ـ[محبة القرآن]ــــــــ[12 Feb 2009, 01:10 ص]ـ
فإذن موضوع السورة عندنا الفتنة، حتى قصة النبي كان مرجعها إلى الفتنة بما ينجيك أنت من الفتنة التي تطاولت، بعض الناس يظن أن أمر الله جل وعلا يحصل له كما يريد، لا، حكمة الله ماضية، الله جل وعلا يبتلي كما ابتلى نوح عليه السلام وقومه بأنه مكث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، ومع ذلك لم يستجب منهم إلا القليل، هذا نوع من الافتتان، المخرج منه في هذه السورة وهو الصبر (فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ).
قصة إبراهيم عليه السلام في نوع من الفتنة في من يجازف، في من يحاول في من .... ([5]) لا يستسلمون، وإنما يكيدون ويتخذون أشياء للمودة وللدنيا، وقال ? وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ ? [العنكبوت:25] الآية، فإذن فيه مجادلات إلى آخره، وهذه يحصل فيها نوع افتتان، قلَّ من يصبر على الحق، ويمكث عليه، وأن لا يتأثر في هذه الفتنة في الشبه التي يلقيها المشركون أو التي يلقيها الكفار، وهذه الشبه تتجدد بتجدد الأزمان.
بعدها ذكر الله جل وعلا قصة لوط عليه السلام، وفيها الافتتان بالشهوة؛ الافتتان بشهوة الرجال التي هي مناقضة للفطرة، وأيضا شهوة بأنواعها، والإعلان بها، وأنه لا ضرر منها، ون نهى عنها إنما هو الذي يهجن هو الذي يرد عليه، نهاهم ? وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمْ الْمُنكَرَ ? ولكن قالوا له ? ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنتَ مِنْ الصَّادِقِينَ ? [العنكبوت:29]، فتنة لأنّ زوجة لوط التي هي في بيته كانت ممن وقعوا في شراك أولئك؛ فهي تدل الرجال على الرجال الذين يأتون لوطا أو نحو ذلك، ? [لَنُنَجِّيَنَّهُ] ([6]) وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنْ الْغَابِرِينَ ? [العنكبوت:32] هذا نوع من الفتنة من الشهوة، الشهوة ما المخرج منها؟ المخرج منها بأن يعلم الإنسان أنها فتنة، الشهوة التي في جسم الإنسان أرادها الله جل وعلا لبقاء النسل، ولأن يختبر العبد هل يصبر أم لا يصبر، هل يتحمل ويسير على ما أراد الله جل وعلا أم يتبع نفسه هواها ويطلق الحبل على ما يريد، فصارت الفتنة فأوقع الله جل وعلا العقوبة فيمن لم ينتهوا عن نهيه جل جلاله.
من الفتنة أيضا أن يكون الناس في علم، وأن يكون المستمع يعلم، ولكنه لا يأبه بالعلم، الجاهل يُعَلَّم، لكن من يعلم أو المستمع الذي ينتشر فيه العلم، ويعلم الناس الحدود ويستفسرون، ولكن مع ذلك يخالفون، أليست هي فتنة؟ العلم لم يكن إذن في حقهم نعمة بل كان فتنة، لهذا ذكر الله جل وعلا أن عادا وثمودا كانوا علماء؛ علموا وكانوا مستفسرين، ولكنهم مع ذلك خالفوا قال سبحانه ? وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنْ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ ? [العنكبوت:38]، (زَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنْ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ)، هل كانوا يجهلون؟ لا، كان العلم قاصرا؟ لا، يعلمون ولكن زين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل، والحالة أنهم كانوا مستبصرين على بصيرة، وهذه فتنة عظيمة؛ أن يكون المرء على علم ويترك العلم الموروث عن الرب جل جلاله وعن نبيه صلى الله عليه وسلم.
القوة أيضا فتنة، المجادلة والحوار، الآن يطرح في كثير من الأحيان مباحث الحوار، الحوار مع النصارى، الحوار بين الحضارات، الحوار بين الديانات، الحوار بين المذاهب، الحوار بين الملل، إلى آخره، وهذا الحوار نوع من الفتنة، والآن تبثه بعض القنوات الفضائية؛ لأن فيه تأثيرا على من قلبه ضعيف، يرى ملل ونحل، وهذا يعبد كذا وهذا يعبد كذا، قد يشك ويفتتن، لكن المؤمن الصادق يعلم أن هذا التنوع وهذا التعدد وهذا الاختلاف إنما هو دليل من أدلة أنّ الحق واحد، وأنّ هؤلاء كما قال جل وعلا ? عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ (3) تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً ? [الغاشية:3 - 4] أرادوا الطريق إلى الله جل وعلا فأخطؤوا، لكن موضوع الحوار يحاول المرء أو لا يحاول؟ يجادل أم لا يجادل؟ هذه قد تعرض عن المرء هذه الفتنة، ولكن من الذي
(يُتْبَعُ)
(/)
يجادل ومن عنده علم، وليس كل أحد، ولهذا ذُكر كما يعلم بعضكم أنّ أناسا جادلوا، إما جادلوا ملحدا، أو جادلوا غير مسلم أو نصراني أو يهودي، أو جادلوا صاحب ملة من الملل أو مذهب من المذاهب الضالة، أو نحو ذلك، فربما غلب، أو ربما كان أقوى فوقع الافتتان في الناس، الله جل وعلا في هذه السورة بين أن الفتنة تقع إذا لم يكن الحوار من عالم وبالتي هي أحسن فقال جل وعلا ? وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (46) وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ ? [العنكبوت:46 - 47] إلى أنْ قال جل وعلا ? بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ? [العنكبوت:49] –نستمع للأذان-.
نكمل الحديث عن مثال سورة العنكبوت بأثر فهم مقصد أو موضوع السورة على العلم بالتفسير، فذكر جل وعلا النهي عن مجادلة أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن، لكن ممن؟ ممن هو عالم بالقرآن فقال (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) ولهذا من لم يعلم القرآن، وحجج القرآن، وبينات القرآن، والبراهين التي في القرآن، وكيف جاء في القرآن الحوار مع الملحد ومع المتجبر ومع الطاغوت ومع الناس بجميع أصنافهم، من لم يعلم ذلك فإنه لا يصلح للحوار، فليس كل أحد يحاور برأيه وبفكره، وإنما الحوار للعلماء، الحوار كما يسمى أو المجادلة كما في القرآن، هذه إنما هي لأهل العلم الذين يعلمون حدود ما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم. فإذن تقع الفتنة؛ الفتنة بالمجادلة، يقول له جادلني، ليش أنت ما تجادل؟ ويبدأ يبقى أحدهم في الجدال والحوار ويبحثون القضايا، هذا نوع افتتان للعامة، فإذن لابد هنا أن ينظر المرء في هذه الحال؛ أن يكون معتزا بدينه، وأن يعلم أن القرآن هو الحق، وأنه الذي كان في صدره فهو الذي على الحق؛ لأنّ القرآن حجة ماضية على الجميع، ولهذا قد يكون المرء لا يعلم بعض الحجج، فإذا كان كذلك فإنه يقول كما قال الله جل وعلا (وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) وهذا المجادلة الإجمالية ثم التفصيل عند من يعلم القرآن ويعلم الشريعة.
من الفتن التي ذُكرت أيضا في هذه السورة؛ أن يجعل الله جل وعلا الحياة جميلة بلهوها ولعبها وما فيها من الملذات حتى ينسى المرء الآخرة، قال جل وعلا في آخر السورة ? وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ ? [العنكبوت:64]؛ لأن كثيرين من الناس افتتنوا بالحياة؛ لهو ولعب ويظن أنها ستمتد ولا يعلم حقيقة الحياة، قال جل وعلا بعدها ? وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ? [العنكبوت:64]، (الْحَيَوَانُ) وهذا صيغة مبالغة من الحياة؛ يعني الدار الآخرة؛ يعني الجنة والنار هي ذات الحياة الباقية الكاملة، فمن أراد قمّة النعيم وكمال النعيم والتلذذ فهو في الجنة في الآخرة، ومن أراد الهرب من المؤذيات فهو المؤذيات كلها في النار، والذي يريد الهرب يهرب من النار، ولهذا قال طائفة من العلماء ما ذكر الله جل وعلا في القرآن -هذه ذكرها ابن الجوزي وجماعة- ما ذكر الله جل وعلا في القرآن من أنواع نعيم الدنيا، لتنظر إلى نعيم الدنيا أو لتتذكر به نعيم الآخرة، فكل مثال في الدنيا للنعيم أو للتلذذ هو حجة عليك في تذكرك نعيم الجنة، وكل مثال في الدنيا لأنواع المؤذيات ولو كانت الحشرة الصغيرة أو كان حرا يسيرا فهو مثال يذكرك الله جل وعلا به لما يكون في الآخرة من النكال ومن العذاب ومن الحرمان، فمن أراد حقيقة الحياة والسعادة فليبحث عن السعادة الأبدية، والحياة الدنيا هذه من اللهو واللعب (وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ) تحدث فتنة، وما الناس الآن ما افتتن الناس إلا باللهو واللعب بهذه الحياة الدنيا، لماذا قست القلوب؟ لأجل أن الناس أقبلوا على اللهو واللعب، لماذا أعرضوا عن الآخرة؟ لأنهم أقبلوا على اللهو واللعب، لماذا قل نصيبهم من القرآن؟ لأنهم أقبلوا على
(يُتْبَعُ)
(/)
اللهو واللعب، والجاد العاقل هو الذي ينظر إلى قوله (وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ).
من الفتن التي ذُكرت في هذه السورة وذُكر فيها المخرج من الفتنة؛ الفتنة بالأمن؛ أمن الحرم أمن ما حوله يحصل الأمن سنوات وسنوات وسنوات، فيغتر الناس بأننا لن يصيبنا ما أصاب غيرنا، الزلازل تصيب الآخرين أما أهل الحرم فلا تصيبهم، الموبقات، ضيق المعيشة يصيب الآخرين، النكد يصيب الآخرين أما أهل الحرم فيقولون نحن أبناء الله وأحبَاؤه أو يقولون نحن الخاصة، أو يقولون أو يقولون، قال جل وعلا في بيان هذه الفتنة في آخر السورة ? أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ? [العنكبوت:67] نفس النظر إلى هذا النوع من الإنعام من الله جل وعلا وألاّ يكون هذا الإنعام سببا للافتتان بهذه النعمة وهذا الرخاء الذي جعل اله جل وعلا أهل مكة فيه زمن النبوة وما شاء الله من الأزمان بعده قالوا ? أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ? ما الغرض من هذا؟ ? أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ ? [العنكبوت:67]، أفبالباطل يؤمنون بعد هذا الإنعام؟ يؤمنون بالباطل، بالشرك والكفر، وإنكار رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وإطاعة الشياطين، أو بما هو دون ذلك من المعاصي والموبقات والآثام، وبنعمة الله هم يكفرون، من الذي أنعم؟ الله جل وعلا ? وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمْ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ ? [النحل:53]. إذن من الافتتان الذي قد يصيب الله به بعض العباد كما ذكر في هذه السورة أن يظن العبد أن البلاء إنما هو للآخرين، أما هو لن يبتلى، فنقص الرزق يكون لفلان من الناس أما هو لا، المرض يكون لفلان أما هو لا، الإصابة بالأمراض الشديدة -أجارنا الله وإياكم منها- إنما يصاب به الآخرون أما هو صاحب صحة وعافية، السكتة، الغضب، إلى آخره، يصاب به الآخرون أما هو لا يتذكر، قال جل وعلا في بيان هذا المثال (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ).
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[12 Feb 2009, 01:14 ص]ـ
هذه أمثلة من أنواع الافتتان وأنواع البلاء، وما في هذه السورة مما يتصل بهذا الموضوع، ثم يتعانق في هذه السورة الابتداء مع الختام ليدلك على قول من قال من أهل العلم: إن موضوع السورة يتعانق فيه البداية مع النهاية. فقال جل وعلا في بدايتها (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) ما المخرج في جميع هذه الحالات؟ الجواب في آخر السورة في آخر آية ? وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ? [العنكبوت:69].
موضوع مقاصد السور وأثر ذلك في التفسير له شعب من جهة التنظيم، وله أيضا شعب من جهة التطبيق، وإذا تأملت ما ذكرت من هذين المثالين في سورة الفاتحة وسورة العنكبوت، يكون لك به نظرة ورؤية إلى ما يذكره العلماء في موضوعات السور وما تشتمل عليه، ففهم إذن كما اتضح لك الآن أنّ فهم آيات سورة العنكبوت الآن تقرأها ربما يكون لك تدبر آخر، يكون تأثرك بالسورة وبالنظر إليها آخر، تشوف الآيات غير ما كنت تقرأ سابقا، لماذا؟ لأنه اتصل عندك الموضوع وفهمت هذه الآية ولماذا أتى بقصة النبي فلان، ولماذا أتى بقصة النبي الآخر عليهم جميعا السلام، إلى آخر ما هو معلوم.
فإذن هذا الموضوع وهو موضوع مقاصد السور من العلم النادر العزيز، لكنه مهم لكل طالب علم في التفسير بقدر ما ذكرنا، وهو أن ينص أحد من العلماء على المقصد والموضوع، وأن يكون ظاهرا في دور آيات السورة عليه.
أسأل الله جل وعلا أن يبارك لي ولكم فيما سمعنا، وأن يجعلنا من أهل القرآن الذي هم أهله وخاصته، وأن يزيدنا منه علما، وأن يذكرنا منه ما نسينا، وأن يجعلنا من المحلين لحلاله، المحرمين لحرامه، المعتقدين لما فيه من الغيب إنه سبحانه جواد كريم.
كما أني في الختام أرجو لكم جميعا بإقبال هذه الدروس العلمية أن تنتفعوا من أصحاب الفضيلة المشايخ الذين يشاركون فيها، جزاهم الله خيرا، وأنا بهذه المناسبة أشكر كل الإخوة في هذا المسجد؛ إمام المسجد الأخ خالد .... وجميع الإخوة الذين معه، وكذلك أصحاب الفضيلة الإخوة المشايخ الذين يشاركون في هذه الدورة على ما يتعبون وما يبذلون في الجلوس للإخوان وفي طلب العلم؛ لأننا في زمن نحتاج فيه بذل الدعوة وإلى بذل العلم إلى جهاد، أما الراحة فهي الوقت واسع للراحة، ولكن نحتاج إلى بذل وبذل كل في مجاله وكل فيما يستطيعه.
أسأل الله لجميع الهدى والتوفيق، وأن يبارك في الجهود، وأن يجعلنا من المتعاونين على البر والتقوى إنه سبحانه ولي ذلك.
كما أسأل ربي سبحانه أن يوفق ولاة أمورنا لكل خير، وأن يرزقهم البطانة الصالحة التي تذكرهم بالخير والصلاح وتدلهم عليه، وأن يبارك في ما يعملون من الخير وأن يجعلهم هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين.
كما أسأله جل جلاله أن يباعد بيننا وبين سبل المضلين، وأن يرد كيدهم إلى نحورهم إنه سبحانه على كل شيء قدير، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
محاضرةللشيخ:
صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
-حفظه الله تعالى-
[شريط مفرّغ](/)
في مناهل العرفان عبارة نسبها الزرقاني لابن كثير، في نسبتها نظر، فهل من واقف عليها؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[12 Feb 2009, 07:42 ص]ـ
قال الشيخ عبد العظيم الزرقاني ـ رحمه الله تعالى ـ:
(( ... وفي تفسيرابن جرير الطبري كثير من النقول عن الصحابة والتابعين في بيان القرآن الكريم، بيد أن الحافظ ابن كثير يقول: (إن أكثر التفسير المأثور قد سرى إلى الرواة من زنادقة اليهود والفرس ومسلمة أهل الكتاب. قال بعضهم: وجل ذلك في قصص الرسل مع أقواهم وما يتعلق بكتبهم ومعجزاتهم، وفي تاريخ غيرهم كأصحاب الكهف ... ))). مناهل العرفان (2: 13 ـ 14).
وقد نقلها عنه ـ دون نسبة ـ محمد أحمد عيسى في كتابه: (موسوعة الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير (1: 19)، فقال: ((ملاحظة: التفسير المأثور من أجود انواع إذاصح سنده إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أو إلى الصحابة، وينبغي التثبت من الرواية عند ذكر التفسير بالمأثور .. قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: (إن أكثر التفسير المأثور قد سرى إلى الرواة من زنادقة اليهود والفرس ومسلمة أهل الكتاب. قال بعضهم: وجل 1لك في قصص الرسل مع أقواهم وما يتعلق بكتبهم ومعجزاتهم، وفي تاريخ غيرهم كأصحاب الكهف .. ) فينبغي إذًا التثبت من الرواية).
أقول: هذا المنسوب لابن كثير ـ رحمه الله تعالى ـ لا يتناسب مع كثرة ما يعتمده من روايات التفسير الواردة عن السلف بدون أن يذكر إسناده أو يعترض عليه، ولا أدري أين وجد الزرقاني ـ رحمه الله تعالى ـ هذه العبارة من كتب ابن كثير، فمن كان له اطلاع عليها فليته يفيدني عن موضعها.
ـ[حمد]ــــــــ[12 Feb 2009, 08:28 ص]ـ
راجع يا شيخ مساعد مقدمة تفسير المنار. لمحمد رشيد رضا
أظن أن الشيخ الزرقاني نقلها منها وتوهّم بسبب غموض بسيط في عبارة محمد رشيد، فنقلها على أساس أنها من كلام ابن كثير.
وهي في الحقيقة من كلام محمد رشيد.
وهذا نص ما في تفسير المنار (منقولاً من أحد مواقع الشبكة):
يقول السيد رشيد رضا في فاتحة تفسير المنار: ''''وأمّا الروايات المأثورة عن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ وأصحابه وعلماءالتابعين في التفسير فمنها ما هو ضروري أيضا، لأن ما صح من المرفوع لا يقدم عليه شيء، ويليه ما صح عن علماء الصحابة مما يتعلق بالمعاني اللغوية أو عمل عصرهم، والصحيح منهذا وذاك قليل، وأكثر التفسير بالمأثور قد سرى إلى الرواة من زنادقة اليهود والفرس ومسلمة أهل الكتاب، كما قال الحافظ ابن كثير: ''''وجل ذلك من قصص الرسل مع أقوالهم ـ إلى أنقال: ـ ولذلك قال الامام أحمد: ثلاثة ليس لها أصل، التفسير والملاحم والمغازي.
http://209.85.129.132/search?q=cache:KA20b-6BYMQJ:www.tebyan.net/index.aspx%3Fpid%3D31143%26BookID%3D93088%26Langua ge%3D2+%22%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%B3+%D9 %88%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D8%A9%22&hl=ar&ct=clnk&cd=2&gl=sa
ومحمد رشيد رضا يقصد أنّ كلام ابن كثير هو: (وجل ذلك ... ) على ما يظهر لي.
ـ[المنصور]ــــــــ[12 Feb 2009, 05:37 م]ـ
لعل المقصود بالمأثور هنا يختلف عن مانرجحه نحن.
فالمأثور في العبارة التي يشير لها شيخنا مساعد: تشمل الإسرائيليات.
فبذلك تكون العبارة صحيحة باعتبار أن الإسرائيليات فعلا أكثرها من زنادقة اليهود والفرس ومسلمة أهل الكتاب.
فاحذف كلمة (التفسير المأثور) من العبارة وضع بدلا منها (الإسرائيليات)، فتكون العبارة مقبولة.
والله أعلم.(/)
حول ترجيحات ابن عطية في التفسير
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[12 Feb 2009, 09:42 ص]ـ
السلام عليكم ايها الاحباب
هل كتب احد من الباحثين رسالة علمية حول ترجيحات ابن عطية في التفسير
على من يعلم شيئا حول هذا الباب ان يتكرم بوضعه هنا مشكورا
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[12 Feb 2009, 10:49 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فيطيب لي أخي جمال في انتظار رد مشايخنا على طلبك أن أضع بين يديك" دراسة نحوية نصية على المحرر الوجيز لابن عطية رحمه الله: ت 541هـ تحت عنوان: الدرس النحوي في تفسير ابن عطية لمؤلفه: محمد الحسين خليل مليطان. الليبي المصراتي.
والكتاب يؤصل للرد على مقولة اعتبار النحو مجرد مختبر لغوي يهتم بمعرفة أصول يعرف بها أحوال الكلم بناء وإعرابا.
ويؤكد على اعتباره كما كان عند سلفنا الصالح: فنا يعتمد على الذائقة اللغوية ويهتم بمعاني الألفاظ وجودة الأساليب ودلالالتها ...
وفقك الله تعالى.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[12 Feb 2009, 11:16 ص]ـ
احسن الله اليك وفتحت نهمتنا للمزيد
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[12 Feb 2009, 11:21 ص]ـ
ترجيحات ابن عطية في تفسيره. من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة البقرة. جمعا ودراسة.
رسالة دكتوراه لعبد العزيز محمد الخليفة نوقشت من حوالي عشر سنوات
ـ[الخطيب]ــــــــ[12 Feb 2009, 06:32 م]ـ
ترجيحات ابن عطية في التفسير
رسالة ماجستير بجامعة الأزهر للباحث أحمد سلامة أبو الفتوح سنة 2001
وقد عالج الباحث فيها كما أخبرني ترجيحات ابن عطية كاملة
ـ[مها]ــــــــ[12 Feb 2009, 08:08 م]ـ
قواعد الترجيح المتعلقة بأسباب النزول عند ابن عطية، للطالبة هياء الشمري، جامعة الملك سعود، ولا زالت في طور البحث، وقد اقتصرت على ترجيحات ابن عطية المتعلقة بأسباب النزول، والقواعد التي استعملها في ذلك.
وأخبرت بأن طالبتين -لا أعرف اسميهما- إحداهما في الرياض والأخرى في الدمام أكملتا ما بدأه د. عبد العزيز الخليفة، ولا أدري هل بحثتاه إلى نهاية التفسير أم لا.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[12 Feb 2009, 09:51 م]ـ
شكر الله لكم وللاخت مها فان على الطالبتين اللتين تكتبان في موضوع اسباب النزول ان تقرآ ما كتبه شيخنا العلامة فضل عباس في فصل اسباب النزول من كتابه اتقان البرهان في علوم القران ونحن الان نعده للطباعة بحلة جديدة وموضوعات جديدة
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[13 Feb 2009, 12:30 ص]ـ
هناك أحد الأخوات بحثت ترجيحات ابن عطية في سورة آل عمران وهي في طور تسليم بحثها.
أما قول الخطيب: ترجيحات ابن عطية في التفسير
رسالة ماجستير بجامعة الأزهر للباحث أحمد سلامة أبو الفتوح سنة 2001
وقد عالج الباحث فيها كما أخبرني ترجيحات ابن عطية كاملة
فأنا استبعد ذلك إلا إن كان الباحث قد سردها سردا بلا دراسة.
ـ[الخطيب]ــــــــ[13 Feb 2009, 09:26 م]ـ
أما قول الخطيب: ترجيحات ابن عطية في التفسير
رسالة ماجستير بجامعة الأزهر للباحث أحمد سلامة أبو الفتوح سنة 2001
وقد عالج الباحث فيها كما أخبرني ترجيحات ابن عطية كاملة
فأنا استبعد ذلك إلا إن كان الباحث قد سردها سردا بلا دراسة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
حقيقة أنا لم يتح لي الاطلاع على الرسالة ولذلك احترست بهذه الجملة المعترضة - كما أخبرني - لكن ما أحسبه في صاحبها أنه باحث متميز وهو الآن أستاذ مساعد بجامعة الإمام في الرياض
وسوف أطلب منه كتابة تقرير عن رسالته فهو الأولى بالحديث عنها
ـ[أم أسامه]ــــــــ[16 Feb 2009, 10:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
نعم هناك بحوث في ترجيحات ابن عطية لاتزال طور الإعداد وحسب علمي ـ وأنا إحدى الباحثات فيهاـ أن الدراسة حتى الآن وصلت إلى نهاية سورة المائدة
ولكم جزيل شكري ودعائي ..
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[17 Feb 2009, 01:11 ص]ـ
الأخ الكريم الخطيب:
عذراً أنا لا أشكك في كلامك , لكن الذي يجعلني استبعد ذلك هو علمي بكثرة الترجيحات في تفسير ابن عطية والتي لا يمكن أن تحويها رسالة, ولك فيما ذكر من الرسائل في الترجيحات دليلاً ,
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[17 Feb 2009, 01:11 ص]ـ
الأخ الكريم الخطيب:
عذراً أنا لا أشكك في كلامك , لكن الذي يجعلني استبعد ذلك هو علمي بكثرة الترجيحات في تفسير ابن عطية والتي لا يمكن أن تحويها رسالة, ولك فيما ذكر من الرسائل في الترجيحات دليلاً.(/)
حتى ننال البر ..
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[12 Feb 2009, 08:11 م]ـ
(حتى ننال البر)
البر صفة عظيمة وشيمة نبيلة وصف الله تعالى بها نفسه فقال: (إنه هو البَر الرحيم) أي اللطيف الذي يبر عباده ويحسن إليهم.
ووصف الله المصطفين من خلقه فقال عن يحيى عليه السلام: (وبرا بوالديه) وقال عن عيسى عليه السلام: (وبرا بوالدتي) أي المحسن إليها, اللطيف بها ..
والأبرار هم أهل الجنة نعيمهم فيها دائم كما قال تعالى: (إن الأبرار لفي نعيم)
والبِر لغةً: الصلة والخير والجنة والاتساع في الإحسان.
والبر في القرآن: لفظ عام يشمل عرى الإسلام كلها والتقوى داخلة فيه كما قال تعالى: (ولكن البر من اتقى) فإذا اجتمع لفظ البر والتقوى دل لفظ البر على خصال الخير , والتقوى على ترك المنكرات.
وبهذا يتبين أن الإحسان ركن من أركان البر لا يتحقق إلا به.
ولما وجه الله تعالى عباده إلى البر وأرشدهم إلى شعائر الدين بأقسامه الثلاثة الإسلام والإيمان وخصال الخير في قوله: (ليس البر بأن تولوا وجوهكم قبَل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى .... ) الخ الآية الكريمة وقوله: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون .. ) الآية
كان لزاما أن تكون هذه الخصال متضمنة للإحسان في ذاتها, داعية إلى تحسين الخلق والدعوة إلى مكارم الأخلاق في غاياتها ومقاصدها حتى بتحقق البِر, ولذلك لم يعلق المولى جل شأنه البر بمطلق الإنفاق حتى ينفق العبد من أحب ماله, وقل هذا في بقية شرائع الإسلام من صلاة وزكاة وحج ومعاملة.
فإذا جمعنا بين هذه الآية وبين قوله صلى الله عليه وسلم: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) وحديث النواس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (البر حسن الخلق) , ظهر لنا هذا المعنى واضحا جليا
وقد جاءت آيات القرآن الكريم مؤكدة على مبدأ الأخلاق في جميع شرائع الإسلام.
فحين أمر بالصلاة قال: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45) وقد أرشدنا النبي عليه الصلاة والسلام إذا مشينا إلى الصلاة وقد أقيمت أن نمشي وعلينا السكينة الوقار.
وحين أمر بالزكاة نهى عن خدشها أو إبطالها بسوء الخلق فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى).ولما فرض الصيام جعل غايته التقوى كما قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) وقال صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" , وقال: "والصيام جنة".
وحين أوجب على الناس حج البيت نهاهم عن سيء الأخلاق, وبين لهم ما يتزودون به فقال: (فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (197) وفي ضروب التعامل مع الناس على اختلاف مستوياتهم وتنوع أجناسهم أمر بالإحسان ووصى به فقال: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)
وقال في أمر الوالدين: (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً)
وفي شأن الدعوة إليه تعالى أمر بالتي هي أحسن فقال: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) بل وفي التعامل مع الحيوان رغب عليه الصلاة والسلام في الإحسان فقال: (وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته)
هذا هو البر , فمن أراد ينال البر فلا بد وأن يسلك الطريق, والطريق حسن الخلق
فإذا وفق الله العبد أن يكون من أهل البر, فإنه قد حصّل ثمرات عظيمة في العاجل والآجل, ومن ذلك:
• الاتصاف بما يحب الله تبارك وتعالى لعباده الاتصاف به مما هو من صفاته, فكما أن الله رفيق يحب الرفق, وجميل يحب الجمال واشتق الرحم من اسمه (الرحمن) فهو جل شأنه (بَر) يحب البِر. – والله تعالى له الكمال المطلق في أسمائه وصفاته جل عن الشبيه والمثيل-
• التأسي بما وصف الله به ملائكته الكرام كما جاء في وصف الملائكة بالبررة في حديث (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة).
• الاهتداء بهدي الأنبياء وسننهم وقد قال تعالى: (أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده).
• تحقيق المقصد من العبادة والغاية منها.
• بلوغ منزلة الإحسان وهي أعلى مراتب الدين.
• حصول لذة العبادة.
• دخول المتصف بالبر بصفة من صفات أهل الجنة الذين أعلى الله كتابهم ورفع قدرهم كما قال: (كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين).
• التحلي بحسن الخلق الذي ضمن النبي صلى الله عليه وسلم لصاحبه بيتا في أعلى الجنة.
فهلم لنتعاون على البر كما أمرنا البر الرحيم حين قال: (وتعاونوا على البر والتقوى) , حتى نكون من الأبرار
أسأل الله تعالى أن يُحَسِّن أخلاقنا ويجعلنا من أهل البر والإحسان الذين يَبَرون , ويُبَرون إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان الخوير]ــــــــ[15 Feb 2009, 03:37 م]ـ
بارك الله فيك وأحسن الله إليك على هذا الموضوع(/)
كيف يظن نبي أن الله لن يقدر عليه؟
ـ[ابن ماجد]ــــــــ[13 Feb 2009, 10:05 ص]ـ
في قوله تعالى: (فظن أن لن نَقْدِر عليه)
فهل الفعل (نَقْدِر) في هذه الآية مشتق من القُدرة أم ماذا؟ جزاكم الله خيرًا
.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[13 Feb 2009, 10:35 ص]ـ
"فظن أن لن نقدر عليه" أي: فظن ألن نضيق عليه
ومثله " يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر" أي: يضيق.
وهذا معنى الآية كما في التفسير الميسر:
{وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87)}
واذكر قصة صاحب الحوت، وهو يونس بن مَتَّى عليه السلام، أرسله الله إلى قومه فدعاهم فلم يؤمنوا، فتوعَّدهم بالعذاب فلم ينيبوا، ولم يصبر عليهم كما أمره الله، وخرج مِن بينهم غاضبًا عليهم، ضائقًا صدره بعصيانهم، وظن أن الله لن يضيِّق عليه ويؤاخذه بهذه المخالفة، فابتلاه الله بشدة الضيق والحبس، والتقمه الحوت في البحر، فنادى ربه في ظلمات الليل والبحر وبطن الحوت تائبًا معترفًا بظلمه; لتركه الصبر على قومه، قائلا: لا إله إلا أنت سبحانك، إني كنت من الظالمين.
وفي أضواء البيان للشنقيطي: (وقوله: {فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ} فيه وجهان من التفسير لا يكذب أحدهما الآخر:
الأول أن المعنى {لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ} أي لن نضيق عليه في بطن الحوت. ومن إطلاق «قدر» بمعنى «ضيق» في القرآن قوله تعالى: {الله يَبْسُطُ الرزق لِمَنْ يَشَآءُ وَيَقَدِرُ} [الرعد: 26] أي ويضيق الرزق على من يشاء، وقوله تعالى: {لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّآ آتَاهُ الله} [الطلاق: 7] الآية. فقوله: {وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ} أي ومن ضيق عليه رزقه.
الوجه الثاني أن معنى {أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ} لن نقضي عليه ذلك. وعليه فهو من القدر والقضاء. «وقدر» بالتخفيف تأتي بمعنى «قدر» المضعفة: ومنه قوله تعالى: {فَالْتَقَى المآء على أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ} [القمر: 12] أي قدره الله. ومه قول الشاعر وأنشده ثعلب شاهداً لذلك:
فليست عشيات الحمى برواجع ... لنا أبداً ما أورق السلم النضر
ولا عائذ ذاك الزمان الذي مضى ... تباركت ما تقدر يقع ولك الشكر
والعرب تقول: قدر الله لك الخير يقدره قدراً، وكضرب يضرب، ونصر ينصر، بمعنى قدره لك تقديراً. ومنه على أصح القولين «ليلة القدر» لأن الله يقدر فيها الأشياء. كما قال تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان: 4] والقدر بالفتح، والقدر بالسكون: ما يقدره الله من القضاء. ومنه قول هدبةبن الخشرم:
ألا يا لقومي للنوائب والقدر ... وللأمر يأتي المرء من حيث لا يدري
أما قول من قال: إن {أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ} من القدرة فهو قول باطل بلا شك. لأن نبي الله يونس لا يشك في قدرة الله على كل شيء، كما لا يخفى.) انتهى
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Feb 2009, 05:00 م]ـ
أحسن الله إلى السائل والمجيب.
ـ[سلطان العمري]ــــــــ[14 Feb 2009, 12:59 ص]ـ
هذا السؤال استشكل على معاوية ابن ابي سفيان رضي الله عنه فسأل عبدالله بن عباس فأجابه بأن القدر هنا مأخوذ من التضييق وليس من القدرة كما ذكر الدكتور أبو مجاهد حفظه الله(/)
سر ختمها بالذكر
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[13 Feb 2009, 10:20 م]ـ
يقول العليم الحكيم ((إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما))
أحبتي 00 ألا ترون معي أن السر - والله أعلم - في ختم هذه الصفات بصفة الذكر هو
أن الذكر هو المعين على التحلي بهذه الصفات والمانع من الوقوع فيما
يضادها وهو الحصن الحصين والدرع الواقي من تسلل ما يفسدها أو يضعفها و000
ولهذا جاء أعربي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله: إن شرلئع الإسلام قد كثرت علي
فأنبئني بشيء أتشبث به فقال النبي صلى الله عليه وسلم (لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله) 0 صحيح ابن ماجه
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[13 Feb 2009, 11:22 م]ـ
يا ابا هاجر،
يبدو أنك كتبت عنوان الموضوع وأنت تحدث نفسك بصوت عال، مقدرا فهمك للمعنى المراد من العنوان.
أما غيرك فمثل هذا العنوان يضطرهم لفتح الموضوع حتى يفهموا المقصود. وهذا أمر متعب لأمثالي ممن يفتحون في اليوم مئات الروابط يوميا.
كان بإمكانك أن تذكر في العنوان الآية التي تقصدها تتحدث حتى يكون القارئ على بينة بالموضوع قبل أن يقرأه.
جزاك الله خيرا.
ـ[مصطفى فوضيل]ــــــــ[14 Feb 2009, 08:14 ص]ـ
صدق أخي محمد
وهذا ما يجعلني أتردد في فتح كثير من العناوين
أسأل الله تعالى التوفيق لجميع الإخوة
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[14 Feb 2009, 09:22 م]ـ
صدقتم أحبتي في الله فيما قلتم00 ولكني أحببت أن يثير العنوان عدة أستفهامات عند
المطلع عليه فيضطره إلى فتح الموضوع وقراءته، وبما أنّا في ملتقى أهل التفسير
فبالطبع سيكون المراد بها آية من القرآن
ـ[عبد الله المدني]ــــــــ[14 Feb 2009, 09:31 م]ـ
بل أحسنت أبا هاجر! فذلك هو الأسلوب البليغ! وإنما العيب أن نفتح ولا نجد شيئا! ولقد وجدنا خيراً كثيراً ولله الحمد! فبارك الله فيك وأجزل لك المثوبة!
أخوكم عبد الله المدني المغربي عفا الله عنه.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[14 Feb 2009, 10:00 م]ـ
عفا الله عنا جميعا.
لا يحتاج طالب العلم للإثارة. وإنما يحتاج للوضوح في السؤال والوضوح في الجواب. والعنوان الواضح يجلب قارئه إن كان الموضوع يهمه.
الرسالة يجب أن تفهم من عنوانها حتى لا نضيع وقت القراء.
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[14 Feb 2009, 11:15 م]ـ
ليس هناك إن شاء الله إضاعة للوقت 00 ولكن لعل ذلك يختلف باختلاف الأشخاص
فبعضهم
يميل إلى حب الوضوح والإختصار وبعضهم يميل إلى حب واكتشاف الغوامض وإن
أخذ ذلك عليه وقتا 000 دعواتي للجميع بالعلم النافع والعمل الصالح 0
ـ[ابن عربي]ــــــــ[15 Feb 2009, 11:38 ص]ـ
ختم بجلسائه: انا جليس من ذكرني(/)
بدأت المرحلة الأولى من مراحل الوعد الرباني بانتهاء دولة اليهود
ـ[رأفت المصري]ــــــــ[13 Feb 2009, 11:38 م]ـ
بدأت المرحلة الأولى من مراحل الوعد الرباني بانتهاء دولة اليهود
كتبه رأفت محمد رائف المصري
أستاذ التفسير وعلوم القرآن
اليوم التاسع عشر من أيام العدوان على غزة العزة – فرّج الله كربتها-
قد أخبر الله تعالى في كتابه الكريم عن إفسادي بني إسرائيل وعلوّهم، وقد ذهب المحققون من المفسرين - على خلاف بينهم في التحديد - إلى أن الإفساد الأوّل إنما كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلّم، حين بعث الله أصحاب نبيّه تحقيقاً للوعد الأوّل الذي توعّدهم الله به إثر إفسادهم الأوّل.
وسورة الإسراء قد بدأت بذكر مسجدين: المسجد الحرام والمسجد الأقصى، وإفسادا بني إسرائيل أولهما كان في بلاد المسجد الأوّل: جزيرة العرب، والإفساد الثاني في بلاد المسجد الثاني: بيت المقدس.
{سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا، إنه هو السميع البصير} الإسراء 1
ثم قال سبحانه بعد بضعة آيات: {وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا. فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأسٍ شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا. ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا. إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها، فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أوّل مرّة وليتبروا ما علوا تتبيرا.} الإسراء4 - 5
إذاً، فالمذكور في الآيات مسجدان وإفسادان لبني إسرائيل، الإفساد الأول محلّه بلاد المسجد الأول: الجزيرة، والإفساد الثاني محلّه بلاد المسجد الثاني: بيت المقدس.
وإذا كان الإفساد الأول قد مضى وانتهى أمره – على رأي جميع المفسرين على ما أعلم – فلن أطيل الوقوف معه بأكثر من الإلماحة السالفة، ولنتوقف أمام الإفساد الثاني، وهو الذي يهمنا أمره، إذ إنه ما نعايشه اليوم وما نحصد ثمراته المرّة.
ولا أجدني مضطرّا إلى التدليل على أن ما نعايشه اليوم من علوّ وإفساد لبني إسرائيل هو المقصود من النبوءة القرآنية، ويكفي أن نقول: إن التاريخ لم يشهد أبدا علوّا لبني إسرائيل وإفسادا كما هو اليوم؛ الأمر الذي يؤكد بالضرورة كونه أحد الإفسادين المذكورين في آيات الإسراء، وإذا كان الأكثر على أن الأوّل قد حدث وانتهى - وهذا ما أراه؛ فقد تعيّن الثاني.
ولتفصيل هذه الأحوال مقام آخر، أفرده الباحثون والمفسرون بالدراسات الخاصة، وإن تيسّر لي إخراج شيء من ذلك فعلت.
ولا بدّ من الإشارة إلى أن إفسادات بني إسرائيل واقعياً أكثر من أن يعدّها العادّ، إذ إن ذلك أمر ملازم لوجودهم - أنهاه الله بقوته – كما قال سبحانه: {كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا}.
لكن تخصيص هذين الإفسادين بالذكر دليل على عظمهما وتميّزهما من بين إفساداتهم المستمرّة، وهذا يقود إلى ما ذكرنا من أن الواقع التاريخي يقتضي الحكم على أن ما يشهده العالم اليوم منهم – لعنهم الله – هو الإفساد الثاني.
والمراد من هذه العجالة التركيز على خطوات النهاية المحتومة، والملحمة المقدرة على هؤلاء المفسدين.
فلنعد إلى النظر في الآيات: {فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرّة، وليتبّروا ما علوا تتبيرا}.
فالآية تخبر أن إفسادهم الثاني آيل إلى دمار دولتهم تدميرا تامّا، بحيث يمرّ هذا التدمير بمراحل ثلاثة:
المرحلة الأولى: إساءة وجوههم.
المرحلة الثانية: دخول المسجد – وهو الأقصى - وتخليصه من أيديهم، تخليصا شبيهاً بتخليص المسلمين للمسجد أوّل مرّة؛ تخليصاً "نظيفا" من أيدي النصارى في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.
المرحلة الثالثة: تدمير ما تعب اليهود في بنائه، وتسويته بالأرض، والانتهاء من دولتهم إلى الأبد.
مع الإشارة إلى أن لنا معهم جولة أخرى يقودهم فيها الدجال – ولا يكون لهم دولة – تنتهي بالقضاء المبرم عليهم قضاء نهائيا على شكل "الإبادة الجماعية"، وهذا إنما يكون أثناء العلامات الكبرى للقيامة – كما جاء في الأحاديث -.
(يُتْبَعُ)
(/)
وما يظهر لي اليوم جليا أن هذه الملحمة – أقصد إنهاء دولتهم كما ذكرت الآيات - قد بدأت مراحلها، إذ المرحلة الأولى كما بيّنا هي إساءة وجوه بني إسرائيل.
وإساءة الوجوه المذكورة ههنا هي فضحهم، وإظهار قبائحهم أمام العالم، وتعريتهم وتعرية ما ستروه على مرّ السنوات الطويلة الماضية من الإجرام والدموية، وحبّ سفك الدماء، وانتهاك "حقوق الإنسان"، والقيام بما يسمّى اليوم بـ "جرائم الحرب"، مستترين بثوب حبّ السلام والمسكنة والإنسانية ....
وأبطال هذه المرحلة - كما يظهر – ثلاثة أطراف:
الأول: المجاهدون الثابتون على أمر الله، المستمسكون بحبل الله، {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل}، فهؤلاء هم قدر الله الذي يطارد بني إسرائيل {وإذ تأذن ربك ليبعثنّ عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب}.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم، إلا ما أصابهم من لأواء، وهم كالإناء بين الأكلة، حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: ببيت المقدس؛ وأكناف بيت المقدس)
أخرجه أحمد (5/ 269، رقم 22374)، والطبرانى (8/ 145، رقم 7643)، وأخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد وقال: "رجاله ثقات" (7/ 564).
فهم الشوكة العالقة في حلوق بني إسرائيل تحول بينهم وبين ما تحقيق أهدافهم، فبهم يمنع الله أولئك من نيل مرادهم، وإجراء مخططاتهم، كما قال سبحانه: {إن الله لا يهدي كيد الخائنين} وقال عزّ وجلّ: {إن الله لا يُصلح عمل المفسدين}،وبنو إسرائيل اليوم هم أئمة الفساد والإفساد، وأساتذة الخيانة والمكر، فكيف يهدي الله كيدهم؟؟ وكيف يُصلح أعمالهم بنيل أوطارهم وتوفيقهم إلى مطالبهم؟؟
الثاني: هم الضحايا الذين يظهر عليهم إجرام بني إسرائيل، وتعطشهم لسفك الدماء، وبهم يُفتضح بنو إسرائيل بين العالمين، وبهم تُساء وجوههم.
فيكون دمهم وقود هذه المرحلة، وتكون أجسادهم البريئة مادة القتل النهم الذي يمارسه يهود.
ولا يخفى على أحد ما لهؤلاء الشهداء - بإذن الله - من أهمية في صناعة النصر على بني إسرائيل، والإيذان بانتهاء دولتهم، وكشف سوأتهم، فليست دماؤهم مجّانية السفك، ولم تذهب أرواحهم سدىً بغير فائدة؛ بل هم أهم الأطراف، مع مراعاة ثبات الزمرة المجاهدة لتُقطف الثمرة.
الطرف الثالث: هم الأداة التي تكشف زيف الوجه اليهودي المحبّ للسلام أمام العالم، وتُظهر جرائمه على أعين الناس، وتنقل لهم ما يقوم به اليهود من قتل للأطفال، وتمزيق للأجساد، وتبتير للأعضاء، وترويع للآمنين، وتدمير لمنازل المدنيين، واستعمال للأسلحة المحرّمة دولياً، وملاحقة للأموات بقصف المقابر، واعتداء على المساجد ودور العبادة، الأمر الذي يُسهم في كشف الوجهة الدينية للمعركة.
هذا الطرف هو ركن هذه المرحلة، وهو مادّتها الخاصّة بها، وليس هو إلا القنوات الإعلامية الفضائية الصادقة، والصحفيون الذين يُعرّضون أنفسهم للموت في كل لحظة في محاولات جادّة لنقل الخبر، وإظهار جرائم يهود، ونقل صورها إلى أقاصي الأرض؛ الأمر الذي يشعل الكراهية ضدّ هذه الدولة المجرمة في العالم، ويُحفز العالمين: الإسلامي وغير الإسلاميّ على الثورة ضدّهم وضدّ أي علاقات معهم، فتقوم المسيرات التي يُهتف فيها بهلاكهم والانتقام منهم، و تقطع الصلات الدبلوماسية معهم – كما رأينا في فنزويلا وبوليفيا – في انتظار مثل هذه الخطوة من الأطراف العربية المطبّعة مع القتلة -، ويفقدون ما بنوه خلال سنوات طويلة في صنع صورة اليهودي المسكين الذي يستحقّ العطف والإحسان من العالم كله جرّاء ما عاناه من الهولوكوست وغيره!! فيذهب كلّ ذلك هدرا، ويُحبط الله ما كانوا يصنعون.
رجال هذه المرحلة من مراسلي القنوات الفضائية المخلصة – أمثال الأقصى والجزيرة والحوار وغيرها – هم جند من جنود الله في هذه المعركة، وهم السبب الرباني في تنفيذ هذه المرحلة وإنجاحها.
وهؤلاء يستحقون الدعاء لهم بالحفظ من المكروه، وبالتوفيق لأداء هذه المهمّة لتحقيق النصر الأوّلي في "إساءة وجوه بني إسرائيل"، وفضح جرائمهم بنقلها إلى أعين الناس جميعا.
وبعد،
فهذه الأطراف الثلاثة هي أركان النصر في المرحلة الأولى من مراحل انتهاء دولة يهود، لهم علينا الدعاء والعون بالمادّة وبالسلاح وبغيرها ممّا يحتاجونه في أداء مهمّتهم.
وهذا ما بدا لي في تفسير هذه النبوءة القرآنية في سورة الإسراء، فإن أحسنت فمن الله تعالى، وإن أسأت فمن نفسي ومن الشيطان.
مُشيرا إلى أنني استفدت من شيخي الدكتور أحمد نوفل – حفظه الله تعالى – في كثير مما ذكرته، وذلك من محاضراته الماتعة في مرحلة البكالوريوس في الجامعة الأردنية قبل ما يزيد على عشر من السنوات، فجزاه الله عني الخير الجزيل.(/)
تأجيل درس (شرح المحرر الوجيز) للشيخ مساعد الطيار
ـ[مندوبية العزيزية والعوالي بمكة]ــــــــ[14 Feb 2009, 09:18 ص]ـ
نظراً لظروف الاختبارات وإجازة الربيع فقد قررت مندوبية الدعوة بالعزيزية والعوالي بالتنسيق مع فضيلة الشيخ الدكتور/مساعد الطيار تأجيل الدرس الشهري لفضيلته والذي يقام بجامع الأميرة نوف بالعزيزية بمكة المكرمة ,وبذلك سيكون الدرس في شهر ربيع الأول على مدى يومين متتاليين:
الاثنين 26/ 3/1430هـ
الثلاثاء 27/ 3/1430هـ
للاستفسار/0553131107
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
ـ[سلمان الخوير]ــــــــ[14 Feb 2009, 11:22 م]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
دليل كتب علوم القرآن المسندة المطبوعة حتى عام 1427هـ؛ تفضل بالتحميل!
ـ[النجدية]ــــــــ[14 Feb 2009, 10:49 ص]ـ
بسم الله ...
هذا دليل كتب علوم القرآن تأليف: فؤاد بن عبده أبو الغيث
أسأل الله تعالى أن ينفعكم به.
مع رجاء دعوة صالحة
الرابط من منتديات الكتب المصورة: http://pdfbooks.net/vb/showthread.php?p=106105#post106105
وهذا الرابط المباشر: http://www.shatiby.edu.sa/mag/daleel.pdf
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[15 Feb 2009, 12:00 ص]ـ
جزاك الله خيراً.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[15 Feb 2009, 08:01 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وأحسن إليك
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[15 Feb 2009, 04:05 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[يحيى بن عبدربه الزهراني]ــــــــ[16 Feb 2009, 01:23 ص]ـ
بارك الله فيكم , وجزاكم خيرا.
ـ[النجدية]ــــــــ[17 Feb 2009, 10:28 ص]ـ
بسم الله ...
الإخوة الأفاضل
جزاكم الله خيرا على مروركم!
نفعكم الله به، وبكم نفع!
والله من وراء القصد(/)
تفسحوا يفسح الله لكم
ـ[محمد بن إبراهيم الحمد]ــــــــ[14 Feb 2009, 07:01 م]ـ
تفسحوا يفسح الله لكم
قلة التفسح في المجالس خلق ذميم، ومسلك شائن، فهو ناتج عن ضيق النفس، وحبِّ الاستئثار، وقلة مبالاة في الآخرين.
فهناك من إذا جلس مجلساً أخذ فيه مكاناً واسعاً؛ لأجل أن ينعم بالراحة، فيسلم من المضايقة.
بل إن بعضهم قد يُوسَّع له في المجلس، فيأتي ويتربع، فيأخذ مساحة واسعة في المجلس، بل ربما لا يرضى أن يأتي أحد بعد ذلك بجانبه.
قال بعض الحكماء: "رجلان ظالمان يأخذان غير حقهما: رجل وُسِّعَ له في مجلس ضَيِّقٍ فَتَرَبَّعَ وتفتّح، ورجل أهديت له نصيحة فجعلها ذَنْباً".
ولهذا أدبنا الله _عز وجل_ بأن نتفسح في المجالس؛ لما في ذلك من زرع للمودة، وتوثيق لعرى الأخوة، وتَخَلُّصٍ من الأخلاق الذميمة.
قال _تعالى_: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ] (المجادلة: 11)
قال الشيخ عبدالرحمن السعدي -رحمه الله- عن هذه الآية: "هذا أدب من الله لعباده إذا اجتمعوا في مجلس من مجالس مجتمعاتهم، واحتاج بعضهم، أو بعض القادمين للتفسح له في المجلس _ فإن من الأدب أن يفسحوا له؛ تحصيلاً لهذا المقصود.
وليس ذلك بضار للفاسح شيئاً، فيحصل مقصود أخيه من غير ضرر يلحقه.
والجزاء من جنس العمل، فإن من فسح لأخيه فسح الله له، ومن وسع لأخيه وسع الله عليه".
قال عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-: "مما يُصَفِّي لك ودَّ أخيك أن تبدأه بالسلام إذا لقيته، وأن تدعوه بأحب الأسماء إليه، وأن توسع له في المجلس".
وقال الأصمعي: "كان الأحنف إذا أتاه إنسان وَسَّعَ له، فإن لم يجد موضعاً تحرك؛ ليريه أنه يوسع له".
ولعلك أيها القارئ الكريم بعد ذلك ترجع البصر كرتين، وتتأمل الآية السابقة، وهي قوله _تعالى_: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ].
فسترى فيها عجباً، وتأمل ذلك في نفسك عندما تكون في مكان ما، إما في مسجد وخصوصاً المسجد الحرام، أو المسجد النبوي وقت الزحام، أو في مكان عام يجتمع فيه جمهور من الناس ويَضِيق عليهم ذلك المكان، ثم أقبل قادم، وصار يلتفت يمنة ويسرة يبحث عن مكان يجلس فيه، ثم تكرمت، وتحفزت، وناديته، وأجلسته بجانبك، تأمل كيف فرحه وسروره، واغتباطه بذلك، وتأمل أثر ذلك في نفسك، فسترى صدرك ينشرح، ويتسع، وسَترى أساريرك تتبلج، بل سيلقى ذلك التصرف النبيل قبولاً وارتياحاً ممن يراه؛ وربما اقتدوا بك، فصار لك أجرُهم.
وقل مثل ذلك إذا كنت تقود سيارتك في طريق مزدحم، ثم أقبل شخص بسيارته يريدُ فُرْجَةً يَنُصُّ من خلالها، ثم فسحت له الطريق، وآثرته بذلك؛ تأمل حالك، وهو يبتسم في وجهك، ويتطلق لك، ويرفع يده مسلماً عليك شاكراً لك.
وانظر _في مقابل ذلك_ إذا قطَّبت في وجهه، وتفتحت في مجلسك، أو لم تتح له فرصة المرور بسيارته؛ انظر إلى صدرك كيف يكون في تلك الحال، وتأمل تقاسيم وجهك حينئذ.
لا شك أنك ستشعر بانقباض صدر، واكفهرار جبين، وسرعة ثورة؛ فهذا سر من أسرار تلك الآية الكريمة العظيمة.
ولا يبعد أن يدخل في إشارات تلك الآية فسحُ المجال للمتحدث، وتركُ الاستئثار بالحديث في المجلس، والبعدُ عن مقاطعة من يشرع بحديث، أو تكذيبه، أو إكمال كلامه؛ فلعل ذلك كله داخل في مدلول الآية التي تُشير إلى الإيثار، وترك الاستئثار.
ـ[سلمان الخوير]ــــــــ[15 Feb 2009, 03:39 م]ـ
جزاك الله خير يا شيخ محمد
وبارك الله فيك وفي علمك ووقتك وعمرك(/)
قَيْدُ الْصَّيْدِ الحلقة (3) قراءة في طبقات المفسرين للإمام الداوودي (945هـ)
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[14 Feb 2009, 09:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة (3)
من مختارات من قراءة في طبقات المفسرين للإمام الداوودي (945هـ)
54ـ إقراء
ذكر في ترجمة السخاوي المقرئ (643هـ) أنه أقرأ الناس بجامع بني أمية بدمشق نيفاً وأربعين سنة.
قلت: وهذا يذكرنا بإقراء أبي عبد الرحمن السلمي الناس بالكوفة مثل هذا، وهذه السنة المباركة لازالت إلى يومنا هذا، وأدركنا عليها بعض مشايخنا، وهذا من بركات حفظ الله لكتابه الكريم.
55ـ على الطريق:
في ترجمة الشيخ السهروردي الصوفي (632هـ)، قال كتب إليه بعضهم: يا سيدي إن تركت العمل أخلدت إلى البطالة، وإن عملت داخلني العُجب فأيهما أولى؟
فكتب جوابه: اعمل واستغفر الله من العجب.
56ـ إلى خطبائنا
في ترجمة القاضي عياض (544هـ) قال: وكان لا يخطب إلا من إنشائه، وذكر مثل هذا عن محمد بن إبراهيم الشافعي الحموي قاضي بيت المقدس (733هـ)
فأين خطبائنا اليوم الذين ينقلون خطبهم جاهزة من كتب التراث ينقلونها نصاً وحرفاً، وبعضها قديم جداً، لا يناسب عصرنا لا في لغته ولا في موضوعه، فأين احترام المخاطبين، وأين أمانة المسؤولية.
57ـ قال أبو محمد عبد الله بن أحمد الفرغاني في تاريخه المعروف بالصلة: عن تفسير الطبري: فلو ادعى عالم أن يصنف منه عشرة كتب، كل كتاب منها يحتوي على علم مفرد عجيب مستقصى لفعل!
58ـ بركة الاستخارة
حكي عن الإمام الطبري أنه استخار الله وسأله الإعانة على تصنيف التفسير ثلاث سنين فأعانه.
59ـ 5ختمات لدرس التفسير في 23 سنة
في ترجمة أبي عبد الله الحراني فخر الدين محمد بن الخضر الحنبلي (622هـ) أنه شرع في إلقاء التفسير بكرةَ كل يوم بجامع حرَّان سنة (588هـ) وواظب على ذلك، حتى فسر القرآن خمس مرات، انتهى آخرها سنة (610هـ) وكان مجموع ذلك ثلاث وعشرين سنة، ذكر ذلك في أول تفسيره الذي صنفه واسمه (التفسير الكبير).
60ـ بين عقوق الوالدين وعقوق الأستاذين!؟
قال أبو عبد الرحمن السلمي: قال لي الأستاذ أبو سهل محمد بن سليمان الحنفي العجلي الشافعي (369هـ): عقوق الوالدين يمحوه الاستغفار، وعقوق الأستاذين لا يمحوه شيء.
ينبغي في مثل هذا الموضوع التوسط فلا تقديس ولا تدنيس.
61ـ لكل مقام مقال
كان الإمام محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المالكي المصري (268هـ) يقول: التوقر في النزهة، مثل التبذل في الحفلة.
62ـ سهرة ... لجرد المحفوظ!
قال محمد بن عبد الكريم القزويني (580هـ) والد الإمام الرافعي: سهرت البارحة مفكراً فيما أحفظ من الأبيات المفردة، والمقطوعات الخاصة، ـ قال الراوي: ـ فذكر آلافاًً.
63ـ اعتداد
في ترجمة الإمام ابن النقاش محمد بن علي بن عبد الواحد المغربي الشافعي (763هـ)
أن له تفسيراً مطولاً جداً، التزم أن لا ينقل فيه حرفاً عن أحد.
64ـ تشخيص صريح
وكان يقول: الناس اليوم رافعية لا شافعية، ونووية لا نبوية.
علق ابن قاضي شهبة الشافعي في الطبقات: وآخر هذا الكلام منكر.
65ـ بين العلم و العقل
صنف الإمام أبو بكر البلخي محمد بن الفضل المعروف بالرواس كتاب الاعتقاد في اعتقاد أهل السنة لمحمود بن سبكتكين، ذكر فيه أن العلم أفضل من العقل، ومن قال: إن العقل أفضل من العلم فهو معتزلي، قال: لأن العلم حاجة، والعقل كالآلة.(/)
قَيْدُ الْصَّيْدِ الحلقة (3) قراءة في طبقات المفسرين للإمام الداوودي (945هـ)
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[14 Feb 2009, 09:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
54ـ إقراء
ذكر في ترجمة السخاوي المقرئ (643هـ) أنه أقرأ الناس بجامع بني أمية بدمشق نيفاً وأربعين سنة.
قلت: وهذا يذكرنا بإقراء أبي عبد الرحمن السلمي الناس بالكوفة مثل هذا، وهذه السنة المباركة لازالت إلى يومنا هذا، وأدركنا عليها بعض مشايخنا، وهذا من بركات حفظ الله لكتابه الكريم.
55ـ على الطريق:
في ترجمة الشيخ السهروردي الصوفي (632هـ)، قال كتب إليه بعضهم: يا سيدي إن تركت العمل أخلدت إلى البطالة، وإن عملت داخلني العُجب فأيهما أولى؟
فكتب جوابه: اعمل واستغفر الله من العجب.
56ـ إلى خطبائنا
في ترجمة القاضي عياض (544هـ) قال: وكان لا يخطب إلا من إنشائه، وذكر مثل هذا عن محمد بن إبراهيم الشافعي الحموي قاضي بيت المقدس (733هـ)
فأين خطبائنا اليوم الذين ينقلون خطبهم جاهزة من كتب التراث ينقلونها نصاً وحرفاً، وبعضها قديم جداً، لا يناسب عصرنا لا في لغته ولا في موضوعه، فأين احترام المخاطبين، وأين أمانة المسؤولية.
57ـ قال أبو محمد عبد الله بن أحمد الفرغاني في تاريخه المعروف بالصلة: عن تفسير الطبري: فلو ادعى عالم أن يصنف منه عشرة كتب، كل كتاب منها يحتوي على علم مفرد عجيب مستقصى لفعل!
58ـ بركة الاستخارة
حكي عن الإمام الطبري أنه استخار الله وسأله الإعانة على تصنيف التفسير ثلاث سنين فأعانه.
59ـ 5ختمات لدرس التفسير في 23 سنة
في ترجمة أبي عبد الله الحراني فخر الدين محمد بن الخضر الحنبلي (622هـ) أنه شرع في إلقاء التفسير بكرةَ كل يوم بجامع حرَّان سنة (588هـ) وواظب على ذلك، حتى فسر القرآن خمس مرات، انتهى آخرها سنة (610هـ) وكان مجموع ذلك ثلاث وعشرين سنة، ذكر ذلك في أول تفسيره الذي صنفه واسمه (التفسير الكبير).
60ـ بين عقوق الوالدين وعقوق الأستاذين!؟
قال أبو عبد الرحمن السلمي: قال لي الأستاذ أبو سهل محمد بن سليمان الحنفي العجلي الشافعي (369هـ): عقوق الوالدين يمحوه الاستغفار، وعقوق الأستاذين لا يمحوه شيء.
ينبغي في مثل هذا الموضوع التوسط فلا تقديس ولا تدنيس.
61ـ لكل مقام مقال
كان الإمام محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المالكي المصري (268هـ) يقول: التوقر في النزهة، مثل التبذل في الحفلة.
62ـ سهرة ... لجرد المحفوظ!
قال محمد بن عبد الكريم القزويني (580هـ) والد الإمام الرافعي: سهرت البارحة مفكراً فيما أحفظ من الأبيات المفردة، والمقطوعات الخاصة، ـ قال الراوي: ـ فذكر آلافاًً.
63ـ اعتداد
في ترجمة الإمام ابن النقاش محمد بن علي بن عبد الواحد المغربي الشافعي (763هـ)
أن له تفسيراً مطولاً جداً، التزم أن لا ينقل فيه حرفاً عن أحد.
64ـ تشخيص صريح
وكان يقول: الناس اليوم رافعية لا شافعية، ونووية لا نبوية.
علق ابن قاضي شهبة الشافعي في الطبقات: وآخر هذا الكلام منكر.
65ـ بين العلم و العقل
صنف الإمام أبو بكر البلخي محمد بن الفضل المعروف بالرواس كتاب الاعتقاد في اعتقاد أهل السنة لمحمود بن سبكتكين، ذكر فيه أن العلم أفضل من العقل، ومن قال: إن العقل أفضل من العلم فهو معتزلي، قال: لأن العلم حاجة، والعقل كالآلة.
يتبع .. / ..(/)
[6] أبحاث قرآنية محكمة من مجلة كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[15 Feb 2009, 01:14 م]ـ
1 - موقف الفراء من القراءات المتواترة في كتابه معاني القرآن. د محسن هاشم درويش.
اضغط هنا - سيتم التحميل مباشرة - ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=63786&d=1234682237)
2 - جهود الشاطبي في التفسير الموضوعي الكشفي , د أحمد عثمان رحماني
اضغط هنا - سيتم التحميل مباشرة - ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=63787&d=1234683122)
3 - الرواية في تفسير الجلالين ونقد ما فيه من روايات باطلة واسرائيليات. د نور الدين عتر.
اضغط هنا - سيتم التحميل مباشرة - ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=63788&d=1234683559)
4 - شبهات حول تفسير الرازي (عرض ومناقشة) د. عيادة بن أيوب الكبيسي
اضغط هنا - سيتم التحميل مباشرة - ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=63789&d=1234684358)
5 - ترتيب نزول القرآن , د محمد علي الحسن
اضغط هنا - سيتم التحميل مباشرة - ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=63790&d=1234686430)
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[15 Feb 2009, 01:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
جزاك الله خيرا أخي العوضي فأنت دوما كريم معطاء. بارك الله همتك ونفع بك.
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[15 Feb 2009, 03:02 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي العزيز أبا خطاب.
ـ[سلمان الخوير]ــــــــ[15 Feb 2009, 03:21 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً ..
ـ[ابن عربي]ــــــــ[15 Feb 2009, 10:36 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[رأفت المصري]ــــــــ[15 Feb 2009, 11:01 م]ـ
أحسن الله إليك، قد أفدتنا.
ـ[عبد الله المدني]ــــــــ[16 Feb 2009, 12:31 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا أخي العوضي .. لقد تم التحميل. بعضها بحوث مهمة جدا! بارك الله فيك!
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[16 Feb 2009, 07:11 ص]ـ
إفادة مهمة بارك الله فيك.
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[17 Feb 2009, 10:10 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعاً على ردودكم الطيبة والمشجعة وإن شاء الله هناك المزيد منها
...
البحث السادس: الإعجاز العلمي للقرآن والسنة (النظرية والتطبيق) د حمودة محمد دود سند
اضغط هنا للتحميل ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=63839&d=1234757473)
ـ[مرهف]ــــــــ[17 Feb 2009, 06:53 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك فما قصرت.(/)
ماهي النكتة في تقديم أسم الإشارة (هذا) في آية النمل وتأخيره في آية المؤمنين
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[15 Feb 2009, 04:50 م]ـ
ما هي النكتة في تقديم اسم الإشارة (هذا) في قوله تعالى ((لقد وعدنا هذا نحن وءآباؤنا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين)) النمل68 بينما أُُُُُُخر في قوله تعالى ((لقد وعدنا نحن وءآباؤنا هذا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين)) 83 المؤمنون
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[15 Feb 2009, 07:22 م]ـ
تقدُّم اسم الإشارة "هذا" في سورة النمل وتأخره في السورة الأخرى؛لإشارة بلاغية قال أبو حيان رحمه الله: وجاء هنا تقديم الموعود به - يعني في سورة النمل -,وهو هذا ,وتأخر في آية أخرى على حسب ماسيق الكلام لأجله. فحيث تأكد الإخبار عنهم بإنكار البعث والآخرة ,عمدوا إليها بالتقديم على سبيل الاعتناء ,وحيث لم يكن كذلك،عمدوا إلى إنكار إيجاد المبعوث ,فقدّموا وأخروا الموعود به.
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[15 Feb 2009, 07:22 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[15 Feb 2009, 09:05 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي محمد 000
أحبتنا هل من مزيد0000؟
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[15 Feb 2009, 09:35 م]ـ
تتميما للفائدة 00يقول الألوسي في روح المعاني:
{لَقَدْ وُعِدْنَا هذا} أي الإخراج المذكور {نَحْنُ وَءابَاؤُنَا مِن قَبْلُ} أي من قبل وعد محمد صلى الله عليه وسلم، وتقديم الموعود على {نَحْنُ} هنا للدلالة على أنه هو الذي تعمد بالكلام وقصد به حتى كأن ما سواه مطرح وعلاوة له كما ينبىء عن ذلك ذكر ما صدر منهم أنفسهم مؤكداً مقرراً مكرراً؛ وتأخيره عنه في آية سورة المؤمنين لرعاية الأصل، ولا مقتضى للعدول إذ لم يذكر هناك سوى اتباعهم أسلافهم في الكفر وإنكار البعث من غير نعي ذلك عليهم، والجملة استئناف مسوق لتقرير الإنكار وتصديرها بالقسم لمزيد التأكيد، وقوله تعالى: {إِنْ هذا إِلاَّ أساطير الاولين} تقرير إثر تقرير.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[17 Feb 2009, 08:47 ص]ـ
هذا السؤال طُرح على الدكتور حسام النعيمي في برنامج لمسات بيانية وهذه إجابته:
سؤال: ما سبب تقديم وتأخير هذا في سورة المؤمنون (لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآَبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (83)) وسورة النمل (لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (68))؟
نحن عندنا نظام الجملة العربية: عندنا صورتان للجملة العربية: صورة المبتدأ والخبر والفعل ومرفوعه وما بعده. فيما يتعلق بالفعل ومرفوعه يأتي الفعل ثم الفاعل أو الفعل ثم نائب الفاعل ثم يأتي المفعول أو المفعولات يعني هكذا يأتي النظام. لما يكون مبتدأ وخبر أيضاً المبتدأ والخبر ثم لما تدخل إحدى النواسخ (كان وأخواتها) أيضاً النظام أنّ (كان) تأخذ إسمها أولاً لأن أصله مبتدأ ثم تأخذ الخبر ثم يأتي بعد ذلك ما يأتي من المعطوفات أو المفعولات هكذا هو النظام. نقول: كان زيدٌ ناجحاً وعمرو، تذكره بعد ذلك هذا الأصل. يمكن أحياناً أن نغيّر النظام لأن العربية لغة مُعربة فيجوز فيها تغيير النظام فبدل أن نقول كتب زيد رسالة على النظام يمكن أن نقول كتب رسالةً زيدٌ وهذا التقديم طبعاً له غرض بلاغي يعني كأن يُختلف زيد كتب رسالة أو قصيدة أو أقصوصة نقول لا زيد رسالةً كتب. لما يُقدّم ليس من أجل الوزن لأن الشاعر متمكّن يستطيع أن يتصرف لكنه يقدّم بغرض بلاغي لغرض معنوي.
لما ننظر في الآيتين، نحن دائماً نقول: يُنظر في النص لِمَ قدّم هنا هذا وأخّر هنا هذا؟ الآية الأولى في سورة المؤمنون (لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآَبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ) (كُنّا) كان مع اسمها مثل كان زيد، (تراباً وعظاماً) مثل (كان زيد ناجحاً وكريماً) معطوف على الخبر مباشرة يعني نظام الجملة يأتي كما هو نجد أن النظام الذي جاء (لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا) المفعول به جاء متأخراً وفق النظام وعندما يكون وفق النظام لا يُسأل عنه. أنت لا تسأل عن (كتب زيد رسالة) لا تسأل لِمَ أخّر رسالة؟ لكن السؤال في آية سورة النحل لِمَ غيّر النظام (لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآَبَاؤُنَا). لاحظ الآية (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآَبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ (67) النمل) النظام في غير القرآن أن يقول: إءذا كنا نحن وآباؤنا تراباً، فلما قدّم تراباً المعطوف على المرفوع ولما يكون المعطوف عليه خبراً ينبغي أن يؤكد بضمير هذا الأفصح (كنت أنا وزيد مسافرين) حتى يكون الربط. منها هنا لأن المعطوف والمعطوف عليه ينبغي أن يتصلا لا أن يكون بينهما فاصل. هنا غيّر النظام فقال (أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآَبَاؤُنَا) قدّم المنصوب وجعله فاصلاً بين المعطوف والمعطوف عليه فقدّم. فلما قدّم المنصوب قدّم (هذا) (لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآَبَاؤُنَا) حتى يكون هناك نوع من التناسق. هنا تقدّم كأنه غيّر النظام وهنا تقدّم والله أعلم.(/)
ماحكم مس (التفسير الميسر)؟
ـ[واسطة العقد]ــــــــ[15 Feb 2009, 05:57 م]ـ
أعضاء المنتدى الميمون
......... السلام عليكم ورحمة الله ........
أرجو من المشايخ الفضلاء أو ممن سمع فتوى أن يفتيني في مس ((التفسير الميسر)) هل يصح على غير طهارة أو لا؟
بحثت عن فتوى فيه فلم أجد إلا فتاوى عامة، ولم استطعت تقدير حجم وكلمات التفسير فيه بالنسبة لكلمات القرآن، فاهدوني هديتم.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[15 Feb 2009, 06:31 م]ـ
يمكنك الإفادة من هذا الموضوع:
سؤال عن حكم مس المصحف؟ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=67664#post67664)
ومن الأخبار اللطيفة التي لها صلة بهذا السؤال ما جاء أن شخصا من أهل اليمن أشكل عليه القراءة في تفسير الجلالين من غير طهارة، وعرف من خلال كلام أهل العلم أن الحكم للغالب - على القول بعدم جواز مس المصحف - فعد حروف القرآن وحروف التفسير، فكانت النتيجة أن العدد واحد إلى المزمل، ومن المدثر إلى آخر القرآن زاد التفسير قليلاً انحلت المشكلة عنده.(/)
هل تفسير ابن كثير للعرش يوم القيامة صحيح؟
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[15 Feb 2009, 07:35 م]ـ
ما هية عرش الرحمن يوم القيامة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه .. وبعد ..
هذا المقال كان ردا لي على إحدى المقالات في إحدى المنتديات ..
فأحببت أن أكتبه ها هنا لما فيه من فوائد مهمة ..
وهو متعلق بقول الإمام ابن كثير في تفسير قوله تعالى:
(وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ?)
قال رحمه الله وطيب ثراه:
أي يوم القيامة يحمل العرش ثمانية من الملائكة، ويحتمل أن يكون المراد بهذا العرش، العرش العظيم، أو العرش الذي يوضع في الأرض يوم القيامة لفصل القضاء، والله أعلم بالصواب. اهـ
أقول هذا الكلام لم يقله غير ابن كثير رحمه الله تعالى فيما أعلم ..
والإمام ابن كثير أبي عمر هو المحدث الحافظ المفسر المؤرخ إمام وعلم من أعلام أئمة السلفية .. وهو تاج على رؤوسنا .. رحمه الله وأثابه على جهده ..
ولكن تحكمنا ها هنا قاعدتان:
القاعدة الأولى: أن كل إنسان يؤخذ من قوله ويرد ....
والثانية: أنه حبيب إلينا ولكن الحق أحب إلينا منه ....
وهاتان القاعدتان كالرايتان المرفوعتان على عاتق كل إمام من أئمة السلف ..
وهو وشيوخه (ابن تيمية وابن القيم والذهبي) وغيرهم - رحمهم الله تعالى - علمونا ألا نتكلم في مسائل الغيبيات والأسماء والصفات .. إلا بدليل صحيح ..
وها هنا السؤال المطروح بداهة:
من أثبت أو قال من العلماء أن العرش يوم القيامة، والذي تحمله الملائكة بنص الآية، مغاير لعرش الله المذكور في الكتاب والسنة الصحيحة؟
أعتقد أنه لم يقل هذا القول أحد قبل الإمام ابن كثير!!
وإن كان،، فما هو الدليل عليه؟
وأقول أن هذا الكلام غير صحيح لأمرين:
الأمر الأول: مأخوذ من كلامه رحمه الله:
فقد قال: (ويحتمل .. )
وهذا الاحتمال بغير دليل أولا ..
وليس على ثبوت التغاير دليل ثانيا ..
والأغرب أنه قال في عبارته:
ويحتمل أن يكون المراد بهذا العرش، العرش العظيم، أو العرش الذي يوضع في الأرض يوم القيامة لفصل القضاء .. الخ ..
ففيه غير قوله بالاحتمال المذكور أعلاه:
أنه جعل الأول – مع أنه الصحيح المتبادر – محتملا ..
وجعل الثاني مؤكدا بقوله: (أو العرش) بالألف واللام (الذي يوضع في الأرض يوم القيامة لفصل القضاء) .. جزما منه كما هو ظاهر ..
وهذا الكلام بظاهره يؤكد على وجود عرش آخر يوضع في الأرض يوم القيامة ليستوي عليه الرب لفصل القضاء ..
وإنما بحثه ينصب على أيهما أولى بتفسير الآية!!
وهذا واضح من كلامه رحمه الله وأثابه على جهده ..
الأمر الثاني:
أن العرش المذكور في الكتاب والسنة هو عرش واحد ..
وهو يقينا الذي تحمله الملائكة الثمانية يوم القيامة ..
ودليل ذلك أمران:
الأول أنه لم يثبت فيه دليل شرعي من كتاب أو سنة:
ولعظم الوصف به يوم القيامة لم يبينه النبي صلى الله عليه وسلم في أي حديث صحيح أو ضعيف، وكذلك لم يرد عن أي من صحابته الكرام ولا أجلاء التابعين ..
ومعلوم أن البيان في هذا الأمر ضروري ..
وكل أحداث الرحلة إلى الدار الآخرة من الموت والبعث والقيامة مرورا بالأحداث العظام إلى الجنة والنار .. لم يثبت عن عرش يوم القيامة شيء يبين أنه غير عرش الرحمن .. وحيث لم يرد فلا يصح التخمين والاحتمال ..
الدليل الثاني:
الأدلة الكثيرة فيما ورد عن العرش ..
فصحيح الأخبار تدل على مباينته لغيره من المخلوقات وأنه ليس نسبته إلى بعضها كنسبة بعضها إلى بعض ..
قال الله تعالى:
(الذين يحملون العرش ومن حوله يسحبون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماً فاغفر للذين تابوا واتعبوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم).
وقال الله تعالى:
(وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين)
وجمع في موضع ثالث بين حملته ومن حوله فقال:
(الذين يحملون العرش ومن حوله)
وأيضاً فقد أخبر أن عرشه كان على الماء قبل أن يخلق السماوات والأرض كما قال تعالى:
(وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ثبت في صحيح البخاري وغيره عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، وخلق السموات والأرض.
وثبت في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء.
فهذا التقدير بعد وجود العرش وقبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وهو سبحانه وتعالى يتمدح بأنه ذو العرش المجيد كقوله سبحانه:
(قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذاً لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا)
وقوله تعالى:
(رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق).
وقال سبحانه: (وهو الغفور الودود * ذو العرش المجيد)
وقد قرئ المجيد بالرفع صفة لله ..
وقرئ بالخفض صفة للعرش ..
والمجد في لغة العرب يعطي معنى السعة ..
فوصفه بالمجيد يدل على السعة، وهو في حق الله تعالى دال على سعة صفاته وعظمتها وكمالها وجلالها.
وقد نبه ابن القيم ـ رحمه الله ـ على قاعدة مفيدة فيما يتعلق بأسماء الله، وهي:
أنَّ منها ما يدل على صفة واحدة، مثل السميع فهو دال على صفة السمع، والبصير دال على صفة البصر، والرحيم دال على صفة الرحمة ..
ومنها ما يدل على أكثر من صفة، مثل السيد والعظيم والمجيد، فالمجيد هذا يدل على صفات كثيرة .. اهـ
وقال تعالى:
(قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم؟ سيقولون لله قل أفلا تتقون)
فوصف العرش بأنه مجيد وأنه عظيم.
وقال تعالى:
(فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم)
فوصفه بأنه كريم أيضاً ..
وثبت في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب:
لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم.
فوصفه في الحديث بأنه عظيم وكريم أيضاً.
وثبت في صحيح مسلم عن جويرية بنت الحارث أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وكانت تسبح بالحصى إلى الضحى فقال:
لقد قلت كلمة تعدل كلمات لو وزنت بما قلتيه لوزنتهن: سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله رضى نفسه، سبحان الله مداد كلماته .. الحديث ..
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ:
فهذا يبين أنَّ زنة العرش أثقل الأوزان. اهـ
وصح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
لا تخيروا بين الأنبياء فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقته.
فهذا فيه بيان أن للعرش قوائم.
وفي الصحيحين عن جابر قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ.
وقال صلى الله عليه وسلم:
إذا سألتم الله فسلوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة.
وهو حديث صحيح متفق عليه.
وقال صلى الله عليه وسلم:
يا أبا ذر: ما السموات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة.
الحديث رواه أبو حاتم محمد بن حبان البستي في صحيحه 361 بطوله وأخرجه ابن أبي شيبة في العرش رقم 58، وأبو نعيم في الحلية 1/ 166، وأبو الشيخ في العظمة 2/ 648ـ 649، والبيهقي في الأسماء والصفات رقم 861 وللحديث طرق أخرى ذكرها الألباني في الصحيحة رقم 109 وقال: وجملة القول أن الحديث بهذه الطرق صحيح.
وروى أبو داود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله عز وجل من حملة العرش، إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام.
الحديث صححه ابن كثير والألباني.
وحديث السبعة الذين يستظلون بظل العرش يوم القيامة .. بجميع رواياته من هذا النوع أيضا ..
واتفق الجمهور من علماء السلف على أن العرش غير الكرسي ..
قال الإمام عثمان بن سعيد الدرامي - رحمه الله -:
هذا الذي عرفناه عن ابن عباس صحيحا مشهورا، فالكرسي مخلوق عظيم، وهو موضع القدمين لله سبحانه ..
كما روى ابن أبي شيبة والحاكم، وقال على شرط الشيخين، عن ابن عباس في قوله: (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ)
أنه قال: الكرسي موضع القدمين والعرش لا يقدر قدره إلا الله.
وصححه الألباني عنه موقوفا في تخريج الطحاوية ومختصر العلو للذهبي ..
وعليه فأقول:
أن العرش الموصوف بهذه الصفات لا يصح أولا أن يكون هناك عرش غيره لعظيم صفاته المذكورة في تلك الأدلة السالفة الذكر ..
ولا يصح ثانيا: أن يكون هناك عرش آخر تحمله الملائكة يوم القيامة ولم يأت دليل على وصف كنهه، بخلاف العرش المذكور ..
وفي تفسير القرآن للشيخ ابن عثيمين رحمه الله قال:
أن العرش يوم القيامة يكون بدل السماء التي فوقنا الآن؛ لأن السماء تطوى بيمين الله عز وجل يطويها بيمينه ويهزها وكذلك يقبض الأرض ويقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض. اهـ والله أعلى وأعلم ..
وفي الختام أقول:
أنا لا أقصد أن أرد على أحد بعينه، فالإمام ابن كثير إمام من أهل الحفظ والاجتهاد ومن أكابر أهل السنة، ويكفيه أنه تتلمذ على يدي شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والحافظ الذهبي وكان صهرا للإمام المزي صاحب تهذيب الكمال في أسماء الرجال ..
ولكنه ليس بمعصوم،، غفر الله لنا وله ..
وإنما أصحح مسألة من المسائل المهمة، والتي غفل عنها كثير من المعلقين على تفسير ابن كثير في كل طبعاته التي بين يدي فيما أعلم ..
وكذلك لم يطرح بحث لردها أو حتى لإثباتها في كتب العقيدة أو كتب اليوم الآخر على حد علمي أيضا ..
وإنما حدا بي إلى هذا الرد المطول - والممل على قارئيه مع أسفي الشديد – إنما هو النصح لدين الله وتبصير إخواني من طلبة العلم ..
هذا إن كنت مصيبا .. وإلا ..
فأستغفر الله من الخطأ والزلل ..
وأرجو المسامحة من إخواني الكرام ..
ويا حبذا لو علقتم بارك الله فيكم ..
والحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[16 Feb 2009, 11:53 م]ـ
الأخوة الكرام ..
رجاء نقل هذه الآيات ووضعها في المقال في أماكنها ..
لأنني حاولت تعديل المشاركة ولم أفلح ..
فنسختها من المصحف الشريف مشكلة ..
فأرجو من الأخوة المشرفين أن ينسخوها ويضعوها في المقال حسب ترتيبها وجزاكم الله خيرا ..
وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الزمر-75
وجمع في موضع آخر بين حملته ومن حوله فقال:
الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ غافر-7
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ هود-7
قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آَلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا الإسراء-42
رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ غافر-15
وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ * ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ البروج- 14/ 15
قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ المؤمنون 86/ 87
فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ المؤمنون-116
شكر الله لكم ..
كما أود أن أعرف رأي المشرفين والأخوة في المنتدى حول الموضوع، وهل هذا النقد صحيح أم لا؟
فإنه يشرفني بصدق أن أكون أحد المشاركين في هذا المنتدى المبارك ..
جزاكم الله خيرا على جهدكم ..
وبورك فيكم ..
وسدد خطاكم.
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[22 Mar 2009, 07:39 م]ـ
لا جديد!!!!!!!!!
هل عدم تعليقكم ومشاركاتكم في هذا الموضوع يعتبر تقريرا لما فيه؟
افيدونا بارك الله فيكم وسدد خطاكم ..
وشكر الله لكم(/)
شاركنا في قطف ثمار القرآن بالتدبّر
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[15 Feb 2009, 08:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى
" أفلا يتدبّرون القرآن أم على قلوب أقفالها "
وقال
" كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ "
إن قراءة القرآن بالتدبّر أعظم نفعا من مجرّد تلاوته , قال ابن القيّم رحمه الله
"فليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده، وأقرب إلى نجاته: من تدبر القرآن، وإطالة التأمل، وجمع الفكر على معاني آياته؛ فإنها تطلع العبد على معالم الخير والشر بحذافيرهما. وعلى طرقاتهما وأسبابهما وغاياتهما وثمراتهما، ومآل أهلهما"
*********
وأنا هنا أردتُ أن يكون هذا الموضوع سجلاّ لتأملاتكم في الآيات
فجهزوا مصاحفكم وتأملوا معنا واكتبوا لنا خواطر مرّت بكم من خلال الآيات
أو فوائد نتعلّمها أو عجائب نكتشفها
ملاحظة:أن التفسير غير التدبّر
فنحن هنا لانريد تفسيرا للآيات بل نريد حصيلة تفكّركم فيها
وهذا موقع "فلاش" للمصحف الشريف للمساعدة
تفضل من هنا ( http://www.quranflash.com/index.html)(/)
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف يطلق موقع الخطوط الحاسوبية الإلكترونية
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Feb 2009, 12:50 ص]ـ
أطلق مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف حديثاً موقعِ الإنترنت الخاصِّ بمجموعةِ الخطوطِ الحاسوبيةِ لِعُمُومِ مُسْتَخْدِمِي اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ فِي أَرْجَاءِ المَعْمُورَةِ، وَالمُوَافَقَةُ عَلى نَشْرِهِ وَتَوْزِيعِهِ وَاسْتِخْدَامِهِ مَجَّانًا وَفْقَ الضَّوَابِطِ المُوَضَّحَةِ فِي مَوقِعِ الإِنْتَرْنِتْ الخَاصِّ عَلى الرَّابِطِ التَّالِي:
http://fonts.qurancomplex.gov.sa
وهو أحدُ المواقعِ التابعةِ للمجمَّعِ يهدِف إلى المساعدةِ في دعمِ المكتبة العربية الإلكترونية بمجموعةٍ من الخطوط الحاسوبيةِ التي تخدِم نَصَّ المصحف الشريف بمختلف رواياته، وكذا دعمِ الخطوطِ الحاسوبيةِ العربية ِالتي تخدمُ أعمالَ كِتابةِ البحوثِ والرسائلِ العِلميَّةِ وأعمالَ طِباعةِ الكتبِ وغيرِها بِما يَتَوافَقُ مع الاحتياجات الخاصَّةِ بِالنصِّ العربيِّ.
وكان معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد والمشرف العام على المجمع الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ قد أعلن بدء عمل هذا الموقع ووجه كلمة قال فيها: إنه َبِمَناسَبَةِ اكتِمَالِ مَشرُوعِ تَصْمِيمِ الخَطِّ الحَاسُوبِيِّ وَبنَائِهِ المَوسُومُ ب: (خَطُّ النَّسْخِ) وَهُوَ أَحَدُ الخُطُوطِ الحاسُوبِيَّةِ العَرَبِيَّةِ المُتَمَيِّزَةِ، الَّذِي تَمَّ تَصْمِيمُهُ وَتَطْوِيرُهُ مِنْ قِبَلِ فَرِيقِ العَمَلِ فِي وِحْدَةِ البَحْثِ وَالتَّطْوِيرِ بِإِدارَةِ الحاسِبِ الآلِيّ بِمُجَمَّعِ المَلِكِ فَهْدٍ لِطِباعَةِ المُصْحَفِ الشَّرِيفِ، وَقَامَ بِكِتَابَةِ أَحْرُفِهِ وَتَرَاكِيبِهِ خَطَّاطُ مُصْحَفِ المَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ: الأُسْتَاذُ القَدِيرُ عُثْمَانُ طَهَ.
وفي تصريح لفضيلة الأمين العام للمجمع الأستاذ الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي، قال: لقد كان هذا المشروع فكرة طرحت منذ فترة، ورغم أهميتها، إلا أن عدم توافر الأداة المناسبة لذلك حال دون تنفيذها إلى أن استطاع فريق عمل من منسوبي المجمع استطاع بما يمتلكه من خبرة راقية في هذا الفن أن يحقق هذا الحلم الذي راودنا سنوات طويلة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Feb 2009, 12:58 ص]ـ
جربت هذا الخط فأعجبني كثيراً، وهو يستحق التحميل والاستخدام.
يمكن تحميله من المرفقات هنا أيضاً.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[16 Feb 2009, 08:24 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا عبد الله واختيارك جميل تم تحميله ..
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[16 Feb 2009, 10:40 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الدكتور الفاضل عبد الرحمن على هذا الخط الجميل. هل تسمحون لي أن أهديكم بعض الخطوط العربية الجميلة؟
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[16 Feb 2009, 01:25 م]ـ
جزاكم الله خيرا على تلك الهدية.
وهي خطوة تأخرت كثيرا، وإني لأرجو التوفيق للقائمين على المجمع.
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[16 Feb 2009, 02:40 م]ـ
عذراً!
لم أفهم المقصود من هذا الموقع!
هل هو أني أُدخل ما أشاء من الأسماء ثم تخرج لي بخط هذا الخطاط الفذّ؟
أرجو الإفادة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Feb 2009, 03:08 م]ـ
الأخت سمر: شكراً لهذه الخطوط المرفقة وقد أضفتها لجهازي جزاكم الله خيراً.
عذراً!
لم أفهم المقصود من هذا الموقع!
هل هو أني أُدخل ما أشاء من الأسماء ثم تخرج لي بخط هذا الخطاط الفذّ؟
أرجو الإفادة.
المقصود أن تقوم بتنزيل الخط المرفق، ثم تحمله ضمن الخطوط في جهازك. ويمكنك أن تستخدمه في برنامج الوورد وغيره في الكتابة. وتخرج الكتابة بنفس خط عثمان طه إلى حد بعيد.
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[27 Feb 2009, 12:35 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[01 Mar 2009, 03:37 م]ـ
في المرفق تطوير للخط الجديد الذي أطلقه المجمع (موضوع المشاركة).
قمتُ بتطويره بوضع كود للغة الإنجليزية حيث طرح المجمع الخط الحاسوبي دون الإلتفات لأهمية هذا الأمر.
والتطوير الجديد ويفيد التطوير في كتابة أسماء المراجع الأجنبية أو الاقتباس منها بنفس نوع الخط.
محبكم(/)
تفسير معارف القرآن
ـ[يوسف الحوشان]ــــــــ[16 Feb 2009, 01:07 ص]ـ
تكرم الاخوة في موقع أهل السنة في ايران بترجمة هذا التفسير المعاصر من اللغة الاردية الى اللغة العربية وجاء في التعريف به:
تفسير "معارف القرآن" أحد أهم الكتب التفسيرية من بين تفاسير المعاصرين الذي يجمع بين مقتضيات العصر ومتطلباته، والتراث الموجود بين الكتب التفسيرية القديمة، وقد ألف هذا التفسير الفقيه المفسر المفتي العام بديار باكستان سابقا الشيخ محمد شفيع العثماني رحمه الله أحد كبار تلامذة الشيخ حكيم الأمة أشرف علي التهانوي وخريج جامعة دار العلوم بديوبند ومن مؤسسي باكستان.
ولما كان هذا التفسير مكتوبا باللغة الأردية قام سماحة الشيخ محمد قاسم القاسمي حفظه الله رئيس قسم الإفتاء وأستاذ الحديث والمشرف علي معهد اللغة العربية بجامعة دار العلوم بزاهدان بتعريبه من الأردية إلي العربية لينتفع الأوساط العلمية في البلاد العربية بهذا الكتاب العظيم النافع المكتوب بلغة العصر، وقمنا نحن في موقع "سني أون لاين" بوضع ما انتهي الشيخ عن تعريبه علي الموقع.
نسأل الله تعالي أن ينفعنا به جميعا.))
ولعلها فرصة طيبة لدراسة المهتمين لهذا التفسير والاستفادة منه
ومناسبة ايضا للجميع للاطلاع على صوت اهل السنة في ايران على هذا الرابط
http://www.sunnionline.us/arabic/index.php/Table/%D8%AA%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%B1-%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86/
ـ[مرهف]ــــــــ[17 Feb 2009, 04:43 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخ يوسف على هذا النقل وليتنا نعلم أين يمكن الحصول على نسخة من هذا التفسير.(/)
ما وقع في القرآن بغير العربية
ـ[أبو يوسف مصطفى مبرم]ــــــــ[16 Feb 2009, 06:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ألحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه فقد وقفت على بحث للعلاّمة الشيخ محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله في الكلام على وقوع غير العربية في القرآن وأحببت نقله من موقعه هنا للفائدة ومعلوم ما حصل من الخلاف في هذه المسائلة وقلت الحث فيها وقد كتب السيوطي رحمه الله رسالة فيها إلا أنها في عداد المفقود لكنه هذبها وأودعها كتابه الإتقنان ولابن عِلاّن الصديقي الشافعي سماها المقرب وهي مطبوعة ما وقع في القرآن بغير لغة العرب.
بقلم الدكتور محمد تقي الدين الهلالي المدرس بكلية الدعوة وأصول الدين بالجامعة.
اعلم أن علماء اللغة اتفقوا على أن كل لغة عظيمة تنسب إلى أمة عظيمة لابد أن توجد في مفرداتها كلمات وردت عليها من أمة أخرى، لأن الأمة العظيمة لا بد أن تخالط غيرها من الأمم، وتتبادل معها المنافع من أغذية، وأدوية ومصنوعات، وتعلم وتعليم، فلا بد حينئذ من تداخل اللغات، ولا يمكن أن تستقل وتستغني عن جميع الأمم، فلا تستورد منها شيئا ولا تورد عليها شيئا، والقرآن نفسه يثبت هذا، قال تعالى في سورة إبراهيم 37 {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ}.ذكر إبراهيم في دعائه انه أسكن ذريته يعنى اسماعيل وآله بواد غير ذي زرع وهو وادي مكة وإذا لم يكن فيه زرع لم تكن فيه ثمرات، وذكر في أثناء دعائه ومناجاته لربه، أنه أسكن ذريته بذلك الوادي المقفر ليقيموا الصلاة أي يؤدوها قائمة كاملة عند بيت الله، ويعبدوه, فسأل الله أن يجعل قلوب الناس تهوي إلى ذريته، أي تسرع إليهم شوقا ومحبة، وتمدهم بما يحتاجون إليه وأن يرزقهم من الثمرات التي تجلب إليهم من الآفاق والأقطار المختلفة ليشكروا الله على ذلك فيزيدهم، وقد استجاب الله دعوته فصارت أنواع الحبوب والثمرات و التوابل والأدوات والثياب والتحف، و الطرائف تجلب إلى مكة من جميع أنحاء المعمور.
وهذه الأمورالتي تجلب إليهاكثيرمنها وضعت أسماؤها في البلدان التي تصدر منه، فإذاجاءت إلى أهل مكة يسمونها بالاسم الذي جاءت به فتندمج في تغتهم وتصير جزءاً منها, والأصل في اللغات أن الأشياء العامة توجد لها أسماء في كل لغة، أما الأشياء الخاصة التي خص الله بها قطرا بعينه فإن الاسم الذي سماها به أهل ذلك القطر الذي خلقت فيه يبقى في الغالب ملازما ولنضرب لذلك مثلا، الجوز الهندي والنخيل الذي يثمره وهو ((نار جيل)) ويسمى بالهندية ((ناريل)) فهو يجلب إلى غير الهند، دون أن يبدل اسمه، وثمر ((الأمبة)) وهو أحسن الفواكه في الهند وقد يكون أحسن الفواكه مطلقا، يوجد دائما في مكة شرفها الله في أحقاق، إذا أكلته تظن أنك أكلته تحت شجرته وهذه الفاكهة موجودة في مصر وتسمو ((مانكة)) وتنقل إلى بلدان أخرى ويبقى اسمها ملازما لها.
وكذلك ثمر ((أناناس)) يجلب من أندونيسيا ويبقى اسمه ملازما له وقس على ذلك.
وقد قال أحد علماء الفيلولوجيين أي علماء اللغات: إن لغة سكان أوستراليا الأصليين لا تزيد مفرداتها على مائة لأنهم أبعد الناس على المدنية التي تستلزم مخالطة الأمم الأخرى وتبادل المنافع معها، فكلما عظمت اللغة دلت عظمتها وثروتها ووفرة ألفاظها على مخالفة أهلها لشعوب أخرى واقتباسها منهم فهي تعطي وتأخذ .. وقد أخبرنا القرآن أن قريشا كانت لهم رحلتان رحلة في الشتاء إلى جنوب الجزيرة العربية اليمن، ورحلة في الصيف إلى الشام وكانوا تجارا ينقلون البضائع من بلد إلى بلد، وكانت مكة شرفها الله تعالى مركزا عظيما للتجارة قبل الإسلام فكانت تنقل إليها البضائع من الشرق والغرب والجنوب والشمال فكيف يتصور أن لغة العرب تبقى مغلقة مختوما عليها لا تخرج منها كلمة ولا تدخلها كلمة. والأئمة الذين أنكروا وجود كلمات غير عربية في القرآن تمسكوا بظاهر قوله تعالى في صورة يوسف: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} وقوله تعالى في سورة النحل1.3: {لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ}، وما أشبه ذلك وهم على حق فيما قالوا ,فليس في القرآن كلمة أعجمية باقية على عجمتها البتة، فكل ما في القرآن من الكلمات كانت تنطق به العرب وتفهمه وهو جار على سنن كلامها لا خلاف في ذلك نعلمه، إنما الخلاف في المعرب هل هو موجود في القرآن أم لا؟
قال السيوطي في الإتقان: قد أفردت في هذا النوع كتابا سميته (المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب) وأنا ألخص هنا فوائد فأقول: اختلف الأئمة في وقوع المعرب في القرآن فالأكثرون ومنهم الإمام الشافعي وابن جرير وأبو عبيدة والقاضي أبو بكر وابن فارس على عدم وقوعه فيه لقوله تعالى: {قُرْآناً عَرَبِيّاً} ,وقوله تعالى: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ} وقد شدد الشافعي النكير على القائل بذلك.
وقال أبو عبيدة: "إنما أنزل القرآن بلسان عربي مبين فمن زعم أن فيه غير العربية فقد أعظم القول ومن زعم أن (لدا) بالنبطية فقد أكبر القول"، وقال ابن فارس:"لو كان فيه من لغة غير العرب شئ لتوهم متوهم أن العرب انما عجزت عن الإتيان بمثله لأنه أتى بلغات لا يعرفونها".اهـ.
قال محمد تقي الدين:"إنما يمكن أن يقال ذلك إذا كان في القرآن تراكيب أعجمية، أو كلمات باقية على عجمتها، أما وجود كلمات قد صقلتها العرب بألسنتها ونحت بها مناحي كلماتها ودخلت في أوزانها فلا يمكن أحدا أن يدعي ذلك فيها، وقد رد القرآن نفسه على من زعم ذلك من أعداء الإسلام الأولين، فقال تعالى: في سورة النحل 1.3: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} وتحداهم أن يأتوا بسورة مثله بأشد أساليب التحدي، فقال تعالى في سورة البقرة 23ـ34: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} وقال تعالى في سورة الإسراء88: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً} فأي عدو يسمع مثل هذا التحدي لا يبذل قصارى جهده في معارضة عدوه وإبطال تحديه ولو أن إحدى الدولتين لمتعارضتين اليوم وهما الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي صنعت إحداهما سفينة فضائية مثلا وقالت للأخرى: انك لن تستطيعي أن تصنعي مثلها لغضبت الدولة المتحداة ولم يقر لها قرار، حتى تصنع سفينة مماثلة أو فائقة لما صنعته الدولة المتحدية.
و ها نحن اليوم نرى الصين الشيوعية لما رأت عدوتها الولايات المتحدة متفوقة في صنع القنابل الذرية والهيدروجينية فقدت عقلها حنقا وغيظا وهي جادة في صنع هاتين القنبلتين، وزادتها غيظا أن أختها في الشيوعية دولة الاتحاد السوفياتي ضنت عليها بالمساعدة على التوصل إلى هذا الغرض مع أن الولايات المتحدة لم تتحد الصين إلا بلسان الحال، بل هذه فرنسة قلبت ظهر المجن لحليفتها الولايات المتحدة وبريطانيا لأنهما لم يشركاها فيما وصلتا إليه من صنع القنبلتين المذكورتين إلا بقدر ضئيل لا يشبع نهمتها. ولم يقل أحد من العرب المعادين للإسلام: إن الذي منعهم من معارضة القرآن هو وجود كلمات فيه غير عربية بل سلموا أنه كله عربي.
أما كتاب السيوطي الذي سماه: (المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب) فلا نعلم أنه موجود في هذا الزمان، لكن الملخص الذي نقله منه مؤلفه في كتاب الإتقان لا يدل على أن المؤلف -مع غزارة علمه- كان أهلا أن يؤلف في هذا الباب لأنه فيما يظهر لم يكن يعرف إلا اللغة العربية والمؤلف في هذا الموضوع يحتاج إلى إلمام باللغات التي قيل أن بعض مفرداتها قد عرب ودخل في القرآن، فان لم يعلم بها كلها فلا أقل من الإلمام ببعضها، وأكثر علماء العرب مقصرون في علم اللغات, الذين يعرفون شيئاً من اللغات الأخرى منهم قليل. وقد كان عمر رضي الله عنه يعرف اللغة العبرانية ويقرأ التوراة ويفهمها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الترمذي في جامعة (باب تعليم السريانية) ثم روى بسنده إلى زيد بن ثابت قال:"أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتعلم كلمات من كتاب يهود وقال إني والله ما آمن يهود على كتابي، قال فما مربي نصف شهر حتى تعلمته له، قال فلما تعلمته كان إذا كتب إلى يهود كتبت إليهم وإذا كتبوا إليه قرأت له كتابهم"، هذا حديث حسن صحيح.
قال العالم الرباني أستاذي عبد الرحمن بن عبد الرحيم المبار كفوري الهندي رحمه الله رحمة واسعة في شرح هذا الحديث من كتابه. (تحفة الا حوذي في شرح جامع الترمذي ج 3ص392) ما نصه:"قال القاري: قيل فيه دليل على جواز تعلم ما هو حرام في شرعنا للتوقي والحذر عن الوقوع في الشر كذا، ذكره الطيبي في ذيل كلام مظهري وهو غير ظاهر إذ لا يعرف في الشرع تحريم تعلم من اللغات سريانية أو عبرانية هندية أو تركية أو فارسية وقد قال تعالى30ـ32: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ} أي لغاتكم بل هو من جملة المباحات. اهـ.
وهذا الحديث رواه أيضا أحمد وأبو داود والبخاري في تاريخه وذكره في صحيحه تعليقا، ومعنى الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الصحابي الجليل كاتب الوحي زيد بن ثابت أن يتعلم كتابة اليهود وفي رواية "أمره أن يتعلم السريانية" وعلل ذلك بأنه عليه الصلاة والسلام لا يأمن اليهود أن يقرءوا له كتابا يأتيه منهم لئلا يزيدوا فيه و ينقصوا أو يبدلوا ويغيروا، فتعلم زيد ما أمره به النبي صلى الله عليه وسلم في نصف شهر.وقد يشكل فهم هذا من وجهين:
الأول: أن المعهود من اليهود أن يتكلموا ويكتبوا بالعبرانية لا بالسريانية.
الثاني: كيف يستطيع متعلم أن يتعلم لغة أجنبية في نصف شهر؟ والجواب عن الأول أن اليهود في زمان النبي صلى الله عليه وسلم بل في زمان عيسى بن مريم وقبله بزمن لم يكونوا يتكلمون ويكتبون بالعبرانية لأنها كانت قد انقرضت ولم يبق منها إلا كلمات قليلة تردد في الصلوات، وكان اليهود يكتبون علومهم الدينية والدنيوية ويتخاطبون بالسريانية، وإنما جددوا العبرانية وأحيوها وبذلوا في ذلك جهودا عظيمة في هذا العصر الاخير. والجواب عن الثاني: أن زيدا لم يتعلم اللغة في نصف شهر وإنما تعلم الكتابة والقراءة، أما معاني لغة اليهود فكان يفهمها لأنها كانت لا تزال قريبة جدا من لغة العرب، ولأن قبائل من اليهود كانت مساكنة للأنصار وتعلم اللغات الأجنبية للانتفاع بها في أمور الدين والدنيا أمر محمود إذا لم يكن على حساب لغة القرآن كما يفعل سكان المستعمرات المتهوكون في زمان الاستعمار وبعده فيحقرون لغة القرآن وهي لغة دينهم وتاريخهم ومجدهم ويتعلمون لغة المستعمر ويتطاولون بها ويشمخون بأنوفهم ويتراطنون بها بغير ضرورة ويحتقرون شعوبهم لعدم استعمال تلك اللغة الأجنبية فهؤلاء أعضاء مجذومة في جسم الأمة يجب قطعها وهم يعلمون أن جميع الأمم تحتقرهم لأنه لا يكون لهم فضل بتعلمهم تلك اللغة الأجنبية إلا إذا أتقنوا لغتهم وكانوا أعضاء نافعين في أمتهم، ولكن ..
من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام.
ثم قال السيوطي:"قال ابن جرير: ما ورد عن ابن عباس وغيره من تفسير ألفاظ القرآن أنها بالفارسية أو الحبشية أو النبطية أو نحو ذلك إنما اتفق فيها توارد اللغات فتكلمت بها العرب والفرس والحبشة بلفظ واحد".اهـ.
قال محمد تقي الدين: ابن جرير إمام المفسرين في زمانه وما بعده وفد أخطأ في هذا الرأي إذ لا يمكن أن تتكلم هذه الشعوب المتباينة في أنسابها ولغتها المتباعدة في أوطانها على سبيل المصادفة والاتفاق وتوارد الخواطر بتلك الكلمات الكثيرة العدد على أن الذين قالوا في القرآن كلمات كانت في الأصل غير عربية ثم صارت بالاستعمال عربية لم يقل أحد منهم أن الكلمة التي أصلها فارسى قد اتفق فيها الفرس مع العرب والنبط والحبشة، بل إذا كانت الكلمة فارسية كالأباريق مثلا لم تكن حبشية ولا نبطية والكلمة التي قيل إنها حبشية (كابلعي) من قوله تعالى: {يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ} لم يقل أحد أنها توافق الفارسية والنبطية .. وهكذا يقال في سائر الكلمات كما سيأتي في ذكر الكلمات التي نسب أصلها إلى غير العربية. ثم قال السيوطي،:"قال غيره بل كان للعرب العاربة التي نزل القرآن بلغتهم بعض مخالطة لسائر الألسنة في أسفارهم فعلقت من لغاتهم ألفاظا غيرت
(يُتْبَعُ)
(/)
بعضها بالنقص من حروفها واستعملتها في أشعارها ومحاوراتها حتى جرت مجرى العربي الفصيح ووقع بها البيان وعلى هذا الحد نزل بها القرآن".انتهى. هذا هو الحق الذي لا ريب فيه ثم ذكر السيوطي آراء أخرى يظهر زيفها عند الامتحان فأعرضت عن نقلها.ثم نقل عن الجو يني ما معناه في القرآن وعد ووعيد، والوعد يذكر فيه ثواب المطيعين وما أعد الله لهم في الدارين مما تشتهيه أنفسهم ويرغبهم في فعل الطاعات وذلك يتضمن مآكل ومشارب وثيابا ومساكن طيبة وحورا عينا وفرشا طيبة وغلمانا للخدمة وبعض تلك الأمور صنعته أمم غير عربية وسمته بكلمات من لغاتها فنقله العرب عنها فصار ذكره في وصف النعيم و العيشة الراضية لابد منه وهو ما غلظ من ثياب الحرير, وضرب لذلك كلمة استبرق مثلاً, وهو ما غلظ من ثياب الحرير, والسندس مارق منه. قال البيضاوي وهو معرب (استبره) بالفارسية فلو أريد التجنب استعمال كلمة إستبرق، فأما أن يترك ذكر هذا النوع من الثياب أصلا فلا يتم المقصود وهو وصف العيشة الراضية، واما أن يعبر عنه بكلمتين أو أكثر كثياب الحرير الغليظة فتفوت البلاغة إذن فلابد من التعبير به ليكون الكلام بليغا. ثم قال السيوطي:"قال أبو عبيد القاسم بن سلام بعد أن حكى هذا القول بالوقوع عن الفقهاء والمنع عن أهل العربية، والصواب عندي ما ذهب فيه تصديق القولين جميعا وذلك أن هذه الأحرف أصولها أعجمية كما قال الفقهاء لكنها وقعت للعرب فعربتها بألسنتها وحولتها عن ألفاظ العجم إلى ألفظها، فصارت عربية ثم نزل القرآن بها وقد اختلطت هذه الحروف بكلام العرب فمن قال إنها عربية فهو صادق، ومن قال أعجمية فصادق، ومال إلى هذا القول الجواليقي وابن الجوزي وآخرون".اهـ.
الكلمات المشتركة
أول القرآن {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} اشتملت على أربع كلمات اسم، الله، الرحمن، الرحيم، ابدأ بالكلام على الرحمن. قال السيوطي في كتاب الإتقان" ذهب المبرد وثعلب إلى أنه عبراني وأصله بالخاء المعجمة. قال البيضاوي في تفسير قوله تعالى في سورة الفرقان6. {قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ} الآية. لأنهم ما كانوا يطلقونه على الله أو لأنهم ظنوا أنه أراد به غيره ولذلك قالوا: أنسجد لما تأمرنا؟ أي للذي تأمرنا يعني تأمرنا بسجوده أو لأمرك لنا من غير عرفان وقيل لأنه كان معربا لم يسمعوه".اهـ ..
وهذا يدل على ما قلته سابقا من جهل علماء العرب باللغات حتى أخوات لغتهم كالعبرانية والسريانية، فالرحمن كلمة عربية خالصة من الرحمة بزيادة الألف والنون كظمآن وعطشان، وكانت العرب تعرفه وتفهم معناه وقد سموا به مسيلمة الكذاب فكانوا يدعونه (رحمان اليمامة) ولكنهم لجهلهم لم يكونوا يعلمون أنه من أسماء الله.
ومن أعجب العجب قولهم انه عبراني وان أصله بالخاء المعجمة، والخاء المعجمة لاوجود لها في العبرانية استقلالا وإنما تنطق الكاف بها إذا جاءت قبلها حركة مثل (هبراخا) البركة ومثل باروخ، أي مبارك ومعناه بالعبرانية هو معناه بالعربية، إلا أنه في اللغة العبرانية، صفة عامة لكل من في قلبه رحمة ليس خاصا بالله تعالى، إذن فهو من الكلمات المشتركة بين العبرانية والعربية وهي كثيرة تعد بالآلاف، وهذه الكلمات الأربع التي في البسملة كلها مشتركة بين اللغتين، فالاسم (شم) بإبدال السين شينا وذلك كثير في العبرانية، والله (الوهيم) والرحمن الرحمن لفظه بالعبرانية كلفظه بالعربية إلا أداة التعريف فإنها بالعبرانية هارحمان والرحيم بالعبرانية هارحوم .. وهذه الكلمات الكثيرة المشتركة بين اللغات السامية هي أصلية في كل واحدة منها، لا يقال إن إحداهن أخذتها من الأخرى وهذا هو الشأن في كل مجموعة من اللغات ترجع إلى أصل واحد كاللغات اللاتينية كالإيطالية والإسبانية والفرنسية والرومانية والبرتكالية, ومجموعة اللغات الجرمانية كالألمانية و الهولندية و الفلمنكية والسويدية والنرويجية والدانماركية.
لفظ الجلالة (الله) هل هو مشتق أو مرتجل؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن دلك المعركة الكبرى التي خاضها علماء العربية في لفظ الجلالة (الله) أهو مرتجل أم مشتق؟ وان كان مشتقا فهل اشتقاقه من (اله) أو من وله أو من (لاه) وما هو أصله على كل من هذه الأوجه وماذا جرى عليه من الحذف والإدغام حتى بلغ صورته التي هو عليها؟ ومن تعلم شيئا من اللغات السامية أخوات اللغة العربية لا ينقضي عجبه من الخائضين في تلك المعركة ويرى جهودهم ضائعة ويحكم يقينا أن الاسم الكريم مرتجل بلا مرية وهو بعيد كل البعد من الاشتقاق، فانه ثابت بهذا اللفظ في جميع اللغات السامية ففي السريانية (الاها) والشرقيون منهم ينطقون به (الاهو) وهو كذلك في الآشورية بفتح الهمزة في اللغات الثلاث وبالعبرانية (الوهيم).ولا تختلف الشعوب السامية فيما أعلم في هذا الاسم الكريم و كذلك في مجموعة اللغات اللاتينية، وفي مجموعة اللغات الجرمانية الاسم الكريم عندهم واحد مهما اختلفت لغاتهم في الكلمات الأخرى لا تختلف فيه.
مثال يدل على تقارب اللغتين العربية والعبرانية
جاء في ترجمة يوسف رو فلين للقرآن الكريم بالعبرانية في أول سورة الصف ما نصه مع استبدال الحروف العبرانية بحروف عربية (باراششت همعراخا) سورة المعركة (بشم الوهيم هارحمان هارحوم) يشبح اث الوهيم كل أشربشاميم وغل أشر باآرص وهو هكبورو هحاخام همأمنيم لا ماتوا مروات أثر لو تعسوا) بسم الله الرحمن الرحيم {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ}. فأنت ترى أن الألفاظ كلها مشتركة من أول البسملة إلي قوله تعالى: (لم) إلا أن لفظ (سبح) أبدلت سينه شينا وحل المضارع محل الماضي، وهذا الفعل في العبرانية متعد بنفسه وكذلك في العربية قال تعالى في سورة ق.40: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ} وإلاترجمة (ما) الموصولة باشر وزيادة (كل) لأن الترجمة إنما هي تفسير و إبدال سين السماوات شينا وجمعها بالياء والميم واستعمال (باء) الجر في موضع (في) وهو جائز في العربية قال تعالى في سورة الصافات137 ـ138 {وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ} و إبدال ضاد الأرض صادا و إبدال العزيز بالجبار (هكبور) وهما متقاربان في المعنى و إبدال الحكيم (هحاخام) وهما شئ واحد إلا أن الكاف أبدلت خاء.
وترجمت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} بـ (همأمينيم) يعني المؤمنين. ترجمت (لم) بـ (لاما) وتقولون بـ (تومرو) وترجمت (لا) بـ (لو) وهما شئ واحد بإمالة الألف إلى الواو وترجمت تفعلون بـ (تعسوا) الواو في (تومور وتعسو) واو الجماعة وحذفت النون فيهما بلا ناصب ولا جازم كما تحذف في العمليات العربية وهذه النون هي نون الرفع وهي ثابتة في التوراة في مواضع تفوق الحصر وليس كما قال بعض المستشرقين في خمسة مواضع فقط.
أمثلة من الكلمات التي قيل إنها وقعت في القرآن من غير العربية
1ـ أباريق
قال السيوطي في الإتقان:"حكى الثعالبي في فقه اللغة أنها فارسية، وقال الجو القي الإبريق فارسي معرب ومعناه طريق الماء أو صب الماء على هينة. قال في لسان العرب والإبريق إناء وجمعه أباريق فارسي معرب، قال ابن بري شاهده قول عدي ابن زيد:
ودعا بالصبوح يوما فجاءت قينة في يمينها إبريق
وقال كراع هو الكوز وقال أبو حنيفة مرة هو الكوز وقال مرة هو مثل الكوز وهو في كل ذلك فارسي وفي التنزيل {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ} وأنشد أبو حنيفة لشبرمة الضبي:
كأن أباريق الشمول عشية أوز بأعلى الطف عوج الحناجر
وقال الفيروز أبادي في القاموس: "الإبريق معرب (ا ب ر ي) جمع أباريق."اهـ.
قال بعض العلماء هو مركب من كلمتين (آب) وهو الماء و (راه) وهو الطريق، وقيل مركب من (آب) وهو الماء و (ريختن) وهو الصب على مهل قاله أرثر جفري:
Arthur Jeffery by
في كتابه الألفاظ الأجنبية في القرآن: the foreign vocabulary of the quran
2 ـ الأب
(يُتْبَعُ)
(/)
قال السيوطي" (آب) قال بعضهم وهو الحشيش بلغة أهل الغرب حكاه شيدلة ".اهـ. ونقله عنه جفري وفسر لغة أهل الغرب بالبربرية. أقول وهذا من أعجب العجب ولا نعلم أن العرب كانت لهم علاقة بالبربر قبل الإسلام حتى تقتبس العربية من لغتهم ثم إن هذه الكلمة يبعد أن تكون بربرية لأنها لا تشبه الكلمات البربرية وإنما تشبه العربية والسريانية والعبرانية. وقال جفري أنه مأخوذ من (أبا) الآرامية ومعناه الخضرة.
و قال في لسان العرب:"الاب الكلأ وعبر بعضهم عنه بأنه المرعى، وقال الزجاج: الاب، جميع الكلأ الذي تعتلفه الماشية، وفي التنزيل العزيز {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} ,قال أبو حنيفة سمى الله تعالى المرعى كله أبا.قال الفراء الاب ما يأكله الأنعام، وقال مجاهد: الفاكهة ما أكله الناس، والاب ما أكلت الأنعام، فالاب من المرعى للدواب كالفاكهة للانسان. وقال الشاعر:
جذ منا قيس ونجد دارنا ولنا الاب به والمكرع
قال ثعلب: الاب كل ما أخرجت الأرض من النبات، وقال عطاء كل شئ ينبت على وجه الأرض فهو الاب وفي حديث أن عمر بن الخطاب "قرأ قوله عز و جل: {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} وقال فما الاب؟ ثم قال ما كلفنا وما أمرنا بهذا".اهـ.
وقال ابن كثير عن ابن جرير بسنده إلي أنس قال قرأ عمر بن الخطاب {عَبَسَ وَتَوَلَّى} فلما أتى على هذه الآية: {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} قال قد عرفناها الفاكهة فما الاب؟ فقال لعمرك يا ابن الخطاب إن هذا لهو التكلّف" فهو إسناد صحيح رواه غير واحد عن أنس به. وهذا محمول على أنه أراد يعرف شكله وجنسه وعينه وإلا فهو وكل من قرأ هذه الآية يعلم أنه من نبات الأرض لقوله تعالى: {فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبّاً وَعِنَباً وَقَضْباً وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً وَحَدَائِقَ غُلْباً وَفَاكِهَةً وَأَبّاً}
3ـ ابلعي
قال السيوطي في الإتقان "أخرج ابن أبي حاتم عن وهب بن منبه في قوله تعالى 11ـ44: {ابْلَعِي مَاءَكِ}، قال بالحبشية ازدرديه، وأخرج أبو الشيخ من طريق جعفر بن محمد عن أبيه قال اشربي بلغة الهند".اهـ.
وان تعجب فعجب قولهم إن (ابلعي) بلغة أهل الهند وهذا القول إلى الهزل أقرب منه إلى الجد وقائله ليس أهلا أن يؤخذ عنه العلم و إنما هو يهرف بما لا يعرف وأهل الهند أجناس كثيرة لهم مئات من اللغات ولا تكاد تسير مسافة يوم إلا وجدت جنسا آخر له لغة أخرى. وفي زماننا هذا نرى الدماء تسفك بينهم بسبب اللغات فلا يرضى جنس أن تكون لغة الدولة لغة أخرى غير لغته، وفي زمان الاستعمار لم تكن في الهند لغة يستطيع المسافر أن يتكلم بها ويجد من يفهم كلامه في جميع أنحاء الهند إلا لغتين إحداهما الإنكليزية وهي لغة الدولة الحاكمة، والثانية لغة المسلمين وهي لغة أوردو، على أن (بلغ) كلمة عربية سامية أصيلة عريقة في عروبتها وساميتها وترفع راية اللغات السامية وهي حرف العين.
ومن المعلوم عند علماء اللغات أن العين والحاء لا توجدان إلا في اللغات السامية، فان وجدت إحداهما في كلمة من لغة غير سامية فتلك الكلمة طارئة واردة على تلك اللغة وبهذا يستدل الفيولوجيون على أن البربر من جزيرة العرب قبل خروجم البابليين والآشوريين والكنعانيين والفينيقيين كما هو مبين في موضعه.
ونحن نرى إخواننا عامة المسلمين من أهل الهند يبذلون جهودهم في النطق بقوله تعالى: {إياك نعبد وإياك تستعين} فلا يتمون النطق بالعينين حتى تغفر ذنوبهم من مشقة النطق بهما. و لذلك نرى السيوطي في كتاب الإتقان كحاطب ليل وليس عنده تحقيق ولا إتقان وهذا شأنه في علوم المنقول، أما في علوم المعقول كعلوم العربية فهو فارس لا يشق له غبار. وقد تحامل عليه الحافظ السخاوي في كتابه (الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع) فا لله يغفر لهما جميعا.
4ـ أخلد
قال السيوطي في الإتقان قال الواسطي في الإرشاد أخلد إلى الأرض ركن بالعبرية. اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول: هذا القول لا يقوله إلا جاهل باللغات السامية فإن أخلد وخلد موجودتان في اللغتين كلتيهما ومتفقتان في معانيهما في الجملة فمن قال اتهما عبريتان وليستا عربيتين لقد قفاما لاعلم له به ومن قال العكس فهو مثله، غير أن (أخلد) في العبرانية بالحاء المهملة، وكذلك (خلد) وقد تقدم أن الخاء المعجمة لا توجد بالاصالة في العبرانية و إنما توجد بالعرض في حرف الكاف إذا جاءت بعد حركة، ولم نر أحدا علماء اللغة العربية أشار إلى أن (أخلد) عبرانية كما ادعى هذا المدعي.قال في لسان العرب وخلد إلى الأرض وأخلد أقام فيها وفي التنزيل العزيز: {وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ} أن ركن إليها وسكن وأخلد إلى الأرض وإلى فلان أي ركن إليه ومال إليه ورضي به، ويقال خلد إلى الأرض بغير ألف وهى قليلة. اهـ.
وقال البيضاوي في تفسيره {وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ} مال إلى الدنيا أو إلى السفالة {وَاتَّبَعَ هَوَاهُ} في إيثار الدنيا واسترضاء قومه وأعرض عن مقتضى الآيات. اهـ.
5ـ الأرائك
قال السيوطي في الإتقان:"حكى ابن الجوزي في فنون الأفنان أنها السرر بالحبشية".اهـ.قال الراغب:" الأريكة حجلة على سرير جمعها (أرائك وتسميتها لذلك إما لكونها في الأرض متخذة من أراك وهو شجرة أو لكونها مكانا للإقامة من قولهم أرك بالمكان أروكا وأصل الاروك الاقامة على رعي الأراك ثم تجوز به في غيره من الاقامات" اهـ. و قال في لسان العرب والأريكة سرير في حجلة والجمع أريك وأرائك، وفي التنزيل {عَلَى الأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ} قال المفسرون: الأرائك السرر في الحجال، وقال الزجاج: الأرائك الفرش في الحجال، وقيل: هي الأسرة وهي في الحقيقة الفرش كانت في الحجال أو في غير الحجال، وقيل الأريكة سرير منجد مزين في قبة أو بيت فإذا لم يكن فيه سرير فهو حجلة. وفي الحديث "ألاهل عسى رجل يبلغه الحديث عني وهو متكئ على أريكته فيقول بيننا وبينكم كتاب الله"، الأريكة السرير في الحجلة من دونه ستر، و لا يسمى منفردا أريكة."اهـ. قال في اللسان:"والحجلة مثل القبة وحجلة العروس معروفة وهي بيت يزين بالثياب و الأسرة و الستور"، فقد رأيت أن الأرائك كلمة عربية خالصة، وبطل ما ادعاه السيوطي ومن نقل عنه.
6ـ أسباط
قال السيوطي في الإتقان: "حكى أبو الليث في تفسيره أنها بلغتهم كالقبائل بلغة الغرب".اهـ.
وفي هذا الكلام شئ ساقط لأن الضمير في لغتهم لم يذكروا ما يعود عليه وهذا الساقط يحتمل أن يكون يدل على بني إسرائيل وكلام جفري يؤيد هذا الاحتمال وهذا نص ترجمته بالعربية ..
اضطر أبو الليث أن يعترف أنه أي السبط لفظ عبراني مستعار، قاله السيوطي في الاتقان. وقد أطال جفري البحث في هذا اللفظ وادعى أنه لم يستعمل في كلام العرب قبل استعماله في القرآن وربما يكون أول من استعمله محمد.
ونحن نقول لجفري وأمثاله من الذين أعمى التعصب بصائرهم وأفقدهم صوابهم: إن الله الذي أنزل التوراة و الإنجيل اللذين تؤمن بهما أنت هو الذي أنزل القرآن على عبده ورسوله محمد بن عبد الله خاتم النبيين على رغم أنفك ولا ضير على القرآن أن يوجد فيه لفظ شاع استعماله في العبرانية لأن هاتين اللغتين نشأتا من أصل واحد وإذا جاز أن يكون في القرآن ألفاظ هي في الأصل فارسية مع أن لغة الفرس بعيدة من لغة العرب فما المانع أن توجد فيه ألفاظ عبرانية أو سريانية؟ وإذا اعتبرنا السبط اسما لقبيلة من قبائل بتي إسرائيل فالتعبير به طبيعي وهو أولى من التعبير عنه بالقبيلة لأنه صار شبيها بالأعلام التي يجب ذكرها بلفظها.
قال في لسان العرب:" والسبط من اليهود كالقبيلة من العرب وهم الذين يرجعون إلى أب واحد، سمي سبطا ليفرق بين ولد إسماعيل وولد إسحاق وجمعه أسباط.وقوله عز وجل: {وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً} ,ليس أسباطا بتمييز للأن المميز إنما يكون واحدا لكنه بدل من قوله {اثْنَتَيْ عَشْرَةَ} كأنه قال: جعلناهم أسباطا والأسباط من بني إسرائيل كالقبائل من العرب".اهـ.
واصله بالعبرانية (شبط) على وزن ابل ومعناه القضيب والعصا والقبيلة.
7ـ إستبرق
قال السيوطي الإتقان:"أخرج ابن أبي حاتم أنه الديباج بلغة العجم".اهـ. وقال البيضاوي في قوله تعالى في سورة الدخان53: {يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ}.السندس مارق من الحرير و الإستبرق ما غلظ منه معرب استبره".اهـ.
قال جفري وهذا من الألفاظ القليلة التي اعترف المسلمون أنها مأخوذة من الفارسية وعزاه إلى السيوطي في الإتقان وفي المزهر حكاه فيه عن الأصمعي وإلى السجستاني في غريب القرآن وإلى الجوهري في الصحاح وإلى كتاب الرسالة للكندي وإلى ابن الأثير في النهاية قال وبعضهم يقول انه لفظ عربي مأخوذ من البرق ".اهـ.
8ـ السندس
قال في القاموس:"ضرب من رقيق الديباج معرب بلا خلاف".اهـ. وقال في لسان العرب السندس البزيون.
وفي الحديث "أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إلى عمر بجبة سندس".
قال المفسرون في السندس أنه رقيق الديباج ورفيعه وفي تفسير الإستبرق أنه غليظ الديباج ولم يختلفوا فيه، الليث، السندس ضرب من البزيون يتخذ من المر عزى ولم يختلف أهل اللغة فيهما أنهما معربان".اهـ.
9ـ أسفار
قال السيوطي في الإتقان "قال الواسطي في الإرشاد هي الكتب بالسريانية وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك قال: هي الكتب بالنبطية".اهـ.
قال محمد تقي الدين: يا لله للعجب؟ كيف يقال: إن الأسفار جمع سفر- بكسر فسكون-ليس بعربي و إنما هوسرياني أونبطي، لاجرم لا يقول ذلك إلاجاهل باللغات السامية، والحق الذي لاشك فيه أن السفر كلمة عربية خالصة وهي في الوقت نفسه عبرانية وسريانية ونبطية فهي من الألفاظ المشتركة بين اللغات السامية ليست واحدة منها أولى بها من غيرها.(/)
الآيات التي تتحدث عن اليتيم في القرآن الكريم
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[16 Feb 2009, 09:35 ص]ـ
كنت أتابع الأربعاء الماضي حلقة معادة من برنامج بينات الذي عرضته قناة المجد في رمضان الفائت وسمعت طلب الدكتور الفاضل مساعد الطيار أن تجمع آيات القرآن التي تحدثت عن اليتيم لدراستها فقمت بجمعها وأضعها بين أيدي أهل الاختصاص للنظر فيها وتدبرها فنستفيد مما يفتح الله تعالى به لكم في هذا الموضوع.
الآيات التي تحدثت عن اليتيم في القرآن الكريم:
1. وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ (83) البقرة
2. لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177) البقرة
3. يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ (215) البقرة
4. فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (220) البقرة
5. وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا (2) النساء
6. وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ (3) النساء
7. وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيبًا (6) النساء
8. وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا (8) النساء
9. إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا (10) النساء
10. وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا (36) النساء
11. وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152) الأنعام
12. وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (41) الأنفال
13. وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً (34) الإسراء
14. وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا (82) الكهف
15. مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) الحشر
16. وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) الإنسان
17. كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) الفجر
18. يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) البلد
19. أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (6) الضحى
20. فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) الضحى
21. فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) الماعون
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تهاني سالم]ــــــــ[10 Mar 2009, 08:39 ص]ـ
جزاك الله خيرا , وبارك فيك, ونفع بك,
لم أر الموضوع إلا اليوم, وأنا لي أسبوع تقريبا أبحث عن هذا الموضوع, لرغبتي في الكتابة في موضوع: اليتيم في القرآن الكريم,
وقد حصرت الآيات التي ورد فيها ذكر اليتيم في القرآن, وسأبدأ الكتابة في الموضوع بإذن الله.
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[10 Mar 2009, 01:23 م]ـ
جزاك الله خيرا أختي سمر على هذا الجهد المبارك ونفع بك .. آمين ,,
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[10 Mar 2009, 04:15 م]ـ
بارك الله فيك أختي تهاني على تعقيبك والحمد لله أن سخرنا لنكون عوناً لبعضنا في الانشغال بالقرآن واستخراج لآلئه وفقك الله لكل خير وأنتظر انتهائك من الموضوع لقراءته والاستفادة منه.
جزاك الله خيراً أخي الكريم عبد الرحمن على مرورك وتعقيبك ولك مثل ما دعوت لي وأكثر(/)
من هم المفسرون الذين اعتنوا بالوقف والابتداء؟
ـ[أبو صالح المدني]ــــــــ[16 Feb 2009, 11:31 ص]ـ
سؤال: أرجو الإفادة:
من هم المفسرون الذين اعتنوا في تفاسيرهم بذكر المواضع التي يوقف عليها والتي لا يوقف عليها؟ مع بيان علة ذلك؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[16 Feb 2009, 11:38 ص]ـ
من المتقدمين السمينُ الحلبي ُّ رحمه اللهُ في الدر المصون وكذلك شيخه الحبرُ أبو حيان رحمه الله القائل في بحره المحيط:
(وقد ذكر المفسرون في علم التفسير الوقف وقد اختلف في أقسامه فقيل تام وكاف وقبيح وغير ذلك وقد صنف الناس في ذلك كتبا مرتبة على السور ككتاب أبي عمرو الداني وكتاب الكرماني وغيرهما ومن كان عنده حظ في علم العربية استغنى عن ذلك)
ومن المتأخرين الطاهر بن عاشور رحمه الله وغفر له , فقد كنتُ أبحثُ ذات مرةٍ في كتابه موضوعاً وإن كنتُ لم أمر عليه باكمله , لكني فيما قرأته منهُ وجدتُ له تعليقات متكررةً نافعةً في مواطن الوقف والابتداء , ولا يخفى إفرادهُ أحد مباحث مقدمته الزاكية للتفسير للوقف والابتداء.(/)
(وتكون الجبال كالعهن) و (وتكون الجبال كالعهن المنفوش)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[16 Feb 2009, 02:03 م]ـ
مختارات من سورتي المعارج والقارعة
قال تعالى في سورة المعارج: (وتكون الجبال كالعهن) وقال في سورة القارعة (وتكون الجبال كالعهن المنفوش)
فزاد كلمة (المنفوش) في سورة القارعة على ما في المعارج، فما سبب ذاك؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
والجواب:
1 - أنه لما ذكر القارعة في أول السورة، والقارعة من (القَرْعِ)، وهو الضرب بالعصا، ناسب ذلك ذكر النفش لأن من طرائق نفش الصوف أن يُقرعَ بالمقرعة.
كما ناسب ذلك من ناحية أخرى وهي أن الجبال تهشم بالمقراع (وهو من القَرْع) وهو فأس عظيم تُحَطَّم به الحجارة فناسب ذلك ذكر النفش أيضاً. فلفظ القارعة أنسب شيء لهذا التعبير.
كما ناسب ذكر القارعة ذكر (الفراش المبثوث) في قوله (يَوْمَ يكونُ النّاسُ كالفَراشِ المبثوثِ) أيضاً لأنك إذا قرعت طار الفراش وانتشر. ولم يحسن ذكر (الفراش) وحده كما لم يحسن ذكر (العهن) وحده.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
2 - إن ما تقدم من ذكر اليوم الآخر في سورة القارعة، أهول وأشد مما ذكر في سورة المعارج فقد قال في سورة المعارج (تَعْرُجُ الملائكَةُ والرّوحُ إلَيْهِ في يَومٍ كانَ مِقدارُهُ خمَسينَ ألفَ سَنَةٍ. فاصبِرْ صَبراً جمَيلاً. إنهُمْ يَرونَهُ بَعيداً. وَنَراهُ قَريباً) وليس متفقاً على تفسير أن المراد بهذا اليوم، هو اليوم الآخر.
وإذا كان المقصود به اليوم الآخر فإنه لم يذكر إلا طول ذلك اليوم، وأنه تعرج الملائكة والروح فيه. في حين قال في سورة القارعة (القارعة. مَا القارِعَةُ. وَما أدْراكَ ما القارِعَةُ) فكرر ذكرها وعَظَّمها وهوَّلها. فناسب هذا التعظيم والتهويل أن يذكر أن الجبال تكون فيه كالعهن المنفوش.
وكونها كالعهن المنفوش أعظم وأهول من أن تكون كالعهن من غير نفش كما هو ظاهر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
3 - ذكر في سورة المعارج أن العذاب (واقع) وأنه ليس له دافع (سَألَ سائلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ. للكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِع) ووقوع الثقل على الصوف من غير دفع له لا ينفشه بخلاف ما في القارعة فإنه ذكر القرع وكرره، والقرع ينفشه وخاصة إذا تكرر ,فناسب ذلك ذكر النفش فيها أيضاً.
ــــــــــــــــــــــــــــ
4 - التوسع والتفصيل في ذكر القارعة حسَّن ذكرَ الزيادة والتفصيل فيها، بخلاف الإجمال في سورة المعارج فإنه لم يزد على أن يقول: "في يَومٍ كانَ مِقدارُهُ خمَسينَ ألفَ سَنَةٍ ".
ــــــــــــــــــــــــ
5 - إن الفواصل في السورتين تقتضي أن يكون كل تعبير في مكانه، ففي سورة القارعة قال تعالى:"يَوْمَ يَكونُ النّاسُ كالفَراشِ المبثوث. وَتَكونُ الجِبالُ كالعِهنِ المنفوشِ). فناسبت كلمة (المنفوش) كلمةَ (المبثوث).
وفي سورة المعارج، قال (يَوْمَ تكونُ السّماءُ كالمهُلِ. وَتَكونُ الجِبالُ كالعِهنِ) فناسب (العِهن) (المُهل).
ـــــــــــــــــــــــ
6 - ناسب ذكر العهن المنفوش أيضاً قوله في آخر السورة (نار حامية) لأن النار الحامية هي التي تُذيبُ الجبالَ، وتجعلها كالعهن المنفوش، وذلك من شدة الحرارة، في حين ذكر صفة النار في المعارج بقوله: "كلا إنها لظى. نَزّاعة للشّوَى". والشوى هو جلد الإنسان. والحرارة التي تستدعي نزع جلد الإنسان أقل من التي تذيب الجبال، وتجعلها كالعهن المنفوش فناسب زيادة (المنفوش) في القارعة من كل ناحية. والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــ
7 - كما أن ذكر النار الحامية مناسب للقارعة من ناحية أخرى، ذلك أن (القَرَّاعة) – وهي من لفظ القارعة –
هي القداحة التي تُقدح بها النار. فناسب ذكر القارعة ذكر الصوف المنفوش، وذكر النار الحامية، فناسب آخر السورة أولها.
وبهذا نرى أن ذكر القارعة حسَّنَ ذكر (المبثوث) مع الفراش، وذكر (المنفوش) مع الصوف، وذكر النار الحامية في آخر السورة.
************
والله أعلم.
(من كتاب لمسات بيانية في نصوص من التنزيل) ص 198 - 200
للدكتور فاضل السامرائي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Feb 2009, 01:44 م]ـ
وفقكم الله ونفع بكم.
جهود الأستاذ الدكتور فاضل السامرائي مشكورة بارك الله في علمه وعمره، حيث أحيا في نفوس كثير من المشاهدين قيمة العناية بدقائق لغة القرآن وبلاغته، وليته عندما طبع الكتاب وثق المعاني اللغوية التي يذكرها. مثل (القرَّاعة) وغيرها التي نقلتموها هنا مثلاً. حيث يغتفر في البرنامج إغفال توثيقها لظروف الإلقاء المباشر.
ـ[معلمة]ــــــــ[01 May 2009, 02:32 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[21 Jul 2010, 05:44 م]ـ
وفقكم الله ونفع بكم.
جهود الأستاذ الدكتور فاضل السامرائي مشكورة بارك الله في علمه وعمره، حيث أحيا في نفوس كثير من المشاهدين قيمة العناية بدقائق لغة القرآن وبلاغته، وليته عندما طبع الكتاب وثق المعاني اللغوية التي يذكرها. مثل (القرَّاعة) وغيرها التي نقلتموها هنا مثلاً. حيث يغتفر في البرنامج إغفال توثيقها لظروف الإلقاء المباشر.
بارك الله فيكم فضيلة الدكتور،
ببحث سريع في الشاملة، لم أستدل على (قراعة) - بالمعنى المذكور- في شيء من معاجم اللغة
إلا أن ما هو في البلاد العربية (ولاعة - القداحة - جداحة) هو في اليمن (قراعة)
ولم يتضح لي قصد الدكتور فاضل حفظه الله
على أن الجلي أنها ليست قراعة اليوم الغازية أو الكهربائية، فلعلها تكون شعلة النار، أو حجرا كالزَّند مثلا
على أن وزن (فعّالة) اسم آلة نادر الورود جدا في التراث
ولذا اعتبره اللغويون المعاصرون من الأوزان الحديثة، مثل:
غسالة - ثلاجة - عصارة - فرامة ..
ولعل عند أحد الأفاضل فائدة(/)
مجمع المصحف الشريف يستعد لترجمة معاني القرآن الكريم إلى لغة الإشارة
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[16 Feb 2009, 03:15 م]ـ
المختصر / أكد الدكتور محمد بن سالم العوفي، أمين مجمع المصحف الشريف بالمدينة المنورة، أن المجمع خطا خطوات أساسية لترجمة معاني القرآن إلى لغة الإشارة، لتكون الأولى من نوعها للعالم وهيأ لذلك الإمكانات العلمية والفنية اللازمة آخذا في التقدير طبيعة فئة الصم ولغة الإشارة.
وقال أمين عام المجمع، إن الطاقة الإنتاجية للمجمع تصل إلى ما يربو على 10 ملايين نسخة من مختلف الإصدارات سنويا للوردية الواحدة، ووصل عدد الإصدارات التي أنتجها المجمع حتى عام 1429 إلى حوالي 230 إصدارا موزعا بين مصاحف كاملة وأجزاء وترجمات وتسجيلات وكتب للسنة والسيرة النبوية وغيرها >
المصدر ( http://www.almokhtsar.com/news.php?action=show&id=10591)(/)
أرجو المساعدة
ـ[ابو الحارث الشمري]ــــــــ[16 Feb 2009, 10:18 م]ـ
] [®] [^] [®] [بسم الله الرحمن الرحيم] [®] [^] [®] [
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤال لأهل الاختصاص:
ما مدى صحة هذه العبارة .. ((كل ما في القرآن من تأويل < تفسير لمعانيه > معلوم و لو كان في القرآن معنى مجهول فكيف يتعبدنا الله بما لا نعرف معناه؟؟))
وجزى الله من أعان على حل هذا الإشكال
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ـ[ابو الحارث الشمري]ــــــــ[17 Feb 2009, 01:33 ص]ـ
سلامات يا إخوان محد مر علينا؟؟
ـ[أبو عبدالله الشافعي]ــــــــ[17 Feb 2009, 03:17 ص]ـ
هذا صحيح في الكلمات العربية المعروفة عند العرب , أما ما جاء على وجه الإعجاز و التحدي كقوله تعالى " حم " و قوله تعالى " آلم " فهذا فيه أقوال كثيرة لأهل العلم(/)
موقع (مشاهد) للبرامج الإسلامية المنتقاة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Feb 2009, 11:48 م]ـ
وصلني عبر بريدي ررابط لموقع (مَشاهد) الذي يختار المشرفون عليه عدداً من البرامج المميزة ويرفعونها عليه.
وقد وجدت به حلقات برنامج (بينات) لعامي 1428 و 1429
http://www.mashahd.net/
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[17 Feb 2009, 07:34 ص]ـ
جزاك الله تعالى الفردوس الأعلى أخي الفاضل الدكتور عبد الرحمن على هذا الرابط. أحب أن أشبهك بحامل المسك فكل ما تأتي به طيب بفضل الله تعالى جعلك الله تعالى دائماً حاملاً للخير نافعاً للمسلمين مباركاً أينما كنت.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[18 Feb 2009, 09:49 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[18 Feb 2009, 10:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل.
وحفظكم الله لنا وللمسلمين
ـ[محمد زكريا مقبول أحمد]ــــــــ[18 Feb 2009, 11:38 ص]ـ
حفظك الله شيخنا ووفقك
ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[18 Feb 2009, 02:46 م]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخنا الفاضل ..
ـ[المربي المغمور]ــــــــ[22 Feb 2009, 10:40 ص]ـ
جزاك الله خيرا
شيخنا الفاضل. .(/)
مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى
ـ[محمد بن إبراهيم الحمد]ــــــــ[17 Feb 2009, 10:38 ص]ـ
[مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى]
هذه الآية اسْتُفْتِحتْ بها سورة طه _كما هو معلوم_.
فما أروعه من استفتاح، وما أبرعه من استهلال؛ حيث تَبَيَّن من خلاله أن هذا القرآن وما فيه من أوامرَ، ونواهٍ، وإرشاداتٍ، وقصصٍ، وأحكامٍ، وأخبارٍ _ إنما أنزل لمحض السعادة؛ لذا فإنه حقيق على المسلم الذي يؤمن بهذا القرآن ومُنَزِّلِهِ، والمُنَزَّل عليه _ أن يدرك هذا المعنى العظيم، ويستحضر أن جلبَ السعادة، وطردَ الهم من أعظم مقاصد تلك السورة، بل والقرآن والشريعة عموماً.
والتفسيرُ العمليُّ لذلك كان في سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث كان أكثرَ الناس تبسماً، وبشراً، وطلاقة، وأنساً، ورضاً، وسروراً.
وما قعد به عن ذلك كثرةُ الآلامِ، والمصائبِ، والمشاقِّ التي تمر به.
وفي هذا إرشاد عظيم لمن يظن أن عبوسَ الجبين، وكَرَفَ العرنين، وتَجَهُّمَ الأسارير، وتَكَلُّفَ التوقُّرِ، واجترارَ المآسي، وسوادَ النظرةِ، وإساءةَ الظنِّ بالآخرين _ هو علامةُ التدين الصحيح.
لا، ليس الأمر كذلك، بل هو بعكسه تماماً.
ولو كان كذلك لكنا ندعو الناس إلى ما فيه شقاؤهم، وهَمُّهم، وتعاستهم؛ كيف يكون كذلك ونحن نقول بأفواهنا: إن الإسلام والتدين الصحيح هو سبيل السعادة في العاجل والآجل؟!
فحقيق على من آمن بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبياً _ أن يستحضر هذا المعنى العظيم، وأن يكون على باله دائماً؛ فيستقبل الحياة وما فيها من تكاليف، ويقوم بما أمره الله به بكل ارتياح، وسرور؛ فإذا وُفِّق لما يرجوه من نجاح، وطاعة حَمِد اللهَ، واستمر على الطاعة، وإذا أتت الأمور على خلاف ما يريد تعزى بقدر الله، وإذا خذل؛ فوقع في المعصية استغفر، وتاب ورجع إلى مولاه.
وهكذا سيرته مع الناس؛ حيث يسعى سعيه لإرشادهم إلى الخير، وأمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر؛ فإذا حصلت الإجابة فبها ونعمت، وإذا كانت الأخرى لم تذهب نفسه عليهم حسرات.
فهذا سر من أسرار السعادة، وهو مما يحتاج إلى صبر ومراوضة، [وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ] (فصلت:35).
وإن مما يعين على تَمَثُّلِ تلك المعاني، وتَمَكُّنِها في قرارات النفوس أموراً منها:
1_ طهارة القلب وسلامة المقاصد: فكل إنسان يرى الدنيا من خلال عمله، وفكره، وبواعثه؛ فإذا كان عمله حسناً، وقلبه طاهراً، ومقاصده سليمة _ كان منظاره الذي ينظر به إلى الدنيا صافياً نقياً، فرأى الحياة جميلة كما خلقت، فسعد بنفسه، وأسعد غيره، وإلا تَغَبَّش منظارُه، واسودَّ زجاجه، وساء ظنه بنفسه وبغيره، فرأى كل شيء أسودَ مُغَبَّشاً.
وهذا كله يدعو الحريص على إسعاد نفسه وقومه إلى أن يكون طاهر القلب، سليم المقاصد، بعيداً عن كل ما ينافي ذلك.
2_ البعد عن مواطن الإثارة قدر المستطاع: فمن علم أن شيئاً معيناً يُهَيِّجُهُ فلينأ عنه، وليبتعد عن الأوساط التي تسببه؛ فإذا تمت راحته تم فرحه وسروره.
ومما يحسن في هذا الصدد أن يحميَ المرءُ نفسَه من مؤثرات الخوف، سواء ما يثيره في نفسه، أو ما يثيره من حوله؛ فإن الخوف من الأمراض التي تنغص الحياة، وتذهب بالسعادة، فهو مرض خطير قل أن يسلم منه إنسان، وهو أشكال وألوان، وهو مما يوجه أعمال الإنسان طوع إشارته وحسب إيحائه، وهو في كثير من الأحيان يصد عن العمل، ويَشُلُّ قوة التفكير، ويسبب اليأس، ويفقد الأمل، مع أن أكثره أوهام لا حقيقة لها.
ورُبَّ أمورٍ لا تضيرك ضيرةً ... وللقلبِ من مخشاتهن وجيبُ
3_ قوة الاحتمال: ذلك أن من أكبر أسباب الشقاء رخاوة النفس، وانزعاجها العظيم للشيء الحقير؛ فما أن يصاب المرء بالتافه من الأمر حتى تراه حرج الصدر، لهيف القلب، كاسف الوجه، ناكس البصر، تتناجى الهموم في صدره، فتقض مضجعه، وتؤرق جفنه، وهي _وأكثر منها_ لو حدثت لمن هو أقوى منه احتمالاً لم يُلْقِ لها بالاً، ولم تحرك منه نفساً، ونام ملء جفونه رضيّ البال، قرير العين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن أعظم ما يعين على قوة الاحتمال _ التمرين؛ فالصانع يكتسب صناعته بالتمرين، والموظف يتقن عمله بالتمرين، والأخلاق الفاضلة أو الرذيلة كذلك "وإنما الحلم بالتحلم، وإنما العلم بالتعلم" "ومن يتصبر يصبِّرْه الله".
فإذا قوي احتماله هان عليه كثيرٌ مما يلقاه، وحَسُنَ تعاملُه مع ما يواجهه.
4_ محاربة اليأس: فليس شيء يُعبِّسُ الوجه والنفس كاليأس؛ فاعتقادك أن لا مستقبل لك، ولا أمل في حياتك، ولا خير يتنظرك، ولا حلَّ لمشكلاتك _ سَمٌّ قاتل، وسجن مظلم، يَصُدُّ النفس، ويقمعها، ولا يزال بالإنسان حتى يهلكه.
وعلى العكس من ذلك فإن تَوقُّعَه الخير، وأملَه في الحياة يحمله على أن يوسع مداركه، وعلى الجد فيما اختاره من صنوف العيش، وعلى استعمال ما وهبه اللَّه خير استعمال.
فإذا أردت السرور فحارب اليأس، واقطع أسبابه، وعَوِّدْ نَفْسَك الأملَ، وتوقع الخير في المستقبل.
5_ محاربة الكآبة: فالاستسلام للحزن، والإغراق في التشاؤم، والاسترسال مع الهم، والخوف من وقوع المكروه، والإفراط في تقدير الشر _ مما ينغص الحياة، ويقلل الإنتاج، ويزيد الآلام، ويضاعف البؤس والشقاء؛ فحارب الكآبة من نفسك، وادرأ الهم ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، وابتسم للحياة، وابتهج بها من غير إسراف _ تَزْدَدْ حياتُك إشراقاً وقوة، وتشعر بالسرور والسعادة.
قال الشافعي –رحمه الله-:
سهرت أعين ونامت عيون ... في أمور تكون أو لا تكونُ
فادرأ الهم ما استطعت عن النفـ ... ـس فَحُمْلانُك الهمومَ جُنون
إن ربَّاً كفاك بالأمس ما كا ... ن سيكفيك في غدٍ ما يكون
6_ سعة الأفق: لأن من أهم أسباب الحزن ضيق الأفق، وكثرة تفكير الإنسان في نفسه، حتى كأنها مركز العالم، وكأن الشمس، والقمر، والنجوم، والسعادة، والرخاء كلها خلقت لشخصه؛ فهو يقيس كلَّ المسائل بمقياس نفسه، ويديم الفكر فيها، وفي علاقة العالم بها؛ فيفسر تصرفات الآخرين على أنها موجهةٌ إليه، دون غيره.
وهذا _من غير ريب_ يوجد البؤس والشقاء والحزن؛ فمحالٌ أن يجري العالم على وَفْقِ ما تريده نفسه؛ لأن نفسه ليست هي المركز، وإنما هي نقطة صغيرة في محيط عظيم.
ومحالٌ أن يكون هو الهمَّ الوحيدَ للآخرين؛ لأن عندهم من أمورهم الخاصة والعامة ما يشغلهم عنه.
فإنْ هو وسَّع أفقه، ونظر إلى العالم الفسيح من حوله، ونسي نفسه كثيراً في سبيل مصلحة عامة أو نحو ذلك _ شعر بأن الأعباء التي ترزح تحتها نفسه، والقيود الثقيلة التي ينوء بها كاهله _ قد خفت كثيراً، وتحللت شيئاً فشيئاً.
وهذا هو السبب في أن أكثر الناس فراغاً هو أشدهم ضيقاً بنفسه؛ لأنه يجد من زمنه ما يطيل التفكير فيها، فإنْ هو استغرق في عمله، وفكَّر في مصلحته الخاصة، ومصلحة أمته كان له من ذلك لذةٌ مزدوجةٌ: لذةُ الفكرِ والعملِ، ولذةُ نسيانِ الهموم.
قال الرافعي –رحمه الله-: "إذا استقبلت العالم بالنفس الواسعة رأيت حقائق السرور تزيد وتتسع، وحقائق الهموم تصغر وتضيق، وأدركت أن دنياك إن ضاقت فأنت الضيق لا هي".
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Feb 2009, 01:36 م]ـ
قال الرافعي –رحمه الله-: "إذا استقبلت العالم بالنفس الواسعة رأيت حقائق السرور تزيد وتتسع، وحقائق الهموم تصغر وتضيق، وأدركت أن دنياك إن ضاقت فأنت الضيق لا هي". [/ align]
أحسن الله إليكم يا أبا إبراهيم على هذه الوقفات، ورحم الله الرافعي.(/)
علم التناسب
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[17 Feb 2009, 06:03 م]ـ
إنّ التأمّل والتدقيق في تلويحات العلماء ليكشفان - بصورة واضحة جلية - أن في أغوار التأريخ السحيق علوما عظيمة قد انعجمت ومعارف جليلة قد اندرست؛ ورغم هذا الانعجام والاندراس إلا أن أضواء الآثار الشاهدة لا زالت تنبئ بأن جهودا جبارة قد كانت وأعمالا متميّزة قد وجدت؛ وإن كانت هذه الآثار تأبى أن تتجلى سافرة الوجه بادية الصفحة؛ إذ لا تعدو هذه الآثار أن تمثّل تنبيها على مكان الخبيء ليطلب وموضع الدفين ليبحث عنه فيخرج، ومن هذه العلوم التي اجتهد فيها الأقدمون فاندرست - علم جليل من علوم القرآن قد أشاد العلماء به ونوّهوا بمكانته الرفيعة، وهذا العلم الجليل قد اشتمل على رؤى متباينة ومناهج مختلفة، وهذا الاختلاف بين المناهج إنما يرجع إلى تعدّد جوانب هذا العلم وتكاثر موضوعاته من جهة، وإلى تباين خصائص الناظرين واختلاف بيئاتهم الفكرية من جهة أخرى؛ وهذا التباين بين الناظرين والدارسين قد حال - وبصورة مباشرة - دون وجود رؤية متكاملة تجمع أطراف هذا العلم وتلم أشتاته.
وهذا العلم العظيم الشأن الذي نوّه العلماء بمكانته الرفيعة قد عرف عندهم بـ"علم المناسبة" أو"التناسب"، والتناسب في اللغة هو: التقارب والتناسق والمشاكلة والترابط والتعلّق والانسجام، وقد ورد هذا اللفظ في القرآن العظيم بصيغ متعددة في قوله تعالى:) وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا (وقوله:) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا (وقوله:) فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ (والمراد بالتناسب ودراسته هنا هو: تلمس أوجه الترابط والانسجام في القرآن العظيم، ومعلوم أن لفظ "قرآن" ابتداء يدل - في لغة العرب - على الضم والجمع والتأليف الذي يشير إشارة جلية إلى التقارب والتناسب والترابط والتعلّق والانسجام؛ ولهذا يقول الجرجاني" إنما كان قرآناً وكلام الله عزّ وجلّ بالنظم الذي هو عليه "وقال تعالى:) كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ (ومن معاني الإحكام الإحكام في النظم والرصف والتأليف. ولا شك أن التناسب والانسجام ضد الاختلاف والتفاوت والاضطراب والتنافر؛ ولهذا يقول الله تعالى): أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا (ولكن وبمفهوم المخالفة - كما يقول الأصوليون - فإن القرآن لما كان من عند الله فقد وجدوا فيه تناسقاً وتناسباً وانسجاماً عجيباً , ولأجل ذلك كانت قضية التناسب هذه قضية جوهرية في القرآن؛ لأنه منزّه عن الاختلاف والتضادّ والتفاوت، ومن هنا كانت لهذه القضية أهميتها التي يمكن أن تكمن في أمور كثيرة جدًا؛ منها الآتي:
1 - إن التناسب والانسجام من أهم السمات التي يتحقّق بتحقّقها الجمال وينتفي بانتفائها؛ إذ لابد لكل عمل بديع وصنعة مستحسنة من وجود آصرة تجمع المختلف منها والمؤتلف والمتشابه والمتباين , ولا ريب أن النظم المحكم والرصف المتفرّد والبناء المتلاحم من أهم الخصائص التي تكشف عن جمال القرآن العظيم؛ ومعلوم أن أهم محاسن الكلام - أن يرتبط بعضه ببعض وتلتئم أجزاؤه وتتفق مبانيه وتتناسب أطرافه وتنسجم مكوّناته؛ ويغدو سلس النظام خفيفا على اللسان حتى لكأنه بأسره كلمة واحدة؛ فيسلم بذلك من التفرّق والتنافر والتباين والاختلاف.
2 - ذهب كثير من العلماء إلى أن تلّمس التناسب ودراسة أوجه التعلّق والارتباط في القرآن من العلوم الشريفة التي تتكشف بتكشفها لطائف التنزيل وأسراره؛ يقول الإمام الرازي: "أكثر لطائف القرآن مودعة في الترتيبات والروابط "ويقول أبو بكر بن العربي: " ارتباط آي القرآن بعضها ببعض حتى تكون كالكلمة الواحدة متسقة المعاني منتظمة المباني - علم عظيم لم يتعرّض له إلا عالم واحد عمل فيه سورة البقرة، ثم فتح الله عزَّ وجلّ لنا فيه، فلما لم نجد له حملة ورأينا الخلق بأوصاف البطلة ختمنا عليه وجعلناه بيننا وبين الله ورددناه إليه" وهذا العلم الذي هو علم دقيق المسالك خفي المدارك - يكشف للناظر المتأمّل اللطائف والأسرار التي عليها رتّب الله كتابه.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - إن التناسب يجعل الكلام آخذاً بعضه بأعناق بعض؛ بحيث لا يختلف ولا يضطرب ولا يتضادّ ولا يتعارض ولا يتفاوت بشكل من الأشكال؛ فيقوى بذلك الارتباط ويصير حاله حال البناء المحكم المتلائم الأجزاء، وفي ذلك من عظمة الكلام ما لا يخفى.
4 - إن الصفة الجوهرية التي حولها حام دارسو الإعجاز - على اختلاف مدارسهم وتعدّد رؤاهم وتباين أبعادهم - هي مسألة التناسب والنظم والضمّ والانسجام والتآلف؛ ويذهب الجرجاني إلى أن من أهم وجوه الإعجاز والمزيّة موقع الأجزاء بعضها من بعض؛ واستعمال بعضها مع بعض؛ ويقول الرازي: "إن القرآن كما أنه معجز بحسب فصاحة ألفاظه وشرف معانيه - فهو أيضاً بسبب ترتيبه ونظم آياته " وهذه الصفة الجوهرية في القرآن لا تكاد تخفى على كل من تدبّره ولو تدبّراً يسيراً؛ يقول سيد قطب: "والتناسق المطلق الشامل هو الظاهرة التي لا يخطئها كل من تدبّر القرآن أبداً، ومستوياتها ومجالاتها مما تختلف العقول والأجيال في إدراك مداها ... تتجلّى هذه الظاهرة - ظاهرة عدم الاختلاف أو ظاهرة التناسق - ابتداء من التعبير القرآني من ناحية الأداء وطرائقه الفنية ... والكمال في الأداء بلا تغيّر ولا اختلاف من مستوى إلى مستوى ... وتتجلّى هذه الظاهرة بعد ذلك في ذات المنهج الذي تحمله " ولا يقصر سيد قطب التناسب المطلق والتناسق الشامل على الكتاب العزيز فحسب؛ بل يجعله أمراً منهجياً ينتظم الدين وحقائقه كلها؛ يقول: "هنالك التناسق الشامل العجيب في طبيعة الدين وحقائقه ومشهد التكامل الجميل الدقيق في منهجه للعمل وطريقته، إن هذا الدين لا يعود مجموعة معتقدات وعبادات وشرائع وتوجيهات؛ إنما يبدو تصميماً واحداً متداخلاً متراكباً متعاشقاً ".
هذا وقد تناولت كتب علوم القرآن تاريخ هذا العلم بشكل غريب؛ إذ حصرت نشأته وبداية التصنيف فيه في فترات متأخرة، وتشهد كتب البلاغة والإعجاز القرآني بخلاف ذلك , ولعل سبب هذا الإغفال أن كتب علوم القرآن قد حصرت هذا التناسب في نطاق شديد الضيق لا يتناول الأبعاد الأخرى منه، وهذا أمر منهجي لا يمكن تجاوزه. وقد ذكرت تلك الكتب أن هذا العلم الجليل قد نشأ على يد الشيخ أبي بكر النيسابوري ت 324هـ؛ يقول أبو الحسن الشهرباني: "أول من أظهر ببغداد علم المناسبة – ولم نكن سمعناه من غيره – هو الشيخ الإمام أبو بكر النيسابوري، وكان غزير العلم في الشريعة والأدب، وكان يقول – وهو على الكرسي إذا قرئت عليه آية -: لم جعلت هذه الآية إلى جنب هذه؟ وما الحكمة في جعل هذه السورة إلى جنب هذه السورة؟ وكان يزري على علماء بغداد لعدم علمهم بالمناسبة "كما ذكرت تلك الكتب أن أول من أفرد هذا العلم بالتصنيف أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير الأندلسي ت 708 هـ وهو صاحب "البرهان في مناسبة ترتيب سور القرآن ". وذلك كله فيه نظر؛ للأسباب الآتية:
1 - إن الصحابة وسلف الأمة بما لهم من فطرة سليمة قد كانوا يدركون أسرار هذا العلم ولطائفه؛ يقول البقاعي: "وقد كان أفاضل السلف يعرفون هذا بما في سليقتهم من أفانين العربية ودقيق مناهج الفكر البشرية ولطيف النوازع العقلية، ثم تناقص هذا العلم حتى انعجم على الناس إلى حد الغرابة كغيره من الفنون " ثم يضرب البقاعي لذلك أمثلة من نماذج الصحابة، ويبدو أن أبا بكر النيساوبوري – الذي يقال أنه أول من تكلم في هذا العلم - لم يتأت له هذا العلم من جهة الابتكار أو الاكتشاف؛ وإنما وجد نماذج اقتدى بها ونسج على منوالها؛ إذ "كان أحفظ الناس للفقهيات واختلاف الصحابة "؛ يقول عنه الدارقطني: "ما رأيت أحفظ من أبي بكر النيسابوري "ويقول عنه أيضاً: "لم نر مثله في مشايخنا ولم نر أحفظ منه للأسانيد والمتون " وقد هاجر النيسابوري - رحمه الله - في طلب العلم إلى العراق ومصر والشام و الحجاز، ولا شك أن لحفظ النيسابوري وجمعه للعلم من البلدان المختلفة أثر واضح في إظهار هذا العلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - لم يكن ابن الزبير - هذا العالم المتأخر - هو أول من صنف في التناسب، ولا شك أن الذين زعموا ذلك لم يراعوا كافة أشكال التناسب؛ بل حصروا هذا العلم في شكل واحد هو ترتيب السور وضربوا صفحاً عن التناسب بين المفردات والتناسب بين الجمل والآيات وغيرها، وإلا فإن النظم - الذي هو إيجاد المناسبة وإقامة الروابط بين المفردات في التركيب بصورة معينة - يعدّ أهم أنواع التناسب التي اهتم بها العلماء وأقدمها.
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[17 Feb 2009, 06:12 م]ـ
أوجه التناسب ومحاولات الإمام السيوطي:
لما كان التناسب والانسجام سمة جوهرية من سمات القرآن التي قام عليها إعجازه - فقد اهتم العلماء بها اهتماماً شديداً؛ وإن كانوا قد اختلفوا اختلافاً بيناً في وجوهها وأشكالها وأنواعها، ولأجل ذلك نرى الإمام السيوطي قد قسّم هذه الأوجه تقسيماً عجيباً في كتابه "أسرار التنزيل " الذي وصفه بأنه "المبرّز في أعاجيبه المبيّن لفصاحة ألفاظه وبلاغة تراكيبه؛ الكاشف عن وجه إعجازه؛ الداخل إلى حقيقته من مجازه؛ المطلع على أفانينه؛ المبدع في تقرير حججه وبراهينه " ورغم هذا الوصف العالي الذي وصف به السيوطي كتابه إلا أنه قد قسّم التناسب تقسيماً غير منهجي؛ فحوى الكتاب كثيراً مما هو ليس من التناسب أصلاً، وهذا التقسيم الذي قسّمه السيوطي كالآتي:
الوجه الأول: بيان مناسبات ترتيب سوره وحكمة وضع كل سورة منها
الوجه الثاني: إن كل سورة شارحة لما أجمل في السورة التي قبلها.
الوجه الثالث: وجه اعتلاق فاتحة السورة وخاتمة التي قبلها.
الوجه الرابع: مناسبات مطلع السورة للمقصد الذي سيقت له؛ وتلك براعة الاستهلال.
الوجه الخامس: مناسبات أوائل السور لخواتيمها.
الوجه السادس: مناسبات ترتيب آياته واعتلاق بعضها ببعض وارتباطها وتلاحمها وتناسقها.
الوجه السابع: بيان أساليبه في البلاغة وتنوع خطاباته وسياقاته.
الوجه الثامن: بيان ما اشتمل عليه من المحسنات البديعية على كثرتها؛ كالاستعارة والكناية والتعريض والالتفات والتورية والاستخدام واللفّ والنشر والطباق والمقابلة والمجاز بأنواعه والإيجاز والإطناب وغيرها
الوجه التاسع: بيان فواصل الآي ومناسبتها للآي التي ضمنت بها.
الوجه العاشر: مناسبة أسماء السور.
الوجه الحادي عشر: بيان أوجه اختيار مرادفاته دون سائرها.
الوجه الثاني عشر: بيان القراءات المختلفة مشهورها وشاذها وما تضمنته من المعاني والعلوم، فإن ذلك من جملة وجوه إعجازه.
الوجه الثالث عشر: بيان وجه تفاوت أوجه الآيات المتشابهة من القصص وغيرها بالزيادة والنقص والتقديم والتأخير وإبدال لفظة مكان أخرى ونحو ذلك.
ولعل القارئ لا يخفى عليه - في تقسيم الإمام السيوطي هذا - كثير من أنواع الخلل المنهجي التي منها:
1 - عدم وجود رابط منهجي جامع بين هذه الوجوه على اختلافها.
2 - إقحام كثير من الأنواع التي لا معنى لدخولها في هذا المضمار؛ نحو براعة الاستهلال وتنوع خطابات القرآن وسياقاته والمحسنات البديعية والفواصل وأسماء السور والقراءات ونحوها.
3 - إغفال كثير من الوجوه التي ذكرتها كتب البلاغيين ودارسي الإعجاز والمتكلمين والمفسرين وغيرهم.
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[17 Feb 2009, 06:33 م]ـ
أضعف أنواع التناسب عند العلماء
للتناسب القرآني نوعان كليان هما:
أ- التناسب الخارجي الذي تندرج تحته:
- مناسبة المعاني الخبرية للواقع الخارجي
- مناسبة المعاني الحكمية للمصلحة
- مناسبة المعاني القرآنية - بنوعيها الخبري و الحكمي أو "الإنشائي" لقوانين العقل و أحكامه.
ب- التناسب الداخلي الذي تندرج تحته:
- مناسبة المعاني القرآنية لبعضها
- تناسب المفردات القرآنية مع بعضها
- تناسب الجمل القرآنية مع بعضها
- تناسب أجزاء السورة الواحدة
- تناسب أوائل السور وخواتيمها
- مناسبة خواتيم السور لأوائل التي تليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولم تكن هذه الأنواع على درجة واحدة عند العلماء؛ إذ أن مناسبة المفردات لبعضها قد لاقت اهتماما واسعا عند البلاغيين ودارسي الإعجاز، أما تناسب خواتيم السور مع أوائل التي تليها فقد وجهت له اعتراضات كثيرة، ورغم أنه أضعف ضروب التناسب من جهة وأنه لم يهتم به إلا المتأخرون كابن الزبير وابن الزملكاني و البقاعي والسيوطي من جهة أخرى- إلا أن له ما يبرره كما سيأتي.
تناسب خواتيم السور لأوائل التي تليها:
رغم أن السور تمثل وحدات مستقلة قائمة برأسها ومنفصلة عن بعضها؛ إلا أن بينها نوعاً من التناسب وضربا من الترابط والانسجام؛ وإلا لم يكن لترتيبها على هذا النحو من معنى؛ خاصة وأن هذا الترتيب توقيفي ولم يتأت باجتهاد بشري، ولأجل ذلك يقول ولي الدين الملوي: "وهكذا في السور يطلب وجه اتصالها بما قبلها وما سيقت له "ويقول الزركشي: "وإذا اعتبرت افتتاح كل سورة وجدته في غاية المناسبة لما ختم به السورة قبلها، ثم هذا التناسب قد يخفي تارة ويظهر تارة " ولكن مع وجود هذا الارتباط فإن الواقع المصحفي يقرر استقلال كل سورة بنفسها؛ ولهذا الانفصال أسباب ذكرها العلماء؛ منها الآتي:
- لتكون كل سورة فنا مستقلاً وقرآناً معتبراً.
- بيان أن كل سورة سواء طالت أو قصرت فهي معجزة
- لكي يرتاح القارئ المطيل ويكون شأنه شأن المسافر الذي يرتاح إذا قطع مرحلة
- لكل سورة غرض خاص ونمط مستقل وموضوع مختلف.
- تلاحق الأشكال والنظائر وملاءمة بعضها لبعض.
ورغم هذا الانفصال – فقد اهتم العلماء ببيان المناسبة بين السور، وكان أبو بكر النيسابوري يذكر هذا النوع ضمن المناسبات التي يذكرها وكان يتسآل بقوله: "ما الحكمة في جعل هذه السورة إلى جنب هذه السورة؟ ".
ويذكر العلماء أن أول من أفرد هذا النوع من التناسب بالتصنيف أبو جعفر بن الزبير الأندلسي ت 708هـ صاحب "البرهان في مناسبة ترتيب سور القرآن ثم جاء بعده كمال الدين بن الزملكانيت 727 هـ صاحب "البرهان في إعجاز القرآن " الذي اهتم اهتماماً كبيراً بالترتيب المصحفي وبين أسراره يقول: " عند التأمل يظهر أن القرآن كله كالكلمة الواحدة " ثم جاء برهان الدين البقاعي ت 885هـ فألف كتابه "نظم الدور في تناسب الآيات والسور " المشهور بكتاب "المناسبات" ويصف صاحب كشف الظنون الكتاب بقوله: "هو كتاب لم يسبقه إليه أحد جمع فيه من أسرار القرآن ما تتحير منه العقول " ثم جاء جلال الدين السيوطي 911هـ صاحب كتاب "تناسق الدرر في تناسب السور" الذي يقول القنوجي عنه: "كتابه في أسرار التنزيل جامع لمناسبات السور والآيات مع ما تضمنه من بيان جميع وجوهـ الإعجاز وأساليب البلاغة "
ورغم الإشادة بهذا النوع من التناسب والتنويه بفضله - إلا أنه قد لاقى من الهجوم ما لم تلاقيه الأنواع الأخرى، وقد ذهب العزّ بن عبد السلام إلى أن هذا التناسب الذي يطلبه العلماء إذا كان بين أمور مختلفة فهو ضرب من التكّلف، ويذكر الشوكاني أن بعض المفسرين قد تكلّفوا وضيّعوا أوقاتهم في مثل هذا النوع من التناسب الذي ما هو إلا تعسّف لا يقبله الإنصاف؛ يقول: " اعلم أن كثيرا من المفسرين جاءوا بعلم متكلّف، وخاضوا في بحر لم يكلّفوه، واستغرقوا أوقاتهم في فن لا يعود عليهم بفائدة؛ بل أوقعوا أنفسهم في التكلّم بمحض الرأي المنهي عنه في الأمور المتعلّقة بكتاب الله سبحانه؛ وذلك أنهم أرادوا أن يذكروا المناسبة بين الآيات القرآنية المسرودة على هذا الترتيب الموجود في المصاحف؛ فجاءوا بتكلفات وتعسفات يتبرأ منها الإنصاف ويتنزّه عنها كلام البلغاء فضلا عن كلام الرب سبحانه؛ حتى أفردوا ذلك بالتصنيف وجعلوه المقصد الأهم من التأليف؛ كما فعله البقاعي في تفسيره ومن تقدّمه حسبما ذكر في خطبته، وإن هذا لمن أعجب ما يسمعه من يعرف أن هذا القرآن ما زال ينزل مفرّقا على حسب الحوادث المقتضية لنزوله منذ نزول الوحي على رسول الله ( r) إلى أن قبضه الله عزّ وجلّ إليه، وكل عاقل - فضلا عن عالم - لا يشك أن هذه الحوادث المقتضية لنزول القرآن متخالفة باعتبار نفسها؛ بل قد تكون متناقضة؛ كتحريم أمر كان حلالا، وتحليل أمر كان حراما، وإثبات أمر لشخص أو أشخاص يناقض ما كان قد ثبت لهم قبله، وتارة يكون الكلام مع المسلمين، وتارة مع الكافرين، وتارة مع من مضي، وتارة
(يُتْبَعُ)
(/)
مع من حضر، وحينا في عبادة، وحينا في معاملة، ووقتا في ترغيب، ووقتا في ترهيب، وآونة في بشارة، وآونة في نذارة، وطورا في أمر دنيا، وطورا في أمر آخرة، ومرة في تكاليف آتية، ومرة في أقاصيص ماضية. وإذا كانت أسباب النزول مختلفة هذا الاختلاف ومتباينة هذا التباين الذي لا يتيسر معه الائتلاف - فالقرآن النازل فيها هو باعتبار نفسه مختلف، فكيف يطلب العاقل المناسبة بين النّار والملاح والحادي؟ " وليس ذلك فحسب بل يذهب إلى أن طلب هذا النوع من التناسب يفتح باب الشك لمن كان في قلبه مرض ويوسع عنده دائرة الريب، كما أن القرآن – عنده - قد أنزل بلغة العرب وسلك مسالكهم في الكلام وجرى على مجاريهم في الخطاب، والخطيب عند هؤلاء العرب يأتي في خطبته الواحدة بفنون مختلفة وطرائق متباينة، ومن يناسب بين السورة والسورة كمن يعمد إلى خطب الخطيب المختلفة التي تكون إحداهنّ في موضوع والأخرى في موضوع يختلف عنه كل الاختلاف فيحاول أن يجد المناسبة بينها.
ورغم هذا الهجوم على التناسب بين السور - إلا أن له كثيراً من الأدلة التي يمكن أن تؤيده وتثبته؛ ومن ذلك:
- إن الترتيب الذي على المصحف هو ترتيب إلهي نزل به القرآن إلى بيت العزة كما هو معلوم، وهذا النزول بخلاف النزول التنجيمي الذي به نزل القرآن إلى الأرض؛ يقول الإمام القرطبي: "ولا خلاف أن القرآن أنزل من اللوح المحفوظ ليلة القدر على ما بيّناه جملة واحدة؛ فوضع في بيت العزة في سماه الدنيا؛ ثم كان جبريل ( r) ينزل به نجما نجما في الأوامر والنواهي والأسباب؛ وذلك في ثلاث وعشرين سنة " ولو لم يكن هذا الترتيب مقصوداً لصحّ نفي التناسب؛ ولهذا يقول الشيخ ولي الدين الملوي (قد وهم من قال لا يطلب للآي الكريمة مناسبة لأنها على حسب الوقائع المفرقة، وفصل الخطاب أنها على حسب الوقائع تنزيلا وعلى حسب الحكمة ترتيبا وتأصيلا؛ فالمصحف على وفق ما في اللوح المحفوظ مرتبة سوره كلها وآياته بالتوقيف كما أنزل جملة إلى بيت العزة .... وهكذا في السور يطلب وجه اتصالها بما قبلها)
- إن هذا الترتيب ترتيب توقيفي لا يمكن الاجتهاد في تغييره، والقارئ للقرآن إنما يقرأه بحسب هذا الترتيب لا بغيره، ومعلوم أن العلماء قد أنكروا تقديم السورة المؤخرة وتأخير السورة المقدّمة وسموا ذلك تنكيسا، ولو لم يكن الترتيب مقصودا لما كان لهذا الإنكار من معنى
- كان حمزة القارئ يعدّ القرآن بمنزلة السورة الواحدة، وكان كثير من القراء يرون وصل السور بسكت وبلا سكت ولهم في ذلك مذاهب، ولأجل ذلك فإن هذا الترتيب إنما قصد لأجل التناسب والارتباط.
- يقول الإمام القرطبي: "قال قوم من أهل العلم: إن تأليف سور القرآن على ما هو عليه في مصحفنا كان توقيفا من النبي ( r) فاتساق السور كاتساق الآيات والحروف؛ فكله عن محمد خاتم النبيين عن رب العالمين، فمن أخّر سورة مقدّمة أو قدّم أخرى مؤخّرة كمن أفسد الآيات وغيّر الحروف والكلمات"
- ذكر الشوكاني أن القرآن قد نزل على طريقة العرب، وهذا أمر معلوم لا ينكره أحد، ولكن نزوله على لغة العرب لا يلزم عنه أن يكون تناسبه ونظمه ومعانيه كتناسب الأشعار أو الخطب وكنظمها ومعانيها؛ فإذا كانت خطب العرب مع بعضها غير متناسبة - فليس بالضرورة أن يكون القرآن كذلك، ومعلوم يقينا أن القرآن - وإن كان جارياً على طريقة العرب - إلا أنه فائق لكل أشكال الكلام العربي، وإلا لم يكن لادعاء الإعجاز من معنى.
- تحمل أقوال المنكرين لهذا التناسب في داخلها ما يخفف حدة هذا الإنكار أو يمحوه تماما؛ فالعز بن عبد السلام قد ذهب في أول كلامه إلى أن: "المناسبة علم حسن، ولكن إن وقع في أسباب مختلفة لم يشترط ارتباط أحدهما بالآخر".فهو يقبل هذا التناسب بشروط معقولة ومقبولة جداً، أما الشوكاني فإنك تراه في كتابه "البدر الطالع" يمدح البقاعي ويشيد بهذا التناسب رغم إنكاره له هاهنا؛ يقول: "ومن أمعن النظر في كتابه في التفسير الذي جعله في المناسبة بين الآي والسور - علم أنه من أوعية العلم المفرطين في الذكاء الجامعين بين علمي المعقول والمنقول "ويقول عن البقاعي أيضا: "إنه من الأئمة المتقنين المتبحرين في جميع المعارف".
