء ابتداء بعده، ويتحتم أن لا يكون ذلك مما يحيل المعنى ولا يخل بالفهم، إذ بذلك يظهر الإعجاز ويحصل القصد، ولذلك حض الأئمة على تعلمه ومعرفته، وفي كلامه دليل على وجوب ذلك. وفي كلام ابن عمر برهان على أن تعلمه إجماع من الصحابة، وصح بل تواتر عندنا والاعتناء به من السلف الصالح كأبي جعفر يزيد بن القعقاع أحد أعيان التابعين وصاحبه الإمام نافع وأبي عمرو ويعقوب وعاصم وغيرهم من الأئمة، وكلامهم في ذلك معروف ونصوصهم عليه مشهورة في الكتب، ومن ثم اشترط كثير من الخلف على المجيز أن لا يجيز أحداً إلا بمعرفته الوقف والابتداء "
واقول إذا كان ما ذكره السيوطي رحمه الله تعالى في حق القارئ، بل في حق كل متعلم كما رواه بسنده عن بن عمر رضي الله عنهما، فكيف هو في حق المفسر الذي يتصدى لبيان القرآن للناس؟
والأخ محمد حفظه الله لم يذكر لنا إلا مرجعين في التفسير عنيت بهذا الجانب، فهل يعتبر هذا قلة عناية من المفسرين بهذا الجانب؟
أترك الإجابة لكم؟
ـ[أحمد النبوي]ــــــــ[19 Apr 2010, 07:20 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
وبعدُ:
فقد سمعت فعلا فيما سمعت من أهل العلم أن تفسيرا ينسب إلى النيسابوري قد اعتنى بالوقف والابتداء، فإنه يورد الآية ثم ما فيها من القراءات، ثم ما فيها من الوقف والابتداء، ثم يذكر تفسيرها.
وذكروا كذلك تفسير أبي السعود الموسوم بـ"إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم" لمحمد بن محمد العمادي أبي السعود، فقد ذكروا أن له عناية بالوقف والابتداء في تفسيره والله أعلم.(/)
مقارنات
ـ[همس]ــــــــ[14 Mar 2009, 05:26 م]ـ
القراء الكرام: سلام الله عليكم
لدي سؤال أشكل عليّ ارجو الرد عليه أو إحالتي إلى موضع الجواب في طيات الكتب نور الله بصائرنا
السؤال:
- قال تعالى في البقرة: {َيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ} البقرة61
- وفي آل عمران ذكر تعالى: {وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ} 21
- ثم قال تعالى: {َيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ} آل عمران112
1 - ما الفرق بين " النَّبِيِّينَ" و " الأَنبِيَاءَ" لبس من ناحية المعنى ولكن التناسب البياني حسب السياق؟
2 - ما السبب في الاختلاف بين ذكر كلمة (بغير حق) و (بغير الحق) بحسب سياق وموضوع الأيات؟
ومع العلم أني وجدت في البحر المحيط شيء من بيان ذلك لكن لم تتضح الصورة لي إلى الآن.
رزقنا الله عيش السعداء وموت الشهداء ونزل الأنبياء ولكم جزيل الشكر.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[14 Mar 2009, 10:42 م]ـ
يعني بهذه اللطائف الكتب الآتية:
ـ شيخ الإسلام زكريا الأنصاري فتح الرحمن
ـ كتاب الخطيب الإسكافي درة التنزيل وغرة التأويل
ـ وكتاب مسائل الرازي وأجوبتها.
والله الموفق
ـ[همس]ــــــــ[15 Mar 2009, 02:45 م]ـ
جزاك الله خير وشكر لك جهدك.(/)
التفسير المقارن؟ شارك بعلم
ـ[أبو العالية]ــــــــ[14 Mar 2009, 05:43 م]ـ
الحمد الله، وبعد ..
الإخوة الفضلاء ..
هل هناك رسالة علمية تناولت موضوع: (التفسير المقارن) كدراسة علمية مفيدة؟
حيث النية متوجهة للكتابة في هذا الموضوع في المرحلة الثالثة. تحت عنوان:
(التفسير المقارن. دراسة نظرية تطبيقية (الطبري أنموذجاً)
فهل هناك من يفيدنا به من كتاب أو رسالة أو مقال أو بحث.
وجزاكم الله خيراً
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[15 Mar 2009, 10:57 ص]ـ
كتب الاستاذ الدكتور مصطفى المشني بحثا بعنوان التفسير المقارن ونشره في مجلة الشارقة وتقوم طالبه مجدة اسمها روضة فرعون بكتابة رسالة دكتوراه في هذا الموضوع في جامعة العلوم الاسلامية
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[17 Mar 2009, 08:00 م]ـ
أولاً: علماء التصحيح اللغوي يستدركون على هذه اللفظة (المقارن) التي تُستخدم في (الفقه المقارن) (التفسير المقارن)، لأن مادة (قرن) تدل على ربط شيء مع شيء، ويرون استبدالها بعبارة (الموازن) التي تدل على المراد بهذه البحوث.
ثانيًا: هل يقف التفسير المقارن (الموازن) بالموازنة بين تفسير وتفسير أو يتعدى ذلك إلى غيره، كالموازنة بين معنى آية وحديث؟
وأرى أن الذي يصدق عليه هذا المصطلح هو موازنة تفسير مفسر بتفسير مفسر آخر، والمسألة مجال للبحث.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[17 Mar 2009, 09:10 م]ـ
وممن كتب في هذا النوع من التفسير جمع من طلاب العلم قارنوا {وازنوا} بين تفاسير:
الكشاف والبحر والفخر من خلال أطروحات متسلسلة عندنا في كلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع طنطا
والله الموفق.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[17 Mar 2009, 09:48 م]ـ
جاء في الذكر الحكيم:
(وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا) سورة النساء (38)
(قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ) سورة الصافات (51)
(وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ) سورة فصلت (25)
(وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) سورة الزخرف (36)
قال بن عطية في تفسيره لآية سورة النساء:
"و «القرين»: فعيل بمعنى فاعل، من المقارنة وهي الملازمة والاصطحاب، وهي هاهنا مقارنة مع خلطة وتواد، والإنسان كله يقارنه الشيطان، لكن الموفق عاص له، ومنه قيل لما يلزمان الإبل والبقر قرينان، وقيل للحبل الذي يشدان به: قرن، قال الشاعر:
كَمُدْخِلٍ رأَسَهُ لَمْ يُدْنِهِ أَحَدٌ ... بَيْنَ القَرِينَيْنِ حَتّى لزَّهُ الْقَرَنُ."انتهى
"وفلان قَرين فلان، إذا كان لا يفارقه، والجمع قُرَناء. وتقارن القومُ مقارنةً وقِراناً." جمهرة اللغة - (ج 1 / ص 440)
وفي الحديث:
وفي البخاري من حديث بن عمر رضي الله عنهما قال: "نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقْرُنَ الرَّجُلُ بَيْنَ التَّمْرَتَيْنِ" جَمِيعًا حَتَّى يَسْتَأْذِنَ أَصْحَابَهُ.
وفي صحيح مسلم من حديث عبد الله بن مسعود قال: لَقَدْ عَرَفْتُ النَّظَائِرَ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرُنُ بَيْنَهُنَّ قَالَ فَذَكَرَ عِشْرِينَ سُورَةً مِنْ الْمُفَصَّلِ سُورَتَيْنِ سُورَتَيْنِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ ..
ومن هنا نلحظ أن لفظ "قرن" جاءت بمعنى الجمع بين الشئ وغيره، فمن أين جاء اصطلاح الفقه المقارن؟
هل هو من جمع فقه إلى آخر ومن ثم الموازنة بين الأقوال؟
أم أن هناك معنىً آخر؟
لا أدرى، كثير من الأقوال نتلقفها ونرددها وتصبح عرفاً دون أن نتأمل في حقيقتها.
ومن هذا الباب ما ذكره الدكتور مساعد في موضوع " التفسير بالمأثور".
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[18 Mar 2009, 10:13 ص]ـ
ليس يعنى بالتفسير المقارن (الموازن) ما ذهب اليه بعض الاخوة وانما هو ان ناتي بآية وقع الخلاف في تفسيرها بين المفسرين ثم ياتي الباحث فيجمع هذه الاقوال ويذكر لكل قول دليله الذي اعتصم به ثم يوازن الباحث بين هذه الادلة ووجوه الاستدلال ويختار ما يراه راجحا في المعنى من تلك الاقوال او يضيف اليها قولا جديدا وهذا كله بعد مناقشة تلك الاقوال مناقشة علمية
هذا هو المقصود بالتفسير المقارن وليس الموازنة بين تفسيرين وان كان المعنى يمكن ان يشمل ذلك لكن من وضعوا هذا العنوان في مواد في الجامعات قصدوا ما قلت
وقد قل التاليف فيه الى حد الندرة وهو موضوع طريف ومفيد جدا ويستحق العناية وصرف الهمم العلية للطلاب المجدين للبحث فيه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[18 Mar 2009, 01:14 م]ـ
ليس يعنى بالتفسير المقارن (الموازن) ما ذهب اليه بعض الاخوة وانما هو ان ناتي بآية وقع الخلاف في تفسيرها بين المفسرين ثم ياتي الباحث فيجمع هذه الاقوال ويذكر لكل قول دليله الذي اعتصم به ثم يوازن الباحث بين هذه الادلة ووجوه الاستدلال ويختار ما يراه راجحا في المعنى من تلك الاقوال او يضيف اليها قولا جديدا وهذا كله بعد مناقشة تلك الاقوال مناقشة علمية
هذا هو المقصود بالتفسير المقارن وليس الموازنة بين تفسيرين وان كان المعنى يمكن ان يشمل ذلك لكن من وضعوا هذا العنوان في مواد في الجامعات قصدوا ما قلت
وقد قل التاليف فيه الى حد الندرة وهو موضوع طريف ومفيد جدا ويستحق العناية وصرف الهمم العلية للطلاب المجدين للبحث فيه
الخلاف يا دكتور هو في صحة التسمية ومدى مطابقة الاسم للموضوع.
التفسير الموازن هو الأقرب للصحة وهو ما ينطبق على قولك:
"وانما هو ان ناتي بآية وقع الخلاف في تفسيرها بين المفسرين ثم ياتي الباحث فيجمع هذه الاقوال ويذكر لكل قول دليله الذي اعتصم به ثم يوازن الباحث بين هذه الادلة ووجوه الاستدلال "
ـ[أبو العالية]ــــــــ[20 Mar 2009, 05:52 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
جزى الله خيراً كل من أفاد وأجاد، وإن كانت مفردتي (المقارنة) و (الموازنة) بينهما عموم وخصوص.
على كل،يظهر لأخيكم أن مثل هذه الدراسات، ما يحددها هو المنهج المتبع في الدراسة، فقد تكون الدراسة قائمة على عرض كتابين أو تفسيرين كاملين من جميع النواحي، فهذا الأولى أن يسمى (موازنة)
أما ما يتناول مسائل جزئية ودراستها والمقارنة بينها وتكون من أكثر من كتاب ومرجع فهذا قد يكون الأولى في تسميته بالمقارن.
أخيراً .. نعم لقد استفدت من المشاركات جزاكم الله خيراً، ولعل الباحث يحرر مثل هذه المصطلحات في طليعة بحثه
والله أعلم.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[24 Oct 2009, 01:03 ص]ـ
.
حتى الآن يحتاج مصطلح " المقارنة" أو " الموازنة" في جانب التفسير إلى مزيد تحرير علمي واستقصاء.
فعندما أقارن بين تفسيرين من حيث:
ـ تناولهما للتفسير بالمأثور
ـ تناولهما لأسباب النزول
ـ تناولهما للقراءات
ـ تعاطيهما لمسألة الناسخ والمنسوخ
ـ مدى تناولهما للإسرائليليات وطريقة التعامل معها
ـ تناولهما للتفسير بالرأي
ـ تناولهما للمناسبات
ـ تناولهما للمسائل الفقهية
ـ تناولهما لمسائل العقيدة
تناولهما للمسائل اللغوية والنحوية والبلاغيةـ
فمن ناحية الموضوع" تناول التفسيرين أو التفاسير" وربطها بالموضوعات التي ذكرت سابقا يصدق ـ من وجهة نظري ـ مصطلح مقارنة.
ـ وكما قال الدكتور جمال أبو حسان: أن عمل الباحث من حيث موازنته بين الأدلة لكل مفسر ووجوه الاستدلال واختيار ما يراه الباحث راجحا من تلك الاقوال أو مرجوحا أو يضيف إليها قولا جديدا وهذا كله بعد مناقشة تلك الاقوال مناقشة علمية أسميه موازنة.
فكأن بين المقارنة والموازنة عموم وخصوص وجهي
فكل مقارنة موازنة وليس كل موازنة مقارنة.
هذه وجهة نظر قابلة للإثراء
والله المستعان.
جزى الله الجميع خيرا.
ـ[النجدية]ــــــــ[20 Sep 2010, 08:38 ص]ـ
نفعتمونا
جزاكم الله خيرا
ـ[النجدية]ــــــــ[21 Sep 2010, 07:29 ص]ـ
إن للدكتور الفاضل (مصطفى المشني) كلاما طيبا حول مصطلح التفسير المقارن/ الموازن
وذلك في بحثه: التفسير المقارن؛ تفضل من هنا للمطالعة ( http://sljournal.uaeu.ac.ae/issues/26/docs/2.swf)(/)
حديث ظاهره التناقض مع صريح القرآن والسنة فمن له؟ هيا للمدارسة
ـ[ابومعاذالمصرى]ــــــــ[14 Mar 2009, 10:22 م]ـ
السلام عليكم
يقول الله تعالى (إن الحسنات يذهبن السيئات)
(فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)
اهل السنة والجماعة على ان المسلم مهما كان عاملا للمعاصى مرتكبا للسيئات وكانت له اعمال صالحة فهى فى صحيفة حسناته بل تكفر السيئات فالمعاصى لاتحبط الحسنة بل الحسنة هى التى تحبط السيئة وتكفرها وهذا بصريح القرآن كما سبق وفى السنة صح الحديث عن النبى صلى الله عليه وسلم (اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها) فالله تعالى يقبل العمل الصالح ممن غلب على حالهم المعاصى والذنوب
ولايحتج احد بقوله تعالى إنما يتقبل الله من المتقين
لان المعنى هنا المتقين للشرك فتقدير الآية انما يتقبل الله من المتقين للشرك فهو محبط للعمل 000
فإجماع اهل العلم ان الشرك بنوعيه اكبر واصغر محبط للعمل وكذا كل عمل صالح افتقد الاخلاص مردود غير مقبول كالعجب والمنّ
فخلاصة ماسبق مفهومه ان الله لايضيع اجر من احسن عملا وان كان مفرطا فى جوانب اخرى
ولكن يعكر على هذا كله ويشكل عليه الحديث الذى رواه ابن ماجة بسنده عن ثوبان رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(لأ علمن اقواما من امتى يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة يجعلها الله هباء منثورا قال ثوبان يارسول الله صفهم لنا لئلا نكون منهم ونحن لانعلم قال اما انهم اخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل ماتأخذون ولكنهم اقوام اذا خلوا بمحارم الله انتهكوها)
ظاهر الحديث ان معاصيهم فى الخفاء احبطت اعمالهم الصالحة بما فيها قيام الليل
وهذه الظاهرية تناقض ماسبق قوله من صريح القرآن والسنة باحباط الحسنة للسيئة وليس العكس وان العمل لايحبط الا اذا كان افتقد الاخلاص
فإن طبقنا صريح الوحيين قرآن وسنة لنفهم بهما هذا الحديث نخرج بما يلى
1 هؤلاء ليسوا من المنافقين كما قال بعض الشراح فالنبى قال عنهم اخوانكم ____ من جلدتكم ____ ولايوصف المنافق بهذا
ايضا هؤلاء يأخذون من الليل وليس هذا من صفات المنافقين الذين كانوا لايأتون الصلاة الا وهم كسالى وكان اثقل الصلاة عليهم العشاء والفجر فمن تثقل عليه العشاء لايتصور انه يقيم الليل فمن قال انهم المنافقون جانبه الصواب
2 قال بعض الشراح انهم الذين كانوا يظهرون للناس انهم من اهل الصلاح فإن خلوا وبعدوا عن الانظار عصوا الله تعالى وهذا الشرح مردود عليه بما يلى
لم يقل النبى ان اعمالهم ومنه قيام الليل ضاع عليهم بالرياء والظهور بمظهر الصالحين
فالحديث يبين ان ضياع الحسنات وجعلها هباء منثورا كان بسبب انهم اذا خلوا بمحارم الله انتهكوها ثم ان الاعمال التى ضاع ثوابها لم تكن امام الناس بل قيام الليل وهو فيه مافيه من حسن مراقبة الله تعالى وتحرى الاوقات التى يختفون فيها عن انظار الناظرين
3 معلوم ان الاسلام استهجن وندد بمن يجاهر بالمعصية ففى الحديث الصحيح
(كل أمتى معافى الا المجاهرين ومن الاجهار ان يعمل المرء بالليل عملا ثم ينام وقد ستر الله عليه ثم يصبح ويقول يافلان انى عملت البارحة كذا وكذا يبيت يستره ربه ثم يصبح فيكشف ستر الله عليه)
فالحديث يندد وينكر على المجاهر جهره بالمعاصى ويتوعده بالبعد عن عفو الله وعافيته فالجهر فيه الاستخفاف بالشرع والدعوة للجرأة على محارم الله وبالتالى اتساع رقعة الفساد ونحوه
اما من جاء فى حديث ثوبان فلم ير الناس منهم الاخيرا بل كانت لهم اعمال صالحة فى السر ولكن لانهم غير معصومين كانت لهم زلات ورغم هذا اختفوا عن الانظار كما قال بعضهم (إذا بليتم فاستتروا) وهؤلاء ابتلوا بمعاصى وزلات ولكنهم آثروا الستر
ايها الكرام
من يحل هذا الاشكال؟
واقصد لما ضاعت عليهم اعمالهم الصالحة بمعاصى فعلوها فى السر ومن منا لايقع فى هذا خاصة نحن الذين يظن الناس بنا من خلال المظهر وبعض المعارف اننا صحابة العصر وحالنا لايخفى على الله
اتمنى ان اجد من يشفى غليلى بفهم حسن لهذا الحديث
بارك الله فيكم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 Mar 2009, 06:03 ص]ـ
من يحل هذا الاشكال؟
(يُتْبَعُ)
(/)
واقصد لما ضاعت عليهم اعمالهم الصالحة بمعاصى فعلوها فى السر ومن منا لايقع فى هذا خاصة نحن الذين يظن الناس بنا من خلال المظهر وبعض المعارف اننا صحابة العصر وحالنا لايخفى على الله
اتمنى ان اجد من يشفى غليلى بفهم حسن لهذا الحديث
بارك الله فيكم
المجاهر بالمعصية لم يستح من الله ولا من خلق الله.
أما صاحب الحديث فاستحيا من الناس ولم يستح من الله، وهذا الفعل أقرب إلى فعل المنافقين وقول الرسول صلى الله عليه وسلم من إخوانكم وجلدتكم " لا يمنع أن يكون من المنافقين، وهو كقوله تعالى:
(إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ) سورة الشعراء (106)
(إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ) سورة الشعراء (124)
(إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ) سورة الشعراء (142)
(إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ) سورة الشعراء (161)
والنفاق أنواع فقد يكون هناك من يكثر من العمل الصالح لكن الإيمان غير مستقر في قلبه فتراه يسقط عند أول امتحان بشهوة أوشبهه، فحاله كحال من قال الله فيه:
(مِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) سورة الحج (11)
وكحال:
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ) سورة العنكبوت (10)
وفي واقع الناس قد تجد من يحافظ على الصلوات مع الجماعة ويتصدق ويصوم وربما قام من الليل، ثم تجده في واقع المعاملة مع الناس قد توفرت فيه خصال النفاق الكاملة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح من رواية عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ"
ثم إذا كان القصاص بين الحسنات والسئيات قد يهلك معه صاحب المعاصي الكثيرة مع صدق إيمانه، كما ورد في حديث المفلس الذي رواه مسلم من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ فَقَالَ إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ"
فما بالك بهذا الذي جعل من انتهاك محارم الله إذا خلا بها خلقا مصاحباً له لا ينفك عنه، وهذا لا يكون إلا من منافق.
وقد يكون هذا من أهل الوعيد، من أصحاب الكبائر، والكبائر لا تكفر إلا بالتوبة الصادقة، فهو تحت المشئية.
ونصوص الوعيد في القرآن كثيرة كآكل الربا، وقاتل النفس العمد، وقاذف المحصنة، ويجمع ذلك كله قول الله تعالى:
(وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ) سورة النساء (14)
والآحاديث في هذا الباب كثيرة ومن ذلك: ما روى أحمد رحمه الله من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا قَالَ:" هِيَ فِي النَّارِ" قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا وَصَلَاتِهَا وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ مِنْ الْأَقِطِ وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا قَالَ: " هِيَ فِي الْجَنَّةِ".
وعليه فلا إشكال البتة، وأنت إذا جمعت النصوص من القرآن والسنة ولم تنظر في البعض بمعزل عن الآخر اتضح لك الأمر.
هذا والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[15 Mar 2009, 10:06 ص]ـ
بارك الله فيك أخي, أفهم من كلامك أن لديك تأويلا للحديث, ونحن ننتظر ما ستقول! ولكن قبل ذلك نقول لك: أثبت العرش ثم أنقش, هل تأكدت أولا من صحة الحديث؟ الحديث ضعيف ومخالف لآيات قرآنية ولأحاديث صحيحة, ثم نحاول أن نبحث له عن تخريج!
وإذا أخذناه على ظاهره -وهو ما يجب أن نفهم به كلام الله ورسوله- فإنه يعني أن كل الناس -تقريبا- سيدخلون النار!
والعجيب أن بعض المتناولين للحديث جعلوا المجاهر أخف وطأة من هذا العاصي!
هدانا الله وإياكم أخي!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 Mar 2009, 11:54 ص]ـ
بارك الله فيك أخي, أفهم من كلامك أن لديك تأويلا للحديث, ونحن ننتظر ما ستقول! ولكن قبل ذلك نقول لك: أثبت العرش ثم أنقش, هل تأكدت أولا من صحة الحديث؟ الحديث ضعيف ومخالف لآيات قرآنية ولأحاديث صحيحة, ثم نحاول أن نبحث له عن تخريج!
الحديث صحيح وليس ضعيفا كما قلت ,قد صححه الألباني رحمه الله تعالى:
" لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا
فيجعلها الله هباء منثورا. قال ثوبان: يا رسول الله صفهم لنا جلهم لنا أن
لا نكون منهم و نحن لا نعلم، قال: أما إنهم إخوانكم و من جلدتكم و يأخذون من
الليل كما تأخذون و لكنهم أقوام إذا خلو بمحارم الله انتهكوها ".
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2/ 18:
أخرجه ابن ماجه (4245): حدثنا عيسى بن يونس الرملي حدثنا عقبة بن علقمة بن
خديج المعافري عن أرطاة بن المنذر عن أبي عامر الألهاني عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه قال: فذكره.
قلت: و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات. و قال المنذري (3/ 178): " رواه ابن
ماجه و رواته ثقات ".
و قال البوصيري في " الزوائد " (ق 262/ 1): " هذا إسناد صحيح رجاله ثقات.
و أبو عامر الألهاني اسمه عبد الله بن غابر "."
والحديث ليس مخالفا للآيات ولا للآحاديث إلا في ذهن من لا يستطيع أن يوفق بين النصوص.
وإذا أخذناه على ظاهره -وهو ما يجب أن نفهم به كلام الله ورسوله- فإنه يعني أن كل الناس -تقريبا- سيدخلون النار!
هل كل المسملين عندك فجرة إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها؟
عجيب أمرك يا أخي.
والعجيب أن بعض المتناولين للحديث جعلوا المجاهر أخف وطأة من هذا العاصي!
هدانا الله وإياكم أخي!
لو فهمت الحديثين حق الفهم ما قلت كلامك هذا. بارك الله فيك.
ثم ما رأيك في مثل هذا الحديث؟
روى مسلم من حديث أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" مَنْ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ فَقَدْ أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ النَّارَ وَحَرَّمَ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ وَإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَإِنْ قَضِيبًا مِنْ أَرَاكٍ"
ماذا ستقول عنه؟ ضعيف.
أم أنك ستقول كم من المسلمين يحلف على ناطحات سحاب ويأخذها ظلما بيمنه.
ـ[ابومعاذالمصرى]ــــــــ[14 Nov 2010, 11:48 م]ـ
قال الشيخ الالبانى رحمه الله
الذى يبدو ان عبارة خلو بمحارم الله ليس معناها سرا وانما اذا سنحت لهم الفرصة انتهكوا المحارم فخلوا ليس معنهاها سرا وانما من باب خلا لك الجو فبيضى واصفرى
فقوله اذا خلوا لايقتضى خلوتهم فى بيوتهم وحدهم بل قد يكونوا مع جماعتهم
والمعافى فى حديث ابى هريره كل امتى معافى الا المجاهرين المعافى فى الحديث هو من يفعل المعصية الغالبة عليه سرا وحده
انتهى كلام الالبانى
وقال بعض اهل العلم
وصف هؤلاء الذين ذكرهم ثوبان بانهم ينتهكون محارم الله هو وصف يدل على استحلالهم لذلك او مبالغتهم فيها فى هذه الحال وامنهم من مكر الله وعقوبته وعدم مبالاتهم باطلاعه عليهم فلذا استحقوا العقوبه بحبوط اعمالهم
وليس الوعبد على مجرد الفعل لتلك المعصية
وقال بعض اهل العلم
هناك فرق بين المعصية التى تاتى مع الانكسار والمعصية التى تاتى بغير انكسار وبين شخص يعصى الله فى ستر وبين شخص عنده الجراة على الله عز وجل فصارت حسناته فى العلن اشبه بالرياء وان كانت امثال الجبال فظاهرها حسنات لكنهم اذا خلو بمحارم الله انتهكوها فهم فى السر لايرجون لله وقارا ولايخافون منه سبحانه
بخلاف من يفعل المعصية فى السر وقلبه منكسر ويكره هذه المعصية ويمقتها ويرزقه الله الندم
فالشخص الذى يفعل المعصية فى السر وعنده الندم والحرقة ويتالم فهذا ليس ممن ينتهك محارم الله عزوجل لانه فى الاصل معظم لشعائر الله لكن غلبته الشهوة اما الاخر فيتسم بالوقاحة والجراة على الله تعالى
قلت
فالمفهوم من كلام اهل العلم ان من يضعف امام شهوة غلبته او يفتن بفتنة يراها ويحس ان فيها الشقاء ويقدم عليها وهو يود ان يعافى منها ويحاول التخلص منها وان ضعف لايجاهر بها ولايدعو لها بل ان واتته الفرصة حذر منها حتى لايقع غيره فيها
هذا لايشمله الحديث اما من يقصدهم الحديث فهم من سبق بيان حالهم
والله تعالى اعلم
ـ[مصطفي صلاح الدين]ــــــــ[15 Nov 2010, 01:15 ص]ـ
الحمد لله والصلاه والسلام علي رسول الله .......... وبعد
اذا كان الشخص المتسم بالوقاحه والجراه علي الله وينتهك المعاصي كيف يتسني له ان يكون مقيما لليل ومفهوم من الحديث انهم من المداومين علي القيام؟
لعله الف الذنوب في الخلوه فصار لايتوب منها بل لايريد ذلك والعياذ بالله
الامر يتطلب ان نراجع احد شروح سنن ابن ماجه للايضاح
علمني الله واياكم وجنبنا سائر الذنوب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابومعاذالمصرى]ــــــــ[15 Nov 2010, 06:40 ص]ـ
تأمل اخى القارىء مانقلته عن اهل العلم تجد هناك مايعكر عليه كما بينت فى صلب الموضع الرئيسى واشار اليه اخونا مصطفى فى المشاركة السابقة لكن الكلام الجدير بالتأمل هو مانقلته عن الشيخ الالبانى رحمه الله فظنى انه يرفع الاشكال
والله اعلم
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[15 Nov 2010, 06:35 م]ـ
الحديث يحتاج لتخريج -كما ذكر أخونا- ليتحقق ثبوته من عدم ذلك.(/)
ست وثلاثون بحثًا في المقطوع والموصول
ـ[العرابلي]ــــــــ[14 Mar 2009, 11:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة الأولى: قطع ووصل أن لا
جاء القطع والوصل في الرسم القرآني تبعًا للمعاني الواردة في الآيات، وموافقًا لها.
ونريد أن نقف مع الآيات وقفات نبين فيها سبب القطع أو الوصل الوارد في كل آية.
فلفظ (أن لا) ورد: (58) مرة؛ قطع في (11) موضعًا منها؛
في قوله تعالى: (وَقَالَ مُوسَى يافِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبّ الْعَالَمِينَ (104) حَقِيقٌ عَلَى أن لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إلا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِي بَنِي إِسْرَاءِيلَ (105) الأعراف.
وفي قوله تعالى: (أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أن لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إلا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ (169) الأعراف.
قطعت (أن) عن (لا) في هذين الموضعين؛ لأن الأصل قطع نسب القول إلى الله تعالى؛ سواءً كان هذا القول من عامة الناس، أومن الأنبياء والرسل، إلا ما أمر الله به على الاستثناء؛ (إلا الحق)، والحق هو قول الله وأمره وما نسب إليه على الحقيقة وكان من الله.
وفي قوله تعالى: (وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمْ الأرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أن لا مَلْجَأَ مِنْ اللَّهِ إلا إِلَيْهِ (118) التوبة.
قطعت "أن لا" في هذا الموضع؛ لأنه لا ملاجئ للعباد من عذاب الله، إلا اللجوء إلى الله بالتوبة والاستغفار والعمل الصالح، وعلى ذلك جاء الرسم بالقطع.
وفي قوله تعالى: (فَإِلَمْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأن لا إِلَهَ إلا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (14) هود.
عجز الكفار المدعين بأن القرآن الكريم مفترى؛ بأن يأتوا بمثل القرآن .. آية على أن القرآن نزل بعلم الله، وانعدام وجود آلهة كما يدعون، وأنه لا إله إلا الله، فلو كان هناك آلهة لأتوا لهم بمثل هذا القرآن؛ وعلى ذلك جاء الرسم بالقطع موافقًا لعجزهم، وانعدام الآلهة إلا الله تعالى.
وفي قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (25) أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ (26) هود.
خشية نوح عليه السلام على قومه بقوله: (إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ)؛ علامة على أنهم قطعوا العبادة الخالصة لله بما تلبسوا به من شرك بغير الله، فكان الرسم بالقطع موافقًا لحالهم في قطع عبادتهم لله، وطلب قطعهم عبادة غير الله.
وفي قوله تعالى: (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أن لا إِلَهَ إلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ (87) الأنبياء.
وافق القطع في نداء يونس عليه السلام؛ براءته من إله غير الله تعالى يرجوه في إخراجه من ظلمات جوف الحوت الذي التقمه وهو مليم.
وفي قوله تعالى: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أن لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26) الحج.
وافق القطع نشأت بيت خلص بناءه لله تعالى من أول يوم أسس فيه، ليظل الشرك مقطوعًا عنه .. فالتحذير من الشرك كان من زيادة الحرص على الإخلاص في التوحيد والعبادة لله، وفي هذا القطع براءة من الله لإبراهيم مما فعله المشركين بالبيت بعد ذلك.
وفي قوله تعالى: (وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (59) أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَابَنِي ءادَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) ... هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (63) يس.
هذا الخطاب يوم القيامة في تذكير المجرمين بعهد الله لهم في الدنيا بقطع العبادة عن الشيطان؛ بمن أرسله إليهم من الأنبياء والرسل، وما أنزله من الكتب. فوافق الرسم بالقطع حال الطلب منهم بالقطع، وانقطاع تلبسهم بعبادة الشيطان لزوال الحياة الدنيا بما فيها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي قوله تعالى: (وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيم (17) أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (18) وَأن لا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي ءاتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (19) الدخان.
وافق القطع دعوة موسى عليه السلام لفرعون وقومه؛ بقطع علوهم على أمر من الله لم يسبق لهم التبليغ به من قبل، وقطع استعبادهم لبني إسرائيل بالسماح له بالخروج بهم.
وفي قوله تعالى: (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أن لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12) الممتحنة
يوافق هذا القطع في الرسم مبايعة النساء للرسول صلى الله عليه وسلم على القطع عن المذكور في الآية وعلى رأسها وأولها الشرك بالله الذي تخلين عنه.
وفي قوله تعالى: (فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (23) أن لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (24) القلم.
وافق هذا القطع عزم أصحاب الجنة حرمان المساكين من ثمار الجنة وقطع أيديهم عنه؛ بقطع ثمارها قبل علمهم بذلك؛ لئلا يسألوهم منه شيئًا ... فكان الحرمان والقطع لهم جميعًا.
القطع في هذه المواضع أبقى نون النزع قائمًا ولم تدغم بلام الالتصاق، وهذه الصورة في الرسم توافق ما عليه النزع والقطع المذكور في هذه الآيات.
وصل أن لا
قطعت ان لا في أحد عشر موضًا، وقد بينا سبب القطع في أول بحث في هذا الموضوع.
وصلت "أن لا" في مواضع كثيرة، في (47) موضعًا؛ وكان لا بد من الوقوف علي كل آية فيها؛
فقد وصلت "أن لا" في المواضع التي جاءت فيها بعد استفهام عن صدق النية في القيام بعملٍ، أو استفهام إنكاري على ترك فعل، والمراد من هذا الإنكار على ترك الفعل؛ هو القيام به واستمرار العمل فيه، والمواصلة عليه ... وقد جاءت مجموعة من الآيات يعود سبب الوصل فيها إلى هذا السبب فكتبت موصولة على مراد الوصل، ويصح أن يحل محلها ألا أو ألاّ للتحضيض على القيام بالفعل، إذا حذفنا الاستفهام قبلها وجعلنا لها الصدارة.
فقد وصلت "أن لا" في سؤال نبي من بني إسرائيل لقومه عن صدق نيتهم؛ إن كتب عليهم مباشرة القتال، فكان الجواب العزم على مباشرتها؛
كما في قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِنْ بَنِي إِسْرَاءِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمْ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ أّلاّ تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا ألاّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إلاّ قلِيلاً مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (246) البقرة.
وفي العزم على التوكل على الله تعالى؛
في قوله تعالى: (وَمَا لَنَا ألاّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا ءاذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُتَوَكِّلُونَ (12) إبراهيم
ووصلت في الاستفهام الإنكاري عن عدم مباشرة الأكل مما ذكر اسم الله عليه، وقد فُصل لهم
الحلال من الحرام، والأصل بقاء الإنسان بلا أكل، ولا يأكل إلا عند الحاجة، ولا يأخذ الأكل من وقته إلا القليل؛
في قوله تعالى: (وَمَا لَكُمْ ألاّ تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إلا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ (119) الأنعام.
وفي الاستفهام الإنكاري عن عدم مباشرة السجود؛
في قوله تعالى: (قَالَ مَا مَنَعَكَ ألاّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12) الأعراف.
وفي قوله تعالى: (قَالَ يَاإِبْلِيسُ مَا لَكَ ألاّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) الحجر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الاستفهام الإنكاري على عدم المتابعة؛
في قوله تعالى: (قَالَ يَاهَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) ألاّ تَتَّبِعَنِي أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93) طه.
وفي الحض على مباشرة الإنفاق؛
في قوله تعالى: (وَمَا لَهُمْ ألاّ يُعَذِّبَهُمْ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إلا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (34) الأنفال.
واستنكار على عدم مباشرة الإنفاق؛
في قوله تعالى: (وَمَا لَكُمْ ألاّ تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ والأرض لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنْ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10) الحديد.
ورفع الحرج عمن لا يريد مباشرة تزكية نفسه بالإيمان بالله وترك الكفر والشرك؛
في قوله تعالى: (ومَا عَلَيْكَ ألاّ يَزَّكَّى (7) عبس.
وفي الخوف من عدم الالتزام بحدود الله؛
في قوله تعالى: (الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَان وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا ءاتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إلا أَنْ يَخَافَا ألاّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ ألاّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُنَاح عَلَيْهِمَا فيما افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (229) البقرة.
والخوف من عدم الالتزام بالقسط والعدل، وعدم الخروج عنهما؛
في قوله تعالى: (وَإِنْ خِفْتُمْ ألاّ تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فانكحوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ ألاّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى ألاّ تَعُولُوا (3) النساء.
والتحذير من الخروج عن الالتزام بالعدل بسبب بغض قوم؛
في قوله تعالى: (ياأيهَا الَّذِينَ ءامَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى ألاّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8) المائدة.
وفي اليقين باستجابة الله للدعاء، والتمني أن يكون في الاستجابة الخير لا الشقاء؛
في قوله تعالى: (وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى ألاّ أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا (48) مريم.
وفي الدعوة إلى الالتزام بعبادة الله وحده، وعدم الخروج عنها بالإشراك به؛
وفي قوله تعالى: (الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ ءايَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) ألاّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (2) وَأَنْ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (3) هود
وفي قوله تعالى: (وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بالأحقاب وَقَدْ خَلَتْ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ ألاّ تَعْبُدُوا إلا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (21) الأحقاف.
وفي قوله تعالى: (إِذْ جَاءَتْهُمْ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ ألاّ تَعْبُدُوا إلا اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لأَنزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (14) فصلت.
وفي قوله تعالى: (مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إلاّ أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَءابَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ الْحُكْمُ إلا لِلَّهِ أَمَرَ ألاّ تَعْبُدُوا إلا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (40) يوسف
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي قوله تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ ألاّ تَعْبُدُوا إلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا (23) الإسراء.
ونذكر إلى أنه قد جاءت: (أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ)؛ مرة بالقطع، وخمسًا بالوصل، والسبب للقطع فقد بيناه من قبل، ويعود ذلك لاتهامهم بالشرك؛ لقول نوح عليه السلام لهم: (إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ (26) هود، فكن الطلب فيه؛ قطع الشرك أولاً، والتوحيد لله في العباد ثانياً؛ فكتبت مقطوعة.
أمّا في مواضع الوصل فجاء الطلب في بتوحيد الله في العبادة، والدليل على ذلك في عدم التصريح باتهامهم بالشرك، وإن كانوا متلبسين بالشرك، وهو أسلوب آخر في الدعوة؛
ففي سورة هود: قال تعالى: (ألاّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (2) هود
لقوله لهم بعد ذلك؛ (وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (3) هود؛ لأنه لا تصح الدعوة لهم بترك ما هم عليه من الشرك قبل أن يدعوهم إلى البديل له، وهو توحيد الله في عبادته، وترغيبهم فيها؛ فقد قال لهم: (وَأَنْ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ (3) هود.
أما قول هود عليه السلام في الأحقاف: (إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (21) الأحقاف، فهو دال على تلبسهم بالشرك بالله، ولكن هذه التحذير جاء بعد بيان فعل السابقين له: (وَقَدْ خَلَتْ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ ألاّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ) بالحض على التمسك بعبادة الله تعالى، قبل تفشي الشرك به، واستحقاقهم للهلاك بعد ذلك.
ولنفس السبب كان وصلها؛ في قوله تعالى: (إِذْ جَاءَتْهُمْ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ ألاّ تَعْبُدُوا إلا اللَّهَ (14) فصلت.
فالنذر الذين سبقوا لهؤلاء الأقوام كانت دعوتهم إلى التمسك بعبادة الله وحده: (ألا تَعْبُدُوا إلا اللَّهَ (14) فصلت، فهذا قول النذر السابقين بالدعوة إلى المحافظة على توحيد الله في عبادته، ولو كانت دعوهم إلى ترك الشرك، أو كان الشرك متفشيًا وغالبًا عليهم؛ لأهلكهم الله قبل أن يرسل إليهم هود وصالح عليهما السلام، ثم كان ردهم على رسلهم؛ (قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لأَنزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (14) فصلت، وانتهى أمر عاد وثمود المقصودين في الآية بالهلاك.
أما في سورة يوسف والإسراء؛ فلم يأت مع الحض على عبادة الله وحده؛ ذكر الشرك، ولا العذاب.
وعلى نفس الحال يقاس وصل؛ (ألاَّ نعبد)؛
في قوله تعالى: (قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ ألاّ نَعْبُدَ إلاّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64) آل عمران.
ووصلت "أن لا" في مواضع التحذير الدائم من الشرك واتخاذ الأولياء من دون الله؛
في قوله تعالى: (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ألاّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151) الأنعام
وفي قوله تعالى: (وَءاتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَاءِيلَ ألاّ تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلاً (2) الإسراء
والتحذير من طلب علو لم يكن لسبأ على سليمان عليه السلام من قبل، والإذعان لأمره؛
في قوله تعالى: (ألاّ تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31) النمل.
وفي النهي الدائم عن الطغيان في الميزان؛
(يُتْبَعُ)
(/)
في قوله تعالى: (وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) ألاّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) الرحمن.
وفي التأسف على استمرار بقائهم بغير إيمان؛
في قوله تعالى: (لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ ألاّ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3) الشعراء.
وفي التأسف على استمرار بقائهم بغير سجود لله؛
وفي قوله تعالى: (ألاّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) النمل
تفسير القرطبي:قرأ أبو عمرو ونافع وعاصم وحمزة: "ألاَّ يسجدوا لله" بتشديد "ألاَّ" قال ابن الأنباري: "المعنى: وزين لهم الشيطان ألاَّ يسجدوا. قال الأخفش: " أي وزين لهم لئلا يسجدوا لله ... وعلى هذه القراءة فليس بموضع سجدة; لأن ذلك خبر عنهم بترك السجود, إما بالتزيين, أو بالصد, أو بمنع الاهتداء. وقرأ الزهري والكسائي وغيرهما: "ألا يسجدوا لله" بمعنى يا هؤلاء اسجدوا; لأن "يا" ينادي بها الأسماء دون الأفعال.
قال الكسائي: ما كنت أسمع الأشياخ يقرءونها إلا بالتخفيف على نية الأمر.
وقال الزمخشري: فإن قلت أسجدة التلاوة واجبة في القراءتين جميعا أم في إحداهما؟ قلت هي واجبة فيهما جميعا; لأن مواضع السجدة إما أمر بها, أو مدح لمن أتى بها, أو ذم لمن تركها, وإحدى القراءتين أمر بالسجود والأخرى ذم للتارك.
وعلى التخفيف فهي كلمة واحدة خارجة عن موضوعنا، وأما بالتشديد فهي كلمتان وصلتا مع الإدغام والحذف للنون.
وقد وصلت في استمرار رفع الريبة بين المتبايعين:
في قوله تعالى: (وَلا تَسْـ (ءَ) ـمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى ألاّ تَرْتَابُوا إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ (282) البقرة.
وفي النفي الدائم لوجود حظ للكافرين في الآخرة:
في قوله تعالى: (وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ ألاّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (176) آل عمران.
وفي استمرار ادعائهم بعهد الله إليهم بأن لا يؤمنوا لنبي إلا بشرط:
في قوله تعالى: (الذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا ألاّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (183) آل عمران.
وفي النفي الدائم لامتلاك الناس على الله حجة بعد أن أرسل إليهم الرسل:
في قوله تعالى: (رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئلاّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حكيمًا (165) النساء.
وفي النفي الدائم لامتلاك الناس حجة على المؤمنين بعد بيان أمر الله تعالى في كتابه؛
في قوله تعالى: (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (150) البقرة.
وفائدة دخول لام التعليل على "ألا" في المواضع التي جاءت فيها "لئلا"؛ حتى تمنع ما يؤدي إلى القطع؛ فيبقى الكفار وأهل الكتاب دون حجة، ودون القدرة على تخصيص فضل الله لهم،
ووصلت "أن لا" في استمرار عدم قدرة الفقراء على الإنفاق:
في قوله تعالى: (وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنْ الدَّمْعِ حَزَنًا ألاّ يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ (92) التوبة
وفي استمرار جهل الأعراب بحدود ما انزل الله لبقائهم في بواديهم:
في قوله تعالى: (الأعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ ألاّ يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (97) التوبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي العجز الدائم لعجل السامري على إرجاع القول إليهم:
في قوله تعالى: (أَفَلا يَرَوْنَ ألاّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا (89) طه
وفي النفي الدائم للجوع لمن يسكن الجنة:
في قوله تعالى: (إِنَّ لَكَ ألاّ تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى (118) طه.
وفي النفي الدائم للخوف والحزن عن المؤمنين في الآخرة:
في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلَائِكَةُ ألاّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) فصلت.
وفي قوله تعالى: (فَرِحِينَ بِمَا ءاتاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ ألاّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) آل عمران.
وفي النفي الدائم للظلم بحمل النفس أوزار غيرها:
في قوله تعالى: (ألاّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38) النجم
وفي استمرار أهل الكتاب على جهلهم وعدم قدرتهم على النيل من فضل الله تعالى؛
في قوله تعالى: (لِئلاّ يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ ألاّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29) الحديد
وفي استمرار الإنسان على حالٍ هو الأصل فيه؛ فالأصل ألا يكلم إلا لحاجة تتطلب الكلام؛
في قوله تعالى: (قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي ءايَةً قَالَ ءايَتُكَ ألاّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إلاّ رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإبْكَارِ (41) آل عمران.
وفي قوله تعالى: (قَالَ رَبِّ اجْعَل لِي ءايَةً قَالَ ءايَتُكَ ألاّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا (10) مريم.
وفي حسبان دائم بعدم انبعاث فتنة؛
في قوله تعالى: (وَحَسِبُوا ألاّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (71) المائدة.
وفي نهي دائم عن الحزن على ما حدث لها؛
وكما في قوله تعالى: (فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا ألاّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) مريم.
فجاءت بعد ذلك إلى قومها بكل شجاعة تحمل طفلها بين ذراعيها، لا تخشى ما يكون منهم.
فدخول "أن" للتوكيد على "لا" النافية، أو الناهية، جعلت النفي أو النهي دائمًا ومستمرًا، ولا منزع منه، وأفادت مع دخول أدوات الاستفهام على الجملة؛ عدم مباشرة الشيء الذكور، واستمرار البقاء خارجه، وبعيدًا عنه.
وقد حذفت نون النزع من صورة الكلمة، وكان بالإمكان إدغام النون في اللام في القراءة من غير حذف للنون، ولكن كمال تصوير المعنى؛ هو ذهاب صورة النون من الرسم، واتصال الكلمتين.
ـ[العرابلي]ــــــــ[14 Mar 2009, 11:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة الثانية: قطع من ما
قطعت "من ما" في ثلاث مواضع، ووصلت في (122) موضعًا، ولبيان سبب القطع نقارن مواضع القطع بالمواضع المثيلة لها في الوصل:
الموضع الأول:في قوله تعالى: (وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمْ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أهْلِهِنَّ وَءاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ (25) النساء.
يبين الله تعالى لمن لم يستطع أن ينكح المحصنات المؤمنان، أن ينكح مما ملكت الأيمان، ولكن مما ملكت يمين غيره، وليس مما ملكت يمينه هو، فهي مقطوعة عنه؛ ولأن وضع ملك اليمين هو كوضع الزوجة، ولو كانت متصلة به لما كان الخطاب موجهًا له، لذلك قطعت في الرسم كما هي مقطوعة عنه في الواقع.
أما وصلها في قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَءاتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي ءاتَاكُمْ (33) النور
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا مما ملكت يمين المخاطب في هذه الآية من الفتيان وليست من الفتيات، وأراد أن يكاتب مولاه على التحرر من العبودية؛ فوصلت لما كان هذا مما ملكت يمينه هو، وملك يمينه موصول به. فجاء الرسم موافقًا للحال الذي عليه ملك اليمين مع المخاطبين بشأنه.
الموضع الثاني: في قوله تعالى: (ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (28) الروم
فهذا سؤال: هل يوجد مُلك يمين شريكاً لمالكه في ملكه؟
فكيف يكون شريكًا له وهو مُلك لصاحبه؟!
فهل يقبل مالك أن يكون مُلك يمينه شريكًا له؟
لذلك قطعت في هذا الموضع لعدم وجود مالك يقبل ذلك.
فكيف يكون لله شريكًا له من عبيده إذا كان البشر لا يقبل شراكة عبيدهم لهم؟!
فقطعت لذلك في الرسم كما هي مقطوعة في الواقع.
الموضع الثالث: في قوله تعالى: (وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنْ الصَّالِحِينَ (10) المنافقون.
يطلب سبحانه وتعالى في هذه الآية من عباده الإنفاق مما رزقهم الله قبل مجيء الموت، فيندم على عدم إنفاقه، فيطلب تأخير أجله لكي يتصدق من المال الذي تركه خلفه، وانفصل عنه بالموت ... وهيهات أن يؤخر الأجل له؛ (إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (4) نوح،
فجاءت "من ما" في هذه الآية مفصولة؛ لأن طلب الإنفاق كان من المال الزائد عن الحاجة، المفصول عنه بالموت، والباقي بعده لمن لا يدري في أي باب خير أو شر ينفق.
أمّا اتصالها في قوله تعالى: (فَلْيُنفِقْ مِمَّا ءاتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ مَا ءاتَاهَا (7) الطلاق
وقوله تعالى: (وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ (7) الحديد،
وقوله تعالى: (وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً (29) فاطر
وغير ذلك من المواضع فكلها فيها طلب الإنفاق من المال الذي بين أيدينا، ومتصل بنا، غير مقطوع عنا، ولم يربط بذكر الموت؛ فجاء الرسم فيها متصلاً لاتصال المال المنفق منه بمالكيه.
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة الثالثة: قطع ووصل: إنّ ما
ورد لفظ "إنّ مَا" موصولاً في (146) موضعًا، ومقطوعًا في موضعٍ واحدٍ فقط؛
في قوله تعالى: (إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (134) الأنعام.
ويرجع القطع في هذا الموضع إلى أن الموعود به هو أمر سيحدث في المستقبل؛ فزمنه مقطوع عنا في الحاضر؛ فالوعد باليوم الآخر والحساب والجنة والنار ... كل ذلك سيكون في زمن مستقبل، علمه عند الله، وقدومه مجهول لدى كل البشر.
وأمّا اتصالها في قوله تعالى: (إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ (5) الذاريات.
وفي قوله تعالى: (إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (7) المرسلات.
فيرجع ذلك إلى أن الآية تقرر أن الوعد صدق وأن الوعد ثابت وحق، لا تراجع عنه، والآيتان لا تتحدثان عن زمن الموعود وقدومه، كما في ءاية التي قطعت (إنما) فيها.
وأمّا اتصال "إنَّما" في بقية المواضع فهو لتأكيد وتقرير وتوثيق وتثبيت ما ارتبطت به، فكان حقها الوصل لا الفصل؛
كما في قوله تعالى: (إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ (171) النساء
وفي قوله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) البقرة.
وفي قوله تعالى: (وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءُونَ (14) البقرة.
وفي قوله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا (20) الجن.
وإذا كانت "ما" زائدة فزيادتها جاءت من جواز الاستغناء عنها؛
إنَّما الله إله واحد = إنَّ الله إله واحد.
ولما كانت "ما" تفيد العموم والإبهام؛ فإن ذكر المعرف بعدها يكون تعظيمًا له، وشدة تأكيد له، فكأن هذا العموم اختزل فيه.
وإذا كانت "ما" مصدرية؛ قل إنَّما أدعو = قل إنَّ دعائي
(يُتْبَعُ)
(/)
فإنها أعم وأثبت لكونها؛ مصدرًا وكونها اسمًا، فتعطي ثباتًا للفعل المتجدد الحدوث؛ لا يتأتى ذلك من كونه فعلاً لوحده.
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة الرابعة: قطع ووصل عَنْ مَنْ
قطع حرف الجر (عَنْ) عن (مَنْ) الموصولة في موضعين، وليس في القرآن غيرهما؛
في قوله تعالى: (وَيُنَزِّلُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأَبْصَارِ (43) النور.
فقد وافق القطع في هذا الموضع خبر قطع المطر وصرفه عنهم، ومنع وصوله إليهم.
وفي قوله تعالى: (فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الْحَيَواةَ الدُّنْيَا (29) النجم
فقد وافق القطع في هذا الموضع أيضًا؛ طلب الإعراض عمن هو معرض عن ذكر الله تعالى، وقاطع للوصل به، وليس بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبينهم إلا باب الدعوة لهم إلى الله، لأنه أرسل إليهم، وكان عليه واجب التبليغ بما أرسل به إليهم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة الخامسة: قطع ووصل عن ما
ورد لفظ "عَمَّا" (48) مرة في القرآن الكريم؛ قطع في موضعٍ واحد فقط؛
في قوله تعالى: (فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِـ (ءِ) ـينَ (166) الأعراف.
ويرجع القطع في هذا الموضع لانقطاعهم عن أمر النهي عن الصيد يوم السبت، وعدم الأخذ به، لا عن انقطاعهم عن معصيتهم فهم مستمرين عليها ومتصلين بها.
وأمّا وصلها كما في قوله تعالى: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) المائدة.
فذلك لاتصالهم بالقول مستمرين عليه: بأن الله ثالث ثلاثة، فهم لم يتوقفوا ولم ينقطعوا عن قولهم بذلك.
وكما في قوله تعالى: (قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ (40) المؤمنون. فما أنذورا به سيصبح واقعًا ملتصقًا بهم، لا انفكاك لهم منه، نادمين على استبعاد حدوث ذلك لهم.
وكذلك وردت "عَمَّا" متصلة في مواضع كثيرة اقتضى تنزيه الله تعالى عنها؛
كما في قوله تعالى: (سَبْحَانَهُ وَتعَالَى عَمَّا يَصِفُون (100) الأنعام.
ففيها تنزيه لله عن وصفهم الذي يصفون الله عز وجل به في (7) آيات؛ بأن له ولد، أو بنين وبنات، أو شريك في الملك، وهم لا يَدَعون وصفهم هذا.
وفي قوله تعالى: (سَبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَشْرِكُون (67) الزمر.
ففيها تنزيه لله في (12) آية عن الشريك الذي يشركون الله تعالى به، ولا ينقطعون عن ادعاء وجود أو اتخاذ الشريك لله فيها.
وباقي المواضع وصلها كمثل السابقات؛ يعود إلى وجود اتصال وارتباط والتصاق للقول أو العمل أو الوصف بأصحابه.
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة السادسة: قطع ووصل إنْ ما
وردت "إمَّا" أربع مرات؛ قطعت في واحدة منها، ووصلت في ثلاث؛
في قوله تعالى: (وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ (46) يونس.
وفي قوله تعالى: (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (77) غافر.
فوصلها في هذين الموضعين راجع إلى أن كلمت العذاب قد حقت على هذه الفئة من الناس من رؤوس أهل الشرك والكفر، وسيرى الرسول صلى الله عليه وسلم العذاب واقعًا بهم؛ إما في حياته الدنيا بتعجيل العذاب لهم فيها، وإما في الآخرة بتأخير العذاب عنهم، فمرجعهم في نهاية الأمر إلى الله عز وجل؛ قصرت أعمارهم، أو طالت بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى ذلك كان الوصل، وسقوط نون النزع بالإدغام في الميم توكيدًا بما توعدهم الله عز وجل مما لا منزع ولا مخرج لهم منه.
ووصلت في قوله تعالى: (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (41) الزخرف.
(يُتْبَعُ)
(/)
فوصلها في هذا الموضع كسابقتيها، فالعذاب قد كتب عليهم، فينتقم الله منهم إذا أخرج الله تعالى الرسول من بينهم بالوفاة، أو بإخراجه بعيدًا عنهم بالهجرة. وهذه المواضع الثلاثة هي في سور مكية، وقد بطش الله تعالى بهم بعد ذلك؛ فقد أصاب العذاب من حارب الله ورسوله من رؤوس الكفر وغيرهم في بدر وما بعدها، أو مات على كفره كأبي لهب لعنه الله.
وقد قطعت في قوله تعالى: (وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ (40) الرعد. وهي سورة مدنية.
فقطع (إن ما) في هذا الموضع من سورة الرعد؛ راجع إلى أن العذاب الذي يتوعدهم الله به مقطوعًا عنهم، ولم يكتب عليهم حتى يتم الرسول صلى الله عليه وسلم البلاغ الذي عليه لهم، وحتى يتبين موقفهم من أمر الله تعالى.
وقد قطع العذاب عمن آمن بالله ورسوله، وتخلى عن كفره وشركه قبل موته، وأصبح من المسلمين، ومن المجاهدين في سبيل الله تعالى بعد ذلك؛ كخالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وعكرمة بن أبي جهل رضي الله عنهم، وكثير ممن هاجر قبل الفتح أو أسلم بعد الفتح من أهل مكة خاصة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة السابعة: قطع (أن لم)
وردت "أن لم" في موضعين فقط، وقطعت فيهما؛
في قوله تعالى: (ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ (131) الأنعام.
قطعت "أن لم" في هذا الموضع؛ لأن فيه تنزيه لله سبحانه وتعالى عن الظلم، وعقابه مقطوع عن الظالم حتى يحذره، ويرسل له رسولاً يبين له ما هو فيه من الشرك والكفر الموجب لعقابه، ولا يأخذه وهو غافل عن نتائج عمله دون أن يعلمه بما يستحقه من العذاب قبل ذلك.
وقطعت في قوله تعالى: (أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7) البلد.
وكان القطع في هذا الموضع بما يوافق غفلة بعض الناس عن متابعة الله تعالى له، وهو السميع البصير، وظنه أنه سبحانه وتعالى لا يراه ولا يسمعه.
وهل لا يراه الذي جعل له عينين ليبصر بهما؟!
وهل لا يسمعه الذي جعل له لسانًا وشفتين ليتكلم بها؟!
فكيف يقدر قطع رؤية الله سبحانه وتعالى عن أفعاله؟!
فكان الرسم موافقًا لما أنكره الله تعالى على هذا أمثال هذا الجاهل الذي يظن أن رؤية الله مقطوعة عن فعله.
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة الثامنة: قطع إن لم
وردت "إن لم" في القرآن الكريم أربع مرات؛ قطعت في ثلاث منها:
في قوله تعالى: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) المائدة.
ويرجع هذا القطع إلى أنه قد جاءهم نهي عن القول بأن الله ثالث ثلاثة، ووعيد لهم على كفرهم بهذا القول؛ فلم يأخذوا بالنهي، ولم يأبهوا بالوعيد لهم، وظلوا مقطوعين عن هذا النهي والوعيد؛ فكان القطع في الرسم تبعًا للقطع الحاصل منهم في الواقع.
وقطعت في قوله تعالى: (وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24) البقرة.
الخطاب موجه للكافرين، وفيه تحدٍ لهم للإتيان بسورة من مثل القرآن؛ فلم يفعلوا، ولن يفعلوا، وسيظل القطع قائمًا بينهم وبين القدرة على الفعل؛ ولذلك جاء القطع في الرسم موافقًا للعجز والقطع في الواقع، وقد مرت أكثر من أربعة عشر قرنًا وعدة عقود على ذلك، فلم يقدروا على فعله، واستمر عجزهم عنه.
وقطعت في قوله تعالى: (قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (49) فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنْ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50) القصص.
(يُتْبَعُ)
(/)
أمر بالتبليغ بالقول؛ فيه تحد للإتيان بكتاب أهدى من القرآن والتوراة، وكان حالهم مثل الحال السابق في الآيتين، ثم قيل للنبي صلى الله عليه وسلم؛ (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ)، وقد فارق عليه الصلاة والسلام الدنيا، وهم على نفس الحال من العجز وعدم القدرة والاستجابة، فكان القطع موافقًا لتحد منقطع، حده نهاية حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد تواصل التحدي من الأمة التي حملت هذا التحدي من بعده، فأصبح التحدي هو تحديها كما يأتي في الآية التالية التي وصلت فيها.
ووصلت في قوله تعالى: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنْ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (13) فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (14) هود.
فكان وصلها في هذا الموضع؛ لأن الخطاب في الآية موجه للمسلمين؛ (فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ)، والمسلمون أمة بدأت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، واستمرت إلى يومها هذا، وإلى ما شاء الله تعالى، وحاملة لهذا التحدي من بعده؛ فالتحدي قائم وموصول مع بدايته، ولا انقطاع له إلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها، ولذلك جاء الوصل موافقًا لتواصل التحدي للكافرين من الأمة التي حملته دون توقف ولا انقطاع.
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة التاسعة: قطع أنّ ما
وردت "أنَّ ما" في القرآن الكريم في واحد وعشرين موضعًا؛ وصلت في تسعة عشر موضعًا منها، وقطعت في موضعين فقط؛
في قوله تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (62) الحجّ.
وفي قوله تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (30) لقمان.
في الآيتين تقرير من الله تعالى بنفس النص؛ بأن الذي يدعونه من دون الله تعالى هو باطل لا حقيقة له، ولا وجود له، وهو من اختلاقهم، وفساد عقولهم.
فكيف يكون وصل مع لا وجود له، فـ "أنَّ" جاءت تأكيدًا على أنه باطل، وليس تأكيدًا على صحة وجوده.
فجاء القطع صورة لما عليه واقع انقطاع أهل الكفر والشرك عن باطل يدعونه من دون الله عز وجل.
أما وصل "أَنَّمَا" في بقية المواضع فعائد إلى لزوم الأمر أو الوصف وما لا يمكن نقضه؛ كألوهية الله تعالى ووحدانية؛
في قوله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ (110) الكهف.
وفي قوله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (108) الأنبياء.
وفي قوله تعالى: (وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ (52) إبراهيم.
وفي قوله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ (6) فصلت.
وأن الرسول صلى الله عليه وسلم نذير، وعليه البلاغ بالحق الذي أنزل عليه من ربه؛
كما في قوله تعالى: (إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلاَّ أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (70) ص.
وفي قوله تعالى: (وَأَطِيعُ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ (92) المائدة.
وفي قوله تعالى: (أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى (19) الرعد.
وفي قوله تعالى: (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ (14) هود.
وأن الأموال والغنائم وما يمدهم الله به في أيدي الناس هو ملتصق بهم، وأكثره فتنة لهم في الحياة الدنيا؛
كما في قوله تعالى: (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ ... (41) الأنفال.
وفي قوله تعالى: (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (28) الأنفال.
وفي قوله تعالى: (أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55) المؤمنون.
وفي قوله تعالى: (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ (178) آل عمران.
وفي قوله تعالى: (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَواةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ (20) الحديد.
وأنه لا راد لما يريده الله بالكافرين من العذاب؛
في قوله تعالى: (فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ (49) المائدة.
وان الكافرين يتبعون أهواءهم التي تصرفهم عن الحق ويتمسكون بها؛
في قوله تعالى: (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ (50) القصص.
وأن داود عليه السلام قد وقع فعلاً في الفتنة، فاستغفر وخر راكعًا، فغفر الله له؛
في قوله تعالى: (وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ (24) ص.
وأن الشجر لا ينفك اتصاله بالأرض؛
في قوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ (27) لقمان.
وأن نسبة الخلق إلى الله ثابتة لا منكر لها، وإن حدث إنكار للسبب والبعث؛
في قوله تعالى: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ (115) المؤمنون.
والتصاق الدعوة بهم إلى ما ليس له دعوة في الدنيا والآخرة؛ فكان جزاؤهم نار يعرضون عليها غدوًا وعشيًا؛
في قوله تعالى: (لا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلا فِي الآَخِرَةِ (43) غافر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العرابلي]ــــــــ[14 Mar 2009, 11:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة العاشرة: أم من
أم: حرف جر يستعمل لطلب التعيين لأحد الاثنين؛ وردا بلفظين أو جملتين.
وهو مكون من؛
الهمزة التي تفيد الامتداد المتصل، فهي تدل على وجود آخر متصل بالأول.
والميم التي تفيد الإحاطة، ولذلك لا تدغم الميم إلا في مثلها،
والإحاطة هنا بالأول والثاني وهما كل المذكور.
لذلك كان استعمال "أَمْ" لطلب تعيين أحد الاثنين؛ ولا يكون ذلك إلا بمعرفة الاثنين، والإحاطة بأحوالهما.
والتعيين سيكون لواحد منهما؛
:إما الأول الذي يعرض أولاً، وتسبق المعرفة به والإشارة إليه، وهو المعطوف عليه،
:وإمَّا الثاني الذي يعرض تاليًا ويعطف على الأول.
وكان سبب عرض الثاني هو عدم إقرار الأول، أو بيان فضل الأول من مقارنته بغيره، أو عطفه على مثله.
والتعيين لأحدهما يقتضي أن كل منهما يخالف الآخر، أو أن أحدهما دون الآخر.
فقد يساوى بين أمرين مختلفين، أو يكون أحدهما في حالة الإثبات والآخر في حالة النفي، وعند ذلك يؤتى بلفظ سواء وغيرها، وهمزة التسوية أو المعادلة؛
كما في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (6) البقرة.
وقد جاء الرسم القرآني في فصل وقطع "أمْ مَّنْ" تبعًا للمعنى؛
فإن كان التعيين لما بعد "أم"؛ أي المعطوف، وقرر هو دون المعطوف عليه، أو مما اتصلوا به وتعلقوا به، ولو كان باطلاً؛ اتصلت الكلمتان وأصبحتا كلمة واحدة "أمَّنْ".
وإن كان التعيين لما قبل "أم"، وليس للمعطوف بعدها، أو كان العطف على منفي مثله؛ تقطع الكلمتان ولا يتم وصلهما.
ذُكرت "أمَّنْ" في القرآن الكريم في خمسة عشر موضعًا؛ قطعت في أربعة مواضع:
في قوله تعالى: (هَاأَنْتُمْ هَاؤُلاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَواةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً (109) النساء.
المعطوف عليه: من يجادل الله عنهم يوم القيامة؟ ... لا أحد
المطوف: من يكون عليهم وكيلا؟ ... لا أحد
فلا وكيل ولا شفيع ولا صديق ولا حميم يتصل بهم يوم القيامة ويدافع عنهم، ويشفع لهم، بل المرء يفر من أقرب الناس إليه؛ لذلك قطعت في الرسم بما يوافق حال القطع الذي هم عليه يوم القيامة.
وفي قوله تعالى: (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (109) التوبة.
المعطوف عليه؛ من أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان؛ هو خير؟ ... نعم
المعطوف: من أسس بنيانه على شفا جرف هار .. ؛ هو خير؟ .... لا
من أسس بنيانه على جرف هار لا يثبت هو ولا بنيانه، وكذلك من بنى عقيدة فاسدة على هوى وضلال؛ فإنه ينهار هو وبناؤه في نار جهنم.
فعلى ذلك كان الرسم بالقطع يوافقه الحال الذي عليه المتأخر من القطع وعدم الثبات.
وفي قوله تعالى: (فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ (11) الصافات.
المعطوف عليه: هل الناس هم أشد خلقًا؟ .... نعم
المعطوف: هل الملائكة والجن أشد خلقًا .... لا
كانت النظرة الأولى أن جواب الأول سيكون: لا، وجواب الثاني: نعم.
وعند النظر في الآية لوجود هذا القطع الذي يوجب مراجعة الإجابة؛ أن تغيرت الإجابة
فأشد خلقًا ليست هي مرادفة لأشد قوة.
ومن خلق من مادة جامدة وسائلة هو أشد خلقًا وأثقل ممن خلق من نار أو نور.
وشدة الشيء هي قوة تماسك أجزاءه وترابطها، نقول هذا حجر قاسٍ وهذا أشد منه قسوة.
وقد جاءت هذه الآية بعد ذكر تمكن الشياطين لخفتهم من استراق السمع في السماء، وقذفهم بالشهب التي أغلبها ذرات كذرات الرمل؛ تحترق لسرعتها العالية عند دخول جو الأرض.
وكان ختم الآية؛ (إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ (11) هو بيان لسر هذا القطع. وأن المذكور بعد "أم" ليس هو المعين كما يبدو في ظاهره.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي ءايَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي ءامِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (40) فصلت.
المعطوف عليه: هل من يلقى في النار هو خير؟ ... لا
المعطوف: هل من يأتي آمنًا يوم القيامة هو خير؟ .... نعم
ولكن لماذا كان القطع في هذا الموضع، وليس الوصل؟
السؤال بطريقة أخرى؛ من هو خير من اتصل بالنار ووقع فيها
أم من انقطع عن النار وأمن من العذاب فيها؟
الجواب: من انقطع عن النار وتجاوزها هو خير ممن وقع فيها، وظل متصلا بها.
فكان القطع في الرسم موافقًا للانقطاع عن النار الذي تحقق للآمن.
ووصلت "أمَّنْ" في أحد عشر موضعًا،
في الآيات الست التالية؛ المعين فيها بعد "أم"؛ الله عز وجل؛
وعلى ذلك كان وصلها؛
في قوله تعالى: (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنْ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ (31) يونس.
وفي قوله تعالى: (أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُمْ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَءِلَاهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60) النمل.
وفي قوله تعالى: (أَمَّنْ جَعَلَ الأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَءِلَاهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (61) النمل.
وفي قوله تعالى: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَءِلَاهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ (62) النمل.
وفي قوله تعالى: (أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَءِلَاهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (63) النمل.
وفي قوله تعالى: (أَمَّنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَءِلَاهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (64) النمل.
فهو سبحانه وتعالى الذي يملك السمع والبصر، وهو الذي خلق السموات والأرض، وهو الذي جعل الأرض قرارًا، وهو الذي يجيب المضطر ويكشف السوء، وهو الذي يهدي في ظلمات البر والبحر، وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده؛ فكان الوصل لأن هذه الأعمال من أفعاله سبحانه وتعالى.
ووصلت في قوله تعالى: (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (22) الملك.
فالمعين فيها في أمر موجب وقع بعد "أم"؛ وهو الذي يمشي سويًا على صراط مستقيم.
ووصلت في قوله تعالى: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ ءانَاءَ الَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ (9) الزمر.
فالمعين فيها في أمر موجب وقع بعد "أم"؛ من هو قانت آناء الله، وليس كمن يعبد الله عندما يمسه الضر، وينساه مع النعمة الوارد ذكره في الآية السابقة.
ووصلت في قوله تعالى: (أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَكُمْ يَنصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَانِ إِنْ الْكَافِرُونَ إِلاَّ فِي غُرُورٍ (20) الملك.
وفي قوله تعالى: (أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ (21) الملك.
فما وقع بعد "أم" هو من تعلقوا به ورجوا نصرته في الآية الأولى، ورجوا منه الرزق في الآية الثانية، ولذلك وصفوا بأنهم في غرور، وأنهم لجوا في عتو ونفور؛ لشدة ارتباطاهم بضلالاتهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ووصلت في قوله تعالى: (قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلْ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (35) يونس.
فما وقع بعد "أم" هو من تعلقوا به، وجعلوه شريكًا لله؛ من رؤوس الكفر والضلالة والداعين إليها، كم قال تعالى: (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ (31) التوبة، ومن تعلقوا به على حال لا يهتدي حتى يُهدى؛ فاستنكر الله تعالى عليهم هذا الانحطاط الذي هم عليه العباد برب العباد؛ بقوله: (فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (35) يونس.
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة الحادية عشرة: قطع لات حين
وردت لات حين مرة واحدة؛
في قوله تعالى: (كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ (3) ص.
قطعت التاء عن حين في ولا تحين، لتصبح في الرسم؛ "ولات حين"
والتاء أحد حروف المضارعة الأربعة المجموعة في كلمة "نأتي"
وسر استخدام هذه الحروف للمضارعة مبني على معانيها؛
فنون النزع استعملت علامة للمتكلم الجمع، لأنهم ينزعون أنفسهم عن البقية؛ نحن نزرع، نعمل، ...
وهمزة الامتداد المتصل؛ استعملت علامة للمتكلم الفرد؛ لأن المتكلم يضيف بكلامه وبفعله شيئًا جديدًا يظل متصلا به ومنسوبًا إليه؛ أنا أكتب، أقرأ، أفعل كذا، .....
وياء التحول استعملت علامة للمذكر الغائب، لأن المذكر هو المكلف بالعمل، وعدم وجوده في مكانه أو منزله هو بسبب التحول لعمل يؤديه بعيدًا عن أعين الحاضرين، هو يحرث، يسافر، ..
وتاء التراجع استعملت علامة للمؤنث الغائب، لأن تحول الأنثى هو تراجع لها إلى بيتها الذي خرجت منه فظهرت بحضورها،
والقول في لات أنها مشبهة بليس؛ واسمها محذوف؛ أي ولات الحين أو أحياننا حين مناص
وأن لا النافية للجنس زيدت عليها التاء.
وجاء في تفسير القرطبي لهذه الآية: "وكان الكسائي والفراء والخليل وسيبويه والأخفش يذهبون إلى أن «وَلاَتَ حِينَ» التاء منقطعة من حين، ويقولون معناها وليست".
ومعنى ولات حين مناص: لا وقت للفرار والنجاة، ولا وقت للتوبة والرجوع عن الذنوب.
وبهذا الرسم القائم على قطع التاء تحصل فوائد عديدة؛
- أن استقلال التاء وحدها ثم جعلها مع لا؛ أفادت النفي المطلق للتراجع؛ أي أنه لا تراجع لهم ينجيهم، لا بالفرار ولا بالتوبة.
- وبقطع التاء عن الفعل المضارع (تحين) الدال على تجدد الحدث، حوله إلى اسم ثابت (حين)، فالعذاب ثابت وقوعه بهم ولا مفر لهم منه، وهو مسلط عليهم في الآخرة ولا مخرج لهم منه، ولن يأت حين يكون فيه مناص لهم في الدنيا ولا في الآخرة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة الثانية عشرة: قطع لام الجر عن مجرورها
حرف اللام حرف يستعمل للقرب والإلصاق في جذور اللغة، وفي حروف المعاني،
واستعمالات لام الجر كثيرة؛ للاختصاص وللاستحقاق، وللملك، وشبه الملك، وللتمليك، وشبه التمليك، والتعليل، والتبيين، والقسم، والتعدية، والصيرورة، والتعجب، والتبليغ، وتضمن معاني إلى، وفي، وعن، وعلى، وعند، وبعد، ومع، ومن، ولام الاستغاثة به، ولام المدح والذم، والزائدة.
وحيثما استعملت اللام، فإن استعمالها هو مبني على استعمالها للقرب والإلصاق، وحقها الاتصال بما بعدها.
وقد استعملت اللام كحرف جر في القرآن الكريم مرات كثيرة جدًا؛ إلا أنها لم تقطع عن مجروها إلا في أربعة مواضع فقط؛
وفي قوله تعالى: (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَاوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49) الكهف.
وسبب هذا القطع مبني على المعنى؛ لأن المجرمين يصدمون بحصر الكتاب لجميع أعمالهم، وإغلاق أبواب العتب والاعتذار والنجاة أمامهم، فهم يريدون بقولهم هذا أن تقطع عن الكتاب صفته في دقة رصد أعمالهم وحصرها عليهم، فجاء الرسم موافقًا لما قصدوا من قولهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقطعت اللام في قوله تعالى: (وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ لَوْلا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا (7) الفرقان.
ويرجع هذا القطع لما أراده الكفار؛ بأن ينفصل الرسول صلى الله عليه وسلم عن حاجته لأكل الطعام، والسعي في الأسواق؛ ليصح أن يكون رسولاً عندهم؛ فقطعت اللام بما يوافق ما أرادوه بقولهم هذا. فهم لم يأتوا بذكر أكل الطعام والمشي في الأسواق لأجل تقريره، بل لأجل بيان أن من يتصف بالأكل والسعي في الأسواق لا يصح أن يكون رسولاً في رأيهم.
وقطعت اللام في قوله تعالى: (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُّمْ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا (78) النساء.
ويرجع قطعها في هذا الموضع إلى أن الله تعالى يريد منهم أن ينفصلوا عن هذا الجهل، وعدم الفقه الذي هم عليه، وأن الأمور كلها؛ بخيرها وشرها بيد الله عز وجل، فمن مات أو قتل إنما كان موته بقدر من الله عز وجل، وليس لأنه كان في حرب، وأن قدر الله الذي قدره له بالموت سيلحق به أينما حل وأقام.
وقطعت اللام في قوله تعالى: (فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (36) عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ (37) أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (38) المعارج.
مُهْطِعِينَ: مسرعين نحوك، مادّي أعناقهم إليك، مقبلين بأبصارهم عليك.
عِزِينَ: فرقا شتى كل فرقة من ثلاثة أو أربعة، كانوا يجتمعون حول الرسول صلى الله عليه وسلم، ويستهزئون بما جاء به. فاستنكر تعالى عليهم فعلهم، على قصد تركه وقطعه؛ فكان الرسم موافقًا لما أراد الله تعالى من ذكر ذلك عنهم.
وقد جاءت اللام في خبر "ما" حيث ما؛ اسم استفهام في محل رفع مبتدأ، وكان الاستفهام في هذه المواضع هو استفهام استنكاري.
فلم يكن مجيء اللام في هذه المواضع الأربعة التي قطعت فيها؛ لأجل إقرار الخبر وتوكيده، بل لأجل الرغبة في قطعه وإبعاده، وعدم الاتصاف به، وعلى ذلك كان الرسم بالقطع.
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة الثالثة عشرة: قطع حيث ما
وردت "حيث ما" في القرآن مرتان؛ وقد قطعت فيهما؛
في قوله تعالى: (قدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ (144) البقرة.
وفي قوله تعالى: (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ (150) البقرة.
المخاطبين بهذه الآية هم من انقطع محلهم عن المسجد الحرام، وهذه الآيات نزلت في المدينة بعد الهجرة، فطلب منهم أن يتوجهوا إلى الشطر الذي فيه المسجد الحرام، وفي ذلك رفع الحرج عن الأمة إن مال التوجه قليلا عن يمين القبلة أو شمالها؛ وعلى ذلك كان القطع في الرسم موافقًا للقطع الكائن في الرؤية بين المصلي والمسجد الحرام.
أما من كان في مكة أو الحرم فلا يشكل عليه أمر التوجه إلى الكعبة لأنها تكون أمام عينيه.
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة الرابعة عشرة: قطع يوم هم
وردت "يوم هم" في القرآن سبع مرات؛ قطعت في موضعين منها؛
في قوله تعالى: (يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنْ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (16) غافر.
في قوله تعالى: (يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (13) الذاريات.
اسم الإشارة "هم" في هذين الموضعين هو مبتدأ؛ وخبره في الأولى بارزون، وفي الثانية جملة يفتنون في محل رفع خبر المبتدأ هم.
ويوم في الأولى بدل من يوم التلاق في الآية السابق لها، وهي ظرف منصوف لفعل مقدر بمعنى يأتي أو يجيء.
ولم يضف اسم الإشارة "هم" إلى الظرف الذي قبله "يومَ"، لذلك جرى القطع في الرسم لعدم وجود سبب لوصلهما، ولإبعاد مظنة الإضافة فيه المخلة في المعنى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد وصلت "يومهم" في خمسة مواضع أخرى في القرآن الكريم؛ لأن اسم الإشارة فيها "هم" مضاف إلى الظرف الذي قبله "يوم"؛
في قوله تعالى: (فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (51) الأعراف.
وفي قوله تعالى: (فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (83) الزخرف.
وفي قوله تعالى: (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60) الذاريات.
وفي قوله تعالى: (فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (45) الطور.
وفي قوله تعالى: (فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (42) المعارج.
واليوم يعرف بأشهر ما يكون فيه، وما يحدث فيه لأهل الكفر هو الأعظم يوم القيامة، وهم الأكثر يوم القيامة؛ لذلك وصف هذا اليوم بأنه يومهم من دون بقية الناس الناجين فيه من أصحاب الجنة، نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أصحاب الفردوس الأعلى فيها.
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة الخامسة عشرة: ابن أم
ذكرت "ابن أم" في القرآن مرتين قطعت في أولاهما، ووصلت في الثانية منهما؛
في قوله تعالى: (وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِي الأَعْدَاءَ وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (150) الأعراف.
ووصلت في قوله تعالى: (قَالَ يَاهَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلاَّ تَتَّبِعَنِي أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93) قَالَ يَبْنَؤُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَاءِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94) طه.
لما رجع موسى عليه السلام إلى قومه بعد ميقات ربه؛ غضبان أسفًا على ما فعله قومه من عبادتهم للعجل أثناء غيابه عنهم، وكان غضبه شديدًا على أخيه هارون عليهما السلام، الذي استخلفه من بعده ... إذ كيف يحدث هذا أمام هارون عليه السلام، ولا يستطيع أن يمنعهم عنه، أو يتركهم فيلحق به؟!
فألقى الألواح وأخذ يجر أخيه إليه آخذًا برأسه ولحيته.
فالذي جرى بين موسى وهارون عليهما السلام في الآيتين؛ هو حدث واحد، في مكان واحد، في زمن واحد.
فلماذا قطعت إذن (ابن أم) في آية الأعراف، ووصلت (يبنؤم) في آية طه؟!
هارون هو الذي يخاطب موسى عليهما السلام في الآيتين، لكن الطلب اختلف فيها؛
في آية الأعراف يطلب هارون من موسى عليهما السلام أن يقربه ويضمه إليه، لأنه أبعده عنه بغضبه عليه؛ فقال له: (فَلا تُشْمِتْ بِي الأَعْدَاءَ)؛ بقطع الصلة بينهما، (وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)؛ المبعدين الذين غضب عليهم موسى عليه السلام ...
ولا يطلب أن يقربه إليه إلا إذا كان مبعدًا ومفصولاً عنه؛ فكتبت (ابن أم) مفصولة على الحال والواقع الذي بين موسى وهارون عليهما السلام بسبب هذا الحدث.
أما في آية "طه"، فالوضع مختلف؛ فموسى عليه السلام ماسك برأس أخيه ولحيته، ولا يفكهما، وهو يجره بهما إليه، فهما مشتبكان ومتصلان جسديًا مع بعضهما، فكان طلب هارون من موسى عليهما السلام أن يتركه وينفصل عنه، ويفلت رأسه ولحيته من بين يديه الآخذتين بهما؛ (لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي)، فكتبت (ابن أم) موصولة؛ (يبنؤم)، ومعهما أيضًا أداة النداء "يا"، و"يا" في كل القرآن موصولة بالمنادى؛ لأن المنادى عليه موصول بالمنادي ويسمعه، ولا مناداة للبعيد الذي لا يسمع، فوافق الوصل في الرسم الوصل في الواقع.
فلاختلاف الطلب الحاصل في الآيتين، والواقع الذي كانا عليه؛ اختلف الرسم باختلافهما؛ فما كان في الواقع موصولاً؛ كتب موصولاً، وما كان في الواقع مقطوعاً؛ كتب مقطوعاً.
ـ[العرابلي]ــــــــ[14 Mar 2009, 11:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة السادسة عشرة: كل ما
وردت "كلما" في القرآن في ثمانية عشر موضعًا؛ قطعت في ثلاث منها؛
(يُتْبَعُ)
(/)
في قوله تعالى: (سَتَجِدُونَ ءاخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا (91) النساء.
تفسير الآية كما جاء في تفسير الجلالين: (سَتَجِدُونَ ءاخَرِينَ يُرِيدُونَ أَن يَأْمَنُوكُمْ)؛ بإظهار الإيمان عندكم، (وَيَأْمَنُواْ قَوْمَهُمْ)؛ بالكفر إذا رجعوا إليهم؛ وهم أسد وغطفان، (كُلَّ مَا رُدُّواْ إِلَى ?لْفِتْنِةِ)؛ دعوا إلى الشرك، (أُرْكِسُواْ فِيِهَا)؛ وقعوا أشدّ وقوع.
فبعد أن يظهر هؤلاء إيمانًا بالله تعالى عند الرسول صلى الله عليه وسلم ويعاهدوه؛ يقطعوا عهودهم إذا دعاهم قومهم إلى الكفر ومحاربة المسلمين؛ فلهذا الحال كان الرسم بالقطع موافقًا لما هم عليه من قطع العهود والرجوع إلى الكفر والشرك ومحاربة النبي صلى الله عليه وسلم مرة بعد مرة.
وقطعت في قوله تعالى: (وَءاتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34) إبراهيم.
فبعد عطاء الله تعالى من النعم الظاهرة والباطنة التي لا يستطيع الإنسان عدها؛ لا يؤدي الشكر لواهبها له، فينقص من حق الله تعالى ليصرفه بظلمه إلى غيره، وإنكاره بكفره مسبب النعمة له؛ فكان القطع موافقًا لقطعهم العطاء عن الله المعطي لهم ما سألوه، ورغبوا فيه، وانصرافهم عنه بكفرهم وظلمهم بدلا من حمده وشكره.
وفي قوله تعالى: (ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ (44) المؤمنون.
لا يرسل جميع الرسل إذا أرسلوا إلى أمة واحدة في زمن واحد؛ فيتواصل إرسالهم زمنًا بعد زمن، وعلى ذلك تكتب "كلما" موصولة.
وأما إذا أرسل الرسل إلى أمم مختلفة كما في الآية، فقد يجمعهم زمن واحد، أو يكونوا في أزمنة مختلفة؛ لذلك رسمت كلما على القطع لتفرق الرسل على أمم مختلفة.
وكان وصل "كلما" في المواضع التي فيها تواصل مرة بعد مرة.
كالتواصل في المشي؛
في قوله تعالى: (يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا (20) البقرة.
وتواصل الرزق لأهل الجنة؛
في قوله تعالى: (كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ (25) البقرة.
وتواصل الرسل إلى بني إسرائيل؛
في قوله تعالى: (أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنفُسُكُمْ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87) البقرة،
والتواصل في مثلها؛ في قوله تعالى: (لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَاءِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ (70) المائدة.
وتواصل اليهود نقضهم للعهود دون أي إشارة لوفائهم بشيء منها؛
في قوله تعالى: (أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (100) البقرة. وهو خلق ملازم لهم.
وتواصل تعاهد زكريا عليه السلام لمريم؛ في قوله تعالى: (وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا (37) آل عمران.
وتواصل تبديل جلود الكافرين في النار بعد نضجها؛
في قوله تعالى: (كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ (56) النساء.
وتواصل تأجيج النار على الكافرين؛
في قوله تعالى: (مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا (97) الإسراء.
وتواصل محاولة أهل النار الخروج منها؛
في قوله تعالى: (كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (22) الحج.
وفي قوله تعالى: (وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمْ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (20) السجدة
وتواصل اليهود في إشعال الفتن؛
(يُتْبَعُ)
(/)
في قوله تعالى: (كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64) المائدة.
وتواصل دخول أمم النار يوم القيامة إلى أن يكتملوا جميعًا فيها؛
في قوله تعالى: (قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنْ الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا (38) الأعراف.
ومثلها في قوله تعالى: (تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنْ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) الملك.
وتواصل مرور قوم نوح عليه السلام عليه عندما كان يصنع السفينة؛
في قوله تعالى: (وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ (38) هود.
وتواصل دعوة نوح عليه السلام لقومه؛
في قوله تعالى: (وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي ءاذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7) نوح.
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة السابعة عشرة: قطع ووصل في ما
وردت "فيما" في القرآن: (33) مرة؛ وصلت في (22) موضعًا، وقطعت في (11) موضعًا؛
فقد قطعت في قوله تعالى: (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ في ما ءاتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ (48) المائدة.
وقطعت في قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ ألأرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ في ما ءاتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (165) الأنعام.
ما أتانا الله تعالى هو عطاء منقطع للابتلاء، قد يزول، وقد يبدل في أي وقت، وقد يفارقه صاحبه ليكون من نصيب ورثته، وعين العطاء عمره قصير، ويجدد على انقطاع بغيره؛ كان العطاء مما تنبت الأرض، أو من بهيمة الأنعام، أو كان بناءً، وليس هو بالعطاء الدائم كعطاء الآخرة، وعلى ذلك فقد وافق الرسم حال العطاء في الحياة الدنيا.
وقطعت في قوله تعالى: (ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ في ما رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (28) الروم.
وفي الآية مقطوعان؛ قطع لملك اليمين على الشراكة في مال مالكه، وقد بيناه في قطع "من ما"، وقطع للرزق عن صاحبه؛ لأنه من عطاء الله تعالى غير الدائم، وقد جاء الرسم بالقطع موافقًا لذلك، ومع ذلك هم لا يقبلون مما ملكت أيمانهم الذين أعملوهم في رزقهم شركاء لهم فيه.
فكيف يقبل الله عز وجل شراكة من أعملهم في الأرض واستعمرهم فيها؟!.
وقطعت في قوله تعالى: (قُلْ لا أَجِدُ في ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إلا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (145) الأنعام.
الأصل في الأشياء الإباحة، ولا يقطع بتحريم شيء إلا ما ورد في تحريمه نص؛ ولذلك جاء الرسم بالقطع موافقًا لما عليه الحكم بالإباحة إلا ما استثني بالتحريم.
وقطعت في قوله تعالى: (لا يَسْمَعُونَ حَسِيسهَا وَهُمْ في ما اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ (102) الأنبياء.
الأصل في الاشتهاء أن يكون للمفقود وغير الموجود، ونعيم الجنة من الكثرة بما لا يعد ولا يحصى، فيمر وقت طويل بالانشغال عن بعضها بما لذ وطاب من أنواع أخرى من النعيم، فعند ذلك تشتهيه أنفسهم، فيقولون؛ (كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا (25) البقرة. فقد وافق القطع حال المشتهي مع ما يشتهيه.
وقطعت في قوله تعالى: (وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ في ما أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14) النور.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد وافق القطع في الآية؛ قطعهم ما أفاضوا فيه من القول، بعد أن تبين لهم الحق، وان ما قد قيل في حادثة الإفك التي نزلت فيها هذه الآية؛ هو بهتان عظيم على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
وقطعت في قوله تعالى: (أَتُتْرَكُونَ في ما هَاهُنَا ءامِنِينَ (146) الشعراء.
وقد وافق القطع تقريع صالح عليه السلام وتوبيخه لقومه؛ على التمسك والاغترار بالمنقطع الذي لا استمرار له ولا خلود، والمقطوع عنهم؛ لأنه لا يني عليه أجر في الآخرة من زكاة تخرج منه، أو نفقة، أو صدقات، وهو الذي قطعهم عن الله، فكفروا به، وبالآخرة.
وقطعت في قوله تعالى: (عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ في ما لا تعلمون (61) الواقعة.
وقد وافق القطع ما قطع عنا العلم به والمعرفة له مكانًا وزمانًا.
وقطعت في قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (240) البقرة.
وقد وافق القطع رفع الحرج عن أهل الزوجة التي توفي عنها زوجها؛ إن قطعت الزوجة الوصية، وخرجت من بيت زوجها الذي وصى لها الانتفاع بالبيت حولاً كاملاً بعد وفاته عنها.
وقطعت في قوله تعالى: (قل اللهم َّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ في ما كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (46) الزمر.
وقد وافق القطع الفصل بينهم فيما اختلفوا فيه، وباعد بينهم في الدنيا؛ فمنهم من اتبع الحق، ومنهم من انصرف إلى الباطل، والبعد بينهم في الآخرة أشد وأعظم مما في الدنيا.
وقطعت في قوله تعالى: (ألا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ في ما هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِِبٌ كَفَّارٌ (3) الزمر.
وقد وافق القطع التفريق بينهم وبين من يعبدونه ليقربهم إلى الله زلفى؛ فقد جاء في تفسير هذه الآية في تفسير "مفاتيح الغيب" للفخر الرازي؛ "واعلم أن الضمير في قوله: (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرّبُونَا إِلَى ?للَّهِ زُلْفَى) عائد على الأشياء التي عبدت من دون الله، وهي قسمان؛ العقلاء وغير العقلاء؛ أما العقلاء فهو أن قوماً عبدوا المسيح وعزيزاً والملائكة، وكثير من الناس يعبدون الشمس والقمر والنجوم، ويعتقدون فيها أنها أحياء عاقلة ناطقة، وأما الأشياء التي عبدت مع أنها ليست موصوفة بالحياة والعقل فهي الأصنام، إذا عرفت هذا فنقول الكلام الذي ذكره الكفار لائق بالعقلاء، أما بغير العقلاء فلا يليق" والحكم لا يكون إلا بين العقلاء.
فالقطع والتفريق هو بين المشركين وبين الذين عبدوهم من الملائكة وعيسى والعزير، أما الأصنام فإنها تجمع معهم في النار؛ (إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98) الأنبياء.
أما وصلها في الحكم فيما يختلفون فيه؛ فإن هذا الاختلاف كان على الحق، فمنهم من اتبعه، ومنهم من أنكره وانصرف عنه وكفر به، فالحكم سيكون بإثبات الحق، وعلى ذلك كان الوصل فيها.
و"فيما" مكونة من "في" المستعملة مع الحركة والانتقال، ووصلها مع "ما" الموصولة بمعنى "الذي" علامة على ثبات ما اتصلت به فهو حق في الدنيا مختلف فيه، وحق في الآخرة عند الانتقال والحول إليها.
والحكم سيكون بين من أقر به واتبعه وآمن به، ومن أنكره وكفر به.
فالوصل في الآيات العشرة التالية بألفاظ الحكم أو القضاء أو الفصل هي كلها في الاختلاف على الحق الثابت في الدنيا والآخرة، فلا قطع ولا إبطال له، ولأجل ذلك كان الوصل فيها جميعًا؛
في قوله تعالى: (وقال الْيَهُودُ لَيْسَتْ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتْ النَّصَارَى لَيْسَتْ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فيما كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113) البقرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي قوله تعالى: (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55) آل عمران.
وفي قوله تعالى: (إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فيما كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (124) النحل.
وفي قوله تعالى: (اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيََامَةِ فيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (69) الحج.
وفي قوله تعالى: (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمْ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فيما اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إلا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ ءامَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنْ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (213) البقرة.
وفي قوله تعالى: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65) النساء
وفي قوله تعالى: (وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَاءِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَاءَهُمْ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيََامَةِ فيما كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (93) يونس
وفي قوله تعالى: (وَمَا كَانَ النَّاسُ إلا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فيما فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (19) يونس
وفي قوله تعالى: (وَءاتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنْ الأمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا ألا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فيما كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (17) الجاثية
وفي قوله تعالى: (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فيما كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (25) السجدة
وقد وصلت "فيما" بعد "فلا جناح" في ست الآيات؛
وقد وصلت في قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فيما فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (234) البقرة. وهذه الآية تحدثت عن أمر آخر فيه الوصل، غير أمر قطع الوصية في آية البقرة التي ذكرناها من قبل.
فلا جناح عليكم بعد انقضاء عدتهن؛ فيما يفعلن من مواصلة التزيين الذي كن يفعلنه بأنفسهن من قبل، والتعرض للخطاب بالمعروف شرعًا.
ووصلت في قوله تعالى: (الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا ءاتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إلا أَنْ يَخَافَ ألا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ ألا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فيما افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (229) البقرة.
افتداء المرأة لطلاقها من زوجها إن لم تطيق بقاء زواجهما؛ هو رد ما أمهرها من مال إليه، كما فعلت المرأة التي سألت الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك، ووافقت على رد حديقته إليه، فالمال الذي قدمه الزوج لها، وانفصل عنه بملكيتها له، عاد إليه مرة أخرى واتصل به، وعلى ذلك كان الوصل لا القطع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ووصلت في قوله تعالى: (وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فيما عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إلا أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَعْرُوفًا وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (235) البقرة.
أجاز الشرع التعريض للمطلقة والتي توفي عنها لطلبها للزواج بعد انتهاء عدتها.
ووصلت في قوله تعالى: (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ النِّسَاءِ إلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فيما تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (24) النساء.
جاء ذكر الاستمتاع بالنساء بعد تعداد ما يحرم الزواج بهن، والمهر فريضة فرضها الله للزوجة، فهو من حقها، وللزوج أن يؤخر بعض المهر من بعد الاستمتاع بهن، ويظل حقًا لها في عنقه، وقد يعجز الزوج عن الوفاء به، أو يشق عليه، فلا جناح في التراضي في حطه بعضه، وعلى ذلك كان الوصل كما في الآية السابقة.
ووصلت في قوله تعالى: (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ ءامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فيما طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَءامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَءامَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (93) المائدة,
الأصل في الطعام والشراب الحل لا التحريم، ولا يحرم إلا ما ورد فيه تحريمه وأمثاله بنص، فليس جناح في تناول أي طعام، وعلى الطاعم تقوى الله تعالى في التحري عن حل الطعام واجتناب المحرم منه، وعلى ذلك كان الوصل لا القطع.
وفي قوله تعالى: (ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا ءابَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (5) الأحزاب.
ليس جناح على من أخطأ في وصل أولاد التبني بغير آبائهم، ولم يعرف هذا الخطأ، واستمر التصاق الأولاد بمن ألحقوا بهم، وعلى ذلك كان الوصل لما فيه بقاء الوصل بالنسب.
وتلحق بهذه الآيات وصلها قوله تعالى: (مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فيما فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا (38) الأحزاب.
ما فرض الله تعالى لنبيه بمن يحل له الزواج بهن من النساء اللاتي ذكرن قبل خاتمة هذه الآية، وما خصه الله به من أحكام خاصة تبقى محللة له، ومن ذا الذي يحرمها عليه، ويبطل ويقطع حكم الله عنه؛ وعلى هذا الوصل فيما أحل الله له كان الوصل في الرسم.
ووصلت فيما في قوله تعالى: (هاأَنْتُمْ هَاؤُلاءِ حَاجَجْتُمْ فيما لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فيما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (66) آل عمران.
لقد حاججوا فيما لهم به؛ وهو أن إبراهيم عليه السلام كان قبل أن تنزل التوراة والإنجيل، يريدون أن يبطلوا قول الله تعالى بأن إبراهيم كان حنيفًا مسلمًا؛
فكيف يكون يهوديًا أو نصرانيًا من أتباع هذه الكتب التي نزلت بعده؟!