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن أمثلة هذا التناسب ختم الفاتحة بـ:) اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عليهم (وافتتاح البقرة بـ:) ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ (كأنهم سألوا الهداية إلى الصراط المستقيم؛ فقيل لهم ذلك الصراط الذي سألتم الهداية إليه هو ذلك الكتاب، يقول السيوطي: (أخرج ابن جرير وغيره من حديث علي مرفوعا: الصراط المستقيم كتاب الله، وأخرجه الحاكم في المستدرك عن ابن مسعود موقوفا، وهذا معنى حسن يظهر فيه سرّ ارتباط البقرة بالفاتحة) وقال الخوبي: (أوائل هذه السورة مناسبة لأواخر سورة الفاتحة؛ لأن الله تعالى لما ذكر أن الحامدين طلبوا الهدى – قال: قد أعطيتكم ما طلبتم، هذا الكتاب هدى لكم فاتبعوه وقد اهتديتم إلى الصراط المستقيم المطلوب المسئول)
وختم المائدة بذكر السموات والأرض:) لِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ (وافتتاح سورة الأنعام بالشيء نفسه:) الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ (.
وختم التوبة بإرساله رسولا من البشر ثم ذكر العرش:) لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ ....... حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيم (ِ وافتتاح يونس بالشيء نفسه:) أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ ....... إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ (.
وختم الرعد بذكر الكتاب وتكذيب الكافرين به:) وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (وافتتاح إبراهيم بذكر الشيء نفسه:) كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ ........... وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (.
وختم إبراهيم بذكر القرآن:) هَذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ ......... (وافتتاح الحجر بذكر القرآن:) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ (.
وختم الحجر بإتيان اليقين:) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (وافتتاح النحل بإتيان أمر الله:) أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ ... . (
وختم الإسراء بحمد الله وتنزيهه عن الولد:) وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا .... (وافتتاح الكهف بالشيء نفسه:) الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ .... وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (، يقول السيوطي: (قال بعضهم: مناسبة وضعها بعد سورة الإسراء افتتاح تلك بالتسبيح وهذه بالتحميد؛ وهما مقترنان في القرآن وسائر الكلام بحيث يسبق التسبيح التحميد)
وختم مريم بتيسير القرآن:) فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ ........ (وافتتاح طه بالشيء نفسه:) طه مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (.
وختم سورة الجاثية بذكر الله العزيز الحكيم:) وَلَهُ الْكِبْرِيَاء فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (. وافتتاح الأحقاف بالشيء نفسه:) حم تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (.
وختم الأحقاف بقوله:) بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ (وافتتاح سورة محمد بقوله:) الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (، يقول السيوطي: (سورة القتال لا يخفى وجه ارتباط أولها بقوله في آخر الأحقاف (فهل يهلك إلا القوم الفاسقون) واتصاله وتلاحمه بحيث أنه لو أسقطت البسملة منه لكان متصلا اتصالا واحدا لا تنافر فيه كالآية الواحدة آخذا بعضها بعنق بعض)
وختم الطور بذكر النجوم:) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجوم (وافتتاح النجم بالشيء نفسه:) وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (.
وختم القمر بقوله:) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ (وافتتاح الرحمن بقوله:) الرَّحْمَنُ (
وختم الواقعة بالتسبيح:) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (وافتتاح الحديد بالشيء نفسه:) سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ (، يقول السيوطي: (قال بعضهم: وجه اتصال الحديد بالواقعة أنها قدمت بذكر التسبيح وتلك ختمت بالأمر به، قلت: وتمامه أن أول الحديد واقع موقع العلة للأمر به؛ وكأنه قيل: فسبح باسم ربك العظيم لأنه سبح لله ما في السموات والأرض).
وختم القيامة بذكر أن الإنسان لم يكن شيئاً؛ بل كان نطفة:) أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى ...... أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى (وافتتاح الإنسان بالشيء نفسه:) هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (، يقول السيوطي: "وجه اتصال سورة الإنسان بسورة القيامة في غاية الوضوح فإنه تعالى ذكر في آخر تلك مبدأ خلق الإنسان من نطفة ثم ذكر مثل ذلك في مطلع هذه السورة)
وختم الماعون بمنع القليل:) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (وافتتاح الكوثر بإعطاء الكثير:) إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (. ومن لطائف سورة الكوثر أنها كالمقابلة لسورة الماعون التي وصف فيها المنافق بأربع خصال؛ هي البخل وترك الصلاة والرياء فيها ومنع الزكاة؛ فذكر في مقابل ترك الصلاة:) فَصَلِّ (وفي مقابل الرياء:) لِرَبِّكَ (أي لرضاه لا للناس، وفي مقابل منع الماعون:) وَانْحَرْ (الذي أراد به التصدّق بلحم الأضاحي(/)
الحلقة الخامسة والأخيرة من؟؟؟
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[17 Feb 2009, 06:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مسك الختام
الحلقة الخامسة والأخيرة من سلسلة قيد الصيد، مختارات من قراءة في طبقات المفسرين للإمام الداودي (945هـ)
66ـ مسك الختام
في ترجمة الإمام الكبير أبو بكر بن السمعاني (510هـ) أنه مات، وكان قد وصل في التفسير الذي يذكره في مجلس الوعظ إلى قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم}.
وفي ترجمة همام بن أحمد الخُوارزمي الشافعي (819هـ) أنه درس من أول الكشاف إلى قوله تعالى في أول سبأ {فلما قضينا عليه الموت} فمات بعد أيام مطعوناً.
67ـ حفظ البقرة في يوم
في ترجمة محمد بن يوسف الاسكندري المالكي المعروف بالبسلقوني (نحو 844هـ)
قال عن نفسه: وقد حفظت البقرة في يوم واحد. وهذه من المواهب التي يفتح الله بها على من شاء من عباده، وإذا أراد الله أمراً هيأ له أسبابه.
68ـ قاعدة ظاهرية
قال الحافظ ابن كثير: كان أبو حيان الأندلسي ـ وكان ظاهرياً ـ يقول: محال أن يرجع عن مذهب الظاهر من علق بذهنه.
69ـ قبل الفتوى
قال إسماعيل بن أبي أويس: كان خالي مالك لا يفتي حتى يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله.
قلت: أين هذا من الفتاوى السريعة على وزن الوجبات السريعة، لهدم الشريعة. فحسبنا الله ونعم الوكيل.
70ـ تتابع الألسنة
قال مطرف: قال لي مالك: ما يقول الناس فيّ؟ قلت: أما الصديق فيثني، وأما العدو فيقع، قال: ما زال الناس كذلك، ولكن نعوذ بالله من تتابع الألسنة.
71ـ قراءة تفسيرية
قال مجاهد: لو كنت قرأت على قراءة ابن سعود، لم احتج أن أسأل ابن عباس عن كثير من القرآن.
وهذا يفيد أن أكثر قراءة ابن مسعود ? من القراءة التفسيرية.
72ـ أطول سجدة
في ترجمة مرة بن شراحيل الهمداني من التابعين (76هـ): يقال: أنه سجد حتى أكل التراب وجهه.
73ـ الناس عيال على هؤلاء
حكي عن الشافعي أنه قال: الناس كلهم عيال على ثلاثة: مقاتل بن سليمان في التفسير، وعلى زهير بن أبي سلمى في الشعر، وعلى أبي حنيفة في الكلام. قلت: عنى بالكلام الفقه.
[أخرج هذا الأثر الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 13/ 161 بسنده عن أبي الحارث الجوزجاني قال: حكي لي عن الشافعي أنه قال ... ].
74ـ الفتوى المنقذة (أو حُوتٌ حَوتْ حُوته)
ذكر في ترجمة موسى بن عبد الرحمن أبو الأسود المالكي المعروف بالقطان (306هـ)
أنه ولي قضاء طرابلس وكان صارماً فبغي عليه وأوذي وسجن ثم أطلق، وكان سبب إطلاقه في رجل اشترى حوتاً وجد في بطنه آخر، فاختلفوا هل هو للبائع أو للمشتري؟ فأفتى موسى: إن كان الشراء على الوزن فهو للمشتري، وإن كان على الجزاف (أي بالعدد) فهو للبائع. فقال الوالي: مثل هذا لا يسجن فأطلقه.
75ـ الكبار
قال إبراهيم بن شماس: لو تمنيت، كنت أتمنى عقل ابن المبارك وورعه، وزهد فضيل ورقته، وعبادة وكيع وحفظه، وخشوع عيسى بن يونس، وصبر حسين الجعفي، ثم قال: كان وكيع أفقه الناس.
من بابه: (أحمد بن علي الكحال من أبيات يمدح بها قاضي مصر ابن الحداد الشافعي)
كالشافعي تفقهاً والأصمعي تفهماً والتابعين تزهداً
تم ما قصدناه، بتوفيق الله جل جلاله، أسأله القبول والمثوبة. وصل اللهم على سيدنا محمد النبي الأكرم وآله وصحبه وسلم.
وكان الفراغ منه مساء الخميس 21/ 7/1429هـ ـ 24/ 7/2008م.
وكتبه/ بلال بن عبد القادرحشادي لطف الله به. البلد الحرام.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[17 Feb 2009, 09:47 م]ـ
72ـ أطول سجدة
في ترجمة مرة بن شراحيل الهمداني من التابعين (76هـ): يقال: أنه سجد حتى أكل التراب وجهه.
لعل الأنسب أن يُغيّر عنوان هذه الفقرة، لأنني فهمت منها أن وجهه تأثر من كثرة السجود لا من طول سجدة بعينها.
جزاك الله خيرا أخي الكريم ..
فقد أفدت وأمتعت ..
فأجزل الله لك مثوبة جهدك وبارك فيما كتبت.
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[22 Feb 2009, 11:42 ص]ـ
أخي الحمادي
شكراً على قراءتك لما كتبت، واهتامك بالتعليق.
ما ذكرتَه وجه صحيح محتمل، والله أعلم، والسماح إن كان في بعض العناوين شيء من الإثارة الإعلامية.
وشكراً مرة أخرى.(/)
محاولة لدراسة الإعجاز الصوتي
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[17 Feb 2009, 07:13 م]ـ
كان للعلماء الأقدمين إشارات خاطفة في أثر الصوت القرآني على النفس البشرية وإن لم يفصلوا فيه؛ إلا أن بعضهم قد اعتنى اعتناء كبيرا بصوت اللفظ المفرد الذي انعزل عن النظم وانسلخ عن التركيب؛ فأفضى ذلك إلى إغفال الكل من جهة وإلى الخطأ في معرفة أسباب التأثير من جهة أخرى وإل غموض هذا العلم من جهة ثالثة، ولكن مهما يكن من شئ فإنه عندما تتوالى الأصوات ويتجانس اللفظ - تظهر الفصاحة ويتبين علو الدرجة ورفعة الشأن؛ فاللفظ هو الذي يظهر حلاوة الكلام وطلاوته وحسنه وبهاءه؛ ولأجل هذه المزية الواضحة تجد مسموع القرآن يتميز بصورة لا تخفى عن مسموع سائر الكلام مهما ارتقى في درجات الفصاحة، ولاشك أن لانتظام الحروف بصفاتها ومخارجها وحركاتها وسكناتها أثر في النفس واضح ووقع في الأسماع بيِّن، وكل ذلك قد شكّل في القرآن جانباً جعل هذا الصوت الإلهي متماسك الأجزاء متلاحم الأصداء مستقيم الوقع في الأسماع لا ينبو فيه حرف ولا ينكر منه صوت. ولا شك إن الصوت القرآني أكثر إراحة للنفس وأحسن أثراً وأجود مسموعاً من كل صوت سواه؛ وهو لذلك دلالة معجزة لكل من يسمعه، وليس الأمر مقتصرا على العلماء الذين ينقبون في المعاني والتراكيب فحسب؛ وإن كانت الأذهان تأخذ منه على قدر القرائح والفهوم؛ ولما كان القرآن - في نفسه - دليلا ساطعا وبرهانا واضحا وشاهدا قائما على أنه من عند الله تعالى؛ إذ أنه مبين ظاهر الإعجاز–فقد ذهب ابن تيمية إلى أن: "مجرد العلم بهذه الآيات يوجب علماً ضرورياً بأن الله جعلها آية بصدق هذا الذي استدل بها؛ وذلك يستلزم أنها خارقة للعادة؛ وأنه لا يمكن معارضتها" ولهذا كانت دلالة القرآن واضحة للكافة؛ مثل فلق البحر وإحياء الموتى؛ قال تعالى: " وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ " ولما كان القرآن دلالة ظاهرة - فإن هذا يترتب عليه أن الإعجاز لايقتصر على وجه دون وجه ولا على جانب دون آخر؛ إذ أن المتأمل في القرآن العظيم ليجد أن لهذا الكلام الإلهي المتفرد حسناً ومزية يفوق بها سائر أنواع الكلام البشري، وما هذا الجمال الظاهر وما تلك المزية القاهرة إلا لكمال مصدر القرآن نفسه. وقد تحيّر العلماء كثيراً أمام هذا الحسن الظاهر والجمال الباهر الذي يخلب الألباب فتقشعر له الجلود؛ يقول الباقلاني - عند حديثه عن الجمال القرآني -: " ومتى ما عظم محل الشيء فقد يكون الإسهاب فيه عيّا والإكثار في وصفه تقصيراً … وضلّ أعرابي في سفر له ليلاً وطلع القمر فاهتدى؛ فقال: ماذا أقوال نوّرك الله؛ وقد نوّرك؟! أم أقول جملّك الله؛ وقد جملّك؟! "
ويقول سيد قطب: "إن في هذا القرآن سرا خاصا، يشعر به كل من يواجه نصوصه ابتداء، قبل أن يبحث عن مواضع الإعجاز فيها؛ إنه يشعر بسلطان خاص في عبارات هذا القرآن؛ يشعر أن هنالك شيئا ما وراء المعاني التي يدركها العقل من التعبير، وأن هنالك عنصرا ما ينسكب في الحس بمجرد الاستماع لهذا القرآن؛ يدركه بعض الناس واضحا ويدركه بعض الناس غامضا، ولكنه على كل حال موجود، وهذا العنصر - الذي ينسكب في الحس - يصعب تحديد مصدره: أهو الإيقاع القرآني الخاص المتميز من إيقاع سائر القول المصوغ من اللغة؟ ...... أم إنه هو وشيء آخر وراءه غير محدود؟! ذلك سر مودع في كل نص قرآني، يشعر به كل من يواجه نصوص هذا القرآن ابتداء، ثم تأتي وراءه الأسرار المدركة بالتدبر والنظر والتفكير في بناء القرآن كله"
ولما كان الصوت القرآني شديد التأثير في النفس البشرية على إطلاقها - إذ ثبت أن البشر سواء كانوا مؤمنين أوغبر مؤمنين وسواء كانوا ناطقين بالعربية أوغيرها ذوو تأثر واضح بهذا الصوت الإلهي المتفرد –فإن هذا الصوت يغدو بلا أدنى شك معجزة للنبي " r" ودلالة على صدقه في دعواه النبوة عند الكافة؛ وهنالك كثير جدا من الأمور التي تنهض أدلة على ما ذهبنا إليه قي هذا المضمار؛ ومن ذلك على سبيل المثال:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - يقول سيد قطب:"إن الأداء القرآني يمتاز ويتميز من الأداء البشري؛ إن له سلطاناً عجيباً على القلوب ليس للأداء البشري؛ حتى ليبلغ أحيانا أن يؤثر بتلاوته المجردة على الذين لا يعرفون من العربية حرفاً، وهناك حوادث عجيبة لا يمكن تفسيرها بغير هذا الذي نقول - وإن لم تكن هي القاعدة - ولكن وقوعها يحتاج إلى تفسير وتعليل، ولن أذكر نماذج مما وقع لغيري؛ ولكني أذكر حادثا وقع لي: كنا ستة نفر من المنتسبين إلى الإسلام على ظهر سفينة مصرية تمخر بنا عباب المحيط الأطلسي إلى نيويورك؛ من بين عشرين ومائة راكب وراكبة أجانب ليس فيهم مسلم، وخطر لنا أن نقيم صلاة الجمعة في المحيط على ظهر السفينة، وقد يسر لنا قائد السفينة أن نقيم صلاتنا ... وقمت بخطبة الجمعة وإمامة الصلاة؛ والركاب الأجانب - معظمهم - متحلقون يرقبون صلاتنا، ولكن سيدة من هذا الحشد كانت شديدة التأثر والانفعال، تفيض عيناها بالدمع ولا تتمالك مشاعرها، جاءت تشد على أيدينا بحرارة؛ وتقول:- في إنجليزية ضعيفة - ....... أي لغة هذه التي كان يتحدث بها "قسيسكم"؟ ....... إن اللغة التي يتحدث بها ذات إيقاع موسيقي عجيب وإن كنت لم أفهم منها حرفا، ثم كانت المفاجأة الحقيقية لنا وهي تقول: ولكن هذا ليس الموضوع الذي أريد أن أسأل عنه، إن الموضوع الذي لفت حسي، هو أن "الإمام" كانت ترد في أثناء كلامه - بهذه اللغة الموسيقية - فقرات من نوع آخر غير بقية كلامه؛ نوع أكثر موسيقية وأعمق إيقاعا، هذه الفقرات الخاصة كانت تحدث فيّ رعشة وقشعريرة، إنها شيء آخر كما لو كان الإمام مملوءا من الروح القدس - حسب تعبيرها المستمد من مسيحيتها - وتفكرنا قليلا، ثم أدركنا أنها تعني الآيات القرآنية التي وردت في أثناء خطبة الجمعة وفي أثناء الصلاة، وكانت - مع ذلك - مفاجأة لنا تدعو إلى الدهشة، من سيدة لا تفهم مما نقول شيئا. ووقوع هذه الحادثة وأمثالها مما ذكره لي غير واحد - ذو دلالة على أن في هذا القرآن سراً آخر تلتقطه بعض القلوب لمجرد تلاوته ........ ولكن ما بالنا نعجب وعشرات الألوف ممن يستمعون إلى القرآن من عوامنا لا يطرق عقولهم منه شيء، ولكن يطرق قلوبهم إيقاعه - وسره هذا - وهم لا يفترقون كثيرا من ناحية فهم لغة القرآن عن هذه السيدة "
2 - في أحد السجون السويدية كان المشرف مسلما جديدا، وقد تعوّد على تشغيل أسطوانة من القرآن وفي إحدى الليالي كان صوت القرآن يسري بين جنبات السجن والليل ضارب بأرواقه والصمت مطبق؛ فإذا بالسجناء يطالبون - وبشدة - برفع الصوت، ثم جاءوا إلى المشرف يقسمون له في الصباح: أنهم لم يستطيعوا النوم إلا بعد سماعهم لهذا الصوت الذي يتغلغل إلى الأعماق ويسري في الوجدان وتطمئن له الأفئدة وترتاح القلوب، علما بأن السجون السويدية يتوفر فيها من وسائل الترفيه ما لا يتوفر في بقية سجون العالم كله.
3 - كفّ لبيد بن أبى ربيعة –وهو أشعر العرب- عن قول الشعر منذ سماعه لنغمة القرآن؛ فقال عندما طلب منه عمر بن الخطاب الإنشاد: " ما قلت شعراً منذ سمعت الله عزّ وجلّ يقول: الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ "
4 - إن للقرآن انسجامه الصوتي وتناسبه النغمي؛ ولهذا فإن العرب الذين أدركوا الجمال الصوتي للشعر حق الإدراك قد علموا - للوهلة الأولى - مفارقة الصوت القرآني لصوت الشعر وجرسه؛ إذ أن الصوت القرآني نغمة إلهية سماوية واضحة لا تضاهيها في جمالها وعذوبتها نغمة، ولما كان الأمر كما ذكر فقد جاء في صحيح مسلم في قصة إسلام أبى ذر الغفاري رضي الله عنه: أن أخاه أنيسا كان شاعراً مجيداً؛ فذهب إلى مكة فسمع القرآن فقارن بين هذا الصوت الإلهي وبين صوت الشعر؛ فقال: " لقد وضعت قوله على أقراء الشعر فلم يلتئم على لسان أحد يدّعي أنه شعر"
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - إن الدراسات الحديثة في هذا المضمار تؤكد أيضا أن للصوت القرآني المجرد أثره البالغ على النفوس البشرية على اختلافها وتباينها " وقد استعملت أجهزة إلكترونية مزودة بالكمبيوتر لمراقبة وقياس أيّ تغيرات فسيولجية عند عدد من المتطوعين الأصحاء – متحدثين بالعربية وغير متحدثين بها – أثناء استماعهم لتلاوة قرآنية؛ فأثبتت التجارب المبدئية وجود أثر مهدئ للقرآن في 97% من التجارب في شكل تغيرات فسيولجية تدلّ على تخفيف توتر الجهاز العصبي التلقائي، ويمكن أن يعزى ذلك إلى صوت الألفاظ القرآنية؛ بغضّ النظر عما إذا كان المستمع قد فهمها أو لم يفهمها؛ وبغضّ النظر عن إيمان المستمع"
6 - اكتشف العلماء - بواسطة أحد الأجهزة الحديثة - أن للمخ البشري موجات أربع، ولكل موجة منها سرعة في الثانية الواحدة، ففي حالة اليقظة يتحرك هذا المخ بسرعة 13 ـ25 موجة في الثانية، أما في حالة الهدوء النفسي الشديد والتفكير العميق فيتحرك بسرعة 8ـ12 موجة في الثانية، وفي حالة الهدوء النفسي العميق ومرحلة الخلود إلى النوم يتحرك المخ بسرعة موجة في الثانية، وفي النوم العميق يتحرك بسرعة نصف إلى 3 موجات في الثانية. كما وجدوا أن الصوت القرآني يعمل على خفض الموجات الدماغية بشكل سريع إلى منطقة 8ـ12 موجة في الثانية لدى أشخاص لا يفهمون منه حرفا أي أنه يبلغ بالإنسان درجة من الهدوء النفسي العميق.
7 - في دراسة حديثة عن الطب النفسي بالمستشفى الأكاديمي في العاصمة الهولندية "أمستردام" أثبت الباحث الهولندي البروفيسور "فان دير هوفين" أن قراءة القرآن وخاصة حروف معينة منه يعالج أصعب الأمراض النفسية ويبعث على هدوء الأعصاب لدى الإنسان.
8 - إن للألفاظ الفرآنية ظلالا وأرواحا تخلعها على النص فتضفي عليه جماليات رائعة؛ وإذا ما جرّدت هذه النصوص من أجراس الألفاظ فقدت جزءاً مقدراً من خصائصها الفنية؛ وصارت معان وأفكاراً مجردة؛ يقول سيد قطب: " إني لأنظر في القرآن - أعلى قمة في التعبير الأدبي في اللغة العربية بعض النظر عن القداسة الدينية – حين تنقل بعض آياته الفنية إلى لغة أخرى وحين تتخلّف عن الترجمة صوره وظلاله وإيقاعاته؛ إنه يفقد جماله الفنيّ؛ وإن بقيت قيمته المعنوية، ويستحيل حينئذ تقدير قيمته من هذه الوجهة. أما نقل صورهـ وظلاله فهو عمل أراه أعسر من العسر لدقة هذه الخصائص وتسامي آفاقها "
10 - لما تحيّر الوليد بن المغيرة – وهو مشرك لم يؤمن قط - وصف القرآن وصفا فريدا والأمر مشهور معروف
11 - ليس أدل على ظهور هذا الجانب الصوتي المتميز في القرآن من أن الكفار قد حاولوا اللغو عند تلاوته -كما حكى عنهم القرآن "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ" وذلك حتى لا يتسلل ذلك الصوت المميز الذي ليس له من مثيل إلى قلوبهم.
12 - قال تعالى عن الجن الذين تزاحموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ القرآن حتى كادوا يكونون عليه لبدا: "فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا" أي: عجيبا في فصاحة كلامه الذي لا يوجد مثله
13 - قال عز وجل: "وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ" فلولا أن سماعه إياه حجة عليه لم يقف أمره على سماعه كما ذكر الباقلاني
ولا شك أن هذه النماذج التي عرضناها تحتاج إلى دراسة وتحليل وتعليل يسبر أغوارها ويعيّن أسبابها، وإذا رجعنا إلى تراثنا القديم - لتحديد معايير دقيقة تساهم في عملية التحليل هذه - فإن أقرب علم إلى دراسة مثل هذه الظواهر هو علم الفصاحة؛ ولكن هل يمكن لمعايير هذا العلم أن تمنحنا التفسير الكافي لمثل تلك النماذج؟
حسب دراستي لهذا الأمر أشك في ذلك وأترك الأمر للنقاش ربما تتفتح لنا فيه بإذنه تعالى آفاق أخرى
ـ[لطيفة]ــــــــ[21 Feb 2009, 12:03 ص]ـ
موضوع جدير بالنقاش
ليت الدكتور الفاضل يتحفنا بالشواهد
وليت الأعضاء الكرام يتحفوننا بالمدارسة واالنقاش
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[21 Feb 2009, 09:59 م]ـ
الأخت لطيفة شكرا لاهتمامك، وسوف أعرض هنا نقدا لمعايير الفصاحة بشكلها القديم وأعرض نقد من هاجموا أصحابها نحو عبد القاهر الجرجاني ذلك العلامة المتميز في دراسة الإعجاز القرآني.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا شك أن هذه النماذج التي عرضناها سابقا في هذا الموضوع تحتاج إلى دراسة وتحليل وتعليل يسبر أغوارها ويعيّن أسبابها، وإذا رجعنا إلى تراثنا القديم - لتحديد معايير دقيقة تساهم في عملية التحليل هذه - فإن أقرب علم إلى دراسة مثل هذه الظواهر هو علم الفصاحة؛ ولكن هل يمكن لمعايير هذا العلم أن تمنحنا التفسير الكافي لمثل تلك النماذج؟ والإجابة عن هذا السؤال تكمن في الجزء الآتي من هذه الدراسة التي تقوم ابتداء على اختبار تلك المعايير؛ وذلك بتطبيقها على النص القرآني؛ فإن صلحت وأثبتت جدواها ونهضت البراهين الدالة على صحنها وفعاليتها - عولت هذه الدراسة عليها؛ وإلا عادت الدراسة تارة أخرى إلى تحديد المفهوم من خلال القرآن وأقوال العلماء الأوائل ثم عولت على هذا المفهوم الثاني وعملت على تطبيقه داخل النص القرآني؛ وتفصيل ذلك كالآتي:
مفهوم الفصاحة عند العلماء الأقدمين:
الفصاحة مشتقة من الفصح، وهو خلوص الشيء مما يشوبه، وأصله في اللبن، يقال: فصح اللبن وأفصح؛ فهو فصيح ومفصح: إذا تعرى من الرغوة، قال الشاعر:
وتحت الرغوة اللبن الفصيح
ومنه استعير فصح الرجل: إذا جادت لغته.
أما المعنى الاصطلاحي للفصاحة فهو معنى شديد الغموض متشعب المسالك كثير التعريفات متعدد الاتجاهات، وما زال العلماء يختلفون فيه قديماً وحديثاً؛يقول ابن الأثير:) اعلم أن هذا باب متعذّر على الوالج ومسلك متوّعر على الناهج، ولم يزل العلماء من قديم الوقت وحديثه يكثرون القول فيه والبحث عنه ...... ولما وقفت على أقوال الناس في هذا الباب ملكتني الحيرة فيها ولم يثبت عندي منها ما أعول عليه) وما ذاك إلا لأن علماء البلاغة الأقدمين - الذين أسسوا هذا العلم ووضعوا لبناته الأولى - قد عرفوا هذه الفصاحة تعريفاً غامضاً لا يكاد يبيّن مرادهم فيه؛ يقول الجرجاني: (لم أزل منذ خدمت العلم أنظر فيما قاله العلماء في معنى الفصاحة ...... وفي بيان المغزى من هذه العبارات وتفسير المراد بها - فأجد بعض ذلك كالرمز والإيماء والإشارة في خفاء وبعضه كالتنبيه على مكان الخبئ ليطلب وموضع الدفين ليبحث عنه فيخرج) ويقول أيضا: (إنك إذا قرأت ما قاله العلماء فيه وجدت جلّه أو كلّه رمزاً ووحياً وكناية وتعريفاً وإيماء إلى الغرض من وجه لا يفطن له إلا من غلغل الفكر وأدقّ النظر ومن يرجع من طبعه على ألمعية يقوى معها على الغامض ويصل بها إلى الخفي؛ حتى كأن بسلأ حراماً أن تتجلى معانيهم سافرة الأوجه لا نقاب لها وبادية الصفحة لا حجاب دونها وحتى كأن الإفصاح بها حرام وذكرها إلا على سبيل الكناية غير سائغ)
وقد جاءت تعريفات البلاغيين للفصاحة متنازعة بين الإفراد والتركيب واللفظ والمعنى، وأفضى ذلك إلى خلاف لا يكاد ينتهي وإلى نزاع لا يكاد ينحسم؛ ولذلك ترى هذا المفهوم في كتبهم يتداخل مع مفهوم البلاغة تارة ويتقاطع معه تارة وينفصل عنه تارة أخرى؛ يقول الرازي: (وأكثر البلغاء لا يكادون يفرقون بين البلاغة والفصاحة بل يستعملونهما استعمال الشيئين المترادفين على معنى واحد في تسوية الحكم بينهما، ويزعم بعضهم أن البلاغة في المعاني والفصاحة في الألفاظ ويقول أيضا: (وقد اختلف الناس في الفصاحة؛ فمنهم من قال إنها راجعة إلى الألفاظ دون المعاني، ومنهم من قال إنها لا تخصّ الألفاظ وحدها) ويقول ابن الأثير: (البلاغة شاملة للألفاظ والمعاني وهي أخص من الفصاحة) ويرفض الجرجاني أي تعلّق للفصاحة باللفظ والصوت والأصداء ومن اعتقد ذلك فهو - عنده - واهم، يقول: (لا تعلّق لشيء من هذه المعاني بتلاؤم الحروف)
معايير الفصاحة عند اللفظيين:
اهتم اللفظييون باللفظ المفرد اهتماماً كبيراً ووضعوا معايير لفصاحته؛ ولكل معيار من هذه المعايير نقيضه الذي إذا توفر في اللفظ اختل أمره ولم يعد فصيحاً، وهذا العيوب عندهم كالآتي:
أ-تنافر الحروف:
وهذا التنافر بين الحروف هو ما تكون الكلمة بسببه ثقيلة على اللسان، وهو على درجات عندهم: منه المتناهي في الثقل نحو "العهخع" وما دون ذلك نحو مستشزرات في قوله امرئ القيس
غدائره مستشزرات إلى العلا
وذلك لتوسط الشين بين التاء والزاي
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه القاعدة تقوم على أن مخارج الحروف إذا تقاربت كانت أثقل منها إذا تباعدت؛ لأنها إذا تقاربت كلّفت اللسان جرساً واحداً، ولذلك جعل ابن سنان تباعد الحروف شرطاً للفصاحة
ب-الغرابة:
وهو أن تكون الكلمة وحشية غريبة لا يظهر معناها فيحتاج في معرفتها إلى أن ينقر عنها في كتب اللغة المبسوطة؛ كقول عيسى بن عمر النحوي):ما لكم تكأكأتم عليّ تكأكؤم على ذي جنة افرنقعوا)
ج- مخالفة القياس:
وهو مخالفة القواعد التي تجري عليها المفردات العربية كلفظ "ا الأجلل"في قول الشاعر:
الحمد لله العلى الأجلل
والقياس: الأجلّ
د- طول الكلمة:
وهي من الشروط التي ذكرها ابن سنان ومثّل لها بلفظ "سويداواتها" في قول المتنبي:
إن الكرام بلا كرام منهم مثل القلوب بلا سويداوتها
هـ- الكراهة في السمع:
وذلك بأن يجد السمع كراهة عند سماع اللفظ كما يجد ذلك عند سماع الأصوات المنكرة؛ يقول ابن الأثير: (إن الألفاظ داخلة في حيّز الأصوات فالذي يستلذه السمع منها ويميل إليه هو الحسن، والذي يكرهه وينفر عنه هو القبيح، ألا ترى أن السمع يستلذ صوت البلبل من الطير وصوت الشحرور ويميل إليهما ويكره صوت الغراب وينفر عنه وكذلك يكره نهيق الحمار ولا يجد ذلك في صهيل الفرس، والألفاظ جارية هذا المجرى؛ فإنه لا خلاف في أن لفظه المزنة والديمة حسنة يستلذها السمع وأن لفظة البعاق قبيحة يكرها السمع، وهذه اللفظات الثلاث من صفة المطر؛ وهي تدلّ على معنى واحد)
وكما عابوا لفظة "البعاق" فإنهم عابوا أيضا كلمة "الجرشي" في قول المتنبي:
كريم الجرشي شريف النسب
أي: كريم النفس
و- الابتذال:
ارتبط الابتذال الذي عده اللفظيون مما يخل بفصاحة المفردة عندهم ارتباطاً وثيقاً بالعامة؛ وذلك لأنهم قسموا المتحدثين بالعربية من حيث المكانة ومن حيث الزمان فقسموهم إلى: عامة وخاصة وعرب ومحدثين، ثم صنفوا المفردات بحسب ذلك، وقد قسموا المفردات إلى تسعة أقسام؛ وهي:
الأول: ما استعملته العرب دون المحدثين وكان استعمال العرب له كثيراً في الأشعار وغيرها، فهذا حسن.
الثاني: ما استعملته العرب ولم يحسن في التأليف؛ فهذا لا يحسن إيراده
الثالث: ما استعملته العرب وخاصة المحدثين دون عامتهم فهذا حسن جداً، لأنه خلص من حوشية العرب وابتذال العامة.
الرابع: ما كثر في كلام العرب وخاصة المحدثين وعامتهم؛ فهذا لا بأس به.
الخامس: ما كان كذلك، ولكنه كثر في ألسنة العامة؛ فهذا يقبح استعماله لابتذاله.
السادس: ما كثر عند العامة والخاصة وليس له اسم آخر؛ فهذا لا يقبح ولا يعدّ مبتذلاً.
السابع: ما كان كذلك، ولكنه كثر عند العامة؛ فهذا مبتذل.
الثامن: ما كان عند العرب لمعنى وعند المحدثين لمعنى آخر؛ فهذا يجب تجنبه.
التاسع: ما غيرته العامة وكان عند العرب والمحدثين؛ فهذا مع التغيير مبتذل قبيح وعلى ما نطقت به العرب مقبول.
نقد معايير اللفظيين:
من الملاحظ أن أحكام اللفظيين هذه قد انصرفت إلى المفردة المنعزلة عن السياقات والنظوم؛ فلم تتم دراستها إلا باعتبارها مفردة لغوية مجردة، ولهذا لم تسلم من العيوب التي تقدح في صحتها ابتداء، ومن المعلوم أن هذه المعايير التي يمكن أن تصادم القرآن والحديث بل وكافة روائع الأدب في عصر الاحتجاج كما سيأتي -قد تأت باستنباط المتأخرين، ولا يعقل - إطلاقاً - أن تكون هذه القواعد معيارا لتلك القمم إلا إذا استقام أمرها فيها وجرت على أصول تلك القمم نفسها، ومن الأمور التي تقدح في تلك القواعد الآتي:
1 - إذا كان تقارب الحروف مخلاً بالفصاحة فلم لم يقبح لفظ (أعهد) في قوله تعالى:) أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ (رغم أنها مكونة من ثلاثة أحرف حلقية متتالية؟ وليس ذلك فحسب بل إن بعض المفردات قد تعد قبيحة وهي متباعدة المخارج والعكس كذلك؛ يقول ابن الأثير: (لو كان التباعد سبباً للحسن لما كان سبباً للقبح؛ إذ هما ضدان لا يجتمعان، فمن ذلك أن يقال ملع: إذا عدا؛ فالميم من الشفة والعين من حروف الحلق واللام من وسط اللسان، وكل ذلك متباعد، ومع هذا فإن في هذه اللفظة نكتة غريبة، وهو إذا عكسنا حروف هذه اللفظة صارت "علم"وعند ذلك تكون حسنة لا مزيد على حسنها، وما ندري كيف صار القبح حسناً؟ لأنه لم يتغير من مخارجها شيء) والحق
(يُتْبَعُ)
(/)
أن الجمال الصوتي صفة ملازمة لمفردات هذه اللغة الشريفة، يقول ابن الأثير: (إن أكثر اللغة مستعمل على غير مكروه ولا تقتضي حكمة هذه اللغة الشريفة التي هي سيدة اللغات إلا ذلك، ولهذا أسقط الواضع حروفاً كثيرة في تأليف بعضها - مع بعض استثقال واستكراه، فلم يؤلف بين حروف الحلق كالحاء والخاء والعين وكذلك بين الجيم والقاف ولا بين اللام والراء ولا بين الزاي والسين) ويذهب الجاحظ إلى أن هذا الجمال الذاتي في مفردات اللغة يتمثل في أن مفردات هذه اللغة الشريفة لا يلتق فيها من الحروف ما ينشأ عنه صوت قبيح ناشز، فالجيم لا تقارن الظاء ولا القاف ولا الفاء ولا الغين بتقديم ولا تأخير، والزاي لا تقارن الظاء ولا السين ولا الضاد ولا الذال بتقديم ولا تأخير، ويقول الجاحظ عن ذلك: (هذا باب كبير وقد يكتفى فيه بذكر القليل حتى يستدلّ به على الغاية التي إليها يجرى) أما كلمة (العهخع) التي زعموا فهي كلمة معاياة لا أصل لها ولم يتفق على لفظها أيضا؛ ولهذا فإن مفردات اللغة كلها حسنة جميلة؛ وإنما تقبح المفردات أو تحسن بعد ذلك بحسب موضعها، ولو كانت هذه القاعدة حقيقية لتعسر الانتقاء جداً عند التأليف؛ يقول القلقشندي: (لو أراد الناظم أو الناثر أن يعتبر مخارج الحروف عند الألفاظ أهي متباعدة أم متقاربة - لطال الخطب في ذلك وعسر (
2 – إن الغرابة - التي يدّعونها - ضد الإلفة وكثرة الاستعمال، وهذه الغرابة أمر نسبي؛ ولذلك لا تصلح معياراً؛ يقول بهاء الدين السبكي: (الغرابة بالنسبة إلى العرب العرباء لا بالنسبة إلى استعمال الناس، وإلا كان جميع ما في الكتب من الغريب غير فصيح والقطع بخلافه) ومعلوم أيضا أن القرآن العظيم والحديث الشريف قد حوى بعض هذا الغريب - فلا يمكن الحكم بعدم فصاحتها، أما نفي الجاحظ للفصاحة من خلال قول يزيد بن المهلب: (إنا لقينا العدو فقتلنا طائفة وأسرنا طائفة ولحقت طائفة بعرائر الآودية وأهضام الغيطان وبتنا بعرعرة الجبل وبات العدو بحضيضه) فإنه إنكار للتكلف وليس إنكاراً للغرابة. ولما كان الأمر كذلك فإن التمسك بهذه القاعدة يفضي إلى قول الزوزني: (إن اللفظ غير الفصيح قد يقع في القرآن) الأمر الذي جعل السبكي يصفه بأنه زلة قدم 2 ومن ذلك أيضا ما يحكي ابن الأثير عن هذه القاعدة، فيقول: (وحضر عندي في بعض الأيام رجل متفلسف فجرى ذكر القرآن الكريم فأخذت في وصفه وذكر ما اشتملت عليه ألفاظه ومعانيه من الفصاحة والبلاغة؛ فقال ذلك الرجل: وأي فصاحة هناك وهو يقول:) تلك تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى (فهل في لفظة (ضيزى) من الحسن ما يوصف؟ فقلت له: اعلم أن لاستعمال الألفاظ أسرار لم تقف عليها أنت ولا أئمتك مثل ابن سينا والفارابي ولا من أضلهم مثل أرسطاطاليس وأفلاطون)
3 - مخالفة القياس:
إن مقاييس اللغة قد وضعت باستقراء كلام العرب الفصحاء في عصر الاحتجاج، وعصر الاحتجاج هو عصر البلاغة باتفاق، فإذا خالف القياس لفظ في عصر الاحتجاج وعند العرب الذين يعتد بكلامهم – فلا يمكن عقلاً أن نحكم بعدم فصاحته ناهيك عن ما إذا وقع هذا اللفظ في القرآن نحو "استحوذ"و "سرر " ولما كان الأمر كذلك فقد برر اللفظيون هذه القاعدة واستثنوا منها؛ الأمر الذي يدلّ على أنها غير مضطردة، والقاعدة غير المضطردة لا تصلح حكماً؛ يقول بهاء الدين السبكي: (ما خالف القياس وكثر استعماله فورد في القرآن فإنه فصيح)
4 - أما طول الكلمة أو قصرها فلا يصلح معياراً لحسنها أو قبحها ولا ينهض دليلاً على فصاحتها أو رداءتها؛ يقول القلقشندي: (إن اعتبار ابن سنان تركيب الكلمة من أقل الأوزان تركيبا - غير معتبر) وإذا كانوا قد استدلوا بلفظ "سويداواتها" على أن الطول علة للقبح؛ فإن صحّ ذلك لقبح كل لفظ طويل والأمر بخلاف ذلك؛ يقول ابن الأثير: (ليس الأمر كما ذكر فإن قبح هذه اللفظة "أي: سويداواتها" لم يكن بسبب طولها؛ وإنما لأنها في نفسها قبيحة .... والدليل على ذلك أنه قد ورد في القرآن الكريم ألفاظ طوال؛ وهي مع ذلك حسنة؛ كقوله):فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ (فإن هذه اللفظة تسعة أحرف وكقوله):لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم (فإن هذه اللفظة عشرة أحرف وكلتاهما حسنة رائقة، ولو كان الطول مما يوجب قبحاً لقبحت هاتان اللفظتان وليس كذلك، ألا ترى أنه لو أسقط
(يُتْبَعُ)
(/)
من لفظة "سويداواتها" الهاء والألف اللتين هما عوض عن الإضافة لبقي ثمانية أحرف، ومع هذا فإنها قبيحة، ولفظة) لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم (عشرة أحرف وهي أطول منها بحرفين، ومع هذا فإنها حسنة رائقة
5 - أما الكراهة في السمع فهو معيار نسبي فضفاض لا يكاد يتفق عليه الناس أصلاً، وقاعدة كهذه لا تصلح معياراً للجمال أو عدمه، ثم إن كلمة "الجرشي" التي استدلوا بها في هذا الباب - فهي لم تقبح لكراهة السمع لها؛ بل قبحت لأنها لا تلائم بقية المفردات في السياق، ولو أن المتنبي قال:
خبيث الجرشي وضيع النسب
لما قبحت اللفظة أصلاً
6 - أما الابتذال فإن هذه الأقسام لا تصلح فيه؛ بل الذي يمكن أن يفهم من الابتذال هو تغيير العامة للكلمة سواء في اللفظ أو المعنى أو توليدهم لها أو وضعهم لها، وهذا معيار لصحة الاستخدام فحسب، وفرق بين معيار صحة الاستخدام وبين معيار الحسن والجمال؛ إذ أن المفردة لا تكون حسنة فصيحة إلا بعد أن تكون صحيحة؛ أي أن الفصاحة درجة فوق الصحة؛ فالمفردة الصحيحة سواء استخدمها العامة أم لم يستخدموها فهي فصيحة إذا وضعت موضعها المناسب من النظم والتركيب؛ وإلا فلا.
هجوم الجرجاني على قواعد اللفظيين:
إن آراء اللفظيين هذه لا تكاد تشكل منهجاً لدراسة الفصاحة ولا نظرية لسبر أغوارها، ولهذا واجهت كثيراً من الانتقادات، ومن أكابر العلماء الذين تصدوا لها عبد القاهر الجرجاني الذي كره الاتجاه الصوتي المحض ومقت دراسة الأصداء المجردة والأجراس الخالصة، وذهب إلى أن فصاحة اللفظ إنما هي مزية من أجل معناه لا من أجل جرسه وصداه، وحتى يسد الجرجاني الذريعة الصوتية من أصلها فقد حاول من كل وجه ومن كل طريق أن يبطل كون الفصاحة وصفاً للفظ من حيث هو لفظ ونطق لسان، وليس ذلك فحسب بل عدّ التوافر على دراسة الأصوات والأجراس والأصداء داء دوياً يسرى في العروق ويفسد مزاج البدن وذهب إلى أن السبب في ذلك هو أن القدماء من البلاغيين عندما وصفوا اللفظ بالشرف وجرت العادة بذلك واستمر عليه العرف فتح ذلك على المتأخرين الذين لم يفهموا جيداً - بابا من الفساد لا يمكن وصفه؛ يقول: (إن أردت الصدق فإنك لا ترى في الدنيا شأناً أعجب من شأن الناس مع اللفظ ولا فساد رأي مازج النفوس وخامرها واستحكم فيها وصار إحدى طبائعها أغرب من فساد رأيهم في اللفظ؛ فقد بلغ من ملكته لهم وقوته عليهم أن تركهم وكأنهم إذا نوظروا فيه أخذوا عن أنفسهم وغيبوا عن عقولهم وحيل بينهم وبين أن يكون فيما يسمعونه نظر ويرى لهم إيراد في الإصغاء وصدر، فلست ترى إلا نفوساً قد جعلت ترك النظر دأبها ووصلت بالهوينا أسبابها فهي تغتر بالأضاليل وتتباعد عن التحصيل وتلقى بأيديهم في الشبه وتسرع إلى القول المموه) ويذهب الجرجاني إلى أن من فساد الظن التوهم بأن المزية في مذاقة الحروف وسلامتها مما يثقل على اللسان؛ يقول: (ما رأينا في الدنيا عاقلاً اطرح النظم والمحاسن .... وصدّ بوجهه عنها جميعاً وجعل الفضل كله والمزية أجمعها في سلامة الحروف مما يثقل، كيف وهو يؤدى إلى السخف والخروج عن العقل)؛ ولهذا رفض الجرجاني تماماً معايير الفصاحة عند اللفظيين مثل الغرابة والحوشية وتنافر الحروف وغيرها
وذهب الجرجاني إلى أن الفصاحة لا تظهر في اللفظ المفرد المقطوع المرفوع عن الكلام وإنما يوجبها للفظة موصولة بغيرها فليس الفصاحة – عنده – هي العلم باللغة ومفرداتها؛ بل المزية والخصائص في النظم والتركيب؛ يقول: (اعلم أن ليس لنا إذا تكلمنا في البلاغة والفصاحة مع معاني الكلم المفردة شغل ولا هي منا بسبيل؛ وإنما نعمد إلى الأحكام التي تحدث بالتأليف والتركيب)
نقد رأي الجرجاني:
رغم أن نظرية الجرجاني قد كانت أميز النظريات وأحسنها في دراسة الإعجاز القرآني على الإطلاق، إذ لم يسبق لها في تاريخ هذا العلم مثيل ولم يأت بعدها ما هو أحسن منها أو يضاهيها، إلا أن الطابع الكلامي الذي أسبغ عليها واهتمامها بالرد على الخصوم قد أكسبها سمة ظرفية معينة في بعض الجوانب، وقد أراد الجرجاني أن يهدم آراء اللفظيين بصورة لا تجعل لهم عرقا ينبض من جانب وأن يبني هذا العلم بناء جديداً من جانب آخر، وإذا كان الجرجاني قد عدّ الاشتغال باللفظ داء دوياً ينبغي علاجه فإنه قد عالجه علاجاً شافياً، إلا أن هذا العلاج قد
(يُتْبَعُ)
(/)
كانت له آثاره الجانبية - كما يقولون - ومن ذلك الآتي:
1 - خالف الجرجاني - من أجل معركته – كافة آراء البلاغيين قبله وجعل الفصاحة صفة للمعنى دون اللفظ والجرس وأصداء الحروف، ولما كانت رشاقة الألفاظ وحلاوة الأجراس وجزالة المفردات وصلصلة الحروف لا تمثل عند الجرجاني شيئاً ذا بال حتى يعتد بها – فقد جعل كلا من البلاغة والفصاحة مزية للمعنى؛ وليس لها من تعلّق بالألفاظ والأصوات وما شابه ذلك؛ ولهذا يقول: (إن الكلام إنما يكون فصيحاً من أجل مزية تكون في معناه)
2 - كره الجرجاني الاتجاه اللفظي كراهية - جعلته يجترئ على القراءات القرآنية ويقلل من شأنها؛ يقول: (وهل يكون أضعف رأياً وأبعد من حسن التدبر منك - إذا أهمك أن تعرف الوجوه في) أأنذرتهم (والإمالة في) رأى القمر (وتعرف) الصراط (و) الزراط (وأشباه ذلك مما لا يعدو علمك فيه اللفظ وجرس الصوت ولا يمنعك إن لم تعلمه بلاغة ولا يدفعك عن بيان ولا يدخل عليك شكاً ولا يغلق دونك باب معرفة ولا يفضي بك إلى تحريف وتبديل و إلى خطأ في تأويل) ورغم إقرارنا بأن هذه الأمور التي ذكرها أكثر أهمية من القراءات الصوتية؛ إلا أن للقراءات والأصوات والأجراس والأصداء القرآنية أهميتها أيضا وليس العلم بها ضعفاً في الرأي.
وكما رفض الجرجاني الاعتداد بصوت المفرد – وهو اتجاه صحيح – فإنه رفض الاعتداد بصوت النظم ومسموعه أيضا، يقول: (ما مثل من يزعم أن الفصاحة صفة للفظ من حيث هو لفظ ونطق لسان، ثم يزعم أن يدعيها لمجموع حروفه دون آحاده إلا مثل من يزعم أن ها هنا غزلاً إذا نسج كان أحمر، وإذا فرّق ونظر إليه خيطاً خيطاً لم تكن فيه حمرة أصلاً)
وبهذا رفض الجرجاني الجانب الصوتي جملة وتفصيلاً سواء في المفردة أو النظم والتركيب، وإذا كان النظم لا يغيّر طبيعة المفردات في ذاتها وكذلك النسج والنقض لا يغيران من طبيعة الخيوط شيئا – فإنه يمكن الردّ على مثال الجرجاني بأن: هنالك ثوباً فيه شكل طائر؛ وهو منسوج؛ فإذا فرّق ونظر إليه خيطاً خيطاً لم يكن لهذا الطائر من أثر، ولعل الذي دفع الجرجاني إلى هذه المغالطة هو أنه قد اتجه اتجاهاً معنوياً ورفض ما سواه من آثار النظوم؛ ولذلك يقول صراحة
ما من سبيل إلى إثبات معجزة
في النظم إلا بما أصبحت أبديه
وما أبداه هو أنه جعل النظم هو توحي معاني النحو وأحكامه، وضرب صفحاً عما يحدثه هذا النظم من الأصوات والأصداء والأجراس.
ويبدو أن الجرجاني قد كان على وعي بذلك، ولهذا تراه يعلل هذه الأمور في أجزاء متفرقة من كتابه، ومن الأسباب التي ذكرها الآتي:
1 - إغلاق منافذ الخصوم؛ يقول: (أحببت لذلك أن لا أدع شيئاً مما يحوز أن يتعلق به متعلق ويلجأ إليه لاجئ ويقع في نفس سامع شك إلا استقصيت في الكشف عن بطلانه)
2 - الخوف من الضرر الذي يلحق آراءه المتعلقة بالمعنى الذي هو شديد الأهمية لديه؛ يقول: (إذا أخذنا بأن يكون تلاؤم الحروف وجهاً من وجوه الفضيلة وداخلاً في عداد ما يفاضل به بين كلام وكلام على الجملة - لم يكن لهذا الخلاف ضرر علينا لأنه ليس بأكثر من أن نعمد إلى الفصاحة فنخرجها من حيز البلاغة)
الخوف من قصر المزية على الأصوات، يقول: (اعلم أنا لا نأبى أن تكون مذاقة الحروف وسلامتها مما يثقل على اللسان فيما يوجب الفضيلة وأن تكون مما يؤكد أمر الإعجاز، وإنما الذي ننكره رأي من يذهب إلى أن يجعله معجزاً به وحده ويجعله الأصل والعمدة فيخرج إلى ما ذكرنا من الشناعات)
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[21 Feb 2009, 10:40 م]ـ
مجرد محاولة لدراسة الإعجاز الصوتي
هذه محاولة حسبي فيها أنني بينت الطريق وهنالك من هم أقدر مني في دراسة هذه الجوانب الصوتية وتأسيس نظرية الفصاحة القرآنية بصورة أكثر إتقانا وجودة وأنا أضع هذه الدراسة المتواضعة بين أيديهم بعد أفرغت ما مكنني الله فيها من جهد.وكما بينت سابقا فإن "الفصاحة" شيء آخر غير "البلاغة" كما اتضح من دراستنا السابقة لهذين المفهومين.
مفهوم الفصاحة في القرآن الكريم:
(يُتْبَعُ)
(/)
ورد لفظ الفصاحة في القرآن الكريم في قوله تعالى: "وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا" وقد وصف اللسان هنا بـ (الفصاحة)، وهذا يشير - وبصورة مباشرة - إلى أن الفصاحة متعلقة بالصوت واللفظ وليس لها أي تعلق بالمعنى -خلافا لما ذهب إليه الجرجاني، ويقال أن موسى عليه السلام كان في حجر فرعون - وهو صبي وليد - فلطم فرعون لطمة قوية، وأخذ بلحيته فنتفها؛ فغضب فرعون ودعا الذباحين الذي كان يأمرهم بذبح أبناء بني إسرائيل؛ فقالت امرأة فرعون: على رسلك؛ فإنه صبى لا يفرق بين الأشياء، ثم أتت بطستين في أحدهما جمر وفي الآخر جوهر؛ فأخذ موسى جمرة فوضعها في فيه على لسانه؛ فأحدث ذلك في لسانه رتة أو لثغة ولهذا كان فرعون يسخر منه عندما أرسل بقوله: " أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ " فالفصاحة هنا هي سلامة الصوت، وليس سلامة المعنى بحال، وهذا المفهوم يوافق تماماً مفهوم الفصاحة عند الجاحظ، حيث تراه يتحدث عن العيوب الصوتية كالتمتمة واللجلجة واللتغة والحبسة والحكلة واللفف والرتة والتقعير وغيرها من العيوب، وإذا كانت هذه الأمور الصوتية بالغة الأهمية عند الجاحظ فإنه قد استشهد بقول الشاعر في مدح خطبة:
صحت مخارجها وتمّ حروفها فله بذاك مزية لا تنكر
ومن المهم جداً ملاحظة أن الجاحظ لا يتناول صوت المفردة المجردة إطلاقاً؛ وإنما يتناول صوت الكلام مضموماً إلى بعضه عند النظم؛ ولهذا فإن مفهوم الفصاحة هو: جمال صوت الحروف وصوت المفردات وصوت الجمل عند النظم والتركيب، ومعلوم أن أهم محاسن الكلام - أن يرتبط بعضه ببعض وتلتئم أجزاؤه وتتفق مبانيه وتتناسب أطرافه وتنسجم مكوّناته؛ ويغدو سلس النظام خفيفا على اللسان حتى لكأنه بأسره كلمة واحدة؛ فيسلم بذلك من التفرّق والتنافر والتباين والاختلاف؛ يقول سيد قطب: (والتناسق المطلق الشامل هو الظاهرة التي لا يخطئها كل من تدبّر القرآن أبداً) ويقول ابن عطية - الذي جعل الصوت أحد وجوه المزية-: (وجه التحدي في القرآن إنما هو بنظمه وصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه)، ولا شك أن تجانس الألفاظ وانسجام أصواتها أمر تتفاوت فيه الأعمال الإبداعية تفاوتا بينا؛ حتى يصل إلى درجة الإعجاز في القرآن؛ حيث تكاد الأصوات المجردة أن تعبر عن معانيها من شدة دلالتها عليها. وهذا المفهوم البسيط هو المفهوم الذي نعتمده في هذه الدراسة، ولكن ذلك يستلزم شروطاً لا بد من مراعاتها، وهي:
1/ القرآن هو معيار الفصاحة:
اتفق أهل اللغة على أن الاعتداد بصحة اللغة وجعلها معياراً ينحصر في حقبة زمنية معينة؛ وهي العصر الذي سموه بعصر الاحتجاج؛ وأجمعوا على أن القمة التي لا تدرك والشأن الذي لا ينال في ذلك العصر هو القرآن، أي:أنه أفصح الفصيح؛ ولهذا فإن الجاحظ عندما فاضل بين لغة أهل البصرة وأهل مكة إنما فاضل بينهما بقربهما أو بعدهما عن القرآن، ولما كان الأمر كذلك؛ فليس من المعقول أن تصادم قواعد المتأخرين - الذين لم يعاصروا الفصاحة – القرآن؛ فنسلم بصحتها ابتداء، بل نقول بعدم صحة استنباطهم؛ وإن كانت هنالك أمور كثيرة غير ذلك تقدح في ذلك الاستنباط أيضا.
2/ الإعجاز مزية تجددت في اللغة:
معلوم أن مفردات اللغة ليست بمعجزة؛ وإن كانت مأخوذة من القرآن؛ إذ أنها مفردات متاحة ومستخدمة عند كل أحد من العرب؛ فلا يمكن الإعجاز فيها بحال، وهذا يقتضي أن يكون هنالك سبب حدث ومزية قد تجددت عند استخدام هذه المفردات في القرآن؛ يقول الجرجاني: (إن هذا الوصف ينبغي أن يكون وصفا قد تجدد بالقرآن وأمرا لم يوجد في غيره ولم يعرف قبل نزوله وإذا كان كذلك فقد وجب أن يعلم أنه لا يجوز أن يكون في الكلم المفردة) أي: هو في النظم بلا شك.
3 - النظم
(يُتْبَعُ)
(/)
لما كان النظم هو المعجز دون المفردات – فإن المفردة اللغوية الواحدة تختلف اختلافاً ظاهراً من نظم إلى نظم ومن تركيب إلى آخر؛ يقول الجرجاني: (إنا نرى اللفظة تكون في غاية الفصاحة في موقع ونراها بعينها فيما لا يحصى من المواضع وليس فيها من الفصاحة قليل ولا كثير، وإنما كان كذلك لأن المزية التي من أجلها نصف اللفظ في شأننا هذا بأنه فصيح - مزية تحدث من بعد أن لا تكون وتظهر في الكلام بعد أن يدخلها النظم، وهذا شيء إن أنت طلبته فيها - وقد جئت بها أفراداً لم ترم فيها نظماً ولم تحدث لها تأليف - طلبت محالاً) ويقول أيضا: (هل رأيت أحداً يقول: هذه اللفظة فصيحة؛ إلا وهو يعتبر مكانها من النظم وفضل مؤانستها لأخواتها)
وبهذا فقد اتضح أن الفصاحة لا تعلّق لها بمفردات اللغة في ذاتها؛ بل تكتسب ذلك من النظم والتركيب، ومعلوم أن المتكلم لا يفعل في مفردات اللغة شيئاً ولا يغير هيئاتها؛ وإنما يستخدمها كما هي؛ فلو أن كلمة "ضرب " في اللغة كانت "ربض" لما جاز للمتكلم أن يصلحها بل إنه إن فعل ذلك أفسد على نفسه وأفسد اللغة
ولما كانت الفصاحة ليست بصفة ذاتية في الألفاظ فإنك ترى الكلمة لطيفة جداً وفصيحة – حسب اللغة وحسب معايير اللفظيين - حتى إذا دخلت النظم اختلف بها الحال فقبحت؛ وإذا أردت مثالاً بيناً على ذلك فانظر إلى ألفاظ مثل (كنت، ولكن، كتم، ذاك، كما، كان) فهي كلمات فصيحة لا قبح فيها فإذا انضمت إلى بعضها وتلاقت ودخلت في التركيب والنظم وتكاملت قبحت كما في قول الشاعر:
لو كنت كتمت الحب كنت كما
كنا وكنت ولكن ذاك لم يكن
وانظر كذلك في قول الآخر:
وقبر حرب بمكان قفر
وليس قرب قبر حرب قبر
وقول الآخر:
ولا الضعف حتى يبلغ الضعف ضعفه
ولا ضعف ضعف الضعف بل مثله ألف
وقول الآخر
فقلقلت بالهمّ الذي قلقل الحشا
قلاقل عيس كلهن قلاقل
كما أن المفردة قد تحلو في تركيب وتقبح في تركيب آخر؛ ومن ذلك لفظ "يؤذى" في قوله تعالى: "فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ " فإنك تراها جميلة رائقة حتى إذا نظرت إليها في قول المتنبي:
تلذّ له المروءة وهي تؤذي ومن يعشق يلذّ له الغرام
فإنك تراها قد جاءت في البيت ضعيفة فحطت من قدره؛ يقول ابن الأثير: (هذا موضع غامض يحتاج إلى فضل فكرة وإمعان نظر ... وهذه اللفظة التي هي (تؤذي) إذا جاءت في الكلام فينبغي أن تكون مندرجة مع ما يأتي بعدها متعلقة به؛ كما في قوله تعالى، أما قول المتنبي فقد جاءت فيه منقطعة ثم جاء بعدها بكلام مستأنف) ولأجل ذلك تراها في الحديث وقد أضيف إليها كاف الخطاب فأصلحها وأزال ما بها من ضعف وركة؛ وهو قول صلى الله عليه وسلم: (بسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك) ومن ذلك أيضا لفظ "الأخدع" في قول الشاعر:
تلفت نحو الحي حتى وجدتني
وجعت من الإصغاء ليتا واخدعا
وفي قول الآخر
وإني وإن بلغتني شرف الغنى
وأعتقت من رقّ المطامع أخدعي
فإن لها في هذين المكانين ما لا يخفى من الحسن، ثم إنك تتأملها في بيت أبى تمام.
يا دهر قوّم أخدعيك فقد
أضججت هذا الأنام من خرقك
فتجد لها من الثقل على النفس ومن التنغيص والتكدير أضعاف ما وجدت هنالك من الروح والخفة والإيناس والبهجة، ورغم أن الجرجاني قد أتى بهذا النموذج لإثبات هذا الدليل في النظم المعنوي الذي يتوخى فيه معاني النحو – إلا أن هنالك في الأبيات جانباً صوتياً شديد الأهمية؛ وهو أن الحروف في البيتين الأوائل قد خفت أجراسها ولطفت فجاء مسموعها كوقع نسيم الآصال، أما بيت أبي تمام فإنك ترى في نظمه أصواتا شديدة الوقع (القافات التي تكررت ثلاث مرات، والتشديد في "قوّم" وتكرير الجيم، وتكرير الخاء وتكرير الدال وتكرير الهاء) هذا فضلاً عن تثنية "أخدعيك" الشديدة الثقل، ولا بد لكلمة بثقل أخدعيك إذا دخلت على نظم ثقيل التركيب أن تزداد قبحاً فتمجها الآذان، ولهذا فإن للتركيب والنظم أثره الكبير جداً على المفردة، ولذلك يقول الجرجاني: (فإنك تجد متى شئت الرجلين قد استعملا كلما بأعيانها ثم ترى هذا قد فرع السماك وترى ذاك قد لصق بالحضيض)
4/ الاعتداد بالنظم الصوتي:-
(يُتْبَعُ)
(/)
عوَّل الجرجاني على النظم في دراسة الإعجاز تعويلاً كبيراً؛ بل عدَّه الأصل الذي يدور عليه الأمر كله؛ إلا أنّ فكرة النظم باعتبارها محدداً للإعجاز لم تكن فكرة جديدة ابتدعها الجرجاني، وإنما تناولها قبله الكثيرون؛ وقد كان لهذه الفكرة تفسيرات متعددة وإيضاحات متنوعة لم يرض عنها الجرجاني ولم يعتد بها؛ ولأجل ذلك يقول: (إنّ المتعاطي القول في النظم والزاعم أنه يحاول بيان المزية فيه - وهو لا يعرض فيما يعيده ويبديه للقوانين والأصول التي قدمنا ذكرها ولا يسلك المسالك التي نهجناها- في عمياء من أمره)؛ ولهذا تراه يرفض قول القاضي عبد الجبار: (إن الفصاحة لا تظهر في أفراد الكلم وإنما تظهر بالضم على طريقة مخصوصة) وذلك لأن النظم عند القاضي لم ينتهج فيه نهج الجرجاني؛ ولهذا يقول الجرجاني أيضا: (ليس من عاقل يفتح عين قلبه إلا ويعلم ضرورة أنّ المعنى في ضمّ الكلم بعضها إلى بعض وتعليق بعضها ببعض لا أن ينطق بها في إثر بعض)
ورغم اعتصام الجرجاني الشديد بالمعنى ونبذه للصوت وراء ظهره؛ إلا أن لهذا الصوت أهميته أيضا؛ إذ أنه آلة الكلام والجوهر الذي يقوم به التقطيع، ومعلوم أن الكلام لا يكون كلاماً إلا بهذا التقطيع، ولما كان أمر الصوت على هذه الدرجة العالية من الأهمية - فقد أولى علماء القرآن مخارج الحروف عناية فائقة، وميّزوا بين الحروف في الصفات والمخارج فكان منها المهموس والمجهور وحروف الاستعلاء والاستفالة وغيرها.
والحق أن انسجام الأصوات وتناغم الحروف سمة ظاهرة معلومة لكل من عرف القرآن وأكثر سماعه؛ ولهذا جعل ابن عطية توالي هذه الأصوات حين يتجانس اللفظ وتظهر الفصاحة أحد المزايا التي يتبدى بها الإعجاز، ولما كان الأمر على الوجه الذي سبق – فإن القرآن العظيم قد بلغ الغاية في التقاء الصوتي وحسن الوقع في الأسماع؛ إذ أن له نظامه الصوتي الخاص الذي يشكّل اتساقاً في الصوت ليس بعده اتساق؛ ولأجل ذلك تجد العلماء قد تشددوا في الأداء والتجويد فلم يتركوا إدغاماً ولا إخفاء ولا مدّا ولا حرفاً من الحروف إلا أعطوه حقه، وما ذاك إلا لأن للقرآن نظاماً معيناً به تظهر روعة الصوت وجمال الجرس والنغمات.
وإذا كان القرآن في حلاوة الألفاظ وفصاحتها قد بلغ القمة فإن ذلك ليس بالأمر القاصر على موضع معين؛ بل هو أمر شامل ينتظم القرآن من أوله إلى آخره، ولاشك أن هذه الملازمة هي التي تجعل مسموع القرآن متميزاً عن مسموع سائر الكلام؛ وبهذا أيضا وقع التحدي وحصل التعجيز
وقد ذكر الله تعالى الحروف الهجائية التي تتركب منها الألفاظ في أوائل السور تحديا للبشر بأن يركبوها وينظموها فيأتوا بمثل القرآن؛ يقول ابن كثير: (ذكرت هذه الحروف في أوائل السور التي ذكرت فيها بياناً لإعجاز القرآن، وأن الخلق عاجزون عن معارضته بمثله؛ هذا مع أنه مرّكب من هذه الحروف المقطعة التي يتخاطبون بها؛ وقد حكى هذا المذهب الرازي في تفسيره والمبرد والمحققون، وحكى القرطبي عن الفراء وقطرب نحو هذا ووزره الزمحشري في كشافه ونصره أتم نصر وإليه ذهب الشيخ الإمام العلامة أبو العباس ابن تيمية)
ويقول الإمام القرطبي رحمه الله عن ذلك: (إن الحروف المذكورة في أوائل السور هي حروف المعجم التي استغنى بذكر ما ذكر منها عن بواقيها التي هي تتمة الثمانية والعشرين … ومجموع هذه الحروف (المذكورة) أربعة عشر حرفاً … يجمعها قولك (نص حكيم قاطع له سر) وهي نصف الحروف عدداً؛ والمذكور منها أشرف من المتروك وبيان ذلك من صناعة التصريف؛ وهذه الحروف الأربعة عشر على أنصاف أجناس الحروف يعني من المهموسة والمجهورة ومن الرخوة والشديدة ومن المطبقة والمفتوحة ومن المستعلية والمنخفضة ومن حروف القلقلة … ومن قال من الجهلة إن في القرآن ما هو تعبدي لا معنى له بالكلية - فقد أخطأ خطأ كبيراً)
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول سيد قطب: (هذه الأحرف المتقطعة التي تبدأ بها بعض السور اخترنا في تفسيرها أنها نماذج من الحروف التي يتألف منها هذا القرآن، فيجيء نسقا جديدا لا يستطيعه البشر مع أنهم يملكون الحروف ويعرفون الكلمات، ولكنهم يعجزون أن يصوغوا منها مثلها). وقال القاضي أبو بكر (إنما جاءت على نصف حروف المعجم كأنه قيل: من زعم أن القرآن ليس بآية فليأخذ الشطر الباقي ويركب عليه لفظا معارضة للقرآن، وقد علم ذلك بعض أرباب الحقائق)
ولما كانت ألفاظ العرب التي نزل عليها القرآن مكونة من حرف وحرفين وثلاثة أحرف وأربعة وخمسة لا أكثر، فقد جاءت تلك الحروف الاستفتاحية كذلك؛ إذ أن منها ما جاء على حرف نحو:
(ص، ن، ق)
ومنها ما جاء على حرفين نحو:
(حم)
ومنها ما جاء على ثلاثة أحرف نحو:
(ألم) و (ألر)
ومنها ما جاء على أربعة أحرف نحو:
(ألمر) و (ألمص)
ومنها ما جاء على خمسة أحرف نحو:
(كهيعص) و (حمعسق)
وإذا كانت هذه الحروف قد جاءت على نظام معين وطريقة مخصوصة – فإن ذلك لأبلغ دليل على الإعجاز الصوتي الذي يدل دلالة واضحة على أن للقرآن اتساقاً صوتياً ونظاماً متحدى به، ولأجل ذلك فسر بعض العلماء قوله تعالى:) اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ (بأن كون القرآن مثانى متشابها، أي: يشبه الحرف فيه الحرف في نمط معين ونظام مخصوص يدل على اتساق صوتي مؤثر ليس له من مثيل ولا نظير.
5 - تعلّق الألفاظ "كأصوات" بمعانيها:
رغم أن هذه النظرية تستند استناداً أساسيا على الألفاظ والأصوات والأجراس والأصداء، إلا أن الصوت يتعلّق أشد ما يكون التعلّق بمعناه؛ إذ أن الألفاظ خدم للمعاني ومصرفة على حكمها كما يقول الجرجاني، ولهذا لا يمكن عزل المعاني عن الأصوات والاهتمام بالألفاظ دون معانيها.
وإذا كانت اللغات الإنسانية عموماً هي أصوات متقطعة يعبّر بها كل قوم عن أغراضهم فقد ذهب الخليل بن أحمد الفراهيدي وابن جنى إلى أن هنالك تناسباً بين أصوات اللغات وأصوات الطبيعة؛ بل هي محاكاة لها وتقليد لأصواتها نحو دويّ الريح وأزيز القدر وخرير الماء ونعيق الغراب وصهيل الفرس؛ قال ابن جني: (كأنما توهّموا أن في صوت الجندب استطالة فقالوا (صرّ) وفي صوت البازي تقطيعا فقالوا (صرصر) وقد اختار العرب –حسب رأي هولاء العلماء – لأكل الرطب (الخضم) ولأكل اليابس القضم فاختاروا الخاء - لرخاوتها - للرطب، والقاف – لصلابتها- لليابس) ويقول ابن القيم: (ولقد كنت لا أعلم موضوع اللفظ وآخذ معناه من قوة لفظه ومناسبة تلك الحروف لذلك المعنى ثم أكشفه فأجده كما فهمته أو قريبا منه؛ فحكيت لشيخ الإسلام (أي ابن تيمية) هذا عن ابن جني؛ فقال: وأنا كثيرا ما يجري لي ذلك، ثم ذكر لي فصلا عظيم النفع في التناسب بين اللفظ والمعنى ومناسبة الحركات لمعنى اللفظ، وأنهم في الغالب يجعلون الضمة التي هي أقوى الحركات للمعنى الأقوى والفتحة الخفيفة للمعنى الخفيف والمتوسطة للمتوسط؛ فيقولون: عزّ يعزّ بفتح العين إذا صلب وأرض عزاز صلبة، ويقولون: عزّ يعزّ بكسرها: إذا امتنع؛ والممتنع فوق الصلب فقد يكون الشيء صلبا ولا يمتنع على كاسره، ثم يقولون: عزّه يعزه: إذا غلبه؛ قال الله تعالى في قصة داود عليه السلام): وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (والغلبة أقوى من الامتناع؛ إذ قد يكون الشيء ممتنعا في نفسه متحصنا من عدوه ولا يغلب غيره؛ فالغالب أقوى من الممتنع فأعطوه أقوى الحركات والصلب أضعف من الممتنع فأعطوه أضعف الحركات والممتنع المتوسط بين المرتبتين فأعطوه حركة الوسط).
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول ابن القيم أيضا: (تأمل الألفاظ التي فيها الميم؛ كيف تجد الجمع معقودا بها؟؛ مثل: لم ّ الشيء يلمّه: إذا جمعه ومنه: لم الله شعثه؛ أي: جمع ما تفرق من أموره، ومنه قولهم: دار لمومة؛ أي: تلمّ الناس وتجمعهم، ومنه: (وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَّمًّا) وجاء في تفسيرها: يأكل نصيبه ونصيب صاحبه؛ وأصله من اللم وهو: الجمع، كما يقال: لفه يلفه، ومنه ألم بالشيء: إذا قارب، ومنه اللمم وهو: مقاربة، ومنه الملمة وهي: النازلة التي تصيب العبد، ومنه اللمة وهي: الشعر الذي قد اجتمع وتقلص حتى جاوز شحمة الأذن، ومنه تمّ الشيء وما تصرف منها؛ ومنه بدر التم: إذا كمل واجتمع نوره، ومنه التوأم للولدين المجتمعين في بطن، ومنه الأم؛ وأم الشيء: أصله الذي تفرع منه فهو الجامع له، وبه سميت مكة أم القرى والفاتحة أم القرآن واللوح المحفوظ أم الكتاب)
ويعلق ابن القيم على ذلك بقوله: (وهذا أكثر من أن يحاط به وإن مد الله في العمر وضعت فيه كتابا مستقلا إن شاء الله تعالى، ومثل هذه المعاني يستدعي لطافة ذهن ورقة طبع ولا تتأتى مع غلظ القلوب والرضى بأوائل مسائل النحو والتصريف دون تأملها وتدبرها)
وقد ذهب ابن سينا إلى أن كل حرف من حروف اللغة يحكى صوتاً في الطبيعة؛ فالعين تشبه صوت إخراج هواء بعنف من مكان رطب، والقاف تسمع مثالها من فلق الأجسام وشقّها، والراء من تدحرج كرة على لوح
والحق أن العبرة ليست بدلالة صوت الحروف أو الكلمات المفردة على معانيها وإنما العبرة يدلالة صوت النظوم والجمل الكبرى على معانيها؛ وهذه مزية لا تتوفر في غير القرآن إلا نادرا جدا، ولما كان الأمر على الوجه الذي سبق فليس العبرة في تخيّر اللفظ لغرابته وإنما العبرة بتصويره للمعنى العام وانسجامه مع بقيه العناصر المكونة للكلام؛ ولذلك انتفت صفة الجزالة أو العذوبة المفردة وكانت العبرة بتكامل هذه المفردات وانسجام حروفها لتشكل كلا متكاملاً، وإذا أردت دليلاً بيناً على ذلك فانظر إلى تخيّر المفردات في القرآن حيث تتكامل المفردات فتحدث صوتاً ذا دلالة خاصة تناسب المعنى العام، وفي هذه الحالة لا تستقل المفردة يحرسها عن بقية المفردات؛ فإذا ما قرأت سورة الناس متوالية وجدت الألفاظ تصور وسوسة (الوسواس الخناس) تصويراً كاملاً، ومثلها سورة العاديات فإنك تجد في موسيقاها خشونة ودمدمة وفرقعة تناسب الجو الصاخب المعفر؛حتى تكاد تسمع فيه وقع السنابك وبعثرة القبور، والأمر كذلك في بعض الأعمال الإبداعية إذا بلغت في بعض جوانبها شأوا بعيداً من الإبداع؛ انظر إلى قول لبيد:
حتى إذا قلقت رحالتها وأسبل نحرها
وابتلّ من زبد الحميم حزامها
ألا ترى الحاءات المتتالية التي تكاد تسمع منها أنفاس الفرس وحمحمته
ولاشك أنك إذا تأملت قوله تعالى:
) َواشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا (
فإنك واجد صوت الاشتعال السريع الذي بصوره صوت الهمزة بانضمامها إلى الشين والتاء في (واشتعل) مضافاً إليها صوت السين والشين والياء في (الرأس شيباً) وقد حكى كل ذلك صوت النار في اشتعالها – ولعل ابن الفارض قد أحسّ بذلك فأراد اقتفاء أثره فأخفق في قوله:
سهم شهم القوم أشوي، وشوى سهم ألحاظكم أحشائي شيء
أي شيء مبرد حرا شوى للشوى حشو أحشائي أي شيء
لقد خانه التعبير فاصطدمت القصيدة بأبيات تخدش السمع بموسيقاها المتنافرة التى كأنها شوك يتقصف بين مشفري بعير
ولما كانت الألفاظ المفردة لا تعتبر لوحدها ولا تعرف المزية في أنفسها وإنما يعرف ذلك من خلال انضمامها إلى سائر أجزاء الكلام – فإن حلاوة الصوت أو جزالته وقوته ينبغي أن ينظر إليها من خلال تأديتها للمعنى العام ومن خلال النظم التي هي جزء لا يتجزأ منه.
وهذا المفهوم الذي حدّد للفصاحة في هذه الدراسة - بشروطه المتعددة- يمكن أن يطبّق في دراسة فصاحة القرآن؛ من خلال الكلمة داخل النظم والجمل والفواصل والسور وغيرها، وهذا التقسيم إنما هو تقسيم لأجل الدراسة؛، وتفصيل ذلك كالآتي:
فصاحة المفردات القرآنية:
(يُتْبَعُ)
(/)
إن المفردات المترادفة - وإن تقاربت معانيها جدا - فإنها من ناحية الصوت والجرس تختلف اختلافا كبيرا؛ ولذلك فإن المفردات قد تحسن في النظوم من أجل صوتها؛ إذ يمكن بذلك أن تشكل مع المفردات الأخرى صوتا مميّزا يكون أكثر دلالة على المعنى؛ ولهذا فإن المفردات القرآنية لا يحسن غيرها إن وضع في مكانها؛ إذ أن نظم القرآن قد أحكم إحكاما معجزا سواء من ناحية المعنى أو ناحية اللفظ والجرس؛ يقول القرطبي: (لو نزعت منها لفظة ثم أدير لسان العرب أن يوجد أحسن منها لم يوجد)
وإذا كان اللفظييون قد أنكروا – بمعاييرهم السقيمة نلك – بعض الألفاظ لطولها أو ثقلها أو غير ذلك مما ذكروا؛ فإنك نجد في نظم القرآن كلمة طويلة أو ثقيلة لا يحسن غيرها إن جعل في مكانها؛ إذ تكون هي أنسب الألفاظ على الإطلاق في ذلك الموضع من حيث أداؤها وجرسها وغير ذلك، وإذا أردت دليلا واضحا على ذلك فانظر إلى لفظ (أنلزمكموها) في قوله تعالى:) قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ أن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّيَ وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ (ألا تحسّ أن اللفظ نفسه يصور جو الإكراه بإدماج هذه الضمائر وشد بعضها إلى بعض كما يدمج الكارهون مع ما يكرهون وهم عنه نافرون
وانظر كذلك إلى الأثر الجمالي لكلمة (اثا قلتم) بكل تقلها داخل النظم القرآني في قوله تعالى:) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إذا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إلى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ (ألا تجد أن لفظ (اثاقلتم) قد رسم صورة شاخصة يتصوّر فيها الخيال ذلك الجسم المتثاقل يرفعه الرافعون في جهد فيسقط من أيديهم في تقل؛ ولو أنك خفّفت الجرس وقلت (تثاقلتم) مثلاً أو عدلت إلى لفظ آخر أكثر خفة لضاع الأثر وتوارت الصورة المطلوبة ثم انظر إلى قوله:) الأَرْضِ أَرَضِيتُم (الذي يصور هولاء المتثاقلون وكأنهم التصقوا بالأرض التصاقا؛ وهذا النوع من التعبير هو الذي يسميه البلاغيون بتجنيس الإطلاق
وانظر كذلك إلى الأثر الجمالي لكلمة (القصم) في قوله تعالى الذي يعرض مشهدا حيا من الاستئصال:) وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إذا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إلى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ (والقصم: أشد حركات القطع، أو هو: كسر الشيء الصلب، وجرسها اللفظي يصور معناها، ويلقي ظل الشدة والعنف والتحطيم والقضاء الحاسم على القرى التي كانت ظالمة؛ فإذا هي مدمرة محطمة. ومن الملاحظ أن الله تعالى قد أوقع الفعل (القصم) على (القرى)؛ ليشمل ما فيها ومن فيها، وعند الإنشاء أوقع الفعل على (القوم) الذين ينشأون ويعيدون إنشاء القرى
وانظر كذلك إلى الأثر الجمالي لكلمة (خرقوا) في نظم قوله تعالى:) وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتعالى عَمَّا يَصِفُونَ (وخرقوًا أي: اختلقوا، وفي لفظها جرس خاص وظل خاص؛ يرسم مشهد الطلوع بالفرية التي تخرق وتشق وخرقوا له بنين عند اليهود والنصارى:عزير و المسيح، وعند المشركين بنات هنّ الملائكة، وقد زعموا أنهم إناث، ولا يدري أحد طبعا لماذا هم إناث! فالادعاءات كلها لا تقوم على أساس من علم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وانظر كذلك إلى الأثر الجمالي لكلمة (كبكبوا) في نظم قوله تعالى:) فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (وأصل الكلمة (كببوا)، ولكنه عذل عنها - في اللغة – إلى (كبكبوا)؛ فأبدل من الباء كافا استثقالا للتضعيف، ولا شك أننا لنكاد نسمع من جرس اللفظ (كبكبوا) المعدول إليها صوت تكفئهم وتساقطهم بلا عناية ولا نظام و (كبكبوا) أي: قلبوا على رءوسهم، وقيل طرح بعضهم على بعض، فهو لفظ مصور بجرسه لمعناه
وانظر كذلك إلى الأثر الجمالي لكلمة (الصاخة) في نظم قوله تعالى:) فَإِذَا جَاءتِ الصَّاخَّةُ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ ......... (والصاخة لفظ ذو جرس عنيف نافذ، يكاد يخرق صماخ الأذن، وهو يشق الهواء شقا، حتى يصل إلى الأذن صاخا، وهو يمهد بهذا الجرس العنيف للمشهد الذي يليه: مشهد المرء يفر وينسلخ من أولئك الذين تربطهم به وشائج وروابط لا تنفصم؛ ولكن هذه الصاخة تمزق هذه الروابط والوشائج تمزيقا وتقطعها تقطيعا
وانظر كذلك إلى الأثر الجمالي لكلمة (أيان) في نظم قوله تعالى: َ) بلْ يُرِيدُ الْإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ (والسؤال بأيان - هذا اللفظ المديد الجرس - يوحي باستبعاده لهذا اليوم؛ وذلك تمشيا مع رغبته في أن يفجر ويمضي في فجوره، لا يصده شبح البعث وشبح الآخرة أيان أي متى؛ ولكنه عدل من اللفظ القصير إلى الطويل للاستبعاد، ومن ثم كان الجواب على التهكم بيوم القيامة واستبعاد موعدها سريعا خاطفا حاسما، ليس فيه تريث ولا إبطاء حتى في إيقاع النظم وجرس الألفاظ. وكان مشهدا من مشاهد القيامة تشترك فيه الحواس والمشاعر الإنسانية، والمشاهد الكونية:) فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ وَخَسَفَ الْقَمَرُ وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ يَقُولُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ كَلَّا لَا وَزَرَ إلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (فالبصر يخطف ويتقلب سريعا سريعا تقلب البرق وخطفه، والقمر يخسف ويطمس نوره، والشمس تقترن بالقمر بعد افتراق ويختل نظامهما الفلكي المعهود؛ حيث ينفرط ذلك النظام الكوني الدقيق.
وانظر كذلك إلى الأثر الجمالي لكلمة (حاصبا) في نظم قوله تعالى:) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا (والحاصب: الريح تحمل الحصا، ولفظة الحاصب ذات جرس كأنه وقع الحجارة، وفيه شدة وعنف تناسب جو المشهد
وليس الأمر كما ذكرنا فحسب؛ بل إن بعض المفردات القرآنية قد تأخذ شكلا مختلفا من الناحية الصوتية حتى ليبدو أنه نقيض لمعناه الجزئي أحيانا؛ وذلك ليناسب المعنى العام أو الجو العام؛ ومن ذلك قوله تعالى –الذي يتناول علم الله تعالى بالخفيات-: "سَوَاء مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ "وكلمة (سارب) تكاد بظلها تعطي عكس معناها، فظلها ظل خفاء أو قريب من الخفاء. والسارب: الذاهب؛ قال ابن عباس وقتادة ومجاهد: السارب الذاهب الظاهر؛ فالحركة فيها هي المقصودة في مقابل الاستخفاء، هذه النعومة في جرس اللفظ وظله مقصودة هنا كي لا تخدش الجو: جو العلم الخفي اللطيف الذاهب وراء الحمل المكنون والسر الخافي والمستخفي بالليل والمعقبات التي لا تراها الأنظار، فاختار اللفظ الذي يؤدي معنى التقابل مع المستخفي ولكن في لين ولطف وشبه خفاء
فصاحة الجمل القرآنية:
سبق أن تخيّر المفردة حتى تناسب حروفها غيرها؛ فيصير الكلام كأنما سبك سبكاً واحداً وأفرغ إفراغاً واحداً – لهو أمر في غاية الأهمية عند تلمس الفصاحة، ولاشك أن القرآن قد بلغ في ذلك حدا تعجز عنه قوى الخلق وتتقاصر دونه ملكاتهم؛ إذ أنه قد تخيّر - في تأدية المعنى - من المفردات ما هو أحسنها في جانبها الصوتي وما هو أكثرها ملاءمة لصوت الآية عموماً، فأخرج بذلك صوتاً متلائماً ليس مثله من صوت حتى يعبر بهذا الصوت عن المعنى العام؛فضلا عن الخصائص الأخرى التي ليس من شأننا الخوض فيها بهذا الموضع؛ ولهذا فإنه لا انفصال بين الدلالة المعنوية والدلالة الصوتية في القرآن؛ إذ هما يتكاملان تكاملا في إخراج المعنى المراد، وإذا أردت أدلة بينة لذلك فانظر إلى قوله تعالى:) كَلَّا إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ وَقِيلَ
(يُتْبَعُ)
(/)
مَنْ رَاقٍ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (تجد أن تكرار القافات والراءات والسينات كأنما يصور القرقرة والسكرات وخروج الروح، إنه مشهد الاحتضار، يواجههم به النص القرآني كأنه حاضر، وكأنه يخرج من ثنايا الألفاظ. وكذلك قوله تعالى:" مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاء وَلاَ إِلَى هَؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً" انظر فيها إلى عبارة (مذبذبين بين) التي يسميها البلاغيون بالجناس المذيل أو المتوج، وإلى عبارة (لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء) تجد أن اللفظ يصور بجرسه موقف الذبذبة، والأرجحة والاهتزاز وعدم الاستقرار والثبات، وهي صورة كريهة - بلا شك - في حس المؤمنين؛ إذ تثير في نفوسهم الاحتقار والاشمئزاز
وانظر كذلك إلى قوله تعالى:" أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" إن عبارة (جرف هار فانهار) التي يسميها البلاغيون بالجناس المرفق تصور بالفاءات المتكررة صوت الانزلاق وبالراءات المتكررة صوت التدحرج وبالهاءت والألفات المدى البعيد في الهاوية، إنه مشهد عجيب، حافل بالحركة المثيرة ترسمه وتحركه بضع كلمات، والحركة في هذا المشهد سريعة عنيفة، إن البنيان قائم على حافة جرف مخلخل مستعد للانهيار، إن الصوت يصوره وكأننا نبصره؛ إنه يتأرجح؛ إنه ينهار؛ إنه ينزلق؛ إنه يهوي؛ إن الهوة تلتهمه؛ يا للهول! إنها نار جهنم.
وكذلك فوله تعالى: "فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ" انظر إلى هذه العبارة العذبة (فروح وريحان) التي تثير بحروفها الهامسة اللينة في النفس انبساطا وانشراحا ليس بعده انبساط وانشراح؛ يقول سيد قطب: (الألفاظ ذاتها تقطر رقة ونداوة وتلقي ظلال الراحة الحلوة، والنعيم اللين والأنس الكريم)
وانظر كذلك إلى قوله تعالى:) فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (ومعلوم أن لفظي (اسطاعوا واستطاعوا) بمعنى واحد وهو الإشارة إلى القدرة والإمكان؛ إلا أنك تجد أنهما قد اختلفا اختلافاً بيناً في الناحية الصوتية، حيث جاء لفظ (اسطاعوا) الذي كأنه يصور صوت انزلاق القدم على السطح الأملس مع ذكر (يظهروه) أي: يعلوه، ومن الواضح أنهم لم يكن لهم من حيلة فيه من صعود لارتفاعه وانملاسه، ولكن التعبير القرآني قد عدل عن الإدغام في الموضع الآخر (استطاعوا) في مقام الخرق؛ وكأن فك الإدغام (تطا) إظهاراً لصوت الحفر في معدن السدّ، فانظر كيف اختلف الجانب الصوتي في اللفظ الواحد باختلاف المقامات والمواضع.
وانظر كذلك إلى قوله تعالى: "وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ"تجد أن الجو كله يسر وراحة ونعيم. والألفاظ مختارة لتتسق بجرسها وإيقاعها مع هذا الجو الحاني الرحيم، حتى "الحزن" لا يتكأ عليه بالسكون الجازم. بل يقال "الحزَن" بالتسهيل والتخفيف والنصب واللغوب لا يمسانهم مجرد مساس، والإيقاع الموسيقي للتعبير كله هادئ ناعم رتيب. ثم نتلفت فجأة إلى الجانب الآخر فنرى القلق والاضطراب وعدم الاستقرار على حال: فيطرق أسماعنا صوت غليظ محشرج مختلط الأصداء، متناوح من شتى الأرجاء، إنه صوت المنبوذين في جهنم: وهم (يصطرخون) فيها وجرس اللفظ نفسه يلقي في الحس هذه المعاني جميعاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
وليس ذلك فحسب؛ بل إن التعبير القرآني قد يعدل عن اللفظ السهل إلى اللفظ غير المألوف إذا كانت المفردات الأخرى في النظم كذلك، والأمر بالعكس أيضا، وإذا أردت دليلاً واضحا في ذلك فانظر إلى قوله تعالى: "قَالُواْ تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا"فمن الملاحظ أن الله سبحانه تعالى لما أتى بأغرب أنواع القسم (التاء) التي هي أقل استعمالاً وأبعد عن أفهام العامة من الباء والواو – فقد قرن ذلك بأغرب صيغ الأفعال التي ترفع الأسماء وتنصب الأخبار (تفتأ)، ومعلوم أن (كان) وما قاربها أعرف عند الكافة من (تفتأ) وكذلك لفظ (حرضا) أغرب من جميع ألفاظ الهلاك الأخرى، فاقتضى حسن الوضع أن تجاور كل لفظة بلفظة من جنسها في الغرابة أو الاستعمال توخياً لحسن الجوار حتى تتعادل الألفاظ في الوضع وتتناسب في النظم، ألا ترى أن الله تعالى قال في غير هذا الموضع: "وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ"وذلك لأنه لما كانت الألفاظ المجاورة لهذا القسم كلها مستعملة متداولة فإنه لم يأت فيه لفظ غريب يفتقر إلى مجاورة ما يشاكله في الغرابة
ومن الملاحظ أن الآيات أو الجمل القرآنية لا تثقل أو تقبح أبدا؛ وإن اشتملت على كافة الحروف العربية؛ ومن ذلك - على سبيل المثال –قوله تعالى:) ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (ولاشك أن في هذه الآية ملاحظات تكشف الوضع الصوتي المنتظم والانسجام الدقيق لحروف القرآن، وهذه الملاحظات تتمثل في الآتي:
1. جمعت الآية جميع حروف الهجاء الثمانية والعشرين واشتملت على أجناس الحروف الثقيلة منها؛ ومع ذلك لم تفقد سلاستها بل زادها ذلك جمالاً وروعة ومزج نغمة الفصاحة فيها.
2. تكرر كل من الألف والياء – وهي أخف حروف الهجاء وتنقلب أحدهما إلى الأخرى – إحدى وعشرين مرة في هذه الآية.
3. معلوم أن الميم والنون (مع التنوين) متشابهتان ويمكن أن تحلّ كل واحدة محل الأخرى، وهذان الحرفان قد ورد كل منهما في هذه الآية ثلاث وثلاثين مرة.
4 - أن الطاء والضاد والذال والزاي حروف متآخية حسب المخرج والصفة وقد ورد كل واحد منها مرتين في هذه الآية الكريمة.
5 - أن الصاد والسين والشين حروف متآخية حسب المخرج والصفة؛ وقد ورد كل واحد منها ثلاث مرات.
6 - معلوم أن الهمزة والهاء متآخيتان في المخرج ولكن الهاء أخف من الهمزة بدرجة، ولأجل ذلك ذكرت الهمزة ثلاث عشرة مرة والهاء أربع عشر مرة.
فصاحة الفواصل القرآنية:
للفواصل القرآنية جماليات وفنون ودلالات ومعاني خاصة ولا يدانيها في ذلك قوافي الشعر ولا نهايات الأسجاع؛ وقد تأخذ هذه الفواصل أشكالا معينة عند كل معنى من المعاني؛ يقول سيد قطب: (إن كل سورة من سور القرآن تغلب فيها قافية معينة لآياتها - والقوافي في القرآن غيرها في الشعر، ففي القرآن القافية ليست حرفا متحدا، ولكنها إيقاع متشابه - مثل: " بصير، حكيم، مبين، مريب" و "الألباب، الأبصار، النار، قرار" و "خفيا، شقيا، شرقيا، شيئا" ....... إلخ، وتغلب القافية الأولى في مواضع التقرير، والثانية في مواضع الدعاء، والثالثة في مواضع الحكاية) وهذه الملاحظة دقيقة جدا؛ إذ أن هذه الفواصل القرآنية قد تأخذ أشكالا متعددة بحسب المعنى كما سيأتي، ونهايات الآي هذه أو الفواصل لا تسمى قوافي ولا سجعا عند كثير من العلماء؛ وذلك لأسباب جوهرية؛ ولاشك أن المشابهة السطحية بين فواصل القرآن وبين أسجاع العرب قد توهم الناظر غير المتأمل أن الأمرين واحد، ولكن عند النظر الدقيق يتبين الفرق الشاسع والبون البعيد بينهما؛ ولأجل ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
اختلف العلماء في تسمية الفواصل سجعاً فانقسموا فريقين: فريق لم ير بأساً في ذلك وفريق تشدد في ذلك غاية التشدد نحو الإمام الباقلاني والرماني وغيرهما.
ولاشك أن صاحب النظر المتعجل ليحسب أن هذه الآراء المتشدّدة ما هي إلا تزمّت وتحكّم، ولكن الأمر عند إنعام النظر يختلف؛ وذلك لأن الفواصل القرآنية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بأمور في غاية الأهمية؛ وتفصيل ذلك كالآتي:-
1. إن الفواصل ترتبط ارتباطاً وثيقاً بكل الجملة القرآنية؛ وليست هي بأمر صوتي محض يحدد النهايات؛ إذ أنها جزء من كلٍ معجز، وليس للجزء إذ ما تجرد عن الكل من حكم ولا معنى؛ كما سبق.
2. إن الفواصل القرآنية ترتبط بالمعنى ارتباطاً محكماً، ولأجل ذلك فإنها قد تتغير بحسب تغير المعنى، كما سيأتي.
3. إن الفواصل القرآنية ليست بجارية على قانون السجع الذي تتوافق فيه الحروف النهائية توافقاً مضطّرداً.
4. إن السجع يأتي في أغلب الأحيان متكلّفاً سمجاً وليست كذلك فواصل القران، ومن المشهور أن النبي صلى الله عليه وسلم قد كره السجع المتكلف وأنكره؛ وما إنكاره صلى الله عليه وسلم لهذه الظاهرة إلا لأجل إكراه المعاني ومراعاة اللفظ، وليس العيب في السجع نفسه كما ذكر الجاحظ
والحق أن الفواصل القرآنية ما جاءت مضطردة أو متنوعة إلا لأجل المعنى، فهي لا تستكره المعاني مراعاة للألفاظ والأجراس أصلاً، بل إن الجانب المعنوي واللفظي للإعجاز قد ارتبطا في القرآن ببعضهما ارتباطاً وثيقاً بحيث لا يمكن أن يضام أحدهما لأجل الآخر، إلا أن الفواصل القرآنية قد تعدل عن المعتاد وتسلك مسالك أخرى من التعبير؛ وقد أحصى الباحث من كلام المفسرين والعلماء أكثر من عشرين شكلاً من أشكال العدول في الفواصل القرآنية، وهذه الأشكال قد توهم غير المتأمل أنها مراعاة للفواصل والأسجاع، ولكن الأمر بخلاف ذلك عند إنعام النظر، ومن أشكال العدول الكثيرة في الفاصلة القرآنية ما يأتي:
1/ إفراد ما حقه التثنية:وذلك نحو قوله تعالى: "فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى"
2/ إفراد ما حقه الجمع:وهذا نحو قوله تعالى: "فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ"
3/ إيثار أغرب اللفظين:وذلك نحو قوله تعالى: "تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى"
4/ إيقاع صيغة المفعول موقع صيغة الفاعل: نحو قوله تعالى: "جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا" أي: ساتراً.
5 - حذف كلمة أو صفة: قد تحذف من الجملة القرآنية صفة أو كلمة لتكون الكلمة التي هي قبلها فاصلة؛ وذلك نحو قوله تعالى: "بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ"أي: شراب كثير.
ورغم أن العدول قد يبدو لغير المتأمل أنه مراعاة للصوت الجزئي في أواخر الآيات دون المعنى؛ إلا أن الأمر أعمق من ذلك بكثير، حيث أن الفاصلة إنما جاءت كذلك لأن المعنى يقتضي هذا العدول وبصورته التي بها جاءت، فلو ذهبت تنزع هذه الفواصل وتأتي بغيرها لم يحسن المعنى، ثم إن الاعتبار إنما هو بصوت المفردات القرآنية كلها، وليس لمراعاة مفردة واحدة من معنى كما سبق.
وإذا كان الأمر كما سبق فإنه يمكن النظر إلى معاني تلك الفواصل التي عدلت عن الأسلوب المعتاد، ففي إفراد ما حقه التثنية في قوله تعالى:) فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (كان الخطاب لآدم عليه السلام وزوجه حواء؛ ولكن الله تعالى قد ثنى في قوله (يخرجنكما) ثم أفرد في (تشقى) وذلك لأن النفقة كما قررها الله تعالى أصلاً على الزوج، ولأجل ذلك لم يقل (فتشقيان)؛ وهذا الأمر جار في أبناء آدم وبنات حواء؛ إذ أن النفقة الواجبة على الزوجة في الشريعة هي: الطعام والشراب والسكن والكسوة بدلالة قوله تعالى: " إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى" فإن زاد الزوج على ذلك فهو مأجور، وبهذا فقد اتضح أنه لم يبق لمن يتوهم أن الإفراد كان لمراعاة الفاصلة – من قول.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما إفراد ما حقه الجمع في قوله تعالى: "فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ" فقد ذهب المفسرون إلى أن النهر هو الضياء والسعة ومنه اشتق النهار؛ وليس المقصود الماء، وهذا يدل على أن الجنة لا ظلام فيها، ويقول سيد قطب: " لفظ في جنات ونهر يلقي ظلال النعماء واليسر حتى في لفظه الناعم المنساب، وليس لمجرد إيقاع القافية تجيء كلمة "نهر" بفتح الهاء. بل كذلك لإلقاء ظل اليسر والنعومة في جرس اللفظ وإيقاع التعبير"
أما إيثار أغرب اللفظين في قوله تعالى: "تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى" فمعلوم -كما سبق - أن المفردات القرآنية قد تأتي مألوفة أو غريبة مراعاة للمعنى، وقد جاء اللفظ الغريب هنا لأنه أقوى في الدلالة وأحسن في التعبير من المألوف، ولو قال (ظالمة) أو (جائرة) لتواري الأثر المنشود؛ إذ أن المشركين لما جاءوا بأغرب الأفعال وهي رغبتهم في البنين ورفضهم للإناث؛ فإذا يشّر أحدهم بأنثى ظل وجهة مسوّداً وهو كظيم؛ وهو مع ذلك يقول إن الملائكة بنات الله، فهل من المعقول أن يكره الإنسان أمراً ثم يرضاه لله تعالى! إن ذلك لأمر غريب، ولما جاء المشركون بأغرب الأفعال عبّر الله تعالى عنها بأغرب الألفاظ؛ وهذا أمر يدل على الترابط القوي بين الألفاظ والمعاني في القرآن العظيم.
أما إيراد صيغة المفعول موقع صيغة الفاعل قي قوله تعالى: "جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا" فمعلوم في اللغة والقرآن وقوع صيغة المفعول موقع صيغة الفاعل ووقوع صيغة الفاعل موقع صيغة المفعول كثيراً؛ بل من المعروف أن لذلك قاعدة بلاغية وهي المجاز العقلي، ولهذا فليس من الغرابة في شيء وقوعها في الفاصلة، وليس ذلك فحسب يل إن هناك وجها أكثر قوة من ذلك؛ حيث إن هذه القاعدة نفسها للباحث فيها نظر؛ يقول الإمام الطبري: (وكان بعض نحويي أهل البصرة يقول - في قوله تعالى حِجَابًا مَّسْتُورًا -: حجاباً ساتراً ولكنه أخرج – وهو فاعل – في لفظ مفعول ... وكان غيره من أهل العربية يقول: معناه حجاباً مستوراً عن العباد فلا يرونه، وهذا القول الثاني أظهر بمعنى: أن المستور هو الحجاب) وهذا المعنى أبلغ من ذلك الأول.
أما حذف الصفة في قوله تعالى:) بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ (فمعلوم أن الحذف من الأمور البلاغية التي تقع في القرآن، ومعلوم عند علماء البلاغة أن الحذف أبلغ من الذكر، ولما كان الأمر كذلك فإن وقوع الحذف في الفاصلة كوقوعه في غير الفاصلة وذلك كما في قوله تعالى: "قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ" أي: شيء نافع. وقوله: "يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا" أي: كل سفينة صالحة، ولو كان الملك يأخذ كل سفينة صالحة أو غير صالحة لما خرقها العبد الصالح لتخرج عن طلب الملك.
ولما كان الأمر على الوجه الذي ذكرنا فقد اتضح اتضاحاً لا يدع للشك مجالاً أن الفواصل أعمق بكثير من كونها سجعاً صوتياً جزئياً، ولهذا يقول الإمام الزمحشري: (أنه لا تحسن المحافظة على الفواصل لمجردها إلا مع بقاء المعنى على سدادها وعلى النهج الذي يقتضيه حسن النظم والتئامه كما لا يحسن تخيّر الألفاظ المؤنقة في السمع السلسة على اللسان إلا مع مجيئها منقادة للمعاني الصحيحة المنتظمة؛ إما أن تهمل المعاني ويهتم بتحسين اللفظ وحده غير منظور إلى مؤداه – فليس من البلاغة في فتيل أو نقير)
ولما كان الأمر يدور حول المعنى دوراناً لا انفكاك عنه فقد عرّف الإمام الزركشي الفاصلة القرآنية بهذا الاعتبار وفرّق بينها وبين السجع؛ لمراعاة هذا الجانب؛ يقول: (الفواصل حروف متشاكلة في المقاطع يقع بها إفهام المعنى وهذا يفرق بينها وبين السجع)
(يُتْبَعُ)
(/)
ولما كانت الفاصلة القرآنية تابعة للمعنى فإن هذا التبعية من شأنها أن تجعل لهذه الفاصلة خصائص معينة لا يدانيها فيها السجع، إذ أن من الملاحظ أن الفاصلة القرآنية قد تتغير بحسب تغير الموضوع وإذا أردت دليلاً بيناً على ذلك فانظر إلى سورة مريم فإنك تجد أن السورة لما بدأت بذكر الأنبياء وخصالهم الحميدة انتظمت الفاصلة ذات الياء المشددة والألف (زكريا، خفيا، شقيا … الخ) حتى إذا ما جاء إلى ذكر عيسى وأمه عليهما السلام واستمرت الفاصلة كما كانت - تجدها فجأة قد تغيرت عند جدال قومه فيه وتأليهم إياه "ذلك عيسى بن مريم قول الحق الذي فيه يمترون" ثم يلي ذلك الفواصل الآتية (يكون، عظيم) حتى إذا انقضى الموضوع ودخلت قصة إبراهيم تجد الفاصلة الأولى قد عادت كما كانت عليه في أول السورة، كأنما كان ذكر الأنبياء وتوحيدهم وإخلاصهم هو الأصل؛ حتى إذا خرج قوم عيسى عليه السلام عن هذا الأصل خرجت بخروجهم الفاصلة عن أصلها وموضعها. ثم يستمر حال الفاصلة كما كان حتى إذا جاء ذكر المكذبين وما ينتظرهم من عذاب وانتقام، تغير جرس القافية مرة أخرى: " قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضْعَفُ جُندًا .... الخ" وفي موضع الاستنكار يشتد الجرس والنغم بتشديد الدال:"تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا ....... الخ " وهكذا يسير الإيقاع الموسيقي في السورة وفق المعنى والجو؛ ويشارك في إبقاء الظل الذي يتناسق مع المعنى في ثنايا السورة، وفق انتقالات السياق من جو إلى جو ومن معنى إلى معنى.
ومثل ذلك أيضا تجده واضحاً في سورة طه التي بدأت بمخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم وقصة موسى عليه السلام وكانت الفاصلة بالياء المقصورة (تشقى، يخشى، العلا، استوى، الثرى) حتى إذا دخلت قصة السامري وذكر انتكاس بني إسرائيل على يده تحولت الفاصلة إلى الياء المنقوصة (السامري؛ فنسي) حتى إذا ما انتهت قصة السامري عادت الفاصلة كما كانت (نسفاً، علماً).
وإذا كان شرط السجع - كما هو معروف – التماثل في الحرف الأخير نوعاً وإعراباً فقد خالفت الفواصل القرآنية كلا الوصفين، إذ جاءت في بعض الأحيان مختلفة الإعراب، وجاءت في أحيان أخرى غير متماثلة الحرف
فصاحة السور القرآنية:
إن لكل سورة من سورة القرآن طابعها الخاص ولها إيقاعها وجرسها المميز؛ ولهذا يقول سيد قطب: (يلحظ من يعيش في ظلال القرآن أنّ لكل سورة من سوره شخصية؛ لها روح يعيش معها القلب كما لو كان يعيش مع روح حي مميز الملامح والسمات والأنفاس، ولها جو خاص يظلّل موضوعاتها كلها ..... ولها إيقاع موسيقى خاص إذا تغير في ثنايا السياق - فإنما يتغير لمناسبة موضوعية خاصة، وهذا طابع عام في سور القرآن جميعاً) ويقول البروفسير عبد الله الطيب: (الحق أن الناظر في سور القرآن يجد فيها ألواناً من طرق الإيقاع الغريب الوقع؛ مثلاً سورة الكهف و (قل أوحى) لها إيقاع متشابه، وسورة الإسراء والفرقان و (هل أتى على الإنسان حين من الدهر) فيهن إيقاع متشابه، وسورة ص و ق متشابهتي الجرس)
ولعل الذي يحدث هذا الجرس هو نوع الحروف في السورة وطريقة سوقها فيها؛ وإن كان في كل من سورة ص وق – رغم تشابههما في الجرس ومعنى المفاعلة بين طرفين – بعض الاختلافات الجوهرية في هذا الجرس المتشابه؛ يقول الزركشي عن سورة ق: (وسورة ق مبنية على ذلك الحرف الذي ابتدأت به؛ ولهذا تجدها قد اشتملت على الكلمات القافية من ذكر القرآن و الخلق وتكرار القول والقرب من ابن آدم وتلقي الملكين وقول العتيد وذكر الرقيب وذكر السابق والقرين والإلقاء في جهنم والتقدم بالوعد وذكر المتقين وذكر القلب والقرن والتنقيب في البلاد وذكر القتل مرتين وتشقق الأرض وإلقاء الرواسي فيها وبسوق النخل والرزق وغير ذلك. ثم إن معاني السورة مناسب لما في حرف القاف من الشدة والجهر والقلقلة والانفتاح) ويقول عن سورة ص: (وتأمل ما اشتملت عليه سورة ص من الخصومات المتعددة؛ فأولها
(يُتْبَعُ)
(/)
خصومة الكفار مع النبي صلى الله عليه وسلم وقولهم أجعل الآلهة إلها واحدا إلى آخر كلامهم ثم اختصام الخصمين عند داود؛ ثم تخاصم أهل النار ثم اختصام الملأ الأعلى ثم تخاصم إبليس واعتراضه على ربه وأمره بالسجود ثم اختصامه ثانيا في شأن بنيه وحلفه ليغوينهم أجمعين إلا أهل الإخلاص منهم)
والحق أن كل سورة لها جرسها الذي يناصر معناها ويشكل ظلها وطابعها المميز؛ فالظل الغالب في جو سورة مريم - مثلا - هو ظل الرحمة والرضا والاتصال، وإنك لتكاد تحس من جرس لفظها لمسات الرحمة الندية ودبيبها اللطيف كما تحس انتفاضات الكون وارتجافاته لوقع كلمة الشرك التي لا تطيقها فطرته
وإذا أردت دليلا آخر فانظر إلى سورة غافر ذات الرنين الخاص والإيقاعات المعينة التي كأنما هي مطارق منتظمة الجرس ثابتة الوقع، مستقرة المقاطع؛ هذا فضلا عن ما اشتملت عليه من ألفاظ الشدة والعنف بلفظها أو بمعناها، وإن كان هذا الرنين قد يرقّ أحيانا؛ يقول سيد قطب: (وعلى العموم فإن السورة كلها تبدو وكأنها مقارع ومطارق تقع على القلب البشري وتؤثر فيه بعنف، وهي تعرض مشاهد القيامة ومصارع الغابرين، وقد ترق أحياناً فتتحول إلى لمسات وإيقاعات تمس هذا القلب برفق، وهي تعرض حملة العرش ومن حوله يدعون ربهم ليتكرم على عباده المؤمنين، أو وهي تعرض عليه الآيات الكونية والآيات الكامنة في النفس البشرية)
وانظر كذلك إلى رنة الإعلان التي تتجلى في بناء سورة (الرحمن) كله، وفي إيقاع فواصلها؛ تتجلى هذه الرنة في إطلاق الصوت إلى أعلى، وامتداد التصويت إلى بعيد؛ كما تتجلى في المطلع الموقظ الذي يستثير الترقب والانتظار لما يأتي بعد المطلع من أخبار، والآية الأولى) الرَّحْمَنُ (كلمة واحدة؛ مبتدأ مفردا؛ كلمة واحدة في معناها الرحمة وفي رنتها الإعلان، إن السورة كلها إعلان عام في ساحة الوجود الكبير؛ إعلان ينطلق من الملأ الأعلى، فتتجاوب به أرجاء الوجود ويشهده كل ما في الوجود؛ يقول سيد قطب: (هذه السورة المكية ذات نسق خاص ملحوظ؛ إنها إعلان عام في ساحة الوجود الكبير وإعلام بآلاء الله الباهرة الظاهرة في جميل صنعه وإبداع خلقه؛ وفي فيض نعمائه وفي تدبيره للوجود وما فيه؛ وتوجه الخلائق كلها إلى وجهه الكريم، وهي إشهاد عام للوجود كله على الثقلين: (الإنس والجن) المخاطبين بالسورة على السواء، في ساحة الوجود، على مشهد من كل موجود، مع تحديهما إن كانا يملكان التكذيب بآلاء الله، تحديا يتكرر عقب بيان كل نعمة من نعمه التي يعددها ويفصلها، ويجعل الكون كله معرضا لها، وساحة الآخرة كذلك)
وانظر كذلك إلى سورة المرسلات؛ إنها سورة حادة الملامح، عنيفة المشاهد، شديدة الإيقاع، كأنها سياط لاذعة من نار؛ حيث تتوالى مقاطع السورة وفواصلها قصيرة سريعة عنيفة، ويتلقى الحس هذه المقاطع والفواصل بلذعها الخاص، وعنفها الخاص؛ واحدة إثر واحدة، وما يكاد يفيق من إيقاع حتى يعاجله إيقاع آخر بنفس العنف وبنفس الشدة، ومنذ بداية السورة والجو عاصف ثائر بمشهد الرياح أو الملائكة؛ وهو افتتاح يلتئم مع جو السورة وظلها تمام الالتئام، والسورة توقف القلب وقفة المحاكمة الرهيبة، حيث يواجه بسيل من الاستفهامات والاستنكارات والتهديدات التي تنفذ إليه كالسهام المسنونة، وتعرض السورة من مشاهد الدنيا والآخرة، وحقائق الكون والنفس، ومناظر الهول والعذاب، وعقب كل معرض ومشهد تلفح القلب المذنب لفحة كأنها من نار:) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (ويتكرر هذا التعقيب عشر مرات في السورة. وهو لازمة الإيقاع فيها. وهو أنسب تعقيب لملامحها الحادة، ومشاهدها العنيفة، وإيقاعها الشديد، وتكرارها هنا على هذا النحو يعطي السورة سمة خاصة، وطعما مميزا حادا
(يُتْبَعُ)
(/)
وانظر كذلك إلى الضخى حيث أطلق الجرس فيها جوا من الحنان اللطيف والرحمة الوديعة والرضا الشامل والشجى الشفيف، ولا شك أن ذلك الحنان وتلك الرحمة وذاك الرضا وهذا الشجى تنسرب كلها من خلال النظم اللطيف العبارة الرقيق اللفظ ومن هذه الموسيقى السارية في التعبير، الموسيقى الرتيبة الحركات الوئيدة الخطوات الرقيقة الأصداء الشجية الإيقاع، فلما أراد إطارا لهذا الحنان اللطيف ولهذه الرحمة الوديعة ولهذا الرضا الشامل ولهذا الشجي الشفيف - جعل الإطار من الضحى الرائق ومن الليل الساجي؛ أصفى آنين من آونة الليل والنهار وأشفّ آنين تسري فيهما التأملات، وصورهما في اللفظ المناسب؛ فـ (الليل) هو (اللَّيْلِ إِذَا سَجَى)، لا الليل على إطلاقه بوحشته وظلامه، الليل الساجي الذي يرق ويسكن ويصفو، وتغشاه سحابة رقيقة من الشجى الشفيف والتأمل الوديع كجو اليتم والعيلة، ثم ينكشف ويجلي مع (الضحى) الرائق الصافي؛ فتلتئم ألوان الصورة مع ألوان الإطار، ويتم التناسق والاتساق.
المراجع: -
1/ الأبشيهي: شهاب الدين: مفيد محمد قميحة: المستطرف في كل فن مستظرف ط/1 دار الكتب العلمية بيروت 1986
2/ ابن الأثير: ضياء الدين: المثل السائر، تحقيق محمد محي الدين، ط/1 المكتبة العصرية بيروت 1995م.
3/ابن أبي الأصبع: بدائع القرآن: تحقيق حفني شرف ط: مطبعة الرسالة، القاهرة 1957م.
ا4/لأصفهاني: أبو الفرج الأغاني: تحقيق سمير جابر ط/ دار الفكر بيروت.
5/ الباقلاني: أبو بكر بن الطيب: إعجاز القرآن:تحقيق السيد أحمد صقر، ط/ دار المعارف، القاهرة (د. ت)
6/ البيضاوي: عبد الله بن عمر الشيرازي: تفسير البيضاوي: ط/ دار الفكر بيروت، سنة 1996م
7/ ابن تيمية النبوات تحقيق محمد عبد الرحمن عوض ط /1 دار الكتاب العربية بيروت 1985م
8/ الجاحظ: عمرو بن بحر: البيان والتبيين: فوزي عطوي: دار صعب بيروت 1968م
9/ الجرجاني: عبد القاهر:
(أ) دلائل الإعجاز: تحقيق محمد التنجي ط/1 دار الكتاب العربي بيروت 1995م
(ب) الشافية بزيل دلائل إعجاز، تحقيق محمود محمد شاكر، ط/ 3، مكتبة القاهرة 1992
10/ ابن جنى: أبو الفتح عثمان: الخصائص تحقيق محمد علي النجار دار الكتب والمعرفة القاهرة 1952م.
11/ ابن الجوزي: عبد الرحمن بن علي: زاد المسير، ط/3 المكتب الإسلامي بيروت
12/ حاجي: خليفة: كشف الظنون. ط/ مكتبة المثني، بغداد
13/ الزركشي: بدر الدين: محمد بن بهادر: البرهان في علوم القرآن: تحقيق مجمد أبو الفضل إبراهيم دار المعرفة بيروت 1399هـ
14/ الزمخشري: الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التنزيل، ط/ دار الفكر سنة 1977م
15/ السبكي: بهاء الدين: عروس الأفراح ط/ دار السرور.
16/ سيد قطب إبراهيم:
(أ) في ظلال القرآن، ط/دار الشروق (بدون تاريخ)
(ب) النقد الأدبي، ط/دار الشروق (بدون تاريخ)
17/ السيوطي: جلال الدين:
(أ) الإتقان: تحقيق خليل محمد العربي، ط/ دار الفاروق الحديثة القاهرة 1415هـ
(ب) الاقتراح في أصول علم النحو، تحقيق محمد سليم الحمصي ومحمد أحمد قاسم ط/1 جروس برس 1988م
(ج) المزهر: تحقيق فؤاد على منصور، ط/ دار الكتب العلمية بيروت 1998م.
18/ الشوكاني: محمد بن علي: فتح القدير ط/ دار الفكر بيروت " د. ت".
19/ الطبري:محمد بن جرير: جامع البيان: ط/ دار الفكر بيروت سنة 1405هـ
20/عبد الله الطيب: المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها، ط/1 بيروت 1970م.
21/ العكبري: أبو البقاء: التبيان في إعراب القرآن إحياء الكتب العربية، تحقيق علي محمد البجاوي
22/القرطبي: الجامع لأحكام القرآن: تحقيق أحمد عبد العليم البردوني، ط/3 دار الكتب المصرية
23/القزويني: جلال الدين: الإيضاح، ط/ دار إحياء العلوم بيروت 1998 م.
24/ القلقشندي: محمد بن على: صبح الأعشى، تحقيق يوسف على الطويل ط/ دار الفكر دمشق 1987م.
25/ ابن كثير: إسماعيل بن عمر:
(أ) تفسير القرآن العظيم، ط/ دار الفكر سنة 1981م
(ب) البداية و النهاية، ط/ مكتبة المعارف بيروت
26/ المصري: شهاب الدين: التبيان في تفسير غريب القرآن: تحقيق فتحي أنور الدابولي، دار الصحابة للتراث القاهرة 1992م
27/ النحاس: معاني القرآن تحقيق محمد علي الصابوني ط/ 1جامعة أم القرى مكة المكرمة 1409هـ
28 /النورسي: بديع الزمان سعيد: المعجزات القرآنية (سلسلة رسائل النور) تحقيق حسان قاسم الصالحي ط /2 دار سوزلر استانبول 1996م.
29/ الهمداني:عبد الجبار: المغني: تحقيق أمين الخولي ط/ الأولى دار الكتب 1960م(/)
البحث عن كتاب "منهج أبن كثير في التفسير"
ـ[شادي نزال]ــــــــ[17 Feb 2009, 08:08 م]ـ
الأخوة الفضلاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أرجو منكم مساعدتي في الحصول على كتاب "منهج أبن كثير في التفسير"
وبارك الله فيكم
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[17 Feb 2009, 09:54 م]ـ
هناك أكثر من رسالة في هذا الموضوع فماذا تعني؟.
ـ[شادي نزال]ــــــــ[18 Feb 2009, 12:11 ص]ـ
بارك الله فيك الدكتور أحمد أقصد به المنهج الذي أستخدامه أبن كثير في التفسير.
ـ[د على رمضان]ــــــــ[14 Nov 2010, 09:20 ص]ـ
منهج ابن كثير في التفسير - رسالة علمية
د سليمان بن إبراهيم اللاحم
ط: دار المسلم للنشر والتوزيع، الأولى، 1420 هـ / 1999 م
http://www.4shared.com/document/p-Yp0AwN/____.html
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[15 Nov 2010, 01:02 م]ـ
وهناك رسالة علمية في جامعة أم القرى في نفس الموضوع. لا أدري هل طبعت أم لا.(/)
الأوهام والحيل النفسية التي تعيقك عن حفظ القرآن ومراجعته تخلص منها الآن
ـ[بو عبدالرحمن"]ــــــــ[17 Feb 2009, 10:47 م]ـ
اخواني الكرام هذا الموضوع منقول من موقع الدكتور يحيى الغوثاني حفظه الله و فيه يقول:
سأتناول اليوم موضوعا من أهم المواضيع التي لاحظت من خلال ندواتي ودوراتي أن الكثيرين يعانون منه
حفظ القرآن صعب
أو الحفظ لا مشكلة فيه ولكن التثبيت والمراجعة صعبة
أو أمنيتي أن احفلظ القرآن ولكنني لا أجد الوقت فضغوط العمل كثيرة
وتمر الأيام والليالي والسنوات ولا حفظ ولا مراجعة ولا انجاز!!!!!
والسبب في رأيي بعد تحليل العديد من الحالات التي عرضت علي وجدت أن هناك ما يسمى بالأوهام وهي مشتقرة في الذهن وتسمى الحيل النفسية
وسأعرض لها بإيجاز:
1 - المبالغة في تحقيق الهدف كأن يقول لأحفظن القرآن في أسبوع أو اسبوعين
إن المنبت لا ظهرا أبقى ولا أرضا قطع
وهذا ما يمكن ان يطلق عليه في علم النفس الإعلاء (التسامي): هو الارتفاع بالدوافع لدرجة غير مقبولة منطقيا ولكنه يقنع نفسه بها في لحظة من لحظات الحماس والاندفاع فتراه بعد ذلك ينتكس انتكاسة خطيرة
2 - الالتفات إلى اشياء آخرى كا لقراءة أو الشعر أو الانترنت أو التأليف فتراه يبدع فيها ويستشعر دوما انه متميز ويركز على ميدانه هذا وينسى ميدان القرآن وهذا ما يسمى في علم النفس
التعويض: هو محاولة الفرد النجاح في ميدان لتعويض عجزه في ميدان آخر.
3 - الادعاء ...... وهذا موجود هذه الأيام بكثرة فترى الأخ أو الأخت تدعي انها حافظة وتكرم وتكافأ وفي الحقيقة هي غير حافظة وفي قرارة نفسها تحس بالانهزامية وأنها تقول غير الحقيقة وأنها لبست ثوبا غير ثوبها
وهذا ما يسمى في علم النفس
التقمص (التوحد): هو أن يجمع الفرد ويستعير إلى نفسه ما في غيره من صفات مرغوبة.
ـ الحيلة الرابعة: التراجع النفسي إلى الوراء بحجة التواضع ربما أو حديث النفس أو غير ذلك فترى الطالب يرجع لمستوى منخفض جدا من الرغبة في الحفظ والمراجعة بعد أن كان مندفعا نشيطا متحمسا وهو ما يسمى في علم النفس ((النكوص))
5 ـ الحيلة الخامسة: توقف الدوافع والرغبات عند حد معين وعدم التزحزح منه مهما جاءت المرغبات ومهما حدث من المشوقات ويصاب الشخص عند ذلك بالتكلس والتبلد ويتضايق من نفسه كثيرا حيث يثبت مثلا عن حفظ 7 أجزاء ولا يستطيع أن يتجاوزها ويستمر على ذلك سنين
ويتنامى الشعور بالتكلس كلما تمادت الأيام ويتضاخم ويكبر
وهذا ما يسمى في علم النفس ((التثبيت)): وهو توقف نمو الشخصية عند مرحلة من النمو كما يعرفونه.
6 ـ الحيلة السادسة:
الموقف السلبي
وهي حالة يمر بها الكثيرون من حفظة القرآن ويصبح بحيث لو قرأ كل أحاديث الترغيب والترهيب لا تؤثر فيه، وذلك بسبب تكون أمرين في داخله:
الأمر الأول تحمل المسؤولية وأنه حامل للقرآن الكريم
الأمر الثاني مقاومة هذه المسؤولية، فيتعارضان في داخله ويتجاذبان فيصبح موقفه من القرآن سلبيا ويمر عليه زمان قد يتحسر على ما فاته
7 ـ الحيلة السابعة:
العدوانية الندية
وذلك بأن يصنع في داخل راسه شخصا يعتبره منافسا له وبالتالي يتنامى هذا الشعور ليكبره في رأسه ويحوله من منافس إلى عدو ومن ثم يتحول ذلك إلى هجوم داخلي على هذا الند أو الزميل المتميز فترى الشخص يبتعد عن التخصص المشترك بينهما (وهو حفظ القرآن مثلا أو مراجعته) وذلك لأن منافسه أصبح في رأسه عدوا كبيرا له
8 ـ الحيلة الثامنة:
التبرير وهو:
تفسير السلوكيات غير الصحيحة بأسباب منطقية ......
فتراه مثلا يقول لك: الوقت لا يسمح لي بالمراجعة لأنني مضغوط بدوامين
أو يقول لك: أصلا الصحابة لم يحفظوا كلهم القرآن كله. فلماذا نتعب أنفسنا
أو يقول لا نريد أن نزيد نسخة جديدة للقرآن في المكتبات
أو يقول لك: الأصل في القرآن الفهم والتدبر وليس الحفظ
هذا و الله اعلى و اعلم و جزاكم الله الجنه على قراءة هذا الموضوع
و لا تنسونا من صالح دعائكم(/)
الجامعة الافضل لمواصلة الدراسات العليا
ـ[ابن عزيز النجدي]ــــــــ[17 Feb 2009, 11:43 م]ـ
ماهي الجامعة الافضل لمن يريد مواصلة الدراسات العليا في مجال التفسير وذلك من جهة المادة العلمية المقدمة وأهل العلم الراسخين فيها؟
وليت البعض يحدثنا عن الميزة التي وجدها في الجامعة التي واصل دراساته فيها.
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[19 Feb 2009, 12:14 ص]ـ
بسم الله الرحن الرحيم
اعتقد أخي الكريم أن الأفضل لك أن تبحث عن الجامعة الأسهل في تعاملها مع الطلاب، وسرعة قبول الموضوع، لأن طالب الدراسات العليا سيبقى سنة واحدة في المنهجية يدرس فيها مقررات شبه متقاربه في الجامعات، والتحصيل العلمي غالبا يرجع إلى همة الطالب بالدرجة الأولى.وفقك الله لما يحبه ويرضاه(/)
أضواء البيان
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[18 Feb 2009, 10:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد مشايخنا الأفاضل وأساتذتنا الكرام. فقد كثر في كلام شيخنا الجليل محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله رحمة واسعة بمؤلفه المبارك أضواء البيان، قوله عند التعبير عن إختياراته أو ترجيحاته:
الظاهر أو الذي يظهر لي أو أظهر الأقوال ...
فجزاكم الله خيرا على ماذا يحمل قوله هذا رحمه الله. هل على تواضعه في عدم حسم الخلاف؟ أو المقصود الظاهر بمعناه الأصولي؟ أم غير هذا؟(/)
تفسير الآيات 120 - 129 من سورة آل عمران
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[19 Feb 2009, 12:24 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه تأملات بصوت الشيخ أبي عطاء الله عبد الله بن المدني المغربي. للآيات 120 - 129 من سورة آل عمران. أثناء زيارته لأحد المجالس العمومية أمس الثلاثاء 17فبراير2009م(/)
تعريف موجز بالمفسر أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة (ت350هـ) رحمه الله
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[19 Feb 2009, 12:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ابن شجرة رحمه الله اسم يتردد في كتب التفسير - خاصة عند الماوردي، والقرطبي، وابي حيان، وابن عادل ... - وقد قمت بدراسة الرجل وتفسيره في بحث حكم ونشر وأحببت أن أعرف به لمن يجهل هذا الإمام
إسمه وكنيته
هو الإمام العلامة الحافظ أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة بن منصور بن كعب بن يزيد أبو بكر القاضي البغدادي.
وبنو شجرة يقال لهم الشجرات، وكان لهم بالكوفة مسجد معروف.
مولده ووفاته:
ولد رحمه الله في مدينة بغداد سنة ستين ومائتين (260 هـ)، وتوفي رحمه الله يوم الأربعاء، لثمان خلون من المحرم سنة خمسين وثلاث مئة (350هـ) وقيل خمس وخمسين وثلاثمائة (355 هـ) وله تسعون سنة رحمه الله رحمة واسعة.
نشأته:
لم تذكر لنا كتب التراجم شيئا عن نشأته، إلا أنه كان يسكن في شارع عبد الصمد عند شريعة أبي عبيد الله، من الجانب الشرقي، من بغداد. وأنه تقلد قضاء الكوفة من قبل أبي عمر محمد بن يوسف القاضي
وذكر في ترجمته أنه كان يقرض الشعر ومن ذلك قوله:
إن الثمانين عقد ليس يبلغه إلا المؤخر للأخبار والعبر.
وقوله:
ليس لي عدة تشد فؤادي غير ذي الطول عدتي وظهيري
هو فخري لكل ما ارتجيه وغياثي وراحمي ونصيري
وقوله:
صرف الزمان تنقل الأَيام والمرء بين محلل وحرام
وإذا تعسفت الأُمور تكشفت عن فضل إنعام وقبح أثامِ
هذا ما ذكر عن حياته رحمه الله، فقد شحت كتب التراجم علينا بذكر أسرته، وطفولته، وشبابه، وحياته الإجتماعية، فلم تذكر لنا شيئا من ذلك.
وأثناء التنقيب في المراجع عثرت على ترجمة لابنه، وأخرى لابنته، وهذا دليل على أنه تزوج رحمه الله، ووهبه الله ذرية صالحة.
قال الخطيب البغدادي رحمه الله: (عبد الغني بن أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة بن منصور بن كعب بن يزيد أبو رفاعة القاضي)
ثم ذكر الخطيب رحمه الله اثنين من شيوخه وتلاميذه وذكر أنه توفي يوم الثلاثاء الثالث عشر من صفر سنة (364 هـ) أربع وسبعين وثلاثمائة رحمه الله.
هذا ما ذكر عن عبد الغني بن أحمد رحمه الله، ولم أجد من ترجم له غير الخطيب رحمه الله. وعليه فإن وفاة عبد الغني بعد وفاة والده بأربعة وعشرين عاما أو تسعة عشر عاما على الخلاف الوارد في وفاة والده رحمهما الله.
وأما ابنته فهي: أمة السلام وتكنى أم الفتح، وكان مولدها في رجب سنة تسع وتسعين ومائتين (299 هـ). وقيل مولدها سنة ثمان وتسعين ومائتين (298 هـ) وقد حدثت عن عدد من الشيوخ، وحدث عنها عدد من العلماء، وروت عن والدها وكان بعض ما ترويه عنه بخطه.
وقد أثنى العلماء عليها رحمها الله ثناء حسناً ووصفوها بالديانة والعقل والفضل قال الذهبي رحمه الله (أمة السّلام، بنت القاضي أحمد بن كامل بن شجرة البغدادية وكانت ديّنة فاضلة)
وكانت وفاتها رحمها الله يوم الإثنين الخامس والعشرين،وقيل يوم الثلاثاء السادس والعشرين من رجب سنة تسعين وثلاثمائة (390 هـ)، ودفنت من الغد رحمها الله.
ومما سبق نعلم أن ابن شجرة رحمه الله رزق بأمة السلام وله من العمر ثمان وثلاثون، أو تسع وثلاثون سنة، وأن وفاتها بعد وفاة والدها بخمس وثلاثين سنة، أو أربعين سنة على الخلاف في سنة وفاة والدها رحمهما الله.
مكانته العلمية:
اسم القاضي أحمد بن كامل رحمه الله يتردد كثيرا في كتب العلم وخاصة كتب التراجم والتاريخ، والتفسير، والقراءات، فتارة يرد شيخا يحدث عنه الطلاب، وتارة يرد طالبا يحدث عن الشيوخ، وكثيرا ما يرد اسمه ناقلا لخبر، أو معرفا بعلم، أو مبينا لغريب، أو راويا لحديث، أو مسندا لقراءة أو شارحا لقول، ولا غرو فله مصنفات في أنواع من العلوم.
وتتجلى لنا مكانة القاضي ابن شجرة العلمية إذا علمنا أنه تتلمذ على الكبار من العلماء، وتتلمذ عليه علماء كبار، وأنه صنف في أنواع العلوم، واستفاد منه العلماء كثيرا، وأثنوا عليه.
فمن شيوخه الإمام العلامة المفسر محمد بن جرير الطبري المتوفى سنة (310 هـ) رحمه الله، صاحب التفسير والتاريخ، والمصنفات الكثيرة.
فقد تتلمذ عليه ابن شجرة ولازمه حتى عرف بذلك فصار يقال في ترجمته " تلميذ محمد بن جرير" وكان يجله ويقدره كثيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الذهبي رحمه الله: (قال أحمد بن كامل القاضي: أربعة كنت أحب بقاءهم أبو جعفر الطبري ... فما رأيت أفهم ولا أحفظ منهم).
وقال ابن الأثير رحمه الله: (القاضي أبو) بكر أحمد بن كامل، وهو من أصحاب الطبري، وكان يروي تاريخه).
فابن كامل رحمه الله له تعلق بابن جرير الطبري روى عنه كثيرا، لكنه لم يقتصر عليه بل لازم غيره من العلماء الكبار واستفاد منهم رحمه الله.
وكما استفاد من علماء عصره، فقد تتلمذ عليه أئمة كبار منهم:
الإمام الحافظ المجود المشهور أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الدارقطني المتوفى (385 هـ) صاحب التصانيف.
والإمام الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري صاحب المستدرك
ويكفى ابن شجرة رفعة وفخرا أن يتتلمذ عليه أمثال هؤلاء الكبار الأخيار.
مصنفاته:
صنف القاضي أحمد بن كامل رحمه الله عددا من المصنفات ذكر منها:
كتاب في " القراءات " ()، وكتاب " غريب القرآن " ()، وكتاب "التقريب في كشف الغريب" ()،وكتاب" موجز التأويل عن معجز التنزيل" ()،وكتاب " التاريخ" ()، وكتاب "الشروط الكبير" () وكتاب"الشروط الصغير" ()،وكتاب" المختصر في الفقه" ()،وكتاب"الشعر" ()، وكتاب "الوقوف" ()،وكتاب " البحث والحث" ()،وكتاب " أمهات المؤمنين" ()، وكتاب " الزمان" ()، وكتاب " أخبار القضاة " ().
وهذه المصنفات لم يطبع منها شيء كما أعلم بعد التتبع والله أعلم.
تأثيره فيمن بعده:
لقد أفاد العلماء من ابن شجرة رحمه الله كثيرا، ورووا عنه، ونقلوا من مصنفاته، فالدارقطني رحمه الله روى عنه في "السن"، والحاكم روى عنه في "المستدرك" ()، وأفاد منه السمعاني في كتاب "الأنساب" ()،وابن مردويه في تفسيره () والماوردي في تفسيره ()، وابن العربي في "أحكام القرآن" () والقرطبي في تفسيره ()، وأبو حيان في تفسيره ().
ونقل عنه المزي رحمه ()، وكذلك الذهبي وأكثر رحمه الله النقل عنه ()، واستفاد منه ابن كثير () وابن حجر رحمهما الله ().
ثناء العلماء عليه:
قال الخطيب رحمه الله: (كان من العلماء بالأحكام، وعلوم القرآن، والنحو والشعر، والتواريخ، وله في ذلك مصنفات) (). وكذا قال السمعاني وزاد: (وتواريخ أصحاب الحديث) ().
وقال الذهبي رحمه الله: (وقع لي من عواليه، وكان من بحور العلم) ().
وقال ابن حجر رحمه الله: (كان من أوعية العلم وكان معتمداً على حفظه) ().
ومع جلالة قدر ابن شجرة رحمه الله فقد كان متساهلاً، معتمدا على حفظه، مما أوقعه في الوهم والعجب.
قال الدارقطني رحمه عنه: كان متساهلاً، ربما حدث من حفظه بما ليس في كتابه، وأهلكه العجب، كان يختار لنفسه ولا يقلد أحدا ().
وقال الذهبي رحمه الله: (أخمله العجب) ().
وقال ابن حجر رحمه الله: (لينه الدارقطني وقال: كان متساهلاً ومشاه غيره ... وكان معتمداً على حفظه فيهم) ().
ومع تليين الدارقطني له إلا أنه -الدافطني- رحمه الله أكثر الرواية عنه في سننه كما مر معنا.
رحم الله ابن شجرة وأسكنه فسيح جناته.
?
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Feb 2009, 11:18 ص]ـ
أحسن الله إليكم يا أبا حذيفة ونفع بعلمكم.
في أي مجلة نُشر البحث كاملاً؟
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[10 Mar 2009, 11:34 م]ـ
الى الاخ الفاضل هل يصلح هذا الموضوع لرسالة دكتوراه بعنوان ابن شجرة حياته وآثاره في التفسير جمعا ودراسة؟
ارجو ان تتكرم بالجواب ولمن يعرف ان يتكرم فيدلي بدلوه
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[11 Mar 2009, 12:07 ص]ـ
قال عنه السمعاني، في كتابه الأنساب:
(الشجري: الشين المعجمة المفتوحة، والجيم المفتوحة، والراء.
منسوب إلى الشجرة وهي قرية بالمدينة، والمنتسب إليها: ......
والقاضي أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة بن منصور بن كعب بن يزيد القاضي الشجري، نسب إلى جده الأعلى، من أهل بغداد، كان من العلماء بالأحكام وعلوم القرآن، والنحو والشعر، وأيام الناس وتواريخ أصحاب الحديث، وله مصنفات في أكثر ذلك، وكان أحد أصحاب محمد بن جرير الطبري، وتقلد قضاء الكوفة من قبل أبي عمر محمد بن يوسف، حدث عن محمد بن سعد العوفي، ومحمد بن الجهم السمري، وأحمد بن عبيد الله النرسي، ومحمد بن مسلمة الواسطي، وعبد الله بن روح المدائني، وأبي قلابة الرقاشي وغيرهم، روى عنه أبو الحسن الدارقطني وأبو عبيد الله المرزباني وغيرهما من قدماء الشيوخ، وكان أبو الحسن بن رزقويه إذا روى عنه قال: حدثنا من لم تر عيناي مثله، وكان أبو الحسن الدارقطني يقول:
أحمد بن كامل بن خلف كان متساهلاً، ربما حدث من حفظه بما ليس عنده في كتابه، وأهلكه العجب، فإنه كان يختار ولا يضع لأحد من العلماء أصلاً، فقال له أبو سعد الإسماعيلي، كان جريري المذهب!!!
قال أبو الحسن: بل خالفه واختار لنفسه، وأملى كتاباً في السير، وتكلم على الأخبار. وقال غيره: مات في المحرم من سنة خمسين وثلاثمائة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[11 Mar 2009, 12:16 ص]ـ
وفي تاريخ الإسلام؛ للذهبيّ:
أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة:
أبو بكر البغدادي القاضي، تلميذ محمد بن جرير.
تقلد قضاء الكوفة من قبل أبي عمر محمد بن يوسف القاضي.
وحدث عن: محمد بن الجهم، ومحمد بن سعد العوفي، ومحمد بن مسلمة الواسطي، وأبي قلابة الرقاشي، والحسن بن سلام، وطبقتهم.
وعنه: الدارقطني، وأبو العلاء محمد بن الحسن الوراق، ويحيى بن إبراهيم المزكي، وابن رزقويه، وأبو الحسن الحمامي، وآخرون.
قال ابن رزقويه: لم تر عيناي مثله. سمعته يقول: ولدت سنة ستين ومائتين.
وقال الخطيب: كان من العلماء بالأحكام وعلوم القرآن والنحو والشعر والتواريخ، وله في ذلك مصنفات.
وقال الدارقطني: كان متساهلاً. ربما حدث من حفظه بما ليس في كتابه. وأهلكه العجب. كان يختار لنفسه ولا يقلد أحداً. توفي رحمه الله تعالى في شهر المحرم. وكان لا يعد لأحد وزناً من الفقهاء وغيرهم؛ أملى كتاباً في السنن، وتكلم على الأخبار.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[11 Mar 2009, 12:23 ص]ـ
وبما أنه من علماء النحاة؛ فقد ترجم له:
بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة؛ للسيوطيّ:
أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة بن منصور بن كعب بن زيد، أبو بكر القاضي
قال الخطيب: أحد أصحاب ابن جرير، وكان عالماً بالحكام وعلوم القرآن والنحو والشعر والتاريخ وأصحاب الحديث، "وله مصنفات في أكثر من ذلك".
تقلد قضاء الكوفة، وروى عن أبي قلابة الرقاشي وغيره، وعنه الدار قطني.
وسئل عنه فقال: كان متساهلاً، ربما حدث من حفظه بما ليس من كتابه، وأهلكه العجب، فاختار لنفسه مذهباً.
وصنف غريب الق آن، القراءات، التاريخ، أخبار القضاة، الشعراء، وغير ذلك.
مولده سنة ستين ومائتين. ومات في المحرم سنة خمسين وثلاثمائة.(/)
سلسلة: من تربويات الظلال / الحلقة 1 / مراحل ومنهج بناء الأمة المسلمة والنفس المسلمة
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[19 Feb 2009, 12:49 م]ـ
الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده، لك الحمد ربنا كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، نحمدك ربنا لا نحصي ثناءا عليك، أنت كما أثنيت على نفسك، وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تعبد ..
وبعد ..
فهذه نماذج من تربويات مقتطفة من كتاب " في ظلال القرآن " للمسلم العظيم سيد قطب رحمه الله تعالى ورضي عنه .. وذلك في صورة سلسلة.
كلمة بخصوص سيد قطب ـ رحمه الله ورضي عنه ـ
لقد غصت حول أدبيات هذا الرجل العظيم، وفحصت وتتبعت أطروحاته رحمه الله، وبغض النظر عن تأييدي أو مخالفتي له ـ فهذا لا ينفع أو يضر بذاته ـ إلا أني أقول:
إن هذا الرجل لعله أكثر الشخصيات المعاصرة تم ظلمها! ظلم هذا الرجل ولم يستوف حقه ممن أجحفوه وممن أنصفوه؛ أما من أجحفوه فهو واضح، وأما من أنصفوه فقد كان ظلمهم له على وجهين:
أ ـ أنهم ما وفوه حقه بإدراك عميق فهمه وتصوره وتصويره؛ فقد رزق الرجل عقلا تصوريا عميقا لا تناسبه القراءة السطحية القشرية التي يتميز بها الشباب وكثير من الدعاة في عصرنا. فحتى من أنصفوه فإنهم لم يغوصوا إلى العمق التصوري في الحس الإسلامي الذي غاص إليه الرجل وأحسه.
ب ـ أنهم استشهدوا به في قضايا هم يؤمنون بها، ولم يفهموا مراده، ولم يحرروا مجاله .. فأكدوا على الرجل تهمة التكفير، واستشهدوا بنصوص له خالت حتى على المشايخ، وما ذلك إلا لعدم القدرة على مجاراة تصور الرجل وتصويره، ثم من عدم تحرير مجال الرجل ومحل انصباب حبر قلمه المؤمن.
نعم .. أنا أؤمن ـ كما يؤمن كل مسلم ولو نظريا ـ بما يقول به هذا المؤمن حول قضايا العقيدة وحدود الإسلام وصفة الجاهلية ووجوب المفاصلة والحسم في قضايا الاعتقاد والتسليم لرب الأرباب .. وهي قضايا ـ لو تأملنا ـ نتفق فيها جميعا، ولا يخالف فيها مؤمن ولا داعية ولا واحد من عوام المتدينين ـ حتى من بعض الجيوب المخذلة ـ
ولكني لم أفهم من هذا الرجل ـ أبدا ـ تكفير المعين، أو الجمهور، فلم أفهم منه تكفير زيد وعبيد، وهناك شيء عجيب في كتبه غريب ألا يلاحظه أحد؛ فإنه على ضخامة تراث الرجل .. لم يذكر اسما واحدا في مصنفاته أنزل عليه حكما من أحكامه التي ينسبها له المعاصرون ويتبنون من خلالها أقوالا لم يتبنها ..
بل على العكس ـ يشهد الله ـ لقد تعلمت من قلم هذا الرجل كيف أكون رؤوفا بالمسلمين، وبالبشرية جمعاء .. إن هذه البشرية المحرومة من جمال هذه العقيدة والله إن حالها ليرثى له .. وهذا ما ترجم لي مشهادتي وتأملاتي كلما سرت وتأملت في المجتمع .. فأرى الناس محرومة من نعمة ربانية وهبها الله إياها .. فأشعر ـ والله ـ بإشفاق شديد عليها .. وبرغبة جامحة للتحرك ودعوتها للحصول على ما وهبها الله إياه ..
هذا ما تعلمته من أدبيات هذا الرجل، أو قل: هذا ما أشربته من معايشتي لتلك الأدبيات .. وليس هو التكفير والنبذ للناس ..
وأنا على استعداد تام ـ لولا ضيق وقتي الشديد ـ لمن تميز بالصبر وطول النفس وقبل ذلك وبعده " الإنصاف " أن نتباحث، فنضع أمامنا كل تراث سيد قطب، ونتباحث بنفس طويل، وقراءة متأنية، هادئة، هادفة، ما نسبه إليه المعاصرون ـ وأعني المؤيدين له المستشهدين به ـ فأدبيات الرجل علامة فارقة في التاريخ المعاصر للدعوة، ومخزن توجيه للحركة الصحوية ـ وهذا لا يدركه إلا من قرأ الظلال والمعالم والخصائص والمقومات ثم هو فهم الرجل لا أن يقرأه بحكم مسبق وخلفية محتومة ـ .. وخلاف تلك الصفة ـ الإنصاف ـ فلينشغل كل بما ينفعه.
هذه كلمتي أجملها حول هذا الرجل.
ونسلك المراد ..
تنبيه / كافة المقتطفات هي من ظلال القرآن، وهي ليست مرتبة، بل هي كما يظهر في عنونها (من تربويات الظلال) ولكنها تم انتقاؤها بعناية شديدة، ووضعت عليها ما يناسب من التعليق أو التعريف ـ إذا تطلبت ذلك ـ وربما تصل منا إلى 20 حلقة أو تزيد إن شاء الله سبحانه.
أدعو إخواني لتأمل تلك المرحلية البنائية للمجتمع المسلم .. وأن يبدي من يرغب تصوره حولها من تعديل أو تققيم أو تصوير واقعي لنظريتها .. والله تعالى المستعان.
يقول سيد قطب رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
(لقد كان الله الذي أخرج هذه الأمة، وجعلها خير أمة أخرجت للناس، يعدها لأمر عظيم هائل. . كان يعدها لحمل أمانة منهجه في الأرض، لتستقيم عليه كما لم تستقم أمة قط، ولتقيمه في حياة الناس كما لم يقم كذلك قط. ولم يكن بد أن تراض هذه الأمة رياضة طويلة. رياضة تخلعها أولاًَ من جاهليتها؛ وترفعها من سفح الجاهلية الهابطة وتمضي بها صعداً في المرتقى الصاعد إلى قمة الإسلام الشامخة ثم تعكف بعد ذلك على تنقية تصوراتها وعاداتها ومشاعرها من رواسب الجاهلية؛ وتربية إرادتها على حمل الحق وتبعاته. ثم تنتهي بها إلى تقييم الحياة جملة وتفصيلاً وفق قيم الإسلام في ميزان الله. . حتى تكون ربانية حقاً. . وحتى ترتفع بشريتها إلى أحسن تقويم. . وعندئذ لا يستوي في ميزانها الخبيث والطيب؛ ولو أعجبها كثرة الخبيث! والكثرة تأخذ العين وتهول الحس. ولكن تمييز الخبيث من الطيب، وارتفاع النفس حتى تزنه بميزان الله، يجعل كفة الخبيث تشيل مع كثرته، وكفة الطيب ترجح على قلته. . وعندئذ تصبح هذه الأمة أمينة ومؤتمنة على القوامة. . القوامة على البشرية. . تزن لها بميزان الله؛ وتقدر لها بقدر الله؛ وتختار لها الطيب، ولا تأخذ عينها ولا نفسها كثرة الخبيث!
وموقف آخر ينفع فيه هذا الميزان. . ذلك حين ينتفش الباطل؛ فتراه النفوس رابياً؛ وتؤخذ الأعين بمظهره وكثرته وقوته. . ثم ينظر المؤمن الذي يزن بميزان الله إلى هذا الباطل المنتفش، فلا تضطرب يده، ولا يزوغ بصره، ولا يختل ميزانه؛ ويختار عليه الحق الذي لا رغوة له ولا زبد؛ ولا عدة حوله ولا عدد. . إنما هو الحق. . الحق المجرد إلا من صفته وذاته؛ وإلا من ثقله في ميزان الله وثباته؛ وإلا من جماله الذاتي وسلطانه!
لقد ربى الله هذه الأمة بمنهج القرآن، وقوامة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى علم - سبحانه - أنها وصلت إلى المستوى الذي تؤتمن فيه على دين الله. . لا في نفوسها وضمائرها فحسب، ولكن في حياتها ومعاشها في هذه الأرض، بكل ما يضطرب في الحياة من رغبات ومطامع، وأهواء ومشارب، وتصادم بين المصالح، وغلاب بين الأفراد والجماعات. ثم بعد ذلك في قوامتها على البشرية بكل ما لها من تبعات جسام في خضم الحياة العام.
لقد رباها بشتى التوجيهات، وشتى المؤثرات، وشتى الابتلاءات، وشتى التشريعات؛ وجعلها كلها حزمة واحدة تؤدي دوراً في النهاية واحداً، هو إعداد هذه الأمة بعقيدتها وتصوراتها، وبمشاعرها واستجاباتها، وبسلوكها وأخلاقها، وبشريعتها ونظامها، لأن تقوم على دين الله في الأرض، ولأن تتولى القوامة على البشر. . وحقق الله ما يريده بهذه الأمة. . والله غالب على أمره. . وقامت في واقع الحياة الأرضية تلك الصورة الوضيئة من دين الله. . حلماً يتمثل في واقع. . وتملك البشرية أن تترسمه في كل وقت حين تجاهد لبلوغه فيعينها الله. .)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[09 May 2010, 07:48 م]ـ
لعل اطلاعكم على هذه المناقشات من خلال تلك الروابط يفيدكم:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=102131&posted=1#post102131
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=18554&highlight=%CE%E6%C7%D8%D1+%E3%E4%CA%DE%C7%C9
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=14923
وفقنا الله وإياكم لكل خير.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[14 May 2010, 03:59 م]ـ
السلام عليكم يا محمد. لم أفهم موضع استشكالك على مادة الموضوع المطروح.(/)
منهج السلف الصالح في التعامل مع القرآن
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[19 Feb 2009, 02:42 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين
وبعد ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أثنى الله في كتابه القرآن الكريم على المؤمنين من عباده،
وبين أنهم يتأثرون بالقرآن، فتقشعر منه أبدانهم، وتهفو إليه نفوسهم، ويزدادون به إيماناً على إيمانهم.
يقول الله تعالى:
"الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله"
[سورة الزمر آية 23].
ويقول جل وعلا:
"وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم"
[سورة الحج آية 54].
وقال تبارك وتعالى:
"إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً .. "
[سورة الأنفال آية 2].
وقد تكرر هذا المعنى في القرآن كثيراً.
[سورة التوبة 124، والإسراء 82، وفصلت 44 وغير ذلك].
2 - وانطلاقاً من هذا المعنى الذي أشارت إليه الآيات الكريمات رأينا سلف الأمة الصالح رضوان الله عليهم يضربون لنا أروع الأمثلة في الارتباط بكتاب الله تعالى من جميع الوجوه: دعوة إليه، وتلاوة له، وتدبراً لآياته، وعملاً بأحكامه.
يقول الإمام الحسن البصري رحمه الله في شأن القرآن، وكيف تعامل السابقون معه:
"إن من كان قبلكم رآه (أي القرآن) رسائل من ربهم، فكانوا يتدبرونها بالليل، وينفذونها بالنهار"
[إحياء علوم الدين ج2 ص 498].
وحتى يتضح المقال السابق أسوق بعضاً من أقوالهم وأحوالهم في هذا الشأن.
(1) ففيما يتعلق بدعوتهم إلى حب كتاب الله والتمسك به وردت هذه الأقوال:
يقول الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
"من كان يحب أن يعلم أنه يحب الله عز وجل فليعرض نفسه على القرآن، فإنما القرآن كلام الله عز وجل، فمن أحب القرآن فهو يحب الله عز وجل"
[استنشاق نسيم الأنس من نفحات الرياض القدس ص 40 ابن رجب].
وورد أيضاً عنه قوله: "لا يسأل أحدكم عن نفسه إلا القرآن، فإن كان يحب القرآن ويعجبه فهو يحب الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم، وإن كان يبغض القرآن فهو يبغض الله سبحانه ورسوله"
[إحياء علوم الدين ج3 ص 496 أبو حامد الغزالي].
وقال سفيان بن عيينة رضي الله عنه: "لا تبلغون ذروة هذا الأمر حتى لا يكون شيء أحب إليكم من الله عز وجل، فمن أحب القرآن فقد أحب الله عز وجل"
[استنشاق نسيم الأنس ص 40 ابن رجب].
3 - وفيما يتعلق بحرصهم على قراءة القرآن وإدامة تلاوته نورد هذه الأدلة:
I- يقول أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه وحذيفة بن اليمان رضي الله عنهما: "لو طهرت قلوبنا لم تشبع من قراءة القرآن"
[إحياء علوم الدين ج 3 ص 520].
Ii- وأثر عن الصحابي الجليل أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قوله: "إني لأستحي الا أنظر كل يوم في عهد ربي مرة"
[تفسير القرطبي ج1 ص 24].
وروى مثل ذلك عن عثمان بن عفان رضي الله عنه.
[التذكار في أفضل الأذكار ص 179].
ج- وذكر الإمام القرطبي في كتابه (التذكار في أفضل الأذكار) [ص 108]:
أن محمد بن شجاع لما حضرته الوفاة أشار إلى بيت فقال: "ختمت القرآن في ذلك البيت في الصلاة ثلاثة آلاف مرة".
4 - وكانوا يرون من التقصير المشين أن يؤتى الرجل القرآن ثم يتغافل عن قراءته والنظر فيه.
يقول أبو العالية: "كنا نعد من أعظم الذنب ان يتعلم الرجل القرآن ثم ينام لا يقرأ منه شيئاً"
[الزهد ص 303 لأحمد بن حنبل].
5 - ولم يكن جهد السلف مقصوراً على قراءة القرآن دون حفظه واستظهار آياته، فقد كان فيهم الكثير ممن يحفظ كتاب الله تعالى.
أخرج أبو نعيم في كتابه (حلية الأولياء) [ج1 ص 257]:
بسنده إلى أبي حرب بن الأسود الديلي عن أبيه قال: "جمع أبو موسى القراء فقال: لا تُدخلوا علي إلا من جمع القرآن.
فدخلنا عليه زهاء ثلثمائة، فوعظنا وقال: أنتم قراء أهل البلد، فلا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب أهل الكتاب ..
6 - وكانوا رضوان الله عليهم نموذجاً يحتذى في التدبر لآيات الله عملاً بقوله تعالى:
"كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب"
[سورة ص آية 29].
ومن أقوالهم في هذا الشأن ما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه: من بلغه القرآن فكأنما كلمه الله، وإذا قدر ذلك لم يتخذ دراسة القرآن عمله، بل يقرؤه كما يقرا العبد كتاب مولاه الذي كتبه إليه ليتأمله، ويعمل بمقتضاه"
[إحياء علوم الدين ج1 ص 516].
وقال بعض العلماء في هذا الصدد أيضاً:
"هذا القرآن رسائل أتتنا من قبل ربنا عز وجل بعهوده نتدبرها في الصلوات ونقف عليها في الخلوات وننفذها في الطاعات والسنن المتبعات"
[نفس المرجع والصفحة].
7 - وكانوا يرون أن قليلاً من القراءة مع تفهم وتدبر خير من كثير منها مع غفلة القلب وشرود الذهن.
يقول الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما:
لأن أقرأ البقرة وآل عمران أرتلهما وأتدبرهما أحب إلي من أن أقرأ القرآن كله هذرمة"
[نفس المرجع ج33 ص 502].
وقال أيضاً:
"لأن أقرأ إذا زلزلت والقارعة أتدبرهما أحب إلي من أن أقرأ البقرة وآل عمران تهذيراً"
[نفس المرجع والصفحة، ومعنى الهذرمة والتهذير: الإسراع في القراءة].
وقال رجل اسمه نهيك بن سنان- لعبد الله بن مسعود: إني لأقرأ المفصل في ركعة، فقال عبد الله: هذا كهذِّ الشعر، إن أقواماً يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع"
[لا يجاوز تراقيهم: معناه انهم يقرؤون القرآن بألسنتهم ولا يصل إلى قلوبهم، والتراقي جمع ترقوة، وهي العظم بين ثغرة النحر والعاتق، والحديث أخرجه مسلم واللفظ له ج1 ص 563، وأخرجه البخاري بنحوه 3/ 234].
8 - ويؤكدون في كلماتهم على أن تدبر القرآن وتفهمه إلى جانب كونه مطلباً دينياً وسيلة تربوية ناجحة لشفاء القلوب من قساوتها، والأعين من جمودها.
يقول وهيب بن الورد رضي الله عنه:
"نظرنا في هذه الأحاديث فلم نجد شيئاً أرق للقلوب ولا أشد استجلاباً للحزن من قراءة القرآن وتفهمه وتدبره".
[إحياء علوم الدين 3/ 516].
9 - ويتحدثون عن طريقة تحصيل التدبر أثناء التلاوة فيقول أحدهم وهو الحافظ جلال الدين السيوطي:
10 - "وتسن القراءة بالتدبر والتفهم، فهو المقصود الأعظم، والمطلوب الأهم، به تنشرح الصدور وتستنير القلوب… وصفة ذلك أن يشغل قلبه بالتفكير في معنى ما يلفظ به فيعرف معنى كل آية، ويتأمل الأوامر والنواهي، ويعتقد قبول ذلك، فإن كان قصر عنه فيما مضى اعتذر واستغفر، وإذا مر بآية رحمة استبشر وسأل، أو عذاب أشفق وتعوذ، أو تنزيه نزه وعظم، أو دعاء تضرع وطلب"
[الإتقان في علوم القرآن ج1 ص 106].
ويقول الإمام أبو حامد الغزالي:
"فتأثر العبد بالتلاوة أن يصير بصفة الآية المتلوة، فعند الوعيد وتقييد المغفرة بالشروط يتضاءل من خيفته كأنه يكاد يموت، وعند التوسع ووعد المغفرة يستبشر كأنه يطير من الفرح، وعند ذكر الله وصفاته وأسمائه يتطأطأ خضوعاً لجلاله، استشعاراً لعظمته، وعند ذكر الكفار ما يستحيل على الله عز وجل كذكرهم لله عز وجل ولداً وصاحبة، يغض صوته وينكسر في باطنه حياء من قبح مقالتهم، وعند وصف الجنة ينبعث بباطنه شوقاً إليها، وعند وصف النار ترتعد فرائصه خوفاً منها"
[إحياء علوم الدين ج3 ص 516 - 517].
11 - وكانوا يرون أن خلو القراءة من التدبر يجعلها كأن لم تكن.
يقول الإمام القرطبي:
"قال العلماء: يجب على القارئ إحضار قلبه، والتفكير عند قراءته، لأنه يقرأ خطاب الله الذي خاطب به عباده، فمن قرأ ولم يتفكر فيه وهو من أهل أن يدركه بالتذكر والتفكير كان كمن لم يقرأه، ولم يصل إلى غرض القراءة من قراءته، فإن القرآن يشتمل على آيات مختلفة الحقوق، فإذا ترك التفكير والتدبر فيما قرأ استوت الآيات كلها عنده، فلم يرع لواحدة منها حقها، فثبت أن التفكير شرط في القراءة يتوصل به إلى إدراك أغراضه ومعانيه وما يحتوي عليه من عجائبه"
[التذكار في أفضل الأذكار ص 195 - 196].
وأسوق هذه الأمثلة على تدبر السلف الصالح لكتاب الله تعالى، والتي تنبئ عن الأسلوب الذي كانوا يتعاملون بع عند تلاوتهم لكتاب الله تعالى.
يقول بعض السلف: "كنت أقرأ القرآن فلا أجد له حلاوة حتى تلوته كأني أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلوه على أصحابه، ثم رُفعت إلى مقام فوقه، فكنت أتلوه كأني أسمعه من جبريل عليه السلام يلقيه على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم منَّ الله علي بمنزلة أسمى، فأنا الآن أسمعه من المتكلم به، وعندها وجدت لذة ونعيماً لا صبر لي عنهما"
(يُتْبَعُ)
(/)
[إحياء علوم الدين ج3 ص 520].
ويقول المفكر محمد إقبال: "قد كنت تعمدت أن اقرأ القرآن بعد صلاة الصبح كل يوم، وكان أبي يراني فيسألني، ماذا أصنع؟ فأجيبه: أقرأ القرآن.
وظل على ذلك ثلاث سنوات متتاليات، يسألني سؤاله فأجيبه جوابي، وذات يوم قلت له: مالك يا أبي تسألني نفس السؤال، وأجيبك جواباً واحداً، ثم لا يمنعك ذلك عن إعادة السؤال من غد؟
فقال إنما أردت أن أقول لك يا ولدي: اقرأ القرآن كأنما أنزل عليك، ومنذ ذلك اليوم بدأت اتفهم القرآن، وأقبل عليه، فكان من أنواره ما اقتبست ومن درره ما نظمت"
[روائع إقبال ص 42 أبو الحسن الندوي].
12 - وقد ورد في كثير من الآثار أن تدبرهم للقرآن الكريم كان يظهر بصورة عملية تتمثل في البكاء، وأحياناً فيما هو أكثر من البكاء.
وهذه بعض الأمثلة:
( i) جاء في صحيح الحديث أنه لما اشتد مرض الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "مروا أبا بكر فليصل بالناس، فقالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: "إن أبا بكر رجل رقيق إذا قرأ غلب عليه البكاء"
[أخرجه البخاري 1/ 125].
وعن أبي صالح قال: "قدم ناس من أهل اليمن على أبي بكر الصديق رضي الله عنه فجعلوا يقرءون ويبكون، فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: هكذا كنا".
[التبيان في آداب حملة القرآن ص 47 النووي].
( ii) وجاء في ترجمة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن هشام بن الحسن قال: "كان عمر بن الخطاب يمر بالآية في ورده فتخنقه فيبكي حتى يسقط ثم يلزم بيته حتى يعاد يحسبونه مريضاً"
[حلية الأولياء لأبي نعيم 1/ 51].
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: "صليت خلف عمر فسمعت حنينه يعني أنينه من وراء ثلاثة صفوف"
[حلية الأولياء لأبي نعيم 1/ 53].
(ج) وروي أن عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه كان إذا نشر المصحف غشي عليه، وقال: هو كلام ربي، هو كلام ربي"
[إحياء علوم الدين ج3 ص 509].
13 - وللسلف رضوان الله عليهم كرم في طريقة تحصيل البكاء عند التلاوة، وينعون على من لم يحصل ذلك.
يقول الإمام النووي: "وطريقه في تحصيله أن يحضر قلبه الحزن بأن يتأمل ما فيه من التهديد والوعيد الشديد والمواثيق والعهود ثم يتأمل تقصيره في ذلك فإنه من المصائب"
[التبيان في آداب حملة القرآن ص 47 النووي].
والكلمات والأحوال في هذا الشأن كثيرة، لكننا نكتفي بما ذكرنا إيثاراً لعدم الخروج عن الموضوع.
14 - وأما تسابقهم في العمل بما أنزل الله في القرآن فحدث عنه ولا حرج، فلقد كانوا مع القرآن كما يقول الأستاذ سيد قطب، كالجندي في الميدان يتلقى الأمر اليومي ليعمل به فور تلقيه.
[معالم في الطريق ص 18].
وصح فيهم قول ذي النون المصري:
منع القرآن بوعده ووعيده مقل العيون بليلها لا تهجع
فهموا عن الملك الكريم كلامه فهما تزل له الرقاب وتخضع
[لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف ص 183 ابن رجب الحنبلي].
15 - ومن ثم ورد عنهم ما يفيد إقلالهم من الحفظ حتى يتمكنوا من تطبيقه والعمل به.
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
"كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن"
[تفسير ابن كثير ج1 ص 3].
وقال أبو عبد الرحمن السلمي: "حدثنا الذين كانوا يقرئوننا أنهم كانوا يستقرئون من النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا إذا علموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل، فتعلمنا القرآن والعمل جميعاً"
[تفسير ابن كثير ج1 ص 3].
16 - ولم يكن إقلالهم من الحفظ عجزاً منهم عن استظهار وحفظ القرآن الكريم، وإنما لتقديرهم مسئولية العمل، وهذا ما نطقت به ألسنتهم.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
"بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثاً، فأتى على رجل من أحدثهم سناً، فقال: ما معك يا فلان، قال معي كذا وكذا وسورة البقرة: قال: أمعك سورة البقرة فقال: نعم، قال: فاذهب فأنت أميرهم".
فقال رجل من أشرافهم: والله ما منعني أن أتعلم سورة البقرة إلا خشية ألا أقوم بها .. "
[أخرجه الترمذي وحسنه 5/ 156].
17 - ولقد حرص السلف الصالح رضوان الله عليهم على أن ينقلوا ضرورة الاهتمام بالعمل بكتاب الله إلى تلاميذهم، والأجيال التي ترث الكتاب من بعدهم وإليكم هذه الآثار:
I- عن أبي عبد الرحمن السلمي رضي الله عنه أنه كان إذا ختم عليه الخاتم القرآن أجلسه بين يديه، ووضع يديه على رأسه، وقال له: يا هذا اتق الله، فما أعرف أحداً خيراً منك، إن عملت بالذي علمت.
[تفسير القرطبي 1/ 5].
Ii- قال بعض القراء، قرأت على شيخ لي، ثم رجعت لأقرأ ثانياً فانتهرني، وقال: جعلت قراءة القرآن علي عملاً؟ اذهب فاقرأ على الله عز وجل، فانظر بماذا يأمرك، وبماذا ينهاك.
[إحياء علوم الدين 3/ 518].
18 - ولذلك لا تعجب أن يبارك الله في هذا الجيل فتنزل الملائكة لقراءتهم مثلما حدث مع الصحابي الجليل أسيد بن حضير، ويقرأ أحدهم الفاتحة على لديغ فيبرأ بإذن الله، في حين أن أحدنا لو قرأ القرآن كله لاستوت قراءته وعدمها، فلا مريض يبرأ، ولا ملك ينزل، ولو حدث لكان شيئاً نادراً، والنادر لا حكم له.
فما هي الوسائل التي تعيننا على أن نصل إلى ما وصل إليه هؤلاء السلف.
إن ذلك يكون بالتخلق بأخلاق القرآن والتأدب بآدابه، لا سيما من شرفهم الله بحمل هذا القرآن، واستظهار آياته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالله الشافعي]ــــــــ[19 Feb 2009, 09:04 م]ـ
جزاكِ الله خيرا
ـ[عبد الله المدني]ــــــــ[20 Feb 2009, 01:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي صاحب المشاركة الأصلية جزاك الله خير الجزاء، وإنه لموضوع قيم جدا! لكنني وددت لو قمت أنت أوغيرك بمتابعة الموضوع نفسه في كتب الحديث بالاستقراء التام للصحيحين وكتب السنن والمسانيد وغيرها؛ فلعل المادة العلمية هناك تكون أفيد .. ! والله الموفق للخير والمعين عليه.
ـ[يسعد صباحك]ــــــــ[20 Feb 2009, 03:41 ص]ـ
جزاك الله خير وبارك الله بك
موضوع قيم ورائع بمعنى الكلمه(/)
لأن أقرأ سورة من القرآن في ليلة فأتدبرها وأرتلها أحب إلي من أن أقرأ القرآن كما تقرأ ..
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[19 Feb 2009, 03:36 م]ـ
الخير في تعلم القرآن وتعليمه لا مجرد حفظه وتحفيظه
أ - روى البخاري في صحيحه أن رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومتبعي سنته ـ قال: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" وفي رواية له: "إن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه".
وفَقُهَ أصحابُه رضي الله عنهم شرع الله وسنة رسوله فكانوا لا يتعجَّلون مجرد التلاوة دون تدبر، بل كانوا لا يجاوزون عشر آيات حتى يعلموا معانيهن والعمل بهن
(رواه الطبري في تفسيره عن ابن مسعود رضي الله عنه). ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ختم القرآن في أقل من سبع (عند الشيخين) وثلاث (عند غيرهما) لأنه لن يتحقق تدبره وفقهه.
ب - وأنزل الله كتابه على قلب نبيه مفرقاً رحمة لعباده ونوراً لهم: {لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ} [ص: 29]. واستعجل المشركون التنزيل جملة واحدة فرد الله كيدهم: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآَنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلا} [الفرقان: 32] أي: بيناه تبيينًا (قاله قتادة) بتنزيله شيئاً بعد شيءٍ بتمهُّل وتؤدة (كما قال المحلِّيُّ).
واتَّبع النبي صلى الله عليه وسلم شرع ربه فرتل القرآن ترتيلاً؛ يقف على رؤوس الآي (رواه أبو داود وغيره) ولم يرو عنه الجمع بين آيتين قط. وكان (فيما رواه مسلم في صحيحه) يقرأ القرآن (مسترسلاً إذا مرَّ بآية فيها تسبيح سبَّح وإذا مر بسؤال سأل وإذا مرَّ بتعوذ تعوذ)، ولا يصحُّ قصر ذلك على صلاة الليل بل هو عام في الصلاة وفي غيرها، إذ لم يرد مخصص. وكان صلى الله عليه وسلم يقول: "آمين" بعد قراءة الفاتحة (رواه البخاري) ويأمر المأمومين بقولها (متفق عليه)، وكان إذا قرأ: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} [القيامة: 40] قال: "سبحانك فبَلَى" وإذا قرأ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} [الأعلى: 1] قال: "سبحان ربي الأعلى"؛ قال المحدِّث الألباني في (صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم): (وهو يشمل القراءة في الصلاة وخارجها والنافلة والفريضة، وقد رواه ابن أبي شيبة عن أبي موسى الأشعري والمغيرة أنَّهما كانا يقولان ذلك في الفريضة ورواه عن عمر وعلي إطلاقًا). وكان صلى الله عليه وسلم: (يمد قراءته مدًّا، يمدُّ: ببسم الله، ويمدُّ بالرحمن، ويمدُّ بالرحيم)، رواه البخاري. وكان يقرأ قراءةً: (مفسرة حرفًا حرفًا) رواه أحمد وأبو داود.
جـ- وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام، يقولون من قول خير البرية، يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم" واللفظ لمسلم، وفي رواية: "لا يجاوز تراقيهم" وفي رواية: " ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء، ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء، ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء، يقرؤون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم" من صحيح مسلم. فمجرد التلاوة والحفظ دون تدبر (وهو أكبرُ هَمِّ الحفاظ والمحفِّظين اليوم) مخالف لشرع الله ولسنة رسوله ولسبيل المؤمنين القدوة، لجأ إليه الأعاجم بمسوغ العجمة، وتبعهم العرب في القرن الأخير دون مسوغ.
د- وكان الصحابة رضي الله عنهم لا يتعجلون حفظ القرآن (وهو نافلة) دون تدبره (وهو فرض عين)، بل ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم مات ولم يحفظ القرآن من الصحابة غير أربعة على اختلاف في أسماء اثنين منهم، وبمجموع الروايات لا يكاد الحفاظ من الصحابة يتجاوز عددهم العشرة، ووصف غيرهم بالقرَّاء لا يعني حفظه كله. ويؤيد ذلك ما ورد عن ابن مسعود رضي الله عنه من قوله: (إنَّا صعب علينا حفظ القرآن وسهل علينا العمل به، وإن من بعدنا يسهل عليهم حفظ القرآن ويصعب عليهم العمل به) الجامع لأحكام القرآن 1/ 75. ومثله عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما من قوله: (كان الفاضل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر هذه الأمة لا يحفظ من القرآن إلا السورة ونحوها ورزقوا العمل بالقرآن) الجامع لأحكام القرآن 1/ 76.
(يُتْبَعُ)
(/)
هـ- وكانوا يحذرون مما آل إليه الحال اليوم في جميع بلاد المسلمين عربًا وعجمًا؛ فقد أمر عمر رضي الله عنه عامله في العراق أن يفرض للحفاظ في الديوان، فلما بلغه أن سبع مئة حفظوا القرآن قال: (إني لأخشى أن يسرعوا إلى القرآن قبل أن يتفقَّهوا في الدين) وكتب إلى عامله ألا يعطيهم شيئاً (عن مالك في العتبية).
وكانوا يتعلمون الإيمان قبل القرآن ثم يتعلمون القرآن (كما في صحيح ابن ماجه). وتَنْزِلُ السورة فيتعلَّمون حلالها وحرامها وآمرها وزاجرها. (كما في: بيان مشكل الآثار للطحاوي 4/ 44 عن ابن عمر رضي الله عنهما.) حتَّى لقد ورد عن عمر رضي الله عنه أنه تعلَّم سورة البقرة في اثنتي عشرة سنة. (الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 1/ 76، ط: دار الكتاب العربي بيروت).
و- قال الحسن البصري رحمه الله: (نزل القرآن ليتدبر ويعمل به فاتخذوا تلاوته عملاً) مفتاح دار السعادة لابن القيم (1/ 187 مكتبة الرياض الحديثة.) وقال ابن القيم رحمه الله في تفسير قول الله تعالى: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ} [البقرة: 78]: (ذم الله المحرفين لكتابه والأميين الذين لا يعلمون منه إلا مجرد التلاوة وهي الأماني) بدائع التفسير: 1/ 300. وذكر الشوكاني رحمه الله من تفسيرها:
(لا علم لهم إلا مجرد التلاوة دون فهم وتدبر) فتح القدير 1/ 104.
وقال ابن كثير رحمه الله في تفسير قول الله تعالى: {الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ} [البقرة: 121]: قال ابن مسعود رضي الله عنه: (والذي نفسي بيده إن حق تلاوته أن يحل حلاله ويحرم حرامه ويقرأه كما أنزله الله ولا يحرف الكلم عن مواضعه ولا يتأوَّل منه شيئًا على غير تأويله)، وعن عمر رضي الله عنه: (هم الذين إذا مروا بآية رحمةٍ سألوها من الله، وإذا مروا بآية عذابٍ استعاذوا منها). ولم يفسرها أحد من الفقهاء في الدين بالتجويد أو الحفظ مجردًا عن التدبر. وقال ابن القيم رحمه الله في تفسير قول الله تعالى: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا} [الفرقان: 30]: (هجر القرآن أنواع)، وذكر منها: (هجر تدبره وتفهمه ومعرفة مراد الله منه) (بدائع التفسير). وقال ابن كثير: (وترك تدبره وتفهمه من هجرانه) (مهذَّب تفسيره، ط: دار السلام 678). وقال ابن القيم رحمه الله في تفسير قول الله تعالى: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فلا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} [طه: 123]: (وهذه المتابعة هي التلاوة التي أثنى الله على أهلها ... فتلاوة اللفظ جزء مسمى التلاوة المطلقة وحقيقة اللفظ إنما هي الاتباع ... والمقصود التلاوة الحقيقية وهي تلاوة المعنى واتباعه ... وتلاوة المعنى أشرف من تلاوة اللفظ، وأهلها هم أهل القرآن الذين لهم الثناء في الدنيا والآخرة) مفتاح دار السعادة 1/ 42. وقال ابن القيم رحمه الله: (فقراءة آية بتفكر وتفهم خير من قراءة ختمة بغير تدبر وتفهم، وأنفع للقلب وأدعى إلى حصول الإيمان وحلاوة القرآن)، وروي عن أيوب عن أبي جمرة قال: قلت لابن عباس: إني سريع القراءة، إني أقرأ القرآن في ثلاث، قال: (لأن أقرأ سورة من القرآن في ليلة فأتدبرها وأرتلها أحب إلي من أن أقرأ القرآن كما تقرأ) 1/ 187. وقال ابن تيمية رحمه الله: (والمطلوب من القرآن هو فهم معانيه والعمل به فإن لم تكن هذه همة حافظه لم يكن من أهل العلم والدين) (مجموع الفتاوى: 23/ 55)
ويظهر من مجموع هذه الآثار والأقوال أن الانحراف عن شرع الله وسنة رسوله وسبيل المؤمنين بالانشغال بحفظ القرآن عن تدبره وفقه مراد الله منه ظهر في القرن الأول فتقرب من لم يجاوز القرآن تراقيهم إلى الله بالخروج على ولاة الأمر منهم بل قتل خير أولياء الله: عثمان وعلي رضي الله عنهما، وتقرب المحدثون منهم بالخروج على ولاة أمرهم وقتل أنفسهم وقتل نفوس حرم الله قتلها بغير حق. واليوم تستدر عواطف المحسنين بتحفيظ القرآن أو الحديث في (60) يومًا فماذا بعد؟
ز- وبعث الله دولة التوحيد والسنة ومنهاج النبوة في الدين والدعوة لتجديد دينه بالعودة به إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه (بعد أن اجتالت شياطين الفاطميين والعثمانيين ومن بينهما الناس عن الفطرة التي فطرهم الله عليها) فاهتم علماؤها بتعليم الأمة دينها الحق وردها إلى تدبر القرآن، ولم يهتم أحد منهم بمجرد الحفظ والتحفيظ الذي هو مبلغ علم وتعبد الجاهلين من عوام العجم ثم العرب.