ويحاججون في أمور كثيرة ليس لهم بها علم، فما حاججوا بما علموا وبما لم يعلموا هو أمر حق وثابت لا مبطل له ولا ناقض له، وعلى ذلك جاء الرسم بالوصل لا القطع في الموضعين.
ووصلت في قوله تعالى: (فَلَمَّا ءاتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فيما ءاتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (190) الأعراف.
فما آتاهما الله تعالى من الولد يظل متصلا بهما؛ حيث هما أبواه، أشركا بالله أم لم يشركا؛ وعلى ذلك جاء الرسم بالوصل.
ووصلت في قوله تعالى: (لَوْلا كِتَابٌ مِنْ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فيما أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68) الأنفال
فما أخذه المسلمون من الغنائم يوم بدر، وأصبح من ملك أيديهم، بقي لهم ولم ينزع منهم، بعد أن عفا الله عنهم وأحله لهم.
ووصلت في قوله تعالى: (لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فيما تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) المؤمنون.
مال الميت يكون موصولا به قبل موته، ومسئولاً عنه يوم القيامة أمام الله تعالى بعد موته؛ من أين اكتسبه؟، وفيم أنفقه؟، وهل أخرج منه حق الله مما افترضه عليه؟، وعلى ذلك كان الوصل، فلا انقطاع للمسؤولية عما يتركه الميت بعده.
ووصلت في قوله تعالى: (وَابْتَغِ فيما ءاتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77) القصص
خاطب بنو إسرائيل قارون فيما هو متصل به في حياته؛ مما آتاه الله تعالى من الكنوز والأموال؛ لينفق منها في سبيل الله ابتغاء الأجر والثواب بما عند الله تعالى، ويخرج حق الله فيها، وعلى ذلك كان الوصل في الرسم موافقًا للمال الموصول في الواقع بصاحبه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العرابلي]ــــــــ[14 Mar 2009, 11:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة الثامنة عشرة: وصل وقطع أن لو
وردت "أَنْ لَوْ" في القرآن أربع مرات؛ قطعت في ثلاث منها؛
في قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (100) الأعراف.
بين الله تعالى في الآية أنه لو شاء لأصاب المشركين بالعذاب؛ فدل ذلك على أن العذاب لم يقع بهم، وأنه مقطوع عنهم، فكان القطع في الرسم موافقًا لما دل عليه سياق الآية، بأن العذاب مقطوع عنهم، وأن وقوعه مرتبط بمشيئة الله عز وجل.
وقطعت في قوله تعالى: (أَفَلَمْ يَايْـ (ءَ) ـسْ الَّذِينَ ءامَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (31) الرعد.
لم يكن الناس جميعهم في يوم من الأيام على الهداية مهما جاءتهم من آيات من الله تعالى؛ ابتداء من ابني آدم إلى قيام الساعة؛ وسيظل هناك من تصيبه قارعة بذنبه إلى أن يأتي وعد الله؛ فكان القطع موافقًا لما هو عليه الحال الدائم للناس؛ أنهم لن يجتمعوا كلهم على الهدى.
وقطعت في قوله تعالى: (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتْ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14) سبأ.
ما كان للجن أن يعلموا الغيب في السابق ولا لاحقًا، وعلم الغيب هو لله وحده، فجاء الرسم بما يوافق قطع علم الغيب عن الجن، من قبل ذلك ومن بعده، خلافًا لما يظن كثير من الجهلة أن لهم القدرة على الاطلاع على علم الغيب.
وقد وصلت "أَنْ لَوْ" في موضع واحد فقط؛
في قوله تعالى: (وَأَلَّوْ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16) الجن.
ففي الآيات السابقة كان التمني لشيء لم يكن، فكان الرسم بالقطع، أما في هذه الآية فهو لشيء كان؛ فقد بينت الآية أنهم كانوا على الطريقة الحق المستقيمة، والتمني لو أنهم تواصلوا عليها بالاستقامة، فكان الوصل في الرسم لا القطع.
ووافق الوصل؛ سقوط نون النزع من الرسم بالإدغام بلام الالتصاق.
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة التاسعة عشر: قطع إنْ مِنْ
وردت "إنْ مِنْ" خمس مرات مقطوعة في الجميع؛
و"إنْ" في الآيات التالية؛ هي "إنْ" النافية المشبهة بليس، التي تدخل على الجمل الاسمية، غير العاملة لاقتران خبرها بإلاَّ. و"مِنْ" حرف جر زائد للتوكيد، وزياد ة من بعد النفي فيها جعلت الاسم يعم الجنس، وجعلت المرفوع مجرورًا تأكيدًا على مطاوعته وعدم امتناعه في استقبال الفعل الواقع عليه.
وكان القطع موافقًا لما أُخبر عنه في الآيات التي جاءت فيها "إنِْ مِنْ"؛
فقد قطعت في قوله تعالى: (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (159) النساء.
فأهل الكتاب سيقطعون القول بألوهية عيسى ابن مريم عليه السلام، وقولهم إن الله ثالث ثلاثة، تعالى عما يقولون علوًا كبيرًا؛ وذلك بعد نزوله، وسيؤمنون بعيسى عليه السلام؛ عبدًا لله ورسوله، وكلمة منه ألقاها إلى مريم، كما أخبر ذلك الله تعالى عنه، ولا يصح الإيمان منهم إلا بعد قطع أقوالهم فيه أولاً، وعلى ذلك كان القطع في الرسم.
وقطعت في قوله تعالى: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21) الحجر.
الشيء هنا هو الرزق الذي عرفوه مما قطع من خزائن الله تعالى ليكون رزقًا لهم، فلأجل ذلك كان القطع لها في الرسم.
وقطعت في قوله تعالى: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44) الإسراء.
(يُتْبَعُ)
(/)
فكل شيء هو يسبح لله تعالى، ولكن هذا التسبيح مقطوع عنا الفقه فيه، وعلى ذلك كان القطع في الرسم.
وقطعت في قوله تعالى: (وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (58) الإسراء.
فهلاك القرية هو قطع لحياة أهلها، وقطع لاستعمارها الناس لها، وكل قرية هي هالكة قبل يوم القيامة، فمنها من يقطع بهلاكه عن شهود العذاب في قيام القيامة، وآخرهم هم ممن بقي في قلبه ذرة إيمان، ثم تقوم القيامة على شرار الناس، ووافق القطع في الرسم هذا القطع بالهلاك.
وقطعت في قوله تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خلا فِيهَا نَذِيرٌ (24) فاطر.
الأمم كثيرة، والرسل قبل النبي صلى الله عليه وسلم الذي كانوا ينذرون أقوامهم يوم القيامة هم كثر؛ وقد انقطع وجوده قبل مبعث النبي عليه الصلاة والسلام، وانقطع وجود أمم كثيرة كذلك.
فالقطع في هذه الآيات وافق القطع المخبر عنه، ووافق التعميم تفرق وتباعد الأمم على الأمكنة وفي الأزمنة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة العشرون: وصل وقطع أينما
وردت أينما (12) مرة؛ قطعت في (8) مواضع، ووصلت في (4) مواضع؛
فقد وصلت في قوله تعالى: (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (115) البقرة.
الصلاة تصل إلى الله، ولا يقطعها بعد مكان إقامتها عن المسجد الحرام، ولا الجهة التي يقع فيها المسجد الحرام، وعلى ذلك كان الوصل على تأكيد بلوغ صلاتك لربك الذي تصلى له.
ووصلت في قوله تعالى: (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُّمْ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ (78) النساء.
الموت موصول بالإنسان، ولا مفر لأحد منه إلى أي مكان قد يوجد فيه أو ينتقل إليه، وعلى ذلك كان الرسم بالوصل لا القطع، فلا مفر لمخلوق من إدراك الموت له.
ووصلت في قوله تعالى: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهُّ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ (76) النحل.
لا يغير حال الأبكم الكَلَّ على مولاه تغير الجهة التي يوجه إليها، وعجزه يظل متصلاً، وملصقًا به، وعلى ذلك كان الوصل في الرسم لا القطع.
ووصلت في قوله تعالى: (مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً (61) الأحزاب.
اللعنة تلاحق المنافقين والمرجفين أينما ثقفوا؛ أي أينما وجدوا وأي مكان ينطلقون إليه أو يدخلون متسللين فيه؛ فإن تثقيف السهم هو لتسهيل دخوله في الرمية ومروقه منها، وعلى ذلك كان الرسم بالوصل لا القطع لوصول اللعنة إليهم.
وقطعت في قوله تعالى: (وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمْ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148) البقرة.
الجمع والإتيان يكون لما هو متفرق ومتباعد، وليس لما هو مجموع ومتقارب؛ وعلى ذلك جاء الرسم بالقطع لا الوصل.
وقطعت في قوله تعالى: (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلاَّ بِحَبْلٍ مِنْ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنْ النَّاسِ (112) آل عمران
التفرق يلحق بأهله الذل والهوان، وقد قضى الله تعالى على بني إسرائيل التفرق أمما مشتتين في الأرض، إلا ما استثناه الله تعالى لبعض منهم؛ وعلى ذلك كان القطع لارتباط الذل بالتفرق.
وقطعت في قوله تعالى: (حَتَى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (37) الأعراف.
سؤال عما عبدوهم في الحياة الدنيا، ولا وجود له في الآخرة؛ فكان الرسم بالقطع موافقًا لما لا وجود له في الآخرة عند السؤال عنه.
وكان القطع لنفس السبب في آيتي الشعراء وغافر؛
في قوله تعالى: (وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (92) الشعراء.
وفي قوله تعالى: (ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ (73) غافر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقطعت في قوله تعالى: (وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَواةِ وَالزَّكَواةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) مريم.
البركة لعيسى عليه السلام ليست محصورة بمكان ولادته، وأرض قومه؛ بل هي ملازمة له أينما انتقل ورحل، وتباعد عن قومه، وأرضهم؛ فجاء القطع موافقًا لما أخبر به عليه السلام عن نفسه.
وقطعت في قوله تعالى: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4) الحديد.
بسبب طبع الإنسان، وضروريات الحياة؛ فإنه لا يظل محصورًا في مكان واحد، وعليه الانتقال في الأرض، والانتشار فيها، وعلى ذلك كان الرسم بالقطع؛ وتظل معية الله لنا قائمة حيث كنا.
وقطعت في قوله تعالى: (مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا (7) المجادلة.
سبب القطع في هذا الموضع هو نفسه في الآية السابقة؛ مع زيادة في التفصيل؛ قل عددهم في أماكن تواجدهم أم كثر، جهروا بصوتهم، أم تناجوا بينهم؛ فالله السميع البصير هو معهم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة الحادية والعشرون: وصل وقطع بئسما
بئسما بالقطع والوصل كلها وردت في أهل الكتاب، وقد انقسم فعلهم على حالين؛ حالة يعودون فيه إلى المعصية أو الشرك والكفر بعد الخروج منه، وحالة يخرجون من إيمان وطاعة كانوا عليها؛ فإن كان العودة لكفر سابق كتب بالوصل، وإن كان الخروج من إيمان سابق كتب بالقطع.
وردت بئسما تسع مرات؛ قطعت في ستة مواضع، ووصلت في ثلاثة منها؛
فقد وصلت في قوله تعالى: (وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ (150) الأعراف.
كل رسول يرسل لقومه إنما يرسل لإخراجهم من البؤس الذي هم فيه، وعلى رأسه الإشراك بالله عز وجل؛ فعندما يرجعون إلى إشراكهم بالله بعد خروجهم منه؛ إنما هم يستمرون على الحال الذي كانوا عليه من قبل؛ وعلى ذلك كان الرسم بوصل بئسما.
ووصلت في قوله تعالى: (بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90) البقرة.
كان هذا الفعل من أهل الكتاب الذين كانوا يبشرون بالرسول صلى الله عليه وسلم؛ ويستفتحون على الذين كفروا به؛ فلما جاء النبي بالكتاب الذي نزل عليه مصدقًا لما معهم؛ كفروا به واستمروا على ما هم عليه من البؤس الذي هم فيه، فعلى ذلك كتبت بالوصل لا القطع.
ووصلت في قوله تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمْ الطُّورَ خُذُوا مَا ءاتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمْ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (93) البقرة.
فهذا تذكير لهم بكفرهم السابق أيام موسى عليه السلام وفساد فطرتهم في كفرهم بنبوة الرسول صلى الله عليه وما جاء به فكتبت مثل السابقات على الوصل لا القطع.
وقد قطعت في قوله تعالى: (وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102) البقرة.
في الآية تحذير من تعلم السحر الذي يقطع الإيمان السابق قبل تعلمه؛ وعلى ذلك كتبت بالقطع لا الوصل
وقطعت في قوله تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187) آل عمران.
فقد قطعوا العهد الذي أخذ عليهم بعدم كتم ما في الكتاب، وقد كتموا أمر الله إليهم بالإيمان بالنبي عليه الصلاة والسلام ونصرته، فالحديث عن كتم العلم وإنكاره، وقد حفظوه زمنًا طويلا من قبل، أما الكفر به فهو عودة لما كانوا عليه، وعلى قطعهم للعهد جاء الرسم بالقطع كذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقطعت في قوله تعالى: (وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمْ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (62) المائدة.
مسارعتهم في الإثم هو خروج عن طاعة الله تعالى؛ بعد أن تعلموا العلم الذي أوصلهم ليكونوا أحبارًا ورهبانًا، فأقدموا على قطع ذلك بالمعاصي والإثم وأكل السحت، وعلى ذلك جاء الرسم بالقطع كذلك.
وقطعت في قوله تعالى: (لَوْلا يَنْهَاهُمْ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمْ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمْ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (63) المائدة.
والآية أيضًا متعلقة بالأحبار والرهبان الذين في الآية السابقة؛ ففيها بيان أيضًا بقطع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ بالسكوت عن القائلين بالإثم والآكلين للسحت، فكان الرسم بالقطع موافقًا لهذا القطع منهم.
وقطعت في قوله تعالى: (كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) المائدة.
لقد كان عندهم من الأحكام ما يجعلهم يفرقون ما هو معروف وما هو منكر؛ فقطعوا العمل بالمعروف إلى العمل بالمنكر، فعلى ذلك جاء الرسم بالقطع.
وقطعت في قوله تعالى: (تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) المائدة.
فهؤلاء هم نفس السابقين؛ فتوليهم للذين كفروا هو قطع آخر منهم لما يؤمرون به في الكتاب الذي أنزل عليهم، فكذلك كان الرسم بالقطع أيضًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة الثانية والعشرون: وصل وقطع كيلا
"كيلا" مكونة من؛ "كي" و"لا"، وكي: حرف من حروف المعاني ينصب الأفعال المستقبلة، واستعماله لبيان علة وقوع الشيء، ودخلت على كي اللام للتوكيد، وألحقت بها لا النافية لقلب الإيجاب إلى السلب.
وقد ذكرت "لكيلا" في القرآن الكريم (7) مرات، إلا واحدة منها بغير لام؛ وقد وصلت في (4) مواضع، وقطعت في (3) مواضع؛ وكان الوصل والقطع تبعًا لما أراده الله تعالى من العباد فعله؛
فقد وصلت في قوله تعالى: (إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (153) آل عمران.
هذه الآية نزلت في غزوة أحد، وقد هزم المسلمون فيها بعد أن كان لهم النصر في بادئ الأمر، واستشهد منهم سبعون شهيدًا؛ أي عُشر الجيش الذي خرج في هذه الغزوة، وكانت صدمة كبيرة للمسلمين.
والهزيمة تولد في الأمم الإحباط، وتغير سياستهم من الهجوم إلى الدفاع، والتقاعس عن القتال، والأمة الإسلامية التي أنزل الله عليها كتابه، وألزمهم بتبليغ رسالته إلى الناس، وأمرهم بالجهاد من أجل ذلك، وجعل أجر الشهيد الفوز بالجنة، فإن الأمة ستلاقي في مواضع كثيرة مثل ما لاقوه في أحد، وأشد من ذلك ودون ذلك، فعليهم ألا ينصرفوا عن القتال، وقطع الجهاد لمصيبة تصيبهم في الحرب أو هزيمة، ويجب عليهم مواصلة الجهاد في سبيل الله مهما فاتهم من غنائم أو أصابتهم من مصيبة.
وللمعنى الذي أراده تعالى، وحكمته التي أرادها في هزيمة المسلمين، وكان بقدرته منع ذلك؛ جعل من تلك الحادثة منهاجًا للمسلمين في الحرب على مر العصور؛ فكتبت (لكيلا) موصولة لتكون صورة لتواصل الجهاد وعدم قطعه مهما كانت نتائجه.
وكان عدم الأخذ بما هذه الآية بعد معركة بلاط الشهداء؛ اختفاء الإسلام بعد زمن من أرض الأندلس.
ووصلت في قوله تعالى: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا ءاتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23) الحديد
يبين الله تعالى في هذه الآيات أن ما يناله الإنسان من خير، أو يصيبه من مصيبة؛ قد كتب عليه من أن قبل أن يخلقه، وأنه لم يحدث له شيء إلا بعلمه سبحانه وتعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأن الله سبحانه وتعالى لم يخلق الإنسان إلا لعبادته؛ فلا يقطع عبادته لله تعالى إن أصابته مصيبة؛ فييأس، ويتقاعس عن العمل، أو يكفر بالله لأنه حرمه من خير الدنيا وأصابه بالمشقة فيها، وكذلك لا يبطر ويفسد في الأرض إن كثر الخير بين يديه، وليكن كما قال عليه الصلاة والسلام: (عجبت لأمر المؤمن فأمره كل خير إن أصابته ضراء صبر وإن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له).
وعلى ذلك كتبت (لكيلا) موصولة على ما يريده الله تعالى من مواصلة العبادة له في الضراء والسراء.
ووصلت في قوله تعالى: (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ الَّاتِي ءاتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ الَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (50) الأحزاب
محمد صلى الله عليه وسلم نبي هذه الأمة وإمامها ومعلمها؛ فهو أول من طبق أحكام الله فيها، وقد فرض الله له بعض الأحكام الخاصة به في ظاهرها، وفي طياتها إعانة من الله له في تبليغ رسالته، وتطبيق أحكامه؛ كإحلال الله له التزوج بأكثر من أربع نساء، وكان في زواجه من كل واحدة له أسبابه الخاصة به.
وقد بين تعالى في بداية السورة أن النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم فهو وليهم ذكورًا وإناثا، وكبارًا وصغارًا، وبين تعالى في هذه الآية حكمًا لولا سبق بيانه للأمة؛ لكان للمنافقين والمرجفين، والذين في قلوبهم مرض حديث يخوضون فيه، وهذا الحكم هو زواج النبي صلى الله عليه وسلم ممن تعرض نفسها عليه لتكون زوجًا له، إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة له من دون المؤمنين، ويدل هذا على أن العرض منها بدون إذن وليها، أو تطلب من وليها عرض ذلك عليه لمهابة المسلمين من فعل ذلك، والقبول يكون للنبي صلى الله عليه وسلم، وقيل أنه لم تعرض نفسها إلا امرأة واحدة، ثم طلبت أن تقال من هذا العرض، ولم يكن هناك زواج للنبي عليه الصلاة والسلام عن طريق هذا الحكم.
والحكمة من هذا الحكم أنه لو كان رسول الله تقدم لامرأة ورغب في الزواج منها، أو كانت الرغبة منها هي؛ فوهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم، ورفض ولي المرأة هذا الزواج، وفضل غير رسول الله عليه؛ لكان ذلك كفرًا منه، وهلاكًا له، فرحمة من الله بالمؤمنين بين هذا الحكم.
وحتى يتواصل رفع الحرج عن النبي عليه الصلاة والسلام، ولا يبقى لمتكلم كلام يأخذه عليه؛ فبين سبحانه وتعالى هذا الحكم، وعليه كتبت (لكيلا) بالوصل لما أراده الله بحكمته من هذا الحكم؛ من تواصل رفع الحرج عن رسوله عليه الصلاة والسلام.
ووصلت في قوله تعالى: (يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنْ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5) الحج.
كتبت "لكيلا" في هذه الآية من سورة الحج بالوصل وفي الآية المشابهة لها من سورة النحل بالقطع وسر هذا الوصل وذاك القطع في الآيتين يعود إلى مقدمة كل آية منهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
ففي بداية آية الحج يبين الله تعالى للمنكرين للبعث، والشاكين في حدوثه؛ ما يذكرهم كيف بدأ وجودهم في الحياة، ومراحل الضعف التي مروا بها؛ فبدايتهم من تراب، ثم من نطفة، ثم من علقة، ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة، وفي هذه المراحل لم يكن للإنسان صورة الإنسان، ويخشى عليه من السقوط، ثم يقر الله ما يشاء منهم في الأرحام إلى أجل يخرج بعدها طفلا لا يعلم شيئًا، ثم يعطيه تعالى من العلم والقوة حتى يبلغ أشده، وبعدها إما الموت المبكر له، وإما بلوغ أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئًا.
فقد فصل تعالى مراحل عمره وكلها في الضعف إلى مرحلة واحدة؛ هي بلوغ أشده من بين تلك المراحل، وفي نهاية أمره أنه انتهى إلى ما بدأ فيه من الضعف، فالضعف عاد إليه، واستمر في الضعف ابتداء وانتهاء، ولتواصل الضعف عليه؛ كتبت لكيلا موصولة لبيان هذا التواصل من الضعف فإن من التواصل العودة لما فارقه.
وتدل هذه الآية على أن القدرة له في حفظ العلم ضعفت ولم يبق من العلم إلا القليل، وقد بينت هذا أيضًا "من" التبعيضية (لكيلا يعلم من بعد علم)، أو أنه لم يأخذ من العلم إلا القليل، وفقده في آخر العمر؛ فتواصل عليه الضعف عودًا على بدء.
وأما قطعها في قوله تعالى: (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (70) النحل.
فقطعت (لكي لا) في هذا الموضع خلافًا لوصلها في الموضع السابق المشابه له من سورة الحج، ويكشف أيضًا سر هذا القطع مقدمة الآية؛ فقد بين تعالى أن الله خلقنا فأعطانا الحياة، ثم يتوفانا فينزع منا الحياة، وأعطانا العلم، ثم ينزعه ممن بلغ أرذل العمر منا؛ فالعلم أعطي ثم قطع كما أعطيت الحياة ثم قطعت بالوفاة، فجاءت كتابة (لكي لا) مقطوعة لتبين القطع الذي حدث للعلم ولم يؤت بمن التبعيض في هذه الآية كما جيء بها في السابقة.
والفرق بين الآيتين أن في آية الحج تواصل الضعف عليه وبقي من العلم القليل، وفي آية النحل قطع هذا العلم فلم يبق منه شيء، والمثالين موجودين في حياة الناس ممن بلغ أرذل العمر.
ومما لا شك فيه من الأمثلة التي يعرفها الناس أن فقدان العلم للعالم قليل، ويبق لديه مما يحفظ له شخصيته، وأما الجاهل قليل العلم ففقده كبير لما تعلمه في الحياة، فيسوء حاله في آخر عمره، حتى لا يحفظ شيئًا من أمور الحياة؛ وقد يضل عن بيته لذلك، فيظل تحت مراقبة أهله حتى لا يفقد أو يضع نفسه في مهلكة.
فهؤلاء الذين قطع عنهم العلم؛ لم يذكر تعالى في بداية الآية أنه أعطاهم علمًا، فهم في حكم الجهلاء قليلوا العلم، وهم الأشد سوءا عندما يبلغوا أرذل العمر، والله تعالى أعلم بعباده.
وقطعت في قوله تعالى: (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً (37) الأحزاب.
كان ادعاء الأبناء وتبنيهم وجعلهم كالأولاد من الصلب عادة متأصلة عند العرب، حتى أن قريشًا عرضت على أبي طالب من أبنائها مقابل محمد عليه الصلاة والسلام ليقتلوه، وقد بين تعالى في بداية سورة الأحزاب حكمه في هذا الأمر بقوله تعالى: ( ... وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4) ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا ءابَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ (5) الأحزاب.
ولم يكف بيان الحكم عند الناس للأخذ به لشدة تأصله فيهم، فكان لا بد لاستئصال هذه العادة؛ أن يقوم النبي صلى الله عليه وسلم بتطبيق ذلك الحكم بنفسه بزواجه من مطلقة زيد بن ثابت، الذي تبناه النبي قبل الإسلام، وكان يسمى بزيد بن محمد؛ ليكون في تطبيقه هذا الحكم الشديد عليه؛ قدوتهم وإمامهم في تطبيقه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أخبر سبحانه رسوله بذلك الأمر، وزيد يشكو من زينب بنت جحش للنبي عليه الصلاة والسلام، وامتناعها وتكبرها عليه، وقبل أن يوافقه على طلاق زوجه كان يقول له: (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ)؛ حتى يؤخر هذا التطبيق، أو يرفعه الله عنه، وقد كانت العرب ترى ذلك من العار الكبير؛ فثقل الأمر على رسول الله، وأخفى في نفسه ما بلغ به مما سيكون شأنه مع زوج دعيه السابق؛ (وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ)، وقد الله تعالى قضى هذا الأمر، وقضاؤه لا يرد؛ (فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً)؛ ففي فعل الرسول صلى الله عليه وسلم بزواجه من مطلقة دعيه قطعًا لعادة التبني عند العرب.
ولذلك كتبت (لكي لا) مقطوعة تبعًا لمراد الله في قطع عادة التبني المتأصلة عند العرب، ولا يتحرج المؤمنون بعد ذلك من هذا الأمر.
وقطعت في قوله تعالى: (مَّآ أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا ءاتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) الحشر.
أراد الله سبحانه وتعالى أن يكون لليتامى، والمساكين، وابن السبيل، ولذي قربى النبي صلى الله عليه وسلم؛ ممن لم يحضر الحرب، ولم يشارك بها، أو هو عاجز عن المشاركة فيها؛ نصيب من الغنائم التي لم تأت عن طريق القتال والتي تسمى بالفيء.
لهذا الشيء المراد من توزيع الفيء وتقطيعه ولا يجمع بأيدي فئة قليلة؛ كان رسم (كي لا) مقطوعًا ليكون موافقًا لحكم الله تعالى وصورة لما يريده في هذا المال ... والله تعالى هو العليم الحكيم
ـ[العرابلي]ــــــــ[15 Mar 2009, 06:36 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة الثالثة والعشرون: وصل ويكأن
وردت "وي" كأن مرتين، وقد وصلت فيهما؛
في قوله تعالى: (وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (82) القصص.
ويكأنه مكونة من؛ "وي" اسم فعل للندم والتفجع والتعجب، و"كأن" للتوكيد والتشبيه؛
وقيل مكونة من؛ "ويك" و "أنَّ" وأصل "ويك"؛ "ويلك" أسقطت اللام منها.
وقيل أنها مكونة من؛ "وي" و "الكاف" الداخلة على "أنَّ".
وقيل أنها كلمة واحدة.
ولم ترسم في المصحف إلا ككلمة واحدة.
ومعنى "ويكأنَّ" الله؛
ألم تر أنَّ الله يبسط الرزق، ألم أن الكافرين لا يفلحون.
اعلم أنَّ الله يبسط الرزق، اعلم أن الكافرين لا يفلحون.
وما حدث لقارون من الهلاك بالخسف به، وبداره؛ يثير الخوف والعجب،
ويجعل الذي تمنوا مكانه يتندمون على تمنيهم،
ويخشون من عقابهم على تمنيهم ذلك.
ويثير عجبهم من بسط الرزق لمن لا يحسن العمل به ولا يشكر الله عليه، ويكون من الكافرين.
وعجبهم من أن بسط الرزق للكافرين لا ينجيهم من عذاب الله.
وأن بسط الله تعالى الرزق لمن يشاء حقيقة دائمة
وأنه لا فلاح للكافرين حقيقة دائمة
وكان التعجب بـ "وي" مما له صفة الدوام.
فكان وصل (وي) التعجب بـ (كأنَّ) المؤكدة لما هو دائم ومستمر في الرسم موافق للمعاني التي استعملت لها.
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة الرابعة والعشرون: وصل وقطع أنْ لنْ
وردت "أن لن" ثلاث عشرة مرة؛ قطعت في أحد عشر موضعًا، ووصلت في موضوعين؛
فقد وصلت في قوله تعالى: (وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا (48) الكهف.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا الخطاب هو في يوم القيامة، بعد أن تحقق الوعد بإعادة خلقهم مرة أخرى، وأصبح الوعد حقيقة يعيشونها؛ فعلى ذلك كتبت بالوصل وليس بالقطع الذي ذكروا به من قبل، ولم يعد أحد يزعم به بعد قيامه.
وأما قطعها في قوله تعالى: (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (7) التغابن.
فلأن هذا الزعم بالنفي للبعث قائم في الدنيا؛ وعليه كان القطع لا الوصل.
وقد وصلت في قوله تعالى: (أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3) القيامة.
والظن يكون فيما لم يأت بعد، والشك في شيء قد أتى، والحساب هو التقدير لشيء قائم، وعظام الإنسان مجموعة وقائمة فيه، وهو يقدر أن الله لن يعيدها مجموعة مرة أخرى؛ فعلى ذلك كان الرسم بالوصل لا القطع.
أما قطعها في قوله تعالى: (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ (29) محمد.
فلأن الظن هو في شيء لم يأت، والتقدير أن الله لن يخرج أضغانهم، وقد قال تعالى بعدها: (وَلَوْ نَشَاءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ (30) محمد؛ فجاء القطع موافقًا بالقطع الذي يظنوه وأن أضغانهم لن تخرج.
وأما قطعها في قوله تعالى: (أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) البلد.
فالحساب كما قلنا لشيء قائم، وهو ينفق ماله كما يشاء، ولا يجد من يحاسبه عليه؛ (يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَدًا (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7) البلد. ولم ير من قدرة الله شيئًا يقع عليه عقابًا له؛ فعلى ذلك كان القطع؛ لقطع المحاسبة عنه على فعله إلى أن قال قوله.
وقطعت في قوله تعالى: (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ (87) الأنبياء.
ظن يونس عليه السلام أن الله تعالى لن يقدر عليه؛ أي لن يضيق عليه، فظنه أن ذلك بعيدًا عنه؛ فكان الرسم بالقطع على ما ظن، ولكن ما حدث له خلاف ما ظن فقد أصبح محصورًا مضيقًا عليه في بطن الحوت, في ظلمات لا يرى فيها نورًا؛ ضيقًا في المكان، وفي الرؤية عندما أقر بذنبه ونزه الله تعالى وشاهدًا له بالوحدانية، فأخرجه تعالى من الظلمات إلى البر.
وقطعت في قوله تعالى: (مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (15) الحج.
كان قطع أن لن في الرسم موافقًا لمن يظن أن النصر مقطوع عنه.
وقطعت في قوله تعالى: (بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا (12) الفتح.
وكان قطع أن لن في الرسم يوافق ظن المنافقين قطع المشركين عودة الرسول إذا قدم عليهم ليطوف بالبيت الحرام.
وقطعت في قوله تعالى: (وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5) الجن.
وكان ظن الجن أن الإنس والجن لن تبلغ بقول عن الله كذبًا، وكان الرسم موافقًا لهذا الظن بالقطع.
وقطعت في قوله تعالى: (وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا (7) الجن.
وكذلك ظن الجن أن الله تعالى لن يبعث أحدًا بعد الرسل السابقين فكان الرسم موافقًا لما هم عليه من الظن.
وقطعت في قوله تعالى: (وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12) الجن.
وكذلك ظن الجن أنهم لن يعجزوا الله فإعجاز الله مقطوع عنهم وكذلك جاء الرسم بالقطع.
وقطعت في قوله تعالى: (إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (14) الانشقاق.
ظن الكافر أنه مقطوع عن الرجوع إلى الله عز وجل، ولن يبعث مرة أخرى؛ وعلى ذلك كان الرسم بالقطع.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي قوله تعالى: (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَي الَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنْ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ الَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْ الْقُرْءانِ (20) المزمل.
علم الله تعالى أن الناس لن يقدروا على إحصاء الليل بالعبادة؛ فهذه القدرة مقطوعة عنهم، وكذلك جاء الرسم بالقطع موافقًا لذلك.
لم تأت "أن لن" مع "ظن" إلا مقطوعة؛ لأنها متعلقة بأمر مستقبل مقطوع عن الوجود حتى يأتي زمن قدومه،
وأما مع "زعم" و"حسب" فقد جاء الرسم بالقطع والوصل حسب المعنى
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة الخامسة والعشرون: وصل ربماوردت "ربما" مرة واحدة فقط؛
في قوله تعالى: (رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2) الحجر
ربما تقرأ بتشديد الباء وتخفيفها،
قرأ نافع وحفص وأبو جعفر بالتخفيف، والباقي بالتشديد.
ورب حرف جر يدخل على الأسماء، فيفيد التقليل، وقد يفيد التكثير، ويعرف ذلك بالقرينة، وما المتصلة به إما تفسر على أنها كافة ومهيئة لدخول رب على الفعل، وقد حصر دخولها على الفعل الماضي، ولكن لما كان فعل المستقبل "يود" من إخبار الله تعالى فهو مقطوع به، كالقطع بحدوث الفعل الماضي.
وتفسر "ما" بمعنى شيء؛ أي؛ رب شيء يوده الكافرون أن يكونوا مسلمين.
وهذا التواد من الكافر يكون عندما يرى مقعده من النار عند الموت، أو لما يرى نجاة المسلمين يوم القيامة من العذاب، أو عندما يخرج عصاة من المسلمين من النار.
ووصلها يدل على أن الكفار لا يودون شيئًا آخر غير أن يكونوا مسلمين، فهو ما يودونه كلما يحدث ما يثيرهم ويذكرهم بخلودهم في النار.
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة السادسة والعشرون: وصل ممن
وردت "مِمَّنْ" في (36) موضعًا، وقد صلت فيها جميعًا، ولم تقطع في أي واحدة منها.
"ممن" مكونة من حرف الجر "مِنْ"، و"مَنْ" الموصولة؛ والتي تصلح للدلالة على المفرد والمثنى والجمع، والمذكر والمؤنث؛
وعندما يستعمل مع "مَنْ" الموصولة؛ "مِنْ" التبعيضية؛ فإن ذلك يحصر استعمالها للدلالة على الجمع المبهم، ولذلك صار بينهما نسب وتلازم لا انفكاك منه؛ لأن هذا البعض من ذاك الجمع؛ كان منهم، أو لحق بهم فأصبح منهم، فكتبت على ذلك في الرسم موصولة؛ واختفت بالإدغام نون النزع تأكيدًا لمعنى الوصل؛ وهذا الوضع مناسب مع "مَنْ: للاستفهام الاستنكاري التي جاءت في خمسة عشر موضعًا جاءت فيها: (ومن أظلم مِمَّنْ)؛
كما في قوله تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الإِسْلامِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) الصف.
وثلاث مواضع فيها: (ومن أضَلُّ مِمَّنْ)؛
كما في قوله تعالى: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (5) الأحقاف.
أو كانت دلالتها على جمع، وإن لم يذكر معها أداة شرط؛
كما في قوله تعالى: (لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85) ص.
وفي قوله تعالى: (فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ (282) البقرة.
وجاءت في آية واحد لا احتمال فيها إلا لواحد فقط؛
في قوله تعالى: (تَنزِيلاً مِمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلا (4) طه.
لقد نسب الله تعالى نزول القرآن لمن أوصله لنبيه وهو جبريل عليه السلام، بالألفاظ؛ نزل به، ونزَّله؛ في قوله تعالى: (قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) البقرة.
وفي قوله تعالى: (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102) النحل
وفي قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) الشعراء،
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن مع المصدر "تنزيل" فلا يذكر إلا الله عز وجل، لأنه هو تعالى مصدر تنزيل القرآن.
وفي آية طه جيء بـ"مَنْ" لحصر الإشارة إلى ذات الله تعالى، ومع أن "مَنْ" لها دلالات عديدة إلا أن القرينة؛ (مِمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلا) تحصر دلالتها في ذات واحدة؛ هي ذات الله عز وجل، لأنه لا خالق للأرض والسموات إلا هو سبحانه وتعالى، ولولا ذلك لما صح الإتيان بها إذا لم تحدد بقرينة تدل عليه، والإتيان بمِنْ التي للتبعيض، لاستبعاد غير الله عز وجل التي تشير إليه في الآيات السابقة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة السابعة والعشرون: وصل فيم
وردت "فيم" في القرآن الكريم مرتان؛
في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمْ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (97) النساء.
وفي قوله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (44) النازعات.
فيم مكونة من؛ حرف الجر "في"، ومن "ما" الموغلة في الإبهام، والمختصة في العموم.
حرف الجر "في" مكون من حرفين؛
حرف الفاء المستعمل للدلالة على الحركة، وقد استعمل هذا الحرف منفردًا للدلالة على التعقيب المباشر بغير انتظار ولا تمهل، أي أنه حدث للشيء أمر جديد لم يتوقف فيه عند الأمر السابق.
وتكونت كذلك من حرف الياء الذي يدل على التحول.
ولكون الكلمة مكونة من حرفين فإن الحرف الثاني أخذ معنى انحصار الحرف الوسط واستمرار الحرف الأخير؛ فكانت الياء بهذا الوضع دالة على التحول الدائم المستمر للحركة التي أفادها حرف الجر "في"؛ حركة وتنقل مستمرين.
وعلى ذلك كان استعمال حرف الجر "في" مع الحركة في القرآن؛ كالحركة في الأرض؛
في قوله تعالى: (قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (69) النمل.
وفي قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15) الملك.
ولكن عند الموت والهلاك تنعدم حركة الناس؛ فكان استخدام "على" بدلا من "في"؛
في قوله تعالى: (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ (61) النحل.
واستعملت "في" مع الحركة في البحر؛
في قوله تعالى: (وَمِنْ ءاَيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ (32) الشورى.
أما عند سكون الريح وتوقف السفن عن الحركة فاستعملت "على" بدلا من "في"؛
في قوله تعالى: (إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ (33) الشورى.
واستعملت "في" مع حركة موسى إلى فرعون لدعوته، وهو أمر رهيب يتوقف عنده من لا يملك سندًا يحميه من بطش فرعون؛
في قوله تعالى: (وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (38) فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (39) الذاريات.
واستعملت "في" مع الصلب لما لم أراد فرعون التنكيل بالمصلوبين؛ لتسيح لحومهم وشحومهم على جذوع النخل؛ ليكون ذلك أرهب لرعيته، ولم يرد مجرد تثبيتهم "على" الجذوع.
في قوله تعالى: (وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (71) طه.
و"فيم" ومكونة أيضًا من: "ما"؛ الموغلة في الإبهام، والمختصة في العموم.
وهي مكونة من حرف الميم الذي يفيد الإحاطة والغلبة، فهي شاملة وحاصرة لكل أفراد الجمع،
ومن الألف التي تفيد الامتداد المنفصل؛ أي أن هذا الجمع لم يتوحد فيه أفراد، وبقي لكل فرد ما يميزه عن الآخرين، ومستقلا عنهم؛
لذلك كان استعمال "ما" شديد الإبهام، وشامل لكل شيء وأكثر الأشياء؛ هي أشياء غير عاقلة.
وقد حذفت ألف التفصيل فيها؛ وبقيت "م" الإحاطة، ووصلت بـ"في" فأصبحت؛فيم" وأصبحت أداة للاستفهام.
(يُتْبَعُ)
(/)
والسر في هذا التغير في الدلالة؛ أن فاء الحركة بقيت دلالتها على الحركة؛ وياء التحول انحصرت؛ فانحصر التحول بحصرها، فأصبحت الحركة في محصور، وميم الإحاطة والغلبة استمرت؛ فأحدث ذلك تساؤل في هذا التغيير فتحولت إلى استفهام عن السبب، وأصبحت دلالة الحركة والتحول في حرف الجر "في" محصورة في الذي أحاط بها وغلبها وحصرها؛ فلهذا الالتصاق اتصلت "في" بالميم ليصبحان؛ "فيم".
ـ[العرابلي]ــــــــ[15 Mar 2009, 06:38 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة الثامنة والعشرون: وصل أمّا
وردت "أم ما" المكونة من "أم" لطلب التعيين، و"ما" الموصولة؛ ثلاث مرات؛ وقد صلت فيها جميعًا، وأدغمت فيها الميم في الميم؛
في قوله تعالى: (ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنْ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنْ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ ءَالذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمْ الأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (143) الأنعام.
وفي قوله تعالى: (وَمِنْ الإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنْ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ ءَالذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمْ الأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ (144) الأنعام.
الأنعام من نعم الله تعالى، خلقها منفعة للناس؛ بلحمها، ولبنها، وجلودها، وأصوافها وأشعارها وأوبارها، وما تؤديه من أعمال، وحمل الإنسان ومتاعه.
والتحريم هو قطع المنفعة بها، أو ببعض منافعها، وما اشتملت عليه الأرحام مقطوع عنه العمل بالتحريم والإبعاد حتى يخرج منها، فعلى ذلك كتبت موصولة، وقوَّى المعنى إدغام الميم في الميم لتصبح ميمًا واحدة محصورة، قد انحصرت دلالة الإحاطة والغلبة فيها.
ووصلت في قوله تعالى: (قُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى ءَاللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (59) النمل.
سؤال استفهام إنكاري لمن يشرك بالله: الله خير أم ما يشركون؟!
وما يشركون به، هو موصول بهم في اعتقادهم وعبادتهم له، ومطلوب منهم في هذا السؤال مراجعة أنفسهم، ولو أنهم قرروا أن الله خير؛ لما أشركوا به، ولما داموا على شركهم، وما هم عليه، وعلى ذلك كان الرسم بالوصل لا القطع.
ولا تدخل فيها "أمَّا" الشرطية حيث هي تعد كلمة واحدة؛
كقوله تعالى: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11) الضحى.
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة التاسعة والعشرون: وصل أمّاذا
وردت "أماذا" مرة واحدة؛
في قوله تعالى: (حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (84) النمل.
وهي مكونة من أم: لطلب التعيين، وما: للاستفهام، وذا: اسم إشارة.
"أماذا" سؤال للتبكيت فيما هو معلوم؛ على تكذيبهم من قبل أن يحيطوا علمًا بما أمروا به، وعملهم بالتكذيب،
و"ذا" هو اسم إشارة لما هو موجود، والموجود يومئذ هو عملهم؛
كما قال تعالى: (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَاوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49) الكهف.
فعملهم يومئذ متصل بهم، وأحصي عليهم، ولا مفر لهم مما صغر منه أو كبر؛ وعلى ذلك جاء الرسم بالوصل.
وأصبحت ميما الإحاطة ميمًا واحدة محصورة؛ فانحصرت معها الإحاطة بالعمل، فلا يد لهم عليه لتغييره أو تعديله.
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة الثلاثون: وصل نِعِمَّا
وردت "نِعِمَّا" مرتان؛
في قوله تعالى: (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (271) البقرة.
في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58) النساء.
(يُتْبَعُ)
(/)
"نعم" حرف ماض جامد مخصوص بالمدح، اتصل باسم الموصول "ما" الذي يدل في الآية الأولى على الصدقات، والعدل وأداء الأمانات في الآية الثانية؛ وكلها مما يلازمها المدح ولا يفارقها؛ وعلى ذلك جاء الرسم بالوصل لا القطع.
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة الحادية والثلاثون: وصل عمّ
وردت "عَمَّ" في موضع واحد فقط؛
في قوله تعالى: (عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) النبأ
"عمَّ" مكونة من حرف الجر: "عَنْ"، ومن اسم الاستفهام: "مَا"؛ وقد أدغمت النون في الميم، وحذفت من الرسم، ثم حذفت ألف ما.
ما يسألون عنه؛ هو يوم القيامة، مستبعدين قيامه بعد الموت، هو متصل به، ولا مفر لهم منه، ومحيط بهم.
فأبدلت لذلك نون النزع بميم الإحاطة، وتم إدغامها في الميم الثانية فصارت ميمًا واحدة مشددة، علامة على شدة الإحاطة بهم، واختفت نون النزع في الرسم كما اختفى النطق بها؛ علامة على أنه لا مفر لهم مما سألوا عنه، ويستبعدون قيامه.
ولما كانت "ما" المكونة من ميم الإحاطة التي شملت كل شيء تجمعه فيها، وألف الامتداد المنفصل الدالة على إنفراد أفراد هذا الجمع كل واحد بصفته المتميز بها، فإن الجمع يوم القيامة شمل كل الناس بلا استثناء، في وقت واحد لا يتقدم ولا يتأخر فيه أحد عن أحد؛ فقد حذفت كذلك ألف التفصيل.
فهذه الحذف الذي تم في رسم (عَنْ مَا) لتصبح (عَمَّ) قد مثل حقيقة ما يسألون عنه، وسهولة وسرعة قيامه يوم يأتي أجله.
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة الثانية والثلاثون: وصل كالوهم،
والكلمة الثالثة والثلاثون: وصل وزنوهم
وردت كالوهم مرة واحدة، وكذلك وزنوهم مرة واحدة؛
في قوله تعالى: (وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) المطففين.
وهاتان الكلمتان في وصلهما كلام، ذكر في تفاسير عديدة، وانقل من تفسير القرطبي ما يبين ذلك؛
جاء في تفسير القرطبي،، لهذه الآية:
قوله تعالى: (وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ).
فيه مسألتان:
الأولى ـ قوله تعالى: (وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَّزَنُوهُمْ)؛ أي كالوا لهم أو وزنوا لهم فحذفت اللام، فتعدى الفعل فَنَصب؛ ومثله نصحتك ونصحت لك،
قال: ومن الناس من يجعلها توكيداً، ويجيز الوقف على «كالُوا» و «وزَنوا» والأوّل الاختيار؛ لأنها حرف واحد. هو قول الكسائيّ. قال أبو عبيد: وكان عيسى بن عمر يجعلها حرفين، ويقف على «كالوا» و «وزنوا» ويبتدىء «هُمْ يجسِرون» قال: وأحسب قراءة حمزة كذلك أيضاً. قال أبو عبيد: والاختيار أن يكونا كلمة واحدة من جهتين: إحداهما: الخطّ؛ وذلك أنهم كتبوهما بغير ألف، ولو كانتا مقطوعتين لكانتا «كالوا» و «وزنوا» بالألف، والأخرى: أنه يقال: كِلْتك ووزنتُك بمعنى كلت لك، ووزنت لك، وهو كلام عربي؛
والوجه الآخر: أن يكون على حذف المضاف، وإقامة المضاف إليه مُقامه، والمضاف هو المكيل والموزون. وعلى القراءة الثانية «هُمْ» في موضع رفع بالابتداء؛ أي وإذا كالوا للناس أو وزنوا لهم فهم يخسرون. ولا يصح؛ لأنه تكون الأُولى مُلغاة، ليس لها خبر، وإنما كانت تستقيم لو كان بعدها: وإذا كالوا هم يَنْقُصون، أو وزنوا هم يُخْسرون.
والرأي أن كالوهم كلمة واحدة، ووزنوهم كلمة واحدة، وليس فيهما وصل، وذكرناهما لأنهما ذكرا ضمن الكلمات المقطوعة وتم وصلهما في الرسم القرآني.
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة الرابعة والثلاثون: وصل مم
وردت "مِمَّ" مرة واحدة في القرآن الكريم؛
في قوله تعالى: (فَلْيَنظُرْ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) الطارق.
تشكلت مم؛ مِنْ حرف الجر: "مِنْ"، ومن اسم الاستفهام: "مَا"؛ فقلبت نون "مِنْ" إلى ميم، وأدغمت في ميم "مَا"، وسقطت النون رسمًا وصوتها، وتم أيضًا حذف ألف "مَا".
من التبعيضية مكونة من حرف الميم، وهو يفيد الإحاطة والغلبة، فهو جامع لكل شيء ومحيط به، وحرف النون الذي يفيد النزع، فدل ذلك على وجود نزع من هذا الجمع، فكان في ذلك إشارة إلى الشيء المنزوع، والمنزوع منه، فكان استعمل هذا الاجتماع لهذين الحرفين للدلالة على معنى التبعيض؛ فهو بعض ذلك الجمع.
وما مكونة من حرف الميم، وهو يفيد الإحاطة والغلبة، فهو جامع لكل شيء ومحيط به،
وحرف الألف الذي يفيد الامتداد المنفصل، فهو للتفصيل؛ أي أن ذلك الجمع مكون من أفراد
قد اختص كل فرد منهم بما يميزه عن الباقين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وما خلق منه الإنسان أكثر من شيء؛ فجزء نزع من صلب الأب، وجزء نزع من ترائب الأم، فاجتمع هذان المنزوعان ليكونا وحدة كاملة مندمجة، فكان حذف صورة النون علامة لاتحاد هذين الجزأين من الصلب والترائب، وكان في حذف الألف علامة لهذا الاندماج والتداخل بينهما، واختفاء تفاصيل ما تكون منهما، وكان في تولد الميم المشددة علامة لشدة الاتحاد والاندماج من هذين الجزأين.
لقد كان في هذا الحذف والوصل والإدغام؛ صورة في الرسم للواقع الذي جرى الحديث عنه في الآية.