(شوال: 1428)
الشيخ سعد الحصين - حفظه الله -
باختصار
=====
التصفية والتربية(/)
فكرة في مسألة مقارنة التفاسير وتحديد درجات الاقتباس في مابينها
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[19 Feb 2009, 06:59 م]ـ
كنت كتبت بحثا أرجو أن يرى النور، أقترح فيه منهجية لإنجاز موسوعة إلكترونية شاملة للقرآن وعلومه. وأشرت فيه بعجالة إلى هيكلية تساعد على القيام بمقارنات آلية بين التفاسير.
وعند قراءتي هذا الصباح لمشاركات اليوم في المنتدى، قرأت موضوع (الموازنة بين تفسير أبي المظفر السمعاني وأبي محمد البغوي وسر التشابه). فحال بخاطري بعض الأفكار التي قد تكون مفيدة في مثل هذه المقارنات:
1 - اختلاف العبارات بين تفسير وآخر لا يعني بالضرورة عدم وجود احتمال الاقتباس، مع تغيير في العبارة.
فكل مفسر عاش في عصر ما، يصعب أن يخوض تجربة التفسير بدون أن يكون قد اطلع على التفاسير التي قبله (إلا في الحالات التي يصعب فيها الحصول على نسخ من هذه التفاسير).
ولذلك فقد يصبح البحث عن مسألة الاقتباس من خلال البحث عن العبارات المتشابهة فقط بحثا ناقصا.
ولذلك، أرى من المنطقي ألا يقتصر البحث المقارن في التفاسير حول العبارات المتشابهة، وإنما يجب البحث أيضا عن أمرين آخرين:
أ- إنشاء ما يمكن تسميته بشجرة المفسرين: عن طريق البحث عن العلاقات المحتملة من قبيل التتلمذ المباشر، أو الاطلاع على كتب السابق، أو القرين، إلخ .. فالتحديد الدقيق لهذه العلاقات يساعد كثيرا في اكتشاف احتمالات التأثر والتأثير.
ب- عدم الاطفتاء بالحث عن العبارات المتشابهة، وإنما البحث أيضا عن (المعاني المتشابهة) أو (الأفكار المتشابهة) في التفسير. وهذا الأمر لا شك في صعوبته، غير أنه الأكثر فائدة.
2 - في المنهجية المقترحة أشرت إلى أمر مفيد يتعلق بضرورة تخزين التفاسير بشكلين: نصي ومعنوي، أي أن يخزن التفسير بعباراته والفاظه، ثم يسعى لاستخراج الأفكار والمعاني وكتابتها بصياغة سهلة ومعاصرة (باستعمال كلمات مفتاحية متوافق عليها مثلا)، وتطبيق نفس الكلمات المفتاحية على جميع التفاسير. وحينها نستطيع القيام بمقارنات مفيدة بين التفاسير.
أعترف أن الفكرة تحتاج مني لتعمق حتى تتضح معالمها وأدوات تطبيقها. ولعلها تجد فرصة من الحوار كي تكتمل.
وما أستطيع قوله باطمئنان، هو أن بحوث المقارنة تحتاج لتوظيف تقنيات الكمبيوتر وقواعد البيانات الإلكترونية كي تحقق التطور السريع والدقيق والشامل.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[20 Feb 2009, 12:25 م]ـ
هناك مرحلة أوّلية لهذه الفكرة كنت بدأتها من قديم , وهي تحديد العلاقات المباشرة بين التفاسير , وأعني بها النص أو ما يشبه النص على النقل أو الاعتماد أو الاختصار , سواء من المؤلف أو من غيره.
ولاشك أن في ذلك فوائد كثيرة , ليس أقلها فوائد في منهجية التفسير ومراحله واختصاره والاقتباس والنقل باللفظ والمعنى ومراحل التطور الفكري والمنهجي للمفسر .. , ونحوها من الفوائد الحسنة.(/)
متشابهات القرآن الكريم (متجدد إن شاء الله)
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[19 Feb 2009, 07:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليكم متشابهات القرآن الكريم
فالموضوع بإذن الله سيكون عونا على تثبيت الحفظ لمن شرفه الله بحفظ القرآن
وسهولة وتيسيرا على من هو مقبل على حفظ القرآن الكريم
فلنبدأ على بركة الله
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[19 Feb 2009, 07:14 م]ـ
الحلقة (1)
بدأت سورة الفاتحة ب (الحمد لله) وهناك خمس سور من سور القرأن الكريم بدأت بها ايضا وهم:
[سورة الفاتحة]
قوله تعالى (الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) الاية (2)
[سورة الانعام]
قوله تعالى (الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ) الايه (1)
[سورة الكهف]
قوله تعالى (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا) الايه {1}
[سورة سبأ]
قوله تعالى (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ
فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) الايه (1)
[سورة فاطر]
قوله تعالى (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء) الايه (1)
يتبع
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[19 Feb 2009, 09:23 م]ـ
ما شاء الله، موضوع موفق واختيار طيب إن شاء الله تعالى أختي الفاضلة محبة القرآن.
يمكنك الاستفادة من حلقات برنامج (وأُخر متشابهات) للدكتور أحمد الكبيسي و (لمسات بيانية) للدكتور فاضل السامرائي لأن فيهما الكثير من هذه الوقفات في متشابه القرآن وهذه إحداها للدكتور فاضل السامرائي:
(فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (19) المؤمنون). نلاحظ الآية (وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (72) لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ (73) الزخرف) الفاكهة التي يزرعها في البساتين ليست فقط للأكل وإنما يعصر منها ويجفف والاستفادة منها لا يكون بالأكل فقط وإنما لها فوائد كثيرة منها الأكل، تعمل منها مربيات وأشياء كثيرة وتبيع أما في الجنة فلا تبيع منها ولا تجفف (لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ) للأكل فقط. أما قوله (وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ) لها فوائد كثيرة والأكل واحد منها.
وهذه أخرى للدكتور أحمد الكبيسي:
يسألونك – يستفتونك - يستنبؤنك
ننتقل إلى موضوع آخر يقول الله سبحانه وتعالى (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ (189) البقرة) (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ (217) البقرة) (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ (222) البقرة) (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا (219) البقرة) نفس المشاكل الفقهية في آيات أخرى (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ (176) النساء) (قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ (32) النمل) (يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (43) يوسف) لم يقل يسأل وإنما قال يستفتي. عندنا يسألونك يعني واحد واقف يا فلان ما حكم الحيض؟ يقول لك أنت لا يجب أن تأتي حرمتك وهي حائض هذه يسألونك. سؤال آخر عندي واحدة يتيمة وعندها فلوس وأريد أن أتزوجها قال (يستفتونك) لماذا لم يقل هنا يسألونك؟ ثم عندنا ويستنبونك (وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ (53) يونس) يا محمد أنت تقول أننا سنموت وهناك حساب وآخرة هل أنت متأكد؟ (وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُو
(يُتْبَعُ)
(/)
قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ). لماذا مرة ويسألونك ومرة يستفتونك ومرة يستنبؤنك؟ هذا القرآن معجز ومعجب إذا عرفت أسراره فإنك تعشقه لكن المشكلة والآفة في هذا أنك عندما تتعلم هذا العلم فلن تختم بل تبقى في الصفحة الواحدة أسبوع ما هذه الكلمة. ما هذا الحرف؟ لماذا هنا لام وهناك نون لام هذا أعجوبة ومتعة العقل. لماذا إذن يسألونك ولماذا يستفتونك ولماذا يستنبؤنك؟
يسألونك، أنا ما أعرف حكم المحيض أنا سابقاً في الجاهلية حرمتي عندها محيض تغتسل وأنا أباشرها هل هذا حلال أو حرام يا رسول الله؟ قال لا هذا حرام، إذن يريدون علماً الذي يسألك عن شيء لا يعرفه وليس له فيه حكم هذه يسألونك فأجبه (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) النازعات) يسألونك متى الساعة؟ لا يعرفون. إذا أنا أسألك عن شيء لا أعرفه وليس لدي أي خلفية عنه وأنت تعرفه فجاوبني (إسألوا أهل الذكر) أي أهل العلم هذا سؤال. لاحظ كل (يسألونك) عن شيء لا أعرف عنه أي حكم. أما يستفتونك هناك حكمين ناس تقول هذا وناس تقول هذا هناك فريقين أو طائفتين أو حزبين منشقين كل واحد له رأي هذا استفتاء (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ (176) النساء) (وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ (127) النساء) ناس تقول يمين وناس تقول شمال في الجاهلية ناس قالوا هذه اليتيمة التي في حرجك يحرم عليك مالها وأن تتزوجها وناس قالوا لا يباح مالها ولا يباح زواجها وكان هناك عدة آراء وكل يتبع رأي لذا قال (وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ) هذا يستفتونك. يستنبؤنك النبأ خير عظيم مهم لا يعرفه غيرك وفي غاية الخطورة، قضية في غاية الخطورة (وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ (53) يونس) حينئذ رب العالمين عز وجل يقول لهم إذا أنت سألوك عن أمر لا يمكن أن يعرفه غيرك لأن هذا من الإنفراد والبعد. هذا الفرق بين يستنبؤنك في شيء خطير لا يعرفه غيرك ويسألونك عن حكم علمي معرفي ويستفتونك في أمر وقع بينهم ولهذا علينا أن نفلسف ما معنى الفتوى في هذا الدين هذا الذي اختلف فيها المسلمون اختلافاً كثيراً
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[24 Feb 2009, 07:46 م]ـ
جزاك الله خيراأختي سمرتسعدنا متابعتكِ وهمتكِ العالية ..
أسأل الله الرحيم أن يفتح علي وعليك الفتح المبين لفهم كتابه
آمين
ولعلي أترككم مع كتاب (كنز الحفاظ في متشابه الألفاظ)
التحميل في المرفقات
ـ[أم جويرية]ــــــــ[18 Sep 2009, 02:42 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
http://www.way2jannah.com/vb/showthread.php?t=685(/)
سؤال عن طباعة رسالة (استدراكات ابن عطية على ابن جرير)؟
ـ[المحجبة]ــــــــ[19 Feb 2009, 08:48 م]ـ
استدراكات ابن عطية في كتاب "المحرر الوجيز" على الطبري في تفسيره
أ. شايع بن عبده شايع الأسمري
إستدراكات ابن كثير على ابن جرير في تفسيره.
أ. أحمد عمر عبد الله
هل طبعت هذه الرسائل؟ وأين يمكن أن أجدها؟
مع جزيل الشكر ...
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Feb 2009, 11:55 ص]ـ
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9166(/)
كيف نرجو رحمة الله؟
ـ[د/محمود شمس]ــــــــ[20 Feb 2009, 12:49 ص]ـ
كيف نرجوا رحمة الله؟
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين. وبعد:
فإنه مما لاشك فيه أن الإنسان يعيش في تلك الدنيا برحمة الله تبارك وتعالى:
وكما نعلم أن رحمة الله سبحانه وتعالى تنقسم إلى:
1 - الرحمة العامة، وهي التي بها يعيش الإنسان ويتلذذ بنعم الله سبحانه وتعالى، وتكون للكافر وللعاصي وللإنسان والحيوان وسائر المخلوقات.
ولذا نجد الحق جل وعلا يقدم الله سبحانه وتعالي الرحمة على المغفرة في موضع واحد في قوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآَخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُور.
حيث تتقدم المغفرة على الرحمة في القرآن كله سوي هذا الموضع.
وعندما تتدبر تدرك أن المغفرة والرحمة يختم الله بها آيات تتحدث عن ذنوب ومعاص للعباد ارتكبوها؛ فيفتح الله لهم أبواب المغفرة حتى يعودوا لربهم، ثم يثنّي بالرحمة إشارة إلى أن مغفرته لذنوب العباد إنما هي رحمة منه سبحانه وتعالى. اقرأ قول الله سبحانه وتعالي:
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
أما في الموضع الذي قدّم الله فيه الرحمة علي المغفرة؛ فلا تجد الآيات تتحدث عن ذنوب للعباد وإنما تتحدث عن كمال قدرة الله سبحانه وتعالي في ملكه وأن العباد جميعا يتنعّمون في مُلك الله عز وجل برحمته وليس بذكاء منهم ولا بحسن تصرف؛ ولذا قدّم الله عز وجل الرحمة ههنا حتى يدرك العباد ذلك؛ فإذا أدركوا ذلك وتيقّنوا أن لهذا الكون ربّا إلها خالقا يستحق العبادة دون شريك فهو رحيم حتى يفتح الله لهم باب التوبة والرحمة.
2 - الرحمة الخاصة، وهي تأييد الله لعباده المؤمنين وتوفيقه لهم، وتلك الرحمة الخاصة لعباده المؤمنين، وهي التي ينبغي على المؤمن أن يرجوها.
3 - رحمة الله لعباده المؤمنين، وهي لخاصتهم، فهي الرحمة المدخرة التي يؤثر الله بها من يشاء من عباده، وهي التي تجدها في القرآن الكريم (رحمة من عندنا، أو رحمة من لدنا) لأن عند، ولدن كلاهما ظرف ومعنى الظرفية يدل على أن الرحمة هنا مدّخرة عند الله سبحانه وتعالى ويُؤثر بها من يشاء من عباده.
4 - ولتعلم أخي أن الرحمة التي هي من لدن رب العالمين أو من عند الله وإن كانت لخاصة الخاصة إلا أن الله عز وجل علّمنا أن نطلبها منه سبحانه وتعالى: اقرأ قوله عز وجل: رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ.
وقوله تعالى: إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا.
فقد علمنا الله أن نطلب تلك الرحمة التي هي لخاصة الخاصة ولذا قال الله تعالى عن العبد الصالح قال سبحانه: فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا.
فالله آتاه رحمة من عنده، وعلّمه من لدنه؛ فتأمل وتدبر.
وإياك أن تظن أنك لا تستطيع أن تحصل على تلك الرحمة، فإن الله سبحانه وتعالى قد بيّنّ لنا أنّ تلك الرحمة تُنال بالتضرع والتذلل والخضوع والانقياد لأمر الله سبحانه وتعالى، ويتجلى هذا في قصة نبي الله أيوب عليه السلام فقد ذكر الله استجابته لأيوب وكشف ما به من ضر وآتاه أهله ومثلهم معهم، وذكر الله ذلك في موضعين في كتاب الله سبحانه وتعالى لنقرأ الموضعين ونتدبر قال تعالى: وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَي رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ. فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ.سورة الأنبياء.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي سورة (ص~) قال تعالي: وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَي رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ.
فنجد الحق جل وعلا قال في موضع سورة الأنبياء (رحمة من عندنا) لماذا؟ لأنه ذكر أن أيوب عليه السلام بالغ في التضرع فقال: وأنت أرحم الراحمين لكنه في الموضع الآخر قال: مسني الشيطان بنصب وعذاب، ولذا تجد الحق سبحانه وتعالي ختم الآية التي بالغ فيها أيوب بالتضرع بقوله (وذكري للعابدين) أي: الخاضعين المنقادين لأمر الله سبحانه وتعالى. أما في الآية الأخرى؛ فقال (وذكري لأولي الألباب).
\إذن: عندما بالغ أيوب في التضرع والتذلل قال تعالي (رحمة من عندنا) وعندما لم يذكر تضرعا قال تعالى (رحمة منا) ليعلّمك أنك إذا أردت الحصول على رحمة الله التي يمنحها الله لعباده، وهي لخاصة الخاصة؛ فعليك بالتضرع والتذلل والخضوع لأمر الله سبحانه وتعالى.
ولذا لا يذكر الله رجاء الرحمة لعباده منه عز وجل إلا أن تكون مسبوقة بعمل يحقق الخضوع والانقياد لأمر الله سبحانه وتعالى، كما حدّد مواطن للحصول على رحمته وهي في كتاب الله سبحانه وتعالى ليشير إلى أن من أراد أن تصيبه رحمة الله فعليه أن يكون في تلك المواطن.
ونعلم أن الأمة في حاجة ماسة إلى رحمة الله في كل وقت وبخاصة في هذه ا؟ لأيام. وبمشيئة الله عز وجل سأبين تلك المواطن، وكيف ترجو رحمة ربك؟ لأن رجاء رحمة الله ليست كلمة تقال، وإنما لابد لها من عمل ولابد من تواجدك في مواطن تلك الرحمة.
وعلى وعد بمشيئة الله سبحانه وتعالى لبيان تلك المواطن حتى نفوز برحمة الله عز وجل أستودعكم الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ولا تنسوني من دعوة صالحة.
محمود شمس
ـ[أمة الودود]ــــــــ[20 Feb 2009, 08:38 ص]ـ
بارك الله فيك أستاذي الفاضل وفي إنتظار تتمة الموضوع جزاك الله خيرا
ـ[أم العباس]ــــــــ[21 Feb 2009, 12:48 ص]ـ
كيف نرجوا رحمة الله؟
2 - الرحمة الخاصة، وهي تأييد الله لعباده المؤمنين وتوفيقه لهم، وتلك الرحمة الخاصة لعباده المؤمنين، وهي التي ينبغي على المؤمن أن يرجوها.
بارك الله فيكم و في علمكم .. و كتب لكم الأجر و المثوبة ...
أشكل علي فهم ما اقتبسته هنا ..
هل هذا معنى صفة الرحمة الخاصة .. ؟ أم أنه من آثارها؟
جزيتم خيرا ...
ـ[د/محمود شمس]ــــــــ[21 Feb 2009, 06:41 م]ـ
بارك الله فيك أختي الكريمة على متابعتك وحرصك.
هذا بيان للرحمة الخاصة التي يمنحها الله لعباده المؤمنين، وقصدت التفرقة بينها وبين الرحمة العامة التي بها يحيا الخلق جميعا ويرزقون ويتنعمون، وبالتالي هي تمهيد للوصول إلى بيان الرحمة التي يمنحها الله سبحانه وتعالى لخاصة الخاصة من عباده , وهي التي يعبر القرآن عنها دائما بقوله: من لدنا، أو: من عندنا.
وقد علّمنا الله تبارك وتعالى أن نطلب منه تلك الرحمة في كثير من المواضع مثل قوله تعالى: رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ.
وعلى لسان أصحاب الكهف في قوله تعالى: إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا.
أسأل الله جل وعلا أن يجعلنا من أهل رحمته فهو أرحم الراحمين.
لعل اللبس يزول أختي الكريمة.
مع دعائي.
ـ[هتاف الضمير]ــــــــ[27 Feb 2009, 07:07 م]ـ
نسأل الله أن يشملنا جميعاً ووالدينا وشيوخنا ومن نحب ومن له حق علينا برحمته التي وسعت كل شيء ..
شكر الله لكم وبارك في علمكم ونفع بكم ..
جزيتم الجنة ..
ـ[الزرسنت]ــــــــ[27 Feb 2009, 08:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على الموضوع
لكن لدي استفسار اذا سمحت لي يا دكتور .........
هل الرحمة الخاصة يمكن ان يحصل عليها احد بالدعاء وإن لم يصل الى درجة المؤمنين الخاصة
اي مثلا العاصي التائب الذي يدعو الله راجيا رحمة ربه؟؟
هذا وجزاك الله خيرا(/)
تفسير (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[20 Feb 2009, 03:11 ص]ـ
تفسير (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
نبي الهدى والرحمة القائل فيما صح عنه:
أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما ..
وبعد:
أيها الأحبة الكرام ..
هذا عرض سريع لتفسير قول الله تعالى:
( .. وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) المائدة-44
وبيان الإختلاف الواقع فيما نقل عن ابن عباس في تفسيرها ..
وكذلك فيمن علق عليها بما يخص قضية الحاكمية والتكفير ..
فأقول والله المستعان وعليه التكلان:
أولا: مناسبة نزول الآيات من سورة المائدة
في المسند ومعجم الطبراني عن ابن عباس:
إن الله عز وجل أنزل: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) و {الظالمون} و {الفاسقون}.
قال ابن عباس: أنزلها الله في الطائفتين من اليهود .....
ثم قال: فيهما والله نزلت وإياهما عنى الله عز و جل.
الحديث رواه أحمد 1/ 246 والطبراني في الكبير 3/ 95 بطوله وحسنه شعيب الأرنؤوط والألباني في الصحيحة 6/ 111.
وقد صح أيضا عن أبي مجلز أن مناسبة نزولها في اليهود كما سيأتي ..
وهو الصحيح المتبادر من ظاهر وتركيب السياق القرآني ..
قال تعالى:
(إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)
ومع ذلك .. فهناك قاعدة مشهورة تقول:
العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ..
ولذلك أردف رواية ابن عباس برواية حذيفة وهي الآتية ..
رواية حذيفة في تفسير الآية
قال الإمام الحاكم في المستدرك:
حدثنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري ثنا محمد بن عبد السلام ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ جرير عن الأعمش عن إبراهيم عن همام قال:
كنا عند حذيفة فذكروا: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)
فقال رجل من القوم: إن هذا في بني إسرائيل!!
فقال حذيفة: نعم الأخوة بنو إسرائيل إن كان لكم الحلو ولهم المر، كلا والذي نفسي بيده حتى تحذو السنة بالسنة حذو القذة بالقذة.
رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين (2/ 342) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه، وقال الذهبي قي التلخيص: صحيح على شرط البخاري ومسلم.
ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره بسنده (6463) ..
فخرجنا من هذا العرض السريع أن مناسبة نزولها في اليهود من أهل الكتاب الذين عاصروا النبي صلى الله عليه وسلم ..
ولكن هذا لا يمنع – حسب القواعد العلمية لتفسير القرآن – الحكم بعموم لفظها كما ذكر ابن جرير الآثار في تفسيرها وهو الآتي:
تفسير ابن جرير للآية
قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في تفسير الآية:
يقول تعالى ذكره:
ومن كتم حُكم الله الذي أنزله في كتابه وجعله حكمًا يين عباده، فأخفاه وحكم بغيره، كحكم اليهود في الزانيين المحصنين .. ووو .. (فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) هؤلاء الذين لم يحكموا بما أنزل الله في كتابه، ولكن بدَّلوا وغيروا حكمه، وكتموا الحقَّ الذي أنزله في كتابه (هُمُ الْكَافِرُونَ) يقول: هم الذين سَتَروا الحق الذي كان عليهم كشفه وتبيينُه، وغطَّوه عن الناس، وأظهروا لهم غيره، وقضوا به، لسحتٍ أخذوه منهم عليه. اهـ
ثم ذكر آثارا كثيرة أن المراد بهذه الآيات الثلاث من سورة المائدة اليهود وكل الكفار ..
ثم قال: وقال بعضهم: عنى بـ " الكافرين "، أهل الإسلام، وبـ " الظالمين " اليهود، وبـ " الفاسقين " النصارى، ورواه عن الشعبي بتسع روايات عنه ..
ثم قال: وقال آخرون: بل عنى بذلك: كفرٌ دون كفر، وظلمٍ دون ظلم، وفسقٌ دون فسق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم روى خمسة آثار عن عطاء قوله: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)، (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)، (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)، قال:
كفر دون كفر، وفسق دون فسق، وظلم دون ظلم. وإسناده صحيح.
وروى بسنده عن سفيان، عن سعيد المكي، عن طاوس:
(وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)، قال:
ليس بكفرٍ ينقل عن الملّة. وإسناده صحيح أيضاً.
(ثم ذكر آثار ابن عباس وستأتي بالتفصيل)
ثم قال: وقال آخرون: بل نزلت هذه الآيات في أهل الكتاب، وهى مرادٌ بها جميعُ الناس، مسلموهم وكفارهم.
ثم ذكر آثار عن إبراهيم والحسن وغيرهما ..
ثم قال: وقال آخرون: معنى ذلك:
ومن لم يحكم بما أنزل الله جاحدًا به، فأما الظلم والفسق، فهو للمقرِّ به.
ثم روى عن ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة وستأتي روايته.
ثم خلص ابن جرير من هذه الجولة بكلام نفيس هو كالختام لهذا التقرير ..
فقال رحمه الله وأثابه:
وأولى هذه الأقوال عندي بالصواب، قولُ من قال: نزلت هذه الآيات في كفّار أهل الكتاب، لأن ما قبلها وما بعدها من الآيات ففيهم نزلت، وهم المعنيُّون بها. وهذه الآيات سياقُ الخبر عنهم، فكونُها خبرًا عنهم أولى ..
فإن قال قائل: فإن الله تعالى ذكره قد عمَّ بالخبر بذلك عن جميع منْ لم يحكم بما أنزل الله، فكيف جعلته خاصًّا؟
قيل: إن الله تعالى عَمَّ بالخبر بذلك عن قومٍ كانوا بحكم الله الذي حكم به في كتابه جاحدين، فأخبر عنهم أنهم بتركهم الحكمَ، على سبيل ما تركوه، كافرون. وكذلك القولُ في كل من لم يحكم بما أنزل الله جاحدًا به، هو بالله كافر، كما قال ابن عباس، لأنه بجحوده حكم الله بعدَ علمه أنه أنزله في كتابه، نظير جحوده نبوّة نبيّه بعد علمه أنه نبيٌّ. اهـ
وظهر من قوله الأخير أن حكم الآية العموم وإن كان سبب نزولها خاص.
ثانيا: تخريج أثر ابن عباس
والآن جاء الدور للكلام على أثر ابن عباس المختلف فيه وهو قوله في تفسير الآية: كفر دون كفر ..
وأرى أن المشكلة فيمن تطرق لهذا الموضوع أنه يتشبث بخبر ابن عباس وحده ويتجاهل الأخبار الأخرى عن طاووس وعطاء وأبي مجلز وهم من ثقات التابعين والعلماء الربانيين ..
وكأن هؤلاء التابعين بمعزل عن تفسير كلام الله وتطبيق شرعه ..
والكلام على حجية تفسير التابعين قتل بحثا ..
وإنما يعنينا هنا دراسة تلك الآثار لنخرج منها بسبيل ..
رواية هشام بن حجير في قول ابن عباس: كفر دون كفر.
فروى الحاكم في المستدرك (2/ 343) والبيهقي في سننه الكبرى (8/ 20) وغيرهما من طريق سفيان بن عيينة، عن هشام بن حجير، عن طاوس، عن ابن عباس أنه قال:
إنه ليس بالكفر الذي يذهبون (أي الخوارج) إليه، إنه ليس كفرا ينقل عن الملة (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) كفر دون كفر.
وقال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقال الذهبي: صحيح
وضعفه البعض لضعف ابن حجير:
ترجمته هشام بن حجير
ذكر الذهبي في (من تكلم فيه وهو موثق 1/ 187) قال: ضعفه أحمد وابن معين ووثقه غيرهما.
وقال ابن عيينة: لم نكن نأخذ عن هشام بن حجير ما لا نجده عند غيره.
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، وذكره العقيلي في الضعفاء ..
وقد خولف في لفظه فقد رواه المروزي وابن جرير وعبد الرزاق في المصنف عن ابن عباس قال: هي به كفر.
وعلى من نقل تضعيف هشام بن حجير ألا ينسى أنه من رجال الصحيحين وإن رووا عنه مقرونا بغيره، فقد قال الإمام الذهبي في الموقظة:
فكل من روى له البخاري ومسلم فقد جاوز القنطرة.
ولا ينسى كذلك أنه قد وثقه ابن حبان والعجلي وابن سعد والذهبي ..
ومن قال ابن حبان لا يعتمد على توثيقة لأنه رمي بالتساهل!!
قلنا إنما تساهله في توثيق المجاهيل .. وهو من الأئمة المتقدمين ومن المعتمد على كلامهم في التوثيق والتضعيف.
وارتضى هذا الأثر جماعة لا يحصون كثرة كشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن كثير إلى علماء عصرنا رحمهم الله تعالى ..
فقال الإمام الألباني في الصحيحة (6/ 113):
(يُتْبَعُ)
(/)
كفر دون كفر: صح ذلك عن ترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، ثم تلقاه عنه بعض التابعين وغيرهم .. اهـ
فكأنه ارتضى قول من وثق ابن حجير عمن ضعفه، أو لما له من شواهد عن غيره .. فالله أعلم.
وفي تفسير ابن أبي حاتم (رقم 6467) من طريق ابن حجير أيضا:
في قوله: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)
قال: ليس هو بالكفر الذي يذهبون إليه.
ولكن هذا القول صحيح في معناه وله شواهد أخرى عن ابن عباس وغيره ..
ومن الشواهد على صحة ما جاء عن ابن عباس في تفسيرها ما سيأتي وننتظر التعليق عليه بعد سرده ..
1 - قوله عن الآية: أنزلها الله في الطائفتين من اليهود .....
ثم أقسم على ذلك فقال:
فيهما والله نزلت وإياهما عنى الله عز و جل.
والحديث رواه أحمد 1/ 246 والطبراني في الكبير 3/ 95 بطوله وحسنه شعيب الأرنؤوط والألباني في الصحيحة 6/ 111.
2 - قوله: هي به كفر:
روى الإمام الطبري في تفسيره (10/ 355) عن عطاء بن أبي رباح وطاووس بن كيسان اليماني بأسانيد صحيحة ..
وروى من طريق هناد السري وابن وكيع ..
(وأولاد وكيع ثلاثة: سفيان - ومليح - وعبيد بن وكيع - وهو أحسنهم)
كلاهما عن سفيان الثوري الإمام عن معمر بن راشد وهو من أقرانه ..
عن ابن طاوس وهو عبد الله بن طاووس ثقة ..
عن أبيه طاووس بن كيسان اليماني ..
عن شيخه ابن عباس الحبر والبحر، في قوله تعالى:
(وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) قال:
هي به كفر، وليس كفراً بالله وملائكته وكتبه ورسله.
وقيل الجملة الأخيرة مدرجة من كلام طاووس أو ابنه كما سيأتي تحريره.
3 - قوله: هي كبيرة:
روى ابن أبي حاتم في تفسيره (6468) قال:
حدثنا الحسن بن أبي الربيع ..
(وقد قال ابن أبى حاتم: سمعت منه مع أبى، و هو صدوق.
و ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وقال الذهبي محدث صدوق.)
ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه قال:
سئل ابن عباس في قوله:
(وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)
قال: هي كبيرة ..
قال ابن طاووس: وليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله.
وروي عن عطاء أنه قال: كفر دون كفر. اهـ
قلت: قول ابن عباس: هي كبيرة أي أنه ليس بكفر يخرج من الملة ..
وقول ابن طاووس رواه الطبري بسند صحيح وسيأتي ..
أما ما جاء عن عطاء فقد رواه الطبري عنه أيضا .. وهو الآتي:
4 - قول عطاء: كفر دون كفر:
روى الطبري من طريق سفيان، عن ابن جريج، عن عطاء قوله:
(وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)
(وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)
(وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)
قال: كفر دون كفر، وفسق دون فسق، وظلم دون ظلم.
وسنده صحيح
5 - قول طاووس:
قال ابن جرير الطبري: حدثنا هنادٌ قال ثنا وكيع وحدثنا ابن وكيع قال ثنا أبي عن سفيان عن سعيد المكي عن طاوس في قوله تعالى:
(وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)
قال: ليس بكفرٍ ينقل عن الملة. وسنده صحيح.
وقال الإمام عبد الرزاق: أخبرنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال:
سئل ابن عباس عن قوله (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) قال: هي به كفر .. قال ابن طاوس:
وليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله .. وسنده صحيح.
فأفاد هذا: أن في طريق سفيان عن معمر، جعل الكلام كله لابن عباس ..
وطريق عبد الرزاق عن معمر فصل كلام ابن عباس عن ابن طاووس ..
وعبد الرزاق أوثق الناس عن معمر وكلامه المقدم عند الاختلاف.
روى ابن عساكر (تاريخ دمشق 36/ 169) من طريق حنبل قال:
سمعت أحمد بن حنبل يقول:
إذا اختلف أصحاب معمر فالحديث لعبد الرزاق.
فالظاهر قول ابن عباس: هي به كفر. والزيادة لابن طاووس.
وقد يقال: هذا لا يعد اختلافاً فقد رواها معمر مرة من كلام ابن عباس ومرة من كلام طاوس، وطاووس هو التلميذ النجيب لابن عباس فالاحتمال كبير في أن يكون رواها عنه .. فالله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - رواية علي بن أبي طلحة
قال ابن جرير الطبري حدثنا المثنى ثنا عبد الله بن صالح (كاتب الليث ضعيف) قال ثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) قال:
من جحد ما أنزل فقد كفر، ومن أقر به ولم يحكم فهو ظالم فاسق.
وعلي بن أبي طلحة (وهو سالم بن المخارق) مختلف فيه وتفسيره عن ابن عباس من طريق مجاهد وغيره ولم يذكرها ..
وقد أثنى عليها الإمام أحمد في كلمته المشهورة واعتمد البخاري عليه في التفسير كثيرا.
وهي كالشاهد لما مر من آثار عن ابن عباس وعطاء وطاووس ..
7 - رواية أبي مجلز:
ومن هذه الروايات التي تؤيد صحة قول ابن عباس:
ما رواه الطبري في تفسيره (رقم: 12025 و 12026) عن عمران بن حدير: قال:
أتى أبا مجلز (وهو لاحق بن حميد الشيباني السدوسي وهو تابعي ثقة)
ناس من بني عمرو بن سدوس (وهو من الإباضية الخوارج على الأغلب)
فقالوا: يا أبا مجلز، أرأيت قول الله (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) أحق هو؟
قال: نعم ..
قال: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْظالمُونَ) أحق هو؟
قال: نعم، قالوا:
(وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفاسقُونَ) أحق هو؟
قال: نعم.
قال: فقالوا: يا أبا مجلز، فيحكم هؤلاء بما أنزل الله؟
قال: هو دينهم الذي يدينون به، وبه يقولون، وإليه يدعون، فإن هم تركوا شيئا منه عرفوا أنهم قد أصابوا ذنبا،
فقالوا: لا والله، ولكنك تفرق! (أي تخاف)
قال: أنتم أولى بهذا مني! لا أرى، وإنكم ترون هذا ولا تحرجون!
ولكنها أنزلت في اليهود والنصارى وأهل الشرك، أو نحوا من هذا.
قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: إسناداه صحيحان.
وقال الشيخ محمود شاكر فيما نقله عنه أخيه المحدث:
ومن البين أن الذين سألوا أبا مجلز من الإباضية، إنما كانوا يريدون أن يلزموه الحجة في تكفير الأمراء. اهـ
التعليق على هذه الروايات:
وضح أن المروي عن ابن عباس مطلق، ومقيد ..
المطلق قوله: هي كفر - أو - هي به كفر .. وهذا لا يختلف في صحته.
والمقيد قوله: كفر دون كفر أو – ليس بالكفر الذي يذهبون إليه ..
وهذا متكلم فيه ولكن يؤيده قوله في رواية ابن أبي حاتم: هي كبيرة.
وسندها صحيح كما أسلفنا ..
فالأولى للجمع حمل الطلق على المقيد فيتضح المقصود ..
وهو ما تشهد له الروايات الأخرى عن طاووس وعطاء وأبي مجلز وغيرهم ..
فإن قال قائل: قوله في الآية (فأولئك هم الكافرون) معرفة بالألف واللام فالمراد الكفر الأكبر إلا إذا جاءت قرينة تصرفه عن ظاهره ..
قلنا: القرينة أن أصل الآيات نزلت في اليهود كما في سياقها الوارد، فللعمل بها وتطبيقها في الملة الإسلامية لابد من التفصيل المنقول عن السلف في تفسيرها، وهاهو بين يديك أعلاه ..
كلام العلماء
والمشهور المنقول عن أئمة أهل السنة قديما وحديثا، أن معنى هذا كلام ابن عباس (كفر دون كفر) صحيح ثابت وإن لم ينقل فيه الإجماع ..
وهو قول حكاه ابن جرير: قال: وقال آخرون معنى ذلك ومن لم يحكم بما أنزل الله جاحدًا به، فأما الظلم والفسق، فهو للمقرِّ به.
وقال أيضا فيما نقلناه أعلاه:
إن الله تعالى عَمَّ بالخبر بذلك عن قومٍ كانوا بحكم الله الذي حكم به في كتابه جاحدين، فأخبر عنهم أنهم بتركهم الحكمَ، على سبيل ما تركوه، كافرون. وكذلك القولُ في كل من لم يحكم بما أنزل الله جاحدًا به، هو بالله كافر. اهـ
ومن أهم الأقوال في هذا الموضوع:
رأي شيخ الإسلام ابن تيمية
وهذا المعتقد بهذا التفصيل هو المنقول عن شيخ الإسلام ابن تيمية في مواضع كثيرة من مجموع الفتاوى: فقال (3/ 267):
وَالْإِنْسَانُ مَتَى حَلَّلَ الْحَرَامَ - الْمُجْمَعَ عَلَيْهِ - أَوْ حَرَّمَ الْحَلَالَ - الْمُجْمَعَ عَلَيْهِ - أَوْ بَدَّلَ الشَّرْعَ - الْمُجْمَعَ عَلَيْهِ - كَانَ كَافِرًا مُرْتَدًّا بِاتِّفَاقِ الْفُقَهَاءِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَفِي مِثْلِ هَذَا نَزَلَ قَوْلُهُ عَلَى أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) أَيْ هُوَ الْمُسْتَحِلُّ لِلْحُكْمِ بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ. اهـ
وقال في موضع آخر (7/ 312):
وَإِذَا كَانَ مِنْ قَوْلِ السَّلَفِ: إنَّ الْإِنْسَانَ يَكُونُ فِيهِ إيمَانٌ وَنِفَاقٌ فَكَذَلِكَ فِي قَوْلِهِمْ: إنَّهُ يَكُونُ فِيهِ إيمَانٌ وَكُفْرٌ لَيْسَ هُوَ الْكُفْرُ الَّذِي يَنْقُلُ عَنْ الْمِلَّةِ؛ كَمَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَأَصْحَابُهُ فِي قَوْله تَعَالَى (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) قَالُوا: كَفَرُوا كُفْرًا لَا يَنْقُلُ عَنْ الْمِلَّةِ وَقَدْ اتَّبَعَهُمْ عَلَى ذَلِكَ أَحْمَد بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ مِنْ أَئِمَّةِ السُّنَّةِ. اهـ
قلت نقل قول الإمام أحمد عن الشالنجي في مجموع الفتاوى (7/ 254):
قال الإمام أحمد في كلام له:
وَمِنْ نَحْوِ قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ:
(وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) ..
فَقُلْت لَهُ (الشالنجي): مَا هَذَا الْكُفْرُ؟
قَالَ (أحمد): كُفْرٌ لَا يَنْقُلُ عَنْ الْمِلَّةِ مِثْلَ الْإِيمَانِ بَعْضُهُ دُونَ بَعْضٍ؛ فَكَذَلِكَ الْكُفْرُ حَتَّى يَجِيءَ مِنْ ذَلِكَ أَمْرٌ لَا يُخْتَلَفُ فِيه. اهـ
وجاء في تفسير الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى (7/ 23):
فإذا قال قائل: أليس النبي صلى الله عليه وسلم قد قال: سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر؟ والكافر ليس أخاً للمؤمن؟
فالجواب أن يقال:
إن الكفر الذي ذكره النبي عليه الصلاة والسلام هو كفر دون كفر، فليس كل ما أطلق الشرع عليه أنه كفر يكون كفراً، فهنا صرح الله - عز وجل - بأن هاتين الطائفتين المقتتلتين إخوة لنا مع أن قتال المؤمن كفر.
فيقال: هذا كفر دون كفر، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: اثنتان في الناس هما بهما كفر: الطعن في النسب، والنياحة على الميت.
ومعلوم أن الطاعن في النسب والنائح على الميت لا يكفر كفراً أكبر، فدل ذلك على أن الكفر في شريعة الله في الكتاب وفي السنة كفران: كفر مخرج عن الملة، وكفر لا يخرج عن الملة. اهـ
وفي تفسير شيخ السلفية عبد الرحمن السعدي (1/ 233):
(وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) قال ابن عباس: كفر دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق، فهو ظلم أكبر، عند استحلاله، وعظيمة كبيرة عند فعله غير مستحل له.
وفي فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ (12/ 280) قال:
وأما الذي قيل فيه: إنه كفر دون كفر .. إذا حاكم إلى غير اللّه مع اعتقاده أنه عاص وأن حكم اللّه هو الحق، فهذا الذي يصدر منه المرة ونحوها.
أما الذي جعل قوانين بترتيب وتخضيع فهو كفر، وإن قالوا أخطأنا وحكم الشرع أعدل فهذا كفر ناقل عن الملة.
كلام الشيخ محمود شاكر
وجاء في كلام نفيس للشيخ محمود محمد شاكر رحمه الله تعالى في التعليق على تفسير الطبري:
أن الحاكم الذي حكم في قضية بعينها بغير حكم الله فيها، فإنه إما أن يكون حكم بها وهو جاهل، فهذا أمره أمر الجاهل بالشريعة.
وإما أن يكون حكم بها هوى ومعصية، فهذا ذنب تناله التوبة، وتلحقه المغفرة.
وإما أن يكون حكم بها متأولا حكما خالف به سائر العلماء، فهذا حكمه حكم كل متأول يستمد تأويله من الإقرار بنص الكتاب، وسنة رسول الله.
وأما أن يكون كان في زمن أبي مجلز أو قبله أو بعده حاكم حكم بقضاء في أمر، جاحدا لحكم من أحكام الشريعة، أو مؤثرا لأحكام أهل الكفر على أحكام أهل الإسلام، فذلك لم يكن قط.
فلا يمكن صرف كلام أبي مجلز والإباضيين إليه.
فمن احتج بهذين الأثرين وغيرهما في غير بابهما، وصرفهما إلى غير معناهما، رغبة في نصرة سلطان، أو احتيالا على تسويغ الحكم بغير ما أنزل الله وفرض على عباده، فحكمه في الشريعة حكم الجاحد لحكم من أحكام الله: أن يستتاب، فإن أصر وكابر وجاحد حكم الله، ورضي بتبديل الأحكام، فحكم الكافر المصر على كفره معروف لأهل هذا الدين.
وكتبه محمود محمد شاكر. اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد بوب الإمام البخاري في جامعه الصحيح:
(باب كفران العشير وكفر دون كفر).
ونقل ابن حجر عن القاضي أبو بكر بن العربي في شرحه أن مراد المصنف أن يبين أن الطاعات كما تسمى إيمانا كذلك المعاصي تسمى كفرا ..
لكن حيث يطلق عليها الكفر لا يراد الكفر المخرج من الملة ..
قال: ويؤخذ من كلامه مناسبة هذه الترجمة لأمور الإيمان من جهة كون الكفر ضد الإيمان وأما قول المصنف وكفر دون كفر فأشار إلى أثر رواه أحمد في كتاب الإيمان من طريق عطاء بن أبي رباح وغيره .. اهـ
الختام وهو التفصيل
فقد قال قوم: إن الحاكم والمشرع بغير ما أنزل اله لا يكون كافرا كفرا أكبر بل هو كفر دون كفر .. وكفر لا ينقل عن الملة.
وقال آخرون بضده وهو:
إن الحاكم والمشرع بغير ما أنزل الله يكون كافرا كفرا أكبر ينقل عن الملة ...
والحق في المسألة التفصيل،، وهو:
إن كان مبدلا بالكلية أو جاحدا للشرع أو مستحلا لحكم غيره أو مفضلا ومستحسنا للحكم الوضعي عليه، يكفر كفرا أكبر يخرج به من الملة ..
وإن كان في مسألة أو مسائل مضطرا أو مقهورا مع علمه بأحقية حكم الله فهو عاص مرتكب لكبيرة، ومرتكب الكبيرة على مذهب أهل السنة لا يخرج من الملة ولا تنطبق عليه أحكام الكفار ..
وإن كان لا يمكن محو لفظ الكفر عنه بعد إذ أطلقه الله ورسوله عليه كما قال ابن القيم في رسالته حكم تارك الصلاة.
فالمحققون من أهل السنة يرون أن الحاكم بغير ما أنزل الله لا يكفر كفرا يخرج من الملة إلا إذا جحد ما أنزل الله أو استحل القوانين الوضعية أو بدل حكم الله بالكلية ..
وهو قول إمامي العصر الشيخ الألباني والشيخ ابن باز رحمهما الله وهذا هو الحق الذي لا مرية.
فتوى ابن عثيمين في واضعي القوانين الوضعية:
قال رحمه الله:
ولهذا نرى أن الذين يضعون قوانين تخالف الشريعة ليحكم بها بين عباد الله وفي عباد الله، نرى أنهم على خطر عظيم سواء حكموا أو لم يحكموا ..
ونرى فرقا بين شخص يضع قانونا يخالف الشريعة ليحكم الناس به، وشخص آخر يحكم في قضية معينة بغير ما أنزل الله، لأن من وضع قانونا ليسير الناس عليه وهو يعلم مخالفته للشريعة ولكنه أراد أن يكون الناس عليه فهذا كافر كفرا أكبر مخرج من الملة، ولكن من حكم في مسألة معينة يعلم فيها حكم الله ولكن لهوى في نفسه فهذا ظالم أو فاسق، وكفره إن وصف بالكفر. اهـ
من لقاءات الباب المفتوح (1/ 186) ط دار البصيرة، اللقاء السادس ..
ولابد لنا من التفرقة بين من يدرس القوانين الوضعية في الجامعة وبين من يشرع القوانين الوضعية لتحل محل شرع وحكم الله.
وأخيرا: من أراد التوسع فليرجع إلى كتب العقيدة ليرى كلام العلماء عن أنواع الكفر الستة وهي:
كفر التكذيب – كفر الجحود - كفر العناد – كفر النفاق - كفر الإعراض – كفر الشك ..
وسيجد التفصيل في نوعي الكفر الأكبر المخرج من الملة والكفر الأصغر غير المخرج من الملة ..
وتفصيلهم على ما أطلقوا عليه: الكفر العملي والكفر الإعتقادي ..
فهذا المقال لا يتسع لشرح ذلك ..
وعلى من يتهم علماء العصر بأنهم مرجئة أن يتقي الله عز وجل ..
وليراجع كتب العقيدة ليعرف رأي علماء أهل السنة ..
ومن لا يطرق الباب من الخارج سيقتحم السراب ..
وأخيرا: أنبه على خطورة التكفير
إياكم إخواني والخوض في مسائل التكفير .. فإنها والله الداهية الكبرى ..
في صحيح البخاري من حديث ثابت بن الضحاك عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: ... ومن رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله ..
وفي الصحيحين: أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما ..
وقال التابعي الجليل العلاء بن زياد فيما نقل عنه::
ما يضرك شهدت على مسلم بالكفر أو قتلته.
وقال أبو حامد الغزالي وهي من درره ومما صح عنه:
الخطأ في ترك ألف كافر في الحياة، أهون من الخطأ في سفك دم أمريء مسلم بتكفيره ..
وقال القرطبي أبو عبد الله:
وباب التكفير باب خطير، أقدم عليه كثير من الناس فسقطوا، وتوقف فيه الفحول فسلموا، ولا نعدل بالسلامة شيئا.
ومن درر شيخ الإسلام ابن تيمية أحمد بن عبد الحليم الحراني قوله:
من ثبت إسلامه بيقين، لم يزل ذلك عنه بالشك. اهـ
والشك حاصل بالاختلاف المنثور في كتب طلاب العلم وردودهم على بعضهم البعض وتنابزهم بالألقاب، وسب بعضهم بعضا ..
نسأل الله السلامة والعصمة من دماء المسلمين ..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..
وأستغفر الله من الخطأ والزلل.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[20 Feb 2009, 04:29 ص]ـ
جهد طيب .. أحسن الله إليك
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[20 Feb 2009, 05:59 ص]ـ
سلمت أخي محمد ..
بارك الله فيك ..
وسدد خطاك ..
آمين.
ـ[آبومصعب]ــــــــ[20 Feb 2009, 10:10 ص]ـ
بورك فيك بحث طيب وجهد أحييك عليه ..
والتكفيير باب عظيم وخصوصا المعين .. نعوذ بالله من القول دون علم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[21 Feb 2009, 01:49 ص]ـ
أبومجاهدالعبيدي: تفسير قول الله تعالى: {وَمَن لَم يَحكم بِما أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِك هُمُ الكافرون} ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=13377#post13377)
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[21 Feb 2009, 04:32 ص]ـ
أخي الكريم وأستاذي .. أبو مجاهد العبيدي ..
أسعدني مرورك جدا ..
وقرأت ملفك وتعليقك .. جزاك الله خيرا كثيرا ونفع بك ..
وإن كان مقالي حديثي أكثر منه تفسيري مع الاختصار الشديد، ومقالك تفسيري أكثر منه حديثي مع التفصيل والتوسع، تربت يداك ..
فأرى (حسب رؤيتي) أننا اجتمعنا على نتيجة واحدة إن شاء الله، وهي تقرير مذهب أهل السنة.
وأعجبني ختامك جدا ..
وهو قولك:
والأقرب إلى الصواب – فيما ظهر لي – هو أن الكفر هنا هو الكفر الأكبر المخرج من الملة، وأن المعنيّين بالآية هم اليهود أصالة، ومن فعل فعلهم فلم يحكم بما أنزل الله رداً لحكم الله، أو استخفافاً به، أو تفضيلاً لغيره عليه، أو اعتقاداً لعدم وجوبه.
أو يقال: إن الآية على عمومها وظاهرها، تقرر أن كل من لم يحكم بما أنزل الله فهو كافر وتبقى بعض الحالات المعينة لا يحُكم فيها بالكفر على من لم يحكم بما أنزل الله في وقائع معينة لقيام مانع من موانع الحكم بتكفيره، أو لعدم توفر الشروط اللازمة حتى يحكم بكفره؛ وذلك بناءً على القاعدة المعروفة: أن من فعل فعلاً يوجب الكفر فلا يحكم بكفره حتى تتوفر الشروط، وتنتفي الموانع. والله أعلم.
لكن أعلق على قولك:
لأنه قد ثبت عن ابن عباس أنه قال في الآية: من جحد ما أنزل الله فقد كفر، ومن أقر به ولم يحكم فهو ظالم فاسق. اهـ
وفي الهامش قلت:
أخرجه ابن جرير في تفسيره 10/ 357، وإسناده حسن كما في التفسير الصحيح للدكتور حكمت بن بشير بن ياسين 2/ 184. اهـ
أقول:
تحسين الدكتور حكمت بشير وتقريرك عليه ليس بجيد ..
فالأثر رواه ابن جرير الطبري من طريق علي بن أبي طلحة وأنت تعلم ما في هذا ..
والاحتجاج بقول الإمام أحمد في صحيفة علي بن أبي طلحة ليست قاطعة في صحتها كما هو ظاهر، ويقال لما ينقله البخاري في تفسيره عن ابن عباس من طريقه أيضا لا يعد تصحيحا ..
أضف إلى هذا أنه في ترجمته عند ابن حجر والذهبي أنه صدوق قد يخطئ، ونقل الأخير عن أحمد قوله: له منكرات.
أو دعنا من ذا .. فالطبري رواه من طريق عبد الله بن صالح كاتب الليث وفيه غفلة ولين ولا يحتمل مثله تفرده بهذا اللفظ ..
وإلا!! كان الاحتجاج بأثر هشام بن حجير أولى منه قبولا ..
وأعتذر على التعقيب ..
فأنت في مقام الأستاذية وأنا الطالب الجهول ..
فاغفر لي تسوري وتطفلي ..
بارك الله فيك وسدد خطاك ..
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[22 Mar 2009, 07:42 م]ـ
شكر الله لك أبو مجاهد ونفع بك.(/)
النكات القرآنية
ـ[عبد اللطيف الحسني]ــــــــ[20 Feb 2009, 05:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و صلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت قد بعثت برسالة خاصة إلى فضيلة الدكتور مساعد الطيار, لاستعلام رأيه الشريف في الموضوع التالي, فلم يرد, ثم كررت عليه برسالة أخرى, فلم يرد ايضا, وأنا إذ أدعو الله تعالى أن يكون المانع خيرا, أحببت أن أعرضها للعموم, بغية الأفادة من آراء الأفاضل, وجزيتم خيرا.
--------------------------------------------------------------------------------
النكات القرآنية وتأسيس أصول التفسير.
...........
النكات القرآنية.
المؤلف: أبو القاسم الحسين بن محمد بن المفضل المعروف بالراغب الأصفهاني (ت502هـ).
توصيف الكتاب: أصل الكتاب فصول في أصول التفسير وضعها المؤلف كمقدمة لكتابه "جامع التفاسير", وتوجد نسخة مخطوطة منها في المكتبة المركزية الجامعة لمحمد بن سعود الإسلامية بالرياض, تحت عنوان "النكات القرآنية", بحسب ما أشار محقق هذا الكتاب, والذي أسماه "مقدمة جامع التفاسير", منضماً إلى تفسير سورة الفاتحة ومطالع سورة البقرة () , وقد أشار الراغب الأصفهاني في مقدمة هذا الكتاب إلى قصده من تأليفه قائلاً: (القصد في هذا الإملاء -إن نَفَّسَ اللهُ في العمر, ووقانا نُوَبَ الدهر, وهو مرجو أن يسعفنا بالأمرين- أن نبين من تفسير القرآن وتأويله نكتاً بارعة, تنطوي على تفصيل ما أشار إليه أعيان الصحابة والتابعين, ومن دونهم من السلف المتقدمين -رحمهم الله- إشارة مجملة, ونبين من ذلك ما ينكشف عنه السر, ويثلج به الصدر) ().
فكانت غايته بيان جملة من مهمات أصول التفسير وأسسه التي تقوم عليها العملية التفسيرية, وبالرغم من أنها كانت المحاولة التدوينية الأولى بحسب ما وصل من مؤلفات القدماء في هذا الشأن إلا أنها اضطمت مهمات من أسس تفسير النص القرآني, والتي اقتصها من جاء بعده كابن تيمية ومن اقتفى أثره, كما يظهر للمتأمل عند ملاحظة مقدمة ابن تيمية ومقارنتها مع ما ذكر الراغب في نكاته.
وابتدأ كتابه باستهلال مقتضب أشار فيه إلى الداعي في تأليفه, ثم جاء بعدها على عدة مباحث في فصول, منها:
فصل في بيان ما وقع فيه الاشتباه من الكلام المفرد والمركب.
فصل في أوصاف اللفظ المشترك.
فصل في الآفات المانعة من فهم المخاطَب مراد المخاطِب.
فصل في عامة ما يوقع الاختلاف ويكثر الشبه.
فصل في أقسام ما ينطوي عليه القرآن من أنواع الكلام.
فصل في كيفية بيان القرآن.
فصل في الفرق بين التفسير والتأويل.
فصل في الوجوه التي بها يعبر عن المعنى و بها يبين.
فصل في الحقيقة والمجاز.
فصل في العموم والخصوص من جهة المعنى.
فصل في بيان الألفاظ التي تجيء متنافية في الظاهر.
فصل فيما يحتاج إليه في التفسير من الفرق بين النسخ والتخصيص.
فصل في بيان الآلات التي يحتاج إليها المفسر.
ولعل هذه العنوانات تغني عن الإطراء بهذا المؤلف النفيس الذي أغمط حقه.
فلعل الراغب ممن أضاعته الموضوعية التي اتبعها في كتابه التفسيري هذا, ومبانيه العقائدية التي انتقاها, فهو ممن لم يجزم بكونه من علماء الجمهور أو الإمامية أو المعتزلة أو الأشعرية, أو غيرهم, فصارت من أسباب استبعاد الإشارة إليه بأنه الأول في تدوين الأسس المنهجية لتفسير النص القرآني. قال محقق كتابه "مقدمة جامع التفاسير": (وقد جرى في تفسيره على نفس الأصول التي قررها في المقدمة, وهو يحاول دائماً تصحيح كل قول باعتبارٍ يُشهد له إن أمكن, ولا يرده إلا إذا كان ظاهر الفساد, واضح البطلان. وقد وفق الراغب في هذا النهج الذي سلكه توفيقاً كبيراً نتيجة لقدرته الفائقة على السبر والتقسيم, وإدراك الدقائق والفروق, وردّ الجزئيات إلى كلياتها, وعدم تعصبه لمذهب معين, مما جعله صاحب شخصية مستقلة في الفهم, يصعب إدراجه ضمن مذهب محدد ... ) ()
فيعد هذا الكتاب من بواكير -إن لم نقل هو الأول- ما كتب في أصول التفسير, لانتظامه للهام منها, إلا أنه يبقى غيرَ واف بالحاجة واتساعها وافتقارها إلى ما يواكب الحركة التفسيرية المعاصرة وأسلوبها التعبيري الذي يختلف عما كانت عليه الأساليب القديمة نظراً لضرورة الانفتاح العلمي والمعرفي والثقافي.
طبعات الكتاب:
طبع الكتاب من دون تحقيق بمطبعة الجمالية- 1329 - مصر.
طبع بتحقيق أحمد حسن فرحات- دار الدعوة- الكويت.
...............
عبد اللطيف الحسني.(/)
نحو منهج للتعامل مع الإسرائيليات
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[20 Feb 2009, 05:48 م]ـ
جذورالمشكلة:
ذكر تعالى في كتابه العزيز أن التوراة والإنجيل قد تحرّفت عن مواضعها وتغيّرت في معانيها وتبدّلت في أحكامها؛ فالتوراة قد تعرضت للضياع عند غزو البابليين (نوبخذ نصر) لبني إسرائيل سنة 586ق. م، ونتج عن ذلك تدمير الهيكل وسبي بني إسرائيل؛ فكتب عزرا الوراق بعد ذلك بديلاً للتوراة دون أصل يرجع إليه؛ فلفقها من مواضع مختلفة، ومعلوم أن التوراة الموجودة ليست نسخة واحدة متفق عليها من قبل اليهود، وإنما هي ثلاث نسخ مختلفة ويناقض بعضها بعضا؛ وهي: "التوراة العبرية" و"التوراة السامرية" و"التوراة اليونانية"، ولكل توراة فرقة من اليهود تؤمن بها دون الفرق الأخرى.
ومن المفارقات العجيبة أن أقدم مخطوط لدى اليهود من أسفار التوراة يعود إلى القرن الرابع الميلادي، علما بأن موسى عليه السلام قد عاش في القرن الرابع عشر قبل الميلاد على الأرجح.
وقد ذهب محققو اليهود إلى الاعتراف بأن أسفار العهد القديم مشكوك في أمر مؤلفيها، وقد أثبت الفيلسوف اليهودي اسبينوزا أن التوراة قد كتبت بعد موسى بزمن طويل جداً.
وليس ذلك فحسب بل أثبتت الدراسات العلمية أن التوراة قد استمدت من نشيد أخناتون وحكم أمينوبي وقانون حمورابي، ولأجل ذلك التحريف ملئت التوراة بالأساطير الوهمية والخرافات العجيبة والأباطيل الغريبة والقصص الجنسية والحقائق المناقضة لأحكام العقل ومعطيات العلم.
أما ما يتعلق بالنصارى فيتفق معظم الباحثين على غموض تعريف الوحي في فكر النصارى عموماً وتعقّد عقيدة اللاهوت المسيحي، فالوحي عند الكاثوليك مثلا يمنحه الرب باستمرار للكنيسة تحت قيادة القديسين، وهؤلاء القديسون تقبل معتقداتهم على أنها جزء من الوحي الإلهي.
والإنجيل الذي بأيدي النصارى هو سيرة المسيح التي جمعها أربعة أشخاص ليسوا هم من الحواريين أصحاب عيسى عليه السلام الذين مدحهم القرآن، فمتّى لم ير المسيح إلا خلال العام الذي رفع فيه، وقد كتب الإنجيل في الإسكندرية بعد الرفع. أما لوقا فلم ير المسيح قط؛ وإنما تنصر على يد بولس، وبولس - الذي يقال أنه كان يهودياً في أول أمره - لم يدرك المسيح وإنما تنصر على يد أنانيا، أما مارقوس فهو أيضاً لم ير المسيح وإنما تنصر على يد بترة الحواري، ولهذا اختلفت الأناجيل فيما بينها اختلافاً كبيراً. والحق أن نسخ الإنجيل لم تظهر إلا بعد ثلاثة قرون من تاريخ المسيح، وهذه الأناجيل الأربعة الموجودة وهي متى ومرقص ولوقا ويوحنا فقد اختيرت من بين سبعين إنجيلاً، وقد اعترف النصارى أنفسهم أن الإنجيل قد تعرض للتبديل والتحريف خلال تاريخه الطويل.
أما القرآن فهو بخلاف هذين الكتابين السابقين لم يتغير ولم يتبدل ولا يمكن أن يقع فيه مثل ذلك؛ قال تعالى (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) وقال أيضاً في الحديث القدسي: (وَأَنْزَلْتُ عَلَيْكَ كِتَابًا لَا يَغْسِلُهُ الْمَاءُ) ومعنى ذلك: أنه لو غسل الماء المحل المكتوب فيه لما احتيج إلى ذلك المكان؛ لأنه محفوظ في الصدور، ولأجل ذلك قال تعالى: (وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) ولما كان القرآن إلهي المصدر معجزاً لفظاً ومعنى فإنه لا يمكن أن يتغير أو يتبدل، ولأجل ذلك كان هو المصدّق والمهيمن؛ قال تعالى عنه: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ) فهو الأمين والحاكم والمعيار والمقياس الذي تقاس به تلك الكتب وهو المصحح لما وقع فيها من تحريفات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولما كان القرآن على هذه الصفة فهو غني عن تلك الكتب غير محتاج إلى ما فيها من حقائق وأحكام، ولهذا فإن الإسرائيليات التي تم بها تفسير القرآن إنما شوشت التفاسير وشوهت صورتها، يقول ابن كثير: (وفي القرآن غُنْيَةٌ عن كلّ ما عداه من الأخبار المتقدمة؛ لأنها لا تكاد تخلو من تبديل وزيادة ونقصان، وقد وُضِعَ فيها أشياء كثيرة. وليس لبني إسرائيل من الحفّاظ المُتْقِنين الذين يَنْفُون عنها تحريفَ الغَالِين وانتحال المبطلين، كما لهذه الأمة)
وإذا ذكر الله تعالى أن التوراة والإنجيل (فيهما نور) في قوله تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ) وقوله (وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ) فإنه ذكر أن القرآن هو النور نفسه؛ فقال: (وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ) وقال: (فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا) وقال: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا) وقال: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا) ولهذا فإن الكتب السابقة في حاجة للقرآن ليؤكد ما فيها من صدق ويصحّح ما وقع فيها من باطل محرّف، أما هو فمكتفٍ بنفسه غير محتاجٍ إليها.
الله أكبر، إن دين محمد وكتابه أقوى وأقوم قيلا
لا تذكروا الكتب السوالف عنده طلع الصباح فأطفئ القنديلا
التعامل مع الإسرائيليات في عصر النبي (صلى الله عليه وسلم) والصحابة:
وردت أحاديث تنهى المسلمين عن الأخذ بالإسرائيليات، وقد وجد النبي ((صلى الله عليه وسلم)) بيد عمر بن الخطاب كتابا أصابه من بني إسرائيل- كما روى أحمد-؛ فغضب؛ وقال: (أَمُتَهَوِّكُونَ فِيهَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً لَا تَسْأَلُوهُمْ عَنْ شَيْءٍ فَيُخْبِرُوكُمْ بِحَقٍّ فَتُكَذِّبُوا بِهِ أَوْ بِبَاطِلٍ فَتُصَدِّقُوا بِهِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ مُوسَى كَانَ حَيًّا مَا وَسِعَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَنِي) وقال أيضا - كما روى أحمد-: (لَا تَسْأَلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ شَيْءٍ فَإِنَّهُمْ لَنْ يَهْدُوكُمْ وَقَدْ ضَلُّوا) وقال ابن عباس- كما روى البخاري -: (كَيْفَ تَسْأَلُونَ أَهْلَ الْكِتَابِ وَكِتَابُكُمْ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى نَبِيِّهِ ((صلى الله عليه وسلم)) أَحْدَثُ الْأَخْبَارِ بِاللَّهِ تَقْرَءُونَهُ لَمْ يُشَبْ وَقَدْ حَدَّثَكُمْ اللَّهُ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ بَدَّلُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ وَغَيَّرُوا بِأَيْدِيهِمْ الْكِتَابَ فَقَالُوا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ) ورغم هذا النهي عن الأخذ بالإسرائيليات فقد جاء حديث يبيح ذلك؛ قال ((صلى الله عليه وسلم)) - كما روى البخاري ومسلم -: (وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ) وقد ذهب العلماء في شرح هذا الحديث مذاهب شتى؛ فقيل: إن النهي كان قبل استقرار أحكام الإسلام ثم لما استقرت جاء التوسع والإذن بالأخذ، وقيل: لا تضيق صدوركم بما تسمعون من الأعاجيب فإنه وقع فيهم كثيراً رغم استحالة وقوع مثل ذلك على هذه الأمة؛ وذلك كنزول النار من السماء لأكل القربان، وقيل المعنى: لا حرج عليكم في روايتها رغم ما فيها من الألفاظ الشنيعة، وقيل: لا حرج في التحديث عن بني إسرائيل نفسه (يعقوب) أي إخوة يوسف، وقيل غير ذلك
ورغم كل ما قيل في شرح الحديث من أقوال العلماء فإن هذه الأقوال غير مقنعة البتة، ويعتقد الباحث أنه لا يمكن فهم هذه الأحاديث الناهية عن الأخذ بالإسرائيليات والمجيزة لذلك إلا باستحضار المقامات التي قيلت فيها ومعرفة أسباب ورودها، ولما كانت هذه الأمور خافية وغير مذكورة في الكتب فإننا يمكن أن نفهم هذه الأحاديث من خلال فعل الصحابة رضوان الله عليهم وهم الذين أدركوا مقاصد هذه الأحاديث بمعرفتهم بأسباب ورودها وشهود مقاماتها، وقد شكّلت مواقفهم إزاء هذه الإسرائيليات مناهج للتعامل معها؛ وتفصيل ذلك كالآتي:
(أ) منهج التثبّت والرفض:
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد استخدم هذا المنهج بعض الصحابة رضوان الله عليهم؛ لعلمهم بأن كتاب الله تعالى غني عما سواه من الكتب السابقة التي حرفت وبدلت، كما علموا أن أحكام تلك الكتب السابقة - ولو لم تحرف فرضا - لم تعد صالحة لأمة أخرى ولزمان آخر؛ إذ أن موسى عليه السلام نفسه لو شهد زمان النبي ((صلى الله عليه وسلم)) لترك رسالته واتبع دين محمد ((صلى الله عليه وسلم)) دون سواه، ولهذا لم يقبلوا أي أمر من تلك الكتب إلا من خلال القرآن والسنة، وتثبّتوا في رواية ذلك كل التثبّت، وقد طالب عمر بن الخطاب أبي بن كعب ببينة على ما روى حتى شهد له بعض الأنصار أنهم قد سمعوا ذلك من رسول الله ((صلى الله عليه وسلم))؛ فقال عمر- كما روى أحمد-: (إني لم أتهمك ولكن أردت أن أتثبّت) وليس ذلك فحسب بل لما أكثر كعب الأحبار الرواية عن بني إسرائيل هدّده عمر بن الخطاب؛ فقال: (لتتركن الحديث عن الأُوَل أو لألحقنّك بأرض القردة) وقد حاول تميم الداري رضي الله عنه - وقد كان قبل إسلامه من علماء النصارى – أن يقص في زمان عمر بن الخطاب فرفض عمر بن الخطاب ذلك سنين طويلة، فلما أكثر عليه سأله عمر – خشية من إيراد الإسرائيليات - فقال: ما تقول؟ قال: أقرأ عليهم القرآن وآمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر، فقال: عمر ذلك الربح
(ب) المنهج النقدي:
وهو منهج ابن عباس وأبي هريرة ومعاوية، وقد ورد أنهم كانوا مهتمين بالأخبار الإسرائيلية؛ إذ كانوا يسمعون من كعب الأحبار وعبد الله بن سلام رضي الله عنه، ولكن لم يكن سماعهم تلق مجرداً؛ بل كان لهم منهج نقدي متميّز يصحّح هذه الأخبار، وقد قال ((صلى الله عليه وسلم)) عن يوم الجمعة: (فِيهِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللَّهَ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَأَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ ((صلى الله عليه وسلم)) بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا) - كما روى مالك والبخاري والنسائي وابن ماجة وأحمد- فقال كعب: هي جمعة واحدة في السنة؛ فردّ عليه أبو هريرة وذكر له أن السياق يدل على العموم وليس المقصود جمعة خاصة؛ فتراجع كعب، وقال عبد الله بن سلام - كما روى مالك- بأنها: آخر ساعة في الجمعة؛ فرد أبو هريرة بأن: آخر ساعة لا صلاة فيها وقد قال ((صلى الله عليه وسلم)) (قائم يصلي). وذهب ابن كثير إلى كعب الأحبار قد زعم أن ذا القرنين كان يربط خيله بالثريا؛ فأنكر عليه معاوية ذلك، وقال: (أنت تقول إن ذا القرنين كان يربط خيله بالثريا؟ فقال له كعب: إن كنت قلت ذلك فإن الله قال: "وآتيناه من كل شيء سببا) فقال معاوية عن كعب: (إِنْ كَانَ مِنْ أَصْدَقِ هَؤُلَاءِ الْمُحَدِّثِينَ الَّذِينَ يُحَدِّثُونَ عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَإِنْ كُنَّا مَعَ ذَلِكَ لَنَبْلُو عَلَيْهِ الْكَذِبَ) وكلام كعب بعيد كل البعد؛ ووجه الإشكال عنده أنه ربط بين معنى عام في الآية وقصة خرافية في كتب اليهود؛ يقول ابن كثبر: (وتأويل كعب قول الله "وآتيناه من كل شيء سببا" واستشهاده في ذلك على ما يجده في صحفه من أنه كان يربط خيله بالثريا غير صحيح ولا مطابق؛ فإنه لا سبيل للبشر إلى شيء من ذلك ولا إلى الترقي في أسباب السموات، وقد قال الله في حق بلقيس "وأوتيت من كل شيء" أي: مما يؤتى مثلها من الملوك، وهكذا ذو القرنين يسر الله له الأسباب؛ أي: الطرق والوسائل إلى فتح الأقاليم والبلاد والأراضي وكسر الأعداء وكبت ملوك الأرض وإذلال أهل الشرك أي أوتي سببا من كل شيء مما يحتاج إليه مثله)
(ج) منهج المناظرة:
وهو المنهج الذي اتخذه عبد الله بن سلام رضي الله عنه، وقد كان عالماً كبيراً بالتوراة، ومعلوم أنه كان من الصحابة المبشّرين بالجنة، وكان يلزم اليهود الحجة بما في كتبهم ولذلك شواهد كثيرة، ولم يكن يرّوج الإسرائيليات بين المسلمين إطلاقاً كما كان يفعل كعب الأحبار
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا فقد اتضح أن جواز رواية الإسرائيليات إنما كان بشروط وهي: أن تأتي من خلال القرآن أو السنة أو أن تورد في إطار النقد والدراسات المقارنة أو في إطار الدعوة والمناظرة لبيان صدق الحقائق الإسلامية، أما أن تورد للاعتضاد والاعتماد في تفسير القرآن فهذا أمر فيه نظر، إلا أن كثيراً من العلماء فهموا من جواز الرواية عن بني إسرائيل أن هذا الجواز يختلف من معنى لآخر؛ فهو لا يتعلق بالأحكام لأن تلك الأحكام الواردة في كتب بني إسرائيل منسوخة بأحكام الإسلام، ولا يتعلق هذا الجواز بالعقيدة أيضا لأنها الأساس الذي يبنى عليه الدين فلا يمكن أخذه من دين آخر، أما ما سوى ذلك من القصص والأعاجيب والأساطير والغرائب التي وقعت في كتب بني إسرائيل فإنه يمكن أخذه، ولهذا امتلأت بعض تفاسير القرآن بالأساطير والأباطيل والغرائب والعجائب التي أسبغتها عليها رواية هذه الإسرائيليات.
ثانيا: أسباب دخول الإسرائيليات في التفسير:
لم يكن تفسير القرآن في بداية أمره ينفصل عن الحديث النبوي؛ إذ كله مروي منقول، وقد خشي كثير من العلماء من تفسير القرآن وتهيبوه ولم يقولوا فيه برأيهم رغم معرفتهم به، وقد كان سعيد بن المسيب يتكلم في الحلال والحرام فإذا سُئل عن شيء من القرآن سكت كأنه لم يسمع، وليس هذا موقف ابن المسيب فحسب، بل هو موقف كثير من العلماء، ولهذا اكتفى كثير من العلماء في التفسير بالرواية
والحق أن الروايات الصحيحة في التفسير قليلة؛ إذ أن كثير من الروايات ضعيف ومنكر،كما أنها روايات متضاربة متناقضة، وليست هذه الروايات عن الرسول ((صلى الله عليه وسلم)) بل منها ما هو عن الصحابة والتابعين وأتباع التابعين وهي آراؤهم الخاصة، وهم ليسوا بمعصومين. ولما كان التعويل على الرواية أكثر من التعويل على عقول العلماء - فقد دخلت إلى التفسير من هذا الباب مشكلات كبيرة؛ إذ أنه في مقابل الذين أحجموا عن إعمال عقولهم في القرآن ظهر كثير من أصحاب الجرأة والأهواء فدسّوا عن طريق الروايات كثيراً من الأكاذيب والأباطيل، وروى أن أحمد بن حنبل ويحي بن معين دخلا مسجد الرصافة؛ فقام رجل فقال: حدثنا أحمد بن حنبل ويحي بن معين قالا حدثنا عبد الرزاق عن معمر بن قتادة عن أنس بن مالك قال رسول الله ((صلى الله عليه وسلم)): (من قال لا إله إلا الله خلق الله من كل كلمة طيراً منقاره من ذهب وريشه من مرجان .... ) وذكر قصة شديدة الغرابة؛ فتعجب أحمد بن حنبل ويحي بن معين، وأنكرا عليه ذلك، وعندما عرّفاه بنفسيهما قال: إنني كنت أسمع أن أحمد بن حنبل ويحى بن معين أحمقين ولم أتحقق من ذلك إلا الساعة، ثم توجّه إليهما وقال: كأن الله لم يخلق أحمد بن حنبل ويحي بن معين غيركما وقام كالمستهزئ بهما.
وإذا كان الإمام الجويني والإمام ابن العربي يقولان بكفر الذي يكذب على النبي ((صلى الله عليه وسلم)) فإن الكرامية وبعض المتزهّدة قد أجازوا الكذب عن النبي معللين قوله ((صلى الله عليه وسلم)) - الذي رواه البخاري أبو داود والترمذي و ابن ماجة والإمام أحمد-: (مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ) بأن كذبهم له وليس عليه. والحق أن الوعيد شامل من كذب له أو عليه؛ إذ أن هذا الدين العظيم غير محتاج إلى تقويته بالكذب.
وليس ذلك فحسب بل إن الروايات المسندة نفسها لم تسلم من التخليط والتلبيس من الرواة الذين لا علم لهم، وذكر الإمام مسلم أن بعض الناس يجعلون أقوال الرسول ((صلى الله عليه وسلم)) من أقوال كعب الأحبار وإسرائيليات كعب من أقوال الرسول ((صلى الله عليه وسلم))؛ يقول الإمام مسلم: (قال بشر بن سعيد: اتقوا الله وتحفظوا من الحديث، فوالله لقد رأيتنا نجالس أبا هريرة فيحدث عن رسول الله ((صلى الله عليه وسلم)) وعن كعب الأحبار ثم يقوم، فأسمع بعض من كان معنا يجعل حديث كعب عن رسول الله ((صلى الله عليه وسلم)) وحديث رسول الله ((صلى الله عليه وسلم)) عن كعب)
(يُتْبَعُ)
(/)
ولما عوّل الناس على الروايات دون النظر فقد كثرت هذه الروايات العجيبة ونقلها أكابر العلماء رغم رأيهم فيها؛ يقول الإمام الطبري في مقدمة كتابه تاريخ الأمم والملوك: (ما يكون في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه أو يستبشعه سامعه من أجل إنه لم يعرف له وجهاً في الصحة ولا معنى له في الحقيقة - فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا؛ وإنما أتى من بعض ناقليه إلينا؛ وإنما أدينا ذلك على نحو ما أدي إلينا) ولما كثرت الروايات الواهية والأباطيل والمناكير في تفسير القرآن والتاريخ وأسس عليها بعض العلماء فقد قال الإمام أحمد بن حنبل: (ثلاثة لا أصول لها المغازي والملاحم والتفسير)
ورغم قناعة الإمام وقناعة كل المسلمين أن التفسير أجلّ العلوم وأشرفها لتعلّقه بكلام الله عزّ وجل إلا إن اعتماد المفسرين على الروايات الواهية الضعيفة وعلى الإسرائيليات والمناكير والغرائب قد جعلت هذا العلم بلا أساس، ولهذا وقع المفسرون والمؤرخون في مزالق هذه الروايات رغم أن العلماء – كما قيل قديماً – همتهم الدراية والنقلة همتهم الرواية، وسبب وقوع بعض المؤرخين والمفسرين عند ابن خلدون – في ذلك هو اعتمادهم على مجرد النقل دون النظر والوقوف على طبائع الكائنات.
خصائص الإسرائيليات وكيف تعرف:
الإسرائيليات الواردة في كتب التفسير لها خصائص مفارقة لخصائص الحقائق القرآنية، فإذا كانت الحقائق القرآنية موافقة للحسّ والعلم وأحكام العقل وفيها تنزيه الله تعالى وسمو الأنبياء ورفعة أخلاقهم - فإن الإسرائيليات تكون مخالفة للعلم مناقضة للحسّ ولأحكام العقل، إذ فيها من المبالغات ما يجعلها من الخرافات والأساطير، هذا فضلاً عن مخالفتها للغة القرآن وسياقاته، ومن ذلك الآتي:-
(أ) مخالفة معاني اللغة:
قال كعب الأحبار في تفسير قوله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ) إن "طوبى": شجرة في الجنة يسير فيها الراكب مائة عام، زهرها رياط، وورقها برود، وقضبانها عنبر، وبطحاؤها ياقوت، وترابها كافور، ووحلها مسك، يخرج من أصلها أنهار الخمر واللبن والعسل، وهي مجلس لأهل الجنة، وقيل: إنها شجرة تظلّل الجنة كلها، وقال مقاتل:كل ورقة منها تظلّل أمة كاملة، وقيل إنها الشجرة التي تثمر ثياب أهل الجنة، ومدلول كلمة طوبى في اللغة غير ذلك؛ إذ أن "طُوبَى" على وزن "فُعْلَى" من الطيّب؛ فقلبوا الياء واواً لضم ما قبلها؛ وهي كالحسنى من الحسن. و يقال: طُوبى لكَ وطُوباك أيضاً، وفيه معنى الدعاء؛ ولذلك ذكر ابن كثير أن من معانيها: حسنى لهم وذكر الإمام الطبري أن من معانيها: نعم ما لهم أو غبطة لهم.
وقال كعب الأحبار إن (ق) في قوله تعالى: (ق وَالقُرْآنِ المَجِيدِ) اسم جبل من زبرجدة خضراء يحيط بالأرض كلها،وهذا فيه نظر من حيث اللغة؛ قال الفراء: (إن كان "ق" اسم وليس حرف هجاء كان يجب أن فيه يظهر الإعراب) أي: لكان "قافٌ" بضمتين لا (قْ) بالسكون؛ لأنه مبتدأ، والحق أن "ق" حرف كبقية الحروف في أوائل السور نحو " ص، ن، الم، ألمر "وغيرها.؛ يقول ابن كثير عن قول كعب هذا: (هذا من خرافات بني إسرائيل التي أخذها عنهم بعض الناس لما رأى من جواز الرواية عنهم مما لا يصدق ولا يكذب، وعندي أن هذا وأمثاله وأشباهه من اختلاق بعض زنادقتهم يلبسون به على الناس أمر دينهم)
(ج) مخالفة العادات والسنن:
ذهب بعض نقلة الإسرائيليات إلى أنه كان لعصا موسى مآرب أخرى عجيبة غير أنه يتوكأ عليها ويهشّ بها على غنمه، وهذه المآرب هي أنها كانت تضيء له بالليل، وتحرس له الغنم إذا نام، ويغرسها فتصير شجرة تظله، وغير ذلك من الأمور الخارقة للعادة، والحق أنها لم تكن كذلك؛ إذ لو كانت كذلك لما استنكر موسى عليه السلام صيرورتها ثعبانًا ففر منها هاربًا
وذهب وهب بن منبه إلى داود عندما كان يذكر ذنبه فيبكي تجري دموعه أنهاراً
(د) الخرافات والأساطير:
زعم وهب بن منبه أن الشجرة التي نُهي عنها آدم عليه السلام إنما كانت شجرة خاصة تأكل منها الملائكة؛ فقيل له: إن الملائكة لا تأكل! قال: إن الله يفعل ما يشاء
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن الإسرائيليات أن أرواث الدواب لما كثرت في سفينة نوح عليه السلام أوحى الله إليه أن يغمز ذنب الفيل؛ فوقع من الفيل خنزير وخنزيرة؛ فأقبلا على الروث، ولما وقع الفأر بجوف السفينة يقرضها ويقرض حبالها أوحى الله إلى نوح أن اضرب بين عيني الأسد فخرج من منخره سنور (قط) وسنورة فأقبلا على الفار وليت شعري لماذا لم يقذف نوح ومن معه هذه الأرواث في المياه التي تسير فوقها السفينة وينتهي الأمر تماماً؟!
ومن الإسرائيليات أيضاً في تفسير قوله تعالى: (قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ) أن هولاء القوم الجبارين قوم ضخام جداً وليسوا بأحجام البشر، وإنما البشر أمامهم كالنمل؛ يقول ابن كثير: (قد ذكر كثير من المفسرين هاهنا آثاراً فيها مجازفات كثيرة باطلة يدلّ العقل والنقل على خلافها من أنهم كانوا أشكالاً هائلة ضخاماً جداً؛ حتى ذكروا أن رسل بني إسرائيل لما قدموا عليهم _ تلقاهم رجل من رسل الجبارين؛ فجعل يأخذهم واحداً واحداً ويضعهم في أكمامه وحجزة سراويله وهم اثنا عشر رجلاً؛؛ فجاء بهم فنثرهم بين يديّ ملك الجبارين؛ فقال: من هؤلاء؟ ولم يعرف أنهم من بني آدم حتى عرّفوه، وكل هذه هذيانات وخرافات لا حقيقة لها) وليس ذلك فحسب بل زعم السدي الصغير أنه كان لا يحمل عنقودا من عنب الجبارين إلا خمسة أنفس من بني إسرائيل، ويدخل خمسة أفراد منهم في نصف رمانتهم إذا نزع منها حبها، وقد أورد الطبري والبغوي والسيوطي في الدر المنثور أن من هولاء القوم الجبارين رجل يقال له عوج بن عنق وكان طوله ثلاثة آلاف وثلاثمائة وثلاث وثلاثين ذراعا وثلث ذراع، وكان - لطوله - يشرب من السحاب ويتناول الحوت من قرار البحر فيشويه بعين الشمس ثم يأكله، ويُروى أن الماء في زمان نوح غطى كل ما على الأرض من جبل وما جاوز ركبتي عوج، وعاش عوج هذا ثلاثة آلاف سنة حتى أهلكه الله على يديّ موسى عليه السلام، وذلك أنه جاء وقلع صخرة من الجبل على قدر عسكر موسى عليه السلام، وكان فرسخا في فرسخ، وحملها ليرميها عليهم فبعث الله الهدهد فنخر الصخرة بمنقاره فوقعت في عنقه فصرعته، فأقبل موسى عليه السلام وهو مصروع فقتله، وكانت أم عوج إحدى بنات آدم، ومثل ذلك كثير.
(د) مخالفة العلم وطبائع الأشياء:
من خصائص الإسرائيليات مخالفتها للعلم ومناقضتها للحسّ؛ يقول كعب الأحبار: إن السحاب هو غربال المطر، ولولاه لأفسد المطر ما ينبع من الأرض.
ومن الإسرائيليات في تفسير قوله تعالى على لسان لقمان: (يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ) أن هذه الصخرة التي ذكرها لقمان ليست هي مجرد صخرة؛ إذ أن الأرضين السبع على ظهر النون (حوت)، والنون في بحر ورأسه وذنبه يلتقيان تحت العرش، والبحر على صخرة خضراء – وهي الصخرة التي ذكرها لقمان – وهذه الصخرة على قرن ثور.ويتسآل الباحث إذا كان حجم الصخرة كذلك فما حجم حبة الخردل التي عليها؟! فإذا كانت كبيرة - ولا بد أن تكون كذلك لتناسب حجم تلك الصخرة المزعومة- فسد المعنى الذي قصده لقمان؛ لأنه أراد أن يعبّر عن قدرة الله وعلمه بالأمر الشديد الخفاء
ويذكرون أيضاً أن ذا القرنين بعد أن أتى مغرب الشمس تجاوز الشمس نفسها؛ فسار في الظلام، يقول ابن كثير: (من زعم من القصّاصين أن ذا القرنين جاوز مغرب الشمس وصار يمشي بجيوشه في الظلمات مدداً طويلة فقد أخطأ بعد النجعة وقال ما يخالف العقل والنقل)
(هـ) الغرائب والمبالغات:
من خصائص الإسرائيليات اشتمالها على الغرائب والمبالغات، وهذه الغرائب غالباً ما تكون مستنكرة في العقل ومثيرة للتعجب سواء كان ذلك بتعظيم الأمور البسيطة أو تبسيط الأمور العظيمة أو إثبات سلوك لشخص من المستغرب أن يصدر عنه أو قد يكون بتركيب عناصر الطبيعة تركيباً مستغرباً، أو قد يكون بتأويل الكلام تأويلاً مستغرباً؛ ومن ذلك ما ذكر من أن مدينة "إرم" كانت مبنية من الذهب وحصاها اللآليء، ونحوه ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن ذلك ما ذكر في تفسير قوله تعالى عن إدريس: (وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا) من أنه جاءه ملك الموت ليصحبه فلما عرفه إدريس طلب منه أن يأخذ روحه ليذوق كرب الموت؛ فقبضها وردها بعد ساعة، ثم طلب منه أن يرفعه لينظر إلى الجنة والنار، فرفعه وفتحت له أبواب النار حتى رآها، ولما دخل الجنة تمسك بشجرة من أشجارها وأبى أن يخرج منها وطالت مطالبة الملك له؛ فبعث الله ملكاً حكيماً فسأله فقال: مالك لا تخرج؟! فقال: أما الموت الذي ذكر الله أن كل نفس ذائقة له فقد ذقته، وأما الخروج فقد قال تعالى: (وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ) فذلك هو المكان العلي الذي رفع الله فيه إدريس، ومن ذلك أيضاً ما ذهب إليه كعب الأحبار من أن الله قد خلق ياقوتة خضراء ثم نظر إليها بالهيبة فصارت ماء يرتعد ثم خلق الريح فجعل الماء على متنها ثم وضع على ذلك عرشه
(و) سوء الأدب مع الله والطعن في أنبيائه:
من سمات الإسرائيليات أنها تشتمل على سوء الأدب مع الله والطعن في الأنبياء والرسل، وهذا كما يبدو دأب في بني إسرائيل قديم، وقد حكى الله عنهم مثل ذلك؛ إذ قالوا لموسى - كما حكى عنهم القرآن-: (فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ) وكذلك قالوا: (يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ) وقالوا: (إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء) وذكر القرآن أنهم آذوا موسى بأقوالهم الشنيعة عنه، ولأجل ذلك فلا غرو أن تتسرب مثل هذه الأقوال إلى كتبهم المحرفة؛ ومن ذلك قولهم في سفر التكوين إن الله لما خلق الخلق في ستة أيام استراح من عمله في اليوم السابع وقد رد عليهم القرآن بقوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ) أي:لم يتعب ومثله قوله: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ) واللغوب: التعب أيضاً.
وجاء في التوراة أيضا أن آدم لما أكل من الشجرة اختبأ في الجنة لما سمع صوت الرب ماشيا عند هبوب ريح النهار؛ فناداه الرب أين أنت؟
وكما أساءت الإسرائيليات الأدب مع الله فهي كذلك قد طعنت في الأنبياء، وحاولت تشويه صورهم، ومن ذلك ما ذُكر عن داود عليه السلام في تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ) من أن داود قد أخذ الزبور ودخل المحراب ومنع من الدخول عليه، فبينا هو يقرأ الزبور إذ جاء طائر كأحسن ما يكون الطير؛ فهمّ أن يأخذه لابنه الصغير؛ فوقع في كوة المحراب، فدنا منه ليأخذه فطار، فأبصر داود امرأة تغتسل، فلما رأته غطت جسدها بشعرها؛ قال السدي الصغير: فوقعت في قلبه وكان زوجها غازيا في سبيل الله وهو أوريا بن حنان، فكتب داود إلى أمير الغزاة أن يجعل زوجها في حملة التابوت، وكان حملة التابوت إما أن يفتح الله عليهم أو يُقتلوا، فقدّمه فيهم فقُتل، فلما انقضت عدتها خطبها داود
ومن ذلك أيضاً ما روي عن موسى أنه لما خرّ صعقاً أخذت الملائكة تركله بأرجلها وتلعنه وتقول: (يا ابن النساء الحيض أطمعت في رؤية رب العزة؟)
ومن ذلك أيضاً ما ذكر عن يوسف عليه السلام بأنه عندما دخل عليه أبوه لم يقف احتراماً له؛ فقال له الله تعالى: (وعزتي لا أخرج من صلبك نبياً) فلم يكن نبي من عقبه
(ز) الاهتمام بالتفاصيل التي لا فائدة فيها:
اهتمت الإسرائيليات بالتفاصيل الدقيقة التي لا فائدة من ذكرها؛ نحو أسماء الحيوانات والعفاريت والأشخاص، ومعلوم أن القرآن كثيراً ما يُبهم ويُجمل؛ إذ أن أسماء الحيوانات والأشخاص تكون غير ضرورية؛ إذ تؤدي القصة أغراضها دون الحاجة إلى ذلك، إلا أن بعض القصّاص والمفسرين يعمدون إلى هذه الإسرائيليات يستخرجون منها أسماء الحيوانات والأشخاص، ومن ذلك أنهم ذهبوا إلى اسم أم موسى هو يوحانذ بنت بصير بن لاوي. وقيل: ياوخا. وقيل: بارخت. وأن اسم امرأة نوح هو (والغة) وان اسم امرأة لوط هو (والهة)
وأن نملة سليمان كانت تسمى خرميا وقيل طاخية وقيل عيجلوف ونحوه. وأن اسم هدهد سليمان هو عنبر وأن اسم عصا موسى هو (نفعة) ونحو ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وما علم الباحث أن لهدهد من الهداهيد اسماً ولا لنملة من النمل ولا لذئب من الذئاب ولا لعصا من العصي، وما فائدة تتبع أسماء الأشخاص الذين أبهمهم الله في القرآن دون أن يُحدِث ذلك الإبهام خللاً في أغراض الكلام، ومعلوم أن الله لو أراد ذكرهم لفعل؛ فما فائدة استمداد أسمائهم من مصادر غير موثوقة ابتداء.
ولولع القصّاص الشديد بذكر هذه الأسماء فقد بالغ أبا علقمة القاص – كما ذكر الجاحظ - فذكر في قصصه أن الذئب الذي أكل يوسف عليه السلام كان يسمى حجوناً؛ وذلك حتى يظهر للناس معرفته بدقائق العلم كما يرى، فقيل له: سبحان الله!، ولكن الذئب لم يأكل يوسف عليه السلام، فأحرج وأخذ يفكر في طريقة تخرجه من المأزق؛ فقال: نعم نعم؛ هذا اسم الذئب الذي لم يأكل يوسف عليه السلام
رابعا: الذين اشتهروا برواية الإسرائيليات:
من التابعين الذين اشتهروا برواية الإسرائيليات كعب الأحبار، وأصله من يهود اليمن، أسلم في خلافة أبى بكر، وقيل: في خلافة عمر، وقيل: إنه أسلم في عهد النبي ((صلى الله عليه وسلم)) وتأخرت هجرته، وقد مات كعب بحمص سنة 32 هـ وقد بلغ مائة وأربعين سنة ولو افترضنا أنه أسلم في تلك السنة التي توفي فيها رسول الله ((صلى الله عليه وسلم)) على الأكثر - وهي سنة إحدى عشرة للهجرة - فإن عمره حين أسلم كان ما يقارب المائة وعشرين سنة أي كان شيخاً عجوزاً جدا وكانت تعاليمه شفهية، ورجل بهذه السن - وإن كان عالماً كبيراً ككعب هذا - لا يمكن أن يقارن بين ما عنده من علم وبين القرآن حتى يميز الحق من بين الباطل، وإنما كان يحكي للناس ما عرفه في شبابه فحسب، ولكن لم يرد عنه أنه حاول تفسير القرآن بالإسرائيليات – وإن ورد إنه كان يبرر هذه الإسرائيليات بالقرآن أحيانا كما سبق - إلا أن من جاءوا بعده قد حاولوا ذلك بأقواله بل وزادوا عليها مما نسجوه من قصص خرافية.
وكعب وإن لم يقارن بين ما عنده وبين القرآن؛ إلا أنه كما يبدو كان ناقدا متميزا للإسرائيليات في أنفسها قبل شيخوخته وكان له ذوق في معرفة صحيحها من سقيمها فلما أسلم أظهر للناس هذا النقد؛ ولذلك مدحه أبو الدرداء بأن له علماً كثيراً وشبه معاوية رضي الله عنه علمه بالثمار ولهذا روى عنه أبو هريرة ومعاوية، ومعلوم أن رواية الصحابي للتابعي عزيزة ونادرة جداً، وقد كان كعب أيضاً يناظر اليهود ويلزمهم الحجة، وقد أورد الذهبي قصة تدل على ذلك؛ إذ ناظر أربعين عالماً يهودياً في مرة واحدة فأفحمهم، وليس ذلك فحسب بل بكى بعضهم وسجد بعضهم
أما تابعي التابعين الذين رووا هذه الإسرائيليات واشتهروا بذلك فليس فيهم من يُوثق به؛ إذ فيهم من الصفات الكثيرة التي توجب ردّ رواياتهم؛ وهم:
(أ) محمد بن السائب الكلبي ت 146 هـ:
كان الكلبي يهودي النزعة، وهو من أتباع عبد الله بن سبأ، والسبيئة اشتهروا بالكذب، وكان الإمام الثوري يحذر منه فهو كذاب ساقط، والعلماء مجتمعون على ترك حديثه قلا يشتغلون به، وكانوا يرون أنه يزرف يعنى: يكذب؛ قال مروان بن محمد تفسير الكلبي باطل، وقال عنه يحيى بن معين: ليس بشيء، وكان سفيان الثوري يقول عجبا لمن يروى عن الكلبي، وقد اعترف الكلبي للثوري بأنه يكذب إذا حدث عن أبى صالح عن ابن عباس وكان الكلبي يروي عن ابن عباس وهو لم يسمع منه؛ ولهذا قيل (إن أوهى طريق عن ابن عباس في رواية تفسير القرآن عن طريق الكلبي عن ابن صالح فإذا انضم إليه رواية محمد بن مروان السدي الصغير فهي سلسلة الكذب)، وقال ليث بن أبي سليم كان بالكوفة كذابان أحدهما الكلبي والآخر السدي الصغير
(ب) وهب بن منبه:
أصله من أبناء الفرس الذين بعث بهم كسرى إلى اليمن، وهو مؤرخ كثير الإخبار عن الكتب القديمة، وكان يحدث بأخبار الأوائل وقيام الدنيا وأحوال الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه، وسير الملوك وأساطير الأولين ولا سيما الإسرائيليات وكان يقول: سمعت اثنين وتسعين كتابا كلها أنزلت من السماء، اثنان وسبعون منها في الكنائس، وعشرون في أيدي الناس لا يعلمها إلا قليل، ومن كتبه " ذكر الملوك المتوجة من حمير وأخبارهم وقصصهم وقبورهم وأشعارهم "و " قصص الأنبياء " و " قصص الأخيار " وذكر الدار قطني أن وهب بن منبه متروك، وقال البخاري ومسلم وأبو حاتم: منكر الحديث، وقال أبو عروبة الحراني: كان يضع
(يُتْبَعُ)
(/)
الحديث، وقال ابن عدي: عامة حديثه مما لا يتابعه الثقات عليه
(ج) عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج:
عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج مشهور بالعلم وكثرة الحديث وصفه النسائي وغيره بالتدليس وكان ابن جريج يأخذ الرواية من الضعفاء والمجروحين ويدلس فيها بعد ذلك كله؛ ولهذا قال الدارقطني: شر التدليس تدليس بن جريج فإنه قبيح التدليس لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح
(د) مقاتل بن سليمان:
مقاتل بن سليمان - كما قال النسائي وابن حبان - كذاب، وقال عنه وكيع: سمعنا منه والله المستعان وليس ذلك فحسب بل ذكر النقاد أن الكلبي خير منه، وقال الجوزجانى: كان دجالا جسورا، وقال العباس بن مصعب: كان مقاتل لا يضبط الإسناد، وقال البخاري: سكتوا عنه، ويقول عنه ابن حبان: (وكان مقاتل يأخذ عن اليهود والنصارى علم القرآن الذي يوافق كتبهم)، وقد كان مقاتل يروى عن الضحاك بن مزاحم وهو قد ولد بعد وفاة الضحاك بأربع سنوات
وأخيرا:
تبين من خلال هذه الدراسة أن الإباحة في الإسرائيليات لم تكن لنوع دون نوع، وإنما كانت لمنهج دون منهج، والأصل في ذلك هو رفض هذه الإسرائيليات سواء في العقيدة أو الأحكام أو القصص والأخبار أو غيرها، أما الإباحة فهي خاصة بالعلماء دون العامة، وهي عند العلماء أيضا خارج القرآن وتفسيره وتتعلق بأمرين، وهذا الأمران متعلقان بدعوة أهل الكتاب:
- إيراد ما يوفق القرآن في إطار الدعوة وإثبات أن الدينين من الله تعالى، وهذه النوع من الدعوة يكون تحت إطار قوله تعالى "قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ "
- إيراد ما يخالف القرآن في إطار الدعوة والمناظرة وإثبات التحريف وإلزامهم الحجة، وهذه النوع من الدعوة يكون تحت إطار قوله تعالى " يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ" وقوله "وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ" وقوله "يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ"
وإذا كان هذا المنهج الذي بيناه يتعلق بالعلماء العاملين في مجال الدعوة فحسب لا بسواهم فلبقية الناس من المسلمين نقول – كما قال أستاذنا أحمد نوفل الذي اتخذ منهجيا عمريا – في حلقة تلفزيونية في قناة الرسالة وقال:
- ما وافق حقائق القرآن والسنة من هذه الإسرائيليات مرفوض مرفوض مرفوض
- ما خالف حقائق القرآن والسنة من هذه الإسرائيليات مرفوض مرفوض مرفوض
- ما سُكت عنه في القرآن والسنة من هذه الإسرائيليات مرفوض مرفوض مرفوض
وأقول:إن القرآن غير محتاج إلى ما يكمله أو يتممه قال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا) فكل ما يحتاجه الإنسان مبيّن في القرآن؛ فهو مكتف بنفسه ولا يحتاج إلى كتاب آخر؛ خاصة وأن هذه الكتب التي يراد أن يُوضَح بها محرّفة مبدّلة، وليس ذلك فحسب بل من الإسرائيليات ما لا وجود له في التوراة والإنجيل على تحريفهما، وإنما هي أخبار شائعة عند أهل الكتاب فحسب، ولأجل ذلك فلا حاجة لنا في مجال التفسير إلى ما ذُكر منها سواء وافقت أو خالفت أو سكت عنها، أما ما لم يذكر مما اشتهر عند أهل الكتاب فهو أولى بالرفض وضرب الصفح.
ولهذا فالمسلمون غير محتاجين لهذه الإسرائيليات لا في التفسير ولا غيره وإنما الحاجة لها عند مجادلة أهل الكتاب ومناظرتهم ودعوتهم وفي عمل الدراسات المقارنة فحسب
وبهذا يمكن الجمع بين حديثي النبي صلى الله عليه وسلم:
- " أَمُتَهَوِّكُونَ فِيهَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ " الذي رواه أحمد، وهذا هو الأصل، وهو المنع القاطع
- "بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمداً، فليتبوأ مقعده من النار" الذي رواه البخاري ومسلم، فالحديث كما يبدو من سياقه جاء في إطار البلاغ والدعوة لقوله صلى الله عليه وسلم " بلغوا عني" والتحديث عن بني إسرائيل رغم أن أخبارهم منها المكذوبة والصحيحة إنما يكون داخل هذا السياق، ثم حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الكذب عليه؛ إذ يجب أن لا يروى عنه غير الحق، وإن الملاحظ هنا في الحديث مقابلة كذب بني إسرائيل بصدق الإسلام في إطار هذه الدعوة أو المناظرة، وهذا واضح في سياق الحديث.
مراجع:
- البغوي: معالم التنزيل تحقيق محمد عبد الله النمر وآخرون، ط/4 دار طيبة للنشر والتوزيع، سنة 1997 م
- الذهبي:
(أ) سير أعلام النبلاء، تحقيق شعيب الأرنؤوط، ط/مؤسسة الرسالة
(ب) ميزان الاعتدال في نقد الرجال، تحقيق علي محمد البجاوي، ط/ دار المعرفة للطباعة والنشر بيروت، لبنان.
- الذهبي: محمد حسين: الإسرائيليات في التفسير والحديث: ط5، مكتبة القاهرة 2004م.
- الطبري
(أ) تاريخ الأمم والملوك، ط/ دار إحياء التراث العربي بيروت.
(ب) جامع البيان في تأويل القرآن تحقيق: أحمد محمد شاكر ط /4 مؤسسة الرسالة سنة 2000 م
- العسقلاني: ابن حجر:
(أ) تهذيب التهذيب ط/1 دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، 1984 م.
(ب) تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس تحقيق عاصم بن عبد الله القريوني، ط/ جمعية عمال المطابع التعاونية الأردن عمان.
- العقيلي: الصعفاء الكبير، تحقيق عبد المعطي قلعجي ط/ دار الكتب العلمية بيروت
- القرطبي: الجامع لأحكام القرآن: تحقيق أحمد عبد العليم البردوني ط/3 دار الكتب المصرية.
بن كثير:
(أ) البداية والنهاية، تحقيق علي شيري، ط/1 دار إحياء التراث العربي 1988 م.
(ب) تفسير القرآن العظيم، تحقيق سامي بن محمد سلامة، ط/2 دار طيبة للنشر والتوزيع سنة 1999 م.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 May 2009, 11:49 م]ـ
بارك الله فيكم يا دكتور جمال على هذا البحث المفيد الموفق.
س: ماذا تقول في المفسرين الذين أودعوا بعض الروايات الإسرائيلية في كتبهم؟ ولا سيما أمثال الطبري رحمه الله. هل يرد هذا المنهج تماماً وكيف يوجه هذا المنهج الذي سلكوه؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[06 May 2009, 12:20 ص]ـ
جذورالمشكلة:
وإذا كان هذا المنهج الذي بيناه يتعلق بالعلماء العاملين في مجال الدعوة فحسب لا بسواهم فلبقية الناس من المسلمين نقول – كما قال أستاذنا أحمد نوفل الذي اتخذ منهجيا عمريا – في حلقة تلفزيونية في قناة الرسالة وقال:
- ما وافق حقائق القرآن والسنة من هذه الإسرائيليات مرفوض مرفوض مرفوض
- ما خالف حقائق القرآن والسنة من هذه الإسرائيليات مرفوض مرفوض مرفوض
- ما سُكت عنه في القرآن والسنة من هذه الإسرائيليات مرفوض مرفوض مرفوض
مراجع:
-.
الأخ الفاضل الدكتور جمال الدين عبد العزيز
جزاك الله خيرا على ما سطرت أناملك وجعله في موازين حسناتك.
وأرجو أن تقبل مني هذه الملاحظة حول ما أقتبسته من كلامك.
لماذا نرفض ما وافق حقائق القرآن؟ فهذا رفض للحق من قال بالحق قلنا له صدقت، والقرآن يقول: " وإذا قلتم فاعدلوا". ثم إن هذا من باب هيمنة القرآن على ما قبله من الكتاب فيحق ما فيه من الحق ويبطل ما نسب إليه من الباطل.
وأما ما سكت عنه، فخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، روى أحمد وأبو داود
"عَنِ ابْنِ أَبِي نَمْلَةَ أَنَّ أَبَا نَمْلَةَ الْأَنْصَارِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ
بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ الْيَهُودِ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ هَلْ تَتَكَلَّمُ هَذِهِ الْجَنَازَةُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُ أَعْلَمُ قَالَ الْيَهُودِيُّ أَنَا أَشْهَدُ أَنَّهَا تَتَكَلَّمُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا حَدَّثَكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَلَا تُصَدِّقُوهُمْ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ فَإِنْ كَانَ حَقًّا لَمْ تُكَذِّبُوهُمْ وَإِنْ كَانَ بَاطِلًا لَمْ تُصَدِّقُوهُمْ"
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[08 May 2009, 09:23 م]ـ
أخي الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري
إن تفسير الطبري "جامع البيان" من أنفع التفاسير، قال عنه النووي: (وكتاب ابن جرير لم يصنف أحد مثله)،، وقال ابن تيمية: (هو من أجل التفاسير، وأعظمها قدرا) وقد عد السيوطي ابن جرير الطبري رأس المفسرين على الإطلاق،ولكن رغم ذلك فإن الطبري كان يروي الإسرائيليات دون التعليق عليها؛ ولأجل ذلك دخلت في تفسيره إسرائيليات كثيرة دون أن يتعقبها إلا عرضاً عند الحديث عن إسنادها.
ومعلوم أن التفسير قد تأثر في بداية أمره بالحديث فكان للمفسرين في التعامل مع الروايات التفسيرية عموما طريقتان:
1 - النقل أو الرواية دون التعرض لنقد الروايات وقد شاعت مقولة "إن من أسند لك فقد أحالك" أي كأنه ليس من شأن الذي ينقل لك الرواية الحكم عليها؛ بل لسان حاله يقول انظر في الإسناد والرواية نفسها واحكم أنت، فقد نقلت لك وانتهت مهمتي، وهي طريقة معروفة عند أهل العلم، ولهذا كثرت في التفسير الروايات عن كل أحد مهما كان حاله،قال وكيع: (لا ينبُل الرجل حتى يكتب عمن هو فوقه، ومن هو مثله، ومن هو دونه).
2 - الدراية وهي بيان ما يصح من هذه الروايات وما يتزيف قال ابن أبي حاتم في مقدمة الجرح والتعديل: " فإن قيل: فبماذا تعرف الآثار الصحيحة والسقيمة؟ قيل: بنقد العلماء الجهابذة الذين خصهم الله عز وجل بهذه الفضيلة، ورزقهم هذه المعرفة في كل دهر ومكان "
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ارتضى ابن جرير في التأليف المنهج الأول؛ إذ كان يعتمد على هذه الروايات سواء قبلها هو أو رفضها، وقد ذكر ذلك في مقدمة تاريخه وكأنما يغري بنقده؛ يقول (وليعلم الناظر في كتابنا هذا أن اعتمادي في كل ما أحضرت ذكره فيه مما شرطت أني راسمه فيه إنما هو على ما رويت من الأخبار التي أنا ذاكرها فيه والآثار التي أنا مسندها إلى رواتها فيه دون ما أدرك بحجج العقول واستنبط بفكر النفوس إلا اليسير القليل منه) ثم ذكر أن بعض ما رواه من الأخبار عن بعض الماضين – ومنهم اليهود والنصارى وغيرهم – قد يستنكره القارئ ويستشنعه السامع ولا يعرف له وجها في الصحة ولا معنى في الحقيقة؛ فهو قد نقل لنا كما نقل الرواة إليه، ولهذا أكثر الطبري في تفسيره الرواية عن المبهمين وروى كثيرا عمن لا يوثق بهم مع علمه بما فيهم وفي رواياتهم من الضعف، لكنه منهجه فماذا يفعل؟ ومعلوم أن أهل هذا المنهج قد فرقوا بين أسانيد الحلال والحرام وأسانيد غيرها من حيث التشديد والتساهل، ولهذا تساهل الطبري في الأخبار المنقولة عن أهل الكتاب ما دامت لا تتعلق بالحلال والحرام.
وأرى أن هذا الإمام كأنه كان يظن أن ما سطره من علم سيؤول أمره إلى علماء نقاد حسب ما تقتضي طبيعة المنهج؛ ولهذا ينبغي للعلماء أن ينظروا في أمر هذه الإسرائيليات داخل كتب التفسير ويتشاوروا فيها وفي ما يفعلون من أمرها فيعلقوا عليها في الهوامش ويبينوا بطلانها على أقل تقدير أو يحذفوها ويعزلوها منفصلة لتداول أهل الاختصاص أو نحو ذلك
والحق أن كتب التفسير عموما قد تفاوتت في الأخذ بهذه الإسرائيليات قلة وكثرة ولم يكد تفسير من التفاسير القديمة ينجو من ذلك؛ يقول الدكتور محمد حسين الذهبي: (لا أكون مبالغاً أو متجاوزاً حدّ الصدق إن قلت إن كتب التفسير كلها قد انزلق مؤلفوها إلى ذكر بعض الإسرائيليات وإن كان ذلك يتفاوت قلة وكثرة وتعقيباً عليها وسكوتاً عنها)
ومعلوم أن "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير قد كان من أنقى التفاسير عن ذلك، ورغم أن صاحبه كان مؤرخاً - والمؤرخون الأقدمون يتساهلون في قبول الأخبار – إلا أنه كان متشدّداً تجاه الإسرائيليات، وكان ناقداً متميزاً لها، ولأجل ذلك حمل على رواتها وعدّها عبثاً لا فائدة ولا طائل منه، إلا إنه رغم ذلك قد انزلق داخل تفسيره في موضعين فقط إلى رواية هذه الإسرائيليات دون أن يعلق عليها؛ وذلك أنه ذكر أن الله بعث إلى النمروذ ملكاً يأمره بالإيمان بالله؛ فأبى عليه، ثم دعاه الثانية فأبى، ثم الثالثة فأبى، وقال: اجمع جموعك وأجمع جموعي. فجمع النمروذ جيشه وجنوده وقت طلوع الشمس، وأرسل الله عليهم باباً من البعوض بحيث لم يروا عين الشمس وسلطها الله عليهم فأكلت لحومهم ودماءهم وتركتهم عظاما بادية، ودخلت واحدة منها في منخري الملك فمكثت في منخريه أربعمائة سنة، عذبه الله بها فكان يضرب رأسه بالمرازب في هذه المدة كلها حتى أهلكه الله بها.
، وكذلك ذكر رواية عن وهب ابن منبه وهي أن موسى لما ألقى عصاه على وجه الأرض صارت ثعبانا عظيما؛ فدبّ يلتمس كأنه يبتغى شيئًا يريد أخْذَه، يمر بالصخرة مثل الخَلِفَة من الإبل فيلتقمها، ويطعن بالناب من أنيابه في أصل الشجرة العظيمة فيجتثها، عيناه توقدان نارا، وقد عاد المحْجَن منها عُرفًا. وقيل شعر مثل النيازك، وعاد الشعبتان منها مثل القليب الواسع، فيه أضراس وأنياب، لها صريف، فلما عاين ذلك موسى ولى مدبرًا ولم يُعَقِّب، فذهب حتى أمعن، ورأى أنه قد أعجَز الحية، ثم ذكر ربه فوقف استحياء منه، ثم نودي: يا موسى أنْ: ارجع حيث كنت. فرجع موسى وهو شديد الخوف
، ولما كان تفسير ابن كثير قد اقتصر على ذلك فحسب فقد عدّ من أنقى التفاسير عن هذه الإسرائيليات.
أما التفاسير التي أكثرت من الإسرائيليات فهي:
1 - تفسير الثعلبي:
كان الثعلبي قاصاً مولعاً بالإسرائيليات والخرافات والأباطيل، وقد ضمن كتابه (العرائس) الذي ذكر فيه قصص الأنبياء كثيراً من هذه الإسرائيليات، وكان حاطب ليل لا يبالي ما يأخذ، ولأجل ذلك امتلأ تفسيره بالإسرائيليات والأساطير والخرافات والمناكير، ويعدّ تفسير الثعلبي من أشهر التفاسير في ذلك.
يقول ابن تيمية (في تفسير الثعلبى الغث والسمين فإنه حاطب ليل)
وكتاب الثعلبي "عرائس المجالس" كما لاحظت يتندر به النصارى اليوم في مواقعهم بالانترنت ويطعنون به في القرآن كأنما جاءت هذه الإسرائيليات من كتب غيرهم
2 - تفسير معالم التنزيل للبغوي:
تفسير البغوي من التفاسير المشهورة برواية الإسرائيليات والأساطير، وهو مختصر لتفسير الثعلبي.
3 - تفسير لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن:
إذا كان تفسير البغوي مختصراً لتفسير الثعلبي فإن تفسير الخازن هذا كان مختصراً لتفسير البغوي، وليس ذلك فحسب؛ بل كان الخازن يرجع إلى الثعلبي إذا أهمل البغوي بعض الإسرائيليات فيأخذها من الثعلبي فيزيد تفسيره من هذه الأباطيل، وقد عزا الخازن كثيراً من الإسرائيليات التي نقلها إلى الثعلبي مباشرة، وقد كان الخازن قاصاً واعظاً متصوفاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[08 May 2009, 10:04 م]ـ
أخي الفاضل محب القرآن
ما ذكرته صحيح في عمومه
لكن هنالك - كما ذكرت في هذه الدراسة - مستويان
المستوى الأول: مصدر المعرفة عندنا - نحن المسلمين – ليس التوراة ولا الإنجيل المحرفين فلا نأخذ منهما شيئا سواء في العقيدة أو الأحكام أو الأخبار وسواء صح الذي نريد أخذه أم لم يصح، وفي الحديث الذي أوردته، أخي محب القرآن، والذي رواه أبو داود وأحمد والبيهقي وابن حبان وعبد الرزاق في مصنفه - دليل على أن هذه الإسرائيليات ليست مصدر معرفتنا على الإطلاق؛ إذ إن ذلك اليهودي الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أمراً ثابتاً في عقيدتنا ومبيناً في السنة الصحيحة سواء كان ذلك ما يجري في القبر من سؤال وجواب أو كان قبل ذلك نحو قول الجنازة " قدموني قدموني" كما جاء في البخاري والنسائي والبيهقي وابن حبان وأحمد وابن حبان وأبي يعلى والطيالسي، ورغم ذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يؤيد قول اليهودي "الصحيح" بل أرجع الأمر إلى "علم الله "ليرينا المنهج في التعامل مع الإسرائيليات، وقد أورد ابن حبان في تمام هذا الحديث تعليق النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك: (قاتل الله اليهود لقد أوتوا علما) وهذا الحديث إسناده قوي؛ مما يدل على أن كلام اليهودي موافق لما عندنا وإن كان المصدر مرفوضاً، أما ما ذكره بعض العلماء من الشراح من أن هذا من مشكل الحديث ويمكن أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم غير عارف بذلك؛ إذ لم يوح إليه بعد أمر "كلام الجنازة " حين سأله اليهودي فهو كلام لا وجاهة له؛ إذ أنه صلى الله عليه وسلم لم يقل "لا أعلم" بل قال "الله أعلم" والفرق كبير ثم كيف وصف النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بالعلم إذا لم يكن يعرفه. والحق الذي لا لبس فيه هو أن التوراة والإنجيل قبل تحريفهما قد كانا من عند الله؛ ولذلك لا بد أن تشابه القرآن في كثير من الأمور، ولكن لما وقع فيهما التحريف والتبديل لم يكن الأخذ منهما مأموناً حتى في تلك الأمور الموافقة؛ إذ لاحظت أن بعض الأمور الموافقة لما عندنا قد تكون فيها بعض الزيادات الطفيفة وقد تبدو هذه الزيادات يسيرة ومعقولة المعنى وغير مؤثرة، ولكن عند التأمل والتدقيق تجدها شديدة الخطورة؛ فتلتصق هذه المعاني بمعاني القرآن أشد ما بكون الالتصاق ولا يستطيع الذهن التخلص منها إلا بعد جهد كبير؛ فالأمر شديد الدقة جدا
المستوى الثاني: وهو مستوى خاص يتعلق بالنقد والمناظرة والدراسات المقارنة وهذا المستوى من الضروري فيه إعمال ما ذكرته أخي محب القرآن زادك الله وإيانا للقرآن حبا(/)
نص في البخاري مشكل
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[20 Feb 2009, 07:29 م]ـ
حدثني أمية بن بسطام حدثنا يزيد بن زريع عن حبيب عن ابن أبي مليكة قال ابن الزبير قلت لعثمان بن عفان {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا}. قال قد نسختها الآية الأخرى فلم تكتبها؟ أو تدعها؟ قال يا ابن أخي لا أغير شيئا منه من مكانه
هذا نص مشكل وسبب الاشكال فيه ان هذا المعنى المقصود للنسخ هو من اقوال المتاخرين فهل كان الصحابة يعلمون النسخ بما هو مفهوم عند المتاخرين من انه رفع الحكم الشرعي بدليل شرعي متراخ عنه؟
واذا كان الامر كذلك فلماذا اغفل جميع الاصوليين ومن كتب في علوم القران عزو هذا المعنى للصحابة؟
واذا لم يكن الامر كذلك فكيف يمكن توجيه هذا القول؟
وكيف يجوز وقوع مثل هذا السؤال من ابن الزبير؟ هل كان يعتقد بان عثمان رضي الله عنه كان يتدخل في امر المصحف؟ مع ان المسلمين اجمعوا على ان النص القراني لاتدخل لاحد فيه ووقع هذا الاجماع من عهد الصحابة الى اليوم بل هذا هو معتقد المسلمين عبر العصور
ارجو من الاخوة الكرام الادلاء بدلائهم في هذا الامر
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[21 Feb 2009, 12:09 ص]ـ
الأستاذ الفاضل: جمال أو حسان ... سأقول ما أعرف في هذه المسألة:
1ـ النسخ بالمعنى الذي ذكرت .. ليس من أقوال المتأخرين فحسب ... وإنما حتى عند السلف من الصحابة وغيرهم .. لكن الفرق أن المتأخرين (خصصوه) بهذا المعنى دون غيره .. والسلف (على عمومه) ويدخل فيه (النسخ) بالمعنى المتأخر من باب أولى .. بل هو الأصل في معناه إذا أطلق .. وكانت عباراتهم تختلف فيه (آخر الأمرين) .. (أول الأمر) ... وغير ذلك مما لا يخفى
2ـ وأعتقد أن سؤال ابن الزبير لم يكن لاعتقاده أن عثمان يغير ... ولكن لأن وضع الآية يستدعي السؤال .. فالآية منسوخة صراحة .. وناسخها موجود في القرآن ... فهو مجرد سؤال اقتضاه وضع الآية ... وساعد على ذلك أن هناك آيات توفي رسول الله وهن مما يتلى في القرآن .. ومع ذلك (تركن) فلماذا هذه الآية؟ هذا الذي أثار السؤال عند ابن الزبير والله أعلم ...
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[21 Feb 2009, 01:52 ص]ـ
فضيلة الدكتور جمال وفقه الله سبق أن كتبت مقالاً عن هذا الموضوع تجده في الرابط:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=9863
وقد ذكرت فيه أن السلف يُطلقون النسخ على معاني منها المعنى الأصولي وإن كان القصد منه تعميم اصطلاحهم، وإن شئت ذكرت أمثلة لهذا الإطلاق عندهم، وفقك الله ..
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[21 Feb 2009, 02:51 م]ـ
لم اجد بعد الاجابات عن تساؤلاتي وان كان فيما قيل بعض الفوائد نشكر اهلها عليها ومقال الشيخ فهد حسن وفيه جهد طيب طيب الله أصل كاتبه وحفظه
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[21 Feb 2009, 09:05 م]ـ
هذه الرواية – حسب ما أظن والله تعالى أعلم - قد نبهت إلى بعض الأمور؛ إذ أأشارت إلى هذه الآية التي ليست وحدها المنسوخة وإنما هنالك أمثالها، وقد دونت كما هو العادة في كتابة المصحف العثماني دون حاجة إلى سؤال، ولكن عثمان رضي الله تعالى عنه بإجابته هذه قد نبه على منهجه في الجمع القرآني، وهو قانون عام فيها وفي نظيراتها، وهذا يدل على أمرين في غاية الأهمية
- المنسوخ من القرآن يكتب ولا يلغى
- عبر عثمان رضي الله تعالى عنه عن أمانته في حمل هذه الأمانة العظيمة، وهو أنه لم يغادر في القرآن صغيرة ولا كبيرة إلا سجلها بين دفتي المصحف؛ إذن ليس هنالك من قرآن خارج المصحف.
أي أن عثمان يكتب كل شيء سواء نسخ أم لا، مما يمكن أن يدل على امتناع نسخ التلاوة.
ومن العلماء المعاصرين من قبل نسخ الحكم ورفض نسخ التلاوة بنوعيه رفضا باتا، وقد عكف الدكتور مصطفى زيد عشر سنوات لدراسة موضوع النسخ فخرج بهذا الرأي، وكذلك ألف عبد الله بن الصديق الغماري كتابه (ذوق الحلاوة في امتناع نسخ التلاوة).
التقسيم النظري للنسخ عند العلماء المتأخرين:
من الممكن أن يكون تقسيم أنواع النسخ إلى أربعة أنواع عند العلماء المتأخرين - شكل من التبويب اقتضاه التقسيم المدرسي لهذه القضية، ومن الشائع –كما هو معلوم- في التراث الإسلامي تقسيم الكلام إلى قسمين هما: (المعنى واللفظ)، وهذا التقسيم له تقسيماته الداخلية أيضاً؛ وتفصيل ذلك كالآتي:-
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - المعنى (وهو محتوى الكلام) وينقسم إلى قسمين:-
أ - الخبر (الحقائق) ب- الإنشاء (الأحكام أو الأوامر والنواهي ونحوها)
2 - اللفظ (وهو مسموع الكلام) وهو في القرآن يسمى (تلاوة).
والنسخ – حسب رأيهم - صفة تدخل على كل نوع من هذه الأنواع حسب هذا التقسيم، فإما أن ينسخ الخبر دون اللفظ (التلاوة) أو أن ينسخ الحكم دون اللفظ (التلاوة) أو أن تنسخ التلاوة (اللفظ) دون الحكم أو أن تنسخ التلاوة (اللفظ) والحكم (المعنى) معاً؛ وبذلك تبلورت أشكال النسخ الأربعة؛ وهي:-
1 - نسخ الخبر دون التلاوة
2 - نسخ الحكم دون التلاوة
3 - نسخ التلاوة دون الحكم
4 - نسخ الحكم والتلاوة معاً
وهذا التقسيم المدرسي قد اقتضى أن يُبحث لكل قسم من هذه الأقسام – حسبما يرى الباحث – عن أمثلة ونماذج يقوم عليها القسم كله، ومعلوم أن نسخ التلاوة دون الحكم لم يجد له العلماء إلا مثالين لا ثالث لهما، ومن أجل ذلك غلب الجانب النظري في دراسة النسخ، يقول الدكتور مصطفى زيد: (وعندما بدأ التصنيف في علم أصول الفقه لم يكن بد من العناية بدراسة (النسخ) ضمن موضوعاته بوصفه ظاهرة ترد على بعض النصوص التشريعية، وقد كانت هذه الدراسة - وما زالت - أقرب إلى الناحية النظرية؛ إذ لا تكاد تمس ناحية التطبيق إلا عندما تحتاج إلى التمثيل)
الردود الممكنة على نسخ التلاوة:
للعلماء المنكرين لنسخ التلاوة ردود منها ما يأتي
1 - نسخ التلاوة دون الحكم:
ولهذا النوع مثالان لا ثالث لهما هما آية الرجم: (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عليم حكيم) وآية الرضاعة وهي ما روى عن عائشة رضي الله عنها: (كان فيما أنزل عشر رضعات يحرمن ونسخن بخمس معلومات) وتقول عائشة رضي الله عنها عن هاتين الآيتين: (كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمن النبي صلى الله عليه وسلم مائتي آية فلما كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها إلا ما هو الآن) ويروى أن عائشة تركت الصحيفة التي فيها سورة الأحزاب وفيها الرجم والرضاعة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فدخلت داجن (ماعز) فأكلتها
وقد واجه بعض العلماء هذا النوع من النسخ بانتقادات شديدة منها:-
- برزت آية الرجم هذه أول ما برزت في موطأ مالك عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أنه سمع عمر بن الخطاب يقول: (إِيَّاكُمْ أَنْ تَهْلِكُوا عَنْ آيَةِ الرَّجْمِ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ لَا نَجِدُ حَدَّيْنِ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَقَدْ رَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَرَجَمْنَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْلَا أَنْ يَقُولَ النَّاسُ زَادَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى لَكَتَبْتُهَا الشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ فَارْجُمُوهُمَا أَلْبَتَّةَ فَإِنَّا قَدْ قَرَأْنَاهَا) والراوي سعيد بن المسيب ولد لسنتين مضتا من خلافة عمر وكانت خلافة عمر عشر سنين وستة أشهر وأربعة أيام، أي أن عمر سعيد عند وفاة عمر ثماني سنوات على الأكثر؛ فهو لذلك لم يدركه إدراك من يحفظ عنه، وقد روي أنه قيل له: أدركت عمر بن الخطاب؟ قال: لا، ورغم كل ذلك فهذا الحديث ليس فيه ما يثبت أنها آية قرآنية بل أنه ينفي ذلك؛ بدليل قول عمر رضي الله عنه " لَوْلَا أَنْ يَقُولَ النَّاسُ زَادَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى" وهذا الكلام يؤكد أهمية التمسك بالأحكام الواردة في السنة، وكلام عمر هنا كحديث النبي صلى الله عليه وسلم
"يُوشِكُ الرَّجُلُ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يُحَدَّثُ بِحَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِي فَيَقُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَلَالٍ اسْتَحْلَلْنَاهُ وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَرَامٍ حَرَّمْنَاهُ أَلَّا وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلُ مَا حَرَّمَ اللَّهُ "
- ذهب القاضي أبو بكر بن العربي إلى أن كل هذه الروايات التي تزعم وجود قرآن منسوخ التلاوة إنما هي روايات آحاد لا يصح التعويل عليها
(يُتْبَعُ)
(/)
- الروايات التي تذكر آية الرجم متضاربة فواحدة تذكر قيد الزنا وثانية لا تذكره وثالثة لا تذكر (نكالاً من الله) ورابعة تذكره، وغير ذلك، وقد وردت هذه العبارة في كتب الحديث على النحو الآتي: (الشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ إِذَا زَنَيَا فَارْجُمُوهُمَا الْبَتَّةَ نَكَالًا مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) ووردت: (والله عزيز حكيم) ووردت: (الشيخ والشيخة فارجموهما البتة بما قضيا من اللذة) ووردت: (والشيخ والشيخة فارجموهما البتة نكالا من الله) ووردت: (نكالا من الله ورسوله) ووردت: (إذا زنيا الشيخ والشيخة)
- ورد أن عمر بن الخطاب قد استشار النبي صلى الله عليه وسلم في كتابتها فكره ذلك، فكيف يكره النبي صلى الله عليه وسلم كتابتها إذا كانت قرآناً، ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر بكتابة القرآن وينهى عن كتابة السنة
- لما اعترض بعض الصحابة على علي كرم الله وجهه على جلد شراحة ورجمها قال: (جلدتها بكتاب الله ورجمتها بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينسبه إلى القرآن المنسوخ التلاوة
- هذه الآية ليست فيها طلاوة القرآن وحلاوته وبلاغته بشكل ظاهر لا يخفى، كما يقول الدكتور مصطفى زيد (وما هكذا تكون نصوص الآيات القرآنية)
- إن صحّ أن آية الرجم كانت في سورة الأحزاب فإن سورة الأحزاب قد سبقت في النزول سورة النور، والناسخ لا يمكن أن يتقدم على المنسوخ في النزول كما لا يمكن أن يتقدم المخصِّص على المخصَّص.
- كلام عائشة رضي الله عنها في آية الرضاعة غير محدد فقد قالت: (فيما أنزل) فهل فيما أنزل من التوراة أم القرآن أم الإنجيل.
- دلالة هذا الكلام غير يقينية فهل الرضاعة خمس رضعات أم عشرة وقد كان ابن عباس وعلي رضي الله عنهما يريان أن التحريم بالرضاع بلا تقييد وقد تبعهما في ذلك الحسن والزهري والأوزاعي والثوري وأبو حنيفة.
- كان الصحابة رضي الله عنهم يخالفون ما روي عن عائشة، وما كانوا ليخالفوه لو كان قرآنا، بل إنهم كانوا إذا سمعوا مثل ذلك ردوا عليه بالقرآن، وقد أخرج عبد الرزاق عن ابن عمر: أنه بلغه عن ابن الزبير أنه يأثر عن عائشة في الرضاعة لا يحرم منها دون سبع رضعات. قال: الله خير من عائشة، إنما قال الله تعالى (وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ) ولم يقل رضعة ولا رضعتين وسأل رجل ابن عمر، أتحرم رضعة أو رضعتان؟ فقال: ما نعلم الأخت من الرضاعة إلا حراما
- من أكبر الأدلة على دحض ما روي عن عائشة أن مالك بن أنس رضي الله عنه - وهو راوي هذا الحديث – كان يرى أن رضعة واحدة تحرم، وقد أخذ بظاهر القرآن
- لو كانت آية الرضاعة من القرآن لنبهت عائشة رضي الله عنها عليها عند كتابة المصاحف؛ إذ عاصرت الجمع الأول والثاني ولكان قد نقل إلينا في المصاحف التي نقلها الجماعة الذين لا يجوز عليهم الغلط
- - يقول أبو جعفر النحاس (لو كان بقي من القرآن شيء لم ينقل إلينا لجاز أن يكون ما لم ينقل ناسخا لما نقل فيبطل العمل بما نقل ونعوذ بالله من هذا فإنه كفر)
- الحديث المروي عن السيدة عائشة رضي الله عنها الذي يؤكد أن سورة الأحزاب قد نقص منها أكثر من مائة وعشرون آية – حديث ضعيف وفيه عبد الله بن لهيعة وهو رافضي مفرط في الرفض وهو ضعيف لا يحتج به، وقد تجنب العلماء الرواية عنه.
- لو كانت الآيات التي في صحيفة عائشة رضي الله عنها مثبتة في القرآن لما منع أكل الداجن من إثباتها في القرآن من حفظهم ولو حفظت ما ضرها موته صلى الله عليه وسلم كما لم يضر موته كل ما بلغ من القرآن
- يقول القرطبي (ما يحكى من أن تلك الزيادة كانت في صحيفة في بيت عائشة فأكلتها الداجن فمن تأليف الملاحدة والروافض)
- الحديث المروي عن عائشة الذي يذكر أن الماعز قد أكلت الصحيفة التي فيها بعض القرآن – حديث مكذوب ولم يكن من عادة النساء آنذاك اتباع الجنائز من ناحية كما أن الماعز بحكم العادة لا تستطيع رفع الفراش وأكل ما تحته من ناحية أخرى
(يُتْبَعُ)
(/)
- إذا صحّ قول الإمام القرطبي – ونحسبه صحيحا- أن الزعم بضياع أكثر من مائة آية من سورة الأحزاب إنما كان فرية وضعها الملاحدة والروافض فإنه يبقى سؤال شديد الأهمية وهو لماذا اختيرت سورة الأحزاب دون سواها؟، والجواب - كما يرى الباحث- أن زيد بن ثابت رضي الله عنه وأعضاء لجنته الذين جمعوا المصحف عندما وضعوا تلك الشروط الصارمة للتدقيق حيث لم يكتفوا بحفظهم ولا الأوراق المكتوبة لديهم وإنما اشترطوا أن يأتي الحافظ للآيات التي يراد كتابتها ومعه شاهدين عدلين فجمعوا كل القرآن بهذه الطريقة الدقيقة إلا آية واحدة من سورة الأحزاب فإنهم رغم حفظهم لها ورغم الأوراق المكتوبة لديهم -كما هي شروطهم - أخذوا يبحثون عن حافظ لها حتى وجدوه؛ وبذلك وجد الملاحدة والروافض ثغرة فبدلا من آية فُقدت ثم وجدت صارت القصة أكثر من مائة آية فقدت وما وجدت؛ وقد جاء في صحيحي البخاري ومسلم وسنن الترمذي ومسند الإمام أحمد وصحيح ابن حبان أن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: (نَسَخْتُ الصُّحُفَ فِي الْمَصَاحِفِ فَفَقَدْتُ آيَةً مِنْ سُورَةِ الْأَحْزَابِ كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ بِهَا فَلَمْ أَجِدْهَا إِلَّا مَعَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ الَّذِي جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَهَادَتَهُ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ وَهُوَ قَوْلُهُ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْه) ِومما يدل على أن الفقدان لم يقصد به مطلق الفقدان، وإنما قُصد به عدم توفر شروطهم في الآية المذكورة - أن زيد بن ثابت قال كما في هذه الرواية: " كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ بِهَا" ومعنى ذلك أن زيد يحفظها ويتذكرها ولكنه لم يرد كتابتها من حفظه؛ لأن ذلك ليس شرطه في الجمع.
2 - نسخ التلاوة والحكم معاً:-
استدل بعض العلماء ببعض الأحاديث والآثار على وجود هذا النوع من النسخ، يقول ابن عمر: (لا يقولن أحدكم: قد أخذت القرآن كله، وما يدريه ما كله، قد ذهب منه قرآن كثير، ولكن فليقل: أخذت ما ظهر) وعن حميدة بنت يونس قالت: قرأ أبي وهو ابن ثمانين في مصحف عائشة: (أن الله وملائكته يصلون على النبي وعلى الذين يصلون في الصفوف الأول) قبل أن يغير عثمان المصاحف) وروي أن رجلان قرأ سورة أقرأهما إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانا يقرأن بها فقاما ذات ليلة يصليان فلم يقدرا منها على حرف فأصبحا غاديين على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرا له ذلك فقال: إنها مما نسخ فالهوا عنها وروي أنه مما كان يقرأ من القرآن: (لو كان لابن آدم واديان واد من ذهب وواد من فضة لابتغي واد ثالث ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب)
وقد واجه العلماء المنكرون لهذا النوع من النسخ - بانتقادات شديدة منها:-
- هذا النوع من النسخ يشير وبصورة مباشرة أن هنالك قرآناً أنزله الله تعالى فضاع وفقد أو نسي وهذا مخالف لقوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) وقوله: (سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى).
- أن أبا بكر الصديق وعثمان بن عفان رضي الله عنهما عندما جمعا القرآن لم يغفلا فيه شيئاً وإلا فما الفرق بين هذه الدعوى ودعوى الروافض بكتمان الصحابة لبعض القرآن. ومعلوم أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا أحرص الناس على الاحتياط للقرآن وكانوا أيقظ الخلق في حراسته.
- الحديث المروي عن ابن عمر ضعيف جداً وفيه عبد الله بن لهيعة وهو رافضي ضعيف تجنب العلماء الرواية عنه كما سبق ..
- أما حديث الرجلين الذين نسيا السورة التي أقرأهما رسول الله صلى الله عليه وسلم – فهو حديث ضعيف جداً وفيه عباس بن الفضل بن عمرو بن عبيد بن حنظلة الواقفي الرافضي الذي وُصف بأنه منكر الحديث وليس بثقة ولا يصدق وفي إسناده أيضا سليمان بن أرقم وهو ضعيف؛ قال عنه الحسن والزهرى وأبو داود والدارقطني: (متروك) وقال الجوزجانى: ساقط. وقال أحمد: (لا يروى عنه) وقال محمد بن عبد الله الأنصاري: (كنا ننهى عن مجالسة سليمان ابن أرقم) وذكر منه أمرا عظيما
(يُتْبَعُ)
(/)
- أما حميدة بنت يونس راوية الحديث عن أبيها فهي مجهولة، وكون أبيها الذي تجاوز الثمانين قد قرأ من دفتر شخصي لعائشة رضي الله عنها – إن صحت تلك الرواية فرضاً – لا ينهض دليلاً على أنه قرآن.
- جاء في سنن أبي داود ومسند الإمام أحمد والمستدرك على الصحيحين وسنن الدارمي وصحيح ابن خزيمة ومصنف عبد الرزاق كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصُّفُوفِ الْأُوَلِ) ويبدو أنه لما تشابه صدر آية الأحزاب وأول هذا الحديث أدخل بعض الرواة غير المدققين هذا في هذا
- وردت عبارة (لو كان لابن آدم واديان ... ) في روايات مختلفة وفي مواضع متنوعة ومع عبارات كثيرة لا يسهل قبولها كلها؛ فقد وردت (إنا أنزلنا المال لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ولو كان لابن آدم واديان) وهي رواية ضعيفة وفيها هشام بن سعيد المدني وهو ضعيف وكان يحيى بن معين يرفض أن يروي عنه شيئا، وورد (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين ... ولو كان لأبن آدم واديان ....... ) وفيه عاصم بن بهدلة بن أبي النجود وهو صدوق لكنه في الحديث سيئ الحفظ كثير الخطأ وله توهمات وورد (سيؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم ولو كان لأبن آدم واديان ......... ) وفيه علي بن زيد بن جدعان وهو رافضي ضعيف لا يحتج به؛ ومع ذلك كان سيئ الحفظ جدا
-وردت هذه العبارات بصورة متنوعة ومختلفة جدا في كتب الحديث فقد جاء في البخاري: (وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ) وفيه أيضا (لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ مِثْلَ وَادٍ مَالًا لَأَحَبَّ أَنَّ لَهُ إِلَيْهِ مِثْلَهُ وَلَا يَمْلَأُ عَيْنَ ابْنِ آدَمَ) وفيه (لَوْ أَنَّ ابْنَ آدَمَ أُعْطِيَ وَادِيًا مَلْئًا مِنْ ذَهَبٍ ...... وَلَا يَسُدُّ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ) وفيه (وَلَنْ يَمْلَأَ فَاهُ) وجاء في مسند أحمد (لَابْتَغَى إِلَيْهِمَا آخَرَ وَلَا يَمْلَأُ بَطْنَ ابْنِ آدَمَ) وجاء في مسند الشاميين للطبراني (لو سيل لابن آدم واديان ........ ولا يشبع ابن آدم) وفيه (ولا يملأ نفس ابن آدم)
- ذهب ابن حجر إلى أن كثرة روايات (لو كان لابن آدم .... ) مع آيات مختلفة تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر هذه العبارات في مواضع كثيرة، وهي من كلامه، ولم يتهيأ للصحابة أن يستفصلوه، وقد أخبر به عن الله تعالى ويحتمل أن يكون من الأحاديث القدسية والله أعلم
- اعتبرت عائشة أن هذه العبارة "مثلا" كان يتمثل به صلى الله عليه وسلم؛ ففي مسند أحمد قيل لِعَائِشَةَ: (هَلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ شَيْئًا إِذَا دَخَلَ الْبَيْتَ؟ قَالَتْ: كَانَ إِذَا دَخَلَ الْبَيْتَ تَمَثَّلَ لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ ........ ويقال في اللغة تمثل فلان أي ضرب مثلا
- في مسند الإمام أحمد قال أَنَس عن هذه العبارة (كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُه فَلَا أَدْرِي أَشَيْءٌ نَزَلَ عَلَيْهِ أَمْ شَيْءٌ يَقُولُهُ) و جاء في البخاري: عن ابن عباس أنه قال: (فلا أدري من القرآن هو أم لا)
- جاء في البخاري: (عنْ أَنَسٍ عَنْ أُبَيٍّ قَالَ كُنَّا نَرَى هَذَا مِنْ الْقُرْآنِ حَتَّى نَزَلَتْ أَلْهَاكُمْ التَّكَاثُرُ)
ويقول ابن حجر: (ووجه ظنهم أن الحديث المذكور من القرآن ما تضمنه، فلما نزلت هذه السورة وتضمنت معنى ذلك مع الزيادة عليه علموا أن الأول من كلام النبي صلى الله عليه وسلم
وأظن أن هذا الأمر مازال في حاجة إلى دراسات متعمقة
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[21 Feb 2009, 09:30 م]ـ
الحق أن الصحابة رضوان الله تعالى عليهم لم يكونوا يعنون بالنسخ ذلك المفهوم المتأخر؛ فقد روى البخاري عن ابن عمر أن الآية: (وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ) نسختها الآية التي بعدها وهي (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا) وهذا عند الأصوليين تخصيص للعام وليس نسخاً.
ولهذا أكد الإمام الشافعي والشاطبي وغيرهما من الأئمة أن مفهوم النسخ عند الصحابة ليس هو مفهومه عند الأصوليين والعلماء المتأخرين؛ ولهذا كان مفهوم النسخ عند الصحابة واسعاً جداً، وقد أورد الإمام الشاطبي بضعاً وعشرين مثالاً للتدليل على هذا الأمر، ثم يقول: (النسخ عندهم "أي الصحابة" في الإطلاق أعم منه في كلام الأصوليين فقد كانوا يطلقون على تقييد المطلق نسخاً وعلى تخصيص العموم بدليل متصل أو منفصل نسخاً، وعلى بيان المبهم والمجمل نسخاً، كما يطلقون على رفع الحكم الشرعي بدليل شرعي متأخر نسخاً) وقد كان ابن عباس يطلق لفظ النسخ علي الاستثناء وتقييد المطلق وتخصيص العاموهذا ما جعل الإمام الشافعي يحرر مدلول النسخ في (الرسالة) ليميزه عن تقييد المطلق وتقييد العام
أما تعريفات العلماء نحو قول أبي إسحاق الإسفرايني إنه (بيان انتهاء حكم بطريق شرعي متراخ عنه) وقول ابن حزم إنه (ما تعلق بوقت فيما لا يتكرر) وقول شهاب الدين القرافي إنه: (بيان لانتهاء مدة الحكم) وقول عبد القاهر البغدادي إنه: (انتهاء مدة الحكم) وقول الجويني إنه: (اللفظ الدال على ظهور انتفاء شرط دوام الأول)
فهذه الإزالة التامة للحكم تحتاج إلى دراسة متعمقة؛ خاصة وأن ابن القيم قد ذهب إلى استحالة رفع معاني بعض القرآن بالكلية، يقول في مفتاح دار السعادة: (إن الله لم يأمر بشئ ثم يبطله بالكلية؛ بل لا بد أن يثبته بوجه ما، ولكن قلّ من يتفطن لذلك).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[22 Feb 2009, 06:27 ص]ـ
حدثني أمية بن بسطام حدثنا يزيد بن زريع عن حبيب عن ابن أبي مليكة قال ابن الزبير قلت لعثمان بن عفان {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا}. قال قد نسختها الآية الأخرى فلم تكتبها؟ أو تدعها؟ قال يا ابن أخي لا أغير شيئا منه من مكانه
ورد اللفظ بهذا اللفظ أيضا في البخاري:
4172 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الْأَسْوَدِ وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَا حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ
قُلْتُ لِعُثْمَانَ هَذِهِ الْآيَةُ الَّتِي فِي الْبَقَرَةِ
{وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا إِلَى قَوْلِهِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ}
قَدْ نَسَخَتْهَا الْأُخْرَى فَلِمَ تَكْتُبُهَا قَالَ تَدَعُهَا يَا ابْنَ أَخِي لَا أُغَيِّرُ شَيْئًا مِنْهُ مِنْ مَكَانِهِ
قَالَ حُمَيْدٌ أَوْ نَحْوَ هَذَا." أهـ
وقبل أن نصل إلى مراد الصحابي من الأثر لابد من جمع الروايات التي تحدثت عن نفس الموضوع، فهذا الأمر يحتاج إلى تنقير، لذلك منع أهل العلم العوام من تقليد الصحابة، فمرادهم يحتاج إلى إحاطة ببعض الأمور ففقه الصحابة لم يذلل كفقه الأئمة الأربعة مثلا.
ولابد من الانتباه لقضية أخرى وهي
أن هناك آيات قد نسخت بحيث لم تكتب في المصحف، فالنسخ أنواع، فقد يكون الصحابي قصده السؤال والاستفسار، وكان الجواب
وهذا مجرد تخمين فالأمر يحتاج إلى بحث وتنقيب
والله أعلم.
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[22 Feb 2009, 03:24 م]ـ
أخي أبو الأشبال قولك "لابد من الانتباه لقضية أخرى وهي أن هناك آيات قد نسخت بحيث لم تكتب في المصحف"
إذا كنت تقصد به: أن عبد الله بن الزبير سأل عن تلك الآيات بالذات لعلمه أن بعض المنسوخ لا يكتب؛ فالسياق يحتمل ذلك أيضا
وإن كان المعنى الأول عندي أقرب
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[22 Feb 2009, 03:43 م]ـ
هذا النص رواه البخاري في صحيحه كتاب التفسير باب قول الله "وعلم آدم الأسماء كلها " بروايتين مختلفين
الأولى - " حدثني أمية بن بسطام حدثنا يزيد بن زريع عن حبيب عن ابن أبي مليكة، وفيها "فلم تكتبها؟ أو تدعها؟ "
والثانية- حدثني عبد الله بن أبي الأسود حدثنا حميد بن الأسود ويزيد بن زريع قالا حدثنا حبيب بن الشهيد عن ابن أبي مليكة وفيها " فلم تكتبها؟ قال تدعها يا ابن أخي لا أغير شيئا منه من مكانه "
كما رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب العدد باب عدة الوفاة "أخبرنا أبو عمرو الأديب نا أبو بكر الإسماعيلي نا أبو جعفر أحمد بن الحسين بن نصر الحذاء نا علي بن المديني نا يزيد بن زريع نا حبيب بن الشهيد نا عبد الله بن أبي مليكة وفيها "فلم تكتبها أو تدعها قال يا بن أخي لا أغير شيئا منه من مكانه وفي رواية علي لم تكتبها
وقال ابن حجر في فتح الباري "لم تدعها " أي تتركها مكتوبة وهو شك من الراوي أي اللفظين وقع
وقال أيضا" إن السؤال كان "بصيغة الاستفهام الإنكاري، كأنه قال:لم تكتبها وقد عرفت أنها منسوخة؟ "
وقال أيضا " وفي جواب عثمان هذا دليل على أن ترتيب الآي توقيفي، وكأن عبد الله بن الزبير ظن أن الذي ينسخ حكمه لا يكتب، فأجابه عثمان بأن ذلك ليس بلازم والمتبع فيه التوقف وله فوائد منها ثواب التلاوة والامتثال، على أن من السلف من ذهب إلى أنها ليست منسوخة وإنما خص من الحول بعضه وبقي البعض وصية لها إن شاءت أقامت كما في الباب عن مجاهد لكن الجمهور على خلافه"
وقال أيضا "وهذا الموضع مما وقع فيه الناسخ مقدما في ترتيب التلاوة على المنسوخ وقد قيل إنه لم يقع نظير ذلك إلا هنا، وفي الأحزاب على قول من قال أن إحلال جميع النساء هو الناسخ، وقد ظفرت بمواضع أخرى منها في البقرة أيضا قوله "فأينما تولوا فثم وجه الله " فإنها محكمة في التطوع مخصصة لعموم قوله "وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره" كونها مقدمة في التلاوة ومنها في البقرة أيضا قوله تعالى "ما ننسخ من آية" على قول من قال إن سبب نزولها أن اليهود طعنوا في تحويل القبلة فإنه يقتضى أن تكون مقدمة في التلاوة متأخرة في النزول وقد تتبعت من ذلك شيئا كثيرا ذكرته في غير هذا الموضع ويكفى هنا الإشارة إلى هذا القدر"
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[22 Feb 2009, 11:06 م]ـ
أخي أبو الأشبال قولك "لابد من الانتباه لقضية أخرى وهي أن هناك آيات قد نسخت بحيث لم تكتب في المصحف"
إذا كنت تقصد به: أن عبد الله بن الزبير سأل عن تلك الآيات بالذات لعلمه أن بعض المنسوخ لا يكتب؛ فالسياق يحتمل ذلك أيضا
وإن كان المعنى الأول عندي أقرب
أخي الفاضل د. جمال الدين
يظهر أن الكلام محتمل فيحمل المتوهم على المحكم والواضح من كلام الصحابة رضي الله عنهم وعملهم، وهذا ما تعلمته من أستاذي، والأمر يحتاج إلى بحث وأنت أهل لذلك بإذن الله تعالى وفقك الباري.
والله أعلم وأحكم.(/)
وضع منهجية ثابتة لدارسي علوم القرآن
ـ[أبو خالد اليمني]ــــــــ[20 Feb 2009, 10:26 م]ـ
=9] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أحبائي في ملتقى أهل التفسير الكرام
لدي اقتراح إذا ترونه مناسبا ..
وأتمنى لو ينبري له الإخوة المتخصصون في الملتقى
ألا وهو وضع منهج محدد ثابت لدارسي علوم القرآن، فيوضع في كل علم من علوم القرآن برنامجا على شكل مراحل (الأولى - الثانية - الثالثة) ويثبت العنوان ولا تكون المسألة اقتراح كتب فحسب، بحيث كل من دخل الملتقى وسأل عن المنهجية الصحيحة لدراسة علوم القرآن يحال مباشرة على هذا الموضوع بالرابط ..
أتمنى إخواني إبداء آرائكم ومشاركاتكم في الموضوع
لا حرمكم الله الأجر والثواب ... [/ size]
ـ[السيد قطب محمود]ــــــــ[20 Feb 2009, 11:56 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وأضم صوتي اليك
ونتمنى من المشرفين أن يعينوا على هذا الاقتراح
ـ[أبو خالد اليمني]ــــــــ[22 Feb 2009, 09:53 ص]ـ
مشايخنا الكرام ...
ما رأيكم بالموضوع المقترح: وضع المنهجية لدارسي علوم القرآن
ننتظر ردودكم مشرفي الملتقى بورك فيكم وعلى رأسكم شيخنا الشهري بارك الله فيه.
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[22 Feb 2009, 10:06 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الفكرة النفيسة، و قد كنت اتمنى ذلك منذ زمن و يا ليت مشايخنا الفضلاء يدلونا على الطريق فهم أولى الناس بذلك
أضم صوتي لصوتك بشد يا أخي الحبيب(/)
مدرسة نموذجية لتحفيظ القرآن في موريتانيا
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[21 Feb 2009, 01:12 م]ـ
الجمعية الموريتانية التركية للتعليم والتنمية
المحظرة السليمانية لتحفيظ القرآن الكريم
تعلن المحظرة السليمانية في انواكشوط ـ موريتانيا عن رغبتها في استقبال الحفاظ وتدريسهم كالتالي:
تثبيت الحفظ مقرونا بالتجويد التطبيقي وتأهيلهم للمشاركات في المسابقات الدولية لحفظ وتجويد القرآن الكريم
تدريس القراءات السبع من طريق الشاطبية والتيسير
تدريس القراءات العشر الكبرى من طريق طيبة النشر
تدريس التخصص في تحرير طرق القراءات من طرق النشر والطيبة والحرز والتيسير والتحبير
تدريس علوم اللغة العربية والنحو والصرف كألفية ابن مالك والسيوطي في النحو وكلامية العرب لابن مالك في الصرف ...
كما تعلن المحظرة عن استعدادها لاستقبال الطلاب المفرغين لحفظ القرآن مقرونا بالتجويد
وعن استعدادها لإيواء الطلبة إذا لزم الأمر.
ولمزيد من المعلومات يرجى الاتصال بمدير المحظرة
أحمد فاتح (من تركيا) جوال: 002227126644
أو الاتصال بالمشرف على المحظرة الأستاذ المتفرغ المتخصص في تحرير طرق القراءات العشر الكبرى:
الحسن محمد ماديك
الجوال: 002226728040
الماسنجر: alhacenma@hotmail.com
اسكايبي: alhacenma
ـ[عبد الله المدني]ــــــــ[21 Feb 2009, 02:06 م]ـ
ألا هنيئا لك يا شيخ ماديك! وبارك في علمك وعملك! ورزقنا الله وإياك الإخلاص في خدمة دينه، وكتابه، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .. آمين!
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[22 Feb 2009, 05:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله عملكم وجعله في ميزان حسناتكم.
وأريد منك شيخ أن تتوجه إلى الله بالشكر الكثير الكثير الكثير والإلحاح على الله بالدعاء أن يحفظ عليكم هذا العمل المبارك في زمن جندت فيه بعض الدول الإسلامية كل طاقاتها لإغلاق دور القرآن وجمعيات تحفيظه.
ـ[عبدالله بن المبارك]ــــــــ[25 Feb 2009, 09:03 م]ـ
فضيلة الشيخ الحسن رعاه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل تسمح لمحبكم بالتواصل معكم على البريد الإلكتروني رعاك الله.
وأعلمكم بأنكم أول من أكتب إليه في هذا الملتقى بعد دخولي في أول ساعة منه ..
آمل أن لا تنسونا من طيب دعواتكم.
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[25 Feb 2009, 09:20 م]ـ
نعم كل من شاء الاتصال بي عبر البريد الإلكتروني فليفعل
alhacenma@gmail.com
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[07 Mar 2009, 06:27 م]ـ
السادة القراء
السلام عليكم ورحمة الله.
يؤسفني أن أعلن لكم للأمانة أن الإخوة الأتراك أصحاب المحظرة ليسوا بحفاظ أصلا
ولا من أهل القرآن ولا القراءات ولا اللغة، ولعلهم ـ والله أعلم ـمهاجروا أم قيس إذن، وهكذا أتراجع عن دعوة الناس إلى السفر إليهم، ولقد انفصلت عنهم لأني لم أجد أرضية للدراسة ولا التدريس.
ولأن الدين النصيحة فقد راجعت إعلاني من قبل.
الحسن
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[08 Mar 2009, 09:34 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليم برنامج نور البيان لتعليم القرءان بالتجويد مجانا مع إقامة مجانا راسلنى ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=160574)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=160574(/)
هل أسماء السور توقيفية فعلا؟
ـ[عبد الله المدني]ــــــــ[21 Feb 2009, 02:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أستسمح أحبتي الكرام من أهل القرآن وعلومه أن ألقي سؤالا آخر بعد سؤال تواتر القراءات،، وهو: هل أسماء السور توقيفية أم أنها ليست كذلك؟ أم أن بعضها هو كذلك دون البعض؟ فإنني لا أعرف فيها حديثا سوى ما روي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه من قوله: (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عندما تَنَزَّلُ عَلَيْهِ الْآيَاتُ يَدْعُو بَعْضَ مَنْ كَانَ يَكْتُبُ لَهُ وَيَقُولُ لَهُ ضَعْ هَذِهِ الْآيَةَ فِي السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا كَذَا وَكَذَا وَتَنْزِلُ عَلَيْهِ الْآيَةُ وَالْآيَتَانِ فَيَقُولُ مِثْلَ ذَلِكَ) والحديث رواه الترمذي وأبو داود وغيرهما وضعفه الألباني رحمه الله! والحديث بغض النظر عن ضعفه لا يثبت في أسماء السور شيئا، وإنما يثبت موضوعاتها وقضاياها.
أحبتي الكرام اعذروني فإنني لست مولعا بإثارة الشبه والعياذ بالله! وإنما السر في الأمر أنني أشتغل بإنجاز دراسة حول كتاب الله، فأحتاج إلى الانطلاق من بعض المقدمات الثابة. ولذلك سألت من قبل عن تواتر القراءات، وأسأل الآن عن توقيفية أسماء السور من عدمه.
والإشكال الآن عندي هو: هل من أدلة صحيحة على توقيفية أسماء السور؟
ولكم من الله الجزاء الأوفى ..
أخوكم عبد الله المدني المغربي
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[21 Feb 2009, 09:15 م]ـ
السلام عليكم و بعد
إن موضوع توقيفية أسماء السور من الموضوعات التى شغلت بالى إلى حد ما ... و الذي يمكن استحضاره و نحن نتحدث عن توقيفية أسماء السور هو معنى الأمرالتوقيفي ....
الأمر التوقيفي (عكس توفيقي) مأخوذ من الوقف و الوقوف و معناه التوقف عند الأمر حتى يكون لنا عليه برهان شرعي و بالضبط برهان نصي يعنى الكتاب أو السنة و هو ما يعبر عليه الأصولين بأن الأصل فى العبادات التوقيف ... إذا هو الشيء الذي لا يقتضيه العقل و لا تطرده العادة ...
هذا و إذا تأملنا اجتهاد بعض الصحابة فى تسمية بعض السور من غير توقيف (هناك أمثلة عديدة فى الإتقان لمن أراد المراجعة) شعرنا أن المسألة فيها سعة و أنه يمكن استنباط اسم لسورة من مقصدها أو موضوعها أو من كلمة تككرت فيها أو بالعكس كلمة لم تأتى فى القرآن إلا فى هذه السورة ... هذا بناء على فعل السلف ... و لكن ... الذى يعكر على هذا هو مجيء بعض أسماء السور على خلاف القياس ....
.... فمثلا نجد سورة يوسف سمية بذالك لأنها احتوة على قصة يوسف و كذا نجد نفس الأمر بالنسبة لسورة نوح فى حين نجد مثلا سورة البقرة لم تسمي سورة بني إسرائيل أو سورة اليهود لأنها تحدثت عن اليهود نفس الشيء بالنسبة لسورة هود فإنها لم تذكر قصة هود إلا مع قصص لأنبياء آخرين فلم تكن قصة هود بأولى من الأخريات. أيضا فى سورة يونس لم يذكر الله قصة يونس إلا فى آية واحدة ثم نجد استطراد فى قصتي نوح و موسى .... فلماذا لم تسمى سورة نوح أو سورة موسى؟؟؟
أظن أن الإشكالية واضحة و من له فائدة أو توجيه أو إجابة لما طرحت فليتصدق علينا إن الله يجزى المتصدقين ...
و السلام
شهاب الدين - مرحلة الليسانس علوم إسلامية تخصص تفسير و دراسات قرآنية جامعة أبو بكر بلقايد * تلمسان - الجزائر * -
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[22 Feb 2009, 07:18 ص]ـ
لعلك تراجع هذا الموضوع أخي الكريم
فوائد في تسمية السور ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=10376)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[22 Feb 2009, 03:53 م]ـ
الأخوة الكرام:
قال السيوطي:"وقد ثبت جميع أسماء السور بالتوقيف من الأحاديث والآثار، ولولا خشية الإطالة لبينت ذلك".
ويقول الشيخ بسام جرار في كتاب دراسات في الفكر الإسلامي:"أسماء السور توقيفيّة. وهناك بعض السور لها أكثر من اسم توقيفي ثبت عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مثل: سورة محمد وتسمّى القتال، وسورة غافر وتسمّى المؤمن، وسورة الإسراء التي تسمّى سورة بني إسرائيل. أما الأسماء التي هي من اجتهاد العلماء فلا يجوز إثباتها في المصحف، وكل ما أثبته العلماء في المصاحف من أسماءٍ للسور هو توقيفي".
ومعلوم أن عثمان رضي الله عنه قد أثبت أسماء السور في المصاحف ولم يخالفه في ذلك أحد من الصحابة. ولم يُنقل أنهم قد تداولوا فيما بينهم ليضعوا للسور أسماء. وهذا يُغني عن التصريح بتسمية كل سورة، لأنهم أجمعوا على التسمية وأثبتوها في المصاحف من غير نكير أو اختلاف.
ثم إننا نجد الأحاديث الصحيحة تُصرح بالأسماء، مثل:"اقرأوا الزهراوين: البقرة وآل عمران" رواه مسلم وأحمد وابن حبان وغيرهم.
ومن ينظر في الأسماء يجدها لا تقوم على قاعدة توحي باجتهاد الصحابة، بل إنك تعجب من تسمية سورة يونس مثلاً حيث لا نجد قصة يونس عليه السلام في سورة يونس، بل نجدها تتكرر ثلاثاً في غير سورة يونس، بل لم يرد اسم يونس في السورة بل قوم يونس في آية واحدة فقط.
وأخيراً: لا نجد ما يدل على الاجتهاد في تسمية السور إلا الأسماء التي لا تُكتب في المصاحف.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[22 Feb 2009, 04:36 م]ـ
السلام عليكم ......... بارك الله فى الجميع
هناك مبحث آخر متعلق أيضا بهذا الموضوع و هو مبحث تسمية الآيات كآية الكرسي , و آية السيف , آية الرحمة و غيرها ......... فهل من مفيد؟
و السلام
شهاب الدين - مرحلة الليسانس علوم إسلامية تخصص تفسير و دراسات قرآنية جامعة أبو بكر بلقايد * تلمسان - الجزائر * -
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[22 Feb 2009, 07:55 م]ـ
الأخوة الكرام:
قال السيوطي:"وقد ثبت جميع أسماء السور بالتوقيف من الأحاديث والآثار، ولولا خشية الإطالة لبينت ذلك".
السيوطي على جلالته وبراعته في جمع أقوال أهل العلم له أوهام كثيرة وإطلاقات لا تصح يخالفها هو في مواضع أخرى من كتبه.
لذلك ينبغي أن ينتفع بنقله وجمعه وتلخيصه، وينظر بعين بصيرة إلى حكمه في المسائل وإطلاقاته، فقوله: (وقد ثبت .... إلخ)
أين مستند هذا الثبوت؟!!
ولم يخالف قوله هذا في الصفحات التي تلته، ويسرد عدداً من الأسماء نعلم أنه لا دليل عليها في الأحاديث والآثار؟!
ودواوين السنة معروفة مشهورة ولا يصح أن يكون للسيوطي أدلة لم يطلع عليها العلماء
ودونك سورة النبأ على سبيل المثال؟
أين ورد هذا الاسم في الأحاديث والآثار؟
وقد ذكرت في الرابط المشار إليه ما وقفت عليه من الأحاديث والآثار في اسم هذه السورة جردت فيه أكثر من ثلاثمائة كتاب من كتب السنة غير كتب التفسير وعلوم القرآن وغيرها من الفنون
ويقول الشيخ بسام جرار في كتاب دراسات في الفكر الإسلامي:"أسماء السور توقيفيّة. وهناك بعض السور لها أكثر من اسم توقيفي ثبت عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مثل: سورة محمد وتسمّى القتال، وسورة غافر وتسمّى المؤمن، وسورة الإسراء التي تسمّى سورة بني إسرائيل. أما الأسماء التي هي من اجتهاد العلماء فلا يجوز إثباتها في المصحف، وكل ما أثبته العلماء في المصاحف من أسماءٍ للسور هو توقيفي".
لا يجوز أن يقال: (ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) إلا ما علم ثبوته بإسناد صحيح عن طريق النقل
وهذه قضية يقع فيها عدد من الباحثين يفهمون فهماً ما في بعض المسائل ويظنون أنه هو الصحيح وما عداه فهو خطأ، فينسبون ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم باعتبار أنه لا يخالف الحق وبعضهم ينسبه للسلف وبعضهم يحكي فيه الإجماع بمجرد ما فهمه
وهذا خطأ منهجي.
نقل الإجماع له أصوله وضوابطه
والقول على النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان مستنده النقل فيجب أنه يعتمد في ذلك على صحة الإسناد إليه
وإذا كان مستنده الفهم فليبين أن الباحث أن هذا فهمه هو، ولا يتعجل بنسبته للنبي صلى الله عليه وسلم
ومعلوم أن عثمان رضي الله عنه قد أثبت أسماء السور في المصاحف ولم يخالفه في ذلك أحد من الصحابة. ولم يُنقل أنهم قد تداولوا فيما بينهم ليضعوا للسور أسماء. وهذا يُغني عن التصريح بتسمية كل سورة، لأنهم أجمعوا على التسمية وأثبتوها في المصاحف من غير نكير أو اختلاف.
هذا مثال للفهم الخاطئ ونقل الإجماع عليه
فعثمان رضي الله عنه قد جرد المصحف من كل ما ليس بقرآن، وإنما أضيفت الأسماء والتحزيبات بعد ذلك بزمن
ثم إننا نجد الأحاديث الصحيحة تُصرح بالأسماء، مثل:"اقرأوا الزهراوين: البقرة وآل عمران" رواه مسلم وأحمد وابن حبان وغيرهم.
نعم ثبتت بعض الأسماء بأحاديث وآثار ومع ذلك فقد سمي بعضها في المصاحف اختصارا بأسماء غير الأسماء المأثورة الثابتة بالأدلة الصحيحة
كما في سور العلق والإخلاص والنبأ وغيرها
ـ[عبد الله المدني]ــــــــ[22 Feb 2009, 10:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزى الله الإخوة عني خير الجزاء .. والله إنه لنقاش مثمر مفيد! ولقد وجدت فيه مسالك إلى ما أريد .. بارك الله فيكم جميعا وتقبل منكم على اختلاف آرائكم ونقولكم .. آمين!
وكتبه صاحب السؤال الأصلي عبد الله المدني المغربي عفا الله عنه
ـ[عبد الله المدني]ــــــــ[22 Feb 2009, 10:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد تجديد الشكر لجميع الإخوة، أحب أن أوجه سؤالا للأخ عبد العزيز الداخل رعاه الله، وهو: من وضع إذن أسماء السور في المصحف؟ وفي أي قرن حصل هذا؟
ولكم من الله الجزاء الأوفى ..
أخوكم عبد الله المدني المغربي؟
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[22 Feb 2009, 10:55 م]ـ
الأخ الكريم الداخل حفظه الله
1. ورود أحاديث صحيحة متعددة تنص على أسماء عدد من السور يثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يسمي السور. أما الزعم بأنه سمى البعض من السور دون البعض الآخر فيحتاج إلى دليل.
2. عدم اختلاف الصحابة في الأسماء يؤكد ما قلناه في البند الأول. ومعلوم أن هناك من الأحاديث الموقوفة ما له حكم المرفوع ومن ذلك الأسماء المتعلقة بالسور لما عهد عن الصحابة من التزام شديد وعلى وجه الخصوص عندما يتعلق الأمر بالقرآن الكريم.
3. هناك مخطوطات قديمة تزعم بعض المتاحف أنها ترجع إلى عهد عثمان رضي الله عنه كتبت فيها أسماء السور.
4. ما نص عليه من قبل العلماء من أن عثمان رضي الله عنه جرد المصاحف مما هو ليس بقرآن يخالف فيه البعض ويقولون بل فيه أسماء السور على خلاف مصحف أبي بكر رضي الله عنه.
5. ليس هناك من نص يصرح بأن الصحابة هم الذين سموا السور وعليه يبقى الأصل ما عرف في عهد الرسول عليه السلام من أسماء للسور.
6. اليوم يمكن اثبات التوقيف بوسائل علمية منها مثلاً ما توصل إليه الشيخ بسام جرار من أنّ سورة النحل هي السورة 16 في ترتيب المصحف، والعدد 16 هو عدد كروموسومات ذكر النحل. وأن سورة الحديد هي السورة 57 وهذا هو الوزن الذري لنظير الحديد المغناطيسي. حيث النظائر المستقرة أوزانها: 56، 58،57 ولم تشذ سورة النمل والعنكبوت عن قاعدة سورة النحل ..... الخ.
7. دراسة أسماء السور يؤكد أنها توقيفية، أي أنّ هناك أدلة داخلية زيادة على الدليل الخارجي. أي أن التوقيف لا يثبت بنص الحديث فقط بل يمكن اثباته بملاحظة النص القرآني بما هو أقوى من رواية آحاد الناس.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[24 Feb 2009, 12:35 ص]ـ
السلام عليكم و بعد
أخى أبو عمرو - حفظك الله - ... لقد استوقفتنى جملة من العبارات من مداخلتك فأردت أن أنبه نفسي - أولا - ثم قارؤو هذا الموضوع الشيق فأقول و بالله التوفيق
1 - قولك: " أما الزعم بأنه سمى البعض من السور دون البعض الآخر فيحتاج إلى دليل " يخالف ما هو المعهود لدى الأصوليين من أن المثبت هو المطالب بالدليل و بناءا
عليه فإن الذي يثبت لكل سورة اسما فعليه - هو - بالدليل أما الذي أثبت ما جاء فى السنة من تسمية لبعض السورة فقد وقف عند الدليل.
2 - قولك: " ومعلوم أن هناك من الأحاديث الموقوفة ما له حكم المرفوع ومن ذلك الأسماء المتعلقة بالسور " يكون بعد أن نسلم بتوقيفية السور فما ذكرته - أخى الفاضل - هو كالنتيجة لترجيح توقيفية تسمية السور و هى المسألة التى حولها ندندن.
3 - قولك: " هناك مخطوطات قديمة تزعم بعض ... " يتوقف على مصداقية هذه المخطوطات و صحة نسبتها.
4 - قولك: "ليس هناك من نص يصرح بأن الصحابة هم الذين سموا السور " أيضا لا يوجد هناك نص صريح صحيح بأن الرسول صلى الله عليه و سلم هو الذي سمى السور
5 - قولك: "اليوم يمكن اثبات التوقيف بوسائل علمية ... " يبنى على ما يسمى بالإعجاز العددي و هو - فى نظرى - مردود جملتا و تفصيلا لأنه يعتمد أساسا على عد السور و الآيات و الكلمات و الحروف و تحزيب الأجزاء و الأرباع و و و و كل هذه الأمور محل خلاف بين العلماء سلفا و خلفا و لا يمكن بناء إعجاز - خاصة المتعلق بالقرآن - على شيء مختلف فيه أصلا ... و لو سلمنا جدلا اعتبار ما يسمى بالإعجاز العددى فإن الخلاف أيضا واقع عند علماء الطبيعة و الأحياء و الفلك فى بعض ما نظنه مسلمات كبعض المعطيات العددية فى الجدول الذري للمادة - مثلا - فلا يمكننا و الحالة هذه إلزام غيرنا - من الكفار - بشيء لم يتفقو عليه أصلا.
6 - قولك: " وأن سورة الحديد هي السورة 57 وهذا هو الوزن الذري لنظير الحديد المغناطيسي. . . " السورة إسمها سورة الحديد و ليست سورة المغنطيس. . . لأن الوزن الذري للحديد بالظبط هو 56.864 و ليس 57 الذي هو النظير isotop و هو نفسه النغنطيس
؟؟؟.
7 - قولك: " والعدد 16 هو عدد كروموزومات ذكر النحل ... " إذا سلمنا أن قوله عز و جل: و إذ أوحينا إلى النحل أن اتخذي .... " أنهم - أعنى النحل - كلهم ذكور ... و قد تتعجب من هذا الإلزام و وجهه أن عدد الكروموزومات عند النحل يتغير من الملكة و العاملة إلى الذكور فعند الملكة عدد كروموزوماتها هو الضعف أي 32 كروموزوم ... أظن المشكلة واضحة ... ثم لماذا لم تأتي سورة الإنسان فى الترتيب 48 الذى يوافق عدد كروموزوماته؟؟؟ و لكنه جاء فى الترتيب 76؟؟؟ نفس السؤال بالنسبة لسورة البقرة و النمل و العنكبوت ...
8 - قولك: " أي أنّ هناك أدلة داخلية زيادة على الدليل الخارجي " لا أظنه مصطلح اعتاده العلماء أعنى " دليل خارجي " و " دليل داخلي " و إن كان قد تبين لى ما تقصده لكن إلتزام المصطلحات العلمية أسلم عند النقاش.
9 - قولك: " يمكن اثباته بملاحظة النص القرآني " و هذا ما يسميه علماء الأصول " الدلالة الظنية " و لو كان النص يقيني الثبوت كالقرآن أو السنة المتواترة.
10 - أفيدك علما أن دلالة خبر الآحاد - و إن كان ظني الثبوت على الصحيح من قولي العلماء - قد تكون يقينية أو ظنية بحسب ظهور وجه الإستدلال من خفائه و عليه فإنه يقدم خبر الآحاد يقيني الدلالة على النص القرآني ظني الدلالة كما هو محرر فى مظامه من كتب الأصول فقولك: " بملاحظة النص القرآني بما هو أقوى من رواية آحاد الناس " مجانب للصواب - نوعا ما -.
أخيرا أنصح نفسي أولا ثم القارئين لهذه السطور أن نطلب من كل فن من الفنون الشرعية أهم ما فيه ثم من كان له ميل لعلم من العلوم أن يتخصص فلا يحسن بالمفسر أن يجهل القواعد الأصولية أو القضايا اللغوية و غيرها من العلوم المساعدة ....
هذا و أرجو من الأخ الفاضل أبو عمرو أن يتقبل منى هذه الملحوظات على أنها هدية
و لا أدعى الصواب بل هى محتملة للصواب ليس إلا.
و السلام
شهاب الدين - مرحلة ليسانس علوم إسلامية - تخصص تفسير و دراسات قرآنية - جامعة أبو بكر بلقايد - تلمسان - الجزائر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[24 Feb 2009, 03:16 ص]ـ
الأخ الكريم شهاب الدين حفظه الله
تلقيت هديتك بقبول، واسمح لي أن أجلي بعض الأمور حتى لا يلتبس الأمر نظراً لقصور العبارات، والرغبة في المرور السريع في مثل هذه المنتديات.
1. عند دراسة تاريخ تدوين القرآن الكريم في المصاحف نلاحظ أن العلماء يقتصرون على الرواية. ومعلوم أن الروايات الصحيحة في هذا الباب مقتضبة وغير مفصلة مما أدى إلى اختلاف في بعض المسائل. والذي ندعو إليه أن يتم ملاحظة النص نفسه واستنطاقه للوصول إلى مسار ثان يؤيد الرواية الصحيحة أو يكملها ولا يناقضها. وهي منهجية يدعو إليها الشيخ بسام جرار، فعندما يختلف العلماء في توقيف رسم المصحف مثلا لماذا لا يبحثون عن المرجح في الرسم نفسه.
2. عندما تصلنا المصاحف وقد كتبت فيها أسماء السور، وعندما نجد أن بعض هذه الأسماء مطابقة لروايات صحيحة. وعندما نعلم أن السور كانت لها أسماء في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم، وعندما نعلم أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا وقّافين عند النص، وعندما لا نجد رواية صحيحة تقول إن الصحابة هم الذين أطلقوا الأسماء على السور، وعندما نجد أن أسماء السور تقول لنا إن احتمال الاجتهاد فيها أبعد من بعيد، وعندما نعلم أن مثل هذه المسألة لا بد أن تنقل إلينا لو تم فيها النقاش بين الصحابة قبل أن يستقر الأمر على أسماء بعينها. عندما نعلم كل هذا يصبح النافي هو المطالب بالدليل وليس المثبت.
3. قد توجد مخطوطات لا تكتب فيها الأسماء وأخرى تكتب فيها أسماء السور، عندها تكون الحجة في المخطوطة التي فيها زيادة علم. ولا أكتمك أنني قد قلت في مداخلتي إن هناك من يزعم على الرغم من اطلاعي على كتب متخصصة نقلت مثل هذه المخطوطات. ولكنني آثرت مثل هذا التعبير احتياطاً.
4. الأجزاء والأحزاب والأرباع ليست محل خلاف هنا. أما الرسم العثماني فهو توقيفي في نظر الجمهور وكذلك أسماء السور وترتيبها. وما علينا أن نأخذ بقول الجمهور عندما نجد مرجحات تتعلق بالعدد أو غيره من المكتشفات المعاصرة.
5. تقول إن الوزن الذري للحديد هو 56.8 وقد بين الشيخ بسام جرار أن الوزن الذري يتعلق بعدد البروتونات والنيوترونات، وبما أن عدد البروتونات والنيوترونات لا يكون إلا عدداً صحيحاً فإن ما ذكرته لا يتعلق بالبنية الذرية لعنصر الحديد وإنما يتعلق بنسب انتشار نظائر الحديد في الطبيعة، وهذا قضية مدرسية. والنظائر المستقرة غير المشعة أوزانها 56، 57، 58 وهذا متفق عليه علمياً. وتضيف بعض الكتب العلمية نظيراً رابعا. وعندما قلت في المداخلة إن النظير 57 له خاصية مغناطيسية كنت أعطي معلومة لا أكثر.
6. أوضح الشيخ بسام في بحوثه العددية أن ترتيب سورة النحل في المصحف هو 16 وأنّ هذا هو عدد كروموسومات ذكر النحل. أما الأنثى فعدد الكروموسومات هو 32 وهذا يعني أن هناك مخلوقاً كامل الخلق عدد كروموسوماته 16 أي أن الـ 16 هو الأساس، فعندما تضع الملكة البويضات تكون 16 فإذا لم تلقح من قبل الذكر تخرج منها الذكور، فإذا لقحت تخرج الإناث.
7. سألت عن سورة الإنسان والبقرة والنمل والعنكبوت، والمنطق السوي يلزمنا بالنمل والعنكبوت لأنها حشرات كالنحل، وقد وجد الشيخ بسام جرار أن هناك ذكر نمل كروموسوماته 27 وهذا ترتيب سورة النمل في المصحف. ووجد أن هناك ذكر عنكبوت عدد كروموسوماته 29 وهذا ترتيب سورة العنكبوت. وتصبح الصورة أكثر وضوحاً وإشراقاً عندما نقرأ البحوث كاملة ومتسلسلة.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[24 Feb 2009, 10:49 م]ـ
لو كانت تسمية السور اجتهادية وشخصية لكان الأولى تسمية إحدى سور القرآن بسورة الإبل، ولا يخفى على أحد ما كانت الإبل تعنيه لهم .. علما أن لفظ " الإبل " قد ورد في القرآن .. وهذا مسوغ آخر.
والله أعلم
ـ[تميم]ــــــــ[25 Feb 2009, 10:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك رسالة علمية للأخت منيرة الدوسري بعنوان اسماء سور القرآن وفضائلها واعتقد أنها ناقشت هذه المسألة والعلم عند الله.
ـ[سعيد بوعصاب]ــــــــ[25 Feb 2009, 11:20 م]ـ
اسماء السور اختلف فيعا العماء مابين قاءل بالتوقيف وفا\ل بالتوفيق زااريد النأكيد عليه في هذا الباب عة مايلي ـ
ـ إن الذي يظهرمن واقع سور القرآن الكريم أنها توقيفية، والذي يدل على ذلك مجموعة امورمنها:
ـ ورود أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صرحا فيها باسم بعض السور،منها سورة البقرة وآل عمران والاخلاص والنساء وعيرها من السور
ـ أن أسماء السور كما هي عليه الآن في المصحف كانت معلومة لدى الصحابة الكرام رصوان الله عليهم مما يدل دلالة قاطعة أنهم تلقوها من رسول الله صلى الله عليه وسلم
ـ لو كانت توفيقية لوفع خلاف كبير بين السلف الكرام في اختيار اسماء السور نظرا لتعدد العوامل النمرجحة لاختيارها اسماء.
ـ بقي أن أشير أن هذا كله لم يمنع من إ طلاق أسماء اجتهادية على بعض السور لكن المعول عليه هو ما نشر في المصاحف، والذي يتأمل تلك الأسماء ويلاحظ العلاقة بينها وبين مصمون السور يلاحظ عجبا و لقد أعجبتني دراسة وققت عليها بعنوان البعد الحضاري لأسماء سوؤ القرآن الكريم والله تعالى أعلم
كانب هذه السطور سعيد يوعصاب دبلوم الدراسات العليا في الدرسات القرآنية
ا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[26 Feb 2009, 12:36 ص]ـ
بصراحة استغرب من عدة امور:
الاول:كيف يقال ان الصحابة اتفقوا على الاسماء؟ وانها توقيفية , وقد وقع الخلاف في التسمية مثال ذلك:قال ابن كثير:
سُورَة الْفَاتِحَة. يُقَال لَهَا الْفَاتِحَة أَيْ فَاتِحَة الْكِتَاب خَطًّا وَبِهَا تُفْتَح الْقِرَاءَة فِي الصَّلَوَات وَيُقَال لَهَا أَيْضًا أُمّ الْكِتَاب عِنْد الْجُمْهُور ذَكَرَه أَنَس , وَالْحَسَن وَابْن سِيرِينَ كَرِهَا تَسْمِيَتهَا بِذَلِكَ قَالَ الْحَسَن وَابْن سِيرِينَ إِنَّمَا ذَلِكَ اللَّوْح الْمَحْفُوظ وَقَالَ الْحَسَن الْآيَات الْمُحْكَمَات هُنَّ أُمّ الْكِتَاب وَلِذَا كَرِهَا أَيْضًا أَنْ يُقَال لَهَا أُمّ الْقُرْآن وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيح عِنْد التِّرْمِذِيّ وَصَحَّحَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ - قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الْحَمْد لِلَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ أُمّ الْقُرْآن وَأُمّ الْكِتَاب وَالسَّبْع الْمَثَانِي وَالْقُرْآن الْعَظِيم " وَيُقَال لَهَا " الْحَمْد " وَيُقَال لَهَا " الصَّلَاة " لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَبّه " قَسَمْت الصَّلَاة بَيْنِي وَبَيْن عَبْدِي نِصْفَيْنِ فَإِذَا قَالَ الْعَبْد الْحَمْد لِلَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ قَالَ اللَّه حَمِدَنِي عَبْدِي " الْحَدِيث. فَسُمِّيَتْ الْفَاتِحَة صَلَاة لِأَنَّهَا شَرْط فِيهَا وَيُقَال لَهَا " الشِّفَاء " لِمَا رَوَاهُ الدَّارِمِيّ عَنْ أَبِي سَعِيد مَرْفُوعًا " فَاتِحَة الْكِتَاب شِفَاء مِنْ كُلّ سُمّ" وَيُقَال لَهَا " الرُّقْيَة " لِحَدِيثِ أَبِي سَعِيد فِي الصَّحِيح حِين رَقَى بِهَا الرَّجُل السَّلِيم فَقَالَ لَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وَمَا يُدْرِيك أَنَّهَا رُقْيَة "؟ وَرَوَى الشَّعْبِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّهُ سَمَّاهَا " أَسَاس الْقُرْآن" قَالَ وَأَسَاسهَا بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم وَسَمَّاهَا سُفْيَان بْن عُيَيْنَةَ " بِالْوَاقِيَةِ " وَسَمَّاهَا يَحْيَى بْن أَبِي كَثِير " الْكَافِيَة " لِأَنَّهَا تَكْفِي عَمَّا عَدَاهَا وَلَا يَكْفِي مَا سِوَاهَا عَنْهَا كَمَا جَاءَ فِي بَعْض الْأَحَادِيث الْمُرْسَلَة" أُمّ الْقُرْآن عِوَض مِنْ غَيْرهَا وَلَيْسَ مَنْ غَيْرهَا عِوَض مِنْهَا " وَيُقَال لَهَا سُورَة " الصَّلَاة وَالْكَنْز " ذَكَرَهمَا الزَّمَخْشَرِيُّ فِي كَشَّافه.
اذا يوجد خلاف. الان نسئل من قال توقيفية: ما دليل انها توقيفية؟ اقصد دليل شرعي. اما الارقام وما شابهها فقد تكون من حكم الله عز وجل توافقات ولكن هذا ليس دليلا.
فمرة يستخدموا عد الارقام ومرة الكروموسومات؟ اليس غريبا.لماذا كروموسومات ذكر النمل!!! ولماذا لم يفعل ذلك في سورة البقرة ليأخذ عدد كروموسومات العجل؟
ثم اني اذكر ان الطبري رحمه الله يقول في سورة البقرة:"السورة التي يذكر فيها البقرة"وفي الفاتحة:"فاتحة الكتاب "
والتسميات معلومة بالسبع الطوال والمثاني ونحوها ... والاحاديث في هذا المجال معروفة
وقال ابن القيم بعد ذكر اصحاب النبي:
ولقد أبان لك الكتاب صفاتهم * في سورة الفتح المبين العالي
وبرابع السبع الطوال صفاتهم * قوم يحبهم ذوو إدلال
وبراءة والحشر فيها وصفهم * وبهل أتى وبسورة الأنفال
مع انه معلوم ما كان توقيفيا لا يجوز الاجتهاد به وتغيره.
استغرب على اي شيء يعتمد من يقول ان عثمان ذكر اسماء السور قبلها!!
لم تكن منقطة ولا مشكولة ولا مرقمة.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[26 Feb 2009, 12:48 ص]ـ
الأخ الكريم مجدي
نحن نتكلم عن الأسماء التي تكتب في المصاحف، وليس الأسماء التي تشير إلى موضوعات السور البارزة. وما ذكرته من مثال ليس فيه خلاف فهي الفاتحة ولكن ما زاد على ذلك فمنه ما هو توقيفي ومنه ما هو اجتهادي. ونعم لا يجوز إن ندون في المصحف اسم سورة لم يرد فيها توقيف.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[26 Feb 2009, 03:04 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد تجديد الشكر لجميع الإخوة، أحب أن أوجه سؤالا للأخ عبد العزيز الداخل رعاه الله، وهو: من وضع إذن أسماء السور في المصحف؟ وفي أي قرن حصل هذا؟
ولكم من الله الجزاء الأوفى ..
(يُتْبَعُ)
(/)
أخوكم عبد الله المدني المغربي؟
أخي الكريم إليك وإلى من يعنيهم بحث هذه المسألة بعض النقول استللتها لضيق الوقت عن التقصي مع أن المسألة بينة ظاهرة ولله الحمد.
قال النووي في المنهاج: (مَا أُثْبِتَ فِي الْمُصْحَفِ الْآنَ مِنْ أَسْمَاءِ السُّوَرِ وَالْأَعْشَارُ شَيْءٌ ابْتَدَعَهُ الْحَجَّاجُ فِي زَمَنِهِ).
وقال ابن أبي النجا المقدسي صاحب الإقناع من الحنابلة في البسملة: (هي آية من كل سورة إلا براءة لإجماع الصحابة على إثباتها في المصحف بخطه أوائل السور سوى براءة، دون الأعشار وتراجم السور والتعوذ).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وَلِهَذَا أَمَرَ الصَّحَابَةُ وَالْعُلَمَاءُ بِتَجْرِيدِ الْقُرْآنِ وَأَنْ لَا يَكْتُبَ فِي الْمُصْحَفِ غَيْرُ الْقُرْآنِ فَلَا يُكْتَبُ أَسْمَاءُ السُّوَرِ وَلَا التَّخْمِيسُ وَالتَّعْشِيرُ وَلَا آمِينَ وَلَا غَيْرُ ذَلِكَ وَالْمَصَاحِفُ الْقَدِيمَةُ كَتَبَهَا أَهْلُ الْعِلْمِ عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ وَفِي الْمَصَاحِفِ مَنْ قَدْ كَتَبَ نَاسِخُهَا أَسْمَاءَ السُّوَرِ وَالتَّخْمِيسَ وَالتَّعْشِيرَ وَالْوَقْفَ وَالِابْتِدَاءَ وَكَتَبَ فِي آخِرِ الْمُصْحَفِ تَصْدِيقَهُ وَدَعَا وَكَتَبَ اسْمَهُ وَنَحْوَ ذَلِكَ وَلَيْسَ هَذَا مِنْ الْقُرْآنِ).
وقال ابن كثير في مقدمة تفسيره: (واختلفوا في الشكل والنقط فمن مرخص ومن مانع، فأما كتابة السور وآياتها والتعشير والأجزاء والأحزاب فكثير في مصاحف زماننا، والأولى اتباع السلف الصالح) ..
وقال أبو عبيد القاسم بن سلام في كتابه فضائل القرآن: (حدثنا يحيى بن سعيد، عن أبي بكر السراج، قال: قلت لأبي رزين: أكتب في مصحفي سورة كذا وكذا؟
قال: لا، إني أخاف أن ينشأ قوم لا يعرفونه فيظنوا أنه من القرآن).
ورواه ابن أبي داوود.
وروى ابن أبي داوود في كتاب المصاحف عن الأعمش قال: سألت إبراهيم (وهو النخعي) عن التعشير في المصحف، وتكتب سورة كذا وكذا؛ فكرهه، وكان يقول: جردوا القرآن)
وروى فيه أيضاً عن أبي حمزة الأعور قال: أتيت إبراهيم بمصحف لي مكتوب فيه سورة كذا، وكذا آية، فقال إبراهيم: امح هذا؛ فإن ابن مسعود كان يكره هذا، ويقول لا تخلطوا بكتاب الله ما ليس منه).
ولابن عاشور في مقدمة تفسيره كلام عن هذه المسألة وللشيخ أحمد شاكر كذلك وفي فتاوى اللجنة الدائمة ولكن ضاق بي الوقت عن مراجعتها ولعل فيما ذكر كفاية
وهي مسألة لا أعلم فيها خلافاً بين المتقدمين، أي لم أطلع على أن أحداً من المتقدمين زعم خلاف ذلك، بل إن مما يدل على ذلك اختلاف الفقهاء في كل مذهب في مسألة جواز كتابة أسماء السور في المصاحف، وما كانوا ليختلفوا في هذه المسألة لو كانت التسميات في المصاحف توقيفية ومن عمل الصحابة رضي الله عنهم.
إلا أن بعض متأخري فقهاء الشافعية أراد أن يجمع بين كلام النووي في المنهاج، وكلام السيوطي في الإتقان فذهب إلى أن أسماء السور توقيفية وأما إثباتها في المصاحف فكان في زمن الحجاج، وهو منهج خاطئ في الجمع
فالمسألتان منفكتان
- مسألة كتابة أسماء السور في المصاحف
- ومسألة تسميات السور
فالأولى مسألة تأريخية عمدتها النقل، وقد ذكرت عدداً من النقول المفيدة بأن كتابة أسماء السور في المصاحف لم تكن من عمل الصحابة
- وأما المسألة الثانية وهي أسماء السور هل هي توقيفية أم هل هي اجتهادية
فهذه بينت لكم في الرابط في أول مشاركة لي تحقيقاً مفصلاً عنها وأرى الإخوة تجاهلوه وتجاهلوا النقاط التي وجهت إليهم أسئلة من خلالها
وبدأوا الخوض في الأدلة الداخلية - حسبما أسموه- وهي عند التحقيق لا قيمة لها ميزان الاستدلال العلمي الشرعي
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[26 Feb 2009, 04:16 ص]ـ
الأخ الكريم الداخل حفظه الله
1. ورود أحاديث صحيحة متعددة تنص على أسماء عدد من السور يثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يسمي السور. أما الزعم بأنه سمى البعض من السور دون البعض الآخر فيحتاج إلى دليل.
2. عدم اختلاف الصحابة في الأسماء يؤكد ما قلناه في البند الأول. ومعلوم أن هناك من الأحاديث الموقوفة ما له حكم المرفوع ومن ذلك الأسماء المتعلقة بالسور لما عهد عن الصحابة من التزام شديد وعلى وجه الخصوص عندما يتعلق الأمر بالقرآن الكريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
أنا أستغرب من طريقتك في الاستدلال - عفا الله عنك - فإنك ركبت استدلالك من مقدمات لا تلازم بينها
المقدمة الأولى: ورود أحاديث صحيحة تنص على أسماء عدد من السور.
المقدمة الثانية: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسمي السور. (وتطورت إلى أنه سمى جميع السور)
المقدمة الثالثة: أن الصحابة لم يختلفوا في أسماء السور
النتيجة: أن أسماء السور المكتوبة اليوم في المصاحف توقيفية ثابتة النسبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذه طريقة في الاستدلال عجيبة وغريبة جداً، ولعلك لم تعن بقراءة كتب العلماء المتقدمين وأعجبت بالنظريات الحديثة ودلالاتها الإشارية فأثر ذلك في بحثك العلمي.
فالمقدمة الأولى صحيحة ولكن لا تستلزم أن النبي صلى الله عليه وسلم سمى جميع السور ونقلت إلينا.
ونحن نعلم أن الدين محفوظ والنبي صلى الله عليه وسلم بين لأمته ما يحتاجون إليه في أمور دينهم وسنته صلى الله عليه وسلم محفوظة
ولو كانت التسميات المشتهرة اليوم لبعض السور مأثورة لعلمنا أدلتها في دواوين السنة.
فلذلك لا تلازم بين المقدمة الأولى والمقدمة الثانية في صورتها النهائية، وأما في صورتها المبدئية فلا تفيد شيئاً في الاستدلال.
وأما المقدمة الثالثة فغير صحيحة لثبوت الاختلاف عن الصحابة في أسماء بعض السور
والأكبر من ذلك أنها بعيدة عن اقتضاء النتيجة التي تريد التوصل إليها.
أضف إلى ذلك - وهي نقطة مهمة جداً - وهي أن بعض السور وردت في أسمائها أحاديث صحيحة لكنها كتبت في عدد من المصاحف بغير تلك الأسماء الواردة في الأحاديث الصحيحة كما مثلت لك بسورة النبأ والنصر والعلق وغيرها
فلم كتبت بغير ما سماها به النبي صلى الله عليه وسلم؟
3. هناك مخطوطات قديمة تزعم بعض المتاحف أنها ترجع إلى عهد عثمان رضي الله عنه كتبت فيها أسماء السور.
هذا أمر لا يعول عليه، بل هو أضعف حالاً بكثير من كثير من الوجادات
4. ما نص عليه من قبل العلماء من أن عثمان رضي الله عنه جرد المصاحف مما هو ليس بقرآن يخالف فيه البعض ويقولون بل فيه أسماء السور على خلاف مصحف أبي بكر رضي الله عنه.
آمل أن تبين لي من قال هذا من أهل العلم المتقدمين، ودعك ممن فهم ذلك من كلام السيوطي، فقد بينت خطأ هذا الفهم في المشاركة السابقة.
وأظنك تقصد الكردي ورضوان المخللاتي
5. ليس هناك من نص يصرح بأن الصحابة هم الذين سموا السور وعليه يبقى الأصل ما عرف في عهد الرسول عليه السلام من أسماء للسور.
وما الذي عرف في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟
هل هي الأسماء المعروفة اليوم؟!!
فأين الدليل على ذلك؟
أم هل هي الأسماء التي صحت عن النبي صلى الله عليه وسلم وكتبت في المصاحف بخلافها؟
وأعجب أنك تريد أن تتوصل بهذا الاستدلال إلى أن أسماء السور الموجودة في المصاحف اليوم ثابتة النسبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم!!
وقد بينت أن بعض هذه الأسماء الموجودة اليوم ليست بمأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من الصحابة
وإنما سميت بذلك اختصاراً، والأمر في التسمية واسع إذ المراد من التسمية الدلالة على المسمى ولذلك تعددت الأسماء في الآثار عن الصحابة وفي مصاحف المسلمين
نعم كتبت بعض أسماء السور في المصاحف كما ورد في الأحاديث والآثار كسورة البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام ويوسف والروم والعنكبوت وغيرها
ولكن وردت أحاديث صحيحة في أسماء بعض السور وآثار عن بعض الصحابة وكتبت في المصاحف بخلافها كما سبق أن مثلت.
والخلاصة: أن الأمر في التسمية كالأمر في النقط والشكل وبيان عدد الآيات ونزول السورة هل هي مكية أو مدنية مما أدخل في المصاحف
فالعدد منه ما هو متفق عليه ومنه ما هو مختلف فيه كما هو معلوم بين أئمة القراءات
وكذلك المكي والمدني منه ما هو متفق عليه ومنه ما هو مختلف فيه
وقد أدخلت في بعض المصاحف وليست من القرآن ولا يزعم أحد من أهل العلم نسبة ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم
6. اليوم يمكن اثبات التوقيف بوسائل علمية منها مثلاً ما توصل إليه الشيخ بسام جرار من أنّ سورة النحل هي السورة 16 في ترتيب المصحف، والعدد 16 هو عدد كروموسومات ذكر النحل. وأن سورة الحديد هي السورة 57 وهذا هو الوزن الذري لنظير الحديد المغناطيسي. حيث النظائر المستقرة أوزانها: 56، 58،57 ولم تشذ سورة النمل والعنكبوت عن قاعدة سورة النحل ..... الخ.
7. دراسة أسماء السور يؤكد أنها توقيفية، أي أنّ هناك أدلة داخلية زيادة على الدليل الخارجي. أي أن التوقيف لا يثبت بنص الحديث فقط بل يمكن اثباته بملاحظة النص القرآني بما هو أقوى من رواية آحاد الناس.
هذه الطرق لا قيمة لها عند أهل العلم لأنها ليست قائمة على أصول الاستدلال العلمي، أضف إلى أنه يدخلها التحكم بشكل ظاهر بين، فالمقرر لها تجده يعتقد أمر ثم يتلمس له ما يؤيده من هذه المناسبات المتكلفة
وختاماً كتبت ما كتبت من باب التباحث العلمي فآمل أن لا يفسد للود قضية.
وأنا أعتذر للإخوة عن تأخري في الردود لانشغالي الشديد مع حرصي على تدارس العلم والمذاكرة مع إخواني في هذا الملتقى الكريم
وفقني الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح وجعنا إخوة متحابين فيه متعاونين على طاعته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[26 Feb 2009, 10:57 ص]ـ
الاخ عبد العزيز الداخل بارك الله فيك. لا اخفيك اني لم ادخل الربط الا قبل قليل. وهو بحث مفيد. ولكن للأسف اصبح الناس يتعصبوا للأقوال وللرجال واضيف اليه الأعداد او الارقام.
قال ابو العتاهية
اذا اتضح الصواب فلا تدعه ////فانك كلما جاورت الصوابا
وجدت له على اللهوات بردا////كبرد الماء حين صفا وطابا
وليس بحاكم من لا يبالي ///أأخطأ بالحكومة ام اصابا
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[27 Feb 2009, 08:05 م]ـ
الأخ عبد العزيز الداخل رعاه الله
أحسنت في التفريق بين كتابة الأسماء في المصاحف ومسالة التوقيف في أسماء السور.
أما قولك حفظك الله:" وأما المقدمة الثالثة فغير صحيحة لثبوت الاختلاف عن الصحابة في أسماء بعض السور". فأريد أن أعلم منك هل اختلفوا مثلا في اسم سورة الإسراء أم أنهم اتفقوا على هذا الإسم ثم أسماها بعضهم سورة بني إسرائيل لورود حديث بذلك؟ ألم يجمعوا على اسم الفاتحة مثلا مهما قالوا فيها من أسماء؟ هل اختلفوا في اسم سورة يس عندما سموها قلب القرآن؟
أريد أن أسأل ألم يجمعوا على أسماء بعينها؟ وهل وجود أسماء وراء هذا الإجماع يعني أنهم اختلفوا ولم يجمعوا؟ ألم ينقل هذا الإجماع إلينا ونجده في المصاحف؟ وأحب هنا أن أذكر بأن من أقسام الإجماع الإجماع السكوتي.
أما قولك حفظكم الله:" أضف إلى ذلك - وهي نقطة مهمة جداً - وهي أن بعض السور وردت في أسمائها أحاديث صحيحة لكنها كتبت في عدد من المصاحف بغير تلك الأسماء الواردة في الأحاديث الصحيحة كما مثلت لك بسورة النبأ والنصر والعلق وغيرها، فلم كتبت بغير ما سماها به النبي صلى الله عليه وسلم؟ "
هذا سؤال مهم:"فلم كتبت بغير ما سماها به النبي صلى الله عليه وسلم؟ " والجواب واضح أن ما كتب هو الأشهر والأثبت ولذلك كتب، أما أنهم يخالفون مع وجود النص فحاشاهم.(/)
سلسلة: من تربويات الظلال/الحلقة 2/ منهج الإسلام في تربية المؤمنين على التزام الأحكام
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[21 Feb 2009, 04:43 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد ..
فإننا نعيش حياة الأزمات، لا أقول نعيش أزمة؛ بل هي أزمات .. أزمات يرى المرء نفسه في كثير من حالاتها الجدالية والنقائية واجبه السكوت؛ فالكلام فيها - وإن كان في ذاته حقا - ففي ظل وبيئة تلك الازمات يتحول إلى وقود يثير اللهب، لا يفاصل بين الحق والباطل، و‘ن السكوت والله لهو لهب آخر في القلب ربما يكون ألهب وأحرق .. فكيف لمن يرى الحق أن يسكت؟ .. ولكنه قدر الله .. هو الحكيم العليم .. وهو المطاع لا مطاع غيره .. فما كان لأنفسنا أت تحكم من هواها وإن رأت ما تراه حقا رؤيا العين .. فيا أيها السكوت خفف من حدتك فأنت ضيف ثقيل.
إن جل الامور التي يصمت المرء فيها إنما يصمت لما يعلمه من تلقي تلك التوجيهات أو الأمور على غير مرادها، أو على غير تصور صحيح لتطبيقها.
من تلك الأمور ما أصر وأدعو إليه - كمسلم - أنه لن يصلح أمر الأمة إلا بمنهج التربية الذي سلكه الوحي مع المؤمنين .. نعم، الوحي في كافة أشكال تنزلاته بغض النظر عن كونه قد كملت الأحكام بعدها .. وهذا هو المحك ومحور سوء الفهم لدى الكثير من الشباب المتحمسين.
إن اكتمال الدين هو في حق الدين كدين أنزله الله، ثم بعد ذلك يتحرك المؤشر التربوي قربا وبعدا عن هذا الدين الكامل، ومن هنا فلن تصلح اية مناهج تربوية سوى المنهج القرآني، بإجماله وتفصيله.
يظهر أثر ذلك في مثل شاب (ملتزم) يرى شابا آخر على قدر عظيم من الفسق، فيأخذه بكل العزائم، أو أنه يتغافل عن بعض صغائره ولكنه يوجهه ـ جملة ـ لترك كل ما هو عليه من الكبائر، وتكون النتيجة أن لا يستجيب الشاب وتقع النفرة. فإذا ناقشنا أخانا (الملتزم) في منهجه الدعوي مع الفاسقـ قال: هو يعلم أنه حرام فعليه أن يلتزم.
أقول: وإن صح ما قلت من قضية علم الفاسق بالإثم، فهو قضية منفصلة لا تفيد لزوم ما فعلت؛ بل إن المنهج التربوي الدعوي واحد، وهو موضح بكتاب الله تعالى وبتطبيق النبي صلى الله عليه وسلم له مع أصحابه.
فإن قلت: ولكنه يقيم على كذا وكذا من الفجور.
قلت: وقد كان الصحابة يقيمون على شرب الخمور، حتى حرمها الله.
فإن قلت: ولكنها قبل التحريم كانت مباحة فلا شيء فيه في حقهم.
قلت: ولكنها حرمت في تأقيت محدد لم يستجب الله تعالى قبله للمؤمنين فيما رجوه بقلوبهم من التحريم أو فيما تحرجوه من الخمر حين سألوا عن الخمر وترجى البعض أن تحرم؛ لعلم الله تعالى أنهم لم يتهيئوا تربويا للحكم، وهذا هو الشاهد؛ هو السير ضمن منهج، وهو ما أطرحه للتطبيق والعمل. هذا مع الأخذ في الاعتبار ما كانت تحدثه الخمر من فساد في الهيئة والعبادة.
هذا هو المحك يا مشايخ .. أن تطبقوا المنهج بجرأة وواقعية، لا أن تأخذكم عواطفكم .. نعم قد كمل الدين .. وهذا في حقيقة ذات الدين .. ولكنه معدوم أو منقوص ـ بقدره ـ من قلوب البشرية إلا من رحم الله .. وحتى تختصروا على أنفسكم الوقت والطريق، وبعد تجارب كل تلك العقود، فلن يصلح الحال إلا بالمنهج القرآني الذي نخشى أن نطبقه واقعيا وعمليا، وتلك الخشية وذلك الترهب لو دقننا لوجدنا منبعهما العواطف غير المطمئنة على أصولها، بل هو التعلق العنيف بالأسباب وعدم الاطمئنان إلى حفظ الله تعالى لدينه.
وأراني قد أطلت التعليق .. فعذرا
وإلى المقطع التربوي من الظلال
******************
يقول سيد قطب رحمه الله:
(وفي سياق قضية التشريع بالتحريم والتحليل , وفي خط التربية للأمة المسلمة في المدينة , وتخليصها من جو الجاهلية ورواسبها وتقاليدها الشخصية والاجتماعية , يجيء النص القاطع الأخير في تحريم الخمر والميسر مقرونين إلى تحريم الأنصاب والأزلام. أي إلى الشرك بالله.
(يُتْبَعُ)
(/)
(يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون. إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة , فهل أنتم منتهون ? وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين. ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات , ثم اتقوا وآمنوا , ثم اتقوا وأحسنوا , والله يحب المحسنين .. )
لقد كانت الخمر والميسر والأنصاب والأزلام من معالم الحياة الجاهلية , ومن التقاليد المتغلغلة في المجتمع الجاهلي. وكانت كلها حزمة واحدة ذات ارتباط عميق في مزاولتها , وفي كونها من سمات ذلك المجتمع وتقاليده. . فلقد كانوا يشربون الخمر في إسراف , ويجعلونها من المفاخر التي يتسابقون في مجالسها ويتكاثرون ; ويديرون عليها فخرهم في الشعر ومدحهم كذلك! وكان يصاحب مجالس الشراب نحر الذبائح واتخاذ الشواء منها للشاربين وللسقاة ولأحلاس هذه المجالس ومن يلوذون بها ويلتفون حولها! وكانت هذه الذبائح تنحر على الأنصاب وهي أصنام لهم كانوا يذبحون عليها ذبائحهم وينضحونها بدمها [كما كانت تذبح عليها الذبائح التي تقدم للآلهة أي لكهنتها!] .. وفي ذبائح مجالس الخمر وغيرها من المناسبات الاجتماعية التي تشبهها كان يجري الميسر عن طريق الأزلام. وهي قداح كانوا يستقسمون بها الذبيحة , فيأخذ كل منهم نصيبه منها بحسب قدحه. فالذي قدحه [المعلى] يأخذ النصيب الأوفر , وهكذا حتى يكون من لا نصيب لقدحه. وقد يكون هو صاحب الذبيحة فيخسرها كلها!
وهكذا يبدو تشابك العادات والتقاليد الاجتماعية ; ويبدو جريانها كذلك وفق حال الجاهلية وتصوراتها الاعتقادية.
ولم يبدأ المنهج الإسلامي في معالجة هذه التقاليد في أول الأمر , لأنها إنما تقوم على جذور اعتقادية فاسدة ; فعلاجها من فوق السطح قبل علاج جذورها الغاثرة جهد ضائع. حاشا للمنهج الرباني أن يفعله! إنما بدأ الإسلام من عقدة النفس البشرية الأولى. عقدة العقيدة. بدأ باجتثاث التصور الجاهلي الاعتقادي جملة من جذورة ; وإقامة التصور الإسلامي الصحيح. إقامته من أعماق القاعدة المرتكزة إلى الفطرة. . بيّن للناس فساد تصوراتهم عن الألوهية وهداهم إلى الإله الحق. وحين عرفوا إلههم الحق بدأت نفوسهم تستمع إلى ما يحبة منهم هذا الإله الحق وما يكرهه. وما كانوا قبل ذلك ليسمعوا! أو يطيعوا أمرا ولا نهيا ; وما كانوا ليقلعوا عن مألوفاتهم الجاهلية مهما تكرر لهم النهي وبذلت لهم النصيحة. . إن عقدة الفطرة البشرية هي عقدة العقيدة ; وما لم تنعقد هذه العقيدة أولا فلن يثبت فيها شيء من خلق أو تهذيب أو إصلاح اجتماعي. . إن مفتاح الفطرة البشرية ها هنا. وما لم تفتح بمفتاحها فستظل سراديبها مغلقة ودروبها ملتوية , وكلما كشف منها زقاق انبهمت أزقة ; وكلما ضاء منها جانب أظلمت جوانب , وكلما حلت منها عقدة تعقدت عقد , وكلما فتح منها درب سدت دروب ومسالك. . إلى ما لا نهاية. .
لذلك لم يبدأ المنهج الإسلامي في علاج رذائل الجاهلية وانحرافاتها , من هذه الرذائل والانحرافات. . إنما بدأ من العقيدة. . بدأ من شهادة أن لاإله إلا الله. . وطالت فترة إنشاء لا إله إلا الله هذه في الزمن حتى بلغت نحو ثلاثة عشر عاما , لم يكن فيها غاية إلا هذه الغاية! تعريف الناس بإلههم الحق وتعبيدهم له وتطويعهملسلطانه. . حتى إذا خلصت نفوسهم لله ; وأصبحوا لا يجدون لأنفسهم خيرة إلا ما يختاره الله. . عندئذ بدأت التكالف - بما فيها الشعائر التعبدية - وعندئذ بدأت عملية تنقية رواسب الجاهلية الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والأخلاقية والسلوكية. . بدأت في الوقت الذي يأمر الله فيطيع العباد بلا جدال. لأنهم لا يعلمون لهم خيرة فيما يأمر الله به أو ينهى عنه أيا كان!
(يُتْبَعُ)
(/)
أو بتعبير آخر: لقد بدأت الأوامر والنواهي بعد "الإسلام". . بعد الاستسلام. . بعد أن لم يعد للمسلم في نفسه شيء. . بعد أن لم يعد يفكر في أن يكون له إلى جانب الى أمر الله رأي أو اختيار. . أو كما يقول الأستاذ أبو الحسن الندوي في كتابه:"ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين" تحت عنوان:"انحلت العقدة الكبرى ": ". . انحلت العقدة الكبرى. . عقدة الشرك والكفر. . فانحلت العقد كلها ; وجاهدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم جهاده الأول , فلم يحتج إلى جهاد مستأنف لكل أمر أو نهي ; وانتصر الإسلام على الجاهلية في المعركة الأولى , فكان النصر حليفه في كل معركة. وقد دخلوا في السلم كافة بقلوبهم وجوارحهم وأرواحهم كافة , لا يشاقون الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى ; ولا يجدون في أنفسهم حرجا مما قضى ; ولا يكون لهم الخيرة من بعد ما أمر أو نهى. حدثوا الرسول عما اختانوا أنفسهم ; وعرضوا أجسادهم للعذاب الشديد إذا فرطت منهم زلة استوجبت الحد. . نزل تحريم الخمر والكؤوس المتدفقة على راحاتهم ; فحال أمر الله بينها وبين الشفاه المتلمظة والأكباد المتقدة ; وكسرت دنان الخمر فسالت في سكك المدينة ".
ومع هذا فلم يكن تحريم الخمر وما يتصل بها من الميسر أمرا مفاجئا. . فلقد سبقت هذا التحريم القاطع مراحل وخطوات في علاج هذه التقاليد الاجتماعية المتغلغلة , المتلبسة بعادات النفوس ومألوفاتها , والمتلبسة كذلك ببعض الجوانب الاقتصادية وملابساتها.
لقد كانت هذه هي المرحلة الثالثة أو الرابعة في علاج مشكلة الخمر في المنهج الإسلامي:
كانت المرحلة الأولى مرحلة إطلاق سهم في الاتجاه حين قال الله سبحانه في سورة النحل المكية: (ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا. . .) فكانت أول ما يطرق حس المسلم من وضع السكر [وهو المخمر] في مقابل الرزق الحسن. . فكأنما هو شيء والرزق الحسن شيء آخر.
ثم كانت الثانية بتحريك الوجدان الديني عن طريق المنطق التشريعي في نفوس المسلمين حين نزلت التي في سورة البقرة: (يسألونك عن الخمر والميسر. قل: فيهما إثم كبير ومنافع للناس , وإثمهما أكبر من نفعهما). . وفي هذا إيحاء بأن تركهما هو الأولى ما دام الاثم اكبر من النفع. إذ أنه قلما يخلو شيء من نفع ; ولكن حله أو حرمته إنما ترتكز على غلبة الضر أو النفع.
ثم كانت الثالثة بكسر عادة الشراب , وإيقاع التنافر بينها وبين فريضة الصلاة حين نزلت التي في النساء (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون). . والصلاة في خمسة أوقات معظمها متقارب ; ولا يكفي ما بينها للسكر ثم الإفاقة. وفي هذا تضييق لفرص المزاولة العملية لعادة الشراب - وخاصة عادة الصبوح في الصباح والغبوق بعد العصر أو المغرب كما كانت عادة الجاهليين - وفيه كسر لعادة الإدمان التي تتعلق بمواعيد التعاطي. وفيه - وهو أمر له وزنه في نفس المسلم - ذلك التناقض بين الوفاء بفريضة الصلاة في مواعيدها والوفاء بعادة الشراب في مواعيدها.
ثم كانت هذة الرابعة الحاسمة والأخيرة , وقد تهيأت النفوس لها تهيؤا كاملا فلم يكن إلا النهي حتى تتبعه الطاعة الفورية والإذعان:
عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شفاء. فنزلت التي في البقرة: (يسألونك عن الخمر والميسر , قل: فيهما إثم كبير ومنافع للناس , وإثمهما أكبر من نفعهما). فدعي عمر - رضي الله عنه - فقرئت عليه , فقال: اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء , فنزلت التي في النساء: (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى. .) الآية. . فدعي عمر - رضي الله عنه - فقرئت عليه , فقال: اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء. فنزلت التي في المائدة: (إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ; ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة , فهل أنتم منتهون ?) فدعي عمر فقرئت عليه فقال:"انتهينا. انتهينا". . [أخرجه أصحاب السنن].
(يُتْبَعُ)
(/)
ولما نزلت آيات التحريم هذه , في سنة ثلاث بعد وقعة أحد , لم يحتج الأمر إلى أكثر من مناد في نوادي المدينة:"ألا أيها القوم. إن الخمر قد حرمت". . فمن كان في يده كأس حطمها ومن كان في فمه جرعة مجها , وشقت زقاق الخمر وكسرت قنانيه. . وانتهى الأمر كأن لم يكن سكر ولا خمر!
والآن ننظر في صياغة النص القرآني ; والمنهج الذي يتجلى فيه منهج التربية والتوجيه:
(يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون. إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة , فهل أنتم منتهون ? وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين)
إنه يبدأ بالنداء المألوف في هذا القطاع:
(يا أيها الذين آمنوا. .
لاستجاشة قلوب المؤمنين من جهة ; ولتذكيرهم بمقتضى هذا الإيمان من الالتزام والطاعة من جهة أخرى. . يلي هذا النداء الموحي تقرير حاسم على سبيل القصر والحصر:
(إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان. .
فهي دنسة لا ينطبق عليها وصف "الطيبات" التي احلها الله. وهي من عمل الشيطان. والشيطان عدو الإنسان القديم ; ويكفي أن يعلم المؤمن أن شيئا ما من عمل الشيطان لينفر منه حسه , وتشمئز منه نفسه , ويجفل منه كيانه , ويبعد عنه من خوف ويتقيه!
وفي هذه اللحظة يصدر النهي مصحوبا كذلك بالإطماع في الفلاح - وهي لمسة أخرى من لمسات الإيحاء النفسي العميق:
(فاجتنبوه لعلكم تفلحون) ..
ثم يستمر السياق في كشف خطة الشيطان من وراء هذا الرجس:
(إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر, ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة .. ) ..
بهذا ينكشف لضمير المسلم هدف الشيطان , وغاية كيدة وثمرة رجسه. . إنها إيقاع العداوة والبغضاء في الصف المسلم - في الخمر والميسر - كما أنها هي صد (الذين آمنوًا عن ذكر الله وعن الصلاة). . ويالها إذن من مكيدة!
وهذه الأهداف التي يريدها الشيطان أمور واقعة يستطيع المسلمون ان يروها في عالم الواقع بعد تصديقها من خلال القول الإلهي الصادق بذاته. فما يحتاج الإنسان إلى طول بحث حتى يرى أن الشيطان يوقع العداوة والبغضاء - في الخمر والميسر - بين الناس. فالخمر بما تفقد من الوعي وبما تثير من عرامة اللحم والدم , وبما تهيج من نزوات ودفعات. والميسر الذي يصحابها وتصاحبه بما يتركه في النفوس من خسارات واحقاد ; إذا المقمور لابد ان يحقد على قامره الذي يستولى على ماله أمام عينيه , ويذهب به غانما وصاحبه مقمور مقهور. . إن من طبيعة هذه الأمور أن تثير العداوة والبغضاء , مهما جمعت بين القرناء في مجالات من العربدة والانطلاق اللذين يخيل للنظرة السطحية أنهما أنس وسعادة!
وأما الصد عن ذكر الله وعن الصلاة , فلا يحتاجان إلى نظر. . فالخمر تنسي , والميسر يلهي , وغيبوبة الميسر لا تقل عن غيبوبة الخمر عند المقامرين ; وعالم القامر كعالم السكير لا يتعدى الموائد والأقداح والقداح!
وهكذا عندما تبلغ هذه الإشارة إلى هدف الشيطان من هذا الرجس غايتها من إيقاظ قلوب (الذين آمنوا) وتحفزها , يجيء السؤال الذي لا جواب له عندئذ إلا جواب عمر رضي الله عنه وهو يسمع:
فهل أنتم منتهون؟
فيجيب لتوه: "انتهينا. انتهينا". .
ولكن السياق يمضي بعد ذلك يوقع إيقاعه الكبير:
(وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا. فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين) ..
إنها القاعدة التي يرجع إليها الأمر كله: طاعة الله وطاعة الرسول .. الإسلام. . الذي لا تبقى معه إلا الطاعة المطلقة لله وللرسول. . والحذر من المخالفة , والتهديد الملفوف:
(فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين) ..
وقد بلغ وبين , فتحددت التبعة على المخالفين , بعد البلاغ المبين. .
(يُتْبَعُ)
(/)
إنه التهديد القاصم , في هذا الأسلوب الملفوف , الذي ترتعد له فرائص المؤمنين!. . إنهم حين يعصون ولا يطيعون لا يضرون أحدا إلا أنفسهم. لقد بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم وأدى ; ولقد نفض يديه من أمرهم إذن فما هو بمسؤول عنهم , وما هو بدافع عنهم عذابا - وقد عصوه ولم يطيعوه - ولقد صار أمرهم كله إلى الله سبحانه. وهو القادر على مجازاة العصاة المتولين
إنه المنهج الرباني يطرق القلوب , فتنفتح له مغاليقها , وتتكشف له فيها المسالك والدروب. .
ولعله يحسن هنا أن نبين ما هي الخمر التي نزل فيها هذا النهي:
أخرج أبو داود بسنده عن ابن عباس - رضي الله عنهما -:"كل مخمر خمر. وكل مسكر حرام .. "
وخطب عمر - رضي الله عنه - على منبر النبي صلى الله عليه وسلم بمحضر جماعة من الصحابة فقال:"يا أيها الناس قد نزل تحريم الخمر يوم نزل وهي من خمسة: من العنب والتمر والعسل والحنطة والشعير. والخمر ما خامر العقل". . [ذكره القرطبي في تفسيره].
فدل هذا وذلك على أن الخمر تشمل كل مخمر يحدث السكر. . وأنه ليس مقصورا على نوع بعينه. وأن كل ما أسكر فهو حرام. إن غيبوبه السكر - بأي مسكر - تنافي اليقظة الدائمة التي يفرضها الإسلام على قلب المسلم ليكون موصولا بالله في كل لحظة , مراقبا لله في كل خطرة. ثم ليكون بهذه اليقظة عاملا إيجابيا في نماء الحياة وتجددها , وفي صيانتها من الضعف والفساد , وفي حماية نفسه وماله وعرضه , وحماية أمن الجماعة المسلمة وشريعتها ونظامها من كل اعتداء. والفرد المسلم ليس متروكا لذاته وللذاته ; فعلية في كل لحظة تكاليف تستوجب اليقظة الدائمة. تكاليف لربه , وتكاليف لنفسه , وتكاليف لأهله , وتكاليف للجماعة المسلمة التي يعيش فيها , وتكاليف للإنسانية كلها ليدعوها ويهديها. وهو مطالب باليقظة الدائمة لينهض بهذه التكاليف. وحتى حين يستمتع بالطيبات فإن الإسلام يحتم عليه أن يكون يقظا لهذا المتاع , فلا يصبح عبدا لشهوة أو لذة. إنما يسيطر دائما على رغباته فيلبيها تلبية المالك لأمره. . وغيبوبة السكر لا تتفق في شيء مع هذا الاتجاه.
ثم إن هذه الغيبوبة في حقيقتها إن هي إلا هروب من واقع الحياة في فترة من الفترات ; وجنوح إلى التصورات التي تثيرها النشوة أو الخمار. والإسلام ينكر على الإنسان هذا الطريق ويريد من الناس أن يروا الحقائق , وأن يواجهوها , ويعيشوا فيها , ويصرفوا حياتهم وفقها , ولا يقيموا هذه الحياة على تصورات وأوهام. . إن مواجهة الحقائق هي محك العزيمة والإرادة ; أما الهروب منها إلى تصورات وأوهام فهو طريق التحلل , ووهن العزيمة , وتذاوب الإرادة. والإسلام يجعل في حسابه دائما تربية الإرادة , وإطلاقها من قيود العادة القاهرة. . الإدمان. . وهذا الاعتبار كاف وحده من وجهة النظر الإسلامية لتحريم الخمر وتحريم سائر المخدرات. . وهي رجس من عمل الشيطان. . مفسد لحياة الانسان.
وقد اختلف الفقهاء في اعتبار ذات الخمر نجسة كبقية النجاسات الحسية. أو في اعتبار شربها هو المحرم. والأول قول الجمهور والثاني قول ربيعة والليث بن سعد والمزني صاحب الشافعي وبعض المتأخرين من البغداديين. . وحسبنا هذا القدر في سياق الظلال.
وقد حدث أنه لما نزلت هذه الآيات , وذكر فيها تحريم الخمر , ووصفت بأنها رجس من عمل الشيطان أن انطلقت في المجتمع المسلم صيحتان متحدتان في الصيغة , مختلفتان في الباعث والهدف.
قال بعض المتحرجين من الصحابة: كيف بأصحابنا وقد ماتوا يشربون الخمر. . أو قالوا: فما بال قوم قتلوا في أحد وهي في بطونهم [أي قبل تحريمها].
وقال بعض المشككين الذين يهدفون إلى البلبلة والحيرة. . هذا القول أو ما يشبهه ; يريدون أن ينشروا في النفوس قلة الثقة في أسباب التشريع , أو الشعور بضياع إيمان من ماتوا والخمر لم تحرم ; وهي رجس من عمل الشيطان , ماتوا والرجس في بطونهم!
عنذئذ نزلت هذه الآية:
(ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات. ثم اتقوا وآمنوا , ثم اتقوا وأحسنوا , والله يحب المحسنين) ..
(يُتْبَعُ)
(/)
نزلت لتقرر أولا أن ما لم يحرم لا يحرم ; وأن التحريم يبدأ من النص لا قبله ; وأنه لا يحرم بأثر رجعي ; فلا عقوبة إلا بنص ; سواء في الدنيا أو في الآخرة ; لأن النص هو الذي ينشى ء الحكم. . والذين ماتوا والخمر في بطونهم , وهي لم تحرم بعد , ليس عليهم جناح ; فإنهم لم يتناولوا محرما ; ولم يرتكبوا معصية. . لقدكانوا يخافون الله ويعملون الصالحات ويراقبون الله ويعلمون أنه مطلع على نواياهم وأعمالهم. . ومن كانت هذه حاله لا يتناول محرما ولا يرتكب معصية.
ولا نريد أن ندخل بهذه المناسبة في الجدل الذي أثاره المعتزلة حول الحكم بأن الخمر رجس: هل هو ناشى ء عن أمر الشارع - سبحانه - بتحريمها , أم إنه ناشى ء عن صفة ملازمة للخمر في ذاتها. وهل المحرمات محرمات لصفة ملازمة لها , أم إن هذه الصفة تلزمها من التحريم. . فهو جدل عقيم في نظرنا وغريب على الحس الإسلامي!. . والله حين يحرم شيئا يعلم - سبحانه - لم حرمه. سواء ذكر سبب التحريم أو لم يذكر. وسواء كان التحريم لصفة ثابتة في المحرم , أو لعلة تتعلق بمن يتناوله من ناحية ذاته , أو من ناحية مصلحة الجماعة. . فالله سبحانه هو الذي يعلم الأمر كله ; والطاعة لأمره واجبة , والجدل بعد ذلك لا يمثل حاجة واقعية. والواقعية هي طابع هذا المنهج الرباني. . ولا يقولن أحد: إذا كان التحريم لصفة ثابتة في المحرم فكيف أبيح إذن قبل تحريمه!! فلا بد أن لله - سبحانه - حكمة في تركه فترة بلا تحريم. ومرد الأمر كله إلى الله. وهذا مقتضى ألوهيته - سبحانه - واستحسان الإنسان أو استقباحه ليس هو الحكم في الأمر ; وما يراه علة قد لا يكون هو العلة.والأدب مع الله يقتضي تلقي أحكامه بالقبول والتنفيذ , سواء عرفت حكمتها أو علتها أم ظلت خافية. . والله يعلم وأنتم لا تعلمون.
إن العمل بشريعة الله يجب أن يقوم ابتداء على العبودية. . على الطاعة لله إظهارا للعبودية له سبحانه. . فهذا هو الإسلام - بمعنى الاستسلام. . وبعد الطاعة يجوز للعقل البشري أن يتلمس حكمة الله - بقدر ما يستطيع - فيما أمر الله به أو نهى عنه - سواء بين الله حكمته أم لم يبينها , وسواء أدركها العقل البشري أم لم يدركها - فالحكم في استحسان شريعة الله في أمر من الأمور ليس هو الإنسان! إنما الحكم هو الله. فإذا أمر الله أو نهى فقد انتهى الجدل ولزم الأمر أو النهي. . فأما إذا ترك الحكم للعقل البشري فمعنى ذلك أن الناس هم المرجع الأخير في شرع الله. . فأين مكان الألوهية إذن وأين مكان العبودية؟)
ويقول كذلك ـ قطب ـ رحمه الله:
(لقد كان هذا القرآن ينشئ أمة جديدة. ينشئها من المجموعات المسلمة التي التقطها الإسلام من سفوح الجاهلية التي كانت تهيم فيها؛ ليأخذ بيدها في المرتقى الصاعد، إلى القمة السامقة؛ وليسلمها - بعد أن تكمل نشأتها - قيادة البشرية؛ ويحدد لها دورها الضخم في هذه القيادة. .
ومن بين عوامل البناء تطهير ضمائر هذه الجماعة؛ وتطهير جو المجتمع الذي تعيش فيه؛ ورفع المستوى الخلقي والنفسي الذي تستوي عليه.
وحينما بلغت تلك الجماعة هذا المستوى؛ تفوقت في أخلاقها الفردية والاجتماعية؛ بقدر تفوقها في تصورها الاعتقادي؛ على سائر أهل الأرض. . وعندئذ صنع الله بها في الأرض ما قدر أن يصنعه؛ وأقامها حارسة لدينه ومنهجه؛ وقائدة للبشرية الضالة إلى النور والهدى؛ وأمينة على قيادة البشرية وإرشادها. .
وحينما تفوقت في هذه الخصائص تفوقت على كل أهل الأرض؛ فكانت قيادتها للبشرية أمراً طبيعياً وفطرياً؛ وقائماً على أسسه الصحيحة. . ومن هذا الوضع الممتاز تفوقت كذلك في العلم والحضارة والاقتصاد والسياسة. وكان هذا التفوق الأخير ثمرة للتفوق الأول في المستوى الاعتقادي والأخلاقي. وهذه هي سنة الله في الأفراد والجماعات.)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[09 May 2010, 07:49 م]ـ
لعل اطلاعكم على هذه المناقشات من خلال تلك الروابط يفيدكم:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=102131&posted=1#post102131
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=18554&highlight=%CE%E6%C7%D8%D1+%E3%E4%CA%DE%C7%C9
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=14923
وفقنا الله وإياكم لكل خير.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[09 May 2010, 09:12 م]ـ
رحم الله سيد قطب رحمة واسعة ورفع درجته في عليين وألحقه بالمنعم عليهم من النبيين والصدقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
عجبي لا ينقطع من الذين يقولون: إن سيد لم يكن عالما ولا فقهيا
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[09 May 2010, 09:15 م]ـ
رعجبي لا ينقطع من الذين يقولون: إن سيد لم يكن عالما ولا فقهيا
قال ذلك مفتي المملكة والحويني حفظهما الله والألباني وابن باز رحمهما الله ويقوله كل عالم منصف يغار على العلم وأهله.
فالقصد القصد وفقكم الله وبارك فيكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[09 May 2010, 09:42 م]ـ
قال ذلك مفتي المملكة والحويني حفظهما الله والألباني وابن باز رحمهما الله ويقوله كل عالم منصف يغار على العلم وأهله.
فالقصد القصد وفقكم الله وبارك فيكم.
لقد توقعت ردكم هذا حفظكم الله وبارك فيكم
وكل من ذكرت على العين والرأس علماء أجلاء، رحم الله من مات منهم وحفظ الحي ونفع بهم وبعلمهم.
ومع هذا فلا زلت أعجب من كلامهم، والحق لا يستدل عليه بكلام الرجال وإنما يستدل عليه من خلال مدى موافقته لكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وموازين العقل التي تحكمها البشرية في الحكم على القضايا.
الذي أفهمه أن من ذكرت لم يحكموا على علمية سيد وفقهيته من خلال دراسة مستفيضة لكتبه وإنما كان ذلك الحكم من باب الاعتذار لسيد في جلسة عابره في مورد الرد على بعض الأسئلة الموجهة حول الرجل وربما قصد أصحابها الحط من قدر الرجل، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
والغيرة على العلم وأهله لا تكون بغمط الناس والحط من أقدارهم والتحامل عليهم.
وأنا وفي هذا الملتقى المبارك أتحدى أي أحد أن يثبت لنا من خلال الدراسة لمؤلف الظلال أن يثبت لنا أن سيدا لم يكن عالما بالعربية ولابالتفسير ولا بالحديث ولا بالفقة ولا بالسيرة ولا بواقع البشرية في العصر الذي عاشه سيد رحمه الله.
فهذا الميدان مفتوح والدعاوى إذا لم تسندها البينة تبقى دعوى لا قيمة لها.
ـ[نعيمان]ــــــــ[09 May 2010, 10:52 م]ـ
أعانك الله أبا سعد الغامديّ
من جبهة إلى جبهة تتنقّل. حفظك الله ورعاك وسدّدك.
ولن ينقضي عجبك إن علمت أنّ بعضهم يهاجم سيّداً -رحمه الله- وأمثاله، ويدافع عن الجابريّ - من أراحنا الله منه - وأضرابه.
وصدّقني لو وضعت لهم قامات عظيمة لها تأثير كبير في المسلمين؛ كلّ في عصره: كالعزّ بن عبد السّلام، وصلاح الدّين الأيّوبيّ، والمودوديّ، وكشك، وكلّ من قاوم الطّغاة ولو بكلمة واحدة لوجدتهم يصبّون جام غضبهم عليهم؛ يطاردون كلّ موضوع يتحدّث عنهم؛ ويتّهمونههم بالجهل.
إنّهم مرجئة على الحكّام؛ جبريّة على العوامّ؛ مضلّلة لكلّ من يريد النّهوض.
يستشهدون بمقولات قالها أيضاً بشر لهم أخطاؤهم، وليست أقوالهم معصومة.
ولا ننسى الشّيخ الألبانيّ رحمه الله تعالى ونفع بعلمه الأمّة المسلمة خطأه الكبير في فتواه الشّهيرة بخروج أهل فلسطين من فلسطين.
وتعليقات العلماء على فتواه الشّهيرة. حتّى قال العلامة الرّاحل مصطفى الزّرقاء -رحمه الله-: فتوى الألبانيّ بلاء لا تقبلها أرض ولا سماء. فهل نجهّل الشّيخ الألبانيّ -رحمه الله-؟
مع علمنا بمدح الشّيخ الألبانيّ -رحمه الله - في أكثر من شريط لسيّد -رحمه الله- وتقبّله في الشّهداء وعفا عمّا وقع فيه من أخطاء.
من الّذي ما ساء قطّ ومن له الحسنى فقط؟ إلا الله تبارك وتعالى.
وكذا الشّيخ أبي إسحق الحوينيّ - حفظه الله، ونفع به الأمّة- سمعته يتحدّث عن مسابقة المزمار الذّهبيّ في قناة الفجر الّتي فرضت نفسها على كثير ممّن يستمعون الأغاني أن يتوجّهوا لها ليستمتعوا بها ويشنّفوا آذانهم بعظمة التّلاوة وجمالها.
يقول على لسان صعيدي: المزمار البلديّ! أيجوز هذا؟ فقد سمّيت المسابقة أخذاً من حديث الحبيب صلوات ربّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وسلّم: ((لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داوود)).
فهل يُجهّل الحوينيّ أم يُعتذر عنه؟
أنا أتمتّع بحلاوة حديثه وهدوئه؛ لكنّه عندما يبدأ في هجومه يكون كاسحاً ملغياً كلّ أحد.
أهذا مدح أم ذمّ؟
فهذا كلّه من ذاك.
ما من أحد إلا يخطئ، فهل نجهّل الألبانيّ وتلميذه الحوينيّ لخطأين أو أخطاء ارتكبوها؟
وبخاصّة من يعيش وكرشه منتفخ أمامه سمناً، والله يبغض الحبر السّمين، ومن مات وبطنه لصيق ظهره على لا إله إلا الله، الّتي صدق سيّدٌ ربَّه فصدقه -كما نحسبه والله نزكّي على الله أحداً- إذ قال:
إنّ كلماتنا تبقى عرائس من الشّمع حتّى إذا متنا من أجلها انطلقت حيّة وعاشت بين الأحياء.
وإنّي لأعلم علم اليقين أنّ وراء الهجمة على القامات الّتي ذكرت أناس لا يريدون لهذه الأمّة أن تنهض من سباتها، ولا أن تقوم من كبوتها. ولقد شكّلت ذات ليلة كيديّة لجنة علميّة في أحد أروقة وزارة معيّنة للنّظر في تغيّر بعض طلبة العلم ودراسة الشّخصيّات الّتي أثّرت فيهم، ونفخت فيهم هذه الرّوح المتّقدة بالإيمان. فكان على رأس القائمة: من ذكرت: المودودي وسيّد وكشك والقرضاويّ والغزاليّ.
فتخصّص أحدهم لسيّد وبدأ ينبش عن كلّ شيء صريح وغير صريح. أهذا منهج السّلف؟
وقد قلت حين أهدى إليّ أحدهم كتاباً يتّهم فيه سيّداً بسبّ الصّحابة -رضي الله عنهم-:
لقد صدق في نقله، وكذب في فهمه.
ثمّ انظر شيخك كيف يعيش وانظر كيف مات سيّد!
تموت الأسد في الغابات جوعاً * ولحم الضّأن يلقى للكلاب
ثمّ نكب الله هذا الشّيخ. وما نكبته عن الآخرين ببعيدة.
وهذا من بركات سيّد -رحمه الله- أن تناله الألسنة ويبقى ميزان حسناته لا يتوقّف بإذن الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[09 May 2010, 11:36 م]ـ
أعانك الله أبا سعد الغامديّ
من جبهة إلى جبهة تتنقّل. حفظك الله ورعاك وسدّدك.
ولن ينقضي عجبك إن علمت أنّ بعضهم يهاجم سيّداً -رحمه الله- وأمثاله، ويدافع عن الجابريّ - من أراحنا الله منه - وأضرابه.
وصدّقني لو وضعت لهم قامات عظيمة لها تأثير كبير في المسلمين؛ كلّ في عصره: كالعزّ بن عبد السّلام، وصلاح الدّين الأيّوبيّ، والمودوديّ، وكشك، وكلّ من قاوم الطّغاة ولو بكلمة واحدة لوجدتهم يصبّون جام غضبهم عليهم؛ يطاردون كلّ موضوع يتحدّث عنهم؛ ويتّهمونههم بالجهل.
إنّهم مرجئة على الحكّام؛ جبريّة على العوامّ؛ مضلّلة لكلّ من يريد النّهوض.
يستشهدون بمقولات قالها أيضاً بشر لهم أخطاؤهم، وليست أقوالهم معصومة.
ولا ننسى الشّيخ الألبانيّ رحمه الله تعالى ونفع بعلمه الأمّة المسلمة خطأه الكبير في فتواه الشّهيرة بخروج أهل فلسطين من فلسطين.
وتعليقات العلماء على فتواه الشّهيرة. حتّى قال العلامة الرّاحل مصطفى الزّرقاء -رحمه الله-: فتوى الألبانيّ بلاء لا تقبلها أرض ولا سماء. فهل نجهّل الشّيخ الألبانيّ -رحمه الله-؟
مع علمنا بمدح الشّيخ الألبانيّ -رحمه الله - في أكثر من شريط لسيّد -رحمه الله- وتقبّله في الشّهداء وعفا عمّا وقع فيه من أخطاء.
من الّذي ما ساء قطّ ومن له الحسنى فقط؟ إلا الله تبارك وتعالى.
وكذا الشّيخ أبي إسحق الحوينيّ - حفظه الله، ونفع به الأمّة- سمعته يتحدّث عن مسابقة المزمار الذّهبيّ في قناة الفجر الّتي فرضت نفسها على كثير ممّن يستمعون الأغاني أن يتوجّهوا لها ليستمتعوا بها ويشنّفوا آذانهم بعظمة التّلاوة وجمالها.
يقول على لسان صعيدي: المزمار البلديّ! أيجوز هذا؟ فقد سمّيت المسابقة أخذاً من حديث الحبيب صلوات ربّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وسلّم: ((لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داوود)).
فهل يُجهّل الحوينيّ أم يُعتذر عنه؟
أنا أتمتّع بحلاوة حديثه وهدوئه؛ لكنّه عندما يبدأ في هجومه يكون كاسحاً ملغياً كلّ أحد.
أهذا مدح أم ذمّ؟
فهذا كلّه من ذاك.
ما من أحد إلا يخطئ، فهل نجهّل الألبانيّ وتلميذه الحوينيّ لخطأين أو أخطاء ارتكبوها؟
وبخاصّة من يعيش وكرشه منتفخ أمامه سمناً، والله يبغض الحبر السّمين، ومن مات وبطنه لصيق ظهره على لا إله إلا الله، الّتي صدق سيّدٌ ربَّه فصدقه -كما نحسبه والله نزكّي على الله أحداً- إذ قال:
إنّ كلماتنا تبقى عرائس من الشّمع حتّى إذا متنا من أجلها انطلقت حيّة وعاشت بين الأحياء.
وإنّي لأعلم علم اليقين أنّ وراء الهجمة على القامات الّتي ذكرت أناس لا يريدون لهذه الأمّة أن تنهض من سباتها، ولا أن تقوم من كبوتها. ولقد شكّلت ذات ليلة كيديّة لجنة علميّة في أحد أروقة وزارة معيّنة للنّظر في تغيّر بعض طلبة العلم ودراسة الشّخصيّات الّتي أثّرت فيهم، ونفخت فيهم هذه الرّوح المتّقدة بالإيمان. فكان على رأس القائمة: من ذكرت: المودودي وسيّد وكشك والقرضاويّ والغزاليّ.
فتخصّص أحدهم لسيّد وبدأ ينبش عن كلّ شيء صريح وغير صريح. أهذا منهج السّلف؟
وقد قلت حين أهدى إليّ أحدهم كتاباً يتّهم فيه سيّداً بسبّ الصّحابة -رضي الله عنهم-:
لقد صدق في نقله، وكذب في فهمه.
ثمّ انظر شيخك كيف يعيش وانظر كيف مات سيّد!
تموت الأسد في الغابات جوعاً * ولحم الضّأن يلقى للكلاب
ثمّ نكب الله هذا الشّيخ. وما نكبته عن الآخرين ببعيدة.
وهذا من بركات سيّد -رحمه الله- أن تناله الألسنة ويبقى ميزان حسناته لا يتوقّف بإذن الله تعالى.
الحمد لله أن المدافعين عن سيد يدللون بغلوهم في الدفاع عنه وبغض من بين أخطاءه ولو كان من العلماء على ضلال متبوعهم سيد فالحمد لله فهذا الكلام لا يكلف عناء في الرد عليه إلا بنقله كما كتبه صاحبه شاهدا على غلوه في متبوعه الذي سب الصحابة في كتبه.
ـ[نعيمان]ــــــــ[09 May 2010, 11:51 م]ـ
الحمد لله أن المدافعين عن سيد يدللون بغلوهم في الدفاع عنه وبغض من بين أخطاءه ولو كان من العلماء على ضلال متبوعهم سيد فالحمد لله فهذا الكلام لا يكلف عناء في الرد عليه إلا بنقله كما كتبه صاحبه شاهدا على غلوه في متبوعه الذي سب الصحابة في كتبه.
ومن قال إنّني أدافع عن سيّد وغيره -رحمه الله-، ورحم غيره؛ إنّما أدافع عن أسلوب وطريقة.
ومن الّذي يصنّف العلماء هذا عالم وهذا غير عالم؟ وهم في الأخطاء سواء.
ومن أخطائك كتابتك اللّغويّة الضّعيفة فقوّها يرحمك الله. أفيليق بمن ضعفت لغته أن يطاول قامات الأدباء العالية الّذين امتلكوا ناصية اللغة، وممّن بذلوا دماءهم رخيصة في سبيل الله؟ هل يستويان مثلاً؟
أمّا تلبيسك بأنّ سيّداً -رحمه الله - متبوعي فلا والله؛ بل متبوعي حبيبي محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم، ومن سار على دربه.
وأخطاؤه لا والله لا نقبلها منه ولا من غيره. فلا وصفه لموسى عليه الصّلاة والسّلام نقبله، ولا حديثه عن عثمان رضي الله تعالى عنه نقبله؛ أمّا حديثه عن معاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهما وغفر لهما فله شأن آخر. وإن كنّا -أيضاً - لا نقبل الألفاظ الّتي استخدمها.
لأنّني أقدّر الصّحابة ولا أقدّسهم. وكلّ من له مسكة من العلم يعتقد بهذا. فهل ارتكبوا أخطاءً أم لا؟
فإن ارتكبوا فذاك إذ هم بشر؛ وإلا فإنّهم عند جنابكم مقدّسون!!! إذن افترقنا.
فنحن نحبّهم جميعاً نعم - ما خدموا الدّين، ورفعوا الشّريعة؛ ولكنّ الحقّ أحبّ إلينا منهم أجمعين.
لكنّ متعتكم في التّجريح والتّعديل بمزاجيّة منحرفة تشتطّ:
فمن تحبّون ترفعونهم؛ فلا أخطاء- أصحاب قداسة-، ومن تبغضونهم؛ تحطّون منهم - أصحاب ضلالة-.
وعين الرّضا عن كلّ عيب كليلة * ولكنّ عين السّخط تبدي المساويا
ثمّ تزعم أنّني أبغض العلماء. أتقرأ جيّداً يا راجل؟ أين وجدت هذا؟
يا راجل: إن استعجمت عليك كلمات هذا العبد الفقير الضّعيف فكيف بالله عليك تريد أن تفهم كلام البليغ سيّد؟
أم أنت ناقل متّبع لمن تحبّ بلا تفرقة بين الخطأ والصّواب.
بصّرنا الله بالحقّ وهدانا إلى صراط مستقيم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[10 May 2010, 12:09 ص]ـ
ومن قال إنّني أدافع عن سيّد وغيره -رحمه الله-، ورحم غيره؛ إنّما أدافع عن أسلوب وطريقة.
ومن الّذي يصنّف العلماء هذا عالم وهذا غير عالم؟ وهم في الأخطاء سواء.
ومن أخطائك كتابتك الإملائيّة فصوّبها يرحمك الله. أفيليق بمن يخطئ في كتابة الحروف أن ينزل بساحة قامات الأدب ممّن بذلوا دماءهم رخيصة في سبيل الله؟ هل يستويان مثلاً؟
أمّا تلبيسك بأنّ سيّداً -رحمه الله - متبوعي فلا والله؛ بل متبوعي حبيبي محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم، ومن سار على دربه.
وأخطاؤه لا والله لا نقبلها منه ولا من غيره. فلا حديثه عن موسى عليه الصّلاة والسّلام أعجبني، ولا حديثه عن عثمان رضي الله تعالى عنه أعجبني؛ أمّا حديثه عن معاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهما وغفر لهما فله شأن آخر.
لأنّني أقدّر الصّحابة ولا أقدّسهم. وكلّ من له مسكة من العلم يعتقد بهذا. فهل ارتكبوا أخطاءً أم لا؟
فإن ارتكبوا فذاك إذ هم بشر؛ وإلا فإنّهم عند جنابكم مقدّسون!!! إذن افترقنا.
فنحن نحبّهم جميعاً نعم - ما خدموا الدّين، ورفعوا الشّريعة؛ ولكنّ الحقّ أحبّ إلينا منهم أجمعين.
لكنّ متعتكم في التّجريح والتّعديل بمزاجيّة منحرفة تشتطّ:
فمن تحبّون ترفعونهم؛ فلا أخطاء- أصحاب قداسة-، ومن تبغضونهم؛ تحطّون منهم - أصحاب ضلالة-.
وعين الرّضا عن كلّ عيب كليلة * ولكنّ عين السّخط تبدي المساويا
بصّرنا الله بالحقّ وهدانا إلى صراط مستقيم
والله لن يزيدني جهلك علي إلا حلما فاجهل كما شئت , وكلامك كما قلت لك يكفي في الرد عليه نقله بحروفه فبعضه يهدم بعض وإذا كان الصحابة لم يسلموا من سيد ولا منك أمّا حديثه عن معاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهما وغفر لهما فله شأن آخر. فهل أسلم أنا؟
ـ[نعيمان]ــــــــ[10 May 2010, 12:17 ص]ـ
أين الحلم وأنت تلبّس؟ يا رااااااااااجل!
وأين وجدت طعناً منّي في الصّحابة رضي الله تعالى عنهما؟
ورضي الله عن معاوية وعمرو ما طلع الليل والنّهار.
أما قلت لك: قوّ نفسك، ثمّ ادع ربّك أن يرزقك أحسن الفهم.
فإنّه من العُجمة أوتيتم! أو غيرها! والله أعلم بسرائركم وأهدافكم.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[10 May 2010, 08:23 ص]ـ
أين الحلم وأنت تلبّس؟ يا رااااااااااجل!
وأين وجدت طعناً منّي في الصّحابة رضي الله تعالى عنهما؟
ورضي الله عن معاوية وعمرو ما طلع الليل والنّهار.
أما قلت لك: قوّ نفسك، ثمّ ادع ربّك أن يرزقك أحسن الفهم.
فإنّه من العُجمة أوتيتم! أو غيرها! والله أعلم بسرائركم وأهدافكم.
زادك الله إساءة وزادني الله صبرا.
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[10 May 2010, 01:23 م]ـ
إخوتي الأحبه وقاكم الله كل سوء وزاكم علماً وزين أخلاقنا جميعاً بالحلم وألبسنا سرابيل الفهم وألف بين قلوبنا بما يرضيه
أخي الفاضل الشيخ محمد عيد الشعباني ... هل تبين لك أي خطأ عقدي او فقهي أو تربوي فيما نقله الأخ الفاضل محمد رشيد من تربويات الظلال/الحلقة 2/ أو فيما قدم له .... بين لنا!!!
أما أنا فقرأت ما ودت فيما قاله صاحبه رحمه الله لا الخير والهدى والرشاد حسب علمنا وما فهمنا من كلامه فإن تبين لك في هذا الكلام غير ذلك فبين لنا يرحمك الله!!!!!
وإلا ... فلا ينبغي أن نشوش على الموضوع بما لايستحق وأن نرجع فنثير الخلاف والنقاش ونكرره كلما ذكر أو نقل عنه شيئاً من علمه وفكره رحمه الله وغفر له وتقبله الله بقبوله الحسن هو وجميع الدعاة إلى الله ... وفقكم الله إخي لما يرضيه ونفع بكم عباده
أخوكم طارق
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[10 May 2010, 09:43 م]ـ
إخوتي الأحبه وقاكم الله كل سوء وزاكم علماً وزين أخلاقنا جميعاً بالحلم وألبسنا سرابيل الفهم وألف بين قلوبنا بما يرضيه
أخي الفاضل الشيخ محمد عيد الشعباني ... هل تبين لك أي خطأ عقدي او فقهي أو تربوي فيما نقله الأخ الفاضل محمد رشيد من تربويات الظلال/الحلقة 2/ أو فيما قدم له .... بين لنا!!!
أما أنا فقرأت المقالة فما وجدت فيما قاله صاحبها رحمه الله إلا الخير والهدى والرشاد حسب علمنا وما فهمنا من كلامه فإن تبين لك في هذا الكلام غير ذلك فبين لنا يرحمك الله!!!!!
وإلا ... فلا ينبغي أن نشوش على الموضوع بما لايستحق وأن نرجع فنثير الخلاف والنقاش ونكرره كلما ذكر أو نقل عنه شيء من علمه وفكره -رحمه الله وغفر له وتقبله الله بقبوله الحسن هو وجميع الدعاة إلى الله- ... وفقكم الله أخي لما يرضيه ونفع بكم عباده
أخوكم طارق(/)
المنطلقات التربوية من المنزلات المكية
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[21 Feb 2009, 05:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كتبه/ محمد رشيد
الحمد لله وبعد ..
فكم كنت مشتاقا ـ وقد رزقني الله سبحانه شبق القراءة والاطلاع والطلب ـ أن اقدم (إنجازا) حقيقيا لله عز وجل، نعم، إن كلماتي تلك لا مبالغة فيها، فقد درست الفقه والأصول وعلوم الآلة دراسة حرة وأكاديمية، وجربت المناهج والطرق والتوجهات وانشغلت بها سنينا، ولكن .. أين كل ذلك من العمل الحقيقي الذي يرضي الله جل وعلا؟
لنكن صادقين مع أنفسنا وصريحين في مجابهتها بحقيقتها وواقعيين في نظرتنا لتقييم الأمور .. إن دين الله جل وعلا لم ينزله الله لهذه الدراسات التي كنا ـ في حقيقة الأمر ـ نتمتع بها ونخدم من خلالها ميولنا النفسية تجاه الدراسة والتحقيق بحيث تعكس كل نفس ميولها الدراسية فتروي من خلال الدراسات تلك الميول الذاتية متذرعة مغطاة في ذلك كله بأن هذا هو علم شرعي يرضي الله جل وعلا .. فإذا بالنفس اللوامة تخدع فتستكين، أو تكمم فينكتم صوتها إلى حين .. إن دين الله جل وعلا نزل ليكون عبادة حية وحركة خاضعة من ضمن حركات الكون .. } وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون { ..
وحينما ننظر إلى تعريف (الفقه) اصطلاحا فهو: " العلم بالأحكام الشرعية العملية المستنبط ـ أو المستنبطة ـ من الأدلة التفصيلية " .. هل لاحظت؟ إنه الأحكام العملية .. فدين الله عمل، وذاك هو الأصل والغالب فيه .. وحينما تكون الأمور التي نتعبد بها هي نظرية أو تصورية لا عملية فإن ذلك نابع من طبيعة تلك الأمور في ذاتها، لا من حيث إن العبادة هي تصور فقط أو هي نظرية ابتداءا ..
إنه .. ودون جدال، لابد من التحرك بالدين ليتحقق الدين، وهو مراد الله تعالى الذي علينا تحقيقه، ولا تعلق لنا بما وراء ذلك قيد أنملة. والجدال في ذلك هو جدال لا يستحق الاحترام ولفت الانتباه ـ.
ولكن .. كما يقال: الطريق الوحيد لعدم التعثر هو أن تظل مكانك لا تتحرك .. ولكني أضيف عليه: وبقاؤك هو قرارك في القاع وهو منتهى التعثر وآخره. من هنا كانت مواجهة تلك الإشكالات هي الخيار الرباني الذي لا محيص عنه .. فعليك ربنا توكلنا .. وبك استعنا ..
حيرة الأريب ..
إن الأريب ليحتار حين يسلك ـ واقعا ـ طريقه التربوي على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وليس هذا من الكتاب أو السنة ـ حاشاهما ـ وإنما هو من الملابسات وسوء التصورات التي هي من سمات البشر والتي تظهر ـ تقريبا ـ في كل ممارسة لهم واقعية، في حين أن عامل الهداية والاستبصار هو متحقق في ذات المصدر الذي يعلن العاملون ـ نظرا ـ أنهم ساعون في إقامته.
مناط الخلل في تصور المنهج:
إن مناط الخلل في تصور المنهج التربوي ـ العملي ولا يكون إلا عمليا ـ هو تخطينا الذهني لأبسط المعالم والمحطات التربوية في الكتاب والسنة التي نعرفها جميعا ويعرفها أطفالنا .. وتصورنا أن الأمر طالما تعلق بالتربية فهو قضية معقدة تحتاج إلى كثير تأمل وبحث وتنقيب، وتحتاج إلى أدوات الاجتهاد الفروعية .. إلى غير ذلك من تصورات الواقع .. والأمر في حقيقته أوضح في دين الله من ذلك! دعونا على المعالم ..
معالم التربية في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
دعونا لا نتخطى المعالم الواضحة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .. دعونا نحاول أن نطبق ـ وبكل يسر ودون تعقيد ـ منهج القرآن التربوي وكيف كان النبي صلى الله عليه وسلم مترجما له إلى واقع البشر الحركي العملي ـ ولا يكون إلا كذلك ـ ولكن كيف يكون ذلك؟ .. إنه يكون بداية بتصورنا لطبيعة وحدة الفعالية التربوية في الجيل الأول من المسلمين .. وهذه الوحدة الفعالة ترتكز في محورها على طبيعة الخطاب التربوي الذي يتنزل إليهم ويبلغهم إياه مربيهم العظيم محمد صلى الله عليه وسلم ويحوله ـ من خلالهم ـ إلى واقع عملي حركي مشاهد بالعين مسموع بالأذن.
فحص تنزلات القرآن .. هي نقطة الانطلاق
(يُتْبَعُ)
(/)
حينما ننظر إلى كتاب الله تعالى نجده الكتاب الوحيد من الكتب السماوية الذي تنزل منجما ـ مفرقا ـ بحسب الحوادث والوقائع .. فلم ينزل كتابا واحدا يطبق المسلمون ما يمكنهم تطبيقه منه ويؤجلون الباقي .. وهذه قاعدة لابد أن ندركها من طبيعة ديننا ـ الإسلام ـ إنه ليست لدينا نظرية للنظرية .. ليست لدينا أفكارا لمجرد التفكير الذهني دون التحقيق، ولو كان ذلك من طبيعة الدين لتنزلت آيات للتفكر المجرد .. بل إن ما حواه قرآنا من آيات التفكر القلبي والذهني إنما هو كذلك محاط بإطار من الواقعية من خلال سبب النزول والواقعة التي نزل بها ولأجل التوجيه بها .. من هنا .. ومن خلال التصور الصحيح لهذه الطبيعة .. نستطيع أن نضع أيدينا على الكنز الحقيقي للتربية .. إنه القرآن .. لا بحرفيته البحتة أو ترتيله المجرد .. وإنما كخطاب توجيه يتنزل بحسب المرحلة والحدث والواقعة ليرشد أمة تتحرك به فعلا ..
من هنا .. هنا فقط .. اكتسبت قناعتي ويقيني بصحة المنهج الذي لابد وأن يتبع من بين كل تلك المناهج التي تعج بها الساحة الدعوية والتي هي لا تتعدى (طرقا) للمشايخ، بل لا يندرج أغلبها ـ ولو نظريا ـ تحت هذا المفهوم التربوي الذي تربى عليه الصحابة رضي الله عنهم .. نعم، إن منهج الله في تربية عبيده واضح .. ولا يقولن قائل إنه واضح دون تطبيقه .. بل هو واضح تمام الوضوح .. وعلى المؤمن المستقين الذي يملك أدنى درجة من العقل أن يكون على يقين من ذلك المنهج، ولا يقبل بالدخول في جدالات ومهاترات تشكيكية حوله .. فهي حلقة مفرغة من الفتن لا تنتهي .. لا تنتهي إلا بأن يقطعها الحسم والعمل ..
أما المحكات في تطبيق هذه المنهجية في أرض الواقع الآني .. فلن ننتظر كثيرا حتى يتمخض عنها الذهن .. إنما لدينا مفهوم، وهو حتمية البدء والتحرك .. فالمحكات تتبين لنا حين النزول إليها بالفعل .. ويكون تعاملنا معها حين تولدها ومواجهتنا لها .. فالقضية أن .. حتمية التحرك والعمل بالمنهج الرباني .. أمر محسوم ..
من هنا .. كانت الانطلاقة بدراسة هذا المنهج و محوره الخطابي .. وأبرز ما في هذا المحور هو قضية التقسيم المكاني والزماني لتنزلات القرآن .. وليس هنا موضع التفصيل العلمي في تلك القضية؛ فإن الغاية هي تناول دراسات مختصرة نعكس من خلالها الطبيعة التحركية الواقعية لخطاب الله تعالى لنا بهذا القرآن .. وفي الجزئية التي سنتناولها بالدراسة يكفينا ما لدى القارئ الكريم من تصور عام حول القرآن المكي وطبيعته التربوية، وكذلك ضابطه ـ بغض النظر عن النقاشات العلمية في هذا الضابط أهو المكاني أم الزماني ـ فإن الغرض يتحقق بالتصور العام للقرآن المكي وذلك في السور الثلاث التي سنتناولها باستخراج ما تعكسه من منهج تربوي واقعي حركي يتحتم أن نطبقه في عصرنا كما طبقه الجيل الأول فكان من حاله ما كان مما لا يحلم به مسلموا اليوم.
القرآن المكي .. هو نقطة الانطلاق الواقعي للمربين
نظرة مختلفة!
القرآن المكي تنزل في 13 عاما، كان دوره هو التربية العقيدية الواقعية للمؤمنين .. الجمهور يعبر عن طبيعة القرآن المكي بأنه هو الرقائق والمواعظ والخطاب الرقيق .. ولكني ـ محمد رشيد ـ يشهد الله سبحانه أرى الأمر مختلفا واقعا حينما أقرأ القرآن المكي .. إنه يحمل سمة الحسم والبت والتهديد والهول والبطش والسرعة!
{تبت يدا أبي لهب وتب}
{قتل أصحاب الأخدود* النار ذات الوقود* إذا هم عليها قعود}
{أرأيت الذي يكذب بالدين}
وحسبكم سورتي الأنعام والأعراف!
إن الوعظ في الدين لا ينبغي أن نحاكمه أو نقايسه على ما نعرفه من خلفيات كونها الواقع المريض الهزيل التوظيفي .. حتى نقول إن القرآن المكي هو وعظ ـ بالمعنى المتبادر عرفاـ!! إن القرآن المكي خلاف ذلك تماما .. إنه يبتر بترا ويحسم حسما ويجزم جزما في قضايا الاعتقاد .. وكما أقول دائما: إن التربية التي تعني الأخذ بالتدرج والهويني والتدريب هي ـ بديهة ـ محلها الأعمال والجوارح، لا الاعتقاد والتسليم بمقتضايته .. فالطبيعة هنا تختلف تماما .. فهي ـ من بدايتهاـ إما يمين وإما يسار .. إما أبيض وإما أسود .. نعم هناك السلوك الحسن والحكمة في الدعوة .. أما مادة الدعوة ذاتها فلا شأن لها سوى البت والقطع .. وهذا بارز تمام البروز في آيات الله تعالى وأحاديث نبيه صلى الله عليه وسلم وسلوك الدعوة المضطرد من لدن النبي
(يُتْبَعُ)
(/)
صلى الله عليه وسلم إلى العصور الخيرة .. ومن هنا فطبيعة القرآن المكي ليس هي (الوعظ!!) وإنما هي (الخلع) من الاعتقاد الباطل، ومن ثم (الغرس) في الاعتقاد الحق، وذلك باتباع سلوك الدعوة بالآيات البينات التي لا يجادل فيها إلا مكابر .. وهنا تكون القضية قضية عناد وتكذيب لا قضية عدم قناعة وتشكيك .. والآيات في هذا المعنى كثيرة جدا في كتاب الله تعالى وليس هو مكان بيان تلك القضية الدعوية.
أركان التربية
حينما ننظر إلى السيرة النبوية وإلى أسباب النزول .. لا سيما لو كانت قراءة شاملة كدراسة لمعاني الآيات وما نزلت به وما ترجمه الصحابة من عمل لا كدراسة تخصصة أحادية الجانب .. حينما ننظر هنا إلى السيرة وإلى أسباب النزول بتلك المنهجية يتبين لنا ركنا التربية .. ومن هنا أستطيع أن أعلن عن ركني التربية ـ في نظري ـ وهو ما يدل عليه منهج القرآن التربوي، فأقول:
التربية = حدث + خطاب
وهذا هو مصداق ما يذكره بعض الدعاة من كون التربية (معايشة) و (سلوك) وليست مجرد أوامر لفظية وليست محددة بفترة زمانية تحت اعتبار من الاعتبارات الشائعة ..
ولنحاول ـ باختصار ـ أن نلقي تصورا على الواقع الذي يجري نتيجة اختلال ركن من الركنين:
حدث بلا خطاب: ينتج عنه عماء وخبط عشواء وشعور بالضياع لدى الشباب المتدين ـ خاصة حديثي العهد بالتدين ـ وهذا أثره مشاهد معهود فلا يفتقر إلى بياني.
خطاب بلا اعتبار الحدث: فهذا هو الجاري في المحاولات التربوية المعاصرة من قبل جمهور الدعاة ـ الذين نحسبهم على خير وإخلاص والله حسيبهم ـ فمشكلة الدعاة هي (ضخ) التوجيهات في غير محالها والبعد عن غير عمد ـ وفي أحيان كثيرة عن عمد ـ عن قوالب تلك التوجيهات من الأحداث الحية المعاصرة .. بحجة البعد عن السياسة أو المشاكل أو استفزاز البعض ممن لهم علينا قدرة .. إلخ وهذه قضية ليس هذا محل تفصيلها وإنما المقصود هو تصور الأثر الواقعي لاختلال هذا الركن التربوي.
تربويات واقعية في سور مكية
الفاتحة هي في أول المصحف .. ولكنها الخامسة من حيث النزول .. لماذا نزلت الفاتحة كسورة خامسة؟ ما القضية؟
لقد سبقت الإشارة إلى أن القرآن منهج تربوي، وكان يتنزل للتربية بالواقائع والأحداث .. ومن هنا نواجه قضيتين إذا أردنا أن نتناول سورة من السور بدروسها التربوية:
أ ـ حادثة نزول السورة (وذلك لتصور الدرس التربوي الواقعي للتوجيه بالسورة)
ب ـ السياق قبل السورة (وذلك لتصور دور السورة كمرحلة تربوية ضمن سلسلة وليست كوحدة منفصلة انفصالا تاما)
فإن فعلنا ذلك مع كافة السو رالمكية .. ثم السور المدنية .. فاستوفينا سور القرآن، استطعنا هنا ـ بحول الله توفيقه ـ وضع تصور تطبيقي كامل للتربية السلفية (الحقيقية) على منهج الله الذي طبقه النبي صلى الله عليه وسلم مع جيل الصحابة وطبق من ثم في القرون الخيرة.
وسوف نتناول بتلك المنهجية ـ منهجية المحكات التربوية - سورا ثلاث مرتبة من القرآن المكي، هي سور/ الفاتحة – المسد – التكوير .. فأقول مستعينا بالله تعالى:
لو أني اخترت البداءة بسورة الفاتحة فإن هذه السورة لها من الفضل والكلام حولها ما لا يحتاج إلى أن يعاد هنا، وأفضل من تكلم عليها ـ في حدود معرفتي ـ هو الإمام ابن القيم في مدارج السالكين، فالراغب فيما حولها يمكنه مراجعة هذا السفر العظيم .. وإنما يعنيني هنا الوقفة التربوية الحركية من تلك السورة!
يبدو ـ لأول وهلة ـ أنها تحوي ثناءا على الله ودعاءا له وأنها يصعب أن نستخرج منها تربويات يمكن تطبيقها مباشرة في عالم الواقع وتحديدا (المحكات) .. ولكن أقول: لو طبقنا عنصري الكشف عن حركيات السورة لتوصلنا إلى الحركة التربوية منها .. وهذا نسلكه إن شاء الله تعالى مع السور الثلاث مراعين عنصري الكشف وهما: سبب النزول والسياق .. وهذا يجرنا إلى تغيير منهجنا في التناول .. حيث لن نتناول سورة سورة .. وإنما سنبدأ بالحركة التربوية من أول ما نزل من القرآن المكي فننتهي إلى السور الثلاث محل البحث .. فإننا لن نتصور الحركة التربوية إلا إن تصورنا وحدة الحركة كاملة. والله تعالى المستعان وعليه التكلان.
التربية القرآنية .. بناء المؤمن من العلق إلى التكوير
سورة العلق .. البدء باسترداد الإنسان إنسانيته!
(يُتْبَعُ)
(/)
كان أول ما أنزل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم سورة العلق لتكون إعلاما بإنسانية الإنسان!! نعم .. ربما تتعجب من كلامي .. فتقول: إنما ليكون العلم هو أو لالطريق .. فأقول: نعم، ولكن لماذا العلم؟ أليس الله ربك؟ أليس خلقك؟ أليس قادر على إفنائك؟ أليس قادر على أن يحول قلبك وعقلك لتكون أشد الناس إيمانا في لحظة حيث يقول كن فيكون؟ .. ولكن شيئا من ذلك لم يحدث مع قدرته تعالى عليه .. لقد قال لك ((اقرأ)) .. لتؤمن عن بينة وعلم .. لا عن قدر إلهي محض خالص من أسبابه على طريقة المعجزات .. اقرأ أيها الإنسان لتعرف ما تؤمن به فسوف تحاسب عليه .. اقرأ .. فهو أول الطريق .. العلم.
الحركة التربوية:
من هنا يكون محكنا الأول في تربية الشباب المسلم في العام 2009 اقرأ .. تحتاج إلى أن تقرأ ..
- اقرأ القرآن من جديد كخطاب لك أنت ..
- اقرأ السيرة النبوية لتستلهم منها حركتك التي تعبد بها ربك
- اقرأ الرحيق المختوم لتعرف مختصرا عن الدعوة كيف قامت وإلى أين انتهت
- اقرأ كتاب التوحيد لابن عبد الوهاب لتدرك الشرك الأكبر الذي يحدث في قبور الصالحين
- اقرأ زاد المعاد لابن القيم لتعرف أنه لا فرق بين الفقه والسيرة والحركة إلا في أذهاننا التي خربطت الرواسب برامجها التلقائية
- اقرأ حصن المسلم ليكون جزءا من يومك ذكر لله تعالى ثابت لا يتبدل بحال
- اقرأ مقدمة ابن خلدون لتعرف حقيقة المجتمع وضرورة بناء المجتمعات وأنه لا إنسانية ولا قيام إلا بذلك
- اقرأ اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية لتعرف موقفك المفاصل من الكفر وأهله.
وهكذا لابد من إعداد برنامج (تأهيلي) للشباب السالك للطريق .. يتم إعداد بعناية و (أمانة) ومن لا يجد في نفسه القدرة على (تكاليف) الأمانة فليوكل الأمر لمن هو أقدر عليه.
ولا حجة في مبدأ (البداءة بالعلم) للدعاة الذين يشغلون الشباب بالمفضول عن الفاضل، أو بما لا يناسب الحال الذي يتطلب منهم تكاليف خاصة تناسب الموقف. فإن سورة العلق جاء العلم فيها متناسبا مع حال من يتم تعليمه! انظر:
((اقرأ .. باسم ربك الذي خلق .. خلق الإنسان من علق .. ))
فلما كان حال من يتم تعليمه هو الاحتياج للتوحيد فإن أول ما علمه إياه هو ما يكون من لازمه ومقتضاه التوحيد .. فهو الخالق .. خالق الإنسان من علق .. فعلمه ما يتناسب مع حاله .. علمه ما يحتاجه من العلم ..
وهكذا على الدعاة أن يكونوا أكثر (أمانة) في أن يعلموا الشباب ما يجتاجونه – حقا – من العلم .. لا أن يشغلوهم على طريقة البيزنطيين والمتنطعين.
فكما أن العلم نقل محمدا صلى الله عليه وسلم من الجاهلية إلى الإسلام .. فعلينا أن ننقل الشباب في عام 2009 بالعلم من الحال التي هم فيها إلى الحال التي نريد .. وهذا يقتضي أن نجهز لهم برنامجا للقراءة محددا بمدة وممنهجا بعناية ويخضع لاختبار مخطط كذلك وعمليات تصفية وانتقاء لوضعهم بعدها في البرنامج المناسب لهم ..
سورة القلم .. التأهيل النفسي للداعية بعد البرنامج العلمي ..
تحيرت نوعا في قضية سورة القلم وأنها نزلت بعد العلق .. فموضوع السورة يدل على أنها نزلت في شدة احتدام الدعوة والاتهام بالجنون .. ولا يتناسب أبدا مع الفترة التي تلي نزول سورة العلق وقبل نزول المدثر والمزمل اللتين تشيران إلى نزولهما قبل المواجهة بالدعوة .. بل ولا تتناسب كذلك مع الفترة التي كانت الدعوة فيها فردية قبل أن تكون جماعية جهرية والتي هي ثلاث سنوات .. ولم أر أنه صحّ في سبب نزولها شيء ـ إلا أثر ابن عباس في وصف الزنيم ففيه كلام بالصحة وهو جزئي كذلك لا يدل على السورة كوحدة ـ!
وبناءا على ذلك كدت أجزم أن سورة القلم ليست الثانية بعد العلق ـ خاصة أني لا أعرف مدى صحة الروايات التي تجعلها الثانية والأمر كله إلى الآن عندي ظني محتمل ـ إلا أن ثمة إشارة ربطت المناسبة بين سورتي العلق والقلم .. ألا وهي مناسبة ذكر (القلم) .. والاتفاق المعنوي بين القراءة والقلم الذي هو أداة الكتابة المقروءة .. وهذه المناسبات التي تلقي روحها الخفية في النفس معهودة بالقرآن وقد وقفت عليها كثيرا ..
ولسائل هنا أن يسأل: وما ارتباط المحتوى التربوي بالسورة بسياقه المناسب من سورة العلق إذا قلنا بنزول القلم بعد العلق؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الجواب – وهو ظني -: إن محتوى السورة ـ والله سبحانه أعلم ـ لا يدور حول قضية وقعت بالفعل؛ وإنما يدور حول قضية ستقع حتما للنبي صلى الله عليه وسلم وهو التكذيب واتهامهم له بالجنون ـ بأبي هو وأمي ـ.
الحركة التربوية:
من هنا يمكننا تصور المحك التربوي، فأقول:
بعد الإعداد العلمي الثقافي المناسب والنسبي كذلك لشباب 2009 ـ مع اقتران ذلك بالعمق التربوي الفردي من عبادات وأخلاق ـ وبعد تصفية الطائفة المناسبة والبدء في تجنيدها بالمهام الدعوية ـ حيث الدعوة هي الوظيفة الرئيسية للمسلم ـ هنا لابد من توعية تلك الطائفة بما سيلاقونه من إيذاء وتسفيه من خلال أجهزة الإعلام الخاضعة لأنظمة تعادي الإسلام روحا وهيكلا .. وهنا لابد من تنبيه الشباب الجدد إلى تضخم هذا المد السرطاني الأبله المسمى بـ (العلمانيين) .. وأنهم سيتهمونهم بالتخلف العقلي والهوس الديني والجنون كما نراه على الفضائيات .. ولابد ـ اتباعا لمنهج سورة القلم ـ من أن نذكر لهم هذا الأمر على أنه قطعي الوقوع؛ حتى أننا نقصه عليهم بأمر واقع بالفعل .. وذلك للوصول بالشباب إلى أكبر درجة من الاستعداد النفسي لمواجهة مثل تلك الاتهامات ..
ولابد من تصبير الشباب وتذكيرهم بأن أعمارهم قصيرةوأنهم سيجتمعون بأعدائهم أمام الله جل وعلا .. وأن الله تعالى هو أعلم بحال هؤلاء الشباب الدعاة وحال العلمانيين والقائمين على أجهزة الإعلام العفنة .. فعلى الشاب أن يستمر في طريقه ولا يأبه لما يصيبه .. فهو أمر مؤكد الوقوع .. وليس من شأنه أن يفت في عزيمة الشاب الداعي إلى الله.
وتبع هذا الإعداد النفسي إعداد تربويا فيه الصلة بالله تعالى صلة مباشرة لتكون زادا للطريق .. فنزلت المزمل!
سورة المزمل .. الإعداد التعبدي الفردي بجوار إعداد المواجهة ..
ما يروى من قصة نزول المزمل وهو الحديث الذي رواه البخاري ومسلم والذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم:" دثروني وصبوا عليّ ماءا باردا" الصحيح أنه نزل في سورة المدثر .. لا المزمل .. ولم يصح – والله أعلم – في نزول سورة المزمل شيء يعد من أسباب النزول .. وإنما هو خبر ابي داوود عن ابن عباس: " لما نزلت أول المزمل كانوا يقومون نحوا من قيامهم في شهر رمضان حتى أنزل آخرها وكان بين أولها وآخرها نحو من سنة".
والذي أراه ـ والله سبحانه أعلم بمراده ـ أن سورة المزمل نزلت بعد القلم لتكتمل بها عناصر التربية .. ففي العلق كان العلم .. وفي القلم كان الإعداد النفسي لمواجهة العتاة المجرمين العلمانيين .. ثم في العلق تربية المؤمن تعبديا .. أي التربية الفردية وتقوية الصلة بالله تعالى من خلال (الصلاة).
وحينما تأملت وجدت هناك أربعة أسباب تقنع بذلك الترتيب:
أ – هجمات الأعداء الكافرين تبدأ من فورها بعد العلم واعتناق العقيدة الذي كان في العلق وهو أسبق على مرحلة النضوج النفسي الكامل؛ فالعداء يبدأ مع المخالفة .. لذا قدم التأهيل النفسي لمواجهة الأعداء على الإعداد التعبدي التربوي الفردي بطول القيام – وهذا جواب لسؤال محتمل: لماذا قدم الإعداد النفسي تجاه الأعداء على الإعداد التربوي بتقديم القلم على المدثر –
ب – جاء في كلام السلف حول معنى الأثر آنف الذكر أن قدم النبي صلى الله عليه وسلم تورمت من الصلاة في السنة التي بين نزول النصف الأول من المزمل ونزول نصفها الأخير .. فلما نزل الأخير خفف من الصلاة .. وهذا له أثره الغريب في عملية التربية! إنه يعتنق عقيدة جديدة .. ويكتسب أعداءا جددا! إنه يحتاج إلى مرحلة صلة أطول بالله .. في حين يعتنق عقيدة جديدة ويواجه أعداءا جددا .. فلابد من تلك المبالغة لتستقر القضية في النفس .. قضية الاعتقاد وقضية مواجهة الأعداء بها ..
ج – المواجهة مع العدو لابد أن تكون لمعيار واحد وهو العقيدة في الله تعالى .. ومن هنا كان الأمر بالتعبد؛ ووكانت الصلة بالله التي في سورة المزمل مناسبة أشد المناسبة للاتهام بالجنون والمعاداة في سورة القلم! تأمل
(يُتْبَعُ)
(/)
د – سورة القلم فيها التسلية والمواساة .. والمواساة وسورة المزمل فيها الأمر بالتعبد؛ وهذا فيه مناسبة الداء بالدواء! نعم .. في القلم أخبره بما يقولونه وما سيلقونه .. وفي المزمل أمره بدوره في مواجهة تلك الاتهامات وأنها لا يداويها إلا التعلق الشديد بالله تعالى .. فسبحان الله! لقد ناسبت المبالغة في العبادة حتى تتورم القدم المبالغة في شدة استهزاء الكفار التي تكون في مبدئها قوية عنيفة قبل أن تستقر الأمور وتصير أمرا واقعا يقبل التفاوض!
الحركة التربوية:
من هنا يمكن أن نتصور الحركة التربوية ـ أو التربوية الحركية ـ من خلال سورة المزمل؛ فأقول: على الدعاة أن يعملوا على وضع برنامج تعبدي ـ متناسب طردا مع أحوالهم الآنية ـ بحيث لا يشغلهم ذلك البرنامج عن القضية لاأولى وهي العلم، وبحيث لا يشغلهم كذلك عن (الجندية) التي هي الخطورة التربوية الحركية القادمة في تربية القرآن المكي ..
ومن هنا كذلك يتبين لنا خطأ بعض المدارس التي (توخم) عقول أتباعها فتقيمهم في عبادات توقيفية بحتة ـ وأقول توقيفية لإثباتي وصف العبادة في غير العبادات المعهودة من صيام وصلاة ـ فتتوخم علومهم، وتخمل أو تعدم لديهم قضايا هي من أصول الاعتقاد، وهي قضايا الولاء والبراء بحيث يظهر هذا في القول والعمل والاهتمام بأمور المسلمين .. وهؤلاء الدعاة غالبا لا يؤدون دورهم تجاه مواساة وتحفيز وتصبير المبتلين من المؤمنين .. بل إنهم ممن يصدم فيهم من يظنهم الصدر الحاني الدافئ من برد الابتلاء والقهر ..
وهذه التوجهات ـ وأصحابها منهم من مهم من الأفاضل فعلا ـ قد اصيبوا بذات (التطرف) الذي أصيب به من هم على الطرف النقيض منهم .. فكما أصيب أناس بتطرف الحماسة من غير ضبط ولا تأصيل ولا تربية؛ فيحسبون كل دعوة للتربية هي تخاذل وتماوت وخيانة .. فكذلك أصيب هؤلاء بذات الداء؛ فيحسبون كل دعوة أو تذكرة بالجهاد ومتابعة قضايا الأمة هي تطرف ورعونة وسخونة غير منضبطة .. وكأن الانضباط هو التماوات والانغلاق في المساجد بحيث يتخلون حتى عن تدريس العلم الشرعي .. حتى قال لي أحدهم يوما: " إن علم أصول الفقه يدخلك النار! " ـ ومفهوم توجييه ولا شك ولا هذا الإطلاق حمل هيئته فعلا من المبالغة وتخلى هؤلاء عن أمانة التعليم ..
وما هذا وذاك (التطرف) من الفريقين إلا لبعدهما ـ معا ـ عن وحدة كتاب الله تعالى المتكاملة .. فالنبي صلى الله عليه وسلم هو خير مثال وكان قرآنا يمشي على قدمين .. وقد رباه الله رب العالمين!! هو من كان تحمر حدقته كأنه منذر جيش! وهو من كان يقوم الليل حتى تتورم قدماه! وهو من كان ييقوم وينام ويصوم ويفطر ويجامع النساء! إنه التكامل القرآني يا أيها الدعاة .. كان النبي صلى الله عليه وسلم متكاملا لأن القرآن متكامل؛ وهو قد صار قرآنا يمشي على قدمين صلى الله عليه وسلم.
فعلى الدعاة ـ جميعا ـ أن ينوبوا إلى مصدر منهجهم حركيا، وأن يتحركوا حركية واقعية منهجية بهذا القرآن .. لا مجرد التسليم النظري.
سورة المدثر .. الجندية! بعد التعليم والتربية الروحية ..
سبب نزول سورة المدثر معروف ومشهور .. والذي يعنينا بقوة هنا هو قضية السياق .. لقد نزلت المدثر بعد المزمل .. فتأمل
المزمل = تربية روحية وصلة بالله
المدثر = جندية
ماذا يعني ذلك؟ .. نتبينه مباشرة من الحركة التربوية
الحركة التربوية:
مرحلة الجندية للدعوة والتبليغ مرحلة ضرورية ولا يفرط فيها عملا إلا من لا يلفتنا أن نسود صفحات الورق بالرد عليه .. ولكن القضية هي: متى تكون مرحلة الجندية في الدعوة؟
سنذهب يمينا وشمالا ونجتهد ونخرج بأفكار ونجرب .. إلخ!
الرسول صلى الله عليه وسلم كان داعية وكان أعظم مجند للإسلام في التاريخ ..
والقرآن كان هو خطاب التربية ..
فالقضية يسيرة إذا ورغم ذلك لا نراها!
نرى كيف كانت مرحلية الخطاب التربوي لأعظم داعية .. أليس كذلك؟
بدأت القضية بالعلم (العلق) .. ثم التأهيل النفسي للمواجهة مع المخالفين (القلم) .. ثم التأهيل الروحي والصلة بالله (المزمل) .. والآن .. وبعد حصول العلم والتأهيل النفسي والروحي .. يناسب جدا أن يأتي دور الدعوة والتحرك للتبليغ، فكانت سورة المدثر!
سبحان الله تأمل؛ السابق لها: يا أيها المزمل قم الليل .. ثم التالي لها: يا أيها المدثر قم فأنذر!!
ماذا يعني ذلك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
إنها التربية الروحية قبل التحرك للدعوة والتلبس بالجندية .. ولا نطيل فهو واضح .. نشرع في بيان المحك الحركي ..
الحركة التربوية:
على الدعاة أن ينتخبوا الشباب الذين مروا بالتربية العلمية والتأهيل النفسي والتربية الروحية بصورة معقولة .. وذلك لتأهيلهم للتحرك للدعوة بصورة حركية .. وهنا يبدأ التخطيط الواقعي (المحكي) فننظر؛ هل ظروفه تسمح للدعوة المنبرية؟ أم هي للفردية؟ أم من خلال الإنترنت؟ أم التحرك في الأماكن العامة؟ .. إلخ. فالتخطيط الحركي الجاد والمنطقي كذلك لابد أن يبدأ فور وصول المتربي إلى تلك المرحلة.
سورة الفاتحة .. تعهد المؤمن بتواصله العبودي بعد اكتمال أركانه!
بصورة المدثر يكون قد اكتمل البناء بأركانه .. حيث العلم .. والاستعداد النفسي لمواجهة المخالفين .. والتربية الروحية حيث الصلة بالله في زمن الابتداء في تولي هذه العقيدة .. وأخيرا التحرك الواقعي لتبليغ هذا الدين .. فهنا يكون المؤمن قد انتهى إلى الخط الأفقي المناسب والذي سيسير عليه أفقيا .. بينما كان قبل ذلك يندفع عدة اندفاعات إليه خروجا من جاذبية الأرض .. الاندفاعة الأولى كانت العلم .. والثانية التأهيل النفسي .. والثالية تقوية الصلة والاستعداد الروحي .. والرابعة التحرك للدين .. الآن قد استقر المؤمن في صورته التي يريده الله فيها .. فجاء وقت التعهد بالرعاية لكافة ما سبق .. أو التعهد بمتابعة المؤمن لتفعيل كافة ما سبق وترجمته. فكانت الفاتحة.
فتبدأ السورة بالثناء على الله تعالى، فالحمد لك يا رب العالمين، يا رحمن يا رحيم، يا مالك يوم الدين .. وهذا تقرير للعقيدة التي تعلمها المؤمن في أول ما نزل من القرآن، فبعد أن علم أن الله هو الرب الذي خلق، هنا يحمد رب العالمين! ويدعوه بصفاته التي يرجو بها المؤمن الخير، فهو الرحمن الرحيم، ثم هو مالك يوم الدين، وهو اليوم الذي يتعق به قلب المؤمن في الحساب والجزاء واسترداد الحقوق، فالمؤمن لا يتعلق بحق من الدنيا على سبيل الغاية والإطلاق.
ثم ينطلق المؤمن في السورة مترجما لواقع ما سبقها من القرآن المكي .. فيستعين بالله تعالى .. على ماذا؟ على كل شيء .. على التأهيل النفسي لمواجهة الأعداء في سورة القلم، وعلى التأهيل التعبدي وإقامة الصلاة في سورة المزمل، وعلى مشاق الدعوة في سورة المدثر .. فالله قال له في المزمل (قم الليل إلا قليلا) وقال له في المدثر (ولربك فاصبر) .. فيقول المؤمن هنا (إياك نعبد وإياك نستعين)! .. نعم، إنها منهجية التربية في القرآن المكي!
ثم ينطلق المؤمن يدعو ربه أن يهديه الصراط المستقيم .. يساله ذلك بعد أن تبين له الصراط كاملا .. نعم .. تبين له الصراط أنه علم وصبر وصلة بالله ودعوة شاقة .. تلك هي مقومات الصراط، قد تعلمها المؤمن في السور السابقة على، وهو هنا ـ وقد نضجت لديه تلك التصورات والتحركات ـ يستجمعها في دعاء واحد هو سورة الفاتحة!
الحركة التربوية:
لدينا شباب منتخب قد تحرك بالفعل للدعوة في مرحلة المدثر، هذا الشباب لابد من تعهده بالرعاية والتذكير بالصراط ومقوماته، وهي العلم من العلق، والدعوة من المدثر، والإعداد الروحي والتربية الفردية من المزمل، والتأهيل النفسي في مواجهة الأعداء من القلم .. فهو علم وعلاقة بالله وتبيلغ للعلم واستعداد للعدو .. فلابد من تعهد الشباب بذلك؛ بتذكيرهم به في خطاب واحد يجمعها وهو من جوامع الكلم .. محاكاة لسورة الفاتحة التي أجملت كل ما سبق عليها من الخطاب المكي.
سورة المسد .. تثبيت المؤمنين بذكر واقع أعدائهم .. وهو نهج رباني!
سبب نزول سورة المسد معروف مشهور، فقد رواه البخاري عن ابن عباس – فهو مرسل صحابي لأن ابن عباس لم يكن قد ولد بعد ولا ضير فيه – لما نزل قوله تعالى (وأنذر عشيرتك الأقربين) وما كان فيه من القصة المشهورة، ومما فيها أن أبا لهب قال للنبي صلى الله عليه وسلم: تبا لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا؟ .. فأنزل الله تعالى سورة المسد.
لا شك أن القرآن ليس لغو! وما ينزل منه من كلام إلا بتدبر الملك جل جلاله، ومثله سورة المسد، إنها إخبار بحال فاسق عن أمر الله وحال امرأته الفاسقة عن أمر الله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن بالآية شيء عجيب يمكن أن نستل منه الحركة التربوية – أو التربوية الحركية - .. إنه رغم كفر أبي لهب وكفر امرأته إلا أن غيرهما كذلك هم من أشد الناس كفرا، وكذلك الآيات لا تدور حول بسبب نزولها حول مجرد كفره وإن كان هو محور لخطاب الله حول أبي لهب وامرأته .. فالآيات تدور في محورها خصيصا حول موقف أبي لهب وامرأته من النبي صلى الله عليه وسلم .. من حيث الإيذاء بالقول والفعل .. فقول أبي لهب " تبا لك سائر اليوم " .. وما كانت امرأته تقوم به من الإيذاء البدني كذلك .. ذلك هو ما أنزل الله لأجله السور .. وليس هو مجرد الكفر، وإلا فغيرهما كان من أشد الناس كفرا كما سبق، ولم ينزل بهم قرآن، ولم يكونوا على تلك الدرجة من الاهمية أن ينزل بهم قرآن! .. فتتضح لدينا الغاية التربوية هنا والتي ننتقل غليها مباشرة فلا نطيل ..
الحركة التربوية:
إن الشباب في عصرنا – وقد استقروا في العلم والدعوة – يواجهون منغصات عديدة، من أبرزها هو تعرضهم للأذى على أيدي أناس بلغوا من العتو والإيذاء ما بلغ أبو لهب وامرأته أو يزيد! .. والله تعالى علمنا هنا أن نسري عن أرواح المؤمنين بتشميتهم في أعداء الله الذين يسومونهم سوء العذاب .. فلاالتفات هنا إلى الاجتهادات الشخصية التي يحاول أو يبتكرها بعض الدعاة سواء بالسلب أو الإيجاب، بالموافقة أو المخالفة، فهي مجرد تصورات بعيدة عن تفصيل وفعاليات السلوك الرباني .. وكلها ـ مع غيرها من التصورات الدخيلة ـ هي ثمرة البعد عموما عن كتاب الله تعالى كمنهج (مفصل) في قضايا التربية.
أما كيفية أداء ذلك فهي بتذكير الشباب المبتلى بالآيات والآثار التي توعد الله تعالى بها المتعرضين لأوليائه .. وكذلك يصلح سرد قصص خواتيم الطغاة من المعاصرين ممن آذوا المؤمنين في أبدانهم وأعرضهم، ممن ختم الله تعالى لهم بالسوء، فجعلهم عبرة .. فإن ذلك يسري على قلب المؤمن المبتلى .. كما سرى الله على قلب النبي صلى الله عليه وسلم بحال أبي لهب وامرأته الذين بلغا من الإيذاء مبلغا بحيث إن الإخبار بمصيرهما ليسري على قلب أرحم البشر!
بقيت قضية يمكن أن تشكل؛ وهي أن أبا لهب وامرأته كانا كافرين .. فأقول: هذا لا دخل له في المعنى عموما؛ فمعنى التسرية والترويح والتشميت حاصل ومتعد .. أما وصف الكفر من عدمه فإنه يظهر في وصفنا للمتسرى به والمشموت فيه، فكل بقدره .. ويبقى المعنى وهو أن من أكبر عوامل التثبيت هو التشميت والاطلاع بأحوال من عادوا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين .. وهذا ما يعلمنا إياه المنهج القرآني في غير ما موضع، وكما يثبت في كثير مواقف من السنة. فعلينا أن ننتهج النهج القرآني المتكامل لا التورم في جانب على حساب جوانب لاكتساب مسحة عامة في أحدها تعكس الميول العامة للمكلف ولا تعكس تكامل التربية القرآنية. فتفطن.
والحمد لله رب العالمين
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[22 Feb 2009, 09:56 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي محمد
ولا شك في وجود أثر تربوي واقعي في نفوس المؤمنين من جراء تنزل القرآن بذلك الترتيب , ويبقى بعد ذلك الاجتهاد في تلمس ذلك الأثر , واستنباط روابط الآيات مع الأحوال والأوقات التي عايشتها.
وقد وقفت على محاولات جيدة للربط التربوي بين السور بترتيبها المعهود في المصحف , وفيها نتائج جميلة.
ويبقى بعد ذلك من الوجوه العناية بمجموعات السور التي ورد في النص الشرعي وصفها بصفة جامعة لها تتميز بها عن غيرها (السبع الطوال - المئون - المفصل - الزهراوان .. ) فهناك متسعٌ من الكلام والاستنباط فيها جدير بالنظر والاستفادة.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[22 Feb 2009, 10:05 ص]ـ
وأرى من الضروري التنبيه على أن أعظم ما يطلب من أهل العلم والدعوة في هذا الوقت -وكل وقت- الأخذ بذلك المنهج الرباني في التربية , وهو: تنزيل الآيات على الوقائع , والربط بين معاني الآيات والأحداث. فهذا أعظم أسلوب تربوي في بناء الفئة المؤمنة.
وذلك يستلزم مقدمات مهمة:
أولاً: استظهار آيات القرآن الكريم.
ثانياً: فهم معانيها ودلالاتها بوضوح.
ثالثاً: حسن الربط بين الآيات والوقائع بلا تكلف.
فهنالك نرى أعظم الأثر لهذه الآيات في واقع الناس , وهذا لعمري واجب العلماء والدعاة الصادقين.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[22 Feb 2009, 12:28 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم أستاذ نايف
نحن بحاجة ـ بالفعل ـ إلى ذلك المنهج
ولكن لدينا إشكالية عظيمة جدا .. ألا وهي تحول وتحور وتبلور كافة المشروعات التربوية لتصير مشروعات علمية بحثية بحتة .. فلو دققت ربما ترى البعض من الدعاة أو المربين يؤمنون بتلك النظرية وربما يتباحثونها معك، بينما حينما تفحص بل تلقي نظرة عابرة على منهجهم التربوي الواقعي تراه لم يتغير عن مفاهيمه القديمة التي يسير عليها قبل أن يستنير عقله بتلك النظرية.
وحينما تأملت في سبب ذلك وجدت أنه (هول) القضية!
نعم، إن القرآن نزل لأحياء يتحركون في أرض الواقع، وهذا يعني أنه ـ أي القرآن ـ سيوجههم في حركتهم الواقعية وفعاليات حياتهم الواقعة بالفعل .. وهذا له (رهبة) عظيمة في النفوس .. القرآن كان يخاطب حول أحداق وربما بأسماء أصحاب الأحداث .. فقد كان طرفا في الاحداث ولكنه طرف توجيهي مستعل، وهذا لا يملك جمهور المعاصرين أن يعايشوه، لأنهم لم يصلوابعد لمرحلة من الجندية أن يخوضوا الواقع بالقرآن .. القرآن بصراحته ووضوحه وحسمه .. فنحن في عصر الاحتياط والمداراة وإلصاق قاعدة لا ضرر ولا ضرار بكل قضية أو دعوة وإجراء الحسنى حتى على لب الاعتقاد ومتن الشريعة وليس فقط في أسلوب أو سلوك الدعوة .. كذلك الأصل الآن هو الأمان وتجنب وقوع الاعتراض أو التعنيف أو الإيذاء من المخالفين. وهذا (كله) مخالف لما يستقرئه المرء من معايشته للقرآن وإنزاله على واقع الصحابة الذين نزل إليهم كطرف في معركتهم مع الباطل.
كذلك نحن في عصر تصور إمكان تجنب الخلافية الفكرية بنوع تعريض أو مداراة على طول الخط! وهذا خلاف كل شيء .. قرآن .. ومنطق .. وواقع .. فنتصور أن تقليل الفجوة ممكن .. وهنا أقول: لو أن الفجوة غير موجودة أو أنها صغيرة جدا فلماذا نزل القرآن إذا؟!
كنت في لقاء مع أحد الدعاة الأفاضل نناقش هذه القضية ـ وهو داع فاضل أحسبه من المخلصين والله حسيبه ـ
فقلت له: نحن يا شيخنا نظل نقول الواقع الواقع الواقع والتطبيق في الواقع ومعرفة الواقع .. إلخ ولكن نحن ضربنا لأنفسنا خطا أحمرا على الواقع لا نتجاوزه فكيف نظل نتكلم ونأمل أن نخوضه؟ فمثلا لو أردت الآن أن أتحدث عن الواقع وأن الداعية ينصح الشباب بالدعوة إلى الله في أرض الواقع .. فلماذا نجبن عن بيان الواقع لهذا الشاب؟ .. أخبره .. أخبره أن هناك أجهزة أمنية ستتعرض له بالقمع والضرب والتعذيب بالكهرباء .. كأحد إخواننا بالقاهرة في معرض الكتاب الأخير قام بالتصدي لحملات التنصير بالمعرض من خلال توزيع كتيبات دعوية على الخارجين من مكتبات النصارى .. فقبض عليه جهاز الأمن المصري وأودعه بالزنزانة وخرج بعدها بفترة .. ألا تخبر الشاب بـ (الواقع) الذي ينتظره؟ .. يخبره الداعية ويعلمه كيف يتعامل مع هذه المواقف .. ولكن الواقع أن هذه المناطق حولها خطوط حمراء لا يمكن القرب منها!
هذا هو أستاذ نايف .. إن الأمر أكبر بكثير من أن ندرك مجرد (الفكرة) .. إننا لابد وأن نتحرك منفذين تلك الفكرة .. وهنا يظهر الخطر وتنكشف القلوب .. فالقضية ليست علمية بحثية .. بل هي قضية إيمان ويقين وتعلق بالآخرة.
انظر إلى السور المكية في تربيتها للمؤمنين .. وانظر إلى العمل بحركتها التربوية في واقعنا ونحن في العالم 2009 هنا لن يثبت بالقرآن إلا من اختاره الله للثبات به وعليه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما رأيكم بكتاب قواعد التدبر الأمثل في هذا المضمار؟
ـ[احب الصالحين]ــــــــ[22 Feb 2009, 05:23 م]ـ
اخي الكريم
مرت بذهني خاطرة وانا اقرأ موضوعك المفيد فأحببت تقييدها بالكتابة
كتابين قرأتهما منذ زمن طويل وهما للكاتب
محمد منير الغضبان
المنهج التربوي للسيرة النبوية
المنهج الحركى للسيرة النبوية
فقد افدت منهما في حينها
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[22 Feb 2009, 07:43 م]ـ
الكتاب الثاني عرفت أنه جيد وهو في جدول القراءة إن شاء الله
ما دار نشره؟
ـ[احب الصالحين]ــــــــ[23 Feb 2009, 06:15 م]ـ
اخي الكريم
عهدي بالكتاب قديم
واشتريته من مكتبة طيبة في الرياض
ولكني وجدت رابطا يخبر ان ناشره دار المنار
اليك الرابط
http://www.daralzaman.com/bookdetail1.asp?bookid=2815&catid=3
ويمكن تحميله من الانترنت من عدة مواقع
ـ[عبد اللطيف الحسني]ــــــــ[23 Feb 2009, 06:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله تعالى وجزاكم خيرا, فهذا الموضوع حيوي وهام, لا بد من الاهتمام به.
دعائي
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[23 Feb 2009, 07:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله تعالى وجزاكم خيرا, فهذا الموضوع حيوي وهام, لا بد من الاهتمام به.
دعائي
هذا الموضوع هو عندي مشروع
لكني غير متعجل عليه .. لا لعدم حساسيته وأهميته؛ وإنما تعلمنا كذلك من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ألا نعجل وألا نسابق سنة الله الكونية .. فليأخذ كل مشروع حقه إن كنا نريده أن يكون مشروعا حقيقيا.
والحمد لله رب العالمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[24 Feb 2009, 03:52 م]ـ
سلمت يداك يا ابن رشيد، وأسأل الله أن يمن عليك بإكمال هذا المشروع التربوي وأن ينفع به
ـ[بسمة أمل]ــــــــ[24 Feb 2009, 04:24 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء بالرغم من إني عضوة جديدة إلا إني استفدت كثيرا فموضوعاته هامة ومفيدة خاصة أن مجالة هو مجال دراستي أسأل الله أن ينفع بها الجميع .... دعواتكم
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[25 Feb 2009, 10:37 ص]ـ
أحسن الله تعالى إلينا جميعا وأنار بصائرنا بنورالقرآن وجعلنا أقداما للقرآن يمشي عليها ويتحرك بها(/)
المرحلية التربوية وأثرها في ترجيح ترتيب نزول السور
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[21 Feb 2009, 06:18 م]ـ
الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمدا بوافي نعمه ويكافئ مزيده، لك الحمد ربنا كما ينبغي لجلال جهك ولعظيم سلطانك، نحمدك ربنا لا نحصي ثناءا عليك، أنت كما أثنيت على نفسك، وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وبعد ..
فتلك كانت من النقاط أو مناطق البحث التي استوقفتني واستغرقت مني تفكيرا .. ألا وهي قضية الترتيب في نزول السور .. وليس هذا الاستغراق التفكيري هو لقضية علمية نظرية بحتة، فليست تلك منهجيتي البحثية، وإنما كان ذلك لتباحث النهج التربوي الحركي الواقعي من خلال الخطاب القرآني للمؤمنين، كتوجيه تربوي يجمع بين الحدث والتوجيه ـ كركني للتربية ـ كما أوضحت بتفصيل نوعي في المنطلقات التربوية من المنزلات المكية، وتجده على هذا الرابط:
http://tafsir.org/vb/showthread.php?p=72232#post72232
ففي هذا الرابط ذكرت مجرد اجتهاد حول سورة القلم وما ذكرته بعض الروايات من كونها الثانية نزولا بعد العلق، وهذا ما جرى عليه الشيخ عبد الرحمن بن حبنكة الميداني في كتابه قواعد التدبر الأمثل ..
إلا أن هذا ـ رغم ترجيحي له ـ لم يرتح إليه قلبي؛ حيث أشعر به ببعض تكلف، علاوة على مخالفته لرواية البخاري ومسلم في نزول المدثر بعد المزمل ـ وقد اختلفت فيه الروايات كذلك ـ.
وكذلك في هذا الأخير ـ نزول المدثر بعد المزمل ـ حيث رتبت بين التربية الروحية والدعوة، هو لم يخل من تكلف كذلك؛ وذلك لعنصرين تبدا لي:
أ ـ جاء في رواية لأبي داوود أنهم ـ النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم ـ قاموا ليلهم 12 شهر حتى تورمت الأقدام قبل نزول آية التخفيف فيما بقي من السورة .. فهل تأخر أول المدثر 12 شهرا؟!
ب ـ التربية الروحية ليست منفصلة منطقيا بالكلية عن الحركة الدعوية، بل إنها توازيها.
من هنا يمكن القول: إن المدثر نزلت أولا ـ كما ثبت بالبخاري ومسلم ـ ثم نزلت المزمل للتربية الروحية المقارنة للحركة الدعوية.
ونرى في كل ذلك أن المرحلية التربوية لها أثرها في عملية الترجيح ..
فكان الأمر جديرا بالطرح .. فهو مشروع أمة وليس قضية تباحث .. مشروع تربية .. التربية القرآنية(/)
تفسير سورة الكوثر ..... ادخل واستفيد
ـ[بو عبدالرحمن"]ــــــــ[21 Feb 2009, 06:44 م]ـ
تفسير سورة الكوثر
بسم الله الرحمن الرحيم: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ.
هذه سورة الكوثر، امتن الله -جل وعلا- فيها على نبيه -صلى الله عليه وسلم- بأن أعطاه الكوثر، وهو نهر في الجنة، كما فسره بذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا النهر لما عرج به إلى السماء السابعة.
وهذا النهر نهر في الجنة يصب على حوضه -صلى الله عليه وسلم- في عرصات القيامة بميزابين، كما قرر ذلك الحافظ ابن كثير في كتابه "النهاية" والحافظ ابن حجر بمجموع النصوص الواردة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحوض والكوثر.
فامتن الله -جل وعلا- على نبيه -صلى الله عليه وسلم- بأنه أعطاه هذا الكوثر، وأكد الله -جل وعلا- هذه العطية بعدة مؤكدات، منها أنه أكده بـ "إنَّ" المشددة في استفتاح السورة، وبالفعل الماضي، وبدخول الألف واللام على الكوثر.
فلما أعطاه ربه -جل وعلا- الكوثر أمره جل وعلا أن يصلي له وينحر. وذلك دليل على أن العبد إذا أعطاه الله -جل وعلا- نعما فإنه يزداد طاعة وتقربا إلى الله -جل وعلا- كما صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه لما قيل له وهو يصلي حتى تفطرت قدماه صلاة، سئل عن صنعه ذلك، فقال: أفلا أكون عبدا شكورا.
فهذا من شكر نعمة الله -جل وعلا- وهذا تعليم من الله -جل وعلا- لنبيه -صلى الله عليه وسلم- ولأمته من بعده أنهم إذا أعطوا شيئا فإنهم يزدادون طاعة وتقربا إلى الله -جل وعلا- لا يزدادون به سوءا.
إذا ازداد العبد بنعم الله سوءا كان كما تقدم معنا داخلا في قوله جل وعلا: كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى وإذا ازدادوا طاعة وتقربا إلى الله -جل وعلا- كان متبعا لنبيه -صلى الله عليه وسلم- فيما أرشده ربه إليه.
وقوله جل وعلا: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ أي: أخلص صلاتك وذبحك ونحرك لله -جل وعلا - والنحر هو الذبح، وإن كان غالبا ما يطلق إلا على الإبل، لكن يطلق النحر على الذبح، يعني: أن يجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- صلاته خالصة لله، وذبحه خالصا لله.
لا كما كان المشركين يصنعون من صرفها لغير الله -جل وعلا- أو إشراك غير الله مع الله -جل وعلا- ولهذا قال الله -جل وعلا- في الآية الأخرى: قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ.
ثم إن الله -جل وعلا- نص في هذه السورة على عبادتين عظيمتين: هما الصلاة والذبح؛ ولهذا كان -صلى الله عليه وسلم- يحب هذه الصلاة، وجعلت قرة عينه في الصلاة.
وما نُقِلَ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- عبادة كما نقل عنه عليه الصلاة والسلام في شأن الصلاة؛ ولهذا رآه أصحاب كثيرون من أصحابه وهو يصلي، وصلى معه كثير من أصحابه، ونقل صلاته -صلى الله عليه وسلم- في بيته، وفي مسجده، ونقلت صلاته -صلى الله عليه وسلم- في حال صحته، وحال مرضه؛ لأنه كان -صلى الله عليه وسلم- شديد الاهتمام بها.
وكذلك النحر كان -صلى الله عليه وسلم- شديد الاهتمام به فقد ذبح -صلى الله عليه وسلم- في حجته ثلاثا وستين من الإبل بيده الشريفة، وكان -صلى الله عليه وسلم- إذا نزل من المنبر يوم الأضحى أول ما يباشر أن يذبح أضحيته لله -جل وعلا-.
فاستدل بعض العلماء بفعله -صلى الله عليه وسلم- هذا على أن النبي -صلى الله عليه وسلم- امتثل هذه الآية غاية الامتثال وإن كان -صلى الله عليه وسلم- مطيعا لله إلا أنه في هاتين العبادتين كان حريصا عليهما، شديد الاهتمام بهما؛ لأن الله -جل وعلا- أمره بهما أمرا عاما، ثم أمره ربه -جل وعلا- بهما أمرا خاصا في هذه السورة.
ثم قال جل وعلا: إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ يعني: إن مبغضك وكارهك هو المنقطع، وهذا هو الأبتر، وإن كان في أصل اللغة يطلق على المنقطع الذي لا ولد له، إلا أن المراد به هاهنا الانقطاع من كل خير، فينقطع الإنسان من عبادة الله -جل وعلا- وعمل الصالحات، وينقطع في الآخرة من أهله وماله؛ لأنه يخسرهما، وينقطع في الدنيا بعد موته بألا يكون له ذكر في عباد الله المؤمنين، إلى أنواع كثيرة من الانقطاع.
ولهذا ذكر بعض العلماء أن الإنسان بحسب كراهيته بما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم- يكون له حظ من هذا الانقطاع، فمُسْتَقِلّ ومستكثر.
ولهذا من العلماء من ذكر أن من تليت عليه آيات الله -جل وعلا- في الصفات، أو في التوحيد، أو في طاعة الوالدين، أو في صلة الأرحام، أو في الصلاة، أو في الزكاة، أو في غيرها فاشمئز قلبه، فله نصيب من هذا الانقطاع، بحسب ما عنده من البغض والكراهية.
وأخبر الله -جل وعلا- أن مبغض النبي -صلى الله عليه وسلم- ويدخل فيه المبغض لسُنَّتِهِ -عليه الصلاة والسلام- هو الأبتر، يعني: هو الأبتر، هو المنقطع من كل خير، عياذا بالله جل وعلا.
وقوله جل وعلا: إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ وهذا وإن كان واردا على سببٍ اختلف النقلة فيه، وهو أن بعض المشركين على اختلاف في أسمائهم كانوا يسمون النبي -صلى الله عليه وسلم- الأبتر؛ لأنه لم يولد له ولد ذَكَر، وأنه عليه الصلاة والسلام سينقطع ذكره، فرد الله -جل وعلا- عليهم بهذه الآية إلا أنها تَعُمّ من جاء بعدهم، ومن كان مماثلا لحالهم(/)
سؤال يخص سورة (سبأ) ..
ـ[مغرم عثمان]ــــــــ[21 Feb 2009, 09:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد. فهذا سؤال لأهل التخصص في التفسير.
هل هناك دراسة أو مؤلَف أو تفسير خاص في سورة (سبأ) وذلك للأهمية وجزاكم الله خيرا
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[23 Feb 2009, 05:57 م]ـ
أخي الكريم
انظر:
التفسير الموضوعي لسورة سبأ؛
لأحمد محمد الشرقاويّ:
مكتبة صيد الفوائد:
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=101&book=4314
وهلا وغلا وعلى الرحب والسعة
ـ[مغرم عثمان]ــــــــ[24 Feb 2009, 01:31 ص]ـ
أخي الكريم
انظر:
التفسير الموضوعي لسورة سبأ؛
لأحمد محمد الشرقاويّ:
مكتبة صيد الفوائد:
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=101&book=4314
وهلا وغلا وعلى الرحب والسعة
جزاك الله خيرا يا دكتور مروان وبارك الله فيك وفي جهدك.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[24 Feb 2009, 06:12 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا دكتور مروان وبارك الله فيك وفي جهدك.
هلا وغلا بأخي الحبيب مغرم
وألف مرحبا
وعلى الرحب والسعة(/)
إصدار مكتبة سيمانور للنشر المكتبي
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[22 Feb 2009, 01:08 ص]ـ
تم بحمد الله إصدار مكتبة سيمانور للنشر المكتبي
وجاء في التعريف به في موقع الشركة:
ماهو برنامج مكتبة سيمانور للنشر؟
برنامج يقوم بنقل النصوص من ملفات قواعد البيانات لتضاف الى محررالنصوص وورد.
محتويات المكتبة:
القرآن الكريم بالرويات الأربع:
يستطيع الباحث إدراج الآيات القرانية في بحثه, دون أن يقوم بطباعتها , وأن يصل إلى الآية التي يريد بسرعة ودون جهد مع مراعاة الدقة.بالرويات الاربع المشهورة
(حفص-ورش-قالون-الدوري)
البحث الموضوعي:
تحتوى المكتبة على الفهرسة الموضوعية للقران الكريم بمداخل متعددة تفيد الباحث للوصول الى موضوعات القران الكريم
كتاب جمع الفوائد:
أضبف الى المكتبة كتاب (جمع الفوائد من جامع الاصول ومجمع الزوائد) وهو من الكتب الجامعة لغالب احاديث كتب السنة بدون تكرار مع الحكم على الحديث , ويستطيع المستخدم البحث عن الحديث الذي يريده (بنص الحديث أو نص الباب). وبهذا يضمن المستخدم دقة وسرعة في الوصول إلى المعلومة التي يريد.
ملحوظة مهمة:
== تسمح الشركة باستعمال البرنامج خمس مرات قبل دفع قيمة البرنامج ويوجد تفاصيل طريقة الدفع ==
رابط البرنامج هنا
http://www.semanoor.com.sa/publisher.html
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[23 Feb 2009, 09:22 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه استعين
وصلى الله على المبعوث رحمة للعالمين $
ما شاء الله تبارك الله ....
أهنئ فضيلة الدكتور يوسف الحوشان على تلك الإصدارة المتميزة، راجيا من الله تعالى القبول له والسداد والتوفيق.
! ذَلِكَ فَضْلُ اّللهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُْْْ وَاّللهُ ذُو اّلْفَضْلِ اّلْعَظِيمِ $4
سائلا الله تعالى أن يجعلنا من خدمة كتابه الكريم.
ـ[الوائلي]ــــــــ[23 Feb 2009, 11:37 م]ـ
ينبغي تصحيح كتابة الآية الكريمة، فقد تكرر وضع الشدة على حرف الألف بدل همزة الوصل هكذا:
(اّللهِ - وَاّللهُ - اّلْفَضْلِ - اّلْعَظِيمِ)
وهذا خطأ صوابه: (ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) الجمعة (4)
وإن كانت قراءة أخرى فينبغي بيانها، والله أعلم.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[24 Feb 2009, 03:45 ص]ـ
خبرطيب وشكر الله لكم
ـ[أم أسماء]ــــــــ[24 Feb 2009, 02:35 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل .. (الدال على الخير كفاعله)
ـ[يوسف الحوشان]ــــــــ[01 Mar 2009, 02:36 م]ـ
واياكم جميعا
وننتظر اقتراحاتكم وملحوظاتكم للإصدار القادم(/)
هل الذي ينفخ في الصور هو إسرافيل أو غيره؟
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[22 Feb 2009, 08:37 م]ـ
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فمما اشتهر في متون العقيدة وكتب التفسير وغيرها أن النافخ في الصور يوم القيامة هو الملك الكريم إسرافيل عليه السلام، وهذا أمر توقيفي، فبحثت على حديث يدل على هذا التخصيص، فلم أجده بل تبين لي أن النافخ في الصور ليس هو إسرافيل بل هومجهول الاسم وإنما يسمى الملك الموكل بالنفخ في الصور وذلك لأسباب:
- منها أن كل الأحاديث الصحيحة في ذكر الملك الموكل بالنفخ في الصور لم تسمه، بل ذكرته مبهما.
-ومنها أن الأحاديث التي فيها ذكر اسم الملك وأنه إسرافيل لا تقوم بها الحجة لضعف سندها.
- ومنها ما قرأته في سلسلة الأحاديث الصحيحة (المجلد السابع القسم الثاني ص725) أن إسرافيل عليه السلام شهد بدرا، وهذا هوالحديث [3241 - (مع أحدِكُما جبريلُ، ومع الآخر ميكائيلُ؛ وإسرافيلُ ملكٌ عظيمٌ يشهدُ القتال، أو قال: يشهدُ الصفَّ!. قاله لعليٍّ ولأبي بكر). أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف " (12/ 16/12002)، وأحمد (1/ 147)، وابن سعد في "الطبقات " (3/ 175 - 176)،والبزار (2/ 14/1765)، وأبو يعلى (1/ 283 - 283)،وابن أبي عاصم في "السنة" (2/ 574 - 575)، والحاكم (3/ 68) من طريق مِسعَر عن أبي عون الثقفي عن أبي صالح الحنفي عن علي قال: قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم - ولأبي بكر- رضي الله عنه- يوم بدر: ... فذكره. وقال الحاكم: "صحيح الإسناد". ووافقه الذهبي، وأقره الحافظ في "الفتح " (7/ 313).وقال البزار:"لا نعلمه يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا بهذا الإسناد". *]، وقد ثبت أن الملك الموكل بالنفخ في الصور منذ أن أسديت له هذه المهمة العظيمة الخطيرة لم يفتأ ينظر إلى العرش ينتظر متى يؤمر حتى ينفخ في الصور حال صدور الأمر من رب العزة والدليل قوله صلى الله عليه وسلم:" إن طرف صاحب الصور منذ وكل به مستعد ينظر نحو العرش مخافة أن يؤمر قبل أن يرتد إليه طرفه كأن عينيه كوكبان دريان ".خرجه الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3/ 65 رقم 1078،وقال: أخرجه الحاكم (4/ 558 - 559) من طريق محمد بن هشام بن ملاس النمري حدثنا مروان بن معاوية الفزاري عن عبيد الله بن عبد الله بن الأصم حدثنا يزيد بن الأصم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره. و قال: " صحيح الإسناد "، و وافقه الذهبي و زاد: " على شرط مسلم "! قلت: أصاب الحاكم و أخطأ الذهبي، فإن الفزاري من رجال مسلم لا من شيوخه و ابن ملاس لم يخرج له مسلم أصلا و هو صدوق كما قال ابن أبي حاتم (1/ 4 / 116)، فليس على شرط مسلم إذن. و حسنه في الفتح (11/ 368) ... للحديث شاهد من حديث أنس مرفوعا بلفظ: " كيف أنعم و صاحب الصور قد التقم القرن و حنى ظهره ينظر تجاه العرش كأن عينيه كوكبان دريان لم يطرف قط مخافة أن يؤمر قبل ذلك ". أخرجه الضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة " و غيره. و روي عن جمع آخر من الصحابة بزيادة فيه نحوه و هو الآتي بعده.
.1079 - " كيف أنعم و قد التقم صاحب القرن القرن و حنى جبهته و أصغى سمعه ينتظر أن يؤمر أن ينفخ، فينفخ، قال المسلمون: فكيف نقول يا رسول الله؟ قال: قولوا: حسبنا الله و نعم الوكيل توكلنا على الله ربنا، - و ربما قال سفيان: على الله توكلنا - ". قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3/ 66: روي من حديث أبي سعيد الخدري و ابن عباس و زيد بن أرقم و أنس بن مالك و جابر
ابن عبد الله و البراء بن عازب .... ثم خرجه من تلك الطرق رحمه الله.
فإذا كان صاحب الصور منذ وكل به مستعد والتقم القرن وحنى جبهته وأصغى سمعه ينظر نحو العرش ينتظر أن يؤمر أن ينفخ، يخاف أن يؤمر قبل أن يرتد إليه طرفه، فكيف يكون حاضرا يوم بدر؟!
فلعل الأولى أن يقال في حقه: الملك الموكل بالنفخ في الصورأو صاحب الصور، صاحب القرن. وأما تسميته فلا بد له من دليل. وهذا نظيره نظير ملك الموت، فلم يثبت عند العلماء تسميته بعزرائيل، وإنما الصحيح أن يقال في: ملك الموت. والعلم عند الله وهو أعلم.
ومن كان عنده مزيد علم فلينفع أخاه. وفوق كل ذي علم عليم
رب زدني علما.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[23 Feb 2009, 11:58 ص]ـ
سلمت أخي ..
والحديث الذي يثبت ان الذي ينفخ في الصور هو اسرافيل ..
رواه البيهقي في البعث والنشور وغيره ..
ومداره على اسماعيل بن أبي رافع وهو ضعيف ..
قال ابن حجر في التقريب 442: ضعيف الحفظ، وقال الذهبي في الكاشف: ضعيف واهٍ.
ولكن: جاء ما يدل على ان النفخ في الصور من فعل ملكين اثنين!!!
فروى أحمد بسنده عن أبي مراية عن النبي صلى الله عليه وسلم - أو عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم - قال:
النفاخان في السماء الثانية رأس أحدهما بالمشرق ورجلاه بالمغرب – أو قال رأس أحدهما بالمغرب ورجلاه بالمشرق - ينتظران متى ينفخان في الصور فينفخان.
رواه أحمد 6804 بالشك كما هو مذكور وسند رواته ثقات إلى عبد الله بن عمرو كما قال الحافظ ابن حجر في الفتح. وجود إسناده المنذري في الترغيب على الشك في إرساله واتصاله. وضعفه الألباني في الصحيحة تحت الحديث رقم 1080 واستنكره جداً .. لأن أبو مراية لا يعرف!!
وأبو مراية اسمه عبد الله بن عمرو وثقه ابن حبان ..
وهذا ليس من قبيل تساهله في توثيق المجاهيل .. لأن أبو مراية يروى عن عمران بن حصين وسلمان وعداده في أهل البصرة وروى عنه قتادة وأسلم العجلي ..
وزاد ابن حبان في الثقات 6/ 57 وعنه الذهبي في اللسان 1/ 485 من شيوخه أيوب بن عبد الرحمن.
فخرج بذلك من الجهالة كما هو منصوص عليه في مقدمة ابن الصلاح وغيره ..
فالحديث اما أن يكون متصل، أو مرسل وسنده رجاله ثقات ..
كما قال الهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 596: رواه أحمد على الشك فإن كان عن أبي مرية فهو مرسل ورجاله ثقات وإن كان عن عبد الله بن عمرو فهو متصل مسند ورجاله ثقات.
وهذا لا يعني الصحة المطلقة كما هو معلوم، فسيبقى أمامنا مخالفته لوصف ملك الصور كما في الاحاديث الصحيحة ..
ولكن للفائدة، نذكر بعض الشواهد المحتملة في هذا الباب:
روى الطبراني في المعجم الأوسط (9/ 114 رقم 9283 وحسن إسناده الهيثمي في المجمع 10/ 331 والمنذري في الترغيب والترهيب كتاب البعث واستنكره الألباني في ضعيف الترغيب) عن كعب الأحبار في وجود عائشة أم المؤمنين قال في كلام له عن اسرافيل:
وملك الصور جاث على إحدى ركبتيه وقد نصبت الأخرى فالتقم الصور محني ظهره شاخص بصره إلى اسرافيل وقد أمر إذا رأى اسرافيل قد ضم جناحه أن ينفخ في الصور، فقالت عائشة هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول.
(ذكره الحافظ في الفتح وقال: رجاله ثقات إلا على بن زيد بن جدعان ففيه ضعف)
وقد دل هذا الأثر – على ضعفه - أن النفخ في الصور ليس من الفعل المباشر لاسرافيل وإن كان بأمره، كما دل صراحة أن عملية النفخ في الصور من فعل ملكين أحدهما آمر وهو اسرافيل والآخر النافخ وهو الملك المبهم ..
وفي سنن ابن ماجة من طريق حجاج عن عطية عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن صاحبي الصور بأيديهما - أو في أيديهما - قرنان يلاحظان النظر متى يؤمران ..
رواه ابن ماجة 4273 وسنده ضعيف لتدليس حجاج بن أرطأة وضعف العوفي.
وأخرجه الحاكم 8679 – 4/ 604 بمعناه عن أبي سعيد مرفوعا بلفظ:
وملكان موكلان بالصور ينتظران متى يؤمران فينفخان ..
وتفرد به خارجة بن مصعب وهو متروك ..
وفي المسند 3/ 9 من طريق العوفي عن أبي سعيد الخدري قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب الصور فقال عن يمينه جبريل وعن يساره ميكائيل عليهم السلام .. ورواه الحاكم وابو يعلى ..
وفي الزهد لهناد: عن عبد الرحمن ابن أبي عمرة قال:
ما من صباح إلا وملكان موكلان يقولان: يا طالب الخير أقبل ويا طالب الشر أقصر، وملكان موكلان يقولان: سبحان القدوس، وملكان موكلان بالصور.
وبسند هناد وابن المبارك في الزهد لهما عن كعب قال: ما من صباح إلا وملكان يناديان اللهم أعط منفقا خلفا وأعط ممسكا تلفا وملكان يناديان ياباغي الخير هلم ويا باغي الشر أقصر وملكان يناديان سبحان الملك القدوس وملكان موكلان بالصور ينتظران متى يؤمران فينفخان.
رواهما هناد السري في كتاب الزهد له 1/ 339 وسندهما صحيح كما قال ابن حجر في الفتح.
ورواية كعب في زهد ابن المبارك 1/ 378 أيضاً ..
فجميع هذه الروايات قد يثبت أن لها أصلاٍ ..
فيمكن أن يكون النفخ في الصور على الأكثر من فعل ملكين اثنين إن صحت الأحاديث المذكورة فيه، والله أعلم ..
فالجزم بهذا افتئات على الله .. واقتحام الغيب مزلة مهلكة إن لم يثبت صحة الدليل بيقين ..
نسأل الله السلامة.
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[23 Feb 2009, 08:24 م]ـ
السلام عليكم
ما ذكرته من أن النفخ في الصور من فعل ملكين يحتاج إلى دليل صحيح واضح، وباب الغيبيات لا يجوز الكلام فيها بالظن، ولكن بالدليل التوقيفي الواضح، وما ذكرته أخي من الأحاديث كله ضعيف لا تقوم به الحجة، والآثار لا تعدو أن تكون مقطوعات ولا حجة فيها،
وحديث أبي مرية فيه الشك بين الإرسال والاتصال وهذا قادح في صحته!
ولكن ما قولك في صاحب القرن هل هو إسرافيل كما هو مشهور في كتب التفاسير؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[23 Feb 2009, 10:32 م]ـ
أخي الكريم:
سدد الله خطاك وإياي ..
أنا لم أجزم بالصحة في حديث أبي مراية ولا الآثار المذكورة ..
ولكني ما جمعته إلا لأحيط علمك به في هذا الباب ..
وقد قلت بالنص كما هو مثبت أعلاه:
فجميع هذه الروايات قد يثبت أن لها أصلاٍ ..
فيمكن أن يكون النفخ في الصور على الأكثر من فعل ملكين اثنين إن صحت الأحاديث المذكورة فيه، والله أعلم
فالجزم بهذا افتئات على الله .. واقتحام الغيب مزلة مهلكة إن لم يثبت صحة الدليل بيقين .. اهـ
فكما ترى لم أجزم بهذا ..
أما عن سؤالك:
ولكن ما قولك في صاحب القرن هل هو إسرافيل كما هو مشهور في كتب التفاسير؟
فقد قلت في أول ما سطرته في مشاركتي:
والحديث الذي يثبت ان الذي ينفخ في الصور هو اسرافيل رواه البيهقي في البعث والنشور وغيره .. ومداره على اسماعيل بن أبي رافع وهو ضعيف ..
قال ابن حجر في التقريب 442: ضعيف الحفظ، وقال الذهبي في الكاشف: ضعيف واهٍ.
وجزاك الله خيرا ..
والله أعلى وأعلم ..
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[24 Feb 2009, 03:53 ص]ـ
جزاك الله خيرا
أما حديث أبي مرية فقد خرجه الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة وهذا نصه:
سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة - (ج 14 / ص 920)
6896 - (النَّفَّاخَانِ فِي السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ: رَأْسُ أَحَدِهِمَا بِالْمَشْرِقِ وَرِجْلَاهُ بِالْمَغْرِبِ - أَوْ قَالَ: رَأْسُ أَحَدِهِمَا بِالْمَغْرِبِ، وَرِجْلَاهُ بِالْمَشْرِقِ يَنْتَظِرَانِ مَتَى يُؤْمَرَانِ يَنْفُخَانِ فِي الصُّورِ فَيَنْفُخَانِ).
منكر.
أخرجه أحمد (2/ 192) عن التيمي عن أسلم عن أبي مرية عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو عن عبد الله بن عمرو عن النبي به.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ للشك الذي فيه، وتردد الراوي بين إرساله ووصله أولاً؛ ولأن (أبو مرية) مجهول الحال ثانياً - كما كنت حققته في حديث أخر له تقدم برقم (5005) -. والحديث أورده ابن كثير في "النهاية " (1/ 244 - 245) برواية أحمد هذه، وقال:" تفرد به أحمد. وأبو مرية هذا اسمه عبد الله بن عمرو العجلي، وليس بالمشهور، ولعل هذين الملكين أحدهما هو إسرافيل، وهو الذي ينفخ في الصور - كما سيأتي بيانه في (حديث الصور) بطوله -، والآخر هو الذي ينقر في الناقور ... ".
وأقول: في الحديث نكارة ظاهرة مخالفة في وصف الملك رأساً ورِجلاً، وأنهما ملكان، والمحفوظ في أحاديث الباب أن النافخ في الصور واحد، إلا في رواية لعطية العوفي منكرة؛ فإنها بلفظ: " إن صاحبي الصور ... ".
وأكثر الروايات عنه بالإفراد، وعليه أكثر الأحاديث - كما كنت بينت ذلك في " الصحيحة " برقم (1079) -.
ومما تقدم تعلم تساهل المنذري في قوله في " الترغيب " (4/ 191/ 6):
" رواه أحمد بإسناد جيد هكذا على الشك في إرساله واتصاله "!
إذ كيف تجتمع الجودة مع الشك المذكور؟! سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة - (ج 14 / ص 922)
وغفل عن هذا الجهلة الثلاثة؛ فقالوا في تعليقهم على " الترغيب " (4/ 283):
" حسن "! ونحوه قول الهيثمي (10/ 330):
" رواه أحمد على الشك، فإن كان عن أبي مرية؛ فهو مرسل، ورجاله ثقات، وإن كان عن عبد الله بن عمرو؛ فهو متصل مسند، ورجاله ثقات "!
قلت: قد علمت جهالة (أبو مرية)، ولم يوثقه غير ابن حبان - كما بينت في المصدر المذكور آنفاً -. هذا إلى ما في متنه من النكارة - كما تقدم -.
والحديث عزاه السيوطي في " الدر المنثور " (5/ 338) للحاكم أيضاً، ولم أره في " مستدركه " بعد مزيد البحث عنه. والله أعلم.
(تنبيه): أبو فرية .. هكذا وقع في إسناد " المسند "، وكذا في المصادر التي عزته إليه؛ مثل: " نهاية " ابن كثير و " ترغيب " المنذري، و " مجمع " الهيثمي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك هو في " جامع المسانيد " لابن كثير أيضاً (16/ 9/ 3)، و " أطراف المسند " لابن حجر العسقلاني (4/ 112/ 124)، وحقق الشيخ أحمد شاكر رحمه الله أنه كذلك ثبت في أصول " المسند " الثلاثة، ويشكل عليه أن العلماء والحفاظ في كتب التراجم و " الأسماء والكنى " لم يترجموه الا بـ (أبو مُراية) بالضم والتخفيف وياء تحتية بعد الألف، مثل: كتاب " التاريخ " للبخاري (3/ 1/154)، و " الجرح " لابن أبي حاتم (2/ 2/ 118)، و " الثقات " لابن حبان (5/ 31).
وعلى هذا أجمعت كتب " الأسماء والكنى " مثل: كتاب مسلم (2/ 827/3342)، والدولابي (2/ 2 1 1)، و " المشتبه " للذهبي - وكتابه الآخر " المقتنى " -سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة - (ج 14 / ص 923)
وشروحه مثل " التوضيح " لابن ناصر الدين الدمشقي، و " التبصير " لابن حجر العسقلاني، وكتابه الآخر " تعجيل المنفعة ".
ولم يذكر أحد منهم الكنية الأولى سوى ابن ناصر الدين؛ فإنه قال:
" قلت: وقال سليمان التيمي: (أبو مرية) بحذف الألف، وتشديد المثناة تحت .. حكاه عن التيمي ابن منده في (الكنى) ".
قلت: وفي ظني أن ابن منده يشير إلى رواية أحمد هذه؛ فإنها من رواية التيمي - كما رأيت -. وقد ذكروا أنه روى عنه قتادة، وأسلم العجلي. وهذا من رواية أسلم عنه.
وأما رواية قتادة عنه فقد سبق تخريجها في " الصحيحة " (180)، ووقع فيها على الصواب: (أبو مُراية).
قلت: فالذي يظهر لي - والله أعلم - من مجموع ما تقدم: أن الذي في " المسند " خطأ قديم من بعض رواته عن مؤلفه، مثل أبي بكر القطيعي؛ ففيه كلام يسير - كما كنت ذكرت في كتابي " الذب الأحمد عن مسند أحمد " -،
وسواء كان الخطأ منه أو من غيره؛ فتوهيمه - بلا شك - أولى من توهيم هؤلاء الأئمة الذين أجمعوا على ضبطه بخلاف ما وقع في إسناده؛ ولذلك فما أعجبني - حقاً - إصرار الشيخ أحمد شاكر على تصويب ما فيه، وتخطئة ما في كتابي البخاري والعسقلاني أعني: " التعجيل "! وفي اعتقادي أنه لو تيسر له تتبع هذه الترجمة من بعض المصادر المتقدمة - بله كلها -؛ لم يسعه - إن شاء الله - إلا أن يتبنى ما أجمعوا عليه، وأن ينسب الوهم إلى من أشرت إليه. اهـ المقصود
أما ما ذكرتم بارك الله فيكم من رفع الجهالة عن أبي مراية فمردود لأنه لم يرو عنه إلا اثنان وهذا لا يكفي لرفع الجهالة عنه. وتوثيق ابن حبان [الثقات لابن حبان - (ج 6 / ص 57) 6709 - أيوب بن عبد الرحمن شيخ يروى عن مالك بن أوس بن الحدثان روى عنه أبو مراية العجلي] هنا فهو من تساهله وقد نص على جهالته غير واحد:
كتاب الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي - (ج 1 / ص 131): 469 أيوب بن عبد الرحمن العدوي يروي عن التابعين قال الأزدي ضعيف مجهول
المغني في الضعفاء - (ج 1 / ص 97) للذهبي: 819 أيوب بن عبد الرحمن العدوي عن تابعي مجهول له في الضوء
لسان الميزان - (ج 1 / ص 485): 1497 - أيوب بن عبد الرحمن العدوي عن بعض التابعين له في الوضوء مجهول انتهى وشيخه الذي ابهم اسمه أبو السائب روى عنه عن أبي هريرة حديث إذا توضأت فليكن أول ما تبدأ به من وضوءك أن تستنثر فإنها منفرة قال الأزدي هو ضعيف مجهول وفي الثقات لابن حبان أيوب بن عبد الرحمن شيخ يروي عن مالك بن أوس بن الحدثان روى عنه أبو مراية العجلي قال بن حبان حدثنا بن قتيبة ثنا بن أبي السري ثنا معتمر ثنا أبي عن أسلم عن أبي مراية عن أيوب بن عبد الرحمن عن مالك بن أوس بن الحدثان قال سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول الشاب الذيال أمير المصرين يلبس فروتها ويأكل خضرتها ويقتل أشراف أهلها قال أبو المعتمر أظنه الحجاج قلت فيحتمل أن يكون هو صاحب الترجمة
ميزان الاعتدال في نقد الرجال - (ج 1 / ص 460): 1090 [1506] أيوب بن عبد الرحمن العدوي عن بعض التابعين له في الوضوء مجهول
بارك الله فيكم على هذه الزيادات المفيدة.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[24 Feb 2009, 07:34 ص]ـ
بارك الله فيكم.
لا شك أن الإجماع حجة.
وقد نقل الإجماع على أن نافخ الصور هو إسرافيل عليه السلام.
قال العلامة القرطبي في الجامع:
(والأمم مجمعة على أن الذي ينفخ في الصور إسرافيل عليه السلام) اهـ.
وقال الحافظ في الفتح:
(اشتهر أن صاحب الصور إسرافيل عليه السلام، ونقل فيه الحليمي الإجماع، ووقع التصريح به في حديث وهب بن منبه، وفي حديث أبي سعيد عند البيهقي، وفي حديث أبي هريرة عند ابن مردويه، وكذلك في حديث الصور الطويل) اهـ.
والله أعلم.
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[24 Feb 2009, 09:17 ص]ـ
نعم الإجماع حجة؛ و إثباته صعب؛
ولكن أين في شريعتنا أن النافخ هو إسرافيل؟
لا بد من بيان، والشهرة لا تكفي. كما رأينا في تسمية ملك الموت بعزرائيل!
مع أنه معارض -فيما يبدو- بحديث علي رضي الله عنه، أن إسرافيل شهد بدرا! كما تقدم
وما ذكره الحافظ رحمه الله لا بد من النظر في إسناده، وكله ضعيف
أما حديث وهب فلا حجة فيه لإرساله هذا إن صح سنده إليه.
وأما حديث أبي سعيد عند البيهقي وحديث أبي هريرة عند ابن مردويه، فسأعيد النظر فيهما لاحقا فليست المراجع الآن بين يدي.
وأما حديث الصور الطويل فمختلف فيه، والذي رجحه الشيخ الألباني رحمه الله ضعفه كما في تخريج الطحاوية وغيرها لجهالة راويها.
وأحاديث النفخ في الصور جمعها الحافظ ابن كثير في تفسيره والذي جاء التصريح به أنه إسرافيل لا حجة فيه من جهة الإسناد.
أما إجماع الحليمي فليس مما يعتمد عليه مع عدم توفر الأدلة المعضدة لنقله.
والله أعلم وبارك الله فيك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[24 Feb 2009, 08:10 م]ـ
بارك الله فيكم.
وقال الحافظ في الفتح:
(اشتهر أن صاحب الصور إسرافيل عليه السلام، ونقل فيه الحليمي الإجماع، ووقع التصريح به في حديث وهب بن منبه، وفي حديث أبي سعيد عند البيهقي، وفي حديث أبي هريرة عند ابن مردويه، وكذلك في حديث الصور الطويل) اهـ.
والله أعلم.
نعم ولكنه ضعف هذه الروايات في نفس الصفحة وهذا نصه كاملا: فتح الباري - ابن حجر - (ج 11 / ص 368)
واخرج أبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وصححه بن حبان والحاكم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال ما الصور قال قرن ينفخ فيه ,والترمذي أيضا وحسنه من حديث أبي سعيد مرفوعا كيف انعم وصاحب الصور قد التقم القرن واستمع الإذن متى يؤمر بالنفخ وأخرجه الطبراني من حديث زيد بن أرقم وبن مردويه من حديث أبي هريرة ولأحمد والبيهقي من حديث بن عباس وفيه جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره وهو صاحب الصور يعني اسرافيل وفي أسانيد كل منهما مقال وللحاكم بسند حسن عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة رفعه ان طرف صاحب الصور منذ وكل به مستعد ينظر نحو العرش مخافة أن يؤمر قبل أن يرتد إليه طرفه كأن عينيه كوكبان دريان .... تنبيه اشتهر أن صاحب الصور اسرافيل عليه السلام ونقل فيه الحليمي الإجماع ووقع التصريح به في حديث وهب بن منبه المذكور وفي حديث أبي سعيد عند البيهقي وفي حديث أبي هريرة عند بن مردوية وكذا في حديث الصور الطويل الذي أخرجه عبد بن حميد والطبري وأبو يعلى في الكبير والطبراني في الطوالات وعلي بن معبد في كتاب الطاعة والمعصية والبيهقي في البعث من حديث أبي هريرة ومداره على إسماعيل بن رافع واضطرب في سنده مع ضعفه فرواه عن محمد بن كعب القرظي تارة بلا واسطة وتارة بواسطة رجل مبهم ومحمد عن أبي هريرة تارة بلا واسطة وتارة بواسطة رجل من الأنصار مبهم أيضا وأخرجه إسماعيل بن أبي زياد الشامي أحد الضعفاء أيضا في تفسيره عن محمد بن عجلان عن محمد بن كعب القرظي واعترض مغلطاي على عبد الحق في تضعيفه الحديث بإسماعيل بن رافع وخفي عليه أن الشامي أضعف منه ولعله سرقه منه فألصقه بابن عجلان وقد قال الدارقطني انه متروك يضع الحديث وقال الخليلي شيخ ضعيف شحن / 369 تفسيره بما لا يتابع عليه وقال الحافظ عماد الدين بن كثير في حديث الصور جمعه إسماعيل بن رافع من عدة آثار وأصله عنده عن أبي هريرة فساقه كله مساقا واحدا وقد صحح الحديث من طريق إسماعيل بن رافع القاضي أبو بكر بن العربي في سراجه وتبعه القرطبي في التذكرة وقول عبد الحق في تضعيفه أولى وضعفه قبله البيهقي فوقع في هذا الحديث عند علي بن معبد ان الله خلق الصور فأعطاه اسرافيل فهو واضعه على فيه شاخص ببصره إلى العرش الحديث.وقد ذكرت ما جاء عن وهب بن منبه في ذلك فلعله أصله وجاء أن الذي ينفخ في الصور غيره ففي الطبراني الأوسط عن عبد الله بن الحارث كنا عند عائشة فقالت يا كعب أخبرني عن اسرافيل فذكر الحديث وفيه وملك الصور جاث على إحدى ركبتيه وقد نصب الأخرى يلتقم الصور محنيا ظهره شاخصا ببصره إلى اسرافيل وقد أمر إذا رأى اسرافيل قد ضم جناحيه أن ينفخ في الصور فقالت عائشة سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم ورجاله ثقات الا على بن زيد بن جدعان ففيه ضعف فان ثبت حمل على انهما جميعا ينفخان ويؤيده ما أخرجه هناد بن السري في كتاب الزهد بسند صحيح لكنه موقوف على عبد الرحمن بن أبي عمرة قال ما من صباح الا وملكان موكلان بالصور ومن طريق عبد الله بن ضمرة مثله وزاد ينتظران متى ينفخان ونحوه عند احمد من طريق سليمان التيمي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم أو عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه و سلم قال النافخان في السماء الثانية رأس أحدهما بالمشرق ورجلاه بالمغرب أو قال بالعكس ينتظران متى يؤمران ان ينفخا في الصور فينفخا ورجاله ثقات وأخرجه الحاكم من حديث عبد الله بن عمرو بغير شك ولابن ماجة والبزار من حديث أبي سعيد رفعه ان صاحبي الصور بأيديهما قرنان يلاحظان النظر متى يؤمران وعلى هذا فقوله في حديث عائشة انه إذا رأى اسرافيل ضم جناحيه نفخ انه ينفخ النفخة الأولى وهي نفخة الصعق ثم ينفخ اسرافيل النفخة الثانية وهي نفخة البعث."
وقد أتيت بكلامه بطوله -وأسقطت بعض الأحاديث التي لا علاقة لها بما نحن فيه فليعلم-
. فابن حجر رمه الله نفسه يضعف هذه الأحاديث.
ثم بحثت عن حديث أبي سعيد الخدري الذي عزاه للبيهقي -وعزاه سليم الهلالي للبعث له- فقد رواه غير البيهقي ولم يذكروا فيه إسرافيل: منهم الإمام أحمد في المسند (3/ 9 - 10) وسنن أبي داود 3998و3999) وحفص الدوري في جزء في قراءات النبي صلى الله عليع وسلم (17و18) والمصاحف لابن أبي داود (281و282) وابن أبي الدنيا في الأهوال (48) والحاكم في المستدرك (2/ 291/3048و3049 ط دار الكتب العلمية) واللالكائي في السنة (2183) وليس فيه ذكر إسرافيل!!! ثم هو مع ذلك ضعيف لأجل عطية العوفي.
.
في تحفة الأحوذي [قال الحافظ في الفتح بعد ذكر حديث أبي سعيد هذا وأخرجه الطبراني من حديث زيد بن أرقم وبن مردويه من حديث أبي هريرة ولأحمد والبيهقي من حديث بن عباس وفيه جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره وهو صاحب الصور يعني إسرافيل
وفي أسانيد كل منها مقال]
وأنقل هنا تضعيف الأرناؤوط لحديث أبي مرية: [قال عبد القادر الأرناؤوط في تخريجه لنهاية البداية والنهاية (17/ 173) رواه أحمد وهو ضعيف للشك في إرساله واتصاله، ولجهالة أبي مرية.]
تصويب: حديث الصور الطويل ضعيف خرجه الشيخ الألباني في تخريج العقيدة الطحاوية لأجل إسماعيل بن رافع: ضعيف: تخريج الطحاوية 232 وليس لجهالة راويه كما ذكرتُه سهوا.
فإذن لم يصح-بعد- تسمية صاحب القرن، وأنه إسرافيل، بل حديث شهوده لغزوة بدر يدل على أنه غيره.
فما رأيكم؟
ذلك أن المشهور في كتب التفسير قاطبة، أن الملك الموكل بالنفخ في الصور هو إسرافيل. حتى نقل بعضهم عليه الإجماع! فلا بد أن يدلل عليه أو يصحح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[24 Feb 2009, 09:52 م]ـ
مع فائق الاحترام للإخوة الأفاضل:
سؤال: ما الفائدة التي سوف نجنيها من معرفة اسم " نافخ الصور " وما الفرق إن كان اسرافيل او كان غيره؟ أليس البحث في مثل هذه المسائل " الغيبية " مما لا فائدة فيه؟
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[24 Feb 2009, 09:58 م]ـ
قال العلامة القرطبي في الجامع:
(والأمم مجمعة على أن الذي ينفخ في الصور إسرافيل عليه السلام) اهـ.
أراك دندنت على الإجماع الذي نقله الحافظ عن الحليمي وسكت عليه، وأعرضت عن الإجماع القوي اللفظة الذي نقله العلامة القرطبي!!
يبدو لي أنك تريد أن تواصل هذا الأمر!!
في أمان الله تعالى.
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[25 Feb 2009, 08:32 ص]ـ
الحمد لله
أمَّنَك الله وجعل الجنة مثواك آمين
شكرا على التواصل
الإجماع له مستند، وإثباته صعب، وقد أثبته الحليمي والقرطبي رحمهما الله، ولكن لا بد من معرفة مستند الإجماع!
يمكنني أن أنقل هنا عن جماعة كبيرة من المفسرين وشراح الأحاديث ومتون العقيدة وغيرها التي ذكرت أن إسرافيل هو صاحب القرن، وكثير منهم يذكرون أنه المشهور، وهو كذلك في الأمم السابقة، ولكن من أين أخذوه في شريعتنا، وأين وجدوه عن المعصوم، ويضعف نقل الإجماع في هذه المسألة الخاصة عدم وجود دليل يستند إليه من شرعنا.
خاصة أنه معارض -في الظاهر- بحديث علي أن إسرافيل شهد بدرا- فدل على أنه ليس صاحب الصور؛ لأن صاحب الصور ينتظر متى يؤمر بالنفخ شاخص بصره نحو العرش.
ولعلي لا أفيدك أن كثيرا من الإجماعات المنقولة لا تثبت، لأن الإجماع له مستند، وهذا أمر غيبي لا بد له من توقيف، فمن نقل الإجماع لا بد أن ينقل عن السلف الأول أنهم قالوا ذلك فنعلم أنهم قالوه عن توقيف، وسمعوه عن معصوم، ولكن الظاهر من نقل هذا الإجماع هو ذاك الاشتهار المذكور في كتب التفسير وشراح الأحاديث، وهذا لا تقوم به الحجة والله أعلم.
وقد وجدت كلاما للشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله في شرحه لسنن أبي داود كتاب القراءات شريط رقم 281 عند شرحه لحديث عطية عن أبي سعيد الخدري في ذكر جبريل وميكائيل [وهو منزل كتابيا في برنامج الشاملة وقابلته بالمسموع وفي فرق طفيف] شرح سنن أبي داود ـ عبد المحسن العباد -::::: وفي الحديث الآخر: عن أبي سعيد قال: (ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب الصور، فقال: عن يمينه جبرائيل وعن يساره ميكائيل). وهذا حديث آخر، وصاحب الصور المراد به الذي ينفخ في الصور، وقد اشتهر بأنه إسرافيل، ولا نعلم حديثاً صحيحاً يدل على تسميته بذلك ولكنه مشهور، وذكره ابن كثير في تفسيره وقال: الصحيح أنه إسرافيل، وأن إسرافيل ينفخ في الصور، وذلك في سورة الأنعام عند قوله: قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَشرح سنن أبي داود ـ عبد المحسن العباد - (ج 22 / ص 424) يُنفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ [الأنعام:73] لكن لم أقف على حديث في الصحيح يدل على التسمية، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يتوسل إلى الله عز وجل بربوبيته لجبريل وميكائيل وإسرافيل كما جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم)، فكان يتوسل إلى الله عز وجل بهؤلاء الأملاك الثلاثة. وقال بعض العلماء في سبب نصه على هؤلاء الملائكة الثلاثة: لأن كل واحد منهم موكل بنوع من أنواع الحياة، فجبريل موكل بالوحي الذي به حياة القلوب، وميكائيل موكل بالقطر الذي به حياة الأبدان، وإسرافيل موكل بالنفخ في الصور الذي به الحياة بعد الموت، فكان صلى الله عليه وسلم يتوسل لله بربوبيته لهؤلاء الأملاك الثلاثة لأنهم موكلون بأنواع الحياة: حياة القلوب، وحياة الأبدان، والحياة بعد الموت عند نفخة البعث التي يخرج الناس بها من القبور. وقيل: إن الذي يتولى ذلك هو إسرافيل وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ [الزمر:68] نفخة الموت ونفخة البعث؛ لأن نفخة الموت إذا حصلت يموت من كان حياً، فيتساوى أول الخلق وآخرهم بالموت، ثم تحصل النفخة الثانية فيقوم الأولون والآخرون من قبورهم من لدن آدم إلى الذين قامت عليهم الساعة، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أول من ينشق عنه القبر، كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أنا سيد الناس يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع وأول مشفع) فقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أول القبور انشقاقاً عن صاحبه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. [ثم سئل عما أورده صاحب عون المعبود] قال صاحب العون: وأخرج سعيد بن منصور و أحمد و الحاكم وصححه و البيهقي في البعث عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم (إسرافيل صاحب الصور، وجبريل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، وهو بينهما) كذا في الدر المنثور [وسأل عن إسناده هل هو مذكور فيه فأجيب بلا فقال]. لكن لا أدري عن صحته، لكن ابن كثير رحمه الله قال: في الصحيح، ولا أدري ما المقصود بالصحيح، وغالباً أنه عندما يذكر الصحيح يقصد الصحيحين أو أحدهما، وقد يراد به الحديث الصحيح، فيكون أعم من أن يكون في الصحيحين وفي غيرهما. اهـ المقصود من النقل
وكلام ابن كثير السابق تكلم فيه الشيخ الألباني رحمه الله في تخريجه للحديث ووهمه فيه.
وأما الحديث فهو نفسه حديث أبي سعيد هذا كما نقلناه من قبل، فهو ضعيف مثله لأجل عطية العوفي.
ولا أزال أواصل في هذا
والله أعلم
وجزاك الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[25 Feb 2009, 09:43 ص]ـ
مع فائق الاحترام للإخوة الأفاضل:
سؤال: ما الفائدة التي سوف نجنيها من معرفة اسم " نافخ الصور " وما الفرق إن كان اسرافيل او كان غيره؟ أليس البحث في مثل هذه المسائل " الغيبية " مما لا فائدة فيه؟
مع كل احتراماتي كذلك
لا ينبغي الحكم بعدم فائدة طرح موضوع ما في هذا المنتدى المبارك، هكذا دون بيان، فرب موضوع لا يفيدك قد يفيد غيرك. وما طرحته إلا لأنه يهمني.
ثم هذا الموضوع يتعلق بالإيمان بالملائكة، والإيمان بالملائكة واجب، وهو قسمان إجمالي وتفصيلي، ومما ذكره العلماء من التفصيل: أن النافخ في الصور هو إسرافيل، فإذا ثبت هذا وجب الإيمان به، وإذا ثبت خلافه، وجب رده.
ومما جاء في كتب الاعتقاد في اليوم الآخر أن إسرافيل عليه السلام ينفخ في الصور، كما في لمعة الاعتقاد، وكنت اتخذت منهجا عند شرحي للمعة مع الإخوة أن نذكر دليلا على كل ما يورده صاحب اللمعة، فوجدنا أكثر ما ذكره مما دل عليه الدليل من الكتاب أو السنة أو قول الصحابة أو الإجماع، ولكن قليل من تلك المسائل لم نجد لها مستندا، ومنها هذه الجزئية.
قد جاء في كثير من كتب التفسير تفسير قوله تعالى (يوم ينفخ في الصور) فقالوا: المشهور هو إسرافيل، أو قالوا: قيل هو إسرافيل، وبعضهم يجزم فيقول: هو إسرافيل، ولهم تعبيرات أخرى، فالذي يقوم بتفسير كتاب الله تعالى ويصل إلى مثل هذه الآيات التي تذكر النفخ في الصور والنفخ في الناقور فهل يجوز أن نقول أن الفاعل الذي لم يسم هو إسرافيل؟ لشهرته في كتب التفاسير.
ثم قد يقوم بعض المجتهدين بدراسة كتاب من كتب التفاسير أو تحقيقه أو كتاب من كتب علوم القرآن فيتنبه إلى هذه الجزئية فيعيد دراستها ويبحث عن أدلتها.
وطرحي لهذا الموضوع من باب المدارسة لا غير. والمهم أن يؤمن السني بأنه هناك ملك موكل بالنفخ في الصور، وأنه هنا ملك يسمى إسرافيل هو من جلة الملائكة مع جبريل وميكال. ولا يطعن في اعتقاد المؤمن -ما دام أنه متبع غير مبتدع -من جعل النافخ في الصور هو إسرافيل أو غيره فليست هذه من المسائل الأصول.
ولقد رجعت إلى كتب علوم القرآن والحديث فرأيتهم يذكرون أن النافخ في الصور هو إسرافيل ولم يرفقوا معه الدليل؟ والعلم بالدليل!
مع كل احتراماتي ثانية.
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[01 Mar 2009, 01:57 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي حكيم بن منصور ..
ولا داعي لقولك أخي صاحب المشاركة التي تقول فيها ما الفائدة؟؟
والحقيقة أن هناك أشياء كثيرة لابد من دراستها وفحصها ووضعها تحت المجهر ليستبين الصواب فيما أبهم منها أو أجمل من غير تفصيل أو أثبت بدليل غير ثابت أو جزم به بغير دليل أو، أو ..
كما أشرت في إحدى مشاركاتي هنا أن الإمام ابن كثير جاء برأي جديد وهو احتمال - زعمه - بأن هناك عرش آخر غير عرش الرحمن يأتي يوم القيامة، وذلك في تفسيره لقوله تعالى (ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية) .. رحمه الله تعالى وغفر له.
فإذا لم نبين مثل هذه الأمور ونتناقشها ونعرضها على أهل العلم والتخصص اصابنا الغبن وصرنا كمن يقول إنا وجدنا آباءنا على أمة ..
ونحن بفضل الله نتبع هذه الثلة المباركة من علماء أهل السنة، ولكن دورنا أن نبين ما يلتبس من أقوالهم ونفصله، ومؤكد أن هذا يسعدهم جدا لو كانوا بيننا أحياء، كما علم من منهجهم وكتاباتهم رحمة الله عليهم.
وكذلك أخينا الطيب الذي يتمسك بالاجماع المزعوم المنقول عند القرطبي ..
فكما قال أخيك لك: ما هو دليل ومستند هذا الإجماع؟
وأقول لك أيضا: من نقل الإجماع غيرهما؟
وأنا أتفق معك أخي منصور في أنه لم يصح دليل - إلى الآن - في تعيين أن النافخ في الصور هو اسرافيل عليه السلام ..
ومشاركتي بحديث أبي مراية وبعض الآثار الأخرى، كما قلت لك أنا لا اصححها ولا أقول بها، وإنما نقلتها لأحيط علمك بجميع جوانب الموضوع ..
سدد الله خطاك أخي. وجميع الأخوة المشاركين.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 Mar 2009, 02:24 م]ـ
الحمد لله
أمَّنَك الله وجعل الجنة مثواك آمين
شكرا على التواصل
الإجماع له مستند، وإثباته صعب، وقد أثبته الحليمي والقرطبي رحمهما الله، ولكن لا بد من معرفة مستند الإجماع!
الأخ الفاضل حكيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
تعليقي على موضوعك هو هذه العبارة وهي من ناحية أصولية فيها نظر حيث إن الاجماع إذا ثبت فهو يغني عن معرفة دليله، ولا يتوقف العمل بالاجماع على معرفة الدليل الذي بني عليه الاجماع.
فإذا قلنا إن الإجماع حجة في نفسه ثم قلنا لا بد من معرفة مستنده نكون قد تناقضنا وأصبح الدليل الذي قام عليه الإجماع هو الحجة وليس الإجماع ذاته.
ولكن الصحيح أن الإجماع إذا ثبت أنه إجماع فلا حاجة إلى البحث عن دليله.
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[01 Mar 2009, 03:24 م]ـ
نعم
الإجماع حجة بنفسه
ولا يحتاج إلى غيره
لقوله صلى الله عليه وسلم: لا تجتمع أمتي على ضلالة.
فليس عندي إشكال في حجية الإجماع
أكبر إشكالية تتجه حول الإجماع في مسألة ما هو إثباته، ولا يكفي في إثباته الادعاء.
نعم لو نقله عن السلف الأول من الصحابة أو من بعدهم لقبل من غير تردد، ولوجدنا من الآثار الصحيحة التي تدل عليه وتعضده،
أما نقل الإجماع من غير أن نجد جماعة أو طائفة من السلف الأول قال به، فإن هذا الإجماع المزعوم أقرب أن يكون بمعنى المشهورن أو ما عليه الجمهور، ولذلك اشتهر عن الإمام أحمد قوله: من ادعى الإجماع فقد كذب وما يدريك لعلهم اختلفوا.
وباب الإجماع درسته في أصول الفقه كدليل متفق عليه بين العلماء، لكنهم اختلفوا في حقيقته وله أقسام أختلفوا في حجية كل واحد منها. وهذا في باب الفقهيات، فكيف في مسألة عقدية في تسمية اسم من أسماء الملائكة الموكل بالنفخ في الصور.
فلو أخذنا بكل ما ادعي أنه إجماع لذهب كثير من العلم الصحيح،
ولذلك لا تجد إجماعا صحيحا إلا وعضده الدليل.
ولعلك ترجع إلى كتب أصول الفقه المطولة فتجد فيها ما ذكرته لك.