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة الخامسة والثلاثون: وصل كأنَّمَا
وردت "كأنَّما" في القرآن؛ (6) مرات في (5) آيات؛
في قوله تعالى: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَاءِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا (32) المائدة.
وفي قوله تعالى: (فَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ (125) الأنعام.
وفي قوله تعالى: (يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ (6) الأنفال.
وفي قوله تعالى: (وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنْ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنْ الَّيْلِ مُظْلِمًا (27) يونس.
وفي قوله تعالى: (حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنْ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ (31) الحج.
كأنَّما مكونة من حرف النصب والنسخ؛ "كأنَّ"، ومن "مَا" الكافة، التي كفت "كأنَّ" عن عملها، وهيئتها للدخول على الأفعال كما هو الحاصل في جميع المواضع التي ذكرت فيها.
وهذا يدل على قوة تأثير "ما" على عمل "كأنَّ، وهذا يدل على شدة الاتصال بها حتى كان لها هذا التأثير؛ لذلك رسما كلمة واحدة موصولة.
واستعمال "كأنََّ" يؤثر في المبتدأ فينصبه، ويبقي الخبر على رفعه، واستعمال "ما" هو للعموم، والغموض والإبهام؛ فتتساوى الأشياء فيها، فدخول "ما" على "كأنَّ" يلغي تأثيرها في المبتدأ دون الخبر، فيلغي عملها في النصب، ويلغي اختصاها بالأسماء فقط دون الأفعال، فيهيئها للدخول على الأفعال كذلك، وهذا هو سر تأثيرها.
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة السادسة والثلاثون: وصل مهما
وردت "مهما" مرة واحدة في القرآن الكريم؛
في قوله تعالى: (وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ ءايَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (132) الأعراف
وهي مكونة من كلمتين (مَهْ – مَا)
مهما اسم شرط لغير العاقل، يجزم فعلين مضارعين، الأول فعل الشرط والثاني جوابه وجزاؤه.
وهو اسم موغل في الإبهام، قيل بأن "مَهْمَا" مكونة من: "مَهْ" و"مَا"، وعلى ذلك كان استعمالها لغير العاقل من استعمال "مَا"، و"مَهْ" تعني صه أي اسكت.
وقد ظهر ذلك جليًا في استعمالها في الآية؛ فهم يريدون بقولها التوقف عن الإتيان بالآيات؛ لأنهم مصرين على عدم الإيمان بها.
"مَهْ" مكونة من حرفين؛ الميم للإحاطة والغلبة، وهاء لانتهاء.
ففي معنى الأمر بـ"مَهْ"؛ أي اسكت؛ إحاطة المخاطب وغلبته بمنعه من الكلام، وإنهاء دائم له عن الكلام.
وقيل أصلها من: "مَا" و"مَا"؛ قلبت الألف الأولى إلى هاء، ومع وصلهما صارا كلمة واحدة هي: "مَهْمَا"، فعلى اعتبار أنها موغلة في الإبهام؛ جاء من مضاعفة "مَا" الموغلة في الإبهام الذي أدى مضاعفة ذلك فيها، وأظنه زعم بعيد التأويل.
ولعدها في الأصل كلمتان؛ ضمت "مَهْمَا" لقائمة الكلمات التي وصلت في الرسم القرآني؛ لأن "مَهْ" تصلح أن تكون كلمة لوحدها، و"مَا" كلمة أخرى.
ووجه الوصل بين الكلمتين أن هذا الشرط فيه رفض موصول منهم بكل الآيات بلا استثناء.
أبو مُسْلِم / عبْد المَجِيد العَرَابْلِي
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[15 Mar 2009, 10:17 ص]ـ
باركك الله أخي أبا مسلم وأعانك وجزاك الخير الكثير
وننتظر منك المزيد والمزيد من الأبحاث.
ـ[العرابلي]ــــــــ[15 Mar 2009, 01:07 م]ـ
باركك الله أخي أبا مسلم وأعانك وجزاك الخير الكثير
وننتظر منك المزيد والمزيد من الأبحاث.
وبارك الله فيك يا أخي الكريم
وجزاك الله بكل خير
وزادك الله من علمه وفضله
ـ[خادمة القرآن]ــــــــ[15 Mar 2009, 03:46 م]ـ
جهد مبارك وبحث منظم ومفيد.
إذا تسمح لي أن أطبعه وأعطيه تلخيصا للمعلمات اللواتي أدرسهن.
وجزاك الله خيرا.
ـ[العرابلي]ــــــــ[15 Apr 2009, 06:32 م]ـ
جهد مبارك وبحث منظم ومفيد.
إذا تسمح لي أن أطبعه وأعطيه تلخيصا للمعلمات اللواتي أدرسهن.
وجزاك الله خيرا.
بارك الله فيك وأحسن الله إليك
وجزاك الله بكل خير وفضل
أرجو مراعات التصويبات
وكتابة أي ملاحظات تجدينها
والنسخة المدققة أكثر تجدينها على هذا الرابط
http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=42434(/)
سؤال حول حكمة ترتيب سور القرآن
ـ[عبد الله المدني]ــــــــ[15 Mar 2009, 01:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شيوخنا الأفاضل في ملتقى أهل التفسير المبارك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد، بارك الله فيكم، زادكم بسطة في العلم والجسم، وتقبل الله أعمالكم في الصالحات ..
سادتي الأفاضل! لدي سؤال علمي أرجو أن تتكرموا بمساعدتي فيه بالجواب، وهو:
كَثُرَ في السنوات الأخيرة الحديث عن تفسير القرآن حسب ترتيب النزول لسوره، ومعلوم بأن أول من بدأ هذا الاتجاه هو الشيخ محمد عزت دروزة - رحمه الله - في كتابه "التفسير الحديث"، ثم الشيح عبد الرحمن حبنكة الميداني - رحمه الله - في كتابه "معراج التفكر" .. وأعرف شخصيا علماء آخرين لم يكتبوا تفسيراً لكنهم من دعاة ترتيب النزول بقوة!
السؤال: إذا كان هذا الترتيب هو الأحكم فلماذا إذا لم يُرَتَّبِ القرآن على وفقه؟ ثم لماذا لم يهتم به القدماء؟ فلا نعرف أحداً منهم فسر القرآن بغير ترتيبه التعبدي الثابت في المصحف الإمام!
ثم وهذا هو السؤال الأهم عندي: إذا كان الترتيب التعبدي المجمع عليه في المصحف الإمام هو الحق؛ لكونه ترتيبا توقيفيا، أو – على الأقل - لإجماع الصحابة عليه - رضوان الله عليهم - فهل هناك سر تربوي أو دعوي خاص بهذا الترتيب؟ أم أنه لا حكمة فيه البتة! وهل هناك من كتب في هذا الموضوع، من غير أصحاب لغة الأرقام والإعجاز العددي! فأنا أريد حِكَماً تربوية، وقواعد دعوية، تُستنبط من الترتيب التعبدي، إن أمكن! خاصة وأن دعاة الترتيب النزولي يقولون: إن الأسرار والحكم التربوية والدعوية إنما تستنبط من ترتيب النزول فقط! .. أفيدوني بارك الله فيكم!
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 Mar 2009, 02:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شيوخنا الأفاضل في ملتقى أهل التفسير المبارك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد، بارك الله فيكم، زادكم بسطة في العلم والجسم، وتقبل الله أعمالكم في الصالحات ..
!
آمين إلا في التي باللون الأحمر فعندنا منها الكثير نسأل الله العافية.
ولا أتصور في من بلغ واكتمل نموه أن يبسط له في جسده، إلا أن يحمل أثقالاً مع أثقاله "يسمن". كفانا الله وإياكم شر السمن.
هذه من باب الدعابة أخي الكريم أرجو أن يتسع لها صدرك.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 Mar 2009, 02:17 م]ـ
عليك أخي بكتاب:
نظم الدرر في تناسب الآيات والسور.
المؤلف:
إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط بن علي بن أبي بكر البقاعي
وكتاب:
التحرير والتنوير.
المؤلف:
محمد الطاهر بن عاشور.
فلعلك تجد فيهما بعض بغيتك.
وكتاب:
أسرار ترتيب القرآن
للسيوطي
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[15 Mar 2009, 03:09 م]ـ
الأخوة الكرام:
أولاً: لا مجال لترتيب القرآن وفق نزوله، ومن هنا وجدنا من ينتقد دروزة وينكر عليه.
ثانياً: في الوقت الذي نتمكن فيه من الجزم بنزول تدريجي في آيات تتحد في الموضوع يمكن عندها الاستفادة من حكمة التدرج كما هو الأمر في تحريم الخمر والربا.
رابعاً: محاولة تفسير القرآن الكريم وفق النزول تجعلنا نذهل عن السياق الذي يساعدنا في الفهم، بل أساس في التفسير.
خامساً: الكتب التي تهتم بالتناسب بين الآيات واالسور تفيدنا في هذا الباب، وكذلك الكتب التي تهتم بالسياق. ويمكن الاستفادة من تفسير الأساس لسعيد حوى. ولا ننسى الظلال لسيد قطب.
ـ[أم أسماء]ــــــــ[16 Mar 2009, 01:57 ص]ـ
أيضا: كتب علوم القران تناولت حكم كثيرة لترتيب السور على ما هو الآن في مصاحفنا كالإتقان للسيوطي ومناهل العرفان للزرقاني والبرهان للزركشي ..
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[16 Mar 2009, 08:43 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شيوخنا الأفاضل في ملتقى أهل التفسير المبارك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ثم وهذا هو السؤال الأهم عندي: إذا كان الترتيب التعبدي المجمع عليه في المصحف الإمام هو الحق؛ لكونه ترتيبا توقيفيا، أو – على الأقل - لإجماع الصحابة عليه - رضوان الله عليهم - فهل هناك سر تربوي أو دعوي خاص بهذا الترتيب؟ أم أنه لا حكمة فيه البتة!!
ترتيب سور القرآن وآياته وكلماته توقيفي، وما كان كل ذلك إلا بالوحي ومن عند الله.والدليل على ذلك – إضافة إلى إجماع الصحابة عليه، والروايات التي تؤيده – هو النظام العددي المحكم الثابت الموجود في المصحف.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو ما أخبرنا سبحانه عنه بقوله:
" وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك. ورتلناه ترتيلا "
رتلناه: أي رتبناه ترتيبا محكما. [32 الفرقان]
(رتل: استوى وانتظم وحسن تأليفه، ورتل الشيء: نسقه ونظمه.ورتل: جود تلاوته. المعجم الوسيط 1/ 327)
فمعنى الترتيل في العربية هو الترتيب، وأما تجويد التلاوة – وهو المفهوم السائد – فهو من المعاني المستحدثة فيما بعد.
ولما كان هذا الترتيب إلهيا، فهو مختلف عما يمكن أن يتخيله البشر لو أرادوا محاكاة القرآن في ترتيبه، وتضمين كتبهم أسرارا عددية، وبالتالي فهو ترتيب لا يجري وفق مقاييسنا البشرية جملة وتفصيلا. وليس صحيحا ما يزعمه البعض أن العلاقات الرياضية في القرآن هي مما يمكن أن نجدها في أي كتاب، أو أنها مما يقع تحت قدرات البشر، فمثل هذا القول يحتاج إلى دليل. ولو وجد مثل هذا الكتاب البشري المزعوم الذي يتحدثون عنه لما بقي مجهولا إلى الآن.
فأما الحكمة من هذا الترتيب – أي ترتيب القرآن على نحو مغاير لترتيب نزوله – فذلك ليكون في الزمن الذي يكتشف فيه، وجها من وجوه إعجاز القرآن الدالة على مصدر القرآن وصدق الرسالة، بلغة تتناسب مع تقدم العلوم والمعارف، وخطابا يصلح لمن ليست العربية لغته.
وإذا كان البعض يصر على رفض هذا التفسير، فسبب ذلك هو تعدد الروايات والقراءات في القرآن، مما يجعل انطباق أي نظام عددي مكتشف في أي منها أمرا غير ممكن في باقي الروايات، وهو ما يحتاج معه إلى تفسير مقبول.
كما أن هذا الرفض، لا يقوم على دراسة وافية شاملة للنظام العددي في القرآن، وإنما يستند أصحابه إلى جزئية أو أكثر، يظنون أنها تمثل النظام العددي في القرآن بكل تفاصيله، وهذا تصور ساذج للنظام العددي في القرآن، لا يصلح للحكم عليه.
وعلى أي حال، فإن الوصول إلى رأي صحيح في مسألة الترتيب القرآن والحكمة منه، لن يكون إلا بدراسات تنطلق من القرآن نفسه لا من الروايات التي يعارض بعضها بعضا. وحينئذ يكون الحكم في هذه المسألة للقرآن الذي وصلنا محفوظا بتعهد من الله سبحانه، وليس إلى تضارب الأقوال والاجتهادات.
(فأما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض) [الرعد 17]
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[16 Mar 2009, 09:10 ص]ـ
ترتيب سور القرآن وآياته وكلماته توقيفي، وما كان كل ذلك إلا بالوحي ومن عند الله.والدليل على ذلك – إضافة إلى إجماع الصحابة عليه، والروايات التي تؤيده – هو النظام العددي المحكم الثابت الموجود في المصحف.
وهو ما أخبرنا سبحانه عنه بقوله:
" وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك. ورتلناه ترتيلا "
رتلناه: أي رتبناه ترتيبا محكما. [32 الفرقان]
(رتل: استوى وانتظم وحسن تأليفه، ورتل الشيء: نسقه ونظمه.ورتل: جود تلاوته. المعجم الوسيط 1/ 327) فمعنى الترتيل في العربية هو الترتيب، وأما تجويد التلاوة – وهو المفهوم السائد – فهو من المعاني المستحدثة فيما بعد.
هذا الكلام غير جيد ومنافي للصواب، فالترتيل معناه التلاوة المجودة، وهذا ما أمر الله به رسوله صلى الله عليه وسلم في أول سورة المزمل:
(يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4))
قال بن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره:
"وقوله: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا} أي: اقرأه على تمهل، فإنه يكون عونا على فهم القرآن وتدبره. وكذلك كان يقرأ صلوات الله وسلامه عليه، قالت عائشة: كان يقرأ السورة فيرتلها، حتى تكون أطول من أطول منها. وفي صحيح البخاري، عن أنس: أنه سئل عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: كانت مدًا، ثم قرأ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} يمد بسم الله، ويمد الرحمن، ويمد الرحيم. "
وقال الزمخشري في تفسيره:
(يُتْبَعُ)
(/)
"ترتيل القرآن: قراءته على ترسل وتؤدة بتبيين الحروف وإشباع الحركات، حتى يجيء المتلوّ منه شبيها بالثغر المرتل: وهو المفلج المشبه بنور الأقحوان، وألا يهذّه هذا ولا يسرده سرداً، كما قال عمر رضي الله عنه: شر السير الحقحقة. وشر القراءة الهذرمة، حتى يشبه المتلو في تتابعه الثغر الألص."
وروى أبو داود في سننه من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا"
فهل بعد هذا يكون إطلاق الترتيل على التلاوة مستحدث؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[16 Mar 2009, 10:17 ص]ـ
هذا الكلام غير جيد ومنافي للصواب، فالترتيل معناه التلاوة المجودة، وهذا ما أمر الله به رسوله صلى الله عليه وسلم في أول سورة المزمل:
(يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4))
فهل بعد هذا يكون إطلاق الترتيل على التلاوة مستحدث؟
ما معنى الترتيل؟:
الترتيل مصدر " رتل " والراء والتاء واللام في لغة العرب جذر لغوي يدل على التنسيق والترتيب، وعلى حسن الأداء إذا حمل على الكلام.فالأصل في معنى الترتيل هو الترتيب. قالت العرب: ثغر رتل أي مفلج الأسنان منتظمها، بين كل سن وسن فواصل دقيقة لكنها ملحوظة على نسق ونظام مرتبين.
(فسر بعضهم قوله تعالى [ورتل القرءان ترتيلا] أي اقرأه على هذا الترتيب من غير تقديم ولا تأخير. صبحي الصالح:: مباحث في علوم القرآن ص 70 نقلا عن الزركشي: البرهان 1/ 259).
(وفي المعجم الوسيط، رتل: استوى وانتظم وحسن تأليفه، ورتل الشيء: نسقه ونظمه. ورتل: جود تلاوته 1/ 327).
فهذا هو الأصل في الوضع اللغوي، معنى الترتيل هو: الترتيب والتنسيق. ومنه استعيرت بقية الصور في الكلام، ومنها التجويد وتحسين التلاوة في القرآن.
" وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك. ورتلناه ترتيلا " رتلناه: أي رتبناه ترتيبا محكما. [32 الفرقان]
وبعبارة بسيطة: لو أخرجنا " امرأ القيس " الشاعر الجاهلي، من قبره، وسألناه ما معنى رتل؟ فهل سيذكر الترتيب أم تجويد التلاوة؟ من المؤكد انه سيذكر الترتيب، ولن يذكر عن تجويد التلاوة شيئا لأن القرآن لم يكن قد نزل بعد .. فالترتيب هو الأصل لا مجال للشك في ذلك.
أما لماذا ساد معنى التجويد (ونحن لا نرفضه) على حساب الترتيب الذي كاد أن يغيب نهائيا، فمسألة أخرى.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[16 Mar 2009, 01:48 م]ـ
ما معنى الترتيل؟:
وبعبارة بسيطة: لو أخرجنا " امرأ القيس " الشاعر الجاهلي، من قبره، وسألناه ما معنى رتل؟ فهل سيذكر الترتيب أم تجويد التلاوة؟ من المؤكد انه سيذكر الترتيب، ولن يذكر عن تجويد التلاوة شيئا لأن القرآن لم يكن قد نزل بعد .. فالترتيب هو الأصل لا مجال للشك في ذلك.
أما لماذا ساد معنى التجويد (ونحن لا نرفضه) على حساب الترتيب الذي كاد أن يغيب نهائيا، فمسألة أخرى.
سبحان الله آتيك بكلام الله وأمره لرسوله:
(يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4))
فماذا كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم؟ هل كان يقوم يرتب أوراق المصحف ومواضع السور؟ أم كان يقوم يتلو القرآن؟
ثم آتيك بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبين أن المراد بالترتيل هو التلاوة.
وآتيك بكلام المفسرين على أن المراد بالترتيل هو التلاوة المجودة.
وآتيك بكلام أهل اللغة وأنت بنفسك كتبته،وهذه زيادة:
"فأما الترتيل في القرآن فهو الترسُّل فيه. وقال أبو عُبيدة في قوله عزّ وجل: " ورَتِّل القُرآنَ ترتيلاً "، أي بَيِّنْه وأرسِله إرسالاً، وكذا كانت قراءتُه، صلَّى الله عليه وسلَم، فيما روي." جمهرة اللغة - (ج 1 / ص 187)
"وفي التنزيل العزيز ورَتِّل القرآن ترتيلاً قال أَبو العباس ما أَعلم الترتيل إِلاَّ التحقيق والتبيين والتمكين أَراد في قراءة القرآن وقال مجاهد الترتيل الترسل." لسان العرب - (ج 11 / ص 265)
"رتل
التَرْتيلُ في القراءة: التَرَسُّلُ فيها والتبيينُ بغير بَغْيٍ. وكلامٌ رَتِلٌ بالتحريك: أي مُرَتَّلٌ. وثغرٌ رَتَلٌ أيضاً، إذا كان مستويَ النبات." الصحاح في اللغة - (ج 1 / ص 241)
ثم تقول لو أخرجنا امرأ القيس!!!
وأقول لسنا بحاجة إلى امرأ القيس يفسر لنا ألفاظ القرآن فقد فسر"الترتيل" من أنزل عليه "صلى الله عليه وسلم" قولاً وعملاً.
ونحن لا نجادل في أن المصحف قد رتب ترتيبا دقيقا ومحكما فهو من عند الله العليم الحكيم وأن آية سورة الفرقان " ورتلاناه ترتيلا" تحتمل هذا المعنى وغيره.
أما القول بأن الترتيل بمعنى القرأة المجودة مستحدث، فهذا ما أرفضه لأنه مصادم للقرآن وللسنة.
ثم إن استخدام العرب للفظ " ترتيل" وإن كان مأخوذ من صور مادية حسية، فإن غالب استخدامهم لهذه اللفظ إنما ما هو في المعاني اللفظية اللغوية:
"وقال الرَّاغِبُ: التَّرْتِيلُ: إرْسالُ الكلمةِ من الْفَمِ بِسُهُولَةٍ واسْتِقامَةٍ. قلتُ: هذا هو المعنى اللَّغَوِيُّ وعُرْفاً: رِعايَةُ مَخارِجِ الحُرُوفِ وحِفْظُ الوُقوفِ وهو خَفْضُ الصَّوْتِ والتَّحَزُّنُ بالقراءَةِ كما حَقَّقه المُناوِي. وفي العُبابِ: قولُه تعالى: " ورَتَّلْناهُ تَرْتِيلاً " أي أنْزَلْناهُ مُرَتَّلاً وهو ضِدُّ الْمُعَجَّلِ. وتَرَتَّلَ فيه: إذا تَرَسَّلَ. "
تاج العروس - (ج 1 / ص 7085)
اللهم وفقنا لما يرضيك.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[16 Mar 2009, 03:10 م]ـ
وأقول لسنا بحاجة إلى امرأ (امرىء) القيس يفسر لنا ألفاظ القرآن فقد فسر"الترتيل" من أنزل عليه "صلى الله عليه وسلم" قولاً وعملاً.
لا ضرورة لهذا الأسلوب في الطرح - فامرؤ القيس يعبر عن زمنه ويتكلم بلغته - وخلط ما نعنيه بما لا نعنيه.
الفكرة واضحة ولا تحتاج إلى جدل واسع، هي:
قبل أن يصبح الترتيل مصطلحا ذا دلالة دينية، وقبل أن يرتبط بتلاوة القرآن، ما كانت دلالته؟ ألم يكن يعني الترتيب والتناسق؟ أيهما أسبق: الدلالة على الترتيب أم الدلالة على التلاوة؟
وحتى نزيل سوء التفاهم - هذا الذي يصر على صحبتنا - خذ لفظ الصلاة، لفظ الأذان، لفظ الزكاة: هل كانت هذه الألفاظ تعني قبل الإسلام ما أصبحت تعنيه بعد ارتباطها بمفاهيم دينية جديدة؟ الألفاظ موجودة قبل نزول القرآن، وحينما نزل القرآن ارتبطت بمفاهيم ودلالات جديدة ..
وإلى اليوم:فنحن نقول رتلٌ من الدبابات، وأرتال من السيارات ومن الجنود ..
ونحن لا نجادل في أن المصحف قد رتب ترتيبا دقيقا ومحكما فهو من عند الله العليم الحكيم وأن آية سورة الفرقان " ورتلاناه ترتيلا" تحتمل هذا المعنى وغيره.
هذا كلام صحيح، وهو ما يهمني، ونحن متفقان عليه.
وفقك الله
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[16 Mar 2009, 03:35 م]ـ
قبل أن يصبح الترتيل مصطلحا ذا دلالة دينية، وقبل أن يرتبط بتلاوة القرآن، ما كانت دلالته؟ ألم يكن يعني الترتيب والتناسق؟ أيهما أسبق: الدلالة على الترتيب أم الدلالة على التلاوة؟
وحتى نزيل سوء التفاهم - هذا الذي يصر على صحبتنا - خذ لفظ الصلاة، لفظ الأذان، لفظ الزكاة: هل كانت هذه الألفاظ تعني قبل الإسلام ما أصبحت تعنيه بعد ارتباطها بمفاهيم دينية جديدة؟ الألفاظ موجودة قبل نزول القرآن، وحينما نزل القرآن ارتبطت بمفاهيم ودلالات جديدة ..
والذي يهمنا هو الدلالة الشرعية، الذي يهمنا هو الاستعمال الشرعي، لأنه هو الذي يجب أن يفهم من خلاله النص.
ـ[عبد الله المدني]ــــــــ[16 Mar 2009, 03:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيرا أحبتي الأفاضل! والله لقد استفدت من أجوبتكم جميعا! فما من مداخلة إلا وفيها جانب من الحق .. بارك الله فيكم .. أما فيما يخص مسألة الترتيل التي وقع فيها النزاع بين الأخوين محب القرآن والشيخ عبد الله جلغوم، فهي كما قالا جميعا، والأصل اللغوي لمادة رتل في المعاجم هي الجمع والترتيب والتنظيم كما ذكر الشيخ جلغوم، لكنها استعملت في السياق القرآني بمعنى الترسيل للقراءة أيضا، وهو من مجازها؛ لأن ترتيل القرآة ترتيب لمخارج الحروف والأصوات. وهو واضح من آية المزمل بما يقارب القطع واليقين! فإثبات شيء - يا أخي عبد الله جلغوم - لا يلزم عنه بالضرورة إلغاء غيره! ورب لفظ في كتاب الله له أكثر من معنى وهو أمر استقرائي قطعي ..
أما بالنسبة لقضيتي فلم أجد في المصادر التي تكرم بها علي الإخوة شيئا يتعلق صراحة بترتيب دعوي وفقه مرحلي لترتيب السور على المصحف الإمام، مع أنني موقن بأن فيه حكمة بالغة! أعني على المستوى الدعوي الصرف! لكنني بكل صراحة لم أكتشفها بعد! وأما كتاب نظم الدرر للبقاعي والظلال لسيد قطب والأساس لسعيد حوى فكلها تتحدث عن نسق موضوعي في الترتيب لا عن ترتيب دعوي ينبني بعضه على بعض كما يتحدث أنصار ترتيب النزول! حتى سيد قطب رحمه الله - وهو من هو في تتبع الأسرار الدعوية خاصة – فإنه عندما يتحدث عن فقه مرحلي في الدعوة والتشريع فإنما يتحدث عنه بناء على ترتيب النزول، رغم أنه فسر القرآن على الترتيب المصحفي! فأفيدونا بارك الله فيكم! وحبذا تكون الإفادة بسطر منقول عن أي مصدر أو مرجع حديث في الموضوع .. تقبل الله منكم أجمعين!
وأما بالنسبة لدعابة الأخ محب القرآن – حفظه الله - فلي معه وقفة في المداخلة التالية:
ـ[عبد الله المدني]ــــــــ[16 Mar 2009, 03:56 م]ـ
وأما بالنسبة لدعابة الأخ الحبيب "محب القرآن" فعلى الرأس والعين! وإذا لم يتسع صدري لمحبي كتاب الله؛ فلمن يتسع إذن؟ بيد أنني أحب أن أعلق على ملاحظتك أخي تعليقا صغيراً، وهو أن بسطة الجسم لا تعني السمن بأي حال من الأحوال! ولكنها القوة والفتوة! كما ورد بها السياق في القرآن. ومن فضل الله أن يديم سبحانه هذه النعمة على العبد حتى في شيخوخته! ولم لا؟ والحديث يدل عليه كما تعلم: (واجعله الوارث مني!) ثم إنني ما دعوت الله لكم جميعا بذلك إلا محبة في أهل القرآن، ورغبتي في أن يرزقهم الله قوة البدن للقيام بحق العلم بقوة! فتأمل .. ! ثم لأنني – عافاكم الله وسلمكم – مرض منذ أكثر من سنة وأنا أكتب بحوثي متمددا على جنبي والحمد لله! كما أنا أفعل الآن على فراشي الساعة، والحاسوب الصغير بين يدي. والحمد لله على نعمة المرض فقد كان لي فيه والله خير عظيم! سلمكم الله جميعا ورزقكم دوام العافية!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[16 Mar 2009, 04:27 م]ـ
أحبك الله الذي أحببتنا فيه
وأسأل الله تعالى أن يمن عليك بالشفاء العاجل، وأن يجمع لك بين الأجر والعافية.(/)
القرآن يفسره الزمان
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 Mar 2009, 02:00 م]ـ
"القرآن يفسره الزمان"
عبارة نسبت إلى حبر الأمة عبد الله بن عباس، وهناك موضوع في المنتدى حول صحة النسبة إلى بن عباس رضي الله عنهما.
وأقول إن صحت هذه النسبة أو لم تصح، فالعبارة ليست بعيدة عن الحقيقة.
إن التفسير لا يقتصر على توضيح المفردات والمعاني الإجمالية فقط، إنه يشمل أيضا مشاهدة الواقع في كل زمان وهو يخبر بصدق ما سطر في هذا الكتاب الذي " لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ " سورة فصلت (42).
وإليكم مثالاً على تفسير الزمان للقرآن:
يقول سيد قطب رحمه الله تعالى:
{كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إِلاًّ ولا ذمة! يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم، وأكثرهم فاسقون. اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً فصدوا عن سبيله، إنهم ساء ما كانوا يعملون. لا يرقبون في مؤمن إِلاًّ ولا ذمة، وأولئك هم المعتدون}.
لقد كان هذا هو الموقف الدائم للمشركين وأهل الكتاب من المسلمين. فأما أهل الكتاب فندع الحديث عنهم إلى موعده في المقطع الثاني من السورة؛ وأما المشركون فقد كان هذا دأبهم من المسلمين على مدار التاريخ.
وإذا نحن اعتبرنا أن الإسلام لم يبدأ برسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - إنما ختم بهذه الرسالة. وأن موقف المشركين من كل رسول ومن كل رسالة من قبل إنما يمثل موقف الشرك من دين الله على الإطلاق؛ فإن أبعاد المعركة تترامى؛ ويتجلى الموقف على حقيقته؛ كما تصوره تلك النصوص القرآنية الخالدة، على مدار التاريخ البشري كله بلا استثناء!
ماذا صنع المشركون مع نوح، وهود، وصالح، وإبراهيم، وشعيب، وموسى، وعيسى، عليهم صلوات الله وسلامه والمؤمنين بهم في زمانهم؟ ثم ماذا صنع المشركون مع محمد - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين به كذلك؟. . إنهم لم يرقبوا فيهم إِلاًّ ولا ذمة متى ظهروا عليهم وتمكنوا منهم. .
وماذا صنع المشركون بالمسلمين أيام الغزو الثاني للشرك على أيدي التتار؟ ثم ما يصنع المشركون والملحدون اليوم بعد أربعة عشر قرناً بالمسلمين في كل مكان؟. . إنهم لا يرقبون فيهم إِلاًّ ولا ذمة، كما يقرر النص القرآني الصادق الخالد. .
عندما ظهر الوثنيون التتار على المسلمين في بغداد وقعت المأساة الدامية التي سجلتها الروايات التاريخية والتي نكتفي فيها بمقتطفات سريعة من تاريخ «البداية والنهاية» لابن كثير فيما رواه من أحداث عام 656 ه:
«ومالوا على البلد فقتلوا جميع من قدروا عليه من الرجال والنساء والولدان والمشايخ والكهول والشبان.
ودخل كثير من الناس في الآبار، وأماكن الحشوش، وقنى الوسخ، وكمنوا كذلك أياماً لا يظهرون. وكان الجماعة من الناس يجتمعون إلى الخانات، ويغلقون عليهم الأبواب، فتفتحها التتار. إما بالكسر وإما بالنار، ثم يدخلون عليهم. فيهربون منهم إلى أعالي الأمكنة، فيقتلونهم بالأسطحة، حتى تجري الميازيب من الدماء في الأزقة - فإنا لله وإنا إليه راجعون - كذلك في المساجد والجوامع والربط. ولم ينج منهم أحد سوى أهل الذمة من اليهود والنصارى ومن التجأ إليهم، وإلى دار الوزير ابن العلقمي الرافضي، وطائفة من التجار أخذوا أمانا بذلوا عليه أموالاً جزيلة حتى سلموا وسلمت أموالهم. وعادت بغداد بعد ما كانت آنس المدن كلها كأنها خراب، ليس فيها إلا القليل من الناس، وهم في خوف وجوع وذلة وقلة. .
«وقد اختلف الناس في كمية من قتل ببغداد من المسلمين في هذه الوقعة. فقيل ثمانمائة ألف. وقيل: ألف ألف. وقيل: بلغت القتلى ألفي ألف نفس - فإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم - وكان دخولهم إلى بغداد في أواخر المحرم. وما زال السيف يقتل أهلها أربعين يوماً. . وكان قتل الخليفة المستعصم بالله أمير المؤمنين يوم الأربعاء رابع عشر صفر، وعفى قبره، وكان عمره يومئذ ستاً وأربعين سنة وأربعة أشهر. ومدة خلافته خمس عشرة سنة وثمانية أشهر وأيام. وقتل معه ولده الأكبر أبو العباس أحمد، وله خمس وعشرون سنة. ثم قتل ولده الأوسط أبو الفضل عبد الرحمن وله ثلاث وعشرون سنة، وأسر ولده الأصغر مبارك وأسرت أخواته الثلاث فاطمة وخديجة ومريم. .
(يُتْبَعُ)
(/)
» وقتل أستاذ دار الخلافة الشيخ محيي الدين يوسف ابن الشيخ أبي الفرج ابن الجوزي، وكان عدو الوزير، وقتل أولاده الثلاثة: عبد الله وعبد الرحمن وعبد الكريم، وأكابر الدولة واحداً بعد واحد. منهم الدويدار الصغير مجاهد الدين أيبك، وشهاب الدين سليمان شاه، وجماعة من أمراء السنة وأكابر البلد. . وكان الرجل يستدعى به من دار الخلافة من بني العباس، فيخرج بأولاده ونسائه، فيذهب إلى مقبرة الخلال، تجاه المنظرة، فيذبح كما تذبح الشاة، ويؤسر من يختارون من بناته وجواريه. . وقتل شيخ الشيوخ مؤدب الخليفة صدر الدين علي ابن النيار. وقتل الخطباء والأئمة وحملة القرآن. وتعطلت المساجد والجماعات والجمعات عدة؟ شهور ببغداد. .
«ولما انقضى الأمر المقدر، وانقضت الأربعون يوماً، بقيت بغداد خاوية على عروشها، ليس بها أحد إلا الشاذ من الناس، والقتلى في الطرقات كأنها التلول، وقد سقط عليهم المطر، فتغيرت صورهم، وأنتنت من جيفهم البلد، وتغير الهواء، فحصل بسببه الوباء الشديد حتى تعدى وسرى في الهواء إلى بلاد الشام، فمات خلق كثير من تغير الجو وفساد الريح، فاجتمع على الناس الغلاء والوباء والفناء والطعن والطاعون، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
«ولما نودي ببغداد بالأمان، خرج من تحت الأرض من كان بالمطامير والقنى والمقابر كأنهم الموتى إذا نبشوا من قبورهم؛ وقد أنكر بعضهم بعضاً، فلا يعرف الوالد ولده، ولا الأخ أخاه، وأخذهم الوباء الشديد. فتفانوا وتلاحقوا بمن سبقهم من القتلى. .» الخ الخ.
هذه صورة من الواقع التاريخي، حينما ظهر المشركون على المسلمين فلم يرقبوا فيهم إِلاًّ ولا ذمة. فهل كانت صورة تاريخية من الماضي البعيد الموغل في الظلمات، اختص بها التتار في ذلك الزمان؟
كلا! إن الواقع التاريخي الحديث لا تختلف صوره عن هذه الصورة!. . إن ما وقع من الوثنيين الهنود عند انفصال باكستان لا يقل شناعة ولا بشاعة عما وقع من التتار في ذلك الزمان البعيد. . إن ثمانية ملايين من المهاجرين المسلمين من الهند - ممن أفزعتهم الهجمات البربرية المتوحشة على المسلمين الباقين في الهند فآثروا الهجرة على البقاء - قد وصل منهم إلى أطراف باكستان ثلاثة ملايين فقط! أما الملايين الخمسة الباقية فقد قضوا بالطريق. . طلعت عليهم العصابات الهندية الوثنية المنظمة المعروفة للدولة الهندية جيداً والتي يهيمن عليها ناس من الكبار في الحكومة الهندية، فذبحتهم كالخراف على طول الطريق، وتركت جثثهم نهباً للطير والوحش، بعد التمثيل بها ببشاعة منكرة، لا تقل - إن لم تزد - على ما صنعه التتار بالمسلمين من أهل بغداد!. . أما المأساة البشعة المروعة المنظمة فكانت في ركاب القطار الذي نقل الموظفين المسلمين في أنحاء الهند إلى باكستان، حيث تم الاتفاق على هجرة من يريد الهجرة من الموظفين المسلمين في دوائر الهند إلى باكستان واجتمع في هذا القطار خمسون ألف موظف. . ودخل القطار بالخمسين ألف موظف في نفق بين الحدود الهندية الباكستانية يسمى (ممر خيبر). . وخرج من الناحية الأخرى وليس به إلا أشلاء ممزقة متناثرة في القطار!. . لقد أوقفت العصابات الهندية الوثنية المدربة الموجهة، القطار في النفق. ولم تسمح له بالمضي في طريقه إلا بعد أن تحول الخمسون ألف موظف إلى أشلاء ودماء!. . وصدق قول الله سبحانه: {كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إِلاًّ ولا ذمة} وما تزال هذه المذابح تتكرر في صور شتى.
ثم ماذا فعل خلفاء التتار في الصين الشيوعية وروسيا الشيوعية بالمسلمين هناك. . لقد أبادوا من المسلمين في خلال ربع قرن ستة وعشرين مليوناً. . بمعدل مليون في السنة. . وما تزال عمليات الإبادة ماضية في الطريق. . ذلك غير وسائل التعذيب الجهنمية التي تقشعر لهولها الأبدان. وفي هذا العام وقع في القطاع الصيني من التركستان المسلمة ما يغطي على بشاعات التتار. . لقد جيء بأحد الزعماء المسلمين، فحفرت له حفرة في الطريق العام.
وكلف المسلمون تحت وطأة التعذيب والإرهاب، أن يأتوا بفضلاتهم الآدمية (التي تتسلمها الدولة من الأهالي جميعاً لتستخدمها في السماد مقابل ما تصرفه لهم من الطعام!!!) فيلقوها على الزعيم المسلم في حفرته. . وظلت العملية ثلاثة أيام والرجل يختنق في الحفرة على هذا النحو حتى مات!
كذلك فعلت يوغسلافيا الشيوعية بالمسلمين فيها. حتى أبادت منهم مليوناً منذ الفترة التي صارت فيها شيوعية بعد الحرب العالمية الثانية إلى اليوم. وما تزال عمليات الإبادة والتعذيب الوحشي - التي من أمثلتها البشعة إلقاء المسلمين رجالاً ونساء في «مفارم» اللحوم التي تصنع لحوم (البولوبيف) ليخرجوا من الناحية الأخرى عجينة من اللحم والعظام والدماء - ماضية إلى الآن!!!
وما يجري في يوغسلافيا يجري في جميع الدول الشيوعية والوثنية. . . الآن. . في هذا الزمان. . ويصدق قول الله سبحانه: {كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إِلاًّ ولا ذمة؟}. {لا يرقبون في مؤمن إِلاًّ ولا ذمة، وأولئك هم المعتدون}. .
إنها لم تكن حالة طارئة ولا وقتية في الجزيرة العربية. ولم تكن حالة طارئة ولا وقتية في بغداد. . إنها الحالة الدائمة الطبيعية الحتمية؛ حيثما وجد مؤمنون يدينون بالعبودية لله وحده؛ ومشركون أو ملحدون يدينون بالعبودية لغير الله. في كل زمان وفي كل مكان.
ومن ثم فإن تلك النصوص - وإن كانت قد نزلت لمواجهة حالة واقعة في الجزيرة، وعنت بالفعل تقرير أحكام التعامل مع مشركي الجزيرة - إلا أنها أبعد مدى في الزمان والمكان. لأنها تواجه مثل هذه الحالة دائماً في كل زمان وفي كل مكان. والأمر في تنفيذها إنما يتعلق بالمقدرة على التنفيذ في مثل الحالة التي نفذت فيها في الجزيرة العربية، ولا يتعلق بأصل الحكم ولا بأصل الموقف الذي لا يتبدل على الزمان. ."
ولا يزال الزمان يفسر، وتتكرر المشاهد.
ورحم الله سيد قطب وأسكنه الفردوس الأعلى.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.(/)
أثر عقيدة الأشاعرة في خلق الأفعال على تفسير القرآن
ـ[مفسر]ــــــــ[15 Mar 2009, 03:53 م]ـ
نتج عن القول بخلق أفعال العباد عند الأشاعرة قولهم (أن الفاعل الحقيقي لكل فعل هو الله وأن نسبة الأفعال إلى غير الله ليس على الحقيقة بل على المجاز) فهم يرون أن هناك حقيقةٌ وظاهر فكل ما يظهر لنا ليس هو حقيقي فالحقيقة مخفية , ويتبين أثر هذه العقيدة عند مقارنة قول الطبري وهو غير أشعري بقول الرازي الأشعري في شأن الوفاة , قال الطبري: (فإن قال قائل: أو ليس الذي يقبض الأرواح ملك الموت، فكيف قيل: تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا والرسل جملة وهو واحد؟ أو ليس قد قال: قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ المَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ؟ قيل: جائز أن يكون الله تعالى أعان ملك الموت بأعوان من عنده، فيتولون ذلك بأمر ملك الموت، فيكون «التوفّي» مضافا، وإن كان ذلك من فعل أعوان ملك الموت إلى ملك الموت، إذ كان فعلهم ما فعلوا من ذلك بأمره كما يضاف قَتْل من قَتَل أعوانُ السلطان وجلد من جلدوه بأمر السلطان إلى السلطان، وإن لم يكن السلطان باشر ذلك بنفسه ولا وَلِيَه بيده).
وقال الرازي: {البحث الأول: أنه تعالى قال: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الاْنفُسَ حِينَ مِوْتِهَا) وقال: (الَّذِى خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَواةَ) فهذان النصان يدلان على أن توفي الأرواح ليس إلا من الله تعالى. ثم قال: (قُلْ يَتَوَفَّكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ) وهذا يقتضي أن الوفاة لا تحصل إلا من ملك الموت. ثم قال في هذه الآية: (تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا) فهذه النصوص الثلاثة كالمتناقضة.
والجواب: أن التوفي في الحقيقة يحصل بقدرة الله تعالى، وهو في عالم الظاهر مفوض إلى ملك الموت، وهو الرئيس المطلق في هذا الباب، وله أعوان وخدم وأنصار، فحسنت إضافة التوفي إلى هذه الثلاثة بحسب الاعتبارات الثلاثة والله أعلم}.
الفرق بين قول الإمامين:
الفرق كبيرٌ بين القولين ويظهر أثر العقيدة على الفهم, فالطبري ينسب الفعل إلى أعوان ملك الموت ويقول أن نسبة الفعل إلى ملك الموت لأنه بأمره كما يضاف قَتْل من قَتَل أعوانُ السلطان وجلد من جلدوه بأمر السلطان إلى السلطان، وإن لم يكن السلطان باشر ذلك بنفسه ولا وَلِيَه بيده (ومن هذا المثال يفهم أيضاً نسبته إلى الله لأنه بأمره) , وأما الرازي فينسب الفعل إلى الله على الحقيقة وفي الظاهر إلى الملك وليس على الحقيقة لإعتقاده بأن الظاهر ليس حقيقة.
ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[29 Mar 2009, 11:07 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة على من لانبي بعده،
وبعد،،،
في البداية نقرر حقيقة هامة، ألا وهي أننا لا ندافع عن أشعري أو غيره، إنما بحثنا موضوعيا نبتغي به وجه تعالى، نسأل الله أن يجعله خالصا لوجهه الكريم!
وهذا حتى لا يسارع أحد بالاتهام، حيث أصبح تبادل التهم بضاعة مزجاة هذه الأيام،
وعليه نقول:-
طبقا للطبري، كما ذكرت، أن ملك الموت له أعوان يأتمرون بأمره فهو سلطان عليهم ولذا ينسب التوفي إليهم كما ينسب إلى زبانية السلطان في تطبيقهم لحكمه وأمره،
بمراجعة ماكتبته عن الرازي، نلحظ مايلي:-
يقرر الرازي نفس المعنى الذي ذكره الطبري فيما يتعلق بأعوان ملك الموت ونسبة التوفي لهم (وله -ملك الموت- أعوان وخدم وأنصار)،
ملك الموت هو (الرئيس المطلق في هذا الباب)، مثل السلطان الذي ذكره الطبري والأعوان يأتمرون بأمره،
نسبة التوفي في الحقيقة إلى الله تعالى، لأن الله تعالى هو السلطان المطلق الذي يأتمر ملك الموت بأمره، فلا ينطلق ملك الموت نحو توفي أي من البشر إلا بأمر الله تعالى وتوجيهه،
ولا أظن أحدا ينكر إطلاقا أن التوفي في الحقيقة من الله تعالى، ومن شدة وضوحه لم يتعرض له الطبري لأنه لا يماحك في هذا إلا جاهل،
كما أنه على اعتبار أن الله تعالى يُصدِر أمره إلى ملك الموت بقبض الأرواح، فملك الموت بهذا يصدع بأمر الله تعالى له، وهذا بين واضح لا ينكره أحد، فهو لم يبتدر الفعل من نفسه،
ثم يوجه ملك الموت الأمر إلى أعوانه،
ومن ثم كانت خاتمة الرازي في الباب متمكنة في موقعها، بنسبة التوفي إلى الله بجهة خلقه للموت والحياة وأنه لا يقع في ملكه إلا ما أراد وقدَّر وتوجيه الأمر إلى ملك الموت بمباشرة التوفي وتنفيذه، ثم نسبة التوفي إلى ملك الموت بحكم أنه السلطان الموكل من الله تعالى، ثم بنسبة التوفي إلى أعوان ملك الموت لإتمارهم بأمره وأنهم أعوانه فيه،
ومن ثم صحت إضافة الفعل باعتبار هذه الحقائق،
والله الهادي إلى سبيل الرشاد
ـ[مفسر]ــــــــ[31 Mar 2009, 09:56 ص]ـ
ولا أظن أحدا ينكر إطلاقا أن التوفي في الحقيقة من الله تعالى، ومن شدة وضوحه لم يتعرض له الطبري لأنه لا يماحك في هذا إلا جاهل
أيها الفاضل:
هل فعل ملك الموت وأنصاره غير حقيقي؟
هل ملك الموت وأنصاره موكلون بأمر لا يقدرون عليه في الحقيقة؟
ماهو عالم الظاهر وما هو الباطن؟ وهل عالم الظاهر حقيقي أو مجازي؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[01 Apr 2009, 01:36 ص]ـ
الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبي بعده
وبعد،،،
أما سؤالك الأول:- هل فعل ملك الموت وأنصاره غير حقيقي؟
الإجابة واضحة في الأسطر التي السابقة، وهي فعل ملك الموت وأعوانه حقيقي على جهة التنفيذ لا جهة الابتدار، ولا أظنك تقول أن ملك الموت وأعوانه يبتدورن قبض الأرواح!
وسؤالك الثاني:- هل ملك الموت وأعوانه موكلون بأمر لا يقدرون عليه؟
الإجابة عليه أيضا في غاية الوضوح، وهي أن الله يكلف كل خلق بما يطيقه ويقدر عليه وإلا لكان في التكليف بما لا يطاق مانع للحساب والثواب والعقاب، ولا أظنك تقول غير ذلك!
وسؤالك الثالث:- ماهو عالم الظاهر وما هو الباطن؟ وهل عالم الظاهر حقيقي أو مجازي؟
فالإجابة عليه أيسر من سابقيه، لقد اتهمت الرازي بأنه أشعري، والأشاعرة لا تقول بظاهر النص وباطنه، إنما هذا قول الشيعة، ولا أظنك تضيف إلى تهمك للرازي بأنه شيعي!
يا أخي الحبيب، مقصود الرازي بقوله (الظاهر) هو عالم الواقع الذي يعيشه الناس ويدركونه، وكل نفس ذاقة الموت.
هدانا الله وإياك وجعلنا ممن ترك المراء لوجه الله تعالى وهذه آخر مشاركة لي في هذا الموضوع.
والله الهادي إلى سبيل الرشاد
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[01 Apr 2009, 04:12 ص]ـ
الأخ الكريم مفسر .. عنوان مقالك جذبني بقوة إلى قراءته، والحقيقة أن المثال الذي ذكرته يحتاج إلى مراجعة وزيادة بيان وفي رأيي أن نقد الشيخ وليد بيومي وفقه الله في محله، فليتك تتكرم بزيادة البيان والإيضاح بأمثلة أخرى .. والله يوفقك لكل خير ..
ـ[مفسر]ــــــــ[01 Apr 2009, 10:04 ص]ـ
فعل ملك الموت وأعوانه حقيقي على جهة التنفيذ لا جهة الابتدار، ولا أظنك تقول أن ملك الموت وأعوانه يبتدورن قبض الأرواح!
ما معنى كلامك هذا ليتك تفصل وتوضح ما تريد!
وسؤالك الثاني:- هل ملك الموت وأعوانه موكلون بأمر لا يقدرون عليه؟
الإجابة عليه أيضا في غاية الوضوح، وهي أن الله يكلف كل خلق بما يطيقه ويقدر عليه وإلا لكان في التكليف بما لا يطاق مانع للحساب والثواب والعقاب، ولا أظنك تقول غير ذلك!
كلام جميل ولا غبار عليه!