مع ملاحظة أن هذا الإجماع المزعوم في مسألتنا لا بد له من نقل عن الله أو عن رسوله صلى الله عليه وسلم أو عن جماعة السلف الأول، وإلا فمن أين للحليمي أو القرطبي معرفة هذا الإجماع وهما متأخران؟؟
ولست بحمد لله ممن ينكر الإجماع. ولكن أعلم أن كثيرا من الإجماعات غلط
ولعلي أرجع إلى هذه القضية، لأن ما من مخالف تخالفه في مسألة إلا ادعى الإجماع من غير بحث وإعادة نظر، ورأيت بعضهم يدعي الإجماع مع وجود المخالف، وهذا عجيب، وآخر يفرق بين إجماع القراء وإجماع غيرهم، وهذا أعجب، وبعضهم يرى أن قول الجمهور يكفي ليسمى إجماعا، وهذا جهل.
إضافة
ثم اعلم أن الإجماع داخل في الأدلة النقلية؛ لأن ما من إجماع إلا وهو يستند إلى دليل يدل عليه، ولم يأت هكذا، فاعلم.
والله أعلم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 Mar 2009, 03:48 م]ـ
الأخ الفاضل الكريم حكيم
لا أختلف معك فيما ذكرت
ولكن خلافي معك فقط في العبارة التي اقتبستها من كلامك.
وفقك الله وسدد على الخير خطانا وخطاك.
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[01 Mar 2009, 04:08 م]ـ
جزاك الله خيرا(/)
ماذا يقصد ابن القيم _رحمه الله-؟
ـ[هبة المنان]ــــــــ[22 Feb 2009, 10:41 م]ـ
يقول ابن القيم: وقد تستولي النفس على العمل الصالح، فتصيره جندا لها فتصول به
وتطغى 00فترى العبد أطوع مايكون 00أزهد مايكون 00وهو عن الله أبعد مايكون
فتأمل 000
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[23 Feb 2009, 02:57 ص]ـ
يقول ابن القيم: وقد تستولي النفس على العمل الصالح، فتصيره جندا لها فتصول به
وتطغى 00فترى العبد أطوع مايكون 00أزهد مايكون 00وهو عن الله أبعد مايكون
فتأمل 000
العمل الصالح له نفخة وصولة في روح الإنسان .. فهو يشعره بالقوة الذاتية وبتميزه على غيره .. وهذا هو خطاب النفس .. والنفس أمارة بالسوء .. فإذا فعلالإنسان عملا صالحا جاءت نفسه السيئة فاستولت عليه وتحكمت فيه .. فهنا يخرج العمل الصالح عن طبيعته الصالحة في ذاته فيصير أداة في يد النفس السيئة .. فتصول به النفس أي ترمح وذاهبة آيبة فخورة وتطغى به .. وهنا نرى العبد طائعا لله على أحسن ما يكون، زاهدا على أحسن ما يكون .. ثم هو عن الله أبعد ما يكون بسبب أن عمله لا تظهر حسنته الذاتية وإنما تتحكم فيه النفس الأمارة بالسوء ..
نسأل الله تعالى العفو العافية
ـ[عبدالعزيز حفاضي]ــــــــ[23 Feb 2009, 04:25 ص]ـ
يقول ابن القيم: وقد تستولي النفس على العمل الصالح، فتصيره جندا لها فتصول به
وتطغى 00فترى العبد أطوع مايكون 00أزهد مايكون 00وهو عن الله أبعد مايكون
فتأمل 000
قد يأتي المرء العمل الصالح فيبدو له ولناظره كما هو كذلك، فيكبر في نفسه ويعجب به {فتصول به} حتى إنه ليرى لنفسه في ذلك وبذلك فضلا وشرفا على غيره {وتطغى} ولسان حاله ومقاله يقول: " إنما أوتينه على علم عندي " فلا يرى لله في توفيقه، وإ قداره على ذلك العمل فضلا ولا منة، فيصير لنعمة ربه جاحدا فيهلك والعياذ بالله، والحال أنه بذلك أبعد ما يكون عن الله.
ـ[عبدالعزيز حفاضي]ــــــــ[23 Feb 2009, 04:30 ص]ـ
يقول ابن القيم: وقد تستولي النفس على العمل الصالح، فتصيره جندا لها فتصول به
وتطغى 00فترى العبد أطوع مايكون 00أزهد مايكون 00وهو عن الله أبعد مايكون
فتأمل 000
قد يأتي المرء العمل الصالح فيبدو له ولناظره كما هو كذلك، فيكبر في نفسه ويعجب به {فتصول به} حتى إنه ليرى لنفسه في ذلك وبذلك فضلا وشرفا على غيره {وتطغى} ولسان حاله ومقاله يقول: " إنما أوتينه على علم عندي " فلا يرى لله في توفيقه، وإ قداره على ذلك العمل فضلا ولا منة، فيصير لنعمة ربه جاحدا فيهلك والعياذ بالله، والحال أنه بذلك أبعد ما يكون عن الله.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[23 Feb 2009, 05:44 ص]ـ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
(أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ ... فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا)
أخرجه الإمام مسلم في الصحيح. نسخة الكتورنية
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[23 Feb 2009, 11:34 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ..
يظهر من كلامه رحمه الله الى انه يشير الى العجب؟
سلمنا الله واياكم من كل سوء.
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[24 Feb 2009, 02:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يمكن للإخوة الكرام أن أحيلهم إلى كلام نافع ماتع للشيخ حسين يعقوب حفظه الله في سلسلة: التوبة.
فقد شرح كلام شيخنا ابن القيم رحمه الله في مسألة النفس التي جعلها من قطاع الطرق بين العبد وربه شرحا مفيدا.
ـ[هبة المنان]ــــــــ[25 Feb 2009, 05:15 م]ـ
أحسن الله إليكم جميعا 00
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[28 Feb 2009, 09:21 ص]ـ
تذكرت السؤال عندما وجدت الفائدة التالية:
[سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ] (سورة الأعراف 182)
قال ابن الجوزي في كتابه (السر المكتوم) [انظر: الفروع 119/ 11]
كيف لا يوصف بالاستدراج من يعمل لثبوت الجاه بين الخلق , ويمضي عمره في تربية رياسته ليقال: هذا فلان؟!.اهـ
المصدر / جوال زاد طالب العلم
منقول(/)
سلسلة: من تربويات الظلال/الحلقة3/لماذا نزع الله الخلافة من بني إسرائيل وسملها إلينا؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[23 Feb 2009, 06:45 م]ـ
الحمد لله وبعد ..
لم أورد ذلك المقطع فقط لبيان سبب نزع الخلافة من بيني إسرائيل وتسليمها إلينا .. وإنما ـ وهو السبب الرئيس ـ لبيان لماذا نزعهالله تعالى منا ووزعها على جاهليات الأرض ومنهم عبدة البقر والفئران!!
لعلنا نتذكر أو نخشى
يقول سيد قطب رحمه الله:
({يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله أيديكم ورماحكم، ليعلم الله من يخافه بالغيب، فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم}. .
إنه صيد سهل، يسوقه الله إليهم. صيد تناله أيديهم من قريب، وتناله رماحهم بلا مشقة. ولقد حكي أن الله ساق لهم هذا الصيد حتى لكان يطوف بخيامهم ومنازلهم من قريب!. . إنه الإغراء الذي يكون فيه الابتلاء. . إنه ذات الإغراء الذي عجزت بنو إسرائيل من قبل عن الصمود له، حين ألحوا على نبيهم موسى - عليه السلام - أن يجعل الله لهم يوماً للراحة والصلاة لا يشتغلون فيه بشيء من شئون المعاش. فجعل لهم السبت. ثم ساق إليهم صيد البحر يجيئهم قاصداً الشاطئ متعرضاً لأنظارهم في يوم السبت. فإذا لم يكن السبت اختفى، شأن السمك في الماء. فلم يطيقوا الوفاء بعهودهم مع الله؛ وراحوا - في جبلة اليهود المعروفة - يحتالون على الله فيحوّطون على السمك يوم السبت ولا يصيدونه؛ حتى إذا كان الصباح التالي عادوا فأمسكوه من التحويطة! وذلك الذي وجه الله - سبحانه - رسوله - صلى الله عليه وسلم - لأن يواجههم ويفضحهم به في قوله تعالى: {واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر، إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعاً، ويوم لا يسبتون لا تأتيهم. كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون} هذا الابتلاء بعينه ابتلى به الله الأمة المسلمة، فنجحت حيث أخفقت يهود. . وكان هذا مصداق قول الله سبحانه في هذه الأمة: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله. ولو آمن أهل الكتاب لكان خيراً لهم. منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون} ولقد نجحت هذه الأمة في مواطن كثيرة حيث أخفق بنو إسرائيل. ومن ثم نزع الله الخلافة في الأرض من بني إسرائيل وائتمن عليها هذه الأمة. ومكن لها في الأرض ما لم يمكن لأمة قبلها. إذ أن منهج الله لم يتمثل تمثلاً كاملاً في نظام واقعي يحكم الحياة كلها كما تمثل في خلافة الأمة المسلمة. . ذلك يوم أن كانت مسلمة. يوم أن كانت تعلم أن الإسلام هو أن يتمثل دين الله وشريعته في حياة البشر. وتعلم أنها هي المؤتمنة على هذه الأمانة الضخمة؛ وأنها هي الوصية على البشرية لتقيم فيها منهج الله، وتقوم عليه بأمانة الله.
ولقد كان هذا الاختبار بالصيد السهل في أثناء فترة الإحرام أحد الاختبارات التي اجتازتها هذه الأمة بنجاح. وكانت عناية الله - سبحانه - بتربية هذه الأمة بمثل هذه الاختبارات من مظاهر رعايته واصطفائه.
ولقد كشف الله للذين آمنوا في هذا الحادث عن حكمة الابتلاء:
{ليعلم الله من يخافه بالغيب}. .
إن مخافة الله بالغيب هي قاعدة هذه العقيدة في ضمير المسلم. القاعدة الصلبة التي يقوم عليها بناء العقيدة، وبناء السلوك، وتناط بها أمانة الخلافة في الأرض بمنهج الله القويم. .
إن الناس لا يرون الله؛ ولكنهم يجدونه في نفوسهم حين يؤمنون. . إنه تعالى بالنسبة لهم غيب، ولكن قلوبهم تعرفه بالغيب وتخافه. إن استقرار هذه الحقيقة الهائلة - حقيقة الإيمان بالله بالغيب ومخافته - والاستغناء عن رؤية الحس والمشاهدة؛ والشعور بهذا الغيب شعوراً يوازي - بل يرجح - الشهادة؛ حتى ليؤدي المؤمن شهادة: بأن لا إله إلا الله. وهو لم ير الله. . إن استقرار هذه الحقيقة على هذا النحو يعبر عن نقلة ضخمة في ارتقاء الكائن البشري، وانطلاق طاقاته الفطرية، واستخدام أجهزته المركوزة في تكوينه الفطري على الوجه الأكمل؛ وابتعاده - بمقدار هذا الارتقاء - عن عالم البهيمة التي لا تعرف الغيب - بالمستوى الذي تهيأ له الإنسان - بينما يعبر انغلاق روحه عن رؤية ما وراء الحس، وانكماش إحساسه في دائرة المحسوس، عن تعطل أجهزة الالتقاط والاتصال الراقية فيه، وانتكاسه إلى المستوى الحيواني في الحس
(يُتْبَعُ)
(/)
«المادي»!
ومن ثم يجعلها الله سبحانه حكمة لهذا الابتلاء؛ ويكشف للذين آمنوا عن هذه الحكمة كي تحتشد نفوسهم لتحقيقها. .
والله سبحانه يعلم علماً لَدُنِّياًّ من يخافه بالغيب. ولكنه - سبحانه - لا يحاسب الناس على ما يعلمه عنهم علماً لدنيا. إنما يحاسبهم على ما يقع منهم فيعلمه الله - سبحانه - علم وقوع. .)
ويقول رحمه الله:
({الذين يؤمنون بالغيب}. . فلا تقوم حواجز الحس دون الاتصال بين أرواحهم والقوة الكبرى التي صدرت عنها، وصدر عنها هذا الوجود؛ ولا تقوم حواجز الحس بين أرواحهم وسائر ما وراء الحس من حقائق وقوى وطاقات وخلائق وموجودات.
والإيمان بالغيب هو العتبة التي يجتازها الإنسان، فيتجاوز مرتبة الحيوان الذي لا يدرك إلا ما تدركه حواسه، إلى مرتبة الإنسان الذي يدرك أن الوجود أكبر وأشمل من ذلك الحيز الصغير المحدد الذي تدركه الحواس - أو الأجهزة التي هي امتداد للحواس - وهي نقلة بعيدة الأثر في تصور الإنسان لحقيقة الوجود كله ولحقيقة وجوده الذاتي، ولحقيقة القوى المنطلقة في كيان هذا الوجود، وفي إحساسه بالكون وما وراء الكون من قدرة وتدبير. كما أنها بعيدة الأثر في حياته على الأرض؛ فليس من يعيش في الحيز الصغير الذي تدركه حواسه كمن يعيش في الكون الكبير الذي تدركه بديهته وبصيرته؛ ويتلقى أصداءه وإيحاءاته في أطوائه وأعماقه، ويشعر أن مداه أوسع في الزمان والمكان من كل ما يدركه وعيه في عمره القصير المحدود، وأن وراء الكون ظاهره وخافيه، حقيقة أكبر من الكون، هي التي صدر عنها، واستمد من وجودها وجوده. . حقيقة الذات الإلهية التي لا تدركها الأبصار ولا تحيط بها العقول.
وعندئذ تصان الطاقة الفكرية المحدودة المجال عن التبدد والتمزق والانشغال بما لم تخلق له، وما لم توهب القدرة للإحاطة به، وما لا يجدي شيئا أن تنفق فيه. إن الطاقة الفكرية التي وهبها الإنسان، وهبها ليقوم بالخلافة في هذه الأرض، فهي موكلة بهذه الحياة الواقعة القريبة، تنظر فيها، وتتعمقها وتتقصاها، وتعمل وتنتج، وتنمي هذه الحياة وتجملها، على أن يكون لها سند من تلك الطاقة الروحية التي تتصل مباشرة بالوجود كله وخالق الوجود، وعلى أن تدع للمجهول حصته في الغيب الذي لا تحيط به العقول. فأما محاولة إدراك ما وراء الواقع بالعقل المحدود الطاقة بحدود هذه الأرض والحياة عليها، دون سند من الروح الملهم والبصيرة المفتوحة، وترك حصة للغيب لا ترتادها العقول.)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[08 May 2010, 12:19 ص]ـ
الحمد لله وبعد ..
- عن عالم البهيمة التي لا تعرف الغيب -
هل عالم البهيمة لا يعرف الله عز وجل الذي وصفه سيد بالغيب؟ والله عز وجل يقول (وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم)؟
والله سبحانه يعلم علماً لَدُنِّياًّ من يخافه بالغيب. ولكنه - سبحانه - لا يحاسب الناس على ما يعلمه عنهم علماً لدنيا. إنما يحاسبهم على ما يقع منهم فيعلمه الله - سبحانه - علم وقوع. .)
ما معنى علما لدنيا؟ وهل يجوز وصف علم الله عز وجل بأنه لدني؟ وهل العلم المعبر عنه باللدني لا يقع؟ وهل علم الوقوع مكتسب بعد جهل؟ سبحانك هذا بهتان عظيم.
ويقول رحمه الله:
({الذين يؤمنون بالغيب}. . فلا تقوم حواجز الحس دون الاتصال بين أرواحهم والقوة الكبرى التي صدرت عنها، وصدر عنها هذا الوجود؛ ولا تقوم حواجز الحس بين أرواحهم وسائر ما وراء الحس من حقائق وقوى وطاقات وخلائق وموجودات.
من المقصود بالقوة الكبرى؟ وهل يصح تسمية الله بالقوة الكبرى؟ أليست أسماء الله وصفاته توقيفية؟ أم أن سيد لا يسأل عما يكتب؟
والإيمان بالغيب هو العتبة التي يجتازها الإنسان، فيتجاوز مرتبة الحيوان الذي لا يدرك إلا ما تدركه حواسه، إلى مرتبة الإنسان الذي يدرك أن الوجود أكبر وأشمل من ذلك الحيز الصغير المحدد الذي تدركه الحواس - أو الأجهزة التي هي امتداد للحواس - وهي نقلة بعيدة الأثر في تصور الإنسان لحقيقة الوجود كله ولحقيقة وجوده الذاتي، ولحقيقة القوى المنطلقة في كيان هذا الوجود، وفي إحساسه بالكون وما وراء الكون من قدرة وتدبير.من المقصود بالقوى المنطلقة؟ وهل يصح تسمية الله بالقوى المنطلقة؟ أليست أسماء الله وصفاته توقيفية؟ أم أن سيد لا
(يُتْبَعُ)
(/)
يسأل عما يكتب؟
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[08 May 2010, 06:43 ص]ـ
أخي الكريم استاذ الشعباني
لقد قلتم أن أسماء الله تعالى توقيفيّة فهل يوجد دليل على ذلك؟؟؟ فقط من أجل العلم وليس المراء لا سمح الله
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[08 May 2010, 09:53 ص]ـ
أخي الكريم استاذ الشعباني
لقد قلتم أن أسماء الله تعالى توقيفيّة فهل يوجد دليل على ذلك؟؟؟ فقط من أجل العلم وليس المراء لا سمح الله
قال الإمام الشافعي رحمه الله: (لله تعالى الأسماء والصفات جاء بها كتابه وأخبر بها نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يسع لأحد من خلق الله تعالى قامت عليه الحجة ردها (ذم التأويل صـ 121).
وقال الإمام أحمد رحمه الله عن الصفات. ولا معلومة إلا بما وصف به نفسه فهو سميع بصير ولا يبلغ الواصفون صفته ولا يتعدى القرآن والحديث فنقول كما قال ونصفه بما وصف به نفسه ولا يتعدى القرآن [المسائل والرسائل في العقيدة للإمام أحمد (1/ 277) و إجتماع الجيوش الإسلامية (صـ83) والفتاوى (5/ 26)].
وقال الإمام الدارمي أبو سعيد عثمان بن سعيد: ونصفه بما وصف به نفسه أو وصف به رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم [الرد على بشر المريسي ضمن عقائد السلف (صـ 374)]
وقال إمام الأئمة أبو بكر محمد بن إسحاق: فنحن وجميع السلف من أهل الحجاز وتهامة واليمن والعراق والشام ومصر مذهبنا أن نثبت لله ما أثبته لنفسه [التوحيد لابن خزيمة (1/ 26)]
وقال الإمام أبو بكر أحمد بن إسماعيل المعروف بالإسماعيلي: ويعتقدون أن الله مدعو بأسمائه الحسنى موصوف بصفاته التي سمى ووصفه بها نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم [اعتقاد أئمة أهل الحديث (صـ35)]
وقال الإمام أبو نصر عبيد الله بن سعيد السجزي: وقد اتفقت الأئمة على أن الصفات لا تؤخذ إلا توقيفية ولا يجوز أن يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصف به رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم [الرد على من أنكر الحرف والصوت (صـ 121)]
وقال الإمام ابن عبد البر: أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة في الكتاب والسنة والإيمان بها على الحقيقة لا على المجاز [التمهيد 7/ 145و الفتاوى (5/ 87)]
وقال أبو القاسم القشيري: الأسماء تؤخذ توقيفاً من الكتاب والسنة والإجماع] الفتح (11/ 226) [
وقال أبو الحسن القابسي: أسماء الله وصفاته لا تعلم إلا بالتوقيف من الكتاب والسنة أو الإجماع ولا يدخل فيها بالقياس [الفتح (11/ 220]
وقال ابن منده: وأسماء الله وصفاته توقيفية وأهل السنة والجماعة لا يثبتون لله إلا ما أثبته لنفسه في كتابه أو صح عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم [التوحيد لابن منده (2/ 135)]
وقال ابن حزم: فصح أنه لا يحل أن يسمى اللهُ إلا بما سمى به نفسه [المحلى (8/ 31]
وقال الإمام البغوي: أسماء الله تعالى على التوقيف [معالم التنزيل (3/ 307)]
وقال السفاريني في لوامع الأنور:
لكنها في الحق توقيفية لنا بذا أدلة وفية
ثم شرح ذلك فقال: لنا معشر أهل السنة واتباع السلف باعتبار ثبوت التوقيف في أسماء الباري جل وعلا من الشارع أدلة وفية عالية تفي بالمقصود لأن ما لم يثبت من الشارع لم يكن مأخوذاً في إطلاقه عليه والأصل المنع حتى يقوم دليل الإذن. فإذا ثبت كان توقيفياً [لوامع الأنور (1/ 124 - 125)]
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وجماع القول في إثبات الصفات هو القول بما كان عليه سلف الأمة وأئمتها وهو أن يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويصان ذلك عن التحريف والتمثيل والتكييف والتعطيل ((لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)) (الشورى 11) لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله. انتهى المراد [مجموع الفتاوى 6/ 515)]
وقال تلميذه الإمام ابن القيم رحمه الله ضمن قواعد ذكرها في الصفات قال: السابع أن ما يطلق عليه وفي باب الأسماء والصفات توقيفي. اهـ] من بدائع الفوائد (1/ 162) [
وعليه فلا يجوز إثبات اسم الله ولا صفته بغير دليل صحيح ينص عليها لقول الله تعالى ((وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)) (الأعراف 180) وإثبات صفات الله سبحانه و تعالى على غير دليل صحيح قول على الله بلا علم. وقد قرن الله سبحانه و تعالى القول على الله بغير علم بالشرك الأكبر فقال تعالى ((قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)) (الأعراف 44)
وقال تعالى: ((وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا)) (اللإسراء36) والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يقول: "أعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك".ا. هـ
منقول للفائدة
http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=1606
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[08 May 2010, 10:38 ص]ـ
أعجبتني كلمة للشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مفتي السعودية وفقه الله حينما انتقد الذين يبالغون في الإنكار على سيد قطب رحمه الله، وذكر بأنه كتب "الظلال" بأسلوب أدبي عال تقاصرت عنه فهوم الذين انتقدوه، فحملوا كلامه ما لا يحتمل، واتهموه بما لم يخطر له على بال. [هذا ما فهمته من كلامه، وهو موجود الملف المرفق.]
وأنبه هنا على أني لا أقر ولا أدافع عن أي خطأ وقع فيه سيد في كتبه، وأبرأ إلى الله من التعصب لأقوال أحد من البشر غير رسولنا صلى الله عليه وسلم، وما أجمع عليه صحابته وسلف الأمة الأخيار.
ولكني أكره تكبير القضايا، والتركيز على أخطاء لا يسلم منها في الغالب بشر غير معصوم.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[08 May 2010, 10:56 ص]ـ
وأنبه هنا على أني لا أقر ولا أدافع عن أي خطأ وقع فيه سيد في كتبه، وأبرأ إلى الله من التعصب لأقوال أحد من البشر غير رسولنا صلى الله عليه وسلم، وما أجمع عليه صحابته وسلف الأمة الأخيار.
ولكني أكره تكبير القضايا، والتركيز على أخطاء لا يسلم منها في الغالب بشر غير معصوم.
حفظك الله يا دكتور بماذا أرد عليك لو نقلت مقطعا لابن باز رحمه الله أو للألباني رحمه الله أو لمحمد سعيد رسلان حفظه الله أو غيرهم يبين فيه ضلال سيد قطب لأتهمتني بأني أكبر القضايا وأخرج بالموضوع عن مساره فماذا أفعل؟ مع أني لا أتهمك ولا غيرك بذلك حين تفعلون ذلك؟
يكفي أن المفتي حفظه الله في هذه الكلمة قد اعتذر عنه بقلة العلم وبأن كتابه ليس تفسيرا كما اعتذر الشيخ الحويني حفظه الله عن سيد بذلك وإن كان الحويني قد صرح بأن سيد جاهل , فهل يصح لجاهل أو قليل علم أن يتكلم في أعظم شيء في الدين؟ وهل يجوز القول في كتاب الله بالرأي وقلة العلم؟
ولو أردت هذه المقاطع بإمكاني وضعها لك لكني لن أفعل إلا إذا طلبت ذلك حتى لا أتهم بأني أكبر القضايا؟
لك مني الاحترام والتقدير حفظك الله.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 May 2010, 11:42 ص]ـ
الأخ الفاضل محمد الشبعاني
جزاك الله خيرا على غيرتك ولا أشك أنك تريد تنزيه الله تعالى عما لا يليق به وأن المسلم يجب أن يحتاط لنفسه في هذا الباب.
ولكنا أحيانا قد نحمل الأمور فوق ما تحتمل فخذ على سبيل المثال تعليقك على قول سيد رحمه الله تعالى:
" عن عالم البهيمة التي لا تعرف الغيب"، تقول:
"هل عالم البهيمة لا يعرف الله عز وجل الذي وصفه سيد بالغيب؟ "
ولو تأملت كلام سيد رحمه الله لو جدت أنه لم يقل هذا على الإطلاق فهو قال:
"عن عالم البهيمة التي لا تعرف الغيب - بالمستوى الذي تهيأ له الإنسان -"
أخي الكريم إن إيمان المؤمن بالغيب مختلف جدا عن المعرفة البهيمية التي تتحدث عنها وإلا لما كان للمسلم مدحة في ذلك.
ألم ترى أن الله وصف الكافرين بقوله:
"وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ" سورة الأعراف (179)
فكيف تسوي بين إيمان المؤمن وبين الغريزة البهيمية؟
أخي الكريم الفطرة شيء والإيمان بالغيب شيء آخر.
وكذلك أخي الكريم اعتراضك على كلمة " العلم اللدني" فلو دققت في الكلام لوجدت أنه لا يحتاج إلى أسئلتك:
"ما معنى علما لدنيا؟ وهل يجوز وصف علم الله عز وجل بأنه لدني؟ وهل العلم المعبر عنه باللدني لا يقع؟ وهل علم الوقوع مكتسب بعد جهل؟ سبحانك هذا بهتان عظيم"
فأما العلم اللدني فيقصد به علم الله السابق لوقوع ما قدر أن يقع.
وسيد لم يصف الله بلفظ " لدني".
وبقية الأسئلة لا محل لها أخي الكريم فتأمل الموضوع بارك الله فيك.
ولي وقفة أخرى إن شاء الله تعالى على بقية كلامك.
وفقنا الله وإياك لكل خير.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[08 May 2010, 05:59 م]ـ
ألا يجوز لنا أن نقول
يا (موجود) أو يا صاحب كل مكان: (اللهم أنت الصاحب في السفر .... )
أو يا صانع - أو نقول أن الله تعالى هو العاطي أو هو سبحانه الضَّار وهو النافع.أو أن الله تعالى هو العارف وهو أيضاً العالم
(يُتْبَعُ)
(/)
أو هو العال. هذا ما كنت أقصده بسؤالي.
ثم يا أخي الاستاذ الشعباني مالك ولسيد قطب فهل تعتقد أن الله تعالى قبل أن يدخلك الجنة سيسألك عن سيد وعقيدته. هل تشك بإيمان رجل مات لأجل لا إله إلا الله؟ هل تشك بإيمان رجل وعقيدة رجل وهو صاحب كتاب لا إله إلا الله منهج حياة؟ وهل نحن مكلفون شرعاً أن نتتبع هفوات الناس وإخائهم ونتهمهم بالجهل؟ لماذا إذا لم يفعل ذلك من هو خير منك الإمام أحمد بن حنبل حينما جاء المأمون بقضية خلق القرآن وأنت تعلم وأنا أعلم أن الذي يعتقد بخلق القرآن كافر. فهل سمعت أن أحمد بن حنبل كفّر المأمون أو أحد من الائمة الاربعة كفره سواء في حياته أو مماته؟ وما هو الطائل في ذلك وقد أفضى الى ما عمل؟ ولماذا لا نحسن الظن يا أخي الكريم بالناس وقد يقع سيد بالخطأ كما يقع غيره. بل هل تظن أن سيد قطب قد قال ما قال بسبب فكر خاص في عقيدته؟ هل تظن أن سيد منحرف العقيدة مبتدع الاعتقاد؟ وهل أنت فعلاً مستعد لمحاججته أمام الله تعالى يوم القيامة وهل طلب الله تعالى ذلك منك. وهل سوء الظن الذي تعتقده بالرجل هو من النوع قطعي الثبوت قطعي الدلالة؟؟.
أخي وأستاذي شعباني وكما أدعوك لحسن الظن بالناس فإني أحسن الظن بك أيضاً إذ أن الدافع لما قلت وتقول هو غيرتك على شرع الله وعقيدته ولكن يا أخي وكما عرفتك وقّافاً للحق فعليك أن تلزم غرز الائمة الاربعة في أدبهم وخلقهم ولا تكن خصيماً لشهيد ضحى بدمه دفاعاً عن عقيدته. ووالله وتاللة وبالله وبغض النظر عن فهمك لما لم نفهم نحن من عقيدة الرجل فلن أكون لو كنت بمكانك حصباً لإحراقه ولا سيفاً لطعنه ولو كان الحجاج بن يوسف نفسه الذي قال عنه من قال: أخشى أن يغفر الله له.
فعليك بنفسك يا أخي ودع عنك أمر الاموات وعليك بالأحياء الفسّاق الخونة بائعي الشرف والدين والكرامة وما أكثرهم حولك وبين يديك ومن خلفك. أشغل نفسك بهم ان كنت ممن يريد أن يكون رفيقاً لحمزة بن عبد عبد المطلب. وقل الحق من ربك. وأسألك بالله تعالى أن تكون قدوتنا وعالمنا وأستاذنا بالنزول الى الحق كما عهدنا ذلك فيك بأكثر من موقف وأكثر من مناسبة. ولتكن أيضاً كما عهدناك في هذه المسألة وأمسك عليك لسانك. وتذكر قول النبي عليه الصلاة والسلام القائل لأسامة بن زيد (هلا شققت عن قلبه؟)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[08 May 2010, 09:11 م]ـ
وكذلك أخي الكريم اعتراضك على كلمة " العلم اللدني" فلو دققت في الكلام لوجدت أنه لا يحتاج إلى أسئلتك:
"ما معنى علما لدنيا؟ وهل يجوز وصف علم الله عز وجل بأنه لدني؟ وهل العلم المعبر عنه باللدني لا يقع؟ وهل علم الوقوع مكتسب بعد جهل؟ سبحانك هذا بهتان عظيم"
فأما العلم اللدني فيقصد به علم الله السابق لوقوع ما قدر أن يقع.
وسيد لم يصف الله بلفظ " لدني".
بارك الله فيك أبا سعد فهل سبق أحد من السلف سيدا إلى مثل هذه الإطلاقات؟ أم أنه جاء بما لم يعرفه السلف؟
وبقية الأسئلة لا محل لها أخي الكريم فتأمل الموضوع بارك الله فيك.
ولي وقفة أخرى إن شاء الله تعالى على بقية كلامك.
وفقنا الله وإياك لكل خير.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
بانتظار وقفتك بارك الله فيك مع الجواب عن السؤال السابق.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 May 2010, 11:19 م]ـ
بارك الله فيك أبا سعد فهل سبق أحد من السلف سيدا إلى مثل هذه الإطلاقات؟ أم أنه جاء بما لم يعرفه السلف؟
بانتظار وقفتك بارك الله فيك مع الجواب عن السؤال السابق.
وفيك بارك أخي الفاضل الكريم.
قال سيد رحمه الله:
"والله سبحانه يعلم علماً لَدُنِّياًّ من يخافه بالغيب. ولكنه - سبحانه - لا يحاسب الناس على ما يعلمه عنهم علماً لدنيا. إنما يحاسبهم على ما يقع منهمفيعلمه الله - سبحانه - علم وقوع."
ثم قال أخونا الفاضل محمد الشبعاني:
"ما معنى علما لدنيا؟ وهل يجوزوصف علم الله عز وجل بأنه لدني؟ وهل العلم المعبر عنه باللدني لا يقع؟ وهل علمالوقوع مكتسب بعد جهل؟ سبحانك هذا بهتان عظيم".
ثم قال أيضا:
بارك الله فيك أبا سعد فهل سبق أحد من السلف سيدا إلى مثل هذه الإطلاقات؟ أم أنه جاء بما لم يعرفه السلف؟ "
وأنا أقول:
أخي الفاضل محمد
قبل أن نحتكم إلى أقوال السلف تعال نقرر القضية ومكمن الخطأ في كلام سيد رحمه الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
سيد يقول:
"والله سبحانه يعلم علماً لَدُنِّياًّ من يخافه بالغيب"
واعتراضك على كلمة "لدُنِّي"
وأنا الذي أفهمه من كلام سيد رحمه الله هو أنه يقصد بذلك علم الله السابق في خلقه قبل وقوع مقتضى علمه منهم، وهذا لا أرى فيه إشكالا مادام أن إطلاقه لا يحتمل وصف الله بالنقص بوجه من الوجوه، وكل علم أعطيه المخلوق كله من عند الله تعالى وقد وصف الله تعالى علمه الذي أعطاه لعبده الخضر بقوله:
"وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا"
والشيخ الشنقيطي رحمه الله تعالى قد استخدم نفس عبارة سيد رحمه الله تعالى فقال:
"وهذه الرحمة والعلم اللدني "
ولا شك أن الشيخ الشنقيطي يعني بذلك علم الله السابق في الأمور والأحداث التي أطلع عبده الخضر عليها.
وأما سؤالك:
"وهل العلم المعبر عنه باللدني لا يقع؟ "
فأقول بعضه قد يقع وبعضه قد لا يقع وأحداث قصة الخضر دليل على ذلك، وأنت تعرف عبارة السلف: " ويعلم ما لم يكن لو كان كيف يكون "
يقول شيخ الإسلام رحمه تعالى في جامع الرسائل:
"ويعلم ما لم يكن لو كان كيف كان يكون، كما يعلم ما أخبر الله عن أهل النار (ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه) وأنهم (لو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم) وأنه (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا) وأنه (لو كان فيهما آلهة كما يقولون إذاً إلا ابتغوا إلى ذي العرش سبيلا) وأنهم (لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا) وأنه (لولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبداً) ونحو ذلك من الجمل الشرطية التي يعلم فيها انتفاء الشرط أو ثبوته.
فهذه الأمور التي نعلمها نحن ونتصورها، إما نافين لها أو مثبتين لها في الخارج أو مترددين - ليس بمجرد تصورنا يكون لأعيانها ثبوت في الخارج عن علمنا وأذهاننا، كما نتصور جبل ياقوت وبحر زئبق وإنسانا من ذهب وفرساً من حجر. فثبوت الشيء في العلم والتقدير ليس هو ثبوت عينه في الخارج، بل العالم يعلم الشيء ويتكلم به ويكتبه وليس لذاته في الخارج ثبوت ولا وجود أصلاً. وهذا هو تقدير الله السابق لخلقه كما في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن الله كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخميس ألف سنة ".
وقال شارح الطحاوية رحمه الله:
"قَوْلُهُ: (وَلَمْ يَخْفَ عَلَيْهِ شَيْءٌ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَهُمْ، وَعَلِمَ مَا هُمْ عَامِلُونَ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَهُمْ).
ش: فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ يَعْلَمُ مَا كَانَ وَمَا يَكُونُ وَمَا لَمْ يَكُنْ أَنْ لَوْ كَانَ كَيْفَ يَكُونُ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ} وَإِنْ كَانَ يَعْلَمُ أَنَّهُمْ لَا يُرَدُّونَ، وَلَكِنْ أَخْبَرَ أَنَّهُمْ لَوْ رُدُّوا لَعَادُوا، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ} "
أما سؤالك:
وهل علم الوقوع مكتسب بعد جهل؟
فأقول:
هل فهمت أنت ذلك من كلام سيد؟ وهل تظن أنه يعتقد ذلك؟
أعتقد أنك ستجيب بالنفي، وإلا فإني سأقول لك ما معنى قول الله تعالى:
"وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ" البقرة من الآية (143)
وقوله:
"ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا" الكهف (12)
وقوله:
"إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآَخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ" سبأ من الآية (21)
وقوله:
"أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ"آل عمران (142)
وقوله:
(أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) التوبة (16)
وبهذا أعتقد أن سيدا لم يرتكب خطأ ولم يستخدم مشكلا.
والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 May 2010, 11:38 م]ـ
اقتباس:
ويقول رحمه الله:
({الذين يؤمنون بالغيب}. . فلا تقوم حواجز الحس دونالاتصال بين أرواحهم والقوة الكبرى التي صدرت عنها، وصدرعنها هذا الوجود؛ ولا تقوم حواجز الحس بين أرواحهم وسائر ما وراء الحس من حقائقوقوى وطاقات وخلائق وموجودات.
يقول أخونا الفاضل محمد الشبعاني معترضا على كلام سيد أعلاه:
"من المقصودبالقوة الكبرى؟ وهل يصح تسمية الله بالقوة الكبرى؟ أليست أسماء الله وصفاته توقيفية؟ أم أن سيد لا يسأل عما يكتب؟ "
أخي الفاضل محمد وفقنا الله تعالى وإياك لكل خير:
نعم هناك قوة ليس لها مثيل صدر عنها هذا العالم، قوة خلقته وأبدعته وصنعته إنها قوة الله القوي.
وهذا "ببساطة" ما يعنيه سيد رحمه الله.
ولم يقل سيد أن من أسماء الله "القوة الكبرى".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 May 2010, 11:55 م]ـ
اقتباس:
والإيمان بالغيب هو العتبة التي يجتازها الإنسان،فيتجاوز مرتبةالحيوان الذي لا يدرك إلا ما تدركه حواسه، إلى مرتبة الإنسان الذي يدرك أن الوجودأكبر وأشمل من ذلك الحيز الصغير المحدد الذي تدركه الحواس - أو الأجهزة التي هيامتداد للحواس - وهي نقلة بعيدة الأثر في تصور الإنسان لحقيقة الوجود كلهولحقيقة وجوده الذاتي، ولحقيقة القوى المنطلقة في كيان هذا الوجود،وفي إحساسه بالكون وما وراء الكون من قدرة وتدبير.
يقول أخونا الفاضل محمد الشعباني معترضا كلام سيد أعلاه:
من المقصود بالقوى المنطلقة؟ وهل يصح تسمية الله بالقوى المنطلقة؟ أليست أسماء الله وصفاته توقيفية؟ أم أن سيد لا يسأل عما يكتب؟
أخي الفاضل محمد الشعباني وفقني الله وإياك لكل خير
المقصود واضح أخي الكريم وهو أن القوى التي تسري في هذا الكون وتحركه ليست قوة ذاتية بل هي قوة موهوبة ممنوحة من القوي الوهاب، فالله هو الذي خلق وهو الذي وهب وإذا شاء سلب ما وهب وأفنى ما خلق.
وهذا الذي نفهمه من كلام سيد رحمه الله تعالى، ولم نفهم من كلامه رحمه الله أنه سمى الله بالقوى المنطلقة.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[09 May 2010, 08:53 ص]ـ
ألا يجوز لنا أن نقول
يا (موجود) أو يا صاحب كل مكان: (اللهم أنت الصاحب في السفر .... )
أو يا صانع - أو نقول أن الله تعالى هو العاطي أو هو سبحانه الضَّار وهو النافع.أو أن الله تعالى هو العارف وهو أيضاً العالم
أو هو العال. هذا ما كنت أقصده بسؤالي.
الجواب لا يجوز لما قدمته لك من أن أدلة على أن أسماء الله توقيفية واقرأ هذا الكلام للشيخ بكر أبو زيد رحمه الله فإنه سيكفيك إن أردت الحق وأحسبك كذلك , قال رحمه الله:
دلت الشريعة على تحريم تسمية المولود في واحد من الوجوه الآتية:
1 - اتفق المسلمون على أنه يحرم كل اسم معبد لغير الله تعالى، من شمس أو وثن أو بشر أو غير ذلك، مثل: عبد الرسول، عبد النبي، عبد علي، عبد الحسين ...
ومن هذا الباب: غلام الرسول، غلام محمد، أي: عبد الرسول ... وهكذا.
والصحيح في عبد المطلب المنع.
ومن هذا الغلط في التعبيد لأسماء يظن أنها من أسماء الله تعالى وليست كذلك مثل: عبد المقصود، عبد الستار، عبد الموجود، عبد المعبود، عبد الهوه، عبد المرسل، عبد الوحيد، عبد الطالب ... فهذه يكون الخطأ فيها من جهتين:
من جهة التسمية الله بما لم يرد به السمع، وأسماؤه سبحانه توفيقية على النص من كتاب أو سنة.
والجهة الثانية التعبيد بما لم يسم الله به نفسه ولا رسوله صلى الله عليه وسلم.
بتصرف من كتاب: تسمية المولود للشيخ / بكر أبو زيد
. http://www.zawjan.com/art-399.htm
ثم يا أخي الاستاذ الشعباني مالك ولسيد قطب
هل تظن أن سيد قطب هو شغلي الشاغل لقد جمع علماؤ أفاضل أخطاء سيد الجسيمة وردوا عليها وبينوا ما في كتبه من ضلالات , ألا تراني أشارك في كثير من الموضوعات لأفيد وأستفيد أم أتك لم تر لي إلا ردودا على الموضوعات التي فيها جنوح إلى التقليل من شتاعة أخطائه؟
فهل تعتقد أن الله تعالى قبل أن يدخلك الجنة سيسألك عن سيد وعقيدته.
عجيب أمرك يا أخي بينما تتهمني بأني أتكلم فيما في قلب الرجل وتقول هلا شققت عن قلبه وأنا ما تكلمت إلا فيما ظهر من كلامه وكلام محبيه فلم تدخل نفسك فيما حجب عنك مما في قلبي؟
هل تشك بإيمان رجل مات لأجل لا إله إلا الله؟ هل تشك بإيمان رجل وعقيدة رجل وهو صاحب كتاب لا إله إلا الله منهج حياة؟
هل قلت ذلك أو فهم من كلامي ذلك , سبحان الله لم هذا البهتان؟
وهل نحن مكلفون شرعاً أن نتتبع هفوات الناس وإخائهم ونتهمهم بالجهل؟
نحن مكلفون شرعا ببيان الحق من الباطل فيما اطلعنا عليه ولاسيما إذا كان منتشرا في الكتب ويضل بسببه الناس كما هو الحال في كتب سيد وغيره؟
لماذا إذا لم يفعل ذلك من هو خير منك الإمام أحمد بن حنبل حينما جاء المأمون بقضية خلق القرآن وأنت تعلم وأنا أعلم أن الذي يعتقد بخلق القرآن كافر. فهل سمعت أن أحمد بن حنبل كفّر المأمون أو أحد من الائمة الاربعة كفره سواء في حياته أو مماته؟
(يُتْبَعُ)
(/)
هل تريد أن أجمع لك كلام أحمد عن رجال هم خير من سيد علما وعقيدة وعملا يقول عن أحدهم كذاب وعن الآخر زنديق وعن الثالث دجال , يبدو أنك لم تقرأ شيئا في علم الحديث أو في الكتب والتراجم.
وفرق كبير بين بيان الخطأ والضلال وبين الرمي بالتكفير؟
اطمأن نحن لا نكفر من قتلوا سيدا فكيف نكفره هو؟
نحن أول من تصدى لجماعات التكفير في منطقتنا وكسر شوكتهم بفضل الله وهم نتاج فكر سيد قطب كما قال القرضاوي وهو من محبي سيد لكن ما استطاع أن ينكر ذلك , واعلم أن لسيد قطب كلاما يجعل فيه كل الناس مرتدين كافرين وقد ندخل تحت كلامه جميعا فالعجب ممن يتعصب لمن يكفره بعموم كلامه.
وما هو الطائل في ذلك وقد أفضى الى ما عمل؟ ولماذا لا نحسن الظن يا أخي الكريم بالناس وقد يقع سيد بالخطأ كما يقع غيره.
ومن قال لك أننا نسيء الظن بأحد نحن نتكلم عن كلامه بنفسه في كتبه , ولماذا إذن ترد على الصوفية ولا تحسن الظن بهم وتحمل كلامهم على غير ظاهره لتبرءهم من أخطائهم؟ لماذا لا نمضي على سنن واحد؟ نعامل سيد بطريقة عكس ما نعامل به الصوفية بل عكس ما نعامل به شيخ الأزهر السابق؟
بل هل تظن أن سيد قطب قد قال ما قال بسبب فكر خاص في عقيدته؟
بل بسبب قلة علمه كما قال مفتي المملكة حفظه الله أو قل كما قال الحويني حفظه الله بسبب جهله وأحلاهما مر.
هل تظن أن سيد منحرف العقيدة مبتدع الاعتقاد؟
لقد جزم بذلك علماؤ أفاضل ألفوا كتبا يبينوا فيها انحرافه وضلاله من كتبه غير متحاملين عليه ولكن من يقرأ إن كثيرا من محبي سيد قد وضع في أذنيه كرفسا وعادى كل من رد على سيد بدلا من الاستفادة مما كتب.
وهل أنت فعلاً مستعد لمحاججته أمام الله تعالى يوم القيامة وهل طلب الله تعالى ذلك منك. وهل سوء الظن الذي تعتقده بالرجل هو من النوع قطعي الثبوت قطعي الدلالة؟؟.
هذه ترهات وليست أسئلة وهي بهتان تفتريه علي فارجع إلى كلامي إن وجدت فيه إشارة من قريب أو بعيد إلى مثل هذه الترهات فقلها؟
أخي وأستاذي شعباني وكما أدعوك لحسن الظن بالناس فإني أحسن الظن بك أيضاً إذ أن الدافع لما قلت وتقول هو غيرتك على شرع الله وعقيدته
فلم كل هذه المحاككة.؟
ولكن يا أخي وكما عرفتك وقّافاً للحق فعليك أن تلزم غرز الائمة الاربعة في أدبهم وخلقهم
هل تراني أسأت الأدب ,هل أجيبك كما أجاب سعد رضي الله عنه من قال فيه ما ليس فيه: (أسأل الله إن كنت كاذبا أن يطيل عمرك ويديم فقرك ويعرضك للفتن) أم ستعتبر ذلك أسوأ أدبا؟.
ولا تكن خصيماً لشهيد ضحى بدمه دفاعاً عن عقيدته.
لا يجوز لك ولا لغيرك أن تجزم لسيد بالشهادة , ولعلمك سيد كان حريصا على قتل عبد الناصر كما قال تلاميذ سيد وكان يدبر لذلك فسبقه عبد الناصر.
ووالله وتاللة وبالله وبغض النظر عن فهمك لما لم نفهم نحن من عقيدة الرجل فلن أكون لو كنت بمكانك حصباً لإحراقه ولا سيفاً لطعنه ولو كان الحجاج بن يوسف نفسه الذي قال عنه من قال: أخشى أن يغفر الله له.
الذي لا يعلمه كثير من الناس أن سيد قطب كان حريصا على قتل عبد الناصر وكان يخطط لذلك بشهادة قائد التنظيم السري للإخوان مع سيد قطب في 1965 في مذكراته حيث يقول ص 106 - 108:
((وفي أحد الاجتماعات فاجأنا الأستاذ سيد قطب بأنه وردت إليه معلومات من مكتب المشير تقول: نضرب الإخوان الآن أم ننتظر عليهم بعض الوقت؟ وقال: إن هذه المعلومات أكيدة وكان من رأيه أن نسرع في تدريب المجموعات التي ستقوم بتنفيذ أي عمليات فنعطيها أولوية في العمل وأن نشتري بعض الأسلحة.))
وبعد أن تكلم على الأسلحة قال ص 114: ((ومن الشخصيات التي كانت عرضة للاغتيال: جمال عبد الناصر والمشير وزكريا محيي الدين.
وبعض المنشآت التي ورد أنها لابد أن تحطم وتدمر ومنها: مبنى الإذاعة والتلفزيون ومحطات الكهرباء وهدم القناطر الخيرية.))
هذا ليس كلام مبغض لسيد قطب متحامل عليه بل كلام محب له منطو تحت تنظيمه , فهل هذا التخطيط للاغتيالات ولتدمير المنشآت من الإسلام في شيء ومن دعوة الحق؟
وهل من الإسلام أو حتى من العقل والرأي أن نناطح الحكام ولو كانوا طغاة ونحن عاجزون عن ذلك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
إن عبد الناصر لن يكون شرا في ظاهره من الحجاج بن يوسف الذي قال فيه عمر بن عبد العزيز: لو جاءت كل أمة بخبيثها وجئناهم بالحجاج لغلبناهم وقال أبو بكر بن عياش عن عاصم بن أبي النجود ما بقيت لله حرمة إلا وقد ارتكبها الحجاج وقال عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس أن أباه لما تحقق موت الحجاج تلا قوله تعالى فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين. (البداية والنهاية 6/ 238) وإن سيد قطب لن يكون في ظاهره خيرا من عمرو بن عبيد الذي قال فيه الحسن البصري هذا سيد شباب القراء ما لم يحدث. (البداية والنهاية 10/ 79).
ومع هذا فقد قال سلام بن أبي مطيع لأنا بالحجاج أرجى مني لعمرو بن عبيد لأن الحجاج قتل الناس على الدنيا وعمرو بن عبيد أحدث للناس بدعة شنعاء قتل الناس بعضهم بعضا. (البداية والنهاية 9/ 137) وكتب سيد قطب ملئى بكلام أشد من كلام عمرو بن عبيد فماذا لو أنصفنا وتجردنا وتركنا التعصب.
إن جمال عبد الناصر قد مات وماتت معه أقواله وأعماله يحاسب بها عند ربه عز وجل وإن سيد قطب قد قتل وكان قتله سببا في بقاء أفكاره التي تكفر المجتمع كله حتى المصلين والمؤذنين والأئمة وذلك بشهادة الشيخ القرضاوي نفسه.
فأي الرجلين كانت جنايته على الدين أعظم أالحجاج أم عمرو وجمال أم سيد؟
لقد أجاب أحد جهابذة السلف عن الأولين بقوله الآنف: لأنا بالحجاج أرجى مني لعمرو بن عبيد لأن الحجاج قتل الناس على الدنيا وعمرو بن عبيد أحدث للناس بدعة شنعاء قتل الناس بعضهم بعضا.
فلو قلنا في الآخرين ماقاله ذلك العالم في الأولين ألا نكون منصفين؟
إن سيد قطب لم تعجبه خلافة عثمان رضي الله عنه وأخرج خلافته من الخلافة الراشدة واعتبرها فجوة في الإسلام وأثنى على الثورة التي قتلت عثمان , فهل يعجبه حكم عبد الناصر؟
وانظر كتاب العدالة الاجتماعية ص 159 , 172.
http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=18554&highlight=%CE%E6%C7%D8%D1+%E3%E4%CA%DE%C7%C9
فعليك بنفسك يا أخي ودع عنك أمر الاموات وعليك بالأحياء الفسّاق الخونة بائعي الشرف والدين والكرامة وما أكثرهم حولك وبين يديك ومن خلفك. أشغل نفسك بهم ان كنت ممن يريد أن يكون رفيقاً لحمزة بن عبد عبد المطلب.
هل من يريد أن يكون رفيقا لحمزة يفعل ما أشرت به.سبحان الله أي فقه هذا؟
وقل الحق من ربك. وأسألك بالله تعالى أن تكون قدوتنا وعالمنا وأستاذنا بالنزول الى الحق كما عهدنا ذلك فيك بأكثر من موقف وأكثر من مناسبة. ولتكن أيضاً كما عهدناك في هذه المسألة وأمسك عليك لسانك. وتذكر قول النبي عليه الصلاة والسلام القائل لأسامة بن زيد (هلا شققت عن قلبه؟)
(أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم).(/)
طلبان من الشيخ أبي مجاهد العبيدي بارك الله فيه
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[24 Feb 2009, 02:05 م]ـ
طلبان من الشيخ أبي مجاهد العبيدي بارك الله فيه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فأنا أخوكم في الله المحب لكم في الله يا أهل القرآن عاميٌّ جاهل أحب أن يستفيد من علم أهل هذا الملتقى المبارك فسجل فيه عسى أن ينفعه الله به ويأخذ بناصيته إلى الخير وكان هذا لمّا علم أن أهل القرآن أهل الله وخاصته جعلنا الله تعالى وإياكم منهم، وقد كان الشيخ أبو مجاهد العبيدي (محمد بن عبد الله بن جابر القحطاني) حفظه الله وهداه والجميع إلى صراطه المستقيم قد كتب موضوع حول كتب التفسير هنا وفي ملتقى أهل الحديث وفي نهايته قال أنه قد وضع منهجاً مفصلاً لطلاب العلم لدراسة كتاب الله والتفقه فيه فأنا هنا ألح عليه أن يسرع _دون عجلة ضارة _ في طرح هذا المنهج هنا لأن علم التفسير وعلوم القرآن أهم العلوم وأشرفها تبعاً لشرف موضوعها ولأن أكثر الطلاب حقيقة لا ينتهجون مسلكاً مؤصلاً فيها مما يضيع عليهم الفهم الصحيح النافع لكتاب لله وأرجو منك يا شيخنا الفاضل أن تراعي النقاط الآتية _وإن كان هذا من باب وصية الحريص_:
1 - من ليس له شيخ يأخذ عنه التفسير وخاصة إن كان مبتدئاً غراً ليس له حصيلة سابقة._وهذه حالي_ كيف يحصّل،
وهل علم التفسير يحتاج الطالب لفهمه للأخذ عن المشايخ لأن رأيت بعض أهل العلم يقول أن لا حاجة لذلك بل تكفيه الكتب.
2 - ذكر أنفع الشروح الصوتية في علوم القرآن والتفسير الموجودة على الشبكة مع مراعاة التفصيل والمفاضلة فأنا أعلم فضل بعض المشايخ في الملتقى وخارجه وتعمقهم في علوم القرآن لكن من باب سؤال الخبير.
3 - مراعاة ذكر الكتب التي اختصت أو اعتنت بجانب التدبر النافع والتزكية لا الاقتصار على الجانب المتني _إن صح التعبير_ من التفسير.
4 - مراعاة المستوى الثقافي للطالب فأنا مثلاً مهندس ولي اطلاع ((ثقافي)) على بعض العلوم الشرعية لكني غير دارس بمنهج صحيح مؤصل
الطلب الثاني: كنتَ بارك الله فيك قد ذكرت أنك ((قد)) تكتب في المفاضلة بين اختصاري تفسير ابن كثير: عمدة التفاسير والمصباح المنير وأزيد أنا وفتح القدير تهذيب تفسير ابن كثير للقاضي محمد أحمد كنعان، وقد قلتَ عنه أنه من أحسنها، فإني أذكرك بهذا ولا أريد أن أثقل عليك ولكن طلباً للنصيحة وحرصاً على الخير إذ كنت قد سمعت الشيخ خالداً السبت بارك الله فيه يقول أن من قرأ المصباح المنير فقد قرأ تفسير ابن كثير وهو يدرّسه ويعلّق عليه كما لا يخفى عليكم، بينما رأيتك قد ذممت نسبيا ً هذا الكتاب وفضلت العمدة عليه فحرتُ بين كلامكما وأردت أن أتبين الصواب
ولا يخفى أن مختصرات تفسير ابن كثير قد كثرت جداً ومنها الجيد ومنها ما ليس كذلك
فليتك وفقك الله إلى مرضاته تبرز لنا مميزات وسيئات أهم المختصرات -مما اطلعت عليه -التي تراها الأفضل من حيث محافظتها على روح الكتاب وكون المختصر من أهل الفن أو لا وسلامة معتقده والاستدراك على الحافظ رحمه الله وتصحيح أوهامه والاقتصار على الصحيح من المنقولات فعلاً لا بمجرد القول.
وماذا عن هذه الكتب هل تصلح:
لباب التفسير لعبد الله آل الشيخ.
(اليسير في اختصار تفسير ابن كثير) بإشراف الشيخ صالح بن حميد
الدر النثير نسيت المؤلف
تنبيه: أحب أن يشارك الإخوة والمشايخ بارك الله فيهم في مسألة الموازنة -لا مجرد العرض فهذا أمر آخر قد سبق - بين اختصارات تفسير ابن كثير وليس الأمر مقصوراً على الشيخ أبي مجاهد بارك الله في الجميع شرط أن يوازن المشارك حسب اطلاعه وخبرته بالكتب المذكورة لا بمجرد السماع من غيره.
واعتذر للإطالة وإن كان أسلوبي ينقصه بعض الأدب فأرجو المعذرة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[27 Feb 2009, 04:47 م]ـ
للتذكير
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[27 Feb 2009, 08:03 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله أخي الكريم، وبارك فيك، ورزقني وإياك العلم النافع والعمل الصالح.
وأبشر بما يسرك، فالبرنامج العلمي شبه جاهز، ويحتاج لبعض المراجعة والتعديلات، وسأنشره قريبا بإذن الله.
وأما الطلب الثاني؛ فقد أبديت وجهة نظري من خلال اطلاعي على المختصرات التي أشرت إليها، وفي النبية الكتابة بشيء من التفصيل عن هذه المختصرات، غير أن الوقت ضيق، والواجبات كثيرة متزاحمة، فادع الله لي بالمغفرة والبركة في الوقت والعلم.
وأشكرك على حرصك
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[28 Feb 2009, 04:50 ص]ـ
بارك الله في وقتك وأهلك ومالك وأطال عمرك في طاعته
وغفر لك ولي
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[08 Jun 2009, 12:22 م]ـ
وهذا شيئ مما طلبت أخي الحبيب مع الاعتذار الشديد عن التأخر
برامج مقترحة لتعلم القرآن والعلوم التابعة له ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=16300)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[24 Jun 2009, 12:04 ص]ـ
بارك الله فيك شيخنا الكريم
وعذراً للتأخر في الرد(/)
هل هناك تعارض بين هاتين الآيتين؟
ـ[ابومعاذالمصرى]ــــــــ[24 Feb 2009, 04:46 م]ـ
السلام عليكم
فى سورة العنكبوت يقول الحق سبحانه
(وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم وماهم بحاملين من خطاياهم من شىء إنهم لكاذبون)
00 هنا نفى ان يحمل الكفار عمن يغرونهم بالكفر شيئا
وفى الآية التالية
(وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليُسئلن يوم القيامة عما كانوا يفترون)
00 وهنا اثبات تحميلهم خطايا من يغرونهم بالكفر مع سبق نفيها فى الاولى
وللعبد الفقير فهم اعرضه على مشايخنا وهو
فى الاولى قالوا نحمل خطاياكم ولاتؤاخذون انتم ونُعاقب نيابة عنكم فالاية تشير الى انهم كاذبون فلو اطاعوهم سيهلكون معهم لامحالة ولاينفعهم عرض الكفار الحمل عنهم
وفى الثانية بيان انهم سوف يتحملون اوزار الذين اغروهم بالكفر وتسببوا فى كفرهم
هذا فهمى وارجو من مشايخنا وطلاب العلم مزيد ايضاح والتصويب ان كان ثم خطأ فى فهمى للآيتين
بارك الله فيكم وزادكم علما وفضلا
ـ[عبد اللطيف الحسني]ــــــــ[24 Feb 2009, 11:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا تعارض في البين, حيث أن المنفي ضمان عدم العقوبة بالنسبة إلى المتحمل عنهم, والمثبت هو الوزر بالنسبة إلى مدعي الضمان أو التحمل عن الغير, فالطائفة الأولى -المغرر بهم سيتحملون وزرهم ولا يمنع من ذلك مؤاخذة من غرهم, والذي غرهم سيتحمل وزر عمله بالمباشرة ووزر غيره بالتسبيب.
قال النحاس في معاني القرآن - النحاس - ج 5 - ص 216 - 217
قوله جل وعز: * (وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء. . .) * [آية 12]. المعنى: وما هم بحاملين عنهم شيئا - يخفف ثقلهم. 10 - ثم قال جل وعز: * (وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم. . .) * [آية 13]. قال أبو أمامة الباهلي: " يؤتى بالرجل يوم القيامة، وهو كثير الحسنات، فلا يزال يقتص منه، حتى تفنى حسناته [ثم يطالب] ثم يقول الله جل وعز: اقتصوا من عبدي، فتقول الملائكة: ما بقيت له حسنات، فيقول: خذوا من سيئات المظلوم، فاجعلوها عليه ". قال أبو أمامة: ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم * (وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم) *. وقال قتادة في قوله عز وجل * (وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم) *. قال: " من دعا إلى ضلالة كتب عليه وزرها، ووزر من يعمل بها، ولا ينقص ذلك منها شيئا ". قال أبو جعفر: وأهل التفسير، على أن معنى الآية كما قال قتادة، ومثله قوله جل وعز * (ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم) *.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وفي فتح القدير - للشوكاني - ج 4 - ص 194
(وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا) اللام في " للذين آمنوا " هي لام التبليغ: أي قالوا مخاطبين لهم كما سبق بيانه في غير موضع: أي قالوا لهم اسلكوا طريقتنا وادخلوا في ديننا (ولنحمل خطاياكم) أي إن كان اتباع سبيلنا خطيئة تؤاخذون بها عند البعث والنشور كما تقولون فلنحمل ذلك عنكم فنؤاخذ به دونكم واللام في لنحمل لام الأمر كأنهم أمروا أنفسهم بذلك. وقال الفراء والزجاج: هو أمر في تأويل الشرط والجزاء: أي إن تتبعوا سبيلنا نحمل خطاياكم، ثم رد الله عليهم بقوله (وما هم بحاملين من خطاياهم من شئ) من الأولى بيانية. والثانية مزيدة للاستغراق: أي وما هم بحاملين شيئا من خطيئاتهم التي التزموا بها وضمنوا لهم حملها، ثم وصفهم الله سبحانه بالكذب في هذا التحمل فقال (إنهم لكاذبون) فيما ضمنوا به من حمل خطاياهم. قال المهدوي: هذا التكذيب لهم من الله عز وجل حمل على المعنى، لأن المعنى: إن اتبعتم سبيلنا حملنا خطاياكم، فلما كان الأمر يرجع في المعنى إلى الخبر أوقع عليه التكذيب كما يوقع على الخبر (وليحملن أثقالهم) أي أوزارهم التي عملوها، والتعبير عنها بالأثقال للإيذان بأنها ذنوب عظيمة (وأثقالا مع أثقالهم) أي أوزارا مع أوزارهم. وهي أوزار من أضلوهم وأخرجوهم عن الهدى إلى الضلالة ومثله قوله سبحانه - إن أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم - ومثله قوله صلى الله عليه وآله وسلم " من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها " كما في حديث أبي هريرة
(يُتْبَعُ)
(/)
الثابت في صحيح مسلم وغيره (وليسألن يوم القيامة) تقريعا وتوبيخا (عما كانوا يفترون) أي يختلقونه من الأكاذيب التي كانوا يأتون بها في الدنيا. وقال مقاتل: يعني قولهم: نحن الكفلاء بكل تبعة تصيبكم من الله
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وفي تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان - لعبد الرحمن بن ناصر السعدي - ص 627
(وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء إنهم لكاذبون * وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون) * يخبر تعالى عن افتراء الكفار ودعوتهم للمؤمنين إلى دينهم، وفي ضمن ذلك، تحذير المؤمنين، من الاغترار بهم، والوقوع في مكرهم فقال: * (وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا) * فاتركوا دينكم أو بعضه، واتبعونا في ديننا، فإننا نضمن لكم الأمر * (ولنحمل خطاياكم) *. وهذا الأمر ليس بأيديهم، فلهذا قال: * (وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء) * لا قليل ولا كثير. فهذا التحمل، ولو رضي به قليل ولا كثير. فهذا التحمل، ولو رضي به صاحبه، فإنه لا يفيد شيئا، فإن الحق لله والله تعالى لم يمكن العبد من التصرف في حقه، إلا بأمره وحكمه، وحكمه * (أن لا تزر وازرة وزر أخرى) *. ولما كان قوله: * (وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء) * قد يتوهم منه أيضا، أن الكفار الداعين إلى كفرهم ونحوهم ممن دعا إلى باطله ليس عليهم إلا ذنبهم، الذي ارتكبوه، دون الذنب الذي فعله غيرهم، ولو كانوا متسببين فيه، قال محترزا عن هذا الوهم: * (وليحملن أثقالهم) * أي: أثقال ذنوبهم التي عملوها * (وأثقالا مع أثقالهم) * وهي الذنوب التي حصلت بسببهم، ومن جرائمهم. وفالذنب الذي فعله التابع، لكل من التابع والمتبوع حصة منه حصلت، هذا لأنه فعله وباشره، والمتبوع؛ لأنه تسبب في فعله ودعا إليه. كما أن الحسنة إذا فعلها التابع، له أجرها بالمباشرة، وللداعي أجره بالتسبب.(/)
هل أجمع المفسرون على أنّ الخصم كانا ملكين في قصة داود؟
ـ[حمد]ــــــــ[24 Feb 2009, 06:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
هل أجمع المفسرون على أنّ الخصم كانا ملكين في قصة داود؟
أم هناك من قال أنهما بشران؟
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[24 Feb 2009, 08:02 م]ـ
الأخ الكريم حمد
هناك من المفسرين من نص على أنهما مَلَكين. والكثير من المفسرين لم يذكر خبر الملكين. ويبدو أنه لم يصح في خبر الملكين أثر.
القرآن الكريم ينص على أنهم جماعة:"إذا تسوروا .. " " .. إذ دخلوا ... " قالوا ... بغى بعضنا على بعض" وهذا يُضعف القول بأنهما مَلَكين.
وإن تعجب فاعجب لفحل المفسرين المعاصرين ينص في التحرير والتنوير على أن صيغ الجمع هنا يقصد بها التثنية، ويستدل على ذلك بقوله تعالى:" إن تتوبا فقد صغت قلوبكما" بدل:" قلباكما". والصحيح أن العلم الآن يتحدث عن وجود أكثر من قلبٍ واعٍ في الفرد الواحد.
ـ[حمد]ــــــــ[24 Feb 2009, 08:18 م]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب أبا عمرو.
لكن أرجو أن لا نخلط مسألة التثنية والجمع الآن، حتى يستقر عندي مسألة بشريّة الخصمين.
الإشكال أخي، كيف يكذب الملكان بقول أحدهما: ((إنّ هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ... ))!
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[24 Feb 2009, 09:03 م]ـ
الأخ الكريم حمد رعاه الله
اعتراضك هذا يدل على أنهما خصمان من البشر. والأصل أن نقول إنهما يطرحان مشكلة حقيقية يريدان لها حلاً. وعلى أية حال أنصحك بالرجوع إلى مقال إذ تسوّروا المحراب، في كتاب (نظرات في كتاب الله الحكيم) للشيخ بسام جرار، على صفحة مركز نون الالكترونية.
ـ[حمد]ــــــــ[24 Feb 2009, 09:06 م]ـ
جزاك الله خيراً أبا عمرو(/)
لماذا تختلف كتابة اسم إبراهيم عليه السلام في البقرة عن غيرها في باقي السور؟
ـ[شاكر]ــــــــ[24 Feb 2009, 09:59 م]ـ
الحمد الله رب العالمين
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة إلى العالمين
وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
استفساري بارك الله فيكم هو أن كتابة اسم إبراهيم ـ عليه وعلى نبينا الصلاة والتسليم ـ تُكتب بدون حرف الياء هكذا (إبراهم) وذلك في سورة البقرة بينما تُكتب بالياء في باقي السور، فأفيدونا نفع الله بكم وزادكم من فضله.
ـ[عبد اللطيف الحسني]ــــــــ[24 Feb 2009, 10:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن تغير الرسم القرآني في رسم إبراهيم" جاء تبعا للقراءات المختلفة فيه, والاختلاف جاء مبنيا على لغات العرب, حيث أنهم يتوسعون في لفظ الاسم الأعجمي.
وهو تعالى العالم.
فقد قرأ ابن عامر: (ابراهام) هاهنا، وفي مواضع من القرآن. والباقون: (إبراهيم).
وحجتهم في ذلك: أن في إبراهيم خمس لغات: إبراهيم وابراهام وإبراهم فحذفت الألف استخفافا. قال الشاعر: (عذت بما عاذ به إبراهم). وإبراهم، قال أمية: (مع إبراهم التقي وموسى). وأبرهم. قال: نحن آل الله في كعبته * لم يزل ذاك على عهد أبرهم
فالوجه في هذه التغييرات، ما تقدم ذكره من أن العرب إذا نطقت بالأعجمي، خلطت فيه، وتلعبت بحروفه، فتغيرها.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
قال السمرقندي في التفسير - ج 1 - ص 117
قرأ ابن عامر " أبرهام " وروي عنه أنه قرأ " أبراهم " وهي لغة بعض العرب وقرا غيره * (إبراهيم) * في جميع القرآن وهو اسم أعجمي ولهذا لا ينصرف
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وقال الثعلبي-تفسير الثعلبي: ج 1 - ص 267
وفي (إبراهيم) أربع لغات: قرأ ابن الزبير: ابرهام بألف واحد بين الهاء والميم، وقرأ أبو بكر إبراهم وكان زيد بن عمر يقول في صلاته: إني عذت بما عاذ به إبراهيم، إذ قال: إني لك اللهم عان راغم وقرأ عبد الله بن عامر اليحصبي: ابراهام بألفين، وقرأ الباقون: إبراهيم (. . . قال يحيى بن سعيد) الأنصاري: أقرأ ابراهام وإبراهيم. فأن الله عز وجل أنزلهما كما أنزل يعقوب وإسرائيل، وعيسى والمسيح ومحمدا وأحمد. الربيع ابن عامر: مصحفة مكتوب في مصاحف أهل الشام إبراهام بالألف وفي غيرها بالياء
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وفي زاد المسير - لابن الجوزي - ج 1 - ص 124
وفي إبراهيم ست لغات: أحدها: إبراهيم، وهي اللغة الفاشية. والثانية: إبراهم. والثالثة: ابراهم. والرابعة: إبراهم، ذكرهن الفراء. والخامسة: إبراهام. والسادسة: إبرهم. قال عبد المطلب: عذت بما عاذ به إبرهم * مستقبل الكعبة وهو قائم وقال أيضا: نحن آل الله في كعبته * لم يزل ذاك على عهد إبرهم
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وهذا التغير في اللغات حكاه الجوهري في الصحاح - ج 5 - ص 1871 – 1872 - قائلا:
إبراهيم: اسم أعجمي، وفيه لغات: إبراهام وإبراهم وإبراهم بحذف الياء. وقال: عذت بما عاذبه إبراهم مستقبل القبلة وهو قائم إني لك اللهم عان راغم وتصغير إبراهيم أبيره، وذلك لان الألف من الأصل، لان بعدها أربعة أحرف أصول، والهمزة لا تلحق بنات الأربعة زائدة في أولها، وذلك يوجب حذف آخره كما يحذف من سفرجل فيقال سفيرج.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
للاتساع ينظر: الحجة في القراءات السبع لأبن خالويه ص 87
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[25 Feb 2009, 02:47 م]ـ
الأخوة الكرام
1. لم تكتب إبراهيم في المصحف هكذا: (إبراهيم) وإنما هكذا: (إبرهيم). والألف الصغيرة مضافة إلى النص للمساعدة في القراءة. وكذلك لم تكتب في البقرة هكذا: (إبراهم) وإنما هكذا: (إبرهم).
2. في مصحف ورش كتبت في البقرة وغيرها هكذا: (إبرهيم).
3. هذا يدل على أن عثمان رضي الله عنه قد التزم الكتابة التي كانت في صحف أبي بكر التي أخذت عن الصحف التي كُتبت بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم. وحتى لا يكتب رضي الله عنه الكلمة في الصحيفة الواحدة أكثر من مرة فرقها في الصحف التزاما بما أمر به الرسول عليه السلام.
4. اختلاف القراءات لا يفسر اختلاف الكتابة هنا، لأن كلمة إبراهيم تقرأ إبراهام في غير البقرة أيضاً فلماذا خصت البقرة دون غيرها بهذه الكتابة. ومعلوم أن كلمة إبراهيم تكررت في البقرة 15 مرة كتبت كلها في مصحف حفص دون ياء.
5. إذن لا بد من تفسير آخر لفقدان الياء في سورة البقرة دون غيرها.
6. سألت الشيخ بسام جرار عن ذلك فقال غير جازم: ((لفظة إبراهيم هي اللفظة المعربة لإسم إبراهيم الآرامي، ويبدو أن أصل اللفظة إبرهم وهذا ما نلاحظه في لغة بعض الأمم. وبما أن ذكر إبراهيم عليه السلام أول ما كان كان في سورة البقرة فيمكن أن يكون ذلك إشارة إلى أصل الإسم قبل أن يُعرّب. ويُقرّب هذا قوله تعالى:"إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة" وهذا هو الاسم القديم لمكة قبل أن تحول الباء إلى ميم كما في لغة العرب تخفيفاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شاكر]ــــــــ[25 Feb 2009, 09:34 م]ـ
الأخ الكريم عبد اللطيف
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا
5. إذن لا بد من تفسير آخر لفقدان الياء في سورة البقرة دون غيرها.
6. سألت الشيخ بسام جرار عن ذلك فقال غير جازم: ((لفظة إبراهيم هي اللفظة المعربة لإسم إبراهيم الآرامي، ويبدو أن أصل اللفظة إبرهم وهذا ما نلاحظه في لغة بعض الأمم. وبما أن ذكر إبراهيم عليه السلام أول ما كان كان في سورة البقرة فيمكن أن يكون ذلك إشارة إلى أصل الإسم قبل أن يُعرّب. ويُقرّب هذا قوله تعالى:"إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة" وهذا هو الاسم القديم لمكة قبل أن تحول الباء إلى ميم كما في لغة العرب تخفيفاً.
جزاك الله خيرا
ولكن ألا ترى أن هذا يصح لو كان الاختلاف في الكتابة مبنيا على ترتيب نزول الآيات وليس على أساس ترتيبها في المصحف ثم محصورا في البقرة؟
أثابك الله وأحسن إليك.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[26 Feb 2009, 01:00 ص]ـ
الأخ الكريم شاكر
القرآن موجود في اللوح المحفوظ قبل نزوله. والعبرة في ترتيبه وليس في ترتيب نزوله. بل لا يمكن لأحد اليوم أن يرتبه وفق نزوله. وأنت تعلم أن الجمهور يرى أن ترتيبه توقيفي. وعلى أية حال فقد تلقيناه من الصحابة مرتباً. أما القول بأن مصاحف بعض الصحابة كانت مرتبة وفق النزول فهو قول لا نجد له واقعاً. ثم ما الذي يمنع أن يكتب الصحابي في صحيفته القرآن كما بلغه. ومعلوم أن عثمان رضي الله عنه أحرق هذه الصحف بموافقة كبار الصحابة.
ـ[شاكر]ــــــــ[26 Feb 2009, 10:37 م]ـ
بارك الله فيك أيها الكريم
وزادك من فضله(/)
هل قال أحد من أهل السنة ب"الصرفة" فى باب الإعجاز؟؟؟
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[24 Feb 2009, 10:47 م]ـ
السلام عليكم و بعد
فلقد كلفت فى الجامعة ببحث حول وجه من وجوه الإعجاز عند أهل البدع و هو القول بالصرفة و لا إخال أحدا من رواد هذا المنتدي المبارك يجهل ما يلزم من هذا القول من سلب الإعجاز عن ذات القرآن و جعله فى شيء خارج عن القرآن ... و أثناء جمع المادة الأولية للبحث و قفت على قول لأاحد الباحثين مفاده أن شيخ الإسلام ابن تيمية و الإمام ابن القيم يقولان بقول الصرفة!! ... عندها بحثت فى مظان هذا القول من كتب الإمامين فلم أهتدى لمكانه , خاصة و أن الباحث لم يحل موطن النقل!! ... ثم أخبرت من أحد الباحثين عندنا فى الجزائر أن شيخ الإسلام من أشد من حارب فكرة الصرفة!!! و هو الآخر لم يحلنى إلى مكان قول شيخ الإسلام!!! ... فهل من محرر لنا قول الإمامين فى هذه المسألة؟؟؟ و هل قال أحد من أهل السنة بمقولة الصرفة؟؟؟ ...
و السلام
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Feb 2009, 06:49 م]ـ
كتبت في هذا الموضوع بحثاً وسوف ينشر في العدد الرابع من (مجلة الدراسات القرآنية) إن شاء الله التي تصدرها الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه. وقد توسعتُ في بيان هذه المسألة.
وبالنسبة لسؤالك فخلاصته أنه لم يقل أحدٌ من أهل السنة بمعناها الخاص بالصرفة.
وأما توثيق أقوال ابن تيمية فيمكنك الرجوع إليها في كتابه (الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح) 5/ 429.
وهناك بحثان جيدان في موضوع الصرفة يمكنك الاستفادة منهما في البحث مع الإشارة لهما، وهما في المرفقات.
الأول: إعجاز القرآن الكريم بالصّرفة: دراسة ناقدة، إعداد الأستاذ الدكتور محمود توفيق محمد سعد، الأستاذ ورئيس قسم البلاغة والنقد في جامعة الأزهر الشريف. وقد نشره في كتاب عام 1424هـ تقريباً.
الثاني: الصرفة: دلالتها لدى القائلين بها، وردود المعارضين لها، إعداد د. سامي عطا حسن، جامعة آل البيت. وهو منشور في مجلة الدراسات الإسلامية بجامعة الكويت.
أرجو أن تنتفع بهما إن شاء الله.
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[25 Feb 2009, 07:19 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا على هذا التوجيه ...
عندى مجموعة من الأسئلة لو تتكرم شيخنا بالإجابة عنها:
- ما المقصود ب: " الصرفة بمعناها الخاص "؟
- يقول الشيخ سامى عطا: " ومنهم من تضاربت أقواله بين القول بالصرفة، أو نفيها، مثل: ابن تيمية، وابن القيم " هل هذا يعنى أن الإيمامين لم يكن لهما قول فصل فى المسألة؟
- ذكر أحد الباحثين أن ابن حزم قال بالصرفة و بناه على اصله و هو " عدم التعليل " , ما هو وجه الربط بين المسئلتين (الصرفة و عدم تعليل النصوص)؟
طلب: لو تتفضل شيخنا بتنزيل أعداد مجلة الدراسات القرآنية على هذا الموقع المبارك
و جزاكم الله خيرا
محبكم شهاب الدين - مرحلة لسانس علوم إسلامية تخصص ثفسير و دراسات قرآنية - جامعة ابو بكر بلقايد - تلمسان - الجزائر -
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Feb 2009, 07:29 م]ـ
اقرأ هذه البحوث أولاً وتأملها حتى تكتب بحثك.
وأنا لم أقل: الصرفة بمعناها الخاص، وإنما قلت: السنَّة بمعناها الخاص.
ابن تيمية وابن القيم كلامهما واضح في رد القول بالصَّرفة ولو رجعت للبحثين المرفقين لتبين لك الأمر إن شاء الله.
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[25 Feb 2009, 08:00 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل و أعتذر على سوء قرائتى لما كتبت
هل يمكننى الإستفادة من كتاب " المدخل إلى الإعجاز " لمحمود شاكر؟
و شكر الله صبرك علي ...
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Feb 2009, 08:34 ص]ـ
هل يمكننى الإستفادة من كتاب " المدخل إلى الإعجاز " لمحمود شاكر؟
و شكر الله صبرك علي ...
بالتأكيد، هذا الكتاب على صغر حجمه قيم وفيه فوائد لا تجدها إلا فيه من نظرات وتأملات محمود محمد شاكر رحمه الله وغفر له.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[26 Feb 2009, 10:56 ص]ـ
قول الشيخ سامي عطا: (ومنهم من تضاربت أقواله بين القول بالصرفة، أو نفيها، مثل: ابن تيمية، وابن القيم " هل هذا يعنى أن الإيمامين لم يكن لهما قول فصل فى المسألة؟)
هل أثبت بالنقل من كتب هذين العالمين ترددهما هذا؟
فإن كان موجودًا عنده، فياليتك تنقله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[26 Feb 2009, 03:52 م]ـ
شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم لم يتعرضا للصرفة في كتبهما ولم يشيرا إليها من قريب ولا بعيد وإن كان قد تعرضا لصاحبها المعتزلي إبراهيم بن سيار النظام كثيرا وقد بحثت في كل كتبهما ولم أجد أثرا لذلك ولأجل ذلك كان قول الدكتور عبد الرحمن الشهري" لم يقل أحدٌ من أهل السنة بمعناها الخاص بالصرفة "قولا صحيحا، وأظن – والله أعلم - أن الذين قالوا أن ابن تيمية وابن القيم قد تعرضا لصرفة النظام قد خلطوا بين "الصرفة" و"الطفرة" والأمران مختلفان، والطفرة عند النظام أشهر من الصرفة، وهذه الطفرة ذكرها ابن تيمية في الصفدية والفرقان والنبوات ودرء تعارض العقل والنقل ومنهاج السنة والفتاوى كما ذكرها ابن القيم في الصواعق المرسلة وقد وصفها ابن تيمية بأنها من العجائب وأنها لا حقيقة لها وأنها محل سخرية الناس ونحو ذلك، وأنشدوا فيها:
مما يقال ولا حقيقة تحته معقولة تدنو إلى الأفهام
الكسب عند الأشعري والحال عند البهشمي وطفرة النظام
أما قول د. سامي عطا حسن في بحثه القيم "الصرفة دلالتها لدى القائلين بها وردود المعارضين لها" عند كلامه عن علماء أهل السنة "ومنهم من تضاربت أقواله بين القول بالصرفة، أو نفيها، مثل: ابن تيمية، وابن القيم " فلا أرى له وجها غير أنه قصد ذلك الجانب المضئ في النظرية- رغم بطلانها - وهو جانب الأخبار بالغيب الذي برر به الخياط القول بالصرفة عند دفاعه عن المعتزلة في كتابه "الانتصار"، وهذا الجانب لم يقل به ابن تيمية ولا ابن القيم فحسب بل قال به كل علماء الإسلام من الطوائف وابن تيمية وابن القيم قد ذكراه كثيرا في كتبهما ولكن لم يشيرا إلى النظام فيه
ولم أعلم أن أحدا من أهل السنة داخل مدرسة ابن تيمية قد قال بالصرفة على النحو الذي قال به النظام، لكن ابن كثير قبل الصّرفة بتحفّظ شديد وعدّها –مع كونها غير مقبولة لديه-وجها يصلح للدفاع به عن القرآن وإعجازه وربما كان ناقلا لهذا القول فحسب؛ يقول" وقد قرّر بعض المتكلّمين الإعجاز بطريق يشمل قول أهل السنة وقول المعتزلة في الصّرفة؛ فقال إن كان هذا القرآن معجزا في نفسه لا يستطيع البشر الإتيان بمثله ولا في قواهم معارضته فقد حصل المدعى؛ وهو المطلوب، وإن كان في إمكانهم معارضته بمثله ولم يفعلوا ذلك - مع شدة عداوتهم له -كان ذلك دليلا على أنه من عند الله؛ لصرفه إياهم عن معارضته مع قدراتهم على ذلك. وهذه الطريقة وإن لم تكن مرضية - لأن القرآن في نفسه معجز لا يستطيع البشر معارضته كما قررنا - إلا أنها تصلح على سبيل المجادلة والمنافحة عن الحق)
وهذا موقف غريب إلى حد ما، لكن قول الغالبية من العلماء هو إنكار جانب الصرف هذا؛ يقول الإمام الفرطبي: (هذا فاسد؛ لأن إجماع الأمة أن القرآن هو المعجز، فلو قلنا إن المنع والصّرفة هو المعجز لخرج القرآن عن أن يكون معجزا، وذلك خلاف الإجماع، وإذا كان كذلك علم أن نفس القرآن هو المعجز؛ لأن فصاحته وبلاغته أمر خارق للعادة؛ إذ لم يوجد قط كلام على هذا الوجه)
والحق أن النّظّام لما أنكر الإعجاز البلاغي للقرآن؛ وبرر عدم الإتيان بمثله فصاحة وبلاغة ونظماً - بالصّرفة، فإنه ما كان له أن ينكر الإعجاز على إطلاقه و بجميع أشكاله جملة واحدة؛ وذلك لأن القرآن قد ذكر أن الإنس والجن لن يأتوا يمثله؛ وذلك في قوله تعالى: (قل لئن اجتمعت الأنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا) ً
وبوجود هذا النص وأمثاله في القرآن لا يمكن لمسلم أن ينكر إعجاز القرآن، ولما كان الأمر على هذا الوجه فقد ذهب النّظّام إلى أن القرآن معجز؛ ولكن إعجازه ليس في النظم و البلاغة والأسلوب؛ وإنما في الإخبار بالغيب يقول الخياط – بعد أن ذكر أن القرآن معجز عند النّظّام في الإخبار بالغيب -: (…. فالقرآن عند إبراهيم (النّظّام) حجة على نبوة محمّد صلى الله عليه وسلم من هذه الوجوه وما شابهها و إياها عنى الله بقوله: (لئن اجتمعت الأنس والجن … .. )
(يُتْبَعُ)
(/)
ولما كان الأمر كذلك فإن الغيب الذي أخبر به القرآن وكان به معجزاً مفهوم له معناه ودلالته التي تحدده عند النّظّام؛ يقول الخياط المعتزلي: (اعلم – علمك الله الخير – أن القرآن حجة للنبي صلى الله عليه وسلم على نبوته عند إبراهيم (النّظّام) من غير وجه فأحدها ما فيه من الإخبار عن الغيوب؛ مثل:
قوله: (وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنّهم في الأرض)
ومثل قوله: (قل للمخلفين من الأعراب ستدّعون إلى قوما أولي بأس شديد)
ومثل قوله: (ألم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون)
وقوله: ? أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ?
ثم قال ?ولا يتمنونه أبداً بما قدمت أيديهم فما تمناه منهم أحد ?
ومثل إخباره بما في نفوس قوم وبما سيقولونه و هذا وما أشبهه في القرآن كثير)
ويمكن تصنيف هذه الآيات على النحو الآتي:
1/مستقبليات:
أ-التمكين والاستخلاف للمؤمنين
ب-قتال الأعراب المتخلفين لبنى حنيفة في اليمامة والفرس والروم.
ج-غلبة الروم
2/ نفسانيات:
أ-امتناع أهل الكتاب عن المباهلة
ب-عدم تمني اليهود للموت
ج-الإخبار عما في نفوس قوم (ولم يمثل النّظّام بآية)
د-ما سيقوله قوم (ولم يمثل أيضاً)
وقد عدّ كثير من العلماء هذا الوجه الذي يتضمن الأخبار وجها صحيحا للإعجاز؛ وليس ذلك فحسب بل قسموه إلى أنواع منها ما هو ماض وما هو مستقبل
أنواع الصرفة عن القائلين بها
للصرفة في ذاتها - داخل كتب الإعجاز القرآني- مفهومان أساسيان هما:
أ- رفع استطاعة العرب عن معارضة القرآن وأخذ علوم كانت لديهم لا يستطيعون المعارضة بغيرها، و هذه الحالة مثل أن يتحدى نبي قومه بأمر كان متاحاً لديهم ومقدوراً عليه عندهم - كوضع اليد على الرأس مثلاً-، ثم يدعي أن هذه آيته المعجزة الدالة على نبوته، حيث لا يستطيعها أحد سواه، ويحاول قومه فعل هذا الأمر المعتاد فلا يستطيعون.
ب- صرف الهمم عن المعارضة مع توفر الدواعي وشدة الحاجة؛ إذ يصرفهم الله عنها صرفاً ويشغلهم عنها بأمور أخرى، ومع أن المعارضة ممكنة وهي في مقدورهم؛ لكنهم لا يفعلونها ولا ينتبهون إليها، وفي بعض آراء القائلين بالصّرفة أنهم يجربون المعارضة ويتقاصرون عن بلوغ درجة القرآن في البلاغة؛ فينصرفون عن المعارضة لعلمهم آتها غير ممكنة، وهذا الأخير قول بعض من جمع بين الصّرفة والإعجاز البلاغي.
وقد تبع النّظّام في القول بالصّرفة نفر من العلماء خدموا الإعجاز البلاغي للقرآن؛ واهتموا به اهتماما كبيراُ؛ ومن هؤلاء على سبيل المثال: الجاحظ والرمانى والشريف المرتضى وابن سنان الخفاجي
والحق أن القول بالصّرفة عند جميع هؤلاء لم يكن على شاكلة واحدة، ولم يكن وقع الحافر على الحافر كما كان عند النّظّام، بل إنهم قالوا بالصّرفة وجمعوا بينها وبين الإعجاز البلاغي، وقد يبدو هذا الموقف غريباً متناقضاً، إذ أن الصّرفة عند النّظّام نفسه ما كانت إلا تبريراً لإنكاره الإعجاز البلاغي؛ حيث أن القرآن عنده ليس بمعجز في البلاغة والفصاحة؛ ولما لم يأت أحد بمثله في البلاغة والفصاحة فقد اضطر النّظّام اضطراراً إلى القول بأن الله صرف الناس عن ذلك،و لأجل ذلك فلا حاجةً لمن أقر بالإعجاز البلاغي للقول بالصّرفة أصلاً.
ولكن لما كانت الصّرفة عند المعتزلة من أفكار شيخهم القديم؛ ولما كانت أفكارهم تخضع باستمرار للتصحيح والتصويب؛ وذلك لغلبة الجانب العقلي؛ ولما كانت أصولهم الكلية نفسها في أول أمرها غير نضيجة على أيام واصل بن عطاء - كما يقول الشهرستاني - ثم أكسبوها نضجاً، فإن الصّرفة - وهي من الجزئيات وليست من الأصول عندهم - قد أكسبت وجوهاً مقبولة وأزيلت على مرّ الأيام – عنها الوجوه الشنيعة وأفرغت من محتواها إفراغاً؛ ولذلك كان مبرر الإمام الجاحظ للقول بالصّرفة - هو منع الشغب؛ بينما كان مبرراً شيخه النّظّام غير ذلك؛ يقول الجاحظ - بعد أن ذكر عجز العرب عن الإتيان بمثل القرآن -: (إن الله صرفهم عن المعارضة للقرآن بعد أن تحداهم الرسول بنظمه؛ ولذلك لم تجد أحداً طمع فيه؛ ولو طمع لتكلّفه؛ ولو تكلّف بعضهم ذلك فجاء بأمر فيه أدنى شبهة؛لعظمت القصة على الأعراب؛ وأشباه الأعراب؛ والنساء؛ وأشباه النساء؛ ولألقى ذلك للمسلمين عملا؛ ولطالبوا المحاكمة والتراضي
(يُتْبَعُ)
(/)
؛ ولكثر القيل والقال).
ولما كان الأمر كما ذكرنا؛ فإن الجاحظ قد قبل الصّرفة بوجه؛ ورفض إنكار شيخه للجانب البلاغي، ولذلك كان عجز البشر عن معارضة القرآن عنده ضربين: عجز طبيعي مرده علو طبقة القرآن فى البلاغة، وعجز عارض مردّه الصّرفة ومنع الشغب؛ يقول: (وفرق بين نظم القرآن وتأليفه ونظم سائر الكلام وتأليفه، وليس يعرف فروق النظر واختلاف البحث إلا من عرف … العجز العارض الذي يجوز ارتفاعه من العجز الذي هو صفة في الذات، فإذا عرف صنوف التأليف عرف مباينة نظم القرآن لسائر الكلام، ثم لم يكتف بذلك؛ حتى يعرف عجزه وعجز أمثاله، وأن حكم البشر حكم واحد في العجز الطبيعي وإن تفاوتوا في العجز العارض)
ولما كان الأمر على الوجه الذي ذكرنا فإنه يتبين أن الصّرفة ليست على هيئة واحدة عند القائلين بها، وعلى اختلاف أنواع الوجوه فإنه يمكن تقسيم الصّرفة عندهم على النحو الآتي:
1 - صرفه ينكر أصحابها الإعجاز البلاغي للقرآن، ويميلون إلى أن الإعجاز في الإخبار بالغيب، ومن أنصارها النّظّام وابن صبيح المردار وجعفر بن مبشر الثقفي وجعفر بن حرب الهمداني وهشام الفوطي وعباد بن سليمان.
2 - صرفة يجمع أصحابها بين الإعجاز البلاغي والعجز العارض (الصرفة) ومن أنصارها: الجاحظ والرماني والشريف المرتضي وابن سنان الخفاجي.
ويبدو أن أصحاب الصّرفة الأخيرة لم يكونوا راضين بإنكار النّظّام للإعجاز الأسلوبي؛ ولذلك قسمنا الصّرفة وأنصارها على الوجه الذي ذكرناه، وليس أدل على وجود هذين النوعيين من رد الجاحظ على الجانب الضعيف من صرفة النّظّام؛ يقول – في كتابه الذي يحتجّ فيه لنظم القرآن-: ( .. فلم أدع فيه مسألة لأصحاب النّظّام ولمن نجم بعد النّظّام؛ ممن يزعم أن القرآن حق وليس تأليف بحجة؛وأنه تنزيل وليس ببرهان ودلالة)
ولا شك أن رد الجاحظ على نظرية النّظّام على الوجه الذي ذكرناه، مع قوله بالصّرفة أيضاً؛ يؤكد أن الصّرفة عنده غير تلك التي عند النّظّام؛ وإن اشتركا في كون البشر مصروفين عن معارضة القرآن، وإذا أردنا دليلاً بينا على هذه القضية التي تخبط فيها الباحثون أيما تخبط – فليس أدل من قول القاضي عبد الجبار الذي يؤكد – صراحة - وجود خلاف جوهري بين القائلين بالصّرفة؛ يقول: (واعلم أن الخلاف في هذا الباب أنا نقول: إن دواعيهم انصرفت عن المعارضة لعلمهم بأنها غير ممكنة …. وهم يقولون إن دواعيهم انصرفت مع التأتي؛ فلأجل انصراف دواعيهم لم يأتوا بالمعارضة مع كونها ممكنة، وهذا موضع الخلاف،وعلى المذهبين جميعاً أن دواعيهم قد انصرفت عن المعارضة)
ويقول الإمام القرطبي المفسر (واختلف من قال بهذه الصّرفة على قولين: أحدهما أنهم صرفوا عن القدرة عليه ولو تعرضوا له لعجزوا عنه الثاني أنهم صرفوا عن التعرض له مع كونه في مقدورهم ولو تعرضوا له لجاز أن يقدروا عليه)
ولما كان الأمر على الوجه الذي ذكرناه - فإنه لا وجاهة لرأي الدكتور منير سلطان والدكتور الحاجرى اللذين أسبغا معنى صرفة الجاحظ على صرفة أستاذه النّظّام، فخرجا بنتيجة مفادها أن صرفة النّظّام كصرفة الجاحظ ولكن الأشاعرة قد نقلوا إلينا صرفة النّظّام مشوهة تشويهاً شديداً؛ وحرفوها للنيل منه.
وإذا لم يكن لرأي الدكتور سلطان والحاجري – في بحثيهما القيمين- من وجاهة؛فكذلك رأي الأستاذ مصطفي صادق الرافعي والدكتور هاشم محمّد هاشم اللذين ذهبا إلى أن الجاحظ قد وقع في الاضطراب والتناقض؛ يقول الرافعى: (رأي الجاحظ كرأي أهل العربية وهو: أن القرآن في الدرجة العليا من البلاغة التي لم يعهد مثلها، غير أن الرجل كثير الاضطراب … ولذلك لم يسلم هو أيضاً من القول بالصّرفة؛ وإن كان أخفاها وأومأ إليها عن عرض؛ فقد سرد في موضع من كتاب (الحيوان) طائفة من أنواع العجز؛ وردها في العلة إلى أن الله صرف أوهام العرب وصرف نفوسهم عن معارضة القرآن، بعد أن تحداهم الرسول بنظمه، وقد يكون استرسل بهذه العبارة في نفسه من أثر أستاذه، وهو شئ ينزل على حكم الملابسة ويعتري أكثر الناس إلا من تنبّه له أو نبّه عليه، أو قد يكون ناقلاً ولا ندري)
والحق أن الجاحظ لم يضطرب أو يخف قوله بالصّرفة؛ بدليل أنه ذكرها في غير ما موضع صراحة، ويبدو أن خوفه من هجوم الآخرين على المعتزلة هو الذي دفعه إلى القول بالصّرفة؛مفرغاً إياها من معناها القبيح؛ ملبساً إياها معنى مقبولاً نوعاً ما.
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[26 Feb 2009, 04:25 م]ـ
ابن كثير قبل الصّرفة بتحفّظ شديد وعدّها –مع كونها غير مقبولة لديه-وجها يصلح للدفاع به عن القرآن وإعجازه وربما كان ناقلا لهذا القول فحسب؛ يقول" وقد قرّر بعض المتكلّمين الإعجاز بطريق يشمل قول أهل السنة وقول المعتزلة في الصّرفة؛ فقال إن كان هذا القرآن معجزا في نفسه لا يستطيع البشر الإتيان بمثله ولا في قواهم معارضته فقد حصل المدعى؛ وهو المطلوب، وإن كان في إمكانهم معارضته بمثله ولم يفعلوا ذلك - مع شدة عداوتهم له -كان ذلك دليلا على أنه من عند الله؛ لصرفه إياهم عن معارضته مع قدراتهم على ذلك
ذكر هذه الحجة لا يقصد بها قبول القول بالصرفة، بل المراد بها بيان إعجاز القرآن مطلقا، وما نقله ابن كثير ناسبا إياه لبعض المتكلمين نجده عن الفخر الرازي في المعالم الدينية حيث قال:
إِنَّ مُحَمَّدًا صلى تَحَدَّى العَالَمِينَ بِالقُرْآنِ، فَهَذَا القُرْآنُ إِمَّا أَنْ يَكُونَ قَدْ بَلَغَ إِلَى حَدِّ الإِعْجَازِ أَوْ مَا كَانَ كَذَلِكَ. فَإِنْ كَانَ بَالِغاً إِلَى حَدِّ الإِعْجَازِ فَقَدْ حَصَلَ المَقْصُودُ. وَإِنْ قُلْنَا: إِنَّهُ مَا كَانَ بَالِغاً إِلَى حَدِّ الإِعْجَازِ. فَحِينَئِذٍ: كَانَتْ مُعَارَضَتُهُ مُمْكِنَةً. وَمَعَ القُدْرَةِ عَلَى المُعَارَضَةِ وَحُصُولِ مَا يُوجِبُ الرَّغْبَةَ في الإِتْيَانِ بِالمُعَارَضَةِ يَكُونُ تَرْكُ المُعَارَضَةِ مِنْ خَوَارِقِ العَادَاتِ، فَيَكُونُ مُعْجِزًا. فَثَبَتَ ظُهُورُ المُعْجِزَةِ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم عَلَى كِلَى التَّقْدِيرَيْنِ. (معالم أصول الدين)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Feb 2009, 04:32 م]ـ
شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم لم يتعرضا للصرفة في كتبهما ولم يشيرا إليها من قريب ولا بعيد
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه (الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح) 5/ 429: (ومن أضعف الأقوالِ - أي في إعجاز القرآن - قول من يقول من أهل الكلام: إنه معجز بصرف الدواعي مع تمام الموجب لها، أو بسلب القدرة التامة، أو بسلبهم القدرة المعتادة في مثله سلباً عاماً، مثل قوله تعالى لزكريا: ( ... آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليالٍ سويا) وهو أن الله صرف قلوب الأمم عن معارضته مع قيام المقتضي التام فإن هذا يقال على سبيل التقدير والتنزيل، وهو أنه إذا قدر أن هذا الكلام يقدر الناس على الإتيان بمثله، فامتناعهم جميعهم عن هذه المعارضة مع قيام الدواعي العظيمة إلى المعارضة من أبلغ الآيات الخارقة للعادات ... الخ).
وهذا يدل على أن ابن تيمية يرد القول بالصرفة ويعتبره من اضعف ما قيل في بيان وجه الإعجاز، غير أنه يقبله في كلامه السابق على سبيل التنزل مع المخالف. ولعل عبارة (التنزيل) التي لونتها بالأحمر هي في المخطوطة (التنزل) ولم تقرأ بشكل جيد، أو أن معناهما متقارب.
ولذلك قال ابن تيمية في آخر كلامه ص 431: (فهذا غاية التنزل، وإلا فالصواب المقطوع به أن الخلق كلهم عاجزون عن معارضته، لا يقدرون على ذلك، ولا يقدر محمد صلى الله عليه وسلم نفسه من تلقاء نفسه على أن يبدل سورة من القرآن، بل يظهر الفرق بين القرآن وسائر كلامه لكل من له أدنى تدبر ... الخ)
فهذا يا دكتور جمال حديث متصل قيم لابن تيمية عن الصرفة في كتابه الجواب الصحيح.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Feb 2009, 04:40 م]ـ
وبالمناسبة فإنَّ من أفضل من تعرض للحديث عن الصرفة ممن اطلعتُ على كلامه من المعاصرين مؤخراً ما كتبه الدكتور جمال الدين عبدالعزيز شريف وفقه الله في كتابه القيم (نظريات الإعجاز القرآني) وهو رسالته للدكتوراه. وقد نشره معهد إسلامية المعرفة بجامعة الجزيرة بالسودان.
جزاه الله خيراً.
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[26 Feb 2009, 05:25 م]ـ
أشكر الدكتور عبدالرحمن الشهري على هذه المعلومة القيمة من كتاب ابن تيمية "الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح" والحق أنني بحثت في كتب ابن تيمية وابن القيم ونسيت هذا الكتاب المهم؛ وبهذا يثبت أن شيخ الإسلام يرفض الصرفة ويقول بإعجاز الإخبار بالغيوب بشكل منفصل بعيد عنها كما أشكر الأخ نزار حمادي على عزو القول الذي ذكره ابن كثير إلى مصدره "الرازي" لكن الفول الذي نقله ابن كثير هو " وقد قرّر بعض المتكلّمين الإعجاز بطريق يشمل قول أهل السنة وقول المعتزلة في الصّرفة؛ فقال إن كان هذا القرآن معجزا في نفسه لا يستطيع البشر الإتيان بمثله ولا في قواهم معارضته فقد حصل المدعى؛ وهو المطلوب، وإن كان في إمكانهم معارضته بمثله ولم يفعلوا ذلك - مع شدة عداوتهم له -كان ذلك دليلا على أنه من عند الله؛ لصرفه إياهم عن معارضته مع قدراتهم على ذلك " أهـ
لكن أليس هذا هو تعليق ابن كثير على مانقله "وهذه الطريقة وإن لم تكن مرضية - لأن القرآن في نفسه معجز لا يستطيع البشر معارضته كما قررنا - إلا أنها تصلح على سبيل المجادلة والمنافحة عن الحق "
وهل وردت هذه العبارة أو ما هو في معناه في كلام الرازي
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[26 Feb 2009, 06:53 م]ـ
وهل وردت هذه العبارة أو ما هو في معناه في كلام الرازي
الفخر الرازي مصدر لكثير من الأئمة ومنهم ابن كثير وحتى أشياخه.
وابن كثير يحاكي كلام الفخر الرازي الذي قال في مقام إثبات نبوة ورسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بعد أن قرر إعجاز القرآن بفصاحته وعلو شأنه: وَهَبْ أَنَّ بَعْضَهُمْ نَازَعَ فِي كَوْنِهِ بَالِغاً فِي الكَمَالِ إِلَى حَدِّ الإِعْجَازِ. اهـ. ثم ساق القول بالصرفة على سبيل التنزل لبيان أن القرآن معجز من كل الوجوه.
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[26 Feb 2009, 07:56 م]ـ
أخي نزار حمادي
ذكرت في مداخلتي عند نقل قول ابن كثير احتمالين
1 - ولم أعلم أن أحدا من أهل السنة داخل مدرسة ابن تيمية قد قال بالصرفة على النحو الذي قال به النظام،لكن ابن كثير قبل الصّرفة بتحفّظ شديد وعدّها –مع كونها غير مقبولة لديه-وجها يصلح للدفاع به عن القرآن وإعجازه، وهذا يدل السياق الذي أورده ابن كثير عليه
2 - وربما كان ناقلا لهذا القول فحسب
وتعليقك الأخير قد رجح الاحتمال الثاني
جزاك الله خيرا
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[26 Feb 2009, 11:49 م]ـ
السلام عليكم و بعد
وقفت على كلام للشيخ أبو زهرة - رحمه الله - بواسطة كتاب " مباحث في الإعجاز " للدكتور مسلم يذكر فيه الأساس الذي بني عليه ابن حزم - رحمه الله - مقولته حول الصرفة و نص الكلامه هو: " ... و إنما يفسر قوله بالصرفة تمشيا مع مبدئه في عدم جواز تعليل كلام الله و شرعه , فقد ألزم نفسه بالأخذ بظاهر النصوص من غير تعليل , فالإتجاه إلى تعليل الإعجاز الوارد في قوله تعالى (فإن لم تفعلوا و لن تفعلوا) و غيرها من الآيات بأن السبب فيه بلاغته التى علت عن طاقة العرب , يعد هذا تعليلا , و هو من باب الرأي الذي ينفيه " انتهى
هل من تعليق؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[27 Feb 2009, 04:09 م]ـ
بعد المراجعة تبين لي أن ابن كثير في تفسيره لم يعلق على كلام الرازي بل الكلام كله منقول من الرازي يقول ابن كثير "وقد قرر بعض المتكلمين الإعجاز بطريق يشمل قول أهل السنة وقول المعتزلة في الصوفية، فقال: إن كان هذا القرآن معجزًا في نفسه لا يستطيع البشر الإتيان بمثله ولا في قواهم معارضته، فقد حصل المدعى وهو المطلوب، وإن كان في إمكانهم معارضته بمثله ولم يفعلوا ذلك مع شدة عداوتهم له، كان ذلك دليلا على أنه من عند الله؛ لصرفه إياهم عن معارضته مع قدرتهم على ذلك، وهذه الطريقة وإن لم تكن مرضية لأن القرآن في نفسه معجز لا يستطيع البشر معارضته، كما قررنا، إلا أنها تصلح على سبيل التنزل والمجادلة والمنافحة عن الحق وبهذه الطريقة أجاب فخر الدين في تفسيره عن سؤاله في السور القصار" وتعليق ابن كثير يبدأ من قوله " وبهذه الطريقة أجاب فخر الدين ............ "
وبهذا يكون كلام الأخ نزار حمادي صحيحا ولم يعد الأمر احتمالات
ويبدو أن الرازي قد جمع بين الصرفة على النحو الذي يقول به النظام وبين الإعجاز البلاغي والأمران متناقضان ويبدو أن جدل المتكلمين هو الذي أفضى به إلى ذلك وإن لم يكن مقتنعا بالصرفة في ذاتها كما تبين سابقا؛ يقول الرازي في تفسيره مفاتح الغيب في بيان إعجاز القرآن "وللناس فيه قولان منهم من قال: القرآن معجز في نفسه، ومنهم من قال إنه ليس في نفسه معجزاً إلا أنه تعالى لما صرف دواعيهم عن الإثبات بمعارضته مع أن تلك الدواعي كانت قوية كانت هذه الصرفة معجزة والمختار عندنا في هذا الباب أن نقول القرآن في نفسه إما أن يكون معجزاً أو لا يكون فإن كان معجزاً فقد حصل المطلوب، وإن لم يكن معجزاً بل كانوا قادرين على الإتيان بمعارضته وكانت الدواعي متوفرة على الإتيان بهذه المعارضة وما كان لهم عنها صارف ومانع. وعلى هذا التقدير كان الإتيان بمعارضته واجباً لازماً فعدم الإتيان بهذه المعارضة مع التقديرات المذكورة يكون نقضاً للعادة فيكون معجزاً فهذا هو الطريق الذي نختاره في هذا الباب"
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[27 Feb 2009, 04:17 م]ـ
تبين لي أن شيخ الإسلام ابن تيمية تعرض لنظرية الصرفة في كتابين من كتبه هما الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح و العقيدة الأصفهانية.
أولا كلامه في الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح:
في هذا الكتاب ناقش ابن تيمية وجوه الإعجاز القرآني، وبيّن أن الله تعالى قد تحداهم بالمعارضة ولو كانوا قادرين عليها لفعلوها فإنه مع وجود هذا الداعي التام المؤكد - إذا كانت القدرة حاصلة - وجب وجود المقدور، وهذا القدر يوجب علما بينا لكل أحد بعجز جميع أهل الأرض عن أن يأتوا بمثل هذا القرآن بحيلة وبغير حيلة، وكون القرآن أنه معجزة ليس هو من جهة فصاحته وبلاغته فقط أو نظمه وأسلوبه فقط ولا من جهة إخباره بالغيب فقط ولا من جهة صرف الدواعي عن معارضته فقط ولا من جهة سلب قدرتهم على معارضته فقط بل هو آية بينة معجزة من وجوه متعددة:
- من جهة اللفظ
- ومن جهة النظم
- ومن جهة البلاغة في دلالة اللفظ على المعنى
- ومن جهة معانيه التي أخبر بها عن الله تعالى وأسمائه وصفاته وملائكته وغير ذلك
- ومن جهة معانيه التي أخبر بها عن الغيب الماضي وعن الغيب المستقبل
- ومن جهة ما أخبر به عن المعاد
- ومن جهة ما بين فيه من الدلائل اليقينية والأقيسة العقلية التي هي الأمثال المضروبة
وكل ما ذكره الناس من الوجوه في إعجاز القرآن هو حجة على إعجازه ولا تناقض في ذلك؛ بل كل قوم تنبهوا لما تنبهوا له
ومن أضعف الأقوال قول من يقول من أهل الكلام إنه معجز بصرف الدواعي مع تمام الموجب لها أو بسلب القدرة التامة أو بسلبهم القدرة المعتادة في مثله سلبا عاما مثل قوله تعالى لزكريا " آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا " وهو أن الله صرف قلوب الأمم عن معارضته مع قيام المقتضي التام فإن هذا يقال على سبيل التقدير والتنزيل وهو أنه إذا قدر أن هذا الكلام يقدر الناس على الإتيان بمثله فامتناعهم جميعهم عن هذه المعارضة مع قيام الدواعي العظيمة إلى المعارضة من أبلغ الآيات الخارقة للعادات بمنزلة من يقول إني آخذ أموال جميع أهل هذا البلد العظيم وأضربهم جميعهم وأجوعهم وهم قادرون على أن
(يُتْبَعُ)
(/)
يشكوا إلى الله أو إلى ولي الأمر وليس فيهم مع ذلك من يشتكي فهذا من أبلغ العجائب الخارقة للعادة
ولو قدر أن واحدا صنف كتابا يقدر أمثاله على تصنيف مثله أو قال شعرا يقدر أمثاله أن يقولوا مثله وتحداهم كلهم فقال عارضوني وإن لم تعارضوني فأنتم كفار مأواكم النار ودماؤكم لي حلال امتنع في العادة أن لا يعارضه أحد فإذا لم يعارضوه كان هذا من أبلغ العجائب الخارقة للعادة
والذي جاء بالقرآن قال للخلق كلهم أنا رسول الله إليكم جميعا ومن آمن بي دخل الجنة ومن لم يؤمن بي دخل النار وقد أبيح لي قتل رجالهم وسبي ذراريهم وغنيمة أموالهم ووجب عليهم كلهم طاعتي ومن لم يطعني كان من أشقى الخلق ومن آياتي هذا القرآن فإنه لا يقدر أحد على أن يأتي بمثله وأنا أخبركم أن أحدا لا يأتي بمثله
فيقال لا يخلو إما أن يكون الناس قادرين على المعارضة أو عاجزين فإن كانوا قادرين ولم يعارضوه بل صرف الله دواعي قلوبهم ومنعها أن تريد معارضته مع هذا التحدي العظيم أو سلبهم القدرة التي كانت فيهم قبل تحديه فإن سلب القدرة المعتادة أن يقول رجل معجزتي أنكم كلكم لا يقدر أحد منكم على الكلام ولا على الأكل والشرب فإن المنع من المعتاد كإحداث غير المعتاد فهذا من أبلغ الخوارق
وإن كانوا عاجزين ثبت أنه خارق للعادة فثبت كونه خارقا على تقدير النقيضين النفي والإثبات فثبت أنه من العجائب الناقضة للعادة في نفس الأمر فهذا غاية التنزل وإلا فالصواب المقطوع به أن الخلق كلهم عاجزون عن معارضته لا يقدرون على ذلك ولا يقدر محمد نفسه من تلقاء نفسه على أن يبدل سورة من القرآن بل يظهر الفرق بين القرآن وبين سائر كلامه لكل من له أدنى تدبر كما قد أخبر الله به في قوله
" قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا". وأيضا فالناس يجدون دواعيهم إلى المعارضة حاصلة لكنهم يحسون من أنفسهم العجز عن المعارضة ولو كانوا قادرين لعارضوه. وقد انتدب غير واحد لمعارضته لكن جاء بكلام فضح به نفسه وظهر به تحقيق ما أخبر به القرآن من عجز الخلق عن الإتيان بمثله مثل قرآن مسيلمة الكذاب كقوله يا ضفدع بنت ضفدعين نقي كم تنقين لا الماء تكدرين ولا الشارب تمنعين رأسك في الماء وذنبك في الطين
وكذلك أيضا يعرفون أنه لم يختلف حال قدرتهم قبل سماعه وبعد سماعه فلا يجدون أنفسهم عاجزين عما كانوا قادرين عليه كما وجد زكريا عجزه عن الكلام بعد قدرته عليه
وأيضا فلا نزاع بين العقلاء المؤمنين بمحمد والمكذبين له إنه كان قصده أن يصدقه الناس ولا يكذبوه وكان مع ذلك من أعقل الناس وأخبرهم وأعرفهم بما جاء به ينال مقصوده سواء قيل إنه صادق أو كاذب فإن من دعى الناس إلى مثل هذا الأمر العظيم ولم يزل حتى استجابوا له طوعا وكرها وظهرت دعوته وانتشرت ملته هذا الانتشار هو من عظماء الرجال على أي حال كان فإقدامه مع هذا القصد في أول الأمر وهو بمكة وأتباعه قليل على أن يقول خبرا يقطع به أنه لو اجتمع الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لايأتون بمثله لا في ذلك العصر ولا في سائر الأعصار المتأخرة لا يكون إلا مع جزمه بذلك وتيقنه له وإلا فمع الشك والظن لا يقول ذلك من يخاف أن يظهر كذبه فيفتضح فيرجع الناس عن تصديقه. وإذا كان جازما بذلك متيقنا له لم يكن ذلك إلا عن إعلام الله له بذلك وليس في العلوم المعتادة أن يعلم الإنسان أن جميع الخلق لا يقدرون أن يأتوا بمثل كلامه إلا إذا علم العالم أنه خارج عن قدرة البشر والعلم بهذا يستلزم كونه معجزا فإنا نعلم ذلك وإن لم يكن علمنا بذلك خارقا للعادة ولكن يلزم من العلم ثبوت المعلوم وإلا كان العلم جهلا فثبت أنه على كل تقدير يستلزم كونه خارقا للعادة
واما التفصيل فيقال نفس نظم القرآن وأسلوبه عجيب بديع ليس من جنس أساليب الكلام المعروفة ولم يأت أحد بنظير هذا الأسلوب فإنه ليس من جنس الشعر ولا الرجز ولا الخطابة ولا الرسائل ولا نظمه نظم شيء من كلام الناس عربهم وعجمهم ونفس فصاحة القرآن وبلاغته هذا عجيب خارق للعادة ليس له نظير في كلام جميع الخلق وبسط هذا وتفصيله طويل يعرفه من له نظر وتدبر
(يُتْبَعُ)
(/)
ونفس ما اخبر به القرآن في باب توحيد الله وأسمائه وصفاته أمر عجيب خارق للعادة لم يوجد مثل ذلك في كلام بشر لا نبي ولا غير نبي. وكذلك ما أخبر به عن الملائكة والعرش والكرسي والجن وخلق آدم وغير ذلك ونفس ما أمر به القرآن من الدين والشرائع كذلك ونفس ما أخبر به من الأمثال وبينه من الدلائل هو أيضا كذلك
ومن تدبر ما صنفه جميع العقلاء في العلوم الإلهية والخلقية والسياسية وجد بينه وبين ما جاء في الكتب الإلهية التوراة والإنجيل والزبور وصحف الأنبياء وجد بين ذلك وبين القرآن من التفاوت أعظم مما بين لفظه ونظمه وبين سائر ألفاظ العرب ونظمهم فالإعجاز في معناه أعظم وأكثر من الإعجاز في لفظه وجميع عقلاء الأمم عاجزون عن الإتيان بمثل معانيه أعظم من عجز العرب عن الإتيان بمثل لفظه. أهـ
وكلام ابن تيمية ليس فيه ما يدل على أنه يوافق القول بالصرفة؛ وذلك للآتي:
- كان ذلك الكلام مجرد استطراد في شرح الصرفة ومن الواضح جدا أنه كان يتحدث عن وجوه الإعجاز القرآني بصورة عامة فحسب.
- تبدو تلك الطريقة الكلامية واضحة في العرض " فإن قيل كذا قلنا كذا وإن كان كذا كان كذا " وقوله " ثبت كونه خارقا على تقدير النقيضين النفي والإثبات"
- هذا الأمر كان على سبيل المجادلة والمحاجة مع الخصم
- قوله " فالصواب المقطوع به أن الخلق كلهم عاجزون عن معارضته"
- قوله " نظم القرآن وأسلوبه عجيب بديع ليس من جنس أساليب الكلام المعروفة"
- يكفي أنه وصفها بأنها "أضعف الأقوال" في الإعجاز
ب- كلام ابن تيمية في العقيدة الأصفهانية
تناول ابن تيمية نظرية الصرفة في هذا الكتاب عرضا عند كلامه عن قرآن مسيلمة الكذاب كقوله: يا ضفدع بنت ضفدعين
كم تنقنقين
لا الماء تكدرين
ولا الشارب تمنعين
رأسك في الماء وذنبك في الطين
وقوله:
الفيل وما أدراك ما الفيل
له زلوم طويل
إن ذلك من خلق ربنا الجليل
ثم تكلم عن قدوم وفد بني حنيفة على أبي بكر وسؤالهم أن يقرأوا له شيئا من قرأن مسيلمة فاستعفوه فأبى أن يعفيهم حتى قرأوا شيئا من هذا "قال لهم الصديق ويوحكم أين يذهب بعقولكم إن هذا كلام لم يخرج من إل أي من رب فاستفهم استفهام المنكر عليهم لفرط التباين وعدم الالتباس وظهور الافتراء على هذا الكلام وإن الله سبحانه وتعالى لا يتكلم بمثل هذا الهذيان" "وأما الطرق فكثيرة جدا متنوعة من وجوه وليس كما يظنه بعض الناس وإن معجزته من جهة صرف الدواعي عن معارضته وقول بعضهم إنه من جهة فصاحته وقول بعضهم من جهة إخباره بالغيوب إلى أمثال ذلك فإن كلا من الناظرين قد يرى وجها من وجوه الإعجاز وإن لم ير غير ذلك الوجه واستيعاب الوجوه ليس هو مما يتسع له شرح هذه العقيدة
كلام ابن القيم عن الصرفة
تناول ابن القيم نظرية الصرفة في كتابه بدائع الفوائد أثناء كلامه عن تقصير المتكلمين في بيان الإعجاز القرآني وقد نقل بعض الوجوه التي ذكرها أستاذه ابن تيمية وذكر كما ذكر ابن تيمية أن الصرفة أضعف الوجوه، ثم حدد بعض الوجوه الأخرى للإعجاز وقال "فتأمل هذا الموضع من إعجاز القرآن تعرف فيه قصور كثير من المتكلمين وتقصيرهم في بيان إعجازه وأنهم لن يوفوه عشر معشار حقه حتى قصر بعضهم الإعجاز على صرف الدواعي عن معارضته مع القدرة عليها وبعضهم قصر الإعجاز على مجرد فصاحته وبلاغته وبعضهم على مخالفة أسلوب نظمة لأساليب نظم الكلام وبعضهم على ما اشتمل عليه من الإخبار بالغيوب إلى غير ذلك من الأقوال القاصرة التي لا تشفي ولا تجدي وإعجازه فوق ذلك ووراء ذلك كله "
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[27 Feb 2009, 04:23 م]ـ
تناول ابن حزم نظرية الصرفة في كتابه الفصل في الملل والأهواء والنحل والحق أن آراء ابن حزم في الإعجاز القرآني عموما تحتاج إلى بحث متعمق لغرابتها بعض الشيء، وهذا عرض سريع لبعض ذلك:
- قال ابن حزم بالصرفة والحيلولة دون المعارضة يقول "ولكن الإعجاز في ذلك إنما هو أن الله عز و جل حال بين العباد وبين أن يأتوا بمثله ورفع عنهم القوة في ذلك جملة وهذا مثل لو قال قائل إني أمشي اليوم في هذه الطريق ثم لا يمكن أحد بعدي أن يمشي فيها وهو ليس بأقوى من سائر الناس وأما لو كان العجز عن المشي لصعوبة الطريق وقوة هذا الماشي لما كانت آية ولا معجزة "
(يُتْبَعُ)
(/)
- لم ينكر ابن حزم الإعجاز البلاغي كإنكار النظام – وهو صاحب النظرية - الذي جعل البلاغة القرآنية في مقدور البشر لولا الصرف، أما ابن حزم فلم يقل بذلك بل جعل البلاغة القرآنية ليس من نوع بلاغة الناس؛ إذ أن آيات الأنبياء خارجة عن المعهود.
- كره ابن حزم القول بأن " إعجاز القرآن إنما كان لأنه في أعلى درج البلاغة" ووصفه بأنه خطأ شديد يقول "ولو كان ذلك - وقد أبى الله عز و جل أن يكون - لما كان حينئذ معجزة لأن هذه صفة كل باسق في طبقته والشيء الذي هو كذلك وإن كان قد سبق في وقت ما - فلا يؤمن أن يأتي في غد ما يقاربه بل ما يفوقه " ويقول أيضا "وقد بينا في غير هذا المكان أن القرآن ليس من نوع بلاغة الناس لأن فيه الأقسام التي في أوائل السور والحروف المقطعة التي لا يعرف أحد معناها وليس هذا من نوع بلاغة الناس المعهودة وقد روينا عن أنيس أخي أبي ذر الغفاري رضي الله عنهما أنه سمع القرآن فقال "لقد وضعت هذا الكلام على ألسنة البلغاء وألسنة الشعراء فلم أجده يوافق ذلك" أو كلاما هذا معناه فصح بهذا ما قلناه من أن القرآن خارج عن نوع بلاغة المخلوقين وأنه على رتبة قد منع الله تعالى جميع الخلق عن أن يأتوا بمثله " ويقول أيضا " فلو كان إعجاز القرآن لأنه في أعلى درج البلاغة لكان بمنزلة كلام الحسن وسهل بن هارون والجاحظ وشعر امرئ القيس ومعاذ الله من هذا لأن كل ما يسبق في طبقته لم يؤمن أن يأتي من يماثله ضرورة فلا بد لهم من هذه الخطة أو من المصير إلى قولنا أن الله تعالى منع من معارضته فقط "
- البلاغة والنظم القرآني عند ابن حزم أمر معجز، وهذه البلاغة قد بلغ الله بها ما أراد، ولكن النظم عنده غير قابل للتعليل فلا يقال لماذا قال الله كذا ولم يقل كذا؟ وهذا سؤال جوهري عند كل من يدرس البلاغة القرآنية لتوضيح الفروق، لكن ابن حزم يقول "لا يسأل الله تعالى عما يفعل ولا يقال له لم عجزت بهذا النظم دون غيره ولم أرسلت هذا الرسول دون غيره ولم قلبت عصا موسى حية دون أن تقلبها أسدا وهذا كله حمق ممن جاء به لم يوجبه قط عقل وحسب الآية أن تكون خارجة عن المعهود فقط"
- جمع ابن حزم في الإعجاز بين النظم والإخبار الغيب يقول " ما المعجز منه أنظمه أم ما في نصه من الإنذار بالغيوب فقال بعض أهل الكلام أن نظمه ليس معجزا وإنما إعجازه ما فيه من الأخبار بالغيوب وقال سائر أهل الإسلام بل كلا الأمرين معجز وإنما إعجازه ما فيه من الأخبار بالغيوب وقال سائر أهل الإسلام بل كلا الأمرين معجز نظمه وما فيه من الأخبار بالغيوب وهذا هو الحق الذي ما خالفه فهو ضلال وبرهان ذلك قول الله تعالى فأتوا بسورة من مثله فنص تعالى على أنهم لا يأتون بمثل سورة من سوره وأكثر سوره ليس فيها إخبار بغيب فكان من جعل المعجز الإخبار الذي فيه بالغيوب مخالفا لما نص الله تعالى على أنه معجز من القرآن فسقطت هذه الأقاويل الفاسدة "
- دعا ابن حزم إلى عدم تعيين آية مخصوصة بأنها معجزة؛ يقول "أما ذكرهم "ولكم في القصاص حياة" وما كان نحوها من الآيات فلا حجة لهم فيها ويقال لهم إن كان كما تقولون - ومعاذ الله من ذلك - فإنما المعجز منه على قولكم هذه الآيات خاصة وأما سائره فلا، وهذا كفر لا يقوله مسلم فإن قالوا جميع القرآن مثل هذا الآيات في الإعجاز قيل لهم فلم خصصتم بالذكر هذه الآيات دون غيرها إذا؟ وهل هذا منكم إلا إيهام لأهل الجهل أن من القرآن معجزا وغير معجز ثم نقول لهم قول الله تعالى "وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا" أمعجزا هو على شروطكم في كونه في أعلى درج البلاغة أم ليس معجزا؟
فإن قالوا ليس معجزا كفروا وإن قالوا أنه معجز صدقوا
وسئلوا هل على شروطكم في أعلى درج البلاغة؟
فإن قالوا نعم كابروا وكفوا مؤنتهم لأنها أسماء رجال فقط ليس على شروطهم في البلاغة" أهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
- كلام الناس المحكي في القرآن عندما قالوه كان غير معجز ولكنه عندما حكاه الله صيره معجزا يقول ابن حزم "وأن الله تعالى منع الخلق من مثله وكساه الإعجاز وسلبه جميع كلام الخلق وبرهان ذلك أن الله حكى عن قوم من أهل النار انهم يقولون إذا سئلوا عن سبب دخولهم النار "لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين حتى آتانا اليقين" وحكى تعالى عن كافر قال "إن هذا إلا سحر يؤثران هذا إلا قول البشر" وحكى عن آخرين أنهم قالوا "لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتي بالله والملائكة قبيلا أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرأه" فكان هذا كله إذ قاله غير الله عز و جل غير معجز بلا خلاف إذ لم يقل أحد من أهل الإسلام أن كلام غير الله تعالى معجز لكن لما قاله الله تعالى وجعله كلاما له أصاره معجزا ومنع من مماثلته "
- ذهب ابن حزم إلى أن الإعجاز ليس مقداراً مخصوصاً؛ يقول ابن حزم " وذهب سائر أهل الإسلام إلى أن القرآن كله قليله وكثيره معجز وهذا هو الحق الذي لا يجوز خلافه ولا حجة لهم في قوله تعالى "فأتوا بسورة من مثله" لأنه تعالى لم يقل أن ما دون السورة ليس معجزا بل قد قال تعالى على أن يأتوا بمثل هذا القرآن ولا يختلف اثنان في أن كل شيء من القرآن قرآن فكل شيء من القرآن معجز ثم تعارضهم في تحديدهم المعجز بسورة فصاعدا فنقول أخبرونا ماذا تعنون بقولكم أن المعجز مقدار سورة أسورة كاملة لا أقل أم مقدار الكوثر في الآيات أم مقدارها في الكلمات أم مقدارها في الحروف ولا سبيل إلى وجه خامس فإن قالوا المعجز سورة تامة لا أقل لزمهم أن سورة البقرة حاشا آية واحدة أو كلمة واحدة من آخرها أو من أولها ليست معجزة وهكذا كل سورة وهذا كفر مجرد لا خفاء به إذ جعلوا كل سورة في القرآن سوى كلمة من أولها أو من وسطها أو من آخرها لمقدور على مثلها وإن قالوا بل مقدارها من الآيات لزمهم أن آية الدين ليست معجزة لأنها ليست ثلاث آيات ولزمهم مع ذلك أن "والفجر وليال عشر والشفع والوتر " معجز كآية الكرسي وآيتان إليها لأنها ثلاث آيات وهذا غير قولهم ومكابرة أيضا أن تكون هذه الكلمات معجزة حاشا كلمة غير معجزة ولزمهم أيضا أن "والضحى "و"الفجر" و"العصر" هذه الكلمات الثلاث فقط معجزات لأنهن ثلاث آيات فإن قالوا هن متفرقات غير متصلات لزمهم إسقاط الإعجاز عن ألف آية متفرقة وإمكان المجيء بمثلها ومن جعل هذا ممكنا فقد كابر العيان وخرج عن الإسلام وأبطل الإعجاز عن القرآن وفي هذا كفاية لمن نصح نفسه"
ويقول أيضا "وإن قالوا بل في عدد الكلمات أو قالوا عدد الحروف لزمهم شيئان مسقطان لقولهم أحدهما إبطال احتجاجهم بقوله تعالى "بسورة من مثله" لأنهم جعلوا معجزا ما ليس سورة ولم يقل تعالى بمقدار فلاح تمويههم والثاني أن سورة الكوثر عشر كلمات اثنان وأربعون حرفا وقد قال الله تعالى "وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان" اثنتا عشرة كلمة اثنان وسبعون حرفا وإن اقتصرنا على الأسماء فقط كانت عشرة كلمات اثنين وستين حرفا فهذا أكثر كلمات وحروفا من سورة الكوثر فينبغي أن يكون هذا معجزا عندكم ويكون "ولكم في القصاص حياة" غير معجز فإن قالوا أن هذا غير معجز تركوا قولهم في إعجاز مقدار أقل سورة في عدد الكلمات وعدد الحروف وإن قالوا بل هو معجز تركوا قولهم في أنه في أعلى درج البلاغة ويلزمهم أيضا أننا إن أسقطنا من هذه الأسماء اسمين ومن سورة الكوثر كلمات أن لا يكون شيء من ذلك معجزا فظهر سقوط كلامهم وتخليطه وفساده وأيضا فإذا كانت الآية منه أو الآيتان غير معجزة وكانت مقدورا على مثلها وإذا كان ذلك فكله مقدور على مثله وهذا كفر فإن قالوا إذا اجتمعت ثلاث آيات صارت غير مقدور عليها قيل لهم هذا غير قولكم إن إعجازه إنما هو من طريق البلاغة لأن طريق البلاغة في الآية كهو في الثلاث ولا فرق والحق من هذا هو ما قاله الله تعالى " قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله وإن كل كلمة قائمة المعنى يعلم إذا تليت أنها من القرآن فإنها معجزة لا يقدر أحد على المجيء بمثلها أبدا لأن الله تعالى حال بين الناس وبين ذلك "
وكلام ابن حزم يحتاج إلى مناقشة
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[27 Feb 2009, 05:35 م]ـ
انا اظن ان الباحث الاول السائل يكفيه في الجواب عن سؤاله الاول ان يطالع على عجل كتاب فكرة اعجاز القران من البعثة النبوية حتى العصر الحاضر للاستاذ نعيم الحمصي
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[27 Feb 2009, 07:34 م]ـ
" فكرة اعجاز القران من البعثة النبوية حتى العصر الحاضر للاستاذ نعيم الحمصي " كيف يمكننى الحصول عليه؟ و هل من متفضل ينزله لنا؟ و سأكون له من الشاكرين ......
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[01 Mar 2009, 09:14 م]ـ
السلام عليكم
أجدد طلبي: هل من منزل لنا كتاب " فكرة اعجاز القران من البعثة النبوية حتى العصر الحاضر للاستاذ نعيم الحمصي "
و بارك الله فيكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Mar 2009, 12:23 ص]ـ
السلام عليكم
أجدد طلبي: هل من منزل لنا كتاب " فكرة اعجاز القران من البعثة النبوية حتى العصر الحاضر للاستاذ نعيم الحمصي "
و بارك الله فيكم
الكتاب أخي الحبيب قديم فقد طبع للمرة الأولى عام 1374هـ، وللمرة الثانية عام 1400هـ ولم يطبع بعدها. فلا تكاد تجده في المكتبات.
الأمر الآخر أنه لا فائدة فيه في هذه المسألة، وهو مجرد سرد تأريخي لقضية الإعجاز لا يغوص ويتوقف عند المسائل ويدقق فيها، وهو عبارة عن مقالات سبق له نشرها في مجلة المجمع اللغوي بدمشق فيمكنك الحصول على هذه المقالات من خلال المجلة نفسها في الأعداد التي سبقت عام 1374هـ وبعدها حتى 1399هـ. وأظن أعداد هذه المجلة متوفرة على هيئة PDF إن شاء الله.
وقد ذكرته يوماً في مشاركة سابقة بعنوان:
عرض كتاب (فكرة إعجاز القرآن منذ البعثة النبوية حتى عصرنا الحاضر مع نقد وتعليق) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=5918)
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[02 Mar 2009, 08:53 م]ـ
أحسن الله إليك شيخ عبد الرحمن و أثابك على هذا الإحسان
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[02 Mar 2009, 10:06 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله
جزى الله خيرا كل من شارك ..
فهو نقاش مفيد ممتع.
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[09 Mar 2009, 12:36 ص]ـ
السلام عليكم
لقد اقتربت من نهاية بحثي حول الصرفة و بقي لي أن أعرف شيا أخيرا
و هو: من قال بالصرفة من المعاصرين؟
جزاكم الله خيرا
ـ[أم الشهيد]ــــــــ[23 Oct 2010, 05:43 م]ـ
أنا في بداية السلم للبحث عن موضوع الصرفة فإذا بهذه الإفادات القيمة لتكون عوناً لي بعد توفيق الله عزّ وجل في هذا البحث، فتح الله على الجميع،،وجعل ماقدمتموه في ميزان حسناتكم ..
ـ[أم الشهيد]ــــــــ[06 Nov 2010, 02:28 ص]ـ
كيف الوصول إلى كتاب الدكتور جمال نظريات الإعجاز القرآني(/)
تفسير قوله تعالى: (يا أيها النبيء حسبك الله ومن اتبعك من المومنين)
ـ[أبو الوليد الهاشمي]ــــــــ[24 Feb 2009, 11:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على نعمائه، والشكر له على مننه وآلائه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في صفاته وأسمائه، وأشهد أن محمدا خير عباده وأوليائه، صلى الله عليه وعلى آله ووزرائه، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
أما بعد:
فبين يديّ هذا البحث، الذي جمعت مادته من بعض مظان التفسير والتوجيه، والقصد منه توضيح معنى لآية قد أشكلت على كثير من العامة، وتبيين إعرابها، فإن بعضا ممن ينتسب إلى العلم قد وقع له فيها لبس، حتى استدل بها -من حيث لا يدري- على جواز الشرك بالله (سبحانه وتعالى عمّا يقول)، وهي موضع قوله (سبحانه وتعالى) في سورة الأنفال (64) ? يَـ?أَيُّهَا ?لنَّبِي?ءُ حَسْبُكَ ?للهُ وَمَنِ ?تَّبَعَكَ مِنَ ?لْمُؤْمِنِينَ ?.
والذي أشكل هو عطف المؤمنين على الله سبحانه وتعالى، فظن هذا الظان أن الله يأمر عبده ونبيّه محمدا (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) أن يتوكل على الله والمؤمنين، وهذا مناف لتوحيد الله الذي بعث به الرسل، وأنزل من أجله الكتب، وكان الله ولا شك حاميا جناب توحيده، فأردت أن أساهم بقليل أخدم به ديني، وأدعو به إلى توحيد رب العالمين، عسى الله أن يتقبل منا توحيدنا وأعمالنا، إنه سبحانه خير من دعي وخير من أجاب، لا إله هو سبحانه.
المزيد: اضغط هنا ( http://minbarwahran.net/ar/st1_m15.html)
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[25 Feb 2009, 02:46 م]ـ
الرابط لا يفتح عندي.
ليتك تنقل الكلام هنا لنتمكن من قراءته مشكوراً.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[25 Feb 2009, 06:19 م]ـ
وهذا تعليق كتبته على ما أورده ابن القيم في تفسير هذه الآية:
(قرّر ابن القيم رحمه الله أن معنى الآية: يا أيها النبي حسبك الله، أنت ومن اتبعك من المؤمنين، أي: هو حسبهم كذلك؛ فلا تحتاجون معه إلى أحد.
وأما من قال: إن معنى الآية: الله ومن اتبعك حسبُك؛ فقوله باطل، وخطأ محض.
قال رحمه الله: (وقال تعالى: ? يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ? (الأنفال: 64)، أي: الله وحده كافيك، وكافي أتباعك، فلا تحتاجون معه إلى أحد.
وهنا تقديران، أحدهما: أن تكون الواو عاطفة لـ)) مَن ((على الكاف المجرورة، ويجوز العطف على الضمير المجرور بدون إعادة الجار على المذهب المختار، وشواهده كثيرة، وشُبه المنع منه واهية.
والثاني: أن تكون الواو واو)) مع ((، وتكون)) مَن ((في محل نصب عطفاً على الموضع، فإن حسبك في معنى كافيك، أي: الله يكفيك ويكفي من اتبعك، كما تقول العرب: حسبك وزيداً درهم، قال الشاعر ([1]):
إذا كانت الهيجاء وانشقت العصا فحسبك والضحاك سيفٌ مهنَّدُ
وهذا أصح التقديرين.
وفيها تقدير ثالث: أن تكون)) من ((في موضع رفع بالابتداء، أي: ومن اتبعك من المؤمنين، فحسبهم الله.
وفيها تقدير رابع، وهو خطأ من جهة المعنى، وهو أن تكون)) من ((في موضع رفع عطفاً على اسم الله، ويكون المعنى: حسبك اللهُ وأتباعُك. ([2]) وهذا وإن قاله بعض الناس، فهو خطأ محض، لا يجوز حمل الآية عليه؛ فإن الحسب و الكفاية لله وحده، كالتوكل والتقوى والعبادة، قال الله تعالى: ? وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ? (لأنفال:62)؛ ففرق بين الحسب والتأييد، فجعل الحسب له وحده، وجعل التأييد له بنصره وبعباده. وأثنى الله سبحانه على أهل التوحيد والتوكل من عباده حيث أفردوه بالحسب، فقال تعالى: ? الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ? (آل عمران:173)، ولم يقولوا: حسبنا الله ورسوله فإذا كان هذا قولهم، ومدح الرب تعالى لهم بذلك، فكيف يقول لرسوله: الله وأتباعك حسبك، وأتباعه قد أفردوا الرب تعالى بالحسب، ولم يشركوا بينه وبين رسوله فيه، فكيف يشرك بينهم وبينه في حسب رسوله؟! هذا من أمحل المحال وأبطل الباطل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونظير هذا قوله تعالى: ? وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ ? (التوبة:59)؛ فتأمل كيف جعل الإيتاء لله ولرسوله، كما قال تعالى: ? وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ ? (الحشر: من الآية7)، وجعل الحسب له وحده، فلم يقل: وقالوا: حسبنا الله ورسوله، بل جعله خالص حقه، كما قال تعالى: ? إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ ?، ولم يقل: وإلى رسوله، بل جعل الرغبة إليه وحده، كما قال تعالى: ? فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ? (الشرح: 7 - 8).
فالرغبة، والتوكل، والإنابة، والحسب لله وحده، كما أن العبادة، والتقوى، والسجود لله وحده، والنذر والحلف لا يكون إلا لله سبحانه وتعالى.
ونظير هذا قوله تعالى: ? أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ? (الزمر: من الآية36)، فالحسب: هو الكافي؛ فأخبر سبحانه وتعالى أنه وحده كاف عبده، فكيف يجعل أتباعه مع الله في هذه الكفاية؟!
والأدلة الدالة على بطلان هذا التأويل الفاسد أكثر من أن تذكر ها هنا.) ([3])
الدراسة:
التقديرات التي ذكرها ابن القيم في كلامه السابق ترجع إلى معنيين، هما قولان في معنى الآية:
القول الأول: المعنى: يا أيها النبيّ حسبك اللهُ، وحسب من اتبعك من المؤمنين اللهُ. وهذا القول مروي عن ابن عباس ([4])، الشعبي ([5])، وابن زيد ([6])، ومقاتل ([7]). وهو قول الأكثرين.
القول الثاني: أن يكون المعنى: كفاك الله، وكفاك أتباعك من المؤمنين. وهذا القول منسوب إلى مجاهد ([8]).
وأكثر المفسرين على القول الأول، وهذا بيان لموقف بعضهم:
فسّر ابن جرير الآيةَ على القول الأول، وذكر الآثار التي تدل عليه، ثم ختم تفسيره للآية بذكر القول الثاني منسوباً إلى بعض أهل العربية ([9])، ولم يعلق عليه بشيء. ([10])
وذكر ابن عطية القولين في تفسير الآية، وبيّن وجه كل قول من جهة الإعراب، ولم يذكر ترجيحاً، أو اختياراً. ([11])
وكذلك الرازي؛ ذكر القولين، ونقل تعليق الفراء على كل قول منهما. وذكر أن مما ينصر القول الأول: أن من كان الله ناصره امتنع أن يزداد حاله أو ينقص بسبب نصرة غير الله.
ولعله يعني أن من كان الله ناصره، وحسبه؛ فليس بحاجة إلى كفاية غيره.
ثم قال: (ويمكن أن يجاب عنه بأن الكل من الله، إلا أن من أنواع النصرة ما لا يحصل بناء على الأسباب المألوفة المعتادة، ومنها ما يحصل بناء على الأسباب المألوفة المعتادة. فلهذا الفرق اعتبر نصرة المؤمنين.) ([12])
وكذلك القرطبي؛ ذكر القولين، وزاد نسبة القول الثاني للحسن، ونقل كلام النحاس في إعراب القرآن، واختياره للقول الثاني. ([13])
ووافق أبو حيان الفراء، والنحاس في اختيار القول الثاني، وذكر أنه هو الظاهر. ثم ذكر القول الآخر، ولم يحكم على معناه بشيء، ولكنه أطال في التعليق عليه من جهة التوجيه النحوي. ([14])
واكتفى ابن كثير بإيراد أثر الشعبي الذي أخرجه ابن أبي حاتم، غير أن كلامه الذي فسّر به الآية مبني على القول الأول. ([15])
واختار ابن عاشور القول الثاني، وذكر ما يحسن نقله هنا؛ قال: (فإنّه لمّا أخبره بأنّه حَسبه وكافيه، وبيّن ذلك بأنّه أيّده بنصره فيما مضى وبالمؤمنين، فقد صار للمؤمنين حظّ في كفاية الله تعالى رسوله U ؛ فلا جرم أنتج ذلك أنّ حسبه الله والمؤمنون، فكانت جملة: ? يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ? كالفذلكة ([16]) للجملة التي قبلها.
وتخصيص النبي بهذه الكفاية لتشريف مقامه بأنّ الله يكفي الأمّة لأجله ...
وفي عطف المؤمنين على اسم الجلالة هنا: تنويه بشأن كفاية الله النبي r بهم، إلاّ أنّ الكفاية مختلفة ....
وقيل يُجعل ? وَمَنِ اتَّبَعَكَ ? مفعولاً معه لقوله: ? حَسْبَكَ ? بناء على قول البصريين إنّه لا يعطف على الضمير المجرور اسم ظاهر، أو يجعل معطوفاً على رأي الكوفيين المجوّزين لمثل هذا العطف.
وعلى هذا التقدير يكون التنويه بالمؤمنين في جعلهم مع النبي r في هذا التشريف. والتفسير الأول أولى، وأرشق.) ([17])
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن العرض السابق يتبين أن كفة القول الثاني هي الراجحة من حيث كثرة المختارين له؛ فقد اختاره الفراء، والنحاس، وأبوحيان، وابن عاشور.
وقد وافقهم السمين الحلبي على اخياره أيضاً، فوافق أبا حيان في حكمه عليه بأنه القول الظاهر من لفظ الآية، وأضاف: (ولا محذور في ذلك من حيث المعنى، وإن كان بعض الناس استصعب كون المؤمنين يكونون كافين النبي r .)([18])
وقد صرح بترجيح القول الأول جماعة من المفسرين، ومنهم: أبوسليمان الدمشقي فقد صرح بأن القول الأول أصح ([19])، والشنقيطي؛ فقد ذكر أن الآيات القرآنية تدل على تعيّن هذا القول، وأن المعنى: كافيك الله، وكافي من اتبعك من المؤمنين لدلالة الاستقراء في القرآن على أن الحسب والكفاية لله وحده. ثم ذكر الآيات التي أوردها ابن القيم في كلامه السابق. ([20])
النتيجة:
لا يخفى أن الآية الكريمة محتملة للفظين من جهة اللفظ، وأكثر المعربين على أن احتمال الآية للقول الثاني أظهر من هذه الجهة.
أما من جهة المعنى؛ فإن القول الأول هو المتعين؛ لأن معناه هو المعنى الذي دلت عليه الآيات القرآنية التي ذكرها ابن القيم – رحمه الله – في كلامه السابق، الذي يعتبر من أقوى ما اطلعت عليه في تقرير هذا المعنى.
وقد تقرر أن المقدّم في مثل هذا الحال: مراعاة المعنى؛ لأن كلام الله U ينبغي حمله على أكمل المعاني، وأفضلها.
تنبيهات وفوائد:
التنبيه الأول: نوع الخلاف وثمرته:
الخلاف السابق بين القولين في معنى الآية خلاف تنوع من جهة احتمال اللفظ لهما، وخلاف تضاد من جهة المعنى؛ إذ القائلون بالقول الأول ينفون القول الثاني، ويبطلونه.
وثمرة الخلاف تظهر من جهتين:
الجهة الأولى: الجهة النحوية؛ فينبغي أن تعرب الآية على المعنى الصحيح.
الجهة الثاني - وهي الأهم -: الجهة العقدية؛ فعلى القول الأول تفيد الآية ما أفادته آيات أخرى كثيرة من أن التوكل لا يكون إلا على الله وحده، وأن الكافي والحسيب هو الله وحده – جل وعلا -.
وعلى القول الثاني تفيد الآية أن لغير الله نوعاً من الكفاية والحسب.
التنبيه الثاني: سبب الخلاف:
الخلاف السابق له سببان ظاهران:
الأول: الاختلاف في وجوه الإعراب.
والثاني: الاختلاف العقدي بين المفسرين في مسألة الكفاية والحسب؛ هل هي لله وحده، أم يجوز أن يكون لغيره نوع منها؟
التنبيه الثالث: من أسباب الخطأ في التفسير: أن يراعي المفسر، أو المعرب ما يقتضيه ظاهر الصناعة النحوية، ولا يراعي المعنى. وكثيراً ما تزل الأقدام بسبب ذلك. وقد سبق التنبيه على هذا السبب.
التنبيه الرابع: من أنواع بيان القرآن للقرآن: أن يكون في الآية قولان، وتكون الآيات القرآنية الأخرى دالة على معنى أحد هذين القولين؛ فيُرجح هذا القول.)
الحواشي السفلية:
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) (هذا الشاهد منسوب لجرير كما في أمالي القالي 2/ 261، وكذا في ذيل الأمالي والنوادر للقالي 141 وهو غير موجود في ديوانه المطبوع) هكذا قال الدكتور زهير غازي زاهد في تعليقه على إعراب القرآن للنحاس 2/ 195. وكل من استشهد بهذا البيت – فيما وقفت عليه - لم يذكر له قائلاً. وهو شاهد مشهور متداول في كتب التفسير وإعراب القرآن.
([2]) انظر إعراب هذه الآية في إعراب القرآن للنحاس 2/ 194 - 195، ومشكل إعراب القرآن لمكي بن أبي طالب ص305، والتبيان في إعراب القرآن للعكبري2/ 631، والدر المصون للسمين الحلبي 5/ 631 - 634.
([3]) زاد المعاد 1/ 35 - 37، وبدائع التفسير 2/ 341 - 343.
([4]) نسبه إليه من رواية أبي صالح ابنُ الجوزي في زاد المسير 3/ 377.ولم أره في الكتب المسندة التي وقفت عليها.
([5]) أخرجه عنه البخاري في تاريخه 4/ 261، وابن جرير في تفسيره 14/ 49 من عدة طرق. انظر الدر المنثور للسيوطي 7/ 193.
([6]) أخرج قوله ابن جرير في تفسيره 14/ 49.
([7]) انظر تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 124.
([8]) أخرج قوله أبو محمد إسماعيل بن علي الخُطبي في الأول من تحديثه بلفظ: حسبك الله والمؤمنين. انظر الدر المنثور للسيوطي 7/ 193.
([9]) يقصد به الفراء في انظر كتابه معاني القرآن 1/ 417؛ فقد ذكر أن هذا أحب الوجهين إليه.
([10]) انظر جامع البيان 14/ 48 - 50.
([11]) انظر المحرر الوجيز 6/ 368 - 369.
([12]) انظر التفسير الكبير 15/ 153.
([13]) انظر الجامع لأحكام القرآن 8/ 43.
([14]) انظر البحر المحيط 5/ 348 - 349.
([15]) انظر تفسير القرآن العظيم 4/ 1607.
([16]) الفذلكة مأخوذة من قولهم: "فذلك كذا"، وهي في كلام العلماء: إجمال ما فصّل أولاً. كذا ذكر الخفاجي في حاشية البيضاوي. انظر كشاف اصطلاحات الفنون للتهانوني 2/ 1264. [ط: مكتبة لبنان – ناشرون – الأولى – 1996].
([17]) التحرير والتنوير باختصار 10/ 65.
([18]) الدر المصون 5/ 632.
([19]) نقل ترجيحه ابن الجوزي في زاد المسير 3/ 377.
([20]) انظر أضواء البيان 2/ 372 - 373.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الزرسنت]ــــــــ[25 Feb 2009, 07:31 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا التوضيح الهام
ونحن نرجو منكم المزيد من الفوائد بسبب وجود الكثير من الشبهات
وجزاكم الله خيرا(/)
فوائد من آية {اليوم أكملت لكم دينكم}
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[25 Feb 2009, 03:00 ص]ـ
*إكمالُه الدين - وقد أضافه إلى نفسه - صَوْنُه العقيدة عن النقصان. القشيري
* هذه الآية فيها منقبة لعلم الصديق أبوبكر:
قال أصحاب الآثار: إنه لما نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلّم لم يعمر بعد نزولها إلا أحداً وثمانين يوماً أو اثنين وثمانين يوماً، ولم يحصل في الشريعة بعدها زيادة ولا نسخ ولا تبديل البتة، وكان ذلك جارياً مجرى أخبار النبي صلى الله عليه وسلّم عن قرب وفاته، وذلك إخبار عن الغيب فيكون معجزاً، ومما يؤكد ذلك ما روي أنه صلى الله عليه وسلّم لما قرأ هذه الآية على الصحابة فرحوا جداً وأظهروا السرور العظيم إلا أبا بكر رضي الله عنه فإنه بكى فسئل عنه فقال: هذه الآية على عدل على قرب وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلّم فإنه ليس بعد الكمال إلا الزوال. الرازي
* وصف الدين بالكمال،والنعمة التي أسبغها الله عليهم بالتمام إيذاناً في الدين بأنه لا نقص فيه ولا عيب ولا خلل،ولا شيء خارجاً عن الحكمة بوجه. ابن القيم
تعقيب:
(قلنا: وهذا فيه دلالة على حجية القياس والإجماع وداخل في هذا قوله تعالى: {إنا نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} فمن جملة الذكر ما فهم به ووضح وإن القياس والاجتهاد من قبيل فهم الذكر فهو منه إذاً لمن تأخر عن من تقدم وذلك لعلة لازمة لكل من تأخر وهي العلة التي من أجلها بكى عمر).
*ووصف النعمة بالتمام إيذاناً بدوامها واتصالها، وأنه لا يسلبهم إياها بعد إذا أعطاهموها، بل يتمها لهم بالدوام في هذه الدار وفي دار القرار.ابن القيم
*تعقيب:
(قلنا ووصف النعمة كما قال ابن القيم بالتمام لدوامها واتصالها فيه دلالة على أن للدين رجال تتصل النعمة على يديهم وتدوم من خلال توفيقهم في الدنيا، وألئك هم من يجتهد فتدوم نعمة فهمهم على كل الأمة وذلك فيه دلالة على أن القياس لرجال دون رجال)
* حسن اقتران التمام بالنعمة، وحسن اقتران الكمال بالدين،وإضافة الدين إليهم، إذ هم القائمين به والمقيمين له. ابن القيم
* إضافة النعمة للرب جل وعلا تفيد ما ذكره الله في كتابه من حفظ الدين وفيه دلالة على
أن هذا الدين باق عن النحل الأخرى لأن الله نسب الإنعام على عباده لنفسه تأكيداً للحفاظ على الدين عن ما سوى الشرائع الأخرى التي خول الله أهلها الحفاظ عليها.
* المقابلة بين ما تحتويه الآية من مقابلات كـ (أتممت في مقابلة أكملت وعليكم في مقابلة لكم ونعمتي في مقابلة دينكم) أكدت ذلك وزادته تقريرا وكمالا وإتماما للنعمة بقوله ورضيت لكم الإسلام دينا.
* قال الله تعالى أكملت لكم دينكم ولم يقل أتممت لكم ليشمل الإتمام مع الكمال وذلك فيه دلالة على أن الدين ليس بشرعة أمة دون أمة ولا لعصر دون عصر ولا لمصر دون مصر؛ وقال أتممت عليكم نعمتي ولم يقل أكملت ليبين أن نعمة الإيمان تزيد وتنقص فهي تتم وتنقص هكذا دواليك ولا تكون كاملة إلا لأهل العصمة ممن اصطفاهم الله واجتباهم، وفي هذا ردٌ على أهل البدع ممن ينكر أن الإيمان يزيد وينقص.
* وقال الله ورضيت لكم الإسلام دينا أي أنه ما رضيَ من العبد أن يكون مسلماً هكذا بالكلام فقيَّد حين قال الإسلام ليطلق في دار القرار وأطلق الرضا لأهل الدارين ممن انقاد واذعن ليبين أن أهل الإسلام على أصناف:صنف سباق فلأولئك الرضا أطلق في الدارين والصنف الآخر هو ممن يقتصد فله الرضا وإن كان أقل من صاحبه لأنه انقاد بجسده وما انقاد بروحه فاستن بسننهم فلحق بهم وأنت مع من أحببت، وصنف أطلق فقيد.
* التعريض حينما قال: {أتممت عليكم نعمتي} فنسب النعمة لنفسه وفي هذا شرفٌ لأهل الإسلام غير الذين خولهم أمر حفظ دينهم فضيعوه وصحفوه وحرفوه {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ}
(يُتْبَعُ)
(/)
* قال ابنُ عباسٍ: كان ذلك اليوم خمسةَ أعْيادٍ , جُمْعَةً وعَرفَةَ وعِيدَ اليَهُودِ والنَّصارَى والمَجُوسِ , ولم يَجْتَمِعْ أعيادُ أهْلِ المِلَلِ في يوم قبله ولا بعده. وكأن الله أنزل هذه الآية ليعلم أهل الكتاب وسائر أهل الملل أن أعمالهم كما قال تعالى {أضل أعمالهم}:أي جعلها ضالة ضائعة ليس لها من يتقبلها ويثيب عليها، كالضالة من الإبل التي هي بمضيعة لا ربَّ لها يحفظها ويعتني بأمرها.وأن الله لا يقبل لأحد منهم ولا يثيب على أعمالهم فالإكمال لأهل الإسلام والخلل لغيرهم {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا}
والنقص والنكص بساقين كسيحتين وهما الكفر والعناد وهما مقيدتا نعمة الإتمام، والسخط لأهل
الملل لأنهم أذعنوا لغير أمر الله وانقادوا لأهوائهم فنالوا السخط في الدنيا والآخرة. فعلم أن شرط الرضا رضا الله بالإذعان لأمره وبهذا تبطل سائر الملل وتنسخ بدين هو الدين الأكمل والأتم.
* وجملة ورضيت لكم الإسلام مستأنفة لا معطوفة على أكملت وإلا كان مفهوم ذلك أنه لم يرض لهم الإسلام ديناً قبل ذلك اليوم وليس كذلك لأن الإسلام لم يزل ديناً مرضياً لله وللنبي وأصحابه منذ أرسله مستأنفة وليست معطوفة لأنها لو عطفت لقدر المعنى: أكملت لكم دينكم ورضيت. كرخي
* في قوله تعالى:أكملت لكم تقتضي نسخ باقي الشرائع إيذاناً بشرعة تامة مرضية عن أهلها، مع الدلالة على أن النبي هو آخر الأنبياء لمتابعة الملزوم اللازم.
* فيها دلالة قاهرة وحجة باهرة على تقديم الكتاب والسنة وذلك فيه إرغام للمقلدة الذين لا يرون إلا ما رأي شيوخهم وعلمائهم ولا يبحثون ولا ينقبون قنعوا بوهدة التقليد وهيهات ومن أصدق من الله قيلا، ومن أصدق من الله حديثا؛ وقد أنبأنا الله بذلك وأعلمنا في كتابه في عدة مواضع منها:
{مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْء} [الأنعام: 38]، {تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً}
[النحل: 89]، ثم أردف بالأمر حين قال {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ} [المائدة: 49]. وقال: {لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ} [النساء: 105]. وقال: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ} [الأنعام: 57]. وقال: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44]. وفي آية. . {هُمُ الظَّالِمُون} [المائدة: 45] دلالة منه جل وعلا على أن أمره الفصل وقوله ليس بالهزل وهذا تعريض بالمقلدة. وهذه من الكتاب أما من السنة فقد قال تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7]. وهذه أعمّ آية في القرآن، وأبْيَنُها في الأخذ بالسنة المطهرة، وقال: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} [النساء: 59]. وقد تكرر هذا في مواضع من الكتاب العزيز. وقال: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} [النور: 51]. وقال: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}
[الأحزاب: 21]. والاستكثار من الاستدلال على وجوب طاعة الله وطاعة رسوله لا يأتي بعائدة. ولا فائدة زائدة، فليس أحد من المسلمين يخالف في ذلك. ومن أنكره فهو خارج عن حزب المسلمين.
* تقديم لكم على دينكم لأبراز مصلحتهم وحرص الله عليهم وحبه الخير لهم وفي هذا رد على القدرية من يقولون هو الذي أهلكهم و الذي أرداهم هو هو وينسبون لله السوء.
* والإكمال يتضمن معان منها:
البيان: قال الله تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ} [النحل: 89]. فلا يقال أن الدين كامل وهو مبهم فهذا فيه إخلال لذا كان من الأمور التي تتوفر في كمال الدين البيان واعلم أن لكل عصر ومصر بيان مختلف عن غيره فالناس على أضرب كما قال الله تعالى في الدعوة:
{أدعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} فمن كان من أهل الحكمة دعي بها ومن كان من أهل المعصية والفسوق دعي من جانب الموعظة لعل أن يلين قلبه وتنفطر جوارحه رغبة في الإياب إلى ربه،وأما إذا كان من أهل الجدال والمعاندة فخير طريق معه المجادلة شرط أن تكون بوجه حسن وذلك مجمل قول على بن أبي طالب " حدثوا الناس على قدر عقولهم "
فالصحابة غير التابعين غير أتباع التابعين غير أهل ذلك العصر فلكل منهم عادات و أمور تختلف لذا كان البيان مختلف فتنوعت الطرق في الاجتهاد وتبيين الدين وهذا دليل على حجية القياس.
الاستيفاء: وذلك كما قال تعالى: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} 5 [الأنعام: 38]. حيث أن الله ما ترك أهل القياس والاجتهاد ينصرفون إلى غير الكتاب والسنة المبينة له كما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ "أوتيت الكتاب ومثله معه" أو كما قال تعالى: {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى}، فجعل الله ذلك العنصر أي الاستيفاء حيث وفر كل سبل البحث والقياس والاجتهاد لأهل الاجتهاد وهذا متضمن لمعنى الإكمال وشرط من شروطه.
* دلت آية {ورضيت لكم الإسلام دينا} على أن الشيء المختار المدخر لا يكون إلاّ أنفس ما أُظهر من الأديان، والأنفس لا يبطله شيء إذ ليس بعده غاية، فتكون الآية مشيرة إلى أنّ نسخ الأحكام قد انتهى.ابن عاشور(/)
مقارنة بين قصة يوسف عليه السلام و موسى عليه السلام في القرآن الكريم.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[25 Feb 2009, 05:38 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
مقارنة بين قصة يوسف عليه السلام و موسى عليه السلام في القرآن الكريم.
- أ -
1 - تربى يوسف بعد أن وجده السيارة في الجب في بيت عزيز مصر:
{وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} (يوسف:21).
فقد أحب عزيز مصر يوسف عليه السلام لدرجة أنه أراد أن يتخذه ولدا.
2 - وتربى موسى عليه السلام في قصر فرعون، فقد قال تعالى على لسان فرعون:
{قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ} (الشعراء:18).
لكن التي كانت تحب موسى في قصر فرعون زوج فرعون أسيا، فقد قال تعالى على لسانها:
{وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} (القصص: 9)
- ب -
1 - وعاش يوسف عليه السلام في مصر ليصير بعد ذلك عزيز مصر:
{قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} (يوسف:78).
2 - وخرج موسى عليه السلام من مصر ليصير أجيرا عند نبي الله شعيب:
{قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ} (القصص:27).
- ج -
1 - ملك مصر في عصر يوسف عليه السلام وصفه القرآن بالملك:
{وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} (يوسف:43).
وكان محبا ليوسف عليه السلام:
{وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ} (يوسف:54)
فجعل الله تعالى سيدنا يوسف عيه السلام سببا في إنقاذ أهل مصر من القحط والهلاك.
2 - أما حاكم مصر في عصر موسى عليه السلام فقد وصفه القرآن بـ فرعون:
{وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ} (الزخرف:51)
وكان فرعون مصر كارها لموسى عليه السلام رافضا لدعوته:
{وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ} (غافر:26)
{أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ} (الزخرف:52).
فكانت النتيجة أن عاقب الله فرعون ومن معه:
{وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَونَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} (الأعراف:130).
{وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (يونس:90)
{النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} (غافر:46).
والله أعلم وأحكم.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[25 Feb 2009, 06:12 م]ـ
ما شاء الله، مقارنة طيبة أخي الفاضل نفع الله بك وزادك علماً
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[26 Feb 2009, 06:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا أختي الفاضلة على الدعاء الطيب.
ـ[نهاية الأرب]ــــــــ[27 Feb 2009, 02:06 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه المقارنة الطيبة
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[28 Feb 2009, 05:52 ص]ـ
طيب الله أيامنا وأيامكم أخي الفاضل بالطاعات.(/)
سلسلة: من تربويات الظلال/الحلقة4/المعركة الحقيقة هي بين العقائد .. ولا دخل للإلحاد بها
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[25 Feb 2009, 10:44 ص]ـ
كلمتي ـ أخيكم أبي يوسف ـ:
انتشرت في زماننا كثيرا ظاهرة الإلحاد .. ووجدنا الدعاة والعلماء يكرسون جهودهم لمحاربتها، و في الحقيقة فقد كنت ـ منذ قديم ـ في حيرة من قضية تكريس الجهود لحربها ومجابهة أصحابها، فحينما أتصور تقمصي لفكرة الإلحاد أجدني واقفا في فراغ! عاريا من كل ثياب! فأية فكرة هذه التي نكرس لها الجهود؟
حينما نناقش أهل الباطل فإنه ـ أي النقاش ـ يكون لإثبات بطلان ما يقفون عليه من الأرض، فماذا لو كان هؤلاء يقفون أصلا في فراغ؟!
حينما نناقش أهل الباطل فإنه ـ أي النقاش ـ يكون لتعريتهم من باطلهم الذي يأتزرونه، فماذا لو كان هؤلاء عراة اصلا؟!
إن الملحدين يقفون في الفراغ ـ لا يقفون على حق أو باطل ـ! ويقفون عراة لا ثياب عليهم ـ لا ثياب حق ولا باطل ـ
لذلك سرعان ما يسقطون فتتكسر عظامهم حين يزول أثر القصور الذاتي الذي أوقفهم في الهواء لحظات! .. وسرعان ما يأكل البرد الفضائي أبدانهم وينخر عظامهم، حين تزول حرارة جسدهم المؤقتة والتي أغرتهم بالتعري!
لذلك كنت أعجب من بذل الجهود مع أناس ينفون الإله ـ إله الحق أو آلهة الباطل ـ!! وكيف أنهم يخالفون بذلك فطرة البشرية جمعاء ـ من كان منهم على الحق ومن كان على الباطل! وكنت أميل إلى ترك هؤلاء الملاحدة ينقرضون بذاتهم، حيث تأكلهم آراؤهم، فتودي بهم إلى الجنون أو الانتحار، وإن كان لهم علينا حق الدعوة والتوجيه.
ربما يقول البعض: إن الأمر الآن مختلف؛ فالإلحاد قد انتشر وزاد عدد الملحدين عما كان الحال من قبل، فلزم هذا التكريس.
فأقول: أتناول هذا الطرح من وجهين:
أ ـ التسليم: فلو سلمت بهذا، فإن الأمر لم يتغير، والعدد لا تاثير له، فكل هذا العدد واقف في فراغ ويكاد يسقط، وكلهم عراة سينخر البرد في عظامهم ويأكل جلودهم .. ولا تغتروا بالكثرة الإلحادية، فهي ظاهرة، والظاهرة تعني دائما انتفاش العدد الكثير، ولكن كبيعة الشيء هي ما يحكم على الشيء .. وطبيعة الإلحاد ـ المار بيانها ـ واحدة لم تتغير، ولم يكن للعدد تأثير فيها.
ب ـ عدم التسليم: فكثرة عدد الملحدين ربما تكون قد ازدادات باعتبار العدد في ذاته، إلا أنها في انحسار شديد باعتبار النسبة إلى عموم البشرية، وذلك يشهد به حتى التاريخ الحديث؛ فمنذ نصف قرن تقريبا كان الإلحاد بمصر في العهد الناصري ـ الذي نشر فيه المقبور الشيوعية والإلحاد بمصر طاعة لآلهته الماركسيين ـ هو أكثر منه الآن .. على الرغم من أنه قد يكون عدد الملحدين في أيامنا أكثر .. وقد مر وجهه.
لذا، فقد كنت أميل غالبا إلى تكريس الجهود للعقائد الباطلة المشبهة على الناس، وكلما اتقربت العقيدة الباطلة من هيئة العقيدة الإسلامية، كلما ازدادات خطورتها وزاد قلقي منها .. فما كنت أفزع من التنصير باسم الصليب .. بقدر ما كنت أفزع من الملل والنحل التي تعمل على إخراج الناس من دين الله تعالى باسم اتباع دين الله وروح الإسلام، وذلك ما تقوم به طوائف أجمع المسلمون على عدم انتسابها لديننا الإسلام .. ولكنها تدعو الناس للخروج من دين الله باسم دين الله!
أطلت عليكم .. على كل حال فهذا ما كنت عليه من قديم، ثم ـ خلال قراءاتي ـ وقفت في ظلال القرآن على عين ما أقول، واستروحت له ولصحة ما يرمي إليه .. وأترككم مع الظلال ..
يقول سيد قطب رحمه الله في الظلال:
(إن التعليل الإسلامي لانبثاق الحياة في درجاتها المتفاوتة هو الحل الوحيد لهذه الظاهرة التي لا تعللها المحاولات المادية البائسة!
وإذ كنا - في هذه الظلال - لا نخرج عن المنهج القرآني؛ فإننا لا نمضي أكثر من هذا في مواجهة لوثة الإلحاد ببراهين الخلق والتدبير والحياة. . فالقرآن الكريم لم يجعل قضية وجود الله قضيته. لعلم الله أن الفطرة ترفض هذه اللوثه. إنما القضية هي قضية توحيد الله؛ وتقرير سلطانه في حياة العبد؛ وهي القضية التي تتوخاها السورة في هذه الموجة التي استعرضناها.)
ويقول رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
(نحن نشك شكاً عميقاً - كما قلنا من قبل - في أن أولئك الذين يمارسون الإلحاد في صورته هذه صادقون فيما يزعمون أنهم يعتقدونه. نحن نشك في أن هناك خلقاً أنشأته يد الله، ثم يبلغ به الأمر حقيقة أن ينطمس فيه تماماً طابع اليد التي أنشأته؛ وفي صميم كينونته هذا الطابع، مختلطاً بتكوينه متمثلاً في كل خلية وفي كل ذرة!
إنما هو التاريخ الطويل من العذاب البشع، ومن الصراع الوحشي مع الكنيسة، ومن الكبت والقمع، ومن أنكار الكنيسة للدوافع الفطرية للناس مع استغراقها هي في اللذائذ المنحرفة. . إلى آخر هذا التاريخ النكد الذي عاشته أوربا قروناً طويلة. . هو الذي دفع الأوربيين في هذه الموجة من الإلحاد في النهاية. . فراراً في التيه، من الغول الكريه.
ذلك إلى استغلال اليهود لهذا الواقع التاريخي؛ ودفع النصارى بعيداً عن دينهم؛ ليسلس لهم قيادهم، ويسهل عليهم إشاعة الانحلال والشقاء فيهم، وليتيسر لهم استخدامهم - كالحمير - على حد تعبير «التلمود» و «بروتوكولات حكماء صهيون».)
ويقول رحمه الله:
(ذلك أن الفطرة البشرية بذاتها تنفر من الإلحاد وترفضه حتى بين الوثنيين - فضلاً على المسلمين - وأن الديانات الأخرى لا تجرؤ على اقتحام قلب عرف الإسلام، أو حتى ورث الإسلام!
وأحسب - والله أعلم - أنه كان من ثمرة اليأس من هذا الدين أن عدل اليهود والصهيونيون والنصارى الصليبيون عن مواجهة الإسلام جهرة عن طريق الشيوعية أو عن طريق التبشير؛ فعدلوا إلى طرائق أخبث، وإلى حبائل أمكر. . لجأوا إلى إقامة أنظمة وأوضاع في المنطقة كلها تتزيا بزي الإسلام؛ وتتمسح في العقيدة؛ ولا تنكر الدين جملة. . ثم هي تحت هذا الستار الخادع، تنفذ جميع المشروعات التي أشارت بها مؤتمرات التبشير وبروتوكولات صهيون، ثم عجزت عن تنفيذها كلها في المدى الطويل!)
ويقول رحمه الله:
(ومع كل هذا الجهد الناصب، المتمثل في محاولة «الشيوعية» - وهي إحدى المنظمات اليهودية - لنشر الإلحاد، خلال أكثر من نصف قرن، بمعرفة كل أجهزة الدولة الساحقة، فإن الشعب الروسي نفسه لم يزل في أعماق فطرته الحنين إلى عقيدة في الله. . ولقد اضطر «ستالين» الوحشي - كما يصوره خلفه خروشوف! - أن يهادن الكنسية، في أثناء الحرب العالمية الثانية، وأن يفرج عن كبير الأساقفة، لأن ضغط الحرب كان يلوي عنقه للاعتراف للعقيدة في الله بأصالتها في فطرة الناس. . مهما يكن رأيه ورأي القليلين من الملحدين من ذوي السلطان حوله.
ولقد حاول اليهود - بمساعدة «الحمير» الذين يستخدمونهم من الصليبيين - أن ينشروا موجة من الإلحاد في نفوس الأمم التي تعلن الإسلام عقيدة لها وديناً. ومع أن الإسلام كان قد بهت وذبل في هذه النفوس. . فإن الموجة التي أطلقوها عن طريق «البطل» أتاتورك في تركيا. . انحسرت على الرغم من كل ما بذلوه لها - وللبطل - من التمجيد والمساعدة. وعلى كل ما ألفوه من الكتب عن البطل والتجربة الرائدة التي قام بها. . ومن ثم استداروا في التجارب الجديدة يستفيدون من تجربة أتاتورك، ألا يرفعوا على التجارب الرائدة راية الإلحاد. إنما يرفعون عليها راية الإسلام. كي لا تصدم الفطرة، كما صدمتها تجربة أتاتورك. ثم يجعلون تحت هذه الراية ما يريدون من المستنقعات والقاذورات والانحلال الخلقي، ومن أجهزة التدمير للخامة البشرية بجملتها في الرقعة الإسلامية.
غير أن العبرة التي تبقى من وراء ذلك كله، هي أن الفطرة تعرف ربها جيداً، وتدين له بالوحدانية، فإذا غشي عليها الركام فترة، فإنها إذا هزها الهول تساقط عنها ذلك الركام كله وتعرت منه جملة، وعادت إلى بارئها كما خلقها أول مرة. . مؤمنة طائعة خاشعة. . أما ذلك الكيد كله فحسبه صيحة حق تزلزل قوائمه، وترد الفطرة إلى بارئها سبحانه. ولن يذهب الباطل ناجياً، وفي الأرض من يطلق هذه الصيحة. ولن يخلوا وجه الأرض مهما جهدوا ممن يطلق هذه الصيحة.)
ويقول رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
(ولم يكن العرب - في جاهليتهم - ينكرون أن الله هو خالق هذا الكون، وخالق الناس، ورازقهم كذلك من ملكه، الذي ليس وراءه ملك تقتات منه العباد!. . وكذلك لم تكن الجاهليات الأخرى تنكر هذه الحقائق - على قلة من الفلاسفة الماديين من الإغريق! - ولم تكن هنالك هذه المذاهب المادية التي تنتشر اليوم بشكل أوسع مما عرف أيام الإغريق. . لذلك لم يكن الإسلام يواجه في الجاهلية العربية إلا الانحراف في التوجه بالشعائر التعبدية لآلهة - مع الله - على سبيل الزلفى والقربى من الله! - وإلا الانحراف في تلقي الشرائع والتقاليد التي تحكم حياة الناس. . أي أنه لم يكن يواجه الإلحاد في وجود الله - سبحانه - كما يقول اليوم «ناس»! أو كما يتبجحون بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير!
والحق أن هؤلاء الذين يجادلون في وجود الله اليوم قلة. وسيظلون قلة. إنما الانحراف الأساسي هو ذاته الذي كان في الجاهلية. وهو تلقي الشرائع في شؤون الحياة من غير الله. . وهذا هو الشرك التقليدي الأساسي الذي قامت عليه الجاهلية العربية، وكل الجاهليات أيضاً!
والقلة الشاذة التي تجادل في وجود الله اليوم لا تعتمد على «العلم» وإن كانت هذه دعواها. فالعلم البشري ذاته لا يملك أن يقرر هذا الإلحاد ولا يجد عليه دليلاً لا من هذا العلم ولا من طبيعة الكون. . إنما هي لوثة سببها الأول الشرود من الكنيسة وإلهها الذي كانت تستذل به الرقاب من غير أصل من الدين. . ثم نقص في التكوين الفطري لهؤلاء المجادلين، ينشأ عنه تعطل في الوظائف الأساسية للكينونة البشرية. . كما يقع للأمساخ من المخلوقات. .!
ومع أن حقيقة الخلق والتقدير فيه - كحقيقة انبثاق الحياة أيضاً - لم تكن تساق في القرآن لإثبات وجود الله - إذ كان الجدال في وجوده تعالى سخفاً لا يستحق من جدية القرآن العناية به - إنما كانت تساق لرد الناس إلى الرشاد، كي ينفذوا في حياتهم ما تقتضيه تلك الحقيقة من ضرورة إفراد الله سبحانه بالألوهية والربوبية والقوامة والحاكمية في حياتهم كلها؛ وعبادته وحده بلا شريك. .
مع هذا فإن حقيقة الخلق والتقدير فيه - كحقيقة انبثاق الحياة أيضاً - تقذف في وجوه الذين يجادلون في الله - سبحانه - بالحجة الدامغة التي لا يملكون بإزائها إلا المراء. وإلا التبجح الذي يصل إلى حد الاستهتار في كثير من الأحيان!
«جوليان هاكسلي» مؤلف كتاب: «الإنسان يقوم وحده» وكتاب «الإنسان في العالم الحديث» من هؤلاء المتبجحين المستهترين؛ وهو يقذف بالمقررات التي لا سند لها إلا هواه وهو يقول في كتاب «الإنسان في العالم الحديث»؛ في فصل: «الدين كمسألة موضوعية» ذلك الكلام!
«ولقد أوصلنا تقدم العلوم والمنطق وعلم النفس إلى طور أصبح فيه الإله فرضاً عديم الفائدة، وطردته العلوم الطبيعية من عقولنا، حتى اختفى كحاكم مدبر للكون، وأصبح مجرد» أول سبب «أو أساساً عاماً غامضاً».
و «ول ديورانت» مؤلف كتاب «مباهج الفلسفة» يقول: إن الفلسفة تبحث عن الله، ولكنه ليس «إله اللاهوتيين الذين يتصورونه خارج عالم الطبيعة. بل إله الفلاسفة؛ وهو قانون العالم وهيكله، وحياته ومشيئته». . وهو كلام لا تستطيع إمساكه! ولكنه كلام يقال!
ونحن لا نحاكم هؤلاء الخابطين في الظلام إلى قرآننا، ولا نحاكمهم كذلك إلى عقولنا المنضبطة بهدى هذا القرآن. إنما نكلهم إلى أندادهم من «العلماء» وإلى العلم البشري الذي يواجه هذه القضية بشيء من الجد والتعقل. .
يقول جون كليفلاند كوتران: (من علماء الكيمياء والرياضة. دكتوراه من جامعة كورنيل. رئيس قسم العلوم الطبيعية بجامعة دولث). من مقال: «النتيجة الحتمية» من كتاب: «الله يتجلى في عصر العلم»:
«فهل يتصور عاقل، أو يفكر، أو يعتقد، أن المادة المجردة من العقل والحكمة قد أوجدت نفسها بنفسها بمحض المصادفة؟ أو أنها هي التي أوجدت هذا النظام وتلك القوانين، ثم فرضته على نفسها؟ لا شك أن الجواب سوف يكون سلبياً. بل إن المادة عندما تتحول إلى طاقة أو تتحول الطاقة إلى مادة، فإن كل ذلك يتم طبقاً لقوانين معينة. والمادة الناتجة تخضع لنفس القوانين التي تخضع لها المادة التي وجدت قبلها».