لقد اتهمت الرازي بأنه أشعري، والأشاعرة لا تقول بظاهر النص وباطنه، إنما هذا قول الشيعة، ولا أظنك تضيف إلى تهمك للرازي بأنه شيعي!
هذه ليست تهمة! هذه حقيقة متفق عليها عند أهل العلم ولا جدال فيها! بل هو من أهم المنظرين الأكابر للأشاعرة!
والأشاعرة لا تقول بظاهر النص وباطنه، إنما هذا قول الشيعة، ولا أظنك تضيف إلى تهمك للرازي بأنه شيعي!
الموضوع ليس ظاهر النص وباطنه! لا تذهب بعيدا وهون على نفسك!
يا أخي الحبيب، مقصود الرازي بقوله (الظاهر) هو عالم الواقع الذي يعيشه الناس ويدركونه، وكل نفس ذاقة الموت.
أعرف أنه يريد بالظاهر هو ما يراه العباد وما يظهر لهم وما يدركونه!
والسؤال هو: هذا الواقع هل هو حقيقي أم هو غير حقيقي؟
هدانا الله وإياك وجعلنا ممن ترك المراء لوجه الله تعالى
آمين ....
وهذه آخر مشاركة لي في هذا الموضوع.
قرار مناسب!
ما أظننا سنستفيد منك علما!
ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[01 Apr 2009, 08:51 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبي بعده،
جزاك الله خيرا أخانا الفاضل فقد أهديتنا من حسناتك وأخذت من سيئاتنا، ونسأل الله علما نافعا ونعوذ بالله من علم لا ينفع!
والله الهادي إلى سبيل الرشاد
ـ[المنصور]ــــــــ[01 Apr 2009, 09:51 م]ـ
لاحول ولاقوة إلا بالله
أظنكما لو تأنيتما لما كتبتما ماسبق أعلاه
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
غفر الله لنا ولكم
اللهم علمنا ماينفعنا وانفعنا بما علمتنا
ـ[مفسر]ــــــــ[01 Apr 2009, 10:23 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبي بعده،
جزاك الله خيرا أخانا الفاضل فقد أهديتنا من حسناتك وأخذت من سيئاتنا، ونسأل الله علما نافعا ونعوذ بالله من علم لا ينفع!
والله الهادي إلى سبيل الرشاد
ما أظن أني أسأت إليك! أنت أسأت إلى نفسك!
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[02 Apr 2009, 07:00 م]ـ
قرار مناسب!
ما أظننا سنستفيد منك علما!
أخي الكريم مفسر، نرجو أن تكون لغة الحوار ملتزمة بأدب الحوار بين طلاب العلم، والملتقى لا يرضى بهذه العبارات، مهما كان الدافع لها، وقوة الحجة تكون بالأدلة لا بقسوة العبارة ..
ـ[مفسر]ــــــــ[03 Apr 2009, 07:28 م]ـ
وهل الملتقى يعتبر التعالي على الآخرين ووصمهم بالجهل والتهديد بأن هذه آخر مشاركة له من أدب الحوار!
هو قال أن هذه أخر مشاركة فهل تنتظر مني أن أستجديه أن يستمر وهو يمن علي ذلك.
وأما قولي ما أظن أننا سنستفيد منك علما فهذا هو ظني به ولو أنه أظهر لنا علما مميزا لصبرنا على عجرفته وتعاليه مقابل ما نطمع به من علمه!
ألا ترى أنه ينكر أن الرازي أشعري؟
هل قلت له مثل ما قال ووصمته بالجهل كما فعل؟
مالكم كيف تحكمون؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[03 Apr 2009, 09:47 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبي وحده،
وبعد،،،
كنت قد عزمت أن لا أشارك في هذا الموضوع ليس تعاليا على أحد أو عجرفة أو تهديدا، بل كما قلت تركا للمراء والجدال لوجه الله تعالى.
السبب الذي دفعني إلى هذا العزم هو أن الآية موضوع المدارسة غاية في الوضوح ولا تحتاج إلى مزيد جهد،
ولكني بعد أن قرأت تعقيب أخينا الفاضل مفسر (ولا داعي للتفصيل فما كتبه أمام الجميع ليقرأه) رأيت أنه من واجبي أن أطرح مزيد إيضاح لا لموقفي- فلم أغضب إطلاقا لكلماته- بل للقضية محل النقاش:-
قلت من قبل أن فعل ملك الموت وأعوانه (توفي الأنفس) حقيقي على جهة التنفيذ لا جهة الابتدار، ثم طلب أخونا الفاضل مفسر مزيد إيضاح، واستجابة لطلبه نوضح له وبالله التوفيق،
ملك الموت وأعوانه لا يسارعون إلى قبض الأرواح من تلقاء أنفسهم، بل لا يتحرك ملك الموت إلا إذا صدر إليه الأمر من الله تعالى، وهذه الحقيقة بعينها في أعوان ملك الموت فهم لا يتحركون إلى التوفي إلا إذا أصدر ملك الموت إليهم الأمر. وهذه الحقائق ثابته بالقرآن أن الملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، فهم الفاعلون الحقيقيون لما أمرهم الله به،
وهذا هو المقصود بنسبة الفعل لملك الموت وأعوانه على جهة التنفيذ، لأنهم ينفذون أمر الله تعالى لهم، ولهذا هم المباشرون الحقيقيون في عالم الواقع للتوفي، وهذا ما اتفق الرازي عليه مع الطبري تماما،
أما كون عالم الواقع هذا حقيقي أو غير حقيقي، فله تفصيل لا بد منه، عالم الواقع هذا حقيقي نسبيا في حق الأحياء المشاهدين للميت حال التوفي وما يصحبه من سكرات الموت، لأنهم لا يرون ملك الموت وأعوانه حال التوفي، كما أنهم لا يسمعون ما يدور بين ملك الموت وبين المتوفي من حوار،
وقد أثبت الرحمن كشف الغطاء عن بصر من حضرته الوفاة حتى أصبح بصره حديدا، وهذا يعني بقاء الغطاء على بصر الأحياء،
وبخصوص عدم سماع الحوار فهذا ما قررته السنة المطهرة ولو سمعه البشر لصعقوا من فورهم،
و مستوى الواقع الحقيقي يتفاوت بين الحي ومن حضرته الوفاة، الحي يرى أثر التوفي في الواقع فيصدق بحدوث الوفاة ومن ثم يشرع في إتمام إجراءات الجنازة من غسل وكفن وصلاة ودفن، أما من حضرته الوفاة فهو يعيش التجربة بكاملها إلا أنه قد منع من الإفصاح عنها وتفاصيلها رحمة بالعباد من جهة وابتلاء لهم من جهة أخرى أيهم أحسن عملا.
لعلى وفيت بما طلب أخونا مفسر
ونسأل الله الغفران والعفو، وجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب!
والله الهادي إلى سبيل الرشاد
ـ[مفسر]ــــــــ[03 Apr 2009, 09:58 م]ـ
شكرا أخي ولكل من شاء أن يشارك فله ذلك ومن أراد أن لا يشارك فلا داعي أن يقول أنا لن أشارك إلا إن طلبنا منه فله أن يوافق أو يرفض!
ثم نحن لم نتمارى أو نتجادل! مجرد استفسار بسيط ليتم بعده عرض وجهة النظر!
ثم أخي الكريم هل مازلت مصر على أن الرازي ليس أشعري؟
ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[03 Apr 2009, 10:25 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبي بعده،
وبعد،،،
يَسًر الله الخير لمن أراد، وأعتقد أن المشاركة من عدمها في أي موضوع ليست حكرا على أحد ولا تتوقف على الاستئذان من صاحب الموضوع، وإلا لما طرحه من البداية، فليس من حق أي صاحب موضوع بما فيهم أنا وغيري أن يصادر على حق أحد من الأعضاء في المشاركة، فكل يؤخذ منه ويرد إلا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
لعلك توافقني أخونا الفاضل في هذا،
كما أنه لكل عضو بما فيهم أنا وأنت الحرية كاملة في أن يشارك أو لا يشارك في أي موضوع، كما له الحق أن يعبر عن عدم رغبته في المشاركة لسبب يرتضيه وإن لم يفصح عنه.
أما بخصوص أشعرية الرازي، فلا أظن كون الرازي أشعريا يخرجه عن ملة الإسلام أو يغمصه قدره بين أهل العلم،
والله الهادي إلى سبيل الرشاد(/)
آية أخرى توقف عندها سيد رحمه الله
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 Mar 2009, 11:20 م]ـ
(لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآَمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) سورة المائدة (93)
يقول سيد رحمه الله تعالى:
"ولم أجد في أقوال المفسرين ما تستريح إليه النفس في صياغة العبارة القرآنية على النحو وتكرار التقوى مرة مع الإيمان والعمل الصالح، ومرة مع الإيمان، ومرة مع الإحسان. . كذلك لم أجد في تفسيري لهذا التكرار في الطبعة الأولى من هذه الظلال ما تستريح إليه نفسي الأن. . وأحسن ما قرأت - وإن كان لا يبلغ من حسي مبلغ الارتياح - هو ما قاله ابن جرير الطبري: «الاتقاء الأول هو الاتقاء بتلقي أمر الله بالقبول والتصديق والدينونة به والعمل. والاتقاء الثاني الاتقاء بالثبات على التصديق والثالث الاتقاء بالإحسان والتقرب بالنوافل». .
وكان الذي ذكرته في الطبعة الأولى في هذا الموضع هو: «إنه توكيد عن طريق التفصيل بعد الإجمال.
فقد أجمل التقوى والإيمان والعمل الصالح في الأولى. ثم جعل التقوى مرة مع الإيمان في الثانية، ومرة مع الإحسان - وهو العمل الصالح - في الثالثة. . ذلك التوكيد مقصود هنا للاتكاء على هذا المعنى. ولإبراز ذلك القانون الثابت في تقدير الأعمال بما يصاحبها من شعور باطني. فالتقوى. . تلك الحساسية المرهفة برقابة الله، والاتصال به في كل لحظة. والإيمان بالله والتصديق بأوامره ونواهيه، والعمل الصالح الذي هو الترجمة الظاهرة للعقيدة المستكنة. والترابط بين العقيدة الباطنة والعمل المعبر عنها. . هذه هي مناط الحكم، لا الظواهر والأشكال. . وهذه القاعدة تحتاج إلى التوكيد والتكرار والبيان «.
وأنا، اللحظة لا أجد في هذا القول ما يريح أيضاً. . ولكنه لم يفتح عليَّ بشيء آخر. . والله المستعان ".
ـ[أبو الحارث العامودي]ــــــــ[16 Mar 2009, 04:13 م]ـ
شكرا لك اخي محب القرآن
لقد شغلتني هذه اللآية بعد أن قرأت ما كتبته أنت، وقد هديت إلى مقال في موقع الكتروني يفسر اللآية ولم أعثر على اسم الكاتب
((جاء في الآية 93 من سورة المائدة " لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآَمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ".
إذا اتقى المؤمن المحارم وعمل الصالحات فلا يضره بعد ذلك عمل، طالما أنّه يتحرى الحلال ويمارس العمل الصالح. وتكون التقوى في الدرجة الأولى بالابتعاد من المحرمات والمكروهات، أي بالابتعاد عن عوامل الهدم قبل الاشتغال بالبناء. أما العمل الصالح فهو في الحقيقة بناء وارتقاء، ويكتسب كل ذلك قيمة في الشرع عندما يقوم على أساس من الإيمان الصحيح.
لقد أشكلت هذه الآية على كثير من أهل التفسير، ومنهم سيد قطب، رحمه الله؛ عند تفسيره لقوله تعالى: " إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآَمَنُوا " بعد قوله: " إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ". والذي نراه أنّ الآية الكريمة تكشف لنا عن حقيقة العلاقات بين الإيمان والعمل الصالح. فمعلوم أنّ جمهور أهل السُنّة والجماعة يُعرّفون الإيمان بأنه: تصديق بالقلب وإقرار باللسان وعملٌ بالأركان. وقد خالف أبو حنيفة، رحمه الله، فاعتبر أنّ الإيمان هو تصديق بالقلب وإقرار باللسان. أي أنّ العمل الصالح عند أبي حنيفة لا يدخل في ماهية الإيمان.
لا شك أنّ الإيمان تصديق بالدرجة الأولى، وينبني على هذا التصديق فعل وترك، وهذا واضح في قوله تعالى: "إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ". وعندما يكون الكف عن المحارم وعمل الصالحات نابعاً عن الإيمان، وعندما يصبح عادة وديدناً للإنسان، تنشأ عن ذلك علاقة جدلية ارتقائية؛ أي أنّ العمل الصالح الذي يصدُر عن إيمان يقوي هذا الإيمان، ثم لا يلبث هذا الإيمان القوي أن يقود إلى عمل أصلح، ... وهكذا في مسيرة ارتقائية. ومن هنا قال جمهور أهل السُنّة والجماعة: "الإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي".
عندما يحصل مثل هذا الارتقاء لا تعود تلاحظ خطوطاً فاصلة بين حقيقة الإيمان وحقيقة العمل. وحتى تتضح الفكرة نضرب مثالاً بالأشخاص الذين يتعلمون الطباعة على الآلة الكاتبة، حيث يلزمهم معرفة الحروف ومواقعها على لوحة المفاتيح. وعندما يمارس المبتدئ عملية الطباعة يكون حاضر الذهن مفتوح العيون فلا يضغط على مفتاح الحروف حتى يتعرف عليه، ومن هنا تكون العملية في البداية في غاية البطء والتكلّف. وبعد حين ونتيجة للممارسة الطويلة ذهنياً وعملياً نجد أنّ متقن الطباعة لا يعود يفكر في مواقع الحروف ولا يعود يتكلف الأمر، بل يحصل اندماج بين الفكرة والسلوك ويصبح الفعل سليقة، ولا تعود تلاحظ خطوطاً فاصلة بين الفكرة والسلوك.
فالآية الكريمة تتحدث إذن عن الحالة الارتقائية الاندماجية التي تنتج عن ممارسة العمل الصالح على أساس من الإيمان.
فالبداية إذن:" اتَّقَوْا وَآَمَنُوا وَعَمِلُوا"، ثم: " اتَّقَوْا وَآَمَنُوا "، أي أنه لم يعد هناك فصل بين حقيقة الإيمان والعمل، بل إنّ الأمر يصل في مسيرة الارتقاء إلى حالة هي أرقى من الإيمان، ألا وهي الإحسان، حيث يكون التصديق أقرب إلى عالم المشاهدة، وحيث يكون العمل في أبهى صورة، ويصدر عن المحسن من غير فكر ولا رَويّة:" ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا".
إنّ أمثال هؤلاء إذا ما استشكل عليهم حكم شرعي، ولم يصل بهم فقههم إلى ترجيحٍ ظاهر يكفيهم عندها فتوى القلوب، تماماً كما هو الأمر عندما ننظر بأكثر من عين وتكون لدينا صورة واحدة))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شاكر]ــــــــ[17 Mar 2009, 06:35 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخانا الفاضل محب القرآن وجعله ربيع قلبك وقلوبنا.
يقول سيد رحمه الله تعالى:
وأنا، اللحظة لا أجد في هذا القول ما يريح أيضاً. . ولكنه لم يفتح عليَّ بشيء آخر. . والله المستعان ".
رحم الله صاحب الظلال وجعل راحته في آخرته
هل من مزيد من الفتح عليه؟!
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[17 Mar 2009, 01:06 م]ـ
أبا الحارث العمودي
شاكر
شكر الله لكما وجزاكما السعادة في الدنيا والآخرة.
وأنا أبحث في التفاسير عن أقوال أهل العلم في هذه الآية وجدت كلاما جيدا في نظم الدرر للبقاعي رحمه الله هذا نصه:
"وروى الشيخان عن أنس رضي الله عنه قال: «كنت ساقي القوم يوم حرمت الخمر في بيت أبي طلحة رضي الله عنه وما شرابهم إلا الفضيخ: البسر والتمر، وإذا منادٍ ينادي: ألا! إن الخمر قد حرمت، فقال لي أبو طلحة رضي الله عنه: اخرج فاهرقها، فهرقتها، فقال بعض القوم: قد قتل فلان وفلان وهي في بطونهم؟
فأنزل الله تعالى {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح} على أنه لو لم يرد هذا السببُ كانت المناسبة حاصلة، وذلك أنه تعالى لما أباح الطيب من المأكل وحرم الخبيث من المشرب، نفى الجناح عمن يأكل ما أذن فيه أو يشرب عدا ما حرمه.
فأتى بعبارة تعم المأكل والمشرب فقال: {فيما طعموا} أي مأكلاً كان أو مشرباً، وشرط ذلك عليهم بالتقوى ليخرج المحرمات فقال: {إذا ما اتقوا} أي أوقعوا جميع التقوى التي تطلب منهم فلم يطعموا محرماً.
ولما بدأ بالتقوى وهي خوف الله الحامل على البعد عن المحرمات، ذكر أساسها الذي لا تقبل إلا به فقال: {وآمنوا} ولما ذكر الإقرار باللسان، ذكر مصداقه فقال: {وعملوا} أي بما أداهم إليه اجتهادهم بالعلم لا اتفاقاً {الصالحات ثم اتقوا} أي فاجتنبوا ما جدد عليهم تحريمه {وآمنوا} أي بأنه من عند الله، وأن الله له أن يمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء، وهكذا كلما تكرر تحريم شيء كانوا يلابسونه.
ولما كان قد نفى الجناح أصلاً ورأساً، شرط الإحسان فقال: {ثم اتقوا وأحسنوا} أي لازموا التقوى إلى أن أوصلتهم إلى مقام المراقبة، وهي الغنى عن رؤية غير الله، فأفهم ذلك أن من لم يبلغ رتبة الإحسان لا يمتنع أن يكون عليه جناح مع التقوى والإيمان، يكفر عنه بالبلايا والمصائب حتى ينال ما قدر له مما لم يبلغه عمله من درجات الجنان، ومما يدل على نفاسة التقوى وعزتها أنه سبحانه لما شرطها في هذا العموم، حث عليها عند ذكر المأكل بالخصوص - كما مضى فقال «واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون»، وهذا في غاية الحث على التورع في المأكل والمشرب وإشارة إلى أنه لا يوصل إلى مقام الإحسان إلا به - والله الموفق.
ولما كان التقدير: فإن الله يحب المتقين المؤمنين، عطف عليه قوله: {والله} أي الذي له صفات الكمال {يحب المحسنين}."
الأخ المشرف تم تكرير الموضوع خطأً
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[17 Mar 2009, 01:06 م]ـ
أبا الحارث العمودي
شاكر
شكر الله لكما وجزاكما السعادة في الدنيا والآخرة.
وأنا أبحث في التفاسير عن أقوال أهل العلم في هذه الآية وجدت كلاما جيدا في نظم الدرر للبقاعي رحمه الله هذا نصه:
"وروى الشيخان عن أنس رضي الله عنه قال: «كنت ساقي القوم يوم حرمت الخمر في بيت أبي طلحة رضي الله عنه وما شرابهم إلا الفضيخ: البسر والتمر، وإذا منادٍ ينادي: ألا! إن الخمر قد حرمت، فقال لي أبو طلحة رضي الله عنه: اخرج فاهرقها، فهرقتها، فقال بعض القوم: قد قتل فلان وفلان وهي في بطونهم؟
فأنزل الله تعالى {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح} على أنه لو لم يرد هذا السببُ كانت المناسبة حاصلة، وذلك أنه تعالى لما أباح الطيب من المأكل وحرم الخبيث من المشرب، نفى الجناح عمن يأكل ما أذن فيه أو يشرب عدا ما حرمه.
فأتى بعبارة تعم المأكل والمشرب فقال: {فيما طعموا} أي مأكلاً كان أو مشرباً، وشرط ذلك عليهم بالتقوى ليخرج المحرمات فقال: {إذا ما اتقوا} أي أوقعوا جميع التقوى التي تطلب منهم فلم يطعموا محرماً.
ولما بدأ بالتقوى وهي خوف الله الحامل على البعد عن المحرمات، ذكر أساسها الذي لا تقبل إلا به فقال: {وآمنوا} ولما ذكر الإقرار باللسان، ذكر مصداقه فقال: {وعملوا} أي بما أداهم إليه اجتهادهم بالعلم لا اتفاقاً {الصالحات ثم اتقوا} أي فاجتنبوا ما جدد عليهم تحريمه {وآمنوا} أي بأنه من عند الله، وأن الله له أن يمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء، وهكذا كلما تكرر تحريم شيء كانوا يلابسونه.
ولما كان قد نفى الجناح أصلاً ورأساً، شرط الإحسان فقال: {ثم اتقوا وأحسنوا} أي لازموا التقوى إلى أن أوصلتهم إلى مقام المراقبة، وهي الغنى عن رؤية غير الله، فأفهم ذلك أن من لم يبلغ رتبة الإحسان لا يمتنع أن يكون عليه جناح مع التقوى والإيمان، يكفر عنه بالبلايا والمصائب حتى ينال ما قدر له مما لم يبلغه عمله من درجات الجنان، ومما يدل على نفاسة التقوى وعزتها أنه سبحانه لما شرطها في هذا العموم، حث عليها عند ذكر المأكل بالخصوص - كما مضى فقال «واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون»، وهذا في غاية الحث على التورع في المأكل والمشرب وإشارة إلى أنه لا يوصل إلى مقام الإحسان إلا به - والله الموفق.
ولما كان التقدير: فإن الله يحب المتقين المؤمنين، عطف عليه قوله: {والله} أي الذي له صفات الكمال {يحب المحسنين}."(/)
حمَّالة الورد
ـ[محمد بن إبراهيم الحمد]ــــــــ[16 Mar 2009, 05:52 م]ـ
حمَّالة الورد
اطلعت على كتاب بعنوان: "الرسائل المتبادلة بين جمال الدين القاسمي ومحمود شكري الألوسي" جمع وتحقيق أخينا المحقق الكبير الشيخ محمد بن ناصر العجمي _حفظه الله_.
وهذه الرسائل تحتوي على فوائد، وغرر، وتتضمن أموراً أشار إليها جامعها ومحققها في مقدمته، ومنها:
1_ التواصي بالحق والدعوة إليه، ونصرة دين الله _عز وجل_ والتشاور في مسائل العلم.
2_ اشتمال ديباجةِ كلِّ رسالة من رسائلهما على معرفة قدر كل واحد منهما للآخر، ومدحه والثناء عليه بما هو أهله، مع كمال الأدب والاحترام، وذلك في أسلوب جزل، وبيان حسن، مطرز بالسجع والمحسنات البديعية، وهي تصور ما كانوا عليه من صفاء الود، واتحاد الآراء، ولو نأت الديار.
3_ السؤال بإلحاح عن كتب ورسائل شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية-رحمه الله- وتتبع مخطوطاتها، والسعي الحثيث في محاولة نشرها ونسخها والاعتناء بها.
بل إن بداية المراسلات بينهما كانت مبنية على ذلك.
وقد كشفت هذه الرسائل أن القاسمي والألوسي كان لهما دور كبير في نشر عدد ليس بالقليل من كتب شيخ الإسلام، يقول القاسمي في إحدى رسائله مخاطباً الألوسي: "ولا أحد ينسى لمولانا حرسه الله من المقام المحمود في هذا المجال _يعني نشر كتب ابن تيمية_ وسعيه الليل والنهار محتسباً وجه المتعال، وسيخلد له التاريخ لسان صدق يرتاح له أنصار الفضل، ورجال الحق".
ويقول _أيضاً_ في إحدى رسائله: "لا أقدر أن أعبر عن السرور الذي داخلني من اهتمامكم بنشر آثار شيخ الإسلام، فجزاكم الله عن هذا السعي خير الجزاء".
ويقول _أيضاً_ في رسالة أخرى له: "وإنما المهم نسخ آثار شيخ الإسلام التي في الخزانة، وتتبع المهم منها .... ".
4_ المذاكرة في الكتب عموماً، ونوادرها، وما نشر منها، وما لم ينشر، والحث على طباعة الكتب التي تنفع الأمة، وتنور أفكارها، وتنبهها إلى طريق الحق والصراط المستقيم، وأنه من الواجب الإصلاح العلمي إذا كان قد فات الإصلاح السياسي.
5_ كشفت هذه المراسلات عن صفحة مشرقة لمن يقوم بتمويل وطباعة هذه الكتب والإنفاق عليها من محبي كتب السلف، كالشيخ الوجيه محمد نصيف من جدَّة ثغر مكة المحروسة، والوجيه فخر التُّجار مقبل بن عبدالرحمن الذكير النجدي، والشيخ قاسم آل ثاني أحد أمراء قطر، وغيرهم من كرام أهل الفضل والشهامة.
وكشفت _أيضاً_ أن طباعة هذه الكتب كانت غالباً في مصر والشام والهند.
6_ ذِكْرُ ما لقي كلُّ واحدٍ منهما من أعداء الإصلاح والوشاة، وسؤال كل منهما عن الآخر، والاطمئنان على صحته وأحواله، ومواساته فيما أصابه من حوادث الزمان، مما يدل على حسن الصلة الأخوية والرابطة العقدية، يقول القاسمي في إحدى رسائله معزياً الألوسي في أحد أعمامه: "كدَّرنا وأيم الحق نبأ انتقال سيادة العم المعظم، فعوضه الله الجنة، وسلم آله وأنجاله، وسلَّم سيادة مولانا لهم ولنا وللمحبين".
ويقول الألوسي ردّاً على تعزية القاسمي: "تلقيت اليوم كتابكم الكريم، وقد اشتمل على ما جُبِلْتُم عليه من المودة الحقيقية، ولا شك أن المودة في الله بين الإخوان تشاركهم في المسرات والاحزان، وتساهمهم في حالتي الرجاء واللأواء".
7_ السؤال عن الإخوان والأصحاب كالشيخ محمد رشيد رضا، والشيخ عبدالرزاق البيطار، والشيخ علي بن نعمان الألوسي، وغيرهم من تلك الصحبة الناصرة للإصلاح والدين.
8_ التوجع لأحوال المسلمين وبلادهم، وتقهقرهم، وانتصار الأعداء عليهم، يقول الألوسي في إحدى رسائله إلى القاسمي: "هذا، والمُخْلِصُ مضطرب البال، ضيق الصدر جداً جداً مما حل ببلاد المسلمين من البلاء، واستيلاء الكفار عليها؛ فما ندري ماذا نعمل وقد أحاط الكفر بجميع بلاد المسلمين؟ وأصبحت على خطر عظيم".
ويقول القاسمي مجيباً بمثل كلام صاحبه الألوسي: "همومنا لِما نزل بالمسلمين أجمَدَ _والله_ منا الأفكار والأقلام، وأراني في تفرقٍ وتلاشٍ، وحالة لا توصف، فرَّج المولى عنا بفضله وكرمه".
9_ ثناء الألوسي على مؤلفات القاسمي التي تصله منه كقوله عن كتابه "الفتوى في الإسلام": "رأيته مشحوناً بالفوائد، مملوءاً من غُرر العوائد، كأنه سبيكة عَسْجَدٍ، أو درٌ مُنَضَّدٌ".
(يُتْبَعُ)
(/)
وثناء القاسمي على جهود الألوسي كقوله عن كتابه "غاية الأماني": "فالحمد لله على نعمة هذا الكتاب، وجزى الله سيدنا عنه خير ما جزى أولياءه وأحباءه؛ إنه الكريم الوهاب، ولا زالت مآثره تتلى وتنشر".
10_ الحرص الأكيد على ردِّ الجواب من كل منهما مع الاحتفاء بهذه الرسائل والعناية بها؛ فإن رسائل الألوسي التي كانت تصل إلى القاسمي يطلع عليها أصحابه وتلاميذه.
يقول الأديب الكبير عز الدين التنوخي عضو المجمع العلمي بدمشق، وأمين سره، وأحد تلامذة القاسمي النُّبغاء: "كان الشيخ محمود شكري الألوسي صديق شيخنا الجمال القاسمي الحميم، وكان شيخنا الإمام _يعني القاسمي_ يقرأ لنا الرسائل الألوسية؛ لنستفيد من أسلوب كتابتها، ومما تشتمل عليه من طرائف العلم والأدب، فعلقت محبة الألوسي بقلوبنا ... ".
ومما يدل على حرص القاسمي على رسائل صاحبه الألوسي أنه كان قد قسمها إلى مجموعتين، كل مجموعة أفردها بالتجليد في مجلد صغير يحمل عنوان رسائل الألوسي.
أما اهتمام الألوسي برسائل القاسمي فإنه لا يقل عن اهتمام القاسمي برسائله؛ فقد ألَّف الألوسي كتاباً بعنوان: "رياض النَّاظرين في مراسلات المعاصرين" ذكر فيه من راسله من علماء وأدباء عصره، وقد أودع فيه جميع رسائل القاسمي إليه، ولولا هذا الصنيع لما وقفنا على رسائل القاسمي هذه؛ فما أجمل ما عمل كل منهما، ولو أن كل عالم كان يصنع مثل هذا الصنيع لما فاتنا كثير من هذه الفوائد الغالية.
هذه إلماعة سريعة، وعجالة لطيفة حول محتوى هذه الرسائل، وما فيها من طرائف علمية.
وليس المقصود ههنا إعطاء القارئ صورة لهذا الكتاب، وما يتضمن من فوائد، وإنما هو ما نحن بصدده من عنوان هذه الكلمة.
فأنت حين تقرأ هذه المكاتبات، وترى ما فيها من الحفاوة البالغة، والتواصل المستمر، والود الذي هو أحلى من الفرات، وأصفى من بَرَدَى يصفِّق بالرحيق السلسل _ تظن أن القاسمي والألوسي رضيعا لبان، وأنهما دوماً يلتقيان ولا يفترقان؛ فإذا بك تفاجأ بأنهما فارقا الدنيا، ولم يحصل بينهما لقاء، وإنما هي مراسلات، ومحبة في الغيب فحسب!
ولك أن تسأل: كيف نشأت تلك المحبة الخالصة؟ وكيف حصل ذلك التعاون بين اثنين لم ير أحدهما صاحبه؟ وما الذي جعل تلك العلاقة تزداد مع الأيام قوة ووثاقة؟
والجواب: أن السبب في ذلك حَمَّالةُ وردٍ، ورسول ودٍّ، وواسطةُ عِقْدٍ حرص كل الحرص على ربط ذلك العلامة بِتِرْبِه وأخيه في العلم.
ذلكم هو تلميذ لهما اسمه الشيخ عبدالعزيز السناني النجدي من أهالي عنيزة في منطقة القصيم المقيم في بغداد؛ فإنه كان يراسل العلامة القاسمي، ويخبره عن قرينه في العلم والأدب العلامة الألوسي، ويبلغه تحياته، وأشواقه، وأخباره العلمية؛ حتى عَلِقَ كلُّ واحدٍ منهما صاحبه بسبب ذلك التلميذ البار النجيب ذي النفس الكريمة، والأفق الواسع.
ولما توفي التلميذ السناني سنة 1326هـ بدأت المكاتبات بين القاسمي والألوسي مباشرة بعد أن كان ذلك التلميذ هو الواسطة.
يقول القاسمي -رحمه الله- في أول رسالة: "أما وقد مضى الشيخ _يعني السناني_ إلى رحمة الله فلم يبق إلا التواصل مع السيد أطال المولى بقاءه".
وقد كانت هذه الرسالة في السابع عشر من شوال سنة 1326هـ مع هدية من القاسمي وهي كتابه "دلائل التوحيد".
وقد أجابه الألوسي عن رسالته في السنة نفسها في غرة ذي الحجة، فأثنى عليه، وعلى كتابه "دلائل التوحيد" ثناءً عاطراً، مما كان له أطيب الأثر في نفس القاسمي الذي كتب في مذكراته الخاصة لسنة 1326هـ في 27 ذي الحجة ما يلي: "اليوم ورد من بغداد كتاب من العلامة شكري أفندي الألوسي أَشَفَّ عن فضل، وكمال، وصدق محبة، وروحانية، وقد أسهب في تقريظ كتاب دلائل التوحيد، فجزاه المولى خير الجزاء".
فهذه بداية المراسلة بينهما، وقد استمرت إلى أن فارق القاسمي الحياة سنة 1332هـ ولم يبلغ الخمسين من عمره حيث ولد عام 1283هـ.
أما الألوسي فقد توفي في الرابع من شوال عام 1342هـ.
ثم استمرت تلك العلاقة بين تلامذتهما إلى يومنا هذا.
ولعل أبرز تلك العلاقات ما كان بين العلامتين: الشيخ محمد بهجة البيطار تلميذ القاسمي، والشيخ محمد بهجة الأثري تلميذ الألوسي _رحمهم الله جميعاً_.
والشاهد من هذا كله بيان بركة ذلك الطالب النجيب الشيخ عبدالعزيز السناني الذي جمع الله به قلبي الألوسي والقاسمي، فكان من ثمرة ذلك خيرٌ عظيم ساقه الله للعلامتين، وللأمة.
فما أحوجنا إلى ذلك الطراز من طلبة العلم ممن يجمعون القلوب، ويؤلفون بين الناس، ويقربون العلماء إلى بعض، وينفون عن قلوبهم ما قد يشوبها من الوحشة والقطيعة، وينقلون إليهم ومنهم الأخبارَ الطيبةَ التي تجمع وتؤلف، ويحملون منهم وإليهم السلام، والكلمات التي تَحْمِل ثناءَ بعضهم على بعض، ويغضون الطَّرْفَ عن الكلمات أو الآراء التي قَدْ تُحْدِثُ نُفْرَةً أو شرخاً في المودة.
وإنك إذا تأملتَ في حال الأمة، وما يكون من القطيعة بين بعض أهل العلم _ وجَدْتَ أنه يرجع إلى أسباب كثيرة، وقد يكون من أبرزها التفريط بهذا الأصل، وقلة المبالاة بتلك المبادرات التي نحسبها يسيرة، وهي عظيمة الوقع، عميمة النفع.
فأجدر بطلاب العلم، أن يتحلوا بهذا الوصف، وأن يبذلوا قصارى جهدهم للتمثل به، حتى يؤدوا ثمرة العلم، ويكونوا حمالة ورد لا حمالة حطب.
وأخلق بهم أن ينأوا عن كل ما يسبب الفتنة والفرقة، وإيغار الصدور، وتأليب بعض الناس على بعض.
فإذا هدأت النفوس، وانطوت القلوب على المحبة والوئام _ كان من آثار ذلك زيادة العلم والإيمان، والارتقاء بالأخلاق، والأعمال.
وهكذا يكون طلاب العلم مصابيحَ دجىً، وأعلامَ هدىً تؤتي علومُهم، وأخلاقُهم أُكُلَها أضعافاً مضاعفة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[16 Mar 2009, 06:09 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا دكتور. وقد قرأت مقالكم منذ أيام في موقع الإسلام اليوم، واستفدت منه.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Mar 2009, 12:55 م]ـ
جزاكم الله خيراً يا أبا إبراهيم على هذه المقالة الموفقة، وقد شوقتني لقراءة هذه الرسائل المتبادلة، فقد رأيتها في المعرض في دار البشائر، وترددت في شراءها، ولعلي أعود فاشتريها من إحدى المكتبات بإذن الله، جعلك الله مباركاً أينما كنت ورزقك الإخلاص والتوفيق.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[17 Mar 2009, 09:33 م]ـ
أحسنت يا شيخ محمد أحسن الله إليك وزادك الله من فضله علماً وأدباً وبركة.
وأحب أن أذكر الإخوة بكتاب من إعداد الشيخ محمد بعنوان: (الرسائل المتبادلة بين الشيخ ابن باز والعلماء) وهذا الكتاب يتمم ما عناه الشيخ محمد وفقه الله في مقالته.
وأحب أن أتحف الإخوة بشيء مما قيدته أثناء قراءتي للرسائل المتبادلة بين الشيخين جمال الدين القاسمي و محمود شكري الألوسي فمن ذلك:
1 ـ مر في ترجمة الشيخ جمال الدين القاسمي قوله عن نفسه: (وقد اتفق لي بحمده تعالى قراءة صحيح مسلم بتمامه رواية ودراية في أربعين يوماً، وقراءة سنن ابن ماجة كذلك في واحد وعشرين يوماً، وقراءة الموطأ كذلك في تسعة عشر يوماً، وقراءة تقريب التهذيب مع تصحيح سهو القلم فيه وتحشيته في نحو عشرة أيام.
فدع عنك الكسل، واحرص على عزيز وقتك بدرس العلم وإحسان العمل). ص19.
2 ـ من مؤلفات الشيخ جمال الدين القاسمي محاسن التأويل وقد قضى في تأليفه ستة عشر سنة، يقول العلامة الشيخ مصطفى الزرقا لابن الشيخ القاسمي الأستاذ ظافر: (إن قراءته تحتاج إلى عمر كامل فكيف ألفه، ولم يبلغ الخمسين من العمر؟). ص21.
3 ـ وهذه صورة من صور المراسلة:
قال الشيخ جمال الدين القاسمي في مراسلته للشيخ محمود شكري الألوسي:
مولانا العلامة الإمام، نفع المولى بعلومه الأنام، آمين.
أهدي المقام من السلام أعطره، ومن الشوق أوفره، وأرغب أن أكون مشمولاً بأنظاركم الإكسيرية، وممنوحا ًدعواتكم الخيرية الغيبية.
وقد كانت تشوقني مكاتبة سماحة الجناب، وتدعيم الروابط القلبية بالتراسل والخطاب، بيد أني كنت أنتظر تفضل المولى لا سيما وهو أحرى بالفواضل وأولى.
وقد جاء الرد من الشيخ محمود شكري الألوسي:
إلى حضرة العلامة السيد جمال الدين أفندي القاسمي.
سلا م عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد:
فقد حليت جيد الفضل بما أمليت، حتى أصبحت بكل منقبة أولى وأحرى بما أوليت، كيف لا وقد أسرجت خيول المجد، وألجمت أفواه الحساد، وأقمت ما تهدم من أركان الفخر، وأقعدت على الأعجاز أرباب العناد، وأوقدت للمشكلات سراجاً من فكرك غدت ذبالته لمدارات فراش أذهان الطلاب قطبا، وأجريت من صخور العويصات سلسبيلاً فراتاً وماء عذباً. ص 41 ـ 46.
شكر الله للشيخ محمد وسدده، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أحمد الغصن]ــــــــ[18 Mar 2009, 10:35 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء فضيلة الشيخ
ـ[التواقة]ــــــــ[21 Mar 2009, 02:09 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ..
جعل الله مقالكم هذا في ميزان حسناتكم فهو حمال درر ..
سبحان الله لماذا لاتبرز هذه النماذج؟
أما الطالب النجيب الشيخ عبدالعزيز السناني رحمه اللهوهو بيت القصيد فلقد رسم بخلقه هذا أدب التلميذ مع شيخه بل واكثر إنه تلميذ انتقل من دائرة التاثر بالشيخ إلى التأثير على الشيخ، لا أرى وفاء للشيخ أعظم من صنيعه هذا فهو لم ينفع به شيخه فقط وإنما نفع به الأمة ..(/)
كلمة مؤمنة في الرد على كلمة كافرة:
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[16 Mar 2009, 10:40 م]ـ
تطاول أحدهم على القرآن الكريم، فتحرك قلبٌ مؤمنٌ حرقة ًعلى كتاب الله، فكتب رسالة تقطر ألماً وغيرة إلى شخص أُعطي قلما سيالاً عُرف عنه الذب عن الإسلام والقرآن يحمله فيها المسؤلية في الرد على ذلك المتطاول ..... أترككم مع الرسالة:
"كلمة مؤمنة في رد كلمة كافرة:
تلقيت كتابًا هذه نسخته:
أكتب إليك متعجلًا بعد أن قرأت "كلمة كافرة" في "كوكب الشرق" الصادر مساء الجمعة 27 من أكتوبر؛ كتبها متصدر من نوع قولهم:
حبذا الإمارة ولو على الحجارة ... وسمى نفسه "السيد، فإن صدق فيما كتب صدق في هذه التسمية.
طعن القرآن وكفر بفصاحته، وفضل على آية من كلام الله جملة من أوضاع العرب، فعقد فصله بعنوان "العثرات" على ذلك التفضيل، كأنَّ الآية عثرة من عثرات الكتاب يصححها ويقول فيها قوله في غلط الجرائد والناشئين في الكتابة؛ وبرقع وجهه وجبن أن يستعلن، فأعلن بزندقته أنه حديث في الضلالة.
غلى الدم في رأسي حين رأيت الكاتب يلج في تفضيل قول العرب: "القتل أنفى للقتل" على قول الله -تعالى- في كتابه الحكيم: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ} [البقرة: 179]، فذكرت هذه الآية القائلة: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ} [الأنعام: 121] وهذه الآية: {شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ} [الأنعام: 112] ثم هممت بالكتابة فاعترضني ذكرك، فألقيت القلم؛ لأتناوله بعد ذلك وأكتب به إليك.
ففي عنقك أمانة المسلمين جميعًا لتكتبن في الرد على هذه الكلمة الكافرة لإظهار وجه الإعجاز في الآية الكريمة، وأين يكون موقع الكلمة الجاهلية منها؛ فإن هذه زندقة إن تركت تأخذ مأخذها في الناس؛ جعلت البر فاجرًا، وزادت الفاجر فجورًا: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} [الأنفال: 25].
واعلم أنه لا عذر لك. أقولها مخلصًا، يمليها على الحق الذي أعلم إيمانك به، وتفانيك في إقراره والمدافعة عنه والذود عن آياته؛ ثم اعلم أنك ملجأ يعتصم به المؤمنون حين تناوشهم ذئاب الزندقة الأدبية التي جعلت همها أن تلغ ولوغها في البيان القرآني.
ولست أزيدك، فإن موقفي هذا موقف المطالب بحقه وحق أصحابه من المؤمنين وأذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سئل علمًا فكتمه جاء يوم القيامة ملجمًا بلجام من نار" أو كما قال ..
والسلام عليكم ورحمة الله.
م. م.ش "
مصطفى صادق الرافعي
وحي القلم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[16 Mar 2009, 10:48 م]ـ
رد فعل الرافعي رحمه الله تجاه الرسالة:
"قرأت هذا الكتاب فاقشعر جسمي لوعيد النبي صلى الله عليه وسلم، وجعلت أردد الحديث الشريف أستكثر منه وأملأ نفسي بمعانيه، وإنه ليكثر فيَّ كل مرة، فإذا هو أبلغ تهكم بالعلماء المتجاهلين، والجهلاء المتعالمين؛ وإذا هو يؤخذ من ظاهره أن العالم الذي يكتم علمه النافع عن الناس يجيء يوم القيامة ملجمًا، ويؤخذ من باطنه أن الجاهل الذي يبث جهله الضار في الناس يجيء يوم القيامة ملجمًا مبرذعًا .. أي: فهذا وهذا كلاهما من حمير جهنم!
والتمست عدد "الكوكب" الذي فيه المقال وقرأته، ولم أكن أصدق أن في العالم أديبا مميزًا يضع نفسه هذا الموضع من التصفح على كلام الله وأساء الأدب في وضع آية منه بين عثرات الكتاب، فضلًا عن أن يسمو لتفضيل كلمة من كلام العرب على الآية، فضلًا عن أن يلج في هذا التفضيل، فضلًا عن أن يتهوس في هذه اللجاجة؛ ولكن هذا قد كان، ولا حول ولا قوة إلا بالله!
ولعمري وعمر أبيك أيها القارئ، لو أن كاتبًا ذهب فأكل فخلط فتضلع فنام فاستثقل فحلم .. أنه يتكلم في تفضيل كلمة العرب على تلك الآية، واجتهد جهده، وهو نائم ذاهب الوعي فلم يأل تخريفًا واستطالة، وأخذ عقله الباطن يكنس دماغه ويخرج منه "الزبالة العقلية" ليلقيها في طريق النسيان أو في طريق الشيطان -لما جاء في شأوه بأسخف ولا أبرد من مقالة "السيد" فسواء أوقع هذا التفضيل من جهة الهذيان والتخريف كما فعل كاتب النوم، أم وقع من جهة الخلط والحبط ما فعل كاتب الكوكب -فهذا من هذا، طباق سخافة بسخافة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
نعم إن مقالة الكوكب أفضل من مقالة الكاتب الحالم ... ولكن قليل الزيت في الزجاجة التي أهديت لجحا لا يعد زيتًا ما دام هذا القليل يطفو على ملء الزجاجة من .. من البول!
ولقد تنبأ القاضي الباقلاني قبل مئات السنين بمقالة الكوكب هذه فأسفلها الرد بقوله:
"فإن اشتبه على متأدب أو متشاعر أو ناشئ أو مرمدٍ فصاحة القرآن وموقع بلاغته وعجيب براعته فما عليك منه، إنما يخبر عن نفسه، ويدل على عجزه، ويبين عن جهله، ويصرح بسخافة فهمه وركاكة عقله" ما علينا ...
يقول كاتب الكوكب بالنص:
قالت العرب قديمًا في معنى القصاص: "القتل أنفى للقتل"، ثم أقبل القرآن الكريم على آثار العرب "هكذا" فقال: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 179]، وقد مضت سنة العلماء من أساطين البيان أن يعقدوا الموازنة بين مقالة العرب هذه وبين الآية الحكيمة أيتهما أشبه بالفصاحة "هكذا"، ثم يخلصون منها إلى تقديم الآية والبيان القرآني ... ثم قال: من رأي كاتب هذه الكلمة تقديم الكلمة العربية على الآية الغراء، "اللهم غفرًا" على ثلج الصدر بإعجاز القرآن "كلمة للوقاية من النيابة ... وإلا فماذا بقي من الإعجاز وقد عجزت الآية؟ زِه زِه يا رجل ... "
ثم قال: إن فيم تقدم به الكلمة العربية على الآية الحكيمة -"اللهم غفرًا"- مزايا ثلاثًا: أولى هذه المزايا الثلاث، هذا الإيجاز الساحر فيها؛ ذلك أن: "ألقتل أنفى للقتل" ثلاث كلمات لا أكثر، أما الآية فإنها سبع كلمات "كذا"، وعلى تلك فهي أقدم عهدًا وأسبق ميلادًا من آية التنزيل "تأمل" حاشا كلام الله القديم، والإيجاز ميزة أية ميزة؛ الميزة الثانية للكلمة الاستقلال الكتابي وقد التعاقد بينها وبين شيء آخر سابق عليها، حتى أن المتمثل بها المستشهد يبتدئ بها حديثًا مستتمًا ويختتمه في غير مزيد ولا فضل، فلا يتوقف ولا يستعين بغيرها، أما الآية فإنها منسوقة مع ما قبلها بالواو، فهي متعاقدة مترابطة معه، لا يتمثل بها المتمثل حتى يستعين بشيء سواها، وليس الذي يعتمد على غيره فلا يستقل كالذي يعتمد على نفسه فيستقل؛ الميزة الثالثة أن الكلمة ليست متصلة في آخرتها بفضل من القول تغني عنه، على حين تتصل بالآية بما تغني عنه من القول. ويعتد كالفضل وهو كلمتا {يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ} [البقرة: 179] و {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 179]، وإن كان لا زيادة في القرآن ولا فضول.
ثم قال: إن مدرسًا جاء بالفصل الذي عقده الإمام السيوطي في كتابه "الإتقان" لتفضيل الآية على الكلمة وفيه قرابة خمسة وعشرين حُجة؛ قال: إنها انحطت بعد أن رماها بنظره العالي إلى أربع: "أما الباقيات فمن نسج الانتحال والتزيد"،
قال: وأولاها أن الآية أوجز لفظًا، والكاتب يرى الآية: "سبع كلمات في تحديد ودقة"، قال: إذا لقد بطلت حجة الإيجاز في الآية "اللهم غفرًا"،
قال: والثانية: "أن في الكلمة العربية تكرارًا لكلمة القتل سلمت الآية منه، ورد الكاتب أن هذا التكرار: "يتحلل طلاوة ويقطر رقة، "قال": وهذا فمي فيه طعم العسل، "قلنا: وعليه الذباب يا سيدنا ... "
والثالثة: أن في الآية ذكرًا للقصاص بلفظه على حين لا تذكر الكلمة إلا القتل وحده، وليس كل قتل قصاصًا؛ ودفع الكاتب هذا بأن الكلمة انطوت على قتلين أحدهما ينفي صاحبه، فذاك هو القصاص؛
قال: "إذن فالكلمة والآية في قصد القصاص يلتقيان فرسي رهان"؛
والرابعة: أن القصاص في الآية أعم يشمل القتل وغيره.
وأقر الكاتب أن للآية فضلًا على الكلمة من هذه الناحية، ولكن الكلمة حكمة لا شريعة، وهي من قضاء الجاهلية، فليس عليها أن تبين ما لم يعرفه العرب ولم يخلق بعد، قال: "إذن فليست الكلمة مقصرة عن بيان، متبلدة عن إحسان".
هذا كل مقاله بحروفه بعد تخليصه من الركاكة والحشو وما لا طائل تحته، ونحن نستغفر الله ونستعينه ونقول قولنا .... "
وحي القلم
مصطفى صادق الرافعي
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[16 Mar 2009, 10:52 م]ـ
إذا أحد يرغب في أن أضيف رد الرافعي أضفته، وإلا فالمرجع هو:
وحي القلم مجلد/3 /ص 377 طبعة المكتبة للعصرية.