(يُتْبَعُ)
(/)
«وتدلنا الكيميا على أن بعض المواد في سبيل الزوال أو الفناء؛ ولكن بعضها يسير نحو الفناء بسرعة كبيرة والآخر بسرعة ضئيلة. وعلى ذلك فإن المادة ليست أبدية. ومعنى ذلك أيضاً أنها ليست أزلية. إذ أن لها بداية. وتدل الشواهد من الكيميا وغيرها من العلوم على أن بداية المادة لم تكن بطيئة أو تدريجية، بل وجدت بصورة فجائية. وتستطيع العلوم أن تحدد لنا الوقت الذي نشأت فيه هذه المواد. وعلى ذلك فإن هذا العالم المادي لا بد أن يكون مخلوقاً. وهو منذ أن خلق يخضع لقوانين وسنن كونية محددة، ليس لعنصر المصادفة بينها مكان».
«فإذا كان هذا العالم المادي عاجزاً عن أن يخلق نفسه، أو يحدد القوانين التي يخضع لها، فلا بد أن يكون الخلق قد تم بقدرة كائن غير مادي. وتدل الشواهد جميعاً على أن هذا الخالق لا بد أن يكون متصفاً بالعقل والحكمة. إلا أن العقل لا يستطيع أن يعمل في العالم المادي - كما في ممارسة الطب والعلاج السيكلوجي - دون أن يكون هنالك إرادة. ولا بد لمن يتصف بالإرادة أن يكون موجوداً وجوداً ذاتياً. . وعلى ذلك فإن النتيجة المنطقية الحتمية التي يفرضها علينا العقل ليست مقصورة على أن لهذا الكون خالقاً فحسب، بل لا بد أن يكون هذا الخالق حكيماً عليماً قادراً على كل شيء، حتى يستطيع أن يخلق هذا الكون وينظمه ويدبره؛ ولا بد أن يكون هذا الخالق دائم الوجود، تتجلى آياته في كل مكان. وعلى ذلك فإنه لا مفر من التسليم بوجود الله، خالق هذا الكون وموجهه - كما أشرنا إلى ذلك في بداية المقال».
«إن التقدم الذي أحرزته العلوم منذ أيام لورد كيلفن يجعلنا نؤكد بصورة لم يسبق لها مثيل، ما قاله من قبل، من أننا إذا فكرنا تفكيراً عميقاً، فإن العلوم سوف تضطرنا إلى الإيمان بالله}. .
ويقول فرانك أللن عالم الطبيعة البيولوجية في مقال «نشأة العالم هل هو مصادفة أو قصد» من الكتاب نفسه:
«كثيرا ما يقال: إن هذا الكون المادي لا يحتاج إلى خالق. ولكننا إذا سلمنا بأن هذا الكون موجود، فكيف نفسر وجوده؟. . هنالك أربعة احتمالات للإجابة على هذا السؤال: فإما أن يكون هذا الكون مجرد وهم وخيال - وهو ما يتعارض مع القضية التي سلمنا بها حول وجوده - وإما أن يكون هذا الكون قد نشأ من تلقاء نفسه من العدم. وإما أن يكون أزلياً ليس لنشأته بداية. وإما أن يكون له خالق».
أما الاحتمال الأول فلا يقيم أمامنا مشكلة سوى مشكلة الشعور والإحساس، فهو يعني أن إحساسنا بهذا الكون وإدراكنا لما يحدث فيه لا يعدو أن يكون وهماً من الأوهام، ليس له ظل من الحقيقة. ولقد عاد إلى هذا الرأي في العلوم الطبيعية أخيراً سير جيمس جينز، الذي يرى أن هذا الكون ليس له وجود فعلي، وأنه مجرد صورة في أذهاننا. وتبعاً لهذا الرأي نستطيع أن نقول: إننا نعيش في عالم من الأوهام! فمثلاً هذه القطارات التي نركبها ونلمسها ليست إلا خيالات؛ وبها ركاب وهميون، وتعبر أنهاراً لا وجود لها، وتسير فوق جسور غير مادية. . الخ. وهو رأي وهمي لا يحتاج إلى مناقشة أو جدال!
«أما الرأي الثاني القائل بأن هذا العالم، بما فيه من مادة وطاقة، قد نشأ هكذا وحده من العدم، فهو لا يقل عن سابقه سخفاً وحماقة؛ ولا يستحق هو أيضاً أن يكون موضعاً للنظر أو المناقشة».
«والرأي الثالث الذي يذهب إلى أن هذا الكون أزلي ليس لنشأته بداية، إنما يشترك مع الرأي الذي ينادي بوجود خالق لهذا الكون - وذلك في عنصر واحد هو الأزلية - وإذن فنحن إما أن ننسب صفة الأزلية إلى عالم ميت، وإما أن ننسبها إلى إله حي يخلق، وليس هنالك صعوبة فكرية في الأخذ بأحد هذين الاحتمالين أكثر مما في الآخر. ولكن قوانين» الديناميكا الحرارية «تدل على أن مكونات هذا الكون تفقد حرارتها تدريجياً. وأنها سائرة حتماً إلى يوم تصير فيه جميع الأجسام تحت درجة من الحرارة بالغة الانخفاض، هي الصفر المطلق؛ ويومئذ تنعدم الطاقة، وتستحيل الحياة. ولا مناص من حدوث هذه الحالة من انعدام الطاقات عندما تصل درجة حرارة الأجسام إلى الصفر المطلق، بمضي الوقت. أما الشمس المستعرة، والنجوم المتوهجة، والأرض الغنية بأنواع الحياة، فكلها دليل واضح على أن أصل الكون أو أساسه يرتبط بزمان بدأ من لحظة معينة، فهو إذن حدث من الأحداث. . ومعنى ذلك أنه لا بد لأصل الكون من خالق أزلي، ليس له بداية، عليم محيط بكل شيء، قوي ليس لقدرته حدود، ولا بد أن يكون هذا الكون من صنع يديه».)
ويقول رحمه الله:
(فالذي وقع بالفعل أن الإيمان والتوحيد قد غلبا على الكفر والشرك. واستقرت العقيدة في الله في هذه الأرض؛ ودانت لها البشرية بعد كل ما وقف في طريقها من عقبات الشرك والوثنية، وبعد الصراع الطويل مع الكفر والشرك والإلحاد. وإذا كانت هناك فترات عاد فيها الإلحاد أو الشرك إلى الظهور في بعض بقاع الأرض كما يقع الآن في الدول الملحدة والوثنية فإن العقيدة في الله ظلت هي المسيطرة بصفة عامة. فضلاً على أن فترات الإلحاد. والوثنية إلى زوال مؤكد، لأنها غير صالحة للبقاء. والبشرية تهتدي في كل يوم إلى أدلة جديدة تهدي إلى الاعتقاد في الله والتمكين لعقيدة الإيمان والتوحيد.)(/)
وقفة مع موضوع (عناية النساء بالتفسير) ..
ـ[أم أسماء]ــــــــ[25 Feb 2009, 12:08 م]ـ
(عناية النساء بالتفسير)
بالنسبة لهذا الموضوع فقد كنت عزمت على البحث فيه، فبدأت أبحث في طبقات المفسرين من خلال معاجم وكتب طبقات المفسرين، وكانت المفاجأة أنني لم أعثر ولا على اسم واحد لأمرأة كانت من أعلام المفسرين ..
توقفت عند ذلك كثيراً، وتأملت الفرق بين كثرة المحدّثات من النساء في كتب طبقات المحدّثين وندرة أو عدم وجود مفسِّرات منهن -اللهم إلا ما روي عن بعض أمهات المؤمنين وبعض الصحابيات من روايات في التفسير وأسباب النزول -.
وظهرلي - والله أعلم- أن علم التفسير صعب الولوج، عظيم الخطر، إذ يحتاج قبل خوض غماره إلى التبحر في علوم العربية أولاً من اللغة والشعر والبلاغة والبيان والإعراب .. ، ثم الضلوع في علم الحديث ونقدالمرويات وتمييز الصحيح من السقيم، ثم التوسع في الفقه وأصوله، والعقيدة ومباحثها، وغير ذلك من العلوم والأدوات التي يحتاجها المفسر، فكأن علم التفسير علم موسوعي يلزم منه التوسع في علوم شتى قبل الإقدام على دخول بابه ..
أما علم الحديث فلا يلزم منه ذلك كله؛ حيث أنه علم متخصص، فأدواته أقل بكثير من أدوات علم التفسير ..
ولما كان الغالب والأعم من شأن النساء أنهن قد يقعد بهن الحال عن التوسع والتبحر في العلوم التي يتطلبها علم التفسير وذلك لما خصهن الله تعالى بوظائف فطرية هي الحمل والولادة والرضاعة وتربية الولد ورعاية الزوج، وهذه الوظائف يلزم منها الانقطاع فترات من الزمن عن الطلب والتحصيل؛ أو قلة التحصيل - في أحسن الأحوال- نظراً لوجود شاغل آخر عن طلب العلوم المتكاثرة لبلوغ درجة من التمكن في العلم يسوغ معها تفسير كلام رب العالمين .. لما كان أمر النساء كذلك ندر وجودهن كأعلام في فن التفسير،،
هذا ما ظهر لي والله أعلم بالصواب،،
فإن كان فيه خطأ فأرجو من مشايخنا الفضلاء أن يقوّموني، ولهم خالص الدعاء في الغيب ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Feb 2009, 01:58 م]ـ
أشكر الأخت أم أسماء على هذا التعليل المنطقي المقبول لعدم مشاركة النساء بشكل واسع في تفسير القرآن الكريم على مدى التاريخ الإسلامي، وقلة النساء أو ندرتهنَّ اللاتي ترجم لهنَّ المترجمون في كتب (طبقات المفسرين).
ومما يمكن إضافته لتأييد ما ذهبتم إليه في شأن مشاركة النساء في رواية الحديث لقلة مؤونة جانب الرواية فيه دون الدراية، ما يوجد في صفوف النساء من المقرئات للقرآن برواياته حتى اليوم، لتشابه جانب الرواية وإمكانية إجادته من جانب النساء أيضاً.
ويبقى قوله تعالى: (وليس الذكر كالأنثى) معياراً يحدد لكل من الرجل والمرأة وظائفه التي تليق به، وصدق الله: (ألا يعلمُ مَن خلقَ وهو اللطيف الخبير).
علماً أن هذه الملحوظة في عدم وجود أسماء بارزة كثيرة للعالمات عبر التاريخ الإسلامي في كل العلوم وليس في التفسير وحده يرجع إلى أسباب كثيرة من أبرزها ما ذكرته أم أسماء في مشاركتها هذه.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[25 Feb 2009, 02:14 م]ـ
كذلك من الجيد الرجوع لكتاب جامع أخبار النساء من سير أعلام النبلاء مع تراجم الجزء المفقود من السير، جمع وترتيب وتحقيق وتعليق خالد بن حسين بن عبدالرحمن، تقديم الشيخ مصطفى العدوي، فهذا الكتاب يعطي تصوراً أكبر عن هذا الموضوع.
ـ[أم أسماء]ــــــــ[26 Feb 2009, 12:40 ص]ـ
شيخنا الفاضل: عبدالرحمن الشهري ..
وأنا أشكر لفضيلتكم ردكم على الموضوع وإضافة تعليل آخر لندرة وجود مفسرات من النساء:
ومما يمكن إضافته لتأييد ما ذهبتم إليه في شأن مشاركة النساء في رواية الحديث لقلة مؤونة جانب الرواية فيه دون الدراية، ما يوجد في صفوف النساء من المقرئات للقرآن برواياته حتى اليوم، لتشابه جانب الرواية وإمكانية إجادته من جانب النساء أيضاً.
كما أشكر لكم إتاحة الفرصة للتسجيل في هذا الملتقى المبارك، سائلة المولى عزوجل أن يحشرني في زمرة أهل القرآن، وأن يجعل كل ما تقدموه من علم وفائدة في موازين اعمالكم ..
الأخ: فهد الجريوي
جزاك الله خيرا، وسأقوم بالاطلاع على الكتاب الذي ذكرته للاستزادة ..
ـ[أريج الأقحوان]ــــــــ[26 Feb 2009, 12:03 م]ـ
[ QUOTE= أم أسماء;72536] (عناية النساء بالتفسير)
بالنسبة لهذا الموضوع فقد كنت عزمت على البحث فيه، فبدأت أبحث في طبقات المفسرين من خلال معاجم وكتب طبقات المفسرين، وكانت المفاجأة أنني لم أعثر ولا على اسم واحد لأمرأة كانت من أعلام المفسرين ..
توقفت عند ذلك كثيراً، وتأملت الفرق بين كثرة المحدّثات من النساء في كتب طبقات المحدّثين وندرة أو عدم وجود مفسِّرات منهن -اللهم إلا ما روي عن بعض أمهات المؤمنين وبعض الصحابيات من روايات في التفسير وأسباب النزول -.
جزاك الله خيراً أختي أم أسماء,,,
سبحان الله العظيم! حقاً من الغريب عدم العثور على مفسرات لكتاب الله؟! حتى من الصحابيات!!
وقد ذكرتِ -مشكورة-الأسباب المانعة من ذلك, ويبدولي أن كثرة العلوم المتعلقة بعلم التفسير من أهم الأسباب المانعة من ذلك. والله أعلم.
وفوق كل ذي علم عليم.
لذلك توجهت لعلم الحديث, وأنا كلي أمل بالله أن لا يحرمني من التمكن من علم التفسير وسائر علوم الدين.
والحمد لله على ما أعطانا الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمة الله بنت عبد الله]ــــــــ[05 Mar 2009, 07:52 ص]ـ
قد يكون الأمر كما ذكرتم بارك الله فيكم
ولكن ليس معني هذا أن هذا العلم لم تلجه النساء بل قد يكون هناك من تتلمذت وتعلمت هذا العلم الشريف الذي يجمع بين طياته من خلال السور والآيات كل أصول علوم أصول الدين والشريعة الإسلامية وكذلك علوم اللغة العربية وأيضا السير والتاريخ للأنبياء والأمم الماضية ولعل البعض منهن لم يتصدرن للتدريس لبنات جنسهن أو لم ينقل عنهن هذا العلم لقلة طالبات العلم اللاتي تلقين عنهن
وقد ذكر عن الإمام الليث بن سعد أنه أفقه من الإمام مالك إلا أن تلاميذ الليث لم يقوموا بمذهبه كما قام تلاميذ الإمام مالك بمذهبه
فالله أسأل أن يوفق الجميع رجالا كانوا أو نساء لخدمة دينه وتعليمه للناس
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرآن وعلمه
ـ[التواقة]ــــــــ[08 Mar 2009, 03:21 ص]ـ
وظهرلي - والله أعلم- أن علم التفسير صعب الولوج، عظيم الخطر، إذ يحتاج قبل خوض غماره إلى التبحر في علوم العربية أولاً من اللغة والشعر والبلاغة والبيان والإعراب .. ، ثم الضلوع في علم الحديث ونقدالمرويات وتمييز الصحيح من السقيم، ثم التوسع في الفقه وأصوله، والعقيدة ومباحثها، وغير ذلك من العلوم والأدوات التي يحتاجها المفسر، فكأن علم التفسير علم موسوعي يلزم منه التوسع في علوم شتى قبل الإقدام على دخول بابه ..
أسأل الشيخ عبدالرحمن حفظه الله وهل تتفق معها في هذه النقطة؟ أي أن علم التفسير صعب الولوج؟ ألا ترون أن علوم القرآن كلها ميسرة لمن تهيأت له الظروف؟
ألا يقتضي تيسير الكتاب _الذي حكى عنه القرآن_ تيسير علومه التي تؤدي إلى فهمه؟ ألا يمكن أن نعزو من أسباب ذلك عدم الاهتمام اللائق بالتفسير من قبل الرجال أيضاً وهذا عتب عتبه المتخصون في علوم القرآن طلبة العلم في وقتنا؟
نعم الظروف التي تحيط بالمرأة والتي ذكرتها كلها قد تعيق المرأة لكن الله إذا أراد أمراً هيأ له أسبابه وعزاء كل امرأة (واسألوا الله من فضله)
ومن الأسباب أيضاً صعوبة الرحلة في طلب العلم بالنسبة للمرأة حتى في زماننا ..
أما ندرة العالمات فلعل من أسبابها عدم وجود مدارس نسائية بحتة والحديث ذو شجون .. فإنك لن تعثر على ترجمة لامرأة عالمة بسهولة .. ولا عتب عليهن فنحن النساء حتى في هذا العصر رغم التيسير الحاصل فيه إلا أن حضورنا لدورة أودرس ليس بالسهل اليسير رغم النهضة العلمية المتمثلة في الدورات العلمية ..
كلمة شكر أقولها للأخت الفاضلة لقد أكفيتني التفكير في بحث هذا الموضوع ..
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[18 Jul 2010, 02:59 ص]ـ
نعم لا ننكر أن هناك قلة من النساء الجامعات للعلم والعمل , ورب واحدة منهن سبقت كثيرا من الرجال.
العلم ليس حكرا على جنس دون آخر بل هو مرتع ومنهل لكل من رامه , والأسباب التي ذكرتموها فيها وجه من الصواب ولكنها لم تدرس أبعاد هذه القضية.
نعم المرأة تحمل عبئا كبيرا , وهي كما يُقال: نصف المجتمع , وتلد النصف الآخر , فهي المجتمع كله , فهي التي ولدت أئمة التفسير , وكم من والده لها فضل في علم ولدها.
ويبقى السؤال:
هل هناك عناية بجانب تأسيس المرأة علميا كما ينبغي؟
وإن وجد فهل الأهل يتعاونون في تسهيل هذا الخير للمرأة؟ ويكون التنازل عن بعض الأمور في سبيل تنشئة العالمة العاملة؟
هل؟ هل؟ هل؟
* موقف آلمني , وموقف أسعدني:
أما الموقف المؤلم:
وهو حضور احدى طالبات العلم لدرس علمي , والطلبة محتفون حول شيخهم وهي من أعلى المكان تستمع إليهم , والصوت خافت , فألقت ورقة تقول فيها: أرجو رفع الصوت , وفتح المكبر , فقيل لها: اقتربي لتسمعي جيدا , ولازالت المعاناة حتى سأل الشيخ الطلبة وكأن هذا المجلس ليس فيه إلا هؤلاء دون اعتبار الطرف الآخر الذي ربما يبلغ باخلاصه ومجاهدته فوق من حوله؛ فلم يجب أحد فألقت ورقة لهم بها الإجابة وبحث لها في المسألة , فطلب الشيخ فتح مكبرات الصوت ............. ولكن متى؟!!!!
* الموقف الذي أسعدني:
في دورة علمية مكثفة رأيت أسرة مصرية حرصت على حضور ابنتهما التي هي في قرابة العشر سنوات أو تزيد قليلا جميع دورس الدورة , وهي تبدأ من بعد صلاة الفجر مباشرة , وتم تهيئة كل الإمكانات لها , وآثرتها والدتها عليها إذ بقيت هي في المنزل والفتاة الصغيرة تطلب العلم ....... فعلمت أنهم أرادوا لابنتهم مستقبلا تنفع به أمة من الناس , فبارك الله فيهم وأقر أعينهم بها.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[18 Jul 2010, 03:11 ص]ـ
مقترح: ليت مثل هذا الموضوع يبحث من جميع جوانبه في رسالة علمية تخرج لنا بها نتائج سليمة يستفاد منها.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[18 Jul 2010, 04:07 ص]ـ
أشكر للأخت الفاضلة أم أسماء هذا الموضوع، ولا أخفيكم أنني كنت قد عزمت البحث فيه منذ فترة بعيدة، غير أنني صرفت النظر عنه وبحثت في آخر؛ لعدم وجود مادة علمية كافية للدراسة، وقد اطلعت على مجموعة من كتب التراجم، ولم أجد إلا نزر يسير ممن كانت لهن عناية بعلم التفسير، مع العلم بأنّ أغلب مايُذكر في تراجمهن هو تعريف موجز فيه الإشارة إلى عنايتهن بالتفسير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[18 Jul 2010, 05:14 ص]ـ
أشكر الأخت أم أسماء على هذه اللفتة العلمية الدقيقة، وجميع الإخوة والأخوات المشاركين في هذا الحوار الجميل ...
وقلة النساء العالمات في التفسير أمر ظاهر عند تقليب صفحات كتب الطبقات والسير، ولكن لو تم استقصاء جميع الكتب فلا أظن أنها تخلو منهن، والذي لا يزال بحاجة إلى بحث، أنه قد وجد في زمن الصحابة عالمات موسوعات كعائشة رضي الله عنها وأرضاها، فهل درس عليها أحد من نساء التابعين، ثم لو نظرنا في سلاسل أسانيد التفسير المنقول عنها وعن غيرها رضي الله عنهن أجمعين، لم لا نكاد نجد امرأة في نقل ذلك العلم الكبير، الأمر بحاجة إلى تمحيص في كتب الطبقات وأسانيد التفسير، سواء كانت الأسانيد في كتب التفسير أو في كتب الحديث، والله أعلم ...
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[18 Jul 2010, 05:33 ص]ـ
وقد اطلعت على مجموعة من كتب التراجم، ولم أجد إلا نزر يسير ممن كانت لهن عناية بعلم التفسير، مع العلم بأنّ أغلب مايُذكر في تراجمهن هو تعريف موجز فيه الإشارة إلى عنايتهن بالتفسير. يا حبذا لو تطلعنا الاخت الفاضلة على بعض اسماء من هذا النزر اليسير. فلربما من خلال البحث والتقصي نحصل على مزيد من المعلومات حول المفسرات من النساء.وبارك الله بك وبجهودك.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[18 Jul 2010, 05:34 ص]ـ
القضية في تقديري اجتماعية وتربوية وتعليمية بحتة. فواقع التعليم الديني في تاريخنا الإسلامي لم يكن يسمح بإنتاج عالمات بالتفسير. وكذلك التركيبة الاجتماعية.
ومع وجود القدرة على الدراسة الجامعية بالنسبة للنساء، كما هو الحال في عصرنا، فيفترض أن يصبح للمسلمات القدرة على المساهمة في هذا العلم الدقيق وغيره.
وتوجد بعض الأمثلة على ذلك في حقل الدراسات القرآنية، والتي تميزت بشكل أو بآخر، مثل: د. عائشة عبد الرحمن (من مصر)، ود. رقية العلواني (العراق)، ود. فريدة زمرد (المغرب)، ود. سعاد كوريم (المغرب)، وغيرهن.
ومن الضروري الانتباه لقضية هامة جدا، وهي أن العطاء العلمي يحتاج لدربة وممارسة وتأطير وقبول للنقد. وأرى أن النساء يحصلن على فرص أقل بكثير من تلك التي تتوفر للرجال لتطوير قدراتهن ومهاراتهن المعرفية. وهذا هو سبب ندرة أسمائهن في قائمة العلماء في تاريخنا الإسلامي.
ـ[أبو تيماء]ــــــــ[18 Jul 2010, 05:05 م]ـ
عدم العلم لا ينفي المعلوم
و (أمتي كالغيث ..
وكما أشار بعض الإخوة الأمر يحتاج إلى استقصاء وتتبّع
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[19 Jul 2010, 02:01 م]ـ
وأنا أيضا أضيف شكري لأختنا الفاضلة أم أسماء على هذه الوقفة المسددة، وأسلوب العرض الرصين، وإنصاف الرجل.
وهناك من يظن أن سبب ذ لك سطوة الرجل وهذا غير صحيح، بدليل أن قلة النتاج العلمي للمرأة ليس محصورا في جيل أو مكان معين، وانظر إلى المرأة الغربية الآن ما نسبة إنتاجها العلمي والفكري؟ ويمكن مراجعة كتاب (هل يكذب التاريخ) لعبد الله الداوود للاستزادة.
ونحن حينما نثبت هذه الحقيقة فإننا لا ننتقص حق أمنا المرأة ولا نققل من قدراتها، ونغفل تميزها العلمي، وننسى همتها العالية، وصبرها العظيم، كلا، بل مرّد ذلك الأسباب التي ذكرتهها الأستاذة أم أسماء وغيرها، بخلاف الرجل الذي تهيأت له الأسباب وتخفف من المسؤليات العظيمة التي تنؤ بها المرأة.
ونحن من خلال تدريسنا للنساء في الدراسات العليا وغيرها رأينا تفوق النساء في الجملة على الرجل في كثير من الأحيان، في الحضور والمواظبة، والتحصيل العلمي، وجودة البحوث، ثم معدل الدرجات.
وهناك بحوث متميزة لبعض الأخوات في الدراسات القرآنية وغيرها، وقد فاز بجائزة الرسالة المتميزة في الدراسات القرآنية التي تمنحها جمعية تبيان لهذا العام امرأة.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[19 Jul 2010, 03:54 م]ـ
و
وهناك من يظن أن سبب ذ لك سطوة الرجل وهذا غير صحيح، بدليل أن قلة النتاج العلمي للمرأة ليس محصورا في جيل أو مكان معين، وانظر إلى المرأة الغربية الآن ما نسبة إنتاجها العلمي والفكري؟ ويمكن مراجعة كتاب (هل يكذب التاريخ) لعبد الله الداوود للاستزادة.
(يُتْبَعُ)
(/)
نعم كما تفضلتم ليس السبب سطوة الرجل على المرأة. ولكن السبب الوجيه الذي غفل عنه كما أظن جميع الأخوة المشاركين هو قوامته التي ميزه الله تعالى بها. فإن تعلم العلوم على كافة مشاربها دنيوية كانت أم دينية ما هي إلا لتسهيل قوامته على الارض وتذليل الصعاب للقيادة سواء كانت قيادة دينية مثل الإمارة والقضاء والإمامة والجهاد والتي تحتاج الى النهوض في جميع العلوم الدينية. أو قيادة دنيوية تصلح لعمارة الأرض والضرب بها واستغلال مواردها على أتم وجه من خلال الإبداعات والاختراعات والاكتشافات المختلفة. وبارك الله بكل من شارك في تبيان هذا المعنى والحمد لله رب العالمين
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[19 Jul 2010, 04:15 م]ـ
(عناية النساء بالتفسير
ولما كان الغالب والأعم من شأن النساء أنهن قد يقعد بهن الحال عن التوسع والتبحر في العلوم التي يتطلبها علم التفسير وذلك لما خصهن الله تعالى بوظائف فطرية هي الحمل والولادة والرضاعة وتربية الولد ورعاية الزوج، وهذه الوظائف يلزم منها الانقطاع فترات من الزمن عن الطلب والتحصيل؛ أو قلة التحصيل - في أحسن الأحوال- نظراً لوجود شاغل آخر عن طلب العلوم المتكاثرة لبلوغ درجة من التمكن في العلم يسوغ معها تفسير كلام رب العالمين .. لما كان أمر النساء كذلك ندر وجودهن كأعلام في فن التفسير،،
هذا ما ظهر لي والله أعلم بالصواب،،فإن كان فيه خطأ فأرجو من مشايخنا الفضلاء أن يقوّموني، ولهم خالص الدعاء في الغيب ..
نعم أختاه وفي الحقيقة وإضافة على ما تفضلت به وكما ذكرت لكم سابقاً أن أهم نقطة في تأخر المرأة عن جميع العلوم سواء كانت دينية أم دنيوية هي عدم أهليتها كما هو الرجل لتلك الصعاب وهذا ليس قصراً في عقلها ولا انتقاصاً لها. ولكن القوامة تفرض على الرجل رغم جميع أعبائه ومشاغله والتي تفوق أحياناً مشاغل المرأة وأعبائها الموسمية مثل الحمل والرضاعة وغيرها.
إن قوامة الرجل تفرض عليه الإبداع بشتى الفنون وهذه فطرة إلهية لا شأن للمرأة ولا للرجل بها. فكما أن النبوة مختصة بالرجل دون المرأة فكذلك فإن مهام عملها وديمومتها المترتبة على مرّ الزمان تكون أيضاً عبئاً عليه دون النساء. كيف لا يبدع بالفقه والتفسير وكافة العلوم الدينية وهو مكلف بتطبيقها علماً وعملاً من خلال قوامته الفقهية كأمير أو قاضٍ أو محتسب أو إمام؟؟؟ وكيف لا يبدع بالعلوم الدنيوية وهو لا ينفك يثير الارض تحت قدميه للجهاد والدعوة واستغلال الموارد واختراع الأشياء واكتشاف القوانين التي تذلل سبل العيش الكريم وحسن القوامة والريادة؟؟ ومن هنا أختي الفاضلة فأن الأمر لا يتعدى أنه أمر الهي خص به الرجال أكثر من النساء وهذا لا يمنع بالطبع تفوق بعض النساء بأحد جوانب العلوم عبر محطات التاريخ. ولكن الغالب الأعم هو للرجال دون النساء لا شك ولا ريب في ذلك. وعلى قاعدة كل ميسر لما خلق له. الشكر الجزيل لأختنا على فتح هذا الموضوع والذي لا شك فيه فائدة جليلة لتدارسه والوقوف على جنباته.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[19 Jul 2010, 09:51 م]ـ
... وقلة النساء العالمات في التفسير أمر ظاهر عند تقليب صفحات كتب الطبقات والسير، ولكن لو تم استقصاء جميع الكتب فلا أظن أنها تخلو منهن، والذي لا يزال بحاجة إلى بحث، أنه قد وجد في زمن الصحابة عالمات موسوعات كعائشة رضي الله عنها وأرضاها، فهل درس عليها أحد من نساء التابعين، ثم لو نظرنا في سلاسل أسانيد التفسير المنقول عنها وعن غيرها رضي الله عنهن أجمعين، لم لا نكاد نجد امرأة في نقل ذلك العلم الكبير، الأمر بحاجة إلى تمحيص في كتب الطبقات وأسانيد التفسير، سواء كانت الأسانيد في كتب التفسير أو في كتب الحديث، والله أعلم ...
لا نريد أن ننظر إلى الجانب الأكثر وهو قلة عناية النساء بالتفسير , وإنما نريد أن ننظر إلى جانب الأقل وهو تميز القليل منهن , وكيف برزن , وما هي الأسباب التي أهلتهن لذلك , فأنا أكاد أجزم أن في صفوف النساء من بلغن في علم التفسير شأنا عظيما , فها هو ابن عباس رض1 كان يرجع لعائشة رض11 في كثير من العلوم , وعائشة رض11 قد ضربت لنا مثالا رائعا في تفوق المرأة وتأهلها للعلم الشرعي.
الحقيقة لا أريد أن نخلط بين قلة تأليف المرأة وقلة العناية , صحيح أن بينهما رابطا , لكن العناية بالتفسير وجدت من النساء قديما وحديثا , ولا أرجو من هذا الحوار أن يكون تثبيطا للمرأة , فالمرأة لها امكانات بفضل الله على العلم والتعلم والتعليم , ولو أن طبيعتها لا تظهرها لحياءها , وحبها لحافة الطريق عن وسطه.
فالدعوة إلى البحث كما أرى لازالت قائمة , ونريد أن نخرج بالجانب المشرق , والأسباب التي ساعدت في تقدم المرأة ونبوغها للإستفادة منه في أرض الواقع.
ولنا في رسول الله صل1 أسوة حسنة , إذ كان يستشيرهن , ويحدد لهن يوما لوعظهن وتعليمهن , وها هي أم سلمة رض11 تعرض له رأيها الذي دل على فقه وحكمة , فسارع لتلبيته ووجد ثمرته بفضل الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الفقيه]ــــــــ[19 Jul 2010, 11:12 م]ـ
جزى الله خيرا الأخت أم أسماء على فتح هذا الموضوع, ثم أقول: ألا يكفي أن يكون هذا الأمر محفزا لكثير من الأخوات في ولوج هذا العلم العظيم وبالذات في عصرنا هذا فقد سهلت طرق التحصيل العلمي في شتى الفنون التي تؤهل الشخص أن يكون مفسرا, فما بقي إلا الجد والاجتهاد من النساء في هذا المجال حتى نرى بعد أيام من يشار إليها في هذا العلم نسأل الله أن يوفق الجميع لخدمة كتابه الكريم.
ـ[مها]ــــــــ[23 Jul 2010, 06:29 ص]ـ
موضوعان لهما صلة:
المفسرات لكتاب الله ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=7847)
المفسرة الهندية (بيكم) هل هي أول من فسر القرآن من النساء ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=6056)
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[26 Jul 2010, 03:15 م]ـ
يا حبذا لو تطلعنا الاخت الفاضلة على بعض اسماء من هذا النزر اليسير. فلربما من خلال البحث والتقصي نحصل على مزيد من المعلومات حول المفسرات من النساء.وبارك الله بك وبجهودك.
سأفعل إن شاء الله، أذكر أنني دونت الأسماء التي وقفت عليها في ورقة، وقد بحثت عنها فلم أجدها، وعهدي بها قديم جدا، وسأضيفها حال العثور عليها مباشرة إن شاء الله.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[26 Jul 2010, 04:41 م]ـ
سأفعل إن شاء الله، أذكر أنني دونت الأسماء التي وقفت عليها في ورقة، وقد بحثت عنها فلم أجدها، وعهدي بها قديم جدا، وسأضيفها حال العثور عليها مباشرة إن شاء الله.
(مزحة)
أشكرك على ردك أخيراً بعد أن يئست من الإجابة على ما سألت. وأرجو أن تكون الإجابة خلال هذه السنة أو التي بعدها على أكثر تقدير، وإلا سوف أزعل على التأخير.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[27 Jul 2010, 12:43 م]ـ
جاء في كتاب أعلام النساء في عالمي العرب والإسلام لعمر رضا كحّاله تراجم لبعض من عرف وذكر عنهن العناية بتفسير كتاب الله ومنهنّ:
1. عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها، ولها ترجمة مطولة جدا في كتابه 3/ 9
2. عائشة بنت عبد الرحيم بن محمد الزجاج: جاء في ترجمتها: أنها روت كتاب العزيزي في غريب القرآن على حروف المعجم تأليف السجستاني، وروى عنها الشيخ سراج الدين عمر القزويني كتاب فضائل القرآن للبجلي. 3/ 158
3. قرة العين بنت صالح القزويني (أم سلمى هانم) جاء في ترجمتها: أنها كانت حافظة للقرآن عالمة بتفسيره وتأويله، وهي من أصول شيعية، كانت تقول برفع التكاليف كلها، ولها ترجمة مطولة. 4/ 192
4. نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ت 280هـ): جاء في ترجمتها:حفظت القرآن وتفسيره، 5/ 187، وعند الزركلي في الأعلام: كانت تقية صالحة، عالمة بالتفسير والحديث 8/ 44.
5. ياسمينة السيراوندية (ت502): جاء في ترجمتها: أنها كانت تفسِّر سور القرآن. 5/ 295
...
6. عائشة بنت الشاطىء (1998م): من أبرز مؤلفاتها التفسير البياني للقرآن الكريم، ولها ترجمة في هذه الصفحة http://ejabat.google.com/ejabat/thread?tid=5881ddcc4cb42136
7. الأستاذة زينب الغزالي: لها عدة كتب، منها في التفسير (نظرات في كتاب الله) فسرت فيه سورة البقرة وآل عمران والنساء، ولها ترجمة في هذه الصفحة: http://cmadp.com/zainab.htm
8. المفسرة الهندية بيكم، وسبق التعريف بها في المشاركات السابقة.
هذا ماوقفت عليه سابقا، وأجزم أن الموضوع إن حظي باهتمام أوسع وجَدٍ أكبر سيؤتي ثماره ويكشف أسراره، سيما لو رتبت مادة الموضوع فأُضيف لها دراسة عن مناهج المؤلِفات في التفسير، وأسباب قلة المفسرات من النساء وغيرها من المباحث.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[28 Jul 2010, 11:06 م]ـ
قد انهت الفاضلة زوج الشيخ المرابط عكرمة صبري حفظه الله وحفظها وولدها تفسيرها كتاب الله تعالى ووقع الكتاب المطبوع في القدس في ستة عشر مجلدا ولم اطلع عليه بعد
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[28 Jul 2010, 11:09 م]ـ
جاء في كتاب أعلام النساء في عالمي العرب والإسلام لعمر رضا كحّاله تراجم لبعض من عرف وذكر عنهن العناية بتفسير كتاب الله ومنهنّ:
1. عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها، ولها ترجمة مطولة جدا في كتابه 3/ 9
2. عائشة بنت عبد الرحيم بن محمد الزجاج: جاء في ترجمتها: أنها روت كتاب العزيزي في غريب القرآن على حروف المعجم تأليف السجستاني، وروى عنها الشيخ سراج الدين عمر القزويني كتاب فضائل القرآن للبجلي. 3/ 158
3. قرة العين بنت صالح القزويني (أم سلمى هانم) جاء في ترجمتها: أنها كانت حافظة للقرآن عالمة بتفسيره وتأويله، وهي من أصول شيعية، كانت تقول برفع التكاليف كلها، ولها ترجمة مطولة. 4/ 192
4. نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ت 280هـ): جاء في ترجمتها:حفظت القرآن وتفسيره، 5/ 187، وعند الزركلي في الأعلام: كانت تقية صالحة، عالمة بالتفسير والحديث 8/ 44.
5. ياسمينة السيراوندية (ت502): جاء في ترجمتها: أنها كانت تفسِّر سور القرآن. 5/ 295
...
6. عائشة بنت الشاطىء (1998م): من أبرز مؤلفاتها التفسير البياني للقرآن الكريم، ولها ترجمة في هذه الصفحة http://ejabat.google.com/ejabat/thread?tid=5881ddcc4cb42136
7. الأستاذة زينب الغزالي: لها عدة كتب، منها في التفسير (نظرات في كتاب الله) فسرت فيه سورة البقرة وآل عمران والنساء، ولها ترجمة في هذه الصفحة: http://cmadp.com/zainab.htm
8. المفسرة الهندية بيكم، وسبق التعريف بها في المشاركات السابقة.
هذا ماوقفت عليه سابقا، وأجزم أن الموضوع إن حظي باهتمام أوسع وجَدٍ أكبر سيؤتي ثماره ويكشف أسراره، سيما لو رتبت مادة الموضوع فأُضيف لها دراسة عن مناهج المؤلِفات في التفسير، وأسباب قلة المفسرات من النساء وغيرها من المباحث.
بارك الله بك أختي قطرة مسك وجزاك الله خيراً على هذا الموضوع وتلك اللفتة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ذكرى]ــــــــ[07 Nov 2010, 10:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فقد اطلعت على ماجاء بخصوص التفسير للنساء، ورأيت أن هذا الأمر كأنما أغلقت أبوابه أمام النساء، حيث أن المشاركات أوضحت بأن ذلك لاسبيل له للمرأة، وعلى هذا فأقول: لايلزم أن تنتظر المرأة إلى أن تتقن علوم الآلة، فإن ولوجها إلى عالم القرآن ميسر بإذن الله، فإذا حفظت المرأة القرآن حفظاً تاماً وقرأت تفسيره من عدة تفاسير موثوقه وفهمته فهماً يمكنها من التكلم فيه بفصاحة وبيان، وعرفت أسباب النزول، والناسخ والمنسوخ، وغير ذلك من العلوم التي تتلقاها من كتب العلماء الذين لهم دراية في علوم القرآن، فأرى أن ذلك كفيل بإذن الله، وبالنسبة لأن تبدأ المرأة بالتفسير من جديد، فالعلماء المفسرون ولله الحمد كفونا مؤونة ذلك، خصوصاً في هذا الوقت الذي تيسرت فيه كل سبل البحث ولله الحمد والمنة، وقد بدأت في هذا الطريق، وقد يقال هذه جرأة، وهذا الذي يراودني منذ بدأت دعوتي بشرح آيات من كتاب الله وأنا لاأملك من علوم الآلة شيئاً، فبدأت بشرح آيات وسور من كتاب الله أجمع فيها أقوال أهل العلم، وأسأل في ماأشكل علي ولم أجده في التفسير، وكان يعينني في ذلك لاأخفيكم أنني كنت أسجل مايفتح الله به علي أثناء قراءتي للآيات، فأبحث عنها في كتب التفسير ولاأجدها، فلا أجرؤ على النطق بها احتقاراً لنفسي أن أقول في كتاب الله مالم أجده عند الجهابذة، وخشيت أن يكون ذلك من تلبيس ابليس، حتى جاء وقت من الأوقات وأصبت بمحنة كانت لي منحة، فتفتح لي من فهم آيات الله ماكان عوناً لي على تجاوز كثير من العقبات بفضل الله، ثم سلكت في مجالي الدعوي بعد أن كانت دروسي ومحاضراتي عن مواضيع متفرقة لاتخلو من آيات وأحاديث، ولكن الغالب عليها كما هو معتاد كلام البشر، ثم بعد حفظي لكتاب الله رأيت التأخر الذي كنا فيه، فليس أجدى من الدعوة بكتاب الله .... المهم لاأُطيل فقط أحكي تجربتي عسى أن تكون حافز، ولأفيد من رأي اخواني طلبة العلم لعلي لم أحسن هذه العمل وان كان بحسن نية، وقد بدأت بالكتابة في تفسير جزء عم منذ عامين وأنا على وشك الانتهاء، جمعت أكثر من خمسة عشر تفسيراً في هذا الجزء، وقرأتها وتأملت معانيها وأعانني على ذلك بفضل الكريم الفتاح المنان فهمي التلقائي للآيات بدون أن أحتاج إلى أن أعرف أن ذلك حرف جزم أو أداة شرط،وقد يُستغرب عندما أقول أنني تعلمت أدوات اللغة العربية من ولوجي في عالم التفسير وقراءتي لكتب التفسير أكثر بكثير مما تعلمته في مقاعد الدراسة، فقد عرفت أشياء بلاغية ونحوية لم أكن أفقه فيها شيئاً قبل قراءة كتب التفاسير، وصدق الله: {تبياناً لكل شيء}. فهل ننتظر حتى نلم بتلك العلوم فالعمر لايتسع، والأمر يسير على من يسره الله عليه، ولم ولن نتجرأ أن نقول في كتاب الله إلا بما جاء في كتب المفسرين، اللهم إلا فوائد نستنتجها واضحة وضوح الشمس، ثم هناك سؤال: هل المفسر الذي يملك علوم الآلة لن يرجع إلى التفاسير؟ بالتأكيد أنه لايوجد مفسر إلا ورجع إلى التفاسير، فحسبنا نحن النساء أن نقرأ في كتب المفسرين قراءات عدة نتأمل فيها ونفهم معانيها، والشرط الذي لايُتنازل عنه أن تكون المتأملة في كتاب الله، نعم المتأملة لايقال مفسرة، أن تكون المتأملة حافظة لكتاب الله، لأنها ستحتاج أثناء كتابتها أو شرحها، الاستشهاد بآيات أخرى تناسب الآيات أو السورة التي تتكلم عنها. هذا والله أعلم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[بانة السباعي]ــــــــ[07 Nov 2010, 11:59 م]ـ
أذكر من كتب المفسرات كتاب الأستاذة الفاضلة ميادة بنت كامل الماضي (الدرة في تفسير سورة البقرة) وهو كتاب مفيد و أسلوبه سهل مبسط و يناسب حلقات التحفيظ، الكتاب جاء خلاصة خبرتها الطويلة في تدريس التفسير حفظها الله وبارك فيها و نفع بها المسلمات.
الكتاب طباعة مؤسسة الرسالة
المعوقات أمام المرأة من أن تتقن العلوم أصبحت أقل بكثير من الماضي وقد نجد من النساء من عندها الهمة العالية التي تسبق بها الكثير من الرجال، ولكن هل يتقبل المجتمع المرأة العالمة كما يتقبل الرجل العالم؟
كم أتمنى لو أن لنا مفتية متخصصة بأمور النساء أسأل الله أن يسخر لنا من النساء مفتيات ومفسرات و فقيهات عالمات في كل المجالات
ـ[ابو سلطان الغساني]ــــــــ[08 Nov 2010, 06:51 م]ـ
http://sites.google.com/site/rasak7/t9weer.JPG
غلاف أسود لمجلد من القطع المتوسط يقع في467 صفحة بطباعة فاخرة
المؤلفة هي زينب بنت عبد اللطيف كردي
يسلط الضوء على جانب مهم من البلاغة وهو الإعجاز البياني في القرآن
( http://rasak7.googlepages.com/t9weer.jpg)
ومن التساؤلات التي يجيب عنها الكتاب:
- ما موقف العلماء من الحقيقة والمجاز في اللغة وفي القرآن الكريم؟
- ما سر انتقاء الخشب في قوله تعالى (كأنهم خشب مسندة) عنم غيرها مما لا يعقل؟
وكثير من النكت واللطائف البلاغية .. مثل:
- براعة إسهام الأداء الصوتي في عملية التصوير البياني.
- بلاغة التعبير بالماضي والمضارع على خلاف مقتضى الظاهر.
- إسهام الأساليب الإنشائية في النقل الحي لمواقف الخوف.
- النكات اللطيفة في قوله تعالى:" يجعلون أصابعهم في آذانهم "
روابط ذات صلة:
http://www.ruowaa.com/vb3/showthread.php?t=9224
http://www.ruowaa.com/vb3/showthread.php?t=14821
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم الشهيد]ــــــــ[08 Nov 2010, 07:37 م]ـ
الحديث ذو شجون بالنسبة لنا النساء، لكن عزائنا في ذلك ما نقوم به من المهمة العظمى التي كلفنا الله بها، وإن كنا مقصرين فمن يجمع بين الأمرين يحتاج إلى مجاهدة ومجاهدة عظيمة ...
عندما اقلب وأسمع عن مادونه الرجال أجد طموحاً يدفعني بقوة للولوج في هذا الأمر نسأل الله الإخلاص والتوفيق، وأنا لايكون خوض غمار العلم علي حساب الأمانة التي كلفنا بها ..
وحقيقة أنا أهيب وأشكر كل رجل فاضل وراء تشجيع زوجه وتيسيره السبل فأسأل الله في هذه الأيام المباركة بأن يرزقه الله خير الجزاء ويجعل ذلك في ميزان حسناته، فكما أن وراء كل رجل عظيم إمرأة فوراء كل امرأة تتعلم رجل صابر(/)
ما هي الجامعات والكليات التي تدرّس مقرر الإعجاز العلمي؟
ـ[الحبيب]ــــــــ[25 Feb 2009, 12:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه أستعين
سؤال أطرحه في هذا الملتقى العلمي لعلّي أجد إجابة شافية من أخواني الكرام
سؤالي هو:ما هي الجامعات والكليات التي تدرّس التفسير العلمي والإعجاز العلمي؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Feb 2009, 02:12 م]ـ
إن كنت تقصد تدريسه كمقرر مستقل بهذا العنوان، فلا أدري.
وإن كنت تقصد تدريسه ضمن مقررات أخرى كمفردة من مفردات المقررات فهو يدرس في مقرر (إعجاز القرآن) خصوصاً في مرحلة الدكتوراه في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
وفي مرحلة الماجستير في جامعة الملك سعود.
هذا الذي أعرفه، ولا أظنهم يغفلون تدريسه والإشارة إليه بتوسع في جامعة أم القرى والجامعة الإسلامية وغيرها.
ـ[الحبيب]ــــــــ[25 Feb 2009, 03:51 م]ـ
أشكرك كثيرا فضيلة الشيخ
ما قصدته كمقرر مستقل، بارك الله فيك(/)
كيف أفرق بين قول يحيي بن سلام وبين قول ابن أبي زَمَنِين؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[25 Feb 2009, 12:43 م]ـ
السلام عليكم
في تفسير القرآن العزيز لابن أبي زَمَنِين
كيف أفرق بين قول يحيي بن سلام وبين قول ابن أبي زمنين في تفسير القرآن العظيم لابن أبي زمنين؟
أحيانا يقول "قال يحيي:" و"قال محمد (يقصد نفسه) "
لكن أحيانا أرى صفحة أو أكثر من التفسير ولا أرى (قال يحيي أو (قال محمد
فاحتار
هل هو قول يحيي بن سلام أم ابن أبي زمنين رحمهما الله؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Feb 2009, 02:33 م]ـ
ابن أبي زمنين ذكر في أول تهذيبه لتفسير يحيى بن سلام سبب قيامه بهذا الاختصار، وما صنعه بالتفسير، فذكر أنه وجد فيه تكراراً كثيراً وأحاديث ذكرها يحيى يقوم علم التفسير بدونها كما يرى ابن أبي زمنين، فقام باختصارها.
وأضاف زيادات كثيرة على تفسير يحيى بن سلام تشمل الكلام على تفسير ما لم يفسره يحيى بن سلام ووجوه الإعراب والقراءات وما أشكل من اللغات.
وقد ميز ابن أبي زمنين ما زاده بقوله: (قال محمد) يعني نفسه.
فالذي يظهر لي - والله أعلم - بعد قراءة طويلة في هذا الكتاب القيم، أنَّ ما لم يتصل بقوله (قال محمد) هو من الكتاب الأصل (تفسير يحيى بن سلام). ومعظم زيادات محمد بن أبي زمنين تتعلق بالتفسير اللغوي، وبعض الجوانب النحوية والقراءات. وأما نقل تفاسير السلف وغيرها فهي من كلام يحيى بن سلام رحمه الله.
ويمكن التحقق من هذا بالموازنة بين تفسير يحيى بن سلام المطبوع بتحقيق هند شلبي وتفسير ابن أبي زمنين في السور الموجودة هنا وهنا، مثل سورة الإسراء والكهف مثلاً وسيتضح ذلك جلياً إن شاء الله، والله أعلم.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[25 Feb 2009, 06:55 م]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
فوائد قصة أصحاب الكهف ...
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[25 Feb 2009, 09:16 م]ـ
قال تعالى: (أم حسبتَ أنَّ أصحابَ الكهفِ والرقيمِ كانوا من آياتِنا عجباً ـ 9) سورة الكهف.
1ـ لا ينبغي أن نمر على قصص القرآن مرورا سريعا، إنما يجب التفكر والتدبر؛ للعظة والعبرة، واستخلاص الدروس؛ لتكون نبراسا نسير على هديه، ونستضئ بنوره، وإلا كنا كمثل الحمار يحمل أسفارا!. عثمان قدري مكانسي
2ـ ليس في قصة أصحاب الكهف عجب، فقدرة الله تعالى لا حدود لها، وخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس، ولئن عجب الكفار من بعثهم بعد الموت، فإن الأنبياء يدركون قدرة الله فيزيدهم إيمانا. عثمان قدري مكانسي
3ـ وظيفة المؤمن التفكر بجميع آيات الله التي دعا عباده إلى التفكر فيها؛ لأنها مفتاح الإيمان وطريق العلم والإتقان. السعدي
4ـ لم يُذكر في القرآن زمان أصحاب الكهف ولا مكانهم، لأنه لا فائدة في تحديد موضعهم، ولئلا يحصل غلو فيهم!. ابن جبرين
(إذ أوى الفتيةُ إلى الكهفِ فقالوا ربَّنا آتِنا من لدنكَ رحمةً وهيئْ لنا من أمرِنا رَشَداً ـ 10).
1ـ أن سبب إيوائهم إلى الكهف كان تحصنا وتحرزا من فتنة قومهم لهم، وفرارا من الفتن، وقد جمعوا بين الفرار والتضرع إلى الله، فلم يتكلوا على أنفسهم!. . السعدي
2ـ فضل الدعاء، وبيان الأدعية التي دعوا بها الله. ابن جبرين
3ـ أن اللجوء إلى الله سمة المؤمن، فهو سبحانه عونه ونصيره، فلما لجؤوا إليه داعين، آواهم وحفظهم وأغدق عليهم مما طلبوا من الرحمة والهدى والرشاد. عثمان قدري مكانسي
4ـ أن كفار قريش قد سألوا النبي صلى الله عليه وسلم، فوعدهم بإخبارهم فأنجز الله له وعده. ابن عثيمين
(فضربنا على آذانِهم في الكهفِ سنينَ عدداً ـ 11، ثُمَّ بعثناهم لنعلمَ أيُّ الحزبينِ أحصى لما لبثوا أمداً ـ 12).
1ـ كرامة الله تعالى لأصحاب الكهف. ابن جبرين
2ـ استجابة الله لدعاء من دعاه. السعدي
3ـ أن في نومهم حفظ لقلوبهم من الاضطراب والخوف، وحفظ لهم من قومهم وليكون آية بينة. السعدي
4ـ أن الحكمة من الضرب على آذانهم حتى لا يسمعوا من حولهم، وهذا يدل على أن نومهم كان عميقا. ابن عثيمين
5ـ أن الله سمى الاستيقاظ من النوم بعثا، لأن النوم وفاة (وهو الذي يتوفاكم بالليل). ابن عثيمين
6ـ أن الله عالم بكل شيء، والمراد بقوله (بعثناهم لنعلم) أي علم ظهور ومشاهدة، وإلا فإن الله لا يخفى عليه شيء سبحانه. ابن عثيمين
7ـ تتجلى في هذه القصة كمال قدرة الله وحكمته ورحمته، وإحاطة علمه بكل شيء. السعدي
(نَحنُ نقصُّ عليكَ نبأهم بالحقِّ إنهم فتيةٌ آمنوا بربِّهم وزدناهم هُدىً ـ 13).
1ـ أن كل ضمائر الجمع المنسوبة إلى الله المراد بها التعظيم لقوله (نحن). ابن عثيمين
2ـ أن ما يقصه الله علينا هو أكمل القصص وأحسنها؛ لأنه صادر عن علم وصدق، وبأفصح عبارة وأبينها، وبأحسن إرادة حيث يريد بها أن يهدي عباده. ابن عثيمين
3ـ أن الله شكر لهؤلاء الفتية إيمانهم، فزادهم هدى. السعدي
4ـ كلما زاد العبد عملا بعلمه، زاده الله هدى أي علما. ابن عثيمين
5ـ أن القصة حق لا مراء فيه، لا كما يدعيه من يقول أنها ليست على سبيل الحقيقة، إنما على سبيل العبرة والعظة فقط، وهو بذلك ينفي حقائق التنزيل، وأحسن القصص ما كان حقيقة. عثمان قدري مكانسي
6ـ للشباب الدور الكبير في نشر الدعوة والذود عنها، فإيمانهم اندفاعي قوي، ويصدعون بالحق ويعلنون دعوة التوحيد بثبات. عثمان قدري مكانسي
7ـ أن معرفة الحق والاهتداء به، ليس بطول التجربة ولا بطول الأعمار، فهؤلاء فتية شباب آمنوا، وفي قومهم شيوخ قد يكون فيهم مسنون وكبار ومع ذلك لم يهتدوا!. ابن جبرين
(وربطنا على قلوبِهم إذ قاموا فقالوا ربُّنا ربُّ السمواتِ والأرضِ لن ندعوا من دونهِ إلهاً لقد قلنا إذاً شَططاً ـ 14).
1ـ أن مخالفة القوم على ما هم عليه تحتاج إلى تثبيت، لا سيما أنهم شباب والشاب ربما يتأثر!. ابن عثيمين
2ـ لطف الله بهم وبره، أنه وفقهم للإيمان والهدى والصبر والثبات والطمأنينة. السعدي
3ـ كمال معرفة الفتية بربهم، فقد جمعوا بين الإقرار بتوحيد الربوبية والإلهية، وتبرؤوا من الشرك. السعدي
(يُتْبَعُ)
(/)
4ـ من لجأ إلى ربه واعتمد عليه، ثبته وأيده. عثمان قدري مكانسي
5ـ لابد من الجهر بالدعوة بين الناس؛ لتصل إليهم وتكون حجة عليهم، ولنا بهؤلاء الفتية الأطهار القدوة الحسنة، فهم قدوة للدعاة يأتسونهم. عثمان قدري مكانسي
6ـ أن كل من حقق الله الإيمان في قلبه، وملأ قلبه بالإيمان والتصديق، لا يصعب عليه أن يفارق أهله أو بلاده، وأن يختار الإيمان الصحيح ويتمسك بالدين، ولو حصل له من الأذى ما حصل!. ابن جبرين
(هؤلاءِ قومُنا اتخذوا من دونهِ آلهةً لولا يأتون عليهم بسلطانٍ بيّنٍ فمن أظلمُ ممن افترى على اللهِ كذِباً ـ 15).
1ـ مطالبة الفتية قومهم بإتيان حجة وبرهان على ما هم عليه من الباطل، ومقتهم لقومهم لأنهم في غاية الجهل والضلال. السعدي
2ـ أن كل من افترى على الله كذبا، فلا أحد أظلم منه. ابن عثيمين
3ـ من أشرك فقد تطاول على الحق، وابتعد عنه، ونلحظ في كلمة الشطط التشنيع على المتطاولين الذين يُغّيرون الحقائق وينشرون الباطل. عثمان قدري مكانسي
4ـ لابد لكل فكرة أو مبدأ من دليل أو برهان وإلا سقط في أول لقاء وكان ضعيفا، ولن تُقنع أحدا بفكرتك إن لم تؤيدها بالنور الساطع الذي يكشف الغشاوة عن العيون، وينير سبيل الحق، وأما فرض الفكرة بالقوة والإرهاب المادي فدليل على الإفلاس وضحالة ما تدعو إليه، ويعد إفتئاتا على الحق وظلما له، والميل عن الحق افتراء على الله، وتضليل للناس. عثمان قدري مكانسي
(وإذ اعتزلتُموهم وما يعبدونَ إلا اللهَ فأووا إلى الكهفِ ينشرْ لكم ربُّكم من رحمتِهِ ويُهيئْ لكم من أمرِكم مِرفقاً ـ 16).
1ـ فعل الأسباب المفضية للنجاة من الشرور. السعدي
2ـ عناية الله بأوليائه، فلما آمنوا إيمانا صحيحا تولى حفظهم وحراستهم من أن يأتي عليهم شيء من البلاء. ابن جبرين
3ـ اعتزال الناس في الفتن، وقد جعلت طائفة من العلماء العزلة اعتزال الشر وأهله بقلبك وعملك وإن كنت بين أظهر الناس. عثمان قدري مكانسي
4ـ لاحظ التوافق بين الإيواء إلى الله، ونشر الرحمة، وهكذا العلاقة بين العبد وربه، ومن لجأ إلى ربه واعتمد عليه ثبته الله وأيده. عثمان قدري مكانسي
(وترى الشمسَ إذا طلعتْ تَزاورُ عن كهفِهم ذاتَ اليمينِ وإذا غرَبتْ تَّقرِضُهم ذاتَ الشمالِ وهم في فجوةٍ منه ذلكَ من آياتِ اللهِ من يهدِ اللهُ فهو المهتدي ومن يُضلِلْ فلن تجدَ له وليّاً مُرْشِداً ـ 17، وتحسبُهم أيقاظاً وهم رُقودٌ ونقلِّبُهم ذاتَ اليمينِ وذاتَ الشمالِ وكلبُهم باسطٌ ذراعيهِ بالوصيدِ لو اطلعتَ عليهم لولَّيتَ منهم فِراراً ولمُلِئْتَ منهم رُعباً ـ 18).
1ـ كرامة الله لهم وحفظه إياهم، وتوفيقه لهم، فمن حسن حظهم أن الغار الذي أووا إليه كان له باب لا يتجه للمشرق ولا للمغرب!، سبحان الله!، لأنه لو اتجه للمشرق لأكلتهم الشمس عند الشروق، ولو اتجه للمغرب لأكلتهم عند الغروب!، وهذا دليل على قدرة الله ورحمته وإجابته لدعائهم. ابن عثيمين
2ـ أن سبب إصابة الشمس منهم لتمنع أجسامهم من التغير، فهي صحة وفائدة للأجسام. ابن عثيمين
3ـ في قوله عن الشمس (طلعت / تزاور / غربت / تقرضهم) دليل على أنها هي التي تتحرك، خلافا لمن يقول إن الذي يدور هو الأرض. ابن عثيمين
4ـ ينبغي أن لانسأل الهداية إلا من الله تعالى؛ لأنه هو الهادي المرشد، ولا نجزع إذا رأينا من هو ضال لأن الإضلال بيد الله، ولكن يجب علينا أن نرشد هؤلاء الضالين. ابن عثيمين
5ـ حفظ الله الفتية من الأرض بتقليبهم يمينا وشمالا، مع قدرته سبحانه أن يحفظهم منها بغير تقليب،ولكنه حكيم أراد أن تجري سنته في الكون، وليربط الأسباب بمسبباتها. السعدي
6ـ كمال قدرة الله حيث جعلهم كأنهم أيقاظ، ليس عليهم علامة النوم. ابن عثيمين
7ـ أن فعل النائم لا ينسب إليه، فالله أضاف تقلبهم إليه، والحكمة في تقليبهم من أجل توازن الدم في الجسد. ابن عثيمين
8ـ شدة خوف من يراهم، لأن الله ينزل الرهبة في قلبه، حتى لا يحاول أحد يدنو منهم. ابن عثيمين
9ـ جواز اتخاذ الكلب للحراسة. ابن عثيمين
(يُتْبَعُ)
(/)
10ـ ذُكر هذا الكلب لما صحب أهل الخير، وفيه دليل على أن من صحب أهل الخير اكتسب خيرا، وهذا كلب معلوم أنه نجس العين!، ومع ذلك ذكره الله وأضافه إليهم إضافةً تقتضي فضلا وشرفا. ابن جبرين
(وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم قالَ قائلٌ منهم كم لبثتم قالوا لبِثنا يوماً أو بعضَ يومٍ قالوا ربُّكم أعلمُ بما لبثتم فابعثوا أحدَكم بِوَرِقِكم هذه إلى المدينةِ فلينظرْ أيها أزكى طعاماً فليأتكم برزقٍ منه وليتلطفْ ولا يُشعِرَنَّ بكم أحداً ـ 19، إنهم إن يظهَروا عليكم يرجمُوكم أو يُعيدُوكم في ملتِهم ولن تُفلِحوا إذاً أبداً ـ 20).
1ـ الحث على العلم والمباحثة فيه، لكون الله بعثهم لأجل ذلك. السعدي
2ـ الأدب فيمن اشتبه عليه العلم أن يرده إلى عالمه وأن يقف عند حده. السعدي
3ـ صحة الوكالة في البيع والشراء وصحة الشركة في ذلك. السعدي
4ـ جواز أكل الطيبات والمطاعم اللذيذة إذا لم تخرج إلى حد الإسراف المنهي عنه. السعدي
5ـ الحث على التحرز والاستخفاء والبعد عن مواقع الفتن، واستعمال الكتمان في ذلك على الإنسان وإخوانه في الدين. السعدي
6ـ ذكر ما اشتمل عليه الشر من المضار والمفاسد الداعية لبغضه وتركه، وأن هذه هي طريقة المؤمنين المتقدمين والمتأخرين (ولن تفلحوا إذاً أبدا). السعدي
7ـ أخذ الحذر من الأعداء بكل وسيلة إلا الوسائل المحرمة فإنها محرمة. ابن عثيمين
8ـ الحذر لا ينجي من القدر، لكن على الإنسان أن يأخذ بالأسباب، ويعد للأمر عدته كي لا يؤخذ على غرة. عثمان قدري مكانسي
9ـ هذه سنة الله أنه يسلط على أوليائه أعداءه حتى يفتتنوا بذلك، ولعل الحكمة في ذلك الاختبار لقوة الإيمان أو ضعفه، فعليهم بالصبر والتحمل. ابن جبرين
(وكذلك أعثرْنا عليهم لِيعلموا أنَّ وعدَ اللهِ حقٌ وأنَّ الساعةَ لاريبَ فيها إذ يتنازعونَ بينهم أمرَهم فقالوا ابنُوا عليهم بنياناً ربُّهم أعلمُ بهم قالَ الذينَ غَلبُوا على أمرِهم لَنتَّخذنَّ عليهم مسجِداً ـ 21).
1ـ أن في قصتهم زيادة بصيرة ويقين للمؤمنين وحجة على الجاحدين. السعدي
2ـ اتخاذ المساجد على القبور من وسائل الشرك، جاءت شريعتنا بمحاربته. ابن عثيمين
3ـ أن من فرَّ بدينه من الفتن سلّمه الله، ومن أوى إليه آواه، وجعله هداية لغيره، ومن تحمل الذل في سبيله وابتغاء مرضاته كان آخر أمره وعاقبته العز العظيم من حيث لا يحتسب!. السعدي
4ـ أن الساعة لا ريب فيها ولا شك لمن اعتبر وتذكر. ابن جبرين
5ـ أن قومهم استدلوا على أنهم من أولياء الله الصالحين بعدما فقدوهم مدة طويلة، فكان هذا سببا في أن غلوا فيهم (لنتخذن عليهم مسجدا). ابن جبرين
6ـ الرد على القبوريين الذين استدلوا بهذه الآية على جواز بناء المساجد على القبور، فيرد عليهم بأن القوم كانوا مشركين والشرك فاشٍ بينهم، والآية صريحة على ذلك. ابن جبرين
(سيقولونَ ثلاثةٌ رابعُهم كلبُهم ويقولونَ خمسةٌ سادسُهم كلبُهم رجماً بالغيبِ ويقولونَ سبعةٌ وثامنُهم كلبُهم قل ربي أعلمُ بعِدَّتِهم ما يعلمُهم إلا قليلٌ فلا تُمارِ فيهم إلا مِراءً ظاهراً ولا تَستفتِ فيهم منهم أحدً ـ 22).
1ـ اختلاف أهل الكتاب في عدتهم اختلافا صادرا عن رجمهم بالغيب وتقوّلهم بما لا يعلمون، والاختلاف في عددهم مما لا فائدة تحته ولا يحصل به مصلحة دينية ولا دنيوية. السعدي
2ـ أن عددهم سبعة وثامنهم كلبهم؛ لأن الله عندما أبطل القولين الأولين بقوله (رجما بالغيب) سكت عن الثالث فدل على أنه هو الصواب. ابن عثيمين
3ـ أن ما لا فائدة للجدال فيه لا ينبغي للإنسان أن يتعب قلبه في الجدال، والتعمق فيه. ابن عثيمين
4ـ لا ينبغي للإنسان أن يستفتي من ليس أهلا للإفتاء حتى وإن زعم أن عنده علما، فلا تستفته إذا لم يكن أهلا. ابن عثيمين
5ـ وقتك أيها المسلم ثمين، وحديثك موزون، ولن يزيدك علما ولا فهما أن تخوض فيما لا طائل له، كمعرفة عددهم أو أسمائهم، والفائدة المرجوة تجدها في أفعالهم وثباهم على المبدأ وفرارهم بدينهم!. عثمان قدري مكانسي
(ولا تَقولَنَّ لشىءٍ إني فاعلٌ ذلك غداً ـ 23، إلا أن يشاءَ اللهُ واذكُرْ ربَّكَ إذا نسيتَ وقلْ عسى أن يهديَني ربي لأقربَ من هذا رَشداً ـ 24).
(يُتْبَعُ)
(/)
1ـ تأخر الوحي عن النبي صلى الله عليه وسلم في إخباره عنهم يدل على صدقه. ابن عثيمين
2ـ ينبغي أن لاتقول لشيء مستقبل إني فاعله إلا أن يكون مقرونا بمشيئة الله. ابن عثيمين
3ـ أن في قول العبد (إن شاء الله) تيسير لأمره وتسهيل له، وحصول البركة فيه، واستعانة بربه. السعدي
4ـ الأمر بذكر الله عند النسيان؛ لأنه يزيله ويذكّر العبد ما سها عنه. السعدي
5ـ افتقار العبد لربه وسؤاله إياه الهداية والرشاد، كي يوفق ويعان ويسدد. السعدي
6ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب، ولو كان يعلمه لأخبرهم حين سألوه. ابن جبرين
(ولبِثوا في كهفِهم ثلاثَ مائةٍ سنينَ وازدادوا تِسعاً ـ 25، قل اللهُ أعلمُ بما لبثوا له غيبُ السمواتِ والأرضِ أبصِرْ بهِ وأسمِعْ ما لهم من دونِه من وليٍّ ولا يُشرِكُ في حُكمِهِ أحداً ـ 26).
1ـ إحاطة علم الله بكل شيء، وأنه هو الحاكم في خلقه قضاء وقدرا وخلقا وتدبيرا. السعدي
2ـ القول بأن (ثلاث مائة سنين) شمسية و (تسعا) قمرية قول ضعيف، لأنه لا يمكن أن نشهد على الله أنه أراد هذا، ولأن عدة الشهور والسنوات عند الله بالأهلة، والحساب عنده واحد، وإنما يقال أن هذا من أجل تناسب رؤوس الآيات. ابن عثيمين
3ـ من ادعى علم الغيب فهو كافر. ابن عثيمين
4ـ الإيمان بأن الله ذو بصر نافذ لا يغيب عنه شيء، وذو سمع ثاقب لا يخفى عليه شيء سبحانه، فالواجب علينا أن ننتبه لهذا بمراقبة الله وخشيته، فلا يرى منا ولا يسمع ما يكرهه!. ابن عثيمين
5ـ انفراد الله بالولاية العامة والخاصة، والخاصة تكون لعباده المؤمنين يتولاهم بلطفه وكرمه عزوجل. السعدي
6ـ أن الله يسدد العبد فيفتح له أبواب العلم النافع والعمل الصالح. ابن عثيمين
7ـ أن مقامهم في الكهف أكثر من ثلاثة قرون دليل على قدرة الله في إماتتهم وحفظهم من التلف، وإخافة من ينظر إليهم، ثم على بعثهم، فسبحان الله مالك الملك المتصرف في مخلوقاته كما يشاء. عثمان قدري مكانسي
8ـ وجوب الرجوع إلى حكم الله الشرعي، فالشرع صالح في كل زمان ومكان، ولن يصلح أمر آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها!. ابن عثيمين
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[25 Feb 2009, 11:31 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك
واسمح لي بتعليق علي دعوتهم للناس فقد نقلت 5ـ لابد من الجهر بالدعوة بين الناس؛ لتصل إليهم وتكون حجة عليهم، ولنا بهؤلاء الفتية الأطهار القدوة الحسنة، فهم قدوة للدعاة يأتسونهم. عثمان قدري مكانسي
لايوجد في الآيات ما يدل علي جهرهم بالدعوة؛ بل اعتزلوا القوم دون أن يدعوهم والله أعلم
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[26 Feb 2009, 12:23 ص]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك
واسمح لي بتعليق علي دعوتهم للناس فقد نقلت 5
لايوجد في الآيات ما يدل علي جهرهم بالدعوة؛ بل اعتزلوا القوم دون أن يدعوهم والله أعلم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفيك بارك أخي مصطفى سعيد .. سعدت بمرورك ..
وأما تعقيبك على الفائدة رقم 5
ففي الآية ما يدل على جهرهم بالدعوة: (إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا) فقولهم هذا يدل على جهرهم بالدعوة .. إذ جهروا به أمام قومهم ثم اعتزلوهم لأنه قال بعدها بآية (وإذ اعتزلتموهم) .. والله أعلم ..
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[26 Feb 2009, 06:26 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[26 Feb 2009, 09:43 م]ـ
وإياك أخي مصطفى ونفع الله بك .. آمين ,,,,
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[18 Mar 2009, 03:11 م]ـ
تتمة الفوائد::ــ
=============
فوائد من الأستاذ أحمد الشرقاوي (جامعة الأزهر)
1ـ يدور محور هذه السورة الكريمة حول العواصم من الفتن، ولقد قدمت لنا هذه القصةُ العجيبةُ نموذجًا عمليًّا ومثالا واقعيًّا، لِمَنْ منَّ الله تعالى عليهم بالعصمة والنجاة من الفتن، حيث الفهم الصحيح والإيمان الخالص، والثبات واليقين والاستعانة برب العالمين مع الأخذ بالأسباب والتزام الحذر والحيطة.
(يُتْبَعُ)
(/)
2ـ إن مرحلة الشباب مرحلة حاسمة في حياة الإنسان لها أهميتها ولها خطرها .. وحين ينشأ الشاب في رحاب القرآن ويحيا تحت ظلال الإيمان فإن جزاءه يوم القيامة أن ينعم بظل الرحمن، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ تَعَالَى فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ إِمَامٌ عَدْلٌ وَشَابٌّ نَشَأَ فِي طاعَةِ اللَّهِ ... ) الخ الحديث.
فهنيئاً لشاب حافظ على شبابه وصرفه في طاعةِ ربِّهِ، سيّمَا في مجتمعات شاعت فيها فتَنَ الشبهات، وتأججت فتن الشهوات، فترى الدعوةَ إلى الأديان المحرفة والرايات الزائفة، وتجد من يشِوّه الحقائق، ويزخرف الأباطيل، وينشر الفسادَ والانحلالَ.
فعجباً لمن يحفظُ شبابَهُ في هذا التيهِ، يصارع أمواج الفتن، ويجابه أعاصير المحن فيصمُدُ ويثبتُ ويعبرُ هذه المرحلةَ الحاسمةَ سالماً معافى؟! ..
روى الإمام أحمد في مسنده عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَعْجَبُ مِنْ الشَّابِّ لَيْسَتْ لَهُ صَبْوَةٌ).
• ضرورةُ إعدادِ الدعاةِ وتربيتهم تربية راشدة تحصِّنهم من أعاصير المحن، وتثقيفهم ثقافة واسعة تعصمهم من أمواجِ الفتن.
• حاجة الداعية إلى العلم النافع والبصيرة النافذة والبديهة الحاضرة والقراءة المتأنية للأحداث ومعايشة الواقع، واستشراف المستقبل، والتخطيطِ الدقيقِ.
• حاجة الدعاة إلى روح الألفة والمودة والتعاون والتنسيق والمدارسة، والحوارات الهادفة البناءة.
ومن الفوائد الجليلة:
أهمية مدارسة العقيدة، وعرضها على العقول تقريرا لها وتذكيرا بها وتوصية بالثبات عليها، فضلا عن تجديد الإيمان وزيادته، وهي من التواصي بالحق، وتثبيته في النفوس، وترسيخه في القلوب.
* في قصص الأنبياء والصالحين من الصفحات المضيئة والمواقف الرائعة والعبروالعظات ما يثبِّت الفؤاد، ويرطّبُ الأكباد، ويُسلِّي النفوسَ، ويربِطُ على القلوب برباط الإيمان.
* حسن الظن بالله تعالى وجميل التوكُّل عليه واليقين بوعده والرجاء بفرجِه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
فائدة تقديم الفرار على الرعب في قصة أصحاب الكهف في الآية 18 من سورة الكهف يقول الله تعالى: (لو اطلعت عليهم لوليت منهم فراراً ولملئت منهم رعبا) فلماذا ورد الفرار قبل الرعب بينما المعتقد أن الرعب هو الذي يؤدي إلى الفرار؟
فالحكمة من ذلك هي ما أشار إليه أبو السعود في تفسيره حيث قال: ولعل تأخير هذا -الرعب- عن ذكر التولية للإيذان باستقلال كل منهما في الترتب على الاطلاع، إذ لو روعي ترتيب الوجود لتبادر إلى الفهم ترتب المجموع من حيث هو عليه، وللإشعار بعدم زوال الرعب بالفرار كما هو المعتاد. والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
يقول الشيخ الشعراوي:
ومن فوائدها عظم شأن من أدرك شبابه في طاعة الله تعالى:
فالشباب هم معقد الآمال في حمل الأعباء والنهوض بكل أمر صعب، وهؤلاء شباب مؤمن وقفوا يحملون راية عقيدتهم وإيمانهم أمام جبروت الكفر وطغيان الشرك، فالفتاء فيهم فتاء إيمان وعقيدة.
لذلك لجأوا إلى الكهف مخلفين وراءهم أموالهم وأهلهم وكل ما يملكون، وفروا بدينهم إلى هذا المكان الضيق الخالي من أي مقوم من مقومات الحياة؛ لأنهم لا يشغلون أنفسهم بهذه المقومات، بل يعلمون أن لهم رباً سيتولى أمرهم؛ لذلك ضرعوا إليه قائلين:
{ربنا آتنا من لدنك رحمة .. "10"}
أي: رحمة من عندك، أنت ترحم بها ما نحن فيه من انقطاع عن كل مقومات الحياة، فالرحمة في فجوة الجبل لن تكون من البشر، الرحمن هنا لا تكون إلا من الله:
{وهيئ لنا من أمرنا رشداً .. "10"}
أي: يسر لنا طريقاً سديداً للخير وللحق.
إن هؤلاء الفتية المؤمنين حينما ألجأهم الكفر إلى ضيق الكهف تضرعوا واتجهوا إلى ربهم، فهو وحده القادر على أن يوسع عليهم هذا الضيق ..
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[18 Mar 2009, 05:19 م]ـ
يقول فضيلةُ شيخنا الدكتور/ عبد الله الحكمة - حفظه الله -:
من مناسبات أسماء السور لمضامينها في القرآن , التناسبُ البيِّنُ بين اسم سورة الكهف ومضمونها , إذ الكهفُ من شأنه سترُ وحماية من بداخله من الريح والمطر والشمس وغيره , وهذه السورة بيّن الله فيها أسباب الوقاية من فتَنة الصحبة, وفتنة العلم ,وفتنة السلطان , وفتنة المال وغيرها.
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[18 Mar 2009, 06:44 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل محمود الشنقيطي على مرورك الطيب وإضافتك القيمة .. بارك الله فيك ونفع بعلمك .. آمين ..
ـ[عماد الدين]ــــــــ[19 Mar 2009, 12:32 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم
إضافة إلى ما تفضلت به
فقد ذكر ابن كثير رحمه الله تعالى في تعليقه على صحبة الكلب لأولئك الفتية الأخبار أن الكلب صار له ذكر وشأن وخبر .. بسبب الرفقة الصالحة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[19 Mar 2009, 12:06 م]ـ
أشكر لك أخي عماد الدين ما تفضلت به من إضافة هامة .. فجزاك الله كل خير ..
ـ[علي جاسم]ــــــــ[21 Mar 2009, 10:11 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي احبيب عبد الرحمن الوشمي ..
جزاك الله خيرا على ما أوردت .. وقد والله لملمت الأمر من أقطاره فما تركت لقائل من مزيد ..
ولكنك نقلت عن الشيخ ابن عثيمين كلمة , قرأتها فأحسست أن الدنيا تدور بي , ولا أعرف أكان ابن عثيمين قالها حقا , أم نُسبت له ونقلتها -عن طيب نية - دون تحقيق.
أخي الحبيب .. كان الاعتقاد السائد وعلى مدار قرون وقرون أن الأرض هي مركز الكون -مع مراعاة أن هذا اعتقاد الغرب الميسحي لا الشرق الإسلامي المتنور بالقرآن- حتى جاء كوبرنيكوس فقال بدوران الأرض حول الشمس وأنها ليست جرما ثابتا بل الثابت هو الشمس فكانت هذه النظرية هي النار الموقدة التي شووه بها , ثم تبين بعد ذلك صدق اكتشافه , ودرج العالم على هذا الكشف حتى جاءت التلسكوبات العملاقة والألكترونية فأثبتت بما لا يقبل الشك هذ الحقيقة ..
ولكنك نقلت كلمة للشيخ ابن عثيمين أراها تنسف كوبرنيكوس من جذوره , بل تكذب التلسكوبات والكشوفات , فقد قلت عافك الله
في قوله عن الشمس (طلعت / تزاور / غربت / تقرضهم) دليل على أنها هي التي تتحرك، خلافا لمن يقول إن الذي يدور هو الأرض. ابن عثيمين
فكيف تفسر لي هذا الكلام أخي الحبيب؟؟!!!!!!!!!!
وإني سائلك رعاك الله .. أيهما هو الذي يدور الشمس أم الأرض؟؟!!
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[21 Mar 2009, 01:22 م]ـ
أشكرك كثيرا أخي الفاضل علي على مرورك الطيب .. وأسأل الله أن يحفظك ويحميك من أن تدور بك الدنيا!! .. سلمك الله وزادك علما وتوفيقا ..
أما الفائدة التي أدرجتها في هذه الفوائد الجمة فقد نقلتها كما هي موثقة من كتب العلامة العثيمين رحمه الله وهي موجودة في تفاسيره وفتاواه .. علما بأن الشيخ العثيمين رحمه الله لم ينفرد بهذه الفتوى بل قال بها عدة علماء .. وأنقل لك نص فتواه بارك الله فيك ..
--------------------------------------------------------------------------------
سئل فضيلة الشيخ العثيمين: عن دوران الأرض؟ ودوران الشمس حول الأرض؟ وما توجيهكم لمن أسند إليه تدريس مادة الجغرافيا وفيها أن تعاقب الليل والنهار بسبب دوران الأرض حول الشمس؟
فأجاب فضيلته بقوله: خلاصة رأينا حول دوران الأرض أنه من الأمور التي لم يرد فيها نفي ولا إثبات لا في الكتاب ولا في السنة، وذلك لأن قوله تعالى: {وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ}. ليس بصريح في دورانها، وإن كان بعض الناس قد استدل بها عليه محتجاً بأن قوله: {أَن تَمِيدَ بِكُمْ}. يدل على أن للأرض حركة، لولا هذه الرواسي لاضطربت بمن عليها.
وقوله: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً}. ليس بصريح في انتفاء دورانها، لأنها إذا كانت محفوظة من الميدان في دورانها بما ألقى الله فيها من الرواسي صارت قراراً وإن كانت تدور.
أما رأينا حول دوران الشمس على الأرض الذي يحصل به تعاقب الليل والنهار، فإننا مستمسكون بظاهر الكتاب والسنة من أن الشمس تدور على الأرض دوراناً يحصل به تعاقب الليل والنهار، حتى يقوم دليل قطعي يكون لنا حجة بصرف ظاهر الكتاب والسنة إليه - وأنى ذلك - فالواجب على المؤمن أن يستمسك بظاهر القرآن الكريم والسنة في هذه الأمور وغيرها. ومن الأدلة على أن الشمس تدور على الأرض دوراناً يحصل به تعاقب الليل والنهار، قوله تعالى: {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ}. فهذه أربعة أفعال أسندت إلى الشمس (طلعت)، (تزاور)، (غربت)، (تقرضهم). ولو كان تعاقب الليل والنهار بدوران الأرض لقال: وترى الشمس إذا تبين سطح الأرض إليها تزاور كهفهم عنها أو نحو ذلك، وثبت عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: لأبي ذر حين غربت الشمس: " أتدري أين تذهب؟ " فقال: الله ورسوله أعلم. قال: " فإنها تذهب وتسجد تحت العرش وتستأذن فيؤذن لها، وإنها تستأذن فلا يؤذن لها ويقال:ارجعي من حيث جئت، فتطلع من مغربها " ففي هذا إسناد الذهاب والرجوع والطلوع إليها وهو ظاهر في أن الليل
(يُتْبَعُ)
(/)
والنهار يكون بدوران الشمس على الأرض.
وأما ما ذكره علماء الفلك العصريون، فإنه لم يصل عندنا إلى حدّ اليقين فلا ندع من أجله ظاهر كتاب ربّنا وسنة نبينا. ونقول لمن أسند إليه تدريس مادة الجغرافيا: يبين للطلبة أن القرآن الكريم والسنة كلاهما يدل بظاهره على أن تعاقب الليل والنهار، إنما يكون بدوران الشمس على الأرض لا بالعكس.
فإذا قال الطالب: أيهما نأخذ به أظاهر الكتاب والسنة أم ما يدعيه هؤلاء الذين يزعمون أن هذه من الأمور اليقينيات؟
فجوابه: أنا نأخذ بظاهر الكتاب والسنة، لأن القرآن الكريم كلام الله تعالى الذي هو خالق الكون كله، والعالم بكل ما فيه من أعيان وأحوال، وحركة وسكون، وكلامه تعالى أصدق الكلام وأبينه، وهو سبحانه أنزل الكتاب تبياناً لكل شيء، وأخبر سبحانه أنه يبين لعباده لئلا يضلوا، وأما السنة فهي كلام رسول رب العالمين، وهو أعلم الخلق بأحكام ربه وأفعاله، ولا ينطق بمثل هذه الأمور إلا بوحي من الله عز وجل لأنه لا مجال لتلقيها من غير الوحي وفي ظني والله أعلم أنه سيجيىء الوقت الذي تتحطم فيه فكرة علماء الفلك العصريين كما تحطمت فكرة داروين حول نشأة الإنسان.
-------------------------------------------------انتهى كلامه
وقال أيضا:
قال تعالى (و الشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم و القمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون) فإضافة الجريان على الشمس وجعله تقديراً من ذي عزة وعلم يدل على أنه جريان حقيقي بتقدير بالغ، بحيث يترتب عليه اختلاف الليل و النهار و الفصول، وتقدير القمر منازل يدل على تنقله فيها ولو كانت الرض التي تدورلكان تقدير المنازل لها من القمر لا للقمر، ونفى غدراك الشمس للقمر وسبق الليل للنهار يدل على حركة اندفاع من الشمس و القمر و الليل والنهار.
(فظاهر الأدلة الشرعية تثبت أن الشمس هي التي تدور على الأرض، وبدورتها يحصل تعاقب الليل و النهارسطح الأرض، وليس لنا أن نتجاوز ظاهر الأدلة إلا بدليل أقوى من ذلك يسوغ لنا تأويلها عن ظاهرها، ومن الأدلة على أن الشمس تدور على الأرض دوراناً يحصل به تعاقب الليل و النهار مايلي: 1ـ قال تعالى عن إبراهيم في محاجته لمن حاجه في ربه (فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب) فكون الشمس يؤتى بها من المشرق دليل ظاهر على أنها التي تدور على الأرض.
2ـ وقال أيضاً عن إبراهيم (فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا اكبر فلما أفلت قال يا قوم إني بريء مما تشركون) فجعل الأفول من الشمس لا عنها ولو كانت الأرض التي تدور لقال (فلما أفل عنها).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــانتهى ..
وفقك الله أخي علي وبارك فيك .. آمين
ـ[علي جاسم]ــــــــ[21 Mar 2009, 05:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كان ابن حزم رحمه الله يقول -ما معناه ولا أذكر النص بحرفه-
النص يُحمل على ظاهره إلا بقرينة تسوق الظاهر لمعنى يناسبها ..
وهنا أسأل أخي الكريم
أليست الحقيقة العلمية التي ثبتت ثبوتا لا يقبل الشك , سواء عن طريق التلسكوب أو عن طريق الأقمار الصناعية أو عن طريق رحلات الفضاء حيث يرى طاقمها الأرض رؤيتنا للقمر , أليست قرينة كافية لفهم النص فهما آخر يتناسب معها؟؟
ولا أدري والله كيف يستطيع تلسكوب عملاق كتلسكوب هابل-رماه الله بالهَبَل- أن يكتشف في سديم الكون مجرات تبعد عنا كذا سنه ضوئية ثم لا يستطيع أن يكتشف أن الأرض من تحته ثابتة والشمس دوارة من حولها ..
ثم خبرني رعاك الله عن قوله تعالى {جدارا يريد أن ينقض} فظاهر النص أن الجدار هو المريد ..
وعليه ما من سقف خر على أهله وطحنهم إلا وهو أي السقف!!!!! مريد لذلك.
وكل جدار وقع إنما وقع لأنه يريد أن يقع .. فإذا قال قائل الجدار جماد لا إرادة له قلنا ظاهر النص يقول يريد فهو إذن مريد شئت أم أبيت ..
وقال تعالى
{وجدها تغرب في عين حمئة} وفي كما تعلم أخي الحبيب تفيد الضرفية , فهل نقول إن ظاهر النص هو أن جرم الشمس يغيب في عين من طين!!! ولعلنا نقول بعد ذلك أن تغير لونها عند المغيب هو من اثر حمام الطين الذي ستأخذه!!!!!.
ما علينا .. أخي الحبيب ..
(يُتْبَعُ)
(/)
هو سؤال واحد "ورد غطاه" وتحملني عافاك الله
أي القولين هو الصحيح ..
الأرض ثابتة والشمس تدور حولها
أم
الشمس ثابتة والأرض تدور حولها
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[21 Mar 2009, 05:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي احبيب عبد الرحمن الوشمي ..
جزاك الله خيرا على ما أوردت .. وقد والله لملمت الأمر من أقطاره فما تركت لقائل من مزيد ..
ولكنك نقلت عن الشيخ ابن عثيمين كلمة , قرأتها فأحسست أن الدنيا تدور بي , ولا أعرف أكان ابن عثيمين قالها حقا , أم نُسبت له ونقلتها -عن طيب نية - دون تحقيق.
أخي الحبيب .. كان الاعتقاد السائد وعلى مدار قرون وقرون أن الأرض هي مركز الكون -مع مراعاة أن هذا اعتقاد الغرب الميسحي لا الشرق الإسلامي المتنور بالقرآن- حتى جاء كوبرنيكوس فقال بدوران الأرض حول الشمس وأنها ليست جرما ثابتا بل الثابت هو الشمس فكانت هذه النظرية هي النار الموقدة التي شووه بها , ثم تبين بعد ذلك صدق اكتشافه , ودرج العالم على هذا الكشف حتى جاءت التلسكوبات العملاقة والألكترونية فأثبتت بما لا يقبل الشك هذ الحقيقة ..
ولكنك نقلت كلمة للشيخ ابن عثيمين أراها تنسف كوبرنيكوس من جذوره , بل تكذب التلسكوبات والكشوفات , فقد قلت عافك الله
في قوله عن الشمس (طلعت / تزاور / غربت / تقرضهم) دليل على أنها هي التي تتحرك، خلافا لمن يقول إن الذي يدور هو الأرض. ابن عثيمين
فكيف تفسر لي هذا الكلام أخي الحبيب؟؟!!!!!!!!!!
وإني سائلك رعاك الله .. أيهما هو الذي يدور الشمس أم الأرض؟؟!!
الآخ الفاضل علي
ظاهر القرآن يثبت الحركة للشمس، والذي خلق الشمس هو الذي أنزل القرآن، فأثبت لها الطلوع وأثبت لها الغروب كما هو في سورة الكهف.
وأثبت لها الجري أيضاً في قول الله تعالى:
(وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) سورة يس (38)
وأثبت لها السبح في قوله تعالى:
(وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) سورة الأنبياء (33)
والفلك: هو المدار أوالطريق الذي جعله الله مجالا لسبح هذه المخلوقات.
قال بن عاشور:
"والسبح: مستعار للسير في متسع لا طرائق فيه متلاقية كطرائق الأرض، وهو تقريب لسير الكواكب في الفضاء العظيم."
فهذه الآيات الصريحة في حركة الشمس، وهو ما كانت تنكره النظريات الغربية ردحا من الزمن، ثم عادت لتقول إن الشمس تتحرك.
فحدث معلوماتك يا أخ علي.
أما دوران الأرض فلم يأت في القرآن نص صريح يدل عليه أو يمنعه.
وهناك آيات يمكن أن يستدل بها على ثبات الأرض، وهناك آيات أخرى يستدل بها على حركتها.
أما ما وصل إليه العلم النظري فهو لا يتعدى النظريات التي تفسر الظواهر وقد تصح وقد لا تصح، ولم تبلغ الحقائق القاطعة التي يمكن التسليم بها دون نقاش.
لو سألتك أنت شخصياً ما هو الدليل العلمي على دوران الأرض فلا أظنك تستطيع أن تأتي به فضلاً عن أن تشرحه، وأكثر ما لديك أن تقول هذا قد ثبت علمياً، وقالوا .... ألخ
وهذا ليس انتقاصا من قدرك،وإنما نحن المسلمين في أعقاب الزمن أصبحنا نقبل أقوال الغرب وكأنها مسلمات وكأنهم إذا قالوا فقد قضي الأمر.
وأنا أطلب منك إذا كان لديك دليل علمي، حقيقة رياضية أو هندسية أو ... أو .. تثبت بها دوران الأرض فنحن في انتظارك.
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[21 Mar 2009, 05:45 م]ـ
بارك الله فيك أخي المفضال علي ..
قد نقلت لك ما رآه علامتنا العثيمين رحمه الله في هذه المسألة وأنه يرى أن الشمس هي التي تدور على الأرض وليس العكس واقرأ قوله بورك فيك:
أما رأينا حول دوران الشمس على الأرض الذي يحصل به تعاقب الليل والنهار، فإننا مستمسكون بظاهر الكتاب والسنة من أن الشمس تدور على الأرض دوراناً يحصل به تعاقب الليل والنهار، حتى يقوم دليل قطعي يكون لنا حجة بصرف ظاهر الكتاب والسنة إليه - وأنى ذلك - فالواجب على المؤمن أن يستمسك بظاهر القرآن الكريم والسنة في هذه الأمور وغيرها ..
وأما عن كون الأرض ثابتة فذكر رحمه الله:
خلاصة رأينا حول دوران الأرض أنه من الأمور التي لم يرد فيها نفي ولا إثبات لا في الكتاب ولا في السنة، وذلك لأن قوله تعالى: {وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ}. ليس بصريح في دورانها، وإن كان بعض الناس قد استدل بها عليه محتجاً بأن قوله: {أَن تَمِيدَ بِكُمْ}. يدل على أن للأرض حركة، لولا هذه الرواسي لاضطربت بمن عليها.
وقوله: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً}. ليس بصريح في انتفاء دورانها، لأنها إذا كانت محفوظة من الميدان في دورانها بما ألقى الله فيها من الرواسي صارت قراراً وإن كانت تدور.
وأنكر رحمه الله على من قال بأن الشمس ثابتة لأن النصوص جاءت صريحة بجريانها (والشمس تجري لمستقر لها) ...
-----------------------------------------
فخلاصة ما ذكره رحمه الله استنادا لنصوص الوحيين أن الشمس هي التي تدور حول الأرض وليس العكس ... وهذا هو رأي الشيخ رحمه الله وقد يخالفه من يخالفه ..
سعدت بمرورك أخي الكريم .. وفقك الله لما يحبه ويرضاه ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[21 Mar 2009, 05:48 م]ـ
أقدم لك شكري الجزيل أخي المبارك محب القرآن الكريم على إضافتك القيمة .. كما أثمن لك جهودك المباركة في هذا الصرح العلمي .. فجزاك الله خير الجزاء وأوفاه ونفع بعلمك ... آمين ,,,,,
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[21 Mar 2009, 07:06 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفيك بارك أخي مصطفى سعيد .. سعدت بمرورك ..
وأما تعقيبك على الفائدة رقم 5
ففي الآية ما يدل على جهرهم بالدعوة: (إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا) فقولهم هذا يدل على جهرهم بالدعوة .. إذ جهروا به أمام قومهم ثم اعتزلوهم لأنه قال بعدها بآية (وإذ اعتزلتموهم) .. والله أعلم ..
وأضيف على كلامك أيها الحبيب
أنهم أنكروا على قومهم عبادتهم لغير الله وطالبوهم بالدليل على باطلهم ووصموهم بالكذب على الله:
(هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا) سورة الكهف (15)
وهذا سبب لهم العداوة مع قومهم ولهذا اعتزلوهم لأنهم لم يكونوا آمنين على عبادتهم وسط قومهم، ويدل عليه قوله تعالى:
(إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا) الكهف (20)
هذا والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[22 Mar 2009, 12:46 ص]ـ
السلام عليكما
يبدو من الضمائر الواردة في الآيات أنهم يتحاورون فيما بينهم ولم يوجهوا خطابا لقومهم؛ وبعد أن حددوا الخلاف بينهم وبين قومهم بدأوا يفكروا ما العمل؟؛ عرضت فكرة الاعتزال؛ وقدم الداعي لها مبررها ووافقوه وكان ما كان
"إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا "
ليس معني قيامهم أنهم يدعون قومهم؛ بل قاموا كمجموعة فيما بينهم " أن تقوموا لله مثنى وفرادي "
(هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا) هنا يتكلمون فيما بينهم عن قومهم بصيغة الغائب " لولا يأتون " وليس تأتون
"إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا) وهذه تؤكد أن الحوار كان بينهم كمجموعة؛ وهي دليل أنهم لم يظهروا ايمانهم لقومهم ولو اظهروه وعلم القوم ايمانهم لرجموهم أو لأعادوهم في ملة الكفر
والدرس هنا ان كتمان الايمان قد يكون أولي؛ وإذا كانت المفاضلة بين أن يعتزلوهم رجاء رحمة الله والمجاهرة بالدعوة مع احتمال الهلكة وموت الدعوة يكون الاعتزال أولي
وهناك ماهو أقرب من هذا رشدا
والله أعلم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[22 Mar 2009, 12:05 م]ـ
السلام عليكما
يبدو من الضمائر الواردة في الآيات أنهم يتحاورون فيما بينهم ولم يوجهوا خطابا لقومهم؛ وبعد أن حددوا الخلاف بينهم وبين قومهم بدأوا يفكروا ما العمل؟؛ عرضت فكرة الاعتزال؛ وقدم الداعي لها مبررها ووافقوه وكان ما كان
"إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا "
ليس معني قيامهم أنهم يدعون قومهم؛ بل قاموا كمجموعة فيما بينهم " أن تقوموا لله مثنى وفرادي "
(هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا) هنا يتكلمون فيما بينهم عن قومهم بصيغة الغائب " لولا يأتون " وليس تأتون
"إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا) وهذه تؤكد أن الحوار كان بينهم كمجموعة؛ وهي دليل أنهم لم يظهروا ايمانهم لقومهم ولو اظهروه وعلم القوم ايمانهم لرجموهم أو لأعادوهم في ملة الكفر
والدرس هنا ان كتمان الايمان قد يكون أولي؛ وإذا كانت المفاضلة بين أن يعتزلوهم رجاء رحمة الله والمجاهرة بالدعوة مع احتمال الهلكة وموت الدعوة يكون الاعتزال أولي
وهناك ماهو أقرب من هذا رشدا
والله أعلم
الأخ مصطفى حفظك الله
الذي ذكرتَه كلام جيد وتحتمله الألفاظ وقد قال به بعض المفسرين
لكن الآيات تشير إلى أنهم أعلنوا بذلك لقومهم،وقوله تعالى "وربطنا على قلوبهم إذ قاموا" يدل على أنه موقف يحتاج إلى تثبيت، ولوكان فيما بينهم لما التفت إليهم أحد ولما اضطروا إلى الاعتزال ولما خافوا من اقدام قومهم على قتلهم وهو ما عبر عنه القرآن بالرجم أو إعادتهم إلى الكفر. والظهور في الآية فسره بعض المفسرين بالغلبة وليس بمعنى الاطلاع على حقيقة حالهم.
هذا والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[24 Mar 2009, 02:26 ص]ـ
السلام عليكم
قوله تعالى " ... وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات والأرض .. " هم قاموا أيضا فيما بينهم وربما هموا أن يجهروا بالدعوة؛لكنهم لم يفعلوا
أنت تري أن الربط علي القلب دليل الجهر بالدعوة؛ وأنا أراه منعا لهم أن يجهروا؛كما كان الربط علي قلب أم موسى منعا لها أن تبدي به " إن كادت لتبدى به لولا أن ربطنا على قلبها .. "
وبهذا يكون الأرجح أنهم لم يجهروا بالدعوة
وبدراسة القصة من هذا المبدأ؛ سنجد دروسا أكثر مما نعلم منها تكون أكثر اتساقا مع السياق
ـ[تميم]ــــــــ[24 Mar 2009, 12:29 م]ـ
نريد التأملات التى يخرج بها المتدبر من سورة البقرة وأخذ البركات منها (فإن أخذها بركة)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[24 Mar 2009, 01:38 م]ـ
السلام عليكم
قوله تعالى " ... وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات والأرض .. " هم قاموا أيضا فيما بينهم وربما هموا أن يجهروا بالدعوة؛لكنهم لم يفعلوا
أنت تري أن الربط علي القلب دليل الجهر بالدعوة؛ وأنا أراه منعا لهم أن يجهروا؛كما كان الربط علي قلب أم موسى منعا لها أن تبدي به " إن كادت لتبدى به لولا أن ربطنا على قلبها .. "
وبهذا يكون الأرجح أنهم لم يجهروا بالدعوة
وبدراسة القصة من هذا المبدأ؛ سنجد دروسا أكثر مما نعلم منها تكون أكثر اتساقا مع السياق
الأخ الفاضل مصطفى سعيد
السلام عليكم ورحمة والله وبركاته
أنا سعيد بمداخلاتك القيمة أولاً.
ثانياً: لم نعهد إن التخفي وعدم الصدع بالحق مما يمدح عليه في القرآن.
ثم ماهي المصلحة التي تترتب على منعهم من الجهر بالدعوة؟
إذا كان الأمر كما تقول فهم لم يقيموا حجة على أحد، ثم هم بعد ذلك لم يمارسوا عبادة حتى نقول إنهم فروا بدينهم، بل بمجرد أن أووا إلى الكهف ضرب الله علي آذانهم فرقدوا.
أما الربط على قلب أم موسى فهو موافق للربط على قلوب أصحاب الكهف ليجهروا بالحق، فإن الربط على قلب أم موسى جعلها تصبر على الموقف الصعب المخالف لفطرة الأمومة فكانت المصلحة هنا لا في الانسياق وراء مشاعر الأمومة فينتج عنه هلاك موسى عليه السلام.
ثم لو تأملت قول الله تعالى:
وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19)
يوحي أن قومهم على علم بحالهم، وهذا لا يكون إلا أن يكونوا قد أظهروا لهم معتقدهم من قبل.
وأخيرا لا يمنع أن نسمع وجهة نظرك والدروس المبنية على الوجه الذي حملت الآيات عليه.
وفقنا الله وإياك لفهم كتابه وجعله شاهدا لنا لا شاهدا علينا.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[24 Mar 2009, 11:05 م]ـ
السلام عليكم
*الصدع بالدعوة له متطلبات وشروط لم تتحقق فيهم؛ وفعل الرسول في بداية الدعوة دليل على أنه في حال عدم التمكين لابد من التخفي والدعوة سرا؛ والجهر في هذا الحال يكون منافيا للحكمة؛وقضية حفظ النفس أولى من حفظ الدين قضية معروفة
*نعم لم يقيموا حجة علي أحد؛ بل بعثهم بعد ذلك هو الذي جعلهم آية " .. لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا "
*وكونهم لم يمارسوا عبادة لا علم لى به؛ولكن حتي وإن كان فلا ضير؛ سحرة فرعون لم يسجدوا إلا سجدة واحدة؛ وفي السيرة الكثير عمن عمل قليلا وأجر كثيرا.
* لو كانوا هاربين من القوم لقالوا -فروا منهم وليس اعتزلتموهم؛
*"وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا " (19) مجموعة من الشباب تركوا أهلهم وأعمالهم لابد وأنه سيثير ضجة للبحث عنهم ولو من قبل ذويهم؛ فإن ظهروا فسيتم الاستجواب وستعلم حقيقتهم؛
*أما الفوائد فهي هذه التي نتدارسها
وليست من قبيل ما نسمع في احتفال تخريج طلبة الحربية يقرأ المذيع الآية " إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدي " بغير فهم؛فلا أدرى ان كان الوصف ينطبق أو ان كان يحق له أن يصفهم بهذا أم ان كان هذا من قبيل التألى علي الله؛ تحتاج المسألة إلى تأصيل
نسأل الله الهدى والتقى؛ وحسن التدبر وحسن الفهم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[25 Mar 2009, 12:45 ص]ـ
السلام عليكم
*الصدع بالدعوة له متطلبات وشروط لم تتحقق فيهم؛ وفعل الرسول في بداية الدعوة دليل على أنه في حال عدم التمكين لابد من التخفي والدعوة سرا؛ والجهر في هذا الحال يكون منافيا للحكمة؛وقضية حفظ النفس أولى من حفظ الدين قضية معروفة
*نعم لم يقيموا حجة علي أحد؛ بل بعثهم بعد ذلك هو الذي جعلهم آية " .. لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا "
*وكونهم لم يمارسوا عبادة لا علم لى به؛ولكن حتي وإن كان فلا ضير؛ سحرة فرعون لم يسجدوا إلا سجدة واحدة؛ وفي السيرة الكثير عمن عمل قليلا وأجر كثيرا.
* لو كانوا هاربين من القوم لقالوا -فروا منهم وليس اعتزلتموهم؛
*"وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا " (19) مجموعة من الشباب تركوا أهلهم وأعمالهم لابد وأنه سيثير ضجة للبحث عنهم ولو من قبل ذويهم؛ فإن ظهروا فسيتم الاستجواب وستعلم حقيقتهم؛
*أما الفوائد فهي هذه التي نتدارسها
وليست من قبيل ما نسمع في احتفال تخريج طلبة الحربية يقرأ المذيع الآية " إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدي " بغير فهم؛فلا أدرى ان كان الوصف ينطبق أو ان كان يحق له أن يصفهم بهذا أم ان كان هذا من قبيل التألى علي الله؛ تحتاج المسألة إلى تأصيل
نسأل الله الهدى والتقى؛ وحسن التدبر وحسن الفهم
الأخ مصطفى سعيد
أسعدني الله وإياك في الدنيا والآخرة
كلامك جيد وبخاصة هذه العبارة"سحرة فرعون لم يسجدوا إلا سجدة واحدة؛ وفي السيرة الكثير عمن عمل قليلا وأجر كثيرا."
أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك.
وهنا أنت أثرت أكثر من موضوع:
أولاً: ما هي شروط ومتطلبات الجهر بالدعوة؟ وكيف نستشف هذه الشروط من خلال قصة أصحاب الكهف؟
ثانياً: هل حفظ النفس أولى من حفظ الدين هكذا باطلاق؟
أتمنى لو نسمع منك ومن الأساتذة الأفاضل.
وفق الله الجميع لما فيه الخير.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[25 Mar 2009, 01:29 م]ـ
بارك الله فيك أخي مصطفى وزادك من فضله وإنعامه ..
أنت قلت وفقك الله:
أن قوله تعالى "إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا " ليس معني قيامهم أنهم يدعون قومهم؛ بل قاموا كمجموعة فيما بينهم " أن تقوموا لله مثنى وفرادي "
وأنا أقول لك كما قال المفسرون أن قوله تعالى (إذ قاموا فقالوا) توحي بأن الفتية كانوا جلوسا مع قومهم؟! .. وكلمة (فقالوا) تدل على أن قولهم هذا كان في مجلس قومهم قبل أن يغادروه إذ الفاء تدل على الترتيب والتعقيب؟! .. فهذا يعني أنهم قاموا فقالوا قولتهم تلك مباشرة فأعلنوا أمام قومهم توحيدهم لله عزوجل وتبرؤهم من الشرك .. إذ أن قوله (فقالوا) تدل على الجهر بها إذ لو كانوا متناجين فيما بينهم لقال ربنا: فأسروا النجوى، أو خلصوا نجيا؟! ..
فالآية قد تحتمل هذا وهذا كما هي القاعدة وإن كان القول الثاني أظهر كما في كتب المفسرين ..
وأما الآية التي تليها فتوافق ما ذكرت لنا مشكورا مأجورا بقولك:
يبدو من الضمائر الواردة في الآيات أنهم يتحاورون فيما بينهم ولم يوجهوا خطابا لقومهم؛ (هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا) هنا يتكلمون فيما بينهم عن قومهم بصيغة الغائب " لولا يأتون " وليس تأتون .. وهو كما قلت أن قوله تعالى: {هَؤُلاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً} يشيرون إلى وجهة نظرهم في انعزالهم عن قومهم ..
هذا والله تعالى أعلم ..
وفقت أخي وبوركت جهودك ..
ـ[علي جاسم]ــــــــ[26 Mar 2009, 09:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ محب القرآن
يسلم عليك أبو الطيب ويقول
وليس يصح في الأفهام شيء إذا احتاج النهار إلى دليل
يعلم الله أني أكره اللجاجة كره النفس للهمّ , والأرض للدم , لولا أني أجد من يجرني إليها بالسلاسل جرا.
سألتني رعاك الله دليلا على دوران الأرض حول الشمس ولا أعرف والله كيف آتيك بدليل على ما بات واضحا -بفضل الله - كالشمس وضحاها , وكاد يعرفه حتى الوليد في مهده.
والدليل أخي الحبيب يكون مستحيلا في حالتين إذا بلغ الأمر غاية في الغموض أو بلغ غاية في الوضوح , وعليه فلا فرق بين يسألك دليلا على الثقب الأسود في سديم الكون ومن يسألك دليلا على أن السمع بالأذن والشم بالأنف!!!.
سالتني دليلا فاحترت والله .. فمن بين التقارير العلمية التي يعدها أهل التخصص والخبرة ممن جدّوا واجتهدوا وأخذوا بالأسباب , ففتح الله لهم مغاليق العلم حتى ابتغوا نفقا في الأرض وسلما في السماء , فنفذوا من أقطار السماء بسلطان العلم , ومشوا على القمر ووصلوا المريخ وهم في كل يوم بكشف جديد , أقول من بين التقارير التي شاهدتها والتي بلغت -بل جاوزت- حد التواتر , ما رأيت ولا سمعت في واحد منها أن الشمس هي التي تدور حول أرضنا , ولعلك أخي الكريم تذكر المخطط الفلكي لدوران الأرض والكواكب حول الشمس , فهذا دليل إن وجدت به مقنع.
فإن لم تقنع فجئني إن استطعت –ولن تستطيع- بمخطط واحد ولو افتراضي -واحد لا أكثر- يرينا دوران الشمس حول الأرض , ولك علي أن أكسر قلمي , وأكذب العلماء الفلكيين , وأعظ نواجذي على رأي ابن عثيمين , وأكفر بهابل الغربيين كُفر سلفنا من قبل بهُبل المشركين.
سألتني دليلا .. لا أعطيك دليل , ولكن أهديك إليه السبيل , فابحث إن أحببت في الشبكة عن موضوع (دوران الأرض حول الشمس) وانظر بأم عينك و .. وأبيها , دوران أرضك حول الشمس ..
مع التحية والحب
* * *
أما بالنسبة لأخي الحبيب عبد الرحمن الوشمي
فيبدو لي أن موضع الخلاف بيننا ليس في دوران الأرض أو ثباتها , بل هو أبعد من ذلك , هو خلاف قديم بين مدرستين , مدرسة الحديث في الحجاز ومدرسة الرأي في العراق , وبمعنى آخر مدرسة حرفية النص ومدرسة التوسع العقلي في فهم النص , وهذا الموضوع واسع جدا لا يمكن حصره بهذا المقام , لكن لعلنا نتناوله في دراساتنا القادمة إن شاء الله ..
لك مني خالص الاحترام ولأخي الحبيب محب القرآن خالص الود ..
بارك الله فيكم
أخوكم
علي جاسم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[26 Mar 2009, 02:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(يُتْبَعُ)
(/)
الأخ محب القرآن
يسلم عليك أبو الطيب ويقول
وليس يصح في الأفهام شيء إذا احتاج النهار إلى دليل
الأخ الفاضل علي جاسم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا أولاً:
ثانياً: سلم على أبي الطيب وقل له إن دليل النهار هو طلوع الشمس.
ثم أينا يصدق عليه قول المتنبي؟
نحن نقول اجتمع عندنا الخبر القطعي الثبوت والدلالة ودليل الحس.
فأما الخبر فإن الله أخبر في كتابه أن الشمس تجري، وتطلع، تغيب، وتسبح، وذكر لها مشارق ومغارب وكذلك الآحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تشير بوضوح إلى حركة الشمس.
وأما الحس فنحن نرى الشمس تطلع من المشرق ثم تتحرك حتى تختفي في جهة المغرب.
فهذا هو نهارنا ودليله كالشمس في رابعة النهار.
وأما نهارك فلا أدري أين هو.
يعلم الله أني أكره اللجاجة كره النفس للهمّ , والأرض للدم , لولا أني أجد من يجرني إليها بالسلاسل جرا.
أقول لك أيها الحبيب هذا نقاش علمي وليس من اللجاجة في شيء، ما يدور في هذا المنتدى أحسبه محاولة لفهم كتاب الله على الوجه الأمثل.
سألتني رعاك الله دليلا على دوران الأرض حول الشمس ولا أعرف والله كيف آتيك بدليل على ما بات واضحا -بفضل الله - كالشمس وضحاها , وكاد يعرفه حتى الوليد في مهده.
والدليل أخي الحبيب يكون مستحيلا في حالتين إذا بلغ الأمر غاية في الغموض أو بلغ غاية في الوضوح , وعليه فلا فرق بين يسألك دليلا على الثقب الأسود في سديم الكون ومن يسألك دليلا على أن السمع بالأذن والشم بالأنف!!!.
أولآً هذه مبالغة عجيبة، فأنا قد خط الشيب مفرقي وغيري كثير لم نلمس هذا الدليل الذي كاد الوليد في المهد أن يعرفه.
ثم إذا كان الأمر غاية في الوضوح فإنه من السهل أن تقيم الدليل عليه، فمن سألك مثلاً الدليل على أن السمع بالأذن والشم بالأنف فمن السهل أنت تقول أقفل أذنيك قفلا محكما وحاول أن تسمع، وأمسك على أنفك وأغلقه تماما وحاول أن تشم.
أما الثقب الأسود فهو كدوران الأرض يحتاج إلى دليل فإذا تبين لنا آمنا وصدقنا.
سالتني دليلا فاحترت والله .. فمن بين التقارير العلمية التي يعدها أهل التخصص والخبرة ممن جدّوا واجتهدوا وأخذوا بالأسباب , ففتح الله لهم مغاليق العلم حتى ابتغوا نفقا في الأرض وسلما في السماء , فنفذوا من أقطار السماء بسلطان العلم , ومشوا على القمر ووصلوا المريخ وهم في كل يوم بكشف جديد , أقول من بين التقارير التي شاهدتها والتي بلغت -بل جاوزت- حد التواتر , ما رأيت ولا سمعت في واحد منها أن الشمس هي التي تدور حول أرضنا , ولعلك أخي الكريم تذكر المخطط الفلكي لدوران الأرض والكواكب حول الشمس , فهذا دليل إن وجدت به مقنع.
فإن لم تقنع فجئني إن استطعت –ولن تستطيع- بمخطط واحد ولو افتراضي -واحد لا أكثر- يرينا دوران الشمس حول الأرض , ولك علي أن أكسر قلمي , وأكذب العلماء الفلكيين , وأعظ نواجذي على رأي ابن عثيمين , وأكفر بهابل الغربيين كُفر سلفنا من قبل بهُبل المشركين.
تعرف لماذا احترتَ؟
لأن الدليل غير واضح أخي الكريم لا في ذهنك ولا في الواقع.
وأنا لست في حاجة أن آتيك بمخطط ولكني على يقين لا أنتقل عنه إلا بيقين أقوى منه.
أما ما ذكرته من المخططات الفلكية فهي أقرب للنظريات منها إلى الحقائق العلمية.
وختاما أذكرك بما قلناه سابقاً:
ثبت لدينا بالدليل القطعي حركة الشمس.
وأما الأرض فالأدلة تتأرجح بين الإثبات والنفي وعليه نحتاج إلى مرجح وحتى نجد هذا المرجح فنحن على قول بن عثمين رحمه الله وهو قول عالم بصير بما يقول يدلك على كيفية التعامل مع النصوص الشرعية بصورة صحيحة.
وهذه هي خلاصة كلامه في المسألة كما نقله أخونا عبد الرحمن الوشمي:
"أما رأينا حول دوران الشمس على الأرض الذي يحصل به تعاقب الليل والنهار، فإننا مستمسكون بظاهر الكتاب والسنة من أن الشمس تدور على الأرض دوراناً يحصل به تعاقب الليل والنهار، حتى يقوم دليل قطعي يكون لنا حجة بصرف ظاهر الكتاب والسنة إليه - وأنى ذلك - فالواجب على المؤمن أن يستمسك بظاهر القرآن الكريم والسنة في هذه الأمور وغيرها ..
وأما عن كون الأرض ثابتة فذكر رحمه الله:
خلاصة رأينا حول دوران الأرض أنه من الأمور التي لم يرد فيها نفي ولا إثبات لا في الكتاب ولا في السنة، وذلك لأن قوله تعالى: {وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ}. ليس بصريح في دورانها، وإن كان بعض الناس قد استدل بها عليه محتجاً بأن قوله: {أَن تَمِيدَ بِكُمْ}. يدل على أن للأرض حركة، لولا هذه الرواسي لاضطربت بمن عليها.
وقوله: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً}. ليس بصريح في انتفاء دورانها، لأنها إذا كانت محفوظة من الميدان في دورانها بما ألقى الله فيها من الرواسي صارت قراراً وإن كانت تدور."
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[26 Mar 2009, 03:15 م]ـ
شكر الله سعيك أخي الفاضل محب القرآن الكريم .. وزادك علما وفضلا .. فقد كفيتني مؤونة الرد فجزاك الله عني خير الجزاء .. آمين ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[26 Mar 2009, 04:24 م]ـ
شكر الله سعيك أخي الفاضل محب القرآن الكريم .. وزادك علما وفضلا .. فقد كفيتني مؤونة الرد فجزاك الله عني خير الجزاء .. آمين ..
وشكر سعيك أخي الكريم وبارك وثمر جهدك
أخي الكريم الغرض من النقاش مع الأخ الفاضل علي جاسم هو معرفة الأسلوب الأمثل لفهم النصوص القائم على القواعد المنضبطة للاستدلال وأخذ ذلك بعين الاعتبار عند المناقشة.
أما دوران الأرض حول الشمس فالأخ الفاضل علي يقول إنه أصبح من المسلمات وأنا أقول له كيف يكون كذلك والأبحاث لازالت تُكتب في هذا الشأن بين نافٍ ومثبت والنقاشات بين المهتمين بمثل هذه الأمور قائمة؟
وهذا الرابط يعطينا مثالاً على ذلك:
http://www.aklaam.net/forum/showthread.php?t=20816
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[26 Mar 2009, 10:24 م]ـ
جزيت خيرا أخي الفاضل محب القرآن الكريم على مداخلاتك وإضافاتك الثرية ..
وحسبي أن أذكر ـ في هذه المسألة التي ما زال البحث فيها قائما ـ ماقاله العلامة العثيمين رحمه الله في آخر فتواه التي نقلتها للأخ الفاضل علي وفقه الله:
(وفي ظني والله أعلم أنه سيجيىء الوقت الذي تتحطم فيه فكرة علماء الفلك العصريين كما تحطمت فكرة داروين حول نشأة الإنسان!!! ... )
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[27 Mar 2009, 08:45 م]ـ
السلام عليكم
كون الشمس تجرى فهذه حقيقة ثابتة بالنص وكذلك في العلم؛ولكن لم يقل النص أنها تدور حول الأرض؛ قد يقول أحدهم طلوعها وغروبها دليل علي كونها تدورحول الأرض؛ نقول نعم،هذا استنباط من النص قد يصح وقد لا يصح؛ لأن هناك احتمال آخر وهو أن الأرض هي التى تدور أمامها؛
و دوران الأرض يتضح من الآتي:
دورة القمر حول الأرض تتم كل شهر قمرى؛فلماذا يطلع كل ليلة وليس كل شهر؟
إن طلوع القمر كهلال في أول الشهر يحدث نتيجة دوران القمر حول الأرض؛هذه قضية مجزوم بها في فقه الأهله التى هي مواقيت للناس والحج
وطلوع القمر كل ليلة يحدث لكون الأرض تدور أمامه؛
وبهذا فالأرض تدور.
والمنظومة كلها الشمس والقمر والليل والنهار- الأرض - منظومة واحدة تسبح في فلك واحد
والله أعلم
ـ[علي جاسم]ــــــــ[29 Mar 2009, 09:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد المرسلين وخاتم النبيين ورحمة الله للعالمين .. وبعد ..
أحبتي في الله ..
كنت أحسب الخلاف بيننا حول مسألة واحدة , حتى جاء أخي محب القرآن وأفرغ كنانته فأضاف إلى الخلاف قضية أخرى أراها تستلزم الرد والتعقيب.
فالأخ الكريم عبد الرحمن -كما أسلفت- أختلف معه في أنه يعتبر حرفية النص أو ظاهر النص كما يسميها , ولا يلقي بالا للكشوف العلمية التي ثبتت ثبوتا قطعيا , ولا يريد أن يصدق أولئك الذين فتقوا جلدة السماء وعبروا غلاف الأرض وسبحوا في سديم الفضاء , فرأوا بأمّ أعينهم دوران الأرض حول الشمس , وهذا موضوع -كما قلت- واسع متشعب لا يسعه المقام , آمل أن نتناوله في غير موضع بشيء من التفصيل يشاركنا فيه أهل الملتقى الأفاضل.
.................................................. .................................................. ............. هذا الخلاف وكفى!! ولكن أخي محب القرآن فتح بابا آخر لنقاش بل للخلاف , وذلكم الباب هو التسليم بالحقيقة الحسية , والتي جعلها حجر أساس في فهم النص المذكور , وفاته –زاده الله علما- أن الحقائق الحسية هي في الغالب حقائق جزئية لا كلية ..
فقد قال رعاه الله " وأما الحس فنحن نرى الشمس تطلع من المشرق ثم تتحرك حتى تختفي في جهة المغرب.
فهذا هو نهارنا ودليله كالشمس في رابعة النهار , وأما نهارك فلا أدري أين هو".
وأقول لأخي محب القرآن
أوردها سعد وسعد مشتمل ما هكذا تورد يا سعد الإبل
أهذا نهارك أخي الحبيب!! فوالله أضوء منه ليلة عمياء محق الله بدرها وأطفأ نجومها , وتاه بها حتى لصوص السمع من الشياطين.
تقول لي الحس , وأصدّق بالحس , ودليلي الحس!! ولا أدري والله منذ متى والمسلم يقف عند حدود الحس؟؟!! ويجعل من الحقيقة الحسية أمرا مسلم به , بل ويجعل منها نهارا وهاجا لا جدال معه؟؟!!
يا أخي الحبيب ..
علمنا القرآن أن للحقيقة مراتب ثلاث
مرتبة دنيا وهي الحقيقة الحسية
(يُتْبَعُ)
(/)
ومرتبة فوقها وهي الحقيقة العقلية
وفوق هذه وتلك مرتبة الحقيقة القلبية (الغيبية)
والتسليم بالحقيقة الحسية هو حظ الأنعام .. ورحم الله ابن القيم "طائر الطبع يرى الحبة وعين العقل ترى الشرك".
والتسليم بالحقيقة العقلية هو حظ الإنسان الذي ميزه الله بالعقل ..
والتسليم بالحقيقة القلبية (الغيبية) هو حظ المؤمن الذي يذهب بقلبه إلى حيث تقصر خطى العقل وينقطع مداه ..
وإليك بيان ذلك
يرى الحس الحجر حجرا ولا شيء وراء ذلك , ويراه العقل نسيج محكم من الذرات متصل بعضها ببعض , في كل ذرة بروتون ونيوترون تدور حول نواة الذرة , ويراه القلب كائنا مسبحا بحمد الله تعالى {وإن من شيء إلا يسبح بحمده} .. فأي الحقائق أصدق وأحق؟؟!! بل انظر الفارق البعيد بين ما يراه الحس ويعلمه العقل ويؤمن به القلب.
فأدنى مراتب الحقيقة هو ما يراه الحس , فإذا خطوت خطوة وراء الحس انتقلت إلى مرتبة أعلى وهي العقل , فإذا خطوت خطوة أخرى انتقلت إلى أعلى المراتب وهي الحقيقة القلبية , والشريعة علمتنا أن نعتبر الحقيقة القلبية على أن نحترم الحقيقة العقلية ولا نسقطها من حساباتنا في أمر الدنيا ..
تقول لي -عافاك الله- الحقيقة الحسية هي النهار , وهي البرهان الذي يقطع كل حجة ويخرس كل لسان .. فأجبني عما يلي
يرى الحس الأمواج تصطخب فوق أديم الأرض , وهي في حكم العقل أمواج من سرابٍ خادعٍ لا تملأ ملعقة , فأي الحقيقتين هي النهار الحسية أم العقلية؟؟
ويرى الحس الميت محض جثة جامدة هامدة , وهي لم تزل في حكم العقل متغيرة متحللة لعناصرها الأولى فأي الحقيقتين هي النهار الحسية أم العقلية؟؟
ويرى الحس اللحد على قدّ الميت , وهو في حسابات القلب روضة فسيحة من رياض الجنة أو هو في حسابات القلب حفرة من النار أضيق مما يراه الحس , فأي الحقيقتين هي النهار الحسية أم القلبية؟؟!
ويرى الحس النجوم تتلألأ نورا , وهي في العقل أجرام سماوية مظلمة لولا انعكاس ضوء الشمس ما أنارت ولا تلألأت , فأي الحقيقتين هي النهار الحسية أم العقلية؟؟!
ويرى الحس البدر كأنه قرص من الفضة صقيل , ومن ذلك شبهوا الحبيبة بالبدر , وهو في عين الراصد الفلكي كوكب أرضه فيها الحفر والأخاديد والنتوءات , كجلد الأجرب , فأي الحقيقتين هي النهار الحسية أم العقلية؟؟!
ويرى الحس وجه الميت ساكنا كوجه التمثال , وهو في حكم القلب يتقلب في أعطاف النعيم أو يشوى على جمر الجحيم , فأي الحقيقتين هي النهار الحسية أم القلبية؟؟
ويهبط الحجر فلا يزيد الحس على أن رأى حجرا هبط , ولعله هبط في حسابات القلب من خشية الله فأي الحقيقتين هي النهار؟ الحسية أم القلبية؟؟!
ويرى الحس الأرض منبسطة أمامه فيقطع أنها مستوية وهي في العقل كروية أو دحيوية بمعنى أدق , فأي الحقيقتين هي النهار الحسية أم العقلية؟؟
ونضغط زرا على جهاز الريمونت فلا يرى الحس شيئا يخرج منه , وفي حكم العقل أن ذبذبات من نوع ما خرجت منه أو كما يسميها ابن القيم (جواهر لطيفة) [وهذا سبق علمي لابن القيم] فأي الحقيقتين هي النهار الحسية أم العقلية؟؟!
ثم إن كانت المسألة واضحة كالنهار كما تدعي , فلم لم تسعفنا بمخطط فلكي –مخطط واحد فقط- ولو افتراضي!! يرينا دوران الشمس حول الأرض؟؟! وأعيدها لك -وقلتها سلفا- لا تأتي به ولن تأتي به ولو كان بعضكم لبعض ظهيرا , وأنا على استعداد أن أهديك إلى مخطط بل عشرات المخططات على الشبكة تريك صدق مذهبي , بل هنالك مقاطع فديو حية تصور حركة الأرض , ولكنك أخي الحبيب لا تريد إلا ما تريد ..
دع كلامي واسمع للغزالي يرحمه الله ماذا يقول في المنقذ من الضلال
" فانتهى بي طول التشكيك إلى أن لم تسمح نفسي بتسليم الأمان في المحسوسات ومن أين الثقة بها وأقوى الحواس حاسة البصر , وهي تنظر إلى الظل فتراه واقفا غير متحرك , وتحكم بنفي الحركة , ثم بالتجربة [طبعا يقصد المتابعة العقلية] والمشاهدة بعد ساعة تعرف أنه متحرك , وأنه لم يتحرك دفعة بغتة , بل على التدريج ذرة ذرة حتى لم تكن له حالة وقوف.
وتنظر إلى الكوكب فتراه صغيرا في مقدار دينار , ثم الأدلة الهندسية [طبعا يعني العقلية] تدل على أنه أكبر من الأرض في المقدار.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا وأمثاله من المحسوسات يحكم فيها حاكم الحس بأحكامه ويكذبه حاكم العقل ويخونه تكذيبا لا سبيل لمدافعته. انتهى كلام الغزالي.
أتقرأ أخي الحبيب " ....... لا سبيل لمدافعته " لأن الحقيقة العقلية إذا سطعت غارت الحقيقة الحسية ..
ومن كلامٍ لابن تيمية يرحمه الله "ولا أعلم فى القضايا الحسية كلية لا يمكن نقضها" وقال في غير موضع " أن القضايا الحسية لا تكون إلا جزئية ". انتهى كلام ابن تيمية.
ونحن نرى الشمس تطلع , والشمس تغرب , ولا يزيد الحس على تسجيل حركة الشمس , كما لا يزيد الحس على رؤية حجمها بقدر الدينار وهو مخطئ بحكم العقل , فكيف تأتّى لنا أن نقطع بدوران الشمس حول الأرض , أليس حريا بنا أن نتريث في هذه الحقيقة الحسية وقد ناقضت الحقيقة العقلية التي ثبتت ثبوتا قطعيا حتى باتت من المسلمات , بل باتت كالنهار الذي لا يحتاج إلى دليل.
ثم خبرني أعزك الله
أليس حريا بنا أن نسأل أهل التخصص في هذا الأمر؟؟
فإن أشكل علينا مثلا فهم قوله تعالى { .... ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما .. الآية}. سألنا أهل التخصص من الأطباء فبينوها لنا
وإن أشكل علينا فهم قوله تعالى {ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود} سألنا علماء الأرض والجيولوجيا فبينوها لنا ..
وإذا أشكل علينا قوله تعالى {مرج البحرين يلتقيان} أو قوله {أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه ظلمات بعضها فوق بعض} سألنا علماء البحار فبينوها لنا.
فإذا أشكل علينا قوله {والقمر قدرناه منازل} أو قوله {وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم .. الآية} أو قوله سبحانه {والشمس تجري لمستقر لها} سألنا علماء الفلك وأهل المراصد الفلكية فبينوها لنا ..
فعلام نرجع في كل ذلك إلى أهل التخصص نستوضح ما أشكل فهمه أو نستجلي ما عُمّي علينا , ولا نرجع لعلماء الفلك في فهم هذه الآيات؟؟!.
* * *
ومسألة أخرى يبدو أنك قد أسقطتها من حساباتك
يا أخي الحبيب فضيلة الشيخ ابن عثيمين عالم جليل من علماء الأمة نعم , ولكن هذا لا يعني أنه معصوم من الخطأ , ولا يعني أن فتواه قبس من التنزيل , فلم لم يخطر ببالنا –ولو خطرة عابرة- أن ابن عثيمين يرحمه الله رأى رأيا فأخطأ , أو قدر أمرا فما أصاب , أو اجتهد تفسيرا فما حالفه التوفيق , وكل ذلك وارد , وكل ذلك ممكن , فلم لا نضعه في حساباتنا؟؟! خصوصا والعلم قد أثبت وبما لا يقبل الشك خلاف رأي ابن عثيمين؟؟.
* * *
أما بالنسبة للشمس فهي نعم تجري بنص القرآن , فلما سألنا أهل العلم المتخصصين قالوا جريانها هو دورانها حول مركز المجرة (مجرة التبانة) وليس دورانها حول الأرض , فهي بالنسبة للمجموعة الشمسية ثابتة والكواكب من حولها دوارة بما فيها الأرض , وهي بالنسبة للمجرة متحركة مع المجاميع الأخرى في فلك عظيم جدا حول مركز المجرة وليس الأرض ..
هذا بعض ما في جعبتي لهذا اليوم ..
إن لم تجد به مقنع فزدنا ..
تحياتي الطيبة ..
أخوكم
علي جاسم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[29 Mar 2009, 06:01 م]ـ
الأخ الفاضل على جاسم
أولاً: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ثانياً: يعجبني أسلوبك الساخر ولا يغضبني إلا بمقدار مخالفته للحق.
ثالثاً: عنوان مشاركتك " وهم الحس" الذي يبدو أنك ومن خلال حبكتك الجميلة شكلاً والمهلهلة مضمونا تتهمني وغيري أننا من ضحايا وهم الحس كما اسميتها ولهذا جاءت استدلالتنا بعيدة عن الصواب، أما أنت فقد أصبت كبد الحقيقة لأنك لم تكن ضحية من ضحايا وهم الحس.
والآن تعال لترى من خلال قطعتك الأدبية التي خذلك فيها حسك كيف أنك ناقضت نفسك من أول الطريق وأيدت فكرتك بحس الآخرين لا بحسك أنت فقلتَ:
أحبتي في الله ..
كنت أحسب الخلاف بيننا حول مسألة واحدة , حتى جاء أخي محب القرآن وأفرغ كنانته فأضاف إلى الخلاف قضية أخرى أراها تستلزم الرد والتعقيب.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالأخ الكريم عبد الرحمن -كما أسلفت- أختلف معه في أنه يعتبر حرفية النص أو ظاهر النص كما يسميها , ولا يلقي بالا للكشوف العلمية التي ثبتت ثبوتا قطعيا , ولا يريد أن يصدق أولئك الذين فتقوا جلدة السماء وعبروا غلاف الأرض وسبحوا في سديم الفضاء , فرأوا بأمّ أعينهم دوران الأرض حول الشمس , وهذا موضوع -كما قلت- واسع متشعب لا يسعه المقام , آمل أن نتناوله في غير موضع بشيء من التفصيل يشاركنا فيه أهل الملتقى الأفاضل.
ثم واصلت تهدم فكرتك وأنت لا تشعر، فقلت:
.................................................. .............................. هذا الخلاف وكفى!! ولكن أخي محب القرآن فتح بابا آخر لنقاش بل للخلاف , وذلكم الباب هو التسليم بالحقيقة الحسية , والتي جعلها حجر أساس في فهم النص المذكور , وفاته –زاده الله علما- أن الحقائق الحسية هي في الغالب حقائق جزئية لا كلية ..
فقد قال رعاه الله " وأما الحس فنحن نرى الشمس تطلع من المشرق ثم تتحرك حتى تختفي في جهة المغرب.
فهذا هو نهارنا ودليله كالشمس في رابعة النهار , وأما نهارك فلا أدري أين هو".
]
فقلي بربك: متى تنقلب الحقيقة الحسية إلى وهم؟
ثم واصلت مقطوعتك الرصينة فقلت:
[ align=center
وأقول لأخي محب القرآن
[ align=center] أوردها سعد وسعد مشتمل ما هكذا تورد يا سعد الإبل
أهذا نهارك أخي الحبيب!! فوالله أضوء منه ليلة عمياء محق الله بدرها وأطفأ نجومها , وتاه بها حتى لصوص السمع من الشياطين.
تقول لي الحس , وأصدّق بالحس , ودليلي الحس!! ولا أدري والله منذ متى والمسلم يقف عند حدود الحس؟؟!! ويجعل من الحقيقة الحسية أمرا مسلم به , بل ويجعل منها نهارا وهاجا لا جدال معه؟؟!!
]
وهنا عدة أمور:
أولاً: تمنيت أنك لم تقسم، فالقسم لا يكون إلا على مثل الشمس في رابعة النهار.
ثانياً: من قال لك إن المسلم يقف عند حدود الحس؟
ثالثاً: التسليم بالحقيقة الحسية مطلوب شرعاً وعقلاً ولو لم نسلم بالحقائق الحسية لأصبحنا في عداد المجانين.
ثم قلت:
يا أخي الحبيب ..
علمنا القرآن أن للحقيقة مراتب ثلاث
مرتبة دنيا وهي الحقيقة الحسية
ومرتبة فوقها وهي الحقيقة العقلية
وفوق هذه وتلك مرتبة الحقيقة القلبية (الغيبية)
]
وأنا أقول إن في القرآن ما يدل على عكس ما تقول ولعلي أقف مع هذه النقطة وقفة مستقلة فيما بعد إن شاء الله تعالى.
ثم إنك وصلت فقلت:
والتسليم بالحقيقة الحسية هو حظ الأنعام .. ورحم الله ابن القيم "طائر الطبع يرى الحبة وعين العقل ترى الشرك".
والتسليم بالحقيقة العقلية هو حظ الإنسان الذي ميزه الله بالعقل ..
والتسليم بالحقيقة القلبية (الغيبية) هو حظ المؤمن الذي يذهب بقلبه إلى حيث تقصر خطى العقل وينقطع مداه ..
وإليك بيان ذلك
يرى الحس الحجر حجرا ولا شيء وراء ذلك , ويراه العقل نسيج محكم من الذرات متصل بعضها ببعض , في كل ذرة بروتون ونيوترون تدور حول نواة الذرة , ويراه القلب كائنا مسبحا بحمد الله تعالى {وإن من شيء إلا يسبح بحمده} .. فأي الحقائق أصدق وأحق؟؟!! بل انظر الفارق البعيد بين ما يراه الحس ويعلمه العقل ويؤمن به القلب.
فأدنى مراتب الحقيقة هو ما يراه الحس , فإذا خطوت خطوة وراء الحس انتقلت إلى مرتبة أعلى وهي العقل , فإذا خطوت خطوة أخرى انتقلت إلى أعلى المراتب وهي الحقيقة القلبية , والشريعة علمتنا أن نعتبر الحقيقة القلبية على أن نحترم الحقيقة العقلية ولا نسقطها من حساباتنا في أمر الدنيا ..
]
وأنا أقول لك هذا خلط في الاستشهاد فالحس يحكم على الحجر بأنه حجر لأنه قد عرف شكله وعرف صفاته، فمن أنكر أن الحجر ليس بحجر ليس أمامك إلا أن تقول انظر إليه والمسه بيدك إنه صلب إنه حجر.
والتسليم بالحقيقة الحسية لا يمنع من التسليم بالحقيقة العقلية وهي حسية في نفس الوقت لأن العقل قد تلقاها عن طريق الحواس فعلم أن الحجر مكون من ذرات. وكذلك لا يمنع من التسليم بالحقيقة الإيمانية المبنية على الخبر الصادق بأن الحجر يُسبح لله تعالى.
فالتسليم بالحقيقة الحسية ليس من حظ الأنعام اطلاقاً.
ثم تواصل الكلام فتقول:
تقول لي -عافاك الله- الحقيقة الحسية هي النهار , وهي البرهان الذي يقطع كل حجة ويخرس كل لسان .. فأجبني عما يلي
(يُتْبَعُ)
(/)
يرى الحس الأمواج تصطخب فوق أديم الأرض , وهي في حكم العقل أمواج من سرابٍ خادعٍ لا تملأ ملعقة , فأي الحقيقتين هي النهار الحسية أم العقلية؟؟
]
وأنا أقول لك الحس يرى سراباً ولا يرى أمواجا،لا ما يملأ ملعقة ولا أقل من ملعقة. الإشكال لو أنه يرى أمواجا حقيقية مضطربة ثم تأتي إليه وتقول إنه هذه أمواج ساكنة لا تتحرك فعليك حينها أن تثبت لها ذلك وتقول إنك قد وقعت في وهم الحس.
ثم تقول:
ويرى الحس الميت محض جثة جامدة هامدة , وهي لم تزل في حكم العقل متغيرة متحللة لعناصرها الأولى فأي الحقيقتين هي النهار الحسية أم العقلية؟؟
ويرى الحس اللحد على قدّ الميت , وهو في حسابات القلب روضة فسيحة من رياض الجنة أو هو في حسابات القلب حفرة من النار أضيق مما يراه الحس , فأي الحقيقتين هي النهار الحسية أم القلبية؟؟!
]
وأنا أقو لك الجثة والتحلل كلاهما حقائق حسية والعقل فقط بحث عن سر التحلل.
وكذلك كون اللحد على قد الميت فهو حقيقة حسية، ولا منافاة بينه وبين الحقيقة الإيمانية.
ثم تواصل فتقول:
ويرى الحس النجوم تتلألأ نورا , وهي في العقل أجرام سماوية مظلمة لولا انعكاس ضوء الشمس ما أنارت ولا تلألأت , فأي الحقيقتين هي النهار الحسية أم العقلية؟؟!
ويرى الحس البدر كأنه قرص من الفضة صقيل , ومن ذلك شبهوا الحبيبة بالبدر , وهو في عين الراصد الفلكي كوكب أرضه فيها الحفر والأخاديد والنتوءات , كجلد الأجرب , فأي الحقيقتين هي النهار الحسية أم العقلية؟؟!
]
أما هذه فهي من جنس ما نحن بصدده وأقول لك هات برهانك على أن النجوم والقمر هم على ما ذكرت من الأوصاف قبل أن تجعل منها حقائق عقلية.
ثم تواصل مقطوعتك الرائعة فتقول:
ويرى الحس وجه الميت ساكنا كوجه التمثال , وهو في حكم القلب يتقلب في أعطاف النعيم أو يشوى على جمر الجحيم , فأي الحقيقتين هي النهار الحسية أم القلبية؟؟
]
وأنا أقول وجه الميت ساكن كوجه التمثال حقيقة حسية صادقة لا ينفيها حقيقة ما هو فيه من النعيم أو الجحيم.
ثم تستمر في ضرب الأمثلة:
ويهبط الحجر فلا يزيد الحس على أن رأى حجرا هبط , ولعله هبط في حسابات القلب من خشية الله فأي الحقيقتين هي النهار؟ الحسية أم القلبية؟؟!
]
فأقول:كون الحجر قد يكون هبط من خشية الله لا ينافي حقيقة هبوطه الحسي.
أما قولك:
ويرى الحس الأرض منبسطة أمامه فيقطع أنها مستوية وهي في العقل كروية أو دحيوية بمعنى أدق , فأي الحقيقتين هي النهار الحسية أم العقلية؟؟
]
وأنا أقول لك لا تنافي بين الحقيقتين فلأولى ثابتة بالحس وبالخبر على المعنى الصحيح المراد في كتاب الله، والثانية ثابتة بدليل العقل ومفهوم النص والحمد لله رب العالمين.
ثم تقول:
ثم إن كانت المسألة واضحة كالنهار كما تدعي , فلم لم تسعفنا بمخطط فلكي –مخطط واحد فقط- ولو افتراضي!! يرينا دوران الشمس حول الأرض؟؟! وأعيدها لك -وقلتها سلفا- لا تأتي به ولن تأتي به ولو كان بعضكم لبعض ظهيرا , وأنا على استعداد أن أهديك إلى مخطط بل عشرات المخططات على الشبكة تريك صدق مذهبي , بل هنالك مقاطع فديو حية تصور حركة الأرض , ولكنك أخي الحبيب لا تريد إلا ما تريد ..
]
وأنا أقول لك ما قلت لك سابقاً هات برهانك من قولك أو من منقولك على أن الأرض هي التي تدور حول الشمس.
أما حركة الأرض فليس هو موضع نقاشنا كما سبق وأن أوضحنا لك وقلنا لك أن الأدلة من القرآن محتملة ونحتاج إلى مرجح فقط.
أما المخططات فنقول لك أثبت العرش ثم انقش. أثبت صحة المخططات أولاً ثم استدل كيفما تشاء.
ثم تواصل مستنجدا بالغزالي رحمه الله تعالى لما أعيتك الحيل فتقول:
دع كلامي واسمع للغزالي يرحمه الله ماذا يقول في المنقذ من الضلال
" فانتهى بي طول التشكيك إلى أن لم تسمح نفسي بتسليم الأمان في المحسوسات ومن أين الثقة بها وأقوى الحواس حاسة البصر , وهي تنظر إلى الظل فتراه واقفا غير متحرك , وتحكم بنفي الحركة , ثم بالتجربة [طبعا يقصد المتابعة العقلية] والمشاهدة بعد ساعة تعرف أنه متحرك , وأنه لم يتحرك دفعة بغتة , بل على التدريج ذرة ذرة حتى لم تكن له حالة وقوف.
وتنظر إلى الكوكب فتراه صغيرا في مقدار دينار , ثم الأدلة الهندسية [طبعا يعني العقلية] تدل على أنه أكبر من الأرض في المقدار.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا وأمثاله من المحسوسات يحكم فيها حاكم الحس بأحكامه ويكذبه حاكم العقل ويخونه تكذيبا لا سبيل لمدافعته. انتهى كلام الغزالي.
أتقرأ أخي الحبيب " ....... لا سبيل لمدافعته " لأن الحقيقة العقلية إذا سطعت غارت الحقيقة الحسية ..
]
وأنا أقول لك وهل كلام الغزالي حجة؟ وهل هو معصوم من الخطأ؟
كيف لا نثق بالمحسوسات والله تبارك وتعالى جعل الحواس طريقاً للعلم فقال:
(وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) سورة النحل (78)
وهذه الأمثلة التي ضربها الغزالي تُوصل إليها بالحس، فالظل دل الحس أنه يتحرك وينتقل وهذا ما نشاهده، وصغر الشيء وكبره أدركه الناس بعقولهم وحواسهم فأي جرم تراه من قريب بحجم ثم إذا ابتعدت عنه رأيته بحجم آخر أصغر منه وهذا أدركناه بالحس والعقل ولله الحمد.
فأين المشكلة؟ الحقائق يا أخي لا تتصادم وإنما تتوافق، فالحقيقة العقلية لا يمكن أن تغيب أو تلغي حقيقة حسية.
وأما قولك:
ومن كلامٍ لابن تيمية يرحمه الله "ولا أعلم فى القضايا الحسية كلية لا يمكن نقضها" وقال في غير موضع " أن القضايا الحسية لا تكون إلا جزئية ". انتهى كلام ابن تيمية.
]
فكلام ابن تيمة لا يرد على ما نحن فيه، وإنما هو بصدد الرد على المناطقة وهذا موضوع آخر.
.
ثم تواصل القول فتقول:
ونحن نرى الشمس تطلع , والشمس تغرب , ولا يزيد الحس على تسجيل حركة الشمس , كما لا يزيد الحس على رؤية حجمها بقدر الدينار وهو مخطئ بحكم العقل , فكيف تأتّى لنا أن نقطع بدوران الشمس حول الأرض , أليس حريا بنا أن نتريث في هذه الحقيقة الحسية وقد ناقضت الحقيقة العقلية التي ثبتت ثبوتا قطعيا حتى باتت من المسلمات , بل باتت كالنهار الذي لا يحتاج إلى دليل.
]
الحس يثبت الحركة للشمس ونحن نتمسك بهذه الحقيقة الحسية حتى يأتي دليل عقلي أقوى ينقلنا عن هذه الحقيقة الحسية، ولا دليل حتى الآن.
أما الحجم فإن الدليل العقلي الذي قد ثبت بالحس هو الذي يجعلنا نحكم على حجم الشمس الذي نراه ليس حقيقة حسية.
أما قولك كيف تأتى لنا ......... ألخ
فاقول لك أنت تستشهد بمحل الخلاف، حيث إنا نقول: ليس هناك حقيقة عقلية ثبتت ثبوتا قطعيا حتى باتت من المسلمات. وطالبناك بالدليل ولم تأت بشيء
وتقول:
ثم خبرني أعزك الله
أليس حريا بنا أن نسأل أهل التخصص في هذا الأمر؟؟
]
وأنا أقول لك: بلى.
ولكن أهل التخصص ليست كلمتهم واحدة حتى الآن، ثم إن أهل التخصص كلامهم في هذه القضية بالذات لا يتعدى الكلام النظري ولم يبلغ حد الحقيقة العلمية.
أما قولك:
فإن أشكل علينا مثلا فهم قوله تعالى { .... ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما .. الآية}. سألنا أهل التخصص من الأطباء فبينوها لنا
وإن أشكل علينا فهم قوله تعالى {ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود} سألنا علماء الأرض والجيولوجيا فبينوها لنا ..
وإذا أشكل علينا قوله تعالى {مرج البحرين يلتقيان} أو قوله {أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه ظلمات بعضها فوق بعض} سألنا علماء البحار فبينوها لنا.
فإذا أشكل علينا قوله {والقمر قدرناه منازل} أو قوله {وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم .. الآية} أو قوله سبحانه {والشمس تجري لمستقر لها} سألنا علماء الفلك وأهل المراصد الفلكية فبينوها لنا ..
فعلام نرجع في كل ذلك إلى أهل التخصص نستوضح ما أشكل فهمه أو نستجلي ما عُمّي علينا , ولا نرجع لعلماء الفلك في فهم هذه الآيات؟؟!.
* * *
]
فأقول الآيات ليس فيها اشكال ولله الحمد وما فعله الطب هنا لا يزيد عن أنه درس مراحل تكون الجنين فوجد أنه مطابق لما في القرآن.
وكذلك بخصوص الآيات بخصوص الجبال.
وكذلك آيات المرج والموج كل ما فعله علماء البحار أنهم اكتشفوا أن الواقع كما وصف الله تعالى في كتابه.
وكذلك آيات القمر والشمس ليس فيها اشكال حتى نرجع إلى علماء الفلك، ولو أن القرآن توقف فهمه على أقوال هؤلاء لما كان حجة بل كانت الحجة هي أقوالهم.
ثم تقول
ومسألة أخرى يبدو أنك قد أسقطتها من حساباتك
(يُتْبَعُ)
(/)
يا أخي الحبيب فضيلة الشيخ ابن عثيمين عالم جليل من علماء الأمة نعم , ولكن هذا لا يعني أنه معصوم من الخطأ , ولا يعني أن فتواه قبس من التنزيل , فلم لم يخطر ببالنا –ولو خطرة عابرة- أن ابن عثيمين يرحمه الله رأى رأيا فأخطأ , أو قدر أمرا فما أصاب , أو اجتهد تفسيرا فما حالفه التوفيق , وكل ذلك وارد , وكل ذلك ممكن , فلم لا نضعه في حساباتنا؟؟! خصوصا والعلم قد أثبت وبما لا يقبل الشك خلاف رأي ابن عثيمين؟؟.
* * *
]
وأنا لم أقل إن الشيخ رحمه الله معصوم من الخطأ ولم أقل إن كلامه حجة ثم أنا لا أقلد بن عثيمين وإنما أقول لك منهجه في الاستدلال وبخاصة في موضوع دوران الأرض من عدمه هو المنهج السليم ولا أحد يستطيع أن يثبت أنه أخطأ في استدلاله.
أما قولك " خصوصا والعلم قد أثبت وبما لا يقبل الشك خلاف رأي ابن عثيمين؟؟ ".
فهذا هو محل الخلاف.
ثم لماذا تجوز الخطأ على بن عثيمين ولا تزن بهذا الميزان مع أصحاب الاختصاص الذين نراك تسليم بأقوالهم من غير حجة تقدمها لنا؟
ثم أخيراً تقول:
أما بالنسبة للشمس فهي نعم تجري بنص القرآن , فلما سألنا أهل العلم المتخصصين قالوا جريانها هو دورانها حول مركز المجرة (مجرة التبانة) وليس دورانها حول الأرض , فهي بالنسبة للمجموعة الشمسية ثابتة والكواكب من حولها دوارة بما فيها الأرض , وهي بالنسبة للمجرة متحركة مع المجاميع الأخرى في فلك عظيم جدا حول مركز المجرة وليس الأرض ..
هذا بعض ما في جعبتي لهذا اليوم ..
إن لم تجد به مقنع فزدنا ..
تحياتي الطيبة ..
أخوكم
علي جاسم
وأنا أعجب من هؤلاء المتخصصين الذين جعلتهم المرجع في تفسير القرآن، أليسوا هم الذين كانوا يقولون إن الشمس ثابته لا تتحرك ويكذبون القرآن، ثم اكتشفوا أنهم كانوا على خطأ وقالوا إن الشمس تجري ولكن جرينها ...... ؟
ألا تخشى أن يكونوا قد أخطأوا في هذه المرة أيضا؟
فمن أوردها مشتملاً أنا أم أنت؟
ثم أذكرك بأصل النقاش وهو ما كتبته لك في ختام المداخلة السابقة:
"وختاما أذكرك بما قلناه سابقاً:
ثبت لدينا بالدليل القطعي حركة الشمس.
وأما الأرض فالأدلة تتأرجح بين الإثبات والنفي وعليه نحتاج إلى مرجح وحتى نجد هذا المرجح فنحن على قول بن عثمين رحمه الله وهو قول عالم بصير بما يقول يدلك على كيفية التعامل مع النصوص الشرعية بصورة صحيحة.
وهذه هي خلاصة كلامه في المسألة كما نقله أخونا عبد الرحمن الوشمي:
"أما رأينا حول دوران الشمس على الأرض الذي يحصل به تعاقب الليل والنهار، فإننا مستمسكون بظاهر الكتاب والسنة من أن الشمس تدور على الأرض دوراناً يحصل به تعاقب الليل والنهار، حتى يقوم دليل قطعي يكون لنا حجة بصرف ظاهر الكتاب والسنة إليه - وأنى ذلك - فالواجب على المؤمن أن يستمسك بظاهر القرآن الكريم والسنة في هذه الأمور وغيرها ..
وأما عن كون الأرض ثابتة فذكر رحمه الله:
خلاصة رأينا حول دوران الأرض أنه من الأمور التي لم يرد فيها نفي ولا إثبات لا في الكتاب ولا في السنة، وذلك لأن قوله تعالى: {وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ}. ليس بصريح في دورانها، وإن كان بعض الناس قد استدل بها عليه محتجاً بأن قوله: {أَن تَمِيدَ بِكُمْ}. يدل على أن للأرض حركة، لولا هذه الرواسي لاضطربت بمن عليها.
ـ[علي جاسم]ــــــــ[31 Mar 2009, 10:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب محب القرآن .. بارك الله فيك .. وجزاك خيرا .. هذا أولا ..
ثانيا أرجو أن لا يذهب بك الظن أني أريد أن أمسك بسوء بأسلوبي الذي يبدو متهكما نوعا ما .. أنا ما أردت به علم الله إلا أن أستفرغ كنانتك حتى آخر سهم مع الود والحب ..
ثالثا يأتيك الرد عن قريب إن شاء الله , وتحمل لجاجتي في هذا الموضوع رعاك الله ..
أخوكم
علي
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[31 Mar 2009, 02:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب محب القرآن .. بارك الله فيك .. وجزاك خيرا .. هذا أولا ..
ثانيا أرجو أن لا يذهب بك الظن أني أريد أن أمسك بسوء بأسلوبي الذي يبدو متهكما نوعا ما .. أنا ما أردت به علم الله إلا أن أستفرغ كنانتك حتى آخر سهم مع الود والحب ..
ثالثا يأتيك الرد عن قريب إن شاء الله , وتحمل لجاجتي في هذا الموضوع رعاك الله ..
أخوكم
علي
(يُتْبَعُ)
(/)
وأنا في انتظار مقطوعاتك الرائعة، ولكن أتمنى لو تبتعد قليلا عن الكلام المرسل الخطابي وتقترب من الأسلوب العلمي الذي يعتمد الدليل والبرهان.
وعلى الرحب والسعة.
والود والمحبة في الله موصولة بإذن الله
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[31 Mar 2009, 09:33 م]ـ
?وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَاْلأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً?
1 - ذكر الربط هنا يدل على القوة في التثبيت، وذلك لأنه كناية عنها، والكناية تدل على المعنى، وتذكر دليله، ودليل القوة هنا هو الربط، يقول الشنقيطي:" ويفهم من هذه الآية الكريمة: أن من كان في طاعة ربه جل وعلا، أنه تعالى يقوي قلبه، ويثبته على تحمل الشدائد، والصبر الجميل ".
2 - كون المربوط عليه وهو (القلب) (على قلوبهم) يشعر بأن شأنهم أن يخافوا، وفيه دليل على عظم التهديد الذي واجهوه، لكن الله ربط على قلوبهم، فتحملوا ذلك، وهدأت نفوسهم، وكثيراً ما يذكر هذا الأسلوب مع الخائفين، كما هو حال أم موسى عليه السلام ?وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغاً إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ? [القصص: 10].
3 - "وتعدية فعل (ربطنا) بحرف الاستعلاء للمبالغة في الشد، لأن حرف الاستعلاء مستعار لمعنى التمكن من الفعل".
4 - ذكر القيام هنا أشكل على المفسرين، ما المراد منه؟ فقيل إنهم قاموا من نومهم فقالوا: ?رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً?، أو أنهم قاموا عند الملك فقالوا ذلك، والذي يظهر لي أن القيام يدل على اهتمامهم، وانشغال همهم بالأمر الذي أخرجهم، وهو الإيمان والدعوة إليه، ولهذا نجد أن ما يناسب الربط على قلوبهم هو قيامهم عند الملك، لأنه موقف محفوف بالخطر.
5 - هنا ذكر لقولهم الثاني: ?فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً?، ونلحظ فيه ذكر كلمة (رب) وتكرارها كما هو الحال في قولهم الأول.
6 - تعريف الرب سبحانه بالإضافة إلى ضميرهم، ثم إلى السموات والأرض، فيه تشريف لأنفسهم، وافتخار بمعبودهم أمام مَلَئِهم.
7 - ذكر (السماوات والأرض) هنا وإضافة الرب إليها للإشعار بأن مسير السماوات والأرض وحافظها هو من ندعوه سبحانه ليحفظنا، وهو من نعبده ونوحده.
8 - النفي بـ (لن) في (لن ندعو) للإشعار باستمرار ذلك في المستقبل، ولو قيل: لا نعبد لما أفهم ذلك.
9 - ذكر (الدعاء) دون (نعبد)، لأن الدعاء هو العبادة، وهو أظهر ما يصرفه المشركون لغير الله، ويقول ابن عاشور:"وذكروا الدعاء دون العبادة لأن الدعاء يشمل الأقوال كلها من إجراء وصف الإلهية على غير الله، ومن نداء غير الله عند السؤال".
10 - وصف الإله بـ (من دونه) للإشعار بدونية ذلك المدعو، وتقديم الجار والمجرور على المفعول (إلهاً) دون أن يقال (لن ندعو إلهاً من دونه) للاهتمام بإظهار أمر الدونية هذا، وأنه بحد ذاته كاف لترك دعائه.
11 - ذكر وصف الألوهية دون الربوبية بأن يقال (رباً) لأن الربوبية مما لا يستطيعون إدعاءه لعجزهم، وعجز معبوداتهم عن ذلك.
12 - مجيء كلمة (إلهاً) منكرة تدل على أن هذا الوصف والحكم صالح مع كل إله من دون الله.
13 - اللام في (لقد) موطئة للقسم، وهي تدل على التوكيد، ومجيء (قد) داخلة على الماضي تدل على التوكيد أيضاً، فعلم من ذل شدة اهتمامهم بما يقولون، وأنهم لو دعوا غير الله لكانوا بذلك قد جاوزوا الحد في مجانبة الحق.
14 - ذكر مادة (الشطط) هنا، ومجيئها بالمصدر دليل على المبالغة الشديدة في مجاوزة الحد في مجانبة الصواب، وفيها إلماحة إلى وضوح دلائل الإيمان، وأن من حاد عنه فقد شط وأبعد، يقول الشنقيطي:" وهذه الآية الكريمة تدل دلالة واضحة على أن من أشرك مع خالق السموات والأرض معبوداً آخر فقد جاء بأمر شطط بعيد عن الحق والصواب في غاية الجور والتعدي".
?هَؤُلَاء قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلاَ يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً?
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - الإشارة إلى قومهم بـ (هؤلاء) في مقام اللوم والذم فيه تحقير لهم وتشنيع عليهم، يقول ابن عاشور:"والإشارة إلى قومهم بـ (هؤلاء) لقصد تمييزهم بما سيخبر به عنهم، وفي هذه الإشارة تعريض بالتعجب من حالهم وتفضيح صنعهم، وهو من لوازم قصد التمييز".
2 - تبيين المشار إليهم وتحديدهم بـ (قومنا) ونسبة ذلك إليهم فيه مزيد فضح لجرمهم، لأنهم أعرف بهم.
3 - ذكر مادة الاتخاذ (اتخذوا) تدل على القصد والتخيُّر.
4 - النص على المتخذ (من دونه آلهة)، ومجيء ذلك بالجمع يدل على تعدد آلهتهم، وهذا مخالف لمقتضى العقل والفطرة والقياس.
5 - في قولهم (لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً) استدلال وحجاج يقتضيه العقل، ومثل هؤلاء يحسن جدالهم من خلال منطقهم لإقامة الحجة عليهم.
6 - و (لولا) حرف تحْضيض. حقيقتهُ: الحثّ على تحصيل مدخولها، ولما كان الإتيان بسلطان على ثبوت الإلهية للأصنام التي اتخذوها آلهة متعذراً بقرينة أنهم أنكروه عليهم انصرف التحضيض إلى التبكيت والتغليط، أي اتخذوا آلهة من دون الله لا برهان على إلهيتهم.
7 - في قوله: (عليهم) أي: على ألوهية آلهتهم، أو صحة اتخاذها، والحمل على الأمرين أولى.
8 - ذكر كلمة (سلطان) فيها إشارة إلى الدليل القوي الذي يكون في مقام السلطان في قوته، والحق دائماً يكون معه سلطان وبرهان ودليل.
9 - وصف (السلطان) (بالبيّن) تقطع السبيل على حججهم الموهمة والواهنة، وفي هذا تبكيت لهم وإلقام للحجر.
10 - ذكر أداة السؤال (من) في (فمن أظلم) فيه إنكار عليهم بإدعاء الشريك مع الله.
11 - ذكر مادة الظلم هنا دليل على أن الشرك والكذب على الله من أعظم الظلم.
12 - ذكر الافتراء وكونه على الله فيه توبيخ شديد لهم.
13 - ذكر الكذب بعد الافتراء فيه تفصيل لنوع الافتراء، وأنه كذب، والكذب من أرذل الأخلاق وأسوئها.
? وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقاً ?
1 - يتعين أن يكون هذا من كلام بعضهم لبعض على سبيل النصح والمشورة الصائبة.
2 - ذكر الاعتزال (اعتزلتموهم) وكونه بعد (إذ) يفيد أن ذلك قد تم وانقضى، وأنه ينبغي أن يبنى عليه أمر آخر، وهو هنا توجيههم إلى الكهف.
3 - ذكر مادة الاعتزال توحي بالافتراق، وقد تكون صورته في الاعتقاد، أو في الأجساد، والاعتزال يشعر بعدم الملاقاة وعدم الاتفاق.
4 - ذكر المعتزل وهو قولهم، (وما يعبدون) دليل على أن المعتقد له الأثر الأكبر في تنظيم علاقات الناس، فهم قد اعتزلوا قومهم، واعتزلوا ما يعبد قومهم من دون الله.
5 - الاستثناء في (إلا الله) منقطع، فهذا لا يعني أنهم كانوا يعبدون الله.
6 - ذكر الإيواء في (فأووا) وترتّبه على ما سبق يدل على حاجتهم إليه، وأنه الحل لمشكلتهم، والإيواء ذكر معهم سابقا، ً وهو يشعر بحاجتهم إلى مأوى يجدون فيه الأمان، وهذا دليل على عظم المنة على الإنسان بوجود مأوى (مسكن) يأوي إليه.
7 - ذكر (الكهف) وتكرار ذكره يدل على عظم شأنه في هذه القصة، وقد قدمنا بعض دلالات ذلك.
8 - قد يكون في ذكر المكان إتمام لعملهم السابق، فيكون المراد إذا كنتم قد اعتزلتم قومكم عقدياً، فاعتزلوهم جسدياً.
9 - ذكر مادة النشر (ينشر) فيه دلالة السعة، وكون ذلك مع ا لرحمة فيه فضل عظيم.
10 - في قوله (لكم) تدل اللام على اختصاصهم بذلك.
11 - ذكر وصف الربوبية تكرر كثيراً، وهو يتناسب مع الرحمة والسعة.
12 - في ذكر (من) مع الرحمة (من رحمته) ما يدل على سعة رحمة الله، وهذا المنشور الواسع جزء من تلك الرحمة الواسعة.
13 - ذكر التهيئة مناسب لطلبهم ذلك من قلبهم، وكذلك الرحمة ?رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدا?، فهذا دليل على استجابة الله لدعائهم، وهذا يشحذ همم المؤمنين للاهتمام بأمر الدعاء، وخصوصاً في الشدائد.
14 - في ذكر مادة التهيئة ما يشعر بالعناية تشبيهاً بتهيئة القرى للضيف المعتنى به.
15 - مجيء الفعلين (يهيئ وينشر) مجزومين في جواب الطلب (فأووا) يدل على الثقة بالرجاء والدعاء، وقد ساقوه مساق الحاصل لشدة ثقتهم بلطف ربهم بالمؤمنين.
(يُتْبَعُ)
(/)
16 - ذكر (مرفقاً) يتناسب مع مطلبهم من قبل (رشداً)، والمرفق هو كل ما ينتفع به، ولم يأت (رشداً) كما طلبوا في الدعاء، كحال بقية مطلوباتهم، وإنما جاء تحديد ذلك بـ (مرتفقاً) لأنه الأنفع لهم، وهو الذي تقوم به حاجتهم.
17 - تقديم (لكم) في الموضعين يشعر بالاهتمام بشأنهم، وفيه تشويق لهذا الذي يختصون به، يقول، أبو السعود:" وتقديمُ لكم في الموضعين لما مر مراراً من الإيذان من أول الأمر بكون المؤخر من منافعهم والتشويقِ إلى وروده".
?وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً?
1 - هذا بيان لحالهم لما أووا إلى الكهف، وفي الكلام حذف هو قمة البلاغة والتقدير فأووا إلى الكهف، واتخذوا أمكنتهم، فكان من حالهم أنك ترى الشمس إذا طلعت .... ، وإنما حذف لأنه مفهوم، ولا تتعلق به أحداث مهمة.
2 - في قوله (وترى) توجيه للخطاب لمحمد صلى الله عليه وسلم، أو لكل من يحسن معه الخطاب، ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرَ ذلك، وإنما ذُكر فعل الرؤية للتدليل على أنه من العلم الصحيح الذي يقوم مقام الرؤية، كما أن في فعل الرؤية ما يحرك الوجدان، ويجلب الصور إلى الذهن حتى لكأنها قائمة، وذلك أوقع في النفس وأكثر أثراً.
3 - ذكر الشمس خصوصاً في الرؤية (وترى الشمس) لأنها أبرز المُشاهدات، ويُستدل من خلالها على أمور كثيرة.
4 - ذكر حالة (الطلوع) إذا طلعت، وكونها بـ (إذا) فيه دلالة على القطع بذلك، وذكر الطلوع أولاً، لأنه الأول، ولأنه سلطان الشمس، ولأنه الذي يتلو النوم الذي هو سمتهم.
5 - في ذكر مادة (الزور) (تزاور) وبصيغة التفاعل ما يشير إلى نوع انحراف غير مألوف عن مكانهم.
6 - إضافة الكهف إليهم (كهفهم) لأنه أصبح مأواهم، وربما لم يدخله غيرهم، أو لم يبق أحد فيه كبقائهم فيه حتى أصبح كأنه لهم.
7 - "الإتيان بفعل المضارعة للدلالة على تكرر ذلك كل يوم".
8 - تحديد جهة التزاور، وأنها (ذات اليمين)، وذكرها أولاً فيه عناية بشأن هذه الجهة إما لإدخال النور عليهم، وإما لأنها الأمر الخارج عن المألوف في حركة الشمس، وذكر (ذات) دون (يميناً) فيه إلماح بقصد الجهة صاحبة اليمين، لأن (ذات) بمعنى صاحب، وقد يراد أنها تميل عن الكهف إلى جهة اليمين، فيدخل فيه قليل من شعاعها لتطهيره من دون أن يؤذيهم ذلك وهم نائمون.
9 - ذكر الحالة المقابلة لطلوع الشمس وهي الغروب (وإذا غربت) لاستكمال الأحوال، إذا قد يرد سؤال عن ذلك مفاده: وما شأنها عند الغروب.
10 - ذكر مادة (القرض) المشعرة بالقطع تدل على سرعة غروب الشمس عن كهفهم، يقول الشنقيطيي: تقرضهم "من القرض بمعنى القطيعة والصرم، أي تقطعهم وتتجافى عنهم، ولا تقربهم، وهذا المعنى معروف في كلام العرب، ومنه قول غيلان ذي الرمة:
نظرت بجرعاء السبية نظرة ضحى وسواد العين في الماء شامس
إلى ظعن يقرضن أفواز مشرف شمالاً وعن أيمانهن الفوراس
فقوله: «يقرضن أفواز مشرف» أي يقطعنها، ويبعدنها ناحية الشمال".
11 - ذكر الجهة الأخرى وهي الشمال (ذات الشمال) فيه عناية ببيان حال كلا الجهتين.
12 - الجملة الحالية (وهم في فجوة منه) تدل على أنهم في مكان لا تصلهم فيه الشمس بتقدير العزيز العليم، يقول ابن عاشور:" والفجوة: المتسع من داخل الكهف، بحيث لم يكونوا قريبين من فم الكهف، وفي تلك الفجوة عون على حفظ هذا الكهف كما هو".
13 - هذا التدبير العجيب "يدل على أن فم الكهف كان مفتوحاً إلى الشمال الشرقي، فالشمس إذا طلعت تطلع على جانب الكهف ولا تخترقه أشعتُها، وإذا غربتْ كانت أشعتها أبعد عن فم الكهف منها حينَ طلوعها، وهذا وضع عجيب يسّره الله لهم بحكمته ليكون داخلُ الكهف بحالة اعتدال؛ فلا ينتاب البِلى أجسادَهم، وذلك من آيات قدرة الله.
14 - ذكر الشمس وأحوالها معهم فيه دليل على خرق العادة، وعظم شأن الشمس مع النائمين، أو ساكني الكهوف، بدليل (ذلك من آيات الله).
15 - الإشارة بالبعيد (ذلك) لتعظيم شأن تلك الآيات للفت النظر إليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
16 - كون ذلك من (آيات الله) الظاهر فيه دعوة للتفكير في مدبر ذلك، وكيف حفظهم، وهيَّأ لهم تلك الأجرام وذلك المكان.
17 - ذكر الاهتداء والضلال في ختام الآية ?مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِدا? يشير إلى أن مثل هذا يقود إلى هداية الله، ومن يضل بعد هذا فلن يجد مَنْ يرشده.
18 - ما ألطف ذكر الرشد والولاية هنا (ولياً مرشداً) لأن ما حصل هو مقتضى هذين الوصفين، فالله هو وليهم وناصرهم، وهو مرشدهم سبحانه، لأن المرشد هو:"الذي يُبين للحيران وجه الرشد، وهو إصابة المطلوب من الخير".
?وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً?
1 - هذه حالة أخرى تتعلق بوصف هيآتهم بعد وصف مكانهم.
2 - ذكر مادة (الحسبان) فيه إشارة أن صورتهم قد توهم خلاف الحقيقة، يقول ابن عاشور:" ومعنى حسبانهم أيقاظاً: أنهم في حالة تشبه حال اليقظة، وتخالف حال النوم، فقيل: كانت أعينهم مفتوحة".
3 - "صيغ فعل (تحسبهم) مضارعاً للدلالة على أن ذلك يتكرر مدة طويلة".
4 - تقديم حالة اليقظة في الحسبان (أيقاظاً) لغرابتها، فالحالة الغالبة لحالهم هي النوم، ومع هذا من يراهم يظن أنهم مستيقظون، وهذا أعظم في رد الشر عنهم وهو من تيسير الله لهم.
5 - ذكر الجملة الحالية (وهم رقود) لبيان حقيقة الأمر، وإنما جاءت حالة اليقظة بالاسم (أيقاظاً)، وحالة الرقود بالجملة (وهم رقود)؛ لأن الأولى متوهمة غير مؤكدة ولا ثابتة، بينما الثانية مؤكدة وثابتة، والجملة أقوى في ذلك من المفرد.
6 - ذكر التقليب ونسبته إلى الله بضمير الجمع (ونقلبهم) فيه عظم المنة عليهم، إذا المتولي أمرهم هو ربهم سبحانه، والتقليب مهم لبقاء حالتهم، وإلا تعفنوا، أو تضرروا، أو أكلتهم الأرض، ولو كان التقليب من فعلهم لقيل: (ويتقلبون).
7 - "الإتيان بالمضارع للدلالة على التجدد ".
8 - تحديد جهات التقليب (ذات ا ليمين، ذات الشمال) لبيان استكمال التقليب لكلا الجهتين، وحتى لا يُتوهم أنهم تقلبوا على جهة واحدة فحسب.
9 - ذكر الكلب معهم ونسبته إليهم (وكلبهم) مع أنه من أخبث الحيوانات فيه إشارة إلى شرف صحبة الأخيار، وأن من يفعل ذلك يربح ولو ذكراً حسناً، يقول الشنقيطي: "واعلم أن ذكره جل وعلا في كتابه هذا الكلب، وكونه باسطاً ذراعيه بوصيد كهفهم في معرض التنويه بشأنهم - يدل على أن صحبة الأخيار عظيمة الفائد، وقال ابن كثير:"وشملت كلبَهم بركتهم، فأصابه ما أصابهم من النوم على تلك الحال. وهذا فائدة صحبة الأخيار؛ فإنه صار لهذا الكلب ذكر وخبر وشأن.".
10 - ذكر هيئة الكلب (باسط ذراعيه بالوصيد) فيه دلالة على كونه على هيئة مناسبة للحراسة، وهذا آمَنُ لهم.
11 - قصر حالة التقليب عليهم "يدل على أن تقليبهم لليمين وللشمال كرامة لهم، بمنحهم حالة الأحياء وعناية بهم، ولذلك لم يذكر التقليب لكلبهم بل استمر في مكانه باسطاً ذراعيه شأن جلسة الكل."، ولهذا قيل: إن "عدم تقليب الكلب عن يمينه وشماله يدل على أن تقليبهم ليس من أسباب سلامتهم من البلى، وإلا لكان كلبهم مثلهم فيه، بل هو كرامة لهم".
12 - قد يكون عدم تقليب الكلب عائدا إلى كونه رمزاً لحفظهم ممن يقترب منهم، فلو كان يتقلب مثلهم، لربما لفت الأنظار لأنه على باب الكهف.
13 - تحديد مكان الكلب (بالوصيد) الذي هو مدخل الكهف (الباب، أو عتبته) يتناسب مع تهيئة المكان لهم، بحيث أصبح صحيَّاً بحركة الشمس المذكورة، وآمناً بوجود هذا الكلب.
14 - "الاطلاع: الإشراف على الشيء ورؤيته من مكان مرتفع، لأنه افتعال من طَلع إذا ارتقى جَبلا، فصيغ الافتعال للمبالغة في الارتقاء، وضمن معنى الإشراف فعدِّي بـ (على)، ثم استعمل ... في رؤية الشيء الذي لا يراه أحد".
(يُتْبَعُ)
(/)
15 - ذكر التولية التي هي الانصراف بالجسد، أو الذهن، دليل على رؤية ما يوجبها في ذلك الكهف، وليس ذلك راجعا-بالضرورة- إلى صورة أجسادهم، بل قد يكون سببه الخوف من عدد كهذا في موقع كهذا، يقول ابن عاشور:"وليس المراد الرعب من ذواتهم، إذ ليس في ذواتهم ما يخالف خلق الناس، ولا الخوف من كونهم أمواتاً إذ لم يكن الرعب من الأموات من خلال العرب".
16 - ذكر الفرار بعد التولية لبيان نوعية التولية، لأنها قد تكون بالجسد، وقد تكون بالاهتمام والعناية مثل: عبس وتولى، فلما أريد أنها هنا بالجسد قيل (فرارا)، وهو من باب المفعول المطلق المبين للنوع، وقد أبرز صورة حركية لحجم الخوف الذي يلحق من يطلع عليهم.
17 - ذكر الجار والمجرور (منهم) وتقديمه على المفعول المطلق (فرارا) يدل على أنهم هم مصدر الإخافة، وذلك لأن (من) لابتداء الغاية.
18 - عطف فعل (ملئت) على (وليت) يدل على ما يراه المطلع لأول وهلة يوجب له الفرار، فإذا دقق في أمرهم ازداد الأمر، وامتلأ قلبه رعباً على غير المعهود، لأن أمرهم كله عجب، وقد جاء النظم الكريم على هذا النسق، مع أن المتبادر أن يكون الرعب أولاً، لأنه عمل القلب، ثم يكون الفرار بعده، لأنه عمل الجسد لما ذكرنا.
19 - ذكر مادة الامتلاء (ملئت) لتصوير حجم الخوف الذي يصيب المطلع عليهم.
20 - جاءت كلمة (رعبا) تمييزا لبيان الإبهام الناتج عن الفعل (ملئت)، حيث يعن في الذهن سؤال: ماذا ملئت؟ فقيل: رعباً.
21 - ذكر الرعب دون الخوف، لأنه أشد الخوف، والخوف قد يكون محمودا، وأما الرعب فهو حالة مذمومة، وقد ذكرت في القرآن في غير هذا الموضع أربع مرات معرّفة (الرعب) في أربع سور، وهي الحشر، وآل عمران، والأنفال، والأحزاب، وكلها كانت تخص الكافرين.
يتضح مما سبق عظم منة الله على هؤلاء الفتية، وكيف أنه رحمهم، وهيأ لهم ما يحميهم، استجابة لطلبهم: ?رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً?، ويمكننا إجمال صور الحفظ والرحمة والتهيئة فيما يأتي:
أ- إلهام الله لهم بأن يأووا إلى الكهف، لأنه أبعد عن الأنظار وأكثر هدوءاً.
ب- الضرب على الآذان حتى لا يسمعوا الأصوات.
ج- تزاور الشمس عنهم شروقا وقرضها لهم غروباً، بحيث تطهر كهفهم، ولا يزعجهم ضوؤها، وهذا يدل أن الضوء من منغصات النوم.
د- كونهم على هيئة اليقظان، يوجب لهم من الحماية ما لا يخفى.
ه- تقليبهم الدائم حتى لا تأكل الأرض أجسادهم، أو لتدل تلك الحركة على حياتهم، فيكون ذلك مصدر حماية لهم.
و- وجود ما يخيف من اطلع عليهم يجعلهم أكثر أماناً، وأبعد من أي اعتداء، يقول ابن كثير:" أنه تعالى ألقى عليهم المهابة بحيث لا يقع نظر أحد عليهم إلا هابهم؛ لما ألبسوا من المهابة والذعر، لئلا يدنو منهم أحد ولا تمسهم يد لامس، حتى يبلغ الكتاب أجله، وتنقضي رقدتهم التي شاء تبارك وتعالى فيهم، لما له في ذلك من الحجة والحكمة البالغة، والرحمة الواسعة".
ز- وجود الكلب – باًسطا يديه - على فوهة الكهف يعد مصدر حماية لهم.
ويتضح من كل ذلك كيف هيئت لهم أسباب الحفظ والبقاء من جميع النواحي: الخاصة بأجسادهم، أو بمن يقدم عليهم، أو بما يحيط بهم، أو بمكانهم، أو بمن يرافقهم.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[01 Apr 2009, 12:41 ص]ـ
السلام عليكم
الأخ عبد الرحمن
لي سؤال حول الفائدة من الدعوة بصيغة المتكلمين في قولهم " .... لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً " إذ المبلغين والدعاه يخاطبون الناس بصيغة المخاطب؛فإن كانوا دعاة لقومهم لماذا تكلموا بصيغة المتكلم؟
ولو كانوا قد قاموا أمام الملك لماذا تركهم؛
الأخ على جاسم
قولك أما بالنسبة للشمس فهي نعم تجري بنص القرآن , فلما سألنا أهل العلم المتخصصين قالوا جريانها هو دورانها حول مركز المجرة (مجرة التبانة) وليس دورانها حول الأرض , فهي بالنسبة للمجموعة الشمسية ثابتة والكواكب من حولها دوارة بما فيها الأرض , هناك اختلاف في السرعة النسبية بين مكونات المجموعة الشمسية؛ونحن من الأرض نرى وجها واحدا من الشمس؛ولكن قد نكون أقرب لأحد قطبيها فى وقت ما من الآخر الذى نقترب منه في وقت لاحق من السنة؛فعلى التدقيق لا يقال أن الشمس ثابتة بالنسبة للمجموعة الشمسية
(يُتْبَعُ)
(/)
وحركة الدوران ليست بسيطة بل مركبة؛ فهي ليست قطارا يجرى على محيط دائرة بل كرة أو شبه كرة تدور حول محورها وتدور فى فلكها فى نفس الوقت
وأرجو أن تبدى رأيك فى المداخلة 31 هل توافقنى على أن طلوع القمر كل ليلة دليل على دوران الأرض حول محورها
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[01 Apr 2009, 02:25 م]ـ
السلام عليكم
الأخ عبد الرحمن
لي سؤال حول الفائدة من الدعوة بصيغة المتكلمين في قولهم " .... لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً " إذ المبلغين والدعاه يخاطبون الناس بصيغة المخاطب؛فإن كانوا دعاة لقومهم لماذا تكلموا بصيغة المتكلم؟
ولو كانوا قد قاموا أمام الملك لماذا تركهم؛
--------------------------
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله وبياك أخي مصطفى وسدد على طريق الحق خطاك ..
أثمن لك تعليقاتك القيمة .. وفقك ربي وأعانك ..
قلت لك سلفا أن الآية تحتمل معنيين .. فما اخترته أنت وارد ومحتمل ..
وأما الدعوة بصيغة المتكلم فأعتقد أنها وردت في نصوص الوحيين بشكل جلي لا يخفى على أمثالك:: ألست تقرأ قوله تعالى:
(قل إنما أمرت أن أعبد الله ولا أشرك به إليه أدعو وإليه مآب) وقوله (قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين , وأمرت لأن أكون أول المسلمين , قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم) .. والآيات في هذا كثيرة ..
لا يخفى عليك أخي المبارك أن لكل مقام مقال .. والإنسان الحصيف الموفق هو الذي يتقن فن الدعوة إلى الله ويستخدم الأسلوب المناسب في المكان المناسب ليجني من وراء دعوته ثمارا يانعة تسر الناظرين .. فقد لا تجدي الدعوة إلى الله بصيغة المخاطب مع أشخاص معينين كما لو كانت بصيغة المتكلم .. بل قد تلحق أحيانا بصاحبها ضررا وتفسد أكثر من أن تصلح!! .. والحديث عن الدعوة وأساليبها متشعب ليس هذا مقامه ..
أما قولك ـ حفظك الله ـ لماذا تركهم الملك؟ .. فالله أعلم .. ولم أقف على سبب ذلك .. ولكن حسبي أن أقول لك (فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين) (وهو يتولى الصالحين) ..
ولعل الإخوة الأفاضل يثرون القصة بفوائدهم لنستنير بها .. وفقهم الله ..
ووفقك أخي مصطفى وجزاك خير الجزاء .. آمين ..
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[02 Apr 2009, 12:02 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
جزاكم الله خيرا أخى الكريم
استخدام صيغة المتكلم تكون ردا على سؤال " قال فمن ربكما ياموسى * قال ربنا الذى ... " طه 49 ,50 وفى الآيات التى نقلتها سبقها -قل- التى تعنى أنه في حوار معهم مثل آية الأنعام 14 " قُلْ أَغَيْرَ ?للَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ ?لسَّمَ?وَ?تِ وَ?لأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي? أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ?لْمُشْرِكَينَ " التى فيها قل الثانية تفيد أنهم ردوا عليه بسؤال؛فأمر أن يقول لهم؛وإلا لماذا تكررت قل
و من أرسل فيرسل " ... أن اعبدوا الله .. " ومن لم يرسل ولكنه يدع " اتبعوا من لا يسئلكم أجرا وهم مهتدون "يس 21 لابد أن يكون الخطاب واضحا لتقوم به الحجة.
إن القول بأنهم قاموا بين يدي الملك ليس له دليل؛لا من السياق ولا من خارجه
وإن تفكرنا فيه نجد أنه إن كانوا قد قاموا بين يديه فهناك احتمالان لرد فعله تجاههم
إما أنه آمن بما يقولون وفى هذه الحال لن يعتزلوا
وإما أنه لم يؤمن وفي هذا لتصرفه معهم احتمالان
إما أن يؤمنهم على أنفسهم ولكن يأمرهم ألا يدعوا؛وفى هذه لاداعى للاعتزال
وإما أنه سيغضب عليهم ويقتلهم أو يسجنهم
والسياق لا يتفق مع أي من هذه الاحتمالات
بل يتفق مع كونهم لم يقوموا بين يدي الملك
تحياتى ودعواتى
ـ[علي جاسم]ــــــــ[03 Apr 2009, 10:57 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين , وأتم الصلاة وأفضل التسليم , على المبعوث رحمة للعالمين , وآله الطيبين وصحبه الميامين ..
وبعد.
أخي الكريم محب القرآن ..
بادي ذي بدء ومن قبيل الاعتزاز بك , أقدم لك نصيحة من أخ محب لك في الله , إن شئت عظ عليها النواجذ وإن شيت لفها وارمها وراء ظهرك.
أقول لك أخي الحبيب .. لا تتعجل ..
لا في قراءة المقال ولا في الرد عليه .. وإلا كنت الذي قيل فيه "أساء سمعا فأساء إجابة" أو في حالتنا " أساء قراءة فأساء ردا" ..
(يُتْبَعُ)
(/)
لست أتكلم عن الرد الذي كتبته , وهو بعد كناسة رأي لا رأي , وقشور فكر ليس فيها لبابها , وإنما أتكلم عن أمثل طريق , سواء في القراءة والتدقيق , أو النقد والتحقيق ..
ردك الأخير أخي الحبيب , مهلهل شكلا ومضمونا , لم أقلها من غيض –علم الله - بل من حرص على أن يكون أخي –محب القرآن- كما أتوسم وأرجو ..
قرأت مقالتك فعلمت .. بل قطعت أنك تسرعت بالقراءة , فتسرعت بالرد عليها , فكنت في ردك (حاطب ليل) يمزع من هنا مزعة , ويمتلخ أخرى من هناك , ويجتث ثالثة من هنالك ..
ولولا مخافة أن يستحيل المقال بيننا إلى جدال .. والجدال إلى سجال .. والسجال إلى قتال , وحينها تحبط الأعمال , لأخذت بيدك أخذ الرفيق , ومررتُ بك على الطريق , أريك مواضع اللبس في فهمك , ومواطن الخلط في فكرك ..
أصل موضوعنا كان دوران الأرض حول الشمس , إذن فخير لنا أن لا نُبعد عنه ونخوض في سفسطة جدلية ليس وراءها طائل ..
وقبل أن أدلي بدلوي في موضوعنا الموسوم , أمر بعجالة سريعة على ما كتبت أدلك على مواضع الخطأ عندك ..
1 - الحقيقة الحسية والعقلية عندك قد نفش بعضها في بعض فلا تستبين واحدة من أخرى فصرت تخلط هذه بتلك وتلك بهذه .. [شرحها يخرجنا عن الموضوع]
2 - الحس يكون تارة حاكم .. وتارة خادم .. حاكم دون العقل وخادم تحت العقل .. لو عرفت درجة ما بينهما ما نقدت أمثلتي .. [شرحها يخرجنا عن الموضوع]
3 - إذا كان الحس يرى السراب سرابا فما فضل العقل إذن؟؟!. ولماذا يهرع إليه الظمآن .. ثم ألم يقل الله {يحسبه} ويحسبه من معاني يتوهمه .. [ش ,ي , ع , م]
4 - الآية التي ذكرت أخي هي حجة عليك لا لك (لو تريثت) .. [ش , ي , ع , م]
5 - لا أعرف والله من أين استنتجت عبقريتك أني أستنجد بالغزالي؟؟!!!!!!.
6 - قلت " أما الحجم فإن الدليل العقلي الذي قد ثبت بالحس هو الذي يجعلنا نحكم على حجم الشمس الذي نراه ليس حقيقة حسية" ولا أعرف لماذا لم تذكر لنا دليلك العقلي هذا ..
7 - وقلت " وأنا أعجب من هؤلاء المتخصصين الذين جعلتهم المرجع في تفسير القرآن" ولا اذكر أني قلت (تفسير القرآن) بل بعض آيات القرآن التي تستلزم أهل التخصص إذا أشكل فهمها .. فعلام تقولني ما لم أقل ..
* * *
هذه عجالة سريعة لما في كلمتك من خلط ولبس ..
أرجو أن تراجع ما كتبت ..
* * *
أما بالنسبة للدليل الذي طلبت فأراني وإياك كمن يقول لسائل أن وراء الربوة بحر , اسلك الطرق الفلاني تصل إليه , فقال متعنتا لا أومن حتى تثبت وجود البحر!!
يا أخي اسلك هذا الطريق يثبت لك ..
لا أومن حتى تثبت ..
فما كان إلا أن ذهب الهادي واغترف له من البحر غرفة لعلها تثبت له أن البحر موجود ..
يا أخي الحبيب .. قلت لك فيما سلف إن أردت أن تعرف هذه المسألة على وجه التحقيق فابحث في الشبكة عن موضوع دوران الأرض وسترى عشرات المواقع التي تتكلم عن هذه الحقيقة العلمية التي باتت من المسلمات ..
ولكن يبدو أنك لم تسلك هذا الطريق .. وما كلفت نفسك التحقيق , فما كان مني إلا أن اغترفت لك من بحر الشبكة غرفة , وهذه غرفتي أنثلها بين يديك فدونك هذا الرابط
http://www.55a.net/firas/arabic/?page=show_det&id=687
ومعه هدية أربعة عشر رابطا
http://www.dahsha.com/viewarticle.php?id=23687
http://www.youtube.com/watch?v=bEMJk10zJsg
http://www.rasme.com/modules/article/view.article.php/article=159
http://www.islampedia.com/ijaz/Html/02-2.htm
http://www.ksu.edu.sa/sites/Colleges/Arabic%20Colleges/CollegeOfScience/physics/AsPhAra/Pages/SolarSystem.aspx
http://www.gl3a.com/vb/showthread.php?t=22230
http://www.vip00.net/vb/archive/index.php/t-672
http://members.tripod.com/ayahweijaz/space10.htm
http://www.kaheel7.com/modules.php?name=News&file=article&sid=507
http://majdah.maktoob.com/vb/majdah108659/
http://www.moon15.com/vb/archive/index.php/t-48158.html
http://qasweb.org/qasforum/index.php?showtopic=1560
http://www.jasas.net/vb/showthread.php?p=7546
http://ilhad.blogspot.com/2007/08/blog-post_2544.html
في هذه الروابط أخي الحبيب تقارير علمية موثقة كاملة ودقيقة ..
وفيها مخططا فلكية مفصلة ..
وفيها مقاطع يوتيوب ..
وأرقام وإحصاءات رياضية دقيقة ..
وعلم دقيق اسمه الفيزياء الفلكية –إن كنت سمعت به- قام على أسس علمية وحسابات دقيقة حد الثانية ..
هذا .. وإن استزدت زدناك .. وأغلب الظن أنك ستكذب كل هذه الروابط وتقول ليست هي بحجة على دوران الأرض .. ولا أعرف والله كيف تكون الحجة إذن ..
والعجيب يا أخي أن حساباتهم الفلكية حول كسوف الشمس وخسوف القمر بل ومواقع الخسوف الكلي والجزئي على الأرض , العجيب أنها تأتي دقيقة جدا , مع العلم أن أساس نظريتهم خطأ , فالأرض ثابتة وحساباتهم مبنية على الدوران!!! ترى هل هي صدفة!!
على أني لا زلت أتحداك أن تأتيني بمخطط واحد , -يا أخي ولو افتراضي- يرينا دوران الشمس حول الأرض ..
دعك من المخطط .. أجبني عن هذا السؤال .. كم هي سرعة دوران الشمس حول الأرض؟؟!!
وقلتها وأعيدها عن يقين راسخ بها , لا تأتي به .. ولن تأتي به .. لأنه لا يوجد إلا في وهمك .. كجنون المجنون لا يوجد إلا في رأسه ..
تحياتي الطيبة .. ننتظر مخططكم!!!!!!!!!!!!!!!
أخوكم
علي جاسم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[03 Apr 2009, 02:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين , وأتم الصلاة وأفضل التسليم , على المبعوث رحمة للعالمين , وآله الطيبين وصحبه الميامين ..
وبعد.
أخي الكريم محب القرآن ..
بادي ذي بدء ومن قبيل الاعتزاز بك , أقدم لك نصيحة من أخ محب لك في الله , إن شئت عظ عليها النواجذ وإن شيت لفها وارمها وراء ظهرك.
أقول لك أخي الحبيب .. لا تتعجل ..
لا في قراءة المقال ولا في الرد عليه .. وإلا كنت الذي قيل فيه "أساء سمعا فأساء إجابة" أو في حالتنا " أساء قراءة فأساء ردا" ..
لست أتكلم عن الرد الذي كتبته , وهو بعد كناسة رأي لا رأي , وقشور فكر ليس فيها لبابها , وإنما أتكلم عن أمثل طريق , سواء في القراءة والتدقيق , أو النقد والتحقيق ..
ردك الأخير أخي الحبيب , مهلهل شكلا ومضمونا , لم أقلها من غيض –علم الله - بل من حرص على أن يكون أخي –محب القرآن- كما أتوسم وأرجو ..
قرأت مقالتك فعلمت .. بل قطعت أنك تسرعت بالقراءة , فتسرعت بالرد عليها , فكنت في ردك (حاطب ليل) يمزع من هنا مزعة , ويمتلخ أخرى من هناك , ويجتث ثالثة من هنالك ..
ولولا مخافة أن يستحيل المقال بيننا إلى جدال .. والجدال إلى سجال .. والسجال إلى قتال , وحينها تحبط الأعمال , لأخذت بيدك أخذ الرفيق , ومررتُ بك على الطريق , أريك مواضع اللبس في فهمك , ومواطن الخلط في فكرك ..
أصل موضوعنا كان دوران الأرض حول الشمس , إذن فخير لنا أن لا نُبعد عنه ونخوض في سفسطة جدلية ليس وراءها طائل ..
وقبل أن أدلي بدلوي في موضوعنا الموسوم , أمر بعجالة سريعة على ما كتبت أدلك على مواضع الخطأ عندك ..
1 - الحقيقة الحسية والعقلية عندك قد نفش بعضها في بعض فلا تستبين واحدة من أخرى فصرت تخلط هذه بتلك وتلك بهذه .. [شرحها يخرجنا عن الموضوع]
2 - الحس يكون تارة حاكم .. وتارة خادم .. حاكم دون العقل وخادم تحت العقل .. لو عرفت درجة ما بينهما ما نقدت أمثلتي .. [شرحها يخرجنا عن الموضوع]
3 - إذا كان الحس يرى السراب سرابا فما فضل العقل إذن؟؟!. ولماذا يهرع إليه الظمآن .. ثم ألم يقل الله {يحسبه} ويحسبه من معاني يتوهمه .. [ش ,ي , ع , م]
4 - الآية التي ذكرت أخي هي حجة عليك لا لك (لو تريثت) .. [ش , ي , ع , م]
5 - لا أعرف والله من أين استنتجت عبقريتك أني أستنجد بالغزالي؟؟!!!!!!.
6 - قلت " أما الحجم فإن الدليل العقلي الذي قد ثبت بالحس هو الذي يجعلنا نحكم على حجم الشمس الذي نراه ليس حقيقة حسية" ولا أعرف لماذا لم تذكر لنا دليلك العقلي هذا ..
7 - وقلت " وأنا أعجب من هؤلاء المتخصصين الذين جعلتهم المرجع في تفسير القرآن" ولا اذكر أني قلت (تفسير القرآن) بل بعض آيات القرآن التي تستلزم أهل التخصص إذا أشكل فهمها .. فعلام تقولني ما لم أقل ..
* * *
هذه عجالة سريعة لما في كلمتك من خلط ولبس ..
أرجو أن تراجع ما كتبت ..
أولا: حياك الله يا أخ علي وحيا الله عنواينك الرنانة
ثم دعني أن أرد على ما زعمته من خلط ولبس في كلمتي فالحكمة ضالتي وأرجو أن أدركها.
فأما النصيحة فمقبولة وأما رأيك فهو رأيك ولا حجر على الأراء ما دامت في حدود اللياقة.
وما نعت به كلامي من أوصاف فأنا أترك الحكم للقارئ، ولكن أرد على بعض نقاطك مع أن أكثرها ليس فيه شيء حتى أرد عليه، ولكن أرد على البعض ومنها قولك:
"إذا كان الحس يرى السراب سرابا فما فضل العقل إذن؟؟!. ولماذا يهرع إليه الظمآن .. ثم ألم يقل الله {يحسبه} ويحسبه من معاني يتوهمه .. "ي
لو أنك تأملت الأية لعرفت ذلك دون عناء فالآية لم تنف أن الحس يرى السراب سرابا، وإنما نسبت الآية الحسبان إلى الظمآن الذ اشتد به العطش فاختل عنده الحس فلم يعد هو الحَكَم هنا بالنسبة له.
وأما قولك:
"قلت " أما الحجم فإن الدليل العقلي الذي قد ثبت بالحس هو الذي يجعلنا نحكم على حجم الشمس الذي نراه ليس حقيقة حسية" ولا أعرف لماذا لم تذكر لنا دليلك العقلي هذا .. "
لو تأملت كلامي لعرفت الدليل ولوجدته مكتوبا فيما كتبت لك.
أما بقية النقاط فهي مبهمة وليس لدي القدرة على أمور مبهمة.
أما الروابط فأعدك أني سأنظر فيها فإن وجدت حقا قبلته ولا إشكال عندي في ذلك.
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[04 Apr 2009, 03:30 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ليسمح لي الأخ الفاضل محب القرآن الكريم وفقه الله أن أرد على بعض ما ورد في روابط أخي الكريم علي جاسم حفظه الله وجعله مباركا أينما كان ..
فقد أفادنا قبل أن ندلف إليها بأنها تضم أرقاما وإحصاءات ومخططات وووو .. ثم وصفها بتكرار منه ملفت للانتباه أنها (دقيقة)!! ..
لا عليك أخي الفاضل علي أنا لن أتطرق إلى هذا كله .. فلستُ فلكيا ولا رائد فضاء!! ..
ولكن في بعض الروابط وخاصة الرابع منها كلاما يحتاج إلى مزيد إيضاح ألا وهو:
تفسير قوله تعالى (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء)
وهنا سأنقل لك بعض كلام العلماء عند هذه الآية فهم أعلم بكتاب الله من علماء الفلك!! .. كما أفيدك بأنني لن أقتصر على أقوال العلامة العثيمين رحمه الله حتى لا تصفني بالمتعصب أو المقلد!! .. وإليك أخي ـ بورك فيك ـ ما تيسر لي نقله::ـ
في هذه الآية قولان: القول الأول هو أن ما يحصل للجبال من مرور وتحرك إنما هو في الآخرة , والقول الثاني بأنه في الدنيا ..
ولكن القول الأول يرجحه:
1 - أن هذا المعنى هو الغالب في القرآن.
2 - دلالة السياق فان من تأمل السياق وجده يتحدث عن يوم القيامة قال تعالى:
((وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ , وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ , حَتَّى إِذَا جَاؤُوا قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ , وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنطِقُونَ , أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ , وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ , وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ , مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ , وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ))
والقول بأن ((أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)) في الدنيا
و ((وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ)) في الآخرة
و ((وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)) في الدنيا
و ((مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ)) في الآخرة
هذا القول لا يناسب البلاغة والفصاحة!! ..
3 - قرينة العطف بالواو كما ذكر الشيخ الشنقيطي.
4 - إنه القول المأثور عن السلف رحمهم الله , كابن كثير وغيره ..
وهي أدلة كما ترى قوية.
وأما القول الآخر فيعتمد دلالة كلمة صنع و أتقن كل شيء.
قال القشيريّ: وهذا يوم القيامة؛ أي هي لكثرتها كأنها جامدة؛ أي واقفة في مرأى العين وإن كانت في أنفسها تسير سير السحاب، والسحاب المتراكم يظن أنها واقفة وهي تسير؛ أي تمر مر السحاب حتى لا يبقى منها شيء، فقال الله تعالى:
{وَسُيِّرَتِ ?لْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً}
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله عند تفسيره لقول الله عز وجل: {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْراً} (الطور:9):
(يُتْبَعُ)
(/)
( ... وهذه الآية تدل على أن قول الله تبارك وتعالى في سورة النمل: {وترى الجبال تحسبها جامدةً وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون}. فإن هذه الآية هي نفس هذه الآية التي في الطور من حيث المعنى، فيكون قوله تبارك وتعالى: {وترى الجبال تحسبها جامدةً وهي تمر مر السحاب} يعني يوم القيامة ولا شك، ومن فسرها بأن ذلك في الدنيا وأنه دليل على أن الأرض تدور فقد حرَّف الكَلم عن مواضعه، وقال على الله ما لا يعلم، وتفسير القرآن ليس بالأمر الهين، لأن تفسير القرآن يعني أنك تشهد على أن الله أراد به كذا وكذا، فلابد أن يكون هناك دليل: إما من القرآن نفسه، وإما من السنة، وإما من تفسير الصحابة - رضي الله عنهم - أما أن يحول الإنسان القرآن على المعنى الذي يراه بعقله أو برأيه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار».
والمهم أن تفسير قوله: {وترى الجبال تحسبها جامدةً وهي تمر مر السحاب} يراد به ما في الدنيا، تفسير باطل لا يجوز الاعتماد عليه، ولا المعول عليه، أما كون الأرض تدور أو لا تدور، فهذا يعلم من دليل آخر، إما بحسب الواقع، وإما بالقرآن، وإما بالسنة، ولا يجوز أبداً أن نحمل القرآن معاني لا يدل عليها من أجل أن نؤيد نظرية أو أمراً واقعاً، لكنه لا يدل عليه اللفظ، لأن هذا أمر خطير جداً.) انتهى
وقال أيضا:ـ
وسير الجبال ومرورها مر السحاب هذا لا يكون إلا يوم القيامة أما في الحياة الدنيا
فالله يقول: {أَلَم نَجعَلِ الأَرضَ مِهَادًا ـ وَالجِبَالَ أَوتَادًا}
و الوتد في كتب اللغة: الشيء الثابت في الأرض.
وقال تعالى: {وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوقِهَا}
وقال:
... ثم إن الناس في ذلك اليوم، تراهم: أي: فتظنهم سكارى، وما هم بسكارى؛ لأنه من شدة الهول يكون الإنسان يتصرف كالمرعوب، كالسكران، وما هم بسكارى، ولكن عذاب الله شديد.
ومن هنا يتبين بطلان من رجح أن معنى قول الله تعالى: (وترى الجبال تحسبها جامدة، وهي تمر مر السحاب) أن ذلك في الدنيا، وليس في الآخرة، واستدل به على دواران الأرض.وقد علل أن قوله تعالى: (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب) بأنه لو كان يوم القيامة، لكان خطأً؛ لأن الناس يوم القيامة لا يتوهمون الأشياء، بل يرونها على حقيقتها، فلا يرون الجبال يحسبونها جامدة.
فنقول: هذا غلط، ها هو الله يقول: (وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد)، فيتوهمون أن هؤلاء ـ الذين ليس بسكارى ـ يتوهمون أنهم سكارى، والإنسان إنسان، في الدنيا وفي الآخرة ..
وأختم بهذه الفتوى التفصيلية للعلامة العثيمين رحمه الله:
جواب فيه تفصيل أكثر لشيخنا العثيمين ـ رحمه الله تعالى رحمة واسعة ـ حيث يقول ـ جواباً على السؤال التالي:
ما معنى قوله تعالى (وترى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ) وهل يستدل بهذه الآية على صحة القول بدوران الأرض؟
فأجاب رحمه الله تعالى: بالنسبة لسؤال المرأة عن قوله تعالى (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ) فهذه الآية في يوم القيامة لأن الله ذكرها بعد ذكر النفخ في الصور وقال (وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87) وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88) مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ) فالآية هذه في يوم القيامة بدليل ما قبلها وما بعدها وليست في الدنيا وقوله تحسبها جامدة أي ساكنة لا تتحرك ولكنها تمر مر السحاب لأنها تكون هباءً منثوراً يتطاير وأما الاستدلال بها على صحة دوران الأرض فليس كذلك هذا الاستدلال غير صحيح لما ذكرنا من أنها تكون يوم القيامة ومسألة دوران الأرض وعدم دورانها الخوض فيها في الواقع من فضول العلم لأنها ليست مسألة يتعين
(يُتْبَعُ)
(/)
على العباد العلم بها ويتوقف صحة إيمانهم على ذلك ولو كانت هكذا لكان بيانها في القرآن والسنة بياناً ظاهراً لا خفاء فيه وحيث إن الأمر هكذا فإنه لا ينبغي أن يتعب الإنسان نفسه في الخوض بذلك ولكن الشأن كل الشأن فيما يذكر من أن الأرض تدور وأن الشمس ثابتة وأن اختلاف الليل والنهار يكون بسبب دوران الأرض حول الشمس فإن هذا القول باطل يبطله ظاهر القرآن فإن ظاهر القرآن والسنة يدل على أن الذي يدور حول الأرض أو يدور على الأرض هي الشمس فإن الله يقول في القرآن الكريم (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) فقال تجري فأضاف الجريان إليها وقال (وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ) فهنا أربعة أفعال كلها أضافها الله إلى الشمس إذا طلعت تزاور وإذا غربت تقرضهم هذه الأفعال الأربعة المضافة إلى الشمس ما الذي يقتضي صرفها عن ظاهرها وأن نقول إذا طلعت في رأي العين وتتزاور في رأي العين وإذا غربت في رأي العين وتقرضهم في رأي العين ما الذي يوجب لنا أن نحرف الآية عن ظاهرها إلى هذا المعنى سوى نظريات أو تقديرات قد لا تبلغ أن تكون نظرية لمجرد أوهام والله تعالى يقول (مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ) والإنسان ما أوتي من العلم إلا قليلاً وإذا كان يجهل حقيقة روحه التي بين جنبيه كما قال الله تعالى (وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الرُّوحِ قُلْ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً) فكيف يحاول أن يعرف هذا الكون الذي هو أعظم من خلقه كما قال الله تعالى (لَخَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) فنحن نقول إن نظرية كون اختلاف الليل والنهار من أجل دوران الأرض على الشمس هذه النظرية باطلة لمخالفتها لظاهر القرآن الذي تكلم به الخالق سبحانه وتعالى وهو أعلم بخلقه وأعلم بما خلق فكيف نحرف كلام ربنا عن ظاهره من أجل مجرد نظريات اختلف فيها أيضاً أهل النظر فإنه لم يزل القول بأن الأرض ساكنة وأن الشمس تدور عليها لم يزل سائداً إلى هذه العصور المتأخرة ثم إننا نقول إن الله تعالى ذكر أنه يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل والتكوير بمعنى التدوير وإذا كان كذلك فمن أين يأتي الليل والنهار إلا من الشمس وإذا كان لا يأتي الليل والنهار إلا من الشمس دل هذا على أن الذي يلتف حول الأرض هو الشمس لأنه يكون كذلك بالتكوير ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه أنه قال لأبي ذر رضي الله عنه وقد غربت الشمس (أتدري أين تذهب قال الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب فتسجد تحت العرش) إلى آخر الحديث وهذا دليل على أنها هي التي تتحرك نحو الأرض لقوله (أتدري أين تذهب) وفي الحديث المذكور قال (فإن أذن لها وإلا قيل ارجعي من حيث جئت فتخرج من مغربها) وهذا دليل على أنها هي التي تدور على الأرض وهذا الأمر هو الواجب على المؤمن اعتقاده عملاً بظاهر كلام ربه العليم بكل شيء دون النظر إلى هذه النظريات التالفة والتي سيدور الزمان عليها ويقبرها كما قبر نظريات أخرى بالية هذا ما نعتقده في هذه المسألة أما مسألة دوران الأرض فإننا كما قلنا أولاً ينبغي أن يعرض عنها لأنها من فضول العلم ولو كانت من الأمور التي يجب على المؤمن أن يعتقدها إثباتاً أو نفياً لكان الله تعالى يبينها بياناً ظاهراً لكن الخطر كله أن نقول إن الأرض تدور وأن الشمس هي الساكنة وأن اختلاف الليل والنهار يكون باختلاف دوران الأرض هذا هو الخطأ العظيم لأنه مخالف لظاهر القرآن والسنة ونحن مؤمنون بالله ورسوله نعلم أن الله تعالى يتكلم عن علم وأنه لا يمكن أن يكون ظاهر كلامه خلاف الحق ونعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم كذلك عن علم ونعلم أنه أنصح الخلق وأفصح الخلق ولا يمكن أن يكون يأتي في أمته بكلام ظاهره خلاف ما يريده صلى الله عليه وسلم فعلينا في هذه الأمور العظيمة علينا أن نؤمن بظاهر كلام الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم اللهم إلا أن يأتي من الأمور اليقينيات الحسيات المعلومة علماً يقينياً بما يخالف ظاهر القرآن فإننا في هذه الحالة يكون فهمنا بأن هذا ظاهر القرآن غير صحيح ويمكن أن نقول إن القرآن يريد كذا وكذا مما يوافق الواقع المعين المحسوس الذي لا ينفرد فيه أحد وذلك لأن الدلالة القطعية لا يمكن أن تتعارض أي أنه لا يمكن أن يتعارض دليلان قطعيان أبداً إذ أنه لو تعارضا لأمكن رفع أحدهما بالآخر وإذا أمكن رفع أحدهما بالآخر لم يكونا قطعيين والمهم أنه يجب علينا في هذه المسألة أن نؤمن بأن الشمس تدور على الأرض وأن اختلاف الليل والنهار ليس بسبب دوران الأرض ولكنه بسبب دوران الشمس حول الأرض. انتهى.
من فتاوى نور على الدرب (النسخة الحاسوبية،الصادرة عن مؤسسة ابن عثيمين الخيرية)
هذا ما أحببت إيراده في هذه المسألة .. والله الهادي إلى سواء السبيل ..
وفقكم الله لكل خير ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[05 Apr 2009, 05:42 م]ـ
الأخ الفاضل عبد الرحمن
حفظك الله ورعاك وسدد على طريق الخير خطاك.
وبعد:
لقد طال الحديث مع الأخ علي جاسم وأنا كان خلافي معه أو كنت أريد أن أنبهه إلى أن طريقة الشيخ بن عثيمين في الاستدلال هي السليمة في موضوع حركة الأرض فالأدلة محتملة وحملها على أحد الاحتمالات دون دليل لا يجوز.
والأخ علي قال إن الأرض ثبت الآن بالدليل القطعي أنها تدور وأنا معه في هذا الكلام لكني طالبته بالدليل من أجل أن أبين أن هذه المسألة لا يمكن أن يدركها من الناحية النظرية إلا أهل الاختصاص فإن كان هو منهم أو فهم مقالتهم فليشرحها لنا ولكنه اكتفى بالإحالة على أمور نعرفها مسبقا.
وكل ما يمكن أن يدركه أي شخص من الأدلة على دوران الأرض اليوم هو الصور التي ألتقطت من الفضاء الخارجي.
ويأتي بعدها قضية الأقمار الصناعية وكيف توضع في مدارات في الفضاء الخارجي بسرعة متناسبة مع دوران الأرض وهذه يمكن شرحها للعامة وليست صعبة على الفهم.
ويأتي بعدها بعض التجارب الفيزيائية والرياضية التي لا يدركها إلا أصحاب الاختصاص وقد يرد عليها بعض الاعتراضات.
وكون دوران الأرض قد ثبت بدليل قاطع، فإن هذا لا يعني أنها هي تدور حول الشمس،وكل ما ذكر حول هذا الموضوع هو نظريات لا ترقى إلى الحقائق العلمية القطعية.
وعليه فنحن متمسكون بظاهر القرآن في هذا المسألة حتى يثبت أن هذا الظاهر غير مراد.
أما كلام الشيخ بن عثيمين رحمه الله تعالى بخصوص آية سورة النمل ففي النفس منه شيء، وسأبين ذلك في موضوع منفصل إن شاء الله تعالى تحت عنوان آية سورة النمل.
ـ[علي جاسم]ــــــــ[06 Apr 2009, 11:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي في الله يبدو أن ثمة مشكلة في الموقع , فهو لا يفتح المقالات المتأخرة بل يتوقف دائما عند مقالات متقدمة ..
وكلما جئت أتتبع مقالات الأخوة الأكارم يقف التحميل عند مقالة متقدمة للأخ عبد الرحمن الوشمي ..
هل واجهتكم هذ المشكلة أم هي عندي فقط ..
أخوكم
علي
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[06 Apr 2009, 11:28 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي في الله يبدو أن ثمة مشكلة في الموقع , فهو لا يفتح المقالات المتأخرة بل يتوقف دائما عند مقالات متقدمة ..
وكلما جئت أتتبع مقالات الأخوة الأكارم يقف التحميل عند مقالة متقدمة للأخ عبد الرحمن الوشمي ..
هل واجهتكم هذ المشكلة أم هي عندي فقط ..
أخوكم
علي
الأخ الفاضل على جاسم حياك الله وبياك
ليس في الموقع مشكلة ولكن لعله من باب "وهم الحس" تحياتي
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[06 Apr 2009, 12:27 م]ـ
الأخ الفاضل محب القرآن الكريم ..
ما دعاني إلى إيراد الأقوال في تفسير آية (وترى الجبال تحسبها جامدة ... )
هو أنني وجدت في الرابط من حملها على أنها في الدنيا فقط على القول الثاني!! .. مع أن الآية تُحمل على أنها في الآخرة كذلك وهذا ليس قولي أو اختياري فمن أنا؟!! ..
بل هو قول الكثير من علماء السلف وتبعهم فيه بعض العلماء المعاصرين وهو قول قوي يسنده سياق الآية .. ولكل قوله ودليله ..
هذا ما أحببت أن أنوه إليه ..
وفقك الله ورعاك ..
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[06 Apr 2009, 12:51 م]ـ
الأخ الفاضل محب القرآن الكريم ..
ما دعاني إلى إيراد الأقوال في تفسير آية (وترى الجبال تحسبها جامدة ... )
هو أنني وجدت في الرابط من حملها على أنها في الدنيا فقط على القول الثاني!! .. مع أن الآية تُحمل على أنها في الآخرة كذلك وهذا ليس قولي أو اختياري فمن أنا؟!! ..
بل هو قول الكثير من علماء السلف وتبعهم فيه بعض العلماء المعاصرين وهو قول قوي يسنده سياق الآية .. ولكل قوله ودليله ..
هذا ما أحببت أن أنوه إليه ..
وفقك الله ورعاك ..
على العين والرأس أنت وأقوالك أيها الحبيب
وأنا معك فيما ذكرت من كلام أهل العلم
ولكن ما أكتبه هنا هو محاولة للتدبر والفهم
وفقني الله وإياك لما يرضيه عنا وأسأله أن يفتح علينا في فهم كتابه إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[06 Apr 2009, 05:32 م]ـ
على العين والرأس أنت وأقوالك أيها الحبيب
وأنا معك فيما ذكرت من كلام أهل العلم
ولكن ما أكتبه هنا هو محاولة للتدبر والفهم
(يُتْبَعُ)
(/)
وفقني الله وإياك لما يرضيه عنا وأسأله أن يفتح علينا في فهم كتابه إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد
وأنا أحييك أخي الكريم محب القرآن .. وتسعدني مداخلاتك وتعليقاتك وأستفيد منها ..
كما تشرف موضوعاتي بمرورك الطيب وتفاعلك المبارك ..
جعلك الله من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته .. آمين ,,,
ـ[أمة الودود]ــــــــ[07 Apr 2009, 07:10 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا مقال وجدته يتعلق بسورة الكهف وبه نوع من التدبر اللطيف:
الخفاء واللطف في سورةالكهف
تقديم: ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد:
فقد ميز الله بعض كلامه عن بعض بخصائص ووظائف وحث نبي الله صلى الله عليه وسلم على سور وآيات مخصوصة ومن ذلك إخباره صلى الله عليه وسلم أن الفاتحة هى " أعظم سورة فى القرآن " (1) وأن (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) (تعدل ثلث القرآن) (2) وأن (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّالْفَلَقِ) و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) (لم ير مثلهن قط) (3) وأخبر صلى الله عليه وسلم أن (من قرأبالآيتين من آخر سورة البقرة فى ليلة كفتاه) (4) وقوله صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة) (5) وأن أعظم آية فى كتاب الله هى آية الكرسي (6).
ومن هذه الكلمات التامات والسور المباركات سورة الكهف، وهى السورة التى ورد الخبر بمدحها وتبيان فضلها، فهي:
* إحدى خمس سور فى القرآن الكريم تبدأ بالحمد لله (7).
* وهى أوسط القرآن أجزاؤه وكلماته.
* وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن: من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين ((8
* روى مسلم عن أبى الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال"وفى رواية:"من آخر سورة الكهف" (9)
فلأى شئ كان هذا الفضل؟ ولم كانت هذه المزية؟ ولماذا كانت عاصمة من فتنة الدجال؟ نقول وبالله التوفيق، إن سورة الكهف تحدثت فى مجملها عن طائفتين منالناس:
الأولى هى الطائفة التى نظرت بالكلية إلى الأسباب مع ما فى ذلك من قدح فى التوحيد وطلب لزينه الحياة الدنيا، وهذه هى طائفة المشركين أعداءالدين.
والثانية عرفت هذه الأسباب ولم تنكرها وإنما ردتها إلى الله مسببها مع توكلها عليه سبحانه وانطراحها بين يديه بالكلية، بحيث تتضاءل عندهم الأسباب وتتلاشى بالنظر إلى مشيئته وقدرته، فعلم الله مثل هذا من هذه الطائفة فخرق لهاالأسباب كلها "خرقاً ربانياً " فى أربع آيات يتحدث بها العالمون والعجيب أن هذه القصص الأربع لم تتكرر فى موضع آخر من كتاب الله بما يحفظ لهذه السورة تفردها وتميزها.
ويمكننا أن نوجز هذا الخرق الرباني فى أربعة عناصر رئيسية:-
*خرقٌ رباني فى الزمان.
*وخرق فى المكان.
*وخرق للعادة فى الإنسان.
*وأما الخرق الرابع-فهو المهيمن على الثلاثة الأول وهو جماعها وأصلها - وهو الكشف الربانى لأستارالقدر الأعلى.
.
أولاً: أصحاب الكهف و طي الزمان
فهؤلاء هم فتية الكهف وقد آمنوا بربهم وأعلنوا البراءة مما سواه وألقوا الحرب والعداوة بينهم وبين ما اتخذ الناس من دونه (إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًاشَطَطًا * هَؤُلَاء قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً) (10) وقد استيقن لديهم أن القوم ماضون فى غيهم وأن الباطل صارديناً لهم لازماً لحياتهم والدفاع عنه هو دفاع عن مقدراتهم ودولتهم بكل عناصرها ومؤسساتها وقد تملك زمام الأمور فيها عصابة من المجرمين والفتية قد خرجوا عن المألوف بإيمانهم حتى تعطلت مصالحهم وأرزاقهم – أو كادت – وأغلقت فى وجوههم أبواب الدنيا ومنعوا الوظائف وأسباب الحياة ولم يبق أمامهم إلا الاعتزال والفرار بالدين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وربما ثقلت الجاهلية حينئذ على قلوب المؤمنين أو بغتتهم عاجلة الأسباب وربما تضخمت دولة الباطل وانتفشت حتى يظن الظان أنها لن تزول حينئذ تبرز قصة أصحاب الكهف لتكشف الوهم وتزيل الغبش وتحدد الحجم الحقيقي للقضية فالفتية (وهو لفظ لجمع تقليل رغم أنهم دون العشرة) (11) إلاأنهم هم الفئة المعتبرة بالنظر فى كتاب الله والعرف الإيماني كذلك وهم يتساءلون كم تحتاج دولة الباطل حتى تنقضي وتزول؟!، مائة .. مائتين أم ثلاثمائة سنة؟!، فما هوإلا أن طوى الله لهم الزمن حتى صارت الثلاثمائة سنين وزيادتها فى حسهم كأنها يوم أوبعض يوم هكذا عاش الظالمون ما عاشوا إلا أن دولة الظلم حتما ستنتهى وتبيد وفى غمضة عين يضع المؤمن جنبه وقد استفرغ الوسع وانقطعت به الأسباب متوسلاً الرحمة والرشد فى علم الله المحيط فما يفيق إلا وقد تحقق وعد الله (وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ) (12) وعد الله بالبعث بعد الممات ووعدوه بالنصر والغلبة لعباده المؤمنين فى هذه الدنيا (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَالِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَالَهُمُ الْغَالِبُونَ) (13)
ثانياً: صاحب الجنتين ودك المكان
وهذه قصة أخرى تضخمت فيها الدنيا وعظمت أسبابها فى حس أصحابها وظنوا أن الله الذي بسطها ومدها لهم ليس بقادر على أن يقبضها ويطويها،فهذا رجل ضعيف يستقى قوته من غيره ويستعلى بها وقد شده الماء والطين وتقوى بالمال والبنين (فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَاأَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا) (14) بينمايقف فيها أهل الإيمان موقف الاستعلاء كالطود الشامخ لا تنال منه أنواء الفقر ولاعائزة الحاجة وقد تعلقوا بحبل الله المتين يتعبدون الله بالفاقة إليه التي أورثتهم الذلة له وقد علموا أنه مع الذلة تكون النصرة كما يتعبدونه أيضاً بتعجل بطشته بالظالمين وقطع دابرهم ولهذا قال المؤمن (فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَاء فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا) (15) وعندئذ لابد أن تنخرم أسباب الباطل وتتهاوى تلكم الدعاوى.
ولأمر ما فصل القرآن الكريم فى ذكر الجنتين وأفاض البيان بكل أبعاد المكان وعناصره حتى قال الرجل (مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا) (16) نعم إلى هذا الحد كبرت الدنيا فى أعين أصحابها حتى ظنوا أنها لن تزول! ثم كانت المفاجأة (فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا) (17) فى درس آخر يلقنه الله للمؤمنين فكما طوى الزمان فى قصة أصحاب الكهف هو الذيمحق المكان هنا بصاحب الجنتين.
ثالثا: ذو القرنين وأسباب التمكين
وكما بدأت سورة الكهف بالاستضعاف والعزلة للفئة المؤمنة تنتهى بالقوة والتمكين وغلبة أمر الدين، فهذا حاكم مسلم قال الله فيه: (إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُمِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا) (18) وقد أوتى من الأسباب العجيبة ما لا يعلمه إلا الله من العلم والقوة التى بها يسخر الدنيا ويقهر الأعداء ويبلغ المشارق والمغارب ويفهم عجمة القلوب والألسنة ويذيب الحديد ويضرب السدود، وباختصار فهو رجل غير عادى خارق القوى والملكات (كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْراً) (19) أى: (بماعنده من الخير والأسباب العظيمة) (20).
وبهذا تكتمل عناصرالكون الزمان والمكان والإنسان وبها يقوم عالم الشهادة شاخصاً متحركاً حركة الحياة والأحياء بينما يبقى عالم الغيب مكنوناً غامضاً لا يهتك ستره إلا القصة الرابعة والأخيرة.
رابعاً: موسى عليـ السلام ـه والخضر عليـ السلام ـه بين العالم المشهود والغيب المنشود
(يُتْبَعُ)
(/)
وترتكز القصة فى مجملها على عنصرين رئيسيين هما المال والبنين والذين سبق ذكرهما فى نفس السورة وهما زينة الحياة الدنيا ويمكنك تخيل القصة بدون ذكر العبد الصالح وهو الخضر عليـ السلام ـه،وأن تضع نفسك مكان موسى عليـ السلام ـه وتعيش الحياة كما هى فترى مساكين تعاب مركبهم وهى كل مالهم ولقمةعيشهم، وترى فيما يمر بك من أحداث الدنيا أبوين مؤمنين يموت صغيرهما وهو كل مايرجون من هذه الحياة ويتكئون عليه فيها، وهذه مصائب فى أعز ما يملك الناس – المال والولد – ربما ناحوا لها وقنطوا أو جزعوا وسخطوا وهم لا يدرون أن المنحة فى طيات المحنة والبلية هى فى حقيقتها عطية.
وترى فيما يرى السائر أيتام فى قرية لئام لا يملكون إلا داراً حقيرة متهدمة الجدران إلا جداراً يقف شاهداً على خسة أهل القرية وشحهم.
وفجأة يظهر الخضر أمامك يجلى لك الحقائق باعتباره يمثل القدرالأعلى وباعتباره انساناً مميزاً أيضا ليهتك لك أستار الغيب الذي أطلعه الله عليه وتتعجب من الفطرة النقية متمثلة فى موسى عليه السلام وهو يستنكف المنكر وينكره فكيف تتلف الأملاك؟ وتقتل الأنفس البريئة؟ ولأى شئ يوضع المعروف فى غير أهله؟.
وأمرالمؤمن كله له خير والصلاح ينفع أهله فى الدنيا والآخرة فتلف المال حماية له من أن يذهب به الظالم بالكلية، وموت الولد رحمة به من قدر الكفر الذي ينتظره ورحمة بوالديه من الشقاء به فى الدارين وبقاء المال والولد كان ثمرة لصلاح الأب ومما خلفه الله به فى أهله وماله.
وأخيراً
بقى أن نجيب على السؤال الذي طرحناه أولاً، وهو لماذا كانت سورة الكهف عاصمة من فتنة الدجال عليه لعنة الله؟!.
ونجيب عليه والعلم عند الله:
بأن سورة الكهف قد بدأت بذكر أهل الكتاب وهم جل أتباع المسيح الدجال – وهو من علامات الساعة - وربما كان فى ذلك إشارة إلى تملكهم زمام العالم فى آخرالزمان وختمت بالحديث عن التوحيد وذم الكفر الذي هم عليهم.
واشتملت السورة أيضاً على معنى مشترك بين كل القصص المذكورة فيها، وهو معنى الخرق الربانى للعادة فى الزمان والمكان والانسان ثم فى القدر الكونى – كما قد تقدم – وبذلك صارت السورةالكريمة - وبهذه الضدية – كالرقية من الخرق الشيطانى الذي يمثله مسيح السوء الدجال فى أعظم صوره، فأنى يثبت وأنى يفلح حينئذ؟!.
ومما يستأنس به أيضا فى هذاالمعنى أن زوال شخص المسيح الدجال نفسه يكون على يد مسيح الخير بن مريم – عليهما السلام – باعتباره خارقة بشرية ربانية كذلك منذ بدايته من غير أب ومعجزاته كالنفخ فى الطين بإذن الله وإبراء المعضلات والإنباء بالمغيبات وحتى رفعه من غير موت ثم عودته بعد ذلك.
وصدق ربنا عز وجل إذ يقول: (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ) (21)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
(21) الأنبياء: 18
والله أعلم والحمد لله رب العالمين
وكتبه
أبو سليمان المصري
خالد سعيد
الهوامش:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
(1) البخارى وأبو داود والنسائي.
(2) البخارى.
(3) مسلم وأبوداود والترمذى والنسائي.
(4) البخارى و مسلم وأبو داود والترمذي.
(5) مسلم والترمذي.
(6) مسلم بنحوه.
(7) الفاتحه -الأنعام - الكهف - سبأ - فاطر.
(8) صحيح الجامع (6351)
(9) مسلم وأبو داود والترمذي
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[07 Apr 2009, 09:56 ص]ـ
السلام عليكم
يبدو لى أن السورة فى عالم الشهاده والواقع ولذلك فالقول
وباختصار فهو رجل غير عادى خارق القوى والملكات (كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْراً)
أري أنه قد جانب الصواب؛كيف يكون خارقا للعادة من اتبع الأسباب "فأتبع سببا "؛ بل هو مثل لما قد يصله انسان بحسن التعلم والعمل
وبذلك صارت السورةالكريمة - وبهذه الضدية – كالرقية من الخرق الشيطانى الذي يمثله مسيح السوء الدجال فى أعظم صوره وكيف حدث هذا الخرق؛أتغلب الشيطان على الأسباب أم أن ظهوره من قبيل الخرق الربانى للعادة فى الزمان والمكان والانسان كما ذكرت
وهل من يجلس أمام هذه الفتنة يقرأ السورة تمنع الدجال أن يقتله؟
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[08 Apr 2009, 11:04 ص]ـ
السلام عليكم
أنقل من أول مداخلة فى هذا الحوار الطويل
قال تعالى: (أم حسبتَ أنَّ أصحابَ الكهفِ والرقيمِ كانوا من آياتِنا عجباً ـ 9) سورة الكهف.
1ـ لا ينبغي أن نمر على قصص القرآن مرورا سريعا، إنما يجب التفكر والتدبر؛ للعظة والعبرة، واستخلاص الدروس؛ لتكون نبراسا نسير على هديه، ونستضئ بنوره، وإلا كنا كمثل الحمار يحمل أسفارا!. عثمان قدري مكانسي
2ـ ليس في قصة أصحاب الكهف عجب، فقدرة الله تعالى لا حدود لها، وخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس، ولئن عجب الكفار من بعثهم بعد الموت، فإن الأنبياء يدركون قدرة الله فيزيدهم إيمانا. عثمان قدري مكانسي
علنا إذا رجعنا لأول مداخلة لوجدنا أن معظم المداخلات التى جاءت للتعقيب كانت متناقضة مع الأولى
فكون ليس هناك عجب يعنى أن كل مافى السورة كان فى اطار الحق الذى خلق الله به السموات والأرض وليس هناك أى خرق لهذا الحق
إن فكرة الخروق التى عششت فى تفكيرنا هى ما يجعلنا نجعل السورة وكأنها نزلت لتحمينا من خرق الدجال
فهل يجب ألا نقرأ السورة حتى يأت الدجال من الغيب؟
أم أن السورة فى عمل الصالحات وأن الزينة على الأرض " لنبلوهم أيهم أحسن عملا "؛ ولتقديم نماذج فى كيفية احسان العمل؛ وأن هذا يكون نسبيا
فأصحاب الكهف كان أحسن مايمكن هو الاعتزال
وأحسن ما يمكن للمعلم " واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم ... "
وأحسن مايمكن للعبد الصالح أن يعلم أحوال الناس والمجتمع ثم يقض وينفذ كمصلح
وأحسن ما يمكن لذى القرنين هو اتباع الأسباب
وأن ما أوتى العبد الصالح وذى القرنين لا يخرج عن اطار " لنبلوهم .. " بدليل " إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا "
وكذلك تبين السورة كيف ضل سعى البعض وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا؛ ثم بينت جزاء هذا الضلال(/)
قصيدة جمعت كل سور القرآن
ـ[بو عبدالرحمن"]ــــــــ[25 Feb 2009, 09:26 م]ـ
قصيدة جمعت كل سور القرآن
بعضها بالاسم وبعضها ببداية السورة
في كلّ فاتحة للقول معتبرة ** حق الثناء على المبعوث بالبقرَه
في آل عمران قِدماً شاع مبعثه ** رجالهم والنساء استوضحوا خبَرَه
قد مدّ للناس من نعماه مائدة ** عمّت فليست على الأنعام مقتصرَه
أعراف نعماه ما حل الرجاء بها ** إلا وأنفال ذاك الجود مبتدرَه
به توسل إذ نادى بتوبته ** في البحر يونس والظلماء معتكرَه
هود ويوسف كم خوفٍ به أمِنا ** ولن يروّع صوت الرعد من ذكَرَه
مضمون دعوة إبراهيم كان وفي ** بيت الإله وفي الحجر التمس أثرَهْ
ذو أمّة كدَوِيّ النحل ذكرهم ** في كل قطر فسبحان الذي فطرَهْ
ب كهف رحماه قد لاذا الورى وبه ** بشرى بن مريم في الإنجيل مشتهِرَهْ
سمّاه طه وحضّ الأنبياء على ** حجّ المكان الذي من أجله عمرَهْ
قد أفلح الناس بالنور الذي شهدوا ** من نور فرقان ه لمّا جلا غرَرَهْ
أكابر الشعراء اللّسْنِ قد عجزوا ** كالنمل إذ سمعت آذانهم سورَهْ
وحسبه قصص لل عنكبوت أتى ** إذ حاك نسْجا بباب الغار قد سترَهْ
في الروم قد شاع قدما أمره وبه ** لقمان وفى للدرّ الذي نثرَهْ
كم سجدةً في طُلىالأحزاب قد سجدت ** سيوفه فأراهم ربّه عِبرَهْ
سباهمفاطر الشبع العلا كرما ** لمّا ب ياسين بين الرسل قد شهرَهْ
في الحرب قد صفت الأملاك تنصره ** فصاد جمع الأعادي هازما زُمَرََ هْ
لغافر الذنب في تفصيله سور ** قد فصّلت لمعان غير منحصرَهْ
شوراهُ أن تهجر الدنيا فزُخرفُ ها ** مثل الدخان فيُغشي عين من نظرَهْ
عزّت شريعته البيضاء حين أتى ** أحقافَ بدرٍ وجند الله قد حضرَ هْ
محمد جاءنا بالفتحُ متّصِلا ** وأصبحت حُجرات الدين منتصرهْ
بقاف والذاريات اللهُ أقسم في ** أنّ الذي قاله حقٌّ كما ذكرهْ
في الطور أبصر موسى نجم سؤدده ** والأفق قد شقّ إجلالا له قمرهْ
أسرى فنال من الرحمن واقعة ** في القرب ثبّت فيه ربه بصرهْ
أراهُ أشياء لا يقوى الحديد لها ** وفي مجادلة الكفار قد نصرهْ
في الحشر يوم امتحان الخلق يُقبل في ** صفٍّ من الرسل كلٌّ تابعٌ أثرهْ
كفٌّ يسبّح لله الطعام بها ** فاقبلْ إذا جاءك الحق الذي نشرهْ
قد أبصرت عنده الدنيا تغابنها ** نالت طلاق ا ولم يعرف لها نظرهْ
تحريم ه الحبّ للدنيا ورغبته ** عن زهرة الملك حقا عندما خبرهْ
في نونَ قد حقت الأمداح فيه بما ** أثنى به الله إذ أبدى لنا سِيرَهْ
بجاهه ' سأل' نوح في سفينته ** حسن النجاة وموج البحر قد غمرَهْ
وقالت الجن جاء الحق فاتبِعوا ** مزمّلا تابعا للحق لن يذرَهْ
مدثرا شافعا يوم القيامة هل ** أتى نبيٌّ له هذا العلا ذخرَهْ
في المرسلات من الكتب انجلى نبأ ** عن بعثه سائر الأحبار قد سطرَهْ
ألطافه النازعات الضيم حسبك في ** يوم به عبس العاصي لمن ذعرَهْ
إذ كورت الشمس ذاك اليوم وانفطرت ** سما ؤه ودّعت ويلٌ به الفجر َهْ
وللسماء انشقاق والبروج خلت ** من طارق الشهب والأفلاك منتثرَهْ
فسبح اسم الذي في الخلق شفّعه ** وهل أتاك حديث الحوض إذ نهّرَهْ
كالفجر في البلد المحروس عزته ** والشمس من نوره الوضاح مختصرَهْ
والليل مثل الضحى إذ لاح فيه ألمْ ** نشرح لك القول من أخباره العطرَهْ
ولو دعا التين والزيتون لابتدروا ** إليه في الخير ف اقرأ تستبن خبرَهْ
في ليلة القدر كم قد حاز من شرف ** في الفخر لم يكن الانسان قد قدرَهْ
كم زلزلت بالجيادالعاديات له ** أرض بقار عة التخويف منتشرَهْ
له تكاثر آيات قد اشتهرت ** في كل عصر فويل للذي كفرَهْ
ألم تر الشمس تصديقا له حبست ** على قريش وجاء الدّوح إذ أمرَهْ
أرأيت أن إله العرش كرمه ** ب كوثر مرسل في حوضه نهرَهْ
والكافرون إذا جاء الورى طردوا ** عن حوضه فلقد تبّت يد الكفرَهْ
إخلاص أمداحه شغلي فكم فلِق ** للصبح أسمعت فيه الناس مفتخرَهْ
و جزاكم الله خير على قراءة القصيده
ولا تنسونا بدعواتكم
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[26 Feb 2009, 12:28 ص]ـ
أورد القصيدة كاملة المقري في كتابه الموسوعيّ؛
نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، في ترجمة ابن جابر الأندلسي
وهي من مجموع اشعاره، وقال:
(ومن محاسنه أيضاً البديعية المشهورة، وهي المعروفة ببديعية العميان، ولو لم يكن من محاسنه إلا قصيدته التي في التورية بسور القرآن ومدح النبي صلى الله عليه وسلّم لكفى وهي من غرر القصائد، وكثر من الناس ينسبها للقاضي الشهير عالم المغرب أبي الفضل عياض، وكنت أنا في أوّل الاشتغال ممن يعتقد صحة تلك النسبة، حتى وقفت علىة شرح البديعية الموصوفة لرفيقه أبي جعفر، فإذا هي منسوبة للناظم ابن جابر، وهي: ...... ).
ثم ذكر القصيدة كاملة، وهي أكثر مما هنا بكثير،، ثم أورد المقري بعد ذلك
معارضات لقصيدة ابن جابر في تضمين السور ..
وجزى الله (بو عبد الرحمن) خير الجزاء
وشكرا له(/)
فوائد قصة موسى عليه السلام مع الخضر ..
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[25 Feb 2009, 10:39 م]ـ
قال تعالى (وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا ـ60)
1ـ إطلاق الفتى على التابع. فتح الباري
2ـ سبب قوله هذا أن الله أوحى إلى موسى أن عبدا لنا هو أعلم منك عند مجمع البحرين، فسار موسى إليه طلبا للعلم. ابن عثيمين
3ـ جواز أخذ الخادم في الحضر والسفر، لكفاية المؤن وطلب الراحة. السعدي
4ـ أن المسافر لطلب علم أو جهاد أونحوه، إذا اقتضت المصلحة الإخبار بمطلبه وأين يريده، فإنه أكمل من كتمه فإن في إظهاره فوائد من الاستعداد له عدته وإتيان الأمر على بصيرة وإظهار الشوق لهذه العبادة الجليلة. ابن سعدي
(فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربا ـ61)
1ـ أضاف الفعل إليهما مع أن الناسي هو الفتى وليس موسى، ولكن القوم إذا كانوا في شأن واحد نسب فعل الواحد منهم أو القائل إلى الجميع، ونسيان الحوت نسيان ذهول وليس نسيان ترك، وهذا من حكمة الله وهو علامة لموسى أنك متى فقدت الحوت فثّم الخضر. والحوت قد اتخذ طريقه في البحر سربا، والسرب هو السرداب أي أنه يشق الماء ولا يتلاءم عليه وهذا من آيات الله وكذلك كونه ميتا ثم صار حيا. ابن عثيمين
(فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا ـ62)
1ـ جواز إخبار الإنسان عما هو من مقتضى طبيعة النفس من نصب أو جوع أو عطش إذا لم يكن على وجه التسخط وكان صدقا. السعدي
2ـ استحباب إطعام الإنسان خادمه من مأكله وأكلهما جميعا. السعدي
3ـ طواعية الخادم لمخدومه، وجواز الإخبار بالتعب ويلحق به الألم من مرض ونحوه، إذا كان على غير سخط، وفيه جواز طلب القوت والضيافة. فتح الباري
4ـ أن المعونة تنزل على العبد على حسب قيامه بالمأمور به، وأن الموافق لأمر الله يعان مالا يعان غيره. السعدي
5ـ هذا من آيات الله فقد سارا قبل ذلك مسافة طويلة ولم يتعبا، ولما جاوزا المكان الذي فيه الخضر تعبا سريعا من أجل ألا يتماديا في البعد عن المكان. ابن عثيمين
(قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجباـ 63)
1ـ قيام العذر بالمرة الواحدة وقيام الحجة بالثانية. فتح الباري
2ـ إضافة الشر وأسبابه إلى الشيطان على وجه التسويل والتزيين، وإن كان الكل بقضاء الله وقدره. السعدي
3ـ أن محل العجب أن الماء سيال يمر به هذا الحوت ولم يتلاءم الماء عليه. ابن عثيمين
(قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصاـ 64 ـ فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما ـ65)
1ـ استحباب الحرص على الازدياد من العلم والرحلة فيه، ولقاء المشايخ وتجشم المشاق في ذلك، والاستعانة في ذلك بالاتباع. فتح الباري
2ـ فضيلة العلم والرحلة في طلبه وأنه أهم الأمور، كما فعل موسى. السعدي
3ـ البداءة بالأهم فالأهم، فإن زيادة العلم وعلم الإنسان أهم من ترك ذلك والاشتغال بالتعليم من دون تزود من العلم، والجمع بين الأمرين أكمل. السعدي
4ـ أن ذلك العبد وهو الخضرالذي لقياه ليس نبيا بل عبدا صالحا لأنه وصفه بالعبودية وذكر منة الله عليه بالرحمة والعلم ولم يذكر رسالته ولا نبوته، ولو كان نبيا لذكر ذلك، وأما قوله (وما فعلته عن أمري) فإنه لا يدل على أنه نبي وإنما يدل على الإلهام والتحديث، كما لأم موسى والنحل. السعدي
5ـ أن العلم الذي يعلمه الله لعباده نوعان: علم مكتسب يدركه العبد بجده واجتهاده، وعلم لدّنيّ يهبه الله لمن يمن عليه من عباده. السعدي
6ـ النصوص تدل على أن الخضر ليس برسول ولا نبي إنما هو عبد صالح أعطاه الله كرامات ليبين أن موسى لا يحيط بكل شىء علما، وأنه يفوته من العلم شىء كثير. ابن عثيمين ... واختار الإمام ابن باز أنه نبي لقوله (وما فعلته عن أمري)
7ـ علم الخضر هو علم الغيب وليس علم نبوة ولكنه علم خاص، حيث أطلعه الله على معلومات لا يطلع عليها البشر. ابن عثيمين
(قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمنِ مما علمت رشدا ـ66)
(يُتْبَعُ)
(/)
1ـ التأدب مع المعلم وخطاب المتعلم إياه ألطف خطاب، بخلاف ما عليه أهل الجفاء أو الكِبر الذي لا يظهر للمعلم افتقاره إلى علمه، فالذل للمعلم وإظهار الحاجة إلى تعليمه من أنفع شىء للمتعلم. السعدي
2ـ تواضع الفاضل للتعلم ممن دونه، فموسى بلا شك أفضل من الخضر، فعلى هذا لا ينبغي للفقيه المحدث إذا كان قاصرا في أحد العلوم أن لا يتعلمه ممن مهر فيه وإن لم يكن محدثا ولا فقيها. السعدي
3ـ أدب موسى مع الخضر وتواضعه مع أفضليته!، وفي هذا دليل أن على طالب العلم أن يتلطف مع شيخه وأستاذه، وأن يعامله بالإكرام. ابن عثيمين
4ـ كل إنسان أعطاه الله علما ينبغي أن يفرح أن يؤخذ منه هذا العلم، لأن العلم الذي يؤخذ من الإنسان في حياته ينتفع به بعد وفاته كما ورد في حديث (أو علم ينتفع به) صحيح مسلم. ابن عثيمين
5ـ إضافة العلم وغيره من الفضائل لله تعالى، والإقرار بها وشكره عليها. السعدي
6ـ أن العلم النافع هو العلم المرشد إلى الخير، وما سوى ذلك فإما أن يكون ضارا أو ليس فيه فائدة. السعدي
(قال إنك لن تستطيع معي صبرا ـ 67 ـ وكيف تصبر على مالم تحط به خبرا ـ68)
1ـ أن من ليس له قوة الصبر على صحبة العالم والعلم وحسن الثبات على ذلك أنه يفوته من العلم بحسب عدم صبره، فمن لا صبر له لا يدرك العلم، ومن استعمل الصبر ولازمه أدرك به كل أمر سعى إليه. السعدي
2ـ أن السبب الكبير لحصول الصبر إحاطة الإنسان علما وخبرة بذلك الأمر الذي أُمر بالصبر عليه، وإلا فالذي لا يدري غايته وثمرته ليس عنده سبب الصبر. السعدي
(قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا ـ 69ـ قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شىء حتى أحدث لك منه ذكرا ـ70ـ)
1ـ الأمر بالتأني والتثبت وعدم المبادرة إلى الحكم على الشىء حتى يعرف ما يراد منه وما هو مقصود. السعدي
2ـ تعليق الأمور المستقبلية التي من أفعال العباد بالمشيئة. السعدي
3ـ أن العزم على فعل الشىء ليس بمنزلة فعله، فإن موسى قال: (ستجدني إن شاء الله صابرا) فوطّن نفسه على الصبر ولم يفعل. السعدي
4ـ أن المعلم إذا رأى المصلحة في إيزاعه للمتعلم أن يترك الابتداء في السؤال عن بعض الأشياء حتى يكون المعلم هو الذي يوقفه عليها. السعدي
5ـ فيه توجيه من معلم لمن يتعلم منه ألا يتعجل في الرد على معلمه، بل ينتظر حتى يحدث له بذلك ذكرا، وهذا من آداب المتعلم ألا يتعجل في الرد حتى يتبين الأمر. ابن عثيمين
(فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا ـ 71)
1ـ جواز ركوب البحر في غير الحالة التي يخاف منها. السعدي
2ـ في قوله (فانطلقا) الفاعل موسى والخضر، وسكت عن الفتى، والذي يظهر ـ والله أعلم ـ أنه كان تابعا، لكن لم يكن له تعلق بالمسألة، فطوي ذكره. ابن عثيمين
3ـ أن موسى كان شديدا قويا في ذات الله، فهو أنكر على الخضر، وبين أن فعله ستكون عاقبته الإغراق، وزاده توبيخا بقوله (لقد جئت شيئا إمرا). ابن عثيمين
(قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا ـ 72 ـ قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا ـ73)
1ـ أن الناسي غير مؤاخذ بنسيانه، لا في حق الله ولا في حق العباد. السعدي
2ـ أنه ينبغي للإنسان أن يأخذ من أخلاق الناس ومعاملاتهم العفو منها وما سمحت به أنفسهم، لا أن يكلفهم ما لا يطيقون لأنه مدعاة إلى النفور والسآمة. السعدي
3ـ أن الإنسان ينسى ما سبق، من شدة وقع ذلك في النفس. ابن عثيمين
(فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا ـ 74)
1ـ أن الأمور تجري أحكامها على ظاهرها، وتعلق بها الأحكام الدنيوية في الأموال والدماء وغيرها، فظاهر هذه الأمور أنها من المنكر، وموسى لا يسعه السكوت عنها في غير هذه الحال التي صحب عليها الخضر، فاستعجل عليه السلام، وبادر إلى الحكم ولم يلتفت إلى هذا العارض الذي يوجب عليه الصبر وعدم المبادرة إلى الإنكار. السعدي
(يُتْبَعُ)
(/)
2ـ القاعدة الكبيرة الجليلة وهو أنه يدفع الشر الكبير بارتكاب الشر الصغير، ويراعى أكبر المصلحتين بتفويت أدناهما، فإن قتل الغلام شر، ولكن بقاءه حتى يفتن أبويه عن دينهما أعظم شرا منه، فالخير ببقاء دين أبويه وإيمانهما خير من بقائه دون قتل وعصمته. السعدي
3ـ أن الغلام الصغير تكتب له الحسنات ولا تكتب له السيئات فهو زكي. ابن عثيمين
4ـ عبارة (لقد جئت شيئا نكرا) أشد من الأولى لأن خرق السفينة قد يكون به الغرق وقد لا يكون وهذا هو الذي حصل، فلم تغرق السفينة، أما قتل النفس فهو منكر حادث ما فيه احتمال. ابن عثيمين
5ـ أن القتل من أكبر الذنوب. السعدي
6ـ أن القتل قصاصا غير منكر لقوله (بغير نفس). السعدي
(قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا ـ 75 ـ قال إن سألتك عن شىء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا ـ76)
1ـ شدة لوم الخضر لموسى، لأنه قال له (ألم أقل لك) ولم يقلها في الأولى، يعني أن الخطاب ورد عليك ورودا لا خفاء فيه، ومع ذلك خالفت. ابن عثيمين
2ـ في قول موسى (فلا تصاحبني) إشارة إلى أنه يرى أن الخضر أعلى منه منزلة وإلا لقال (فلا أصاحبك)!. ابن عثيمين
(فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لاتخذت عليه أجراـ 77ـ)
1ـ القاعدة الكبيرة هي أن عمل الإنسان في مال غيره إذا كان على وجه المصلحة وإزالة المفسدة أنه يجوز، ولو بلا إذن، حتى ولو ترتب على عمله إتلاف بعض مال الغير، كما في أفعال الخضر. السعدي
2ـ ما أبهمه الله فلا حاجة إلى أن نبحث عن تعيينه. فالقرية لم يعينها الله عزوجل. ابن عثيمين
3ـ عدم الكرم نقص في الإيمان كما في الحديث (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه) متفق عليه. ابن عثيمين
4ـ في قول موسى (لو شئت لاتخذت عليه أجرا) لا شك أنه أسلوب رقيق فيه عرض لطيف. ابن عثيمين
(قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا ـ 78)
1ـ أنه ينبغي للصاحب أن لايفارق صاحبه في حالة من الأحوال حتى يعتبه ويعذر منه. السعدي
2ـ أن موافقة الصاحب لصاحبه في غير الأمور المحذورة مدعاة وسبب لبقاء الصحبة وتأكدها، كما أن عدم الموافقة سبب لقطع المرافقة. السعدي
(أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصباـ 79)
1ـ أن العمل يجوز في البحر كما يجوز في البر. السعدي
2ـ أن المسكين قد يكون له مال لا يبلغ كفايته ولا يخرج بذلك عن اسم المسكنة، فأخبر الله أن هؤلاء لهم سفينة. السعدي
3ـ استعمال حسن الأدب مع الله تعالى في الألفاظ، فالخضر أضاف عيب السفينة إلى نفسه. السعدي
(وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا ـ80ـ فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما ـ81)
1ـ الغالب أن الوالد يؤثّر على ولده، ولكن قد يؤثر الولد على الوالد. ابن عثيمين
2ـ أن الله أراد أن يتفضل عليهما بمن هو أزكى منه في الدين، وأوصل في صلة الرحم، ويؤخذ منه أنه يقتل الكافر خوفا من أن ينشر كفره في الناس. ابن عثيمين
(وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا ـ 82)
1ـ أن العبد الصالح يحفظه الله في نفسه وفي ذريته. السعدي
2ـ أن خدمة الصالحين أو من يتعلق بهم أفضل من غيرها. السعدي
3ـ استعمال الأدب مع الله في الألفاظ، فالخضر أضاف الخير إلى الله (فأراد ربك). السعدي
4ـ ما فعل الخضر كان بإلهام من الله وتوفيق، لأنه فوق ما يدركه العقل البشري. ابن عثيمين.
5ـ أن هذه القضايا التي أجراها الخضر هي قدر محض أجراها الله وجعلها على يد هذا العبد الصالح ليستدل العباد على ألطافه في أقضيته، وأنه يقدر على العبد أمورا يكرهها جدا وهي صلاح دينه كما في قضية الغلام، أو هي صلاح دنياه كما في قضية السفينة. السعدي.
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[26 Mar 2009, 12:15 ص]ـ
تتمة فوائد قصة موسى عليه السلام مع الخضر::
====================
تأملات تربوية من القصة للدكتور عثمان قدري مكانسي:ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
القصة هذه من بدايتها إلى نهايتها نبع ثرٌّ من المعاني التربوية القرآنية الرائعة. في كل كلمة منحى بديع ولفتة راقية:
- " وإذ قال موسى لفتاه: لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو امضي حقباً " إن لموسى عليه السلام هدفاً محدداً يسعى لتحقيقه وهو ..
ا- يريد أن يلقى معلماً يتعلم منه صلاح أمره في دنياه وآخرته.
ب- في مكان محدد يلتقيان فيه.
ج- في وقت ينتظره المعلم فيه.
- وعلى التلميذ أن يسعى إلى المعلم لا أن يسعى المعلم إليه فهذا أكرم للعلم والمعلم والمتعلم فالعلم إن جاء سهل المتناول زهد المتعلم فيه. وأعظم للمعلم في عين المتعلم أن يسعى الأخير إلى الأول ليعرف قدره وقدر ما يحمله، فيتعلق بهما.
- ونرى الإصرار العجيب على لقاء المعلم والنهل من علمه في قوله: " لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقباً " فهو مصمم على بذل الجهد ليصل إلى مبتغاه – لقاء الأستاذ في المكان المنشود - ولو أمضى عمره يبحث عنه " أو أمضي حقباً " والحقبة أربعون سنة كما قال العلماء، فما بالك بذكر الجمع " حقباً "؟!.إنه دليل على الهمة العالية والسعي الحثيث إلى العلم والعلماء. وما يزال العلم بخير مادام طالبوه يطلبونه في مجالسه ويوقرون حامليه ... وهذا نبي كريم موسى عليه السلام على جلال قدره وعلوّ مكانته يسعى إلى الرجل الصالح حين علم أن لديه علماً يُستفاد لم يحزْه موسى عليه السلام " وفوق كل ذي علم عليم ".
- مصاحبة الكبيرِ الصغيرَ فائدة لكليهما فالأول يشرف على تربيته، ويعلمه الحياة، ويصوب أخطاءه، ويسدد خطاه. والثاني يخدمه، ويعينه على قضاء حوائجه. وقد أفلح موسى في تربية الفتى " يوشع بن نون " عليه السلام إذ بعثه الله تعالى نبيا ً، فقاد مسيرة المؤمنين وحمل لواء الدعوة بعد أستاذه، وفتح الله على يديه القدس الشريف"!.
- الإنسان ضعيف على الرغم من جلده في كثير من أموره، ولو كان من أولي العزم. وأول دليل على ذلك أنّ موسى أصر على لقاء الرجل ولو طوى الأرض في سبيل هذا الهدف. لكنه إذ شعر بالجوع بعد السير الطويل واجتياز مكان اللقاء دون أن ينتبها إليه قال لفتاه " آتنا غداءنا، لقد لقينا من سفرنا هذا نصباً ".
- ولا بد أن نشير هنا إلى الأدب الذي ربّيَ عليه الصغير في التعامل مع الكبير، وإلى آفة النسيان التي ابتلي بها الإنسان للدلالة على ضعفه. فلما استيقظ موسى عليه السلام وسارا بحثاً عن الرجل الصالح نسي الفتى قصة الحوت على غرابتها وعجيب أمرها.
- ومن الأدب أيضاً مع الله تعالى أنْ نسَب الفتى نسيانه أمر الحوت إلى الشيطان، واعتبر هذا النسيان عيباً. والعيب كله في الشيطان عدو الإنسان. مع أن الله تعالى كان أخبر نبيه موسى أنه سيلقى الرجل الصالح في المكان الذي يفقد فيه الحوت. فهو أمر مخطَّط له كي يحدد المكان فلا يخطئه.ً ".
- ومن الأدب التربوي في هذه القصة كذلك أن موسى حين علم بخطئه وخطأِ فتاه لم يشغل نفسه بلوم نفسه أو لوم صاحبه فهناك أمر مهم جداً عليهما تداركه قبل فواته. إنه لقاء الرجل المعلم. فماذا فعلا؟ إنهما
أ – عادا سريعاً لم يضيعا الوقت، والدليل على ذلك قوله تعالى: " فارتدا ... " وهذه الكلمة مع الفاء – حرف العطف والترتيب والتعقيب - تدلان على سرعة الحركة والعزم على الوصول بقوة إلى الهدف.
ب- عادا من حيث جاءا، يستهديان بآثار الخطوات التي مشياها كي لا ينحرفا عن الصخرة " ... على أثارهما قصصاً ... ".
جـ - فكان عاقبة سرعتهما وجَدِّهما أن وصلا إلى الهدف فوراً " فوجدا عبداً من عبادنا ... ".
- بعض صفات المعلم الرباني:
أ - هو عبد من عباد الله تعالى، والعبودية لله أعلى مراتب الإنسانية، لأن صلة العبد بربه تسمو به، وتفتح له مغاليق الأمور. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا الرجل الصالح هو الخضر، فقد روى الترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إنما سمي الخضر لأنه جلس على فروة بيضاء فإذا هي تهتز تحته خضراء " هذا حديث صحيح غريب، والفروة هنا وجه الأرض. ... قيل: إنه عبد صالح غير نبي، والآية تشهد بنبوته لأن بواطن أفعاله لا تكون إلا بوحي ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ب - " آتيناه رحمة من عندنا " قيل هي النبوة. وقيل النعمة أيضاً. فهو رحيم. والمعلم الرحيم بتلاميذه يعمل على تعليمهم برفق، ويتقرب إليهم، ويتحبب إليهم ليأنسوا إليه فيحبوه ويأخذوا عنه علمه.
جـ- كان علم موسى بظواهر الأحكام، وعلم الخضر معرفة بواطنها. كما أن العلم اللدني من الله مباشرة، ليس لأحد من البشر فضل تعليمه.
- من أدب التعلم:
أ - التلطف في الطلب، فلم يفرض موسى عليه السلام نفسه على الخضر عليه السلام على الرغم أن الله تعالى أخبر الخضر بلقائه ليتعلم منه. إنما تلطف في عرضه بصيغة الاستفهام التي تترك مجالاً للمسؤول أن يتنصل إن أراد.
ب - جعل نفسه تابعاً حين سأله " هل أتبعك .. " فالتلميذ تابعٌ أستاذه مسلمٌ إليه قياده، وهذا أدعى إلى التناغم بينهما.
ت - العلم يرفع صاحبه. وهذا ما أقرّ به موسى للخضر حين عرض عليه أن يتابعه شرط أن يعلمه " على أن تعلمن .. " وهذه التبعية ترفع المتعلم. أما التبعية من ذل أو لعاعة من دنيا يصيبها فسقوط للمتبوع، وكبر للتابع.
ث - الواقعية في الطلب: فهو لم يطلب منه أن يعلمه كل شيء، إنما طلب أن يعلمه شيئا مما علمه الله تعالى: " ... مما عُلّمْتَ .. " وهذا تواضع في الطلب فهو عليه السلام لم يكلف أستاذه شططاً ... لقد طلب العلم المفيد الذي تسمح به نفس معلمه.
ج - طلب النفيس من العلم: فالله تعالى علم الخضر علماً لدنياً نفيساً يريد موسى بعضه، ولم يطلب العلم الدنيوي، وإن كان مفيداً إنما طلب الهدى والرشاد الذي يبلغه المقام الأعلى في الدنيا والآخرة، وحدد نوع العلم فقال:" مما علمت رشداً " وضد الرشد الهوى والضلال، وهذا ما لا نريده.
ح - قوله تعالى " مما عُلّمْت رشداً " تذكير للمعلم أن الله تعالى أنعم عليه بالرشاد والهدى والسداد. ومن شُكْرِ النعم أن يعلّم عبادالله بعضاً مما أكرمه الله به، فتزداد حظوته عند خالقه، ويزيده علماً. ومن دل على خير كان له مثل أجر فاعله.
- وقد يشترط المعلم على تلميذه أن لا يستعجل في السؤال عن أمر من الأمور إلى أن
يحين الوقت المناسب لشرحه " قال: "فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكراً ". فقد لا يرغب بالتوضيح حتى يستكمل الأمر. وقد يرى المعلم اختبار
تلميذه في الصبر. وقد يكون المعلم نفسه قليل الكلام. وقد يكون ممن يعتمدون في التعليم على الملاحظة ... ولكل شيخ طريقته، إن جاريته فيها تعلمت منه، وإن خالفته فارقك وفارقته.
- لابد أن يخطئ الإنسان فقد خلق من عَجَل، أي من النقصان فوجب أن يترك له فسحة يستدرك فيها خطأه فقد اتفق النبيان في صحبتهما على أن يرى موسى عليه السلام مايجري دون أن يتدخل مستنكراً أو معلقاً على ما يراه إلى أن يرى الأستاذ رأيه في توضيح بعض الأمور. لكن التلميذ لم يف بالوعد فقال في الأولى " لقد جئت شيئاً إمراً " وشدد النكير في الثانية حين قال: " لقد جئت شيئاً نكراً " وقال في الثالئة معترضاً ومقترحاً" لو شئت لاتخذت عليه أجراً ".
ونبهه أستاذه في الأولى " ألم أقل: إنك لن تستطيع عليه صبراً؟ " وعاتبه في الثانية بزيادة " لك " في قوله: " ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبراً؟ " وأعلن في الثانية أن الفرصة الممنوحة انتهت فلا بد من الفراق لأنه استنفدها " هذا فراق بيني وبينك ". ولكنه لم يشأ أن يتركه يجهل أسباب الحوادث فأخبره بها " سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبراً "
- زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى: قبل أن يخبره بالأسباب أضاف للفعل تاء التعدية " تستطع " على وزن تفتعل وحين أخبره بها حذف التاء لأن المعنى انتهى " تسطع " على وزن تفعل. وسوف نجد هذا في قصة ذي القرنين " فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقباً " فعلوّ الجدار على صعوبته أسهل من نقبه فحذف التاء مع علو الجدارفي قوله " فما اسطاعوا " وأثبتها في صعوبة النقب " وما استطاعوا ".
تأملات تربوية (دـ إكرام الزيد)::
--------------------------
(يُتْبَعُ)
(/)
1. العجب بالعلم مكمن الخطر. فعلى الإنسان ألاّ يعجب بعلمه أو بظنّ بنفسه وصول المنتهى. ويظهر ذلك في معاتبة الله تعالى لموسى عليه السلام بعد أن سئل عن أعلم الناس فنسب ذلك إلى نفسه، وهو درس لمن وراءه، أن لا يرى في نفسه إعجاباً بعلمه أو فهمه أو تميزه، فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وما أوتي الإنسان من العلم إلا قليلاً حتى لو كثر.
2. تُلحظ مسألة حب الاستطلاع واضحة جليّة، وتتمثل في ذهاب موسى عليه السلام وتساؤله عن الرجل الأعلم منه، لا لمجرد الرؤية، بل قرن ذلك بنية صحيحة وهي التعلم منه.
3. الحرص على التعلم محمدة مهما بلغ شأو الإنسان العلمي وشأنه المعرفي، وهذا هو نهج الأنبياء ومن تبعهم من الصالحين والعلماء، فالعلم ميراث النبوة، ورفعة الشأن، وصلاح الأسس، حتى لو استغرق الأمر من الإنسان زمناً طويلا يسعى به لتحقيق مرامه، ونيل أهدافه. ويظهر ذلك في قوله تعالى: (أو أمضي حقبا).
4. يتجلى الأدب الجميل .. أدب المتعلم مع المعلم: (على أن تعلّمني). وفيه أيضاً فائدة لطيفة، فالمتعلم له أن يبيّن حاله التي سيكون عليها مع معلمه، لينال رضاه عليه، وإقباله لتعليمه. ورغم أنّ المتعلم هنا أرفع قدراً بحكم النبوة والرسالة (باعتبار نبوة الخضر عليه السلام)، إلا أنه يقدم عرضاً للمعلم كي تطيب نفسه بصحبته بشيئين:
أ. (ستجدني إن شاء الله صابراً). أي صبر على التعلم مع تعليقه الصبر بالمشيئة.
ب. (لا أعصي لك أمراً). وفيه تمام الامتثال والطاعة.
5. على المعلم أن ينصح تلميذه غاية النصح، بتبيين حال العلم حتى لا يُدخله فيما لا يطيقه من العلم: (قَالَ إنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً). مع تبيين السبب فيما يرده عنه أو يمنعه منه. وذلك في تبيين الخضر لموسى عليهما السلام: (وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً).
6. من الأدب التربوي أيضاً ألاّ يتعجل التلميذ بسؤال معلمه حتى ينهي حديثه، فربما عرض الجواب في ثنايا الحديث، وذلك يؤخذ من قوله: (فَلا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً)
7. يُتعلم من القصة المبادرة إلى الإنكار في حال وقوع المنكر، فرغم أنّ موسى عليه السلام قد شرط للخضر ألاّ يسأله، إلا أنه أنكر عليه ما رأى ظاهره المنكر، وقد أنكر ناسياً الشرط في البداية حين خرق السفينة، إلا أنه لم يكن قد نسيه حين قتل الغلام، لكون المنكر عظيماً في نظره. (أخرقتها لتغرق أهلها)، (لقد قتَلتَ نفساً زكيّةً بغيرٍ نَفس).
8. للمعلم العتاب حين يخطئ تلميذه أو يجاوز: (قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إنَّكَ لن تستطيعَ معيَ صبراً). وعلى المتعلم الاعتذار: (قَالَ لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً).
9. يجوز إتلاف بعض الشيء لإصلاح باقيه، أليست قاعدة عظيمة من قوله تعالى: (فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا).
10. صلاح الأب ممتد الأثر ودائم النفع، إذ في الآية دعوة لأن يبدأ الآباء بتربية أنفسهم قبل تربية أبناءهم، فستكون الثمار يانعة وباقية. (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً). حتى قال بعض المفسرين: أنه الأب السابع للغلامين.
دروس وعبر من القصة للشيخ الدكتور عبدالله القرشي:
-------------------------------
- التعبير بـ: {فتى} فيه تأديب للسان، وعدم جرح المشاعر، قال القرطبي: ولما كان الخدمة أكثر ما يكونون فتيانا قيل للخادم فتى على جهة حسن الأدب، وندبت الشريعة إلى ذلك في قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يقل أحدكم عبدي ولا أمتي وليقل فتاي وفتاتي» فهذا ندب إلى التواضع.
- في قوله {لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا} فيه توطين للنفس على تحمل التعب الشديد والعناء العظيم في السفر لأجل طلب العلم، وذلك تنبيه على أن المتعلم لو سافر من المشرق إلى المغرب لطلب مسألة واحدة لحق له ذلك.
- وفيه كذلك بيان علو همة موسى عليه السلام وشدة رغبة في الاستزادة من العلم
(يُتْبَعُ)
(/)
- اتخاذ الزاد في الأسفار، وهو رد على الصوفية الجهلة الأغمار، الذين يقتحمون المهامة والقفار، زعما منهم أن ذلك هو التوكل على الله الواحد القهار؛ هذا موسى نبي الله وكليمه من أهل الأرض قد اتخذ الزاد مع معرفته بربه، وتوكله على رب العباد. وفي الحديث: إن ناسا من أهل اليمن كانوا يحجون ولا يتزودون، ويقولون: نحن المتوكلون، فإذا قدموا سألوا الناس، فأنزل الله تعالى {وتزودوا} (البقرة: 197).
- في قوله: {وما أنسانيه إلا الشيطان} فيه جواز إضافة الشر وأسبابه إلى الشيطان، على وجه التسويل والتزيين، وإن كان الكل بقضاء الله وقدره.
- في إيقاع النسيان على اسم الحوت دون ضمير الغداء مع أنه المأمور بإيتائه قيل: للتصريح بما في فقده إدخال السرور على موسى عليه السلام مع حصول الجواب.
- العلم اللدني هو علم الوحي المستمد من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وفي هذا دليل " أنه لا طريق تعرف بها أوامر الله ونواهيه، وما يتقرب إليه به من فعل وترك إلا عن طريق الوحي. فمن ادعى أنه غني في الوصول إلى ما يرضي ربه عن الرسل، وما جاؤوا به ولو في مسألة واحدة فلا شك في زندقته. والآيات والأحاديث الدالة على هذا لا تحصى، قال تعالى: {وما كنا معذبين حتى? نبعث رسولا} ولم يقل حتى نلقي في القلوب إلهاما ... وبذلك تعلم أن ما يدعيه كثير من الجهلة المدعين التصوف من أن لهم ولأشياخهم طريقا باطنة توافق الحق عند الله ولو كانت مخالفة لظاهر الشرع، كمخالفة ما فعله الخضر لظاهر العلم الذي عند موسى زندقة، وذريعة إلى الانحلال بالكلية من دين الإسلام، بدعوى أن الحق في أمور باطنة تخالف ظاهره " قاله الشنقيطي رحمه الله.
- أنه قال على أن: {تعلمني} وهذا إقرار له على نفسه بنقص العلم وعلى أستاذه بالعلم. قاله الرازي. " وهذا بخلاف ما عليه أهل الجفاء والكبر الذين لا يظهرون للمعلم افتقارهم إلى علمه بل يدعون أنه يتعاونون هم وإياه، بل ربما ظن أحدهم أنه يعلم معلمه، وهو جاهل جدا، فالذل للمعلم، وإظهار الحاجة إلى تعليمه من أنفع شيء للمتعلم "
- أن السبب الكبير لحصول الصبر إحاطة الإنسان علما وخبرة بذلك الأمر الذي أمر بالصبر عليه، وإلا فالذي لا يدريه، أو لا يدري غايته ولا نتيجته ولا فائدته وثمرته ليس عند سبب الصبر، لقوله {وكيف تصبر على ما لم تحط به صبرا} فجعل الموجب لعدم صبره عدم إحاطته خبرا بالأمر.
- أن المعلم إن رأى أن في التغليظ على المتعلم ما يفيده نفعا وإرشادا إلى الخير. فالواجب عليه ذكره فإن السكوت عنه يوقع المتعلم في الغرور والنخوة وذلك يمنعه من التعلم.
- في قول موسى {أخرقتها لتغرق أهلها} كمال شفقة موسى عليه السلام، ونصحه للخلق، فلم يقل {لتغرقنا} فنسي نفسه، في الحالة التي لا يلوي فيها أحد على أحد!.
تأملات للشيخ الدكتور عبدالعظيم بدوي:
---------------------------
= مهما علا كعبُ الإنسان في العلم، و ارتفعتْ درجتُه فيه إلا أنَّه سيظل هناك من هو أعلمُ منه ولو في بعض العلوم فإن الله - تبارك وتعالى – قال ? وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ? [يوسف: 76]. فموسى – عليه السلام – على جلالة قدره لمَّا علم أنَّ على وجه الأرض من هو أعلم منه سَأَلَ الوصولَ إليه وخرج إليه وطلب لقاءه ليتعلم منه.
= قال العلماء في طلب موسى – عليه السلام – من الغلام أن يأتي بغدائهما ? آَتِنَا غَدَاءَنَا ? في ذلك تواضع موسى – عليه السلام – حيث لم يقل: للفتى آتني غدائي، ولم يقل: أحضر لي الطعام وإنما قال: ? آَتِنَا غَدَاءَنَا ? فيستفاد من ذلك: أنه ينبغي لمن وَّسع الله تعالى عليه واتخذ الخادم في الحضر أو في السفر أنْ يُكرم هذا الخادم وأن يحسن صحبته وأن يطعمه مما يأكل وأن يكسوه مما يكسى، فإن النبي – صلى الله عليه وسلم – أمرنا بذلك، أمر النبي – صلى الله عليه وسلم – بإكرام الخادم وإطعامه وكسوته.(/)
هل بقي ما يمنع موسى عليه السلام من البيان فعلا؟
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[26 Feb 2009, 06:44 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
قال تعالى:
{قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي} (طه)
{وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10) قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ (11) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ} (الشعراء)
يقول أهل العلم أن الله تعالى استجاب لموسى عليه السلام فأزال العقده التي تمنعه من الكلام وهو اللثغ الذي أصيب به، وقال أحد أهل العلم:
" ... {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي} وذلك لما كان أصابه من اللثغ، حين عرض عليه التمرة والجمرة، فأخذ الجمرة فوضعها على لسانه، كما سيأتي بيانه، وما سأل أن يزول ذلك بالكلية، بل بحيث يزول العي، ويحصل لهم فهم ما يريد منه وهو قدر الحاجة. ولو سأل الجميع لزال، ... ، قال الله تعالى إخبارًا عن فرعون أنه قال: {أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكَادُ يُبِينُ} [الزخرف:52] أي: يفصح بالكلام. "أهـ
والسؤال هل بقي ما يمنع موسى عليه السلام من البيان فعلا،
وقد دعا موسى عليه السلام بقوله:
{وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي}
فدعا ربه أن يحلل عقدة لسانه بحيث يفقه قوله،
أم أن فرعون يسترجع ذكريات مضت،
وقد بين موسى وأدى الأمانة على أكمل وجه وقد زال اللثغ،
ولم يرد أن هارون عليه السلام قد تحدث نيابة عن موسى عليه السلام،
وفي قوله تعالى:
{قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ} (الشعراء)
بيان لما يتعرض له أكثر الناس عند تعرضهم لما يضايقهم بشدة من عدم القدرة على البيان وانطلاق اللسان بما يريدون تماما؟(/)
إنجاز مشروع لتفسير القرآن الكريم بلغة الصم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Feb 2009, 10:09 ص]ـ
أنجزت شركة (العالمية للصم) مشروعاً لتفسير القرآن الكريم بلغة الإشارة للصم. كما بدأت في تصوير معاني القرآن الكريم بتقنية 3 d max حيث يحتوي على تفسير كلمات الآيات بالصورة عبر تقنية الثري دي ماكس، مع التنويه أن هذا العمل لم ينجز كاملاً بعد.
http://www.deafinternational.net/?GUI=PRODUCT&PR=da4b9237bacccdf19c0760cab7aec4a8359010b0
ويوجد أمثلة مرئية هنا
http://www.deafinternational.net/?GUI=VIDEO#
ولم أشاهد النماذج، وإنما نقلت الخبر للاطلاع والتعليق لمن لديه معرفة أوسع بهذه المشروعات.(/)
فوائد قصة صاحب الجنتين ....
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[26 Feb 2009, 01:04 م]ـ
قال تعالى: (واضرِبْ لهم مثلاً رجلين جعلنا لأحدهما جنتينِ من أعنابٍ وحففناهما بنخلٍ وجعلنا بينهما زرعاً ـ 32، كِلتا الجنتينِ آتتْ أكُلَها ولم تظلم مِّنهُ شيئاً وفجَّرنا خلالهما نَهَراً ـ 33) سورة الكهف.
1ـ الاعتبار والاتعاظ بحال من أنعم الله عليه نعما دنيوية، فألهته عن آخرته وأطغته وعصى الله فيها. السعدي
2ـ ليس في معرفة أعيان الرجلين وزمانهما ومكانهما فائدة أو نتيجة، والتعرض لذلك من التكلف، وإنما الفائدة تحصل من قصتهما فقط. السعدي
3ـ أن بساتين الدنيا يتنعم بها من يدخلها ويرى خضرتها، وتفرح ناظرها، لما فيها من النعيم واللذة، وفي جنتي هذا الرجل أفضل الأشجار وهي النخيل والأعناب. ابن جبرين
(وكانَ لهُ ثمرٌ فقالَ لصاحبِهِ وهو يُحاورُهُ أنا أكثرُ منك مالاً وأعزُّ نفَراً ـ 34).
1ـ اغترار هذا الرجل وافتخاره بكثرة ماله وعشيرته وقبيلته، أي بالغنى والحسب، يقوله افتخارا لا تحدثا بنعمة الله عليه بدليل العقوبة التي حصلت له. ابن عثيمين
2ـ أن المال والولد لا ينفعان إن لم يعينا على طاعة الله (وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا). السعدي
3ـ ينبغي للعبد إذا أعجبه شيء من ماله أو ولده أن يضيف النعمة إلى مسديها؛ ليكون شاكرا لله متسببا لبقاء نعمته عليه. السعدي
4ـ الافتخار الذي لم يُعترف بفضل الله فيه ولم يشكر الله عليه يحبط الأعمال. ابن عثيمين
5ـ أن الله ينعم على عباده ليبتليهم؛ هل يشكرون أم يكفرون؟!. ابن جبرين
(ودخلَ جنتَهُ وهوَ ظالِمٌ لنفسِهِ قالَ ما أظنُّ أن تبيدَ هذهِ أبداً ـ 35، وما أظنُّ الساعةَ قائمةً ولئِن رُدِدتُّ إلى ربي لأجدنَّ خيراً منها مُنقلباً ـ 36).
1ـ اطمئنان الرجل إلى الدنيا ورضاه بها وإعجابه بجنتيه حتى نسي أن الدنيا لا تبقى لأحد. ابن عثيمين
2ـ إنكاره للبعث. ابن عثيمين
3ـ قياسه الفاسد حيث ظن أن الله لما أنعم عليه في الدنيا فلابد أن ينعم عليه في الآخرة! , ولا تلازم بين هذا وذاك، بل إن الكفار ينعّمون في الدنيا وتُعجَّل لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا، ولكنهم في الآخرة يُعذَّبون!. ابن عثيمين
4ـ تمرده وعناده؛ لقوله (ولئن رددت إلى ربي) قاله على وجه التهكم والاستهزاء!. السعدي
5ـ الغالب أن الله يزوي الدنيا عن أوليائه وأصفيائه، ويوسِّعها على أعدائه الذين ليس لهم في الآخرة من نصيب. السعدي
6ـ حقارة هذه الدنيا من أولها إلى آخرها، فالله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا من يحب!. ابن جبرين
7ـ نسيان الرجل قدرة ربه الذي أعطاه ومكّنه، بأن يسلبه ما آتاه!. ابن جبرين
(قالَ لهُ صاحبُهُ وهوَ يُحاورُهُ أكفرتَ بالذي خلقكَ من ترابٍ ثُمَّ سوَّاكَ رجُلاً ـ 37، لكنَّا هو اللهُ ربي ولا أشرِكُ بربي أحداً ـ 38).
1ـ نصح صاحبه المؤمن له وتذكيره بنعم الله عليه، وكيف خلقه ونقله من طور إلى طور، ويسر له الأسباب، فكيف يليق بك أن تكفر بالله؟!. السعدي
2ـ أن منكر البعث كافر. ابن عثيمين
3ـ اعتزاز المؤمن بإيمانه بالله واعترافه به وبفضله عليه، وإقراره بربوبية ربه، والتزام طاعته وعدم الإشراك به. السعدي
4ـ أن في تذكر الإنسان مبدأ أمره وخلقه موعظة عظيمة وذكرى. ابن جبرين
5ـ في قول المؤمن (هو الله ربي) دليل على أن صاحب الجنتين قد أشرك. ابن جبرين
(ولولا إذ دخلتَ جنتكَ قلتَ ما شاءَ اللهُ لا قوةَ إلا باللهِ إنْ تَرَنِ أنا أقلَّ منك مالاً وولداً ـ 39).
1ـ أن نعمة الله على الإنسان بالإيمان والإسلام ولو مع قلة المال والولد هي النعمة الحقيقية، وما عداها معرض للزوال والعقوبة. السعدي
2ـ ينبغي للإنسان إذا أعجبه شيء أن يقول (ماشاء الله لا قوة إلا بالله) حتى يفوض الأمر إلى الله لا إلى حوله وقوته. ابن عثيمين
3ـ من اعترف بفضل الله عليه، فإنه يبارك الله له فيما أعطاه، وأما من أشِر وبطر، فلا يبارك الله له فيما آتاه ولا ينتفع به. ابن جبرين
4ـ أن ما عند الله خير وأبقى، وما يُرجى من خيره وإحسانه أفضل من جميع الدنيا التي يتنافس فيها المتنافسون. السعدي
(يُتْبَعُ)
(/)
(فعسى ربي أن يُؤتِيَني خيراً من جنتِكَ ويُرِسلَ عليها حُسباناً من السماءِ فتصبحَ صعيداً زَلَقاً ـ 40، أو يصبحَ ماؤُها غوراً فلن تستطيعَ لهُ طلَباً ـ 41).
1ـ الارشاد إلى التسلي عن لذات الدنيا وشهواتها بما عند الله من الخير. السعدي
2ـ الدعاء بتلف مال من كان ماله سبب طغيانه وكفره وخسرانه، خصوصا إن فضّل نفسه بسبب ماله على المؤمنين وفخر عليهم. السعدي
3ـ أن دعاء المؤمن على جنتيّ الكافر كان غضبا لله؛ لكونها غرته وأطغته، لعله ينيب ويراجع رشده ويبصر في أمره. السعدي
4ـ لا حرج على الإنسان أن يدعو على ظالمه بمثل ما ظلمه. ابن عثيمين
5ـ في قوله (حسبانا من السماء) خص السماء لأن ما جاء من الأرض قد يدافع، لكن ما نزل من السماء يصعب دفعه ويتعذر!. ابن عثيمين
6ـ قوله (خيرا من جنتك) أي أفضل منها وهي جنة الآخرة، وجنة الدنيا هي الفرح بفضل الله والالتذاذ بطاعته، والاغتباط بالأعمال الصالحة، والأنس بذكر الله وشكره، فهذا خير من متاع الدنيا متاع الغرور. ابن جبرين
(وأحيطَ بثمرِهِ فأصبحَ يُقلِّبُ كفَّيهِ على ما أنفقَ فيها وهيَ خاويةٌ على عروشِها ويقولُ ياليتني لم أشرِكْ بربي أحداً ـ 42، ولم تكُن لهُ فِئَةٌ يَنصرونَهُ مِن دونِ اللهِ وما كان منتَصِراً ـ 43).
1ـ استجابة الله لدعاء من دعاه. السعدي
2ـ كان مآل الجنتين الانقطاع والاضمحلال، وكأنه لم يتمتع بها!. السعدي
3ـ الندم بعد فوات الأوان لا ينفع، إنما ينتفع من سمع القصة واعتبر بها. ابن عثيمين
4ـ أن ما افتخر به لم يدفع عنه من العذاب شيئا. السعدي
5ـ لا يستبعد من رحمة الله ولطفه أن صاحب الجنتين تحسنت حاله، ورزقه الله الإنابة إليه، بدليل ندمه على شركه بربه. السعدي
6ـ أن سبب عقوبته لأنه أشرك بالله، ونسب نعمة الله إلى غيره، وفضل الله إلى نفسه وقوته وحيلته، وتناسى عطاء الله له. ابن جبرين
(هُنالِكَ الوَلايةُ للهِ الحقِ هو خيرٌ ثواباً وخيرٌ عُقباً ـ 44).
1ـ أن ولاية الله وعدمها إنما تتضح نتيجتها إذا انجلى الغبار وحقَّ الجزاء، ووجد العاملون أجرهم. السعدي
2ـ من كان مؤمنا بالله تقيا كان له وليا وأكرمه بأنواع الكرامات، ودفع عنه الشرور والمَثُلات، ومن لم يؤمن بربه ويتولاه خسر دينه ودنياه!. السعدي
4ـ أن في يوم القيامة لا نُصرة ولا مُلك إلا لله الحق جل جلاله، وأن جميع من دونه لا يفيد صاحبه شيئا. ابن عثيمين
5ـ أن من خذله الله فليس له ولي، ولا ناصر ينصره من عذاب الله، ومن أمِن بأس الله فإنه ضال مضِل. ابن جبرين(/)
سلسلة: من تربويات الظلال/الحلقة5/التعامل مع أهل الكتاب بين الولاء والإقساط .. حل للإشكال
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[26 Feb 2009, 04:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وبعد ..
لا شك في واقعية ما نراه من اختلاط في مفهوم التعامل مع أهل الكتاب ـ وأقصد واقعا النصارى الذين يعيشون بيننا ـ فيرى المسلم الغيور ولاءا وانتصارا من بعض المنتسبين للإسلام، في صالح البعض من مجاذيب الصليب .. وحين يتقدم للإنكار وتصحيح العقيدة ـ ومقتضاها الولاء والبراء وفق ما تمليه هذه العقيدة ـ فإنه يرى استدلالات بنصوص القرآن في غير موضعها، مما يبرز بوضوح وقوع اللغط والغلط التصوري حول تلك النصوص ..
فكان أن اقتطعت تلك المقتطعات التربوية من ظلال القرآن ـ والتي تميزت بعدم افتقارها للتعليق عليها أو توضيحها ـ لتنير فهم المسلمين، وتعكس لهم ظل قرآنهم على تلك القضية العقيدية الجذرية، والتي يدل اختلالها على خطر عظيم ليس هذا مجال بيانه، وإنما قد بينه الكثير من أئمتنا، وعلى رأسهم شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ورضي عنه ـ فيمكن الرجوع إلى مشهور مصنفاته، أو مصنفات غيره ممكن كتبوا في تلك القضية، وهم كثر .. والله تعالى ولي التوفيق .. وأترككم مع المقاطع ..
جاء في ظلال القرآن:
(إن سماحة الإسلام مع أهل الكتاب شيء، واتخاذهم أولياء شيء آخر، ولكنهما يختلطان على بعض المسلمين، الذين لم تتضح في نفوسهم الرؤية الكاملة لحقيقة هذا الدين ووظيفته، بوصفه حركة منهجية واقعية، تتجه إلى إنشاء واقع في الأرض، وفق التصور الإسلامي الذي يختلف في طبيعته عن سائر التصورات التي تعرفها البشرية؛ وتصطدم - من ثم - بالتصورات والأوضاع المخالفة، كما تصطدم بشهوات الناس وانحرافهم وفسوقهم عن منهج الله، وتدخل في معركة لا حيلة فيها، ولا بد منها، لإنشاء ذلك الواقع الجديد الذي تريده، وتتحرك إليه حركة إيجابية فاعلة منشئة. .
وهؤلاء الذين تختلط عليهم تلك الحقيقة ينقصهم الحس النقي بحقيقة العقيدة، كما ينقصهم الوعي الذكي لطبيعة المعركة وطبيعة موقف أهل الكتاب فيها؛ ويغفلون عن التوجيهات القرآنية الواضحة الصريحة فيها، فيخلطون بين دعوة الإسلام إلى السماحة في معاملة أهل الكتاب والبر بهم في المجتمع المسلم الذي يعيشون فيه مكفولي الحقوق، وبين الولاء الذي لا يكون إلا لله ورسوله وللجماعة المسلمة. ناسين ما يقرره القرآن الكريم من أن أهل الكتاب. . بعضهم أولياء بعض في حرب الجماعة المسلمة. . وأن هذا شأن ثابت لهم، وأنهم ينقمون من المسلم إسلامه، وأنهم لن يرضوا عن المسلم إلا أن يترك دينه ويتبع دينهم. وأنهم مصرون على الحرب للإسلام وللجماعة المسلمة. وأنهم قد بدت البغضاء من أفواهم وما تخفي صدورهم أكبر. . إلى آخر هذه التقريرات الحاسمة.
إن المسلم مطالب بالسماحة مع أهل الكتاب، ولكنه منهي عن الولاء لهم بمعنى التناصر والتحالف معهم. وإن طريقه لتمكين دينه وتحقيق نظامه المتفرد لا يمكن أن يلتقي مع طريق أهل الكتاب، ومهما أبدى لهم من السماحة والمودة فإن هذا لن يبلغ أن يرضوا له البقاء على دينه وتحقيق نظامه، ولن يكفهم عن موالاة بعضهم لبعض في حربه والكيد له. .
وسذاجة أية سذاجة وغفلة أية غفلة، أن نظن أن لنا وإياهم طريقاً واحداً نسلكه للتمكين للدين! أمام الكفار والملحدين! فهم مع الكفار والملحدين، إذا كانت المعركة مع المسلمين!!!
وهذه الحقائق الواعية يغفل عنها السذج منا في هذا الزمان وفي كل زمان؛ حين يفهمون أننا نستطيع أن نضع أيدينا في أيدي أهل الكتاب في الأرض للوقوف في وجه المادية والإلحاد - بوصفنا جميعاً أهل دين! - ناسين تعليم القرآن كله؛ وناسين تعليم التاريخ كله. فأهل الكتاب هؤلاء هم الذين كانوا يقولون للذين كفروا من المشركين: (هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلاً}. وأهل الكتاب هؤلاء هم الذين ألبوا المشركين على الجماعة المسلمة في المدينة، و كانوا لهم درعاً وردءاً. وأهل الكتاب هم الذين شنوا الحروب الصليبية خلال مائتي عام، وهم الذين ارتكبوا فظائع الأندلس، وهم الذي شردوا العرب المسلمين في فلسطين، وأحلوا اليهود محلهم، متعاونين في هذا مع الإلحاد والمادية! وأهل الكتاب هؤلاء هم الذين يشردون المسلمين في كل مكان.
(يُتْبَعُ)
(/)
في الحبشة والصومال واريتريا والجزائر، ويتعاونون في هذا التشريد مع الإلحاد والمادية والوثنية، في يوغسلافيا والصين والتركستان والهند، وفي كل مكان!
ثم يظهر بيننا من يظن - في بعد كامل عن تقريرات القرآن الجازمة - أنه يمكن أن يقوم بيننا وبين أهل الكتاب هؤلاء ولاء وتناصر. ندفع به المادية الإلحادية عن الدين!
إن هؤلاء لا يقرأون القرآن. وإذا قرأوه اختلطت عليهم دعوة السماحة التي هي طابع الإسلام؛ فظنوها دعوة الولاء الذي يحذر منه القرآن.
إن هؤلاء لا يعيش الإسلام في حسهم، لا بوصفه عقيدة لا يقبل الله من الناس غيرها، ولا بوصفه حركة إيجابية تستهدف إنشاء واقع جديد في الأرض؛ تقف في وجه عداوات أهل الكتاب اليوم، كما وقفت له بالأمس. الموقف الذي لا يمكن تبديله. لأنه الموقف الطبيعي الوحيد!
وندع هؤلاء في إغفالهم أو غفلتهم عن التوجيه القرآني، لنعي نحن هذا التوجيه القرآني الصريح:
(يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء. . بعضهم أولياء بعض. . ومن يتولهم منكم فإنه منهم. إن الله لا يهدي القوم الظالمين}. .)
وفي الظلال كذلك:
(وتشي هذه الحملة الضخمة المنوعة الإيماءات والإيحاءات والأساليب والإشارات، بما كان واقعاً في حياة الجماعة المسلمة من خطورة تميع العلاقات بين أفراد من المعسكر المسلم وأقربائهم وأصدقائهم وعملائهم في مكة مع المشركين وفي المدينة مع اليهود. تحت دوافع القرابة أو التجارة. . على حين يريد الإسلام أن يقيم أساس المجتمع المسلم الجديد على قاعدة العقيدة وحدها، وعلى قاعدة المنهج المنبثق من هذه العقيدة. . الأمر الذي لا يسمح الإسلام فيه بالتميع والأرجحة إطلاقاً. .
كذلك يشي بحاجة القلب البشري في كل حين إلى الجهد الناصب للتخلص من هذه الأوهاق، والتحرر من تلك القيود، والفرار إلى الله والارتباط بمنهجه دون سواه.
والإسلام لا يمنع أن يعامل المسلم بالحسنى من لا يحاربه في دينه، ولو كان على غير دينه. . ولكن الولاء شيء آخر غير المعاملة بالحسنى. الولاء ارتباط وتناصر وتواد. وهذا لا يكون - في قلب يؤمن بالله حقاً - إلا للمؤمنين الذين يرتبطون معه في الله؛ ويخضعون معه لمنهجه في الحياة؛ ويتحاكمون إلى كتابه في طاعة واتباع واستسلام.
وأخيراً يجيء ختام هذا الدرس قوياً حازما، حاسماً في القضية التي يعالجها، والتي تمثل أكبر الخطوط العريضة الأساسية في السورة. يجيء ليقرر في كلمات قصيرة حقيقة الإيمان، وحقيقة الدين. ويفرق تفريق حاسماً بين الإيمان والكفر في جلاء لا يحتمل الشبهات:
(قل: إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم. قل: أطيعوا الله والرسول: فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين}. .
إن حب الله ليس دعوى باللسان، ولا هياماً بالوجدان، إلا أن يصاحبه الاتباع لرسول الله، والسير على هداه، وتحقيق منهجه في الحياة. . وإن الإيمان ليس كلمات تقال، ولا مشاعر تجيش، ولا شعائر تقام. ولكنه طاعة لله والرسول، وعمل بمنهج الله الذي يحمله الرسول. .
يقول الإمام ابن كثير في التفسير عن الآية الأولى: «هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله وليس هو على الطريقة المحمدية. فإنه كاذب في نفس الأمر حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأعماله، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ".)
وفي الظلال:
(ثم يربي القرآن وعي المسلم بحقيقة أعدائه، وحقيقة المعركة التي يخوضها معهم ويخوضونها معه. إنها معركة العقيدة. فالعقيدة هي القضية القائمة بين المسلم وكل أعدائه. . وهم يعادونه لعقيدته ودينه، قبل أي شيء آخر، وهم يعادونه هذا العداء الذي لا يهدأ لأنهم هم فاسقون عن دين الله، ومن ثم يكرهون كل من يستقيم على دين الله: (قل يا أهل الكتاب هل تنقمون منا إلا أن آمنا بالله، وما أنزل إلينا، وما أنزل من قبل. وأن أكثركم فاسقون؟؟} فهذه هي العقدة؛ وهذه هي الدوافع الأصيلة!
(يُتْبَعُ)
(/)
وقيمة هذا المنهج، وقيمة هذه التوجيهات الأساسية فيه، عظيمة. فإخلاص الولاء لله ورسوله ودينه وللجماعة المسلمة القائمة على هذا الأساس، ومعرفة طبيعة المعركة وطبيعة الأعداء فيها. . أمران مهمان سواء في تحقيق شرائط الإيمان أو في التربية الشخصية للمسلم، أو في التنظيم الحركي للجماعة المسلمة. . فالذين يحملون راية هذه العقيدة لا يكونون مؤمنين بها أصلاً، ولا يكونون في ذواتهم شيئاً، ولا يحققون في واقع الأرض أمراً ما لم تتم في نفوسهم المفاصلة الكاملة بينهم وبين سائر المعسكرات التي لا ترفع رايتهم، وما لم يتمحض ولاؤهم لله ورسوله ولقيادتهم الخاصة المؤمنة به، وما لم يعرفوا طبيعة أعدائهم وبواعثهم وطبيعة المعركة التي يخوضونها معهم، وما لم يستيقنوا أنهم جميعاً إلب عليهم، وأن بعضهم أولياء بعض في حرب الجماعة المسلمة والعقيدة الإسلامية على السواء.)
وفي بيان وصف القرآن لمن يناصر الذين كفروا ويتولاهم يقول في الظلال:
(ونزل القرآن ليبث الوعي اللازم للمسلم في المعركة التي يخوضها بعقيدته، لتحقيق منهجه الجديد في واقع الحياة. ولينشئ في ضمير المسلم تلك المفاصلة الكاملة بينه وبين كل من لا ينتمي إلى الجماعة المسلمة ولا يقف تحت رايتها الخاصة. المفاصلة التي لا تنهي السماحة الخلقية. فهذه صفة المسلم دائماً. ولكنها تنهي الولاء الذي لا يكون في قلب المسلم إلا لله ورسوله والذين آمنوا. . الوعي والمفاصلة اللذان لا بد منهما للمسلم في كل أرض وفي كل جيل.
(يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء. . بعضهم أولياء بعض. ومن يتولهم منكم فإنه منهم. إن الله لا يهدي القوم الظالمين}.
بعضهم أولياء بعض. . إنها حقيقة لا علاقة لها بالزمن. . لأنها حقيقة نابعة من طبيعة الأشياء. . إنهم لن يكونوا أولياء للجماعة المسلمة في أي أرض ولا في أي تاريخ. . وقد مضت القرون تلو القرون ترسم مصداق هذه القولة الصادقة. . لقد ولي بعضهم بعضاً في حرب محمد - صلى الله عليه وسلم - والجماعة المسلمة في المدينة. وولي بعضهم بعضاً في كل فجاج الأرض، على مدار التاريخ. . ولم تختل هذه القاعدة مرة واحدة؛ ولم يقع في هذه الأرض إلا ما قرره القرآن الكريم، في صيغة الوصف الدائم، لا الحادث المفرد. . واختيار الجملة الأسمية على هذا النحو. . بعضهم أولياء بعض. . ليست مجرد تعبير! إنما هي اختيار مقصود للدلالة على الوصف الدائم الأصيل!
ثم رتب على هذه الحقيقة الأساسية نتائجها. . فإنه إذا كان اليهود والنصارى بعضهم أولياء بعض فإنه لا يتولاهم إلا من هو منهم. والفرد الذي يتولاهم من الصف المسلم، يخلع نفسه من الصف ويخلع عن نفسه صفة هذا الصف «الإسلام» وينضم إلى الصف الآخر. لأن هذه هي النتيجة الطبيعية الواقعية:
** ومن يتولهم منكم فإنه منهم}. .)
وفي صفة المتولين للكفار كذلك .. :
(** لبئس ما قدمت لهم أنفسهم: أن سخط الله عليهم، وفي العذاب هم خالدون}. .
فهذه هي الحصيلة التي قدمتها لهم أنفسهم. . إنها سخط الله عليهم. وخلودهم في العذاب. فما أبأسها من حصيلة! وما أبأسها من تقدمة تقدمها لهم أنفسهم؛ ويا لها من ثمرة مرة. ثمرة توليهم للكافرين!
فمن منا يسمع قول الله سبحانه عن القوم؟ فلا يتخذ من عند نفسه مقررات لم يأذن بها الله: في الولاء والتناصر بين أهل هذا الدين؛ وأعدائه الذين يتولون الكافرين!
وما الدافع؟ ما دافع القوم لتولي الذين كفروا؟ إنه عدم الإيمان بالله والنبي:
** و لو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء. ولكن كثيراً منهم فاسقون}. .
هذه هي العلة. . إنهم لم يؤمنوا بالله والنبي. . إن كثرتهم فاسقة. . إنهم يتجانسون - إذن - مع الذين كفروا في الشعور والوجهة؛ فلا جرم يتولون الذين كفروا ولا يتولون المؤمنين. .)
وجاء كذلك في الظلال .. عودا على ذات القضية:
(ونعود إلى قضية الولاء والتناصر والتعاون بين المسلمين وأهل الكتاب - على ضوء هذا التبليغ الذي كلفه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى ضوء نتائجه التي قدر الله أن تكون في زيادة الكثيرين منهم طغياناً وكفراً. . فماذا نجد. .؟
نجد أن الله - سبحانه - يقرر أن أهل الكتاب ليسوا على شيء حتى يقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم. . وحتى يدخلوا في الدين الأخير تبعاً لهذه الإقامة كما هو بديهي من دعوتهم إلى الإيمان بالله والنبي. في المواضع الأخرى المتعددة. . فهم إذن لم يعودوا على «دين الله» ولم يعودوا أهل «دين» يقبله الله.
ونجد أن مواجهتهم بهذه الحقيقة قد علم الله أنها ستزيد الكثيرين منهم طغياناً وكفراً. . ومع هذا فقد أمر رسوله أن يواجههم بها دون مواربة. ودون أسى على ما سيصيب الكثيرين منها!
فإذا نحن اعتبرنا كلمة الله في هذه القضية هي كلمة الفصل - كما هو الحق والواقع - لم يبق هنالك موضع لاعتبار أهل الكتاب. . أهل دين. . يستطيع «المسلم» أن يتناصر معهم فيه للوقوف في وجه الإلحاد والملحدين؛ كما ينادي بعض المخدوعين وبعض الخادعين! فأهل الكتاب لم يقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم؛ حتى يعتبرهم المسلم «على شيء» وليس للمسلم أن يقرر غير ما قرره الله: ** وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم} وكلمة الله باقية لا تغيرها الملابسات والظروف!)
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شاكر]ــــــــ[26 Feb 2009, 10:44 م]ـ
رحم الله سيد قطب رحمة واسعة
وجزاك الله أخ محمد خيرا على هذه التربويات من الظلال.(/)
استعمالات القرآن لبعض الألفاظ
ـ[قاهر الفرسان]ــــــــ[26 Feb 2009, 05:21 م]ـ
ترد في القرآن الكريم وفي مواضع كثيرة لفظ [إذ] و [إذا] والفرق بينهما هو تبيين الزمن
(فإذ) يراد بها زمن الماضي مثل قول الله تعالى {إذ ناده ربه بالوادي المقدس طوى} [النازعات: 16] وكانت المناداة في زمن موسى
وفي السورة نفسها ورد لفظ (إذا) عند قولة تعالى {فإذا جاءت الطامة الكبرى} [النازعات: 34] والمراد به زمن المستقبل.
والله أعلم.(/)
تأ ملات في آيات ...
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[26 Feb 2009, 05:23 م]ـ
تأملات من مجلد تفسير العلامة ابن عثيمين _ رحمه الله تعالى _ (من سورة الحجرات إلى سورة الحديد) .... ================================================== ===========
في قوله تعالى (واتقوا الله إن الله سميع عليم) سورة الحجرات آية (1):ـ
أي اتخذوا وقاية من عذاب الله بفعل الأوامر وترك النواهي، ومن الناس من إذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم وتصاعد وعز في نفسه، وأوغل في الباطل، وانتفخت أوداجه وقال: أمثلي يقال له: اتق الله؟! وما علم المسكين أن الله خاطب من هو أشرف منه وأتقى عباد الله لله فأمره بالتقوى فقال له: (يا أيها النبي اتق الله) فالواجب أنه إذا قيل لأي أحد: اتق الله، أن يزداد خوفا من الله وأن يراجع نفسه!.
= تأمل قوله تعالى (وألقي السحرة ساجدين) الأعراف آية رقم (120):ـ
فلم يقل سجدوا، كأن شيئا اضطرهم إلى السجود، فسجدوا بغير اختيار لقوة ما رأوا من الآية العظيمة التي أدهشتهم ولم يملكوا أنفسهم إلا أن يؤمنوا إيمانا تاما!.
= لما أدرك فرعون الغرق قال: (آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل) يونس آية رقم (90):ـ
تأمل أنه لم يقل آمنت بالله، بل قال آمنت بالذي آمنت به بنو إسرائيل، لماذا؟ إذلالا لنفسه، حيث كان ينكر على بني إسرائيل ويهاجمهم فأصبح عند الموت يقر بأنه تبع لهم وأنه يمشي خلفهم!.
= تأمل قوله تعالى (قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم) الجمعة آية رقم (8):ـ
ولم يقل فإنه يدرككم، وما ظنك بشيء تفر منه وهو يلاقيك!، إن فرارك منه يعني دنوك منه في الواقع فلو كنت فارا من شيء وهو يقابلك فكلما أسرعت في الجري أسرعت في ملاقاته، وفي الآية الأخرى (أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة) ذكر هنا أن الإنسان مهما كان في تحصنه فإن الموت سوف يدركه على كل حال!.
= في قوله تعالى (إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان) النجم آية رقم (23):ـ
أي دليل، وسمي الدليل سلطانا لأن صاحب الدليل معه سلطة يعلو بها على خصمه، ومن ليس له دليل ليس له سلطان!.
= في قوله تعالى (فلله الآخرة والأولى) النجم آية رقم (25):ـ
بدأ بالآخرة؛ لأن ملك الله عز وجل في الآخرة يظهر أكثر مما في الدنيا، فالدنيا فيها ملوك ورؤساء وزعماء يرى العامة أن لهم تدبيرا، لكن في الآخرة لا يوجد هذا (يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار)! .. غافر (16).
= في قوله تعالى (ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا) النجم آية رقم (31):ـ
السيئة بالسيئة لا تزيد أو يعفو عمن يشاء، ثم قال (ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى) النجم آية رقم (31) ولم يقل بما عملوا، لأن فضل الله أوسع من أعمالنا، فالحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة!.
= تأمل في قوله تعالى (يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر) القمر آية رقم (48):ـ
انظر إلى الإذلال: جسدي وقلبي!
فالجسدي أنهم يسحبون على وجوههم!، والقلبي أنهم يوبخون ويقال لهم (ذوقوا مس سقر) نسأل الله العافية! ....
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[26 Feb 2009, 05:32 م]ـ
أود أن أذكر ملاحظة لطيفة في هذه التأملات وهي:
أنني قد ذكرت تأملات في آيات من سور ليست موجودة في هذا المجلد لأن الشيخ رحمه الله فسر فيه من سورة الحجرات إلى سورة الحديد فقط .. ولكن لكونه ربط بين آيات هذه السور والسور الأخرى ذكر فيها وقفات تأملية جديرة بأن أنقلها لكم من باب التدبر والانتفاع بعلمه رحمه ربي وجمعنا به في مستقر رحمته .. إنه سميع قريب ..
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[01 Mar 2009, 03:21 م]ـ
تتمة التأملات في آيات .....
=======================
(يُتْبَعُ)
(/)
"إن الله عز وجل قد أنزل القرآن الكريم من فوق سبع سموات للتدبر والتعقل، لا لمجرد تلاوته والقلب لاهٍ غافل (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) محمد 24، فما بال قلوبنا ـ يا عباد الله ـ؟!، ما هذه الأقفال التي على القلوب؟!، مواعظ تتلى، وسور تُقرأ، ولكنها تدخل من اليمنى وتخرج من اليسرى!، من منا من بكى عند قراءة الحاقة؟!، ومن ارتجف حين سمع الزلزلة؟!، ومن تاب يوم أن قرأ القيامة؟!، أما إنه لو أُنزل هذا القرآن على جبل لخشع وتصدع من خشية الله عز وجل! " د. سعود الشريم
.................................................. ................................................
في قوله تعالى: (إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب) يس 11، سبب اختيار اسم الرحمن دون غيره؛ لأن الإنسان الذي يخشى الله يخافه عن علم، لذا طمأن الله الخاشي بأنه إنما يخشى رحمانا يرحمه، فكلما عظمت خشيتك لله عظمت رحمة الله بك؛ لأنه ما من إنسان يخشى الله حقيقة إلا سيقوم بأوامره، ويجتنب نواهيه، وحينئذ يكون متعرضا للرحمة " ابن عثيمين
.................................................. ..................................................
يقول الفضيل بن عياض رحمه الله: " بقدر ما يعظم الذنب عندك يصغر عند الله تعالى، وبقدر ما يصغر عندك يعظم عند الله عز وجل، ثم قرأ قوله تعالى: (ما لكم لا ترجون لله وقارا) نوح 13"
.................................................. .................................................. ...
روى ابن أبي حاتم عن وهيب بن الورد أنه قرأ قوله تعالى: (وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا) البقرة 127، ثم يبكي ويقول رحمه الله: يا خليل الرحمن ترفع قوائم بيت الرحمن، وأنت مشفق أن لايتقبل منك!. (تفسير ابن كثير).
.................................................. .................................................. .
قوله تعالى (ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون) الروم 34، هذا وعيد من الله (فتمتعوا فسوف تعلمون) أي اعملوا ما شئتم وتمتعوا فيه قليلا فسوف تعلمون عاقبة ذلك، قال بعض السلف: والله لو توعدني حارس درب لخفت منه!، فكيف والمتوعد ههنا هو الذي يقول للشيء: (كن) فيكون ?!!. (تفسير ابن كثير).
.................................................. .................................................. ...
يقول الفاروق عمر رضي الله عنه: (أيها الناس! إنه أتى علي حين وأنا أحسب أنه من قرأ القرآن إنه إنما يريد به الله تعالى وما عنده، ألا وقد قيل لي إن أقواما يقرؤون القرآن يريدون به ما عند الناس!! ألا فأريدوا الله عزوجل بقراءتكم، وأريدوه بأعمالكم) ...
.................................................. ................................................
يقول أبو محمد: إذا أحب الله عزوجل عبدا أمر أن يلقى على ألسنة المسلمين الثناء عليه، وفي قلوبهم المحبة له،، اقرؤوا قوله تبارك وتعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا) مريم،96
.................................................. .................................................. .
يقول ابن القيم: جعل الله وحيه الذي يلقيه إلى الأنبياء روحا، فقال تعالى: (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا) الشورى 52، لأن حياة الأرواح والقلوب به، وهذه الحياة الطيبة هي التي خص الله بها من قبل وحيه وعمل به (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة) النحل 97
.................................................. ..................................................
يقول الفقيه أبو بكر: إن الكافر لا تعاف النار منه شيئا!، وكما اشتمل في الدنيا على الكفر شملته النار في الآخرة، اقرؤوا قوله تعالى: (لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل) الزمر 16، أي أن ما فوقهم ظلل لهم وما تحتهم ظلل لمن تحتهم، والعياذ بالله!! .. ـ
.................................................. .................................................. .
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول ابن وهب: سمعت ابن يزيد يقول: إن الله عزوجل وصف أهل الجنة بالمخافة، والحزن، والبكاء، والشفقة في الدنيا، فأعقبهم به النعيم، والسرور في الآخرة، ثم قرأ قول الله عزوجل (إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين) الطور 62
.................................................. .................................................
يذكر الله عزوجل النفخ في الصور في كتابه دائما بالبناء للمجهول (ونُفخ في الصور) يس51، لأن الإبهام أبلغ في التهويل والتعظيم، مما إذا ذكر الفاعل، وقد ثبت أن الذي وكل بالنفخ في الصور هو إسرافيل أحد حملة العرش والنفخ في الصور من الأمور الغيبية التي يجب الإيمان بها " ابن عثيمين
.................................................. .................................................. ..
روي أن أعرابيا سمع ابن عباس يقرأ قوله تعالى (وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها) آل عمران 103، فقال الأعرابي: والله ما أنقذهم منها وهو يريد أن يوقعهم فيها!، فقال ابن عباس: خذوها من غير فقيه!! .. ـ
.................................................. ..................................................
يقول الله تعالى (وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون) الزخرف 44، الذكرأي الرفعة والشرف لمن يقوم بالقرآن ويعمل به، ولا شك أن من تمسك بالقرآن فإن له الشرف والسيادة على جميع الخلق، ولهذا فإني أحثكم على أن تمسكوا بهذا القرآن العظيم، وإذا تمسكتم به عقيدة وعملا وهديا؛ فستكون العاقبة لكم .. ابن عثيمين
.................................................. .................................................. .
في قوله تعالى (لنبلوهم أيهم أحسن عملا) الكهف 7،تأمل في قوله (أحسن عملا) ولم يقل أكثر عملا، لأن العبرة بالأحسن لا بالأكثر،، العبرة بإحسان العمل وإتقانه إخلاصا لله عزوجل، ومتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم .. ابن عثيمين
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[02 Mar 2009, 05:17 م]ـ
يذكر الله عزوجل النفخ في الصور في كتابه دائما بالبناء للمجهول (ونُفخ في الصور) يس51، لأن الإبهام أبلغ في التهويل والتعظيم، مما إذا ذكر الفاعل، وقد ثبت أن الذي وكل بالنفخ في الصور هو إسرافيل أحد حملة العرش والنفخ في الصور من الأمور الغيبية التي يجب الإيمان بها " ابن عثيمين
لقد طرحت إشكالا في كون إسرافيل عليه السلام هو الموكل بالنفخ في الصور أم أنه غيره لم يسم، تفضل:
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=14915
فلعلكم تراجعونه وتفيدوننا بشيء سددكم الله
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[02 Mar 2009, 08:01 م]ـ
يذكر الله عزوجل النفخ في الصور في كتابه دائما بالبناء للمجهول (ونُفخ في الصور) يس51، لأن الإبهام أبلغ في التهويل والتعظيم، مما إذا ذكر الفاعل، وقد ثبت أن الذي وكل بالنفخ في الصور هو إسرافيل أحد حملة العرش والنفخ في الصور من الأمور الغيبية التي يجب الإيمان بها " ابن عثيمين
لقد طرحت إشكالا في كون إسرافيل عليه السلام هو الموكل بالنفخ في الصور أم أنه غيره لم يسم، تفضل:
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=14915
فلعلكم تراجعونه وتفيدوننا بشيء سددكم الله
بارك الله في جهودك أخي حكيم .. ونفع بك ..
وقد اطلعت على الرابط الذي أهديتنيه مشكورا .. وأفيدك أنني نقلت هذه الفائدة من علامتنا العثيمين رحمه الله كما هي .. علما بأن الشيخ رحمه الله لم يتطرق إلى ما ذكرتموه في الرابط .. كما أنني لم أطلع على بحث في هذا الشأن .. ولكن سأنقل لك ما ذكره العلامة العثيمين رحمه الله في شرحه للعقيدة السفارينية ص (206) يقول: (ثلاثة من الملائكة علمنا أنهم موكلون بما فيه من الحياة: جبريل وميكائيل وإسرافيل، فجبريل موكل بما فيه حياة القلوب، وميكائيل موكل بما فيه حياة النبات أي القطر، وإسرافيل موكل بما فيه بعث الأجساد بعد الموت وهو النفخ في الصور، وأشرفها وأعلاها ما فيه حياة القلوب، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر هؤلاء الثلاثة في افتتاح صلاة الليل حيث يقول: (اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم) رواه مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الدعاء في صلاة الليل رقم 770) ا. هـ
وذكر في المصدر نفسه (شرح العقيدة السفارينية ص 436): (المبحث السادس: (وكان عن فتنة القبر) ما اسم هذين الملكين؟ الجواب: ورد في بعض الآثار: أنهما منكر ونكير .................... وقيل لا يسميان وأن تسميتهما بمنكر ونكير ضعيف ولم يصح به الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم .... (ثم ذكر هذه القاعدة المهمة) وعقيدتنا في هذا أن نقول: إن كان النبي صلى الله عليه وسلم سماهما بذلك فنحن نعتقده وإن لم يكن سماهما فنحن نطلق ونقول ملكان فقط ولا يسعنا أكثر من ذلك!.) انتهى كلامه رحمه الله ..
كان ذاك أهم ما ذكره الشيخ رحمه الله في هذه المسألة ولم أجد فيما درست له أنه أسهب فيها .. وإنما يقتصر في شرحه سواء في كتب التفسير أو العقيدة على أن النافخ هو إسرافيل عليه السلام كما نقلت عنه سالفا .. بل نُقل هذا عن كثير من علماء الأمة كما هو معروف لديك ..
هذا ما تيسر لي نقله أخي المبارك حكيم زادك الله علما وفقها وحكمة وجعلك مباركا أينما كنت ..
واعذر أخاك فإنه مجرد طويلب علم مبتدئ .. وأشكر لك مرورك الطيب .. حفظك ربي وسددك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[02 Mar 2009, 08:10 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[05 Mar 2009, 11:42 م]ـ
تتمة تأملات في آيات ......
===============
"أنزل القرآن لأمور ثلاثة: 1 - التعبد لله بتلاوته، 2 - التدبر لمعانيه، 3 - الاتعاظ به، قال تعالى (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب) ص 29، ولا يمكن لأحد أن يتذكر بالقرآن إلا إذا عرف المعنى؛ لأن الذي لا يعرف المعنى بمنزلة الذي لا يقرأ (ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني) البقرة 78، أي قراءة) ابن عثيمين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"من تمام نعيم أهل الجنة أن كل واحد منهم لا يطلب تحولا عما هم عليه من النعيم؛ لأنه لا يرى أن أحدا أكمل منه ولا يحس في قلبه أنه في غضاضة بالنسبة لمن هو أرقى منه وأكمل، قال تعالى (لا يبغون عنها حولا) الكهف 108،أي لا يبغون تحولا عما هم عليه؛ لأن الله أقنعهم بما أعطاهم فلا يجدون أحدا أكمل نعيما منهم! " ابن عثيمين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية، جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار) البينة 8،7 قدم الله الثناء على المؤمنين الذين عملوا الصالحات على ذكر جزائهم؛ لأن ثناء الله عليهم أعظم مرتبة وأعلى منقبة، فلذلك قدمه على الجزاء الذي هو جزاؤهم يوم القيامة (جنات عدن) " ابن عثيمين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"ابتدأت سورة الإسراء بقوله تعالى (سبحان الذي أسرى بعبده) الإسراء 1، وليس بالحمد والثناء؛ لأن الإسراء كان من الأمور العظام التي يسبح الله لها ويتعجب منه، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لما أخبر الناس كذبوه فنزه الله نفسه أن يمكّن شخصا يكذب عليه مثل هذا الكذب من غير أن ينتقم منه! " ابن عثيمين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقول عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه: (إن أهل جهنم يدعون مالكا "خازن النار" (ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك) الزخرف 77، فلا يجيبهم أربعين عاما، ثم يرد عليهم (إنكم ماكثون) الزخرف 77، قال عبدالله: هانت والله دعوتهم على مالك ورب مالك!).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقول يحيى بن محمد بن هبيرة رحمه الله عن قوله تعالى (رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والديّ) الأحقاف 15، هذا من تمام بر الوالدين، كأن هذا الولد خاف أن يكون والداه قصرا في شكر الرب، فسأل الله عز وجل أن يلهمه الشكر على ما أنعم به عليه وعليهما، ليقوم بما وجب عليهما من الشكر إن كانا قصرا فيه).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقول إبراهيم التيمي رحمه الله: (من أوتي من العلم ما لا يبكيه، لخليق ألا يكون قد أوتي علما؛ لأن الله عز وجل نعت العلماء فقال: (ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا) الإسراء 109).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (عليكم بالإخوان، فإنهم عدة في الدنيا والآخرة، ألا تسمع إلى قول أهل النار: (فما لنا من شافعين، ولا صديق حميم) الشعراء 100، 101).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقول إبراهيم التيمي رحمه الله: (ينبغي لمن لم يشفق أن يخاف أن لا يكون من أهل الجنة؛ لأنهم قالوا: (إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين) الطور 26).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقول ميمون بن هارون رحمه الله في معنى قوله تعالى: (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون) إبراهيم 42، هي تعزية للمظلوم، ووعيد للظالم!).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[16 Mar 2009, 11:55 م]ـ
* ابتدأ الله سورة البقرة بتقسيم الناس إلى ثلاثة أقسام: المؤمنون الخلص، ثم الكافرون الخلص، ثم المنافقون، وأخر الكلام عليهم لطوله ولبيان أوصافهم حتى يُحترز منهم، فبدأ بالطيب ثم الخبيث ثم الأخبث وذكر أوصافهم. ابن عثيمين
* ذكر الله في سورة البقرة خمس قصص فيها إحياء الموتى وهي: بعث بني إسرائيل بعد موتهم بالصاعقة، و قصة قتيل بني إسرائيل، والقوم الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت، وقصة الرجل الذي أماته الله مائة عام ثم بعثه، وقصة إبراهيم لما قال رب أرني كيف تحيي الموتى؟ .. ابن عثيمين
* أتى الله بآية (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون) بعد ذكر آيات الربا لشدة التحذير منه ومن عقوبته!! .. ولم يرد في أي ذنب دون الشرك مثل ما ورد في الربا من الوعيد لأنه حرب لله ورسوله!! .. ابن عثيمين
* قدم الله فتنة النساء على فتن الدنيا في قوله تعالى في سورة آل عمران (زُيّن للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا) لأن فتنة النساء أعظمها!! .. ابن عثيمين
* في قوله تعالى في سورة الكهف (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) الأمر في قوله (فليكفر) للتهديد وليس للإباحة، كما يهدد الإنسان غيره فيقول: إن كنت صادقا فافعل كذا، ويدل عليه قوله تعالى بعدها (إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بها سرادقها) يعني من كفر فله النار قد أُعدت!! .. ابن عثيمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[01 Apr 2009, 10:30 م]ـ
تتمة التأملات
------------------------------
* استنبط شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من قوله تعالى (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) أن المعاصي سبب لعدم فهم القرآن!! ..
* سمى الله تعالى الأحكام الدينية حدودا , فإذا كان الحكم تحريما قال (تلك حدود الله فلا تقربوها) , وإن كان إيجابا قال (تلك حدود الله فلا تعتدوها) .. ابن عثيمين
* يقول الله تعالى عن قصة لوط (فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين , فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين) البيت الذي كان في القرية بيت إسلامي في ظاهره , إذ أنه يشمل امرأة لوط التي خانته بالكفر وهي كافرة , أما من أخرج منها ونجا فإنهم المؤمنون حقا!. ابن عثيمين
* في قوله عزوجل (احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون , من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم) تأمل التهكم بهم!! .. في قوله (فاهدوهم إلى صراط الجحيم) أي إذا كانوا لم يهتدوا في الدنيا إلى الصراط المستقيم فاهدوهم إلى صراط الجحيم!! .. والعياذ بالله .. ابن عثيمين
* في قوله تعالى عن نعيم الجنة (أولئك لهم رزق معلوم) أي معلوم بالأسماء والمعنى فقط لا بالحقيقة , فلا نعلم كنه وحقيقة هذا الرزق لقوله (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين)!! .. ابن عثيمين
* قوله تعالى عن إبليس (إني أخاف الله) المراد بخوف إبليس هو خوف هلاك لا خوف عبادة!! .. ابن عثيمين
* قوله تعالى عن جزاء المنافقين (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار) هذا لا ينافي أن يكون أحد غيرهم فيها! .. ابن عثيمين
* في قوله تعالى (وإذا الموؤدة سُئلت) تُسأل مع أنها مظلومة؛ توبيخا للذي وأدها ودفنها حية!! .. ابن عثيمين
* يقول الله عزوجل عن تعذيب فرعون لبني إسرائيل (يقتّلون أبناءكم) وفي آية أخرى (ويذبّحون أبناءكم) لأنهم تارة يقتلونهم , وتارة يذبحونهم كما تذبح الشاة إرهابا وإزعاجا فنجاهم الله منه!!. ابن عثيمين
* ترى دائما أن الله يقرن بين الإيمان بالله واليوم الآخر لأن الإيمان باليوم الآخر هو الذي يحدو الإنسان إلى العمل وهو الذي يحدوه إلى الاستقامة على دين الله وشرعه .. ابن عثيمين
* في قوله تعالى (وكان الله سميعا بصيرا) تذكر إن للإيمان بأسماء الله وصفاته ثمرات عظيمة , فمثلا إذا آمنت بأن الله سميع فسوف تحترز كل قول يغضب الله وفيه معصية فتتركه خشية لله , فلا تتكلم إلا بما يرضيه وإذا لم يحدث لك هذا الإيمان هذا الشيء فاعلم أن إيمانك بأسماء الله إيمان ناقص بلا شك؛ لأن الإيمان بها يجعل المسلم على استقامة كاملة .. ابن عثيمين
* اقرأ قوله تعالى (أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة) العادة أن الإنسان يتقي العذاب بيده , لكن أهل النار ـ أجارنا الله منها ـ لا يستطيعون! .. بل تلفح وجوههم النار وهذا دليل على كمال الإهانة؛ لأن الوجه محل الإكرام فإذا أُهين إلى هذا الحد فهذا غاية ما يكون من الذل! .. (وتراهم يُعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي)!! .. ابن عثيمين
* تأمل .. حفظ الله عزوجل على نبيه صلى الله عليه وسلم جميع جوارحه فقال عن لسانه (وما ينطق عن الهوى) وقال عن بصره (ما زاغ البصر وما طغى) وقال عن قلبه (ما كذب الفؤاد ما رأى) وقال عن خلقه (وإنك لعلى خلق عظيم) .. صالح المغامسي.(/)
صرخة في عالم المنهج ــ يا عباد الله لا يصرفنا صارف
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[26 Feb 2009, 05:50 م]ـ
مقال في هذا المنتدى الكريم أثار جدلاً لا يزال قائماً. وهو بعنوان: (الإعجاز العددي يبحث عنه المسيحيون أيضا في إنجيلهم). ولا يهمني هنا أن نقبل فكرة الإعجاز العددي أو نرفضها، وإنما تقلقني منهجية البعض في الاستدلال سلباً أو إيجاباً. ويصبح الأمر مستحقاً للاهتمام عندما نجد أن هذه المنهجية عند بعض الفضلاء من أهل العلم الذين يستمع إليهم الناس ليأخذوا عنهم.
في مداخلة لبعض الأخوة على العنوان المشاششر إليه وجدت روابط لمحاضرة للشيخ الفاضل خالد بن عثمان السبت في موقع طريق الإسلام مؤرخة عام 2004م، ولقاء عبر المذياع بتاريخ 2008م ولا تختلف المحاضرة عن اللقاء في شيء كثير. وقد دهشت مستغرباً للمنهجية التي التي ينتهجها الشيخ الفاضل، ووجدت من المناسب أن أكتب هذه الملاحظات لعلمي أن هذا المنهج له حضور عند بعض أهل العلم. وقد رأيت للفائدة أن أكرر هذا المقال في المداخلات على العنوان المطروح.
1. يستفيض الشيخ الكريم في الكلام عن اهتمام السلف بالقرآن الكريم وإحصاء كلماته وحروفه ونقطه وآياته وأجزائه وأعشاره والمتصل من كلماته والمنفصل ..... ثم يصدمك بتساؤله مستغرباً أن يتفننوا كل هذا التفنن في العد والاحصاء والاستقصاء ثم هم لم يصلوا إلى النتائج التي يزعمها القائلين بالإعجاز العددي، نعم أحصوا مثل هذا الإحصاء ولم يصلوا؟!!!! وهو بهذا يستدل على بطلان الزعم بوجود الإعجاز العددي.
أفهم أن يكون الصحابة خير أمة، وأفهم أن يسبقوا في فهم العربية، وأفهم أن يسبقوا في فهم الأحكام الشرعية ... ولكن ما علاقتهم بالإحصاء العددي وعلم الرياضيات. ولعل البعض بهذا القول يزعم لهم عصمة أئمة الشيعة، بل لعلهم يحيطون ــ والعياذ بالله ــ بكل شيء علما.
2. أصحاب القول بالإعجاز العددي يقولون بأن القرآن الكريم 114 سورة، ولكن هذا عند الشيخ أمر مختلف فيه فكيف يستندون إلى أمر مختلف فيه في بحوثهم؟! رحماك يا الله، هل يصل بنا الأمر من أجل دحض فكرة ما أن ننقض على بدهيات المسلمين؟!! والعلماء يقولون أجمع من يعتد بإجماعهم على أن سور القرآن 114 سورة. ولم يقولوا:"يعتد بإجماعهم" إلا لعلمهم بوجود أقوال لا يعتد بها.
3. يستعرض الشيخ أمثلة ليبين لنا سخف وتهافت القول بالإعجاز العددي فيختار الأمثلة المتهافتة ولعله لم يجد غيرها، ومنها أمثلة من كتاب الدكتور عبد الرزاق نوفل رحمه الله، وما درى أن هذه بدايات غير ناضجة كانت قبل سنوات طويلة وأن الأمر الآن يختلف، كما هو الأمر في كل العلم تبدأ غير ناضجة.
4. يتحدث الشيخ طويلاً عن الكلمات المتصلة (بئسما) والمنفصلة (بئس ما) وضرورة معرفة ذلك والتزامه وعلى الرغم من ذلك يجعل هذا الأمر في سياق رده على القائلين بالإعجاز العددي الذي يستندون في بحوثهم على الرسم العثماني!!!
5. يصرح بأن فلان من الناس اعتمد في بحثه العددي على المصحف الإمام ثم يقول الشيخ:" لا يصلح الاعتماد عليه" لماذا يا شيخنا؟! أقول كما يقول: لأن هناك عدة قراءات تؤدي إلى اختلاف في رسم الكلمات والحروف. وهنا نقول: القراءة التي اعتمدها المصحف الإمام الذي ذكرته هل هي متواترة عن الرسول صلى الله عليه وسلم؟ فإن كان الجواب هي كذلك. نقول: ألا يكفينا هذا لإجراء البحوث؟! وما ضرورة أن يكون بحثنا الآن في كل القراءات؟!! وإذا أقررنا بأن القراءات تختلف في المعنى أحياناً فما المانع أن تختلف وجوه الإعجاز العددي؟ هل قمت ببحوثكم في باقي القراءات ثم أصدرتم حكمكم بخلو المصاحف من إعجاز عددي متعدد الجوانب أم ماذا؟!!
6. يقول الشيخ بأن الرسم العثماني ليس بتوقيفي وكذلك ترتيب السور. ونحن نقول: لماذا الجزم هكذا، أما كان يجدر بنا أن نقول للناس إن جمهور العلماء يذهبون إلى القول بأن الرسم توقيفي وكذلك جمهور العلماء، وأن هؤلاء يعتمدون قول الجمهور؟! وإذا كنا لا نوافق الجمهور في أقوالهم فلنقل للناس إننا نخالف الجمهور لأن أدلتهم لا تثبت التوقيف في الرسم والترتيب. ونقول جدلاً: لنفترض أن أصحاب بحوث الإعجاز العددي استطاعوا أن يقيموا الحجة على المخالفين ألا يصلح ذلك مرجحاً عند الاختلاف لامتناع الصدفة؟!
7. يضرب الشيخ مثالاً على تهافت حساب الكلمات فيتساءل كيف يحسبون كلمة مثل (تعملونها) كلمة واحدة؟!! والعجيب أنه هو نفسه الذي تحدث في المقام نفسه عن الكلمات المفصولة والموصولة مثل بئسما وبئسما. ونحن نقول للشيخ الفاضل أنهم يحسبون الكلمات كما ترسم في المصحف وكما تكتبها أنت عند الطباعة مستخدماً الآلة الكاتبة. أو كما تكتبها بخط يدك. ألا يكفي أن تكون قاعدة مضطردة ينتج عنها نتائج تقول نظرية الاحتمالات التي ندرّسها للطلبة في مادة الرياضيات بعدم امكانية حصولها صدفة؟!
8. يلوم الشيخ السبت الدكتور عبد الرزاق نوفل كيف يحصي لفظة الملائكة وتكررها في القرآن 88 مرة ولا يحصي معها لفظة جبريل ولفظة شديد القوى ولفظة الصافات!!!! ما هذا ياشيخنا الكريم؟!! إننا ندرك ونقدّر صدقك وحرصك ولكن لا بد من منهجية سوية بعيداً عن كل ما يدعو إليه التحامل.
9. الشيخ يقول إن لفظة (بسم) أربعة حروف!!!! وأصحاب البحوث العددية يصيحون ليل نهار قائلين إننا نتعامل مع الرسم!!! ألا يستحقون منا الاحترام فنخاطبهم بما يفيد ويصحح النهج!!!
10. القرآن كتاب هداية وليس كتاب أعداد. هذا ما يقوله الكثيرون ومنهم الشيخ يقول:" نترك المعنى ونشتغل بعد الحروف!!! ". ونحن بدورنا نقول: كل من يشتغل بعلوم الإعجاز يحيد عن الجادة لأن القرآن كتاب هداية وعمل!!! ماذا يبقى من الهداية والعمل إذا لم تقم الحجة ويوضح البرهان؟!! بل إن هذا أشرف علم، لأن ما سواه يستند إليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Feb 2009, 06:05 م]ـ
الأخ العزيز الشيخ بسام جرار وفقه الله
أسأل الله أن يوفقكم لكل خير، وأن يتقبل منكم ما تقومون به من جهود علمية ودعوية في سبيل خدمة القرآن الكريم. وأنا أثمن جهودكم وأدعو لكم بالتوفيق وإن كنت لا أشارك مباشرة في كثير من الحوارات حول الإعجاز العددي. وأقدر كذلك ما يقوم به الأستاذ عبدالله جلغوم من جهود.
والدكتور خالد السبت وغيره من طلبة العلم الذين يعترضون على كثير من أمور المنهج والنتائج التي يتوصل إليها في موضوع الإعجاز العددي يهدفون إلى ضبط المنهج الذي تصرخون الآن للالتزام به. وليس لديهم - كما أنه ليس لديكم- نية سيئة في إبطال الحق أو الدفاع عن الباطل.
ولذلك فإنه يجب على من يتحمس الآن للإعجاز العددي أن يذكر الأصول المنهجية التي نتفق جميعأً على صحتها، ثم بعد ذلك ننظر في التفاصيل، وإلا فلن يؤدي الحوار العلمي الآن أو فيما بعدُ إلى نتيجة حقيقية تضيف للعلم شيئاً، وسيبقى كل من الفريقين متشبثاً برأيه الذي يعتقد صوابه.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[26 Feb 2009, 06:21 م]ـ
الأخ الأستاذ الشهري حفظه الله
لم أفهم ماذا تقصد بتوجيه كلامك للشيخ بسام جرار،
أنا من تلامذة الشيخ، ومن المترددين على الشيخ وعلى مركز نون، ومن المتحمسين للإعجاز العددي، وكثيراً ما أناقش المسائل مع الشيخ فيقوم بالنصح والتوجيه،
أرجو توضيح خلفيات خطابك للشيخ مع احترامي وتقديري.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[26 Feb 2009, 07:18 م]ـ
مقالة في ترتيب سور القرآن الكريم:
لقد اجتهد الصحابة- رضي الله عنهم - في ترتيب سور القرآن وآياته على النحو الذي علموه عن الرسول -صلى الله عليه وسلم -عن جبريل عليه السلام. وقد وفقهم الله سبحانه مصداقا لقوله تعالى " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ".
فما معنى: اجتهد الصحابة؟
المعنى هو: لقد بذل الصحابة أقصى الجهد والاستطاعة للمحافظة على الترتيب الذي علمهم إياه رسول الله- صلى الله عليه وسلم – الذي أخذه بدوره عن جبريل عليه السلام .. وليس المعنى أنهم جاءوا بترتيب من عندهم واجتهادهم الشخصي ..
ولو كان الأمر كما يفهمه البعض من أن الترتيب اجتهادي، فما قيمة تلك الروايات الكثيرة التي تقول أن جبريل عليه السلام كان يعين للرسول صلى الله عليه وسلم موقع السورة وموقع الآية في سورتها؟ أم أن تلك الروايات باطلة؟
وبالتالي فترتيب سور القرآن الكريم هو ترتيب توقيفي، تؤيده آراء سابقة، ولاحقة، وتؤكده مئات الحقائق الرياضية في واقع المصحف اليوم.
إلا أن بعض مشايخنا، وعلى رأسهم الدكتور خالد السبت – وينتصر له تلاميذ ومريدون - يرى غير ذلك:
يرى أن ترتيب سور القرآن هو اجتهادي محض، ويستدل على ذلك بتعدد مصاحف الصحابة، وبالاختلاف في المعوذتين، وهل هما من القرآن، وبالاختلاف في سورتي الفيل وقريش، هل هما سورتان أم سورة واحدة ..
(وهي مسائل أعتقد أن العلماء المسلمين قد انتهوا من التداول فيها، فوجود المعوذتين في المصحف المتداول بين أيدينا تعني أنهما من سور القرآن. ووجود سورتين واحدة اسمها سورة الفيل وأخرى اسمها سورة قريش تعني أنهما سورتان. ووجود 114 سورة في القرآن الذي نتداوله تعني استبعاد العدد 112 وغيره .. إلا أن يكون المسلمون قد أجمعوا على الباطل).
ولو صحّ شيء مما يتسلح به هؤلاء من المزاعم (التي أكل الزمان عليها وشرب) في مواجهة الإعجاز العددي، فهذا يعني أننا لسنا على يقين- حتى يومنا هذا - من عدد سور القرآن، ولسنا على يقين من ترتيبه هل هو توقيفي أم اجتهادي، وما الحكمة منه، ولسنا على يقين حتى من أسماء سوره .. (ولا أدري بعد كل هذا، لماذا نلوم خصوم القرآن حينما يرددون ما يقوله بعضنا من أن المعوذتين ليستا من القرآن مثلا، أما آن لنا أن نتوقف عن اجترار تلك الروايات التي لا فائدة منها سوى إثارة الشبهات).
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا كان ترتيب سور القرآن هو اجتهادي محض، فإن التفكير في الخروج على هذا الترتيب بترتيب آخر معاصر أكثر عقلانية ومنطقية بالنسبة لنا، يصبح أمرا مقبولا لا اعتراض عليه، سوى الدعوة إلى احترام الموروث، والذي لن يبدو مسوغا معقولا، فليس احترام الموروث سببا كاف يحول بيننا وبين ما نراه أكثر مناسبة لنا، ويلزمنا بالتوقف عند زمن الصحابة. وليس في الشرع ما يمنع هذا التفكير، فالله لم يأمرنا أن نلتزم بما اجتهد الصحابة عليه .. وإذا كانت لهم مسوغات في ترتيب سور القرآن على صورة ما، فنحن لنا مبرراتنا أيضا للبحث عن شكل آخر لهذا الترتيب، ويكفي أن نراه أكثر ملاءمة لعصرنا. ولنا أن نفكر بأي شكل نراه مناسبا. (وهو ما فكر فيه المستشرقون).
ولو حدث ذلك وأصبح كل جيل يرى له الحق في إجراء التغيير الذي يراه مناسبا لعصره، فهذا سيضعنا في مواجهة مع العديد من الأسئلة، وأولها هل تعهد الله بحفظ القرآن مرتب السور والآيات أم من غير ترتيب، بالطبع ستكون الإجابة من غير ترتيب بدليل أن مسألة الترتيب قد تركت للصحابة واجتهادهم الشخصي، واستمرار التغيير في ترتيب القرآن فيما بعد. وما الحكمة أن الله سبحانه قد ترك ترتيب سور كتابه " المعجزة والرسالة الخالدة للناس كافة " للبشر؟.
ولذلك: فنحن نرى أن ترتيب سور القرآن وآياته هو ترتيب توقيفي من عند الله، لم يتغير فيه شيء، وستبقى الأجيال محافظة على هذا الترتيب لأنه توقيفي ما كان إلا بالوحي، وليس لأن الصحابة قد رتبوه كذلك، اجتهادا شخصيا منهم ليس له أصل معلوم لديهم.
وإن من حق القرآن على العلماء أن يقولوا كلمتهم في هذه المسألة دون خوف أو محاباة أو مجاملة للأشخاص، وإلا فإننا سنورث هذه المسألة وأمثالها إلى الأجيال القادمة، وهم سيورثونها للقادمين بعدهم، ولكننا لا ندري إلى أين ستنتهي بها الأمور.
واما عن الإعجاز العددي - وبصراحة - فليس ما يزعجني أن يرفض أحد ما الإعجاز العددي، يزعجني ويقتلني أن يطرح أحدنا جملة من الحقائق العددية الملموسة والتي تقشعر لها أبدان المؤمنين المخلصين، فيخرج رافض الإعجاز العددي مستدلا على أن تلك الحقائق باطلة لأن العلماء مختلفون في عدد سور القرآن!!!
طيب: وما تفسير تلك الحقائق؟
(طبعا هذا يعني أننا حتى الآن لم نصل إلى حل لذلك الاختلاف، ولا أدري كيف يمكننا أن نقنع غيرنا بأن عدد سور القرآن هو 114، لأنهم سيقولون لنا ما يقوله اكابرنا) ..
إعجاز الترتيب في سورة البقرة، في سورة مريم، في سورة المدثر، في سورة القلم، في سورة الطارق، في سورة الرحمن، في سورة الفاتحة، و .... كل واحدة من هذه السور فيها دليل على أن ترتيب سور القرآن هو من عند الله، سواء قال القدماء بذلك أو لم يقولوا .. يكفي القرآن شاهدا وناطقا.
فهل من ناطق بكلمة حق؟
مع فائق التحية للأخوين الكريمين عبدالرحمن الشهري، وأبو عمرو البيراوي.
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[26 Feb 2009, 07:23 م]ـ
أنا لست من المتحمسين الآن للإعجاز العددي بمعطياته الحالية وبمعالجاته الراهنة ولكني مؤمن بأن كلام الله منضبط وفيه من النظام ما ليس في غيره من سائر أنواع الكلام ولهذا يمكنني أن أقول بهذا النوع من الإعجاز بصورة منهجية ليقيني أن كلام الله متفرد في كل جانب من جوانبه وفي كل بعد من أبعاده، ولكن دلالات العدد عندي أهم من العدد في نفسه، وعلماؤنا الأقدمون كانت لهم إحصاءاتهم التي بينوا دلالاتها وأظهروا معانيها ولم يكن الحساب مرادا لنفسه ولا مقصودا لذاته
وقد كان الصوت الراجح في تفسير الحروف المقطعة في افتتاح بعض السور لأولئك العلماء الذي قاموا بإحصاء العدد وإبراز دلالاته؛ حين كان للعلماء الآخرين في هذه الحروف أقوال أخرى كثيرة جدا؛ منها: أنها من المتشابهات التي استأثر الله تعالى بعلمها ولا يعلم تأويلها إلا هو، أو أنها إشارات ورموز، وقيل: إن كل حرف منها مأخوذ من أسماء الله تعالى، وقيل أنها: اسم الله الأعظم، وقيل إن هذه الحروف أسماء لسور القرآن، وقيل: إنها فواتح يفتتح بها القرآن، وقيل: إنها تنبيهات، كما هي الحال في أدوات التنبيه والنداء، وقيل: إن العرب كانوا إذا سمعوا القرآن لغوا فيه، فأنزل الله هذا النظم البديع ليعجبوا منه، ويكون
(يُتْبَعُ)
(/)
تعجبهم سبباً لاستماعهم، واستماعهم سبباً لاستماع ما بعده، فترق القلوب وتلين الأفئدة.
وقد ذكر العلماء الذين عولوا على الحساب وإحصاء الحروف أن هذه الحروف تشير إلى إعجاز القرآن، فهذا القرآن الذي يتلوه عليكم محمد صلى الله عليه وسلم من جنس كلامكم وسنخ حروفكم؛ إذ أن هذه الحروف يرد بعدها غالبا ذكر (القرآن) أو (الكتاب) معظماً مفخماً، والإشارة إلى إعجازه وكماله وحسن نظمه وتأليفه.
وقد ذكر الله تعالى الحروف الهجائية التي تتركب منها الألفاظ في أوائل السور تحديا للبشر بأن يركبوها وينظموها فيأتوا بمثل القرآن؛ يقول ابن كثير: (ذكرت هذه الحروف في أوائل السور التي ذكرت فيها بياناً لإعجاز القرآن، وأن الخلق عاجزون عن معارضته بمثله؛ هذا مع أنه مرّكب من هذه الحروف المقطعة التي يتخاطبون بها؛ وقد حكى هذا المذهب الرازي في تفسيره والمبرد والمحققون، وحكى القرطبي عن الفراء وقطرب نحو هذا ووزره الزمحشري في كشافه ونصره أتم نصر وإليه ذهب الشيخ الإمام العلامة أبو العباس ابن تيمية)
ويوضح الإمام القرطبي رحمه الله هذا الإحصاء بقوله: (إن الحروف المذكورة في أوائل السور هي حروف المعجم التي استغنى بذكر ما ذكر منها عن بواقيها التي هي تتمة الثمانية والعشرين … ومجموع هذه الحروف (المذكورة) أربعة عشر حرفاً … يجمعها قولك (نص حكيم قاطع له سر) وهي نصف الحروف عدداً؛ والمذكور منها أشرف من المتروك وبيان ذلك من صناعة التصريف؛ وهذه الحروف الأربعة عشر على أنصاف أجناس الحروف يعني من المهموسة والمجهورة ومن الرخوة والشديدة ومن المطبقة والمفتوحة ومن المستعلية والمنخفضة ومن حروف القلقلة … ومن قال من الجهلة إن في القرآن ما هو تعبدي لا معنى له بالكلية - فقد أخطأ خطأ كبيراً)
. وقال القاضي أبو بكر (إنما جاءت على نصف حروف المعجم كأنه قيل: من زعم أن القرآن ليس بآية فليأخذ الشطر الباقي ويركب عليه لفظا معارضة للقرآن، وقد علم ذلك بعض أرباب الحقائق)
ولمثل ذلك الإحصاء عند العلماء نماذج عديدة ولكن هولاء العلماء يوضحون الدلالة ويبينون المعنى ويظهرون المقصود؛ إذ لا يكفي في الإعجاز أن تنصب له قولا مجملا أو دليلا مبهما. وعندما نقول أن عدد الشئ الفلاني في القرآن كذا فإنه يجب أن نقول إن مقصود الله تعالى منه كذا ويعضدده كذا والدليل كذا وكذا
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[26 Feb 2009, 07:44 م]ـ
أنا لست من المتحمسين الآن للإعجاز العددي بمعطياته الحالية وبمعالجاته الراهنة ولكني مؤمن بأن كلام الله منضبط وفيه من النظام ما ليس في غيره من سائر أنواع الكلام
هو ما ذكرته أخي الفاضل، فالإعجاز العددي هو السبيل لفهم هذا النظام، وإثبات أن كتاب الله الكريم كتاب منظم بعيد عن الفوضى التي يراها البعض. كيف نرد على من يزعم أن الآية رقم 31 في سورة المدثر هي مما أضيف إلى القرآن بحجة طولها الزائد غير المنسجم مع باقي الآيات؟
ما الرد على من يزعم أن التفاوت بين أعداد الآيات في سور القرآن لا يخضع إلى أي اعتبار، وأنه شكل من الفوضى؟
ما الرد على من يزعم زيادة الآيتين 128 و 129 في سورة التوبة؟
لا يمكن الرد على هذه المسائل وأمثالها بمقالة في البلاغة، الرد هنا هو من مهمات الإعجاز العددي .. لقد ادخر القرآن في ترتيبه الرد على كل ما يثار حوله من شبهات وافتراءات في نظامه العددي ... أما اكتشاف هذا النظام فيحتاج إلى جهود المخلصين ومحبي القرآن، وتعاون الجميع وليس تبادل التهم.
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[26 Feb 2009, 08:25 م]ـ
كلامك صحيح أخي عبد الله جلغوم وأنا ذكرت أنه لابد من توضيح الدلالة وبيان المقصود وأقصد بالمعنى والمقصود والدلالة ليس الدلالة البلاغية وحدها بل أقصد الهدف والمراد والغاية.
وقولي "أنا لست من المتحمسين الآن للإعجاز العددي بمعطياته الحالية وبمعالجاته الراهنة" ليس معناه إنكار هذا الجانب ولا يعني أنني ضد الاتجاه، وسياقي يوضح ذلك وقد ذكرت إيماني بانضباط كلام الله، وهذا كله يوضح المعنى الذي أقصده
وعدم حماسي الآن لعدم نضوج هذا الجانب وربما ينقلب عدم حماسي تماما إذا أقنعتني النماذج
ولكن أخي أرجو للفائدة توضيح ما ذكرته في الآية رقم 31 من سورة المدثر والآيتين 128 و 129 من سورة التوبة
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[26 Feb 2009, 10:43 م]ـ
ولكن أخي أرجو للفائدة توضيح ما ذكرته في الآية رقم 31 من سورة المدثر والآيتين 128 و 129 من سورة التوبة
الزعم بأن الآيتين من سورتي التوبة ليستا من القرآن يعود لرشاد خليفة، في دراسته المنحرفة المعروفة، وهناك من يتبى هذا الزعم حتى الان. وقد وصلني بحث من بعضهم يؤكد هذا الزعم من مدة، يطالبني بإثبات بطلان هذا الزعم.
فأما الآية 31 سورة المدثر، فمن المعلوم أنها الآية المثيرة للجدل بطولها الزائد، فعدد كلماتها هو 57 كلمة، وهو عدد رآه باحث من غير المسلمين ومن المعروفين بعدائهم للقرآن، دليل على أنها مما زيد على القرآن ..
أين المشكلة هنا: خصوم القرآن أو المفترون عليه، يستخدمون العدد 19 والعلاقات التي يبنونها عليه في محاولة اثبات تحريف القرآن. الرد على هؤلاء يجب أن يكون باستخدام الأسلحة نفسها التي يستخدمونها (العدد القرآني) وبالذات العدد 19 ..
ولا يكفي في مواجهة هؤلاء، أن يزعم أحدنا أن عدد حروف البسملة 20 وليس 19، يحسب أنه بذلك سيهدم الإعجاز العددي من جذوره .. بالعكس إنه يزيد المفترين قوة، لأن القاريء حينما يذهب إلى المصحف سيجد أن عدد حروف البسملة هو 19 ..
فمن يصدق؟
المشكلة الأخرى: إن الباحث في الاعجاز العددي لدينا - مهما كان صادقا، ومهما كان جادا، ومهما كان مبدعا، يجد نفسه في مواجهة خصمين، لا يقل الصديق منهما في عداوته عن العدو ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Feb 2009, 11:28 ص]ـ
الأخ الأستاذ الشهري حفظه الله
لم أفهم ماذا تقصد بتوجيه كلامك للشيخ بسام جرار،
أنا من تلامذة الشيخ، ومن المترددين على الشيخ وعلى مركز نون، ومن المتحمسين للإعجاز العددي، وكثيراً ما أناقش المسائل مع الشيخ فيقوم بالنصح والتوجيه،
أرجو توضيح خلفيات خطابك للشيخ مع احترامي وتقديري.
غلب على ظنِّي أنَّك هو وفقكما الله لأن أغلب - إن لم تكن كل- مشاركاتك نسخ لمقالاته للملتقى لحاجة ولغير حاجة، ودفاع عن أفكاره، ونحن نرغب منكم تكرماً التخفيف من هذا.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[27 Feb 2009, 03:26 م]ـ
الأخ الكريم الشهري حفظه الله
1. إنه من دواعي سرورنا وجود ملتقى جاد يجمع بين أهل الهمة والاهتمام. ونشكر لكم ــ جميع القائمين ــ هذا العمل المبارك. ونسأل الله تعالى أن يبارك لكم في علمكم وعملكم.
2. لقد شاركت حتى الآن بما يزيد عن 170 مشاركة منها فقط 10 مقالات للشيخ جرار منقولة عن صفحة مركز نون، وهي في التفسير. وقد لاحظت ندرة التعقيب على هذه المقالات رغم جدتها ومفاجآتها، ولهذا دلالات إيجابية.
3. لاحظت أيضاً أنكم حفظكم الله قد نقلتم مقالاً للشيخ عندما رأيتم فيه حلاً لإشكال في التفسير، وهذا يحمد لكم. كما أنني لاحظت أن الأخ أبو البراء مهدي قد نقل عشر مقالات للشيخ.
4. بما أن هذا الملتقى هو من أفضل المنتديات المختصة في التفسير أرى أنه من المفيد والمهم جداً التعرف على كتابات الشيخ في التفسير. وكان القصد أن يطلع أهل الاختصاص على مثل هذه الكتابات النادرة.
5. على الرغم من اهتمام الشيخ بالإعجاز العددي إلا أنني وجدت أن التفسير أهم، لذلك تلاحظون أنني لم أنقل في الإعجاز العددي إلا مرة وفي مداخلة.
6. لكم علينا أن لا ننقل بعد اليوم عن الشيخ شيئاً، وأن نبقى مصاحبين لكم ما رضيتم هذه الصحبة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Feb 2009, 04:35 م]ـ
لكم علينا أن لا ننقل بعد اليوم عن الشيخ شيئاً، وأن نبقى مصاحبين لكم ما رضيتم هذه الصحبة.
حياكم الله يا أبا عمرو ونفع بكم، وعلى الرحب والسعة أنتم وكل الأحباب في الملتقى، وأرجو ألا يبقى في صدرك حرج من طلبي هذا رعاكم الله.
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[28 Feb 2009, 11:06 م]ـ
نحن - كما بينت سابقا – أخي عبد الله جلغوم لسنا ضد الفكرة من أساسها؛ بل نحن نرفض كل استدلال غير منضبط ولا مقبول سواء كان في الإعجاز العلمي أو البلاغي أو العددي أو التفسير عموما، وأقول ذلك حتى لا أُفهم فهما تعميميا؛ فخلافي إذا وقع مع بعض الناس في الإعجاز العددي ليس على القضية في أصلها وإنما في طريقة المعالجة داخل المسألة المطروحة نفسها.
ومعلوم أن هذا النوع من الإحصاء العددي ليس جديدا من حيث الفكرة فقد قام المسلمون منذ أزمان بعيدة بإحصاء حروف القرآن وكلماته وسوره ونحو ذلك، ولكن كنا نرجو الآن أن تخرج الدراسات الحديثة فيه - والتي بدأت منذ السبعينيات - باكتشافات مقبولة من داخل القرآن، ولاشك أن الأسرار القرآنية تُكتشف اكتشافا بطول التأمل وعمق التدبر ولا تبتكر ابتكارا؛ بمعنى أنه: من الضرورة بمكان أن تكون النتائج تؤيدها أدلة من داخل القرآن نفسه ولا تفرض عليه بعض الأمور من خارجه؛ أي: لا بد أن يكون المعنى قد تأتي استنباطه من القرآن بطرق الاستنباط المعقولة ولا يكون هذا المعنى قد ابتكر في ذهن صاحب الفكرة ابتكارا فحسب
هذا، ولكني قد لاحظت بعض الأمور غير المقبولة في بعض دراسات الإعجاز العددي منها الآتي:
1 - يكون هنالك أحيانا بعض التكلف والتمحل حتى في أصل هذا الإحصاء؛ فتستبعد أمور من أصل الموضوع وهي منه ولا ندري لماذا استبعدت، وأحيانا تستجلب أمور أخرى بعيدة ليكتمل العدد الذي في ذهن صاحب الفكرة، وبهذا يجهض صاحب الفكرة فكرته من أساسها
2 - أحيانا يربط الإحصاء بإحصاء آخر ولا ندري ما وجه مناسبته له
3 - أحيانا يكون الإحصاء سليما والاستقصاء مكتملا ولكن عندما يؤول هذا الإحصاء إلى معنى يظهر التكلف في الربط بين المعنى والعدد وهذا كثير جدا " وأكثر ما يخطئ الناس في التأويل " فيحمّل القرآن حينئذ من المعاني مالا يحتمله.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما إذا خلا هذا النوع من مثل هذه الأمور فلا عذر لنا في عدم قبوله، فأصحاب الأفكار السائغة في ذلك يراعون تلك الأمور حتى لا تجهض أفكارهم، وقليل ما هم
أما عن الآية المدثر؛ فيمكن الرد على رشاد خليفة بدون طريقته الحسابية؛ وذلك كالآتي:
- الاستناد على طول آية المدثر الرد عليه أمر بديهي؛ إذ لها نظائر من القرآن كثيرة فآيات القرآن ليست متساوية الكلمات أو الحروف، وآية الدين مثلا في سورة البقرة تحتل صفحة كاملة وهي حوالي" 129" كلمة بينما هنالك آية في السورة نفسها فيها كلمة واحدة "الم" وقوله " ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ" سبع كلمات ومثل ذلك في القرآن كثير؛ إذ أن آياته ليست كشطري البيت الشعري متساوية المساحة والإيقاعات والأوزان
- هذه الآية شديدة الارتباط بما قبلها وهو أنه تعالى لما ذكر "سقر" وأن خزنتها تسعة عشر بـ"لا تمييز " فتن بهذا العدد الكفار واستهزؤوا وقالوا إنه قليل فجاءت هذه الآية "وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً" أي أنهم ملائكة غلاظ شداد وليسوا هم من جنس المعذبين فيرقوا لهم بل هم أقوى الخلق، وقد تكرر عليكم أيها الكفار ذكرهم وعلمتم أوصافهم وأنهم ليسوا كالبشر بل الواحد منهم يصيح صيحة واحدة فيهلك مدينة كاملة كما وقع لثمود، ثم قال "وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ" أي هم كثير جدا ولو شاء لجعلهم على النار بعدد لا يحصى، وقد قسم الله تعالى أحوال الناس إزاء ذلك:فالكفار لجهالتهم بذلك ينكرونه أما أهل الكتاب لما عندهم من العلم فيتيقنون بأنه الحق لتمام المطابقة لما عندهم أما المؤمنون فيزدادون إيمانا وأما الذي في قلوبهم مرض فيتحيرون
- هذه الآية شديدة الارتباط بما بعدها أيضا وهو قوله تعالى "وما هي إِلاّ ذِكرَى للبشر" وهذا متصل بوصف سقر، أي: ما سقر وصفتها إلاّ تذكرة للبشر؛ لينزجروا. ثم أقسم الله تعالى قسما شديدا ثم قال عن سقر "إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ" أي البلايا العظام
فهل يمكن بعد هذا الارتباط أن يقال إن تلك الآية ليست من السورة؟!.وإذا وجد مع ذلك دليل عددي مقبول فنعما هو ولا إشكال.
أما آيات التوبة " لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ" فهي شديد الارتباط بما قبلها فقد تحدثت الآيات قبلها عن القتال
وبينت أحوال الناس إزاءه؛ فمنهم من وفقه الله تعالى وهم المؤمنون الصادقون، ولما كان المنافقون يكرهون ذلك وكان انصرافهم دالاً على الكراهة - عرّفهم أن الأمر كان يقتضي توفر دواعيهم على محبة هذا الداعي والبعد عما يفعلونه به من الانصراف عنه؛ ولهذا قال: " لقد جاءكم رسول" ولما كان الرسول يجب إكرامه والوقوف في خدمته لأجل مرسله - شرع يذكر لهم من أوصافه ما يقتضي لهم مزيد إكرامه فقال: "من أنفسكم " وذلك أقرب إلى الألفة وأسرع إلى فهم الحجة وأبعد من اللجاجة وقوله "عزيز " أي شديد جداً عليه ما عنتم، والعنت: لحاق الأذى الذي يضيق الصدر به "حريص " أي بليغ الحرص على نفعكم: "بالمؤمنين رءوف رحيم " أي شديد الرحمة لمن له منه عاطفة وصلة، وهو اللائق بشريف منصبه وعظيم خلقه، وقد خص الله المؤمنين بالذكر لأنهم المنتفعون به، فالمنة عليهم أعظم.