طبعاً هذا الموضوع تذكير لمن قرأه ومن ....... فهاهو الموضوع بين يديه.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[17 Mar 2009, 03:12 م]ـ
يقول ابني أوردت الشبهة ولم تورد الرد وهذا لا يُحسن.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: خشيت من الإطالة، وأحلت على المصدر.
قال: ليس الجميع يستطيع الرجوع إلى المصدر فمن المستحسن أن تضع الرد.
قلت: حباً وكرامة والله من وراء القصد ............. وهذا رد الرافعي رحمه الله تعالى:
"هذا كل مقاله بحروفه بعد تخليصه من الركاكة والحشو وما لا طائل تحته، ونحن نستغفر الله ونستعينه ونقول قولنا، ولكنا نقدم بين يدي ذلك مسألة، فمن أين للكاتب أن كلمة: "القتل أنفى للقتل" مما صحت نسبته إلى عرب الجاهلية، وكيف له أن يثبت إسنادها إليهم وأن يوثق هذا الإسناد حتى يستقيم قوله: إن القرآن أقبل على آثار العرب؟ ...
أنا أقرر أن هذه الكلمة مولدة وضعت بعد نزول القرآن الكريم وأخذت من الآية، والتوليد بيِّن فيها، وأثر الصنعة ظاهر عليها؛ فعلى الكاتب أن يدفع هذا بما يثبت أنها مما صح نقله عن الجاهلية؛ ولقد جاء أبو تمام بأبدع وأبلغ من هذه الكلمة في قوله:
وأخافكم كي تغمدوا أسيافكم،،،،،،،إن الدم المغبر يحرسه الدم
"الدم يحرسه الدم" هذه هي الصناعة وهذه هي البلاغة لا تلك، ومع هذا فكلمة الشاعر مولدة من الآية، يدل عليها البيت كله؛ وكأن أبا تمام لم يكن سمع قولهم: "القتل أنفى للقتل"، وأنا مستيقن أن الكلمة لم تكن وضعت إلى يومئذ*.
ولو أن متمثلًا أراد أن يتمثل بقول أبي تمام فانتزع منه هذا المثل الدم يحرسه الدم"، أيكون حتمًا من الحتم أن يقال له: كلا يا هذا فإن البيت سبع كلمات فلا يصح انتزاع المثل منه ولا بد من قراءة البيت بمصراعيه كما يقول كاتب الكوكب في الآية الكريمة ليزعم أنها لا تقابل الكلمة العربية في الإيجاز؟
إن الذي في معاني الآية القرآنية مما ينظر إلى معنى قولهم القتل أنفى للقتل كلمتان ليس غير، وهما "القصاص، حياة"؛ والمقابلة في المعاني المتمثلة إنما تكون بالألفاظ التي تؤدي هذه المعاني دون ما تعلقت به أو تعلق بها مما يصل المعنى بغيره أو يصل غيره به؛ إذ الموازنة بين معنيين لا تكون إلا في صناعة تركيبهما، ويخيل إلي أن الكاتب يريد أن يقول إن في باقي الآية الكريمة لغو وحشو، فهو حميلة على الكلمتين: القصاص حياة، يريد أن يقولها، ولكنه غص بها، وإلا فلماذا يلج في أنه لا بد في التمثل، أي لا بد في المقابلة، من رد الآية بألفاظها جميعًا؟
فإذا قيل: إنه لا يجوز أن يتغير الإعراب في الآية، ويجب أن يكون المثل منتزعًا منها على التلاوة، قلنا: فإن ما يقابل الكلمة منها حينئذ هو هذا، "في القصاص حياة"، وجملتها اثنا عشر حرفًا، مع أن الكلمة أربعة عشر، فالإيجاز عند المقابلة هو في الآية دون الكلمة.
وأما قوله تعالى: {أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 179]، لو كان الكاتب من أولي الألباب لفهمها وعرف موقعها وحكمتها، وأن إعجاز الآية لا يتم إلا بها، إذ أريد أن تكون معجزة زمنية كما سنشير إليه، ولكن أني له وهو من الفن البياني على هذا البعد السحيق، لا يعلم أن آيات القرآن الكريم كالزمن في نسقها: ما فيه من شيء يظهره إلا ومن ورائه سر يحققه.
ثم إن الإيجاز في الكلمة العربية ليس من "الإيجاز الساحر" كما يصفه الكاتب، بل هو عندنا من الإيجاز الساقط؛ وليس من قبيل إيجاز الآية الكريمة ولا يتعلق به فضلًا عن أن يشبهه؛ إذ لا بد في فهم صيغة التفضيل من تقدير المفضل عليه، فيكون المعنى "القتل أكثر نفيًا للقتل من كذا"، فما هو هذا "الكذا" أيها الكاتب المتعثر؟
أليس تصور معنى العبارة وإحضاره في الذهن قد أسقطها ونزل بها إلى الكلام السوقي المبتذل وأوقع فيها الاختلال؟ وهل كانت إلا صناعة شعرية خيالية ملفقة كما أومأنا إلى ذلك آنفًا، حتى إذا أجريتها على منهجها من العربية رأيتها في طريقة هذا الكلام العربي الأمريكاني كقول القائل: "الفرح أعظم من الترح"، "الحياة هي التي تعطى للحياة" ... ؟
بهذا الرد الموجز بطلت الميزات الثلاث التي زعمها الكاتب لتلك الكلمة، وإن الكلمة نفسها لتبرأ إلى الله من أن تكون لها على الآية ميزة واحدة فضلًا عن ثلاثة.
ولنفرض "فرضًا" أن الكلمة وثيقة الإسناد إلى عرب الجاهلية وأنها من بيانهم، فما الذي فيها؟
1 - إنها تشبه قول من يقول لك: إن قتلت خصمك لم يقتلك. وهل هذا إلا هذا؟
وهل هو إلا بلاغة من الهذيان؟
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - إنها تشبه أن تكون لغة قاطع طريق عارم يتوثب على الحلال والحرام لا يخرج لشأنه إلا مقررًا في نفسه أنه إما قاتل أو مقتول، ولذلك تكرر فيها القتل على طرفيها، فهو من أشنع التكرار وأفظعه.
3 - إن فيها الجهل والظلم والهمجية، إذ كان من شأن العرب ألا تسلم القبيلة العزيزة قاتلًا منها، بل تحميه وتمنعه، فتنقلب القبيلة كلها قاتلة بهذه العصبية؛ فمن ثم لا ينفي عار القتل عن قبيلة المقتول إلا الحرب والاستئصال قتلًا قتلًا وأكل الحياة للحياة، فهذا من معاني الكلمة: أي القتل أنفى لعار القتل، فلا قصاص ولا قضاء كما يزعم الكاتب.
4 - إن القتل في هذه الكلمة لا يمكن أن يخصص بمعنى القصاص إلا إذا خصصته الآية فيجيء مقترنًا بها، فهو مفتقر إليها في هذا المعنى، وهي تلبسه الإنسانية كما ترى، ولن يدخله العقل إلا من معانيها؛ وهذا وحده إعجاز في الآية وعجز من الكلمة.
وقبل أن نبين وجوه الإعجاز في الآية الكريمة ونستخرج أسرارها، نقول لهذا الطفيلي: إنه ليس كل من استطاع أن يطيِّر في الجو ورقةً في قصبة في خيط جاز له أن يقول في تفضيل ورقته على منطاد زبلين، وأن فيما تتقدم به على المنطاد الكريم ميزات ثلاثًا: الذيل، والورق الملون، والخيط ...
يقول الله تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ} [البقرة: 179].
1 - بدأ الآية بقوله {وَلَكُمْ} [البقرة: 179]، وهذا قيد يجعل هذه الآية خاصة بالإنسانية المؤمنة التي تطلب كمالها في الإيمان، وتلتمس في كمالها نظام النفس، وتقرر نظام النفس بنظام الحياة؛ فإذا لم يكن هذا متحققًا في الناس فلا حياة في القصاص، بل تصلح حينئذ كلمة الهمجية: القتل أنفى للقتل، أي اقتلوا أعداءكم ولا تدعوا منهم أحدًا، فهذا هو الذي يبقيكم أحياء وينفي عنكم القتل؛ فالآية الكريمة بدلالة كلمتها الأولى موجهة إلى الإنسانية العالية، لتوجه هذه الإنسانية في بعض معانيها إلى حقيقة من حقائق الحياة.
2 - قال: {فِي الْقِصَاصِ} [البقرة: 179] ولم يقل في القتل، فقيده بهذه الصيغة التي تدل على أنه جزاء ومؤاخذة، فلا يمكن أن يكون منه المبادأة بالعدوان، ولا أن يكون منه ما يخرج عن قدر المجازاة قل أو كثر.
3 - تفيد هذه الكلمة "القصاص" بصيغتها "صيغة المفاعلة" ما يشعر بوجوب التحقيق وتمكين القاتل من المنازعة والدفاع، وألا يكون قصاص إلا باستحقاق وعدل؛ ولذا لم يأت بالكلمة من اقتص مع أنها أكثر استعمالًا؛ لأن الاقتصاص شريعة الفرد، والقصاص شريعة المجتمع.
4 - من إعجاز لفظة القصاص هذه أن الله -تعالى- سمى بها قتل القاتل، فلم يسمه قتلًا كما فعلت الكلمة العربية؛ لأن أحد القتلين هو جريمة واعتداء، فنزه -سبحانه- العدل الشرعي حتى عن شبهه بلفظ الجريمة؛ وهذا منتهى السمو الأدبي في التعبير.
5 - ومن إعجاز هذه اللفظة أنها باختيارها دون كلمة القتل تشير إلى أنه سيأتي في عصور الإنسانية العالمة المتحضرة عصر لا يرى فيه قتل القاتل بجنايته إلا شرًّا من قتل المقتول؛ لأن المقتول يهلك بأسباب كثيرة مختلفة، على حين أن أخذ القاتل لقتله ليس فيه إلا نية قتله؛ فعبرت الآية باللغة التي تلائم هذا العصر القانوني الفلسفي، وجاءت بالكلمة التي لن تجد في هذه اللغة ما يجزئ عنها في الاتساع لكل ما يراد بها من فلسفة العقوبة.
6 - ومن إعجاز اللفظة أنها كذلك تحمل كل ضروب القصاص من القتل فما دونه، وعجيب أن تكون بهذا الإطلاق مع تقييدها بالقيود التي مرت بك؛ فهي بذلك لغة شريعة إلهية على الحقيقة، في حين أن كلمة القتل في المثل العربي تنطق في صراحة أنها لغة الغريزة البشرية بأقبح معانيها؛ وبذلك كان تكرارها في المثل كتكرار الغلطة؛ فالآية بلفظة القصاص تضعك أمام الألوهية بعدلها وكمالها، والمثل بلفظة القتل يضعك أمام البشرية بنقصها وظلمها.
7 - ولا تنس أن التعبير بالقصاص تعبير يدع الإنسانية محلها إذا هي تخلصت من وحشيتها الأولى وجاهليتها القديمة، فيشمل القصاص أخذ الدية والعفو وغيرهما؛ أما المثل فليس فيه إلا حالة واحدة بعينها كأنه وحش ليس من طبعه إلا أن يفترس.
8 - جاءت لفظة القصاص معرفة بأداة التعريف، لتدل على أنه مقيد بقيوده الكثيرة؛ إذ هو في الحقيقة قوة من قوى التدمير الإنسانية فلا تصلح الإنسانية بغير تقييدها.
(يُتْبَعُ)
(/)
9 - جاءت كلمة "حياة" منونة، لتدل على أن ههنا ليست بعينها مقيدة باصطلاح معين؛ فقد يكون في القصاص حياة اجتماعية، وقد يكون فيه حياة سياسية، وقد تكون الحياة أدبية، وقد تعظم في بعض الأحوال عن أن تكون حياة.
10 - إن لفظ "حياة" هو في حقيقته الفلسفية أعم من التعبير "بنفي القتل"؛ لأن نفي القتل إنما هو حياة واحدة، أي ترك الروح في الجسم، فلا يحتمل شيئًا من المعاني السامية، وليس فيه غير هذا المعنى الطبيعي الساذج؛ وتعبير الكلمة العربية عن الحياة "بنفي القتل" تعبير غليظ عامي يدل على جهل مطبق لا محل فيه لعلم ولا تفكير، كالذي يقول لك: إن الحرارة هي نفي البرودة.
11 - جعل نتيجة القتل حياة تعبير من أعجب ما في الشعر يسمو إلى الغاية من الخيال، ولكن أعجب ما فيه أنه ليس خيالًا، بل يتحول إلى تعبير علمي يسمو إلى الغاية من الدقة، كأنه يقول بلسان العلم: في نوع من سلب الحياة نوع من إيجاب الحياة.
12 - فإذا تأملت ما تقدم وأنعمت فيه تحققت أن الآية الكريمة لا يتم إعجازها إلا بما تمت به من قوله: {يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ} [البقرة: 179] فهذا نداء عجيب يسجد له من يفهمه؛ إذ هو موجه للعرب في ظاهره على قدر ما بلغوا من معاني اللب، ولكنه في حقيقته موجه لإقامة البرهان على طائفة من فلاسفة القانون والاجتماع، هم هؤلاء الذين يرون إجرام المجرم شذوذًا في التركيب العصبي، أو وراثة محتومة، أو حالة نفسية قاهرة، إلى ما يجري هذا المجرى؛ فمن ثم يرون أن لا عقاب على جريمة؛ لأن المجرم عندهم مريض له حكم المرضى؛ وهذه فلسفة تحملها الأدمغة والكتب، وهي تحول القلب إلى مصلحة الفرد وتصرفه عن مصلحة المجتمع، فنبههم الله إلى ألبابهم دون عقولهم، كأنه يقرر لهم أن حقيقة العلم ليست بالعقل والرأي، بل هي قبل ذلك باللب والبصيرة، وفلسفة اللب هذه هي آخر ما انتهت إليه فلسفة الدنيا.
13 - وانتهت الآية بقوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 179]، وهي كلمة من لغة كل زمن، ومعناها في زمننا نحن: يا أولي الألباب، إنه برهان الحياة في حكمة القصاص تسوقه لكم، لعلكم تتقون على الحياة الاجتماعية عاقبة خلافه فاجعلوا وجهتكم إلى وقاية المجتمع لا إلى وقاية الفرد.
وبعد فإذا كان في الآية الكريمة -على ما رأيت- ثلاث عشرة وجهًا من وجوه البيان المعجز، فمعنى ذلك من ناحية أخرى أنها أسقطت الكلمة العربية ثلاث عشرة مرة."
رحم الله الرافعي وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[15 Jul 2010, 03:47 م]ـ
يقول ابني أوردت الشبهة ولم تورد الرد وهذا لا يُحسن.
قلت: خشيت من الإطالة، وأحلت على المصدر.
قال: ليس الجميع يستطيع الرجوع إلى المصدر فمن المستحسن أن تضع الرد.
قلت: حباً وكرامة والله من وراء القصد ............. وهذا رد الرافعي رحمه الله تعالى:
.
بالمناسبة لو لم تضع كلام الرافعي لما بحثت عن كلامه في المصدر ... بارك الله في ابنك.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Jul 2010, 04:33 م]ـ
أحسنت يا أبا سعد وفقك الله، وبالرغم أنني قد قرأتُ هذا المقال عدة مرات من قبلُ، إلا أنني قرأته الآن كاملاً وكأنني أقرؤه لأول مرة، فجزاك الله خيراً، وما أجمل التذكير بين الحين والآخر بِمثل هذا الكلام العالي الغالي حقاً، وجزاك الله خيراً وجزى ابنك مثله فقد أحسن نصيحتك، وما كلُّ أحدٍ ينشط للرجوع في هذه الانترنت، فاتخذ ابنك مستشاراً فهو نعم الناصح بارك الله فيك وفيه.
ورحم الله الإمام الفريد من نوعه مصطفى صادق الرافعي، فهو - والله - من أصدق أدباء العربية قلماً، وأنصعهم بياناً.(/)
الموت والإحساس بالزمن
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[17 Mar 2009, 12:46 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الموت والإحساس بالزمن
والذاكراة الإنسانية
يموت الإنسان ويبلى وتخلتط ذرات جسده بتراب الأرض التي خلق منها ولا يبقى له عين ولا أثر، وتمر القرون المتطاولة، ثم يبعث فإذا هو عند النقطة التي توقفت حياته عندها ..... "فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون".
صور من القرآن للحظات البعث بعد الموت:
الصورة الأولى: صاحب القرية
(أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آَيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) سورة البقرة (259)
مئة عام = يوم أو بعض يوم
الصورة الثانية: أصحاب الكهف (النوم موته صغرى)
(فَضَرَبْنَا عَلَى آَذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا) الكهف (11)
(وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا) سورة الكهف (19)
(وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا) سورة الكهف (25)
309= يوم أو بعض يوم
الصورة الثالثة: يوم القيامة
(قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (112) قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ (113) قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) سورة المؤمنون (114)
1000، 10000، 100000، ..... ؟؟؟ = يوم أو بعض يوم
أما الذاكرة:
(وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا) سورة الكهف (49)
ـ[أبوالوليد السقطي الشهري]ــــــــ[17 Mar 2009, 01:54 ص]ـ
جزاك الله خير , وفتح عليك من علمه.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[17 Mar 2009, 01:42 م]ـ
*وصورة أخرى يقدمها القرآن عن الذاكرة والإحساس بالزمن بعد البعث في قوله تعالى:
(وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ) سورة يونس (45)
في وقت الحاضر يعيش على هذه البسيطة أكثر من ستة مليار من البشر (6000,000,000) ستة الآف مليون.
وكم وارى الثرى من لدن آدم إلى يومنا هذا؟
وكم سيواري إلى يوم البعث؟
"يتعارفون" صورة يعجز العقل عن تصورها فضلا عن إدراكها.
ولكنها قدرة الله القائل:
(يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ) سورة ق (44)
يقول الطاهر بن عاشور رحمه الله في تفسيره:
"ووجه الشبه بين حال زمن لبثهم في القبور وبين لبثِ ساعة من النهار وجوهٌ: هي التحقق والحصول، بحيث لم يمنعهم طول الزمن من الحشر، وأنهم حشروا بصفاتهم التي عاشوا عليها في الدنيا فكأنهم لم يفنوا. وهذا اعتبار بعظيم قدرة الله على إرجاعهم.
والمقصود من التشبيه التعريض بإبطال دعوى المشركين إحالتهم البعث بشبهة أن طول اللبث وتغير الأجساد ينافي إحياءها {يقولون أئنا لمردودون في الحافرة أإذا كنا عظاماً نخرة} [النازعات: 10، 11].
وجملة: {يتعارفون بينهم} حال من الضمير المنصوب في {نحشرهم}.
والتعارف: تفاعل من عَرف، أي يعرف كل واحد منهم يومئذٍ من كان يعرفه في الدنيا ويعرفه الآخَر كذلك.
والمقصود من ذكر هذه الحال كالمقصود من ذكر حالة {كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار} لتصوير أنهم حشروا على الحالة التي كانوا عليها في الدنيا في أجسامهم وإدراكهم زيادة في بيان إبطال إحالتهم البعث بشبهة أنه ينافي تمزق الأجسام في القبور وانطفاء العقول بالموت.
فظهر خسرانهم يومئذٍ بأنهم نفوا البعث فلم يستعدوا ليومه بقبول ما دعاهم إليه الرسول صلى الله عليه وسلم"
* أبا الوليد الشهري: وجزاك وفتح عليك وأدخلك في الصالحين.(/)
من فوائد العلماء في قوله تعالى ((فبعث الله غراباً))
ـ[أبوالوليد السقطي الشهري]ــــــــ[17 Mar 2009, 01:48 ص]ـ
من فوائد العلماء في قوله تعالى ((فبعث الله غراباً))
((فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَاوَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ} [المائدة: -31}
هذه الأية تستفاد منها عدة دروس جليلة. منها:
1 – أن المعلم قد يكون أدنى مستوى من المتعلم.
2 – الإنتفاع بالأمم الأخرى ومافطرها الله عليه من تدبير لشؤونها. فالطير والبهائم وغيرها أممً أمثالنا {قال تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} [الأنعام:38].
وهذه الأمم لها تدابير فطرها الله عليه ولذلك تتكاثر وتنمو ويزداد عددها , وتصل إلى حوائجها. ونحن محتاجون إليها في كثير من الأمور , فكثير من الأدوية لانستطيع استخدامها إلا بعد تجريبها على هذه الأمم. ثم إن تجارب هذه الأمم في شؤونها هي أقرب إلى فطرة والسلامة , غير معقدة , ولاتحتاج إلى كيماويات ولامركبات , مما يدل على أن الحياة الفطرية أقوى للبدن من غيرها. فنحن نستفيد من هذه الأمم في المسائل وغيرها.
3 – الارتباط بهذه الأرض , فقد خلقها الله لهذا الجنس البشري , جعلها كفاتا ً لهم , وجعل فيها من الرزق مايكفي البشر جميعا مهما زادوا أو كثروا , وتحديد النسل جورٌ على الأرض إذ فيها مايكفي البشر.
4 - أن تسيير البشر ليس مثل غيرهم من الأمم , فالله يسير بنوعين من أنواع التسيير:
أ – تسييرُ مباشر ليس للمسير فيه دخل , كالإلهام للبهائم.
ب - تسييرً على وفق الأسباب , وهو تابع لسنة أخرى هي سنة ربط الأسباب بمسبباتها , وعلى ذلك أغلب أعمال البشر. ولذلك فالبشر ليسوا مثل الملائكة والجن حتى لو اشتركوا في التكاليف , فالتكاليف تختلف.
فالإنس يسيرون في الغالب على وفق السنن.
ولذلك فإن الله ألهم الغراب الدفن , وكان قادراَ على أن يلهم ابن ادم , ولكنه جعله يتعلم مما يرى ليٌعمل عقله الذي ميز به عن الحيوان , وليكون إدراكه على وفق سنة التعلم التي هي من السنن الكونية.
5 - تدبير دقائق الكون هو من أمر الله سبحانه وقدرته البالغة , فهذا الغراب لم يذهب من تلقاء نفسه , ولم يره ابن ادم صدفة , بل جاء بعناية الله ((فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَاباً)) فهو مبعوث في مهمة ولو لم يشعر بذلك في خاصة نفسه.
وهنا بحث أهل العلم في هذا النوع من الأسباب , إذا سير الله بعض البهائم أو الجمادات ليأخذ منهم الناس عبراً هل يكون لها علم بما بُعثت له؟
فذهب البعض إلى أن الله يطلعها على ذلك ليكون لها شرف الأستاذية , كما أنها مكلفة بالصلاة والتسبيح
((أَلَمْ تَرَى أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ)) النور 41.
قال بعضهم: فاعل (علم) هو الله , أي: علم الله تسبيح هذه المخلوقات وصلاتها.
وقال البعض: بل ضمير الفاعل يعود على (كل) , أي: علم كل صلاة نفسه وتسبيح نفسه. وهذا القول الثاني استدل له الرازي بأمر دقيق , وهو أن هذه الجمادات والبهائم التي لاتعقل إذا جيء بها في هذا المعرٍِض أعيد عليها الضمير العاقل. كما في الأية. ونظير ذلك وصفها بجمع المذكر السالم ((ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ)) 11 فصلت.
فدل ذلك على أن السموات والأرض كانت تعقل.
6 – اختلاف السوأة بإختلاف الأحوال. وذلك أن السوأة في اللغة مايسوء الإنسان أن يُنظر إليه , فتطلق على العورة للحي , لكن بالنسبة للميت كله سوأة لآنه لايحب أن يطلع الناس على شيء من بدنه , ولذلك فالمراد بسوأة أخية جميع بدنه.
7 – أن الأخوة الإنسانية لا تنقطع بالإعتداء والظلم , فالله سماه أخاه بعد قتله.
ـ[الباحث محمد عبيدالله]ــــــــ[17 Mar 2009, 05:27 ص]ـ
بارك الله فيك يا ابا الوليد
هذه هي الصِرفة التي بُعثت مع الرسول محمد عليه السلام ومنها انطلق بحث فقه الحروف , وسوف اشرحُها ان شاء الله في موضِعها 0
5 - تدبير دقائق الكون هو من أمر الله سبحانه وقدرته البالغة , فهذا الغراب لم يذهب من تلقاء نفسه , ولم يره ابن ادم صدفة , بل جاء بعناية الله ((فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَاباً)) فهو مبعوث في مهمة ولو لم يشعر بذلك في خاصة نفسه.(/)
حمِّل محاضرة بعنوان (معالم ميسرة في تفسير القرآن الكريم) للشيخ / عبد العزيز السدحان
ـ[خالد المقبل]ــــــــ[17 Mar 2009, 06:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من إصدارات موقع حلقات الجديدة
محاضرة صوتية بعنوان: معالم ميسرة في تفسير القرآن الكريم
لفضيلة الشيخ الدكتور: عبد العزيز بن محمد السدحان
وهي عبارة عن طريقة مقترحة من الشيخ - حفظه الله - لتفسير القرآن الكريم للطلاب
وذلك من خلال الحديث عن 11 نقطة تتعلق بالسورة
وقد طبَّق الشيخ حفظه الله هذه الطريقة على تفسير سورة الإخلاص
رابط تحميل المحاضرة
http://www.halqat.com/Recording-202.html(/)
(ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه)
ـ[شاكر]ــــــــ[17 Mar 2009, 07:00 ص]ـ
(ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه)
إنه قلب واحد , فلا بد له من منهج واحد يسير عليه.
ولا بد له من تصور كلي واحد للحياة وللوجود يستمد منه.
ولا بد له من ميزان واحد يزن به القيم , ويقوم به الأحداث والأشياء.
وإلا تمزق وتفرق ونافق والتوى , ولم يستقم على اتجاه.
ولا يملك الإنسان أن يستمد آدابه وأخلاقه من معين ;
ويستمد شرائعه وقوانينه من معين آخر ;
ويستمد أوضاعه الاجتماعية أو الاقتصادية من معين ثالث ;
ويستمد فنونه وتصوراته من معين رابع. .
فهذا الخليط لا يكون إنسانا له قلب.
إنما يكون مزقا وأشلاء ليس لها قوام!
وصاحب العقيدة لا يملك أن تكون له عقيدة حقا ,
ثم يتجرد من مقتضياتها وقيمها الخاصة في موقف واحد من مواقف حياته كلها ,
صغيرا كان هذا الموقف أم كبيرا.
لا يملك أن يقول كلمة , أو يتحرك حركة , أو ينوي نية.
أو يتصور تصورا , غير محكوم في هذا كله بعقيدته -
إن كانت هذه العقيدة حقيقة واقعة في كيانه -
لأن الله لم يجعل له سوى قلب واحد ,
يخضع لناموس واحد ,
ويستمد من تصور واحد ,
ويزن بميزان واحد.
لا يملك صاحب العقيدة أن يقول عن فعل فعله:
فعلت كذا بصفتي الشخصية. وفعلت كذا بصفتي الإسلامية!
كما يقول رجال السياسة أو رجال الشركات.
أو رجال الجمعيات الاجتماعية أو العلمية وما إليها في هذه الأيام!
إنه شخص واحد له قلب واحد , تعمره عقيدة واحدة.
وله تصور واحد للحياة , وميزان واحد للقيم.
وتصوره المستمد من عقيدته متلبس بكل ما يصدر عنه ,
في كل حالة من حالاته على السواء.
وبهذا القلب الواحد يعيش فردا ,
ويعيش في الأسرة ,
ويعيش في الجماعة ,
ويعيش في الدولة.
ويعيش في العالم.
ويعيش سرا وعلانية.
ويعيش عاملا وصاحب عمل.
ويعيش حاكما ومحكوما.
ويعيش في السراء والضراء. .
فلا تتبدل موازينه , ولا تتبدل قيمه , ولا تتبدل تصوراته. .
(ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه)
ومن ثم فهو منهج واحد , وطريق واحد , ووحي واحد , واتجاه واحد. وهو استسلام لله وحده.
فالقلب الواحد لا يعبد إلهين , ولا يخدم سيدين , ولا ينهج نهجين , ولا يتجه اتجاهين.
وما يفعل شيئا من هذا إلا أن يتمزق ويتفرق ويتحول إلى أشلاء وركام!
(في ظلال القرآن)(/)
هل ترجم كُتَّاب التراجم لصاحب التفسير الواضح
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[17 Mar 2009, 12:42 م]ـ
بحثت في كتب التراجم عن ترجمة للمفسر محمد محمود حجازي فلم أجد له ترجمة، ويترجح لدي أنه توفى في الثمانينات أو في أوائل التسعينات من هذا القرن لأني نظرت في كتب التراجم أمثال:
الأعلام للزركلي (وبالطبع هو ليس فيه لأن الزركلي مات عام 1395هـ)
معجم المؤلفين (وهو أيضاً ليس موجوداً به لأن كحالة مات عام 1409)
فبحثت في تتمة الأعلام، وكتاب ذيل الأعلام، ونثر الجواهر والدرر للمرعشلي و إتمام الأعلام لنزار أباظة، و محمد رياض المالح فلم أجد شيئا، وحاولت في البحث على الشبكة فلم أحظى بشيء عنه، فهل من يدلني ويساعدني، وجزاه الله خيرا ....
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[17 May 2009, 06:10 ص]ـ
الأستاذ الدكتور الشيخ محمد محمود حجازي
من علماء الأزهر ومدير معهد المنصورة
درس في الأزهر الشريف وتخرج فيه.
عين مديرا لمعهد المنصورة.
أهم آثاره: " التفسير الواضح " 3 مجلدات طبع أكثر من مرة،
وكتاب: " الوحدة الموضوعية للقرآن الكريم ".
من علماء الأزهر الشريف ومن رجال التفسير البارزين.
كتابه:
" التفسير الواضح " تفسير قريب التناول لعشاق القرآن الكريم وقرائه وحفاظه ودارسيه ..(/)
حياة الشهداء
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[17 Mar 2009, 10:08 م]ـ
قال الله تعالى في كتابه الكريم:
(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) سورة آل عمران (185)
وقال:
(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) الأنبياء (35)
وقال:
(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) سورة العنكبوت (57)
هل يخرج الشهداء من عموم هذا النص بقول الله تعالى:
(وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ) سورة البقرة (154)
وقوله:
(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) سورة آل عمران (169)
؟؟
وإذا كان الموت هو مفارقة الروح للجسد فلا شك أن الشهداء قد فارقت أرواحهم أجسادهم.
ولأشك أن النبيين أرفع الناس درجات وقد مات كثير منهم وقتل البعض، وقال الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم:
(إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) سورة الزمر (30)
والشهداء يأتون في المرتبة الثالثة بعد النبيين والصدقين، كما قال الله تعالى:
(وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا) سورة النساء (69)
فكيف نفهم هذه الآيات في ضوء قوله تعالى:
(كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) سورة ص (29)
وبعيدا عن قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يرويه بن ماجه من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال:
خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَصْحَابِهِ وَهُمْ يَخْتَصِمُونَ فِي الْقَدَرِ فَكَأَنَّمَا يُفْقَأُ فِي وَجْهِهِ حَبُّ الرُّمَّانِ مِنْ الْغَضَبِ فَقَالَ " بِهَذَا أُمِرْتُمْ أَوْ لِهَذَا خُلِقْتُمْ تَضْرِبُونَ الْقُرْآنَ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ بِهَذَا هَلَكَتْ الْأُمَمُ قَبْلَكُمْ"
قَالَ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو مَا غَبَطْتُ نَفْسِي بِمَجْلِسٍ تَخَلَّفْتُ فِيهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا غَبَطْتُ نَفْسِي بِذَلِكَ الْمَجْلِسِ وَتَخَلُّفِي عَنْهُ.
أرجو أن لا تبخلوا علينا بما يفتح الله به عليكم من منقولكم أو معقولكم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.(/)
الوحدة البنائية للقرآن الكريم (محمد الغرضوف)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[18 Mar 2009, 06:41 م]ـ
هذا البحث يمثل إضافة تتمثل في محاولة الاستفادة من الرسوم البيانية لعرض الفكرة.
وهي أدوات مفيدة جدا في بيان الأفكار أعتقد أن البحوث الشرعية تحتاج إليها.
===
الوحدة البنائية للقرآن الكريم - محمد الغرضوف
المصدر: موقع الملتقى:
http://www.almultaka.net/ShowMaqal.php?module=c52721c9c5eb92fd84eeedc8478a3 c44&cat=1&id=633&m=2c09fe0e14b8f2e082536e37c1f7f9c0
ـ[أبو المهند]ــــــــ[19 Mar 2009, 03:06 م]ـ
موضوع جديد ولكنني رأيته فلسفيا هندسيا رياضيا جدليا يرنو إلى مزيد من التخطيط لمزيد من استخراج كنوز القرآن كوحدة متكاملة، ولكن الموضوع من وجهة نظري يعسر ما يسره أمثال الدكتور محمد عبد الله دراز في النبأ العظيم، ويكاد يصل إلى إخافة الدارسين للقرآن من وعورة المولج وتيه صحراء الباحث وما طرحه.
وعلى كل حال فنحن نحييه لنشطته البحثية التي ترمي إلى تكاتف علماء التفسير مع علماء الأصوات مع علماء العقيدة مع علماء ....... لاستخراج مزيد من كنوز القرآن من خلال وحدته البنائية.
ولكن لفت نظري في المقال هذه العبارة ولعلها سبق قلم" قبول بعض القرآن ورفض البعض الآخر " ولكل امريء ما نوى.
أثاب الله الجميع وشكرا لأخي أبي أحمد على دلالته على العلم.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[19 Mar 2009, 03:13 م]ـ
موضوع جديد ولكنني رأيته فلسفيا هندسيا رياضيا جدليا يرنو إلى مزيد من التخطيط لمزيد من استخراج كنوز القرآن كوحدة متكاملة، ولكن الموضوع من وجهة نظري يعسر ما يسره أمثال الدكتور محمد عبد الله دراز في النبأ العظيم، ويكاد يصل إلى إخافة الدارسين للقرآن من وعورة المولج وتيه صحراء الباحث وما طرحه.
صدقت. وأشاطرك الرأي تماما.
وقد أشرت إلى الباعث من نشري للموضوع، وهو لفت الانتباه إلى الرسوم البيانية.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[19 Mar 2009, 06:01 م]ـ
هذا البحث يمثل إضافة تتمثل في محاولة الاستفادة من الرسوم البيانية لعرض الفكرة.
وهي أدوات مفيدة جدا في بيان الأفكار أعتقد أن البحوث الشرعية تحتاج إليها.
===
الوحدة البنائية للقرآن الكريم - محمد الغرضوف
المصدر: موقع الملتقى:
http://www.almultaka.net/ShowMaqal.php?module=c52721c9c5eb92fd84eeedc8478a3 c44&cat=1&id=633&m=2c09fe0e14b8f2e082536e37c1f7f9c0
كتب صاحب المقال فقال:
"خاتمة:
عموما إن الغرض من طرح هذا التصور في هذا المقام يتمثل في قناعة مفادها أن القرآن ليس نصا مستغلقا حتى يمكن الحديث عن العجز عن فهمه في تمهيد لإقصائه عن ساحة الفعل الحضاري بناء وتوجيها أو تقويما وتصحيحا، بل العكس هو الصحيح إذ القرآن ميسر للذكر ولكن لمن أراد أن يذكر أو أراد خشوعا."
إن الطرح الذي طرحه الكاتب لا يتفق مع ما ذكره هنا في الخاتمة فطرحه في نظري يجعل فهم القرآن أمر مستغلقاً عسيرا، فالقرآن يخاطب النفس البشرية عقلاً وعاطفةً بأسلوب مباشر يتناسب مع التركيب العقلي والعاطفي لكل شخص متى قبل أن يستمع إلى هذا القرآن ويصغي إليه بسمعه وقلبه.
"لمن أراد أن يذكر أو أراد خشوعا." هذه عبارة قرانية كان الأجدر بالكاتب أن يوردها كما هي" لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا."
"فمسألة الفهم: فهم معاني القرآن، توجيهاته، مقاصده، أحكامه ... كل ذلك رهين بعملية نفسية وفكرية بسيطة لعل مناطها الأساسي هو التقوى، تقوى الله سبحانه وتعالى والتي مدارها على آلية أساسية ومركزية في اشتغال منظومة التقوى وهي آلية: الالتزام (= الميثاق)."
هذا صحيح التقوى مناط فهم القرآن كما قال الله تعالى: (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) سورة البقرة من الآية (282)، وهذه التقوى يغرسها في النفس الأسلوب القرآني المباشر الذي يصل إلى أعماق النفس الإنسانية بكل يسر وسهوله إذا ما هي استعمت له وسواء كان المستمع ممن يفهم لغة القرآن، أو ممن ترجمة له معانيه، والشواهد على هذا كثيرة ممن قبلوا الإسلام من غير الناطقين بلغته.
أما الأسلوب الذي ذكره الكاتب مع احترامي الشخصي له فهو ينفع في التعامل مع ما يدور في المعامل والمختبرات وورش الهندسة لا مع النفس البشرية.
(يُتْبَعُ)
(/)
"ورحم الله سيد قطب عندما قال:"إن هذا القرآن هو معلم هذه الأمة ومرشدها ورائدها وحادي طريقها على طول الطريق، وهو يكشف لها عن حال أعدائها معها، وعن جبلتهم وعن تاريخهم مع هدى الله كله. ولو ظلت هذه الأمة تستشير قرآنها؛ وتسمع توجيهاته؛ وتقيم قواعده وتشريعاته في حياتها، ما استطاع أعداؤها أن ينالوا منها في يوم من الأيام ... ولكنها حين نقضت ميثاقها مع ربها، وحين اتخذت القرآن مهجورا- وإن كانت ما تزال تتخذ منه ترانيم مطربة، وتعاويذ ورقى وأدعية- أصابها ما أصابها".
وهذا هو بيت القصيد؛ إننا لا نحتاج إلى دراسات نظرية معقدة جافة كالتي قدمها الكاتب، بل نحتاج إلى تطبيق عملي لأحكام وآداب وأخلاق هذا القرآن، وهذا الذي دعى إليه سيد رحمه الله بأسلوبه السهل الميسر الذي هو قبس من مشكاة القرآن، هو الذي نحتاج إليه في هذا العصر وكل عصر، وليس إلى نظريات فلسفية معقدة يصور فيها أصحابها القرآن على أنه قد استغلق فهمه وأنه يحتاج إلى توضيح بمثل هذه النظريات التي هي أقرب إلى تعقيد المشكلة " إن كان هناك مشكلة " من حلها.
"إن مرجعية القرآن الكريم الحضارية ليست بالشيء المستحيل، فقد حقق القرآن الكريم عالميته في الصدر الأول فكيف لا يمكن له أن يحقق عالميته الثانية، الواقع أن مفتاح هذه العالمية يكمن في الكسب البشري ونهله من هذا الكتاب العظيم بالمجهود والكيفية التي تليق بكتاب أنزله رب العالمين هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان "ذلك أن كتابا نزل إلى العالمين، إلى الناس كافة على امتداد أزمنتهم وأمكنتهم لابد أن يبقى مفتوحا للأجيال تنهل منه على اختلاف بيئاتها وأزمانها، ولو كان ذلك بأقدار ونسب متفاوتة. إنه لمن الخطأ أن تعمد مدارس أو فرق أو اتجاهات إلى محاصرة الوحي بأفهامها، فلا تسمح له بالامتداد إلا بمقدار ما تسمح له عقولها ومداركها. فما كان لهذا الدين إن سادته هذه الأفهام في صدره الأول أن يحقق عالميته الأولى ولا أن يغادر الجزيرة ليصل آفاق الأرض."
وهذا كلام لا غبار عليه؛ ليس لأحد حق محاصرة الوحي بفهمه، لكن في نفس الوقت ليس لكل أحد أن يتكلم في القرآن كيفما اتفق دون ضوابط ويزعم لنفسه أنه مكتشف الأسلوب الأمثل لفهم القرآن.
وأقول هذا ردا على قول الكاتب:
"فمناط الأمر إذن دعوة للتحرر من القيود المذهبية التي حنطت الآيات في أفهام تاريخية غير قابلة للرد أو التعديل أو حتى التكميل، وهذا لا يعني بالضرورة رفض كل هذا التراث التفسيري الجليل وإنما كما يقال تاريخ العلوم هو تاريخ تراكم لا تاريخ القواطع المعرفية، إننا في حاجة إلى استئناف حضاري بوابته الكبرى استئناف في الإبداع العلمي والمعرفي ولعل عنوان إعادة بناء علومنا وفق مرجعية القرآن الكريم هو البداية الصحيحة. "
فهذا كلام فيه تجني على تأريخ الأمة وتسفيه للأجيال التي حملت أمانة تبليغ هذا الدين، فليس هناك قيود مذهبيه حنطت القرآن في أفهام تأريخية غير قابلة للرد أو التعديل أو حتى تكميل كما زعم الكاتب.
إن ما تركه السلف من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا لا يمنع من الإبداع العلمي والمعرفي.
أما إعادة بناء علومنا وفق مرجعية القرآن الكريم، فإني أسأل هل كانت علومنا يوما مبنية على غير القرآن؟
هذه وجهة نظر، والله من وراء القصد.
والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.(/)
هل فسر أحد من السلف " الأخذ " في آية الميثاق بما فسره به ابن القيم وجماعة؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[19 Mar 2009, 01:52 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام العلامة شمس الدين ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى في أحكام أهل الذمة في تفسير قوله تعالى: " وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ": " وهذا الأخذ المعلوم المشهود الذي لا ريب فيه هو أخذ المني من أصلاب الآباء ونزوله في أرحام الأمهات ".
وسؤالي:
هل فسر أحد من السلف " الأخذ " بما فسره به؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[20 Mar 2009, 01:55 ص]ـ
أين أنتم يا مشايخنا؟
ـ[عبدالرحمن بن محمد الهرفي]ــــــــ[20 Mar 2009, 09:14 ص]ـ
حدثنا الأنصاري حدثنا معن حدثنا مالك بن أنس عن زيد ابن أبي أنيسة عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن مسلم بن يسار الجهني أن عمر بن الخطاب
سئل عن هذه الآية: وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين
فقال عمر بن الخطاب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عنها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه فأخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون فقال رجل يا رسول الله ففيم العمل قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله الله الجنة وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخله الله النار
قال أبو عيسى هذا حديث حسن ومسلم بن يسار لم يسمع من عمر وقد ذكر بعضهم في هذا الإسناد بين مسلم بن يسار وبين عمر رجلا مجهولا
يُخْبِرُ سبحانَه أنَّه استخرج ذُرِّيَّةَ بني آدَمَ من أصلابهم شاهِدِينَ عَلَى أنفسهم أنَّ اللهَ رَبُّهُمْ ومليكُهم وأنَّه لا إله إلا هُوَ، وقَدْ وَرَدتْ أحادِيثُ في أخذِ الذُّرِّيَّةِ من صُلْبِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ، وتمييزهم إِلَى أصحابِ اليمين، وإلى أصحاب الشمال، وفي بعضها الإشهادُ عليهم بأن اللهَ ربُّهم] وهنا يبدأ المُصنِّفُ رَحِمَهُ اللهُ يمهد للقول الذي اختاره، وهو أن الإشهاد لم يكن حقيقياً. وهذا الكلام فيه إشعار وتمهيد لما يريدُ المُصنِّفُ رَحِمَهُ اللهُ أن يقوله، وذكر أشهر الأحاديث وأكثرها ذكراً واستشهاداً عَلَى موضوع الميثاق هو حديث ابن عباس رَضِيَ اللهُ عَنْهُما عن النبي صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {إنَّ اللهَ أَخَذَ المِيثَاقَ مِنْ ظَهْرِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ بِنَعْمَانَ -يعني عَرَفَهَ} ونَعْمَانَ هو الوادي المعروف، وكما هو معروف في الكتب القديمة أنه بطن واد لهذيل، وهو أيضاً لهذيل إِلَى اليوم تسكنه هذه القبيلة المعروفة، ففي هذه الرواية ورد تعيين المكان أنه في نعمان أو أنه في عرفة وعَرَفَهَ ونَعْمَانَ ليس بينهما كبير مسافة ولعل نَعْمَانَ اسم عَرَفَهَ وغيرها فتكون عَرَفَهَ جزء منه، فالله أعلم أي ذلك وقع.
والمقصود أنه وقع في هذه الأرض بعد إنزال أبينا آدم عَلَيْهِ السَّلام، فأخرج من صلبه كل ذريته، وفي ذلك الوقت لم يكن الله قد خلقها وإنما كل ذرية كتب أنه سيخلقها {فَنَثَرَهَا بَيْنَ يَدَيهِ، ثُمَّ كَلَّمَهُم قُبُلاً -فليس في الأمر مجاز ولا احتمال للمجاز، بل أخرجهم من ظهره ونثرهم بين يديه وكلمهم وخاطبهم قبلاً أي: مقابلة- فقَالَ: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا [الأعراف:172]} رواه الإمام أَحْمَد والنَّسَائِيُّ والحاكم ورواه غيرهم كابن أبي حاتم.
ولو رجعنا إِلَى تفسير ابن كثير فسنجد أنه أعله بأنه موقوف، وقد سبق أن أحلنا إِلَى سلسلة الأحاديث الصحيحة.
وما كتبه الشيخ ناصر الدين هو الصواب، وهو الحق وهو الذي عليه كثير من السلف قديماً وحديثاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
وما ذهب إليه المُصنِّف وابن كثير وابن القيم قول مرجوح لا ينبغي أن يذهب إليه من قرأ تلك الروايات التي جمعها الشيخ ناصر.
فهذا الحديث قد صح متصلاً مرفوعاً عن ابن عباس عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد ورد عن عدة من الصحابة غير ابن عباس بآثار كثيرة عن أعلام المفسرين من الصحابة من التابعين كلُّها تؤيد وتشهد أنه أخذ واستخراج حقيقي وإشهاد حقيقي، فهذا الحديث علق عليه الشيخ ناصر وقَالَ: صحيح بطرقه وشواهده.
أي: الحديث السابق المروي من طريق كلثوم بن جبر عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُما.
وهذا هو الذي رواه الإمام أَحْمَد والنَّسَائِيُّ والحاكم في المستدرك.
وأما الحديث الثاني وهو: ما رواه الإمام أَحْمَد عن عُمَرَ بن الخطاب أنه سُئِلَ عَنْ هذه الآية وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ [الأعراف:172] فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: سمعتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنَها، فقَالَ: {إنَّ اللهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلام ثُمَّ مَسَحَ عَلَى ظَهْرِهِ بِيَمِينِهِ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ ذُرِّيَّةً، قَالَ: خَلَقْتُ هَؤُلاءِ لِلجنَّةِ وَبِعَمَلِ أَهْلِ الجََنَّةِ يَعْمَلُونَ ثُمَّ مَسَحَ ظَهْرَهُ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ ذُرِّيَّةً، قَالَ: خَلَقْتُ هَؤُلاءِ للنَّارِ وَبِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ يَعْمَلُونَ فَقَالَ رجلٌ: يا رَسُولَ اللهِ فَفِيمَ العَمَلُ؟ قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا خَلَقَ العَبْدَ لِلجنَّةِ استَعْمَلَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجََنَّةِ، حَتَّى يَمُوتَ عَلَى عَمَلٍ مِنْ أَعْمَالِ أَهْلِ الجََنَّةِ، فَيَدْخُلُ بِهِ الجَنَّةَ، وَإِذَا خَلَقَ العَبْدَ للنَّارِ استَعْمَلَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، حَتَّى يَمُوتَ عَلَى عَمَلٍ مِنْ أَعْمَالِ أَهْلِ النَّارِ، فَيَدْخُلُ بِهِ النَّارَ} ورواه أبو داود والتِّرْمِذِيُّ والنَّسَائِيُّ وابنُ أبي حاتِمِ وابنُ جرير وابنُ حِبَّان في صحيحه.
والشيخ ناصر الدين الألباني يعلق هنا ويقول: صحيح لغيره إلا مسح الظهر فلم أجد له شاهداً، والشيخ ناصر استدرك عَلَى ابن القيم وابن كثير وعلى المُصنِّف وعلى من تقدمهم من العلماء الذين مالوا إِلَى القول بأن الإشهاد غير حقيقي، وإنما هو الإقرار والاعتراف الفطري، وهو نفسه رَحِمَهُ اللَّهُ أخطأ عندما قَالَ: إن المسح الذي في حديث عُمَر لم يجد له شاهداً، ولو نظرنا إِلَى الحديث الآخر الذي رواه التِّرْمِذِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ورواه الحاكم وقَالَ: صحيح عَلَى شرط مسلم وقال الشيخ ناصر نفسه عن الحديث: (صحيح وجدت له أربع طرق بعضها عند ابن أبي عاصم في السنة بتحقيقي) لوجدناه شاهداً للفظة (ثُمَّ مسح عَلَى ظهره) فيكون الشيخ استدرك عَلَى من قبله ووقع هو في خطأ آخر.