أما إذا عدنا لآية سورة المدثر والرقم 19 تجد بعض أصحاب الإعجاز العددي يقولون: هو تحد للكفار وبعضهم يربطون ذلك بالبسملة المكونة من 19 حرفا ويقول بعضهم إن سورة الفاتحة بدون البسملة هو 6 وإذا ضرب هذا العدد في الرقم 19 كان الناتج هو 114 وهو عدد سور القرآن وأن عدد آيات سورة الناس هو 6 فلو ضرب كذلك في 19 لكان الناتج 114. أي أن أول القرآن وآخره يحدد عدد سوره
وهذا عجيب! ما علاقة ذلك بالبسملة وما المسوغ لهذا الربط
وما مسوغ عملية الضرب من أساسها
ويقول بعضهم إن أول ما نزل من القرآن قوله تعالى " اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. إقرأ وربك الأكرم. الذي علم بالقلم. علم الإنسان ما لم يعلم " وهذه الآيات الخمس مكونة من 19 كلمة. وإن آخر ما نزل من القرآن هو قوله تعالى " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " (3 المائدة) وعدد حروف العبارة " ورضيت لكم الإسلام دينا " يبلغ 19 حرفا.
فلماذا عبارة " ورضيت لكم الإسلام دينا " دون بقية الآية
وكذلك قوله تعالى " الدين عند الله الإسلام " يبلغ 19 حرفا وهي الآية 19 من سورة آل عمران مع إغفال كلمة "إن" بل وبقية الآية
ويذهب بعضهم إلى أن لفظ السميع تكرر 19 مرة والحكيم تكرر 38 مرة ويساوي 19× 2 و الرحمن 57 مرة ويساوي 19 × 3 و الرحيم تكرر 114 مرة ويساوي 19 × 6.
ما دلالة كل تلك العمليات فلو كانت الحكيم مكان الرحيم أو السميع أو العكس هل كانت الدلالة تختلف؟
.وبعضهم يحاول اكتشاف الغيبيات المستقبلية من خلال هذه الأعمال الحسابية
فحددوا بذلك سنة زوال دولة إسرائيل بل وحددوا سنة القيامة نفسها
وحدد بعضهم حوادث 11 سبتمبر من داخل سورة التوبة فحددوا اليوم والشهر بل وأرقام الرحلات الجوية
فإذا هذه من معطيات الإعجاز العددي فقل لي أي عاقل من الممكن أن يثق في محاولات كل الناس الذين يقولون في القرآن ما يشاءون كأنما القرآن عندهم نوعا من الطلاسم والألغاز والتنجيم ونحوه
فكل هذه الأمور فضلا عن أن رشاد خليفة - صاحب تلك الدعوى التي تحاول الرد عليها – هو المؤسس لهذا الاتجاه قد أدعى بأنه رسول – كل تلك الأمور قد تركت انطباعاً سيئاً حول هذا النوع من الدراسات
فالواجب الواجب الآن هو تحديد الضوابط والمعايير في تلك الدراسات وهو أمر يقع على عاتقكم وإلا ازور الناس عنه وكرهوا الخوض فيه بل واتهموا عقول المتحدثين فيه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[01 Mar 2009, 02:14 ص]ـ
أخي الفاضل د. جمال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أوافقك الرأي تماما، فإن ما ذكرته من أمثلة (وأغلبها لعبد الرزاق نوفل) لا تمثل الإعجاز العددي ولذلك فلا يجوز الحكم على الإعجاز العددي من خلالها. كما أن الانحراف في استخدام العدد 19، ليس مبررا لرفض الإعجاز العددي المبني على هذا العدد .. وفي اعتقادي أن الانحراف والافتراء سبب لدراسة الاعجاز العددي، وليس سببا للتنكر له، فالواجب في هذه الحالة على المخلصين ومحبي القرآن الدفاع عنه وإظهار الحقيقة للناس وكشف زيف وخداع الاخرين.
وعلى أي حال، فالدراسات في هذا الوجه من الإعجاز مازالت في بداياتها، وإنني على ثقة أن المستقبل سيشهد تقدما في هذه الدراسات، على نحو يبني جسورا من الثقة بين مؤيدي الاعجاز العددي ومعارضيه والخائفين من عواقبه.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[01 Mar 2009, 06:25 ص]ـ
المشكلة الأخرى: إن الباحث في الاعجاز العددي لدينا - مهما كان صادقا، ومهما كان جادا، ومهما كان مبدعا، يجد نفسه في مواجهة خصمين، لا يقل الصديق منهما في عداوته عن العدو ...
أخي الفاضل عبد الله جلغوم: ليس القضية قضية عداوة. ويجب ألا يفهم اعتراض الأصدقاء على أنه عداوة. معاذ الله.
وإنما هو اختلاف على اجتهاد لم يظهر للمخالفين أنه يشكل ظاهرة قرآنية أو إعجازا قرآنيا.
وحسبك أن ترى في هذه الاعتراضات جانبا إيجابيا يتمثل في إعطائك (ومن يشاطرك الرأي) حافزا قويا لبذل جهد أكبر في بيان بحوثكم، أرجو أن يكون مأجورا ما دام صادقا لله وخدمة لقرآنه الكريم.
ولا تلوموا إخوانكم إن لم يظهر لهم بعدُ جدوى عملكم هذا. وهذا شأن أي باحث يأتي بجديد في أي تخصص علمي. والبقاء للأصوب في نهاية المطاف.
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[01 Mar 2009, 03:00 م]ـ
أخي الفاضل عبد الله جلغوم اتفقنا تماما وفقكم الله وسدد خطاكم(/)
أسرار الحروف المقطعة
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[26 Feb 2009, 08:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من خصائص السور المكية أن بعضها يبدأ بالحروف الهجائية المقطعة، ولكن هذه الملاحظة ليس على إطلاقها؛ إذ أن سورة البقرة المدنية قد افتتحت بقوله تعالى: (الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ) وكذلك آل عمران التي افتتحت بقوله: (الم اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ)
وقد ارتبطت هذه الحروف بالإعجاز ارتباطاً وثيقاً؛ إذ لاحظ كثير من العلماء أن هذه الحروف المقطّعة يأتي بعدها ذكر القرآن والإشارة إليه؛ نحو قوله: (تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ) في سورة يونس ويوسف والرعد والحجر والشعراء والقصص ولقمان، أو: (تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ) في سورة النمل، أو (تَنزِيلُ الْكِتَابِ) في سورة السجدة وغافر والجاثية والأحقاف، أو: (تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ) في سورة فصلت، أو: (كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ) في سورة الأعراف، أو: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ) في سورة إبراهيم، أو: (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ) في سورة هود، أو (وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ) في سورة الزخرف والدخان، أو: (وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ) في سورة يس أو (وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) في سورة ق أو (وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ) في سورة ص، أو: (مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى) في سورة طه،أو: (كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ) في سورة الشورى، ويقول ابن كثير: (ذُكرت هذه الحروف في أوائل السور التي ذُكرت فيها بياناً لإعجاز القرآن، وأن الخلق عاجزون عن معارضته بمثله؛ هذا مع أنه مركّب من هذه الحروف المقطعة التي يتخاطبون بها؛ وقد حكى هذا المذهب الرازي في تفسيره والمبرد والمحققون، وحكى القرطبي عن الفراء وقطرب نحو هذا ووزره الزمحشري في كشافه ونصره أتمّ نصر وإليه ذهب الشيخ الإمام العلّامة أبو العباس ابن تيمية) ومعلوم أن هذه الحروف ليست على شاكلة واحدة ولا على طبائع متفقة؛ بل إن لها من الخصائص والصفات ما يجعلها متباينة الطبائع والمزايا؛ ولهذا يقول الإمام القرطبي: (إن الحروف المذكورة في أوائل السور هي حروف المعجم التي استُغني بذكر ما ذُكر منها عن بواقيها التي هي تتمة الثمانية والعشرين … ومجموع هذه الحروف (المذكورة) أربعة عشر حرفاً … يجمعها قولك (نص حكيم قاطع له سر) وهي نصف الحروف عدداً؛ وهذه الحروف الأربعة عشر على أنصاف أجناس الحروف يعني من المهموسة والمجهورة ومن الرخوة والشديدة ومن المطبقة والمفتوحة ومن المستعلية والمنخفضة ومن حروف القلقلة … ومن قال من الجهلة إن في القرآن ما هو تعبدي لا معنى له بالكلية فقد أخطأ خطأ كبيراً) وإذا دلت هذه الحروف على الإعجاز كما ذهب العلماء فإن هنالك ملاحظة لها أهميتها؛ وهي أن آيات التحدي والإعجاز قد جاءت في السور المكية متناقصة على الترتيب الآتي:
أولا: التحدي بالقرآن كله؛ كما في سورة الإسراء؛ بقوله تعالى: (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا)
ثانيا: التحدي بعشر سور؛ كما في سورة هود؛ وهي في قوله: (فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)
ثالثاً: التحدي بسورة واحدة كما جاء في يونس: (قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا كان هذا شأن التحدي والإعجاز بمكة فإن سورة البقرة المدنية والمبدوءة بالحروف المقطعة لم يأت فيها بجديد في مضمار تناقص التحدي؛ وإنما كرّر الله تعالى فيها ما ذكر آخر مرة بمكة في سورة يونس، ومن الملاحظ أن الآيتين متقاربتين حتى في ألفاظهما وآية البقرة التي تشير إلى التحدي هي قوله تعالى: (فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) أما سورة آل عمران التي افتتحت بقوله تعالى (الم) فقد ذكر العلماء أنها مكملة لمقصود سورة البقرة؛ فسورة البقرة بمثابة إقامة الدليل على الحكم وآل عمران بمثابة رد شبهات الخصوم، فإذا صح ذلك فإن من الملاحظ أن سورة البقرة قد كانت شديدة على أهل الكتاب (اليهود) وسورة آل عمران التي ذكر فيها نصارى نجران قد كانت أخفّ، وإذا ذكر الله التحدي والإعجاز بصورة واضحة كما في البقرة فقد ذكر في آل عمران أنه نزّل القرآن بالحق مصدقا لما بين يديه من جهة وأشار إلى المحكم والمتشابه في هذا الكلام المعجز وحذر من التحريف بالتأويل الباطل في هذا الكتاب الذي لا ريب فيه. ومن الملاحظ أن مجيء القرآن بعد الحروف المقطعة في هاتين السورتين المدنيتين قد اختلف نوعا ما عن مجيء ذلك في السور المكية؛ فالإشارة في السور المكية تكون كالآتي (تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ) أو (تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ) أما في البقرة فقد كانت الإشارة إلى الكتاب كله لا أجزائه (ذَلِكَ الْكِتَابُ) وكأنما بدأ هذا الكتاب العظيم يتكامل نزولا بالمدينة، وكذلك الأمر في سورة آل عمران المدنية فقد جاء بالكتاب معرفة: (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ) مما يدل على الكلية أما في السور المكية فقد جاء بالكتاب نكرة (كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ) أو (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ) مما يدل على التبعيض عند النحاة، و كأنني ألمح - من هذه الإشارات ومن خلال اختلاف المجتمعين المكي والمدني - انقضاء بيان الأمور الأساسية نحو التوحيد الذي هو الركيزة الأساسية لهذا الدين و إثبات النبوة، وهذه الأمور الأساسية لا تغفلها السور المدنية لأهميتها، و لكن لا تركز عليها ذلك التركيز الذي كان في تلك السور المكية.
وإذا كانت دلالة هذه الحروف المقطّعة على الإعجاز مستنبطة من إتيان ذكر القرآن بعدها عند الرازي والمبرد والقرطبي والفراء وقطرب والزمحشري وابن تيمية وابن كثير وغيرهم من العلماء؛ فإن هذه الحروف قد جاءت في بعض المواضع وليس لذكر القرآن دليل واضح بعدها
وذلك نحو قوله: (كهيعص ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا) في سورة مريم
وقوله: (الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ) في سورة العنكبوت
وقوله: (الم غُلِبَتِ الرُّومُ) في سورة الروم
وقوله (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ) في سورة القلم
. ولكن الملاحظ أن السور التي افتتحت بهذه الحروف تضمنت ذكر القرآن بصورتين: إما مباشرة بعد هذه الحروف كما هو في الغالب، أو بعدها بفاصل؛ ويبدو ذلك واضحا في سورة آل عمران في قوله: (الم اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ) أما في سورة مريم فقد قال تعالى بعد هذه الحروف: (ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ) ثم ذكر قصة زكريا حتى إذا فرغ منها قال: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ) وذكر بعدها قصة مريم ولما فرغ منها قال: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ) وذكر بعدها قصة إبراهيم ثم كرر الأمر نفسه مع موسى وإسماعيل وإدريس،وكل الجمل التي يقول فيه (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ) معطوفة على قوله: (ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ). ثم ختم السورة - بعد تناوله لمنكري البعث وبيان أحوالهم يوم القيامة وأحوال المتقين - بقوله: (فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا) أي يسرنا القرآن، ولذلك فإن معنى: (ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ) هو: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ)، وليس ذلك فحسب؛ بل تناول العلماء رفع كلمة "ذكر " في قوله (كهيعص ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا) وبماذا رفعت؟، ويبدو واضحا أنها رفعت بإضمار مبتدإ والمعنى: هذا المتلو من القرآن ذكر رحمة
(يُتْبَعُ)
(/)
ربك وبذلك تنتظم سورة مريم في قاعدة أولئك العلماء المحققين. أما سورة العنكبوت فقد جئ فيها بهذه الحروف وذُكرت فيها بعض أنباء الغيب الماضية؛ نحو قصة إبراهيم ولوط وعاد وثمود وقارون وفرعون وهامان، والملاحظ أنه عند ذكر كل واحد من هولاء في هذه السورة يأتي باسمه منصوبا كما في قوله: (وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ) وقوله (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ) وهذه الأعلام منصوبة – كما يقول النحاة – بفعل محذوف تقديره (واذكر) وهذا معناه كما في سورة مريم: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ) والملاحظ أن الأعلام الأخرى قد جاءت كذلك كما في قوله: (وعَادًا وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم)؛ يقول القرطبي: (المعنى: وأذكر عادا إذ أرسلنا إليهم هودا فكذبوه فأهلكناهم، وثمودا أيضا أرسلنا إليهم صالحا فكذبوه فأهلكناهم) ومثله قوله: (وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءهُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ)، وليس ذلك فحسب بل ذُكر في هذه السورة القرآن وإعجازه بصورة واضحة في قوله: (وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاء مَن يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ) وقد تناول في هذه الآيات إنزال هذا القرآن المعجز العظيم على أمي، وكونه لا يتبدل ولا يتغير؛ وذلك بخلاف الكتب السابقة؛ فهو محفوظ بالإعجاز ومحفوظ في صدور الأمة لا قراطيسها بحيث (لَا يَغْسِلُهُ الْمَاءُ) ولا ينمحي، كما تناول في هذه الآية أيضا كون القرآن دلالة كافية على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ولا تحتاج إلى مزيد فهو يقوم مقام إحياء الموتى وإبراء المرضى وقلب العصا حية وفلق البحر بل ويفوق هذه المعجزات الحسية. أما في سورة الروم فذكر أمرا غيبيا مستقبليا هو "تغلُّب الفرس على الروم وتغلُّب الروم على الفرس " يقول القرطبي: (هذه كلها أخبار عن الغيوب التي لا يقف عليها إلا رب العالمين، أو من أوقفه عليها رب العالمين، فدلّ على أن الله تعالى قد أوقف عليها رسوله لتكون دلالة على صدقه) ومعنى ذلك أن هذه من المعجزات الحسية التي تدل على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، ومن الملاحظ في سورة الروم هذه أن آيات الله المذكورة فيها آيات كونية حسية، وقد نبه في بداية هذه السورة على هذا الجانب الحسي بقوله: (وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) وعقّب ذلك بالتفكر في النفس والسماء والأرض والسير والنظر ثم ذكر هذه الآيات الكونية الحسية: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ)، (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا)، (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ) َ، (ومِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ)، (وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا)، (وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ)، (وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحْمَتِهِ) ومن الملاحظ أنه لم يتعرض لذكر القرآن إلا عند ختام السورة (وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِن جِئْتَهُم بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ). أما في سورة القلم فالإشارة إلى القرآن واضحة؛ وذلك للآتي:
- اتهام المشركين له صلى الله عليه وسلم بالجنون كان لأجل نزول القرآن عليه، وقوله تعالى: (مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ) - كما ذكر المفسرون - كان جوابا لقولهم: (وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ) والذكر كما هو معلوم: القرآن، فالأمر ليس جنونا وإنما هي آيات الكتاب وقرآن مبين
- هذا المعنى السابق تعضده الآيات الأخيرة في سورة القلم هذه: (وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ)
- يعضد هذا المعنى أيضا قوله في أول السورة: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، وقد ذكر العلماء أن خلق النبي صلى الله عليه وسلم هو القرآن؛ وذلك لشدة التطابق؛ فعن سعد بن هشام: قال: أتيت عائشة أم المؤمنين فقلت لها: أخبريني بخلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: كان خلقه القرآن. أما تقرأ: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)
وبهذا تنتظم كل السور المفتتحة بالحروف في قاعدة أولئك العلماء المحققين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[27 Feb 2009, 12:26 ص]ـ
السلام عليكم و بعد
بارك الله في علمك شيخ جمال الدين , لقد أجبت على تسائل كان في ذهنى منذ مدة و هو لماذا خرجت سور " مريم و العنكبوت و الروم و القلم " عن قاعدة نظيراتها التي أشارة إلى الإعجاز القرآني و قد سألت عنها بعض الأفاضل فلم يفهمو أصلا السؤال ... فالحمد لله و بارك الله فيك مرة أخرى ...
ما رأيك شيخ جمال الدين في نظريتين معاصرتين اتجاه تفسير الأحرف المقطعة
الأولى أنها إشارة إلى بعض الغيبيات و الأحداث التاريخية المستقبلية و ذالك عن طريق حساب الجمل لهذه الأحرف - و هذا ما يشتغل به أصحاب الإعجاز العددى -؟؟؟
الثانية أنها تمثل رموز اللغة الهيروغليفية - اللغة المصرية القديمة (الفرعونية) - و لما يحاجون بكون اللغة الهيروغليفية أعجمية و القرآن أنزل بلسان عربي يحتجون بوجود المعرب في القرآن؟؟؟
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[27 Feb 2009, 07:02 م]ـ
الحق أنني لست ضد الإعجاز العددي شريطة أن يقول فيه أهله قولا معقولا مقبولا، ولا شك أن أي قول غير معقول ولا مقبول ولا يستند على دليل فهو أمر مرفوض في كل أنواع الإعجاز العلمي والبلاغي وفي التفسير وفي كل استدلال. وأنا أقول هذا الكلام لأن بعض الأخوة عندما أنكر نموذجا يعممون الأمر على القضية كلها
والحق أن أكثر ما يعرض باعتباره إعجازا عدديا تجد فيه من الثغرات ما يجعلك ترده.
أما اعتبار تلك الحروف إشارة إلى بعض الغيبيات و الأحداث التاريخية المستقبلية فأمر مستبعد ولا يقوم على دليل
فهولاء بفعلهم هذا أراهم كأنما يعدون القرآن طلاسم وألغاز و شكلا من أشكال التنجيم
وقد قرأت أن رجلا يدعى سعد عبد المطلب قد كتب كتابا عن علاقة هذه الحروف بالهيروغليفية، وهو غير متخصص لا في الهيروغليفية ولا في شيء يمت إلى هذا الموضوع بصلة بل دفعته الجرأة الزائدة بل الفائتة للحد لمثل ذلك وقد وصف كتابه هذا رئيس قسم الآثار بجامعة القاهرة بأنه كتاب خرب وقد وصفه أحد علماء الأزهر بأنه مجر افتراضات وهمية لا تستند على دليل
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[27 Feb 2009, 07:41 م]ـ
" والحق أن أكثر ما يعرض باعتباره إعجازا عدديا تجد فيه من الثغرات ما يجعلك ترده " و هذه من الأمور التي أوقفتني متحيرا أمام ما يسمى بالإعجاز العددى أعنى كثرة الإعتراضات على الأمثلة ...
بارك الله فيك شيخ جمال و أجزل لك الثواب(/)
تفسير فتح البيان في مقاصد القرآن
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[26 Feb 2009, 10:00 م]ـ
هل تفسير صديق حسن خان على الشبكة
نرجو المعرفة
ولكم جزيل الشكر
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[05 Mar 2009, 02:18 ص]ـ
هل من مجيب؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[20 Apr 2009, 10:25 ص]ـ
يا صاحبيّ قفا واستخبرا وسلا ... أين الكرام وأين الاخوة الودد
لو أنهم نهضوا للفضل واعتصبوا ... للدين واعتصموا باللّه لانتجدوا
نبغي رسالتنا نرجو مقالتكم ... فالمؤمنون إذا ما أوعدوا صدقوا
ـ[عصام العويد]ــــــــ[23 Apr 2009, 04:11 م]ـ
عذرا حبيبي،، لم أهمل لكن لا أعلم.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[23 Apr 2009, 04:51 م]ـ
بالمناسبة أرجو من أهل التفسير بيان القيمة العلمية لهذا التفسير، وما مدى تأثر صديق خان بالصنعاني والشوكاني، إذ من المعلوم تأثر صديق خان البالغ بالصنعاني والشوكاني في عامة مؤلفاته، فهل انسحب ذلك على تفسيره كذلك؟
ولكم جزيل الشكر ...
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[16 Jul 2009, 04:16 م]ـ
حمل من سورة ص إلى آخر القرآن وهو الجزء (4)
http://www.4shared.com/file/118397492/124da075/____-_04-_____.html(/)
اللغة العربية وارتباطها بعلم التفسير .. تساؤل
ـ[الهياج]ــــــــ[26 Feb 2009, 11:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احبتي غفر الله لكم ..
انا مقبل على دراسة الماجستير بإذن الله تعالى واعلم أن التفسير له علاقة وطيدة بعلم اللغة ,,
فلدي تساؤل .. أود زيادة حصتي في اللغة خاصة وأني منقطع فترة عنها .. فماذا تنصحوني أقرا وأستزيد من الكتاب السهلة بعيدا عن الخلافات والتعقيدات ..
انتظر توجيهاتكم بارك الله فيكم
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[27 Feb 2009, 07:35 ص]ـ
أخي الكريم
عليك أولا بحفظ كتاب الله ومعرفة غريبه ومعانيه.
وأن يكون في مكتبتك أحد المعاجم العربية؛ وليكن مثلا:
المعجم الوسيط ..
واختر كتابا في النحو؛ وليكن؛ إن أحببت كتاب شيخنا الأستاذ
سعيد الأفغاني؛ (الموجز في قواعد اللغة العربية)
وهذا رابطه على الشابكة:
http://www.islamguiden.com/arabi/
وبالنسبة للبلاغة فعليك بكتاب الشاعر علي الجارم وزملائه
البلاغة الواضحة، وتجده على الشابكة.
وبالنسبة لفقه اللغة؛ فعليك بكتاب الشيخ الدكتور صبحي الصالح:
(دراسات في فقه اللغة: لصبحي الصالح، دار العلم للملايين، بيروت،
ط. التاسعة 1981م).
وتجده أيضا على الشابكة ..
وأي شيء آخر اسأل، فتجد ما يسرك
وهلا وغلا والف مرحبا
وعلى الرحب والسعة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Feb 2009, 10:13 ص]ـ
إضافة لما تفضل به الدكتور العزيز مروان وفقه الله.
لعلك تتكرم بالاستماع لهذه المحاضرة القيمة بعنوان:
الصناعة اللغوية لطالب العلوم الشرعية ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?id=51538&sid=)
للدكتور عبدالمحسن بن عبدالعزيز العسكر وفقه الله فهي قيمة جداً في موضوع سؤالك تماماً. وقد ذكر فيها الكتب المناسبة.
وأي سؤال بعد ذلك فيسعدنا التعاون معكم في ذلك إن شاء الله.(/)
سورة اللهب من تفسير الفراهي الهندي؛ تفضل بالتحميل!
ـ[النجدية]ــــــــ[27 Feb 2009, 10:59 ص]ـ
بسم الله ...
هذا تفسير سورة اللهب من كتاب نظام القرآن للفراهي الهندي.
تم رفع هذا الجزء من التفسير على صفحات (منتديات الكتب المصورة)
الرابط: http://pdfbooks.net/vb/showthread.php?t=16353&highlight=%C7%E1%DD%D1%C7%E5%ED
والرابط المباشر من الفور شيرد هو:
http://www.4shared.com/file/87547783/2bbd65b3/______-_____-____.html?s=1
تفضل بالتحميل مشكور؛ مع رجاء دعوة صالحةا!
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[14 Mar 2009, 08:02 م]ـ
بارك الله فيك.
ـ[النجدية]ــــــــ[15 Mar 2009, 03:14 م]ـ
بسم الله ...
وفيكم بارك الله، ونفع!
وبالله التوفيق والسداد
ـ[صالح بن عبدالله]ــــــــ[16 Mar 2009, 01:29 م]ـ
أختي النجدية
الحمد لله على السلامة .. افتقدناك وافتقدنا مشاركاتك الجميلة
عسى المانع خير إن شاء الله؟
ـ[النجدية]ــــــــ[17 Apr 2009, 03:46 ص]ـ
بسم الله ...
بارك الله فيكم يا أخي في الله؛ على سؤالكم!
ولكن بحكم أني طالبة علم؛ فالرسالة العلمية التهمت وقتي كله؛ إضافة إلى مسؤوليات الإشراف في منتديات مكتبتنا العربية ( http://www.almaktabah.net/vb/index.php)
ولكن على أي حال كنا ... ومهما يحل بنا ... لا غنى أبدا لنا عن ملتقانا ... ملتقى أهل التفسير؛ أكرم الرحمن أهله، وزادهم رفعة في الدارين
وأشكر فضيلتكم مرة أخرى على سؤالكم
والله الموفق والمستعان
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[17 Apr 2009, 09:24 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وأحسن إليك
وغفر لك ولوالديك
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[18 Apr 2009, 01:30 ص]ـ
جزاك الله خيراً.
ـ[النجدية]ــــــــ[25 Apr 2010, 08:42 م]ـ
جزاكم الله الجنة على مروركم الطيب(/)
رسائل جوال تدبر. . شهر صفر 1430هـ
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[27 Feb 2009, 09:52 م]ـ
أعزائي أعضاء وزوار ملتقى أهل التفسير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كما وعدتكم إليكم رسائل جوال تدبر (صفر1430 هـ)
ولاتنسوني من صالح دعائكم. . ودمتم مباركين أينما كنتم.
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[27 Feb 2009, 11:06 م]ـ
بارك الله فيك أخي عبدالله على هذا الجهد المبارك .. وجعله في ميزان حسناتك .. فرسائل جوال تدبر جديرة جدا بإدراجها بهذا الملتقى المبارك .. نفع الله بجهود الجميع وجعلهم مباركين أينما كانوا .. آمين ,,,,
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[01 Mar 2009, 05:59 م]ـ
عبدالرحمن الوشمي.
وبارك فيك , ,
ولأهمية رسائل جوال تدبر أدرجتها في هذا الملتقى المبارك. . حتى يتسنى لمن لم يتمكن من الاشتراك في هذه الخدمة أن يستفيد منها , , ومن الله أستمد العون.
ـ[معيوض الحارثي]ــــــــ[02 Mar 2009, 02:22 م]ـ
جزاك الله على جهودك وتشكر عليها
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[05 Mar 2009, 07:23 ص]ـ
وإياك. . يا أخي معيوض الحارثي.
ـ[محمد زكريا مقبول أحمد]ــــــــ[05 Mar 2009, 01:57 م]ـ
جزاك الله خيرا
وفي انتظار الجديد
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[08 Mar 2009, 12:15 ص]ـ
محمد زكريا مقبول أحمد
شكرا لمرورك. . وجزاك الله خيرا.
وأعدك بالجديد إن شاء الله.(/)
سؤال: الصحابة الذي وردت عنهم مسائل في التفسير؟
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[28 Feb 2009, 12:32 ص]ـ
هل يوجد من حصر عدد الصحابة الذين نقلت عنهم مسائل متعلقة بتفسير القرآن؟ .. وعلوم القرآن؟
وهل يمكن تسميتهم؟
السؤال نفسه عن التابعين.
جزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Feb 2009, 07:42 ص]ـ
نعم، في دراستين علميتين عن (تفسير الصحابة) و (تفسير التابعين). وقد طبعت الثانية وهي رسالة دكتوراه للدكتور محمد بن عبدالله الخضيري. وتسميتهم تحتاج لمن يتفرغ لنقلهم لك من هاتين الدراستين. فمن أسعفه وقته بذلك فجزاه الله خيراً.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[28 Feb 2009, 08:00 ص]ـ
نعم، في دراستين علميتين عن (تفسير الصحابة) و (تفسير التابعين). وقد طبعت الثانية وهي رسالة دكتوراه للدكتور محمد بن عبدالله الخضيري. وتسميتهم تحتاج لمن يتفرغ لنقلهم لك من هاتين الدراستين. فمن أسعفه وقته بذلك فجزاه الله خيراً.
جزاك الله خيرا، وأرجو ذلك.(/)
بركة القرآن في حجمه ومحتواه
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[28 Feb 2009, 03:36 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وبعد ..
فتلك كلمة راقتني من الظلال ـ لسيد قطب ـ حول بركة القرآن، فوددت نقلها لأهل القرآن
يقول في ظلاله على سورة الأنعام:
] (({وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه، ولتنذر أم القرى ومن حولها. والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به، وهم على صلاتهم يحافظون}. .
إنها سنة من سنن الله أن يرسل الرسل، وأن ينزل الله عليهم الكتب. وهذا الكتاب الجديد، الذي ينكرون تنزيله، هو كتاب مبارك. . وصدق الله. . فإنه والله لمبارك. .
مبارك بكل معاني البركة. . إنه مبارك في أصله. باركه الله وهو ينزله من عنده. ومبارك في محله الذي علم الله أنه له أهل. . قلب محمد الطاهر الكريم الكبير. . ومبارك في حجمه ومحتواه. فإن هو إلا صفحات قلائل بالنسبة لضخام الكتب التي يكتبها البشر؛ ولكنه يحوي من المدلولات والإيحاءات والمؤثرات والتوجيهات في كل فقرة منه ما لا تحتويه عشرات من هذه الكتب الضخام، في أضعاف أضعاف حيزه وحجمه! وإن الذي مارس فن القول عند نفسه وعند غيره من بني البشر؛ وعالج قضية التعبير بالألفاظ عن المدلولات، ليدرك أكثر مما يدرك الذين لا يزاولون فن القول ولا يعالجون قضايا التعبير، أن هذا النسق القرآني مبارك من هذه الناحية. وأن هنالك استحالة في أن يعبر البشر في مثل هذا الحيز - ولا في أضعاف أضعافه - عن كل ما يحمله التعبير القرآني من مدلولات ومفهومات وموحيات ومؤثرات! وأن الآية الواحدة تؤدي من المعاني وتقرر من الحقائق ما يجعل الاستشهاد بها على فنون شتى من أوجه التقرير والتوجيه شيئاً متفرداً لا نظير له في كلام البشر. . وإنه لمبارك في أثره. وهو يخاطب الفطرة والكينونة البشرية بجملتها خطاباً مباشراً عجيباً لطيف المدخل؛ ويواجهها من كل منفذ وكل درب وكل ركن؛ فيفعل فيها ما لا يفعله قول قائل. ذلك أن به من الله سلطاناً. وليس في قول القائلين من سلطان!
ولا نملك أن نمضي أكثر من هذا في تصوير بركة هذا الكتاب. وما نحن ببالغين لو مضينا شيئاً أكثر من شهادة الله له بأنه «مبارك» ففيها فصل الخطاب!)) ا. هـ[/ color](/)
سلسلة: من تربويات الظلال/الحلقة6/الرحمة .. روعتها .. وأصالتها في التصور الإسلامي
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[28 Feb 2009, 03:46 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وبعد ..
هذه الصفة المعنون بها لهذه الحلقة التربوية، يشهد الله سبحانه كم لها من تأثير في نفسي ـ رغم شح نصيبي منها ـ
حقا .. ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه، ولم يؤثر في نفسي ـ أنا الكاتب ـ بالحفظ للخلق الجميل والرفق مثل أناس كانوا رحماء، وكانوا حليمين، فأسروا القلب برحمتهم، التي أرى الحلم لزاما لها .. فإن أدرك المرء ما كانوا يدركونه، علمت قدرهم، وقدر رحمتهم وحلمهم بأخيهم، فجزاهم الله تعالى خير الجزاء.
ولأجل اهتمامي بتلك الصفة السامية، جذب اهتمامي ذلك المقطع الطويل ـ نوعا ـ من الظلال، ففوق توصيفة لتلك الصفة، فإنه يبرز نوعا مواطن رحمة الله سبحانه العبيد، وهي والله ثم والله صفة لو شعرنا بها لتوجهت قلوبنا لمولانا وسيدنا وخالقنا، ولتصورنا حقيقة صفاته سبحانه، لا كدراسات قاسية جدلية لا تربي قلب المؤمن، وإنما تحقيقا للحقيقة الوحيدة التي خلق الله الإنسان لها، وهي حقيقة (العبودية) فاستشعار صفاته سبحانه كما وردت في كتاب الله كخطاب يخاطب به الأمة الإنسانية هو ما يصنع قلب المؤمن حقا ويربيه ..
وأترككم مع المقطع
يقول رحمه الله في الظلال:
(فهو سبحانه المالك، لا ينازعه منازع، ولكنه - فضلاً منه ومنة - كتب على نفسه الرحمة. كتبها بإرادته ومشيئته؛ لا يوجبها عليه موجب؛ ولا يقترحها عليه مقترح؛ ولا يقتضيها منه مقتض – إلا. والرحمة في هذا كله ظاهرة. .
على أن تلمس مواضع رحمة الله ومظاهرها يستغرق الأعمار والأجيال. فما من لحظة إلا وتغمر العباد فيها الرحمة. . إنما ذكرنا الرحمة في الابتلاء بالضراء، لأن هذه هي التي قد تزيغ فيها القلوب والأبصار!
ولن نحاول نحن أن نتقصى مواضع الرحمة الإلهية أو مظاهرها - وإن كنا سنشير إشارة مجملة إلى شيء من ذلك فيما يلي - ولكننا سنحاول أن نقف قليلاً أمام هذا النص القرآني العجيب:
** كتب على نفسه الرحمة}.
وقد تكرر وروده في السورة في موضع آخر سيأتي: ** كتب ربكم على نفسه الرحمة}. .
إن الذي يستوقف النظر في هذا النص هو ذلك التفضل الذي أشرنا من قبل إليه. . تفضل الخالق المالك ذي السلطان القاهر فوق عباده. . تفضله - سبحانه - بأن يجعل رحمته بعباده في هذه الصورة. . مكتوبة عليه. . كتبها هو على نفسه؛ وجعلها عهداً منه لعباده. . بمحض إرادته ومطلق مشيئته. . وهي حقيقة هائلة لا يثبت الكيان البشري لتمليها وتأملها وتذوق وقعها؛ حين يقف لتدبرها في هذه الصورة العجيبة. .
كذلك يستوقف النظر مرة أخرى ذلك التفضل الآخر الذي يتجلى في إخباره لعباده بما كتبه - سبحانه - على نفسه من رحمته. فإن العناية بإبلاغهم هذه الحقيقة هي تفضل آخر، لا يقل عن ذلك التفضل الأول! فمن هم العباد حتى تبلغ العناية بهم أن يبلغوا ما جرت به إرادة الله في الملأ الأعلى؟ وأن يبلغوا بكلمات منه سبحانه يحملها إليهم رسوله؟ من هم؟ إلا أنه الفضل العميم، الفائض من خلق الله الكريم؟!
إن تدبر هذه الحقيقة على هذا النحو ليدع القلب في عجب وفي دهش؛ كما يدعه في أنس وفي روْح لا تبلغ الكلمات أن تصور جوانبه وحواشيه!
ومثل هذه الحقائق، وما تثيره في القلب من مشاعر؛ ليس موكولاً إلى التعبير البشري ليبلغ شيئاً في تصويره؛ وإن كان القلب البشري مهيأ لتذوقه، لا لتعريفه!
وتمثل هذه الحقيقة في التصور الإسلامي يكوّن جانباً أساسياً من تصور حقيقة الألوهية، وعلاقة العباد بها. . وهو تصوّر جميل مطمئن ودود لطيف. يعجب الإنسان معه لمناكيد الخلق الذين يتقولون على التصور الإسلامي في هذا الجانب، لأنه لا يقول ببنوة أحد من عباد الله لله! - على نحو ما تقول التصورات الكنسية المحرفة - فالتصور الإسلامي إذ يرتفع على هذه التصورات الصبيانية الطفولية، يبلغ في الوقت ذاته من تصوير العلاقة الرحيمة بين الله وعباده هذا المستوى الذي يعجز التعبير البشري عن وصفه. والذي يترع القلب بحلاوة مذاقه، كما يروعه بجلال إيقاعه. .
(يُتْبَعُ)
(/)
ورحمة الله تفيض على عباده جميعاً؛ وتسعهم جميعاً؛ وبها يقوم وجودهم، وتقوم حياتهم. وهي تتجلى في كل لحظة من لحظات الوجود أو لحظات الحياة للكائنات. فأما في حياة البشر خاصة فلا نملك أن نتابعها في كل مواضعها ومظاهرها؛ ولكننا نذكر منها لمحات في مجاليها الكبيرة:
إنها تتجلى ابتداء في وجود البشر ذاته. في نشأتهم من حيث لا يعلمون. وفي إعطائهم هذا الوجود الإنساني الكريم؛ بكل ما فيه من خصائص يتفضل بها الإنسان على كثير من العالمين.
وتتجلى في تسخير ما قدر الله أن يسخره للإنسان، من قوى الكون وطاقاته. وهذا هو الرزق في مضمونه الواسع الشامل. الذي يتقلب الإنسان في بحبوحة منه في كل لحظة من لحظات حياته.
وتتجلى في تعليم الله للإنسان، بإعطائه ابتداء الاستعداد للمعرفة؛ وتقدير التوافق بين استعدادته هذه وإيحاءات الكون ومعطياته. . هذا العلم الذي يتطاول به بعض المناكيد على الله، وهو الذي علمهم إياه! وهو من رزق الله بمعناه الواسع الشامل كذلك.
وتتجلى في رعاية الله لهذا الخلق بعد استخلافه في الأرض، بموالاة إرسال الرسل إليه بالهدى، كلما نسي وضل؛ وأخذه بالحلم كلما لج في الضلال؛ ولم يسمع صوت النذير، ولم يصغ للتحذير. وهو على الله هين. ولكن رحمة الله وحدها هي التي تمهله، وحلم الله وحده هو الذي يسعه.
وتتجلى في تجاوز الله - سبحانه - عن سيئاته إذا عمل السوء بجهالة ثم تاب، وبكتابة الرحمة على نفسه ممثلة في المغفرة لمن أذنب ثم أناب. «وأخرج الشيخان بإسناده عنه رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: جعل الله الرحمة مائة جزء. فأمسك عنده تسعة وتسعين، وأنزل في الأرض جزءاً واحداً. فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق، حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه».
وأخرج مسلم - بإسناده عن سلمان الفارسي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -: «إن لله مائة رحمة. فمنها رحمة يتراحم بها الخلق بينهم، وتسعة وتسعون ليوم القيامة».
«وله في أخرى: إن الله تعالى خلق يوم خلق السماوات والأرض مائة رحمة، كل رحمة طباق ما بين السماء والأرض. فجعل منها في الأرض رحمة واحدة، فيها تعطف الوالدة على ولدها، والوحش والطير بعضها على بعض. فإذا كان يوم القيامة أكملها الله تعالى بهذه الرحمة».
وهذا التمثيل النبوي الموحي، يقرب للإدراك البشري تصور رحمة الله تعالى. . ذلك إذ ينظر إلى رحمة الأمهات بأطفالها في الخلائق الحية ويتملاها ويعجب لها، وإلى رحمة القلوب البشرية بالطفولة والشيخوخة، والضعف والمرض؛ وبالأقرباء والأوداء والأصحاب؛ وبرحمة الطير والوحش بعضها على بعض - ومنها ما يدعو إلى الدهش والعجب - ثم يرى أن هذا كله من فيض رحمة واحدة من رحمات الله سبحانه. . فهذا مما يقرب إلى إدراكه تصور هذه الرحمة الكبرى شيئاً ما!
وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يني يعلم أصحابه ويذكرهم بهذه الرحمة الكبرى:
عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: «قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسبي. فإذا امرأة من السبي تسعى قد تحلب ثديها، إذ وجدت صبياً في السبي، فأخذته، فألزقته ببطنها فأرضعته. فقال - صلى الله عليه وسلم -:» أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟ «قلنا: لا والله وهي تقدر على ألا تطرحه. قال: فالله تعالى أرحم بعباده من هذه بولدها». (أخرجه الشيخان).
وكيف لا. وهذه المرأة إنما ترحم ولدها، من فيض رحمة واحدة من رحمات الله الواسعة؟
ومن تعليم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه هذه الحقيقة القرآنية، بهذا الأسلوب الموحي، كان ينتقل بهم خطوة أخرى؛ ليتخلقوا بخلق الله هذا في رحمته، ليتراحموا فيما بينهم وليرحموا الأحياء جميعاً؛ ولتتذوق قلوبهم مذاق الرحمة وهم يتعاملون بها، كما تذوقتها في معاملة الله لهم بها من قبل.
عن ابن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «الراحمون يرحمهم الله تعالى. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء». (أخرجه أبو داود والترمذي).
(يُتْبَعُ)
(/)
وعن جرير - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يرحم الله من لا يرحم الناس». . (أخرجه الشيخان والترمذي).
وفي رواية لأبي داود والترمذي عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: قال - صلى الله عليه وسلم -: «لا تنزع الرحمة إلا من شقي».
وعن أبي هريرة كذلك. قال: «قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحسن بن علي - رضي الله عنهما - وعنده الأقرع بن حابس. فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً! فنظر إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: من لا يرحم لا يُرحم». (أخرجه الشيخان).
ولم يكن - صلى الله عليه وسلم - يقف في تعليمه لأصحابه - رضوان الله عليهم - عند حد الرحمة بالناس. وقد علم أن رحمة ربه وسعت كل شيء. وأن المؤمنين مأمورن أن يتخلقوا بأخلاق الله؛ وأن الإنسان لا يبلغ تمام إنسانيته إلا حين يرحم كل حي تخلقاً بخلق الله سبحانه، وكان تعليمه لهم بالطريقة الموحية التي عهدناها:
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش، فوجد بئراً، فنزل فيها فشرب، ثم خرج، وإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش. فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني، فنزل البئر، فملأ خفه ماء، ثم أمسكه بفيه حتى رقي، فسقى الكلب. فشكر الله تعالى له فغفر له. قالوا: يا رسول الله وإن لنا في البهائم لأجراً؟ قال: في كل كبد رطبة أجر». (أخرجه مالك والشيخان)
«وفي أخرى: إن امرأة بغياً رأت كلباً في يوم حار يطيف ببئر، قد أدلع (أي أخرج) لسانه من العطش فنزعت له موقها (أي خفها) فغفر لها به».
«وعن عبد الرحمن بن عبدالله عن أبيه - رضي الله عنه - قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر. فرأينا حمرة (طائر) معها فرخان لها فأخذناهما. فجاءت الحمرة تعرّش (أو تفرش) - (أي ترخي جناحيها وتدنو من الأرض) فلما جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:» من فجع هذه بولدها؟ ردوا ولدها إليها «. ورأى قرية نمل قد أحرقناها فقال:» من أحرق هذه؟ «قلنا: نحن. قال: إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار». . (أخرجه أبو داود). .
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «قرصت نملة نبياً من الأنبياء. فأمر بقرية النمل فحرقت. فأوحى الله تعالى إليه: أن قرصتك نملة أحرقت أمة من الأمم تسبح؟». . (أخرجه الشيخان).
وهكذا علم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابه هدى القرآن. ليتذوقوا رحمة الله من خلال مزاولتهم للرحمة. . أليس أنهم إنما يتراحمون برحمة واحدة من رحمات الله الكثيرة؟!
وبعد فإن استقرار هذه الحقيقة في تصور المسلم لينشىء في حسه وفي حياته وفي خلقه آثاراً عميقة؛ يصعب كذلك تقصيها؛ ولا بد من الاكتفاء بالإشارة السريعة إليها، كي لا نخرج من نطاق الظلال القرآنية، إلى قضية مستقلة!
إن الشعور بهذه الحقيقة على هذا النحو ليسكب في قلب المؤمن الطمأنينة إلى ربه - حتى وهو يمر بفترات الابتلاء بالضراء، التي تزيغ فيها القلوب والأبصار - فهو يستيقن أن الرحمة وراء كل لمحة، وكل حالة، وكل وضع؛ وأن ربه لا يعرضه للابتلاء لأنه تخلى عنه، أو طرده من رحمته. فإن الله لا يطرد من رحمته أحداً يرجوها. إنما يطرد الناس أنفسهم من هذه الرحمة حين يكفرون بالله ويرفضون رحمته ويبعدون عنها!
وهذه الطمأنينة إلى رحمة الله تملأ القلب بالثبات والصبر، وبالرجاء والأمل، وبالهدوء والراحة. . فهو في كنف ودود، يستروح ظلاله، ما دام لا يُبعد عنه في الشرود!
والشعور بهذه الحقيقة على هذا النحو يستجيش في حس المؤمن الحياء من الله. فإن الطمع في المغفرة والرحمة لا يجرّىء على المعصية - كما يتوهم البعض - إنما يستجيش الحياء من الله الغفور الرحيم. والقلب الذي تجرئه الرحمة على المعصية هو قلب لم يتذوق حلاوة الإيمان الحقيقية! لذلك لا أستطيع أن أفهم أو أسلم ما يجري على ألسنة بعض المتصوفة من أنهم يلجون في الذنب ليتذوقوا حلاوة الحلم، أو المغفرة، أو الرحمة. . إن هذا ليس منطق الفطرة السوية في مقابلة الرحمة الإلهية!
كذلك فإن الشعور بهذه الحقيقة على هذا النحو يؤثر تأثيراً قوياً في خلق المؤمن، وهو يعلم أنه مأمور أن يتخلق بأخلاق الله - سبحانه - وهو يرى نفسه مغموراً برحمة الله مع تقصيره وذنبه وخطئه - فيعلمه ذلك كله كيف يرحم، وكيف يعفو، وكيف يغفر. . كما رأينا في تعليم الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه؛ مستمداً تعليمه لهم من هذه الحقيقة الكبيرة. .) ا. هـ(/)
روح وريحان في موضوعات سور القرآن ...
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[28 Feb 2009, 01:11 م]ـ
رَوحٌ وَرَيحَان في مَوضُوعَات القُرآن الكَرِيم
(طريقةٌ لتسهيلِ حِفظِ القُرآن عَن طَريقِ الإلمَام ِبمضمُونِ السُّوَرِ)
أَعَدَّتهُ
نُور مُحَمَّد مُؤَيَّد الجَندَلي
جزاها الله خيرا ...
يوجد الموضوع في المرفقات ..(/)
فوائد قصة آدم عليه السلام ....
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[28 Feb 2009, 02:12 م]ـ
قال تعالى: (وإذ قالَ رَبُّكَ للملائِكةِ إنِّي جاعِلٌ في الأرضِ خَليفَةً قالُوا أتَجعَلُ فيها من يُفسِدُ فيها ويَسفِكُ الدِّماءَ ونحنُ نسّبِحُ بحمدِكَ ونُقَدِّسُ لكَ قالَ إنّي أعلمُ ما لا تعلمُونَ ـ 30) سورة البقرة
1ـ إثبات القول لله عزوجل، وأنه بحرف وصوت، وهذا مذهب السلف الصالح، فالله يتكلم بما شاء متى شاء كيف شاء. ابن عثيمين
2ـ إثبات الأفعال لله، وأنه يفعل ما يريد، وهذا من كماله وتمام صفاته. ابن عثيمين
3ـ الملائكة عالم غيبي خلقهم الله من نور، وجعل لهم وظائف وأعمالا مختلفة، وهم ذوو عقول؛ لأن الله وجه إليهم الخطاب وأجابوا. ابن عثيمين
4ـ أن بني آدم يخلف بعضهم بعضا على أحد القولين في معنى (خليفة)، وهذا من حكمة الله لأن الناس لو مَن ولِد بقي، لضاقت الأرض بما رحبت، ولما استقامت الأحوال ولا حصلت الرحمة للصغار إلى غير ذلك من المصالح العظيمة. ابن عثيمين
5ـ أن استفهام الملائكة ليس للاعتراض،وإنما للاستطلاع والاستعلام. ابن عثيمين
6ـ كراهة الملائكة للإفساد في الأرض. ابن عثيمين
7ـ وجوب نصب الخليفة ليفصل بين الناس فيما اختلفوا فيه، ويقيم الحدود ويزجر عن تعاطي الفواحش. القرطبي
8ـ جاء تخصيص سفك الدماء بعد العموم في قوله (يفسد فيها) لبيان شدة مفسدة القتل. السعدي
9ـ قيام الملائكة بعبادة الله تعالى، وشدة تعظيمهم له لقوله (ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك). ابن عثيمين
10ـ أن وصف الإنسان نفسه بما فيه من الخير لا بأس به، إذا كان المقصود مجرد الخبر دون الفخر لقوله (ونحن نسبح بحمدك). ابن عثيمين
11ـ أن العبد إذا خفيت عليه حكمة الله في بعض المخلوقات والمأمورات فعليه التسليم، واتهام عقله، والاقرار لله بالحكمة. السعدي
(وعلَّمَ آدمَ الأسماءَ كُلَّها ثمَّ عرضَهُم على الملائكةِ فقالَ أنبِئوني بأسماءِ هؤلاءِ إنْ كنتم صادقِينَ ـ 31، قالوا سُبحانكَ لا عِلمَ لنا إلا ما علَّمتنا إنكَ أنتَ العليمُ الحكيمُ ـ 32).
1ـ فضل وشرف آدم على الملائكة بما اختصه الله به من العلم عليهم. ابن كثير
2ـ فضيلة العلم، وأن الله تعالى عرّف الملائكة فضل آدم بالعلم، وأنه أفضل صفة تكون في العبد. السعدي
3ـ بيان أن الله قد يمن على بعض عباده بعلم لا يعلمه الآخرون. ابن عثيمين
4ـ جواز امتحان الإنسان بما يدّعي أنه مجيد فيه. ابن عثيمين
5ـ جواز التحدي بالعبارات التي يكون فيها شيء من الشدة لقوله (أنبئوني بأسماء هؤلاء). ابن عثيمين
6ـ أن الملائكة تتكلم، واعترافهم بأنهم لا علم لهم إلا ما علمهم الله. ابن عثيمين
7ـ ينبغي للإنسان أن يعرف قدر نفسه فلا يدعي علم ما لا يعلم. ابن عثيمين
8ـ شدة تعظيم الملائكة لله، حيث اعترفوا بكماله وتنزيهه عن الجهل (سبحانك)، واعترفوا لأنفسهم بأنهم لا علم عندهم واعترفوا لله تعالى بالفضل (لا علم لنا إلا ما علمتنا). ابن عثيمين
9ـ إثبات اسمي العليم والحكيم لله عزوجل. ابن عثيمين
(قالَ يا آدمُ أنبِئْهم بأسمائِهِم فلمَّا أنبأهُم بأسمائِهِم قالَ ألم أقلْ لكم إنِّي أعلمُ غيبَ السمواتِ والأرضِ وأعلمُ ما تُبدونَ وما كُنتُم تَكتُمونَ ـ 33).
1ـ إثبات القول والكلام لله عزوجل وأنه يتكلم بكلام مسموع مترتب بعضه سابق لبعض. ابن عثيمين
2ـ تبين للملائكة فضل آدم عليهم، وحكمة الباري في استخلاف هذا الخليفة. السعدي
3ـ اعتناء الله بشأن الملائكة، وإحسانه عليهم بتعليمهم ما جهلوا، وتنبيههم على ما لم يعلموه. السعدي
4ـ امتثال آدم وطاعته لله، فلم يتوقف بل بادر الملائكة وأنبأهم. ابن عثيمين
5ـ بيان عموم علم الله، وأنه يتعلق بالمشاهد والغائب. ابن عثيمين
6ـ أن السموات ذات عدد، والأرض جاءت مفردة والمراد بها الجنس وإلا فهي عدد. ابن عثيمين
7ـ أن الملائكة لها إرادات تُبدي وتكتم، ولها قلوب لقوله (حتى إذا فُزِّع عن قلوبهم) سبأ. ابن عثيمين
8ـ أن الله عالم بما في القلوب سواء أبدي أم خفي. ابن عثيمين
(وإذْ قُلنا للملائكةِ اسْجُدُوا لآدمَ فَسجدُوا إلا إبْليسَ أبى واستَكْبرَ وكانَ من الكافِرينَ ـ 34).
(يُتْبَعُ)
(/)
1ـ فضل آدم على الملائكة وكرامته له؛ لأن الله أمر الملائكة أن يسجدوا له إكراما وإظهارا لفضله. ابن عثيمين
2ـ امتثال الملائكة لأمر الله وسرعة استجابتهم له لقوله (فسجدوا) والفاء للفورية، فعلى المسلم أن يسارع إلى طاعة ربه وتنفيذ أمره بدون تردد ولا اعتراض. عبدالكريم زيدان
3ـ أن السجود لغير الله إذا كان بأمر الله فهو عبادة. ابن عثيمين
4ـ أن إبليس والعياذ بالله جمع صفات الذم كلها الإباء عن الأمر، والاستكبار عن الحق وعلى الخلق، والكفر، وهذا ما اقتضى طرده وإبعاده عن رحمة الله، وهو من الجن وليس من الملائكة لقوله (إلا إبليس كان من الجن). ابن عثيمين
5ـ الاعتبار بحال أبوي الإنس والجن، وبيان فضل آدم وأفضال الله عليه وعدواة إبليس له. السعدي
6ـ أن سبب إباء إبليس واستكباره وعصيانه لأمر الله هو حسد آدم وتكبره عليه، حيث قال (أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) ويعني بذلك علو النار على الطين وصعودها، وهذا من القياس الفاسد، وكذب في تفضيل عنصر النار على عنصر الطين والتراب، فإن عنصر الطين فيه الخشوع والسكون والرزانة والتواضع، ومنه تظهر بركات الأرض من الأشجار والنبات، ويغلب النار ويطفئها، وأما عنصر النار فهي مادة الخفة والطيش والإحراق والشر والفساد والعلو. السعدي
7ـ أن في قولنا (وانصرنا على القوم الكافرين) يدخل في ذلك الشيطان لأن الله قال عنه (وكان من الكافرين). ابن عثيمين
(وقلنا يا آدمُ اسْكُنْ أنتَ وزوجُكَ الجنّةَ وكُلا منها رَغَداً حيث شِئتما ولا تَقْرَبا هذهِ الشجَرةَ فتكُونا من الظّالِمينَ ـ 35).
1ـ إثبات القول لله عزوجل. ابن عثيمين
2ـ منة الله على آدم وحواء حيث أسكنهما الجنة. ابن عثيمين
3ـ أن النكاح سنة قديمة منذ خلق الله آدم، وبقيت في بنيه، وقد خلقت حواء من ضلعه. ابن عثيمين
4ـ أن الأمر في قوله (وكلا) للإباحة، بدليل قوله (حيث شئتما) خيّرهما أن يأكلا من أي مكان. ابن عثيمين
5ـ أن ثمار الجنة ليس له وقت محدود، بل هو موجود في كل وقت، والتعميم في المكان يقتضي التعميم بالزمان، لقوله في فاكهة الجنة (وفاكهة كثيرة، لا مقطوعة ولا ممنوعة). ابن عثيمين
6ـ أن النهي عن الأكل من الشجرة كان للتحريم، لأنه رتب الظلم عليه. السعدي
7ـ أن الله لم يعين تلك الشجرة، لأن ليس في تعيينها فائدة لنا، ولا ينفع العلم بها، كما لا يضر الجهل بها. ابن كثير
8ـ أن الله قد يمتحن العبد فينهاه عن شيء قد تتعلق به نفسه. ابن عثيمين
9ـ إثبات الأسباب (ولا تقربا، فتكونا). ابن عثيمين
10ـ أن معصية الله ظلم للنفس وعدوان لها. ابن عثيمين
(فأزلَهما الشّيطانُ عنها فأخرَجَهما ممَّا كانا فيهِ وقلنا اهْبِطُوا بعضُكم لبعضٍ عَدُوٌّ ولكم في الأرضِ مُستقَرٌ ومَتاعٌ إلى حينٍ ـ 36).
1ـ الحذر من وقوع الزلل الذي يمليه الشيطان. ابن عثيمين
2ـ أن الشيطان عدو للإنسان، يغر بني آدم كما غر أباهم، لذا احذر عدوك أن يغرك. ابن عثيمين
3ـ إضافة الفعل إلى المتسبب له (فأزلهما فأخرجهما مما كانا فيه). ابن عثيمين
4ـ أن الجنة في مكان عال (اهبطوا) والهبوط يكون من أعلى إلى أسفل. ابن عثيمين
5ـ أنه لا يمكن العيش إلا في الأرض لبني آدم لقوله (ولكم في الأرض مستقر)، وبناء على ذلك نعلم أن محاولة الكفار أن يعيشوا في غير الأرض، إما في بعض المواكب أو المراكب محاولة يائسة، لأنه لابد أن يكون مستقرهم في الأرض. ابن عثيمين
6ـ ظهور عورة آدم وحواء لما أكلا من الشجرة بعدما كانت مستورة، فخجلا وجعلا يخصفان عليهما من ورق الجنة ليستترا به. السعدي
7ـ قابلية الإنسان للوقوع في الخطيئة. فكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون. عبدالكريم زيدان
8ـ لا دوام لبني آدم في الدنيا، فهي معبر يُتزوّد منها لتلك الدار ولا تُعمر للاستقرار. السعدي
(فَتَلقّى آدمُ من ربِّهِ كلِماتٍ فَتَابَ عليهِ إنَّهُ هُوَ التَّوابُ الرَّحيمُ ـ 37).
1ـ منة الله على أبينا آدم حين وفقه لهذه الكلمات التي كانت بها التوبة وهي (ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين). ابن عثيمين
(يُتْبَعُ)
(/)
2ـ أن قول الإنسان (ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) سبب لقبول توبة الله على عبده لأنها اعتراف بالذنب. ابن عثيمين
3ـ أن الله يتكلم بصوت مسموع، وجه ذلك أن آدم تلقى منه كلمات. ابن عثيمين
4ـ أن الله منّ على آدم بقبول توبته، فالأولى كانت التوفيق للتوبة بتلقي الكلمات من الله، والثانية بقبول التوبة (فتاب عليه). ابن عثيمين
5ـ إثبات اسمي التواب والرحيم لله، واختصاص الله بالتوبة والرحمة التي لايقدر عليها غيره، لأن الإنسان قد يتوب على ابنه وأخيه، وكذلك الخلق يرحم بعضهم بعضا. ابن عثيمين
6ـ من لطف الله بخلقه ورحمته بعبيده أنه يغفر الذنوب ويتوب على من يتوب. ابن كثير
7ـ ضرورة المبادرة إلى التوبة والاستغفار، والحذر من التسويف والتأجيل فهو من مكايد الشيطان. عبدالكريم زيدان
(قُلنا اهبِطُوا منها جميعاً فَإمَّا يَأتِيَنّكم منّي هُدىً فمَن تَبِعَ هُدايَ فلا خَوفٌ عليهِم ولا هُم يَحزَنُونَ ـ 38).
1ـ أن الجنة التي أسكنها الله آدم أولا كانت عالية لقوله (اهبطوا). ابن عثيمين
2ـ إثبات كلام الله عزوجل. ابن عثيمين
3ـ أن الهدى من عند الله، فلا تسأل الهدى إلا من الله لأنه هو الذي يأتي به. ابن عثيمين
4ـ أن من اتبع هدى الله، فإنه آمن من بين يديه ومن خلفه (فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون). ابن عثيمين
5ـ لا يُتعبد لله إلا بما شرع، ومن تعبد له بغير ما شرع فهو على غير هدى، فيكون ضالا لحديث (فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة). ابن عثيمين
6ـ من اتبع هدى الله حصل له الأمن والسعادة الدنيوية والأخروية، والهدى، وانتفى عنه كل مكروه من الخوف والحزن والضلال والشقاء. السعدي
7ـ لما أعلن إبليس عداوته لآدم وذريته، سأل الله الإمهال إلى يوم البعث؛ ليتمكن من إغواء ما يقدر عليه من بني آدم فأجاب الله سؤاله لا كرامة في حقه، وإنما امتحان وابتلاء من الله لعباده، لذلك حذرنا منه غاية التحذير. السعدي
(والذينَ كَفَرُوا وكَذّبوا بآياتِنا أولَئِكَ أصحابُ النَّارِ هُمْ فيها خالِدُونَ ـ 39).
1ـ أن الذين جمعوا بين وصفي الكفر والتكذيب هم أصحاب النار مخلدون فيها أبدا. ابن عثيمين
2ـ أن الله عزوجل قد بين الحق بالآيات التي تقطع الحجة وتبين المحجّة. ابن عثيمين
3ـ انحطاط رتبة من اتصفوا بهذين الوصفين الكفر والتكذيب. ابن عثيمين
4ـ إثبات النار وأنها موجودة الآن لقوله (أعدت للكافرين) آل عمران. ابن عثيمين
5ـ انقسام الخلق من الجن والإنس إلى أهل السعادة وأهل الشقاوة. السعدي
6ـ أن الجن كالإنس في الثواب والعقاب، كما أنهم مثلهم في الأمر والنهي. السعدي
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[11 Jun 2009, 12:08 ص]ـ
جزاك الله خيرا ..
نقل طيب وجهد مشكور ..(/)
لا تكن أنت والزمان عليها
ـ[محمد بن إبراهيم الحمد]ــــــــ[28 Feb 2009, 05:52 م]ـ
لا تكن أنت والزمان عليها
الحياة مليئة بالأحداث، حافلة بالمواقف، والإنسان _أياً كان_ مُعَرَّض لما يكون في هذه الحياة من صحة ومرض، وغنى وفقر، وسعادة وشقاء، وفرح وحزن، وما إلى ذلك من مجرياتها.
والعاقل هو من يوطِّن نفسه على كل وارد، ويستعد لكل آت.
ولا خير فيمن لا يوطن نفسه ... على نائبات الدهر حين تنوب
والذي يلاحظ أن من الناس من لا يوطن نفسه على وقوع ما يحب أو يكره؛ فإذا وقع ما يحب مما لم يكن قدَّره أَشِرَ، وبَطَر، وبالغ في الفرح.
وإذا حصل ما يكره قنط، وانقبض، وربما فقد صوابه.
والأدهى من ذلك أن المصيبة من نحو مرض، أو خسارة، أو إخفاق، أو نحو ذلك إذا وقعت أحياناً على أحد من أهل بيت من البيوت _ قلبت البيت جحيماً مُلهباً؛ فإذا مرض شخص من أهل ذلك البيت مرضاً عضالاً، أو أصيب أحد من أفراده بمصيبة _ صاروا جميعاً مرضى، أو فاقدي التوازن.
ولا ريب أن مشاركة الأهل والأقارب في الأفراح والأتراح مطلب شرعي واجتماعي، كما أن برود الإحساس، وفقر المشاعر تجاه الآخرين داء وبيل، يَنِمُّ عن أثرة قبيحة.
ولكن ذلك لا يعني أن يبالغَ المرءُ في تحميل الأمور فوق ما تحتمل؛ بحيث يبالغ في الأسى، والحسرة، والحزن، والحُرْقة؛ فيخرج بذاك عن طوره؛ فبدلاً من أن تكون المصيبة واحدة تكون أضعافاً مضاعفة.
فالذي تقتضيه الحكمة أن يشارك المرء إخوانه دون أن يفرط في تضخيم الأمور، ودون أن يَعْزُبَ عنه رَأْيُه.
ثم إن مما يحسن بنا أن نُذَكِّر من أصيب بمصيبة بذلك المعنى، وألا نحتقر تلك المبادرات، ولو كان المبادِرُ أقل من صاحب الشأن.
ومما يذكر في هذا الصدد أن ابن عباس لما توفي والده العباس _رضي الله عنهما_ هابه الناس، ولم يُقْدِم كثير من الناس على تعزيته، وقيل إنه مكث على ذلك شهراً، حتى أقبل أعرابي، وقال بحضرة ابن عباس:
اصبر نكن بك صابرين فإنما ... صبرَ الرعيةِ عند صَبْرِ الراسِ
خيرٌ مِنَ العباسِ صبرُك بعدَه ... واللهُ خيرٌ منك للعباسِ
فَسُرِّي عن ابن عباس، وأقبل الناس على تعزيته.
وبالجملة فإذا أصابتك مصيبة في نفسك، أو مالك، أو ولدك، أو أمتك _ فاقْدُرْها قدرها، وضَعْهَا في نصابها، دون إفراطٍ أو تفريط فيها، فبذلك تحسن التعامل، وتسلم من تبعاتٍ تنال منك نيلها.
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[28 Feb 2009, 06:06 م]ـ
بالله لفظك هذا سال من عسل. . . . . . أم هل صببت على أفواهنا العسلا
لافض فوك ياشيخ. .
ـ[سالم بن عمر]ــــــــ[28 Feb 2009, 07:51 م]ـ
أسأل الله ان يعظم لك الأجر ياشيخ محمد(/)
آراء سعيد النورسي في التفسير وعلوم القران
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[28 Feb 2009, 06:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هل كتب احد بحثا علميا في موضوع آراء النورسي في التفسير وعلوم القران
ارجو ممن يعلم شيئا ان لا يبخل علينا بما جاد الله عليه
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[28 Feb 2009, 07:53 م]ـ
كأني قرأت شيئا من هذا في الأشهر القليلة الماضية. ولا أستطيع استحضاره الآن.
ولعل الاطلاع على الموقع التالي يفيدك، لأنه يعرض بحوث المؤتمرات وعناوين الرسائل الجامعية والدكتوراه التي درست فكر النورسي:
http://www.nuronline.com
ولعل الاتصال بمجلة حراء (التي لإدارتها اهتمام خاص بفكر النورسي)، يساعدك في ذلك:
hira@hiramagazine.com
ـ[محمود البعداني]ــــــــ[28 Feb 2009, 11:31 م]ـ
من الكتب القريبة من هذا:
إعجاز القرآن وأبعاده الحضارية في فكر النورسي عرض وتحليل
من تأليف: د/ زياد خليل الدغامين.
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[03 Mar 2009, 02:01 م]ـ
لأستاذنا الدكتور أحمد شكري بحث عن النورسي بعنوان: آراء النورسي في وجوه إعجاز القرآن الكريم، منشور ضمن بحوث المؤتمر العالمي: تجديد الفكر الإسلامي في القرن العشرين وبديع الزمان سعيد النورسي، المنعقد في استانبول، تركيا، عام 1995م.(/)
ما رأيكم بهذا الكلام؟
ـ[المغوار]ــــــــ[28 Feb 2009, 07:22 م]ـ
-قرءت هذا الموضوع لاحد المفكرين المعاصرين فاعجبني كثيرا فما رئيكم فيه و شكرا.
ترتبط الكلمة في الأصل بالجانب الصوتي للسان، كقول المتنبي:
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم
والكلام في اللغة اسم جنس يقع على القليل والكثير، وقد عرفه بعضهم "بأنه المنتظم من الحروف المسموعة المميزة" (الزمخشري الكشاف ج1، ص5).
وعندما نقيم حفلاً خطابياً نقول: إن الكلمة لفلان، فهذا يعني أنه حاضر ليلقيها بنفسه. أما إذا كان غائباً فنقول يلقيها بالنيابة عنه فلان. وكل الألسن الإنسانية أصوات تتألف منها الكلمات والجمل. فإذا تكلم الصيني فإننا نحن العرب نسمع أصواتاً ولكن لا نفهم ما هو مدلول تلك الأصوات "المعنى". وعندما يأخذ الكلام مدلولاً في الذهن يصبح قولاً.
الكلام يخرج من الفم وفيه تكمن الفصاحة. لذا قال موسى عن أخيه هارون (هو أفصح مني لسانا) (القصص 34). وعندما أرسل الله موسى إلى فرعون نصحه بقوله: (فقولا له قولاً ليناً) (طه 44). فالقول هو الكلام الذي له دلالات في الذهن، لذا نقول "البلاغة في القول" و"الفصاحة في اللسان". أما البلاغة فنراها في قوله تعالى (وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولاً بليغاً) (النساء 63) وهنا نفهم قول النبي صلى الله عليه وسلم إن صح (أعطيت جوامع الكلم، واختصر لي الكلام اختصارا) حديث عن عمر "رض" ذكره أبو يعلي في مسنده وقوله (أعطيت فواتح الكلام، وجوامعه وخواتمه) ذكره أبو يلعي في مسنده عن أبي موسى. أي الأصوات الإنسانية المجموعة في فواتح السور ولا تعني البلاغة لا من قريب ولا من بعيد. ونرى الكلام والقول في آية واحدة في قوله تعالى: (كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا) (الكهف 5) أي هذه الكلمة التي تخرج من الأفواه لها مدلول الكفر عندما نفهمهما في الذهن لذا قال: (إن يقولون) ولم يقل: إن يتكلمون.
هنا يجب أن نفهم أن الألسن الإنسانية ذات شقين: الشق الأول هو الأصوات التي لها وجود مادي "موضوعي". والشق الثاني هو دلالات هذه الأصوات في الذهن. وهذه خاصية تميز بها الإنسان، وهي أن الألسن الإنسانية تتألف من دال ومدلول.
وبما أن الألسن تؤدي وظيفتين هما أن تستخدم أداة للاتصال وأداة للتفكير. ففي أداة الاتصال يظهر بشكل جلي ارتباط الدال بالمدلول. وفي أداة التفكير يظهر المدلول ولكن التدقيق يبين أن التفكير الإنساني لا يتم إلا ضمن إطار لساني غير ملفوظ. هذا كله متعلق بالإنسان. فهل ينطبق ذلك على كلمات الله؟
لو كان النص القرآني المتلو أو المكتوب الموجود بين أيدينا هو عين كلام الله فهذا يعني أن الله له جنس وجنسه عربي، وأن كلام الله ككلام الإنسان يقوم على علاقة دال ومدلول. ولكن بما أن الله أحادي في الكيف (قل هو الله أحد) (الإخلاص 1)، وواحد في الكم (قل إنما هو إله واحد) (الأنعام 19) وأن الله ليس عربياً ولا انكليزياً، لزم أن يكون كلامه هو المدلولات نفسها، فكلمة الشمس عند الله تعالى هي عين الشمس، وكلمة القمر هي عين القمر، وكلمة الأنف هي عين الأنف، أي أن الوجود المادي "الموضوعي" ونواميسه العامة هي عين كلمات الله. وكلمات الله هي عين الوجود ونواميسه العامة.
ولهذا نقول: إن الله هو الحق وإن كلماته حق (قوله الحق) (الأنعام 73) (ويحق الله الحق بكلماته) (يونس 82) (ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل) (الحج 62) فالوجود الموضوعي خارج الوعي هو الوجود الإلهي (ذلك بأن الله هو الحق) (الحج 62) والوجود الكوني الذي هو كلمات الله وهو حق أيضاً (ما خلقنا السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق) (الأحقاف 3). فالله حق والوجود كلماته وهو حق أيضاً، لذا قال: (إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون) (يس 82) (إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون) (آل عمران 47 - مريم 35).
ونحن نعلم أن سمة "المتكلم" ليست من أسماء الله الحسنى، وإنما كلماته اشتقت من اسمه الحق. ومن أجل تعليم الإنسان صاغ الله الحقيقة المطلقة وهي الوجود ونواميسه العامة وأسماءه الحسنى صياغةً لسانية إنسانية. وبما أن فهم الإنسان للحقيقة هو فهم نسبي دائماً له علاقة بتطور المعارف والأرضية المعرفية للإنسان فقد لزم أن تصاغ الحقيقة بلغة إنسانية مطواعة لهذا الفهم النسبي عن طريق التشابه في الصيغة الثابتة. واللسان العربي في بنيته ومفرداته يحمل هذه الخاصية "التشابه" بوضوح، هذا أحد وجوه أصالة هذا اللسان، ولهذا كان اللسان العربي هو الوعاء الذي حمل مطلق الحقيقة ونسبية الفهم الإنساني.
ففي الصياغة القرآنية العربية تظهر قمة الجدل الداخلي بين الحقيقة المطلقة للوجود والفهم النسبي الإنساني لهذا الوجود في مرحلة ما، وفي هذا المعنى تكمن قمة إعجاز القرآن للناس جميعاً، على اختلاف عصورهم واختلاف مداركهم تبعاً لاختلاف أرضياتهم المعرفية.
وبما أن القرآن حوى الحقيقة الموضوعية لذا أطلق عليه تسمية "الحق". (وإذا تتلى عليهم آياتنا بيناتٍ قال الذين كفروا للحق لما جاءهم هذا سحر مبين) (الأحقاف 7).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Feb 2009, 07:57 م]ـ
الأخ المغوار وفقه الله.
أرجو التوقف عن نقلك لكتابات محمد شحرور للملتقى، فمن يريد قراءة كلامه فلديه موقع يخصه بارك الله فيك، وأرجو أن لا تكون بقية موضوعاتك مجرد نقل من موقع شحرور.
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[28 Feb 2009, 08:16 م]ـ
فكلمة الشمس عند الله تعالى هي عين الشمس، وكلمة القمر هي عين القمر، وكلمة الأنف هي عين الأنف، أي أن الوجود المادي "الموضوعي" ونواميسه العامة هي عين كلمات الله. وكلمات الله هي عين الوجود ونواميسه العامة.
لا حول ولا قوة إلا بالله ..
هذه هي عاقبة الجهل بالضروري من أصول الدين، والخوض بلا علم في دين رب العالمين.
لقد خرج القائل لهذا الكلام الفاسد أعلاه عن جميع فرق المسلمين، وضل ضلالا بعيدا في وصف القوي المتين، فأرجع أوامر الله تعالى ونواهيه وأخباره ووعده ووعيده إلى عين مخلوقاته، فليت شعري هل هو عابد مطيع للشمس أو للقمر، أو للحجر أو للشجر، أو للسماء أو للمطر؟؟ أيها أمره بالصلاة، وأيها أمره بالزكاة، فإن مرجع الأمر والنهي إلى صفة الكلام، والكلام عند هذا الإنسان هو عين المخلوقات، فانظروا كيف تهوي كلمة بصاحبها إلى حيث يعلم الله الملك الجبار .. ألا يخشى هؤلاء وأمثالهم من بطش الله الواحد القهار؟؟ سبحان الله عما يصفون.
ـ[المغوار]ــــــــ[28 Feb 2009, 11:39 م]ـ
الى السيد عبدالرحمان الشهري البحث فعلا للدكتور شحرور و طرحته راجيا رئيكم فيه وهذا ليس عيبا و لقد قلت ان الموضوع لاحد المفكرين المعاصرين فانا لم اطرحه للقراءة و لكن للنقاش و شكرا
ـ[مفسر]ــــــــ[01 Mar 2009, 06:52 ص]ـ
هذه هي عقيدة أهل الوحدة
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[01 Mar 2009, 02:52 م]ـ
قل لي بالله أخي المغوار ما الذي أعجبك في هذا الكلام؟
وهل هذا الكلام المرتق يمكن أن يعجب أحدا؟
- قول المؤلف "ترتبط الكلمة في الأصل بالجانب الصوتي للسان"
فهل قال أحد إن الكلمة في الأصل ترتبط بالجانب اللاصوتي للسان
وأين دليل ارتباط الكلمة بالجانب الصوتي في بيت المتنبي الذي استشهد به
وقوله "وعندما يأخذ الكلام مدلولاً في الذهن يصبح قولاً"
ويفسره صاحبه بقوله بعد ذلك " فالقول هو الكلام الذي له دلالات في الذهن"
ما هذا الكلام الذي لا معنى له؟!
كان "كلاما" فأصبح في الذهن "قولا"؟!
كأنما الكلام شيء والقول شيء آخر!
والآية "كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا" تبطل دعواه من أساسها ولكنه أصر على الاستشهاد بها
وهي عادة المؤلف في التفريق بين المعاني وهو تفريق يفضحه ويكشف جهله ومن قبل كان الكتاب عنده شيء والقرآن شيء آخر
والنبي صلى الله عليه وسلم – في هذا الكلام عنده - قد أعطي الأصوات الإنسانية
دا كلام دا
حتى البديهيات لا تسنده
وبقية الكلام أدنى من تناقش فهي أفرغ من الفراغ
إن الله تعالى لا يتحدث عنه هكذا
كلام يشعر بالغثيان
أخي المغوار طرح هذا الكلام لا يفيد بل ولا الرد عليه لأن كلام خال من المنطق والراد عليه لا يمكن أن يقول عنه أنه خطأ فحسب لأنه متجاوز حتى للخطأ نفسه
أخي المغوار أرجو محو هذا الكلام لا لجانبه العقدي فحسب بل لسخفه أيضا
ويكفي في مؤلف هذا الكلام قول الشيخ القرضاوي "إن أنفه لم تشتم رائحة علوم الشريعة" وليت الأمر في رائي قد اقتصر على رائحة علوم الشريعة بل يمتد لرائحة العقل والبديهة والمنطق السليم
إذا لم تخش عاقبة الليالي ولم تستح فافعل ما تشاء(/)
صدر حديثاً كتاب (مقاصد القرآن الكريم من تشريع الأحكام) لـ د. عبدالكريم حامدي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Feb 2009, 07:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر حديثاً كتاب:
مقاصد القرآن الكريم من تشريع الأحكام
للدكتور عبدالكريم حامدي.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/742449a962c69b8d4.jpg
وهو رسالة دكتوراه للباحث. وقد عرضت كتاباً سابقاً له بعنوان:
المدخل إلى مقاصد القرآن ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=12550)
وكأنه ملخص أو مقدمة لكتابه الأصل.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[28 Feb 2009, 08:06 م]ـ
ليتكم يا د. عبد الرحمن تنقلون لنا مقاصد القرآن التي استخرجها الكاتب.
ولست أدري هل لها علاقة بما يسميه د. طه جابر االعلواني "مقاصد القرآن" أو "القيم الحاكمة في القرآن"، والتي لخصها في ثلاثة قيم رئيسية: التوحيد والتزكية والعمران.
جزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Mar 2009, 06:18 م]ـ
هذا فهرس الكتاب تلبية لطلبكم وفقكم الله.
المقدمة .....
تمهيد في التعريف بمقاصد القرآن وأنواعها.
المبحث الأول: تعريف مقاصد القرآن
المطلب الأول: المقاصد في اللغة
المطلب الثاني: المقاصد في الاصطلاح
المطلب الثالث: تعريف مقاصد القرآن ومقاصد الشرعية والعلاقة بينهما.
المبحث الثاني: أنواع مقاصد القرآن:
المطلب الأول: تقسيم محمد رشيد رضا لمقاصد القرآن
المطلب الثاني: تقسيم محمود شلتوت لمقاصد القرآن
المطلب الثالث: تقسيم ابن عاشور لمقاصد القرآن
المطلب الرابع: الرأي المختار في تقسيم مقاصد القرآن
• الباب الأول: مقصد القرآن في تحقيق الصلاح الفردي
تمهيد: حقيقة الصلاح والإصلاح والأدلة على كون الصلاح الفردي مقصداً قرآنياً
أولاً: حقيقة الصلاح والإصلاح
ثانياً: الأدلة على كون الصلاح الفردي مقصداً قرآنياً
الفصل الأول: مقصد إصلاح العقل
تمهيد: الأدلة على مقصدية إصلاح العقل
المبحث الأول: إصلاح الاعتقاد وأثره في إصلاح العقل
المطلب الأول: مفهوم الإصلاح العقدي وأهميته
المطلب الثاني: منهج القرآن في الإصلاح العقدي
المطلب الثالث: جوانب الإصلاح العقدي
أولاً: التعريف بالكون (مصدره – الحكمة من خلقه – مصيره)
ثانياً: التعريف بالإنسان (نشأته – قيمته – غايته – مصيره)
ثالثاً: التعريف بالحياة (الحكمة منها – الطريق إلى تحقيق السعادة في الدارين)
رابعاً: التعريف بأصول الإيمان
خامساً: الغاية من الإيمان (المصالح العاجلة – المصالح الآجلة)
المبحث الثاني: إصلاح التفكير وأثره في إصلاح العقل
المطلب الأول: فضيلة التفكير
المطلب الثاني: غاية التفكير
المطلب الثالث: معوقات التفكير
المطلب الرابع: ضوابط التفكير
الفصل الثاني: مقصد إصلاح النفس
تمهيد: الأدلة على أن إصلاح النفس مقصد قرآني
المبحث الأول: قوى النفس وأمراضها في القرآن
المطلب الأول: قوى النفس (القوة الناطقة – القوة الشهوية – القوة الغضبية)
المطلب الثاني: أمراض النفس (الشره – الغضب – الحسد – البخل – الكبر – الرياء – الغرور)
المبحث الثاني: العبادات وأثرها في إصلاح النفس
المطلب الأول: الطريق على إصلاح النفس (الإخلاص – التدرج – الاعتدال – الترويض – الصبر)
المطلب الثاني: المقصد العام من العبادات
المطلب الثالث: أثر العبادات في إصلاح النفس (التذكر – التذلل – تربية الإدارة – تطهير النفس – تربية الحس الاجتماعي)
الفصل الثالث: مقصد إصلاح الجسم
تمهيد: الأدلة على أن إصلاح الجسم مقصد قرآني
المبحث الأول: إباحة الطيبات وتحريم الخبائث
المطلب الأول: إباحة الطيبات وأثرها في إصلاح الجسم
المطلب الثاني: تحريم الخبائث وأثرها في إصلاح الجسم
المبحث الثاني: الوقاية الصحية وأثرها في إصلاح الجسم
المطلب الأول: حفظ صحة الجسم (الحث على النظافة – الاعتدال في تناول المباحات – تخفيف التكاليف)
المطلب الثاني: حفظ حياة الجسم (مشروعية القصاص – أنواعه)
• الباب الثاني: مقصد القرآن في تحقيق الصلاح الاجتماعي
تمهيد: الأدلة على كون الصلاح الاجتماعي مقصداً قرآنياً
الفصل الأول: مقصد الإصلاح العائلي
تمهيد: الأدلة على كون الإصلاح العائلي مقصداً قرآنياً
المبحث الأول: إصلاح نظام الزواج وأثره في الإصلاح العائلي
المطلب الأول: أهمية الزواج ومقاصده
(يُتْبَعُ)
(/)
المطلب الثاني: الأسس التنظيمية لنظام الزواج (اختيار المحل – الرضا بين الزوجين – الصداق)
المبحث الثاني: إصلاح نظام الزوجية وأثره في الإصلاح العائلي
المطلب الأول: حقوق الزوج (حق الطاعة – حق التأديب)
المطلب الثاني: حقوق الزوجة (المهر – النفقة – العدل بين الزوجات)
المطلب الثالث: الحقوق المشتركة (المعاشرة بالمعروف – حق الاستمتاع – حرمة المصاهرة – حق التوارث)
المبحث الثالث: إصلاح نظام الطلاق وأثره في الإصلاح العائلي
المطلب الأول: مقاصد الطلاق
المطلب الثاني: أسباب الطلاق
المطلب الثالث: القيود الشرعية لإيقاع الطلاق
المطلب الرابع: آثار الطلاق
الفصل الثاني: مقصد الإصلاح المالي
تمهيد: الأدلة على كون الإصلاح المالي مقصداً قرآنياً
المبحث الأول: إصلاح نظام الكسب وأثره في الإصلاح المالي
المطلب الأول: إقرار ملكية المال
المطلب الثاني: الأسباب المشروعة للكسب
المطلب الثالث: الأسباب غير المشروعة للكسب
المبحث الثاني: إصلاح نظام المحافظة على المال وأثره في الإصلاح المالي
المطلب الأول: المحافظة على الأموال بالتوثيق (الكتابة – الإشهاد – الرهن)
المطلب الثاني: المحافظة على الأموال بالعدل في المكيال والميزان والوفاء بالعقود
المطلب الثالث: المحافظة على الأموال بالعدل في الإنفاق
المطلب الرابع: المحافظة على الأموال بالحجر
الفصل الثالث: مقصد الإصلاح العقابي
تمهيد: الأدلة على كون الإصلاح العقابي مقصد قرآنياً
المبحث لأول: الضوابط المحددة للعقوبة في القرآن
المطلب الأول: ماهية العقوبة والأساس في اعتبارها ومراتبها
المطلب الثاني: أنواع العقوبة المقدرة (القتل – إتلاف الأعضاء – الزنا – القذف – الحرابة – السرقة)
المبحث الثاني: مقاصد العقوبة في القرآن
المطلب الأول: المقاصد العامة (مقصد الردع – مقصد الجبر – مقصد العدل – مقصد الرحمة – مقصد إصلاح الجاني)
المطلب الثاني: المقاصد الخاصة (حفظ النفس – حفظ النسل – العرض – حفظ المال)
• الباب الثالث: مقصد القرآن في تحقيق الصلاح العالمي
تمهيد: الأدلة على كون الصلاح العالمي مقصداً قرآنياً
الفصل الأول: مقصد الإصلاح التشريعي
تمهيد: الأدلة على كون الإصلاح التشريعي مقصداً قرآنياً
المبحث الأول: إصلاح أسس النظام التشريعي
المطلب الأول: الصبغة الدينية في التشريع
المطلب الثاني: الجزاء
المطلب الثالث: العدل
المطلب الرابع: مراعاة المصلحة
المطلب الخامس: ثبات الأصول وتغير الفروع
المبحث الثاني: إصلاح مرجعية النظام التشريعي
المطلب الأول: أصول التشريع
المطلب الثاني: أغراض الاجتهاد
المطلب الثالث: أنواع الاجتهاد
الفصل الثاني: مقصد الإصلاح السياسي
تمهيد: الأدلة على كون الإصلاح السياسي مقصداً قرآنياً
المبحث الأول: إصلاح نظام الحكم
المطلب الأول: وجوب إقامة الحكومة الإسلامية
المطلب الثاني: مقاصد الحكم في القرآن (حراسة الدين – سياسة الدنيا)
المطلب الثالث: أسس الحكم في القرآن (الشورى – العدل – المساواة – الحرية – السيادة للشرع – طاعة الحاكم في المعروف)
المبحث الثاني: إصلاح نظام العلاقات الدولية
المطلب الأول: الإصلاح الدولي في حال السلم
المطلب الثاني: الإصلاح الدولي في حال الحرب
• خاتمة البحث
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[01 Mar 2009, 07:18 م]ـ
أحسن الله إليكم.
وقد استفدت من هذا التقسيم.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[01 Mar 2009, 07:52 م]ـ
لو دلت رؤوس هذا المصنف على محتواه لكان سفرا ثمينا في التربية والإعداد القرآنيين
جزاكم الله تعالى خيرا
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[01 Mar 2009, 09:08 م]ـ
لفت انتباهي في الفهرس حديث المؤلف عن مقاصد القرآن لدى ثلاثة من العلماء. فبحثت عنها، ووجدت مقاصد القرآن العشرة عند محمد رشيد رضا مذكورة في كتابه (الوحي المحمدي)، أنقلها هنا للفائدة:
رشيد رضا - الوحي المحمدي
1 - في بيان حقيقة أركان الدين الثلاثة: الإيمان بالله، وباليوم الآخر (البعث والجزاء)، والعمل الصالح
2 - بيان ما جهل البشر من أمر النبوة والرسالة ووظائف الرسل
3 - إكمال نفس الإنسان من الأفراد والجماعات والأقوام
4 - الإصلاح الإنساني الاجتماعي السياسي الوطني بالوحدات الثمان:
- وحدة الأمة
- وحدة الجنس البشري
- وحدة الدين
- وحدة التشريع بالمساواة في العدل
- وحدة الأخوة الروحية والمساواة في التعبد
- وحدة الجنسية السياسية الدولية
- وحدة القضاء
- وحدة اللغة
5 - تقرير مزايا الإسلام العامة في التكاليف الشخصية من الواجبات والمحظورات:
- كونه وسطا جامعا لحقوق الروح والجسد، مصالح الدنيا والآخرة
- غايته الوصول إلى سعادة الدنيا والآخرة بتزكية النفس بالإيمان الصحيح ومعرفة الله والعمل الصالح ومكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال لا بمجرد الاعتقاد والاتكال، ولا بالشفاعات وخوارق العادات
- كونه يسرا لا حرج فيه ولا عسر ولا إرهاق ولا إعنات
- منع الغلو في الدين
- قلة تكاليف وسهولة فهمها
- انقسام التكليف إلى عزائم ورخص
- نصوص الكتاب وهدي السنة مراعى فيهما درجات البشر في العقل والفهم وعلو الهمة وضعفها
- معاملة الناس بظواهرهم وجعل البواطن موكولة إلى الله تعالى
- مدار العبادات كلها على اتباع ما جاء به النبي (ص) في الظاهر، فليس لأحد فيها رأي شخصي ولا رياسة، ودارها في الباطن على الإخلاص لله تعالى وصحة النية
6 - بيان حكم الإسلام السياسي الدولي: نوعه وأساسه وأصوله العامة
7 - الإرشاد إلى الإصلاح المالي:
- القاعدة العامة في المال كونه فتنة واختبارا في الخير والشر
- ذم الطغيان وغروره وصده عن الخير
- ذم البخل بالمال والكبرياء به والرياء في إنفاقه
- مدح المال والغنى بكونه من نعم الله وجزاؤه على الإيمان والعمل الصالح
- ما أوجب الله من حفظ المال من الضياع والاقتصاد فيه
- إنفاق المال في سبيل الله آية الإيمان
- في الحقوق المفروضة والمندوبة في المال والإصلاح المالي في الإسلامي
8 - إصلاح نظام الحرب ودفع مفاسجها وقصرها على ما فيه الخير للبشر
9 - إعطاء النساء جميع الحقوق الإنسانية والمدنية والدينية
10 - تحرير الرقبة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[01 Mar 2009, 09:21 م]ـ
وأما مقاصد القرآن عند ابن عاشور، فقد وجدتها مذكورة في مقال لسامر رشواني بعنوان (الاتجاه المقاصدي في تفسير ابن عاشور) على الرابط التالي:
http://www.almultaka.net/ShowMaqal.php?module=fe3c9b519f9e9e95ae273a2f309b5 d7a&cat=1&id=67&m=4f1774fa6f2b3eaff97393ca62f3832e
أقتطفها في ما يلي:
====
المقصد الأعلى من القرآن الكريم فهو كما يحدده ابن عاشور: " صلاح الأحوال الفردية و الجماعية و العمرانية " و تفصيل هذا هو أن:
" الصلاح الفردى يعتمد تهذيب النفس و تزكيتها، و رأس الأمر فيه صلاح الاعتقاد لأن الاعتقاد مصدر الآداب و التفكير، ثم صلاح السريرة الخاصة، و هى العبادات الظاهرة كالصلاة، و الباطنة كالتخلق بترك الحسد و الحقد و الكبر ".
وأما الصلاح الجماعى فيحصل أولاً من الصلاح الفردى إذ الأفراد أجزاء المجتمع، و لا يصلح الكل إلا بصلاح أجزائه، و من شئ زائد على ذلك و هو ضبط تصرف الناس بعضهم مع بعض على وجه يعصمهم من مزاحمة الشهوات و مواثبة القوى النفسانية. وهذا علم المعاملات، و يعبر عنه الحكماء بالسياسة المدنية.
و أما الصلاح العمرانى فهو أوسع من ذلك، إذ هو حفظ نظام العالم الإسلامى، و ضبط تصرف الجماعات، و الأقاليم بعضهم مع بعض على وجه يحفظ مصالح الجميع، و رعى مصالح الكلية الإسلامية، و حفظ المصلحة الجامعة عند معارضة المصلحة القاصرة لها، و يسمى هذا بعلم العمران و علم الاجتماع [14].
هذاما يتعلق بالمقصد الأعلى من القرآن، وأما المقاصد الأصلية-التى تندرج ضرورة تحت المقصد الأعلى الجامع – فهى حسب استقراء ابن عاشور ثمانية يمكن أن نلخصها فى [15]:
1 - إصلاح الاعتقاد .. و هذا أعظم سبب لإصلاح الخلق.
2 - تهذيب الأخلاق.
3 - التشريع و هو الأحكام خاصة و عامة.
4 - سياسة الأمة .. و فيه صلاح الأمة و حفظ نظامها.
5 - القصص و أخبار الأمم السالفة للتأسى بصالح أحوالهم، و للحذير من مساويهم.
6 - التعليم بما يناسب حالة عصر المخاطبين، و ما يؤهلهم إلى تلقى الشريعة و نشرها، و ذلك علم الشرائع و علم الأخبار.
7 - المواعظ، و الإنذار، و التحذير، و التبشير.
8 - الإعجاز بالقرآن ليكون آية دالة على صدق الرسول.
-------------------------------------------
الهوامش
(14) التحرير و التنوير، 1/ 38.
(15) المرجع نفسه 1/ 40 – 41.(/)
فوائد قصة داوود عليه السلام مع الخصم .....
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[28 Feb 2009, 08:22 م]ـ
قال تعالى: (وهل أتاك نبؤ الخصم إذ تسوّروا المحراب ـ21) سورة ص
1ـ أن الله يقص على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أخبار من قبله، ليثبت فؤاده وتطمئن نفسه، ويذكر له من عباداتهم وشدة صبرهم وإنابتهم ما يشوقه إلى منافستهم والتقرب إلى الله الذي تقربوا له والصبر على أذى قومه. السعدي
2ـ أن هذه القصة عجيبة، ومثار للعجب ولهذا شوّق الله إليها بقوله (وهل أتاك) الاستفهام للتشويق. ابن عثيمين
3ـ بلاغة القرآن حيث يأتي بهذه الصيغ التي فيها تشويق واهتمام. ابن عثيمين
4ـ أن الخصم يطلق على الواحد والمتعدي اعتبارا بالمعنى. ابن عثيمين
5ـ أن من أتى البيوت من غير أبوابها، فإن فعله سبب للخوف والفزع. ابن عثيمين
6ـ أن داوود عليه السلام كان قد أغلق بابه، أو جعل عليه حاجبا يمنع الناس من الدخول عليه. ابن عثيمين
7ـ أن داوود عليه السلام في أغلب أحواله لازما محرابه لخدمة ربه. السعدي
(إذ دخلوا على داوود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط ـ22)
1ـ الحكم بين الناس أفضل من العبادات الخاصة، لأن نفعه متعد والعبادات الخاصة نفعها قاصر. ابن عثيمين
2ـ أن الأنبياء يلحقهم من الطبائع البشرية ما يلحق غيرهم لقوله (ففزع منهم). ابن عثيمين
3ـ ينبغي أن يطمّئن المفزٍِع من فزع منه بنفي سبب الفزع قبل كل شىء لقولهم (لاتخف) ثم ذكروا القصة. ابن عثيمين
4ـ بيان أن هذين الخصمين قد اعتدى بعضهم على بعض، وليست المسألة كلامية أو ليس فيها عدوان. ابن عثيمين
5ـ أن هذين الخصمين أساءا الأدب مع داوود عليه السلام من بعض الوجوه، حيث قالا (فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط) لأن هذا قد يُولّد تهمة من أنه لن يحكم بالحق. ابن عثيمين
6ـ أن كل البشر يطلب الصراط السوي الذي ليس فيه ميل ولا إجحاف. ابن عثيمين
7ـ أنه ينبغي استعمال الأدب في الدخول على الحكام وغيرهم. السعدي
8ـ أنه لا يمنع الحاكم من الحكم بالحق سوء أدب الخصم وفعله ما لا ينبغي. السعدي
9ـ كمال حلم داوود عليه السلام، فإنه ما غضب عليهما ولا انتهرهما ولا وبخهما. السعدي
10ـ جواز قول الظالم لمن ظلمه: أنت ظلمتني، أو ياظالم، أو باغ علي. السعدي
(إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب ـ23)
1ـ لباقة هذين الخصمين حيث لم تثر هذه الخصومة ضغينتهما لقوله (إن هذا أخي) مع أنه قال في الأول (بغى بعضنا على بعض) لكن هذا البغي لم تُفقد به الأخوة. ابن عثيمين
2ـ أن هذه الخصومة غريبة، لأن أحدهما له 99 نعجة، والآخر نعجة واحدة ومع هذا طمع الأول بالثاني!. ابن عثيمين
3ـ أن بعض الخصوم قد يكون أقوى في المخاصمة من الآخر حتى يغلبه لقوله (وعزّني في الخطاب). ابن عثيمين
4ـ ينبغي أن يكون الإنسان قوي الحجة والبيان حتى تحصل له الغلبة على صاحبه، هذا إذا كان بحق، أما إذا كان بغير حق فالواجب عليه أن يخرس لينطق غيره بالحق!. ابن عثيمين
(قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داوود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب ـ 24)
1ـ أن داوود عليه السلام حكم بينهما دون أن يسمع دفاع الخصم الآخر، ولعل عذره أنه أراد السرعة في إنهاء القضية ليتفرغ لما احتجب به عن الناس من عبادة الله تعالى، فخاف أن يطول النزاع والخصام فبادر بالحكم. ابن عثيمين
2ـ أن أكثر الشركاء يحصل من أحدهم بغي على الآخر، وهذا من الغريب!. ابن عثيمين
3ـ ليس جميع الخلطاء يحصل منهم البغي لقوله (كثيرا). ابن عثيمين
4ـ أن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لا يحصل منهم البغي، لأن إيمانهم بالله وبالحساب وعملهم الصالح يمنعهم عن هذا، ويكون درعا بينهم وبين البغي والعدوان. ابن عثيمين
5ـ كلما كان الإنسان أقوى إيمانا وأكثر عملا للصالحات كان أبعد عن البغي والظلم. ابن عثيمين
6ـ أن العمل لا ينفع إلا إذا بُني على الإيمان وكان صالحا. ابن عثيمين
7ـ الجمع بين هذين الوصفين الإيمان والعمل الصالح قليل (وقليل ما هم). ابن عثيمين
(يُتْبَعُ)
(/)
8ـ أن الحاكم لا يحكم حتى يستوعب حجج الخصمين. ابن عثيمين
9ـ الحاكم الذي نصّب نفسه ليكون حاكما بين العباد لا يحل له أن يختفي عنهم في وقت التحاكم. ابن عثيمين
10ـ أن الاشتغال بما مصلحته عامة أفضل من الاشتغال بما مصلحته خاصة. ابن عثيمين
11ـ أن الأنبياء قد يُفتنون ويُختبرون، ولكن هذه الفتنة لا يمكن أن تعود إلى إبطال مقومات الرسالة والنبوة، فالفتنة التي تعود إلى الكذب أو الشرك أو الأخلاق الرديئة لا يمكن أن تقع من الأنبياء. ابن عثيمين
12ـ أن كل شخص محتاج إلى الله تعالى ومفتقر إليه. ابن عثيمين
13ـ أن الاستغفار سبب لمحو ما حصل من الذنوب. ابن عثيمين
14ـ أن السجود خضوعا لله من سنن الأنبياء، ومنه أن الإنسان إذا أذنب ينبغي له أن يتوضأ ويصلي ركعتين ليُغفر له ذنبه. ابن عثيمين
15ـ أن المخالطة بين الأقارب والأصحاب وكثرة التعلقات الدنيوية المالية موجبة للتعادي بينهم وبغي بعضهم على بعض، ولا يرد ذلك إلا تقوى الله والإيمان والصبر والعمل الصالح، وأن هذا من أقل شىء في الناس. السعدي
(فغفرنا له ذلك وإنا له عندنا لزلفى وحسن مآب ـ25)
1ـ إجابة الله لدعاء من دعاه. ابن عثيمين
2ـ أن الله عزوجل غفر لداوود عليه السلام، وبين ما لديه من الثواب له. ابن عثيمين
3ـ إثبات العندية لله، وهي نوعان: عندية علم كقوله (وعنده مفاتح الغيب)، وعندية قرب كقوله (ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته). ابن عثيمين
4ـ الثناء الحسن على داوود عليه السلام بحسن مآبه ومرجعه إلى الله تعالى. ابن عثيمين
5ـ إكرام الله لعبده داوود عليه السلام بالقرب منه وحسن الثواب، وأن لا يظن أن ما جرى له منقص لدرجته عند الله، وهذا من تمام لطفه بعباده المخلصين. السعدي
(ياداوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب ـ26)
1ـ لا مانع من أن يقول القائل للسلطان ذوي السلطة العليا أنه خليفة الله، ولا يعني هذا أن الله محتاج إلى أن يستخلف أحدا ليقوم عنه بتدبير الخلق، ولكنه خلّفه أي جعله حاكما بين الناس بما شرع الله. ابن عثيمين
2ـ وجوب الحكم بين الناس بالحق، ويتفرع منه أن منصب القضاء فرض كفاية، وإذا لم يوجد إلا الشخص المعين المؤهل فإنه يكون في حقه فرض عين. ابن عثيمين
3ـ لا ينبغي للشخص إذا وكل إليه تولي القضاء أن يفر منه ما دام يعرف من نفسه الكفاءة. ابن عثيمين
4ـ لا يجوز للقاضي أو الحاكم أن يحابي أحدا لقرابة أو صداقة أو جاه أو غيره. ابن عثيمين
5ـ أن اتباع الهوى سبب للإضلال عن سبيل الله في كل شىء، فهو ضلال بنفسه وسبب للضلال. ابن عثيمين
6ـ أن دين الله واحد لا يتشعب (سبيل الله) أفردها، وما خالفه فهو المتشتت (ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله). ابن عثيمين
7ـ الثناء العظيم على شريعة الله بإضافتها إليه، وهي إضافة تشريف. ابن عثيمين
8ـ أن الضالين عن سبيل الله متوعدون بالعذاب الشديد، فالحذر من الضلال. ابن عثيمين
9ـ أن من أسباب الضلال عن سبيل الله نسيان يوم الحساب والغفلة عنه، والانغماس في الدنيا حتى تنسي الإنسان ما خُلق له وما هو مقبل عليه، فالنسيان هنا بمعنى الترك والغفلة وعدم المبالاة لا بمعنى الذهول. ابن عثيمين
10ـ الحذر من الانغماس في الدنيا، فإن كل لهو يلهو به الإنسان يصده عن سبيل الله وينسيه يوم الحساب فهو محرم، ويتفرع من هذا أن نعرف عدواة أعداء الله الذين أغرقونا بأنواع الملاهي ليصرفونا عن ديننا!. ابن عثيمين
11ـ إثبات الأسباب لقوله (بما نسوا) فالباء سببية أي بسبب نسيانهم ليوم الحساب. ابن عثيمين
12ـ إثبات الحساب في الآخرة. ابن عثيمين
13ـ أن الحكم بين الناس مرتبة دينية تولاها رسل الله وخواص خلقه، وأن وظيفة القائم بها الحكم بالحق ومجانبة الهوى. السعدي(/)
فوائد تربوية وإيمانية ودعوية من تفسير العلامة السعدي رحمه الله تعالى
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[28 Feb 2009, 11:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله مولانا، والصلاة والسلام على مصطفانا، وبعدُ:
فهذه مجموعة من الفوائد التربوية والإيمانية والدعوية من تفسير العلامة السعدي رحمه الله تعالى اقتضتها حاجتنا لها جميعاً والتنبيه والوقوف عليها وأخذ العبر منها أثناء تلاوة كتاب ربنا والمرور عليه وتدبره، أو حتى قل أثناء تفسيره ومطالعة معانيه وتفهم أسراره فإنه قَلَّ من ينبه على مثل ذلك ويتفطنه ويرشد إليه في كتب التفاسير ...
لهذا رأيتُ جمعها وإفادة إخواني بها إذ المؤمنون إخوة، ولا يؤمن أحدنا حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه ...
فائدة تربوية
في قصة خلق آدم
قال الشيخ رحمه الله عقب تفسيره لقصة خلق آدم وأمره الملائكة بالسجود له: وفيه أن العبد إذا خفيت عليه حكمة الله في بعض المخلوقات والمأمورات فالواجب عليه التسليم، واتهام عقله، والإقرار لله بالحكمة.
قلتُ: وهذا أخذه الشيخ من سؤال الملائكة ربهم عن حكمة خلق آدم وقولهم (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ).
فائدة تربوية
في تفسير قول الله {بعضكم لبعض عدو}
قال الشيخ رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى {بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} قال: أي: آدم وذريته أعداء لإبليس وذريته.
ومن المعلوم أن العدو يجد ويجتهد في ضرر عدوه وإيصال الشر إليه بكل طريق، وحرمانه الخير بكل طريق.
ففي ضمن هذا تحذير بني آدم من الشيطان كما قال تعالى {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا}.
فائدة إيمانية
في تفسير قوله {وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين}
قال الشيخ رحمه الله: {وَإِنَّهَا} أي: الصلاة {لَكَبِيرَةٌ} أي: شاقة {إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ}.
فإنها سهلة عليهم خفيفة لأن الخشوع وخشية الله ورجاء ما عنده يوجب له فعلها منشرحا صدره لترقبه للثواب وخشيته من العقاب.
بخلاف من لم يكن كذلك فإنه لا داعي له يدعوه إليها وإذا فعلها صارت من أثقل الأشياء عليه.
والخشوع هو: خضوع القلب وطمأنينته , وسكونه لله تعالى , وانكساره بين يديه , ذلا وافتقارا, وإيمانا به وبلقائه.
ولهذا قال {الَّذِينَ يَظُنُّونَ} أي: يستيقنون {أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ} فيجازيهم بأعمالهم {وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} فهذا الذي خفف عليهم العبادات وأوجب لهم التسلي في المصيبات ونفس عنهم الكربات وزجرهم عن فعل السيئات
فهؤلاء لهم النعيم المقيم في الغرفات العاليات.
ومن لم يؤمن بلقاء ربه كانت الصلاة وغيرها من العبادات من أشق شيء عليه.
فائدة تربوية
في قوله تعالى {ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون}
قال الشيخ رحمه الله تعالى: {ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا} بأن ارتكبوا معاصي الله {وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} على عباد الله , فإن المعاصي يجر بعضها بعضاً.
فالغفلة ينشأ عنها الذنب الصغير, ثم ينشأ عنه الذنب الكبير, ثم ينشأ عنها أنواع البدع والكفر وغير ذلك , فنسأل الله العافية من كل بلاء. اهـ
فائدة دعوية
في سياق الآيات الذامة لبني إسرائيل
قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}
قال الشيخ: وهذه طريقة القرآن , إذا وقع في بعض النفوس عند سياق الآيات بعض الأوهام , فلا بد أن تجد ما يزيل ذلك الوهم , لأنه تنزيل ممن يعلم الأشياء قبل وجودها , ومن رحمته وسعت كل شيء.
وذلك - والله أعلم - أنه ذكر بني إسرائيل وذمهم , وذكر معاصيهم وقبائحهم , ربما وقع في بعض النفوس , أنهم كلهم يشملهم الذم.
فأراد الباري تعالى أن يبين من لا يلحقه الذم منهم بوصفه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولما كان أيضا , ذكر بني إسرائيل خاصة , يوهم الاختصاص بهم , ذكر تعالى حكما عاما يشمل الطوائف كلها , ليتضح الحق , ويزول التوهم والإشكال.
فسبحان من أودع في كتابه , ما يبهر عقول العالمين. اهـ
فائدة تربوية
في قوله تعالى {قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين}
قال الشيخ:
فإن الجاهل هو الذي يتكلم بالكلام الذي لا فائدة فيه, وهو الذي يستهزئ بالناس.
وأما العاقل, فيرى أن من أكبر العيوب المزرية بالدين والعقل, استهزاءه بمن هو آدمي مثله.
وإن كان قد فضل عليه, فتفضيله يقتضي منه الشكر لربه, والرحمة لعباده. اهـ
فائدة تربوية
في قوله تعالى (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ).
قال الشيخ: أي: من التحريف والباطل {وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ} من الأموال.
والويل: شدة العذاب والحسرة , وفي ضمنها الوعيد الشديد.
قال شيخ الإسلام لما ذكر هذه الآيات من قوله {أَفَتَطْمَعُونَ} إلى {يَكْسِبُونَ}: فإن الله ذم الذين يحرفون الكلم عن مواضعه , وهو متناول لمن حمل الكتاب والسنة , على ما أصله من البدع الباطلة.
وذم الذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني , وهو متناول لمن ترك سر تدبر القرآن ولم يعلم إلا مجرد تلاوة حروفه.
ومتناول لمن كتب كتابا بيده , مخالفا لكتاب الله , لينال به دنيا وقال: إنه من عند الله , مثل أن يقول: هذا هو الشرع والدين , وهذا معنى الكتاب والسنة , وهذا معقول السلف والأئمة , وهذا هو أصول الدين , الذي يجب اعتقاده على الأعيان والكفاية.
ومتناول لمن كتم ما عنده من الكتاب والسنة , لئلا يحتج به مخالفه في الحق الذي يقوله.
وهذه الأمور كثيرة جدا في أهل الأهواء جملة , كالرافضة , وتفصيلا مثل كثير من المنتسبين إلى الفقهاء.
فائدة تربوية دعوية
من قوله تعالى {وقولوا للناس حسناً}
قال الشيخ رحمه الله تعالى: ... ولما كان الإنسان لا يسع الناس بماله , أمر بأمر يقدر به على الإحسان إلى كل مخلوق , وهو الإحسان بالقول , فيكون في ضمن ذلك , النهي عن الكلام القبيح للناس حتى للكفار , ولهذا قال تعالى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}.
ومن أدب الإنسان الذي أدب الله به عباده , أن يكون الإنسان نزيها فى أقواله وأفعاله , غير فاحش ولا بذيء , ولا شاتم , ولا مخاصم.
بل يكون حسن الخلق , واسع الحلم , مجاملا لكل أحد , صبورا على ما يناله من أذى الخلق , امتثالا لأمر الله , ورجاء لثوابه.
ثم أمرهم بإقامة الصلاة , وإيتاء الزكاة , لما تقدم أن الصلاة متضمنة للإخلاص للمعبود , والزكاة متضمنة للإحسان إلى العبيد. اهـ
رحم الله الشيخ ...
فائدة تربوية
من قوله تعالى { ... نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون، واتبعوا ما تتلوا الشياطين ... }
قال الشيخ: ... ولما كان من العوائد القدرية والحكمة الإلهية أن من ترك ما ينفعه وأمكنه الانتفاع به ولم ينتفع , ابتلي بالاشتغال بما يضره , فمن ترك عبادة الرحمن , ابتلي بعبادة الأوثان , ومن ترك محبة الله وخوفه ورجاءه , ابتلي بمحبة غير الله وخوفه ورجائه , ومن لم ينفق ماله في طاعة الله أنفقه في طاعة الشيطان , ومن ترك الذل لربه , ابتلي بالذل للعبيد.
ومن ترك الحق ابتلي بالباطل، كذلك هؤلاء اليهود لما نبذوا كتاب الله اتبعوا ما تتلوا الشياطين ... اهـ
فائدة إيمانية
من قوله تعالى (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا).
قال الشيخ: وإذا كان لا أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه, فلا أعظم إيمانا ممن سعى في عمارة المساجد بالعمارة الحسية والمعنوية, كما قال تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}.(/)
بعضًا من كلام الإمام السَّلفي العلَّامة المحقق ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[28 Feb 2009, 11:28 م]ـ
وللفائدة أنقل بعضًا من كلام الإمام السَّلفي العلَّامة المحقق ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى
في كتابه (مدارج السالكين) وبتصرف يسير
في أهمية وفوائد تدبر القرآن
والتأمل في معانيه
قال الحسن: (نزل القرآن ليُتدبر ويعمل به فاتخذوا تلاوته عملا).
فليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده وأقرب إلى نجاته:
من تدبر القرآن.
وإطالة التأمل.
وجمع منه الفكر على معاني آياته.
وقد يقول قائل لماذا كان تدبر وتأمل وفهم معاني آيات القرآن أنفع للعبد؟!
فيجيب عن ذلك ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى فيقول:
لأنها ـ أي آيات القرآن ـ تُطلع العبد على معالم الخير والشر بحذافيرهما وعلى طرقاتهما وأسبابهما وغاياتهما وثمراتهما ومآل أهلهما.
وتَتُلّ [1] في يده مفاتيح كنوز السعادة والعلوم النافعة.
وتثبت قواعد الإيمان في قلبه وتشيد بنيانه وتوطد أركانه.
وتريه صورة الدنيا والآخرة والجنة والنار في قلبه.
وتُحْضِره بين الأمم وتريه أيام الله فيهم وتُبَصِّره مواقع العبر.
وتشهده عدل الله وفضله.
وتعرفه ذات الله سبحانه وتعالى وأسماءه وصفاته وأفعاله وما يحبه وما يبغضه وصراطه الموصل إليه وما لسالكيه بعد الوصول والقدوم عليه.
وتعرفه قواطع الطريق وآفاتها.
وتعرفه النفس وصفاتها، ومفسدات الأعمال ومصححاتها.
وتعرفه طريق أهل الجنة وأهل النار وأعمالهم وأحوالهم وسيماهم ومراتب أهل السعادة وأهل الشقاوة.
وأقسام الخلق واجتماعهم فيما يجتمعون فيه وافتراقهم فيما يفترقون فيه.
::: وبالجملة هي ست أمور ضرورية سيعرفها ويشاهدها ويطالعها العبد إن تدبر آيات القرآن فهي:::
· تعرفه الرب المدعو إليه.
· وطريق الوصول اليه.
· وما له من الكرامة إذا قدم عليه.
· وتعرفه ما يدعو إليه الشيطان.
· والطريق الموصلة إليه.
· وما للمستجيب لدعوته من الإهانة والعذاب بعد الوصول إليه.
فهذه الأمور الآنفة الذكر ضرورية لأنها:
· ستشهده الآخرة حتى كأنه فيها.
· وتغيبه عن الدنيا حتى كأنه ليس فيها.
· وتميز له بين الحق والباطل في كل ما اختلف فيه العالم فتريه الحق حقا والباطل باطلا.
· وتعطيه فرقانا ونورا يفرق به بين الهدى والضلال والغي والرشاد.
· وتعطيه قوة في قلبه وحياة وسعة وانشراحا وبهجة وسرورا فيصير في شأن والناس فى شأن آخر.
انتهى النقل من كلام الشيخ رحمه الله تعالى.
ـ[هبة المنان]ــــــــ[01 Mar 2009, 06:05 م]ـ
بارك الله فيكم، ونفعنا بهذا النقل المبارك 00
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[01 Mar 2009, 10:11 م]ـ
اللهم آمين ...
وجزاك الله خيرا وبارك الله فيك لمرورك الكريم ِ.
ـ[ابومعاذالمصرى]ــــــــ[02 Mar 2009, 08:03 ص]ـ
اختاه
فى اى موضع بالكتاب نجد هذا النقل فإنى اريد الاستزاده
بارك الله فيكم(/)
[من توكل على الله وخدمه أعداؤه في القرآن الكريم]
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[01 Mar 2009, 10:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
[من توكل على الله وخدمه أعداؤه في القرآن الكريم]
1 - سليمان عليه السلام خدمه أعداؤه بعد أن دعا الله تعالى وتوكل عليه.
قال ابن السعدي:
(سليمان لما ألهته الخيل عن ذكر ربه فأتلفها, عوضه الله الريح تجري بأمره والشياطين كل بناء وغواص)
قال تعالى:
[وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ {30} إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ {31} فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ {32} رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ {33} وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ {34} قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ {35} فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ {36} وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاء وَغَوَّاصٍ {37} وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ {38} هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ {39} وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ {40}]
{فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ} (سبأ:14).
2 - أم موسى خدمها العدو بعد أن توكلت على الله تعالى حق توكله واستجابة لأوامر الله تعالى:
{وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} (القصص:7)
{فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ} (القصص:8).
{وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ} (القصص:12)
{فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} (القصص:13)
قال صاحب زاد المعاد:
" فالقوة كل القوة في التوكل على الله كما قال بعض السلف من سره أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله فالقوة مضمونة للمتوكل والكفاية والحسب والدفع عنه وإنما ينقص عليه من ذلك بقدر ما ينقص من التقوى والتوكل وإلا فمع تحققه بهما لا بد أن يجعل الله له مخرجا من كل ما ضاق على الناس ويكون الله حسبه وكافيه "
والله أعلم وأحكم.(/)
أسبوعين مجانًا .. حياة في رسالة!
ـ[تدبر]ــــــــ[01 Mar 2009, 10:18 ص]ـ
http://file14.9q9q.net/local/thumbnail/32683511/600x600.jpg
انطلق -بفضل الله- (جوال ناشئ) لجيل يحفظ القرآن ويتربى بآياته.
بإشراف أ. د.ناصر العمر، د. محمد الخضيري، د. عمر المقبل .. وآخرين.
اشترك أو أهد الآن، واحصل على أسبوعين مجانا بدء من 3/ 3.
للاشتراك أرسل 2 إلى 81800
وللإهداء أرسل 33 (مسافة) رقم جوال المهدى إليه (مسافة) 2
مثال: 33 0555555555 2
هنيئا لك بالقرآن، وهنيئا لنا بك.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Mar 2009, 10:46 ص]ـ
ما شاء الله تبارك الله، بداية موفقة بإذن الله.
أسأل الله أن يسدد ويبارك هذه الجهود في خدمة حفاظ القرآن الكريم الناشيئن في رحابه، ولا شك أن التحدي والجهد الذي يتطلبه تحرير هذه الرسائل لهذه الفئة أكثر مشقةً من رسائل جوال تدبر عموماً، وأرجو أن يوفقكم الله للعناية بجودة ونوعية هذه الرسائل على المدى الطويل إن شاء الله.
ـ[أم أسماء]ــــــــ[01 Mar 2009, 02:53 م]ـ
أسأل الله العلي القدير أن يبارك جهود هؤلاء الأخيار وينفع بهم ..
(حياة .. في رسالة) كلمة جميلة جدا ..
فعلاً .. الحياة مع القرآن هي الحياة ..
ولكن ليت القائمين على هذه الخدمة ان يضعوا رقما للاشتراك فيها لعملاء موبايلي ..
ننتظر ردكم ...
ـ[تدبر]ــــــــ[01 Mar 2009, 05:57 م]ـ
سددك الله وبارك فيك وفي جهودك شيخنا الفاضل (المشرف العام)
وحقًا ما ذكرت من التحدي والجهد الذي يتطلبه تحرير رسالة (ناشئ)، نسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه ..
الأخت أم أسماء .. شكرًا جزيلاً لكِ، وصدقتِ فإن الحياة مع القرآن هي الحياة ..
وبالنسبة لإتاحة الاشتراك من موبايلي .. فبإذن الله تعالى سيتحقق ذلك قريبًا، وعقد الاتصالات الحصري قارب على الانتهاء، وستتاح الخدمة لعملاء موبايلي وزين .. وسينتفع الجميع بهذه الخدمة المباركة .. وبالله التوفيق.
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[01 Mar 2009, 09:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزى الله كل من شارك في هذه الخدمة المباركة لكتاب الله وتفننوا بكل جهد في هذا السبيل وهو جهد مبارك أثابكم الله ......
وكم نتمنى أن تصل هذه الخدمة إلى خارجة المملكة!!
ـ[التواقة]ــــــــ[03 Mar 2009, 03:09 ص]ـ
أضم صوتي إلى أصوات من سبقوني من الأعضاء ..
ولي عدة استفسارات على جوال تدبر أرجو منهم الإجابة ..
لماذا لا تصلني رسائل جوال تدبر عقب شحن الجوال مباشرة؟
هل هناك قنوات اتصال معكم مباشرة؟ أرى من المناسب جدا زيادة التواصل بين المشتركين وبين القائمين على هذا الجوال المبارك؟
لماذا لا يكون هناك عروض في جوال تدبر كالعروض التي تعرضها شركة الاتصالات نفسها؟ يعني مثلا المشترك الذي يمضي على اشتراكه أكثر من سنة يهدى له مثلا كتاب ليدبروا آياته أو يعطى كوبون خصم على إصدارات مركز تدبر وغيرها من وسائل التسويق وكسب عملاء جدد كثر.
لماذا تقتصرون على الرسالة النصية فقط دون الوسائط والرسائل الصوتية؟
ثم في المناسبات لماذا لا يكون هناك رسائل إهداء من جوال تدبر للمشترك في مناسبات الأعياد والحج ورمضان؟
لماذا لايتم إتحافنا بآخر إصدارات في علوم القرآن وكذلك المحاضرات والدورات القرآنية في مختلف المناطق؟
من المفيد جدا التعامل بنظام الشهر وليس اليوم في سحب الرصيد.
لدي استفسار آخر:
هل هناك تنسيق بينكم وبين الجمعيات الخيرية لنحفيظ القرآن نظرا لوحدة الهدف والتخصص في التطوير والارتقاء بجوال تدبر بما يتناسب مع طلاب الحلقات؟
** جزاكم الله خيرا **
جوال تدبر .. نبض جوالي
ـ[تدبر]ــــــــ[03 Mar 2009, 08:28 ص]ـ
الأخت محبة القرآن:
جزاك الله خيرا .. وبارك فيك ..
وبالنسبة لإتاحة الاشتراك من خارج المملكة، فهذا الأمر في الحسبان، ونحن نعمل على ذلك، والأمر يحتاج إلى بعض الوقت وبعض الإجراءات الرسمية والفنية ..
الأخت التواقة:
أولاً: نشكر لك تواصلك المستمر مع جوال تدبر، فدائمًا ما تتحفينا باقتراحاتك الرائعة، وآرائك السديدة، وكل ما ذكرت مرئيات نيرة، وسنسعى جاهدين لتحقيقها، مع أن منها ما ليس في أيدينا مثل (وصول الرسائل بعد الشحن مباشرة، والخصم الشهري) فجميع الخدمات خاضعة لنظام معين تحدده شركة الاتصالات.
وعن استفسارك حول التنسيق بيننا وبين جمعيات التحفيظ؟
فإننا فعلاً على اتصال بهم، وسيكون بيننا وبينهم تعاون في ما يخص جوال ناشئ ..
وبالنسبة للتواصل مع المشتركين، فنحن نستقبل الرسائل على هذا الرقم: 0532000967 ونرد عليها يوميًا.
وعلى البريد الإلكتروني: tadabbor@gmail.com
شكر الله سعيك وجعل ذلك في ميزان حسناتك.
ـ[الشريفة فاطمة]ــــــــ[04 Mar 2009, 03:22 ص]ـ
طيب وكيف ممكن احنا نستفيد من خارج المملكة؟؟؟
وشكرا مسبقا(/)
لقاء مجلة الفرقان مع الأستاذ الدكتور فهد الرومي
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[01 Mar 2009, 12:21 م]ـ
• أدعو الباحثين إلى دراسة "البدهيات في القرآن الكريم"، وهو موضوع يحتاج إلى معرفة وتمكُّن من علم البلاغة وأسرارها.
• إن استقراء الأحداث وتاريخ أمتنا يؤكد أنها مرت بحالة أسوأ مما هي عليه الآن، ولكن القرآن كان هو منقذها من كل ذلك.
• الإعجاز العلمي حقيقة قرآنية تنبئ عن واقع القرآن، أما التفسير العلمي فهو واقع المفسِّر وليس القرآن.
• من أراد أن يستلهم نصوص القرآن ودلالاتها فدونه "تفسير ابن كثير"، ومن أراد أن يقتفي ظلاله ويُحَلِّق في آفاقه فدونه "الظلال" لسيد قطب، ومن أراد أن تُبْهِرَه بلاغة القرآن وفصاحته فدونه "التحرير والتنوير" لابن عاشور.
حاوره: زهير ريالات
الأستاذ الدكتور فهد بن عبدالرحمن الرومي .. سعدنا به حين وفد علينا للمشاركة في المؤتمر القرآني الثاني الذي أقامته جمعية المحافظة على القرآن الكريم في شهر شعبان/ آب الماضي، وقد سبقه ذِكْرُه العطر وصِيتُه النديُّ بسنوات -خاصة في الأوساط الجامعية والمجالس العلمية- مُفَسِّراً رائداً ومُتخصِّصاً في الاتجاهات الحديثة في التفسير، وكان لا بد من اغتنام فرصة اللقاء به، فكان هذا اللقاء الذي طوَّفنا فيه حول بعض القضايا التي تهم المتخصصين والمهتمين بتفسير كتاب الله عز وجل ..
وُلِدَ ضيفنا في الرياض عام (1371هـ- 1952م)، وفيها درس جميع المراحل التعليمية، وتخرَّج في كلية الشريعة عام (1393هـ- 1973م)، ثم حصل على درجة الماجستير من كلية أصول الدين عام (1400هـ- 1980م)، وكان عنوان الرسالة: (منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير)، وهي مطبوعة، ثم حصل على درجة الدكتوراه أيضاً من كلية أصول الدين عام (1405هـ- 1985م)، وكان عنوان الرسالة: (اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر)، وهي مطبوعة في ثلاثة مجلدات.
وفي مجال العمل الوظيفي فقد تقلَّب ضيفنا في عدد من الوظائف التعليمية في وزارة المعارف (وزارة التربية والتعليم)، حيث شارك في عدد من اللجان التعليمية، وفي تأليف عدد من المقررات الدراسية في التعليم العام وتحفيظ القرآن الكريم وتعليم الكبار ومحو الأمية، وشارك في وضع بعض المناهج والمفردات لمقرَّرات الكليات، وفي مناقشة عدد من رسائل الماجستير والدكتوراه، وتحكيم البحوث المقدمة للنشر أو للترقية، وله مشاركات في الإذاعة والصحافة والتلفزة، كما شارك في العديد من المؤتمرات في عدة دول عربية وإسلامية.
ومن مؤلفاته عدا الرسائل العلمية:
خصائص القرآن الكريم.
دراسات في علوم القرآن الكريم.
بحوث في أصول التفسير ومناهجه.
الصلاة في القرآن الكريم.
قصة عقيدة.
البدهيات في القرآن الكريم (دراسة نظرية).
البدهيات في الحزب الأول من القرآن الكريم (دراسة استقرائية).
التفسير الفقهي في القيروان.
منهج المدرسة الأندلسية في التفسير.
وجوه التحدي والإعجاز في الأحرف الهجائية المقطعة.
مسألة خلق القرآن وموقف علماء القيروان منها.
قول الصحابي في التفسير الأندلسي.
تطبيق الحدود الشرعية وأثره على الأمن.
تحريف المصطلحات القرآنية في القرن الرابع عشر.
الفرقان: ارتبط اسمكم بما يسمى (بدهيات القرآن)، وأنتم من الداعين إلى دراستها، وقد بدأ الباحثون فعلاً بهذا الأمر، نرجو منكم إعطاءنا تعريفاً بها وبأنواعها مع التمثيل لو تكرمتم.
د. الرومي: تستوقف المتدبر عند تلاوة القرآن بعض النصوص القرآنية، أذكر منها نوعين:
الأول: آيات ظاهرة المعنى لا يخفى معناها على أحد، بل إن وضوح معناها وظهوره معلوم قطعيّاً لا لبس فيه؛ مما يدعو القارئ إلى أن يتساءل عن الحكمة من ظهورها هذا الظهور، وذِكْرِها على هذه الدرجة من الوضوح، ومنها ما يذكر قضية لا يختلف فيها اثنان، بل هي أمر بدهي يدركه الإنسان من فوره وعلى البديهة، خذ مثلاً قوله تعالى: {فخرَّ عليهم السقف من فوقهم} [النحل:26]، وتأمل ما الذي تضيفه جملة {من فوقهم}؛ إذ عُلم أن السقف لا يكون إلا من فوق؟! وقوله تعالى: {ولا طائر يطير بجناحيه} [الأنعام:38]، ومن البدهي أن الطير لا يطير إلا بجناحيه! وقوله سبحانه: {أو كَصَيِّب من السماء} [البقرة:19]، والصَّيِّب لا يكون إلا من السماء! ونحو ذلك فهو كثير.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد كتبت في ذلك بحثين مختصرين ليكونا بطاقة دعوة للباحثين لدراسات شاملة وهو موضوع يحتاج إلى معرفة وتمكُّن من علم البلاغة وأسرارها.
والبدهيات في القرآن الكريم أنواع حاولت تقسيمها إلى أقسام ذكرت منها:
1. البدهية الحسابية؛ كقوله تعالى: {فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة} [البقرة:196]، وعشرة نتيجة بدهية لثلاثة وسبعة لا تحتاج إلى إعمال ذهن؛ فما الحكمة من التصريح بها؟!
2. البدهية اللغوية؛ كقوله تعالى: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً} [الإسراء:1]، والإسراء لا يكون إلا ليلاً، ومع هذا صرَّح بالليل بعدها! وكقوله سبحانه: {ولا تعثوا في الأرض مفسدين} [العنكبوت:76]، والعيث: أشد الفساد ويدل عليه!
3. البدهية في الأمر المعتاد؛ كقوله تعالى: {من كان في المهد صبيّاً} [مريم:29]، فقوله: {في المهد} يدل على الطفولة والصبا؛ فما فائدة ذِكْر {صبيّاً} بعدها؟! وكقوله سبحانه: {أمواتٌ غير أحياء} [النحل:21]، وقوله: {لَتُبَيِّنُنَّه للناس ولا تكتمونه} [آل عمران:187]، وقوله: {وما كنت لديهم إذ يُلقون أقلامهم أيهم يكفُل مريم} [آل عمران:44]، ومعلوم قطعاً أنه لم يكن لديهم، ولم يَدَّعِ أحدٌ ذلك؛ فما الحكمة من نفيه؟! وكقوله: {ذلكم قولكم بأفواهكم} [الأحزاب:4]، ومعلوم أن القول لا يكون إلا بالأفواه.
النوع الثاني: مما يوقف المتدبرَ القيودُ التي نراها في بعض الأحكام الشرعية، والتي يُعلم عدم الأخذ بها أو إعمالها؛ مما يدعو المتدبر إلى السؤال عن الحكمة من ذِكْرها ما دامت مهملة أو عديمة الأثر في الحكم، ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: {ولا تُكْرِهوا فتياتكم على البِغاء إن أردن تحصُّنا} [النور:33]، ومعلوم أن إكراهها لا يجوز سواء أرادت التحصُّن أم لم ترد! وكقوله تعالى: {ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق} [الإسراء:31]، ومعلوم أن قتل الأولاد لا يصح خشي الإملاق أو لم يخشه! وكقوله: {وربائبكم اللاتي في حجوركم} [النساء:23]، والربيبة: هي بنت الزوجة. ومعلوم أنها تحرم على زوج أمها سواءً كانت في حِجْره أم لم تكن! وكقوله سبحانه: {فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم} [النساء:101]، ومعلوم أن قَصْرَ الصلاة في السفر غير مشروط بالخوف؛ إذ هو جائز مع الخوف والأمن! ويدخل تحت هذا النوع أكثر من عشرين نوعاً مما يطول ذِكْره. وهذه الوجوه عند تأملها تكشف أوجهاً بلاغيه جديدة؛ مما يكشف عن أن وجوه الإعجاز في القرآن متجددة.
وهذا النوع من المباحث الأصولية في باب المنطوق والمفهوم، ومن المباحث التفسيرية والبلاغية والعقائدية، وفيه مباحث ومسائل عديدة تتسع لعدة رسائل في كل علم.
الفرقان: ظهر في العصر الحديث العديد من المدارس التفسيرية كان من أشهرها مدرسة محمد عبده. وقد انقسم الناس في الحكم على هذه المدرسة بين مادح وقادح. ما رأيكم بهذه المدرسة، وهل كان لها دور في تجديد الفكر الإسلامي بشكل عام، وعلم التفسير بشكل خاص؟
د. الرومي: هذا سؤال تحتاج إجابته إلى مجلدات .. ذكرتُ في مقدمة رسالتي (منهج المدرسة العقلية الحديثة) أن وضع الأمة الإسلامية يُحَتِّم على علمائها وحكمائها تلمُّس علاجها بعد تشخيص دائها. وأن استقراء الأحداث وتاريخ هذه الأمة يؤكد أنها مرت بحالة أسوأ من حالها؛ فنزل القرآن وأخرجها بل وأنقذها من أدنى درجات الجاهلية إلى أن صارت خير أمة أُخرجت للناس. وصارت صاحبة السيف والقلم، واتسعت فتوحاتها حتى بلغت مشارق الأرض ومغاربها؛ فما بالها تنحط في هذا العصر إلى هذه الدرجة من التفكُّك والتحلل؟!
لا شك أن هذا يرجع إلى الاختلاف في طريقة قراءة القرآن وتلقيه، أصبحنا في هذا العصر نقرأ القران لمجرد التعبد بتلاوته ونيل الأجر والثواب الذي وُعِدْنا به؛ الحرف بعشر حسنات، لا يتجاوز ذلك إلا من شاء الله وهم قليل!
(يُتْبَعُ)
(/)
من مِنّا -إلا من شاء الله- يشعر بأن ما يقرؤه من قرآن إنما هو تكليف يُناط بعاتقه، وعليه أن يُحوِّله إلى قرآن مرئي يسير به ويعمل به؟! لقد كان الجيل الأول يشعر بهذا المعنى؛ فلم يكن أحدهم يتجاوز عشر آيات حتى يتعلم ما فيها من العلم والعمل، وكان أحدهم يقرأ القرآن وهو يشعر أن الله يخاطبه ويناجيه؛ فكان تحت هذا الشعور يتحول إلى طاقة قرآنية يهون تحتها كل عبء، ويتحطم دونها كل عائق؛ فتحول الجيل إلى جيل قرآني فريد، كيف لا ورسوله ? قدَّم النموذج الأكمل للتخلُّق بالقرآن حين قالت زوجته عائشة رضي الله عنها: "كان خلقه القرآن".
إن قراءة القرآن الصحيحة تحتاج إلى أن نزيل هذا الركام من المعاني التي تعوق انقداح شرارة الطاقة وتُقيِّدها، وقد حاولت بعض المدارس التفسيرية ذلك إلا أن بعضها يخرج من ركام ويهيل ركاماً آخر .. نجد بعض هذه المدارس تُحذِّر من رواية (الإسرائيليات) وتُشنِّع على قائلها، ثم نجدها تغرق في النقل من التوراة والإنجيل مباشرة، ومنهم من أغرق التفسير بالمباحث الفقهية أو البلاغية أو التفسير العلمي!
وهذه المدرسة (مدرسة محمد عبده) كغيرها من المدارس لها إيجابيات ولها سلبيات؛ فمن مدح نظر إلى الإيجابيات، ومن ذمَّ نظر إلى السلبيات، ونحن هنا نتحدث عن المنهج لا عن الأفراد.
كما أن للمدرسة أثر ظاهر في تجديد الفكر الإسلامي بشكل عام والتفسير بشكل خاص، إلا أن التجديد ينبغي أن يلتزم بضوابط، وأن يُحدَّ له حدٌّ، وإلا خرج إلى التغيير والتبديل، وهذا وذاك هو ما حدث من بعض تلاميذ هذه المدرسة.
الفرقان: من اتجاهات التفسير التي ظهرت في العصر الحديث: الاتجاه العلمي؛ أي تفسير القرآن تفسيراً علميّاً وفق معطيات العلم الحديث. ما رأيكم فيه، وما الشروط التي يجب الأخذ بها حتى يكون مقبولاً، وما الفرق بين مصطلحي الإعجاز العلمي والتفسير العلمي؟
د. الرومي: مخاطبة الناس بما يعرفون أصل من أصول الدعوة، ويتسع نطاق المعرفة هذا ليشمل اللغة التي بها يتكلمون، والعلوم التي يدركون، والأعراف والعادات والعقائد التي يعتقدون؛ ولذا جاء القرآن بلسان عربي مبين، ودعاهم إلى النظر إلى الإبل كيف خُلقت؟! ولم يدعهم إلى النظر إلى الفيلة والزرافات وإن كانت الدعوة عامة.
لذا فإن على الداعية أن يخاطب كل قوم بلسانهم ومداركهم ومعارفهم، والعصر الحديث عصر نهضة علمية واختراعات واكتشافات صناعية وطبية وفلكية وغير ذلك؛ ومن ثَمَّ على دعاة العصر ومفسري القرآن الكريم منهم أن يسلكوا أقرب الطرق الممكنة لإقناع البشرية بهذا القرآن؛ فإذا كانت الاكتشافات العلمية سبيلاً إلى ذلك -وفي القرآن ما يدل عليها- وفي كشف ذلك إظهار لمكانة القرآن ومنزلته؛ فلا ضير في ذلك، بل هو مما ينبغي لنجذب بذلك قلوباً لا تعرف الإيمان، ونُرسِّخ الإيمان في قلوب مؤمنة.
وهذا المسلك مسلك زلق يحتاج إلى أناة ورويَّة؛ فالإنسان فيه لا يتكلم عن حدِّ علمه، بل هو يتكلم -حسب اعتقاد مستمعيه- عن مُقرَّرات قرآنية؛ لذا ينبغي على المفسر أن يُدرك ذلك ويعيه، وليحذر من القول بلا علم، فإنما هي الرواية عن الله، وعليه أن يختار العبارات الدقيقة، ولا يبالغ في تقرير ما لم يثبت.
ولذا وضع العلماء شروطاً للتفسير العلمي وأرى أن من أهمها:
1. أن لا تطغى تلك المباحث على المقصود الأول من القرآن الكريم -وهو الهداية-؛ فتصبح هذه العلوم من الركام الذي يُثقل كاهل الهداية القرآنية، كما أشرت في جواب السؤال السابق.
2. أن يُراعى في ذِكْر هذه المباحث تعميق الشعور الديني للمسلم والدفاع عن العقيدة الإسلامية.
3. أن لا تُذكر هذه المسائل على أنها هي التفسير الذي لا يدلُّ النص القرآني على سواه، بل تُذكر لتوسِّع مدلول النص القرآني، وللاستشهاد بها على وجه لا يُؤثِّر بطلانها فيما بعد على قداسة النص القرآني.
كما ينبغي على المفسر -وهذا مهم- أن يستعلي بالقرآن؛ فلا يستجدي موافقة النظريات العلمية لآياته فيُكَيِّف -إن لم نقل يتلاعب- بالنص القرآني حتى يوافق تلك النظرية أو حتى الحقيقة العلمية أو ما نحسبه حقيقة؛ فالقرآن هو الأصل الذي نحتكم إليه ونرجع، وإعجازه ومكانته لا يتوقف على موافقة نظرية أو مخالفتها، بل هو ثابت قطعاً لا مراء فيه ولا شك، ومن ثم فلسنا بحاجة ضرورة إلى هذا فضلاً عن التكلُّف فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا ما نريده في بيان الفرق بين الإعجاز العلمي والتفسير العلمي؛ فالإعجاز العلمي حقيقة قرآنية تنبئ عن واقع القرآن؛ إذ لا يشك مؤمن أن القرآن لم ولن يصادم حقيقة علمية أبداً؛ لأن القرآن الكريم كلام الله العالم بحقائق العلوم، والخالق للكون والعالم بأسراره؛ فلا يمكن أن يخفى عليه شيء من أسراره، ولا يمكن أن يخالف كلامُه علمَه، أما التفسير العلمي فهو واقع المفسِّر وليس القرآن؛ فهو حسب فهم المفسِّر وإدراكه للنص القرآني والنظرية أو الحقيقة العلمية، وقد يصيب وقد يخطئ.
ولذا اقتصر بعض العلماء على الحد الأول؛ حد الإعجاز العلمي في القرآن، ولم ينزل إلى ميدان التفسير مكتفياً بهذه القناعة اليقينية، ولم يقف آخرون عند هذا الحد بل تجاوزوه إلى التفسير العلمي للأهداف التي أشرت إليها أولاً، ولا ضير في ذلك بل هو محمود إذا التُزم بالضوابط والشروط.
الفرقان: العصر الحديث أَطلق عليه بعض العلماء (عصر التفسير الموضوعي)، ودعوا إلى التوجه نحو هذا النوع من التفسير باعتباره يحقق الغاية من تفسير القرآن، وهي إصلاح الواقع على هدي القرآن ومنهجه. أما التفسير التحليلي أو التقليدي الذي يقوم على تفسير القرآن سورة سورة حسب ترتيب المصحف فيرون أنه لا يخدم هذا الهدف، ولا يَصْلُح لهذا العصر. هل توافقونهم هذا الرأي؟
د. الرومي: نزل القرآن الكريم من لدن حكيم عليم، عالم بحاجات البشرية أجمع منذ نزوله إلى يوم القيامة؛ فضمَّنه أوامره ونواهيه وأدلته وبراهينه، وما فيه العلاج كل العلاج والشفاء كل الشفاء. ومن هنا نعلم أن القرآن الكريم يشمل قضايا عديدة ومسائل كثيرة وأموراً لا تحصى عرض لها القرآن إما مباشرة أو بصورة غير مباشرة.
ولذا أعتقد أنه لا يمكن الإحاطة بموضوعات القرآن وقضاياه؛ لأنها قضايا الكون كله والبشرية أجمع، لكن من الممكن أن تكتب البحوث الكثيرة في ذات الموضوعات، من غير أن نزعم الشمول أو الإحاطة؛ فللتفسير الموضوعي بداية وليس له نهاية.
ولا يمكن أن تدرس قضية من قضايا القرآن الكريم في موضع إلا وتجد تمامَها وكمالَها وأجزاءها في آيات ومواضع أخرى، وهذا التكامل في الدراسة القرآنية إنما يتحقق بالتفسير الموضوعي.
ولا غنى للتفسير الموضوعي عن التفسير التحليلي؛ فهو يقوم عليه ويستند إليه، ولا يمكن الوصول إلى التفسير الموضوعي إلا بعد تجاوز التفسير التحليلي والمرور به والاستفادة منه، ثم الوصول إلى الدراسة الشمولية للموضوع، وهو ما نسميه (التفسير الموضوعي).
الفرقان: قال الزمخشري:
إن التفاسير في الدنيا بلا عدد**وليس فيها لَعَمْرِي مثل كشّاف
رغم ما قد يقال من تحفُّظ على ثنائه على "تفسيره" رحمه الله، إلا أن كلامه يدل على كثرة المصنفات في التفسير. من بين هذا الكم الهائل من كتب التفسير، ما هي التفاسير التي تنصح بقراءتها .. أولاً بالنسبة للمتخصصين في علم التفسير، ثم بالنسبة لغير المتخصصين؟
د. الرومي: جرى كثير من العلماء السابقين على الثناء على مؤلفاتهم وتفرُّدها عن غيرها وتفوقهم على الآخرين وسبقهم لهم أحياناً، وتجاوز كثير منهم ذلك إلى اختيار أسماء لمؤلفاتهم فيها ثناء وإعجاب لا يخفى .. وهذا يرجع لمفاهيم عصورهم؛ فلم يكن ذلك عندهم معيباً.
ولا أستطيع أن أحدد تفسيراً واحداً يصلح لكلِّ الناس؛ فالناس ذوو أمزجة وطبائع مختلفة فهم يختلفون في الأطعمة والأشربة والألبسة والمذاقات فلكلٍّ مذاقه، وفي العلوم كذلك منهم من يميل إلى الفقه ومنهم من يميل إلى التاريخ أو الأدب أو علم البلدان أو غير ذلك.
أما في التفسير فمن أراد أن يستلهم نصوص القرآن ومعانيها ودلالاتها وأحكامها فدونه "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير رحمه الله تعالى، ومن أراد أن يقتفي ظلال النصوص القرآنية ويُحَلِّق في آفاقها ويسير في أجوائها ويستنشق نسيمها فدونه "الظلال" لسيد قطب رحمه الله تعالى، ومن أراد أن تُبْهِرَه بلاغة القرآن وتشده فصاحته وتسلبه لُبَّه دلالات ألفاظه ومعانيه فدونه "التحرير والتنوير" لابن عاشور رحمه الله تعالى.
وفي أول هذه التفاسير الثلاثة -أعني تفسير ابن كثير- متسع للمتخصص وغير المتخصص.
الفرقان: هل من نصيحة تقدمونها لطلبة العلم، وخاصة طلبة التفسير وعلوم القرآن؟
(يُتْبَعُ)
(/)
د. الرومي: في القرآن لأهل القرآن غنى عن كل نصيحة إلا أن تكون النصيحة للحثِّ على إدراك هذا المعنى؛ فعليهم أن يثوِّروا القرآن بإعمال الذهن فيه وتدبُّره؛ فإنه كنز لا يفنى، وهو مأدبة الله؛ فتعلموا من مأدبة الله ما استطعتم.
وأستغفر الله مما في قولي من الخطأ والزلل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. [/ font][/size]
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Mar 2009, 07:37 م]ـ
لقاء موفق، شكر الله للأخ زهير هذه الإفادة، ولأستاذنا الدكتور فهد هذه الأجوبة زاده الله من فضله.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[06 Mar 2009, 12:44 ص]ـ
(أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ) سورة البقرة (19)
(وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) سور الأنعام (38)
(قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ) سورة النحل (26)
أخي الكريم تأمل آية سورة البقرة بدون لفظة " السماء"
وآية سورة الأنعام بدون لفظة "بجناحيه"
وآية سورة النحل بدون لفظة" السقف"
ستجد أنها صورة ناقصة غير موحية بالمشهد الذي تثيره الآية في النفس، إنها دقة القرآن في نقل الصورة إلى النفس البشرية، بل نقل النفس لتتخيل المشهد كما هو على الحقيقة بتأثيراته الموحية التي تعجز العبارة البشرية عن نقل تفاصيله الحية إلا بتطويل ونقل جميع التفاصيل الدقيقة.
هذا جانب وهناك جوانب أخرى أرجو أن أجد الوقت للتناولها، أو لعل بعض الأستأذة الكرام يتناولها.
فما أجمل التصوير القرآني وما أدقه وما أبدعه!
إنه كلام الله الذي لا يشبهه كلام أحد.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[06 Mar 2009, 06:41 ص]ـ
نفع الله بعلم الأستاذ الدكتور فهد الرومي، وكتب التوفيق للأستاذ زهير، وهو بحق لقاء طيب مبارك.(/)
فوائد قصة موسى عليه السلام مع فتاتي مدين ...
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[01 Mar 2009, 02:23 م]ـ
قال الله تعالى: (ولمَّا توجَّه تلقاءَ مدينَ قالَ عسى ربي أن يهديَني سواءَ السبيلِ ـ 22) سورة القصص.
1ـ أن الله يسوق القصص للمؤمنين ليستفيدوا منها ويستنيروا ويعتبروا بها، وأما غيرهم فلا يعبأ الله بهم وليس لهم منها نور وهدى. السعدي
2ـ أنه إذا خاف الإنسان القتل والتلف في الإقامة، فإنه لا يلقي بيده إلى التهلكة، ولا يستسلم لذلك، بل يذهب عنه كما فعل موسى عليه السلام. السعدي
3ـ أنه عند تزاحم المفسدتين إذا كان لابد من ارتكاب إحداهما، فإنه يرتكب الأخف منهما الأسلم، كما حصل لموسى في ذهابه لمدين مع كونه لا يعرف الطريق، وليس معه دليل يدله غير ربه، ولكن هذه الحالة أرجى للسلامة من بقائه في مصر. السعدي
4ـ أن الناظر في العلم عند الحاجة إلى التكلم فيه إذا لم يترجح عنده أحد القولين فإنه يستهدي ربه ويسأله أن يهديه الصواب من القولين بعد أن يقصد بقلبه الحق ويبحث عنه، فإن الله لا يخيب من هذه حاله. السعدي.
5ـ خروج موسى من مصر واثقاً بربه متوكلاً عليه مسندًا أمره إليه، حيث لم يكن معه زاد ولا راحلة. عبدالكريم زيدان
(ولمَّا وردَ ماءَ مدينَ وجدَ عليهِ أمةً من النَّاسِ يسقونَ ووجدَ من دونهم امرأتينِ تذودانِ قالَ ما خطبُكما قالتا لا نسقي حتى يُصدِرَ الرِّعاءُ وأبونا شيخٌ كبيرٌ ـ23).
1ـ جواز خروج المرأة في حوائجها وتكليمها للرجال من غير محذور. السعدي
2ـ بيان كمال خلق المرأتين وسمو أدبهما، حيث لم تزاحما الرجال (لا نسقي حتى يُصدر الرعاءُ). ابن عثيمين
3ـ عدم مروءة هؤلاء الناس وبخلهم عن السقي لهاتين المرأتين. السعدي
4ـ لا ينبغي أن نحكم على الأمور إلا بعد أن نعرف الأسباب لقول موسى للمرأتين (ما خطبكما). ابن عثيمين
(فسقى لهُما ثُمَّ تولَّى إلى الظلِّ فقالَ ربِّ إني لِما أنزلتَ إليِّ من خيرٍ فقيرٌ ـ24).
1ـ أن الرحمة بالخلق والإحسان على من تعرف ومن لا تعرف من أخلاق الأنبياء، لقوله (فسقى لهما) غير طالب منهما الأجر ولا له قصد غير وجه الله تعالى. السعدي
2ـ استحباب الدعاء بتبيين الحال وشرحها، ولو كان الله عالماً بها لأنه تعالى يحب تضرع عبده وإظهار ذله ومسكنته. السعدي
3ـ افتقار موسى لربه وسؤاله إياه. ابن عثيمين
4ـ حاجة الإنسان إلى ربه وشدة افتقاره إليه. ابن عثيمين
5ـ ينبغي تقديم الدعاء بقول (يارب) والتوسل إليه بأسمائه الحسنى. ابن عثيمين
6ـ إثبات علو الله عزوجل لقوله (لِما أنزلتَ إليَّ). ابن عثيمين
(فجاءَتهُ إحداهُما تمشي على استحياءٍ قالتْ إنَّ أبي يدعوكَ ليجزِيكَ أجرَ ما سقيتَ لنا فلمَّا جاءَهُ وقصَّ عليهِ القصصَ قالَ لا تخفْ نجوتَ من القومِ الظالمين ـ 25).
1ـ أن الحياء خصوصا من الكرام ـ وفي النساء خاصة ـ من الأخلاق الممدوحة، فحياء هذه المرأة يدل على كرم عنصرها وخلقها الحسن. السعدي
2ـ المكافأة على الإحسان لم يزل دأب الأمم السابقة. السعدي
3ـ أن العبد إذا فعل العمل لله تعالى، ثم حصل له مكافأة عليه من غير قصد بالقصد الأول، فإنه لا يلام على ذلك، كما حصل من موسى مع صاحب مدين. السعدي
4ـ ذكاء هذه المرأة واستعمالها الأدب في خطابها لموسى، حيث نسبت الدعوة إلى أبيها دفعا للريبة،وتطميناً لموسى وليكون أدعى لإجابة الدعوة. ابن عثيمين
5ـ ينبغي للإنسان استعمال الأدب في الأساليب التي يخاطب بها الآخرين ليزيل عنهم الوحشة، ويقابلهم بالبشر. ابن عثيمين
6ـ أن الخوف الطبيعي من الخلق لا ينافي الإيمان ولا يزيله. السعدي
7ـ موافقة كلام صاحب مدين لسؤال موسى لربه حيث خرج موسى خائفا فقال له الرجل (لا تخف) ولما سأل موسى ربه (نجني من القوم الظالمين) قال له الرجل (نجوت من القوم الظالمين)!!. وهذا تطمين من الله لموسى. ابن عثيمين
8ـ أن هذا الرجل أبو البنتين صاحب مدين ليس بنبي الله المعروف شعيب، لأنه لم يدل عليه دليل، ولو كان لذكره الله تعالى، ولسمَّته البنتين، فإنه غير معلوم أن موسى أدرك زمان شعيب!. السعدي
(قالتْ إحداهُما يا أبتِ استأجِره إنَّ خيرَ من استأجَرتَ القويُّ الأمينُ ـ 26).
(يُتْبَعُ)
(/)
1ـ جواز تكلم المرأة بحضور الأجنبي ما لم تُخشَ الفتنة. ابن عثيمين
2ـ مشورة الأدنى للأعلى، لأنه قد يكون أعلم في بعض الأمور، لقولها (يا أبتِ استأجِره) وهذا للمشورة لا للاستلزام. ابن عثيمين
3ـ مشورة الإنسان على أبيه لا تُعد من التنقص. ابن عثيمين
4ـ تلطف هذه المرأة في مخاطبتها لأبيها بقولها (يا أبتِ)، ولهذا يقولون لا ينبغي للإنسان أن ينادي أباه باسمه، وأما الإخبار عن اسمه فهذا لا بأس به. ابن عثيمين
5ـ اتصاف موسى بصفتي القوة والأمانة، وقد شهدت المرأة على ذلك. ابن عثيمين
6ـ الرجوع في الأعمال إلى هذين الوصفين القوة والأمانة، لذا ينبغي أن يتحرى الإنسان في جميع أعماله من اتصف بهاتين الصفتين، وباختلال أحد الوصفين يختل العمل. ابن عثيمين
7ـ أن خير أجير وعامل يعمل للإنسان أن يكون قوياً وأميناً. السعدي
(قالَ إني أريدُ أنْ أنكِحَكَ إحدى ابنتيَّ هاتينِ على أنْ تأجُرَني ثمانيَ حِججٍ فإنْ أتممتَ عشراً فمِن عندكَ وما أريدُ أنْ أشقَّ عليكَ ستجِدُني إنْ شاءَ اللهُ من الصالحينَ ـ 27).
1ـ أن خطبة الرجل لابنته، الرجل الذي يتخيره لا يلام عليه. السعدي
2ـ عرض الرجل ابنته على الرجل الصالح سنة قديمة وقائمة فعلها الصالحون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ولا غضاضة في ذلك. عبدالكريم زيدان
3ـ نصح هذا الوالد لبناته، لأنها لما وصفته بالقوة والأمانة اختاره لبناته. ابن عثيمين
4ـ مشروعية الإجارة، وأنها تجوز على رعاية الغنم ونحوها مما لا يُقَدَّر به العمل، وإنما مرده العرف. السعدي
5ـ أنه تجوز الإجارة بالمنفعة، ولو كانت المنفعة بضعاً. السعدي
6ـ أن من مكارم الأخلاق أن يحسن الرجل خلقه لأجيره وخادمه ولا يشق عليه بالعمل. السعدي
7ـ أن صاحب مدين رجل مؤمن، وأنه على ملة لقوله (ستجدني إن شاء الله من الصالحين). ابن عثيمين
(قالَ ذلكَ بيني وبينكَ أيمَا الأجلينِ قضيتُ فلا عدوانَ عليَّ واللهُ على ما نقولُ وكيلٌ ـ 28).
1ـ أنه قد يطلق الأجل على العمل. ابن عثيمين
2ـ جواز عقد الإجارة وغيرها من العقود من دون إشهاد لقوله (والله على ما نقول وكيل). السعدي
3ـ أن موسى كان عارفاً بالله وعنده فطرة، وإن لم يكن نُبئ، لأن هذا كان قبل نبوته لقوله (والله على ما نقول وكيل) أي حافظ وشهيد. ابن عثيمين(/)
فوائد قصة ابنَي آدم عليه السلام .....
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[01 Mar 2009, 03:35 م]ـ
قال تعالى: (واتْلُ عليهِم نَبأ ابْنَي آدَمَ بالحقِّ إذ قَرَّبا قُرباناً فتُقُبِّلَ من أحدِهما ولمْ يُتُقَبَّلْ من الآخَرِ قالَ لأقْتُلَنَّكَ قالَ إنَّما يتَقبَّلُ اللهُ مِن المُتَّقِينَ ـ 27) سورة المائدة
1ـ أن الله أمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يتلو هذا النبأ، وأمره كان خاصاً به. ابن عثيمين
2ـ أن النبأ يكون في الخبر الهام. ابن عثيمين
3ـ أمر الله عزوجل نبيه صلى الله عليه وسلم أن يتلو هذه القصة تلاوة يعتبر بها المعتبرون، صدقا لا كذبا، وجِدًّا لا لعبا، لقوله (بالحق). السعدي
4ـ أن في هذه القصة وخيم عاقبة الحسد والبغي والظلم. ابن كثير
5ـ الظاهر أن ابني آدم ابناه من صلبه، وهو قول المفسرين. السعدي
6ـ تقربهما إلى الله وعلامة تقبل الله للقربان، بأن تنزل نار من السماء فتحرقه. السعدي
7ـ أن الله موصوف بصفات الأفعال (يتقبل). ابن عثيمين
8ـ أن سبب عدم قبول قربان الآخر يرجع إلى عدم تقواه. عبدالكريم زيدان
9ـ التقوى سبب لقبول الأعمال. ابن عثيمين
10ـ لا يقبل الله العمل إلا إذا كان خالصاً لوجه الله تعالى، صواباً أي متبعا لسنة نبينا صلى الله عليه وسلم. السعدي
11ـ تحذير الشرع من الحسد؛ لأنه صفة ذميمة تؤذي صاحبها وتجره إلى معصية الله عزوجل، وتجعله يتسخط على قضاء الله ويعترض على ربه، فهو أول ذنب عُصي الله به في السماء والأرض. عبدالكريم زيدان
12ـ من آثار الإيمان ارتباط المسلم بأخيه المسلم برباط الأخوة الإيمانية، وأن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، فلا يحب زوال نعمة أخيه المسلم. عبدالكريم زيدان
(لئِن بَسَطتَ إليَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَني ما أنَا بِباسِطٍ يَدِيَ إليكَ لأقْتُلَكَ إنِّي أخَافَ اللهَ رَبَّ العَالَمِينَ ـ 28).
1ـ يجب المدافعة عن النفس، إلا إذا خشي الفتنة. ابن عثيمين
2ـ الخوف من الله هو أقوى الأسباب الرادعة عن المعاصي والذنوب. ابن عثيمين
3ـ أن في هذا تخويف لكل من يريد القتل، فينبغي عليه أن يتقي الله ويخافه. السعدي
4ـ امتناع أخيه من أن يقابله بمثل صنيعه الفاسد، ورفضه لمقابلة السيئة بسيئة، خوفا من الله. عبدالكريم زيدان
(إنِّي أرِيدُ أن تَبُوأ بإِثمي وإثمِكَ فتكُونَ من أصْحابِ النَّارِ وذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ ـ29).
1ـ إثبات الإرادة للإنسان، وفي هذا رد على الجبرية. ابن عثيمين
2ـ أن القتل من كبائر الذنوب، وموجب لدخول النار. السعدي
3ـ أن معصية الإنسان ظلم لنفسه، والتوبة تُقبل منه حتى من الشرك. ابن عثيمين
4ـ أن وعظه لأخيه وتخويفه بعذاب الآخرة، كان من باب الشفقة عليه. عبدالكريم زيدان
5ـ أن المعتدي يحمل إثم نفسه وإثم من اعتدى عليه، وبهذين الإثمين يكون من أصحاب النار وهذا جزاء كل ظالم. عبدالكريم زيدان
(فَطوَّعَتْ لهُ نفسُهُ قتْلَ أخِيهِ فَقَتَلَهُ فأصْبَحَ من الخَاسِرينَ ـ 30).
1ـ يجب الحذر من النفس؛ لأنها أمارة بالسوء. ابن عثيمين
2ـ أنه أول من سنّ القتل، لحديث: (وما من نفس تُقتل إلا كان على ابن آدم الأول شطر من دمها؛ لأنه أول من سنّ القتل). السعدي
3ـ أن قتل النفس لا يُخرِج من الإيمان. ابن عثيمين
4ـ من سنّ سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة. السعدي
5ـ أن القاتل خسر نفسه حيث أوردها موارد الهلاك، وخسر أخاه ففقد الناصر والرفيق، وخسر دنياه فما تهنأ للقاتل حياة، وخسر آخرته فباء بإثمه الأول والأخير. سيد قطب
(فَبَعَثَ اللهُ غُرَاباً يَبْحَثُ في الأرْضِ لِيُريَهُ كيفَ يُوارِي سَوءَةَ أخِيهِ قالَ يا وَيلتى أعَجَزْتُ أنْ أكُونَ مِثلَ هذا الغُرابِ فَأواريَ سَوءَةَ أخي فأصبحَ من النَّادمِينَ ـ 31).
1ـ أن أخاه كان أول ميت مات من بني آدم، لذا لم يدرِ كيف يصنع به؟!. السعدي
2ـ أن أفعال المخلوقات مخلوقة لله تعالى. ابن عثيمين
3ـ أن الحيوانات قد تكون مرشدة للبشر، كما فعل هذا الغراب وعلّمه دفن الميت. ابن عثيمين
4ـ ندامة هذا القاتل، وهكذا عاقبة المعاصي الندامة والخسارة. السعدي
(مِن أجْلِ ذلِكَ كَتبْنا على بني إسْرائِيلَ أنَّهُ مَن قتَلَ نَفساً بِغيرِ نَفسٍ أو فسادٍ في الأرضِ فَكأنَّما قتَلَ النّاسَ جمِيعاً ومَن أحياها فَكأنَّما أحيا النَّاسَ جميعاً ولَقدْ جاءتْهُم رُسُلُنا بالبَيِّناتِ ثمَّ إنَّ كَثيراً مِنْهم بعدَ ذلِكَ لَمُسْرِفُونَ ـ 32).
1ـ إثبات العلة والحكمة في الأحكام الشرعية. ابن عثيمين
2ـ خص بني إسرائيل؛ لكثرة العدوان فيهم بفعل المعاصي ومخالفة الرسل. ابن عثيمين
3ـ أن الفساد في الأرض مبيح لقتل النفس. ابن عثيمين
4ـ أن القتل عاقبته وخيمة، وخسار في الدنيا والآخرة، ويجوز القتل بأمرين: إما أن يقتل نفسا بغير حق متعمدا، وإما أن يكون مفسدا في الأرض. السعدي
5ـ أن الرسل قد أيدوا بالبينات والحجج الساطعات. ابن عثيمين
6ـ كثرة أنبياء بني إسرائيل؛ والسبب في ذلك لأن بني إسرائيل قوم عُتاة يحتاجون إلى تجديد الوحي دائما!! .. ابن عثيمين
7ـ تقريع بني إسرائيل وتوبيخهم على ارتكابهم المحارم بعد علمهم بها!!. ابن كثير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[01 Mar 2009, 06:22 م]ـ
.
.
فوائد مهمة ومذاكرة علمية طيبة.
جزاكم الله خيرا على الجمع والترتيب والتثبيت في الملتقى.
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[01 Mar 2009, 06:39 م]ـ
سعدت وشرفت كثيرا بمرورك ودعواتك يا أستاذنا الدكتور عبدالفتاح خضر .. جزاك الله خير الجزاء ونفع بك .. آمين ,,,,
ـ[أبو المهند]ــــــــ[02 Mar 2009, 12:23 ص]ـ
سعدت وشرفت كثيرا بمرورك ودعواتك يا أستاذنا الدكتور عبدالفتاح خضر .. جزاك الله خير الجزاء ونفع بك .. آمين ,,,,
هذا حقك
وما ذكرتُه ليس من باب المجاملة لكم ـ حفظكم الله ـ بغير حق، بل بحق.
ومما نعانيه في كثير من الملتقيات عدم التعليق على المنسوب إلى أصحاب الأقلام الجديدة حتى مع عمق قولهم أو نقولاتهم والعكس والهرولة مع العكس.
ـ[ابومعاذالمصرى]ــــــــ[02 Mar 2009, 08:00 ص]ـ
إنما يتقبل الله من المتقين
ذكر القرطبى وغيره ان تقدير الآية إنما يتقبل الله المتقين للشرك وبالتالى فأعمال عصاة الموحدين الصالحة مقبوله ان توفر فيها شروط القبول
قال بعض المفسرين ان الاخوين كانا من بنى اسرائيل وهذا مردود عليه بأن القاتل لم يكن يعرف سنة الدفن واستحالة ان تظل البشرية لزمن بنى اسرائيل تجهل الدفن
بقيت اشكالية وهى فى قوله (فأصبح من النادمين) أليس الندم توبة
فقيل ربما لم يكن فى شرعهم الندم توبة
او كان من النادمين لأمر غير قتل اخيه كجهله بالدفن وتعليم الغراب له او غير ذلك
عذرا لتطفلى والمشاركة من باب العرض على العالم
جزاكم الله خيرا
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[02 Mar 2009, 08:38 ص]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الفاضل عبد الرحمن على هذه الفوائد القيمة وبانتظار المزيد منك قريباً بإذن الله تعالى نفع الله بك وزادك علماً وفهماً لكتابه العزيز.
هل تأذن لي أخي بوضع هذه الفوائد في موقعي إسلاميات؟
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[02 Mar 2009, 12:49 م]ـ
الأخ المفضال أبو معاذ المصري أقدم لك جزيل شكري على إضافتك القيمة هذه .. وأرحب بمرورك وإفاداتك العلمية النافعة وبانتظار المزيد ففوائدي لم تستوفِ جميع كتب التفسير فلك أن تضيف ماشئت مشكورا مأجورا .. وجزاك الله خير الجزاء ..
كما أثني شكري للأخت الكريمة سمر على مرورها الطيب .. فجزاكِ الله خيرا .. وعلى الرحب والسعة وكلي شرف في أن تنقلي جميع فوائدي في هذا الملتقى إلى موقعك المبارك .. وبوركتِ وبوركت جهودك ..
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[02 Mar 2009, 03:43 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك
لعل لي تعليق علي::
3ـ أن قتل النفس لا يُخرِج من الإيمان. ابن عثيمين
وأسأل: مالذي في الآية يفيد هذه الفائدة؟
إن الله قال عنه " فأصبح من الخاسرين "
إن السياق والفوائد التي أوردتها تؤيد أنه خرج من الايمان.
والله أعلم
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[02 Mar 2009, 05:13 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك
لعل لي تعليق علي::
وأسأل: مالذي في الآية يفيد هذه الفائدة؟
إن الله قال عنه " فأصبح من الخاسرين "
إن السياق والفوائد التي أوردتها تؤيد أنه خرج من الايمان.
والله أعلم
وعليكم السلام ورحمة الله
وفيك بارك أخي مصطفى سعيد .. وأثمن مرورك وتعليقك أثابك ربي الفردوس الأعلى ونفع بك .. آمين ,,,,
وأما الرد على تعليقك .. فأولا هذه الفوائد التي قرأتها ـ وفقك الله ـ قد نقلتها من استنباطات العلماء رحمهم الله وحفظ منهم الأحياء .. وقد نسبت كل فائدة لقائلها توثيقا ..
فقد ذكر العلامة العثيمين رحمه الله أن القتل سبب لدخول النار لقوله تعالى (فتكون من أصحاب النار) وقوله تعالى (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها) الآية .. وهل هو مخلد فيها تخليدا أبديا أم لا؟ اختلفت الأمة فمنهم من قال بأنه مخلد فيها أبدا وهم الخوارج والمعتزلة ولكن الخوارج كفروه وأما المعتزلة فقالوا إنه في منزلة بين منزلتين .. والذي عليه أهل السنة والجماعة أن القاتل يدخل النار ولا يخلد فيها .. و فائدة < أن قتل النفس لا يخرج من الإيمان > فدليلها قوله (فطوعت له نفسه قتل أخيه) فالله عزوجل وصفه بالأخوة بعد أن بين أنه قتله .. فذكر الأخوة بعد أن تم القتل .. ويدل لذلك قول الله قولا صريحا (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى .... ) الآية .. إلى أن قال (فمن عفي له من أخيه) فأثبت الأخوة .. فقتال المؤمن لا يوجب الكفر ولا يخرج من الإيمان لقوله تعالى أيضا (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا) الآية .. إلى أن قال بعدها (إنما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم) .. فالقتال لم يخرج الطائفتين المقتتلتين من أخوة الإيمان .. وبهذا نعرف أن الكفر في الكتاب والسنة قد يراد به الكفر الأصغر ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) .. انتهى كلامه رحمه الله تعالى ..
وبإمكانك الرجوع إلى كتب العقيدة والتفسير للاستزادة منها ..
وفقك الله وشكر لك ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[02 Mar 2009, 09:30 م]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا
هي هذه إذن فائدة < أن قتل النفس لا يخرج من الإيمان > فدليلها قوله (فطوعت له نفسه قتل أخيه) فالله عزوجل وصفه بالأخوة بعد أن بين أنه قتله .. فذكر الأخوة بعد أن تم القتل
وفقك الله وشكر لك(/)
أدلة وجوه الإعجاز
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[01 Mar 2009, 03:53 م]ـ
تحدى الله سبحانه وتعالى البشر أن يأتوا بـ"مثل"القرآن؛ قال تعالى:" وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ *فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ "وقال أيضا " وقُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ "
وقد تدرج الله مع البشر من القرآن كله "بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ " إلى عشر سور "بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ " إلى سورة واحدة " بِسُورَةٍ مِثْلِهِ"
ولا يتضح وجه التحدي بصورة واضحة أي "مثل" القرآن في ماذا؟
لكن العلماء تكلموا في ذلك، يقول ابن عطية "وجه التحدي في القرآن إنما هو بنظمه وصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه" ويقول ابن كثير "القرآن معجز من وجوه كثيرة منها فصاحته وبلاغته ونظمه وما تضمّنه من الأخبار الماضية والمستقبلة وما اشتمل عليه من الأحكام المحكمة الجلية" ووجوه الإعجاز عند الإمام البيضاوي تتمثل " في البلاغة وحسن النظم وكمال المعنى" وعند السيوطي " في البلاغة وحسن النظم والإخبار عن الغيب" وتتمثل عند ابن تيمية في اللفظ والنظم والإخبار بالغيب والأوامر والنواهي والوعد والوعيد والجلال والعظمة ونحو ذلك
ورغم اختلاف التعبير وتباين الألفاظ في تحديد وجوه الإعجاز عند العلماء إلا أن هذه العبارات جميعها تحصر الإعجاز في ثلاثة وجوه هي:
(1) صحة المعاني: أي مطابقة هذه المعاني للواقع في الأخبار، وتحقيقها للمصالح في الإنشاء (أو الأوامر والنواهي).
(2) حسن اللفظ وحلاوته: أي حلاوة الصوت القرآني في الآذان وبهجته في النفس وقوة أثرهـ فيها.
(3) جودة النظم: أي قوة الارتباط وحسن السبك ودقة التراكيب.
والكلام ينقسم إلى هذه الأقسام الثلاثة وكل ما يذكره العلماء من وجوه أخرى زائدة فإنما هي تفريعات لهذه الوجوه الثلاثة أو جمع لبعضها أو توسيعا له.
فهل لما ذكره العلماء من أدلة قرآنية؟
الإجابة نعم، وإن كانت الأدلة غير مباشرة
- أولا: دليل إعجاز النظم قوله تعالى "ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً" وبمفهوم المخالفة – كما يقول الأصوليون - فإنّ الآية تقرَّر أنّ: القرآن لما كان من عند الله فقد وجدوا فيه تناسقاً عجيباً لا يستطيع الفصحاء والبلغاء الإتيان بمثله في النظم والتأليف؛ إذ أن القرآن نص إلهي متماسك الأجزاء؛ متلائم التراكيب؛ آخذ بعضه بحجز بعض، وهو على اختلاف ما يتصرف فيه من الوجوه الكثيرة والطرق المختلفة يجعل المختلف كالمؤتلف والمتباين كالمتناسب، الأمر الذي تجد خلافه في نظوم البشر وتآليفهم.
- ثانيا: دليل إعجاز اللفظ قوله تعالى في سورة هود: (أم يقولون افتراه قل إن افتريته فأتوا بعشر سور مثله مفتريات) والافتراء "أي الكذب" أمر يتعلّق بالمعنى دون الألفاظ كما ذكر الجرجاني في الشافية، وبذلك يكون معنى الآية: إن كنتم تزعمون أني قد وضعت القرآن وافتريته وجئت به من عند نفسي ثم زعمت أنه وحي من الله - فضعوا انتم عشر سور وافتروا معانيها كما زعمتم أني افتريت معاني القرآن، أي أن التحدي هنا لم يكن بالمعاني التي زعموا أنها مفتراة"مكذوبة" بل بجمال اللفظ وحسن الكلام.
- ثالثا: دليل إعجاز المعاني قوله تعالى في سورة يونس "وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ" وإذا كان الافتراء يقع على المعاني لا الألفاظ؛ فهذه الآية تشير إلى إعجاز المعاني بصورة واضحة، والمعنى: هذا القرآن لا يمكن أن يكون افتراء وكذبا إطلاقا فإن زعمتم أنه كذلك فاتوا بمثله في صحة معناه وصدق أخباره وعدل أحكامه، وقد تحدى الله - في آية سورة يونس هذه - بالمعاني فلما عجزوا تحداهم باللفظ
(يُتْبَعُ)
(/)
، وسورة يونس في النزول قبل هود مباشرة.
والله تعالى كما قلل التحدي في العدد من القرآن كله إلى عشر سور إلى سورة كذلك تدرج معهم في نوع هذا الإعجاز.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 Mar 2009, 04:32 م]ـ
وأضيف إلى ما قلت أثره في نفوس السامعين وأظنه أقواها:
قال تعالى:
(وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) سورة المائدة (83)
وقوله تعالى:
(قُلْ آَمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا) سورة الإسراء (109)
وقوله تعالى:
(أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آَدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا) (58)
وقوله تعالى:
(وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (51) الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آَمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53)) سورة القصص
وقوله تعالى:
(اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) سورة الزمر (23)
وقوله تعالى:
(وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ) سورة فصلت (26)
وفق الله الجميع لما فيه الخير
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[01 Mar 2009, 09:13 م]ـ
السلام عليكم و بعد
كيف يمكن الإستدلال على وجه " الإخبار بالغيب "؟ خاصة و أنه يمكن أن يعترض معترض - من الكفار طبعا - بأنه يمكن أن يحصل على شيء من أخبار الغيب عن طريق الكتب السابقة أو إتهامه - عليه الصلاة و السلام - بالتكهن و الاستعانة بالجن فى معرفة بعض الغيب - و قد قيل - ... ثم إذا قلنا أن أخبار الغيب وجه من وجوه الإعجاز لحصرنا الإعجاز في الآيات التى تتحدث عن الغيب فحسب ... و من هنا يتبن لنا أن الوجه الذي يسلم من أي انتقاد و يستقيم مع كل آي القرآن هو الوجه البلاغي أي: حسن النظم و جزالة العبارة و قوة البلاغة مع ما يصحبه من تاثير و سلطان على نفوس سامعيه .... و الله أعلم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 Mar 2009, 10:00 م]ـ
الأخ الفاضل شهاب الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد:
تعقيباً على كلامك أقول:
إن الاخبار بالمغيبات وجه من وجوه الاعجاز ودليل من أقوى الأدلة على نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا واضح جدا.
والاعتراض على عدم صلاحية الاحتجاج بما جاء في القرآن عن أمور وقعت بعد أن أخبر بها القرآن بما ذكرتَ لا يصلح للآتي:
أولا:لأن التكهن لم يكن مصدراً موثوقا حتى عند من يتخذونه طريقاً لمعرفة بعض المغيبات.
ثانياً: وهو تعليل لأولاً، لأنه لم يعهد في شأن الكهانة أن تأتي الأمور كما يخبر بها الكهان لا تتخلف، كما هو شأن القرآن في كل الأمور الغيبية التي أخبر بوقوعها قبل أن تقع.
ولا يلزم من القول أن من وجوه الإعجاز في القرآن الاخبار بالغيب حصر الاعجاز في هذا الجانب.
وفق الله الجميع لكل خير.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[02 Mar 2009, 12:02 ص]ـ
بارك الله فيك أخى المحب جعلني الله و إياك من المحبين للقرآن
إذا الذى فهمت أن الإخبار عن الغيب - سواء الماضى منه أو المستقبل - و جه من وجوه الإعجاز إذا أضيف إلى باقى الوجوه لكن هل صفت الإعجاز لازمة لكل جزء من أجزاء القرآن؟ إذا كان نعم - و هو الجواب المتعين خلافا للمعتزلة كما هو معلوم عندك - فينبغى - في رأي - حمل الآيات و السور على الوجه الإعجازي الذي يشملها كلها .... و الله أعلم ....
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[02 Mar 2009, 10:10 م]ـ
أخي محب القرآن ليس تأثير القرآن في عقول ووجدان ونفوس السامعين من أقوى الوجوه فحسب بل هذا التأثير هو غاية الوجوه المذكورة؛ إذ أن كل وجه من الوجوه مؤثر وما سماه بعض المعاصرين بالإعجاز التأثيري ليس دقيقا؛ إلا أن يخصص فإعجاز المعاني له تأثيره في عقول الناس والنظمي واللفظي له تأثيره في وجدان الناس ومشاعرهم
وتحت إعجاز المعاني يمكن أن يندرج الإعجاز العلمي والتشريعي
وتحت إعجاز النظم يمكن أن يندرج إعجاز التركيب والبلاغة والتناسب ونحو ذلك
وتحت إعجاز اللفظ يمكن أن يندرج إعجاز الفصاحة وكل ما ينشأ من تأثير التلاوة والصوت القرآني ونحو ذلك
وكل ذلك إعجاز مؤثر
(يُتْبَعُ)
(/)