فالحقيقة أن حديث عُمَر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ (إنَّ اللهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلام ثُمَّ مَسَحَ عَلَى ظَهْرِهِ بِيَمِينِهِ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ ذُرِّيَّةً، قَالَ: خَلَقْتُ هَؤُلاءِ لِلجنَّةِ وَبِعَمَلِ أَهْلِ الجََنَّةِ يَعْمَلُونَ ثُمَّ مَسَحَ ظَهْرَهُ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ ذُرِّيَّةً، قَالَ: خَلَقْتُ هَؤُلاءِ للنَّارِ وَبِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ يَعْمَلُونَ فَقَالَ رجل: يا رَسُول الله فَفِيمَ العَمَلُ؟ قال رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا خَلَقَ العَبْدَ لِلجنَّةِ استَعْمَلَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجََنَّةِ، حَتَّى يَمُوتَ عَلَى عَمَلٍ مِنْ أَعْمَالِ أَهْلِ الجََنَّةِ، فَيَدْخُلُ بِهِ الجَنَّةَ، وَإِذَا خَلَقَ العَبْدَ للنَّارِ استَعْمَلَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، حَتَّى يَمُوتَ عَلَى عَمَلٍ مِنْ أَعْمَالِ أَهْلِ النَّارِ، فَيَدْخُلُ بِهِ النَّارَ} ولا نجد عند التأمل ذكراً للميثاق والاستشهاد في هذا الحديث، إذاً المُصنِّف لما قال: (في بعضها الإشهاد عليهم) كَانَ كلامه علمياً وصحيحاً، وبعض الأحاديث ليس فيها: أن الله استشهدهم، إنما فيها: أنه استخرجهم، لكن هل هذا يعني أنه لا يصلح أن يكون دليلاً لمن يقول: إن الاستشهاد والإخراج حقيقي؟ الجواب: بلى يصلح، وإن
(يُتْبَعُ)
(/)
كَانَ ليس فيه ذكر، ذلك لأننا نضم الأحاديث بعضها إِلَى بعض ويكفينا من هذا الحديث أنه صرح أن الله مسح عَلَى ظهر آدم بيمينه واستخرج منه الذرية.
إذاً: الاستخراج حقيقيٌ، ثُمَّ بعد أن استخرجهم، واختلفت الروايات في ذكر ما قال لهم.
والميثاق الذي أخذه الله تعالى من آدم وذريته حق قال المصنف رحمه الله تعالى:
[قال تعالى: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ [الأعراف:172] يخبر سبحانه أنه استخرج ذرية بني آدم من أصلابهم شاهدين على أنفسهم أن الله ربهم ومليكهم وأنه لا إله إلا هو، وقد وردت أحاديث في أخذ الذرية من صلب آدم عليه السلام وتمييزهم إلى أصحاب اليمين وإلى أصحاب الشمال وفي بعضها الإشهاد عليهم بأن الله ربهم.
فمنها:
ما رواه الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم عليه السلام بنعمان -يعني: عرفه - فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها، فنثرها بين يديه، ثم كلمهم قبلا، قال: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا [الأعراف:172] إلى قوله: الْمُبْطِلُونَ} ورواه النسائي أيضاً وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم في المستدرك وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.وروى الإمام أحمد أيضاً عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه سئل عن هذه الآية فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عنها، فقال: {إن الله خلق آدم عليه السلام ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية، قال: خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون، ثم مسح ظهره، فاستخرج منه ذرية، قال: خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون، فقال رجل: يا رسول الله ففيم العمل؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخل به الجنة وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخل به النار} ورواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن أبي حاتم وابن جرير وابن حبان في صحيحه.وروى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {لما خلق الله آدم مسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصاً من نور، ثم عرضهم على آدم، فقال: أي رب من هؤلاء؟
قال: هؤلاء ذريتك فرأى رجلاً منهم، فأعجبه وبيص ما بين عينيه.
فقال: أي رب من هذا؟
قال: هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له: داود.
قال رب كم عمره؟
قال: ستون سنة.
قال: أي رب زده من عمري أربعين سنة، فلما انقضى عمر آدم جاء ملك الموت.
قال: أولم يبق من عمري أربعون سنة؟
قال: أولم تعطها ابنك داود؟
قال: فجحد فجحدت ذريته ونسي آدم فنسيت ذريته وخطئ آدم فخطئت ذريته} ثم قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح ورواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
وروى الإمام أحمد أيضاً عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {يقال للرجل من أهل النار يوم القيامة: أرأيت لو كان لك ما على الأرض من شيء. أكنت مفتدياً به؟ قال فيقول: نعم، قال فيقول: قد أردت منك أهون من ذلك قد أخذت عليك في ظهر آدم أن لا تشرك بي شيئاً، فأبيت إلا أن تشرك بي} وأخرجاه في الصحيحين أيضاً]
ذكر المصنف رحمه الله الآيات والأحاديث التي تدل على الميثاق، وذكر من هذه الآيات قوله تعالى: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه الآيات العظيمة من أعظم الآيات الدالة على توحيد الربوبية، وعلىأنه أمر فطري فطر الله تعالى الخلق عليه، فمعناها ومضمونها مؤكد لقوله تعالى: فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ [الروم:30] فهذا الإيمان والإقرار بربوبية الله تعالى، وأنه هو وحده الرب الخالق الرازق وأنه يجب علينا أن نعبده وحده، وأن نتوجه ونتقرب إليه وحده، هذا أمر فطر الله عليه كل نسمة خلقها منذ أن خلق الإنسان الأول أبانا آدم عليه السلام إلى آخر مخلوق يُخلق في هذه الأرض. ويتضح بذلك ما سبق بيانه وهو بطلان قول المتكلمين الذين قالوا: إن أول ما يجب على الإنسان هو: النظر، أو القصد إلى النظر، أو الشك، أو ما أشبه ذلك ليستدل على وجود الله وإلا كان إيمانه عن تقليد!
فحكم بعضهم بأن هذا كفر، وقال بعضهم: إن الإيمان عن طريق التقليد ليس بكفر وإنما هو معصية!
وقال البعض: إنه من الخطأ المغفور له، وهذا من الخبط والتخليط الذي سببه الابتعاد عن الدليل، والإعراض عن كتاب الله تعالى المصرح فيه بأنه تعالى فطر العباد على التوحيد، وشهدت بذلك الأحاديث الصحيحة التي سبق ذكرها، ولا يوجد خلاف فيها بين أهل السنة والجماعة.
وقد حصل الخلاف هل كَانَ الإشهاد حقيقياً؟ يعني: هل الله تَعَالَى استخرج من ظهر آدم ذريته عَلَى الحقيقة كالذر، وأشهدهم عَلَى أنفسهم، وخاطبهم واستنطقهم ونطقوا؟ أم أن هذا مجاز أو للتقريب؟! وتعلمون أننا قد رجحنا مقدماً أن الأمر عَلَى الحقيقة، وأن هذا هو الأصل الذي يجب أن نسير عليه، فلا عدول عن الحقيقة، ولا عن ظواهر النصوص الشرعية أبداً فهذا هو مضمون الآية.
ومعناها الذي أخبر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى به، وفي قوله تعالى: بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ القِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ [الأعراف:172] سواء كانت قراءتنا في الآية شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا فيكون المعنى وأنطقناكم واستشهدناكم عَلَى الربوبية أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ القِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أو قرأناها بَلَى شَهِدْنَا فتكون كلمة شَهِدْنَا هنا من قول الذرية، ثُمَّ قال تعالى: أَنْ تَقُولُوا أي: فعلنا ذلك وأخذنا الإقرار منكم لكي لا تقولوا يَوْمَ القِيَامَةِ إنا كنا عن هذا غافلين، فلا عذر ولا حجة لِمَنْ يأتي يَوْمَ القِيَامَةِ، وقد عَبَدَ غيرَ اللهِ تَعَالَى بأن يقول: إني كنت في غفلة عن هذا الأمر، أو إنني إنما اتبعت شرك آبائي وأجدادي. ولكن هل اكتفى الله تَعَالَى من الأعذار لبني آدم بهذا الإقرار؟ وهل يحاسبهم يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى مجرد هذا الإقرار؟ "لا"؛ لأن الله أعذر بغير هذا الإقرار، وهم: الرسل. رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُل [النساء:165].
لهذا لا يكون السؤال يَوْمَ القِيَامَةِ عن الإقرار، وإنما يكون مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ [القصص:65] فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ [الأعراف:6].فالله يسئل الرسل: ماذا أُجبتم؟
ويسأل المرسل إليهم: ماذا أجبتم المرسلين؟
أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي [الأنعام:130] ويقول: أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ [الملك:8] فيقررهم الله تَعَالَى يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى إرسال الرسل وكفرهم بهم، وليس عَلَى مجرد الإقرار، وهذا فضل منه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وقطع للحجة لكي لا يبقى بعد ذلك عذر لأحد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا إذا قال أُولَئِكَ المجرمون المُشْرِكُونَ: رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا [الأحزاب:67] فلا يقبل جوابهم، وهم لا يؤاخذون ولا يحاسبون عَلَى ما أخذ الله تَعَالَى عليهم وهم في ظهر آدم عَلَيْهِ السَّلام في قولهم: إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا عَلَى طاعةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فيكونُ هَؤُلاءِ المجرمون بين طاعتين: إما أن يطيعوا الرَّسُول الذي بعثه الله عَزَّ وَجَلَّ، وإما أن يطيعوا السادة والكبراء والآباء والمجتمع الذي رباهم عَلَى أمر ما وهذا من فضله تَعَالَى عَلَى الإِنسَانية جمعاء، ومن كمال عدله عَزَّ وَجَلَّ.
ـ[محمد براء]ــــــــ[20 Mar 2009, 11:05 ص]ـ
جزاك الله خيرا
نقلك فيه فوائد لكن ليس فيه جواب على سؤالي ..
ثم من أين نقلته؟
ـ[عبدالرحمن بن محمد الهرفي]ــــــــ[20 Mar 2009, 12:05 م]ـ
ليس فيه جواب على سؤالي ..
وسؤالي:
هل فسر أحد من السلف " الأخذ " بما فسره به؟
الأخ الفاضل أبو الحسنات الدمشقي / حفظك الله /
جاء عن ابن القيم رَحِمَهُ اللَّهُ عَلَى هذا فَيَقُولُ: " هذا أليق بظاهريته" فأخطأ والخلل جاءه من الظاهرية، وإذا أردنا أن نرد عَلَى هذا القول نرد على الظاهرية نفسها واللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ذَكَرَ في قولهِ: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ [الأعراف:172] من بني آدم وليس فقط من آدم بل أخذ الذرية من أصلابهم، وجاء في الحديث: أنه استخرجها من ظهر آدم والحديث يفسر الآية، فلما مسح بيده سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَلَى ظهر آدم واستخرج هذه الذرية، فإن آدم يكون موجوداً،
في هذه الآية الكريمة وجهان من التفسير معروفان عند العلماء:
أحدهما: أن معنى أخذه ذرية بني آدم من ظهورهم: هو إيجاد قرن منهم بعد قرن، وإنشاء قوم بعد آخرين كما قال تعالى: كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين، وقال: هو الذي جعلكم خلائف في الأرض، وقال: ويجعلكم خلفاء، ونحو ذلك من الآيات، وعلى هذا القول فمعنى قوله: وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى، أن إشهادهم على أنفسهم إنما هو بما نصب لهم من الأدلة القاطعة بأنه ربهم المستحق منهم لأن يعبدوه وحده، وعليه فمعنى قالوا بلى، أي: قالوا ذلك بلسان حالهم لظهور الأدلة عليه، ونظيره من إطلاق الشهادة على شهادة لسان الحال قوله تعالى: ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر، أي بلسان حالهم على القول بذلك، وقوله تعالى: إن الإنسان لربه لكنود وإنه على ذلك لشهيد أي: بلسان حاله أيضا على القول بأن ذلك هو المراد في الآية أيضا. وجاء في شرح تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي مايلي: أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ...
بدل اشتمال مما قبله بإعادة الجار , وقيل بدل بعض بأن أخرج بعضهم من صلب بعض من صلب آدم , نسلا بعد نسل كنحو ما يتوالدون كالذر بنعمان يوم عرفة , ونصب لهم دلائل على ربويته وركب فيهم عقلا
ولعلنا يا أخي أبو الحسنات الدمشقي وفقنا الله وإياك للخير والصواب نقف عن تبين بعض المسائل لفهم الأخذ كما تريد أن تستوضح
فعل (أخذ) يتعلق به من بني آدم وهو معدى إلى ذرياتهم، فتعين أن يكون المعنى: أخذ ربك كل فرد من أفراد الذرية، من كل فرد من أفراد بني آدم، فيحصل من ذلك أن كل فرد من أفراد بني آدم أقر على نفسه بالمربوبية لله - تعالى
وسأعود إليك وفقك الله في شرح مميز بموضوع مستقل حول الأخذ بالقرأن بإذن الله تعالى وسأقف فيه على شرح تفصيلي لما أورده سلفنا الصالح حول هذا التبيان
ـ[محمد براء]ــــــــ[20 Mar 2009, 12:28 م]ـ
يا أخي أنت تركب نقولاً مع كلامك فيصير الكلام مفككاً غير واضح، فقضية الظاهرية هذه لم أفهمها .. وأظن أن كلامك الأخير مركب على كلام الشيخ الشنقيطي في الأضواء.
فسؤالي محدد بارك الله فيك .. إن كنت تعرف أحداً من السلف فسر الأخذ بالمعنى المذكور فإتنا بقوله وغير ذلك لا ينفعني.
ـ[عبدالرحمن بن محمد الهرفي]ــــــــ[20 Mar 2009, 12:39 م]ـ
عفى الله عن جهلي وسوء نفسي نستعين بالله ... لعل أحد الأخوه في الله يفيدكم عني يرعاكم الله فالمعذرة لجهلي أسعدك الله(/)
ما الفرق بين (حاد الله و شاق الله)
ـ[ابو عمر الهلالي]ــــــــ[19 Mar 2009, 08:09 ص]ـ
بوركتم.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[19 Mar 2009, 10:07 ص]ـ
جاء التعبير بحاد في الحديث عن المنافقين فبينهم وبين المؤمنين حد لكن ليس كل الناس يعرفه بينما جاءت شاق في الحديث عن المشركين واهل الكتاب فهؤلاء بينهم وبين المؤمنين شق يعني مسافة وامرهم بين
والله اعلم ملخصا من كتاب شيخنا العلامة
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[19 Mar 2009, 03:38 م]ـ
ما الفرق بين (حاد الله و شاق الله).
حاد وشاق:
قال الله تعالى:
(أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ) التوبة (63)
وهذه الآية من سورة التوبة جاءت في سياق الحديث عن المنافقين.
(إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ) المجادلة (5)
(إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ) المجادلة (20)
(لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) المجادلة (22)
وهذه الآيات من سورة المجادلة شملت المشركين والمنافقين والكفرة من أهل الكتاب.
(وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) سورة النساء (115)
وهذه الآية من سورة النساء وردت في سياق الكلام على المنافقين.
(إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (13)) سورة الأنفال
وهذه الآيات من سورة الأنفال تتحدث عن مشركي مكة.
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ) سورة محمد (32)
وكذلك هذه الآية من سورة محمد.
(هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ (2) وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ (3) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (4)) سورة الحشر
أما سورة الحشر فهي واضحة أنها في الذين كفروا من أهل الكتاب.
وبهذا يتبين أن الشقاق حاصل من المنافق ومن الكافر المشرك ومن الكافر الكتابي.
وعليه فكل كافر ومنافق فهو مشاق ومحاد لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
أما ما هو الفرق بين المعنيين؟
يقول الطاهر بن عاشور رحمه الله تعالى:
"والمحادَّة: المشاقَّة والمعاداة، وقد أوثر هذا الفعل هنا لوقوع الكلام عقب ذكر حدود الله، فإن المحادة مشتقّة من الحد لأن كل واحد من المتعاديَين كأنّه في حَدّ مخالف لحدّ الآخر، مثل ما قيل أن العداوة مشتقة من عُدْوَة الوادي لأن كلاً من المتعاديَين يشبه من هو من الآخر في عُدوة أخرى.
وقيل: اشتقت المشاقّة من الشقة لأن كلاً من المتخالفين كأنه في شقة غير شقة الآخر."
التحرير والتنوير /تفسير سورة المجادلة.
هذا والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[ابو عمر الهلالي]ــــــــ[19 Mar 2009, 08:52 م]ـ
بارك الله فيكم أخي جمال وأخي محب القرآن.(/)
مشايخ الملتقى أشكلت علي مسألة عند القرطبي
ـ[طالِب]ــــــــ[19 Mar 2009, 08:18 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشايخنا الفضلاء وفقكم الله لكل خير أشكل علي ترجيح للقرطبي في المراد بالحسنة في قوله تعالى: " للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة "
ترجيح القرطبي:
رجح القرطبي ـ رحمه الله ـ قول القشيري حيث قال: (يعني بالحسنة الأولى الطاعة، وبالثانية الثواب في الجنة. وقيل: المعنى: للذين أحسنوا في الدنيا حسنة في الدنيا، يكون ذلك زيادة على ثواب الآخرة، والحسنة الزائدة في الدنيا الصحة والعافية والظفر والغنيمة. قال القشيري: والأول أصح؛ لأن الكافر قد نال نعم الدنيا. قلت: وينالها معه المؤمن ويزاد الجنة إذا شكر تلك النعم. وقد تكون الحسنة في الدنيا الثناء الحسن، وفي الآخرة الجزاء)
سؤالي هل رجح اختيار القشيري بأن المراد من الحسنة الجنة أم رجح القول الثاني الصحة والعافية .. ؟
شاكرا ومقدرا مشاركاتكم سلفا
ـ[طالِب]ــــــــ[19 Mar 2009, 10:08 ص]ـ
مر من هنا ثلة لم أجد لهم تعليقا!
لازلت بانتظار جميل ردودكم. وفقكم الله.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[19 Mar 2009, 02:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشايخنا الفضلاء وفقكم الله لكل خير أشكل علي ترجيح للقرطبي في المراد بالحسنة في قوله تعالى: " للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة "
ترجيح القرطبي:
رجح القرطبي ـ رحمه الله ـ قول القشيري حيث قال: (يعني بالحسنة الأولى الطاعة، وبالثانية الثواب في الجنة. وقيل: المعنى: للذين أحسنوا في الدنيا حسنة في الدنيا، يكون ذلك زيادة على ثواب الآخرة، والحسنة الزائدة في الدنيا الصحة والعافية والظفر والغنيمة. قال القشيري: والأول أصح؛ لأن الكافر قد نال نعم الدنيا. قلت: وينالها معه المؤمن ويزاد الجنة إذا شكر تلك النعم. وقد تكون الحسنة في الدنيا الثناء الحسن، وفي الآخرة الجزاء)
سؤالي هل رجح اختيار القشيري بأن المراد من الحسنة الجنة أم رجح القول الثاني الصحة والعافية .. ؟
شاكرا ومقدرا مشاركاتكم سلفا
أيها الحبيب
السلام عليكم ورحمة الله
قول القرطبي:
"قلت: وينالها معه المؤمن ويزاد الجنة إذا شكر تلك النعم"
يدل على أنه يرجح القول الأول.
والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك عللى عبده ورسوله محمد
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[19 Mar 2009, 08:05 م]ـ
قول القرطبي رحمه الله (قلت: وينالها معه المؤمن000) يحتمل أنه ذكر ذلك إجابة عن تعليل القشيري عندما قال: (لأن الكافر قد نال نعم الدنيا) كأنه يقول في جوابه إن الكافر والمؤمن وإن استووا في نيل نعم الدنيا إلا أن المؤمن يفارقه أن له الجنة إذا شكر تلك النعم00 ففي الحقيقة لا تستطيع أن تقول أن له ترجيحا في المراد بالأية والله أعلم 0
ـ[طالِب]ــــــــ[20 Mar 2009, 09:44 ص]ـ
أيها الحبيب
السلام عليكم ورحمة الله
قول القرطبي:
"قلت: وينالها معه المؤمن ويزاد الجنة إذا شكر تلك النعم"
يدل على أنه يرجح القول الأول.
والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك عللى عبده ورسوله محمد
أهلا بك حبيبي في الله، ويعلم الله هذا الذي ظهر لي .. أسأل الله لك العون في كل أمورك .. شاكرا لك تواجدك الماتع هنا .. نفع الله بك.
ـ[طالِب]ــــــــ[20 Mar 2009, 09:46 ص]ـ
قول القرطبي رحمه الله (قلت: وينالها معه المؤمن000) يحتمل أنه ذكر ذلك إجابة عن تعليل القشيري عندما قال: (لأن الكافر قد نال نعم الدنيا) كأنه يقول في جوابه إن الكافر والمؤمن وإن استووا في نيل نعم الدنيا إلا أن المؤمن يفارقه أن له الجنة إذا شكر تلك النعم00 ففي الحقيقة لا تستطيع أن تقول أن له ترجيحا في المراد بالأية والله أعلم 0
تواجدك هنا شجعني، وتواصلك معي أسعدني، وفقك الله ورعاك
ـ[طالِب]ــــــــ[20 Mar 2009, 09:48 ص]ـ
بعد مزيد عناية من النظر والتأمل وجدت أن القرطبي جمع بين القولين مختارا بذلك ومرجحا لهما. والله أعلم.
ـ[إبراهيم المصري]ــــــــ[21 Mar 2009, 08:37 ص]ـ
قال: (يعني بالحسنة الأولى الطاعة، وبالثانية الثواب في الجنة. وقيل: المعنى
السلام عليكم
الذي تعلمته من المشايخ الكرام أن القول الأول هو المعتمد عند المفسر وبعد ذلك يضع كلمة (وقيل: .... ) وهذا منهج مطّرد إلاّ إذا نصّ المفسر على خلاف ذلك
ومثل هذا المنهج هو المتبع عند الفقهاء أيضا يضع ما يرجحه ثم يأتي بباقي الأقوال
والغرض من إيراد باقي الأقوال هو إمّا استيعاب الأقوال في المسألة أو لبيان حجة القول الآخر أو لتوجيه القول الآخر بحيث يتفق مع رأيه الذي تبناه في البداية
هذا ما ظهر لي والله أعلم
وأعوذ بالله العظيم من الزلل أو الاجتراء على السادة العلماء
والسلام عليكم(/)
ما صحة تأويل الميداني بالتربية الاعتراضية؟
ـ[عبد الله المدني]ــــــــ[19 Mar 2009, 04:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ما صحة مفهوم "التربية الاعتراضية" عند الشيخ عبد الرحمن حبنكة الميداني، في كتابه: "قواعد التدبر الأمثل"؟ ..
بينما كنت أقرأ بشغف كتاب الميداني المذكور استوقفني مفهوم غريب، ألا وهو ما سماه بالتربية الاعتراضية! وذلك عند حديثه عن قاعدة الوحدة الموضوعية للسورة. وهي طريقة لتوجيه الآيات التي ظاهرها مخالف لسياقها من السورة! كما في الآيات الأربع من سورة القيامة: (لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)) مع العلم أن موضوع السورة كله حول البعث والنشور! فقال بأن هذه الآيات وقعت معترضة في السورة بسبب أن جبريل عليه السلام كان يدارس النبي r القرآن فجعل النبي r يحرك لسانه يستعجل حفظ ما أقرأه جبريل عليه السلام؛ فأوقف جبريل الدرس وقال له: (لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ!) الآيات .. ثم عاد إلى صلب الموضوع، وأتم له السورة!
في الحقيقة هذا التأويل غريب، فأن يُحشر في السورة ما ليس من موضوعها لهذا الغرض لم أفهمه! كيف يجوز في كتاب الله؟ ثم لابد في هذا التأويل من دليل نقلي صحيح، ولقد بحثت لعلي أجد شيئا فلم أجد ولعل غيري يجد؟ وأما مدار الآثار في سبب النزول فليس فيه شيء اسمه التربية الاعتراضية ولا ما يوحي به. وإنما فيه أن النبي r كان يستعجل حفظ القرآن وكان يشق عليه فأنزل الله تلك الآيات. وليس فيه تفصيل الشيخ الميداني رحمه الله، ولا قضية الدرس وإيقافه من طرف جبريل للاعتراض على فعل الني r.
لكنني اكتشفت في سياق البحث أن الشيخ حبنكة الميداني رحمه الله إنما نقل هذا الكلام عن الإمام الرازي بالحرف تقريبا، بل بنفس مصطلح التربية الاعتراضية! في تفسيره مفاتح الغيب، عند تفسير الآيات المذكورة من سورة القيامة! فانظروه! لكن الميداني ما أشار إلى مصدر النقل ولا وثقه! ويعرض الرازي رحمه الله هذا التأويل على أنه مجرد احتمال فقط! لكنني بكل صراحة لم أرتح لكل هذه التأويلات! وما زلت أتساءل عن حكمة إدراج هذه الآيات في هذه السورة، دون جعلها في سياق سورة أخرى تتحدث عن القرآن صراحة، كسورة الفرقان مثلاً وغيرها؟ مع يقيني الذي لا شك فيه أن هذه الآيات إنما موقعها المناسب لها هو هنا في سورة القيامة! وأن ترتيب الآيات قطعي بالإجماع! وإن خفي علي وعلى غيري مناسبتها فالله جل جلاله أعلم بكتابه وأحكم! ولكني في حاجة إلى بيان! وأعوذ بالله من المراء في القرآن! فأفيدونا جزاكم الله خيراً! كيف ترون موقع هذه الآيات من سياقها؟
أخوكم عبد الله المدني المغربي عفا الله عنه.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[19 Mar 2009, 07:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ما صحة مفهوم "التربية الاعتراضية" عند الشيخ عبد الرحمن حبنكة الميداني، في كتابه: "قواعد التدبر الأمثل"؟ ..
بينما كنت أقرأ بشغف كتاب الميداني المذكور استوقفني مفهوم غريب، ألا وهو ما سماه بالتربية الاعتراضية! وذلك عند حديثه عن قاعدة الوحدة الموضوعية للسورة. وهي طريقة لتوجيه الآيات التي ظاهرها مخالف لسياقها من السورة! كما في الآيات الأربع من سورة القيامة: (لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)) مع العلم أن موضوع السورة كله حول البعث والنشور! فقال بأن هذه الآيات وقعت معترضة في السورة بسبب أن جبريل عليه السلام كان يدارس النبي r القرآن فجعل النبي r يحرك لسانه يستعجل حفظ ما أقرأه جبريل عليه السلام؛ فأوقف جبريل الدرس وقال له: (لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ!) الآيات .. ثم عاد إلى صلب الموضوع، وأتم له السورة!
في الحقيقة هذا التأويل غريب، فأن يُحشر في السورة ما ليس من موضوعها لهذا الغرض لم أفهمه! كيف يجوز في كتاب الله؟
الأخ الفاضل عبد الله
أولاً: أرجو أن تكون بخير وعلى خير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً: كلام الميداني صحيح فهذا توجيه من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم، كما جاء في البخاري ومسلم عن بن عباس رضي الله عنهما قال:
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَالِجُ مِنْ التَّنْزِيلِ شِدَّةً وَكَانَ مِمَّا يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَأَنَا أُحَرِّكُهُمَا لَكُمْ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَرِّكُهُمَا وَقَالَ سَعِيدٌ أَنَا أُحَرِّكُهُمَا كَمَا رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يُحَرِّكُهُمَا فَحَرَّكَ شَفَتَيْهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى
{لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ}
قَالَ جَمْعُهُ لَكَ فِي صَدْرِكَ وَتَقْرَأَهُ
{فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ}
قَالَ فَاسْتَمِعْ لَهُ وَأَنْصِتْ
{ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ}
ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا أَنْ تَقْرَأَهُ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا أَتَاهُ جِبْرِيلُ اسْتَمَعَ فَإِذَا انْطَلَقَ جِبْرِيلُ قَرَأَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا قَرَأَهُ"
أما قولك:
في الحقيقة هذا التأويل غريب، فأن يُحشر في السورة ما ليس من موضوعها لهذا الغرض لم أفهمه! كيف يجوز في كتاب الله؟
أما استغرابك فلا محل له لأن الله تعالى لا معقب لحكمه فله أن يربي رسوله صلى الله عليه وسلم متى شاء، سواء كانت هذه التربية متناسبة مع موضوع السورة أو غير متناسبة. ولهذا قولك: كيف يجوز في كتاب الله؟ عبارة غير موفقة.
أما تساءلك:
وما زلت أتساءل عن حكمة إدراج هذه الآيات في هذه السورة، دون جعلها في سياق سورة أخرى تتحدث عن القرآن صراحة، كسورة الفرقان مثلاً وغيرها؟ مع يقيني الذي لا شك فيه أن هذه الآيات إنما موقعها المناسب لها هو هنا في سورة القيامة! وأن ترتيب الآيات قطعي بالإجماع! وإن خفي علي وعلى غيري مناسبتها فالله جل جلاله أعلم بكتابه وأحكم! ولكني في حاجة إلى بيان! وأعوذ بالله من المراء في القرآن! فأفيدونا جزاكم الله خيراً! كيف ترون موقع هذه الآيات من سياقها؟
أخوكم عبد الله المدني المغربي عفا الله عنه.
فأقول:
إن مناسبة هذه الآيات لموضوع السورة قوية جداً، فالسورة تتحدث عن قدرة الله تعالى التي أستبعدها الكفار وهي قدرة الله تعالى على بعث الإنسان وجمع ذرات جسده وعظامه، كما هو في قوله تعالى:
(أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3) بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (4)) سورة القيامه
وقدرته تعالى على تسوية بنانه، وقدرته على جمع الشمس والقمر.
وهذه الآيات جاءت متناسبة مع سياق السورة في الحديث عن قدرة الله تعالى، كيف أن الرسول صلى الله عليه وسلم يتلقى الآيات وقد تكون سورة كاملة بأخبارها وأحكامها واختلاف مواضيعها ثم يفصم عنه الوحي ثم إذا هي قد استقرت في قلبه يتلوها كما أنزلت.
ثم إن هناك ملحظ آخر وهو:
وهو أن المناسبة مع أنها تحتاج إلى دقة حتى يدركها السامع أو التالي للقرآن ولهذا تكلم فيه المفسرون،إلا أن التالي للقرآن لا يشعر أن السورة قد خرجت عن سياقها.
ولو كان هذا في كلام البشر لأدركه السامع أو القارىء لأول وهله.
لكنه كلام الله الذي "لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ" سورة فصلت (42)
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[عبد الله المدني]ــــــــ[20 Mar 2009, 12:42 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب محب القرآن .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك .. كلامك كله حق، وقد أفدتني شهد الله كثيراً .. فلك من الله الجزاء الأوفي. ومعاذ الله لست ممن يعترض على كلام الله، وقد نصصت عليه في مشاركتي الأولى .. وإنما كنت أحب أن أفهم الإشكال إن استطعت وإن لم أتمكن فأقول: آمنت بالله وبكلامه كله كما جاء عن رسوله صلى الله عليه وسلم!
والحديث المفق عليه الذي تكرمت بإيراده هو عين ما روته كتب التفسير، إلا أن الإشكال أنه ليس فيه معنى الاعتراض الذي تحدث عنه الميداني ومن قبله الرازي رحمة الله عليهما .. فهل حدث فعلا ذلك أثناء نزول سورة الواقعة بالصورة التي حاكاها الرازي والميداني؟ الله أعلم! فالحديث ليس نصا بتعبير الأصوليين على ذلك! وأما قولك: (إلا أن التالي للقرآن لا يشعر أن السورة قد خرجت عن سياقها. ولو كان هذا في كلام البشر لأدركه السامع أو القارىء لأول وهله!) فهو في غاية الروعة! بارك الله فيك! ولعله يكون بابا إن شاء الله للتوصل إلى حكمة السياق الخفي! وما قلته قبل ذلك من المناسبات شيء حسن غير مرفوض. ولعل الله يفتح لك بما هو أحسن ..
وجزاك الله خيرا .. أخوك عبد الله(/)
ما مقصود ابن مسعود بالعتاق الاول وهن من تلادي؟
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[19 Mar 2009, 05:06 م]ـ
روى البخاري في صحيح ان عبد الله بن مسعود قال: قال في بني إسرائيل [سورة الاسراء] والكهف ومريم إنهن من العتاق الأول وهن من تلادي" [رواه البخاري في كتاب التفسير برقم4708]
شيوخنا الافاضل ما معنى هذا الكلام؟
علماً بان ابن حجر لم يشرح هذا الحديث
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[19 Mar 2009, 06:10 م]ـ
روى البخاري في صحيح ان عبد الله بن مسعود قال: قال في بني إسرائيل [سورة الاسراء] والكهف ومريم إنهن من العتاق الأول وهن من تلادي" [رواه البخاري في كتاب التفسير برقم4708]
شيوخنا الافاضل ما معنى هذا الكلام؟
علماً بان ابن حجر لم يشرح هذا الحديث
قصده رضي الله عنه أنها من أوائل السور التي نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم،والتي حفظهن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في وقت مبكر من إسلامه قبل الهجرة.
والعتاق: جمع عتيق وهو القديم.
والتلاد: هو أيضا من القدم وهو ما اكتسبه الإنسان في وقت مبكر من حياته، ويقابله الطريف وهو الجديد.
هذا والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[19 Mar 2009, 06:14 م]ـ
وأضيف:
ما قاله بن حجر رحمه الله في مقدمة الفتح:
مقدمة الفتح - (ج 1 / ص 149)
من العتاق الأول أي من أول ما نزل من القرآن
وابن بطال رحمه الله تعالى:
شرح ابن بطال - (ج 19 / ص 313)
العتاق الأول وهن من تلادى، يعنى هن مما نزل من القرآن أولاً.
قال صاحب العين: العتيق القديم من كل شىء، والتلاد: ما كسب من المال قديمًا فيريد أنهن من أول ما حفظه من القرآن.
*المراجع آلية.
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[19 Mar 2009, 09:26 م]ـ
اخي محب القرآن الكريم جزاك الله كل خير وبارك فيك
ـ[سلمان الخوير]ــــــــ[19 Mar 2009, 11:52 م]ـ
بارك الله في السائل والمجيب وجزاكما الله عنا خيرا
ً
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[20 Mar 2009, 12:56 ص]ـ
ماجد و سلمان
وفيكما بارك ورفع قدركما
ـ[أبوحمزه المدني]ــــــــ[20 Mar 2009, 12:57 ص]ـ
جزاكم الله خير أفدت واسفدت
ـ[أبوحمزه المدني]ــــــــ[20 Mar 2009, 12:57 ص]ـ
جزاكم الله خير أفدت واستفدت
ـ[عبد الله المدني]ــــــــ[20 Mar 2009, 01:03 ص]ـ
أخي محب القرآن ما شاء الله .. ما زلنا نتمتع ببركاتك في كل باب .. بارك الله في جميع الإخوة .. وجزى الله السائل عن سؤاله فقد كان سبب خير كبير ..(/)
فوائد من آيات الأحكام (يسئلونك عن الخمر ... )
ـ[أبوحمزه المدني]ــــــــ[19 Mar 2009, 09:45 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
أمابعد:
فإن هذه المشاركة أول مشاركة لي في هذا الملتقى المبارك. أسأل الله أن لايحرم من قام عليه الأجر والمثوبة.
فهذه بعض التأملات والفوائد أقتطفتها من قوله تعالى: (يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما).
الفائدة الأولى) فيها تلميح على حرمية الخمر والميسر وإن لم يأتي النص واضحاً على تحريمها ولذالك توقف بعض الصحابة عن شرب الخمر وفهموا مقصد الآية حتى أنُزلت آية المائدة.
الفائدة الثانية) وفيها أن الإنسان لايُعدم من الخير لأن الخمر وهي مافيها من ضرر متعدي على الغير , والله وصفها بأن فيها نفع وإثمها أكبر , فكيف بالإنسان الذي كرمه الله على جميع خلقه ويعظم إن كان مؤمناً. فليس هنالك إنسان ليس فيه نفع وإن كان ضرره متعدي.
الفائدة الثالثة) وفيها إثبات صفة العدل لله تعالى فقد سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخمر وهي أبغض ماتكون لله ولرسوله وهي أم الخبائث ومع ذالك لم يذمها الله مباشرة بل وصفها بما تستحق فقال: (قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهم).
الفائدة الرابعة) أن الإنسان ينبغي أن يكون منصفاً إذا سُئل عن أمر ولو كان هذا الأمر مخالف لهواه أو منهجه فيقول ويصف بالحق, وهذا تعليم رباني.
الفائدة الخامسة) أنه ينبغي للإنسان أن يحول المحن منح, فهذه خمر وفيها منافع. (أقصد من تخدير المرضى أو إذا قلبت خلاً أوغيرها).
الفائدة السادسة) وأخيرا ينبغي لطلاب العلم أن لايهملوا التأمل في آيات الأحكام ففيها فوائد غير ما أتت به من تحليل أو تحرم.
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على محمد
ـ[سلمان الخوير]ــــــــ[20 Mar 2009, 12:05 ص]ـ
حياكم الله وإن شاء الله نستفيد منكم في هذا الملتقى الطيب ..
بارك الله فيكم ونفع الله بما كتبتم ..
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في فتوى له حول المنافع المذكورة في الآية:
المنافع للناس ما يحصل من الاتجار في الخمر ومن المكاسب بالميسر
وما يحصل من النشوى والطرب في الخمر
وما يحصل من الفرح والسرور في الكسب في الميسر
وما يحصل كذلك من الحركة في العمال الذين يباشرون هذه الأعمال
ولكن هذه المنافع وإن عظمت وكثرت فإن الإثم أعظم منها وأكبر
كما قال الله تعالى: (وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا)
وتأمل هذه الآية الكريمة حيث قال (قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس)
فذكر المنافع بصيغة منتهى الجموع الدال على الكثرة ومع ذلك فإن كثرتها ليست بشيء بالنسبة لما فيهما من الإثم الكبير .... إلى آخر فتواه ..
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_6849.shtml
ـ[أبوحمزه المدني]ــــــــ[20 Mar 2009, 12:42 ص]ـ
جزاك الله خيرآ يا أخ سلمان الخوير
ومما لاشك فيه أن مفاسد الخمر أكثر من منافعه , ولكن لانحصر منافع الخمر لشارب فقط
فاللذة تصيب الشارب والمال يصيب الشارب وأين الناس فالله قال" منافع لناس " فالخمر تستخدم لتخدير وهذا من أنفع مايكون لجميع الناس وهذا يناسب تعبير القرآن الكريم لمن أراد أن يبتر عضو من أعضائه وقصة عروة بن الزبير معروفة , وأما المال فمن وجهة نظري ليست منفعة لصاحبها بل هي نقمة عليه والمال الحرام لاخير فيه واللذة مؤقتة ولا تأتي بمنفعة وعلى العموم فهذا المبحث ليس لتزيين شرب الخمر بل لتبيين مقصود الآية والله أعلم(/)
هل دل القرآن الكريم على نبوة مريم عليها السلام؟ (للإثراء والمداولة)
ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[19 Mar 2009, 11:30 م]ـ
هل دل القرآن الكريم على نبوة مريم عليها السلام؟
(بحث للإثراء والمداولة)
سبق أن بحث هذا الموضوع في هذا المنتدى من إخوة أكارم.
والداعي لكتابة هذه السطور أن هذه المسألة مرت بي في كتابين جديدين – كنت أشتغل بتحقيقهما وإعدادهما للطباعة -.
الأول: كتاب مناسبة تراجم صحيح البخاري بعضها لبعض، من تصنيف شيخ الإسلام أبي حفص عمر بن رسلان البلقيني.
والآخر: كتاب دلائل النبوة لشيخ المحدثين فيما وراء النهر أبي العباس جعفر المستغفري.
أما البلقيني فقال وهو يبين عادة البخاري في ترتيب التراجم، حيث إنه ذكر باب زكريا، ثم عقب بباب: واذكر في الكتاب مريم، فقال البلقيني: ثم قال: باب واذكر في الكتاب مريم، وهذا يظهر منه أنها عند البخاري نبية، وبذلك قال جماعة من العلماء، والصحيح أنها ليست نبية، وإنما ترجم البخاري عليها لأنها من توابع زكريا، ثم ذكر البخاري ما يرشح أنها نبية، فقال: باب وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك الآيتين، ثم باب قوله تعالى إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك الآية أهـ.
وأما المستغفري فقال في الباب العاشر والأخير من دلائل النبوة: وكرامات الأولياء حق بكتاب الله تعالى، والآثار الصحيحة المروية، وإجماع أهل السنة والجماعة على ذلك.
فأما الكتاب: فقوله تعالى كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عدها رزقا، قال أهل التفسير في ذلك: أنه كان يُرى عندها فاكهة الصيف في الشتاء، وفاكهة الشتاء في الصيف ومريم صلوات الله عليها لم تكن نبية بالإجماع، فهذه الآية حجة على من ينكر الكرامات للأولياء أهـ.
هكذا نقل المستغفري الإجماع، والمسألة – كما في معلومكم - فيها خلاف مشهور، والقرطبي من أشهر من انتصر لنبوة مريم عليها السلام، وبحثه أقوى بحث في ذلك، والبخاري يميل إلى هذا القول، وكذلك غيره من الكبار.
ولكلا القولين أدلة ووجه من النظر.
فلما كان الأمر كذلك أردت النظر في القرآن الكريم والتأمل في الدلالات الواردة فيه هل هي تثبت نبوة مريم عليها السلام أو تنفيها، حيث إنه لا دليل من السنة قاطع في هذا المسألة فيما أعلم.
إنما في السنة تخييرها على سائر النساء وتفضيلها عليهن.
ويبقى البحث بعد ذلك: إذا كانت أفضل النساء فهل يقتضي هذا أن تكون نبية النساء، فإن المتكلمين يشترطون الذكورية في النبي.
والإمام الطبري حمل هذه الخيرية على الجنة فهي أفضل النساء في الجنة، مستشهدا ببعض الروايات الصحيحة، وقال في تفسيره: واصطفاك على نساء العالمين"، يعني: اختارك على نساء العالمين في زمانك، بطاعتك إياه، ففضَّلك عليهم، كما روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"خيرُ نسائها مريم بنت عمران، وخيرُ نسائها خديجة بنت خويلد" يعني بقوله:"خير نسائها"، خير نساء أهل الجنة.
ثم روى من طريق هشام بن عروة، عن أبيه عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خير نساء الجنة مريم بنت عمران، وخير نساء الجنة خديجة بنت خويلد اهـ.
إلا أن هذه الخيرية لا تدل على نبوتها لأنه قرنها بنساء أخريات كاملات خيرات، وهن بالإجماع لسن بنبيات، كخديجة وعائشة وفاطمة رضي الله عنهن.
قال صلى الله عليه وسلم: كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا مريم وآسية وخديجة وفاطمة رضي الله عنهن.
وفي السنة المطهرة مناقب أخرى لمريم البتول عليها السلام، ليس فيها دلالة على كونها نبية.
ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[19 Mar 2009, 11:39 م]ـ
وأما القرآن الكريم:
فسأورد الآيات الواردة في شأنها مصنفة بحسب سياق الآيات ثم ننظر في دلالاتها.
وبعد البحث والتأمل في الآيات التي ورد فيها ذكر مريم وابنها عيسى عليهما السلام فإننا نلحظ ما يلي:
أولا: حين يقرن القرآن بين الأنبياء ويذكرهم في مقام الرسالة فإنه لا يذكر إلا المسيح عليه السلام وحده، ولا يذكر أمه مريم، كما في قوله ولقد اتينا موسى البينات وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات .. الآية
وكما في قوله: تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض ... الآية
ثانيا: حينما يذكرها مفردا، فإن ذلك يكون لأمور:
(يُتْبَعُ)
(/)
-إما لبيان عظم فرية اليهود وكفرهم في قولهم في حقها ما قالوا، كما قال: وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما
-وإما لجعلها مثالا يحتذى وقدوة صالحة للمؤمنين كما في قوله ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها، الآية عطفا على قوله وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأت فرعون
ثالثا: حين يقرن ذِكرها بذكر ابنها عليهما السلام فيكون الغرض هو تأكيد بنوة المسيح لها، وأنه ليس ابنا لله كما يزعم النصارى - تعالى الله عن ذلك - كقوله يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله الآية.
وكقوله: لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم .. الآية
-أو يكون ذلك لبيان المنة على المسيح وتذكيره بنعم الله عليه وعلى والدته كما قال: إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك .. الآية
فإن النعمة العظمى هي جعله نبيا كما قال: إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل
-أو لتبرأتهما من أقوال الناس – الباطلة – فيهما، كقوله تعالى: وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس الآية
بقي موضعان في سورة آل عمران وسورة مريم ذكر الله عز وجل فيهما قصة مريم وابنها عليهما السلام مطولة.
أما الموضع الأول فبدأ بذكر أصلها الطيب واصطفاء الله عز وجل لآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ثم ذكر قصة ولادتها وتقلب أحوالها إلى أن توصل إلى ذكر ابنها المسيح عليه السلام فلما توصل إلى ذكر ابنها قصر الحديث عليه ولم يعد لذكرها في دعوة ابنها المسيح عليه السلام وختم بقوله: إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم إلى قوله إن هذا لهو القصص الحق، الآية
وأما قصتها في سورة مريم فليست بعيدة عن قصتها في آل عمران فبعد أن ذكر أحداث ولادة المسيح عليه السلام شرح ما أجمل في سورة آل عمران من قوله (ويكلم الناس في المهد) بقوله في سورة مريم (كيف نكلم من كان في المهد صبيا قال إني عبد الله) الآيات ثم ختم القصة بقوله: ذلك عيسى ابن مريم قول الحق
وبعد أن ذكرنا هذه الآيات فلننظر في دلالاتها على المسألة.
ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[19 Mar 2009, 11:43 م]ـ
أولا: هل في الاصطفاء والاختيار دلالة على النبوة؟
قد ذكر الله عز وجل أنه اصطفى مريم وذلك بقوله واذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك .. الآية
والله عز وجل إذا اصطفى من البشر أحدا اصطفاءا عاما فإنما يكون ذلك لأجل النبوة كما قال عز وجل الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس إن الله سميع بصير
قال الحافظ ابن حجرفي فتح الباري (6/ 470): واستدل بقوله تعالى إن الله اصطفاك على أنها كانت نبية، وليس بصريح في ذلك، وأيد بذكرها مع الأنبياء في سورة مريم، ولا يمنع وصفها بأنها صديقة، فقد وصف يوسف بذلك.
وقد نقل عن الأشعري أنّ في النساء عدة نبيات، وحصرهن ابن حزم في ست: حواء، وسارة، وهاجر، وأم موسى، وآسية، ومريم، وأسقط القرطبي سارة وهاجر، ونقله في التمهيد عن أكثر الفقهاء أهـ.
قلت: يظهر أن اصطفاء مريم عليها السلام هو اصطفاء خاص ليس بعام، بينه بقوله: واصطفاك على نساء العالمين، وهذا الاصطفاء هو لحمل كلمته المسيح عيسى بن مريم، وسياق الآيات يدل على ذلك، فبعد أن اصطفاها أمرها بأن تشكر الله عز وجل على هذا الاصطفاء، والشكر إنما يكون بالعبادة فأمرها أن تقنت وتركع وتسجد مع الساجدين، أي في الساجدين كما كان يقرأ ابن مسعود رضي الله عنه، ثم بعد ذلك أخبرها لماذا هذا الاصطفاء الاختيار وأنه من أجل المسيح عيسى ابن مريم، كما تدل عليه سياق الآيات.
وذكر التطهير بين الاصطفاءين في قوله – اصطفاك وطهرك واصطفاك – ليقدم براءتها على ما علم من أنها ستقذف به، فيكون أبلغ في البراءة.
ومثل الاصطفاء الإنعام:
فإن الله عز وجل أنعم على المسيح وعلى أمه وامتن عليهما بذلك فقال عز وجل: إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك .. الآيات.
فإن الله عز وجل ذكر الإنعام على عيسى بأن جعله مثلا لبني اسرائيل فقال: إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل.
وكذلك جعل مريم عليها السلام مثلا للمؤمنين في قوله وضرب الله مثلا للذين آمنوا امراة فرعون إلى أن قال: ومريم ابنت عمران.
ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[19 Mar 2009, 11:46 م]ـ
ثانيا: ذكرها في سياق الأنبياء عليهم السلام هل فيه دلالة على نبوتها؟
فقد استدل بذلك بعض العلماء على كونها نبية، كما ذكره الحافظ ابن حجر.
ونحى إليه الإمام البخاري في صحيحه.
وفي سياق الآيات القرآنية نلحظ ما يلي:
1 - لم يذكر القرآن الكريم مريم عليها السلام مفردة عند ذكره للأنبياء في مقام الرسالة والتبليغ كما في الآيات التي ذكرناها أول البحث.
2 - أن القرآن الحكيم حين ذكرها في سياق الأنبياء قرنها بابنها عليهما السلام، وخالف في الترتيب فقدم ابنها في الذكر عليها.
وذلك في موضع واحد، وهوقوله ولقد آتينا موسى الكتاب لعلهم يهتدون وجعلنا ابن مريم ومه آية وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين يا أيها الرسل كلوا من الطيبات ..
ومع أنهما اثنان – أعني ابن مريم وأمه - إلا أن الله عز وجل وحدهما فجعلهما آية واحدة، ولم يقل آيتين، أليس لهذا التوحيد دلالة على شيء ما؟ لا سيما وهو يذكر الأنبياء في مقام الرسالة.
ثم في تقديم ابن مريم في الذكر على أمه مخالفا الآيات الأخرى - التي ذكرتهما ولم تكن في سبيل ذكر الرسل – أليس في هذا التقديم ما يشير إلى أنه هو الرسول وأن أمه ذكرت تبعا له، لأن الآية إنما تكتمل في ذكر الأم التي أنجبته من غير أب.
ولو ثنى الآيتين ثم قدم في الذكر مريم لكانت هذه الآية من أقوى الآيات المثبتة نبوتها ورسالتها لقوله عز وجل بعدها: يا أيها الرسل كلوا من الطيبات .. الآية.
وللقرطبي رحمه الله جواب على توحيد الآية في هذه الآية مذكور في تفسيره، ينحو فيه نحو إثبات نبوتها، والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[19 Mar 2009, 11:50 م]ـ
ثالثا: تسمية السورة باسمها هل يدل على نبوتها؟
فإن سور القرآن التي سميت بأسماء الأعلام لم تسم بغير اسم نبي، كيونس وهود ويوسف وإبراهيم ومحمد ونوح عليهم السلام.
ووقع الخلاف في لقمان ومريم عليهما السلام.
أما لقمان فإن المشهور بين العلماء أنه كان عبدا نوبيا وأنه اختار الحكمة على النبوة، وقالوا: لم يكن نبيا لأنه كان عبدا.
والذي يظهر لي – والعلم عند الله – أن لقمان كان عبدا نبيا.
لا أقصد بالعبودية ملك اليمين، بل كان حبشيا أسود اللون، وسواد اللون لا يمنع من النبوة ألم يقل الله عز وجل وإن من أمة إلا خلا فيها نذير، والحبشان أمة من الأمم، فلا بد أن يكون منهم نبي يتكلم بلسانهم ويعرفون أصله فيهم.
ثم الحكمة التي أوتيها ما هي إلا النبوة والله أعلم، فإن الحكمة في القرآن هي النبوة كما قال تعالى وما انزل عليكم من الكتاب والحكمة، وقال: ويعلمكم الكتاب والحكمة، وقال: رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، وقال: واذكرن ما يتلى في بيوتكن الآية
فكذلك قوله: ولقد آتينا لقمان الحكمة .. الآية.
فالذي تحصل أن كل الأعلام الذين سميت بأسمائهم سور القرآن هم أنبياء، فهل كذلك مريم عليها السلام؟
ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[19 Mar 2009, 11:53 م]ـ
رابعا: هل في وصفها بالصديقية دلالة على أنها ليست نبية.
وذلك في قوله تعالى: ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة.
فإن القرآن الحكيم غاير بين وصف المسيح وأمه، أما المسيح فوصفه بأنه رسول قد خلت من قبله الرسل، فهو ليس بدعا من الرسل.
وأما أمه فهي صديقة، ولأنها صديقة والصديقيون كثر لم يحتج لأن يستدل بوجود الصديقين في الأمم السابقة واللاحقة.
فلما غاير بين وصف المسيح وأمه دل على أنها لم تكن نبية بل صديقة.
وأجاب من قال بنبوتها عن وصفها بالصديقية بأنه لا تناقض، فالنبي صديق، كما قال سبحانه: يوسف أيها الصديق .. الآية.
وفيه نظر – في نظري – من جهتين:
الأولى: أن الذي وصف يوسف بالصديقية هو رسول الملك، فقد يكون الرسول لم يكن يؤمن بنبوة يوسف، بل هو على دين الملك، ولما ظهر له صلاح يوسف وصفه بالصديقية لأنها مرتبة دون النبوة.
الثانية: ولو وصف يوسف بالصديقية فإن القرآن دل في آيات أخرى على نبوته، فهو صديق نبي، كما قال سبحانه (إنه كان صديقا نبيا)، وهذا لم يات في مريم بل اقتصر في وصفها على الصديقية.
فهذه الآية من أقوى الآيات الدالة على أن مريم ليست نبية، ألا تجدونها كذلك؟.
ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[19 Mar 2009, 11:57 م]ـ
خامسا: هل في تنزل الملائكة عليها ومخاطبتهم إياها دليل على نبوتها؟
ذلك لأن عند المتكلمين كل من نزلت عليه الملائكة وبلغته أوامر الله فهو نبي.
وقد حصل مثل هذا لمريم لما أخبرتها الملائكة أن الله اصطفاها، ولما جاءها جبريل الأمين بصور بشر سوي فنفخ في جيبها.
ومن نقض هذا الدليل بأن الله أوحى إلى أم موسى وهي ليست نبية، كما قال تعالى (وأوحينا إلى أم موسى) الآية فقد نُقض نقضه هذا بأن قيل إن الوحي إلى أم موسى لم يكن بتنزل ملك، بل هو من قبيل الإلهام، بخلاف الوحي الذي نزل على مريم فإنه كان بتنزل ملائكة بلغتها رسالة من الله بنص القرآن.
فهذا أقوى دليل على إثبات نبوة مريم عليها السلام.
وأقوى ما يمكن أن يقال في ذلك: إن الملائكة نزلت في أحوال أخرى وبلغت عن الله، ولم يقل أحد أن الذين نزلت عليهم أنبياء.
فقد جاء الملك إلى ثلاثة نفر أبرص وأقرع وأعمى حيث بلغ الملك في آخره إلى الأعمى، وقال: انما ابتليم فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك، الحديث.
وأصرح منه بنزول الملائكة رسلا من الله على بشر ليسوا بأنبياء حديث مسلم عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ' أن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى، فأرصد الله له على مدرجته ملكاً، فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخاً لي في هذه القرية. قال: هل لك عليه من نعمة تربها؟ قال: لا، غير أني أحببته في الله - عز وجل - قال: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه '.
لاحظ قوله: رسول الله اليك ...
وفي دلائل النبوة للمستغفري قصة الأوزاعي مع ملك من الملائكة وقال له خيرا، والله تعالى أعلم.
وللبحث بقية .. بانتظار تأملاتكم في الآيات الواردة في شأن مريم عليها السلام.
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[20 Mar 2009, 12:07 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل ..
ذكر العلامة العثيمين رحمه الله فائدة عند قوله تعالى في سورة يوسف (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى) وهي أن هذه الآية دليل على أن النبوة كانت تختص بالرجال دون النساء .. وأن مريم لم تكن نبية وإنما كانت صديقة كما قال تعالى (وأمه صديقة) ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[20 Mar 2009, 12:48 ص]ـ
الفصل في هذا القول، هو قول الله تعالى:
(مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) سورة المائدة (75)
وقد فرق الله بين النبيين والصدقين وقال:
(وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا) سورة النساء (69)
ولا يرد عليه أن بعض الأنبياء وصف بالصديق، فالنبوة أعلى مرتبة من الصديقية، فكل نبي صديق، وليس كل صديق نبي.(/)
قال تعالى: " الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه " ما الراجح فيها؟
ـ[طالِب]ــــــــ[20 Mar 2009, 09:52 ص]ـ
السلام عليكم
قال تعالى: " الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه " ما الراجح فيها؟
وفقكم الله ورعاك وعلى طريق الخير وداكم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[20 Mar 2009, 03:30 م]ـ
السلام عليكم
قال تعالى: " الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه " ما الراجح فيها؟
وفقكم الله ورعاك وعلى طريق الخير وداكم
الأخ الفاضل طالب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا كانت الآية أو اللفظ يحتمل أكثر من معنى صحيح فالقاعدة أنه لا يجوز حمله على واحد منها إلا بدليل فإذا كان المقصود بالقول:
القرآن فالمعنى أنهم يتبعون كل خلق فاضل حث عليه القرآن.
وإذا كان المقصود بالقول عموم القول فأحسن القول هو كلام الله تعالى كما قال تعالى:
(اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) سورة الزمر (23)
وكما جاء في صحيح مسلم رحمه الله تعالى من حديث جابر بن عبد الله أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا خطب قال: " أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ" صلى الله عليه وسلم.
وعلى هذا فلا منافة بين القولين، ويصح حمل الآية على كليهما.
والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[طالِب]ــــــــ[20 Mar 2009, 07:19 م]ـ
الأخ الفاضل / محب القرآن أحبك الله، وزادك بسطة في العلم(/)
وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ
ـ[عبدالرحمن بن محمد الهرفي]ــــــــ[20 Mar 2009, 12:46 م]ـ
الميثاق الذي أخذه الله -تعالى- من آدم وذريته حق ما هو الميثاق؟ الميثاق لغة العهد والميثاق شرعا واصطلاحا هو العهد الذي أخذه الله -تعالى- من آدم وذريته، فما هو هذا العهد الذي أخذه الله من آدم وذريته؟ والأصل في ذلك قوله -تعالى-: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ
ما هو هذا العهد؟ اختلف العلماء في هذا العهد ما هو على قولين مشهورين القول الأول أن الله -تعالى- استخرج ذرية آدم من صلبه من ظهره وأشهدهم على أنفسهم بلسان المقال بأن الله ربهم ثم عاهدهم وأن الله ميزهم إلى أصحاب اليمين وإلى أصحاب الشمال فيكون العهد هذا أن الله سبحانه أخرج الأرواح قبل خلق الأجساد وأنه جعل فيها من المعرفة ما علمت به ما خاطبها ربها فشهدت ونطقت.
القول الثاني: أن الله استخرج ذرية بني آدم بعضهم من بعض من أصلابهم بعد الولادة شاهدون على أنفسهم أن الله ربهم ومليكهم وأنه لا إله إلا هو، فالإخراج من ظهور بني آدم بعضهم من بعض، ومعنى أشهدهم على أنفسهم بلسان الحال لا بلسان المقال أي: دلهم على توحيده وفطرهم عليه بأن بسط لهم الأدلة على ربوبيته ووحدانيته، وشهدت بها عقولهم وبصائرهم التي ركبها الله فيهم، فكل بالغ يعلم ضرورة أن له ربا واحدا.
فالمراد بالإشهاد فطرتهم على التوحيد، فكل مولود يولد على الفطرة فقام ذلك مقام الإشهاد فيكون إذا الميثاق هو قوله: إن الله استخرج ذرية آدم من ظهره الأرواح وأنطقها ونطقت وشهدت ثم أعادها، والثاني: أن المراد الأدلة التي نصبها الله كل بالغ يعلم ضرورة أن له ربا بما فطره الله عليه وبما رصد له من الأدلة، وهي كل شاهد بلسان الحال لا بلسان المقال.
الأدلة التي استدل أهل القول الأول الذين قالوا: إن الله استخرج ذرية آدم وأنطقهم بلسان المقال بما يأتي:
أولا: حديث عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الذي رواه الإمام أحمد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سئل عن هذه الآية وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ الآية فقال: إنه سئل يعني: عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- سئل عن هذه الآية فقال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سئل عنها قال: إن الله خلق آدم -عليه الصلاة والسلام- ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية قال: خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون، ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية قال: خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون فقال رجل: يا رسول الله ففيم العمل؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: إن الله -عز وجل- إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله به الجنة، وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخله به النار
الدليل الثاني: ما رواه الترمذي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لما خلق الله آدم مسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصا من نور ثم عرضهم على آدم فقال: أي ربي من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتك فرأى رجلا منهم فأعجبه وبيص ما بين عينيه فقال: يا رب من هذا؟ قال: هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له: داود قال: يا رب كم عمره؟ قال: ستون سنة قال: أي رب أعطه من عمري أربعين فأخذ الله عليه الميثاق فلما انتهت المدة جاء ملك الموت ليقبض روح آدم فقال: أولم يبق من عمري أربعين؟ قال: أولم تعطها لابنك لداود؟ فنسي آدم ونسيت ذريته وجحد آدم وجحدت ذريته وخطئ آدم فخطئت ذريته
(يُتْبَعُ)
(/)
هكذا جاء في الحديث والذي فيه الإشهاد على الصفة التي قالها أهل هذا القول، وردت في أحاديث عن ابن عباس رواه ابن عباس وابن عمر وتكلم فيها بعضهم، ومن الأدلة حديث ابن عباس الذي رواه الإمام أحمد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم -عليه الصلاة والسلام- بنعمان وهو واد إلي جنب عرفة - يوم عرفة فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرها بين يديه ثم كلمهم قبلا قال: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا إلى آخر الآية وحديث عبد الله بن عمرو الذي يرويه مجاهد عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ قال: أخذوا من ظهره كما يؤخذ المشط من الرأس فقال لهم: ألست بربكم قالوا: بلى قالت الملائكة: شهدنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ
وأقوى ما يشهد لصحة هذا القول حديث أنس المخرج في الصحيحين عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: يقال للرجل من أهل النار يوم القيامة: أرأيت لو كان لك ما على الأرض من شيء أكنت مفتديا؟ قال: فيقول: نعم قال: فيقول: قد أردت منك أهون من ذلك قد أخذت عليك في ظهر آدم ألا تشرك بي شيئا فأبيت إلا أن تشرك بي شيئا وقد روي من طريق أخرى قد سألتك أقل من ذلك وأيسر فلم تفعل فيرد إلى النار وليس فيه في ظهر آدم.
أدلة القول الثاني الذين يقولون: إن الله -تعالى- نصب الأدلة وأن الإشهاد بلسان الحال قالوا: الآية تدل على هذا القول من وجوه:
أحدها: أنه قال في الآية: من بني آدم ولم يقل: من آدم.
الثاني: أنه قال: من ظهورهم ولم يقل: من ظهره وهو بدل بعض أو بدل اشتمال وهو أحسن.
الثالث: أنه قال: ذريتهم ولم يقل: ذريته.
الرابع: أنه قال: وأشهدهم على أنفسهم ولا بد أن يكون الشاهد ذاكرا لما شهد به وهو لا يذكر شهادته إلا بعد خروجه إلى هذه الدار لا يذكر شهادته قبله.
الخامس: أنه سبحانه أخبر أن حكمته بهذا الإشهاد إقامة للحجة عليهم لئلا يقولوا يوم القيامة: إنا كنا عن هذا غافلين، والحجة إنما قامت عليهم بالرسل والفطرة التي فطروا عليها بدليل قول الله -تعالى-: رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ
سادسا: تذكرهم بذلك لئلا يقولوا يوم القيامة: إنا كنا عن هذا غافلين ولا شك أنهم غافلون عن الإخراج لهم من صلب آدم كلهم وإشهادهم جميعا ذلك الوقت هذا لا يذكره أحد منهم.
سابعا: أن هناك حكمتين في هذا الإشهاد لئلا يدعوا الغفلة أو يدعوا التقليد في قوله: أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ إذ الغافل لا شعور له، والمقلد متبع في تقليده لغيره، ولا تترتب هاتان الحكمتان إلا على ما قامت به الحجة من الرسل والفطرة.
الثامن: أن الله توعدهم بجحودهم وشركهم في ادعائهم التقليد في قوله: أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ والله -سبحانه- إنما يهلكهم بمخالفة رسلهم وتكذيبهم بعد الإعذار والإنذار بإرسال الرسل إذا أخبر أنه لم يكن ليهلك القرى بظلم وأهلها غافلون.
التاسع: أنه سبحانه أخبر أنه أشهد كل واحد على نفسه واحتج عليه بهذا في غير موضع من كتابه كقوله: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ وإنما ذلك بالفطرة وهي الحجة التي أشهدهم على أنفسهم بمضمونها وذكرتهم بها رسله بقولهم: أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
العاشر: أنه جعل الإشهاد آية وهي الدلالة الواضحة المبينة المستلزمة لمدلولها وإنما يتضح ذلك بالفطرة التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله، وهذا شأن آيات الرب تكون واضحة بينة مستلزمة لمدلولها قال -تعالى-: وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ويؤيد ما قالوا ويؤيد هذا القول أحاديث منها رواية الحسن عن الأسود بن سريع من بني سعد قال: غزوت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أربع غزوات قال: فتناول القوم ذرية بعدما قتلوا المقاتلة فبلغ ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاشتد عليهم مما قال، وقال: ما بال أقوام يتناولون الذرية فقال رجل يا رسول الله أليسوا أبناء المشركين؟ فقال: إن
(يُتْبَعُ)
(/)
خياركم أبناء المشركين ألا إنها ليست نسمة تولد إلا ولدت على الفطرة فما تزال عليها حتى يبين عنها لسانها فأبواها يهودانها وينصرانها
قال الحسن: ولقد قال الله في كتابه: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ الآية ومنها حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- في الصحيحين قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كل مولود يولد على الفطرة وفي رواية: على هذه الملة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه كما تولد بهيمة جماء هل تحسون فيها من جدعاء ومنها حديث عياض بن حمار في صحيح مسلم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إني خلقت عبادي حنفاء فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم قالوا: والقول الأول يضعفه أمران إذ هو متضمن لها أحدهما كون الناس تكلموا حينئذ وأقروا بالإيمان وأنه بهذا تقوم عليهم الحجة يوم القيامة الثاني: أن الآية دلت على هذا، والآية لا تدل عليه بالوجوه العشرة السابقة. أما الآثار التي استدل بها أهل القول الأول، فأجاب عنها أهل القول الثاني بأنها تدل على أن الله -سبحانه- صور النسمة وقدر خلقها وأجلها وعملها واستخرج تلك الصور من مادتها ثم أعادها إليها وقدر خروج كل فرد من أفرادها في وقته المقدر له ولا تدل على أنها خلقت خلقا مستقرا واستمرت موجودة ناطقة كلها في موضع واحد ثم يوصل منها إلى الأبدان جملة بعد جملة كما قال ابن حزم: هذا لا تدل الآثار عليه كما أنها لا تدل على سبق الأرواح الأجساد سبقا مستقرا ثابتا، كما قال من قال: إن الأرواح مخلوقة قبل الأجساد بل الرب يخلق منها جملة بعد جملة على الوجه الذي سبق به التقدير أولا فيجيء الخلق الخارجي مطابقا للتقدير السابق كشأنه -سبحانه- في جميع مخلوقاته فإنه قدر لها أقدارا وآجالا وصفات وهيئات ثم أخرجها إلى الوجود مطابقة لذلك التقدير السابق. فالآثار المروية إنما تدل على هذا المقدار وبعضها يدل على أن الله استخرج أمثالهم وصورهم وميز أهل السعادة من أهل الشقاوة عليهم هناك، وأما الآثار التي في بعضها الأخذ والقضاء بأن بعضهم إلى الجنة وبعضهم إلى النار كما في حديث عمر، وفي بعضها الأخذ وإبراء آدم إياهم من غير قضاء ولا إشهاد كما في حديث أبي هريرة السابق، والذي فيه الإشهاد على الصفة التي قالها أهل الأول قالوا: إنه موقوف على ابن عباس وابن عمر، وتكلم فيه أهل الحديث، ولم يخرجه أحد من أهل الصحيح غير الحاكم في المستدرك على الصحيحين وهو معروف بتساهله -رحمه الله- لكن قال المحقق الشيخ أحمد محمد شاكر: حديث ابن عباس وعمر صحيحان مرفوعان وتعليلهما بالوقف على ابن عباس وعمر غير سديد كما بين ذلك في شرحهما في المسند. بعد هذا هل بين هذين القولين تناف؟ أو هل يمكن الجمع بين هذين القولين؟ قال شيخنا سماحة الشيخ عبد العزيز -رحمه الله-: لا تنافي بين القولين فإن الأخذ للذرية من ظهر آدم والإشهاد عليهم كان تقدمة لبعثة الرسل، والحجة إنما قامت ببعثة الرسل فهم الذين ذكروهم بتلك الشهادة فقامت للرسل الحجة على الناس كما لو كان عند الإنسان شهادة ثم نسيها ثم ذكره أحد إياها وقال له: يا فلان اذكر أن عندك شهادة في وقت كذا على كذا وأيضا فإن الأخذ من ظهور بني آدم أخذ من ظهر آدم فإن ظهورهم ظهر له وعلى هذا فلا منافاة بين الأقوال وظاهر هذه الأحاديث، وهذه الأحاديث ظاهرة في أن الله -تعالى- استخرج ذرية آدم أمثال الذر الأرواح وأشهدهم ثم أعادهم -سبحانه وتعالى- وكون الإنسان لا يذكر الشهادة لا يستلزم أن يكون ذلك وقع، جاءت الرسل بعد ذلك وذكرتهم بالشهادة، والحجة إنما قامت ببعثة الرسل، وعلى ذلك فلا منافاة بين القولين(/)
سؤال: الدراسات القرآنية .. هل تندرج ضمن التفسير الموضوعي؟
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[20 Mar 2009, 09:46 م]ـ
كنت أقرأ خبرا في موقع الجزيرة نت عن صدور كتاب بعنوان: "الأنا والآخر من منظور قرآني" من تأليف السيد عمر ومنشورات دار الفكر. فبدا لي أن أتساءل: هل مثل هذه الدراسات القرآنية، التي تدرس موضوعا ما من زاوية قرآنية أو من منظور قرآني، تندرج ضمن ما يسمى التفسير الموضوعي؟
وما هي الشروط التي يتوجب توفرها في محتوى البحث، كي يسمح للكاتب الادعاء بأن تحليله يمثل عرضا من منظور قرآني، وليس توظيفا (أو انتقاء) لبعض الآيات كي تخدم فكرة جاهزة في ذهن المؤلف ويريد الدفاع عنها؟
بعبارة أخرى: متى يكون الكاتب مفسِّرا موضوعيا، ومتى يكون موظِّفا للآيات القرآنية (أو لنقل: مستشهدا بالقرآن) لخدمة موضوع ما يريد بسطه؟
سؤالي يمثل رغبة في الفهم فقط، ولا علاقة له بالكتاب الذي لم أقرأه (وأرجوذلك يوما ما لأن عنوانه مثير للانتباه).
الخبر في الرابط التالي:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/AB53DB7F-3F47-4870-B70E-DEF01CE673FB.htm
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[20 Mar 2009, 10:37 م]ـ
التفسير الموضوعي له ضوابط معينة وأحسن من كتبها الدكتور عبد الستار فتح الله سعيد في كتابه المدخل إلى التفسير الموضوعي وقد لخصها الخالدي في كتابه التفسير الموضوعي بين النظرية والتطبيق.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[25 Mar 2009, 08:49 م]ـ
جزاكم الله خيرا. وقد بحثت عن الكتابين على الإنترنت فلم أجدهما.
وليت أحد الأفاضل يذكر عناوين الضوابط المقترحة.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[26 Mar 2009, 06:30 م]ـ
سبق في الملتقى طرح عدد من الموضوعات التي تناقش هذه القضية: التفسير الموضوعي وإشكالية المصطلح والمنهج.
ولا بأس من إعادة طرحها مرة أخرى لأنها قضية متجددة الظهور هذه الأيام بصور مختلفة.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[27 Mar 2009, 05:51 م]ـ
وفيما يخص السؤال أعلاه يمكن التركيز على نقطتين:
الأولى: المقصود بالتفسير الموضوعي، فعلى أساس تحديد هذا المصطلح يمكن النظر فيما يدخل تحته من القضايا وما لا يدخل.
ومن المعلوم أنه ليس كل دراسة قرآنية تدخل تحت هذا اللون من التفسير، فالدراسة القرآنية اسم شامل لكل ما يخص القرآن الكريم من الدراسات سواء ما يتعلق بمعانيه (تفسيره) أو علومه (نزوله، جمعه، قراءته ... الخ) وحديثنا هنا خاص بلون معين من الدراسات وهو الموضوعات المطروحة من وجهة نظر قرآنية –كالذي أشرت إليه أخي محمد أعلاه-.
والأصل أن كثيرا من هذه الدراسات يمكن أن يندرج ضمن التفسير الموضوعي، لأنها جميعا تنطلق من خلال البحث القرآني لقضية من القضايا، وهذا أحد أنواع التفسير الموضوعي (1).
فإذا ثبت أن هذه الدراسات تدخل تحت هذا النوع من التفسير تبقى النقطة الثانية وهي:
هل التزم الكاتب بالمنهجية العلمية للتفسير الموضوعي؟
أو ما مدى ارتباط الكاتب بالقرآن الكريم الذي جعله مدار بحثه؟
يظهر أن عددا من الدراسات في هذا الباب قد أخلت بما ينبغي أن يكون عليه البحث القرآني الملتزم، ويظهر ذلك في صور شتى لعل أبرزها هو الانطلاق من قاعدة توسيع مفهوم التفسير الموضوعي، وجعله منصبا على الحديث المقاصدي الفضفاض، والذي يتمكن الكاتب من خلاله من إيراد ما يريد دون الحاجة للرجوع إلى المصادر الأصيلة الأخرى: السنة – أقوال السلف.
وهذا طريق سلكه عديدون رغبة في التملص من كل يقيد بحوثهم لأنه -في نظرهم- "أقصر طريق لتجاوز المعاني المباشرة للألفاظ القرآنية والتفلت منها, وفيه مجال رحب لاقتطاع الآيات من سياقها - سياق النص وسياق الواقع -, فيسهل به التأويل والتحريف" (2).
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) من الباحثين من يرى أن إطلاق كلمة (تفسير) لا تصلح لهذا اللون من الدراسة، لأن التفسير هو بيان المعنى، أما هذه الدراسات فهي مبنية على الفوائد والاستنباطات لا على معاني جديدة للنص القرآني، فعلى رأيه يمكن أن يطلق عليها اسم (موضوعات قرآنية) لا تفسيرا موضوعيا.
(2) العبارة الأخيرة اجتزأتها من مشاركة قديمة في الملتقى للأخ نايف الزهراني.(/)
يوم الاثنين موعدكم مع شيخنا الدكتور مساعد الطيار في تفسيرالمحرر الوجيز بمكة المكرمة
ـ[نواف الحارثي]ــــــــ[20 Mar 2009, 11:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد
الإخوة الكرام
يسعدنا أن نذكركم بدرس شيخنا الدكتور مساعد الطيار في تفسير (المحرر الوجيز لابن عطية) وذلك يومي الاثنين والثلاثاء 26 - 27/ 3/1430هـ بعد صلاتي المغرب والعشاء -بإذن الله تعالى - علما بأنه الدرس العلمي الثالث.
الموقع / جامع الأميرة نوف -طريق الطائف - جوار مستشفى علوي تونسي.
وقد أعلن الإخوة بمندوبية العزيزية والعوالي عن الدرس لكن العنوان غير واضح
**ينقل الدرس عبر موقع البث الاسلامي www.islamlive.net
* للتنسيق والتواصل 0553131107
**يوجد مكان للأخوات.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[22 Mar 2009, 02:11 ص]ـ
وفقكم الله ونفع بكم يا دكتور مساعد ..
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[22 Mar 2009, 02:51 ص]ـ
رابط البث الذى أحلت عليه لا يعمل ..(/)
كيف يكون عمل الإثم والخطيئة كسبا؟!!
ـ[شاكر]ــــــــ[21 Mar 2009, 05:54 ص]ـ
قال الله تبارك وتعالى:
(بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) البقرة: 81
(وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا) النساء: 112
ومن المعلوم أن الكسب يكون في الأعمال الصالحة ككسب العلم وكسب الرزق وكسب الأخوة وكسب الثقة و ..
فكيف تكون الخطيئة كسبا؟!
ـ[أبو المهند]ــــــــ[21 Mar 2009, 06:30 ص]ـ
سؤال وجيه ـ أثابكم الله عليه يا أ. شاكر ـ أجاب عنه العلماء فقالوا في ظلال قوله تعالى:" {يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ} {الرعد 42}
الكسب: الفعل المشتمل على دفع مضرة أو جلب منفعة {الفخر وابن عادل ... }
وقال ابن عاشور:" ظنّ بعض المفسرين أنّ الكسب هو اجتناء الخير، والاكتساب هو اجتناء الشر، وهو خلاف التحقيق؛ ففي القرآن {ولا تكسب كلّ نفس إلاّ عليها} [الأنعام: 164] ثم قيل للذين ظلموا {ذوقوا عذاب الخلد هل تجزون إلاّ بما كنتم تكسبون} [يونس: 52]
وقد قيل: إنّ اكتسب إذا اجتمع مع كسب خُصّ بالعمل الذي فيه تكلّف. لكن لم يرد التعبير باكتسبت في جانب فعل الخير.
والله الموفق والمستعان.
ـ[شاكر]ــــــــ[22 Mar 2009, 08:39 م]ـ
جزاك الله خيرا أستاذنا الفاضل وزادك من فضله.
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[22 Mar 2009, 10:36 م]ـ
ألا يمكن أن يكون هذا من باب التهكم بهم00 وِمثْل ذلك قوله سبحانه ((والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة00))؟ 0
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[22 Mar 2009, 11:30 م]ـ
الأخوة الكرام،
الأصل في الكسب جمع المال، وهو يجمع بطرق مشروعة وغير مشروعة، ثم استخدم فيما يجمعه الإنسان على نفسه. وليس كل ما يجمعه الإنسان لنفسه يكون إيجابياً.
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[23 Mar 2009, 09:42 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله في الأخوة جميعا, ولي تعليق على قول الأخ شاكر:
"ومن المعلوم أن الكسب يكون في الأعمال الصالحة ككسب العلم وكسب الرزق وكسب الأخوة وكسب الثقة و .. فكيف تكون الخطيئة كسبا؟! "
من أين أتى بالمعلوم هذا, لا يعني أن القرآن استعمل أحيانا كسب مع العمل الصالح واكتسب مع الطالح أن هذا ثابت, العبرة بأصل اللفظ, وكسب كما جاء في المقاييس لابن فارس:
الكاف والسين والباء أصلٌ صحيحٌ، وهو يدلُّ على ابتغاء وطلبٍ وإصاب. اهـ
فمن يكسب خطيئة فقد ابتغاها وطلبها وأصابها, وبهذا يكون قد كسبها. وفي الآية إشارة إلى سهولة الوقوع في الخطيئة والإتيان بها وأنها أصبحت لا تجد أي معارضة من النفس ولا تحتاج أي جهد للإتيان بها, فليس في الآية تهكم أو ما شابه, والله أعلى وأعلم.
ـ[شاكر]ــــــــ[24 Mar 2009, 08:37 م]ـ
جزاكم الله خيرا أساتذتنا ومشائخنا الأفاضل على إضافاتكم المفيدة.
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله في الأخوة جميعا, ولي تعليق على قول الأخ شاكر:
"ومن المعلوم أن الكسب يكون في الأعمال الصالحة ككسب العلم وكسب الرزق وكسب الأخوة وكسب الثقة و .. فكيف تكون الخطيئة كسبا؟! "
من أين أتى بالمعلوم هذا.
من هنا أخي الكريم:
كسب: كَسَبَه، يَكْسِبُهُ، كَسْباً بالفتح، وكِسْباً بالكسر، وتَكَسَّبَ، واكْتَسَبَ: طَلَبَ الرِّزْقَ. وأَصلُهُ الجَمع، أَوْ كَسَبَ: أَصابَ، واكْتَسَبَ تَصرَّفَ، واجْتَهَدَ، قاله سِيبَوَيْهِ. وكَسَبَهُ: جَمَعَه على أَصلِ معناه. في لسان العرب: قال ابْنُ جِنّي: قولُه تعالَى: "لَهَا مَا كَسَبَتْ وعَلَيْهَا ما اكْتَسَبَتْ" عَبَّرَ عن الحَسَنةِ بكسبت، وعن السَّيِّئةِ باكْتَسَبَتْ؛ لأَنّ معنى كَسَبَ دون معنى اكْتَسَبَ، لِما فيه من الزِّيَادة، وذلك لأَنّ كَسْبَ الحَسَنَة، بالإِضافَة إِلى اكْتساب السَّيّئة، أَمرٌ يَسيرٌ ومستَصْغَر، وذلك لقوله عَزَّ وجَلَّ: "مَنْ جاءَ بالحَسنَة فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِها ومَنْ جَاءَ بالسَّيِّئَةِ فلا يُجْزَي إِلاَّ مِثْلَها" أَفلا تَرى أَنّ الحَسَنَةَ تَصغُرُ بإِضافتها إِلى جزائها، ضِعْفَ الواحدة إِلى العَشَرَة؟ ولمّا كان جَزاءُ السَّيّئة إِنّمَا هو بمثلها، لم تُحْتَقرْ إِلى الجزاءِ عنها، فعُلِمَ
(يُتْبَعُ)
(/)
بذلك قُوّةُ فِعلِ السَّيّئة على فعل الحسنةِ؛ فإِذا كان فعلُ السَّيّئة ذاهباً بصاحبه إِلى هذه الغايةِ المترامية، عُظِّمَ قَدْرُهَا وفُخِّمَ لفظُ العبارة عنها، فقيل: "لَهَا ما كَسَبَتْ وعليها ما اكْتَسَبَتْ"، فزِيدَ في لفظ السَّيّئة، وانْتُقِصَ من لفظ فعل الحسنة لِمَا ذَكَرْنا. وفي الأَساس: ومن المجاز: كَسَبَ خَيْراً، واكْتَسَب شَرّاً. كَسَب فُلاَناً خَيْراً ومالاً، كَأَكْسَبَهُ إِيّاهُ، والأَوّلُ أَعْلَى. فَكَسبَهُ هُوَ، قال:
يُعاتِبُنِي في الدَّيْنِ قَوْمِي وإِنَّما دُيُونِيَ في أَشْيَاءَ تَكْسِبُهُم حَمْدَا
ويُرْوَى. تُكْسِبُهم، وهذا ممّا جاءَ على فَعَلْتُهُ ففَعَل. ومن المجاز: تقولُ: فلانٌ يَكْسبُ أَهله خيراً. قال أَحمدُ بْنُ يَحْيى: كلُّ النّاس يقولُ: كَسَبَك فلانٌ خيراً إِلاّ ابْنَ الأَعْرَابِيّ فإِنّه قال: أَكْسَبَكَ فُلانٌ خَيْراً. وفي حديث خَديجة: "إِنّك لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَكْسِبُ المَعْدومَ". قال ابْنُ الأَثِيرِ: يُقال كَسَبْتُ مالاً، وكَسَبْتُ زَيْداً مالاً وأَكسَبْتُ زيداً مالاً، أَي: أَعَنْتهُ على كَسْبِه، أَو جعَلْتُه يَكْسِبُهُ فإن كان من الأَوّل، فتريدُ أَنّك تَصِلُ إِلى كُلّ معدومٍ وتنالُهُ، فلا يَتعذَّرُ لِبُعْدِه عليك، وإِن جَعَلْتَهُ متعدِّياً إِلى اثْنَيْنِ، فتُرِيدُ أَنَّك تُعْطِي النّاسَ الشَّيءَ المعدوم عِنْدَهُم، وتُوَصِّلُهُ إِليهم، قال: وهذا أَوْلَى القولَيْنِ، لأَنَّه أَشبَهُ بما قبْلَهُ في باب التَّفضُّل والإِنعام، إِذْ لا إِنْعَامَ في أَنْ يَكْسِبَ هو لنفسه مالاً كان معدوماً عندَه، وإِنما الإِنعامُ أَنْ يُولِيَهُ غَيْرَهُ، وبابُ الحظّ والسّعادة في الاكْتِساب غيرُ باب التَّفَضُّل والإِنعام. وقال شيخنا: كَسَبَ يَجِيءُ لازماً ومتعدّياً، وأَنكر الفَرّاء وغيرُهُ "أَكْسَبُه". في المتعدِّي؛ وأَنشدَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ:
فَأَكْسَبَنِي مالاً وأَكْسَبْتُه حَمْدَا فعدّاهُ لمفعولَيْنِ وكَسَبَ يتعدَّى
لواحِدٍ، وأَكْسَبَ لاثْيَنْنِ. وقيل: كُلٌّ منهما يتعدَّي لمفعولَيْنِ، كما جَزَمَ به ابْنُ الأَعْرَابِيّ، وهو الذي صرّحَ به المُصَنِّفُ، وغيرُهُ، انتهى. يُقال: فُلانٌ طَيِّبُ المَكْسَبِ، كمَقْعَدٍ، والمَكْسِبِ، كمَجْلِس؛ كِلاَهُمَا عن الفَرّاءِ، والمَكْسِبَةِ كالمَغْفِرَة، والكِسْبِةِ، بالكسر، والكَسِيبَة، زاده ابْنُ مَنْظُورٍ: أَي: طَيِّبُ الكَسْبِ. وَرَجُلٌ كَسُوبٌ كَصَبُورٍ، وكَسَّابٌ كَشَدَّاد: كَثِيرُ الكَسْبِ. الكَسُّوبُ، كالتَّنُّورِ: نَبْتٌ يُشْبِه العُصْفُرَ، له قُرْطُمٌ، نقله الصَّاغانيّ. الكَسُّوبُ: الشَّيءُ، وفي نُسْخَة: ومَا لَهُ كَسُّوبٌ: شَيءٌ، يقال: ما تَرَك كَسُّوباً ولا لَسُّوباً، أَي: شيئاً. وكَسَابِ، كَقَطَامِ: الذِّئْبُ، ورُبَّمَا جاءَ في الشِّعر كُسَيْباً. ومثلُهُ في لسان العرب. وفي الصَّحِاح: اسمُ كَلْبَةٍ. كَسْبَةُ: من أَسْماءِ إِناثِ الكِلابِ كَكَسَابِ؛ قال ابْنُ سِِيدَهْ. قال الأَعْشَى:
ولَزَّ كَسْبَةَ أُخْرَى فَرْغُها فَهِقُ
كَسْبَةُ: ة بنَسَفَ. كُسَيْبٌ، كزُبَيْرٍ: اسْمُ لذُكُورِهَا، أَي: الكِلابِ، وربّما جاءَ ذلك في الشِّعْر. قال ابنُ منظور: وكُلُّ ذلك تفاؤُلٌ بالكسب والاكتساب. كُسَيْبٌ: اسْمُ رجل. وقيل: هو جَدُّ العَجّاج لأُمّه، قال له بعض مُهاجِيهِ، أُراه جَريراً.
يا ابْنَ كُسَيْبٍ ما عَلَيْنَا مَبْذَخُ قَدْ غَلَبَتْكَ كاعِبٌ تَضَمَّخُ
يعني بالكاعِبِ لَيْلَى الأَخْيَلِيَّةَ، لأَنّها هاجَتِ العَجّاج فغَلَبَتْهُ. قد يكونُ ابْنُ الكُسَيْبِ: ولَدَ الزِّنَا، وبه يُفَسَّرُ الشِّعْرُ المذكور. والكُسْبُ، بالضَّمِّ: الكُنْجارَقُ فارِسيّة. وبعضُ أَهْلِ السَّوَادِ يُسَمِّيهِ الكُسْبَجَ. والكُسْبُ بالضمِّ: عُصارَةُ الدُّهْنِ، قال أَبُو منصور: وأَصلُه بالفارِسيّة " كُشْبْ "، فَقُلِبَت الشِّينُ سِيناً، كما قالوا: سابُور، وأَصلُه شَاهْ بُور، أَي: ابْن المَلِكِ. وكَيْسَبٌ، كصَيْقَلٍ: اسمٌ. و: ة بين الرَّيِّ وخُوَارِهَا، بالضَّمّ. وَمَنِيعُ بْنُ الأَكْسَبِ بْنِ المُجَشَّرِ شاعِرٌ من بني قَطَنِ بْنِ نَهْشَلٍ. والكَواسبُ: الجَوارِحُ من الإِنسان والطَّيْر. وأَبو كَاسِبٍ: كُنْيَةُ الذِّئْبِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وسَمَّوْا كاسِباً وكَيْسَبَةَ وكَيْسَباً وكُسَيْبَة. وممّا بقي عليه: تَكسَّبَ، أَي: تكلَّفَ الكَسْبَ، وأَصل الكَسْبِ الطَّلَبُ والسَّعْىُ في طلبِ الرِّزْق والمَعِيشةِ. وفي الحديث: " أَطْيَبُ ما أَكَلَ الرَّجُلُ من كَسْبِهِ، وَوَلَدَهُ من كَسْبِهِ ". وفي حديثٍ آخَرَ: نَهَى عن كَسْبِ الإِمَاءِ ". وفي التنزيل العزيز: "مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ" قِيلَ: ما كَسَبَ، هُنَا، وَلَدُهُ. والكِسْبُ، بالكسر: لغةٌ في الكَسْبِ، بالفتح، نقله الصَّاغانيُّ.
(كَسَبَهُ): يكسِبُهٌ كَسْباً وكِسْباً (وتَكَسَبَ واكْتَسَبَ) طَلَبَ الرِّزْقَ أو كَسَبَ أصابَ واكْتَسَبَ تَصَرَّفَ واجْتَهَدَ (وكَسَبَهُ) جَمَعَهُ وفلاناً مالاً كأكْسَبَهُ إيَّاهُ فَكَسَبَهُ هو وفلانٌ طَيِّبُ (المَكْسَب والمَكْسِبِ والمَكْسِبَةِ) كالمَغْفِرَةِ (والكِسْبَةِ) بالكسر أيْ طَيّبُ الكَسْبِ ورَجُلٌ كَسُوبٌ وكسَّابٌ وكالتَّنُّورِ نَبْتٌ والشيْءُ (القاموس المحيط)
كسَب الشيءَ يكسِبهُ كَسْبًا وكِسْبًا جمعهُ. ومالاً وعلمًا طلبهُ وربحهُ. والإثم تحمَّلهُ. ولأهلهِ طلب المعيشة. ويتعدَّى بنفسهِ إلى مفعول ثانٍ.
فيقال كسبت زيدًا مالاً وعلمًا أي أنلتهُ. قال ثعلب. وكلهم يقول كَسَبَك فلانٌ خيرًا. إلا ابن الأعرابيّ فإنهُ يقول أكسبك بالألف
أكسب فلانًا مالاً وعلمًا أنالهُ إياهُ.
وتكسَّب الرجل واكتسب طلب الرزق أو كَسَب أصاب واكتسب تصرَّف واجتهد. واستكسب العبد جعلهُ يكتسب
الكاسِب اسم فاعل. وأبو كاسِبٍ الذئْب
الكاسِبة مؤَنَّث الكاسب ج كواسب والكواسب الجوارح
كَسَابِ كقطامِ الذئْب واسم كلبة
الكَسْب مصدر. وعند الأشاعرة من المتكلّمين عبارة عن تعلُّق قدرة العبد وإرادتهِ بالفعل المقدور.
وفي التعريفات الكَسْب هو الفعل المفضي إلى إجلاب نفع أو دفع ضرٍّ.
والكُسْب ثفل الدهن وعصارتهُ. وهو معرَّب وأصلهُ الشين
كَسْبَة من أسماءِ إناث الكلاب.
والكِسْبَة الكَسْب. يقال فلانٌ طيّب الكِسْبَة
الكَسَّاب الكثير الكَسْب
الكسُّوب نبتٌ والشيءُ الكَسُوب الكثير الكَسْب
كُسَيْبٌ اسم لذكور الكلاب.
وابن الكُسَيْب ولد الزنا
الاكتسابيُّ عند العلماءِ علم يحصل بالكسب وهو مباشرة الأسباب بالاختيار كصرف الفعل والنظر في المقدَّمات في الاستدلاليَّات والإصغاءِ وتقليب الحدقة ونحو ذلك في الحسِّيَّات.
والمَكْسَب والمَكْسِب والمَكْسِبَة الكَسْب. يقال فلانٌ طيب المَكْسَب والمَكْسِب والمَكْسِبَة ج مكاسب (لسان العرب)
(كَسَبَ) لأهله -ِ كَسْبًا: طلب الرزقَ والمعيشة لهم. و- الشيءَ: جمعه. و- المالَ كَسْبًا، وكِسْبًا: رَبحَه. فهو كاسب. (ج) كَسَبَةٌ. وهو كَسَّاب، وكَسُوبٌ. و- الإِثمَ: تحمَّله. وفي التنزيل العزيز: وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا. و- فلانًا مالاً أَو علمًا أَو غير ذلك: أَناله.
(أْكْسَبَ) فلانًا مالاً أَو علمًا: أَعانه على كسبه، أَو جعله يكسِبه.
(اكْتَسَبَ): تصرَّف واجتهد. و- المالَ: رَبِحَهُ. و- الإثمَ: تحمَّلهُ. وفي التنزيل العزيز: لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتِسَبَتْ.
(تَكَسَّبَ): تكلَّفَ الكَسْبَ. و- المالَ: رَبِحَهُ. يقال: هو يتكسَّبُ من الشِّعر.
(الكَسْبُ): ما اكْتُسِبَ. يقال: فلان طيِّب الكَسْب.
(الكُسْبُ): عُصارةُ الدُّهن. و- ثُفْلُ بُزور القطن والكَتَّان والسمسم بعد عصرها. (مو).- (وانظر: الكزب).
(الكَوَاسِيبُ): الجوارحُ من الإنسان والطير. مفرده. كاسبة.
(المَكْسَبُ): ما يُكْسب. (ج) مَكاسبُ.
(الوسيط)
كَسَبَ -[ك س ب]. (ف: ثلا. لازمتع. م. بحرف). كَسَبْتُ، أَكْسِبُ، اِكْسِبْ، مص. كَسْبٌ، كِسْبٌ. 1."كَسَبَ أَرْبَاحاً مِنْ تِجَارَتِهِ": غَنِمَ، حَصَلَ عَلَى. 2.كَسَبَ مَالاً": رَبِحَهُ. "يَكْسِبُ أَمْوَالاً بِعَرَقِ جَبِينِهِ" "يَكْسِبُ الكَثِيرَ فِي لُعْبَةٍ وَيَخْسِرُهُ فِي لُعْبَةٍ". (أ. أمين). 3."كَسَبَ لِأَهْلِهِ": طَلَبَ الْمَعِيشَةَ لَهُمْ. 4."يَكْسِبُ العِلْمَ فيِ كُلِّ آنٍ": يَطْلُبُهُ. 5."كَسَبَهُ مَالاً وَفِيراً": أَنَالَهُ إِيَّاهُ. 6."كَسَبَ الدَّعْوَى أَمَامَ الْمَحْكَمَةِ": رَبِحَهَا بِحَقٍّ. 7."كَسَبَ وَلاَءهُ بِالمَالِ": اِشْتَرَاهُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
8."كَسَبَ الإِثْمَ": تَحَمَّلَهُ. وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أو إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَد احْتَمَلَ بُهْتَاناً (قرآن).
(الغني)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[24 Mar 2009, 10:45 م]ـ
هذا مشروع للدراسة أو المدارسة
في استقراء "لا أزعم أنه تام" للفظ " كسب" في القرآن وجدت أنه يرد في سياق العقوبة سواء في الدنيا أو في الأخرة.
وهذه الآيات وردت في العقوبة الدنيوية:
(لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ) سورة البقرة (225)
(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) سورة الروم (41)
أما الآيات الواردة في العقوبة في الآخرة:
(فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ) سورة البقرة (79)
(وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ) سورة الأنعام (120)
(وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) سورة الأنعام (129)
(وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا أُولَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ) سورة الأنعام (70)
(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) سورة الأعراف (96)
(فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) سورة التوبة (82)
(سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) سورة التوبة (95)
(إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آَيَاتِنَا غَافِلُونَ (7) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (8)) سورة يونس
(ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ) سورة يونس (52)
(وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ) سورة الأعراف (39)
(وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ (80) وَآَتَيْنَاهُمْ آَيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (81) وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آَمِنِينَ (82) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ (83) فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (84)) سورة الحجر
(الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) سورة يس (65)
(قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (50) فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ (51)) سورة الزمر
(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآَثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) سورة غافر (82)
(يُتْبَعُ)
(/)
(وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) سورة فصلت (17)
(قُلْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) سورة الجاثية (14)
(كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) سورة المدثر (38)
(كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) سورة المطففين (14)
(أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ) سورة الزمر (24)
بينما نجد أن أهل الجنة لم يخاطبوا ولا مرة واحدة بهذه اللفظة ,وإنما استعمل معهم كلمة " تعملون"
(وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) سورة الأعراف (43)
(الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) سورة النحل (32)
(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) سورة النحل (97)
(وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) سورة الزخرف (72)
(أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) سورة الأحقاف (14)
(كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) سورة الطور (19)
(كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (23) جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24)) سورة الواقعة
(كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) سورة المرسلات (43)
بينما نجد آيات كثيرة تستخدم لفظ"كسب" لبيان أن الأمم والأشخاص المؤمنون منهم والكافرون سيجزون بكسبهم:
(تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) سورة البقرة (134)
(وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) سورة البقرة (281)
(لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) سورة البقرة (286)
(فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) سورة آل عمران (25)
(وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) سورة آل عمران (161)
(هُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ) سورة الأنعام (3)
(أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) سورة الرعد (33)
(لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) سورة ابراهيم (51)
(الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) سورة غافر (17)
(وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) سورة الجاثية (22)
وهناك ثلاث آيات ورد لفظ الكسب مقيدا مرة بالخير ومرتين بالخطيئة والأثم:
(هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ) سورة الأنعام (158)
(وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (111) وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا) سورة النساء (112)) سورة النساء
(يُتْبَعُ)
(/)